Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

ج10 .تاج العروس من جواهر القاموس

 

10.تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

== الدَّارهِمِ وغيرِها بَهْرَجٌ ، قال : وهو إِعْرابُ نَبَهْرَه ، فارسي .
وعن ابن الأَعْرَابيّ : البَهْرَجُ : الدِّرْهَمُ المُبْطَلُ السِّكّةِ ، وكلّ مَردودٍ عند العرب بَهْرَجٌ ، ونَبَهْرَجٌ .
وفي الحديث : ( أَنه بَهْرَجَ دَمَ ( ابنِ ) كأَنَّهُ طُرِحَ فلا يُتَنَافَس فيه ، كذا في شَرْحِ الفَصِيح للمرْزُوقِيّ .
( و ) البَهْرَجُ : الشيءُ ( المُبَاحُ ) ، يقال : بَهْرَجَ دَمَه .
( و ) من المجاز : ( البَهْرَجَةُ : أَن يُعْدَلَ بالشَّيْءِ عن الجَادَّةِ القاصدَةِ إِلى غَيْرِها ) . وفي الحَدِيثِ : ( أَنّه أُتِيَ بجِرابِ لُؤْلُؤٍ بَهْرَجٍ ) أَي رَدِىءٍ ، قال : وقال القُتَيْبِي ، أَحْسَبه بجِرَابِ لُؤْلُؤٍ بُهْرِجَ ، أَي عُدِلَ به عن الطّرِيقِ المَسْلوكِ خَوفاً مِن العَشَّارِ ، واللّفظَةُ مُعَرَّبة وقيل : هي كلمةٌ هِنْدِيّة ، أَصلها نَبَهْلَه ، وهو الرّدِىءُ ، فنُقلت إلى الفارسِيّة ، فقيل : نَبَهْرَه ، ثم عُرّبت بَهْرَج .
قال الازهريّ : وبُهْرِجَ بهم ، إِذا أُخِذَ بهم في غير المَحَجَّة .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( المُبَهْرجُ ) من المِيَاهِ : المُهْمَلُ الّذِي لا يُمْنَعُ عنه كلُّ مَنْ وَرَدَ .
( و ) المُبَهْرَجُ ( من الدِّماءِ : المُهْدَرُ ، و ) منه ( قولُ أَبِي مِحْجَنٍ ) الثَّقَفِيّ ( لابنِ أَبِي وَقّاصٍ ) رضي الله عنهما ( : أَمَّا إِذْ ( بَهْرَجْتَنِي ) فلا أَشْرَبُهَا أَبداً ) يعني الخَمْرَ ( أَي أَهْدَرْتَنِي بإِسقاطِ الحَدِّ عَنِّي ) .
وفي الأَساس : ومن المجاز : كلامٌ بَهْرَجٌ ، وعَمَلٌ بَهْرَجٌ : رَدِىءٌ ، ودم بَهْرَجٌ : هَدَرٌ .
وفي اللسان ، وشرح الحماسة عن ابن الأَعرابيّ : مَكَانٌ بَهْرَجٌ : غيرُ حِمًى ، وقد بَهْرَجَه فَتَبَهْرَجَ .

____________________

(5/433)


بهرمج : ( البَهْرَامَجُ ) ، بالفَتْح : ( نَبْتٌ ) ، وفي اللسان : هو الشَّجَرُ الذي يقالُ له الرَّنْفُ ، وهو من أَشجارِ الجِبال .
وقال أَبو عُبَيد ، في بعض النسخ : لا أَعرِف ما البَهرَامَجُ .
وقال أَبو حنيفةَ : البَهْرامَجُ : فارسيّ . وهو الرَّنَفُ ، قال : ( وهو ضَرْبانِ ) : ضَرْبٌ منه ( أَحمَرُ ) مُشْرَبٌ لونُ شَعرِه حمرَةً ( و ) منه ( أَخْضَرُ ) هَيَادِبِ النَّوْرِ ، ( وكِلاهما طَيِّبُ الرّائِحَةِ ) وله خَواصُّ ومَنافعُ مُفَصَّلَةٌ في مَحالِّها .
بوج : ( *!البَوْجُ *!والبَوَجانُ ، محرّكةً : الإِعيَاءُ ) ، قال ابن بُزُرْج : وبَعِيرٌ *!بائِجٌ ، إِذا أَعْيَا ، وقد *! بُجْتُ أَنا : مَشَيْتُ حتى أَعيَيْتُ ، وأَنشد :
قد كُنتَ حِيناً تَرتَجِي رِسْلَهَا
فاطَّرَدَ الحَائِلُ *!والبائِجُ
يعني المُخِفَّ والمُثْقِلَ .
( و ) *!البَوْجُ ( : تَكَشُّفُ البَرْقِ ، *!كالتَّبَوُّجِ *!والتَّبْوِيجِ *!والابتِيَاجِ ) هاكذا في النُّسخ ، من باب الافتعال .
والذي في اللّسَان وغيره :*! الانْبِيَاجُ من الانفعال ، يقال : *!باج البَرْقُ *!يَبُوْجُ *!بَوجاً *!وبَوَجَاناً .
*!وتَبَوَّجَ إِذا بَرَقَ ولمَعَ وتَكَشَّفَ .
*!وانْباجَ البَرْقُ *!انْبِياجاً ، إِذا تَكَشَّفَ ، وفي الحديث : ( ثُمّ هَبّت رِيحٌ سَودَاءُ فيها بَرْقٌ *!مُتَبَوِّجٌ ) أَي مُتأَلِّقٌ برُعُودٍ وبُرُوقٍ .
*!وتَبَوَّجَ البَرْقُ : اتَفَرَّقَ في وَجْهِ السَّحابِ ، وقيل : تَتَابَعَ لَمْعُه .
( و ) *!البَوْجُ : ( الصِّيَاحُ ) .
*!وبَوَّجَ : صَيَّحَ ، ورَجلٌ *!بَوَّاجٌ : صَيَّاحٌ .
( *!والبَائِجَةُ : الدّاهِيَةُ ) ، عن أَبي عُبَيدٍ ، وهاذا مَحلّ ذِكْرِهَا لا الهَمْز ، وقد أَشرنَا هُنالك . قال أَبو ذؤيب :
____________________

(5/434)



أَمْسَى وأَمسَينَ لا يَخْشَينَ بائِجَةً
إِلاَّ ضَوارِيَ في أَعناقِها القِدَدُ
والجَمعُ *!البَوَائِجُ ، وعن الأَصمَعِيّ : جاءَ فلانٌ *!بالبَائِجَةِ والفَلِيقَةِ ، وهي من أَسماءِ الدّاهِيَة ، يقال : *!باجَتْهُم *!البائِجَةُ *!تَبُوجُهم ، أي أَصابَتْهُم ، وقد *!باجَتْ عليهم *!بَوْجاً ، *!وانْبَاجَتْ *!بائِجَةٌ ، أَي انْفَتَقَ فَتْقٌ مُنْكَرٌ ( *!وانْبَاجَتْ عليهم *!بَوائِجُ ) مُنْكَرَةٌ ، إِذا ( انْفَتَقَتْ ) عليهم ( دَوَاهٍ ) ، قال الشّمّاخُ يرثى عمرَ بنَ الخطّابِ رضي الله عنه :
قَضَيْتَ أُموراً ثمَّ غادَرْتَ بَعدَها
بَوَائِجَ في أَكْمَامِها لمْ تُفْتَّقِ
( *!والبائِجُ : عِرْقٌ في ) باطنِ ( الفَخِذِ ) ، قال الرّاجز :
إِذا وَجِعنَ أَبْهَراً أَو *!بائِجَا
جمعُه البَوَائِجُ قال جَنْدلٌ :
بالكاسِ والأَيْدِي دَمُ البَوائجِ
يعني العُروق المُفتَّقة .

وقال ابن سِيده : *!البائِجُ : عِرْقٌ مُحيطٌ بالبَدَنه كلِّه ، سُمِّيَ بذالك لانتشاره وافْتِراقِه .
( *!وباجَةُ : د ، بإِفْرِيقِيَّةَ ) بينها وبين القَيْرَوَانِ ثَلاثُ مَراحلَ ( منه ) أَبو محمدٍ ( عبدُ الله بنُ مُحمَّدِ ) بنِ عليِّ بنِ شريعةَ بنِ رِفَاعَةَ بنِ صَخْرِ بنِ سَماعةَ اللّخْمِيّ ، سكن إِسْبِيلِيَة ، فَقِيهٌ مُحدِّث .
( و ) القاضي ( أَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ ابن خَلَف ) بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوبَ ( : الإِمامُ المُصَنِّفُ ) ، سمعَ بمكّةَ أَبا ذَرَ الهَرَوِيّ ، وببغدادَ أَبا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ ، وأَلّفَ في الأُصولِ ، وشرحَ المُوَطَّأَ ، روى عنه ببغدادَ الخَطيبُ وغيرُه ، قال شيخنا : الصّحيح أَنّه من *!باجَةِ الأَنْدَلُسِ ، لا من باجَةِ أَفْرِيقِيَّةَ ، وقد تَوهَّمَ المصنّفُ .
قلت : هاذا الاختلافُ إِنما هو في أَبي
____________________

(5/435)


مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيّ ، فإِنه ذكر ابنُ الأثيرِ عن أَبي الفضلِ المَقْدِسِيّ أَنه من باجَةِ الأَنْدَلُسِ ، وقد ردّ عليه الحافظُ أَبو محمدٍ عبدُ الله بنُ عيسى الإِشْبِيلِيّ ذالك ، وهو أَعلمُ ببلادهم .
( و ) باجَةُ : ( د ، بالأَنْدَلُسِ ) قيل : منها أَبو محمّدٍ *!-الباجِيّ على ما ذكَره المَقْدِسيّ ، وقد ذُكِرَ قريباً .
( و ) باجَةُ ( : والدُ ) أَبي إِسحاقَ ( إِسمَاعِيلَ ) بنِ إِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ ( الشِّيرازِيّ المُحَدِّثِ ) يُعرفُ بابنِ باجَةَ ، سمِعَ الرَّبِيعَ بنَ سُليمانَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابنُ الأَعرابيّ : *!باجَ الرجُلُ *!يَبُوجُ *!بَوْجاً ، إِذا أَسْفَرَ وَجْهُه بعدَ شُحُوبِ السَّفَرِ .
والبَائِجَةُ : ما اتَّسَعَ من الرَّمْلِ .
*!وباجَتْهُم البَائِجَةُ *!تَبُوجُهم : أَصابَتْهم وقد *!باجَتْ عليهِم ، كانْبَاجَتْ .
والبَاجَةُ : الاخْتِلاطُ .
*!وباجَهُم الشَّرُّ بَوْجاً : عَمَّهُم .
وعن ابن الأَعْرَابيّ : البَاجُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ، وهو الطَّرِيقَةُ من المَحَاجِّ المُسْتَوِيَةُ ، وقد تقدّم .
ونحن في ذالك*! باجٌ واحدٌ ، أَي سواءٌ ، قال ابنُ سيده : حكاه أَبو زيد غيرَ مهموز ، وحكاه ابن السِّكِّيت مهموزاً ، وقد تقدّم ، قال : وهو من ذواتِ الواوِ ، لوجود ، بوج ، وعدم ، بيج .
وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه : ( أَجعلُها باجاً واحِداً ) وهو فارِسِيّ مُعَرَّب ، وقد تقدّم .
2 ( فصل التّاء ) المثنّاة الفوقيّة مع الجيم ) 2
تجج : ( )*! تَجْ *!تَجْ دُعاءُ الدَّجَاجةِ ، كذا في اللسان .
ترج : ( تَرَجَ ) ، كنَصر ( : اسْتَتَرَ ) ، وَرَتِجَ ، إِذا أَغلَقَ كلاماً أَو غَيْرَه ، قاله أَبو عَمرٍ و .
( و ) تَرِجَ ( كفَرِحَ : أَشْكَلَ ) ، وفي
____________________

(5/436)


نُسخة : اشْتَكَلَ ( عَلَيْهِ شيءٌ من عِلْمٍ أَو غَيْرِه ) ، كذا في التهذيب .
( وتَرْجُ ) بالفتح : موضعٌ ، قال مُزَاحمٌ العُقَيْلِيّ :
وهَابٍ كجُثْمانِ الحَمَامَةِ أَجْفَلَتْ
بهِ ريحُ تَرْجٍ والصَّبَا كُلَّ مُجْفَلِ
الهابِى : الرَّمَادُ .
وقيل : تَرْجٌ : موضِعٌ يُنْسَب إِليه الأُسْدُ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
كَأَنَّ مُحَرَّباً من أُسْدٍ تَرْجٍ
يُنَازِلُهُم لِنَابَيْهِ قَبِيبُ
وفي التهذيب : تَرْجٌ ( مَأْسَدَةٌ ) بناحِية الغَوْرِ ، ويقال في المثل : ( هو أَجْرَأُ من الماشي بِتَرْجٍ ) ؛ لأَنّه مَأَسَدَةٌ .
( والأُتْرُجُّ ) ، بضمّ الهمزة وسكون المثنّاة وضمّ الراءِ وتشديد الجيم ، ( والأُتْرُجَّةُ ) بزيادة الهاءِ ، وقد تُخفَّف الجيم ، ( والتُّرُنْجَةُ والتُّرُنْجُ ) ، بحذف الهمزة فيهما ، وزيادة النون قبل الجيم ، فصارتْ هاذه خَمْسَ لغاتٍ ، ونقل ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيّ في فصيحه : أُتْرُنْجٌ بإِثبات الهمزة والنون معاً والتخفيف ، واقتصر القَزّازُ على الأُتْرُجّ والتُّرُنْجِ ، قال : والأَوّل أَفصَحُ ، وهو كثيرٌ ببلادِ العربِ ، ولا يكون بَرِّيًّا ، وذكرهما ابن السِّكِّيت في الإِصلاح ، وقال القَزّاز في كتاب المَعَالِم : التُّرُنْجُ لغة مَرْغُوبٌ عنها .
وفي اللسان : الأُتْرُجُّ : ( م ) ، أَي معروفٌ ، واحدَتُه تُرُنْجَةٌ وأُتْرجَّةٌ ، قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العَبِيرِ بِها
كَأَنّ تَطْيابَها في الأَنْفِ مَشْمُومُ
وحكى أَبو عُبَيْدة : تُرُنْجَةٌ وَتُرُنْجٌ ، ونَظيرُها ما حَكاه سيبويه : وَتَرٌ عُرُنْدٌ ، أَي غَليظٌ ، والعامّة تقول أُتْرُنْجٌ وتُرُنْجٌ ، والأَوّل كلامُ الفصحاءِ .
ونقل شيخُنا عن تقويمِ المُفْسد لأَبِي حاتم : جَمْعُ الأُتْرُجّة أُتْرُجٌّ وأُتْرُجّاتٌ ، ولا يقال تُرُنْجات .
____________________

(5/437)



وفي سِفْر السّعادة للسَّخاويْ : أُتْرُجٌّ جمعُ أُتْرُجَّةٍ ، وتقديرها أُفْعُلَّةٌ ، والهمزةُ زائدةٌ .
وروى أَبو زيد : تُرُنْجَةٌ ، والجمع تُرُنْجٌ . انتهى .
وقد أَجمعوا على زيادة النّون في تُرُنجٍ ، قال أَئمّة الصّرْف : لقولهم : تُرُجٌّ ، بحذفها ، ولو كانت أَصليّة لم تُحذَف ، ولفقْدِ نَحوِ جُعُفْر ، بضمّتين وسكون الفاءِ ، من كلام العرب ولأَنّه لغة ضعيفةٌ عند جماعة ، ومُنْكَرةٌ عند أُخرى ، والأَفصحُ أُتْرُجٌّ ، كما هو رأَيُ الكُلِّ ، قاله شيخنا .
( حامِضُه مُسَكِّنٌ غُلْمَةَ ) بالضّمّ ( النسَاءِ ) ، أَي شَهوَتَهنّ ( ويَجلُو اللَّونَ والكَلَفَ ) الحاصلَ من البَلْغمِ ، ( وقِشْرُهُ في الثّيابِ يَمنَعُ ) ضَرَرَ ( السُّوسِ ) ، وهو نافعٌ من أَنواعِ السُّمُوم ، وشَمُّه بأَنْوَاعه في أَيّام الوَباءِ نافِعٌ غايةً ، ومن خَواصّه أَن الجِنَّ لا تَدخُلُ بَيتاً فيه أُتْرُجَّة ، كما حكاه الجَلالُ في التّوشيحِ ، قال شيخنا : قيل : ومنه تَظْهَرُ حِكمةُ تَشبيهِ قارىءِ القُرآنِ به ، في حديث الصَّحِيحَينِ وغيرِهِما .
( ورِيحٌ تَرِيجةٌ : شَديدةٌ ، ورجُلٌ تَرِيجٌ شَديدُ الأَعصابِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما ورد في الحدِيثِ : ( أَنّه نَهى عن لُبْسِ القَسِّيِّ المُتَرَّجِ ) هو المصبوغُ بالحُمرَةِ صَبْغاً مُشْبَعاً .
تفرج : ( ) ويستدرك عليه أَيضاً :
التَّفاريجُ : وهي فُرَجُ الدَّرَابِزِينِ ، وفَتَحَاتُ الأَصابِعِ وأَفْوَاتُهَا ، وهي وَتائِرُهَا ، واحدُها تِفْرَاجٌ ، وهو في التّهذيب ، ونقله في الّلسان .
تلج : ( التُّلَجُ ، كصُرَدٍ : فَرْخُ العُقَابِ )
____________________

(5/438)


قاله الأَزهريّ ، وأَصلُه وُلَجُ .
( وأَتْلَجَهُ فيه : أَدخلَهُ ) ، وأَصله أَوْلَجَه ، وسيأْتي في الواو .
وفي اللّسان التَّوْلَجُ : كِنَاسُ الظَّبْيِ ، فَوْعَلٌ ، عند كُراع ، وتاؤُه أَصلٌ عنده ، قال الشاعر :
مُتَّخِذاً في ضَعَوَاتٍ تَوْلَجَا
وفي التّهذيب في ترجمة ترب : التَّوْلَجُ : الكِنَاسُ الّذي يَلِجُ فيه الظَّبيُ وغيرُه من الوَحش .
تنج : ( لتُّنْجِيُّ بالضّمّ : ضَرْبٌ من الطَّيرِ ) لم يذكره ابنُ منظورٍ ، كالجوهريّ .
توج : ( *!تَوَّجُ ، كبَقَّم ) ، وفي مُعَرَّبِ الجَوَالِيقيّ في التاءِ الفَوقِيّة :
ولبعضهم : لم تَأْتِ أَسماءٌ بوزن فَعَّل للعرب غير : شَمَّر ، وبَقَّم ، وعَثَّر ، وبَذَّر ، *!وتَوَّج ، وخَوَّد ، وشَلَّم ، وخَضَّم . قال شيخنا : وصَرَّح ابن القطّاع وغيره بأَنّه ليس لهم اسم على فَعَّل غير هذه الأسماءِ الثّمانية ، لا تاسعَ لها ؛ لأَنَّ هاذا الوَزْنَ من أَوزانِ الأَفعال دون الأَسماءِ ( : مَأْسَدَةٌ ) ، ذكره مُلَيحٌ الهُذَلِيّ :
ومن دُونِه أَثْبَاجُ فَلْجٍ وتَوَّجُ
وفي التّهذيب في ترجمة ( بقم ) تَوَّجُ على فَعَّل : موضِعٌ قال جَرِير :
أَعطُوا البَعِيثَ حَفَّةً ومِنْسَجَاوافتلحوه يقرا *!بِتَوَّجَا
( و ) تَوَّجُ ( : لا ، بفارِسَ ) وفي نسخة ، إِشارة الدّال ، بدل الهاءِ .
ومن سجعات الأَساس : خَرَجَ تحْتَه الأَعوَجِيّ ، وعلى يَدِه*!- التَّوَّجِيُّ ، أَي الصَّقْرُ المنسوب إِلى تَوَّجَ من قُرَى فارِسَ .
( *!والّتاجُ : الإِكْلِيلُ ) ، والقُصَّةُ والعِمَامَةُ ، والأَخيرُ على ( التّشبِيه ) ،
____________________

(5/439)


( ج*! تِيجَانٌ ) *!وأَتْوَاجٌ ، والعرب تُسَمّى العَمَائِمَ*! التَّاجَ ، وفي الحديث ( العَمَائِمُ التَّاجَ ، وفي الحديث ( العَمَائِمخ تِيجَانُ العَرَبِ ) جمعُ*! تاجٍ ، وهو ما يُصَاغُ للمُلُوك من الذَّهَبِ والجَوْهَرِ ، أَراد أَن العَمَائِمَ للعربه بمنزلة *!التِّيجَانِ للمُلُوك ؛ لأَنّهم أَكثرُ ما يكونُون في البَوادِي مكشوفِي الرُّؤُوسِ أَو بالقَلانِس ، والعَمَائمُ فيهم قليلةٌ ، والأَكالِيلُ : تِيجانُ مُلُوكِ العَجَمِ .
( *!وتَوَّجَهُ ) أَي سَوَّدَهُ ، وعَمَّمَهُ ( *!فتَتَوَّجَ : أَلْبَسَه إِيّاهُ فَلَبِسَ ) .
ومَلِكٌ مُتَوَّجٌ .
( و ) التَّاجُ ( : دارٌ للمُعْتَضِدِ ) بالله العَبّاسيّ ( ببَغْدَادَ ) ، أَتَمَّهُ ابنُه المُكْتَفِي بالله ، وقَصْرٌ بمِصْرَ للفاطِمِيّين يُعرَف بالتّاجِ والوُجُوهِ السَّبْعِ .
( *!وتَاجَتْ إِصْبَعِي فيهِ ) لُغَة في ( ثَاخَتْ ) ، بالثَّاءِ والخَاءِ ، وسيأْتي في موضعه .
( *!وتَاجَةُ ) اسم امرأَةٍ قال :
يا ويحَ تاجَةَ ما هاذا الّذِي زَعَمَتْ
أَشَمَّهَا سَبُعٌ أَم مَسَّها لَمَمُ
وسيأْتي ( في شفر ) .
( *!والتَّاجِيَّةُ : مقْبَرَةٌ ببَغْدَادَ ، نُسِبَتْ إِلى مَدْرَسَةِ تاجِ المُلْكِ أَبِي الغَنَائِمِ ) .
( و )*! التَّاجِيَّةُ ( : نَهْرٌ بالكُوفَةِ ) .
( وذُو التّاجِ ) : لقبُ جماعَةٍ ، منهم : ( أَبُو أُحَيْحَةَ سَعيدُ بنُ العَاصِ ، ومَعْبَدُ ابنُ عامِرٍ ، وحارِثَةُ بنُ عَمْرٍ و ، ولَقِيطُ ابنُ مالكٍ ، وهُوْذَةُ بنُ عَلِيّ ، ومالِكُ ابنُ خَالِدٍ ) .
( وإِمامٌ*! تائِجٌ ) ، أَي ( ذُو تاجٍ ) ، على النَّسَب ؛ لأَنّا لم نَسمَعْ له بفعل غيرِ متعدّ ، قال هِيْمَانُ بنُ قُحَافَةَ :
تَقَدُّمَ النّاسَ الإِمامَ *!التَّائِجا
أَرادَ تقَدَّمَ الإِمامُ التَّائِجُ النَّاسَ ، فقلب . وهاذا كما يُقَال : رجلٌ دَارِعٌ : ذُو دِرْعٍ .
*!والمُتَوَّجُ : المُسَوَّدُ ، وكذالك المُعَمَّمُ .
____________________

(5/440)



( *!والمَتاوِجُ ) بالفَتْح ( في قول جَنْدَلٍ ) الرّاعي .
( بِقَرِدٍ مُخْرَنْطِمِ *!المُتَاوِجِ )
أَي ( حَيْثُ *!يَتَتَوَّجُ بالعِمَامَةِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّاجُ للفِضَّة ، ويقال : للصَّلِيجَةِ ( أَي السَّبيكة ) من الفِضّةِ تَاجَةٌ ، وأَصلُها تَازَه ، بالفارِسِيّة للدِّرْهم المَضْرُوبِ حديثاً .
وبَنُو تاجٍ : قبيلةٌ من عَدْوانَ ، مصروف ، قال :
أَبَعْدَ بني تَاجٍ وسَعْيِكَ بيْنَهُمْ
فلا تُتْبِعَنْ عَيْنَيْكَ ما كَانَ هَالِكَا
وتَاجٌ ، *!وتُوَيجٌ ، *!ومُتَوَّجٌ : أَسماءٌ .
وتاجٌ ( : موضعٌ معرُوفٌ بمِصرَ ، وهو المُرَاد في قول القَائِل :
رِياضٌ كالعَرَائِسِ حينَ تُجْلَى
يُزَيِّنُ وَجْهَها تاجٌ وقُرْطُ
قالوا : والقُرْطُ بالضمّ : نَبَاتٌ مشهورٌ وهذا الأَخيرُ استدركه شيخُنا .
2 ( فصل الثّاء ) المثلّثة مع الجيم ) 2
ثأَج : ( ا*!لثُّؤَاجُ ، بالضَّمِّ ) على القياس ؛ لأَنّه صَوتٌ ( : صِياحُ الغَنَمِ ) . ومن سجعات الأَساس : لا بُدَّ للنِّعاج ، من *!الثُّؤَاج .
( و ) قد ( *!ثَأَجَتْ ، كمَنَع ) *!تَثْأَجُ *!ثَأَجاً *!وثُؤَاجاً : صاحَتْ ، وفي الحديث ( لا تَأْتِي يومَ القِيَامَةِ وعلى رَقَبَتِكَ شاةٌ لها *!ثُؤَاجٌ ) وأَنشد أَبو زيدٍ في كتاب الهَمز :
وقد *!ثَأَجُوا *!كثُؤَاجِ الغَنَمْ
____________________

(5/441)



وفي هامش الصحاح : هو عَجُزُ بيْتٍ لأُمَيَّةَ ، يذكر أَبْرَهَةَ صاحبَ الفِيلِ ، وصدره .
يُذَكِّرُ بالصَّبرِ أَجيَادَهُم
( فهي *!ثائِجَةٌ ، مِن ) غَنَمٍ ( *!ثَوَائِجَ ، *!وثائِجاتٍ ) ، ومنه كتاب عمرو بن أَفْصَى : ( إِنَّ لَهُمُ *!الثَّائِجَةَ ) هي التي تُصَوِّتُ من الغَنَم ، وقيل : هو خاصٌّ بالضّأْنِ منها ، وفي كتابٍ آخَرَ : ( ولهُم الصّاهِلُ والشَّاحِجُ ، والخَائِرُ *!والثَّائِجُ ) .
( *!وثَأْجٌ : ة ، بالبَحرَينِ ) في أَعْراضها ، فيها نَخْلٌ ، قال تميمُ بنُ مُقْبِلٍ :
يا جارَتَيَّ على *!ثَأْجٍ سَبِيلَكُما
سَيْراً حَثِيثاً فَلَمَّا تَعلَمَا خَبَرِي
وذكره ابن منظور في ثوج .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!ثَأَجَ *!يَثْأَجُ : شَرِبَ شَربَاتٍ ، وهو عن أَبي حنيفَةَ ، كذا في اللسان .
ثبج : ( الثَّبَجُ ) ، مُحَرَّكَةً : ما بينَ الكاهِل إِلى الظَّهْرِ .
وثَبَجُ الظَّهْرِ : مُعْظَمُه ، وما فيه مَحَانِى الضُّلُوع ، وقيل : هو ما بَيْنَ العَجُز إِلى المَحْرَكِ ، والجمعُ أَثْبَاجٌ .
( و ) الثَّبَجُ ( : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه ) وأَعلاهُ ، والجمعُ أَثْباجٌ وثُبُوجٌ ، وفي الحديث ( خِيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وآخِرُهَا ، وبين ذالك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس مِنْكَ ولستَ منه ) وفي حديث عُبَادَةَ ( : يُوشِكُ أَنْ يُرَى الرَّجُلُ مِن ثَبَجِ المُسْلمينَ ) أَي من وَسَطِهِم ، وقيل : مِن سَرَاتِهم وعِلْيَتِهِمْ ، وفي حديثِ عليَ ، رضي الله عنه : ( وعليكُم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضرِبُوا ثَبَجَهُ ، فإِنّ الشيطانَ راكدٌ في كِسْرِه ) وقال أَبو عُبَيْدة : الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه .
____________________

(5/442)



والثَّبَجُ : عُلُوُّ وَسَطِ البَحْرِ إِذا تلاقَتْ أَمواجُه ، وقد يُسْتَعَار لأَعالِي الأَمواجِ ، وفي حديث أُمِّ حَرَامٍ : ( يَرْكَبُون ثَبَجَ هاذا البَحْرِ ) أَي وَسَطَه ومُعْظَمَه ، وفي حديث الزُّهرِيّ : كُنْتُ إِذا فاتحْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ فَتَقْتُ به ثَبَجَ بَحْرٍ ) .
وثَبَجُ البَحْرِ واللَّيْلِ : مُعْظَمُه .
وفي الأَساس : من المجاز : تَسَنَّمتِ الحُمُرُ أَثْباجَ الآكامِ .
وَرَكِبَ ثَبَجَ البحرِ ، ومضَى ثَبَجٌ من اللَّيْلِ ، والْتَقَمَ لُقَماً مثْلَ أَثْباجِ القَطَا ، وهي أَوْساطُها . انتهى .
( و ) الثَّبَجُ : ( صَدْرُ القَطَا ) ، قال أَبو مالِكٍ : الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ على الكاهل إِلى الصَّدْرِ ، قال : والدَّليلُ علي أَنّ الثَّبَجَ من الصَّدْرِ أَيضاً قولهم : أَثْبَاجُ القَطَا .
( و ) الثَبَجُ : ( اضْطِرابُ الكلامِ وتَفْنِينُه ) ، وفي نسخة : تَفَنُّنُه .
( و ) الثَّبَجُ ( : تَعْمِيَةُ الخَطِّ وتَرْكُ بَيانِه ، كالتَّثْبِيجِ ) يقا : ثَبَّجَ الكِتَابَ والكَلاَمَ تَثْبِيجاً : لم يَأْت به على وَجْهِه ، وعن اللَّيْث : التَّثْبِيجُ : التَّخْلِيطُ ، وكتابٌ مُثَبَّجٌ وقد ثُبَجَ تَثْبِيجاً .
( و ) الثَّبَجُ : ( طائرٌ ) يصيحُ اللَّيْلَ أَجمعَ ، كَأَنَّهُ يَئِنُّ ، والجمعُ ثِبْجانٌ .
( و ) في المثَل : ( عارَضَ فلانٌ في قَوْمِه ثَبَجاً ) ثَبَجٌ هاذا ( مَلِكٌ باليَمَنِ ما ذَبَّب عن قَوْمِه حتّى غُزُوا ) ، وذالك أَنّه غَزَاهُ مَلِكٌ من المُلُوكِ فصالَحَه عن نفسِه وأَهلِه ووَلَدِه ، وتَركَ قَومَه فلم يُدْخِلْهُمْ في الصُّلْحِ ، فَغَزا المَلِك قومَه ، فصارَ ثَبَجٌ مَثَلاً لمن لا يَذُبُّ عن قَوْمِه ، وقال الكُمَيْتُ يَمدحُ زِيادَ ابن مَعْقِلٍ :
ولَمْ يُوائِمْ لَهُمْ في ذَبِّها ثَبَجاً
ولمْ يَكُنْ لهُمُ فيها أَبا كَرِبِ
____________________

(5/443)



أَراد أَنَّه لم يَفْعَلْ فِعْلَ ثَبَجٍ ولا فِعْلَ أَبي كَرِبٍ ، ولاكنّه ذَبَّ عن قومِه .
( و ) في كتاب لَوائِلٍ : ( وأَنْطُوا ( الثَّبَجَةَ ) ) أَي أَعْطُوا ( المُتَوَسِّطَةَ ) في الصَّدَقةِ ( بَيْنَ الخِيَارِ والرُّذَالِ ) وأَلحقَها هاءَ التَّأْنِيثِ لانْتِقالِها من الاسميّةِ إِلى الوَصْفِ .
( والتَّثْبِيجُ بالعَصَا ، والتَّثَبُّجُ بها : أَنْ تَجْعَلَها ) أَيُّها الرّاعِي ( على ظَهْرِكَ ، وتَجْعَلَ يَدَيْكَ من وَرَائِها ) وذلك إِذا أَعْيَيْتَ .
( والأَثْبَجُ : العَرِيضُ الثَّبَجِ ) ، والعظيمُ الجَوْفِ ، ( أَو النّاتِئْه ) ، أَي الثَّبَجِ .
( والأُنَيْبجُ في الحدِيثِ تَصْغِيرُه ) ، وهو حديث اللِّعَانِ : ( إِنْ جاءَت بِهِ أُثَيْبِجَ فهو لِهِلالٍ ) تصغير الأَثْبَجِ : النَّاتِىءِ الثَّبَجِ أَي ما بين الكَتِفَيْنِ والكَاهِلِ .
ورجُلٌ أَثْبَجُ : أَحدَبُ ، وفيه ثَبَجٌ وثُبْجَةٌ ، وقول النَّمَرِيّ :
دَعَانِي الأَثْبجانِ بِيَا بَغِيضٌ
وأَهْلِي بالعِرَاقِ فمَنَّيَانِي
( وثَبَجَ ، كضَرَبَ ) ، ثُبُوجاً ( : أَقْعَى على أَطْرَافِ قَدَمَيْهِ ) كأَنَّهُ يَستَنجِي ، قال :
إِذا الكُمَاةُ جَثَمُوا على الرُّكَبْ
ثَبَجْتَ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ
( واثْبَأَجَّ ) الرَّجلُ : ( امْتَلأَ وضَخُمَ واسْتَرْخَى ) ، وفي الأَساس واللِّسَان : ورَجُلٌ مُثَبَّجٌ ، مُضْطربُ الخَلْقِ مع طُولٍ .
( والمُثَبَّجَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ : البُومُ ) ، وقد تقدّم ، ( أَو الأَنُوقُ ) ، بالفَتح .
( و ) ثِبَاجٌ ، ( ككِتَابٍ : جَبَلٌ باليَمَنِ ) .
( و ) ثَبَّاجٌ ( ككَتَّانٍ : ع ) .
ثجج : ( *!ثَجَّ المَاءُ ) نَفْسُه *!يَثُجُّ *!ثُجُوجاً ، إِذا ( سال ) .
____________________

(5/444)



وفي الأَساس : ثَجَّ المَاءُ ( بِنَفْسِه ) يَثِجُّ ، بالكسر ،*! ثَجِيجاً ، ابذا انْصَب جِدًّا .
وفي اللسان : *!الثَّجُّ : الصَّبُّ الكثيرُ وخص بعضُهُم به صَبَّ الماءِ الكثيرِ (*! كانْثَجَّ ، *!وتَثَجْثَجَ ) ، وهما مُطَاوِعَانِ لِثَجَّهُ *!يَثُجُّهُ *!ثَجًّا *!فانْثَجَّ ، *!وثَجْثَجَه *!فَتَثَجثَجَ .
( *!وثَجَّهُ ) ثَجًّا ( : أَسأَلَهُ ) *!فثَجَّ ، *!وانْثَجَّ .
( و ) في الحديث : ( تَمَامُ الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ ) ( الثَّجُّ ) : سَفْكُ دماءِ البُدْنِ وغيرِهَا ( وسُئل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلمعن الحَجِّ فقَال : أَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ *!والثَّجُّ ) الثَّجُّ : ( سَيَلانُ دَمِ الهَدْيِ ) والأَضاحِي .
والثَّجُّ : السَّيَلانُ .
( *!والثَّجَّةُ ) : الأَرْضُ التي لا سِدْرَ بها ، يأْتِيهَا النّاسُ فيحْفِرُون فيها حِياضاً ، ومن قِبَلِ الحِيَاضِ سُمِّيَتْ *!ثَجَّةً ، قال : ولا تُدْعَى قبلَ ذالك ثَجَّةً ، وهاذا نَقَلَه ابن سِيدَه عن أَبي حَنِيفةَ .
وفي التّهذيب ، عن ابنِ شُمَيْل : الثَّجَّةُ : ( الرَّوْضَةُ فيها حِياضٌ وَمِسَاكاتٌ للمَاءِ ) تَصَوَّبُ في الأَرْضِ ، ولا تُدْعَى *!ثَجَّةً ما لمْ يكُنْ فيهَا حِياض و ( ج*! ثَجَّاتٌ ) ، صرّحَ به أَبو حنيفةَ .
وفي التهذيب عقيب ترجمة ثوج : أَبو عُبَيْد : *!الثَّجَّةُ : الأُقْنَة وهي : حُفْرَةٌ يحْتَفِرُها ماءُ المطَرِ ، وأَنشد :
فوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارَا
ثَجّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارَا
أَوْقَاتَ أُقْنٍ تَعْتَلِى الغِمَارَا
وقال شَمِرٌ : *!الثَّجَّةُ ، بالفتحِ والتّشديد : الرَّوْضَةُ التي حَفَرَت الحِياضَ ، وجمعُها*! ثَجَّاتٌ ، سُمِّيَتْ بذالك*! لثَجِّهَا الماءَ فيها .

( *!والمِثَجُّ ) ، بالكَسر ، ( كَمِسَلَ ) ، من أَبنية المبالغَة ، وقولُ الحَسَن في ابن
____________________

(5/445)


عَبَّاسٍ إِنّه كانَ*! مِثَجًّا ، أَي كان يَصُبّ الكلامَ صَبًّا ، شَبَّه فَصاحتَه وغَزارةَ مَنْطِقِه بالماءِ *!الثَّجُوجِ .
ورَجلُ *!مِثَجٌّ : وهو : ( الخَطِيبُ المُفَوَّهُ ) ، وهو مَجَاز .
( و ) أَتانَا الوَادِي بثَجِيجِه ، ( *!الثَّجِيجُ السَّيْلُ ) ، وفي حديث رُقَيْقَةَ : ( اكْتَظَّ الوَادِي *!بثَجِيجِهِ ) ، أَي امتلأَ بسَيْلِه .
( *!والثَّجِيجَةُ : زُبْدَةُ اللَّبَنِ تَلْزَقُ باليَدِ والسقاءِ ) .
( و ) يقال : ( وَطْبٌ مُثَجَّجٌ ) ، كمُعَظَّمٍ ، إِذا لَزِقَ اللَّبَنُ في السّقاءِ من حَرَ أَو بَرْدٍ ، و ( لمْ يجْتَمِعْ زُبْدُه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما وَرَدَ في حديث أُمّ مَعْبَدٍ : ( فَحَلَبَ فيهِ*! ثَجًّا ) أَي لَبَناً سائِلاً كثيراً .
ومَطرٌ*! مِثَجٌّ ، بالكسر ، وثَجَّاجٌ ، *!وثَجِيجٌ ، قال أَبو دُؤَيْبٍ :
سَقَى أُمَّ عَمْرٍ و كلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ
حنَاتِمُ سُحْمٌ ماؤُهُنّ*!ثَجِيجُ
معنَى ( كُلّ آخِرِ ليلةٍ ) : أَبَداً .
وثَجِيجُ الماءِ : صوتُ انْصِبابِه .
وماءٌ *!ثَجُوجٌ ، *!وثَجَّاجٌ : مَصبوبٌ ، وفي التنزيل العزيز : { وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآء *!ثَجَّاجاً } ( سورة النبأ ، الآية : 14 ) .
في المحكَم : قال ابنُ دريد : هذا مما جاءَ في لَفْظِ فاعِلٍ والمَوْضِعُ مفعول ؛ لأَن السَّحابَ *!يَثُجُّ الماءَ فهو مَثْجُوجٌ . ( وقال بعضُ أَهل اللغة : *!ثَجَجْتُ الماءَ *!أَثُجُّه *!ثَجًّا إِذا أَسأَلَه ، وثَجَّ الماءُ نَفْسُه يَثُجُّ *!ثُجُوجاً إِذا انْصَبَّ ، فإِذا كان كذلك ) فأَنْ يكونَ ثَجّاجٌ في معنَى ثَاجَ ، أَحْسَنُ من أَن يُتَكَلَّفَ وَضعُ الفاعِل مَوضِعَ المفعولِ ، وإِن كان ذالك كثيراً . قاله بعض العلماءِ : ويَجُوزُ *!أَثجَجْتُهُ بمعنَى ثَجَجْتُه .
ودَمٌّ ثَجَّاجٌ : مُنْصَبُّ مُصَوَّبٌ ، قال :
____________________

(5/446)



حتّى رَأَيْتَ العَلَقَ *!الثَّجّاجَا
قد أَخْضَلَ النُّحُورَ والأَوْدَاجَا
ومَطرٌ ثَجَّاجٌ : شديدُ الانْصِبابِ جِدًّا .
وعَيْنٌ ثَجُوجٌ : غزِيرةُ الماءِ قال :
فصَبَّحَتْ والشَّمْسُ لم تُقَضِّبِ
عَيْناً بِغَضْيَانَ ثَجُوجِ العُنْبَبِ
ومن المجاز : فُلان غَيْثُه ثَجَّاجٌ ، وبَحرُه عَجَّاجٌ ، كذا في الأَساس .
ثحج : ( ثحَجَه ، كمَنَعَه ) وسَحَجَه ، إِذا ( جَرَّه جَرًّا شَدِيداً ) ، قاله الأَزهريّ .
وثَحَجَهُ برجلِه ثَحْجاً : ضَرَبَه ، لغةٌ مَهْرِيَّةٌ مرغوبٌ عنها ، كذا في اللسان .
ثخبج : ( المُثَخْبَجُ ) ، بضمّ الميم وفتح المُثَلّثَة وسكون الخاءِ المعجمة وفتح الموحّدة وآخره جيم ، ( على بِنَاءِ المفعول : الرَّهِلُ اللَّحْمِ ) ، ولم يذكُرْه الجوهريُّ ولا ابنُ منظور .
ثربج : ( الاثْرِنْباجُ : الافْرِنْباجُ ) ، الفاءُ لغةٌ في الثاءِ ، وقد تُبْدَل كثيراً ، كما مَرَّ ، وهاذا من التكملة للصاغانيّ ، وسيأْتي الافْرِنْبَاجُ .
ثعج : ( الثَّعَجُ ، محرّكَةً ) ، والعَثَجُ ، لغتانِ ، وأَصوبُهما العَثَجُ : ( الجَمَاعَةُ ) من النّاسِ ( في السَّفَرِ ) ، ذكره في اللسان ، وغيره ، وسيأْتي العَثَجُ .
ثفج : ( ثَفَجَ ) الرَّجُلُ ، وَمَفَجَ : ( حَمُقَ ) ، عن الهَرَوِيّ في الغَريبينِ .
( و ) رَجُلٌ ( ثَفَاجَةٌ مَفَاجَةٌ ، كسَحَابَةٍ ) ، أَي ( أَحْمَقُ مائِقٌ ) ، وعن شيخِنَا : ثَفَاجَةٌ مَفَاجَةٌ ، إِتباعٌ .
ثلج : ( الثَّلْجُ ) الذي يَسْقُطُ من السماءِ ( م ) ، أَي معروفٌ ، وفي حديث الدُّعاء : ( واغْسلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ
____________________

(5/447)


والبَرَدِ ) إِنما خَصَّهما بالذِّكر تأْكيداً للطَّهارة ، ومبالغةً فيها ؛ لأَنّهما ماءَان مَفْطُورَانِ على خِلْقَتِهما ، لم يُسْتَعْمَلا ، ولم تَنَلْهُمَا الأَيْديِ ، ولم تَخُضْهُمَا الأَرْجُلِ ، كسائر المياه التي خالَطَت التُّرَابَ ، وجَرَتْ في الأَنهار ، وجُمِعَت في الحياض ، فكانا أَحقَّ بكمالِ الطّهارة . كذا في النهاية .
( والثَّلاّج : بائِعُه ، و ) ثلاَّجٌ : ( اسمٌ ، والمَثْلَجَة : مَوْضِعُه ) ، وفي نسخة : والمَثْلَجَةُ : موضِعُه ، واسْمٌ .
( وثَلَجَتْنَا السَّمَاءُ ) تَثْلُجُ ، بالضَّمّ ، كما يُقَال : مَطَرَتْنَا .
وفي الأَساس : ثَلَجَتْنَا السّمَاءُ تَثْلُجُ وتَثْلِجُ ، بالوَجْهَيْنِ .
( وأَثْلَجَتْنَا ) وثُلِجَتِ الأَرضُ وأُثلِجَتْ ، ( و ) قد ( أَثْلَجَ يَوْمُنا ) ، وأَثْلَجُوا : دَخَلُوا في الثَّلْجِ وثُلِجُوا : أَصابَهُم الثَّلْجُ .
( وثَلَجَتْ نَفْسِي ) بالشَّيْءِ ( كنَصَرَ وفَرِحَ ) تَثْلُجُ ( ثُلُوجاً ) بالضّمّ ، مصدر الأَوّل ( وثَلَجاً ) ، محرَّكةً مَصْدر الثاني ، ولا تَخْلِيطَ فيهما ، كما زَعمه شيخُنا : اشْتَفَتْ به و ( اطْمَأَنَّت ) إِليه وقيل : عَرَفَتْه وسُرَّتْ به .
وعن الأَصمعيّ : ثَلِجتْ نفسي ، بكسر اللاّم : لغة فيه .
وعن ابنِ السِّكِّيت : ثَلِجْتُ بما خَبَّرْتَنهي ، أَي اشْتَفَيْتُ بِه ، وسكَنَ قَلْبِي إِليه ، وفي حديث عُمرَ ، رضي الله عنه : ( حتَّى أَتاهُ الثَّلَجُ واليَقِين ) . يقال : ثَلَحَتْ نفسِي بالأَمر ، إِذا اطمأَنَّتْ إِليه وسَكَنَتْ ووَثِقَتْ به ، ومنه حديثُ ابنه ذي يَزَن : ( وثَلَجَ صَدْرُك ) ، ومنه حديثُ الأَحوص : ( أُعْطِيكَ ما تَثْلُجُ إِليه ) .
وثَلَجع قَلبُه ، وثَلِجَ : تَيَقَّنَ ، ( كأَثْلَجَتْ ) ، يقال : قد أَثْلَجَ صَدْرِي خَبَرٌ وارِدٌ ، أَي شَفاني وسَكَّتَنِي ، وهو مَجَاز .
____________________

(5/448)



ونقل اللَّبْلِيّ في شرح الفصيح عن عبد الحقّ : ثَلِجَ قَلْبي ، بالسكر : تَيَقَّنَ .
ومن سجعات الأَساس : الحمدُ لله علَى بَلَجه الجَبِين ، وثَلَجِ اليَقِين . وإِنما قيل : إِنّ الثَّلَجَ محرّكةً بمعنَى اليَقِينِ مجازٌ ؛ لأَنَّه مأْخوذٌ من الاستِلْذاذِ بالماءِ البارِدِ المُعَانَى بالثَّلْجِ ونحوِه .
( و ) من المجاز : ثُلجَ قلبُه : بَلُدَ وذَهَب ، و ( المَثْلُوجُ الفُؤادِ : البَلِيدُ ) قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ :
ولمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً
أَضَاعَ الشَّبَابَ في الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ
وقال كعبُ بنُ لُؤَيّ لأَخِيه عامِرِ ابن لُؤَيّ :
لَئِنْ كُنْتَ مَثْلوجَ الفُؤَادِ لقَدْ بَدَا
لِجَمْعِ لُؤَيَ منكَ ذِلَّةُ ذِي غَمْضِ
وعن ابن الأَعْرَابيّ : ثُلِجَ قلبُه ، إِذا بَلُدَ ، وثَلِجَ به ، إِذا سُرَّ به وسَكَن إِليه ، وأَنشد :
فلو كُنْتُ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ إِذا بَدَتْ
بِلادُ الأَعادِي لا أُمِرُّ ولا أُحْلِى
أَي لو لكنتُ بليدَ الفُؤَادِ كنت لا آتي بحُلْوٍ ولا مُرَ من الفِعل .
وعن شَمِرٍ : ثَلِجَ صَدرِي لذالك الأَمْرِ ، أَي انْشَرَحَ .
( و ) من المجاز : أَثْلَجَ الحافِرُ ، و ( حَفَرَ حَتَّى أَثْلَجَ ) ، أَي ( بَلَغَ الطِّينَ ) ، وحَفرَ فأَثْلَجَ ، إِذا بَلَغَ الثَّرَى والنَّبَطَ .
وعن أَبي عَمرٍ و : إِذا انْتَهَى الحافِرُ إِلى الطِّينِ في البِئرِ ، قال : أَثْلَجْتُ .
( وثَلِجَ ، كخَجِلَ ) ثَلَجاً محرّكةً : اطْمَأَنَّ .
وعن ابن الأَعْرَابيّ : ثُلِجَ الرّجُلُ ، إِذا بَرَدَ قلبُه عن شيْءٍ ، وإِذا ( فَرِحَ ) أَيضاً فقد ثُلِجَ .
( و ) من المجاز : ( نَصْلٌ ثُلاجِيٌّ ، كغُرَابِيَ : شَدِيدُ البَياضِ ) ، وكذا حَدِيدَةٌ ثُلاجِيَّةٌ .
____________________

(5/449)



( و ) الماءُ الثَّلِجُ ( كَكَتِفٍ : البارِدُ ) قال : وهو كما قالُوا : بارِدُ القَلْبِ ، أَنشد :
ولاكِنَّ قَلْباً بين جَنْبَيْكَ بارِدُ
( و ) قال شَمِرٌ : و ( ثَلَجَهُ ) يَثْلُج ثَلْجاً ( نَقَعَهُ وَبَلَّهُ ) وقال عَبِيدٌ ؛
في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبِيعُ قَرارَهَا
مَوْلِيَّةٍ لم يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ
( و ) ثَلَجَ ( وأَثْلَجَ : أَصَابَ الثَّلْجَ ) وأَرضٌ مَثْلُوجَةٌ : أَصابَها الثَّلْجُ .
( و ) من المجاز : أَثْلَجَ ( ماءُ البِئْرِ ) إِذا ( أَقْلَعَ ) ، ومنه : أَثْلَجَتْ عنه الحُمّى ، إِذا أَقْلَعَتْ .
( والإِثْلاجُ : الإِفْلاجُ ) ، بالفَاءِ بدل عن الثّاءِ .
( وبَنُو ثَلْجٍ : قَبِيلَةٌ ) ، هو ثَلْجُ ابنُ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ عبدِ مَنَاةَ بنِ هُبَلَ بنِ عبدِ الله بنِ كِنَانَةَ بنِ قُضَاعَةَ .
( وجَبَلُ الثِّلْجِ : بِدِمَشْقَ ) .
( ورَبِيعُ بنُ ثَلْجٍ : شاعِرٌ ) .
( ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ أَبي الثَّلْجِ : شَيْخُ البُخَارِيّ ) صاحِبِ الصَّحِيح .
( ومُحَمّدُ بنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيّ ) إِلى القَبِيلَة ، أَو إِلى بَيْعِ الثَّلْجِ ، وصحّفه بعضُهم بالبَلْخِيّ وهو وَهَمٌ ، وهو تلميذٌ الحَسَنِ بنِ زيادٍ ، صاحبِ أَبي حَنِيفةَ رضي الله عنه ، ( فَقِيهٌ مُبْتَدِعٌ ) غير ثقةٍ ، مات سنة 266 وقد سقط ذكرهُ مِن نسخةِ شيخِنا ، فاستدركه على المصنّف .
( ) ومما يستدرك عليه :
ماءٌ مَثْلُوجٌ : مُبَرَّدٌ بالثَّلْجِ قال :
لو ذُقْتَ فَاهَا بعدَ نَوْمِ المُدْلِجِ
والصُّبْحِ لَمَّا هَمّ بالتَّبَلُّجِ
قُلْتَ جَنَى النَّحْلِ بِمَاءِ الحَشْرَجِ
يُخَالُ مَثْلُوجاً وإِنْ لَمْ يُثْلَجِ
____________________

(5/450)



وأَثْلَجَ ( عامُنا ، وأَثلجَ ) النَّاسُ ( بمكانِ كذا ) من الأَساس .
والثُّلُجُ بضمّتين : البُلَداءُ من الرِّجالِ .
وعن ابن الأَعرابيّ . الثُّلجُ : الفَرِحُونَ بالأَخبار .
والثُّلَجُ ، كصُرَد : فَرْخُ العُقَاب . قلت : وقد تقدّم في تلج ، ولعلَّ أَحدَهما تصحيفٌ عن الآخر ، أَوهما لُغَتَان .
وما أَثْلَجَنِي بهاذا الأَمْرِ : ما أَسَرَّنِي .
ثمج : ( الثَّمْجُ : التَّخْلِيطُ ) .
والمُثْمِجُ ، كمُحْسِنٍ ، من الرجال ( : الّذِي يَشِي الثِّيَابَ أَلْواناً ) مختلفةً .
( والمُثْمِجَةُ : المَرْأَةُ الصَّنَاعُ بالوَشْيِ ) ، وهاذِه المادة من تكملة الصاغانيّ .
ثوج : ( *!الثَّوْجُ ) ، بالفتح : شَيْءٌ ( شِبْهُ جُوَالِقٍ ) يُعْمَلُ ( من الخُوصِ للتُّرابِ والجِصِّ ) أَي يُحْمَلانِ فيه ، عربيٌّ صحيح .
*!وثَاجَتِ البقَرةُ*! تَثَاجُ ، *!وتَثُوجُ ، *!ثَوْجاً *!وثُوَاجاً : صَوَّتَتْ ، وقد يُهْمَز ، وهو أَعرفُ ، إِلاّ أَنّ ابنَ دريد قال : تَرْكُ الهَمْزِ أَعْلَى .
وعن أَبي تُراب :*! الثَّوْجُ : لغةٌ في الفَوْجِ .
وعن ابن الأَعرابيّ :*! ثَاجَ *!يَثُوجُ *!ثَوْجاً ، وثَجَا يَثْجُو ثَجْواً ، مثل : جاثَ يَجُوثُ جَوْثاً ، إِذا بَلْبَلَ مَتاعَه وفَرَّقَه .
2 ( فصل الجيم ) مع الجيم ) 2
جأَج : ( جَأَجَ ، كمَنَعَ : وَقَفَ جُنْباً ) عن أَبي عَمْرٍ و ، وفي بعض النسخ : وَقَعَ . بدل وَقَفَ ، وفي أُخرى : حِيناً ، واحد
____________________

(5/451)


الأَحْيانِ ، بدل ( جُبْناً ) وكلّ ذالك تحريف من النّاسخين ، وذكره ابن منظور في مادة أَجج ، وفي مادة جوج .
جبج : ( جَبَجَ ) الرجلُ ، إِذا ( عَظُمَ جِسْمُه بعدَ ضَعْفٍ ) ، كذا في التَّهْذيب ، ونقله في اللّسان .
ججج : ( *!جُجٌّ ، كلُجَ : لَقَبُ مَنْصُورِ بنِ نافِعٍ ) وفي نسخة : رافعٍ ( البُخارِيّ المُحَدِّثِ ) .
جرج : ( جَرِجَ الخَاتَمُ في إِصْبَعِه ، كفَرِحَ ) جَرَجاً ( : جالَ وَقَلقَ ) واضْطَرَبَ ( لسَعَته ) ، قال :
جاءَتْكَ تَهْوِى جَرِجاً وَضِينُهَا
وسِكِّينٌ جَرِجُ النِّصَابِ : قَلِقُه ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِنّي لأَهْوَى طِفْلَةً فيها غُنُجْ
خَلْخَالُها في سَاقِهَا غيرُ جَرِجْ
( ومَشَى ) فُلانٌ ( في الجَرَجِ ، مُحَرَّكَةً ، للأَرْضِ الغَلِيظَةِ ) وذاتِ الحِجَارَةِ .
( و ) الجَرَجُ ( : جَوَادُّ الطّرِيقِ ) ومَحَاجُّها .
وجَرِجَ الرَّجُلُ ، إِذا مَشَى في الجَرَجَةِ وهي المَحَجَّةُ وجادَّةُ الطّريقِ ، قال الأَزْهَرِيّ : وهما لغتانِ .
وعن ابن سيده : جَرَجَةُ الطَّرِيقِ : وَسَطُه ومُعْظَمُه ، وأَرضٌ جَرِجَةٌ : ذات حِجارة .
ورَكِبَ فُلانٌ الجَادَّةَ والجَرَجَةَ والمَحَجَّة ، كلّه وَسَطُ الطريقِ .
وقال الأَصْمَعَيّ : خَرَجَةُ الطَّرِيقِ ، بالخَاءِ ، وقال أَبو زيد : جَرَجَةٌ . قال الريّاشيّ : والصّواب ما قاله الأَصمعيّ .
وفي حواشي ابن بَرِّيّ في قوله الجَرَجَةُ بتحريك الرّاءِ جادَّةُ الطَّرِيقِ
____________________

(5/452)


قد اخْتُلِفَ في هاذا الحرف ، فقالَ قومٌ : هو خَرَجَةٌ بالخاءِ المعجمة ، ذكره أَبو سَهْل ، ووافقه ابنُ السِّكِّيت ، وزعم أَنّ الأَصمعيّ وغيرَه صَحَّفُوه ، فقالوا : هو جَرَجَةٌ بجيمين .
وقال ابنُ خالَوَيْه وثَعْلَب : هو جَرَجَةٌ بجِيمين ، قال أَبو عَمْرٍ و الزَّاهِد : هذا هو الصَّحِيح ، وزعم أَن من يقول : هو خَرَجة بالخاءِ المعجمة فقد صَحَّفَه .
وقال أَبو بكرٍ بنُ الجَرّاح : سأَلتُ أَبا الطَّيّبِ عنها ، فقال : حَكَى لي بعضُ العلماءِ عن أَبي زيدٍ أَنّه قال : هي الجَرَجَة بجيمين ، فلقيت أَعرابِيًّا فسأَلْتُه عنها ، فقال : هي الجَرَجَة بجيمين ، قال : وهو عندي من جَرِجَ الخاتَمُ في إِصْبَعِي ، وعند الأَصمعيّ أَنه من الطَّرِيقِ الأَخْرَجِ ، أَي الواضح فهاذا ما بينهم من الخلاف .
والأَكثر عندهم أَنّه بالخاءِ ، وكان الوزيرُ ابنُ المَغْرِبيّ يسأَلُ عن هاذه الكلمة على سبيل الامتحان ، ويقول : ما الصّواب من القولين ؟ ولا يُفسّره .
( والجُرْجَةُ بالضَمِّ : وِعَاءٌ ) من أَوعية النّساءِ ، وفي التَّهْذِيبِ : الجُرْحَةُ ( والجَرَجَةُ ) ضرْبٌ من الثِّياب . والجُرْجَةُ : خَرِيطةٌ من أَدَمٍ ( كالخُرجٍ ) وهي واسِعَةُ الأَسْفَلِ ضَيِّقَةُ الرَّأْسِ يُجْعَل فيها الزّادُ . قال أَوْسُ ابنُ حَجَرٍ يَصفُ قَوْساً حَسَنةً دَفعَ مَنْ يَسومُهَا ثلاثَةَ أَبرادٍ ، وأَدْكَنَ ، أَي زِقًّا ، مملوءاً عسَلاً :
ثَلاثَةُ أَبْرَادٍ جِيَادٍ وجُرجَةٌ
وأَدْكَنُ من أَرْىِ الدَّبُورِ مُعَسَّلُ
وبالخاءِ تصحيف ، و ( ج جُرْجٌ ) ، مثْل بُسْرَةٍ وبُسْرٍ .
( ومنه جُرَيْجٌ ) مصغَّرٌ اسمُ رجُلٍ .
وعبدُ المَلِكِ بنُ جُرَيْجٍ : تابعيّ .
( وبنو جُرجَةَ ، بالضَّمّ ، والمَكَّيّون ، ويَحْيَى بنُ جُرجَةَ : مُحَدّثٌ ) .
( و ) جُرْج ، ( بلا هاءٍ : د ، بفارِسَ ، وجَدُّ محمَّدِ بنِ سَعِيدٍ : الفَقِيهِ الأَنْدَلُسِيَ ) .
____________________

(5/453)



( وجُرْجانُ ، بالضّمِّ : د ) معروف ، افتَتَحَه يزيدُ بنُ المُهَلَّبِ في أَيامِ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلِكِ ، وله تاريخٌ ، وهو بين طَبَرِسْتَانَ وخُراسانَ ، وقال ياقوت في المشترك : جميعُ العَرَبِ لا يَنْطِقُون به إِلاّ بالكاف .
( والجُرْجَانِيَّة ) ، صوابِه بلا لام ، وهو بالضَّم : قَصَبَةُ بلادِ خُوارَزْمَ ) وخُوارَزْمُ لمْ يَذْكُرْهَا المصنّف ، وسيأْتي ذِكْرُها ، وإِضافَةُ جُرْجَانِيَّة إلى خُوارَزْمَ في عباراتهم لزيادة التَّوْضِيحِ ، فإِنّ في خُراسانَ بلدةً أُخرى اسمُهَا جُرْجَانُ ، بناها يزيدُ بنُ المُهَلَّبِ بنِ أَبي صُفْرَةَ ، وهو ( مَعَرَّبُ كُرْكانَج ) .
( وجَرَجَةُ ، مُحَرّكةً : اسمُ مُقَدِّمِ عَسْكَرِ الرُّومِ يومَ اليَرْمُوكِ ، وأَسْلَمَ ) بعد ذالك .
( وشَبَثُ ) محَرَّكَةً ( بنُ قَيْسِ بنِ جَرِيجٍ ، كأَمِيرٍ : مَمْدُوحُ الحُطَيْئَةِ ) الشاعِرِ المعروفِ .
( والتَّجْرِيجُ : التَّزْلِيقُ ) ، كذا في التّكملة للصاغانيّ :
( ) ومما يستدرك عليه :
جَرَجَت الإِبلُ المَرْتع : أَكَلْته .
وأَبُو جِرْجٍ ، بالكسر : من قُرَى مِصْر .
جرمازج : ( جَرْمازِجُ ) ، بفتح الجيم وسكون الراءِ ، وبعد الميم والأَلف زاي مكسورة ، هاكذا في النسخ وفي بعضها جَذْمازِج ( : هو ثَمَرَةُ الأَثْلِ ) ، ومن خواصه أَنه ( يُقَوّي اللِّثَةَ ، ويُسَكِّنُ وَجَعَ الأَسْنانِ ) ، وله منافعُ غير ذالك مذكورة في دواوين الطِّبّ .
جسميرج : ( جَسْمَيْرَجُ ) بفتح الجيم وسكون السين المهملة وفتح الميم والراءِ بينهما ياءٌ ساكنة ، هاكذا هذا نسختنا ، والصّواب كسر الميم ، وبدل الراءِ زايٌ ، وهو فارسيّ مُعَرّب ، وهو
____________________

(5/454)


( دواءٌ نافِعٌ لِوَجَعِ العَيْنِ ) ، والعَيْنُ بالفَارِسِية جَشْم .
جلج : ( الجَلَجَةُ مُحَرَّكَةً : الجُمْجُمَةُ والرَّأْسُ ، ج : جَلَجٌ ) . وكتب عُمَرُ رضي الله عنه إلى عامِلِهِ على مصر : ( أَنْ خُذْ مِنْ كُلّ جَلَجَةٍ من القِبْطِ كذا ، وكذا ) الجَلَجُ : جَمَاجِمُ النّاس ، أَرادَ كُلَّ رَأْسٍ ، ويقال : على كلِّ جَلَجَةٍ كَذَا .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَلَجُ : القَلَقُ والاضْطِرابُ ، وفي الحديث : ( أَنّه : قِيلَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلملما أُنْزِلَتْ : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } لّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ( سورة الفتح ، الآيتان : 1 و 2 ) : هذا لرسولِ الله وبَقِينا نَحْنُ في جَلَجٍ ، لا نَدْرِي ما يُصْنَع بِنا .
قال أَبو حاتم : سأَلْتُ الأَصمعيّ عنه فلم يَعْرِفْهُ .
قال الأَزْهَرِيّ : روى أَبو العَبّاس عن ابن الأَعرابيّ ، وعن عَمْرٍ و عن أَبِيه : الجَلَجُ : رُؤُوسُ النّاسِ ، واحدُهَا جَلَجَةٌ ، قال الأَزهريّ : فالمعنى أَنّا بَقِينا في عَدَدِ رُؤُوسٍ كثيرَةٍ من المُسْلِمِينَ ، وقال ابنُ قُتَيْبَةَ : معناه وبَقِينَا نحْنُ في عَددٍ من أَمثالِنا من المسلمين لا نَدْرِي ما يُصْنَعُ بنا .

وقيل : الجَلَجُ في لغة أَهلِ اليَمَامَةِ حبَاب الماءِ ، كأَنَّه يريدُ تُرِكْنَا في أَمْرٍ ضَيِّقِ الحبَاب .
وفي حديث أَسْلَمَ في تَكْنِيَةِ المُغيرَة بن شُعْبَةَ بأَبي عيسى ( وإِنّا
____________________

(5/455)


بَعْدُ في جَلَجِنَا ) . كذا في اللّسان والنّهاية ووجد بخطّ شيخ المشايخِ أَبِي سالِمٍ العَيّاشِيّ رحمه الله تعالى : أَنْه الأَمْرُ المُضْطَربُ .
جنج : ( ) ومما يستدرك عليه :
جَنَاجُ ، كسَحَاب : قَرْيَةٌ بمِصر .
جوج : ( *!الجَاجَةُ : خَرَزَةُ وَضِيعَةٌ ) لا تُساوي فَلْساً ، وجمعُه : *!جَاجٌ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وعن أَبي زيدٍ : الجَاجَةُ : الخَرَزَةُ التي لا قِيمَةَ لها ، ويقال : ما رأَيْتُ عليهِ عاجَةً ولا *!جاجَةً ، وأَنشد لأَبِي خِراشٍ الهُذَلِيّ ، يذْكُر امرأَتَه ، وأَنه عاتَبَها فاستَحْيَت وجاءَت إليه مُستحْيِيَةً :
فجاءَتْ كخَاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجَةً
ولا جاجَةً منها تَلُوحُ على وَشْمِ
يقال : جاءَ فلانٌ كخَاصِي العَيْرِ ، إِذا جاءَ مُسْتَحْيِياً ، وخائِباً أَيضاً ، والعاجَةُ : الوَقْفُ من العاجِ تَجعله المرأَةُ في يَدِهَا ، وهي المَسَكَةُ .
*!والجوجان : البَيْدَرُ ، ذكره السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ .
جوزاهنج : ( *!جَوْزَاهَنْجُ ) فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ ، وهو ( دَوَاءٌ هِنْدِيٌّ ) .
جيج : ( *!جِيجٌ بالكسر : اسمٌ لقَوْلِ المُورِدِ إِبلَه لها : *!جِي *!جِي ) يقال : *!جَاجَاهَا ، وهذا ( على قَوْلِ من يُلَيِّنُ الهَمْزَةَ ، أَو لا يَجْعَلُهَا من أَصْل الجَيْئَةِ والمَجِىءِ ) ، وقد تقدّم في الهمز .
2 ( فصل الحاء ) المهملة مع الجيم ) 2
حبج : ( حَبَجَ يَحْبِجُ ) ، بالكسر ( : بَدا
____________________

(5/456)


وظَهَرَ بَغْتَةً ، كأَحْبَجَ ) ، يقال : أَحْبَجَتْ لنا النَّارُ : بَدَتْ بَغْتَةً وكذالك العَلَمُ ، قال العَجّاج :
عَلَوْتُ أَخْشَاهُ إِذا ما أَحْبَجَا
( و ) حَبَجَ ( : دَنَا ، واكْتَنَف ) .
( و ) حَبَجَ ( : سَارَ شَدِيداً ) .
( و ) حَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجاً ( حَبَقَ ، فهو حَبِجٌ ) ، ككَتِفٍ ، وخَبَجَ يَخْبِجُ أَيضاً ، قال أَعرابيُّ : حَبَجَ بها ورَبِّ الكَعَبَةِ .
( و ) حَبَجَة بالعصا يَحْبِجُه حَبْجاً ( ضَرَبَ ) ، مثل خَبَجَه وهَبَجَه .
( والحِبْجُ بالكسر : الجَمْعُ من النّاس ، ومَجْتَمَعُ الحيِّ ) ومُعظَمُه ( ويُفْتَح ) .
( و ) الحَبَجُ ( بالتّحريك : انْتِفَاخُ بُطُونِ الإِبِل عن أَكْلِ العَرْفَجِ ) ، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو أَن يأْكُلَ البعيرُ لِحَاَ العَرْفَجِ فَيَسْمَنَ على ذالك ، ويَصيرَ في بطْنه مثلُ الأَفْهارِ ، وربّما قَتَلَه ذالك وقد ( حَبِجَ ) البعيرُ ( كفَرِحَ ) حَبَجاً ، فهي حَبْجَى وحَبَاجَى ، مثل : حَمْقَى وحَمَاقَى : وَرِمَتْ بُطُونها عن أَكْلِ العَرْفَجِ ، واجتمعَ فيها عُجَرٌ حتى تَشْتَكِيَ منه ، فتَتَمَرَّغ ونَزْحَر .
ورُرِيَ عن ابنِ الزُّبَيْرِ أَنه قال : ( إِنّا والله لا نَمُوتُ على مَضَاجِعِنَا حَبَجاً كما يموت بنو مَرْوَانَ ، ولَكنّا نَمُوتُ قَعْصاً بالرِّماحِ ، ومَوْتاً تحتَ ظِلاله السُّيُوفِ ) قال ابن الأَثِير : الحَبَجُ هو أَنْ يَأْكُلَ البَعِيرُ لِحَاءَ ( العَرْفَجِ ) ويَسمَن عليه ، ورُبما بَشِمَ منه فقَتَلَه . يُعَرِّضُ ببنِي مَرْوَانَ لكثرةِ أَكْلِهِم وإِسْرَافِهم في مَلاذّ الدُّنْيا ، وأَنهم يَمُوتون بالتُّخَمَة .
( و ) الحَبَجُ ( : البَعْرُ المُتَكَبِّبُ في البَطْنِ ) حتى يَضِيقَ مَبْعَرُ البَعِيرِ عنه ولم يَخرُجْ من جَوْفه ، فرُبما هَلَكَ ، ورُبَّمَا نَجا ، قاله الأَزهريّ .
وقال أَبُو زَيْد : الحَبَجُ للبَعِيرِ
____________________

(5/457)


بمنزلةِ اللَّوَى للإِنسانِ ، فإِن سَلِم أَفاقَ وإِلا ماتَ .
( و ) الحَبَجُ ( : كَيٌّ عندَ خاصِرَةِ البَعِيرِ ) .
( و ) الحَبَجُ ( : شَجَرَ ) ةٌ سَحْمَاءُ حِجَازِيّة ، تُعملَ مِنْهَا القِداحُ ، وهي عَتِيقَةُ العُود ، لها وُرَيْقَةٌ تَعلوهَا صُفْرَةٌ ، وتَعلو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ ، دون وَرَقِ الخُبَّازَى .
( والحُبُجُ بضمتين : ع ، بالمَدِينَةِ ) ، على ساكِنِها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ ( و ) حَبَاجٌ ( كسَحابٍ : شَجَرُ العِنَبِ ) .
( وأَحْبَجَ : قَرُبَ وأَشْرَفَ ) ودنا ( حتى رُئِيَ ) .
( و ) أَحْبَجَتِ ( العُرُوقُ : شَخَصَتْ ودَرَّتَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابنُ سيده : حَبَجَ الرجلُ حُبَاجاً : وَرِمَ بَطْنُه وارْتَطِمَ عليه ، وقيل : الحَبَجُ الانْتِفَاخُ حيثُما كان من ماءٍ أَو غيرِه .
ورَجلٌ حَبِجٌ ، ككَتِفٍ : سَمِينٌ .
وأَحْبَجَ لك الأَمرُ ، إِذا اعْتَرَضَ فأَمْكَنَ .
والحَوْبَجَةُ : وَرَمٌ يُصِيب الإِنسانَ في يديه ، يَمانيَة ، حكاه ابنُ دُرَيْدٍ ، قال : ولا أَدري ما صِحَّتُها .
حبرج : ( الحُبْرُجُ بالضَّمِّ : من طَيْرِ الماءِ : ج حَبَارِجُ ) بالضّمّ ( وحَبَارِيجُ ) بالفتح .
( وكعُلابِطٍ : ذَكَرُ الحُبَارَى ) ، والذي في اللسان وغيره : الحُبْرُجُ والحُبَارِجُ : ذَكَرُ الحُبَارَى كالحُبْجُرِ والحُباجِرِ .
والحُبْرُجُ والحُبَارِجُ : دُوَيْبَّةٌ .
____________________

(5/458)



وعن ابن الأَعْرَابيّ : الحَبَارِيجُ : طُيُورُ الماءِ .
حجج : ( *!الحَجُّ : القَصْدُ ) مُطْلَقاً . حَجَّهُ*! يَحُجُّه *!حَجًّا : قَصَدَه ، *!وحَجَجْتُ فُلاناً ، واعْتَمَدْتُه : قَصَدْتُه . ورجلٌ *!مَحْجُوجٌ ، أَي مقصودٌ .
وقال جماعة : إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمِ .
وقيل : هو كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ ، وهاذا عن الخليل .
( و ) *!الحَجُّ ( : الكَفُّ ) *!كالحَجْحَجَةِ ، يقال : *!حَجْحَجَ عن الشَّيْءِ *!وحَجّ : كفَّ عنه ، وسيأْتي .
( و ) الحَجُّ ( : القُدُومُ ) ، يقال : *!حَجَّ علينا فلانٌ ، أَي قَدِمَ .
( و ) *!الحَجّ ( : سَبْرُ الشَّجَّةِ *!بِالمِحْجاجِ ) للمُعالَجَةِ .
*!والمِحْجاجُ : اسمٌ ( للمِسْبَارِ ) .
*!وحَجَّهُ *!يَحُجُّه *!حَجًّا ، فهو *!مَحْجُوجٌ ، *!وحَجِيجٌ ، إِذا قَدَحَ بالحَدِيد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حتى يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ ، فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ ، ثم يُعَالَج ذلك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ ، ويكونُ آمَّةً ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً :
وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأَنّها
أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ*! حَجِيجُ
وكذلك *!حَجَّ الشَّجَّةَ*! يَحُجُّها *!حَجًّا ، إِذا سَبَرهَا بالمِيلِ ليُعَالِجَها ، قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ :
*!يَحُجُّ مَأْمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ
فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ
يَحُجُّ ، أَي يُصْلِحُ . مَأْمُومَة : شَجَّة بَلَغَتِ أُمَّ الرَّأْسِ .
وفسّر ابنُ دريد هاذا الشعرَ فقال : وعصفَ الشاعِرُ طَبِيباً يُدَاوهي شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ ، فهو يَجْزَع من هَوْلِهَا ، فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد ،
____________________

(5/459)


والمَغَاريد : جَمعُ مُغْرُودٍ ، وهو صَمْغٌ معرُوف .
وقال غيره : استُ الطبيبِ يُراد بها مِيلُهُ ، وشَبَّهَ ما يَخرج من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد .
وقيل : الحَجُّ : أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ ، فيَخْتَلِطَ الدَّمُ بالدِّماغِ ، فيُصَبَّ عليه السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهرَ الدصمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ .
وقال الأَصمَعِيّ : *!الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ : الذي قد عُولِجَ ، وهو ضَرحبٌ من عِلاجها . وقال ابنُ شُميل الحَجُّ : أَنْ تُفْلَقَ الهامَةُ ، فتُنْظَرَ هل فيها عَظْمٌ أَو دَمٌ ، قال : والوَكْسُ : أَن يَقَعَ في أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ ، أَو يُصيبَها عَنَتٌ .
وقيل : حَجّ الجُرْحَ : سَبَرَه ليَعرف غَوْرَه ، عن ابن الأَعرابيّ .
وقيل : *!حَجَجْتُها : قِسْتُهَا .
*!وحَجَّ العَظْمَ *!يحُجُّه *!حَجًّا : قَطَعَه من الجُرْحِ واسْتَخْرَجَه .
( و ) الحَجُّ : ( الغَلَبَةُ *!بالحُجَّةِ ) ، يقال : *!حَجَّهُ *!يَحُجُّه *!حَجًّا ، إِذا غَلَبَه على *!حُجَّتِه . وفي الحَدِيث : ( *!فحَجَّ آدَمُ مُوسَى ) أَي غَلَبَه بالحُجَّة ، وفي حديث معاويةَ : ( فجَعَلْتُ *!أَحُجُّ خَصْمِي ) أَي أَغلِبُه بالحُجَّة .
( و ) الحَجُّ : ( كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ ) ، وقد *!حَجَّ بنو فُلان فُلاناً ، إِذا أَطالُوا الاختلافَ إليه ، وفي التّهذيب : وتقولُ : *!حَجَجْتُ فُلاناً ، إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ ، فقيل : حُجَّ البيتُ ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ : قال المُخَبَّلُ السَّعْديّ :
وأَشْهَدُ من عَوْفغ حُلُولاً كِثيرَةٌ
يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
____________________

(5/460)



أَي يَقْصِدُونَه ويَزُورُونَه .
( و ) قال ابن السِّكِّيت : يقول : يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه ، هذا الأَصلُ ثمّ تعُورِف استعمالُه في ( قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ ) .
وفي اللسان : الحَجُّ : ( قَصْدُ ) التَّوَجُّه إِلى البَيْت بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً ، تقول :*! حَجَجْتُ البَيتَ *!أَحُجُّه *!حَجًّا ، إِذا قصَدْتَه ، وأَصْلُه من ذالك .
وقال بعضُ الفُقَهَاءِ : الحَجُّ : القَصْدُ ، وأُطْلِق على المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ ، أَو الحَلْق ، وأُطْلِق على المَناسكِ لأَنَّ تمامَها به ، أَو إِطَالَة الاختلاف إِلى الشّيْءِ ، وأُطلقَ عليها لذالك . كذا في شرْح شيخنا .
( و ) تقول : حَجَّ البَيْتَ *!يَحُجُّه *!حَجًّا ، و ( هو حَاجُّ ) ، ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ في ضرورةِ الشِّعر قال الرَّاجز :
بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ ( وحَاجِجِ )
و ( ج :*! حُجَّاجٌ ) ، كعُمّارٍ ، وزُوَّارٍ ، ( *!وحَجِيجٌ ) ، قال الأَزهريّ ومثلُه : غازٍ وغزِيٌّ ، وناجٍ ونَجِيٌّ ، ونَادٍ ونَدِيٌّ ، للقوم يَتَنَاجَوْن ، ويَجْتَمِعُون في مَجلسٍ ، وللعادِينَ على أَقدامِهم عَدِيٌّ .
ونقل شيخنا عن شروح الكافيةِ والتَّسْهِيل : أَنّ لفظَ *!حَجِيج اسمُ جَمْعٍ ، والمصنّف كثيراً ما يُطْلِقُ الجمْعَ على ما يكون اسم جمعٍ أَو اسم جِنْسٍ جَمعيّ ؛ لأَن أَهل اللغة كثيراً ما يريدون من الجمعِ ما يدُلّ لفظُه على جمع كهاذا ، ولو لم يكنْ جَمْعاً عند النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف .
( و ) يُجمع على (*! حُجٍّ ) ، بالضّمّ ، كبازلٍ وبُزْلٍ ، وعائَذٍ وعُوذٍ ، وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ ، ويذكر ما صنعه الجَحَّافُ بنُ حَكهيم السُّلَمِيّ من قتل بني تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر ، وهو ماءٌ لبني تَميم :
____________________

(5/461)



قَدْ كَانَ في جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ
أَوفِي الذِينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ
حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ
يقول : لما كَثُرَت قَتْلَى بني تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ ، فحُرِّقُوا ؛ لِيزولَ نَتْنُهُم ، والرَّحُوب : ماءٌ لبني تَغْلِب ، والمشهور روايةُ البَيْت ( حِجٌّ ) بالكسر وهو اسْمُ الحَاجِّ ، وعافِيَةُ النُّسور : هي الغَاشِيَة التي تَغْشَى لُحُومَهم ، وذو المَجَاز : من أَسواقِ العَرَبِ .
ونقل شيخُنا عن ابن السّكّيت : الحجُّ ، بالفتح : القَصْدُ ، وبالكسر : القَومُ *!الحُجَّاج .
قلت : فيستدْرَك على المصنّف ذالك .
وفي اللسان : الحِجُّ بالسكر : الحُجَّاجُ قَال :
كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
أَصواتُ *!حِجَ من عُمَانَ عَادِي
هكذا أَنشدَه ابنُ دُريد بكسر الحاءِ .
( وهي*! حَاجَّةٌ من *!حَوَاجّ ) بيتِ الله ، بالإِضافَة ، إِذا كُنّ قد *!حَجَجْنَ ، وإِنْ لم يَكُنَّ قد *!حَجَجْنَ قلت : *!حَوَاجُّ بيْتَ الله ، فتنصب البيت ؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ في حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لا ينصرف ، كما يُقَال : هذا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ ، وضارِبٌ زَيْداً غداً ، فتَدُلّ بحذف التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه ، وبإِثْبَاتِ التَّنْوِين على أَنه لم يَضْرِبْه ، كذا حقّقه الجوهريّ وغيره .
( و ) *!الحِجُّ ( بالكسرِ : الاسْمُ ) ، قال سيبويه : *!حَجَّهُ *!يَحُجُّهُ *!حِجًّا ، كما قالوا : ذَكَرَهُ ذِكْراً .
وقال الأَزْهَرِيّ : الحَجُّ : قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ ، وبعضٌ يكسِر الحاءِ فيقول *!الحِجُّ *!والحِجَّةُ ، وقُرِىءَ { وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ *!حِجُّ الْبَيْتِ } ( سورة آل عمران ، الآية : 97 ) والفتح أَكثر .
وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى : { وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } يُقْرَأُ بفتح الحاءِ وكسرها ، والفَتْحُ الأَصل .
وروى عن الأَثْرَمِ قال : والحَجُّ
____________________

(5/462)


والحِجُّ ، لس عند الكسائِيّ بينهما فُرْقانٌ .
(*! والحِجَّةُ ) بالكسر ( المَرَّةُ الواحِدَةُ ) من الحَجِّ ، وهو ( شَاذٌّ ) لورودهِ على خلاف القِياس ؛ ( لأَنَّ القِيَاسَ ) في المَرَّةِ ( الفَتْحُ ) في كلّ فعلٍ ثلاثيّ ، كما أَنَّ القياسَ فيما يَدُلُّ على الهَيْئَةِ الكسرُ ، كذا صرّح به ثعلب في الفصيح ، وقَلَّدَه الجوهريُّ والفيوميّ والمصنّف وغيرهم .
وفي اللّسان : روى عن الأَثْرَمِ وغيره : ما سمعْنَا من العرب *!حَجَجْتُ *!حَجَّةً ، ولا رأَيْتُ رَأَيَةً ، وإِنما يقولون : حَجَجْتُ *!حِجَّةً .
وقال الكسائيُّ : كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلا قَوْلَهُم : حَجَجْتُ حِجَّةً ، ورأَيت رُؤْيَةً فتبين أَنّ الفَعْلَة للمرّة تقال بالوجهين : الكسرِ على الشُّذُوذِ وقال القاضي عياض : ولا نَظِيرَ له في كلامهم والفتحِ على القِياس .
( و ) الحِجَّةُ ( : السَّنَةُ ) والجَمْعُ حِجَجٌ .
( و ) الحِجَّةُ *!والحَاجَّةُ : ( شَحْمَةُ الأُذُنِ ) ، الأَخِيرَة اسمٌ ، كالكاهِلِ والغَارِبِ ، قال لَبيدٌ يذكر نساءً :
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ في كُلّ حِجَّةٍ
وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عليها مَهَابَةٌ
وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ ، ايي يَثْقُبْنَه ، والوَصائل : بُرُودُ اليَمَنِ ، ( واحدتها وَصِيلَة ) والعُونُ : جمع عَوان للثَّيّبِ ، وقال بعضُهم : الحِجّة هنا : المَوْسِمُ . ( ويُفْتَحُ ) ، كذا ضُبطَ بخطّ أَبي زكريّا في هامش الصحاح .
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : الحِجَّةُ : ثُقْبَةُ
____________________

(5/463)


شَحْمَةِ الأُذن ، والحَجَّةُ ( بالفتح : خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ في الأُذُنِ ) قال ابن دُريد : وربما سُمّيتْ *!حاجَّةً .
( و ) *!الحُجَّةُ ( بالضَّمّ ) : الدَّلِيلُ و ( البُرْهَانُ ) وقيل : ما دُفِعَ به الخَصْمُ ، وقال الأَزهريّ : الحُجَّةُ : الوَجْهُ الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخُصومة . وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها تُحَجُّ ، أَي تُقْصَدُ ، لأَنّ القَصْدَ لها وإليها ، وجمعُ الحُجّة وحِجَاجٌ .
( *!والمِحْجاجُ ) بالكسر : ( الجَدِلُ ) ككَتِفٍ ، وهو الرَّجلُ الكثيرُ الجَدَلِ .
( و ) تقول : ( *!أَحْجَجْتُه ) إِذا ( بَعَثْتهُ ليَحُجّ ) .
( و ) قولهم : و ( *!حَجَّةِ الله لا أَفْعَلُ ، بفتح أَوّلِه ، وخَفْضِ آخِرهِ : يَمِينٌ لَهُمْ ) ، كذا في كُتُبِ الأَيْمَانِ .
(*! وحَجْحَجَ ) بالمَكَان : ( أَقَامَ ) به فلم يَبْرَحْ ،*! كتَحَجْحَجَ .
( و ) *!الحَجْحَجَةُ : النُّكُوصُ ، يقال : حَمَلُوا على القَومِ حَمْلَةً ثمّ*! حَجْحَجُوا .
*!وحَجْحَجَ الرّجُلُ : ( نَكَصَ ) ، وقيل عَجَزَ ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ :
ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ *!بالمُحَجْحِجِ
أَي ليس بالمُتَوَانِي المُقَصِّر .
( و ) *!حَجْحَجَ عن الشيْءِ : ( كَفَّ ) عنهُ .
( و ) حَجْحَجَ الرّجلُ : أَرادَ أَن يقولَ ما في نفسِه ثم ( أَمْسَكَ عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ ) .
وفي المحكم : حَجْحَجَ الرجلُ : لم يُبْدِ ما في نفسِه .
*!والحَجْحَجَةُ : التَّوَقُّفُ عن الشيْءِ والارْتِدَاعُ .
( *!والحَجَوَّجُ ، كَحَزَوَّرٍ ) ، أَي بفتح أَوّله وتشديد ثالثه المفتوح ( : الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى ) ، وأَنشد :
أَجَدُّ أَيّامِكَ من *!حَجَوَّجِ
إِذا اسْتَقَامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ
____________________

(5/464)



( *!والحُجُجُ ، بضمتين : الطُّرُقُ المُحَفَّرَةُ ) . ومثله في اللّسَان ، قال شيخُنا : وهو صَريحٌ في أَنّه جَمعٌ ، وهل مفردُه *!حَجِيجٌ ، كطَرِيقٍ ؟ أَو*! حِجَاجٌ ، ككِتَاب ؟ أَو لا مُفردَ له ؟ احتمالاتٌ ، وسيأْتي .
( و ) *!الحُجُجُ ( الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ ) ، ومفرده *!حَجِيجٌ ، كطَرِيق ، *!حَجَجْتُه *! حَجًّا فهو*! حَجِيجٌ ، وقد تقدَّم .
( و ) من المجاز : (*! الحِجَاجُ ) بالفتح ( ويُكْسَرُ : الجَانِبُ ) والنّاحيةُ ،*! وحِجَاجَا الجَبَلِ : جانِبَاه .
( و )*! الحِجَاجُ *!والحَجَاجُ : ( عَظْمٌ ) مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ ( يَنْبُتُ عليه الحَاجِبُ ) ، ويقال : بل هو الأَعلَى تحتَ الحاجِبِ ، وأَنشد قولَ العَجّاج :
إِذا *!حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا
وقال ابن السّكّيت : هو *!الحَجاجُ . والحَجَاجُ : العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ ، وعليه مَنْبَتُ شَعَرِ الحاجب ، وفي الحديث ( كانَت الضَّبُعُ وأَولادُها في حَجَاجِ عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ ) وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ ( فجَلَسَ في حَجَاجِ عَيْنِه كذا كذا نَفَراً ) يعني السَّمَكَةَ التي وجَدُوهَا على البحر . وأَما قولُ الشّاعر :
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها
كَلاَلٌ فحَالَتْ في حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ
فإِنّ ابنَ جِنّى قال : يريدُ في حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ ، فحذف للضَّرُورة .
قال ابن سيده : وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ .

والجمعُ *!أَحِجَّةٌ *!وحُجُجٌ ، بضمتين .
قال أَبو الحسن :*! الحُجُجُ شاذَ ؛ لأَن ما كان من هاذا النَّحْوِ لم يُكَسَّر على فُعُلٍ ؛ كارهيةَ التَّصْعِيفِ ، فأَمّا قوله :
يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ *!الحَواجِجِ
____________________

(5/465)



فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قياس ، وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً .
( و ) الحَجَاجُ ( : حاجِبُ الشَّمْسِ ) يقال : بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ ، أَي حاجِبُها ، وهو قَرْنُهَا ، وهو مَجاز .
( *!والحَجْحَجُ : الفَسْلُ ) الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر .
( واس ) ، هاكذا في نسختنا ، وفي اللسان وغيره من أُمهات اللُّغة ورَأْسٌ ( أَحَجُّ : صُلْبٌ ) ، قال المَرَّارُ الفَقْعَسيّ يَصف الرِّكابَ في سَفرٍ :
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ
*!أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ
( وفَرَسٌ أَحَجُّ : أَحَقُّ ) ، وسياأتي في القاف .
( و ) يقال للرَّجُلِ الكثيرِ الحَجِّ : إِنه لحَجّاجٌ ، بفتح الجيم من غير إِمَالَةٍ وكلّ نَعْتٍ على فَعَّالٍ فهو غَيرُ مُمَالِ الأَلفِ ، فإِذا صَيَّرُوه اسماً خاصًّا تحوّل عن حالِ النّعت ، ودخلته الإِمالةُ ، كاسم الحَجّاجِ والعَجّاجِ .
وفي اللسان : الحَجّاجِ والعَجّاجِ .
وفي اللسان : الحَجّاجُ أَمالَهُ بعضُ أَهلِ الإِمالة في جميعِ وُجُوهِ الإِعرابِ على غير قياس ، في الرّفع والنَّصب ، ومثلُ ذالك ( النّاسُ ) في الجَرّ خاصّةً ، قال ابن سِد : وإِنْمَا مثَّلْتُه به ؛ لأَنّ أَلفَ الحَجّاجِ زائدةٌ غير منقلبة ، ولا يُجَاوِرُهَا مع ذلك ما يُوجِبُ الإِمالَةَ ، وكذالك النّاس ؛ لأَنّ الأَصلَ إِنما هو الأُناس ، فحذفوا الهمزةَ وجعلوا الّلامَ خَلَفاً عنها ، كالله ، إِلا أَنّهم قد قالُوا : الأُناس ، قال : وقالُوا : مَرَرْتُ بنَاسٍ ، فأَمالُوا في الجَرِّ خاصَّةً ، تشبيهاً للأَلف بأَلف فاعِل ؛ لأَنّها ثانية مثلها ، وهو نادر ؛ لأَنّ الأَلفَ ليستْ منقلبةً ، فأَمّا في الرّفع والنّصْب فلا يُمِيلِ أَحدٌ .
وقد يقولُون : ( حَجَّاجٌ ) ، بغير أَلفٍ ولامٍ ، وهو ( اسْم ) رجل ، كما يقولون : العَبّاس ، وعَبّاس .
( و ) حَجَّاجُ ( : ة ، ببَيْهَقَ ) .
____________________

(5/466)



( ويَحُجُّ ) بصيغة المضارع ( الفاسيّ : أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بنِ أَبهي حَاجَ ، فَقِيهٌ ) مالِكِيٌّ ، شارح المُدَوَّنَةِ وغيرها ، ترجَمه أَحمد بابا السودانِيّ في كِفاية المُحْتَاج .
( *!والتَّحَاجُّ : التَّخاصُمُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولُهُم : أَقْبَلَ *!الحَاجُّ والدَّاجُّ ، يُمْكِن أَن يُرَادَ به الجِنْسُ ، وقد يكون اسماً للجَمْعِ ، كالجامِلِ والبَاقِرِ .
وروى الأَزهَريّ عن أَبي طالبٍ في قولهم : ما حَجَّ ولاكنَّه دَجَّ ، قال : الحَجُّ : الزِّيارةُ والإِتْيَانُ . وإِنما سُمِّيَ حاجًّا بزِيارةِ بَيتِ الله تَعالى ، قال : والدَّاجُّ : الذي يَخْرُجُ للتِّجارة ، وفي الحديث : ( لم يَتْرُكْ *!حاجَّةً ولا دَاجَّةً ) الحَاجُّ والحَاجَّةُ : أَحَدُ الحُجَّاجِ ، والدَّاجُّ والدَّاجَّةُ : الأَتْباع ، يريد الجَماعةَ الحَاجَّةَ ، ومَن معهم مِن أَتْبَاعِهِم ، ومنه الحديثُ : ( هؤلاءِ الدَّاجُّ وليسوا بالحَاجِّ ) .
*!واحْتَجَّ الشَّيْءُ : صَلُبَ .
واحتَجَّ البَيْتَ ،*! كحَجَّهُ ، عن الهَجَرِيّ ، وأَنشد :
تَرَكْتُ *!احتِجَاجَ البَيْتِ حتى تَظَاهَرَتْ
عَلَيَّ ذُنُوبٌ بَعدَهُنَّ ذُنُوبُ
وذو *!الحِجَّةِ : شهرُ الحَجِّ ؛ سُمِّيَ بذالك *!للحَجّ فيه ، والجمع ذَوَاتُ الحِجَّةِ ، ولم يقولوا : ذَوُو على واحِدِه .
ونقل القَزَّازُ في غَريبِ البُخَارِيّ : وأَمّا ذُو الحجّة للشَّهْرِ الّذي يقع فيه الحَجُّ فالفَتْحُ فيه أَشهرُ ، والكسر قليلٌ ، ومثله في مشَارقِ عِيَاضٍ ، ومَطَالِعِ ابنِ قَرقولَ .
قال الأَزْهَرِيّ : ومن أَمثالِ العَرَبِ : ( لَجَّ *!فحَجَّ ) . معناه : لَجَّ فغَلَبَ مَنْ لاجَّهُ بِحُجَجِة ، يقال : *!حاجَجْتُه *!أُحاجُّه *!حِجَاجاً *!ومُحاجَّةً حتى *!حَجَجْتُه ، أَي غَلَبْتُه *!بالحُجَج التي أَدْلَيْتُ بها ، وقيل : معناهُ : أَي أَنَّه لَجَّ وتَمَادَى به لَجَاجُه ، وأَدّاه اللَّجَاجُ إِلى أَنْ حَجَّ البيتَ الحرامَ ( وما أَراده ، أُريدَ
____________________

(5/467)


أَنّه هاجَرَ أَهلَهُ بلَجَاجِه حتى خرجَ حَاجًّا ) .
وسَلَكَ المَحَجَّةَ ، وهي الطَّرِيقُ . وقيل : جَادَّةُ الطَّرِيقِ ، وقيل :*! مَحَجَّةُ الطّريقُ : سَنَنُه ، والجمعُ *!المَحَاجُّ ، تقولُ : عليكم بالمَنَاهِج النَّيِّرةِ ، *!والمَحاجِّ الواضِحَةِ .
*!والحُجَّةُ بالضَّم : مصدرٌ بمعنى*! الاحْتِجَاجِ واسلاتِدْلال .
وفي التَّهْذِيب :*! مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ : هي المَقْصِدُ والمَسْلَكُ .
وفي حديث الدَّجّال : ( إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا *!حَجِيجُه ) أَي مُحاجِجُه ومُغالِبُه بإِظهارِ الحُجَّةِ عليه .
*!والحَجَجُ : الوَقْرَةُ في العَظْم .
*!وحَجْحَجْ : مِن زَجْرِ الغَنَمِ .
*!وحَجْحَجَ ، *!وتَحَجْحَجَ : صاحَ .
وكَبْشٌ *!حَجْحَجَ ، أَي عَظِيمٌ ، قال :
أَرسَلْتُ فِيهَا *!حَجْحَجاً قد أَسْدَسَا
ومن أَمثالِ الميدانيّ قولُهُم : ( نَفْسُكع بما *!تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ ) أَي أَنت بما في قلبِك أَعلمُ مِن غيرِك .
حدج : ( الحَدَجُ محرّكةً : الحَنْظَلُ ، وحَمْلُ البِطَّيخِ ما دام رَطْباً ) . كذا في التهذيب ، وفي المحكم : الحَدَجُ ( والحُدْجُ : ) الحَنْظَلُ والبَطِّيخُ ما دامَ صِغَاراً أَخْضَرَ قبل أَن يَصْفَرّ ، وقيل : هو من الحَنْظَلِ ما اشْتَدّ وصَلُبَ قبل أَن يَصْفَرَّ ، واحدته حَدَجَةٌ ، وقد أَحدَجَت الشَّجَرَةُ ، قال ابنُ شُمَيْل : أَهل اليَمامةِ يُسمّون بِطِّيخاً عندَهم أَخضرَ مثلَ ما يكونُ عندنا أَيامَ التِّيرماه بالبصرة الحَدَجَ ، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ : ( رأَيتُ كأَنّي أَخَذْتُ حَدَجَةَ
____________________

(5/468)


حَنْظَلٍ فوضَعتُها بينَ كَتِفَيْ أَبِي جَهْلٍ ) . الحَدَجَة بالتّحريك : الحَنْظَلَةُ الفِجَّةُ الصُّلْبَةُ .
قال ابنُ سِيده : ( و ) الحَدَجُ ( : حَسَكُ القُطْبِ الرَّطْبُ ، ويُضَمّ ) فيقال : الحُدْجُ ، وإِنما صَرّحَ به الأَزهريّ وابنُ سيده في معنى الحَنْظَل والبِطِّيخِ فقط .
( و ) الحِدْجُ ( بالكسر : الحِمْلُ ) ، وَزْناً ومَعْنًى .
( و ) الحِدْجُ ( مَرْكَبٌ للنِّساءِ ، كالمِحَفَّةِ ) ، قال اللَّيْثُ : الحِدْجُ : مَرْكَبٌ ليس بِرَحْل ولا هَوْدَجٍ ، تَركبُه نساءُ الأَعرابِ ، وقال الأَزهريّ : الحِدْجُ ، بكسر الحاءِ : مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النّساءِ نحو الهَوْدَج والمِحَفَّة ، ( كالحِداجَةِ بالكسر ، وهي ) أَي ( الحِدَاجَةُ ) أَيضاً الأَدَاةُ ، ج : حُدُوجٌ ، ( وأَحْدَاجٌ ) ، وحكى الفَارِسِيّ : حُدُجٌ ، بضمّتين ، وأَنشد عن ثعلب :
قُمْنَا فآنَسْنَا الحُمُولَ والحُدُجْ
ونَظِيرُه سِتْرُ وسُتُرٌ ، وأَنشد أَيضاً :
والمَسْجدَانِ وبَيْتٌ نحنُ عامِرُه
لنا زوَمْزَمُ والأَحواضُ والسُّتُرُ
والحُدُوجُ : الإِبِلُ برِحَالِها قال :
عَيْنا ابنِ دَارَةَ خيرٌ مِنكُما نَظَراً
إِذِ الحُدُوجُ بأَعْلَى عاقِلٍ زُمَرُ
وجمعُ الحِداجَةِ حَدَائِجُ .
وعن ابنِ السِّكِّيتِ : الحُدُوجُ ، والأَحْدَاجُ ، والحَدَائِجُ : مَراكِبُ النِّساءِ ، واحدُها حِدْجٌ وحِداجَةٌ .
( و ) الحَدْجُ ( كالضَّرْبِ : شَدُّ الحِدْجِ على البَعِيرِ ، كالإِحْداجِ ) ، وهو مجاز ، يقال : حَدَجَ البَعِيرَ والنَّاقَةَ يَحْدِجُهُمَا حَدْجاً وحِدَاجاً ، وأَحْدَجَهُما : شَدَّ عليهما الحِدْجَ والأَدَاةَ ، ووَسَّقَهُ ، قال الجَوْهَرِيّ : وكذالك شَدُّ الأَحْمَال وتَوْسِيقُها ، قال الأَعْشَى :
أَلاَ قُلْ لِمَيْثَاءَ ما بالُها
أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحْمَالُهَا
____________________

(5/469)



ويروى : أَجْمَالُها ، بالجيم ، أَي يُشَدُّ عليها ، وهي الصّحيحة .
قال الأَزهريّ : وأَمّا حَدْجُ الأَحْمَالِ بمعنى تَوْسِيقِهَا ، فغيرُ معروف عند العرب ، وهو غلط .
قال شَمِرٌ : سَمِعْت أَعرابِيًّا يقول : انظُرُوا إِلى هاذا البَعِيره الغُرْنُوقِ الذي عَلَيْهِ الحِدَاجَةُ . قال : ولا يُحْدَجُ البعيرُ حتى تَكْمُلَ فيه الأَدَاةُ ، وهي : البِدَادَانِ والبِطانُ والحَقَبُ ، وجمعُ الحِدَاجَةِ حَدَائِجُ ، قال : والعَرَبُ تُسَمِّي مَخَالِيَ القَتَبِ أَبِدَّةً ، واحدها بِدَادٌ ، فإِذا ضُمَّتْ وأُسرَت وشُدَّت إِلى أَقْتَابِهَا مَحْشُوَّةً فهي حينئذ حِدَاجَةٌ ، وسُمِّيَ الهَوْدَجُ المشدودُ فوقَ القَتَبِ حتى يُشَدّ على البعيرِ شَدًّا واحداً بجميعِ أَداتِه حِدْجاً ، وجمعه حُدُوجٌ ، ويقال : أَحْدِجْ بَعِيرَك ، أَي شُدَّ عليه قَتَبَه بأَداتِه .
قال الأَزهريّ : ولم يُفَرِّق ابنُ السِّكِّيتِ بين الحِدْجِ والحِداجَة ، وبينهما فَرقٌ عند العرب كما بينّاه .
وقال أَبو صاعدٍ الكِلابِيّ عن رَجل من العَرَبِ قال لصاحِبِه في أَتَانٍ شَرُودٍ : الْزَمْهَا ، رَمَاهَا الله براكِبٍ قليلِ الحِداجَةِ بعيدِ الحَاجَةِ . أَرادَ بالحِدَاجَةِ أَداةَ القَتَبِ .
ورُوِيَ عن عُمَرَ ، رضي الله عنه ، أَنه قال : ( حَجَّةً ها هُنَا ، ثم احْدِجْ ها هُنَا حتّى تَفْنَى ) يعني إِلى الغَزْوِ ، قال الأَزْهَرِيّ : معنى قوله ثم احْدِجْ ها هنا ، أَي شُدَّ الحِدَاجَة ، وهي القَتَبُ بأَداتِه ، على البَعِير للغَزْوِ ، والمعنى : حُجَّ حَجَّةً واحدةً ، ثم أَقْبِلْ على الجِهَاد إِلى أَن تَهْرَمَ أَو تَمُوتَ ، فكنى بالحَدْجِ عن تَهْيِئَةِ المَرْكُوب للجِهَاد . وقوله ، أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ :
تُلَهِّى المَرْءَ بالحِدْثَانِ لَهْواً
وتَحْدِجُهُ كما حُدِجَ المُطِيقُ
هو مَثَلٌ ، أَي تَغلِبُه بدَلِّها وحدِيثِها حتى يكونَ مِن غَلَبَتِهَا له كالمَحْدُوجِ المركوبِ الذَّلِيلِ من الجِمَال .
( و ) الحَدْج : ( الضَّرْبُ ) قال ابنُ
____________________

(5/470)


الفَرَج : حَدَجَه بالعَصا حَدْجاً ، وَحَبَجَهُ حَبْجاً ، إِذا ضَرَبَه بها .
( و ) من المجَاز : حَدَجَه يَحْدِجُه حَدْجاً ، الحَدْجُ : ( الرَّمْيُ بالسَّهْمِ ) ، وأَصلُه الرَّمْيُ بالحَدَجِ ، ثم استُعِير للرَّمْيِ بغيرِه ، كما اسْتُعِير الإِحْلابُ وهو الإِعانة على الحَلْبِ للإِعانَةِ على غيْرِه ، كذا في الأَساس .
( و ) من المجاز : الحَدْجُ : الرَّمْيُ ( بالتُّهَمَةِ ) ، يقال : حَدَجَهُ بذَنْبِ غيره يَحْدِجُه حَدْجاً : حَملَه عليه ورَماهُ به .
( و ) من المَجاز : حَدَجْتُهِ بِبَيْعِ سَوْءٍ ، وتَتَاعِ سَوْءٍ ، وذالك ( أَن تُلْزِمَهُ الغَبْنَ في البَيْعِ ) ، ومنه قولُ الشّاعر :
يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ من البَيْعِ بعْدَ مَا
حَدَجْتُ ابنَ خِرْبَاقٍ بجَرْبَاءَ نازِعِ
قال الأَزْهَرِيّ : جعلَهُ كبَعِيرٍ شُدّ عليه حِداجَتُهُ ، حين أَلْزَمَه بَيعاً لا يُقالُ مِنْهُ .
وعن أَبي عَمْرٍ و الشَّيْبَانيّ : يقالُ : حَدَجْتُه ببَيْعِ سَوْءٍ ، أَي فعلتُ ذالك به ، قال : وأَنشدني ابنُ الأَعرابِيّ :
حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّينَ بَكْرَةً
فَلَمَّا استَوَتْ رِجْلاهُ ضَجَّ من الوِقْرِ
قال : وهاذا شِعْرُ امرأَةٍ تَزَوَّجها رجلٌ على سِتِّينَ بَكْرَةً .
( والحَدَجَةُ مُحَرَّكَةً : طائِرٌ ) يُشبه القَطَا .
( وأَبُو حُدَيْجٍ ، كزُبَيْرٍ : اللَّقْلَقُ ) بلغةِ أَهلِ العِرَاق .
( وأَبُو شُبَاثٍ ) كغُرَابٍ ( : حُدَيْجُ بنُ سَلاَمَةَ ، صحابِيٌّ ) .
( و ) من المجاز ( التَّحْدِيجُ : التَّحْدِيقُ ) كذا في الصّحاح .
وحَدَجَ الفَرَسُ يَحْدِجُ حُدُوجاً : نَظَر إِلى شَخصٍ أَو سمعَ صَوْتاً فأَقام أُذنيهِ نحوَه مع عينَيْه .
والتَّحْدِيجُ : شِدَّةُ النَّظَرِ بعد رَوْعَةٍ وفَزْعَةٍ .
وحَدَجَهُ ببَصرِه يَحْدِجُه حَدْجاً
____________________

(5/471)


وحُدُوجاً ، وحَدَّجَهُ تَحْدِيجاً : نَظرَ إِليه نَظَراً يَرْتَاب به الآخَرُ ويَستنكِرُه ، وقيل هو شِدّة النَّظَرِ وحِدَّتُهُ ، يقال : حَدَجَهُ ببَصرِه ، إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليهِ ، وقيل : حَدَجَه ببصرِه ، وحَدَجَ إِليه : رَماهُ به ، ورُوِيَ عن ابنِ مسعودٍ أَنّه قال : ( حَدِّث القَوْمَ ما حَدَجُوكَ بِأَبصارِهم ) أَي ما أَحَدُّوا النَّظرَ إِليكَ ، يعني ما داموا مُقْبِلِينَ عليك ، نَشِطِين لسَماعِ حَدِيثِك ، ( يَشتهون حَديثك ) ويَرْمون بأَبْصَارِهم ، فإِذا رأَيتَهم قد مَلُّوا فدَعْهم . قال الأَزهَرِيّ : وهاذا يَدُلُّ على أَنَّ الحَدْجَ في النَّظرِ يكون بلا رَوْعٍ ولا فَزَعٍ ، وفي حديث المِعْراج : ( أَلَمْ تَرَوْ إِلى مَيِّتِكُمْ حينَ يَحْدِجُ ببَصَرِه ، فإِنما ينظُرُ إِلى المِعْرَاجِ من حُسْنِه ) ، حَدَجَ ببصَرِه يَحْدِجُ ، إِذا حَقَّقَ النَظَرَ إِلى الشيْءِ .
( وسَمَّوْا مَحْدُوجاً ، و ) حُدَيْجاً ، وحَدّاجاً ( كُزُبيْرٍ ، وكَتّانٍ ) وحُنْدُجاً بالضّمّ .
وحُدَيْج بن ضرمى الحِمْيريّ ، تابِعيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المِحْدَجُ : مِيسَمٌ من مَيَاسِمِ الإِبِلِ .
وحَدَجَه : وَسَمَه بالمِحْدَجِ .
وحَدَجْتُه بمَهْرٍ ثَقِيلِ : أَلزمْته ذالك بخِدَاع وغَبْن ، وهو مَجَاز .
حدرج : ( حَدْرَجَ : فَتَلَ وأَحْكَمَ ) فهو مُحَدْرَجٌ : مَفْتُول .
( والمُحَدْرَجُ ) والحُدْرُجُ ، والحُدْرُوجُ ، كلُّه ( : الأَمْلَسُ ) .
وَوَتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ : شُدَّ فَتْلُه .
( والسَّوْطُ ) المُحَدْرَجُ : المَفْتُولُ المُغَارُ ، قال الفَرَزْدَق :
أَخافُ زِياداً أَن يَكونَ عَطَاؤُه
أَدَاهِمَ سُوداً أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرَا
____________________

(5/472)



يَعني بالأَداهمِ القُيُودَ ، وبالمُحَدْرَجَةِ : السِّيَاطَ ، وقول القُحَيْفِ العُقَيْلِيّ :
صَبَحْنَاها السِّياطَ مُحَدْرَجاتٍ
فعَزَّتْهَا الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ
يجوز أَنْ تكونَ المُلْسَ ، ويجوزُ أَن تكونَ المَفْتُولَةَ ، وبالمَفْتُولةِ فسَّرها ابنُ الأَعرابيّ .
( والحِدْرِجانُ ، بالكسر ) في أَوّله وثالثه : ( القَصِيرُ ) ، مثَّلَ به سِيبويهِ ، وفسَّرَهُ السِّيرَافِيّ .
( و ) حِدْرِجانُ ( : اسْمٌ ) ، عن السِّيرافيّ خاصّةً .
وحِدْرِجَانُ : صَحَابِيّ .
( وما بالدَّارِ من حَدْرَجٍ : أَحَدٍ ) .
( ) وممّا يستدرك عليه :
حَدْرَجَ الشَّيْءَ : دَحْرَجَه ، وفي التَّهذيب : أَنشد الأَصمعيّ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيّ :
أَزامِجاً وزَجَلاً هُزَامِجَا
تَخرُجُ من أَفْوَاهِها هَزالِجَا
تَدعُو بِذاك الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا
جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا
عُجُومَهَا وحَشْوَهَا الحَدَارِجَا
الحَدَارِج والحَضَالِجُ : الصِّغار ، كذا في اللّسان .
حرج : ( الحَرَجُ ، مُحَرَّكَةً : المَكانُ الضَّيِّقُ ) وقال الزَّجّاج : الحَرَجُ : أَضْيَقُ الضَّيقِ ومثله في التّهذيب .
( والحَرَج : المَوْضِعُ ) الكثيرُ ( الشَّجَرِ ) الذي لا تَصِلُ إِليه الرّاعيةُ ، وبه فَسَّر ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما قوله عزّ وجلّ : { يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً } ( سورة الأنعام ، الآية : 125 ) قال : وكذالك الكافرُ لا تَصلُ إِليه الحِكْمَةُ . ( كالحَرِجِ ، ككَتِف ) .
وحَرِجَ صَدْرُه يَحْرَجُ حَرَجاً : ضاقَ فلم يَنْشَرِحْ لخَيرٍ ، فهو حَرِجٌ ، وحَرَجٌ ، فمن قال : حَرِجٌ ثَنَّى وجَمَعٍ ، ومن قال : حَرَجٌ أَفْرَدَ ؛ لأَنّه مصدرٌ ، وأَما الايةُ المذكورة ، فقال الفَرّاءُ ،
____________________

(5/473)


قَرأَهَا ابنُ عبّاس وعُمَرُ رَضِي الله عنهم ( حَرَجاً ) ، وقرأَهَا النّاسُ ( حَرِجاً ) قال : وهو في كَسْرِه ونَصْبِه بمنْزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ .
ورَجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ : ضَيِّقُ الصَّدْرِ وأَنشد :
لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ
وقال الزَّجّاجُ : من قالَ : رَجلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ ، فمعناه ذُو حَرَجٍ في صَدْره ، ومن قال : حَرِجٌ جعله فاعلاً ، وكذالك رجل دَنَفٌ : ذو دَنَفٍ ، ودَنِفٌ نَعتٌ .
وفي مفرداتِ الرّاغِب الحَرَجُ : اجتماعُ أَشْياءَ ، ويلزَمُه الضِّيقُ ، فاستُعْمِل فيه ، ثم قيل : حَرِجَ ، إِذا قَلِقَ وضاقَ صدرُه ، ثم استُعملَ في الشَّكّ لأَنّ النّفْس تَقلقُ منه ، ولا تَطْمَئنُّ .
( و ) من المجاز : الحَرَجُ : ( الإِثْمُ ) والحَرامُ ( كالحِرْجِ ، بالكسرِ ) ، وذالك لأَنَّ الأَصلَ في الحَرَجِ الضّيقُ ، قاله ابنُ الأَثير .
والحَارِجُ الآثِمُ ، قال ابن سيده : أُراه على النَّسَبِ ؛ لأَنّه لا فِعْلَ له .
وفي الصّحاح : الحِرْجُ : لغةٌ في الحَرَج ، وهو الإِثم ، قال : حكاه يونس .
( و ) الحَرَجُ محرّكةً : ( النّاقةُ الضَّامرةُ ، والطَّوِثلَةُ على وجهِ الأَرْضِ ) وقبل : هي الشّديدةُ ، كالحُرْجُوج ، وسيأْتي الحُرْجوج في كلام المصنف ، ولو ذَكرهما في مَحَلّ واحدٍ لكان أَوْجَهَ وأَوفقَ لحُسْنِ اختصاره .
( و ) الحَرَجُ : سَرِيرٌ يُحمَلُ عليه المَرِيضُ ، أَو المَيتُ ، وقيل : هو ( خَشَبٌ ) يُشَدُّ بعْضُهُ إِلى بعض ( يُحْمَلُ فيه المَوْتَى ) ورُبّما وُضِع فوقَ نَعْشِ النّساءِ ، كذا في الصّحاح ، قال امرُؤُ القيس :
فإِمّا تَرَيْنِي في رِحَالَةِ جابِرٍ
عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكفانِي
____________________

(5/474)



قال ابن بَرِّيّ : أَراد بالرِّحالَةِ الخَشبَ الذي يُحمَلُ عليه في مَرضِه ، وأَرادَ بأَكفَانِه ثِيابَهُ الّتي عليه ، لأَنّه قَدّرَ أَنها ثيابُه التي يُدْفَن فيها ، وخَفْقُهَا : ضَرْبُ الرِّيحِ لها ، وأَراد بجابرٍ جَابِرَ بنَ حُنَيَ التَّغْلَبِيّ ، وكان مع في بلادِ الرُّومِ ، فلما اشتَدَّت عِلّتُه صَنَعَ له من الخَشَبِ شيئاً كالقَرِّ يُحْمَل فيه ، والقَرُّ : مَرْكَبٌ من مَراكبِ الرِّجَال بعينَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ ، قال : كذا ذكرَه أَبو عُبَيْد ، وقال غيرُه : هو الهَوْدَجُ .
وفي التّهْذيب : وحَرَجُ النَّعْشِ : شَجَارٌ من خَشَبٍ جُعِلَ فوقَ نَعْشِ المَيتِ ، وهو سَرِيرُه .
قال : وأَمّا قولُ عَنترةَ يَصفخ ظَلِيماً وقُلُصَه :
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ وكأَنَّهُ
حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
هاذا يَصفُ نَعامةً يَتبعُهَا رِئالُها ، وهو يَبسُط جنَاحَيْهِ ، ويَجْعَلُها تحتَه .
قال ابنُ سِيدَه : والحَرَجُ : مَرْكَبٌ للنِّساءِ والرِّجَال ، ليس له رَأْسٌ .

( و ) من المجاز : ودَخَلُوا في الحَرَج وهو ( جَمْعُ الحَرَجَةِ ) ، وهو اسمٌ ( لمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ ) ، وهي الغَيْضَةُ ، لضيقِها ، وقيل : الشَّجَرُ المُلْتَفّ ، وهي أَيضاً الشّجَرَةُ تكون بين الأَشجار لاَ تَصِلُ إِليها الآكِلةُ ، وهي ما رَعَى من المالِ ، ويُجْمع أَيضاً على أَحْرَاجٍ وحَرَجَاتٍ ، قال الشاعر :
أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
بذِي سَلَمٍ ، لاجَادَكُنَّ رَبِيعُ
وحِرَاجٌ ، قال رُؤبةُ :
عاذَا بِكُمْ من سَنَةٍ مِسْحَاجِ
شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ
وهي المَحَارِيجُ .
وقيل : الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوْسَجِ والسَّلَمِ والسِّدْرِ .
وقيل : هو ما اجتمعَ من السِّدْرِ والزَّيْتُونِ وسائِرِ الشَّجَرِ .
____________________

(5/475)



وقيل : هي مَوضعٌ من الغَيْضةِ تَلتَفُّ فيه شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ ، قال أَبو زيد : سُمِّيَت بذالك ؛ لالتِفافها ، وضِيقِ المَسْلَكِ فيها .
وقال الأَزهَرِيُّ : قال أَبو الهَيْثَم : الحِرَاجُ : غِياضٌ من شَجَرِ السَّلَمِ مُلْتَفَّةٌ ، لا يَقدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها ، وفي حديث حُنَيْن : ( حتى تَرَكُوهُ في حَرَجَةٍ ) وفي حديث مُعَاذه بنِ عَمرٍ و ( نَظَرْتُ إِلى أَبي جَهْلٍ في مثْلِ الحَرَجَةِ ) وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَنّ مَوْضِعَ البَيتِ كانَ في حَرَجَة ، وعِضَاهٍ ) .
( و ) من المجاز الحَرَجُ جمعُ حَرَجَة ، ( للجَمَاعَةِ من الإِبِلِ ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه : الحَرَجَةُ : مِائَةٌ من الإِبِلِ .
( و ) الحَرَجُ : الإِثْمُ و ( الحُرْمَةُ ، وفِعْلُه حَرِجَ ) كفَرِحَ ، يقال : حَرِجَ عليه السَّحُورُ ، إِذا أَصبحَ قبلَ أَن يَتَسَحَّرَ ، فحَرُمَ عليه ؛ لضِيقِ وَقتِه ، وحَرِجَ عَلَيَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً ، أَي حَرُم ، وهو مَجَاز .
( و ) الحَرَجُ ( من الإِبِلِ : التي لا تُرْكَبُ ، ولا يَضْرِبُهَا الفَحْلِ ؛ ليكُونَ أَسْمَنَ لَهَا ) ، إِنما هي مُعَدَّةٌ ، قال لَبِيد :
حَرَجٌ في مِرْفَقَيْهَا كالفَتَلْ
قال الأَزْهَرِيّ : هاذا قولُ اللّيْثِ ، وهو مَدْخُولٌ .
( و ) الحُرْجُ ( بالضَّم : ع ) ، موضع مَعْرُوفٌ .
( و ) الحِرْجُ ( بالكَسر : الحِبَالُ تُنْصَبُ للسَّبُعِ ) ، قاله المُفَضَّل ، قال الشاعر :
وشَرَّ النَّدَامَى مَن تَبِيتُ ثِيابُه
مُجَفَّفَةً كَأَنَّهَا حِرْجُ حَابِلِ
( و ) الحِرْجُ ( : الثِّيابُ تُبَسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ ، ج ) حِراجٌ ، ( كجِبَال ) في جمعيها ، كذا في التهذيب .
( و ) الحِرْجُ ( : الوَدَعَةُ ) ، والجمعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ .
____________________

(5/476)



والمِحرجُ : قِلادَةُ الكَلْبِ والجمع أَحْرَاجٌ ، وحِرَجَةٌ ، كعِنَبَةٍ ، قال :
بِنَوَاشِطٍ غُضْبفِ يُقَلِّدُهَا الْ
أَحْرَاجَ فوقَ مُتُونِهَا لُمَعُ
( و ) في التَّهْذِيبِ : ويقال : ثَلاثَةُ أَحْرِجَةٍ .
و ( كَلْبٌ مُحَرَّجٌ ) كمُعَظَّم ، أَي ( مُقَلَّدٌ بِهِ ) ، وأَنشد في ترجمة ( عضرس ) .
مُحَرَّجَةٌ حُصُّ كأَنَّ عُيُونَهَا
إِذا أَذَّنَ القَنّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ
مُحَرَّجَة ، أَي مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاجِ ، جمع حِرْجٍ للوَدَعَةِ ، وحُصُّ : قد انْحَصَّ شَعرُها .
وقال الأَصمعيّ في قوله :
طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ
قال : مُحَرَّجَةٌ في أَعناقِهَا حِرْجٌ ، وهو الوَدَعُ ، والوَدَعُ : خَرَزٌ يُعَلَّقُ في أَعناقِهَا .
وفي التهذيب : الحِرْجُ : القِلادةُ لكلّ حَيَوَانٍ .
( و ) الحِرْجُ : القِطْعَةُ من اللَّحْمِ ، وقيل : هي ( نَصِيبُ الكَلْبِ من الصَّيدِ ) وهو ما أَشبهَ الأَطرافَ من الرّأْسِ والكُرَاعِ والبَطْنِ ، والكِلابُ تَطْمَعُ فيهَا .
قال الأَزهَرِيّ : الحِرْجُ : ما يُلْقَى للكَلْبِ مِن صَيْدِه ، والجمع أَحْراجٌ ، قال جَحْدَرٌ يَصف الأَسَدَ :
وتَقَدُّمِي للَّيْثِ أَمْشِي نَحْوَه
حَتَّى أُكابِرَهُ على الأَحْرَاجِ
وقال الطِّرِمّاح :
يَبْتَدِرْنَ الأَحْرَاجَ كالثَّوْلِ والحِرْ
جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ
يَصْطَفِدُه ، أَي يَدَّخِرُه ويَجْعَله صَفَداً لنفسْهِ ويَختارُه ، شَبَّهَ الكِلابَ في سُرْعَتِهَا بالزَّنابِيرِ ، وهي الثَّوْلُ .
وقال الأَصمَعيّ : أَحْرِجْ لَكَلْبِكَ
____________________

(5/477)


من صَيْدِه ، فإِنّه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ .
( و ) قال الهُذَلِيّ :
أَلَمْ تَقْتُلُوا الحِرْجَيْنِ إِذ أَعْرَضَا لَكُم
يُمِرَّانِ بالأَيدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا
( الحِرْجَانِ : رجُلانِ اسمُ أَحِدِهِما حِرْجٌ ، وهو مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ الحارِثِ ، ولم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ ) .
وفي اللّسَان : إِنّما عَنَى بالحِرْجَيْنِ رَجُلَيْنِ أَبْيَضَيْن كالوَدَعَةِ ، فإِمّا أَنْ يكونَ لبياضِ لونِهما ، وإِمّا أَن يكونَ كَنَى بذالك عن شَرَفِهما ، وكان هاذانِ الرّجُلانِ قد قَشَرَا لِحَاءَ شَجَرِ الكَعبة ؛ ليَتَخَفَّرا بذالك . والمُضَفَّرُ : المَفْتُولُ كالضَّفيرةِ .
( و ) الحَرِجُ ( كَكَتِفٍ : الذي لا يَكَادُ يَبْرَحُ من القِتالِ ) قال :
مِنّا الزُّوَيْنُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ
والحَرِجُ : الّذِي لا يَنْهَزِم ، كأَنَّه يَضيقُ عليه العُذْرُ في الانْهزام .
( وأَحْرَجْتُ الصَّلاةَ . حرَّمْتُهَا ) ، وسيأْتي حَرِجَت الصَّلاةُ .
( و ) أَحْرَجْتُ ( فُلاناً : آثَمْتُه ) ، أَي أَوقَعْتُه في الإِثْمِ .
( و ) من المجاز : حَرِجَ إِليه : لَجَأَ عن ضِيقٍ .
وأَحْرَجْتُه ( إِليه : أَلْجَأَتُه ) وضَيَّقْت عليه .
وأَحْرَجْتُ فُلاناً : صَيَّرْتُه إِلى الحَرَجِ ، وهو الضِّيقُ .
وأَحْرَجْتُه : أَلْجَأْتُه إِلى مَضِيقٍ وكذلك أَحْجَرْتُه ، وأَحْرَدْتُه بمعنًى واحدٍ .
ويقال : أَحْرَجَنِي إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه ، أَي انضَمَمْتُ .
وأَحْرَجَ الكَلبَ والسَّبُعَ : أَلْجَأَهُ إِلى مَضيقٍ ، فَحَمَل عليه .
( و ) من المجاز : ( حَرِجَت العَيْنُ ، كفَرِحَ ) تَحْرَجُ حَرَجاً : ( حارَتْ ) ، وفي الأَساس : غَارَتْ ، فضاقَ عليها مَنافِذُ البَصَرِ ، قال ذو الرُّمَّة :
____________________

(5/478)



تَزْدَادُ للعَيْن إِبْهَاجاً إِذا سَفَرَتْ
وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حِينَ تَنْتَقِبُ
وقيل : معناه أَنها لا تَنْصَرِفُ ولا تَطْرِفُ من شِدّةِ النّظر .
وفي التهذيب : الحَرَجُ : أَن يَنظُرَ الرّجُلُ فلا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّكَ من مَكانِه فَرَقاً وغَيْظاً .
( و ) من المجاز : حَرِجَت ( الصَّلاةُ ) على المرْأَةِ حَرَجاً ، أَي ( حَرُمَت ) ، وهو من الضِّيقِ ؛ لأَنَّ الشيْءَ إِذا حَرُمع فقد ضاقَ .
( ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ : شديدَةُ القُرِّ ) .
( وحارِجٌ : ع ) .
( و ) من المَجَاز : ودُونَه حِرَاجٌ من الظَّلاَمِ ، ( حِرَاجُ الظَّلْمَاءِ ، بالكسر : ما كَثُفَ مِنها ) والْتَفَّ ، قال ابنُ مَيّادَةَ :
أَلاّ طَرَقَتْنَا أُمُّ أَوْسٍ ودُونَها
حِرَاجٌ من الظَّلْمَاءِ يَعْشَى غُرَابُهَا
خَصَّ الغُرَابَ لحِدَّةِ البَصَرِ ، يقول : فإِذا لم يُبْصِرْ فيها الغُرابُ مع حِدَّةِ بَصرِه فما ظَنُّك بغَيْرِه ؟
( و ) من المجاز : ( الحُرجُوجُ ) بالضّمّ ، والحَرَجُ ، محركةً ، والحَرُوجُ ، كصَبُور ، كلّ ذالك ( : النَّاقَةُ السَّمِينَةُ ) الجَسِيمةُ ( الطَّوِيلَةُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ ) ، ( أَو ) هي ( الشَّدِيدَةُ ، أَو الضّامِرةُ ) .
وقيل : الحُرْجُوج : ( الوَقّادَةُ ) الحَادَّةُ ( القَلْبُ ) ، قال :
أَذاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ
بَرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ
وجمعها حَراجِيجُ .
وأَجاز بعضُهم : ناقَةٌ حُرْجُجٌ بمعنى الحُرْجُوج ، وأَصلُ الحُرْجُوج حُرْجُجٌ ، وأَصلُ الحُرْجُجِ حُرْجٌ ، بالضّمّ ، وفي الحديث : ( قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجٍ على حَرَاجِيجَ ) ، جمع حُرْجُوجٍ ، وحُرْجِيجٍ ، كذا في النِّهاية .
( و ) الحُرْجُوجُ : ( الرِّيحُ الباردَةُ
____________________

(5/479)


الشّدِيدَةُ ) وفي الأَساس ريح حرجى : بارِدَةٌ قال ذو الرُّمَّة :
أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزالِيَهَا
مِن آخِرِ اللّيْلِ رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ
( والتَّحْرِيجُ : التِّضْيِيقُ ) ومنه الحديث : ( الّهُمّ إِنّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : اليَتِيمِ والمَرْأَةِ ) أَي أُضَيِّقُه وأُحرِّمهُ على من ظَلَمَهُمَا .
وكذالك التَّحَرُّجُ ، ومنه حديث اليَتَامَى : ( تَحَرَّجُوا أَنْ يَأْكُلُوا مَعَهُم ) أَي ضَيَّقوا على أَنفُسِهم .
( و ) حَرِيجٌ ( كسَمِينٍ : جَدٌّ ) أَعْلَى ( لسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ هِلالِ ) ابنِ حَرِيجِ بنِ مُرَّةَ بن حَزْن بنِ عَمْرِو بنِ جابِرٍ ذي الرَّأْسَيْنِ ، وصحَّفَه في الإِكمال ، فقال : حُدَيْج ، بالدال ، والتّصغير .
( والحُرْجَةُ بالضّمّ : الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ : الكافُّ عن الإِثْمِ ، وقولهم : رجل مُتَحَرِّجٌ ، كقولهم رجلٌ متَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ : يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثمَ عن نَفْسه ، ورجل مُتَلَوِّمٌ ، إِذا تربَّص بالأَمر يُرِيدُ إِلقاءَ المَلامَةِ عن نفسه ، قال الأَزهريّ : وهاذه حروفٌ جاءَت معانِيها مخالفةً لأَلفاظِهَا ، وقال ذالك أَحمدُ ابن يَحْيَى .
وتَحَرَّجَ : تَأَثَّمَ وفعَلَ فِعْلاً يَتَخَرَّج به من الحَرَجِ والإِثْمِ والضِّيق ، وهو مجاز .
وفي الحديث : ( حَدِّثُوا عن بين إِسرائِيلَ ولا حَرَجَ ، قال ابنُ الأَثير معناهُ لا بَأْسَ ولا إِثْمَ عليكم أَن تُحَدِّثُوا عنهم ما سَمِعْتُم ، وقيل غيرُ ذالك .
ومن أَحاديث الحَرَجِ قوله عليه
____________________

(5/480)


السّلام في قَتْلِ الحَيّاتِ : ( فَلْيُحَرِّجْ علَيْهَا ) ، هو أَنْ يقولَ لها : أَنتِ في حَرَجٍ ، أَي ضِيقٍ إِنْ عُدْتِ إِلينا فلا تَلومِينَا أَن نُضَيِّق عليك بالتَّتَبُّعِ والطّرْدِ والقَتْل .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، في صة الجمعة : ( كَرِهَ أَن يُحْرِجَهُم ) ، أَي يُوقِعَهُمْ في الحَرَجِ ، قال ابنُ الأَثير : وورد الحَرَجُ في أَحاديثَ كثيرة ، وكلّها راجعة إِلى هاذا المعنَى .
والحَرِجُ كَكَتِفِ : الذي يَهابُ أَنْ يَتَقَدَّم على الأَمْرِ ، وهاذا ضِيقٌ أَيضاً .
وحَرِجَ الغُبَارُ ، كفَرِحَ ، فهو حَرِجٌ : ثارَ في مَوضعٍ ضَيِّقٍ فانْضَمّ إِلى حائِطٍ أَو سَنَدٍ ، قال :
وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتَامُ لَهَا
يَهْلِكُ فيها المُنَاجِدُ البَطَلُ
قال الأَزهَرِيّ : قال اللَّيْثُ : يقال للغُبارِ السّاطِعِ المُنْضَمِّ إِلى حائطٍ أَو سَنَدٍ : قد حَرِجَ إِليهِ . وقَالَ لَبِيدٌ :
حَرِجاً إِلى أَعلامِهِنّ قَتَامُها
ومَكَانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ .
ويقال : أَحْرَجَ امرأَتَه بِطَلْقَة ، أَي حَرَّمها .
ويقال : أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَاتِ ؟ يريد بثلاثِ تَطْلِيقاتٍ ، وهو مجاز .
وقرأَ ابنُ عبّاس رضي الله عنهما ( وحَرْثٌ حِرْجٌ ) أَي حَرَامٌ ، وقرَأَ النّاس { وَحَرْثٌ حِجْرٌ } ( سورة الأنعام ، الآية : 138 ) .
وَرَكِبَ الحَرَجَةَ ، أَي الطَّريقَ ، وقيل : مُعْظَمُه ، وقد حُكِيَتْ بجِمينِ ، كما تقدّم .
والحَرَجُ ، محركةً ، والحِرْجُ بالكسر : الشَّحَصُ .
وحَرَجَ الرجُلُ أَنْيابَه ، كنَصَر : يَحْرُجُها حَرْجاً : حَكَّ بَعْضَها إِلى
____________________

(5/481)


بعضٍ من الحَرَدِ ، قال الشاعر :
ويومٌ تُحْرَجُ الأَضراسُ فيهِ
لإِبْطَالِ الكُماةِ به أَوامُ
والحِرْجُ بالكسر : جَماعةُ الغَنَمِ ، عن كُراع ، وجمعهُ أَحْرَاجٌ .
وفي الأَساس : احْرَنْجَجَتِ الإِبل اجتمَعَتْ وتَضَامَّت .
حربج : ( الُرْبُجُ ، كعُصْفُرٍ ، و ) حِرْبَاجٌ مثل ( دِرْباسٍ : الضَّخْمُ ) ، يقال : إِبلٌ حَرَابِجُ ، وبَعيرٌ حُرْبُجٌ .
حرزج : ( الحَرَازِجُ ) ، الراءُ قبل الزاي . ( : مِيَاهٌ لجُذَامَ ) ، وفي اللسان لِبَلْجُذَامَ ، قال راجزُهم :
لقد وَرَدْتُ عافِيَ المَدَالِجِ
من ثَجْرَ أَوْ أَقْلِبَةِ الحَرازِجِ
حشرج : ( الحَشْرَجُ : حِسْيٌ ك يكونُ فيه حَصًى ) .
وقيل : هو الحِسْيُ في الحَصَى .
وقيل : هو شِبْهُ الحِسْيِ تَجْتَمعُ فيه المِيَاهُ .
( و ) الحَشْرَجُ : ( الكُوزُ الرَّقِيقُ ) النَّقِيّ ( الحَارِيّ ) ، بالحَاءِ المهملة وياءِ النِّسبة ، كذا في النّسخ ، وأَنشد المُبرّد :
فَلَثَمْتُ فاهَا آخِذاً بِقُرونِها
شُرْبَ النَّزِيفِ بَبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ
والنَّزِيفُ : السّكْرَانُ والمَحْمُومُ .
( و ) قال الأَزهريّ : الحَشْرَجُ : الماءُ العَذْبُ من ماءِ الحِسْي .
قال : والحَشْرَجُ : ( النُّقْرَةُ فِي الجَبَلِ يَصْفُو فيها المَاءُ ) بعدَ اجتماعِه .
قال : والحَشْرَجُ : الماءُ الّذي تحتَ الأَرْضِ لا يُفْطَنخ له في أَباطِحِ الأَرضِ فإِذا حُفِرَ عَنْهُ ذِراعٌ جاشَ بالماءِ ، تُسمّيها العربُ الأَحساءَ ، والكِرارَ ، والحَشَارِجَ .
____________________

(5/482)



وقال غيره : الحَشْرَجُ : الماءُ الذي يَجْرِي على الرَّضْراضِ صافِياً رَقِيقاً .
والحَشرَجُ : كُوزٌ لَطِيفٌ صَغِيرٌ .
( و ) حَشْرَجٌ : ( عَلَمٌ ) .
( و ) الحَشْرَجُ ( : كَذَّانُ الأَرْضِ ، الواحِدَةُ ) حَشْرَجَةٌ ( بهاءٍ ) .
( والحَشْرَجَةُ : الغَرْغَرَةُ عندَ الموتِ ، وتَرَدَّدُ النَّفَسِ ) ، وفي الحديث : ( ولكن إِذا شَخَصَ البَصَرُ ، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ ) ، وهو من ذالك ، وفي حديث عائِشَةَ : ( . . ودَخَلَتْ على أَبِيهَا رضي الله عنهما عند موته ، فأَنشَدَتْ :
لعَمْرُكَ ما يُغْنِي الثَّرَاءُ ولا الغِنَى
إِذا حَشْرَجَتْ يَوماً وضَاقَ بِها الصَّدْرُ
فقَالَ : ليسَ كذالك ، ولاكن { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ } ( سورة ق ، الآية : 19 ) وهي قراءَةٌ منسوبة إِليه .
وحَشْرَجَ : رَدَّدَ صَوتَ النَّفَسِ في حَلْقهِ من غير أَن يُخْرِجَه بلسانه .
( و ) الحَشْرَجَةُ ( تَرَدُّدُ صَوتِ الحِمَارِ في حَلْقِهِ ) وقيل : هو صَوْتُه من صَدرِهِ قال رُؤبةُ :
حَشْرَجَ في الجَوْفِ سَحِيلاً أَو شَهَقْ
وقال الشاعر :
وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ
مِمّا يَجِيشُ به مِنَ الصَّدْرِ
والحَشْرَجُ : النّارَجِيلُ ، يعني جَوزَ الهِنْد ، وهاذا عن كُراع .
حضج : ( الحِضْجُ بالكسر : ما يَبْقَى في حِياضِ الإِبِلِ من ) الطِّينِ اللاّزِقِ بأَسْفَلِهَا .
وقيل : الحِضْجُ : هو ( المَاءُ ) القَلِيلُ والطِّينُ يَبْقَى في أَسفلِ الحَوْضِ .
وقيل : هو الماءُ الذي فيه الطِّين ، فهو يَتَلَزَّجُ ويَمْتَدّ .
وقيل : هو الماءُ الكَدِرُ .
وحِضْجٌ حاضِجٌ ، بالَغُوا بِهِ ، كشِعْرٍ
____________________

(5/483)


شاعِرٍ ، قال أَبو مَهْديّ : سَمعْتُ هِمَيانَ بنَ قُحَافَةَ يُنْشِدُ :
فأَسْأَرَتْ في الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا
قد عادَ من أَنْفَاسِها رَجارِجَا
أَسْأَرَتْ : أَبْقَتْ ، والسُّؤْرُ : بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ ، وقوله : حاضِجاً ، أَي باقياً ، ورَجارِج : اخْتَلَطَ ماؤُ وطينُه .
والحِضْجُ : الحَوْضُ نَفْسُه ( ويُفْتَحُ ) في كلِّ ذلك ، والجمعُ أَحْضَاجٌ ، قال رُؤْبة :
من ذِي عُبَابٍ سائِلِ الأَحْضاجِ
يُرْبِي على تَعَاقُمِ الهَجَاجِ
الأَحْضاج : الحِياض ، والتَّعَاقُم ، كالتعاقُبِ على البَدَلِ : الوِرْدُ مَرَّةً بعد مَرَّةٍ .
ورجُلٌ حِضْجٌ : حَمِيسٌ ، والجَمْعُ أَحْضَاجٌ .
وكُل ما لَزِقَ بالأَرض حِضْجٌ .
( و ) الحِضْجُ : ( النّاحِيَةُ ) ، يقال : حِضْجُ الوادي ، أَي ناحِيَتُه .
( وحَضَجَ ) النّارَ حَضْجاً : ( أَوْقَدَ ) ها .
( و ) حَضَجَ به الأَرْضَ حَضْجاً : ( ضَرَبَ ) ها بِه .
وانْحَضَجَ : ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ غَيْظاً ، فإِذا فعلتَ بهِ أَنْتَ ذالك قلتَ : حَضَجْتُه .
( و ) عن الفرّاءِ : حضَجَ فُلاناً في الماء ، وكذا ( الشَّيْءَ ) ، ومَغَثَه ، ومَثْمَثَه ، وقَرْطَلَه كُلُّه بمعنى ( غَرَّقَه ) .
( و ) أَنْحَضَجَ ، إِذا ( عَدَا ) .
( و ) حَضَجَه ( : أَدْخَلَ بَطْنَه ) وفي اللسان عليه ( ماكَادَ يَنْشَقُّ مِنْهُ ) ويَلْزَقُ بالأَرْض .
( و ) المِحْضَبُ و ( المِحْضَجُ ) والمِسْعَرُ ( : ما تُحَرَّكُ بهِ النّارُ ) يقال حَضَجْتُ النّاترَ ، وحَضَبْتُهَا .
( و ) المِحْضَجُ : ( الحَائِدُ ) عن الطَّرِيقِ وفي نُسخةٍ : السَّبِيلِ .
____________________

(5/484)



( وانْحَضَجَ ) الرَّجلُ ( : الْتَهَبَ غَضَباً ) واتَّقَد من الغَيْظِ ، فَلَزِقَ بالأَرْضِ ، وفي حديث أَبي الدَّرْدَاءِ قال في الرّكعتين بعد العَصْرِ : أَمّا أَنا فلا أَدَعُهُمَا ، فمَنْ شاءَ أَنْ يَنْحَضِجَ فلْيَنْحَضِجْ ) ، أَي يَنْقَدَّ من الغيظ ويَنْشَقَّ .

( و ) انْحَضَجَ الرّجلُ ( : انْبَسَطَ ) ، وفي حديثِ حنينٍ : ( أَنَّ بَغْلَةَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما تَنَاولَ الحَصَي ؛ لِيَرْمِيَ بهِ في يَومِ حُنَيْنٍ ، فَهِمَتْ ما أَرادَ فانْحَضَجَتْ ) أَي انْبَسَطَت ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، فيما روى عنه أَبو العَبّاس ، وأَنشد :
ومُقَتَّتٍ حَضَجَتْ به أَيّامُه
قد قَادَ بَعْدُ قَلائِصاً وعِشَارَا
مُقَتَّتٌ : فَقيرٌ ، حَضَجَتْ : انْبَسَطَتْ أَيامُه في الفقْر ، فأَغناه الله ، فصار ذا مالٍ .
( والحِضَاج ، ككِتَابٍ : الزِّقُّ ) الضَّخْمُ المُمْتَلِىءُ ( المُسْتَنِدُ ) ، وفي نسخة التكملة واللسان : المُسْنَد ( إِلى الشّيْءِ ) ، قال سَلاَمَةُ بنُ جَنْدَل :
لنا خَبَاءٌ ورَاووقٌ ومُسْمِعَةٌ
لَدَى حِضَاج بِجَوْنِ النّارِ مَرْبُوبِ
( و ) الحُضَاجُ ( كغُرابٍ ) : الرجلُ ( المُتَقَوِّسُ الظَّهْرِ الخَارِجُ البَطْنِ ) .
( والتَّحْضِيجُ : شِبْهُ التَّضْجِيعِ في الكَلامِ ) ، هاكذا نصُّ عبارَةِ الصّاغَانيّ وابنِ منظور ، وزاد المصنّف بعدَه ( المُسْنَد ) ، وفي نسخةٍ المُبْتَدأ بدل المُسْنَد ، فليرجَع ذلك .
وقال ابنُ شُمَيْل : يَنْحَضِجُ : يَضْطَجع .
( ) ومما يستدرك عليه :
حَضَجَ به يَحْضُجُ حَضْجاً : صَرَعَه .
وحَضَجَ البَعِيرُ بِحِمْلِهُ وحِمْلَهُ حَضْجاً : طَرَحَه .
____________________

(5/485)



وانحَضَجَ الرجلُ : اتَّسَعَ بَطنُه ، وهو من الحِضَاجِ بمعنى الزِّقِّ ، كما تَقَدَّم .
وامرأَةٌ مِحْضَاجٌ : واسعةُ البَطْنِ ، وقولُ مُزَاحِمٍ :
إِذا ما السَّوْطُ سَمَّرَ حَالِبَيْه
وقَلَّصَ بَدْنُه بعْدَ انْحِضاجِ
يعني بعد انْتِفَاخٍ وسِمَنٍ .
والمِحْضَجَةُ والمِحْضَاجُ : خَشَبَةٌ صغيرةٌ تَضْرِبُ بها المرأَةُ الثَّوبَ إِذَا غَسَلَتْه .
حضلج : ( خ الحَضَالِجُ ، والحَدَارِجُ : الصِّغارُ ، وقد تقدّم في ترجمة حدرج عن التهذيب في شِعر هِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ ، وهو مستدرك على المصنّف .
حفج : ( رَجلٌ حَفَنْجَي كَعَلَنْدَي ) أَي ( رِخْوٌ لا غَنَاءَ عِنْدَه ) ، ومثله في اللّسَان .
حفضج : ( الحِفْضِجُ ) والحَفْضَجُ ، والخِفْضاجُ والحُفَاضِجُ ( كزِبْرِجٍ و ) جَعْفَر ، و ( دِرْبَاسٍ وعُلابِطٍ ) : الرَّجُلُ الضَّخمُ ( الكَثِيرُ اللَّحْمِ المُسْتَرْخِي البَطْنِ ) هاكذا في النسخ ، وو قول الأَصمعيّ .
وفي اللّسان وغيره : هو الضّخمُ البَطنِ والخاصرتَيْن المُسْتَرخِي اللَّحْمِ ( كالحِفْضاجِ ) هاكذا بالكسر في نسختنا ، مع أَنه مذكور في قوله : ودِرْبَاس ، فيكون مكرَّراً ، أَو أَنّه كالعِفْضاجُ بالعين بدل الحاءِ ، وهو لغة فيه على ما يأْتي ، ووجدت في نُسخةٍ أُخرَى ، كالحِفِنْضَاج ، بزيادة النون بعد الفاءِ ، وأَظُنّه صواباً ، يقال : رجلٌ حُفَاضِجٌ وعُفَاضِجٌ ، وعِفْضاجٌ ، والأُنثَى في ذالك بغير هاءٍ ، والاسمُ الحَفْضَجَةُ .
( و ) يقال : ( هو مَعْضُوبٌ ما حُفْضِجَ ) له ، ( بالضَّمِّ ) ، أَي ما ( سَمِنَ ) .
____________________

(5/486)



حفلج : ( الحَفَلَّجُ ) والحُفالِجُ ( كعَمَلَّس ، وعُلابِطٍ : الأَفْحَجُ ) ، وهو الذي في رِجْلِه اعْوِجاجٌ .
( و ) الحِفْلِيجُ ( كقِنْدِيلٍ : القَصِيرُ ) .
( والحَفَالِجُ ) بالفتح ( : صغَارُ الإِبل ، واحدُهَا ) حَفَلَّجٌ ( كعَمَلَّس ) .
( والحَفْلَجُ ، كجَعْفَر : مَنْ يُحَرِّكُ جَسَدَه إِذا مَشَى ) ، وهو من التّكملة .
حفنج : ( الحَفَنَّجُ ، كعَمَلَّسٍ : القَصِيرُ ) وهاذا مما لم يَذكره ابن منظور ، كالجَوْهَرِيّ ، وغيرِه ، وذكرَهُ الصّاغَانِيّ في التّكملة .
حلج : ( حَلَجَ القُطْنَ ) بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ ( يَحْلُجُ ويَحْلِجُ ) ، بالضّمّ والكسر ، إِذا نَدَفَه ( وهو حَلاّجٌ ) أَي نَدّافٌ .
( والقُطْنُ حَلِيجٌ ) ، أَي مَنْدُوفٌ .
فأَمَّا قولُ ابنِ مُقْبِلٍ :
كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْت بِهَا
جَذْبُ المَحَابِضِ يَحْلُجْنَ المَحَارِينَا
ويُرْوعى : صَوتُ المَحابِض ، فقد رُوِيَ بالحاءِ والخَاءِ يَححلُجْن ويَخْلِجْن فمَن رَواه يَحْلُجْن فإِنه عَنَى بالمَحارِينِ حَبّاتِ القُطْن ، والمحابِض أَوتار النّدّافِينَ ، ومن رَوَاه يَخْلِجْن فإِنه عنى بالمَحَارِينِ قِطَعَ الشَّهْدِ ، ويَخْلِجْن : يَجْبِذْن ويَسْتَخْرِجْنَ ، والمَحَابِض : المَشَاوِر .
( و ) من المجاز : حَلَجَ ( القَوْمُ ليْلَتَهُم ) أَي ( سارُوهَا ، و ) الحَلْجخ في السّيْرِ .
و ( بَيْنَنا وبَيْنَهُم حَلْجَةٌ ) صالِحَةٌ ، وحَلْجَةٌ ( بَعِيدَةٌ ) أَو قَرِيبةٌ ، أَي عُقْبَةُ سَيْرٍ .
قال الأَزهَرِيّ : الذي سمعتُه من العربِ : الخَلْجُ في السَّيْرِ ، يقال : بينَنا وبَينهم خَلْجَةٌ بَعيدَةٌ ، قال : ولا أُنْكِرُ الحاءَ بهاذا المعنى ، غير
____________________

(5/487)


أَن الخَلْجَ بالخَاءِ أَكثرُ وأَفْشَى من الحَلْجِ .
( و ) حَلَجَ ( الدِّيكُ ) يَحْلُجُ حَلْجاً ( نَشَرَ جَنَاحَيْه ومَشَى إِلى أُنْثَاهُ للسِّفَادِ ) .
( و ) من المجاز : حَلَجَ ( الخُبْزَةَ : دَوَّرَهَا ) .
( و ) من المجاز أَيضاً : حَلَجَ بالعَصَا ( ضَرَبَ ) .
( و ) حَلَج ، إِذا ( حَبَقَ ) .
( و ) حَلَجَ ، إِذا ( مَشَى قَلِيلاً قَليلاً ) .
وحَلَجَ في العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً : باعَدَ بين خُطَاه . والحَلْجُ في السَّيْرِ .
( والمِحْلاجُ ) بالكسر : ( الخَفِيفُ من الحُمُرِ ، كالمِحْلَجِ ) ، بالكسر أَيضاً ، عن ابن الأَعرابيّ ، وجمعُه المَحَالِيجُ ، وقال في مَوضع آخَرَ : المَحالِيجُ : الحُمُرُ الطِّوالُ .
( و ) المِحْلاجُ : ( خَشَبَةٌ ) أَو حَجَرٌ ( يُوَسَّعُ الخُبْزخ بها ) ، وهو المِرْقاقُ ، والجمعُ مَحَالِجُ ومَحَالِيجُ .
( و ) مِحْلاَج : ( فَرَسُ حَرْمَلَةَ بن مَعْقِلٍ ) .
( و ) المِحْلاجُ ( : ما يُحْلَجُ به القُطنُ . وحِرفتُه الحِلاَجَةُ ) ، بالكسر ويقال : حَلَجَ القُطنَ بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ .
( والمِحْلَجُ ما يُحْلَجُ عليه ، كالمِحْلَجَةِ ) وهو الخَشبةُ أَو الحَجَرُ .
( و ) المِحْلَجُ : ( مِحْوَرُ البَكَرَةِ ) .
( والحَلِيجَةُ : لَبَنٌ ) يُنْقَع ( فيه تَمْرٌ ) ، وهي حُلْوَةٌ .
وفي التّهذِيب : الحُلُجُ : هي التُّمُورُ بالأَلْبانِ ( أَو ) هي ( السَّمْنُ على المَخْضِ أَو ) الحَلِيجَةُ ( عُصَارَةُ نِحْيَ ) ، بالكسر وهو الزِّقُّ . ( و ) قيل : الحَلِيجَةُ : ( عُصَارَةُ الجِنّاءِ ) جمعه الحُلُجُ .
( و ) هي أَيضاً ( الزُّبْدَةُ يُحْلَبُ عليها ) .
قال ابنُ سيده : والحَلِيجُ بغير هاءٍ عن كُرَاع : أَنْ يُحْلَب اللَّبنُ على التَّمْرِ ثم يُمَاثَ .
____________________

(5/488)



( والحَلُوجُ ) كصَبُورغ ( البَارِقَةُ من السَّحَابِ ، وتَحَلُّجُهَا : اضْطِرابُهَا وتَبَرُّقُهَا ) ، من الحَلْجِ وهو الحَرَكَةُ والاضْطِرَابُ .
( و ) يقال : ( نَقْدٌ مُحْلَجٌ ، كمُكْرَمٍ ) أَي ( وَحِيٌّ ) سَريعٌ ( حاضِرٌ ) .
( والحُلُجُ بضَمَّتَيْن ) هم ( الكَثِيرُو الأَكْلِ ) ، كذا في التهذيب .
( واحْتَلَجَ حَقَّهُ : أَخَذَهُ ) .
وما تَحَلَّجَ ذالك في صَدْرِي ، أَي ما تعرَدَّدُ فأَشُكَّ فيه ، وهو مَجَاز . وقال اللَّيث : دَعْ تَحَلَّج في صَدرِك ، وما تَخَلَّجَ ، بالحاءِ والخاءِ ، قال شَمِرٌ : وهما قريبان من السَّوَاءِ . وقال الأَصمعيّ : تَحَلَّجَ في صدرِي وتَخَلَّجَ ، أَي شَكَكْتُ فيه .
( و ) أَمّا ( قَولُ عَدِيّ ) بن زيد ( ولا يَتَحَلَّجَنَّ ) ، صوابه وفي حديث عَديّ بن زيد ، قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم ( لا يَتَحَلَّجَنّ ( في صَدْرِك طَعَامٌ ضارَتْتَ فيه النَّصْرَانِيَّةَ ) ) قال شمر : معناه ( أَي لا يَدْخُلَنَّ قَلْبَكَ منهُ شَيْءٌ ، فإِنَّه نَظِيفٌ ) ، والمنقول عن نَصِّ عبارة شَمِرٍ : يعنِي أَنَّه نظيفٌ ، قال ابنُ الأَثير : وأَصلُه من الحَلْجِ ، وه الحَركة والاضْطِراب ، ويروى بالخَاءِ ، وهو بمعناه .
( ) ومما يستدرك عليه :
الحَلْجُ : المَرُّ السَّريع ، وفي حديث المغيرة : حتّى تَرَوْهُ يَحْلِجُ في قومِه ) أَي يُسْرِع في حُبُّ قومِه ، ويروى بالخاءِ .
وفي نوادر الأَعْرَابِ : حَجَنْتُ إلى كذا حُجُوناً ، وحاجَنْتُ ، وأَحْجَنْتُ ، وأَحْلَجْتُ ، وحَالَجْتُ ، ولاحَجحتُ ، ولَحَجْتُ لُحُوجاً ، وتَفسيره : لُصُوقُك بالشَّيْءِ ودُخُولُك في أَضْعَافه .
ومن المجاز حَلَجَ الغَيْمُ حَلْجاً : أَمطَرَا ، و ( حَلَجَ ) التَّلْبِينَةَ أَو الهَرِيسَةَ : سَوَّطَها .
____________________

(5/489)



وتقول : لا يستوى صاحبُ الحِمْلاج وصاحب المِحْلاجِ . وهو المِنْفَاخ ، ويُسْتَعَارُ لقَرْنِ الثَّوْرِ .
وحَمْلَجَ الحَبْلَ : فَتَلَهُ ، كذا في الأَساس .
حلدج : ( ) ومما يستدرك عليه :
الحُلُنْدُجَةُ والجُلْنْدُحةُ بضم الحاءِ والّلام والدّال المهملة وبفتح الأَخير أَيضاً : الصُلْبَةُ من الإِبِل ، وسيأْتي في جلدح إِن شاءَ الله تعالى .
حمج : ( التَّحْمِيجُ : شدَّةُ النَّظَرِ ) ، عن أَبي عُبَيْدَة ، وقال بعض المفسِّرين في قوله عز وجل : { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ } ( سورة إبراهيم ، الآية : 43 ) قال : مُحَمِّجِينَ مُدِيمِي النَّظَرِ ، وأَنشد أَبو عُبيدَة لذِي الإِصْبع :
آإِن رَأَيْتَ بني أَبي
كَ مُحَمِّجِينَ إِليك شُوسَا
والتَّحْمِيجُ : فتحُ العَينِ وتَحدِيدُ النّظرِ ، كأَنَّه مَبْهُوتٌ ، قال أَبو العِيَال :
وحَمَّجَ للجِبَانِ الموْ
تُ حَتّى قَلْبُه يَجِبُ
أَراد : حَمَّجَ الجَبانُ للمَوْته ، فقَلَبَ .
( و ) قيل : التَّحْمِيجُ ( غُؤُور العَيْنِ ) وقيل : تَصْغِيرُها لتَمْكِينِ النّظر .
قال الأَزهريّ : أَمّا قولُ اللَّيْثِ في تحْميج العين : إِنّه بمنزلة الغُؤُورِ ، فلا يُعْرَف .
( و ) التَّحْمِيجُ ( : تَغَيُّرٌ في الوَجْهِ من الغَصَبِ ) وغيرِه ، وفي الحديث : ( أَنَّ عُمَرَ ، رضي الله عنه ، قال لرَجُلٍ : مالي أَراكَ مُحَمِّجاً ) . ( أَو ) هو ( إِدامَةُ
____________________

(5/490)


النَّظَرِ مع فَتْحِ العَيْنَيْنِ ) ، وقال الأَزهريّ : هو نَظَرٌ بتَحْدِيقٍ .
( و ) التَّحْمِيجُ : النَّظَرُ بخَوفٍ ، و ( إِدارةُ الحَدَقَةِ فَزَعاً ، أَو وَعِيداً ) .
وفي الصّحاح : حَمَّجَ الرّجلُ عَيْنَه ، يَسْتَشِفّ النَّظَرَ ، إِذا صَغَّرَهَا .
وقِيل : إِذا تَخَاوَصَ الإِنسانُ فقد حَمَّجَ .
وفي التّهْذِيب ( و ) التَّحْمِيجُ بمعنى ( الهُزَال ) مُنَكْرٌ ، وقوله :
وقد يَقُودُ الخَيلَ لمْ تُحَمَّجِ
فقيل : تَحَمُّجُها : هُزَالُها ، وقيل : هُزَالُها مع غُؤُورِ أَعْيُنِهَا .
( والحَمُوجُ ) ، كصَبُورٍ : ( الصَّغِيرَةُ من وَلَدِ الظَّبْيِ ، ونحوِهِ ) .
حملج : ( حَمْلَجَ الحَبْلَ : فَتَلَه ) فَتْلاً ( شَدِيداً ) ، قال الرّاجز :
قُلْتُ لخَوْدٍ كاعِبٍ عُطْبُول
مَيّاسَةٍ كالظَّبْيَةِ الخَذُولِ
تَرْنُو بِعَيَنَيْ شادِنٍ كَحِيلِ
هَلْ لكِ في مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ
والحِمْلاجُ : الحَبْلُ المُحَمْلَجُ .
والمُحَمْلَجَةُ من الحَمِير : الشَّدِيدَةُ الطَّىِّء والجَدْلِ .
والحِمْلاجُ : قَرْنُ الثَّورِ والظَّبْيِ ، قال الأَعشى :
يَنْفُضُ المَرْدَ والكَبَاثَ بحِمْلاَ
جٍ لَطِيفٍ في جانِبَيْه انْفِراقُ
والحَمَالِيجُ : قرُونُ البَقَرِ .
( والحِمْلاَجُ : مِنْفَاخُ الصّائِغِ ) .
ويقال لِلْعَيْرِ الذي دُوخِلَ خَلْقُه اكْتِنَازاً : مُحَمْلَجٌ : قال رُؤبةُ :
مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْرَاجَ الطَّلَقْ
كذا في اللسان .

____________________

(5/491)


حنج : ( حَنَجَه يَحْنِجُه ) من باب ضَرَب ( : أَمالَهُ ) عن وَجْهِه ( كأَحْنَجَه ) .
وقال أَبو عمرٍ و : الإِحْناجُ : أَن تلْوِيَ الخَبَرَ عن وَجْهِه .
( و ) حَنَجَ ( الحَبْلَ : فَتَلَه شَدِيداً ) وفي اللّسان : شَدّ فَتْلَه .
( و ) حَنَجَتْ ( حاجَةٌ : عَرَضَتْ ) .
( والحِنْجُ ، بالكسر : الأَصْلُ ) ، وهي الأَحْنَاجُ .
قال الأَصمعيّ : يقال : رَجَعَ فلانٌ إِلى حِنْجِة وبِنْجِه ، أَي رَجَع إِلى أَصْلِه .
وعن أَبي عُبيدةَ : هو البِنْجُ والحِنْجُ .
( و ) الحَنَّاجُ ( ككَتّانٍ : المُخَنّثُ ) .
قال أَبو عبيدةَ : وابْتَذَلَتَ العامَّةُ هاذه الكلمةَ فسمَّت المُخَنَّثَ حَنّاجاً ؛ لتلَوِّيهِ ، وهي فَصيحةٌ .
( وأَحْنَجَ : مَالَ ) ، قال شيخنا : وهو صَرِيحٌ في أَنه يُقَال : حَنَجَه فأَحْنَجَ ، بتَعَدِّي الثّلاثيِّ ولْزُوم الرّباعيّ ، وهو نادرٌ ، فيدخلُ في باب : كبَبَتْهُ فأَكَبَّ ، وعَرَضْتُه فأَعْرَضَ ، قال الزَّوزنيّ : ولا ثالثَ لهما ، أَي للأَخيرينِ ، قال : ورأَيْتُ بهامش التَّذْكرَة للشيخِ شَمْسِ الدين النّواجيّ ، رأَيتُ لَهُما ثالِثاً ورابِعاً وخَامِساً وسادساً ، وهي قشَعَتِ الريحُ السحابَ فأَقْشَعَ ، وبَشَرْتُه بمولود فأَبْشَرَ ، وحَجَمْتُه عن الشيْءِ فأَحْجَمَ ، ونَهَجْتُه الطريقَ فأَنْهَجَ ، قال : وقد أَغْفلُوا حَنَجَه فأَحْنَجَ . ( كاحْتَنجَ ) .
وفي اللّسان : يقال : حَنَجْتُه أَي أَمَلْتُ ، حَنْجاً ، فاحْتَنَجَ ، فِعلٌ لازمٌ .
ويقال أَيضاً : أَحْنَجْتُه .
( و ) أَحْنَجَ ( : سَكَنَ ) .
( و ) أَحْنَجَ الخَبرَ ( : أَخْفَى ) ، وهو مأْخوذٌ من قولِ أَبي عمرٍ و .
( و ) أَحْنَجَ في كلامِه : ( أَسْرَعَ و ) عَلَيَّ ( كَلاَمَه : لَواهُ ، كما يَلْوِيه المُخَنَّثُ ) .
____________________

(5/492)



( والمِحْنَجَةُ ) بالسكر ( : شيءٌ من الأَدَواتِ ) ، هاذا نصُّ عبارةِ التهذيب ، وفي غيره : الحَنْجَةُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المُحْنِجُ ، كمُحْسِنٍ : الذي إِذا مَشَى نظَرَ إِلى خَلْفِه برأْسِه وصَدْرِه ، وقد أَحْنَجَ ، إِذا فَعَلَ ذالك .
والمُحْنَجُ على صيغة المفعول : الكلامُ المَلْوِيُّ عن جِهَتِه كيلا يُفْطَنَ .
وأَحْنَجَ الفَرسُ : ضَمُرَ ، كأَحْنَقَ .
حنبج : ( الحِنْبِجُ ، كزِبْرِجٍ : القَمْلُ ) ، قال الأَصمعيّ : وهو بالخاءِ والجيم .
وقيل : هو أَضخمُ القَمْلِ .
قال الرّياشيّ : والصوابُ عندنا ما قال الأَصمعيّ .
( و ) الحُنْبُج والحُنَابِج ( كقُنْفُذ ، وعُلابِطٍ : الضَّخْمُ المُمْتَلِىءُ ) من كلِّ شيْءٍ ، ورجل حُنْبُجٌ وحُنَابِجٌ .
( والحَنَابِجُ ) بالفتح ( صِغَارُ النَّمْلِ ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
( والحُنَيْبِجُ ) بالتصغير : ( ماءٌ لِغَنِيَ ) .
ورجل حُنْبُجٌ : مُنْتَفِخٌ عَظيمٌ .
والحُنْبُجُ : السُّنْبُلةُ العظيمة الضّخْمةُ ، حكاه أَبو حنيفةَ ، كالحُنابِجِ وأَنشد لجَندل بن المُثَنّى في صِفةِ الجَراد :
يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحنَابِجِ
بالقاع فَرْكَ القُطْنِ بالمَحَالِجِ
حندج : ( حُنْدُجٌ ، كقُنْفُذٍ : اسمٌ ) ، وقد ذكره الجوهريّ في حدج .
الحُنْدُجُ ، والحُنْدُجَةُ : ( رَمْلَةٌ طَيِّبَةٌ تُنْبِتُ أَلْوَاناً ) من النَّبَاتِ ، قال ذو الرُّمَّة :
على أُقْحُوانٍ في حَنادِجَ حُرَّةٍ
يُنَاصِي حَشَاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ
حَشَاهَ ناحِيتُهَا ، ويُنَاصِي : يُقَابِل .
____________________

(5/493)



وقيل : الحُنْدُجَةُ : الرَّملةُ العظيمةُ .
وقال أَبو حَنِيفةَ : قال أَبو خَيْرَة وأَصحابُه : الخُنْدُوجُ : رَمْلٌ لا يَنْقَاد في الأَرْضِ ، ولاكنه مُنْبِتُ .
( و ) عن الأَزهريّ : ( الجَنَادِيجُ : حِبَالُ ) بالحاءِ المهملة ( الرَّمْلِ الطِّوالُ ، أَو ) هي ( رَمَلاتٌ قصارٌ ، واحدُهَا خُنْدُجٌ وحُنْدُوجَةٌ ) .
وأَنشد أَبو زيد لجَنْدلٍ الطُّهَوِيّ في حَنَادِجِ الرِّمال يصف الجَرَادَ وكثرتَه :
يَثُورُ من مَشَافِرِ الحَنَادِجِ
ومن ثَنايَا القُفِّ ذِي الفَوَائِجِ
( والحَنَادِجُ : العِظَامُ من الإِبِلِ ) شُبِّهَت بالرّمال ، كذا في التهذيب .
قلت فهو إِذاً من المجاز .
حنضج : ( الحِنْضِجُ ، كزِبْرِجٍ : الرَّجُلُ الرِّخْوُ الذي لا خَيْرَ عِنْدَه ) ، وأَصله من الحَضْجِ ، وهو الماءُ الخاثِر الذي فيه طُمْلَةٌ وطِينٌ ، كذا في اللسان .
قلت : فهو إِذاً حَقّه أَن يُذْكَر في حضج .
وحِنْضِجٌ : اسمٌ .
حوج : ( *!الحَوْجُ : السَّلامَةُ ) ، ويُقال للعاثِر : ( *!حَوْجاً لكَ ، أَي سَلاَمَةً ) .
( و ) الحَوْجُ : الطَّلَبِ ، و ( *!الاحْتِياج وقد *!حاجَ *!واحْتَاجَ *!وأَحْوَجَ ) .
وفي المحكم : *!حُجْتُ إِليك *!أَحُوج *!حَوْجاً ، *!وحِجْتُ ، الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِيّ :
غَنيِت فلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بِغْيَةِ
*!وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ
____________________

(5/494)



قال : ويُرْوى وحِجْتُ ؛ وإِنما ذَكرتُها هنا لأَنها من الواو ، وستُذْكَر أَيضاً في الياءِ .
*!واحْتَجْتُ *!وأَحْوَجْتُ ، كحُجْتُ .
وعن اللِّحْيَانِيّ : حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ ، وقد *!حُجْتُ *!وحِجْتُ ، أَي *!احْتَجْتُ .
( و ) *!الحُوجُ ( بالضَّمّ : الفَقْرُ ) ، وقد حاجَ الرجلُ ، *!واحْتَاجَ ، إِذا افْتَقَرَ .
( *!والحَاجَةُ ) *!والحائِجَةُ : المَأْرَبَةُ ( م ) أَي معروفة . وقوله تعالى : { وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا *!حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ } ( سورة غافر ، الآية : 80 ) قال ثعلب : يَعني الأَسفارَ .
وعن شيخنا : وقيل : إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار ، وعلى الشيْءِ الذي يُفْتَقَرُ إِليه . وقال الشيخ أَبو هلالٍ العَسكريّ في فُروقه : الحاجَة : القُصُورُ عن المَبْلَغِ المطلوبِ ، يقال : الثَّوْبُ*! يَحْتَاجُ إِلى خرْقَة ، والفَقْرُ خِلافُ الغِنَى والفَرْقُ بين النّقْصِ *!والحاجَة : أَن النَّقصَ سَبَبُها ، *!والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه ، والنَّقْصُ أَعَمُّ منها ؛ لاستعماله في المحتاجِ وغيرِه .
ثم قال : قلت : وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ ، وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ الوَجْهِيّ ، وبه تَبَيصن عَطْف الحاجة على الفقر ، هل هو تفسيريّ ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ ؟ أَو الأَخصّ ؟ أَو غير ذالك ؟ فتأَمَّلْ . انتهى .
قلت : صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ ، وليس كذالك ، بل قولُه : ( *!والحَاجَةُ ) كلامٌ مُسْتَقلٌّ مبْتَدَاأٌ ، وخبرُه قولُه : مَعْرُوفٌ ، كما هو ظاهرٌ ، فلا يَحتاجُ إِلى ما ذَكرَ من الوجوه .

( *!كالحَوْجَاءِ ) ، بالفَتْح والمَدّ .
( و ) قد ( *!تَحَوَّجَ ) إِذا ( طَلَبَهَا ) أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ . وخَرَجَ *!يَتَحوَّجُ : يَتَطَلَّبُ مَا *!يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه .
وفي اللّسان :*! تَحَوَّج إِلى الشَّيْءِ :*! احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ .
____________________

(5/495)



( ج :*! حَاجٌ ) ، قال الشاعر :
وأُرْضِعُ *!حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى
كَذَاكَ *!الحَاجُ تُرْضَعُ بِاللِّبَانِ
وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ :
والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا
إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ *!تَحَوَّجَا
قال شَمِرٌ : يقول : إِذا بَعُدَ مَن تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ أَنْ تكونَ حاضراً لحاجتِك قريباً منها ، قال : وقال ( رجَاءَ مَنْ رَجَا ) ثم استثنَى فقال : إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ يَحْضُرَه .
( و ) تُجْمع *!الحاجَةُ على ( *!حَاجَاتٍ ) جمْعَ سَلاَمةٍ ، ( *!وحِوَجٍ ) ، بكسر ففتح ، قاله ثعلب ، قال الشاعر :
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِي
وعَنْ*! حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا
( *!وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسِيَ ) ، وهو رأْي الأَكثَرِ ( أَو مُوَلَّدَةٌ ) ، وكان الأَصمعيّ يُنكرِه ويقول : هو مُوَلَّدٌ ، قال الجَوهريّ ، وانما أَنكَره بخُروجه عن القياس ، وإِلاّ فهو في كَثيرٍ من كلامِ العرب ، وينشد :
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى
*!حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ
( أَوْ كَأَنَّهمْ جَمَعُوا *!حَائِجَةً ) ، ولم يُنْطَقْ به قال ابن بَرِّيّ ، كما زعمه النّحويُّونَ ، قال : وذَكر بعضُهم أَنه سُمعَ حائجةٌ لُغَةً في الحاجَة ، قال : وأَمّا قولُه : إِنّه مُولَّد ، فإِنه خَطأٌ منه ، لأَنَّهُ قد جاءَ ذالك في حديثِ سيِّدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفي أَشعارِ العربِ الفُصحاءِ .
فممّا جاءَ في الحديث ، ما رُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ أَنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلمقال ( إِن لله عِباداً خَلَقَهم *!لحَوائِجِ النَّاسِ ، يَفْزَعُ الناسُ إليهم في *!حوائِجهم ، أُولئكَ الآمِنُونَ يوم القِيامةِ ) وفي الحديث أَيضاً أَنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اطْلُبُوا *!الحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَان
____________________

(5/496)


الوُجوهِ ) وقال صلى الله عليه وسلم ( اسْتَعِنيوا علَى نَجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ لها ) .
ومما جاءَ في أَشعارِ الفُصحاءِ قول أَبي سَلَمَةَ المُحارِبِيّ :
ثَمَمْتُ حَوَائجِي وَوَذَأْتُ بِشْراً
فَبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ
وقال الشمّاخ :
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا *!الحَاجَاتُ إِلاَّ
*!حَوَائِجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَرِىءِ
وقال الأَعشى :
النَّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ
أَهْلُ الحَوائِجِ والمَسَائِلْ
وقال الفَرزدق :
وَلِي بِبِلادِ الِّنْدِ عِنْدَ أَمِيرِهَا
*! حَوائجُ جَمَّاتٌ وعِنْدِي ثَوَابُهَا
وقال هِيمَانُ بنُ قُحَافَةَ :
حَتَّى إِذَا ما قَضَتِ *!الحَوَائِجَا
ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا
قال ابنُ بَرِّيّ : وكنت قد سُئلِت عن قَوْله الشيخِ الرَّئِيس أَبي محمد القَاسِمِ بن عليَ الحَرِيرِيّ في كتابِه دُرَّة الغَوّاص : إِن لَفظةَ حَوَائجَ ممّا توهّمَ في استعمالِها الخَوَاصّ ، وقال الحَريريّ : لم أَسمع شاهداً على تَصحيح لفظةِ حَوائجَ إِلاَّ بيتاً واحداً لبدِيع الزّمانِ ، وقد غَلِطَ فيه ، وهو قوله : فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وحَوْسَقٌ
رَفِيعٌ إِذا لمْ تُقْضَ فِيه الحَوَائجُ
فأَكثرْتُ الاستشهادَ بشعْرِ العَربِ والحَدِيث ، وقد أَنشدَ أَبو عمرٍ و بنُ العلاءِ أَيضاً :
صَرِيعَيْ مُدَامغ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنَا
حوَائجُ مِنْ إِلْقَاحِ مَالٍ ولا نَخْلِ
وأَنشد ابن الأَعرابيّ أَيضاً :
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الوُجوهِ لِقَاؤُه
وأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَبذُولُ
____________________

(5/497)



وأَنشد ابنُ خَالَوَيه :
خَلِيلِيَّ إِنْ قَامَ الهَوَى فَاقْعَدَا بِهِ
لَعَنَّا نُقْضِّي مِنْ*! حَوائِجِنا رَمَّا
قال : وممّا يَزِيد ذالك إِيضاحاً مَا قاله العُلماءُ ، قال الخليلُ في العين في فصل ( راح ) : يقال : يَوْمٌ رَاحٌ .
و ( كَبْش ضافٌ ) عَلَى التخفيفِ مِ رائحٍ ( وضائفٍ ) بِطرْح الهمزةِ وكما خَفَّفُوا الحَاجَةَ مِن الحائِجة ، أَلاَ تَرَاهم جَمعوهَا على حَوائِجَ ، فأَثبَت صِحَّةَ حَوَائج ، وأَنها من كلامِ العَربِ وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ من جائحةٍ ، وإِن كان لمْ يُنْطَق بها عِنْدَهم ، قال : وكذالك ذَكَرَها عُثْمَانُ بنُ جِنّى في كتابه اللّمع ، وحكى المُهَلَّبِيّ عن ابن فُرَيْد أَنه قال : حاجَةٌ وحائِجةٌ ، وكذالك حتى عن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنه يُقَال : في نَفْسِي حاجَةٌ ، وحَائجَةٌ وحَوْجَاءُ ، والجمع حَاجَاتٌ وحَوَائِجُ وحَاجٌ وحِوَجٌ ، وذَكَر ابنُ السّكّيت في كتابِه الأَلفافظ : باب الحَوائِجِ ، يقال في جمعِ حَاجَةٍ *!حَاجَات *!وحاجٌ *!وحِوَجٌ *!وحَوَائِجُ . وقال سيبويه في كتابه فيما جَاءَ فيه تَفَعَّلَ واستفعلَ بمعنى : يقال : تَنَجَّزَ فلانٌ *!حَوَائجهُ واستَنْجَزَ حَوائجَهُ ) .
وذهب قومٌ مِن أَهلِ اللُّغَةِ إِلى أَن حَوائجَ يَجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ *!حَوْجاءَ وقِيَاسُها حَوَاج مثل صَحارٍ ثم قُدِّمت الياءُ على الجيمِ فصارَ حَوائِجَ ، والمَقْلُوبُ في كلامِ العَرَبِ كثيرٌ والعربُ تقول : بُدَاءَاتُ *!حَوَائِجِكَ ، في كَثِيرٍ من كلامِهم ، وكثيراً ما يقول ابنُ السِّكّيت : إِنهم كانوا يَقْضُون *!حَوائِجَهم في البَسَاتِينِ والرَّاحَات ، وإِنما غَلَّطَ الأَصمعيَّ في هاذا اللَّفْظَة كما حُكِيَ عنه ، حتى جَعَلَها مُوَلَّدَة ، كَوْنُها خَارِجَةً عن القياسِ ، لأَنّ ما كان عَلَى مِثْلِ الحَاجَةِ مِثْل غَارَة وحَارَةِ ، لا يُجْمَع على غَوَائِرَ وحَوَائِرَ ، فقطع بِذالك على أَنّها مُوَلَّدةٌ غيرُ فَصِيحَة ، على أَنه قد حَكَى الرَّقَاشي والسِّجْسْتَانيُّ ، عن عبد الرَّحمان
____________________

(5/498)


عن الأَصمعيّ أَنه رَجَعَ عن هاذا القَوْل وإِنما هو شَيءٌ كانَ عَرَضَ له من غير بَحْثٍ ولا نَظَرٍ ، قال : وهاذا الأَشْبهُ بِه ، لأَن مِثلَه لا يَجْهَلُ ذالك إِذْ كَانَ مَوْجُوداً في كلامِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وكلامِ العربِ الفُصْحَاءِ ، وكأَنّ الحَرِيريّ لم يَمُرَّ به إِلاَّ القَولُ الأَوّلُ عن الأَصمعيّ دونَ الثاني ، والله أَعلم . انتهى من لسان العرب ، وقد أَخذَه شيخُنَا بعينه في الشرح .
( *!والحَاجُ : شَوْكٌ ) ، أَورَدَهُ الجَوْهريّ هنا ، وتَبعه المصنّف ، وأَورده ابنُ منظورٍ وغيرُ في حيج ، كما سيأْتي بيانُه هناك .
( *!وحَوَّجَ به عن الطَّرِيق *!تَحْوِيجاً : عَوَّجَ ) ، كأَنّ الحاءَ لُغَةٌ في العين .
( و ) يقال ( ما فِي صَدْرِي *!حَوْجَاءُ ولا لوْجاءُ ) و ( لا مِرْيَةٌ ولا شَكٌّ ) ، بمعنًى واحِدٍ ، عن ثعلب ، ويقال : ليس في أَمْرِك *!حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ ولا رُوَيْغَة .
( و ) عن اللِّحْيانيّ : ( مالِي فيه حَوْجَاءُ ولا حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ ، أَي حاجَةٌ ) وما بَقِيَ في صدره حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ إِلاَّ قَضَاهَا ، قال قَيْسُ بن رِفَاعَةَ :
مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلُبُهَا
عِنْدِي فإِني لَهُ رَهْنٌ بِإِصْحارِ
( و ) يقال : ( كَلَّمْتُه رَدَّ ) عَلَيَّ ( حَوْجَاءَ ولا لَوْجَاءَ ، أَي ) مارَدَّ عَلَيَّ ( كَلمةً قَبيحةً ولا حَسَنَةً ) ، وهاذا كقولهم : فما رَدَّ علَيَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ .
( و ) يقال : ( خُذْ *!حُوَيْجَاءَ مِن الأَرْضِ ، أَي طَرِيقاً مُخَالفاً مُلْتَوِياً ) .
( *!وحَوَّجْتُ لَهُ ) تَحوِيحاً ( : تَرَكْتُ طَرِيقي فِي هَواهُ ) .
( *!واحْتَاجَ إِليه : ) افْتَقَرَ ، و ( : انْعَاجَ ) و ( ذُو الحَاجَتَيْنِ ) لَقَبُ ( مُحَمَّد بن إِبراهِيمَ بنِ مُنْقذٍ ) ، وهو ( أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ ) أَبا العَبَّاسِ عبدَ الله العَبّاسيَّ ( السَّفَّاحَ ) ، وهو أَوَّلُ العَبَّاسِيِّينَ .
( ) ومما سيتدرك عليه :
____________________

(5/499)



*! حاجَةٌ *!حائِجَةٌ ، على المُبَالغةِ ، وقالوا : حَاجَةٌ حَوْجَاءُ .
*!والمُحْوِجُ : المُعْدِمُ ، من قَوْمٍ*! مَحَاوِيجَ ، قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَن مَحَاوِيجَ إِنما هو جمعُ *!مِحْوَاجٍ إِن كان قِيلَ ، وإِلاّ فلا وَجْهَ للواو .
وأَحْوَجَه إِلى غيره .
وأَحْوَجَ أَيضاً : احتاجَ .
وفي الحديث ( قال له رجلٌ : يا رَسُولَ الله ، ما تَرَكْتُ مِن حاجَةٍ ولا دَاجَةٍ إِلاّ أَتَيْتُ ) أَي ما تَرَكْتُ شيئاً من المعاصي ودَعتْنِي إِليه نَفْسي إِلاّ وقد رَكِبْتُه . ودَاجَةٌ إِتباعٌ لحاجَة ، والأَلفُ فيها مُنْقَلِبَةٌ عن الواو .
وحكَى الفارِسيُّ عن ابن دريد : حُجْ حُجَيَّاكَ . قال : كأَنَّه مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ .
( ) قال شيخنا : وبَقيَ عليه وعلى الجَوْهَريّ التنّبيهُ عَلى أَنّ *!أَحْوَجَ *!وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس في وروده غير معتلَ ، نَظير :
صَدَدْتِ فَاطْوَلْتِ الصُّدُودَ
البيت ، وكان القياس الإِعلال ، كأَطاعَ وأَقامَ ، ففيه أَنه وَردَ من باب فَعلَ وأَفعَل بمعنًى ، وأَنه استُعْمِلَ صحيحاً وقياسُه الإِعلال .
حيج : ( *!حَاجَ *!يَحِيجُ ) *!حَيْجاً ( *!كحَاجَ يَحُوجُ ) حَوْجاً ، إِذا افتقر ، عن كُرَاع واللِّحْيَانيّ ، وهي نادرةٌ ، لأَن أَلفَ الحاجةِ واوٌ ، فحكمه حُجْتُ ، كما حَكَى أَهلُ اللُّغةِ ، قال ابنُ سِيدَهْ : ولولا *!حَيْجاً لقُلْت إِن حِجْتُ فعِلت ، وإِنه من الواو ، كما ذهب إِليه سيبويه في طِحْتُ .
( *!وأَحْيَجَتِ الأَرْضُ ) ، على خِلاف القِيَاسِ ، كأَحْوَجَ ، ( وَ ) كان القياس ( *!أَحَاجَتْ ) بالإِدال والإِعلال ، وقد ورَد كذالك أَيضاً ( : أَنْبَتَت الحَاجَ ) أَو كَثُرَ بها الحَاجُ ، ( أَي الشَّوْك ) . واحدتُه *!حاجَةٌ ، وإِن أَغفلَه المصنّفُ ، وقيل : هو نَبْتٌ مِن الحَمْضِ . وفي
____________________

(5/500)


الحديث ( أَنه قال لرجُلٍ شَكَا إِليه الحَاجَة : انطلِقْ إِلى هاذا الوادي ولا تَدَعْ حَاجَاً ولا حَطَباً . ولا تَأْتِني خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً ) قال ابن سِيدَهْ : الحَاجُ : ضَرْبٌ من الشَّوْكِ ، وهو الكَبَرُ ، وقيل : نَبْتٌ غيرُ الكَبَرِ ، وقيل : هو شَجَرٌ ، وقال أَبو حَنِيفةَ : الحاجُ مِمَّا تَدُوم خُضْرَتُه وتَذْهَبُ عُرُوقُه في الأَرِض مَذْهَباً بَعِيداً ، ويُتَدَاوَى بِطَبِيخِه ، وله وَرَقٌ دِقَاقٌ طِوَالٌ ، كأَنَّه مُسَاوٍ ، للشَّوْك في الكَثْرَة .
( وتَصْغِيرُه *!حُيَيْجُ ) ، عه الكسائيّ ( فهو ) إِذاً ( يَائيٌّ ) ، والكسر في مِثله لُغَةٌ فَصِيحةٌ ، والجَوْهَريّ ذَكَره في الواوِ كما أَشرنا إِليه آنفاً ، وتبعه هناك المصنِّف .
2 ( فصل الخاءِ ) المعجمة مع الجيم ) 2
خبج : ( خَبَجَ ) يَخْبُجُ خَبْجاً ( : ضَرَبَ ) ، أَو هو نَوْعٌ مِن الضَّرْبِ بسَيْفٍ أَو بِعصاً ، وليس بشديدٍ ، والحاءُ لغةٌ .
وخَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً وخُبَاجاً : ضَرِطَ ضَرَطاً شَديداً ، قال عَمْرُو بن مِلْقَطٍ الطائيّ :
يَأْبَى لِيَ الثَّعْلَبَتانِ الّذي
قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ
الخُبَاجُ : الضُّرَاطُ ، وأَضافه إِلى الأَمَةِ ليكون أَخسَّ لها ، وجعلها راعِيَةً لكونِهَا أَهْوَنَ مِن التي لا تَرْعَى .
وفي حديث عُمَرَ ، رضي الله عنه ، ( إِذَا أُقيمت الصَّلاةُ وَلَّى الشَّيْطَانُ ولَه خَبَجٌ ) ، بالتحريكِ ، أَي ضُرَاطٌ ، ويروى بالحاءِ المهملة ، وفي حَدِيث آخَرَ ( من قَرَأَ آيَة الكُرْسِيّ يَخْرُجُ الشَّيْطَانُ ولَهُ خَبَجٌ كخَبَجِ الحِمَارِ ) وقيل : الخَبَجُ : ضُرَاطُ الإِبلِ خَاصَّةً .
( و ) خَبَجَ بها : ( حَبَقَ ) ، وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ : لا آتِيهِ ما خَبَجَ ابنُ أَتَانٍ . فجَعلُوه للحُمُرِ .
( و ) خَبَجَ امرأَتَه ( : جَامَعَ ) .
( والخَباجَاءُ ) ، بالفتحِ ممدوداً ( : الفَحْلُ الكثيرُ الضِّرَابِ ) .
____________________

(5/501)



( و ) الخَبَاجَاءُ ( : الأَحْمَقخ ، كالخَبِجِ ، ككَتِفٍ ) .
( والخُنْبُجَةُ ) بضمّ الخَاءِ وسكون النُّون وضمّ الموحْدة مع فتحها ( : الدَّنُّ ) ، وهو ( مُعَرَّبٌ ) عن الفارسيّة وسيأْتي في خنبج الرباعيّ .
خبربج ، خبرنج : ( الخَبَرْبَجُ ) هاذه المادّةُ مكتوبةٌ عندنا بالسّواد ، وكذا في غيرِهَا من النُّسخِ ، وشذَّتْ نُسخةُ شيخِنا فإِنّها عنده بالحمرة ( بمُوَحَّدَتَيْنِ ) هاكذا ضَبطَه ، وهي في الصّحاح واللّسان وغيرهما من الأُمّهات بالموحّدة والنُّون في كلّ ما سيأْتي ، قال شيخُنَا وأَقرَّه مولانا أَحمد أَفندي ، ثم وزنه فقال لهو ( كَسَفَرْجَلٍ : النَّاعِمُ ) البَضُّ ( من الأَجْسَامِ ) ، والأُنثى بالهاءِ ، وعن الأَصمعيّ : الخَبَرْنَجُ : الخُلُقُ الحَسَنُ ، وجِسْمٌ خَبَرْنَجٌ : ناعِمٌ ، قال العَجَّاجُ :
غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الخَبَرْنَجَا
مَأْدُ الشَّبَابِ عَيْشَهَا المُخَرْفَجَا
ومَأْدُ الشَّبَابِ : ماؤُه واهْتِزَازُه . وغُصْنٌ يَمْأَدُ مِن النَّعْمَةِ : يَهْتَزُّ .
( والخَبَرْبَجَةُ ) من النِّساءِ هاكذا بموحدتين ، والصّواب بالموحّدة والنُّون : الحَسَنَةُ الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصعبِ ، وقيل : هي اللَّحِيمةُ الحَادِرَةُ الخَلْقِ فِي استواءٍ ، وقيل : هي العَظِيمةُ السَّاقَينِ .
وخَلْقٌ خَبَرْنَجٌ : تَامٌّ .
والخَبَرْنَجَةُ : ( حُسْنُ الغِذَاءِ ) ، كذا في اللِّسانِ وغيرِه .
خبعج : ( الخَبْعَجَةُ ) ، بالموحّدة بعد الخاءِ ، قال الأَزهريّ : ( مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ كمِشْيَةِ المُرِيبِ ) ، قال ابنُ سِيدَهْ : فيها قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ ، يقال : جاءَ يُخَبْعِجُ إِلى رِيبَةٍ ، وأَنشد :
كَأَنَّه لَمَّا غَدَا يُخَبْعِجُ
صَاحِبُ مُوقَيْنِ عَلَيْهِ مَوْزَجُ
____________________

(5/502)



وقال :
جَاءَ إِلى جِلَّتِها يُخَبْعِجُ
فَكُلُّهُنَّ رَائِمٌ يُدَرْدِجُ
قال ابن سيدَ وكذلك الخَنْعَجَةُ .
خثعج : ( ) ومما يستدرك عليه :
الخَثْعَجَةٌ ، بالمثلّثة ، وهو مِثْل الخَبْعَجَة ، بالموحَّدة ، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه في ترجمة خَنْعَج ، بالنون ، قال : وقد ذُكِر بالبَاءِ والثاءِ والنون ، فهو إِذاً خَبْعَجَة وخَثْعَجَة وخَنْعَجَة .
خجج : ( *!الخَجُوجُ ) ، كصَبور ( : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ المَرِّ ) ، قاله الأَصمعيّ ، وقال ابن شُميلٍ : هي الشَّديدةُ الهُبُوبِ الخَوَّارَةُ ، لا تَكُون إِلاَّ في الصَّيْفِ ، وليستْ بِشديدةِ الحَرِّ ، وقيل : رِيحٌ خَجُوجٌ : شَدِيدةُ المُرُورِ في غيرِ اسْتواءٍ ، ( و ) هي ( المُلْتَوِيَةُ في هُبُوبِهَا ) .
*!خَجَّتِ الرِّيحُ في هُبُوبِها *!تَخُجُّ *!خُجُوجاً : الْتَوَتْ . ورِيحٌ *!خَجُوجٌ : *!تَخُجُّ في هُبُوبِهَا ، أَي تَلْتَوِي ، قال : ولو ضُوعِفَ وقيل : *!خَجْخَجَت الرِّيحُ الرِّيحُ كان صَوَاباً ، قال ابنُ سِيدَ ، وقيل : هي الشّديدةُ من كُلِّ رِيحٍ ما لمْ تُثِرْ عَجَاجاً ، وخَجِيجُ الرّيحِ : صَوْتُها ، ( *!كالخَجَوْجَاةِ ) ، أَهمله الجوهريّ .
قال شَمِرٌ : رِيحٌ *!خَجُوجٌ *!وخَجَوْجَاةٌ : *!تَخُجُّ في كُلِّ شَقَ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : رِيحٌ *!خَجَوْجَاةٌ : طَوِيلَةُ دائمةُ الهُبُوب وقال أَبو نَصْرٍ : هي البَعِيدَةُ المَسْلَكِ الدائِمَةُ الهُبُوبِ ، وقال ابن أَحْمَرَ يَصِفُ الرِّيحَ :
هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّوَاحِ خَجَوْ
جَاةُ الغُدُوِّ رَوَاحُهَا شَهْرُ
قال والأَصلُ خَجُوجٌ ، وقد خَجَّتْ تَخُجُّ ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ و .
*!وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها
ورَوى الأَزهَرِيُّ بإِسناده عن خالِدِ ابنِ عرعرة قال : سَمِعْت عَليًّا ، رضي الله عنه ، وذكر بناءَ الكعبة فقال :
____________________

(5/503)


( إِن إبراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ حينُ أُمِرَ بِبناءِ البَيْتِ ضَاقَ به ذَرْعاً ، قال فَبَعَثَ الله عَلَيْهِ السَّكِينَةَ ، وهي رِيحٌ خَجُوجٌ لهَا رَاسسٌ فتَطَوَّقَتْ بالكَعْبَةِ كَطَوْقِ الحَجَفَةِ ثم استَقَرَّتْ ) قال ابن الأَثير : وجاءَ في كِتَاب المُعْجَمِ الأَوْسَط للطَّبَرَانِيّ ، عن عليَ رَضِيَ الله عنهُ ( أَن النّبيّ صلى الله عليه وسلمقال : السَّكينَةُ ريحٌ خَجُوجٌ ) . وفي الحَدِيثِ الآخَرِ ( إِذا حَمَلَ فهو *!خَجُوجٌ ) .
( والخَجُّ : الدَّفْعُ ) ، وفي النوادر : النّاس يَهُجُّونَ هاذا الوادِيَ هَجًّا ، *!ويَخُجُّونَه *!خَجًّا . أَي يَنْحَدِرُون فيه وَيَطَؤُونَهُ كثيراً .
( و ) أَصلُ الخَجِّ ( : الشَّقُّ ) ، وبه سُمِّيَتِ الرِّيحُ الهَبُوبُ *!خَجُوجاً ، لأَنّها*! تَخُجُّ ، أَي تَشُقُّ .
( و ) الخَجُّ ( : الالْتِوَاءُ ) ، وقد *!خَجَّتِ الرِّيحُ إِذا الْتَوَتْ في هُبُوبِها .
( و ) *!الخَجُّ ( : الجِمَاعُ ) ، *!وخَجَّ جَارِيَتَه : مَسَحَهَا .
*!والخَجْخَجَةُ ، كِنَايَةٌ عن النِّكاحِ .
( و ) الخَجُّ ( : الرَّمْيُ بالسَّلْحِ ) ، وخَجَّ بها ضَرَطَ .
( و ) الخَجُّ ( : النَّسْفُ فِي التُّرَابِ ) ، وخَجَّ برِجْلِه : نَسَفَ بها التُّرَابَ في مِشْيَتِه .
( والخَجْخَجَةُ الانْقِباضُ والاستِخْفَاءُ ) في مَوْضِعٍ خَفِيَ ، وفي التهذيب : في مَوْضِعٍ يَخْفَى فيه ، قال : ويُقال أَيضاً بالحاءِ .
( و ) الخَجْخَجَةُ ( : هُبُوبُ الخَجُوجِ ) يقال *!خَجَّت *!وخَجْخَحَت ، وقد تقدّم .
( و ) الخَجْخَجَةُ ( : سُرْعَةُ الإِنَاخَةِ ) والحُلُولِ ، وقال اللّيث : الخَجْخَجَة تُوصَف في سُرْعةِ الإِنَاخةِ وحُلولِ القَوْمِ .
( و ) الخَجْخَجَة : ( إِخْفَاءُ ما في النَّفْسِ ) يقال *!خَجْخَجَ الرَّجُلُ ، إِذا لم يبْدِ ما في نَفْسِه ، مثل جَخْجَخَ ، قاله الفرَّاءُ .
( و ) الخَجْخَجةُ ( : الجِمَاعُ ) ، وفي
____________________

(5/504)


اللسان : هو كِنَايَةٌ عن الجِمَاع ، كما تقدَّمَ .
( وَرَجُلٌ *!خَجَّاجَةٌ ) ، هاكذا بالتّشديد في النُّسخة ، وفي بعض بالتخفيف ( *!وخَجْخَاجَةٌ : أَحمَقُ لا يَعْقِلُ ) ، قاله ابنُ سيده ، وقال أَبو منصور : لم أَسْمعْ خَجَّاجَة ( في ) نَعْتِ الأَحْمَقِ إِلاص ما قَرَأْتُه في كتاب الليثِ قال : والمسموع من العرب جَخَابَةٌ ، قاله ابنُ الأَعرابيّ وغيرُه .
( *!والخَجَوْجَى ) من الرجال ( : الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ ) ، قاله اللَّيْث .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما وَرَدَ في الحديث ( الذي بَنَى الكَعْبَةَ لقُرَيْشٍ كان رُومِيًّا في سَفينةٍ أَصَابَتْهَا رِيحٌ *!فَخَجَّتْهَا ) أَي صَرَفَتْهَا عن جِهَتِهَا ومَقْصِدِهَا بِشِدَّةِ عَصْفِهَا .
*!والخَجْخَاجُ مِن الرِّجَال : الذي يَهْمِرُ الكلامَ ، ليستْ لِكلامِه جِهَةٌ .
وعن النضر : *!الخَجْخَاجُ من الرِّجال : الذي يُرِي أَنه جَادٌّ في أَمْرِه ولَيْس كَمَا يُرِي .
*!اخْتَجَّ الجَمَلِ والنَّاشِطُ في سَيْرِه وعَدْوِه ، إِذا لم يَسْتَقِمْ ، وذالك سُرْعَةٌ مَع الْتِواءٍ .
خدج : ( الخِدَاجُ ) ، بالكسر ( : إِلْقاءُ النَّاقَةِ ولَدَها قَبْلَ ) أَوانِه لِغري ( تَمَام الأَيَّامِ ) وإِن كَان تَامَّ الخَلْقِ ، يُقال خمَدَجَت النّاقَةُ وكلُّ ذاتِ ظِلْفٍ وحافرٍ تَخْدُجُ خِدَاجاً ، ( والفعل ) خَدَجت ( كنَصَرَ وضَرَبَ ) ، وخَدَّجَتْ تَخْديجاً قال الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ :
لَمَّا لَقِحْنَ لِمَاءٍ الفَحْلِ أَعْجَلَهَا
وَقْتَ النِّكَاحِ فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْدِيجُ
وقد يكون الخِدَاجُ لغيرٍ النّاقة ، أَنشد ثَعلبٌ :
يَوْمَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجَا
وكُلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجَا
____________________

(5/505)



أَفلاه تراهُ عَمَّ به .
( وهي خادِجٌ ) وخَدُوجٌ ( والوَلَدُ خَدِيجٌ ) ، وشَاةٌ خَدُوجٌ : وجمعها خُدوجٌ وخدَاجٌ وخَدَائِجُ . وفي حديثِ الزَّكَاةِ ( في كُلِّ ثَلاَثِينَ بَقَرَةً خَدِيجٌ ) أَي ناقِصُ الخَلْقِ في الأَصلِ ، يُريد : تَبِيعٌ كالخَدِيجِ في صِغَرِ أَعْضائه ونَقْصِ قُوَّتِه عن الثَّنِيِّ والرَّبَاعِيّ . وخَديجٌ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ أَي مُخْدَجٌ .
( وأَخْدَجَتِ الصَّيْفَةُ ) ، ونصُّ عِبَارَةِ ابنِ الأَعْرَابِيّ ( الشَّتْوَةُ ) إِذَ ( قَلَّ مَطَرُهَا ، و ) هو مَجَازٌ ، مَأْخُوذٌ مِن : أَخْدَجَت ( النَّاقَةُ ) إِذا ( جَاءتْ بِوَلدٍ نَاقِصِ ) الخَلْقِ ( وإِن كانَتْ أَيَّامُهُ ) ، أَي أَيّامُ حَمْلِهَا إِيَّاه ( تَامَّةً ، فهي مُخْدِجٌ ) ومُخْدِجَةٌ ، على صِيغةِ اسمِ الفاعِلِ ( والوَلَدُ ) خَدُوجٌ ، وخِدْجٌ ، ( ومُخْدَجٌ ) ، ومَخْدُوجٌ ، وخَدِيجٌ .
وقيل : إِذا أَلْقَتِ النّاقَةُ وَلدَهَا تَامَّ الخَلْقِ قَبْلَ وَقْتِ النَّتَاجِ ، قيل : أَخْدَجَتْ وهي مُخْدِجٌ ، فإِن رَمَتْهُ ناقِصاً قبلَ الوَقتِ قيل : خَدَجَتْ ، وهي خَادِجٌ ، فإِن كان عَادةً لها فهي مِخْدَاجٌ ، فيهما . وزاد في الأَساس : وذَاتُ خدَاج .
وقومٌ يَجْعَلُون الخِدَاجَ ما كَانَ دَماً ، وبعضُهم جَعلَه ما كانَ أَمْلَطَ ولم يَنْبُتْ عليه شَعَرٌ ، وحَكَى ثابِتٌ ذالك في الإِنسانِ .
وقال أَبو خَيْرَةَ : خَدَجَت المَرأَةُ وَلَدَهَا وأَخْدَجَتْه ، بمعنًى واحدٍ ، قال الأَزهريُّ : وذالك إِذا أَلْقَتْهُ وقد اسْتبانَ خَلْقُه ، قال : ويُقال إِذا أَلقَتْه دَماً : قد خَدَجَتْ ، وهو خِداجٌ ، وإِذا أَلْقَتْه قبلَ أَن يَنْبُتَ شَعَرُه . قيل : قد غَضَّنَتْ وهو الغِضَانَ . والخِدَاجُ الاسْمُ مِن ذالك ، قال : وناقَةٌ ذاتُ خِدَاجٍ تَخْدُجُ كَثِيراً .
( و ) من المجاز : ( صَلاَتُه خِدَاجٌ ) ، وهو عِبَارَةُ الحديثِ ، قال : ( كُلُّ صَلاَةٍ لا يُقْرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتاب فهي خِدَاجٌ ) ( أَي نُقْصَان ) ، وفي آخَرَ أَنه قال ( كُلُّ صَلاةٍ لَيْسَتْ فِيها قِرَاءَةٌ فهي خِدَاجٌ ) أَي ذاتُ خِدَاجٍ وهو النُّقْصَانُ ، قال : وهاذا مَذْهَبُهُم في
____________________

(5/506)


الاختصارِ للكلامِ ، كما قالوا : عَبْدُ الله إِقبالٌ وإِدْبَارٌ أَي مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ ، أَحَلُّوا المَصْدرَ مَحَلَّ الفِعْل .
ويقال : أَخْدَجَ الرَّجلُ صَلاتَه فهو مُخْدِجٌ ، وهي مُخْدَجَةٌ .
وقالا لأَصمعيُّ : الخِدَاجُ : النُّقْصَانُ ، وأَصْلُ ذالك مِن خِدَاجِ النَّاقةِ إِذا وَلَدَتْ وَلَداً ناقِصَ الخَلْقِ أَو لِغَيْرِ تَمامٍ .
( و ) منه قولهم : ( رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ ) ، أَي ( ناقِصُها ) ، وهو قولُ سيِّدنا عَلِيَ رضي الله عنه في ذي الثُّدَيَّةِ أَنّه ( مُخْدَجُ اليَد ) أَي ناقِصُها ، وفي حديثِ سَعْدٍ ( أَنّه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمبِمُخْدَجٍ سَقِيمٍ ) أَي ناقِصِ الخَلْقِ . وفي حديثِ عَليَ ، رضي الله عنه ( ولا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ ) أَي لا تَنْقُصْها .
( ومُخْدَجُ بنُ الحارِث ) ، على صِيغةِ المَفْعُولِ ( أَبو بَطْنٍ ، مِنْهم رَفِيعٌ المُخْدَجِيُّ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال أَخْدَجَ فُلانٌ أَمْرَه إِذا لم يُحْكِمْهُ ، وأَنْضَجَ أَمْرَه ، إِذا أَحْكَمَه ، والأَصلُ في ذالك إِخْدَاجُ النَّاقةِ وَلَدَها وإِنْضَاجُهَا إِيَّاه .
وخَدَجَتِ الزَّنْدَةُ : لم تُورِ نَاراً . وفي التهذيب : أَخْدَجَت الزَّنْدَةُ .
وفي الأَساس : وكُلُّ نُقْصانٍ في شَيْءٍ يُستعارُ له الخِدَاجُ .
وَرافِعُ بنُ خَدِيجٍ صَحَابيٌّ مشهورٌ .
وخَدِيجُ بنُ سَلامَةَ البَلَوِيُّ شَهِدَ العَقَبَة ولم يَشهدْ بَدْراً ، ويُكْنَى أَبا رُشَيْدٍ ، قاله السُّهَيْليُّ في الرَّوض .
وخَدِيجَةُ اسمُ امرأَةٍ .
وخَدْجِ خَدْجِ ، زَجْرٌ للغَنَمِ .
خدلج : ( الخَدَلَّجَةُ ، مُشَدَّدَةَ اللاَّم : المَرْأَةُ ) الرَّيَّاءُ ( المُمْتَلِئَةُ الذِّراعَيْنِ والسَّاقَيْنِ ) وأَنشد الأَصمعيُّ :
إِنَّ لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجا
لَمْ يُدْلج اللَّيْلَةَ فيمَنْ أَدْلَجَا
____________________

(5/507)



يَعني جاريةً قد عَشِقَها فرَكِبَ النَّاقَةَ وساقَهَا مِن أَجْلِها .
وفي حديث اللِّعانِ ( خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ ) عَظيمُهما ، وهو مِثْلُ الخَدْلِ ، وقيلَ : هي الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ ، والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ ، وقال الليث : الخَدَلَّجُ : الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورتُهَا . كذا في اللسان .
خذلج : ( ) ومما يستدرك عليه :
خذلج ، نقلَ الأَزهَرِيُّ عن النوادِدِ : فُلانٌ يَتَخَذْلَجُ في مِشْيَتِه . وذَكره المُصنِّف في خزلج ، بالزاي ، كما سيأْتي ، وهنا ذَكره ابنُ منظورٍ ، فليُعْرَفْ .
خرج : ( خَرَجَ خُرُوجاً ) ، نقيضِ دَخَلَ دَخُولاً ( ومَخْرَجاً ) بالفتح مَصدرٌ أَيضاً ، فهو خارِجٌ ، وخَرُوجٌ ، وخَرَّاجٌ ، وقد أَخْرَجَه ، وخَرَجَ به .
( والمَخْرَجُ أَيضاً : مَوْضِعُه ) أَي الخُرُوجِ يقال : خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً ، وهاذا مَخْرَجُه ويكون مَكاناً وزَماناً ، فإِن القاعدة أَنّ كلَّ فِعْلٍ ثلاثيَ يكون مُضارعُه غيرَ مكسورٍ يأْتي منه المصدر والمَكَان والزَّمَان على المَفْعَل ، بالفَتْح إِلاّ ما شَذَّ كالمَطْلِع والمَشْرِقِ ، مما جاءَ بالوَجْهَيْنِ ، وما كان مضارِعُه مكسوراً ففيه تفصيلٌ : المَصْدَر بالفتح ، والزّمانُ والمكانُ بالكسر ، وما عدَاه شَذَّ ، كما بُسِط في الصَّرْف ونَقلَه شيخنا .
( و ) المُخْرَجُ ( بالضَّمِّ ) ، قد يكون ( مَصْدَر ) قولِكَ ( أَخْرَجَهُ ) ، أَي المصدر المِيميّ . ( و ) قد يكون ( اسْم المَفْعُولِ ) به على الأَصل ( واسْم المَكَانِ ) ، أَي يَدُلُّ عليه ، والزّمان أَيضاً ، دالاًّ على الوقْتِ ، كما نَبَّه عليه الجوهريُّ وغيرُه وصرَّحَ به أَئمَّةُ الصّرْف ، ومنه { أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ } ( سورة الإسراء ، الآية : 80 ) وقيل في { 5 . 044 بسم ا مجراها ومرساها } ( سورة هود ، الآية : 41 ) بالضَّمّ إِنّه مصدَرٌ أَو زَمانٌ أَو مَكَانٌ والأَوّل هو الأَوْجَهُ
____________________

(5/508)


( لِأَنَّ الفِعْلَ إِذَا جَاوَزَ الثَّلاثةَ ) رُبَاعِيًّا كان أَو خُمَاسِيًّا أَو سُداسيًّا ( فالمِيمُ منه مَضْمُومٌ ) ، هاكذا في النُّسخ ، وفي نُسخ الصّحاح ، وذالك الفِعْلُ المُتَجَاوِزُ عن الثَّلاثةِ سَوَاءٌ كان تجاوُزُه على جِهَةِ الأَصالةِ كدَحْرَج ( تَقُولُ هاذا مُدَحْرَجُنَا ) أَو بالزّيادة كأَكْرَم وباقي أَبْنِيَةِ المَزهيد ، فإِن ما زَاد على الثَّلاثةِ مَفعولُه بصيغةِ مُضارِعه المبنيِّ للمجهولِ ، ويكون مَصْدَراً ومكاناً وزماناً قِيَاسِيًّا فاسمُ المَفعولِ ممّا زادَ على الثَّلاثة بجميعِ أَنواعِه يُسْتَعْمَلُ على أَرْبَعَةِ أَوْجُه : مَفْعُولاً على الأَصْلِ ، ومَصدراً ، وظَرْفاً بنَوعَيه ، على ما قُرِّرَ في الصَّرْف .
( والخَرْجُ : الإِتَاوَةُ ) تُؤْخذُ مِن أَموالِ النّاسِ ( كالخَرَاج ) ، وهما واحدٌ لِشَيءٍ يُخْرِجُه القَوْمُ في السَّنَةِ من مالِهم بقَدْرٍ مَعلومٍ .
وقال الزَّجَّاجُ : الخَرْجُ المَصْدَرُ . والخَرَاجُ اسْمٌ لِمَا يُخْرَجُ ، وقد وَرَدَا معاً في القرآن ، ( يُضَمَّانِ ) ، والفتح فيهما أَشهرُ ، قال الله تعالى : { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } ( سورة المؤمنون ، الآية : 72 ) قال الزّجَاج : الخَرَاجُ : الْفَيْءُ ، والخَرْجُ : الضَّرِيبَةُ والجِزحيَة ، وقُرىءَ ( أَمْ تَسْأَلُهُمُ خَرَاجاً ) وقال الفَرَّاءُ : معناه أَم تَسأَلهم أَجْراً على ما جِئْتَ به ، أَنكره شيخُنا في شَرْحِ وقال : ما إِخَالُه عَرَبَيًّا ، ثم قال : وأَمّا الخَرَاجُ الذي وَظَّفَه سيِّدُنا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضي الله عنه ، علَى السَّواد وأَرْضِ الفَيْءِ ، فإِن مَعناه الغَلَّةُ أَيضاً ، لأَنه أَمَرَ بِمِساحةِ السَّوَادِ ودَفْعِها إِلى الفَلاَّحِين الذين كانُوا فيه على غَلَّة يُؤَدُّونَها كُلَّ سَنَةٍ ، ولذلك سُمِّي خَرَاجاً ، ثمّ قِيلَ بعدَ ذالك للبلادِ التي افتُتِحَتْ صُلْحاً ووُظِّفَ ما صولِحُوا علَيْه على أَراضِيهِم : خَرَاجِيَّةٌ ، لأَن تلك الوَظيفةَ أَشبَهَتِ الخَرَاجِ الذي أُلْزِمَ الفَلاَّحُونَ ، وهو الغَلَّةُ ، لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الخَراجِ الغَلَّةُ ، وقيل لِلْجِزْيَةِ التي ضُرِبَتْ علَى
____________________

(5/509)


رِقَابِ أَهلِ الذِّمَّة : خَرَاجٌ ، لأَنه كالغَلَّة الوَاجبةِ عليهم .
وفي الأَساس : ويقال للجِزْيَةِ : الخَرَاجُ ، فيقال : أَدَّى خَراجَ أَرْضِه ، والذَّمِّيُ خَرَاجَ رَأْسِه .
وعن ابن الأَعْرَابيّ : الخَرْجُ على الرؤُوس ، والخَرَاجُ ، على الأَرضينَ .
وقال الرَّافِعيّ : أَصلُ الخَراجه ما يَضْرِبُه السَّيِّدُ على عَبده ضَرِيبَةً يُؤَدِّيها إِليه ، فيُسَمَّى الحاصلُ منه خَرَاجاً .
وقال القاضي : الخَراجُ اسمُ ما يَخْرُجُ من الأَرْض ، ثم استُعْمل في مَنَافِع الأَملاك ، كرَيْع الأَرَضينَ وغَلَّةِ العَبيد والحَيَوَانات .
ومن المَجَاز : في حديث أَبي مُوسى ( مثلخ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ ، رِيحُهَا ، طَيِّبٌ خَرَاجُهَا ) أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا ، تَشبِيهاً بالخَرَاجِ الذي يَقَعُ علَى الأَرَضِينَ وغيرِها .

( ج ) الخَرَاجِ ( أَخْرَاجٌ وأَخَارِيجُ وأَخْرِجَةٌ ) .
( و ) من المجاز : حَرَجَت السَّماءُ خُرُوجاً : أَصْحَتْ وانْقَشَ عَنْهَا الغَيْمُ .
والخَرْجُ والخُرُوجُ ( : السَّحَابُ أَوَّلَ مَا يَنْشَأُ ) ، وعن الأَصمعيّ : أَوَّل ما يَنْشَأُ السحابُ فهو نَشْءٌ ، وعن الأَخفش : يُقَال للماءِ الذي يخْرُج من السَّحابِ : خَرْجٌ وخُرُوجٌ ، وقيل : خُرُوجُ السَّحَابِ : اتِّسَاعُه وانْبِساطُه ، قال أَبو ذُؤَيب :
إِذَا هَمَّ بالإِقْلاعِ هبَّتْ لَهُ الصَّبَا
فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ
وفي التهذيب : خَرَجَت السَّماءُ خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعْدَ إِغَامَتها .
وقال هِمْيَانُ يَصفُ الإِبلَ ووُرُودَهَا :
فَصَبَّحَتْ جَابِيَةً صُهَارِجَا
تَحْسَبُه لَوْنَ السَّمَاءِ خَارِجَا
يريد : مُصْحِياً . والسّحَابَةُ تُخْرِجُ السَّحَابَة كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ .
( و ) الخَرْجُ : ( خِلاَفُ الدَّخْلِ ) .
____________________

(5/510)



( و ) الخَرْجُ : اسْمُ ( ع باليَمَامَةِ ) .
( و ) الخُرْجُ ( بالضَّمِّ : الوِعَاءُ المَعْرُوفُ ) ، عَرَبيٌّ ، وهو جُوَالَقٌ ذو أَوْنَيْنِ وقيل مُعرَّبٌ ، والأَوّل أَصحُّ ، كما نقلَه الجوهريُّ وغيرُهُ ، و ( ج ) أَخْرَاجٌ ، ويُجْمَع أَيضاً على خِرَجَةٍ ، بكسْر ففتحٍ ( كجِحَرَةٍ ) ، في جمع جُحْرٍ .
( و ) الخُرْجُ : ( وَادِ ) لا مَنْفَذَ فيه ، وهنالك دَارَةُ الخُرْجِ .
( و ) الخَرَجُ ( بالتحريك لَوْنَانِ مِنْ بَيَاضٍ وسَواد ) ، يقال : ( كَبْشٌ ) أَخْرَجُ ( أَو ظَلِيمٌ أَخْرَجُ ) بَيِّنُ الخَرَجِ ونَعَامَةٌ خَرْجَاءُ ، قال أَبو عَمرٍ و : الأَخْرَجُ ، من نَعْتِ الظَّلِيمِ في لَوْنِه ، قال اللَّيْث : هو الذي لَوْنُ سَوادِه أَكْثَرُ مِن بَياضه ، كلَوْنِ الرَّمادِ ، وجَبَلٌ أَخْرَجُ ، كذالك .
وقَارَةٌ خَرَجَاءُ : ذَاتُ لَوْنَيْنِ .
ونَعْجَةٌ خَرْجَاءُ ، وهي السَّوْداءُ ، البَيْضَاءُ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ أَوْ كِلْتَيهِمَا والخَاصرَتَيْنِ ، وسائرُهَا أَسْوَدُ .
وفي التهذيب : وشاةٌ خَرْجاءُ : بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ ، نِصْفُهَا أَبْيَضُ والنِّصْف الآخَرُ لا يَضُرُّك مَا كَانَ لَوْنُه ، ويُقال : الأَخْرَجُ : الأَسْوعدُ فِي بَياضٍ والسَّوادُ الغَالِبُ .
والأَخْرَجُ مِن المِعْزَى : الذي نِصْفُه أَبْيَضُ ونِصْفُه أَسْودُ .
وفي الصّحاح : الخَرْجَاءُ من الشَّاءِ : التّتي ابْيَضَّتْ رِجْلاَها مَعَ الخَاصِرَتَيْنِ ، عن أَبي زيدٍ ، وفَرَسٌ أَخْرَجُ : أَبْيَضُ البَطْنِ والجَنْبَينِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ ولم يَصْعَدْ إِليه ولَوْنُ سائِرِه ما كان .
( وقد اخْرَجَّ ) الظَّلِيمُ اخْرِجَاجاً ، ( واخْرَاجَّ ) اخْرِيجَاجاً ، أَي صارَ أَخْرَجَ .
( وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ كمُنَقَّشَة ) هاكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحة خِلافاً لشيخِنا ، فإِنه صَوَّبَ حَذْفَ كافِ التَّشبيهِ ، وجعل قولَه بعد ذالكِ ( نَبْتها ) إِلخ بزيادةٍ في الشرح ، وأَنت خبيرٌ بأَنّه تَكَلُّفٌ بل تَعَسُّف أَي ( نَبْتُها فِي مَكَانٍ دُونَ مَكانٍ ) ، وهاكذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وغيرِه ، ولم يُعَبِّرْ أَحدٌ التَّنفيش ، فالصَّوابُ أَنه وَزْنٌ فَقَطْ .
( و ) من المَجَاز : ( عَامٌ ) مُخَرَّجٌ
____________________

(5/511)


و ( فيه تَخْرِيجٌ ) ، أَي ( خِصْبٌ وجَدْبٌ ) وعَامٌ أَخْرَجُ ، كذالك ، وأَرضٌ خَرْجَاءُ : فيها تَخْرِيجٌ ، وعامٌ فيه تَخريجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المَواضِع ولمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ .
قال شَمِرٌ : يقال : مَررْتُ على أَرضٍ مُخَرَّجة وفيها على ذالك أَرْتاعٌ . والأَرْتاعِ أَماكِنُ أَصابَها مَطَرٌ فأَنبتَتِ البَقْلَ وأَمَاكنُ لم يُصِبْهَا مَطَرٌ ، فتلكَ المُخَرَّجَةُ .
وقال بعضُهم : تَخْرِيجُ الأَرْضِ أَ يَكُونَ نَبْتُها في مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ فتَرى بَيَاضَ الأَرْضِ في خُضْرَةِ النَّبَات .
( والخَرِيجُ ، كقَتِيلٍ ) والخَرَاجُ ، والتَّخْرِيجُ ، كلُّه ( : لُعْبَةٌ ) لِفِتيان العَربِ وقال أَبو حَنِيفَةَ : لُعْبَةٌ تُسَمَّى خَرَاجِ ( يُقَالُ لَهَا ) وفي بعض النّسخ : فيها ( خَرَاجِ خَرَاجِ ، كقَطَامِ ) وقولُ أَبي ذُؤَيب الهُذليّ :
أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ كَأَنَّهُ
مَخَارِيقُ يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ
والهاءُ في ( له ) تعود على بَرْقٍ ذَكرَه قَبْلَ البَيْتِ ، شَبَّهَه بالمَخَارِيقِ ، وهي جَمْعُ مِخْراقٍ ، وهن المِنْدِيلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ به ، وقوله ( ذَات العِشَاءِ ) أَراد به السَّاعةَ التي فيها العِشَاءُ ، أَرادَ صَوتَ اللاّعبينَ ، شَبَّه الرَّعْدَ بها ، قال أَبو عَلِيَ : لا يقال خَرِيجٌ ، وإِنّما المعروف خَراجِ ، غيرَ أَن أَبا ذُؤَيب احتاجَ إِلى إِقامةِ القافيةِ ، فأَبدل الياءَ مكان الأَلف .
وفي التهذيب : الخَرَاجُ والخَرِيجُ : مُخَارَجَةٌ لُعْبَةٌ لِفِتيان العرب .
قال الفَرُّاءُ : خَرَاجِ اسمُ لُعبَةٍ لهم معروفةٍ ، وهو أَن يُمْسِكَ أَحدُهم شَيْئاً بِيَدِه ويقولَ لسائِرهم : أَخْرِجُوا ما في يدِي .
قال ابنُ السِّكِّيت : لَعِبَ الصِّبْيَانُ خَرَاجِ ، بكسر الجيم ، بمنْزِلة دَرَاك وقَطَامِ .
( و ) الخُرَاجُ ( كالغُرَابِ ) : وَرَمٌ يَخْرُج بالبَدَن مِنْ ذَاتِه ، والجمعُ أَخرِجَةٌ وخِرْجَانٌ .
وفي عبارة بعضهم : الخُرَاجُ : وَرَمُ
____________________

(5/512)


قَرْحٍ يَخْرُجِ بِدَابَّةٍ أَو غَيْرِها مِن الحَيَوانِ .
وفي الصّحاح : هو ما يَخْرُجُ فِي البَدَنه مِن ( القُرُوح ) .
( و ) يقال ( رَجخلٌ خُرَجَةٌ ) وُلَجَةٌ ( كَهُمَزَةٍ ) أَي ( كثيرُ الخُرُوجِ والوُلُوجِ ) . ويَشْرُفُ ( بِنَفْسِهِ مِن غَيْرِ أَنْ يَكُونَ له ) أَصْلٌ ( قَدِيمٌ ) ، قال كُثَيِّرٌ :
أَبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيَ
ولَيْسَ قَدِيمُ مَجْدِكَ بِانْتِحَالِ
( وبَنُو الخَارِجِيَّة ) قَبيلةٌ ( مَعْرُوفَةٌ ) ، يُنْسَبُون إِلى أُمِّهم ، ( والنِّسْبَةُ ) إِليهم ( خَارِجِيٌّ ) ، قال ابنُ دُريد : وأَحْسَبُهَا من بني عَمْرِو بن تَميمٍ .
( و ) قولهم ( أَسرَعُ مِن نِكاحِ ( أُمِّ خَارِجَةَ ) ) هي ( امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ وَلَدَتْ كَثِيراً مِن القَبَائلِ ) ، هاكذا في النُّسخ ، وفي بعضٍ : في قبائلَ مِن العربِ ( كَانَ يُقَالُ لَهَا : خِطْبٌ ، فتَقُولُ : نِكْحٌ ) ، بالكسر فيهما ، وقد تقدّم في حرف الباءِ ، ( وخَارِجَةُ ابْنُهَا ، ولا يُعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ ، أَو هُوَ ) خَارِجَةُ ( بْنُ بَكْرِ بنِ عَدْوَانَ بْنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ ) ، ويقال : خَارِجَةُ بن عَدْوَانَ .
( و ) من المجاز : خَرَّجت الرَّاعِيَةُ المَرْتَعَ ، و ( تَخْرِيجُ الرَّاعِيَةِ المَرْعَى : أَنْ تَأْكُلَ بَعْضاً وتَتْرُكَ بَعْضاً ) ، وفي اللّسان : وخَرَّجَتِ الإِبِلُ المَرْعَى : أَبقَتْ بَعْضَه وأَكلَتْ بَعْضَه .
( و ) قال أَبو عُبَيْدَةَ : من صِفَات الخَيْلِ ( الخَرُوجُ ) ، كصَبور ، ( فَرَسٌ يَطولُ عُنُقُه فيَغْتَالُ بِعُنُقِه ) . وفي اللسان : بطولها ( كُلَّ عِنَانٍ جُعِلَ في لجَامِه ) ، وكذالك الأُنثى بغير هاءٍ ، وأَنشد :
كُلّ قَبَّاءَ كالهِرَاوَةِ عَجْلَى
وخَرُوجٍ تَغْتَالُ كُلَّ عِنَانِ
( و ) الخَرُوجُ ( نَاقَةٌ تَبْرُكُ نَاحِيَةً مِن الإِبل ) ، وهي من الإِبلِ المِعْنَاقُ المُتَقَدِّمَة ، ( ج خُرُوجٌ ) ، بضمَّتينِ .
( و ) قوله عزّ وجلّ : { ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ } ( سورة ق ، الآية : 42 ) ( بالضَّمِّ ) أَي يومَ يَخرج الناسُ مِن الأَجداثه ، وقال أَبو عُبيدةَ :
____________________

(5/513)


يَوْمُ الخُروجِ : ( اسمُ يَوْمِ القِيَامَةِ ) واستشهد بقولِ العَجَّاجِ :
أَلَيْسَ يوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجَا
أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجَا
وقال أَبو إِسحاق في قوله تعالى : { يَوْمُ الْخُرُوجِ } أَي يَوْم يُبعَثون فيخرجُون من الأَرْض ، ومثله قوله تعالى : { خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاْجْدَاثِ } ( سورة القمر ، الآية : 7 ) .
( و ) قال الخليلُ بنُ أَحمد : الخُرُوجُ : ( الأَلِفُ الَّتي بَعْدَ الصِّلَةِ في الشِّعْر ) ، وفي بعض الأُمّهات : في القافية ، كقول لبيد :
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فمُقَامُهَا
فالقافِيَةُ هي الميم ، والهاءُ بعد الميم هي الصِّلَةُ ، لأَنها اتّصلتْ بالقَافيَة ، والأَلِفُ التي بعد الهاءِ هي الخُرُوجُ .
قال الأَخْفَشُ : تَلْزَمُ القَافِيَةُ بعد الرَّوِيِّ الخُرُوجَ ، ولا يكون إِلاَّ بحرْفِ اللِّينِ ، وسبب ذالك أَن هاءَ الإِضمار لاَ يَخْلُو مِن ضَمَ أَو كَسْرٍ أَو فَتْح ، نحو ضَرَبَه ، ومررت بِهِ ، ولَقيتُها ، والحَركاتُ إِذا أُشْبِعَتْ لم يَلْحَقْها أَبداً إِلاّ حُرُوفُ اللِّينِ ، وليستِ الهَاءُ حَرْفَ لِينٍ ، فيجوزُ أَن تَتْبَعَ حَرَكَةَ هَاءٍ الضَّمِيرِ ، هاذا أَحدُ قَوْلَيِ ابنِ جِنِّي ، جَعَلَ الخُروجَ هو الوَصْلَ ، ثم جعلَ الخُرُوجَ غيرَ الوَصْلِ ، فقال : الفَرْقُ بين الخُروجِ والوَصْلِ أَنَّ الخُرُوجَ أَشدُّ بُروزاً عَن حَرْفِ الرَّوِيّ ، واكْتِنَافاً مِنَ الوَصْلِ ، لأَنه بَعْدَه ، ولذالك سُمِّيَ خُروجاً ، لأَنه بَرَزَ وخَرَجَ عن حَرفِ الرَّوِيّ ، وكُلَّمَا تَراخَى الحَرْفُ فِي القافِيَةِ وَجَبَ له أَن يَتَمَكَّنَ في السّكُونِ واللِّينِ لأَنّه مَقْطَعٌ لِلوَقْفِ والاستراحةِ وفَناءِ الصَّوْتِ وحُسُورِ النَّفِس ، ولَيْسَت الهاءُ في لِينِ الأَلِف والواوِ والياءِ ، لأَنهنّ مُستطِيلاتٌ مُمتَدَّاتٌ . كذا في اللسان .
( و ) من المجاز : فُلانٌ ( خَرَجَتْ خَوَارِجُه ) ، إِذا ( ظَهَرَتْ نَجَابَتُهُ وتَوَجَّهَ لإِبْرامه الأُمورِ ) وإِحْكَامِهَا وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِهِ بَعْدَ صِباهُ .
( وأَخْرَجَ ) الرَّجُلُ ( : أَدَّى خَرَاجَهُ ) ،
____________________

(5/514)


أَي خَراجَ أَرْضِه : وكذا الذِّمِّيُّ خَرَاجَ رَأْسِه ، وقد تَقدَّم .
( و ) أَخْرَجَ إِذا ( اصْطادَ الخُرْجَ ) بالضّمّ ( مِن النَّعامِ ) ، الذَّكَرُ أَخْرَجُ ، والأُنْثى خَرْجَاءُ .
( و ) في التّهذيب : أَخْرَجَ ، إِذا ( تَزَوَّجَ بِخِلاَسِيَّةٍ ) ، بكسرِ الخاءِ المعجمة ، وبعد السين المهملة ياءُ النِّسْبَة .
( و ) من المجاز : أَخْرَجَ ، إِذا ( مَرَّ بهِ عامٌ ذُو تَخْرِيجٍ ) ، أَي نِصْفُه خِصْبٌ ونِصْفُه جَدْبٌ .
( و ) أَخْرَجَتِ ( الرَّاعِيَةُ ) ، إِذا ( أَكلَتْ بَعْضَ المَرْتَعِ وتَرَكَتْ بَعْضَه ) ، ويقال أَيضاً خَرَّجَتْ تَخْرِيجاً وقد تَقدَّم .
( والاسْتِخْراجُ والاخْتِراجُ : الاسْتِنْبَاطُ ) ، وفي حديث بَدْر ( فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ مِنْ قِرْبَةٍ ) أَي أَخْرَجَهَا ، وهو افْتَعَلَ منه .
واخْتَرجَه واسْتَخْرَجَه : طَلَبَ إِليه أَو مِنْه أَن يَخْرُجَ .
( و ) من المَجَاز : الخُروجُ : خُرُوجُ الأَدِيبِ ونَحْوِه ، يقال : خَرَجع فُلانٌ فِي العِلْمِ والصِّنَاعَةِ خُرُوجاً : نَبَغَ ، و ( خَرَّجَه في الأَدَبِ ) تَخْرِيجاً ، ( فتَخَرَّجَ ) هو ، قال زُهَيْرٌ يَصِف خَيْلاً :
وخَرَّجَهَا صَوَارِخَ كُلَّ يَوْمٍ
فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُهَا تَلِينُ
قال ابنُ الأَعرابيّ : مَعْنى خَرَّجَها : أَدَّبَها كما يُخَرِّجُ المُعَلِّمُ تِليمذَه .
( و ) من المجاز : ( هُو ) خَرِيجُ مَال ، كأَمِيرٍ ، و ( خِرِّيج ) مالٍ ( كعِنِّينٍ ، بمعنى مَفْعُولٍ ) إِذا دَرَّبَه في الأُمورِ .
( و ) من المجاز : ( نَاقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ ) إِذا ( خَرَجَتْ على خِلْقَة الجَمَلِ ) البُخْتِيِّ ، وفي الحديث أَنَّ الناقة التي أَرْسَلَهَا الله تعالى آيةً لقومِ صالح عليه السلامُ ، وهم ثمود ، كانت مُخْتَرجَةً قال : ومعنى المُخْتَرجَة
____________________

(5/515)


أَنها جُبِلَت على خِلْقَةِ الجملِ ، وهي أَكبرُ منه وأَعْظَمُ .
( والأَخْرَجُ : المُكَّاءُ ) ، للَوْنهِ .
( والأَخْرَجانِ : جَبَلاَنِ ، م ) أَي معروفان .
وجَبَلٌ أَخْرَجُ ، وقَارَةٌ خَرْجَاءُ ، وقد تقَدّم .
( وأَخْرَجَةُ : بِئْرٌ ) احْتُفِرَت ( في أَصْلِ ) أَحَدِهِما ، وفي التهذيب : للعرب بِئْرٌ احْتُفِرتْ في أَصْلِ ( جَبَلٍ ) أَخْرَجَ ، يسَمُّونَها أَخْرَجَةُ ، وبِئرٌ أُخرى احْتُفِرَتْ في أَصلِ جبَلٍ أَسْوَدَ يُسّمونها أَسْوَدَةُ ، اشْتَقُّوا لهما اسمَيْنه من نَعْتِ الجَبَلَيْنِ .
وعن الفَرّاءِ : أَخْرَجَةُ : اسمُ ماءٍ ، وكذلك أَسْوَدَةُ ، سُمِّيَتا بجَبَلَيْنِ ، يقال لأَحَدِهِمَا : أَسوَدُ ، وللآخَرِ أَخْرَجُ .
( وخَرَاجِ ، كفَطامِ : فَرَسُ جُرَيْبَةَ ابن الأَشْيَمِ ) الأَسَدِيّ .
( و ) من المجاز : ( خَرَّجَ ) الغلامُ ( اللَّوْحَ تَخْرِيجاً ) إِذا ( كَتَبَ بَعْضاً ، وتَرَكَ بَعْضاً ) .
وفي الأَساس : إِذا كتبْتَ كِتاباً ، فتَرَكْتَ مواضِعَ الفُصُولِ والأَبوابِ ، فهو كِتابٌ مُخَرَّجٌ .
( و ) من المجاز : خَرَّجع ( العَمَلَ ) تَخْريجاً ، إِذا ( جَعَلَه ضُرُوباً وأَلْوَاناً ) يُخالفُ بعضُه بعْضاً .
( والمُخَارَجَةُ ) : المُنَاهَدَةُ بالأَصابع ، وهو ( أَن يُخْرِجَ هاذا من أَصابِعِه ما شاءَ ، والآخرُ مِثْلَ ذالك ) ، وكذالك التّخارُجُ بها ، وهو التَّناهُدُ .
( والتَّخَارُجُ ) أَيضاً : ( أَنْ يَأْخُذَ بعضُ الشُّرَكَاءِ الدّارَ ، وبعضُهُم الأَرْضَ ) قاله عبد الرَّحمان بن مَهْدِيّ : وفي حديث ابنِ عبّاس أَنه قال : ( يتَخَارَجُ الشَّرِيكانِ وأَهلُ المِيرَاثِ ) قال أَبو عُبَيْدٍ : يقول : إِذا كان المَتاعُ بين وَرَثَةٍ لم يقْتَسِمُوه ، أَو بينَ شُرَكاءَ وهو في يَدِ بعْضِهِم دُونَ بَعحض ، فلا بَأْسَ أَنْ يَتَبايَعُوهُ وإِن لم يَعْرِفُ كلُّ واحدٍ نَصِيبَه بِعَيْنِهِ ولم يَقْبِضْه ، قال : ولو أَراد رجلٌ أَجنبيٌّ أَن يَشتريَ نَصيبَ بعضِهِم لم يَجْزْ حتّى يَقْبِضَه البائعُ قبلَ ذالك .
____________________

(5/516)



قال أَبو منصور : وقد جاءَ هذا عن ابنِ عبَّاس مُفَسّراً على غيرِ ما ذكَره أَبو عُبيدٍ . وحدَّث الزُّهْريُّ بسَندِه عن ابن عبَّاس قال : ولا بَأْسَ أَن يَتَخَارَجَ القَوْمُ في الشَّرِكَة تكونُ بينهم فيأْخُذَ هاذا عَشْرَةَ دَنانيرَ نَقْداً ويأْخُذَ هاذا عَشْرَةَ دَنانيرَ دَيْناً .
والتَّخارُجُ تَفاعُلٌ من الخُروج ، كأَنَّه يَخْرُجُ كلُّ واحدٍ مِن شَرِكَته عن مِلْكه إِلى صاحِبه بالبَيْه ، قال : ورواه الثَّوْرِيُّ عن ابنِ عَبّاس في شَرِيكَيْنِ : لا بَأْسَ أَنْ يَتَخَارَجَا . يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ .
( و ) من المَجَاز ( رَجُلٌ خَرَّاجٌ وَلاَّجٌ ) أَي ( كَثِيرُ الظَّرْفِ ) بالفتح فالسّكون ( والاحْتِيالِ ) ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بنِ كُثْوَةَ .
وقال غَيْرُه : خَرّاجٌ وَلاَّجٌ ، إِذا لم يُسْرِعْ في أَمرٍ لا يَسْهُلُ له الخُرُوجُ منه إِذا أَراد ذالك .
( والخَارُوجُ نَخْلٌ ، م ) ، أَي معروف ، وفي اللسان : وخَارُوجٌ : ضَرْبٌ من النَّخْل .
( وخَرَجَةُ ، مُحَرَّكةً : ماءٌ ) والذي في اللِّسان وغيره : وخَرْجَاءُ : اسمُ رَكِيَّةٍ بِعَيْنِهَا ، قلت : وهو غَيْرُ الخَرْجَاءِ التي تَقدَّمتْ .
( وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بنِ خُرْجَةَ ، بالضّمِّ ، مُحَدِّثٌ ) .
( والخَرْجَاءُ : مَنْزِلٌ بينَ مَكَّة والبَصْرَةِ به حِجَارَةٌ سُودٌ وبيضٌ ) ، وفي التهذيب سُمِّيَتْ بذالك ، لأَنَّ في أَرضِهَا سَواداً وبَياضاً إِلى الحُمْرَةِ .
( وخَوَارِجُ المَالِ : الفَرَسُ الأُنْثَى ، والأَمَة ، والأَتَانُ ) .
( و ) في التهذيب : ( الخَوَارِجُ ) قَوْمٌ ( مِن أَهْلِ الأَهْوَاءِ لَهُم مَقَالَةٌ على حِدَةٍ ) ، انتهى ، وهم الحَرُورِيَّةُ ، والخَارِجِيَّةُ طائفةٌ منهم ، وهم سَبْعُ طَوَائِفَ ، ( سُمُّوا بِه لِخُرُوجِهِمْ عَلَى ) ، وفي نسخَة : عن ( النَّاسِ ) ، أَو عن الدِّينِ ، أَو عن الحَقَّ ، أَو عن عَلِيَ ، كَرَّمَ الله وَجْهَه بعدَ صِفِّينَ ، أَقوالٌ .
____________________

(5/517)



( وقَوْلُه صلَّى الله ) تعالَى ( عليه وسَلَّمَ : ( الخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ) ) خَرَّجَه أَربابُ السُّنَنِ الأَربعةُ ، وقال التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحيحٌ غَريبٌ ، وحَكَى البَيْهَقِيُّ عنه أَنه عَرَضَه على شَيْخِه الإِمام أَبي عبدِ الله البُخَارِيّ فكأَنْه أَعجَبهَ ، وحَقَّقَ الصَّدْرُ المَنَاوِيُّ تَبَعاً للدَّارَقُطْنِيّ وغيرِه أَنّ طَرِيقَهُ التي أَخْرجَه منها التِّرْمِذِيُّ جَيّدة ، وأَنَها غيرُ الطَّرِيقِ التي قال البُخَارِيّ في حديثها إِنه مُنْكَرٌ ، وتلك قِصَّةٌ مُطَوَّلَةَ ، وهاذا حديثٌ مُخْتَصرٌ ، وخَرَّجَه الإِمامُ أَحمد في المُسْنَد ، والحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ ، وغيرُ واحدِ عن عائشةَ ، رضي الله عنها ، وقال الجَلالُ في التَّخريج : هاذا الحَديثُ صَحَّحَه التِّرمذيّ ، وابنُ حِبَّانَ ، وابنُ القَطَّانِ ، والمُنْذِرِيُّ ، والذَّهَبِيُّ ، وضعَّفَه البُخَاريّ ، وأَبو حاتمٍ وابنُ حَزْمٍ ، وجَزَم في مَوْضع آخَرَ بصِحَّتِه ، وقال : هو حديثٌ صَحِيحٌ أَخرجَه الشَّافعيٌّ وأَحمدُ وأَبو دَاوُودَ والتِّرْمِذِيّ والنَّسَائِيّ وابنُ مَاجَهْ وابنُ حِبَّانَ ، عن حَديثِ عاشةَ ، رضي الله عنها ، قال شيخُنا : وهو من كلامِ النُّبُوَّة الجامعُ ، واتَّخَذه الأَئمّةُ المُجْتَهِدُون والفقهاءُ الأَثْباتُ المُقَلِّدُونَ قاعدةً من قواعِدِ الشَّرْعِ ، وأَصْلاً من أُصول الفِقْه ، بَنَوْا عليه فُرُوعاً واسِعَةً مبسوطةً ، وأَورَدُوهَا في الأَشباه والنظائر ، وجَعلوها كقاعدةِ : الغُرْمُ بِالغَنْمِ ، وكِلاهُما مِن أُصوله المُحرَّرةِ ، وقد اخْتلفَتْ أَنظارُ الفُقَهَاءِ في ذالك ، والأَكثرُ على ما قالَه المُصَنِّف ، وقد أَخذَه هو من دَواوِوينِ الغَريبِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه من أَهل العلم : معنَى الخَرَاج بالضَّمان ( أَي غَلَّةُ العَبْدِ لِلْمُشْتَرِي بِسَبَبِ أَنَّه في ضَمَانِهِ وذالِكَ بأَنْ يَشْتَرِيَ عَبْداً ويَسْتَغِلَّه زَمَاناً ، ثم يَعْثُرَ منه ) أَي يَطَّلعَ ، ( عَلَى عَيْب دَلَّسَهُ البائعُ ) ولمْ يَطَّلِعْ عليه ، ( فَلَه رَدُّهُ ) أَي العَبْدِ على البائعِ ( والرُّجوعُ ) عليه ( بالثَّمَنِ ) جَمِيعِه ، ( وأَمَّا الغَلَّةُ التي اسْتَغَلَّهَا ) المُشْتَرِي مِن العَبْدِ ( فَهِي لهُ طَيِّبَةٌ لأَنّه كانَ في ضَمانِه ، ولوْ هَلَكَ هَلَكَ مِنْ مَالِه ) .
وفسَّره ابنُ الأَثير فقال : يُرِيد
____________________

(5/518)


بالخَرَاجِ ما يَحْصُلُ من غَلَّة العَيْنِ المُبْتَاعَةِ ، عَبْداً كانَ أَو أَمَةً أَوْ مِلْكاً ، وذالك أَن يَشْتَرِيَه فيَستغِلَّه زَماناً ، ثم يَعْثُرَ مِنه على عَيْبٍ قدِيمٍ لم يُطْلِعْه البائعُ عليه أَو لم يَعْرِفه فله رَدُّ العَيْنِ المَبيعةِ وأَخْذُ الثَّمنِ ، ويكون للمُشْتَرِي ما استَغَلَّه ، لأَنّ المَبيعَ لو كان تَلِفَ في يَدِه لكانَ من ضَمانه ولم يكن له على البائعِ شيءٌ والباءُ في قوله ( بالضّمان ) متعلّقة بمحذوفٍ تقديرُه : الخَراجُ مُسْتَحِقٌّ بالضَّمانِ أَي بِسَبَبِه ، وهاذا مَعْنَى قَوْلِ شُرَيْحٍ لرجُلَيْنِ احْتَكَما إِليه في مِثْلِ هاذا ، فقال للمشتري : رُدَّ الدَّاءَ بِدَائِه ولك الغَلَّةُ بالضَّمانِ ، معناهُ : رُدَّ ذَا العَيْبِ بِعَيْبهِ وما حَصَلَ في يَدِك من غَلَّته فهو لَكَ .
ونقلَ شيخُنَا عن بعضِ شُرَّاحِ المَصابِيح : أَي الغَلَّةُ بِإِزاءِ الضَّمانِ ، أَي مُسْتَحقَّةٌ بسببِه ، فمن كانَ ضَمانُ المَبِيع عليه كان خَرَاجُه له ، وكما أَنّ المَبِيع لو تَلِفَ أَو نَقَصَ في يَد المُشْتَرِي فهو في عُهدَتِه وقد تَلِفَ ما تَلِفَ في مِلْكِه ليس على بائِعه شَيْءٌ ، فكذا لو زادَ وحَصَلَ منه غَلَّةٌ ، فهو له للبائع إِذا فُسِخَ البَيْعُ بنحْوِ عَيْبٍ ، فالغُنْمُ لمَن عليه الغُرْمُ .
ولا فَرْقَ عند الشافِعِيَّة بين الزَّوائد مِنْ نَفْسِ المَبِيع ، كالنَّتاجِ والثَّمَرِ ، وغيرِها ، كالغَلَّةِ .
وقال الحَنَفِيَّةُ : إِنْ حَدثَت الزَّوائدُ قبلَ القَبْضِ تَبِعَت الأَصْلَ ، وإِلاَّ فإِنْ كانتْ من عَيْنِ المَبيعِ ، كوَلَدِ وثَمَرٍ مَنَعَتِ الرَّدَّ ، وإِلاَّ سُلِّمَتْ للمُشْتَرِي .
وقال مالِكٌ : يُرَدُّ الأَوْلادُ دُونَ الغَلّةِ مُطلقاً .
وفيه تَفاصيلُ أُخرىَ في مُصَنَّفَات الفُرُوعِ مِن المَذَاهِبِ الأَربعةِ .
وقال جماعةٌ : الباءُ للمُقَابَلَةِ ، والمُضَافُ مَحذوفٌ ، والتقديرُ : بَقَاءُ الخَرَاجِ في مُقَابَلَة الضَّمانِ ، أَي مَنَافِعُ المَبِيعِ بَعْدَ القَبْضِ تَبْقَى للمُشْتَري في مُقَابَلَةِ الضَّمانِ الَّلازِم
____________________

(5/519)


عليه بتلَفِ المَبِيعِ ، وهو المُرَاد بقولهم : الغُنْمُ بِالْغُرْمِ . ولذالك قالوا : إِنه مِن قَبِيلهِ .
وقال العَلاَّمَة الزَّرْكَشِيّ في قواعده : هو حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، ومعناه : ما خَرَجَ مِن الشَّيْءِ مِن عَيْنٍ أَو مَنفعةٍ أَو غَلَّةٍ فهو للمشترِي عِوَضَ ما كانَ عَلَيْه مِنْ ضَمانِ المِلْكِ ، فإِنه لو تَلِفَ المَبِيعُ كان في ضَمَانِه ، فالغَلَّةُ له لِيَكُونَ الغُنْمُ في مُقَابَلَةِ الغُرْمِ .
( وخَرْجَانُ ) بالفتح ( ويُضَمُّ ؛ مَحَلَّةٌ بِأَصْفَهَانَ ) بينها وبين جُرْجَانَ ، بالجيم ، كذا في المراصد وغيره . ومنها أَبو الحَسَن عَليُّ بنُ أَبِي حامدٍ ، رَوَى عن أَبي إِسحاقَ إِبراهيمَ بنِ مُحمّدِ بنِ حَمْزَةَ الحَافِظِ ، وعنه أَبو العَبَّاسِ أَحمدُ بنُ عبدِ الغَفَّارِ بن عَلِيّ بنِ أَشْتَةَ الكَاتِبُ الأَصبهانِيُّ ، كذا في تكْملة الإِكْمال للصابونيّ .
( ) وبقي على المصنّف من المادة أُمورٌ غَفلَ عنها .
ففي حديثِ سُوَيدِ بنِ غَفلَةَ ( دَخَلَ علَى عَلِيَ ، كَرَّمَ الله وَجْهَه ، في يومِ الخُرُوجِ ، فإِذا بين يديه فاثُورٌ عليه خُبْزُ السَّمْراءِ ، وصَحِيفةٌ فيها خَطيفَةٌ ) يومُ الخُروجِ ، يُريدُ يومَ العِيدِ ، ويقال له يَوحمُ الزِّينةِ ، ومثله في الأَساس وخبزُ السَّمْرَاءِ : الخُشْكَارُ .
وقول الحُسَيْن بنُ مُطَيرٍ :
مَا أَنْسَ لاَ أَنْسَ إِلاَّ نَظْرَةً شَغَفَتْ
في يَوْمِ عِيدٍ ويَوْمُ العِيدِ مَخْرُوجُ
أَراد : مخروجٌ فيه ، فحذف .
واسْتُخْرِجَت الأَرْضُ : أُصْلِحَتْ للزِّراعةِ أَو الغِرَاسةِ ، عن أَبي حَنيفةَ .
وخَارِجُ كلِّ شَيْءٍ : ظاهِرهُ ، قال سيبويه : لا يُستَعمَل ظَرفاً إِلاَّ بالحَرْفِ لأَنَّه مُخَصَّصٌ ، كاليَدِ والرِّجْلِ .
____________________

(5/520)



وقال عُلماءُ المَعْقُولِ : له مَعنيانِ : أَحدُهما حَاصِلُ الأَمْرِ ، والثاني ، الحَاصِل بإِحدَى الحَوَاسِّ الخَمْسِ ، والأَوَّلُ أَعَمُّ مُطْلَقاً ، فإِنهم قد يَخُصُّونَ الخَارِجَ بالمَحْسوِس .
والخَارِجِيَّةُ : خَيْلٌ لا عِرْقَ لها في الجَوْدَةِ ، فتَخْرُج سَوَابِقَ وهي مع ذالك جِيَادٌ ، قال طُفَيلٌ :
وعَارَضْتُها رَهْواً عَلَى مُتَتَابِع
شَدِيدِ القُصَيْرَى خَارِجِيَ مُحَنَّبِ
وقيل : الخَارِجِيُّ : كُلُّ ما فَاقَ جِنْسَه ونَظائرَه ، قاله ابن جِنِّي في سرِّ الصِّناعةِ .
ونقل شيخُنا عن شفاءِ الغليل ما نَصُّه : وبهاذا يَتِمُّ حُسْنُ قولِ ابنِ النَّبِيه :
خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْ خَارِجهيِّ عِذَارِهِ
فَقَدْ جَاءَ زَحْفاً فِي كَتِيبَتِهِ الخَضْرَا
وفَرَسٌ خَرُوجٌ : سابِقٌ في الحَلْبَةِ .
ويقال : خَارَجَ فُلانٌ غُلامَه ، إِذا اتَّفقَا على ضَرِيبةٍ يَرُدُّهَا العَبْدُ على سَيِّدِه كُلَّ شَهْرٍ ، ويَكُونُ مُخَلًّى بَيْنَه وبَيْن عَمَلِه ، فيُقَال : عَبْدٌ مُخَارَجٌ ، كذا في المُغرِب واللسان .
وثَوْبٌ أَخْرَجُ : فيه بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ من لَطْخِ الدَّمِ ، وهو مُسْتَعَارٌ ، قال العجَّاج :
إِنَّا إِذا مُذْكِي الحروبِ أَرَّجَا
ولَبِسَتْ لِلْمَوْتِ ثَوْباً أَخْرَجَا
وهذا الرَّجَز في الصّحاح :
ولَبِسَتْ لِلْمَوْتِ جُلاًّ أَخْرَجَا
وفسّره فقال : لَبِسَته الحُرُوبُ جُلاًّ فيه بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ .
والأَخْرَجَةُ : مَرْحَلَةٌ مَعروفَةٌ ، لَوْنُ أَرْضِهَا سَوَادٌ وبَيَاضٌ إِلى الحُمْرَة .
والنُّجُومُ تُخَرِّجُ لَوْنَ اللَّيْلِ ، فَيتَلَوَّنُ بلَوْنينِ مِن سوادِه وبَياضِها قال :
إِذَا اللَّيْلَ غَشَّاهَا وخَرَّجَ لَوْنَهُ
نُجُومٌ كأَمْثَالِ المَصابِيحِ تَخْفِقُ
____________________

(5/521)



ويقال : الأَخْرَجُ : الأَسْودُ في بياض والسَّوادُ الغَالِبُ .
والأَخْرَجُ : جَبَلٌ مَعْرُوفٌ ، لِلَوْنِه ، غَلَبَ ذالِك عليه ، واسمُه الأَحْوَلُ .
والإِخْرِيجُ : نَبْتٌ .
والخَرْجَاءُ : مَاءَةٌ احْتَفَرَها جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ في طَرِيقِ حَاجِّ البَصْرَةِ ، كما في المراصِد ، ونقلَه شيخُنا .
وَوَقَعَ في عِبَارَاتِ الفُقَهَاءِ : فُلانٌ خَرَجع إِلى فُلانٍ مِن دَيْنه ، أَي قَضَاه إِيَّاهُ .
والخُرُوجُ عند أَئمّة النَّحْوِ ، هو النَّصْبُ على المعفولِيّة ، وهو عبارَةُ البَصْريّينَ ، لأَنْهم يَقُولُون في المفعول هو مَنْصُبوٌ علعى الخُروجِ ، أَي خُروجِه عن طَرَفَيِ الإِسْنَادِ وعُمْدَتِه ، وهو كقولهم له : فَضْلَةٌ ، وهو مُحتاجٌ إِليه ، فاحفظْه .
وتَدَاوَلَ الناسُ استعمالَ الخُروجِ والدُّخولِ في مَعْنَى قُبْحِ الصَّوْتِ وحُسْنِه إِلاّ أَنَّه عامِّيٌّ رَذْلٌ ، كذا في شفاءِ الغَليل .
وفي الأَساس : ما خَرَجَ إِلاَّ خَرْجَةً واحدةً ، وما أَكْثَرَ خَرجَاتِك ، وتَاراتِ خُروجِك ، وكنتُ خارِجَ الدَّارِ ، و ( خَارِجَ ) البَلدِ .
ومن المجاز : فُلانٌ يَعرِف مَوَالِجَ الأُمورِ ومَخَارِجَهَا ، أَي مَوَارِدَهَا ومَصَادِرَهَا .
والمُسَمَّى بخَارِجَةَ من الصحابةِ كثيرٌ .
خرزج : ( خَارْزَنْجُ ) ، قال الدَّمامِينِيّ : إِنه بفتح الرَّاءِ والزّاي معاً ، وقال الشُّمُنِّي هو بسكون الراءِ وفتح الزاي ، وهو الأَظهر ، والعَجَم يقولون باكلاف ( : د ) ، بل ناحِيَةٌ من نَواحي نَيْسَابُورَ من بُشْتَ . ( منه أَحمدُ بنُ مُحَمَّد البُشْتِيُّ ) ، بالضَّمّ ، وقد تقدّم ضَبطُه في مَحلّه ، ( الخَارْزَنْجِيُّ ) وهو ( مُصَنِّفُ تَكْملَة العَيْنِ ) في اللُّغَة .

____________________

(5/522)


خرفج : ( الخُرْفُجُ والخُرَافِجُ ، بضمهما ، والخِرْفَاجُ والخِرْفِيجُ ، بكسرهما : رَغَدُ العَيْشِ ) وسَعَتُه .
والخَرْفَجَةُ : حُسْنُ الغِذَاءِ في السَّعَة .
( و ) عن الرِّيَاشي ( المُخَرْفَجُ ) كالخُرْفُجه والخُرَافِجِ : أَحْسَنُ الغِذَاءِ ، وقد خَرْفَجَه ( والخَرْفَجَةُ سَعَةُ العَيْشِ ) والعَيْشُ المُخْرفَجِ : ( الوَاسعُ ) ، وكُلُّ واسعٍ مُخَرْفَجٌ ، قال العَجَّاجُ :
مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجَا
( والخِرْفِيجُ ) بالكسر ( : الغُصْنُ ) واحدُ الأَغصَانِ ( النَّاعمُ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وصَوابُه الغَضُّ الناعِمُ ، مِن الغَضَاضَة ، ففي اللسان : ونَبتٌ خِرْفِيجٌ وخِرْفَاجٌ وخُرَافجٌ وخُرَفِجٌ وخُرَفَنْجٌ بفتحتينِ فالسُّكونِ وبالنُّون قبل الجيم : ناعمٌ غَضٌّ وَخُرْفَنْجُهُ أَيضاً : نَعْمَتُه . وبه تَعلَم ما في كَلام المُصنّف من القُصُورِ ، قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى :
وَبَيْنَ خُرْفَنْجِ النَّبَاتِ البَاهِجِ
( و ) خَرُوفٌ خُرَفِجٌ وخُرَافِجٍ ( كعُلَبِطٍ ) ودُوَادِمٍ أَي ( السَّمِينُ ) .
( وخَرْفَجَهُ ) خَرْفَجَةٌ ( : أَخَذَه أَخْذاً كَثِيراً ) .
( ) وبقي عليه :
في حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ ( أَنَّه كَرِهَ السَّرَاوهيلَ المُخَرْفَجَةَ ) وهي الطَّويلةُ الواسعةُ تَقَعُ على ظَهْرِ القَدَم ، قاله الأُمَوِيّ ، وقال أَبو عُبَيْدٍ : وذالك تَأْوِيلُها وإِنما أَصلُه مأْخوذٌ من السَّعَة . والمرادُ مِن الحدِيثِ أَنّه كَرِهَ إِسْبَالَ السَّرَاوِيلِ كمَا يُكْرَهُ إِسْبَالُ الإِزارِ .
خزج : ( الخَزْجُ ) : بفتح فسكون ، كذا ضَبطَه الحافظُ ابنْ حَجَرٍ ، ووُجِد في
____________________

(5/523)


الرَّوْضِ بخطِّ السُّهيلّي بفتحتين ، ( ابنُ عامِرٍ في نَسَبِ ) سيّدنا ( دِحْيَةَ بنِ خَلِفَةَ ) الكَلْبِيّ ، رضي الله عنه ، وهو السادس من آبائه ( سُمِّيَ بِه ) ، أَي لُقِّبَ ( لِعِظَمِ جُثَّتِه ) ، يقال ، رَجُلٌ خَزْجٌ أَي ضَخْمٌ ( واسمُه زَيْدُ ) مَناةَ بن عامرٍ ، كذا في أَنساب الوزير ، والمُسَمَّى بالخَزْجٍ أَيضاً في نسب قُضَاعَةَ ويَشْكُرَ ، ذَكرهما ابنُ حَبِيب عن الكَلْبِيِّ .
( والمِخْزَاجُ ) ، بالكسر ، من الإِبلِ : الشديدةُ السِّمَنِ ، وقال الّليث : المِخْزَاجُ من النُّوقِ ( : النَّاقَةُ الَّتي إِذا سَمِنَتْ صارَ جِلْدُهَا كأَنَّه وَارِمٌ ) مِن السِّمَنِ ، وهو الخَزَبُ أَيضاً .
خزرج : ( الخَزْرَجُ : رِيحٌ ) ، أَي يُنْعَتُ به ( أَو ) الرِّيحُ ( الجَنُوبُ ) ، قاله ابنُ سيدَه ، وقيل : هي الرِّيحُ البارِدَةُ ، كذا في الرَّوْض ، وقيل : هي الشَّدِيدةُ ، وقال الفَرَّاءُ : الخَزْرَج : هي الجَنُوب ، غيرُ مُجْرَاةِ ، قال شيخُنا : أَي لجَمْعِها بَيْنَ العَلَمِيَّة والتَّأْنِيث ، وأَشار إِلى أَنها حالَ العَلَمِيَّة تُجَرَّدُ من الأَلف واللاَّمِ ، لأَن الاقترانَ بهما يُوجب الصَّرْفَ .
( و ) الخَزْرَجُ ( : الأَسَدُ ) ، لشِدَّته .
( و ) الخَزْرَجُ : اسم رَجُلٍ ، و ( قَبِيلَةٌ من الأَنصارِ ) .
قال الجَوهَرِيّ : قبيلةُ الأَنصارِ هي الأَوْسُ والخَزْرَجُ ، ابنا قَيْلَةَ ، وهي أُمُّهما ، نُسِبَا إِليها ، وهما ابنَا حَارِثَةَ ابنِ ثَعْلَبَةَ ، من اليَمَنِ .
وقال ابن الأَعرابيّ : الخَزْرَجُ : رِيحُ الجَنُوبِ ، وبه سُمِّيَت القَبيلةُ الخَرْزَجَ وهي أَنفَعُ من الشَّمالِ ، وجَدُّ الأَنصار ثَعْلَبَةُ العَنْقَاءُ بنُ عَمْرٍ و مُزَيْقِيَا بن عامِرٍ ماءِ السَّمَاءِ بنِ حَارِثَةَ الغِطْرِيفِ ابْنِ امْرِىء القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مازِنِ بن الأَزْدِ ، وأَولادُ الخزرجِ خَمسةٌ عَمْرٌ و ، وعَوْفٌ ، وجُشَمُ ، وكَعْبٌ ، والحَارِثُ ، ولهم ذُرِّيَّةٌ طَيِّبَة ، ذَكرناها في بعضِ مُؤَلَّفاتِنا وشَجراتِنا .
وفي أَنساب الوزير : الخَزْرَجُ في الأَنصار ، وفي تَغْلِبَ ، وزاد الرِّضَا
____________________

(5/524)


الشَّاطِبيّ في أَنسابه : في النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ سَعْدُ بنُ الخَزْرَجِ بنِ تَيْمه الله بنِ النَّمِرِ .
( وخَزْرَجَتِ الشَّاةُ : خَمَعَتْ ) ، بالخَاءِ المعجمة ، هاكذا في النُّسخ ، أَي عَرَجَتْ .
خزلج : ( تَخْزلَجَ في مَشْيهِ ) إِذا ( أَسْرَعَ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والصواب : تَخَذْلَجَ ، بالذَّال المُعجَمَة ، كما سبقت الإِشارة إِليه ، وهُنَا ذكَرَه غيرُ واحدِ من أَئمّة اللُّغَة .
خسج : ( الخَسِيجُ ، كأَميرٍ ) والخسِيُّ ، على البَدل ، ( : الخِبَاءُ ، أَو الكِسَاءُ المَنْسُوجُ مِن صُوفٍ ) ، وفي اللِّسَان : يُنْسَجُ مِنْ ظَلِيفِ عُنُقِ الشَّاةِ فَلاَ يَكَادُ زَعَمُوا يَبْلَى ، قالَ رجُلٌ من بني عَمْرٍ و من طَيِّىءٍ ، يقال له الأَسْحَمُ :
تَحَمَّلَ أَهْلُه وَاسْتَوْدَعُوهُ
خَسِيًّا مِنْ نَسِيجِ الصُّوفِ بَالِي
خسفج : ( الخَيْسَفُوجُ : حَبُّ القُطْنِ ، والخَشَبُ البَالِي ، أَو ) هو ( مَخصوصٌ بالعُشَرِ ) كزُفَر ، شَجرٍ بأَراضِي الحِجَازِ واليَمَنِ .
( والخَيْسَفُوجَةُ ) ال ( سُّكَّانُ ) ، والخَيْسَفُوجَةُ ، أَيضاً : رَجُلُ ( السَّفِينَةِ ) .
والخَيْسَفُوجَةُ مَوْضِعٌ .
خضج : ( تَخَضَّجَتِ الشَّاةُ ) ، إِذا ( عَرِجَتْ وخَمَعَتْ ) ، بالخَاءِ المُعْجَمَة .
( وانْخَضَجَ خُفُّه ) ، إِذا ( زَاغَ ) .
( و ) يقال ( أَخْضَجُوا الأَمْرَ ) إِذا ( نَقَضُوه ) .
خضرج : ( الخِضْرِيجُ ، بالكسر : المَبْطَخَةُ ) .
وهااتانِ المادَّتَانِ مما لم يَذْكُرهما الجَوْهَرِيُّ ولا ابنُ منظور .

خفج : ( الخَفَجُ ، مُحَرَّكَةً : دَاءٌ للإِبِلِ ) ، وقد ( خَفِنجَ ) البَعِيرُ ( كَفرِحَ ) خَفَجاً وخَفْجاً ، وهو أَخْفَجُ إِذا كانت رِجْلاهُ
____________________

(5/525)


تَعْجَلاَنِ بالقِيَامِ قَبْلَ رَفْعهِ إِيّاهما ، كأَنّ به رِعْدَةً .
( و ) الخَفَجُ ( نَبْتٌ أَشْهَبُ رَبِيعيٌّ ) عَرِيضُ الوَرَق ، واحِدتخِ خَفَجَةٌ ، وقال أَبو حنيفةَ : الخَفَجُ : بفتح الفاءِ : بَقْلَةٌ شَهْبَاءُ لها وَرَقٌ عِرَاضٌ .
( وخَفَجَ : جَامَعَ ) ، في اللسان : الخَفْجُ : ضَرْبٌ من النّكاح ، وقال الّليث : الخَفْجُ ، مِن المُبَاضَعَةِ ، وفي حديثِ عبدِ الله بنِ عَمْرٍ و ( فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَنِبُّ على الغَنَمِ خَافِجَةً ) قال : الخَفْجخ : السِّفادُ ، وقد يُسْتَعْمَل في النّاس ، قال : ويُحتمَل بتقديم الجِيم على الخاءِ .
( و ) الخَفَجُ : عِوَجٌ في الرِّجْل ، خَفِجَ خَفَجاً وهو أَخْفَجُ ، وقال أَبو عَمْرٍ و : الأَخْفَجُ : الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرِّجَال .
وخَفِجَ فُلانٌ إِذا ( اشْتَكَى سَاقَه ) هاكذا بالإِفراد في النُّسخ ، ونصُّ عبارةِ أَبي عمرٍ و : سَاقَيْه ( تَعَباً ) .
ومن ذلك عَمُودٌ أَخْفَجُ ، أَي مُعْوَجٌّ قال :
قَدْ أَسْلَمُوني والعَمُودَ الأَخْفَجَا
وشَبَّةً يَرْمِي بها الجَالُ الرَّجَا
( وخَفَاجَةُ ) بالفَتْح ( : حَيٌّ من بَني عامرٍ ) ، وهو خَفَاجَةُ بنُ عَمْرِو بنِ عُقَيْلٍ ، ولذا فال ابنُ أَبي حَديدٍ والأَزْهَرِيّ : إِنهم حَيٌّ من بني عُقَيْلٍ ، وقال ابنُ السّمْعَانيّ : خَفَاجَةُ اسْمُ امْرَأَةٍ وُلِدَ لها أَوْلادٌ وكَثُروا ، وهم يَسْكنونَ بنَوَاحِي الكُوفَةِ ، وقيل : اسمُ خَفَاجَةَ : مُعَاوِيَةُ : اشْتَهَرَ باللَّقَب ، مُشْتَقٌّ من قولهم : غُلاَمٌ خُفَاجٌ ، كما سيأْتي ، وقال ابنُ حَبِيب : إِنه طَعَنَ رَجُلاً من اليَمَنِ فَأَخْفَجَه ، فلقَّبُوه خَفَاجَةَ .
( والخَفِيجُ الثِّرِّيبُ مِنَ الماءِ ، والضَّعِيفُ ) ، وفي اللسان الغَلِيظ .
( وتَخَفَّجَ : مالَ ) .
____________________

(5/526)



( والخُنْفُجُ ، والخُنَافِجُ ، بضمّهما : ) الغُلامُ الكَثِيرُ ( اللَّحْمِ ) .
وبه خُفَاجٌ أَي كِبْرٌ .
وغُلامٌ خُفَاجٌ : صاحِبُ كِبْرٍ وفَخْرٍ ، حكاه يَعقوبُ في المَقْلُوب .
( والخَفَنْجَي ) والخَفَنْجَاءُ ، مقصوراً وممدوداً ( : الرَّجُلُ الرِّخْوُ ) الّذي ( لا غَنَاءَ عِنْدَه ) ، وقد ذُكِر في الحاء المهملة .
خفرج : ( الخَفْرَجَ : حُسْنُ الغِذَاءِ ) كالخَرْفَجة .
( والخَفَرْنَجُ : النَّاعِمُ ) كالخَرَنْفَج ، كما تقدَّم ، وهو مقلوبٌ ، كما تقدّم .
خلج : ( خَلَجَ يَخْلِجُ ) خَلْجاً من حدّ ضَرَبَ ( : جَذَبَ ) ، كَتَخَلَّجَ واخْتَلَجَ . وخَلَجَ الشَّيْءَ وتَخَلَّجَه واخْتَلَجَه إِذا جَبَذَه .
وأَخْلَجَ هو : انْجَذَب ، كذا في اللِّسان .
قلْت : فهو مُسْتَدْرَك على السِّتَّةِ الأَلفاظِ التي أَورَدَهَا شيخُنَا في حنج ، وفي الحَدِيث ( يَخْتَلِجُونَه عَلَى بَاب الجَنَّةِ ) أَي يَجْتَذِبُونَه ، وفي حديثٍ آخَرَ ( لَيَرِدَنَّ عَلَى الحَوْضِ أَقوامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُوني ) أَي يُجْتَذَبُونَ ويُقْتَطَعُونَ .
( و ) من المَجاز : خَلَجَ بِعَيْنِهِ وحَاجَبِيَهْ يَخْلِجُ ويَخْلُجُ خَلْجاً ، إِذا ( غَمَزَ ) ، قال حُبَيْنَةُ بنُ طَرِيفٍ العُكْلِيّ يَتَشَبَّبُ بِلَيلَى الأَخْيَلِيَّة :
جَارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعِيْنِ
حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ
قَدْ خَلَجَتْ بِحَاجِبٍ وعَيْنِ
يا قَوْمُ خَلُّوا بَيْنَهَا وبَيْنِي
أَشَدَّ ما خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ
والعُلْطَة : القِلاَدَةُ .
وعن اللّيث : يقال : أَخْلَجَ الرَّجُلُ حَاجِبَيْه عن عَيْنَيْه ، واخْتَلَج حاجِبَاه ، إِذا تحرَّكَا ، وأَنشد :
يُكَلِّمُنِي ويَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ
لِأَحْسَبَ عِنْدَه عِلْماً قَديمَا
____________________

(5/527)



( و ) خَلَجَ الشَّيْءَ وتَخلَّجَه واخْتَلَجَه إِذا جَبَذَ ، و ( انْتَزَعَ ) .
وأَخَذَ بيده فخَلَجَه من بين صَحْبِهِ : انْتَزَعه . و ( خَلَجَ ) الطَّاعنُ رُمْحَه من المطعون .
ومَرَّ بِرُمْحه مَركوزاً فاخْتَلَجَهَ ، أَي انْتَزَعه .
أَنشد أَبو حنيفَة :
إِذَا اخْتَلَجَتْهَا مُنْجِيَاتٌ كَأَنَّهَا
صُدُورُ عَرَاقٍ ما بِهِنَّ قُطُوعُ
شَبَّهَ أَصابِعَه في طُولِهَا وقِلّةِ لَحْمِهَا بصُدورِ عَراقِي الدَّلْوِ ، قال العجّاجُ :
فإِنْ يَكُنْ هاذَا الزَّمَانُ خَلَجَا
فَقَدْ لَبِسْنَا عَيْشَه المُخَرْفَجَا
يعني قد خَلَجَ حالاً وانْتَزَعها وبدَّلَهَا بِغَيْرِها .
واخْتَلَجَت المَنِيَّةُ القَوْمَ ، أَي اجْتَذبَتْهم .
( و ) خَلَجَ الشَّيْءَ ( : حَرَّكَ ) ، وقال الجَعْدِيّ :
وفِي ابْنِ خُرَيْقٍ يَوْمَ يَدْعُو نِسَاءَكُمْ
حَوَاسِرَ يَخْلُجْنَ الجِمَالَ المَذَاكِيَا
قال أَبو عَمْرٍ و : يَخْلُجْن ، أَي يُحَرِّكْنَ .
( و ) خَلَجَ الهَمُّ يَخْلِجُ إِذا ( شَغَلَ ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
وأَبِيتُ تَخْلِجُنِي الهُمُومُ كَأَنَّني
دَلْوُ السُّقاةِ تُمَدُّ بِالأَشْطَانِ
ومن المجاز : اخْتَلَجَ في صدْرِي هَمٌّ ، وعن الّليث : يقال خَلَجَتْه الخَوَالِجُ ، أَي شَغلَتْه الشواغِلُ ، وأَنشد :
وتَخْلِجخ الأَشْكَالُ دُونَ الأَشكَالْ
( وخَلَجَني كَذَا ، أَي شَغلَني ، يُقالُ : خَلَجَتْه أُمورُ الدُّنْيَا ) .
وتَخَالَجَتْهُ الهُمُومُ : نَازَعَتْهُ .
وخالَجَ الرَّجُلَ : نَازَعَه .
____________________

(5/528)



ويقال : تَخالَجَتْه الهُمُومُ ، إِذا كان له هَمٌّ في ناحِيَةٍ وهَمٌّ في ناحِيَةٍ ، كأَنه يَجْذِبه إِليه .
( و ) خَلَجَ الرَّجُلُ رُمْحَه ، يَخْلِجه ، واخْتَلَجه ، إِذا مَدَّ الطاعِنُ رُمْحَه عن جانبٍ قيل : خَلَجَهُ . قال والخَلْجُ كالانْتزَاع .
وقد خَلَجَ ، إِذا ( طَعَنَ ) ، وسيأْتي المَخْلُوجَةُ .
( و ) خَلَجَ ( جَامَعَ ) ، وهو ضَرْبٌ مِن النِّكَاح ، وهو إِخْرَاجُه ، والدَّعْسُ : إِدْخَالُه .
وخَلَجَ المَرْأَةَ يَخْلِجُهَا خَلْجاً : نكَحَها قَال :
خَلَجْتُ لَهَا جَارَ اسْتِهَا خَلَجَاتِ
اخْتَلَجَهَا ، كخَلَجَهَا .
( و ) خَلَجَ إِذا ( فَطَمَ وَلَدَهُ ) ، وعبارة المُحْكم : وخَلَجَتَ الأُمُّ وَلَدَهَا تَخْلِجُه ، وجَذَبَتْه تَجْذِبُه : فَطَمَتْه ، عن اللِّحْيَانيّ ، ولم يَخُصَّ مِن أَيِّ نَوعٍ ذالك .
خَلَجْتُها : فَطَمْتُ وَلَدَهَا .
( أَو ) خَلَجَ إِذا فَطَمَ ( وَلَدَ نَاقَتِه ) خاصَّةً ، قال أَعرابيٌّ : لا تَخْلِجِ الفَصِيلَ عن أُمِّه فإِن الذِّئْبَ عالِمٌ بمكانِ الفَصِيلِ اليَتِيم ، أَي لا تُفَرِّقْ بينَه وبينَ أُمّه ، وهو مجازٌ ، وفسَّره الزَّمخشريّ وقال : أَي لا تُفْرِدْه عنها ، فإِنه إِذا رآه وَحْدَه أَكلَه .
( و ) من المجاز : خَلَجَت ( العَيْنُ تَخْلِجُ ) ، بالكسر ، ( وتَخْلُجُ ) ، بالضّمّ ، خَلْجاً ، و ( خُلُوجاً ) ، مصدر الباب الثّاني ، وخَلَجَاناً ، محرَّكَةً ، زاده شَمِرٌ ، كما يأْتي ، إِذا ( طَارَتْ ) ، ومثلُه في الصّحاح ، ( كاخْتَلَجَتْ ) وتَخَلَّجَت ، وفسَّرَه غيرُهما باضْطَربَتْ ، قال شَمِرٌ : التَّخَلُّجُ : التَّحَرَّكُ ، يقال : تَخَلَّجَ الشَّيْءُ تَخَلُّجاً ، واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضْطَربَ وتَحَرَّكَ ، ومنه
____________________

(5/529)


يقال : اخْتَلَجَتْ عَيْنُه وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلُوجاً وخَلجَاناً . انتهى .
ووقَع في كلامِ الأَقدمِينَ العُمُومُ في العَيْنه وغيرِها ، ففي لسان العرب : وخَلَجَه بعَيْنِه وحاجِبِه يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجاً : غَمَزَه ، والعَيْنخ تَخْتَلِجُ ، أَي تَضْطَرِبُ ، وكذالك سائرُ الأَعضَاءِ .
قال الليث : يقال أَخْلَجَ الرَّجُلُ حاجِبَيْه عن عَيْنَيْهِ ، واخْتَلَجَ حاجِباه إِذا تَحرَّكا ، وأَنشد :
يُكَلِّمُنِي وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ
لأَحْسَبَ عِنْدَه عِلْماً قَدِيمَا
ومثلُه في الأَساس ، وفي الحديث ( مَا اخْتَلَج عِرْقٌ إِلاَّ ويُكَفِّرُ الله بِه ) وفي مَثَلٍ ( أَبْشِرْ بِمَا يَسُرُّك عَنِّي ، عَيْنِي تَخْتَلِجُ ) وخَلجَتْني فُلانةُ بِعَيْنِها : غَمزَتْني لمِيعادٍ تَضْرِبه أَو أَمْرٍ تُحاوِلُه .
وتَذكّرتُ هنا ما اقرأْتُه قديماً في تفسير نورِ الدِّين بن الجَزَّار تلميذِ الشونيّ ، رحمهم الله تعالى ما نصُّه :
لِعَيْني هاذِه نَبَأٌ
ولِلْعَيْنَيْنِ أَنْبَاءُ
ومُقْلَةُ عَيْنِيَ اليُمْنَى
إِذَا مَا رَفَّ بَكَّاءُ
وقد أَلَّفُوا في اخْتلاجِ الأَعضاءِ كُتُباً ، وَبَنَوْا عليها قَواعِدَ ، ليس هذا مَحَلَّ ذِكرِهَا .
( و ) خَلِجَ الرَّجلُ ( كَفَرِحَ ) خَلَجاً ، بالتَّحريك ، إِذا ( اشْتَكَى ) لَحْمَه ( وعِظَامَه مِنْ عَمَلٍ ) يَعْمَلُه ( أَو طولِ مَشْيٍ وتَعَبٍ ) .
وقال اللّيث : إِنما يكون الخَلَجُ من تَقبُّضِ العَصَبِ في العَضُدِ ، حتَّى يُعَالَجَ بعد ذالك فيستَطلقْ ، وإِنما قيل له خَلَجٌ لأَنّ جَذْبَه يَخْلُجُ عَضُدَه .
وفي المحكم : وخَلِجَ البعيرُ يَخْلَجُ خَلَجاً ، وهو أَخْلَجُ ، وذالك أَن يَتَقَبَّض العَصَبُ في العَضُدِ حتّى يُعَالَجَ بعد ذلك فيسْتَطلِقْ .
( والخَلُوجُ ) ، كصَبُورٍ ( : نَاقَةٌ
____________________

(5/530)


اخْتُلِجَ ) أَي جُذِب ( عنها وَلَدُهَا ) بِذَبْحٍ أَو مَوْتٍ فحنَّتْ إِلهي ( فَقَلَّ ) لذالك ( لَبَنُهَا ) ، وقد يكون في غير النَّاقَةِ ، أَنشد ثعلبٌ :
يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجَا
وكُلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجَا
وإِنّما يذهبُ في ذالك إِلى قوله تعالى : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } ( سورة الحج ، الآية : 2 ) .
ويقال : ناقَةٌ خَلُوجٌ : غَزِيرَةُ اللَّبنِ ، مأْخوذٌ من سَحابةٍ خَلُوجٍ ، كما يأْتي ، وفي التهذيب : وناقَةٌ خَلُوجٌ : كثيرةُ اللَّبَنِ تَحِنُّ إِلى وَلدِهَا ( و ) يقال هي ( الَّتي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِها ) أَي تَجْذِبُه ، والجَمعُ خُلُجٌ وخِلاَجٌ ، قال أَبو ذُؤَيب :
أَمِنْكَ البَرْقُ أَرْقُبُه فَهَاجَا
فَبِتُّ إِخالُهُ دُهْماً خِلاَجَا
دُهْماً : إِبِلاً سُوداً ، شَبَّه صَوتَ الرَّعْد بأَصواتِ هاذه الخِلاجِ ، لأَنَّها تَحَانُّ لِفَقْدِ أَولادِهَا .
( و ) الخَلُوجُ من ( السَّحَابِ : المُتَفَرِّقُ ) ، كأَنَّه خُولِجَ مِنْ مُعْظَمِ السَّحابِ ، هُذَلِيّة ، ( أَو الكَثِيرُ الماءِ ) ، يقال : سَحَابَةٌ خَلُوجٌ ، إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الماءِ شَدِيدةَ البَرْقِ ، وناقَةٌ خَلوجٌ : غَزيرةُ اللَّبَنِ ، من هاذا .
( و ) في التهذيب ( الخَلِيجُ ) نَهرٌ في شِقَ من ( النَّهْر ) الأَعظمِ ، وجَنَاحَا النَّهْرِ خَلِيجاه ، وأَنشد :
إِلَى فَتًى فَاضَ أَكُفَّ الفتْيَانْ
فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجَانْ
وفي الحديث : ( إِنّ فُلاناً ساقَ خَلِيجاً ) الخَلِيج : نَهرٌ يُقْتَطع من النَّهْرِ الأَعظمِ إِلى مَوضعٍ يُنْتَفَعُ به فيه .
( و ) الخَلِيجُ ( : شَرْمٌ مِنَ البَحْرِ ) وقال ابنُ سِيدَه : هو ما انْقَطَعَ مِن مُعْظَم المَاءِ ، لأَنه يُجْبَذُ منه ، وقد
____________________

(5/531)


اخْتُلِجَ . وقيل : الخَلِيجُ : شُعبةٌ تنْشَعِبُ مِن الوادي تُعَبِّر بَعْضَ مائِه إِلى مكانٍ آخَرَ ، والجمع خُلْجٌ وخُلْجَانٌ .
( و ) الخَلِيجُ ( الجَفْنَةُ ) والجَمعُ خُلُجٌ ، قال لَبِيد :
ويُكَلِّلُونَ إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ
خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُهَا
وجَفْنَهٌ جَلُوجٌ : قَعِيرَةٌ كَثيرةُ الأَخذِ من الماءِ .
( و ) قال ابن سِيدَه : الخَلِيجُ ( : الحَبْلُ ) ، لأَنه يَجْبِذُ ما يُشَدُّ بهِ ، والخَلِيجُ : الرَّسَنُ ، لذالك .
وفي التهذيب : قال الباهِليّ في قول تَمِيم بنِ مُقبِلٍ :
فَبَاتَ يُسَامِي بَعْدَ ما شُجَّ رَأْسُه
فُحُولاً جَمَعْنَاهَا تَشِبُّ وتَضْرَحُ
وبَاتَ يُغَنَّي فِي الخَلِيجِ كَأَنَّه
كُمَيْتٌ مُدَامًّي نَاصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ
قال : يَعْنِي وَتِداً رُبِطَ به فَرَسٌ ، يقول : يُقَاسِي هاذهِ الفُحُولَ ، أَي قد شُدَّتْ به ، وهي تَنْزُو وتَرْمَح ، وقوله يُغَنَّى ، أَي تَصْهَل عنده الخيلُ ، والخَلِيجُ : حَبْلٌ خُلِجَ ، أَي فُتِلَ ( شَزْراً أَي فُتِلَ على ) العَسْرَاءِ يَعنى مَقْوَدَ الفَرَسِ . كُمَيْتٌ مِنْ نَعْتِ الوَتدِ ، أَي أَحْمَرُ ، مِن طَرْفَاءَ ، قال : وقُرْحَتُه : مَوْضِع القَطْعِ ، يَعْنهي بَياضَ ، وقيل قُرْحَتُه : ما تَمُجُّ عليه من الدَّمِ والزَّبَدِ ، ويقال للوَتِدِ : الخَلِيجُ ، لأَنه يَجْذِبُ الدَّابَّةُ إِذا رُبِطَتْ إِليه .
وقال ابنُ بَرِّيَ في البيتينِ : يَصِفُ فَرَساً رُبِطَ بِحَبْلٍ وشُدَّ بِوَتِد في الأَرض ، فجَعَل صَهِيلَ الفَرَسِ غِناءً له ، وجَعَلَه كُمَيْتاً أَقْرَحَ ، لمَا عَلاَهُ من الزَّبَدِ والدَّمِ عند جَذْبِه الحَبْلَ ، ورواه الأَصمعيّ ( وبَاتَ يُغَنَّى ) أَي وباتَ الوَتدُ المَربوطُ به الخَيْلُ يُغَنَّى بِصَهِيلِها ، أَي بَاتَ الوَتِدُ والخَيْلُ تَصْهَلُ حَوْلَه ، ثم قال : أَي كَأَنَّ الوَتِدَ فَرَسٌ كُمَيْتٌ
____________________

(5/532)


أَقْرَحُ ، أَي صار عليه زَبَدٌ ودَمٌ ، فبالزَّبدِ صار أَقْرَحَ ، وبالدَّمِ صار كُمَيْتاً ، وقوله : يُسَامِي ، أَي يَجْذِب الأَرْسَانَ ، والشِّبَابُ في الفَرسِ أَن يَقوم على رِجْلَيْه . وقوله : تَضْرَح ، أَي تَرْمَح بأَرْجُلها ، كذا في اللسان . ( كالأَخْلَجِ ) ، لم أَجِدْه في أُمَّهاتِ اللغَةِ ، وسيأْتي أَنه الطَّوِيلُ من الخَيْلِ ، فربَّمَا تَصَحَّفَ على المُصَنِّف فلْيراجَعْ .
( و ) الخَلِيجُ ( سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ دُونَ العَدَوْلهيِّ ، ج خُلْجٌ ) ، بضمّ فسكون .
( و ) الخَلِيجُ ( : جَبَلٌ بمَكَّةَ ) ، حَرَسها الله تعالى ، كذَا في الصِّلَة .
( و ) من المجاز ( تَخَلَّجَ ) المَجنونُ في مِشْيَته : تَجاذَب يَميناً وشِمالاً ، والمَجْنُونُ يَتَخَلَّج في مِشْيَته ، أَي يَتمايل كأَنَّما يُجْتَذَبُ مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً .
وتَخَلَّجَ ( المَفْلُوجُ فِي مِشْيَتِه ) أَي ( تَفَكَّكَ وتَمَايَلَ ) ، كَأَنَّهُ يَجْتَذِب شَيْئاً ، ومنه قول الشاعر :
أَقْبَلَتْ تَنْفُض الخَلاَءَ بِعَيْنَيْ
هَا وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ
والتَّخَلُّج في المَشْيِ مثلُ التَّخَلُّع ، قال جَريرٌ :
وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كُلِّ جِنَ
وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ مِنَ الخُنَانِ
وفي حَدِيثه الحَسَنِ ( رأَى رَجُلاً يَمْشِي مِشْيَةً أَنْكَرَهَا ، فقال : يَخْلِجُ فِي مِشْيَتِهِ خَلَجَانَ المَجْنُونِ ) أَي يُجْتَذَبُ مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً ، والخَلَجَانُ ، بالتحريك ، مصدرٌ كالنَّزَوَان .
( والإِخْلِيجُ ) ، بالكسر ، ( مِنَ الخَيْلِ : الجَوَادُ السَّرِيعُ ) ، وفي التهذيب : وقولُ ابنِ مُقْبِل :
وأَخْلَجَ نَهَّاماً إِذَا الخَيْلُ أَوْعَثَتْ
جَرَى بِسِلاحِ الكَهْلِ والكَهْلُ أَحْرَدَا
قال : الأَخْلَجُ : الطَّوِيلُ من الخَيْل ،
____________________

(5/533)


الذي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً ، أَي يَجْذِبه ، كما قال طَرَفَةُ :
خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ
( و ) الإِخْلِيجُ ( : نَبْتٌ ) ، وهو الإِخْلِيجَةُ ، حُكِيَ ذالك عن أَبي مالك قال ابن سِيده : وهذا لا يُطابق مَذْهَب سيبويهِ ، لأَنه على هذا اسمٌ ، وإِنما وضعه سيبويهِ صفةً . كذا في اللسان .
( والخَلَجُ محركة : الفَسَادُ ) في ناحِيَةِ البيتِ وبَيْت خَلِيجٌ : مُعْوَجٌّ ، وفي التهذيب : الخَلَجُ : ما اعْوَجَّ مِن البيتِ .
( و ) الخُلُجُ ( بضَمَّتَيْنِ ) جمع خَلِيج : قَبيلةٌ يُنْسَبُونَ إِلى قرُيش ، وهم ( قَوْمٌ مِنَ العَرَب كانُوا مِنْ عَدْوَانَ فأَلْحَقَهُمْ ) أَميرُ المؤمنينَ سيّدنا ( عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله تعالَى عنه بالحارِث بنِ مالِكِ بْنه النَّضْرِ ) ابن كِنَانَةَ ، وسُمُّوا بذالك لأَنهم اخْتَلَجُوا مِنْ عَدْوَانَ ، هاكذا نصّ عبارةِ اللِّسانه والمعارِفِ لابنِ قُتيبةَ ، وعليه فالحارثُ أَخو فِهْرٍ ، والذي في الصّحاح والرَّوْض للُّهيليّ : الحارث ابن فِهْرٍ ، واسم الخُلُجِ قَيْسٌ ، قاله شيخُنا .
( و ) الخُلُجُ ( : المُرْتَعِدُو الأَبْدَانِ ) ، وعن ابنِ الأَعرابيّ : الخُلُجُ : التَّعِبُون .
( و ) الخُلُجُ ( : القَوْمُ المَشْكوكُ في نَسَبِهِمْ ) ، وفي التهذيب : وقَوْمٌ خُلُجٌ إِذَا شُكَّ في أَنسابهمِ فتَنَازَعَ النَّسَبَ قَوْمٌ وتَنَازَعه آخَرونَ ، ومنه قول الكُميت :
أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ
( و ) في حديث شُرَيح ( أَنّ نِسوةً شَهِدْن عنده على صَبِيَ وقَعَ حيًّا يَتَخَلَّجُ ، فقال : إِن الحَيَّ يَرهثُ المَيتَ ، أَتَشْهَدْنَ بِالاسْتِهلال ) فأَبْطَلَ شَهَادَتَهن .
قال شَمرٌ : التَّخَلُّجُ : التَّحَرُّك ،
____________________

(5/534)


يقال ( تَخَلَّجَ ) الشَّيْءُ تَخَلُّجاً ، واخْتَلَجَ اخْتِلاَجاً إِذا ( اضْطَرَبَ وتَحَرَّكَ ) ، ومنه يقال : اخْتَلَجَتْ عَيْنُه ، وقد تقدَّم .

وقال أَبو عَدْنَانَ : أَنشدني حَمَّادُ بنُ عمار بن سَعْد :
يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ
مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ
قال : المُخَلَّجِ : الذي قد سَمِنَ فَلَحْمُه يَتَخَلَّجُ العَيْنِ ، أَي يَضْطَرِب .
( و ) من المَجَاز : ( تَخَالَجَ في صَدْرِي شَيْءٌ ) ، أَي ( شَكَكْتُ ) ، واخْتَلَجَ الشيءُ في صدري وتَخَالَجٍ : احْتَكَأَ مع شَكَ ، وفي حديث عَدِيَ ، قال له عليه السلامُ ( لا يَخْتَلِجَنَّ في صَدْرِكَ ) أَي لا يتحرَّكْ فيه شَيْءٌ مِن الرِّيبة والشكِّ ، ويُرْوعى بالحَاءِ ، وهو مذكور في موضعه .
وأَصْل الاختِلاجِ الحَرَكَةُ والاضطرَابُ ، ومنه حديثُ عائِشَةَ رضي الله عَنْهَا ، وقد سُئلَتْ عن لَحْمِ الصَّيْدِ للمُحْرِم فقالَت ( إِنْ يَخْتَلِجْ في نَفْسِك شَيْءٌ فَدَعْه ) .
( وَوَجْهٌ مُخْتَلَجٌ : قَلِيلُ اللَّحْمِ ) ضامِرٌ ، قاله اللّيث ، واقتصر ابنُ سيده على الأَخيرة ، قال المُخَبَّل :
وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ لاَ
ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ ولا جَهْمُ
( والخِلِجُّ ، كفِلِزَ : البَعِيدُ ) ، أَنشدَ الأَصمعيُّ لإِيادِ بن القَعقَاع الدُّبيرِيّ :
إِذا تَمَطَّتْ نَازِحاً خِلِجَّا
مَرْتاً تَرَى الهَامَ بِهِ مُثْبَجَّا
( و ) خُلَّجٌ ( كدُمَّلٍ : رَجُلٌ ) وهو أَبو عبدِ المَلِك الآتي ذِكرُه .
( و ) خَلِجٌ ( كَكَتِفٍ في لُغتيه ) ، أَي وخِلْج بالكسر ، ( شاعِرٌ ) من بني أعىّ حَيّ من جَرْمٍ ، وهو عَبْدُ الله بنُ
____________________

(5/535)


الحارِث بنِ عَمْرِو بنِ وَهْبٍ ، لُقِّبَ بقوله :
كَأَنَّ تَخَالُجَ الأَشْطَانِ فِيهمْ
شَآبِيبٌ تَجُودُ مِن الغَوَادِي
( و ) الخُلْج ( بالضَّمِّ : لَقَبُ قَيْسِ ابنِ الحارِث ) ، وفي نسخة أُخرى ( لَقَبُ قَيْس الفِهْرِيّ ، وينظُر هذَا مع ما تقدَّم من عبارةِ شيخُنا : منهم سارِيَةُ بنُ زَنِيمٍ الخُلْجِيّ ، روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وعنه أَبو حَرزة يعقوب بن مجاهد ، ذكره ابن أَبي حاتم عن أَبيه .
( و ) الخِلاَجُ والخِلاَسُ ( ككتابٍ : ضَرْبٌ مِن البُرُودِ المُخَطَّطَةِ ) ، قال بانُ أَحمرَ :
إِذَا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمادِيرُ حَلْقَةٍ
بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الخِلاَجِ المُسَهَّم
ويروى ( مِنْ ذَاك الخِلاَسِ ) .
( و ) من المَجَاز : ( خَالَجَ قَلْبِي أَمْرٌ ) ، أَي ( نَازَعَنِي فيه فِكْرٌ ) ، وفي الحديث ( أَن النّبيّ صلى الله عليه وسلمبأَصحابه صَلاَةً جَهَرَ فيها بالقِرَاءَة ، وقَرَأَ قارِىءٌ خلْفَهُ فجَهَر ، فلمَّا سلَّمَ قال : لقد ظَنَنْتُ أَنّ بَعْضَكُم خَالَجَنِيهَا أَي نَازني القِرَاءَة فجَهَرَ فيما جَهَرْتُ فيه فَنَزَعَ ذالك مِن لِسَاني ما كُنْتُ أَقْرَؤُه ولم أَسْتَمِرَّ عليه ) . وأَصلُ الخَلْجِ الجَذْبُ والنَّزْعُ .
وعن شَمِرٍ : وما يُخَالِجُني في ذالك الأَمْرِ شَكٌّ ، أَي ما أَشُكُّ فيه .
( وأَبو الخَلِيجِ عائذُ بنُ شُرَيْحِ بنِ الحَضْرَمِيّ ) وفي نسخة ( شُرَيْجٍ الحَضْرَمِيّ ) بإِسقاط لفظ ابنٍ ( تَابِعِيّ ) .
( و ) أَبُو شُبَيْلٍ ( خُلَيْجٌ العُقَيْلِيّ ، مِنَ الفُصحاءِ الرَّشِيدِيِّينَ ) وهو القائل :
وتَابَ خُلَيْجٌ تَوْبَةً قُرَشِيَّةً
مُبَارَكَةً غَرَّاءَ حِينَ يَتُوبُ
____________________

(5/536)



وكَنَ خُلَيْجٌ فَاتِكاً فِي زَمَانِهِ
لَهُ فِي النِّسَاءِ الصّالِحَاتِ نَصِيبُ
( وعَبْدُ المَلِكِ بْنُ خُلَّجٍ ) الصَّنْعانيّ ( كدُمَّلٍ مِن أَتباعِ التَّابِعِينَ ) .
( والخَلَنْج ، كسَمَنْدٍ : شَجَرٌ ) ، فارِسِيّ ( مُعَرَّبٌ ) ، يُتَّخَذُ من خَشَبِهِ الأَوَاني ، قال عبد الله بن قيس الرُّقَيَّات :
تُلْبِسُ الجَيْشَ بِالجُيُوشِ وتَسْقِى
لَبَنَ البُخْتِ فِي عِسَاسِ الخَلَنْجِ
وفي اللسان : قيل : هو كُلُّ جَفْنَةٍ وصَحْفَةٍ وآنِيَةٍ صُنِعَتْ مِن خَشبٍ ذِي طَرَائقَ وأَسارِيعَ مُوَشَّاةٍ ، ( ج ، خَلاَئِجُ ، ) قال هِمْيَانُ بن قُحَافَةَ :
حَتَّى إِذَا مَا قَضَتِ الحَوَائِجَا
ومَلأَتْ حُلاَّبُهَا الخَلاَنِجَا
ثم إِن المُصنّف ذَكَر الخَلَنْجَ هُنا إِشَارَةً إِلى أَنّ النون زائدةٌ عنده ، وصاحبُ اللسانِ وغيره ذكروه في تَرجمةٍ مُسْتَقِلَّة ، مُسْتَدِلِّين بأَنَّ الأَلفاظَ العَجَمِيَّة لا تُعْرَفُ أُصولُها مِن فُرُوعها بلْ كُلُّها في الظَّاهِر أُصُولٌ ، قاله شيخُنا .
واشْتَهَر بهاذه النِّسْبَةِ عبدُ الله بنُ مُحمدِ بنِ أَبي يَزِيدَ الخَلَنْجِيّ الفَقِيه الحَنَفيّ ، وَلِيَ قَضَاءَ الشَّرْقِيّة في أَيَّام ابنِ أَبي دُوَادٍ ، ومات سنة 253 .
( والمَخْلُوجَةُ : الطَّعْنَةُ ذَاتُ اليَمِينه وذَاتُ الشِّمَالِ ) ، وقد خَلَجَه ، إِذا طَعَنَه .
ابنُ سِيدَه : المَخْلُوجَةُ : الطَّعْنَةَ التي تَذْهَبُ يَمْنَةَ ويَسْرَةً .
وأَمْرُهُم مَخْلُوجَةٌ : غيرُ مُستقيمٍ .
ووَقَعُوا في مَخْلُوجَةٍ مِن أَمرِهم ، أَي اختلاطِ ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
____________________

(5/537)



ابن السِّكِّيت : يُقَال في الأَمثال ( الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ ولَيْسَتْ بِسُلْكَي ) أَي يُصْرَف مَرّةً كَذَا ومرَّةً كَذَا حتى يَصِحَّ صَوَابُه . قال : والسُّلْكَى المُسْتَقِيمَةُ ، وقال في معنى قول امْرِىءِ القَيْسِ :
نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى ومَخْلوجَةً
كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ
يقول : يَذْهَب الطَّعْنُ فيهِم ويَرْجِع كما تَرُدُّ سَهْمَيْنِ على رَامٍ رَمَى بهما .
( و ) المَخْلُوجَةُ ( : الرَّأْيُ المُصِيبُ ) قال الحُطَيئةُ :
وكُنْتُ إِذَا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ رُعْتُه
بِمَخْلُوجَةِ فيها عَنِ العَجْزِ مَصْرِفُ
ثم إِن تَأْخِيرَ ذِكْرِ المَخْلُوجة مَع كونِهَا من المُجَرَّدِ الأَصلِ ، بعد المزيدِ الذي هو الخلنج ، قد بَحَث فيه الشيخُ عَلِيّ المَقْدِسيّ في حواشيه ، وتَبِعه شيخُنا .
( ) ومما يُسْتَدْرك على المصنّف في هاذه المادة :
في حديثِ عَلِيَ ( في ذِكْر الحياةِ ) إِن الله جَعَلَ المَوْتَ خَالِجاً لِأَشْطَانِها ) أَي مُسْرِعاً في أَخْذِ حِبالِها .
وفي الحديث ( تَنْكَبُ المَخَالِجُ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ ) أَي الطُّرُقُ المُتشَعِّبَة عن الطَّرِيق الأَعْظَمِ الوَاضِحِ .
ويقال للمَيْتِ والمفقودِ من بين القَوْمِ ، قد اخْتُلِجَ من بينهم ، فذُهِبَ به ، وهو مَجاز .
والإِخْلِيجَة : النّاقةُ المُخْتَلَجَةُ عن أُمِّهَا ، قال ابن سيده : هذه عبارةُ سيبويه ، وحَكى السّيرافيُّ أَنها النّاقةُ المُخْتَلَجُ عنها وَلَدُها .
وحُكِيَ عن ثعلبٍ أَنها المرأَةُ المُخْتَلَجَةُ عن زَوْجِها بمَوْتٍ أَو طَلاقٍ .
والخَلِيجُ : الوَتِدُ ، وقد تقدَّم .
والخَالِجُ : المَوْت ، لأَنّهُ يَخْلِجُ الخَلِيقَةَ ، أَي يَجْذِبُهَا ، وقد تقدَّم في حديثِ عليَ رضي الله عنه .
____________________

(5/538)



وخُلِجَ الفَحْلُ : أُخْرِجَ عن الشَّوْلِ قبل أَنْ يَفْدِر ، قال اللّيث : الفَحْلُ إِذا أُخْرِجَ مِن الشَّوْل قبلَ فُدُورِه فَقد خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخْرِجَ ، وإِن أُخْرِجَ بعد فُدُورِه فقد عُدهلَ فانْعَدَلَ ، وأَنشد :
فَحْلٌ هِجَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ مَخْلُوجِ
كذا في اللسان ، وفي حديث عبد الرّحمان بنِ أَبي بَكْرٍ رضي الله عنهما أَن الحكم بن أَبِي العَاصي أَبا مَرْوَان كان يَجْلِس خَلْفَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإِذا تَكلَّمَ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ ، فرآه فقال : كُنْ كَذالك ، فلم يَزَلْ يَخْتَلِجُ حتّى ماتَ ) أَي كان يُحَرِّك شَفَيْه وذَقَنَه استهزاءً وحِكايةً لفِعْل سيِّدِنا رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلمفَبَقِيَ يَرْتَعِد إِلى أَن مات ، وفي رواية : ( فَضُرِبَ بِهَمَ شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَفاقَ خَلِيجاً ) أَي صُرِعَ ، قال ابنُ الأَثِير : ثمّ أَفاقَ مُخْتَلَجاً قَدْ أُخِذَ لَحْمُه وقُوَّتُه ، وقيل : مُرْتَعِشاً .
ونَوًى خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاَجِ : مَشكُوكٌ فيها ، قال جَرِيرٌ :
هاذَا هَوًى شَغَفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ
ونَوًى تَقَاذَفُ غَيْرُ ذَاتِ خِلاَجِ
والمُخَلَّجُ كمُعَظَّمَ : السَّمِين ، وقد تقدَّمَ .
والخَلْجُ والخَلَجُ : دَاءٌ يُصِيب البَهَائمَ تَخْتَلِج منه أَعضاؤُهَا .
وبَيْنَنَا وَبَيْنَهُم خُلْجَةٌ ، وهو قَدْرٌ ما يَمْشِي حتَّى يَعْيَا مَرَّةً واحِدَةً ، ويُرْوَى بالمهملة ، وقد تقدَّمَ في مَحلِّه .
وعن أَبي عَمْرٍ و : الخِلاَجُ : العِشْقُ الذي ليس بِمُحْكَمٍ .
والأَخْلَجُ نَوْعٌ من الخَيْلِ ، وقد تقدَّمَ .
ومن المجاز : رَجُلٌ مُخْتَلَجٌ : نُقِلَ عن دِيوانِ قَوْمِه لِديوَانِ آخَرهينَ فنُسِب إِليهم فاخْتُلِفَ في نَسَبِه وتُنُوزِعَ فيه ، قال أَبو مِجْلَزٍ : إِذا كان الرَّجُلُ مُخْتَلَجاً فسَرَّك أَنْ لا تَكْذِبَ فانْسُبْه إِلى أُمِّه ،
____________________

(5/539)


وقال غَيْرُه هم الخُلُجُ الذِين انْتَقَلُوا بِنَسبِهِم إِلى غيرهم ، ويقال : رَجُلٌ مُخْتَلَجٌ ، إِذا نُوزِعَ في نَسَبِه كأَنَّه جُذِبَ منهم وانْتُزِع ، وقوله انْسُبْه إِلى أُمِّه ) أَي إِلى رَهْطِهَا لا إِليها نَفْسِها .
وخَلِيجُ بنُ مُنَازِلِ بنُ فُرْعَانَ أَحَدُ العَقَقَةِ ، يقول فيه أَبوه مُنَازِلٌ :
تَظَلَّمَنهي حَقِّي خَلِيجٌ وعَقَّنَى
عَلَى حِينِ كَانَتْ كالحَنِيِّ عِظَامِي
والأَخْلَجُ مِن الكلابِ الواسِعُ الشِّدْقِ ، قال الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ كِلاباً :
مُوعِبَاتٌ لِأَخْلَجِ الشِّدْقِ سَلْعَا
مٍ الخَلِيج قريةٌ بِمَصر .
خلبج : ( ) خلبج . هذه المادّة أَهملها المصنّف وذكرها صاحب اللسان فقال .
الخُلْبُجُ والخُلاَبِجُ : الطَّوِيلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ .
خمج : ( الخَمَجُ محَرّكَةً الفُتُورُ ) مِن مَرضٍ أَو تَعَبٍ ، يمَانِيَةٌ ، وأَصبح فُلانٌ خَمِجاً ، وخَمِيجاً ، أَي فاتِراً ، والأَوَّلُ أَعرَفُ .
( و ) الخَمَجُ ( : إِنْتَانُ اللَّحْمِ ) وإِرْوَاحُه ، وخَمِجَ يخْمَجُ خَمَجاً ، إِذا أَرْوَحَ وأَنْتَنَ ، وقال أَبو حَنيفةَ : خَمِجَ اللَّحْمُ خَمَجاً ، وهو الذي يُغَمُّ وهو سُخْنٌ فيُنْتِنُ .
( و ) الخَمَجُ ( : فَسَادُ التَّمْرِ ) ، قال الأَزهريّ : خَمِجَ التَّمْرُ ، إِذا فَسَدَ جَوْفُه وحَمُضَ ، وروى عن ابنِ الأَعرابيّ أَنه قال : الخَمَجُ أَن يَحْمُضَ الرُّطَبُ ابذا لمْ يُشَرَّرْ ولمْ يُشَرَّقْ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : الخَمَجُ : فَسَادخ ( الدِّين ، و ) قال غيرُه : هو الفَسادُ في ( الخُلُقِ ) ، وقولُ ساعدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَليّ :
ولاَ أُقِيمُ بِدَارِ الهُونِ إِنَّ وَلاَ
آتِي إِلى الخِدْرِ أَخْشَى دُونَه الخَمَجَا
____________________

(5/540)



قال السُّكّرِيّ : الخَمَجُ : الفَسَادُ ( وسُوءُ الثَّناءِ ) ، وهاذا البيت أَوردَه ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه :
ولاَ أُقِيمُ بِدَارٍ لِلْهَوان وَلاَ
آتِي إِلَى الغَدْرِ أَخْشَى دُونَه الخَمَجَا
( و ) خَمَجٌ ( اسْمٌ ) .
( وخُمَايْجَانُ ) ، بضمّ أَوّله وبعد الأَلف ياءٌ ثم جيم ، وآخره نون ، وقد أَطلقه المصنّف عن الضبط ، وهاذا خلاف قاعدته ( : ة بِكَارَزِينَ ) ، من بلاد فارِسَ ، وسيأتي كارزين في كرز ، منها أَبو عبد الله محمدُ بنُ الحُسينِ بنِ أَحمدَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ الحَسنِ بن عَلِيّ ابن ( سُفْيَانَ الخُمَايْجَانيّ الفقيه ، حَدَّثَ عن الحَسَن بن علي بن ) الحَسَن ابن حَمَّاد المُقْرِي ، روى عنه هِبَةُ الله بنُ عبد الوارث الشِّيرَازيّ ، قال شيخنا : ثم إِن كلامَه صريح في أَنه فُعَايْلاَنُ لأَنّه ذكره في أَثناءِ مادَّة خمج ، وقد يجوز أن يكون فُعَاللانَ ، لأَنَّهُ لَفْظٌ عجميٌّ أَلفَاظُها كُلُّهَا أُصولٌ ، وفيه نَظَرٌ .
( و ) خُمَايْجَانُ ( : ع ، قُرْبَ شِيرَازَ ) .
( و ) عن أَبي عَمْرو ( نَاقَةٌ خَمِجَةٌ كفَرِجَة : مَا تَذُوق المَاءَ لِعِلَّةٍ ) بها ، ونصُّ عبارةِ أَبي عَمْرٍ و : من دائِهَا .
( و ) قال أَبو سعيد : ( رَجُلٌ مُخَمَّجُ الأَخْلاَقِ كمُعَظَّمِ : فاسِدُهَا ) ، وقد مَرَّ قريباً أَنّ الخَمَجَ الفَسَادُ في الخُلُق .
خنج : ( خُنَاجٌ كغُرَابٍ قَبِيلَةٌ ) من العرب ( بِفُرْجَةَ ) بضم الفاءِ ، وقالت أَعرابِيَّةٌ لضَرَّةٍ لها كانت من بني خُنَاج :
لاَ تُكْثِرِي أُخْتَ بَنِي خُنَاجِ
وأَقْصِرِي مِنْ بَعْضِ ذَا الضَّجاجِ
فَقَدْ أَقَمْنَاكِ عَلَى المِنْهَاجِ
أَتَيْتهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ
مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بِانْتِفَاجِ
بِمِثْلِه نِيلَ رِضَا الأَزْوَاجِ
____________________

(5/541)



وخُنَاجِنُ بالنون في آخِرِه : قَرْيَةٌ مِن المَعَافِرِ باليمن ، وسيأْتي .
( و ) خُنْجٌ ( كقُفْلٍ : دَ ، بفارِسَ ) ، نُسِب إِليها بعضُ المُحدِّثين .
وأَبو الحارت خُنْجَةُ بنُ عامرٍ السَّعديّ البُخَاريّ ، والد أَبي حَفص عُمرَ ، سكنَ البَصرةَ وحدَّث عن مُعَلَّى ابنِ أَسَدٍ العَمِّيّ ، وعنه ابنُ أَبي الدُّنْيَا ، ومات ببغداد .
( وخُونَجَةُ ككُورَجَةٌ : ة ) أُخرى بفَارِسَ ، والذي في الأَنساب : الخَوِنْجَانُ بالفتح فالكسر وسكون النُّون من قُرَى أَصْبَهَانَ ، منها أَبو محمدِ بنُ أَبي نَصْرِ بنِ الحَسنِ بنِ إِبراهيمَ ، سمع الحافظَ أَبا القاسم الأَصبهانيّ .
خنبج : ( ) خنبج . هاذه المادة ذَكَرَهَا المُصَنّف في الحاءِ المهملة من أَوله ، وهي في اللسان وغيره هنا ، قال : الخُنْبُجُ والخُنَابِجُ : الضَّخْمُ .
والخُنْبُجُ : السَّيِّىءُ الخلق .
وامرأَةٌ خُنُبُجَةٌ : مُكَتَنِزَةٌ ضَخْمَةٌ .
وهَضْبَةٌ خُنْبُجٌ : عَظيمةٌ .
والخُنْبُجَةُ : القَمْلَةُ الضَّخْمَة ، قال الأَصمعيّ : الخُنُبُجُ بالخَاءِ والجيم القَمْلُ ، قال الرِّياشيّ : والصّواب عندنا ما قاله الأَصمعيُّ ، وقد مرّت الإِشارة إليه في الحاءِ .
وقد ذكر المصنّف في خبج الخُنْبُجَةُ ، وهي الدَّنُّ ، وهي الخَابِيَة المَدْفُونَة ، حكاه أَبو حَنيفةَ عن أَبي عَمْرو ، وهي فارِسيّة مُعَرَّبة ، وفي حديث تَحريمِ الخَمر ، ذَكَرَ الخَنَابِجَ ، قيل : هي حِبابٌ تُدَسُّ في الأَرض .
وأَبو الحَسن عليّ بنِ أَحمد بن خنْباجٍ التميم البُخَاريّ ، روى عن أَبي بكرٍ الإِسماعيليّ ، وعنه عبد العزيز بن محمد النَّخْشَبِيّ الحافظُ .
خنزج : ( الخَنْزَجَةُ : التَّكَبُّرُ ) ، قاله ابنُ
____________________

(5/542)


دُرَيْد ، وقد خَنْزَجَ إِذا تَكَبَّر ، ورَجخلٌ خَنْزَجٌ : ضَخَمٌ .
( وخَنْزَجٌ : ع ، ويقال ) فيه ( خَيْزَجٌ ، باليَاءِ ) ، كذا في الصِّلَة والتكملة ، التحتيّة بَدَل النونِ ، وسيأْتي في محلّه .
خنعج : ( ) خنعج . الخَنْعَجَةُ : مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فيها قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ ، وقد ذكر بالباءِ والتاءِ ، والنون لغة ، وأَهملها المُصنِّف قُصُوراً ، وكذا شيخُنا .
خنفج : خنفج . الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ : الضَّخْمُ الكثيرُ اللَّحْمِ من الغِلْمَانِ ، وقد ذكره المصنف في خفج إِشارة إِلى أَن النّونَ زائدةٌ ، وذكره ابن منظور في الرباعيّ .
خوج : ( *!خُوجَانُ بالضّمّ : قَصَبةُ أَسْتُوَاءَ ) مِن نواحي نَيْسَابُورَ ، وقد سبق ضبط أَستواءَ في أست ، والقَصبة بمعنى القَلْعَة الحَصِينةِ التي يَتّخِذَها الأُمَرَاءُ لأَنفسهم ، وجُنُودِهم الذين يُحَاصِرُونَ بهم البلادَ ، وتُطْلَق على الكُورَةِ . وأَهْلُها يقولون : خُوشَان : بالشين .
( منها أَبو عَمْرٍ و ) أَحمدُ ( الفَرَّانِيُّ شيخُ الحَنَفيَّةِ ) بنَيسابور ، إِلى فَرَّانَ بنِ بَلِيّ ، عن الهَيْثم بن كُلَيْب وأَبي العَبّاس الأَصمّ ، ( و ) القاضي أَبو العَلاءِ ( صَاعِدُ ابنُ مُحَمَّدِ ) بنِ أَحمدَ بنِ عبد الله ( الأَسْتُوَائِيّ ، *!الخُوجَانِيَّانِ ) ، الأَخيرُ وَلِيَ قضاءَ نَيْسَابُور ، ودَام ذالك في أَولاده ، وتُوُفِّيَ بها سنة 432 .
وزاد في المراصد : *!خَوَجَّانُ أَيضاً قَريتانِ بمَرْوَ ، إِلاّ أَنّ إِحداهما يقول فيها أَهلها بتشديد الجيم أَي مع فتح الخَاءِ والواو ، منها أَبو الحارث أَسد ابن محمد بن عيسى عن ابن المُقْرِي .

____________________

(5/543)


خيج : ( )*! خيج . هاذه المادّةُ أَهملَها المصنّف قُصُوراً ، وقال ابن منظور : *!الخَائِجَة : البَيْضة ، وهو بالفارسية خايه .
2 ( فصل الدال ) المهملة مع الجيم ) 2
دبج : ( الدَّبْجُ : النَّقْشُ ) والتَّزْيِين ، فارِسيّ مُعَرّب .
( والدِّيبَاجُ ) ، بالكسر ، كما في شُرُوح الفصيح ، نعم حَكى عِياضٌ فيه عن أَبي عُبَيْد الفتح ، ورواه بعضُ شُرَّاح الفصيح ، وفي مشارِقِ عِيَاض : يقال بكسر الدال وفتحها ، قال أَبو عُبَيْد ، والفتح كلامٌ مُوَلَّد ونقل التَّدْمُرِيّ عن ثعلب في نوادره أَنه قال : الدِّيوان مكسور الدّال ، والدَّيباج مفتوح الدّال ، وقال المُطَرِّزِيّ : أَخبرنا ثعلَبٌ عن ابن نجدة عن أَبي زيدٍ قال : الدِّيوان والدِّيباج وكِسْرَى لا يقولها فَصِيحٌ إِلاَّ بالكسر ، ومن فَتحها فقد أَخطأَ . قال : وأَخبرنا ثعلبٌ عن ابنِ الأَعرابيّ قال : الكَسْر فصيحٌ ، وقد سُمِعَ الفَتْحُ فيها ثَلاَثَتِهَا ، وقال الفِهْرِيّ في شرح الفصيح : حَكَى أَبو عبيد في المصنّف عن الكسائيّ أَنه قال في الدّيوان والدّيباج : كلامٌ مُوَلَّد ، وهو ضَرْبٌ من الثِّيَاب مُشْتَقّ من دَبَج ، وفي الحديث ذكر الدِّيباج ، وهي الثِّيَابُ المُتَّخذة من الإِبْرَيْسَمِ ، وقال اللَّبْلِيّ : هو ضَرْبٌ من المَنْسوج مُلَوَّنٌ أَلواناً ، وقال كُراعٍ في المُجَرّد : الدِّيباج من الثِّيابِ فارِسيّ ( مُعَرَّبٌ ) ، إِنما هو ديبايْ ، أَي عُرِّب بإِبدال الياءِ الأَخيرة جِيماً ، وقيلَ : أَصلُه دِيباً ، وعُرِّب بزيادة الجيم العربيّة ، وفي شِفاءِ الغَلِيلِ : دِيباجٌ مُعَرَّب دُيوبَاف ، أَي نِسَاجَةُ الجِنّ ، و ( ج ، دَيَابِيجُ ) : بالياءِ التّحتيّة ، ( وَدَبَابِيجُ ) ، بالموحّدة ، كلاهما على
____________________

(5/544)


وَزْنِ مَصابِيح ، قال ابن جِنّى : قولهم دَبَابِيج يدلّ على أَن أَصله دِبَّاج ، وأَنهم إِنما أَبدلوا الباءَ ياءً استثقالاً لتضعيف الباءِ ، وكذلك الدِّينار والقِيراط ، وكذلك في التصغير .
وسَمَّى ابنُ مَسْعُودٍ الحَوَامِيمَ دِيباجَ القُرآنِ .
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ ( النَّاقَةُ الفَتِيَّةُ الشَّابَّةُ ) تُسَمَّى بالقِرْطَاس والدِّيباجِ والدِّعْلِبَة والدِّعْبِلُ والعَيْطَمُوس .
( و ) رُوِي عن إِبراهِيمَ النَّخَعِيّ أَنه كان له طَيْلَسَانٌ مُدَبَّجٌ ، قالوا ( المُدَبَّجُ ) كمُعَظَّم ، هو ( المُزَيَّنُ بِهِ ) أَي زُيِّنَتْ أَطْرَافُه بالدِّيباجِ .
( و ) المُدَبَّجُ الرَّجُلُ ( القَبِيحُ ) الوَجْهِ و ( الرَّأْسِ والخِلْقَةِ ) .
( و ) في التهذيب : المُدَبَّجُ ( : ضَرْبٌ مِن الهَامِ و ) طائرٌ ( مِن طَيْرِ الماءِ ) قَبِيحُ الهَيْئة ، يقال له أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ مُنْتفِخُ الرِّيشِ قَبيحُ الهَامَةِ يكون في الماءِ مع النُّحَامِ .

( و ) من المجاز ( مَا فِي الدَّارِ دِبِّيجٌ كسِكِّينٍ ) ، أَي ما بها ( أَحدٌ ) ، لا يُستعمَل إِلاّ في النَّفْيِ ، وفي الأَساس : أَي إِنْسانٌ .
قال ابن جِنِّي : هو فِعِّيل من لفظ الدِّيبَاج ومعناه ، وذالك أَن النّاس هم الذين يَشُونَ الأَرْضَ ، وبهم تَحْسُن ، وعلى أَيديهم وبعِمَارتهم تَجْمُلُ .
وحكى الفَرَّاءُ ، عن الدُّبَيْرِيّة : ما في الدَّار شَفْرٌ ولا دِبِّيجٌ ، ولا دَبِّيجٌ ، ولا دِبِّيٌّ ، ولا دَبِّيٌّ ، قال : قال أَبو العبّاس : والحاءُ أَفصحُ اللُّغَتَيْنِ ، قال الجوهَرِيّ : وسأَلْت عنه في البَادِيَة جَمَاعَةً من الأَعْرَاب ، فقالوا : ما في الدّار دِبِّيٌّ ، قال : وما زادوني على ذالك ، قال : ووجدت بخطِّ أَبي مُوسى الحَامِض ما في الدار دِبِّيجٌ ، مُوَقَّعٌ بالجِيم عن ثعلب ، قال أَبو منصور : والجيم في دِبِّيج مبدلَةٌ من الياءِ في دِبِّيّ ، كما
____________________

(5/545)


قالوا صِيصِيٌّ وصِيصِجّ ، ومُرِّيّ ومُرِّجّ ، ومثله كثيرٌ .
( ) ومما بَقِيَ على المُصَنّف من هاذه المادة :
من المجاز : دَبَجَ الأَرْضَ المَطَرُ يَدْبُجُها دَبْجاً : رَوَّضَهَا ، أَي زَيَّنها بالرِّياض ، وأَصبحَت الأَرْضُ مُدَبَّجَةً .
والدِّيبَاجَتَانِ : هما الخَدَّانِ ، وقيل : هما اللِّيتَانِ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
يَسْعَى بِهَا بَازِلٌ دُرْمٌ مَرَافِقُه
يَجْرِي بِدِيبَاجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ
الرَّشْحُ : العَرَقُ . والمُرْتَدِع هنا : الذي عَرِقَ عَرَقاً أَصْفَرَ ، تَشْبِيهاً بالخَلُوقِ . والبازِلُ من الإِبل الذي له تِسْعُ سِنينَ ، وروى ( فتْلٌ مَرَافِقُه ) والفُتْل : التي فيها انْفِتَالٌ وتباعُدٌ عن زَوْرِهَا ، وذلك محمودٌ فيها .
ولهاذه القصيدةِ دِيباجَةٌ حَسَنَةٌ ، إِذا كانتَت مُحَبَّرَةً ، وما أَحْسَنَ دِيبَاجَاتِ البُحْتُرِيّ .
وفي اللسان : دِيبَاجَةُ الوَجْهِ ودِيبَاجُهُ : حُسْنُ بَشَرَتِه ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِي للنَّجاشيّ :
هُمُ البِيضُ أَقْدَاماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ
كِرَامٌ إِذَا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائمِ
ومنه أَخَذ المُحَدِّثُون التَّدْبِيجَ ، بمعنى رِوَايَةِ الأَقْرَانِ كُلّ واحدٍ منهم عن صاحِبه ، وقيل غير ذالك .
والدِّيباجُ لَقَبُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ وغيرِهِم ، منهم محمّد بنُ عبد الله بنِ عَمْرو بن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ ، وأُمّه فاطمةُ بنتُ الحُسَيْنِ ، وإِسماعيلُ بنُ إِبراهِيمَ الغَمْرِ بنِ الحَسَن به الحَسَنِ بن عَلِيَ ، ومحمَّدُ بنُ المُنْذِرِ بنِ الزُّبيرِ بن العَوَّام ، لجمَالِهِم ومَلاحتهم .
وأَبو الطّيّب مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ المُهَلَّب الدِّيباجِيّ إِلى صَنْعَةِ الدِّيباج ، روى عن الدَّوْرَقيِّ وأَبي الأَشْعثِ العِجْلِيّ وغيرِهما .

____________________

(5/546)


دجج : (*! دَجَّ ) الرَّجُلُ (*! يَدِجُّ ) ، بالكسر ، (*! دَجِيجاً ) *!ودَجًّا ، *!ودَجَجَاناً ، محرّكة : مَشَى مَشْياً روَيْداً في تَقَارُبِ خَطْوٍ ، وقيل : هو أَنْ يُقْبِلَ ويُدْبِرَ .
ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرعَ .
*!ودَجَّ *!يَدِجّ إِذا ( دَبَّ في السَّيْرِ ) ، قال ابن السّكّيت لا يقال : *!يَدِجُّونَ ، حتى يكونوا جماعةً ، ولا يُقَال ذالك للواحِد ، وهم *!الدَّاجَّةُ .
( و ) دَجَّ ( البَيْتُ دَجًّا : وَكَفَ ) .
( و ) دَجَّ ( فُلانٌ ) إِذا ( تَجَرَ ) لأَنه يَدِبُّ على الأَرْض ويَسعَى في السَّفَر .
( و ) دَجَّ دَجًّا ، إِذا ( أَرْخَى السِّتْرَ ) ، فهو *!مَدْجوجٌ حكاه ، الأَصمعيّ .
( *!والدُّجُجُ بضمَّتَيْن ) : تَرَاكُمُ الظَّلامِ و ( شِدَّةُ الظُّلْمَةِ ، *!كالدُّجَّةِ ) ، بالضمْ ، ومنه اشتقاق *!الدَّيْجُوج بمعنى الظّلام .
( و ) عن ابنِ الأَعرابيِّ : *!الدُّجُجُ ( : الجِبَالُ السُّودُ ) .
( و ) يقال ( أَسْوَدُ *!دُجْدُجٌ *!ودُجَاجِيٌّ بضمّهما ) ، أَي ( حَالِكٌ ) شديدُ السَّوَادِ .
( ولَيْلَةٌ *!دَيْجُوجٌ *!ودَجْدَاجَةٌ ) ، بالفتح : ( مُظْلِمَةٌ ) .
*!ودَجْدَجَ اللَّيْلُ : أَظْلَمَ ،*! كتَدَجْدَجَ .
( ولَيْلٌ ) *!دَجُوجٌ ، و (*!- دَجُوجِيٌّ ) *!-ودُجَاجِيٌّ : شَديدُ الظُّلْمةِ وجمعُ *!الدَّيْجُوجِ *!دَيَاجِيجُ *!ودَياجٍ ، وأَصلُه *!دَياجِيجُ ، فخفَّفوا بحذف الجيم الأَخيرة ، قال بن سِيدَه : التّعليلُ لابنِ جنِّى .
وشَعَرٌ *!-دَجُوجِيٌّ *!ودَجِيجٌ : أَسْوَدُ ، وقيل *!الدَّجِيجُ *!والدَّجْدَاجُ : الأَسْوَدُ من كلّ شَيْءٍ .
( وبَحْرٌ *!دَجْدَاجٌ ) . بالفَتح ، على التشبيه في سَوادِ الماءِ .
( و ) بَعِيرٌ دَجُوجِيٌّ ، وناقَةٌ*! دَجُوجِيَّةٌ ، أَي شديدةُ السَّوَادِ .
و ( نَاقَةٌ *!دَجَوْجَاةٌ : مُنْبَسِطَةٌ على الأَرْضِ ) .
( و ) في حديث وَهْبٍ ( خَرجَ دَاوودُ
____________________

(5/547)


*!مُدَجِجَّاً في السِّلاح ( *!المُدَجِّجُ *!والمُدَجَّجُ ) أَي بكسر الجيم وفتحها . ولو قال كمُحَدِّث ومُعَظَّمٍ لأَصاب : ( الشَّاكُّ في السِّلاحِ ) أَي عليه سِلاحٌ تامٌّ ، سُمِّيَ به لأَنه *!يَدِجُّ ، أَي يَمشِي رُوَيْداً لثِقَلِه ، وقيل : لأَنَّهُ يَتَغَطَّى بِه ، من *!دَجَّجَت السَّمَاءُ ، إِذا تَغَيَّمَتْ .
وعن أَبي عُبَيْدٍ : *!المُدَجْدِجُ : اللاَّبسُ السِّلاح التَّامّ .
( و ) المُدَجَّجُ : الدُّلْدُلُ من القَنَافِذ ، وعن ابن سِيدَه هو ( القُنْفُذُ ) ، قال : أُراهُ لدُخُولِه في شَوْكِهِ ، وإِيَّاه عَنَى الشاعرُ بقوله :
*!ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه
مُحْمَرَّةٍ عَيْنَاهُ كالكَلْبِ
( و ) عن الّيث : المُدَجَّجُ : الفارس الذي قد ( *!تَدَجَّجَ في شِكَّتَه ) ، أَي شاكُّ السِّلاحِ ، قال : أَي ( دَخَلَ في سِلاَحِه ) .
( *!وتَدَجْدَجَ ) اللَّيْلُ ( : أَظْلَمَ ، *!كدَجْدَجَ ) ، فهي *!دَجْدَاجَةٌ ، وأَنشد :
إِذَا رِدَاءُ لَيْلَةٍ *!تَدَجْدَجَا
*!ومُدَجِّج كمُحَدِّث : وادٍ بين مَكَّةَ والمدينةِ . زَعَمُوا أَن دَلِيلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلمتَنَكَّبَه لمَّا هاجَرَ إِلى المدينة ، ذكره في اللسان في مدج ، والصّوابُ ذِكْرُه هنا .
( *!والدَّجَاجَةُ ، م ) أَي طائرٌ معروفٌ ، أَكلَه النّبيُّ صلى الله عليه وسلموالصّحابةُ ، وأَثْنَى ابنُ القَيِّم على لَحْمِه وكذا الحُكماءُ ، ( للذَّكَرِ والأُنْثَى ) ، لأَن الهاءَ إِنما دخلَتْه على أَنه واحدٌ من جِنْسٍ مثل حَمامةٍ وبَطَّةٍ ، أَلاَ تَرَى إِلى قولِ جَرِير :
لَمَّا تَذَكَّرْتُ بِالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَى
صَوْتُ *!الدَّجَاجِ وضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ
إِنَّمَا يَعنِي زُقَاءَ الدُّيوكِ ( ويُثَلَّثُ ) والفتحُ أَفصحُ ، ثم الكسْر .
وفي التَّوْشِيح : الدَّجَاجُ اسمُ جِنْسٍ واحدُهُ *!دَجَاجَة ، سُمِّيَت بذالك لإِقبالها
____________________

(5/548)


وإِدبارها ، والجمع دَجَاجٌ ودِجَاٌ *!ودَجائجُ فأَمّا دَجَائجُ فجمعٌ ظاهرُ الأَمْرِ ، وأَمّا دِجَاجٌ ، فقد يكون جَمْعَ دِجَاجَةٍ ، كسِدْرَةٍ وسِدَرٍ في أَنه ليس بينه وبين واحدِهِ إِلاّ الهاءُ : وقد يكون تكسير دِجَاجَة ، على أَن تكون الكسرَةُ في الجمعِ غيرَ الكسرةِ التي كانت في الواحدِ ، والأَلِفُ غير الأَلَفِ ، لاكنها كسرةُ الجَمْعِ وأَلِفُه ، فتكونُ الكسرةُ في الواحِدِ ككسرةِ عينِ عِمَامةٍ ، وفي الجمع ككسرةِ قافِ قِصاعٍ ، وجيم جِفَانٍ ، وقد يكون جمع دجَاجَةٍ على طرح الزّائدِ ، كقولك صَحْفَة وصِحَاف فكأَنه حينئذٍ جمعُ دَجَّةِ ، وأَمّا دَجاجٌ فمن الجَمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلاّ الهاءُ ، وقد تقدَّمَ ، قال سيبويه : وقالوا*! دَجَاجَةٌ ودَجَاجٌ *!ودَجَاجاتٌ ، قال : وبعضهم يقول دِجاجٌ ودِجَاجَات وقيل في قول لبيد :
بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
إِنَّه أَرادَ الدضيكَ ( وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ ) .
وفي التهدذيب ، وجمع الدَّجَاج دُجُجٌ .
( *!ودَجْدَجَ : صَاحَ بِها ، *!بِدَجْدَجْ ) ، بالفتح فيهما ، كذا هو مضبوط عندنا ، وفي بعض النُّسخ بكسرهما .
وفي اللسان *!دَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ .
( و ) الدَّجَاجُ ( : كُبَّةٌ مِنَ الغَزْلِ ) وقيل : الحِفْشُ منه ، قال أَبو المِقْدَام الخُزَاعيُّ في أُحْجِيَّتِه :
وعَجُوزاً رَأَيْتُ بَاعَتْ *!دَجَاجاً
لم تُفَرِّخْنَ قَدْ رَأَيْتُ عُضَالاً
ثُمَّ عَادَ الدَّجَاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهْ
رِ فَرارِجيَ صِبْيَةً أَبْذَالاَ
والدَّجَاج هاذا جَمْعُ دَجاجَة ، لِكُبَّةِ الغَزْلِ ، والفَرَارِيجُ جَمْعُ فَرُّوجٍ للدُّرَّاعَةِ والقَبَاءِ . والأَبذالُ : التي تُبْتَذَلُ في اللِّبَاسِ .
( و ) الدَّجَاج ( : العِيَالُ ) .
( و ) الدَّجَاجُ ( اسْمٌ ) .
____________________

(5/549)



( وذُو الدَّجَاجِ الحَارِثِيّ شاعِرٌ ) .
( وأَبو الغَنَائِم ) مُحَمّد بنُ عليِّ بنِ عليّ ( بن *!-الدَّجَاجيِّ ، ) إِلى بَيْعِ الدَّجَاجِ ، عن أَبي طاهِرٍ المُخلصيّ : وعنه القاضي أَبو بكرٍ الأَنصاريّ ، وتوفّي سنة 460 .
( و ) مهذّب الدّين ( سَعْدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ نَصْرٍ ) ، وفي نخسة سَعْدُ الله بن نَصْرٍ ، وهو الصّواب ، على ما قاله الذَّهبيّ ، رَوَى مُسْنَدَ الحُمَيْدِيّ ، عن أَبي مَنْصُورٍ الخَيَّاطِ ( و ) عنه ( ابناه مُحَمَّدٌ والحَسَنُ ، وحَفِيدُه عبدُ الحَقِّ ابنُ الحَسنِ ) بن سَعْدٍ ، مات عبد الحق سنة 622 .
( و ) أَبو محمّدٍ ( عبدُ الدَّائِمِ بنُ ) الفَقيهِ أَبي محمّدٍ ( عبدِ المُحْسِن ) بن إِبراهِيم بنِ عبد الله بن عليَ الأَنصاريِّ .
وأَبو إِسحاقَ إِبرَاهِيمُ بنُ أَبي طاهِرٍ عبدِ المُنْعِم بن إِبراهِيمَ .
وأَبو عَلِيَ عبدُ الخالقِ بنُ إِبراهِيمَ ، تَرجَمهم الصصابونيُّ في تَكلمة الإِكمال .
( *!الدَّجَاجِيُّونَ ، مُحَدِّثون ) .
( *!والدَّجَجَانُ ، كرَمَضَانَ ) هو ( الصَّغِيرُ الرَّاضِعُ الدَّاجُّ ) ، أَي الدَّابُّ ( خَلْفَ أُمِّه ، وهي بهاءٍ ) ، وتقدّم أَن الدَّاجَّةَ أَيضاً اسمٌ لجماعةٍ يَدِجُّون .
والدَّجَجَانُ أَيضاً مصدرُ دَجَّ بمعنَى الدَّبيبِ في السَّيْرِ وأَنشد :
بَاتَتْ تَدَاعَى قَرَباً أَفَايِجَا
تَدْعُو بِذَاك الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا
( و ) في الحديث ( قال لرجلٍ : أَين نَزلْتَ ؛ قال : بالشِّقّ الأَيْسَرِ مِن مَنًى . قال : ذاك مَنْزِلُ الدَّاجِّ ، فلا تَنْزِلْه ) .
وأَقبلَ الحَاجُّ والدَّاجُّ . الحَاجُّ : الذين يَحُجُّون ، و ( الدَّاجُّ ) : الأُجَرَاءُ و ( المُكَارُونَ والأَعْوَانُ ) ونَحْوَهم ، الذين مع الحَاجِّ ، لأَنهم *!يَدِجُّونَ على الأَرْضِ ، أَي يَدِبُّون ويَسْعَوْن في السَّفَر . وهاذان اللَّفظانِ وإِن كَانا مُفردَيْنِ فالمُرَادُ بهما الجمعُ ، كقوله تعالى : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ } ( سورة المؤمنون ، الآية : 67 ) .
( و ) قيل : هم الّذين يَدِبُّون في آثارِهم
____________________

(5/550)


من ( التُّجَّار ) وغيرِهم ، ( ومنه الحَدِيثُ ) المرويّ عن عبد الله بنِ عُمَرَ ، رضي الله عنهما ، رأَى قَوْماً في الحَجِّ لَهُمْ هَيْئَةٌ أَنكرَهَا فقال ( هاؤُلاءِ الدَّاجُّ ولَيْسُو بالحاجِّ ) ، قال أَبو عُبيدٍ : هُم الذين يَكُونُونَ مع الحاجِّ ، مثلُ الأَجراءِ والجَمَّالِينِ والخَدَمِ وما أَشبهَهُم ، قال فأَراد ابنُ عُمَر : هاؤلاءِ لاحَجَّ لهم ، وليس عندهم شيءٌ إِلاّ أَنهم يَسيرُون وَيدِجُّون ، وعن أَبي زيدٍ : الدَّاجُّ : التُّبَّاع والجَمَّالون ، والحَاجُّ : أَصحاب النِّيَّات ( والزَّاجُّ : المراؤون ) .
( *!وَدَجُوجَى كَهَيُولَي : ع ) .
( *!ودُجَّجَتِ السَّمَاءُ تَدْجِيجاً ) *!كدَجّتَ إذا ( غَيَّمَتْ ) ، وفي بعض الأَمَهات تَغَيَّبَتْ .
( *!ودَجُوجٌ كصَبُورٍ : جَبَلٌ لِقَيْسٍ ) ، أَو بَلدٌ لهم ، قال أَبو ذُؤيبٍ :
فَإِنَّك عَمْرِي أَيَّ نَظْرَةِ عَاشِقٍ
نَظَرْتَ وقَدْسٌ دُونَنَا ودَجُوجُ
ويقال : هو مَوْضعٌ آخَرُ .
( *!والدَّيْدَجَانُ من الإِبلِ : الحَمُولَةُ ) ، أَي التي تَحْمِل حُمُولَةَ التُّجَّارِ ، وهو في التّهذيب في الرُّباعيّ بالذّال المعجمة ، وأَعاده المصنف في الراءِ ، وستأتي الإِشارة إِليه .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابن الأَثير : وفي الحديث ( ما تَرَكت حَاجَّةً ولا دَاجَّة ) قال هاكذا جاءَ في رِوايَةٍ بالتّشديد ، قال الخَطَّابِيّ الحاجَّة : القَاصِدُون البَيتَ ، والدَّاجَّة : الرَّاجِعُون ، والمشهور هو التخفيف ، وأَراد بالحَاجَةِ الحَاجَةَ الصَّغِيرَة ، والدَّاجَةِ الحَاجَةَ الكَبِيرةَ .
وفي كلام بعضهِم : أَما وحَوَاجِّ بيتِ الله *!ودَوَاجِّهِ لأَفْعَلَنْ كَذا وكذا .
*!ودَجْدَجَتِ الدَّجَاجَةُ في مِشْيَتِهَا ، إِذا عَدَتْ .
*!والدُّجُّ : الفَرُّوج ، قال :
والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجَاجِ
وقيل الدُّجُّ مُوَلَّدٌ ، أَي ليس في كلامِ الفُصحاءِ المُتَقدِّمِينَ .
____________________

(5/551)



والدَّجَاجَةُ : مَا نَتَأَ مِنْ صَدْرِ الفَرَسِ ، قال :
بَانَتْ*! دَجَاجَتُه عَنِ الصَّدْرِ
وهُمَا *!دَجَاجَتانِ عَن يَمينِ الزَّوْرِ وشِمَالِهِ ، قال ابنُ بَرَّاقَة الهَمْدَانِيّ :
يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجَاجَتَيْنِ
وَالدُّجَّةُ : جِلْدَةٌ قَدْرَ إِصْبَعَيْنِ تُوضَع في طَرَفِ السَّيْرِ الذي يُعَلَّقُ به القَوْسُ وفيه حَلْقَةٌ فيها طَرَفُ السَّيْرِ .
قال الوزير أَبو القَاسم المَغربيّ في أَنسابه : فأَمَّا الأَسماءُ فكُلُّها دِجَاجَة ، بكسر الدّال ، فمن ذلك في ضَبَّة : دِجَاجَةُ ابن زُهْرِيّ بن عَلْقَمَةَ ، وفي تَيْمِ بن عبدِ مَنَاةَ : دِجَاجَةُ بنُ عبد القَيْسِ بن امْرِىء القيس ، ودِجَاجةُ بِنْتُ صَفْوَانَ شاعرة .
والدِّرْبَاسُ وَعَمْرٌ و دِجَاجَةَ ، رَوَيَا عن أَبيهما عن عَليّ .
وعبدُ العزيز بنُ محمَّدِ بن عَلِيَ الصالحيّ ، عُرِف بابن *!الدِّجاجِيّة ، روى عن حافظِ ابن عَساكِر وأَبي المَفاخرِ البَيِقيّ وتوفي سنة 640 .
دحج : ( دَحَجهُ ، كمنَعَه ) دَحْجاً ، إِذا ( سَحَبَه ) ، وفي باب الذّالِ المُعجَمَةِ : ذَحَجَةُ ذَحْجاً ، بهاذا المعنَى ، فكأَنَّهما لغتانِ .
( و ) دَحَجَ ( الجَارِيةَ : جَامَعَها ) ، كُلُّ ذالك في التهذيب .
وزاد ابنُ سِيدَه : دَحَجَةُ يَدْحَجُهُ دَحْجاً : عَرَكَه كَعَرْكِ الأَدِيمِ ، يمانِيَةٌ ، والذال المُعْجَمَة لُغَةٌ ، وهي أَعلَى ، كذا في اللسان .
دحرج : ( دَحْرَجَه ) يُدَحْرِجه ( دَحْرَجَةً ) بالفتح على القياس ( ودِحْرَاجاً ) ، بالكسر وهو مَقيسٌ أَيضاً كالأَوّلِ ، صرَّح به جَمَاعَةٌ ، كذا في التسهيل ، والجُمْهُورُ علَى أَنه يُتَوَقَّفُ علَى السَّمَاعِ ، ما سُمِعَ مِنْهُ يُقَالُ ، ومالاَ ، فَلاَ ، ويجوز فيه الفتحُ إذا كانَ مُضَاعَفاً كالزَّلْزَال والوَسْوَاس ، قال شَيْخُنا : ولا عبْرةَ
____________________

(5/552)


بقولِ الشيخ خالد في التصريحِ : لم يُسْمَع في دَحْرَج دِحْرَاجاً ، نصَّ على ذالك الصَّيْمَرِيّ وغيرُه ، فإِنه ثَبَت في الدَّوَاوِين اللُّغَوِيّة كُلِّهَا التمثيل لمَصْدَرِ فَعْلَلَ فِعْلاَلاً وفَعْلَلَةً بدَحْرَج دِحْرَاجاً ودَحْرَجَةً ، والصَّيْمَرِي ليس ممن يُعْتَدُّ بهِ في هذا الشأَن .
( فَتَدَحْرَج ، أَي تَتَابَعَ في حُدُورٍ ) .
( و ) اسم المفعول منه ( المُدَحْرَجُ ) بالضّمّ ، وهو ( المُدَوَّرُ ) ، لأَن الفِعْل إِذا جاوزَ الثلاثةَ فالمِيمُ منه مضمومةٌ ، وقد تقدَّمَ البحثُ عن هاذا في خدج .
( والدُّحْرُوجَةُ ) بالضمّ ( : ما يُدَحْرِجُه الجُعَلُ مِنَ البَنَادِقِ ) ، وجَمعه الدَّحاريجُ .
وعن ابنِ الأَعرابيّ : يقال للجُعَلِ المُدَحْرِجُ ، وقال ذُو الرُّمَّة يَصفُ فِرَاخَ الظَّلِيم :
أَشْدَاقُهَا كَصَدُوحِ النَّبْعِ في قُلَلٍ
مِثْلَ الدَّحارِيجِ لمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ
والدُّحْروجَةُ أَيضاً : مَا تَدَحْرَجَ من القِدْرِ ، قال النابغةُ :
أَضْحَتْ يُنَفِّرُهَا الوِلْدَانُ مِنْ سَبَإِ
كَأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْهَا دَحَارِيجُ
وأَبو عَمْرٍ و عُثْمَانُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ دُحْرُوج القَزَّازُ بغدادِيٌّ سَمِعَ الصَّرِيفِينِيَّ وابنَ النَّقُورِ ، وعنه أَبو سَعْدٍ السّمعانِيُّ ، وتوفي سنة 532 .
درج : ( دَرَجَ ) الرَّجُلُ والضَّبُّ يَدْرُجُ ( دُرُوجاً ) ، بالضّمّ ، أَي مَشَى ، كذا في الصّحاح .
( و ) دَرَجَ الشّيخٌ والصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً و ( دَرَجَاناً ) ، محرّكةٌ ، ودَرِيجاً ، فهو دارِجٌ ، إِذا ( مَشَى ) كلٌّ منهما مَشْياً ضَعيفاً ودَبَّا ، والدَّرَجَانُ : مِشْيَةُ الشَّيْخِ والصَّبِيِّ .
ويقال للصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخَذَ في الحَرَكَة : دَرَجَ ، وقوله :
يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خَارِجِ
أُمَّ صَبِيَ قَدْ حَبَا ودَارِجِ
____________________

(5/553)



إِنّمَا أَرادَ أُمَّ صَبِيَ حابٍ ودَارِجٍ وجَازَ له ذالك لأَن ( قَدْ ) تُقَرِّبُ المَاضِيَ مِنَ الحَالِ حتَّى تُلْحِقَه بِحُكْمِه أَو تَكادُ أَلاَ تَراهُم يَقولونَ قد قَامَتِ الصَّلاةُ ، قبل حالِ قِيامِها .
( و ) دَرَجَ ( القَوْمُ ) إِذا ( انْقَرَضُوا ، كانْدَرَجُوا ) ، ويقال للقومِ إِذا مَاتُوا ولمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً : قد دَرَجُوا .
وقبيلةٌ دَارِجَةٌ ، إِذا انْقَرَضَتْ ولم يَبْقَ لها عقَبٌ .
وفي المثل ( أَكذبُ مَن دَجَّ ودَرَجَ ) أي أَكذَبُ الأَحياء والأَمواتِ .
( و ) قيلَ : دَرَجَ ( فُلانٌ ) مَات و ( لمْ يُخَلِّفْ نَسْلاً ) ، وليس كلُّ مَن ماتَ دَرَجَ .
أَبو طالب : في قولهم ( أَحْسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ ( فَدَبَّ : مَشَى ، ودَرَجَ : مَاتَ وفي حديث كَعْبٍ ( قال له عُمَرُ : لِأَيِّ ابْنَيْ آدَمَ كان النَّسْلُ ؟ فقال : ليس لواحدِ منهما نَسْل ، أَمَّا المَقتولُ فدَرَجَ ، وأَما القاتِلُ فهَلَكَ نَسْلُهُ في الطوفَانِ ( دَرَجَ أَي مَاتَ ) .
وأَدْرَجَهم الله : أَفْنَاهُمْ .
و ( يقال ) دَرَجَ قَرْنٌ بَعْد قَرْنٍ ، أَي فَنَوْا .
وأَنشد ابن السِّكّيت للأَخطل :
قَبِليَةٌ بِشِرَاكِ النَّعْلِ دَرِاجَةٌ
إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لاَ يُوجَدْ لَهُمْ أَثرُ
وكان أَصْل هاذا من دَرَجْت الثَّوْبَ إِذا طوَيْته ، كأَنَّ هاؤلاء لمّا ماتُوا ولم يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ والبَقَاءِ كذا في اللِّسان ، فهو مَجَازٌ ، ولم يُشْرْ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ .
( أَو ) دَرَجَ ( : مَضَى لِسبِيلِه ، كدَرِجَ كسَمِعَ ) .
وفُلانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا ، أَي على سَبِلِهِ .
( و ) دَرَجَتِ ( النَّاقَةُ ) إِذا ( جَازَت السَّنَةَ ولم تُنْتَجُ ، كأَدْرَجَتْ ) .
وهي مُدْرِجٌ : جَاوَزَتِ الوَقْتِ الَّذي
____________________

(5/554)


ضُرِبَتْ فِيه ، فإِن كان ذالك لها عادةً فهي مِدْرَاجٌ ، وقيل : المِدْرَاجُ : التي تَزيد على السَّنَةِ أَيّاماً ثلاثةٌ أَو أَربعةً أَو عَشرةً ليس غيرُ .
( و ) دَرَجَ الشيْءَ يَدْرُجه دَرْجاً ( طَوَى ) ، وأَدْخَلَه ، ( كَدَرَّج ) تَدْرِيجاً ، ( وأَدْرَجَ ) ، والرُّبَاعيّ أَفصحُها .
والإِدْرَاجُ : لَفُّ الشَّيْءِ ، ويقال لما طَوَيْتَه : أَدْرَجْته ، لأَنه يُطْوَى على وَجْهِه .
وأَدْرَجْتُ الكِتَابَ : طَوَيْتُه .
( و ) من المجاز : يقال : دَرِجَ الرَّجُلُ ( كسَمِعَ ) ، إِذا ( صَعِدَ فِي المَرَاتِبِ ) لأَن الدَّرَجَة بمعنَى المَنْزِلةِ والمَرْتَبَة .
( و ) دَرِجَ إِذا ( لَزِمَ المَحَجَّةَ ) ، أَي الطَّرِيقَ الوَاضِحَ ( مِنَ الدِّينِ أَو الكَلاَمِ ) ، كُلُّه بكَسرِ العَيْن من فَعِلَ .
( والدَّرَّاجُ كشَدَّادِ : النَّمَّامُ ) ، عن اللِّحْيَانيّ . في الأَساس ، أَي يَدْرُجُ بينَ القومِ بالنَّمِيمَةِ .
( و ) الدَّرَّاجُ أَيضاً ( : القُنْفُذُ ) ، لأَنّه يَدْرُج لَيلَتَه جَمعاءَ ، صِفَةٌ غالبةٌ .
( و ) الدَّرّاجُ أَيضاً ( : ع ) قال زُهيرٌ :
بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ
كذا في اللسان ، وسيأْتي في كلامِ المصنّف قريباً .

( و ) الدُّرَّاج ( كرُمَّانٍ ، طائرٌ ) شِبْهُ الحَيْقُطَانِ ، وهو من طَيْرِ العِرَاقِ أَرْقَطُ .
وفي التهذيب : أَنْقَطُ ، قال ابنُ دُرَيْد : أَحسَبُه مُولَّداً ، وهي الدُّرَجَةُ ، مثالُ رُطَبَةٍ ، والدُّرَّجَةُ ، الأَخيرةُ عن سيبويه .
وفي الصّحاح : الدُّرَّاجُ ، والدُّرَّاجَةُ : ضَرْبٌ من الطَّيْرِ ، للذَّكَر والأُنْثَى ، حتى تقول الحَيْقُطَانُ فيخْتَصُّ بالذَّكَر .
( ودَرِجَ ) الرجُلُ ( كسَمِعَ : دَامَ على أَكْلِهِ ) أَي الدُّرَّاجِ .
( والدَّرُوجُ ) كصَبورٍ ( الرِّيحُ السَّرِيعَةُ المَرِّ ) ، وقيل : هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرًّا ليس بالقَوِيِّ ولا الشَّديدِ ، يقال : رِيحٌ دَرُوجٌ ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ .
____________________

(5/555)



وفي اللّسان : رِيحٌ دَرُوجٌ يَدْرُجُ مُؤَخَّرُهَا حتَّى يُرَى لها مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ ، واسم ذالك المَوْضعِ الدَّرَجُ .
ويقال : اسْتَدْرَجَتْ المَحَاوِرُ المَحَالَ كما قالَ ذو الرُّمَّةِ :
صَرِيفَ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحَاوِرُ
> أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَنْ تَدْرُجَ . ( الوَاحِدَةُ ) دُرْجَة ، ( بهاءٍ ) و ( ج ) دِرَجَة وأَدْرَاجٌ ( كعِنَبَةِ وأَتْرَاسٍ ) ، وفي حديث عائشةَ ، رضي الله عنها ( كُنَّ يَبْعَثْنَ بالدَّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ ) . قال ابنُ الأَثير : هكذا يُرْوَى بكسرِ الدَّالِ وفتح الرّاءِ جمْع دُرْجٍ ، وهو كالسَّفَطِ الصغيرِ تَضعُ فيه المرأَةُ خِفَّ مَتَاعِها وطِيبها ، وقال إِنما هو الدُّرْجَةُ ، تأَنِيثُ الدُّرْجِ . وقيل : إِنما هي الدُّرْجَةُ : بالضَّمّ ، وجمعها الدُّرَجُ ، وأَصلُه ما يُلَفُّ ويُدْخَل في حَياءِ النَّاقةِ ، كما سيأْتي .
( و ) الدَّرْجُ ( بالفتح : الّذي يُكْتَبُ فيه ، ويُحَرَّك ) ، يُقَال أَنْفَذْتُه في دَرْجِ الكِتَابِ أَي في طَيِّه ، وجَعلَه في دَرْجِه ، ودَرْكُ الكتَابِ : طَيُّه ودَاخِلُه ، وفي دَرْجِ الكتابِ كذَا وكذا .
( و ) الدَّرَجُ ( بالتَّحْرِيك : الطَّرِيقُ ) والمَحَاجُّ ، وجمعُه أَدراجٌ .
وفي اللّسَان : يقال للطّرِيقِ الّذي يَدْرُج فيه الغُلامُ والرِّيحُ وغيرُهما
____________________

(5/556)


مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ ( وجمعه أَدراجٌ ) أَي مَمَرُّ ومَذْهَبٌ .
( و ) يقال : خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ ، ودَرَجُه : طَريقُهُ ، أَي لا تَتَعرَّضْ له لئلاّ يَسْلُكَ بين قَدَمَيْك فتَنْتَفِخَ .
ورجَ فُلانٌ دَرَجَه ، أَي في طَرِيقه الذِي جاءَ فيهِ .
ورَجَع فُلانٌ دَرَجَه إِذا رَجعَ في الأَمْرِ الّذي كَانَ تَرَكَ .
وفي حديث أَبي أَيُّوبَ ( قال لبعض المُنَافِقِين وقد دَخلَ المَسجِدَ ( أَدْرَاجَكَ يا مُنَافِقُ ) الأَدْرَاجُ جمعُ دَرَجٍ ( وهو الطّريق ) أَي اخْرُجْ مِن المَسجِد وخُذْ طرِيقَك الّذي جِئْتَ منه .
و ( رَجَع أَدْرَاجَه ) : عَادَ من حَيثُ جَاءَ ، ( ويُكْسَر ) . نقله ابن منظورٍ عن ابن الأَعرابيّ ، كما يأْتي ، فلم يُصِبْ شيخُنَا في تَخْطِئَةِ المُصَنِّف . وإِذَا لَمْ تَرَ الهِلالَ فَسَلِّمْ .
ويقال استَمَرَّ فُلانٌ دَرَجَه وأَدْرَاجَه .
وقال سِيبويهِ : وقالوا رَجَعَ فُلانٌ أَدْرَاجَه ( أَي ) رَجَعَ ( فِي الطَّرِيق الذِي جَاءَ مِنْهُ ) ، وفي نُسخَة : فيه .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يقال للرَّجُل إِذا طَلبَ شَيْئاً فلم يَقْدِرْ عليه : رَجَعَ عَلى غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ ورَجَعَ على إِدْرَاجِه ، ورَجَعَ دَرْجَهُ الأَوَّلَ ، ومثلُه عَوْدَه على بَدْئه ، ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ ، وذالك إِذا رَجعَ ولم يُصِبْ شَيْئاً .
ويقالُ : رَجَع فُلان على حَافِرَتِهِ وإِدْرَاجِه بِكسر ، الأَلف ، إِذا رَجعَ في طريقِه الأَوَّلِ .
وفُلانٌ على دَرَجِ كَذا ، أَي ( على ) سَبيلِه .
( و ) من المجاز : ( ذَهَبَ ) دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ ( أَي هَدَراً ) .
ودَرَجَت الرِّيحُ : تَرَكَتْ نَمَانِمَ في الرَّمْلِ .
____________________

(5/557)



( و ) في التهذيب : ( دَوَارِجُ الدَّابَّةِ : قَوَائِمُهَا ) الوَاحِدةٌ دارِجَةٌ .
( والدُّرْجَةُ ، بالضّمّ : شَيْءٌ ) ، وعبارةُ التّهذيب : ويقال للخِرَقِ الّتي تُدْرَجُ إِدراجاً وتُلَفُّ وتُجْمَعُ ثمّ تُدَسُّ في حَياءِ النَّاقة الّتي يُريدون ظَأْرَهَا عَلَى وَلَدِ نَاقة أُخْرَى فإِذا نُزِعَتْ مِن حَيائِهَا حَسِبَتْ أَنَّهَا وَلَدَتْ ولَداً فيُدْنَى منها وَلَدُ النّاقةِ الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ ، ويقال لتلك اللَّفِيفَةِ : الدُّرْجَةُ ، والجَزْمُ والوَثِيقَةُ .
وعبارة المُحكمِ : والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخرَقٌ وغيرُ ذالك ( يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ ) وفي نُسخة : ويُدْخَلُ ( في حَيَاءٍ النَّاقَةِ ) ، ونِصُّ المحكم : في رَحِمِ النَّاقَةِ ( ودُبُرِهَا ) ويُشَدُّ ( وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدودةَ العَيْنِ والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لِذالك غَمٌّ كغَمِّ المَخَاضِ ، ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها فيَخْرُج ذالك منِها ) ، ونصُّ المحكم : عنها ( ويُلْطَخُ به وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ ) وتَرَى ( أَنه وَلدُهَا ) .
وعبارة الجوهريّ : فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وقد هَيَّبُّوا لها حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها ( فَتَرْأَمُهُ ) ، قال : ويقال لذالك الشيءِ الذِي يُشَدُّ به عَيناها : الغِمَامَة ، والذي يُشَدُّ به أَنْفْها : الصِّقَاعُ .
والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ ، قال عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ :
جَمَادٌ لا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا
ولم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ
والجَمَادُ : النَّاقَةُ الَّتي لا لَبَنَ فيها ، وهو أَصْلَبُ لجِسْمِها .
( أَو ) الدُّرْجَةُ ( : خِرْقَةٌ يُوضَع فيها دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ في حَيَائِهَا ) أَي النّاقَةِ ، وذالك ( إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه ) ، هاكذا نَصَّ عليه ابنُ منظورٍ وغيرُه فلا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا : قد أَنكره الجَماهِيرُ . ( ج ) دُرَجٌ ( كصُرَدٍ ) وقد تقدَّم الشاهِدُ عليه .
( وفي الحدِيث ) المَرْوِيّ في الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا ، عن عائشةَ ، رضي الله عنها ( كن ( يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ ) بضمّ فسكونِ ، وهو مجازٌ ، لأَنهم
____________________

(5/558)


( شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بها الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ ، بدُرْجَةِ النَّاقَةِ ) .
وقد تقدَّمَ تفسيرُهَا ، ( ورُوِيَ : بِالدِّرَجَةِ ، كعِنَبَةٍ ) ، قال ابنُ الأَثيرِ : هاكذا يُرْوَى ، ( وتَقَدَّمَ ) أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ ( وضَبَطَه ) القاضي أَبو الوليد ( البَاجِيُّ ) في شَرْحِ المُوطَّإِ ( بالتَّحْرِيكِ ) كغيرِه ( وكأَنَّهُ وَهَمٌ ) ، أَخذ ذالك من قولِ القاضِي عياضٍ ، قال شيخُنَا ، وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فلا بُعْدَ ولا تَشْكِيكَ .
( والدَّرَّاجَةُ ، كجَبَّانَةٍ : الحَالُ ) ، وهي ( الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى ) هاكذا نصُّ عبارة الجوهريّ . وقال غيرُه : الدَّرَّاجَةُ : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عليها .
( و ) هي أَيضاً ( الدَّبَّابَةُ ) التي تُتَّخَذُ و ( تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا ) وفي بعض الأُمهاتِ : فيها ( الرِّجَالُ ) ، وفي التّهذيب : ويقال للدَّبَّابَاتِ التي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ : ( الدَّبَّاباتُ ) والدَّرَّاجَاتُ .
( والدُّرْجَةُ ، بالضّمّ ، و ) الدَّرَجَةُ ( بالتَّحْرِيك ، و ) الدُّرَجَة ( كهُمَزَةٍ ) الأَخِيرَة عن ثَعْلَبٍ ( وتُشَدَّدُ جِيمُ هاذه ، والأُدْرُجَّةُ ، كالأُسْكُفَّةِ : المِرْقَاةُ ) التي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ .
( و ) وَقَعَ فُلانٌ في دُرَّجٍ ، ( كَسُكَّرٍ ) ، أَي ( الأُمُور العَظِيمة الشَّاقَة ) .
( و ) الدِّرِّيجُ ، ( كسِكِّينٍ : شَيءٌ كالطُّنْبُورِ ) ذُو أَوْتَارٍ ( يُضْرَبُ بِه ) ، ومثلَه قال ابنُ سِيدَه .
( وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً : ضِقْتُ به ذَرْعاً ) .
وَدرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً ، إِذا أَطْعَمْتِ شَيْئاً قليلاً ، وذالك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً .
( و ) رُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ : امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكذَا ، حتَّى أَتاه فُلانٌ ف ( اسْتَدْرَجَه ) ، أَي ( خَدَعَهُ ) حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ في ذالك .
____________________

(5/559)



( و ) اسْتَدْرَجَه : رَقَّاهُ ، و ( أَدْنَاهُ ) منه على التَّدْرِيج ، فتَدَرَّجَ هو ( كدَرَّجَه ) إِلى كذا تَدْرِيجاً : عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةٌ بعد أُخْرَى ، وهاذا مَجاز .
( و ) عن أَبي سعيد : اسْتَدْرَجَه كَلامِي أَي ( أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ ) ، قال الأَعشى :
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّهُ
وتَعْلَمَ أَنِّي مِنْكُمُ غَيْرُ مُلْجَمِ
( و ) يقال : استدْرَجَ فُلانٌ ( النَّاقَةَ ) إِذا ( اسْتَتْبَع وَلَدَهَا بَعْدَ مَا أَلْقَتْه مِن بَطْنِها ) هاذا نصُّ كَلامِه ، والّذي في اللِّسان وغيرِه : ويقال : اسْتَدْرَجَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا ، إِذا اسْتَتْبَعَتْهُ بعدَ ما تُلْقِيه مِن بَطْنِها .
( واسْتدْرَاجُ الله تعالى العَبْدَ ) بمعنى ( أَنَّه كُلَّمَا جَدَّدَ خَطِيئَةٌ جَدَّدَ له نعْمَةً وأَنْسَاه الاسْتَغْفَارَ ) ، وفي التنزيلِ العزيز : { سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } أَي سَنأَخُذُهم من حيث لا يَحْتَسِبون ، وذالك أَنّ الله تعالى يَفتح عليهم من النَّعِيم ما يَغْتَبِطُون به ، فيَرْكَنُون إليه ، ويَأْنَسون به ، فلا يَذْكرون المَوْتَ ، فَيأَخذُهُم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كَانُوا ، ولهاذا قال عُمَر بن الخَطّابِ ، رضي الله عنه ، لما حُمِلَ إِليه كُنوزُ كِسْرَى : اللّهُمَّ إِني أَعوذُ بك أَن أَكون مُسْتَدْرَجاً فإِني أَسمعُك تقولُ { سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } ( سورة الأعراف ، الآية : 182 ) .
( أَو ) قيل : اسْتِدْراجُ الله تَعَالى العَبْدَ ( : أَنْ يَأْخُذَه قَليلاً قَليلاً ولا يُبَاغِتَه ) ، وبه فسَّرَ بعضُهُم الآية المذكورةَ :
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و ( أَدْرَجَ الدَّلْوَ ) إِدراجاً ، إِذا ( مَتَحَ بها في رِفْقٍ ) وأَنشد :
يا صَاحِبَيَّ أَدْرِجَا إِدْرَاجَا
بِالدَّلْوِ لاَ تَنْضَرِجُ انْضِرَاجَا
قال الرِّياشيّ : الإِدراج : النِّزْعُ قَلِيلاً قليلاً .
( و ) أَدْرَجَ ( بالنَّاقَةِ : صَرَّ أَخْلاَفَها ) بالدُّرْجَة .
____________________

(5/560)



( و ) الدُّرَجَةُ ( كهُمَزَةٍ ) ، وتُشدَّد الرّاءُ ، عن سبيويه ، قال ابن السَّكِّيت : هو ( طائِرٌ ) أَسْودُ باطِنِ الجَنَاحَينِ ، وظاهِرُهما أَغبرُ ، وهو على خِلْقَةِ القَطَا إِلاّ أَنها أَلطَفُ ، والتشديد نقَله أَبو حَيَّانَ في شرح التّسهيلِ ، ورواه يعْقُوبُ بالتّخفيف .
( وحَوْمَانَةُ الدُّرَّاجِ ) بالضّمّ ( وقد تُفْتَح ) لغةً ( : ع ) ، قال الصّاغانيّ في التكملة : الدُّرَّاج بالضّمّ ، لغةٌ في الفتح وذَكَر بيتَ زُهَيرٍ المشهورَ السابقَ ذِكْرُه ، ورَوَاهُ أَهلُ المدينة ( بالدّرّاج فالمُتَثلّم ) ويُنْظَر هاذا مع كلامِ المُصَنِّف آنفاً ، هل هما موضعٌ واحدٌ أَو موضعانِ .
( و ) المُدَرَّج ( كمُعَظَّمٍ : ع بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ وعَرَفَاتٍ ) .
و ( ابنُ دُرَّاجٍ كَرُمَّانٍ ) هو ( عَلِيُّ بنُ محمَّدٍ ، مُحَدِّثٌ ) هاكذا في نسختنا ، والذي في التكملة أَبو دُرَّاجٍ .
( والدُّرَّجُ كقُبَّرٍ : الأُمورُ الّتي تُعْجِزُ ) ، وقد مرّ ذالك في كلامِ المصنّف بعينه ، فهو تَكرارٌ .
( و ) الدَّرَجُ ( جَبَلٍ : السَّفِيرُ بَينَ اثْنَيْنِ ) يَدْرُج بينهما ( للصُّلْحِ ) .
( و ) دُرَيْجٌ ( كزُبَيْرٍ : جَدٌّ لِشُعَيْبِ ابنِ أَحْمَدَ ) .
( والدَّرَجَاتُ ، محرَّكَةً ) جَمْعُ الدَّرَجَة ، وهي ( الطَّبَقَاتُ مِن المَرَاتِبِ ) بعضها فوق بعضٍ .
( و ) يقال ( دَرَجَتِ الرِّيحُ بالحَصَى أَي جَرَتْ عليه جَرْياً شَديداً ) ، دَرَجَتْ في سَيْرِهَا .
( و ) أَمَّا ( اسْتَدْرَجَتْه ) فمعناه ( جَعَلْتُه كأَنَّه يَدْرُجُ بِنَفْسِه ) علَى وَجْهِ الأَرْض من غيرِ أَن تَرفَعَه إِلى الهواءِ .
( وتُرَابٌ دَارِجٌ : تُغَشِّيهِ الرِّيَاحُ ) إِذا عَصفَتْ ( رُسُومَ الدِّيارِ وتُثِيرُه ) ، أَي تلك الرياحُ ذالك التُّرَابَ ( وتَدْرُجُ به ) في سَيْرِهَا ، ورِيحُ دَرُوجٌ ، وقد تقدَّم شيءٌ من ذالك .
____________________

(5/561)



( ) ومما بقي على المصنّف رحمه الله تعالى :
الدَّرَجَةُ : الرِّفْعَةُ في المَنْزِلَة .
ودَرَجعاتُ الجَنَّةِ مَنَازِلُ أَرْفَعُ مِن مَنَازِلَ .
والدَّرِيجُ للقَطَا ، قال مُلَيْحٌ :
يُطِفْنَ بِأَحْمَالِ الجِمَالِ غُدَيَّةً
درِيجَ القَطَا فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ
وكلّ بُرْجٍ مِن بُروجِ السماءِ ثلاثُونَ دَرَجَةً .
والمَدَارِجُ : الثَّنَايَا الغِلاَظُ بين الجِبَالِ ، واحدتُها مَدْرَجَةٌ ، وهي المواضعُ التي يُدْرَج فيها ، أَي يُمْشَى ، ومنه قولُ ذِي البِجَادَيْن عبدِ الله المُزَنِيّ :
تَعَرَّضِي مَدَارِجاً وسُومِى
تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
هاذا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقِيمِى
والدَّوَارِجُ : الأَرْجُلُ ، قال الفرزدق :
بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قَامَ فَوْقَه
خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ قَصِيرُ الدَّوَارِجِ
قال ابن سِيده : ولا أَعرِفُ له واحداً .
وفي خُطْبَةِ الحجّاجِ ، ( ليس هاذا بِعُشِّكِ فادْرُجهي ) أَي اذْهَبي ( وهو مَثلٌ ) يُضْرَبُ لمن يَتَعَرَّض إِلى شيْءٍ ليس منه ، وللمُطْمَئِنِّ في غيرِ وَقْته فيُؤْمَر بالجِدِّ والحَرَكةِ .
ومن المجاز : هُمْ دَرَجُّ السُّيُولِ . دَرَجُ السَّيْلِ وَمَدْرَجُهُ : مُنْحَدَرُهُ وطَرِيقُهُ في مَعَاطِف الأَوْدِيَةِ ، وأَنشد سيبويهِ :
أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ
رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجُّ السُّيُولِ
ومَدارِجُ الأَكَمَةِ : طُرُقٌ مُعْتَرِضَةٌ فيها .
والمَدْرَجَةُ : مَمَرُّ الأَشياءِ على الطّريق وغيرِه .
ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه وسَنَنُه .
____________________

(5/562)



وهاذا الأَمرُ مَدْرَجَةٌ لهاذا ، أَي مُتَوَصِّلٌ به إليه .
ومن المجاز : امْشِ في مَدَارِج الحَقِّ .
وعليكَ بالنَّحْوِ فإِنه مَدْرَجَةُ البَيان ، كذا في الأَساس .
واستَدْرَجَه : اسْتَدْعَى هَلَكَتَه ، من دَرَج : مَاتَ .
ورجُلٌ مِدْرَاجٌ : كثيرُ الإِدراجِ للثِّيابِ .
وأَدْرَجَ المَيتَ في الكَفَنِ والقَبْرِ : أَدْخَلَه .
وفي التّهذيب : المِدْرَاجُ : النَّاقَةُ الّتي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتَتْ عَلَى مَصْرَبِها .
والمُدْرِجُ والمِدْرَاجُ : الَّتي تُؤَخِّر جَهَازَها وتُدْرِجُ عَرَضَهَا وتُلْحِقُه بِحَقَبِها ، وهي ضِدُّ المِسْنَافِ ، جَمْعُه مَدَارِيجُ .
وقال أَبو طالبٍ : الإِدراجُ : أَنْ يَضْمُرَ البَعِيرُ فيَطْطَرِبَ بِطَانُه حتَّى يَستأْخِرَ إِلى الحَقَبِ فيَسْتَأْخِرَ الحِمْلُ ، وإِنما يُسَنَّفُ بِالسِّنافِ مَخَافَةَ الإِدْراجِ .
ومن المجاز : يقال : هم دَرْجُ يَدِك ، أَي طَوْعُ يَدِك .
وفي التهذيب : يقال : فُلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ ، وبنو فُلانٍ لا يَعْصُونَك ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع .
وأَبُو دَرَّاجٍ : طائرٌ صغيرٌ .
ومن المجاز : فُلانٌ تَدَرّج إِليه .
ومَدْرَجُ الرِّيحِ لَقَبُ عامرِ بن المَجْنُونِ الجَرْمِيّ الشاعر ، سَمَّوْه به لقولِه :
أَعَرَفْتَ رَسْماً مِنْ سُمَيَّةَ بِاللِّوَى
دَرَجَتْ عليهِ الرِّيحُ بَعْدَكَ فَاسْتَوَى
قاله ابن دُرَيْد في الوِشاح ، ومحمّد بن سلاَّم في طبقاته .
ومن الأَمثال ( مَنْ يَرُدُّ اللَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِه ) .
____________________

(5/563)



و ( مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِه ) ويُروى ( عَنْ أَدْرَجِه ) رَاجِعِ الميدانيّ .
وأَبو الحَسَن الصُّوفيّ الدَّرَّاج ، بغداديٌّ ، صَحِبَ إِبراهيمَ الخَوّاصَ ، ومات سنة 320 .
وأَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ دَرَّاجٍ القَطَّانُ ، عن الحَسَن بنِ عَرَفَةَ ، وعنه أَبو حَفصِ بنُ شَاهِينَ .
والبُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ إِبراهِيمَ الدَّرجِيّ أَبو إِسحاقَ القُرشيّ الدِّمشقيّ ، حدَّث بالمعجم الكبيرِ للطَّبرانيّ ، وعنه الدِّمْياطيّ والبَرزالِيّ ، مات سنة 681 .
دربج : ( دَرْبَجَ : لاَنَ بَعْدَ صُعُوبَة ) .
ودَرْبَجَ في مَشْيِه ، إِذا دَبَّ دَبِيباً .
( و ) دَرْبَجَت ( النَّاقَةُ ) ، إِذا ( رَئمَتْ وَلَدَهَا ) .
( و ) دَرْبَجَتْ إِذا ( دَبَّتْ دَبِيباً ) ، كدَرْمَجَتْ .
( والدُّرَابِجُ ، كعُلاَبط ) : الرجَّلُ ( المُخْتَالُ المُتَبَخْتِرُ فِي مِشْيَتِه ) ، وأَنشد :
ثُمَّتَ يَمْشِي البَخْتَري دُرَابِجَا
إِذَا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجَا
وهو يُدَرْبِجُ في مَشْيِه ، وهي مِشْيَةٌ سَهْلَةٌ .
دردج : ( الدَّرْدَجَةُ : رِئْمَانُ النَّاقَةِ وَلَدَهَا ) ، وقد دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
وكُلّهُنَّ رائمٌ يُدَرْدِجُ
( و ) الدَّرْدَجَةُ ( : اتِّفَاقُ الاثْنَينِ في المَوَدَّةِ ) ، وقال اللَّيثُ : إِذا تَوَافَقَ اثنانِ بمَودَّتِهِما فقد دَرْدَجَا ، وأَنشد :
حَتَّى إِذَا مَا طَاوَعَا ودَرْدَجَا
درزج : ( ) وفاتَه درزج . جاءَ منها درازنج من قُرَى الصَّغَانِيَانِ ، منها أَبو شُعيبٍ صالحُ ابنُ منصورِ بنِ
____________________

(5/564)


نَصْرِ بن الجَرَّاحِ الصَّغَانِيّ ، عن قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيدٍ وغيرِه ، مات في حدود سنة 300 .
ودَرْزِيجَانُ مِن قُرى بغدادَ ، منها أَبو الحُسَين أَحمدُ بن عُمَرَ بنِ الحُسين بن عَلِيّ قاضِيها ، روى عنه الخطيبُ وتُوَفِّيَ سنة 429 .

درسنج ، درسبج : ( الدَّرْوَاسَنْجُ ، بالفتح ) فسكون الراءِ ، وفتح الواو والسين المهملة ، وبينهما أَلف ، وقبل الجيم نون ساكنةٌ ، قال الأَزهريّ : هو ( ما قُدَّامَ القَرَبُوسِ ) ، مُحرَّكَةً ، ( مِنْ فَضْلَةِ دَفَّةِ السَّرْجِ ) ، فارسيّ ( مُعَرَّبُ دَرْوَازَهْ كَاهْ ) ، هاكَذا في نُسختنا ، ثم رأَيت في التكملة ضبطه بسكون السين المهملة وفتح الموحدة بعدها جيم ساكنة ، دَرْواسْبَجُ ، هاكذا .
درمج : ( دَرْمَجَتِ النَّاقَةُ ) بمعنَى ( دَرْبَجَتْ ) ، والميم والباءُ كثيراً ما يتَعاقبانِ .
( والدُّرَامِجُ ) بالضّمّ بمعنى ( الدُّرَابِجِ ) وقد تقدّم .
( وادْرَمَّجَ : دَمَرَ بِغَيْرِ إِذْنٍ ) ، قال ابنُ الأَعْرَابيّ : دَمَجَ عليهم وادْرَمَّجَ عليهم ، ودَمَرَ عليهم ، وتَعَلَّى ، وطَلَع ، بِمعنًى واحدٍ ، كذا في اللِّسان .
( و ) ادْرَمَّجَ الرَّجُلُ ( دَخَلَ فِي الشَّيْءِ مُسْتَتِراً فِيه ) ، وفي اللسان : ادْرَمَّجَ الرَّجلُ الشَّيْءَ : دَخَلَ فيه واستَتَرَ به ، ودَرْمَجَ في مَشْيِه : دَرْبَجَ .
درنج : ( والدُّرَانِج ، ) بالنُّون ، كعُلابطٍ ، لغة في ( الدُّرَابِجِ ) والدُّرامِج .
دزج : ( الدَّيْزَجُ ) ، بالفَتح وسكون المثنّاة التّحتيّة ، وقبل الجيم زايٌ ( مِن الخَيْلِ مُعَرَّبُ دِيزَهْ ، بالكسر ) ، وهو لَوْنٌ بينَ لَونينِ غيرُ خالِص ، ( ولَمَّا عَرَّبُوه فَتَحُوه ) لخِفَّةِ الفتحةِ على الِّلسان .
وفي النّهاية لابنِ الأَثير : في الحَدِيثِ ( أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وله هَزَجٌ ودَزَجٌ ) قال أَبو موسى : الهَزَجُ :
____________________

(5/565)


صَوْتُ الرَّعْدِ والذُّبَّانِ ( وتَهَزَّجت القَوسُ صَوَّتَت عند خُرُوجِ السَّهْم منها ) فيحْتملُ أَن يكون معناه مَعْنَى الحديثِ الآخَرِ ( أَدْبَرَ وله ضُراطٌ ) قال : والدَّزَجُ لا أَعْرِفُ معناه هَاهُنَا قلت : ولذَا لم يتعرَّضْ لَهُ المصنِّف ، فلا يَتوجَّه عليه مَلاَمُ شيخِنَا ، حيثُ نَسبَه إِلى الإِغْفَال ، ولا ايدري بماذا كان يُفَسِّره .
دسج : ( المُدسجُ ، كمُحْسِنٍ ومُحَدِّثٍ : دُوَيْبَّةٌ تَنْسُجُ كالعَنْكَبُوتِ ) ، قاله الأَزهَرِيّ ، ومثله في الّلسان :
( وانْدَسَجَ ) الرَّجُلُ وانْسَدَج ( : انْكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ ) .
( والمُدَّسِجُ ) بِضمّ فتشديد ، ( كالمُنْتَسِجِ ) ، أَي بمعْنَاه .
دستج : ( الدَّسْتَجَةُ ) ، بفتح الدّالِ وسكون السِّين المهملة وقبل الجيم مثنّاة فوقيّة ( : الحُزْمَةُ ) والضِّغْثُ ، فارسيٌّ ( مُعَرَّبٌ ) يقال : دَسْتَجَةٌ مِن كَذَا ، ( ج الدَّسَانِجُ ) .
( والدَّسْتِيجُ ) ، بكسر المثنّاة الفوقية ( : آنِيَةٌ تُحَوَّلُ بِاليَدِ ) وتُنْقَل ، فارِسيّ ( مُعَرَّبُ دَسْتي ) .
( والدَّسْتِينَجُ ) بزيادة النون ( اليَارَقُ ) ، وهو اليَارَجُ ، وسيأْتي .
دعج : ( الدَّعَجُ ، محرَّكةً ، والدُّعْجَةُ بالضّمِّ ) السَّوادِ ، وقيل : شِدَّةُ السَّوَادِ ، وقيل : الدَّعَجَ : شِدَّةُ سَوادِ ( سَوَادِ العَيْنِ ) وشِدَّةُ بَيَاضِ بَياضِها ، وقيلَ : شِدَّةُ سَوَادِهَا ( مَعَ سَعَتِها ) ، وفي صِفته صلى الله عليه وسلم ( في عَيْنيهِ دَعَجٌ ) يريد أَنّ سوادَ عَينيهِ كَانَ شديدَ السَّواده ، وقيل : إِن الدَّعَجَ عِنْده : سَوَادُ العَيْنِ مع شِدَّةِ بَيَاضِها ، دَعِجَ دَعَجاً ، وهو أَدْعَجُ ، وهو عامٌّ في كلّ شيْءٍ .
قال الأَزهريّ : الّذِي قِيلَ في الدَّعَجِ إِنّه شدَّةُ سَوَادَ العَيْنِ مع شِدَّةِ بيَاضِ
____________________

(5/566)


بيَاضِهَا خَطَأٌ ، ما قاله أَحدٌ غير اللّيثِ .
عَينٌ دَعْجَاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ ، وامرأَةٌ دَعْجَاءُ ، ورجُلٌ أَدعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ .
( و ) في حديثِ المُلاعَنةِ ( إِنْ جَاءَتْ به أَدْعَجَ ) وفي روايةُ ( أُدَيْعِج ) ( الأَدْعَجُ : الأَسْوَدُ ) ( ومنه حديث الخوارِجِ ( آيَتُهُم رجُلٌ أَدْعَجُ ، وقد ) حَملَ الخَطَّابيّ هاذا الحديث على سَوادِ الّلونِ جَميعِه ، وقال : إِنما تَأَوَّلْنَاه على سَوادِ الجلْد ، لأَنه قد رُوِيَ في خَبرٍ آخَرَ ( آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ) .
( والدَّعَجَاءُ : الجُنُونُ ) ، قال شيخُنا فهو مصدرٌ ، لأَنّه قد يُبْنَى على فعَلاءَ كالنَّعْمَاءِ .
( و ) من المجاز : لَيْلٌ أَدْعَجُ .
وبَلَغْنَا دَعجاءَ الشَّهْرِ ودَهْمَاءَهُ ، الدَّعْجَاءُ ( : أَوَّلُ المَحَاقِ ، وهي لَيْلَةُ ثَمَانِيَةٍ وعِشْرِينَ ) ، والثَانِيَةُ السِّرَارُ ، والثَّالثة الفَلْتَةُ ، وهي ليلَة الثّلاثين وقد تقدم في فلت .
( و ) دُعَيْجٌ ( كزُبَيْر ، عَلَمٌ ) ، قال الأَزهريّ : لَقِيتُ في البادِيَةِ غُلَيِّما أَسْوَدَ كأَنَّهُ حُمَمَةٌ ، وكان يُسَمَّى بَصيراً ويُلَقَّبُ دُعَيْجاً ، لشدَّةِ سَوادِه .
والأَدْعَجُ من الرِّجال : الأَسْوَدُ .
( والمَدْعُوجُ : المَجْنُونُ ) ، أَصابَتْهُ الدَّعْجَاءُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الدَّعْجَاءُ بنتُ هَيْضَمغ اسمُ امرأَة ، قال الشاعر :
ودَعْجَاءَ قَدْ وَاصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّهَا
بِأَبْيَضَ مَاضِ لَيْسَ مِنْ نَبْلِ هَيْضَمِ
ومعناه أَنها مَرَّتْ فأَهْوى لها بسَهْم .
والدَّعْجاءُ في قولِ ابنِ أَحمرَ : هَضْبَةٌ مَعروفةٌ ، عن أَبِي عُبَيدةَ ، وهو :
مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجَاءِ ذي عَلَقٍ
يَنْفِي القَرَامِيدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَقِلُ
كذا في الصّحاح والِّلسان ، وأَغْفَلَه المصنِّف تقصيراً .
____________________

(5/567)



ويقال : الدَّعَجُ : زُرْقَةٌ في بَياضٍ ، نقلَه شيخُنَا ، ولم يُتَابَعْ عليه .
ومن المجاز : لَيْلٌ أَدْعَجُ ، وشَفَةٌ دَعْجاءُ ، ولِثَةٌ دَعْجَاءُ ، قال العجَّاج يَصِف انْفِلاقَ الصُّبْحِ .
تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْل أَدْعَجَا
أَرادَ بالأَدْعَجِ المُظْلِمَ الأَسْوَدَ ، جعلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لشِدِّة سَوادِه مع شِدَّةِ بياضِ الصُّبْحِ .
ومن المجاز : تَيْسٌ أَدْعَجُ العينينِ والقَرنَيْنِ ، قال ذو الرُّمَّةِ يَصِف ثَوراً وَحْشِيًّا وقَرْنَيْه :
جَرَى ادْعَجُ القَرْنَيْنِ ( والعَيْنِ ) وَاضِحُ الْ
قَرَى أَسْفَعُ الْخَدَّيْنِ بِالْبَيْنِ بَارِحُ
فجعَلَ القَرْنَ أَدْعَجَ ، كما تَرَى .
ودَعْجانُ بنُ خَلَفٍ : رَجُلٌ .
ودَعْجَانُ : فَرَسٌ مشهورٌ .
وأَبو الكَرمِ عبدُ الكريم بن ناصِرٍ الدَّعْجَانيّ المِصْريُّ ، روى عن أَبي نِزارٍ رَبِيعةَ اليَمَنيّ وغيرِه ، وتوفي سنة 669 .
دعسج : ( دَعْسَجَ ) دَعْسَجَةً ، إِذا ( أَسْرَعَ ) ، والدَّعْسَجَةُ : السُّرْعَةُ .
دعلج : ( الدَّعْلَجَةُ : التَّرَدُّدُ في الذَّهابِ والمَجِىءِ ) وقد دَعْلَجَ الصِّبْيَانُ ، ودَعْلَجَ الجُرَذُ ، كذالك ، يقال : إِن الصَّبِيَّ لَيُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ ، يَجِىءُ ويَذهب ، وفي حديثِ فِتنةِ الأَزد ( إِن فُلاناً وفُلاناً يُدَعْلِجَانِ باللَّيْلِ إِلى دَارِك لِيَجْمَعَا بينَ هاذينِ الغَارَّيْنِ ) ، أَي يَختلفانِ .
( و ) الدَّعْلَجَةُ ( : الظُّلْمَةُ ) .
( و ) الدَّعْلَجَةُ ( : الأَخْذُ الكَثيرُ ) وقيل : الأَكلُ بِنَهْمَةٍ ، وبه فسَّر بعضُهم .
يَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا
( و ) الدَّعْلَجَةُ ( : الدَّحْرَجَةُ ) وقد دَعْلَجْتُ الشَّيْءَ ، إِذا دَحْرَجْته .
( و ) الدَّعْلَجُ ( كجَعْفرٍ ) : ضَرْبٌ مِنَ الجَوَالِيقِ والخِرَجَةِ .
____________________

(5/568)



والدَّعْلَجُ ( : الجُوَالِقُ : المَلْآنُ ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : أَلْوَانُ الثِّيَابِ ) ، وقيل : أَلْوَانُ النَّباتِ .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الَّذِي يَمْشِي فِي غَيْرِ حَاجَةٍ ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الكَثِيرُ الأَكْلِ ) من الناسِ والحيوانِ .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : النَّبَاتُ الَّذِي ) قد ( آزَرَ بَعْضُه بَعْضاً ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الشَّابُّ الحَسَنُ الوَجْهِ النَّاعِمُ البَدَنِ ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الظُّلْمَةُ ) ، كالدَّعْلَجَةِ ، وهو كالتَّكرارِ .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الذِّئْبُ ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : الحِمَارُ ) .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : النَّاقَةُ التي لا تَنْسَاقُ إِذَا سِيقَتْ ) .
( و ) دَعْلَجٌ ( : فَرَسُ عَامرِ بنِ الطُّفَيْلِ ) ، قال :
أَكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً ولَبَانُهُ
إِذَا مَا اشْتَكَى وَقْعَ الرِّمَاحِ تَحَمْحَمَا
( و ) دَعْلَجٌ ( : فَرَسُ ) عَبْدِ ( عَمْرِو بن شُرَيْحِ ) بنِ الأَحْوَصِ .
( و ) الدَّعْلَجُ ( : أَثَرُ المُقْبِلِ والمُدْبِرِ ) .
( و ) قد سَمَّوْا دَعْلَجاً ، وهو ( اسْمُ جَمَاعَةٍ ) ، ومنه ابنُ دَعْلَجٍ ، قال سِيبويهِ : والإِضافَةُ إِلى الثاني ، لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به ، كما ذكر في ابن كُراع .
( ودَعْلَجَ فِي حَوْضِه : جَبَى فِيه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
والدَّعْلَجَ : ضَرْبٌ مِن المَشْيِ .
والدَّعْلَجَةُ : لُعْبَةٌ للصِّبْيَانِ يَخْتَلَفُونَ فيها الجَيْئَةَ والذَّهَابَ .
دغبج : ( دَغْبَجَ المَالَ ) ، بالموحّدة بعد الغين المعجمة ، ( أَوْرَدَها ) قال شيخُنَا : عَنَى بالمالِ الإِبلَ خاصَّةً ، ولذا أَنَّثَ الضَّمير ، ( كُلَّ يَوْمٍ ) ، أَي على الماءِ .
( و ) يقال ( : هُمْ يُدَغْبِجُونَ أَنْفُسَهم ، أَي هُمْ في النَّعِيم والأَكْلِ ) كُلَّ يومٍ .
( والمُدَغْبَجُ ، كمُزعْفَرٍ ، الوارِمُ ) سمَناً .
____________________

(5/569)



( و ) دَغْبَجٌ ( كجَعْفَر : ع ، قُرْبَ مَرَّان ) ، وقال الصَّغانِيّ : وقد ورَدْتُه وأَقمتُ به .
دغنج : ( الدَّغْنَجَةُ ) ، بالنون بعد الغين المعجمة ( : عِظَمُ المَرْأَةِ وثِقَلُهَا ) من السِّمَنِ .
( و ) الدَّغْنَجَةُ ( : مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةُ ) الخَطْوِ .
( و ) الدَّغْنَجَةُ ( : كَرُّ الإِبِلِ على المَاءِ ) بعد وُرودِها .
( و ) الدَّغْنَجَةُ ( : إِقْبَالٌ وإِدْبَارٌ ) ، وهااتان المادَّتانِ قريبتانِ من البَعْضِ ، ولم يَتعرَّضْ لهما ابنُ منظورٍ ، كالجوهريّ .
دلج : ( الدَّلَجُ ، مُحَرَّكَةً ، والدَّلْجَةُ ، بالضّمّ والفَتْحِ : السَّيْرُ مِن أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وقد أَدْلَجُوا ) ، كأَخْرَجُوا .
( فإِن سَارُوا مِن آخِرِه ، فادَّلَجُوا ، بالتّشديد ) ، من باب الافتعال ، وهاذه ، التَّفرقةُ قَولُ أَهلِ اللُّغة جميعاً إِلاَّ الفارسيَّ إِنه حَكَى أَدْلَجْت وادَّلَجْت لُغتانِ في المَعْنَيَيْنِ جميعاً ، وإِلى هذا يَنبغِي أَن يُذْهَب في قولِ الشّمَّاخِ الآتي ذِكْرُه ، وفي الحديث ( عليكم بالدُّلْجَة ) .
قال ابن الأَثير هو سَيْرُ اللَّيْلِ ، ومنهم من يَجْعَل الإِدْلااجَ لِلَّيْلِ كلِّه قال : وكأَنَّه المرادُ في ( هَذَا ) الحديثِ لأَنَّه عَقَّبَه بقولِه ( إِن الأَرْضَ تُطْوَى باللَّيْلِ ) ولم يُفَرّق بين أَوَّلِه وآخرِه .
قال الأَعشى :
وادِّلاَجٍ بَعْدَ المَنَامِ وتَهْجِي
رٍ وقُفَ وسَبْسَبٍ ورِمَال
وقال زُهَيْر :
بَكَرْنَ بُكُوراً وادَّلَجْنَ بِسُحْرَةٍ
فَهُنَّ لِوَادِي الرَّسِّ كالْيَدِ للْفَمِ
قال ابنُ دُرُسْتَوَيْه : احْتَجَّ بهما أَئمَّةُ اللُّغةِ على اختصاصِ الادِّلاج بسَيْرِ آخرِ الليلِ . انتهى .
____________________

(5/570)



فبينَ الإِدلاجِ والادِّجِ العُمُومُ والخُصُوص من وَجْهٍ ، يَشْتَرِكَانِ في مُطْلَقِ سَيْرِ الّليلِ ، ويَنْفَرِدُ الإِدلاجُ المخفَّفُ بالسّيرِ في أَوَّله ، وينفرِدُ الادِّلاجُ ، المشدَّد ، بالسّيرِ في آخرِه .
وعند بعضِهم أَنّ الإِدْلاج المخفَّفَ أَعمُّ من المشدَّد ، فمعنى المخفَّفِ عندهم سَيْرُ اللَّيْلِ كلِّه ، ومعنى المشدَّدِ السَّيْرُ في آخرِه ، وعليه فبَيْنَهما العُمُومُ المُطلَق ، إِذ كلّ إِدْلاجٍ ، بالتخفيف ، ادِّلاجٌ بالتشديد ، ولا عَكْسَ ، وعلى هاذا اقتصَر الزُّبَيْدِيّ في مُختصرِ العَين ، والقاضي عياضٌ في المشارِق وغيرُهما ، والمصنّف ذَهَبَ إِلى ما جرى عليه ثعلبٌ في الفصيح وغيرُه من أَئمَّةِ اللُّغةِ ، وجعلوه من تحقيقاتِ أَسرارِ العرب .
وقال بعضُهم : الإِدْلاج : سيرُ اللّيلِ كلِّه ، والاسم منه الدُّلْجَة بالضّمّ .
وقال ابنُ سِيده : الدَّلْجَة ، بالفتح والإِسكان : سَيْرُ السَّحَرِ ، والدَّلْجَة أَيضاً : سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّه والدَّلْجَة والدُّلْجَة ، بالفتح والضّمّ مع إِسكان اللام ، والدَّلَجُ والدَّلَجَةُ ، بالفتح والتحريك فيهما : الساعةُ من آخرِ الليلِ ، وأَدْلَجوا : سَارُوا مِن آخرِه ، وادَّلَجُوا : ساروا اللَّيْلَ كُلَّه .
وقيل : الدَّلَجُ : اللَّيْلُ كُلُّه من أَوَّلهِ إِلى آخرِه ، حكاه ثعلبٌ عن أَبي سُليمانَ الأَعْرَابيِّ ، وقال : أَيَّ ساعةٍ سِرْتَ من أَوّلِ اللّيلِ إِلى آخرِه فقد أَدْلَجْتَ ، على مِثًّلِ أَخْرَجْتَ .
وأَنكر ابنُ دُرُسْتَوَيهِ التَّفْرِقَة من أَصلِهَا ، وزعمَ أَنَّ معناهما معاً سَيرُ اللّيلِ مُطلقاً دونَ تخصيصٍ بأَوَّلِه أَو آخرِه ، وغَلَّطَ ثَعلباً في تَخْصيصه المُخفَّفَ بأَوّلِ اللّيلِ ، والمشدَّدَ بآخرِه ، وقال : بل هُما جميعاً عندنا سيرُ اللّيْلِ في كلِّ وَقتِ من أَوّلهِ ووَسَطه وآخرِه ، وهو إِفْعَال وافْتِعَال من الدَّلَجِ ، والدَّلَجُ : سَيْرُ اللّيلِ ، بمنزلَة السّرَى ،
____________________

(5/571)


وليس واحدٌ مِن هاذين المِثالَيْنِ بدليل على شَيْءٍ من الأَوقَات ، ولو كان المِثال دَليلاً على الوَقْتِ لكانَ قوْلُ القائلِ الاسْتدْلاَج على الاستفعالِ دَليلاً أَيضاً لِوَقْتٍ آخَرَ ، وكان الانْدِلاج لوقتٍ آخَرَ ، وهاذا كلُّه فاسدٌ . ولاكنّ الأَمثلةَ عندَ جَمِيعهم موضوعَةٌ لاختلاف مَعَانِي الأَفعالِ في أَنْفسنا لاَ لاِختلاف أَوقاتِهَا . قال : فأَمَّا وَسَطُ الليلِ وآخِرُه وأَوَّلُه وسَحَرُه وقَبْلَ النَّوْمِ وبعْدَه فممّا لا تَدُلُّ عليه الأَفعالُ ولا مصادِرُهَا ، ولذالك احتاجَ الأَعْشَى إِلى اشتراطه بعدَ المهامِ ، وزُهَيْرٌ إِلى سَحَرِه ، وهاذا بمنزلة قولِهم : الإِبْكارُ والابْتِكَارُ والتَّبكيرُ والبُكورُ في أَنَّه كُلَّه العملُ بُكْرَةً ولا يَتَغَيَّرُ الوقتُ بتغْيِيرُ هاذه الأَمثلةِ وإِن اخْتلفتْ مَعانِيهَا ، واحتجاجُهم ببيتِ الأَعشى وزُهَيْرٍ وَهَمٌ وغَلَطٌ ، وإِنما كلّ واحدٍ من الشاعريْنِ وَصَفَ ما فَعَلَه دونَ ما فَعَلَه غيرُه ، ولولا أَنّه يكونُ بسُحْرَة وبِغَيْرِ سُحْرَة لما احتاجَ إِلى ذِكْر سُحْرةٍ ، فإِنه إِذا كان الادِّلاَجُ بسُحْرَة وبَعْدَ المَنَامِ فقد استغنَى عن تقييده ، قال : ومما يُوضِّح فعسادَ تَأْويلِهم أَنّ العَرَب تُسَمِّى القُنْفُذَ مُدْلِجاً ، لأَنّه يَدْرُج باللَّيْلِ ، ويَتَرَدَّدُ فيه ، لا لأَنه لا يَدْرُج إِلاّ في أَوَّلِ الليل أَو في وَسَطِه أَو في آخِرِه ، أَو في كُلِّه ، ولاكنّه يَظهَرُ باللَّيلِ في أَيِّ أَوقاتِه احتاجَ إِلى الدُّرُوجِ لِطَلَبِ عَلَفٍ أَو ماءٍ أَو غيرِ ذالك ، قال شيخُنَا : قال أَبو جعفر الَّبْلِيُّ في شَرْحِ نظمِ الفصيحِ : هاذا كلامُ ابنِ دُرُسْتَوَيْه في رَدِّ كَلامِ ثَعلبٍ ومَن وافقَه من اللُّغوِيّين .
قلت وأَنْشَدُوا لعَلِيَ رضي الله عنه :
اصْبِرْ عَلَى السَّيْرِ والإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ
وفِي الرَّوَاحِ عَلَى الحَاجَاتِ والبُكَرِ
فجَعَلَ الإِدْلاجَ في السَّحَر ، ويُنْظَر هاذا مع قولِ المُصَنِّف : الإِدْلاجُ في أَوَّلِ اللّيلِ :
وأَما قولُ الشَّمَّاخِ :
وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكَابَها
وقِيلَ المُنَادِي : أَصْبَحَ القَوْمُ أَدْلِجِي
فَتَهَكُّمٌ وتَشنِيعٌ ، كما يقول القائل :
____________________

(5/572)


أَصبحْتُم ، كيفَ تنامون ، قاله ابنُ قُتَيبةَ .
قال شيخُنا : والصَّوَابُ في الفَرْق أَنّه إِن ثَبَتَ عن العربِ عُموماً أَو خُصوصاً فالعَمَلُ على الثابِت عنهم ، لأَنّهم أَئمّة اللّسانِ ، وفُرْسَانُ المَيْدَانِ ، ولا اعتدادَ بما تَعلَّق بهِ ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ وَمن وافَقَه مِن الأَبحاثِ في الأَمثلة ، فالبحث فيها ليس من دأْبِ المُحقِّقيْن كما تَقَرَّرَ في الأُصول ، وإِن لم يَثْبُتْ ذالك ولا نُقِل عنهم ، وإِنما تَفقَّه فيه بعضُ النّاظرِين في أَشعارِ العَربِ اعتماداً على هاذه الشّواهدِ ، فلا يُلْتَفَتُ إِلى ذالك ولا يُعْتَدُّ به في هاذه المَشاهِدِ .
( و ) دَلَجَ السَّاقِي يَدْلِجُ ، ويَدْلُج بالضّمّ ، دُلُوجاً : أَخذَ الغَرْبَ مِن البِئرِ فجاءَ بها إِلى الحَوْض ، قال الشاعر :
لَهَا مِرْفَقَانه أَفْتَلاَنِ كأَنَّمَا
أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دَالِجٍ مُتَشَدِّدِ
و ( الدَّالِجُ : الّذي ) يَتَرَدَّدُ بينَ البِئر والحَوْضِ بالدَّلْوِ يُفْرِغُها فيه ، قال الشاعر :
بَانَتْ يَدَاهُ عَنْ مُشَاشِ وَالِجِ
بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدَّالِجِ
وقيل : الدَّلْجُ : أَن يَأْخُذَ الدَّلْوَ إِذا خَرَجَتْ فيَذْهَبَ بها حيثُ شاءَ ، قال :
لَوْ أَنَّ سَلْمَى أَبْصَرَتْ مَطَلِّى
تَمْتَحُ أَوْ تَدْلِجُ أَوْ تُعَلَّى
التَّعْلِيَةُ : أَن يَنْتَأَ بعْضُ الطَّيِّ في أَسفَلِ البِئرِ فيَنْزِلَ رَجلٌ في أَسفلِها فيُعَلِّيَ الدَّلْوع عن الحَجَرِ النَّاتىءِ .
وفي الصّحاح : والدَّالِجُ : الذي ( يَأْخُذُ الدَّلْوَ ويَمْشِي بِها مِنَ رَأْسِ البِئرِ إِلى الحَوْضِ لِيُفَرِّغَها فيه ) .
( وذالك المَوْضِعُ مَدْلَجٌ ومَدْلَجَةٌ ) ومن سجعاتِ الأَساس : وبَاتَ يَجُولُ بينَ المَدْلَجَةِ والمَنْحَاةِ . المَدْلَجَةُ والمَدْلَجُ : ما بَيْنَ البِئر والحَوْضِ . والمَنْحَاةُ مِنْ البئرِ إِلى مُنْتَهى السانِيَةِ .
____________________

(5/573)



قال عَنْتَرَةُ :
كأَنَّ رِمَاحَهُمْ أَشْطَانُ بئرٍ
لَهَا فِي كُلِّ مَدْلَجَة خُدُودُ
( و ) الدَّالِجُ أَيضاً ( : الذي يَنْقُلُ اللَّبَنَ إِذا حُلِبَتِ إِلى الجِفَانِ ، وقَدْ دَلَجَ ) السَّاقِي يَدْلِجُ وَيَدْلُجُ ، بالضّمِ ( دُلُوجاً ) ، بالضّمّ .
( والمُدْلِجُ ، كمُحْسِنٍ ، وأَبو مُدْلِجٍ : القُنُفُذُ ) ، لأَنّه يَدْلُج ليلَتَه جَمْعاءَ ، كما قال :
فَبَاتَ يُقَاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دَائِباً
ويَحْذَرُ بِالقُفِّ اخْتلاَفَ العُجَاهِنِ
وسُمِّيَ القُنْفُذُ مُدْلِجاً ، لأَنَّه لا يَهْدَأُ باللَّيْلِ سَعْياً ، قال رُؤبَةُ :
قَوْمٌ إِذَا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَيْهُمُ
حَدَجُوا قَنَافِذَ بِالنَّمِيمَةِ تَمْزَعُ
كذا في اللسان :
وفي الأَساس : ومن الإِدْلاجِ قيل للقُنْفُذ : أَبو مُدْلجٍ . فلا يُلْتَفَتُ إِلى إِنكار شيخنا وتَمَسُّكِ بكلامِ ابن دُرُسْتَوَيْهِ السابِقِ أَنه مُدْلِجٌ ، بغير كُنْيَةٍ .
( وبَنُو مُدْلِجٍ قَبِيلَةٌ مِن كنَانَةَ ) . في التوشيح : هو مُدْلِجُ بنُ مُرَّةَ بنِ عبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَانَةَ . زاد الجَوْهَريُّ : ومنهم القَافَةُ .
قلُت : وكُحَيْلاَتُ بنِي مُدْلِجٍ من أَعْرَقِ الخُيُولِ .
( و ) المِدْلَجَةُ ، ( كمِكْنَسَة : العُلْبَةُ الكَبِيرَةُ ) الّتي ( يُنْقَلُ فيها اللَّبَنُ ) .
( و ) المَدْلَجَةُ ( كمَرْتَبَةٍ : كِنَاسُ الوَحْشِ ) يَتَّخِذه في أُصولِ الشَّجَر ، ( كالدَّوْلَجِ ) والتَّوْلَجِ ، الأَصْلُ وَوْلَجٌ ، فقلِبت الواوُ تاءً ثم قُلِبت دَالاً .
قال ابنُ سِيده : الدّال فيها بدَلٌ عن التاءه ، عند سيبويه ، والتّاءُ بدلٌ عن الواو عنده أَيضاً ، قال ابن سيدَه : وإِنما ذكرته في المكانِ لغَلَبةِ الدَّال عليه ، وأَنه غيرُ مستعملٍ على الأَصل ، قال جَرِيرٌ :
مُتَّخِذاً فِي ضَعَوَاتٍ دَوْلَجَا
____________________

(5/574)



ويروى ( تَوْلَجَا ) وقد سَبق ذِكْرُه في حرف التاءِ ، وفي حديثِ عُمر ( أَنّ رَجُلاً أَتاه فقال : لَقِيَتْني امرأَةٌ أُبايِعُها فأَدْخَلْتُها الدَّوْلَجَ ) الدَّوْلَجُ : المَخْدَعُ ، وهو البَيتُ الصغيرُ داخلَ البيتِ الكبيرِ ، وأَصلُه وَوْلَجٌ ، وقد جاءَ ذكْرُه في حديث إِسلامِ سَلْمَانَ ، وقالُوا هو الكِنَاسُ مَأْوَى الظِّبَاءِ .
( والدَّلَجَانُ كرَمَضَانَ : الجَرَادُ الكَثِيرُ ) ، إِنّما هو الدَّيَحَانُ ، بالمثنَّاة التّحتيّة بدل الّلام ، حكاه أَبو حنيفةَ ، ولعلّهَ تصحَّفَ على المُصنِّف .
( ومُدَّلِجٌ ) ، كمُطَّلِبٍ ، ابنُ المِقْدَامِ ، مُحَدِّثٌ .
( و ) دُلَيْجٌ ( كزُبَيْرٍ ، و ) دَلاَّجٌ مثل ( كَتَّانٍ ، اسْمَانِ ) ، وكذالك دَلْجَةُ ودَلَجَةُ مُسكّناً ومحرَّكاً .

ودَوْلَجٌ ومُدْلِجٌ أَسماءٌ .
( والدَّوْلَجُ : السَّرَبُ ) ، فَوْعَلٌ ، عن كُراع ، وتَفْعَلٌ ، عند سيبويه .
( ) ومما يستدرك عليه :
الدَّلِيجُ الاسمُ مِن دَلَجَ ، قال مُلَيْحٌ :
بِه صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الوَاسِقِ
كذا في الصّحاح وفي اللسان .
ودَلَجَ بِحِمْلِه يَدْلِجُ دَلْجاً ودَلُوجاً ، فهو دَلُوجٌ : نَهَضَ به مُثْقَلاً ، قال أَبو دُؤَيب :
وذالِكَ مَشْبُوحُ الذِّرَاعَيْنِ خَلْجَمٌ
خَشُوفٌ بِأَعْرَاضِ الدِّيَار دَلُوجُ
وأَبُو دُلَيْجَةَ : كُنْيَةٌ ، قال أَوْسٌ :
أَبَا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصِي بِأَرْمَلَةٍ
أَمْ مَنْ لِأَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ ممْحَالِ
ودُلَيْجَانُ قَرْيَة بأَصْبَهَانَ يقال لها دُلَيْكَانُ ، منها أَبو العباس أَحمدُ بن الحُسين بنِ المُظَفَّر . يُعْرَف بالخَطِيب ، وبنتاه أُمُّ البَدْرِ لامِعَةُ وضَوْءُ
____________________

(5/575)


الصَّباح ، سَمِعتا الحَدِيث وَرَوتاه .
وحُبَيْش بنُ دُلَجَةَ كَهُمَزَة أَوّلُ أَمرٍ أَكَلَ على المِنْبر ، وحديثه مشهورٌ ، وقُتِل بالرَّبَذَةِ أَيَّامَ ابنِ الزُّبَيْرِ .
ودُلَجَةُ بن قَيْسٍ تابعيٌّ ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ .
والتُّلَجُ ، كصُرَدٍ : فَرْخُ العُقَابِ ، أَصْلُه دُلَجٌ ، وقد تقدم في تلج ، فراجِعه .
ودَوْلَجُ ، بالجيم ، اسمُ امرأَةٍ في رواية الفَرَّاءِ ، وذَكره المُصَنِّف في الحاءِ المهملة على ضبطِ ابنِ الأَعرابيّ .
ودَلجَةُ محرّكةً قريةٌ بمصر .
دمج : ( دَمَجَ ) الوَحْشُ في الكِنَاسِ ( دُمُوجاً ) بالضّمّ ( : دَخَلَ ) .
وفي الصّحاح : دَمَجَ الشَّيْءُ دُموجاً ، إِذا دَخَلَ ( فِي الشَّيْءِ واسْتَحْكَم فيه ) وَالْتَأَمَ ، ( كانْدَمَجَ ) اندِماجاً ، ودَمَجَ الظَّبْيُ في كِناسهِ وانْدَمَجَ : دَخَلَ ، وكذالك دَمَجَ الرَّجُلُ في بَيْتِه ( وادَّمَجَ ) بتشديد الدّال ، ( وادْرَمَّجَ ) ، بزيادة الرّاءِ وتشديد الميم المفتوحة ، وهو ثابتٌ في سائرِ النُّسَخ مثل ما هو في الصحاح ، وسقط عن بعض النُّسخ ، والصحيحُ ثُبوتُه ، وكلُّ هاذا يقال ذالك إِذا دَخَلَ في الشيءِ واستَتَرَ فيه .
( و ) دَمَجَت ( الأَرْنَبُ ) تَدْمُجُ دُموجاً ( : عَدَتْ ، فَأَسْرَعَ تَقَارُبُ قَوَائِمِها في الأَرْضِ ) ، وفي المحكم ، أَسْرَعَتْ وقاربَتِ الخَطْوَ ، وكذالك البعيرُ إِذا أَسرَعَ وقارَبَ خَطْوَةُ في المَنْحَاة .
( و ) أَدْمَجَتِ الماشِطَةُ ضَفَائرَ المرْأَةِ ودمَجَتْ : أَدْرَجَتْها ومَلّسَتْها .
و ( الدَّمْجُ ) ، بالفتح ( : الضَّفِيرَةُ ) ، وفي اللّسان : كُلُّ ضَفِيرةٍ منها على حِيَالِها تُسَمَّى دَمجاً واحداً .
____________________

(5/576)



( و ) الدِّمْجُ ( : بالكسر : الخِدْنُ والنِّظِيرُ ) .
( والمُنْدَمِجُ : المُدَوَّرُ ) ، يقال نَصْلٌ مدَمحٌ إِذا كان مُدَوَّراً .
( و ) من المجاز : ( التَّدَامُجُ : التَّعَاوُنُ ) والتَّوافُقُ ، يقال : تَدَامَجَ القَوْمُ على فُلانٍ تَدامُجاً ، إِذا تظَافَرُوا عليه وتَعَاوَنُوا ، وفي الأَساس : تَأَلَّبُوا .
( و ) من المجاز : لَيْلٌ دَامِجٌ ، ( الدَّامجُ المُظْلِمُ ) ، ولَيْلَةٌ دَامِجةٌ ، أَي مُظْلِمة .
وفي الأَساس : ليلٌ دامِجٌ : دامِسٌ مُلْتَفُّ الظَّلامِ ، دَمَج بعضُهُ في بعض .
( و ) عن أَبي الهيثم : مِفْعَالٌ لا تدخلُ فيه الهاءُ ، قال : وقد جاءَ حرفانِ نادِرانِ : ( المِدْمَاجَةُ ) وهي ( العِمَامَةُ ) ، المَعْنَى أَنَّه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ ، كأَنّه نَعْتٌ للعِمامة ، ويقال : رَجُلٌ مِجْذَامَةٌ إِذا كان قاطِعاً للأُمورِ ، قال أَبو منصور : هاذا مأْخوذٌ من الجَذْمِ وهو القَطْعُ .
( و ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِرَاشِ
ووَجَّابَةٍ يَحْتَمِى أَنْ يُجِيبيَا
( الدُّمَّيْجَةُ ، بالضَّمّ وفتح الميم المشدّدة : النَّوَّامُ اللاَّزِمُ في مَنْزِله ) .
وقال ابن الأَعرابيّ : رجل دُمَّيْجَةٌ : مُتَداخلٌ ، وقال أَبو منصور : هو مأْخوذ من ادَّمَجَ في الشيْءِ إِذا دخَل فيه ، وادَّمَج في الشيْءِ ادِّمَاجاً ، وانْدَمَجَ انْدماجاً ، إِذا دخَلَ فيه .
( و ) من المجاز : دَمَجَ أَمْرُهُم : صَلَحَ والْتَأَمَ ، و ( صُلْحٌ دُمَاجٌ كغُرَاب وكِتَابٍ : خَفِيٌّ ) ، أَي كأَنّه في خَفاءٍ ، ( أَو ) تامٌّ ( مُحْكَمٌ ) قَوِيٌّ ، قاله الأَزهريّ في ترجمة دجم ، قال ذو الرُّمّة :
وإِذْ نَحْنُ أَسْبَابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا
دُماجٌ قُوَاها لَمْ يَخُنْهَا وَصُولُهَا
وقال أَبو عَمْرٍ و : الدُّمَاجُ : الصُّلْحُ على غيرِ دَخَنٍ .
( و ) من المجاز : ( أَدْمَجَهُ : لَفَّهُ في ثَوْب ) .
____________________

(5/577)



وفي الأَساس : وَجَدَ البَرْدَ فتَدَمَّجَ في ثِيابِه : تَلَفَّفَ .
( والمُدْمَجُ كمُكْرَمٍ : القِدْحُ ) ، بِالكسرِ ، وقال الحارث بن حِلِّزَةَ :
أَلْفَيْتَنَا للِضَّيْفِ خَيْرَ عِمَارَةٍ
إِلاَّ يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ
يقول إِن لم يَكن لَبَنٌ أَجَلْنَا القِدْحَ على الجَزُورِ فَنحرنَاهَا للضَّيْفِ .
( و ) المُدْمَجُ أَيضاً ( : المُدَمْلَجُ ) ، أَي المُدْرَجُ مع مَلاَسَتِه ، ومَتْنُ مُدْمَج ( بَيِّنُ الدُّمُوجِ ) أَي مُمَلَّس ، قال ابن منظور : وهو شَاذٌّ ، لأَنّه لا يُعرف له فِعل ثلاثيّ غير مَزيد .
( و ) دُمَاجٌ ( كغُرَاب : ع ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً : استقامَ .
وأَمْرٌ دُمَاجٌ : مُستقيمْ .
ودَامَجَه عليهم دماجاً : جَامَعَه . ودَامَجْتُك عليه : وَافَقْتُ وهاذا مجاز .
وأَدْمَجَ الحَبْلَ : أَجادَ فَتْلَه وقيل : أَحْكَمَ فَتْلَه في رِقَّةٍ .
ورجل مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ : مُدَاخَلٌ كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ ، ونِسوَةٌ مُدْمَجَاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ ، كالحَبْلِ المُدْمَجِ ، عن ابنِ الأَعرابيّ ، وأَنشد :
والله للنَّوْمُ وَبِيضٌ دُمَّجُ
أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِ قِلاَصٍ تَمْعَجُ
وقال ابن سيده : ولم نَجدْ لها واحداً .
وقوله أَنشده ابن الأَعرابيّ :
يُحَاوِلْنَ صَرْماً أَوْ دِمَاجاً عَلَى الخَنَى
ومَا ذَاكُمُ مِنْ شِيمَتِي بِسَبِيلِ
هو من قولك : أَدْمَجَ الحَبْلَ ، إِذا أَحْكَمَ فَتْلَه ، أَي يُظْهِرْنَ وَصْلاً مُحْكَمَ الظَّاهِرِ فاسِدَ الباطِنِ .
وعن الّليث : مَتْنٌ مُدْمَجٌ ، وكذلك الأَعضاءُ المُدْمَجَةُ ، كأَنها أُدْمِجَت ومُلِسَتْ كما تُدْمِجُ الماشِطَةُ مَشْطَةَ المرأَةِ إِذَا ضَفَرَتْ ذَوَائِبَها .
____________________

(5/578)



ودَمَجَ الرَّجُلُ صاحِبَه ، كدَجَمَ .
وفُلانٌ مُدَامِجٌ لِفلان : مُدَاجِمٌ .
والمُدامَجَة المُداجَاةُ .
وفي الحديث ، مَنْ شَقَّ عَصَا المسلمين وَهُمْ في إِسلامٍ دَامِجٍ فقد خَلَع رِبْقَةَ الإِسلامه مِنْ عُنُقِه ) ، الدَّامِجُ : المُجْتَمِعُ .
ودِمَاجُ الخَطِّ : مُقَارَبَتُهُ ، منه ، وكُلُّ ما فُتلَ فقد أُدْمِجَ .
ومن المجاز : أَدْمَجَ الفَرَسَ : أَضْمَرَه فانْدَمَجَ .
وفي حديث عَلِيّ ، رضي الله عنه ( بل انْدَمَجْتُ علَى مَكْنونِ علْمٍ لو بُحْتُ به لاضْطربْتُمْ اضْطرابَ الأَرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البعيدة ) أَي اجتمعتُ عليه وانْطويتُ وانْدرجْتُ .
وفي الحديث ( سُبحانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائمَ الذَّرَّةِ والهَمَجَةِ ) .
وفي التهذيب : دَمَجَ عليهم ، ودَمَرَ وادْرَمَّج ، وتَعَلَّى عليهم ، كلُّها بمعنًى واحدٍ .
وعن أَبي زيد : يقال : هو علَى تلك الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ ، أَي الطّريقةِ .
وأَدْرَجَ الطُّومَارَ وأَدْمَجَه : شَدَّ أَدْرَاجَه .
ومن المجاز : أَدْمَجَ كلامَه إِذا أَتَى به مُتْرَاصِفَ النَّظْمِ .
دملج : ( الدُّمْلُجُ كجُنْدَبٍ في لُغَتيه ) أَي بفتح الّلام وضمّها ( و ) الدُّمْلُوجُ ، مثل ( زُنْبُورٍ : المِعْضَدُ ) من الحُلِيِّ ، ويقال : أَلْقَى عليه دَمَاليجَه .
( والدَّمْلَجَةُ والدِّمْلاَجُ ) ، الأَخير بالكسر ( : تَسْوِيَةُ ) الشَّيْءِ ، وقيلُ هو تسويَةُ ( صَنْعَةِ الشيْءِ ) ، كما يُدَمْلَجِ السِّوَارُ ، وفي حديث خالِدِ بنِ مَعْدَانَ ( دَمْلَجَ الله لُؤْلُؤَةً ) . دَمْلَجَ الشيْءَ ، إِذا سَوَّاهُ وأَحْسَنَ صَنْعَتَه .
وعن اللِّحْيَانيّ : دُمْلِجَ جِسْمُهِ دَمْلَجَةً ، أَي طُوِيَ طَيًّا حتّى اكْتَنَزَ لَحْمُه .
( والدَّمَالِيجُ : الأَرَضونَ الصِّلابُ ) ، وهاكذا في اللسان والتكملة .
____________________

(5/579)



( والمُدَمْلَجُ ) بالضّمّ ، ( المُدْرَجُ الأَمْلَس ) ، قال الرّاجز :
كأَنَّ منها القَصَبَ المُدَمْلَجَا
سُوقٌ مِنَ البَرْدِيّ ما تَمَوَّجَا
( والدُّمْلُجُ ) بالضّمّ ( : فَرَسُ مُعَاذِ بنِ عَمْرِو بن الجَمُوحِ ) .
والدُّمْلُجِ والدُّمْلُوجُ : الحَجَرُ الأَمْلَسُ ودُمْلُجٌ اسمُ رَجُلٍ ، قال :
لاَ تَحْسَبِي دَرَاهِمَ ابْنَيْ دُمْلُجِ
( تَأْتيكِ حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي )
كذا في اللسان . قلت : وقد تقدّم في دلج إِنشاد هذا الشعر فُليَنْظَر مُدْلِجٌ هو أَم دُمُلُجٌ .
دمهج : ( ) الدَّمْهَجُ ، والدُّمَاهِجُ : العظيمُ الخَلْقِ من كلّ شيْءٍ ، كالدُّنَاهِج ، وقد أَهمله المصنِّف ، وأَورده في اللسان .
دنج : ( الدِّنَاجُ بالكسرِ : إِحْكَامُ الأَمْرِ ) وإِتْقَانُه .
( والدُّنُجُ بضمّتين : العُقَلاءُ ) من الرِّجَال .
( والدَّانَاجُ : العَالِمُ ) ، وهو فارسيٌّ ( مُعَرَّبُ دَانَا ) ، عُرِّب بزيَادَة الجيمه كنظائرهِ .
( و ) منه ( لَقَبُ عَبْدِ الله بنِ فَيْرُوزٍ البِصْرِيّ ) : رَوَى عن أَبي بَرْزَةَ الأْسلميّ ، وعنه حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وابنُ أَبي عَرُوبَةَ .
( وتُرابٌ دَانِجٌ : دَارِجٌ ) ، بمعنًى ، أَ تُثِيرُه الرِّياحُ ، وقد تقدّم في درج .
والدَّانَاجُ أَيضاً لَقَبُ محمَّدِ بنِ مُوسى السَّرْخَسِيّ والِدُ أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدٍ ، وقد حَدَّثَ .
دنهج : ( ) الدَّنْهَجُ ، والدُّنَاهِجُ العَظِيمُ الخَلْق من كُلِّ شيْءٍ .
وبَعِيرٌ دُنَاهِجٌ : ذُو سَنَامَيْن ، أَهمله المصنّف وأَوردَه في اللسان .
دهج : ( أَدْهَجُ كأَحْمَدَ ، اسمُ النَّعْجَةِ ، وتُدْعَى للحَلَبِ فيقال : أَدْهَجَ أَدْهَجَ ) . قد سُمِّيَت باسمِ ما تُدْعَى به .
____________________

(5/580)



والدِّهْجِيَةٌ بكسر ( فسكون فكسر ) ففتح : قريةٌ بباب أَصْبهانَ منها أَبو صالحٍ محمّدُ بن حامدٍ ، روى عن أَبي عليَ الثَّقَفِيّ .
دهبرج : ( الدَّهْبَرَّجُ ، مشدَّدةَ الراءِ ) ، فارسيٌّ ( مُعَرَّبُ دَهْ بَرَّهْ ، أَي عَشْرُ رِيشاتٍ ) فدَهْ معناه عَشْرة ، وبر بالباءِ الفارسيّة رِيشٌ . عُرِّب بالجيمِ ، وهاتانِ المادّتانِ أَهملَهما ابنُ منظور وغيرخِ .
دهرج : ( الدَّهْرَجةُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ ) ، وفي اللِّسان : هو سُرْعَةُ السَّيْرِ .
دهمج : ( الدَّهْمَجَةُ : اخْتِلاطٌ في المَشْيِ ، أَو مُقَارَبَةُ الخَطْوِ ) .
وقيل : هو المَشْيُ البَطِىءُ ، وقد دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ .
( و ) الدَّهْمَجَةُ أَيضاً ( : الإِسراعُ ) في السَّيْرِ .
( و ) ادَّهْمَجَةُ ( : مَشْيُ الكَبيرِ كأَنّه في قَيْدٍ ) .
( ودَهْمَجَ الخَبَرَ : زَادَ فيه ) .
( والدَّهْمَجُ : ) السَّيْرُ ( الواسِع السَّهْلُ ) . والعَظيمُ الخَلْقِ من كلِّ شَيْءٍ ، ( كالدُّهَامِج كعُلابِطٍ ) ، كالدُّنَاهِجِ والدُّمَاهِجِ ، ( وهُو البَعيرُ ذُو السَّنَامَيْنِ ) ، مُعَرَّبٌ .
( و ) الدُّهَامِجُ أَيضاً ( : المُقارِبُ الخَطْوِ المُسْرِعُ ) ، يقال : بَعِيرٌ دُهَامِجٌ : يُقَارِبُ الخَطْوع ويُسْرِعُ .
وقيل : هو ذُو سَنامَيْنِ ، كُدُهَانِجٍ قال ابنُ سيده : وأُرَاهُ بَدَلاً ، وقال الأَصمعيُّ : يقال للبعيرِ إِذا قَارَبَ الخَطْوَ وأَسرَعَ : قد دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ ، وأَنشد :
وعَيْرٌ لَها مِنْ بَنَاتِ الكُدَادِ
يُدَهْمِجُ بِالْوَطْبِ والمِزْوَدِ
دهنج : ( الدُّهَانِجُ : الدُّهَامِجُ ) .
( ودَهْنَجَ : دَهْمَجَ ، في مَعَانِيه ) ، وفي اللّسان : الدُّهانِجُ : البَعِيرُ الفالِجُ
____________________

(5/581)


ذُو السَّنامَيْنِ ، فارسيٌّ مُعَرَّب ، قال العَجَّاج يُشَبِّه به أَطْرافَ الجَبَل في السَّرابِ :
كأَنَّ رَعْنَ الآلِ مِنْه فِي الآلْ
إِذا بَدَا دُهَانِجٌ ذُو أَعْدَالْ
وقد دَهْنَجَ إِذا أَسرَعَ في تَقارُبِ خَطْوٍ ، والدَّهْنَجَةُ : ضَرْبٌ من الهَمْلَجَة .
وبَعِيرٌ دُهَانِجٌ : ذو سَنَامَينِ .
( والدَّهْنَجُ ، كجَعْفَرٍ ويُحَرَّكُ ) ، قال شيخُنا تَوَالِي أَربعِ حَركات تُعْرَف في كلمةٍ عَرَبيّة ، انتهى . قلت : واقتصرَ على الرِّوايةِ الأَخيرة ابنُ منظورٍ ( : جَوْهَرٌ كالزُّمُرُّذِ ) ، وأَجْوَدُه العَدَسِيُّ .
وفي اللِّسان : والدَّهْنَجُ : حَصًى أَخضرُ تُحَلَّى به الفُصُوصُ ، وفي التّهذيب : تُحَكُّ منه الفُصوصُ قال : وليس من مَحْضِ العربيّةِ ، قال الشَّمَّاخُ :
تُمْسِي مَبَاذِلُها الفِرِنْدُ وهِبْرِزٌ
حَسَنُ الوَبِيصِ يَلُوحُ فيه الدَّهْنَجُ
دوج : ( *!دَاج ) الرَّجلُ *!يَدُوجُ ( *!دَوْجاً ) إِذا ( خَدَمَ ) ، قاله ابن الأَعْرَابِيّ .
( و ) قالُوا : الحاجَةُ و ( *!الدَّاجَةُ ) حكاه الزَّجَّاجيّ . قال : فقيل : *!الدَّاجَةُ : الحَاجَةُ نَفْسُها ، وكُرِّرَ لاختلاف اللّفظينِ . وقيل : الدَّاجَةُ ( تُبَّاعُ العَسْكَرِ ، و ) قيلَ : الدَّاجَةُ ( : مَا صَغُرَ مِن الحَوائجِ ) ، والحَاجَةُ : ما كَبُرَ منها ( أَوْ إِتْباعٌ للحَاجَةِ ) ، كما يقال حَسَنٌ بَسَنٌ .
قال ابنُ سِيدَ : وإِنما حَكَمْنَا أَن أَلفَها واوٌ ، لأَنه لا ايصْلَ لها في اللُّغة ، يُعْرَف به أَلِفُه ، قال : فحَملُه على الواوِ أَوْلَى ، لأَن ذالك أَكثرُ على ما وَصَّانا به سِيبويهِ ، ويُروَى بتشديد الجِيم ، وقد تقدَّم .
( *!والدُّواجُ ، كرُمَّانٍ وغُرَابٍ : اللِّحْافُ الذي يُلْبَس ) .
وفي اللِّسان : هو ضَرْبٌ من الثِّياب
____________________

(5/582)


قال ابن دُرَيْد : لا أَحسَبُه عربيًّا صحيحاً ، ولم يُفسِّرْه .
ديج : ( *!داجَ ) الرّجلُ ( *!يَدِيجُ *!دَيْجاً *!ودَيَجَاناً ) ، الأَخيرَة محرَّكةٌ ، إِذا ( مَشَى قَليلاً ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( *!والدَّيَجَانُ ، محرّكةً أَيضاً : الحَوَاشِي الصِّغَارُ ) ، قالَه شَمِرٌ ، وأَنشد :
بَاتَتْ تُدَاعِي قَرَباً أَفَايِجَا
بالخَلِّ تَدْعُو *!الدَّيَجَانَ الدَّاجِجَا
( و ) الدَّيَجَانُ ( : رِجْلٌ مِن الجَرَادِ ) وفي اللسان : الكَثِيرُ مِنَ الجَرَادِ ، حكاه أَبو حَنِيفَةَ :
2 ( فصل الذال ) المعجمة مع الجيم ) 2
ذأَج : ( *!ذَأَجَ المَاءَ ، كمَنَع وسَمِعَ ) *!يَذْأَجُه *!ذَأْجاً ، إِذا ( جَرَعَه ) جَرْعاً ( شَدِيداً ) .
*!والذَّأْجُ : الشُّرْبُ ، عن أَبي حَنيفةَ .
*!وَذَأَجَ من الشَّرَابِ واللَّبَنِ ، أَو ما كانَ إِذا أَكثر منه ، قال الفَرّاءُ : *!ذَئِجَ وضَئِمَ وصَئِبَ وقَئِبَ ، إِذا أَكثرَ من شُرْبِ الماءِ .
( أَو ) *!ذَأَجَه ( : شَرِبَه قَليلاً ) ، كذا في التّهذيب ، فهو ( ضِدٌّ ) .
( و )*! ذَأَجَ ( : ذَبَحَ ) ، من التهذيب .
( و ) *!ذَأَجَ السِّقاءَ *!ذَأْجا ، إِذا ( خَرَقَ ) .
( وأَحْمَرُ *!ذَؤُوج ) كصبُورغ ( قانِىءٌ ) .
( *!وانْذَأَجَتِ القِرْبَةُ : تَخَرَّقَتْ ) ، وفي اللِّسان : ذَأَجَ السِّقاءع *!ذَأْجاً نَفَخَه ، وقال الأَصمعيّ : إِذا نَفَخْتَ فِيه ، تُعَرَّقَ أَو لم يَتَخَرَّقْ .
*!وذَأَجَ النَّارَ *!ذَأْجاً *!وذَأَجاً : نَفَخَها ، وقد رُوِيَ ذالك بالحاءِ .
*!وذأَجَه *!ذَأْجاً *!وذَأَجاً : قَتَلَه ، عن كُراع .
ذبج : ( ) ذبج ، هاذه المادة أَهملَها المصنّف
____________________

(5/583)


وقد جاءَ منها الذُّوبَاجُ ، مَقْلُوباً عن الجُوذابِ ، وهو الطَّعامُ الّذي يُشَرَّح ، ومنه : ما أَطْيَبَ ذوبَاجَ الأَرُزِّ بِجَآجِىء الإِوَزِّ ، حكاه يقعوب ، كذا في اللسان .
ذجج : ( ذَجَّ ) ، إِذا ( شَرِبَ ) ، حكاه أَبو عَمْرٍ و .
( و )*! ذَجَّ الرَّجُلُ ، إِذا ( قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، فهو ذَاجٌّ ) ، قالَه ابنُ الأَعرابيّ ، كذا في التّهذيب .
ذحج : ( ذَحَجه ، كمَنَعه ) ذَحْجاً ( : سَحَجَه ) والذَّحْجُ : كالسَّحْجِ ، سَوَاءٌ .
( و ) قد ذحَحَتِ ( الرِّيحُ فُلاناً : جَرَّتْه مِن مَوْضِعٍ إِلى ) موضعٍ ( آخَرَ ) وحَرَّكَتْه .
( ومَذْحِجٌ كمَجْلِسٍ ) ، وهو الذي جَزَم به أَئمَّةُ اللُّغة والأَنسابِ وشذَّ ابنُ خِلِّكَانَ في الوَفَياتِ فضَبَطَه بضم الميمِ : شَعْبٌ عَظيمٌ ، فيه قبائلُ وأَفحاذٌ وبُطُونٌ ، واسمه مالكُ بنُ أُدَدٍ ، قالَه العَيْنهيّ .
وقال ابنُ أَبي الحديد في شرح نهجِ البلاغةِ ، كالمُبَرِّد في الكامل : مَذْحِجٌ هو مالكُ بنُ زَيْدِ بن كَهْلانَ ابن سَبَإٍ .
وفي اللِّسان : ومَذْحِجٌ : مالِكٌ وطيِّىءٌ ، سُمِّيَا بذالك لأَن أُمهما لمّا هَلَكَ بَعلُهَا أَذْحَجَت على ابْنيْهَا طَيِّىءٍ ومالِكِ هاذَيْنِ ، فلم تتَزَوَّجْ بعد أُدَدٍ .
رَوَى الأَزهريّ عن ابن الأَعْرَابيّ قال : ولدَ أُدَدُ بنُ زَيْدِ بنِ مُرَّةَ بنِ يَشْجُبَ ، مُرَّةَ ، والأَشْعَرَ ، وأُمُّهما دَلَّةُ بنتُ ذي مَنْجَشَانَ الحِمْيَرِيج ، فهَلَكَتْ مالِكاً وطَيِّئاً واسْمه جُلْهُمَةُ ، ثم هلكَ أُدَدٌ فلم تتوّجْ مُدِلَّةُ ، وأَقامتْ على ولَدَيْها مالِكِ وطَيِّىءِ .
____________________

(5/584)




وقيل مَذْحجٌ اسمُ ( أَكَمَة ) حَمْرَاءَ باليمن ( وَلَدَتَ مَالِكاً وطيِّئاً أُمُّهُما عِنْدَها ) ، أَي تلك الأَكَمةِ .
وفي الرَّوض للسُّهيليُّ : ومالكٌ هو مَذْحِجٌ : سُمُّوا مَذْحِجاً بِأَكَمَةِ نَزَلُوا إِليها ، وأَنّ مَذْحِجاً مِن كَهْلاَنَ بنِ سَبَإٍ .
وقال ابن دُرَيْد : مَذْحِجٌ أَكَمةٌ وَلَدتْ عليها أُمُّهم ( فسُمُّوا مَذْحِجاً ) ، قال : وَمَذْحِجٌ مَفْعِلٌ من قولهم ذَحَجْتُ الأَدِيمَ وغَيْرَه إِذا دَلكْتَه ، هاذا قول ابنِ دُريد ، ثم صار اسماً للقبيلةِ ، قال ابنُ سِيدَه : والأَوّل أَعْرَفُ .
( وذِكْرُ الجَوْهَرِيِّ إِيَّاه فِي المِيم غَلَطٌ ، وإِن أَحاله على سيبويْهِ ) ، نصُّ عبارةِ الجوهريّ في فصل الميم من حرف الجيم : مَذْحِجٌ مِثالُ مَسْجِدِ أَبو قَبيلَة من اليَمن ، وهو مَذْحِجُ بنُ يُحَابِرَ بنِ مَالِكِ بنِ زيدِ بن كَحلانَ ابنَ سَبَإٍ ، وقال سيبويه : الميمُ مِن نَفْسِ الكلمة ، هذا نصُّ الجوهريّ ، وأَراد شيخُنا أَن يُصْلِحَ كلامَ الجوهريّ ويُجيبَ عنه ويُمَحِّضَه عن الغَلطِ فلم يفعلْ شَيئاً ، كيفَ وقد نَقَلَ ابنُ مَنظورٍ أَنه وُجِدَ في حاشيةِ النّسخة ما صُورَتُه : هاذا غَلطٌ منه على سِيبَويهِ ، إِنما هو مَأْجَجٌ ، جُعِل مِيمُها أَصْلاً كمَهْدَدٍ ، لولا ذالك لكانَ مَأَجًّا وَمَهَدًّا كمَفَرَ ، وفي الكلام فَعْلَلٌ كجَعْفَرٍ ، وليس فيه فَعْلِلٌ ، فمَذْحِجٌ مَفعِلٌ ليس إِلاَّ ، وكمَذْحِجٍ مَنْبِجٌ ، يُحكَم على زِيادةِ الميمِ بالكثرةِ وعَدم النَّظيرِ .
( وأَذْحَجْتُ ) ، أَي ( أَقَمْتُ ) ، يقال : أَذْحَجَت المَرأَةُ على وَلَدِهَا إِذا أَقامَتْ ، ومنه أُخِذَ مَذْحِجٌ ، كما تقدَّم .
وذَحَجَه ذَحْجاً : عَرَكَه ، والدالُ لغةٌ ، وقد تقدَّم .
وذَحَجَت المرأَةُ بولَدِهَا : رَمَتْ به عند الوِلادة .
وذَحَجَ الأَدِيمَ : دَلَكَه ، كما تقدَّمَ .
وفي العَناية ، في سورة نوحٍ : يجوز في مَذْحِج الصَّرْف وعَدمُه ، وأَنّ المَرْأَة سُمِّيَتْ باسمِ الأَكَمَة ، ثمّ سُمِّيَتْ بها القَبيلةُ .

____________________

(5/585)


ذرج : ( ) ذرج . أَذْرُجُ مَدِينَةُ السَّرَاةِ ، وقيل : إِنما هي أَدْرُحُ ، أَهملَها المصنّف وذَكَرَها ابنُ منظور وغيرُه .
ذعج : ( ذَعَجَه كمَنَعَه : دَفَعَه شَديداً ) .
( و ) ذَعَجَ ( جارِيَتَه : جامَعها ) ، وفي اللسان : ورُبَّما كُنِيَ به أَي بالذَّعْجِ عن النِّكاحِ ، يقال : ذَعَجَهَا يَذْعَجُها ذَعْجاً .
قال الأَزهريّ : لم أَسمَع الذَّعْجَ لِغير ابن دُرَيد ، وهو من مَناكِيرِهِ .
ذلج : ( ذَلَجَ الماءَ ) في حَلْقِه ، إِذا ( جَرَعَهُ ) وكذا زَلَجَه بالزاي ، ولَذَجَه ، وسيأْتيانِ .
ذوج : ( *!الذُّوْجُ : الشُّرْب ) ، *!ذَاجَ الماءَ *!يَذُوجُه *!ذَوْجاً : جَرَعَه جَرْعاً شَدِيداً .
*!وذَاجَ *!يَذُوجُ ذَوْجاً : أَسْرَعَ ، الأَخيرةُ عن كُراع .
ذيج : ( *!كالذَّيْجِ ) .
( *!والذِّياجُ : المُنادَمَةُ ) .
وفي اللسان : *!ذَاجَ *!يَذِيجُ *!ذَيْجاً : مَرَّ مَرًّا سَرِيعاً ، عن كُرَاع .
ذيذج : ( ) *!الذَّيْذَجَانُ في التهذيب في الرُّباعيْ : الإِبِلُ تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّار ، كذا عن شَمِرٍ ، هنا ذَكرَه ، والمُصَنّف ذكره في الدّال والجيم وسيعيده في حرف الراءِ .
2 ( فصل الراءِ ) مع الجيم ) 2
ربج : ( الرَّبْجُ ) بفتح فسكون : الدِّرْهَم الصّغيرُ ، عن أَبي عَمرٍ و .
( والرَّوْبَجُ ) كجَوْهَرٍ أَيضاً ( : الدِّرْهَمُ الصَّغِيرُ الخَفِيفُ ) يَتعامَلُ به أَهلُ البَصْرَةِ ، فارِسيٌّ دَخِيلٌ .
والرُّوبَجُ ، بضمّ فسكون ففتح ،
____________________

(5/586)


لقب جَدِّ أَبي بكر أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى بنِ عبد الصَّمدِ الفامِيِّ ، عُرِفَ بابنِ الرَّوْبَجِ ، رَوَى عن البَغَوِيِّ وابنه صَاعِدٍ ، وعنه العَتِيقِيّ ، وتُوفِّيَ سنة 383 .
ورُوبَانْجَاه ، بضمّ فسكون ، بنواحي بَلْخ ، منها الأَمير محمّدُ بنُ الحُسَيْن صاحبُ دِيوانِ الإِنشاءِ لأَعطافِ سِنْجَرَ .
( و ) في الصّحاح : ( الرَّبَاجَةُ : البَلاَدَةُ ) ، ومنه قول أَبي الأَسْوَدِ العِجْلِيّ :
وقُلْتِ لِجَارِي مِنْ حَنِيفَةَ سِرْ بِنَا
نُبَادِرْ أَبا لَيْلَى ولَمْ أَتَرَبَّجِ
أَي ، ولم أَتَبَلَّدِ .
( و ) في التهذيب للأَزهرِيّ : سمعتُ أَعرابيًّا يُنْشِد ونحنُ يومئذٍ بالصَّمَّانِ :
تَرْعَى مِنَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجَا
مِنْ صِلِّيَانِ ونَصِيًّا رَابجَا
( ورُغُلاً باتتْ به لَواهِجَا )
قال : فسأَلْتُه عن ( الرَّابِجِ ) فقالُ : هو ( المُمتَلىءُ الرَّيَّانُ ) .
قال : وأَنشدنِيه أَعرابيٌّ آخَرُ ( ونَصِيَّا رابِجَا ) وسأَلته فقال : هو الكَثِيفُ المُمْتَلِىءُ ، قال : وفي هذه الأُرجوزة .
وأَظْهَرَ المَاءُ لَهَا رَوَابِجَا
يَصِفُ إِبِلاً وَردَتْ مَاءً عِدًّا فنَفَضَت جِررَهَا ، فلمَّا رَوِيَت انْتَفَخَتْ خَواصِرُهَا وعَظُمَتْ ، فهو معنى قولِه ( رَوِابجَا ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَبْرَجَ الرَّجُلُ إِذا جَاءَ بَبَنِين مِلاَحٍ .
و ( أَرْبجَ ) إِذَا ( جَاءَ بِبَنِينَ قِصَارٍ ) ، وقد تَقَدَّمَ .
( وتَرَبَّجَتِ ) الناقَةُ ( عَلَى وَلَدها ) ، إِذا ( أَشْبَلَتْ ) .
والتَّرَبُّجُ : التَّحَيُّرُ .
( والرَّبَاجيَةُ ككَراهِيَة : الحَمْقَاءُ ) .
( والرَّبَاجِيّ ) بالفَتح ( : الضَّخْمُ الجَافِي الَّذي بينَ القَرْيَةِ والبَادِيَةِ )
____________________

(5/587)


.
وفي اللسان : رَجُلُ رَبَاجِيُّ : يَفْتَخِرُ بأَكثَرَ مِن فِعْلِه ، قال :
وتَلْقَاةُ رَبَاجِيًّا فَخُورَا
( والإِرْبِجَانُ : بالكسر : نَبْتٌ ) .
وأَرْبِجُ ، بفتح فسكون فكسر ، بَلْدَةٌ من سَمَرْقَنْدَ ، نُسب إِليها وَهْبُ بنُ جَمِيلِ بنِ الفَضْلِ ، ويقال هي أَرْبِنْجَنْ ، فحُذِفَ النُّونُ .
رتج : ( رَتَجَ البَابَ ) رَتْجاً ( : أَغْلَقَه ، كَأَرْتَجَ ) : أَوْثَقَ إِغلاَقَه ، وباب مُرْتَجٌ .
وأَبَي الأَصمعيُّ إِلاَّ أَرْنَجَه ، وفي الحديث ( إِنّ أَبوابَ السَّماءِ تُفْتَحُ ولا تُرْتَجُ ) أَي لا تُغْلَقُ ، وفيه ( أَمرَنَا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإِرْتاجِ البابِ ) أَي إِغلاقِه .
م ( و ) رَتَجَ ( الصَّبِيُّ رَتَجَاناً ) ، محرّكةً إِذا ( دَرَجَ ) في المَشْيِ .
( و ) من المجاز : رتِجَ في مَنْطِقهِ رَتَجاً ( كفَرِحَ ) مأْخوذٌ من الرِّتَاجه وهو البَابُ .
وصَعِدَ المِنْبَرَ فَرَتِجَ عليه ( : اسْتَغْلَقَ عليه الكَلاَمُ كأُرْتِجَ عليه ) ، عَلَى ما لَمْ يُسَمَّ فاعلُه ، يقال أُرْتِجَ على القارِىءِ ، إِذا لمْ يَقْدِرْ على القراءَةِ كأَنَّه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البَابُ .
( و ) مثله ( ارْتُتِجَ ) عليه ( واسْتُرْتِجَ ) ، كلاهما على بِناءِ المفعولِ ، ولا تَقُلْ ارْتُجَّ عليه ، بالتشديد ، وفي حديث ابن عُمَر ( أَنه صَلَّى بهم المَغْرِبَ فقال : ولاَ الضَّالِّينَ ، ثم أُرْتِجَ عليه ) أَي اسْتُغْلِقَتْ عليه القِراءَةُ .
وفي التهذيب : أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ ، وعن أَبي عَمْرٍ و : تَرَجع إِذا اسْتَتَرَ ، وَرِتجَ إِذا أَغْلَقَ كَلاماً أَو غَيْرَه .
وعن الفَرّاءِ : رَتِجَ الرَّجُلُ ( وبَعِل ) وَرجِيَ وغَزِلَ ، كلُّ هاذا إِذا أَرادَ الكلامَ فأُرْتِجَ عليه .
ويقال : أُرْتِجَ عَلى فُلانٍ إِذا أَرادَ قَوْلاً أَو شِعْراً فلم يَصِلْ إِلى تَمَامِه .
( و ) من المحاز : ( أَرْتَجَتِ النَّاقَةُ ) فهي مُرْتِجٌ ، إِذَا قَبِلَتْ ماءَ الفَحْل
____________________

(5/588)


ف ( أَغْلَقَتْ رَحِمَهَا عَلَى ) ذالك ( الماءِ ) ، أَنشد سِيبويهِ :
يَحْدُو ثَمَانِي مُولَعاً بِلِقَاحِهَا
حَتَّى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتَاجِ
وفي التهذيب : يقال للحامِل مُرْتِجٌ ، لأَنها إِذا عَقَدَتْ على ماءِ الفَحْلِ انْسَدَّ فَمُ الرَّحِمِ فلم يَدْخُلْه ، فكأَنّهَا أَغلَقَتْه على مائِه .
( و ) من المجاز أَرْتَجَت ( الدَّجَاجَةُ ) إِذا ( امْتَلأَ بَطْنُها بَيْضاً ) ، وعبارة اللسان : إِذا امْتَلأَ ظَهْرُهَا بَطْناً وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ ، كذلك .
( و ) في التهذيب : قال شَمِرٌ : ( من رَكِبَ البَحْرَ إِذا أَرْتَجَ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ ) وقال : هاكذَا قَيَّدَه بخَطِّه ، قال : ويقال أَرْتَجَ ( البَحْرُ ) ، إِذا ( هَاجَ و ) قال الغِتْرِيفِيّ : أَرْتَجَ البَححرُ إِذا ( كَثُرَ مَاؤُه فغَمَرَ ) ، هاكذا في نسختنا بالغين والميم والراءِ ، ونصُّ التهذيب : فعَمَّ ( كُلَّ شَيْءٍ ) .
( و ) قال أَخوه : ( السَّنَةُ ) تُرْتِجُ ، إِذا ( أَطْبَقَتْ بِالجَدْبِ ) ، ولم يَجد الرَّجلخ مَخْرَجاً ، وكذالك إِرْتاجُ البَحْرَ لا يَجِدُ صَاحبُه منه مَخْرَجاً .
( و ) أَرْتَجَ ( الثَّلْجُ : دَامَ وأَطْبَقَ ) ، وإِرتاجُ البابِ منه .
قال ( والخِصْبُ ) إِذَا ( عَمَّ الأَرْضَ ) فلم يُغَادِرْ منها شَيْئاً قد أَرْتَجَ .
( و ) أَرْتَجتِ ( الأَتَانُ ) ، إِذا ( حَمَلَتْ ) وهي مُرْتِجٌ ، و ( نُوقٌ ) مَرَاتِجُ ومَرَاتِيجُ ، قال ذو الرُّمّة :
كَأَنَّا نَشْدُّ المَيْسَ فوْق مَراتِجٍ
مِنَ الحُقْبِ أَسْفَى حَزْنُهَا وسُهُولُها
( والرَّتَجُ ) ، مُحَرَّكَةً : البابُ العظِيمُ ، كالرِّتاجِ ، ككِتَابٍ ( و ) قيل : ( هو البَابُ المُغْلَقُ ) وقد أَرْتَجَ البَابَ ، إِذا أَغْلَقَه إِغلاقاً وثَيقاً ، وأَنشد :
أَلَمْ تَرَنِي عَاهَدْتُ رَبِّي وأَنَّنِي
لَبَيْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ ومَقَامِ
وقال العَجَّاج :
أَو تَجْعَل البَيْتَ رِتَاجاً مُرْتَجَا
____________________

(5/589)



ومنه رِتَاجُ الكَعْبَةِ ، قال الشاعر :
إِذا أَحْلَفُونِي فِي عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ
يَمِينِي إِلى شَطْره الرِّتَاجِ المُضَبَّبِ
وقيل : الرِّتَاجُ : البَابُ المُغْلَقُ ( وعَلَيْهِ بَابٌ صَغيرٌ ) .
( و ) من المجاز : الرِّتَاجُ : ( اسمُ مَكَّةَ ) ، زِيدَتْ شَرَفاً .
وفي الحديث ( جَعَلَ مَالَهُ في رِتَاجِ الكَعْبَةِ ) ، أَي فيها ، فَكَنَى عنها بالبابِ ، لأَن مِنه يُدْخَلُ إِليها ، وفي الأَساس : جَعَلَه هَدْياً إِلَيها .
وجمعُ الرِّتاجِ رُتُجٌ ، ككِتَابٍ وكُتُبٍ ، وفي حديث مُجَاهِدٍ عن بني إِسرائيلَ ( كَانَت الجَرَادُ تَأْكخل مَسامِيرع رُتُجِهِمْ ) ، أَي أَبوابِهِم ، وكذالك يُجمعَ على الرِّتَائج ، قال جَنْدَلُ ابنُ المُثَنَّى :
فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتَائِجِ
وفي اللِّسان : إِنّما شَبَّهَ ما تعَلَّقَ مِن الرَّحِمِ على الوَلَدِ بالرِّتَاجِ الذي هو البَابُ .
وجعلَ شيخُنا جمْعه ( أَرْتَاج ) ، ولم يأْتِ له شاهدٌ ولا سَنَدٌ مع شُذوذِه ، وفي حديث قُسَ ( وأَرْضٌ ذَات رِتَاجٍ ) .
وعن ابنِ الأَعرابِيّ : يقال لأَنْفِ البابِ ) الرِّتَاجُ ولِدَرَوَنْدِهِ : النِّجَافُ ، ولِمِتْرَاسِه : القُنَاحُ .
والمِرْتَاجُ : المَغْلاقُ .
( و ) يقال : زَلُّوا عَن المَنَاهج ، فَوقعُوا فِي المَرَاتج ، ( المَرَاتِجُ : الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ ) ، هاكذا استُعْمِل ولم يَذكروا له مُفْرَداً .
( والرَّتَائِجُ : ) الصُّخُورُ ، جَمعُ رِتَاجَةٍ ، بالكسر ، على القياس ، خِلافاً للمبرّد في الكامل ، فإِنه قال : لا يُجْمَع فِعَالَة على فَعَائِل ، قاله شيخُنَا ، ويُنظر .
وفي اللسان : الرِّتَاجَةُ : كُلُّ شِعْبٍ ضَيِّقٍ كأَنَّه أُغْلِقَ مِن ضِيقِه ، قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ :
كأَنَّهُمْ صَادَفُوا دُونِي به لَحِماً
ضَافَ الرِّتَاجَةَ فِي رَحْلٍ تَبَاذِيرِ
____________________

(5/590)



( وأَرْضٌ مُرْتَجَةٌ ، كمُكْرَمَةٍ ) ، وفي نسخة أُخرى ( مْرَتِجَة ، كمُحْسِنة ) ، إِذا كانَت ( كَثِيرَة النَّبَاتِ ) .
وذكره ابن سيده في رجج فقال وأَرْضٌ مُرْتَجَّةٌ : كَثيرةُ النَّبَاتِ ، أَي من ارْتَجَّتِ الأَرْضُ بالنَّبَاتِ إِذا أَطْلَعَتْه ، ولذا لم يَذكُره الجوهريُّ وابنُ منظور .
( والرُّوَيْتِجُ ) بالتصغير ( : ع ) .
( و ) من المجاز : يقال : ( مالٌ رِتْجٌ وغِلْقٌ ، بالكسر ) فيهما ( خِلاَفُ طِلْقٍ ) ، بالسكر أَيضاً ، فسَّرَه في الأَساس فقال : أَي لا سَبِيلَ إليه .
( و ) من المجاز : ( سِكَّةٌ رِتْجٌ ) ، بالكسر أَيضاً ، أَي ( لاَ مَنْفَذَ لَهَا ) .
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ رِتَاجُ الصَّلاَ ) ، ككِتَابٍ ، إِذا كانت ( وَثِيقَة وَثِيجَة ) ، قال ذو الرُّمّة :
رِتَاجُ الصَّلاَ مَكْنُوزَةُ الحَاذِ يَسْتَوِي
على مِثْله خَلْقَاءِ الصَّفاةِ شَلِيلُها
( ) ومما يستدرك عليه :
راتِجٌ ككاتبٍ ، جاءَ ذِكْرُه في الحديث وهو أُطُمٌ مِن آطامِ المَدِينةِ كَثِيرُ الذِّكْرِ في المَغَازِي .
ومن المجاز : في كلامِه رَتَجٌ ، أَي تَعْتَعَةٌ .
رجج : ( *!الرَّجُّ : التَّحْرِيكُ ) *!رَجَّه *!يَرُجُّه *!رَجًّا ، قال الله تعالى : { إِذَا *!رُجَّتِ الاْرْضُ رَجّاً } ( سورة الواقعة ، الآية : 4 ) مَعْنَى رُجَّتْ : حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً وزُلْزِلَت ، وفي حديث عليَ ، رضي الله عنه ( وأَمَّا شَيطانُ الرَّدْهَةِ فقد كُفِيتُه بِصَعْقَة سَمِعْتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِ ، *!ورَجَّةَ صَدْرِه ) .
وفي حديث ابنِ الزُّبير ( جَاءَ*! فَرَجَّ البَابَ رَجًّا شديداً ) أَي زَعْزَعَه وَحَرَّكَه .
وقيل لابْنِةِ الخُسِّ : بِمَ تَعرِفينَ لِقاحَ نَاقَتِك ، قالت : أَرَى العَيْنَ هَاجَ ،
____________________

(5/591)


والسَّنَامَ رَاجَ ، وتَمْشِي وتَفَاجّ ، وقال ابنُ دُريد : ( وَأَرَاهَا تَفَاجُّ ولا تَبُولُ ) مكان قوله : ( وتَمْشِي وتَفَاجّ ) قالت هَاجَ فذَكَّرَت العَيْنَ حَمْلاً لها على الطَّرْفِ أَو العُضْوِ ، وقد يَجوزُ أَنْ تكون احْتملتْ ذالك للسَّجْعِ .
( و ) *!الرَّجُّ ( : التَّحَرُّكُ ) الشديد ( والاهْتِزازُ ) ، فهو مُتعدَ ولازمٌ . ( و ) *!الرَّجُّ ( : الحَبْسُ ) . ( و ) الرَّجُ : ( بِنَاءُ البَابِ ) .
( *!والرَّجْرَجَةُ ) بالفتح ( : الاضْطِرَابُ *!كالارْتِجَاجِ *!والتَّرَجْرُجِ ) ، يقال *!ارْتَجَّ البحرُ وغيرُه : اضْطَرَبَ .
وفي التّهذيب : *!الارْتِجَاجُ مُطاوعةُ الرَّجِّ ، وفي الحديث ( مَنْ رَكِبَ البَحْرَ حِين *!يَرْتَجُّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ ) ، يعني إِذا اضْطرَبَتْ أَمواجُه ، وروى ( أَرْتَجَ مِن الإِرْتَاجِ : الإِغْلاقِ ، فإِن كان محفوظاً فمعناه أَغلقع ( عَنْ ) أَن يُرْكَبَ ، وذلك عند كَثرةِ أَمواجِه .
وفي حديثِ النَّفْخِ في الصور ( *!فَتَرْتَجُّ الأَرْضُ بأَهْلِها ) أَي تَضْطرِب .
( و ) *!الرَّجْرَجَةُ ( : الإِعْيَاءُ ) والضَّعْفُ .
( و ) *!الرِّجْرِجُ *!والرِّجْرِجَةُ ( بكسرتين ) فيهما ( : بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ ) ، الكَدِرَةُ المُختَلِطَةُ بالطِّين ، كذا في الصّحاح ، وقال هِمْيَانُ بن قُحافةَ :
فأَسْأَرَتْ فِي الحَوْضِ حِضْجاً حَاضِجَا
قَدْ عَادَ من أَنْفَاسِها *!رَجَارِجَا
وفي حديثِ ابن مَسعودٍ ( لا تَقوم السَّاعَةُ إِلاّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، *!كرِجْرِجَة الماءِ الخَبِيثِ الذي لا يُطْعَم ) قال أَبو عبيد : الحَدِيثُ يُرْوَى : (*! كرِجْرَاجَة ) والمعروف في الكلام رِجْرِجَة .
( و ) الرِّجْرِجَةُ ( : الجَمَاعَةُ الكَثِيرَةُ في الحَرْبِ ) .
( و ) *!الرِّجْرِجَةُ : الماءُ الذي خَالَطَه اللُّعَابُ .
*!والرِّجْرِجُ أَيضاً : اللُّعَابُ .
وإِن فلاناً كثيرُ *!الرِّجْرِجَة ، أَي
____________________

(5/592)


( البُزَاق ) ، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقرةً أَكلَ السَّبُعُ وَلَدَهَا : كاداللعاع من الحوذان يسخطها
*!ورجرج بين لحييها خناظيل
وهذا البيت أورده الجوهري شاهدا
علي قوله : *!والرِّجْرِجُ أَيضاً نَبْتٌ ، وأَنشده ، ومعنى يَسْحَطُهَا : يَذْبَحُهَا ويَقْتُلها ، أَي لمَّا رأَت الذئْبَ أَكلَ وَلَدَها غَصَّت بما لا يُغَصُّ بمثله ، لشدَّةِ حُزْنها والخَنَاطِيلُ : القِطَعُ المُتفرِّقَةُ ، أَي لا تُسِيغُ أَكْلَ الحَوْذَانِ واللُّعَاعِ مع نُعُومَتِه .
( و ) *!الرِّجْرِجَةُ من الناسِ : ( مَنْ لا عَقْلَ له ) ، ومن لا خيْرَ فيه .
وفي النّهاية : الرِّجْرِجَةُ : شِرَارُ النَّاسِ وفي حديث الحسن ( أَنه ذَكَرَ يَزيدَ بنَ المُهَلَّبِ فَقَالَ : نَصَبَ قَصَباً ، عَلَّقَ فيها خِرَقاً ، فَاتَّبَعَه *!رِجْرِجَةٌ مِن الناس ) قال شَمِرٌ : يَعْنِي رُذَالَ النّاسِ ، ورَعَاعَهُم الَّذين لا عُقُولَ لهم ، يقال :*! رِجْرَاجَةٌ من النَّاسِ *!ورِجْرِجَةٌ . وقال الكِلاَبِيُّ :*! الرِّجْرِجَةُ من القومِ : الَّذين لا عَقْلَ لهم .
( و ) *!الرُّجْرُجُ ( كفُلْفُلِ : نَبْتٌ ) ، أَورده الجَوْهَريُّ ، وأَنشد بيتَ ابن مُقْبِل السابِقَ ذِكْرُه .
( *!والرَّجَاجُ كسَحَابٍ : مَهازِيلُ الغَنَم ) والإِبلِ ، قال القُلاخُ بنُ حَزحنِ :
قَدْ بَكَرَتْ مَحْوَةُ بِالعَجَاجِ
فَدَمَّرَتْ بَقيَّةَ الرَّجَاجِ
مَحْوَةُ : اسمُ عَلَمٍ للرِّيحِ الجَنُوبِ والعَجَاجُ : الغُبَارُ . ودَمَّرَتْ : أَهْلَكَتْ .
( و ) في التهذيب : الرَّجَاجُ ( ضُعَفَاءُ النَّاسِ والإِبِلِ ) ، وأَنشد :
يَمْشُونَ أَفْوَاجاً إِلى أَفْوَاجِ
( مَشَى الفَرَارِيجِ معَ الدَّجَاجِ )
فَهُمْ *!رَجَاجٌ وعلَى *!رَجاجِ
____________________

(5/593)



أَي ضَعُفُوا مِن السَّيْرِ وضَعُفَتْ رَواحِلُهم .
( و ) يقال : ( نَعْجَةٌ *!رَجَاجَةٌ ) إِذا كانت ( مَهْزُولَةً ) .
والإِبلُ *!رَجْرَاجٌ ونَاسٌ *!رَجْرَاجٌ : ضُعفاءُ لا عَقُولَ لهم .
قال الأَزهريّ في أَثناءِ كلامِه على هملج ، وأَنشد :
أَعْطَى خَلِيلي نَعْجَةً هِمْلاَجَا
رَجَاجَةً إِنَّ لَهَا رَجَاجَا
قال الرَّجَاجَةُ : الصِّعيفةُ الَّتي لانِقْيَ لها ، ورِجالٌ رَجَاجٌ : ضُعفاءُ .
( و ) *!الرَّجَجُ : الاضطرابُ .
و ( نَاقَةٌ *!رَجَّاءُ ) : مُضْطَرِبَةُ السَّنَامِ وقيل ( : عَظِيمَةُ السَّنَامِ ، و ) في الجمهرة يُقَال : نَاقَةٌ *!رَجَّاءُ ، ممدودة ، زَعَمُوا ، إِذا كانت ( *!مُرْتَجَّتها ) ، أَي السَّنَامِ ، ولا أَدرِي ما صِحَّتُه .
( *!والرَّجْرَاجُ ) بالفتح ( : دَوَاءٌ ) ، وفي اللسان : شيْءٌ من الأَدْوِيَةِ .
( و ) *!رَجْرَاجَةُ ( بهاءٍ : ة ، بالبَحْرَيْنِ ) .
( *!وأَرَّجَانُ ) بفتح الأَلف والرّاءِ وتشديد الجيم ، وضبطها ابنُ خِلِّكانَ بتشديد الرَّاءِ ، وفي أَصل الرّشاطيّ : الراءُ والجيم مشدَّدتانِ ( أَوْ *!رَجَّانُ ) بحذف الأَلف ( : د ) ، بين فارِسَ والأَهْوازِ ، وبها قَبْرُ *!أَرْجيانَ حَوَارِيّ عِيسى عليه السلامُ .
نُسِبَ إِليها أَحمدُ بنُ الحَسنِ بن عَفَّانَ بنِ مُسْلِم .
وسَعيدٌ *!-الرَّجَّانِيّ ، عن عليَ ، رضي الله عنه .
وعبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ شُعيبٍ الرَّجَّانِيّ عن يَحْيى بن حَبيب .
( *!ورَجَّانُ ) تثنيةُ رَجّ ( : وادٍ بنَجْدٍ ) .
( *!وأَرَجَّتِ الفَرَسُ ) *!إِرْجَاجاً ( فهي
____________________

(5/594)


*!مُرِجٌّ ) ، إِذا ( أَقْرَبَتْ *!وارْتَجَّ صَلاَهَا ) ، لغة في *!ارْتَجَّتْ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الرِّجَاجَةُ : عِرِّيسَةُ الأَسدِ .
ورَجَّةُ القَومِ : اختلاطُ أَصواتِهم .
ورجَّةُ الرَّعْدِ : صَوْتُه .
وكَتيبةٌ رَجْرَاجَةُ : تَمَخَّصُ في سَيْرِها ولا تَكَاد تَسيرُ ، لكثرتها ، قال الأَعشى :
*!ورَجْرَاجَةٍ تَغْشَى النَّوَاظِرَ فَخْمَةِ
وكُومٍ عَلَى أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائلُ
وامَرَأَة رَجْرَاجَةٌ : مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ ،*! يَتَرَجْرَج كَفَلُهَا ولَحْمُهَا .
*!وتَرَجْرَجَ الشَّيْءُ ، إِذَا جَاءَ وذَهَب وثَرِيدَةٌ *!رِجْرَاجَةٌ : مُلَيَّنَةٌ مُكْتنِزَةٌ .
*!والرِّجْرِجُ : ما ارْتَجَّ مِن شَيْءٍ .
*!والرِّجْرِجُ ، بالكسر : الماءُ القَرِيسُ .
*!والرَّجْرَجُ ، بالفتح : نَعْتُ الشيْءِ الذي *!يَتَرَجْرَجُ ، وأَنشد :
وكَسَتِ المِرْطَ قَطَاةً *!رَجْرَجَا
*!والرِّجْرِجُ : الثَّرِيدُ المُلَبَّقُ .
وعن الأَصمعيّ : *!رَجْرَجْتُ الماءَ ورَدَمْتُهُ بمعنًى : ( أَي نَبَثْتُه ) .
*!وارْتَجَّ الكَلاَمُ : الْتَبَسَ ، ذكرَه ابنُ سِيده في هاذه الترجمة .
وأَرْضٌ *!مُرْتَجَّةٌ : كثيرةُ النَّبَاتِ ، ذكره ابن منظور في هذه المادّة ، وقد تقدّمنا في المادةِ الّتي تَلِيها .
ورَجَّه : شَدَخَه ، ذكرَه الأَزهريُّ في ترجمة رخخ وأَنشد قولَ ابنِ مُقْبِل :
فَلَبَّدَه مَسُّ القِطَارِ وَرَجَّهُ
نِعَاجُ رُؤَافٍ قَبْلَ أَنْ يَتَشَدَّدَا
رخج : رُخَجُ ، كصُرَد ، بلادٌ معروفةٌ تُجَاوِر سِجِسْتَانَ ، ولما انهزم ابنُ الأَشْعثِ قصدَ إِليها رُتبِيل فاستجار به فقُتِل وحُمِلَ رأْسه إِلى الشَّأْم ، ومن الشأْم إِلى مِصر ، فقال بعض الشعراءِ :
هَيْهَاتَ مَوْضِعُ جُثَّةٍ مِنْ رَأْسِهِ
رَأْسٌ بِمِصْرَ وجُثَّةٌ بِالرُّخَّجِ
____________________

(5/595)



شَدَّدَ الخاءَ ضرورةً للوزن ، قاله ابنُ القطَّاع وغيرُ ، ومن خطّه نقلْتُ ولم أَره في شيْءٍ من الدواوين ، وهو عنده كأَنه من الأَمرِ المعروفِ المشهورِ ، والمصنّف لم يَتعرَّض لذِكْره ، قاله شيخُنَا ، وهو في اللسان ، نقل عن الليث ما نصه : رخج ، معرَّب رخد ، وهو اسم كُورةٍ معروفة .
وفي أَنساب القَلْقَشَنْديّ : رُخَّجُ ، مشدَّة الخاءِ ، وذكر منها عيسى بنَ حامدٍ الرُّخَّجي ، روى الحديثَ .
والرُّخَّجِيَّة قَريةٌ ببغدادَ ، منها أَبو الفضل عبدُ الصَّمَد بنُ عُمَرَ بنِ عبد الله بن هارونَ ، وَلِيَ الخَطابةَ بها وسكَنها ، ورَوَى عن أَبي بكر القَطيعيّ ، وعنه الخطيبُ ، توفِّي سنة 437 .
ردج : ( رَدَجَ رَدَجَاناً ) ، محرَّكَةً ، مثل ( دَرَجَ دَرَجَاناً ) ، أَحدُهما مقلوبٌ من الآخر ، وصحَّحَ ابنُ جِنِّي أَصالَة كلِّ واحدٍ منهما .
( والرَّدَجُ مُحَرَّكَةً ) : أَوَّلُ ( مَا يَخْرُج مِن بَطْنِ ) البَغْلِ والجَحْشِ والجَدْيِ و ( السَّخْلَةِ أَو المُهْره قَبْلَ الأَكْلِ ، كالعِقْيِ للصَّبِيِّ ) .
وقيل : هو أَوَّلُ شَيْءٍ يَخرُج من بَطْنِ كُلِّ ذي حافرٍ إِذا وُلِدَ ، وذالك قبل أَن يَأْكلَ شيئاً ، والجمع أَرْداجٌ ، وقد رَدَجَ المُهْرُ يَرْدِجُ رَدْجاً ، بفتح الدّالِ في الماضي وكسرها في الآتي ، وسُكونها في المصدر .
قال الأَزهريّ : الرَّدَجُ لا يكون إِلاَّ لِذي حافرٍ ، كما قال أَبو زيد قال جريرٌ .
لَهَا رَدَجٌ فِي بَيْتِها تَسْتَعِدُّه
إِذَا جَاءَهَا يَوْماً مِن النَّاسِ خَاطِبُ
( والأَرَنْدَجُ ، ويُكسر أَوَّلُه ) كاليَرَنْدَج ( : جِلْدٌ أَسْوَدُ ) تُعْمَل منه الخِفافُ ، قال العجَّاج :
كأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا
____________________

(5/596)



وقال الشمَّاخُ :
ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعَامُها
كَمَشْيِ النَّصَارَى في خِفَافِ اليَرَنْدَجِ
واليَرَنْدَجُ فارِسيٌّ ( مُعَرَّبُ رَنْدَهْ ) ( والأَرْدَاجُ فِي قولِ رُؤبَةَ ) بنِ العَجَّاجِ .
( كأَنَّمَا سُرْوِلْنَ فِي الأَرْدَاجِ )
أَي ( الأَرَنْدَجُ ) ، وقال الأَعشى :
عَلَيْه دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَه
أَرَنَدَجَ إِسْكَافٍ يُخَالِطُ عَظْلِمَا
قال ابن بَرِّيّ : الدَّيَابُوذُ : ثَوبٌ يُنْسَج على نِيرَيْنِ ، شبّه به الثَّوْر الوَحْشِيّ لبياضه ، وشبّه سَواد قوائمِه بالأَرَنْدَجِ . والعِظلِ : شَجرٌ له ثَمرٌ أَحمرُ إِلى السَّوادِ .
( واليَرَنْدَجُ ) أَيضاً ( السَّوَادُ يُسَوَّدُ بِه الخُفُّ ) ، وهو الّذي يُسمَّى الدَّارِشَ .
قال اللِّحْيَانيّ : اليَرَنْدَجُ ، والأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بعَيْنِه ، قال : وقال بعضُهم : هو جِلْدٌ غيرُ الدَّارِشِ ، ( أَو هوا الزَّاجُ ) يُسَوَّدُ به ، أَوردَه اللِّحْيَانيُّ أَيضاً ، وأَورد الأَزهريُّ أَرَنْدَج ويَرنْدَج في الرُّباعيّ .
ابن السكيت : ولا يُقَال : الرَّنْدَجُ فأَمَّا قَوْلُه يَصِف امرأَةً بالغَرَارَةِ :
لَمْ تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها
ودِرَاسُ أَعْوَصَ دَارِس مُتَخَدِّدِ
فإِنه ظَنَّ أَنّ اليَرَنْدَجَ نَسْجٌ ، وقيل : أَرادَ أَنّ هاذه المرأَةَ لِغِرَّتِها ، وقِلّةِ تَجَارِبِها ظَنَّتْ أَن اليَرنْدَجَ مَنسوجٌ .
رذج : ( الرَّيْذَجانُ : الإِبلُ تَحْمِلُ حُمُولةَ التِّجارَةِ ) ، هاذه المادة ذكره ابنُ منظور والأَزهريّ في ديدج وذكرها غيرهما في ذيذج ولم يتعَرَّضوا لها هنا ، فليُعْلَم ذالك ، وقد تقدّمت الإِشارة إِليه .

____________________

(5/597)


رزمانج : ورَزْمَاناج بفتح فسكون : قَريةٌ بِبُخَارَا ، منها أَبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ يُوسف بنِ ردام ، روى عن أَبي حاتم داوودَ بنِ أَبي العَوَّامِ ، مات في سنة 356 .
رعج : ( رَعِجَ مالُه كسَمِعَ ) إِذا ( كَثُرَ ) .
والرَّعْجُ : الكثيرُ مِن الشاءِ مثلُ الرَّفِّ .
( و ) رعَجَ ( كَمَنَعَ : أَقْلَقَ ، كَأَرْعَجَ ) قال ابنُ سيدَه : يقال : رَعَجَهُ الأَمْرُ وأَرْعَجَه ، أَي أَقْلَقَه .
( و ) منه رَعجَ ( البَرْقُ ) وأَرْعَجَ إِذا ( تَتَابَعَ لَمَعَانُه ) .
قال الأَزهريّ : هاذا مُنْكَرٌ ، ولا آمَنُ أَن يَكونَ مُصَحَّفاً ، والصصواب أَزْعَجَه ، بمعنى أَقْلَقَه ، بالزّاي ، وسنذكره .
وفي اللسان : رَعَجَ البَرْقُ ونَحْوَهُ يَرْعَجُ رَعْجاً ، ورَعَجاً ، وارْتَعَجَ : اضْطربَ وتَتابَعَ ، والارْتِعَاجُ في البَرْقِ : كَثْرَتُه وتَتابُعُه ، والإِرعاج : تَلأْلُؤُ البَرْقِ وتَفَرُّطُه في السَّحاب ، وأَنشد العَجَّاجُ :
سَحًّا أَهاضِيبَ وبَرْقاً مُرْعِجَا
( و ) رَعَجَ ( الله فُلاناً : جَعَلَه مُوسِراً ) كثيرَ المالِ ( فَأَرْعَجَ ) .
( و ) قال أَبو سعيدٍ : ( ارْتَعَجَ ) و ( ارْتَعَدَ ) وارْتَعَشَ بمعنًى واحدٍ .
( و ) ارْتَعَجَ ( المَالُ : كَثُرَ ) ، وكذَا العَدَدُ ، يقال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه وعَدَدُه : قد ارْتَعَجَ ( مالُه ، وارتَعَجَ عَدَدَه ) .
( و ) ارْتَعَجَ ( الوادِي : امْتَلأَ ) . وفي حديثِ قَتادَةَ ( في قوله تعالى : هُمْ مُشْرِكُو قريشٍ يَوْمَ بَدْرٍ ، خَرَجُوا ولهم ارْتِعَاجٌ ) أَي كثرةٌ واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ .

____________________

(5/598)


رفج : ( الرَّفُوجُ كصَبورٍ : أَصلُ كَرَبِ النَّخْلِ ) ، قاله الليث ، ( أَزْدِيَّةٌ ) .
وقال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي أَعربيٌّ أَمْ دَخِيلٌ .
رمج : ( الرَّمْجٌ : إِلْقَاءُ الطَّيْرِ ) سَجَّهُ ، أَي ( ذَرْقَهُ ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
( والرَّامِجُ : مِلْوَاحٌ يُصْطادُ بِهِ الجَوَارِحُ ) كالصُّقورِ ونحوِهَا ، اسمٌ كالغارِبِ .
( والتَّرْمِيجُ : إِفْسادُ سُطورٍ بَعْدَ ) تَسْوِيَتِهَا و ( كِتَابَتِهَا ) بالسكر بالتُّرابِ ونحوِ ، يقال : رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتُّرَابِ حتّى فَسَدَ .
( والرَّمَاجُ ، كسَحَابٍ : كُعوبُ الرُّمْحِ وأَنابِيبُه ) .
رنج : ( الرَّانِجُ ، بكسر النون ) ، هاذه المادّة عندَنَا بالحُمْرَة ، قال شيخُنَا ، وهي هاكذا في أُصول القاموس كلّها ، كأَنه زيادةٌ على ما في الصّحاح ، ولاكنها موجودةٌ في الصّحاح ، وإِن لم يستوعِب المعانيَ التي ذَكَرَ المصنِّفُ ، ثم قال : فان الصَّوابُ كَتْبَها بالأَسْوَد ، كالموادِّ المُشْتَرِكَةِ ، والتَّنْبِيهَ على كَونِه غيرَ عربيَ ، كما نبَّه عليه الجوهريُّ ، وهو ( تَمْرٌ أَمْلَسُ كالتَّعْضُوضِ واحدَتُه بهاءٍ ، و ) هو أَيضاً النَّارَجِيلُ وهو ( الجَوْزُ الهِنْدِيُّ ) ، حكاه أَبو حَنيفةَ ، وقال أَحسَبُه مُعرَّباً . وفي الصّحاح : وما أَظنُّه عَربيًّا .
وفي الأَساس : وصِبْيانُ مَكّةَ يُنادُون على المُقْلِ : وَلَدُ الرَّانِج .
( ورَنْجَانُ ) ، بالجيم ، هاكذا في سائر كُتبِ اللُّغة ، والصَّوابُ ضبطه بالحاءه ، وهو الذي جَزَم به الشيخُ عليٌّ المَقْدسيّ في حَواشيه ( : د ، بالمَغْرِب ، منه ) أَبو القاسم ( مُحَمَّدُ بنُ إِسماعيلَ بنِ عبدِ المَلكِ الرَّنْجَانِيُّ ) من أَهْلِ حِمْصِ الأَنْدَلُسِ ، أَخَذَ عن ابنِ خَلَفِ الكَامِيِّ وغيرِه .
قال شيْخُنَا : على أَن المُصَنَّف قد
____________________

(5/599)


وَقَعَ له في المَادّة تَقصيرٌ ، ففي لسان العرب من هاذه المادَّةِ زيادةٌ على ما للمُصَنِّف : رَنجَ فلانٌ وتَرَنَّجَ ، إِذا أُديرَ به وتَمَايَلَ كالوَسْنَانِ والسَّكْرَانِ ورَجَّهُ الشَّرَابُ ، قال :
وَكأْسٍ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ
دِهاقٍ ترنّج مَنْ ذَاقَها
انتهى .
قلت : ما ذَكَره فإِنه ليس بموجودٍ في لسان العرب ، وهي نسختنا الصحيحة فلا أَدري كيف ذالك .
روج : ( *!راجَ ) الأَمرُ *!رَوجاً *!ورَوَاجاً : أَسْرَعَ ، قاله ابنُ القُوطِيَّة .
*!ورَوَّجَ الشَّيْءَ *!وَرَوَّجَ بِه : عَجَّلَ .
*!ورَاجَ الشَّيْءُ *!يَرُوج ( *!رَوَاجاً : نَفَقَ ) .
( *!ورَوَّجْتُه *!تَرْوِيجاً : نَفَّقْتُه ) ، كالسَّلْعَة والدَّراهِمِ ، وهو *!مُرَوَّجٌ .
*!ورَاجَت الدَّرَاهمُ : تَعَامَلَ النَّاسُ بها .
( و ) أَمْرٌ *!مُرَوِّج : مُخْتَلِطٌ .
*!ورَاجَت ( الرِّيحُ : اخْتَلَطَتْ فلا يُدْرَى مِنْ أَيْنَ تَجِىءُ ) ، أَي لا يَستَمرُّ مَجيئُها من جِهَةٍ واحدةٍ .
ومنه *!رَوَّجَ فلانٌ كلامَه إِذا زَيَّنَه وأَبْهَمه فلا تُعْلَم حَقيقتُه .
( *!والرَّوَّاجُ ) ككَتَّانٍ ( : الَّذِي يَتَروَّجُ ويَلُوبُ حَوْلَ الحَوْضِ ) .
وقال ابنُ الأَعرابيّ : *!الرَّوْجَةُ : العَجَلَةُ وَرَوَّجَ الغُبَارُ على رأْسِ البَعِيرِ : دامَ : ثم إِنّ ابن منظور أَورد هنا الأَوَارِجَة فقال : الأَوَارِجَةُ مِن كُتُبِ أَصْحابِ الدَّواوِينِ في الخَراجِ ونَحْوِه .
ويقال : هاذا كِتابُ التأْرِيج .
*!ورَوَّجْتُ الأَمْرَ *!فَرَاجَ *!يَرُوجُ *!رَوْجاً ، إِذا أَرَّجْتَه .
قلت : وقد تقدّم في أَرج ، وهناك مَحَلُّ ذِكْرِه .

____________________

(5/600)


رهج : ( الرَّهْجُ ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّكَ : الغُبَارُ ) ، وفي الحديث ( ما خَالطَ قَلْبَ امْرِىءٍ رَهَجٌ في سَبيل الله إِلاَّ حَرَّمَ الله عليه النَّارَ ) وفي آخَرَ ( مَنْ دَخَلَ جَوْفَه الرَّهَجُ لم يَدْخُلْه حَرُّ النَّاره ) قال الشاعر :
وَإِذَا كُنْتَ المِقْدَامَ فَلاَ
تَجْزَعْ فِي الحَرْبِ مِنَ الرَّهَجِ
( و ) الرَّهَجُ مُحَرَّكَةً ( : السَّحَابُ ) الرَّقيقُ ( بِلا مَاءٍ ) ، كأَنَّهُ غُبَارٌ ، ( الواحِدةُ بهاءٍ ) .
( و ) من المجاز : الرَّهَجُ ( : الشَّغَبُ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
( والرِّهْجِيجُ ، بالكسر : الضَّعِيفُ ) من الفُصْلانِ ، قال الرَّاجِزُ .
وَهْيَ تَبُذُّ الرُّبَعَ الرِّهْجيجَا
فِي المَشْيِ حتَّى يَرْكَبَ الوَسِيجَا
( والنَّاعِمُ ، كالرُّهْجُوجِ ) ، بالضّم .
( وأَرْهَجَ : أَثارَ الغُبَارَ ) ، قال مُلَيْحٌ الهُذلّي .
فَفِي كُلِّ دَار مِنْكِ لِلْقَلْبِ حَسْرَةٌ
يَكُونُ لَهَا نُوْءٌ مِنَ العَيْنِ مُرْهِجُ
أَرادَ شِدَّةَ وَقْعِ دُمُوعِها حتّى كأَنّها تُثيرُ الغُبارَ .
( و ) أَرْهَجَ إِذَا ( كَثُرَ بَخُورُ بَيْتِه ) ، عن ابن الأَعرابيِّ .
( و ) من المجاز : أَرْهَجَتِ ( السَّماءُ ) إِرْهَاجاً ، إِذا ( هَمَتْ بِالمَطَرِ ) .
( والرَّهْوَجَةُ : ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ ) .
ومَشْيٌ رَهْوَجٌ : سَهْلٌ لَيِّنٌ ، قال العَجَّاج .
مَيَّاحَةٌ تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجَا
( و ) من المجاز : ( نَوْءٌ مُرْهِجٌ ، كمُحْسِنٍ : كَثِيرُ المَطَرِ ) .
ومن المجاز أَيضاً : أَرْهَجَ بَيْنَهم : أَثارَ الفتْنَةَ .
وله بالشرِّ لَهَجٌ ، وله فيهِ رَهَجٌ .
وأَرْهَجُوا في الكَلامِ والصَّخَبِ
____________________

(5/601)


كذا في الأَساس .
رهمج : ( الرَّهْمَجُ ) السَّيْرُ ( الواسِعُ ) ، وقدت قدّم أَنه بالدّال ، فهو إِمّا تصحيف أَو لغة في الدال فليُنْظَرْ .
رهنامج : ( الرَّاهْنَامَجُ ) ، بسكون الهاءِ وفتح الميم ، فارسيَّةٌ استعملها العربُ ، وأَصلُهَا رَاهْ نَامَه ، ومعناه ( كِتَابُ الطَّرِيقِ ) ، لأَنّ رَاه هو الطَّرِيق ، ونامَه : الكِتَابُ ( وهو الكِتَابُ ) الّذِي ( يَسْلُكُ به الرَّبَابِنَةُ ) جمَع رُبَّان كرُمَّان : العالِمُ في سَفَرِ ( البَحْر ، ويَهْتَدُونَ به في مَعْرِفَةِ المَرَاسِي وغَيْرِهَا ) كالشُّعَبه ونحوِ ذلك .
رازيانج : ( ) ومما يستدرك على المصنّف : *!الرَّازْيَانجُ : النّبات المعروف .
رونج : *!ورِيوَنْجُ ، بالكسر ، ويقال*! رَاوَنْجُ وهي قَريةٌ من قُرعى نَيْسَابُورَ ، منها محمّدُ ابنُ محمَّدٍ *!-الرِّيوَنْجِيّ المذكورُ في المسلسل بالأَوَّلِيَّة ، ذكرَه صاحبُ المراصد وابن السّمْعَانيّ وابنُ الأَثير وغيرُهُم . ومنها أَيضاً أَبو بكرٍ محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ قُرَيْش الوَرَّاقُ ، مُكْثِرٌ صَدُوقٌ ، عن الحَسن بنِ سُفْيَانَ وغيرِه ، وعنه الحاكم توفّي سنة 363 .

____________________

(5/602)


2 ( فصل الزاي ) مع الجيم ) 2
زأَج : في ( التهذيب ) عن شَمِرٍ : قولهم : (*! زَأَجَ بينَهم كمَنَعَ ) : إِذا ( حَرَّشَ ) ، أَي أَغْرَى وَسَلَّطَ بعضَهم على بعْضٍ ، مثل زَمَجَ .
زبج : ويقال : ( أَخَذَه ) أَي الشيءَ ( بزَأْبَجِه ) ( وزَأْمَجِه ) أَي بجميعه ، إِذا ( أَخذَ كُلَّه ) . قال الفارسيّ : وقد هُمِز ، وليس بصحيحٍ . قال : أَلاَ تَرى إِلى سِيبويهِ كيف أَلزمَ مَن قَال إِنّ الأَلف فيه أَصلٌ ، لعَدمِ ما يَذْهَبُ فيه أَن يَجْعَله كجَعْفَرٍ . قال ابن الأَعرابيّ : الهمزة فيهما غير أَصليّة .
قلت : ولذا لم يتعرّض له الجوهريّ .
زبرج : ( الزِّبْرجُ ، بالكسر : الزِّينَةُ ، من وَشْيٍ أَو جَوْهَرٍ ) ونحو ذلك ؛ هاذا نصّ الجوهريّ . وقال غيره : الزِّبْرِجُ الوَشْيُ . والزِّبْرِجُ : زِينَةُ السِّلاحِ . وفي حديث عليّ ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( حَلِيَتِ الدُّنْيَا في أَعْيُنِهم ورَاقَهُم زِبْرِجُهَا ) زِبْرِجُ الدنيا : غُرُورُها وزِينتُها .
والزِّبْرِجُ : النَّقْشُ .
وزَبْرَجَ الشَّيءَ : حَسَّنَه . وكلُّ شيءٍ حَسَنٍ : زِبْرِجٌ عن ثعلب .
( و ) الزِّبْرِج : ( الذَّهَبُ ) . وأَنشدوا :
يَغْلِي الدِّمَاغُ به كغَلْيِ الزِّبْرِجِ
( و ) الزبْرِجُ : ( السَّحاب الرَّقيقُ فيه حُمْرَةٌ ) ، قاله الفرَّاءُ . وقيل : هو السَّحَابُ النَّمِرُ بِسواد وحُمْرَةٍ في وَجْهِه . وقيل : هو الخَفيف الّذي تَسْفِره الرِّيحُ . وقيل : هو الأَحمر منه . وسَحابٌ مُزبْرَجٌ . قال الأَزهريّ : والأَوّل هو الصّواب . والسَّحابُ النَّمِرُ مُخَيِّلٌ
____________________

(6/5)


للمَطَر ، والرَّقيقُ لا ماءَ فيه . ( و ) في ( الصّحاح ) يقال : ( زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ ) أَي ( مُزَيَّن ) .
زبردج : ( الزَّبَرْدَجُ ) و ( الزَّبَرْجَدُ ) : الزُّمُرُّذُ . صَريحُه أَنه لُغةٌ مشهورة ، وليس كذالك ، فقد صرَّحَ ابنُ جِنِّي في أَوّل الخصائص : إِنّما جاءَ الزَّبَرْدَج مَقلوباً في ضرورةِ شِعْرٍ ، وذالك في القافية خاصَّةً ، وذالك لأَنّ العرب لا تَقلِب الخُماسيَّ .
زبنج : ( ابن زَبَنَّجٍ كسَفَنَّجٍ ) : اسمُ رَجُلٍ ، وهو ( راوِيةُ ابنِ هَرْمَةَ ) الشاعرِ ، وناقلُ شعرِه .
زجج : ( *!الزُّجُّ ، بالضّمّ : طَرَفُ المِرْفَقِ ) المحدَّدِ ، وإِبرَةُ الذِّراعِ الّتي يَذْرَعُ الذّراعُ من عِندها ؛ قاله الأَصمعيّ . وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : اتَّكأَ على *!زُجَّىْ مِرْفَقَيْه ، واتَّكَئوا على زِجاجِ مَرَافقِهم . وفي ( اللسان ) زُجُّ المِرْفقِ : طَرَفُه المُحَدَّدُ ، على التشبيه . ( و ) *!الزُّجُّ : *!زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ . قال ابن سِيده : الزُّجُّ : ( الحديدة ) التي تُركَّبُ عالِيَتَه . *!والزُّجُّ يُرْكَزُ به الرُّمْحُ في الأَرض ، والسِّنَانُ يُطْعَن به . ( ج ) *!زِجَاجٌ ( كجِلاَلٍ ) ، بالكسر جمع جل .قال الجوهري :جمع*! زُجِّ الرمج*! زِجاجٌ بالكسر لاغير جميع زِجاجٌ ،ُ ، ( و ) يجمع أَيضاً على زِجَجَةٍ ، مثل ( فِيَلَةٍ ) ، *!وأَزْجاجٍ *!وأَزِجَّةٍ . وفي ( الصّحاح ) : ولا تَقُلْ *!أَزِجَّة .
( و ) *!الزُّجُّ أَيضاً : ( جمعُ *!الأَزَجِّ ) وهو ( من النَّعَامِ للبَعِيدِ الخَطْوِ ) . وفي ( اللسان ) *!الزَّجَج في النَّعامةِ : طُولُ
____________________

(6/6)


سَاقَيْهَا وَتَبَاعُدُ خَطْوِهَا ، يقال ظَلِيمٌ*! أَزَجُّ ، ورَجُلٌ *!أَزَجُّ : طويلُ السَّاقَيْن : ( أَو ) *!الأَزَجّ من النعامِ : ( الذي فوقَ عَيْنَيْهِ ريشٌ أَبيضُ ) .
( و ) الزُّجُّ : ( نَصْلُ السَّهْمِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( ج *!زِجَجَةٌ ) كعِنَبة ( *!وزِجاجٌ ) كجِلال ، *!وأَزِجَّةٌ . قال زُهَيْر :
ومَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزِّجَاجِ فإِنّه
يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
قال ابن السِّكّيت : يقول : كُلَّ لَهْذَمِ الأَمْرَ الصَغِيرَ صَارَ إِلى الأَمْرِ الكَبِيرِ . وقالَ أَبو عُبَيدَةَ : هاذا مَثَلٌ ، يقول إِنّ الزُّجَّ ليس يُطْعَنُ به ، إِنما يُطعَن بالسِّنَان ؛ فمَن أَبَى الصُّلْحَ وهو الزُّجُّ الذي لا طَعْنَ بهِ أُعْطِيَ العَوَالِيَ وهي التي بها الطَّعْنُ . قال خالدُ بنُ كُلْثُومٍ : كانوا يَستقبِلون أَعداءَهم إِذا أَرادُوا الصُّلْحَ *!بِأَزِجَّةِ الرِّمَاحِ ، فإِذا أَجابوا إِلى الصُّلْح وإِلاّ قَلَبُوا الأَسِنَّةَ وقَاتلوهم .
( و ) *!الزَّجّ ( بالفتح : الطَّعْنُ *!بالزُّجِّ ) يقال : زَجَّه *!يَزُجُّه زَجًّا : طَعَنَه بالزُّجِّ ورَماه به ، فهو *!مَزْجُوجٌ .
( و ) من المجاز : *!الزَّجُّ : ( الرَّمْيُ ) . يقال : زَجَّ بالشيْءِ من يَدِه *!يَزُجُّ زَجًّا : رمَى به . وفي ( اللسان ) : الزَّجُّ : رَمْيُكَ بالشْيءِ تَزُجُّ به عن نَفْسك .
( و ) الزَّجُّ : ( عَدْوُ الظَّلِيمِ ) . يقال زَجَّ الظَّلِيمُ برِجْلِه*! زَجًّا : عَدَا فرَمَى بها . وهو مَجَازٌ وظَلِيمٌ أَزَجُّ : *!يَزُجُّ بِرِجْلَيه . ويقال للظَّلِيم إِذا عَدا : *!زَجَّ بِرِجْلَيه .
( و ) *!أَزَجَّ الرُّمْحَ ، *!وزَجَّجَه ، *!وزَجَّاه ، على البَدَلِ : رَكَّبَ فيه الزُّجَّ : *!وأَزْجَجْته فهو *!مُزَجٌّ . قال أَوْسُ بن حَجَرٍ :
أَصَمَّ رُدَيْنِيًّا كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوَى القَسْبِ عَرّاصاً مُزَجًّا مُنَصَّلاَ
قال ابن الأَعرابيّ : ويقال :*! أَزَجَّه إِذا أَزالَ منه الزُّجَّ ، ويُرْوَى عنه أَيضاً أَنه قال : ( *!أَزْجَجْت الرُّمْحَ : جَعلتُ له *!زُجًّا ) ، ونَصَلْتُه : جَعلْت له نَصْلاً ،
____________________

(6/7)


وأَنْصَلْته : نَزَعْت نَصْلَه . قال : ولا يقال : *!أَزْجَجْته إِذا نَزعْت *!زُجَّه .
( *!والزُّجَاجُ ) : القَوارِيرُ ، ( م ، ويُثَلَّث ) ، والواحِد من ذالك *!زُجَاجَة ، بالهَاءِ . وأَقَلُّهَا الكَسْرُ . واعن اللَّيْث : *!الزُّجَاجة في قوله تعالى القِنْدِيلُ . وعن أَبي عُبَيْدةَ : يقال للقَدَح : زُجَاجةٌ . مضمومة الأَوْل ، وإِن شئِت مكسورة ، وإِن شِئت مفتوحة ، وجمعها*! زُجَاجٌ ، *!وزِجَاجٌ *!وزَجَاجٌ .
( *!والزَّجَّاج ) . كعَطَّارٍ ( : عاملُه ) وصانعُه . وحِرْفتُه *!الزِّجَاجةُ : قال ابن سِيدَه : وأُراهَا عِراقيّة .
( *!-والزُّجَاجِيّ ) بالضّمّ وياءِ النِّسْبة : ( بائعُه ) .
( وأَبو القاسم ) إِسماعيلُ ( بنُ أَبي حارثٍ ) ، وفي نسخة : حَرْبِ بدل حارث ( صاحبُ الأَربعينَ ) . رَوَى عن يُوسفَ بنِ موسى ، وعنه أَحمدُ بنُ ( محمدِ بن ) عليِّ بنِ إِبراهيمَ الآبَنْدُونِيّ وغيرُه .
( و ) أَبو القاسم ( يُوسفُ بنُ عبد الله ، اللُّغويّ المصنِّف المحدِّث ) . سَكَنَ جُرْجَانَ عن الغِطْرِيفيّ ، ومات سنة 415 .
( وعبد الرَّحمان بنُ أَحمدَ الطَّبَرِيّ ) .
( وأَبو عليّ الحَسَنُ بنُ محمدِ بن العبَّاس ) ، روَى عن عليّ بنِ محمدِ بن مَهْرُويَه القَزّوِينيّ ، مات قبل الأَربعِمَائَة .
( والفَضْل بنُ أَحمدَ بن محمدٍ ) .
( وبالفَتْح مشدّداً ، أَبو القاسم عبد الرَّحْمان إِسحاقَ ) النّحويّ ( *!-الزّجّاجيّ صاحب الجُمَل ) ، بغداديّ ، سكَنَ دِمشقَ عن محمَّدِ بنِ العبَّاسِ اليَزِيدِيّ وابن دُرَيد وابنُ الأَنباريّ ، ( نُسِب إِلى شَيْخُه أَبي إِسحاقَ ) إِبراهيمَ بنِ السَّرِيّ بن سَهْلٍ النَّحْوِيّ ( الزَّجّاج ) ، صاحب معاني القرآنِ ، روى عن المبرّد وثَعْلَبٍ ، وكان يَخْرُطُ الزُّجَاجَ ، ثم تَرَكَه وتَعلَّمَ الأَدَبَ ، توفِّيَ ببغدادَ سنة 311 .
( *!والمِزَجّ ) ، بالكسر : ( رُمْحٌ قصيرٌ
____________________

(6/8)


كالمِزْراق ) ، في أَسفلِه *!زُجٌّ ، وقد استعملوه في السَّرِيعِ النُّفوذِ .
( *!والزَّجَجُ ، محرَّكةً ) : رِقَّةُ مَخَطِّ الحاجِبَيٌّ ودِقَّتُهما وطولُهما وسُبوغُهما واسْتِقْواسُهما . وقيل : *!الزَّجَج : ( دِقَّةُ الحاجِبَينِ في طُولٍ ) . وفي بعض النُّسخ : دِقَّةٌ في الحاجِبينِ وطُولٌ . ( والنَّعْتُ *!أَزَجُّ ) . يقال : رجلٌ أَزَجُّ ، وحاجبٌ أَزَجُّ ، *!ومُزَجَّجٌ . ( و ) هي ( *!زَجَّاءُ ) ، بَيِّنَةُ الزَّجَجِ . ( *!وزَجَّجَه ) أَي الحاجبَ بالمِزَجّ ، إِذا ( دَقَّقَه وطَوَّله ) . وقيل : أَطالَه بالإِثْمِد . وقولُه :
إِذا ما الغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً
*!وزَجَّجْنَ الحَوَاجِبَ والعُيُونَا
إِنما أَراد : وكَحَّلْن العيونَ .
وفي ( اللسان ) : وفي صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم ( *!أَزَجُّ الحواجِب ) . *!الزَّجَجُ : تَقَوُّسٌ في النّاصية ، مع طُولٍ في طَرَفِه وامتداد .
*!والمِزَجّة : ما يُزجَّج به الحَوَاجِب .
*!والأَزَجُّ : الحاجِبُ : اسمٌ له في لغة أَهلِ اليَمنِ ، وفي حديث الذي اسْتَسْلَف أَلفَ دينارٍ في بني إِسرائيلَ : ( فأَخَذَ خَشَبَةً فنَقَرَهَا وأَدخَلَ فيها أَلف دينارٍ وصَحيفةً ، ثم *!زَجَّجَ مَوْضِعَها ) أَي سَوَّى مَوضِعَ النَّقْرِ وأَصلَحَه ، من *!تَزْجِيجِ الحواجبِ ، وهو حَذف زَوائدِ الشَّعر . قال ابن الأَثير : ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ : النَّصْلِ ، وهو أَنْ يكونَ النَّقْرُ في طَرَفِ الخَشبةِ ، فتَرَكَ فيه زُجًّا ليُمْسِكَه ويَحْفَظَ ما في جَوْفِهِ .
( *!والزُّجُجُ بضمّتينِ الحَمِيرُ
____________________

(6/9)


المُقَتَّلَة ) ، وفي بعض النسخ : المُقْتَتِلة .
( و ) *!الزُّجُج أَيضاً : ( الحِرَابُ المُنَصَّلَةُ ) ، ظاهرُ صَنيعِه أَنه جمعٌ ولم يَذْكُرْ مُفْرَدَه .
( و ) في الحديث ذُكِرَ ( زُجُّ لاَوَةَ ) ، وهو بالضمّ ( : ع ) نَجْديّ بعثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمالضحَّاكَ بن سُفيانَ يَدْعُو أَهلَه إِلى الإِسلام .
( و ) من المجاز : ( *!زِجَاجُ الفَحْلِ ، بالكسرِ : أَنْيَابُه ) ، وأَنشد :
لها زِجاجٌ ولَهاةٌ فارضُ
( وأَجْمَادُ *!الزِّجَاجِ : ع بالصَّمّان ) ذكره ذو الرُّمَّة :
فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً
صِياماً تُغَنِّي تَحْتَهُنّ الصّفائِحُ
يعني الحميرَ سَخِطَتْ على مَرَاتِعها ليُبْسها .
( *!وازْدَجَّ الحاجِبُ : تَمَّ إِلى ذُنَابَي العَيْنِ ) .
( *!والمَزْجُوج ) : المَرْمِيُّ به ، و ( غَرْبٌ لا يُدِيرونه ويُلاقُون بين شَفَتَيْه ثم يَخْرِزُونَه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
زَجَّ : إِذا طَعَنَ بالعَجَلَة .
*!والزَّجّاجَة : الاسْت ، لأَنها تَزُجّ بالضَّرْط والزِّبْل .
*!والزَّجَج في الإِبل : رَوَحٌ في الرِّجْلَيْن وتَجْنِيب .
*!وازْدَجَّ النَّبْتُ : اشتدَّتْ خُصَاصُه .
وفي ( الأَساس ) : ( ومن المجاز : نَزَلْنَا بوَادٍ *!يَزُجُّ النَّبَاتَ ( وبالنَّبَات ) أَي يُخرِجه ويَرْمِيه كأَنّه يَرْمِي به عن نفْسه ) ، انتهى .
وفي حديث عائشة قالت : ( صلَّى
____________________

(6/10)


النّبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلَةً في رَمَضَانَ ، فتَحَدَّثُوا بذالك . فأَمْسَى المَسجِدُ من اللّيلةِ المُقْبِلَةِ *!زَاجًّا ) . قال ابن الأَثير : قال الحَرْبيّ : أَظنه جَأْزاً ، أَي غاضًّا بالنّاس ، فقَلَب ، من قولهم : جَئِز بالشَّرَابِ جَأْزاً : إِذا غُصّ به . قال أَبو موسى : ويحتمل أَن يكون : راجًّا ، بالراءِ ، أَراد أَنّ له رَجّةً من كثيرةِ النَاسِ .
*!وزُجٌّ : ماءٌ أَقطَعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلمالعَدّاءَ بنَ خالدٍ .
قلت : ومِزْجَاجَةُ ، بالكسر : موضِعٌ بالقُرْب مِن زَبِيدَ ، منه شيخُنَا رَضِيُّ الدِّين عبدُ الخالق بنْ أَبي بكرِ بنِ الزَّيْن بن الصِّدّيق بن محمد بن المِزْجاجيّ ، ورهطُه .
وأَبو محمّدٍ عبدُ الرَّحيمِ بنُ محمدِ بن أَحمَد بنِ فارسٍ الثّعُلَبيّ البغداديّ الحَنْبَليّ ، عُرِف بابنِ الزَّجَّاجِ ، سَمِع بنَ صِرْما وابنَ رَوْزَبَه وجماعَةً ، وحَدَّث .
وقال قُطْرُب في مُثَلَّثِه : الزَّجاج بالفتح : حب القَرَنْفُل .
زرج : ( زَرَجَه بالرُّمْحِ ) يَزْرُجُه زَرْجاً : ( زَجَّه ) . قال ابنُ دُرَيْد : وليس باللّغة العالِيَةِ .
( والزَّرْجُ في بعض : جَلَبَةُ الخَيلِ وأَصْوَاتُها ) . ونَصُّ غيرِ المصنّف : الزَّرْجُ : جَلَبَةُ الخَيْلِ وأَصواتُها . قال الأَزهريّ : ولا أَعرفُه .
( والزَّرَبجُونُ ، وكَقَرَبُوسٍ ) أَي محرّكةً ( شَجَرُ العِنَبِ ) بلغة الطائف ؛ قاله النَّضْر . ( أَو قُضْبانها ) .
( و ) الزَّرَجُونُ : ( الخَمْرةُ ) ، معرّب زَرْكُون ، أَي لَوْنُ الذَّهبِ ؛ كذا في شِفاءِ الغَليل .
( و ) الزَّرَجونُ أَيضاً : ( المَطَرُ الصَّافي المُسْتَنقِعُ في الصَّخْرَةِ ) .
( وذكره الجوهَرِيُّ ) تبعاً للأَزهريِّ ( في ) زرجن في ( النون ) ، وسيأْتي ذِكْرُه
____________________

(6/11)


هناك مُسْتَوَفًى ، ( ووِهِمَ ) في ذالك ، أَلا تَرى إِلى قول الرّاجز :
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ
مِنْهَا فَظَلْتُ اليَوْمَ كالمُزَرَّجِ
( أَي كالنَّشوانِ ) الذي أَسْكَرْته الخَمْرَةُ ، أَي أَحْدَثَتْ فيه نَشْوَةً .
قال شيخُنا : ولا وَهَمَ فيه ، بل هو الصّوَابُ ، لأَن النونَ فيه أَصليّة هو الصّوَابُ ، لأَن النونَ فيه أَصليّة عند جماهِيرِ أَئمّة اللُّغَة والتصريف ، بدليل أَنّ من لغاته زُرْجُون ، بالضّمّ كعُصْفور ، وفي هاذه اللُّغةِ نُونه كسين قَرَبُوس على أَنه قد تَبِعَ الجَوْهريّ في النُّون ، وأَقرّه هناك بغير تَنبيهٍ على وَهَمٍ ولا غيرِه ، وقال جماعة : الحَقُّ هو صَنيعُ الجوهريّ ، لأَنهم نَصّوا على أَن هاذا من خَلْطِ العربيّ في الاشتقاق من اللفظ العجميّ ، لكونه ليس من لغته . وقياسه : المُزَرْجَن ، نَبَّه عليه ابنُ جِنِّي في المُحْتَسب وابن السَّرّاج وغيرهما . وقالوا : إِن العربَ قد تَتصرّفُ في الأَلْفاظِ العجميّةِ كتصرُّفِها في العربيّة بالْحَذْف وغيره . فالرّاجز تَوَهَّمَ زيادةَ النُّونِ فعامَلها معاملةَ الزائدِ فحذَفَها ، ولا يكون وذالك دالاًّ على زيادتِها . انتهى بتصرُّفٍ يَسِيرٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الزَّرْجِين : مَحلَّة كبيرَة بمَرو ، منها رزين بن أَبي رزين ، عن عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابن عبَّاس ، وعنه ابنُ المُبَارك .
زردج : ( ) ومما يستدرك عليه :
الزَّرْدَجُ ، بالفتح اسمٌ للعُصْفُر ، معرّبٌ عن زَرْدَه .
زرنج : ( زَرَنْجُ ، كَسَمَنْدَ : قَصَبةُ سِجِسْتَانَ ) قال ابن قُتَيْبَةَ : وسِجِسْتَانُ إِقليمٌ عظيمٌ ،
____________________

(6/12)


قَصبتُه زَرَنْجُ . قال ابنُ ( قَيْسٍ ) الرُّقَيّات :
جَلَبُوا الخَيْلَ مِن تِهَامَةَ حَتَّى
وَرَدَتْ خَيْلُهم قُصُورَ زَرَنْجِ
منها أَبو عبد الله مُحَمَّدُ بنُ كَرّامٍ العَابِدُ السَّجْزِيّ صاحِبُ المذهبِ المشهورِ .
( وزَرْنُوجُ وزَرْنُوقُ ) ، القاف بدلٌ عن الجيم ( : د ، للتُّرْكِ وَرَاءَ أُوزْجَنْدَ ) ، بضمّ الهمزةِ وسكون الزّاي .
زعج : ( زَعَجَه ، كمَنَعَه : أَقْلَقَه وقَلَعَهُ من مكانه ، كأَزْعَجَه ) ، رِباعيًّا ، ( فانْزَعَجَ ) .
وفي ( اللسان ) : الإِزْعاجُ نقيضُ الإِقرارِ ، تقول : أَزْعَجْتُه من بِلادِه فشَخَصَ ، وانْزَعَجَ قليلاً . قال : ولو قيلَ : انْزَعَجَ وازْدَعَجَ ، لَكَانَ قياساً . ولا يقولون : أَزْعَجْتُه فَزَعَجَ . قال ابن دُريد : يقال : زَعَجه وأَزْعَجَه : إِذا أَقْلَقه . وفي حديث أَنَس : ( رأَيتُ عُمَرَ يُزْعِج أَبا بكرٍ إِزْعَاجاً يومَ السَّقِيفَةِ ) ، أَي يُقِيمُه ولا يَدَعُه يَستَقرُّ حتّى بَايَعَه .
( و ) زَعَجَ : إِذا ( طَرَدَ وصاحَ . و ) الاسم ( الزَّعَجُ ، مُحَرَّكَةً ) ، وهو ( القلق ) . وفي حديث عبد الله بن مسعود : الحَلِف يُزْعِجُ السِّلْعَةَ ويَمْحَقُ البَرَكَةَ ) قال الأَزهريّ : أَي يَحُطُّهَا . وقال ابن الأَثير : أَي يُنَفِّقها ويُخرِجُها من يدِ صاحبها ويُقْلِقُهَا .
( والمِزْعَاجُ ) بالكسر ( : المَرْأَةُ ) التي ( لاَ تَستقِرُّ في مَكانٍ ) .
زعبج : ( الزّعْبجُ ، كجَعْفَر وزِبْرِجٍ : الغَيْمُ الأَبيضُ ) ، قاله الأَزهريّ ، ( أَو الرَّقيقُ ) الخَفيفُ وليس بثبتٍ ؛ قاله ابن سِيدَه . ( و ) الزَّعْبَج : ( الحَسَنُ من كلِّ شيءٍ ، و ) الزَّعْبَج : ( الزَّيْتونُ ) .
زعلج : ( الزَّعْلَجَة : سُوءُ الخُلُقِ ) كذا في ( التهذيب ) و ( اللسان ) .

____________________

(6/13)


زغبج : ( الزَّغْبَجُ ) ، كجَعْفَر ، بالمُوَحَّدة بعد الغين ، كذا في ( النسخ ) وفي ( اللسان ) بالنون بدل الباءِ ( : ثَمَرُ العُتْمِ ) بضمّ العين المهملة ، ( وهو ) زَيْتُونُ الجِبَال ، وهو ( كالنَّبِقِ الصِّغارِ ) يكون ( أَخْضَر ثم يَبْيَضُّ ثم يَسْوَدُّ فيَحْلُو في مَرارةٍ ) ، وعَجَمَتُه مثل عَجَمَة النَّبِق ، يُؤكَلُ ويُطْبَخ ويُصفَّى ماؤُه ( وله رُبٌّ يُؤْتَدَمُ به ) كرُبِّ العِنَبِ .
زغلج : ( الزَّغْلَجَةُ : سُوءُ الخُلُق ، كالزَّعْلَجة . والأَوّلُ الصَّوابُ ) .
زلج : ( الزَّلْجُ ، مُحَرَّكةً : الزَّلَقُ ، ويُسَكَّن ) يقال : مَكان زَلْجٌ ، وزَلَجٌ ، وزَلِيجٌ : أَي دَحْش . ( و ) يقال : ( مَرَّ يَزْلِجُ ) ، بالكسر ، ( زَلْجاً ) ، كأَمِيرٍ : إِذا ( خَفّ على الأَرْضِ ) .
( والزّارِجُ : النّاجِي من الغَمَرَات ، ومن يَشْرَب شُرْباً شَدِيداً ) من كلّ شيْءٍ يقال : زَلَج يَزْلِج ، فيهما جميعاً .
( و ) التَّزَلُّج : التَّزَلُّق .
والسَّهْمُ يَزْلِج على وَجْهِ الأَرْض ويَمضِي مضاءً زَلْجاً ، فإِذا وقعَ السهمُ بالأَرْض ولم يَقصِدْ إِلى الرَّمِيَّة قلت : أَزْلَجْتُ السَّهمَ .
وزَلَجَ السَّهْمُ يَزْلِجُ زُلُوجاً . وزَلِيجاً : وقعَ على وَجْهِ الأَرْضِ ولم يَقْصِد الرَّمِيَّةَ .
وسَهْمٌ زَلْجٌ كأَنه وَصْفٌ بالمصدر . قال أَبو الهَيثم : الزَّالِج من السِّهام : إِذا رماه الرَّامي فقَصَّرَ عن الهَدفِ وأَصابَ صَخْرَةً إِصابةً صُلْبَةً ، فاستقَلَّ من إِصابة الصَّخَرَةِ إِياه ، فَقوِيَ ، وارْتَفَعَ إِلى القِرْطاسِ فهو لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً .
و ( سَهْمٌ ) زَالِجٌ : ( يَتَزَلَّجُ عن القَوْس ) ، وفي نسخة يَنْزَلج ، ( كالزَّلُوج ) كصَبور .
( والمُزعلَّج ، كمُحَمَّد : القليلُ ) يقال : عَطاءٌ مُزَلَّجٌ : أَي وَتْحٌ قليل وَعَطاءٌ مُزعلَّجٌ : مُدَبَّق لم يَنِمّ . وكلُّ ما لم تُبَالِغْ فِيه ولم تُحْكِمه فهو مُزَلَّج . ( و ) قيل : المُزَلَّج : ( المُلْصَقُ بالقَوْم
____________________

(6/14)


وليس منهم ) . وقيل : الدَّعِيُّ . ( و ) المُزَلَّجُ : الذي ليس بتامِّ الحَزْمِ . والمُزلَّجُ : ( الرَّجلُ النّاقِصُ ) الضَّعيف . وقيل : هو النّاقصُ الخَلْقِ . ( و ) قيل : هو ( الدُّونُ من كلِّ شيْءٍ . و ) المُزلَّج أَيضاً : ( البَخيلُ . و ) من العيش : المُدَافَعُ بالبُلْغَة . و ( من الحُبّ : ما كان غيرَ خالصٍ ) ، حُبٌّ مُزلَّجٌ : فيه تَغْرِيرٌ . وقال مُلَيحٌ :
وقَالَتْ أَلاَ قَدْ طالَ ما قَدْ غَرَرْتَنا
بِخِدْعٍ وهاذَا مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّجُ
( والمِزْلاج والزِّلاَجُ ) ، الأَخير ( ككِتابٍ : المِغْلاق ، إِلاّ أَن يُفْتَحُ باليد ، والمِغْلاق ) الذي ( لا يُفْتَح إِلاّ بالمِفْتَاحِ ) ، سُمِّيَ بذلك لسرعةِ انْزِلاجه . وقد أَزْلَجْتُ البابَ ، أَي أَغْلقْتُه . قال ابن شُمَيل : مَزَالِيجُ أَهلِ البَصرة : إِذا خَرَجت المَرْأَةُ من بَيْتها ولم يكن فيه راقِبٌ تَثِقُ به ، خرجَتْ فَردّت بابَها ، ولها مِفتاحٌ أَعْقَفُ مثلُ مفاتيحِ المَزاليجِ من حَديد ، وفي البابِ ثَقْبٌ فتُزْلِج فيه المفتاحَ ، فتُغْلِق به بابَها . وقد زَلَجَتْ بابَها زَلْجاً : إِذا أَغلقَتْه بالمِزلاج .
( وامرأَةٌ مِزْلاجٌ : رَسْحاءُ ) ( و ) الزَّلْج : السُّرْعَة في المَشْي وغيره .
و ( الزَّلُوجُ ) كصَبور : ( السَّرِيعُ ) .
( و ) زَلُوجُ : ( فَرَسُ عبدِ الله بن جَحْشِ الكنانيّ ، أَو ناقَتُه ) ، وهو الصَّوابُ .
وعن اللَّيث : الزَّلَجُ : سُرْعَةُ ذَهَابِ المَشْيُ ومُضِيُّهُ يقال : زَلَجتِ الناقة تَزْلِجُ زَلْجاً : إِذا مَضَتْ مُسْرِعَةً كأَنها لا تُحرِّكُ قوائمها من سُرْعَتِهَا . وأَما قولُ ذي الرُّمَّةِ :
حتى إِذا زَلَجَتْ عن كُلِّ حَنْجَرَةٍ
إِلى الغَلِيلِ ولم يَقْصَعْنَه نُغَبُ
فإِنه أَراد : انْحَدرَتْ في حَناجِرِها مُسْرِعةً لشدَّةِ عَطَشها .
( وقِدْحٌ زَلوجٌ : سَرِيعُ الانزلاقِ
____________________

(6/15)


من اليَدِ ) . وفي بعضها : من القَوْسِ . وقال :
فقِدْحُه زَعِلٌ زَلُوجُ
( وعَقَبَةٌ زعلُوجٌ : بَعيدةٌ طويلةٌ ) . قال اللِّحيانيُّ : يقال : سِرْنَا عَقَبَةً زَلُوجاً وزَلُوقاً : أَي بعيدةً طَوِيلةً .
( وَزَلَجَ البَابَ : أَغْلَقَه بالمِزْلاج ، كأَزْلَجَه ) . وقد مرّ ذالك قريباً .
( وزَلَّج ) فلانٌ ( كَلامَه تَزْلِيجاً ) : إِذا ( أَخْرَجَه وسَيَّرَه ) . وقال ابن مُقْبِل :
وصَالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُها
لِوَاعِي الفُؤادُ حَفِيظِ الأُذُنْ
يَعني قَصِيدةً أَو خُطْبَة .
( ونَاقَةٌ زَلَجَى ، كجَمَزَى ) وزَلُوجٌ ( وزَليجَةٌ : سَرِيعَةٌ ) في السَّيْرِ . وقيل : سَريعةُ الفَراغِ عند الحَلْبِ . ومَرّ عن الليثِ ما يُقَارِبُه .
( والزَّلَجَانُ ، محرَّكَةً : التَّقَدُّمُ ) في السُّرْعَةِ ، وكذالك الزَّبَجانُ . قال أَبو زيدٍ : زَلَجَتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ . ويقال : الزَّلَجانُ : سَيْرٌ لَيِّنٌ .
( والزُّلُجُ ، وبضمتين : الصُّخُورُ المُلْسُ ) ، لأَنّ الأَقدامَ تَنزلِقُ عنها .
( والتَّزْلِيجُ ؛ مُدَافَعَةُ العَيْشِ بالبُلْغَة ) قال ذو الرُّمَّة :
عِتْقُ النِّجَار وعَيْشٌ غيرُ تَزْليجِ
( وتَزَلَّجَ النَّبِيذَ ) والشَّرَابَ : إِذا ( أَلَحَّ في شُرْبِه ) ، عن اللِّحْيَانيّ ، كتَسَلَّجَه ، وتركْتُ فلاناً يَتَزلَّجُ النَّبِيذَ ، أَي يُلِحُّ في ششُرْبِه .
( ومُزْلِجٌ ، كمُقْبِلٍ ، لَقَبُ عَبدِ الله بنِ مَطَرٍ ، ) لقوله :
نُلاَقِي بها يَوْمَ الصَّبَاحِ عَدُوَّنَا
إِذا أُكْرِهَتْ فيها الأَسِنَّةُ تُزْلَجُ
____________________

(6/16)



وعن ابن الأَعرابيّ : الزُّلُجُ : السِّرَاح من جميع الحيوانِ .
زمج : ( زَمَجَ القِرْبَةَ ) زَمْجاً : إِذا ( مَلأَهَا ) لغة في جَزَمَها . قال ابن سِيدَهْ : وزعم يعقوبُ أَنه مقلوبٌ . والمصدر يأْبَى ذالك . ( و ) عن شَمِرٍ : زَأَجَ ( بَيْنَهم ) وزَمَجَ : إِذا ( حَرَّشِ ) وأَغْرَى . ( و ) زَمَج ( عليهم ) زَمْجاً : إِذا ( دَخَلَ بلا إِذْنٍ ) ولا دَعْوةٍ فأَكلَ . وعن ابن الأَعرابيّ : زَمَجَ على القَوْمِ ودَمَقَ ودَمَرَ بمعنًى واحدٍ .
( و ) زَمِج ( كَفَرِحَ : غَضِبَ ) زَمَجاً ، محرَّكةً ( وهو زَمِجٌ ومُزْمَئجٌّ ) . قال الأَصمعيّ : سمعتُ رجُلاً من أَشْجَعَ يقول : ما لي أَراك مُزْمَئِجًّا : أَي غَضبانَ .
( والزِّمِجَّى كزِمِكَّى : أَصلُ ذَنَبِ الطائر ) ومَنْبِتُه .
( و ) زُمَّجٌ ( كدُمَّلٍ : طائرٌ ) دُونَ العُقَابِ يُصَادُ به . وقيل : هو ذَكَرُ العِقْبَانِ عن أَبي حاتم . وقد يقال زُمَّجَةٌ يُشبِه صَوتُه نُبَاحَ الجَرْوِ . وفي سفْر السَّعَادة : هو من الجَوَارِح التي تُعَلَّم . وقال الجَرْميُّ : هو ضَرْبٌ من العِقْبَان . قال ابن سِيدَهْ : زعمَ الفارِسيُّ عن أَبي حاتم أَنه مُعرَّبٌ ، قال : وذكر سيبويه الزُّمَّجَ في الصِّفات ولم يفسِّره السِّيرافيّ . قال والأَعْرَفُ أَنه الزُّمَّحُ ، بالحاءِ . وفي ( التهذيب ) ( فارسِيَّتُه دُوبِرادَران ، لأَنه إِذا عجزَ عن صَيْدِه أَعَانَه أَخوه ) على أَخْذه . ( ووَهِمَ الجوهريُّ في : ده ) لأَن ( ده ) معناه عشرة و ( دو ) معناه اثنانِ . فاتّضح أَن قولَ شيخنا في تأْييد الجوهريّ أَنّ المصنِّفَ جرَى على فارسيَّة مُوَلَّدَة تَحَامُلٌ مَحْضٌ .
( وأَخذه بزَأْمَجِه بَزأْبَجِه ) وزَأْبَرِه ، مهموز : أَي أَخذه كلَّه ولم يَدَعْ منه شيئاً . وحكاه سيبويهِ غيرَ مهموز عند ذِكْر العالم والناصر ، وقد هُمِزا . وقيل : إِن الهمزة فيهما أَصليَّة .
( وزِمِجَّةُ الظَّلِيمِ ) ذَكرِ النَّعامِ
____________________

(6/17)


( بكسرتين وشَدِّ الجيم : مِنْقَارُه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن ابن سيده : يقال رَجُلٌ رُمَّجٌ وزُمَّاجٌ : وهو الخَفِيفُ الرِّجُلَيْنِ .
وجَاءَني القَوْمُ بزَأْمَجِهِم : أَي بأَجمعِهم .
وازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ : انتفختْ من حَرَ أَو نَدًى أَو انتهاءٍ ، عن الهَجَريّ :
وفي ( الأَساس ) : سمعت لزيدٍ زمجة صخَباً وزَجْراً ، وهو ذو زَماجِرَ وزَماجِيرَ ، ويجوز كونُ ميمها زائدةً .
زمهج : ( كَلأٌ مُزْمَهِجٌّ ) ، أَي ( أَنِيقٌ ناضرٌ كَثِيرٌ ) ، أَهمله الجوهريّ وابنُ منظور .
زنج : ( الزَّنْج ) بالفتح ( ويكسَر ) لغتان فصيحتان ( والمَزْنَجَة ) بالفتح ( والزُّنُوجُ ) بالضّمّ ( : جِيلٌ من السُّودان ) تَسكنُ تحت خَطِّ الاستواءِ وجَنُوبِيَّه وليس وراءَهم عِمَارَةٌ . وقال بعضُهُم : وتَمتدُّ بلادُهم من المَغْرِب إِلى قُرْبِ الحَبَشَة ، وبعضُ بلادِهِم على نِيلِ مهصْرَ . ( واحِدُهُم زَنْجِيّ ) بالفتح والكسر ، حكاه ابن السِّكّيت وأَبو عُبَيْد مثل رُوميّ ورُومٌ وفارِسِيّ وفُرحسٌ ، لأَن ياءَ النَّسبِ عَديلَة هَاءِ التأْنيث في السُّقُوط .
وأَمّا الأَزْنُج في قول الشاعر :
تَراطُن الزَّنْجِ بزَجْلِ الإِزْنُجِ
فإِنه تكسيرٌ على إِرادة الطّوَائف والأَبْطُنِ ، قاله الفارسيُّ ، كذا في ( المحكم ) .
وأَبو خالد مُسلمُ بنُ خالدٍ الزنْجي القُرشيّ مولاهم ، إِنما لُقِّب بالضِّدِّ لبياضه .
( و ) الزَّنج ( بالتَّحْرِيك : شدّةُ العَطَشِ ) ، زَنجَت الإِبلُ زَنَجاً : عَطشتْ مَرَّةً بعدَ مَرَّة فضاقَتْ بُطُونُها . وكذالك زَنجَ الرَّجُلُ منْ تَرْك الشَّرْب ، عن
____________________

(6/18)


كُراع . وفي ( التهذيب ) زَنِج زَنَجاً وصَرَّ صَرِيراً وصَدِيَ وصَرِيَ بمعنًى واحدٍ ، ( أَو هو أَنْ تُقْبَضَ أَمعاؤه ومَصارِينُه من العَطَشِ ) . قال ابن بُزُرْج : الزَّنَجُ والحَجَزُ واحدٌ ، يقال حَجِزَ الرّجُلُ وزَنِجَ : وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاءُ الرّجُلِ ومَصَارِينُه من الظَّمإِ ( ولا يَسْتطِيع ) ، هاكذا في النسخ ، وصوابه فلا يَستطيع بالفاءِ . ( أَكثارَ الطُّعْمِ والشُّرْب ) .
( و ) يقال ( عَطَاءٌ مُزَنَّج ، كمُعَظَّم قليلٌ ) . لم يذكرْ أَحدٌ من أَئمَّة اللغةِ ، فالظاهر أَنه تَحريفٌ عن مُزلَّج ، باللام ، وقد تقدّم .
( وزُنْج ، بالضمّ : ة ، بنَيْسَابُورَ ) .
( وزَنْجَانُ بالفَتْح . د ، بأَذْرَبِيجانَ ) بالجَبَلِ ( منه محمّد بن أَحمَد بن شاكرٍ ) عن نَصْرِ بن علِيَ وإِسماعيلَ بنِ بِنتِ السُّدِّيّ ، وعنه يُوسفُ بنُ القاسم المَيّانِجِي وغيرُه ، ( والإِمَامُ سَعْدُ بن عليَ شيخُ الحَرَمِ ، وأَبو القاسم يوسفُ بنُ الحَسَنِ ) ، عن أَبي نُعَيمٍ الحافِظِ ، مات سنة 473 ( وأَبو القاسمُ يُوسفُ بنَ عَلِيَ ) ، تَفَقَّه على أَبي إِسحاقَ الشِّيَازِيّ ، وأَفْتَى ، وبَرَعَ ، مات سنة 555 ( الزَّنْجَانِيُّونَ ) .
( والزِّنَاج ، بالكسرِ : المُكافأَةُ ) بخَيرٍ أَو شَرَ ، عن أَبي عَمّرٍ و .
( و ) زُنَيْج ، ( كزُبَيْرٍ : لقبُ أَبي غَسَّانَ محمد بن عَمْرٍ و المُحَدِّثِ ) .
وزَنْجَوَيْهِ : جَدُّ أَبي بَكْرٍ أَحمدَ بن مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بن محمدَّ بنِ زَنْجَوَيهِ فقيهٌ فاضلٌ ، مِن زَنْجَانَ ، رَوَى عن أَبي عَلِيِّ بنِ شَاذَانَ ، وماتَ سنة 490 وزَنْجَوَيْه : لقبُ مُخَلّد بنِ قُتَيْبَةَ بنِ عبدِ الله الأَزْدِيّ ، وابنُه حُمَيْدٌ أَبو أَحْمَدَ النَّسَائيّ الحافظُ ، مُحدِّثٌ مَشهورٌ ، كذا في ( تاريخ ابن النَّجّارِ ) .
وتَزَنَّجَ عَليَّ فُلانٌ : تَطَاوَلَ ، ذكرَه ابنُ منظور وابنُ الأَثيرِ .
والبُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ عبد الوهَّاب الزَّنْجَانِيُّ شارحُ الوَجِيز .

____________________

(6/19)


زنذنج : ( ) الزنذنيج : قرية ببُخَارَا ، وإِليه تُنسب الثيابُ الزِّنْذنيجيّة . وسيأْتي ذكرها .
زنفلج : ( الزِّنْفِيلَجَة ، بكسر الزّاي وفتح اللام ، والزِّنْفَالَجَةُ ) ، بقلبِ الياءِ أَلفاً ( والزَّنْفَلِيجَة ، كقَسْطَبِيلَة : شَبيهٌ بالكِنْفِ ) ، بالكسْر ، صرّح أَبو حَيَّانَ وغيرُه من أَهلِ التصريفِ أَنّ نونَها زائدةٌ ، والصّوابُ أَنه ( مُعَرَّب ) عن ( زَنْ بِيلَهْ ) ، بفتح الزَّاي وكسر الموحَّدة فإِن قدّمت اللام على الياءِ ، كسرْتَها وفتحْتَ ما قبلَهَا ، فقلت : الزَّنْفَلِيجَة .
وهاذه المادّة عندنا بالأَسود ، بناءً على أَنّ الجوهريّ قد ذكرها ، وفي نسخة شيخنا بالحمرة ، وهو وَهَمٌ .
زنفج : ( الزَّنّفَجَةَ : الدَّاهِيَةُ ) ، أَهملها ابن منظور والجوهريّ .
زوج : (*! الزَّوْجُ ) للمرأَةِ : ( البَعْلُ . و ) للرَّجل : (*! الزَّوْجَةُ ) ، بالهاءِ ، وفي ( المحكم ) الرَّجُلُ *!زَوْجُ المرأَةِ ، وهي زَوْجُه *!وزَوْجَتُه . وأَبَاها الأَصْمَعِيُّ بالهاءِ . وزعم الكِسائيُّ عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سَمِعَ من أَزْدِشَنُوءَةَ بغيرِ هَاءٍ ( والكلامُ بالهاءِ ) أَلاَ ترى أَنّ القرآن جاءَ بالتذكير : { 6 . 001 اسكن اءَنت *!وزوجك الجنة } ( البقرة : 35 ) هذا كلّه قولُ اللِّحْيَانيّ . قال بعض النّحويّين : أَمّا الزَّوْجُ فأَهْلُ الحِجَازِ يَضَعونه للمذكّر والمؤنّث وَضْعاً واحداً ، تقول المرأَةُ هاذا *!-زَوْجي ، ويقول الرجل : هاذه *!زَوْجي . قال تعالى : { وإن أردتم
____________________

(6/20)


اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ } ( النساء : 20 ) أَي امرأَةٍ مكان امرأَةٍ ، وفي ( المِصْباح ) : الرَّجل : زَوْجُ المرأَةِ ، وهي زَوْجُه أَيضاً . هاذه هي اللُّغَةُ العالية ، وجاء بها القرآن . . . والجمع منهما *!أَزواج . قال أَبو حاتم : وأَهل نَجْد يقولون في المرأَة : *!زَوْجةٌ ، بالهاءِ ، وأَهلُ الحَرَمِ يتكلّمون بها . وعَكَسَ ابنُ السِّكِّيت فقال : وأَهلُ الحجاز يقولون للمرأَة : زَوْجٌ ، بغير هاءٍ ، وسائرُ العرب زوجةٌ بالهاءِ ، وجمعها زَوْجَاتٌ . والفقهاءُ يقتصرون في الاستعمال عليها للإِيضاح وخَوْف لَبْسِ الذَّكَرِ بالأُنثى ، إِذ لو قيل : فَرِيضة فيها زَوْجٌ وابنٌ ، لم يُعْلَم أَذكرٌ أَم أُنْثى ، اته .
وقال الجَوْهَرِيّ : ويقال أَيضاً : هي *!زَوجَتُه ، واحْتَجَّ بقول الفَرَزْدَقِ :
وإِنّ الْذي يَسْعَى يُحَرِّشُ *!-زَوْجَتي
كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا
( و ) الزَّوْج : ( خلاف الفَرْدِ ) . يقال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ ، كما يقال : شَفْعٌ أَو وِتْر .
( و ) الزَّوْجُ : النَّمَطُ . وقيل : الدِّيباجُ . قال لَبيد :
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ
زَوْجٌ عليهِ كِلَّةٌ وقِرَامُها
وقال بعضُهم : الزَّوْجُ هنا : ( النَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ ) . ومثله في ( الصّحاح ) ، وأَنشد قول لبيد . ويُشبِه أَن يكون سُمِّيَ بذالك لاشْتمال على ما تَحتَه اشتمالَ الرَّجُلِ على المَرأَة . وهاذا ليس بقَوهيَ .
( و ) الزَّوْجُ ( : اللَّوْنُ من الدِّيبَاج ونَحْوِه ) . والذي في ( التهذيب ) والزَّوج : اللَّوْنُ . قال الأَعْشَى :
وكُلُّ زَوْجٍ منَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ
أَبو قُدَامَه مَحْبُوًّا بِذاك مَعَا
فتقييدُ المصنِّف بالدِّيباج ونحوه غيرُ سديدٍ . وقوله تعالى : { 6 . 001 وآخر من
____________________

(6/21)


شكله *!أَزواج } ( ص : 58 ) قال : مَعناه أَلْوانٌ وأَنواعٌ من العَذَاب .
( ويقال للاثنينِ : هما *!زَوْجانِ ، وهما زَوْجٌ ) كما يقال : هما سِيَّانِ ، وهما سَوَاءٌ . وفي ( المحكم ) : الزَّوْجُ : الاثنانِ . وعنده *!زَوْجَا نِعَالٍ ، *!وَزَوْجَا حَمامٍ يعني ذَكَرَيْنِ أَو أُنْثَيَينِ ، وقيل : يَعني ذَكَراً وأُنثى . ولا يقال : زَوْجُ حَمامٍ ، لأَنّ الزَّوجَ هنا هو الفَرْدُ وقد أُولعت به العَامَّة . وقال أَبو بكر : العَامَّة تُخطِيءُ ، فَتَظنُّ أَن الزَّوجَ اثنانِ ، وليس ذالك من مَذَاهبِ العربِ ، إِذ كانوا لا يَتَكلَّمون *!بالزَّوْجِ ، مُوَحَّداً في مثل قولهم : زَوْجُ حَمامٍ ، ولاكنهم يُثَنُّونه فيقولون : عندي زَوْجَانِ من الحَمام ، يَعنونَ ذَكراً وأُنثى ؛ وعندي *!زَوْجَانِ من الخِفَافِ ، يَعنونَ اليَمِينَ والشِّمَالَ ، ويُوقِعونَ *!الزَّوْجَينِ على الجِنْسَيْنِ المُختَلِفِيْنِ ، نَحْو الأَسود والأَبيِض ، والحُلْوِ والحَامِض ، وقال ابن شُمَيلٍ : الزَّوْج : اثنانِ ، كُلُّ اثنينِ : زَوْجٌ . قال : واشتريْت زَوْجينِ من خِفافٍ : أَي أَربعةً . قال الأَزهريّ : وأَنكرَ النّحويّون ما قال . والزَّوْجُ : الفَرْدُ ، عندهم . ويقال للرجلِ والمرأَةِ : الزَّوْجَانِ . قال الله تعالى : { 6 . 001 ثمانية اءَزواج } ( الأَنعام : 143 ) يريد ثمانيةَ أَفرادٍ وقال هاذا هو الصَّواب . والأَصلُ في الزَّوْج الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كُلّ شيْءٍ ، وكلُّ شَيْئينِ مُقْتَرِنَيْنِ : شَكْلَيْنِ كانا أَو نَقيضَيْنِ : فهما زَوجانِ ، وكلّ واحدٍ منهما : زَوْجٌ .
( *!وَزَوَّجْتُه امرأَةً ) ، يَتعَدَّى بنفسه إِلى اثنينِ ، فَتَزَوَّجَها : بمعنى أَنْكَحْتُه امرأَةً فَنَكَحها . ( *!وتَزَوَّجْتُ امرأَةً . و ) *!زَوَّجْتُه بامرأَةٍ . وتَزَوَّجْتُ ( بها ، أَو هاذه ) تَعْدِيَتُها بالباءِ ( قليلةٌ ) ، نَقَله الجوهريّ عن يونس . وفي ( التهذيب ) وتقول العرب :*! زَوَّجْتُه امرأَةً ، *!وتَزَوَّجْتُ امرأَةً ، وليس من كلامهم : *!تَزَوَّجْتُ بامْرَأَةً ، ولا *!زَوَّجْتُ منه امرأَةً ،
____________________

(6/22)


وقال الفَرّاءُ :*! تَزَوَّجْتُ بامرأَة : لغةٌ في أَزْدِشَنُوءَةَ ، *!وتَزَوَّج في بني فُلان نَكَحَ فيهم . وعن الأَخفش : وتَجُوز زِيَادَةُ الباءِ فيُقال :*! زَوَّجْتُه بامرأَةٍ ، فَتَزَوَّج بها .
( وامرأَةٌ *!مِزْوَاجٌ : كثيرَةُ *!التَّزَوُّجِ ) *!والتَّزَاوُجِ .
و ( كثيرَةُ *!الزِّوَجَةِ ) كعِنَبَة ، ( أَي الأَزْوَاجِ ) ، إِشارة إِلى أَن جَمْعٌ للزَّوْج ، فقول شيخِنَا : إِنّ الأَقْدَمينَ ذَكَرُوا في جمع الزَّوْج *!زِوَجَةً كعِمَبَةٍ ، وقد أَغفله المصنِّفُ كالأَكْثَرِين ، فيه تأَمُّلٌ .
( و ) زَوَّجَ الشيءَ بالشيءِ وزَوَّجَه إِليه : قَرَنه . وفي التَّنْزِيلِ :وَ { *!زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } ( الدخان : 54 ) أَي ( قَرَنّاهُم ) وأَنشد ثَعْلَب :
ولا يَلْبَثُ الفِتْيَانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا
إِذا لَم*!يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلٍ
قال شيخنا : وفيه إِيماءٌ إِلى أَنّ الآية تكون شاهداً لِمَا حكاه الفَرّاءُ ، لأَن المرادَ منها القِرَانُ لا التَّزويجُ المعروفُ ، لأَنه لا تَزْويجَ في الجَنَّة . وفي ( واعي اللغة ) لأَبي محمد عبد الحقّ الأَزْديّ : كلُّ شَكْل قُرِنَ بصاحبه : فهو زَوجٌ له ، يقال : *!زَوَّجْت بين الإِبلِ أَي قَرَنْت كلَّ واحدٍ بواحِدٍ . وقوله تعالى : { 6 . 002 واذا النفوس زوجت } ( التكوير : 7 ) أَي قُرِنَتْ كلُّ شِيعةٍ بمَن شايَعتْ . وقيل : قُرِنتْ بأَعمالها . وليس في الجَنَّةِ تَزْوِيجٌ . ولذالك أَدخَلَ الباءَ في قوله تعالى : { *!وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } ( و ) قال الزَّجّاج في قوله تعالى : { 6 . 002 احشروا الذين ظلموا واءَزواجهم } ( الصافات : 22 ) ( الأَزْوَاجُ : القُرَناءُ ) والضُّرَبَاءُ والنُّضَرَاءُ . وتقول : عندي من هاذا أَزْوَاجٌ : أَي أَمثالٌ . وكذالك *!زَوْجَانِ من الخِفَافِ ، أَي كلُّ واحدٍ نَظِيرُ صاحبِهِ . وكذالك الزَّوْجُ المَرْأَةُ ، والزَّوْجُ المَرْءُ ، قد تَنَاسَبا بعَقْدِ النِّكَاحِ . وقوله تعالى : { 6 . 002 اءَو *!يزوجهم ذكرانا واناثا } ( الشورى : 50 ) أي يقرنهم ، وكل شيئين اقترن أحدهما
____________________

(6/23)


بالآخَر فهما زَوْجَانِ . قال أَبو منصورٍ : أَراد *!بالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ ، والزَّوْج : الصِّنْف . والذَّكَرُ صِنْف ، والأُنثى صِنْف .
( *!وتَزوَّجَه النَّومُ : خالَطَه ) .
( *!والزّاجُ : مِلْحٌ م ) أَي معروف . وقال اللَّيْث : يقال له الشَّبُّ اليَمَاني وهو من الأَدوية ، وهو من أَخْلاط الحِبْر .
( *!والزِّيجُ ، بالكسر : خَيْطُ البَنَّاءِ ) كشَدّاد ، وهو المِطْمَر ، وهما ( مُعَرَّبانِ ، الأَول عن زَاك ، والثاني عن زِه ، وهو الوَتَر ؛ كذا في ( شِفاءِ الغَليل ) وفي ( مفاتيح العلوم ) : ( *!الزّيِج ) : كتابٌ يُحسَب فيه سَيْرُ الكواكبِ ، وتُسْتَخْرَجُ التَّقْوِيماتُ ، أَعنِي حِسابَ الكواكبِ سَنَةً سَنَةً ، وهو بالفارسيّة زِه ، أَي الوَتَر ، ثم عُرِّبَ فقيل : زِيجٌ ، وجمعوه على *!زِيَجَةٍ كقِرَدَة ) .
بقيَ أَن المصنّف أَورد *!الزِّيج في الواو إِشارة إِلى أَنه واويٌّ . وليس كذالك بل الأَوْلَى ذِكُرهَا في آخِرِ الموادّ ، لكونها مُعرّبةً . فإِبقاؤها على ظاهرِ حُرُوفِها أَنْسبُ . قالِ شيخُنا . وقال الأَصمعيّ في الأَخير : ليست أَدري أَعربيُّ هو أَم مُعرّب .
( *!وزَاج بَينهم ) وزَمَجَ : إِذا ( حَرَّشَ ) وأَغرَى . وقد تقدّم . وقيل : إِن زاج مهموز العين ، فليس هذا محلّ ذِكْره .
( و ) من ( المجاز ) : *!تَزاوَجَ الكَلامانِ *!وازْدَوَجَا . وقالوا على سَبِيلِ ( *!المُزَاوَجَة ) هو و ( *!الازْدِوَاجُ ) بمعنًى واحدٍ . *!وازْدَوَجَ الكلامُ *!وتَزاوَجَ : أَشْبَهَ بَعضُه بعضاً في السَّجْعِ أَو الوَزْن ، أَو كان لإِحْدَى القَضِيَّتينِ تَعَلُّقٌ بالأُخرَى .
ومن ( المجاز ) أَيضاً : أَزْوَجَ بينهما *!وزَاوَجَ ، كذا في ( الأَساس ) .
وفي ( اللسان ) : والافتعالُ من هاذا البابُ *!ازْدَوَجَت الطَّيرُ *!ازْدِوَاجاً فهي *!مُزْدَوِجَةٌ .
*!وتَزَاوَجَ القَوْمُ *!وازْدَوَجُوا : تَزَوَّجَ بعضُهم بعضاً . صَحَّت في *!ازْدَوَجُوا لكَوُنِهَا في معنى تَزَاوَجُوا .
____________________

(6/24)



( ) ومما يستدرك عليه :
*!الزَّوَاج ، بالفتح ، من *!التَّزويجِ : كالسَّلامِ من التَّسليم . والكسرُ فيه لغة ، كالنِّكاح وَزْناً ومعنًى ، وحَمَلُوه على المُفَاعَلَة ، أَشار إِليه الفَيّوميّ .
*!والزِّيج : عِلْمُ الهَيْئةِ .
*!وزايجة : صُورَةٌ مُرَبَّعَة أَو مُدَوَّرَةٌ تُعْمَل لموضِعِ الكواكبِ في الفَلَك ، ( ليُنْظَر ) في حكم المَوْلِد ، في عبارة المُنجِّمين ؛ ونقله عن ( مفاتِيح العلوم ) للرازيّ .
( *!وزاجٌ : لقبُ أَحمدَ بنِ منصورٍ الحَنْظَلِيّ ) المحدِّث .
زردج ( ) ومما يستدرك عليه :
الزَّرْدَجُ ، بالفتح : اسمٌ لعُصْفُر ، مِعَرَّبٌ عن زَرْدَه .
زهرج : ( الزَّهْزَجُ ) كجَعفر بالزَّاءَئْنِ ، هاكذا في نسختنا ، والذي في ( اللسان ) وغيره الزَّهْرَج ، بالراءِ قبل الجيمِ : وهو ( عَزيفُ الجِنّ وجَلَبَتُها ) ، أَي حكايةُ أَصواتِها ، ( ج زَهَازِجُ ) ذَكَره . الأَزهريُّ في ترجمة سمهج من أَبيات .
تَسْمَعُ للجِنِّ بها زَهَازِجَا
ُزهلج: ( تَزَهْلَجَ الرُّمْحُ ) : إِذا ( اطَّرَدَ ) .
و ( الزَّهْلَجَة : المُدَارَاةُ ) .
وفي النوادِرِ : زَهْلَجَ له الحَدِيثَ وزَهْلَقَه وزَهْمَجَه ، كذا في ( التهذيب ) .
زنذنج : الزندنيج : قربة ببُخَارَا ، وإِليها تُنْسَب الثّيابُ الزنذنيجيّة . وسيأْتي ذِكرُهَا .
زهمج : ( ) ومما يستدرك عليه :
زَهْمَجَ . ففي النَّوادر : زَهْلَجَ له الحديثَ وزَهْمَقَه وزَهْمَجَه بمعنًى ، قاله أَبو منصور .
____________________

(6/25)



2 ( فصل السين ) المهملة مع الجيم ) 2
سبج : ( السُّبْجَة ، بالضمّ ، والسَّبِيجةُ ) : درْعٌ عَرْضُ بَدَنِه عَظْمَةُ الذِّراع ، وله كُمٌّ صغيرٌ نحوُ الشِّبْر ، تَلْبَسه رَبّاتُ البُيُوت . وقيل : بُرْدَةٌ من صُوفٍ فيها سَوادٌ وبَيَاضٌ . وقيل : السُّبْجة والسَّبَيجة : ثَوْبٌ له جَيْبٌ ولا كُمَّينِ له . زاد في التهذيب : يَلْبَسُه الطَّيّانُونَ . وقيل : هي مِدْرَعَةٌ كُمُّها من غيرِهَا . وقيل : هي غِلاَلَةٌ تَبْتَذِلُها المرأَةُ في بَيتها كالبَقِير . والجمعُ سَبائِجُ وسِبَاجٌ .
والسُّبْجَةُ والسَّبِيجةُ : ( كِساءٌ أَسودُ ) . والسَّبِيجةُ : القميص ، فارسيٌّ مُعَرَّب . ( وتَسَبَّجَ ) به : ( لَبِسَهُ ) . قال العَجّاج :
كالْحَبَشِيّ الْتَفَّ أَوْ تَسَبَّجَا
وعن الليث : تَسَبَّجَ الأَنْسانُ بكساءٍ تَسَبُّجاً .
( و ) السُّبْجَةُ : ( البَقِيرةُ ، كالسَّبِيج ) ونصُّ عبارةِ ابنِ السِّكّيت : والسَّبِيجُ والسَّبِيجة : البَقِيرَةُ ، وأَصلُها بالفارسيّة : شَبِى ، وهو القَمِيص : / / / /
وفي حديث قَيْلَةَ ( أَءَنها حَمَلَتْ بِنْتَ أَخِيهَا وعليها سُبَيِّج من صُوف ) أَرادتْ تصغيرَ السَّبِيج ، كرَغِيف ورُغَيِّف .
( وسْبْجَةُ القَمِيصِ ، بالضَّمّ : لَبِنَتُه ودَخَارِيصُهُ ) ، وجمعها سُبَجٌ . قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر :
إِنّ سُلَيْمَى وَاضحٌ أَبْدانُها
لَيِّنَةُ الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ
( وكِسَاءٌ مُسَيَّجٌ ) : أَي ( عَرِيض ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
السِّبَاج ، بالكسر : ثيابٌ من جُلودٍ ، واحِدتُها سُبْجَةٌ . والحاءُ المهملة أَعلى . وهو مُرَاد الهُذَليّ بقوله :
إِذا عاد المَسَارِحُ كالسِّباحِ
____________________

(6/26)



أَي أَجدبتْ فصارَت مُلْساً بلا نَبَاتٍ .
والسَّبَجُ : خَرَزٌ أَسودُ ، دَخيلٌ مِعَرَّب ، وأَصله شَبَه .
والسَّبَابِجَة : قَوْمٌ ذَوُو جَلَدٍ من السِّنْد والهند ، يكونون مع رئيسِ السَّفينةِ البَحريّة يُبَذْرِقُونَها ، واحدهم سَبِيجيّ . ودخلتْ في جمعه الهاءُ للعُجمة والنَّسَب كما قالُوا : البَرابرة . وربما قالوا : السَّابَجَ قال هِمْيَانُ :
لَوْ لَقِيَ الفِيلَ بأَرْضٍ سَابِجَا
لَدَقّ منه العُنْقَ والدَّوارِجَا
وإِنما أَراد هِمْيَانُ : سابَجا ، فكسر لتسوية الدَّخِيل لأَن دخيلَ هاذه القصيدة كلَّهَا مكسورٌ . وعن ابن السِّكِّيت : السَّبَابِجة : قومٌ من السِّند يُستأْجَرُون ليُقاتِلوا ، فيكونون كالمُبَذْرِقة فظَنّ هِمْبَانِ أَنّ كلَّ شيْءٍ من ناحِبة السِّند سَبِيجٌ ، فجعل نفْسعه . سَبِيجاً . وفي ( الصّحاح ) السَّبابِجةُ قَوْمٌ من السِّند كانوا بالبصرة جَلاوِزَةً وحُرّاسَ السِّجْنِ ، والهاءُ للعُجْمة والنَّسَبِ . قال يَزيدُ بن المُفَرِّغ الحِمْيَرِيّ :
وطَمَاطِيمَ مِن سَبابِيجَ خُزْرٍ
يُلْبِسونِي معَ الصَّباحِ القُيُودَا
قال شيخنا : والعَجَبُ من المصنّف في عده ذكر السَّبابجة مع تَتَبُّعِه الجَوْهَرِيَّ في غالب المواضِع .
سبرج : ( سَبْرَجَ ) فُلانٌ ( عَليَّ الأَمْرَ ) : إِذا ( عَمّاهُ ) .
( وسابَرُّوجُ ) بفتح الموحّدة وتشديد الرَّاءِ المضمومة : ( ع : ببغداد ) .
سبنج : ( السَّبَنْجُونَة ) بفتح السِّين والموحَّدة ، وسكون النُّون ، وضمّ الجيم ، في ( التهذيب ) في ( الرُّبَاعِيّ ) رُوِيَ أَن الحسنَ بنَ عليَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ كانت له سَبَنْجُونَةٌ من جُلُودِ الثعالب ، كان إِذا صَلَّى لم يَلْبَسها ، قال شَمِرٌ : سأَلت محمَّدَ بنَ
____________________

(6/27)


بَشّارِ عنها ، فقال : ( فَرْوَةٌ من الثّعالب ، مُعَرَّب آسْمَانْ كُونْ ) ، أَي لون السماءِ قال شَمِرٌ : وسأَلت أَبا حاتِمٍ فقال : كان يذهب إِلى لَون الخُضْرَة ، آسْمَانْ جُونْ ونحوه .
ستج : ( الإِسْتاج والإِسْتيج ، بكسرهما ) من كلام أَهلِ العراق : وهو ( الذي يُلَفّ عليه الغَزْلُ بالأَصابع ليُنْسَج ) ، تسمِّيه العربُ أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً . قال الأَزهريّ : وهما مُعَرّبانِ .
( وأَسْتَجَةُ : د بالمَغْرِب ) بالأَندلس ، من أَعمال قُرْطُبَةَ .
وسقط من أَصل شيخنا ، فنسب الاغفالَ إِلى المصنّف ، وليس كذالك . منها : موسى بنُ الأَزهَرِ ، وأَبو بكرٍ إِسحاقُ بنُ محمدِ بن إِسحاقَ ، وأَبو عليَ حسَّانُ بنُ عبد الله بنِ حسَّان ، اللُّغويّون ، الأَسْتَجِيُّون .
سجج : (*! سَجَّ ) *!يَسُجّ : إِذا ( رَقّ غائِطُه ) . *!وسَجَّ بسَلْحِه : أَلْقاه رَقيقاً ، وأَخَذَه لَيْلَتَه سَجُّ : قَعَدَ مَقَاعِدَ رِقَاقاً . وقال يعقوب : أَخذَه في بَطْنِه *!سَجٌّ : إِذا لانَ بطنُه . وسَجّ الطائرُ *!سَجًّا : حَذَف بذَرْقِه . وسَجَّ النَّعَامُ : أَلقَى ما في بَطنِه . ويقال : هو يَسُجّ سَجًّا ويَسُكّ سَكًّا : إِذا رَمعى ما يجيءُ منه ، وعن ابن الأَعرابيّ : سَجّ بسَلْحه وتَرَّ : إِذَا حَذَف به .
( و ) سَجَّ ( الحائِطَ ) يَسُجُّه سَجًّا : إِذا مَسَحه بالطِّين الرِّقيق ، وقيل : ( طَيَّنَه ) ، وكذا سَجَّ سَطْحَه .
( *!والمِسَجَّة ) ، بالكسر : التي يُطْلَى بها ، لغة يَمَانِيَة ، وفي ( الصّحاح ) : ( خَشَبةٌ يُطَيَّن بها ) . وهي بالفارسية المالَجَة ، ويقال للمالَق : مِسَجَّةٌ ومِمْلَقٌ ومِمْدَرٌ ومِمْلَطٌ ومِلْطَاطٌ .
____________________

(6/28)



( و ) *!السَّجَّةُ الخَيْلُ .
وفي ( الصّحاح ) : ( السَّجَّة والبَجَّة صَنَمَانِ ) . وفي ( المحكم ) : السَّجَّة : صَنَم كان يُعبَد من دون الله عزّ وجلّ وبه فُسِّر قولُه صلى الله عليه وسلم ( أَخْرِجُوا صَدَقاتِكُم ، فَإِنّ الله قَدْ أَراحَكُمْ مِنَ السَّجَّةِ والبَجَّةِ ) .
( و ) يُقال : سَقاه *!سَجَاجاً ، ( السَّجَّة *!والسَّجَاج ) بالفتح : ( اللبَن الذي رُقِّق بالماء ) . وقيل : هو الذي ثُلُثُه لَبَنٌ وثُلُثَاه ماءٌ قال :
يَشْرَبُه مَحْضاً ويَسْقِي عِيالَهُ
*!سَجَاجاً كأَقْرَابِ الثَّعَالِبِ أَوْرَقَا
واحدتُه *!سَجَاجَةٌ ، وأَنكر أَبو سعيد الضّريرُ قولَ مَن قال : إِن *!السَّجَّةَ اللَّبَنَةُ التي رُقِّقَت بالماءِ ، وهي *!السَّجَاجُ قال : والبَجَّة : الدَّمُ الفَصيدُ ، وكان أَهلُ الجاهليَّةِ يَتَبَلَّغونَ بها في المَجاعات ، قال بعضُ العرب : أَتانا بضَيْحَةٍ *!سَجَاجَةٍ تَرَى سَوادَ الماءِ في حَيْفِهَا . *!فَسجَاجَةٌ هنا بدَلٌ ، إِلاَّ أَن يكونوا وَصَفُوا *!بالسَّجاجَةِ لأَنها في مَعْنَى مَخلوطةٍ ، فيكون على هاذا نَعْتاً .
( *!والسُّجُج ، بضمّتين : الطَّايَاتُ ) جمع طَايَةٍ وهي السَّطْحُ ( المُمَدَّرةُ ) أَي المَطْلِيَّة بالطِّين . ( و ) *!السُّجُج أَيضاً : ( النُّفُوس الطَّيِّبة ) . ومثله في ( اللسان ) .
( ويوم *!سَجْسَجٌ ) كجَعْفَر : ( لا حرٌّ ) مُؤْذٍ ( ولا قَرٌّ ) . وكلُّ هواءٍ معتدلٍ طَيِّبٍ :*! سَجْسَجٌ ، وظِلٌّ سجْسَجٌ ورِيح سَجْسَجٌ لَيِّنَةُ الهواءِ مُعتدِلةٌ . قال مُلَيْحٌ :
هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلولُ الحَبِّ مُقْفِرةً
تَعْفُو مَعارِفَها النُّكْبُ *!السَّجاسِيجُ
احتاج فكَسَّر *!سَجْسَجاً على *!سَجاسِيج .
( *!والسَّجْسَجُ : الأَرضُ ليستْ بصُلْبة ولا سَهْلَةٍ ) . وقيل : هي الأَرضُ الواسعةُ . وفي الحديث : ( أَنَّه مَرَّ بِوَادٍ بين المَسْجِدَيْنِ فقال : هاذِه سَجاسِجُ مَرَّ
____________________

(6/29)


بها موسى عليه السّلام ) . هي جمعُ *!سَجْسَجٍ بهاذا المَعْنَى .
( و ) *!السَّجْسَجُ : ( ما بين طُلوعِ الفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ ) ، كما أَن من الزَّوال إِلى العَصْر يقال له : الهَجِير والهاجِرَة ، ومن غُروب الشّمس إِلى وَقت اللَّيل : الجُنْحُ ثم السَّدَف والمَلَث والمَلَس ؛ كلّ ذالك قولُ ابنِ الأَعرابيّ .
( ومنه ) أَي ما تقدَّم من المعنى في أَوَّل الترجمةِ ( حديثُ ) الحَبْرِ سيِّدِنا عبدِ الله ( بنِ عَبَّاسِ ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ( في صفة الجَنّة : ( وهَوَاؤُها السَّجْسَجُ ) ) أَي المعتدلُ بين الحَرِّ والبَرد ، ( وغَلطَ الجوهريُّ في قوله : الجَنَّةُ*! سَجْسَجٌ ) . ويحتمل أَن يكون على حَذْف مُضَاف . وفي رواية أُخرى : ( نَهعارُ الجَنَّةِ سَجْسَجٌ ) ، وفي أُخرى . ( ظلُّ الجَنَّة سَجْسَجٌ ) . وقالوا : لا ظُلمةَ فيه ولا شَمْسَ . وقيل : إِن قَدْرَ نُورِهِ كالنُّور الّذي بين الفَجرِ وطلوعِ الشَّمْس .
قلت : وبهاذا يَصحُّ إِرجاعُ الضميرِ إِلى أَقربِ مَذكور ، خلافاً لشيخنا .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن أَبي عمرو : جَسَّ : إِذا اخْتَبَر . وسَجَّ : إِذا طَلَعَد كذا في ( اللسان ) .
سحج : ( سَحَجَه ) الحائطُ ( كمنَعَهُ ) يَسْحَجُه سَحْجاً : خَدَشَه . وسَحَجَ جِلْدَه : إِذا ( قَشَرَةَ فانْسَحَجَ ) انْقَشَر . والسَّحْجُ : أَن يُصيبَ الشيءُ الشيءَ فيَسْحَجَه ، أَي يَقْشِرَ منه شيئاً فليلاً ، كما يُصيبُ الحافِرَ قبْلَ الوَجَى سَحْجٌ . وانْسَحَجَ جِلْدُه من شيْءٍ مَرَّ به : إِذا تقَشَّرَ الجِلدُ الأَعلى . ويقال : أَصابه شيْءٌ فسَحَجَ وَجْهَه ، وبه سَحْجٌ .
وسَحَجَ الشيءَ بالشّيءِ سَحْجاً ، فهو مَسْحُوجٌ وسَحِيجُ : حَاكَّة فقَشَره . قال أَبو ذُؤَيب :
فَجَاءَ بِهَا بَعْدَ الكَلاَلِ كَأَنّه
مِنَ الأَيْنِ مِحْرَاسٌ أَقَذُّ سَحِيجُ
( وسَحَّجَه ) تَسحيجاً ( فتَسَحَّجَ ) ، شُدِّد ( للكَثرة ) .
____________________

(6/30)



( وحِمَارٌ مُسَحَّجٌ ) كمُعَظَّم ، هاكذا في سائر الأُمهات اللغوية ، وفي نسختنا : مُسْتَحَجٌ ، على مُفْاتَعَل ، والأَوّل هو الصوابُ ( : مُعَضَّض مُكَدَّح ) ، هو من سحْجِ الجِلْدِ ، قال أَبو حاتم : قرأْتُ على الأَصمَعيّ في جِيميّة العَجّاج :
جَأْباً تَرَى بِلِيتِه مُسَحَّجَا
فقال : ( تَلِيلَه ) . فقلْت : بِليتِه . فقال : هاذَا لا يكون . قلت : أَخبرني به مَنْ سَمِعه من فَلْقِ فِي رُؤْبَةَ ، أَعني أَبا زَيد الأَنصاريّ . قال : هذا لا يكون ، فقلت : جعله مصدراً ، أَراد تَسحيجاً ، فقال : هاذا لا يكون . قلت : فقد قال جَريرٌ :
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرِّحِيَ القَوافِي
فَلاَ عِيًّا بِهِنَّ ولا اجْتِلابَا ( سقط :
أي تسريحي ، فكأنه أراد أن يدفعه فقلت له : فقد قال الله تعالى : { ومزقناهم كل ممزق } ( سورة سبأ الآية 19 ) فأمسك .
قال الأزهري : كأنه أراد : ترى بليته تسحيجا ، فجعل مسحجا مصدرا .
( وبعير سحاج : يسحج الأرض بخفة ) ، أي يقشرها فلا يلبث أن يحفى . وناقة مسحاج ، كذلك .
( والسحج - كالمنع - تسريح لين على فروة الرأس ) . يقال : سحج شعره بالمشط سحجا : إذا سرحه تسريحا لينا .
( و ) السحج : ( : الإسراع ) . يقال : مر يسحج : أي يسرع . قال مزاحم على أثر الجعفي دهر وقد أتى
له منذ ولى يسحج السير أربع
( و ) هو أيضا ( جرى دون الشديد للدواب . و ) منه يقال : ( حمار مسحج ومسحاج ) - بكسرهما - : عضاض ، من سحجه ، وسحجه : إذا عضه فأثر فيه ، وقد غلب على حمر الوحش .
____________________

(6/31)



وعليه المساحج : وهي آثار تكادم الحمر عليها . والتسحيج : الكدم . قال النابغة :
رباعة أضر بها رباع
بذات الجزع مسحاج شنون
( وسيحوج ) على فيعول : ( ع ) ، واسم رجل .
( و ) مسحج ( كمنبر : المِبْراةُ يُبْرَى بها الخَشَبُ ) . يقال : سَحَجَ العُودَ بالمِبْرَد يَسْحَجُه سَحْجاً : قَشَرَه . وسَحَجَت الرِّيحُ ، كذالك ، ورِياحٌ سَواحِجُ .
والسَّحَجُ : داءٌ في البَطْنِ قاشِرٌ ، منه .
( و ) سَحَجَ الأَيْمَانَ يَسْحَجُها : تابَعَ بَيْنَهَا .
و ( المِسْحَاجُ والسَّخْوج : المرأَةُ الحَلُوفُ التي تَسْحَج الأَيْمانَ ) ، أَي تُتابِعُها . ورجل سَحّاجٌ . وكذالك الحَلِف . أَنشد ابن الأَعرابيّ :
لا تَنْكِحِنَّ نَحِضاً بَجْبَاجَا
فَدْماً إِذا صِيحَ به أَفَاجَا
وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجَا
ولِمَّة وحَلِفاً سَحّاجَا
سخج : ( السَّخَاوِجُ ) مما ليس في الصّحاح ولا ( لسان العرب ) ، وضَبطه عندنا بالخاءِ المعجمة والواو . ووُجدَ في بعض النسخ بالحاءِ المهملة والرّاءِ . والصّوابُ أَنه بالحاءِ المهملة والواو . وهي ( الأَرضُ التي لا أَعلامَ بها ولا مَاءَ ) ، من سَحَجَت الرِّيحُ الأَرضِ : إِذا قَشَرَتْها ، ورِياح سَوَاحِجُ . ولاكن على هاذا فإِنها مُلحقةٌ بما قبلها ، لا يُحتاج إِلى إِفرادِهَا بترجمةِ مُستقلَّة .
سدج : ( سَدَجَه بالشْيءِ : ظَنَّه به ) ، أَي اتَّهمه . ( والسَّدَّاجُ : الكَذَّاب ) . وقد سَدَجَ سَدْجاً .
____________________

(6/32)



( وتَسدَّجَ ) ، أَي ( تَكَذَّبَ وتَخَلَّقَ ) وتَقَوَّلَ الأَباطِيلَ . وأَنشد :
فينا أَقاويل امرىءٍ تَسَدَّجَا
وقيل السَّدّاجُ هو الكَذَّاب الّذِي لا يَصْدُقُك أَثَرَه ، يَكْذِبُك مِنْ أَينَ جاءَ . قال رُؤبَة :
شَيْطَانَ كُلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاجِ
وحَمْلُ التَّخلُّقِ على استعمال الخُلُقِ الحَسَنِ دون الاختلاقِ مع مخالَفته لأَقوالِ الأَئمّة في شرحِ شيخِنا خُرُوجٌ عن السَّداد .
وأَما استعمالُ ابنِ الخَطِيب وغيرِه من أَهلِ الأَندلسِ السَّدَاجَة في معنى السُّهولة وحُسْنِ الخُلُقِ ، إِنما هو من السَّاذَجِ ، بالمعجمة ، التي تأْتي بعدُ مُعرَّب سادَه ، وهو خالِي الذِّهْنِ عندهم وهو في معنى السَّهْل الخُلُقِ . ثم إِنهم لمّا عرّبوه أَجْرَوْا عليه استعمالَ اللَّفْظِ العربيّ من الاشتقاق وغيره ، وأَهملوا الذّالَ لكثرة الاستعمال . هاذا هو التحرير ، ولا يُنَبِّئكَ مثلُ خَبِير .
( وانْسَدَجَ ) ، مقلوب : انْسَجَد ، وانْدَسَج : إِذا ( انْكَبّ على وَجْهِه ) كحالةِ السَّاجِد .
سذج : ( السّاذَج : مُعَرَّب ساذه ) هاكذا في النُّسخ التي بأَيدينا . وفي أُخرى السَّاذَج : أُصولٌ وقُصبانٌ تَنْبُتُ في المِيَاه تَنْفَع لكذا وكذا ، مُعَرَّبُ ساذه ، وفي ( اللسان ) : حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ بكسر الذال وفتحها غيرُ بالغة . قال ابن سيدَه : أُراها غير عربيّة ، إِنما يستعملها أَهلُ الكلام فيما ليس ببُرْهَانِ قاطِع ، وقد تستعمل في غيرِ الكلام والبُرهان وعسى أَنيكون أَصلها ساذَه فعُرِّبت كما اعْتيدَ مثلُ هاذا في نَظِيرِه من الكلامِ المُعَرّب . انتهى ، قلت : ومثله في ( المُحْكَم ) .
وفي الحدي : ( أَنه صلى الله عليه وسلمتَوَضَّأَ ومَسَحَ على خُفَّيْن أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ ) . تكلّم عليه أَهلُ الغَرِيب
____________________

(6/33)


وضبطُوه بكسر الذّال وفتحها . قال الشَّيخ وليُّ الدِّينِ العِراقيّ في ( شرح سُنَن أَبي داوود ) ، عند ذكر خُفَّيْه صلى الله عليه وسلموكونهما ساذَجَيْنِ فقال : كأَنّ المرادَ : لم يُخَالِطْ سَوادَهما لونٌ آخَرُ . قال : وهاذه الكلمة تُستعمل في العُرْفِ بهاذا المَعْنى ولم أَجِدْهَا في كُتبِ اللغةِ بهاذا المعنى ، ولا رأَيتُ المُصَنِّفينَ في غريب الحديث ذَكروها . انتهى . كذا نقله شيخنا . وقيل : السَّاذَجِ : الذي لا نَقْشَ فيه . وقيل : الّذي لا شَعَر عليه ، والصّواب أَنه الذي على لونٍ واحدٍ لا يخالِطُه غيرُه . وفي ( أَقانيم العجم ) لحميد الدينِ السيواسيّ : ساده وسادج : الّذِي على لَوْنٍ واحدٍ لم يُخَالِطْه غيرُه .
فقول شيخنا في أَوّل المادّة : ومن العجائب إِغفالُ المصنّف الساذجَ في الأَلْوان ، وهو الذي لا يخالطُ لَوْنَه لَوْناً آخرَ يُغَايِرُه ؛ عجيب ، فتأَمَّل . ولو استدرَك عليه بما في ( اللسان والمحكم ) المتقدّم ذكّرُه كان أَلْيَقَ . والله سبحانه وتعالى أَعلم .
سرنج : ( سُرُنْجٌ ، كعُرُنْدٍ ) أَي بضمتين فسكون ، هاكذا ضبَطه غيرُ واحد ، ورأَيت في كتاب ( لبس المُرَقَّقة ) تأْليف أَبي منصور الآتي ذِكْرُه مثلَ ما ذَكَره المصنّف بضبْطِ العلم . ولاكن في تعليقة الحافظ اليغموريّ ، نقلاً عن الحافظ أَبي طاهرٍ السِّلَفيّ قال : هو بسين مهملة مضمومةٍ وموحْدة وجيم ، فَلْيُنْظَر ( : قَبيلةٌ من الأَكرادِ ) وسيأْتي ذِكْر الأَكرادِ في كرد . ( منهم ) العلاَّمة ( أَبو منصورٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ مَهْدِيّ السُّرُنْجِيّ ) المِصْريّ النَّصِيبيّ النَّصِيبيّ ، رحمه الله تعالى ( المُحدِّث هو ووالدُه ) وروي عنه ولدُه منصورٌ ، والحافظ أَبو طاهر السِّلَفيّ وغيرُهُما . ذكره الذَّهبيّ ، وعندي من مؤلفاته : ( لبس المرققة ) في كرّاسة لطيفة .

____________________

(6/34)


سرج : ( والشَّمْس ) : سراجُ النهار ، مجاز . وفي التَّنْزيل : { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } ( النبأَ : 13 ) وقوله تعالى : { 6 . 002 وداعيا الى . . سراجا منيرا } ( الأَحزاب : 46 ) إِنما يريد مثل السِّرَاج الذي يُستضيءُ به ، أَو مثل الشَّمس في النُّور والظُّهُر والهُدَى سِرَاجُ المؤمِن ، على التِّشْبِيه ، ومنهم من جعل ( سِرَاجاً ) صفةً لِكِتَاب ، أَي ذا كتاب مُنير بَيِّنٍ قال الأَزهريّ : والأَوَّلُ حَسَنٌ ، والمعنى : هادِياً كأَنّه سِراجٌ يُهتَدى به في الظُّلَم .
ومن سَجَعات الحَرِيرِيّ في أَبي زَيْد السَّروجيّ : تاج الأُدباء ، وسِرَاج الغرباء . أَي أَنهم يستضيئون به في الظُّلَم .
( و ) سِراجٌ ، ( عَلَمٌ ) . قال أَبو حنيفةَ : هو سِراجُ بنُ قُرَّةَ الكلابيّ .
( وسَرَجَتْ شَعْرَهَا ، وسَرَّجَتْ ) ، مخفّفة ومشدّدة : ( ضَفَرتْ ) . وهاذه مما لم يذكرها ابنُ منظور ولا الجوهريّ
____________________

(6/35)


ولا رأَيتها في الأُمّهاتِ المشهورةِ .
وأَنا أَخشى أَن يكون مُصَحَّفاً عن : سرحت ، بالمهملة ، فراجِعْه .
( و ) من المجاز : سَرِجَ الرجُلُ ( كفَرِح : حَسُنَ وَجْهُهُ ) ، قيل : هو مُوَلَّد ، وقيل : إِنه غريب .
( و ) سَرِجَ : إِذا ( كَذَب ، كَسَرَج ، كنَصَر ) ، والأَوّل مرجوحٌ ، وسَرَج الكَذِبَ يَسْرُجه سَرْجاً : عَمِلَه .
( و ) السَّرْجُ : رَحْلُ الدَّابَةِ ، معروف ، ولذا لم يتعرّضْ له المضنِّف إِلاّ استطراداً . والجمع سُرُوجٌ . وهو عربيّ . وفي شفاءِ الغليل ، أَنه مُعرَّب عن سَرْك : و ( أَسْرَجْتُهَا : شَدَدْتُ عليها السَّرْجَ ) فهي مُسْرَجٌ . ( والسَّرّاجُ مُتَّخِذُه ) وصانِعه أَو بائِعه ( وحِرْفَتُه السِّرَاجَة ) ، بالكسر ، على قاعدة المصادر من الحِرَف والصنائع كالتِّجَارة والكتابة ونحوهما .
( و ) من المجاز : رَجُلٌ سَرّاجٌ مَرّاجٌ : أَي كَذّاب يَزيد في حَديثِه . وقيل : السَّرَّاج : هو ( الكَذّاب ) الذي لا يَصْدُق أَثَرَه يَكذِبُك مِن أَينَ جاءَ ، ويُفرَد فيقال : رجلٌ سَرّاجٌ . وقد سَرّجَ . ويقال ( بكَّلَ على أُمِّ فُلانٍ فسَرِّج عليها بأُسْرُوجَة ) وفي ( الأَساس ) سَرَّجَ عليَّ أُسْرُوجةً ، وتَسَرّجَ عليَّ : تَكَذَّبَ ، وإِنه يُسَرِّج الأَحاديثَ تَسْرِيجاً . وكلّ ذالك مجازٌ .
( وسُرَيْجٌ ) كزْبَيْر : ( قَيْنٌ ) معروف ، وهو الذي ( تُنْسَب إِليه السُّيُوفُ السُّرَيْجيّةُ ) . وشَبَّه العَجّاجُ بها حُسْنَ الأَنْفِ في الدِّقَّة والاستواءِ ، فقال :
وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا
كذا في ( اللِّسَان ) . وقيل : أَي كالسِّرَاج في البَرِيقِ واللَّمَعانِ . وقد أَنكر ذالك أَهلُ المعاني والبيان .
____________________

(6/36)



( وأَبو سعيدٍ محمدُ بنُ القاسِمِ بنِ عُمَرَ بنِ سُرَيْجٍ ، عالمُ العراقِ ) وفقيهُها ( والهَيْثَم بنُ خالدٍ ، السُّرَيْجيُّونَ ) . نسبة إِلى جَدِّهم ، ( عُلماءُ ) مُحدِّثونَ .
( وسَرْجُ بن إِبراهيمَ الخليلِ صلواتُ الله عليه وسلامُه ) ، عُدَّ من جُمْلَة أَولاده ، و ( أُمُّه قَطُورَا بنت يَقْطُنَ ) .
( و ) سَرْجٌ ، بلا لام ، ( عَلَمُ جماعة ) من المُحَدِّثين ، ( منهم يُوسُفُ بنُ سَرْجٍ ، وصالحُ بنُ سَرْجٍ ، ومحمدُ بنُ سِنَانِ بنِ سَرْجٍ ، المحدّثونَ ) . وسالمُ بنُ سَرْجٍ : تابِعِيٌّ ، كُنْيَته أَبو النُّعْمَان ، ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ .
( و ) سَرْجٌ : ( ع )
( والسُّرْجَجُ ، كتُرْتَبٍ ) بضمّ فسكون ففتح ( : الدائمُ ) .
( والسُّرْجِيجَة ) بالكسر ( والسُّرْجوجة ) بالضمّ : الخُلُقُ و ( الطَّبيعةُ ) والطَّرِيقةُ . يقال : الكَرَمُ مِن سِرْجِيجَتِهِ ، أَي خُلُقِه ، حكاه اللِّحْيَانيّ . وعن أَبي زيدٍ : إِنه لكريمُ السُّرْجُوجة والسِّرجيجةِ ، أَي كريمُ الطَّبيعة . في ( الصّحاح ) عن الأَصمعيّ إِذا استوتْ أَخلاقُ القومِ قيل : هم على سُرْجُوجَةٍ واحدةٍ ، ومَرِنٍ ومَرِسٍ .
( وسُرْجَةُ ) ، بالضمّ ، ( كصُبْرَة : ع ) ، قُرْبَ سُمَيْساطَ . و : ة ، بحَلَبَ . وحِصْنٌ بين نَصِيبِينَ ودُنَيْسَرَ ) ، بضمّ الدّال وفتح النُّون أَي رأْس الدُّنيا ، وسيأْتي ذكْرْهَا .
( وسَرُوجُ ) ، بالفتح : ( د ، قُرْبَ حَرّان ) العَوَامِيدِ المشهور بِالنِّسبة إِليها أَبو زيدٍ المَعْزُوّ إِليه المقاماتُ الحَرِيريّة .
( و ) من المجاز : سَرَجَ اللَّهُ وَجْهَه ، و ( سَرَّجَه تَسْرِيجاً ) أَي ( بهَّجَه وحَسَّنَه ) . وفي ( اللسان ) : سَرَّجَ الشيءَ زَيَّنَه . وسَرَجَه الله وسَرَّجه . وَفَّقَه . والذي قاله المصنِّف فهو بإِجماعِ أَهلِ اللغةِ كالبَيْهَقيّ وابنِ القَطّاع والسَّرَقُسْطيّ وابنِ القُوطيّة . وكان شيخُ شيخِنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمد بن الشاذليّ رحمهما الله تعالى يَبحث في
____________________

(6/37)


ثُبوته . ويَرى أَنه غير ثابتٍ في الكلام القديم ، وقد أَشار إِلى ذالك شيخُنا في حواشِي عقودِ الجُمانِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جَبِينٌ سارِجٌ ، أَي واضحٌ كالسِّراج ، عن ثعلب . وأَنشد :
يا رُبَّ بَيْضَاءَ من العَواسِجِ
لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالِجِ
هَأْهاءَةٍ ذَاتِ حَبِينٍ سارِجِ
والأُسْرُوجَةُ الكذبُ ، وقد تقدّم .
والسِّرْجِينُ والسَّرْجُونُ : وهو الزِّبْل ، قد جَزَم كثيرُون على زيادةِ نونهما . والمصنّف أَوْرَدَه في النُّون من غير تنبيهٍ عليه هنا .
والسِّيرَجُ بالكسر ، وهو غير الشَّيْرَجِ بالمعجمة بمعنى السَّليط ، وهو دُهْن السِّمْسِم ، معرّبُ سِيرَه .
سردج : ( سَرْدَجَه : أَهْمَلَه ) . أَهمله الجوهريّ وابن منظور .
سرنج : ( السَّرَنْج : كسَمَنْد : شيءٌ من الصَّنْعَة كالفُسَيْفِساءِ . ودَواءٌ ، م ) أَي معروفٌ ، ( وقد يُسمَّى بالسَّيْلَقُونِ يَنفَعُ في الجِراحات ) .
والإِسْرِنْجُ ، بالكسر : نوعٌ من الإِسْفِيداجِ .
وسَرَنْجَة : قرية بمِصْرَ .
سربج :
( ) ومما يستدرك عليه :
سَرْبَج ، بالباءِ الموحدة بعد الراءِ . في ( اللسان ) في حديث جُهَيْش ( وكائنْ قَطَعْنَا إِليك من دَوِّيَّة سَرْبَجٍ ) أَي مَفَازةٍ واسعةٍ بَعيدةِ الأَرجاء .

____________________

(6/38)


سرفج :
( ) ومما يستدرك عليه :
سرفج : يقال : رجُلٌ سَرْفَجٌ ، أَي طويل .
سرهج : ( السَّرْهَجَةُ : الإِباءُ والامتناع ، والفَتْلُ الشَّدِيدُ . و ) منه ( حَبْلٌ مُسَرْهَجٌ ) ، أَي مفتول ، كمُسَمْهَجٍ ، وسيأْتي .
وهذا مما ليس في ( الصّحاح ) و ( اللِّسان ) .
سفتج : ومما زاد عليه وعلى الجوهريّ : ( السُّفْتَجَة ) بالضّمّ ( كقُرْطَقَة ) : وهو ( أَنْ يُعْطِيَ مالاً لآخَرَ ، وللآخَر مالٌ ) وفي تسخة : أَن تُعطِيَ مالاً لآخَرَ وللآخِذِ مالٌ ( في بلدِ المُعْطِي ) بصيغة اسم الفاعل ( فيُوَفِّيَه إِيّاه ) وفي نخسة : إِياها ( ثَمَّ ) ، أَي هناك ، ( فيَسْتَفِيد أَمْنَ الطَّرِيقِ ) . وفِعْلُه السَّفْتَجَةُ ، بالفَتْح ، قد وَقعتْ هاذه اللفظةُ في سُنَن النَّسائيّ . واختلفَتْ عِباراتُ الفُقَهَاءِ في تفسيرها ، فمنهم من فسَّرها بما قاله المصنّف . وفسَّرهَا بعضُهُم فقال : هي كِتَابُ صاحِبِ المالِ لوَكِيلِه أَن يَدْفَعَ مالاً قِرَاضاً يَأْمَنُ به من خَطَرِ الطَّرِيقِ . والجَمْعُ السَّفَاتِجُ وقال في ( النهر ) : هي بضمّ السينِ ، وقيل : بفتحها وفتح التاءِ ، مُعَرّبُ سَفْتَه . وفي ( شرح المفتاح ) : بضمّ السين وفتح التاءِ : الشيءُ المُحْكَم ، سُمِّيَ به هاذا القَرْضُ لإِحكامِ أَمره ، وهو قَرْضٌ استفادَ به المُقْرِضُ سُقوطَ خَطَرِ الطَّرِيقِ بأَنْ يُقرِضَ مالَه عند الخَوْف عليهِ ليُرَدَّ عليه في مَوْضِع أَمْنٍ ، لأَنه عليه السلامُ نَهَى عن قَرْضٍ جَرَّ نَفْعاً ، قاله شيخُنَا .
سفج : السَّفْجُ : الكَذِبُ ، عن كُراع من اللسان .
ويقال : ( ما أَشَدَّ سَفَجَ هاذه الرِّيحِ ) محرّكة ( أَي شدّةَ هُبوبِها ) ومَرِّها .

____________________

(6/39)


سفدج : ( الإِسْفِيدَاجُ بالكسر : هو رَمَادُ الرَّصاصِ والآنُكِ ) ، هو كعَطْفِ التَّفْسِير لما قَبْلَه ، ( والآنُكِيُّ إِذا شَدَّدَ عليه الحَريقَ صار إِسْرِنْجاً ) ، وهو ( مُلَطَّفٌ جَلاّءٌ ) ، وله غير ذالك من الفوائد مذكورة في كُتبِ الطِّبّ ، فليُراجَع ، ( مُعرَّبٌ ) ، عن ابن سِيدَه .
سفلج : ( السَّفَلَّجُ ، كعَمَلَّس : الطَّويلُ ) ، مُستدرَكٌ على الجوهريّ وابن منظورٍ ، وهو ملحقٌ بالخماسيّ
سفنج : ( السَّفَنَّجُ ، كعَمَلَّس : الظَّلِيمُ الخَفيفُ ) ، وهو ملحقٌ بالخماسيّ ، بتشديد الحرف الثالث منه . وقيل : الظَّليمُ الذَّكَرُ . وقيل : هو من أَسماءِ الظَّليم في سُرْعَتِه . وأَنشد :
جاءَتْ به منِ اسْتِها سَفَنَّجَا
أَي وَلدتْه أَسودَ . والسَّفَنَّجُ : السَّرِيعُ . وقيل : الطَّوِيل . والأُنثى سَفَنَّجَةٌ . ( و ) قال الليث : السَّفَنَّج : ( طائرٌ كثيرُ الاسْتِنان ) .
قال ابن جِنِّي : ذهب بعضُهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْجِ وأَن النونَ المشدّدةَ زائدةٌ ، ومذهبُ سيبويهِ فيه أَنه كَلاَمِ شَفَلَّحٍ وراءِ عَتَرَّس .
والسُّفانِجُ : السَّرِيعُ ، كالسَّفَنَّج أَنشد ابن الأَعرابيّ :
يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافَى وَاسِجِ
سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ
( و ) يقال : سَفْنَجَ ، أَي أَسْرَع وقولُ الآخر :
يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا
قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجَا
فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجَا
وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجَا
لاَ تُعْطهِ زَيْفاً ولا نَبَهْرَجَا
قال : عَجِّل النَّقْدَ له . وقال : سَفْنِجَا : أَي وَجِّهْ وأَسْرِعْ له ، من
____________________

(6/40)


السَّفَنَّجِ : السَّرِيعِ . وقال أَبو الهَيْثَم :
( سَفْنَجَ له سَفْنَجَةً : عَجَّلَ نَقْدَه ) وأَنشد :
إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجَا النَّجَا
إِنّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجاً
( الإِسْفَنْج ) بكسر فسكون ففتح عُرُوقُ شَجَرٍ ، ( نافعٌ في القُروحِ العَفِنَة ) معرّبٌ .
سكبج : ( السِّكْبَاجُ ، بالكسر ، مُعَرَّب ) عن سركه باجه ، وهو لحم يُطْبَخ بِخَلّ ، هاذا أَحسنُ ما يقال ، وما نَقَلَه شيخُنا عن ابن القطَّاع فهو مخالقٌ لقواعدهم .
ويقال : سَكْبَجَ الرّجُلُ : إِذا أَعَدَّ سِكْبَاجاً .
( والسَّكْبِينَج : دَوَاءٌ ، م ) ، والذي في كُتب الطب أَنه صَمّغُ شَجرةٍ بفارِسَ .
سكرج : ( ) وبقي على المصنف مما يستدرك عليه .
لفظة السُّكُرُّجَة . وهو في حديث أَنس ( لا آكُلُ في سُكُرُّجَةٍ ) . قال عياض في ( المشارِق ) ، وتابعه ابن قُرْقُول في ( المطالع ) : هي بضمّ السين والكاف والرّاء مشدّدة وفتح الجيم ؛ كذا قيدنا . وقال ابنُ مَكِّيّ : صوابه بفتح الراءِ : قصَاعٌ يُؤكَل فيها ، صغارٌ ، وليست بعربيّة ، وهي كُبْرَى وصُغْرَى : الكُبْرَى تَحْمِلُ سِتَّ أَوَاقٍ ، والصُّغْرَى ثَلاَثَ أَواقٍ ، والصُّغْرَى ثَلاَثَ أَواقٍ ، وقيل : أَرْبَعَ مَثَاقيلَ وقيل : ما بينَ ثُلْثَيْ أُوقِيّة . ومعنى ذالك أَنّ العربَ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا في الكَوَامِخِ وأَشباهِهَا من الجَوَارِشِ على المَوائد حَوْلَ الأَطعمةِ للتَّشهِّي
____________________

(6/41)


والهَضْمِ . فأَخبر أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلملم يأْكل على هاذه الصِّفةِ قطُّ . وقال الداووديّ : هي القَصْعةُ الصغيرةُ المَدْهُونةُ . ومثلُه كلامُ ابنِ منظورٍ وابنِ الأَثير وغيرهم ، وهو يَرْجِع إِلى ما ذَكَرنا . فكان ينبغي الإِشارة إِليه .
سلج : ( سَلِجَ اللَّقْمَةَ ، كسَمِعَ ) يَسْلَجُها ( سَلْجاً ) ، بفتح فسكون ( وسَلَجَاناً ) محرَّكة : ( بَلِعَها ) . وكذالك سَلَجَ الطَّعَامَ ، مثل سَرَطَه سَرْطاً . وقيل : السَّلَجَانُ : الأَكْلُ السَّريعُ . ومنه المثل : ( الأَخْذُ سَلَجَان ، والقَضَاءُ لِيّان ) أَي إِذا أَخَذَ الرَّجُلُ الدَّيْنَ أَكَله ، فإِذا أَرادَ صاحبُ الدَّيْنِ حَقَّه لَوَاه به ، أَي مَطَلَه ؟ أَورده الجَوهريّ والزَّمَخْشَرِيّ وغيرهما .
( و ) قد سَلِجَت ( الإِبِلُ ) تَسْلَج ، ( : اسْتَطْلَقَتْ ) بُطُونُها ( عن أَكْلِ السُّلَّجِ ) ، بضمّ فتشديد ، وهو نَباتٌ يأْتي ذِكْرُه قريباً ، ( كَسَلَجَ كنَصَر ) ، يَسْلُج ، بالضمّ ، سُلُوجاً . وقال أَبو حَنيفَة : سَلِجَتْ ، بالكسر لا غَيْرِ . قال شَمِرٌ : وهو أَجْوَدُ . والجوهريُّ اقتصرَ على الفَتْح .
( و ) روى أَبو تُرابٍ عن بعض أَعرابِ قَيْسٍ : ( سَلَجَ الفَيْصلُ النَّاقَةَ ) ومَلَجَها : إِذا ( رَضَعَها ) ، نقله ابن منظور .
( والسِّلِّجَان ) ، بكسر السّين ، فلام مشدّدة مكسورة ( كصِلِّيَان : الحُلْقُومُ ) يقال : رَماه اللَّهُ في سِلِّجانه .
( و ) السُّلَّجَانْ ، بضمّ السّينِ فلام مشدّدة مضمومة ( كقُمَّحان : نَباتٌ ) تَرعاه الإِبلُ ( كالسُّلَّج كقُبَّرٍ ) ، والسَّلِيجَة ، وهو نَبْت رِخْوٌ من دِقِّ الشَّجرِ . ويقال : السُّلَّجَان : ضَرْبٌ منه .
وقال أَبو حَنيفَةَ : السُّلَّجُ : شَجَرٌ ضِخَامٌ كأَذْنَابِ الضِّبَابِ ، أَخضرُ ،
____________________

(6/42)


له شَوْكٌ . من الحَمْضِ الذي لا يَزَالُ أَخْضَرَ في القَيْظ والرَّبيعِ ، وهي خَوَّارَة . قال الأَزهريّ : مَنْبِتُه القِعَانُ ، ولهُ ثَمَرٌ فِي أَطرافه حِدَّةٌ ، ويكون أَخضرَ في الرَّبِيع ، ثم يَهِيجُ فيَصْفَرُّ . قال : ولا يُعدّ من شجرِ الحَمْض .
( وتَسَلَّجَ الشَّرَابَ واسْتَلَجَه : أَلَحَّ في شُرْبِه ) . وعن اللِّحْيَانيّ : تَركْتُه يَتَزلَّجُ النَّبيذَ وَيَسلَّجه ، أَي يُلِحّ في شُرْبِه .
واسْتَلَجه : ( كأَنَّه مَلأَ به سِلِّجَانَه ) أَي حُقلومَه .
( والسَّلاَليجُ : الدُّلْبُ الطِّوالُ ) والدُّلْبُ : شجَرٌ مَعْرُوفٌ .
والسَّلِيجَة : السَّاجَة التي يُشَقُّ منها البابُ ) ، قاله أَبو حَنيفةَ الدِّينوريّ .
( والسِّلَّجْنُ ) ، بكسر السّين وتشديد اللامِ المفتوحة وسكون الجيم ( كسِنَّخُف : الكَعْكُ ) . فالنُّون زائدة ، وصرَّح غيرُ واحد بأَنها أَصليّة كالفاءِ في وَزْنه ؛ قاله شيخنا .
( والسَّلْج والسَّجْل : العَطَاءُ ) ، أَحدهما مقلوب عن الآخرِ .
( و ) السُّلَج ( كصُرَد : أَصْدَافٌ بَحْرِيّة فيها شيءٌ يُؤكَل ) .
( وطَعَامٌ سَلِيجٌ ) ، كأَمير ، ( وسَلَجْلَجٌ كسَفَرْجَل ، و ) سُلَجْلِجٌ مثل ( قُذَعْمِل ) ، أَي ( طَيِّبٌ يُتَسَلَّجُ ، أَي يُبْتَلَع ) سَهْلُ المَسَاغِ بلا عُسْر .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَبيضُ سَلْجَجُ : هو السيفُ الماضِي الذي يَقطَع الضَّرِيبَةَ بسهُولة ؛ قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض . وأَنشد قَولَ حَسّان ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ في يوم بَدْرٍ :
زَيْنِ النَّدِيِّ مُعَاوِدٍ يومَ الوَغَى
ضَرْبَ الكُمَاةِ بكلِّ أَبيضَ سَلْجَج
مَأْخوذٌ من سَلْجِ اللُّقمة ، ضاعَفوا الجِيمَ كما ضاعَفوا دالَ مَهْدَد ، ولم يُدْغِمُوه لأَنَّهم أَلحقوه بجَعْفَر .
سلبج : ( ) ومما يستدرك عليه :
سَلْبَج ، كجَعْفَر ، في ( التهذيب ) في الرُّباعيّ السَّلابِج : الدُّلْبُ الطِّوَالُ .

____________________

(6/43)


سلعج : ( سَلَعُوجُ ) محركةً ( كَقَرَبُوس : د ) .
سلمج : ( السَّلْمَج ) كجَعْفَر ( النَّصْلُ الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ ، ج سَلامِجُ ) . وفي ( التهذيب ) : يقال للنِّصالِ المحدَّدةِ : سَلاَجِمُ وسَلامِجُ .
سلهج : ( السَّلْهَج : الطَّوِيلُ ) ، واقتصر عليه ابنُ منظور .
سمج : ( سَمُجَ ) الشَّيْءُ ، بالضَّمِّ ، ( ككَرُمَ ) يَسْمُج ( سَمَاجَةً : قَبُحَ ) ولم يَكُن فيه مَلاَحةٌ ، ( فهو سَمْجٌ ) مثلُ ضَخُمَ فهو ضَخْمٌ ، ( وسَمِجٌ ) مثلُ خَشُنَ فهو خَشنٌ ، ( وسَمِيجُ ) مثل قَبُحَ فهو قَبيحٌ . قال سيبويه : سَمْجٌ ليس مُخَفَّفاً من سَمِجٍ ، ولاكّنه كالنَّضْرِ ، ( ج سِمَاجٌ ) ، مثل ضِخَامٍ وسَمِجُونَ ، وسُمَجاءُ وسَمَاجَى . وقد سَمُجَ سَمَاجَةً وسُمُوجَةً ، وسَمجَ ؛ الكسرُ عن اللِّحْيَانيّ . وهو سَمِيجٌ لَمِيجٌ وسَمْجٌ لَمِجٌ ، ( و ) قد ( سَمَّجَه تَسْميجاً ) : إِذا جعله سَمْجاً ( و ) عن ابنِ سِيدَه : ( السَّمْجُ والسَّمِيجُ : ) الذي لا مَلاحةَ له ، الأَخيرةُ هُذَليّةٌ . قال أَبو ذُؤيب :
فإِنْ تَصْرِمِي حَبْلِي وإِن تَتَبَدَّلِي
خَليلاً ومِنْهُمْ صالِحٌ وسَمِيجُ
وقيل : سَميجٌ هنا في بيت أَبي ذِؤْيبٍ : الذي لا خَيْرَ عنده .
والسَّمْج والسَّمِيج أَيضاً : ( اللَّبَنُ الدَّسِمُ الخَبِيثُ الطَّعْمِ ) . وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّج ، بزيادة الهاءِ واللاّمِ .
ولَبَنٌ سَمْج : لا طَعْمَ له . والسَّمْجُ الخَبِيثُ الرِّيحِ .
واسْتَسْمَجَه : عَدَّه سَمْجاً . وأَنا أَسْتَسْمِج فِعْلَك .
سمنج : ( سِمنْجَانُ ، بالكسر : د ، من طَخَارِسْتَان ) .

____________________

(6/44)


سمحج : ( السَّمْحَجُ من الخَيلِ والأُتُنِ : الطَّوِيلةُ الظَّهْرِ ، كالسِّمْحَاجِ ) ، بالكسر . وزعم أَبو عُبَيْدِ أَنّ جَمْعَ السَّمْحَجِ من الأُتُنِ سَماحِيجُ . وكذالك قال كُرَاع : إِن جميعَ السَّمْحَجِ من الخيل سَماحيجُ ، وكلا القولينِ غَلَطٌ إِنما هو سَماحِيجُ جمعُ سِمْحَاجٍ أَو سُمْحوجٍ . وقد قالوا : ناقةٌ سَمْحَجٌ .
( و ) السَّمْحَجُ ( : الفَرَسُ القَبّاءُ الغَليظةُ النَّحْضِ ) مُعْتَزّه . ولا يقال للذَّكَرِ ، بل ( تَخُصُّ الإِناثَ ) .
( و ) السَّمْحَجُ أَيضاً ( : القَوْسُ الطَّوِيلَةُ ) . قَوْسٌ سَمْحَجٌ : طَوِلَةٌ . وقد جاءَ ذالك في شعرِ الطِّرِمّاح .
( والسُّمْحُوج ) بالضمّ ( : الطويلُ البغيضُ ) .
( و ) في ( التهذيب ) ( السَّمْحَجَةُ الطُّولُ في كلِّ شيْءٍ ) .
وسَمَاحيجُ : مَوضعٌ ، قال :
جَرَّتْ عليها كلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ
مِنْ عَنْ يَمِينِ الخَطِّ أَو سَماحِيجْ
أَراد جَرَّتْ عليها ذَيْلَها .
سمرج : ( السَّمَرَّجُ ) ، بتشديد الرَّاءِ ( كَسَفَنَّجٍ ، وسَفَنَّجةٍ : اسْتَخْرَاجُ الخَرَاجِ في ثَلاثِ مَرّاتٍ ) فارسيٌّ معرّبٌ . قال العَجَّاج :
يَوْمَ خَراجٍ يُخْرِجُ السَّمَرَّجَا
( أَو اسمُ يَومٍ يُنْقَدُ فيه الخَرَاجُ ) ، قال ابنُ سيده : السَّمَرَّجُ : يومُ جِبَايَةِ الخَرَاجِ . وقيل : هو يَومٌ للعَجَمِ يَسْتَخْرِجون فيه الخَرَاجَ في ثلاثِ مرَّاتٍ . وسيُذْكَر في حرف الشين .
( و ) يقال : ( سَمْرِجْ له ، أَي أَعطه ) .
وفي ( التهذيب ) : السَّمَرَّجُ : المُسْتَوِي
____________________

(6/45)


من الأَرض ، وجمعه السَّمارِجُ . قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى :
يَدَعْنَ بالأَمَالِس السَّمَارِجِ
للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزَالِجِ
كلَّ جَبِينٍ مُشْعِرِ الحَواجِجِ
سمعج : ( السَّمْعَجُ ) كجَعْفَرٍ : ( اللَّبَنُ الدَّسِمُ الحُلْوُ ) ، كالسَّمَلَّجِ ، قاله الفَرّاءُ .
سملج : ( السَّمَلَّجُ ، كعَمَلَّسٍ : الخَفِيفُ ) ، وهو ملحقٌ بالخُمَاسيّ ، بتشديد الحرفِ الثّالثِ منه . قال الراجِز :
قالتْ له مَقَالَةً تَلَجْلَجَا
قَوْلاً مَليحاً حَسَناً سَمَلَّجَا
لو يُطْبَخُ النِّىءُ به لأُنْضِجَا
يا ابنَ الكِرامِ لجْ عَلَيَّ الهَوْدَجَا
( و ) السَّمَلَّجُ ( : اللَّبَنُ الحُلْوُ ) الدَّسِمُ . قال الفَرّاءُ : يُقَال لِلَّبَنِ : إِنه لسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ : إِذا كَان حُلْواً دَسِماً ، ( كالسُّمَالِجِ ، بالضَّمِّ ) عن اللَّيث . وقال بعضم : هو الطَّيِّبُ الطَّعْمِ . وقيل : هو الذي لم يطعم . والسَّمْجُ والسَّمِيجُ : اللَّبَنُ الدَّسِمُ الخَبِيثُ الطَّعْمِ ، وكذالك السَّمْهَج والسَّمَلَّج ، بزيادة الهاءِ واللام ، كما تقدّمت الإِشارةُ إِليه .
( و ) السَّمَلَّج : ( عُشْبٌ من المَرْعَى ) عن أَبي حَنيفةَ . قال : ولم أَجدْ مَن يُحَلِّيه عَلَيَّ .
( و ) السَّمَلَّجُ : ( سَهْمٌ لَطيفٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : سَهْمٌ سَمَلَّجٌ : إِذا كان خفيفاً .
( و ) السِّمِلاَّجُ ( كسِنِمّارٍ : عِيدٌ ) للنَّصَارَى ) .
( وسَمْلَجْتُه في حَلْقِي : جَرِعْتُه جَرْعاً سَهْلاً ) ، عن ابنِ سِيده .
( و ) يقال : ( رجُلٌ سَمَلَّجُ الذَّكَرِ ، ومُسَمْلَجُه ) : أَي ( مُدَوَّرُه ) و ( طَوِيلُه ) .
____________________

(6/46)


سمهج : ( سَمْهَجَ كلامَه : كَذَبَ فيه ) . هاذه المادّة في نسختنا مكتوبةٌ بالأَسود ، وهو الصّواب . وتُوجد في بعضها بالحُمْرة . وهي في ( الصّحاح ) مختصَرة . ( و ) سَمْهَجَ ( الدَّرَاهِمَ : روَّجَهَا . و ) سَمْهَجَ : ( أَرْسَل . و ) سَمْهَجَ : ( أَسْرَعَ ) .
( و ) السَّمْهَجَة : الفَتْلُ الشَّدِيدُ . وقد سَمْهَجَ : ( فَتَلَ شَدِيداً . و ) سَمْهَجَ : ( شَدَّدَ في الحَلِفِ ) . قال :
يَحْلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجَا
قلتُ له : يا بَجُّ لا تُلَجِّجَا
ويَمِين سَمْهَجةٌ : شديدَةٌ . وقال كُرَاع : يَمِينٌ سَمْهَجَةٌ : خفيفَةٌ . قال ابنُ سيده : ولستُ منه على ثِقَة .
والسَّمْهَجُ : السَّهْلُ .
( ولَبَنٌ سَمْهَجٌ : خُلطَ بالماءِ ) ، قاله أَبو عبيدة ( أَو دَسِمٌ حُلْوٌ ) ، قاله الفَرَّاءُ .
والسَّمْهَج والسَّمْهِيج : اللَّبَن الدَّسِمُ الخَبِيثُ الطَّعْمِ ، وكذالك السَّمَلَّج ، وقد تقدّم . ( كالسَّمْهَجِيجِ ، فيهما ) وفي ( اللسان ) : السَّمْهَجِيجُ من أَلبانِ الإِبلِ : ما حُقِنَ في سِقَاءٍ غيرِ ضارٍ فلبِثَ ولم يَأْخُذْ طَعْماً .
( والمُسَمْهَج من ) الجِبالِ : المَفْتُولُ شديداً ، ومن ( الخَيْلِ : المُعْتدِلُ الأَعْضَاءِ ) قال الراجز :
قد أَغْتَدِي بِسابِحٍ ضافِي الخُصَلْ
مُعْتَدِلِ سُمْهِجَ في غيرِ عَصَلْ
( وسَمَاهِجُ ) بالفتح ( : ع بين عُمَانَ والبَحْرَيْنِ ) ، في البَحْرِ .
( وسَمَاهِيجُ ، إِشْبَاعُه ) زِيدتْ عليه الياءُ ، ( أَو مَوْضِعٌ آخَرُ قريبٌ منه ) . وفي ( الصّحاح ) : الأَصمعيّ : سَمَاهِيجُ : جَزِيرَةٌ في البحْرِ تُدعَى
____________________

(6/47)


بالفارسيَّة : ماشْ ما هِي ، فعَرَّبتها العربُ . وأَنشد :
يا دَارَ سَلْمَى بينَ دارَاتِ العُوجْ
جَرَّتُ عليها كلُّ رِحيَ سَيْهُوجْ
هَوْجَاءَ جاءَتْ مِنْ جِبَالِ ياجُوجْ
منْ عَنْ يَمِينِ الخَطِّ أَو سَماهِيجْ
انتهى . وقال أَبو دُوَاد :
وإِذا أَدْبَرَتْ تَقولُ : قُصُورٌ
من سَماهِيجَ فَوْقَها آطامُ
( و ) عن أَبي عُبَيْدَةَ : يقال ( لَبَنٌ سُمَاهِجٌ عُمَاهِجٌ ، بضمهما ) : إِذا كان ( ليس بحُلْوٍ ولا آخِذَ طَعْمٍ ) ، وسيأْتي .
( والسِّمْهَاجِ ، بالكسر : الكَذِبُ ) .
وأَرْضٌ سَمْهَجٌ : واسعةٌ سَهْلَةٌ ورِيحٌ سَمْهَجٌ : سَهلةٌ . وعن الأَصمعيّ ماءٌ سَمْهَجٌ : لَيِّنٌ .
سنج : ( السُّنُج ، بضمّتَيْن : العُنّابُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) في ( الأَساس ) : لا بُدَّ للسِّرَاجِ من السِّنَاج ، ( ككِتَاب أَثَرُ دُخانِ السِّرَاجِ في ) الجِرَارِ و ( الحائطِ ) .
( وكُلُّ ما لَطَخْتَه بلَوْن غيرِ لَوْنهِ فقد سَنَجْتَه ) .
( و ) السِّنَاجُ أَيضاً : ( السِّراجُ ) ، نُقِلَ ذالك ( عن ابن سِيدَه ، : كالسَّنِيج ) كأَميرٍ .
( و ) أَبو داوود ( سُليمانُ بنُ مَعْبَد ) المَرْوَزِيّ ، سمعَ النَّضْرَ بن شُمَيْلٍ والأَصمعيّ ، قَدِم بغداد ، توفِّيَ سنة 257 . ( والحَافِظانِ أَبو عليَ الحُسينُ بن محمّدِ ) بنِ شِعيبٍ ، وقيل : الحَسنُ بنُ محمدِ بنِ شُعْبَةَ المَرْوَزِيّ سكنَ بغدادَ ، وحَدّث بها عن المَحْبُوبيّ ( جامعَ التِّرْمِذيّ ) وروى أَيضاً عن أَبي ( بَحْرِ بن ) كوْثَرٍ البَرْبَهَارِيّ وإِسماعِيلَ بنِ محمدّ محمّد الصّفّارِ ، توفّي سنة 391 كذا في ( تاريخ الخطيب ) . ( ومحمد بن
____________________

(6/48)


أَبي بكرٍ ، ومحمّد بن عُمَرَ ، السِّنْجِيّونَ ، بالكسر : مُحَدِّثون ) .
( وسُنْج ، بالضَّمّ : لا ، ببَامِيَانَ ) .
( و ) سِنْج ، ( بالكسر : ة ، بمَرْوَ ) .
( و ) سِنْجَانُ ، ( كعِمْرَانَ : قَصَبَةٌ بخُرَاسانَ ) .
( و ) يقال : اتَّزَنَ منّي بالسَّنْجَة الراجِحَة . ( سَنْجَةُ المِيزَانِ ، مفتوحة ، وبالسِّين أَفصحُ من الصَاد ) ، وذكر الجوهَرِيّ في الصاد ، نقلاً عن ابن السكيت : ولا تَقُلْ : سَنْجَة . أَي بالسين ، فليُنْظَر .
وفي ( اللسان ) : سَنْجَةُ الميزانِ : لُغَةٌ في صَنْجَته ، والسين أَفصح .
( وسَنْجَةُ ) ، بالفتح ( : نَهْرٌ بدِيارِ مُضَرَ ) .
( و ) سَنْجَةُ لَقبُ حَفْص بن عُمَرَ الرِّقِّيّ .
( و ) السُّنْجَة بالّضمّ : الرُّقْطَةُ ، ج ) سُنَجٌ ( كحُجَرٍ ) في حُجْرَة .
( و ) من ذالك قولهم : ( بُرْدٌ مُسَنَّجٌ ) أَي أَرْقَطُ ( مُخَطَّطٌ ) . وأَنا أَخشى أَن يكون هاذا تَصحِيفاً عن الموّحدة . وقد تقدّم : كساءٌ مُسَبَّجٌ ، أَي عَريضٌ ، فليراجَعْ .
سنبذج : ( السُّنْباذَجُ ، بالضّمّ ) فسكون النُّون ، وفتح الذّال المعجمة : ( حَجَرٌ يَجْلُو به الصَّيْقَلُ السُّيوفَ وتُجْلَى به الأَسنانُ ) والجَوَاهِرُ .
سوج : ( *!الساّج : شَجَرٌ ) يَعْظُمُ جِدًّا ، ويَذهبُ طُولاً وعَرْضاً ، وله وَرقٌ أَمثالُ التِّرَاس الدَّيْلَميَّة ، يَتَغَطَّى الرَّجُلُ بِوَرَقَةٍ منه فَتَكِنُّه من المَطَر ، وله رائحةٌ طيِّبة تُشابِه رائحةَ وَرقِ الجَوْزِ ، مع رِقَّة ونُعومة ، حكاه أَبو حنيفةَ . وفي ( المصباح ) : السَّاج : ضَرْبٌ عظيمٌ من الشَّجَر ، الواحدةُ *!ساجَةٌ ، وجمعُها *!ساجَاتٌ ، ولا يَنْبُتُ إِلاّ بالهِنْد ، ويُجْلَب منها إِلى غيرِهَا . وقال
____________________

(6/49)


الزَّمَخْشَرِيّ : السَّاجُ : خَشَبٌ أَسودُ رَزهينٌ ، يُجلَبُ من الهِند ، ولا تَكاد الأَرْضُ تُبلِيه ، والجمع *!سِيجَانٌ كنَارٍ ونِيرَانٍ . وقال بعضُهم : السَّاجُ : يُشبه الآبِنُوسَ ، وهو أَقلُّ سَوَاداً منه . وفي ( الأَساس ) : وعُمِلَتْ سفينةُ نُوحٍ عليه السلامُ من ساجٍ . انتهى . وقال جماعةٌ : إِنه وَرَدَ في التَّوراةِ أَنه اتّخذها من الصَّنَوْبَر وقيل : الصَّنَوْبَر : نَوْعٌ من السَّاج .
( و ) السَّاجُ : ( الطَّيْلَسَانُ الأَخضرُ ) وبه صَدّرَ في النِّهَايَة ، أَو الضَّخْمُ الغَلِيظُ ، ( أَو الأَسودُ ) ، أَو المُقَوَّرُ يُنسَج كذالك . وبه فُسِّرَ حديثُ ابنِ عبَّاس : ( كان النّبيّ صلى الله عليه وسلميَلْبَسُ في الحَرْبِ مِن القَلانِس ما يكون من السِّيجانِ ( الخِضْرِ ) وفِي حديث أَبي هريرَةَ ( أَصحابُ الدَّجّال عليهم السِّيجانُ ) . وفي روايةٍ : ( كُلُّهُم ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى *!وسَاجٍ ) . وقيل الساجُ : الطَّيْلَسانُ المُدَوَّرُ ، ويُطْلَق مَجَازاً على الكِسَاءِ المُرَبّع . قُلْت : وبه فُسِّر حديثُ جابرٍ : ( فقام *!بِسَاجَةٍ ) . قال : هو ضَرْبٌ من الملاحِفِ مَنسوجة .
وقال شيخنا : والأَسوَدُ الذي ذَكَره المصنِّف أَغفلوه لغرابته في الدواوين .
قلت : قال ابنُ الأَعرابيّ : *!السِّيجان : الطَّيَالِسَةُ السُّودُ ، واحدُها سَاجٌ : فكيف يكون مع هَذَا النَّقْلِ غَريباً ؟ وقال الشاعر :
ولَيْلٍ يقولُ الناسُ في ظُلماتِهِ
سَواءٌ صَحيحاتُ العُيونِ وعُورُهَا
كأَنَّ لَنَا منها بُيُوتاً حَصِينةً
مُسُوحاً أَعالِيهَا وسَاجاً كُسُورُهَا
إِنّما نَعَتَ بالاسمين لأَنّه صَيَّرَهُمَا في مَعْنَى الصِّفَةِ ، كأَنَّهُ قال : مُسْوَدّة أَعالِيهَا ، مُخْضَرَّة كُسُورُهَا .
وتصغيرُ *!السَّاجِ *!سُوَيْجٌ ، والجمعُ سيجَانٌ .
( وساجَ *!سَوْجاً ، *!وسُوَاجاً بالضمّ ، *!وسَوَجَاناً ) ، محرّكةً : ( سارَ ) سَيْراً ( رُوَيْداً ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ .
____________________

(6/50)



( وسُوّج ، كحُورٍ ، و ) *!سُوَاجٌ . مثل ( غُرَابٍ : مَوضعانِ ) .
وفي ( اللسان ) : *!سُوَاجٌ : جَبَلٌ . قال رُؤْبَةُ :
في رَهْوَةٍ عَزّاءَ من سُواجِ
( وأَبُو سُوَاجٍ ) عَبّادُ بن خَلَفِ بنِ عُبَيْدِ بنِ نَصْرٍ ( الضَّبّيّ أَخو بني عبدِ مَنَاةَ بن بَكْرِ ) بنِ سَعْدٍ ( فارِسُ بَذْوَةَ ) ، وهو الذي سَقَى صُرَدَ بنَ جَمْرَةَ اليَرْبوعيّ المَنِيَّ فماتَ ، وله أَخبارٌ مَذْكُورَةٌ في كتابِ البَلاذُريّ .
( *!والسَّوَجَانُ ) مُحَرَّكَةً ( : الذَّهَابُ والمَجِيءُ ) ، عن أَبي عمرو . ومنهم من زَعَمَ فيه الفَتْحَ نَظَراً إِلى إِطلاقِ المُصَنِّف ، وهو وَهَمٌ . سَاجَ *!سَوْجاً : ذَهَبَ وجاءَ . وقال :
وأَعْجَبَهَا فيما*! تَسُوجُ عِصَابةٌ
من القومِ شِنَّخْفُونَ غيرُ قِضَاف
( وكِسَاءٌ *!مُسَوَّجٌ : اتُّخِذَ مُدَوَّراً ) واسعاً ، أَشار إِليه في ( الأَساس ) ، ويُطلَق أَيضاً على المُرَبَّعِ ، وقد مَرَّ آنِفاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!السّاجَةُ : الخشَبَةُ الواحِدَةُ المُشَرْجَعَةُ المُرَبَّعةُ ، كما جُلِبت من الهِند .
ويقال*! للسَّاجَة التي يُشَقّ منها البابُ : السَّلِيجة ، وهاذا قد تقدم للمصنف في سلج .
*!والسُّوجُ : عِلاجٌ من الطِّين ، يُطبَخ ويَطْلِي به الحائكُ السَّدَى . وسَاجَ الحائكُ نَسيجَه *!بالمسْوَجَة : رَدّدَهَا عليه .
وأَبو السّاجِ : من قُوّادِ المُعْتَمِد ، وإِليه تُنسَبُ الأَجنادُ *!السّاجِيَّة ، توفِّيَ سنة 266 .
سهج : ( سَهَجَ الطِّيبَ ، كمَنَعَ ) يَسْهَجُه سَهْجاً : ( سَحَقَه ) ، وقيل : كُلُّ دَقَ : سَهْجٌ ( و ) سَهَجَتِ ( الرِّيحُ ) سَهْجاً : هَبَّت هُبُوباً دائماً و ( اشتدَّتْ ) ، وقيل : مَرَّتْ مُروراً شَديداً ( فهي سَيْهَجٌ )
____________________

(6/51)


كصَيْقَلٍ ، وسَيْهَجَة ( وسَيْهُوجٌ ) كطَيْفُور ( وسَهُوجٌ ) كصَبُور ( وسَهْوَجٌ ) كجَهْوَرٍ ، أَي شديدةٌ . أَنشد يَعْقُوبُ لبعض بني سَعْد :
يا دارَ سَلْمَى بينَ داراتِ العُوجْ
، جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ
وقال الأَزْهَرِيّ : رِيحٌ سَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ وسَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ . قال والَّهْكُ والسَّهْجُ : مَرُّ الرِّيحِ . وزعمَ يعقوبُ أَن جيم سَيْهَجٍ وسَيْهُوجٍ بدلٌ من كافِ سَيْهَكٍ وسَيْهُوكٍ ( و ) سَهَجَت الرِّيحُ ( الأَرْضَ : قَسَرَتْها ) وقيل : قَشَرَت وَجْهَهَا . قال مَنْظُورٌ الأَسَديّ :
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ
غَيَّرَها سَافِي الرِّيَاحِ السُّهَّجِ
( و ) سَهَجَ ( القَوْمُ لَيْلَتَهم : سارُوهَا ) سَيْراً دائماً ، قال الراجِز :
وقد سَهَجْنَاها فَطَالَ السَّهْجُ
( و ) عن أَبي عمرٍ و : ( المَسْهَج : مَمَرُّ الرِّيحِ ) ، قال الشاعِرُ :
إِذَا هَبَطْنَ مُسْتَحَاراً مَسْهَجَا
( و ) عنه أَيضاً المَسْهَجُ ( كمِنْبَر : الّذي يَنْطَلِق في كُلِّ حَقَ وباطِلٍ . و ) المِسْهَج ( : المِصْقَع ) البَليغُ . قال الأَزهريّ : خَطِيبٌ مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ .
وعن أَبي عُبَيدٍ : الأَساهِيّ ( والأَسَاهِيج ضُرُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ من السَّيْرِ ) ، وفي نسخة سَيْرِ الإِبْلِ . وفي ( الأَساس ) : وأَخَذَ بي اليوم أَساهِيجَ ليس لي فيها نَصَفٌ ، أَي أَفانين من الباطِلِ ليس لي فيها نَصَفةٌ .
وسُوهَاجُ ، بالضمّ : قريةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ .

____________________

(6/52)


سيج : (*! سَيِجٌ ، ككَتِفٍ : د ، بالشِّحْر ) في ساحِل اليَمَن .
( و ) *!السِّيَاج ( ككتَاب : الحَائطُ ) ظاهِرُه أَنه يائيّ العين ، وهو صَنيع الجَوْهَريّ وابن منظور . وصرّح الفَيّوميّ بأَن ياءَه عن واوٍ كصِيام . وكذا أَبو حَيّان ، وأَكثر أَئمة النحو على أَنه واويّ العين . ففي ( المصباح ) *!السّاج ( و ) السِّياجُ ( ما أُحِيطَ به عَلى شَيْءٍ من النَّخْلِ والكَرْمِ ) ، من شَوْكٍ ونَحْوِ ، والجمعُ *!أَسْوِجَة *!وسُوجٌ ، والأَصلُ بضمّتين ، مثل كتاب وكُتُب لكنه أُسكِن استثقالاً للضّمّة على الواو . ( وقد *!سَيَّجَ حائطَه *!تَسْيِيجاً ) . وفي ( الأَساس ) : *!سَوَّجْت على الكَرْمِ ، بالواو ، *!وسَيَّجتُ ، باليَاءِ أَيضاً : إِذا عمِلْت عليه ساجاً . ومثل في ( المصباح ) ، فكانَ الأَوْلَى ذِكرُه في المادّتين على عادَته .
وزاد في ( اللسان ) في هاذه المادّة : *!والسّاجُ الطَّيْلَسانُ ، على قولِ مَن يجعل أَلِفَه منقلبةً عن الياءِ .
( *!وسِيجَانُ بنُ فَدَوْكَسٍ ، بالكسر ، ووَهْبُ بن مُنَبِّه بن كامل بن *!سَيْج ) ابن *!سِيجَانَ بنِ فَدَوْكَسِ الصَّنْعَانيّ ، ( بالفَتْحِ أَو بالكسْرِ أَو بالتَّحْرِيك أَخو هَمّامٍ ) وعبدِ الله وعَقِيل ومَعْقلٍ ، وهما ( شَيْخاً ) قُطْرِ ( اليَمَنِ ) عُلْماً وعَمَلاً .
2 ( فصل الشين ) المعجمة مع الجيم ) 2
شأَج : ( *!شَأَجَه الأَمْرُ ، كمَنَعَه : أَحْزَنَه ) ، مقلوب شَجَأَه . ولم يذكره الجوهريّ ولا ابن منظور .
شبج : ( الشَّبَج ، محرَّكَةً : البابُ العالي
____________________

(6/53)


البِنَاءِ ) ، هُذَلِيّة . قال أَبو خِرَاشٍ :
ولا وَاللَّهِ لا يُنْجِيكَ دِرْعٌ
مُظَاهَرَةٌ ولا شَبَجٌ وَشِيدُ
( أَو ) الشَّبَجُ : ( الأَبوابُ . واحِدُهَا ) شَبَجَةٌ ( بهاءٍ ) .
( وأَشْبَجَه ) : إِذا ( رَدَّه ) .
( ) قال شيخنا : وبقي من هذه المادة :
شَبَجَ : إِذا سار بشدّة ، ذكره أَربابُ الأَفعال ، وأَغفله المصنّف .
قلت : وأَنا أَخشى أَن يكون هذا مُصَحَّفاً من : شَجّ يالشين والجيم فقط : إِذا سار بشدّة ، كما سيأْتي في الذي يعده .
شجج : ( *!شَجَّ رأْسَهُ *!يَشِجُّ ) بالكسر ( *!ويَشُجّ ) بالضمّ ،*! شَجًّا ، فهو *!مَشْجُوجٌ *!وشَجِيج ، من قومٍ *!شَجَّى ، الجمعُ عن أَبي زيد : ( كَسَرَه ) ، وهاذا عن اللَّيْث . وعن أَبي الهَيْثَم : *!الشَّجُّ : أَن يَعْلُوَ رأْس الشيْءِ بالضَّرْب كما *!يَشُجُّ رَأْسَ الرَّجُلِ ، ولا يكون *!الشَّجُّ إِلاّ في الرَّأْسِ . وفي حديث أُمّ زَرْعٍ : ( *!شَجَّكِ أَو فَلَّكِ ) ، الشَّجُّ ، في الرأْس خاصَّةً ، في الأَصل ، وهو أَن يَضْرِبَه بشيْءٍ فيَجْرَحَه فيه ويَشُقَّه . ثم استُعْمِل في غيرِه من الأَعضاءِ .
( و )*! شَجَّ ( البَحْرَ : شَقَّه ) ، وهو مَجاز . وعبارة ( الصّحاح ) و ( اللسان ) :
*!وشَجَّت السَّفِينةُ البَحْرَ : خَرقَتْه وشَقَّته . وكذالك السابِحُ . وسابِحٌ *!شَجَّاجٌ : شديدُ الشَّجِّ . قال :
في بَطْنِ حُوتٍ بهِ في البَحْر*! شَجّاجِ
( و ) *!شَجّ ( المَفَازَةَ : قَطَعَهَا ) ، وهوَ مَجَازٌ . قال الشاعر :
*! تَشُجُّ بِيَ العَوْجَاءِ كلَّ تَنُوفَةٍ
كأَنَّ لها بَوًّا بِنهْي تُغَاوِلُهْ
وفي حديث جابرٍ : ( فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَتْ *!فشَّجَّت ) . قال : هاكذا
____________________

(6/54)


رواه الحُمَيْديّ في كتابه . وقال : معناه قَطَعَتِ الشُّرْبَ ، من : *!شَجَجْتُ المَفَازَةَ : إِذا قَطَعْتَهَا بالسَّيْرِ . قال : واّلذي رواه الخطَّابيّ في غريبه وغيره : ( *!فَشَجَتْ ) ، على أَنّ الفاءَ أَصليّة والجيمُ مخففَّة ، ومعناه تَفَاجَّتْ أَي فَرَّقَت ما بين فَخِذَيْها لِتَبُولَ .
( و ) من المجاز : شَجَّ الخَمْرَ بالماءُ *!يَشِجُّهَا ، بالكسر ، *!ويَشُجّها ، شَجًّا : مَزَجَها .
وفي حديث جابرٍ ، أَرْدَفَني رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فالْتَقَمْتُ خاتَمَ النُّبُوّةِ فكانَ *!يَشُجُّ عليَّ مِسْكاً ) أَي أَشمُّ منه مِسْكاً ، وهو من : شَجّ ( الشَّرابَ ) : إِذا ( مَزَجَه ) بالماءِ ، كأَنّه كان يَخْلِط النَّسيمَ الواصلَ إِلى مَشَمِّه بريحِ المِسْك ، ومنه قول كَعْبٍ :
*! شُجَّتْ بذي شَبَمٍ من مَاءِ مَحْنِيَةٍ
أَي مُزِجَت وخِلِطت .
( و ) *!الشَّجَجَ ، محرَّكَة : أَثَرُ الشَّجَةِ في الجَبين .
و ( رجلٌ *!أَشَجُّ بَيِّنُ *!الشَّجَجِ ) ، إِذا كان ( في جَبِينه أَثَرُ *!الشَّجَّةِ ) .
*!والشَّجَّة أَيضاً : المَرَّة من *!الشَّجِّ .
( و ) كان ( بَيْنَهُم *!شَجَاجٌ ، أَي ) *!تَشَاجٌّ ( *!شَجَّ بعضهُم بعضاً ) .
*!والشَّجَّة : واحدةُ شِجَاجِ الرَّأْسِ وهي عشرٌ : الحارِصَة ، والدّامِيَة ، والبَاضِعَة ، والسِّمْحاق ، والمُوضِحَة ، والهاشِمة ، والمُنَقِّلة ، والمأْمومة ، والدامِغَة ، وسيأْتي في دمغ .
( *!وشَجَجَى ، كجَمَزَى : العَقْعَق ) .
( *!والتَّشْجِيجُ : التَّصْمِيمُ ) .
( *!والأَشَجُّ ) : هو المُنْذِر بن الحارث بن عَصَرَ ( العَصَرِيّ ، صحابيّ ) مشهور ، ( واسمُ جماعةٍ ) .
____________________

(6/55)



( *!والشَّجَوْجَى ) ، بضم الجيمِ الأُولى : ( الرَّجُلُ المُفْرِطُ في الطُّولِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الشَّجِيجُ *!والمُشجَّجُ : الوَتِدُ لِشَعَثِه ، صِفةٌ غالبةٌ . قال :
*!ومُشجَّجٌ أَمّا سَواءُ قَذالِهِ
فَبدَا وغَيَّبَ سارَهُ المَعْزاءُ
ووَتِدٌ *!مَشْجوجٌ *!وشَجِيجٌ *!ومُشَجَّجٌ ، شُدِّد لكثرةِ ذالك فيه . وهاذا في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) . وفي ( الأَساس ) ما بالدَّار *!شَجِيجٌ *!ومُشَجَّجٌ ، أَي وَتِدٌ ، وهو مَجاز .
*!وشَجَّ الأَرضَ برَاحلتِه *!شَجًّا : سار بها سَيْراً شَديداً .
ومن أَمثالهم :
( فلانٌ *!يَشُجُّ بِيَد ويأْسُو بأُخرى ) : إِذا أَفسدَ مرَّةً وأَصلحَ مَرَّةً . وفي ( الأَساس ) وزيدٌ *!يشُجّ مَرّةً ويأْسو مَرَّةً : يُخْطِيءُ ويُصِيب . وأَنشد المَيْدَانيّ في الأَمثال .
إِنّي لأُكْثِرُ مِمّا سُمْتَني عَجَباً
يَدٌ تَشُجُّ وأُخْرَى منك تأْسُونِي
*!والشَّجَجُ *!والشَّجَاجُ : الهَوَاءُ . وقيل *!الشَّجَج : نَجْمٌ ، كذا في ( اللسان ) .
واستدرك شيخنا :
*!شَجَّةُ عَبْدِ الحَمِيد ، وهو عبدُ الحَميد بنُ عبدِ اللَّهِ بن عُمَرَ بنِ الخَطَّاب ، وبحُسْنها يُضرَب المَثَلُ .
شحج : ( شَحيجُ البَغْلِ والغُرَابِ : صَوْتُه ، كشُحَاجِه ، بالضمّ ) ، وفي ( اللسان ) : الشَّحِيجُ والشُّحَاجُ ، بالضَّمّ : صَوْتُ البَغْلِ وبَعضُ أَصواتِ الحِمَارِ . وقال ابن سيدَهْ هو صَوْتُ البَغْلِ والحِمَارِ ، ( وشَحَجَانِه ) مُحَرَّكَةً .
وفي ( التهذيب ) : شَحَجَ البَغْلُ يَشُحَج
____________________

(6/56)


شَحْيجاً ، والغرابُ يَشْحَج شَحَجَاناً .
وقيل : شَحِيجُ الغُرابِ : تَرْجِيعُ صَوْتِه ، فإِذا مَدَّ رأْسَه ، قيل : نَعَبَ . وغُرَابٌ شَحّاجٌ : كثيرُ الشَّحِيجِ ، وكذَّلك سائرُ الأَنواعِ ؛ هذا قولُ ابنِ سِيده . قال الرَّاعِي .
يا طِيبَها ليلةً حتَّى تَخَوَّنَها
دَاعٍ دَعَا فِي فُرُوعِ الصُّبْحِ شَحّاجِ
أَراد المُؤذِّنَ فاستعارَ .
( شَحَجَ كجَعَلَ وضَرَبَ ) يَشْحَجُ ويَشْحِجُ شَحيجاً وشُحَاجاً وشَحَجَاناً وتَشْحَاجاً ، وتَشَحَّجَ وتسْتَشْحَجَ .
وقال ابنُ سيده : وأُرَى ثَعْلَباً قد حكَى شَحِجَ ، بالكسر . قال : ولستُ منه على ثِقَةٍ .
وفي حديث ابن عُمَرَ ( أَنه دَخلَ المسجِدَ فرَأَى قاصًّا صَيّاحاً ، فقال : اخْفِضْ من صَوْتك ، أَلم تَعلمْ أَنّ اللَّهَ يُبْغِضُ كُلَّ شَحّاجٍ ) ، الشُّحَاجُ : رَفْعُ الصَّوْتِ ، وهو بالبغْلِ والحِمَار أَخَصُّ ، كأَنَّه تَعْرِيضٌ بقوله تعالى : { 6 . 003 ان اءَنكر الاءَصوات . . الحمير } ( لقمان : 19 ) وهُوَ الشُّحَاجُ والشَّحِيج والنُّهَاق والنَّهِيق .
( وشَحَجَ الغُرَابُ ) : إِذا ( أَسَنَّ وغَلُظَ صَوْتُه ) . وفي ( المحكم ) : الشَّحيج والشُّحَاج : صَوْتُ الغُرابِ إِذا أَسَنَّ .
( والبِغَالُ : بنَاتُ شَحّاجٍ ، ككَتّان ) وشاحِجٍ . وربما استُعِيرَ للإِنسانِ . وفي ( الأَساس ) : ومَرَاكِبُهم بناتُ شَحّاجٍ وهي البغَالُ والحَمِير .
( والحِمَارُ الوَحْشِيّ : مِشْحَجٌ ، كمِنْبَر وشَحّاجٌ ، ككَتّان ) قال لبيد :
فَهْوَ شَحّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ
لاحِقُ البَطْنِ إِذا يَعْدُو زَمَلْ
كذا في ( الصّحاح ) . وفي ( اللسان )
____________________

(6/57)


المِشْحَج والشَّحّاجُ : الحمارُ الوَحْشيّ ، صِفَةٌ غالبة .
( وطَلْحَة بن الشَّحَّاجِ ، مُحَدِّثٌ ) . وبنو شَحّاجٍ ، ككَتّانٍ : بَطْنانِ في الأَزْد ) ، قال ابن سِيده : وفي العرب بَطْنانِ يُنْسَبان إِلى شَحّاجٍ ، كلاهما من الأَزْد ، لهم بَقِيَّة فيهما .
ويقال : شَحَجَتْنِي الشَّواحِجُ ، أَي ( الغِرْبانُ ) .
ويقال للغِرْبانِ : ( مُسْتَشْحَجات ) ومُسْتَشْحِجات ، بفتح الحاءِ وكسْرها : ( أَي اسْتُشْحِجْن فشَحَجْن ) ، قال ذو الرُّمَّة :
ومُسْتَشْحَجَاتٍ بالفِراقِ كأَنّها
مَثَاكِيلُ مِن صُيّابَةِ النُّوبِ نُوَّحُ
وشَبَّهَهَا بالنُّوبِ لِسَوادِها .
شرج : ( الشَّرَج ، مُحَرَّكةً : العُرَى ) عُرَى المُصْحَفِ والعَيْبَةِ والخِباءِ ونحوِ ذالك ، شَرَجها شَرْجاً ، وأَشْرَجَهَا وشَرَّجَها : أَدخلَ بعضَ عُرَاهَا في بعضٍ ، ودَاخَل بينَ أَشْراجِهَا . وفي حديث الأَحْنَف ( فأَدخلْتُ ثِيابَ صَوْنِي العَيْبَةَ فأَشْرَجْتُهَا ) . يقال : أَشْرَجْتُ العَيْبَةَ وشَرَّجْتُهَا : إِذا شَدَدْتَها بالشَّرَجِ ، وهي العُرَى ( و ) الشَّرَجُ : ( مُنْفَسَحُ الوادِي ، ومَجَرَّةُ السَّمَاءِ ، وفَرْجُ المرأَةِ ) ، ولجمع من ذالك كلّه أَشْرَاجٌ . مذكورٌ في ( الصّحاح ) . ( و ) الشَّرَجُ : ( الشِّقَاق ) ونصُّ ( الصّحاح ) : انْشِقاقٌ ( في القَوْس ) وقد انْشَرَجَت : إِذا انشَقَّتْ ، عن ابن السِّكِّيت .
( والشَّرْجُ : الفِرْقَةُ ) ، وهما شَرْجَان . يقال : أَصْبَحوا في هاذا الأَمرِ شَرْجَينِ : أَي فِرْقَتَيْنِ . وفي الحديث : ( فأَصْبَحَ النَّاسُ شَرْجَيْنِ ، في السَّفَر ) ، أَي نِصْفَيْنِ ، نِصْفٌ صِيَامٌ ، ونِصْفٌ مَفَاطِيرُ ( و ) الشَّرْجُ : ( مَسيلُ ماءٍ من الحَرَّةِ إِلى السَّهْل ) كالشَّرْجَة . و ( ج ) أَي جمعهما ( شِرَاجٌ ) ، بالكسر ، ( وشُروجٌ ) ، بالضَّمّ
____________________

(6/58)


( و ) الشَّرْج : ( الشِّرْكَةُ والمَزْجُ ) ، قاله الزمخشريّ في ( الأَساس ) . ( والجَمْعُ والكَذِبُ ) ، الأَخيرُ إِمّا لُغة في المُهملة وقد تَقَدَّم ، أَو مُصَحَّفٌ منه .
( و ) الشَّرْجُ ( : شَدُّ الخَريطةِ ، كالإِشْرَاجِ والتَّشْرِيجِ ) . قال أَبو زيد : أَخْرَطْت الخَرِيطةَ وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتَها وشَرَجْتها : شَدَدْتها .
( و ) الشَّرْجُ : ( المِثْلُ ، كالشَّرِيج ) تقول : هاذا شَريجُ هاذا ، أَي مِثلُه ، ( و ) الشَّرْجُ ( : النَّوْع ) والضَّرْب . وهما شَرْجٌ واحدٌ .
( و ) الشَّرْجُ : ( نَضْدُ اللَّبِن ) كَكَتِف . وفي ( الصّحاح ) : وشَرَجْت اللَّبِنَ شَرْجاً : نَضَدْتُه . وفي نسخةٍ اللِّبْن ، بكسر اللام . وفي ( اللسان ) : وشَرَّجَ اللَّبِنَ : نَضَدَ بعضَه إِلى بعضٍ . وكلُّ ما ضُمَّ بَضُه إِلى بعضٍ فقد شُرِجَ وشُرِّجَ .
( و ) الشَّرْجُ : ( وادٍ باليمن ) .
وفي المثل : ( أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَنَّ أُسَيْراً ) . كذا في ( الصّحاح ) . ووجدْت على حاشيته ما نصُّه : هاذا المثَلُ يُضْرَب للأَمْرَينِ يَشْتَبِهَان ويَفترقانِ في شيْءٍ ، وذَكَرَ أَهلْ البادِيةِ أَن لُقْمانَ بن عاد قال لابنه لُقَيْمٍ : أَقِمْ ها هنا حتى أَنطلِقَ إِلى الإِبلِ . فنَحَر لُقَيمٌ جَزوراً فأَكلَها ولم يَخْبَأْ لِلُقمانَ شيئاً . فكرِه لائمتَه ، فحَرَّقَ ما حولَه من السَّمُرِ الذي بَشَرْج وشَرْجٌ : وادٍ لِيَخْفَى المَكَانُ . فلمَّا جاءَ لُقْمَانُ جعلَت الإِبلُ تُثِيرُ الجَمْرَ بأَخْفَافِهَا . فعرَف لقمانُ المكانَ ، وأَنكرَ ذَهَابَ السَّمُرِ ، فقال : أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً ) . وأُسَيْمرٌ تصغير أَسْمُرٍ ، وأَسْمُرٌ جمع سَمُرٍ . وذكر ابنُ الجَوالِيقي في تفسير هاذا المثل خلافَ ما ذَكرنا هنا .
( و ) في ( الصّحاح ) : قال يَعقوبُ : شَرْجٌ : ( ماءٌ لبني عَبْسٍ ) .
( وسَعْدُ بنُ شِرَاج ، ككِتَاب ، مُحَدِّثٌ مُقْرِىءٌ فَرْدٌ ) .
____________________

(6/59)



( وزَيْدُ بنُ شَرَاجَةَ ، كسَحَابَة : شيخٌ لعَوْفٍ الأَعرابيّ ) .
( وزُرْزُورُ ) بالضمّ ( بنُ صُهَيبٍ ) مولَى آلُ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ ( الشَّرْجِيّ مُحَدِّثٌ ) صالِحٌ ، روى عن عَطَاءٍ ، وعنه ابنُ عُيَينَةَ ، منسوبٌ إِلى الشَّرْجةِ : مَوْضِعٍ بمكَّةَ .
( وشَرْجُ العَجوزِ ) في حديثِ كَعْبِ بن الأَشْرَفِ ( ع ، بقُرْبِ المَدِينةِ ) على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ وأَتمّ التسليمِ .
( والشَّريجةُ : شيْءٌ ) يُنسَجُ ( من سَعَفِ ) النَّخْلِ ( يُحْمَلُ فيهِ البِطِّيخُ ونَحْوُه ) ، كذا في ( الصّحاح ) . ( و ) الشَّريجةُ : ( قَوْسٌ تُتَّخَذُ من الشَّريجِ ) والشَّرِيجُ اسمٌ ( للعُودِ الّذِي يُشقّ فِلْقَيْنِ ) . وفي ( اللسان ) : الشَّريجُ : العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسَانِ ، فكلُّ واحدة منهما شَرِيجٌ . وقيل : الشَّريجُ : القَوسُ المُنْشَقَّة ، وجمعها شَرَائِجُ . قال الشَّمّاخ :
شرائِجُ النَّبْعِ بَرَاهَا القَوّاسْ
وقال اللِّحْيَانيّ : قوسٌ شَريجٌ : فيها شَقٌّ وشقٌّ . فوصفَ بالشَّريجِ ، عَنَى بالشَّقّ المَصدَرَ ، وبالشِّقّ الاسمَ . والشَّرَجُ : انشقاقُها . وقيل : الشَّرِيجةُ من القسِيّ : التي ليستْ من غُصْن صَحيحٍ مثل الفِلْق . وعن أَبي عمرٍ و : من القِسِيِّ الشريجُ ، وهي التي تُشَقُّ من العُودِ فِلْقَتَيْنِ ، وهي القَوْسُ الفِلْقُ أَيضاً . وقال الهُذَلِيّ :
وشَرِيجَةٌ جَشّاءُ ذَاتُ أَزاملٍ
يُحْظِي الشِّمَالَ بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ
يعتني القَوْسَ يُخْظِي : يُخرِجِ لَحْمَ السَّاعِد بشِدّةِ النَّزْعِ حتى يكتنِزَ السّاعِدُ .
( و ) الشَّرِيجةُ ( جَدِيلةٌ من قَصَبٍ ) تُتَّخَذ ( للحَمَامِ . و ) ) الشَّريجةُ : ( العَقَبَةُ التي يُلْصَق بها رِيشُ السَّهْمِ ) .
( وعليُّ بنُ محمدِ الشَّرِيجيُّ : مُحدِّث ) .
( والشَّرْجَةُ : د ، بساحلِ اليَمَنِ ) قال شيخنا : إِطلاقُه يَقتضِي الفَتْحَ ،
____________________

(6/60)


وضَبطها العارِفُون بالتّحريك . قلت المعروف المشهور على أَلسنتهم بالفَتح ، وهاكذا ضبطَه غيرُ واحدٍ . وقد دَخلتُها . وهي في مَسيلِ الوادِي . منها سِرَاجُ الدّين عبدُ اللّطِيفِ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بن عُمَرَ الزَّبِيدِيّ الحَنَفيّ شَيْخُ نُحَاةِ مِصْرَ ، دَرّس النَّحْوَ والفِقْه بمدارِسها ، توفِّيَ سنة 802 ، وولَدُ وَلَدِه الشيخُ زَيْنُ الدّينِ أَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبد اللطيفِ الحنفيّ ، ممّن رَوَى عن السَّخَاوِيّ ، وهو من شُيوخِ الحافظِ وَجيهِ الدينِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ عليّ بن الدَّيْبَعِ الشيبانيّ الزَّبِيديّ ، وله مؤلفَات شَهِيرةٌ .
( و ) الشَّرْجَةُ أَيضاً : ( حُفْرَةٌ تُحْفَر فيُبْسَط فيها جِلْدٌ فتُسْقَى منها الإِبلُ ) .
( وانْشَرَجَ ) القَوْسُ : ( انْشَقّ ) .
( والتَّشْرِيج : الخياطَةُ المُتَبَاعِدَة ) ، ومثله في ( الصّحاح ) .
( والشَّرِيجانِ : لَوْنَانِ مُخْتَلِفانِ ) من كلّ شيْءٍ . وقال ابن الأَعرابيّ : هما مختلِطان غيرَ السَّواد والبياض .
وفي ( الصّحاح ) : وكلُّ لَوْنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ : فهما شَرْجَانِ ) .
( و ) الشَّرِيجانِ : ( خَطَّا نِيرَى البُرْدِ ) أَحدهما أَخضَرُ والآخَرُ أَبيضُ أَو أَحمرُ . وقال في صِفَةِ القَطَا :
سَبَقْتُ بِوِرْدِهِ فُرّاطَ سِرْبٍ
شَرَائِجَ بينَ كُدْرِيَ وجُونِ
وقال الآخَرَ :
شَريجانِ من لَونَينِ خِلْطانِ مِنهمَا
سَوَادٌ ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
( والمُشَارَجَة : المُشَابَهة ) والمُمَاثَلة . ( و ) منه ( فَتَياتٌ مُشَارِجَاتٌ ) : أَي أَتْرابٌ ( مُتَسَاوِيَاتٌ في الشِّنّ ) .
( و ) شُرِّجَ اللَّحْمُ : خالطَه الشَّحْمُ . وقد شَرَّجَه الكَلأُ . قال أَبو ذُؤيب يَصِف فَرساً :
قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشُرِّجَ لَحْمُهَا
بالنَّبيِّ تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ
____________________

(6/61)



أَي خُلِطَ لَحْمُهَا بالشَّحْم . و ( تَشرَّجَ اللَّحمُ بالشَّحْمِ : تَدَاخَلَ ) ، ونصُّ ( الصّحاح ) وغيره : ( تَدَاخَلاَ ) ، معناه : قَصَرَ اللَّبَنَ على هاذه الفَرس التي تَقَدَّمَ ذِكْرُها في بيتٍ قَبْلَه ، وهو :
تَغْدُو به خَوْصَاءُ يَقْطَع جَرْيُها
حَلَقَ الرِّحالةِ فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ
ومعنى شُرِّجَ لحمُهَا : جُعِل فيه لَونانِ من الشَّحْم واللَّحْم . والنَّيّء : الشَّحْم . وقول : فهي تَثوخ فيها الإِصبعُ : أَي لو أَدْخَل أَحدٌ إِصبعَه في لَحْمهَا لَدَخَل لِكثرةِ لحْمِهَا وشَحْمها . والخَوْصَاءُ : غائرةُ العَينينِ . وحَلَقُ الرِّحَالةِ : الإِبْزِيمُ . والرِّحالة : سَرْجٌ يُعمَل من جُلود . وتَمْزَعُ : تُسْرع .
( ودَابَّةٌ أَشْرَجُ بَيِّنة الشَّرَجِ ) : إِذا كانت ( إِحْدَى خُصْمَيْه أَعظمَ من الأُخْرَى ) ، ومثله في ( الصّحاح ) . وفي ( الأَساس ) : رجلٌ أَشْرَجُ : له خُصْيَةٌ واحدةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن ابن الأَعرابيّ : شَرِجَ : إِذا سَمِنَ سَمَناً حَسَناً . وشَرِجَ : إِذا فَهِمَ .
وفي ( المصباح ) : الشَّرَجَ ، بفتحتين : مَجْمَعُ حَلْقَة الدُّبُرِ الذي يَنْطَبق .
( وقال ابن القَطّاع : الشَّرْج ، كفَلْسٍ ) : ما بين الدُّبُر والأُنْثَيَيْنِ . ودعوى شيخنا أَنه في ( الصّحاح ) ، وعجيبٌ إِهمالُ المصنّف إِيّاه ، غريبٌ فإِني تَصفَّحت نسخة ( الصّحاح ) في مادّته فلم أَجدْه . نعمْ مَرَّ للمصنّف في أَوّل المادة : الشَّرَجُ : فَرْجُ المرأَة ، ولكانّ هاذا غير ذالك .
وشَرْجَة : موضعٌ . وأَنشد :
لمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَه أُثَالُ
فشَرْجَةُ فالمَرَانَةُ فالحِبالُ
وشَرِيج كأَمِيرٍ : قَريةٌ بالمَهْجَم باليمن . منها أَحمد بن الأَحْوَسِ الفقيه تَرْجَمه الجَنَدِيّ وغيرُه .
والشَّيْرَجُ ، مِثَال صَيْقَل وزَيْنب :
____________________

(6/62)


دُهْنُ السِّمْسِم ، ورُبما قيل للدُّهْن الأَبيضِ وللعَصِير قَبْلَ أَن يَتَغيّر تَشْبِيهاً به لصفائه . وهو مُلْحق بباب فَعْلَل نحو جَعْفَر . ولا يجوز كسْرُ الشِّين . والعَوَامُ يَنْطِقون به بإِهمال السّين .
وفي ( الأَساس ) ومن المجاز : المَرْءُ بين شَرِيجَيْ غَمَ وسُرُور ، وأَشْرَجَ صَدْره عليه .
شطرج : ( الشِّطْرَنْج ) ، كسر الشين فيه أَجود ( ولا يُفْتَح ( أَوله ) ) ليكون من باب جُرْدَحْلٍ . هاكذا صرَّحَ الواحِديّ ( : لُعْبَةٌ م ) أَي معروفة ( والسِّين لغة فيه ، من الشَّطَارَة ) ، أَو المُشَاطَرة ، راجعٌ للأَول ، ( أَو من التَّسْطِير ) ، راجع للثاني ، صرّح به ابن هشام اللَّخْميّ في فَصيحه ، ( مُعَرَّبٌ ) من : صدرنك ، أَي الحيلة ، أَو من : شدرنج ، أَي مَن اشْتَغَلَ به ذَهَبَ عَنَاؤُه باطلاً ، أَو من : شطرنج ، أَي ساحل التعب ، الأَخير من الناموس وكلّ ذالك احتمالاتٌ . قال شيخنا : ودَعْوَى الاشتقاق فيه ، أَو كَوْنه مأْخُوذاً من مادة من الموادّ ، قد رَدّه ابن السَّرّاج وتَعَقَّبه بما لا غُبَارَ عَلَيْه ، لأَن كُلاًّ من المادّتين المأْخُوذِ منهما بَعْضٌ لأَصْلِه الذي أُريدَ أَخْذُه من تلك المادّةِ ، فتأَمَّلْ . ثمّ ما نفاه المصنّفُ من فَتْحه ، أَثبتَه غيرُه ، وجَزَم به الحَريريّ وغيره وقالوا : الفتحُ لُغَةٌ ثابتةٌ ، ولا يضُرُّها مُخالفَةُ أَوْزَانِ العربِ ، لأَنه عَجميٌّ مُعَرَّب ، فلا يجيءُ على قواعدِ العربِ من كلِّ وَجْهٍ . وقال ابن بَرِّيّ في حواشي ( الصّحاح ) : الأَسماءُ العَجَمِيَّة لا تُشتَقُّ من الأَسماء العربيّة ، والشّطْرنج خُمَاسيّ واشتقاقه من شطر أَو سطر يُوجب كونها ثُلاثيّة فتكون النونُ والجيمُ زائدتينِ ، وهذا بَيِّنُ الفَسَادِ . ومِثْلُه في المُزْهر للجَلال ، فليُرَاجَع .
( والشَّيطَرَجُ ، بكسر الشّين ) وسكون
____________________

(6/63)


التّحْتِيَّة ، وفتح الطّاءِ والرّاءِ : ( دَواءٌ م ) أَي معروف عند الأَطِبّاءِ ، ( مُعَرَّب ) عن ( جِيتَرك بالهِنديّة ) ، استعملها العرب ، ( نافعٌ لِوجَعِ المفَاصل والبَرَص والبَهَقِ ) .
شفرج : ( الشُّفَارِج ، كعُلاَبطِ ) ، نقله الجوهريّ عن يَعقوبَ : وهو ( الطَّبَقُ ) يُجعَل ( فيه الفَيْخَاتُ والسُّكُرُّجات ) تَقَدّم بيانُها ، فارسيٌّ ( مُعَرَّب ) وهو الذي يُسمّيه الناس ( بِيشْبَارِجَ ) بكمسر الموحّدة ، وسكون التحتيّة والشين وفتح الموحّدة ، وبعدها أَلف ، وكسر الرّاء وفتحها . وقد ذكره ابن الجواليقي في كتابه المعرّب ، وقال : هي أَلوان اللّحْم في الطَّبَائخ . وفي ( هامش الصّحاح ) : ووجدته في كتاب المحيط : الشَّفارِيج : جمع الشُّفارِج من الأَطعمة .
شفج : ( الشَّافَافَج : نَبْتٌ ، مُعَرّب ) عن ( شَابَابَكَ ) ، فارسيّ ، ( وهو البُرْنُوفُ ) بالضّمّ .
شلج : ( شَلْجُ ) بفتح فسكون : ( ة ببلادِ التُّرْك ) بالقُرْب من طِرَازَ ( منه يُوسُف بن يَحْيَى الشَّلْجِيّ ، مُحَدِّث ) ، روى عن أَبي عليَ الحَسَنِ بن سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّد البَلْخِيّ ، وعنه أَحمدُ بنُ عبد الله .
شمج : ( الشَّمْجُ : الَعلْط ) ، شَمَجَه يَشْمُجه شَمْجاً ، ( و ) الشَّمْج : ( الاستعْجَالُ ) والسرْعَة ، ومنه : ناقَةٌ شَمَجَى ، كما سيأْتي ، ( و ) الشَّمْجُ : ( الخِيَاطَةُ المُتَبَاعِدَةُ ) ، يقال : شَمَجَ الخَيّاط الثَّوْبَ يَشْمُجُه شَمْجاً : خاطَه خِياطَةً مُتَبَاعدةً ، ويقال : شَمْرَجَه شَمْرَجَةً ، كما سيأَتي . ( و ) شَمَجَ من الأَرُزِّ والشَّعيرِ ونَحْوِهما : خَبَزَ منه شِبْهَ قُرَص غلاَظ ، وهو الشَّمَاجُ .
____________________

(6/64)



و ( ما ذُقْت شَمَاجاً ، كسَحاب ) ولا لَمَاجاً أَي ما يُؤْكَل : ويقال : ما أَكلْت خُبْزاً ولا شَماجاً . وقال الأَصمعيّ : ما ذُقْت أَكَالاً ولا لَمَاجاً ولا شَمَاجاً ، أَي ما أَكَلْت ( شيئاً ) ، وأَصله ما يُرْمَى به من العِنَب بعدما يُؤْكَل .
( ونَاقَةٌ شَمَجَى ) مُحَرَّكَةً ( كبَشَكَى ) أَي ( سَريعةٌ ) . قال مَنْظُورُ بن حَبّةَ الأَسَديّ ، وحَبَّة أُمُّه ، وأَبوه شَريكٌ :
بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ
غَلاّبة للنّاجِياتِ الغُلْبِ
حتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ
الغُلْب : جمع الغَلْبَاءِ ، والأَغْلَب : العظيمُ الرَّقَبَةِ والأُزْبِيّ : النَّشَاط . والأَدْبُ : العَجَبُ .
( وبنو شَمَجَى بنِ جَرْمٍ ) : قبيلةٌ ( من قُضَاعَةَ ) من حِمْيَرَ ( ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ ) حيث إِنه قال : وبنو شَمَجِ بنِ جَرْمٍ من قُضَاعَة . ( وأَما بنو شَمْخِ بنِ فَزَارَةَ ، فبالخَاءِ المعجمة وسكون الميم ) حَيٌّ من ذُبْيَانَ . ( وغَلِطَ الجوهريّ رَحمه الله تعالى ) وعفا عنّا وعنه حيث إِنه قال : وبنو شَمَجِ بنِ فَزَارَةَ ، بالجيم مُحَرَّكَةً . وقد سَبَقَ المصنِّفَ الإِمامُ أَبو زَكريّا فإِنه كتب بخَطّه على هامش نُسْخَة ( الصّحاح ) ما صَوَّبه المُصَنّفُ ، وكذلك ابنُ بَرِّيّ في ( حَواشيه ) ، والصاغانيّ في ( التَّكْمِلَة ) ، وغيرُهُم .
شمرج : ( الشَّمْرَجَةُ : إِساءَةُ الخِيَاطَةِ ) يقال : شَمْرَجَ ثَوْبَه : إِذا خَاطَهُ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةَ الكُتَبِ وباَعدَ بين الغُرَزِ ، وأَساءَ الخِيَاطَةَ .
( و ) الشَّمْرَجَة : ( حُسْنُ الحِضَانةِ ) ، أَي حُسْنُ قِيَامِ الحاضِنَةِ على الصَّبيّ . ( ومنه اسْمُ المُشَمْرَجِ ) ، للصَّبيّ ، اشْتُقّ من ذالك . وقد شَمْرَجَتْه .
( و ) الشَّمْرَجَةُ : ( التَخْليطُ في الكَلام ) .
( واشُّمْرُجُ ، كقُنْفُذٍ ، و ) شُمْرُوج مثل ( زُنْبُورٍ : الثَّوْبُ ، والجُلُّ الرَّقيقُ
____________________

(6/65)


النَّسْجِ ) منهما ، وكذالك ثَوْبٌ مُشَمْرَجٌ . قال ابنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَساً :
ويُرْعَدُ إِرْعَادَ الهَجِينِ أَضَاعَهُ
غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ
يُرِيد الجُلَّ ، يقول : هاذا الفَرَسُ يُرْعَد لِحدَّتِه وذكائِه كالرَّجُلِ الهَجِين ، وذالك مما يُمْدَح به الخَيلُ . والمُتَنصَّح المَخِيطُ ، يقال : تَنَصَّحْتُ الثَّوْبَ ونَصَحْتُه : إِذا خُطْتَه .
( و ) الشِّمْرَاجُ ( كشِمْرَاخٍ : المُخَلّط من الكَذِبِ ) .
( والشَّمَارِجُ : الأَباطيلُ ) .
وفي ( اللسان ) هنا ذَكَرَ الشَّمَرَّج ، وهو اسمُ يومِ جِبَايَةِ الخَراجِ للعَجمِ وقال عَرَّبَه رُؤبَةُ بأَن جعلَ الشِّينَ سِيناً فقال :
يومَ خراجٍ يُخرِجُ السَّمَرَّجَا
قلت : وقد مَرَّ ذِكْرُه في السّين المهملة ، فراجعْه .
شنج : ( الشَّنَجُ ، محرَّكَةً : الجَمَلُ ) قال اللّيْث وابن دُرَيْد : تقول هُذَيل : غَنَجٌ على شَنَجٍ : أَي رَجلق على جَمَلٍ . ومثلُه في العُبَاب والتَّكْمِلة .
( و ) الشَّنَجُ : ( تَقَبُّضٌ في للجِلْد ) والأَصابع وغيرِهما . وفي الحديث : ( إِذا شَخَصَ بَصَرُ المَيتِ وشَنِجتِ الأَصابعُ ) ، أَي انْقَبَضَتْ وتَشَنَّجت . وقال الشاعر :
قامَ إِليها مُشْنِجُ الأَناملِ
أَغْثَى خَبِيثُ الرِّيحِ بالأَصائِلِ
وقد ( شَنِجَ ) الجِلْدُ ، بالكسر ، ( كفَرِحَ ) ، وأَشْنَجَ ( وانْشَنَجَ وتَشَنَّجَ ) فهو شَنِيجٌ قال الشّاعر :
وانْشنَجَ العِلْبَاءُ فاقْفَعَلاَّ
مِثْلَ نَضِيِّ السُّقْمِ حين بَلاَّ
____________________

(6/66)



( وشَنَّجْتُه تَشْنيجاً ) قال جَمِيلٌ :
وتَنَاوَلَتْ رأْسي لِتَعْرِفَ مَسَّه
بمُخَضَّبِ الأَطْرَافِ غيرِ مُشَنَّجِ
قال الليث : ورُبما قالوا : شَنِجٌ أَشْنَجُ ، وشَنِجٌ مُشَنَّجٌ ، والمُشنَّج أَشدُّ تَشْنيجاً . وفي ( المحكم ) : رجُلٌ شَنِجٌ وأَشْنَجُ . مُتَشَنِّجُ الجِلْد واليَدِ . ويَدٌ شَنِجَةٌ . ضَيِّقَةُ الكَفِّ . ( وفَرَسٌ شَنِجُ النَّسَا ) ، بالفتح : مُتَقبِّضُه ، وهو عِرّقُ ، وهو ( مَدْحٌ ) له ، ( لأَنه إِذا ) تَقَبَّضَ نَسَاهُ و ( شَنِجَ لم تَسْتَرْخِ رِجْلاه ) . قال امرؤ القيس :
سَلِمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا
له حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ على الفَالِ
وقد يُوصَف به الغُرَابُ ، قال الطِّرِمَّاح :
شَنِجُ النَّسَا حَرِقُ الجَنَاحِ كَأَنَّهُ
في الدّارِ إِثْرَ الظَّاعِنِينَ
وفي ( التهذيب ) : وإِذا كانَت الدّابّةُ شَنِجَ النَّسا فهو أَقوَى لها وأَشدُّ لرِجْلَيْهَا وفيه أَيضاً : من الحَيوان ضُرُوبٌ تُوصفُ بشَنَجِ النَّسَا ، وهي لا تَسمَحُ بالمَشْيِ ، منها الظَّبْيُ ، ومنها الذِّئْب ، وهو أَقْزَلُ إِذا طُرِدَ . فكأَنَّه يَتَوحَّى ، ومنها الغُرَابُ وهو بَحْجِلُ كأَنّه مقَيَّد . وشَنَجُ النَّسَا يُستَحَبُّ في العِتَاقِ خاصَّةً ، ولا يُسْتَحبّ في الهَمَالِيج .
( و ) مُشَنَّجٌ ( كمُحَمَّدٍ ، عَلَمٌ ) .
( وبالكسر : جَدُّ خَلاَّدِ بنِ عَطَاءٍ المُحَدِّث ) .
( وأَبُو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمّدٍ الشِّنْجِيّ ، بالكسر : شَيْخُ رِبَاطِ الشُّونِيزِيَّةِ ) ببغدادَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الأَشْنَجُ : الذي إِحدَى خُصْيَتَيْهِ أَصغَرُ من الأُخْرَى : كالأَشْرَجِ ، والرَّاءُ أَعْلَى .
وفي حديث مَسْلَمَةَ : ( أَمنَعُ الناسَ من السَّرَاوِيلِ المُشَنَّجةِ ) قيل هي الواسعَةُ التي تَسْقُطُ على الخُفِّ
____________________

(6/67)


حتى تُغطِّيَ نِصْفَ القَدَمِ ، كأَنّه أَراد : إِذا كانت واسعةً طويلةٌ لا تَزال تُرْفَعُ فَتَتَشَنَّجِ .
والشَّنَجُ : الشَّيْخُ ، هُذَلَيّة ؛ كذا في ( اللسان ) .
وأَبو جَعفرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدٍ الشانجُ الأَنْدَلُسيّ الكاتب ، ذكَرَه الصابونيّ في تكملة الإِكمال .
شهدنج : ( الشَّهْدَانِجُ ) بفتح الشِّين وكسر النُّون ( ويقال شَاهْدَانِجُ ) بزيادة الأَلف بعد الشين . وفي ( ما لا يَسَعَ الطَّبِيبَ جَهْلُه ) ويُقَال له شاهْدانِكُ ، وشاهْدانق بالكاف والقاف . قال : والكُلُّ مُعرَّب عن شاهْ دَانه ، ومعناه سُلْطَانُ الحَبِّ ، ويُعَبِّرُون في كتب الطِّبّ بأَنه ( حُبُّ القِنَّبِ ) ، بكسرٍ فُنُونٍ مُشدَّدَة . وفي المُغْرِب : أَنه بَذْرُ القِنَّب . ومن خواصّه أَنه ( ينْفَع من حُمَّى الرِّبْعِ ) شُرْباً ، ( والبَهَقِ والبَرَصِ ) طِلاءً ( ويَقْتُل حَبَّ القَرْعِ ) وهو دودُ البَطْنِ ( أَكْلاً ووَضْعاً على البَطْنِ من خَارِجٍ أَيضاً ) ،
شهترج : ( شاهْتَرَجُ ) مُعَرّب : شاه تره ، معناه سُلطان البُقُول ( م ) أَي معروف عند الأَطبَّاءِ ( نافعٌ وَرَقُه وبَزْرُه للجَرَبِ والحِكَّةِ ) وسائِر الأَمراضِ السَّوْداوِيَّةِ ( أَكْلاً وشُرْباً لِمَا يَرِدُ من الحُمَّيات العَتِيقَةِ ) ، هكذا في سائر النسخ ، وهو الصّواب ، وضَبَطَه شيخُنَا بالنون والفاءِ وصَوَّبَه ، وليس كذَّلك .
شذنج : ( شَاذَنُجُ ) ، مُعَرّب : شادنه ، ومعناه سُلطان الحَبِّ ( م ) أَي معروف ( نافِعٌ من قُرُوحِ العَيْنِ ) .
شيج : ( *!شِيجٌ ، كمِيل : مُحَدِّثٌ رَوَى عن طَاوُوسٍ ) ، قال شيخنا : سَقَطَ هاذا في أَكثر الأُصولِ . وقال الصاغانيُّ : خَلاّدُ بن عَطَاءِ بن *!الشِّيجِ : من المُحَدِّثين . قلت : وقد تقدّم في شنج أَنّ جَدّه ( مُشَنِّج ) بالميم على صيغة
____________________

(6/68)


اسم الفاعل ، فليُنْظَر هذا مع كلام الصاغانيّ .
2 ( فصل الصّاد ) المهملة مع الجيم ) 2
صبج : ( الصَّوْبَجُ ) . كجَوْهَر ، ( ويُضَمّ ) ، وهو نادر ( : الذي يُخْبَزُ به ) . قال الشيخ أَبو حَيّانَ في شرح التَّسْهِيل لما تَكلّم على الأَوزان : وفُوعَل بالضّمّ مثل صُوبَج ، وهو شيٌ من خَشَبٍ يَبْسُط به الخَبّازُونَ الجَرْدَقَ . قال : ولم يأْتِ على هاذا الوَزْنِ غيرُه وغيرُ سُوسَن ، وهو ( مُعَرَّب ) . والضَّمّ موافقٌ لأَعجميّته جَرْياً على القاعدة المشهورة بين أَئمّة الصَّرْف واللُّغة ، وهي أَنه لا تجتمع صادٌ وجميٌ في كلمةٍ عربيّةٍ فلا يَثبُت به أَصل في الكلام . ولذلك حَكَموا على نحوِ الجِصّ والإِجّاص والصَّوْلَجَانِ وأَضرابِهَا بأَنَّها عَجميّة . واستثنى بعضهم ( صَمَج ) وهو القِنْدِيل ، فقالوا : إِنه عربيّ لا نَظِيرَ لهُ في الكلام العربيّ . ومنها قولُهم : لا تجتمع الجيمُ والقافُ في كلمةٍ عربيّة إِلا أَن تك مُعرَّبة أَو حكايةَ صَوْتٍ ، ولا تجتمع نونٌ بعدها زايٌ ، ولا سينٌ بعدها لامٌ ، ولا كاف وجيم .
ويُستدرَك على أَبي حَيَّانٍ : كُوسَج ، فإِنه سُمع بالضّمّ . حَقّقه شيخنا رحمه الله تعالى . قلت : وكونه مضموماً هو الصواب لأَنه مُعَرَّب عن جُوبَه بالضُّمّ ، وهو الخَشَبَةَ : فلما عُرِّب بقي على حاله .
صجج : ( *!صَجَّ ) ، أَهْمَلَهَا اللَّيث ، وروى أَبو العَبّاس عن ابن الأَعرابيّ : صَجّ : إِذا ( ضَرَبَ حَديداً على حديدٍ فصَوَّتَا ) . *!والصَّجِيجِ : ضَرْبُ الحديدِ بعضِه على بعضٍ ( *!والصُّجُج ، بضمّتينِ : ذالك الصَّوْتُ ) .
صرج : ( الصَّارُوجُ النُّورَةُ وأَخْلاطُها ) التي تُصَرَّجُ بها البِرَكُ وغيرُها ، فارسيّ
____________________

(6/69)


( مُعَرَّب ) ؛ كذا في ( التهذيب ) وعن ابن سِيدَه : الصَّارُوجُ : النُّورَةُ بأَخْلاطِهَا تُطَلَى بها الحِيَاضُ والحَمّامات ، وهو بالفَارِسِيّة : جارُوف ، عُرِّبَ فقيل : صارُوج ، وربما قيل : شارُوق . ( وصَرَّجَ الحَوْضَ تَصْريجاً ) طَلاه به ، ورُبما قالوا : شَرَّقَه .
صرمنج : ( صَرْمَنْجَانُ : ناحيَةٌ من نواحِي تِرْمِذَ ، مُعَرَّب جَرْمَنْكَانَ ) .
صعنج : ( المُصَعْنَجُ : المَنْصُوبُ المُدَمْلَكُ ) . مستدركٌ على ابنِ منظورٍ والجوهريّ . صلج : ( الصَّوْلَجَانُ بفتح الصَّاد واللاّم ) ، والصَّوْلَجَة والصَّوْلَج والصَّوْلَجَانةُ : العُودُ المُعْوَجّ ، فارسيّ معرّب ؛ الأَخيرة عن سيبويه . وقال الجوهريّ : الصَّوْلَجَان ( : المِحْجَنُ ) . وقال الأَزهري : الصَّوْلَجَان والصَّوْلَج والصُّلَّجَة كلُّها معرَّبة ، ( ج صَوالِجَةٌ ) الهاءُ لمكانِ العُجْمة . قال ابن سيده : وهاكذا وُجدَ أَكثرُ هاذا الضَّرْبِ الأَعْجَميّ مُكَسَّراً بالهاءِ . وفي ( التهذيب ) الصَّوْلَجَان : عَصاً يُعْطَفُ طَرَفُها ، يُضْرَب بها الكُرَةُ على الدَّوَابِّ ، فأَمّا العَصَا التي اعْوَجَّ طَرَفَاها خِلْقَةً في شجَرتِها فهي مِحْجَن .
( وصَلَجَ الفضَّةَ : أَذابَها ) وصَفّاها ، ( و ) صَلَجَ ( الذَّكَرَ : دَلَكَه ، و ) صَلَجَ ( بالعَصَا : ضَرَب ) .
( والصَّلَجُ ، مُحَرَّكةً : الصَّكَمُ ) .
والصَّوْلَجُ : الضَّمَاخُ .
( والأَصْلَج : الشَّدِيدُ الأَمْلَسُ ) ، والأَصلَجُ الأَصلَعُ بلغة بعضِ قَيْسٍ . ( و ) الأَصْلَج : ( الأَصَمّ ) ، يقال : أَصَمُّ أَصْلَجُ ( وليس تَصْحِيفَ الأَصْلَخِ ) . وقال الهَجريّ : أَصَمُّ أَصْلَجُ كأَصْلَخَ
____________________

(6/70)


قال الأَزهَرِيّ في ترجمة صلخ : الأَصْلَخُ الأَصمّ ، كذالك قال الفرّاءُ وأَبو عُبَيْد ، قال ابنُ الأَعرابيّ : فهؤلاءِ الكوفيُّون أَجْمَعُوا على هاذا الجَرْفِ بخَاءِ ، وأَمّا أَهلْ البَصرةِ ومن في ذالك الشِّقِّ من العرب فإِنهم يقولون الأَصْلَج ، بالجيم .
( والتَّصَالُجُ : التَّصامُم ) قال ابن الأَعرابيّ : وسمعت أَعرابيًّا يقول : فلان يَتَصالَجُ علينا : أَي يَتصامَمُ . قال : ورأَيت أَمَةً صَمّاءَ تُعرَفُ بالصَّلْخَاءِ ، قال : فهما لغتانِ جيّدتانِ ، بالخاءِ والجيم . قال الأَزهريّ : وسمعت غيرَ واحدٍ من أَعرابِ قَيْس وتَمِيمٍ يقول للأَصمّ : أَصْلَجُ ، وفيه لُغَة أُخرَى لبني أَسَدٍ ومَن جَاوَرَهم : أَصْلَخُ ، بالخَاءِ .
( والصَّوْلَج : الفِضَّةُ ) الخالِصَةُ ، ( والصّافي الخالِصُ ، كالصَّوْلَجَةِ ) .
( والصُّلُجِجُ ، بضمّتين : الدَّراهِمُ الصِّحاحُ ) الخالِصةُ .
( و ) الصُّلَّجَة ( كزُّلَّخَةٍ ) ، بضمَ فتشديد اللاّم المفتوحة : ( الفِيلَجَةُ من القَزّ ) والقَدِّ ، كذا في ( اللسان ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( الصَّلِيجَة : سَبِيكَةُ الفِضّةِ المُصَفّة ) وهي النَّسِيكة .
( وصَلِيجَا ، كزَلِيخَا : عَلَمٌ ) .
صلهج : ( الصَّلْهَجُ : الصَّخْرَةُ العظيمةُ ، والنّاقَةُ الشَّدِيدَةُ ) كالصَّيْهَجِ ، والجَيْحَلِ ، وهاذا عن الأَصمعيّ .
صمج : ( الصَّمَجَةَ ، محرَّكةً : القِنْديلُ ، ج صمَجٌ ) ، وهو مستثنًى من القاعدةِ التي مَرّ ذِكْرُهَا ، وقالُوا : إِنه عربيٌّ وليس في كلام العرب كلمةٌ فيها صادٌ وجيمٌ غيْرَه . وقيل : إِنه ( مُعَرّب ) عن الرُّوميّة ، تبعاً للجوهريّ فإِنه قال ذالك ، وأَورد بيتَ الشَّمّاخ .
والنَّجْم مِثْل الصَّمَجِ الرُّوميّاتْ
____________________

(6/71)



قال شيخُنَا : ولا شاهدَ فيه ، لجواز أَن تكون الصِّفةُ للقيد .
( وصَوْمَجٌ أَو صَوْمَجَانُ : ع ، أَو ) هو ( بالحَاءِ المهملة ) .
صملج : ( الصَّمَلَّجُ ، كعَمَلَّس ) : الصُّلْبُ ( الشديدُ ) من الخَيلِ وغيرِهَا .
صنج : ( الصَّنْجُ : شيْءٌ يُتَّخَذ من صُفْرٍ يُضْرَبُ أَحدُهُما على الآخَر ) قال الجوهريّ : وهو الذي يَعرفه العربُ ( و ) هو أَيضاً ( آلَةٌ ذو أَوْتَارٍ يُضرَب بها ) . وفي ( اللسان ) : الصَّنْج العربيّ : هو الّذي يكون في الدُّفوف ونحوِه ، عربيّ ، فأَمّا الصَّنْجُ ذو الأَوتارِ فدَخِيل ( مُعَرَّب ) ، يَخْتَصُّ به العَجَم ، وقد تكلّمَت به العربُ . ونصُّ عبارة الجوهريّ : مُعرَّبان . وقال غيره : الصَّنْج : ذو الأَوْتَار الذي يُلْعَب به . واللاّعِبُ به الصَّنّاجُ والصَّنّاجَةُ . قال الأَعْشَى :
ومُسْتَجِيباً تَخَالُ الصَّنْجُ يَسْمَعُه
إِذَا تُرَجِّعُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ
وقال الشاعر :
قُلْ لِسَوَّارٍ إِذا ما
جِئْتَهُ وابْنِ عُلاَثَهْ
زَادَ في الصنْجِ عُبَيْدُ
اللَّهِ أَوْتاراً ثَلاَثَهْ
قلت : الشعر لأَبي النَّضْرِ مولَى عَبْدِ الأَعْلَى ، مُحَدَث .
( و ) يقال : ( ما أَدْرِي أَيْ صَنْج هو : أَيْ أَيّ الناسِ ) .
( و ) الصُّنُج ( بضمّتين : قِصَاعُ الشِّيزَى ) ، وقال ابن الأَعرابيّ : الضُّنُج : الشِّيزَة . ( والأُصْنُوجة ، بالضّمّ : الدُّوَالِقَة من العَجين ) .
____________________

(6/72)



( وليلَةٌ قَمْرَاءُ صَنّاجَةٌ : مُضيئةٌ ) قلت : هاذا تحريف ، وإِنما هو صَيَّاجَة ، بالياءِ التّحتيّة ، وسيأْتي في محلّه ، وذِكْرُه بالنون وَهَمٌ .
( وأَعشى بني قَيْسٍ ) ، ويقال له : أَعْشَى بَكْرٍ : كان يقال له : ( صَنّاجةُ العَربِ ، لجَوْدَة شِعْره ) .
( وابنُ الصَّنّاج : يُوسُفُ بن عبدِ العظيم ، مُحَدِّث ) .
( وصَنَجَ النّاس صُنوجاً : رَدَّ كُلاًّ إِلى أَصْله ) .
( و ) صَنَجَ : ( بالعَصَا ضَرَبَ ) بها . ( وصَنَّجَ به تَصْنيجاً : صَرَعه ) .
( وصَنْجَة : نرٌ بين دِيار مُضَرَو وديار بَكْرٍ . وصَنْجَةُ المِيزانِ مُعرَّبة ) ولا تَقُل بالسين . قاله ابن السّكّيت وتبعه ابنُ قتيبةَ . وفي نسخة من ( التهذيب ) : سَنْجةٌ وصَنْجةٌ ، والسينُ أَعْرَبُ وأَفصحُ ، فهما لُغَتَانِ . وأَمّا كَوْنُ السِّينِ أَفْصَحَ فلأَنّ الصّادَ والجيمَ لا يجتمعانِ في كلمةٍ عربيّة . وفي ( المصباح ) : سَنْجَةُ المِيزان معرّب ، والجمع سَنَجَاتٌ ، مثل سَجْدَةٍ وسَجَدات ، وسِنَجٌ ، مثل قَصْعةٍ وقِصَعٍ ، قال الفرَّاءُ : هي بالسّين ، ولا يقال بالصّاد ) ، وقد تقدّم البحث في ذالك فراجعه .
( ) ومما يستدرك عليه :
امرأَةٌ صَنَّاجَةٌ : ذاتُ صَنْجٍ . قال الشاعر :
إِذا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقِينُ قَرْيةٍ
وصَنْاجَةٌ تَجْذُو على كُلِّ مَنْسِمِ
وصَنْجُ الجِنّ : صَوتُهَا . قال القُطَامِيّ :
تَبِيتُ الغُولُ تَهْرِجُ
وصَنْجُ الجِنِّ من طَرَبٍ يَهِيمُ
صنهج:( عَبْدٌ صِنْهَاجٌ وصِنْهَاجَةٌ ، بكسرهما عَرِيقٌ في العبُوديّة . وصِنْهَاجَةُ )
____________________

(6/73)


قال ابن دُريد : بضمّ الصّاد ولا يجوز غيرُه ، وأَجاز جماعةٌ الكَسْرَ . قال شيخُنا : والمعروف عندنا الفتح خاصّة في القبيلة بحيث لا يكادون يعرفون غيره ، ( قَوْمٌ بالمَغْرِب ) كثيرُون مُتَفرِّعون ، وهم ( من وَلَدِ صِنْهَاجَةَ الحِمْيَريّ ) ، وقد نُسِب إِليه جمَاعَةٌ من المُحَدِّثين .
صوج : ( *!الصَّوْجانُ ) بالَفَتْح : ( كُلُّ يابِسِ الصُّلْبِ من الدَّوَابِّ والنَّاسِ ) . لو قال : الشَّدِيد الصُّلْبِ من الدَّوَابِّ ، كان أَحْسَنَ مثلَ ما هو في ( اللسان ) وغيرِه . قال :
في ظَهْرِ *!صَوْجَانِ القَرَا لِلْمُمْتَطِي
( ونَخْلَةٌ *!صَوْجَانَةٌ : يابسةٌ كَزَّةُ السَّعَفِ ) . وعَصاً صَوْجَانٌ ة : كَزَّةٌ .
( وأَيُّ صَوْجَانٍ هو ) : مثلُ أَيّ صَنْجٍ هو ، أَيْ ( أَيُّ النّاسِ ) .
*!والصَّوْجَان : الصَّوْلَجَانُ .
صهج : ( الصَّهْيَجُ : الصَّلْهَج ) ، وقد تقدّم معناه قريباً عن الأَصمعيّ .
( والصَّيْهُوجُ : الأَمْلَسُ . و ) قال الأَزهريّ : ( بَيْتٌ صَيْهِوجٌ ) : أَي ( مُملَّسٌ ) . وظَهْرٌ صَيْهِوجٌ : أَمْلَسُ . قال جَنْدَلُ :
على ضُلوعٍ نَهْدةِ المَنَافِجِ
تَنْهَضُ فيهنّ عُرَى النَّسائجِ
صُعْداً إِلى سَناسِنٍ صَياهِجِ
صهبح : ( وَبَرٌ صُهَابِحٌ ) : أَي ( صُهابِيّ ) ، أَبدلوا الجيم من الياءِ ، كما قالوا الصِّيصِيجّ والعَشِجُّ وصِهْرِيجٌ وصِهْرِيٌّ . وقول هِمْيَانَ :
أَرادَ الصُّهَابِيَّ ، فخَفَّفَ وأَبدلَ
أَرادَ الصُّهَابِيَّ ، فخَفَّفَ وأَبدلَ .

____________________

(6/74)


صهرج : ( الصِّهْرِيجُ ، كقِنْدِيلٍ و ) وصُهَارِجٌ مثل ( عُلابِطٍ : حَوْضٌ يَجتمع فيه الماءُ ) ، جَمعُه صَهَارِيجُ . قال عَجّاج :
حتى تَنَاهى في صَهَارِيجِ الصَّفَا
يقول : حتى وَقَفَ هاذا الماءُ في صَهَارِيجَ مِن حَجَرٍ . وعن ابن سِيده : الصِّهْرِيج : مَصْنَعَةٌ يَجتمع فيها الماءُ ، وأَصلُه فارسيّ ، وهو الصِّهْريّ ، على البَدَلِ . وحكى أَبو زيد في جمعه صَهَارِيّ .
( و ) صَهْرَجَ الحَوْضَ : طَلاَه .
و ( المُصَهْرَجُ : المَعْمُولُ بالصّارُوجِ ) : النُّورةِ ، ومنه قول بعض الطَّفَيْليّين : وَدِدْت أَنّ الكوفةَ بِرْكَةٌ مُصَهْرَجة .
وحَوْضٌ صُهَارِجٌ : مَطْلِيُّ بالصَّارُوجِ وقد صَهْرَجُوا صِهْرِيجاً . قال ذو الرُّمَّة :
صوادِيَ الهَامِ والأَحْشَاءُ خافِقةٌ
تَنَاوُلَ الهِيمِ أَرْشَافَ الصَّهارِيجِ
( وصَهْرَجْتُ : قَرْيَتَانِ شَمَاليَّ القاهرةِ ) ، الصُّغْرَى والكُبْرَى .
صيج : ( لَيلةٌ ) قَمْرَاءُ (*! صَيّاجَةٌ ) أَي ( مُضيئةٌ ) ، كذا في ( نوادر الأَعراب ) ، هذا هو الصّحيح .
2 ( فصل الضّاد ) المعجمة مع الجيم ) 2
ضبج : ( ضَبَجَ ) الرَّجلُ ، بالمُوحَّدة ( : أَلْقَى نَفْسَه على ) ، وفي نسخةٍ : في ( الأَرضِ من كَلاَلٍ أَو ضَرْبٍ ) ، قال ابن دُريد وليس بثَبتٍ ؛ كذا في ( الجمهرة ) . ولم يذكره الجوهريّ .
ضجج : ( *!أَضَجَّ القَوْمُ *!إِضْجاجاً : صاحُوا وجَلَّبُوا ) ، نسبه الجوهريّ إِلى أَبي عُبيدٍ وفي بعض النسخ : فجَلَّبوا ، ( فإِذا جَزِعوا ) من شيْءٍ وفَزعُوا ( وغُلِبُوا*! فضَجُّوا يَضِجُّون *!ضَجِيجاً ) . وفي
____________________

(6/75)


( اللسان ) : *!ضَجَّ *!يَضِجّ *!ضَجًّا *!وضَجِيجاً *!وضَجَاجاً *!وضُجاجاً ، الأَخِيرة عن اللِّحْيَانيّ : صاح ، والاسمُ *!الضَّجَّة . *!وضَجَّ البَعيرُ *!ضَجيجاً . *!وضَجَّ القَوْمُ *!ضَجَاجاً . وعن أَبي عَمْرٍ و : ضَجّ : إِذا صاحَ مُستغيثاً . وسمِعتُ *!ضَجَّةَ القَومِ أَي جَلَبتَهم . وفي الغَرِيبينِ : *!الضَّجيجُ الصِّياحُ عند المَكروه والمَشقَّةِ والجَزَعِ .
( *!والضَّجَاجُ ، كسَحَاب : القَسْر ، و ) في ( التهذيب ) *!الضَّجَاجُ : ( العَاجُ ) ، وهو مثلُ السِّوار للمرأَةِ ، قال الأَعشى :
وتَرُدُّ مَعْطُوفَ الضَّجَاجِ عَلَى
غَيْلٍ كأَنَّ الوَشْمَ فيهِ خِلَلْ
( و ) *!الضَّجَاج : ( خَرَزَةٌ ) تَستَعملها النِّسَاءُ في حُلِيِّهن .
( و )*! الضِّجَاج ، ( بالكسر : المُشَاغَبَةُ والمُشارَّةُ ،*! كالمُضاجَّة ) . *!وضَاجَّه *!مُضَاجَّةٍ *!وضِجَاجاً : جَادَلَه وشارَّه وشاغَبَه . والاسم *!الضَّجَاجُ ، بالفتح . وقيل : هو اسمٌ من*! ضاجَجْت وليس بمصدر ، وأَنشد الأَصمعيّ :
إِنِّي إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ
وكَثُر الضَّجَاجُ واللَّقْلاقُ
وقال آخر :
وأَغْشَتِ النّاسَ *!الضَّجاجَ *!الأَضْجَجَا
وصَاحَ خَاشِي شَرِّها وهَجْهِجَا
إِراد *!الأَضجَّ ، فأَظهرَ التّضعيفَ اضطراراً . وهاذا على نحْوِ قولِهم : شِعْرٌ شاعِرٌ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : *!الضِّجَاجُ ( صَمْغٌ يُؤْكَل ) فإِذا جَفّ سُحِقَ ثم كُتِّلَ وقُوِّيَ بالقِلْيِ ، ثم غُسِلَ به الثَّوْبُ فيُنقِّيه تَنْقِيَةَ الصَّابونِ .
____________________

(6/76)



( و ) الضَّجَاجُ : ثَمَرُ نَبْتٍ أَو صَمْغٌ تَغسِل به النِّسَاءُ رُؤُوسَهنّ ، حكاه ابن دريد بالفتح ، وأَبو حنيفة بالكسر ، وقال مَرَّةً : الضِّجَاجُ : ( كلُّ شَجرٍ يُسَمُّ بها الطَّيْرُ أَو السِّباعُ ) .
( *!والضَّجُوجُ ) كصَبورٍ : ( ناقةٌ *!تَضِجُّ إِذا حُلِبَتْ ) .
(و*!ضجج *! تضجيجا:أي ذهب أو مال )( و ) *!ضَجَّجَ ( : سَمَّ الطَّائرَ أَو السَّبُعَ ) .
وفي ( اللسان ) : وقد وُصِفَ بالمَصدر منه فقيل : رَجُلٌ *!ضِجَاجٌ ، وقَومٌ *!ضُجُجٌ . قال الراعي :
فاقْدُرْ بذَرْعِك إِنِّي لن يُقوِّمَنِي
قولُ *!الضِّجَاجِ إِذا ما كُنْتُ ذا أَوَدِ
ضرج : ( ضَرَجَه ) ضَرْجاً : ( شَقَّه ، فانْضَرَجَ ) قال ذو الرُّمّة يصف نساءً :
ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ
أَي شَقَقْن . ويروى بالحاءِ : أَي أَلْقَيْن . ( و ) ضَرَجَ الثَّوْبَ وغيرَه ( لَطَخَه ) بالدَّمِ ونحوِهِ من الحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ . قال يصف السَّرَابَ على وَجْهِ الأَرْضِ :
في قَرْقَرٍ بلُعْبَابِ الشَّمسِ مَضْروجِ
يعني السَّرَابَ .
وضَرَّجَه ( فتَضرَّجَ ) . وكلُّ شَيْءٍ تَلَطَّخَ بدَمٍ أَو غيرِه فقد تَضَرَّجَ وقد ضُرِّجتْ أَثوابُه بدَمِ النَّجيعِ .
وضَرَجَ الشيْءَ ضَرْجاً فانْضَرَجَ ، وضَرَّجَه فتَضرَّجَ : شَقَّه ، فعُرِف بذالك عَدمُ التَّفْرِقَة بين المُطَاوِعَيْنِ . وهاكذا في كتب الأَفعال . وفي حديث : المرأَة صاحبَة المَزَادَتين : تَكاد تَتَضَرَّجُ من المَلْءِ : أَي تَنْشَقُّ .
وتَضَرَّجَ الثَّوْبُ : انْشَقٌ . وفي ( اللسان ) تَضَرَّجَ الثَّوْبُ : إِذا تَشَقَّقَ .
( و ) ضَرَّجَه ( أَلْقاه ) .
____________________

(6/77)



( وعَيْن مَضْروجةٌ : واسعَةُ الشَّقِّ ) نجْلاءُ . قال ذو الرُّمَّة :
تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِيِّ في الثَّرَى
وفَتَّرْن عن أَبصارِ مَضْروجةٍ نُجْلِ
والانْضِراجُ : الانْشُقاق ، قال ذو الرُّمَّة :
مِمَّا تَعَالَتْ مِن البُهْمَى ذَوَائِبُهَا
بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ
( و ) قال المُؤَرِّجُ : ( انْضَرَجَ : اتَّسَعَ ) ، وأَنشد :
أَمَرْتُ له براحلةٍ وبُرْدٍ
كَرِيمٍ في حَواشِيهِ انْضِراجُ
وانْضَرَجَتْ لنا الطَّرِيقُ : اتَّسعَتْ . ( و ) عن الأَصمعيّ : انْضَرَجَ ( ما بَيْنَهُمْ : تَبَاعَدَ ) .
( و ) انْضَرجَت ( العُقَابُ ) : انحطَّتْ من الجَوّ كاسِرَةً و ( وانْقَضَّت على الصَّيْد ) . وانْضَرَجَ البازِي على الصَّيْد : إِذا انقَضَّ ، قال امرؤ القيس :
كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأَعْفَر انْضَرَجَتْ له
عُقَابٌ تَدَلَّت مِن شَمارِيخِ ثَهْلانِ
وقيل : انْضَرجَتْ : انْبَرَتْ له ، ( أَو أَخذَتْ في شِقَ ) .
( و ) في ( الأَساس ) و ( الصّحاح ) : ( تَضرَّجَ البَرْقُ : تَشقَّقَ . و ) تَضرَّج ( النَّوْرُ : تَفَتَّحَ ) .
وفي ( اللسان ) : انْضَرجَ الشَّجرُ : انشقَّت عُيُونُ وَرَقِه وبَدَتْ أَطرافُه .
وتَضَرَّجَتْ عن البَقْلِ لَفَائفُه : إِذا انْفَتحَتْ .
وإِذا بَدَتْ ثِمارُ البُقولِ من أَكْمَامها قيل : انْضَرجَتْ عنها لفَائفُها ، أَي انْفَتَحَتْ .
( و ) من المجاز : تَضرَّجَ ( الخَدُّ احْمارَّ ) . وفي ( الأَساس ) : هو مُضَرَّحُ الخَدَّينِ . وكلَّمْنه فتَضَرَّج خَدّاه .
( و ) من المجاز : تَضَرَّجَت ( المَرْأَةُ ) إِذا ( تَبَرَّجَتْ ) وتَحَسَّنَتْ .
____________________

(6/78)



( وضَرَّجَ الجَيْبَ تَضْريجاً أَرْخَاه ) .
وعبارةُ النّوادر : أَضْرجَت المَرْآةُ جَيْبَهَا : إِذا أَرْخَتْه .
( و ) ضَرَّجَ ( الإِبلَ ) إِذا ( رَكَضَها في الغَارَة ) .
وضَرَجَت النَّاقَةُ بجِرَّتِهَا وجَرَضَت
( و ) من المجاز : ضَرَّجَ ( الكَلاَمَ : حَسَّنَه وزَوَّقَه ) ، قال أَبو سعيد : تَضْريجُ الكلام في المَعَاذير : هو تَزْويقُه وتَحْسينُه . ويقال : خيرُ ما ضُرِّجَ به الصَّدْقُ ، وشَرُّ ما ضُرِّجَ به الكَذبُ .
( و ) ضَرَّجَ ( الثَّوْبَ ) تَضْريجاً ، ( صَبَغَه بالحُمْرةِ ) ، وهو دونَ المُشْبَع وفوقَ المُوعرَّد . وفي الحديث : ( وعَلَيَّ رَيْطةٌ مُضرَّجَة ) أَي ليس صِبْغُهَا بالمُشْبَع .
( و ) يقال : ضَرَّجَ ( الأَنْفَ بالدَّمِ : أَدْمَاهُ ) قال مُهَلْهَلٌ :
لَوْ بِأَبَانَيْن جَاءَ يَخْطُبُها
ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ
وفي كتاب لوَائِلٍ : ( وضَرِّجوه بالأَضامِيم ) : أَي دَمُّوْه بالضَّرْب .
( والإِضْرِيجُ ) ، بالكسر : ( كِسَاءٌ أَصفَرُ ، و ) قال اللِّحْيَانيّ : الإِضْرِيج : ( الخَزُّ الأَحمرُ ) وأَنشد :
وأَكسِيةُ الإِضْريِ فَوقَ المَشَاجِبِ
أَي أَكْسبةُ خَزَ أَحْمَرَ . وقيل : هو كساءٌ يُتَّخَذ من جَيِّدِ المِرْعِزَّى . وقال اللَّيث : الإِضْريجُ : الأَكْسِيَة تُتَّخذُ من المِرْعِزَّى مِن أَجوَده . والإِضرِيج : ضَرْبٌ من الأَكسِيَةِ أَصفَرُ .
( و ) الإِضرِيج : الجَيِّدُ من الخَيْلِ ، وعن أَبي عبيدَةَ : الإِضريجُ من
____________________

(6/79)


الخَيْلِ : الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ وقال أَبو دُواد :
ولقد أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي
أَجْوَليُّ ذو مَيْعَةٍ إِضْرِيجُ
وقال الإِضريجُ : الواسعُ اللَّبَانِ . وقيلَ الإِضريج : ( الفَرَسُ الجَوَادُ ) الشَّدِيدُ العَدْوِ .
( و ) ثوبٌ ضَرِيجٌ وإِضْرِيجٌ : مُتَضَرِّجٌ بالحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ . وقيل : الإِضْرِيجُ : ( الصِّبْغُ الأَحمرُ ) . وثَوبٌ مُضرَّجٌ ، من هاذا ، وقيل : لا يكون الإِضْرِيجُ إِلاّ مِن خَزَ .
( والمُضرِّجُ كمُحَدِّثٍ ) ، هاكذا في نُسختنا ، وفي بعضها : والمُضْرِجُ كمُحْسِن : ( الأَسَدُ ) .
( والمَضَارِجُ ، كالمَنَازِل : المَشَاقُّ ) جَمعُ مَشَقَّةٍ . قال هِمْيَانُ يَصفُ أَنيابَ الفَحْلِ :
أَوْسَعْنَ من أَنيابِه المَضَارِجَا
( و ) المَضَارِجُ : ( الثِّيابُ الخُلْقَانُ ) تُبْتَذَلُ مِثْل المَعَاوِزِ ، قاله أَبو عُبيدٍ ، واحدُها مِضْرَجٌ ، كذا في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) وغيرهما . وإِهمال المصنف مُفْرَدَه تَقصيرٌ أَشار له شيخنا .
( وضارِجٌ ) اسم ( ع ) معروف في بلادِ بني عَبْسٍ ، وقيل : ببلاد طَيِّىءٍ . والعُذَيْبُ : ماءٌ بِقُرْبه ، وقد مَرَّ . قال امرؤ القيس :
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عِنْدَ ضَارِجٍ
يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِي
قال ابن بَرِّيّ : ذكر النّحّاس أَن
____________________

(6/80)


الرِّواية في البيت : ( يَفيىءُ عليها الطَّلْحُ ) ، ويروى بإِسناد ذَكَرَه أَنه وفدَ قَومٌ من اليمن على النّبيّ صلى الله عليه وسلمفقالوا : يا رسول الله ، أَحْيانا اللَّهُ ببيتين من شعر امرىء القيس بن حُجْر . قال : وكيف ذالك قالوا : أَقْبَلْنَا نُريدك ، فَضَلَلنا الطّريقَ فبقينَا ثَلاثاً بغير ماءٍ ، فاستظْلَلْنَا بالطَّلْح والسَّمُر . فأَقْبَل راكبٌ مُتلثِّمٌ بعمامةٍ ، وتَمثَّلٌ رَجُلٌ ببيتين ، وهما :
ولَمَّا رَأَت أَنَّ الشَّريعةَ هَمُّها
وأَنَّ البَياضَ من فَرائصها دَامى
تَيَمَّمَت العَيْنَ التي عنْدَ ضارِجٍ
يَفيءُ عليها الطَّلْحُ ؛ عَرْمَضُها طَامى
فقال الراكب : مَن يقول هاذا الشِّعرَ ؟ قال : امرُؤُ القيس بن حُجْرٍ . قال : والله ، ما كَذَبَ ، هاذا ضارجٌ عندكم . قال : فَجَثْونا على الرُّكَب إِلى ماءٍ ، كما ذَكَر ، وعليه العَرْمَضُ يَفيءُ عليه الطَّلْحُ ، فشربْنا رِيَّنَا ، وحَمَلْنَا ما يَكْفينَا ويُبلِّغُنَا الطَّريقَ . فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ( ذاك رجلٌ مذكورُ في الدُّنْيَا شَريفٌ فيها مَنسيٌّ في الآخرةِ خاملٌ فيها ، يَجيءُ يومَ القيامة معهُ لوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلى النَّار ) .
( وعَدْوٌ ضَريجٌ : شديدٌ ) ، قال أَبو ذُؤَيب :
جِزَاءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَرِيجُ
( ) ومما يستدرك عليه :
ضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجُهَا : فتَحَ لها عَيْناً ؛ رواه أَبو حنيفة .
والضَّرْجَةُ والضَّرَجَةُ : ضَرْبٌ من الطَّير .
( ) واستدرك شيخُنا هنا : المضْرَجيّ ، بضمّ الميم وآخرها ياءُ النِّسْبة ، جمع المضرَجيّات ، وهي الطُّيور الكَواسرُ . والصّواب أَنه بالحاءِ المهملة ، وسيأْتي في مَحَلِّه .

____________________

(6/81)


ضربج : ( الضَّرْبَجيُّ من الدَّراهمِ : الزّائفُ ) روى ثعلبٌ أَنّ ابن الأَعرابيّ أَنشده :
قدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبا عَمْرٍ و أَخاً ثِقَةً
حَتَّى أَلمَّتْ بنَا يوماً مُلِمّاتُ
فقُلْتُ : والمرءُ قد تُخْطِيه مُنْيَتُه
أَدْنَى عَذِيّاته إِيّايَ مِئياتُ
فكانَ ما جَادَ لي لا جَادَ منْ سَعَةٍ
دَرَاهمٌ زَائفاتٌ ضَرْبَجِيَّاتُ
قال ابن الأَعرابيّ : دِرْهمٌ ضَرْبَجيّ : زائفٌ ، وإِنْ شئت قلت : زَيْفٌ قَسِيٌّ والقَسِيُّ : الذي صَلْبَ فِضَّتُه من طُول الخَبْءِ .
ضلج : ( الضَّوْلَج : الفِضَّة . والصَّوابُ بالصّاد المهملة ) ، وقد تقدّم بيانُه في مَحَلِّه .
ضمج : ( الضِّمْجِ : لَطْخُ الجَسَدِ بالطِّيب حتى كأَنّه يَقْطُرُ ) ، وقد ضَمَجَه : إِذا لَطَخَه .
( و ) الضَّمْجَة : ( دُوَيْبةُ مُنتنَة ) الرّائحةُ ( تَلْسَعُ ) ، والجمع ضَمْجٌ .
( و ) قال الأَزهريّ في ترجمة ( خعم ) قال أَبو عَمرٍ و : الضَّمَج ، ( بالتَّحريك هَيَجَانُ ) الخَيْعَامةِ ، وهو ( المَأْبون ) المَجْبُوس ( وقد ضَمِجَ كفَرِحَ ) ضَمَجاً ( و ) الضَّمَجُ : ( آفَةٌ تُصِيب الإِنْسَانَ و ) الضَّمَج : ( اللُّصُوقُ بالأَرضِ ، كالإِضْماجِ ) ، ضَمِجَ الرّجُلُ بالأَرضِ وأَضمجَ : لَزِقَ به ، والضَّامِج : اللاّزِمُ . وقال همْيانَ بن قُحَافَة :
أَنْعَتُ قَرْماً بالهَديرِ عَاجِجَا
ضُباضِبَ الخَلْقِ وَأَي دُهَامِجَا
يُعْطِى الزِّمامَ عَنَقاً عُمالِجَا
كأَنَّ حِنّاءٍ عليه ضَامجَا
____________________

(6/82)



أَي لاصِقاً . وفي ( اللسان ) : وقال أَعرابيّ من بني تميم يَذكُر دوابَّ الأَرضِ وكان من بادية الشأْم :
وفي الأَرضِ أَحْنَاشٌ وسَبْعٌ وخارِبٌ
ونَحنُ أُسارَى وَسْطَهمْ نَتَقَلَّبُ
رُتَيْلاَ وطَبُّوعٌ وشِبْثَانُ ظُلْمَةٍ
وأَرْقَطُ حُرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ
والضَّمْجِ : مِن ذَوات السُّمُومِ . والطَّبُّوعُ : من جِنسِ القُرَادِ .
ضمعج : ( الضَّمْعَج ) : الضَّخْمَة من النُّوق .
وامرأَة ضَمْعَجٌ : قصيرةٌ ضَخْمَةٌ . قال الشاعر :
يا رُبَّ بيضاءَ ضَحوكٍ ضَمْعَجِ
وفي حديث الأَشْتَر يصف امرأَةُ أَرادهَا : ( ضَمْعَحاً طُرْطُبًّا ) . الضَّمْعَج : ( المَرْأَةُ الضَّخمة ) الغَلِيظةُ . وقيل : القَصيرةُ ، وقيل : ( التَّامَّةُ ) الخَلْقِ ، ولا يقا ذالك للذَّكَر وقيل : الضَّمْعَج من النِّساءِ : الضَّخْمَةُ التي تَمْ خَلْقُهَا واسْتَوْثَجتْ نَحْواً من النَّمَام ، ( وكَذَا ) لِكَ ( البَعِيرُ ) والفَرَسُ والأَتانُ . قال هِمْيَان :
يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَهَا الضَّمَاعِجَا
البَكَرَاتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجَا
ضوج : ( *!الضَّوْجُ : مُنْعَطَفُ الوَادِي ) والجمع *!أَضْواجٌ *!وأَضْوُجٌ ، الأَخيرة نادرة . قال ضِرَارُ بنُ الخَطّاب الفِهْريّ :
وقَتْلَى من الحَيِّ في مَعْرَك
أُصِيبوا جَميعاً بِذِي *!الأَضْوُجِ
( و ) قد ( *!تَضَوَّجَ الوادِي : كَثُرَ *!أَضْواجُه ) أَي مَعَاطِفُه . ( و ) قد *!تَضَوَّجَ و (*! ضَاجَ ) *!يَضُوج *!ضَوْجاً : ( مالَ ، واتَّسَعَ ، *!كانْضاجَ ) . المحفوظُ أَنّ *!تَضوَّجَ *!وضَاج واوِيَّانِ بمعنى اتَّسَعَ ، وأَما *!ضَاجَ بمعنى مال ، فيائيٌّ ، وسيأْتي . ولَقِيَنَا *!ضَوْجٌ من *!أَضْواج
____________________

(6/83)


الأَوْدِيَةِ ، *!فانْضَوَجَ فيه *!وانْضَوَجْتُ على إِثْره . وقيل : هو إِذا كُنْتَ بينَ جَبَلَيْنِ مُتَضايِقَيْنِ ثم اتَّسَعَ ، فقد *!انْضَاجَ لك . وفي الأَساس : ورَكِبَني زَيْدٌ *!بأَضْواجٍ من الكلام يعمُوجُ عليَّ بها .
( *!والضَّوْجَانُ *!والضَّوْجانَةُ ) بمعنى ( الصَّوْجَانِ ) ، بالصّاد المهملة ، عن اللَّيْث ، وقد تقدَّمَ بتفصيله .
ضهج : ( أَضْهَجَتِ النَّاقَةُ ) ، كأَجْهَضَت ( : أَلقَت وَلدَها ) ، إِما مَقْلُوبٌ وإِما لُغة ، عن الهَجَريّ ، وأَنشد :
فرُدُّوا لِقَوْلِي كلَّ أَصْهَبَ ضامِرٍ
ومَضْبورةٍ إِن تَلْزَمِ الخَيْلَ تُضْهِجِ
ضيج : ( *!ضَاجَ ) عن الشيْءِ *!ضَيْجاً : عَدَلَ ومالَ عنه ، كجاضَ . *!وضَاجَ عن الحَقِّ : مالَ عنه . وقد ضَاجَ ( *!يَضِيجُ *!ضُيُوجاً ) بالضَّمِّ ( *!وضَيَجَاناً ) مُحَرَّكَةً ، وأَنشد :
إِمَّا تَرَيْنِي كالعَرِيشِ المَفْروجْ
*!ضَاجَتْ عِظَامي عَنْ لَفِيءٍ مَضْروجْ
اللَّفِيءُ : عَضَلُ لَحْمِه . *!وضَاجَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ ، أَي ( مال ) عنه . *!وضَاجَتْ عِظَامُه*! ضَيْجاً : تَحَرَّكَتْ من الهُزَالِ ، عن كُراع .
2 ( فصل الطّاء ) المهملة مع الجيم ) 2
طبج : ( طَبِجَ كفَرِحَ ) يَطْبَج طَبَجاً إِذا ( حَمُقَ ) وهو أَطْبَجُ .
( والطَّبْج ) ، بفتح فسكون : ( استِحكامُ الحَماقةِ ) ، عن أَبي عَمرٍ و ، وفي كتاب ( الغَريبَينِ ) للهَرَويّ : في الحديث ( وكان في الحَيِّ رَجُلٌ له زَوْجةٌ
____________________

(6/84)


وأَمٌّ ضعيفةٌ فشكَتْ زوجتُه إِليه أَمَّه ، فقام الأَطْبَجُ إِلى أُمِّه فأَلقاها في الوادِي ) هاكذا رواه الهرَوِيُّ بالجيم ، ورواه غيره بالخَاءِ ، وهو الأَحمقُ الذي لا عقْلَ له ، قال : وكأَنّه الأَشْبَه .
( و ) الطَّبْج : ( الضَّرْب على الشيْءِ الأَجوفِ ، كالرَّأْسِ ) وغيرِه ، حكاه ابنُ حَمُّويَه عن شَمِرٍ .
( وتَطَبَّجَ في الكَلامِ ) ، إِذا ( تَفَنَّنَ وتَنَوَّعَ ) . هذا وَهَم من المصنّف ، والصّواب أَنه تَطنَّجَ بالنّون بدل الموحَّدة ، وسيأْتي إِن شاء الله تعالى .
( والطِّبِّيجة ، كسِكِّينة ) : أُمُّ سُوَيْدٍ ، وهي ( الاسْتُ ) .
طبهج : ( الطَّبَاهِجَة ) ، بفتح الطّاءِ والهاءِ ، وفي بعض النسخ : بغير هاءٍ في آخره : ( اللَّحْمُ المُشَرَّح ) ، وهو الصَّفيف . وفي تاج الأَسماءِ أَنّه ( مُعرَّب تَبَاهَهْ ) . وفي ( اللسان ) أَن باءَه بدلٌ من الباءِ التي بين الباءِ والفاءِ ، كبِرِنْد وبُنْدُق ، الذي هو فِرِنْد وفُنْدُق ، وجيمه بدلٌ من الشّين .
طثرج : ( الطَّثْرَجُ : النَّمْا ) ، قاله أَبو عمرٍ و قال ابن بَرِّيّ : لم يذكر لذالك شاهداً . قال : وفي الحاشية : شاهدةٌ عليه ، وهو لمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد :
والبِيضُ في مُتونِها كالمَدْرَجِ
أَثْرٌ كآثارِ فِراخِ الطَّثْرَجِ
أَرادَ بالبيضِ : السُّيوفَ ، والمَدْرَجُ : طَريقُ النَّمْل ، والأَثْر : فِرِنْدُ السَّيْف شَبَّهه بالذَّرّ .
طزج : ( الطّازَجُ : الطَّرِيّ ، مُعَرَّب تازَه ) ، قال ابن الأَثيرِ في حديث الشَّعْبيّ : قال لأَبي الزِّناد . تأْتِينا بهاذه الأَحاديثِ قَسِيَّةً وتأْخذها منّا طازَجَةً . القَسِيَّةُ : الرَّدِيئة . ( و ) الطازَجَةُ : ( من الحديث :
____________________

(6/85)


الصَّحيحُ الجَيِّد النَّقِيُّ ) الخالِصُ .
طسج : ( الطَّسُّوجُ ، كسَفُّودٍ : الناحِية ، ورُبْعُ دَانِقٍ ) . ونصّ الجوهريّ : والطَّسُّوج : حَبَّتانِ ، والدَّانِقُ أَربعةُ طَساسِيجَ . ووجدْت في هامشه ما نَصُّه : إِنما أَراد بالطَّسُّوجِ والدَّانِق نِسْبَتَها من الدِّرْهم لا من الدِّينار ، لأَن الدِّرهم سِتَّةُ دَوانِيقَ وثَمَانٍ وأَربعون حَبّةً ، فيكون طَسُّوجُ الدِّرهمِ كما قال حَبَّتَيْن ، ودَانِقُه ثَمَان حَبّاتٍ ، انتهى .
وقال الأَزهريّ : الطَّسُّوج : مِقدارٌ من الوزّن ، ( مُعَرَّبٌ ) .
( والطَّسُّوج : واحدٌ من طَسَاسِيج السَّوَادِ مُعَرَّبةٌ ) .
طفسنج : ( طَفْسُونَجُ : د ، بشاطىءِ دَجْلَةَ ) .
طعج : ( ) ومما يستدرك عليه :
طَعَجها يَطْعَجُها طَعْجاً : نَكَحها . من اللسان .
طنج : ( الطُّنُوجُ : الصُّنوفُ ) والفُنونُ
( و ) حكَى ابن جِنِّي قال : أَخبرَنا أَبو صالحٍ السَّلِيلُ بن أَحمدَ بنِ عيسى بن الشيخ قال : حدثنا أَبو عبد الله محمد بن العباس اليَزيديّ قال : حدثنا الخليل بن أَسدٍ النُّوشَجَانيّ قال : حدثنا محمد بن يزيد بن ربّان قال : أَخبرني رجلٌ عن حَمّادٍ الرَّاوِيَةِ قال : أَمرَ النُّعْمَانُ فنُسِخت له أَشعارُ العَربِ في الطُّنُوجِ ، يعني ( الكَرارِيس ) فكُتِبتْ له ، ثم دَفَنَهَا في قَصْره الأَبيضِ ، فلمّا كان المُختارُ بن ( أَبي ) عُبَيْد قيلَ له : إِن تَحتَ القصْرِ كَنْزاً . فاحْتَفَره فأَخْرَجَ تلك الأَشعارَ . فمِن ثَمَّ أَهلُ الكوفةِ أَعلَمُ بالأَشعار من أَهلِ البَصرَةِ ( لا واحدَ لهَا ) . وفي ( التهذيب ) نقلاً عن النوادر : تَنَوَّعَ في الكلام وتَطنَّجَ وتَفنَّنَ ، إِذا أَخَذَ في فُنونٍ شَتَّى . قلت : هاذا هو الصّوَاب وأَما ذكُرْ المصنْف إِيّاهَا في ( طبج ) فوَهَمٌ ، وقد أَشرنا له آنفاً .
____________________

(6/86)



( وطَنَجَةُ : د ، بشاطِىِء بَحْرِ المَغْرِب ) قريبةٌ من تطاون ، وهي قاعِدَةٌ كبيرةٌ جامعةٌ ، بين الأَمصارِ المُعْتَبَرَة .
طهج : ( الطَّيْهُوجُ : ) طائرٌ ، حكاه ابن دُريد ، قال : ولا أَحسبُه عربيًّا . وقال الأَزهريّ : الطَّيْهُوجُ : طائرٌ ، أَحسبُه مُعَرَّباً ، وهو ( ذَكَرُ السِّلْكانِ ) ، بكسر السِّين المهملة ، وسيأْتي ، ( مُعَرَّب ) عن تيهو ، ذَكَرَه الأَطِبّاءُ في كُتبهم .
طغج : ( ) قال شيخنا : وبقي على المصنِّف من هذا الفصل :
محمّد بن طُغْج الإِخْشِيد ، بالغين المعجمة .
طوج : ( ) *!وطاجَةُ : وهي قبِيلةٌ من الأَزد ، منها سعيدُ بنُ زيدٍ ، من رجالِ البُخَارِيّ .
2 ( فصل الظّاء ) المعجمة مع الجيم ) 2
ظجج : (*! ظَجَّ : صاحَ في الحَرْب صِياحَ المُسْتَغِيثِ ) ؛ قال ابن الأَعْرَابِي . ( و ) قال أَبو منصور : الأَصل فيه ضَجّ ( بالضَّاد ) ثم جُعِلَ ضَجّ ( في غيرِ الحرب ) ، *!وظَجّ بالظّاءِ في الحرب . وقول شيخنَا إِنه لَحْنٌ أَو لثغة ، تَحامُلٌ شديد ، سامَحَه الله تعالى .
2 ( فصل العين ) المهملة مع الجيم ) 2
عبج : ( العَبَجَة ، محَرَّكَةً ) ، قال إِسحاق بن الفَرَج : سمعْت شُجَاعاً السُّلعمِيَّ يقول : العَبَكَة : الرّجلُ ( البَغيضُ الطَّغَامُ ) بالفتح والغينِ المُعجمة ، وفي نسخة : الطَّغٍ امَة ، بزيادة الهاءُ ( الّذِي لا يَعِي ما يقول ولا خَيرَ فيه ) . قال :
____________________

(6/87)


وقال مْدرِكٌ الجَعْفَرِيُّ : هو العَبَجَة ؛ جاءَ بهما في باب الكاف والجيم .
عثج : ( العَثْج ) بفتح فسكون ، ( ويُحَرَّك : الثَّعْج ) ، بتقديم الثّاءِ على العين ، وقد تَقدّم ، ( و ) هو ( الجماعة من النّاس ) في السَّفر ، ( كالعُثْجَةِ ، بالضَّمّ ) ، مثال الجُرْعَة ، وقيل : هما الجماعات . وفي تَلْبيةِ بعضِ العَرب في الجاهِليّة :
لاهُمَّ لولا أَنّ بَكْراً دُونَكَا
يَعْبُدكَ النّاسُ ويَفْجُرونَكَا
ما زَالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتونَكا
ويقال : رأَيْت عَثْجاً وعَثَجاً من النّاس : أَي جَماعةً . ويقال للجَماعة من الإِبلِ تَجْتَمِع في المَرْعَى : عَثَجٌ قال الرّاعِي يَصِف فَحْلاً :
بَنَاتُ لَبُونِهِ عَثَجٌ إِليه
يَسُفْنَ اللِّيتَ مِنْه والقَذَالا
قال ابن الأَعرابيّ : سأَلت المُفضَّلَ عن هاذا البيتِ ، فأَنشد :
لم تَلْتَفِتْ لِلِداتِهَا
ومَضَتْ على غُلَوائِهَا
فقلت : أُريد أَبْيَنَ من هاذا . فأَنشأَ يقول :
خُمْصانةٌ قَلِقٌ مُوَشَّحُها
رُؤدُ الشَّبَابِ غَلاَ بِهَا عَظْمُ
يقول : مِن نَجَابَةِ هاذا الفَحْلِ سَاوَى بَنَاتُ اللَّبُون من بَنَاتِه قَذَالَه لحُسْن نَبَاتِهَا .
( و ) العَثْج والعَثَج : ( القِطْعَة من اللَّيْلِ ) . يقال : مَرَّ عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ ، أَي قِطْعَةٌ .
( وعَثَجَ يَعْثِج ) عَثْجاً وعَثِجَ بالكسر كِلاَهُما ( : أَدامَ ) ، وفي نسخة : أَدْمَن ( الشُّرْبَ شيئاً بعدَ شيْءٍ ) .
( والعثْجَجُ : الجَمعُ الكثيرُ ) .
____________________

(6/88)



( والعَثَوْثَجُ : البَعِيرُ السَّرِيعُ الضَّخْمُ ) المجتمِعُ الخَلْقِ ، ( كالعَثَنْجَج ، والعَثَوْجَجِ ) .
( و ) قد ( اعْثَوْثَجَ اعْثِيثاجاً ) واعْثَوْجَجَ : إِذا ( أَسْرَعَ ) .
واثْعَنْجَجَ الماءُ ، والدَّمْعُ : سَالاَ .
عثنج : ( ) ومما يستدرك عليه من هاذا الفصل :
العَثْنَج ، بتخفيف النّون : الثَّقيلُ من الإِبل .
والعَثَنَّج ، بشدّها : الثَّقيلُ من الرِّجال . وقيل : الثَّقيلُ ، ولم يُحَدَّ من أَيّ نوع عن كراع .
والعَثَنْجَج : الضَّخْمُ من الإِبل ، وكذلك العَثَمْثُم والعَبَنْبَل ، وسيأْتي ذِكرهما .
عجج : ( *!عَجَّ *!يَعِجّ ) ، كضَرَب يَضْرِب ، ( و ) *!عَجّ ( *!يَعَجّ كيَمَلّ ) أَي بسكر العين في الماضي وفتحِها في المضارع ، خلافاً لمن تَوَهَّم أَنه بفتح العين فيهما نظراً إِلى ظاهرِ عبارةِ المصنِّف ، وهو غيرُ وارد لعدَمِ حَرْفِ الحَلْقِ فيه ، وشذَّ : أَبَى يَأْبَى ، وقد تقدّم لنا هذا البحثُ مَراراً ، وسيأْتي أَيضاً في بعض المواضع من هاذا الشرحِ ( *!عَجًّا *!وعَجِيجاً ) ، وكذا ضَجّ يَضِجّ : إِذا ( صاحَ ) ، وقيَّده الأَزهريّ بالدعاءِ والاستغائة ، ( ورفَعَ صَوْتَه ) .
وفي الحديث : ( أَفضَلُ الحجِّ *!العَجُّ والثَّجُّ ) ، العَجُّ : رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَة .
وفي الحديث : ( مَنْ قَتل عُصْفوراً عَجَّ إِلى اللَّهِ تَعَالى يومَ القيامة ) .
*!وعَجَّةُ القومِ وعَجِيجُهم : صِياحُهم وجَلَبَتُهم . وفي الحديث : ( منْ وَحَّدَ الله تعالى في *!عَجَّته وَجَبَتْ له الجَنَّةُ ) أَي مَنْ وَحَّدَه عَلانِيَةٌ ، ( *!كعَجْعَجَ ) ، مضاعفاً ، دليلٌ على التكريرِ غيه .
( و ) عَجَّ ( النَّاقةَ : زَجَرَها ) . في ( اللسان ) : ويقال للنَّاقَةِ إِذا زَجَرْتَهَا : عَاجْ . وفي ( الصّحاح ) عَاجِ ، بكسر الجيم مُخَفَّفَة . وقد *!عَجْعَجَ بالنَّاقَةِ ، إِذا عَطَفَهَا إِلى شَيْءٍ ( فقال : *!عاجِ عاجِ ) .
____________________

(6/89)



( و ) في النوادر : عَجَّ ( القَومُ ) *!وأَعَجّوا ، وهَجّوا وأَهَجّوا ، وخَجُّوا وأَخَجّوا : إِذا ( أَكثَرُوا في فُنُونهم ) ويوجد في بعض النسخ : في فنونهِ ( الرُّكوبَ ) .
( و ) *!عَجَّت ( الرِّيحُ ) وأَعَجَّت ( : اشتدَّتْ ) ، أَو اشتدَّ هُبُوبُها ( فأَثارَت ) وسَاقَت العَجَاجَ أَي ( الغُبَارَ ، *!كأَعَجّ ، فيهما ) ، وقد عُرِفتْ . *!وعَجَّجَتْه الرِّيحُ : ثَوَّرَتْه . وقال ابن الأَعرابيّ : النُّكْتُ في الرِّياح أَربعٌ : فَنَكْباءُ الصَّبَا والجَنوبِ مِهْيَافٌ مِلْواحٌ ، ونَكْبَاءُ الصَّبَا والشَّمالِ مِعْجَاجٌ مِصْرَادٌ لا مطَرَ فيها ولا خير ، ونَكْباءُ الشَّمَالِ الودَّبُورِ قَرَّةٌ ، ونكباءُ الجَنُوبِ والدَّبُورِ حارَّةٌ . قال : *!والمعْجَاج : هي التي تُثير الغُبَارَ .
( ويومٌ *!مُعجّ *!وعَجّاجٌ ورِيَاحٌ*! مَعَاجِيجُ ) ضدُّ مَهَاوِينَ .
*!والعَجّاجُ : مُثيرُ *!العَجَاجِ .
*!والتَّعْجيجُ : إِثارةُ الغُبَارِ .
( *!والعْجَّة ، بالضَّمْ ) : دَقيقٌ يِعجَن بسَمْن ثم يُشْوَى . قال ابن دُريد : *!العُجَّة : ضَرْبٌ من الطَّعَام ، لا أَدري ما حَدُّها . وفي ( الصّحاح ) : ( طَعَامٌ ) يُتَّخَذُ ( من البَيْض . مُولَّدٌ ) . قلت : لغةٌ شاميّة . قال ابن بَرِّيّ . قال ابنُ دُريد : لا أَعرف حقيقةٍ *!العُجّةِ ، غير أَن أَبا عمرو ذَكَرَ لي أَنه دَفيقٌ يُعْجَن بسَمْنٍ . وحكى ابن خالَوَيْه عن بعضهم أَن العُجّةَ كلُّ طعامٍ يُجمَع ، مثل التَّمْر والأَقِط .
( و ) جِئْتُهم فلم أَجد إِلاَّ *!العَجَاجَ والهَجَاجَ . ( العَجَاجُ ، كسَحَابٍ : الأَحْمَق ) ، والهَجَاجُ : مَنْ لا خَيْرَ فيه .
( و ) العَجَاجُ : ( الغُبَار ) . وقيل : هو من الغُبَارِ مَا ثَوَّرَتْه الرِّيحُ ، واحِداتُه عَجَاجَةٌ ، وفِعْلُه التَّعْجِيجُ .
( و ) العَجَاجُ : ( الدُّخَانُ : ، *!والعَجَاجَةُ
____________________

(6/90)


أَخَصُّ منه . ( و ) في الحديث : ( لا تَقُوم السّاعةُ حتى يأْخُذَ اللَّهُ شَرِيطَته من أَهْلِ الأَرْضِ ، فَيَبْقَى *!عَجَاجٌ لا يَعْرِفِون مَعروفاً ولا يُنْكِرُونَ مُنكَراً ) . قال الأَزهريّ : العَجَاجُ : ( رَعَاعُ النَّاسِ ) والغَوْغاءُ والأَراذِلُ ومَنْ لا خَيْرَ فيه ، واحدُه عَجَاجَةٌ ، قال :
يَرْضَى إِذا رَضِيَ النِّسَاءُ *!عَجَاجَةٌ
وإِذَا تُعُمِّد عَمْدُه لم يَغْضَبِ
( *!والعَجَاجَة : الإِبلُ الكثيرةُ العَظِيمةُ ) ؛ حكاه أَبو عُبَيْد عن الفَرّاء . وقال شَمِرٌ : لا أَعرِف العَجَاجَة بهاذا المَعْنَى .
( و ) فُلانٌ ( لَفَّ *!عَجَاجَتَه عليهم ) : إِذا ( أَغَارَ عليهم ) . وقال الشَّنْفَرَى .
وإِني لأَهْوَى أَنْ أَلُفَّ *!-عَجَاجَتِي
على ذِي كِسا مِن سَلاَمانَ أَو بُرْدِ
أَي أَكتسح غَنيَّهم ذا البُرْد ، وفَقِيرَهم ذا الكسَارِ .
( و ) في المَقَامات الحَرِيريّة : ثم إِنه ( لَبَّدَ *!عَجَاجَتَه ) وغَيَّضَ مُجَاجَته : أَي ( كفَّ عمَّا كان فيه ) .
( *!والعَجَّاجُ ) الصَّيّاحُ مِن كلِّ ذي صَوْتٍ ) من قَوْسٍ ورِيحٍ ؛ نَهْرٌ *!عَجَّاجٌ ، وفَحْلٌ *!عَجّاجٌ في هَدِيرِه . *!وعَجَّت القَوْسُ *!تَعِجُّ *!عَجِيجاً : صَوَّتت ، (*! كالعَجْعاجِ ) والعاجِّ . والأُنثى بالهاءِ . وقال اللِّحْيَانيّ : رجل *!عَجْعَاجٌ بَجْبَاجٌ : إِذا كان صَيّاحاً . والبَعير *!يَعجّ في هَدِيرِه عَجًّا *!وعَجيجاً : يُصوِّتُ *!ويُعَجْعِج : يُردِّدُ *!عَجِيجَه ويُكَرِّره .
وقال غيره : *!عَجَّ : صاحَ . وجَعَّ : أَكلَ الطِّينَ ، وعَجّ الماءُ *!يَعِجّ *!عَجيجاً *!وعَجْعَجَ ، كلاهما : صَوَّتَ . قال أَبو ذُؤَيْب :
لكلِّ مَسِيلٍ من تهَامةَ بَعْدَما
تَقَطّعَ أَقْرَانُ السَّحابِ *!عَجِيجُ
ونَهْر *!عَجّاجٌ : تَسْمع لمائِهِ *!عَجِيجاً ،
____________________

(6/91)


أَي صَوْتاً . ومنه قَوْلُ بعض الفَخَرة : نحن أَكثرُ منكم ساجاً ودِيباجاً وخَرَاجاً ونَهراً *!عَجّاجاً ) . وقال ابن دُريد : نهر *!عَجّاجٌ : كثيرُ الماءِ ( وفي حديث الخيل ( إِن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشَرِبتْ منه كُتِبتْ له حَسناتٌ ) أَي كثير الماءِ ) كأَنه *!يَعِجّ من كَثرتِه وصَوْتِ تَدفُّقه .
( و ) العَجّاج ( بن رُؤبةَ ) بنِ العَجّاجِ السّعْديّ ، من سَعْدِ تَمِيم ، ( الشاعر ، وهُمَا ) ، أَي ( *!العَجّاجانِ ) أَشعرُ الناس . قال ابنُ دُرَيد : سُمِّيَ بذالك لقوله :
حتى يَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجَا
واسم *!العَجَّاج عبدُ اللَّهِ .
( *!والعَجْعَاج : النَّجيب المُسِنّ من الخَيْل ) ، قاله ابنُ حبيب .
( و ) يقال ( طَرَيقٌ *!عاجٌّ ) زَاجٌّ ، أَي ( مُمْتَلىءٌ ) .
( *!وعَجْعَجَ البَعيرُ : ضُرِبَ فَرَغَا ) وصَوَّتَ ( أَو حُملَ عليه حِمْلٌ ثقيلٌ ) فصوَّتَ لأَجله .
( *!وعَجَّجَ البَيتَ من الدُّخَان ) . وفي نسخة : دُخَاناً (*! تَعْجيجاً ) : إِذا ( مَلأَه *!فتَعَجَّجَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه من المادة :
( *!العَجْعَجَة : وهي في قُضَاعَة كالعَنْعَنة في تَميم ) ، يُحَوِّلون الياءَ جيماً مع العين ، يقولون : هذا راعجَّ خَرَجَ *!مَعِجْ : أَي راعيَّ خَرجَ مَعي ، كما قال الراجز :
خالي لَقيطٌ وأَبو عَلجِّ
المُطْعِمَانِ اللَّحْمَ بالعَشجَّ
وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ
يُقْلَعُ بالوَدَّ وبالصِّيصِجِّ
أَرادَ علِيّ ، والعَشِيّ ، والبَرْنيّ ،
____________________

(6/92)


والصِّيصيّ . وفي الأَساس : ومن المُسْتَعَار : جاريةٌ عَجَّ ثَدْياهَا : تَكَعَّبَتْ . ودَخلَ وله رائحةٌ تَعِجّ بالمَسْجِد .
*!والعَجَاجَة : الهَبْوة ، كالهَجَاجة ، وسيأْتي في هَجّ .
عدرج : ( العَدَرَّج ، كعَمَلَّس : السَّرِيعُ الخفيفُ ، واسمٌ ) ، كذا عن ابن سيده .
( و ) يقال : ( ما بِهَا ) . أَي بالدَّار ( مِنْ عَدَرَّجٍ ) ، أَي ( أَحَدٌ ) .
عذج : ( العَذْجُ : الشُّرْب ) . عَذَجَ الماءَ يَعْذِجه عَذْجاً . وقيل : عَذَجه : جَرِعه ، وليس بثَبتٍ . وعَذَجَه عَذْجاً : شَتَمَه ؛ عن ابن الأَعرابيّ . والغَيْن أَعلى .
و ( عَذْجٌ عَاذِجٌ ) بالكسر : ( مبالغَةٌ ) فيه ، كقولهم : جَهْدٌ جاهِدٌ . قال هِمْيَان بن قُحافَة :
تَلْقَى من الأَعْبُدِ عَذْجاً عاذِجاً
أَي تَلقَى هاذه الإِبلُ من الأَعْبُدِ زَجْراً كالشَّتْم .
( و ) رجل مِعْذَجٌ ( كمِنْبَر : الغَيُورُ السَّيِّىءُ الخُلُقِ ، والكثيرُ اللَّوْمِ ) ، الأَخيرُ عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
فَعَاجَتْ عَلَيْنَا من طُوَالِ سَرَعْرَعٍ
عَلَى خَوْفِ زَوْجٍ سَيِّىءِ الظَّنِّ مِعْذَجِ
عذلج : ( عَذْلَجَ السِّقاءَ : مَلأَه ) ، وقد عَذْلَجْت الدَّلْوَ . ( و ) عَذْلَجَ ( وَلَدَه : أَحْسَنَ غِذَاءَه ) ، فهو مُعَذْلَجٌ .
( والولدُ عُذْلُوج ) بالضّمّ : حَسَنُ الغِذَاءِ .
( والمُعَذْلَج : المُمْتَلِىءُ ) ، قال أَبو ذُؤَيْب يَصف صَيَّاداً :
له مِن كَسْبِهنّ مُعَذْلَجَاتٌ
قَعَائِدُ قد مُلِئْنَ من الوَشِيقِ
____________________

(6/93)



والمُعَذْلَج : ( النَّاعِمُ ) عَذُلَجَتْه النِّعْمَةُ ، ( الحَسَنُ الخَلْقِ ) ، بفتح الخاءِ ، ضَخْمُ القَصَبِ ( وهي بهاءٍ ) امرأَة مُعَذْلَجَةٌ : حَسَنَةُ الخَلْقِ ضَخْمَةُ القَصَبِ .
( وعَيْشٌ عذْلاَجٌ ، بالكسر : ناعِمٌ ) .
عرج : ( عَرَجَ ) في الدَّرَجَة والسُّلَّمِ يَعْرُجُ ، بالضّمّ ( عُرُوجاً ومَعْرَجاً ) ، بالفتح ( : ارْتَقَى ) ، وعَرَجَ في الشْيءِ وعليه يَعْرِجُ ، بالكسر ، ويَعْرُج ، بالضّمّ عُرُوجاً أَيضاً : رَقِيَ . وعَرَجَ الشيءُ فهو عَريجٌ : ارتفَعَ وعُلا . قال أَبو ذُؤَيب :
كمَا نَوَّرَ المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ
بُعَيْدَ رُقَادِ النَّائمينَ عَريجُ
( و ) عَرَجَ زيدٌ يَعْرُجُ ، بالضّمّ ( : أَصابَه شيْءٌ في رِجْله فخَمَعَ وليس بخِلْقَةٍ . فإِذا كان خِلْقَةً فَعَرِجَ ، كفَرِحَ ) ، ومصدره العَرَجُ ، محرَّكةً . والعُرْجَةُ ، بالضّمّ ( أَو يُثَلَّث ، في غير الخِلْقَة ، وهو أَعْرَجُ بَيِّنُ العَرَجِ ، من ) قَوْمٍ ( عُرْجٍ وعُرْجَانٍ ) . بالضَّمّ فيهما ، وعَرِجَ ، بالكسر لا غير : صارَ أَعْرَجَ .
( وأَعْرَجَه اللَّهُ تَعالى ) : جعلَه أَعْرَجَ .
وما أَشَدَّ عَرَجَه . ولا تَقُلْ : ما أَعْرَجَه ، لأَن ما كان لوناً أَو خِلْقَةً في الجَسَد لا يقال منه : ما أَفْعَلَه ، إِلاّ مع أَشَدَّ .
( والعَرَجَانُ ، محرْكَةً : مِشْيَتُه ) ، أَي الأَعْرجِ .
وعَرَجَ عَرَجَانَا : مَشَى مِسْيَةَ الأَعْرجِ بعَرَضٍ فغَمَز من شيْءٍ أَصابَه .
( و ) يقال : ( أَمرٌ عَرِيجٌ ) : إِذا ( لم يُبْرَمْ ) .
( وعَرَّجَ ) البِناءَ ( تَعْريجاً : مَيَّلَ ) فتَعَرَّجَ . وعَرَّجَ النَّهْرَ : أَمالَه . وعَرَّجَ عليه : عَطَفَ . ( و ) عَرَّجَ بالمكان : إِذا ( أَقامَ ) . والتَّعَريج على الشْيءِ : الإِقَامَةُ علَيْه . وعَرَّجَ فُلانٌ على المَنزِل . وفي الحديث : ( فلم أُعرِّجْ عليه ) أَي لم أُقِمْ ولم أَحْتَبْس . ( و ) عَرَّج : ( حَبَس المَطِيَّةَ على المَنزل ) . يقال : عَرَّجَ الناقَةَ : حَبَسَهَا . والتَّعْريج أَن تَحْبِس مَطيَّتك مُقيماً على رُفْقَتك
____________________

(6/94)


أَو لحاجَةٍ ، ( كتَعرَّجَ ) . قرأَت في ( التهذيب ) في ترجمة ( عرض ) : تَعرَّضْ يا فُلان ، وتَهجَّسْ ، وتَعَرَّجْ : أَي أَقِمْ .
( والمُنْعَرَج ) من الوادِي : ( المُنْعَطَفُ ) منه يَمْنَةً ويَسْرَةً ، كلاهما بفتح العين على صيغة اسم المفعول ، ووَهِمَ من قَال خلافَ ذالك . وانْعَرَجَ : انعطفَ . وانعَرَجَ القَوْمُ عن الطّريق : مَالُوا . ويقا للطّريق إِذا مال : انْعَرَج .
ويقال : مالي عندك عِرْجَةٌ ، بالكسر ، ولا عَرْجَةٌ ، بالفَتْحِ ، ولا عَرَجَةٌ ، محرّكَةً ، ولا عُرْجَةٌ ، بالضم ، ولا تَعَرُّجٌ : أَي مُقامٌ ، وقيل : مَحْبس .
( والمِعْرَاجُ والمِعْرَجُ ) ، بحذف الأَلف ( والمَعْرَج ) بالفَتْح ؛ نقله الجوهريّ عن الأَخفش ونَظَّره بمِرْقَاة ومَرْقَاة ( : السُّلَّمُ ) أَو شِبْهُ دَرَجَةٍ ، تَعْرُجُ عليه الأَرْواحُ إِذا قُبِضَتْ ، يقال : ليس شيءٌ أَحسن منه إِذا رآه الرُّوحُ لم يَتمالكْ أَن يَخْرُجَ .
( و ) المِعْرَج : ( المَصْعَد ) ، والطَّريق الذي تَصْعَد فيه الملائكةُ جمعُه المَعَارجُ . وفي التنزيل : { مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } ( المعارج : 3 ) قيل : معارجُ الملائكة : مَصَاعدُهَا التي تَصعَدُ فيها وتَعْرُجُ فيها . وقال قَتادَةُ : ذي المعارج : ذي الفَوَاضِل والنِّعَم . وقال الفَرّاءُ ( ذي المعارج ) من نَعْت الله ، لأَن الملائكة تَعْرُجُ إِلى الله تعالى ، فوصَفَ نَفْسَه بذالك . قال الأَزهريّ : ويجوز أَن يُجمَع المِعْرَاجُ مَعَارِجَ ، والمِعْرَاجُ : السُّلَّمُ ، ومنه ليلَةُ المِعْرَاجِ ، والجمع مَعارِجُ ومَعَاريجُ مثل مَفَاتحَ ومَفَاتيحَ . قال الأَخْفَشُ : إِن شئتَ جعلْتَ الواحدَ مِعْرَجاً ومَعْرَجاً .
( والعَرَجُ ، محرَّكَةً : غَيْبوبةُ الشَّمْسِ أَو انْعراجُها نحو المَغْرِب ) ، وأَنشد أَبو عَمرٍ و :
حتّى إِذا ما الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ
____________________

(6/95)



( و ) العَرِجُ ( كَكَتِفٍ : ما لا يَستقيمُ ) مَخْرَجُ ( بَوْله من الإِبل ) ، والعَرَجُ فيه كالحَقَب ، فيقال : حَقِبَ البعيرُ خَقَباً ، وعَرِجَ عَرَجاً ، فهو عَرِجٌ ، ولا يكون ذالك إِلاّ للجمل إِذا شُدَّ عليه الحَقَبُ ، يقال : أَخْلِفْ عنه لئلاّ يَحْقَبَ .
( و ) العَرَجُ ( بالفَتْح : د ، باليَمَن ، ووادٍ بالحِجَاز ذو نَخيلٍ ، و : ع ببلاد هُذَيْلٍ ) . قال شيخنا : إِنْ كان هو الذي بالطائف فالصّواب فيه التَّحْريك كما جَزَم به غيرُ واحدٍ ، وإِن كان منزِلاً آخَرَ لهُذَيْلٍ فهو بالفتح ، وبه جزم ابن مُكرَّم ، انتهى . قلت : ليس في كلام ابن مُكرَّم ما يَدُلّ على ما قاله شيخُنَا ، كما ستعرف نَصَّح ، ( ومنْزِلٌ بطريقِ مَكَّةَ ) ، شَرَّفَها الله تعالى . في ( اللسان ) : العَرْجَ بفتح العين وإِسكان الرّاءِ : قَرْيَةٌ جامعَةٌ من أَعمال الفُرْع . وقيل : هو مَوْضِعٌ بين مكَّةَ والمدينة وقيل : هو على أَربعةِ أَميالٍ من المدينة . ( منه عبدُ الله بنُ عَمْرِو بنِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ) ثالثِ الخلفاءِ ، ( العَرْجِيّ الشّاعر ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ، الذي قال :
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضَاعُوا
ليَوْمِ كَريهَةٍ وسِدَادِ ثَغْرِ
وفي بعض النُسخ : عبد الله بن عُمَرَ بن عمرو بن عُثمان ، ولم يُتَابَعْ عليه ، وله قِصّة غريبةٌ نَقَلها شُرّاحُ المَقَامَاتِ . وقَوْل شيخنا : وفي ( لسان العَرَب ) ما يَقْضِي أَنّ الشاعِرَ غيرُ عبدِ الله وهو غَلطٌ واضحٌ ، وإِن توقَّف فيه الشيخُ عَلِيٌّ المَقدسيّ لقصوره ، غيرُ واردٍ على صاحب اللسان ، فإِنه لم يَذْكُرْ قَوْلاً يُفهَم منه التَّغَايرُ ، مع أَنّى تَصَفَّحت النُّسْخَةَ وهي الصحيحةُ المَقروءَة والله أَعلم .
( و ) العَرْجُ : ( القَطِيعُ من الإِبل ) ما بين السّبعين إِلى الثّمانين أَو ( نحوُ الثَّمَانِينِ ) ، وهاكذا وُجِدَ بخطّ أَبي
____________________

(6/96)


سَهْلٍ ، ( أَو منها إِلى تسعين ، أَو مِائةٌ وخَمسون وفُوَيْقَهَا ) ، ونَسَبه الجوهريّ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ ، ( أَو من خَمْسِمِائة إِلى أَلفٍ ) ، ونَسبه الجوهريّ إِلى الأَصمعيّ . وقال أَبو زَيد : العَرْجُ : الكثيرُ من الإِبلِ . وقال أَبو حاتِمٍ : إِذا جاوَزَتِ الإِبلُ المائَتينِ وقارَبت الأَلْفَ فهي عَرْجٌ . وقرأْت في ( الأَنساب ) للبَلاذُرِيّ قَولَ العلاءِ بن قَرَظَةَ خالِ الفرزدقِ :
وقَسَّم عَرْجاً كأَسُه فوقَ كَفِّه
وآبَ بِنَهْبٍ كالفَسِيلِ المُكمَّمِ
قال : العَرْجُ : أَلْفٌ من الإِلل . ( ويُكْسَرُ ، ج أَعْرَاجٌ وعُروجٌ ) ، قال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ :
أَنْزَلوا من حُصونِهنَّ بناتَ التُّ
رْكِ يأْتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ
وقال :
يومَ تُبْدِي البِيضُ عَنْ أَسْوُقِها
وتَلُفُّ الخَيْلُ أَعْراجَ النَّعَمْ
وقال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُون عُرُوجَهُمْ
مَوْرَ الجَهَامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَالُ
( والعُرَيْجَاءُ ، ممدوةً ) ، مَضمومَة : ( الهاجرَةُ ، وأَن تَرِدَ الإِبلُ يوماً نِصْفَ النَّهَارِ ويَوْماً غُدْوَةً ) وبهاذا اقتصر الجوهريّ . وقيل : هو أَن تَرِدَ غُدْوة ثم تَصْدُرَ عن الماءِ ، فتكون سائرَ يَومِها في الكَلإِ وليلتَهَا ويَوْمَها من غَدِهَا ، فتَرِدَ ليلاً الماءَ ، ثم تَصْدُر عن الماءِ فتكون بَقيَّةَ ليلتها في الكَلإِ ويَوْمَهَا من الغَدِ وليلَتَهَا ، ثم تُصبح الماءَ غُدْوَةً ، وهي من صفَاتِ الرِّفْه ؛ ( وأَن يأْكُلَ الإِنسانُ كلَّ يَوْمٍ مَرَّةً ) ، يقال : إِنّ فُلاناً لَيأْكُل العُرَيْجاءَ ، إِذا أَكَل كُلَّ يومٍ مرَّةً واحدةً . ونقل شيخُنَا عن أَمثال حَمْزَةَ أَن العُرَيجاءَ أَن تَرِدَ الإِبلُ كلَّ يومٍ ثَلاَثَ ورْدَاتٍ ، وصَحَّحه جماعةٌ . قلتُ : وهو غَريبٌ .
( و ) عُريجَاءُ ، ( بلا لامٍ : ع ) .
( وأَعْرَجَ ) الرّجلُ : ( حَصَلَ له
____________________

(6/97)


إِبلٌ عُرْجٌ ) ، بالضّمّ ، هاكذا في سائر النسخ ، والصّواب : حَصلَ له عَرْج من الإِبل ، أَي قَطِيعٌ منها ، كما في ( للسان ) وغيره . ( و ) أَعْرَجَ الرَّجلُ ( دَخَلَ في وَقْت غَيْبُوبة الشّمس ، كعَرَّجَ ) تَعْريجاً ( و ) أَعْرَجَ ( فُلاناً : أَعْطَاه عَرْجاً من الإِبل ) ، أَي وَهَبَه قَطيعاً منها .
( و ) الأَعْوَرُ ( الأَعْرَجُ : الغُرَابُ ) ، لحَجَلانِه .
( وثَوْبٌ مُعَرَّجٌ : مُخَطَّطٌ في الْتوَاءٍ ) .
( وعُرْجُ ، وعُرَاجُ ) بضَمِّهما ( مَعرِفتَيْن ممنوعَتين ) من الصَّرْف : ( الضِّبَاعُ ، يجعلونها بمَنزلةِ القَبيلةِ ) ولا يقال للذَّكر : أَعْرَجُ . قال أَبو مُكْعِت الأَسَديّ :
أَفَكَانَ أَوَّلَ ما أَثَبْتَ تَهارَشَتْ
أَبْناءُ عُرْجَ عليكَ عِنْدَ وَجَارِ
يعني أَبناءَ الضِّباعِ ، وتَرَكَ صَرْفَها لجعْلِهَا اسماً للقَبيلة . وأَما ابن الأَعرابيّ قال : لم يُجْرَ ( عُرْج ) وهو جَمعٌ ، لأَنه أَراد التَّوْحيدَ ، والعُرْجَةَ ، فكأَنّه قَصَدَ إِلى اسمٍ واحدٍ ، وهو إِذا كان اسماً غير مُسمًّى نَكِرَةٌ .
( والعَرْجَاءُ : الضَّبُع ) ، خِلْقَة فيها ، والجمع عُرْجٌ .
( وذو العَرْجاءِ : أَكَمَة بأَرْضِ مُزَيْنَة ) .
( وعُرَاجَةُ ، كثُمامَة : اسْمٌ ) .
( وعَرِيجَةُ ، كحَنيفةَ : جَدُّ نُسَيرِ بنِ دَيْسَمٍ ) .
( وبَنُو الأَعْرَجِ : حَيٌّ م ) ، أَي معروفد وكذالك بنو عُرَيجٍ ، وسيأْتي .
( والعُرْجُ ) بالضَّمّ ( من المُحَدّثين : كثيرُون ) .
( والأُعَيْرِجُ ) مُصغّراً : ( حَيَّةٌ صَمّاءُ ) من أَخْبَثِ الحَيَّات ( لا تَقْبَل الرُّقْيَةَ ) تَثِبُ حتّى تَصيرَ مع الفارس في سَرْجه . قال أَبو خَيْرَةَ : ( وتَطْفِرُ كالأَفْعَى ) . وقيل : هي حَيّةٌ عَريضٌ له قائمةٌ واحدةٌ عَريضة .
____________________

(6/98)



( قال اللّيث ) بنُ مُظفّر : ( لا يُؤنَّث ) و ( ج الأُعَيْرِجاتُ ) .
( والعَارِجُ : الغائبُ ) ، هاكذا بالغين المعجمة عندنا ، والصواب ( العائب ) بالمهملة كما في ( اللسان ) .
( والعَرَنْجَجُ اسمُ حِمْيَرَ بنِ سَبَإٍ ) ، قاله السُّهَيْليّ في الرّوْض ، وابن هشامٍ وابن إِسحاقَ في سيرتهما .
( واعْرَنْجَجَ : جَدَّ في الأَمْر ) ، قيل : ومنه أُخِذَ اسمُ العَرَنْجَج .
( ) ومما يستدرك عليه :
العُرْجَة : الظَّلَع ، ومَوْضِع العَرَج من الرِّجْل .
وتَعارَجَ : حَكَى مِشْيَة الأَعْرجِ .
والعَرَجُ : النَّهْر ، والوادِي ، لا نعراجِهما .
وعَرَجَ الشْىءُ فهو عَرِيج : ارتفعَ وَلاَ ( والرُّوحُ مَعروجٌ ) في قول الحُسين بن مُطَيْر أَي مَعْروجٌ به ، فحَذَف .
والأَعْرَجُ : حيَّة أَصَمُّ خَبيثٌ .
والعُرْجُ : ثلاثُ ليالٍ من أَوّلِ الشَّهْرِ ، حُكِيَ ذالك بن ثعلب .
وبنو عَرِيجٍ ، كأَميرٍ : من بني عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدْرِكَةَ ، وهم قليلون ، كما في ( المَعَارِفِ ) لابن قُتَيْبةَ . ومنهم أَبو نَوْفلِ بن ( أَبي ) عَقْرب ، وَثَّقه في ( التقريب ) .
وذكر في أَحكام الأَساس هنا : العُرْجُون ، لانْعِرَاجِه ، وثَوْبٌ مُعَرْجَنٌ فيه صُوَرُ العَرَاجِينِ . قلت : وهاذا إِذا قيل بزيادة النُّون ، فليراجَعْ .
عربج : ( العُرْبُج ، بالضَّمّ ) ، والباءِ الموحَّدة ، ومقله في ( التكملة ) : ( الكَلْبُ الضَّخْم ) . وفي ( التهذيب ) العُرْبُج والثَّمْثَم : كلبُ الصَّيْدِ ، وضَبْط القلمِ بالكَسر .

____________________

(6/99)


عرطج : ( عُرْطُوجٌ ، كزْنْبُورٍ : مَلِكٌ ) من المُلوك .
عرفج : ( العَرْفَج : شَجَرٌ ) ، وقيل : هو ضَرْبٌ من النَّبَات ( سُهْلِيٌّ ) سريعُ الانقيادِ ( واحِدتُه بهاءٍ ، وبه ) وفي بعض النسخ : ومنه ( سُمِّيَ الرّجلُ ) . وقيل : هو من شَجرِ الصَّيْفِ لَيِّنٌ أَغْبَرُ ، له ثَمَرةٌ خَشْنَاءُ كالحَسَكِ . وقال أَبو زيادٍ : العَرْفَجَ : طَيِّبُ الرِّيحِ أَغْبَرُ إِلى الخُضْرَة ، وله زَهرةٌ صَفراءُ ، وليس له حبٌّ ولا شَوْكٌ . قال أَبو حَنيفةَ : وأَخبرني بعضُ الأَعرابِ أَن العَرْفَجةَ أَصلُهَا واسعٌ ، يأْخذُ قِطعَةً من الأَرض تَنْبت لها قُضبانٌ كثيرةٌ بقدْرِ الأَصل ، وليس لها وَرَقٌ ( له بَالٌ ) إِنما هي عِيدَانٌ دِقاقٌ ، وفي أَطرافها زُمَعٌ يَظهر في رُؤُوسها شيءٌ كالشَّعرِ أَصفَرُ . قال : وعن الأَعراب القُدُم : العَرْفَجُ مِثْلُ قِعْدَةِ الإِنسانِ ، يَبْيَضُّ إِذا يَبِسَ ، وله ثَمرةٌ صَفْرَاءُ ، والإِبلُ والغَنَمُ تأْكلهُ رَطْباً ويابساً ، ولَهَبُه شَديدُ الحُمْرةِ ، ويبالَغُ بحُمْرته فيقال : كأَنّ لِحْيَتَه ضِرامُ عَرْفَجَةٍ . وفي حديث أَبي بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( خَرَجَ كأَنَّ لِحْيَتَه ضِرَامُ عَرْفَجٍ ) .
ومن أَمثالِهم : ( كَمَنِّ الغَيْثِ على العَرْفَجَةِ ) ، أَي أَصابَها وهي يابِسةٌ فاخضرَّتْ . قال أَبو زيد : يقال ذالك لمن أَحسنْتَ إِليه ، فقال لك : أَتمُنُّ عَلَيَّ ؟
وقال أَبو عَمرٍ و : إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ ولاَنَ عُودُهُ قِيلَ : قد ثَقَّب عُودُهُ ، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قِيلَ : قد قَمِلَ ، فإِذا ازدادَ قليلاً قِيل : قد ارْقَاطَّ ، فإِذا ازداد شيئاً قِيل : قد أَدْبَى ، فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قِيل : قد أَخْوَصَ . قال الأَزهريّ : ونارُ العَرْفَحِ يُسمِّيها العَرَبُ نَارَ الزَّحْفَتَين ، لأَنّ الذي يُوقِدها يَزْحَف إِليها ، فإِذا اتَّقدَتْ زَحَف عنها . وذكر أَبو عُبَيْدٍ البكريّ : فإِذا ظهرَتْ به خُضْرَةُ النَّبَاتِ قيل : عَرْفَجَةٌ خاضبَةٌ .
____________________

(6/100)



( والعَرَافِجُ ) . بالفَتْح : ( رُمَالٌ لا طَرِيقَ فيها ) .
( وليُّ العَرْفَجَةِ : ضَرْبٌ من النِّكاح ) .
( وعَرْفَجَاءُ ) ، بالمدّ ( : ع ، أَو ماءٌ لبني عُمَيْل ) .
عزج : ( عَزَجَ ) عَزْجاً : ( دَفَعَ . و ) قد يُكنَى به عن النِّكَاح ، يقال : عَزَجَ ( الجارِيَةَ ) : إِذا ( نَكَحَهَا . و ) عَزَجَ ( الأَرْضَ بالمِسْحَاة ) : إِذا ( قَلَبَها ) ، كأَنّه عاقَبَ بينَ عَزَقَ وعَزجَ .
عسج : ( عَسَجَ ) يَعسجُ عَسْجاً وعَسَجَاناً وعَسِيجاً : ( مَدّ العُنُقَ في مَشْيِه ) ، وهو العَسِيجُ ، قال جَرير :
عَسَجْن بأَعْنَاقِ الظِّباءِ وأَعْيُنِ ال
وارْتَجَّتْ لَهُنّ الرَّوادفُ
( و ) من ذالك ( بَعِيرٌ مِعْسَاجٌ ) ، أَو من العَسَج ، وهو ضَرْب من سَيْرِ الإِبلِ .
قال ذو الرُّمَّة يَصِف ناقَتَه :
والعِيسُ مِنْ عَاسِجٍ أَوْ وَاسِجٍ خَبَباً
يُنْحَزْنَ مِنْ جانِبَيْهَا وهْي تَنْسَلِبُ
يقول : الإِبلُ مُسْرِعَات يَضْرِبْن بالأَرْجُل في سَيْرِهِنَّ ولا يَلْحَقْنَ نَاقَتِي ، وسيأْتي في وسج .
( والعَوْسَجَة : ع باليمن ، و ) قال أَبو عَمرٍ و : في بلادِ باهِلَةَ ، ( مَعْدِنٌ للفِضَّة ) ، يقال له : عَوْسَجَةُ .
( و ) العَوْسَجَةُ : ( شَوْكٌ ) . وفي ( اللسان ) : شَجَرٌ من شَجَرِ الشَّوْك ، وله ثَمَرٌ أَحمرُ مُدَوَّرٌ كأَنّه خَرَزُ العَقيقِ . قال الأَزهريّ : هو شَجَرٌ كثيرُ الشَّوْكِ ، وهو ضروبٌ : منه ما يُثْمِر ثَمَراً أَحمرَ يقال له المُقَنَّع فيه حُمُوضَةٌ . قال ابن سِيدَه : والعَوْسَجُ المَحْضُ يَقْصُر أُنْبُوبُه ( ويَصْغُر وَرَقُهُ ) ويَصلُب عُودُه ، ولاَ يَعْظُم شَجَرُه ، فذالك قَلْبُ العَوْسَجِ ، وهو أَعْتَقُه . قال ؛ وهاذا قَوْلُ أَبي حَنيفةَ ،
____________________

(6/101)


( ج ) ، أَراد الجَمْعَ اللّغَويَّ ، ( عَوْسَجٌ ) بلا هاءٍ . قال الشَّمَّاخ :
مُنعَّمة لم تَدْرِ ما عَيشُ شِقْوةٍ
ولم تَغْتَزِلْ يوماً على عُودِ عَوْسَجِ
ومنه سُمِّيَ الرَّجلُ . قال أَعرابيُّ وأَرادَ الأَسدُ أَن يأْكُلَه فلاَذَ بعَوْسَجَةٍ :
يَعْسِجُني بالخَوْتَلَهْ
يُبْصِرُني لا أَحسَبُهْ
أَراد . يَخْتِلني بالعَوْسَجة يَحْسَبُني لا أُبصِرُه . ويقال : إِن جمْعَ العَوْسَجةِ عَوَاسِجُ ، قال الشاعِر :
يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافَى وَاسِجِ
اضْطَرَّهُ اللَّيْلُ إِلى عَوَاسِجِ
عَوَاسِجٍ كالعُجُزِ النَّوَاسِجِ
قال ابن منظور : وإِنما حَمَلْنا هاذا على أَنه جَمْعُ عَوْسَجَةٍ ( لا جَمع عَوْسجٍ الذي هو جَمْعُ عوسَجَةٍ ) لأَن جَمْع الجَمْعِ قليلٌ البَتَّةَ إِذا أَضَفْتَه إِلى جمْع الواحدِ .
( وعَسِجَ المالُ كفَرِحَ : مَرِضتْ ) التأْنيث لأَنّ المراد من المالِ الإِبلُ خاصَّةً ( من رِعْيَتها ) ، بالكسر ، وأَحسن من هذا عبارة المُحكم : وعَسِجَ الدَّابَّةُ يَعْسِجُ عَسَجاناً : ظَلَعَ .
( وعَوْسَجُ : فَرَسُ طُفَيلِ بنِ شُعَيْثٍ ) ، بالثاءِ المثلّثة مُصَغَّراً .
( والعَوَاسِجُ : قبيلةٌ م ) ، أَي معروفة .
( واعْسَجَّ الشَّيْخُ اعْسِجَاجاً : مَضَى ) في حاله ( وتَعوَّجَ كِبَراً ) .
وذو عَوْسَجٍ : موضعٌ ، قال أَبو الرُّبَيْس الثَّعْلَبيّ :
أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ إِنْ تَنْزِلي به
وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الخَلائقِ
وعَوْسَجةُ : اسمُ شاعرٍ مذكور في
____________________

(6/102)


الطَّبقات ، وأَورد له المَيْدَانيّ في الهاءِ قوله ؛
هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بِتَرْكِ
الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرَابُ يَبْكِي
استدركه شيخُنَا رحمه الله تعالى .
عسلج : ( العُسْلُج ) : الغُصْنُ النّاعمُ . وفي ( المحكم ) : العُسْلُج ( والعُسْلُوجُ ، بضمِّهما ) والعِسْلاجُ : الغُصْنُ لِسَنَتِه . وقيل : هو كلّ قَضِيبٍ حَديثٍ . والعُسْلُج والعُسْلُوجُ : ( ما لاَنَ واخْضَرّ من القُضْبانِ ) أَي قُضْبانِ الشَّجَرِ والكَرْم أَوّلَ ما تَنْبُت . ويقال : عَسالِيجُ الشَّجَرِ : عُرُوقُهَا ، وهي نُجُومُها التي تَنْجُم مِن سَنَتها . قال : والعَساليجُ عند العامَّة : القُضْبانُ الحَديثةُ .
( وعَسْلَجَتِ الشَّجَرةُ : أَخْرجَتْه ) ، أَي العُسْلُوجَ . وفي ( الصّحاح ) : أَخْرجَت عَسالِيجَها .
وفي حديث طَهْفَةَ : ( ومات العُسْلُوجُ ) . هو الغُصْمُ إِذا يَبِسَ وذَهَبتْ طَرَاوَتُه ، وقيل : هو القَضِيبُ الحَديثُ الطُّلُوعِ ، يُريد أَن الأَغصانَ يَبِسَتْ وهَلَكَتْ من الجَدْبِ .
وفي حديثِ عَلِيّ : ( تَعْلِيقُ اللُّؤلؤِ الرَّطْبِ في عَسَالِيجها ) : أَي أَغصانهَا . وفي ( اللسان ) : العَسالِيج : هَنَوَاتٌ تَنْبَسَط على وَجْهِ الأَرْضِ كأَنّهَا عُرُوقٌ ، وهي خْضْرٌ ، وقيل : هو نَبْتٌ على شاطىءِ الأَنهارِ يَتَثَنَّى ويَمِيل من النَّعْمَةِ ، قال :
تَأَوَّدُ إِنْ قامَتْ لِشَيْءٍ تُرِيدُه
تَأَوُّدَ عُسْلُوجٍ عَلَى شَطِّ جَعْفَرٍ
( و ) يقال : ( جَارِيَةٌ عُسْلُوجَةُ النَّبَاتِ ) والقَوَامِ : ( نَاعِمَةٌ ) ، وهو مَجَاز .
( و ) العَسَلَّجُ ( كَعَمَلَّسٍ : الطَّيِّبُ من الطّعَام ، أَو الرَّقيقُ منه ) .
( و ) عَسَلَّجُ ( : ة بالبَحْرَيْنِ ) ( وقَوَامٌ عُسْلُجٍ ، بالضَّمّ : قَدٌّ نَاعِمٌ ) قال العَجّاج :
وبَطْنَ أَيْمٍ وقَوَاماً عُسْلُجَا
____________________

(6/103)



وقيل : إِنّما أَراد عُسْلُوجاً ، فخَفَّف .
وشَبَابٌ عُسْلُجٌ : تَامٌّ .
عسنج : ( العَسَنَّجُ ، كعَمَلَّس : الظَّلِيمُ ) ، وهو ذَكَرُ النَّعَامِ . أَوْرَده بانُ منطور ، وأَهمله الجوهريّ .
عشنج : ( العَشَنَّجَ ، كَعَمَلَّسٍ : المُنقبِضُ الوَجْهِ السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) ، بضمَّتين ؛ هاكذا في النُّسخ ، والصواب : السَّيِّىءُ المَنْظَرِ من الرِّجَال ، كما في نُسخة .
عصج : ( الأَعْصَجُ : الأَصْلعُ ) ، قال ابنُ سيده : وهي لُغة شَنْعَاءُ لِقَوْمٍ من أَطرافِ اليَمَن لا يُؤخَذ بها . قلت : ولذا أَهملَه الجوهريّ ، فإِنه ليس على شَرْطِه .
عصلج : ( العَصَلَّجُ ، كعَمَلّسٍ ) : الرَّجُلُ ( المُعْوَجُّ السّاقِ ) ، أَهمله ابن منظور والجوهريّ .
عضثج ، عضفج ، عضنج : ( العُضَائِج كعُلابِطٍ ، والثّاءُ مثلَّثة ، والعُضافِج ، كعُلابِط ) بالفاءِ : ( كلاهما الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) من الإِبل والخَيْل . ( والضَّخْم السَّمِينُ ) .
والذي في ( اللسان ) : عَبْد عَضْنَجٌ بالنّون : ضَخْم ذو مَشافِرَ ؛ عن الهَجريّ هاكذا حكاه : ذو مَشافرَ . قال ابنُ سِيدَه : أُرَى ذالك لِعِظَمِ شَفَتَيه .
قلت : فليُنظَر ذالك إِن لم يكن ما قاله المُصنِّف تَصحيفاً . وسيأْتي فيما بعدُ أَن الضَّخْمَ السَّمينَ هو العُفاضِجُ ، وهاذا مقلوبٌ منه .
عضمج : ( العَضْمَجَةُ ) ، بالميم ( : الثَّعْلَبةُ ) ، هكذا في ( النُّسخ ) ، وقد أَهمله ابن منظور وغيره ، وسيأْتي في عمضج ، وإِن هذا مقلوبٌ منه .
عفج : ( العَفْجُ ) ، بفتح فسكون ، ( وبالكسر )
____________________

(6/104)


وفي بعض النُّسخ بإِسقاط واو العطْف ، والأَوّل الصّوابُ ، ( و ) العَفَجُ ( ، بالتحريك ، و ) العَفِجُ ( ككَتِفٍ ) ، فهاذه أَربعُ لغاتٍ ، وفي ( الصّحاح ) ثَلاثُ لغاتٍ ، فإِنه أَسقطَ منها ما صدَّرَ به المصنّف : وهو المِعَى . وقيل : ما سَفَل منه . وقيل : هو مَكَانُ الكَرِش لِمَا لا كَرِشَ له . والجمعُ أَعْفَاجٌ . وفي ( الصّحاح ) الأَعفاجُ من النّاس والحافرِ والسِّباعِ كلِّهَا : ( ما يَنْتَقِلُ ) ونصّ الصّحاح : ما يَصير ( الطّعامُ إِليه بعدَ المَعِدَةِ ) ، وهو مثلُ المَصَارِينِ لِذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ التي تُؤَدِّي إِليها الكَرِشُ بعد ما دَبَغَتْه ، وفي بعض نسخ ( الصّحاح ) : بعد ما دَفَعتْه . وقال اللّيث : العَفْج من أَمعاءِ البَطْنِ لكُلّ ما لا يَجْتَرّ كالممْرَغة للشَّاة . قال الشاعر :
مَباسِيمُ عن غِبِّ الخَزِيرِ كأَنَّما
يُنَقْنِقُ في أَعْفاجِهِنَّ الضَّفادِعُ
( ج أَعْفَاجٌ ) وعِفَجَةٌ .
وعَفِجَ عَفَجاً فهو عَفِجٌ : سَمنتْ أَعْفَاجُه . قال :
يا أَيُّهَا العَفِجُ السَّمينُ ، وقَوْمُه
هَزْلَى تَجُرُّهمُ بَنَاتُ جَعَارِ
( والأَعْفَجُ : العَظيمُها ) أَي الأَعْفاجِ .
( وعَفَجَ ) بالعَصاء ( يَعّفِجُ ) ، إِذا ( ضَرَبَ . و ) عَفَجَ ( جارِيتَه : جامَعَها ) . وفي ( الصّحاح ) : ورُبما يُكْنَى به أَيضاً عن الجِماع . وعبارة ( اللسان ) وعَفَجَ جاريتَه : نَكَحَها . ( والمِعْفَج ، كمِنْبَرٍ : الأَحمقُ ) الذي ( لا يَضْبِط ؛ الكَلاَمَ والعَمَلَ ) وقد يُعالِج شيئاً يَعيش به على ذالك .
( والِعْفاجُ ) : ما يُضْرَب به .
( والمِعْفَجة : العَصَا ) وقد عَفَجَه بالعَصا يَعْفِجُه عَفْجاً : ضَربَه بها
____________________

(6/105)


في ظَهْرِه ورأْسِه . وقيل : هو الضَّرْب باليَدِ . قال :
وَهَبْتُ لقَومي عَفْجَةً في عَباءَة
ومَنْ يَغْشَ بالظُّلْم العَشِيرَةَ يُعْفَجِ
( والعَفِجَة ، بكسر الفاءِ : نِهَاءٌ ) بكسر النون وفي بعض النسخ : أَنْهَاءٌ ، بزيادة الأَلف ( إِلى جَنْب ) ، وفي نسخة : جانب ( الحِيَاضِ ) ف ( إِذا قَلَصَ ماءُ الحِيَاضِ شَرِبُوا ) مِن ماءِ العَفِجةِ ( واغْتَرفوا منها ) ، وفي بعض النسخ : اغترفوا وشَرِبوا منها ؛ وهو الأَحسن .
( والعَفَنْجَجُ ) ، قال الأَزهريّ : هو بوزْن فَعَنْلل . وبعضُهم يقول : عَفَنَّج ، بتشديد النُّون : وهو الأَخرَقُ الجافي الذي لا يَتَّجِهُ لعَمَلٍ ، وقيل : الأَحمقُ فقطْ . وقال ابن الأَعرابيّ : هو الجافي الخَلْقِ . وأَنشد :
وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولم أَضَعْ
سِهَامَ الصِّبَا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ
قال : المُستميت : الذي اسْتَماتَ في طلَب اللهْوِ والنِّسَاءِ . وقال في مكانٍ آخَرَ : العَفَنْجِيجُ . بإِثْبَاتِ الياءِ وهو الجَافِي الخَلْقِ . وقيل : هو ( الضَّخْمُ الأَحمقُ ) ، قال الراجز :
أَكْوِى ذَوِي الأَضْغَانِ كَيًّا مُنْضِجَا
مِنهمْ وذا الخِنّابةِ العَفَنْجَجَا
والعَفَنْجَجُ أَيضاً : الضَّخْمُ اللَّهازِمِ والوَجَناتِ والأَلْواحِ ، وهو مع ذالك أَكولٌ فَسْلٌ عظيمُ الجُثّةِ ضعيفُ العَقْلِ وقيل : هو الغَليظُ ، مع ما تَقدَّم فيه . قال سيبويهِ : عَفَنْجَجٌ مُلحقٌ بجَحَنْفلٍ ، ولم يكونوا لِيُغيِّروه عن بِنائه ، كما لم يكونوا لِيُغَيِّروا عَفْجَجاً عن بِناءِ جَحْفَلٍ . أَراد بذالك أَنهم يَحفظون نِظامَ الإِلحاقِ عن تَغييرِ الإِدغامِ .
( و ) العَفَنْجَجُ أَيضاً : ( النّاقةُ ) الضَّخْمَةُ المُسِنّةُ . وقيل : هي ( السَّريعةُ ) ، وكذا ناقَةٌ عَنْفَجِيجٌ ، وسيأْتي .
( وتَعفَّجَ ) البَعِيرُ ( في مَشْيِه ) ، وفي بعض النُّسخ : في مِشْيَتِه ، أَي ( تَوَّج ) .
( واعْفَنْجَجَ : أَسْرَع ) .
____________________

(6/106)



( ) ومما يستدرك عليه :
العَفْج : أَن يَفْعَل الرَّجُلُ بالغلامِ فِعْلَ قَوْمِ لُوطٍ عليه السلام .
والمِعْفاجُ : الخَشَبَةُ التي تُغسَل بها الثِّيَابُ .
واعْفَنْجَج الرجلُ : خَرُقَ ، عن السيرافيّ ، كذا في ( اللسان ) .
عفشج : ( العَفْشَج ) ، بالشين المعجمة بعد الفاءِ ( : الطَّوِيلُ الضَّخْمُ ) ، هاكذا في نسختنا ، والصّواب : الثّقِيلُ الوَهِمُ ، كما في نُسخة أُخرى ورجلٌ عَفْشَجٌ : إِذا كان كذالك . قال ابنُ سيده : زَعَمَ الخليلُ أَنّه مَصْنوعٌ . قلت : ولذا لم يذكره الجوهريّ ، لأَنه ليس على شَرْطه .
عفضج : ( العَفْضَج ، بالمُعجَمة ) بعد الفاءِ ، ( كجَعْفَر ، و ) العِفْضاجُ ، مثل ( هِلْقَامٍ ) ، بالكسر ، ( و ) العُفَاضِجُ ، مثل ( عُلابِطِ ) ، بالضَّمِّ : كلُّه ( : الضَّخْمُ السَّمِينُ الرِّخْوُ ) المُنْفَتِقُ اللَّحْمِ .
والأُنْثى عِفْضَاجٌ .
والاسم العَفْضَجَة والعَفْضَج ، بالهاءِ ، وغيرِ الهاءِ ؛ الأَخيرَة عن كُرَاع .
وبَطْنٌ عِفْضاجٌ . وعَفْضَجَتُهُ : عِظَمُ بَظْنِه وكَثرَةُ لَحْمِه .
والعِفْضَاجُ من النِّسَاءِ : الضَّخْمَةُ البَطْنِ المسترْخِيَةُ اللَّحْمِ .
( و ) العَفْضَجُ ، ( كجَعْفَرٍ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) ، لم أَجد هاذا في أُمَّهَات اللغة ، غير أَنهم قالوا : ( و ) يقول العربُ : ( هو مَعْصُوبٌ ما عُفْضِجَ ، بالضُّمّ ) ، وما حُفْضِجَ : أَي ( ما سَمِنَ ) . وعبارةُ ( اللِّسَان ) : إِذا كان شديدَ الأَسْرِ غيرَ رِخْوٍ ولا مُفاضِ البَطْنِ . وقد تقدَّم في حفضج فانظُرْه .
عفنج : ( ) ومما يستدرك عليه هنا :
العَفَنَّجُ ، بالفتح وتشديد النّون :
____________________

(6/107)


وهو الثّقيل من الناس . وقيل : هو الضَّخْم الرِّخْوُ من كُلّ شيْءٍ ، وأَكثَرُ ما يُوص به الضِّبْعَانُ .
علج : ( العِلْجُ ، بالكسرِ : العَيْرُ ) الوَحْشِيّ إِذا سَمِنَ وقَوِيَ . ( و ) العِلْجُ ( الحِمَارُ ) مطلقاً ( و ) يقال : هو ( حِمَارُ الوَحْشِ السَّمينُ القَوِيُّ ) ، لاسْتِعْلاجِ خَلْقِه وغِلَظِه . وكلُّ صُلْبٍ شَدِيدٍ : عِلْجٌ .
( و ) العِلْجُ : ( الرَّغيفُ ) ، عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابِيّ . ويقال : هو ( الغَلِيظُ الحَرْفِ ) .
( و ) العِلْج : ( الرَّجلُ من كُفّارِ العَجَمِ ) ، والقَوِيّ الضَّخْمُ منهم .
( ج عُلُوجٌ وأَعْلاجٌ ) ومَعْلُوجَى ، مقصور ، قاله ابن منظورٍ ، ( ومَعْلُوجاءُ ) ممدود : اسمٌ للجميعِ يَجْرِي مَجْرَى الصِّفةِ عند سيبويه . وفي ( الرَّوض الأُنُف ) للعلاّمة السُّهيليّ ، بعد أَن جَوَّزَ في لَفْظِ مَأْسَدة أَنه جمع أَسَد ، قال : كما قالُوا : مَشْيَخَة وَمَعْلَجَةٌ ، حكى سيبويهِ : مَشْيَخَةٌ ومَشْيُوخاءُ ، ومَعْلَجةٌ ومَعْلُوجاءُ ، قال : وأَلفَيْتُ أَيضاً في النَّبَاتِ مَسْلُوماءَ ، لجماعَة السَّلَمِ ، ومَشْيُوحاءَ بالحَاءِ المهملة للشِّيحِ الكثيرِ . قال شيخُنا : ونقلَ ابنُ مالِكٍ في ( شرح الكافية ) : مَعْبُوداءُ جمع عَبْدٍ ، وسيأْتي للمصنِّف . فهذه خَمْسَةٌ ، والاستقراءُ يَجْمَعُ أَكثرَ ممّا هاهنا . انتهى . ( و ) زاد الجوهريّ في ( جمعه ) ( عِلَجَة ) ، بكسرٍ ففتْح .
( و ) يقال : ( هو عِلْجُ مالٍ ) ، بالكسر ، كما يقال : ( إِزاؤُه ) .
( وعَالَجَه ) أَي الشيْءَ ، ( عِلاَجاً ومُعَالَجَةً : زاوَلَه ) ومَارَسَه . وفي حديث الأَسْلَميّ : ( إِني صاحبُ ظَهْرٍ أُعالِجُه ) أَي أُمارِسه وأُكَارِي عليه ، وفي حديثٍ آخَرَ ( عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها ) . وفي حديثٍ : ( مِنْ كَسْبِه وعِلاَجِه ) . وفي حديث عليَ رَضِيَ اللَّهُ ( أَنه بعثَ برجُلَيْنِ في وَجْهَ وقال : إِنكما عِلْجَانِ فعالِجَا عن دِينِكما ) ، العِلْج :
____________________

(6/108)


هو الرَّجُلُ القَوِيّ الضَّخْمُ . وعالِجَا : أَي مارِسَا العَمَلَ الذي نعدَبْتُكُمَا إِليه واعْمَلاَ به وزَاوِلاَهُ . وكلّ شيْءٍ زَاوَلْتَه ومارَسْتَه فقد عَالَجْتَه .
( و ) عالَجَ المَريضَ مُعَالَجَةً وعِلاَجاً عانَاهُ و ( دَاوَاه ) . والمُعَالِجُ : المُدَاوِي ، سواءٌ عالَجَ جَرِيحاً أَو عَليلاً أَو دَابَّةً . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها : ( أَن عبد الرحمنِ بن أَبي بكْرٍ تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ على رأْسِ أَميالٍ من مَكَّةَ فَجْأَة ، فنقلَه ابنُ صَفْوَانَ إِلى مكّة . فقالت عائشةُ : ما آسَى على شَيْءٍ من أَمرِه إِلاّ خَصْلتَيْنِ : أَنّه لم يُعَالِجْ ، ولم يُدْفَنْ حيثُ ماتَ ) أَرادتْ أَنّه لم يُعَالِجْ سَكْرَةَ المَوْت فتكون كَفّارَةً لذُنُوبه . قال الأَزهريّ : ويكون معناه أَن عِلَّته لم تَمْتدَّ به فيعالِجَ شِدَّةَ الضَّنَى ويُقَاسِيَ عَلَزَ المَوْتِ . وقد رُوِيَ : لم يُعَالَجْ ، بفتح اللاّم : أَي لم يُمَرَّضْ ، فيكون قد نالَه مِن أَلَمِ المَرَض ما يُكفِّر ذُنُوبَه .
( و ) عَالَجَه ف ( عَلجَه ) عَلْجاً : إِذا زَاوَلَه ف ( غَلَبَه فيها ) ، أَي في المُعَالَجَة .
و ( اسْتَعْلَجَ جِلْدُه ) : أَي ( غَلُظَ ) ، فهو مُسْتَعْلِجُ الخَلْقِ .
( ورَجُلٌ علجٌ ، ككَتِفٍ ، وصُرَدٍ ، وخُلَّرٍ ) ، الأَخير بالضّمّ وتشديد الثّاني ، وفي نسخة : ( سُكَّرٍ ) ، وهاذان الأَخِيرَان من ( التهذيب ) : ومعناه ( شديدُ ) العِلاجِ ( صَريعٌ ، مُعَالِجٌ للأُمُور ) . وفي ( اللسان ) : العُلَّجُ : الشَّديدُ من الرّجال قِتَالاً ونِطَاحاً .
( و ) العَلَجُ ، ( بالتَّحْرِيكِ : أَشاءُ النَّخْلِ ) ، عن أَبي حَنيفَةَ ، أَي صِغَارُه . وقد تقدم في حرف الهمزة .
( والعُلْجَانُ ، بالضّمّ : جماعةُ العِضَاهِ ( و ) العَلَجَانُ ( بالتَّحْرِيكِ : اضطرابُ النَّاقَةِ ) ، وقد عَلِجَتْ تَعْلَج .
( و ) عَلَجَانُ ( : ع ) .
( و ) العَلَجُ والعَلَجَانُ ( نَبْتٌ م ) أَي معروفٌ . قيل : شَجَرٌ مُظَللِمُ الخُضْرَةِ وليس فيه وعرَقٌ ، وإِنما هو قُضْبانٌ كالإِنسان القاعدِ ، ومَنْبِتُه السَّهْلُ ، ولا تأْكلُه الإِبلُ إِلاّ مضطَرَّةً ، قال أَبو حَنيفةَ : العَلَج ، عند أَهلِ نَجْد : شَجرٌ لا ورَقَ له ، إِنما هو خيطانٌ
____________________

(6/109)


جُرْدٌ ، في خُضْرتها غُبْرَةٌ ، تءْكُلُها الحَميرُ فتَصفَرُّ أَسنانُها ، فلذالك قيل للأَقْلَحِ : كأَنّ فاهُ فُو حِمَار أَكلَ عَلَجَاناً . واحِدَتُه عَلَجَانَةٌ . قال عبدُ بني الحَسْحَاس :
فبِتْنَا وِسَادَانَا إِلى عَلَجَانَةٍ
وحِقْفٍ تَهَادَاهُ الرِّيَاحُ تَهَادِيَا
قال الأَزْهَرِيّ : العَلَجَانُ : شَجَرٌ يُشْبِه العَلَنْدَى ، وقد رأَيتهما بالبادية ( وناقَةٌ عَلِجَةٌ بكسر اللام أَي شديدةٌ ) وتُجمَع عَلِجَات . وقال :
أَتَاكَ مِنْهَا عَلِجَاتٌ نِيبُ
أَكلْنَ حَمْضاً فالوجوهُ شِيبُ
وقال أَبو دُوَاد :
عَلِجَاتٌ شُعْرُ الفَرَاسِنِ والأَشْ
داقِ كُلْفٌ كأَنَّها أَفْهَارُ
( والعَالِجُ : بَعِيرٌ يَرْعَاهُ ) أَي العَلَجَانَ .
تَعَلَّج الرَّملُ : اعْتَلَجَ .
وعالجٌ : رِمَالٌ معروفة بالبَادِيَة ، كأَنّه منه بعد طَرْحِ الزْائِد ، قال الحارث بن حِلِّزَةَ :
قُلتُ لعَمْرٍ و حينَ أَرْسَلْتُه
وقد حَبَا من دُونِنا عالجُ
لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا
إِنّك لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ
( و ) عالجٌ : ( ع ) بالبادِيَة ( به رَمْلٌ ) . وفي حديث الدُّعَاءِ : ( وما تَحْوِيه عَوَالِجُ الرِّمال ) : هي جمعُ عالِجٍ ، وهو ما تَرَاكَمَ من الرَّمل ودخلَ بعضُه في بعضٍ ) .
( و ) ذكر الجوهَرِيّ في هاذه الترجمةِ ( العَلْجَن ) ، بزيادة النُّون : وهي ( النّاقةُ الكِنَازُ اللَّحْمِ ) ، قال رُؤبَة :
وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ
تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ
____________________

(6/110)



( والمرأَة الماجِنَةُ ) ، كذا في ( التهذيب ) وأَنشد :
يا رُبَّ أُمَ لِصَغيرٍ عَلْجَنِ
تَسرِقُ باللَّيْلِ إِذا لمْ تَبْطَنِ
( وبنو العُلَيج ، كزُبَيرٍ ، وبنو العِلاَج ، بالكسر : بَطْنَانِ ) الأَخِير من ثَقيفٍ . وقد أَنكر بعضٌ تَعريفَهما . ومن الأَخير عَمْرُو بنُ أُميَّةَ .
( واعْتَلَجوا : اتَّخَذوا صِراعاً وقِتَالاً ) . وفي الحديث : ( إِنَّ الدُّعَاءَ لَيَلْقَى البَلاءَ فَيَعْتَلِجَان ) أَي يَتَصَارعانِ . ( و ) اعْتَلَجَت ( الأَرْضُ : طالَ نَبَاتُهَا ) .
والمُعْتَلِجَةُ : الأَرضُ التي اسْتَأْسَدَ نَبَاتُهَا والْتَفَّ وكَثُرَ .
( و ) من المجاز : اعْتَلَجت ( الأَمواجُ : الْتَطَمَتْ ) ، وكذالك اعْتَلَجَ الهَمُّ في صَدْرِه ، على المَثَلِ ( و ) في الحديث : ( ونَفَى مُعْتَلِجَ الرَّيْبِ : ) هو منه ، أَو من اعْتَلَجَت الأَمواجُ .
( و ) العَلَجَانَة ، مُحَرَّكَةً : تُرَابٌ تَجْمَعه الرِّيحُ في أَصْل ( شَجرةٍ ) ، وهاذا لم يذكره ابن منظور ولا الجوهريّ .
( و ) عَلَجَانةُ ( : ع ) . وقد تَقَدَّم أَن ( عَلَجَانَ ) محرّكَةً موضعٌ ، فهما واحدٌ ، أَو اثنان ، فليُحرَّر . ( و ) يقال : ( هذا عَلُوجُ صِدْقٍ ) وعَلُوكُ صِدْقٍ ( وأَلُوكُ صِدْقٍ ) بالفتح في الكُلّ : لما يُؤْكَل ، ( بمعنًى ) واحدٍ . ( وما تَعلَّجْتُ بعَلُوج : ما تَأَلَّكت ) . وفي بعض النسخ : ما تَلَوَّكْت ( بأَلوكٍ ) ، وكذالك ما تَعَلَّكت بعَلُوكٍ .
( ) ومما يستدرك عليه في هاذه المادّة :
العِلْج ، بالكسر : الرَّجُلُ الشديدُ الغليظُ . وقيل : هو كلُّ ذي لِحْيَةٍ .
واسْتَعْلَجَ الرَّجلُ : خَرجَتْ لِحْيَتُه وغَلُظَ واشتَدَّ وعَبُلَ بَدَنُه . وإِذا خَرَجَ وَجْهُ الغُلامِ قيل قد اسْتَعْلَجَ .
____________________

(6/111)



والعِلاجُ : المِراسُ والدِّفاعُ ، واسمٌ لما يُعالَج به .
واعْتَلجَتِ الوَحْشُ : تَضَارَبَتْ وتَمَارَستْ . قال أَبو ذُؤيْبٍ يَصف عَيْراً وأُتُنا :
فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ
فَتَجهدُّ حهيناً في المِراحِ وتَشْمَعُ
وتَعَلَّجَ الرَّمْلُ : اجتمعَ .
ونَاقَةٌ عَلِجَةٌ : كثيرةُ اللَّحْمِ .
والعَلَجَ ، محرَّكةً : نَبْتٌ .
وتَعَلَّجَت الإِبلُ : أَصابَتْ من العَلَجَانِ ، وعَلَّجْتُهَا أَنا : عَلَفْتُها العَلَجَانَ .
علهج : ( العَلْهَجَةُ : تَلْيِينُ الجِلْدِ بالنّارِ ليُمْضَغَ ويُبْلَعَ ) ، وكان ذالك من مأْكل القَوْمِ في المَجَاعاتِ .
( والعَلْهَجُ : شَجَرٌ ) .
( والمُعَلْهَجُ : شَجَرٌ ) .
( والمُعَلْهَجُ ، كمُزَعْفَرٍ ) : الرَّجلُ ( الأَحمقُ ) الهَذْرُ ( اللَّئيمُ ) ، قاله اللَّيث ، وأَنشد :
فكيفَ تُسَامِيني وأَنتَ مُعَلْهَجٌ
هُذَارِمةٌ جَعْدُ الأَنامِلِ حَنْكَلُ
( و ) المُعَلْهَجُ : الدَّعِيُّ ، والذي وُلِدَ من جِنْسَينِ مختلفَيْنِ . وقال ابنُ سيده : وهو الذي ليس بخالِصِ النَّسَب . وفي ( الصّحاح ) : المُعَلْهَجُ : ( الهَجينُ ) بزيادة الهاءِ ، ( وحُكْمُ الجَوْهَرِيّ بزيادةِ هائِه غَلَطٌ ) . قال شيخُنَا : لا غَلَطَ ، فإِن أَئمّةَ الصَّرْفِ قاطِبَةً صَرَّحوا بزيادةِ الهاءِ فيه ، ونقله أَبو حَيَّانَ في ( شرْحِ التَّسْهِيل ) ، وابن القَطّاعِ في تَصْريفه ، وغيرُ واحدٍ ؛ فلا وَجْهَ للحُكْمِ عليه بالغَلَطِ في موافقة الجمهور ، والجَرْي على المشهور . ثم إِنّ هاذه المادّة مكتوبةٌ عندنا بالحُمْرَة ، وكذا في سائر النُّسَخ التي بأَيْدِينا ، بناءً على أَنَّه زادَها على الجَوْهَرِيّ ، وليس كذالك ، بل المادَّة مذكورة في ( الصّحاح ) ثابتة فيه ، فالصّواب كَتْبِهَا بالأَسودِ . والله أَعلم .

____________________

(6/112)


عمج : ( عَمَجَ يَعْمِجُ ) ، بالكسر : قَلْبُ : مَعَجَ ، إِذا ( أَسرَعَ في السَّيْر . و ) عَمَجَ ( سَبَجَ في الماءِ ) .
والعَمُوج ، في شِعْر أَبي ذُؤيبٍ : السابِحُ .
( و ) عَمَجَ : ( الْتَوَى في الطَّرِيق يَمْنَةً ويَسْرَةً ) ، يقال : عَمَجَ في سَيْرِه إِذا سارَ في كلّ وَجْهٍ ، وذالك من النّشاط ( كَتَعَمَّجَ ) .
والتَّعَمُّجُ : التَّلَوِّي في السَّيْر والاعْوِجَاجُ . وتَعَمَّجَ السَّيْلُ في الوادِي : تَعوَّجَ في مَسِيرِه يَمْنَةٍ ويَسْرَةً . قال العَجّاج :
مَيَّاحةً تَميحُ مَشْيَا رَهْوَجَا
تَدَافُعَ السَّيْلِ إِذا تَعَمَّجَا
( والعَمجُ : كجَبَلٍ ، وسُكَّرٍ : الحَيَّة ) ، لتلَوِّيهَا ، الأَوّل عن قُطْرُب .
وتَعَمَّجَت الحَيَّةُ : تَلَوَّت . قال :
تَعَمُّج الحَيَّةِ في انْسِيابِهِ
وقال :
يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُمَّجِ المَنْسوسِ
أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلُوسِ
( كالعَوْمَج ) ، عن كُراع ، حكاها في باب فَوْعَل . قال رؤبَة :
حَصْبَ الغُوَاةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسَا
( و ) يقال ( سَهْمٌ عَمُوجٌ : يَتلوَّى في ذَهَابِهِ ) ، وفي نسخة : في مَسيرِه وفَرَسٌ عَمُوجٌ : لا يَسْتقيمُ في سَيْرِه .
ونَاقَةٌ عُمْجَةٌ وعَمْجَةٌ : مُتَلوِّيَةٌ .
عمضج : ( العَمْضَجُ ) و ( العُمَاضِجُ ) كجَعْفَر وعُلابِطٍ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ من الخَيْل ( والإِبلِ ) ، ومثله في ( اللسان ) ، وقد تقدّم في عضمج .

____________________

(6/113)


عملج : ( ) ومما يستدرك عليه :
عملج عن كراع : المُعَمْلَجُ : الذي في خَلْقِه خَبْلٌ واضطرابٌ ، وهي بالغَيْنِ المعجمة أَكثر .
ورَجلٌ عَمَلَّجٌ ، كعَمَلَّسٍ : حَسَنُ الغِذاءِ . قال الأَزهريّ : الذي رويناه للثِّقاتِ الفُصحاءِ : رجُلٌ غَمَلَّجٌ ، بالغين المعجمة : إِذا كان ناعِماً .
والعَمَلَّجُ : المُعْوَجّ السَّاقَيْنِ ، كذا في ( اللسان ) ، .
عمهج : ( العَمْهَجُ ) والعُمَاهِجُ ( كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ ) : مثل الخامِطِ من اللَّبَن عند أَوْلِ تَغَيُّرِه ؛ قاله أَبو زيد . وقال ابن الأَعرابيّ : العَمَاهِج : الأَلْبَانُ الجامدةُ . وقال اللَّيْث : العُمَاهِجُ : ( اللَّبَن الخاثرُ ) من أَلبانِ الإِبل . وأَنشد :
تُغْذَى بمَحْضِي اللَّبَنِ العُمَاهِجِ
قال ابن سيده : وقيل هو ما حُقِنَ حتّى أَخَذَ طَعْماً غير حامضٍ ، ولم يخالِطْه ماءٌ ، ولم يَخْثُر كلّ الخَثارةِ فيُشْرَب ( و ) العُمَاهِج : الرّجُلُ ( المُخْتَالُ المُتَكبِّر . و ) قال الأَزهريّ : العَمْهَج : ( الطَّوِيلُ ) من كلّ شيْءٍ ويقال : عِنُقٌ عَمْهَجٌ وعُمْهوجٌ . ( و ) قال ابن دريد : العَمْهَجُ : ( السَّريعُ . و ) العُمَاهِجُ : ( المُمْتلِيءُ لَحْماً وشَحْماً ) والضَّخْمُ السَّمِينُ ، لُغَةٌ في المُعْجَمة ، وأَنشد :
مَمْكُورَة في قَصَبٍ عُمَاهِجِ
( كالعُمْهوجِ ) ، بالضّمّ .
( و ) العُمَاهجُ : ( الأَخُضرُ المُلْتفُّ من النَّبَات ) . وأَنشد ابن سيده لجَنْدَلِ بنِ المُثَنّى :
في غُلْوَاءِ القَصَبِ العُمَاهِجِ
ويُروَى : الغُمَالِجِ . ( ج العَمَاهِيجُ ) قال الأَزهريّ : وكلُّ نَباتٍ غَضَ فهو عُمْهُوجٌ . وشَرَابٌ عُمَاهِجٌ : سَهْلُ المَسَاغِ . والعُمَاهِجُ : التَامُّ الخَلْقِ . وقال أَبو عُبيدةَ : من اللَّبَن العَمَاهِيجُ
____________________

(6/114)


والسَّمَاهِيجُ ، وهما اللّذَانِ ليسا بحُلْوَيْن ولا آخِذَيْ طَعْمٍ .
عنج : ( العَنْجُ ) ، بفتح فسكون ( : أَن يَجْذِب الرّاكبُ خِطَامَ البَعِيرِ ) قِبَلَ رَأْسِه ( فَيَرُدَّه على رِجْلَيْهِ ) حتى رُبمَا لَزِمَ ذِفْرَاهُ بقادِمَةِ الرحْلِ . وقد عَنَجَ الشيءَ يَعنِجُه : جَذَبه . وكُلُّ شَيْءٍ تَجْذِبُه إِليك : فقد عَنَجْتَه . وعَنَجَ رأْسَ البَعِيرِ يَعْنِجْه ويَعْنُجه عَنْجاً : جَذَبَه بخِطَامِه حتى رَفَعَه وهو راكبٌ عليه .
وفي الحَديث : ( أَنّ رجلاً سار معه على جَملٍ ، فجعَلَ يَتقدَّمُ القَوْمَ ، ثم يَعْنِجُه حتى يَصيرَ في أُخْرَيَاتِ القَوْمِ ) أَي يَجذِب زِمَامَه ليَقِفَ ، مِن عَنَجَه يَعْنِجُه . إِذا عَطَفَه .
ومنه الحديث أَيضاً : ( وعَثَرتْ ناقَتُه فعَنَجَهَا بالزِّمامِ ) وفي حديث عليّ كرّم الله وَجهه : ( كأَنَّه قِلْعُ دارِيَ عَنَجَه نُوتِيُّه ) أَي عَطَفَه مَلاّحُه . ( كالإِعْنَاج ) .
وأَعْنَجَتْ : كَفّت . قال مُلَيْحٌ الهُذَليّ :
وأَبْصَرْتُهم حتَّى إِذَا ما تَقَاذَفتْ
صُهَابِيَّةٌ تُبْطِى مِراراً وتُعْنِجُ
( والاسمُ العَنَجِ ، مُحَرَّكةً ) وهو الرِّيَاضَةُ ، وفي المَثَل : ( عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنَجَ ) يُضْرَب مثلاً لمن أَخذَ في تَعَلُّمِ شَيْءٍ بعدَمَا كَبِرَ . وقيل : معناه ، أَي يُرَاضُ فيُرَدُّ على رِجْلَيْه . وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً : إِذا رَبَطْت خِطَامَه في ذرَاعَه وقَصَرْته ، وإِنما يُفعَل ذالك بالبَكْر الصَّغيرِ إِذا رِيضَ ، وهو مأْخوذٌ من عِنَاجِ الدَّلْوِ ، كما يأْتي . ( و ) قولهم : شَيخٌ ( شَنَجٌ على عَنَجٍ : أَي شَيْخٌ هَرِمٌ على جَمَل ثَقِيل ؛ وقد تقدَّم : ( وهو أَيضاً الشَّيْخُ ) ، والّذِي في لُغَةِ هُذَيْلٍ : الرَّجلُ ، ( لُغَةً في ) الغين ( المعجمة ) . قال الأَزهَرِيّ : ولم أَسمعه بالغين من أَحدٍ يُرْجَع إِلى عِلْمه ، ولا أَدرِي ما صِحّته .
____________________

(6/115)



( و ) تقول : لا بُدّ للداءِ من عِلاَجٍ ، وللدِّلاءِ من عِنَاجٍ . العِنَاجُ ( ككِتَاب حَبْلٌ ) أَو سَيْرٌ ( يُشَدُّ في أَسْفَلِ الدَّلْوِ العَظِيمَةِ ثمّ يُشَدّ إِلى العَرَاقِي ) جَمعَ عَرْقُوَةِ أَو العَرَاوِي . ( و ) قال : الأَزهريّ : العِنَاجُ : ( خَيْطٌ خَفِيفٌ يُشَدّ في إِحْدَى آذانِ الدَّلْوِ الخفيفةُ إِلى العَرْقُوَةِ ) . وقيل : عِنَاجُ الدَّلْوِ : عُرْوَةٌ في أَسفلِ الغَرْبِ من باطنٍ ، تُشَدّ بوَثَاقٍ إِلى أَعلَى الكَرَبِ ، فإِذا انقَطَعَ الحَبْلُ أَمْسَكَ العِنَاجُ الدَّلْوَ أَن تَقَعَ في البِئْرِ ، وكلّ ذالك إِذا كانَت الدَّلْوُ خَفيفةً ، و ( هو ) إِذا كان في دَلْوٍ ثَقِيلةٍ حَبْلٌ أَو بِطَانٌ يُشَدّ تَحْتَهَا ثم يُشَدّ إِلى العَرَاقِي فيكون عَوْناً للوَذَمِ ، فإِذا انقطعَت الأَوْذَامُ أَمسكَهَا العِنَاجُ . قال الحُطيئةُ يمدحُ قوماً عَقَدُوا لجارِهِم عَهْداً فوَفَوْا به ولم يُخْفِرُوه :
قَوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لِجَارِهِمُ
شَدّوا العِنَاجَ وشَدّوا فوْقَه الكَرَبَا
وهاذه أَمْثَالٌ ضَرَبَهَا لإِيفائهم بالعَهْد .
والجمع أَعْنِجَةٌ وعُنُجٌ .
وقد عَنَجَ الدَّلْوَ يَعْنُجُهَا عَنْجاً : عَمِلَ لَهَا ذالك .
( و ) العِنَاجُ : ( وَجَعُ الصُّلْبِ ) والمَفَاصِلِ ، ( والأَمْرُ ومِلاَكُه ) ، هاكذا في نُسختنا ، وهو وَهْمٌ ، والصّواب : ومن الأَمْرِ مِلاَكُه ؛ ومثلُه في ( الأَساس ) و ( اللسان ) وغيرهما . يقال : إِني لأَرَى لأَمرِك عِنَاجاً : أَي مِلاَكاً ، مَجَازٌ مأْخوذٌ من عِنَاجِ الدَّلْوِ . وفي الحديث : ( إِن الذين وَافَوُا الخَنْدَقَ من المُشْركينَ كانُوا ثَلاثةَ عَسَاكِرَ ، وعِنَاجُ الأَمر إِلى أَبي سُفْيَانَ ) : أَي أَنه كان صاحِبَهُم ومُدبِّرَ أَمْرِهم والقائمَ بشُؤونهم ، كما يَحمل ثِقَلَ الدَّلْوِ عِنَاجُها . ( و ) من المجاز أَيضاً : هاذا ( قولٌ لا عِنَاجَ له ، بالكسر ) : إِذا ( أُرْسِلَ بلا ) ، وفي نُسْخَة : على غير ( رَوِيَّةٍ ) . وأَنشد اللّيث :
____________________

(6/116)



وَبَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ له عِنَاجٌ
كسَيْلِ المَاءِ لَيْسَ له إِتَاءُ
( و ) عن أَبي عُبَيْدٍ : ( العَنَاجِيجُ ) : جمع عُنْجُوجٍ ، كعُنْقُودٍ ، ( جِيَادُ الخَيْلِ ) وقيل : الرّائعُ منه .
وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولَمْ آتِكُمُ
بعَنَاج تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِرّ
يُروى بعَنَاج وبعَناجِي . فمن رواه بعَنَاجٍ فإِنه أَراد بعَنَاجِج ، أَي بعَناجِيجٍ ، فحذف الياءَ للضّرورةِ ، فقال بعَنَاجِجَ ، ثم حَوّلَ الجيمَ الأَخيرَةَ ياءً فصار على وَزْن جَوَارٍ ، فَنَّونَ لنُقْصَانِ البناءِ ، وهو من مُحَوَّلِ التّضعِيفِ . ومن رواه عَنَاجِي ، جعله بمنزلةِ قولِه :
ولِضَفادِي جَمِّهِ نَقَانِقُ
أَراد عَناجِجَ كما أَراد ضَفَادِعَ .
( و ) قد استعملوا العَنَاجِيجَ في ( الإِبلِ ) أَنشد ابن الأَعْرَابيّ :
إِذا هَجْمةٌ صُهْبٌ عَنَاجِيجُ زَاحَمَتْ
فَتًى عِنْدَ جُرْدٍ طاحَ بَينَ الطَّوائحِ
قال اللّيْث : ويكون العُنْجوجُ من النَّجَائِبِ أَيضاً ، وفي الحديث : ( قيل : يا رَسُولَ اللَّهِ ، فالإِبِل ؟ قال : تِلك عَنَاجِيجُ الشَّيَاطِينِ ) أَي مَطَايَاهَا وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ ، وهو النَّجِيبِ من الإِبلِ . وقال ذو الرُّمّة يَصف جَوَارِيَ ، وقد عُجْنَ إِليه رُؤُوسَهنّ يوم ظَعْنِهِنّ :
حَتَّى إِذا عُجْنَ من أَعْنَاقهنّ لَنَا
عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَنَاجِيجِ
وقيل : هو الطّويلُ العُنُقِ من الإِبل والخَيل ، وهو من العَنْجِ : العَطْفِ ، وهو مَثَلٌ ضَربَه لها ، يريد أَنها يُسْرِعُ إِليها الذّعْرُ والنِّفارُ .
( و ) العَنَاجِيجُ : ( من الشَّبَابِ أَوَّلُه ) . وهاذا لم يَذكره ابن منظور ولا غيره .
____________________

(6/117)



( والعَنْجَجُ ، بالفتح ) ، هاكذا عندنا على وزن جَعْفَر في ( النُّسْخ ) ، وهو وَهَمٌ ، والصَّواب : العَنَجْنَج ، بزيادة النّون بين الجيمين ، ومثلُه في ( الصّحاح ) مضبوطاً ، وذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ : وهو ( العَظِيمُ ) . وأَنشد أَبو عَمرٍ و لهِمْيَانَ السَّعْديّ :
عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدحُ
( و ) العُنْجَج ، ( بالضّمّ : الضَّيْمَرَانُ ) من الرَّياحِينِ . قال الأَصمعيّ ولم أَسمعه لغيرِ اللّيث . وقيل : هو الشَّاهِسْفَرَمُ .
( و ) رَجلٌ مِعْنَجٌ ، ( المِعْنَجُ ، كمِنْبَر : المُتَعَرِّضُ للأُمور ) ، وفي بعض النُّسَخ : المُعْتَرِض .
( وعَنْجٌ ) بفتحٍ فسكون ( ويُحَرَّك : جَدُّ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمان ، من كبار أَتباعِ التابعين ) .
( وأَعْنَجَ ) الرَّجُلُ : ( اسْتَوْثَقَ من أُمورِه ) ، وهو كِنَايَةٌ عن الفواءِ بالعُهُود ، ( و ) أَعْنَجَ الرجُلُ ( اشْتَكَى ) من عِنَاجِه ، أَي ( من صُلْبِه ) ومَفَاصِله .
( وعَنَجَةُ الهَوْدَجِ ، محرَّكَةً : عِضَادَتُه عند بابِه ) يُشَدّ بها البابُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
العِنَاجُ : ما عُنِجَ به . وفي ( الأَساس ) عِنَاجُ النّاقَةِ : زِمَامُها ، لأَنّهَا تُعنَجُ به أَي تُجذَب .
والعَنَجُ ، مُحَرَّكَةً : جماعةُ النّاسِ .
ومن المجاز ، وأَعرابيّ فيه عُنْجُهِيَّة : جَفاءٌ وكِبْرٌ .
وفي حديثِ ابن مسعودٍ : فلمّا وضعْتُ رِجْلي على مُذَمَّرِ أَبي جَهْل ، قال : اعْلُ عَنِّجْ . أَراد : اعْلُ عَنِّي ، فأَبدل الياءَ جيماً .

____________________

(6/118)


عنبج : ( العُنْبُج ، بالضّمّ : الأَحْمَقُ ) . وفي ( التهذيب ) : العُنْبُج : الضَّخْمُ ( الرِّخْوُ والثَّقِيلُ ) من الرّجال الذي لا رأْيَ له ( ولا عَقْلَ ) ، وقال أَيضاً : العُنْبُج : الضَّخْمُ الرِّخْوُ الصَّقِيلُ من كلّ شيءٍ ، وأَكثرُ ما يُوصَفُ به الضِّبْعانُ . وقال اللَّيث : العُنْبُج : الثَّقيل من النّاس . وقال غيره : العُنْبُج : الوَتَرُ الضَّخْمُ الرِّخْوُ ( كالعُنْبوجِ ، فيهما ) أَي في المَعْنَيينِ .
( و ) العُنَابِجُ ، ( كعُلاَبِطٍ : الجَافِي ) الغليظُ الثَّقِيلُ .
عنثج ، عنشج : ( العَنْثَجُ ) ، كجَعفرٍ وعُلابِطٍ ، بالثّاء المثلّثة بعد النّون ؛ هاكذا في نسختنا ، والّذِي في ( اللسان ) وغيره بالشّين بدل الثّاءِ : وهو ( الغادِر السَّمِين الضَّخم ) . وفي ( التهذيب ) : العَنْشج : المُتَقَبِّضُ الوَجْهِ السَّيِّىءُ المَنْظَرِ . وأَنشدَ لبِلالِ بنِ جَرِيرٍ ، وبَلَغَه أَن مُوسى بن جَريرٍ إِذا ذُكِرَ نَسَبَه إِلى أُمِّه ، فقال :
يا رُبَّ خالٍ لي أَغَرَّ أَبْلَجَا
من آلِ كِسْرَ يَغْتَدِي مُتَوَّجَا
ليس كَخَالٍ لك يُدْعَى عَنشجَا
هاكذا مضبوطٌ عِندنا في نُسْخَةِ اللسان بكسر العينِ ضبْطَ القَلم ، فليُحَرَّر .
عنفج : ( العَنْفَجِيجُ ) كزَنْجَبيلٍ : ( النَّاقَةُ البَعيدةُ ما بين الفُروجِ ، أَو الحَديدةُ المُنكَرَةُ منها ) ، أَي من النُّوقِ المفهومِ من الناقةِ ( أَو المُسِنَّةُ الضِّخْمَةُ ) . ونَاقَةٌ عَفَنْجَجٌ : عَنْفَجِيجٌ . قال تميمُ بنُ مُقْبِلٍ :
وعَنْفَجِيجٍ يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَهَا
حَرْفٍ طَليحٍ كَرُكْنٍ خَرَّ من حَضَنٍ
____________________

(6/119)



وهذا على أَنّ النون أَصليّة . وقد ذَكَرَه غيرُ واحدٍ من الأَئمة في عفج على أَن النّون زائدة .
عنهج : ( العُنَاهِجُ كعُلابِطٍ : الطَّوِيلُ ) السّريعُ من الإِبل ، لغة في العُمَاهِج ، وقد تقدّم آنفاً .
عوج : ( *!عَوِجَ كفَرِحَ ) *!يَعْوَجُ ( والاسم ) *!العِوَجُ ( كعِنَبٍ ) على القيَاس ، وقد صَرَّح به أَئمّةُ الصّرف . ( أَو يُقَال في ) كلّ ( مُنْتَصِبٍ ) كان قائماً فمالَ ، ( كالحَائِط والعَصَا ) والرُّمْحِ ( : فيه *!عَوَجٌ ، مُحَرَّكَةً ) ، ويقال شَجَرَتُك فيها *!عَوَجٌ شَديدٌ . قال الأَزهَريّ : وهذا لا يجوز فيه وفي أَمثاله إِلاّ *!العَوَج وفي ( الصّحاح ) : قال ابن السِّكِّت : وكلّ ما يَنْتَصِب كالحائط والعُود قيل : فيه *!عَوَجٌ ، بالفتح . ( و ) ما كان ( في نَحْو الأَرضِ والدِّين ) : فيه *!عِوَجٌ ( كعِنَبٍ ) . *!وعاجَ *!يَعوجُ إِذا عَطَفَ . والعِوَجُ في الأَرض : أَن لا تَستويَ . وفي التنزيل : { 6 . 007 لا ترى فيها *!عِوَجاً اءَمتا } ( طه : 107 ) . قال ابن الأَثير وقد تكرّر ذكرُ العوَج في الحديث اسماً وفعْلاً ومصدراً وفاعلاً ومفعولاً وهو بفتح العين مختصٌّ بكلِّ شخصٍ مَرْئِيَ كالأَجسام ، وبالكسر ، بما ليس بمَرْئِيَ كالرَّأْي والقَوْل . والأَوّل أَكثرُ . ومنه الحديث : ( مَتّى يقيم به المِلَّةَ *!العَوْجَاءَ ) ، يعني مهلَّةَ إِبراهيمَ على نَبِّينا وعليه الصَّلاةُ والسلام ، والّتي غَيَّرتْهَا العربُ عن استقامتها . والعِوَجُ بالكسر : في الدِّين . تقول : في دينه عوَجٌ ، وفيما كان *!التَّعْويجُ يكثرُ ، مثلُ الأَرض والمَعَاش . وفي التنزيل : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ
____________________

(6/120)


الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ *!عِوَجَا } قَيِّماً ( الكهف : 1 ، 2 ) قال الفرّاءُ : معناه : الحمدُ لله الذي أَنزل على عبده الكتاب قَيِّماً ولم يَجْعَلْ له عِوَجاً ، وفي تأَخيرٌ أُريدَ به التّقْديمُ .
*!وعِوَجُ الطّريقِ وعَوَجُه : زَيْغُه . وعِوَجُ الدِّينِ والخُلُقِ : فَسادُه ومَيْلُه ، على المَثَل .
والفِعْلُ من كُلّ ذالك : عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً .
قال الأَصمعيّ : يقال : هاذا شيءٌ *!مُعْوَجٌّ ، ( وقد *!اعْوَجَّ *!اعْوجَاجاً ) ، على افْعَلَّ افْعلالاً . ولا يقال : *!مُعَوَّجٌ ، على مُفَعَّلٍ ، إِلاّ لعُودٍ أَو شيْءٍ رُكِّب فيه العاجُ .
( *!وعَوَّجْتُه ) : عَطَفتُه ، (*! فتَعَوَّجَ ) : انعَطَفَ . قال الأَزهريّ : وغيره ( يُجيز ) *!عَوَّجْت الشْيءَ*! تَعْويجاً *!فتَعَوَّجَ : إِذا حَنَيْته ، وهو ضِدّ قَوَّمْته ، فأَمّا إِذا انْحنَى من ذاته فيقال : اعْوَجّ *!اعْوجَاجاً . يقال عَصاً *!مُعْوَجّةٌ ، ولاَ تقلْ : مِعْوَجَّة . يقال عَصاً مُعْوَجّةٌ ، ولاَ تقلْ :*! مِعْوَجَّة ، بكسر الميم ؛ ومثله في ( الصّحاح ) .
( *!والأَعْوَجُ ) لكلّ مَرْيّ ، والأُنثى *!عَوْجاءُ ، والجماعَة *!عُوجٌ .
ورجل *!أَعْوَجُ بَيِّنُ العَوَجِ : وهو السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) .
( و ) أَعْوَجُ ( بلا لامٍ : فَرَسٌ ) سابقٌ رُكِبَ صَغيراً *!فاعْوجَّتْ قَوائمُه . *!والأَعْوَجِيَّة منسوبةٌ إِليه . قال الأَزْهَريّ والأَعْوَجِيّة منسوبةٌ إِلى فَحْل كان يقال له أَعْوجُ ، يقال : هاذا الحِصَانِ من بَنَاتِ أَعْوَجَ . وفي حديثٍ أُمِّ زَرْعٍ : ( رَكِبَ *!أَعْوَجيًّا ) : أَي فرساً منسوباً إِلى أَعْوَجَ ، ( و ) هو فَحْلٌ كريمٌ تُنْسَب الخَيْلُ الكرَامُ إِليه . وأَما قوله :
أَحْوَى من *!العُوجِ وَقَاحُ الحافرِ
فإِنه أَرادَ : من وَلَدِ أَعْوَجَ ، وكَسَّرَ أَعْوَجَ تكسيرَ الصِّفات ، لأَن أَصلَه الصَّفَةُ . وفي ( الصّحاح ) : أَعْوَجُ : اسمُ فرسٍ كان ( لبني هِلال ) بن عامرٍ ( تُنْسَب إِليه *!الأَعْوَجِيّات ) ، وبَنات *!أَعْوَجَ وبنات *!عُوجٍ . قال أَبو عُبيدةَ : ( كان أَعْوَجُ ( لكِنْدَةَ ،
____________________

(6/121)


فأَخذَتْهُ ) بنو ( سُلَيمٍ ) في بعضِ أَيّامهم ، ( ثم صار إِلى بني هِلالٍ ) ، وليس في العرب فَحْلٌ أَشْهَر ولا أَكثر منه نَسْلاً ( أَو صار إِليهم ) أَي إِلى بني هلال ( من بني آكِلِ المُرَارِ ) . وهاذا القولُ ذكرَه الأَصمعيّ في كتاب الفَرَس ( و ) قال المُبَرِّدُ : أَعوَجُ : ( فَرسٌ لَغنيّ بن أَعْصُرَ ) رُكِبَ صَغِيراً قَبْلَ أَن تَشْتَدّ عِظَامُه فاعوَجَّت قوائمُه ، وقيل : ظَهْرُه . وفي ( وَفيات الأَعْيَان ) لابن خِلِّكان : أَنه سُمِّيَ أَعْوَجَ لأَنهم حَملوه في خُرْجٍ ، وهَربوا به لنَفاسَته عندهم ، وهم في غارةٍ شُنَّتْ عليهم ، *!فاعْوَجّ في ذالك الخُرْج . قال شيخُنا : وهو الذي اعتمده كثيرٌ من أَرْباب التَّواريخ .
وذَكَرَ الواحديّ في شرح ديوان أَبي الطّيّب المتنبّي من عجائب سيَرِ أَعْوَجَ وأَخْبَارِه أُموراً لا تَسَعُهَا العُقُولُ .
وفي كتاب ( الفَرْق ) لابن السِّيدِ : الخَيْلُ المعروفةُ عند العرب بناتُ *!الأَعْوَجِ ولاحقٍ وبناتُ العَسْجَديّ وذي العُقال وداحس والغَبْراءِ والجَرَادَة والحَنْفَاءِ والنَّعامة والسَّماءِ وحامِل والشَّقراءِ والزَّعْفران والحَرُون ومَكْتوم والبطون والبُطَين وقُرْزُل والصَّريح والزَّبِد والوُحَيْف وعَلْوَى .
قال شيخُنا : وأُمُّ أَعْوَجَ يقالَ لها سَبَلُ ، وكانت لغَنيّ أَيضاً .
ثم ظاهرُ المصنّفِ كالجوهريّ ، وأَكثرُ اللغويين وأَرباب التصانيف في الخَيْل أَنّ أَعوجَ إِنّما هو واحدٌ . وقال جماعة : إِنهما أَعوجانِ ، هاذا الذي ذكرناه ابنُ سَبَلَ ، هو أَعْوَجُ الأَصغَرُ . وأَمّا أَعْوَجُ الأَكبرُ فهو فَرَسٌ آخَرُ يقال له : العجوس وهو ولَدُ الدينارِ ، وولدَت الدينار زاد الرَّكْب فرس سُليمان
____________________

(6/122)


بن داوودَ عليهما الصّلاة والسّلام ، بقيت من الخَيْل التي خرجَت من البحر ، وكان أَعطاه قوماً وَفَدوا عليه وقال لهم : تَصَيَّدُوا عليه ما شِئتم ، وكانوا من جُرْهُم ، فكان لا يَفوته شيءٌ فسُمِّيَ زاد الرَّكْب . انتهى .
( *!والعَوْجاءُ : الضَّامِرةُ من الإِبل ) ، قال طَرَفةُ :
وإِنّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضَارِهِ
*! بعَوْجاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدِي
ويقال : ناقَةٌ *!عَوْجَاءُ : إِذا عَجِفَت*! فاعْوَجّ ظَهْرُهَا ( و ) العَوْجَاءُ : اسمُ امرأَةٍ و ( هَضْبةٌ تُناوِحُ جَبَلَىْ طَيِّءٍ ) سُمِّيَتْ به لأَنّ هاذه المرأَةَ صُلِبتْ عليها ، ولها حديثٌ تقدّم بعضُه في أَوّل الكتاب عند ذكر أَجإٍ ( و ) العوجاءُ : ( فرسُ عامرِ بنِ جُوَيْنٍ الطَّائِيّ ) ، صوابه : عَمرو بن جُوَين ، وكَوْنُ أَنّ العَوجاءَ فرسٌ له لم يَذْكروه ، وغايةُ ما يقال : إِن المصنّف أَخَذه من قوله :
إِذَا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعَابِهَا
عليَّ وأَمْسَتْ بالعَمَاءِ مُكَلَّلهْ
وأَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ يَهتَزُّ جِيدُهَا
كجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحتْ مُتَبَذِّلَهْ
وبعضُهُم يَرويه لامرىء القَيْسِ فالمراد *!بالعَوْجاءِ هنا أَحدُ أَجْبُلِ طيّىء لا الفرس ، فليُحرَّرْ . ( و ) العَوْجاءُ : ( اسمٌ لمواضِعَ ) منها قَرْيَةٌ بمصرَ . ( و ) العَوْجَاءُ : ( القَوْسُ ) .
( وعَاجَ ) الشيءَ ( عَوْجاً ) وعِيَاجاً ، *!وعَوَّجَه : عَطَفَه . ويقال : *!عُجْتُه *!فانْعَاجَ أَي عَطَفْته فانْعَطفَ ، ومنه قول رُؤبة :
*!وانْعَاج عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ
وعاجَ بالمكان ، وعليه ، عَوْجاً وعَوَّجَ *!وتَعَوَّجَ : عَطَفَ .
وعَاجَ بالمكان *!يَعُوجُ *!عَوْجاً ( *!ومَعَاجاً ) بالفتح : ( أَقَامَ ) به ، وفي حديث إِسماعيل عليه السلام : ( ( هل ) أَنتم عائِجون ) ، أَي
____________________

(6/123)


مُقِيمون ، يقال : عاجَ بالمكان ، *!وعَوَّجَ : أَي أَقامَ . وعاجَ غيرَه بالمكان يَعُوجُه ، ( لازم ، مُتَعَدّ ) ، وفي بعض النُّسَخ : لازمٌ ويَتَعَدَّى ، ومنه حديث أَبي ذَرّ : ( ثم عَاجَ رأْسَه إِلى المَرْأَة ، فأَمَرَها بطعامِ ) ، أَي أَمالَه إِليهما والتَفَت نحوَهَا . ( و ) عاج عَلَيْه ( وَقَفَ ) . والعائج : الواقِف . وأَنشد في ( الصّحاح ) .
*!عُجْنَا على رَبْعِ سَلْمَى أَيَّ تَعْرِيجِ
وَضَعَ التَّعْرِيجَ موضِعَ العَوْجِ إِذا كان معناهما واحداً .
( و ) عاجَ عنه : إِذا ( رَجَعَ ) . قال ابن الأَعْرَابيّ : فلانٌ ما يَعُوجُ عن شيْءٍ أَي ما يرْجِع عنه .
( و ) عاجَ : ( عَطْفَ رَأْسَ البَعِيرِ بالزِّمامِ ) وكذا الفَرَسَ . ومنه قول لبيد :
*! فعاجُوا عليه مِنْ سَوَاهِمَ ضُمَّرِ
وعَاجَ نَاقَتَه ، *!وعَوَّجَهَا ، *!فانْعَاجتْ *!وتَعَوَّجَتْ : عَطَفها ، أَنشد ابن الأَعرابيّ :
*!عُوجُوا عليَّ *!وعَوِّجوا صَحْبِي
عَوْجاً ولا *!كَتَعوُّجِ النَّحْبِ
*!عَوْجاً متعلّق *!بعُوجُوا لا *!بعَوِّجُوا ، يقول : عُوجُوا مُشَارِيكنَ لا مُتفارِدين متكارِهِين كما يَتكارَهُ صاحبُ النَّحْبِ على قَضَائِه . وفي ( اللسان ) : والعَوْجُ : عَطْفُ رأْسِ البَعِيرِ بالزِّمَامِ أَو الخِطَامِ . تقول : *!عُجْتُ رأْسَه *!أَعُوجُه عَوْجاً . قال والمرأَةُ تَعُوجُ رأْسها إِلى ضَجِيعها . وعاج عُنُقَه عَوْجاً : عَطَفَه . قال ذو الرُّمّة يصف جَوارِيَ قد *!عُجْنَ إِليه رُؤُسَهنّ يومَ ظَعْنِهنّ :
حتَّى إِذا عُجْنَ من أَعناقهنّ لَنَا
عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَنَاجِيحِ
أَراد بالعَنَاجِيج هنا جِيَادَ الرِّكَابِ ، واحِدُهَا عُنْجُوجٌ . ويقال
____________________

(6/124)


لجِيَادِ الخيلِ : عَنَاجِيجُ أَيضاً ، وقد تقدّم .
( *!وعاجِ مبنيّةً بالكسر ) على التّعريفِ ( : زَجْرٌ للنّاقَة ) وينوّن على التنكير . قال الأَزهريّ : يقال للناقَة في الزَّجْر : عاجِ ، بلا تنوينٍ فإِن شِئتَ جزمْت على تَوَهُّمِ الوُقُوفِ . يقال : *!عَجْعَجْتُ بالناقَة : إِذا قلت لها : *!عاجِ عاجِ . قال أَبو عُبَيْدٍ : ويقال للنّاقَة : عاجٍ وجَاه ، بالتنوين ، قال الشاعر :
كأَنِّيَ لم أَزْجُرْ بِعَاجٍ نجِيبةً
ولم أَلْقَ عن شَحْطٍ خَليلاً مُصافِيَا
قال الأَزهريّ : قال أَبو الهيثم فيما قرأْتُ بخطّه : كلُّ صَوّتٍ يُزْجَر به الإِبلُ فإِنه يَخْرُجُ مجزوماً ، إِلاّ أَن يَقعَ في قافيةً فيُحرَّك إِلى الخفض ، تقول في زَجرِ البعير : حَلْ حَوْبْ ، وفي زجْر السَّبُعِ : هَجْ هَجْ ، وجَهْ جَهْ ، وجاهْ جاهْ ، فإِذا حَكَيْتَ ذالك قلتَ للبعير : حَوْبْ أَو حَوْب ، وقلت للناقة : حَلْ أَو حَلٍ .
وقال شَمِرٌ : يقال للمَلكِ : *!عاجٌ . قال : وأَنشدني ابنُ الأَعرابيّ :
وفي العاجِ والحِنّاءِ كَفُّ بَنَانِهَا
كَشَحْمِ القَنَا لمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
قال الأَزهريّ : والدّليل على صِحَّة ما قال شَمِرٌ في العاج أَنه المَسَكُ ما جاءَ في حديثٍ مرفوعٍ : ( أَن النبيّ صلى الله عليه وسلمقال لثَوْبانَ : اشْتَرِ لفاطِمَةَ سِوَارَيْنِ من عاجٍ ) . لم يُرِد *!بالعَاجِ ما يُخْرَط من أَنْيَابِ الفِيَلَة لأَنّ أَنيابَها مَيتَة ، ( و ) إِنما ( العَاجُ : الذَّبْلُ ) ، وهو ظَهْرُ السُّلَحْفاةِ البَحْرِيّة . وفي الحديث : ( أَنه كان له مُشْطٌ من العاجِ ) . العاجُ : الذَّبْلُ وقيل : شيْءٌ يُتَّخَذ من ظَهْرِ السُّلَحْفَاةِ البَحْريّة . فأَمّا العاجُ الذي هو للفِيل فنَجِس عند الشّافِعِيّ ، وطاهِرٌ عند أَبي حنيفة ؛ كذا في ( اللسان ) . قلت : والحَدِيث حُجَّةٌ لنا . وقال ابنُ قتيبةَ والخَطّابيّ : الذَّبْل : هو عَظْمُ السُّلَحْفَاةِ البَرِّيّة والبَحْريّة .
____________________

(6/125)


وقيل : كلُّ عَظْمٍ عند العَرَبِ عاجٌ . وقال ابنُ شُمَيلٍ : المَسَكُ من الذَّبْلِ ومن العَاجِ كهيئةِ السِّوَارِ تَجْعَلُه المرأَةُ في يَدَيْهَا ، فذالك المَسَكُ . [ قال والذَّبْلُ : القَرْنُ ، فإِذا كان من عاجٍ فهو مسَكٌ وعاجٌ ووَقْفٌ ، وإِذاكان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غيرُ . وقال الهُذَلّي .
فجَاءَتْ كَخَاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجَةً
ولا جَاجَةً منها تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ
*!فالعاجَة : الذَّبْلَةُ . والجَاجَة : خَرَزَةٌ لا تُسَاوي فَلْساً ، وقد تقدّم .
( و ) العَاجُ : ( النّاقَةُ اللَّيِّنَةُ الأَعْطَافِ ) هاكذا في النُّسخ ، وفي أُخرَى : اللَّيِّنةُ الانْعِطَافِ . وفي ( اللسان ) عاجٌ : مِذْعَانٌ لا نَظِيرَ لها في سُقُوطِ الهَاءِ كانت فَعْلاً ، أَو فَاعِلاً ذهبَتْ عينُه . قال الأَزهَرِيّ : ومنه قولُ الشاعر :
تَقَدَّى بِيَ المَوْمَاةَ عاجٌ كأَنَّهَا
( و ) العَاجُ : ( عَظْمُ الفِيلِ ) ولا يُسَمَّى غيرُ النّابِ *!عاجاً ، كذا قاله ابن سيده والقَزّاز ، وسَبَقَهُمْ اللّيْث . وفي ( المصْباح ) : العاجُ : أَنْيَابُ الفِيَلَة . ( ومن خواصِّه أَنه إِنْ بُخِّرَ به الزّرعُ أَو الشّجرُ لم يَقْرَبْه دُودٌ ، وشارِبَتُه كلَّ يومٍ دِرْهَمَيْن بماءٍ وعَسَلٍ إِن جُومعَت بعدَ سبعةِ أَيّامٍ ) من شُرْبهَا مَع المُدَاوَمَة عليها ذَهَب عُقْرُهَا و ( حَبِلَتْ ) ؛ نقلَه الأَطِبّاءُ .
( وصاحِبُه ) من الصّحاح ( وبائعُه ) ، حكاه سيبويه ، ( *!عَوّاجٌ ) .
( وذو عَاجٍ : وادٍ ) .
( وَ*!عَوَّجَه ) أَي الإِناءَ ( *!تَعْويجاً : رَكَّبَه ) أَي العاجَ ( فيه ) . ومنه إِناءٌ *!مُعَوَّجٌ ، قال المَعَرِّيُّ :
*!فَعُجْ يَدَكَ اليُمْنَى لتَشْرَبَ طاهراً
فقد عِيفَ للشّرب الإِناءُ *!المُعَوَّجُ
____________________

(6/126)



قال شُرّاحه : أَي الإِناءُ الّذي فيه العَاجُ ، وهو عَظْمُ الفِيل .
( *!وعُوجُ بنُ عُوقٍ ) ، بضمّهما لا عُنُق ، كما يأْتي للمصنّف في عوق . قال اللّيث : هو ( رَجُلٌ ) ذُكِرَ أَنه كان ( وُلِدَ في مَنزلِ ) أَبينا أَبي البَشَر ( آدَمَ ) عليه السلامُ ( فعَاشَ إِلى زَمَنِ ) السيِّدِ الكَلِيمِ ( موسَى ) عليه السّلامُ ، وأَنه هَلَكَ على يَدَيْه ( وذُكِرَ من عِظَمِ خَلْقِه شَنَاعَةٌ ) . قال القَزّازُ في جامِعِ اللُّغَة : عُوجُ بنُ عُوقٍ : رجُلٌ من الفَرَاعِنَةِ ، كان يُوصَف من الطُّولِ بأَمْرٍ شَنِيعٍ . قال الخَلِيل رحمه الله : ذُكِرَ أَنه إِذا قام كان السّحَابُ له مِئْزراً ، وذُكِر أَنه صاحِبُ الصَّخْرَةِ التي أَراد أَن يُطبِقها على عَسْكَرِ موسى عليه السلام .
( *!والعَوِيج ) كأَمِيرٍ : ( فَرَسُ عُرْوَةَ بن الوَرْدِ ) المعروفِ بعُرْوَةِ الصَّعالِيكِ . ( *!والعَوَجَانُ ، محرّكَةً : نَهْرٌ ) .
( وجَبَلاَ عُوجٍ ، بالضّمّ : جَبَلانِ باليَمَن ) .
( ودَارَةُ *!عُوَيج، كزُبَيرٍ ، م ) .
( ) ومما يستدرك عليه من المادة :
*!العَوْجُ : الانعِطَافُ .
*!وعُجْتُ إِليه *!أَعُوجُ *!عِيَاجاً *!وعِوَجاً ، وأَنشد :
قِفَا نَسْأَلْ مَنَازِلَ آلِ لَيْلَى
مَتَى عِوَجٌ إِلَيْهَا وانْثِناءُ ؟
*!وانْعَاجَ : انعطَفَ .
ويقال : نَخِيلٌ عُوجٌ : إِذا مَالَتْ . قال لَبيدٌ يَصِف عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقَه إِيّاهَا :
إِذَا اجْتَمَعَتْ وأَحُوَذَ جانِبَيْهَا
وأَوْرَدَهَا على عُوجٍ طِوَالِ
فقال بعضهم : أَوْرَدَهَا على نَخِيل نابِتَةٍ على الماءِ قد مالتْ*! فاعوَجَّت لكثرةِ حِمْلِهَا . وقيل : معنى قولِه : على عُوجٍ أَي على قَوَائِمها العُوجِ ، ولذالك قيلَ للخَيْلِ عُوجٌ . ويقال لقَوائِمِ الدّابةِ : عُوجٌ . *!والتّعْوِيج فيها : التَّجْنِيبُ ، ويُسْتَحَبّ ذالك فِيها . قال ابنُ سيدَه : *!العُوجُ : القَوائمُ ،
____________________

(6/127)


صِفةٌ غالبةٌ . وخَيلٌ عُوجٌ : مُجَنَّبة ، وهو منه .
وأَعْوَجُ : فَرَسُ عَدِيِّ بنِ أَيُّوبَ .
وعاجَ به : مالَ وأَلَمَّ به ومَرَّ عليه .
وامرأَةٌ عَوْجَاءُ : إِذا كان لها وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لتُرْضِعَه . ومنه قول الشاعر :
إِذَا المُرْغِثُ *!العَوْجَاءُ بات يَعُزُّهَا
على ثَدْيِهَا ذُو وَدْعَتَيْنِ لَهُوجُ
ومالَه على أَصحابِه تَعْوِيجٌ ولا تَعْرِيجٌ : أَي إِقامةٌ .
وناقةٌ عائِجَةٌ : لَيِّنَةُ الانْعِطَافِ .
والعُوجُ : الأَيّامُ . وبه فُسِّرَ قولُ ذي الرُّمّة :
عَهِدْنَا بها لو تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى
رِقَاقَ الثَّنَايَا واضِحَاتِ المَعَاصَمِ
وقال شَمِرٌ : قال زَيْدُ بنُ كُثْوَةَ : من أَمثالهم : ( الأَيّامُ عُوجٌ رَوَاجِعُ ) ، يقال ذلك عند الشَّماتَة ، يقولُها المَشْموتُ به ، أَو تُقال عنه ، وقد تُقَال عندَ الوَعِيدِ والتهدُّدِ . وقال الأَزهريّ : عُوجٌ هنا : جمعُ أَعْوَجَ ، ويكون جَمْعاً *!لعَوْجَاءَ ، كما يقال : أَصْوَرُ وصُورٌ ، ويجوز أَن يكون جمعَ *!عائِجٍ فكأَنّه قال عُوُجٌ على فُعُلٍ فخَفَّفه .
ودَارَةُ العُوجِ : مَوْضِع .
وأَعْوَجُ : اسم حَوْضٍ . وبه فُسِّر ما أَنشده ثعلب :
إِنْ تأْتِني وقد ملأَتُ أَعْوَجَا
أُرْسِلُ فيها بازِلاً سَفَنَّجَا
*!والعُوَيجاءُ : نَوْعٌ من الذُّرَة .
وسُفْيَانُ بنُ أَبي العَوْجَاءِ : مَدَنيٌّ من التابعين .
وإِسماعيلُ ذو *!الأَعْوَجِ : في عَمُودِ نَسبِه صلى الله عليه وسلم ذكرَه السُّهَيْليُّ في ( الرَّوْض ) ، *!والأَعْوَجُ .
____________________

(6/128)


فرَسُه ، وأَنه هو الّذي يُنسب إِليه الخَيْلُ ، وكان لغَنِيّ بن أَعْصُرَ ، وهو جَدُّ داحِسٍ المذكورِ في حَرْبِ داحسٍ والغَبْراءِ .
وفي مَعَارِف ابن قُتَيْبةَ : أَبو العاجِ السُّلَميّ : كان عاملاً على البَصْرة اسمُه كثيرُ بنُ عبدِ الله ، قيل له : أَبو العَاجِ ، لثَنايَاه .
عهج : ( العَوْهَجُ ) والعَمْهَجُ : ( الطَّويلةُ العُنُقِ من الظِّلْمانِ ) ، جمع ظَليمٍ ، وهو ذَكَرُ النَّعَامِ ، ( و ) من ( النُّوقِ والطِّبَاءُ ) . ويقال للنّعامة : عَوْهَجٌ . ( و ) قيل : هي ( النَّاقَةُ الفَتِيَّةُ ) . وقيل : هي التَامّة الخَلْقِ . وقِيل : هي الحَسَنَةُ اللَّوْنِ الطويلَةُ العُنُقِ فقطْ . وقد يُوصف الغَزالُ بكلّ ذالك . وامرأَة عَوْهَجٌ : تامَّةُ الخَلْقِ حَسَنَةٌ . وقيل : الطَّوِيلةُ العُنُقِ . قال :
هجَانُ المَحَيّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ
من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنَائقِ
( و ) قيل : العَوْهَجُ : ( الطَّوِيلةُ الرِّجْلَيْنِ من النَّعَامِ ) . قال العَجّاج :
في شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زِفَ عَوْهَجَا
كأَنه أَراد الطويلةَ الرِّجْلَيْنِ ؛ كذا في ( اللسان ) . ( و ) العَوْهَجُ : ( الظِّبْيَةُ ) التي ( في حَقْوَيْهَا خُطَّتَانِ سَوْدَاوَانِ ) ، ومثله في ( اللسان ) . ( و ) قال البُشْتَيّ : العَوْهَجُ : ( الحَيَّةُ ) في قول رؤبة :
حَصْبُ الغُوَاةِ العَوْهَجَ المَنْسوسَا
قال أَبو منصور : وهاذا تَصحيفٌ ، دَلّك على أَن صاحِبَه أَخذَ عَرَبِيَّته من كُتُبٍ سُقيمةٍ ، وأَنه كاذبٌ في دَعْوَاه الحِفْظَ والتَّمْييزَ . والحَيَّة يقال لها : العَوْمَج ، بالميم . ومن قال : العَوْهَج ، فهو جاهِلٌ أَلْكَنُ . وهاكذا رَوَى الرُّواةُ بيتَ رُؤبَةَ ، وقد تقدّم في ترجمة عمج . ( و ) عَوْهَجٌ : ( فَحْلُ إِبل كان لمَهْرَةَ ) ، كان موصوفاً بحُسْن حِلْقَته .
____________________

(6/129)



( والعَوَاهِجُ : قَوْمٌ من العَرَبِ ) قال :
يا رُبَّ بَيضاءَ مِنَ العَوَاهِجِ
شَرّابَةٍ لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ
تَمْشِي كمَشْيِ العُشَرَاءِ الفاسِجِ
حَلاَّلةٍ للسُّرَرِ البَواعِجِ
( كَأَنَّ رِيحاً مِنْ خُزَامَى عالِجِ )
تُطْلَى به دُونَ الضَّجِيعِ الوالِجِ
عيج : ( ما *!أَعيجُ به ) وما *!أَعِيج من كلامِه بشيْءٍ ( : ما أَعْبأُ ) به . وبنو أَسَدٍ يقولون : ما أَعُوجُ بكلامِه ، أَي ما أَلتفتُ إِليه .
*!والعَيْجُ : شِبْهُ الاكْتِرَاث .
وقال أَبو عَمرٍ و : *!العِيَاجُ : الرُّجُوعُ إِلى ما كُنتَ عليه . ويقال : ما أَعِيج به *!عُيُوجاً : أَي ما أَكْتَرثُ له ولا أُبَالِيه وأَنشدوا :
ومَا رَأَيْتُ بها شيئاً أَعِيجُ به
إِلاّ الثُّمَامَ وإِلاَّ مَوْقِدَ النّارِ
تقول : عَاجَ به *!يَعِيج *!عَيْجُوجَةً فهو *!عائجٌ به . قال ابن سيده : ما عَاجَ بقولِه عَيْجاً وعَيْجُوجةً : لم يَكْتَرِثْ له أَو لم يُصَدِّقْه .
( وما *!عِجْتُ به : لم أَرْضَ به ) . وما *!عاجَ به *!عَيْجاً : لم يَرْضَه ( و ) ما عِجْتُ ( بالمَاءِ : لم أَرْوَ ) لمُلوحتِه ، وقد يُستعمَل في الواجِب . وشَرِبْت شَرْبَةً ، ماءً مِلْحاً ، فما عِجْت به ، أَي لم أَنتفعْ به ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ولَمْ أَرَ شَيئاً بعدَ لَيْلَى أَلَذُّه
ولاَ مَشْرباً أَرْوَى به فأَعيجُ
أَي أَنتفع به . ( و ) العَيْجُ : المَنْفَعَةُ . وما عِجْت ( الدَّاوَاءِ ) عَيْجاً . وتَنَاوَلْتُ دَوَاءً فما عِجْتُ به : أَي ( لم أَنتفعْ ) به . وعن ابن الأَعْرَابيّ : يقال : ما يَعِيجُ بقلبي شيْءٌ من كلامِك ، ويقال : ما عِجْتُ بخَبَرِ فُلانٍ ، ولا أَعِيجُ به : أَي لم
____________________

(6/130)


أَشْتفِ به ( ولم أَستَيْقِنْهُ ) . وعاج يَعِيج ، إِذا انتفع بالكلامِ وغيرِه .
2 ( فصل الغين ) المعجمة مع الجيم ) 2
غبج : ( غَبِجَ الماءَ ، كسَمِع ) يَغْبَجُه : ( جَرَعَه ) جَرْعاً متداركاً ، ( و ) هي ( الغُبْجَة ، بالضّمّ ) ، أَي ( الجُرْعَة ) .
غذج : ( ) ومما يستدرك عليه :
غَذَجَ الماءَ يَغْذِجُه غَذْجاً : جَرَعَه . قال ابن دُريد : ولا أَدري ما صِحَّتُهَا ؛ ذكره ابن منظور .
غسلج : ( الغَسْلَجُ ) كجعْفر : ( البَنْجُ الأَسودُ ) . وقال أَبو حنيفةَ : هو نَباتٌ مثلُ القَفْعَاءِ يَرتفِع قَدْرَ الشِّبْر ، له وعرَقَةٌ لَزِجَةٌ ، وزَهْرَةٌ كزَهرةِ المَرْوِ الجَبَليّ .
( و ) الغَسْلَج : ( الأَمْرُ بَين أَمْرَيْنِ ، و ) هو أَيضاً ( ما لا تَجِدُ له طَعْماً من الطَّعَامِ والشَّرَابِ ، كالغَسَلَّجِ كعَمَلَّسٍ ) ، وكلُّ هذا مُسْتَدْركٌ على الجوهريّ ابنِ منظورٍ .
غصلج : ( الغَصْلَجَة ) بالصّاد بعد الغَيْن ( في اللَّحْم : إِذا لم يُمْلِحْه ولم يُنْضِجْ ولم يُطَيَّبْه ) . وهاذا مستدرك أَيضاً .
غلج : ( غَلَجَ الفَرَسُ يَغْلِجُ ) كضَرَبَ ، غَلْجاً وغَلَجَاناً : إِذا ( جَرَى ) جَرْياً ( بلا اخْتلاطٍ . وهو مِغْلَجٌ ، كمِنْبَرٍ ) ، إِذا كان كذالك . وغَلَجَ : خَلَطَ العَنَقَ بالهَمْلَجة .
( وتَغَلَّجَ ) الرَّجُلُ : إِذا ( بَغَى وظَلَمَ ) .
( و ) غَلَجَ ( الحِمَارُ ) : عَدَا ، و ( شَرِبَ وتَلمَّظَ بلسانه ) .
( و ) يقال : ( عَيْرٌ مِغْلَجٌ ، كمِنْبَرٍ : شَلاّلٌ لِعَانَتِه ) ، وأَنشد :
سَفْوَاءَ مِرْخَاءٍ تُبَارِى مِغْلَجَا
____________________

(6/131)



( والأُغْلُوجُ ) بالضَّمّ : ( الغُصْنُ الناعِمُ ) .
( والغُلُجُ ، بضمّتينِ : الشَّبَابُ الحَسَنُ ) ، وَمِثله في ( اللسان ) ، وقد أَهمله جُملةٌ من الأَئمّة .
غلمج : ( ) ومما يستدرك عليه :
غلمج .
قال الأَزهريّ في الرُّباعيّ : يقال : هو غُلامِجُك : أَي غُلامُك ، وغُلامِشُك ، مثلُه .
غمج : ( غَمَجَ الماءَ ، كضَرَبَ وفرِحَ ) يَغْمِجُه غَمْجاً : إِذا ( جَرَعَه ) جَرْعاً متتابعاً .
( والغَمْجَة ، ويُضَمّ : الجُرْعَة ) ، لغة في الباءِ .
( و ) الغَمِجُ ( ككَتفٍ : الفَصِيلُ يَتَغَامَجُ بين أَرْفَاغِ أُمِّه ) ويَلْهَزُهَا ، لهزها قال الشاعر :
غُمْجٌ غَمَالِيجُ غَمَلَّجاتُ
( و ) الغَمِجُ ( من المِيَاهِ : ما لم يَكن عَذْباً ، كالمُغَمَّج ، كمُعَظَّم ) والصّواب المسموعُ من الثِّقَات ، والثابت في الأُمَّهات : ماءٌ غَمَلَّجٌ : مُرٌّ غليظٌ ، كم سيأْتي .
غملج : ( الغملجُ ، كجَعْفَرٍ ، وعَمَلَّسٍ ، وقِنْدِيلٍ ، وزُنْبُور ، وسِرْدابٍ ، وغُلابِطٍ ) ، ستّ لغاتٍ وهو ( الذي لا يَثْبُ على حالةٍ ) واحدةٍ ، يُحْسِنُ ثم يُسيءُ ، وهو المُخلِّط ، ومِنْ عَدَمِ استقامتِه ( يكون مَرَّةً قارِئاً ومرَّةً شاطِراً ، ومرَةً سَخِيًّا ومرّةٍ بَخيلاةً ، ومَرّةً شُجَاعاً ومَرّة جَبَاناً ) ومَرّةً حَسَنَ الخُلُقِ ومَرَّةً سَيِّئهُ ، لا يَثبُت على حالة واحدةٍ ، وهو مَذْمُومٌ مَلومٌ عند العَرب : قاله ابن الأَعْرَابيّ . قال : ( و ) يقال للمرأَة : ( هي غَمْلَجٌ ) ، كجَعْفر ، ( وغَمَلَّجٌ ) ، كعَمَلَّسٍ ، ( وغِمْلِيجة ) ، بالكسر ، ( وغُمْلُوجَة ) ، بالضّمّ .
____________________

(6/132)


وأَنشد :
أَلاَ لاَ تَغُرَّنّ امْرءًا عُمَرِيّةٌ
على غَمْلَجٍ طَالَتْ وتَمّ قَوَامُهَا
عُمَرِيّة : ثِيَابٌ مصبوغةٌ .
( ) وقد فات المصنِّفَ في هاذه المادّة فوائدُ كثيرةٌ .
ففي ( اللسان ) وغيره : عَدْوٌ غَمْلَجٌ : مُتَدارِكٌ . قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ يصف الرّعْدَ والبرقَ :
فأَسْأَدَ اللَّيلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفةً
وغَارَةً ووَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا
والغَمَلَّجُ : الخَرْقُ الواسِعُ . قال أَبو نُخَيْلَةَ يَصف ناقةً تَعدو :
تُغْرِقُه طَوْراً بشدَ تُدْرِجُهْ
وتَارةً يُغْرِقُها غَمَلَّجُهْ
والغَمَلَّج : الْطَويل المُسْتَرُخِي . وبَعيرٌ غَمَلَّجٌّ : طويلُ العُنُقِ في غِلَظٍ وتَقَاعُسٍ . وقال أَبو حَيّانَ في ( شرح التَّسْهيل ) : الغَمَلَّج : الطويلُ العُنُقِ . واختلفوا في زيادةِ ميمه وأَصالتها على قَولَيْنِ ؛ نقل هاذا شيخُنَا .
وماءٌ غَمَلَّجٌ : مُرٌّ غليظٌ .
والغُمْلُوجُ والغِمْليجُ : الغَليظُ الجَسِيمُ الطّويلُ . يقال : وَلَدتْ فُلانةُ غلاماً فجاءَت به أَمْلَجَ غِمْلِيجاً ، حكاه ابنُ الأَعْرَابيّ عن المسروخيّ . قال : وأَكثرُ كلام العرب : غُمْلوجٌ ، وإِنّما غِمْليجٌ عن المسروحيّ وَحده .
وقال أَبو حنيفة : شَجَرٌ غُمَالِجٌ : قد أَسرَعَ النَّبَاتَ وطَالَ . والغُمَالِجُ : نَباتٌ ( على شَكْلِ الذَّآنِينِ ) ينبتُ في الرَّبيع .
وقَصَبٌ غُمَالِجٌ : رَيّانُ . قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى :
في غُلْوَاءِ القَصَبِ الغُمَالِجِ
والغُمْلُوج : الغُصْنُ النَّابِتُ يَنْبُت في الظِّلِّ . وقال أَبو حنيفةَ : هو الغُصن الناعمُ من النّبَات .
ورجل غَمْلَجٌ : إِذا كان ناعماً ، لُغَة في العين .

____________________

(6/133)


غمهج : ( الغُمَاهِجُ ، كعُلابِط ) جاءَ في قولِ هِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ يصف إِبلاً فيها فَحْلُهَا ، أَنشده الأَزهَريّ :
تَتْبَعُ قَيْدُوماً لها غُماهِجَا
رَحْبَ اللَّبَانِ مُدَمَجاً هُجَاهِجَا
قال : هو ( الضَّخْمُ السّمهينُ ) . ويقال : العُمَاهِجُ ، بالعين : بمعْنَاه ، وقد تقدّم .
غنج : ( الغُنْج ، بالضّم ، وبمْتين ، وكغُرابٍ ) الأَخيرَة عن كُرَاع : ( الشَّكْل ) ، بالكسر ، وقيل : مَلاحَةُ العَيْنَيْنِ . وقد ( غَنِجَت الجارِيَةُ ، كسَمِع ، وتَغَنَّجت ، وهي مِغْنَاجٌ وغَنِجَةٌ ) . وفي حديث البُخَاريّ في تفسير العَرِبَةِ : هي الغَنِجَةُ ، الغُنْجُ في الجَارِيَةِ تَكَسُّرٌ وتَدلُّلٌ .
( والغَنَجُ ، محرَّكَةً ) في قولهم : غَنَجٌ على شَنَجٍ : الرَّجُلُ . وقيل : ( الشَّيْخُ ، هُذَليَّةٌ ) ، وهو ( لغة في المُهْمَلَة ) ، وقد تقدّمت الإِشارةُ إِليه .
( و ) الغُنْج ، ( بالضّمّ ، و ) الغِنَاجُ ( ككِتابٍ : دُخَانُ النَّؤُورِ ) الذي تَجعله الواشِمةُ على خُضْرَتِهَا لِتَسْوَدَّ ، قاله أَبو عَمرٍ و .
( ) ومما يستدرك عليه :
الأُغْنُوجَةُ : وهو ما يُتَغنَّجُ به ، قال أَبو ذُؤيّب :
لَوعى رَأْسَه عَنّى ومَالَ بِوُدِّه
أَغانِيجُ خَوْدٍ كانَ فِينَا يَزُورُهَا
وغُنْجَةُ ، بلا لامٍ : القُنْفُذَةُ ، لا تَنصرف .
ومِغْنَجٌ : أَبو دُغَةَ .
والغَوْنَجُ : الجَمَلُ السَّريع ؛ عن كُرَاع ، قال : ولا أَعرِفها عن غيره .
غنتج : ( ) ومما يستدرك عليه هنا :
غنتج ، بالغين والنُّون والمثنّاة الفوقيّة قبل الجيم .
____________________

(6/134)



قال ابن بَرِّيّ في ترجمة ضعا :
غوَلدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً غَنْتَجَا
وهو الثَّقيلُ الأَحمقُ .
قلت : وقد مرّ هاذا بعَينه في العُنبُج بالعين المهملة والنّون والموحدة ، وأَنا أَخشى أَن يكون أَحدُها مصحَّفاً عن الآخَر .
غندج : ( غَنْدَجَانُ ، بالفتح ) في أَوّله وثالثه وذِكْرُ الفتحِ مُسْتَدْرك عليه ( : بفارِسَ بمَفازةٍ مُعْطِشة ) ، لا يَخْرُجِ منه إِلاّ أَدِيبٌ أَو حاملُ سِلاحٍ .
قال شيخُنَا : وإِذا سُلِّمَ ما ادُّعِيَ فيه من العُجْمة والتَّعْرِيف بعدها ، فيجوز أَن لا يُعْرَف وَزْنُه ، وأَنّ موضِعه النّونُ فتأَمّل .
غوج : ( *!غاجَ ) الرّجلُ في مِشْيَتِه *!يَغُوجُ . إِذا ( تَثَنَّى وتَعَطَّفَ ) وتَمَايَلَ ( *!كتَغَوَّجَ ) *!تَغَوُّجاً .
( وفَرسٌ *!غَوْجٌ ) مَوْجٌ . غَوْجٌ : جَوَادٌ . ومَوْجٌ إِتْبَاعٌ . *!وغَوْجُ ( اللَّبَانِ واسِعُ جِلْدِ ) وفي نُسخة : جِلْدَةِ ( الصَّدْرِ ) ، وقيل : هو سَهْلُ المَعْطِف . قال الجوهريّ : ولا يكون كذالك إِلاّ وهو سَهْلُ المَعْطِف . وقيل : هو الطَّوِيلُ القَصَبِ . وقيل : هو الذي يَنثَنِي : يَذْهَبُ ويَجِيءُ ، وأَنشد الليث :
بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ غَوْجٌ شَمَرْدَلٌ
يُقَطِّعُ أَنْفَاسَ المَهَارِي تَلاتِلُهْ
وقال أَبو وَجْزَةَ :
مُقَارِبٍ حِينَ يَحْزَوْزِي عَلَى جَدَدٍ
رِسْلٍ بمُغْتَلِجَاتِ الرَّمْلِ *!غَوّاجِ
وقال النّضرُ : *!الغَوْجُ : اللَّيِّنُ الأَعْطَافِ من الخَيْلِ ، وجمعُه *!غُوجٌ ، كما يقال جاريةٌ خَوْدٌ ، والجمع خُودٌ . وقال أَبو ذُؤَيْب :
عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِنَاءِ كَأَنَّهَا
عَقِيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفَى *!وتَغُوجُ
____________________

(6/135)



أَي تَتعرَّضُ لرئيسِ الجَيْشِ لِيَتَّخِذَها لنَفْسه . ورجُلٌ *!غَوْجٌ : مُسْتَرْخٍ في النُّعَاس . وجَمَل غَوْجٌ : عريضُ الصَّدرِ .
2 ( فصل الفاءِ ) مع الجيم ) 2
فتنج : ( الفُوتَنْجُ ) ، بضمّ الأَوّل وفتح الثالث ( : دواءٌ ، م ) أَي معروف ، وهو فارسّ ( مُعَرَّبُ بُوتَنْك ) ، وهو الفُودَنْج الآتي ، كما يُفهَم من كُتبِ الأَطبّاءِ ، أَو هما متغايِرَانِ كما هو صَنيعُ المصنّف ؛ فليُحَرَّرْ .
فثج : ( الفاثِجُ : الناقَةُ الحَامهل ) كالفَاسِج ؛ قالَهُ الأَصمعيّ ، ( و ) هو أَيضاً الناقَةُ ( الحائِلُ السَّمِينةُ ، ضِدٌّ ، و ) قيل : هي ( الكَوْماءُ السَّمِينَةُ ) وإِن لم تكنْ حائلاً . وقيل : هي الناقَةُ التي لَقِحَتْ وحَسُنَتْ ، عن أَبي عُبَيْدَةَ . وقيل هي التي لَقِحَتْ فَسَمِنَتْ ، وهي فَتِيَّةٌ ، وقيل : هي الفَتِيَّةُ اللاقِحُ ؛ عن الأَصْمَعِيّ . قال هِمْيَانُ بنُ قُحَافَةَ
يَظَلُّ يَدْعُونِيبَهَا الضَّمَاعِجَا
والبَكَرَاتِ اللُّقَّحَ الفَوَاثِجَا
ويُرْوَى : الفَوَاسِجَا ، وسيأْتي . ( و ) عن أَبي عَمرٍ و : ( فَثَجَ ) : إِذا ( نَقَصَ ) في كلِّ شيْءٍ .
( و ) فَثَجَ : ( الماءَ الحارَّ ) بالماءِ ( الباردِ : كَسَرَ ) به ( حَرَّه ) ، هاكذا في نُسختنا ، وفي بعضها : حَدَّه . ( و ) فَثَجَ الرَّجُلُ : ( أَثْقَلَ ، كفَثَّجَ ) مُشدَّداً . ( وأَفْثَجَ : تَرَكَ . و ) قال الكِسَائِيّ : عَدَا الرَّجُلُ حتى أَفْثَجَ وأَفْثَأَ : إِذا ( أَعْيَا وانْبَهَرَ ، كأُفثِجَ ) ( بالضمّ ) على صِيغة فِعْلِ المَفْعُولِ ، وهاذا حكاه ابن الأَعْرَابيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ماءٌ لا يُفْثَجُ ولا يُنْكَسُ ، أَي لا يُنْزَحُ . وقَال أَبو عُبَيْد : ماءٌ لا يُفْثَج : أَي لا يُبْلَغ غَوْرُه . ( سقط : وفي الصحاح : وقولهم : بئر لا تفثج ،
____________________

(6/136)


وفلان بحر لا يفثج : أي لا ينزح . والعجب من المصنف كيف ترك هذا مع كمال اقتفائه للجوهري . فجج : ( *!الفَجُّ : الطَّرِيقُ الواسِعُ بين جَبَلَيْنِ ) وقيل : في جَبَلٍ قَالَهُ أَبو الهيثم أَو في قُبُل جَبَلٍ ، وهو أَوْسعُ من الشِّعْب . وقال ثعلب : هو ما انْخَفَض من الطُّرُق . وجمعُه *!فِجَاجٌ *!وأَفِجَّةٌ ، الأَخيرةُ نادرةٌ . قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي :
يَجِئْنَ من أَفِجَّةٍ مَنَاهِجِ
وقال أَبو الهيثم : الفَجّ : المَضْرِبُ البَعيدُ . وكلُّ طريقٍ بَعُدَ فهو فَجٌّ . وعن ابن شُمَيْلٍ : الفَجّ ) كأَنّه طريقٌ . قال : ورُبما كان طريقاً بين جَبَلَيْنٍ أَو حائطَينِ ، ويَنْقَاد ذالك يومَيْنِ أَو ثَلاثةً إِذا كان طريقاً أَو غَيْرَ طرِيقٍ ، وإِن لم يكنْ طريقاً فهو أَرِيضٌ كثيرُ العُشْبِ والكلإِ ، (*! كالفُجَاجِ بالضّمّ ) .
( *!وأَفَجَّه ) *!وافْتَجَّه : إِذا ( سَلَكَه ) .
*!وفَجُّ الرَّوْحَاءِ سَلَكَه النبيُّ صلى الله عليه وسلمإِلى بَدْرٍ وعامَ الفَتْح والحجّ .
( *!والفِجّ ، بالكسر ) من كل شيْءٍ : ما لَمْ يَنْضَجْ ، و ( النِّيءُ من الفَوَاكِهِ ) . وبِطِّيخُ *!فِجٌّ : إِذا كان صُلْباً غير نَضيجٍ . وقال رجلٌ من العرب : الثِّمَارُ كُلُّهَا *!فِجَّةٌ في الرَّبيع حين تَنْعَقِدُ حتّى يُنْضِجَها حَرُّ القَيْظِ ، أَي تكون نِيئَةً ( *!كالفَجَاجَةِ بالفتح ) *!الفَجَاجة : النَّهَاءَةُ وقِلَّةُ النُّضْجِ . ( و ) في ( الصحاح ) : الفِجّ : ( البِطِّيخُ الشّاميّ ) الذي يُسمّيه الفُرْسُ : الهِنْدِيَّ . وكلُّ شَيْءٍ من البِطّيخ والفواكِه لم يَنْضَج فهو فِجٌّ .
( وقَوْسٌ *!فَجّاءُ ) : ارتفعتْ سِيَتُهَا فبانَ وَتَرُهَا عَجْسِها . وقيل ) قَوسٌ *!فَجّاءُ ( *!ومُنْفَجّة : بانَ وَتَرُهَا عن كَبِدِهَا ) .
*!وفَجَّ قَوْسَه ، وهو *!يَفُجُّهَا *!فَجًّا ، وكذالك فَجَأَ قَوْسَه ، ( *!وفَجَجْتُها *!أَفُجُّهَا *!فَجًّا : ) رَفَعْتُ وَتَرَهَا عن كَبِدِهَا مثل*! فَجَوْتُها .
____________________

(6/137)



وقال الأَصمعيّ : من القِيَاسِ الفَجّاءُ *!والمُنْفَجّةُ *!والفَجّواءُ والفَارِجُ والفَرْجُ ، كلّ ذالك القَوْسُ التي يَبِينُ وَتَرُهَا عن كَبِدِها ، وهي بَيِّنَةُ *!الفَجَجِ . قال الشاعر :
لا *!فَجَجٌ يُرَى بها ولا فَجَا
*!وفَجَجْتُ رِجْليَّ ، ( وما بين رِجْلَيّ ) *!أَفُجُّهُما *!فَجًّا : ( فَتَحْتُ ) وباعَدتُ لبنَهُمَا ؛ وكذا *!فاجَجْتُ وفَجَوْتُ ( *!كأَفْجَجْتُ . و ) الفَجَجُ : أَقْبَحُ من الفَحَجِ ، يقال : ( هو يَمْشِي *!مُفَاجًّا وقد *!تَفاجَّ *!وأَفَجَّ ) .
*!والفَجُّ في كلامِ العرب : تَفريجُكَ بين الشيئينِ . يقال : *!فاجَّ الرَّجلُ *!يُفاجُّ *!فِجَاجاً *!ومُفاجَّةً : إِذا باعَدَ إِحدَى رِجْليه من الأُخرَى ليَبول .
*!والفَجَجُ في القَدمينِ : تَبَاعُدُ ما بينهما . وقيل : هو في الإِنسان تَبَاعُدُ الرُّكْبتينِ ، وفي البهائمِ تَبَاعُدُ العُرْقوبَينِ فَجَّ *!فَجَجاً . وفي الحديث : ( كان إِذا بالِ *!تَفاجَّ حتَّى نَأْوِيَ له ) *!التَّفاجُّ : المُبَالغةُ في تَفْرِيجِ ما بين الرِّجْلَينِ ، وفي حديث أَمِّ مَعْبَدٍ : ( *!فتفاجَّتْ عليه ودَرَّتْ ( واجْتَرَّت ) ) وفي حديثٍ آخَرَ حين سُئلَ عن بَني عامرٍ ، فقال : ( جَمَل أَزْهَرُ*! مُتَفَاجٌّ ) . أَراد أَنه مُخْصِبٌ في ماءٍ وشَجرٍ ، فهو لا يزال يَبُولُ لكثرةِ أَكلِه وشُرْبِهِ .
ورجل *!مُفِجُّ السّاقَيْنِ : إِذا تَبَاعَدتْ إِحداهما من الأُخرَى . وفيما سَبّ به حَجَلُ بنُ شَكَل الحارثَ بن مُصرِّف بين يَدَيِ النُّعْمَانُ : ( إِنه *!لمُفِجُّ السَّاقَينِ ، قَعْوُ الأَلْيَتَيْنِ .
( و ) أَفَجَّ الرَّجلُ : ( أَسْرَعَ . و ) أَفَجَّ الظَّلِيمُ : رَمَى بصَوْمِه . و ( النَّعامةُ ) *!تُفِجّ : إِذا ( رَمَتْ بِصَوْمها ) . وقال ابنُ القِرِّيَّة : ( *!أَفَجَّ *!إِفْجَاجَ النَّعَامَةِ ، وأَجْفَلَ إِجْفَالَ الظَّلِيم ) . ( و ) أَفَّجَّ ( الأَرْضَ بالفَدَّانِ ) ، إِذا ( شَقَّها شَقًّا مُنْكَراً ) ، فهي *!مُنْفَجَّةٌ : مُنْشَقَّة ( وَرَجَلٌ *!أَفَجُّ بَيِّنُ *!الفَجَجِ ، وهو أَقْبَحُ من الفَحَجِ )
____________________

(6/138)


الآتي ذِكرُه . وقال ابن الأَعْرَابيّ : *!الأَفَجّ والفَنْجَلُ ، معاً : المُتَبَاعِدُ الفَخِذَيْنِ الشَّديدُ الفَجَجِ ؛ ومثله الأَفْجَى . وأَنشد .
اللَّهُ أَعْطَانِيكَ غيرَ أَحَدَةَ
ولا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلاَ
( *!والفجْفجُ ، كَفَدْفَدٍ وهُدْهُدٍ وخَلْخَالٍ ) لرجْلُ ( الكَثِيرُ الكلامِ ) والفَخْرِ ( المُتَشبِّعُ بما ليس عِندَه ) . وقيل : هو الكثيرُ الصِّياحِ والجَلَبَةِ . وقيل : هو الكثيرُ الكلامِ بلا نِظَامٍ . والأُنثى بالهاءِ . وفيه *!فَجْفَجَةٌ . وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لأَبي عارِمٍ الكِلابيّ في صفةِ بَخيل :
أَغْنَى ابنُ عَمْرٍ و عَن بَخِيلٍ *!فَجْفَاجْ
ذِي هَجْمَةٍ يُخْلِفُ حَاجَاتِ الرَّاجْ
شُحْمٍ نَواصِيهَا عِظَامِ الإِنْتَاجْ
مَا ضَرَّهَا مَسُّ زَمَانٍ سَحّاجْ
وفي حديث عثمانَ : ( إِنّ هاذا *!الفَجْفَاجَ لا يَدْرِي أَين اللَّهُ عَزَّ وجلّ ) ، هو المِهْذَارُ المِكْثَارُ من القَوْلِ . قال ابن الأَثير : ويروى : ( البَجْباجَ ) ، وهو بمعناه أَو قريبٌ منه .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!الفُجُج ، بضمّتينِ : الثُّقَلاءُ ) من النّاس
( *!والإِفْجِيجُ ، بالكسر : الوَادِي ، أَو الواسعُ ) منه ، وهو مَعْنَى الفَجّ ، ( أَو الضَّيِّق العَميق ، ضَدٌّ ) . ووادٍ *!إِفْجِيجٌ : عَميقٌ ؛ يَمَانِيَةٌ . وبعضُهُم يَجعَل كلَّ واد *!إِفْجِيجاً ؛ وبه صَدَّرَ المُصَنِّف .
( *!والفُجَّةُ ، بالضّمّ : الفُرْجَةُ ) بين الجَبَلينِ .
( وحافِرٌ *!مُفِجٌّ ) : أَي ( مُقبَّبٌ ) وَقَاحٌ ؛ وهو مححمودٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الفِجَاجُ : الظَّلِيمُ يَبِيضُ واحدةً . قال :
بيضاء مِثْل بَيْضَةِ الفِجَاجِ
*!وفَجَّ الفَرسُ وغيرُه : هَمَّ بالعَدْوِ .
____________________

(6/139)



وعن ابن سيده : *!الفَجّانُ : عُودُ الكِبَاسَ . قال : وقَضَيْنَا بأَنَّه فَعْلان لغَلَبة باب ( فَعْلان ) على باب ( فَعّال ) ، أَلاَ تَرى إِلى قوله صلى الله عليه وسلمللوفد القائلين له : نحن بنو غَيّانَ فقال : بلْ أَنتُم بنو رَشْدَانَ ) ، فحمله على باب ( غوى ) ، ولم يحمله على با ( غين ) لغلبة زيادة الأَلف والنّون .
وفي أَحاجِيهم : ما شَيْءٌ *!يُفَاجُّ ولا يَبُول ؟ هو ( المِنضَدَة ) شيءٌ كالسَّريرِ له أَربعُ قوائمَ ، وهاذا من الأَساس .
فحج : ( فَحَج كمَنَعَ ) ، هاكذا في سائر الأُمّهَات والأُصول مضبوطاً بالقَلَم . وقال شيخُنَا : قلت : المعروفُ في الفعل من الأَفْحَج أَنه بكسر العين ، كما في غيرِه من أَوْصافِ العُيوب ، ويدلُّ لذالك مَجِيءُ مَصْدرِه مُحَرَّكاً ، ووصفه على أَفْعَل . انتهى . وفي ( الصّحاح ) : فَحَج يَفْحَج فَحْجاً بفتح العين كذا ضَبطه أَبو سَهْلٍ بخطّه : ( تَكَبَّرَ ) . ( و ) فَحجَ ( في مِشْيته ) : إِذا ( تَدَانَى صُدُورُ قَدَمَيْه وَتَبَاعَدَ عَقِبَاه ) ، وتَفَحَّجَ ساقَاه ، ودَابَّةٌ فَحْجَاءُ ، ( كَفَحَّجَ ) ، مُشَدَّداً ، وتَفَحَّجَ وانْفَحَجَ .
وفي ( اللسان ) : الفَحَجُ : تَبَاعُدُ ما بين أَوْسَاطِ السَّاقَيْنِ في الإِنْسَانِ والدَّابَة . وقيلَ : تَبَاعُدُ ما بين الفَخِذَينِ . وقيل : تباعُدُ ما بين الرِّجْلَيْنِ . والنَّعْتُ أَفْحَجُ . والأُنثى فَحْجَاءُ . وقد غَحِجَ فَحَجاً وفَحْجَةً ، الأَخيرة عن اللِّحْيَانِيّ .
( وهو أَفْحَجُ بَيِّنُ الفَحَجِ ، محرَّكةً ) : الذي في رِجْلَيْه اعْوِجَاجٌ . وفي الحديث في صفَة الدَّجّال : ( أَعْوَر
____________________

(6/140)


أَفْحَج ) . وحديث الذي يُخَرِّب : الكعبة ( كأَنِّي به أَسوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً ) .
( و ) قال أَبو عورٍ و : ( التَّفَحُّج ) : مثل التَّفَشُّجِ ، وهو ( التَّفْرِيجُ بين الرِّجْلَيْنِ ) إِذا جَلَسَ ، وكذالك التَّفْحِيج مثلُ التَّفْشِيج .
( وأَفْحَجَ : أَحْجَمَ . و ) أَفْحَجَ ( عَنْه : انْثَنَى ) .
( و ) أَفْحَجَ ( حَلُوبَتَهُ ) ، إِذا ( فَرَّجَ ما بَيْن رِجْلَيْهَا ) ليَحْلُبَهَا .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَحْجَلُ : الأَفُحَجُ ، زِيدَت اللاّم فيه كما قيل : عَدَدٌ طَيْسٌ وطَيْسَلٌ : أَي كَثِيرٌ ، ولذَكَرِ النَّعَام : هَمْقٌ وهَيْقَلٌ . قال : ولا يعْرِف سيبويهِ اللاّمَ زائِدَةً إِلاّ في عَبْدَلٍ .
وفَحْوَجٌ : اسْمٌ .
والفُحْجُ : بَطْنٌ ، اسم أَبِيهم فَحُوجٌ .
فخج : ( فَخَجَ ، كمَنَعَ : تَكَبَّر ) . الكلامُ فيه كالذي مَضَى في ( فحج ) غير أَني رأَيته كما قبله في ( اللسان ) مضبوطاً بالكَسْرِ ضبطَ القَلَم ، قال : الفَخَجُ : الطَّرْمَذةُ . وقد فَخَجَه وفَخَجَ به . ( والفَخَجُ ) : مُبَايَنَةُ إِحْدَى الفَخِذَيْنِ للأُخْرَى . وقد فَخِجَ فَخَجاً ، وهو ( أَسْوَأُ من الفَحَجِ تَبايُناً ) ، وأَكثرُ ذالك في الإِبلِ .
فخدج : ( ) ومما يستدرك عليه :
فَخْدَجٌ كجَعْفرٍ : وهو اسمُ شاعر .
فدج : ( الفَوْدَجُ : الهَوْدَجُ ) وقيل : هو أَصغرُ من الهَوْدَج . والجمعُ الفَوَادِجُ والهَوَادِجُ . ( و ) الفَوْدَجُ : ( مَرْكَبُ العَرُوسِ ) . وقال اليَزِيديّ : شَيْءٌ يَتَّخِذه أَهلُ كِرْمَانَ ، والذي تَتَّخِذه الأَعرابُ هَوْدَجٌ .
( و ) الفَوْدَجُ من النَّاقَةِ : الأَرْفاغُ ) ، يقال ناقَةٌ واسِعَةُ الفَوْدَجِ : أَي وَاسِعَةُ الأَرْفاغ .
____________________

(6/141)



( والفَوْدَجات ) ، هاكذا في نسختنا بالتاءِ المثنّاة في الآخِر ، والصّوابُ : الفَوْدَجَانِ مُثَنًّى : وهو ( ع ) . قال ذو الرُّمّة :
له عَليهنَّ بالخَلْصَاءِ مَرْتَعِهِ
فالفَوْدَجَيْن فَجْنَبَىْ واحِفٍ صَخَبُ
فذج : ( الفُوذَنْج ، بالضَّمّ ) كبُوشَنْج ، هاكذا مضبوطٌ في النُّسخ : ( نَبْت ، مُعَرَّب ) عن بُوذِينَه ، وهو معروفٌ عند الأَطِبَّاءِ ، ويقال : فُودَنُج ، بإِهمالِ الدّال ، وضمّ الأَول والرابع .
وفاذَجَانُ : قَريةٌ بأْصبَهَانَ ، منها أَبو بكرٍ محمّدُ بنْ إِبراهِيم بنِ إِسحاقَ الأَصبهانيّ ، بغداديّ ، حَدْثَ بها عن أَبي مسعودٍ الرّازِيّ . وعنه أَبو بكر القَطِيعيّ وغيرُه .
فرج : ( فَرَجَ الله الغَمَّ ) ، من باب ضَرَبَ ، ( يَفْرِجه ) بالكسر ( : كشَفَه ، كَفَرَّجَه ) مشدّداً ، فانفرَجَ وتَفَرَّجَ . قال الشاعر :
يا فَارِجَ الهَمِّ وكَشّافَ الكُرَبْ
والفَرَجُ من الغَمّ ، بالتحريج ، يقال : فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْرِيجاً .
( والفَرْجُ : العَوْرَةُ ) ، فهو اسم لجميع سَوْآتِ الرَّجال والنِّسَاءِ والفِتْيَانِ وما حَوالَيْهَا ، كُلُّه فَرْجٌ ، وكذالك من الدَّوابِّ ونحوِها . وفي ( اللسان ) : الفَرْجُ : ما بين اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن . وفي المُغْرِب : الفَرْجُ ) قُبُلُ الرَّجْلِ والمرأَةِ ، باتّفاق أَهلِ اللّغَة . وقول الفقهاءِ : القُبُلُ والدُّبُرُ كلاهما فَرْجٌ يَعْنِي في الحُكْمِ . وفي ( المصباح ) : الفَرْجُ من الإِنسان يُطْلَق على القُبُلِ والدُّبُر ، لأَنّ كلّ واحد مُنفرِجٌ أَي مُنْفَتِحٌ ، وأَكثر استعماله في العُرْف في القُبُل .
( و ) فُلانٌ تُسَدّ به الفُرُوجُ : جمعُ
____________________

(6/142)


الفَرْجِ ، وهو ( الثَّغْر ) المَخُوفُ ، ( و ) هو ( مَوْضِعُ المَخَافَةِ ) . قال :
فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَب أَنه
مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمامُها
سُمِّيَ فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُودٍ . و ( في حديث عُمَر ) ( قَدِمَ رَجُلٌ من بعضِ الفُرُوجِ ) ، يعني الثُّغُورَ .
( و ) الفَرْجُ : ( ما بَيْنِ رِجْلَيِ الفَرَسِ ) ، وقال امرؤُ القَيْس :
لها ذَنَبٌ مثلُ ذَيْلِ العَرُوسِ
تَسُدّ به فَرْجَها مِنْ دُبُرْ
أَراد ما بين فَخِذَيِ الفَرَسِ ورِجْلَيْهَا . وسَمِّيَ فَرْجُ المَرْأَةِ والرّجُلِ فَرْجاً لأَنّه بين الرِّجْلَيْنِ .
( و ) الفَرْجُ : ( كُورَةٌ بالمَوْصِل ) .
( و ) الفَرْجُ : ( طَريقٌ عند أُضَاخَ ) كغُرَاب .
( و ) أُمِّرَ علَن الفَرْجَيْنِ . وفي عَهْدِ الحَجّاج : ( استعْملتُك على الفَرُجَيْن والمِصْرَيْن ) ( الفَرْجَانِ : خُرَاسَانُ وسِجِسْتَانُ ) ، والمِصْرَانِ : الكُوفَةُ والبَصْرَةُ : قَالَهُ الأَصمعِيّ . وأَنشد قَول الهُذليّ :
علَى أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كان مُؤَمِّرِي
ومقله في النّهَايَة . وهو قولُ أَبي الطَّيِّبِ اللّغويّ وغيرِه ( أَو ) المراد بالفَرْجَيْنِ خراسانُ ( والسندَ ) ؛ وهو قولُ أَبي عُبَيْدَةَ . وقد أَوردَهما في ( الصّحاج ) .
( و ) الفَرْجَانُ : ( الفَرْجُ ) كالجُحْرَانِ له ذِكْرٌ في حديثِ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها .
( و ) لا تُفْشِ سِرَّك إِليه فإِنه فُرُجٌ ، ( بضَمَّتينِ ) ، هو ( الذي
____________________

(6/143)


لا يَكْتُم سِرًّا ، ويُكْسَر ) : الأَوّلُ ، عن ابن سيده . وحكى اللُّغَتَيْنِ كُرَاع .
( و ) الفُرُجُ : ( القَوْسُ البائِنةُ عن الوَتَرِ ) وهو المُنْفَجَّة السِّيَتَيْن . وقيل هي التي بانَ وَتَرُهَا عن كَبِدهَا ، ( كالفَارِجِ والفَرِيجِ ) ، وقد تقدّمَت الإِسارةُ إِليه .
( و ) الفُرُجُ : ( المَرْأَةُ تكونُ في ثَوْبٍ واحدٍ ) . وفي ( اللسان ) : امرأَةٌ فُرُجٌ : مُتَفَضِّلَةٌ في ثَوْبٍ ، يَمَانِيَةٌ ، كما يقولُ أَهلُ نجدٍ : فُضُلٌ .
( و ) الفُرْجُ ( بالضّمِّ : د ، بفارِسَ ، منه الحسن بن عليّ المُحَدّث ) وأَبو بكرٍ عبدُ الله بنُ إِبراهِيمَ بنِ محمّدِ بن جَنْكَوَيْه ، شيخٌ صالحٌ وَرِعٌ ، عن أَبي طالِبٍ حَمزةَ بن الحُسَيْن الصُّوفيّ ، وعنه أَبو القَاسم هِبَةُ الله بن عبدِ الوارثِ الشِّيرَازيّ ، سمع منه بفُرْج وأَثنَى عليه .
( والَفُِرْجَةُ ، مثلّثَةً : التَّفَصِّي ) ، أَي الخَلاَصُ ( من الهَمّ ) . والفَرْجَة ، بالفتح : الرَّاحَةُ من حُزْنٍ أَو مَرَضٍ . قال أُميَّةُ بن أَبي الصَّلْت :
لا تَضِيقَنَّ في الأُمُورِ فَقْد تُكْ
شَفُ غَمّاؤُهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ
رُبمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأَمْ
رِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قال ابن الأَعْرَابيّ : فُرْجَةٌ اسمٌ ، وفَرْجَةٌ مَصْدَرٌ ( و ) قيل : الفَرْجَةُ في الأَمْرِ ، و ( فُرْجَة الحائطِ ) والبابِ ( بالضّمّ ) ، والمَعْنَيَانِ متقارِبَانِ . وقد فَرَجَ له يَفْرِجُ فَرْجاً وفَرْجَةً . والمصنِّف أَخذ التثليثَ من ( التّهذيب ) ، فإِن نِصّه : ويُقَال : ما لهاذا الغَمِّ من فَرْجَة ولا فُرْجَةٍ ولا فِرْجَةٍ .
( والأَفْرَجُ : الّذِي لا ) تكاد ( تَلْتَقِي أَلْيَتاهُ لعِظَمِهما ) ، وهاطا في الحَبَش . رجلٌ أَفْرَجُ ، وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنَا الفَرَجِ .
( و ) يقال : لا تَنظُرْ إِليه فإِنه فَرِجٌ . الفَرِجُ والأَفْرَجُ : ( الذي لا يَزالُ يَنْكشِف فَرْجُه ) إِذا جلسَ ويَتكشَّفُ .
____________________

(6/144)


( و ) فَرِجَ بالكسر فَرَجاً ، و ( الاسم الفَرَجُ ، مُحَرّكةً ) . وفي حديث الزُّبَيْر : ( إِنه كَان أَجْلَعَ فَرِجاً ) .
( والمُفْرِج ، بكسر الراءِ : الدَّجَاجَةُ ذاتُ فَرَارِيجَ . و ) المُفْرِج أَيضاً : ( مَنْ كان حَسَنَ الرَّمْيِ فيُصْبِح ( يوماً ) وقد ) أَفْرَجَ ، أَي ( تَغَيَّر رَمْيُه ) .
( وبنو مُفْرِجٍ ) كمُحْسِن : ( قبيلةٌ ) من ظَيِّىءٍ .
( وبفتحها ) وفي بعض النُّسخ : وكمُكْرَمِ ( : القَتِيلِ يُوجَد في فَلاَةٍ ) من الأَرض ( بَعِيدَةٍ من القُرَى ) ، كذا عن ابن الأَعرابيّ ، أَي فهو يُودَى من بيتِ المالِ ولا يَبْطُلُ دَمُه ( و ) قال أَبو عبيدَة : المُفْرَج : هو ( الذي يُسلِمُ ولا يُوالِي أَحَداً ، أَي إِذا جَنَى ) جِنَايَةً ( كان ) ، أَي كانت جِنَايَتُه ( عَلَى بَيْتِ المال . لأَنه لا عاقِلَةَ له . ومنه ) الحديث : ( ( لا يُتْرَك في الإِسلام مُفْرَجٌ ) ) يعني إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لا يُعْرَفُ قاتلُه وُدِيَ من بيتِ مالِ الإِسلام ولا يُتْرَكُ ويُرْوَى بالحَاءِ ، وسَيُذْكَرُ في موضعِه . وكان الأَصمعيّ يقول : هو مُفْرَحٌ ، بالحَاءِ ، ويُنْكِر قولَهُم : مُفْرَجٌ ، بالجيم وروى أَبو عُبَيْدٍ عن جابرٍ الجُعْفيّ أَنه هو الرّجُلُ يكون في القَوْمِ من غيرِهم فحُقَّ عَلَيْهِم أَن يَعْقِلُوا عنه . قال : وسمعتُ محمّدَ بنَ الحسنِ يقول : يُرْوَى بالجيم والحَءِ . وقيل : هو المُثْقَلُ بحَقِّ دِيَةٍ أَو فِداءٍ أَو غُرْمٍ .
( و ) عن أَبي زيد : المُفرَّجُ ( كمُحَمَّدٍ ) وكذا المِرْجَلُ والنَّحِيتُ كلّ ذالك ( : المُشْطُ ) . وأَنشَدَ ثعلب لبعضهم يَصف رَجُلاٍ شاهِدَ زُورٍ :
يَفْتُق الخِيسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّجْ
( و ) المُفَرَّج أَيضاً : ( مَنْ بانَ مِرْفَقُهُ عن إِبْطِه ) ، قال الشاعر :
مُتوسِّدينَ زِمَامَ كُلِّ نَجِيبةٍ
ومُفَرَّجٍ عَرِقِ المَقَذِّ مُنَوَّقِ
____________________

(6/145)



( والفَرُوجُ ، كصَبُورِ : القَوْسُ التي انْفَرَجَتْ سِيَتَاهَا ) وانْفَجَّت .
( و ) الفَرُّوج ( كَتَنُّورٍ : قَمِيصُ الصّغِيرِ . و ) قيلَ : هو ( قَبَاءٌ ) فيه ( شَقٌّ مِن خَلْفِه ) . و ( صلَّى بنا النّبيّ صلى الله عليه وسلموعليه فَرُّوجٌ من حَرير ، والجمعُ الفَرَاريجُ .
( و ) الفَرّوج : ( فَرْخ الدَّجَاج ) ، وهو الفَتِيُّ منه ، ( وبُضَمّ ، كسُبُّوحٍ ) ، لغة فيه ، رواه اللِّحْيَانيّ .
( وتَفَاريجُ القَبَاءِ والدَّرَابِزِينِ : شُقوقُهما ) وخُروقُهما ، وهي الحُلْفُق ، واحدُها تِفْرَاجٌ . ( و ) التَّفَاريج ( من الأَصابعِ : فَتَحَاتُها ) ، عن ابن الأَعْرابيّ ( جمع تِفْرِجَة ) ، بكسر الأَوّل والثالث . وفي ( اللسان ) أَنه جمع تِفْرَاجٍ . ( ورجل تِفْرِجَةٌ ) ، بالضّبط المُتَقدِّم ، ( وتِفْرَاجَةٌ ) ، بزيادة الأَلف والهاء ، وحكاهما أَبو حيّان في ( شرح التسهيل ) ، ( ونِفْرَاجاءُ ) مكسوراً ، ( وهاذه ) أَي الأَخيرة ( بالنّون ) بدل التَّاءِ ، والذي في ( اللسان ) و ( التهذيب ) : رجل نِفْرِجُ ونِفْرِجَةٌ ونِفْرَاج ونِفْرِجَاءُ ، كلّ ذلك بالنون : يَنْكَشفُ عند الحَرْب . ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ وتِفْرِجٌ وتِفْرِجةٌ : ( جَبانٌ ضعيفٌ ) . أَنشد ثعلب :
تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَليلُ النَّيْلِ
يُلْقَى عليه نِيِدْلاَنُ اللَّيْلِ
( وأَفْرَجُوا عن الطّريق ، و ) أَفْرَجَ القَوْمُ عن ( القَتيل ) ، إِذا ( انكَشَفوا . و ) أَفْرَجُوا ( عن المكانِ ) ، إِذا أَخَلُّوا به و ( تَرَكُوه ) .
( وفَرَّجَ تَفْريجاً : هَرِمَ ) .
( والفَرِيج ) ، كأَميرٍ ( : البارِدُ ) ، هاكذا في نسختنا بالدّال ، وهو خطأُ ، والصواب : البارِزُ المُنْكَشِفُ الظَّاهِر ، وكذالك الأُنثَى . قال أَبو ذُؤَيبٍ يَصِف دُرِّةً .
بِكَفَّىْ رَقاحِيَ يُرِيدُ نَمعاءَهَا
لِيُبْرِزَهَا لِلْبَيْعِ فَهْيَ فَرِيجُ
كَشَفَ عن هاذه الدُّرَّةِ غِطَاءَها
____________________

(6/146)


لِيرَاهَا النّاسُ . ( و ) الفَرِيجُ : ( النّاقة الّتي وَضَعَت أَوَّلَ بَطْنٍ حَمَلتْه ) ، وقال كُرَاع : امرأَةٌ فَرِيجٌ : قد أَعْيَتْ من الوِلادةِ . وناقةٌ فَرِيجٌ كالَّةٌ ، شُبِّهَتْ بالمَرْأَة الّتي قد أَعْيَتْ من الوِلادَة : نقَلَه ابن سيده . وقال مَرَّةً : الفَرِيجُ من الإِبلِ : الذي قد أَعيا وأَزحَفَ .
( وفَرَاوَجَانُ ) ، بالفتح ، ويقال : بَرَاوَجَانُ ، ( : ة بمَرْو ) منها أَبو عبد الله محمد بن الحسن بن زيد المَرْوَزيّ ، رَوَى عنه الحاكِمُ أَبو عبد الله وغيرُه .
( ورجُلٌ أَفْرَجُ الثَّنَايا ) و ( أَفْلَجُها ) بمعنًى واحدٍ .
( والفارِجَ : الناقَةُ انْفَرَجَتْ عن الوِلادة فتُبغِض الفَحْلَ وتَكْرَهُه ) .
( و ) أَبو جعفر ( محمّد بنُ يَعْقُوبَ ) بنِ الفَرَجِ الصُّوفيّ السّامُرِّيّ ( الفَرَجِيّ مُحَرَّكَةً ) ، منسوبٌ إِلى الجَدّ ، ( زاهِدٌ مشهورٌ ) ، أَنفَقَ الكثيرَ على العلماءِ والفُقَرَاءِ ، وتَفَقَّه ، وسَمِعَ علِيَّ بنَ المَدِينيّ وأَبا ثَوْرٍ ، صحب أَبا تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ وذا النُّونِ المِصريَّ ، وعنه محمّدُ بنْ يُوسفَ بنِ بِشْرٍ الهَرَويُّ ، ومات بالرَّمْلَة بعد سبعين ومائتين .
( ) ومما يستدرك عليه من هاذا الباب :
الفَرْجُ : الخَلَل بين شَيْئينِ . والجمع فُرُوجٌ ، لا يُكْسَّر على غير ذالك .
والفُرْجَة : الخَصَاصَةُ بين الشَّيئينِ .
وعن النَّضْر بن شُمَيْلٍ : فَرْجُ الوادي : ما بين عُدْوَتَيْه ، وهو بَطْنُه وفَرْجُ الطَّريقِ منه ، وفُوَّهَتُه . وفَرْجُ الجَبَل : فَجُّه .
وبينهما فُرْجَةٌ : أَي انْفرَاجٌ . وجمعُ الفُرْجَة فُرُجاتٌ ، كظُلماتٍ . وفي الحديث : ( فُرَجُ الشَّيْطَانلا ) ، جمع فُرْجَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلَمٍ .
والمُفْرَجُ ، كمُكْرَمٍ : الذي لا عَشيرَةَ له ، قاله أَبو موسى .
ومكان فَرِجٌ : فيه تَفَرُّجٌ .
وجَرَت الدَّابةُ مِلْءَ فُرُوجِهَا . وهو
____________________

(6/147)


ما بين القَوَائمِ ، يقال للفَرس : مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه : إِذا عَدَا وأَسرعَ به . قال أَبو ذؤيب يصف الثَّور :
فَانْصَاعَ منْ فَزَعٍ وسَدَّ فُرُوجَه
غُبْرٌ صَوَارٍ وَ افِيَانِ وأَجُدَعُ
أَي مَلأَ قَوَائمَه عَدْواً كأَنّ العَدْوَ سَدَّ فُرُوجَهومَلأَها . وافيَانِ ، أَي صَحيحانِ وأَجْدَعُ : مقْطُوعُ الأُذنِ .
وفُرُوجُ الأَرْضِ : نَواحيها .
وفَرَجَ البَابَ : فَتَحَه . وبابٌ مَفْرُوجٌ مُفَتَّحٌ . وَقَول أَبي ذُؤَيب :
وللشَّرِّ بَعْدَ القَارعَات فُرُوجُ
يحتمل أَن يكون جمْعَ فَرْجَة كصَخْرةٍ وصُخُورٍ أَو مَصدراً لفَرَجَ يَفْرِجُ ، أَي تَفَرُّجٌ وانْكشَافٌ .
وفي ( التهذيب ) : في حديث عَقيلٍ ( أَدْرِكوا القَوْمَ على فَرْجَتهم ) أَي على هَزيمتهم . قال : ويُرْوَى بالقَاف والحاءِ .
والفارِجيّ : إِلى باب فارْجَك مَحلَّة ببُخَارَا ، منها أَبو الأَشعث عبد العزيز بن ( أَبي ) الحارث النِّزاريّ ، عن الحاكم أَبي أَحمد وغيره ، وعنه أَبو محمَّدٍ النَّخْشَبيّ وغيره .
وفارِجُ بنُ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ القَيْن : بَطْنٌ ، منهم مالكٌ وعَقيلٌ ابْنَا فارجٍ اللَّذَانِ جَاءَا بعَمْرِو بنِ عَديّ إِلى خَاله جَذيمةَ الأَبْرَشِ .
وفَرْجَيَان : قَرْيَةٌ بسَمَرْقَنْدَ ، منها أَبو جعفَرٍ محمّد بنُ إِبراهيمَ بن محدث .
ونَعْجَةٌ فَرِيجٌ : إِذا وَلَدَتْ فانْفَرَجَ وَرِكَاهَا .
والمُفْرَج : الّذي لا وَلَدَ له . وقيل الّذي لا عشيرَةَ له ؛ عن ابن الأَعرَابيّ وقيل : الذي لا مالَ له .
والمَفْرُوجُ : الّذي أَثقلَه الدَّيْنُ ، وصوابه الحاءِ . =--

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...