Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب15.تاج العروس من جواهر القاموس

 

كتاب15.تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي

 

== اللّهُ ، مُيِّزُوا عن الخَلْق بالفَضْل ، وبيَّن اللّه أَنَّهُم : { أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ } فَرِحِينَ بِمَآ ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( آل عمران : 169 ، 170 ) ثم يتْلُوهُم في الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم شَهِيداً ، فإِنه قال : ( المَبْطُونُ شَهِيدٌ ، والمَطْعُون شَهِيد ) قال : ومنهم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْعٍ . وقال ابن الأُثير : الشَّهِيد في الأَصل : من قُتِلَ مُجَاهِداً في سَبِيلِ اللّهِ ، ثمّ اتُّسِعَ فيه فأُطْلِقَ على مَن سَمَّاه النَّبيُّ ، صلَّى الله عليْه وسلّم ، مِن المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وغيرهم . ( أَو لِسُقُوطِهِ لى الشَّاهِدَةِ ، أَي الأَرضِ ) ، نقله الصاغانيُّ ( أَو لأَنّه حَيٌّ ) لم يَمُتْ ، كأَنه ( عِندَ رَبّهِ ) شاهدٌ ، أَي ( حاضِرٌ ) ، كذا جاءَ عن النَّضْر بن شُمَيْل . ونقله عنه أَبو داوود . قال أَبو منصور : أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللّهِ عَزَّ وجلُّ : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ } ( آل عمران : 169 ) كأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السَّلامِ أَحياءً ، وأَرواحُ غيرِهم أُخِّرَت إلى البَعْثِ . قال : وهاذا قولٌ حَسَنٌ . ( أَو لأَنَّه يَشْهَدُ مَلَكُوتَ اللّهِ ومُلْكَهُ ) ، المَلَكُوت : عالَمُ الغَيْبِ المُخْتَصُّ بأَرْوَاحِ النُّفُوسِ . والمُلْكُ : عالَمُ الشَّهادةِ من المَحْسوساتِ الطّبيعيّة . كذا في تعريفات المناويّ .
فهاذه سِتَّةُ أَوْجُهٍ في سَببِ تَسمِيةِ الشَّهِيد . وقيل : لِقيامه بشهادَةِ الحَقِّ ، في أَمْرِ الله ، حتَّى قُتِل . وقيل : لأَنّه يَشْهَدُ ما أَعدَّ اللّه له من الكرامةِ بالقَتْلِ . أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِيَ . أَو لأَنّه شُهِدَ له بالإِيمانِ وخاتِمةِ الخَيْرِ بظاهرِ حالِه ، أَو لأَنَّ عليه شاهِداً يَشْهَدُ بِشَهادَتِه ، وهو دَمُه .
وهاذِه خَمْسَةُ أَوجهٍ أُخْرَى ، فصار المجموع منها أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً . وما عدا ذالك فمرجوعٌ إِلى أَحدِ هاؤلاءِ عند المتأَمِّل الصادق .
قال شيخُنا : وقد اختَلَفُوا في اشتقاقه ، هل هو من الشَّهَادة ، أَو من المُشَاهَدة ، أَو الشُّهُود ، أَو هو فَعِيل بمعنَى مفعول ، أَو بعنى فاعل . وذكروا لكُلَ أَوْجُهاً .
____________________

(8/255)


( ذكر ) أَكثر ذالك مُحَرَّراً مُهذَّباً الشيخُ أبو القاسم السُّهيليّ في ( الروض الأُنُف ) بما لا مَزِيد عليه .
كتاب م كتاب ( ج : شُهَدَاءُ ) ، وفي الحديث : ( أَرْوَاحُ الشهَداءِ في حَواصِلِ طَيْرٍ خضْرٍ تَعْلُق من وَرَقِ الجَنَّةِ ) .
( والاسمُ : الشَّهَادةُ ) وقد سَبقَت الإِشارةُ إِلى الاختلاف فيه قريباً .
( وأَشْهَدُ بكذا : أَحْلِفُ ) .
قال المصنِّف في ( بصائِرِ ذَوِي التمييز : قولهم شَهِدْت : قال على ضَرْبَيْنِ : أَحدهما جارٍ مَجْرَى العِلْم ، وبِلَفْظِه تُقام الشهادةُ ، يقال : أَشْهَد بكذا ، ولا يُرْضَى من الشاهِدِ أَن يَقول : أَعلَم ، بل يُحتاج أَن يقول أَشْهد . والثاني يجْرِي مَجْرَى القَسَمِ ، فيقول : أَشْهَد بالله إِنّ زيداً مُنْطَلِقٌ . ومنهم من يقول : إِنْ قال أَشْهَدُ ، ولم يَقُل : بالله ، يكون قَسَماً ويَجْرِي ( عَلِمت ) مَجْرَاه في القَسَم فيُجَاب بجواب القسم ، كقوله :
ولقد عَلِمْتُ لتَأْنِيَن عَشِيَّةً
( وشاهَدَهُ ) مُشَاهدةً : ( عايَنَهُ ) كشَهِده .
والمُشَاهَدةُ : مَنزِلةٌ عالِيَةٌ من منازِل السَّالِكِينَ وأَهْلِ الاستِقَامَةِ ، وهي مُشاهَدةُ معاينةٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ ، وتخْرس أَلسنة الإِشارات ، ومُشَاهدة جمْعٍ تجْذب إِلى عَيْنِ اليَقِين ، وليس هاذا مَحلَّ إِشاراتها .
( وامرأَةٌ مُشْهِدٌ ) ، بغير هاء : ( حَضَرَ
____________________

(8/256)


زَوْجُها ) ، وامرأَةٌ مُغِيبةٌ : غابَ عنها زَوْجُها ، وهاذه بالهاءِ : هاكذا حُفِظ عن العرب ، لا على مذهب القياس .
( والتَّشَهُّدُ في الصَّلاةِ ، م ) ، معروف وهو قِراءَة : ( التَّحِيّاتُ لِلّهِ ) . واشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لاإِلاهَ إِلّا اللّهُ ، وأَشهد أَنَّ محمَّداً عبدهُ ورسُولُه . وهو تَفَعُّل من الشَّهَادَةِ ، وهو من الأَوْضَاعِ الشّرعيّة .
( والشَّاهِدُ : من أسماءِ النّبيِّ ، صلَّى الله عليْه وسلّم ) ، قال اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } ( الأحزاب : 45 ) أَي على أُمَّتِك بالإِبْلاغِ والرِّسالَة ، وقيل مُبَيِّناً .
وقال تعالى : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } ( البروج : 3 ) قال المُفسِّرون : الشاهد : هو النّبِيّ صلّى الله عليْه وسلّم .
( و ) الشاهد : ( اللِّسَانُ ) من قولهم : لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ ، أَي عِبارةٌ جَمِيلةٌ . وقال أَبو بكر ، في قولهم : ( ما لِفلان رُوَاءٌ ولا شَاهِدٌ ) ، معناه : مالَهُ مَنْظَرٌ ولا لِسانٌ .
( و ) الشاهِدُ : ( المَلَكُ ) ، قال مُجاهد : { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مّنْهُ } ( هود : 17 ) ، أَي حافِظٌ مَلَكٌ ، قال الأَعشَى :
فلا تَحْسَبَنِّي كافراً لكَ نِعْمَةً
عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللّهِ فاشْهَدِ
( و ) قال الفرّاءُ : الشّاهِدُ : ( يَوْمُ الجُمْعَةِ ، و ) رَوَى شَمِرٌ ، في حديث أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريّ : ( أَنّه ذكَرَ صَلَاةَ العَصْرِ ثم قال : ولا صَلاةَ بَعْدَها حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ . قال : قلنا لأَبي أَيُّوبَ : ما الشَّاهدُ ؟ قال : ( النَّجْمُ ) كأَنَّه يَشْهَدُ في الليلِ ، أَي يَحْضُر ويَظْهَرُ .
( و ) الشَّاهِد : ( ما يَشْهَد على جَوْدَةِ الفَرَسِ ) وسَبْقِه ( مِن جَرْيِهِ ) ، فسّره ابنُ الأَعرابيِّ ، وأَنشد لسُوَيْدِ بنِ كُرَاعَ في صِفَةِ ثَوْر :
ولو شَاءَ نَجَّاهُ فلم يَلْتَبِسْ بِهِ
له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْهُ وشاهِدُ
____________________

(8/257)



وقال غيره : شاهِدُه : بَذْلُه جَرْيَه ، وغائِبُه : مَصُونُ جَرْيِهِ .
( و ) الشَّاِهدُ ( شِبْهُ مُخَاطٍ يَخْرُج مع الوَلَدِ ) ، وجمْعُ شُهُودٌ ، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهِلالِيّ :
فجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا
له والثَّرَى ما جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا
قال ابن سِيده : الشُّهُود الأَغراسُ الّتي تكون على رأْسِ الحُوَار .
( و ) الشَّاهِد ( من الأُمورِ : السَّرِيعُ ) .
وصَلاةُ الشاهِدِ : صَلَاةُ المَغْرِب ) ، قال شَمِرٌ : هو راجِعٌ إِلى ما فَسَّرَه أبو أَيُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ . قال غَيره : وتُسَمَّى هاذه الصّلاةُ صَلَاةَ البَصَرِ ، لأَنه يُبْصَر في وَقْته نُجومُ السماءِ ، فالبَصَرُ يُدْرِكُ رُؤيَة النَّجْمِ ، ولذالك قيلَ له : صلاةُ البَصَرِ ، وقيل في صلاة الشّاهد : إِنّها صلاةُ الفَجْرِ ، لأَن المُسَافِرَ يُصَلِّيها كالشَّاِهدِ لَا يَقْص منها ، قال :
فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ
تَيْمَاءَ والصُّبْحُ كَسَيْفه الصَّيْقَلِ
قَبْلَ صَلَاةِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِ
ورُوِيَ عن أَبي سَعِيد الضَّرِيرِ أَنه قال : صَلَاةُ المَغْربِ تُسمَّى شاهداً ، لاسْتِوَاءِ المُقِيمِ والمُسَافِرِ فيها ، وأَنّهَا لا تُقْصَر . قال أَبو منصور : والقَوْلُ الأَوّلُ ، لأَنَّ صلَاةَ الفَجْر لا تُقْصَرُ أَيضاً ، ويَسْتَوِي فيها الحاضِرُ والمسافِرُ ، فلم تُسَمِّ شاهِداً .
( والمَشْهُود : يَوْمُ الجُمُعَة ، أَو يومُ القِيَامَةِ ، أَو يَوْمُ عَرَفَةَ ) ، الأَخير قاله الفرّاءُ ، لأَنّ الناسَ يَشْهَدُون كُلًّا منها ، ويَحضُرون بها ، ويحمَعُون . فيها . وقال بعضُ المفسِّرين : الشاهد : يَوْمُ الجُمُعةِ ، والمشهود : يَوْمُ القيامةِ . ( والشَّهْدُ : العَسَلُ ) ما دام لم يُعْصَ من شَمَعِه ، بالفتح لتميم ، ( ويُضَمُّ ) لأَهْل العالِيَة ، كما في الصباح ، واحدته شَهْدة وشُهْدة . ( و ) قيل : ( الشُّهْدة
____________________

(8/258)


أَخَصُّ ، ج : شِهَادٌ ) ، بالكسر ، قال أُمَيَّةُ :
إِلى رُدُحٍ من الشيِّيزَى مِلَاءٍ
لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
أَي من لُبابِ البُرّ ( و ) الشَّهْد : ( ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) في التنزيل العزيز : ( { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ } ( آل عمران : 18 ) سَأَلَ المُنْذِرِيّ أَحمدَ بنَ يحيى عن معناه فقال : ( أَي عَلِم اللّهُ ) ، وكذا كلُّ ما كانَ شَهِد اللّهُ ، في الكتاب ( أَو قال اللّهُ ) يكن معناه عَلِمَ اللّهُ ، ( وكَتَبَ اللّهُ ) ، قاله ابن الأَعرابيّ . وقال ابن الأَنباريّ : معناه بَيَّن اللّهُ أَن لا إِلاه إِلّا هُوَ .
وقال أَبو عبيدة : معنى شَهِدَ اللّهُ : قضَى اللّهُ ، وحقيقَتُه : عَلِمَ اللّهُ ، وبَيَّنَ اللّهُ ، لأَنَّ الشاهِدَ هو العالِمُ الّذِي يُبَيِّنُ ما عَلِمَه ، فاللّهُ قد دَلَّ على تَوحيدِهِ بجميع ما خَلَقَ ، فَبَيَّن أَنه لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُنْشِىءَ شيئاً واحداً مِمَّا أَنشأَ ، وشَهدَت المَلَائِكَةُ لما عايَنَتْ من عَظيمِ قُدْرَتِه ، وشَهِد أُولو العِلْمِ بما ثَبَت عِنْدَهم وَتَبيَّن مِن خَلْقِه الّذِي لا يَقْدِرُ عليه غيرُه . وقال أَبو العَبَّاسِ : شَهِدَ اللّهُ : بيَّن اللّهُ وأَظْهَرَ . وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكِمِ ، أَي بَيَّن ما يَعْلَمُه وأَظْهَرَه .
( و ) في قَولِ المؤذِّنِ : ( أَشْهَدُ أَن لا إِلاهَ إِلّا اللّهُ ) وأَشهَدُ أَنَّ محمداً رسولُ الله . قال أَبو بكر بن الأَنباريِّ : ( أَي أَعْلَمُ ) أَن لا إِلاهَ إِلّا اللّهُ ( وأُبَيِّنُ ) أَن لا إِلاهَ إِلا اللّهُ .
( وأَشْهَدَهُ ) إمْلَاكَه : ( أَحْضَرَهُ . و ) أَشْهَدَ ( فُلَانٌ ) : بَلَغَ ، عن ثَعْلَبَ . وأَشْهَدَ : أشْقَرَّ ، واخضَرَّ مِئْزَرُه . وأَشْهَدَ : ( أَمْذَى ، كشَهَّدَ ) تَشْهِيداً ، وهاذه عن الصاغانيّ ، إِلا أَنه قال في تفسيره ؛ أَكْثَرَ مَذْيَه . والمَذْيُ عُسَيلةٌ .
( و ) عن أَبي عمرٍ و : أَشْهَدَ الغُلامُ ، إِذا أَمْذَى وأَدرَكَ ، وأَشْهَدَت ( الجاريةُ )
____________________

(8/259)


إِذا ( حاضَتْ وأَدْرَكَتْ ) ، وأَنشد :
قامَتْ تُنَاجِي عامِراً فأَشهَدَا
فَدَاسَها لَيْلَتَهُ حَتى اغْتَدَى
( و ) عن السكائيّ : ( أُشْهِدَ ) الرَّجلُ ، ( مجهولاً : قُتِلَ في سبيلِ اللّهِ ) شَهيداً ( كاستُشْهِيدَ ) : رُزِق الشَّهَادَةَ ( فهو مُشْهَدٌ ) ، كمُكْرمٍ ، وأَنشد :
أَنا أَقُولُ سَأمُوتُ مُشْهَدَا
( والمَشْهَد ، والمَشْهَدُ ، والمَشْهُدَةُ ) بالفتح في الكلّ ، وضَمّ الهاءِ في الأَخير ، الأَخِيرتان عن الفَرّاءِ في نوادره ( مَحْضَرُ الناسِ ) ومَجْمَعُهم . ومَشَاهِدُ مكَّةَ : المواطِنُ الّتي يَجتمعون بها ، من هاذا .
( وشُهُودُ النّاقَةِ ) الضّمّ : ( آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِها ) ، أَي المَوْضِع الّذي أُنْتِجَت فيه ، ( من دَمٍ أَو سَلًى ) وفي بعض النُّسخ : من سلًى أَو دَمٍ .
( وكزُبَيْرٍ ) : الشيخ ( الزَّاهِدُ عُمَرُ ) ، هاكذا في النُّسخ . والصواب : عُمَيْر ( ابن سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ ) بن عَمْرٍ و ( أَميرُ حِمْصَ ) صحابِيٌّ وكان يقال له : نَسِيجُ وَحْدِه . وأُخْتُه سَلَّامةُ بنْت سَعْد ، لها ذِكْر .
( و ) أَبوعامر ( أَحمدُ بنُ عبدِ الملك بنِ ) أَحمدَ بنِ عبد لمَلِك بن عمر بن محمّد بن عيسى بن ( شُهَيْدٍ ) الأَشْجَعِيّ ( الأَديبُ ) مؤلّف كتاب ( حانُوت العَطَّار ) . وُلِدَ بِقُرْطُبَة سنة 382 ه ووَرِث الرُّتْبَةَ والجَلالَةَ عن أَسْلافِه ، توفِّي سنة 426 ه ، وعلى رُخَامةِ قَبْرِه من شِعْرِهِ :
يا صاحِبي قُمْ فقَد أَطَلْنا
أَنَحْنُ طُولَ المَدَى هُجُودُ
فقال لِي لنْ نقومَ منها
ما دامَ مِن فَوقِنا الجَليدُ
تَذْكُرُ كَمْ لَيلة نَعِمْنا
في ظِلِّهَا والزَّمانُ عِيدُ
وكَمْ سُرورٍ هى علينا
سَحابُهُ بِرُّهُ يَجُود
كُلٌّ كأَنْ لم يَكُنْ تَقَضَّى
وشُؤْمُه حاضرٌ عَتِيد
____________________

(8/260)



حَصَّلَه كاتِبٌ حَفِيط
وضَمَّه صادِقٌ شَهِيد
يا وَيْلَنَا إِن تَنَكَّبَتْنا
رَحْمةُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدُ
يا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلًى
قَصَّرَ في أَمْرِكَ العَبِيدُ
وأَبوه أَبو مَروان ، عبدُ الملك بن أَحمد بن عبد الملك بن شُهَيْد القُرْطُبِي رَوَى عن قاسم بن أَصْبَغ وغيره ، ومات سنة 393 ه . وعبدُ الملك بن مَرْوَان بن شُهَيْد ، أَبو الحسن القُرْطبيّ مات سنة 408 ه ذَكَرهما ابن بَشْكُوال .
ومما يستدرك عليه :
الشَّهاده اليَمينُ ، وبه فُسِّر قولُه تعالى : { فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ } ( النور : 6 ) .
والمَشْهُود : صَلَاةُ الفَجْرِ . ويَومٌ مشهودٌ : يَحْضُره أَهلُ السماءِ والأَرضِ .
والأَشْهَاد : الملائِكَةُ ، جمْع شاهِدٍ ، كناصِر وأَنصار ، وقيل : هم الأَنبياءُ .
و : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ } ( البقرة : 185 ) أَي مَن شَهِد منكم المِصْرَ في الشَّهْر .
والشَّهَادَة : المَجْمَعُ من الناس .
والمَشْهودةُ : هي المَكتوبةُ ، أَي يَشْهَدها الملائِكةُ ، ويُكْتَب أَجْرُها للمُصَلِّي .
قال ابن سيده : والشاهِدُ : من الشَّهَادة عند السُّلطان ، لم يُفسِّره كُراع بأَكثرَ من هاذا .
وتَشهَّدَ : طَلَبَ الشَّهادَةَ .
ومُنْيَة شَهَادةَ : قَرْيَة بمصر .
وذو الشَّهَادَتَيْن خُزَيمةُ بن ثابتٍ .
والشاهِد بن غَافِقِ بن عَكَ من الأَزْد .
وشُهْدَةُ ، الكاتبة ، بالضّمّ : معروفة ، وبالفتح : أَبو اللَّيْث عَتِيقُ بن أَحمد الصُّوفِيّ ، صاحب شهْدة حَدّث بمصر عن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِيّ ، وأَحمد بن حسن بن عليَ المصريّ ، عُرِف بابْن شَهْدَ ، من شُيوخِ الرَّشيد العَطَّار .
ومما يستدرك عليه :
شهمرد : ( شَهْمَرد ) ، وهو من أسمائِهم ، ومعناه : سُلطانُ الفِتْيَان .

____________________

(8/261)


شود : ( *!التَّشْوِيدُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال اللَّيث ، هو ( طُلوعُ الشَّمْسِ وارتفاعُها ، *!كالتَّشَوُّدِ ) ، يقال *!شَوَّدَت الشَّمس ، إِذا ارتفَعَتْ ، ( أَو ) هو تصحيف ، و ( الصواب بالذَّال ) المعجمة . قاله أَبو منصور .
شيد : ( *!شادَ الحائِطَ *!يَشِيدُهُ ) *!شَيْداً : ( طَلَاه *!بالشِّيدِ ) ، بالكسر ( وهو : ما طُلِيَ به حائِطٌ من جِصَ ونحوِه ) ، كما في ( الكفاية ) وغيره ( وقولُ الجوهريِّ : من طِينٍ ) ، وفي بعض النسخ : من جِصّ ( أَو بَلاطٍ ، بالباءِ ) الموحّدةِ ، ( غَلَطٌ . والصواب : ملَاط ، بالميم ، لأَنَّ البَلاطَ حِجارةٌ لا يُطْلَى بها ، وإِنما يُطْلَى بالملَاطِ وهو الطِّينُ ) .
قال شَيخُنا : وقد يقال : إِن الباءَ في بَلَاط بدلٌ من الميم ، أَو قَصَدَ أَن البَلَاطَ الّذي هو الحِجَارةُ يُطْلَى به بعْد حَرْقِهِ وصَيرورته جِصًّا ، والجِصُّ هو المنصوص على أَنه *!يُشادُ بِه ويُطْلَى ، وباب المجز واسع ، فلا غلط حينئذٍ . انتهى .
قلت : فيكون عطفُ البَلاطِ على الجصِّ على النسخة الثانية ، بهذا المعنى ، من باب عطف الشيءِ على نفْسِهِ ، كما هو ظاهر .
( *!والمَشِيد ) ، على وزْن أَمِير : ( المعمولُ بِهِ ) ، أَي *!بالشِّيدِ ، قال اللّهُ تعالى : { وَقَصْرٍ *!مَّشِيدٍ } ( الحج : 45 ) . وقال تعالى : { فِى بُرُوجٍ *!مُّشَيَّدَةٍ } ( النساء : 78 ) . وقال الشاعر :
*!شادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ كِلْس
اً فلِلطَّيرِ في ذُرَاهُ وُكُورُ
( و ) البناءُ *!المُشَيَّد ( كمُؤَيَّدٍ : المُطَوَّلُ ) ، قاله أَبو عُبَيْد ، ( وقول الجَوْهرِيّ ) ، نقلاً عن الكسائيّ ، فيما رواه عنه أَبو عُبَيْدٍ . في أَن *!المَشِيد للوَاحِدِ ، و ( *!المُشَيَّد ) بالتشديد ( للجَمْع غَلَطُ ) ووَهَمٌ من الجوهَرِيِّ على الكسائيِّ . ( وإِنَّمَا ) الذي قاله الكسائيُّ أَنَّ ( *!المُشَيَّدَةَ ) ، بالهاءِ مع التشديد ،
____________________

(8/262)


( جمعُ *!المُشَيَّد ) بغير هاءِ ، فأَمَّا *!مَشِيدٌ ، كأَمِيرٍ فهو منصِفة الواحد ، وليس من صفَة الجمْع . هاكذا نصُّ عبارةِ ابن بَرِّيّ في حواشيه ، قال : وقد غَلِط الكِسائِيُّ في هاذا القَوْلِ ، فقيل : المَشِيد : المعمولُ *!بالشِّيد ، وأَما *!المُشَيَّد فهو المُطَوَّل . قال *!فالمُشَيَّدةُ على هاذا جمْعُ مَشِيدٍ لا مشَيَّد : قال ابن سيده : والكسائيُّ يَجِلُّ عن هذا .
قال الأَزهريّ : وهاذا الذي ذكرَه الرادُّ على الكسائيّ هو المعروفُ في اللُّغَة . قال : وَيَتَّجِه عندي قَوْلُ الكِسَائيِّ على مَذْهَب مَن يَرى أَنَّ قولَهُم : *!مُشَيدة : مُجَصَّصة *!بالشِّيد ، فيكون *!مُشَيَّدٌ *!وَمشِيدٌ بمعنًى ، إِلَّا أَنَّ *!مَشِيداً لا تَدخلُه الهاءُ للجماعةِ فيقالَ قُصُورُ *!مَشِيدةٌ ، وإِنَّمَا يقالُ : قُصورٌ *!مُشَيَّدَةٌ ، فيكون من باب ما يُسْتَغْنَى فيه عن اللفظة بغيرِها ، كاستغنائِهم بتَرَك عن وَدَعَ ، وكاستغنائهم عن واحِدةِ المَخَاضِ بقولهم : خَلِفَة ، فعلَى هاذا يَتَّجِهُ قولُ الكسائيّ .
وقال الفرّاءُ : يشدَّد ما كان في جَمْعٍ ، مثل قولك : مررت بثيابٍ مُصَبَّغة ، وكِباش مُذَبَّحةٍ ، فجاز التشديد ، لأَن الفعل مُتَفَرِّقٌ في جَمْعٍ ، فإِذا أَفْردتَ الواحِدَ من ذالِك ، فإِن كان الفعلُ يَتردَّد في الواحِدِ ويكثُر ، جاز فيه التشديدُ والتخفيفُ ، مثل قولك : مررت برجلٍ مشَجَّجٍ ، وبثَوبٍ مُخَرَّقٍ ، وجاز التشديدُ ، لأَن الفعلَ قد تَردَّد فيه وكَثُرَ ، ويقال . مَررْت بكبْش مَذْبُوحٍ ، ولا تقل : مُذَبَّح . فإِن الذَّبْح لا يَتردَّدُ كتَرَدُّد التَّخَرُّقِ . وقوله : ( وقَصْر مَشِيد ) يجوز فيه التشديدُ ، لأَن التَّشْيِيد بِنَاءٌ ، والبِنَاءُ يَتطاوَلُ ويَتَرَدَّدُ . ويُقَاسُ على هاذا ما ورد . كذا في اللِّسَان .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الإِشادةُ : رَفْعُ
____________________

(8/263)


الصَّوتِ بما يَكْرَهُ ) صاحِبُه ، وهو شِبه التَّنْدِيد : كما قالَهُ اللَّيْثُ . ويقال : *!أَشادَ بذِكْرِه ، في الخَيْر والشّرّ ، والمدْح والذَّمّ ، إِذا شَهَّره ورَفَعَه .
وأَفردَ به الجوهريُّ الخَيْرَ فقال : أَشادَ بِذِكْرِه ، أَي رَفَعَ من قَدْرِهِ . وفي الحديث : ( مَن أَشَادَ على مُسْلِمٍ عَوْرَةً يَشِينُه بها بغَيْرِ حَقَ شانَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَة ) . ويقال : *!أَشادَه وأَشَادَ بِه ، إِذا أَشاعَه ورَفَع ذِكْرَه ، من *!أَشَدتُ البُنْيَانَ فهو *!مُشادٌ ، *!وشَيَّدْته ، إِذا طَوَّلْته ، فاستْعِير لرفْع صَوتِكَ بما يَكْرَهُه صاحِبُك .
( و ) من المجاز أَيضاً : الابشادة : ( تَعْرِيفُ الضَّالَّةِ ) ، يقال : أَشادَ بالضَّالَّةِ ) : عَرَّفَ . . *!وأَشَدْتُ بها عَرَّفْتُهَا ، وأَشَدت بالشَّيءِ : عَرَّفْتُه .
وقال الأَصمعيُّ ، كُلُّ شيْءٍ رَفَعْتَ به صَوْتَك ، فقد *!أَشَدْتَ به ، ضالَّةً كانت أَو غير ذالك ( و ) الإِشادة ( الإِهلاكُ ) ، وهو مَجاز مستعارٌ من التَّنْدِيدِ ، على المُبَالغة .
( *!والشِّيادُ ) ، بالكسر ( الدُّعاءُ بالإِبلِ ) ، وهو رَفْعُ الصَّوْت بهِ ، مأْخوذٌ من كلام الأَصمعيّ .
( و ) *!الشِّيَادُ : ( دَلْكُ الطِّيبه بالجِلْدِ ، *!كالتَّشَيُّد ) ، وفي بعض النسخ : كالتَّشْيِيد .
( *!وشاد ) الرَّجلُ ( *!يَشِيد ) *!شَيْداً ، إِذا ( هَلَكَ ) ، نقلَه الصاغَانيّ .
2 ( فصل الصاد ) المهملة مع الدال ) 2
صخد : ( صَخَدَتْه الشَّمْسُ ، كنَفَع ) ، تَصْخَدُه صَخْداً : أَصابَتْه و ( أحرقَتْه ) ، أَو حَمِيَتْ عليه . ( و ) الصَّخْد : صَوْتُ الهَمِ والصُّرَدِ ، وقد صَخَدَ الهامُ و ( الصُّرَدُ ) يصْخَذ صَخْداً وصَخِيداً : صوَّتَ و ( صاحَ ) . وهامٌ صَواخِدُ ، وأَنشد :
وصاحَ مِنَ الإِفراطِ هَامٌ صَواخِدُه
____________________

(8/264)



( و ) صَخَدَ فُلانٌ ( إِليه ) يَصْخَدُ ( صْخُوداً ) كقُعودٍ : ( استَمَعَ ) منه ، ومال إِليه ، فهو صاخِدٌ ، قال الهُذَليُّ :
عَلَّا عَلِمْتَ أَبا إِياسٍ مَشْهَدِي
أَيَّامَ أَنتَ إِلى المَوالِي تَصْخَدُ
( وصَخِدَ النَّهَارُ ، كفَرِحَ ) ، صَخَداً ، فهو صاخِدٌ : ( اشتَدَّ حَرّهُ ) ، وَحرٌّ صاخِدٌ : شَدِيدٌ . وكذالك صَخَدَ يومُنا يَصْخَد صَخَدَاناً . ( ويومٌ صَيْخُودٌ ) ، على فَيْعُول ، وصَيْخَدٌ ، ( وصَخْدَانٌ ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّك ) ، عن ثَعْلب : ( شدِيدُ الحَرِّ ) ، ولَيْلة صَخْدَانَةٌ . ويقال : أَتيتُه في صَخَدَانِ الحَرِّ ، أَي في شِدَّتِه .
والصاخِدةُ : الهاجِرَةُ ، وهاجرةٌ صَيْخُودٌ . ( مُتَّقِده ) .
ومن سَجَعَات الأَساس : رَماني الحَرُّ بِصَيَاخِيدِه ، والبَرْدُ بصَنادِيدِه .
( وصَخْرَةٌ صَيْخُودٌ ، وصَيْخادٌ ) ، الأَخير عن الصاغانيِّ : صَمَّاءُ راسِيةٌ ( شَدِيدةٌ ) ، وفي الأَساس : صَخْرَةٌ صَيْخُودٌ : لا تَعْمَلُ فيها المَعَاوِلُ . وفي اللسان : الصَّيْخُود : الصَّخْرة المَلْسَاءُ الصُّلْبَةُ لا تحرَّكُ من مكانِهَا ، ولا يَعْمَل فيها الحَدِيدُ ، وأَنشد :
حَمْرَاءُ مِثْلُ الصَّخْرَة الصَّيْخُودِ
وهي الصَّلُود . والصَّيْخُود أَيضاً : الصَّخْرَةُ العَظِيمةُ التي لا يَرْفَعُها شيءٌ ، ولا يأْخُذُ فيها مِنْقَارٌ ولا شيْءٌ ، قال ذو الرُّمّة :
يَتْبَعنَ مِثْلَ الصَّخْرةِ الصَّيْخُودِ
وقيل : صَخْرةٌ صَيْخُودٌ ، وهي الصُّلْبَة الّتي يَشْتَدُّ حَرُّهَا إِذا حَمِيَتْ عليها الشَّمْسُ .
وفي حديثِ عَليَ ، كرَّم الله وجهه : ( ذَوَات الشَّنَاخِيبِ الصُّمِّ من صَياخِيدِها ) .
( والصَّيْخَدُ : عَيْنُ الشَّمْلِ ) سُمِّيَ به لِشِدَّةِ حَرِّها ، وأَنشد اللَّيث :
وَقَدْ الهَجِيرِ إِذَا استَذابَ الصَّيْخَدُ .
____________________

(8/265)



( وأَصْخَدَ ) الرَّجُلُ : ( دَخَلَ في الحَرِّ ) ، ويقال : أَصخَادْنَا ، كما يُقَال : أَظْهَرْنَا ، وصَهَدَهُم الحَرُّ ، وصَخَدَهم والإِصخَادُ ، والصَّخَدَانُ ، شِدَّةُ الحَرِّ .
( و ) أَصخَدَ ( الحِرْبَاءُ : تَصَلَّى بِحَرِّ الشَّمْسِ ) واسْتَقْبَلَهَا . ( والمَصْخَدَة : الهاجِرَةُ ) ، كالصَّاخِدة ، ( ج : مَصَاخِدُ ) يقال : أَتيتُه في مَصَاخِدِ الحَرِّ وصَيَاخِيدِه .
( وصَخْدٌ ) بفتح فسكون ، مَصْروفاً ، ( وقد يُمْنَع ) من الصَّرْف : ( د ) ، نقله الصاغانيُّ .
( والصَّيْخَدُونُ : الصَّلابَةُ ) والشِّدَّة ، قال ابنُ دُرَيْد : هاكذا قالوا . ولا أَعرِفها .
( و ) يقال : ( واحدٌ قاحِدٌ صاخِدُ ، أَي صُنْبُورٌ ) ، أَي فَرْدٌ ضَعِيف ، أَي لا أَخَ له ولا وَلَدَ .
ومما يستدرك عليه :
المُصْطَخِدُ : المُنْتَصِبُ ، قال كَعْب :
يَوْماً يَظَل به الحِرْبَاءُ مُصْطَخِداً
كَأَنَّ ضَاحِيَهُ بالنَّارِ مَمْلُولُ
وكذالِكُ المُصْطَخِمُ . يَصِفُ انتصابَ الحِرْبَاءِ إِلى الشَّمْس في شِدَّة الحَرِّ .
والصُّخُد ، بالضّمّ : دَمٌ . وما في السَّابِياءِ ، والصَّخْد : الرَّهَلُ ، والصُّفْرَةُ في الوَجْهِ . والسِّين لغةٌ في الصَّادِ على المضارعة . وصَيْخَدٌ ، كحَيْدرٍ : موضع .
صدد : ( *!صَدّ َعَنْه ) *!يصُدُّ *!ويَصِدُّ *!صَدًّا و ( *!صُدُوداً ) ، كقُعودٍ ( أَعرَضَ ) ، ورَجلٌ *!صادٌّ ، من قومٍ *!صُدَّاد ، وامرأَةٌ *!صادَّةٌ ، من *!صَوادَّ ، *!وصُدَّادٍ أَيضاً ، قال القُطامِيُّ :
أَبصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلةٌ
وقد أَراهُنَّ عَنْهُمْ غيرَ صُدَّادِ
( و ) يقال : *!صَدَّ ( فُلاناً عن كذا *!صَدًّا ) ، إِذا ( مَنَعَهُ وصَرَفَهُ ) عنه ، قال اللّهُ عَزَّ وجلَّ : { *!وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ } ( النمل : 43 ) أَي *!صَدَّهَا كونُها
____________________

(8/266)


من قَوْمٍ كافِرِينَ عن الإِيمان . وفي التنزيل : { *!فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ } ( النمل : 24 ) ( *!كأَصَدَّهُ ) *!إِصْداداً ، *!وصَدَّدَه ، وأَنشد الفَرَّاءُ لذي الرُّمَّة :
أُناسٌ *!أَصَدُّوا النَّاسَ بالسَّيْفِ عَنْهُمُ
*!صُدُودَ السَّوَاقِي عن أُنُوفِ الحَوائِمِ
( *!وصَدَّ *!يصُدُّ ) ، بالضّمّ ، ( *!ويَصِدُّ ) ، بالكسر ،*! صَدًّا و ( *!صَدِيداً ) : عَجَّ و ( ضَجَّ ) . وفي التنزيل : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ *!يَصِدُّونَ } ( الزخرف : 57 ) أَي يَضِجُّون ويَعِجُّون ، وقد قُرِىء : {*! يَصِدُّونَ } ( الزخرف : 57 ) أَي يُعْرِضون . قال الأَزهريُّ تقول *!صَدَّ *!يصُدُّ *!ويَصِدُّ ، مثل شَدَّ يَشُدّ ويَشِدّ ، والاختيار : *!يَصِدُّون ، بالكسر . وهي قراءة ابن عباس . وعلى قوله في تفسيره العَمَلُ . قال أَبو منصور : يقال *!صَدَدْتُ فُلانا عن أَمرِهِ *!أَصُدُّه *!صَدًّا *!فَصَدَّ *!يَصُدُّ ، يستوِي فيه لَفْظُ الواقعِ واللازِمِ ، فإِذا كان المعنَى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوَجْهُ الجَيِّدُ *!صَدَّ *!يَصِدُّ ، مثل ضَجّ يَضِجُّ .
ونقل شيخنا عن شروح اللامِة : أَن صَدَّ اللازِمَ ، سواءٌ كان بمعنى ضَجَّ أَو أَعرَضَ ، فمضارِعُهُ بالوَجْهَيْن ، الكسر على القِيَاس ، والضمّ على الشُّذوذ . قال : وكلامُ المصنِّف يقتضِي أَن الوَجْهَيْن في معنَى ضَجَّ فقط . وليس كذالك .
( و ) عن اللّيث : يقال هاذه الدار على *!صَدَدِ هاذه و ( دارِي صَدَدَ دارِهِ ) محرَّكَةَ ، ( أَي قُبَالَتَهُ وقُرْبَهُ ) ، كذا في النُّسْخ ، بتذكير الضمير والصواب تأْنِيثُه ، كما في سائر الأُمهات ( نُصِبَ على الظَّرْفِ ) ، قال أَبو عُبَيْد ، قال ابن السِّكِّيت ، الصَّدَدُ ، والصَّقَبُ : القُرْبُ ، ويقال : هاذا صَدَدَ هاذا ، *!وبِصَدَدِه ، وعلى *!صَدَدِهِ ، أَي قُبَالَتَهُ .
( *!والصَّدِيدُ : ماءُ الجُرْحِ الرَّقِيقُ )
____________________

(8/267)


المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المهدَّة . وفي الحديث : ( يُسْقَى مِن صَدِيدِ أَهْله النَّار ) . قال ابن الأَثير : هو الدَّمُ والقَيْحُ الّذِي يَسِيل من الجَسَدِ . وقال ابن سِيده : الصَّدِيدُ : القَيْحُ الّذِي كأَنَّه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ . والصَّدِيدُ في القرآن : ما يَسِيلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار . وقال اللَّيْث ( الصديد ) الدّمُ المُخْتلِط بالقَيْحِ في الجُرْحِ . ( و ) قيل : الصَّدِيدُ : ( الحَمِيمُ ) إِذا ( أُغْلِيَ حَتَّى خَثُرَ ) أَي غَلُظ ، نقله الصاغانيّ .
( *!والتَّصْدِيدُ : التَّصْفِيقُ . *!والتَّصدُّدُ : التَّعَرُّض ) ، هاذا هو الأَصل ، ( وتُبْدَلُ الدالُ ياءً ، فيقال *!-التَّصَدِّي *!والتَّصْدِيَةُ ) قال اللّهُ عزّ وجلّ : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآء *!وَتَصْدِيَةً } ( الأنفال : 35 ) فالمُكَاءُ : الصَّفِيرُ ، *!والتَّصْدِيةُ : التَّصْفِيقُ ، وقيل للتَّصْفِيق : *!تَصِديةٌ ، لأَن اليَدَيْن تَتصافَقانِ ، فيقابِل صَفْقُ هاذه صَفْقَ الأُخرى *!وصَدُّ هذه *!صَدَّ الأُخرَى ، وهما وَجْهاها .
وعن ابن سيده : *!التَّصْدِيَةُ : التَّصْفِيقُ والصَّوتُ ، على تحويل التّضعيف . قال : ونظيره قَصَّيْتُ أَظْفَارِي . في حروف كثيرة . قالَ : قد عَملَ فيه سيبويه باباً . وقد ذَكَرَ منه يَعقُوبُ وأَبو عبيدٍ أَحرُفاً .
وفي التهذيب : يقال *!صدَّى *!يُصَدِّي : *!تَصْدِيةً ، إِذا صَفَّقَ . وأَصله : *!صَدَّدَ *!يُصدِّدُ ، فكثُرَت الدّالات ، فقُلِبَت إِحداهُنَّ ياءً ، كما قالوا : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي ، والأَصلُ : قَصَصْتُ . قال : قال ذالك أَبو عُبَيْدٍ ، وابنُ السِّكِّيت ، وغيرهما . وذَهَبَ أبو جعفرٍ الرُّسْتُمِيُّ ، إِلى أَن *!التَّصْدِيَةَ من الصَّدَى ، وهو الصَّوتُ ، ولم يُستَعمل من الصَّدَى فِعْلٌ . والحَمْل على المُستعمَل أَوْلَى .
قال شيخُنَا : هو كلامٌ ظاهرٌ ، وفي كلام المصنِّف لَفُّ ونَشْرٌ مُشَوَّشٌ .
وقول الله تعالى : { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ *!تَصَدَّى } ( عبس : 5 ، 6 ) معناه : تَتَعرَّض له ، وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه ،
____________________

(8/268)


يقال : تَصَدَّى فُلانٌ لفُلان ، إِذا تَعَرَّضَ له . والأَصْل تَصدَّدَ . وقال الأَزهريُّ : ويجوز أَن يكون معنى قوله : { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى } ( عبس : 6 ) أَي تَتَقَرَّب إِليه ، من الصَّدَدِ وهو القُرْبُ ، كما تقدَّم .
و ( *!الصُّدَّاد ، كَرُمَّانٍ : الحَيَّةُ ) ، عن الصاغانيّ ، ( ودُوَيْبَّةٌ ) من جِنْس الجُرْذَانِ ، ( أَو سامُّ أَبْرَصَ ) ، وقد جاءَ في كلامه قَيْس وفَسّره به أَبو زيد ، وتَبِعَه ابنُ سيده ، وقيل : الوَزَغُ ، أَنشد يعقوب :
مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ *!الصُّدَّادِ
ثم فَسَّرَه بالوَزَغِ ( ج :*! صَدَائِدُ ) ، على غير قياس .
( و ) الصدَّاد أَيضاً : ( الطَّريق إِلى الماءِ .
( و ) *!الصِّدَاد ، ( ككِتَابٍ : ما اصْطَدَّتْ به المرأَةُ ، وهو ) أَي الصِّدَاد . ( السِّتْرُ ) ، كذا في نوادر الأَعراب .
( *!وصَدَّاءُ ، كعَدَّاء : لغةٌ في صَدْآءَ ) وهو اسْم بئْرٍ أَو رَكِيَّةٍ عَذْبةِ الماءِ . ورَوَى بعضُهم هاذا المَثَل : ( ماءٌ ولا كَصَدَّاءَ ) أَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
وإِنِّي وتَهْيامِي بزَيْنَبَ كالَّذِي
يُحَاوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
وقيل لأَبي عليَ النّحويّ : هو فَعْلاءُ ، من المضاعف . فقال : نعم ، وأَنشد لضِرار بن عُتْبَةَ العَبْشَمِيّ :
كأَنِّيَ مِن وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هائِمٌ
يُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
وبعضهم يقول : صَدْآءُ ، بالهمز مثل صَدْعَاءَ . قال الجَوْهَرِيُّ : سأَلْتُ عنه رجلاً بالبادية فلم يَهْمِزهْ . وقد عرَّ في الهَمْز ما يقارب ذالك ، فراجِعْه .
( *!والصَّدُّ ) بالفتح ( ويُضَمُّ : الجَبَلُ ) ، والسين لغة فيه . قال أَبو عَمْرٍ و يقال لكلّ جَبلٍ :*! صَدٌّ *!وصُدٌّ ، وسَدٌّ وسُدٌّ . ( و ) الصَّدُّ والصُّدُّ : ( ناحِيةُ الوادِي ) والشِّعْبِ ، وهما *!الصَّدَّان والجمع : *!أَصدادٌ ، *!وصُدودٌ . *!وصُدَّا
____________________

(8/269)


الجبلِ : ناحِيَتاه في مَشْعَبِه ، وهما الصَّدَفانِ ، قال حُمَيْد :
تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بينَ *!صُدَّينِ أَشْخَصَتْ
لهُ كَفُّ رامٍ وِجْهةً لا يُريدُهَا
( *!والصُّدَّانِ ، بالضّمّ : شَرْخَا الفَرْقِ ) كذا في النُّسخ . والصواب : الفُوق . كما هو نصّ التكملة ، مجازاً عن جانِبَيِ الوادِي .
( *!والصَّدُود ، كَصَبُورٍ المِجْوَلُ ) ، نقله الصاغَانيُّ ، ( و ) *!الصَّدُود : ( ما دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ بِهِ عَيْناً ) ، وهاذا عن ابن بُزُرْج .
( *!وصَدْصَدُ ) : اسم ( امرأَةٍ ) ، عن الصاغانيّ .
( *!وصُدَاصِدٌ ، كعُلابِطٍ : جَبَلٌ لهُذَيْلٍ ) ، نقله الصاغَانيُّ .
( *!وأَصَدَّ الجُرْحُ ) *!إِصْدَاداً : ( قَيَّحَ ) *!وصَدَّدَ ، صَار فيه المِدَّةُ . وزاد في المصباح : صَدِىءَ الجُرْحُ ، كفَرِحَ . والقياس يقتضيه . قاله شيخُنا .
ومما يستدرك عليه :
*!صَدَّ *!يَصِدُّ *!صَدًّا : استَغْرَب ضَحِكاً . قال الليث : { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ *!يَصِدُّونَ } ( الزخرف : 57 ) أعي يَضْحكون .
*!والصَّدُّ : الهِجْرَانُ . والصَّدُّ : المرتفِعُ من السَّحَابِ ، تَراه كالجَبَلِ ، والسِّين أَعلى . والصَّدُّ : شِعْبٌ صَغِير يَسيل فيه الماءُ ، قاله الضَّبِّيُّ . والصَّدُّ الجانِبُ .
*!والصَّدَدُ : الناحِيَةُ . *!والصَّدَدُ : القَصْدُ . قاله ابن سيده .
ويقال : *!صَدَّ السَّبِيلُ ، إِذا استَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فَتَركْتَها وأَخَذْتَ غَيرَها .
*!وتَصدَّيتُ له : أَقْبلتُ عليه .
*!والصَّدَّى ، مَقصور : تينٌ أَبيضُ الظاهِرِ أَكْحَلُ الجَوْفِ ، وهو صادِقُ الحَلَاوة . هاذا قول أَبي حَنِيفَة .
*!والصَّدْصَدَة : ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ .
وصَدّ بالفارسية : اسم للمائة من العَدَدِ .
ويقال : لا *!صَدَدَ لي عن ذالك ولا جَدَدَ ، أَي لا مانِعَ ، نقله الصاغانيُّ .

____________________

(8/270)


صرد : ( الصَّرْدُ ) ، بالبَحْتُ ( الخالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ ) ، قال أَبو زيد يقال أُحِبُّكَ حُبًّا صَرْداً ، أَي خالِصاً . وشَرَابٌ صَرْدٌ . وسَقَاه الخَمْرَ صَرْداً ، في صِرْفاً وأَنشد :
فإِنَّ النَّبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ
على غيرِ شيْءٍ أَوْجَعَ الكِبْدَ جُوعَها
وذَهَبٌ صرْدٌ : خالصٌ ، وكَذِبٌ صَرْدٌ ، كذالك .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : الصَّرْد : ( مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ من الجِبَالِ ) وهو أَبْرَدُهَا .
( و ) الصَّرْد : ( مِسْمَار ) يكون ( في السِّنانِ يُشَكُّ بِهِ الرُّمْحُ ) ، والتَّحْريك فيه أَشْهَرُ ، قال الراعِي :
منه صَرِيعٌ وضَاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ
كما ضَغَا تحتَ حَدِّ العامِلِ الصَّرَدُ
( و ) الصَّرْدُ ( مِنَ الجَيْشِ : العَظِيمُ ) تَراه مِن تُؤَدَتِهِ كأَنْهُ سَيْرُه جامِدٌ وذالك لِكَثْرَتِهِ . وهو مَجاز ، وقد يُوصَف به ، فيقال : جَيْش صَرْد ، قالَ خُفَاف بن نَدْبَةَ :
صَرْدٌ تَوَقَّصَ بالأَبدانِ جُمْهورُ
( ويُحَرَّك ) وهو معنَى قَوله النابغَة الجَعْدي :
بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنْهمْ
وُقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ
( و ) الصَّرْدُ ، والصَّرَدُ ، والصَّرِيدُ : ( البرْدُ ) ، وقيل : شِدَّتُه ، ( فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ ) .
قال شيخنا : وصَحَّح جَماعةٌ أَنَّه عرَبِيٌّ ، وأَن الفُرْس أَخَذُوه من كلامِ العربِ ، فوافَقُوهم عليه . صَرِدَ ، بالكسر ، يَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قوم صَرْدَى . قال الليث : الصَّرَدُ : مصدر الصَّرد من البَرْد . والاسم الصَّرْد ، مَجْزومٌ ، قال رُؤبةُ :
بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْدِ
____________________

(8/271)



وفي الحديث : ( سُئِل ابن عُمَرَ عَمَّا يَموتُ في البَحْر صَرْداً ، فقال : لا بَأْسَ بِهِ ) يعني السَّمَكَ الّذي يَموتُ فيه من البَرْدِ .
ويَومٌ صَرِدٌ ، وليلةٌ صَرِدَةٌ : شديدةُ البَرْدِ .
( ورَجُلٌ مِصْرَادٌ : قَوِيٌّ على البَرْدِ ) ، نقلَه الصاغانيُّ ( و ) رجل مِصْرَادٌ : ( ضَعِيفٌ ) لا يَصْبِر ( عَلَيْهِ ) . وفي التَهذيب : هو الّذي يَشْتَدُّ عليه البَرْدُ ، ويقِلُّ صَبْرُه عليه ، فهو من الأَضداد ، وقد أَغفلَه المصنّف ، ( كصَرِدٍ : ككَتِفٍ ) ، يَشْتَدُّ البَرْد عليه .
( وصَرِدَ ) الرَّجلُ ( كفَرِحَ ) يَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قَوْم صَرْدَى : ( وَجَدَ البَرْدَ سَرِيعاً ) ، قال الساجع .
أَصْبَح قَلْبِي صَرِدَا .
لا يَشْتَهِي أَن يَرِدا .
( و ) من المجاز : صَرِدَ ( الفَرَسُ ) إِذا ( دَبِرَ مَوْضِعُ السَّرْجِ منه ، فهو صَرِدٌ ) كتِفٍ .
وعن أَبي عُبَيدة : الصَّرَدُ : أَن يَخْرُجَ وَبَرٌ أَبيضُ في مَوْضِع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ ، فيقال لذالك الموضع : صُرَدٌ ، وجمعه : صِرْدان ، وإِيَّاها عَنَى الراعي يصف إِبِلاً :
كأَنَّ مَواضِعَ الصِّرْدَانِ منها
مَنارَاتٌ بُدِئْنَ على خِمَارِ
وفي المحكم ؛ والصُّرَد : بَياضٌ يكون في سَنَامِ البَعِيرِ . والجمْعُ كالجَمْع . وفي الأَساس : شُبِّه بلَوْن الصّرَدِ هو طائر يأْتي ذِكْرُه ( و ) صَرِدَ ( السِّقَاءُ ) صَرَداً : ( خَرَجَ زُبْدُهُ مُتَقَطِّعً ) ، فيُدَاوَى بالماءِ الحارِّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : صَرِدَ ( قَلْبِي عنه ) ، إِذا ( انْتَهَى ) ، كما يقال :
أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
كذا في التهذيب .
( و ) صَرِدَ ( السَّهْمُ ) صَرَداً وصَرْداً :
____________________

(8/272)


( أَخطأَ ) ، وكذا الرُّمْحُ ونَحوُهم ، كأَصْرَدَ ، قال الراجز :
أَصرَدَهُ المَوْتُ وقد أَطَلَّا
أي أَخطأَه ، وهاذا عن قُطْرُبِ . ( و ) صَرِدَ السَّهْمُ والرُّمْح يَصْرَدُ صَرَداً : ( نَفَذَ حَدَّهُ ) ، وهاذا عن الزّجَّاج فهو على هذا ( ضِدٌّ ) .
( وَصَرَدَهُ الرامِي ، وأَصْرَدَه : أَنْفَذَهُ ) من الرَّمِيَّةِ ، وأَنا أَصْرَدتُه . وقال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ يخاطب جَريراً والفرزدقَ :
فما بُقْيَا عَلَيَّ تَركتُمانِي
ولاكِنْ خِفْتُا صَرَدَ النِّبَالِ
قال أَبو عُبَيْدَة : مَن أَراد الصَّوَابَ قال : خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ نِبالي . ومَن أَرادَ الخَطَأَ قال : خِفْتُما إِخطاءَ نِبالِكُما .
( وسَهْمٌ صارِدٌ ، ومِصْرَادٌ : نافِذٌ ) ، خَرَج بَعْضُه ، ومارِقٌ : خَرَح كُلُّه . وصارِدٌ : خرجت شَبَاهُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ . ونَبْلٌ صَوَارِدُ .
( و ) سَهْم ( مُصْرِدٌ كمُكْرِم : مُخْطِىءٌ قاله قُطْرُب .
( و ) في الحديث : ( نُهِيَ المُحْرِمُ عن قتْلِ ( الصُّرَد ) ) وهو ( بِضَمِّ الصادِ وفتْح الرَّاءِ : طائِرٌ ) فوقَ العُصفورِ أَبْقَعُ ( ضَخْمُ الرَّأْسِ ) ، قال الأَزهريُّ : ( يَصصادُ العَصَافِيرَ ) ، يكون في الشَّجَرِ ، نِصْفُه أَبيضُ ونِصْفُه أَسودُ ، ضَخْمُ المِنْقَارِ ، له بُرْثُنٌ عظيم . ويقال له : الأَخْطَب ، لاخْتِلاف لَوْنَيْهِ . والصُّرَد لا تَراه إِلّا في شُعْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ ، لا يَقْدِر عليه أَحدٌ . قال سُكَيْنٌ النُّمَيرِيُّ : الصُّرَد صُرَدَانِ ، أَحدُهما يُسَمِّيه أَهلُ العِرَاقِ : العَقْعَقُ ، وأَمّا البَرِّيُّ فهو الهَمْهَام ، يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ : وكُرِه لَحْمُ الصُّرَدِ وهو من سِبَاعِ الطَّيْرِ . ( أَو هُو أَوَّلُ طائِرٌ صَامَ لِلهِ تعالى ) .
ورُوِيَ عن مجاهدٍ في قوله تعالى : { سَكِينَةٌ مّن رَّبّكُمْ } ( البقرة : 248 ) قال : أَقْبَلَت لبسَّكِينَةُ ، والصُّرَدُ ، وجبْرِيلُ مع
____________________

(8/273)


إِبراهِيمَ من الشَّأْم : ( ج صِرْدَانٌ ) ، بالكَسْر ، قال حُمَيْد الهلالِيُّ :
كأَنَّ وَحَى الصَّرْدَانِ في جَوْفِ ضالَةٍ
تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا ما تَلَهْجَما
( و ) من المجاز :
فَرَس مُصَرِّدٌ : به صُرَدٌ ، وهو : ( بَيَضٌ في ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ ) ، وجمْعُه صِرْدَانٌ ، وقد تقدَّم قريباً .
( والصُّرَدَانِ ) تثنية صُرَدٍ : ( عِرْقَانِ ) أَخضرانِ ( يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ ) يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ ، كما قاله اللَّيْث ، عن الكِسَائيّ . وقيل : هما عَظْمَان يُقيمَانه ، وقال يَزِيدُ بن الصَّعِقِ :
وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ
له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ
أَي ذَرِبانِ .
وفي المحكم : الصُّرَد : عِرْقٌ في أَسفلِ لِسان الفَرَسِ .
وقال الأَصمعيّ : الصُّرَدُ من الفَرَسِ : عِرْقٌ تحْت لِسَانِه ، وأَنشد :
خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذو مَيْعَةٍ
كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( الصَّرِيدةُ : نَعْجَةٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ ) وأَنْحَلَهَا ، كذا في المحكم ، ( ج : صَرَائِدُ ) ، وأَنشد :
لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً
وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ
( و ) الصُرَّاد ، والصُّرَّيْد ، والصَّرْدَى ( كَرُمَّان ، وقُبَّيْطٍ ) وسَكْرَى : ( الغَيْمُ الرَّقِيقُ لا مَاءَ فِيهِ ) ، وهو نَصُّ الصّحاح وقيل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّيح . وقال الأَصمعيُّ : الصُّرَّادُ : سَحابٌ بارِدٌ نَدِيٌّ ، ليس فيه ماءٌ .
( والتَّصْرِيدُ : التَّقْلِيل ) ، وقيل : إِنما كَرِهوا الصُّرَدَ وتَشَاءَمُوا به من اسمه ،
____________________

(8/274)


من التصريد ، ونُهِي عن قَتْلِهِ رَدًّا للطِّيَرَةِ .
ومن المَجَاز .
صَرَّدَ له العَطَاءَ تَصْرِيداً : قَلَّلَه . وفي الحَدِيث . ( لن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا تَصرِيداً ) أَي قَليلاً .
( و ) التَّصريد ( في السَّقْي دُونَ الرَّيِّ ) ، وفي التهذيب : شُرْبٌ دُونَ الرِّيّ . وشَرابٌ مُصَرَّد : مُقَلَّل .
( والمُصْطَرِد ) : الرجلُ ( الحَنِقُ الشَّديدُ الغَيْظِ ) ، عن الصاغانيّ ، كالمصطَرّ ، بغير دالٍ .
( والصَّارِدُ ) : اسم ( سَيْف ) الشَّهيد ( عاصمِ بنِ ثابتِ بن أَبي الأَقْلَحِ ) قَيْسِ بنِ عِصْمة بن النعْمان الأَوْسِيّ ثم الضُّبَعِيّ ( رَضِيَ اللّهُ تَعَالى عنه ) .
( والصَّرْداءُ : جَبَلٌ ) كثيرُ الثَّلْج والبَرَدِ .
( والمِصْرادُ من الأَرضِ . ما لا شَجَر بها ولا شيْءَ ) من النَّبَاتِ .
( ولَبَنٌ صَرِدٌ ، كَكَتِفِ مُنْتَفِشٌ لا يَلْتَئِمُ ) لإِصابته البرد ، وقد صَرِدَ كفرِح .
( والصِّمْرِدُ ) بالكسر : النقةُ القليلةُ اللبن و ( هنا مَوْضِعُ ذِكْرِه ) وهو مذكور في الصحاح هنا ، بناءً على أَن الميم زائدة ، على الصحيح ، وسيأْتي في : صمرد ، إِن شاءَ الله تعالى .
ومما يستدرك عليه :
الصَّرِيد : الجَلِيد . وأَرضٌ صَرْدٌ : باردة ، والجمع صُرودٌ ، وهي خلاف الجُرُومِ ، وهي الحارَّة . وريح مِصْرادٌ . ذاتُ صَرَدٍ أَو صُرَّادٍ ، قال الشاعِر :
إِذا رَأَيْن حَرْجَفاً مِصْرادَا
وَلَّيْنَها أَكْسِيةً حِدادَا
وفي شرح الأَمالِي للقاليّ : التّصريد التَّفْرِيق والتَّقْطِيع ويقال : صَرَّد شُرْبَه تَصْرِيداً : قَطَّعَه .
وقال قُطْرب : سَهْمٌ مُصَرِّدٌ ، بالتشديد : مُصِيب ، وبالتخفيف : أَي مُخطىءٌ . وأَنشد في الإِصابة :
عَلَى ظَهْرِ مِرْنانٍ بِسَهْمٍ مُصَرِّدِ
____________________

(8/275)



وقال أَبو عُبَيْدة : يقال معه جَيْشٌ صَرَدٌ ، أَي كلّهم بنو عَمّه ، لا يُخَالِطهم غيرهُم . نقله أَبو هانىءٍ عنه .
وصَرَّد الشَّعِيرُ والبُرُّ : طَلَعَ سَفاهُما ، لم يَطْلُع سُنْبُلُهما وقد كاد ، قال ابن سيده : هاذه عن الهَجَرِيِّ .
قال شَمِرٌ : تقول العرب : ( افْتَحْ صُرَدَكَ تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرك ) قال : صُرَدُه : نَفْسُه . ويقال : لَو فَتَحَ صُرَدَه عَرَف عُجَرَه وبُجَرَه . أَي عرف أَسرارَ مَا يَكْتُم .
والانْصرادُ : جاءَ ذِكْرُه في بعض الأَمثال ، فراجِعْه في أَمثال الميدانيِّ . وزُهَيْر بن صَرَدِ الجُشَمِّي : صحابيّ ، وهو أَبو جَرْوَل ، وكان شاعرَ القَوْم ورئيسَهُم ، له ذِكْر في وَفْدِ هَوازن وبنو الصارد : حيٌّ : من بني مُرَّةَ بن عوف بن غَط 2 فانَ ، وهو لَقبٌ ، واسمه سَلامة .
قال ابن دُريد : هو من قولهم : صَرَدَ السَّهْمُ ، أَو من : صَرِدَ الرَّجُلُ من البَرْد ، ومنهم قُرادُ بن حَنَش بن عمرِو بن عبد الله بن عبد العُزَّى بن صُبيح بن سَلامة ، الصارِدِيّ الشاعر .
وصُرَدُ ، كزُفَرَ : قَرْية بالوجه البحريّ ، من مصر ، منها التاج عبد الغَفّار بن ذي النُّون الصُّرَدِيّ . قاله الحافظ ابنُ حجَر في ( الدرر الكامنة ) .
وصُرَادٌ كغُرَابٍ : هَضْبة في ديار كِلَابٍ ، وَعَلَمٌ بقُرْب رَحْرَحانَ ، لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد بن ذُبيانَ ، وثَمَّ أَيضاً : الصَّرِيدُ ، بينهما واد .
صرخد : ( الصَّرْخَدُ ) ، بالفتح : ( اسمٌ لِلْخَمْره ) عن الفرّاءِ ، وأَنشد :
قامَ وُلاهَا فَسَقَوْهُ صَرْخَدَا
يريد : وُلَاتها .
( و ) صَرْخَدُ ، ( بلا لامٍ د ، بالشامِ )
____________________

(8/276)


وقيل : موضِع منه ، ( يُنسَب إِليه الخَمْرُ ) في قول الرَّاعِي يَصِفُ النَّوْمَ :
وَلذَ كطَعْمِ الصَّرْخَدِيّ طَرَحْتُهُ
عَشِيَّةَ خِمْسِ القَوْمِ والعَيْنُ عاشِقُهْ
وإِليه نُسِبَ الحَسَن بنُ أَحمدَ بنِ هلالِ بن سعْد الصَّرْخَدِيّ ، المعروف بأَبي هُبَل ، سَمعَ عليَّ بن البخاريّ ، وحَدَّثَ وعُمِّرَ .
صرفند : ( صَرَفَنْدُ ) أَهمله الجوهريُّ والجماعة وهو ، محرّكَة مع سكون النُّون . وآخره هاءٌ ، على ما في ( المراصد ) و ( اللباب ) : ( د ) أَو قَرْيَةٌ ( بساحلِ ) بحْرِ ( الشّام ) قريبةٌ من صُور ، يُنسب إِليها التِّين ، ومنها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن إِسحاق بن أبي الدَّرْدَاءِ الأَنصاريّ ، المُحَدِّث .
صعد : ( صَعِدَ في ) ، في الدَّرَجَة ، وأَشباهه ، ( كَسَمِعَ ، صُعُوداً ) كَقُعُود ، ولا يُقَال : أَصْعَدَ . ( وصَعَّد في الجَبَلِ و ) صَعَّد ( عليه تَصعيداً ) ، كاصَّعَّدَ اصِّعَّاداً ، بالتشديد فيهما ، وحُكِيَ عن أَبي زيد أَنه قال : أَصْعَد في الجَبَل ، وصَعَّد في الأَرضِ ) ( رَقِيَ ) مُشْرِفاً ، ( ولَمْ يُسْمَعْ صَعِدَ فيه ) ، أَي كَفَرِح . بل يقال : صَعِدَه . وهاذا قَوْلُ الجمهورِ ، ونقلَهُ الجوهَرِيُّ عن أَبي زيْد ، واتّفَقُوا عليه ، كما نَقَلَه شيخُنَا .
قلْت : وقَرَأَ الحَسَنُ : { إِذْ تُصْعِدُونَ } ( آل عمران : 153 ) جعلَ الصُّعُودَ في الجَبَلِ كالصُّعُودِ في السُّلَّمِ .
____________________

(8/277)



وقال ابن السّكّيت : يقال : صَعِدَ في الجَبَلِ ، وأَصْعَدَ في البِلادِ .
وقال ابن الأَعرابيّ : صَعِدَ في الجَبَل ، واستشهَدَ بقوله تعالى : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّبُ } ( فاطر : 10 ) وقد رَجَعَ أَبو زيدٍ إِلى ذالِكَ فقال : استوْأَرَتِ الإِبِلُ ، إِذا نَفَرَتْ فَصَعِدَت في الجِبَال ، ذَكرَه في الهمز . وقد أَشار في المصباح إِلى بعضٍ من ذالك .
( وأَصْعَدَ : أَتَى مَكَّةَ ) ، زِيدَتْ شَرَفاً ، قال أَبو صَخْرٍ : يكون النّاسُ في مَبَادِيهِم ، فإِذا يَبِسَ البَقْلُ ، ودَخَلَ الحَرُّ أَخذوا إِلى حاضرِهِم ، فمَن أَمَّ القِبْلَةَ فهو مُصْعِد ، ومن أَمَّ العِراقَ فهو مُنْحَدِرٌ . قال الأَزهَرِيُّ : وهاذا الّذِي قاله أَبو صَخْرٍ كلامٌ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ ، سَمِعتُ غيرَ واحد من العرب يقول : عارَضْنَاالحَاجَّ في مُصعَدِهم ، أَي في قَصْدِهم مَكَّةَ ، وعَارَضْنَاهُم في مُنْحَدَرِهِم أَي في مَرجِعِهِمْ إِلى الكوفة من مكَّةَ .
قال ابن السِّكِّيت : وقال لي عُمَارَة : الإِصعادُ إِلى نَجْدٍ ، والحِجَازِ ، واليَمَنِ ، والانحدارُ إِلى العِرَاق ، والشام ، وعُمَانَ ، فإِذا عَرَفْتَ هاذا ظَهَرَ لك ما في كلام المُصَنِّف من القصور .
( و ) أَصْعَدَ ( في الأَرْضِ ) : ذَهَبَ ، قالَهُ أَبو مَنْصُور . ونَصُّ عِبارَة الأَخْفَش : أَصْعَدَ في البِلاد : سارَ و ( مَضَى ) وذَهَبَ ، قال الأَعْشى :
فإِنْ تَسْأَلِي عَنِّي فيَا رُبَّ سائِل
حَفِيَ عن الأَعْشَى بِهِ حيثُ أَصْعَدَا
ويقال : أَصْعَدَ الرّجُلُ في البِلَادِ حيثُ تَوَجَّه . ( و ) أَصْعَدَ ( في ) الأَرْضِ و ( الوَادِي ) لا غيرُ : ( انحَدَرَ ) فيه ، وذَهَبَ من حَيْثُ يَجيِءُ السَّيْلُ ، ولم يَذْهَبْ إِلى أَسْفَلِ الوَادِي ، ( كَصَعَّد ) فيه ( تَصْعِيداً ) . وأَنشدَ سيبويه لعبد الله بن هَمامٍ السَّلُولِيّ :
فإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتِي
أُصَعِّدُ سَيْراً في البِلَادِ وأُفْرِعُ
____________________

(8/278)



أَراد الصُّعُودَ في الأَمَاكِنِ العالِيَة ، وأُفْرِعُ ، هَا هُنَا : أَنْحَدِرُ ، لأَن الإِفراعَ من الأَضدادِ ، فقَابَلَ التَّصْعِيدَ بالتَّسَفُّلِ . هاذا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ . قال ابن بَرِّيَ : إِنّمَا جَعَلَ : أُصْعِد بمعنَى : أَنْحَدِر ، لقوله في آخِرِ البيت : وأُفْرِعُ وهاذا الّذِي حَمَل الأَخفشَ على اعتقادِ ذالك ، وليس فيه دَلِيلٌ ، لأَنَّ الإِفراعَ من الأَضداد ، يكون بمعنَى الانْحِدَار ، ويكون بمعنَى الإِصعادِ ، وكذالك صَعَّدَ أَيضاً ، يجيءُ بالمَعْنَيَيْنِ ، يقال : صَعَّدَ في الجَبَلِ ، إِذا طَلَعَ ، وإِذا انحَدَرَ منه ، فمن جَعَل قوله : أُصَعِّدُ ، في البيتِ المذكور ، بمعنَى الإِصعاد ، كان قوله أُفْرِعُ بمعنَى الانحدار ، ومن جَعَلَه بمَعْنَى الانْحِدَارِ كَان قَوْلُه : أُفْرِعُ بمعنى الإِصعادِ . قال : وحُكِيَ عن أَبي زَيْدٍ أَنه قال : أَصْعَدَ في الجَبَلِ ، وصَعَّدَ في الأَرضِ ، فعلَى هاذا يكون المعنَى في البيتِ : أُصَعِّد طوراً في الأَرْضِ ، وطَوْراً أُفْرِعُ في الجَبَلِ .
وفي الأَساس : أَصْعَدَ في الأَرض : ذَهَبَ مُسْتَقْبِلَ أَرضٍ أَرفَعَ من الأُخْرَى .
قلت : هو مأْخُوذٌ من عِبارة اللَّيْثِ ، قال اللَّيْثُ : صَعِدَ ، إِذا ارْتَقَى ، وأَصْعَدَ يُصْعِد إِصْعاداً ، فهو مُصْعِد ، إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَرٍ أَو وادٍ ، أَرفَع من الأُخرى .
( و ) قال بعض المُفَسِّرينَ في تفسِير قوله تعالى : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } ( المدثر : 17 ) يقال : الصَّعُودُ : جَبَلٌ في النَّارِ ، من جَمْرَة واحدةٍ ، يُكَلَّفُ الكافِرُ ارتقاءَهُ ويُضرَب بالمَقام 2 ، فكلّما وَضَعَ عليه رِجْلَهُ ذَابَتْ إِلى أَسْفَلِ وَرِكِهِ ، ثم تَعُودُ مكانَها صَحيحةً ، ومنه اشتُقَّ ( تَصَعَّدَنِي ) ذالك ( الشيْءُ ، وتَصَاعَدَنِي ) ، أَي ( شَقَّ عَلَيَّ ) .
وقال أَبو عُبَيْدٍ في قول عُمَر ،
____________________

(8/279)


رضي الله عنه : ( ما تَصَعَّدَنِي شيءٌ ما تَصَعَّدَتْنِي خِطْبةُ النِّكَاحِ ) أَي ما تكاءَدَتْنِي ، وما بَلَغَتْ مِنّي وما جَهَدَتْنِي ، وأَصله من الصَّعُودِ ، وهي العَقَبَةُ الشَّاقَّةُ ، يقال : تَصَعَّدَه الأَمرُ ، إِذا شَقَّ عليه وصَعُبَ ، قيل : إِنَّمَا تَصَعَّبُ عليهِ لِقُرْبِ الوُجُوه من الوُجُوهِ ، ونَظَرِ بعضهم إِلى بعض .
( والإِصَّعُّدُ ، بالكسر وفتْح الصاد ، وضمّ العَيْن ، المشدّدَّتين ، والإِصَّاعُدُ ) بالكسر ، وشَدِّ الصَّاد ، وبعدَ الأَلف عينٌ مضمومةٌ ، نقلهما الصاغانيُّ ( والإِصْطِعَادُ ) بمعنَى ( الصُّعُود ) ، قال اللِّيث : صَعَّدَ في الوادِي يُصَعِّدُ ، وأَصْعَدَ ، إِذا انحَدَر فيه . قال الأَزهَريُّ : والاصِّعَّادُ عندي مثْلُ الصُّعُود ، قال اللّهُ تعالى : { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآء } ( الأنعام : 125 ) يقال . صَعِد ، واصَّعَّد ، واصَّاعَدَ ، بمعنًى واحد .
( و ) عن اللّيث : ( الصَّعُودُ ، بالفتح ضِدُّ الهَبُوط ، ج صُعُدٌ ) ، كزَبُورٍ وزُبُر ، ( وصَعَائِدُ ) ، مثل عَجُوز وعَجائِزَ ( و ) الصَّعُود : ( النّاقَةُ ) تُلقِي وَلَدَها بعْدَ ما يُشْعِرُ ، ثم تَرْأَمُ وَلَدَها الأَوْلَ ، أَو وَلدَ غيرِهَا ، فَتَدِرُّ عليه . وقال اللَّيْث : هي ناقةٌ يَمُوت حُوَارُهَا فتَرْجِعُ إِلى فَصِيلِها فَتَدِرُّ عليه . ويقال . هو أَطْيَبُ لِلَبَنِها ، وأَنشدَ لخالِدِ بن جَعفَرٍ الكِلابِيّ ، يصف فَرَساً :
أَمَرْتُ لها الرِّعَاءَ لِيُكْرِمُوها
لها لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِ
قال الأَصمعيّ : الصَّعُودَ من الإِبِلِ : التي ( تَخْدِجُ ) لِستّةِ أَشهُرٍ أَو سبعة ( فَتُعْطَفُ على وَلَدِ عامِ أَوَّلَ ) ، ولا تكون صَعُوداً حتّى تكون خادِجاً ، والخَلِيَّةُ : النّاقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرَى على وَلَد وَاحِدِ ، فتَدهرَّانِ عليه فيتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحدة يَحلُبونها . والجمع : صَعائدُ وصُعُدٌ . فأَمَّا سيبويه فأَنكر الصُّعُدَ .
ولو قال المصَنف : وبالفتْح : النّاقةُ . إلخ . وأَخَّرَ ذِكْرَ الجُمُوعِ كان أَسْبَكَ وأَسْلَكَ لطريقته ، فإِنّ ذِكْرَ الهَبُوطِ ،
____________________

(8/280)


كَونَه ضِدًّا للصَّعُودِ ، من المستدركات كما لا يَخْفَى .
( وقد أَصْعَدَت ) النّاقَةُ ( وأَصْعَدْتُها أَنا ) ، بالأَلف ، وصَعَّدْتُها أَيضاً ، جَعلْتُها صَعُوداً ، عن ابن الأَعرابيِّ ( و ) الصَّعُود : ( جَبَلٌ في النّارِ ) من جَمْرَةٍ واحدة ، يتَصَعَّد فيه الكافِرُ سَبْعين خَرِيفاً ثم يَهْوِي فيه كذالك أَبداً . رواه ابن حِبَّانَ والحاكِمُ في ( المستدرَك ) ، وأَورده السّيوطيُّ في جامعه .
( و ) الصَّعُودُ : الطريقُ صاعداً ، مؤنَّثة ، والجمع : أَصْعِدَةٌ وصُعُدٌ .
والصَّعُود : ( العَقَبَةُ الشَّاقَةُ ، كالصَّعُوداءِ ، مَمدوداً ، قال تَمِيمُ ابن مُقْبِل :
وحَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِيلَ ثَنِيَّةٌ صَعُوداءُ تَدْعُو كُلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدَا ( وبَنَاتُ صَعْدَةَ ) ، بالفتح : ( حُمُرُ الوَحْشِ ، والنِّسْبَة إِليها : صاعِديٌّ ) ، على غيرِ قياس ، قال أَبو ذُؤَيْب :
فَرَمَى فأَلْحَقَ صاعِدِيًّا مِطْحَراً
بالكَشْحِ فاشْتَمَلتْ عليه الأَضْلُعُ
( والصَّعْدَةُ ) بالفتح : ( القَنَاةُ ) ، وقيل : هي : ( المُسْتَوِيَةُ ) التي ( تَنْبُتُ كذالك ) لا تَحْتَاج إِلى التَّثْقِيف . قال كَعْبُ بن جُعَيلٍ ، يَصفُ امرأَةً ، شَبَّهَ قَدَّهَا بالقَنَاة :
فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها
لاحَت السّاقُ بخَلْخال زَجِلْ
صَعْدةٌ نابِتةٌ في حَائِرٍ
أَيْنَمَا الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَملْ
وكذالك القَصَبَةُ . والجمع : صعَادٌ .
( و ) قيل : الصَّعْدة : ( الأَتانُ ) وفي الحديث : ( أَنَّه خَرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُهَا حُذَاقِيّ عليها قَوْصَفٌ لم يَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُهَ ) . الصَّعْدَةُ : الأَتَانُ الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ ، والحُذَاقِيّ : الجَحْشُ والقَوْصَفُ : القَطيفةُ ، وقَرْقَرُهَا : ظَهْرُها .
( و ) الصَّعْدةُ : ( الأَلَّةُ ) ، بفتح
____________________

(8/281)


الهمزة ، وتشديد اللّام ، وهي أَصغرُ من الحَرْبَةِ ، وقيل هي نَحْوٌ من الأَلَّةِ . وفي بعض النسخ : الأَكَمة ، بدل الأَلَّة ، وهو تحريف .
( و ) صَعْدَةُ ( عَنْزٌ ) ، اسم له ، نقله الصاغانيُّ . ( و ) الصَّعْدَة : اسمُ ( فَرَس ذُؤَيْبِ بنِ هِلالِ ) بن عُوَيْمِرٍ الخُزَاعِيّ .
( و ) صَعْدةُ : ( ع ) بل مدينةٌ كَبِيرةٌ ( باليَمَنِ ) معرِفة ، لا يَدْخُلها الأَلفُ واللَّام ، بينها وبين صَنْعَاءَ سِتُّونَ فَرْسَخاً . ( نه مُحَمَّد بن إِبراهيمَ بنِ مُسْلِمٍ ) الصَّعْدِيّ ، يُعرَف بابن البَطَّال ، سكَن المَصِيصةَ ، عن سَلَمَةَ بنِ شَبِيبٍ ، وعنه حَمْزةُ بنُ محمّدٍ الكِنَانِيّ . كذا أَورده ابن الأَثير .
( و ) صَعْدَةُ : ( ماءٌ جَوْفَ عَلَمَيْ بَنِ سَلُولَ ، و ) صَعْدَةُ : ( ع لبني عَوْف ) .
( و ) من المجاز : قولهم : صَنَعَ أَو ( بَلَغَ كذا ) وكذا ( فصاعِداً ، أَي فما فَوقَ ذلك ) ، وفي الحديث : لا صَلَاةَ لمن لم يَقْرَأْ بفاتحةِ الكتاب فصاعِداً ) أَي فما زَادَ عليها ، كقولهم : اشتريتُه بدِرْهَمٍ فصاعهداً ، قال سيبويه : وقالوا أَخذْتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً ، حذَفُوا الفِعْلَ لكثْرةِ استِعمالِهم إِيَّاه ، ولأَنَّهم أَمِنُوا أَن يكونَ على الباءِ ، لأَنك لو قلْتَ : أَخذْتُه بِصاعدٍ كان قبيحاً ، لأَنه صِفةٌ ، ولا يكون في موضع الاسمِ ، كانا قال : أَخذْتُه بدرْهمٍ فزادَ الثَّمَنُ صاعداً ، أَو فَذَهَب صاعداً ولا يَجُوز أَن تَقول وصاعِداً ، لأَنّكَ لا تُريد أَن تُخْبِر أَنَّ الدِّرهمَ مع صاعدٍ ثَمَنٌ شيْءٍ ، كقولك بدرهم وزِيادة ، ولاكنك أَخبرْتَ بأَدْنَى الثَّمنِ فجعَلْته أَوَّلاً ، ثم قَرَّرْت شيئاً بعْدَ شَيْءٍ . لأَثمانٍ شَتَّى ، قال : ولم يُرَد فيها هاذا المعنى ، ولم يُلْزِم الواوُ الشَّيْئَيْن أَن يكون أَحدُهما بعْدَ الآخَرِ
____________________

(8/282)


وصاعداً بدل مِن زادَ ويَزيد ، وثُمَّ مثْلُ الفاءِ إِلا أَنَّ الفاءَ أَكثرُ في كلامِهِم .
قال ابن جنّى : وصاعِداً : حالٌ مؤكِّدةٌ ، أَلَا تَرَى أَن تقديرَه : فزادَ الثَّمَنُ صاعِداً . ومعلومٌ أَنَّه إِذا زادَ الثَّمَنُ لم يكن إِلَّا صاعِداً ، ومثله قوله :
كَفَى بالنَّأْي مِنْ أَسْمَاءَ كافِ
غير أَنّ للحالِ هنا مَزِيَّةً ، أَعْنِي في قوله : فصاعِداً ، لأَن صاعداً نابَ في اللَّفظِ عن الفِعْل الذي هو زاد ، وكاف : ليس نائباً في اللَّفْظِ عن شيْءٍ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ له ، الّذِي هو : كَفَى ، ملفوظٌ بِه معه .
( والصَّعْداءُ ) ، بفتح فسكون ، وضبطه بعضُ أَئمة اللُّغَة بالضّمّ ، كالّذي يأْتي بعدَه ، والأَوّلُ الصّوابُ : ( المَشَقَّةُ كالصُّعْدُدِ ) بالضّمّ ، نقلَهما الصاغَانيّ .
( و ) الصُّعَداءُ ( كالبُرَحاءِ : تَنَفُّسٌ ) ممدودٌ ( طَوِيلٌ ) ، ومنهم من قَيَّدَه : إِلى فَوْقُ ، وقيل هو التَّنَفُّس بِتَوجُّع ، وهو يَتَنَفَّس الصُّعَدَاءَ ، ويتنفَّس صُعُداً ، وتَصَعَّدَ النَّفْسُ : صَعُبَ مَخْرَجُه .
( و ) في التنزيل : { فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً } ( النساء : 43 ) قيل : ( الصَّعِيدُ ) : الأَرضُ بِعَيْنِهَا ، قاله ابن الأَعرابيِّ ، أَو الأَرْضُ الطَّيِّبَةُ .
وقال الفرّاءُ ، في قوله تعالى : { صَعِيداً جُرُزاً } ( الكهف : 8 ) الصّعِيد : ( التُّرابُ ) ، وقيل ، هو كلُّ تُرَابٍ طَيِّبٍ ، وقال غيره : هي الأَرْضُ المُسْتَوِيَة ، وقيل : هو المُرْتَفِعُ من الأَرض ، وقيل : الأَرضُ المُرْتَفِعَةُ من الأَرضِ المنخفِضة ، وقيل : ما لم يُخالِطْه رَملٌ ولا سَبَخَةٌ . ( أَو وَجْهُ الأَرض ) ، لقوله تعالَى : { فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا } ( لكهف : 40 ) قاله أَبو
____________________

(8/283)


إِسحاق . وقال جَرير :
إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بصَعيد أَرْضٍ
بَكَتْ من خُبْث لُؤْمهم الصَّعيدُ
وقال الشافعي : لا يَقَعُ اسمُ صَعيد إِلَّا على تُرَاب ذي غُبَارٍ فأَمّا البَطْحَاءُ الغَليظَةُ ، والكَثيبُ الغَليظُ ، فلا يَقَعُ عليه اسمُ صَعيد ، وإِنْ خالطَهُ تُرابٌ أَو صَعيدَ أَو مَدَرٌ يَكُون له غُبارٌ كانَ الّذي خالَطه الصَّعيدَ . ولا يُتَيَمَّمُ بالنُّورة ، وبالكُحْل ، وبالزِّرْنيخ ، وكلْ هاذا حجارة .
قال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج : وعلى الإِنسان أَن يَضرِبَ بيدَيْه وَجْهَ الأَرْض ولا يُبَالِي ، أَكان في المَوْضع تُرَابٌ أَو لم يكن ، لأَنّ الصَّعيدَ ليس هو التُّرَابَ ، إِنَّمَا هو وَجْهُ الأَرْض ، تُرَاباً كان أَو غيرَه .
قال اللّيث : يقال للخَديقة إِذا خَرِبَتْ وذَهَب شَجْراؤُها ، قد صارَت صَعيداً ، أَي أَرْضاً مُسْتَوِيَةً لا شَجَرَ فيها . ( ج : صُعخدٌ ) ، بضمّتين ، ( وصُعُدَاتٌ ) جمْعُ الجمْع ، كطَريقٍ ، وطُرُق ، وطُرُقاتٍ .
( و ) الصَّعيد : ( الطَّريق ) ، يكون واسعاً وضَيِّقاً ، سمِّيَ بالصَّعيد من التُّرَاب ، جمْعُه صُعُدٌ ، وصُعُدَاتٌ أَيضاً ( ومنه ) حديثُ عليَ ، رضي الله عنه : ( إِيّاكُم والقُعُودَ بالصُّعُدَات ) إِلَّا مَن أَدَّى حَقَّها ) . هي الطُّرقاتُ وقيل هي جمع صُعْدَة ، كظُلْمةٍ ، وهي فناءُ بابِ الدَّارِ وَمَمرُّ النّاسِ بينَ يَدَيْهِ ، ومنه الحديث : ( لَخَرَجْتُم إِلى الصُّعُدَات تَجْأَرُونَ إِلى اللّهِ ) .
( و ) الصَّعِيدُ : ( القَبْرُ ) ، أَوردَه أَبو عُمَرَ المَطَرِّز .
( و ) الصَّعِيد ؛ ( بِلادٌ ) واسعةٌ ( بمصْرَ ) مشتملةٌ على نَوَاحٍ ، وبلادٍ ، وقُرًى عامرةِ ( مَسيرَةَ خَمْسَةَ عشرَ يوماً طُولاً ) وفي ( قوانين الديوان ) لابن الجِيعان أَنَّ الأَقاليم بالديار المصرية جِهتانِ ، إِحداهما : الوَجْهُ البَحريُّ ، وعِدَّتُها
____________________

(8/284)


أَلفٌ وسِتّمائَةٍ وإِحْدَى خمسون ناحية والجِهَة الثانية : الوَجْه القِبْليُّ ، وَعدَّتُها خَمْسُمائَة واثْنَتَا عَشْرَةَ ناحيَةً . وهي الإِطْفِيحيَّةُ ، والفَيُّوميَّةُ ، والبَهْنَساوِيَّةُ ، والأُشْمُونَيْنِ ، والأُسْيُوطِيَّة ، والإِخْمِيمِيَّة ، والقُوصِيَّة .
( و ) الصَّعِيد : ( ع قخرْبَ وادِي القُرَى ، به مَسْجِدٌ للنَّبِيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم .
وصُعَائِدُ ، بالضّمّ : ع ) ، قال لَبيد :
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهَاءِ صُعَائد
سَبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُها
( وعَذَابٌ صَعَدَ ، محرَّكةً ) ، في قوله تعالى : { يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } ( الجن : 10 ) : ( شَديدٌ ذو صَعَد وَمَشَقَّة .
( والتَّصْعِيدُ : الإِذابةُ ) ، ومنه قيل خَلُّ مُصَعَّدٌ ، ( وَشَرَابٌ صَعَّدٌ ) ، إِذا ( عُولِجَ بالنَّارِ ) حتى يَحُولَ عَمَّا هو عليه طَعْماً ولَوْناً .
( والمصْعادُ ) بالكسر ( حابُولُ النَّخْلِ ) يُصْعَد به عليه ، عن الصاغانيِّ ( وصُعْدٌ بالضّمّ ) فسكون ، ( و ) صُعْدُدٌ ، وصُعَادَى ، والصُّعَيْداءُ ، ( كهُدْهُد ، وحُبَارَى ، والمُرَيْطاءِ : مواضعُ ) . نقلَهُنَّ الصاغانيُّ ، ما عَدَا الثانيَ .
( وصَاعِدٌ : فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيس الكِنَانِيِّ ) . نقله الصاغانيّ . ( و ) صاعدٌ ( فَرَسُ صَخْرِ بن عَمْرو ) بن الحارِث بن الشَّرِيد ، نقله الصاغانيّ .
( وناقةٌ صُعادِيَّةٌ ، كغُرابِيَّة : طَوِيلةٌ ) . نقله الصاغانيَّ .
ومما يستدرك عليه :
جَبَلٌ مُصَعِّد : مُرتَفِعٌ عالٍ ، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
يَأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّات مُصَعِّدة
شُمَ بِهِنَّ فُرُوعُ القانِ والنَّشَمِ
وَأَكَمَةٌ ذاتُ صَعْدَاءَ : يَشْتَد صُعُودُها على الرَّاقي ، قال :
وإِنَّ سياسَةَ الأَقوامِ فاعلَمْ
لها صَعْدَاءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ
____________________

(8/285)



والصَّعُودُ : المَشَقَّةُ ، على المَثَل ، وأَرْهَقْتُ صَعُوداً : حَمَّلْتُه مَشَقَّةً ، ويقال : لأُرْهِقنَّكَ صَعُوداً ، أَي لأُجَشِّمَنَّك مَشَقَّةً من الأَمرِ ، وإِنَّمَا اشتَقُّوا ذالك ، لأَن الارتفاعَ في صَعُودٍ أَشَقُّ من الانحدارِ في هَبُوطٍ ، وقيل فيه : يعني مَشَقَّةً من العَذَابِ . وفي الحديث ، في رَجَزٍ :
فَهْوَ يُنَمِّي صُعُدَا
أَي يَزيدُ صُعُوداً وارتفاعاً ، يقال : صَعِدَ فيه ، وإِليه ، وعليه ، وفي الحديث . فَصَعَّدَ فيَّ النَّظَرَ وصَوَّبَه ) أَي نَظَر إِلى أَعلايَ وأَسفَلى يتَأَمّلُني وفي صفَته ، صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : ( كأَنَّمَا ينحَطُّ في صَعَدٍ ) هاكذا جاءَ في روايةٍ ، يعني مَوْضِعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وَيَنْحَطُّ . والمشهور : كأَنّمَا يَنْحَطُّ في صَبَبٍ .
والصُّعُد ، بضمْتَيْن : جمْع صَعُودٍ ، خلاف الهَبوط ، وهو بفتحتين خلاف الصَّبَب .
وفي التنزيل : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ } ( آل عمران : 153 ) قال الفَرَّاءُ : الإِصعادُ في إِبتداءِ الأَسفار والمَخَارِجِ تقول : أَصْعَدْنا من مَكَّةَ ، وأَصْعَدنا من الكوفَة إِلى خُرَاسَانَ ، وأَشباه ذالك . ويقال : ما زِلنَا في صَعُودٍ ، وهو المَكَان فيه ارتفاعٌ ، وفي شِعر حَسَّان :
يُبَارينَ الأَعنَّةَ مُصْعِداتٍ
أَي مُقبلاتٍ مُتَوَجِّهات نحوَكُم .
وأَصْعَدَت السَّفينَةُ إِصعاداً ، إِذا مَدَّت شُرُعَها فذهَبَت بها الرِّيحُ صَعَداً .
ورَكَبٌ مُصْعِدٌ ، ومُصَّعِّدٌ : مُرتفعٌ في البَطْن مُنْتَصِبٌ ، قال :
تَقُولُ ذاتُ الرَّكَب المُرَفَّدِ
لا خافضٍ جدًّا ولا مُصَّعِّدِ
____________________

(8/286)



والصُّعْدَانُ : جَمْعُ صَعيد ، بمعنَى الطّريقِ ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر :
وتِيهٍ تَشابَهُ صُعْدَنُهُ
ويَفْنَى به الماءُ إِلَّا السَّمَلْ
والصَّعيد : المَوْضعُ العَريض الواسعُ . وأَصْعَد في العَدْوِ : اشْتَدَّ .
ويقال : هاذا النَّبَاتُ يَنْمِي صُعُداً ، أَي يَزدادُ طُولاً .
وعُنُقٌ صاعِدٌ ، أَي طَويلٌ . وفلانٌ يَتَتَبَّع صُعَدَاهُ ، أَي يَرْفَعُ رأْسَه ولا يُطَأْطِئُه . وهو مَجَاز .
ويقال للنّاقَة : إِنَّهَا لفي صَعيدَةِ بازِلَيْهَا ، أَي قد دَنَتْ ولَمَّا تَبْزُلْ ، وهو مَجاز ، وأَنشد :
سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْهَا
عَبَنَّاةٌ ولم تَسِقِ الجَنينَا
ومن المجاز : جاريَةٌ صَعْدَةٌ ، أَي مُسْتَقيمَةُ القامةِ ، كأَنَّهَا صَعْدَةُ قَنَاةٍ . وجَوَار صَعْدَاتٌ ، بالسكون ، لأَنّه نَعْتٌ وثَلَاثُ صَعَداتٍ ، للقَنَا ، محرَّكة ، لأَنه اسمٌ .
والصُّعُد ، بضمّتين : شَجَرٌ يُذَابُ منه القارُ .
ومن المجاز : به شَرَفٌ صاعد ، وجَدٌّ مُسَاعد . ورُتْبَةٌ بَعيدَةُ المَصْعَد والمَصاعِد . وللسيادةِ صُعَدَاءُ : ارتفَاعٌ شاقٌّ على صاعِدِه .
وصاعِدٌ اللُّغويُّ صاحبُ ( الفُصُوص ) ، مشهور ، من أَئمَّة اللُّغَة .
وصَعْدَةُ اسم فَحْل ، عن الصاغانيِّ .
صغد : ( صُغْدٌ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال الصَّاغَانيُّ : هو اسمٌّ لثَلَاثَةِ مواضعَ ، منها : ( ع بسَمَرْقَنْدَ ) مُتَنَزَّهٌ ذو أَنهارٍ وَبساتينَ . وقد تقدَّم في السين .
( و ) صغد : ( ع ببُخَارَى ) .
( وصُغْدُبِيلُ ) بالباءِ المُوَحدَة المكسورة ؛ ( د ، بإِرْمينِيَّةَ ، بَنَاهَا أَنُو شَرْوَانَ العادلُ ) مَلكُ الفُرْس .
____________________

(8/287)



قال الصاغانيّ : والصُّغْدِيُّون من المُحَدِّثين فيهم كَثْرة .
قلت : منهم : أَيُّوبُ بن سُلَيْمَانَ الصُّغْديُّ ، شيخٌ لابن السَّمَّاك . والحُسَيْن بن مَنصورٍ الصُّغْديُّ ، بغداديُّ ، روى عنه ابنُ خُزَيمةَ . وعبد الله بن محمّد بن أَيُّوبَ الصُّغْديُّ ، عن ابن عُيَيْنَة . ومحمّد بن أَحمدَ بن السّكن ، أَبو خُراسانَ الصُّغْدِيُّ ، عن أَبي عاصمٍ النَّبيل . وغيرُ هاؤلاءِ .
ومما يستدرك عليه :
صُغْدِيُّ بن سنان ، أَبو يَحيى العُقَيْليّ البَصْريُّ ، ضعيفٌ ، روَى عن داوود بن أَبي هِنْد ، ذَكَرَ البرديجيُّ أَنه فَرْد في الأَسماءِ وتُعُقِّب . ومنهم صُغْديُّ الكوفيُّ ، ثقةٌ ، رَوَى عنه أَبو نُعَيم . وهاذا الأَخير قد يقال فيه بالسّين أَيضاً . وصُغْديُّ بنُ عبد الله ، آخَرُ ذَكرَه ابن أَبي حاتم . كذا في ( التبصير ) .
صفد : ( صَفَدَه يَصْفِدُهُ ) ، بالكسر ، صَفْداً وصُفُوداً : ( شَدَّه ) وقَيَّده ، ( وأَوْثَقَه ) في الحَديد وغيره ، ( كأَصْفَدَه ) ، وهاذه عن الصاغانيّ ، ( وصَفَّدَه ) تَصْفيداً . والاسم الصَّفَادُ وصَفَدْتُه بالحَديد ، وفي الحديد ، وصَفَّدْته ، مُخَفَّفٌ ، ومُثَقَّل .
وفي الحديث : ( إِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمضانَ صُفِّدَت الشَّيَاطينُ ) يعني : شُدَّتْ وأُوثِقَتْ بالأَغلال ، يقال منه : صَفَدْت الرَّجلَ فو مَصْفودٌ ، وصَفَّدته فهو مُصَفَّد . وفي حديث عمر : ( قال له عبدُ الله بن أَبي عَمَّارٍ : لقد أَردتُ أَن آتيَ به مَصْفُودً ) ، أَي مُقَيَّداً .
( والصَّفَدُ ، محرَّكَةً ) ، وقد روى بالتسكين أَيضاً : ( العَطَاءُ ) ، وقد أَصْفَدَه : أَعطاهُ ووَصَلَه ، ويُعَدَّى إِلى مفعولين ، قال الأَعشى في العَطيّة يمدح رَجُلاً :
وأَصْفَدَني عَلَى الزَّمانَة قائدَا
يريد : وَهَبَ لي قائداً يَقُودُني .
( و ) الصَّفَدُ ، بالتحريك والتسكين :
____________________

(8/288)


( الوَثاقُ ) وعلى التسكين قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْت ، في قصّة الذَّبيح ، وجَرَى على أَنه إِسحاق ، كما ذَهَبَ إِليه أَهلُ الكتَابَيْن :
واشْدُدِ الصَّفْدَ أَن أَحيدَ من السِّكِّ
ين حَيْدَ الأَسير ذي الأَغْلالِ
وقال ناظم الفصيح :
ورَجُلاً أَصْفَدْتَ فهو مصْفَدُ
أَعطيتَه مالاً وذاكَ الصَّفَدُ
وآخراً صَفَدْتَه بغُلِّ
وصار مَصْفُوداً : لأَجْل غِلِّ
وجعل بعضهم الإِصفاد من الأَضداد ويقال : المصدَرُ من العَطية الإِصفادُ ، ومن الوَثاق الصَّفْد .
( و ) صَفَدُ ، ( بلَا لامٍ : د ، بالشام ) من جَبَل لُبنانَ ، منه المُؤَرِّخُ صلاحُ الدِّين خَليلُ بنُ أَيْبَكَ بن عبد الله الصَّفَديُّ ، وآخرون .
( و ) الصَّفادُ ، ( ككِتَاب : ما يُوثَقُ به الأَسيرُ من قدّ ) ، بكسر القاف ، ( أَو قَيْد ) من حَديدٍ ، أَو غُلَ ، ( و ) الجمْع : ( الأَصفاد ) ، وهي ( القُيُودُ ) ، قال ابن سيده : لا نعلَمه كُسِّر على غير ذالك ، قَصَروه على بناءِ أَدْنَى العَدَد .
وفي التنزيل العزيز : { وَءاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الاْصْفَادِ } ( صلله : 38 ) قيل : هي الأَغلالُ . وقيل : القُيدُ ، واحدُهَا صَفَدٌ وصَفْدٌ وصفَادٌ ، وتقول : إِنْ أَفَدْتني حَرْفاً ، فقد أَصْفَدتَني أَلْفاً . أَي أَعطيتَني . وتقول : الصَّفَدُ صَفَدٌ ، أَي العطَاءُ قَيْدٌ . وفي الحديث : ( نَهَى عن صلاة الصافد ) هو أَن يَقْرِن بَيْنَ قَدَمَيْه مَعاً ، كأَنَّهُمَا في قَيْد .
ومن المجاز : صَفَّدته بكلامي تَصْفيداً ، إِذا غَلَبْتَه .
صفرد : ( الصَفْرِد ، كزِبْرِجٍ : أَبو المَلِيح . و ) في المثل ( أَجْبَنُ من صِفْرِد ) قال ابن الأَعرابيّ : ( هو طائرٌ جَبَان ) يَفزَع من الصَّعْوَة وغَيْرَها . وقال الليْث . هو طائرٌ يأْلَفُ البُيُوتَ ، وهو أَجبَنُ طائرٍ .

____________________

(8/289)


صفعد : ( الإِصْفَعِيدُ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، والجماعةُ . وقال الأَزهَرِيُّ : هو ( بكسر الهمْزةِ ، وفتْحِ الفاءِ ، وكسْر العين المهملة ؛ الخَمْرُ ) ، ويقال : الأَصْفَدُ ، بحذف العين والياءِ . قال الشاعرُ ، يَصف روضةً :
وَبَدَا لكَوْكَبِهَا سَعِيطٌ مِثْلَ ما
كُبِسَ العَبِيرُ على المَلَابِ الأَصْفَدِ
قال الأَزْهريّ : إِنما أَراد الإِصْفَنْط .
صلد : ( الصَّلْدُ ) ، بالفتح ، ( ويُكْسَر : الصُّلْبُ الأَمْلَسُ ) ، يقال : حَجَرٌ صَلْدٌ ، وصَلُودٌ ، وَصَلِيدٌ ، بَيِّنُ الصَّلَادةِ الصُّلُودِ : صُلْبٌ أَمْلَسُ . والجَمْع : أَصْلادٌ . قال الله عَزَّ وجلّ : { فَتَرَكَهُ صَلْدًا } ( البقرة : 264 ) .
قال اللَّيْثُ : يقال : حَجَرٌ صَلْدٌ وَجَبِينٌ صَلْدٌ ، أَي أَمْلَسُ يابِسٌ ، فإِذا قلْتَ : صَلْتٌ ، فهو مُسْتَوٍ . وقال ابن السِّكِّيتِ : الصَّلْد : الصَّفَا العَريضُ من الحِجَارةِ الأَمْلَسُ . قال : وكُلُّ حَجَرٍ صُلْبٍ فكُلُّ ناحِيَةٍ منه صَلْدٌ . ( كالصَّلَوْدَدِ ، كَسَفَرْجَلٍ ) ، والأَصْلَدِ . قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ :
يَنْمِي بنُهَّاضٍ إِلى حارِكٍ
ثَمَّ كَرُكْنِ الحَجَرِ الأَصْلَدِ
( و ) من المجاز : ( فَرَسٌ ) صَلْدٌ ، إِذا كانَ ( لا يَعْرَقُ ، كالصَّلُودِ ، كصَبُورٍ ) ، وهو ( مَذْمومٌ ) عند أَهْل الفِراسَة من العَرب . كذا في التهذيب .
وفي المحكم : فَرَسٌ صَلُودٌ : بَطِيءُ الإِلْقَاحِ ، وهو أَيضاً : القليلُ الماءِ ، وقيل : هو البَطيءُ العَرَق .
( وصَلَدَت الدَّابَّةُ تَصْلِدُ ) ، بالكسر ، صَلْداً ( ضَرَبَت بِيَدَيْهَا الأَرْضَ في عَدُوِها ) ، فهي صَلُودٌ . قال ساعدةُ الهُذَلِيُّ :
وأَشْفَت مَقاطِيعُ الرُّمَاةِ فُؤادَهُ
إِذا يَسْمَعُ الصَّوْتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ
____________________

(8/290)



( و ) صَلَدَ الوَعِلُ ( في الجَبَلِ ) يَصْلِدُ صَلْداً ، فهو صَلُودٌ : ( صَعَّدَ ) ، أَي تَرَقَّى .
( و ) يقال : صَلَدَت ( أَنْيَابُهُ ) ، إِذا ( صَوَّتَ صَرِيفُها ) فَسُمعَ ذالك ، فهي صالِدَةٌ و ) الجمع : ( صَوالِدُ ) ، قال الراجز :
تَسْمعُ في عُصْلٍ لها صَوَالِدَا
صَلَّ خَطَاطِيفَ على جَلامِدَا
( و ) من المجاز : صَلَدَت ( الأَرضُ ) ، إذا ( صَلُبَتْ ) فلم تُنْبِتْ شَيئاً ، ( كأَصْلَدَتْ ) ، ومَكانٌ صَلْدٌ ( صُلْب ) شَدُيدٌ . وقد صَلَدَ وأَصْلَد .
( و ) من المجاز : صَلَدَت ( صَلَعَتُهُ ) محرَّكَةً ، إِذا ( بَرَقَتْ ) .
وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله عنه : ( أَنَّه لَمَّا طُعِنَ سَقَاه الطَّبيبُ لَبَناً فخَرَجَ من مَوْضعِ الطَّعْنَةِ أَبيضَ يَصْلِدُ ) أَي يَبْرُقُ ويَبِصُّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : صَلَدَ ( الزَّنْدُ ) يَصْلِدُ ( صَلْداً : صَوَّتَ ولم يُورِ ) فهو صالِ ، وصَلَّادٌ ، وصَلُودٌ ، ومِصْلادٌ كأَصْلَد ، أَصْلَدَه هو ، وأَصلَدْته أَنا وقَدَحَ فُلانٌ فأَصْلَدَ . وحَجَرٌ صَلْدَّ : لا يُورِي . وحَجَرٌ صَلُودٌ .
وحكَى الجَوْهَريُّ : صَلِدَ الزَّنْدُ ، بكسر اللام ، يَصْلَد صُلُوداً ، إِذا صَوَّت ولم يُخْرِج ناراً . وأَصلَد الرَّجلُ ، أَي صَلَدَ زَنْدُه .
قلْت : وما قالَه الجَوهريُّ هذا هو الذي حكاه أَقوامٌ عن أَبي زَيدٍ ، وقد وُجِدَ في بَعْض نُسخ الصّحاح مثْلُ ما قَالَه المُصنِّفُ .
( و ) من المجاز : صَلُد الرجلُ ( ككَرُم : بَخِلَ ) صَلَادةً . ورُوِيَ فيه
____________________

(8/291)


صَلَد يَصْلِد من حَدِّ ضَرَبَ ، صَلْداً ( كصَلَّدَ تَصْلِيداً ) وَرَجُلٌ صَلْدٌ ، وصَلُودٌ ، وأَصْلَدُ : بَخِيلٌ جِدًّا .
وعن أبي عَمْرٍ و ويقال للبخيلِ : صَلدَت زِنادُه ، وأَنشد :
صَلَدَت زِنادُكَ يا يَزِيدُ وطَالَما
ثَقَبَتْ زِنَادُكَ للضَّرِيكِ المُرْمِلِ
( والصَّلُود : المُنْفَرِدُ ) ، قاله الأَصْمَعيُّ ، يقال : لَقِيتُ فُلاناً يَصْلِد وَحْدَه ، وأَنشد لساعدةَ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ :
تالله يَبْقَى على الأَيّامِ ذُو حِيَدٍ
أَدْفَى صَلُودٌ من الأَوعالِ ذو خَدَمِ
أَراد بالحِيَدِ : عُقَدَ قَرْنِه ، ( كالصَّلِيد ) ، كأَميرٍ .
( و ) من المجاز : الصَّلُود : ( القِدْرُ البَطِيئةُ الغَلْيِ ) ، كذا في المحكم ، والأَساس .
( و ) من المجاز : الصَّلُود : ( النّاقَةُ البَكيَّةُ ، كالمصْلادَةِ ) والمِصْلادِ .
( و ) الصَّلُود ( مَنْ يُصَعِّد في الجَبَلِ فَزَعاً ) وخَوْفاً .
( و ) عن ابن السِّكِّيت : ( الصِّلْداءُ والصِّلْداءَةُ بكسرهما : الأَرضُ الغَلِيظَةُ الصُّلْبَةُ ) لا تُنْتُ شَيئاً .
( و ) في التهذيب : يقال ( عُودٌ صَلَّادٌ ، ككَتَّانٍ : لا يَنْقَدِحُ ) منه النار .
( والصَّلِيدُ : البَرِيق ) وقد صَلَدَ ، إِذا بَرَقَ .
ومن المَجاز : ( ناقَة صَلْدَة ) ، إِذا كانَت جَلْدَة ، نقله ( مِصْلادٌ ) إِذا ( نُتِجَتْ ومالَهَا لَبَنٌ ) ، وهي البَكِيَّةُ أَيضاً .
( وصَلْدَدُ ) كجَعْفر : ( ع باليَمَنِ ) فيما يقال ، ( أَو قُرْبَ رَحْرَحانَ ) . قال شيخُنا : ويُؤيِّد القَوْلَ الثّانيَ قَولُ ابنِ نُمَيطٍ الهَمْدَانِيِّ :
ذَكَرتُ رَسُولَ اللّهِ في فَحْمَةِ الدُّجَا
ونَحْنُ بأَعْلَى رَحْرَانَ وصَلْدَدِ
____________________

(8/292)



وهو مبسوط في وفد هَمْدان في ( العيون ) وغيره من مُصنَّفات السِّيَر .
( والأَصْلَدُ : البَخِيلُ ) جهدًّا ، على التَّشْبِيه .
ومما يستدرك عليه :
يقال : جَبِينٌ صَلْدٌ أَي أَمْلَسُ يابِسٌ . وعن أَبي الهيثم : أَصلادُ الجَبِينِ : المَوْضِعُ الّذِي لا شعرَ عليه ، شُبِّهَ بالحَجَرِ الأَمْلِس . وجَبِينٌ صَلْدٌ ، ورأْسٌ صَلْدٌ ، ورَأْسٌ صُلادِمٌ كَصَلْدٍ : لا يُخْرِج شَعراً ، فُعَالِمٌ عند الخليل ، وفُعَالِلٌ عندَ غيرِه . وكذالك : حافِرٌ صَلْد وصُلادِمٌ . وسيأْتي في الميم . وأَنشد ابنُ السِّكِّيت لرؤبةَ :
بَرَّاقَ أَصْلادِ الجَبِين الأَجْلَهِ
وامرأَة صَلُودٌ : قَليلةُ الخَيْرِ ، قال جَمِيلٌ :
أَلَمْ تعلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أَنَّنِي
أُضاحِكُ ذِكْرَاكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ
وقيل : صَلُودٌ هنا : صُلْبَةٌ لا رَحْمَةَ في فُؤادِهَا .
وبِئرٌ صَلُودٌ : غَلَبَ جَبَلُهَا فامتَنَعَت على حافِرِها .
وقد صَلَدَ عليه يَصْلِد صَلْداً ، وصَلُد صَلَادةً ، وصُلُودةً ، وصُلُوداً .
وسَأَلَه فأَصْلَدَ ، أَي وَجَدَه صَلْداً ، عن ابن الأَعرابيِّ . هاكذا حكاه . قال ابن سيده : وإِنَّما قِياسُه : فأَصْلَدْتُ ، كما قالوا : أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه ، أَي صادَفْتُه بَخِيلاً وَجَبَاناً .
وصَلَدَ المسئولُ السائلَ ، إِذا لم يُعْطِهِ شَيْئاً .
وصَلَدَ الرجلُ بيدَيْه صَلْداً مثل صَفَقَ ، سَواءً .
والصَّلُود الصُّلْبُ ، بِنَاءٌ نادِرٌ .
وفي التهذيب ، في ترجمة صَلَت : وجاءَ بِمَرَقٍ يَصْلِتُ ، ولَبَنٍ يَصْلِبُ ، إِذا كان قليلَ الدَّسَم ، كَثِيرَ الماءِ ، ويجوز يَصْلِد ، بهاذا المعنَى .
وقال الصاغانيُّ : المُصْلِدُ : اللَّبَن يُحْلَبُ في إِناءٍ قد أَصابَه دَسَمٌ ، فلا
____________________

(8/293)


تَكُون له رَغوة ، ويقال : خَرَجَ الدَّمُ صَلْداً وصَلْتاً ، بمعنًى واحدٍ .
صلخد : ( جَمَلٌ صَلْخَدٌ : ( وصِلَخْد ، وصِلَّخْدٌ وصِلْخَادٌ ، وصَلَخْدًى ، وصُلَاخِدٌ ( كجَعْفَرٍ ، وحِضَجْرٍ ، وجِرْدَحْلٍ ، وقِرْطَاس ، وسَبَنْتى ، وعُلابِطٍ ) ، كلّ ذالك : المُسِنُّ ، ( الصُّلْبُ ، القَوِيُّ ) الشدِيدُ ، الطويلُ . ( أَو ) هو : ( الشَّهْمُ الماضِي ) من الإِبلِ ، وقيل : للفَحْل الشَّدِيدِ : صَلَخْدًى ، بالتنوين ، والأُنثى : صَلَخْداة . وفي الصّحاح : الصَّلَخْدَى : القَوِيُّ الشَّدِيدُ ، مثل الصَّلَخْدَمِ ، الياءُ والميمُ زائدتان . ويقال : جَمَلٌ صَلَخْدًى ، وناقة صَلَخْدَاةٌ . وجَمَلٌ صُلَاخِدٌ بالضمّ ، والجمع : صَلاخِدُ ، وأَنشد الليث :
وأَتلَعُ صِلَّخْدٌ صِلَخْم صَلَخْدَمٌ
وقال رؤبةُ :
كأَنَّ رُبًّا سالَ بعد الإِعقادْ
على لَدِيدَيْ مُصْمَئِلَ صِلْخَادْ
( واصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً : انتصبَ قائِماً ) ، وهو مُصْلَخِدُّ ( وناقَة صَيْلَخُودٌ : شَدِيدةٌ ) ، وهو أَنثى صَلَخْدًى .
صلغد : ( الصِّلَّغْد كجِرْدَحْل ) أَهمله الجوهريُّ . وقال الصاغانيُّ : هو من الرجال : ( المُتَقَشِّرُ الأَنفِ حُمْرَةٌ ) ، وفي اللسان : قيل هو اللئيمُ ، وقيل : الطويلُ وقيل : الأَحمقُ المُضطرِبُ . وقيل : هو الذي يأْكل ما قَدَر عليه .
صمد : ( الصَّمْدُ ) ، بفتح فسكون : ( القَصْدُ ) صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً ، وصَمَدَ إِليه ، كلاهما : قَصَدَه . وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْرِ ، أَي قَصَد قَصْدَهُ واعتَمَدَه .
____________________

(8/294)



وفي حديث مُعاذِ بنِ عمرِو بن الجَمُوحِ في قَتْلِ أَبي جهل : ( فَصَمَدْتُ له حتى أَمْكَنَتْنِي منه غِرَّةٌ ) أَي وَثَبْتُ له وقَصَدْته ، وانتظرْت غَفْلَتُه .
( و ) الصَّمْد ( الضَّرْبُ ) يقال : صَمَدَه بالعَصا صَمْداً وَصَمَلَه ، إِذا ضَرَبه بها ، عن أَبي زَيْدٍ .
( و ) الصَّمْد : ( النَّصَبُ ) .
( و ) الصَّمْد : ( ماءٌ للضِّبابِ ) ، كما في التكملة ، وفي اللّسَان : للرِّباب ، وهو في شاكِلَةٍ في شِقِّ ضَرِيَّةَ الجَنُوبِيِّ وقيل : هو قريبٌ من وادٍ بِحَزْن بنِي يَرْبُوع .
ويقال لِمَا أَشرفَ من الأَرض : الصَّمْدُ ، بإِسكان الميم .
( و ) الصَّمْد : ( المكانُ المرتفعُ الغَلِيظُ ) من الأَرضِ ، لا يَبلُغُ أَن يكون جبَلاً ، وجمْعه : أَصْمادٌ ، وصِمَادٌ قال أَبو النجم :
يُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأَجْزَلِ
ومثله في ( الروض الأُنُف ) والغَرِيبَين للهَرَوِيّ .
وقال أَبو خَيْرة : الصَّمْدُ والصِّمادُ : ما دَقَّ من غ 2 لَظِ الجَبَلِ ، وتَواضَعَ واطْمَأَنَّ ، ونَبَتَ فيه الشَّجَرُ . وقال أَبو عَمْرٍ و : الصَّمْدُ : الشَّدِيدُ من الأَرْضِ .
( و ) الصَّمْدُ : ( تَأْثِير لَفْح الشَّمْسِ في الوَجْهِ ) ، يقال : صَمَدَته الشَّمْسُ ، أَي صَقَرَته بِلَفْحِها .
( و ) الصَّمَد ( بالتحريك : السَّيِّد ) المُطَاعُ الذي لا يُقْضَى دُونَه أَمْرٌ . وهو من صِفاتِهِ تعالَى وتَقدَّس ، ( لأَنَّه ) أُصْمِدَتْ إِليه الأُمورُ فلم يَقْضِ فيها غَيْرُه . وقيل : الذي يُصْمَد إِليه في الحَوائِجِ ، أَي ( يُقْصَدُ ) ، وأَنشد الجوهريُّ :
عَلَوْتُهُ بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلتُ لَهُ
خُذْها حُذَيْفُ فأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ
وقيل : الصَّمَدُ : الذي لا يَطْعَمُ . وقيل : الصَّمَدُ : السَّيِّدُ الذي قد انتهى سُودَدُه . قال الأَزهريُّ : أَمَّا اللّهُ تعالى
____________________

(8/295)


فلا نِهايَة لِسُودَدِه ، لأَن سُودَدَه غيرُ مَحْدُودٍ ( و ) قيل : الصَّمَدُ : ( الدائمُ ) الباقي بعد فَنَاءٍ خَلْقِهِ . وهو من الرّجال : الذي لَيْسَ فَوقَه أَحَدٌ . وقيل : الصَّمَد : الذي صَمَدَ إِليه كُلُّ شيْءٍ ، أَي الذي خَلَق الأَشْيَاءَ كُلَّها ، لا يَسْتَغْنِي عنه شيءٌ ، وكُلُّها دَالٌّ على وَحْدَانِيَّتِهِ . ورُوِيَ عن عُمَرَ أَنَّه قال : ( أَيُّهَا الناسُ ، إِيَّاكم وتَعَلُّمَ الأَنسابِ والطَّعْنَ فيها ، فوالذي نَفْسُ محمّدٍ بيَدِه لو قُلْتُ لا يَخْرُجُ من هاذا البابِ إِلَّا صَمَدٌ ما خَرَجَ إِلَّا أَقَلُّكُمْ .
( و ) الصَّمَدُ : ( الرَّفِيعُ ) من كلِّ شيْءٍ .
( و ) قيل : الصَّمَدُ ( مُصْمَتٌ ) ، وهو الذي ( لا جَوْفَ له ) وهو المُصْمَدُ أَيضاً ، عن مَيْسَرة ، وهاذا لا يجوز على الله تعالى .
( و ) قال أَبو عَمْرٍ و : الصَّمَدُ : ( الرَّجُلُ ) الذي ( لا يَعْطَشُ ولا يَجُوعُ في الحَرْبِ ) ، وأَنشد المُؤرِّجُ :
وسارِيَةٍ فوقَها أَسوَدٌ
بِكَفِّ سَبَنْتًى ذَفِيفٍ صَمَدْ
السَّارِيةُ : الجَبلُ المرتفعُ الذَّاهِبُ في السماءِ كأَنه عَمود ، والأَسْود : العَلَم .
( و ) الصَّمَدُ : ( القَوْمُ لا حِرْفَةَ لَهُمْم ولا شَيْءٍ يَعِيشُون به .
( و ) صِمَادٌ ، ( ككِتَاب : سِدَادُ القارُورَةِ ) ، قاله ابنُ الأَعرابِيّ قال : والسِّدَادُ غَيرُ العِفَاصِ ، وقد صَمَدْتُها أَصْمَدُهَا ، ( أَو عِفاصُهَا ) ، قاله الليث ( وقد صَمَدَهَا ) يَصْمَدُهَا ( كمَنَعَ ) قال شيخُنا : وهاذا من الغرائبِ التي لا نَظِيرَ لها ، لأَنَّ الفِعْلَ ليس بحلْقِيِّ العَيْنِ ، ولا اللَّامِ ، فلا مُوجِبَ لِفَتْحِه في المُضَارِعِ ، كما هو ظاهر .
قلت . وقد رأَيتُ في التكملة . مُجَوَّداً ، بخطِّ الصاغانِيِّ : وقد صَمَدَهَا يَصْمُدها بضمّ الميم . فالحقُّ في
____________________

(8/296)


هاذا التوقُّف مَعَ شيخِنا ، رحمه الله تعالى .
( و ) الصِّمَادُ : ( الجلَادُ والضِّرَابُ ) من صامَده فهو مُصامِدٌ .
( و ) الصِّمَاد : ( ما يَلُفُّهُ الإِنسانُ على رأْسِهِ من خِرْقةٍ أَو مِنْدِيلٍ ) أَو ثَوبٍ ( دُونَ العِمَامةِ ) ، وقد صَمَّد رأَسَه تَصْمِيداً ، إِذا لَفَّ ، مِن ذالك .
( والصَّمْدَةُ : صَخْرةٌ راسِيَةٌ في الأَرضِ مُسْتَوِيَةٌ بها ) أَي بمَتْنِ الأَرضِ ، ( أَو مُرْتَفِعَةٌ ) . وفي التهذيب : ورُبمَا ارْتَفَعَتْ شَيْئاً ، قال :
مُخَالِفُ صَمْدَةٍ وقَرِينُ أُخْرَى
تَجُرُّ عليه حاصِبَها الشَّمَالُ
ويقال : الصُّمْدة ، بالضّمّ .
( و ) الصَّمْدَةُ ، بالفتح ، وبالتحريك : ( النَّاقَةُ المُتَعَيِّطَةُ التي ) حُمِل عَليها ( لم تَلْقَحْ ) ، الفتْح عن كُرَاع .
( والمُصَوْمِدُ : الغَلِيظُ ) المُشْرِف .
( والمُصَمَّد ، كمُعَظَّمٍ : المقصودُ ) ، يقال : بَيتٌ مُصَمَّدٌ .
( و ) المُصَمَّد : ( الشيْءُ الصُّلْبُ ما ) ، أَي الذي ليس ( فيه خَوَرٌ ) ، بالتحريك نقله الصاغانيّ .
( و ) يقال : ( ناقَة مِصْمادٌ ) ، أَي ( باقِيةٌ على القُرِّ والجَدْبِ ، دائِمَةُ الرِّسْلِ ) ، بكسر الراءِ ، وسكون السين ( ج : مَصامِدُ ومَصامِيدُ ) ، قل الأَغلب :
بَيْنَ طَرِيِّ سَمَكٍ ومالِحَ
ولِقَحٍ مَصامِدٍ مَجالِحِ
ومما يستدرك عليه :
تَصَمَّدَ له بالعَصَا : قَصَد . وقيل : تَصَمَّد رأْسَهُ بالعَصَا : عَمَدَ لِمُعْظَمِهِ .
وأَصْمَدَ إِليه الأَمْرَ : أَسْنَده .
وبِنَاءٌ مُصَمَّدٌ : مُعَلًّى .
والصِّمَادُ ، بالكسر : رَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلً ، والرَّبابُ .
وصُمَادٌ ، كَغُرَابً : جَبَلٌ .
وصَمُودٌ ، كزَبُورٍ : اسمُ صَنَمٍ كان لعادٍ يَعْبدونه ، قالَ يَزِيد بن سَعْدٍ ،
____________________

(8/297)


وكان آمَن بِهُودٍ عليه السلام :
عَصَتْ عادٌ رَسُولَهُمُ فأَمْسَوْا
عِطَاشاً لا تَمَسُّهُمُ السَّمَاءُ
لَهُم صَنَمٌ يُقَالُ له صَمُودٌ
يُقَابِلُه صَدَاءٌ والبَغَاءُ
في أَبيات ، إِلى أَن قال :
وإِنَّ إِلاهَ هُودٍ هُو إِلاهى
على الله التوكُّلُ والرَّجَاءُ
وهو مذكور في كُتُب السِّيَر .
وبنو صُمَادَةَ بالضمّ : حَيٌّ من العرب بالشام .
ومَصْمُودةُ : قَبيلَةٌ من البَرْبَر ، بالمَغْرب ، وهم المَصَامدةُ ، أَهلُ شَوْكَةٍ وعَدَد . والصِّمادةُ هي الصِّماد ، لما يُلَفُّ على الرأْس .
ويَومُ الصَّمْد ، من أَيّامهم .
ويقال : أَنا على صِمَادَةٍ من أَمْري ، أَي على شَرَفٍ منه .
وبات على صِمَاد الماءِ ، أَي ( على ) أَمِّهُ .
صمخد : ( الصّمَخْددُ ، بالخاءِ المعجمة ، كسَفَرْجَلٍ وقُذعْملٍ ) ، أَهمله الجوهريّ . وقال الفرَّاءُ ، والسِّيرَافيّ : هو ( الخالصُ ) من كُلِّ شيْءٍ . ( و ) يقال : ( أَنتَ في صَمَخْدَد قَوْمِك ) كسَفَرْجَلٍ ( أَي في صَميمهم ) وخالِصهم .
( واصْمَخَدَّ ) الرَّجُلُ اصْمِخْداداً : ( انتَفَخَ غَضَباً ) وامتلأَمنه .
صمرد : ( الصِّمْرِدُ ، كَزِبْرجٍ ) ، أَهمله الجوهَريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيِّ : هي من الإِبل : ( النّاقةُ الغَزيرَةُ اللَّبَنِ ) .
( و ) قال غيره : ( القَليلَتُه ) ، فهو ( ضدٌّ ) .
( والصَّمَريُ : الأَرَضُونَ الصَّلَابُ ) .
( و ) الصَّمَاريدُ : ( الغَنَمُ السِّمانُ . و ) أَيضاً : ( المَهَازِيلُ . ضدٌّ ) ، وذكرَ الجوهريُّ . هاذه المادّةَ في : ص ر د . قال : وأُرَى الميمَ زائدةٌ ، وقال الصاغانيُّ الصِّمْرِدُ : فِعْلِلٌ . والصَّمَارِيدُ . فَعَالِيلُ والميمانِ أَصْلِيَّتان .
____________________

(8/298)



ومما يستدرك عليه :
بِئْرٌ صِمْرِدٌ : قليلةُ الماءِ ، قال :
جُمَّةُ بئْرٍ من بِئَارٍ مُتَّحِ
لَيْسَتْ بثَمْدٍ للشِّباكِ الرُّشَّحِ
ولا الصَّمَارِيدِ البِكَاءِ البُلَّحِ
صمعد : ( الأَصْمِعْداد : الانطلاقُ السَّريعُ ) قال الزَّفَيَانُ :
تَسْمَعُ للرِّيح إِذا اصْمَعَدَّا
بَيْنَ الخُطَا منهُ إِذا ما ارقَدَّا
مثْلَ عَزِيف الجِنِّ هَدَّتْ هَدَّا
( والمُصْمَعِدُّ ) : الذَّاهبُ في الأَرض ، المُمْعِنُ فيها ، ومن ذالك سُمِّيَ ( الأَسَدُ ) ، قال الأَزهريِّ أَصْلُ اصْمَعَدَّ : أَصْعَد ، فزادُوا الميمَ وقالوا : اصْمَعَدّ ، فشَدَّدُوا .
والمُصْمَعِدُّ : المُسْتَقِيمُ من الأَرْض ، قال رؤبة :
عَلى ضَحُوكِ النَّقْبِ مُصْمَعِدِّ
صمغد : ( الصِّمَغْدُ كسبَحْلٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد هو : ( الصُّلْب الشَّديدُ ) من الرِّجَال ، والعَيْن لُغَة فيه .
( والمُصْمَغِدُّ كَمُشْمَعِلَ : المُنتَفخُ ) الوارمُ ، إِمَّا ( من شَحْمٍ أَو مَرَضٍ ) ، عن ابن دُرَيْد .
وفي الحديث : ( أَصبَحَ ، وقد اصمَعَدَّت قَدَماه ) أَي وَرِمَت ، هاكذا بالعين المهملة ، بخَطِّ مَن يُوثَقُ به .
صند : ( الصِّنْدِدُ كزِبْرِجٍ ) ، وهاذه عن الصاغانيّ : ( السَّيِّدُ ) الشَّريفُ . وقيل : السَّيِّدُ ( الشُّجَاعُ ، كالصِّنْديد ) والصِّنْتيت . قاله الأَصمعيّ . ( أَو الحَليمُ ، أَو الجَوَادُ ، أَو ) المَلِكُ الضَّخْمُ ( الشَّريفُ ) .
قال ابن الأَعرابيّ : الصَّنَاديدُ : السَّادَاتُ ، وهم الأَجْوادُ ، وهم الحُلَماءُ ، وهُمْ حُمَاةُ العَسْكَرِ .
وفي الحديث ذكْرُ صَنَاديد قُرَيْشٍ ،
____________________

(8/299)


وهم أَشرافُهم ، وعظماؤُهم ، الواحدُ صِنْدِيدٌ . وكُلُّ عَظيمٍ غالبٍ ، صِنْدِيدٌ .
وفي ( الكفاية ) : الصِّنْدِيدُ : الرَّئيس العَظيمُ . وقال جماعةٌ : هو وَالِي القَوْمِ ، ومُتَولِّي مُهِمَّاتِهم ، الكَبيرُ الجامعُ للولَاية ، وقال آخَرون : هو السّيِّد الشَّريفُ في قَوْمه ، الجامعُ للشَّجاعَة والحَمَاسَة والجُود ، الغالِبُ لمَنْ عاداه وعارَضَه .
قال شيخُنَا : هاذا حاصلُ ما قالُوا فيه . وهل نونه أَصليّةٌ ، كما مالَ إِليه جماعة ، أَو هي زائدةٌ كالياءِ ، لأَنّهُ من الصَّدِّ وهو الإِعراضُ ، وكأَنَّه للمبالغَة . وعليه فكان الأَوْلَى ذِكْرُه في : صدد ، كما مال إِليه أَكثرُ أَئِمَّة الصَّرْف والاشتقاق .
( و ) الصِّنْدِيدُ : حَرْفٌ مُنْفَرِدٌ في الجَبَلِ .
( و ) صِنْدِيدٌ اسمُ ( جَبَل ) معروفٍ ( بتِهَامَةَ ) ، هاكذا في النُّسخ . وفي الجمهرة لابن دُريد : صِنْدِد ، بالكسر : اسمُ جَبَلٍ معروفٍ بتِهَامَةَ .
( والصِّنْدِيدُ من الرِّيح والبَرْدِ : الشَّديدُ ) يقال : أصابَهُم بَرْدٌ صِنْدِيدٌ ، ورِيحٌ صِنْدِيدٌ . وهو مَجَاز ، قال ابن مُقْبل :
عَفَتْهُ صَنَادِيدُ السِّمَاكَيْنِ وانْتَحَتْ
عَلَيْهَ ريَاحُ الصَّيْفِ غُبْراً مَجَاوِلُهْ
( و ) الصِّنْدِيدُ ( من الغَيْثِ : العَظيمُ القَطْرِ ) ، وفي الأَساس : الوَقْعِ ويقال : مَطَرٌ صِنْدِيدٌ ، أَي وابِلٌ وهو مَجاز .
( و ) الصِّنْدِيد : ( الغالِبُ ) العظيمُ .
( و ) يُقال : هو صِنْدِيدٌ من ( الصَّنَادِيد ) ، أَي داهِيَةٌ من ( الدَّوَاهِي ) وهي أَيضاً : الشَّدَائِدُ من الأُمور . وكان الحَسن يقول : ( نَعُوذُ بالله من صَنَادِيدِ القَدَرِ ) ، أَي من دَوَاهِيه ، ونَوَائبِه العِظَامِ الغَوَالبِ ، ( ومن جُنُونِ
____________________

(8/300)


العَمَلِ ) ، وهو الإِعجاب ، ( ومن مَلْخِ البَاطِل ) ، وهو التَبَخْتُرُ فيه .
وصَنَاديدُ السَّحَابِ : ما كَثُرَ وَبْلُه . قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْديُّ :
دَعَتْنَا بمَسْرَى لَيْلَة رَجَبِيَّة
جَلَا بَرْقُهَا جَوْنَ الصَّنَادِيدِ مُظْلِمَا
( و ) الصَّناديدُ : ( جَماعَة العَسْكَر ) ، كذا في سائر النُّسخ . والصواب : حُمَاةُ العَسْكَر ، عن ابن الأَعربيّ ، كم تقدَّم .
( و ) حُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ : ( يَومٌ حامِي الصَّناديدِ ) ، وفي بعض الأُمَّهَاتِ : الصِّنْدِيدِ ، أَي ( شَدِيدُ الحَرِّ ) ، وهو مَجاز ، قال :
لا قَيْنَ من أَعْفَرَ يَوْماً صَيْهَبَا
حامِي الصَّنَاديدِ يُعَنِّي الجُنْدُبَا
( وصَنْدُودَاءُ ) ، بالفتح ممدوداً ، : ( ع بالشام ) ، نقله الصاغانيُّ .
ومما يستدرك عليه :
من الأَساس : رَمَت السماءُ بصَنَاديدِ البَرَدِ ، أَي بكِبارها ، وما اشْتَدَّ منها .
صود : (*! صَوَّدَ *!الصَّادَ *!تَصْويداً ) ، أَهمله الجوهريُّ ، والجماعة ، وقال ابن سيده : أَي ( كَتَبها ) أَحد الحُروف المستعْلِيَة التي تَمْنَع الإِمالَةَ ، قال : وأَلفُهَا مُنْقَلبَةٌ عن واوٍ ، لأَنَّ عينها أَلفٌ .
ونقل شيخنا عن ابن جنِّي : أَنها منقلبةٌ عن ياءٍ .
وقال الصاغانيُّ : حرفُ الصد مُؤَنَّثٌ .
صهد : ( صَهَدَ ، كَمَنَع : صَخَدَ ) ، يقال : صَهَدَتْهُ الشمسُ ، أَي صَخَدَتْه . قال ابن سيده : صَهَدَتْه الشَّمْسُ تَصْهَدُهُ صَهْداً ، وصَهَدَاناً : أَصَابَتْه ، وحَمِيَتْ عليه .
( والصَّيْهَدُ ) ، كصَقَيْلٍ : ( السَّرَابُ الجَارِي ) ، كذا في التهذيب ، وأَورَدَ بَيْتَ أُمَيَّةَ بن أَبي عائذٍ الهُذَليِّ :
فأَورَدَهَا فَيْحُ نَجْمِ الفُرو
عِ من صَيْهَدِ الصَّيْفِ بَرْدَ الشِّمالِ
____________________

(8/301)



( و ) قيل : الصَّيْهَدُ هنا : ( شِدَّةُ الحرِّ ) .
وقال أَبو عُبَيْد : الصَّيْهَدُ هنا : السَّرَابُ . قال ابن سيده : وهو خَطأٌ قال الأَزهريُّ : وأَنكر شَمِرٌ الصَّيْهَدُ : السَّرَاب . وقال صَيْهَدُ الحَرِّ : شِدَّتُهُ ، ( كالصَّهَدَانِ ، محرّكةً ) .
وهاجِرَةٌ صَيْهَدٌ ، وصَيْهُودٌ : حارَّةٌ .
( و ) الصَّيْهَدُ : ( الطَّوِيلُ ) الجَسِيمُ ، ( كالصَّيْهُودِ ) هاكذا وَقَع في تهذيبِ الأَزهَرِيّ . قال الصّاغَانيُّ : والصّوابُ : الصَّهْوَدُ .
( و ) الصَّيْهَدُ : ( فَلَاةٌ لا يُنالُ ماؤُهَا ) وأَنشد مُزاحِمٌ العُقَيْليُّ :
إِذا عَرَضَتْ مَجهولَةٌ صَيْهَدِيَّةٌ
مَخُوفٌ رَدَاها مِن سَرابٍ ومِغْوَلِ
( كالصَّيْهود ) .
( و ) الصَّيْهد : ( الضَّخْمُ من الأُيُورِ ) الطَّوِيلُ ، ( وفي رأْسِهِ مَيَلٌ ) .
( و ) صَيْهودٌ : ( ع بين اليَمَنِ وحَضْرَمَوْتَ ) ، هكذا في النسخ . والذي في التكملة : صَهْيَد : موضِعٌ ما بينَ اليَمَنِ وحَضْرَمَوْت .
( وعِزٌّ صَيْهُود : مَنِيعٌ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( والصَّهْوَدُ : الجَسِيمُ ) ، هاكذا أَوردَه الصاغانيُّ ، وصَوَّبه ، ووقَعَ في نُسخ التهذيب : الصَّيْهُودُ ، بهاذا المعنى ، وقد تَقدَّمَت الإِشارةُ إِليه .
ومما يستدرك عليه :
فَلَاةٌ صَيْهُودٌ : لا شيْءَ فيها . عن الصاغانيِّ .
صيد : ( *!صادَهُ *!يَصِيدُه ) ، كباع يَبِيعُ ، ( *!ويَصَادُه ) ، كهَابَ يَهَاب ، بكسرِ
____________________

(8/302)


العَيْنِ في الماضي ، وفتحهَا في المضارع ، كما صرَّحَ به ابنُ الأَعرابيِّ وغيرُه : ( *!اصطادَه ) ، فَسَّرَ بالأَشْهَر ، أَي أَخَذَه من الحِبَالةِ ، أَو أَوقَعَ في الشَّرَكِ .
( وخَرَجَ ) فلانٌ ( *!يَتَصَيَّدُ ) الوَحْشَ ، أَي يَطْلُب *!صَيْدَها .
( و ) كلُّ وَحْشٍ *!صَيْدٌ ، *!صِيدَ أَو لم *!يُصَدْ ، حكاه ابنُ الاعرَابيِّ . قال ابن سيده : وهاذا قولٌ شاذٌّ . وقد تركَّرَ في الحديثِ ذِكْرُ *!الصَّيْدِ ، إسماً ، وفعْلاً ، ومصدراً ، يقال : *!صادَ *!يَصِيدُ *!صَيْداً فهو *!صائِدٌ *!ومَصِيدٌ . وقد يَقَعُ ( الصَّيْدُ ) على ( *!المَصِيدِ ) نفْسِهِ ، تَسميةً بالمصدر ، كقوله تعالى : { لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } ( المائدة : 95 ) ( أَو ) لا يُقَالُ للشيْءِ : صَيْدٌ إِلَّا ( ما كانَ مُمْتَنِعاً ) حَلالاً ، ( ولا مالِكَ لَهُ ) .
وفي قوله تعالى : { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ } ( المائدة : 96 ) نقل ابن سيده ، عن ابن جِنِّي أَنهُ وُضِعَ المَصْدَرُ مَوضِعَ المفعولِ .
( و ) صَيْد : ( جَبَلٌ عالٍ باليَمَنِ ) ، نقله الصاغانيُّ . ( ومنه نَقِيلُ صَيْد ) : عَقَبَةٌ منسوبةٌ إِلى ذالك الجَبَلِ .
( *!والصَّيْدَانُ ) بالفتح : ( النُّحَاسُ ) وقال كَعْبٌ :
وقِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِيهِ
من *!الصَّيْدَانِ مُتْرَعةً رَكُودَا
( و ) في التّهذيب ، عن أَبي عَمْرٍ و : ويكون في البُرْمَةِ *!صَيْدَانٌ *!وصَيْدَاءُ ، يكونُ ( فيها ) كهَيْئةِ بَريقِ ( الذَّهَب ) والفِضَّةِ ، وأَجوَدُه ما كان كالذَّهَبِ .
( و ) الصَّيْدانُ ، بالفتح : ( بِرَامُ الحِجَارَةِ ) ، قال أَبو ذُؤَيب :
وسُودٌ من الصَّيْدانِ يهَا مذانِبٌ
نُضَارٌ إِذَا لم نَسْتَفِدْهَا نُعَارُهَا
قال ابن بَرِّيَ : يُرْوَى هاذا البيتُ بفتح الصاد من الصَّيْدَانِ وكسرها ، فمَن فَتَحَهَا جعَلَ الصَّيْدَانَ جَمْعَ
____________________

(8/303)


*!صَيْدانة ، فيكون من بابِ تَمْرٍ وتَمْرة ، ومَن كَسَرها جَعَلَها جَمْعَ صادٍ للنُّحاسِ ، ويكون *!صادٌ *!وصِيدانٌ مِثْلَ تاجٍ وتِيجَانٍ .
( *!والصَّيْدَانَةُ : الغُولُ ) ، عن ابن السِّكِّيتِ . ( و ) من النّساءِ : ( السيِّئةُ الخُلُقِ ، والكثيرةُ الكلامِ ) ، عنه أَيضاً .
( *!والصَّيْدَاءُ : الأَرضُ الغَلِيظةُ ) ذاتُ حِجارةٍ . وقال النضر : الصَّيْدَاءُ : الأَرضُ التي تُرْبَتُها حَمْرَاءُ غَلِيظَةُ الحِجَارةِ ، مستويةٌ بالأَرضِ .
وقال أَبو وَجْزَةَ ، الصَّيْدَاءُ : الحَصَى
وعن أبي عمرو :ا*!لصيداء الأرض المستوِيَةُ ، وإِذا كان فيها حَصًى فهي قاعٌ .
( و ) صَيْدَاءُ ، بلا لامٍ : ( د ، بساحِلٍ الشامِ ) من أَعمال دِمَشْقَ ، شَرقِي صُورِ ، بينهما سِتَّةُ فراسِخَ . قال في ( المراصد ) : وأَهلهَا يَقْصِرُونَ ولا يُعَرِّفون . منها : الحافظُ أَبو الحُسَين محمد بن أَحمد بِن جُمَيع الغَسّانِيّ ، صاحب المسْنَد ، مولده *!بِصَيْدَاءَ سنة 305 ه . وتوفي سنة 406 ه .
( وآخَرُ بِحَوْرَانَ ) وفي ( المراصد ) : ويقال فيه صَدَّاءُ ، بحذْف الياءِ .
( و ) صَيْدَاءُ ( لغةٌ في صَدْآءَ ) وصدَّاءَ : ( اسمُ رَكِيَّة ) ، مَرَّ ذِكْرُها في الهمز ، وفي : سعد ، قريباً .
( و ) صَيْدَاءُ : اسمُ ( امرأَةِ شَبَّبَ بها ذُو الرُّمَّةِ ) الشاعِرُ المشهورُ ، فقال :
وإِنَّ هَوَى صَيْدَاءَ في ذَاتِ نَفْسِهِ
سَائِرِ أَسبابِ الصَّبَابةِ رَاجِحُ
( و ) الصَّيْداءُ : ( أَحجارٌ ) بِيضٌ ( تُعْمَلُ منها القُدُورُ ) ، *!كالصَّيْدانِ .
( وبَنُو الصَّيْداءِ : بَطْنٌ من أَسَدِ ) بنِ خُزَيْمَةَ ، وهو عَمْرو بن قُعَيْن بنِ الحارث بن ثَعْلَبَة بن دُودانَ بن
____________________

(8/304)


أَسَدٍ ، منهم أَبو قُرَّة الأَسديُّ ، وشَيخُ ابن عُمَيْرَة بن حَسّان .
كتاب م كتاب ( *!والمِصْيَدُ *!والمِصْيَدَةُ ، بكسرهما ) ، هاكذا في الصّحاح ، وبخطّ الأَزهريّ : بفتحهما . ( *!والمَصِيدَةُ كمَعِيشة ) ، ووزنَهُ في المصباحِ بِكَريمةٍ ، وفيه نَظَرٌ . ( ما *!يُصادُ به ) ، وهي من بنات الياءِ المُعْتَلَّةِ ، وجمعها ، *!مَصَايِدُ ، بلا هَمْزٍ ، مثل : مَعَايِشَ .
( و ) يقال : ( *!صِدْتُ فُلاناً *!صَيْداً ، إِذا *!صِدْتَهُ له ) ، كقولك بَغَيْتُه حاجةً ، أَي بَغَيْتُهَا له .
( و ) مِنَ المَجَازِ : صِدْت فُلاناً ، ( إِذا جَعَلْتَهُ *!أَصْيَدَ ) ، عن الصاغانيّ ، ( أَي مائِلَ العُنُقِ ، وقد *!صيِدَ كفَرِحَ ( *!يَصْيَد *!صَيَداً ، قال اللَّيْث : وأَهلُ الحِجَاز يُثْبِتُون الياءَ والوَاوَ ، نحو صَيدَ وعَوِرَ وغيرُهم يقول : صادَ ، وعَارَ . قال الجوهريُّ : وإِنَّمَا صحّت الياءُ لِصِحَّتِها في أَصْله ، لتدُلَّ عليه ، وهو *!اصْيَدَّ ، بالتشديد ، وكذالك اعْوَرَّ ، لأَنّ عَوِر واعْوَرَّ معناهما واحد ، وإِنما حُذِفَت منه الزّوائِدُ للتَّخفيفِ ، ولولا ذلك لقلتَ : صاد وعار ، وقلبتَ الواو أَلِفاً ، كما قَلَبْتَهَا في خاف . قال : والدليل على أَنه افْعَلَّ ، مجيءُ أَخواتِه على هاذا في الأَلوان والعيوب ، نحو : اسوَدَّ واحْمَرَّ ، وإِنما قالوا : عَوِرَ وعَرِجَ للتخفيف ، وكذالك قياسُ عَمِيَ ، وإِن لم يُسْمَع ، لهذا لا يُقَال مِن هاذا البابِ : ما أَفْعَلَه ، في التعجُّبِ ، لأَنَّ أَصلَه يَزِيدُ على الثلاثيِّ ، ولا يمكن بناءُ الرُّباعيِّ مِن الرُّباعيِّ ، وإِنما يُبْنَى الوزنُ الأَكثرُ من الأَقلِّ . كذا في اللسان .
( وابنُ *!صائِدٍ ، أَو *!صَيَّادٍ : الذي كان يُظَنُّ أَنَّهُ الدَّجَّالُ ) ، وفي حديث جابِر : ( كان يَحْلِف أَن ابنَ صَيَّادٍ الدَّجَّالُ ) وقد اختلفَ الناسُ فيه كثيراً ، وهو رَجلٌ من اليَهودِ ، أَو دَخِيلٌ فيهم ، واسمه صافُ فيما قيل ، وكان عنده شيْءٌ من الكَهَانة أَو السِّحر ، وجُمْلَةُ أَمْرِه أَنه كان فتنةً امتَحن اللّهُ بِها عِبادَهُ المؤمنين . { مَنْ هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَن بَيّنَةٍ وَإِنَّ } ( الأنفال : 42 )
____________________

(8/305)


ثم إِنه مات بالمدينة في الأَكثر ، وقيل إِنه فُقِدَ يومَ الحَرَّةِ فلم يَجِدُوه . والله أَعلم .
( و ) *!الصَّيُودُ ، كقَبُولٍ : *!الصَّيَّادُ ) ، يقال كلبٌ *!صَيُودٌ ، وصَقْرٌ صَيُودٌ ، وكذالك الأُنثى ، والجمع : *!صُيُدٌ . قال الأَزهريُّ : وحكَى سيبويه عن يُونُس : *!صِيدٌ أَيضاً . وذالك فيمن قال : رُسْلٌ ، مُخَفَّفاً ، قال : وهي اللُّغَةُ التَّمِيمِيَّةُ ، وتُكْسَرُ الصادُ لِتَسْلَم الياءُ .
( و ) الصَّيُود : ( فَرَسٌ مَشْهُورٌ ) نَجِيبٌ .
( و ) الصَّيُّود ، ( كَتَنّورٍ : سَهْمٌ صائِبٌ ) ، عن ابن دُرَيْدٍ .
( *!والصَّادُ *!والصِّيدُ ، بالكسر ، ويُحرَّك ) ، الثلاثةُ عن ابن السّكّيت : ( داءٌ يُصِيبُ الإِبِلَ ) في رُؤُوسها ( فَتَسِيلُ ) من ( أُنُوفها ) مثلُ الزَّبَدِ ( فَتَسْمُو ) عند ذالك ( برأْسِها ) ، وفي بعض النّسخ : برؤُوسها ، ولا تَقدرُ أَن تَلْوِيَ معه أَعناقَها .
قال ابنُ السِّكِّيت : هما لُغتانِ جَيِّدتان في المُحَرَّك .
( و ) يقال : ( بَعِيرٌ صادٌ ، أَي ذو صاد ) كما يقال : رَجُلٌ مالٌ ، ويوم رَاحٌ ، أَي ذو مالٍ ، ورِيحٍ . وقيل أَصْلُ صادٍ : صَيِدٌ ، بالسر قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يُرْوَى : صادٍ ، بالكسر ، على أَنه اسم فاعِلٍ من الصَّدَى : العَطَشِ ، قال : والصِّيد أَيضاً جمع الأَصيَدِ .
( و ) قال أَبو عُبَيْد : ( الصَّادُ ) قُدورُ ( الصُّفْرِ والنُّحَاسِ ) ، وقيل : الصَّادُ : الصُّفْرُ نَفْسُه . قال حَسَّانُ بنُ ثابِت :
رَأَيْتُ قُدورَ الصَّادِ حَوْلَ بُيُوتِنا
قَنَابِلَ سُحْماً في المَحِلَّة صُيَّمَا
والجمْع : صِيدانٌ ، كتاجٍ وتِيجانٍ ، وقال بعضُهم : الصَّيْدَانُ : النُّحَاسُ : ( أَو ضَرْبٌ منه ) .
( و ) الصّادُ : ( عِرْقٌ بينَ عَيْنَي البَعِيرِ ) وأَنْفِهِ ، ( ومنه يُصِيبُهُ الصَّيَدُ ) فلا يَسْتَطِيع الالْتِفَاتَ ، ( ج : أَصْيادٌ ) . و ( جج ) ، أَي جمع
____________________

(8/306)


الجمع : ( أَصايِدُ ) ، قال حَجْلٌ مَولَى بني فَزارة :
وحيثُ تَلقَى الْهامةُ الأَصايِدَا
ويقال : دَوَاءُ الصَّيَدِ الكَيُّ بينَ عَيْنَيه فيذهَب الصَّيَدُ .
( وأَصادَه : آذاه ) ، قال أَبو مالك : يقال : أَصَدْتَنا منذُ اليَومِ إِصادةً ، أَي آذَيْتَنا .
( و ) أَصادَه : ( دَاوَاهُ من الصَّيَدِ ) بالكَيِّ فأَزَالَهُ ، قالت الخنساءُ :
وكان أَبو حسَّانَ صَخْرٌ أَصادَها
ودوَّخَها بالسَّيْفِ حتى أَقَرَّتِ
( ضِدٌّ ) . وفيه نَظرٌ ، قُلِبت الياءُ فيهما أَلفاً ، على أَصْلِ القاعدة .
( و ) قال اللَّيْث وغيره : الصَّيَدُ : مصدرُ ( الأَصْيَدِ ) وهو : ( المَلِكُ ) لا يَلْتَفِتُ من زَهْوِه ، يَميناً ولا شِمالاً ( و ) الأَصْيَد ، أَيضاً : ( رافعُ رأْسِهِ كِبْراً ) ، وهو مَجَاز ، وإِنما قيل للمَلِكِ : أَصْيَدُ لكَوْنه يَرفَعُ رأْسَه كِبْراً والأَصْيَدُ : الّذِي لا يَستطيع الالتفاتَ ( و ) الأَصْيَد : ( الأَسَدُ ) ، لكَوْنه يَخْتَالُ في مِشْيَتِهِ ولا يَلْتَفِتُ ، كأَنّه به صَيَدٌ ، ( *!كالمُصْطادِ والصَّادِ ) ، على التّمثيل بالبَعِيرِ الصادِ ، ويوجد في بعض النسخ : *!والصَّيَّاد ، بتشديد التَّحْتِيَّة ، وهو بعَيْنه نصُّ التكملة . وهو الصّوابُ .
ومما يستدرك عليه :
*!صادَ المكَانَ ، *!واصطادَهُ : صادَ فيه ، قال :
أَحَبُّ ما *!اصْطادَ مَكَانُ تَخْلِيَه
وقيل : إِنه جعل المكانَ *!مُصْطاداً ، كما *!يُصطاد الوحشُ .
قال سيبويه : من كلامِ العرب : *!صِدْنَا قَنَوَيْنِ ، يُرِيد : صِدْنَا وَحْشَ قَنَوَيْن ، وإِنما قَنَوَانِ : اسمُ أَرْضٍ . ويقال : *!أَصَدْتُ غيري ، إِذا حَمَلْته على الصَّيْد ، وأَغرَيْته به . وفي الحديث : ( إِنَّا *!اصَّدْنا حِمارَ وَحْشٍ ) ، قال ابن الأَثير : هاكذا يُروَى بصاد مشدَّدة ،
____________________

(8/307)


وأَصله *!اصطَدْنا ، مثل اصَّبَرَ في اصْطَبَر ، وأَصْلُ التّاءِ مبدلةٌ من تاءِ افتعل . وحكى ابن الأَعرابيّ : *!صِدْنا كَمْأَةً . قال الأَزهريّ : وهو مِن جَيِّدِ كلامِ العَرَبِ ، ولم يفسِّره . قال ابن سيده : وعندي أَنه يريد : استَثَرْنا كما يُسْتَثارُ الوَحْشُ .
وحكى ثعلب : صِدْنا ماءَ السَّمَاءِ ، أَي أَخذْناه . وفي التهذيب : والعربُ تقول . خَرَجْنَا *!نَصِيد بَيْضَ النّعَامِ ، *!ونَصِيدُ الكَمْأَةَ . وكلُّ ذلك مجازٌ . *!واصْطاد فهو مُصْطادٌ ، *!والمَصِيدُ مُصطادٌ أَيضاً .
*!والصَّيُودُ ، من النّساءِ ، كصَبُور : السَّيِّئةُ الخُلُقِ . وفي حديث الحجّاج : ( قال لامرأَةٍ إِنك كَتُونٌ ، كَفُوتٌ ، صَيُودٌ ) ، أَراد أَنها *!تَصِيدُ شَيْئاً من زَوْجِها . وفَعُولٌ من أَبنيةِ المبالغةِ .
*!وأَصْيَد اللّهُ بَعِيرَه .
*!والصَّيْدَاءُ : الحَصَى .
*!وصَيْدَانُ الحَصَى : صِغَارُهَا .
*!والصَائِدُ : السَّاقُ ، بلُغة أَهْل اليمن .
ومن المجاز : هو *!يَصِيدُ النّاسَ بالمعروف . وي المثَل : ( *!صَيْدكَ لا تُحَرِّمْه ) حثّ على انتهازِ الفُرَص .
ويقال ( اقْتَصِدْ *!تَصِدْ ) أَي تَوَخَّ الحَقَّ والعَدْلَ تُصِبْ حاجَتَك . وتقول : لأُقِيمَنَّ صَيَدَكَ ، ولأَقْبِضَنَّ يَدَك . كذا في الأَساس .
*!والمصاد : أَعلَى الجَبَلِ . نقله شيخُنَا عن أَبي عليّ اليُوسِيّ .
*!الصائِدُ : بطن من هَمْدان ، وهو كَعْب بن شُرَحبيل بن شَرَاحيل بن عَمْرو بن جُثَم بن حاشد ، منهم أَبو ثُمَامَة زِيادُ بن عَمْرِو بن عَرِيب بن حَنْظلة بن دارِم بن عبد الله بن كَعْب *!الصائد ، قُتِل مع الحُسَين ، رضي اللّهُ عنه ، ذَكَرَه ابنُ الكلبيّ .
ومنهم عبد الرحمان بن عبدِ رَبِّ الكعبةِ ، مذكور في الطبقة الأُولى من أَهل الكوفة ، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص ، وعنه الشَّعْبيّ ، ذكره أَبو عليّ الغَسّانيّ .
*!وأَصْيَدُ بن سَلَمَة السُّلَمِيّ ، وقصّته في ( الإِصابة ) .
____________________

(8/308)



وأَصْيَدُ بن عبد الله الهُذَليّ . وقيل : الغِفَارِيُّ ، له ذِكْرُ في حديثٍ مُنْقَطِعٍ ، كذا في ( التَّجريد ) .
*!والصَّيّادُ اشتهَر به أَبو بكرٍ محمد بن أَحمد بن يوسف نب وَصيفٍ ، صدوق ثقة ، روى عنه الطيب البغدادي .
وأَبو الخَيْرِ *!الصَّيَّادُ اليَمَنيُّ : أَحدُ الأَولياءِ المَشْهُورِينَ في عَصْر المصنِّف .
*!والصَّيْدِ : السَمِكَ ، يَمانيةٌ ، سمِعْته مِمَّن أَثِقُ به من عَرَبِ اليَمَنِ .
*!والصَّيَّاديَّةُ : أُرزٌ يُطْبَخُ بالسَّمَكِ ، عامِّيَّةٌ .
2 ( فصل الضاد ) المعجمة مع الدال المهملة ) 2
ضأَد : ( *!ضَأَدَهُ : ( *!ضَأْداً ، ( كَمَنَعَ : خَصَمَهُ ) ، حكاه أَبو زيد .
( *!والضُّؤْدُ ، *!والضُّؤْدَةُ ، *!والضُّؤُودَةُ ، بِضَمِّهِنّ : الزُّكامُ ) وقد ( *!ضُئِدَ ، كعُنِيَ ) *!ضُؤَاداً ، و ( *!ضُؤُوداً ) : ( زُكِم ، ( فهو *!مَضُؤُودُ ) : مَزْكُوم . ( *!وأَضْأَدَهُ اللّهُ تَعالى ) : أَزْكَمَ ، فهو *!مَضْؤُودٌ ، *!ومُضْأَدٌ . قال ابن سيده : وأُرى*! مَضْؤُوداً على طَرْحِ الزَّائِدِ ، أَو كَأَنَّه جُعِل فيه *!ضَأَدَ . قال : وأَبَاهَا أَبو عُبَيْدٍ .
( *!وضَئِيدَةُ : ماءَةٌ ) ، وقيل : مَوْضع ، قال الرَّاعِي :
جَعَلْنَ حُبَيًّا باليَمينِ ونَكَّبَتْ
كُبَيْثاً لِوِرْدٍ مِن *!ضَئِيدةَ باكِرِ
( *!والضَّأْدُ : فَرْجُ المَرْأَةِ ) ، فيما يُقَال . نقَله الصاغانيّ .
ضبد : ( الضَّبَدُ ، محرّكَةً : الغَضَبُ والغَيْظُ ) لُغَةٌ في الضَّمَدِ ، بالميم .
( والضَّبْدُ ) بفتح فسكون : ( الخَلْطُ بين الرُّطَبِ ، والبُسْرِ ) .
( وضَبَّدَه تَضْبِيداً ) ، وروى
____________________

(8/309)


بالتَّخْفِيف أَيضاً : ( أَذْكَرَهُ ما يُغْضِبُهُ ) وفي بعض النسخ : ذَكَّره بما يُغْضِبُه .
ضدد : ( *!الضِّدُّ ، بالكسر ) : كلُّ شيءٍ *!ضِّادّ شيئاً لِيَغْلِبَه . والسَّوادُ *!ضِدُّ البَياض ، والمَوْتُ ضِدُّ الحَيَاةِ ، قاله الليث . *!والضِّدُّ ، عن ثَعْلَبٍ وَحْدَه ، ( *!والضَّدِيدُ : المِثْلُ ) وجَمْعُه : *!أَضْدادٌ . ويقال : لا *!ضِدَّ لَهُ ولا ضَدِيدَ له ، أَي لا نَظِيرَ له ولا كُفْءَ له .
ويقال : لَقِيَ القومُ *!أَضدادَهم وأَنْدَادَهُم ، أَي أَقْرَانَهُم . وقال الأَخفشُ : النِّدُ : *!الضِّدُّ والشِّبْهُ : { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } ( فصلت : 9 ) أَي *!أَضداداً وأَشْبَاهاً .
( و ) الضِّدُّ *!والضَّدِيدُ *!والضَّدِيدةُ ، الأَخيرةُ عن ثَعْلَبٍ : ( المُخَالِفُ ، ضِدٌّ ) قال ابن السِّكِّيت : حَكَى لنا أَبو عَمْرو : الضِّدُّ . مِثْلُ الشَّيْءِ ، *!والضِّدُّ : خِلافُه . ومِثْلُه في المحكم ، والمصباح .
( و ) قد ( يكونُ ) الضِّدُّ ( جَمعاً ) ، وفي بعض النسخ : ويكونُ للجَمْعِ جَمْعاً .
وعبارة اللّسان : وقد يكونُ جماعةً ، والقومُ على *!ضِدّ واحدٍ ، إِذ اجْتَمَعُوا عليه في الخُصُومَةِ ، ( ومنه ) قوله تعالى : { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ *!ضِدّاً } ( مريم : 82 ) قال الفرّاءُ : يكونُون عليهم عَوْناً ، قال أَبو منصور : يعني الأَصنامَ الّتي عَبَدَها الكُفَّارُ ، تكون أَعواناً على عابِدِيها يومَ القِيامَة . ورُوِيَ عن عِكْرِمَةَ : يكونون عليهم أعداءً .
وقال الأَخفش : *!الضِّدُّ يكون واحداً وجماعَةً ، مثل الرَّصَد 2 ، والأَرْصادِ ، والرَّصَدُ يكون للجماعَةِ .
( و ) عن أَبي زيد : ( *!ضَدَّهُ في الخُصُومَةِ ) ضَدًّا : ( غَلَبَهُ ) وخَصَمَه .
( و ) قال أَبو تُراب : سَمِعْتُ زائدةَ يقول : صَدَّه عن الأَمر ، *!وضدَّه ( عنه صَرَفَهُ ، ومَنَعَهُ بِرِفْقٍ ) .
( و ) في الصّحاح : الضَّدُّ ، بالفتْح : المَلءُ ، *!ضَدَّ ( القِرْبَةَ *!يَضُدُّهَا ضَدًّا : ( مَلأَهَا ) .
____________________

(8/310)



( *!وأَضَدَّ ) الرجُلُ : ( غَضِبَ ) ، وليس هاذا من باب كَبَّهُ فأكبَّ ، كما زَعمَه بعض المُحَشِّينَ ، لاختلاف معناهما .
( وبَنُو ضِدَ ، بالكسر : قبيلةٌ من ) قَوْمِ ( عادٍ ) ، قاله ابن دُرَيْدٍ ، وأَنشد :
وذُو النُّونَيْنِ من عَهْدِ ابنِ ضِدَ
تَخَيَّرَه الفَتَى من قَومِ عادِ
يعني سَيْفاً . كذا في المحكم . ( *!وضادَّه : خالَفَهُ ) ، فأَراد أَحدُها طُولاً ، والثاني قِصَراً ، فهو *!ضِدُّهُ *!وضَدِيدُه ، ( وهُمَا *!مُتَضادَّان ، وقد يقال إِذا خالفَه فأَراد وَجْهاً يَذْهَب فيه ، ونازَعَه في ضدِّه : هو *!مُضادُّه ، *!وضَدِيدُه ، ونِدُّه ونَدِيدُه ، للّذي يُريدُ خِلَافَ الوَجْهِ الّذي تُيدُه ، وهو مُستَقِلٌّ من ذَلكَ بمثْل ما تَسْتَقِلُّ به .
ومما يستدرك عليه :
عن أَبي عمرو : *!الضُّدَدُ : الّذِين يَمْلَؤُون للناس الآنِيَةَ ، إِذا طَلَبُوا الماءَ ، واحِدُهم : *!ضَادٌّ ، ويقال *!ضادِدٌ *!وضَدَدٌ .
ضرغد : ( ضَرْغَدٌ : جبَلٌ ) قال ، عامِرُ بن الطُّفَيْل :
فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوَارِضاً
ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابَةَ ضَرْغَد
أَي لأَطْلُبَنَّكُم . وَقناً ، وعُوَارِضٌ : مَوضِعَانِ ، واللَّابَةُ : الحَرَّةُ ، ( أَو ) ضَرْغَدُ : ( حَرَّةٌ لِغَطَفَانَ ، أَو مَقْبُرَةٌ ) يُصْرَفَ ( ويُمْنَعُ ) ، وفي التهذيب ، في ضرغط : ضَرْغَطٌ : اسمُ جَبَلٍ ، وقيل مَوْضِعُ ماءٍ ونَخْل ، ويقال له أَيضاً : ذو ضَرْغَدٍ ، قال :
إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتَائِداً
يُغَنِّيهمُ فيها نَقِيقُ الضَّفادِعِ
ضغد : ( ضَغَدَهُ ، بالمعجمة ، كمَنَعه ) أَهمله الجوْهَرِيُّ ، وقال الصاغانيُّ : أي ( خَنَقَهُ أَو عَصَرَ حَلْقَهُ ) ، كزَغَدَ .
ضفد : ( ضَفَدَه يَضْفِدُهُ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ
____________________

(8/311)


وقال الصاغانيُّ : إِذا ( ضَرَبَهُ بباطِن كَفِّهِ ) .
( والضَّفْدُ : الكَسْعُ ، وهو ضَربُكَ إسْتَهُ بِباطنِ رِجْلَيْكَ .
( والضَّفَادِي ) بِاليَاءِ : ( الضَّفادِعُ ) ، الياءُ بدلٌ عن العين ، ( كالثَّعَالِي في الثَّعَالِبِ ) ، والأَرَانِي في الأَرَانِب ، هاكذا في التكملة . قال شيخُنَا : ذكْرُه هنا من الفُضُولِ الذِي لا مَعْنَى له .
( و ) قال الأَصمعيُّ : ( اضْفادَّ ) الرَّجلُ ( اضْفِيداداً ) ، إِذا ( انتفخَ غَضَباً ) .
وقال ابن شُمَيْلٍ : المُضْفَئِدُّ من الناسِ والإِبِلِ : المُنْزَوِي الجِلْدِ ، البَطِينُ البادِنُ .
وضَفِدَ الرجُلُ ، واضْفَأَدَّ : كَثُر لَحمُه ، وثَقُلَ مع حُمْق .
وجعل ابنُ جِنّي اصْفَأَدَّ رُبَاعِيًّا .
ضفند : ( الضَّفَنَّدُ ، كَسَفَنَّج : الرِّخْو البَطِينُ ) الضَّخْم ، قاله اللَّيْث ، وكذالك الضَّفَنَّطُ .
( والضَّفَنْدَدُ : الضَّخْم الأَحْمَقُ ) ، قال الفرّاءُ : إِذا كان مع الحُمْقِ في الرَّجُلِ كَثرةُ لَحْمٍ وثِقَلٌ قِيلَ : رَجُلٌ ضَفَنْفَدٌ ضِفَنٌّ خُجَأَةٌ .
وامرأَةٌ ضَفَنْدَدٌ ، بغير هاءٍ : ضَخْمَةُ الخاصِرةِ ، مُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ ، ورجُلٌ ضَفَنْدَدٌ : كَثِيرُ اللَّحْمِ ، ثَقِيلٌ مع حُمْقٍ .
وفي الصّحاح : هو مُلْحَقٌ بالخُماسِيِّ ، بتكرير آخرِه .
وفي التهذيب ، في الرُّبَاعي : امرأَة ضَفَنْدَدَةٌ : رِخْوَةٌ . والذَّكَرُ ضَفَنْدَدٌ .
ضمد : ( ضَمَدَ الجُرْحَ ) وغَيْرَه ( يَضْمِدَهُ ) بالكسر ، ( ويَضْمُدُهُ ) ، بالضّمّ ، ( وضَمَّدَهُ ) بالتَّشْدِيد ، ضَمْداً وتَضْمِيداً : ( شَدَّه بالضِّمَادَةِ ) وعَصَبَه ، ( وهي العِصَابةُ كالضِّمَادِ ) ، ككِتَابٍ . وكذالك الرأْسُ إِذا مَسَحْتَ عليه بِدُهْن أَو ماءٍ ،
____________________

(8/312)


ثم لَفَفْتَ عيه خِرْقَةً ، واسم ما يَلْزَقُ بهما : الضِّمادُ .
وقال اللَّيْث : ضَمَّدْت رأْسَهُ بالضِّمادِ ، وهي خِرْقَةٌ تُلَفُّ على الرأْسِ عنْدَ الأَدِّهان والغَسْلِ ، ونحو ذالك . وقد يُوضَعُ الضِّمَادُ على الرَّأْسِ للصُّدَاعِ ، يُضَمَّدُ بهِ . والمِضَدُّ لُغَة يمانية ، وضَمَّدَ رَأْسَه تَضميداً ، أَي شَدَّه بِعِصابةٍ ، أَو ثَوْبٍ ، ما خلا العِمَامَةَ ، وقد ضُمِّدَ به ( فتَضَمَّدَ ) .
وفي حديث طَلْحَةَ ( أَنَّه ضَمَدَ عَيْنَيْهِ بِالصَّبرِ وهو مُحْرِمٌ ) ، أَي جَعَلَه عليهما ، وداواهُمَا به . وأَصْل الضَّمْد : الشَّدُّ ، ثم قِيلَ لِوَضْع الدّواءِ على الجُرْح وغيرِه وإِن لم يُشَدَّ .
قال الأَزهريُّ : وضَمَّدْتُه بالزَّعْفَرانِ ، والصَّبِرِ ، أَي لَطَخْته .
وقال ابن هانِيءٍ : هاذا ضِمَادٌ ، وهو الدَّواءُ الذي يُضَمَّدُ به الجُرْحُ ، وجَمْعُه ضَمائِدُ .
( وضَمَدَهُ بالعَصَا . ضَرَبَهُ بها عَلَى رأْسِهِ ) وعَمَّمه بالسَّيْف .
( و ) قال الهَرَوِيُّ : يقال : ضَمِدَ الدَّمُ على حَلْقِ الشّاةِ ، إِذا ذُبِحَتْ ( كفَرِحَ ) فسالَ الدَّمُ و ( يَبِسَ ) على جِلْدِهَا .
ويقال : رأَيْتُ على الدَّابَّةِ ضَمَداً من الدَّمِ ، وهو الذي جَفَّ عليه . وقد رُوِيَ بيتُ النَّابغة :
فلا لَعَمْرُ الَّذي قدْ زُرْتُه حِجَجاً
وما هُرِيقَ على غَرِيِّكَ الضَّمِدِ
( و ) في صِفَةِ مَكَّةَ ، شَرَّفها اللّهُ تعالى : مِنْ خُوصٍ وضَمْدٍ ، ( الضَّمْدُ ) ، بفتح فسكون : ( الرَّطْبُ واليَبِيس ) من الشَّجَر ، ( ضِدٌّ ) ، وقيل : هو رَطْبُ النَّبْتِ ويابِسُه ، إِذا اخْتَلَطَا .
وقال رجل لآخَرَ فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ ؟ قالَ : تَرَكْتُه في أَرضٍ قد شَبِعَت غنمُها من سَواد نَبْتِها ، وشَبِعَت إِبِلُهَا مِنْ ضَمْدِها ، ولَقِحَ نَعَمُها . قال الأَزهريّ : ليس فيها عُودٌ إِلّا وَقَد ثَقَبَهُ النَّبْتُ ، أَي أَوْرَقَ .
____________________

(8/313)



( و ) يقال : أُعْطِيكَ مِنْ ضَمْدِ هاذا الغَنَمِ ، وهو ( خِيَارُ الغَنَمِ ورُذَالُها ) ، أَو صَغِيرتُها وكبِيرتُها ، وصالِحَتُها وطالِحَتُها ، وَدَقِيقُها وَجَلِيلُها .
( و ) الضَّمْد : ( المُداجاةُ ) .
( و ) الضَّمْدُ : ( أَن تَتَّخِذَ المرأَةُ خَلِيلَيْنِ ) ، كالضِّمَادِ ، بالكسر ، وهو مَجاز ، قال مُدْرِكٌ :
لا يُخْلِصُ الدَّهْرَ خَلِيلٌ عَشْرَا
ذاتَ الضِّمَاِ أَو يَزُورَ القَبْرا
إِنّي رَأَيتُ الضَّمْدَ شَيْئاً نُكْرَا
وقد ضَمَدَتُه تَضْمِدُه وتَضْمُدُه ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
تُرِيدَيْنَ كَيْمَا تَضْمُدِينِي وخالِداً
وهلْ يُجْمَعُ السَّيْفَانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ
وعن أَبي عَمْرو : الضَّمْدُ : أَنْ تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزَّوجِ رَجُلاً غيرَ زَوْجها أَو رَجُلَيْن . قال الفَرّاءُ : الضِّمَادُ : أَن تُصادقَ المرأَةُ اثْنَيْن أَو ثلاثةً في القَحْط ، لتأْكُلَ عند هاذا وهاذا التَشْبَعَ .
( و ) الضِّمْد . ( بالكسر : الخِلُّ ) ، عن الصاغانِّي . ومنه ضَمَدَت المرأَةُ ، إِذَا جَمَعَت بين زَوْجِهَا وخِلِّها .
( وبالتحريك : الحِقْدُ ) ما كان . وقيل : هو الحِقْدُ اللَّازِقُ بالقَلْب ، وقد ( ضَمِدَ ) عَلَيْه ( كفَرِحَ ) ضَمَداً ، أَي أَحِنَ عليه ، قال النّابغَةُ :
وَمنْ عَصَاكَ فعاقبْهُ مُعَاقَبَةٌ
تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد
( و ) قال أَبو يُوسُفَ : سَمعْتُ مُنْتَجِعاً الكِلابيَّ ، وأَبا مَهْدِيَ يَقُولان : الضَّمَدُ : ( الغابرُ ) الباقي ( من الحَقِّ ) ، تقول لنا عندَ بَني فُلان ضَمَدٌ ، أَي غابِرٌ من حَقَ ، ( من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن ) .
( و ) من المجاز : ( أَضْمَدَهُمْ : جَمَعَهُمْ ) عن الصاغانيِّ .
( و ) أَضْمَدَ ( العَرْفَجُ : تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ) ولم تَبْدُرْ منه ، أَي كانَتْ في جَوْفه ولم تَظْهَرْ .
( وسَمَّوْا ضِمَاداً ، ككِتَاب ) ، منهم :
____________________

(8/314)


ضِمَادُ بن ثَعْلَبَةَ ، صحابيُّ مشهور .
ومما يستدرك عليه :
قال أَبو مالكٍ : اضْمِدْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ ، أَي شُدَّهَا . وأَجِدْ ضَمْدَ هاذا العِدْلِ .
والضَمَدُ ، محرَّكَةً : الظُلْمُ .
وضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً ، بالتحريك ، إِذا اشْتَدَّ غَيْظُه وغَضَبُه . وفَرَّق قومٌ بينَ الضَّمَد والغَيظ ، فقالوا : الضَّمَدُ : أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدرُ عَلَيْه ، والغَيْظُ : أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدِرُ عليه ومَن لا يَقْدِرُ عليه ، يقال : ضَمِدَ عليه ، إِذا غَضِبَ عَلَيْه . وقيل : الضَّمَدُ : شِدَّةُ الغَيْظِ .
وأَنا على ضِمَادَةٍ من الأَمْر ، أَي أَشْرَفْتُ عليه .
والمِضْمَادَةُ : خَشَبَةٌ تُجْعَلُ على أَعناق الثَّوْرَيْن ، في طَرَفهَا ثَقْبَانِ ، في كُلِّ واحدةٍ منها ثُقْبَةٌ ، بينهما فَرْضٌ في ظَهْرِهَا ، ثم يُجْعَلُ في الثَّقْبَيْن خَيْطٌ يَخْرُجُ طَرَفاه من باطن المِضْمَدة ، ويُوثَقُ في طَرَف كُلِّ خَيْط عُودٌ ، يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْر بَيْنَ العُودَيْن .
والضَّامدُ : اللّازمُ ، عن أَبي حنيفةَ .
وعَبْدٌ ضَمَدَةٌ : ضَخْمٌ غَليظٌ ، عن الهَجَريّ .
وفي الحديث : ( أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ الله ، صَلَّى اللّهُ عليْه وسَلَّم عن البَدَاوَة ، فقال : اتَّقِ اللّهَ ولا يَضُرُّكَ أَن تَكُونَ بجانبِ ضَمَدٍ ) هو بالتحريك : موضع باليَمَن . كذا في اللسان .
قلت : وهو وادٍ مُتَّسعٌ مُخْصِبٌ ، كَثيرُ القُرَى والعِمَارات ، قريبٌ من جَازَانَ . ونُسب إِليه جماعةٌ من أَهْل العلْم .
وفي الأَساس : من المجاز : ضَمَدَ رأْسَه بالسَّيْف ، مثْلُ عَمَّمَه .
ضود : ( *!الضّادُ حرْفُ هجَاءٍ ) ، وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ ، وهو أَحدُ الحُروف المُسْتَعْليَة ، يكون أَصْلاً ، لا بَدَلاً ولا زائداً ، وهو ( للعَرَب خاصَّةً ) ، أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ ،
____________________

(8/315)


فلا يُوجَدُ في لُغَات العَجَم وهو الصّوابُ الذي أَطْبَقَ عليه الجَمَاهيرُ . ونقل شَيْخُنا عن أَبي عيَّانَ ، رَحمَه اللّهُ تعالى : انفردت العربُ بكثرةِ استعمال الضَّاد ، وهي قَليلةٌ في لُغَة بعض العَجَم ، ومفقودةٌ في لُغَة الكثير منهم . وذالكَ مثْلُ العين المُهْملة . وذَكَر أَنَّ الحاءَ المهملةَ لا تُوجَدُ في غير كلام العَرب . ونقل ما نَقله في الضاد ، في مَحَلَ آخَرَ عن شَيْخه ابن أَبي الأَحوص ، ثُمَّ قال : والظاءُ المشالَةُ ممَّا انفردَتْ به العَرَبُ دُونَ العَجَم . والذالُ المعجمةُ ليست في الفارسيَّة . والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليسَتْ في الرُّوميَّة ، ولا في الفارسيَّة . قاله ابن قُرَيْب . والفاءُ ليست في لسان التُّرْك .
وفي اللسان : ولا يوجد يعني الضادَ في لسان العَجَم إِلَّا في القليل ، ولذالك قيل في قول أَبي الطَّيِّب :
وبهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا
دَ وَعوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ
ذَهَب به إِلى أَنَّها للعَرَب خاصَّةً .
قال ابن جِنّي : ولا يُعْتَرضُ بمثْل هاذا على أَصحابنا . قال : وعينُها منقلبةٌ عن واوٍ .
( *!-والضَّوادِي : ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ) ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ ، قاله أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلت :
وماليَ لا أُحَيِّيهِ وعنْدِي
قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِن النِّجادِ
إِليَّ وإِنَّهُ للنَّاسِ نَهْيٌ
ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ *!-الضَّوادِي
قال ابن سِيدَه : وهاذه الكَلِمُ لم يَحْكِها إِلَّا ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ ، قال : ولا أَصْل لها في اللُّغَة .
وفي التهذيب ، عن ابن الأَعرابِيّ : الضَّوادِي : الفُحْشُ .
وقال ابن بُزُرْجٍ : يقال ضادَى فلان فُلاناً ، وضادَّه بمعنًى واحدٍ ، وإِنَّه لصَاحِبُ ضَداً ، مثْل قَفاً ، من المُضَادَّة أَخرَجه من التَّضْعِيفِ .
ضهد : ( ضَهَدُه ، كمَنَعَه : قَهَرَهُ ) وظَلَمَه
____________________

(8/316)


وأَكْرَهه ، ( كأَضْهَدَهُ ) واضْطَهَدَه ، روى ابنُ الفَرَجِ لأَبي زيد أَضْهَدتُ بالرجُلِ إِضْهاداً ، وأَلْهَدْتُ به إِلْهَاداً ، وهو أَن تَجُورَ عليه وتَسْتأْثِر .
وفي حديث شُريح : ( كان لا يُجِيزُ الاضطهادَ ) ، هو الظُّلمُ والقَهْرُ ، يقال : ضَهَدَه واضْطَهده ، والطاءُ بدلٌ من تاءِ الافتعال ، المعنَى : كان لا يُجِيزُ البَيْعَ واليَمِينَ وغيرَهَا في الإِكراهِ والقَهْرِ .
( وأَضْهَدَ به ) إِضْهاداً : ( جَارَ عليه ) واستأْثَرَ . وكذالك أَلْهَدَ به إِلْهَاداً ، ورجل مَضْهودٌ ، ومُضْطَهَدٌ : مقهورٌ ذَلِيلٌ مُضْطَرٌّ .
( والمُضْطَهِدُ ) : المُضْطَعِفُ ، وبه سُمِّيَ ( الأَسَدُ ) .
( والضَّهْيَدُ ) : الرَّجلُ ( الصُّلْب الشَّدِيدُ ، ولا فَعْيَلَ سواه ) في كلام العربِ . وذَكَرَ الخليلُ أَنَّه مصنوعٌ قال الصاغانِيُّ : وهي من الأَبْنِيَةِ التي فاتتْ سِيبويْهِ ، قال شيخُنا وقد وَردَ منه ضَهْيَأٌ . وقد مرّ في المهموز ، وعَتْيَدٌ ، كما سيأْتِي ، وزاذوا : مَدْيَنَ ومَرْيَم . وسيأْتي الكلامُ على كل واحد في مَحَلِّهِ ، إِن شَاءَ اللّهُ تعالى .
( و ) ضَهْيَدٌ : ( ع ، أَو هو بالصاد ) المهملة ، وقد مَرَّ قريباً .
( و ) عن ابن شُمَيْل : اضْطَهَدَ فلانٌ فُلاناً ، إِذا اضْطَعَفَه وقَسَرَه ، وهي الضُّهْدَةُ ، يقال ما نَخافُ بهاذه البَلْدَةِ الضُّهْدَةَ ، أَي الغَلَبَةَ والقَهْرَ ، ويقال : ( هو ضُهْدَةٌ لكلِّ أَحَدٍ ، بالضّمّ ) ، أَي ( يَقْهَرُهُ كُلُّ مَنْ شَاءَ ) .
2 ( فصل الطاءِ ) مع الدال المهملتين ) 2
طرد : ( الطَّرَدُ ) بفتح فسكون ، ( ويُحَرَّكْ : الإِبعادُ ) والتَّنْحِيَةُ ، طرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً ، والرجلُ طَريدٌ ومَطْرُودٌ ، فاطَّرَدَ .
قال الجوهريُّ : لا يقال من هاذا :
____________________

(8/317)


انْفَعل ولا افْتعَل إِلّا في لغةٍ رَديئةٍ . ومثله في المصباح .
وقال سيبويه : طَرَدْتُه فذَهَب ، لا مضارعَ له من لفظه ، واقتَصَر في الأَساس على انفعَلَ .
( و ) الطَّرْد ، واطَّرَد : ( ضَمُّ الإِبل من نواحيها ) طَرَدْتُ الإِبلَ طَرْداً ، أَي ضَمَمْتُهَا من نَوَاحِيهَا ، وأَطْرَدتُها : أَمَرْتُ بطَرْدهَا ، أَي ضَمِّها .
( و ) في حديث قَتَادةَ : ( في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمِد والماءِ الطَّرِد ) ( كَكتِفٍ ) هو ( الماءُ الطَّرْقُ ) ، بفتح فسكون ، ( لمَا خاضَتْهُ الدَّوابُّ ) ، سُمِّيَ لأَنَّها تَطَّرِدُ يه وتَدْفَعُه ، أَي تَتَتابَع . والرَّمِدُ : الذي تَغَيَّر لَوْنُه حتَّى صار على لَوْن الرَّمَاد .
( و ) الطَّرَد ( بالتحريك : مُزاوَلةُ الصَّيْد ) ، طَرَدَت الكِلابُ الصَّيْدَ طَرداً : نَحَّتُه وراهَقَتْه .
( و ) عن ابن السِّكِّيت : ( طَرَدْتُهُ نَفَيْتُهُ عَنِّي ) وقُلْت له : إذهَبْ ، فذَهَبَ ولا يُقَال : فانْطَرَدَ ، كما سبق .
( والطَّرِيدُ : العُرْجُونُ ) ، وبالهَاءِ : أَصلُ العِذْقِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الطَّريدُ ( من الأَيام الطَّويلُ ) التّامُّ ، ( كالطَّرّاد ، والمُطَرَّد ) ، كشَدَّادٍ ومُعظَّم ، كما في نُسْخَة أُخرى ، يقال : مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ ، أَي طَوِيلٌ ، ويوم مُطَرَّد ، أَي طَرَّادٌ كالمٌ مُتمَّمٌ ، قال :
إِذَا القَعُودُ كَرَّ فيه حَفَدَا
يَوماً جَديداً كُلَّه مُطَرَّدَا
( و ) من المجاز : الطَّريدُ : ( الذي يُولَدُ بَعْدَكَ ، وأَنت أَيضاً طَرِيدُهُ ) ، فالثاني طَريدُ الأَول ، يقال : هو طَرِيدُه .
( و ) من المجاز : ( الطَّرِيدانِ : اللَّيْلُ والنّهَارُ ) كلُّ واحدٍ منهما طَرِيدُ صاحبِه ، قال الشاعر :
يُعيدَان لِي ما أَمْضَيَا وهُمَا مَعاً
طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَرَارِي
____________________

(8/318)



( والطَّرِيدةُ : ما طَرَدْتَ مِن صَيْدٍ أَو غيرِهِ ) ، والجمع الطَّرائدُ وفي بعض الأُمَّهَات : ما طَرَدْتَ من وَحْش ونَحْوه .
( و ) الطَّرِيدةُ : الوَسِيقَةُ من الإِبِلِ يُغِيرُ عليها قَومٌ فيطرُدُونَهَا .
وفي الصحاح : هو ( ما يُسْرَقُ من الإِبلِ ) .
( و ) من المجاز : الطّريدةُ : ( قَصَبَة فيها حُزَّةٌ ) بضمّ الحاءِ المهملة ، وتشديد الزّاي ، ( تُوضَع على المَغَازِلِ ) والعُودِ ( والقِدَاحِ ، فتُبْرَى بِها ) وتُنْحَتُ عليها ، قال الشَّمَّاخُ يصف قَوْساً :
أَقَامَ الثِّقَافُ والطَّرِيدةُ دَرْأَها
كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ
وفي الأَساس : وبُرِيَ القَدَحُ بالطَّرِيدة ، وهي السَّفَن . قال أَبو الهَيْثَم : الطَّرِيدةُ : السَّفَنُ وهي قَصَبَةٌ تُجَوَّفُ ، ثمَّ يُنْقَرُ منها مَواضِعُ فَيُتَتَبَّعُ فيها جَذْبُ السَّهْمِ .
وقال أَبو حَنِيفة : الطَّرِيدَةُ : قِطْعَةُ عُودٍ صَغِيرةٌ في هَيْئةِ المِيزَاب ، كأَنَّها نِصْفُ قَصَبَةٍ سَعَتُهَا بِقَدْرِ ما يَلْزَم القَوْسَ أَو السَّهْمَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : في الأَرضِ طرائِدُ من كَلإِ ، الطَّريدة : ( الطَّرِيقَةُ القليلَةُ العَرْضِ من الكَلإِ .
( و ) الطَّرِيدَة بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ ) قليلةُ العَرْضِ ، إِنما هي طَرِيقَة .
( و ) من المجاز : عنْدي طَرِيدةٌ من ثَوبٍ ، وهي ( شُقَّةٌ مُسْتَطِيلةٌ ) ، أَي شُقَّتْ طُولاً ( من الحَرِيرِ ) . وفِي حديث مُعاويةَ ( أَنَّه صَعِدَ المِنْبَرَ وبيَدِهِ طَرِيدةٌ ) ، فسَّره ابنُ الأَعرابِيّ فقال : الخِرْقَةُ الطَّوِيلةُ من الحَرِيرِ . حكاه الهَرَوِيُّ في ( الغَرِيبَيْنِ ) .
وعن أَبي عَمْرٍ و : الجُبَّةُ : الخِرْقَةُ المُدَوَّرَةُ ، وإِن كَانَت طَويلة ، فهي الطَّرِيدةُ .
( و ) الطَّريدة ( لُعْبَةٌ ) لِصبيانِ الأَعراب ( تُسمِّيهَا العامَّة المَسَّةَ ) ، بفتح الميم وتشديد السِّين المهملة ، ويقال : الماسَةُ ، ( والضَّبْطَةَ ، فإِذا وَقَعَتْ يَدُ
____________________

(8/319)


اللَّاعِبِ مِنْ آخَرَ على بَدَنِهِ ) إِمَّا على ( رأْسِهِ أَو كَتِفِهِ ، فهي المَسَّةُ ، وإِذا وَقَعَتْ على الرِّجْلِ فهي الأَسْنُ ) ، بفتح فسكون ، وليست بِثَبت .
وقال الطِّرمَّاح يصف جَوارِيَ أَدْرَكْن فتَرَفَّعْنَ عن لَعِب الصِّغارِ والأَحداث :
قَضَتْ من عيان والطَّرِيدةِ حاجةً
فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ خُضُوعُ
وأَنشد ابن دُرَيْدٍ قولَ الشاعر :
قَضَتْ من عُدَادٍ والطَّريدةِ حاجَةً
وهُنَّ إِلى أُنْسِ الحَدِيثِ حَقِيقُ
وفَسَّرَ الطَّرِيدَة بالمَوْضع ، وهو تصحيفٌ وتَغْيِير ، نَبَّهَ عليه الصاغانيُّ ، وقال : الصوابُ أَنَّ الطَّرِيدَةَ لُعْبَةٌ معروفَةٌ ، فاعرِف ذالك .
( و ) الطَّرِيدَة : ( خِرْقَةٌ تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنورُ ، كالمهطْرعدَة 2 ) ، بالكسر ، نقله الصاغانيّ .
( و ) من المجاز : اطِّراد والمِطْرَد ، ( ككِتَاب ومِنْبَرٍ : رُمْحٌ قَصِيرٌ ) يُطْعَن به حُمُرُ الوَحْشِ .
وقال ابن سيده : المِطْرَدُ ، بالكسر رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْرَدُ به ، وقيل : يُطْرَدُ به الوَحْشُ والطِّرَدُ : الرُّمْحُ القَصِيرُ ، لأَنَّ صاحِبَهُ يُطَارِدُ بِه ، وجمع المِطْرَدِ : المَطَارِدُ .
( و ) طَرَّادٌ ، ( ككَتَّانٍ : سفينةٌ صغيرةٌ سَرِيعَةٌ ) السَّيْرِ والجَرْيِ ، عن الصاغانيّ . والعامّة تقول : تَطرِيدَة .
( و ) من المجاز : الطَّرَّاد ( من المكانِ : الواسِعُ ) ، يقال فَضَاءٌ طَرَّادٌ ، وبِلادٌ طَرَّادَةٌ : وَاسِعَةٌ يَطَّرِدُ فيها السَّرَابُ .
( و ) من المجاز : الطَّرَّادُ ( من السُّطُوح : المُسْتَوِي المُتَّسِعُ ) ، ومنه قولُ العَجَّاج :
وكَمْ قَطَعْنَا من خِفَافٍ حُمْسِ
غُبْرِ الرِّعَانِ ورِمَالٍ دُهْسِ
وصَحْصَحانِ قَذَفٍ كالتُّرْسِ
____________________

(8/320)



وعْرٍ نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهسِ
والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ
( و ) الطَّرَّاد : ( مَن يُطَوِّلُ على النَّاس القِرَاءَةَ حتَّى يَطْرُدَهُمْ ) ومنه الحديث : زمن الأَئِمَّةِ طَرَّادُون ) أَي يَطْرُدون الناسَ بطُولِ قِيامِهِم ، وكَثْرةِ قِراءَتِهم . وقد فَسَّر أَبو داوودَ في سُنَنِه بما قاله المصنِّف وقال : لا أَعْلَم إِلَّا ذالك .
كتاب م كتاب ( و ) طَرَّادٌ : ( اسمُ جَماعَة ) من المحدِّثِينَ ، وهو في الأَعلام واسِعٌ .
( و ) طُرَّادٌ ، ( كَرُمَّانٍ : ع ) وضَبَطَه الصاغانِيُّ : كشَدَّادٍ .
( والطِّرْدَةُ ، بالكسر : مُطَارَدَةُ الفَارِسَيْنِ مرَّةً واحدةً ) ، والمُطارَدَةُ : حَمْلُ أَحدِهما على الآخَرِ ، كما سيأْتي . ( وبنو طَرِيدٍ ، وبنو مَطْرُودٍ : بَطْنَانِ ) . وكذالك بنو طُرُودٍ ، بالضّمّ ، أَما مَطْرُودٌ فمن بني سُلَيمٍ ، وهو مَطْرُودُ بنُ مالِكِ بنِ عَوْفِ بنِ امرِىءِ القَيْسِ بن بُهْثَةَ بنِ سُلَيمٍ ، منهم عبدُ الله بنُ سِيدانَ .
( والطُّرْدِينُ بالضّمّ ) فالسُّكُون ، وكسْر الدّال : ( طعامٌ للأَكرادِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( والمَطْرَدَةُ ) بالفتح ( ويُكْسَر : مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ ) ، لأَنّه يُطْرَدُ فيها ، ( وطَرَدْتُهُمْ : أَتَيْتُهُمْ ) ، أي أَتيتُ عليهم ، كما في التهذيب ( جُزْتُهُم ) .
( وتَطْرِيدُ السَّوْطِ ) ، وفي الأَساس : الصوت : ( مَدُّهُ ) : يقال : طَرِّدْ سَوْطَكَ ، أَي مُدَّه . نقله الصاغانيُّ .
( و ) يقال : ( أَطْرَدَهُ ) ، إِذا ( أَمَرَ بِطَرْدِهِ ) وإِبْعَادِه ، ( أَو ) أَطْرَدَه السُّلطانُ ، إِذا أَمَرَ ( بإِخراجِهِ عن ) ، وفي بعض النسخ من ( البَلَدِ ) وقال ابن السِّكِّيتِ : أَطْرَدْته ، إِذا صَيَّرتهُ طَرِيداً . وعن ابن شُمَيْلٍ : أَطرَدْتُ الرَّجُلَ : جعَلْتُه
____________________

(8/321)


طَرِيداً لا يَأْمَنُ ، وطَرَدتُه : نَحَّيْتُه ثمّ يأْمَنُ .
( و ) أَطْرَدَ المُسَابِقُ صاحِبَهُ : ( قال له : إِنْ سَبَقْتَنِي فلَكَ عَلَيَّ كذا ، وإِن سَبَقْتُكَ فَلِي عليكَ كذا ) ، وفي الحديث : ( لا بَأْسَ بالسِّباقِ ما لَم تُطْرِدْهُ ويُطْرِدْكَ ) .
( و ) من المجاز : ( مْطاردَةُ الأَقرانِ ) والفُرْسانِ ، وطِرادُهم : ( حَمْلُ بَعضِهم على بَعْضٍ ( في الحَرْب وغيرِهَا ، أَي ولو لم يكن هناك طَرْدٌ ، كما قِيلَ للمحارَبةِ : جِلادٌ ومُجَالَدةٌ ، وإِن لم يكن ثَمَّ مُسايَفَةٌ . ( و ) يقال : ( هم فُرْسَانُ الطِّرادِ ) ، وطَارَدَ قِرْنَهُ ، وتَطارَدَا ، ( واسْتَطْرَدَ له ) ، أَي لِلقِرْنِ ، لِيَحْمِلَ عليه ثم يَكُرَّ عَلَيْه ، وذالك أَنَّه يَتَحَيَّزُ في استطرادِهِ إِلى فِئَتِهِ ، وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصَةَ لمُطارَدَتِه . وقد استَطْرَدَ له ، ( كأَنَّهُ نَوْعٌ من المَكِيدةِ ) . وفي الحديث ( كنتُ أُطارِدُ حَيَّةً ) أَي أَخْدَعُهَا لأَصِيدَهَا . ومنه طِرَادُ الصَّيْدِ .
( واطَّرَدَ الأَمْرُ ) ، وفي بعض لأُمَّهاتِ : الشَّيْءُ ، بدَل الأَمْر : ( تَبِعَ بعضُه بَعضاً وجَرَى . و ) اطَّرَدَ ( الأَمْرُ : استقامَ ) ، وأَمرٌ مُطَّرِدٌ : مُستقيمٌ على جِهَتِهِ ، وفُلانٌ يَمْشِي مَشْياً طِرَاداً ، أَي مُسْتَقِيماً . واطَّرَدَ الكلامُ : تتابَعَ ، والماءُ : تتابَعَ سَيَلَانُه ، قال قيسُ بنُ الخَطِيمِ :
أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطَّرادِ المَذَاهِبِ
أَراد بالمَذَاهِبِ جُلوداً مُذْهَبَةً ، بخُطوطٍ يُرَى بَعْضُها في إِثْرِ بَعْضٍ فكأَنَّها مُتَتَابِعَةٌ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
مَرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهُمْ ، أَي يَشُلُّهُم وَيَكْسَؤُهُم ، طَرَدَه ، وطَرَّده ، قال :
فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتَابَعَتْ
عَلَيَّ ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدَا
____________________

(8/322)


حُدْباً : يَعْنِي دَواهِيَ وكذالك اطَّرَدَه ، قال طُرَيح :
أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوبُ وأَصبَحَتْ
زَرْقَاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِبابِ
والطَّرِيد : المَطْرُودُ . والأُنثَى : طَرِيدٌ وطَرِيدَةٌ ، جمعهما : طَرَائِدُ . كذا في المُحْكَم . وناقَةٌ طَرِيدٌ ، بغير هاءٍ ، طُرِدَتْ فَذُهِبَ بِها ، وجَمْعها : طَرَائِدُ .
وفي حديثِ قِيَامِ اللَّيل : ( هو قُرْبَةٌ إِلى اللّهِ ومَطْرَدَةُ الدَّاءِ عن الجَسَدِ ) . أَي أَنها حالٌ مِن شأْنِها إِبعادُ الداءِ .
وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ : وهو المُتَتابِعُ في سَيْرِه و لا يَكْبُو ، قال أَبو النَّجْم :
فَعُجْتُ مِن مُطَّرِدٍ مَهْدِيِّ
من المجاز : خَرَجَ فلانٌ يَطْرُدُ حُمُرَ الوَحْشِ ، أَي يَصِيدُها .
وكذالك قولُهم : الرِّيحُ تَطْرُدُ الحَصَى . والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُدُ السَّحَابَ طَرْداً .
ورَمْلٌ مُتَطارِدٌ : يَطْرُدُ بعضُه بَعْضاً ويَتَبَّعُه ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
ذَكَرْتُ ابنَ لَيْلَى والسَّمَاحَةَ بَعْدَما
جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتَطارِدُ
وجَدْوَلُ مُطَّرِدٌ : سَرِيعُ الجَرْيةِ ، والأَنهارُ طَّرِدُ ، أَي تَجْرِي . وفي حديث الإِسراءِ : ( إِذا نَهْران يَطَّرِدانِ ) أَي يَجْرِيَانِ ، وهما يَفْتَعِلانِ . ( من الطرد ) .
وفي حديث مُجاهِدٍ : ( إِذا كان عِنْدَ اضْطِراد الخَيْلِ وعِنْدَ سَلِّ السُّيوفِ أَجْزَأَ الرَّجلَ أَن تكونَ صَلاتُه تَكْبِيراً ) الاضطراد : هو الطِّرادُ ، وهو افْتِعَالٌ من طِرادِ الخَيْلِ ، وهو عَدْوُهَا وتَتَابُعُها ، فُقِلبَتْ تاءُ الافْتِعالِ طاءً ، ثم قُلِبت الطاءُ الأَصلِيَّةُ ضاداً . .
وثَوْبٌ طَرَائِدُ ، عن اللِّحْيَانِيّ ، أَي أَي خَلَقٌ .
وفي الأَساس : ثَوْبٌ طَرِيدٌ : شَبَارِق .
____________________

(8/323)



( والطَّرَدُ ، محرّكَةً : فِراخُ النَّخْلِ ، والجمْع : طُرُودٌ ، حكاه أَبو حنيفةَ .
والطَّرِيدةُ : الخُطَّةُ بينَ العَجْب والكاهِلِ ، قال أَبو خِراش :
فهَذَّبَ عنها ما يَلِي البَطْنَ وانْتَحَى طَرِيدَةَ مَتْنٍ بينَ عَجْبٍ وكاهِلِ وعن ابن الأَعرابيّ : أَطْرَدنَا الغَنَمَ ، أَي أَرْسَلْنا التُّيُوسَ في الغَنَمِ .
ومن المجاز : قال الشافِعِيُّ : ( ويَنْبَغِي للحاكِمِ إِذَا شَهِدَ الشُّهُودُ لِرَجُلٍ على آخَرَ أَن يُحْضِرَ الخَصْمَ ويَقْرَأَ عليه ما شَهِدُوا عَلَيْه ، ويُنْسِخَه أَسماءَهُم وأَنْسَابَهُم ، ويُطْرِدَه جَرْحَهُم ، فإِن لم يَأْتِ بِهِ حَكَمَ عليه ) .
قَال أَبو منصور : معنى قوله : يُطْرِده جَرْحَهُمْ أَن يقول له : قد عُدِّلَ هاؤلاءِ الشُّهُودُ فإِنْ جِئتَ بِجَرحِهِم ، وإِلَّا حَكَمْتُ عليكَ بما شَهِدُوا بِهِ عَلَيْك .
ومن المجاز : طَرَدْتُ بَصَرِي في أَثَرِ القَوْمِ . والقِيعَانُ تَطْرُدُه السَّرابَ ، أَي يَطَّرِدُ فيها كما يَطَّرِدُ الماءُ . وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ ( ورُمْحٌ مُطَّرِدٌ ومُطَّرِدُ ) الأَنابِيبِ والكَعُوبِ . وحَدِيثٌ ( وكَلَامٌ ) مُطَّرِدٌ ، وذا لا يَطَّرِدُ في القِياسِ .
قال الصّاغَانِيُّ : والطَّرْدُ والعَكْسُ ( في اصطلاح الفقهاءِ ) أَن يَطَّرِدَ الشّيْءُ وَينْعَكِسَ كقَولِهم في حَدِّ النّارِ : كلُّ نارٍ فهو جَوْهَرٌ مُضِيءٌ مُحْرِقٌ ، وكلُّ جَوْهَرٍ مُضِيءٍ مُحْرِقٍ فهو نارٌ .
واتَّبِعْ طَوَارِدَ الإِبِلِ : مُتَخَلِّفاتِها .
ومرَّت عليهم سنُونَ طَرَّادةٌ .
واطَّرَدُوا إِلى المَسِيرِ : تَتَابَعُوا .
ومَطْرُودُ بنُ كَعْبٍ ، من شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ . وقد سَمَّوْا : طِرَاداً ، ككِتَاب منهم أبو الفوارِسِ ، نقيبُ النُّقَبَاءِ ، طِرَادُ بنُ محمّدِ بنِ عليّ بنِ ثُمَامٍ الزَّيْنَبِيّ ، مشهورٌ ، توفِّي سنة 491 ه . وكَثيرٌ منهم يضبِطه كشَدَّاد ، وهو وَهَمٌ ، وقد
____________________

(8/324)


سَمَّوْا طُرَيْداً ومُطَرِّداً ، كَزُبَيْرٍ ومُحَدِّث .
طرند : ( وطُرَنْدَة : مدينة بالرُّومِ ، مشهورة .
طود : ( *!الطَّوْدُ : الجَبَلُ ، أَو عَظِيمُهُ ) ، المتطاوِلُ في السَّماءِ . وفي حديثِ عائِشةَ ، رضيَ اللهُ عنها : ( ذاكَ *!طَوْدٌ مُنِيفٌ ) أَي جَبَلٌ عالٍ . *!والطَّوْدُ : الهَضْبَةُ ، عن ابن الأَعْرَابِيِّ ( ج : *!أَطْوَادٌ ) تقول : ما هو إِلَّا طَوْدٌ من *!الأَطْوَادِ ، ( *!وطِوَدَةٌ ) ، بِكَسْر ففَتْح ، وهاذه عن الصاغانيِّ .
( و ) الطَّوْد : ( المُشْرِفُ من الرَّمْلِ ) كالهَضْبَةِ .
( و ) يقال : هو أَسْرَعُ من ( ابن الطَّوْدِ ) ، هو ( الجُلْمُودُ ) الّذِي يَنْحَطُّ وَيَتَدَهْدَى و ( يَقَعُ مِن ) أَعلَى ( الطَّوْدِ ) ، قال الشاعر :
دَعَوْت خُلَيْداً دَعْوَةً فكأَنَّمَا
دَعَوْتُ بِهِ ابنَ الطَّوْدِ أَو هُوَ أَسْرَعُ
وفي الأَساس : أَو الصَّدَى .
( *!وطَوْدٌ : عَلَمُ رَجُلٍ ) ، أَنشد ابن دُرَيْدٍ للأَعْشَى :
نَهَارُ شَرَاحِيلَ بْنِ طَوْدٍ يَرِيبُني
ولَيْلُ أَبِي لَيْلَى أَمَرُّ وأَعلَقُ
يقال : هذا أَمرُّ مِن هاذا وأَعْلَقُ من هاذا ، بمعنًى ، وهاذا يَدلّ على زِيادةِ الميم في علقم .
( و ) طَوْدٌ : ( عَلَمُ جَبَلٍ مُشْرِفٍ على عَرَفَة ، يَنْقادُ إِلى صَنْعَاء ) اليمنِ .
( و ) الطَّوْد : ( د . بالصَّعِيد ) الأَعلَى فوقَ قُوص دُونَ أُسوانَ ، ذكَرَه الإِدْفَوِيُّ وغيرُه .
( و ) *!الطَّادُ : الثَّقِيلُ ( الثابِتُ ، *!-كالطَّادِي ، يقال هو *!طَادٌ ما يُطَاق ، أَي ثَقِيلٌ في أَمْرِه لا يَبْرَح .
( و ) الطَّادُ : ( البَعِيرُ الهائجُ ) .
( *!والمَطَادَةُ : المَفَازةُ البَعِيدةُ ) ما بَيْنَ الطَّرَفَيْن ، جمْعه *!المَطَاوِدُ .
____________________

(8/325)



( و ) قال الفرَّاءُ : ( طَادَ ) ، إِذا ( ثَبَتَ ) ودَاطَ ، إِذا حَمُقَ .
( *!والمَطَاوِدُ : المَتَالِفُ ) ، وهي مثْل المَطَوِحِ ، قال ذو الرُّمَّة :
أَخو شُقَّةٍ جَابَ البِلادَ بنفْسِه
على الهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ *!المَطاوِدُ
( *!وطَوَّدَ ) فُلانٌ بفلانٍ *!تَطْوِيداً ، وطَوَّحَ به تَطْوِيحاً ، وطَوَّدَ بنفْسِهِ في المَطَاوِدِ ، وطَوَّح بها في المَطَاوِحِ .
وعن ابن الأَعرابيّ : *!طَودَ إِذا ( طَوَّفَ ) بالبِلادِ لِطَلَبِ المَعَاشِ ، ( *!كَتَطَوَّدَ ) ، *!والتَّطْواد : التَّطْوافُ .
( و ) *!المُطَوَّد ، ( كمُعَظَّمٍ : البَعِيدُ ) من الطُرُقِ ، ( *!والانْطِيادُ : الذَّهابُ في الهَواءِ صُعُداً ) ، بضمْتين ، ( و ) من ذالك قولُهم : ( بِنَاءٌ *!مُنْطادٌ ) أَي ( مُرْتَفعٌ ) ذاهِبٌ في الهَوَاءِ .
ومما يستدرك عليه :
*!طَوَّدَه اللْهُ *!تَطْوِيداً : طَوَّلَه . كذا في الأَساس .
ومن المجاز : أَنشد ثعلب :
يا مَن رَأَى هَامةً تَزْقُو على جَدَثٍ
تُجِيبُها خَلِفَاتٌ ذاتُ *!أَطْوادِ
فَسَّره ابنُ الأَعرابِيِّ فقال : الأَطوادُ هنا الأَسْنِمَةُ ، شَبَّهها في ارتفاعَها *!بالأَطوادِ الّتي هي الجِبَالُ ، يصف إِبِلاً أُخِذَت في الدِّيَةِ ، فَعَيَّر صَاحِبَها بِهَا .
*!وطَادُ : من قُرَى أَصْبَهَانَ ، منها أَبو محمّد عبدُ الله بنُ عليِّ بن عبدِ الله ، المُؤَدِّبُ الأَصبهانِيُّ ، رَوَى عنه أبو بكرِ بنُ مَرْدَوَيْه الحافِظُ .
ومما يستدرك عليه :
طسبند : ( طاسَبَنْد ) : من قُرَى هَمَذَانَ ، وقد نُسِب إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهِيمُ بن محمّدٍ ، الخَطِيبُ الهَمَذَانِيُّ ، وغيره .

____________________

(8/326)


2 ( فصل العين ) مع الدال ، المهملتين ) 2
عبد : ( العَبْدُ : الإِنسانُ ، حُرًّا كانَ أَو رَقِيقاً ) كذا في المُحكَم والمُوعِب ، كَأَنَّه يُذْهَبُ بذالك إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه ، جلَّ وعَزَّ . وقال ابن حَزْمٍ : العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى .
( و ) العَبْدُ : ( المَمْلُوكُ ) خلافُ الحُرِّ .
وعبارة الأَساس : العَبْدُ : الإِنسانُ ، وضِدُّه الحُرُّ .
قال سيبويه : هو في الأَصل صِفَةٌ ، قالوا : رَجُلٌ عَبْدٌ ، ولاكنه استُعْمِلَ استِعْمَالَ الأَسماءِ .
( العَبْدَلِ ) ، اللامُ زائدة ، كما صرَّحُوا ، ( ج : عَبْدُونَ ) أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ ، نظراً إِلى أَنَّه وَصْفٌ ، كما مَرَّ عن سيبويه ، وصَرَّحَ به بعضُ شُرَّاحِ ( الفَصِيح ) ( وعَبِيدٌ ) ، مثل كَلْبٍ ، وكَلِيبٍ ، وَمَعْز ومَعِيزٍ . قال الجوهريُّ : وهو جمعٌ عَزِيزٌ . قال شيخُنَا : ووقعَ خِلافٌ فيه بينَ أَهْلِ العربيّةِ ، هل هو جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ ، وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ ، وقال : إِنه وَردَ في أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ ، إِلّا أَنَّهُم تارةً عاملوه مُعَامَلةَ الجُمُوعِ ، فأَنَّثُوه ، كالعَبِيدِ وتارةً عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه . كالحَجِيج ، والكَلِيب ، ( وأَعْبُدٌ ) كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ، ( وعِبَادةٌ ) بالكسر ، ولا يأْباهُمَ القِيَاسُ . ( وعُبْدَانٌ ) ، بالضّمّ ، كتَمْرٍ وتُمْرَان . وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ في النوادر :
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وقد كَثُرَتْ
فيهمْ أَباعِرُ ما شاءُوا وعُبْدانُ
( وعِبْدانٌ ) بالكسر ، كجَحْش وجِحْشَان ، ( وعِبِدَّانٌ ، بكسرتين ، مُشَدَّدةَ الدَّالِ ) ، قال شَمِرٌ : ( و ) يقال للعَبِيد ؛ ( مَعْبَدَةٌ ) ، وأَنْشَدَ للفرزدق :
وما كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ
بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ
____________________

(8/327)



قال الأَزهريّ : ومعْبَدةٌ جمع العَبْدِ ( مَشْيَخَةٍ ) جمعِ الشَّيْخِ ، ومَسْيَفَةٍ ، جمع السَّيْف . وجعله ابن سِيده : اسمَ الجمْع . ( ومَعَابِدُ ) ، ومنهم من جعلَه جمْعَ مَعْبَدةٍ ، كمَشْيَخَة ، فهو جمْعُ الجمْع . ( وعِبِدَّاءُ ) ، بكسر العين والباءِ ، وشَدِّ الدال ، ممدوداً ، نقله صاحِبُ المُوعِب ، عن سيبويه ، ( وعَبِدى ) مقصوراً ، عن سيبويه أَيضاً ، وخَصَّ بعضُهم بالعِبِدَّى : العَبِيدَ الّذي وُلِدُوا في المِلْك . والأُنثَى عَبْدَة . وقال اللَّيث : العِبِدَّى : جماعةُ العَبِيدِ الذين وُلِدُوا في العُبُودِيَّةِ ، تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة ، أَي في العُبُودِيَّةِ إِلى آبَائِهِ . قال الأَزهَرِيُّ : هَذَا غَلَطٌ ، يقال : هاؤلاءِ عِبِدَّى اللّهِ ، أَي عِبَادُه . وفي الحديث الّذِي جاءَ في الاستِسْقَاءِ ( هؤلاءِ عِبِدَّاَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ ) .
وفي حديث عامرِ بن الطُّفَيْل : ( أَنَّه قال للنّبيِّ ، صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم : ما هاذِه العِبِدَّى حَوْلَك يا مُحَمَّد ) ، أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وكانُوا يَقُولون : اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ . ( وعُبُدٌ بضمّتين ) مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ ، وأَنشد الأَخفشُ :
انسُبِ اعَبْدَ إِلى آبائِهِ
أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ
ومنه قَرأَ بعضُهُم : { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } ( المائدة : 60 ) كذا في الصّحاح . ( وعَبُدٌ ) ، بِفَتْح فضمّ ( كَنَدُسٍ ) ، وبه قرأَ بعضُ القُرَّاءِ { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } بفتح العين ، وضم الباءِ وفتح الدال ، وخفض الطاغوتِ . قال ابن القَطَّاع في ( كتاب الأَبنية ) له : ولا وَجْه له في العَرَبِيّة ، وقيل : عَبُدٌ ، واحدٌ يَدُلُّ على جماعة ، كما تقول حَدُثٌ ، المعنَى : وخاِمَ الطَّاغَوتِ ، وقيل معناه : وخَدَمَ الطّاغوتِ ، قال : وليس هو بجَمْعٍ ، لأَن فَعْلاً لا يُجْمَع على فَعُل ، وإِنما هو اسمٌ بُنِيَ على فَعْلٍ مثْل حَذُرٍ ، كما قاله الأَخفش ، قال لأَزهَرِيُّ : وأَما قول أَوْسِ بن حَجَرٍ :
أَبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً
لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ
____________________

(8/328)



أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ
فقال الفرّاءُ : إِنما ضمَّ الباءَ ضرورةً ، وإِنما أَراد عَبْدُ ؛ لأَن القصيدةَ من الكامِلِ ، وهي حَذَّاءُ . قال شيخُنا : فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ . ( ومَعْبُوداءُ ) ، بالمعدِّ ، عن يعقوبَ في ( الأَلفاظ ) ، ( جج ) ، أَي جمْع الجمعِ : ( أَعابِدُ ) جمْع أَعْبُدٍ ، قال أَبو دُوَادٍ الإِياديُّ يصف ناراً :
لَهَنٌ كنَارِ الرَأْسِ بال
عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ
فغاية ما ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ : خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً .
وزاد ابن القطَّاع في ( كتاب الأَبنية ) : عُبُدَاءَ ، بضمّتين ممدوداً ، وعَبَدَة ، محرّكَ ، ومَعْبُودَى ، مقصوراً ، وأَعبِدة ، بكسْر الموحَّدة ( وأَعْبَاد ) ، وعُبُود ، وعُبَّد ، بضمّ فموحّدة مشدَّدة مفتوحَة ، وعُبَّاد ، على وَزْنِ رُمَّان ، وعِبَّاد ، بكسر فتشديد ، وعِبِدَّة ، بكسر العين والباءِ وتشديد الدّال .
فهاذه عشرةُ أوْجُه ، صار المجموع خمسةً وعشرين وَجْهاً .
وزاد بعضٌ : العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة .
وقد جَمَعَ الشيخ بنُ مالِكٍ هاذه الجموعَ مختَصِراً في قوله :
عِبادٌ ، عَبِيدٌ ، جمْع عَبْدٍ ، وأَعْبَدٌ
أَعابِدُ ، مَعُبوداءُ ، مَعْبَدَةٌ ، عُبُدْ
كذالِك عُبْدَنٌ ، وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ
كذَاكَ العِبِدَّى وامدُدِ إنْ شِئتَ أَن تَمُدّ
واستَدركَ عليه الجلالُ السُّويطيُّ في أَوّلِ شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ ، فقال :
وقد زِيدَ أَعْبَادٌ ، عُبُودٌ ، عِبِدَّةٌ
وخَفِّفْ بِفَتْحٍ ، والعِبِدَّانُ إِن تَشُدْ
وأَعْبِدةٌ ، عَبُدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا
عَبِيدُونَ ، مَعْبُودَى ، بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ
وزاد الشيخُ سَيِّدي المَهْدِيُّ الفاسِيُّ شارِحُ ( الدَّلائِل ) قولَه :
ومَنَدُساً وازَى كذَاكَ مَعَابِدٌ
بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ
____________________

(8/329)



قال شيخُنا : وأَجْمَعُ ارأَيْتُ في ذالك لبعض الفضلاءِ في أَبياتٍ :
جُمُوعُ عَبْدٍ ، عُبُودٌ أَعْبُدٌ ، عُبُدٌ
أَعابِدٌ ، عبَّدٌ ، عَبُدُونَ ، عُبْدَانُ
عُبْدٌ ، عِبِدَّى ، ومَعْبودَا ، ومدُّهُما
عِبَدَّةٌ ، عَبُدٌ ، عُبَّادُ ، عِبْدانُ
عَبِيدٌ أَعْبِدةٌ عِبَّادُ ، مَعْبَدةٌ
مَعَابِدٌ ، وعَبِيدُونَ ، العِبِدَّانُ
قال شيخنا : وللنظَرِ مَجَالٌ في بعْضِ الأَلْفاظِ : هل هي جموعٌ لِعَبْدٍ ، أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ ، كأَعابِدَ ، ومَعَابِدَ .
ويُنْظر في ( عَبيدونَ ) ، فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِيد . والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ ، فيبقى النظر في جمْعِهِ جَمْعَ مذكْرٍ سالماً ، فإِن هاذا غيرُ مَعْرُوفٍ في العربيّة ، جمْع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سَلامةٍ . واعَبْدُونَ أَنَّه اعتبر فيه معنَى الوَصْفِيَّةِ الّتي هي الأَصْلُ فيه عِنْدَ سِيبَويْهِ وغيره .
( والعَبْدِيَّةُ ) حكاه صاحب المُوعِب ، عن الفَرْاءِ ( والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ ) بِضَمِّهِما ( والعِبَادَةُ ) بالكسر : ( الطَّاعةُ ) . وقال بعضُ أَئِمَّةِ الاشتقاق : أَصْلُ العُبُودِيّةِ : الذُّلُّ والخُضُوعُ . وقال آخَرُونَ : العُبُودَةُ : الرِّضا بما يَفْعَلُ الرَّبُّ ، والعِبَادَةُ : فِعْلُ ما يَرْضَى به الرَّبُّ . والأَوَّلُ أَقوَى وأَشَقُّ ، فلذا قِيلَ : تَسْقُطُ العِبَادةُ في الآخِرَةِ لا العُبُودةُ ، لأَنّ العُبودَةَ أَن لا يَرَى مُتَصِرِّفاً في الدَّارَيْنِ في الحقيقِ إِلّا اللّهَ .
قال شيخنا : هذا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللغَوِيَّةِ فيه .
وفي اللّسان : ولا فِعْلَ له عند أَبي عُبَيْد .
قلْت : وهو الّذِي جَزَم به أَكثَرُ شُرّاحِ ( الفَصِيح ) . وحكَى اللِّحْيانيّ : عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً .
قلت : وأَوضَحُ منه قولُ ابن القَطَّاعِ في ( كتاب الأَفعال ) ، فقال : عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً عُبُودِيَّةً . وأَما عَبَدَ اللّهَ فَمَصْدَرُهُ : عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة ، أَي أَطاعه .
____________________

(8/330)



وفي اللّسَان : وعَبَد اللّهَ يَعُده عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدةً : تَأَلَّه له .
وقال الأَزهريُّ : اجتمعَ العامَّةُ لى تَفْرِقَةِ ما بين عِبادِ اللّهِ ، والممالِيكِ ، فقالوا : هاذا عَبْدٌ من عِبادِ اللّهِ ، وهاؤلاءِ عَبِيدٌ مماليكُ . قال : ولا يُقَال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إِلَّا لمَن يَعْبُد اللّهَ ، ومن عَبَدَ دُونَهُ إِلاهاً فهو من الخاسِرِين . قال : وأَما عبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فلا يُقَال عَبَدَهُ . قال اللّيث : ويقال لِلْمُشْرِكِينَ : هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ ، ويقال للمُسْلِمين : عِبَادُ اللّهِ يَعْبُدونَ اللّهَ . قال اللّهُ عَزَّ وَجَلٌ : { اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } ( البقرة : 21 ) أَي أَطِيعُوا رَبَّكُمْ .
وقولهُ : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( الفاتحة : 5 ) أَي نُطِيعُ الطَّاعَةَ التي يُخْضَع مَعَهَا ، قال ابنُ الأَثِير ومعنى العِبَادَةِ في اللغة : الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع .
وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } ( المائدة : 60 ) .
قرأَ أَبو جعْفَرٍ ، وشَيْبةُ ، وافِعٌ ، وعاصِمٌ ، وأَبو عَمْرٍ و والكِسَائِيُّ : { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } قال الفَرَّاءُ : وهو مَعْطُوفٌ على قوله ، عَزَّ وجَلَّ : { وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ } وَمَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وقال الزَّجَّاجُ : هو نَسَقٌ على : { مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ } ، المعنَى : مَن لَعَنِ اللّهُ ، ومَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُون اللّهِ ، عَزَّ وجَلَّ ، أَي أَطاعَهُ ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِيمَا سَوَّلَ له وأَغْواه . قال الجوهَريُّ : وقرأ بعضُهُم : { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } وأَضافَهُ قال : والمَعْنَى ، فيما يُقَال : خَدَمُ الطَّاغُوتِ . وقد تَقَدَّم فيه الكلامُ . وقال الليث . { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } معناه : صار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ ، ما يقَالُ : ظَرُف الرّجُلُ وفَقُهَ . وقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ . وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ : { وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } محركةً
____________________

(8/331)


وخَفْض الطاغُوتِ ، وهو أَيضاً جمع عابِدٍ ، وأَصله : عَبَدَةٌ ، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ ، حُذِفَتْ منه الهاءُ وقُرِىءَ { وعَابِدَ الطَّاغُوتِ } ، مثل : ضارِب الرَّجُلِ ، وهي قراءَة ابن أَبي زائدة ، وقرِىء { وعُبُدَ الطَّاغُوتِ } ، جمع عابِدٍ . قال الزَّجَّاجُ : هو جَمْع عَبِيدٍ ، كَرَغِيف ورُغُفٍ ، وهي قراءَ يَحْيَى بنِ وعثَّابٍ ، وحَة . ورُوِيَ عن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ : { وعُبْدَ الطَّاغُوتِ } بإسكانِ الباءِ ، وفتْح الدَّالِ . وقُرِىءَ { وعَبْدَ الطَّاغُوتِ } ، بفتح فسكون ، وفيه وَجْهَانِ : أَحدُهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبْدٍ ، كما يقال : في عَضُدٍ : عَضْدٌ . وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسمع الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس ، ويجوز في عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ . وذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّا وعبدَ اللّهِ قرآ { وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ } . ورُوِيَ عن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ { وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ } .
قلت ونسبها ابنُ القَطَّاعَ إِلى أَبِي واقِدٍ . قال الأَزْهَرِيُّ : ورُوِيَ عن ابن عَباسٍ { وعُبِّدَ الطّاغوتُ } مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ . ورُوِيَ عنه أيضاً : { وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ } بِضَمَ ، فتشديد ، معناه عُبَّادُ الطَّاغُوتِ . وقُرِىء : { وعُبِدَ الطَّاغُوتُ } مَبْنِيًّا للمجهول ، كضُرِبَ ، وهي قراءةُ أَبي جَعْفَرٍ . وقرأَ أَبيُّ بنُ كَعْبٍ { وعَبَدَة الطَّاغُوتِ } محرّكة . قال الأَزهريُّ وذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قراءَةً . أُخرى ، ما قرأَ بها أَحدٌ ، وهي { وعابِدُوا الطَّاغوتِ } جماعة ، قال : وكان رَحِمَ اللّهُ قليلَ المعرفَةِ بالقراءات وهاذا دليل أَنَّ إِضافَةَ كتابِهِ إِلى الخَلِيلِ بنِ أَحمدَ غيرُ صَحِيحٍ ، لأَنَّ الخَلِيلَ كان أَعْقَلَ من أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هذه الحرف قراءات في القُرآن ، ولا تكون محفوظةً لقارىءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ .
فصارَ المجموعُ مِمَّا ذكرناهُ من الأَوْجُهِ في الآيةِ الشَّرِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ وَجْهاً ، جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّى . وأَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ ، في كتابه ، إِلى تْسِعةَ عَشَرَ وَجْهاً . وفيما ذكرنا كفايةٌ . واللّهُ المُوَفِّقُ للصواب .
____________________

(8/332)



( والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ ) ، فيما مَضَى ، ( كَانَتْ أَفضلَ مِن هاذِه ) الدَّرَاهِمِ الّتي بأَيْدِينَا ( وأَرْجَحَ ) في الوَزْنِ .
( والعَبْدُ ) ، بفتح فسكون : ( نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ ) تَكْلَفُ به الإِبِلُ ، لأَنّه مَلْبَنةٌ مَسْمَنَةٌ حارُّ المِزَاجِ ، إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ . قاله ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد :
حَرَّقَها العَبدُ بعُنْظُوانِ
فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَانَانِ
( و ) العَبْدُ : ( النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ .
( و ) العَبْدُ : ( جَبَلٌ لبني أَسَدٍ ) يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ منه ، يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ . كذا في المُعْجَم .
( و ) العَبْدُ : جَبلٌ ( آخَرُ لِغَيْرِهِمْ ) .
( و ) العَبْدُ : ( ع ببلاد طَيِّىءٍ ) بالسَّبُعانِ .
( و ) العَبَدُ ( بالتحريك : الغَضَبُ ) ، عَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً ، فهو عَبِدٌ وعابِد : غَضِب . وعَدَّاه الفرزدقُ بغير حَرْفٍ . وقيل : عَبِدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ وعابِدٌ : غَضِبَ وأَنِفَ ، كأَحِنَ ، وأَمِدَ ، وأَبِدَ . وبه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ و قوله تعالى : { فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ } ( الزخرف : 81 ) أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين . وقد رَدَّه ابن عَرَفَة ، كما سيأْتِي .
( و ) العَبَدُ : ( الجَرَبُ ) ، وقيل : الجَرَبُ ( الشَّدِيدُ ) الّذِي لا يَنْفَعُه دَوَاءٌ ، وقد عَبِدَ عَبَداً . وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ : أَصابَهُ ذالِكَ الجَرَبُ .
( و ) العَبَدُ : ( النَّدَامَةُ ) وقد عَبِدَ ، إِذا نَدِمَ على فائِتٍ ، أَو لَامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وَقَعَ منه .
( و ) العَبَدُ : ( مَلَامةُ النَّفْسِ ) على تَقْصِيرٍ وَقَع منه ، ولا يَخْفَى أَنَّ هاذا المعنَى مفهومٌ من النَّدامةِ .
( و ) العَبَد : ( الحِرْصُ والإِنكارُ ، عَبِدَ كفَرِحَ ) يَعْبَد عَبَداً ( في الكُلِّ ) .
( والعَبَدَةُ ، مُحَرَّكةً : القُوَّةُ والسِّمَنُ )
____________________

(8/333)


يقال : ناقةٌ ذاتُ عَبَدَة أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ .
( و ) العَبَدَةُ : ( البَقاءُ ) ، بالمُوحَّدةِ ، عن شَمِرٍ ، ويقال بالنُّون ، هاكذا وُجِدَ مضبوطاً في الأُمَّهَاتِ ، يقال : ليسَ لثَوْبِكَ عَبَدَةٌ ، أَي بَقَاءٌ .
( و ) العَبَدَةِ : ( صَلَاءَةُ الطِّيبِ ) ، عن الصاغانِيّ .
( و ) العَبَدَةُ : ( الأَنَفَةُ ) والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا منه ، أَو يُسْتَنْكَفُ . وقد عبِدَ ، أَي أَنِفَ . ونَسَبه الجوهَريُّ إِلى أَبي زَيْدٍ ، قال الفرزدقُ :
أُولائكَ أَحْلَاسِي فجِئنِي بمِثْلِهِمْ
وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ
وفي الأَساس : وعَبْدٌ في أَنْفِهِ عَبَدَةٌ ، أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ ، قال أَبو عَمْرو : وقوله تعالى : { فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ } ، من الأَنَفِ والغَضب . وقيل من عبَدَ ، كنَصَر ، قال ابن عَرَفَةَ : إِنما يُقَال من عَبِد بالكسر : عَبِدٌ كفَرِح ، وقَلَّما يقال عابِدٌ . والقُرْآن لا يَأْتِي بالقَلِيلِ من اللّغَةِ ، ولا الشَّاذِّ ، ولكنَّ المعنَى : فأَنا أَوْلُ مَن يَعْبُدُ اللّهَ تعالى على أَنّه واحِدٌ لا وَلَدَ لَهُ . كذا في ( التنوير ) لابن دِحْيَةَ .
( وذُو عَبَدانَ ، مُحَرَّكَةً : قَيْلٌ ) من أَقْيَال حِمْيَرَ ، هو ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ .
( وعَبَدَانُ ) ، محرّكةً : ( صُقْعٌ من اليَمَنِ ) .
( و ) عَبْدَانُ ( كَسَحْبَانَ : لا بمَرْوَ ، منها ) الإِمامُ الفاضلُ ( عَبْدُ الحَميد بنُ عبد الرَّحْمان ) بن أحْمَدَ ( أَبو القَسم خَوَاهَرْ زادَهْ ) أَي ابنُ بنت القاضي ، أَبي الحُسَيْن عليّ بن الحسن الدِّهْقَانيّ ، رَوَى عن خَاله هاذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزَّاق الكُشْمِيهَنيّ .
( و ) عَبْدَانُ : اسمُ ( رَجُلٍ ) من أَهل البَحْرين ، ( وله نَهْرٌ ، م ) أَي معروف ، ( بالبَصْرَة ) من جانب الفُرات .
____________________

(8/334)



( و ) العُبَيْدُ ، ( كَزُبَيْر : فَرَسٌ ) للعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَميِّ ، وفيه يقول :
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ
د بَينَ عُيَيْنةَ والأَقْرَعِ
فما كانَ حِصْنٌ ولا حابسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في المَجْمَع
وقصَّتُه مشهورةٌ في كُتُب السِّيَر .
( وعُبَيْدان ، مصغراً تثنية عُبيدٍ : ( وادٍ ) كان يقال إِنَّ فيه حَيَّةً تَحْميه فلا يُرْعَى ولا يُؤتَى . وقيل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض اليَمَن لا يَقْرَبُهُ أَنيسٌ ولا وَحْشٌ .
( وبَنُو العُبَيْد ) ، مُصَغَّراً : ( بَطْنٌ ) من بَني عَديِّ بن جَنَابِ بن قُضاعةَ ، ( وهو عُبَدِيٌّ ، كَهُذَلِيَ ) ، في هُذَيلٍ .
( و ) يقال : صُكَّ به في ( أُمِّ عُبَيْدٍ ) ، أَي ( الفَلَاة ) ، عن الفَرَّاءِ ، قال : وقلْت للعتَّابيّ : ما عُبَيْدٌ ؟ قال : ابنُ الفَلاة ، وهي الرَّقَاصَةُ أَيضاً . وقيل : هي ( الخَالِيَةُ ) من الأَرض ، ( أَو ما أَخُطأَهَاالمَطَرُ ) ، عن الصاغانيّ ، وقد يُعَبَّر عنها بالدّاهيَة العظيمة .
وجاءَ في المَثَل : ( وَقَعُوا في أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا ) أَي في داهيةِ عظيمةٍ ، كما قاله المَيْدانيُّ .
( والعُبَيْدَةُ ) ، تصغير عَبْدة : ( الفَحِثُ ) والحَفِث ، وقد تقدَّم ذِكره .
وأُمُّ عَبيدة ، كسَفِينة : قُرْبَ واسِطِ ( العراقِ ) بها قَبْرُ ( أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ ، صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ ( السَّيِّدِ ) الكبيرِ أَبي العَبّاسِ ( أَحمدَ ) بنِ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ يَحْيَى بن حازِمِ بنِ عليِّ بن رِفَاعةَ ( الرِّفاعِيِّ ) نسبةً إِلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ ، وهو ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطَائِحِيِّ ، المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ ، رَضِيَ اللّهُ عَنْهُم ، ونَفَعَنا بهم .
( و ) في الأَساس : أَعوذُ باللّهِ من
____________________

(8/335)


قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ ، ومِن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ ، عَبُّودٌ ( كَتَنّورِ : رجلٌ نَوَّامٌ ، نامَ في مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِينَ ) ، فضُرِبَ به المثلُ . وفي أَمثال الأَصفهَانيّ .
( أَنْوَمُ من عَبّودٍ ) وذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كان عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً ، فَغَبَرَ في مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ ، ثم انصَرَفَ ، فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً ، فضُرِبَ به المثلُ . قال شيخُنَا : وهو أَقربُ من سَبْعِ سنِينَ ، التي ذَكَرَ المُصنِّفُ .
( و ) عَبُّودٌ : ( ع وجَبَلٌ ) أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ . وقيل : عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بين السّيالَة ومَلَل ، وله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي في : هَبُّود ، قال الجَمُوحُ الهُذَلِيُّ :
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ
أَخْلَى لَهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ
( و ) جاءَ ( في حَدِيثٍ مُعْضِلٍ ) فيما رواه محمّدُ بنُ كَعْب القُرَظِيّ ( ( أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ ، يُقَال له : عَبّودٌ ؛ وذالكَ أَنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا إِلى أَهلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ به أَحَدٌ ، إِلّا ذالكَ الأَسودُ ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا له بِئراً فصيَّرُوهُ فيها ، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً ، فكان ذالكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي به طَعَاماً وشَرَاباً ، ثم يأْتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه اللّهُ تعالى على تلك الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي ) أَي يُنْزَلِ ( له ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ ، أَنَّ الأَسْود ) المذكورَ ( احَتطَبَ يوما ، ثم جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فنام سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ ) أَي قام ( من نَومَتِهِ وهو لا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ ) وفي بعضِ النُّسخ : لا يرَى أَنَّه نام إِلَّا ( ساعةً من نَهَارٍ ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ ) على عادَتِهِ ( فَبَاعَ حَطَبَهُ ، ثم أَتَى الحُفْرَةَ فلم يَجِد النَّبيَّ صلَّى اللّهُ عَلَيْه
____________________

(8/336)


وسلَّم فِيها ، وقد كان بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ ) من البئرِ ( فكان يسأَلُ عن ) ذالك ( الأَسْودِ ، فيَقُولون : لا نَدْرِي أَيْنَ هُو . فَضُرِبَ به المَثَلُ لِمَن نام طَويلاً ) .
وفي ( المُضَافِ والمَنْسُوب ) لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ : قال الشَّرْقِيُّ : أَصلُه أن عَبُّوداً قال لِقَوْمِه : اندُبُونِي لِأَعْلَم كيف تَنْدُبُونِّي إِذا مِتّ ، ثم نَامَ فماتَ . وقال ابن الحَجَّاج :
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ
وفي التكملة ، عن الشَّرْقِيّ : أَنَّه كان رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه ، وقال : اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً ، فَنَدَبْنَهِ ، ومات على الحالِ .
( و ) أَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ ( بن عَبُّودِ ) بن واقدٍ : ( مُحَدِّثٌ ) ، رَوَى عنه أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه .
( و ) المِعْبَد ، ( كمِنْبَرٍ المِسْحَاة ) والجمْع : المَابد ، وهي المَساحِي والمُرُورْ ، قال عَدِيُّ بن زيدٍ :
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ
( و ) يقال : ذَهَبُوا عَبابِيدَ ، وعَبَادِيدَ . وتقول : أَمّا بَنُو فُلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا . قال الجوهريُّ : ( العَبابِيدُ ، والعَبَادِيدُ ، بلا واحدٍ من لَفْظِهِمَا ) ، قالَه سيبَوَيْه وعليه الأَكْثَرُ ، ولذا قالوا : إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم : عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ ، وهم ( الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ ، الذَّاهِبونَ في كُلِّ وَجْهٍ ) ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول ، أَو فِعِّيل ، أَو فِعْلالٍ .
( و ) العَبَادِيدُ ( الآكامُ ) ، عن الصَّاغَانِيِّ .
( و ) العَبابِيدُ : ( الطُّرُقُ البَعِيدةُ ) الأَطرافِ ، المُخْتَلِفَةُ . وقيل : لا يُتَكَلَّم
____________________

(8/337)


بها في الإِقبالِ ، إِنَّما في التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ .
( والعَبَادِيدُ : ع ) نقله الصاغانيُّ .
( و ) يقال : ( مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وعَابُودُ : د ، قُرْبَ القُدْسِ ) ، ما بين الرَّمْلَةِ ونابُلُسَ ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وسكَنَتْه بنور زيد ( وعابِدٌ : جَبَلٌ ) : وقيل : موضِعٌ . وقيل : صُقْعٌ بمصر .
( و ) عابِدُ بنُ عبدِ الله ( بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ ) القُرَشِيّ ( ومِن وَلَدِهِ : عبدُ اللّهِ بنُ السَّائِبِ ) بن أَبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ ( الصَّحَابِيُّ ) القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ ، القَارىءُ المَكِّيُّ ، قرأَ عليه مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ .
( وعبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ ) بن عابِدٍ ، أَبو عبدِ الرَّحْمانِ ، وقيل أَبو السَّائِب ، ( المُحَدِّثُ ، العابِدِيَّانِ ) المَخْزُومِيَّانِ .
( والعِبَادُ ، بالكسر ) ، كذا قاله ابن دريدٍ وغيرُه ، وكذا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ . ( و ) قال ابن بَرِّيَ والصاغانِيُّ : ( الفَتْحُ غَلَطٌ ، وَهِمَ الجوهرِيُّ ) في ذالِكَ ، وتَبِعَ فيه غَيره . وهُم قومٌ مِنْ ( قَبَائِلَ شَتَّى ) من بُطُونِ العَرَبِ ، ( اجتَمَعُوا على ) دينِ ( النَّصْرَانِيَّةِ ) فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد ، وقالوا : نحن العِبَادُ . والنَّسَبُ إِليه : عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيَ ، نَزلُوا ( بالحِيرةِ ) ، ومنهم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ ، جاهِلِيٌّ من أَهل الحِيرة ، يُكْنَى أَبَا عُمَيْر ، وجَدُّه أَيُّوبُ ، أَوَّلُ مَن تَسَمَّى أَيُّوبَ من العرب ، كما سبقت الإِشارةُ إِليه في الموحَّدة .
وقال شيخُنَا : قال أَحمدُ بن أَبِي يَعْقُوبَ : إِنَّمَا سُمِّيَ نَصَارَى الحِيرَةِ لعبَادَ ، لأَنه وَفَد على كَنُود منهم خمسٌ ، فقال للأَوّلِ : ما اسْمُكَ ؟ قال : عبدُ المَسِيح . وقال للثاني : ما اسمُكَ ؟ قال : عبدُ يا لِيلَ . وقال للثّالث : ما اسمُكَ ؟ قال عبدُ عَمْرو . وقال للرّابع : ما اسمُكَ ؟ قال : عَبْدُ
____________________

(8/338)


ياسُوعَ . وقال للخامس : ما اسمُكَ ؟ قال : عبدُ اللّهِ . فقال : أَنتُم عِبادٌ كُلُّكُم . فسُمُّوا عِباداً .
( و ) قال اللَّيْثُ : ( أَعْبَدَنِي فلانٌ فلاناً ، أَي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ : والمعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَةِ : أَعْبَدْتُ فُلاناً ، أَي استَعْبَدْتُه . قال : ولسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ ما قَالَه اللَّيْثُ ، إِن صَحَّ لِثِقَةٍ من الأَئِمَّةِ ، فإِنَّ السَّماعَ في اللُّغَاتِ أَوْلَى بنا مِن خَبْطِ العَشْواءِ ، والقَوْلِ بالحَدْسِ ، وابتداعِ قِيَاسَاتٍ لا تَطَّرِدُ .
( و ) أَعبدَنِي فلانٌ ( اتَّخَذَنِي عَبْداً ) أَو صَيَّرِني كالعَبْدِ . وفي الحديث : ( ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم : رَجُلٌ أَعْبَدَ مُحَرَّراً ) ، أَي اتَّخَذه عَبْداً ، وهو أَن يُعتِقَه ثم يَكْتُمَهُ إِيّاه ، أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً ، أَو يأْخُذَ حُرًّا فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه . والقياسُ أَن يكونَ : أَعْبَدْتُه : جعَلْتُه عَبْداً .
( و ) أَعْبَدَ ( القَوْمُ بالرَّجُلِ ) : اجتَمَعُوا عليه و ( ضَرَبُوه ) .
( والعَبَّادِيَّةُ ، مُشَدَّدَةً : لا ، بالمَرْجِ ) . نقلَه الصاغانيُّ .
( وعَبَّادَانُ : جَزِيرة أَحاطَ بها شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ في بَحْر فارِسَ ) ، مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك . مثله في المصباح ، المَشَارق . وقال ابن خُرداد : إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِراقِ ، بينعه وبين البَصْرَةِ اثنا عَشَرَ فَرْسَخاً ، سُمِّيَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيّ . وفي المثل : ( ما وَراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ ) .
( وعَبَّادَةُ ) التشديد : ( جَارِيةُ ) المُهَلَّبِيَّة ، لها قِصَّةٌ ذَكرها الزُّبَيْر ، وهي التي قال فيها أَبو العَتاهِيةِ :
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ
فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْ
أَنْسَاه عَبَّاد ذاتَ الهَوَى
وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ
____________________

(8/339)



وابنُ غُرَيْرٍ كانَ يَهْوَى عَبَّادة .
( و ) اسمُ ( مُخَنَّث ) ذي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ ، ذكَره الذَّهَبِيُّ .
( و ) يقال : ( عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ ، أَي ( أُغْرِيتُ ) به .
( والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ : المُذَلَّلُ من الطَّرِيقِ وغيرِهِ ) ، يقال : بَعِيرٌ مُعَبَّد ، أَي مُذَلَّلٌ ، وطَرِيقٌ مُعَبَّدٌ ، أَي مَسْلُوكٌ مُذَلَّل . وقيل : هو الذي تَكثرُ فيه المُخْتَلِفةُ . قال الأَزهريُّ : والمُعَبَّد : الطَّرِيقُ المَوطُوءُ . ( و ) المُعَبَّدُ : ( المُكَرَّمُ ) المُعَظَّم ، كأَنّه يُعْبَد ، ( ضِدٌّ ) ، قال حاتم :
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني
أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا
أَي مُعَظَّماً مَخْدُوماً ، وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ : مُكَرَّمٌ .
( و ) قال ابنُ مُقْبِلٍ :
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً
إِذا ما ضَرَبْنَا رأْسَه لا يُرَنِّحُ
قال الأَزهريُّ : المُعَبَّدُ هنا : ( الوَتِدُ ) .
( و ) المُعَبَّد : ( المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
( و ) المُعَبَّدُ ( بَلَدٌ ما فيه أَثَرٌ ولا عَلَمٌ ولا ماءٌ ) ، أَنشد شَمِرٌ :
وَبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ
( و ) المُعَبَّد : البَعِيرُ ( المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ ) ، قال طَرَفةُ :
إِلَى أَن تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
قال شَمِرٌ : لمُعَبَّدُ من الإِبل : الذي قد عُمَّ جِلْدُه بالقَطْرَانِ . ويقال : المُعَبَّدُ : الأَجْرَبُ الّذي قَد تَساقَطَ وَبَرُهُ ، فأُفْرِدَ عن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ .
قلت : ومثله عن كُرَاع ، وهو مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف .
____________________

(8/340)



ويقال : المُعَبَّدُ : هو الّذِي عَبَّدِ الجَرَبُ ، أَي ذَلَّله .
( وعَبَّدَ تَعْبِيداً : ذَهَبَ شارِداً ) نقله الصاغانيُّ .
( و ) يقال : ( ما عَبَّدَ أَن فَعَلَ ) ذالك أَي ( ما لَبِثَ ) ، وكذا ما عتَّمَ ، وما كَذَّبَ .
( وأَعْبَدُوا ) به : ( اجتَمَعُوا ) عَلَيْه يَضْرِبُونَه . نقله الصاغانيُّ .
( والاعتِبَادُ ، والاسْتِعْبادُ : التَّعْبِيدُ ) ، يقال : فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ ، أَي اتَّخَذَه عَبْداً .
وعَبَّد الرَّجُلَ ، واعْتَبَدَه : صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ له .
( وتَعَبَّدَ : تَنَسَّكَ ) ، وقَعَدَ في مُتَعَبَّدِهِ ، أَي مَوضِع نُسُكِه .
( و ) تَعَبَّدَ ( البَعِيرُ : امتَنَعَ وصَعُبَ ) ، وقال أَبو عَدْنَانَ : سَمِعْت الكِلابِيّينَ يَقُولونَ : بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد ، إِذا امْتَنَعَ على النّاسِ صُعُوبَةً ، فصار كآبِدةِ الوَحْشِ .
( و ) تَعَبَّدَ ( البَعِيرَ : طَرَدَهُ حتَّى أَعْيَا ) وكَلَّ فانقُطِعَ به .
( و ) تَعَبَّدَ ( فُلاناً : اتَّخَذَه عَبْداً ، كاعْتَبَدَهُ ) وعَبَّده ، واسْتَعْبَدَه ، عن اللِّحْيَانيّ ، قال رُؤْبَةُ :
يَرْضَوْ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي
وفي الحديث : ( ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم : رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً ) وقد تقدَّم .
( و ) من المجاز : ( المُعَبَّدة : السفينةُ المُقَيَّرَةُ ) أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهُنِ أَو القَارِ .
( و ) يقال : ( أُعْبِدَ بِهِ ، مَبْنِيًّا للمَجْهُول ، أَي ( أُبْدِعَ ) ، مَقْلُوبٌ منه .
( و ) يقال : أُعْبِدَ بالرَّجُلِ ، إِذا ( كَلَّتْ راحِلَتُهُ ) أَو ماتَتَ ، أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ به .
( وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ ، بالفَتْح ) فالسُّكون واسمُ الطَّبِيب زيدُ بن مالِكِ بنِ امْرىءِ القَيس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ .
( وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ ) ، نَسَبُه في تَمِيمٍ ،
____________________

(8/341)


وهو عَلْقمَةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْس ، يُعْرَفُ بِعَلْقَمةَ الفَحلِ . وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة ، وهو ( بالتَّحْرِيك ) ، كذا في ( الإِيناس ) .
( والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إِلى عَبْدِ القَيْسِ ) القَبِيلَةِ المَشْهُورَ . ( ويقال : عَبْقَسِيٌّ ، أَيضاً ) على النَّحْتِ ، كَعَبْشَمِيَ ، والأَولُ أَكْثَرُ .
( والعَبْدَانِ ) في بني قُشَيْرِ : ( عبدُ اللّهِ بنُ قُشَيْر ) بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ ، القَبِيلةِ المشهورةِ ، ( وهو الأَعْوَرُ ، وهو ابنُ لُبَيْنَى ) ، تصغير لُبْنَى ، وفيهم يقول أَوْسُ بن حَجَرٍ :
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً
ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُ
( وعبْدُ اللّهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ ) بن كَعْبِ بن رَبِيعَةَ ، ( وهو سَلَمَةُ الخَيْرِ ) وَوَلَدُ وَلَدِه : بَيْحَرةُ بنُ فِرَاس ، ، الّذِي نَخَس ناقَة النبيِّ ، صَلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، فصرَعَتْه ، فَلَعَنَه النَّبِيُّ ، صلّى اللّهُ عليْه وسلّم .
( والعَبِيدَتَانِ : عَبِيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ قُشَيْرِ ) بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ ، ( وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ ) بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة .
( والعَبَادِلَةُ ) جمعُ عبدِ اللّهِ ، على النَّحْتِ ، لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ ، وبعضِ المُضَافِ إِليه ، لا أَنّه جمع لِعَبْدَل ، كما تَوَهَّمَهُ بعضُهم ، وإِن كان صَحِيحاً في اللَّفْظِ ، إِلَّا أَنَّ المَعْنَى يأْباهُ . وأُطْلِق على هاؤلاءِ للتَّغْلِيب . قاله شيخُنا . وهم ثلاثة ، وقيل : أَربعة .
أَوَّلُهم : سَيِّدُنا الحَبْرُ عبدُ الله ( بنُ عَبَّاسِ ) بن عبدِ المُطَّلِب ، الهاشِمِيُّ القُرَشيُّ ، تُرْجمانُ القرآنِ ، تُوُفِّيَ بالطَّائِف .
( و ) ثانيهم : سَيِّدُنا عبدُ الله ( بنُ عُمَرَ ) بنِ الخَطَّاب ، العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ .
( و ) ثالثهم : سَيِّدُنا عبدُ الله ( بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ ) السَّهْمِيّ القُرَشِيُّ .
فهؤلاءِ ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ . وآخِرُهم
____________________

(8/342)


مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ ، سنةَ ثلاثٍ وسِتِّين .
( وليس منهم ) ، أَي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله ( بنُ مَسْعُودٍ ) الهُذَلِيّ . وذَكَرَ ابنُ الهمامِ في ( فَتْح القدير ) أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مَسْعودٍ مِنْهم ، دُون ابن عَمْرِو بن العاصِ . قال : وعُرْفُ غَيرِنَا بالعَكْسِ ومنهم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَيْرِ . ( وغَلِطَ الجوهَرِيُّ ) . قال شيخُنَا : وهاذا بناءً منه على أَنَّ الجَوْهَريَّ ذَكَر في العِبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ ، رضي الله عنه ، وليس في شيْءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرً له ولا تَعَرُّضٌ ، بل اقتَصَر في الصّحاح على الثَّلاثةِ الّذِين ذَكَرهم المصنِّفُ ، وكَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ في نُسْخَتِهِ زيادةٌ مُحَرَّفةٌ أَو جامِعَةٌ بلا تَصحيحٍ ، فَبَنَى عليها ، فكان الأَولَى أَن يَنْسُبَ الغَلَط إِليها . وقد راجَعْت أَكثَرَ من خمسين نُسخةً من الصّحاح فلم أَرَه ذَكَر غيْرَ الثلاثةِ ، لم يَتَعَرَّض لغيرِهم ، نَعَمْ رأَيتُ في بعْضه النُّسخ النادِرَةِ زيادَةَ بنِ مَسْعُودٍ في الهامِشِ ، كأَنَّها مُلْحَقَةٌ صْلِيحاً . ورأَيتُ العلَّامةَ سْدى لبي أَنكَر هاذه الزيادةَ ، وذَكَر أَنَّه تَتَبَّعَ كثيراً من نُسَخِ الصّحاحِ ، فلَم يَجدْ فيها هاذه الزيادةَ . وجَزَمَ بأَن الجَوْهَرِيَّ لم يَعُدَّه .
( وعَبْدَلُ ، باللام : اسمُ حَضرَمَوْتَ ) القديمُ ، نقلَه الصاغانيُّ .
( وذو عَبْدانَ ) كسَحْبانَ : ( قَيْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ ) بن أَشْرَسَ بن ثَوْر . وهاذا تَقَدَّمَ بعَيْنِهِ ، فهو تَكرارٌ مُخِلٌّ . والصَّوابُ في ضَبْطِه بالتَّحْرِيك ، كما مرَّ له .
( وسَمَّوْا عِبَاداً ) ككِتَاب ، ( وعُبَاداً ) كغُرَبٍ ، ( ومَعْبَداً ) كمَسْكَنٍ ، ( وعِبْدِيداً ) بكسر فسكون ، ( وأَعبُداً ) ، كأَفْلُس ، ( وَعبَّاداً ) ككَتَّانٍ ، ( وعابِداً ، وُعَبِيداً ) كأَمِيرٍ ، ( وعُبَيْداً ) ، مُصَغَّراً ( وعُبَيْدَةَ ) بزيادة الهاءِ ، ( وعَبِيدَةَ ) ، بفتح فكسر ، ( وعَبْدَةَ ) ، بفتح فسكون ، ( وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ ، بضمِّهما ، وعَبْدَلاً ) بزيادة اللّام ، ( وعَبْدَكاً ) ، بزيادة
____________________

(8/343)


الكاف ، ( وعَبْدُوساً ) ، بزيادةِ الواوِ والسين .
ومما يستدرك عليه :
العابِد : المُوحِّد .
والتَّعْبِيدة : العُبُودِيَّةُ .
وما عَبَدَكَ عَنِّي : ما حَبَسَك .
وعَبَدَ به : لَزِمَهُ فلَمْ يُفَارِقْه .
والعَبَدَةُ ، محرّكَةً : النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ .
وقولُهُ تعالى : { فَادْخُلِى فِى عِبَادِى } ( الفجر : 29 ) أَي حِزْبِي .
وعَبَدَ يَعْدُو ، إِذا أَسْرَعَ .
والعَبَدُ : الحُزْنُ والوَجْد .
وقولُه تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } ( الذاريات : 56 ) أَي إِلَّا لأَدْعُوَهُم إِلى عِبادَتِي ، وأَنا مُرِيدٌ للعِبَادَةِ منهم ، وقد عَلِمَ اللّهُ ، قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم ، مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ بِه ، ولو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانُوا كُلُّهُم عِبَاداً مُؤْمِنِين . كذا في تفسير الزَّجَّاج . قال الأَزهريُّ : وهاذا قولُ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ .
وعُبِّدَ : مُلِكَ هو وآباؤُه من قَبْلُ .
وقال بنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ ، وهو الخاضِعُ لِرَبِّهِ ، المُسْتَلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه ، والمُتَعَبِّد : المخنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ .
وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ ، وهو الْذِي يُتْرَكُ ولا يُرْكَبُ .
وقال أَبو جعْفَرٍ : وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عن أَبي زَيْدٍ : عَبَّدْت الرجُلَ : ذَلَّلْتُه حتَّى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ .
وعُبَادُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ ، سَمِعَ الحديثَ على الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ .
وعَبَادُ بنُ السَّكُون ، كسَحَابٍ : قَبِيلةٌ ، وقيل : بَطْنٌ من تُجِيبَ . وعَبادَة بن نَسِيَ التُّجِيبِيُّ ، قاضي الأُرْدُنَّ ، من صالِحِي التابِعِينَ .
ويقال ؛ عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ .
وعابِدٌ : لَقَبُ أَبي المُظَفَّرِ ناصِرِ بنِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ ، السَّمَرْقَنْدِيِّ ، المحدِّثِ ، قيل : كان أَبُوه دِهْقاناً كَثِيرَ المال ، فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ ، فباعَ
____________________

(8/344)


غَلَّتَه بِنِصْفه ثَمَنِها ، وأَعْطَى الّذين يجْلِبُونَ الطَّعَامَ ليُرْخِصُوه ، فحَصَل بهِ رِفْقٌ ، فقيل : عابِدٌ . فَبَقِيَ عَلَيْهِ وعلى عَقِبِهِ .
وفي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضمّ ، ابنُ جَذِيمةً بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم . ذَكَرَه الوزيرُ المَغْرِبِيُّ .
وفي الصّحاح ( حِمَارَا العِبَادِيّ ) بالتَّثْنِيَةِ ، يُضْرَبُ مَثَلاً في التَّرَدُّدِ بَيْنَ ما أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخر . قيل لِعِبَادِيِّ : أَيُّ حِمارَيْكَ شعرٌّ ؟ قال : هاذا ثُمَّ هاذا .
( ويَومُ عَبِيدٍ ) يُضْرَبُ مَثَلاً للْيَومِ المَنْحُوسِ ، لأَنّه لَقِيَ النّعْمَانَ في يومِ بُؤْسِهِ فَقَتلَه .
والعُبَيدِيّون : خُلَفَاءُ مصر ، معروفون .
وعَبَدَة ، بالتحريك ، في نَسبِ كثيرٍ من أَهل الجاهليّ ، والصّحابة ، والتّابعين ، فمن المشاهير : الجَرَنْفَش ابن عَبَدَة الطائِيُّ المُعَمَّر ، وجَرِير بن عَبَدةَ ، وأَيْفعُ بنُ عَبَد ، وأَبو النجْمِ العِجْليُّ الرَّجِزُ في أَجداده عَبَدَة بن الحارِثِ ، ضَبَطَه أَبو عمرٍ و الشَّيبانِيُّ .
وكسَفِينَة : عَبِيدَة بن عَمْرٍ و السَّلْمانيّ ، وآخَرُون .
وبالضّمّ كثير .
وأَبو العبد أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ ، حدَّثَ .
وعِبْدانُ ، بالكسر : جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة ، حدَّث عنه يعقوبُ بن محمّدٍ الزُّهريّ ، وابنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر ، ورَبيعَة بن عِبدانَ ، صحابِيٌّ . وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وتشديد الدّال ، حكاه النَّوَوِيُّ في شرْح مُسْلِم .
ودير عَبْدُون : معروف بالشام ، قال ابن المُعْتَزّ :
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ
ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّالُ مِنَ المَطَرِ
وعَبْدَة بنتُ صَفْوَان : صحابِيَّةٌ مشهورة .
والعابد : الخادِمُ ، قيل إِنه مجاز .
وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّي
____________________

(8/345)


مَوْلَى العاصِي بنِ وابصةَ المَخْزُومِيّ .
وبنو عُبَادَة من بني عُقَيْل بنِ كَعْبٍ .
وعُبَيْد ، مصغّراً : اسم بَيْطَارٍ ، وَقعَ في شِعرِ الأَعشى :
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يقْ
طَع عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِ
وعُبَيْدَنُ في بيت الحُطَيئةِ : راعٍ كان لِرَجُلٍ من عادٍ ، ثم أَحَدِ بَني سُوَيد وله خَبَرٌ طويلٌ .
وأَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد ، العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ ، فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 ه .
وأَما الأَمير أَبو الحسين أَزد شير بن أَبي منصور الواعظ العباديّ ، فإِلى عبادة ، قرية بمرو .
وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس ، من بني بكر بن وائل : قبيلة .
والمَعْبد : العِبادة وهو مصدر .
والعَبِد ، ككَتِف : الجَرِب .
وأَود عَبُّود في قول حَسَّان بنِ ثابت :
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ
أَو الأَخابِثِ من أَولادِ عَبّودِ
أَراد ، عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ .
وعابِدةُ الحَسناءُ بنْت شُعَيْب أُخت عَمْرو بن شُعيب .
وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة ، منهم : عُبَّدَةُ بن هِلَالِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ ، فَرْدٌ ، وجَزمَ عبد الغني بأَنه كصُرَد . وقال ابن ماكولا : وهو الأَشبهُ . قال : ويقال بضمّتين مُخَفَّفاً ، وبفتح فسكون ، وبضمّ فسكون .
وعُبَادَى ، كحُبَالَى : اسمُ نصرانِيَ
____________________

(8/346)


جاءَ في السِّيَرِ أَنهى هدَى إِلى رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم .
وعَبِدَهُ ، كعَلِمَ : أَنكره .
والعَبِدُ ، كَتِف : الحَرِيصُ .
ومُنْيَةُ عَبَّادٍ ، ككَتَّان : قَرْيَةٌ بمصْرَ .
والعَبَابِدَةُ : بَطْنٌ من العَرَبِ ، نُسِبَتْ إِليهم النُّوقُ الفارِيقيَّةُ .
والمَعابِدَةُ : اسم للمُحصَّب .
وعَبْدلُ ، باللام ، ابنُ الحارث العِجْلِيّ ، وابنُ ابنِ أَخيه ، عَبْدلُ بن حَنْظَلةَ بن يامِ بن الحارث ، كان شَرِيفاً .
والحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ لأَسَدِيُّ ، الشاعِرُ كُوفِيٌّ ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ ، له ذِكْرٌ في زَمنِ زِياد .
وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ .
وسَمَّوْا : عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة . وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب . وفي تفصيل ذالك طُولٌ .
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ الله بنِ عَبْدٍ : كان شاعِراً كاتِباً .
وأَبو أَحمد محمّد بن علي بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ : مُقَدَّم السبعةِ بها رَوى وحدَّث .
والعَبْدَلِيُّ : نِسبةٌ إِلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ .
وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ . ذَكرَ الثعالبي في ( اليتيمة ) .
وأَبو عبد الله محمّد لبنُ إِبراهيمَ بنِ عَبْدُوَيه ، وابن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهيم العَبْدُويانِ . والنُّحَاةُ يفتحون الدّال : محدّثانِ .
وفي هَمْدانَ : عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالكِ بن حاشد . وفي تميم : عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع . وفي الأَنصار : عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ . وفي نَهْد : عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيِّ بن مالك بن نَهْد : قبائلُ . والنِّسبة إِليهم : عُبَيْدِيٌّ .
وأَبو بكرٍ محمدُ بن فارسِ بنِ
____________________

(8/347)


حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمان بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَدِيُّ . قال الخَطِيب : يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ . وأَبو عبدِ الله محمَّدُّ بن أَبِي موسى بن بن عيسى بن أَحمد بن موسى المَعْبَدِيّ : من وَلَدِ مَعْبَده ابنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلب ، انتهت إِليه رِيَاسَةُ العَبَّاسيّينَ في وَقْته ، رَوَيَا وحَدَّثا .
ويَعْبُدَى : موضع بالشام .
والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد : مَوْضِعُ العِبَادَةِ .
عبرد : ( جاريةٌ عُبْرُدٌ ) وعُبَرِدٌ وعُبَرِدَ وعُبَارِدٌ ( كقُنْفُذٍ وعُلَبِطٍ وعُلَبِطَةٍ وعُلابِطٍ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ .
وقال أَبو عمرٍ و امرأَةٌ عُبْرُدٌ ، مِثالُ عُنْجُدِ ، أَي ( بيضاءُ ) اللَّونِ ( ناعِمةُ ) الجِسْمِ .
وقال اللِّحْيَانيُّ : جارِيَةٌ عُبَرِدَةٌ ( تَرْتَجُّ ) أي تَهْتَزُّ ( من نَعْمَتِها ) ، بفتح النون ، أَي لِينِها . قال : ويقال في هاذا التركيب : عبَرِدٌ مثال عُجَلِطٍ .
( و ) يقال : ( عُشْبٌ عُبْرُدٌ ) أَي ( رَقِيقٌ رَدِيءٌ ) .
( و ) يقال : ( غُصْنٌ عُبْرُودٌ ، وعُبَارِدٌ : ناعِمٌ لَيِّنٌ . وشَحْمٌ عُبْرودٌ إِذا كان يَرْتَجُّ ) أَي يَهْتَزُّ سِمَناً .
عتد : ( العَتِيدُ الحاضِرُ المُهَيأُ ) وقولُه تعالى : { هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ } ( قلله : 23 ) قيل : حاضِرٌ ، وقيل : قَرِيبٌ .
( والمُعْتَدُ ، كَمُكْرَمٍ : المُعَدُّ ) ، وأَعَدَّ يُعِدُّ إِنَّمَا هو أَعْتَدَ يُعْتِدُ ، فأُدْغِم . وقيل : إِنَّمَا هو من عَيْن ودالَيْن لقولهم أعْدَدْنا ، فيُظْهِرُونَ الدَّالَيْنِ .
( وقد عَتُدَ ) الشيءُ ، ( كَكَرُمَ ، عَتَادَةً ، عَتَاداً ) ، بالفتح فيهما ، فهو عَتِيدٌ : جَسُم
____________________

(8/348)


( وعَتَّدْتِ تَعْتِيداً ، واعْتَدْتُه ) : هَيَّأْتُه ليومٍ ، ومنه قوله جلّ وعَزَّ : { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا } ( يوسف : 31 ) .
( وفَرَسٌ عَتَدٌ مُحَرَّكةً وككَتِفٍ : مُعَدٌّ لِلْجَرْيِ ) والرُّكوبِ ، مُعْتَدٌ ، لُغَتَان : شَدِيدُ الخَلْقِ ، سَرِيعُ الوَثْبَة ، ليس فيه اضطرابٌ ولا رَخَاوةٌ ( أَو شَدِيدٌ تامُّ الخَلْقِ ) ، وقيل : هو العَتِيدُ الحاضِرُ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى سواءٌ .
( وعَتِيدُ بنُ ضِرَار ) بن سَلَامانَ ، كأَمِيرٍ : ( شاعِرٌ ) كَلْبِيّ ، ذكَره الآمِدِيُّ .
( و ) عُتَيْدٌ ( كَزُبَيْرٍ : ع ) ، نقله الصاغانيُّ .
( والعَتِيدَةُ : الطَّبْلَةُ أَو الحُقَّةُ يكون فيها طِيبُ الرَّجُلِ والعَرُوسِ ) وأَدْهَانُهما .
( والعَتَادُ والعُتْدَةُ ) كسَحاب وتُحْفَةٍ : العُدَّةُ ) لأَمْرٍ ما تُهَيِّئه له ، التاءُ مُدْغَمةٌ ( ج : أَعْتُدٌ ) ، كأَفْلُسٍ ، وأَعْتِدَةٌ وعُتُدٌ بضمْتين ، وهو أَيضاً ما أُعِدَّ من سِلاحٍ ودَوابٌ وآلةِ حَرْبٍ .
( و ) العَتَادُ ( كسَحَابٍ ) : العُسُّ من الأَثْلِ . وربما سَمَّوا ( القَدَح الضَّخم ) عَتَاداً ، وهو العَسْفُ والصَّحْنُ .
( وعُتائِدُ ، بالضمّ : ع ) بالحجازِ ، وفيه ماءٌ لِبَنِي نَصْرِ بنِ مُعَاوِيةَ ، قال مُزَرِّدٌ :
فأَيِّهْ بكندِيرٍ حِمارِ ابنِ واقِعٍ
رآكَ بأَيْرٍ فاشْتَأَى مِن عُتَائِدِ
أَيِّه : صِحْ بِهِ وأَيْر : جَبَلٌ .
( والعَتُودُ ) كصَبُور ، في قول أَعرابيّ ، من بَلْعَنبر :
يا حَمْزَ هَلْ شَبِعْتَ مِن هاذا الخَبَطْ
أَمْ أنتَ في شَكَ فهاذا مُنْتَفَدْ
صَقْبٌ جَسِيمٌ وشَدِيدٌ المُعْتَمَدْ
يَعْلُو بِهِ كُلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ
قال شَمِر : أَراد ( السِّدْرَةَ أَو الطَّلْحَة .
( و ) العَتُود : الجَدْيُ الذي اسْتَكْرَشَ ، وقيل : هو ( الحَوْلِيُّ من أَولادِ المَعزِ ) ،
____________________

(8/349)


وقيل : الّذي بَلَغَ السِّفادَ . وقيل : الّذي أَجْذَعَ . وقيل رَعَى وقَوِيَ ، وهو العَرِيضُ أَيضاً . وقيل : إِذا أَجْذَع من أَولاد المِعْزَى فعَرِيضٌ . وإِذا أَثْنَى فَعُتُودٌ . وقيل : إِذا أَجْذَعَ الجَدْيُ والعَنَاقُ سُمِّيَ عَرِيضاً وعَتُوداً ، ( ج : أَعْتِدَةٌ وعِدَّانٌ ) ، الأَخِيرُ بالكسر ، ( وأَصلُه : عِتْدانٌ ، فأُدْغِمَت التَّاءُ ) في الدَّال .
( و ) يقال : ( تَعَتَّدَ في صَنْعَتِهِ ) ، إِذَا ( تَأَنَّقَ ) .
( وَعِتْوَدٌ ، كدِرْهَمٍ ) ، كما ضَبَطَه الجوهريُّ . قال الصاغانيُّ : وهو الأَفْصحُ ، ( ويُفْتَحُ ) ، عن شَمِرٍ : ( وادٍ ) أَو مَوضِعٌ بالحجازِ ، مَأْسَدَةٌ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
جُلوساً به الشُّمُّ العُجَافُ كأَنَّهُمْ
أُسودٌ بِتَرْجٍ أَو أُسودٌ بِعَتْوَدَا
هاكذا أَنشده شَمِرٌ وضبطه بفتح العَيْن . وقال شيخنا : وَزْنُه بِدِرْهَمٍ غيرُ جارٍ على قواعِدِ أَئمّةِ الصَّرْفِ ، لأَن واوَه زائدةٌ ، فلو وَزَنَه بِخُرْوَعٍ كان أَوْلَى . ( ومن أَخَواتِهِ ) الَّتي وَرَدَت على وِزَانِه : ( خِرْوَعٌ ) سيأْتي ( وذِرْوَدٌ ) . قد تقدَّم ( وعِتْوَرٌ ) ، سيأْتي ( وَوَهِم الجوهَرِيُّ ) حيث ادَّعَى أَنه لا ثالِثَ لَهُمَا ، قال شيخُنَا : وهاذا لا يُقَال فيه وَهَمٌ ، بل تقصيرٌ ، أَو قُصورٌ وعدمُ اطَّلاع ، وهاذا لا يَتِمّ ، إِذ ليس بِمُتَّفَقٍ على ثُبوتِ هاذيْنِ اللَّفْظَيْنِ ، بل هُناكَ من أَنْكَرَهُما . وهُنَاكَ من قال بأَصَالَةِ الواوِ . والحَصْرُ ادَّعَاهُ قَبْلَ الجَوْهَريِّ أَئِمَّةُ الاستقراءِ .
قلت : ومِنْهُ صاحِبُ ( الجَمْهَرةِ ) ولعلَّه لم يَثْبُتْ عِنْدَ الجَوْهريِّ صِحَّتُهما فترَكَهُما تَنْزِيهاً لكتابِه عَمَّا لا يَصِحُّ . والله أَعلم .
( وعَتْيَدٌ ، كجَعْفَرٍ ، ع ) أَو وادٍ ( واسمٌ ) قال الصاغانيّ : هو مُرْتَجَلٌ . قال شيخنا : وهو مِمَّا يَرِد على صَهْيَد ، وتَرَك المصنِّفُ التَّنْبِيهَ عليه ، تَقْصِيراً .
____________________

(8/350)


( وتُكْسَرُ عَيْنُهُ ) ، والذي في التكملة : وعَتْيَدٌ ، وقيل عِتْيَدٌ : من كِنانَةَ ، انتهى . فهذا يَدُلُّ على أَنَّه رَجُلٌ من كِنَانَةَ لأَنه ذَكَرَه بعد أَن ذَكَر الموضعَ المذكورَ فتأَمَّلْ .
وأَبو عبد الله محمّد بن يوسف بن يعقوب الشِّيرازيّ العُتَايديّ : مُحَدِّثٌ ، مات سن 354 ه .
ومما يستدرك عليه :
عُتُود ، بعين وتاءٍ مضمومتين ، أَبو بُحْتُر ، بَطْنٌ من طَيِّءٍ ، منهم أَبو عُبَادَة البُحْتُرِيُّ الشاعِرُ .
وعَتِيدُ بنُ رَبيعةَ : شيخٌ لأَبِي إِسحاقَ السَّبِيعِيِّ . قال الحافظ : وقيل هو عُتَيْدةُ ، بهاءٍ ، وقيل بموحَّدة .
عجد : ( العُجْدُ ، بالضمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال اللّيث هو ( الزَّبِيبُ ، و ) هو ( حَبُّ العِنَبِ ) أَيضاً ( ويُفْتَحُ ) كالعُنْجُدِ والعَنْجَدِ ( أَو ) العُجْد ( ثَمَرةٌ كالزَّبِيبِ و ) العَجْد ( بالفتح : حَبُّ الزَّبِيبِ ) ، كالعَنْجَد ، كجَعْفَرٍ ، وسيأْتي ( أَو أَرْدَؤُهُ ) .
( و ) عن الأَصمعيّ : العَجَد ، ( بالتحريك : الغِرْبَانُ ) ، قال صَخْرُ الغَيِّ ، يَصِف خَيْلاً :
فأَرْسَلُوهُنَّ يَهْتَلِكْنَ بِهِمْ
شَطْرَ سَوَامٍ كأَنَّها العَجَدُ
( الواحِدة عَجَدَةٌ ) .
( والمُنْعَجِد ) ، وفي بعض النسخ والمُتَعَجِّدُ : ( الغَضُوبُ الحَدِيدُ ) الطَّبْعِ . وسيأْتي في عنجد ، الكلامُ عليه .
عجرد : ( العَجْرَدُ : الخَفِيفُ السَّرِيعُ ) من الرجالِ ، كالعَدْرَجِ ( و ) قيل العَجْرَدُ : ( الغَلِيظُ الشَّدِيدُ ) وضُبِطَ هاذا كَعَمَلَّسٍ أَيضاً ، وناقَةٌ عَجْرَدٌ ، منه . ( و ) عَجْرَدُ : ( ة بِذمار ) اليَمَنِ من قُرَى زُنَّار نقله الصاغانيُّ ،
____________________

(8/351)


( و ) عَجْرَدٌ ( اسمُ ) رجلٍ .
( و ) العَجْرَد : ( الذَّكَرُ ) ، قال :
فشَامَ في وَمَّاحِ سَلْمَى العَجْرَدَا
وَمّاحُها : صَدْعُ فَرْجِها . ( كالعُجَارِد ) كعُلابِطٍ ( والمُعَجْرِدِ ) في نُسْختنا هاكذا بالخَفْضِ ، على أَنه معطوفٌ على ما قبلَه . والذي في ( الجمع بين الصحاح والتهذيب والمحكم ) لابن الصُّوفِيّ : والمُعَجْرِدُ ( والمُعَجْرَدُ ) بفتح الراءِ وكَسِرها معاً : ( العُرْيانُ ) كالعَجْرَدِ ، وشّرٌ مُعَجْرِدٌ ، وعَجْرَدٌ : عارٍ من وَرَقِهِ .
( و ) العَجَرَّد ، ( كعَمَلَّس : الجَرِيءُ ) كالعَدَرَّجِ . ( والمُتَجَرِّدُ ) ، أَي العُرْيانُ .
( وعبدُ الكريمِ بنُ العَجَرَّدِ : رَئِيس للخَوارِجِ ) من أَصحابِ عَطِيَّةَ الأَسودِ الحَنَفِيّ الإِمَامِيّ ، الّذِي تُنْسَبُ إِليه العَطَوِيَّةُ ، ( وأَصْحابُهُ : العَجَارِدَةُ ) ، وقيل العَجْرَدِيَّةُ ، صِنْف من الحَرُورِيَّةِ ، يُنْسَبُون إِلى عَجْرَدٍ .
( والعَنْجَرِدُ : المرأَةُ السَّلِيطَةُ ، أَو الخَبِيثَةُ ، أَو السَّيِّئةُ الخُلُق ) البذِية اللِّسَانِ ، نقله الأَزهريُّ عن الفَرْاءِ ، وأَنشد :
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ
كَمِثْلِ شَيْطَانِ الحَمَاطِ أَعرَفُ
ومما يستدرك عليه :
عُجْرُود : من مَناهِلِ الحَجّ المِصْرِيّ ، فيه ماءٌ خَبِيثٌ ، وسَكَنَتْهُ بَنُو عَطيَّةَ ، استدركَهُ شيخُنَا .
والعَجَارِدَةُ : قومٌ من العَرَبِ .
وحَمادُ عَجْرَدٍ : مشهورٌ :
وشَجَرٌ عَجْرَدٌ : عارٍ عن وَرَقِهِ .
وناقَةٌ عَجْرَدٌ وعَجَرَّدٌ : غليظةٌ شدِيدةٌ .
عجلد : ( العُجَلِدُ ، كَعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ : اللَّبَن الخاثِرُ ) جِدًّا المتَكبِّدُ ، كعُجَلِطٍ ، وعُجالِطٍ ، وعُثَلِط ، وعُكَلِطٍ .
( وَتَعَجْلَدَ الأَمْرُ عَظُمَ واشْتَدَّ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
( وذِكْرُ العُنْجُدِ هُنَا ) ، أَي بعد ذِكْر
____________________

(8/352)


العُجَلِد ( وَهَمٌ من الجَوْهَرِيِّ ) وَحَقه أَن يُذْكَر بعد العُلَجِد كما هو تَقْيِيدُ المصنِّفِ الذي التَزَمه على نَفْسِهِ . وقد مَرَّت الإِشارةُ إِليهِ في مُقَدِّمة الخُطْبَةِ .
عدد : ( *!العَدُّ : الإِحصاءُ ) ، *!عَدَّ الشيْءَ *!يَعُدُّه *!عَدًّا ، *!وتَعدَاداً ، *!عِدَّةً . *!وعَدَّدَه ، ( والاسمُ : *!العَدَدُ *!والعَدِيدُ ) ، قالَ اللّهُ تعالى : { وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء *!عَدَداً } ( الجن : 28 ) قال ابنُ الأَثِيرِ : له مَعْنَيانِ : يكونُ أَحْصَى كُلَّ شيْءٍ *!مَعْدُوداً ، فيكونُ نَصْبُه على الحالِ ، يقال : *!عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ *!عَدًّا ، وما *!عُدَّ فهو *!مَعْدُودٌ وَ*!عَدَدٌ ، كما يقال : نَفَضْتُ ثَمَرَ الشَّجَرِ نَفْضاً ، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ . ويكونُ مَعْنَى قولِهِ : { وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء *!عَدَداً } أَي إِحصاءً ، فأَقَامَ *!عَدَداً مُقَامَ الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه .
وفي المصباح : قال الزَّجَّاجُ : وقد يكونُ العَدَدُ بمعنى المَصْدَر 2 كقولِهِ تعالى : { سِنِينَ عَدَدًا } ( الكهف : 11 ) وقال جماعة : هُو على بابِهِ ، والمعنَى : سِنِينَ *!مَعْدُودةٌ ، وإِنَّمَا ذكَّرها على معنَى الأَعْوَامِ *!وعَدَّ الشيءَ : حَسَبَهُ . وقالوا : العَدَد هو الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ ، فيَخْتَصُّ *!بالمتعدِّد في ذاتِهِ ، وعلى هاذا فالواحِدُ ليس *!بِعَدَدٍ ، لأَنّه غير *!متعدِّد ، إِذ *!التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ . وقال النُّحاةُ : الواحِدُ من العَدَدِ ، لأَنَّه الأَصْلُ المَبْنِيُّ مِنْهُ ، ويَبْعُدُ أَن يكونَ أَصلُ الشيْءِ ليسَ منه ، ولأَنَّ له كَمِّيَّةً في نَفْسِهِ فإِنَّه إِذا قِيل : كَمْ عِنْدَك ؟ صَحَّ أَنْ يُقَالَ في الجَوَابِ : واحد ، كما يقال : ثلاثَةٌ وغيرُها . انتهى .
وفي اللسان : وفي حَدِيثِ لُقْمَان : ( ولا *!نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا ) أَي لا نُحْصِيه لِكَثْرَته ، وقيل : لا *!نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً له .
قال شيخُنَا : قال جماعةٌ من شُيوخنا الأَعلامِ : إِنَّ المعروفَ في *!عَدِّ أَنَّه لا يُقَالُ في مُطاوِعِه : انْعَدَّ ، على انْفَعَلَ ، فقيل : هي عامِيَّةٌ ، وقيل رَدِيئةٌ .
____________________

(8/353)


وأَشارَ له الخَفَاجِيُّ في ( شرح اشفاءِ ) .
وجمع *!العِدِّ الأَعدادُ ( و ) في الحديث : ( أَن أَبيضَ بن حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسولِ اللّهِ ، صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، فاستَقْطَعَه المِلْحَ الّذِي بِمَأْرِبَ ، فأَقْطَعَهُ إِيَّاهُ ، فلمّا ولَّى قال رَجُلٌ : يا رسُولَ اللّهِ ، أَتَدْرِي ما أَقْطَعْتَه ؟ إِنما أَقْطَعْتَ له الماءَ *!العِدَّ . قال . فَرَجَعَه مِنْهُ ) . قال اللَّيْث : العِدُّ ، ( بالكسر ) مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناسُ يَحْتَمِعُ فيه ماءٌ كَثِيرٌ . والجمْع الأَعدادُ .
قال الأَزهريُّ : غَلِطَ اللّيثُ في تفسيرِ العِدِّ ولم يَعْرِفْهُ . قال الأَصمَعِيّ : ( الماءُ ) العِدُّ هو ( الجارِي ) الدائِمُ ( الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ ، كماءِ العَيْنِ ) والبِئرِ . وفي الحديث ( نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ ) أَي ذواتِ المادَّةِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ ، قال ذو الرُّمَّةِ يذكر امرأَةً حَضَرَتْ ماءً *!عِدًّا بعْدَ ما نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ في القَيْظِ ، فقال :
دَعَتْ مَيَّةَ *!الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بها
خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العِينِ خُذَّلِ
اسْتَبْدَلَتْ بها يَعْني منازِلَها التي ظَعَنَتْ عنها حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوَحشُ وأَقامَتْ في منازِلِهَا ، وهاذا استعارةٌ ، كما قال :
ولقد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً
يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ
وقيل : العِدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ . وقيل : العِدُّ : ما نَبَعَ من الأَرضِ ، والكَرَعُ : ما نَزَلَ من السّماءِ . وقيل : العِدُّ : الماءُ القَدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ ، قال الرَّاعي :
في كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيَ مَتالِفُهَا
دَيْمُومةٍ ما بِهَا عِدٌّ ولا ثَمَدُ
____________________

(8/354)



وقال أَبو عَدنَانَ : سَأَلتُ أَبا عُبَيْدَة عن المَاءِ العِدِّ ، فقالَ لي : الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَمِيمٍ : الكَثِيرُ . قال : وهو بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ : الماءُ القليلُ . قال : بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون : الماءُ العِدُّ مِثْلُ كاظِمَةَ ، جاهلِيٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَحْ قعطُّ . وقالت لي الكلابِيَّة : الماءُ العِدُّ : الرَّكِيُّ . يقال : أَمِنَ العِدِّ هاذا أَم من ماءِ السَّماءِ . وأَنْشدتْنِي :
وماءٍ لَيْسَ من *!عِدِّ الرَّكَايَا
ولا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُ
وقالت : ماءُ كُلِّ رَكِيَّة عِدٌّ ، قَلَّ أَو كَثُرَ .
( و ) العِدُّ : ( الكَثْرَةُ في الشَّيْءِ ) ، يقال : إِنَّهم لَذُو عِدَ وقِبْص . وفي الحديث ( يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شيْءٍ وأَعَدُّه ) أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمُّه وأَشدُّه استعداداً .
( و ) العِدُّ : ( القَدِيمُ ) ، وفي بعض الأُمَّهات : القَديمة ( من الرَّكايا ) وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ .
وفي المحكم : هو من قولِهم : حَسَبٌ عِد قَديمٌ . قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقٌّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القَدِيمُ الذي لا يَنْتزِحُ ، هاذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه .
وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ ، تَشْبِيهاً بالماءِ الكَثِيرِ . وهاذا غيرُ قَوِيَ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ ، وأَنشد أَبو عبيدةَ :
فَوَرَدَتْ عِدًّا من الأَعدادِ
أَقْدَمَ مِن عادٍ وقَوْمِ عادِ
وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لَأْيٍ وإِنَّما
أَتَتْهُمْ بها الأَحْلَامُ والحَسَبُ العِدُّ
( *!والعَدَدُ : *!المَعْدُودُ ) ، وبه فُسِّرت الآيةُ : { وَأَحْصَى كُلَّ شَىْء *!عَدَداً } ( الجن : 28 ) وقد تقدَّ ، ( و ) العَدَدُ ( مِنْكَ : سِنُو عُمرِكَ الّتي تَعُدُّهَا ) : تُحْصِيها .
____________________

(8/355)



وعن ابن الأَعْرَابِيِّ قال : قالت امرأَةٌ ، ورأَتْ رَجُلاً كانَتْ عَهدَتْهُ شابًّا جَلْداً : أَين شَبَابُكَ وَجَلَدُك ؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه ، وكَثُرَ وَلدُه ، ورَقَّ عَدَدُه ، ذَهَبَ جَلَدُه .
قوله : رَقَّ عَدَدُه ، أَي سِنُوه التي *!يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه ، وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً .
( *!والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ ، *!كالعِدِّ ، والعِدَادِ ، بكسرهما ) يقال : هاذه الدَّراهِمُ *!عَدِيدُ هاذِه الدراهِمِ ، أَي مِثْلُهَا في العِدَّةِ ، جاءُوا به على هاذا المِثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ .
وعن ابن الأَعرابيِّ : يُقَال : هاذا *!عِدَادُه *!وعِدُّه ، ونِدُّه ونَدِيدُه ، وبِدُّه وبَدِيدُهْ ، وسِيّه ، وزِنُه وزَنه ، وَحَيْدُه وحِيدُه ، وعَفْرُه ، وَغفْرُه ، ودَنُّه ، أَي مِثْلُه وقِرْنُه . والجمع الأَعْدَاد ، والأَبدَادُ ، قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ
زَابِ ليس لَها *!عَدائِدْ
وجَمْعُ *!العَدِيدِ : *!العَدَائِدُ ، وهم النُّظَرَاءُ ، ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ بني فلانٍ . وبَنُو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى ، إِذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً ، كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى ، أَي هم *!بِعَدَدِ هاذينِ الكَثِيريْنِ .
( و ) *!العَدِيدُ ( من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ ) وليس معهم ، *!كالعِدَادِ .
( *!والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ . *!والعِدَادُ : الحِصَصُ ، وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ ، قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً
وَوِتْراً والزَّعَامةُ للغُلامِ
وقد فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ ، فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيرَاثُ ، والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ ، يَعْنِي ابنُ الأَعرابِيّ بالشَّرِكَة
____________________

(8/356)


جمْع شَرِيك ، أَي يَقتسمونها بينهم ، شَفْعاً وَوِتْراً ، سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ ، وسَهْماً سَهْماً ، فيقول : تَذْهَبُ هاذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ ، وتَبْقَى الرِّياسَة للِوَلَدِ .
( والأَيَّامُ *!المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ) ، وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ .
وأَمَّا الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ ، عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ ، لأَنَّها ثلاثةٌ . وعُرِّفَت هاذه بالشُّهْرَةِ ، لأَنَّهَا عَشَرةٌ . وإِنما قُلِّل *!بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَا نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً . ومنه { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ *!مَعْدُودَةٍ } ( يوسف : 20 ) أَي قليلةٍ . قال الزَّجّاجُ : كُلُّ عَدَدٍ ، قَلَّ أَو كَثُرَ ، فهو مَعْدُودٌ . ولكنَّ *!مَعْدُودَاتٍ أَدلُّ على القِلَّةِ ، لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ ، نحو دُرَيْهِماتٍ ، وحَمَّامَات . وقد يَجُوزُ أَن تَقَعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير .
( و ) *!العِدَّةُ . مَصْدَرٌ *!كالعَدِّ ، وهي أَيضاً : الجماعةُ ، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ ، تقول : رأَيتُ *!عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنفَذْتُ ( عِدَّةَ كُتُبٍ ، أَي جَماعة ) كُتُبٍ .
( و ) في الحديث : ( لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ *!عِدَّةٌ فأَنْزلَ اللّهُ تعالى العِدَّة للطَّلاق ) و ( عِدَّةُ المَرْأَةِ ) المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّى زَوْجُها : هي ما *!تَعُدُّه مِن ( أَيَّام أَقْرائِها ) ، أَو أَيَّامِ حَمْلها ، أَو أَربعة أَشْهُرٍ وعَشْر ليالٍ . ( و ) *!عِدَّتُها أَيضاً : ( أَيامُ إِحْدَادِها على الزَّوْجِ ) وإِمساكِها عن الزِينةِ ، شُهُوراً كان أَو أَقراءً ، أَن وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها ، وقد *!اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها ، أَو طَلاقِهِ إِيَّاها . وجَمْعُ *!عِدَّتِها عِدَدٌ . وأَصْلُ ذالك كُلِّه مِن العَدِّ . وقد انْقَضَتْ عِدَّتُها .
( *!وَعِدَّانُ الشَّيْءِ ، بالفتح والكسر ) ، ولو قال : وعَدَّان الشيْءِ ، ويُكْسَر كان أَخْصَر : ( زَمَانِ وعَهْدُهُ ) ، قال الفَرَزْدَقُ ، يخاطب مِسْكِيناً الدارِمِيَّ ، وكان قد رَثَى زِيَادَ ابنَ أَبِيه :
أَمِسْكِينُ أَبكَى اللّهُ عَينكَ إِنّمَا
جَرَى في ضَلَالٍ دَمْعُها فتَحَدَّر
____________________

(8/357)



أَقولُ له لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ
بِهِ لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً
ككِسْرَى على *!عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا
وأَنا على *!عِدَّانِ ذالِكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ ، عن ابن الأَعرابِيّ . وأَوردَه الأَزهريُّ في عَدَنَ ، أَيضاً . وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ( *!وعَدَّانِ تَفْعَل ذالك ) أَي حِينِه . ( أَو ) معنى قولهم : كان ذالك في عِدَّانِ شَبَابِه ، *!وعِدَّانِ مُلْكه ، هو ( أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ ) وأَكثرُه . قال الأَزهريُّ : ( و ) اشتقاقُ ذالك من قولِهِم : ( *!أَعَدَّهُ ) لأَمْرِ كذا : ( هَيَّأَهُ ) له ، *!وأَعْدَدتُ للأَمرِ *!عُدَّته ، ( و ) يقال : أخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه ، بِمَعنًى ، قال الأَخفشُ : ومنه قولُه تعالَى : { جَمَعَ مَالاً *!وَعَدَّدَهُ } ( الهمزة : 2 ) أَي ( جَعَلَهُ *!عُدَّةً للدَّهْرِ ) ، ويقال : جَعَلَه ذا عَدَدٍ .
( *!واستَعَدَّ له : تَهَيَّأَ ) ، *!كأَعَدَّ ، *!واعْتَدَّ ، *!وتَعَدَّدَ ، قال ثَعْلبٌ : يُقَالُ : *!استَعْدَدتُ للمَسائل ، *!وتَعدَّدْتُ . واسم ذالك : العُدَّةُ .
( و ) يقال : ( هُم *!يَتَعَادُّونَ ، *!ويَتَعَدَّدُون على أَلْفٍ ، أَي يَزِيدُون ) عليه في العَدَدِ ، وقيل : يَتَعَدَّدُونَ عليه : يَزِيدُون عليه في العَدَد ، ويَتعادُّونَ : إِذا اشتَركُوا فيما *!يُعادُّ به بَعْضُهُم بَعضاً من المَكَارِمِ .
( *!والمَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَيِ السَّرْجِ ) على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ ، تقولُ : عَرِقَ *!مَعَدَّاه ، وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ :
كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ *!المَعَدِّ
وقال : *!عَدَّه *!مَعَدًّا ، وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ ، لأَنَّه قد قال : كَزّ القُصَيْرَى ، والقُصَيْرَى عُضْوٌ ، فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مُقَابَلَتِهِ بالعِدَّةِ .
( *!ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العَرَبِ ) ، والمِيمُ زائدةٌ ، ( أَو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ ، قولهم : تَمَعدَدَ ) ، لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام ، وهاذا قولُ سِيبويهِ ، وقد خُولِفَ فيه .
____________________

(8/358)



*!وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ ، ( أَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدَ ، في تَقَشُّفِهِم ، أَو تَنَسَّبَ ) هاكذا في النُّسخ . وفي بعضها ؛ أَو انْتَسَبَ ( إِليهِمْ ) أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ ( أَو تَصَبَّرَ عَلَى عَيْشِهِمْ ) ، ونقَلَ ابنُ دِحْيَةَ في ( كتاب التَّنْوِير ) له ، عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدَ ، وقُرَيْشٍ ، وثَقِيفٍ ، التذكيرُ والصَّرْفُ ، وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخُنا .
( وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ ، رَضِي اللّهُ عنه . الصَّوابُ : قالَ رسولُ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عليه وسَلَّم : ( *!تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا ) وانتَضِلُوا ، وامشُوا حُفاةً ) أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدَ ، وكانُوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشِ ، يقول كُونُوا مِثْلَهُمْ ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ .
وهاكذا هو في حديث آخَرَ : ( عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ ) .
وفي ( الناموس ) و ( حاشية سَعْدِي لبي ) وشرْحِ شَيْخِنا : لا يَبْعُدُ أَن يكونَ الحديثُ جاءَ مرفُوعاً عن عُمَر ، فليس للتَّخْطئةِ وَجْهٌ والحديثُ ذَكَرَه السُّيوطيُّ في ( الجامع ) ، ( رَواه ) الطَّبرانِيُّ عن ( ابن حَدْرَدٍ ) ، هاكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبِي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبدُ اللّهِ بنُ أَبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجَه الطَّبرانِيُّ ، وأَبو الشَّيخ ، وابن شاهِين ، وأَبو نُعَيمٍ ، كُلُّهم مِن حديثِ يَحيَى بنِ أَبي زائدةَ ، عن ابن أَبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيّ ، عن أَبيه عن القَعْقاع ، عن ابن أَبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبدُ الله بنُ أَبي سَعِيدٍ ضعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورَواه أَيضاً البَغَوِيُّ ، وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٌّ مِن حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ . والكُلُّ ضَعِيفٌ . وأَوردَه ابنُ الأَثِيرِ ، فقال : وفي حديث عُمر : ( واخْشَوْشِنُوا ) بالنون ، كما في الرِّواية المشهورة ، وفي بعضها : بالموحَّد . وفي رِواية أُخْرَى : ( تَمَعَّزُوا ) بالزاي ، من المَعْزِ ، وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في ( شَرْحِ المُفَصَّلِ ) .
( و ) يقال : *!تَمَعْدَدَ ( الغُلامُ ) ، إِذا ( شَبَّ وغَلُظَ ) قال الراجِزُ :
رَبَّيْتُه حتَّى إِذَا *!تَمَعْدَدَا
____________________

(8/359)



( و ) في ( شرح الفصيح ) لأَبي جَعفَرٍ : و ( *!-المُعَيْدِيُّ ) فيما قالَه أَبو عُبَيْدٍ ، حاكِياً عن الكِسَائيِّ ( تَصْغِيرُ *!-المَعَدِّيّ ) ، هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إِلى مَعَدَ . وكانَ يَرَى التَّشْدِيدَ في الدَّالِ ، فيقُولُ : *!-المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيْدٍ : ولم أَسْمَعْ هاذا من غَيْرِهِ ، قال سيبويه : وإِنَّمَا ( خُفِّفَت الدَّالُ ) من المُعَيْدِيّ ( استثقالاً للتَّشْدِيدَيْنِ ) ، في هَرَباً من الجَمعِ بينَهُمَا ( مع ياءِ التَّصْغِيرِ ) . قال سِيبَوَيْهِ : وهو أَكثَرُ في كَلامُهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيَ في غيرِ هاذا المَثَلِ ، يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هاذا الاسمَ إِذَا أَرادُوا بِهِ المَثَل . قال سيبويه : فإِنْ حَقَّرتَ ( *!-مَعدِّيّ ) ، ثَقَّلْتَ الدَّالَ ، فقلتَ : *!-مُعَيِدِّيّ .
قال ابنُ التيانِ : يعني إِذا كان اسمَ رَجُلٍ ولم تُرِدْ به المَثَلَ ، وليس من باب أُسَيْدِيَ في شيْءٍ ، لأَنَّه إِنَّمَا حُذِفَ من أُسَيْدِيَ ، كَرَاهَةَ تَوالِي الياءاتِ ، والكَسَرَات ، فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةً ، وإِنَّمَا حُذِفَتْ من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسْرةٌ ، فعُلِمَ أَن لا عِلَّةَ لِحَذْفِهِ إِلَّا الخِفَّةُ ، وأَنَّهُ مَثَلٌ ، كذا تُكُلِّم به ، فوجبَ حِكَايَتُهُ . وقال ابنُ دُرُسْتَويْهِ : الأَصْلُ في المُعَيْدِيّ تشدِيدُ الدَّالِ ، لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إِظهارُ التَّضْعِيفِ ، فأَدْغِم الدَّالُ الأُولَى في الثانيةِ ، ثم استثْقِلَ تشديدُ الدَّالِ ، وتَشْدِيدُ الياءِ بعدَها ، فخُفِّفَت الدّالُ ، فقيل : المُعَيْدِيّ ، وَبَقِيَت الياءُ مُشَدَّدةً . وهاكذا قاله أَبو سَعِيدٍ السِّيرافِيُّ ، وأَنشدَ قولَ النَّابِغَةِ :
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ
سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرِيبِ
( و ) هاذا المَثَلُ على ما ذكره شُرَّاحُ الفَصِيحِ فِيه روايتان ، وتَتَولَّدُ منهما رِوَايَاتٌ أُخَرُ ، كما سيأْتِي بيانُها ، إِحداهُما : ( تَسْمَعُ ) بضَمّ العينِ ، وحذف أَنْ ، وهو الأَشْهَرُ ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ . ومِثْلُه قولُ جَمِيلٍ :
جَزِعْتُ حِذارَ البَينِ يومَ تَحَمَّلُوا
وحَقَّ لمِثْلِي يا بُثَيْنةُ يَجْزَعُ
____________________

(8/360)



أَراد : أَن يَجْزَعَ ، فلَمَّا حَذَف ( أَن ) ، ارتفَع الفِعْلُ ، وإِن كانتْ محذوفَةً من اللفظِ فهي مُرادةٌ ، حتَّى كأَنَّهَا لم تُذَفْ . ويدلّ على ذالك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ ، على إِرادة أَنْ . ولولا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ .
ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن ، وهو شاذٌّ يُقتَصر على ما سُمعَ منه ، نحو هاذا المَثَلِ ، ونحو قولِهم . خُذ اللِّصَّ قبلَ يأْخُذَكَ ، بالنصب ونحو : { أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونّى أَعْبُدُ } ( الزمر 64 ) بالنصب في قراءَةٍ .
قال شيخُنا : وكونُ النصبِ بعد أَن ، محذوفةً ، مقصوراً على السَّماع ، صَرَّح به ابنُ مالِكٍ في مواضِع من مصنَّفاتِه . والجوزُ مَذهبُ الكوفيّين ومَن وافَقَهُم .
( *!-بالمُعَيْدِيِّ ) قال الميدانيُّ وجماعةٌ : دخَلتْ فيه الباءُ ، لأَنه على معنَى تُحَدِّث به ، وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إِلى أَنَّه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ ، وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذالك . وسَمِعْت بكذا ، من الأَمرِ المشهورِ . قال شيخُنا ، وهو كذالك ، كما تَدلُّ له عباراتُ الجُمْهورِ ، ( خَيْرٌ ) خَبَرُ تَسْمَع . والتقديرُ أَن تَسمعَ أَو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظمُ ( مِن أَن تراهُ ) ، أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتِهِ .
قال أَبو جَعْفَرٍ الفِهْريُّ : وليس فيه إِسنادٌ إِلى الفِعْلِ الذي هو تَسْمع ، كما ظَنه بعضُهم . وقال : قد جاءَ الإِسنادُ إِلى الفِعْل . واستَدلَّ على ذالك بهاذا المَثَلِ . وبقوله تبارَكَ وتعالَى : { وَمِنْ ءايَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ } ( الروم : 24 ) وقول الشاعر :
وحَقَّ لِمِثْلى بابْثَيْنَةُ يَجْزَعُ
قال : فالفِعْلُ في كُلُّ هاذا مبتدأٌ ، مسنَدٌ إِليه ، أَو مفعولٌ مسنَدٌ إِليه ، أَو مفعولٌ مسنَدٌ إِليه الفعل الذي لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه .
وما قاله هاذا القائِلُ فاسِدٌ ، لأَن الفِعْلَ في كلامِهم إِنَّما وُضِعَ للإِخْبارِ بِه لا عنه . وما ذكرَه يُمكِن أَن يُرَدَّ إِلى الأَصْلِ الّذِي هو الإِخبارُ عن
____________________

(8/361)


الاسْمِ ، بأَن تُقَدَّر في الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بها ، فتقديرُ ذالك كُلِّه : أَن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه . ومِن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ . وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ . وأَنْ وما بعدَهَا في تَأْويل اسمٍ ، فيكون ذالك إِذا تُؤُوِّلَ على هاذا الوَجْهِ ، من الإِخبارِ عن الاسمِ ، لا من الإِخبار عن الفِعْلِ . كذا في شرح شيخِنا .
قال أَبو جعفر : ورُوِيَ ( مِن عَنْ تَرَاه ) قاله الفرّاءُ في المصادر ، يعني أَنّه ورد بإِبدال الهمزةِ في أَنْ عيناً ، فقيل ( عن ) بدل ( أَن ) ، وهي لغةٌ مشهورةٌ ، كما جَزَمَ به الجماهِيرٌ .
( أَو ) المَثَلُ : ( تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ ( لا أَنْ تَرَاهُ ) ) بتجرِيدِ سمعُ ، من ( أَنْ ) مرفوعاً على القياسِ ، ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ ، قبْلَ : تراه . وهي الرِّواية الثّانِية . وقد صحَّحها كثيرُون .
ونقَل أَبو جَعفرٍ عن الفَرَّاءِ قال : وهي في بَنى أَسَدٍ ، وهي التي يَختارُها الفصحاءُ .
وقال ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ : وأَكثرُه يقول : لا أَنْ تراه . وكذالك قاله ابن السِّكِّيت .
قال الفَرَّاءُ : وقَيْسٌ تقول : ( لأَنّ تَسمعَ بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تَراه ) وهاكذا في ( الفصيح ) .
قال التّدْمريُّ فاللّام هنا لامُ الابتداءِ ، وأَن مع الفِعْلِ بتأْوِيلِ المصدر ، في موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ . والتقديرُ : لسَمَاعُكَ بالمُعيدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ . فسَمَاعُكَ : مبتدأٌ . وخيرٌ : خَبَرٌ عنه . وأَن تراه : في موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ . قال : وفي الخَبَرِ ضميرٌ يعُود على المصدرِ الذي دَلَّ عليه الفِعْلُ ، وهو المبتدأُ ، كما قالوا : مَن كَذَب كَان شَرًّا له .
( يُضْرَبُ فيمَنْ شُهِرَ وذُكِرَ ) وله صِيتٌ في الناس ( وتُزْدَرَى مَرْآتُهُ ) ، أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَتِهِ وحقَارَتِهِ . ( أَو تَأْوِيلُهُ أَمْرٌ ) ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت ، ( أَي اسْمَعْ بِهِ ولا تَرَهُ ) .
وهاذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهلُ الأَمثال
____________________

(8/362)


قاطِبَةٌ : أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً . والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ ، والمَيْدانِيِّ . وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ في ( الفَصِيح ) بروايَتَيْهِ . وبَسطه شُرَّاخه . وزادوا فيه .
قال سِيبويْه : يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً ، وقَدْرُه خَطِيرٌ . وخَبَرُه أَجَلُّ مِن خُبْرِه .
وأَوّلُ مَن قَالَه النُّعْمَانُ بن المُنذِرِ ، أَو المُنْذِرُ بنُ ماءِ السماءِ .
والمُعَيْديُّ رجُلٌ من بني فِهْرٍ ، أَو كِنانةَ ، واختُلِفَ في اسمِهِ : هل هو صَقْعَب بن عَمْرٍ و ، أَوشِقَّة بن ضَمْرةَ ، أَو ضَمحرَة التَّمِيمِيّ ، وكان صَغِيرَ الجُثَّةِ ، عَظِيمِ الهَيْئةِ . ولَمَّا قِيل له ذالك ، قال : أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ ، يُرَادُ بها الأَجسام ، وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ . ومثله قال ابن التّيانيّ تبعاً لصاحِب ( العَيْن ) وأَبو عُبَيْدٍ عن ابن الكَلْبِيِّ والمفضَّل . وفي بعضِها زياداتُ على بعضٍ .
وفي رواية افمضَّل : فقالله شِقَّة : أَبيتَ اللَّعْن : إِنَّمَا المرءُ
____________________

(8/363)


بأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ ، إِذا نَطَق نَطَق ببَيَان ، وإِذا قاتَلَ قاتل بِجَنان . فعَظُم عَيْنِه ، وأَجزل عَطِيَّتَه . وسَمَّاه باسمِ أَبِيه ، فقال له : أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ . وأَورده العلَّامة أَبو عليَ اليوسيّ في ( زَهر الأَكم ) بأَبْسَطَ من هاذا ، وأَوضَحَ الكلامَ فيه . وفيه : أَن هاذا المثلَ أَولَ ما قِيلَ ، لخَيْثَم بنِ عَمْرٍ و النَّهْديّ ، المعروف ، بالصّقعَب الذي ضُرِب به المثَلُ فقيل : ( أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب ) زعَمُوا أَنَّه صاحَ في بَطْنِ أُمِّه ، وأَنَّه صاحَ بقَوْمٍ فهَلَكُوا عن آخِرِهم .
وقيل : المثَلُ للنُّعْمَانِ بن ماءِ السماءِ ، قاله لشِقَّة بن ضَمْرة التّميميّ . وفيه : فقال شِقّة : أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرِّجالَ لا تُكال بالقُفْزَان ، ولا تُوزَن بالمِيزَان . وليست بمُسوكٍ ليُسْتقَى فيها الماءُ . وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْه : قَلْبِه ولِسَانِه ، إِن قال قال بِبَيان ، وإِن صالَ صالَ بجَنان : فأَعْجَبَهُ ما سَمِعَ منه . قال أَنت ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ .
قال شيخُنا : قالوا : لم يَرَ الناسُ من زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إِلى زَمَنِ الجَاحِظِ أَقبَحَ منه ، ولم يُرَ من زَمنِ الجاحِظِ إِلى زَمَنِ الحَرِيريِّ أَقْبَحُ منه .
وفي ( وفَيات الأَعيان ) لابن خلِّكان أَن أبا محمدٍ القاسِمَ بنَ عليّ الحريريَّ ، رحمه الله ، جاءَه إِنسان يَزُوره ويأْخُذُ عنه شيئاً من الأَدب ، وكان الحَرِيريُّ دَميم الخِلْقة جِدًّا فلَمَّا رآه الرّجلُ استزرَى خِلقَتَه ، ففَهِمَ الحريريُّ ذالك منه ، فَلَمَّا طلبَ الرَّجلُ من الحريريِّ أَن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب ، قاله له : اكتُب :
ما أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ
ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضْرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسِكَ غيرِي إِنَّني رَجُلٌ
مِثْلُ المُعَيْدِيِّ فاسمَعْ بِي ولا تَرَنِي
وزاد غيرُ ابنِ خلّكان في هاذه القصّةِ أَن الرجلَ قال :
كانَتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا
عَنْ قاسِمِ بنَ عَلِيَ أَطيَبَ الخَبَرِ
حتَّى الْتَقَيْنَا فلا واللّهِ ما سَمِعَتْ
أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمَّا قد رَأَى بَصَرِي
( وذُو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم ، بن مَرْثَد ، ( قَيْلٌ ) من أَقْيَالِ اليَمن .
( *!والعِدَادُ ، بالكسر : العَطَاءُ ) ، ويومُ العِدَادِ : يوم العَطَاءِ ، قال عُتَيْبَة بن الوَعْل :
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها
أَرى عُتبةَ به الوَعْلِ بَعدِي تَغَيَّرَا
( و ) يقال : بالرَّجل عِدَادٌ ، أَي ( مَسٌّ مِن جُنُونٍ ) ، وقيَّدَه الأَزْهَرِيُّ فقال : هو شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومةٍ .
( و ) *!العِدَادُ : ( المُشَاهَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ ) قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ :
هلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَادِ فتُقْصِرِي
أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي
____________________

(8/364)



معناه : هل تَعرفين وَقْتَ وفاتِي .
وقال ابن السِّكِّيتِ : إِذا كَانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فيه للنِّياحة عليه ، فهو عِدادٌ لهم .
( و ) العِدَاد ( مِن القَوْسِ : رَنِينُهَا ) وهو صَوتُ الوَتَرِ ، قال صَخْرُ الغَيِّ :
وسَمْحَةٌ من قِسِيِّ زارةَ حَم
راءُ هَتُوفٌ عِدَادُها غَرِدُ
( *!كالعَدِيدِ ) ، كأَمير .
( و ) العِدَاد : ( اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ ) تَمَامِ ( سَنَةٍ ) ، فإِذا تَمَّت له مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ به الأَلمُ ، ( كالعِدَدِ ، كَعِنَبٍ ) مقصورٌ منه . وقد جاءَ ذالك في ضرورةِ الشِّعْر . ويقال : بِهِ مَرضٌ عِدادٌ ، وهو أَن يَدَعَه زَماناً ، ثم يُعَاوِدَه ، وقد عادَّه مُعَادَّة مِداداً . وكذالك السَّلِيمُ والمَجُنُونُ ، كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب ، من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ ، ( و ) يقال : ( *!عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ ) *!مُعَادَّةٌ ، إِذا ( أَتَتْهُ *!لِعِدادٍ ، ومنه ) الحديثُ المشهور : ( ما زالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ *!تُعَادُّنِي ) ، فهاذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي ) أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمْ سمِّهَا في أَوقاتٍ مَعْلُومة ، وقال الشاعر :
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى
كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ
وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن *!تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرْءَ ، وما لم تَمْضِ قيل هو في *!عِدَادِه . ومعنى الحديث : *!تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي ، في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
تُطَلَّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ
ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ ، أَي يُعَاوِدُه في أَوقاتٍ مَعْلُومةٍ . وعِدَادُ الحُمَّى : وَقْتُها المعروفُ الَّذي لا يَكاد يُخْطِئُه . وعَمَّ بعضُهم بالعِدَادِ فقال :
____________________

(8/365)


هو الشيْءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثْل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعٍ وكذالك السمُّ الَّذي يَقْتُلُ لِوَقْتِه ، وأَصْله من الععَدِ ، كما تقدَّم .
( و ) قال ابنُ شُمَيل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في ( يَومِ عِدادٍ ، أَي ) يَوْم ( جُمْعَ أَو فِطْرٍ أَو أَضْحَى ) .
( و ) يقال : ( *!عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ ، أَي*! يُعَدُّ منهم ) ومعَهم ( في الدِّيوانِ ) ، وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ ، أَي يُعَدُّ منهم .
( و ) العرب تقول : ( لَقِيتُهُ *!عِدَادَ الثُّرَيَّا ) القَمَرَ ، ( أَي مرّةً في الشَّهْرِ ) وما يأْتِينا فلانٌ إِلَّا عِدَادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا قِرَانَ القَمَر الثُّرَيَّا . أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً واحدةً ، أَنشدَ أبو الهَيْثَم ، لأُسَيْد بن الحُلَاحِلِ :
إِذَا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا
لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ
قال أَبو الهَيْثَمِ : وإِنَّمَا يُقَارِنُ القَمرُ الثُّريَّا لَيْلَةً ثالثةً من الهِلال وذالك أَوَّلَ الرَّبِيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ . ويقال : ما أَلْقَاه إِلّا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ ، وإِلّا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا عِدادَ الثُّريَّا من القَمَرِ ، أَي إِلَّا مَرَّةٌ في السَّنة . وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القَمَرِ الثُّرَيَّا . وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهرٍ يلتقِي فيها الثريّا والقمرُ . وفي الصّحاح : وذالك أَن القَمَرَ يَنزِل الثُّريَّا في كلِّ شَهْرٍ مرَّةً . قال ابن بَرِّيَ : صوابُه أَن يقول : لأَنَّ القَمَر يُقَارِنُ الثَّريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرَّةً . وذالك في خَمْسَةِ أَيّامٍ من آذار ، وعلى ذالك قوْل أُسَيْدِ بن الحُلاحلِ :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا
البَيْت . وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى
قِرَانَ الثُّرَيَّا مَرّةً ثم تَأْفُلُ
قال ابن منظور : رأَيتُ بخطّ القاضي شمْسِ الدين أَحمد بن خلكّان : هاذا الذي استدركه الشيخُ على الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه ، لأَنه قال : إِن القَمَرَ يَنْزِل الثُّريَّا في كلِّ شَهْرٍ مرَّة
____________________

(8/366)


ً وهاذا كلامٌ صحيحٌ ، لأَن القَمَرَ يَقطَع الفَلَكَ في كل شهرٍ مرَّةً ، ويكون كلَّ لَيلَةٍ في مَنْزِلةٍ ، والثُّريَّا من جُمْلَة المَنَازِل ، فيكون القَمَرُ فيها في الشَّهْر مرَّةً : ويقالُ : فُلانٌ إِنّما يأْتِي أَهْلَهُ العِدَّةَ ، أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتَّى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا .
( *!والعَدْعَدَةُ : العَجَلَةُ والسُّرْعَةُ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ . *!وعَدْعَدَ ( في المَشْيِ ) وغَيْرِه *!عَدْعَدَةً : أَسرَعَ .
( و ) العَدْعَدةُ : ( صَوْتُ القَطَا ) ، عن أَبي عُبَيْدٍ . قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ .
( وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ ) ، قاله أَبو زيدٍ ، قال وعَدَسْ مثلُه .
( وعَدِيدٌ ) كأَمِيرٍ : ( ماءٌ لِعَمِيرَةَ ) ، كسَفِينةٍ ، بطْن من كَلْب .
( *!والعُدُّ *!والعُدَّةُ بضمِّهما بَثْرٌ ) يكون في الوَجْه ، عن ابن جِنِّي ، وقيل : هما بَثْرٌ ( يَخْرُج في ) ، وفي بعض النُّسخ : على ( وُجُوهِ المِلَاحِ ) ، يقال : قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فأقْبَحْهُ ، أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هاكذا فَسَّروه .
ومما يُستدرك عليه :
حكى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : *!عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ، *!وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ، ثم قال : لا أَدري ، أَمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ . فشَكُّه في ذالك يَدُلُّ على أَن *!أَعددْت لُغَةٌ في عَدَدْتُ ، ولا أَعرفها .
وعَدَدْتُ : من الأَفعالِ المتعدِّيَة إِلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسِيط ، يقولون : عَدَدْتُكَ المالَ ، *!وعَدَدْت لكَ المالَ . قال الفارسيّ : *!عددتُكَ *!وعَددْت لك ، ولم يَذكر المالَ .
*!وعادَّهم الشيْءُ : تَساهَمُوه بينهم فسَاوَاهُم ، وهم *!يَتعادُّون ، إِذا اشتَرَكُوَا فيما يُعادُّ فيه بعضُهم بعضاً من مَكارِمَ أَو غيرِ ذالك مت الأَشياءِ كُلِّهَا .
*!والعَدَائِدُ : المالُ المُقْتَسمُ والميراثُ .
____________________

(8/367)



وقول أَبي دُوَادٍ في صِفَة عرَسٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ
زابِ ليسَ لها *!عَدائِدْ
فسَّره ثَعلبٌ فقال : شَبَّهها بعصَا المُسَافِرِ ، لأَنها مَلْساءُ ، فكأَنَّ العَدائِدَ هنا العُقَدُ ، وإِن كان هو لم يُفَسِّرها .
وقال الأَزهريُّ : معناه ليس لها نَظَائِرُ .
وعن أَبي زيدٍ : يقال انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ ، إِذا انقضَى أَجعلُه ، وجمعُهَا : *!العِدَدُ . ومثْله : انقضتْ مُدَّتُه . وجَمْعها المُدَدُ .
*!وإِعْدَادُ الشيْءِ ، *!واعتِدادُه ، *!واسْتِعْدَاده ، وتَعْداده : إِحضارُه .
*!والعُدَّةُ ، بالضّمِّ : ما *!أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ ، من المالِ والسِّلاحِ ، يقال : أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه ، بمعنًى ، الأُهْبة ، قاله الأَخْفشُ .
وقال ابن دُرَيد : العُدَّة من السِّلاحِ ما *!اعتَدَدْته ، خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظاً ، فلا أَدرِي : أَخَصَّه في المَعْنَى أَم لا .
والعِدَادُ ، بالكسر : يومُ العَرْضِ ، وأَنشد شَمِرٌ ، لجَهْم بن سَبَل :
مِنَ البِيضِ العَقَائِلِ لم يُقَصِّرْ
بِهَا الآباءُ في يومِ العِدَادِ
قال شَمِر : أَراد يومَ الفَخارِ *!ومُعادَّةِ بعضِهِم بعضاً .
*!والعِدَّانُ : جع *!عَتُودٍ . وقد تقدَّم .
وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَباعَدَ وذهَبَ في الأَرضِ ، قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها
وإِن كانَ مِن ذِي وُدَّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا
وهو من قولهم : مَعَدَ في الأَرضِ ، إِذا أَبْعَدَ في الذَّهابِ . وسيذكر في فصل : مَعَدَ مستوفًى .
عرد : ( العَرْدُ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ المُنْتَصِبُ ) من كلّ شيْءٍ ، قال العَجَّاج :
وعُنُقاً عَرْداً وَرَأْساً مِرْأَسَا
قال الأَصمعيُّ : عَرْداً أَي غَليظاً .
____________________

(8/368)



( و ) العَرْد : ( الحِمَارُ ) ، سُمِّيَ به لِغِلَظِ رَقَبَتِهِ .
( و ) العَرْد : ( الذَّكَرُ ) مطلقاً . وقيل : هو الذَّكَر الصُّلْبُ الشَّدِيد . وقيل : هو الذَّكَرُ ( المُنْتَشِرُ المُنْتَصِبُ ) المُتْمَهِلُّ الصُّلْب ، وجمْعه : أَعرادٌ ، قالت امرأَةٌ من العَرَبِ ، وقد ضَرَبت يدَهَا على عَضُدِ بنتٍ لها تُشير بِرَجُلٍ إِليها :
عَلَنْدَاةٌ يَئِطُّ العَرْدُ فِيهَا
أَطِيطَ الرَّحْلِ ذي الغَرزِ الجَدِيدِ
قال الراوي : فجعلتُ أُدِيمُ النظرَ إِليها فقالتْ :
فما لَكَ مِنْهَا غيرَ أَنَّكَ ناكِحٌ
بِعَيْنَيْكَ عَيْنَيْهَا فهَلْ ذاكَ نافِعُ
( و ) العَرْد : ( مَغْرَزُ العُنُقِ ) ، قال اللّيث : العَرْد : من كلِّ شيْءَ الصُّلْب المُنْتَصِبُ ، يقال : إِنه لَعَرْدُ مَغْرَزِ العُنِقِ ، قال العجَّاج :
عَرْدَ التَّارقِي حَشُورَاً مُعَقْرَبَا
( والعُرَدَةُ ، كَهُمَزَةٍ : ماءٌ عِدٌّ ) ، أَي قديمٌ ( لِبَنِي صَخُرٍ ) ، من بني طَيِّىءٍ ، ( أَو ) هي اسمُ ( هَضْبةٍ في أَصْلِهَا ماءٌ ) ، سُمِّيَتْ لانتِصابها أَو صَلابتِها .
( وعَرَدَ النَّبْتُ والنَّابُ وغَيْرُه ) ، ونصُّ عبارة أَبي حَنيفَةَ في كتاب النَّبَت ) : عَرَد النَّبْتُ يَعْرُد عُرُوداً ( طَلَعَ وارتَفَع ) وخَرَج عن نَعْمَته وغُضُوضَتِه فاشتَدَّ . قال ذو الرُّمَّة :
يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بينَ عُوجٍ كأَنَّها
زِجَاجُ القَنَا منها نَجِيمٌ وعَارِدُ
وعَرَد النّابُ يَعْرُد عُرُوداً : خَرَجَ كلُّه واشتَدَّ وانتصَبَ ، وكذالك النَّبَاتُ . ونصُّ الجوهريِّ : عَرَدَ النَّبْتُ يَعرُد عُرُوداً ، أَي طَلَعَ وارتَفَع ، وكذالك النَّابُ وغيرُه ، ومنه قول لراجز :
تَرَى شُؤُون رأْسِها العَوارِدَا
( و ) عَرَدَ ( الحَجَرَ ) يَرُدُه عَرْداً : ( رمَاه ) رَمْياً ( بَعيداً ) .
( والعَرَدَاتُ ، مُحَرَّكةً : وادٍ لِبَجِيلةَ القَبِيلةِ المشهورةِ ، نقله الصاغَانيُّ .
____________________

(8/369)



( و ) عَرَادٌ ، ( كسَحَابٍ : نَبْتٌ ) صُلْبٌ مُنْتَصِبٌ .
( و ) العَرَاد : ( الغَلِيظُ العَاسِي ) المُشْتَدّ ( من النَّباتِ ) ، وفي اللسان ؛ العَرَادُ والعَرَادَةُ : حَشِيشٌ طَيِّبُ الرِّيحِ .
وقيل : حَمْضٌ تأْكُلُه الإِبلُ ، ومَنَابِتِ الرَّمْلُ ، وسُهُولُ الرَّمْلِ . وقال الرَّاعِي ووَصفَ إِبلَه :
إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ وَصَا لَهَا
عَرَادٌ وحَاذٌّ أَلْبسَ كُلَّ أَجوَعَا
وقيل : هو من نَحِيل العَذَاة ، واحدتُه : عَرَادَةٌ ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ . قال الأَزْهَرِيُّ رأَيتُ العَرَادَةَ في البادِيَةِ ، وهي صُلْبَةُ العُودِ ، مُنتشِرةُ الأَغصانِ ، لا رائِحَةَ لها .
( و ) العَرَادَة ، ( كسَحَابٍ : الجَرَادةُ ) الأُنثى ، كذا في الصّحَاح .
قال شيخُنَا : وإِنما قَيَّدَهَا بذالك لأَن التاءَ للوحْدةِ ، فلا تدُلّ على التأْنِيثِ .
( و ) العَرَادَة : ( الحَالَةُ ) ، وفلانٌ في عَرَادَةِ خَيْرٍ ، أَي في حالِ خَيْرٍ .
( و ) العَرَادَة : اسم ( أَفْرَاس ) من خَيْلِ الجاهليةِ ( لأَبي دُوَادٍ الإِيادِيِّ ، وللرَّبِيع بنِ زِيادٍ الكَلْبِيّ ، ولِلْكَلْحَبةِ ) هُبَيْرَةَ بنِ عبد مناف ( العُرَنِيِّ ) ، والكَلْحَبَةُ اسمُ أُمّه ، قال الكَلْحَبةُ :
تُسَائِلُني بنو جُشَمِ بنِ بَكْرٍ
أَغَرَّاءُ العَرَادَةُ أَمْ بَهِيمُ
كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْفَةٍ ولاكنْ
كَلَوْنِ الصِّرْفِ علَّ بِهِ الأَدِيمُ
والصواب في فَرَسِ أَبي دُوادٍ : العَرَّادة ، بتشديد الراءِ ، والتخفيف وَهَمٌ . واقتصر الجوهريُّ على فَرس الكَلْحَبة .
( و ) عَرَادَةُ ( اسمُ رجُلٍ ) سُمِّيَ باسم النَّبَاتِ ( هَجاه جَرِير ) بنُ الخَطَفَى الشاعِرُ ، ومِن قولِهِ فِيه :
أَتاني عن عَرَادَةَ قَوْلُ سوْءٍ
فَلَا وأَبِي عَرَادَةَ ما أَصابَا
____________________

(8/370)



عَرَادَةُ من بَقِيَّةِ قَوْمِ لُوطٍ
أَلَ تَبًّا لِمَا صَنعُوا تَبَابَا
( و ) العَرَّادَةُ ، ( بالتشديد : شيْءٌ أَصغرُ من المَنْجَنِيقِ ) ، شَبِيهُهُ ، والجمْع العَرَّادَتُ .
( و ) عَرَّادَةُ : ( ة قُرْبَ نَصِيبِينَ ) ، بينَهَا وبينَ رأْسِ عَيْنٍ ، علَى رأْسِ تَلَ شِبْه القَلْعَة .
( و ) عَرَّادٌ ، ( ككَتَّانٍ فَرَسُ ماعِزِ بنِ مُجَالِدِ ) البَكَّائِيّ ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) عَرَّادٌ : اسمُ ( جَدِّ والدِ ) أَبي عيسَى ( أَحمدَ بنِ محمّد بنِ موسى ) وقيل عيسى بن العَرَّاد ( المُحَدِّثِ ) البغداديّ ، عن أَبي همّام الوَلِيد بن شُجَاعٍ ، ويَحيَى بن أَكْثَم ، وعنه أَبو بكرٍ الشافعيُّ وغيره ، وُلِدَ سنة 225 ه وتُوفِّي سنة 352 ه .
( والعَرِيد : البَعِيدُ ) يَمَانِيَةٌ . ( و ) العَرِيد : ( العادَةُ ) يقال ما زالَ ذالك عَرِيدَه ، أَي دَأْبَه وهِجِّيرَاه ، عن اللِّحْيَانِيِّ .
كتاب م كتاب ( والمعُرُّوَنْدُ ، بضمتين والرّاءُ مُشَددة ) وسكون النون بعد واوٍ مفتوحة : ( حِصْنٌ بِصَنعاءِ اليَمَنِ ) عن الصاغانيِّ .
قال شيخُنَا : صرَّحَ أَهلُ الاشتقاقِ والتصريف بأَنَّ نونَه زائدةٌ ، لقولهم : عَرَّدَ ، إِذا نَزلَ ، ولفقْد نحو جُعُّفَرّ .
قلت : والذي يَظْهَر أَنَّ الواو زائدةٌ والنون بدلٌ عن الدّال ، وأَصْله عُرُدٌّ كعُتُلَ .
( والعِرْدادُ ، بالكسر : الفِيلُ ) لغِلَظِهِ وضَخَامَتِه .
( و ) العِرْدَادُ : ( الشُّجاعُ الصُّلْبُ ) من الرِّجَال .
( و ) العِرْدَادُ : ( هِرَاوَةٌ يُشَدُّ بها الفَرَسُ والجَمَلُ .
( والعَرَنْدَدُ ) كسَفَرْجَلٍ ، مُلْحَق به ( والعُرُنْدُ ، بالضمّ ) ، الصواب بضمتين : ( الصُّلْبُ ) الشَّدِيدُ مِن كُلِّ شيْءٍ ، نونُه بدلٌ من الدَّال ، ( كالعَرِدِ ،
____________________

(8/371)


كَكَتِفٍ ، و ) العُرُدّ مثل ( عُتُلَ ) .
قال الفرّاءُ : رُمْح عُرُدٌّ ووَتَرٌ عُرُدُّ : شَدِيدٌ . وأَنشد لِحَنْظَلَةَ بنِ سَيَّارٍ يومَ ذِي قارٍ :
ما عَلَّتِي وأَنا مُؤْدٍ جَلْدُ
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ
مِثلُ جِرَان العَوْدِ أَو أشَدُّ
ويروى : مِثْلُ ذِرَاعِ البَكْرِ .
شَبَّه الوتَرَ بِذراعِ البَعِيرِ في تَوَتُّرِه .
وورَد هاذا أَيضاً في خُطْبَة الحَجَّاج . ويقال : إِنّه لَقوِيٌّ شَديدٌ عُرُدُّ .
وحَكَى سيبويهِ : وَتَرٌ عُرُنْدٌ ، أَي غَلِيظٌ ، ونَظِيرُه من الكلام : تُرُنْج .
( وعَرَّد ) الرَّجُلُ ( تَعْرِيداً ) : فَرَّ و ( هَرَب ، كعَرِدَ ، كسَمِع ) ، عن ابن الأَعرَابيِّ ، وعَرَّدَ الرَّجلُ عن قِرْنه ، إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ . وقيل : التَّعْرِيد : سُرْعَةُ الذَّهابِ في الهَزِيمةِ ، قال الشَّاعِرُ يَذْكُر هَزِيمةَ أَبي نَعَامَةَ الحَرُورِيِّ :
بِأَبِي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ
( و ) عَرَّدَ ( السَّهْمُ في الرَّمِيَّةِ ) تَعْرِيداً ، ذا ( نَفَذَ مِنْهَا ) ، أَي من الرَّمِيَّةِ ، قال ساعدةُ :
فجالَتْ وخَالَتْ أَنَّهُ لم يقَعْ بِهَا
وقد خَلَّهَا قِدْحٌ صَوِيبٌ مُعَرِّدُ
أَي نافذٌ . وخَلَّهَا ، أَي دَخَلَ فيها . وصَوِيبٌ : صائِبٌ ، قاصدٌ .
وقال لَبِيد :
فمضَى وقَدَّمَها وكانَتْ عادةً
منه إِذا هيَ عَردَتْ إِقْدَامُها
أَنَّث الإِقدام لِتَعَلّقِه بها ، كقوله :
مَشَينَ كما اهتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ
أَعَالِيَهَ مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ
( و ) عَرَّد ( فلانٌ ) تَعْيداً : ( تَرَكَ ) القَصْدَ من ( الطَّريق ) وانْحَرَفَ عنها ، وانهزمَ . ومن ذالك في الأَساس : عَرَّدَ عنه : انحَرَفَ وبَعُدَ . قال : وسَمِعْتُ في طَرِيقِ مَكَّةَ مَن يقول : ضَرَبْتُ البَعِيرَ فعَردَ عَنِّي .
____________________

(8/372)



( و ) عَرَّدَ ( النَّجمُ ) تَعريداً ( إِذا ارتَفَعَ ) قال الرَّاعِي :
بأَطْيَبَ من ثَوْبَيْنِ تأْوِي إِليهما
سُعادُ إِذا نَجُمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا
أَي ارتَفعَ ، هاكذا فَسَّره شَمِرٌ .
وقال أَيضاً :
فجَاءَ بأَشْوالٍ إِلى أَهْلِ خُبَّةٍ
طَرُوقاً وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدَا
قال : أَقعَى ، أَي ارتفعَ ، ثُمَّ لم يبْرَحُ . ( و ) يقال عَردَ النَّجمُ تَعريداً ( إِذا مالَ لِلْغُرُوبِ أَيضاً بعد ما تَكَبَّدَ السَّماءَ ) ، هاكذا على وزْن تَقَبَّلَ ، وفي بعض النسخ : يُكَبَّدُ ، مَبْنِيًّا للمفعول من التَّفعيل ، قال ذو الرُّمَّة :
وهَمَّتِ الجَوْزاءُ بالتَّعْرِيدِ
وقال ذو الرُّمَّة ، يَصف ثَوْراً :
كأَنَّه العَيُّوقُ حِينَ عَرَّدا
عيَن طَرَّادَ وُحوشٍ مِصْيَدَا
وقال أَيضاً :
والنَّجْمُ بين القِمِّ والتَّعْرِيدِ
يَسْتَلْحِقُ الجَوْزَاءَ في صَعُودِ
يَعْنِي الثُّرَيَّا بين حِيالِ الرَّأْس ، وبين أَن يكونَ قد ارتفَعَ .
( أَي لم يَسْتَوِ النَّجْمُ على قِمَّةِ الرَّأْسِ ، أَي هو بين ذالك ) .
( و ) عَرْدَةُ ( كحَمْزَةَ : ع ) ، قال عَبِيد :
فَعَرْدَةٌ فقَفَا حِبرَ
ليسَ بها مِنْهُمُ عَرِيبُ
ويُرْوَى :
فَفَرْدَةٌ فقَفَا عِبِرَ
بالفَاءِ ، والعين ، ( والعَارِدُ : المُنْتَبِذُ
____________________

(8/373)


وقولُ حَجْلٍ ) بفتح فسكون ( مَوْلَى بَنِي فَزارَةَ ) كما قاله الأَصمعيُّ ، وقِيل لِرَجُلٍ من بَني أَسَدٍ . وفي حَوَاشِي ابنِ بَرِّيَ أَنه لأَبي محمّد الفَقْعَسِيّ :
صَوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلاعِدَا
لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إلَّا فارِدا
تَرَى شُؤُونَ رأْسِه العَوَارِدَا
الخَطْمَ واللَّحْيَيْنِ والأَرَائِدَا
وحيثُ تَلْقَى الهَامَةُ الأَصائِدَا
مَضُبورةً إِلى شَباً حَدائِدا
والرواية : مأْرومة . وشَبَا حدائِدَا بالتنوين ، وغير التنوين ، ( أَي مُنْتَبِذَةً بعضُهَا من بَعْضٍ ) ، قاله ابن بُزُرْج ( أَو المُرَادُ : الغَلِيظَةُ ) .
قال ابن بَرِّيَ : ( وإِنشادُ الجوهريِّ ) تَرى شُؤونَ ( رَأْسِها ، غَلَطٌ ) ، والصواب رأْسِهِ ، كا قدَّمنا ( لأَنه يصف جَمَلاً ) وفي الحواشي : فَحْلاً . ومعنى صَوَّى لها : اخْتَار لها فحْلاً . والكِدْنَةُ : الغَلظُ والجُلاعِدُ : الشَّدِيدُ الصُّلْبُ .
ومما يستدرك عليه :
عَرَدَت أَنيابُ الإِبل : غَلُظَتْ واشتَدَّت .
وَعرَّدَ الرجلُ تَعريداً : قَوِيَ جِسْمُه بعْدَ المعرَضِ .
وعَرَدَت الشّجرةُ تَعرُد عُرُوداً ، ونَجَمَت نُجُوماً : طَلَعَتْ ، وقيل : اعْوَجَّتْ .
وفي النوادر : عَرَدَ الشَّجَرُ وأَعْرَدَ ، إِذا غَلُظَ وكَبُرَ .
وعَرَادٌ عَرِدٌ ، على المبالَغَةِ ، قال أَبو الهَيْثَ : تقولُ العربُ قيل للصَّبِّ : وِرْداً وِرْداً ، فقال :
أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
لا يَشْتَهِي أَني رِدَا
إِلّا عَرَاداً عَرِدَا
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
____________________

(8/374)



وإِنَّمَا أَراد : عارِداً وبارداً ، فحذفَ للضَّرُورَة .
ويقال : عَرَّدَ فُلانٌ بِحَاجَتِنا ، إِذا لم يَقْضِها .
ونِيقٌ مُعَرِّدٌ : مُرْتَفعٌ طَوِيلٌ ، قال الفَرَزْدَقُ :
وإِني وإِيَّاكُمْ وَمَنْ في حِبالِكُمْ
كمَنْ حَبْلُهُ في رَأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ
وعَرِدَ ، كسَمِعَ : قَوِيَ جِسْمُه بعْد المَرَضِ .
وأَبو عِيسى أَحمدُ بنُ محمَّدِ بن مُوسَى العَرَّاد ، شَيْخٌ لابنِ عَدِيَ ، وسعِيدُ بنُ أَحْمَدَ العَرَّاد ، شيخٌ للدَّارَقُطْنيّ .
عربد : ( العِرْبعدُّ كقِرْشَبَ ) ، يعني : بكسر فسكون ففتح مع تشديد الدال ، ( وتُكْسَرُ الباءُ ) الموحَّدة : ( الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْءٍ ) ، يقال غَضَبٌ عِرْبِدٌّ ، أَي شَدِيد ، قال :
لَقَد غَضِبْنَ غَضَباً عِرْبِدَّا
( و ) العِرْبِدُّ ، بكسر الباءِ معَ تَشْدِيد الدال ، كما هو بخطّ الصاغانيِّ : ( الدَّأْبُ والعادةُ ) ، يقال ما زالَ ذاك عِرْبِدَّه ، أَي دَأْبَه وهِجِّيرَاه .
( والذَّكَرُ من الأَفَاعِيّ ) يُسَمَّى عِرْبَدًّا ، بفتح الباءِ .
( و ) العِرْبَدُّ ، بالوَجْهَيْنِ : ( حَيَّةٌ ) حَمْرَاءُ رَقْشَاءُ بكُدْرةٍ وسَواد ، ( تَنْفُخ ولا تُؤْذِي ) إِلّا أَن تُؤْذَى . قالَه أَبو خَيْرَة وابن شُمَيْل ، وهو على مِثْل سِلَّغْد مُلْحَق بجِرْدَحْلٍ ، ( أَو حَيَّةٌ حَمْرَاءُ خَبِيثَةٌ ) ، لأَنَّ ابنَ الأَعرابيِّ قد أَنْشَد :
إِنّي إِذَا ما الأَمرُ كان جِدَّا
ولم أَجِدْ من اقتحامٍ بُدَّا
لاقِي العِدَا في حَيَّةٍ عِرْبَدَّا
فكَيْفَ يَصِفُ نفسَه بأَنَّه حَيَّةٌ يَنفُخ العِدَا لا يُؤْذِيهِم . وهو ( ضِدٌّ ) ويقال من الأَخير اشتُقَّتْ عَرْبَدَةُ الشَّارِب .
( و ) يقال : ( رَكِبْت عِرْبَدِّي ) ،
____________________

(8/375)


بكسر الباءِ وفتحها ، ( أَي مَضَيتُ فلم أَلْوِ ) ولم أُعَرِّجْ ( على شيْءٍ ) . ويقال رَكِبَ عِصْوَدَّه وعِربَدَّه ، إِذا رَكِبَ رأْسَه .
( و ) العِرْبِدُ ( كَزِبْرِجٍ : الحَيَّةُ ) ، عن ابنِ الأَعرابيِّ . وزاد ثعلب : الخَفِيفةُ .
( و ) العِرْبِد : ( الأَرْضُ الخَشِنَةُ .
( و ) في الصّحَاح ، والأَساس وغيرِهما : ( العَرْبَدَةُ : سُوءُ الخُلُقِ ) .
( والعِرْبِيدُ ، بالكسر ) ، والعِرْبِدُ كزِبْرج ، ( والمُعَرْبِدُ : مُؤْذِي نَدِيمِهِ في سُكِرهِ ) ، ورجلٌ عِرْبِيدٌ ، ومُعَرْبِدٌ : شِرِّيرٌ مُشَارٌّ . وهو يُعَرْبِدُ على أَصحابِهِ عَرْبَدةَ السَّكْرَان .
عرجد : ( العُرْجُد ، كُرْقُعٍ وطُرْطُبَ وزُنْبُورٍ ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : هو ( عُرْجُونُ النَّخْلِ ) والجمع : العَرَاجِدُ .
( و ) العُرْجُودُ ، ( كَزُنْبُورٍ : أَوْلُ ما يَخرجُ من العِنَبِ كالثَّآلِيل ) ، عن ابن شُمَيْلٍ . قاله الأَزهريُّ .
وفي المحكم : العُرْجُود : أَصْلُ العِذْقِ من التَّمْرِ والعِنَبِ حتَّى يُقْطَفَا .
( وعَرْجَدَةُ : اسْم ) رجلٍ . عن الصاغانيِّ .
عرقد : ( العَرْقَدَةُ ، بالقَاف ) ، أَهمله الجَوهَريُّ . وقال الصاغانيُّ : هو ( شِدَّةُ الفَتْلِ ) ، أَي فَتْلِ الحَبْلِ ونَحْو من الأَشياءِ كُلِّها . والفَتْل ( بالفَاءِ ) ، وربَّمَا تَصحّف على بعضِهم ، فلذلك نبه عليه .
عزد : ( عَزَد جارِيَتَهُ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ . وقال الأَزهَرِيُّ : عَزَدَها ، ( كَضبَ ) يَعزِدُهَا عَزْداً : ( جامَعَهَا ) ، وكذالك دَعَزَها دعْزاً ، وهو مقلوبٌ .
عسد : ( عَسَدَ يَعْسِدُ ) ، أَهمَلَه الجوهريُّ ، وهو من حدِّ ضَرَب : ( سارَ ) في الأَرضِ ، هاكذا في سائرِ النُّسَخ ، وهو تَصْحِيف قَبِيح ، وقع فيه . وذلك أَنَّ ابنَ دُرَيْدٍ قال في الجمهرة ) . والعَسْد
____________________

(8/376)


أَيضاً : البَبْر . فَصحَّفَه المصنِّف بالسَّيْرِ ، ثم اشتَقَّ منه فِعْلاً فقال : عَسَد يَعْسِدُ ، إِذا سار . ولم أَرَ لأَحدٍ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ذِكْرَ العَسْدِ بمعنى السَّيْر ، وإِنما هو البَبْر . فتأَمَّل ، وأَنْصِفْ .
( و ) قال ابنُ دُرَيْد : عَسَدَ ( الحَبْلَ ) يَعْسِدُه : ( فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً ( قال : وهاذا هو الأَصلُ في العَسْدِ .
( و ) عَسَدَ ( جارِيَتَهُ ) يَعْسِدها عَسْداً : ( جامَعَها ) لغةٌ في : عَزَدَ ، عن ابن دُرَيْد . ويقال : عَصَدَهَا وعَزَدَهَا .
( والعِسْوَدُّ ، كَقِثْوَلَ ) ، أَي بكسْر فسكون ففَتْح فتَشْديد الّلام : ( العَضْرَفُوطُ ) ، قالَه ابن شُمَيْلٍ ، قال الأَزهريُّ والعَضْرَفوطُ ( من العِظاءِ ) ، ولها قوائِمُ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : العِسْوَدُّ والعِرْبَدِّ ( الحَيَّةُ ) .
( و ) العِسْوَدُّ : ( القَوِيُّ الشَّدِيدُ ) من الأَجْمَال والرِّجال ، يقال : جَمَلٌ عِسْوَدٌّ : قَوِيٌّ شَدِيدٌ ، وكذالك الرَّجُل .
( و ) العسْوَدَّةُ ( بهاءٍ : دُوَيْبَّة بَيضاءُ ) كأَنَّها شَحْمةٌ ، تكون في الرَّمْلِ ( يُشَبَّهُ بها بنانُ العَذارَى ، ج : عَسَاوِدُ وعِسْوَدَّاتٌ ، وتُكَنَّى بِنْتَ النَّقَا ) أَي تُلَقَّب به .
قال شيخُنَا : وهاذا بِناءً على ما اشْتَهَرَ عند المتأَخِّرين من أَنَّ الكُنْيَةَ ما صُدِّر بأَبٍ أَو أُمَ ، أَو ابنٍ أَو بِنْت وإلَّا فالأَكْثَرُ من الأَقْدَمِين يُخَرِّجُون مثْل هاذا على اللَّقَبِ . قال الأَزهَرِيُّ : بِنْتُ النُّقَا غيرُ العَضْرَفُوطِ ، تُشْبِه السَّمَكَةَ . وقيل : العِسْوَدَّةُ تُشْبِه الحُكَأَةَ ، أَصغَرُ منها ، وأَدقُّ رأْساً ، سَوْداءُ غَبْراءُ .
ومما يستدرك عليه :
العَسْد : هو البَبْر ، نقلَه ابنُ دُرَيد . وقال الأَزهريُّ : وأَنا لا أَعرِفه .
والعسْوَدّ : دَسّاسٌ تكون في الأَنقاءِ .
زتَفرَّقَ القَوْمُ عُسادَيَاتٍ ، أَي في كُلِّ وَجْهٍ .
عسجد : ( العَسْجَدُ : الذَّهَبُ ، و ) قيل : هو
____________________

(8/377)


اسمٌ جاسِعٌ ، يُطْلَقُ على ( الجَوْهَرِ كُلِّه ، كالدُّرِّ والياقُوتِ .
( و ) قال المازِنِيُّ : العَسْجَد : ( البعِيرُ الضَّخْمُ ) ، واللَّطِيمُ : الصَّغِيرُ من الإِبل .
وفي الصحاح ، العَسْجَدُ : أَحدُ ما جاءَ من الرُّباعِيِّ بَغَيْرِ حَرْفٍ ذَوْلَقِيٍ . والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ سِتَّةٌ : ثلاثةٌ من طَرَفِ اللِّسَانِ ، وهي : الرَّاءُ واللَّام والنُّون ، وثلاثةٌ شَفَهِيَّةٌ ، وهي : الباءُ والفَاءُ والميم . ولا تجد كلمةً رُبَاعِيَّةً ولا خُمَاسِيَّةً إِلَّا فيها حرْفٌ أَو حرْفانِ من هاذه الستةِ أَحرف ، إِلّا ما جاءَ نحو عَسْجد وما أَشبهه . انتهى . ومثله في ( سرّ الصِّناعَة ) لابن جِنّي ، والاقتراح ) . وفي مقدِّمات ( سفاءِ الغَليل ) .
وأَحسَنُ كلامِ العرب ما بُنِيَ من الحُرُوفِ المتباعدةِ المخارِجِ ، وأَخَفُّ الحُروفِ حُروفُ الذَّلَاقَةِ ، ولذا لا يَخلو الرُّباعي والخُمَاسيُّ منها إلَّا ( نحو ) عَسْجَد ، لِشَبَهِ السِّين في الصَّفير بالنون في الغُنَّة ، فإِذا وَرَدَت كلمةٌ رُباعيّةٌ ، أَو خُماسِيَّة ليس فيها شيْءٌ من حُروفِ الذَّلَاقةِ فاعلمْ أَنَّها غير أَصلِيَّة في العَرِبيَّة . انتهى .
قلتُ : ومن هنا أَخذَ مُلَّا على في ( النامُوس ) ، وحَكَم على عَسْجَد أَنَّه ليس بعربيَ ، وغَفَلَ عن الاستثناءِ ، وحَفِظَ شيئاً وغابَت عنه أَشياءُ . وفي كلامه في ( الناموس ) غلطٌ من وَجْهَين ، أَشار له شيخُنَا ، رحمه الله تعالى ، فراجِعْه .
( و ) قال ثعلب : اختلَفَ النّاسُ في العَسْجَدِ ، فرَوَى أَبو نَصْرٍ عن الأَصْمَعيِّ في قول غامانَ بنِ كَعْب بن عَمْرِو بن سَعْدٍ :
إِذَ اصْطَكَّتْ بِضَيْقٍ حَجْرَتَاها
تَلَاقَى ( العَسْجَدِيَّةُ ) واللَّطِيمُ
قال : العَسْجَدِيَّةُ منسوبةٌ إِلى سُوقٍ
____________________

(8/378)


يكون فيها العَسْجدُ ، وهو الذَّهَب ، وروَى ابنُ الأَعرابيِّ عن المفضَّل أَنه قال : العَسْجَدِيَّةُ منْسوبةٌ إِلى فَحْلٍ كَرِيمٍ ، يقال له : عسْجَدٌ . وقال غيره : وهو العَسْجَدِيُّ أَيضاً ، كأَنَّهُ من إِضافةِ الشيْءِ إِلى نفسِه .
وفي التهذيب : العَسْجَدِيُّ : ( فَرَسٌ ) لبني أَسَدٍ ( من نِتَاج الدِّينارِيِّ ) بن الهُجَيْس بن زاد الرَّكْب .
( و ) في الصّحاح : العَسْجَدِيَّة في قولِ الأَعشى :
فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبواءُ فالرِّجَلُ
( ع ) .
( و ) العَسْجَدِيَّة ( كِبَارُ الفُصْلانِ ) ، واللَّطِيمةُ : صغارُها .
( و ) العَسْجَدِيَّةُ : ( لإِبِلُ تَحمِلُ الذَّهَبَ ) ، قاله المازِني .
( و ) رُوِيَ عن الفضَّلِ : هي ( رِكَابُ المُلوكِ ، وهي إِبِلٌ كانَتْ تُزَيَّنُ للنُّعْمَانِ ) بنِ المُنْذِرِ .
وقال أَبو عُبَيْدةَ : هي رِكابُ المُلوكِ الّتي تَحْمِلُ الدِّقَّ الكَثِيرَ الثَّمَنِ ، ليس بِجَافٍ . وقال أَبو زيدٍ في نوادِره : عَسْجَدٌ : فَحْلُ من فُحول الإِبل ، وبه فسَّر البيتَ المذكور ، وكذالك قاله ابنُ الأَعرابيِّ في نوادره ، وزَيَّف قولَ من قال إِنها مَنسوبةٌ إِلى العَسْجَد ، أَي الذَّهَبِ .
عسقد : ( العُسْقد ، بالضمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال أَبو عَمرٍ و : هو : ( الطَّوِيلُ ) الطَّويلُ ، ( الأَحْمَق ) الأَحمق ، كذا قالَهُمَا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْن . وقال الزجَّاجِيُّ في أَماليه : هو الطُّوَالُ فيه لَوْثَةٌ . .
( و ) العُسْقُد : ( التَّارُّ الجافِي الخُلُقِ ) من الرِجال . نقله الصاغانيُّ .
عشد : ( عَشَدَه يَعْشِدُهُ ) عَشْداً ، من حَدِّ ضَربَ . أَهمَلَه الجوهريُّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ ، إِذا ( جَمَعَهُ ) . كذا في التَّكْمِلة .

____________________

(8/379)


عصد : ( عَصَدَهُ يَعْصِدُهُ ) عَصْداً : ( لَوَاهُ ) ، فهو مَعْصُودٌ ، وعَصِيد ، ومنه العَصِيدة ، ( كأَعْصَدَهُ ) .
( و ) العَصْد والعَزد : النِّكاحُ ، لا فِعْلَ له . وقال كُرَاع : عَصَدَ الرّجلُ ( المَرْأَةَ ) يَعْصِدها عَصْداً ، وعَزَدَهَا عَزْداً : ( جامَعَهَا ) . فجاءَ له بِفِعْلٍ . ( و ) عَصَدَ ( فُلاناً ) عَصْداً : ( أَكرهَهُ على الأَمْرِ ) .
( و ) عَصدَ الرَّجُلُ ( كعَلِمَ ونَصَرَ عُصوداً : مات ) وأَنشد شَمِرٌ :
علَى الرَّحْلِ مِمَّا منَّهُ السَّيْرُ عاصِدُ
أَي مَيِّتٌ . وأَنكره اللَّيثُ وقال إِنَّمَا المُرَادُ بالعاصِدِ هنا : الَّذِي يَعْصِدُ العَصِيدةَ ، أَي يُدِيرُهَا ويُقَلّبها بالمِعْصَدة ، شَبَّهَ النَّاعِسَ به لِخَفَقان رَأْسِهِ .
( والعاصِدُ : جَمَلٌ يَلْوِي عُنُقَهُ عِنْد المَوْتِ نحوَ حارِكِهِ ) ، وقد عَصَدَ البَعِيرُ عُنُقَه يَعْصُدِه عُصُوداً .
( والعَصْدُ ) بفتح فسكون ؛ ( المَنِيُّ ) .
( و ) يقال ( أَعْصِدْني ) عَصْداً من ( حِمَارِكَ ) وعَزْداً ، على المُضَارَعةِ : ( أَطْرِقْنِي ) أَي أَعِرْني إِيَّاه لأُنْزِيَه على أَتانِي ، عن اللِّحْيَانيّ .
( والعَصِيدةُ ، م ) ، أَي معروفةٌ ، وهي الّتي تَعْصِدُها بالمِسْوَاطِ فَتُمِرّهَا به ، فتَنْقَلِب ، لا يَبْقَى في الإِناءِ شيْءً مِنْهَا إِلّا انْقَلَب . كذا قاله الجوهَرِيُّ . وفي حديث خَوْلَةَ : ( فَقَرَّبْتُ له عَصِيدةً ) وهو دَقيق يُلَتُّ بالسَّمْنِ ويُطْبَخ ، يقال عَصَدتُ العَصِيدَةَ ، وأَعْصَدتُها ، أَي اتَّخَذْتُها .
( وعَصِيدةُ ، لَقَبُ جماعَةٍ ) من المُحَدِّثين . وأَحمدُ بن عُبَيْد بن ناصِحٍ ، يُكْنَى أَبا عَصِيدةَ . رَوَى عن الوَاقِدِيِّ .
( و ) عَصْيَدٌ ( كَجِذْيَمٍ : المأْبونُ ) ، وبه فَسَّرَ بعضُهُم قولَ عنترة :
فَهَلَّا وَفَى الفَغْوَاءُ عَمْرُو بنُ جابِرٍ
بِذِمَّتِهِ وابنُ اللَّقِيطةِ عِصْيَدُ
____________________

(8/380)



ورجُل عَصْيَدٌ مَعُصُود ، نَعْتُ سَوْءٍ .
( و ) عِصْيَدٌ ( لَقَبُ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ ) الفَزَارِيِّ ( أَو حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ ) والدِ عُيَينَةَ ، وبها فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ البيتَ المذكور .
( و ) في نَوادر الأَعراب : ( يَوْمٌ ) عَطَرَّدٌ وعَطَوَّدٌ و ( عَصَوَّدٌ كشَمَردَلٍ ) ، أَي ( طويلٌ ) .
( و ) العِصْوَدُّ ( كَقِرْشَبَ : المَرْأَةُ الدَّقِيقةُ ) .
( و ) يقال : ( رَكِبَ ) فلانٌ ( عِصْوَدَّهُ ) وعِرْبَدَّهُ إِذا رَكِبَ ( رَأْسَهُ ) فلم يَلْوِ على شيْءٍ ولم يُعَرِّج .
( ورَجُلٌ ) عُصْوَادٌ ( وامرأَةٌ عُصوادٌ ، بالكسر وبالضّمّ ) في الرَّجُلِ والمرأَةِ ، أَي ( عَسِرٌ شِدِيدٌ ، صاحِبُ شَرَ ) ، وامرأَةٌ عُصْوادٌ كَثِيرَةُ الشَّرِّ ، قال :
يا مَيُّ ذاتَ الطَّوْقِ والمِعْضَادِ
فَدَتْكِ كُلُّ رَعبَل عُصْوادِ
نافِيةٍ للبَعْلِ والأَولادِ
بخُلُقٍ زَبَعْبَقٍ مِفْسادِ
( وقَوْمٌ عَصَاوِيدُ في الحَرْبِ : يُلازِمُونَ أَقْرَانَهُمْ ) ولا يُفَارِقُونَهُم ، وأَنشد :
لَمَّا رَأَيْتُهُمُ لا دَرْءَ دونَهُمُ
يَدعُونَ لِحْيَانَ في شُعْثٍ عَصاوِيدِ
( وعَصَاوِيدُ الكلامِ : ما الْتَوَى مِنْهُ ) وَرَكِبَ بَعْضُه بعْضاً ( و ) العَصَاوِيدُ ( من الظَّلامِ ) : المُخْتَلِطُ ( الكَثِيفُ المُتَرَاكِمُ ) بعْضُه على بعْضٍ ، ( وكذالكَ الإِبِلُ ) ، يقال : جاءَت الإِبِلُ عَصَاوِيدَ ، إِذَا رَكِبَ بعْضُها بعْضاً ، ( و ) العَصَاوِيدُ : ( العِطَاشُ ) من الإِبِلِ .
( وعَصْوَدُوا ) عَصْوَدَةً منذُ اليومِ ، ( وتَعَصْوَدُوا : صاحُوا واقتَتَلُوا ) ، ويقال : عَصُودَ القَوْمُ ، إِذا جَلَّبُوا واختَلَطُوا .
( ووِرْدٌ عِصْوادٌ ، بالكسر : مُتْعِبٌ ) ، الّذِي في اللّسَان : رَجُلٌ عِصْوادٌ
____________________

(8/381)


( مُتْعب ) وأَنشد الأَصمعيُّ :
وفي القَرَبِ العِصْوادِ لِلْعِيسِ سائِقُ
( و ) يقال : ( هُم في عِصْوادٍ ) بينهم ، يَعنِي البَلايَا والخُصُومَاتِ ، ووَقَعُوا في عِصْوادٍ ، أَي في ( أَمْرٍ عَظِيمٍ ) ويقال : تَركتُهم في عِصْوادٍ ، وهو الشَّرُّ ، من قَتْلٍ أَو سِبَابٍ ، أَو صَخَبٍ .
وفي المحكم : العُصْوادُ بالكسر ، والضّمّ : الجَلَبةُ والاختلاطُ في حَرْبٍ أَو خُصُومةٍ ، قال :
وتَرَامَى الأَبْطَالُ بالنَّظَرِ الشَّزْ
رِ وظَلَّ الكُمَاةُ في عُصْوادِ
قال اللَّيْث : العِصْوادُ : جَلَبَةٌ في بَلِيَّةٍ وعَصَدَتْهُم العَصَاوِيدُ : أَصابَتْهم بذالك .
وممَّا يستدرَك عليه :
المِعْصَد : ما يُعْصَدُ به .
وعَصَدَ السَّهْمُ : الْتَوى في مَرِّهِ ، ولم يَقْصِد الهَدَفَ . وأَعصَدَ العَصيدةَ : لَواها ، مثْل عَصَدَهَا .
قال الأَزهريُّ وقرأْتُ بخطّ أَبي الهَيْثَمِ في شِعْر المتلَمِّس ، يهجو عَمْرَو بنَ هِنْد :
فإِذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتِي غَاوَةٌ
فابْرُقْ بأَرْضِكَ ما بَدَا لَكَ وارْعُدِ
أَبَنِي قِلَابَةَ لم تَكُنْ عَادَاتُكُمْ
أَخْذَ الدَّنِيَّةِ قبل خُطَّةِ مِعْصَدِ
قال أَبو عُبَيْدَة : يَعنِي عُصِدَ عمرُو بن هِنَدٍ ، من العَصْد والعَزْد ، يعْنِي منكوحاً .
وقال الصَّاغَانيُّ : ويقال هو مِعْصَد بنُ عَمْرٍ و الذي ( وَلِيَ ) قَتْلَ طَرَفةَ ، وأَكثرُ الرُّواةِ على أَنَّه مِعْضَد ، بالضاد مُعْجَمَةً .
وأَبو عُثْمَانَ إِسماعِيلُ بنُ عبد الرحمان العَصَائِدِيّ ، لعلَّ بعضَ أَجدادِه كان يَعْمَل العَصِيدةَ ، روَى عنه أَبو سَعْدٍ السّمعانِيّ . وبخَطِّ النَّوَوِيّ ، عن
____________________

(8/382)


ابن البَنَاءِ : بأَقْصَى الجَوْفِ قَصْرُ العَصَائد : قَرْيَة ، والنِّسْبَة إِليها عَصَائِدِيّ .
عصلد : ( العَصْلَدُ ) ، أَهمله الجوهريُّ وقال ابن دُرَيْد هو ( كجَعْفَرٍ ، و ) العُصْلُود ، مثل ( زُنْبُورٍ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) ، كذا في التكملة .
عضد : ( العَضْدُ ، بالفتح ) ، لُغَة تميم ، كما في المصباح ، و ( بالضّمّ وبالكسر ، وككَتِفٍ ) ، وهاذه لُغَة أَسَدٍ ، ( و ) الكلام الأَكْثر : العَضُد ، مثل ( نَدُسٍ ) وحكَى ثعلبٌ : العَضَد ، بفتح العين والضّاد ، كلٌّ يُذْكَّر ويُؤنَّث . ( و ) قال أَبو زيد : أَهلُ تِهَامَةَ يقولون : العُضُد ، مثْل ( عُنُقٍ ) ، ويذُكِّرون . وقرأَ بها الحَسَنُ في قوله تعالى : { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً } ( الكهف : 51 ) وقال اللِّحْيَانيُّ : العَضُد مؤنّثةٌ لا غيرُ ، وهما العَضُدانِ وجمعها : أَعضادٌ ، لا يُكسَّر علَى غيرِ ذالِك . فهاذه سِتُّ لُغاتٍ ، ذكَرَها المصنِّفُ ، وأَغفل السابِعةَ ، وهي التَّحْرِيكُ ، عن ثعْلَب .
ولو قال : العَضُد ، كنَدْسٍ ، وكَتِفٍ وعُنُقٍ ، ويُثَلَّث ، ويُحَرَّك لكان أَوْفَق لقاعدتِهِ ، وأَمْيلَ لطريقتِه ، وفيه تقديم الأَفصحِ المشهورِ على غيرِه ، مع أَنَّ التَّثليث إِنَّمَا هو تخفيفٌ أَو إِتباعٌ على قياسِ أَمثالِه من المضمومِ ءَوسَطِ ، أَو المكسورِ ، وأَوردَه شيخُنَا أَيضاً ولم يَتعرَّضْ لقول ثعلبٍ ، كما أَغفَلَ المصباحُ السادسةَ .
وفي حديثه أُمِّ زَرْعٍ : ( وملأَ مِن شَحْمٍ عَضُدَيَّ ) العَضُد من الإِنسان وغيرِه : السّاعِدُ وهو ( ما بَيْنَ المِرْفَقِ إِلى الكَتِفِ ) ولم تُرِدْه خاصَّةً ، ولاكنَّهَ أَرادَت الجَسَدَ كُلَّه ، فإِنه إِذا سَمِنَ العَضُدُ سَمِنَ سائِرُ الجَسَدِ .
( والعَضُدَ ) بفتح فسكون ، من الطريق : ( الناحِيَة ) كالعِضادة ، بالكسر وعَضُدُ الإِبط ، وعَضَدُه كنَدُسٍ ، وَجَبَلٍ : ناحِيَتُه ، وقيل : كلُّ ناحِيَةٍ : عَضُدٌ وعَضَدٌ .
____________________

(8/383)



وأَعضادُ البَيت : نَواحِيه ، ويقال إِذا نَخَرَت الرِّيحُ من هاذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْثُ ، يَعنِي ناحِيَة اليَمَنِ .
( و ) من المجاز : العَضُد : ( الناصِر والمُعِينُ ) ، على المَثَلِ بالعَضُد من الأَعضاد ، وفي التنزيل : { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً } ( الكهف : 51 ) أَي أَعْضاداً ، أَي أَنْصَاراً ، وعَضُدُ الرَّجلِ : أَنصارُه وأَوانُه ، وإِنَّا أَفْردَ لتَعتَدِلَ رؤُوسُ الآيِ بالإِفرادِ ، ويقال : فلانٌ عَضُدُ فُلانٍ وعِضَادَتُه ومُعاضِدُه ، إِذا كان يُعاوِنه ويُرافِقُه . وهو مَجاز .
( و ) يقال ( هم عَضُدِي وأَعْضادِي ) أَيضاً ، قال الأَحرد :
مَن كانَ ذَا عَضُدٍ تُدْرَكْ ظُلامَتُهُ
إِنَّ الذَّلِيلَ الذِي ليستْ لَهُ عَضُدُ
ويقال فَتَّ فُلانٌ في عَضُدِه وأَعْضَاده ، أَي كَسَرَ من نِيَّاتِ أَعوانِهِ ، وفَرَّقَهم عنه ، ( وفي بمعْنَى ( مِنْ ) ، ويقال قَدَحَ في ساقِهِ ، يعْنِي نَفْسَه .
( وأَعْضَادُ الحَوْضِ والطَّرِيقِ وغيرِه ما يُشَدُّ ) بالبناءِ للمعلوم والمجهول ، وبالسين المهملة والمعجمة ( حَوَالَيْهِ مِن البناءِ ) ، الواحدُ عَضَدٌ وعَضُدٌ .
وعَضُدُ البناءِ كالصَّفائِحِ المنصوبةِ حَوْلَ شَفِيرِ الحَوْض ، وعَضُدُ الحَوّضِ من إِزائِهِ إِلى مُؤَخَّرِه ، وإِزاؤُه : مَصَبُّ الماءِ فيه . وقيل عَضُدُه : جانِبَاه ، عن ابن الأَعرابيِّ ، والجمع : أَعضادٌ وحَوْضٌ مُثَلَّمُ الأَعضادِ ، وهو مَجاز ، قال لَبِيدٌ يَصِفُ الحَوْضَ الذي طالَ عهدُه بالوَارِدَةِ :
راسِخُ الدِّمْنِ على أَعضادِهِ
ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ
ويجمع أَيضاً على عُضُودٍ ، قال الراجز :
فأرْفَتٌ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضُودُ
من عَكَرَاتٍ وَطَؤْها وَئِيدُ
( والعَضْدُ والعَضِيدُ : الطَّرِيقَةُ من
____________________

(8/384)


النَّخْلِ ) ، وفي الحديث ( أَنَّ سَمُرةَ كانت له عَضُدٌ من نَخْلٍ في حائِطِ رَجُلٍ من الأَنصار ) حكاه الهَرَوِيُّ في ( الغَرِيبَيْن ) أَراد طَريقةً من النخْل وقيل : إِنما هو عَضِيدٌ من النَّخْلِ . وقال غيره : العَضِيد : النَّخْلَةُ التي لها جِذْعٌ ، يَتَنَاولُ نه المُتَناوِلُ ، ( ج ) : عِضْدانٌ ( كغِرْبان ) ، قال الأَصمعيُّ : إِذا صار للنَّخْلَةِ جِذْعٌ يَتَنَاوَلُ منه المُتَناوِلُ فتِلْك النخلةُ العَضيدةُ ، فإِذا فاتَت اليَدَ فهي جَبَّارةُ .
( و ) من المجاز : ما لِسَمُرَتِهِ عاضِد ، ولا لسِدْرته خاضِد ، يقال : ( عَضَدَهُ ) أَي الشَّجَرَ ( يَعْضِدُهُ ) ، من حَدِّ ضرب ، عَضْداً ، فهو معضودٌ وعَضِيد : ( قَطَعَهُ ) بالمِعْضَدِ . وفي حديث تحريمِ المدينَة : ( نَهَى أَنْ يُعْضَد شَجَرُهَا ) أَي يُقْطَع . وفي حديثٍ آخَرَ : ( لَوَدِدْتُ أَنِّي شجرةٌ تُعْضَدُ ) : وعن ثعلب : عَضَدَ الشَّجَرَةَ : نَثَرَ وَرَقَها لإِبِله ، واسم ذالك الوَرَقِ : العَضَدُ .
( و ) من مَجاز المِجاز : عَضَدَه ( كنَصَره ) عَضْداً : ( أَعَانَهُ ونَصَرَهُ ) ، وفي كتب الأَمثال ما يَقْتضِي أَنه صارَ مُتَعارَفاً كالحقيقة ، قالوا : عَضَدَه إِذا صارَ له عَضُداً ، أَي مُعِيناً وناصِراً ، وأَصلُ العَضُد في اليَدَيْنِ ، فاستُعِيرَ للمُعِينِ ، ثم استَعْمَلوا مِن معناه الفِعْلَ ، ثم شاع حتَّى صارَ حَقِيقَةً عُرْفِيَّةٌ .
قلْت : ولذا لم يذْكره الزَّمَخْشريّ في المَجَاز .
( و ) عضَدَه يَعْضِده عَضْدا : ( أَصابَ عَضُدَه . و ) عُضِدَ عَضْداً ، ( كُعنِيَ شكا عَضُدَه ) ، يَطَّرِد على هاذا بابٌ في جميعِ الأَعضاء .
والعَضِدُ ، ككَتِفٍ مَن دَنا مِن عَضُدَيِ الحَوْضِ ) : جانِبَيْهِ ، ( ومَن اشْتَكَى عَضُدَهُ . وحِمَارٌ ) عَضِدٌ : ( ضَمَّ الأُتُنَ من جَوانِبِها ، كالعاضِدِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) العَضَدُ ، ( بالتحريك ) : ما عُضِدَ من ( الشَّجَر ) ، بمنزلة ( المَعْضُود ) ، كالعَضِيد ، أَي : ما قُطِعَ من الشَّجَرِ ، أَي يَضرِبُونه ليَسْقُطَ وَرَقُه فيتَّخذونه عَلَفاً لإِبِلِهم .
____________________

(8/385)



وفي حديث ظَبْيَنَ : وكان بنو عَمْرِو بنِ خالدٍ من جَذِيمةَ يَخْبِطُون عَضيدَهَا ، ويأْكُلون حَصِيدَها ) .
( و ) العَضَدُ : ( دَاءٌ في أَعَضادِ الإِبِلِ ) فَتُبَطُّ ، تقول منه : ( عَضِدَ ) البَعِيرُ ، ( كفَرِحَ ) ، فهو عَضِدُ . قال النابِغَةُ :
شَكَّ الفَرِيصةَ بالمِدْرَى فأَنفَذَها
شَكَّ المُبَيْطِرِ إِذْ يشْفِي من العَضَدِ
( و ) المِعْضَدُ ، ( كمِنْبَرٍ : مَا يُقْطَعُ بِه الشَّجَرُ ) ، كالمِعْضَادِ ، قال أَبو حنيفة : كُلُّ ما عُضِدَ به الشَّجرُ فهو مِعْضَدٌ ، قال ، وقال أَعرابِيٌّ : المِعْضَد عندنا : حَدِيدةٌ ثَقِيلةٌ ، في هَيْئةِ المِنْجَلِ يُقْطَع بها الشَّجَرُ .
( و ) المِعْضَد : ما شُدَّ في العَضُدِ من الحِرْزِ ، وقيل : هو ( الدُّمْلُجُ ) ، لأَنَّه على العَضُد يكونُ ، كالمِعْضَدَة . حكاه اللِّحْيَانيُّ ، والجَمْع : مَعاضِدُ .
( و ) المِعْضَدة ، ( بهاءٍ ) أَيضاً : ( هِمْيانُ الدَّراهِمِ ) ، وقال اللِّحْيَانيُّ : هو ما يَشُدُّه المُسَافِرُ على عَضُدِه ، ويَجْعَل فيها نَفَقَتَهُ .
( والعَاضِدُ : الماشِي إِلى جانِبِ دَابَّة ) عن يَمينِه أَو يَسارِه ، وتقول : هو يَعْضُدها : يكونُ مَرَّةً عن يمِينِها ، ومَرَّةً عن يسارِها لا يُفَارِقُها . وقد عَضَدَ يَعْضُدُ عَضْداً والبَعِيرُ مَعْضُودٌ ، قال الراجز :
ساقَتْها أَرْبَعَةٌ بالأَشطَانْ
يَعْضُدُها اثنانِ وَيَتْلوها اثْنانْ
ويقال : اعضُدْ بَعِيرَك ولا تَتْلُه .
( و ) العَاضِدُ : ( جَمَلٌ يَأْخُذُ عَضُدَ النَّاقَةِ فَيَتَنَوَّخُها ) ، يقال : عَضَدَ البَعِيرُ البَعيرَ ، إِذا أَخذَ بِعَضُدِه فصَرَعه وضَبَعَه ، إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ .
( والأَعْضَدُ : الدَّقِيقُ العَضُدِ ، والّذِي إِحدَى عَضُدَيْهِ قَصِيرَةٌ ، ويَدٌ ، عَضِدَةٌ كَفَرِحَةٍ : قَصُرَتْ عَضُدُهَا ) .
وعَضُدٌ عَضِدَةٌ : قصيرةٌ .
( وعَضَدَ القَتَبُ البَعِيرَ ) عَضْداً :
____________________

(8/386)


( عَضَّهُ فَعَقَرَهُ ) ، قال ذو الرُّمَّة :
وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ
وعَضَدَتْها الرِّحَالُ ، إِذا أَلَحَّتْ عليها .
( و ) عَضُدُ الرَّكَائِبِ : ما حَوَالَيْهَا يقال : عَضَدَ ( الرَّكائِبَ ) يَعضُدها عَضْداً ، إِذا ( أَتَاهَا مِن قِبَلِ أَعضادِهَا ، وضَمَّ بعضَهَا إِلى بعضٍ ) : أَنشدَ ابنُ الأَعرابِيِّ :
إِذَا مَشَى لم يَعْضُدِ الرَّكائِبَا
( وغُلامٌ عَضَادٍ ، كرَبَاعٍ ) ، وشَنَاحٍ : ( قَصِيرٌ مُكَتَّلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْقِ ) مُوَثَّقُهُ ، قال :
لعلَّكِ إِن زايَلْتنِي أَن تَبَدَّلِي
مِنَ القَوْمِ مِبْطَانَ القُصَيْرَى عَضَادِيَا
( وامرأَةٌ عَضَادٌ ) ، كسَحَابٍ ، ( وعَضَادٍ ) ، كرَباعٍ : ( غَلِيظَةُ العَضُدِ سَمْجَتُهَا ) كذا في نوادر الفَرَّاءِ .
( والعَضَادُ ، كَسَحَابٍ : القَصِيرُ من الرِّجالِ ) ، قاله المُؤرِّج ، وأَنشد قَوْلَ العُجَير السَّلُوليّ :
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهِ جَيْدَرِيَّةٌ
عَضَادٌ ولا مكْنُوزةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
الضَمْزَر : الغٍ ليظةُ اللَّئيمةُ ( و ) من ( النساءِ ) أَيضاً : عَضَادٌ ، عن المؤرِّج أَيضاً . ( و ) العَضَاد أَيضاً : ( الغَليظة العَضُدِ ) مِنْهُنّ ، ولا يَخْفَى ، أَنَّه مع ما قَبْلَه تَكرارٌ محْضٌ .
( و ) العِضَادُ ، ( ككِتَابٍ ) : ما شُدَّ في العَضُدِ من الحِرْز و ( الدُّمْلُج ، كالمِعْضَادِ ) والمِعْضَد ( و ) المِعْضَادُ ( حَدِيدةٌ كالمِنْجَلِ ) ليس لها أُشُرٌ ، يُربَطُ نِصَابُها إِلى عصاً أَو قَناةٍ ، ثم ( يَهْصُرُ بها الرَّاعِي فُروعَ ) غُصونِ ( الشَّجَرِ على إِبِلِه ) أَو غنمِه ، قال :
كأَنَّما تُنْحِي على القَتَادِ
والشَّوْكِ حَدَّ الفَأْسِ والمِعْضادِ
____________________

(8/387)



( وعُضْدانُ ، بالضّمّ ، قَلْعَةٌ باليَمَنِ ) من قِلَاعِ صنعاءَ ، نقله الصاغانيُّ .
( والمِعْضاد ) أَيضاً : ( سَيْفٌ للقَصَّابِ يَقْطَعُ به العِظَمَ ) ، عن ابن شُمَيلٍ . .
( و ) المِعْضَدُ والمِعْضاد : ( ما عَضَدْتَهُ في العَضُدِ مِنْ سَيْرٍ ونحْوِه ) ، كالحِرْزِ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ ، ويقال له بالفارسية : بازُوبَنْد .
( و ) المِعْضاد : ( سَيْفٌ يُمْتَهَنُ في قَطْعِ الشَّجَرِ ، كالمِعْضَدِ ) ، أَنشد ثعلب :
سَيْفاً بِرِنْداً لم يَكُنِ مِعْضَادَا
( وعُضَيْدَةُ ) بنُ عَبَّاس ( الظِّهْرِيُّ ، كجُهَيْنَةَ : مُحَدِّثٌ ) ، منسوبٌ إِلى الظِّهْرِ بالكسر ، قال ابنُ الأَثِيرِ : وبَطْنٌ من حِمْيَر ، وسيأْتي ، يَرْوِي عن أَبِيه ، عن جَدِّه ، وعنه ابنُه يَعقوبُ بنُ عُضَيْدَةَ .
( اليَعْضِيدُ ، كَيَبْرِينَ ) ، وفي بعض النسخ : كيَقْطين : ( بَقْلَةٌ ) زَهرُها أَشدُّ صُفْرةً من الوَرْسِ . وقيل : هي من الشَّجَرِ ، وقيل : من بُقول الرَّبيعِ ، فيها مرارةٌ . كذا في المحكم . وقال أَبو حنيفة : هي بَقْلَةٌ من الأَحرارِ ، مُرَّة ، لها زَهرةٌ صَفراءُ ، تَشْتَهِيها الإِبِلُ والغَنَمُ ، والخَيْلُ أَيضاً تُعجَب بها وتُخْصِب عليها ، قال النابغةُ وَوصفَ خيلاً :
يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْدَاقِها
صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ
وقيل : هي الطَّرْخَشْقُوقُ ، وفي التهذيب : التَّرْخَجْقُوق .
( وَرَمَى فأَعْضَدَ ذَهَبَ يَمِيناً وشِمَالاً ، كعَضَّدَ تعَضيداً ) ، وهاذا مِمَّا استُدرِك به على اللِّسَان .
( و ) من المجاز : هُنَّ رافلاتٌ في الوَشْيِ المُعَضَّد . المُعضَّد ، ( كمُعَظَّمٍ : ثوبٌ لَهُ عَلَمٌ في مَوْضِعِ العَضُدِ ) مِن لابِسِهِ ، قال زُهَيْر ، يصف بقرةً :
فجالَتْ على وَحْشِيِّها وكأَنَّها
مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيَ مُعَضَّدِ .
____________________

(8/388)



وقيل : ثَوبٌ مُعَضد : مُخَطَّط على شَكْ العَضُدِ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : هو الّذي وَشْيُه في جوانِبِهِ .
وفي الأَساس : ثَوبٌ مُعَضَّد : مُضلَّع .
( و ) المُعَضِّدُ ( كَمُحَدِّثٍ بُسْرٌ يَبْدُو التَّرْطِيبُ في أَحَدِ جانِبَيْهِ ) وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة .
( واعْتَضَدْتُه : جَعَلْتُ في عَضُدِي ) واحتَضَنْته ، كتَعَضَّدْته ، ومنه قول الحَرِيرِيّ : اعتضَدَ شِكْوتَه ، وتَأَبَّط هِرَاوَتَه .
( و ) الاعتِضادُ : التَّقَوِّي والاستعانةُ ، يقال : اعتضَدتُ ( به ) ، أَي ( أستَعَنْت بِه ) .
( واستعضَدَ الشَّجَرةَ : عَضَدَها ) ، أَي قَطَعَها بالمِعْضَدِ ، عن الهَرَوِيّ .
( و ) استَعَضَدَ ( الثَّمَرَةَ : اجتَناها ) ، قال الهَرَويّ : ومنه حديث طَهْفَةَ : ( ونَسْتَعْضِدُ البَرِيرَ ) أَي نَقطه ونَجْنِيه مِن شَجَرِهِ للأَكْل . يقال : عَضَدَ واستَعْضَد ، وعَلَا واستَعْلَى ، وقَرَّ واستَقَرَّ .
( ورَجُلٌ عُضَادِيٌّ ، مُثَلَّثَةً ) ، الفتح والكسْر عن الكِسائِيِّ : ( عَظِيمُ العَضُدِ ) ، وأَعْضَدُ ، دَقِيقُها . وقد تقدَّم .
( والعَضَدِيَّةُ محرَّكَةً ماءٌ شَرْقِيَّ فَيْدَ ) ، وفي التكملة : غَرْبِيَّ فَيْدَ ، قَريبٌ من أَجَإِ وسَلْمَى .
( و ) العرب تقول : ( فَتَّ ) فُلانٌ ( في عَضُدِهِ ) ، إِذا ( كَسَر مِن نِيَّاتِ أَعوانِهِ ) ، وهم أَهْلُ بيتِه ، ( وفَرَّقَهُم عَنْهُ ) ، وقَدَح في ساقِه يَعْنُون نَفْسَه . و ( في ) بمعنى : ( من ) ، كقولِ امرىءِ القَيْسِ :
وهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ
ثَلاثِينَ حَوْلاً في ثَلاثةِ أَحوالِ .
أَي من ثلاثةِ أَحوالٍ .
( وتَعَاضَدُوا : تَعَاوَنُوا ) .
( وعَاضَدُوا ) مُعَاضدةً : ( عاوَنُوا ) ، وعاضَدَنِي فلانٌ على فُلانٍ : أَعانَنِي ، وهو مُعَاضِدُه : مُرَافِقُه ، ومُعَاوِنه ، كَعاضِدِه .
____________________

(8/389)



ومما يستدرك عليه :
في صِفَتِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم ( كانَ أَبيَضَ مُعَضَّداً ) . هاكذا رواه يَحْيَى بن مُعِين وهو المُوَثَّق الخَلْقِ . والمَحْفوظُ في الرِّواية ( مُقَصَّداً ) واستَعْمَل ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الأَعضادَ للنَّحْل ، فقال :
وكَأَنَّمَا جَرَسَتُ على أَعضَادِهَا
حَيْثُ استقَلَّ بها الشَّرَائعُ مَحْلَب
شَبَّه ما عَلى سُوقِهَا من العَسَلِ بالمَحْلَب .
وأَعضَد المَطَرُ وعَضَّدَ : بَلَغَ ثَرَاه العَضُدَ .
( والعِضَادُ ، ككِتَابِ من سِمَاتِ الإِبل وَسْمٌ في العَضُد عَرْضاً ، عن ابنِ حبيب من ( تذكرة ) أَبي عليَ ( وإِبلٌ مُعَضَّدَة مَوسومة في أَعْضادهَا . وناقَة أَعضَادٌ وهي التي لا تَرِدُ النَّضِيحَ حتَّى يَخْلُوَ لها تَنْصَرِم عن الإِبل ) ويقال لها القَذُورُ .
والعَضْد : القُوَّةُ ، لأَن الإِنسانَ إِنَّمَا يَقْوَى بعَضُده ، فسُمِّيَت القُوَّةُ به .
وفي التنزيل : { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } ( القصص : 35 ) قال الزّجَّاج : أَي سَنُعِ بِأَخِيك . قال : ولَفْظُ العَضُد على جِهَةِ المَثَلِ لأَنَّ اليَدَ قِوَامُهَا عَضُدَها .
واملِكْ أعَضادَ الإِبِلِ : قَوِّمْ مَسِيرَها ، حتَّى لا تَذهبَ يميناً ولا شِمالاً .
وفُلانٌ عِضَادَةُ فُلانٍ ، أَي لا يُفَرِقه . وهما من المَجَاز .
وعَضُدَا الرَّحْلِ خَشَبتان تَلْزَقانِ بواسِطَته ، وقيل : بأَسْفَلِ واسِطَتِه . وقال أَبو زيد : يقال لأَعْلَى ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مِمَّا يلِي العَرَاقِيَ : الَضُدانِ ، وأَسْفَلِهما : الظَّلِفَتانِ ، وهما ما سَفَلَ من الحِنْوَيْنِ ، الواسِطِ والمُؤَخَّرةِ .
وعَضُدُ النَّعْلِ ، وعِضَادَتاهَا : اللَّذَانِ يَقَعَانِ على القَدَمِ . وعِضادَتَا البابِ الإِبْزِيمِ : ناحِيَتَاه ، وما كان نحْوَ ذالك فهو العِضَادة . وعِضَادَتا الباب : الخَشَبَتَانِ المَنْصُوبتانِ عن يَمِينِ
____________________

(8/390)


الداخِلِ منه وشِمَاله . والعِضادَتانِ : العُودانِ اللَّذَانِ في النِّير الّذِي يكون على عُنُقِ ثَوْرِ العَجَلَةِ . والوَاسِطُ : الّذِي يكونُ وَسْطَ النِّير .
والعاضِدَانِ : سَطْرَانِ من النَّخْل على فَلَجٍ .
ورَجلٌ عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ ، الأَخيرةُ عن كُرَاع : قَصِيرٌ .
والعَوَاضِد : ما يَنْبُت من النَّخْلِ على جانِبَيِ النَّهرِ .
وقال النَّضْر : أَعضادُ المَزارِعِ : حُدودُهَا ، يعني الحدُودَ الّتي تكون فيما بينَ الجارِ والجارِ كالجُدْرَانِ في الأَرَضِينَ .
وفي الأَساس ، في المجاز : وارْفَعْ أَعْضَادَ الدَّبْرَةِ ( وهي ) جُدُرُهَا التي تُمسِكُ الماءَ .
ووَقَفا كأَنَّهُما عِضادَتانِ .
ودَارَةُ اليَعْضِيد : من دارَاتِهم ( و ) ونَاقةٌ عَضَادٌ ، وهي الّتي لا تَرِدُ النَّضِيحَ حتَّى يَخْلُو لَهَا ، تَنْصَرِمُ عن الإِبل .
وقال أَبو زيد : يقال إِذا نَخَرَت الرِيحُ من هاذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْث ، يعنِي ناحِيَةَ اليَمنِ .
وسَمَّوْا مِعْضاداً ، كمِحْرَابٍ .
عطد : ( العَطَوَّدُ ، كعَمَلَّسٍ : الشَّدِيدُ الشَّاقُّ ) من كلّ شيْءٍ ، يقال : سَفَرٌ عَطَوَّدٌ ، أَي شاقُّ شديدٌ ، وقيل : بَعِيدٌ ، قال :
فقَدْ لَقِينَا سَفَراً عَطَوَّدَا
يَتْرُكُ ذا اللَّوْنِ البَصِيصِ أَسْوَدَا
قال ابنُ دُرَيْد : العَطْد : أَصلُ بناءِ العطَّوَّد . قال الصاغانيُّ : وقوله هاذا يدُلُّ على أَن العَطَوَّد فَعَوَّل ، والواو زائدة ، وهو ثلاثيٌّ ذو زِيادةٍ ( و ) العَطَوَّد ( السَّيْرُ السَّرِيعُ ) قال :
إِليكَ أَشْكُو عَنَقاً عطَوَّدَا
____________________

(8/391)



وقد حُكِيَ ذالك بالراءِ ، بدل الواو ، وسيأْتي .
قال الأَزهريُّ : وهو مُلْحَق بالخُماسيِّ .
( و ) عن ابن شُمَيْلٍ : العَطَوَّدُ ( من الطُّرُقِ : البَيِّنُ اللَّاحِبُ يُذْهَبُ فيه حيثُما يُشاءُ .
( و ) العَطَوَّدُ ( من الرِّجالِ : النَّجِيبُ .
( و ) العَطَوَّدُ ( من الجِبَالِ والأَيَّامِ الطَّوِيلُ ) ، المُرْتَفعُ ، يقال : جَبَلٌ عَطوَّدٌ ، وعَصَوَّدٌ ، وَعطَرَّدٌ ، أَي طَوِيلٌ .
( و ) العَطَوَّدُ ( من السِّنَانِ : المُذَلَّقُ ) .
( و ) العَطَوَّدُ ( من السِّنِينَ الكَرِيتُ . و ) يقال ( ذهب يَوماً عَطَوَّداً ) تامًّا ، وقال الأَزْهَرِيُّ : يوماً ( أَجْمَعَ ) وأَنشد :
أَقِمْ أَدِيمَ يَومِهَا عَطَوَّدَا
مِثْلَ سُرَى لَيْلَتِهَا أَو أَبْعَدا
عطرد : ( العَطَرَّدُ ، كعَمَلسٍ ، العَطَوَّد في معانِيهِ ) ، يقال : رجُلٌ عَطَرَّدٌ ، ويومٌ عَطَرَّدٌ ، وجَبَلٌ عَطَرَّدٌ ، وطَرِيقٌ عَطَرَّدٌ : ممْتَدٌّ طَوِيلٌ د ، وسِنَانٌ عَطَرَّدٌ ، وشَأْوٌ ، عَطَرَّدٌ .
( وعُطارِد ) ، بالضّمّ : كوْكَبٌ لا يُفارقُ الشَّمْسَ . قال الأَزهريُّ : وهو كَوْكَبُ الكُتَّاب .
وقال الجَوْهريُّ : هو ( نَجْمٌ من الخُنَّسِ ) قيل : ( في السّمَاءِ السادِسَةِ ) ، قال الشيخ عليٌّ المَقْدِسِيّ في حواشيه : هاذا غلطٌ ، والمشهور أَنّه في السماءِ الثانية ( يُصْرَفُ ويُمْنَعُ ) ، قال شيخُنا : يحتاج إِلى نَظَرٍ في مُوجِب المَنْعِ مع العَلَمِيَّة .
( و ) عُطَاردُ بنُ عَوْفٍ : حيٌّ من سَعْدٍ ، وهو اسْمُ ( رَجُلٍ من بَنِي تَمِيمٍ ، رَهْطِ أَبي رَجَاءٍ عِمْرانَ بنِ
____________________

(8/392)


مِلْحَانَ ) العُطَارِدِيّ ، وقيل : أَصلُه من اليَمَنِ ، سَبَاه بَنو عُطَارِدٍ ، فنُسِب إِليهم .
( و ) عُطَارِدُ ( بنُ حاجِبِ بنِ زُرَارَةَ ) بن عُدَسَ بن عَمْرو بن سَعْد ( صاحِبُ الحُلَّةِ التي رآهَا عُمَرُ ) بنُ الخَطَّابِ ، رضي الله عنه ، ( تُبَاعُ في السُّوقِ ، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : اشْتَرِهَا تَلْبَسُها يومَ الجُمْعَةِ ) ، وهاذه الحُلَّة جاءَ بها من كِسْرى ، وأَهْدَاهَا لِرسُولِ اللّهِ ، صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، كما سيأْتي في : قوس . ويقال له أَيضاً : ذُو القَوْسِ ، ومن وعلَدِهِ أَبو عُمَرَ أَحمدُ بن عبدِ الجَبَّار بنِ محمد بن عُمَيرِ بنِ عُطَارِد ، كُوفيٌّ ، حَدَّث ببغدادَ .
( و ) يقال ( عَطْرِدْه لَنَا ) عنْدَك . ( و ) كذالك ( اجْعَلْنه لنا عُطْروداً ، بالضّمّ ) ، أَي ( صَيِّرْه لنا عِنْدَكَ كالعِدَةِ ) ، مصدر : وَعَدَ . وعليه اقتصَرَ أَئِمَّةُ الغَرِيبِ ، ( أَو كالعُدَّةِ والعَتَادِ ) ، كما هو نَصُّ ( المُحِيط ) لابن عَبَّاد .
ونَاقَةٌ عَطَرَّدَةٌ : مُرْتَفِعَةٌ .
وأَبو سُفْيَان طَرِيفُ بنُ سُفْيَانَ العُطَارِديُّ ، ضَعَّفَه يَحيى القَطَّانُ .
وعَرْفَجَة بن سَعْدٍ العُطَارِدِيُّ ، رَوَى وحَدَّثَ .
عفد : ( عَفَدَ يَعْفِدُ عَفْداً وعَفَدَاناً ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو خَيْرَةَ : إِذا طَفَر ، يَمَنِيَةٌ . وقيل : هو إِذا ( صَفَّ رِجْلَيْهِ فَوَثَبَ من غيره عَدْوٍ ) .
( والعَفْدُ ) ، بفتح فسكون : ( الحَمَامُ ) بعَيْنِه ، ( أَو طائِرٌ يُشبِهُهُ ) ، والجمع : عُفْدانٌ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( الاعْتفادُ : أَن يُغْلِقَ ) الرَّجُلُ ( بَابَهُ على نَفْسِهِ فلا يَسأَلَ أَحداً حتَّى يَمُوتَ جُوعاً ) وأَنشد :
وقائلةٍ ذا زمانُ اعتفادْ
ومَنْ ذَاك يَبْقَى على الاعْتِفادْ
وقد اعتَفَدَ يَعْتَفِد اعتفاداً ، ( وكانُوا يَفْعَلُون ذالكَ في الجدْبِ ) ، وقال
____________________

(8/393)


شَمِرٌ : قال محمّد بن أَنس : كانوا إِذا اشْتَدَّ بهم الجُوع ، وخافُوا أَن يَمُوتُوا ، أَغلَقُوا عليهم باباً ، وجَعَلُوا حَظِيرَةً من شَجَرَةٍ ، يَدْخُلون فيها لِيَمُوتُوا جُوعاً . قال : ( ولَقِيَ رَجْل جارِيَةً تَبْكِي ، فقال ) لها : ( مالَكِ ؟ فقالَتْ : نُرِيدُ أَن نَعْتَفِدَ ) قال : وقال النَّظَّارُ بنُ هاشمٍ الأَسَدِي :
صاحَ بهمْ على اعتِقَادٍ زَمانْ
مُعْتَفَدٌ قَطَّاعُ بَيْنِ الأَقْرانُ
قال شَمِر وَجدتُه في كتاب ابن بُزُرْج : اعتَقَد الرجُلُ ، بالقاف ، ( وَآطَمَ ) وذالك أَن يُغْلِقَ عليه باباً ، إِذا احتاجَ ، حَتَّى يَمُوتَ .
( واعتَفَدَ كذا اعتَقَدَهُ ) ، وسيأْتي .
عقد : ( عَقَدَ الحَبْلَ والبَيْعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ ) عَقْداً فانعَقَدَ : ( شَدَّهُ ) .
والذي صَرَّحَ به أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ : أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ ، عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً وتَعْقَاداً ، وعَقَّده ، وقد انْعَقد ، وتَعَقَّدَ ، ثم اسْتْعْمِل في أَنْواعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ ، والعُقُود وغيرها ، ثم استْعُمِل في أَنْوَاعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ ، والعُقُود وغيرها ، ثم استْعْمِل في التصميم والاعتقادِ الجَازِم . وفي اللِّسَان : ويقال عَقَدْتُ الحَبْلَ فهو مَعْقُود ، وكذالك العَهْد ، ومنه عُقْدةُ النِّكَاح ، وانعقَد الحَبْلُ انعقاداً . ومَوْضِعُ اعَقْده من الحَبْل : معْقَد ، وجَمْعُه : المَعَاقِدُ . وعَقَدَ العَهْدَ ، واليَمِينَ ، يَعْقِدُهما عَقْداً وعَقَّدهما : أَكَّدَهما .
قال أَبو زَيْد في قوله تعالى : { وَالاْقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } ( النساء : 33 ) وعَاقَدَت أَيمانُكُم . وقد قُرِىء : عَقَّدت ، بالتشْدِيد ، معناه التَّوكِيدُ والتَّغْلِيظُ ، كقولِهِ تعالَى : { وَلاَ تَنقُضُواْ الاْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } ( النحل : 91 ) ( و ) قال إِسحاقُ بن فَرج : سَمِعت أَعرابِيًّا يقول : قَدَ فُلانٌ ( عُنُقَهُ إِليه ) ، أَي إِلى فُلان ، إِذا ( لَجَأَ ) إِليه وَعَكَدَها كذالك . ( و ) عَقَدَ ( الحاسِبُ ) يَعْقِد عَقْداً : ( حَسَبَ ) .
____________________

(8/394)



( والعَقْدُ بفَتح فسكونٍ ) : الضَّمَانُ ( والعَهْدُ ) جمْعُه : العُقُود . وقوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ } ( المائدة : 1 ) قيل : هي العُهُودُ ، وقيل : هي الفَرائِضُ الْتي أُلْزِمُوها . وقال الزَّجَّاج أَوْفُوا بالعُقُود ، خاطَبَ اللّهُ المؤمنِين بالوَفَاءِ بالعُقُودِ الّتي عَقَدَهَا اللهُ تعالى عليهم ، والعُقُودِ التي يَعْقِدُهَا بعضُهم على بعضٍ ، على ما يُوجِبُه الدِّينُ .
( و ) العَقْدُ : ( الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ ) ، قال النابِغَة :
فكيفَ مَزَارُهَا إِلَّا بَعْقدٍ
مُمَرَ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ
( و ) العَقَدُ ، ( بالتَّحْرِيكِ ، قَبِيلةٌ مِن بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ ) ، يَعْنِي قيساً ، ذَكَرَهَا بنُ الأَثِير ، ( منها بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ ) العَقَدِيّ . ( وأَبو عامرٍ عبدُ المَلِك ابنُ عَمْرو ) بنِ قَيْسٍ البَصْرِيّ . قال الحاكم : يُنْسَب إِلى العَقَد مَولَى الحارِث بن عُبَادِ بن قَيْسِ بن ثَعْلَبةَ بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ ، ومثله قال ابنُ عبد البَرِّ والرّشاطيّ ، وأَبو عليّ الغَسَّانيّ ، وكلُّهم اتفَقُوا على أَنه عَقدِيٌّ ، وأَنَّه مِن قَيْسٍ . فتحصَّلَ من أَقوالِهِم تَرْجِيع القَوْلِ الأَخِيرِ . والله أَعلم .
( و ) العَقَد : ( عُقْدَةٌ في اللِّسَانِ ) وهو الالْتِواءُ والرَّتَجُ .
و ( عَقِدَ ) الرَّجلُ ( كفَرِحَ فهو أَعْقَدُ وعَقِدٌ ) : في لِسَانِه عُقْدَة ، وعَقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً .
( و ) قال ابنُ الأَعرابيِّ : العَقَد ( تَشَبثُ ظَبْيَةِ اللَّعوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ ) ، هاكذا أَورَدَه في نوادِرِه . وقد فَسَّرَه الصاغانيُّ ، وقلَّدَه المصنِّف بقوله : ( أَي تَشَبُّثُ حَيَاءِ الكَلْبِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ ) فإِنَّ الثَّمْثَم كلْبُ الصَّيْدِ ، واللَّعْوة : الأُنثَى وظَبْيَتُها : حَياؤُهَا .
( و ) العَقَدَة ( بهاءٍ : أَصْلُ اللِّسانِ ) وهو ما غَلُظَ منه . وكذالك العَكَدَةُ .
( و ) العَقَدُ ، ( ككَتِفٍ وحَبَلٍ : ما تَعقَّدَ من الرَّمْلِ وتَرَاكَمَ ، واحدُهما بهاءٍ ) ، والجمع أَعقادٌ . وقيل :
____________________

(8/395)


العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرةِ المَطَرِ .
( و ) العَقِد ( كَكَتِفٍ : الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ ) ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ . وقال غيره : جَمَلٌ عَقِدٌ : قَويٌّ .
( و ) العَقِدُ : ( شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ ) لخاصِّيَّةٍ فيه .
( والعِقْدُ ، بالكسر : القِلادَةُ ) ، وهي الخَيْطُ يُنْظَمُ فيه الخَرَزُ ، ( ج : عُقُودٌ ) ، وقد اعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرَه ، إِذا اتَّخَذَ منه عِقْداً ، قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ :
وما حُسَيْنَةُ إِذْ قامَتْ تُوَدِّعُنا
لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذْراً ومَرجَانَا
( و ) عن سيبويه : يقال ( هو منِّي ) ، وفي الأَساس هِيَ مِنّي ( مَعْقِدَ الإِزارِ ) ، ومَقْعَدَ القَابِلَةِ ، ( أَي قَرِيبُ المَنْزِلَةِ ) أَي بتلْكَ المَنْزِلةِ في القُرْبِ ، فحَذَف وأَوْصَل ، ومن الظُّرُوفِ المُخْتَصَّةِ الّتي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غيْرِ المُخْتَصَّةِ ، كالمكانِ وإِن لم يكن مَكاناً ، وإِنَّمَا هو كالمَثَلِ .
( والعَاقِدُ حَرِيمُ البِئرِ وما حَوْلها ) . أَي للبئرِ ، وفي المحكم : وما حَوْلَه ، أَي الحَيمِ ، وهو الصّوابُ .
( وَظَبْيٌ ) عاقدٌ : ( ثَنَى عُنُقَهُ ) للنَّوْمِ ، ( أَو وَضَعَ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ ) ، قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ :
وكأَنَّمَا وافَاكَ يَومَ لَقِيتَها
مِنْ وَحْشِ مَكَّةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ
والجمْع : العاقِدُ ، قال النَّابِغَةُ الذُّيانِيُّ :
حِسانِ الوُجُوهِ كالظَّباءِ العَوَاقِدِ
( و ) العاقِدُ ، وفي التكملة : العاقِدةُ : ( الناقَةُ الّتي ) أَرْتَجَتْ على ماءِ الفَحْلِ ، وذالك حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبها فَيُعْلَمُ أَنَّها قد حَمَلَت ، و ( أَقَرَّتْ باللِّقَاحِ ) أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
جِمَالٌ ذاتُ مَعْجَمَ وبُزْلٌ
عَوَاقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ
( والعَقْدَاءُ : الأَمَةُ ، الشّاةُ الّتي
____________________

(8/396)


ذَنَبُهَا كأَنَّه معْقُودٌ ) ، وذالك الالتواءُ فيه يُسَمَّى : العَقَدَ ، محرّكةً .
( والعُقْدَةُ ، بالضّمّ : الوِلايةُ على البَلَدِ ، ج ) : العُقَدُ ( كَصُرَدٍ ) ، وفي حَدِيثِ قَيْسِ بن عَبَّادٍ ، قال : ( كنْتُ آتِي المدينَةَ فأَلقَى أَصحابَ رسولِ اللّهِ ، صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم ، وأَحَبّهم إِليَّ عمرُ بنُ الخطّابِ ، وأُقِيمَتْ صلاة الصُّبْحِ فخرَجَ عُمَرُ ، وبينَ يَدَيْهِ رجُلٌ ، فنظَرَ في وُجُوهِ القَوم فعرَفَهم غَيْري ، فدفَعَنِي من الصَّفِّ وقام بمَقَامِي ، ثم قَعَد يُحَدِّثنا ، فما رأَيتُ الرِّجالَ مَدَّت أَعناقَها مُتَوجِّهة إِليه ، فقال : هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ ورَبِّ الكَعْبَةِ ، قالها ثلاثاً ، ولا آسَى عليهم إِنما آسَى علَى مَن يَهْلِكون من الناسِ ) . وفسَّره أبو منصور قاله المصنِّفُ .
( و ) العُقْدة : ( الضَّبْعَةُ والعَقَارُ الذي اعتَقَدَهُ صاحِبِ مِلْكاً ) ، وأَنشد أَبو عليُّ :
ولَمَّا رأَيتُ الدَّهْرَ أَنْحَتْ صُرُوفُهُ
عَليَّ وأَوْدَتْ بالذَّخَائِرِ والعُقَدْ
حَذَفْتُ فُضُولَ العَيْشِ حتّى رَدَدْتُهَا
إِلى القُوتِ خَوفاً أَن أُجاءَ إِلَى أَحَدْ
واعتَقَد ( ها ) أَيضاً : اشْتَرَاهَا . وفي الحديث ( فإِنّه لأَوّلُ مال اعتَقَدتْه ) ، ويروى : تَأَثَّلْتُه ) .
( و ) العُقْدة : ( مَوْضِعُ العَقْدِ ، وهو ما عُقِدَ عليه ، و ) في حديث أُبَيّ : ( هَلَك أَهْلُ العُقْدَةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ) يُرِيد ( البَيْعة المَعْقُودَة لهم ) ، أَي لِولايَتِهم .
( و ) يقال : في أَرْضِ بَني فُلانٍ عُقْدَةٌ تَكْفِيهِم سَنَتَم ، أَي ( المكان الكَثِيرُ الشَّجَرِ ) . يَرعَوْنَه من الرِّمْث والعَرْفَجِ . وأَنكَرَها بعضُهم في العَرْفَجِ .
( و ) قال ابنُ الأَنْبَارِيِّ ، في قولهم : عُقْدَةٌ : العُقْدَةُ عند العَرَبِ : الحائطُ الكَثِيرُ ( النَّخْلِ ) . ويقَالُ للِقَرْية الكثيرةِ النَّخْلِ ؛ عُقْدَةٌ . وكأَنَّ الرَّجُلَ إِذا اتَّخَذَ ذالك فقد أَحْكَمَ أَمْرَه عِنْدَ نَفْسِهِ ، واسْتَوْثَقَ منه ، ثم صَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَوثِقُ الرجُلُ بِه
____________________

(8/397)


لِنَفْسِهِ ، ويَعْتَمِدُ عليه : عُقْدة .
( و ) العُقُدَةُ أَيضاً : المكانُ الكَثِير ( الكَلإِ ، الكافِي للإِبِلِ ) ، وفي الإِمّهَات اللُّغَوي : الماشِية .
( و ) العُقْدَةُ : ( ما فيه بَلَاغُ الرَّجُلِ وكِفَايَتُهُ ) ، وجَمْعُه : عُقَدٌ .
( و ) العُقْدَةُ ( من الكَلْبِ : قَضِيبُهُ ) وإِنَّمَا قِيلَ له عُقْدَةٌ ، إِذا عَقَدَت عليه الكَلْبَةُ فانْتَفَخَ طَرَفُه ، عن ابنِ الأَعرابيِّ .
( وكُلُّ أَرضٍ مُخَصِبةٍ ) كثيرةِ الشَّجَرِ ، فهي عُقْدَةٌ .
( و ) العُقْدَةُ ( من النِّكاحِ ، وكُلِّ شَيْءٍ ) ، كالبَيْعِ ونحْوه : ( وُجُوبُهُ ) ، قال الفرسيُّ : هو من الشَّدِّ والرَّبْطِ ، ولذالك قالوا : إِملاكُ المَرْأَةِ ، لأَنَّ أَصْل هاذه الكَلِمَةِ أَيضاً : العَقْدُ ، فقيل : إِملاكُ المرأَةِ ، كما قيل : عُقْدَةُ النِّكَاحِ وانعَقَدَ النِّكَاحُ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ ، والبَيْعُ بينَ المُتَبايِعَيْنِ .
( و ) العُقْدَة : ( الجَنْبَةُ من المَرْعَى ) ما كَانَ فيها من عامٍ أَوَّلَ ، وتُسَمَّى عُرْوَةً أَيضاً . ( والمالُ المُضْطَرُّ إِلى أَكْلِ الشَجرِ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ . والذي في اللسان : وقد يُضْطَرُّ المالُ إِلى الشَّجَرِ ، ويُسَمَّى عُقْدَةً وعُرْوَةً ، فإِذا كانَت الجَنْبَةُ لم يُقَل للشَّجر : عُقْدَةً ولا عُرْوَةٌ ، قال عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ ، يَصِفُ ظَبْيَةٌ أَكلَت الرَّبِيعَ فحَسُنَ لَوْنُهَا :
حَضَبَتْ لها عُقَدُ البِرَاقِ جَبِينَها
من عَلْكِهَا عَلَجَانَهَا وعَرَادَهَا
( و ) العُقْدَة ( العَثْمُ في اليَدِ ) ، وهو شْبهُ الكَسْرِ .
( و ) عُقْدةُ : ( د ، قُرْبَ يَزْدَ ) في طَرَفِ المَفَازةِ . نَقَلَه الصاغَانِيُّ .
( و ) في طَيّىءٍ ، كانت تحتَ عَمْرِو بن سِنْبِسِ بن مُعَاوية بن جَرْوَل بن
____________________

(8/398)


ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْث . ( وإِليها نُسِبَ العُقْدِيُّون ) ، وهم وَلَد عَمْرِو بن سِنْبِس ، ( ومنهم : الطِّرِمَّاحُ ) بنُ الجَهْم العُقْدِيُّ الشاعرُ السِّنبِسِيِّ ، ذكره الآمِدِيُّ .
( و ) عُقْدةُ : ( اسمُ رَجُلٍ ) ، بل هو لَقبُ والِدِ أَبي العبّاس أَحمد بن محمّدِ بن سَعِيدِ بن عبدِ الرحمان ، المعروف بابنِ عُقْدَةَ ، الحافظ ، الكوفيّ .
( و ) قولهم ( آنَفُ من غُرَابِ عُقْدَة ) ، قال ابنُ حَبِيب : هي أَرضٌ كثيرةُ ابل لا يَطِيرُ غُرَابُها . وفي الصّحاح ؛ ( لأَنَّهُ لا يُطَيَّرُ غُرَابُها لكثرةِ شَجَرِهَا . وتُصْرَفُ عُقْدَة لأَنَّها اسمُ كُلِّ أَرضٍ مُخْصِبَةٍ ) ، كما تقدَّم ، ( وتُمْنَع لأَنَّها عَلَمُ أَرضٍ بِعَيْنِها ) ، كما قَالَهُ ابنُ حَبِيب .
( وعُقْدَةُ الجَوْفِ ، وعُقْدَةُ الأَنصابِ ) : ( .
( و ) العقد ( كَصُرَدٍ ، أَو كَتِفٍ : ع بين البَصْرَةِ وضَرِيَّةَ ) ، نقله الصاغاني . ( وبَنُو عُقَيْدةَ ، كَجُهَيْنة : قَبِيلَةٌ ) من قُرَيْش .
( والعَقَدانُ ، محرّكَةً : تمْرٌ ) ، أَي ضَرْبٌ منه ، كالعَقَدِ .
( والأَعْقَد : الكَلْبُ ) لالْتِوَاءِ في ذَنَبِه ، جَعَلُوه اسماً له مَعْرُوفاً ، وقيل كَلْبٌ أَعْقَدُ ( وهو ) الذي في قَضِيبِه كالعُقْدة . ( و ) الأَعقَد : ( الذِّئْبُ المُلْتَوِي الذَّنَبِ ) وكُلُّ مُلْتَوِي الذَّنَبِ أَعْقَدُ . وقال جَرِيرٌ :
تَبولُ على القَتَادِ بَناتُ تَيْمٍ
مع العُقْدِ النَّواب في الدِّيارِ
وليس شيْءً أَحَبَّ إِلى الكَلْبِ من أَن يبُولَ على قَتَادةٍ ، أَو على شُجَيْرةٍ ، صَغِيرةٍ غيرِهَا .
( والبِناءُ المَعْقودُ ) هو البناءُ الّذي جُعِلَت ( لهُ عقودٌ عُطِفَت كالأَبْواب ) .
والعَقْدُ عَقْدُ طاقِ البناءِ ، وعقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُهُ عَقْداً : أَلْزقه
____________________

(8/399)


وجَمُعُ العَقْدِ : عُقُودٌ وأَعْقَدٌ .
( واليَعْقِيدُ : عَسَلٌ يُعقَدُ بالنَّارِ ) حتَّى يَخْثُرَ ، ( و ) يل : اليَعْقِيدُ : ( طَعامٌ يُعْقَدُ بالعَسَل ) ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : وزَعَمَ بعضُ أَهْلِ اللّغةِ أَن ليسَ في كلام العَربِ يَفْعِيلٌ ، إِلّا يَعْقِيد ، ويَعضِيد ، قال : وهاذا مَرْدُودٌ عليه .
( والعَقِيدُ ) كأَمير : ( المُعاقِدُ ) وهو الحَلِيفُ ، قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ :
كَمْ مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِندَهُمُ
ومِنْ مُجَازٍ بعَهْدِ الله قد قَتَلُوا
( والعِنْقادُ ، بالكسر ، والعُنْقُودُ ، من العِنَبِ والأَراكِ والبُطْمِ ونَحْوِهِ : م ) ، أَي معروف ، والأَوّل لُغَةٌ في الثَّانِي ، قال الراجز :
إِذْ لِمَّتِي سَوْدَاءُ كالعِنْقادِ
وجمعُ العُنْقُودِ : عناقِيدُ . ( وعَقَّدته ) ، أَي العسلَ ( تَعْقِيداً أَغلَبْتُه حتّى غَلُظَ ) رواه بعضُهم ، ( كأَعْقَدتُهُ ) فهو مُعْقَد .
قال الكِسائيّ : ويقال للقَطِران والرُّبِّ ونحْو : أَعقَدْتُه حتَّى تقَّدَ . في المحكم : عَقَدَ العَسَلُ ، والرُّبُّ نحوُهما يَعْقِدُ ، انعَقَدَ ، وأَعقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ : غَلُظَ .
( و ) عَقَّدْت ( البِنَاءَ ) تعَقيداً : ( جَعلْتُ له عُقُوداً ) ، أَي طاقاتٍ مَعْقُودً كالأَبواب .
( واستَعْقَدَت الخِنْزِيرَةُ اسْتَحْرَمَتْ ) .
( و ) أَعوذُ باللّهِ من المُعَقِّدِ ( ( المُعَقِّدُ ) ، كمُحَدِّثٍ : الساحِرُ ) .
( و ) في كلامِهِ تَعْقِيدٌ ، وهو مُعَقَّد ( كمُعَظَّمٍ : الغامِضُ من الكَلامِ ) ، وعَقَّدَ كلامَه : أَعْوَصَه وعَمَّاه .
( وتَعَقَّدَ الدِّبْسُ : غَلُظَ ) ، وقد أَعْقَدَه . ( و ) تَعَقَّدَت ( قَوْسُ قُزَحَ ) في السّماءِ : ( صارَتْ كَعَقْدٍ مَبْنِيَ ) وكذا تَعَقَّدَ السَّحَابُ ، إِذا صارَ كالعَقْدِ المَبْنِيِّ .
( واعتَقَدَ ) الرَّجُلُ ، مثل ( اعتَفَدَ ) بالفاءِ . هاكذا رَواه ابنُ بُزُرْج بالقاف ، وقد تقدّم قريباً ، ( و )
____________________

(8/400)


اعتَقَدَ ( ضَيْعَةً ، ومالاً : اقْتَنَاهما ) .
وفي الأَساس : اعتقَدَ فُلانٌ عُقْدةٌ : اشترَى ضَيْعَةً أَو اتَّخَذَ مالاً ، من عَقَارٍ أَو غَيْرِه .
( وتَعَاقَدُوا : تَعَاهَدُوا ) ، من العَقْدِ ، وهو العَهْدُ .
( و ) تعاقَدَت ( الكِلابُ : تَعَاظَلَتُ ) . .
( و ) يقال : ( مالَهُ مَعْقُودٌ ) ، أَي ( عَقْدُ رَأْيٍ ) ، وفي الحديث : ( أَنَّ رَجُلاً كان يُبايِعُ وفي عُقْدَتِ ضَعْفٌ ) أَي في رَأْيِهِ ونَظَرِه في مَصالِحِ نَفْسِهِ .
( والعَقِيدُ ، والمُعَاقِدُ : المُعَاهِدُ ) ، وقد عاقَدَه ، إِذا عاهَده ، ويقال : عَهِدْت إِلى فُلانٍ في كذا وكذا ، وتأْوِيلُه : أَلْزَمْتُه ذالِكَ ، فإِذا قُلْت : عاقَدْتُه ، أَو عَقَّدْت عليه ، فتأوِيله أَنَّك أَلْزمْتَه ذالك باستيثاقٍ . وفي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ في قوله تعالى : { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } ( النساء : 33 ) : المُعَاقدة : المعاهَدةُ والمِيثاقُ والأَيْمانُ جَمْعُ يَمِين القَسَمِ أَو اليَدِ .
( و ) يقال : ( هُو عَقِيدُ الكَرَمِ ، و ) عَقِيدُ ( اللُّؤْمِ ) .
( و ) يقال : ( تَحَلَّلَتْ عُقَدُهُ ) ، إِذا ( سَكَنَ غَضَبُهُ ) ، وهو مَجازٌ . ( والمِعْقَادُ : خَيْطٌ ) يُنْظَمُ ( فِيهِ خَرَزَاتٌ تُعَلِّقُ في عُنُقِ الصَّبِيِّ ) ، نقله الصاغانيُّ ، كالعِقْدِ ، بالكسر .
( وعُقْدَانُ بالضَّمّ : لَقَبُ الفَرَزْدَقِ ) الشاعِرِ ، لَقَّبه به جَرِيرٌ إِما علَى التَّشْبِيهِ له بالكَلْبِ الأَعْقَدِ الذَّنْبِ وإِما على التَّشْبِيهِ بالكَلْبِ المُتَعَقِّد مَعَ الكَلْبَةِ إِذا عاظَلَها ، فقال :
وما زِلْتَ يا عُقْدَانُ صاحِبَ سَوْءَةٍ
يُنَاجِي بها نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُها
وقال أَبو منصور : لَقَّبه عُقْدَان ( لقِصَرِهِ ) ، وفيه يقول :
يا لَيْتَ شِعْرِي ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ
ولم يَتَّرِكْ عُقْدَانُ للقَوْسِ مَنْزَعَا
أَي أَعْرَق في النَّزعِ ، ولم يدَع للصُّلْحِ مَوْضِعاً .
____________________

(8/401)



( والتَّعَقُّدُ في البِئْرِ : أَن يَخْرُجَ أَسْفَلُ الطَّيِّ ويَدْخُلَ أَعلاه إِلى ) جِرَابِهَا ، أَي ( اتِّسَاعِ البِئْرِ ) ، قاله الأَحمرُ .
ومِمَّا يُسْتَدرك عليه :
التَّعْقادُ : العَقْدُ ، وأَنشد ثَعلبٌ .
ومما يستدرك عليه :
لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بُغا
ءِ الخير تَعْقادُ التَّمَائِمْ
واعْتَقَده كعَقَدَه ، قال جَرِير :
أَسِيلةُ مَعقِدِ السِّمْطَيْنِ مِنها
ورَيَّا حَيْثُ تَعتَقِدُ الحِقَابَا
وقد انْعَقَد ، وتَعَقَّدَ .
والمَعَاقِدُ : مَواضِعُ العَقْدِ .
وقالوا للرَّجُلِ ، إِذا لم يَكن عنده غَناءٌ : فُلانٌ لا يَعْقِدُ الحَبْلَ ، أَي أَنَّه يَعْجِزُ عن هاذا ، على هَوانِهِ وخِفَّتِهِ ، قال :
فإِن تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاًّ حَلَّا
حلَق وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا
أَي تُجِدَّ وتَتَشَمَّرْ لأَغضابِه وإِرغامِهِ ، حتَّى كأَنَّهَا تَعْقِدُ على نَفْسِه الحَبْل .
والعُقْدَةُ : العَقْدِ ، عُقَدٌ . وخُيوط مُعَقَّدة ، شُدِّد للكَثْرةِ .
وفي حديثِ الدُّعاءِ . ( أَسأَلُكَ بمَعَاقِدِ العِزِّ مِن عَرْش 2 ) ، أَي بالخِصال التي استَحقَّ بها العَرْشُ العِزَّ ، أَو بمَواضِعِ انعقادِهَا منه . وحَقِيقَةُ معناه : بِعِزِّ عَرْشِكَ ، قال ابنُ الأَثِير : وأَصحابُ أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُونَ هاذا اللَّفْظَ من الدُّعاءِ .
ويقال : جَبَرَ عَظْمُهُ على عُقْدةٍ ، إِذا لم يَسْتَوِ . وعَقَدَ التَّاجَ فَوْقَ رَأْسِهِ واعتَقَده : عَصَبه بهِ ، أَنشَد ثَعلبٌ لابنِ قَيسِ الرُّقَيّاتِ :
يَعْتَقِدُ التَّاجَ فوقَ مَفْرِقِهِ
علَى جَبِينٍ كأَنَّهُ الذَّهَبُ
واعتَقَدَ الدُّر والخَرَزَ وغيرَه ، اتَّخَذَ منه عِقْداً . وأَعقادُ السَّحَابِ : ما تَعَقَّد منه ، وحدُهَا : عَقْدٌ . والمَعْقِدُ : المَفْصِلُ . والأَعقَدُ من التُّيوسِ : الّذي في قَرْنِهِ عُقْدةٌ . وفَحْلٌ أَعْقَدُ ، إِذا رَفَعَ ذَنَبَه ، وإِنَّما يَفْعَل ذالك من النَّشَاطِ
____________________

(8/402)


وظَبْيَةٌ عاقِدٌ : رفَعَتْ رأْسَها حَذَراً على نفْسِها وعلى وَلدِها . وجاءَ عاقِداً عُنُقَه ، أَي لاوِياً لها من الكِبْرِ .
وفي الحديث : ( مَن عَقَدَ لِحْيَتَهُ فإِنَّ مُحَمَّداً بَرِيءٌ منه ) قيل ، هو مُعَالَجَتُها حتَّى تَنْعَقِدَ وتَتَجَعَّدَ . وقيل : كنُا يَعْقِدُونها في الحُروب ، فأَمرَهم بإِرسالها ، كانوا يَفْعَلُون ذالك تكبُّراً وعُجْباً .
وعَقَدَ قَلْبَه على الشيْءِ : لَزِمَه . والعَربُ تقول : عَقَدَ فُلانٌ نصِيَتَه ، إِذا غَضَبِ وتَهَيَّأَ للشَّرِّ ، وقال ابنُ مُقْبِلٍ :
أَثابُوا أَخاهُمْ إِذ أَرادُوا زِيَالَهُ
بأَسْواطِ قِدَ عاقِدِينَ النَّواصِيَا
وفي حديثٍ : ( الخَيْلُ : معقودٌ في نواصِيها الخَيْرُ ) أَي لازِمٌ لها ، كَأَنَّه مَعْقُود فيها .
وفي حديث الدُّعاءِ ( لَكَ من قُلوبنَا عُقْدَةُ النَّدَمِ ) يُريد عَقْدَ العَزْمِ على النَّدَامةِ ، وهو تَحْقِيقُ التَّوْبةِ . وعُقْدةِ كُلِّ شيْءٍ : إِبْرَامُه .
وفي الحديث : ( مَن عَقَدَ الجِزْيَةَ في عُنُقِه فقد بَرِيءَ مِمَّا جاءَ بِهِ رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ) عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايةٌ عن تَقرِيرها على نفْسِه ، كَما تُعْقَدُ الذِّمَّةُ للكتابِيِّ عليها .
واعتَقَدَ الشيْءُ ؛ صَلبَ اشْتَدَّ ، ومنه : اعتَقَدَ بينَهما الإِخاءُ : صَدَقَ وثَبَتَ .
وتَعَقَّدَ الإِخاءُ : استَحْكَم ، وتَعَقَّد الثَّرَى جَعُدَ .
وثرًى عَقِدٌ ، على النَسَبِ : مُتَجَعِّدٌ .
وعَقَدَ الشَّحْمُ يَعْقِدُ : انْبَنَى وظَهَرَ .
( والعَقَدُ محرّكَةً : تَرطُّبُ الرَّمْلِ من كَثْرةِ المَطَرِ .
ولَئيمٌ أَعْقَدُ : عَسِرُ الخُلُقِ ليس بِسَهْلٍ .
والعَقَدُ في الأَسْنانِ كالقادِح .
وناقَةٌ مَعْقُودةُ القَرَا : مُنَثَّقَةُ الظَّهْرِ .
والعُقْد : بَقِيَّةُ المَرْعَى ، والجمع : عُقَدٌ وعِقادٌ .
____________________

(8/403)



واعتَقد كذا بِقَلْبِه .
وعُقِدَت السِّباعُ ، يعنِي مُنِعَتْ أَن تَضُرَّ البهائِمَ ، أَي عُولِجَت بالأُخَذِ والطِّلَّمْسَاتِ .
وفي حديث أَبي موسى : أَنه كَسَا في كَفَّارةِ اليمينِ ثَوْبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّداً ) ، المُعَقَّدُ ضَرْبٌ من بُرُودِ هَجَّرَ .
وفي الأَساس : مَسَحَ كاتِبٌ قَلَمَه بِكُمِّه ، فقيل له . فقال : إِنَّما اعتَقَدْنا ذا بِذَا .
والعَاقِدَاتُ : السَّواحِرُ .
وعُقْدَة : قَرْيَة بمصر .
والمُعْقَد ، كمُكْرَمٍ : اسمُ رجلٍ نَبَّالٍ كان يَرِيش السِّهَامَ ، وبه فُسِّر قَوْلُ عاصِمِ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقْلح الأَنصاريِّ حين قَتَله المشركون :
أَو سُلَيمان ورِيشُ المُعْقَد .
هاكذا يُروَى ويُروَى بتقديم القاف . وسيأَتي في : ق ع د .
عكد : ( العُكْدَةُ بالضّمّ : العُصْعُصُ . و ) في التكملة : العُكْدَةُ : ( القُوَّةُ ، وجُحْرُ الضَّبِّ ) .
( و ) الْعُكْدَة بالضّمّ و ( بالتَّحْرِيك : أَصلُ اللِّسانِ ) والذَّنَبِ وعُقْدَتُه ، والجمْع : عُكَدٌ . وعَكَدٌ . وقيل : عَكَدَة اللِّسَانِ : مُعْظَمُه وقيل : وسَطُه .
( و ) العَكَدَة : ( أَصْلُ القَلْبِ ) بين الرِّئَتَينِ .
( و ) العَكَدَة : ( رِيشٌ يُنَقَّطُ بِهِ الخُبْزُ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وَعَكْدُ الشَّيْءِ : وَسَطُهُ ) .
( وعَكَدنِي الأَمْرُ : يَعْكِدُني ) ، من حَدِّ ضَرَب : ( أَمكنَنِي ) ، قال رَجل من بلْحارِثِ بنِ كَعْب :
سَنُصْلِي بها القَوْمَ الذِين اصطَلَوْا بها
وإِلَّا فَمَعكُودٌ لنا أُمُّ جُنْدَ
أُم جُنْدَب : الظُّلْم ، ومَعْكُود : مُمْكِنٌ يقول : نَقْتُل غيرَ قاتلِه .
( و ) عَكَدَ فلانٌ عُنُقَه ( إِليه : لَجَأَ ) ،
____________________

(8/404)


كعَقَد : كذا رواه إسحاقُ بنُ فَرجٍ عن بعضِ الأَعرابِ .
( والمَعْكِد ) ، كمَجْلِسٍ : ( المَلْجَأُ ) .
( والمَعْكُودُ : المُقِيمُ اللَّازِمُ ، و ) المَعْكُود : ( المَحْبُوسُ ) ، عن يَعْقُوب . ( و ) المعكودُ ( من الطَّعَامِ : المُعَدُّ الرَّاهِنُ الدائِمُ ) ، ويقال : هاذا مَعْكُودٌ أَي عَتِيدٌ .
( وعَكِدَ الضَّبُّ والبَعِيرُ ، كفَرِحَ ) ، يَعْكَدُ عَكَداً : ( سَمِنَ ) وصَلُب لَحْمُه ، ( كاستَعْكَدَ ؛ والنَّعْتُ ) منه : ( عَكِدٌ . و ) ناقةٌ ( عَكِدَةٌ ) : سَمِينَةٌ ، كلُّ ذالك بناءً عَلى ما أَورَدَه في سِيَاقه .
والّذِي في التكملة : اسْتَعْكَد الصَّبيُّ ، إِذا سَمِنَ ، وأَمّا اسْتَعْكَد الضَّبُّ فهو إِذا تَعَصَّر بِشَجَرٍ أَو حَجَرٍ ، مَخافةَ عُقَابٍ ، ما سيأْتِي ، فلا إِخال قَولَه : الضَّبّ ، إِلّا تحريفاً ، فتأَمَّلْ .
( و ) عَكِدَ ( به : لَزِقَ ) ولَجَأَ .
( والعَكِدُ ، ككَتِفٍ : اليابِسُ من الشَّجَرِ ، بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) .
( و ) عَكَاذٌ ، ( كسَحَابٍ : جَبَلُ ) باليَمَنِ ، ( قُرْبَ ) مَدِينةِ ( زَبِيدَ ) حَرسها اللّهُ ، وسائرَ بِلادِ الإِسْلامِ ، ( أَهلُها باقِيَةٌ على اللُّغَةِ الفَصِيحَةِ ) إِلى الآنَ ، ولا يُقِيم ال عندهم أَكثرَ من ثلاث ليالٍ ، خوفاً على لِسانِهم .
( واعتَكَدَه : لَزِمَه ) ، كعَكَده .
( واسْتَعْكَد الطائِرُ : انْضَمَّ إِلى الشَّيْءِ ) ، وفي نُسخة : إِلى شيْءٍ ، ( مَخَافَةَ الجَوارِحِ ) من الطُّيورِ .
وعبارةُ المحكَم ، والتهذيب : وكذالك استَعْكَد الضَّبُّ بِحَجَرٍ ، أَو شَجَرٍ ، إِذا تَعَصَّر بِهِ ، مخافةَ عُقَاب أَو بَازٍ ، وأَنشد ابنُ لأَعرابيِّ للطِّرِمَّاحِ ، يَصف الضَّبَّ :
إِذا استَعْكَدَتْ منه بكُلِّ كُدَايَةٍ
مِن الصَّخْرِ وافَاهَا لَدَى كُلِّ مَسْرَحِ
____________________

(8/405)



ومِمَّا يُسْتَدْرك عليه : .
استَعْكَدَ الماءُ : اجتمعَ ، ويُرْوَى بَيْتُ امرىءِ القَيس :
تَرَى الفَأْرَ في مُسْتَعْكِدِ المَاءِ لاحِباً
على جَدَدِ الصَّحراءِ مِن شَدِّ مَلْهَبِ
وعَكْدُكَ هاذا الأَمْرُ ، وحَبَابُك ، وشَبَابُك ، ومَجْهُودُك ، ومَعْكُودُكَ أَن تَفْعَلَ كذا ، معناه كلِّه غايتُكَ وآخِرُ أَمْرِكَ ، أَي قصَارَاك ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيِّ :
سَنُصْلِي بها القَوْمَ الذين اصطَلَوْا بها
وإِلَّا فَمَعْكُودٌ لنا أُمُّ جُنْدَبِ
ثم فَسَّره فقال : مَعْكُودٌ لنا ، أَي قُصَارَى أَمْرِنا وآخِرُه ، أَن نَظْلِمَ فَنَقْتُلَ غيرَ قاتِلِنا . وأُمُّ جُنْدَبٍ هنا الغَدْرُ والدَّاهِيَةُ .
عكرد : ( عَكْرَدَ ) الغُلامُ . أَهمله الجوهريُّ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : إِذا ( سَمِنَ وقَوِيَ وغَلُظَ واشتَدَّ . وكذالك البَعِيرُ ، عَكْرَدةٌ .
( و ) عَكْرَدَت ( ناقَتِي ) ، إِذا أَردْتُ أَن أَركَبَ بها وَجْهاً ، و ( رَجَعَتْ بي قِبَلَ ) ، بكسر ففتح ، ( أُلَّافِها ) ، بضمَ فتَشْدِيد ، ( وأَنا كارِهٌ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وغُلامٌ عكردٌ ، كجَعْفَرٍ وبُرْقُعٍ وعُلَبِطٍ وعُصْفُورٍ : مُتَقَارِبُ الحُلُمِ ، أَو سَمِينٌ ) غَليظٌ مُشْتَدٌّ . وقد يكونُ ذالك في غيرِ الإِنسان . الأُولَى والأَخيرةُ عن ابنِ شُمَيْلٍ .
عكلد : ( لَبَنٌ عُكَلهدٌ ) وعُكَالِدٌ ، ( كعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ : خاثِرٌ ( كعُكَلِطٍ ) ، وقيل : ( لامُهُ زائِدةٌ ) ، والعُكَلِدُ والعُلَكِدُ : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ العُنُقِ والظَّهْرِ ، من الإِبلِ وغيرِهَا . وقيل الشَّدِيدُ عَامَّةً ، الذَّكَرُ فيه والأُنثَى سواءٌ . والاسم : العَكْلَدة .
علد : ( العَلْدُ ) ، بفتح فسكون : ( عَصَبُ
____________________

(8/406)


العُنُقِ ) ، وجمعُه : أَعلَادٌ ، قال رُؤبة ، يصف فَحْلاً :
قَسْبِ العَلَابِيِّ جُرَازِ الأَعْلَادْ
قال ابن الأَعرابيِّ : يُريد عَصَبَ عُنُقِهِ . ( و ) العَلْدُ : ( الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) من كلِّ شيْءٍ ( و ) العَلْدُ : ( الصَّلابَةُ لاشتِدادُ ، والفِعْلُ كسَمِعَ ) ، عَلِدَ يَعْلَدُ عَلْداً .
( والعِلْدَةُ ) ، بالكسر ويروى بالفتح أَيضاً اسم ( ع ) .
والّذي في التَّكْمِلة : والعَلْدَاةُ : موضع .
( والعَلَنْدَى ) : البعِيرُ الضَّخْمُ الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ ، وكذالك الفَرَسُ ، وقيل : هو ( الغَلِيظُ من كُلِّ شَيْءٍ ، ويُضَمُّ ) .
( و ) العَلَنْدَى : ضَرْبٌ من ( شَجَر ) الرَّمْلِ ، وليس بحَمْضٍ ، يَهِيج له دُخانٌ شَدِيدٌ ، قال عنترة :
سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي وإِنْ كنتُ نائِياً
دُخان العَلَنْدَى دُونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ
أَي سيأْتِي مِذْوَدٌ يَذُودُكم ، يعني الهِجَاءَ . وقوله : دُخَان العَلَنْدَى دُونَ بيتي ، أَي مَنَابِت العَلَنْدَى بينِي وبينَكُم . قال الأَزهريُّ ، قال اللَّيْثُ : العَلَنْداةُ : شَجَرةٌ طَوِيلةٌ لا شَوْكَ لها ( مِن العِضاهِ ) .
قال الأَزهريُّ لم يخصب اللَّيثُ في وَصْف العَلَنْداةِ ، لأَنَّ العَلَنْداةَ شجرةٌ صُلْبَةُ العِيدَانِ جاسِيَةٌ لا يَجْهَدُها المالُ وليست من العِضَاهِ ، وكيفَ تكون من العِضاهِ ولا شَوْك لها . والعِضاهُ من الشَّجَرِ : ما كان ( لَهُ شَوْكٌ ) صَغِيراً كان أَو كبيراً ، والعَلَنْداةُ ليستْ بِطَويلةٍ ، وأَطْوَلُها على قَدْرِ قِعْدَة الرَّجُلِ ، وهي ، مع قِصرِهَا : كَثِيفَةُ الأَغصانِ مُجْتَمِعَةٌ ؛ ( واحِدُهُ ) : علَنْداةٌ ( بهاءٍ ، ج : علانِدُ ) ، على تقديرِ قَلَانِس ، كذا في التَّهْذيب . ويقال : عَلادِيٌّ . وحكَى سيبويه : عَلدْنَى .
وقال النَّضر : العَلَنْدَاةُ من الإِبِل : العظِيمةُ الطَّوِيلةُ . ولا يقال : جَمَلٌ عَلَنْدَى . قال والعَفَرْنَاةُ مثلُهَا ، ولا يقال : جَمَلٌ عَلَنْدَى . قال والعَفَرْنَاةُ مثلُهَا ، ولا يقال : جَمَلٌ عَفَرْنَى ، ( و ) رُبَّمَا قالوا : جَمَلٌ عُلُنْدَى ( بضمّتين ، والعُلَادَى كفُرَادَى : الشَّدِيدُ من الإِبِلِ ) وقيل :
____________________

(8/407)


الضَّخْمُ الطَّوِيلُ منها . وكذالك الفَرَسُ .
وقال أَبو عليَ القالِيُّ في ( المقصور والممدود ) : هاذا بابُ ما جاءَ من المقصورِ على مثال فُعَالَى من الأَسماءِ ، ولا يكون وَصْفاً إِلَّا أَن يُكَسَّر على الواحِدِ للجمْع ، نحو عُجَالَى وكُسَالَى وسُكَارَى . وهاذا الضربُ يَنْقاسُ فيمَن نَسْتَغْنِي عن ذِكْرِه . انتهى . ووجدتُ في هامِشِه بَخَطِّ بعْضِ الفُضَلاءِ ما نَصه : وقد أَثبتَ بعضُهم الصِّفةَ في المفردِ نحو جَمَلٍ عُلَادَى ، للقَوِيّ ، وقال بعضُ المَغَاربةِ : فأَمَّا قَولُهم : جَمَلٌ عُلَادَى فيمكن أَن يكون جمْعَ عَلَنْدَى على غيرِ قِيَاسٍ ، ووُصِف به المَفرد ، وإِن كان جَمْعاً تَعْظِيماً له ، كما قالوا للضَّبع حَضَاجِرُ . قال : وهاذا تأْويلٌ ضَعِيفٌ جدًّا .
( والعِلْوَدُّ ، كقِتْوَلَ ) أَي بكسر فسكون فتشديد آخِره : ( الكَبِيرُ ) الهَرِمُ من الرِّجالِ ، وفي شرح شيخِنَا : وحَكَى جماعةٌ فَتْحَ أَوّلِه ، عن ابن حَبِيب .
قلت : وفي اللِّسَان ما نصُّه : ووقَع في بعضِ نُسخِ الكِتاب : العِلْوَدُ ، بالتخفيف ، فزَعَمَ السِّيرافِي أَنَّهَا لُغةٌ .
( و ) العِلْوَدُّ : ( السيِّد الرَّزِينُ ) الثَّخِين ، ( الوَقُورُ ) ، وقيل : هو المُسِنُّ الشَّدِيدُ ، من الإِبِلِ والرِّجالِ ، وقيل : الغَلِيظُ ، قال الدُّبَيْرِيُّ يَصِف الضَّبَّ :
كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ
كَبِيرَانِ عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشَاهُمَا
وَوَصَفَ الفرزدقُ بَظْرَ أُمِّ جَرِيرٍ بالعِلْوَدّ ، فقال :
بِئْسَ المُدافعُ عَنْكُمُ عِلْوَدُّها
وابنُ المَراغةِ كان شَرَّ مُجِيرِ
وإِنَّمَا عَنَى به عِظَمَه وصَلابَتَه .
( و ) العِلْوَدَّةُ ، ( بهاءٍ ، من الخَيْلِ : المُتَأَبِّبَةُ ، و ) هي ( التي لا تُقادُ ) بل يَجْذِب بِعُنُقِها القائِدُ جَذْباً شديداً ، وقَلَّمَا يَقُودُها ( حتى تُساقَ ) من وَرائِها غيرَ طَيِّعةِ القِيَادِ ، ولا سَلِسَتِه . قاله ابنُ شُمَيْلٍ .
____________________

(8/408)



( و ) العِلْوَدَّةٌ ( من الإِبلِ : الهَرِمةُ ) ، وامرأَة عِلْوَدَّة : شَدِيدةٌ ، ذاتُ قَسْوَةٍ ، وكذالك الرّجلُ .
( و ) قال أَبو السَّمَيْدَعِ : ( اعْلَنْدى الجَمَلُ ) واكْلَنْدَى إِذا ( غَلُظَ ) واشْتَدَّ . ( والمُعْلَنْدَدُ ) . بكسر الدال الأُولى فتحِهَا ، وسيأْتي ( في : ع ن د ) لزيدة لامِ ، يقال مالِي عَنْهُ مُعْلَنْدَدٌ ، أَي بُدٌّ .
وقال اللِّحْيَانِيُّ . ما وَجدتُ إِلى ذالك مُعْلَنْدَداً ، بالوَجْهَيْن ، أَي سبيلاً . وحكَى أَيضاً : مالِي عن ذلك مُعْلُنْدُد ، ومُعُلَنْدَد ، بضم الميم واللام ، وفتح الأَخيرة ، أَي مَحيصٌ .
( وعَلْوَدَ ) الشَّيْءُ ، إِذا ( لَزِمَ مكانَه فلم يَقْدِرْ أَحَدٌ على تَحْرِيكِهِ ، ( كاعْلَوَّدَ ، قال رُؤبة :
وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوحَّدَا تَثَاقَلَتْ أَرْكَانُهُ واعْلَوَّدَا ( واعْلَوَّدَ الرَّجُلُ : غَلُظَ اشتَدَّ ، ورَزُنَ ) ، قال أَبو عبيدةَ : كان مُجَاشِعُ بنُ دَرِمٍ عِلْوَدَّ العُنُقِ ، قال أَبو عَمْرو : العِلْوَدُّ من الرِّجالِ : الغَلِيظُ الرَّقَبةِ . وأَما قولُ الأَسود بن يَعْفُرَ :
وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لَها مُتَطاوِلٌ
نَبِيلٌ كجُثْمَانِ الجُرادَ ناشِرُ
فإِنَّه أَراد بعِلْوَدّهَا : عُنُقَها ، أَراد النُّاقَةَ . والجُرَادة : اسمُ رَمْلَةٍ بعينِها ، وقال الراجِز :
أَيُّ غُلامٍ لَشِ عِلْوَدِّ العُنُقْ
ليس بِكَبَّاسٍ ولا جَدَ حَمِقْ
قوله : لَشَ ، أَراد : لَكَ ، لغةٌ لبعضِ العرب ، كذا في اللسان .
ومِمَّا يستدرك عليه :
المعلد : الرَّاسِي لا يَنْقَاد ولا يَنْعَطِف .
والعَلَنْدَد : الفَرَسُ الشَّدِيدُ .
____________________

(8/409)



والمُعْلَنْدِد : البَلَدُ الذي ليس به ماءٌ ولا مَرْعًى ، وسيأْتي .
علكد : ( العِلْكِدُ ، بالكسر ) ، أَهمل الجوهريُّ . وقال أَبو الهَيْثَم : هي ( العَجُوزُ الدَّاهِيَةُ ) ، ولأأَنشد :
وعِلْكِدٍ خَثَلْتُهَا كالجُفِّ
قالتْ وَهِي تُوعِدُني بالكَفِّ
أَلَا امْلأَنَّ وَطْبَنَا وكُفِّ
وقيل : هي المرأَةُ ( القَصِيرةُ اللَّحِيمةُ الحَقِيرَةُ القَلِيلَةُ الخَيْرِ ) .
( والعِلْكَدُّ ، كَقِرْشَبَ : الشَّمُ ) ، كذا في النسخِ ، والصّواب : الضخم ، وأَنشد الليثُ :
أَعْيَسَ مَضْبُورَ القَرَا عِلْكَدَّا
قال : شَدَّد الدّالَ اضطراراً ، قال : ومنهم مَن يُشدِّد اللّام .
( و ) عُلَكِدٌ ، ( كَعُلَبِط : اللَّبَنُ الخاثِرُ ) ، كعُلَكِطٍ وعُكَلِدٍ .
( و ) علكدٌ ( كجَعْفَرٍ وزِبْرِج وقُنفُذٍ وعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ ) ، وبتشديد اللّام أَيضاً ، كُلُّه : ( الغَلِيظُ ) الشديدُ العُنُقِ والظَّهْرِ ، من الإِبلِ وغيرِهَا عن اللِّحيانيِّ . وقيل : هو الشدِيد عامَّةً ، الذَّكَر والاً نثى سواءٌ ، والاسم العَلْكَدَةُ .
وقال النَّضْرُ : في فلانٍ عَلْكَدةٌ وجُسْأَةٌ في خَلقِهِ ، أَي غِلَظٌ .
وفي التهذيب : العَلَاكِدُ : الإِبِلُ الشِّدَادُ ، قال دُكَين :
يا دِيلُ ما بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدَا
ولا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلَاكِدَا
( والعَلَنْكَدُ ) ، كَسَفْرجَلٍ : ( الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) من الرِّجالِ . كذا في التَّهْذِيب .
ومِمَّا يُسْتَدْرك عليه :
العَلْكَدَةُ : الغِلْظَةُ ، عن ابن شُمَيْل .

____________________

(8/410)


علمد : ( العِلْمَادَةُ والعِلْمَادُ ، بكسرهما ) أَهمله الجوْهَريُّ ، والجماعَةُ .
وفي التكلة : العِلْمَادَةُ ( ما يُكَبُّ عليه الغَزْلُ ، ج : عَلَامِدَةٌ وعَلامِيدُ .
علهد : ( عَلْهَدْتُ الصَّبِيَّ : أَحسنْتُ غِذاءَهُ ) ومثله في الصحاح ، والتهذيب .
عمد : ( العَمُودُ ) ، كصَبُورٍ ، ( م ) ، وهو الخَشَبَةُ القائمَةُ في وَسط الخِبَاءِ ( ج : أَعْمدَةٌ ) ، في القِلَّةِ ، ( وعَمَدٌ ) ، محرّكةً ، ( وعُمُدٌ ) ، بضمَّتين ، وبضمّ فسكون ، تخفيفاً ، الثلاثةُ في القِلَّة .
وفي اللسان : العَمَدُ : اسمٌ للجَمْع ، ويقال : كلُّ خِبَاءٍ مُعَمَّدٌ . وقيل : كلُّ خِبَاءٍ كان طويلاً في الأَرضِ ، يُضْرَب على أَعْمِدةٍ كثيرةٍ ، فيقال لأَهْله : عليكُم بأَهْل ذالك العَمُودِ ، ولا يقال : أَهْل العَمَدِ ، وأَنشد :
ما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ
ولا النَّعَمُ المُسَامُ لنا بمالِ
وقال في قوله النابغة :
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
قال : العَمَد : أَساطِينُ الرُّخامِ .
وأَما قوله تعالى : { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } ( الهمزة : 8 ، 9 ) . قُرِئتْ في عُمُدٍ ) ، وهو جمْع عِمادٍ ، وعَمَدٌ وعُمُدٌ كما قالوا : إِهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ . ومعناه : أَنَّهَا في عُمُدٍ من النّار ، نَسب الأَزهَريُّ هاذا القَولَ إِلى الزَّجَّاجِ . وقال الفرَّاءُ : العَمَدُ العُمُد جميعاً : جَمْعَانِ للعَمُودِ ، مثل أَدِيمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ ، وقَضِيمٍ وقَضَمٍ وقُضُمٍ .
وفي المصباح : العَمُود معروفٌ ، والجمع : أَعمِدَةٌ ، وعُمُدٌ ، بضمّتين ،
____________________

(8/411)


وبفتحتين ، والعِمَادِ ما يُسْنَد بِه ، والجَمْع عَمَدٌ ، بفحتين . قال شيخُنَا : فالعَمَد ، محرّكَةً ، يبكون جمْعاً لِعَمُودٍ ، ولِعِمَادٍ . وهاذا لم يُنَبِّهُوا عليه .
وقولُه تعالى : { خَلَقَ السَّمَاواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } ( لقمان : 10 ) قال الفَرّاءُ : فيه قولان : أَحدُها أَنَّه خَلَقَها مَرفُوعةً بلا عَمَدٍ ، ولا تَحْتَاجُون مع الرؤْية إِلى خَبَرٍ . والقولُ الثاني أَنه خَلَقَها بِعَمَدٍ لا تَرَوْنَ تِلك العَمَدَ ، وقيل : العَمَدُ التي لا تُرَى : قُدْرَتُه . واحتَجَّ اللَّيْثُ بأَنَّ عَمَدَها جَبَلُ قاف المحيطُ بالدُّنْيا ، والسَّماءُ مثْلُ القُبَّةِ أَطرَافُها على قافٍ مِن زَبَرْجَدةٍ خَضراءَ ، ويقال : إِنَّ خُضرةَ السّمَاءِ من ذالك الجَبَلِ .
( و ) العَمُود : ( السَّيِّدُ ) المُعْتَمَد عليه في الأُمورِ ، أَو المَعْمُودُ إِليه ، ( كالعَمِيدِ ) ، ومنه قول الأَعشى :
حتَّى يَصِيرَ عَمِيدُ القوم مُتَّكِئاً
بالرَّاحِ يَدفَعُ عنه نُسْوَةٌ عُحُلُ
والجمْعُ عُمَدَاءُ . وكذالك العُمْدَةُ الواحد والإثنانِ ، والجمْعُ ، والمذكَّر المؤنث فيه سواءٌ ، ويقال للقَوم : أَنتُم عُمْدَتُنا الّذِين يُعْتَمَدُ عليهِم ، وهو عَمِيدُ قَومِه ، وعَمُودُ حَيِّه .
( و ) قال النَّضر : العَمود ( من السَّيْفِ : شَطِيبَتِ الّتي في مَتْنِه ) إِلى أَسْفَلِه ، وربَّمَا كان للسّيفِ ثلاثةُ أَعمدةٍ في ظَهْرِه ، وهي الشُّطَبُ ، والشَّطَائِبُ .
( و ) وعن ابن الأَعرابيِّ : العَمُودُ : ( رِئيسُ ) ، كذا في النسخ . وفي التكملة : رَسِيلُ ( العَسْكَرِ ، كالعِمَادِ ، بالكسر ، والعُمْدَةِ والعُمْدانِ ، بضمِّهما ) وهو الزُّوَيْرُ .
( و ) في حديثِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، رضي الله عنه : ( أَيمَا جالبٍ جَلَبَ على عَمُودِ بَطْنِه فإِنه يَبِيع كيف شاءَ ومَتَى شاءَ ) . قال الليث : العَمُود ( من البَطْنِ ) : شِبْه ( عِرْق يَمْتَدُّ من لَدُنِ الرُّهابَةِ ) بالضمِّ ، ( إِلى دُوَيْنِ السُّرَّةِ ) في وَسَطِه ، يُشَقُّ مِن بَطْن الشَّاة .
____________________

(8/412)



( أَو عَمُودُ البَطْن الظَّهْرُ ) ، لأَنه يُمْسِكُ البَطْنَ ويُقَوِّيه ، فصارَ كالعَمُود له . وبه فَسَرَّ أَبو عمرٍ و الحَديثَ المتقدِّم .
وقال أَبو عُبَيْد : عندي أَنَّه كَنَى بعَمُود بَطْنه عن المَشَقّة والتَّعَب ، أَي أَنَّه يأْتي به على تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ وإِن لم يكنْ على ظَهْره ، إِنَّمَا هو مَثَلٌ . والجالب : الّذي يَجْلِبُ المَتَاعَ إِلى البلاد ، يقول : يُتحرَك وبيعَه لا يُتَعَرَّضُ له ، حَتَّى يَبيعَ سلْعَته كما شَاءَ ، إِنَّه قد احْتَمَل المَشَقَّةَ والتَّعَبَ في اجتلابه ، وقاسَى السَّفَرَ والنَّصَبَ .
قال اللَّيْث : ( و ) العَمُود ( من الكَبد : عِرْقٌ يُسْقِيها ) ، وقيل : عَمُودُ الكَبد : عِرْقانِ ضَخْمان جَنَابَتَيِ السُّرَّةِ ، يَميناً وشِمَالاً ، ويقال : إِنَّ فُلاناً لَخارجٌ عَمُودُه من كَبدِه من الجُوع : عن ابن شُمَيْلٍ .
( و ) العَمُود ، ( منَ السِّنان : ما تَوَسَّطَ شَفْرتَيْه من عَيْره ) الناتىء في وسَطه .
( و ) العَمُود ، ( من الاذُن : مُعْظَمُها وقِوَامُهَا ) التي ثَبَتَ عليه ، وقيل عَمُدُ الأُذُن : ما استدارَ فوقَ الشَّحْمة .
( و ) العَمُود : ( الحَزينُ الشَّديدُ الحُزْنِ ، يقال : ما عَمَدَك ، أَي ما أَحْزَنك .
( و ) العَمُود ، ( من الظَّليم : رِجُلاهُ ) وهما عَمُوداه .
( و ) العَمُودُ ( من البئْرِ : قائمَتاهُ ) تكون ( عليهما المَحَالةُ ) .
وعَمُودُ السَّرِ : الوَتِينُ ، ( وبه فُسِّر قولُهُم : إِن فُلَاناً لَخارجٌ عَمُودُه من كَبده من الجُوع .
( والعِمَادُ ) ، بالكسر : ( الأَبنيَةُ الرَّفِيعَةُ ، جَمعُ عَمَادَةٍ ) ، يذكّر ( ويُؤَنَّثُ ) ، قال الشاعر :
ونَحْنُ إِذا عَمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ
علَى الأَحفاض نَمْنَعُ مَن يَلينا
____________________

(8/413)



وقولُه تعالى : { إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ } ( الفجر : 7 ) قيل : معناه ذا لاطُّول ، وقيل ذاتُ البِناءِ الرَّفيع المُعْمَد . وجمعه : عُمُدٌ . وقال الفرّاءُ : ذاتُ العمَاد : أَنهم كانوا أَهْلَ عَمَدٍ يَنْتَقلُون إِلى الكَلَإِ حيثُ كان ، ثم يَرْجِعُون إِلى مَنازلهم .
وقال اللَّيْثُ : يقال لأَصحاب الأَخْبِيَة الّذين لا يَنْزِلُون غيرَهَا : هُم أَهلُ عَمُودٍ ، وأَهلُ عِمَادِ .
( و ) عن المبرِّد : ( هو طَويلُ العِمَاد ) ، إِذا كان مُعْمَداً ، أَي طَويلاً ، وفُلان طَويلُ العِمَادِ : ( مَنْزِلُهُ مُعْلَمُ لزائِرِيه ) وفي حديث أُمِّ زَرْع . ' زَزْجِي رَفِيعُ العِمَاد ' ، أَرادتْ عمَادَ بَيْتِ شَرَفهِ . والعَرب تَضَعُ البَيْتَ مَوضِعَ الشَّرَفِ في النَّسَبِ والحَسَبِ .
( وعَمَدَه ) يَعْمِدُه عَمْداً : دَعَمَه و ( أَقامَه بِعِمَاد ) ، والعِمَادُ ما أُقِيم به ، ( كأَعْمَدَهُ فانْعَمَدَ ) ، ذَكَرَه يَعْقُوبُ في البَدَلِ ، وهو مُطَاوِعُ الثُّلاثيِّ ، كانْكَسر وانْجَبر ، لا الرُّباعيِّ ، على ما عُرِف من اصطلاحه ، قاله شيخُنا .
والعَمُود الّذي تَحامَلَ الثِّقْلُ عليه من فَوقِ السَّقْفِ يُعْمَد بالأَساطين المَنصوبة .
( و ) عَمَدَ ( لِلَّشْيءِ ) وعَمَد إليه ، وعَمَدَه يَعْمِدُه ، من حدِّ ضَرَب - كما صرَّحَ به أَربابُ الأَفعال . ولا عِبرةَ بإِطلاقِ المصنِّف على ما اصْطَلحه ، وبه جَزَم عِيَاضٌ في ' المشارق ' والفيُّوميُّ في ' المصباح ' عَمْداً ، بالفتح ، وعَمَداً ، محرّكةً ، وعِماداً ، بالكسر ، وعُمْدَةً ، بالضّمِّ ، كُلُّها في ' شرح الفصيح ' للمطرِّز . وزادُوا : عُمُوداً ، بالضّمّ ، على القياس ، ومَعْمَداً ، مصدر ميميّ ، الأَوّل من نوادر ابن الأَعرابَّي ، والثاني من شّرْح ابنِ عَرفة لشِعْر ديوانِ سُحَيم ، كذا في شرْح اللَّبليّ على ' الفصيح ' - ( : قَصَدَهُ ) ، وَزْنا ومعنىً وتَصريفاً ، في كونه يَتعدَّى
____________________

(8/414)


بنفسْه ، وباللام ، وبإلى . ( كتَعَمَّدَهُ ) وتَعَمَّد له ، واعْتَمَده .
قال الأَزهَرِيُّ : العَمْدُ ضِدُّ الخَطَإ في القَتْلِ وسائرِ الجِنَايَاتِ .
والقَتْلُ على ثلاثةِ أَوْجهٍ : قَتْلُ الخطإِ المَحْضِ ، والعَمْدِ المَحْضِ ، وشِبْهِ العَمْد .
( و ) عَمَدَ المَرَضُ ( فُلاناً : أَضْنَاهُ وأَوجَعَهُ ) ، قال الشاعر :
أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللَّيْلِ عامِدِ
معناه : مُوجِع .
روى ثعلبٌ أَنَّ ابنَ الأَعرابيِّ أَنشدهُ لسِمَاكٍ العامِليِّ :
أَلَا مَنْ شَجَتْ لَيْلَةٌ عامِدَهْ
كَما أَبداً لَيْلةٌ واحدَهْ
قال الأَزهريُّ : أَي مُمِضَّة مُوجعة .
( و ) عَمَدَه المَرضُ يَعْمِده ( : فَدَحَهُ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ومنه اشتُقَّ القَلْبُ العَمِيدُ .
( و ) عَمَدَهُ يَعْمِده : ( أَسْقَطَهُ ) ، قال : ودَخَلَ أَعرابيٌّ على بَعْضِ العَرَبِ ، وهو مريض ، فقال له : كيفَ تَجِدُك ؟ فقال : أَمَّا الّذِي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ . ويقال للمريض : مَعْمُودٌ . ( و ) عَمَدَه ( ضَرَبَهُ بالعَمُود ) . ( و ) عَمَدَه يَعْمده : ( ضَرَبَ عَمُودَ بَطْنِهِ . و ) عَمَده : ( أَحْزَنَهُ ) ، وهذا ، والذي قبلَه من حَدِّ نَصَر .
( و ) عَمِدَ عليه ، ( كفَرِحَ : غَضِبَ ) كعَبِدَ ، حكاه يعقُوبُ في المُبْدلِ .
وقال الأَزهَرِيُّ : هو العَمَدُ والأَمَدُ .
وقال الغَنَوِيُّ : العَمَدُ والضَّمَدُ : الغضَبُ .
( و ) عن ابن بُزُرج : يقال : حَلِسَ به ، وعَرِسَ به ، وعَمِدَ ( بِهِ ) ، ولَزِبَ به ، إِذا ( لَزِمَهُ ) .
( و ) عَمِدَ ( البَعِيرُ : انفَضَخَ داخِلُ سَنَامِهِ من الرُّكُوبِ ، وظاهِرُهُ صَحِيحٌ ) فهو بَعِيرٌ عَمِدٌ ، وهي بهاءٍ . وقيل عَمِدَ البَعِيرُ ، إِذا وَرِمَ سَنَامُه مِن
____________________

(8/415)