Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

9. تاج العروس من جواهر القاموس

 

9. تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

والصِّفَةُ للعُمُومِ ، كالعَظيم والكَرِيم ؛ فالله تعالى يوصَفُ ولا يُنْعَتُ .
( كالانْتِعاتِ ) يقال : نَعَتُّ الشيءَ وانْتَعَتُّهُ ، إِذا وَصَفْتَه .
وجَمْعُ النَّعْتِ نُعُوتٌ . قال ابنُ سِيده : لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك .
( و ) النَّعْتُ من كُلِّ شيءٍ : جَيِّدُه ، وكلّ شيءٍ كان بالِغاً تَقول : هذا نَعْتٌ ، أَي جَيِّدٌ .
قال الأَزْهَرِيّ : و ( الفَرَسُ ) النَّعْتُ ( : العَتِيقُ السَّبَّاقُ ) الذي يكونُ غايةً في العِتْقِ والسَّبْقِ ( كالمُنْتَعِتِ والنَّعْتَةِ ) بالفتح ( والنَّعِيتِ والنَّعِيتَةِ ) كلّ ذلك بمعنعى العَتِيقَةِ .
وفَرسٌ ( نَعْتٌ ، و ) مُنْتَعِتٌ ، إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدةِ والسَّبْقِ .
قال الأَخْطَل :
إِذَا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَه
بِمُنْتَعِتَات لا بِغَالٌ ولا حُمْرُ
والمُنْتَعِتُ من الدَّوابِّ والنّاسِ : الموصوفُ بما يُفَضِّله على غيرِه من جِنْسِه ، وهو مُفْتَعِلٌ من النَّعْتِ ، يقالُ : نَعَتُّه فانْتَعَتَ ، كما يُقالُ : وصَفْتُه فاتَّصَفَ ، وقد غَفَلَ عن ذالك شيخُنا ، فجعلَ قولَ المُصَنّف ( العَتِيق السَّبّاق ) من غرائبه ، مع كونِه موجوداً في دَواوين اللُّغَةِ وأُمَّهاتِها ، واخْتَلَفَ رأَيُه فيما بعده من قوله : والنَّعْتَة ، إِلى آخره ، وجعل عِبارةَ المُصَنِّف قَلِقَةً ، والحالُ أَنَّه لا قَلَقَ فيها على ما فَسَّرنا ، واتَّضَحَت من غير عُسْرٍ فيها .
( وقد نَعُتَ ) الفرسُ ( ككَرُمَ ، نَعَاتَةً ، ) إِذا عَتُقَ .
ونَعُتَ الإِنْسانُ ، ككَرُم ، نَعَاتَةً ، إِذا كان النَّعْتُ له خِلْقَةً وسَجِيَّةً ، فصارَ ماهِراً في الإِتْيانِ بالنُّعوتِ ، قادِراً عليها ، كذا في المصْباح .
( وأَمّا نَعِتَ كَفَرِحَ ) يَنْعَتُ نَعَتاً ( فللمُتَكَلِّفِه ) فَعُرِف من ذلك أَن نَعتَ من المُثلَّثَاتِ ، باخْتِلافِ المَعْنَى .
وقال شيخُنا في هذا الأَخير : إِنّه غريبٌ ؛ لأَنّ فَعِلَ المسكورَ ليس مما
____________________

(5/124)


يدُلُّ على التَّكَلُّفِ . لاكنّه جاءَ كأَنه موضُوعٌ لذلك من غير الصِّيغَة .
( واسْتَنْعَتَهُ : اسْتَوْصَفَه ) ، هو في التَّهْذِيب .
( و ) قال ابنُ الأَعرابيّ : ( أَنْعَتَ ) الرّجلُ إِذا ( حَسُنَ وَجْهُهُ حَتّى يُنْعَتَ ) أَي يُوصَفَ بالجَمَالِ .
( والنَّعِيتُ : ) الرّجلُ الكَرِيمُ الجَيِّدُ السّابِقُ .
والمُسَمَّى به ( شاعِرَانِ ) :
النَّعِيتُ بنُ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ اليَسْكُرِيّ .
والنَّعِيتُ الخُزَاعِيّ ، واسْمُه أَسِيدٌ .
( و ) النَّعِيتُ ( رَجُلٌ ) آخَرُ ( مِنْ بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيّ ) ، ذكره أَبُو فِرَاس ، وهو النَّعِيتُ بنُ سَعِيدٍ السّامِيّ .
( و ) تقول : ( عَبْدُكع أَو أَمَتُكَ نُعْتَةٌ بالضَّمِّ ، أَي غايَةٌ في الرِّفْعَةِ ) وعُلُوّ المَقَام ، وهو مَأْخوذٌ من قولهم فَرَسٌ نَعْتَه إِذا كان عَتيقاً ، وقد تَقَدَّم ، وعبارةُ الأَساس : وعبْدُكَ نَعْتٌ وأَمَتُكَ نعْتَة ، وفيه : وهو مَنْعُوتٌ بالكَرَمِ وبِخِصالِ الخَيْرِ ، وله نُعُوتٌ ومَنَاعِتُ جَمِيلَةٌ ، وتقول : ( هو ) حُرُّ المَنَابِت ، حَسَنُ المَنَاعِت .
ووَشْيٌ نَعْتٌ : جَيِّدٌ بالِغٌ ، انتهى .
( ونَاعِتُونَ أَو نَاعِتِينَ : ع ) ، واقْتُصِر على الأَوّل في الصّحاح .
وفي اللسان : وقول الرّاعي :
حَيِّ الدِّيارَ دِيَارَ أُمِّ بَشِيرِ
بِنُوَيْعِتِينَ فشَاطِىءِ التَّسْرِيرِ
إِنّما أَرادَ نَاعِتِينَ فصَغَّرَه .
نغت : ( النَّغْتُ ، كالمَنْعِ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللسانِ ، وقال الصّاغانيّ : هو ( جَذْبُ الشَّعرِ ) ، كذا في التَّكمِلة .
( ) ومما يستدرك عليه :
النُّغيْتُ الجهَنِيُّ كزبَيْرٍ ، ذكره ابنُ مَاكُولاَ .

نفت : ( نَفَتَ ) الرَّجُلُ ( يَنْفِتُ نَفْتاً ) ونَفِيتاً ونُفَاتاً ( ونَفَتَاناً : غَضِبَ ) .
____________________

(5/125)



وقيلَ : النَّفَتَانُ شَبِيهٌ بالسُّعَالِ .
( أَو ) نَفَتَ الرَّجُلُ ، إِذا ( نَفَخَ غَضَباً ) ، ويقال : إِنّه ليَنْفِتُ عليهِ غَضَباً ويَنْفِطُ ، كقولك : يَغْلِي عليهِ غَضَباً .
وفي الأَساس : من المجازِ : صَدْرُهُ يَنْفِتُ بالعَدَاوَةِ .
( و ) نَفَتَتِ ( القِدْرُ ) تَنْفِتُ نَفْتاً ونَفَتَاتاً ونَفِيتاً ، إِذَا ( غَلَتْ ) فصارَتْ تَرْمِى بِمِثْلِ السِّهَامِ .
( أَو ) نَفَتَتْ إِذَا ( لَزِقَ المَرَقُ بِجَوَانِبِهَا ) ، وعبارة اللسان : إِذا غَلا المَرَقُ فِيها ، فَلَزِقَ بجَوَانِبِ القِدْرِ ما يَبِسَ عليه ، فذلك النَّفْتُ ، والقِدْرُ تَنَافَتُ وتَنَافَطُ ، ومِرْجَلٌ نَفُوتٌ .
( و ) نَفَتَ ( الدَّقِيقُ ونَحْوُه ) يَنْفِتُ ( نَفْتاً ) ، إِذا ( صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فتَنَفَّخَ ) .
( والنَّفِيتَةُ : طَعَامٌ ) ويُسَمَّى الحَرِيقَة ، وهي أَنْ تَذُرَّ الدَّقِيقَ على ماءٍ أَوْ لَبَن حَلِيبٍ حتى يَنْفِتَ ويُتَحَسَّى ( من نَفْتِها ) وهي ( أَغْلَظُ من السَّخِينَةِ ) يَتَوَسَّعُ بها صاحبُ العِيَالِ لِعيالِه .
إِذا غَلَب عليه الدَّهْرُ ، وإِنّمَا يَأْكُلُون النَّفِيتةَ والسَّخِينَةَ في شِدَّة الدَّهْرِ ، وغَلاَءِ السعْرِ ، وعَجَفِ المَال .
وقال الأَزْهعرِيّ في تَرْجَمَةِ حَذْرَقَ : السَّخِينَةُ دَقِيقٌ يُلْقَى على ماءٍ أَو لَبَن ، فيُطْبخُ ثُمَّ يُؤْكعلُ بِتَمْرٍ أَو بِحَسَاءٍ ( وهي الحَسَاءُ ) ، قال : وهي السَّخُونَةُ أَيضاً ، والنَّفِيتَةُ والحُدْرُقّة ( والخزِيرة ) والحَرِيرَةُ ( أَرَقُّ منها ) ، والنَّفِيتَةُ حَسَاءٌ بينَ الغَلِيظَةِ والرَّقِيقَةِ .
نقت : ( النَّقْتُ ) بالنّونِ والقافِ ( : اسْتِخْرَاجُ المُخِّ ) ، قال الأَزهَرِيّ : أَهمَلَه اللَّيْثُ ، ورَوَى أَبُو تُرَاب عن أَبي العَمَيْثَل : يُقَالُ : نُقِتَ العَظْمُ ونُكِتَ إِذا أُخْرِجَ مُخُّهُ ، وأَنشد :
____________________

(5/126)



وكَأَنَّهَا في السِّبِّ مُخَّةُ آدِبٍ
بَيْضَاءُ أُدِّبَ بَدْؤُهَا المَنْقُوتُ
وقال الجوهَرِيّ : نَقَتُّ المُخَّ أَنْقُتُه نَقْتاً ، لغةٌ في نَقَوْتُه ، إِذا اسْتَخْرَجْتَه ، كأَنَّهُم أَبْدَلُوا الواوَ تاءً .
قلتُ : فهذا من الجوهَرِيّ صَرِيحٌ أَنَّ أَصْلَ نَقَتُّه نَقَوْتُهُ ، لغة فيه ، وقرَأَتُ في هامِشِ الصّحاح ما نصُّه : وقال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيّ : الذي أَحفَظُه نَقَثْتُ العَظْمَ أَنْقُثُه نَقْتاً إِذا استَخْرَجْتَ مُخَّه ، وانْتَقَثْتُهُ انْتِقاثاً ، بالمُثَلَّثَة ، ويقال أَيضاً : نَقَيْتُهُ أَنْقِيهِ وانْتَقَيْتُه انْتِقَاءً ، مثله بالتَّحْتِيَّة ، ويقال أَيضاً : نَقَوْتُه أَنْقُوهُ نَقْواً ، بالواو ، وفي حديثِ أُمّ زَرْعٍ ( ولا سَمِينٌ فيُنْتَقَثُ ) بالثّاءِ المثَلّثة ، وبعضهم يرويه فيُنْتَقَى ، وهُمَا بمعنًى واحدٍ ، أَي يُسْتَخْرَج مُخُّه ، قال شيخُنا : وقد نقله الجَلالُ في المُزْهِر وسَلَّمَهُ ، وكُلُّ ذلك منقولٌ عن العرب وثَابِتٌ ، والجوهَرِيّ اقْتَصَرَ على الاثْنَتَيْنِ منها ، وكان على المَجْدِ أَن يُشِيرَ إليها ، ولاكن شأْنه الاختصار أَوْجَبَ عليه القُصُورَ .
نكت : ( النَّكْتُ : أَنْ تَضْرِبَ في الأَرْضِ بقَضِيبٍ فَيُؤَثِّرَ ) بطَرَفِ ( فيها ) وفِي الحَدِيثِ : ( فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضِيبٍ ) .
وفي المُحْكَم : النَّكْتُ : قَرْعُكَ الأَرْضَ بِعُودٍ أَوْ بِإِصْبَعٍ ، وفي الحَدِيثِ : ( بينا هو يَنْكُتُ إِذا انْتَبَهَ ) أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نَفْسَهُ ، وأَصْله من النَّكْتِ بالحَصَى ، ونَكَتَ الأَرْضَ بالقضِيب ، وهو أَنْ يُؤثّر فِيهَا بطَرَفِه فِعْلَ المفَكِّرِ الهَمْهُومِ . وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله عنه ( دَخلْتُ المَسْجهدَ فإِذَا الناسُ نَيْكُتُونَ بالحَصَى ) أَي يَضْرِبُون به الأَرْضَ .
( و ) مَرَّ الفَرسُ ينْكُتُ ، وهو ( أَن يَنْبُوَ الفَرَسُ ) عن الأَرْضِ في عَدْوِه .
( والنَّاكِت ) أَن يُحَزَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ في جَنْبِه .
____________________

(5/127)



وفي الصّحاح : قال العَدَبَّسُ الكِنَانِيّ النَّاكِت : ( أَنْ يَنْحَرِفَ مِرْفَقُ البَعِيرِ حَتّى يَقَعَ عَلَى ) وفي نسخة : فِي ( الجَنْبِ فَيخْرِقَهُ ) ، هكذا في النُّسَخِ ومثله في الصّحاح ، وفي غيرها : فيَحُزَّ فِيه ، ومثله في غيرِ ديوانٍ .
وعن ابن الأَعْرَابيّ قال : إِذا كَانَ أَثَّرَ فيه قِيلَ : به نَاكِت ، فإِذا حَزَّ فِيهِ قِيلَ : بِهِ حَازٌّ .
وعن اللَّيْث : النَّاكِتُ بالبَعِيرِ الناحزُ ، وهو أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حرْفَ كِرْكِرَتِه ، فتقول : بهِ نَاكِتٌ . ويَقْرُبه عبارةُ الأَسَاس .
( و ) في العيْنٍ نُكْتَةٌ : بَياضٌ أَو حُمْرَةٌ . ( النُّكْتَةُ ، بالضَّمِّ ) هي ( النُّقْطَةُ ) .
ونقل شيخُنَا عن الفنَارِيّ في حاشية التَّلْوِيحِ : النُّكْتَةُ هي اللَّطِيفةُ المُؤَثِّرةُ في القَلْب ، من النَّكْتِ ، كالنُّقْطَةِ من النَّقْطِ ، وتُطْلَقُ عَلَى المَسَائل الحَاصلَة بالنَّقْل المُؤَثِّرة في القَلْبِ ، التي يُقَارِنُهَا نَكْتُ الأَرْضِ غَالِباً بنحو الإِصْبَع .
( ج نِكَاتٌ ، كبِرَامٍ ) في بُرْمَة ، وهو قليلٌ شاذٌّ ، كما صرّحَ به ابنُ مالِكٍ ، وابنُ هِشَامٍ ، وغيرُ واحد ، وحَكى بعضٌ فيها الضَّمَّ ، قالَ الفَيُّومِيّ : وهو عامّيٌّ ، وقالَ الشِّهَاب في شرح الشّفاءِ : وسُمِعَ فيه أَيضاً نُكَاتٌ ، بالضَّمّ ، قال : وقِيلَ : أَلِفُه للإِشْباعِ ، قال شيخُنا : قلت : فيَدْخُل في بابِ رِخُالٍ ، ويُزاد على أَفْراده ، وقالوا في جمعِها : نُكَتٌ أَيضاً على القياس كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ ، نَقلَها غيرُ واحدٍ وإِنْ أَغْفَلَها المُصَنّف .
قلت : وفي الأَساس : ومن المَجازِ : جَاءَ بِنُكْتَةٍ ، ونُكَتٍ في كَلامِه ، و ( قد نَكَّتَ ) في قَولِه .
( و ) في حديث الجُمعة ( فإِذَا فيها نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ) ، أَي أَثَرٌ قلِيلٌ ، كالنُّقْطَةِ
____________________

(5/128)


( شِبْه الوَسَخِ في المِرْآةِ ) والسَّيْفِ ونَحْوِهِما ، وكلُّ نَقْطٍ في شيْءٍ خالَفَ لَونَه : نَكْتٌ .
والنُّكْتَة أَيضاً : شِبْهُ وَقْرَةٍ في العَيْنِ .
( و ) من المَجاز : رَجُلٌ مُنَكِّتٌ ونَكَّاتٌ ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ في الأَعْراضِ . ( النَّكّات : الطَّعّان في النَّاسِ ) مثل النَّكّازِ والنَّزّاكِ .
( و ) قال الأَصْمِعِيّ : طَعَنَ ف ( نَكَتَه ) إِذا ( أَلْقاهُ على رَأْسِهِ ) ، وقال الجوهريّ : يقال : طَعَنه فنَكَته ، أَي أَلْقاهُ على رَأْسِهِ ( فَانْتَكَتَ ) هو ، وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ ( ثمَّ لِأَنْكُتَنَّ بِكَ الأَرْضَ ) أَي أَطْرَحُكَ على رَأْسِكَ . وفي حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ( أَنَّهُ ذَرَقَ عَلى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ فنَكَتَه بِيَدِهِ ) ، أَي رَماه عن رَأْسِه إِلى الأَرْضِ .
( وَرُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ ، كمُحَدِّثَةٍ ) ، إِذا ( بَدَا فِيها الإِرْطابُ ) .
( ) ومِما يُسْتَدْرَك عليه :
النَّكِيتُ : المَطْعُونُ فِيه .
ويُقال للعَظْمه المَطْبُوخ فيه المُخّ ، فيُضْرَبُ بِطَرَفِه رَغِيفٌ أَو شَيْءٌ لَيَخْرُجَ مُخُّهُ : قَدْ نُكِتَ ، فهو مَنْكُوتٌ .
ونَكَتَ في العِلْمِ بِمُوافَقَةِ فُلانٍ ( أَو مُخَالَفَةِ فُلانٍ ) أَشَارَ ، ومنه قَوْلُ بَعْضِ العُلَماءِ في قولِ أَبي الحَسَنِ الأَخفش : قد نَكَتَ فيه بخِلافِ الخَلِيلِ .
والطَّلِفَةُ المُنْتَكتَةُ هي طَرَفُ الحِنْوِ من القَتَبِ والإِكافِ إِذا كانَتْ قَصِيرَةً فنَكَتَتْ جَنْبَ البَعيرِ إِذا عَقَرَتْه .
ونَكَتَ العَظْمَ ، إِذا أَخْرَجَ مُخَّهُ ، رواهُ أَبو تُرابٍ عن أَبي العَمَيْثَل ، وقد تَقَدّم في نَقَتَ .
ونَكَتَ كِنَانَتَه : نَثَرَها .
نمت : ( انَّمْتُ : نَباتٌ ) وفي اللسان : ضَرْبٌ من النَّبْتِ ( لَهُ ثَمَرٌ يُؤْكَلُ ) ، وعلى هذا اقْتَصَرَ غيرُ واحِد من الأَئِمَّةِ ، وقد تَقَدّم له في المُثَنَّاةِ الفَوْقِيّة : التَّمْتُ ،
____________________

(5/129)


وقال هناك : لا تُؤْكَلُ ثَمَرَتُه ، وكأَنّ النونَ تَصْحِيفٌ عنه ، وقد نَبَّهْنا هُناك على ما حَصَل من المُصَنِّفِ من الوَهَمِ .
نوت : ( *!النَّوَاتِيُّ : المَلاّحُونَ في البَحْرِ ) خاصَّةً ، كذا في هامِشِ الصّحاح ( الواحِدُ *!نُوتِيٌّ ) .
قال الجوهريّ : وهو من كَلامِ أَهلِ الشَّامِ ، وصَرَّح غيرُه بأَنّها مُعَرَّبَةٌ ، وفي حدث عليّ كرَّمَ الله وَجْهَه : ( كأَنَّه قِلَعُ دَارِيَ عَنَجَه*! نُوتِيُّهُ ) وهو المَلاّح الذِي يُدِيرُ السَّفينَةَ في البَحْر ، وفي حديث ابن عباس في قولِه تَعالَى : { تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ } ( سورة المائدة ، الآية : 83 ) إِنّهم كانُوا *!نَوَّاتِينَ أَي ملاَّحِينَ .
( و ) أَمّا قَوْلُ عِلْباءَ بنِ أَرْقَمَ : يا قَبَّحَ الله بَنِي السِّعْلاتِ عَمْرَو بنَ يَرْبُوع شِرَارَ (*! النَّات ) لَيْسوا أَعِفَّاءَ ولا أَكْيَاتِ فإِنّما يُريدُ ( النَّاس ) وأَكْيَاس ، فقلبَ السّين تاءً لموافَقَتِها إِيّاها في الهَمْسِ والزِّيادَةِ وتَجَاوُرِ المَخَارِج ، وهي لُغَةٌ لبَعْضِ العَرَبِ ، عن أَبي زيد ، وهو من البَدَل الشَّاذّ .
( *!والنَّوْتُ : التَّمَايُلُ من ضَعْفٍ ) ، وقد*! نَاتَ *!يَنُوتُ *! ويَنِيتُ ، نثله ابنُ دُرَيْد ، وقال : هاكذا قالَ أَبُو مالِك ، ولم يَقُلْهُ غَيْرُه .
وقِيلَ : هُو التَّمَايُلُ من النُّعَاسِ ، كَأَنَّ النُّوتِيَّ يُمِيلُ السَّفِينَةَ من جانِب إِلى جَانِبٍ .
نهت : ( النَّهِيتُ والنُّهَاتُ ) بالضَّمّ في الأَخِيرِ : الصِّيَاحُ .
والنَّهِيتُ أَيضاً : صَوْتُ الأَسَدِ ، دُونَ ( الزَّئِير ، و ) قيل : هو مِثْلُ ( الزَّحِير ) والطَّحِير ، وقيل هو الصَّوْتُ من الصَّدْرِ عِنْدَ المَشَقَّةِ .
( وفِعْلُه كَضَرَبَ ) ، يقال : نَهَتَ الأَسَدُ في زَئِيرِه يَنْهِتُ ، بالكسر ، وفي الحديث : ( رأَيتُ الشَّيْطَانَ فَرَأَيْتُه
____________________

(5/130)


يَنْهِتُ كَمَا يَنْهِتُ القِرْدُ ) أَي يُصَوِّتُ .
( و ) من المَجَازِ : حِمَارٌ نَهَّاتٌ ( النَّهّاتُ : النَّهّاقُ ) .
( و ) رَجخلٌ نَهَّاتٌ ، أَي ( الزَّحّارُ ، و ) الأَصْلُ في النَّهّاتِ ( الأَسَدُ كالمُنْهِت كمُحْسِنٍ ، ومِنْبَرٍ ) هكذا ضبطَه ، والذي في قول الشّاعر مُشَدَّداً :
وَلأَحْمِلَنْكَ على نَهَابِرَ إِنْ تَثِبْ
فِيهَا وإِنْ كُنْتَ المُنَهِّتَ تَعْطَبِ
أَيْ إِنْ كُنْتَ الأَسَدَ في القُوَّةِ والشِّدّةِ .
( و ) النَّهَّاتُ ( فَرَسُ لاحِقِ بنِ النَّجَّارِ ) بن خَيْبَرِيّ السَّدُوسيّ .
( والنَّاهِتُ : الحَلْقُ ) ؛ لأَنّه يُنْهَتُ منه ، قاله ابنُ دُرَيْد .
نيت : (*! النَّيْتُ ) أَهمله الجَماعَةُ ، وقال ابن دُرَيْد : هو ( التَّمايُلُ من ضَعْف ، كالنَّوْتِ )*! نَات *!يَنُوتُ *! ويَنِيتُ *!نَوْتاً *!ونَيْتاً ، وقيل : هو التَّمايُلُ من النُّعَاسِ ، وقد تقَدَّمَ .
( و ) *!النايِتُ : موضع بالبَصْرَةِ ، وإِليْهِ نُسِبَ أَبو الحعسَنِ ( عليُّ بنُ عبدِ العَزيرِ *!-النَّايِتِيّ البَصْرِيّ المُؤدِّبُ ، مُحَدِّثٌ ) ، عن فَارُوقِ بنِ عَبْدِ الكَبِير الخَطَّابِيّ ، وعنه أَبُو طاهِرٍ الأُشْنَانِيّ ، ذكره الخَطِيبُ .
2 ( فصل الواو ) مع التَّاءِ المُثَنّاة الفَوْقِيّة ) 2
وبت : (*! وَبَتَ بِالمَكَانِ ، كَوعَدَ ) أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّاغَانيّ : أَي ( أَقَامَ ) كَوَتَبَ .
وتت : ( *!الوَتُّ ) ، بالفَتْح ( ويُضَمُّ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال أَبو عَمْرٍ و : هو
____________________

(5/131)


( صِيَاحُ الوَرَشَانِ*! كالوَتَّةِ ، بالضّم ) ، الفتحُ عن ابنِ الأَعرابيّ ، وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : أَوْتَى إِذا صَاحَ صِيَاحَ الوَرَشَانِ .
(*! والوَتاوِتُ : الوَسَاوِسُ ) ، نقله الصاغانيّ . قال شَيْخُنا : فيهِ ما مَرَّ في النَّاتِ والأَكْيَاتِ من أَنّهُ بَدَلٌ وَقَعَ في شِعْرٍ ، ولم يَتَعَرّض له الجَمَاهِيرُ ، ولا ذَكَرَه أَحدٌ من المَشَاهِيرِ ، ولا عَرَف أَحدٌ مُفْرَدَه .
وحت
( ) ومما يُسْتَدرك عليه هنا :
طَعامٌ*! وَحْتٌ : لا خَيْرَ فيه . اسَدْرَكَه ابنُ مَنْظُور .
وقت : ( *!الوَقْتُ ) : مقدارٌ من الزّمَانِ . كذا في المِصْبَاح .
وكُلُّ شيْءٍ قَدَّرْتَ له حِيناً فهو *!مُوَقَّتٌ ، وكذلك ما قَدَّرْتَ غايَتَه فهو مُوَقَّتٌ .
وفي البَصَائِر : *!الوَقْتُ : نِهايةُ الزَّمانِ المَفْرُوضِ للعَمَلِ ؛ ولهذا لا تكاد تقولُ إِلاّ مُقَيّداً .
وفي المُحْكَم : الوَقْتُ : ( المِقْدَارُ من الدَّهْرِ ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الماضِي ) وقد استُعْمِل في المُسْتَقْبَلِ ، واسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ لفظَ الوَقْتِ في المكان تَشْبِيهاً*! بالوَقْت في الزَّمَان ؛ لأَنّه مِقْدَارٌ مِثْلُه ، فقال : ويَتَعَدَّى إِلى ما كان وَقْتاً في المَكَان ، كمِيلٍ وفَرْسَخٍ وبَرِيدٍ ، والجَمْعُ *!أَوْقَاتٌ ، ( كالمِيقاتِ ) ، وفَرَّقَ بينهما جَمَاعَةٌ بأَنَّ الأَوّلَ مُطْلَقٌ ، والثّانِيَ *!وَقْتٌ قُدِّرَ فِيه عَمَلٌ من الأَعْمَال ، قاله في العِنَايَة .
( و ) الوَقْتُ ( : تَحْدِيدُ الأَوْقَاتِ ، كالتَّوْقِيتِ ) ، تقول : *!وَقَّتُّه لِيَوْمِ كَذَا ، مثل أَجَّلْتُه .
قال ابنُ الأَثير : وقد تَكَرّرَ*! التَّوْقيتُ والمِيقاتُ ، قال : *!فالتَّوْقِيتُ *!والتأْقِيتُ
____________________

(5/132)


أَن يُجْعَلَ للشَّيْءِ *!وَقْتٌ يَخْتَصُّ بِهِ ، وهو بيانُ مِقْدَارِ المُدّةِ .
وَتَقُولُ : وَقَّتَ الشَّيْءَ *!يُوَقِّتُه ،*! وَوَقَتَه يَقِتُه ، إِذَا بَيَّنَ حَدَّه ، ثم اتُّسِع فيه ، فأُطْلقَ عَلَى المَكَان ، فَقيلَ للمَوْضِع*! مِيقَاتٌ . ( وهو مِفْعالٌ منه ، وأَصلُه *!مِوْقَاتٌ ، فقُلِبَت الواوُ ياءً لسكرةِ المِيمِ ) .
وفي حديث ابنِ عَبّاس رضي الله عنهما : ( لَمْ*! يَقِتْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلمفي الخَمْرِ حَدًّا ) ؛ أَيْ لَمْ يُقَدِّرْ ، ولم يَحُدَّهُ بِعَدَدِ مَخْصُوصٍ .
( و ) في التَّنْزِيلِ العزِيزِ { 5 . 008 إن الصلاة كانت على المؤمين كتابا *!موقوتا } ( سورة النساء ، الآية : 103 ) أَي مُوَقَّتاً مُقَدَّراً . وقيل : أَي كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ في أَوْقَاتٍ *!مُوَقَّتَةِ . وفي الصّحاح أَي ( مَفْرُوضاً في *!الأَوْقاتِ ) .
( و ) قد يَكُون وَقَّتَ بمعنى أَوْجَبَ عَلَيْهِم الإِحْرَامَ في الحَجِّ والصَّلاةِ عندَ دُخُولِ*! وَقْتِهِما .
*! والمِيقاتُ : الوَقْتُ المَضْرُوبُ للفِعْلِ . والمَوْضِعُ ، يقال : هذا*! مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّامِ ، للمَوْضِع الذي يُحْرِمُون مِنْه ، وفي الحَدِيثِ ( أَنه وَقَّتَ لأَهلِ المَدِينةِ ذَا الحُلَيْفَةِ ) . و ( مِيقَاتُ الحَاجِّ : مَوضِعُ إِحْرامهِم ) وعبارةُ النّهاية : ومَوَاضِعُ الإِحْرَامِ : مَوَاقيتُ الحَاجّ ، والهِلالُ ، مِيقَاتُ الشَّهْرِ ، ونحو ذالك كذالك .
وتقول : *!وَقَتَه فهو مَوْقُوتٌ ، إِذا بَيّنَ للفِعْلِ*! وَقْتاً يُفْعَلُ فيهِ ، ( و ) في التَّنْزِيل العزيز : { وَإِذَا الرُّسُلُ *!أُقّتَتْ } ( سورة المرسلات ، الآية : 11 ) قال الزَّجّاجُ : جُعِلَ لها وَقْتٌ وَاحِدٌ للفَصْلِ في القَضَاءِ بينَ الأُمَّةِ . وقال الفَرّاءُ : جُمِعَتْ *!لِوَقْتِها يومَ القِيَامَةِ . واجتَمَعَ القُرّاءُ على هَمْزِها ، وهي في قراءَةِ عبدِ الله (*! وُقِّتَتْ ) ، وقرأَها أَبُو جعفر المَدِينيّ *!وُقِتَتْ ، خَفيفةً بالواو ، وإِنّمَا هُمِزَت لأَنَّ الواوَ إِذا كانَتْ أَوّلَ
____________________

(5/133)


حَرْف وضُمَّتْ هُمِزَتْ ( يقال هذه أُجوهٌ حِسَانٌ ، بالهَمْز ، وذلك لأَن ضمَّةَ الواو ثقيلة )*! وأُقِتَتْ لُغَةٌ ، مثل وُجُوهٍ وأُجُوهِ .
و ( قُرِىءَ : وإِذَا الرُّسُلُ*! وُوِقِتَتْ ، فُوعِلَتْ ، من *!المُواقَتَةِ ) ، وهي من الشَّواذِّ وهاكذا قَرَأَ جَمَاعَةٌ .
( وَوَقْتٌ*! مَوْقُوتٌ *!ومُوَقَّتٌ ) أَي ( مَحْدُودٌ ) ، وقد تَقَدَّم تصريفُهما .
( *!والمَوْقِتُ ، كمَجْلِسٍ ، مَفْعِلٌ منه ، ) أَي من الوَقْتِ ، قال العَجّاج :
والجَامع النَّاسِ لِيَوْمِ *!المَوْقِتِ
2 ( ) ومما يستدرك عليه : ) 2
*!المُوَقِّتُ : كمُحَدِّث : مَن يُرَاعِي الأَوْقَاتَ والأَظلة ، وقد اشْتَهَر به جَمَاعَةٌ .
وكت : ( *!الوَكْتَةُ ) بالفَتْح : شِبْهُ ( النُّقْطَة في الشَّيْءِ ) ، قال ابنِ سِيدَه : الوَكْتَةُ في العَيْنِ نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ في بياضِهَا ، قيل : فإِنْ غُفِلَ عنها صارت وَدْقَةً ، وقيل : هي نُقْطَةٌ بيضاءُ في سَوادِهَا ، وعَيْنٌ *!مَوْكُوتَة : فيها *!وَكْتَةٌ ، إِذا كان في سَوَادِهَا نُقْطَةُ بياضٍ .
وقَالَ غيرُهُ : الوَكْتَةُ كالنُّقْطَةِ في الشَّيْءِ ، يُقَال : في عيْنِه وَكْتَةٌ :
وفي الأَساس : ومن المجاز : في عَيْنِه وَكْتَةٌ من حُمْرَةٍ أَو بَيَاضٍ ، وعينٌ مَوْكُوتَةٌ .
( و )*! الوُكْتَة ( بالضَّمِّ : فُرْضَةُ الزَّنْدِ ) من البَعِير .
( والوَكْتُ ، كالوَعْدِ : التَّأْثِيرُ ) ، والذي في النّهايةِ وغيرِهَا : الوَكْتُ : الأَثَرُ اليَسِيرُ في الشَّيْءِ ، كالنُّقْطَةِ من غَيْرِ لَوْنِه ، وفي الحَدِيث : ( لا يَحْلِفُ أَحَدٌ وَلو على مِثلِ جَناحِ بَعُوضَةٍ إِلا كَانَتْ وَكْتَةً فِي قَلْبِهِ ) وفي حديث حُذَيْفَة : ( وَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ*! الوَكْتِ ) .
( و ) الوَكْتُ ( : الشَّيْءُ اليَسِيرُ ) قاله شَمرٌ .
( و ) الوَكْتُ ( : المَلْءُ ،*! كالتَّوْكِيت )
____________________

(5/134)


يُقَال : قِرْبَةٌ مَوكُوتَةٌ ، أَي مَمْلُوءَةٌ ، عن اللِّحْيَانِيّ ، قال بنُ سِيده : والمَعْرُوف مَزْكُوتَةٌ .
وقال الفَرَّاءُ : وَكَتَ القَدَحَ ،*! وَوَكَّتَه وَزَكَتَه وزَكَّتَةُ ، إِذا مَلَأَه .
( و ) الوَكْتُ ( : القَرْمَطَةُ في المَشْيِ قاله شَمِرٌ ) .
وعن غَيْره :*! وَكَتَتِ الدَّابَّةُ *! وَكْتاً أَسرَعَتْ رَفْعَ قَوَائِمِهها ووَضْعَها .
*! ووَكَتَ المَشْيَ*! وَكْتاً *!وَوَكَتَاناً وهو تَقَارُبُ الخَطْوِ في ثِقَلٍ وقُبْحِ مَشْيٍ ، قال :
ومَشْيٍ كَهَزِّ الرُّمْحِ بادٍ جَمَالُه
إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصَارُ الدَّحادِحُ
ووَكَتَ في سَيْرِه ، وهو صِنْفٌ منه .
ورجُلٌ *!وَكّاتٌ ، هاذه عن كُرَاع ، قال ابن سِيده : وعندي أَنَّ وَكَّاتاً ، على وَكَتَ المَشْيَ ، ولو كان على ما حَكاه كُرَاع لكانَ مُوَكِّتاً .
( *!والوَكِيتُ : السِّعَايَةُ والوِشَايَةُ ) عند ذي أَمْرٍ ، نقله الصّاغانيّ .
(*! والوَاكِتُ في البَعِيرِ كالنَّاكِتِ ) وقد تَقَدَّمَ بيانُه في ( نكت ) بالتَّفْصِيل .
( و ) الوَكْتُ والوَكْتَةُ في الرُّطَبَةِ : نُقْطَةٌ تَظْهَرُ فيها من الإِرْطَابِ .
وفي التَّهْذِيب : إِذَا بَدا في الرُّطَب نُقَطٌ من الإِرطابِ قِيلَ : قَدْ *!وَكَّتَ ، فإِذا أَتَاهَا التَّوْكِيتُ من قِبَلِ ذَنَبِهَا فهي مُذَنِّبَةٌ .

وفي المحكم :*! ووَكَّتَتِ البُسْرَةُ *!تَوْكِيتاً : صار فِيهَا نُقَطٌ من الإِرْطَابِ ، وهي ( بُسْرَةٌ *!مُوَكِّتَةٌ *!ومُوَكِّتٌ ) ، الأَخيرَة عن السِّيرفِيّ ، أَي ( مُنَكِّتَةٌ ) ، وقد تَقَدّم ، ( وقَدْ *!وَكَّتَتْ ) تَوْكِيتاً .
وفي اللّسَان : وَكَتَ الكِتَابَ وَكْتاً : نَقَطَهُ .
( و ) من المَجَازِ : (*! المَوْكُوتُ ) وهو ( الكَمِدُ ) المُمْتَلِىءُ حِقْداً و ( هَمًّا ) .
ومن المَجَازِ : وفي قَلْبِي وَكْتَةٌ ما قُلْتَ ، أَي أَثَرٌ قَلِيلٌ ، كذا في الأَساس .

____________________

(5/135)


ولت : (*! الوَلْتُ ) أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال أَبو زَيْد : هُوَ ( النُّقْصَانُ ) .
ويقال : (*! وَلَتَه حَقَّه*!يَلِتُه ) *!وَلْتاً (*! وأَوْلَتَهُ ) *!يُولِتُه كذلك ( : نَقَصَهُ ) ، وفي حَدِيث الشُّورَى : ( *!وتُولِتُوا أَعْمَالَكُم ) أَي تَنْقُصُوهَا ، يقال : *!لاَتَ *!يَلِيتُ ، وأَنَتَ يَأْلِتُ ، وهو في الحَدِيث مِن *!أَوْلَتَ *! يُولِتُ ، أَوْ مِنْ آلَتَ يُؤْلِت إِن كَانَ مَحْمُوزاً . قال القُتَيْبِيّ وفي اللِّسَانِ : قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : لَمْ أَسْمع هاذه اللُّغَةَ إِلاّ في هاذا الحَدِيث .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!ولاَتَةُ ، كسَحَابَة ، مَدِينَةٌ بالمَغْرِب الاٌ قْصَى ، بينَهَا وبينَ شِنْقِيطَ عِشْرُون يوماً ، فيها قَبِيلَةٌ من العَرَبِ يُقَال لَهُم : المَحَاجِيبُ .
ومت : ( شَيْءٌ*! مَوْمُوتٌ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، والصَّاغَانِيّ ، وقال صاحب اللسان : أَي ( مَعْرُوفٌ مُقَدَّرٌ ) ، هكذا ذكره في ترجمة موت ، وأَحَالَ هناكَ على تَرْجَمَةِ أَم ت ، وسَبَقَ الكلامُ هُنالِك .
وهت : (*! وَهَتَهُ ، كَوَعَدَهُ ) *!وَهْتاً : دَاسَهُ دَوْساً شَدِيداً .
*!ووَهَتَهُ *!وَهْتاً : إِذا ( ضَغَطَهُ ) ، فهو *!مَوْهُوتٌ .
(*! والوَهْتَةُ : الهَبْطَةُ ) من الأَرْضِ ، وجَمْعُهَا *!وَهْتٌ .
(*! وأَوْهَتَ اللَّحْمُ ) *!يُوهِتُ : لُغَةٌ في أَيْهَتَ ( : أَنْتَنَ ) ، وإِنما صارَت الياءُ في*! يُوهِتُ واواً لضَمّ ما قَبْلَها .
وقال الأُمَوِيّ : *!المُوهِتُ : اللّحْمُ المُنْتِنُ ، وقد أَيْهَتَ إِيهاتاً ، وقد مَرَّ ذِكْرُه .
2 ( فصل الهاءِ ) مع المثناة الفوقية ) 2
هبت : ( الهَبِيتُ : الجَبَانُ الذّاهِبُ العَقْلِ ) كذا في الصّحاح ( كالمَهْبوتِ ) .
____________________

(5/136)



( وقد هُبِتَ ) الرَّجُلُ ( كعُنِىَ ) أَي نُخِبَ ، فهو مَهْبُوتٌ وهَبِيتٌ ، لا عَقْلَ له ، قال طَرَفَةُ :
فالهَبِيتُ لا فُؤادَ لَهُ
والثَّبِيتُ قَلْبُهُ قِيَمُهْ
( وهَبَتَهُ يَهْبِتُهُ : ضَرَبَهُ ) ، حكاه أَبو عُبَيْد ، وقال عبدُ الرّحمنِ بنُ عَوْفٍ ، في أُمَيصةَ بنِ خَلَف وابْنِه ( فَهَبَتُوهُمَا حَتّى فَرَغُوا مِنْهُمَا ) يَني المُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ ، أَي ضَرَبُوهُمَا بالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلُوهُمَا .
وَقَالَ شَمِرٌ : الهَبْتُ : الضَّرْبُ بالسَّيْفِ ، فكَأَنَّ مَعْنَى قَوْلِه : فَهَبَتُوهُمَا بالسَّيْفِ ، أَيْ ضَرَبُوهُما حتى وَقَذُوهُما ، يُقَالُ : هَبَتَه بالسَّيْفِ يَهْبِتُه هَبْتاً .
( و ) هَبَتَهُ ( : هَبَطَهُ ) ، وهما أَخَوانِ ، ( و ) في حديث عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه ( أَنَّ عُثْمَانَ بنَ مَظْعُونٍ لمّا ماتَ على فِرَاشِه هَبَتَه المَوْتُ عِنْدِي مَنْزِلَةً حَيْثُ لَمْ يَمُتْ شَهِيداً ، فلمّا مَاتَ سيّدُنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على فرَاشه ( وأَبو بَكْر رضي الله عنه على فراشِه ) عَلِمْتُ أَنَّ مَوْتَ الأَخْيار على فُرُشِهِمْ ) .
قالَ الفَرّاءُ : هَبَتَه المَوْتُ عِنْدِي مَنْزِلَةً ، يعنِي ( طَأْطَأَهُ ) ذالِكَ ( وحَطَّهُ ) ، أَي حَطّ من قَدْرِه عِنْدِي .
وكُلُّ مَحْطُوطٍ شَيْئاً فَقَدْ هُبِتَ بِه ، فهُوَ مَهْبُوتٌ ، قالَ الفَرّاءُ : وأَنشدَني أَبو الجرّاح :
وأَخْرَقَ مَهْبُوثِ التَّراقِي مُصَعَّدِ الْ
بَلاعِيمِ رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ عُنَابِ
قالَ : والمَهْبُوتُ التَّراقِي : المَحْطُوطُهَا النَّاقِصُها .
( و ) فُلانٌ في عَقْلِه هَبْتَةٌ ( الهَبْتَةُ : الضَّعْفُ ) .
والهَبْتُ : حُمْقٌ وتَدْلِيهٌ ، وفيه هَبْتَةٌ ، أَي ضَرْبَةُ حُمْقٍ ، وقِيلَ : فِيهِ هَبْتَةٌ ، للَّذِي فِيه كالغَفْلَةِ ، وليسَ بمُسْتَحْكِمِ العَقْلِ ، وأَنشدَ ثَعْلبٌ :
تُرِيكَ قَذًى بِهَا إِنْ كانَ فِيهَا
بُعَيْدَ النَّوْمِ نَشْوَتُهَا هَبِيتُ
____________________

(5/137)



قال ابنُ سيده : لم يُفَسِّرْهُ ، وعِنْدي أَنّه فَعِيلٌ في مَعْنَى فاعل ، أَي نَشْوَتُهَا شَيْءٌ يَهْبِتُ أَي يُحَمِّقُ وَيُحَيِّر ويُسَكِّنُ ويُنَوِّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
هَبَتَ الرَّجُلَ يَهْبتُهُ هَبْتاً : ذَلَّلَهُ .
والهَبِيتُ : الذي به الخَوْلَعُ ، وهو الفَزَعُ والتَّلَبُّدُ .
وفي حديث مُعَاوِيَة : ( نَوْمُه سُبَاتٌ ، وليْلةُ هُبَاتٌ ) وهو من الهَبْتِ بمعنى اللِّينِ والاسْتِرْخاءِ ، والمَهْبُوت : الطَّائِرُ يُرْسَلُ علَى غَيْرِ هِدَايَةٍ ، قال بنُ دُرَيْد : وأَحْسَبُها مُوَلَّدةً .
هتت : (*! الهَتُّ : سَرْدُ الكلامِ ) .
*!هَتَّ القُرْآنَ *!هَتًّا : سَرَدَه سَرْداً ، وفُلانٌ *!يَهُتُّ الحديثَ هَتًّا إِذا سَرَدَه وتَابَعَه ، وفي الحديث : ( كانَ عَمْرُو بن شُعْيْب وفُلانٌ *!يَهُتَّانِ الكَلامَ ) .
وقال الأصْمَعِيّ : يُقال للرَّجُلِ إِذا كان جَيّدَ السِّيَاقِ للحَدِيثِ : هو يَسْرُدُهُ سَرْداً ، *!ويهُتُّه هَتًّا .
( و ) عن ابنِ الأَعرابِيّ : الهَتُّ ( : تَمْزِيقُ الثِّيَابِ والأَعْراضِ ) ، ونَصُّ عبارته : تَمْزِيقُ الثَّوْبِ والعِرْضِ .
( و ) الهَتُّ : ( الصَّبُّ ) ، *!هَتَّ المَزَادَةَ إِذا صَبَّهَا ، والسَّحَابَةُ*! تَهُتُّ المَطَرَ ، إِذا تابَعَت صَبَّه ، *!وهَتَّ الشَّيْءَ *!يَهُتُّه هَتًّا : صَبَّ بعضَه في إِثْرِ بعضٍ .
( و ) الهتُّ ( : حَطُّ المَرْتَبَةِ في الإِكْرَامِ ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ .
( و ) الهَت ( : مُتابَعَةُ المَرْأَةِ في الغَزْلِ ) *!هَتَّت المرأَةُ غَزْلَهَا*! تَهُتُّه غَزَلَت بَعضَه في إِثْرِ بعضٍ .
وعن الأَزهَرِيّ : المرْأَةُ *!تَهُتُّ الغَزْلَ ، إِذا تابَعَتْهُ ، قال ذُو الرُّمّة :
سُقْيَا مُجَلِّلَةٍ يَنهَلُّ رَيِّفُها
مِن باكِرٍ مُرْثعِنِّ الوَدْقِ *!مَهْتُوتِ
( و ) الهَتُّ ( : حَتُّ وَرَقِ الشَّجَرِ ) ، أَي أَخْذُه .
( و ) الهَتُّ : ( الكَسْرُ ) ، هَتَّ الشَّيءَ يَهتُّه هَتًّا فهو مَهْتُوتٌ *!وهَتِيتٌ : وَطِئه
____________________

(5/138)


وَطْأً شدِيداً فكَسَرَه . وتَرَكَهُمْ هَتًّا بَتًّا ، أَي كَسَرَهُم ، وقيلَ : قَطَعَهُم .
والهَتُّ : كَسْرُ الشَّيْءِ حتّى يَصِيرَ رُفَاتاً .
وفي الحديث : ( أَقْلِعُوا عن المَعَاصِي قبْلَ أَنْ يَأَخُذَكُمُ الله فَيَدَعَكُمْ *!هَتًّا بَتًّا ) الهَتُّ : الكَسْرُ ، والبَتُّ القَطْعُ ، أَي قَبْلَ أَنْ يَدَعَكُم هَلْكَى مَطْرُوحِينَ مَقْطُوعِينَ .
( *!كالهَتْهَتَةِ ) ، هَتَّهُ وهَتْهَتَهُ سَوَاءٌ .
( و ) قال الأَزْهَرِيّ : *!الهَتْهَتَةُ : الْتِوَاءُ اللِّسَانِ عندَ الكَلامِ .
وقال الحَسَنُ البَصْرِيّ في بعض كلامِه : ( والله ما كَانُوا*! بالهَتَّاتِينَ ، ولكِنّهُمْ كانُوا يَجْمَعُونَ الكلامَ ليُعْقَلَ عَنْهُم ) .
يقال : ( رَجُلٌ *!مِهَتٌّ ) ، بكسر ففتح ، (*! وهَتَّاتٌ ( *!وهَتْهاتٌ ) : ) مِهْذَارٌ ( خَفِيفٌ كَثِيرُ الكَلامِ ) .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : قولهم : أَسْرَعُ من *!المُهَتْهِتَةِ ، يقال : ( هَتْهَتَ في كلامِه ) إِذا ( أَسْرَعَ ) ، *!كهَتَّ .
( و ) أَمثالهم : ( إِذَا وَقَفْتَ البَعِيرَ على الرَّدْهَةِ ، فَلا تَقُلْ لَهُ *!هَتْ ) وبعضُهُم يقول : فلا *!تُهَتْهِتْ بِهِ . *!هَتْهَتَ ( بَعِيرَهُ : زَجَرَه عِنْد الشُّرْبِ*! بِهَتْ *!هَتْ ) قَالَهُ أَبو الهَيْثِمِ ، قال : ومعنى المَثَل : إِذا أَرَيْتَ الرَّجُلَ رُشْدَه فلا تُلِحَّ عليه ، فانّ الإِلْحَاح في النَّصِيحَةِ يَهْجُمُ بكَ على الظِّنَّة .
( ) ومما يستدرك عليه ، ما في اللّسَانِ والنّهانية وغيرِهما :
هَتُّ قَوَائِمِ البَعِيرِ : صَوْتُ وَقْعِها .
وهَتَّ البَكْرُ يَهِتُّ *!هَتِيتاً والهَتُّ شِبْهُ العَصْرِ للصَّوْتِ . قال الأَزْهَرِيّ : يقالُ للبَكْرِ : *!يَهِت هَتِيتاً ، ثم يَكِشُّ كَشِيشاً ، ثم يَهْدِر ( إِذا بَزَل هَديراً ) .
وهَتَّ الهَمْزَةَ يَهُتُّها هَتًّا تكَلَّمَ بِها .
قال الخليلُ : الهَمْزةُ صوتٌ مَهْتُوتٌ في أَقْصَى الحَلْقِ يَصيرُ هَمْزَةً ، فإِذا رُفِّهَ عن الهَمْز كانَ نَفْساً يُحَوَّلُ إِلى مَخْرَجِ الهاءِ ؛ فلذالك استخَفَّتِ العَربُ إِدخالَ الهاءِ على أَلِفِ المَقْطُوعَةِ ،
____________________

(5/139)


نحو أَرَاقَ وهَرَاقَ ، وأَيْهَاتَ وهَيْهاتَ ، وأَشباهُ ذلك كثيرٌ .
قال سيبويهِ : من الحروفِ المَهْتُوتُ ، وهو الهاءُ ؛ وذالك فِيهَا من الضَّعْفِ والخَفَاءِ .
وفي التَّكْمِلَةِ : الحرفُ المَهْتُوتُ هو التَّاءُ ؛ لضَعْفِه وخَفَائِه .
وفي حديث إِراقَة الخمر : ( فَهَتَّهَا في البَطْحَاءِ ) أَي صَبّها على الأَرْضِ حَتّى سُمعَ لها هَتِيتٌ ، أَي صَوْتٌ .
هرت : ( الهَرْتُ : الطَّعْنُ ) في العِرْضِ .
هَرَتَ عِرْضَهُ وهَرَدَهُ وهَرَطَهُ ، كُلّها لُغَاتٌ .
( و ) الهَرْتُ ( : الطَّبْخُ البَالِغُ ) يقال : هَرَتَ اللَّحْمَ : أَنْضَجَهُ وطَبَخَهُ حَتَّى تَهَرَّأَ ، وفي الحَديثِ ( أَنّه أَكَلَ كَتِفاً مُهَرَّتَةً ومَسَحَ يَدَه فَصَلَّى ) لَحْمٌ مُهَرَّتٌ ومُهَرَّدٌ إِذا نَضِجَ ، أَراد : قَد تَقَطَّعَتْ من نُضْجِهَا ، وقيل : إِنّهَا مُهَرَّدَةٌ ، بالدَّال .
( و ) الهَرْتُ ( : التَّمْزِيقُ ) في الثّيابِ قال ابن سيده : هَرَتَ عِرْضَهُ وثَوْبَهِ ( يَهْرِتُ ويَهْرُتُ ) هَرْتاً : مَزَّقَه وطَعَنَ فيه ، فهو هَرِيتٌ .
وقال الأَزْهَرِيّ : هَرَتَ ثَوْبَهُ هَرْتاً إِذا شَقَّهُ .
( و ) الهَرَتُ محرَّكَة : سَعَةُ الشِّدْقِ .
( الهَرِيتُ : الواسعُ ) الشِّدْقَيْنِ .
( وقد هَرِتَ كَفَرِحَ ) ، وهو أَهْرَتُ الشِّدْقِ ، وهَرِيتُهُ .
قال الأَزْهَرِيّ : ويُقَالُ للخَطِيبِ من الرِّجَالِ : أَهْرَتْ الشِّقْشِقَةِ ، ومنه قولُ ابن مُقْبِل :
عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ وكانَ بِهَا
هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاّمُونَ للجُزُرِ
وفي حديثِ رَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ : ( لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهَارِتٍ ) أَي مُتَشَدِّقٍ مُكاثِر ، مِن هَرَتِ الشِّدْقِ وهو سَعَتُهُ .
ورَجُلٌ أَهْرَتُ ، وفَرَسٌ هَرِيتٌ
____________________

(5/140)


وأَهْرَتُ : مُتَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ ، وجَمَلٌ هَرِيتٌ ، كذلك ، وحَيَّةٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ ، ومَهْرُوتَتُه ، أَنشدَ يَعْقُوب في صِفَةِ حَيَّة :
مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَيْنِ حَوْلاءُ النَّظَرْ
( و ) امْرَأَةٌ هَرِيتٌ ، وهي ( المُفْضَاةُ ) .
( و ) الهَرِيتُ ( : الأَسَدُ ) ، والهَرَتُ : مصدَرُ الأَهْرَتِ الشِّدْقِ ، وأَسَدٌ أَهْرَتُ بَيِّنُ الهَرَتِ ، ( كالهَرِتِ ) ككَتِفٍ ، ( والهَرُوتِ ) كصَبُورٍ ( والهَرَّاتِ ) ككَتّانٍ ، والمُهَرَّتِ ، كمُعَظَّم ، زاده في اللسانِ ، قال الأَزْهَرِيّ : أَسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ ، أَي مَهْرُوتٌ ومُنْهَرِتٌ ، وهو مَهْرُوتُ الفَمِ ، وكلابٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْداقِ .
والهَرْتُ : شَقُّكَ الشيْءَ لتُوَسِّعَه . وهو أَيضاً : جَذْبُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذُنِ ، وفي التّهذيب : الهَرْتُ : هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذُنِ .
( ورَجُلٌ ) هَرِيتٌ : ( : لا يَكْتُمُ سِرًّا ، وَيَتَكَلَّم ) مع ذلك ( بالقَبِيح ) .
( ) ومما بقي عليه :
هَارُوتُ : وهو اسم مَلَكٍ أَو مَلِكٍ ، والأَعْرَف الأَوّل ، قال شيخُنا : والمشهورُ أَنه اسم أَعجميّ ، وهو الأَصْوبُ ، زاد الصّاغانيّ : ودليلُ عُجْمَتِه مَنْعُ الصَّرف ، ولو كان من الهَرْتِ كما زَعَمَ بعضُ الناس لانْصَرَفَ .
هرمت : ( الهَرَامِيتُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال النِّضْر : هي ( الرَّكَايا ) ، وأَنشد للرّاعي :
ضُبارِمَةٌ شُدْقٌ كأَنَّ عُيُونَهَا
بَقايَا نِطَافٍ مِنْ هَرَامِيتَ نُزَّحُ
وقال شيخنا : قلت : هو من الجُمُوع التي لا مُفْرَدَ لها ، في الأَصَحّ ، أَو مُفْرَدُها هِرْمِيتٌ أَو هُرْمُوتٌ أَو التّاءُ فيها زائدةٌ ، لأَنّهَا من الهرم ، تَصَارِيف . انتهى .
والذي في اللِّسان ما نَصُّه : هَرَامِيتُ : آبارٌ مُجْتَمِعةٌ يناحِيَةِ الدَّهناءِ ، زعموا أَنّ لقْمانَ بنَ عادِ احْتَفرها ،
____________________

(5/141)


وعن الأَصمعيّ : عن يَسَارِ ضَرِيَّةَ ، وهي قَرْيَةٌ ( فيها ) رَكايَا يقال لها : هَرَاميتُ ، وحولها جِفَارٌ ، وأَنشد :
بَقايا جِفَارٍ من هَرَامِيتَ نُزَّح
قلت : فذكرُ المصنف إِياها بالّلام غيرُ صَوَابٍ .
هفت : ( هَفَتَ ) الشَّيْءُ ( يَهْفِتُ هَفْتاً ، وهُفَاتاً ) ، الأَخير بالضمّ ، ومثله في سائرِ نسَخِ الصِّحاح وتصحّف على شيخِنا في نسخَتِه من الصحاح بالهَفَتَانِ على فَعَلاَن ، فاستدركه على المصنِّفِ ، وهو غيرُ صواب إِذا ( تطَايَرَ لِخِفَّتِهِ ) .
( و ) هَفَتَ الرَّجُلُ ( : تَكَلَّمَ كثيراً بلا رَوِيَّة ) ولا إِعْمَالِ فِكْرٍ فيه .
وكَلامٌ هَفْتٌ ، إِذا كَثُرَ بلا رَوِيَّةِ فيه .
( و ) هَفَتَ ( الشَّيْءُ : انْخَفَضَ واتَّضَعَ ) ومصدره الهَفْتُ والهُفَاتُ ، هكذا في سائر النسخ ، ومثلُه في اللّسان وغيرِه ، وقرأْتُ في كِتابِ التَّهْذيبِ لابنه القَطَّاعِ ما نصُّه : وَهَفَتَ الشَّيْءُ ، وانْهَفَتَ : نَقَصَ .
( و ) هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً : ( دَقَّ ) .
( والهَفْتُ : المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ ) في سَعَة ، مثل الهَجْل ، قاله الأَزهريّ ، قال : وسَمِعْت أَعْرَابِيًّا يقول : رَأَيْتُ جِمَالاً يَتهادَرْنَ في ذلك الهَفْتِ .
( و ) الهَفْتُ أَيضاً ( : مَطَرٌ يُسْرِعُ انْهِلالُه ) وقد هَفَتَ الثَّلْجُ والرَّذاذُ ونحوُهما . قال العَجّاج :
كَأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثورِ
بعْدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ المَمْطورِ
علَى قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ
القِطْقِطُ : أَصغَرُ المطر ، وقَرَاه : ظَهْرُه ، يعني الثَّوْرَ ، والشُّذُور : جمعُ الشَّذْر ، وهو الصغِيرُ من اللُّؤْلؤ .
وقد تَهافَتَ .
( و ) الهَفْتُ ( : الحُمْقُ الوافرُ ) ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابيّ : الحُمْقُ الجَيِّدُ .
____________________

(5/142)



( والمَهْفُوت : المُتَحَيِّرُ ) كالمَهْبُوتِ وقد تقدَّم .
( و ) الهَفْتُ : تَساقُطُ الشَّيْءِ قِطْعَةً بعد قِطعَةٍ ، كما يَهْفِتُ الثَّلْجُ والرّذاذُ .
وفي الحَدِيث ( يَتَهَافَتون في النَّار ) ( التَّهَافُتُ : التسَاقُطُ ) قِطْعَةً قِطْعَةً ، من الهَفْتِ وهو السُّقوط ، وأَكثرُ ما يُستعمل التَّهَافُتُ في الشَّرّ .
وتَهافَتَ الفَرَاشُ على النَّارِ : تَسَاقطَ .
وتَهَافَتَ القَوْمُ تَهَافُتاف ، إِذا تَساقَطُوا مَوْتاً .
( و ) تَهَافَتُوا عليهِ ، التّهافُتُ : ( التَّتابُع ) .
( والهَفَاتُ كسَحَابِ : الأَحْمَقُ ) ، قرأْتُ في هامش نسخة الصّحاح ما نَصُّه : الذي أَحفَظُه في غريبِ المُصَنَّف : الهَفَاة : اللَّفاةُ الأَحْمَقُ بتخفيفِ الفاءِ فيهما ، وكذا قرأْتهما على شيخنا أَبي أُسامَةَ ، رحمه الله ، ويكتبانِ بالهاءِ ؛ لأَنَّ الوقْفَ عليهما بالهَاءِ ، وكذا قاله أَبو جَعْفَر الجُرْجانيّ ، ورأَيْتُه مَكْتُوباً بخطِّ أَبي سعيد السُّكَّرِيّ الهَفَاة واللَّفَاةُ : الأَحْمَقُ ، بالهاءه في الحَرْفينِ جميعاً ، وبخطّ محمد بن أَبِي الجُوع مَكْتُوباً بالتّاءِ في الحَرْفَيْنِ جميعاً ، وعليهما علامةُ التَّخْفِيفِ ، وفي الحاشية بخطه أَيضاً قال أَبو إِسْحَاقَ النَّجَيْرَمِيّ : الهَفَاةُ من الهَفْوَةِ بالهاءِ ، وبالتَّاءِ من الهَفْتِ ، ووجد بخطّ الأَزهريّ في كتابه : أَبو عُبَيْد عن الأَحْمر : الهَفاتُ اللَّفاتُ : الأَحْمَقُ ، بالتَّاءِ . كما أَورده الجوهريّ ، إِلاّ أَنَّ الفاءَ مُخَفّفة .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَهَافَتَ الثَّوْبُ تَهَافُتاً ، إِذا تَسَاقَطَ وبَلِيَ .
وعن الليث : حَبٌّ هَفُوتٌ ، إِذا صارَ إِلى أَسْفَلِ القِدْرِ ، وانْتَفَخَ سَرِيعاً .
ويقال : وَرَدَتْ هَفِيتَةٌ من النّاس ، للذين أَقْحَمَتْهُم السَّنَةُ ، وهذا في الصّحاح .

____________________

(5/143)


هلت : ( الهَلْتُ : القَشْرُ ) بالسِّكِّينِ ، سَلَتع الدَّمَ وهَلَتَه .
وهَلَتَ دَمَ البَدَنَةِ ، إِذا خَدَشَ جِلْدَهَا بسِكِّينٍ حَتّى يَظْهَرَ الدَّمُ ، كلّ ذالك ع ناللِّحْيَانيّ .
( و ) قال ابنُ الفَرَج : سمعتُ واقِعاً يقول : ( انْهَلَتَ يَعْدُو ) ، و ( انْسَلَتَ ) يَعْدو ، معنًى واحدٌ . وقال الفَرّاءُ : سَلَتَه وهَلَتَه .
( والهَلْتَى ، كسَكْرَى : نَبْتٌ ) إِذا يَبِسَ صارَ أَحْمَرَ ، وإِذا أُكِل ونَبَتَ سُمِّيَ الجَمِيمَ ، وقال الأَزْهَرِيّ : هَلْتَي ، على فَعْلَي : شَجَرَةٌ ، وهو كنَبَاتِ الصِّلِّيَانِ إِلاّ أَنَّ لَونَه إِلى الحُمْرَةِ .
وفي المُحْكَم : الهَلْتَى : نَبْتٌ . قال أَبو حنيفةَ : قال أَبو زِيَادِ : من الطَّرِيفَةِ الهَلْتَي ، وهو نَبْتٌ أَحْمَرُ يُنْبُتُ نَباتَ الصِّلِّيَان والنَّصِيِّ ، ولونُه أَحمَرُ في رُطُوبَتِه ، ويَزْدادُ حُمْرَةً إِذا يَبِس ، وهو مائِيّ لا تَكادُ الماشِيَةُ تأْكُلُهُ ما وَجَدَتْ شيْئاً من الكَلإِ يَشْغَلُهَا عنه .
( والهُلاَتَةُ ) بالضم ( : غُسَالَةُ السَّخْلَة السَّوداءه من غِرْسِه ) ، بالكسر ، وهو الجِلْدُ الذي يَنْزِلُ فيه ، نَقَلَهُ الصّاغَانّي .
( والهَلْتَاتُ ) بالفَتح بتاءَين منقوطتينِ من فوق ( : الجَمَاعَةُ ) من النّاس ( يُقِيمُون ويَظْعَنُون ) ، هاذه روايةُ أَبي زيد ، ورواهَا ابنُ السِّكّيت بالثاءِ المثلَّثة ، كذا في اللسان .
هلقت : ( جُوعٌ هِلَّقْتٌ ) ، بكسر فتشديد ( كَجِرْدَحْل ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقالط أَبو عمرو : أَي ( شَدِيدٌ ) مثل هِلَّقْسٍ ، كذا في التّكْملة .
همت : ( هَمَتَ الثَّرِيدُ ) ، إِذا ( تَوارَى في الدَّسَمِ ) ، وذلك إِذا عَلاه .
( وأَهْمَتَ الكَلاَمَ ، والضَّحِكَ : أَخْفَاه ) ، قال شيخنا : قيل : إِنّه من الهَمْسِ ، فالتاءُ بدلٌ من السّين ، كما في أَمثاله السّابقة .

____________________

(5/144)


هنبت : ( الهَنْبتَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ وصاحب اللّسان ، وقال الصَّاغَانيّ : هو ( الاسْترْخَاءُ والتَّوانِي ) .
وقد هَنْبَتَ الرَّجُل ، إِذا اسْتَرْخَى وتَوانَى ، ومثله في تهذيبِ ابنِ القَطّاع في الرُّباعيّ .
وقد يُقَالُ : إِنّ النُّونَ زائدةٌ وأَصْلُه الهَبْتَة ، وهو الضَّعْفُ ، وقد تقدَّم آنفاً .
هنت : ( ) هنتات : قَبيلة من البَرْبَر .
هوت : (*! الهُوتَةُ ) بالضّم ( ويُفْتَح : الأَرْضُ المُنْخَفِضَةُ ) المُطْمَئنّة ، وفي الدُّعاءِ : ( صَبَّ الله عليه*! هَوْتَةً ومَوْتَةً ) قال ابن سِيدَه : ولا أَدْرِي ما هَوْتَة هُنا ، وفي حديث عثمان رضِيَ الله عنه ( وَدِدْتُ أَنّ ما بَيْننا وبينَ العَدُوّ هَوْتَةٌ لا يُدْرَك قَعْرُها إِلى يومِ القِيامَة ) قال ابنُ الأَثِير : الهَوْتَةُ بالضّم والفَتْح الهُوَّةُ من الأَرضِ ، وفي الوَهْدَةُ العَمِيقَةُ ، أَرادَ بذلك حِرْصاً على سلامَة المُسْلِمين ، وحَذَراً من القتال ، وهو مثل قولِ عمرَ ، رضي الله عَنْهُ : ( وَدِدْتُ أَنّ ما وراءَ الدَّرْبِ جَمْرَةٌ واحدةٌ ونارٌ تَوَقَّدُ يَأْكُلونَ ما وَراءَه ، وتأْكُلُ ما دُونَه ) كذا في النهاية .

وقال ابنُ الأَعرابيّ : يقال للمَهْواةِ : هُوتَةٌ وهُوَّةٌ وهَوْتَةٌ .
( ج هُوتٌ ) أَي بالضَّمّ ، وضَبَطَه الصّاغَانيّ بضَمّ ففَتْح ، وقد يُقَال : إِنّه اسمُ جِنْسِ جَمْعِيّ يقال بالفَتْح والضّمِّ .
(*! وهَوَّتَ بِه *!تَهْوِيتاً : صَاحَ ) ، لغة في هَيَّتَ ، كما سيأْتي ، وفي الحديث : ( لما نَزَلَ قَولُه تَعَالَى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ } ( سورة الشعراء ، الآية : 214 ) باتَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يفَخِّذُ عَشيرَتَه فقَال المُشْرِكُونَ : باتَ*! يُهَوِّتُ ) أَي يُنادي عَشِيرَتَه .
____________________

(5/145)



( ) ومما يُستدرك عليه :
قولهم : مَضَى*! هِيتَاءٌ من اللّيْل ، أَي وَقْتٌ منه . قال أَبو عليّ : هو عندي فِعْلاءٌ ، ملحق بسِرْدَاحِ ، وهو مأْخوذٌ من الهَوْتَة ، وهي الوَهْدَةُ وما انخفَضَ عن صَفْحَةِ المُسْتَوَى .
وقيل لأُمّ هِشَام البَكريّة : أَينَ مَنْزِلُكِ ؟ قالت : *!بِهَاتَا *!الهُوتَةِ ، قيل : وما الهُوتَةُ ؟ قالت : بِهَاتا الوُكْرَةِ قيلَ : وما الوُكْرَةُ ؟ قالَتْ : بهَاتَا الصُّدّاد ، قيل : وما الصُّدَّادُ ؟ قالت : بهَاتَا المَوْرِدَةِ . قال ابنُ الأَعرابيّ : وهَذَا كلّه الطرِيقُ المُنحَدِر إِلى الماءِ .
وَيَهْيَهْتُ بالإِبِلِ ، إِذا قلتَ لها : ياهٍ ياهٍ .
والعربُ تقول للكَلْبِ إِذا أَغرَوْه بالصَّيْد : هَيْتَاهْ . هَيْتَاهْ ، قال الراجِز يذكُرُ الذِّئبَ :
جاءَ يُدِلُّ كَرِشَاءِ الغَرْبِ
وقُلْتُ هَيْتاهُ فتاهَ كلْبِي
كذا في اللسان .
هيت : ( *!هَيَّت بِه ) *!تَهْيِيتاً ، وهَوَّتَ : صَوَّتَ بهِ ، و ( صاحَ ، ودَعَاه ) فقال له : *!هَيْتَ *!هَيْتَ ، قال :
قد رَابَنِي أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا
لو كانَ مَعْنِيًّا بها لَهَيَّتَا
*!والتَّهْيِيتُ : الصوتُ بالنَّاسِ ، وهو فيما قالَ أَبو زَيْد : أَنْ يَقُولَ : يا هَياه .
ويقال : هَيَّتَ بالقَوْمِ تَهْيِيتاً ، وهَوَّتَ بِهِم ( تَهْوِيتاً ) إِذا نَادَاهم وهَيَّتَ النَّذِيرُ .
والأَصلُ فيهِ حِكايةُ الصَّوْت ، كأَنّهم حَكَوْا في ( هوَّتَ ) هَوْتَ هَوْتَ ( وفي *!هَيَّتَ *!هَيْتَ *!هَيْتَ ، يقال ) هَوَّتَ بِهمْ ، وهَيَّتَ بِهمْ إِذا نادَاهم ،
____________________

(5/146)


والأَصلُ فيه حِكايةُ الصَّوْتِ ، ( وقيل : ) هو أَنْ يَقُولَ : ياهْ يَاهْ ، وهو نداءُ الرّاعي لصاحبهِ من بَعيدٍ .
( و ) *!هَيْتَ : تعَجُّبٌ ، تقولُ العربُ : هَيْتَ لِلْحِلْمِ : وهَيْتَ لَكَ ( وهِيتَ لك ) أَي أَقْبِلْ ، وقال الله عزَّ وَجَلّ حكايةً عن زَلِيخَا ، أَنها قالَتْ لما راوَدَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السّلامُ عن نفْسه : { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } ( سورة يوسف ، الآية : 23 ) ( مُثلَّثَةَ الآخر ) ، قال الزّجّاج : وأَكثَرُها هَيْتَ لَكَ ، بفتح الهاءِ والتّاءِ ( وقد يُكْسَر أَوّلُه ) رُوى ذلك عن عليّ رضي الله عنه ( ، أَي هَلُمَّ ) ، ورويت عن ابنِ عباس رضي الله عنهما هِئْتُ لك بالهَمْزِ وكسرِ الهاءِ من الهعيْئة ، كأَنّها قالت : تَهَيّأْت لكَ ، قال : فأَمّا الفتحُ من *!هَيْتَ ؛ فلأَنّها بمنزلةِ الأَصْواتِ ، ليس لها فِعْلٌ يَتصرّفُ منها ، وفُتِحتِ التَّاءُ لسكونِهَا وسكون الياء ، واختِيرَ الفتْحُ لأَنّ قبلَها ياء ، كما فَعلُوا في أَيْنَ ، ومن كسر التَّاءَ فلأَنَّ أَصلَ التقاءِ السّاكِنيْنِ حركة الكَسْرِ ، ومن قال : هَيْتُ ، ضمَّها ؛ لأَنَّهَا في مَعْنَى الغايَات ، كأَنها قالت : دُعائِي لك ، فلما حُذِفَت الإِضافةُ ، وتضَمَّنَت هَيْتُ معناها بُنِيَتْ على الضَّمِّ ، كما بُنِيتْ حَيثُ ، وقراءَةُ عليّ رضي الله عنه ( *!هِيتُ لَكَ ) بمنزلة*! هَيْتُ لك ، والحُجّة فيهما واحدة .
وقال الفرّاءُ في هيْتَ لكَ يقال إِنهَا لغةُ حَوْرانَ ، سَقطَتْ إِلى مَكَّةَ ، فتَكلَّموا بِهَا ، قال : وأَهلُ المدينةِ يَقرَؤُون : هِيتَ لَك ، يكسرون الهَاءَ ولا يَهْمزون قال : وذُكِرَ عن عليَ وابنِ عبّاسٍ أَنهما قرآ : هِئْتُ لكَ ، يرادُ به في المَعْنَى تَهيَّأْتُ لك ، وأَنشد الفرّاءُ في القراءَةِ الأُولى ( لشاعر ) في عَليّ رَضِي الله عنه :
أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤمِنِي
نَ أَخا العِرَاقِ إِذا أَتَيْتَا
إِنَّ العِراقَ وأَهْلَه
سِلَمٌ إِليْكَ*! فَهَيْتَ *!هَيْتاً
____________________

(5/147)



ومعناه هَلُمَّ هَلُمَّ ، أَو هَلُمَّ وتَعالَ ، يستوي فيه الواحدُ والجمعُ ، والمُؤَنَّثُ والمذَكر ، إِلاّ أَنّ العَددَ فيما بَعْدَه ، تقولُ : هَيْتَ لكُمَا ، وهَيتَ لَكُنَّ .
قال ابنُ بَرّيّ : وذكرَ ابنُ جِنّى أَنّ هَيْتَ في البَيتِ بمَعْنى أَسْرِعْ ، وقال : وفيه أَربعُ لُغاتٍ : هَيْتَ بفتح الهاءِ والتاءِ ، وهِيتَ بكسر الهاءِ وفتح التاءِ ، *!وهَيْتُ بفتح الهاءِ وضم التاءِ ،*! وهِيتُ بكسر الهاءِ وضمّ التاءِ .
قال الفَرّاءُ في المَصَادِر : مَن قَرَأَ هَيْت لَك : هَلُمَّ لَك ، قالَ : ولا مَصْدَرَ لِهَيْتَ ، ولا يَصَرَّفُ ، وعن الأَخْفش : *!هَيْتَ لك ، مفتوحة ، معناها : هَلُمَّ لك ، قال : وكسَرَ بعضُهم التّاءَ ، وهي لغةٌ ، فقال : هَيْتِ لَكَ ، ورفعَ بعضٌ التّاءَ ، فقال : هَيْتُ لكَ ، وكسرَ بعضُهم الهاءَ وفتح التاءَ ، فقال : هِيتَ لك ، كلّ ذلك بمعنًى واحدٍ .
وروى الأَزهَرِيْ عن أَبي زيد قال : هَيْتَ لَكَ بالعِبْرَانية هَيْتاً لَجْ ، أَي تعال ، أَعرَبَه القرآنُ ، كلّ ذلك في لسانِ العرب ، والذي نقَله عن ابن جِنّى فعن كتابه المُحْتسب . ويفهم منه أَيضاً أَنَّ قول المصنّف : ويُكْسَر أَولُه ، أَي مع تَثلِيثِ الآخِر ، كما قاله شيخنَا .
وقد أَوْضح البَيضاويّ قراءَاتِ الكلمةِ ومَن قرَأَ بها ، وحقّق ذلك العَلاّمة ابنُ الجَزَريّ في نَشْرِ ، وأَشار إِلى بعضِهَا أَبو عليّ الفارِسِيّ في الحُجَّة ، وغلَّطَ بعضَها ، وأَوَّلَ البعضَ ، وأَوْصَلوا القراءَاتِ إِلى سَبْعٍ ، وصَرّحوا بأَنّها كُلَّها لُغاتٌ .
واختَلَفَ أَهلُ الغريبِ في هذه الكلِمَة : هل هي عربِيَّةٌ أَو مُعرَّبة ؟ وهل مَعْناها تَعالَ ، كما جَزَم به الفرّاءُ والكسَائِيّ ، وغيرهما ، وقالوا : هي لغةُ الحجازِ ، ولذلك مُجاهِدٌ : هي كلمَةُ حَثَ وإِقبَال ، أَو غير ذلك ؟ وهلْ هي اسمٌ أَو فِعْلٌ ؟ أَو هي علَى أَنْحاءٍ كثيرة : منها ما هو في السَّبْعَةِ ، ومنها مَالا ، وأَشار أَبو حيّان في بَحْرِ إِلى أَنه لا يَبْعُد أَن تكون مُشْتَقَّةً من اسم ، كل ذلك عن شرح شيخنا .
____________________

(5/148)



(*! وهِيتُ بالكسر ) مع ضمِّ التاءِ ( د ، بالعِراقِ ) على شاطىءِ الفُرات ، بها تُوفِّيَ ( عبدُ الله ) بن المُبَارك ، رحمه الله تعالى ، وهي فوق الأَنبار ، ذتُ نَخْلٍ كثير وخَيْرَاتٍ واسعةِ ، على جِهَةِ البَرِّيَّة من غربِيّ الفُراتِ ، سُمِّيَتْ بسمِ بانِيها ، وهو *!هِيتُ بنُ البَلَنْدَي ، كذا في المَرَاصِدِ ، وأَصلُها من الهُوّة ، قاله الأَصمعيّ ، قال :
طِرْ بِجَنَاحَيْكَ فَقَدْ دُهِيتَا
حَرانَ حَرَّانَ*! فَهِيتاً *!هِيتَا
وقيل : معناه اذْهَبْ في الأَرض . وقالَ أَبو عَلِيّ : ياءُ هِيتَ التي هي أَرضٌ واوٌ .
وفي التَّهْذِيبِ : وقالَ بعضُ النّاسِ : سُمِّيَتْ هِيتَ ؛ لأَنَّها في هُوَّة من الأَرْضِ انقَلَبَت الواوُ ( إِلى ) الياءِ لكسرة الهاءِ ، فقولُ بعضِهِم : فيه نَظَرٌ ، وتوجيهُ شيخِنا إِيّاهُ بمخَالَفةِ الاشتقاق ، منظورٌ فيه .
( و ) تقولُ : (*! هاتِ ) يا رَجلُ ( بكَسْرِ التّاءِ ) معناه : ( أَعْطِنِي ) ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ التي رَأَيْنَاهَا ، وقد تَصَحَّفَ على شيخِنا ، فأَجَالَ فيه فِكْرَتَه ، فتارَةً قَال : أَعْطَى على صيغة الماضي ، وتارَةً جعله صيغة أَمرٍ ، وغير بعَيْنهِ نَصّ لسان العرب والتَّهْذِيب ، والمُحْكَم مَضْبُوطاً .
وزاد في الصّحاح : وللاثنين : *!هَاتِيَا ، مثل آتِيَا ، وللجَمْعِ :*! هاتُوا ، وللمرأَةِ :*!- هَاتِي بالياءِ ، وللمَرْأَتَيْنِ :*! هاتِيَا ، وللنّساءِ :*! هاتِينَ ، مثل عاطِينَ .
وتَقُول : هات لا *!هَاتَيْتَ ، ولا يُنْهَى بِهَا .
وقال الخليلُ : أَصلُ هاتِ من آتَى يُؤْتِي إِيتَاءً ، فقلِبَت الأَلفُ هاءً .
قلْت : فإِذَنْ مَحَلُّه المعتَلّ لاهناً ، وقد أَشارَ إِلى ذلك شيخُنا أَيضاً .
( *!والهِيتُ ) بالكسر ( : الغَامِضُ ) القَعْرِ ( من الأَرْضِ ) ، عن ابن دُريد ، قال رُؤْبَةُ :
____________________

(5/149)



والحُوتُ في هِيتَ إِذاها هِيتُ
قال الأَزْهَرِيّ : وإِنّما قال رُؤْبةُ :
وصاحبُ الحْوتِ وأَيْنَ الحُوتُ
في ظُلُماتٍ تَحْتَهُنَّ هِيتُ
قال ابن الأَعْرَابِيّ :*! هِيتُ ، أَي هُوَّةٌ من الأَرْض ، قال : ويقالُ لها : الهُوتَةُ ، ومنه سُمِّيَتْ هِيتُ .
( و ) بلاَ لامٍ ( : مُخَنّثٌ نَفَاه النَّبِيُّ ، صلى الله عليه وسلم من المَدِينَة ) المُشَرَّفَة ، وهُما اثنان ، أَحدُهما هِيتٌ ، والآخر ماتِعٌ ، وقد جاءَ ذِكرُهما في الحَدِيثِ .
( أَو هو بالنُّونِ والمُوَحّدَةِ ) هِنْبٌ ، فصحَّفِ أَرابُ الحديثِ .
قال الأَزْهَرِيّ : رواه الشَّافِعيُّ وغيرُه هِيتٌ ، قال : وأَظُنُّهُ صواباً ( وقد تقدَّمَ ) طرفٌ من الكلام في هنب .
( ) ومما يستدرك عليه :
هَيْت ، بالفتْح : قريةٌ بمصر من أَعْمَال المُنُوفِيّة ، وقد دَخَلْتُهَا .
2 ( فصل الياءِ ) المثناة التحتيّة مع المثنّاة الفوقِيّة ) 2
يرت : ( *!يَرْتُ ، بالرّاءِ ) الساكِنَة وضمّ المثناة الفوقية ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، والصَّاغَانيّ ، وصاحب اللسان ، وهو اسمُ ( جَدّ عوفِ بنِ عِيسَى ) بن ينضرن ( الفَرْغانِيّ ) المُحَدّث ( الفَقِيه ) حدث عنه أَبو محمد بن النَّحّاس ، نقله الحافظ في التَّبْصِير .
يقت : ( *!اليَاقُوتُ من الجَوَاهِرِ ، م ) أَي مَعْرُوف ، فارسيّ ( مُعَرّب ) ، وهو أَقسَامٌ كثيرة ، و ( أَجْوَدُه الأَحْمَرُ الرُّمَّانِيّ ) ويُقَالُ له : البَهْرَمانِيّ ، قال الحْكَماءُ : يجْلَبُ من سَرَنْدِيبَ ، مُفَرّح جامِعٌ مُقَوَ ( نافِعٌ للوَسْواسِ ) العارِضِ من السَّوداءِ ( والخَفَقان ، وضعفِ القَلْبِ شُرْباً ، ولِجُمودِ الدَّمه تَعْلِيقاً ، ) وقد
____________________

(5/150)


أَطال فيه وفي خَوَاصِّه ابنُ الكُتْبِيّ ، والحَكيمُ داوود ، والتّيفاشِيّ ، وغيرُهم من أَهلِ الحِكْمَة .
يهت : (*! أَيْهَتَ اللَّحْمُ ) والجُرْحُ ، كأَوْهَتَ ، إِذا ( أَنتَنَ ) ، عن أَبي زيد ، وقد تَقدّم .
( ) ومما بقيَ عليه من هذه المَادّة :
يونارت :*! يُونارَتُ : قرية بأَصْفَهَانَ ، ذكرها المصنّف في حَبّ استطراداً ، وذكرها ياقوت في مُعْجَمِه .
يهموت : *!واليَهْموت : اسمٌ للحُوت الذي عليه الأَرْضُ ، وغَلِط من ضبَطَه بالمُوَحَّدة ، كذا قاله الشِّهابُ في العِناية .
ينبت : *!واليَنْبوتُ : وهي شجَرَةٌ شاكَّة ، وليس من العِضَاهِ ، هنا ذكره ابنُ منظور ، وقد تقَدم الإِشارَة إِليه في نبت .
ينشت : وفي المعجم يَنَشْتَة بفتح المثنّة التّحْتيّة ، والنون ، وسكونِ الشِّين المعجمة ، وفتح المثناة الفوقيّة ، وآخره هاءٌ : بلدٌ بالأَندلس ، من أَعمال بَلنْسِيَةَ ، يَنبُتُ بهاذ الزَّعْفَرَانُ ، مشهورةٌ بذلك .
يمابرت :*! يَمَابَرْت من كبارِ قُرَى أَصْفهَانَ ، بها سُوقٌ ومِنْبَرٌ ، وربما أَتَوْا بالفَاءِ مكان البَاءِ ، كذا في المُعْجَم .

____________________

(5/151)


1 ( باب الثاءِ المثلّثة ) 1
وهي من الحروفِ اللّثَوهيَّةِ والمَهْمُوسَةِ ، وهي والظَّاءُ والذّالُ في حَيِّزٍ واحد . وقد أُبْدِلت من الفاءِ في حُثَالَة وحُفَالَة ، ومن السّين في الجُثْمان والجُسْمَان ، وغير ذلك مما ذكرَه ابنُ السِّكّيتِ ، وابن السّيد في الفرق ، وابنُ فارسٍ وغيرهم .
2 ( فصل الأَلف ) 2
هكذا في النُّسَخ ، وفي بعضها : ( الهَمْزَةِ ) بدل ( الأَلف ) ، وعليها علامَةُ الصِّحَة .
أَبث : (*! أَبَثَهُ *!يَأْبثه ) من باب ضَرَبَ (*! وأَبَثَ عَلَيْهِ )*! يَأْبِثُ *!أَبْثاً : ( سَبَعَه ) ، هكذا في النُّسْخَة ، وهو نَصّ ابن دُرَيْد ، وهو الصّواب ، وفي بعضِهَا : سَبَّه ( عندَ السُّلْطَانِ ) خَاصَّةً .
(*! والأَبِثُ ) ، أَي كَكَتِفٍ ( : الأَشِرُ ، وبِزِنَتِهِ ) والذي في الصّحاح : *!الأَبِثُ : الأَشِرُ النَّشِيطُ ، قال أَبو زُرَارَةَ النَّصْرِيّ :
أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِيطاً *!أَبِثَا
يَأْكُلُ لَحْماً بائناً قد كَبِثَا
كَبِثَ ، أَي أَنْتَنَ وأَرْوَحَ .
ووجدتُ في هامش الصّحاح ما نَصُّه : وجدت بخطّ الأَزهريّ : ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابِيّ : *!الأَبْثُ : القَفْزُ ، يقال : أَبَثَ يَأْبِثُ أَبْثاً .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : (*! أَبِثَ ) الرَّجُلُ ( كَفَرِحَ )*! يَأْبَثُ أَبَثاً : ( شَرِبَ لَبنَ الإِبلِ حتى انْتَفَخَ وأَخَذَ فيهِ كالسُّكْرِ ) ، ونصُّ عبارةِ أَبي عمرو : وأَخَذَه كهَيْئةِ السُّكْرِ ، قال : ولا يكون ذلك إِلاَّ من أَلْبانِ الإِبِل .
( و ) من ذلك قولهم : ( إِبِلٌ *!-أَبَاثَى كَسَكَارَى ) أَي : ( بُرُوكٌ شِباعٌ ) .
( *!والمُؤْتَبِثَةُ : سِقاءٌ يُمْلأُ لَبَناً ، ويُتْرَكُ فيَنْتَفِخُ ) ، نقله الصاغانيّ .

____________________

(5/152)


أَثث : ( *!أَث النّباتُ*! يَئِثُّ ) *!وَيَأَثُّ *!ويَؤُثُّ ( مُثَلَّثَةً ) *!أَثًّا ، و ( *!أَثَاثَةً *!وأَثَاثاً *!وأُثُوثاً ) ، بالضم في الأَخِير ( : كَثُرَو الْتَفَّ ) .
*!والأَثَاثُ (*! والأَثَاثَةُ ) والأُثُوثُ ( الكَثْرَةُ و ) العِظَمُ من كُلّ شَيْءٍ . ويُوصَفُ به الشَّعَرُ الكَثِير والنَّبَاتُ المُلْتَفُّ .
( و ) *!أَثَّت ( المَرْأَةُ )*! تَؤُثُّ أَثًّا ( : عَظُمَت عَجيزَتُهَا ) ، قال الطِّرِمّاح :
إِذا أَدْبَرَتْ *!أَثَّتْ وإِنْ هِيَ أَقْبَلَتْ
فَرُؤْدُ الأَعَالِي شَخْتَةُ المُتَوَشَّحِ
(*! وأَثَّثَهُ ) إِذا ( وَطَّأَهُ ) تَوْطِئَةً ، ( وَوَثَّرَهُ ) تَوْثِيراً ، فِرَاشاً كان أَو بِسَاطاً ، عن ابن دُرَيْد .
( وهو أَثٌّ ) مَقْصور ، قال ابنُ سِيدَه : عِنْدي أَنه فَعْلٌ ، ( *!وأَثِيثٌ ) ، أَي ( كَثِيرٌ عَظِيمٌ ) ، وشَعَرٌ *!أَثِيثٌ ، أَي غَزِيرٌ طَويلٌ ، وكذلك النَّبَاتُ ، والفِعْلُ كالفِعْل ، قال امرُؤُ القَيْسِ :
أَثِيث كقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
( ج*! إِثاثٌ ) ، بالكسر ، كَكَرِيم وكِرَامٍ ، ( *!وأَثَائِثُ ) بالياءِ وبالهَمْزة ، كذا ضُبِط .
( وهي ) *!أَثِيثَةٌ ، ( بهاءٍ ) ، يُقَال : لِحْيَةٌ *!أَثِيثَةٌ ، وامرأَةٌ أَثِيثَةٌ ، أَي أَثِيرَةٌ كثيرةُ اللَّحْمِ .
( والجَمْعُ كالجَمْعِ ) أَي *!إِثاثٌ *!وأَثائِثُ ، هكذا في سائِر الأُمَّهاتِ ، وقد ضبط شيخُنا هنا بما لا يُجْدِي نَفْعاً .
( *!والأَثائِثُ : الكَثِيراتُ اللَّحْمِ ، أَو الطِّوَالُ التَّامّاتُ مِنْهُنّ ) قال رؤبة :
ومن هَوايَ الرُّجُحُ*! الأَثائِثُ
تُمِيلُها أَعْجَازُهَا الأَواعِثُ
( والأَثَاثُ ) ، كسَحَابٍ : الكَثِيرُ من المالِ . وقيل : كَثْرَةُ المَالِ .
وقيل : ( مَتَاعُ البَيْتِ ) ما كَانَ من لِباسٍ ، أَو حَشْوٍ لفِراشٍ ، أَو دِثَارٍ ، قال الفَرّاءُ : هو ( بلا وَاحِدٍ ) ، كما أَنّ
____________________

(5/153)


المَتَاعَ لا واحِدَ له ، وكذالك قال أَبُو زَيْد .
( أَو ) هو ( المالُ أَجْمَعُ ) أَي كلّه : الإِبِلُ والغَنَمُ والعَبِيدُ والمَتَاعُ ، ( والوَاحِدةُ *!أَثَاثَةٌ ) ، بالفتح ، وفي التَنْزِيل العزيز { *!أَثَاثاً وَرِءياً } ( سورة مريم ، الآية : 74 ) .
قال الفرّاءُ : ولو جَمَعْتَ *!الأَثَاثَ لقُلْتَ : ثَلاَثَةُ *!آثَّةٍ ،*! وأُثُثٌ كثِيرَةٌ .
وقال شيخُنا : قال بعض اللّغويّين : *!الأَثَاثُ : ما يُتَّخَذُ للاسْتِعْمَال والمَتاعِ لا لِلتِّجارةِ . وقيل : هما بِمَعْنًى .
وقيل : الأَثاثُ : ما جَدَّ من متاعِ البَيْتِ لاما رَثَّ وبَلِيَ ، وبه جَزم القُرْطَبِيّ .
وفي الصحاح :*! تَأَثَّثَ فُلان ، إِذا أَصابَ رِيَاشاً .
( *!-والأَثَاثِيُّ : الأَثَافِيُّ ) وَزحناً وَمَعْنًى ، وهِيَ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ وتُجْعَلُ القِدْرُ عليها .
قال شيخُنا : هو مما عدُّوه فيما أُبْدلتْ الثّاءُ فيه من الفاءِ ؛ كمُغْفُورٍ ومُغْثُور ، ولم يَتَعَرّض له هُنا الجَوْهَرِيُّ ولا ابنُ مَنْظُور ، ولا غيرُهما من أَئمّة اللُّغَةِ والتَّصْرِيف ، بناءً على أَنّ الهَمْزَةَ زائدَة ، والثَّاءَ جُعِلَتْ بدَلَ الفاءِ .
قلت : وهو لُغَة تميمٍ خاصَّة ، كما نقله الصَّاغَانيّ .
( و ) الأَثافِيّ بن الخُزَزِ بن ذِي الصُّوفَةِ بن أَعْوَجَ ( فرسٌ للحَبِطاتِ ) .
(*! وأُثَاثَةُ ، كثُمَامَة ، ويُفْتَح ) : اسمُ ( رَجُل ) ، افتح عن ابن دُرَيْد .
( و ) *!أُثَاثَةُ : اسمُ ( والِد مِسْطَحٍ الصَّحابِيّ ) ، رضي الله عنه ، قريب سيّدنا أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق ، رضي الله عنه ، قَالَ ابنُ دُرَيْد : أَحْسَبُه مُشْتَقًّا من هاذا ، يعني من *!تَأَثَّثَ الرَّجُلُ ، وسيأْتي .
قلت : وكذا أُخْتُه هِنْد بنتُ *!أُثَاثَةَ وعَمْرُو بنُ أَبي أُثَاثَةَ العَدَوِيّ صحابِيّانِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
لِحْيَةٌ *!أَثَّةٌ ، *!وأَثِيتَةٌ ، أَي كَثَّةٌ .
*! وَتَأَثَّثَ الرَّجُلُ : أَصابَ خَيْراً ، وفي الصّحاح : أَصابَ رِياشاً .

____________________

(5/154)


أَرث : (*! الإِرْثُ بالكسر : المِيراثُ ) قاله الجَوْهَرِيّ ، وأَصلُ الهَمْزِ فيه واوٌ . قلت : فكانَ الأُوْلَى ذِكرُه في الواو ، كما هو ظاهرٌ .
قال شيخُنا : ثم إِنّ هذَا تَفْسِيرُ الشيْءِ بنَفْسِه ؛ لأَن الإِرْثَ والمِيرَاثَ مادّةٌ واحدة ، فكان الأَوْلَى تفسيرَه بأَوْضَحَ منه ، نحو استيلاءِ الشَّخْصِ على مالِ وَلِيّه الهالِكِ ، أَو يقال : الإِرْثُ مَعْروفٌ .
( و ) الإِرْثُ ( : الأَصْلُ ) يقال : هو في*! إِرْثِ صِدْقٍ ، أَي في أَصْلِ صِدْقٍ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الإِرْثُ في الحَسَبِ ، والوِرْثُ في المالِ .
وحكى يَعْقُوبُ : إِنّه لفي *!إِرْثِ مَجْدٍ ، وإِرْفِ مَجْدٍ ، على البَدَل .
( و ) الإِرْثُ ( : الأَمْرُ القَدِيمُ ) الذي ( تَوَارَثَهُ الآخَرُ عن الأَوَّلِ ) وفي حديثِ الحَجّ : ( إِنَّكُم على إِرْثٍ من إِرْثٍ أَبِيكُم إِبْرَاهِيمَ ) يريدُ به مِيرَاثَهُمْ مِلَّتَه ، وأَصلُ هَمزَتهِ واو ، كذا في النّهاية .
( و ) الإِرْثُ ( : الرَّمَادُ ) ، قالَ سَاعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ :
عفَا غيرَ إِرْثٍ مِن رَمَادٍ كأَنَّهُ
حَمَامٌ بأَلْبَادِ القِطَارِ جُثُومُ
قالَ السُّكَّرِيّ : أَلْبَادُ القِطَارِ : ما لَبَّدَه القَطْرُ .

( و ) الإِرْثُ ( : البَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ ) وفي نسخة أُخْرَى : من كُلِّ شَيْءِ ، وعبارةُ اللّسان : الإِرْثُ من الشيْءِ : البَقِيَّةُ من أَصْلِهِ ، والجَمْع إِرَاثٌ ، قال كُثَيّرُ عَزّةَ :
فأَوْرَدَهُنّ من الدَّوْنَكَيْنِ
حَشَارِجَ يَحْفِرْن منها *!إِراثَا
( و ) *!أَرَّثَ بينَ القَوْمِ : أَفْسَدَ ، و ( *!التَّأْرِيثُ : الإِغراءُ بينَ القَوْمِ ) .
( و ) هو أَيضاً ( : إِيقادُ النَّارِ ) ،*! وأَرَّثَ النّارَ : أَوقَدَها ، وفي حدِيثِ
____________________

(5/155)


أَسْلَمَ قال ( كُنْتُ مَع عُمرَ رضي الله عنه وإِذا نَارٌ تُؤَرَّثُ بِصِرَارٍ ) التَّأْرِيثُ إِيقادُ النّارِ وإِذْكَاؤُها ، وصِرَارٌ ، بالصّاد المُهْمَلَة : مَوضِعٌ قريبٌ من المَدِينَةِ .
ومن المَجَازِ : أَرَّثَ بَيْنَهُم الشَّرَّ والحَرْبَ*! تَأْريثاً ، وأَرّجَ تَأْرِيجاً : أَفْسَدَ وأَغْرَى ، وأَوْقَدَ نَارَ الفِتْنَة ، وأَنشد أَبو عُبيد ، لعَدىّ بن زيد :
ولَها ظَبْيٌ*! يُؤَرِّثُهَا
عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارَا
ويقال : ( جاعِلٌ ) بدل ( عاقِد ) (*! كالأَرْثِ ) وهذا لم يَذْكُره أَحدٌ من أَئِمّة اللُّغَةِ ، ولم أَجِدْ له شاهِداً في كُتُبِهِم .
( *!وتَأَرَّثَتْ ) هي ( : اتَّقَدَتْ ) قال :
فإِنَّ بأَعْلَى ذِي المَجَازَةِ سَرْحَةً
طَويً عَلى أَهْله المَجَازَةِ دارُها
ولو ضَرَبُوها بالفُئوسِ وحَرَّقُوا
على أَصْلِها حتّى*! تَأَرَّثَ نارُها
(*! والأُرْثُ بالضَّمّ : شَوْكٌ ) شبيهٌ بالكُعْرِ ، إِلاّ أَنّ الكُعْرَ أَسْبَطُ وَرَقاً مِنْه ، قال : وله قَضِيبٌ واحدٌ في وَسَطِه ( و ) في رأْسِه مثْلُ الفِهْرِ المُصَعْنَبِ ، غير أَنْ لا شَوْكَ فِيه ، فإِذا جَفَّ تَطَايَرَ ، ليس في جَوْفهِ شيءٌ ، وهو مَرْعًى للإِبل خاصَّةً ، تَسْمَنُ عليهِ ، غير أَنَّه يُورِثُهَا الجَرَبَ ، ومنابِتُه غَلْظُ الأَرْضِ . قاله أَبو حَنِيفَةَ .
( و ) *!الأُرَثُ ( ، كصُرَدٍ : الأُرَفُ ) على البدل ، كذا في كتابِ يَعقوبَ ، وهي الحُدودُ بين الأَرَضِينَ ، كما يأْتي ، واحِدَتُها : أُرْثَةٌ وأُرْفَةٌ ، بالضمّ .
( والأُرْثَةُ بالضَّمّ : الأَكَمَةُ الحَمْرَاءُ ) .
( و ) عُودٌ أَو ( سِرْقِينٌ ) وفي بعضها سِرْجِينٌ ( يُهَيَّأُ عندَ الرَّمَادِ ) أَي يُدْفَنُ فيه ، ويُوضَع عنده ، ليكون ثَقُوباً للنّار عُدَّةً لها ( لحِينِ الحَاجَةِ ) .
( و ) في المحكم :*! الأُرْثَةُ : ( الحَدُّ بَينَ الأَرْضَيْنِ ) .
*! وأَرَّثَ الأَرْضَيْنِ : جَعلَ بينَهُمَا *!أُرْثَةً ،
____________________

(5/156)


جمعُها*! أُرَثٌ ، كصُرَد ، وهي : الأُرْثَةُ والارْفَةُ ،*! والأُرَثُ والأُرَفُ .
( و ) قال أَبو حنيفة . الأُرْثَةُ : ( المَكَانُ ) ذُو الأَرَاضَةِ ( السَّهْلُ ) .
( و ) الأُرْثَةُ ( : من أَلْوَانِ الغَنَمِ ) سَوادٌ وَبيَاضٌ ( كالرُّقْطَةِ ) .
( وهو ) كَبْشٌ (*! آرَثٌ ) بالقَصْر ( وهي ) نَعْجَةٌ ( *!أَرْثَاءُ ) وهي الرَّقْطاءُ ، فيها سوادٌ وبياضٌ .
( *!والإِرَاثُ ، ككِتَابٍ )*! والأَرِيثُ *!والإِرَاثَةُ ( : النّارُ ) .
( و )*! الإِرَاثُ أَيضاً ( : ما أُعِدّ للنّار من حُرَاقَةٍ ونَحوِهَا ) .
ويُقَال : هي النّار نَفسُهَا ، قال الشاعر :
مَحْجَّلُ رِجْلَيْنه طَلْقُ اليَدَيْنِ
لعهُ غُرّةٌ مثلُ ضوءِ الإِرَاثِ
وفي مجمع الأَمثال ، للمَيْدانِي ( النَّمِيمةُ أُرْثَةُ العَدَاوَةِ ) .
أَنث : ( *!آنَثَت المَرْأَةُ *! إِيناثاً ) إِذا ( وَلَدَتْ أُنْثَى ) وفي بعض : *!الإِناثَ ، ( فهي*! مُؤْنِثٌ . ومُعْتادَتُهَا ) أَي إِذا كان لها ذلك عَادَةً فهي (*! مئنَاثٌ ) والرَّجُلُ *!مِئنَاثٌ أَيضاً ؛ لأَنَّهُمَا يَسْتَويانِ في مِفْعَال ، ويقابِلُه الْمِذْكارُ ، وهي التي تَلِد الذُّكُورَ كثيراً .
( و ) من المجاز : ( *!الأَنِيثُ ) من ( الحَدِيدِ ) : ما كانَ ( غير الذَّكَرِ ) وحَدِيدٌ *!أَنِيثٌ : غيرُ ذَكَرٍ .
ونَزَعَ*! أَنِيثَه ، ثم ضَرَبَه تحت *!أُنْثَيَيْهِ .
وفي اللسان : الأَنِيثُ من السُّيُوف : الذي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ ، وقيل : هو نَحْوٌ من الكَهَامِ . قال صَخْرُ الغَيِّ :
____________________

(5/157)



فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندِي
جُرَازٌ لا أَفَلُّ ولا أَنِيثُ
أَي لا أُعطِيه إِلاّ السَّيْفَ القَاطِعَ ، ولا أُعطِيه الدِّيَةَ .
وسيفٌ *!أَنِيثٌ : وهو الذي ليس بِقاطِعٍ .
( و ) من المجاز : ( *!المُؤَنَّثُ ) من الرِّجَالِ ( : المُخَنَّثُ ) شِبْهُ المَرْأَةِ في لِينِهِ ، ورِقَّةِ كَلامِه ، وتَكَسُّر أَعضَائِه ( *!كالمِئْناث ) *!والمِئْنَاثَةِ ،*! والأَنِيثِ .
وبعضُهُم يقول : *!تَأَنَّثَ في أَمْرِه وتَخَنَّثَ ، وقال الكُمَيْتُ في الرَّجُلِ*! الأَنِيث :
وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ
بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ
(*! والأُنْثَيَانِ : الخُصْيَتانِ ) .
( و ) في الأَساسِ : ومن المجاز : ونَزَعَ *!أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ *!أُنْثَيَيْهِ ، *!الأُنْثَيَانِ : ( الأُذُنَانِ ) ، يَمَانِيَة ، *!والأُنوثَةُ فيهِما من*! تَأْنِيثِ الاسْمِ . وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذي الرُّمّة :
وكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه
ضَرَبْنَاهُ فوقَ *!الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
وفي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ : العَبْسِيّ ، وهو خَطَأٌ . قال : يَعني الأُذُنَيْنِ ؛ لأَنَّ الأُذُنَ *!أُنْثَى ، وأَورده الجَوْهَرِيّ ( على ما أَورده الأَزهري ) لذِي الرُّمّة ولم يَنْسُبْه لأَحَدٍ .
قال ابن بَرِّيّ : البيتُ للفَرَزْدَق ، قال : والمَشْهُور في الرّوايةِ :
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ
كما أَورَدَه ابنُ سِيده .
( و ) الأُنْثَيانِ ، من أَحياءِ العَرَب ( : بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ ) ، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ ، وأَنشد للكُمَيْت :
فيا عَجَباً*! للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا
أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ
( و ) من المَجَاز : قال الكِلاَبيّ : ( أَرْضٌ *!أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ : سَهْلَةٌ مِنْباتٌ ) .
____________________

(5/158)


( سقط : خليقة بالنبات ، ليست بغليظة ، وفي الصحاح : تنبت البقل سهلة .
وبلد أنيث : لين سهل . حكاه ابن الأعرابي .
ومكان أنيث ، إذا أسرع نباته وكثر ، قال امرؤ القيس :
بميث أنيث في رياض دمثة
تحيل سواقيها بماء فضيض
ومن كلامهم : بلد أنيث دميث ، طيب الريعة مرت العود .
وزعم ابن الأعرابي : أن المرأة إنما سميت أنثى من البلد الأنيث ، قال لأن المرأة ألين من الرجل ، وسميت أنثى للينها ، قال ابن سيده : فأصل هذا الباب - على قوله - إنما هو الأنيث الذي هو اللين .
( و ) من المجاز : ( *!أنثت له ) في الأمر (*! تأنيثا ، *!وتأنثت ، لنت ) له ، ولم أتشدد .
(*! والإناث ) بلاكسر ( : جمع *! الأنثى ) وهو خلاف الذكر من كل شيء وجمع الجمع*! أنث ، كحمار وحمر ، وفي التنزيل العزيز ( إن يدعون من دونه إلا *!إناثا ) [ سورة النساء : 117 ] وقرىء ' إلا *!أُنُثاً ' جمع *!إناث مثل نمار ونمر ، وقرأ ابن عباس : إن يدعون من دونه إلا أنثا . قال الفراء : هو جمع الوثن ( *!-كالأناثي ) كعذارى ، جاء ذلك في الشعر ( و ) من قرأ : إلا إناثا ، أراد ( الموات ) الذي هو خلاف الحيوان ( كالشجر والحجر ) والخشب ، عن اللحياني .
وعن الفراء تقول العرب : اللات والعزى ، وأشباههما ، من الآلهة *!المؤنثة .
( و ) الإناث ( : صغار النجوم ) .
( و ) يقال : هذه ( امرأة أنثى ) إذا مدحت بأنها ( كاملة ) من النساء ، كما يقال : رجل ذكر ، إذا وصف بالكمال ، وهو مجاز . )
____________________

(5/159)



( و ) من المجاز أَيضاً : ( سَيْفٌ ) أَنِيثٌ ، و (*! مِئْنَاثٌ *!ومِئْنَاثَةٌ ) بالهاءِ ، وهذه عن اللِّحْيَانيّ ، وكذالك مُؤَنَّثٌ ، أَ ( كَهَامٌ ) ، وكذالك*! مُؤَنَّثٌ ، أَي ( كَهَامٌ ) ، وذالك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً ،*! تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ ، أَو الحَديدَةِ أَو السِّلاح .
وقال الأَصْمَعيّ : الذَّكَرُ من السُّيُوف : شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ . يقول الناسُ : إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابنُ السِّكّيت : يُقال : هاذا طائر*!وأُنْثَاهُ ، ولا يُقَال : أُنْثَاتُه .
وقد*! أَنَّثْتُه *!فتَأَنَّثَ .
والأُنْثَى : المَنْجَنِيقُ ، وقد جاءَ في قول العَجّاجِ .
وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
*!وأُنْثَيَا الفَرَسِ : رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا ، قالَ الشّاعر في صفة الفَرَسِ :
تَمَطَّقَتْ *!أَنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ
تَمَطُّقَ الشَّيْخِ ( العَجُوزِ ) بالمَرَقْ
وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ ، كالأَنِيثِ . أَنشدَ ثعلب :
وما يَسْتَوِي سَيْفَانِ : سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ
وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
ورَوِيَ عن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قال : كانوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ ، ولا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأساً . قال شَمِرٌ : أَرادَ *!بالمُؤَنّثِ طِيبَ النِّسَاءِ ، مثل : وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب : فما لا لَونَ له . مثل : الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ التي لا تُؤَثِّر ، كذا في اللسان .
2 ( فصل الباءِ ) الموحّدة مع التاءِ المثلّثة ) 2
بثث : (*! بَثَّ ) الشَّيْءَ و ( الخَبَر*!يَبُثُّه ) ، بالضَّمّ ، ( *!ويَبِثُّه ) ، بالكسر ،*! بَثًّا ، هكذا صَرّحَ به ابنُ منظور وغيرُه ، فقولُ شيخنا : أَما الكَسْر فلم يذكُرْه أَحدٌ من الُّغَويين ، ولا من الصَّرْفِيِّين
____________________

(5/160)


مع استِيعابِهم للشَّواذّ والنَّوادِر ، فالظاهر أَنّ المصنّف اشتَبه عليه بِنَتَّ بالمُثَنّاة ، بمعنى قطَع ، فهو الذي حَكَوْا فيه الوَجْهَيْنِ ، وتَبَرّع هو بِزيادَة لُغَةٍ ثالثَة غير معروفة ، انتهى مَنْظُورٌ فيه ، وكفى بابن مَنْظُورٍ ، صاحِبِ اللسان ، حُجّةً .
(*! وأَبَثَّهُ )*! إِبْثاثاً (*! وَبَثَّثَهُ ) ، بالتشديد ، للمبالغة .
( و ) قد يُبْدَل من الثّاءِ الوسطى باءٌ تخفيفاً ، فيقال : (*! بَثْبَثَهُ ) ، كما قالوا في حَثَّثْت : حَثْحَثْت ، كلّ ذلك بمعنى ( نَشَرَه وفَرَّقَه ) .
أَبَثَّه (*! فانْبَثَّ ) : فَرَّقَه فَتَفَرَّق ، وخَلَقَ الله الخَلْقَ فبَثَّهُمْ فِي الأَرْضِ ، وفي التنزيل العَزِيز : { *!وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآء } ( سورة النساء ، الآية : 1 ) أَي نَشَر وكَثَّرَ ، وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ ( زَوْجِي لا *!أَبُثُّ خَبَرَه ) أَي لا أَنْشُرهُ ، لِقُبْحِ آثارِه .
*!وبَثْبَثَ الخَبَرَ *!بَثْبَثَةً : نَشَرَه .
(*! وبثَثْتُكَ السِّرَّ ) *!بَثًّا ، هاكَذَا في سائر النُّسَخ ، والذي صَرّح به غيرُ واحدٍ من أَئمةِ اللّغَة :*! أَبْثَثْتُ فلاناً سِرّى بالأَلفِ*! إِبثَاثاً ، أَي أَطْلَعْتُه عليه ، وأَظْهَرْتُه له .
( و ) أَمّا (*! أَبْثَثْتُكَ ) فمن*! البَثِّ ، بمعنى الحُزْن ، أَي ( أَظْهَرْتُهُ ) أَي *!-بَثِّي ( لَكَ ) .
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : *!بثَثْتُه ما في نَفْسِي ، *!أَبثُّه ، *!وأَبْثَثْتُه إِيّاه : أَظْهَرْتُه لَه ، *!وباثَثْتُه سِرّي ، وباطِنَ أَمْرِي : أَطْلَعْتُه عَلَيْه ، وبينهما*! مُبَاثَّةٌ ومُنَافَثَة ، وبَثَّ الخَبَرَ*! فانْبَثَّ . انتهى .
( وتَمْرٌ *!بَثٌّ )*! ومُنْبَثٌّ ، إِذا لم يُجَوَّدْ كَنْزُه فَتَفَرَّق ، وقيل : هو المُنْتَثرُ الذي ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ ، كفَثَ ، وهو كقولهم : ماءٌ غَوْرٌ . قال الأَصمعيّ : تَمْرٌ بَثٌّ ، أَي ( مُتَفَرِّقٌ ) بعضُه من بعض ( مَنْثُورٌ ) أَي لعدمِ جَوْدَةِ كَنْزِه .
( *!وَبثَّ الغُبَارَ ، *!وبَثْبَثَه : هَيَّجَه ) وأَثارَه .
*!وبَثْبَثَ التُّرَابَ : استثارَه وكَشَفَه عمّا تَحْتَه .
____________________

(5/161)



(*! والمُنْبَثُّ : المَغْشِيُّ عليهِ ) من الوَجْدِ والحُزْنِ ، أَو من الضَّرْبِ ، وأَما قولُه تعالى : {فكانت هباء *!منبثا} ( سورة الواقعة ، الآية : 6 ) فمعناه أي غُبَاراً مُنْتَثِراً .
( *!والبَثُّ : الحالُ ) والحُزْنُ ، والغَمُّ الذي تُفْضِي به إِلى صاحِبِك . ( و ) في حديث أُمّ زَرْع : ( لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم *!البَثَّ ) قال الأَزْهَرِيّ : البَثُّ في الأَصل : ( أَشَدُّ الحُزْنِ ) ، وفي نسخ التهذيب : شِدَّةُ الحُزْنِ ، والمَرَضُ الشَّديدُ ، كأَنَّهُ من شِدَّتِه *!يَبُثُّه صاحِبَه . المعنى : أَنّه كانَ بجَسَدِهَا عَيْبٌ أَو داءٌ فكان لا يُدْخِل يَدَه في ثَوْبِها فيَمَسَّه ؛ لعِلْمِه أَنّ ذالك يُؤذِيها ؛ تَصِفُه باللُّطْف . وقيل : إِنَّ ذلك ذَمٌّ له ، أَي لا يتَفَقَّد أُمورَها ومصالِحَا ، كقولهم : ما أُدْخِلُ يَدي في هذا الأَمْرِ ، أَي لا أَتَفَقَّدُه . وفي حديث كعبِ بنِ مالك ( فلمّا تَوجَّهَ قافِلاً من تَبُوكَ حضَرَنهي *!-بَثِّي ) أَي اشْتَدَّ حُزْنِي .
(*! واسْتَبَثَّه إِيّاه : طَلَب إِليه أَنْ يَبُثَّه إِيّاهُ ) ، فالسّين للطّلَبِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
بَثَّ الخَيْلَ في الغَارَةِ*! يَبُثُّها بَثًّا *!فانْبَثَّتْ .
*! وبَثَّ الصَّيَّادُ كِلابَه يَبُثَّها بَثًّا .
*!وانْبَثَّ الجَرَادُ : انْتَشَرَ .
وتَمْرٌ *!مُنْبَثٌّ : غيرُ مَكْنُوزٍ .
*!وإِبْثِيثُ ، كعِفْرِيت : اسمُ جَبَل ، كذا في المُعْجَم .
وبَثَّ المَتَاعَ بنَواحِي البَيْتِ : بسَطَه . قالَ الله عزّ وجلّ : { وَزَرَابِيُّ *!مَبْثُوثَةٌ } ( سورة الغاشية ، الآية : 16 ) أَي مَبْسُوطَة . وقال الفَرّاءُ : مَبْثُوثَةٌ ، أَي كَثِيرَةٌ .
وفي حديثِ عبدِ الله ( فلمّا حَضَر اليَهُودِيَّ المَوحتُ ، قال : *!بثْبِثُوه ) حَكاه الهَرَوِيّ في الغَريبَيْن .
*! وأَبَثَّه الحَديثَ : أَطْلَعَه عليه . قال أَبُو كَبير :
ثمّ انْصَرَفْتُ ولا *!أَبُثُّكَ حِيبتي
رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ
____________________

(5/162)



*!وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ ، إِذا فَتَّشْتَ عنهُ وتَخَبَّرْتَه .
بحث : ( بَحَثَ ) البَحْثُ : طَلَبُكَ الشَّيءَ في التُّراب .
بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً ، وابْتَحَثَه ، فهو يَتعَدَّى بنفسه ، وكثيراً ما يستعمله المُصَنِّفُون مُتعَدّياً بفي ، فيقولون : بَحَثَ فيهِ ، والمشهورُ التَّعْدِيةُ بَعَنْ ، كما للمصَنّف تَبعاً للجوهريّ وأَربابِ الأَفعالِ .
والبَحْثُ : أَنْ يَسْأَلَ عن شَيْءٍ ويَسْتَخْبِرَ .
وبَحَثَ ( عنه ، كمَنَع ) يَبْحَثُ بَحْثاً : سَأَلَ .
( و ) كذالك ( اسْتَبْحَثَ ) ، واسْتَبْحَثَ عَنْه .
( و ) قال الأَزْهَرِيّ : ( ابْتَحَثَ وتَبَحَّثَ ) عن الشَّيْءِ بمعنًى واحدٍ ، أَي ( فَتَّشَ ) عنه ، وفي نسختنا : انبحثَ بدل ابْتحثَ ، وهو خطأٌ . وفي المثل : ( كالباحِثِ عن الشَّفْرَةِ ) وفي آخَرَ ( كبَاحِثَةٍ عن حَفْتِها بِظِلْفِها ) وذلك أَنَّ شاةً بَحثتْ عن سِكِّينٍ عن التُّرَاب بِظِلْفِها ، ثم ذُبِحَت به .
( و ) قولهم : ترَكْتُه بِمَبَاحِثِ البَقرِ : ( مَبَاحِثُ البَقَرِ ) : المَكانُ ( القَفْرُ ، أَو المكانُ المَجهولُ ) ، يعني بِحَيْثُ لا يُدْرَى أَين هو .
( والبَحْثُ : المَعْدنُ ) يُبْحَث فيه ( عن ) الذَّهَب والفِضَّة ، قاله شمِرٌ .
( و ) البَحْثُ ( : الحَيَّةُ العظِيمةُ ) لأَنها تَبحَثُ التُّرَابَ .
( و ) جاءَ في الحديث : ( أَن غلامَيْن كانا يَلعَبَانِ البَحْثَةَ ) قال شَمرٌ : ( البَحْثَةُ ) أَي بالفتح كما يدلّ عليه إِطْلاقُه ، ووجدْتُه في بعض الأُمهات مضبوطاً بِالقلمه مضمومَ الأَول ( و ) قال ابن شُمَيْلٍ : ( البُحَّيْثَى ) بضمّ فتشديد ( ؛ كسُمَّيْهَى ) ومَثَّلَه ابن شُمَيْلٍ بخُلَّيْطَى ( : لَعِبٌ بالبُحَاثةِ ) بالضمّ ( أَي التُّراب ) الذي يُبْحَث عمّا يُطلَب فيهِ . قاله الأَزهَرِيّ .
____________________

(5/163)



( وانبحَثَ : لَعِبَ به ) ، هاكذا في نُسْختِنا بتقدِيم النون على الموحّدة ، والصّواب : وابْتَحَثَ ، من باب الافتعال وأَنشد الأَصْمَعِيّ :
كأَنّ آثارَ الطَّرَابِى تَنتَقِثْ
حَوْلَكَ بُقَّيْرَى الوَلِيدِ المُبْتَحِثْ
( و ) في حديث المِقْدَادِ : ( أَبَتْ علينا سورَةُ ( البُحُوث ) { انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً } ( سورة التوبة ، الآية : 41 ) يعني : ( سورَة التَّوْبةِ ) والبَحُوث جَمعُ بَحْثٍ قال ابن الأثير : ورأَيْت في الفائِقِ : سورة البَحُوث ، كصَبَور ، أَي بضبط القَلم ومثله في نُسخَتنا . قال : فإِن صَحَّتْ فهي فَعُول من أَبْنيةِ المبالغة ، وَيَقع على الذَّكر والأُنثى ، كامرأَةٍ صَبورٍ ويكون من باب إِضافة المَوصوفِ إلى الصّفة .
وفي اللسان : سمِّيَت بذلك ، لأَنها بَحَثتْ عن المنافقين وأَسْرَارِهم ، أَي استثارَتْها وفتَّشَتْ عنها ، وفي الفائق أَنّها تُسَمَّى المُبَعْثِرَة أَيضاً .
( و ) البَحُوثُ ( من الإِبِلِ : الّتي ) إِذا سارَتْ ( تَبْحَث التُّرابَ بأَيْديها أُخُراً ) ، بضمتين ، أَي تَرْمِى إِلى خَلْقِها ، وعزَاه في التهذِيب إِلى أَبي عَمْرٍ و ، وقال غيره : البَحَوث : الإِبل تَبْتَحِث التُّرابَ بأَخفافِها أُخُراً في سَيْرِها .
( والبَاحِثاءُ ) ، بالمدّ : مِن جِحَرَةِ اليَرابِيع ، ( تَرابٌ يُشْبِه ) ، وفي اللسان : يخَيَّل إِليك أَنه ( القاصعاءُ ) وليس بها ، والجمع باحِثَاواتٌ .
( وبَحَّاثٌ ، ككَتَّانٍ : اسم ) رجلٍ من الصحابَةِ ، وهو بحَّاثُ بنُ ثَعلبَةَ ، وقد رُوِيَ فيه غيرُ ذلك .
( وعلِيُّ بنُ محمّدٍ البحَّاثِيُّ راوِي ) كتاب ( التَّقاسيمه لابنِ حبَّانَ عن ) أَبي العَبَّاسِ الوليدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محَمَّدٍ ( الزَّوْزَنِيّ عنه ) ، كأَنه نِسْبةٌ إِلى جَدّ بَحَّاثٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
البَحِيث : السِّرّ ، ومنه المَثل : ( بَدَا
____________________

(5/164)


بَحِيثُهم ) كذا في مَجْمع الأَمثال .
وأَبو جَعْفرٍ محمّدُ بنُ الحُسيْن البَحَّاث : مُحَدِّث ، قيّده المالينيّ .
برث : ( البَرْثُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ ) اللَّيِّنةُ .
( أَو ) هو ( الجَبَل ) ، كذا في نسْخَتِنا ، وفي أُخرى بالحاءِ المهملة بدل الجيم ( من الرَّمْلِ السَّهْلِ ) التُّرْبِ .
( أَو ) هو ( أَسْهلُ الأَرْضِ وأَحْسنُها ) .
قال أَبو عمروٍ : سمِعْتُ ابنَ الفَقعسِيّ يقول : وسأَلتُه عن نَجْدٍ ، فقال : إِذا جاوزْتَ الرَّملَ ، فصِرْتَ إِلى تِلْكَ البِرَاثِ ، كأَنَّها السَّنامُ ( المُشقَّقُ ) .
وقال الأَصمعيّ ، وابنُ الأَعرابيّ : البَرْثِ : أَرْضٌ لَيِّنةٌ مسْتَوِيةٌ تُنْبِت الشَّعِيرَ .
وفي حديثٍ ( يَبْعَثُ الله منها سبْعِينَ أَلْفاً ، لا حِسابَ عليهِمْ ولا عَذابَ ، فيما بَيْنَ البَرحثِ الأَحْمرِ وبينَ كذَا ) .
البَرْثُ : الأَرْضُ الَّيِّنةُ قال : يُريد به أَرْضاً قَريبةً من حِمْصَ قُتِل بها جَماعَةٌ من الشَّهداءِ والصّالحين ، ومنه الحَدِيث الآخَرُ : ( بَيْنَ الزَّيْتُون إِلى كذا بَرْثٌ أَحْمرُ ) .
والبَرْثُ : مكانٌ لَيِّنٌ سَهْلٌ يُنْبتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ .

و ( ج ) من كلّ ذالك ( بِرَاثٌ ) ، بالكسر على القياس ، ومِنْ سَجَعاتِ الأَساس : حَبّذَا تلك البِرَاثُ الحُمْرُ ، والدِّمَاثُ العُفْرُ . ( وأَبْرَاثٌ ، وبُرُوثٌ ) على القياس ، كبِرَاثٍ ، وأَما أَبْرَاثٌ فشاذٌّ ، إِلاّ أَنه وَرَدَ في أَلْفَاظغ للعرب .
( و ) في اللسان : فأَمّا قولُ رُؤْبةَ : أَقْفَرَتِ الوَعْسَاءُ فالعَثَاعِثُ من أَهْلِها فالبُرَقُ البَرَارِثُ .
فإِنّ الأَصمعيّ قال : جَعَلَ واحدتَها بَرِّيثَةً ثم جَمَعَ وحذَفَ اليَاءَ للضَّرُورة ، قال أَحمد بن يحيى : فلا أَدْري ما هاذا .
____________________

(5/165)



وفي التَّهْذِيب : أَرادَ أَن يَقُول : بِرَاث ، فقال ( بَرَارِث ، أَو هي خَطَأٌ ) كما في الصّحاح . والعُباب .
قال شيخُنا : وخَطَؤُه عدم النَّظِيرِ في كلاَمهم ، وأَنه لم يُسْمَع في غير هذَا الرَّجز ، ورُؤْبَة وإِن كان فصيحاً ، لاكنّه لقُوَّةِ عارِضَتِه يَضَعُ أَحياناً أَلْفاظاً في شِعْرِه جَيِّدة ، ومنها ما لا يُوَافِق قِيَاسَهم ، كهذا . انتهى .
وفي حواشِي ابن بَرّيّ : إِنّما غَلِطَ رُؤْبَةُ في قولِه ( : فالبُرَقُ البَرَارِثُ ) من جِهةِ أَنَّ بَرْثاً اسمٌ ثُلاثيّ ، قال : ولا يُجْمَع الثلاثيّ على ما جاءَ على زنة فَعَالِل ، قال : ومن انتصَرَ لرُؤْبَةَ قَالَ : يجيءُ الجمعُ على غير واحدِه المُسْتَعْمَلِ كضَرَّةٍ وضَرائِرَ ، وحُرَّةٍ وحَرائرَ ، وكَنَّةٍ وكَنَائِنَ ، وقالوا : مَشَابِهُ وَمَذَاكِرُ في جمع شِبْهٍ وَذَكَرَ ، وإِنما جاءَ جَمْعاً لمُشْبِهٍ ومِذْكارٍ ، وإِن كانا لم يُسْتَعْمَلا ، وكذلك بَرَارِثُ ، كان واحدهُ بُرَّثَةً وَبَرِّيثَةً ، وإِن لم يُسْتَعْمَل .
قال : وشاهدُ البَرْثه للواحِد قولُ الجَعْدِيّ :
على جَانِبَيْ حائِرٍ مُفْرِطٍ
بَبَرْثٍ تَتَوَّأَنَه مُعْشِبِ
والحَائِرُ : ما أَمْسَكَ الماءَ ، والمُفْرِطُ : المَمْلُوءُ .
والبَرْثُ : الأَرْضُ البَيْضَاءُ الرَّقِيقَةُ السَّهْلَةُ ، السَّرِيعَةُ النَّابتِ ، عن أَبِي عَمرٍ و ، وجَمْعُهَا بِرَاثٌ ، وبِرَثَةٌ ، وتَبَوَّأْنَه : أَقَمْنَ به .
وقال أَبو حنيفةَ : قال النَّضْرُ : البَرِثَةُ إِنما تكونُ بين سُهُولَةِ الرَّمْل وحُزُونَةِ القُفِّ .
وأَرْضٌ بَرِثَةٌ على مثال ما تَقَدّم : مَرِيعَةٌ تكُونُ في مَساقِطِ الجِبَالِ .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . البَرْثُ ( : الخِرِّيتُ ) أَي الرّجلُ الدَّلِيلُ الحاذِق جاءَ به في باب الثاءِ ، وقد ذُكهر في التاءِ .
( و ) في التهذيب في برت عن أَبي عَمْرٍ و : بَرِتَ الرَّجُلُ ، إِذا تَحَيَّرَ ،
____________________

(5/166)


و ( بَرِث ، كفَرِحَ ) ، بالثاءِ المثلثّة إِذا ( تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسِعاً ) .
( وَبَرَاثَى ) كعَذَارَى ( : ة من نَهْرِ المَلِكِ ) من بغدادَ ( أَو ) هي ( مَحَلَّةٌ عَتِيقَةٌ بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ ) منها .
( وجامعُ بَرَاثَى ، م ) أَي معروف ( ببَغْدَادَ ) ، نقله الصّاغانيّ .
( و ) أَبو العَبّاس ( أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ ابنِ خَالِدِ ) بن يزيدَ بنِ غَزْوانَ البَغْدَادِيّ ، روى له المَالِينيّ ، وذكرَه الحاكمُ في شيوخ العِرَاق وخُراسان ، توفي سنة 302 ( وجَعْفَرُ بنُ محمَّد ) بن عَبْدَوَيْه ، من شيوخِ ابنِ شَاهِين . ( وأَبُو شُعَيْبٍ ) أَحدُ العَابِدِين ، قد حَكَى عنهُ حَكِيمُ بنُ جَعْفَر ، قال : مَنْ كَرُمَتْ نَفْسُه عليه رَغِبَ بها عن الدُّنْيَا ، ( البَراثيُّونَ مُحَدِّثُون ) .
وأَبو الرَّجاءِ أَحمدُ بنُ المُبَارَكِ بن أَحمدَ بنِ بَكحرٍ البَرَاثِيّ ، رَوى البَصْرَةِ عن عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ مُوسَى التَّمّار ، وسمع منه أَبُو بَكْرٍ الخَطيبُ ، ومات سنة 430 .
برعث : ( بَرْعَثٌ ، كجَعْفَر ) ، أَهمله الجَوْهَريّ وقال ابنُ دريد : هو : ( ع ) ، وفي اللسان : مكانٌ .
( و ) البُرْعُث ( كقُنْفُذٍ : الاسْتُ ) كالبُعْثُطِ ( ج بَراعِثُ ) .
برغث : ( البُرْغُوثُ بالضمّ ) ، كذا ثَبَت في نُسخَتنَا ، وقد سقَط ذلك من أَكثرِهَا ، ووجْهُه الاعتِمادُ على القاعِدة المُقَرّرة : أَنّه ليس في كلامِ العربِ فَعْلُولٌ بالفَتْح غير صَعْفُوق ، وقد ذكر الجَلالُ السّيوطيّ في كتاب البرْغُوث أَنه مُثَلّث الأَوّل ، وهو مثلُ قول الدَّمِيرِيّ : الضَّمّ فيه أَشهرُ من الفتح ، وكلاهما يحتاج إِلى ثَبتٍ ، قاله شيخنا ، قلت : وكفى بهما قُدْوَةً وثَبثاً ، ( م ) أَي معروف ، وهي دُوَيْبَّة شِبْهُ الحُرْقُوسِ ، وجمعه البَراغِيثُ .
( و ) بُرْغُوث ( : د ، بالرُّومِ ) .
( والبَرْغَثَةُ : لَونٌ كالطُّحْلَةِ ) بالضَّمّ ، نقله الصّاغانيّ .

____________________

(5/167)


بعث : ( بَعَثَه ، كمَنَعَه ) يَبْعَثُه بَعْثاً ( : أَرْسَلَهُ ) وَحْدَه .
وبَعَثَ بِه : أَرسَلَه مع غَيْرِه ، ( كابْتَعَثَه ) ابْتِعاثاً ( فانْبَعَثَ ) .
ومحمَّدٌ صلى الله عليه وسلمخَيْرُ مَبْعُوثٍ ومُبْتَعَثٍ .
وَبَعَثَه لكذا ، فانْبَعَثَ . وفي حديثِ ابن زَمْعَةَ ( انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ) يقال : انْبَعَثَ فُلان ، لشَأْنِه ، إِذا ثارَ ومَضَى ذاهِباً لقضاءِ حاجَتِهِ .
( و ) بَعَثَ ( النَّاقَةَ : أَثارَها ) فانْبَعَثَتْ : حَلَّ عِقَالَها ، أَو كانَتْ بارِكَةً فهَاجَها . وفي حديث حُذَيْفَة إِنَّ لِلْفِتْنَةِ بَعَثَاتٍ ووَقَفَاتٍ ، فمن اسْتطاع أَنْ يَموت في وَقَفاتِها فلْيَفْعَلْ . قوله : بَعَثاتٍ ، أَي إِثارَاتٍ وتَهْيِيجاتٍ جمعُ بَعْثةٍ ، وكلّ شيْءٍ أَثَرْته فقدْ بَعَثْتَه ، ومنه حديثُ عائِشةَ ، رضي الله عنْهَا ، ( فَبَعثْنا البَعِيرَ ، فإِذا العِقْدُ تَحْتَه ) .
( و ) بَعَثَ ( فُلاناً مِن مَنامه ) فانْبَعَثَ : أَيْقظَه ، و ( أَهَبَّهُ ) . 9 وفي الحديث : ( أَتأَني اللَّيْلةَ آتِيَانِ ، فابْتعَثانِي ) ، أَي أَيْقظانِي من نوْمي .
وتأْويلُ البَعْثِ : إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّفِ والانْبِعاث .
وفي الأَساس : بَعَثَهُ ، وبَعْثرَهُ : أَثارَه ، وعلى الأَمْرِ : أَثارَه . وتوَاصَوْا بالخَيْر ، وتبَاعَثُوا عَليْهِ .
( والبَعْثُ ) بفتح فسكون ( ويُحَرَّكُ ) وهو لغة فيه : بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْوِ ، وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً ، والبَعْثُ يكونُ بَعْثاً للقوْم يُبْعَثُون إِلى وَجْه من الوجُوه ، مثل السَّفْرِ والرَّكْب .
والبَعْثُ ( : الجَيْشُ ) ، يقال : كنْتُ في بَعْثِ فُلانٍ ، أَي في جَيْشِه الذي بُعث معه ، ( ج بُعُوثٌ ) ، يقال : خَرَج في البُعُوثِ : ( وهم ) الجُنُودُ يُبْعَثُون إِلى الثُّغُور .
____________________

(5/168)



( و ) اعلم أَنّ البَعْث في كلام العَرَب على وَجْهَيْن :
أَحدُهما : الإِرْسالُ ، كقوله تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى } ( سورة الأعراف ، الآية : 103 ) معناه أَرْسَلْنا .
والبَعْثُ : إِثارَةُ بارِكٍ ، أَو قاعِدٍ .
والبَعْثُ أَيضاً : الإِحْياءُ من الله للمَوْتى ، ومنه قولُه تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ } ( سورة البقرة ، الآية : 56 ) أَي أَحْيَيْناكُم .
والبَعْثُ ( : النَّشْرُ ) ، بَعَثَ المَوْتَى : نَشَرَهُم ليومِ البَعْثِ ، وبَعَثَ الله الخَلْقَ يَبْعَثُهُمْ بَعْثاً : نَشَرَهم ، من ذلك ، وفتح العَيْن في البَعْثِ كُلِّه لُغَةٌ .
ومن أَسْمَائِه عَزّ وجلّ الباعِثُ : هو الذي يَبْعَثُ الخَلْقَ ، أَي يُحْيِيهم بعد المَوْتِ يومَ القِيَامَةِ .
( و ) البَعِثُ ( كَكَتِفٍ : المُتَهَجِّدُ السَّهْرَانُ ) كثيرُ الانْبِعاثِ من نَومه ، وأَنشد الأَصمعيّ :
يا رَبِّ رَبَّ الأَرِقِ اللَّيْلَ البَعِثْ
لم يُقْذِ عَيْنَيْهِ حِثَاثٌ المُحْتَثِثْ
( وبَعِثَ ) الرَّجُلُ ( كفَرحَ : أَرِقَ ) من نَوْمهِ .
ورجل بَعْثٌ ، بفتح فسكون ، وبَعَثْ ، محرّكة ، وبَعِثٌ ، ككَتِف : لا تَزالُ هُمُومُه تُؤَرِّقُه وتَبْعَثُه من نَوْمه ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
تَعْدُو بأَشْعَثَ قَدْ وَهَى سِرْبالُه
بَعْثٍ تُؤَرِّقُهُ الهُمُومُ فيَسْهَرُ
والجَمْع أَبْعَاثٌ .
وانْبَعَثَ الشَّيْءُ ، وتَبَعَّثَ : انْدَفَعَ .
( وتَبَعَّثَ مِنّي الشِّعْرُ : انْبَعَث ؛ كأَنَّه سَالَ ) ، وفي بعض النسخ الصّحاح : كأَنَّه سارَ .
( والبَعِيثُ ) : الجُنْدُ ، جمعه بُعُثٌ .
وبَعِيثُك نِعْمَةٌ ، أَي مَبْعُوثُكَ ( الذي بَعَثْتَه إِلى الخَلق أَي أَرْسَلْتَه ، فَعِيل بمعنى مفعول ) .
____________________

(5/169)



وَالبَعِيثُ ( : فَرَسُ عَمْرٍ و بنِ مَعْدِ يكَرِبَ ) الزُّبَيْدِيّ ، وبِنْتُه الكامِلَةُ يأْتي ذِكْرُها .
وبَاعِثٌ ، وبَعِيثٌ : اسمانِ .
( و ) البَعِيثُ ( بنُ حُرَيْثٍ ) الحَنَفِيّ ( و ) البَعِيثُ ( بنُ رِزَامٍ ) ، هاكذا في النُّسخ ، وفي التَّكْملة : والبَعِيثُ : بَعِيثُ بني رِزَامٍ التَّغْلبِيّ .
( و ) أَبُو مالكٍ البَعِيثُ ، واسمه خِدَاشُ ( بنُ بَشيرٍ ) المُجَاشِعِيّ ، هاكذا في نسخَتنَا وفي بعضها بِشْر ، ومثله في هامِش الصّحاح ، وهو الصَّواب ، وهو الذي هَجَاه جَرِير .
وفي التّكملة : والبَعِيثُ بنُ بِشِيرٍ راكبُ الأَسدِ السُّحَيْمِيّ ، ( شُعَرَاءُ ) سُمِّيَ الأَخِير لِقَوْلِه وهو من بني تميم :
تَبَعَّثَ مِنّي ما تَبَعَّثَ بَعْدَمَا اسْ
تَمَرَّ فُؤادِي واسْتَمَرّ مَرِيرِي
قال ابنُ بَرِّيّ : وصوابه ( واسْتَمَرّ عَزِيمِي ) .
( والمُنْبَعِثُ ) على صيغة اسم الفاعل : رَجُلٌ ( من الصَّحابَةِ ، وكان اسمُه مُضْطَجِعاً ، فغَيَّرهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَفَاؤُلاً ، وذلك في نَوْبةِ الطّائفِ ، وهو من عَبِيدِهِم ، هَرَبَ كأَبِي بَكْرَةَ .
( وبُعَاثٌ بالعَيْن ) المهملة ( وبالغَيْن ) المعجمة ( كغُرَاب ، ويُثَلَّث : ع بِقُربه المَدينةِ ) على مِيلَيْنِ منها ، كما في نسخة ، وهذا لا يصحّ ، وفي بعضها على لَيْلَتَيْنِ من المدينة ، وقد صَرّح به عِيَاضٌ ، وابنُ قَرْقُول والفَيُّومِيّ ، وأَهلُ الغَرِيبِ أَجمع ، قال شيخنا : وجَزمَ الأَكثرُ بأَنّه ليس في بابه إِلا الضَّمّ كغُراب ( و ) في المصباح : بُعَاث ، كغُراب : موضعٌ بالمدينة ، وتأْنيثه أَكثر ، و ( يومُه م ) ، معروف ، أَي من أَيّامِ الأَوْسه والخَزْرَجِ ، بين المَبْعَث والهِجْرَةِ ، وكان الظَّفَرُ للأَوْس .
قال الأَزهريّ : وذَكَرَهُ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العَيْن ، فجعله يوم بُغاث ، وصَحَّفَه ، وما كان الخَليلُ رحِمَه الله لِيَخْفَى عليه يومُ بُعاث ، لأَنه من مشاهِيرِ أيامه العَربِ ، وإِنما
____________________

(5/170)


صَحّفه اللَّيْثُ ، وعَزاه إِلى خَلِيلِ نَفْسِه ، وهو لسانُه ، والله أَعلم .
وفي حديثِ عائِشَةَ رضِيَ الله عنها ، ( وعِنْدَهَا جارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِما قِيلَ يومَ بُعَاثٍ ) وهو هاذَا اليَوْمِ .
وبُعاثٌ : اسمُ حِصْنٍ للأَوْس .
قلت : وهاكذا ذكره أَبو عليّ القالِي في العَيْنِ المُهْمَلة ، كغُرَاب ، وقال : هاكذا سَمِعْناه من مشايخنا أَيضاً ، وهي عِبارَةُ ابنِ دُرَيْد بعَيْنِهَا ، ووافقهُ البَكحرِيّ ، وصاحِبُ المشارق ، وحكى أَبو عُبَيْدَة فيه الإِعْجَام عن الخلِيل ، وضبطه الأَصِيلِيّ بالوَجْهَيْنِ ، وبالمُعْجَمَة عندَ القابِسِيّ ، وهو خطأٌ .
قال شيخُنا : فهؤلاءِ كلّهم مُجْمِعُون على ضمُّ الباءِ ، ولا قائل بغير الضمّ ، فقولُ المصنّف : ويُثلَّث ، غير صحيح .
( و ) في حديثِ عُمرَ رضي الله عنه ( لمّا صَالحَ نَصارَى الشَّامِ ، كَتبُوا له ؛ أَن لا نُحْدِث كَنيسَةً ولا قَلِيَّةً ، ولا نُخْرِج سَعَانِينَ ولا بَاعُوثاً ) ( البَاعُوثُ : اسْتِسْقاءُ النَّصَارَى ) وهو اسمٌ سُرْيَانيّ ، وقيل : هو بالغيْنِ المُعْجَمَة والتّاءِ المنقوطة ، فوقها نُقْطتان ، وقد تقدّم الإِشارةُ إِليه .
( ) ومما يستدرك عليه :
البَعْثُ : الرَّسولُ ، والجمع البُعْثانُ .
والبَعْث : القوْمُ المُشْخَصُون ، وفي حديث القِيامة : ( يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النّارِ ) أَي المبعوثَ إِليها من أَهلها ، وهو من باب تسمية المَفْعُول بالمَصْدَر ، وهو البَعِيثُ ، وجمعُ البَعْثِ بُعُوث ، وجمع البَعِيثِ بُعُثٌ ، قال :
ولكِنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَليْنا
فصِرْنا بَيْن تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
وبَعَثَه على الشَّيْءِ : حَمَله على فِعْلِه .
وبَعَثَ عَليْهِم البَلاءَ : أَحَلَّهُ ، وفي التَّنْزِيل : { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى
____________________

(5/171)


بَأْسٍ شَدِيدٍ } ( سورة الإسراء ، الآية : 5 ) وانْبَعَثَ في السَّيْرِ ، أَي أَسْرَعَ .
وقُرِىءَ { ياوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا } ( سورة يس ، الآية : 52 ) أَي من بَعْثِ الله إِيّانا من مَرْقدِنا .
والتَّبْعَاتُ : تَفْعَالٌ من بَعَثَه ، إِذا أَثارَهُ ، أَنْشدَ ابنُ الأَعْرَابيّ :
أَصْدَرَهَا عن كثْرَةِ الدَّآثِ
صاحِبُ ليْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ
وباعيثا : مَوضِعٌ معروف .
بغث : ( البغَاثُ ، مثلَّثة ) ، قالوا في ضَبْطِه : أَوّله مثلَّث الضّبْطِ ، وآخره مُثلَّثُ النَّقْط ، ووسطه غين معجمة ، قاله شيْخُنا .
وقال أَبو زيد : زَعَمَ يُونُس أَنه يُقال له : البِغُاثُ ، بالكسر والضم ، الواحِدَةُ بِغَاثَةٌ وبُغَاثَةٌ .
وقال الأَزْهَرِيُّ : سمعْناه بكسر الباءِ ، ويقال : البَغَاثُ بفتح الباءِ ، فظَهَر بما قُلنا التَّثْلِيثُ .
وفي التَّهْذِيب : البُغَاثُ والأَبْغَثُ ( : طائرٌ أَغْبَرُ ) من طَيْرِ الماءِ ، كلَوْن الرَّمَاد ، طويلُ العُنُقِ ، والجَميعُ البُغْثُ والأَباغِثُ .
قالَ أَبو مَنْصُور : جَعْلَ اللَّيْثُ البُغَاثَ والأَبْغَثَ شيئاً واحداً ، وجَعَلَهُمَا معاً من طَيْره المَاءِ ، قالَ : والبُغَاثُ عندِي غيرُ الأَبْغَثِ ، فأَمّا الأَبْغَثُ : فهو من طَيْرِ الماءِ مَعْرُوفٌ ، وسُمِّيَ أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه ، وهو بياضٌ إِلى الخُضْرَة ، وأَمّا البُغَاثُ فكلُّ طائرٍ ليس من جَوارِحِ الطَّيْرِ . يقال : هو اسمٌ للجنْسِ من الطَّيْرِ الذي يُصاد ، والأَبْغَثُ قَريب من الأَغْبَرِ .
وقال بعضُهُم : من جَعلَ البُغَاثَ واحداً فإِنّ ( ج ) بِغْثَانٌ ( كغِزْلانٍ ) وغَزَال ، ومن قال للذَّكَر والأُنْثَى بَغَاثَة فجمعُه بَغَاثٌ ، مثل نَعَامَة ونَعَامٍ ، ويكون النَّعَامَةُ للذّكرَ والأُنثى .
____________________

(5/172)



وقال سيبويه : بُغَاثُ بالضَّمْ وبِغْثَانٌ بالكَسْرِ . وفي حديث جعفرِ بن عَمرٍ و ( رَأَيْتُ وَحْشِيًّا ، فإِذا شَيْخٌ مِثلُ البَغَاثَة ) ، هي الضَّعِيفُ من الطَّيْرِ .
وفي حواشي ابن بَرِّيّ : قول الجَوْهَرِيّ عن ابنِ السِّكّيتِ البَغاثُ : طائِرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرَةِ ، دُونَ الرَّخَمَةِ ، بطِىءُ الطَّيَرَانِ قال : هَذَا غَلَطٌ من وَجْهَيْنِ .
أَحدهما : أَن البَغَاثَ اسمُ جِنْسٍ ، واحدتُه بَغَاثَةٌ ، مثل : حَمَام وحَمَامَةُ ، وأَبْغَثُ صِفَةٌ ، بدَلِيلِ قَوْلِهِمْ : أَبْغَثُ بَيِّنُ البُغْثَةِ ، كما تقول : أَحْمَرُ بَيِّنُ الحُمْرَةِ ، وجمعُه بُغْثٌ ، مثل : أَحْمَرَ وحُمْرٍ ، قال : وقد يُجْمَعُ على أَبَاغِثَ ، لما استُعْمِل استعمالَ الأَسْمَاءِ ، كما قَالُوا : أَبْطَحُ وأَبَاطِحُ ، وأَجْرَعُ وأَجارِعُ وأَجارِعُ .
والوجه الثاني : أَنَّ البُغاثَ ما لا يَصِيدُ من الطَّيْرِ ، وأَمّا الأَبْغَثُ فهو ما كان لونُه أَغْبَرَ ، وقد يكونُ صائِداً ، وقد يَكخونُ غيرَ صائد ، قال النَّضْرُ بنُ شُمَيْل : وأَمّا الصُّقُورُ فمنها : أَبْغَثُ ، وأَحْوَى ، وأَبْيَضُ ، وهو الذي يَصيدُ به النّاسخ على كلّ لَون ، فجعلَ الأَبْغَثَ صِفَةً لِمَا كانَ صائداً أَو غيرَ صائِدٍ ، بخلاف البَغَاثه الذي لا يكونُ منه شيْءٌ صائِداً .
وقيل : البَغَاثُ : أَولادُ الرَّخَمِ ، والغِرْبَانِ .
وقال أَبو زَيْد : البَغَاثُ : الرَّخَمُ واحدتها بَغَاثَةٌ .
وقال غيره : البُغَاثُ ( طيرٌ ) مثل السَّوادِقِ لا يَصِيدُ .
وفي التّهذيب : كالبَاشِقِ لا يَصِيدُ شَيْئاً من الطَّيْرِ ، الواحدةُ : بُغَاثَةٌ ، ويجمع على البِغْثانِ .
( و ) قال ابنُ سِيده : البُغَاثُ ، بالكسر والضمّ ( : شِرَارخ الطَّيْرِ ) وما لا يَصِيدُ منها ، واحِدتها بَغَاثَةٌ بالفتح ، الذّكر والأُنثى في ذلك سَوَاءٌ .
( و ) بُغَاثٌ ( : ع ) ، عن ثعلب .
____________________

(5/173)



وقال اللَّيْث : يومُ بُغَاث : يومُ وَقْعَةٍ كانَت بينَ الأَوسِ والخَزحرَجِ .
قال الأَزْهَرِيّ : إِنما هو بُعَاثٌ بالمهملة وتقدَّم تفسيرُه ، وهو من مَشَاهِيرِ أَيّام العرَبِ ، ومن قال : بُغَاث ، فقد صَحَّفَ .
( و ) في المَثَلِ : ( إِن ( البِغَاث بأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ ) يُضْرَبُ مثلاً للَّئيمِ يَرْتَفِعُ أَمْرُه .
وقيل : معنَاه ( أَي مَنْ جَاوَرَنَا عَزَّ بِنَا ) أَي إِن البُغَاثَ مع كونِه ذلِيلاً عاجِزاً لا قُدرةَ له إِذا نَزَلَ بأَرْضِنَا ، وجاوَرَنَا ، حصَلَ له عِزُّ النَّسْرِ ، وانتَقلَ من الذِّلَّةِ إِلى العِزَّةِ والمَنَعَة ، وهو مَجَاز .
( والبَغْثَاءُ ) مثلُ ( الرَّقْطَاء من الغَنَمِ ) وفي بعض الأُمّهات : من الضَّأْنِ ، وهي التي فيها سَوادٌ وَبياضٌ ، وبَيَاضُها أَكثَرُ من سَوادها .
( وقد بَغِثَ كَفَرِحَ ) بَغَثاً ( والاسْمُ البُغْثةُ بالضّم ) وهو بياضٌ إِلى الخُضْرَةِ .
( و ) من المجاز : خَرَجَ فلانٌ في البَغْثَاءِ والغَثْراءِ والبَرْشَاءِ ، وهم ( أَخْلاطُ النَّاسِ ) وجماعَتَهُم .
( والأَبْغَثُ : الأَسَدُ ) لبُغْثَتِه ، وذا من التكملةِ .
( و ) الأَبْغَثُ ( : ع ) ، ذو رَمْلٍ ، وقد أَهمله ياقوتٌ في المُعْجَم .
( و ) الأَبْغَثُ ( طائرٌ ) أَغبرُ ، وهو غيرُ البُغَاثِ على الصَّحيح ، كما سلَفَ تحقيقُه .
( والبَغِيثُ ) على فَعِيل ( الحِنْطَةُ ، والطَّعَامُ ) المَخْلُوطُ ( يُغَشُّ بِالشَّعِيرِ ) كالغَلِيثِ ، واللَّغِيثِ ، عن ثعلب ، وهو مذكورٌ في موضعه ، قال الشاعر :
إِنّ البَغِيثَ واللَّغِيثَ سِيّانْ
( والبُغَيْثَاءُ ) ، مصَغّراً ممدوداً ، ( من البَعِيرِ : مَوْضِعُ الحَقِيبَةِ ) منه ، وذا من زياداتِه .
بقث : ( بَقَثَ أَمْرَهُ ، وطَعَامَه ، وحَدِيثَه ) ( سقط : وغير ذلك ، إذا ( خلطه ) ، ومثله في اللسان ) .
____________________

(5/174)


بلث : ( البَلِيثُ ) كأَمِيرٍ : نَبْتٌ ، قال الشاعر :
رَعَيْنَ بَلِيثاً ساعَةً ثم إِنَّنا
قَطَعْنا عَلَيْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسَا
وهو ( كَلَأُ عَامَيْنِ ، أَسوَدُ كالدَّرِين ) ( و ) بَلِيثٌ ( إِتْبَاعُ دَمِيثٍ ) وسيأْتي .
( وبَلْثٌ ) بفتح فسكون : اسمٌ ، وهو ( جَدُّ سِمَاكِ بنِ مَخْرَمَةَ ) بن حُمَيْنٍ الأَسَدِيّ الهَالِكيّ ، له صُحْبَةٌ ، وقال الحافِظ : كان في زَمَنِ عليّ بن أَبي طالب ، رضي الله عنه .
بلعث : ( البَلْعَثَةُ ) بالعين المهملة قبل المثلَّثة ، أَهمله الجوهريّ ، وصاحبُ اللّسان ، وقال ابن دُريد : هي ( الرَّخَاوَةُ في غلَظِ جهسْمٍ وسِمَنٍ ، و ) امْرَأَةٌ بَلْعَثَةٌ ، وهي : ( الغَلِيظَةُ المُسْتَرْخِيَةُ ، وهو بَلْعَثٌ ) .
لغاية ص 175
بلكث : ( بُلْكُوثٌ ، كزُنْبُورٍ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وضَمُّه بناءً على أَنه ليس عندَهم فَعْلُولٌ ، بالفتح ، غير صَعْفُوق ، وهو اسم ( رَجُل ) وهو : بُلْكُوثُ بن طَرِيف ، وإِيّاه عَنَى الأَخْطَلُ بقوله :
سَرَيْنَ لبُلْكُوثٍ ثَلاثاً عوامِلاً
ويَوْمَيْنِ لا يَطْعَمْنَ إِلاّ الشَّكائِمَا
( وبَلاكِثُ : ع ) قال بعض القرشيين هو أَبُو بَكْرِ بنُ عبدِ الرَّحْمانِ بنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ ، كان مُتَوجِّهاً إِلى الشام ، فلما كان ببعضِ الطريق تَذَكَرَّ زَوْجَتَه ، وكان مَشْغُوفاً بها ، فَكَرَّ راجِعاً :
بَيْنَمَا نَحْنُ بالبَلاكِثِ فالقَا
عِ سِرَاعاً والعِيسُ تَهْوِى هُويَّا
خَطَرَتْ خَطْرَةٌ على القَلْبِ من ذِكْ
رَاكِ وَهْناً فما اسْتَطَعْتُ مُضِيَّا
قُلْتُ لَبَّيْكِ إِذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ
قُ وللحَادِيَيْنِ حُثَّا المَطِيَّا
____________________

(5/175)



نَقَلْتُهُ من الحَمَاسَة لأَبِي تَمّام .
( وَبَلْكَثَةُ : قَارَةٌ عَظِيمةٌ ) .
بنكث
( ) ومما يستدرك عليه :
بِنْكَثٌ ، كدرْهَم : قَصَبَةُ الشّاش ، منها : الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْبٍ البِنْكَثِيّ ، مَعْروفٌ ، ضَبَطَه الحافِظُ هاكذا .
بنث : ( البَيْنِيثُ على ) وَزحن ( فَيْعِيل ) أَهمله الجوهريّ ، وفي التّهْذِيب في الرّبَاعيّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ أَنه ( : سَمَكٌ بَحْرِيّ ) فإِن كانت ياءَاه زائِدَتعيْن ، فهو من الثّلاثيّ ، قال أَبو منصور : وهو غير الَنْبِيثِ ، أَي بتقديمِ المُثَنّاة التَّحْتِيَّة على النّون ، قال : وكلامُ العرب يأْتي على فَيْعُول وفعيْعَال ، ولم يَجهىء على فَيْعِيلٍ غير البَيْنِيثِ فلا أَدري أَعربِيٌّ هو أَم دَخِيل ؟
بوث : (*! باثَ ) الشيء ، و ( عَنْهُ ) *!يَبُوثُ *!بَوْثاً ( : بَحَثَ ،*! كأَبَاثَ ، *!وابْتَاثَ )*! إِباثَةً ،*! وابْتِيَاثاً .
( و ) باثَ ( مَتَاعَه ) ومَالَه*! يَبُوثُه *!بَوْثاً ، إِذا ( بَدَّدَهُ ) .
( و ) بَاثَ التُّرابَ *!يَبُوثُ *!وَيَبِيثُ بَوْثاً *!وبَيْثاً ، و ( *!اسْتَباثَه : استَخْرَجَه ) ، وسيأْتي في بيث ؛ لأَنها كلمةٌ يائيّة واويّة .
( و ) حاثِ باثِ : قُمَاشُ الناسِ ، وَاوِيّة ويائيّة ، وقولهم : ( تَرَكَهُم حاثِ باثِ مكسورتين و ) جِىءْ بهِ من ( حَوْثَ *!بَوْثَ ) ، أَي من حيثُ كانَ ولم يَكُنْ ، ( ويُنَوّنانِ ) فيقال : تَركَهم حَوْثاً *!بَوْثاً .
وعن ابن الأَعرابيّ : يُقَال : تَرَكَهُم حاثِ*! باثِ ( أَي مُتَفَرِّقينَ ) وفي مجمع الأَمْثال : ( تُرِكَتْ دارُهم حَوْثَ بَوْثَ )
____________________

(5/176)


أَي أُثِيرَتْ بحوافِرِ الدَّوابِّ وخُرِّبتْ .
ويقال ( تَرَكَهم حَوْثاً بَوْثاً و ) حَوحثَ بَوْثَ ، وحاثه باثِ وحَيْثَ بَيْثَ ، أَي فَرّقَهُم وبَدَّدَهُم . وهذا من مُركّبات الأَحْوال .
( ) ومما يستدرك عليه :
باثَ المكَانَ بَوْثاً وبَيْثاً : حَفَرَ فيه ، وخَلَطَ فيه تُرَاباً .
وباثَ التُّرابَ*! يَبُوثُه *!بَوْثاً ، إِذا فَرَّقَه .
وجاءَ بِحَوْثَ بَوْثَ ، إِذا جاءَ بالشّيْءِ الكَثِيرِ .
وقال أَبو مَنْصُور : *!وبِثَةُ : حرف ناقصٌ ، كأَنَّ أَصله بِوْثَة ، من بَاثَ الرّيحُ الرَّمادَ *!يَبُوثُه ، إِذا فَرَّقَه ، كأَنَّ الرَّمَادَ سُمِّي بِثَةً لأَنَّ الرِّيحَ يَسْفِيها ، وذكره المصنِّف في المُعْتَلّ ، وهذا موضعُ ذكْره ، وقد نَبّهنا عليه هناك .
بهث : ( البُهْثَةُ بالضم : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ ) ، قال الشاعر :
كَأَنَّهَا بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِيَةٍ
أَو شِقَّةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَنْبٍ سَاهُورِ
( و ) بُهْثةُ : اسم ( رَجُل ) .
وبَطْنَانِ : أَحدُهما ( من بَنِى سُلَيْم وآخرُ من بني ضُبَيْعَة ) بنِ رَبِيعَةَ .
وفي الصّحاح : بُهْثَةُ ، بالضمّ ، أَبو حَيَ من سُلَيْمٍ ، وهو بُهْثَةَ بنُ سُلَيْمِ بنِ مَنْصُورٍ . قال عبد الشّارِق بنُ عَبْدِ العُزّى الجُهَنِيّ :
تَنَادَوْا يَا لَبُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا
فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا
المَلأُ : الخُلُق ، والأَمْلاءُ : الأَخْلاقُ .
( و ) البُهْثَةُ من البَهْثِ ، وهو البِشْرُ وطِيبُ المَلْقَى ، وقد ( بَهَثَ إِليه كمَنَعَ ، وتَبَاهَثَ ، إِذا تَلَقّاه بالبِشْرِ وحُسْنِ اللِّقَاءِ ) وكذلك بَهَشَ إِليه ، بالشين ، كما سيأْتي .

____________________

(5/177)


بهكث : ( البَهْكَثَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيد : هي ( السُّرْعَةُ في ) ما أُخِذَ فِيه من ( العَمَلِ ) ، نقلَه الصاغانيّ ، وصاحبُ اللسان .
بيث : ( تَرَكَهُمْ حيْثَ *!بَيْثَ . أَي فَرَّقَهم وبَدَّدَهُم ) . *!وباثَ التُّرَابَ *!يَبِيثُه *!بَيْثاً ، *!واسْتَبَاثَه : اسْتَخْرَجَهُ ، وعن أَبي الجَرّاح *!الاسْتِبَاثَةُ :استخراج النبيثة من البئر*! والاسْتِبَاثَةُ: الاستِخْرَاجُ . قال أَبُو المُثَلَّم الهُذَا وعزاه أَبو عُبَيْد إِلى صَخْرِ الغَيّ ، وهو سهوٌ ، حكاه ابن سِيده .
لَحَقُّ بَنِي شِعَارَةَ أَن يَقُولُوا
لصَخْرِ الغَيِّ ماذا*! يَسْتَبِيثُ
ومعنَى يَسْتَبِيثُ : يَسْتَثِير ما عِنْدَ أَبِي المُثَلَّمِ من هِجَاءٍ ونَحْوِه .
*!وباثَ ،*! وأَبَاثَ ، *!واسْتَبَاثَ ، ونَبَثَ بمعنًى واحدٍ .
*! وباثَ المَكَانَ*! بَيْثاً ؛ إِذا حَفَرَ فيه وخَلَطَ فيهِ تُرَاباً .
وحَاثِ *!بَاثِ مبنيٌّ على الكسر : قُمَاشُ النَّاسِ .
2 ( فصل التاءِ ) المثناة الفوقية مع المثلثة ) 2
تفث : ( التَّفَتثُ مُحَرَّكَةً ، في المَنَاسِكِ : الشَّعَثُ ) ، هكذا في النُّسخ ، وهو مأْخُوذٌ أن عِبارةِ ابنِ شُمَيْل ، وفيها : التَّشَعُّثُ ، وسيأْتي نَصُّها ، ( و ) نصُّ عِبَارَةِ الجوهريّ : التَّفَثُ في المناسك ( : ما كانَ من نَحْوِ قَصِّ الأَظْفَارِ والشّارِبِ وحَلْقِ ) الرَّأْسِ و ( العَانَةِ ) ورَمْيِ الجِمَارِ ونَحْرِ البُدْنِ ( وغَيْره ذلكَ ) ، وفي التَّنْزِيل العَزِيز { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } ( سورة الحج ، الآية : 29 ) .
____________________

(5/178)



قال الزَّجّاج : لا يَعْرِفُ أَهلُ اللُّغَة التَفثَ إِلاّ من التَّفْسِير .
ورُوِي عن ابنِ عبّاس قال : التَّفَثُ : الحَلْقُ والتَّقْصِيرُ والأَخْذُ من اللِّحْيَة والشّارِبِ والإِبِطِ ، والذَّبْحُ ، والرَّمْيُ .
وقال الفَرّاءُ : التَّفَثُ : نَحْرُ البُدْنِ وغيرِهَا من البَقَرِ والغَنَمِ ، وحَلْقُ الرَّأْسِ ، وتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ وأَشبَاهُه .
قال أَبُو عُبَيْدَة : ولم يَجِىء فيه شِعْرٌ يُحْتَجُّ به .
وقيل : هو إِذْهَابُ الشَّعَثِ والدَّرَنِ والوَسَخِ مُطْلَقاً . والرَّجُلُ تَفِثٌ ، وفي الحديث : ( فَتَفَّثَتِ الدِّماءُ مَكَانَهُ ) أَي لَطَّخَتْه ، وهو مأْخوذٌ منه .
وقال ابنُ شُمَيْلٍ : التَّفَثُ : النُّسُكُ من مَناسِكِ الحَجِّ .
( و ) رَجُل تَفِثٌ ( ككَتِفٍ ) وهو : ( الشَّعِثُ المُغْبَرُّ ) ، هكذا في النُّسَخ ، ونصّ عبارة ابنِ شُميل : المُتَغَبِّر ، بدل المُغْبَرّ ( أَي لم يَدَّهِنْ ولم يَسْتَحِدّ ) . قال أَبو مَنْصُور : ولم يُفَسِّر أَحدٌ من اللُّغَويِّين التَّفَثَ كما فَسَّرَه ابنُ شُمَيْل ؛ جَعَل التَّفَثَ : التَّشَعُّثَ وجَعَلَ إِذْهَابَ الشَّعَثِ بالحَلْق قَضَاءَهُ وما أَشْبَهَهُ .
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } قال : قَضَاءُ حوائِجِهم من الحَلْقِ والتَّنْظِيفِ .
تلث : ( التلِيث ) كأَمِيرٍ ، أَهمله الجوهريّ والصّاغانيّ . وقال صاحب اللسان : هو ( من نَجِيلِ السِّبَاخِ ) ، وفي أُخرى : نَخيل ، بالنّون والخاءِ .
توث : (*! التُّوثُ : الفِرْصَادُ ) ، أَنكره الحَرِيرِيّ في دُرّة الغَوّاص ، وزعم أَنه تَصْحِيفٌ ، وقد قَلَّدَه في ذلك جَماعة ، والصّحيح أَيها ( لُغَةٌ في المُثَنّاةِ ) كما ( حكَاها ) اللُّغَويّ الفارِسِيُّ أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ ( بنُ فارِسٍ ) في كتاب عِلَله المُصَنَّفِ الغَرِيب .
وفي شرح أَدب الكاتب : قال
____________________

(5/179)


أَبُو حَنِيفَة : التُّوتُ*! والتُّوثُ لُغَتَانِ .
وقال ابنُ بَرِّيّ في حواشِيه على مُعَرَّب الجَوَالِيقيّ : إِنّ أَبا حَنِيفَةَ قال : لم أَسمعْ أَحَداً يقولُه بالتَّاءِ ، وإِنما هو بالثّاء المُثَلَّثَةِ ، وأَنشد لمَحْبُوبٍ النَّهْشَليّ :
لَرَوْضَةٌ من رِيَاضِ الحَزْنِ أَو طَرَفٌ
من القُرَيَّة حَزْنٌ غيرُ مَحْرُوثِ
أَحْلَى وأَشْهَى لِعَيْنِي إِن مَرَرْتُ بِه
من كَرْخِ بَغْدَادَ ذِي الرُّمّانِ والتُّوثِ
ونقل ابنُ بَرِّيّ في حواشيه على الدُّرّة : حكى أَبو حنيفةَ أَنه يُقَال بالتَّاءِ ، والثَّاءُ من كلامِ الفُرْسِ ، والتّاءُ هي لُغَةُ العَرَبِ ، وأَنشد البَيْتَيْنِ .
قال شيخُنا : وعلى المثلّثة اقتَصر صاحِبُ عُمْدَةِ الطَّبِيب ، وقال : إِنّ المُثَنْاةَ لَحْنٌ ، وهو غريبٌ لم يوافقوه عليه . وصَرَّحَ في المُزْهرِ عن شرحِ أَدبِ الكَاتِبِ أَنّ التُّوتَ أَعْجَمِيٌّ مُعَرَّب ، وأَصله باللّسان العَجَمِي *!تُوث وتوذ ، فإِبْدَلَتِ العربُ من الثّاءِ المثَلَّثة والذّال المعجمة تاءً ثَنَوِيّة ؛ لأَنَّ المثَلَّثَةَ والذّالَ مُهْمَلانِ في كلامهم .
( و ) التُّوثُ ( : ة بِمَرْوَ ) ، ويُقَال فيها بالذَّالِ المُعْجَمَةِ أَيضاً ، ( منها ) أَبو الفَيْض ( بَحْرُ بنُ عبدِ الله بنِ بَحْر *!-التُّوثِيّ الأَدِيبُ ) المَرْوَزِيّ صاحبُ سليمانِ بنِ مَعْبَدٍ السَّنْجيّ .
( و ) التُّوثُ ( : ة ) أُخرى ( بايسْفِرايِنَ ) منها : أَبُو القَاسِمِ عليُّ بنُ طاهِر ، سَمِع ببغدادَ أَبا محمَّدٍ الجَوحهَرِيّ توفِّي سنة 480 .
( وأُخرى ببُوشَنْجَ ) .
( *!والتُّوثَةُ : واحِدَةُ التُّوثِ ) .
( ومَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ ) قُرْبَ الشُّونِيزِيَّة ، فيها جامِعٌ بالجَانِب الغَرْبيّ ، ( منها ) : أَبُو طاهِرٍ ( مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ قَيْدَاسٍ ) رَوَى عن أَبِي عَلِيِّ بنِ شَاذَانَ ، وعنه السِّلَفِيّ . ( ومَسْعُودُ بنُ عَلِيّ ) بنِ النَّادِر . ( ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيَ ، ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
____________________

(5/180)


بنِ عَلِيّ الزّاهِدُ ) . ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبِي زَيْد الأَنْمَاطِيّ ، روى عنه أَبُو بكرٍ الخَطيبُ ( *!التُّوثِيُّونَ ) : مُحَدِّثُون .
( وكَفْرُ*! تُوثَا : ع ) بالجَزِيرَة .
تونكث
( ) ومما يستدرك عليه :
تُونَكْث ، بالضَّمّ وفتْحِ النّون مع سكون الكاف : قريَةٌ بِبُخَارَا ، منها أَبُو جَعْفَر حَمُّ بنُ عُمَرَ البُخَارِيّ ، روى عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيّ ، قيَّده الحافِظ .
2 ( فصل الثاءِ ) المثلثة مع نفسها ) 2
ثلث : ( الثُّلثُ ) ، بضمّ فسكون ( وبِضَمَّتَيْنِ ) ويُقَال : بضَمَّة ففَتْحَة كأَمثاله : لُغَةً أَو تَخْفِيفاً ، وهو كَثِير في كلامهم ، وإِنْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَبَعاً للجوهريّ ، كذا قاله شيْخُنَا ( : سَهْمٌ ) أَي حَظٌّ ونَصِيبٌ ( من ثَلاثَةِ ) أَنْصِباءَ ( كالثَّلِيثِ ) يَطَّرِدُ ذالك عِنْد بعضِهم في هاذِه الكُسُورِ ، وجَمْعُها ، أَثْلاَثٌ .
ونَصُّ الجوهَرِيّ : فإِذا فتَحْتَ الثَّاءَ زِدْت ياءً ، فقلت : ثَلِيثٌ ، مثل : ثَمِينٍ وسَبِيعٍ وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ ، وأَنْكَرَ أَبو زَيْدٍ منها خَمِيساً وثَلِيثاً .
قلت : وقَرَأْتُ في مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ ما نَصُّه : قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : قال اللُّغَوِيُّون : في الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ : يقال : هو الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ ، وكذلك العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ ، يَطَّرِدُ في سائِرِ العَدَدِ ، ولم يُسْمَع الثَّلِيثُ ، فمن تَكَلَّمَ به أَخْطَأَ ، فالمصنّف جَرَى على رَأَيِ الأَكْثَرِ ، وقالوا : نَصِيفٌ بمعنى النِّصْف ، لاكِن المعروف في النِّصْفِ الكَسْرُ ، بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ ، فإِنّهَا على ما قُلْنَا .
وعن الأَصمعيّ : الثَّلِيثُ : بمعنى الثُّلُثِ ، ولم يَعْرِفْه أَبو زيد ، وأَنشدَ شَمِرٌ :
____________________

(5/181)



تُوفِي الثَّلِيثَ إِذا ما كانَ في رَجَبٍ
والحَيُّ في خَاثِرٍ منها وإِيقاعِ
الثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِم : ( سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ بالكسر أَي بَعْدَ الثُّنْيَا ) .
( وثِلْثُ النّاقَةِ أَيضاً : وَلَدُهَا الثَّالِثُ ) ، وطَرَدَه ثعلب في وَلَدِ كلِّ أُنْثَى ، وقد أَثْلَثَت ، فهي مُثْلِثٌ ، ولا يُقَال : نَاقَةٌ ثِلْثٌ .
( وفي قولِ الجَوْهَرِيّ : ولا تُسْتَعْمَلُ ) أَي الثِّلْث ( بالكَسْره إِلاّ في الأَوَّلِ ) يعني في قولهم : هو يَسْقى نَخْلَه الثِّلْثَ ( نَظَرٌ ) كأَنَّه نَقَضَ كلامَه بِمَا حَكَاه من ثلْث النَّاقَةِ : وَلدِها الثالث ، وهذا غَيْرُ وارِد عَلعيْه ؛ لأَنَّ مُرادَ الجَوْهَرِيّ أَنّ الثِّلْثَ في الأَظْماءِ غيرُ وارِدٍ ، ونَصُّ عبارَتهِ : والثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِمْ : هو يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثع ، ولا يُسْتَعْمَلُ الثِّلْثُ إِلا في هاذا المَوْضِع ، وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ ؛ لأَنَّ أَقْصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ : وهو أَنْ تَشْرَبَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ ، ثم الغِبُّ : وهو أَنْ تَرِدَ يوماً وتَدَعَ يوماً ، فإِذا ارتَفَعَ من الغبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ، ثُمّ الخِمْسُ ، وكذلك إِلى العِشْرِ ، قاله الأَصْمَعِيّ . انتهى .
فعُرِف من هَذَا أَنَّ مُرَادَه أَنّ الأَظْماءَ ليسَ فِيهَا ثِلْثٌ ، وهو صحيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْه ، ووجودُ ثِلْثِ النَّخْلِ ، أَو ثِلْثِ النَّاقَةِ لِوَلدِهَا الثَّالِث لا يُثْبِتُ هَذا ، ولا يَحُومُ حَوْلَهُ ، كما هُو ظاهِرٌ ، فقوله : فيه نَظرٌ ، فيه نَظَرٌ . كما حَقَّقه شيخُنا .
( و ) جَاءُوا ( ثُلاثَ ) ثُلاثَ ( ومَثْلَثَ ) مَثْلَثَ ، أَي ثَلاَثَةً ثَلاثَةً .
وقال الزَّجّاج : في قولِه تَعالى : { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآء مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } ( سورة النساء ، الآية : 3 ) معناه : اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ ، وثَلاَثاً ثَلاثاً ، إِلاَّ أَنَّهُ لمْ يَنْصَرِفْ ؛ لِجِهَتَيْنِ : وذلك أَنَّهُ اجتمَعَ عِلَّتانِ : إِحداهما أَنه مَعْدُولٌ عن
____________________

(5/182)


اثْنَيْن اثْنَيْن وثَلاثٍ ثلاثٍ ، والثانية أَنّه عُدِلَ عن تَأْنِيثٍ .
وفي الصّحاح : ثُلاثُ ومَثْلَثُ ( غيرُ مَصْرُوفٍ ) للعَدْلِ والصِّفَة ، والمُصَنِّف أَشار إِلى عِلَّة واحدةٍ ، وهي العَدْل ، وأغْفَلَ عن الوَصْفِيّة فقال : ( مَعْدُولٌ من ثَلاثةٍ ثلاثَةٍ ) إِلى ثُلاثَ وَمَثْلَثَ ، وهو صِفَةٌ ؛ لأَنَّك تقُول : مَرَرْتُ بقومٍ مَثْنَى وثُلاَثَ ، وهذا قولُ سيبويه .
وقال غيرُه : إِنّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِتَكعرُّرِ العَدْلِ فيه : في اللَّفْظِ ، والمعنَى لأَنَّهُ عُدِلَ عن لفظِ اثْنَينِ إِلى لفظِ مَثْنَى وثُنَاءَ ، وعن معنى اثْنَيْنِ إِلى معنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ إِذا قُلْتَ : جاءَتِ الخيلُ مَثْنَى ، فالمَعْنَى : اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ ، أَي جَاءُوا مُزْدَوِجين ، وكذلك جميعُ معدولِ العَدَدِ ، فإِنْ صَغَّرْتَه صَرَفْتَه ، فقلتَ : أُحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ ؛ لأَنَّه مثل حُمَيِّر ، فخرج إِلى مِثَالِ ما يَنْصَرِف ، وليس كذالك أَحْمَدُ وأَحْسَنُ ؛ لأَنَّه لا يَخْرُجُ بالتَّصْغِير عن وزْنه الفِعْل ؛ لأَنَّهم قد قالوا في التَّعَجّب : ما أُمَيْلِحَ زَيْداً ، وما أُحَيْسِنَهُ .
وفي الحديث : ( لاكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ وسَمُّوا الله تَعالَى ) يقال : فعلت الشيءَ مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاعَ ، غيرَ مصروفاتٍ ، إِذا فَعْلَتَه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ ، وثَلاثاً ثَلاثاً ، وأَربعاً أَرْبَعاً .
( وثَلَثْتُ القَوْمَ ) أَثْلُثُهُم ثَلْثاً ، ( كنَصَرَ : أَخَذْتُ ثُلُثَ أَمْوَالِهِم ) ، وكذالك جميع الكُسور إِلى العُشْر .
( و ) ثَلَثْتُ ( ، كَضَرَبَ ) أَثْلِثُ ثَلْثاً ( : كُنْتُ ثَالِثَهُم ، أَو كَمَّلْتُهم ثَلاثَةً ، أَو ثَلاثِينَ ، بِنَفْسِي ) .
قال شيخُنا : ( أَو ) هُنَا بمعنى الواو ، أَو للتَّفْصِيل والتّخْيِير ، ولا يَصحّ كونُهَا لتَنْويعِ الخِلاف . انتهى .
قال ابن منظور : وكذلك إِلى العَشَرَة ، إِلاّ أَنّك تَفْتَح : أَرْبْعُهُم وأَسْبَعُهُم
____________________

(5/183)


وأَتْسَعُهُم فيها جميعاً ؛ لِمَكَانه العَيْن .
وتقولُ : كانوا تِسْعَةً وعِشرِينَ فَثَلَثْتُهم ، أَي صِرْتُ بهم تَمَامَ ثلاَثِينَ وكانوا تِسعَةً وثَلاثِين فَرَبَعْتُهم ، مثل لفظ الثّلاثةِ والأَرْبَعَة ، كذلك إِلى المائةِ ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ قولَ الشاعر في ثَلَثَهُم إِذا صارَ ثالِثَهُم ، قال ابنُ بَرِّيّ : هو لعَبْدِ الله بنِ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ يهجو طَيّئاً :
فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِنْ يَكُ خَامِسٌ
يَكنْ سَادِسٌ حتّى يِبِيرَكُمُ القَتْلُ
أَرادَ بقَوْله : تَثْلِثُوا ، أَي تَقْتُلوا ثالِثاً . وبعدَه :
وإِنْ تَسْبَعُوا نَثْمِن وإِن يَكُ تَاسِعٌ
يَكُنْ عاشِرٌ حتّى يَكُونَ لنا الفَضْلُ
يقول : إِن صِرْتُم ثَلاثَةً صِرْنا أَرْبَعَةً ، وإِن صِرْتُم أَربعةً صِرْنا خمسةً ، فلا نَبْرَحُ نَزيدُ عليكم أَبداً .
( و ) يقالُ : ( رَماهُ الله بثَالِثَةِ الأَثَافِي ) ، وهي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ ، والأَمْرُ العَظِيم ، وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلَ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ ، ولم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ .
و ( ثالِثَةُ الأَثافِي : الحَيْدُ النَّارِدُ من الجَبَلِ يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ ، فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ ) .
( وأَثْلَثُوا : صارُوا ثَلاثَةً ) ، عن ثعلب ، وكانُوا ثَلاثَةً فأَرْبَعُوا ، كذلك إِلى العَشَرة .
وفي اللسان : وأَثْلَثُوا : صارُوا ثَلاثِين ، كلُّ ذلك عن لفظِ الثَّلاثة ، وكذلك جميعُ العُقُودِ إِلى المِائَة ، تصريفُ فِعْلِهَا كتَصْرِيفِ الآحادِ .
( والثَّلُوثُ ) من النُّوق ( : ناقَةٌ تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَوَانٍ ) ، وفي اللسان : ثَلاثَة أَقْدَاحٍ ( إِذا حُلِبَتْ ) ، ولا يَكُون أَكْثَرَ من ذالك ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ؛ يَعْنِي لا يكونُ المَلْءُ أَكثَرَ من ثَلاثَةِ .
( و ) هي أَيضاً : ( ناقَةٌ تَيْبَسُ ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها ) وذلك أَن تُكْوَى بِنارٍ حتّى يَنْقَطِع ، ويكُونَ وَسْماً لها ، هاذه عن ابن الأَعْرَابِيّ .
____________________

(5/184)



( أَو ) هي التي ( صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافها ، أَو ) بمعنى الواو ، وليست لتَنْوِيع الخِلاف ، فإِنّها مع ما قبلها عبارةٌ واحدةٌ ، ( تُحْلَبُ من ثلاثَةِ أَخْلافٍ ) ، وعبارة اللسان : ويقال للنّاقَةِ التي صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافِها ، وتُحْلَبُ من ثَلاثَة أَخْلاف : ثَلُوثٌ أَيضاً ، وقال أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيّ :
أَلاَ قولاَ لِعَبْدِ الجَهْل إِنّ ال
صَّحيحَةَ لا تُحَالِبُها الثَّلُوثُ
وقال ابن الأَعْرابِيّ : الصَّحِيحَةُ : التي لها أَرْبَعَةُ أَخْلافٍ ، والثَّلُوثُ : التي لها ثلاثةُ أَخْلافٍ .
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : نَاقةٌ ثَلُوثٌ إِذا أَصابَ أَحَدَ أَخْلافِها شيءٌ فَيَبِسَ وأَنشدَ قولَ الهُذَليّ أَيضاً .
وكذالك أَيضاً ثَلَّثَ بِنَاقَتِه ، إِذا صَرَّ منها ثَلاثَةَ أَخْلاف ، فإِن صَرَّ خِلْفَيْنِ قيل : شَطَّرع بِها ، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحِداً قيل : خَلَّفَ بها ، فإِن صَرَّ أَخْلافَها جُمَعَ قيل : أَجْمَعَ بِنَاقَتِه وأَكْمَشَ .

وفي التهذيب : النَّاقَةُ إِذَا يَبِسَ ثَلاَثةُ أَخْلافٍ منْهَا ، فهي ثَلُوثٌ . ونَاقَةٌ مُثَلَّثَةٌ : لها ثلاثَةُ أَخْلافٍ ، قال الشاعر :
فتَقْنَعُ بالقَلِيلِ تَرَاهُ غُنْماً
ويَكْفِيك المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ
( والمَثْلُوثَةُ : مَزَادَةٌ ) من ثَلاثةِ آدِمَةٍ ، وفي الصّحاح : ( من ثَلاَثَةِ جُلُودٍ ) .
( والمَثْلُوثُ : ما أُخِذَ ثُلُثُه ) ، وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ .
وقِيل : المَثْلُوثُ : ما أُخِذَ ثُلُثُه ، والمَنْهُوكُ : ما أُخِذَ ثُلُثاهُ ، وهو رَأْيُ العَرُوضِيِّينَ في الرَّجَزِ والمُنْسَرِح .
والمَثْلُوثُ من الشِّعْرِ : الذي ذَهَبَ جُزآنِ من سِتَّةِ أَجزائِه .
( و ) المَثْلُوثُ ( : حَبْلٌ ذُو ثَلاثِ قُوًى ) ، وكذالك في جميع ما بَيْنَ
____________________

(5/185)


الثّلاثَةِ إِلى العَشَرَة ، إِلاّ الثَّمَانِيةَ والعشرةَ .
وعن الليث : المَثْلُوثُ من الحبال : ما فُتِلَ على ثَلاث قُوًى ، وكذالك ما ينْسَج أَو يُضْفَرُ .
( والمُثَلَّثُ ) ؛ كمُعَظَّمٍ ( : شَرابٌ طُبِخَ حتّى ذَهَبَ ثُلُثاه ) ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث .
( و ) أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ : لها ثَلاثةُ أَطرافٍ ، فمِنْهَا المُثَلَّثُ الحَادُّ ، ومنها المُثَلَّثُ القائِم .
و ( شَيْءٌ ) مُثَلَّثٌ : ( ذو ثَلاَثَةِ أَرْكَان ) قاله الجَوْهَرِيّ .
وقال غيرُه : شَيْءٌ مُثَلَّثٌ : مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقَاتٍ ، وكذالك في جميع العَدَدِ ما بين الثّلاثَة إِلى العَشَرة .
وقالَ اللَّيْثُ : المُثَلَّثُ : ما كان من الأَشْيَاءِ على ثَلاثَةِ أَثْنَاءِ .
( ويَثْلَثُ ، كيَضْرِبُ أَو يَمْنَع ، وتَثْلِيثُ ، وثَلاثٌ ، كسَحَاب ، وثُلاثَانُ بالضَّمّ : مواضعُ ) ، الأَخيرُ قيلَ : ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ . قال امرُؤُ القَيْس :
قَعَدْتُ له وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ
وبينَ تِلاعِ يَثْلِثَ فالعَرِيضِ وقال الأَعشى :
كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْ
لِيثَ قَفْراً خَلاَ لَهَا الأَسْلاقُ
وفي شرحِ شيخِنَا ، قال الأَعْشَى :
وجَاشَتِ النَّفْسُ لمَّا جَاءَ جَمْعُهُمُ
ورَاكِبٌ جَاءً من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ
وقال آخر :
أَلاَ حَبَّذا وادِي ثُلاَثَانَ إِنَّنِي
وَجَدْتُ به طَعْمع الحَيَاةِ يَطِيبُ
( والثَّلِثَانُ ، كالظَّرِبَانِ ) ، نقل شيخنا عن ابن جِنِّى في المحتسب ، أَنَّ هاذا من الأَلْفَاظِ التي جاءَت على فَعِلانَ بفتح الفاءِ وكَسْرِ العَيْنِ وهي : ثَلثَانُ ، وبَدِلانُ ، وشَقِرَانُ ، وقَطِرَانُ ، لا خامِسَ لها ، ( ويَحَرَّكُ ) : شَجعرةُ ( عِنَب الثَّعْلبِ ) ، قال أَبو حنيفَةَ : أَخبرنِي بذالك بعضُ الأَعْرَاب ، قال :
____________________

(5/186)


وهو الرَّبْرَقُ أَيضاً ، وهو ثُعَالَةُ ، وقولُه : ويُحَرَّك ، الصَّواب ويُفْتَح ، كما ضَبَطَه الصّاغانيّ .
( و ) من المجاز : الْتَقَتْ عُرَى ذي ثَلاثها .
( ذُو ثُلاث . بالضَّمِّ ) هو ( وَضِينُ البَعِيرِ ) . قال الطِّرِمّاح :
وقد ضُمِّرَتْ حَتَّى بَدا ذُو ثَلاثِها
إِلى أَبْهَرَىْ دَرْمَاءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ
ويُقَال : ذو ثُلاثِها : بَطْنُها ، والجِلْدَتَانِ العُلْيَا ، والجِلْدَةُ التي تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخِ .
وفي الأَسَاس : وروى ( حَتَّى ارْتَقَى ذُو ثَلاثِها ) أَي وَلَدُها ، والثَّلاثُ : السَّابِياءُ ، والرَّحِم ، والسَّلَى ، أَي صَعِدَ إِلى الظَّهْرِ .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( يَومُ الثَّلاثَاء ) وهو ( بالمَدِّ ، ويُضَمُّ ) كان حَقُّه الثّالث ، ولاكنه صِيغَ له هاذا البِناءُ ، ليَتَفَرَّدَ به ، كما فُعِل ذلك بالدَّبَرَانِ ، وحُكِيَ عن ثعلب : مَضت الثَّلاثَاءُ بما فِيها ، فَاينَّثَ ، وكان أَبُو الجَرَّاحِ يقول : مَضَت الثَّلاثَاءُ بما فِيهِنَّ ، يُخْرِجُهَا مُخْرَج العَدَد ، والجَمْع : ثَلاثَاوَاتٌ وأَثَالِثُ . حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عن ثعلب .
وحكى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ : لاَ تَكُنْ ثَلاَثاوِيًّا ، أَي مِمّن يَصُوم الثَّلاثَاءَ وَحْدَه .
وفي التَّهْذِيب : والثَّلاثَاءٌ لمّا جُعِل اسْماً جُعِلَت الهَاءُ التي كانت في العَدد مَدّةً ، فَرْقاً بين الحَالَيْنِ ، كذالك الأَرْبِعَاءُ من الأَرْبَعَة ، فهذه الأَسمَاءُ جُعلت بالمَدّ تَوْكِيداً لِلاسمِ ، كما قَالُوا : حَسَنَةٌ وحَسْنَاءُ ، وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ ، حيثُ أَلْزَمُوا النَّعْتَ إِلزامَ الاسمِ ، وكذلك الشَّجْراءُ والطَّرْفَاءُ ، والواحِدُ من كلّ ذالك بوزْن فَعَلَة .
( وَثَلَّثَ البُسْرُ تَثْلِيثاً : أَرْطَبَ ثُلُثُه ) وهو مُثَلِّثُ .
____________________

(5/187)



( و ) قال ابنُ سيدَه ثَلَّثَ ( الفَرَسُ : جاءَ بَعْدَ المُصَلِّي ) ، ثُمَّ رَبَّع ، ثمّ خَمَّسَ . وقال عَلِيُّ رضي الله عنه ( سَبَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَنَّى أَبُو بكرٍ ، وثَلَّثَ عُمَرُ ، وخَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ ، فما شَاءَ الله ) .
قال أَبو عُبَيْد : ولم أَسمَعْ في سَوَابِقِ الخَيْلِ مِمّن يوثَق بِعِلمِه اسْماً لشيْءٍ منها إِلاّ الثّانَي ، والعَاشِرَ ، فإِنّ الثَّانيَ اسمُه المُصَلِّي ، والعَاشرَ السُّكَيْتُ ، وما سَوِي ذَيْنك إِنما يقال : الثّالِثُ والرَّابع ، وكذلك إِلى التّاسع .
وقال ابنُ الأَنْبَارِيّ : أَسماءُ السُّبَّقِ من الخَيْلِ : المُجعلِّي ، والمُصَلِّي ، والمُسَلِّي ، والتَّالِي ، والحَظِيُّ ، والمُؤَمِّلُ ، والمُرْتَاحُ ، والعَاطِفُ ، واللَّطِيمُ ، والسّكَيْتُ . قالَ أَبو مَنْصُور : ولم أَحْفَظْهَا عن ثِقَةٍ ، وقد ذكرها ابنُ الأَنْبَارِيّ ، ولم يَنْسُبْهَا إِلى أَحَدٍ ، فلا أَدْرهي أَحفِظَهَا لِثِقَةٍ أَمْ لا .
( و ) في حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قالَ لعُمر : أَنْبِئني ما ( المُثَلِّثُ ) ؟ حين قال له : ( شَرُّ النَّاسِ المُثَلِّثُ ) . أَي كمُحَدّثٍ ( ويُخَفَّفُ ) قال شَمرٌ : هكذا رواه لنا البَكحرَاوِيّ عن عَوَانَةَ بالتَّخْفِيفِ وإِعْرَابُه بالتَّشْديد . مُثَلِّثٌ من تَثْلِيثِ الشَّيْء فقال عُمر : المُثَلِّث لا أَبَالك ، هو ( السَّاعِي بأَخيه عندَ ) وفي نسخة إِلى ( السُّلْطَان ، لأَنّه يُهْلِكُ ثلاثَةً : نَفْسَه وأَخاه والسُّلْطَانَ ) وفي نُسخَةٍ : وإِمَامَهُ ، أَي بالسَّعْيِ فيه إِليه . والرّواية : هو الرَّجُلُ يَمْحَلُ بأَخِيه إِلى إِمَامه ، فيبْدَأُ بنَفْسه فيُعْنِتُهَا ، ثمّ بأَخِيهِ ثم بإِمامهِ ، فذَلِك المُثَلِّثُ ، وهو شَرُّ النَّاسِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الثَّلاثَةُ من العَدَدِ : في عَدَدِ المذَكَّرِ معروفٌ ، والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ .
وعن ابن السِّكِّيت : يقال : هو ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ، مضافٌ إِلى العَشَرَة ، ولا ينَوَّن ، فإِن اخْتَلَفَا : فإِن شِئتَ نَوَّنْتَ ، وإِن شِئْتَ أَضَفْتَ ، قلت : هو رابِعٌ ثَلاثةٍ ، ورَابِعٌ ثَلاثَةً ، كما
____________________

(5/188)


تقول : ضارِبُ زَيْدٍ ، وضَارِبٌ زَيْداً ؛ لأَن معناه الوُقُوع ، أَي كَمَّلَهُم بنَفْسِه أَرْبَعَةً .
وإِذَا اتَّفقَا ، فالإِضافَةُ لا غَيْرُ ، لأَنه في مذهَبِ الأَسماءِ ، لأَنك لم تُرِدْ معنَى الفِعْلِ ، وإِنّمَا أَردْتَ هو أَحدُ الثَّلاثَةِ ، وبعضُ الثلاثةُ ، وهذا ما لا يكونُ إِلا مُضَافاً .
وقد أَطَالَ الجوهَريّ في الصّحاح ، وتَبِعَهُ ابنُ منظور ، وغيرُه ، ولابنِ بَرِّيّ هنا في حواشيه كلامٌ حَسَن .
قل بن سيده : وأَمّا قولُ الشّاعر :
يَفْدِيكِ يا زُرْعَ أَبِي وخَالِي
قَدْ مَرَّ يومَانِ وهاذا الثَّالِي
وأَنتِ بالهِجْرَانِ لا تُبَالِي
فإِنّه أَرادَ الثَّالِثَ ، فأَبْدلَ الياءَ من الثَّاءِ .
وفي الحديث : ( دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثاً ) أَي ثلاثٌ وثَلاثُونَ حِقَّةً ، وثلاثٌ وثلاثُونَ جَذَعَةً ، وأَربعٌ وثلاثُون ثَنِيَّةً .
والثُّلاَثَةُ بالضَّمّ : الثَّلاثةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وأَنشد :
فمَا حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى
ولا قُيِّلَتْ إِلا قَرِيباً مَقَالُهَا
هكذا أَنشدَه بضم الثّاءِ من الثَّلاثَة .
والثَّلاثُون مِنَ العَدَدِ ليْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ ، ولكن على تَضْعِيفِ العَشَرَة ، قالَهُ سيبويهِ .
والتَّثْلِيثُ : أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا .
والُّلاثِيّ : منسوبٌ إِلى الثَّلاثَة ، على غيرِ قياسٍ .
وفي التَّهْذيب : الثُّلاثِيُّ : ينْسَب إِلى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ ، أَو كانَ طُولُه ثلاثَةَ أَذْرُعٍ : ثَوْبٌ ثُلاثِيّ ورُبَاعِيّ ، وكذلك الغلامُ ، يقال : غُلامٌ خُمَاسِيّ ولا يُقَال : سُدَاسِيّ ؛ لأَنَّه إِذا تَمَّت له خَمْسٌ صار رَجُلاً .
والحُرُوف الثُّلاثِيَّة : التي اجْتَمَع فيه ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ .
____________________

(5/189)



والمِثْلاثُ : من الثُّلُثِ ، كالمِرْباعِ من الرُّبُع .
وأَثْلَثَ الكَرْمُ : فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه .
وإِناءٌ ثَلْثَانُ : بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه ، وكذالك هو في الشَّرَابِ وغيرِه .
وعن الفرَّاءِ : كِساءٌ مَثْلُوثٌ : مَنْسُوجٌ من صُوفٍ ووَبَرٍ وشَعَرٍ ، وأَنشد :
مَدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلُوثُ
وفي الأَساس : أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ : كُرِبَتْ ثَلاَثَ مَرّاتٍ ، ومَثْنِيَّة : كُرِبَتْ مَرّتَيْنِ . و ( قد ) ثَنَيْتُهَا وثَلَثْتُها . وفُلان يَثْنِي ولا يَثْلِثُ ، أَي يَعُدّ من الخُلفاءِ اثْنَيْن ، وهما الشَّيْخَانِ ، ويُبْطِلُ غيرَهُما . وفلانٌ يَثْلِثُ ولا يَرْبَعُ ، أَي يَعُدُّ منهم ثَلاثَةً ، ويُبْطِلُ الرّابِعَ .
وشَيْخٌ لا يَثْنهي ولا يَثْلِثُ ، أَي لا يَقْدِرُ في المَرّةِ الثّانِيَةِ ولا الثَّالِثَةِ أَنْ يَنْهَضَ .
ومن المجاز : عليه ذُو ثَلاثٍ ، أَي كِسَاءٌ عُمِلَ من صُوفِ ثَلاثغ من الغَنَمِ .
وتَثْنِيَةُ الثَّلاثاءِان ، عن الفَرّاءِ ، ذهبَ إِلى تَذْكِير الاسم .
وثُلَّيْث مُصَغَّراً مُشَدَّداً مَوضِعٌ على طريقِ طَيِّىء إِلى الشّامِ .
ثوث :*! ثوث .
هذه المادةُ أَهمَلَهَا المصنّف والجَوْهَرِيّ وغيرهما ، وذَكرها ابنُ منظورٍ في اللسان . قالَ : يُقَالُ : بُرْدٌ*!- ثُوثِيٌّ ، كفُوفِيَ ، وحكَى يعقوبُ أَنَّ ثاءَه بَدَلٌ .
2 ( فصل الجيم ) مع الثاءِ المثلّثة ) 2
جأث : (*! جَئِثَ ) الرَّجُلُ ، ( كفَرِحَ ) ،*! جَأَثاً ( : ثَقُلَ عندَ القِيَامِ ، أَو عِنْدَ حَمْلِ شَيْءٍ ثَقِيل ، و ) قد ( *!أَجْأَثَهُ الحِمْلُ ) .
وعن الليث :*! الجَأْثُ : ثِقَلُ المشْيِ ، يُقَال : أَثْقَلَهُ الحِمْلُ حتَّى *!جَأَثَ .
____________________

(5/190)



وقال غيرُه : *!الجَأَثَانُ : ضَرْبٌ من المَشْيِ ، قال جَنْدلُ بنُ المُثَنَّى :
عفَنْجَجٌ في أَهْلِه*! جَآثُ
جآبُ أَخْبارٍ لها نَجَّاثُ
(*! وجأَثَ البعِيرُ ) بحِمْلِه ، ( كمنَعَ ) )*! يَجْأَثُ ( : مَرَّ ) بِه ( مُثْقَلاً ) ، عن ابن الأَعْرابِيّ ، وعن أَبي زيد :*! جأَثَ البَعِيرُ *!جَأْثاً ، وهو مِشْيَتُه مُوقَراً حَمْلاً .
( و ) عن الأَصمعيّ : جأَثَ ( الرَّجُلُ )*! يَجْأَثُ *!جَأْثاً ، إِذا ( نَقَلَ الأَخْبارَ ) ، وأَنشد :
*!جآثٌ أَخْبارٍ لها نَبَّاثُ
( و )*! جُئِثَ ( ، كزُهِيَ ) *!جَأْثاً ، و ( *!جُئُوثاً : فَزِعَ ) ، وقد *!جُئِثَ ، إِذا أَفْزِع ، فهو*! مَجْئُوثٌ ، أَي مَذْعُور ، وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم ( أَنَّه رَأَى جِبْرِيل عليه السلامُ ، قال :*! فجُئِثْتُ منه فَرَقاً حينَ رأَيْتُه ) أَي ذُعِرْتُ وخِفْتُ .
( *!والجآثُ ) ككَتَّانِ : الرَّجُلُ ( السّيِّىءُ الخُلُقِ ) الصَّخَّاب ، والنَّقّالُ للأَخْبار ، والمُتَثَاقِلُ في المَشْي .
( *!وأَنْجَأَثَ النَّخْلُ : انْصَرَعَ ) .
( *!وجُؤْثَةُ ) بالضّمِّ ( : قَبِيلَةٌ ) ، إِليها نُسِبَ تَمِيم .
( *!وجُوأَثَى ، ككُسَالَى : مَدِينَةُ الخَطِّ ) ، وفي اللسان أَنَّهُ موضِعٌ ، قال امرؤُ القَيْس :
ورُحْنَا كَأَنِّي من جُؤَاثَى عَشِيَّةً
نُعَالِي النِّعاجَ بيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ
( أَو حِصْنٌ ) ، وقيل : قَرْيَةٌ ( بالبَحْرَين ) معروفة ، وسيأْتي في جوث .
جثث : (*! الجَثُّ : القَطْعُ ) مطلقاً ، ( أَو انْتِزَاعُ الشَّجَرِ من أَصْلِه ) ،*! والاجْتِثاثُ أَوْحَى منه ، يقال :*! جَثَثْتُهُ *!واجتثثته *! فانْجَثَّ .
وفي المحكم : *!جَثَّهُ *! يَجُثُّه*! جَثًّا ، *!واجْتَثَّه *!فانْجَثَّ *!واجْتَثَّ ، وشَجَرَةٌ *!مُجْتَثَّةٌ : ليس لها أَصْلٌ . وفي التَّنْزِيل
____________________

(5/191)


العَزِيز في الشَّجَرَةِ الخَبِيثةَ {*! اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاْرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } ( سورة إبراهيم ، الآية : 26 ) فُسِّرَتْ بالمُنْتَزَعَةِ المُقْتَلَعَةِ ، قال الزَّجّاج : أَي اسْتُؤْصلَتْ من فوقِ الأَرْضِ ، ومعنَى *!اجْتُثَّ الشيءُ ، في اللُّغَة : أُخذَت *!جُثَّتُه بكَمَالها ، *!وجَثَّهُ : قَلَعَهُ ، *!واجْتَثَّه : اقْتَلَعَهُ .
وفي حديث أَبي هُرَيْرَة ( قالَ رَجُلٌ للنبيّ ، صلى الله عليه وسلم ما نُرَى هاذه الكَمْأَةَ إِلاَّ الشَّجَرَةَ التي *!اجْتُثَّتْ من فَوْقِ الأَرْض ، فَقَالَ : بَلْ هِيَ من المَنِّ ) .
( و ) الجُثُّ ( بالضَّمّ : ما أَشْرَفَ من الأَرْضِ ) فصارَ له شَخْصٌ ، وقيل هو ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ ( حتّى يكونَ كَأَكَمَةٍ صغيرَةٍ ) ، قال :
وأَوْفَى على جُثَ ولِلّيْلِ طُرَّةٌ
على الأُفْقِ لم يَهْتِكْ جَوَانِبَها الفَجْرُ
( و )*! الجَثّ ، مُقْتَضَى قاعدَتِه أَن يَكُون هو وما بعده بالضَّمّ ، كما هو ظاهِرٌ ، والذي يفهم من الصّحَاح ، وغيره من الأُمَّهات أَنه بالفَتْح كما بَعدَه ، فلْينظر . ( : خِرْشاءُ العَسَلِ ) وهو ما كانَ عليها من فِرَاخِها أَو أَجْنِحَتِها ، كذا في المحكم واللسان وغيرهما ، والخِرْشاءُ بكسر الخاءِ المعجمة ومَدِّ الشّين ، هكذا في نسختنا ، وهو الصواب ، وقَرَّر بعض المُحَشِّين في ضَبْطِه كلاماً لا مُعَوَّلَ عليه ، وإِنكارُ شيخِنا هاذه اللَّفْظَةَ وجَعلُها من الغَرَائِبِ الحُوشِيَّةِ غرَيبٌ مع وجودها في اللسان والمُحْكَمِ وهو نَقَلَ عبارَةَ اللّسان بعَينها ، وأَسقطَ هذه اللّفظَة منها ، ثم نقل عن ابن الأَعْرَابِيّ : أَنّ الجَثَّ ما ماتَ من النَّحْل في العَسَلِ كمَيْتِ الجَرادِ ، وقال : هو ظاهِر ، ولو عَبَّرَ به المصنف كما قال : مَيِّتُ الجَرَادِ لكان أَخْصَرَ وأَظْهَرَ ، ولعَمري هاذا منه عجيبٌ ، فإِن المصنّف ذَكرع ذلك بعَيْنِه ، فإِنه قالَ ( و ) الجَثُّ ( مَيِّتُ الجَرَادِ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيضاً : *!جَثَّ
____________________

(5/192)


المُشْتَارُ ، إِذا أَخَذَ العَسَلَ *!بَجَثِّه ومَحَارِينِهِ ، وهو ما ماتَ من النَّحلِ في العَسَلِ ، وقال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ ، يذكر المُشْتَارَ تَدَلّى بحِبَالِه للعَسَل :
فَمَا بَرِحَ الأَسْبَابُ حَتَّى وَضَعْنَه
لدى الثَّوْلِ يَنْفِى *!جَثَّهَا ويَؤُومُها
يَصِفُ مُشْتَارَ عَسَلٍ رَبَطَه أَصحابُه بالأَسْبابِ ، وهي الحِبَالُ ، ودَلُّوْه من أَعلَى الجَبَلِ إِلى مَوضعِ خَلايَا النَّحْلِ ، وقوله : يَؤُومُها ، أَي يُدَخِّنُ عَلَيْهَا بالأُيامِ ، والأُيامُ : الدُّخانُ ، والثَّوْلُ : جَمَاعَةُ النَّحْلِ .
( و ) الجُثُّ ( : غِلافُ الثَّمَرَةِ ) كالجُفّ ، والثّاءُ بدلٌ عن الفاءِ ، وهاذا بالضَّمّ دون غيره .
( و ) في الصحاح : الجَثُّ ( الشَّمَعُ ، أَو ) هو ( كُلُّ قَذًى خَالَطَ العَسَلَ من أَجْنِحَةِ النَّحْلِ ) وأَبْدانِها .
(*! والمِجَثَّةُ *! والمِجْثَاتُ ) ، بالكسر فيهما ( : ما جُثَّ به*! الجَثِيثُ ) ، كذا في المحكم ، وفي الصحاح : حَدِيدَةٌ يُقْلَع بها الفَسِيلُ .
( و ) قال أَبو حَنِيفَةَ : الجَثيث : ( هو ما غُرِسَ من فِرَاخِ النَّخْلِ ) ولم يُغْرَس من النَّوَى .
وعن ابن سيده : الجَثِيثُ : ما يَسْقُطُ من العِنَبِ في أُصولِ الكَرْمِ .
وقال الأَصمعيّ : صِغَارُ النَّخْلِ أَوّل ما يُقْلَعُ منها شيءٌ من أُمِّهِ فهو الجَثِيثُ ، والوَدِيُّ والهِرَاءُ والفَسِيلُ .
وعن أَبي عمرو : الجَثِيثَةُ : النَّخْلَةُ التي كانت نَوَاةً فحُفِرَ لها ، وحُمِلَتْ بِجُرْثُومَتِهَا ، وقد جُثَّتْ جَثًّا .
وعن أَب الخَطّاب : الجَثِيثَةُ : ما تَسَاقَطَ من أُصُوله النَّخْلِ .
وفي الصّحاح : والجَثِيثُ من النَّخْلِ : الفَسِيلُ ، والجَثِيثَةُ : الفَسِيلَة ، ولا تزال *!جَثِيثَةً حتى تُطْعِمَ ، ثم هي نَخْلَةٌ .
وعن ابن سيده : الجَثِيثُ : أَوّلُ ما يُقْلَعُ من الفَسِيلِ من أُمِّه ، واحدتُها جَثِيثَةٌ ، قال :
____________________

(5/193)



أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عَنِّي بَعْلُها
أَو يَسْتَوِي*! جَثِيثُها وجَعْلُهَا
البَعْلُ من النَّخْل : ما اكْتَفَى بِمَاءِ السَّماءِ ، والجَعْلُ : ما نَالَتْه اليَدُ من النَّخْلِ .
(*! وجُثَّةُ الإِنْسانِ بالضّمِ : شَخْصُه ) مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجِعاً : وقيل : لا يقال له*! جُثَّةَ إِلاّ أَنْ يَكُونَ قاعِداً أَو نَائِماً ، فأَمّا القائِمُ فلا يُقال جُثَّتُه ، إِنما يقال قِمَّتُه .
وقيل : لا يُقَال : جُثّة ، إِلا أَنْ يكونَ على سَرْجٍ أَو رَحْلٍ مُعْتَمًّا ، حكاه ابن دُرَيْد عن أَبي الخطّابِ الأَخْفَشِ ، قال : وهاذا شيءٌ لم يُسْمَعْ من غيرِه .
وجمعها : *!جُثَثٌ *!وأَجْثَاثٌ ، الأَخِيرة على طَرْحه الزائِد ، كأَنَّهُ جَمْعُ جُثَ ، أَنشد ابن الأَعْرَابِيّ :
فأَصْبَحَتْ سْفِيَةَ *!الأَجْثاثِ
قال : وقد يَجُوز أَنْ يكونَ أَجْثَاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جَمْعُ جُثَّة ، فيكون على هاذا جَمْعَ جَمْعٍ .
وفي حديث أَنس : ( اللاهُمَّ جافِ الأَرْضَ عن جُثَّته ) أَي جَسَدِه .
( و )*! الجِثُّ ( بالكَسْرِ : البَلاَءُ ) ، نقله الصاغانيّ .
وعن الكسائيّ : جُئِثَ الرَّجُلُ جَأْثاً ( وجُثَّ ) جَثًّا ، فهو مَجْئوث ، *!ومَجْثُوثٌ ، إِذا ( فَزِعَ ) وخَاف ، وفي حديثِ بدْءِ الوَحْيِ : ( فرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذَا المَلَكُ الذي جاءَنِي بِحِرَاءَ ، فجُثِثْتُ منه ) أَي فَزِعْتُ منه وخِفْتُ ، وقيل : معناه قُلِعْتُ من مَكانِي ، من قوله تعالى : { اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاْرْضِ } ( سورة إبراهيم ، الآية : 26 ) وقال الحَرْبِيُّ : أَراد جُئِثْتُ ، فجعل مكانَ الهَمْزَةِ ثاءً ، وقد تَقَدّم .
( و ) جَثَّ ( : ضَرَبَ ) بالعَصا .
( و ) جَثَّت ( النَّخْلُ )*! تَجُثُّ بالضمّ ( : رَفَعَتْ دَوِيَّها ) ، أَو سَمِعْتَ لها دَوِيًّا
____________________

(5/194)


وفي نسخة : ( النَّخلُ : رَفَعَتْ وَدِيَّها ) وهو خَطَأٌ .
(*! وتَجَثْجَثَ الشَّعرُ : كَثُرَ ) .
( و ) تَجَثْجَثَ ( الطَّائِرُ : انْتَفَضَ ) ورَدَّ رَقَبَتَه إِلى جُؤْجُئهِ .
( و ) مَرّ رجلٌ على أَعرابِيّ ، فقالَ : السصلامُ عَلَيْكع ، فقالع الأَعْرَابِيّ : ( الجَثْجَاثُ ) عليك . هو ( نَبَاتٌ ) سُهْلِيٌّ رَبِيعِيّ ، إِذا أَحَسَّ بالصَّيْفِ وَلَّى وجَفَّ .
قال أَبو حنيفةَ : الجَثْجَاثُ من أَحرارِ الشَّجَرِ ، وهو أَخضرُ يَنْبُتُ بالقَيْظِ ، له زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ ، كأَنّها زَهرَةُ عَرْفَجَةٍ ، طيِّبةُ الرّيح ، تأْكله الإِبلُ إِذا لم تجدْ غيرَه : قال الشاعر :
فما رَوْضَةٌ بالحَزْنِ طَيِّبَةُ الثَّرَى
يَمُجُّ النَّدَى*! جَثْجَاثُهَا وعَرَارُهَا
بأَطْيَبَ من فِيهَا إِذا جِئتُ طارِقاً
وقد أُوقِدَتْ بالمِجْمَرِ اللَّدْنِ نَارُهَا
واحِدَتُهُ*! جَثْجَاثَةٌ ، قال أَبُو حَنِيفَة : أَخبَرَنِي أَعْرَابِيُّ من رَبِيعَةَ أَنّ الجَثْجَاثَةَ ضَخْمَة يَسْتَدْفِىءُ بها الإِنسانخ إِذا عَظُمَتْ ، مَنابِتُهَا القِيعَانُ ، ولها زَهْرَةٌ صَفراءُ تأْكلُها الإِبلُ إِذا لم تَجدْ غَيْرَهَا .

وقال أَبو نَصر : الجَثْجَاثُ كالقَيْصُومِ ، لطِيبِ رِيحِ ، ومَنابِتُه في الرِّياضِ .
( و ) الجَثْجَاثُ ( من الشَّعَر : الكَثِيرُ ،*! كالجُثَاجِثِ ) ، بالضمّ .
(*! وجَثْجَثَ البَرْقُ : سَلْسَلَ ) وأَوْمَضَ .
( وبَحْرُ*! المُجْتَثِّ ) : رابِع عَشر البُحُورِ الشَّعْريّة ، كأَنّه*! اجْتُثَّ من الخَفيفِ ، أَي قُطِع ، ( وَزْنُه مُسْتَفْعِ لُنْ ) هاكذا في النسخ ، مَفْرُوق الوَتِد ، على الصّواب ، ( فاعِلاَتُنْ فاعِلاَتُنْ ) مَرّتَيْن .
قال أَبُو إِسحاق : سُمّى*! مُجْتَثًّا ؛ لأَنّكَ *!اجْتَثَثْتَ أَصْلَ الجُزْءِ الثّالث وهو :
____________________

(5/195)


مَفْ ، فَوَقَعَ ابْتداءُ البَيْتِ من ، عُولاتُ مُسْ . قال الصاغانيّ . وإِنما استُعْمِل مَجْزُوءاً ، وبيته :
البَطْنُ مِنْهَا خَمِيصٌ
والوَجْهُ مِثْلُ الهِلالِ
( ) ومما يستدرك عليه :
*! جَثْجَثَ البَعِيرُ : أَكَلَ الجَثْجَاثَ .
وبَعِيرٌ*! جُثَاجِثٌ ، أَي ضَخْمٌ .
ونَبْتٌ جُثَاجِثٌ ، أَي مُلْتَفٌّ .
*!والجَثَّاثَة : ماءٌ لِغَنِيّ .
والجَثُّ : الدَّوِيُّ .
*! والجثَّى بضمّ فتشديد : من جِبالِ أَجَإٍ ، مُشْرِفٌ على رَمْلِ طَيِّىء .
جدث : ( الجَدَثُ مُحَرَّكَةً : القَبْرُ ) قال شيخُنَا : وجَمعَ كثِيراً من أَسمائِه بعضُ اللُّغَويين ، فقال : للقَبْرِ أَسماءٌ : الجَدَثُ ، والجَدَفُ ، والرَّمْسُ ، والبَيْتُ ، والضَّريحُ ، والرَّيْمُ ، والرَّجَمُ ، والبَلَدُ ، ذكرها ابنُ سِيدَه في المُخَصّص ، والجَنَنُ ، والدَّمْسُ بالدَّال ، والمُنْهَالُ . ذَكَرَهُنَّ ابنُ السِّكّيتِ ، والعسْكَرِيّ ، والجَامُوص ، ذكرهَ صاحبُ المُنْتَخب ، كذا في غايَةِ الإِحْكام للقَلْقَشَنْدِيّ . ( ج أَجْدُثٌ ) ، بضمّ الدّال ، حكاه الجَوْهَريّ وأَنشد بَيْتَ المُتَنَخِّل الآتي ذِكْرُه شاهداً عليه ، وهو جَمعُ قِلّةٍ ( وأَجْداثٌ ) ، وفي الحَديثِ ( نُبَوِّئُهُم أَجْدَاثَهُم ) ، أَي نُنْزِلُهُم قُبورَهُم ، وقد قالوا : جَدَفٌ فالفاءُ بَدَلٌ من الثّاءِ ؛ لأَنهم قد أَجْمَعُوا في الجَمْعِ على أَجداثٍ ، ولم يَقُولوا : أَجْدَافٌ .
( والجَدَثَةُ ) بزيادة هاءٍ ( : صَوتُ الحَافِرِ ، والخُفِّ ، و ) صَوحت ( مَضْغِ اللَّحْمِ ) ، كذا نقلَه الصّاغَانيّ .
( واجْتَدَثَ ) الرَّجُلُ ( : اتَّخَذَ جَدَثاً ) ، أَي قَبْراً .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَجْدُثٌ : موضع ، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
____________________

(5/196)



عَرَفْتُ بَأَجْدُثٍ فنِعَافِ عِرْقٍ
علامات كَتَحْبِيرِ النِّماطِ
ضبطه السُّكَّرِيُّ بالجِيم وبالحَاءِ .
وقال ابنُ سيدَهْ : وقد نَفَى سيبويهِ أَن يكون أَفْعُلٌ من أَبْنِيَةِ الوَاحِد ، فيَجِب أَنْ يُعدّ هاذا فيما فاتَه من أَبْنِيَةِ كلامِ العرب ، إِلاّ أَن يكون جَمَعَ الجَدَثَ الذِي هو القَبر على أَجْدُث ثم سَمَّى به الموْضِع ، ويروى أَجْدُف ، بالفاءِ .
جرث : ( الجهرِّيثُ ، كسِكِّيتٍ : سَمَكٌ ) معروفٌ ، ويقالُ له : الجِرِّيُّ ، روى أَن ابن عبّاسٍ سُئل عن الجِرِّيّ ، فقال : لا بَأْسَ إِنما هو شيءٌ حَرَّمَهُ اليَهُودُ ، ورُوِيَ عن عَمّار : ( لا تَأْكُلُوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِيسَ ) . قال أَحمَدُ بنُ الحَرِيشِ : قَالَ النَّضْرُ : الصِّلَّوْرَ : الجِرِّيثُ والأَنْقَليسُ : مَارْمَاهِي ، وروى عن عليّ ، رضي الله عنه ، أَنه أَباح أَكْلَ الجِرِّيثِ وفي رواية أَنه كان يَنْهَى عنه ، وهو نَوْعٌ من السَّمَكِ يُشْبِه الحَيّاتِ ، ويقال له بالفَارِسية المَارْمَاهِي .
( والجُرْثِيُّ : كقُرَشِيّ : عِنَبٌ ) ، كجُرَشِيّ ، بالشُّين ، وسيأْتي .
( وتَجَرْثَى ) الرَّجُلُ ، إِذا ( نَتَأْتْ جرْثِئَتُه ، أَي حَنْجَرَتُه ) نقلَهُ الصاغانيّ .
جربث : ( جُرْبُث ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجَوهريّ ، وقال الصّاغانيّ : هو ( ع ) أَي موضع .
جنث : ( الجِنْثُ بالكسر : الأَصْلُ ) ، والجَمْع أَجْنَاثٌ وجُنُوثٌ .
وفي الصّحاح : يقال : فُلانٌ من جِنْثِك وجِنْسِك ، أَي من أَصْلِك ، لُغَةٌ أَو لُثْغَةٌ .
وقال الأصمعيّ : جِنْثُ الإِنْسَان : أَصْلُه ، وإِنه ليَرْجِعُ إِلى جِئْثِ صِدْقٍ .
وقال غيره : الجِنْثُ : أَصْلُ الشَّجَرَةِ وهو العِرْقُ المُسْتَقِيمُ أُرُومَتُه في الأَرْضِ
____________________

(5/197)


ويقال : بل هو مِن ساقِ الشَّجَرَةِ ما كان في الأَرْضِ فوق العُرُوق . كذا في اللسان .
( و ) روى الأَصمعيّ ، عن خَلفٍ ، قال : سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ بيت لَبِيد :
أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ مِنْ عَوْرَاتِهَا
كُلَّ حِرْبَاءٍ إِذا أُكْرِهَ صَلّ
قال : ( الجُنْثِيُّ ، بالضَّمّ : السَّيْفُ ) بِعَينِه ، أَحك ، أَي رَدَّ الحِرْبَاءَ ، وهو المِسْمَارُ .
ووجدتُ في هامشِ الصّحاح : من رفَع ( الجخنْثِيّ ) في البيت ونَصَب ( كلّ ) أَرادَ الحَدَّاد ، ومن نصب ( الجُنْثِيّ ) وَرَفع ( كلّ ) ، أَرادَ السَّيْفَ .
( و ) الجُنْثِيّ أَيضاً ( : الزَّرَّادُ ) وقيل : الحَدّاد ، والجمعُ أَجْنَاثٌ ، على حذفِ الزائد ، وقال الشّاعر : وهو عُمَيْرَةُ بنُ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ :
ولاكِنّها سُوقٌ يكونُ بِيَاعُها
بِجُنْثِيَّةِ قد أَخْلَصَتْها الصياقِلُ
يعني به السُّيوفَ ، أَو الدُّرُوعَ ، هكذا أَورَدَه الجَوْهَرِيّ : أَخْلَصَتْهَا الصَّيَاقِلُ ، والقصيدةُ مجرورة ، وهي لرَجُلٍ من النَّمِر ، جَاهلِيّ ، وقبل البيت .
وليْسَتْ بأَسْوَاقٍ يكونُ بياعُها
بِبَيضٍ تُشافُ بالجِيَادِ المَنَاقِلِ
ووجد بخَطّ الأَزهريّ في التّهذِيب : الأَول مَجْرُوراً ، والثاني كما أَورد الجوهريّ ، ومثلُه بخطّ أَبي سَهْل في كتاب السَّيْفِ ، له .
( و ) الجُنْثِيُّ بالضَّمّ من ( أَجْوَدِ الحَدِيدِ ، ويُكْسَر ) ، أَي في الأَخِيرِ ، قال أَبو عُبَيْدَة : هذا الذي سَمِعْناه من بني جَعْفَر .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ :
( تَجَنَّثَ ) الرَّجُلُ ، إِذا ( ادَّعَى إِلى غير أَصْله ) .
( و ) تَجَنَّثَ ( عَلَيْه : رَئِمَهُ وأَحَبَّهُ ) .
( و ) تَجَنَّثَ ، إِذا ( تَلَفَّفَ على الشَّيْءِ يُوارِيه ) ، أَي يَسْتُرُهُ .
____________________

(5/198)



( و ) تَجَنَّثَ ( الطَّائِرُ : بَسَطَ جَنَاحَيْهِ وجَثَمَ ) ، نقله الصاغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جُنْثَا ، بالضّمّ : ناحِيَةٌ من أَعمالِ المَوْصِل ، وبالكَسْرِ : صُقْعٌ بين بَعْلَبَكَ ودِمَشْق .
والبَدْرُ مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ عَبْدِ الرَّحِيم بن عَبْد الوَلِيّ ، البَعْلِيّ ، عُرِفَ بابنِ الجِنْثَانِيّ بالكَسر ، ولد سنة 757 ، وسَمِعَ على الصَّلاحِ بنِ أَبِي عُمَر ، وابن أُمَيلة .
جنبث : ( الجُنْبَثَةُ بضمّ الجِيم ) وسكون النّون ( وفَتْح البَاءِ ) المُوَحّدة ، هكذا في النُّسخ في بعضها الجنبثنة بزيادة النّون بعد المُثَلَّثة ، وفي اللسان : الجنبثقةُ بالقاف بدلَ النون ، وقال : إِنّه ( نَعْتُ سَوْءٍ للمَرْأَة ، أَو هِي ) المَرْأَةُ ( السَّوْدَاءُ ) ، رُباعيّ لأَنّه ليس في الكَلامِ مثل جهرْدَحْلٍ .
جوث : ( *!الجَوَثُ مُحَرَّكَة عِظَمُ البَطْنِ في أَعْلاَهُ ) كأَنَّهُ بَطْنُ الحُبْلَى ، قاله اللَّيْثُ .
( أَو ) هو ( اسْتِرْخَاءُ أَسْفَلِهِ ) ، قاله ابنُ دُرَيْد .
( وهو*! أَجْوَثُ ، وهي *!جَوْثاءُ ) *!والجَوْثَاءُ بالجِيمِ : العَظِيمَةُ البَطْنِ عند السُّرَّةِ ، ويقال : بل هو كَبَطْنِ الحُبْلَى ، وعن أَبي حَيَّان : الجَوْثَاءُ : العَظِيمةُ السُّرَّةِ .
( *!والجَوْثُ *!والجَوْثَاءُ ) : القِبَةُ ، بكسر القَافِ وتخفيفِ البَاءِ المُوَحَّدة المفتوحة ، وضبط بعضهم بضم القَاف وتشديد المُوَحّدة خطأً ، قال :
إِنّا وَجَدْنا زَادَهُمْ رَدِيَّا
الكِرْشَ والجَوْثَاءَ والمَرِيَّا
وقيل : هي الحَوْثَاءُ ، بالحاءه المُهْمَلَةِ .
( *!وجُوأَثَى ) بالضّمّ ( مَهْمُوز ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ ) فذكره هنا في مادة الواو :
____________________

(5/199)


اسْمُ حِصْنٍ بالبَحْرَيْنِ ، وفي الحَدِيثِ ( أَوّل جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المَدِينَة *!بِجُواثَى .
وفي اللسان في الهمز*! وجُؤَاثَى : موضعٌ . قال امرؤٌ القَيْسِ :
وَرُحْنَا كأَنّي من*! جُؤَاثَى عَشِيَّةً
نُعَالى النِّعَاجَ بَيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ
ثم قَالَ : وضَبَطَه عليُّ بنُ حَمحزَةَ في كتاب النَّبَات*! جُوَاثَى ، بغير همز ، فإِما أَن يكونَ على تخفيفِ الهَمْزِ ، وإِمّا أَن يكونَ أَصْلُه ذالك . وقِيل : جُؤَاثَى : قريةٌ بالبَحْرَينِ مَعْرُوفَة .
قال شيخنا : وضَبَطَه عِياضٌ في المشارق بالواو ، وقَال : كذا ضَبَطَه الأَصِيلِيّ بِغَيْر همز ، وهمزَة بعضٌ ، ومثله في المطالع ، واقتَصَرَ ابنُ الأَثِير في النّهَايَة على كونِه بالواو ، وكذا رُلأَاةُ أَبي داوودَ قاطبةً .
وفي معجم البكريّ : هي مدينةٌ بالبَحْرَيْنِ لعبدِ القَيْسِ .
وفي المراصد : جُوَاثى بالضّمّ ، ويُمَدّ ويُقْصَر : حِصْنٌ لعبْدِ القَيْسِ بالبَحْرَينِ ورواه بعضُهم بالهَمْزِ .
(*! وجُوَيْثٌ ، كزُبَيْر : ع ، ببَغْداد ) .
( وبكسرِ الوَاو المُشَدّدة ، وفتح الجهيم : د ، بالبَصْرَةِ ) بِنَوَاحِيها ، ( مِنْه ) أَبُو القَاسم ( نَصْرُ بنُ بِشْرِ ) بنِ عليَ العرَاقِيّ القاضي ، فقيهٌ شافِعِيّ مُحَقِّق محمودُ المُنَاظَرِة ، ولى القَضَاءَ بها ، سمِعَ أَبا القَاسِمِ بنِ بشرانَ ، وعنه أَبو البَركات هِبَةُ الله بن المُبَارَك السَّقَطِيّ ، ومات بالبَصرة سنة 477 .
قلت : ومنه أَيضاً الإِمامُ المحدِّثُ عَلَمُ الدين عليُّ بنُ محمودِ بنِ الصَّابُونِيّ *!-الجَوِّيثِيّ .
وابْنُه الحافظُ أَبو حامدٍ محمدُ بنُ علِيَ ، ذَيَّلَ على كتابِ ابنِ نُقْطَةَ بذَيْلٍ لَطِيفٍ ، وهو بِخَطِّه عندي .
(*! وجُوثَةُ بالضمّ : ع ، أَوْ : حَيٌّ ) ، ذكره ابنُ منظور في المَحَلَّيْنِ ، في الهمْزةَ ، فقال : قبيلةٌ إِليها نُسِبَ تَمِيم ، وهُنَا في الواو فقال : جُوثَةُ : حَيٌّ أَو مَوْضِعٌ ، وتَمِيمُ جُوثَةَ منْسُوبُون إِليهم ، وفي حيث التِّلِبّ ( أَصابَ النَّبِيَّ
____________________

(5/200)


صلى الله عليه وسلمجُوثَةٌ ) هكذا جاءَفي روايته ، قالوا : والصَّوابُ حُوبَةٌ ، وهي الفَاقَةُ .
جهث : ( جَهَثَ ) الرَّجُلُ ، ( كمَنَعَ ) ، يَجْهَثُ جَهْثاً ، ( : اسْتَخَفَّهُ ) أَي حملَهُ ( الفَزَعُ ) أَي الخَوفُ ( أَو الغضَبُ ) ، عن أَبي مالِكٍ ، ( أَو الطَّربُ ) أَي السُّرُورُ والفَرحُ ، وهو جاهثٌ ، وجَهْثَانُ بهذا المعْنَى .
2 ( فصل الحاء ) المهملة مع الثاءِ المثلّثة ) 2
حبث : ( الحَبِثُ ، ككَتِفٍ ) أَهمله الجوهَيّ ، وقال الأَصمعيّ : هو ضَرْبٌ من الحيَّات وأَنشَد :
إِنْ يَكُ قَدْ أُولِعَ بِي وقَدْ عَبِثْ
فاقْدُرْ له أُصَيْلَةً مِثلَ الحَفِثْ
أَوْ أَنْيَابِ قُزَاتٍ أَو حَبِثْ
أَو نابَ حَادٍ جُرْشُبٍ شَئْنٍ شَرِثْ
قال : القُزَاتُ جَمْعُ قُزَة ، وهي ( حَيَّةٌ ) عَوْجَاءُ ( بَتْرَاءُ ) ، هكذا نصّ الأَصْمعيّ .
حتث : ( التَّحْتِيثُ : التَّكَسُّرُ والضَّعْفُ ) ، عن بن الأَعرابيّ ، وهو تَكَسُّرُ الأَعضاءِ وضَعْفُهَا ، وكذا تَكَسُّرُ الأَغْصَانِ ولِينُهَا .
حثث : ( *!حَثَّهُ ) *!يَحُثُّهُ *! حَثًّا ، إِذا أَعْجَلَهُ في اتِّصَالٍ ، وقيل : هو الاسْتِعْجَالُ ما كان .
*! وحثَّه ( علَيْه ،*! واسْتحَثَّهُ ) *!اسْتحْثاثاً ، (*! وأَحثَّهُ ) *!إِحْثَاثاً ، ( *!واحْتَثَّهُ )*! احْتِثَاثاً ، (*! وحثَّثَهُ ) *!تَحْثِيثاً ، ( *!وحَثْحَثَهُ ) *!حَثْحَثَةً ، كلُّ ذالك بمعنَى ( حَضَّهُ ) عليه ، ونَدَبَه له وإِليه ، وهذا ظاهرٌ في كَوْنِ الحَثِّ والحضِّ مُتَرَادِفَيْنِ .
وزعم الحَرِيريّ أَنَّ بَيْنَهُما فَرْقاً ، وأَنَّ الحَثَّ في السَّيْرِ ، والحَضَّ في غيرِه ، ونقله عنه الخليل قالَهُ شيخُنا .
ويقالُ :*! حَثَّثَ فُلاناً (*! فاحْتَثَّ ، لازِمٌ ، مُتَعدَ ) ، قال ابن جِنّى : أَما قولُ تأَبَّطَ شَرًّا .
____________________

(5/201)



كأَنَّمَا*! حَثْحَثُوا حُصًّا قَوادِمُه
أَو أُمَّ خِشْفٍ بذِي شَثَ وطُبَّاقِ
إِنه أَرادَ *!حَثَّثُوا فأَبْدل من الثَّاءِ الوُسطَى حاءً ، مفردودٌ عندنا ، قال : وإنما ذَهَب إِلى هاذا البَغْدَادِيّون ، قال : وسأَلتُ أَبا عليَ عن فَساده ، فقال : العِلَّةُ أَنّ أَصلَ البَدَلِ في الحُروفه إِنما هو فيما تَقَارَبَ منها ، وذلك نحو الدّال والطّاء والتّاء ، والظّاءِ والذّال والثاءِ ، والهاءِ ، والهمزة ، والميمِ والنُّون ، وغير ذالك مما تَدَانَتْ مَخارِجُه ، وأَما الحاءُ فبعيدةٌ من الثاء ، وبينهما تَفَاوُتٌ يَمْنَعُ من قَلْب إِحداهُمَا إِلى أُخْتِها ، كذا في اللسان . وأَشار له شيخُنَا مُخْتَصراً ، ونُقلَ القَلْبُ عن ابن القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَةِ .
(*! والحُثْحُوثُ ) بالضمّ ( : الكَثِيرُ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و .
( و ) أَيضاً ( السَّرِيعُ ) ما كان .
( و ) *!الحُثْحُوثُ ( : المُنْكَرَةُ من المِعْزَى ) . نقله الصاغانيّ .
( و ) الحُثْحُوثُ ( : الحَضُّ ، *!كالحَثِّ ) ، بالفتح .
(*! والحِثِّيثَى ) بالكسر ، وفي الصّحاحِ : *!الحِثِّيثَى : الحَثُّ ، وكذالك الحُثْحُوثُ .
( و ) قال ابنُ سِيدَه : الحُثْحُوثُ : ( الكَتِيبَةُ ) ، أُرَى .
(*! والحَثُوثُ ) ، كصَبُور ( : السَّرِيعُ ، *!كالحَثِيثِ ) ، رجل*! حَثِيثٌ ،*! وحَثُوثٌ : حادٌّ سَرِيعٌ في أَمْرِهِ ، كأَنّ نَفْسَه*! تَحُثُّه .
وَولَّى *!حَثِيثاً ، أَي مُسْرِعاً حَرِيصاً ، وقومٌ*! حِثَاثٌ .
وامرأَة*! حَثِيثَةٌ ، في موضعِ *!حَاثَّةٍ .
*!وَحَثِيثٌ ، في موضعِ*! محْثُوثَة ، قال الأَعْشَى :
تَدَلَّى*! حَثِيثاً كَأَنَّ الصُّوَار
َ يَتْبَعُ أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ
شَبَّه الفَرَسَ في السُّرْعَةِ بِالبَازِيّ .
(*! والحَثْحَاثِ ) ، بالفَتْح معطُوفٌ على ما قَبْلَهُ . يقال : خِمْسٌ*! حَثْحَاثٌ ،
____________________

(5/202)


وحَذْحَاذٌ وقَسْقَاسٌ كلّ ذالك : السَّيْرُ الذي لا وَتِيرَةَ فيه ، وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ ، وثَحْثَاٌ ، وحَذْحَاذٌ ، ومُنَحِّبٌ ، أَي شديد ، وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ ، أَي سريعٌ ليس فيه فُتُورٌ ، وخِمْسٌ قَعْقَاعٌ ، وحَثْحَاثٌ ، إِذا كانَ بَعِيداً ، والسَّيرُ فيهِ مُتْعِباً لا وَتِيرَةَ فيه ، أَي لا فُتُورَ فِيه .
( و ) لا *!يَتَحَاثُّونَ على طَعَامِ المسْكِينِ (*! التَّحَاثُّ : التَّحَاضُّ ) أَي لا يَتَحاضُّون . والتَّقْوَى أَفْضَلُ ما *!تَحَاثَّ الناسُ عليه ، وتَدَاعَوْا إِليْه .
( و ) ما ذُقْتُ*! حَثَاثاً ولا *!حِثَاثاً ، أَي ما ذُقْتُ نَوْماً ، و ( ما اكْتَحَلَ حَثَاثاً ، بالفَتْحِ ) ، قال أَبو عُبَيْدةَ : هو أَصحُّ ( وبالكَسْرِ ) رأْيُ الأَصمعيِّ ، وأَورَدَهُما ثَعْلَبٌ معاً ، ونقلَ الكسْرَ عن الفَرّاءِ ، قال شيخُنَا : ونَسَبُوا الفَتْحَ إِلى أَبي زَيْد أَيضاً ، أَي ( ما نَامَ ) ، أَنشد ثعلبٌ :
ولله ما ذَاقَتْ حَثَاثاً مَطِيَّتِي
ولاذُقْتُه حتى بَدَا وَضَحُ الفَجْر
وقد يوصَفُ به ، فيقال : نَوْمٌ حِثَاثٌ ، أَي قليل ، كما يقال : نَوْمٌ غِرَارٌ ، وما كُحِلَتْ عيني *!بِحثَاثٍ ، أَي بنَوْمٍ ، وقال ( الزُّبَيْر ) الحَثْحَاثُ *!والحُثْحُوثُ : النَّوْمُ ، وأَنشد :
ما نِمْتُ *!حْثْحُوثاً ولا أَنامُهُ
إِلاّ على مُطَرَّدٍ زِمَامُهُ
وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ : ما جَعَلْتُ في عيْنِي حِثَاثاً ، عند تَأْكِيدِ السَّهَرِ .
*!وحَثَّثَ الرَّجُلُ : نامَ .
وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْه : الحَثَاثُ : النَّومُ الحَثِيثُ ، أَي الخَفِيفُ ، فمن كسرَ الحَاءَ شَبَّهَه بالغِرَارِ ، وهو القَلِيلُ من النَّوْمِ ، ومن فَتَحَه شَبَّهَه بالغَمَاضِ والذَّوَاقِ واللَّمَاجِ ؛ لأَنَّهَا أَسماءُ القَلِيلِ من الأَكْلِ والشُّرْبِ والنَّوْمِ ، قال : وروى عن أَعْرابِيَ أَنه قال : الحَثَاثُ : القَلِيلُ من الكُحْلِ ، وهو
____________________

(5/203)


عند غيرِه : القَلِيلُ من النَّوْمِ ، وكذلك في نَوادِر اللِّحْيانيّ ، ونقلَ عن الفِهْرِيّ : الحَثَاثُ : البَرُودُ ، وهو الكُحْلُ ، ونقلَه ابنُ هِشَام ، اللَّخْمِيّ وسَلَّمه ، ونقل ابنُ خَالَويْه ما يخَالفه .
( *!والحُثُّ بالضمّ : حُطَامُ التِّبْنِ ) ، وهو ما تَكَسَّر منه .
( و )*! الحُثُّ أَيضاً : ( المُتَرَقْرِقُ ) ، هكذا في نسختنا ، وفي اللّسان : المدْقوق من كُلِّ شيْءٍ ، وفي التَّكْمِلَة : الخَفِيّ المُتَفَرِّقُ ( من الرَّمْلِ والتُّرَابِ ) وليس بطِينَةٍ صَمِغَة ، ( أَو اليَابِسُ ) الغَلِيظُ ( الخَشِنُ من الرَّمْلِ ) وأَنشد الأَصمعيّ :
حتّى يُرَى في يَابِسِ الثَّرْياءِ *!حُثّ
يَعْجِزُ عن رِيّ الطُّلَيِّ المُرْتَغِثْ
هكذا أَنشده ابنُ دُريْد ، عن عبدِ الرّحمن بن عبد الله ، عن عمّه الأَصمعيّ .
( و ) الحُثُّ ( : الخُبْزُ القَفَارُ ) ، عن أَبي عُبَيْد .
( ومَالَمْ يُلَتَّ من السَّوِيقِ ) ، يقال : سَوِيقٌ حُثٌّ ، أَي ليس بِدَقِيقِ الطَّحْنِ ، وقيل : غيرُ مَلْتُوت ، وكُحْلٌ حُثٌّ ، مِثلُهُ ، وكذالك مِسْكٌ حُثٌّ ، وأَنشد ابنُ الأَعْرابيّ .
إِنَّ بأَعْلاكِ لَمِسْكاً*! حُثَّا
(*! وحَثْحَثَ ) المِيلَ في العَيْنِ ( : حرَّكَ ) .
*!والحَثْحَثَةُ : الحَرَكَةُ المُتَدَارِكَةُ ، يقال : *!حَثْحَثُوا ذالك الأَمرَ ثمّ تَرَكُوهُ ، أَي حَرَّكُوه .
وحَيَّةٌ*! حَثْحَاثٌ ، ونَضْنَاضٌ : ذو حَرَكَةٍ دَائِمة ، وفي حَدِيث سَطِيح .
كأَنَّما *!حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَى ثَكَنْ
أَي حُثَّ وأُسْرِعَ .
____________________

(5/204)



( و )*! حَثْحَثَ ( البَرْقُ : اضْطَرَبَ ) وخَصّ بعضُهم به اضطرابَ البَرْقِ ( في السَّحابِ ) وانْتِحَالَ المَطَرِ ، أَو البَرَدِ أَو الثَّلْجه من غيرِ انْهِمَارٍ .
( *!والأَحَثُّ : ع ) في بلادِ هُذَيْلٍ ، ولهم فيه يومٌ مَشْهُورٌ ، قال أَبو قِلاَبَةَ الهُذَلِيّ :
يا دارُ أَعْرِفُهَا وَحْشاً مَنَاِلُها
بَيْنَ القَوَائِمِ مِن رَهْطٍ فأَلْبَانِ
فدِمْنَةٍ برُحَيَّاتِ *!الأَحَثِّ إِلى
ضَوْجَيْ دُفَاقٍ كسَحْقِ المَلْبَسِ الفانِي
( ) ومما يستدرك عليه :
*! الحِثَاثَةٌ بالكسر : الحَرُّ والخُشُونَةُ يَجِدُهُمَا الإِنْسَانُ في عَيْنَيْهِ ، قال راوِيَةُ أَمالِي ثَعْلَب : لم يَعْرِفْهَا أَبو العَبّاس .

وتَمْرٌ *!حُثٌّ : لا يَلْزَقُ بعضُهُ بِبَعْضٍ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، قال : وجاءَنا بِتَمْرٍ فَذَ ، وفَضِّ ،*! وحُثٍّ أَي لا يَلْزَقُ بعضُه بِبَعْضٍ .
وفَرَسٌ جَوادُ *!المَحَثَّةِ ، أَي إِذا *!حُثَّ جاءَه جَرْيٌ بعدَ جَرْيٍ .
*! وحُثَّ الرَّجُلُ ، بالضمّ ، : لُغَةٌ في جُثَّ بالجيم ، أَي ذُعِر ، فهو*! مَحْثُوثٌ : مَذْعُور .
*!والحِثَاثُ ، ككِتَابٍ : مَوضِعٌ من أَعْرَاضِ المدِينَةِ .
*!والحُثُّ ، بالضَّمّ : من مَنَازِل بَني غِفَارٍ بالحِجَاز .
حدث : ( حَدَثَ ) الشيءُ يَحْدُثُ ( حُدُوثاً ) ، بالضّمّ ، ( وحَدَاثَةً ) بالفَتْحِ : ( نَقِيضُ قَدُمَ ) ، والحَدِيثُ : نَقِيضُ القَدِيمِ ، والحُدُوثُ : نَقِيضُ القُدْمَةِ ، ( وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ ) كأَنَّه إِتْبَاعٌ ، ومثله كثِيرٌ .
وفي الصّحاح : لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيْءٍ من الكلامِ إِلا في هاذا المَوْضِعِ ، وذالك لمكَانِ قَدُمَ ، على الازْدِواج ، وفي حَديث ابن مَسْعُودٍ ( أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وهو يُصَلّي
____________________

(5/205)


فَلَمْ يَرُدَّ عليهِ السّلام ، قال : فأَخَذَنِي ما قَدُمَ ومَا حَدُثَ ) يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ ، يقال : حَدَثَ الشَّيْءُ ، فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ ، للازْدِوَاج .
والحُدُوثُ : كونُ شيْءٍ لم يَكُنْ ، وأَحْدَثَهُ الله فهو مُحْدَثٌ ، وحَدِيثٌ ، وكذلك استَحْدَثَهُ ، وفي الصّحاح : اسْتَحْدثْتُ خَبَراً ، أَي وَجَدْتُ خَبَراً جد 2 يداً .
( وحِدْثانُ الأَمْرِ ، بالكسْرِ : أَوَّلُه وابْتِداؤُه ، كحَدَاثَتِه ) ، يقال : أَخَذَ الأَمْر بِحِدْثَانِهِ وحدَاثَتِه ، أَي بأَوَّلِهِ وابْتِدائِه ، وفي حديثِ عائِشَةَ ، رضي الله عنها ، ( لولا حِدْثانُ قَوْمِكِ بالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها ) والمُرادُ به قُرْبُ عَهْدِهم بالكُفْرِ والخُرُوجِ منه والدُّخُول في الإِسلامِ وأَنَّهُ لم يَتَمَكَّنِ الدِّينُ في قُلُوبِهِم ، فإِن هَدَمْتُ الكَعْبَةَ وغيَّرْتُهَا رُبَّمَا نَفَرُوا من ذالك .
وحداثَةُ السِّنِّ : كِنَايَةٌ من الشَّبَابِ وأَوَّلِ العُمُرِ .
( و ) الحدثانُ ( من الدَّهْرِ : نُوَبُهُ ) وما يَحْدُثُ منه ( كحَوَادِثِهِ ) ، واحِدُها حادِث ، ( وأَحْدَاثُه ) واحِدُهَا حَدَثٌ .
وقال الأَزحهَرِيّ : الحَدَثُ من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ : شِبْهُ النَّازِلَةِ .
وقال ابنُ منظور : فأَمّا قولُ الأَعْشَى :
فإِمّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّةٌ
فإِنّ الحَوَادثَ أَوْدَى بِهَا
فإِنه حذف للضَّرُورَة وذلك لِمَكَان الحَاجَةِ إِلى الرِّدْفِ .
وأَمّا أَبُو عليَ الفَارِسِيّ ، فذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوَادِثَ مَوضعَ الحَدَثَانِ ، كما وَضَعَ الآخَرُ الحَدَثَانَ مَوْضعَ الحَوَادِث في قوله :
أَلاَ هَلَكَ الشِّهَابُ المُسْتَنِيرُ
ومِدْرَهُنَا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ
____________________

(5/206)



ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا أَلَمَّتْ
بنا الحَدَثَانُ والحَامِي النَّصُورُ
وقال الأَزهريّ : وربما أَنَّثَتِ العَرَبُ الحَدَثَانَ ، يَذْهَبُون به إِلى الحَوادِث .
وأَنشد الفَرّاءُ هاذين البَيْتَيْنِ ، وقال : تقولُ العَربُ : أَهْلَكَتْنَا الحَدَثَانُ ، قال : فأَمّا حِدْثَانُ الشَّباب ، فبكسرِ الحاءِ وسكون الدال .
قال أَبو عمرٍ و الشيبانيّ : ( تقول : ) أَتَيْتُهُ في رُبَّى شَبابِه ورُبَّانِ شَبَابِه ، وحُدْثَي شَبَابِه ، وحِدْثَانِ شَبَابِه ، وحَدِيثِ شَبَابِه ، بمعنًى واحِدٍ .
قلت : وبمثل هاذا ضبطَهُ شُرَّاحُ الحَمَاسَة ، وشُرَّاح ديوانِ المُتَنَبّى ، وقالُوا : هو مُحَرَّكة : اسمٌ بمعنى حَوَادِثِ الدَّهْرِ ونَوَائِبِهِ ، وأَنشدَ شيخُنا رحمه الله في شرحه قول الحَمَاسِيّ :
رَمَى الحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ
بمِقْدَارٍ سَمَدْنَ له سُمُودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً
وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودَا
مُحَرَّكَة ، قال : وكذلك أَنشَدَهما شَيْخَانا ابنُ الشّاذِليّ ، وابن المسناوِيّ ، وهُمَا في شرحِ الكافِية المالكيّة ، وشُرُوح التَّسْهِيل ، وبعضُهم اقْتَصَرَ على ما في الصّحاح من ضبطهِ بالكَسْرِ كالمُصَنّف ، وبعضُهُم زاد في التَّفَنُّنِ ، فقال : حَدَثانِ : تَثْنِيةُ حَدَث ، والمراد منهما : اللّيلُ والنّهَار ، وهو كقولهم : الجَديدانِ ، والمَلَوانِ ، ونحو ذالك .
( والأَحْدَاثُ : الأَمْطَارُ ) الحادِثَةُ في ( أَوَّل السَّنة ) ، قال الشاعر :
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حَتّى تَلاحَقَتْ
طَوائِفُه واهْتَزّ بالشِّرْشِرِ المَكحرُ
وفي اللسان : الحَدَثُ : مثلُ الوَلِيّ ، وأَرْضٌ مَحْدُوثةٌ : أَصابَها الحَدَثُ .
( و ) قال الأَزهرِيّ : شابٌّ حَدَثٌ :
____________________

(5/207)


فَتِيُّ السِّنِّ ، وعن ابن سيدَه : ( رَجُلٌ حَدَثُ السِّنّ ، وحَدِيثُهَا ، بَيِّنُ الحعدَاثَةِ والحُدُوثَةِ : فَتِيٌّ ) ، ورجالٌ أَحْدَاثُ السِّنِّ وحُدْثَانُهَا ، وحُدَثَاؤُهَا . ويقال : هاؤلاءِ قَوْمٌ حِدْثَانٌ : جَمْعُ حَدَثٍ ، وهو الفَتِيُّ السِّنِّ .
قال الجَوْهَريّ : ورَجُلٌ حَدَثٌ ، أَي شَابٌّ ، فإِن ذَكَرْتَ السِّنَّ قلتَ : حَدِيثُ السِّنّ . وهاؤلاءِ غلْمَانٌ حُدْثَانٌ ، أَي أَحْدَاثٌ .
وكلُّ فَتِيَ من النّاس والدَّوابِّ والإِبِلِ حَدَثٌ ، والأُنْثَى حَدَثَةٌ ، واستعملَ ابنُ الأَعْرَابِيّ الحَدَثَ في الوَعلِ ، قَالَ : فابذا كانَ الوَعِلُ حَدَثاً فَهُوَ صَدَعٌ ، كذا في اللّسان .
قلتُ : والذي قاله المصنّف صرَّحَ به ابنُ دُرَيْد في الجَمْهَرَة ، ووافقَه المُطَرِّزِيّ في كتابه غريب أَسماءِ الشّعراءِ ، وابنُ عُدَيْس ، كما نَقَلَه اللَّبْلِيُّ عنه من خَطَّه ، والذي قاله الجَوْهَرِيّ صَرّحَ به ثَعْلَبٌ في الفصيح ، واللِّحْيَانيّ في نَوادِرِه .
ونقل شيخُنَا عن ابنِ دُرُسْتَوَيه : العامَّة تقول : هو حَدَثُ السِّنِّ ، كما تقول : حَدِيثُ السِّنّ ، وهو خطَأٌ ؛ لأَن الحَدَثَ صِفَةُ الرّجُلِ نفْسِه ، وكان في الأَصل مصدَراً فوُصِفَ به ، ولا يُقَال للسِّنّ حعدَثٌ ، ولا للضِّرْس حَدَثٌ ، ولا لِلنَّابِ ، ولا تَحْتَاجُ معه إِلى ذِكْرِ السِّنِّ ، وإِنّمَا يقال للغُلامِ نفْسِه : هو حَدَثٌ ، لا غيرُ ، قال : فأَمّا الحَديثُ ، فصِفَةٌ يُوصَفُ بها كلُّ شيْءٍ قريبِ المُدَّةِ والعَهْدِ به ، وكذالك السِّنّ الحَدِيثَةُ النَّبَاتِ ، والحَدِيثُ السِّنِّ من الناسِ : القريبُ السِّنّ والمَوْلِدِ ، ثم قال : وعليه أَكثرُ شُرّاحِ الفَصِيحِ .
قلت : ( و ) به سُمّيَ ( الحَدِيث ) وهو : ( الجَدِيدُ ) من الأَشياءِ .
( و ) الحَديثُ ( : الخَبَرُ ) ، فهما مُترادِفانِ ، يأَتي على القَلِيلِ والكثيرِ ( كالحِدِّيثَي ) ، بكسرٍ وشدِّ دالٍ ، على وزن خِصِّيصَي ، تقول : سَمِعْتُ حِدِّيثَي حَسَنَةً ، مثل خِطِّيئَي ، أَي حَدِيثاً .
و ( ح أَحَادِيثُ ) ، كقَطيعٍ وأَقَاطِيعَ ، وهو ( شاذٌّ ) على غيرِ قِياسٍ
____________________

(5/208)


وقيل : الأَحادِيثُ جمع أُحْدوثة ، كما قاله الفَرّاءُ وغيرُه ، وقيل : بل جمع ( الحديث ) أَحْدِثَة ، على أَفْعِلَة ؛ ككَثِيبٍ وأَكْثبَة .
( و ) قد قَالُوا في جَمْعه : ( حِدْثانٌ ) بالكسر ، ( ويُضَمّ ) ، وهو قليل ، أَنشد الأَصمعيّ :
تُلَهَّى المَرْءَ بالحُدْثانه لَهْواً
وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ
ورواه ابنُ الأَعْرَابِيّ : بالحَدَثانِ محرّكَة ، وفسّره فقال : إِذا أَصابَه حَدَثَانُ الدَّهْرِ من مصائِبِه ومَرازِئه أَلْهَتْهُ بدَلِّها وحَدِيثِها ( عن ذلك ) .
( ورجلٌ حَدُثٌ ) بفتح فضمّ ( وحَدِثٌ ) بفتح فكسر ( وحِدْثٌ ) بكسر فسكون ( وحِدِّيثٌ ) كسِكِّينٍ ، زاد في اللّسَان ومُحَدِّث ، كلّ ذلك بمعنًى واحدٍ ، أَي ( كَثِيرُه ) حَسَنُ السِّيَاقِ له ، كلّ هاذا على النَّسَبِ ونحوه ، هاكذا في نسختنا ، وفي أُخرى : رَجُلٌ حَدُثٌ ، كنَدُسٍ ، وكَتِفٍ وشِبْرٍ ، وسِكِّيتٍ ، وهذا أَوْلَى ؛ لأَنّ إِعْرَاءَ الكلماتِ عن الضَّبْطِ غيرُ مناسبٍ ، وضبطَهَا الجوهريّ فقال : ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ ، بضم الدال وكسرها ، أَي حَسَنُ الحديثِ ، ورجلٌ حِدِّيثٌ مثلُ فِسِّيقٍ ، أَي كثيرُ الحَدِيثِ ، ففرّق بين الأَوَّلَيْن بأَنَّهُمَا الحَسَنُ الحديثِ ، والأَخِيرُ : الكثيرُه .
قال شيخُنا : وفي كلام غيرِه ما يَدُلُّ على تَثْلِيثِ الدَّالِ ، وقال صاحِبُ الواعي ، الحَدِث : من الرجال ، بضمّ الدّال وكسرها ، هو الحَسَنُ الحَدِيثِ ، والعامَّة تقول الحِدِّيث ، أَي بالكسر والتَّشْدِيد ، قال ، هو خَطَأٌ ، إِنما الحِدِّيثُ : الكثيرُ الحَدِيثِ .
( والحَدَثُ : محرّكةً : الإِبْداءُ ، وقد أَحْدَثَ ) ، من الحَدَثِ .
ويقال : أَحْدَثَ الرَّجُلُ ؛ إِذا صَلَّعَ وفَصَّحَ وخَضَفَ ، أَيَّ ذالك فَعَلَ ،
____________________

(5/209)


فهو مُحْدِثٌ . وأَحْدَثُه : ابْتَدَأَهُ وابْتَدَعَهُ ، ولم يَكخنْ قَبْلُ .
( و ) الحَدَثُ ( : د ، بالرُّومِ ) وفي اللسان : موضِعٌ متَّصل بِلادِ الرُّومِ ، مُؤَنَّثَةٌ ، زاد الصّاغانيّ : وعندَهُ جَبَلٌ يقال له : الأُحَيْدِبُ ، وقَدْ ذُكِرَ في موضِعِه .
( و ) الحَدِيثُ : ما يُحدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْدِيثاً ، وقد حَدَّثَهُ الحَدِيثُ ، وحَدَّثَهُ به .
وفي الصّحاح : ( المُحَادَثَةُ ) و ( التَّحَادُثُ ) والتَّحَدُّثُ والتَّحْدِيثُ معروفاتٌ .
( و ) المُحَادَثَةُ ( : جِلاءُ السَّيْفِ ، كالإِحْداثِ ) يقال : أَحْدَثَ الرّجُلُ سَيْفَه ، وحادَثَه ، إِذا جَلاهُ ، وفي حديثِ الحَسَن ( حَادِثُوا هاذه القُلُوبَ بذِكْرِ الله تَعالى ، فإِنها سَرِيعَةُ الدُّثُور ) معناه اجْلُوها بِالمَوَاعِظِ ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنْهَا ، وشَوِّقُوهَا حتّى تَنْفُوا عنْهَا الطَّبَعَ والصَّدَأَ الذي تَرَاكَبَ عَلَيْهَا ، وتَعَاهَدُوهَا بذالكَ ، كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ ، قال :
كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
( و ) من المَجَازِ : ما جَاءَ في الحَدِيث : ( قد كانَ في الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، فإِنْ يَكخنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بنُ الخَطّابِ ) قالوا : ( المُحَدَّثُ ، كمُحَمَّدٍ : الصَّادِقُ ) أَنَّهُم المُلْهَمُونَ ، والمُلْهَمُ هو الذِي يُلْقَى في نَفْسِه الشَّيْءُ فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِرَاسَةً ، وهو نَوْعٌ يَخُصُّ الله به من يَشَاءُ من عِبَادَه الذين اصْطَفى ، مثلَ عُمَرَ ، كأَنَّهُم حُدِّثُوا بشيْءٍ فَقَالُوه .
( و ) المُحْدَثُ ( بالتخفيف : ماءَانِ ) : أَحدُهما لِبَنِي الدِّيلِ بِتِهامَةَ ، والآخَرُ على سِتَّةِ أَمْيَالٍ من النَّقْرَة .
( و ) المُحْدَثُ أَيضاً : ( ة ، بوَاسطَ ) بالقُرْبِ منها ، ( و ) قَرْيَةٌ أُخرَى ( بِبِغْدَادَ ) .
____________________

(5/210)



( و ) المُحْدَثَةُ ( بهاءٍ : ع ) فيهِ ماءٌ ونَخْلٌ وجُبَيْلٌ يقالُ له : عَمُودُ المُحْدَثَةِ .
( وأَحْدَثَ ) الرجُلُ ( : زَنَى ) ، وكذلك المرأَةُ ، يُكْنَى بالإِحْدَاثِ عن الزِّنَا .
( والأُحْدُوثَةُ ) بالضَّمِ ( : ما يُتَحَدَّثُ به ) ، وفي بعض المُتُونِ : ما حُدِّثَ به .
ونقل الجَوْهَرِيّ عن الفَرّاءِ ، نُرَى أَنّ واحِدَ الأَحَادِيثِ أُحْدُوثَةٌ ، ثم جَعَلُوهُ جَمْعاً للحَدِيثِ .
قال ابنُ بَرِّيّ : ليسَ الأَمْرُ كما زَعَمَ الفَرّاءُ ؛ لأَنَّ الأُحْدُوثَةَ بمَعْنَى الأُعْجُوبَةِ ، يقال : قد صارَ فُلانٌ أُحْدُوثَةً .
فَأَمَّا أَحاديثُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا يكونُ واحدُهَا إِلاّ حَدِيثاً ، ولا يُكونُ أُحْدُوثَةً ، قال : وكذالك ذَكَرَهُ سِيبويْه في باب ما جاءَ جَمْعُه على غيرِ واحِدِه المُسْتَعْمَلِ ، كعَرُوضٍ وأَعارِيضَ ، وباطِلٍ وأَباطِيلَ ، انتهى .
قال شيخُنا : وصَرَّحُوا بأَنَّه لا فَرْقَ بينَها وبينَ الحَدِيثِ في الاستعمالِ والدَّلالَةِ على الخَيْرِ والشَّرِّ ، خلافاً لمن خَصَّهَا مما لا فَائدَةَ فيهِ ، ولا صِحَّةَ له ، كأَخْبَارِ الغَزعلِ ونحوِهَا من أَكاذِيبِ الععرَبِ ، فقد خَصَّ الفرّاءُ الأُحْدُوثَةَ بأَنّها تَكونُ للمُضْحِكاتِ والخُرَافَاتِ ، بخلافِ الحَدهيث ، وكذلك قالَ ابن هشام اللَّخْمِيّ في شَرْحِ الفَصِيح : الأُحْدُوثةُ لا تُسْتَعْمَلُ إِلاّ في الشَّرِّ ، ورد عليه أَبو جَعْفَرٍ اللَّبْلِيّ في شرحه ، فإِنّه قالَ : قد تُسْتَعْمعلُ في الخَيْرِ ، قال يعقُوبُ في إِصلاحِه : يُقَالُ : انتَشر له في النَّاسِ أُحْدُوثَةٌ حَسَنَةٌ ، قال أَبو جَعْفَر : فهاذا في الخَيْرِ ، وأَنشَدَ المُبَرّد :
وكُنْتُ إِذا ما زخرْتُ سُعْدَى بأَرْضِهَا
أَرَى الأَرْضَ تُطْوعى لي ويَدْنُو بَعِيدُهَا
مِنَ الخَفِراتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُهَا
إِذَا ما انْقَضَتْ أُحْدُوثَةٌ لو تُعِيدُها
____________________

(5/211)



ومثل ذالك أَورده الخَفَاجِيّ في سورةِ يُوسُف عليه السلام .
( و ) رَجخلٌ ( حِدْثُ المُلُوكِ ، بالكَسْرِ ) إِذا كَانَ ( صَاحِب حَدِيثِهِم ) وسَمَرِهِمْ .
وحِدْثُ نِسَاءٍ : يتَحَدَّثُ إِليْهِنّ ، كقَوْلِكَ : تِبْعُ نساءٍ ، وزِيرُ نِسَاءٍ .
( والحَادِثُ ، والحَدِيثَةُ ، وأَحْدُثٌ كأَجْبُل : مَوَاضِعُ ) :
فحَدِيثَةُ المَوْصِلِ : بُلَيْدَةٌ على دِجْلَةَ .
وحَدِيثَةُ الفُرَاتِ : قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ قُرْبَ الأَنبارِ . ذَكرَهما الشّهابُ الفَيُّومي ، والشمسُ محمدُ بن محّمدِ الحُميديّ في الرّوضِ المِعْطَار في خبر الأَمْصار .
وأَمّا حَادِثُ : فإِنها قَرْيةٌ على ساحِلِ بحرِ اليَمَنِ .
وأَحْدُثٌ . لغةٌ في أَجْدُثٍ ، ذكرَه السُّكّريّ في شَرْح شِعْر هُذَيل ، وأَنشدَ بيتَ المُتَنَخِّل السابق في الجيم ، قال الصّاغَاني : وليس بتصحيفِ أَجْدُث بالجيم .
والحَدَثَةُ ، مُحَرَّكةً : وادٍ قُرْبَ مَكّةَ ، أَعلاه لِهُذَيْل وأَسْفَلُهُ لكِنَانَة .
( وأَوْسُ بنُ الحَدَثانِ ) بنِ عَوْفِ بنِ رَبِيعَة النَّصْريّ ، ( مَحَرّكَةً : صحَابِيٌّ ) مَشْهُور مِن هَوازِن ، نادَى أَيّامَ مِنًى أَنّهَا أَيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ ، روى عنه ابنُه مالك ، وقد قيلَ : إِنّ لابْنِه هاذا صُحْبةً أَيضاً ، وهو منقولٌ من حَدَثَانِ الدَّهْرِ ، أَي صُرُوفه ونَوَائبه .
( ) ومما يستدرك عليه :
حَدَثَ الأَمْرُ : وَقَعَ .
ومُحْدَثَاتُ الأُمورِ : ما ابتَدَعَهُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ من الأَشْيَاءِ التي كان السَّلَفُ الصَّالِحُ على غيرِها ، وفي الحديثِ : ( إِيّاكُم ومُحَدَثَاتِ الأُمُور ) جَمْعُ مُحْدَثِة : بالفتْح : هو ما لم يكن مَعْرُوفاً في كتابٍ ولا سُنّة ولا إِجْماعٍ .
وفي حديثِ بني قُرَيْظَةَ ( لَمْ يَقْتُلْ من نسائِهِمْ إِلاّ امْرَأَةً واحِدةً كَانَتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً ) قيل : حَدَثُها أَنّها سَمَّتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
____________________

(5/212)



وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ( كلُّ مُحْدَثةٍ بِدْعَةٌ ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلاَلَةٌ ) .
وفي حديث المَدِينَة : ( مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً ، أَو آوَى مُحْدِثاً ) ، الحَدَثُ : الأَمرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمُعْتَادٍ ولا مَعْرُوفٍ في السُّنّة ، والمُحْدِثُ يُروَى بكسِر الدّال وفتحها ، على الفاعِل والمَفْعُول ، فمعنَى الكسْرِ : من نَصَرَ جانهياً وآوَاه وأَجَارَه من خَصْمِه ، وحال بينَه وبينَ أَن يقْتَصَّ مِنْهُ ، والفتْ : هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ، ويكونُ معنى الإِيواءِ فيه : الرِّضا بهه ، والصَّبْرَ عَلَيْهِ ، فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعَةِ ، وأَقرَّ فاعِلَها ولم يُنْكِرْهَا عليه ، فقد آواهُ .
واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً ، أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيداً ، قال ذو الرُّمّة :
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراً
أَم راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ
كذا في الصحاح .
وفي حديث حُنَيْنٍ ( إِنّي لأُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأْلَّفُهُم ) وهو جَمْعُ صِحَّة لحَدِيثٍ ، فَعِيل بمعنى فاعِل .
وفي حديث أُمّ الفَضْل : ( زَعَمَت امْرَأَتِي ( الأُولَى أَنها أَرْضَعَت امْرَأَتي ) الحُدْثَى ) هي تأْنيثُ الأَحْدَثِ ، يريدُ المَرْأَةَ التي تَزوَّجها بعدَ الأُولَى .
وقال الجَوْهَرِيّ : الحَدَثُ والحُدْثَى والحَادِثَةُ والحَدَثَانُ كُلُّه بمعنًى .
والحَدَثَانُ ، محرّكةً : الفَأْسُ التي لها رَأْسٌ واحِدَةٌ ، على التَّشْبِيه بحَدَثَانِ الدَّهْرِ ، قال ابنُ سِيده : ولم يَقُلْه أَحَدٌ ، أَنشد أَبو حنيفة :
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثَانُ فِيهِ
إِذَا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابَا
قال الأَزهريّ : أَرادَ بجَوْنٍ جَبَلاً ،
____________________

(5/213)


وقوله : أَجَابا ، يعني صَدَى الجَبَلِ تَسْمَعُه .
قلت : الشعر لعُوَيْجٍ النَّبْهانيّ .
والحِدْثَانُ بِالكَسْر جمعُ الحَدَثانِ ، محرَّكَةً ، على غير قياس ، وكذالك كِرْوانٌ ووِرْشَانٌ ، في كَرَوَان ووَرَشَان ، ونَحَطُوا ، أَي زَفَرُوا ، كذا حَقَّقه الصَّاغانِيّ في العُبَاب في نحط .
وسَمّى سيبويْهِ المَصْدَرَ حَدَثاً ؛ لأَنّ المصادرَ كُلَّهَا أَعراضٌ حادِثَةٌ ، وكسَّره على أَحْدَاث ، قال : وأَمّا الأَفْعَالُ فأَمْثِلَةٌ أُخِذَتْ من أَحْدَاثِ الأَسْمَاءِ .
وفي حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها : ( أَنَّهَا جَاءتْ إِلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فوَجعدَتْ عندَهُ حُدَّاثاً ) أَي جَمَاَعَةً يَتَحَدَّثُون ، وهو جَمْعٌ على غيرِ قِياس ، حَمْلاً على نَظِيرِه ، نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ ، فإِنّ السُّمَّارَ المُحَدِّثُونَ .
وفي الحديث : ( يَبْعَثُ الله السَّحَابَ ، فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ ، وَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيثِ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ في الخَبَرِ أَنَّ حَدِيثَهُ الرَّعْدُ ، وضَحِكَهُ البَرْقُ ، وشُبِّهَ بالحَدِيثِ ؛ لأَنّه يُخْبِرُ عن المَطَرِ وقُرْبِ مجيئِهِ ، فصارَ كالمُحَدِّثِ به ، ومنه قول نُصَيْبٍ :
فَعَاجُوا فَأَثْنَوْا بالّذِي أَنْتَ أَهْلُه
ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقَائِبُ
وهو كَثيرٌ في كَلامهم ، ويجوزُ أَن يكون أَرادَ بالضَّحِكِ افْتِرارَ الأَرْضِ وظُهُورَ الأَزْهَارِ ، وبالحَدِيثه ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ من صِفَةِ النَّبَاتِ وذِكْرِهِ ، ويُسَمَّى هذا النّوعُ في عِلْم البَيَانِ المَجَازَ التَّعْلِيقيَّ ، وهو من أَحسَنه أَنواعِه .
وتَرَكْتُ البِلادَ تَحَدَّثُ ، أَي تَسْمَعُ فيها دَوِيًّا ، حكاه ابن سِيدَه عن ثعلب .
ومن المجاز : صاروا أَحادِيثَ ، كذا في الأَساس .
وناقَةٌ مُحْدِثٌ ، كمُحْسِ : حدِيثَةُ النّتَاج ، نقله الصّاغَانيّ .
حرث : ( الحَرْثُ : الكَسْبُ ) ، كالاحْتِرَاثِ ، وفي الحَدِيثِ ( أَصْدَقُ الأَسماءِ
____________________

(5/214)


الحَارِثُ ) ؛ لأَنَّ الحارِثَ هو الكاسِبُ ، واحْتِراثُ المالِ كَسْبُه ، والإِنْسانُ لا يَخْلُو من الكَسْبِ طَبْعاً واخْتِيَاراً .
قال الأَزهريّ : والاحتِراثُ : كَسْبُ المال ، والحَرْثُ العَمَلُ للدُّنْيا والآخِرَةِ ، وفي الحَدِيثِ ( احْرُثْ لدُنْياكَ كأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً ، واعْمَلْ لآخرَتكَ كَأَنَّكَ تموتُ غَداً ) . وفي الأَساس : ومن المجاز : احْرُثْ لآخِرَتِكَ ، أَي اعْمَلْ لَهَا .
وقد أَطال فيه الهَرَوهيُّ في الغَرِيبَيْن ، والأَزهريُّ في التَّهْذيب ، ونقله على طُولِهِ ابنُ مَنْظُورٍ في لسانه .
( و ) الحَرْثُ ( : جَمْعُ المالِ ) وكَسْبُه .
وَحَرَثَ ، إِذا اكْتَسَب لِعِياله واجْتَهَدَ لَهُم ، يقال : هو يَحْرُثُ لعيالِهِ ، ويَحْتَرِثُ ، أَي يَكْتَسِبُ ، وفي التّنزيلِ العَزِيزِ { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا } ( سورة الشورى ، الآية : 20 ) أَي كَسبَهَا .
( و ) الحَرْثُ ( : الجَمْعُ بَيْنع أَرْبَعِ نِسْوَةٍ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و ، وقَدْ حَرِثَ كسَمِعَ .
( و ) الحَرْثُ ( : النِّكاحُ بالمُبَالَغَةِ ) ونَصُّ ابن الأَعرابيّ : الجِمَاعُ الكَثِيرُ ، وقد حَرَثَها إِذا جَامَعَها جاهِداً مُبَالِغاً ، وأَنشد المُبَرِّد .
إِذَا أَكَلَ الجَرَادُ حُرُوثَ قَوْمٍ
فحَرْثِي هَمُّه أَكْلُ الجَرادِ
( و ) الحَرْثُ ( : المَحَجَّةُ المَكْدُودَةُ بالحَوَافِرِ ) ، لكَثْرَةِ السَّيْرِ عليها .
( و ) الحَرْثُ ( : أَصلُ جُرْدَانِ الحِمَارِ ) ، وهو نَصُّ عبارةِ الأَزْهَرِيَّ في التّهْذِيب ، وغيرِ واحدٍ من الأَئِمَّة ، والجُرْدَانُ ، بالضم : قَضِيبُ كلِّ ذي حافِر ، فلا يُلْتَفَتُ إِلى قولِ شيخنا : هو من إِغْرَابِه على النّاس .

( و ) من المجاز : الحَرْثُ ( : السَّيْرُ على الظَّهْرِ حَتّى يُهْزَلَ ) ، قال ابنُ الأَعرابيّ : حَرَثَ الإِبِلَ والخَيْلَ وأَحْرَثَهَا : إِذا سَارَ عليها حَتّى تُهْزَلَ ، وفي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ ( أَنَّهُ قالَ للأَنْصَارِ : ما فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمُ ؟ قالُوا : أَحْرَثْنَاهَا يَوْمَ بَدْر ) أَي أَهْزَلْنَاها ، يقال : حَرَثْتُ الدَّابَّةُ وأَحْرَثْتُهَا ، أَي أَهْزَلْتُهَا .
____________________

(5/215)



( و ) الحَرْثُ ، والحِرَاثَةُ : العَمَلُ في الأَرْضِ زَرْعاً كانَ أَو غَرْساً .
وقَدْ يكُونُ الحَرْثُ نَفْسَ ( الزَّرْع ) وبه فَسّرَ الزّجّاجُ قولَه تعالى : { 5 . 017 أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فاءَهلكته } ( سورة آل عمران ، الآية : 117 ) .
حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً ، وفي التَّهْذِيب : لحَرْثُ : قَذْفُكَ الحَبَّ فِي الأَرْضِ للازْدِراعِ ، والحَرَّاثُ : الزَّرّاعُ ، وقد حَرَثَ ، واحْتَرَثَ ، مثل : زَرَعَ ، وَازْدَرَعَ .
( و ) من المجاز : الحَرْثُ ( : تَحْرِيكُ النَّارِ ) وإِشْعالُهَا بالمِحْراثِ .
( و ) من المَجَاز : الحَرْثُ ( : التَّفْتيشُ ) . ظاهرُ كلامِه الإِطْلاقُ ، يقال : حَرَثَ إِذا فَتَّشَ ، وفي كلامِ بعضِ الأَئِمَّةِ : الحَرْثُ : تَفْتِيشُ الكتَابِ وتَدَبُّرُه .
( و ) الحَرْثُ ( : التَّفَقُّهُ ) ، يقال : حَرَثَ ، إِذا تَفَقَّهَ ، ويقالُ : احْرُثِ القُرْآنَ ، أَي ادْرُسْه ، وهو مَجاز ، وحَرَثْتُ القُرْآنَ أَحْرُثُهُ ، إِذا أَطَلْتَ دِرَاسَتَه وتَدَبَّرْتَه ، وفي حديثِ عبدِ الله ( احْرُثُوا هاذا القرْآنَ ) أَي فَتِّشُوه وثَوِّرُوه ، وفي بعضِ النُّسَخِ ، النَّفَقَةُ ، بالنُّون ، وهو خَطَأٌ .
( و ) الحَرْثُ : ( تَهْيِئَةُ الحَرَاثِ ، كسَحَاب ) : اسمٌ ( لِفُرْضَةِ ) ، بالضمّ تكون ( في طَرَفِ القَوْسِ يَقَعُ فِيهَا الوَتَرُ ، وهي الحُرْثَةُ ، بالضّمّ ، أَيضاً ) والجَمْع حُرَثٌ .
قال الأَزْهَرِيُّ : والزَّنْدَةُ تُحْرَثُ ثُمَّ تُكْظَرُ بعدَ الحَرْثِ ، فهو حَرْثٌ ما لم يُنْفَذْ ، فإِذا أُنْفِذَ فهو كُظْرٌ .
( فِعْلُ الكُلّ ) مما تقدّمَ ( يَحْرِثُ ) بالكسر ( ويَحْرُثُ ) بالضّمّ ، إِلاَّ حَرَثَ ، بمعنَى جَمَعَ بين أَربَعِ نِسْوَةٍ ، فقد ضَبَطَه أَبو عَمْرٍ و كسَمِعَ ، وكذا حَرِثَ إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ ، فقد ضبطَ الصاغانيّ إِيّاهما كسَمِعَ ، فَتَأَمَّلْ .
( وبَنُو حَارِثَةَ : قَبِيلَةٌ ) من الأَوْس .
( والحَارِثِيُّونَ مِنْهُم ) جماعة ( كَثِيرُونَ ) من الصَّحابَةِ ، وغيرِهم .
____________________

(5/216)



( وذُو حُرَثَ ، كزُفَرَ : ابنُ حُجْرٍ ) ، بالضَّمِّ فسْكونٍ ( أَو ) هو ( ابنُ الحارِثِ الرُّعَيْنِيّ ) الحِمْيَرَىّ ( جَاهِلِيُّ ) من أَهْلِ بَيْتِ المُلْكِ ، نقله الصاغَانِيّ .
( وكزُبَيْرٍ : اسْمٌ ) .
( وكأَمِيرٍ : مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرِيثٍ البُخَارِيُّ المُحَدِّثُ ) أَبُو عبدِ الله ، حَدَّث عنه مُحَمَّدُ بنُ عِيسى الطَّرَسُوسِيّ .
( وحُرْثَانُ بالضمّ : اسْمٌ ) وهو حُرْثَانُ ابنُ قَيْسِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ دُودَانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ ، منهم عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنِ بنِ حُرْثَانَ .
( والحَارِثُ : الأَسَدُ ) قال شيخُنَا : هو عَلَمُ جِنْسٍ عليه ، وهذا غريبٌ ، ( كَأَبِي الحَارِثِ ) كُنْيَتُه ، وهو الأَشْهَرُ ، وعليه اقتصر الجَوْهَرِيّ ، وابنُ مَنْظُورٍ ، وسيأْتي لذالك المزيدُ في حفص .
( و ) الحَارِثُ ( : قُلَّةُ جَبَلٍ بِحَوْرَانَ ) ، هاكذا في النُّسخ التي بأَيْدِينا ، والصواب على ما في الصحاح وغيره قُلَّةٌ من قُلَلِ الجَوْلانِ وهو جَبَلٌ بالشامِ في قول النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ ، يَرْثِي النّعْمانَ بنَ المُنْذِر :
بَكَى حَارِثُ الجَوْلانِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ
وحَوْرَانُ مِنْهُ خائِفٌ مُتَضَائِلُ
قال ابنُ مَنْظُورٍ : قوله : من فَقْدِ رَبِّه ، يعني به النّعْمَانَ ، قال ابنُ بَرِّيّ : وقوله : وحَوْرَانُ منه خَائِفٌ ، كقول جَرِير :
لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ
سُورُ المَدِينَةِ والجِبَالُ الخُشَّعُ
( و ) الحَارِثُ : اسمٌ ، قال سيبَوَيْه : قال الخَلِيلُ : إِنّ الذين قالُوا الحارث إنما أَرادُوا أَن يَجّعَلُوا الرَّجُلَ هو الشَّيْءَ بعَيْنِه ، ولم يَجعَلُوه سُمِّيَ به ، ولاكنَّهُم جعَلُوه كأَنَّهُ وصْفٌ له غَلَبَ عليهِ ، قال : ومن قال : حَارِثٌ بغير أَلف
____________________

(5/217)


ولامٍ فهو يُجْرِيه مُجْرَى زَيْدٍ ، قال ابنُ جِنِّي : ( إِنَّمَا تَعَرَّفَ الحارثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغَالِبَةِ بالوَضْع دون اللاّم ، وإِنَّمَا أُقِرَّت اللاّمُ فيها بعد النّقْلِ وكَونِها أَعلاماً ، مُراعَاةً لمذْهَب الوصْفِ فيها قبل النقْل ) وجَمْعُ الأَوّل : الحُرَّثُ والحُرَّاثُ ، وجمع حَارِثٍ : حُرَّثٌ وحَوارِثُ ، قال سيبويهِ : ومن قال حارِثٌ ، قال في جَمعِه : حَوَارِث ، حيث كان اسْماً خاصًّا كزَيْدٍ .
( والحَارِثَانِ ) : الحارِثُ ( بنُ ظَالِمِ ابنِ جَذِيمَةَ ) ، بالجيم ، هكذا المَعْرُوفُ عندَ أَهله اللُّغَةِ ، ووقع في بعض نُسَخ الصّحَاحِ مضبوطاً بالحاءِ المهملة ، وذكره أَيضاً في فصل حذم ، فقال حَذِيمَة بن يَرْبُوع ، والمعروفُ عندَ أَهل النَّسَبِ جَذِيمَةُ بالجيم ، وهو ابنُ يَرْبُوع بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ ( و ) الحَارثُ ( بنُ عَوْفِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ ) ابن مُرَّةَ بنِ نُشْبَةَ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ ، صاحِبُ الحَمَالَةِ .
( والحَارِثَانِ ) في بَاهِلَةَ : الحَارِثُ ( بنُ قُتَيْبَةَ ، و ) الحارِثُ ( بنُ سَهْم ) ابنِ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ قُتَيْبَةَ .
( وسَمَّوْا حَارِثَةَ ، وحُوَيْرِثاً ، وحُرَيْثاً ) كَزُبَيْرٍ ، وحَرِيثاً ، كأَمِير ( وحُرْثَانَ بالضّمّ ) ، وقد تقدم ، فهو تَكْرَارٌ ( وحَرَّاثاً ، ككَتَّانٍ ) ومُحَرِّثاً ، كمُحَدِّث ومُحَارِثاً ، كمُقَاتِل .
( و ) مُحَرَّثاً ( كمُحَمَّدٍ ) ، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو اسْمُ جَدِّ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ مُحَرَّثٍ ، وصَفْوانُ هذا أَحَدُ حُكّامٍ كِنَانَةَ .
( والحُرْثَةُ بالضّمّ : ما بَيْنَ مُنْتَهَى الكَمَرَةِ ومَجْرَى الخِتَانِ ) .
والحُرْثَةُ أَيضاً : المَنْبِتُ ، عن ثعلب .
وعن الأَزْهَرِيّ : الحُرْثَةُ عِرْقٌ في أَصْلِ أُدَافِ الرَّجُلِ .
( والحِرَاثُ ، ككِتَابٍ : سَهْمٌ لم يَتِمَّ بَرْيُه ) ، وذالك قَبْل أَن يُرَاشَ .
____________________

(5/218)



( و ) الحِرَاثُ ( : سِنْخُ ) بالكسر ( النَّصْلِ ) . وعبارةُ ابنِ سيده : الحِراثُ مَجْرَى ( الوَتَرِ ) في القَوْسِ ، و ( ج أَحْرِثَةٌ ) كغِطَاءٍ وأَغْطِيةٍ .
( و ) في حَدِيثِ بَدْرٍ ( اخْرُجُوا إِلى معَايِشِكُمْ وحَرَائثكُمْ ) . ( الحَرَائِثُ : المكَاسِبُ ) ، من الاحْتِرَاثِ والاكْتِسَابِ و ( الواحد حَرِيثَةٌ ) .
( و ) قال الخَطّابِيّ : الحَرَائِثُ هي : ( الإِبِلُ المُنْضَاةُ ) ، قال : وأَصْلُه في الخَيْلِ إِذا هُزِلَت ، فاستُعِيرَ للإِبِلِ ، قال : وإِنّمَا يُقَالُ في الإِبِل : أَحْرَفْنَاهَا ، بالفاءِ ، يقال : ناقَةٌ حَرْفٌ ، أَي هَزِيلَةٌ ، ويُروَى ( حرَائِبِكخم ) بالحاءِ والباءِ الموحودة جمْع حَرِيبَةٍ وهو مالُ الرَّجُلِ الذِي يقومُ بأَمْرِه ، وقد تقدصم ، والمَفْروفُ بالثاءِ .
( و ) حُرَثُ ( كصُرَدٍ : أَرْضٌ ) ( ياليَمَن ) .
( وذُو حُرَثَ أَيضاً : حِمْيَرِيٌّ ) : وقد تقدم قريباً ، فهو تَكْرَار .
( و ) من المجاز : حَرَثَ النَّارَ بالمِحْرَاثِ : حَرَّكَها ، ( المِهْرَثُ ) كمِنْبَرٍ ( والمِحْرَاثُ ) كمِحْرابٍ ( : ما ) أَي خَشَبَةٌ ( تُحَرَّكُ بِهِ النّارُ ) في التَّنُّورِ ، والحَرْثُ : إِشْعالُ النَّارِ ، على ما تقدَّمَ .
ومِحْرَاثُ النَّارِ : مِسْحَاتُهَا الّتي تُحرَّكُ بِهَا النارُ .
( والحَارِثِيَّةُ : ع ، م ) أَي موضعٌ معروف ببَغْدَادَ ( بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ ) منها . ( منها ) الإِمامُ المُحَدِّثُ ( قاضِي القُضَاةِ سَعْدُ الدِّينِ ) أَبو مُحَمَّد ( مَسْعُودُ ) بنُ أَحْمَدَ بنِ مَسْعُودِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبَّاسٍ ( الحَارِثِيُّ ) الحَنْبَلِيّ البَغْدَادِيّ قاضي القُضَاةِ بمِصْر ، سمع من الأَخَوَيْن : أَبي الفَرَجِ عبدِ اللّطِيف وعبدِ العَزِيز ، ابْنَيْ عبدِ المُنْعِم
____________________

(5/219)


الحَرَّانِيّ ، وابنِ عَلاَّقِ ، وابنه عَزُّونَ ، وأَبي الطَّاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ مُرْتَضَى الحَارِثِيّ ، وغيرِهم ، حَدَّثَ عنه السُّبْكِيُّ ، وذكَرَه في مُعْجَمِ شيوخه ، توفي سنة 711 بمصر ( وهو ابنُ الحَارِثِ بنِ مالِكِ بن عَبْدَانَ ) ، بالعين المهملة والموحّدة ، وفي بعض النسخ غَيْدَان ، بالغَيْن المعجمة والتَّحتيّة .
( وقولهم : بَلْحَارِث ، لبني الحَارِثِ ابنِ كَعْبٍ ، من شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ ) ؛ لأَنّ النُّونَ والّلامَ قَرِيبَا المَخْرَجِ ، فلمّا لم يُمْكِنْهُم الإِدْغَامُ ، لسكون اللاّم ، حَذَفُوا النُّونَ ، كما قَالُوا : مَسْتُ وظَلْتُ ( وكذالك يَفْعَلُونَ في كُلِّ ) وفي نسخَة : بكلّ ( قَبِيلَةٍ تَظْهَرُ فيها لامُ المَعْرِفَةِ ) مثل : بَلْعَنْبَرِ وبَلْهُجَيْمِ ، فأَمْا إِذا لم تَظْهَرِ الّلام ، فلا يكونُ ذالك .
( وأَبُو الحُوَيْرِثِ ) وهو المَعْرُوف ( ويقال : أَبو الحُوَيْرِثَةِ ) وهو قولُ شُعْبَةَ ( : عبدُ الرَّحْمانِ بنُ مُعَاوِيَةَ ) ابنِ الحُوَيْرِث الأَنْصَارِيّ الزَّرْقيّ المَدَنيّ ( مُحَدِّث ) مشهورٌ بكُنْيته ، صَدُوقٌ سَيِّىءُ الحِفْظُ ، رُمِيَ بالإِرجاءِ ، مات سنةَ ثلاثين ، وقيل : بعْدَهَا ، أَخرجَ له أَبو دَاوودَ والنَّسَائيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
كيف حَرْثُك ، أَي المَرْأَةُ ، وهو مَجازٌ ، والمَرْأَةُ حَرْثُ الرَّجُلِ ، أَي يكون ولَدُه منها ، كأَنّه يَحْرُث ليَزْرَعع ، وفي التنزيل العزيز : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } ( سورة البقرة ، الآية : 223 ) قال الزّجّاج : زَعَمَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنّه كِنَايَةٌ .
والحَرْثُ : مَتَاعُ الدُّنْيَا .
والحَرْثُ : الثَّوَابُ والنَّصِيبُ ، وفي التنزيل العزيز : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الاْخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ } ( سورة الشورى ، الآية : 20 ) .
وحَرَثَ الأَمْرَ : تَذَكَّرَهُ واهْتَاجَ لَهُ ، قال رُؤبَة :
والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذَا لَمْ يُحْرَثِ
والحَرِثَةُ بفتحٍ فكسرٍ : بَطْنٌ من غَافِقٍ ، منهم أَبو مُحَمَّدٍ لَبِيبُ
____________________

(5/220)


ابنُ عبدِ المُؤْمِن ابنِ لَبِيبٍ الفَرَضِيّ ، كان من الخَوَارِج .
ومِحْرَاثُ الحَرْبِ : ما يُهَيِّجُهَا .
وأَبو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَارِثٍ المُحَارِثِيّ ، شيخٌ لأَبِي سَعْدٍ المَالِينيّ ، هاكذا ضَبَطَه الحافظ .
والحَارِثُ الحَرَّابُ ، في حرب .
والحَرَّاثُ : الكَثِيرُ الأَكْلِ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
وفي التهذيب : أَرضٌ مَحْرُوثَةٌ ومُحْرَثَةٌ : وَطِئَها النّاسُ حتى أَحْرَثُوهَا وحَرَثُوهَا ، ووُطِئتْ حتى أَثارُوهَا .
وفي الحديث : ( وعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ ) قال ابنُ الأَثِير : هاكذا جَاءَ في بعضِ طُرُقِ البُخَارِيّ ومُسْلِم ، قيل : هي مَنْسُوبَةٌ إِلى حُرَيْثٍ ، رجُلٍ من قُضَاعَةَ ، قال : والمَعْرُوفُ جَوْنِيّة ، وهو مذكُورٌ في موضِعِهِ ، والله أَعلم .
وحَرَثَ عَنْفَقَتعه بالسِّكِّينِ : قَطَعَهَا ، وهو مجاز ، وفي بعض نُسخ الأَساس : عُنُقَهُ .
وعُمَرُ بنُ حَبِيبِ بنِ حَمَاسَةَ بنِ حُوَيْرِثَةَ الخَطْمِيّ : جَدُّ أَبي جَعْفَر .
وبَنِي حُرَيْث ، كزُبَيْر ، قريةٌ بمصْرَ .
حربث : ( الحُرْبُثُ ) والحُثْرُبُ كلاهما ( بالضَّمّ : نَبْتٌ ) وفي المُحْكَم : نَبَاتٌ سُهْلِيٌّ ، وقيل : لا يَنْبُتُ إِلاّ في جَلَدٍ ، وهو أَسْوَدُ ، وزَهْرَتُه بيضاءُ ، وهو يَتَسَطَّح قُضْباناً ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
غَرَّكَ مِنّي شَعَثِي ولَبَثِي
ولِمَمٌ حَوْلَكَ مِثْلُ الحُرْبُثِ
قال : شَبَّهَ لِمَمَ الصِّبْيَانِ في سَوادِهَا بالحُرْبُثِ ، والحُرْبُثُ ، بَقْلَةٌ نحو الإِيْهُقَانِ صفراءُ غَبْرَاءُ تُعْجِبُ المالَ ، وهي من نَبَاتِ السَّهْلِ .
وقال أَبو حَنِيفَةَ : الحُرْبُثُ : نَبْتٌ
____________________

(5/221)


يَنْبَسِطُ على الأَرْضِ ، له وَرَقٌ طُوَالٌ ، وبين ذالك الطُّوَالِ وَرَقٌ صِغارٌ .
وقالَ أَبو زِيَاد : الحُرْبُثُ : عُشْبٌ من أَحْرَارِ البَقْلِ .
وفي التَّهْذِيبِ : الحُرْبُثُ : من أَطْيَبِ المَرَاعِي ، ويقال : أَطْيَبُ الغَنَمِ لَبَناً ما أَكَلَ الحُرْبُثَ والسَّعْدانَ ، كذا في اللّسَان ، والله أَعلَم .
( ) ومما يُسْتَدْرك عليه :
حُرْبُثَةُ بنُ عبدِ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ بالضَّمّ : شاعِرٌ فارِسٌ ، ذَكَرَه الآمِدِيُّ ، وقيّدَه هاكَذَا .
حركث : ( الحَرْكَثَةُ ) أَهمله الجوهَرِيُّ ، وصاحِبُ اللّسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( الزَّعْزَعَةُ ) ، يقال : حَرْكَثَهُ من مَوضِعِهِ .
حفث : ( الحَفِثُ ، ككَتِفٍ ) ذاتُ الطَّرَائِقِ من الكَرِشِ ، زاد الأَزهريّ : كأَنَّها أَطباقُ الفَرْثِ . وقيل : هِيَ هَنَةٌ ذاتُ أَطْبَاقٍ أَسْفَلَ الكَرِشِ إِلى جَنْبِهَا ، لا يَخْرُجُ منها الفَرْثُ أَبداً ، يكونُ للإِبِل والشَّاهءِ والبَقَرِ ، وخَصَّ ابنُ الأَعْرَابِيّ به الشَّاءَ وَحْدَه دونَ سائِرِ هاذه الأَنْوَاعِ .
وقال الجَوْهَرِيّ : الحَفِثُ ( حَفِثُ ) الكَرِشِ ، وهي ( القِبَةُ ) بكسرِ القاف وتخفِيفِ المُوَحَّدة وتشديدِهَا ( كالحَفِثةِ ) ، بزيادة الهاءِ ( والحِفْثِ ) بالكسر ، ( ج أَحْفَاثٌ ) .
وفي التهذيب : الحَفِثُ والفَحِثُ : الذي يكونُ مع الكَرِشِ ، وهو يُشْبِهُهَا .
وقال أَبو عَمرٍ و : الفَحِثُ : ذاتُ الطَّرِائقِ ، والقِبَة الأُخْرَى إِلى جَنْبِه وليس فيها طَرَائِق ، قال : وفيها لُغَاتٌ حَفِثٌ ، وحَثِفٌ ، وحِفْثٌ وحِثْفٌ ، وقيل فِثْحٌ ، وثِحْفٌ ، ويُجْمَع الأَحْثَافُ والأَفْثَاحُ والأَثْحَافخ كلٌّ قد قِيلَ .
( و ) الحَفِثُ ( : حَيَّةٌ عظِيمَةٌ كالجِرابِ ) .
____________________

(5/222)



( والحُفَّاثُ ، كَرُمّانٍ : حَيَّةٌ أَعْظَمُ مِنْهَا ) أَرْقَشُ أَبْرَشُ يأْكُلُ الحَشِيشَ ، يَتَهَدَّدُ ولا يَضُرُّ أَحَداً .
وقال الجوهريّ : الحُفَّاثُ : حَيَّةٌ تَنْفُخُ ولا تُؤذِي ، قال جرير :
أَيُفَايِشُون وقَدْ رَأَوْا حُفّاثَهُم
قَدْ عَضَّهُ فَقَضَى عليهِ الأشحَعُ
ونقل الأَزهريّ عن شَمِرٍ : الحُفَّاث : حَيَّةٌ ضَخْمٌ عَظِيمُ الرَّأْسِ ، أَرْقَشُ أَحمَرُ ( أَكدَرُ ) يُشْبِهُ الأَسْوَدَ ، وليس بِهِ ، إِذا حَرَّبْتَهُ انْتَفَخَ وَرِيدُه ، قال : وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : هو أَكْبَرُ من الأَرْقَمِ ، وَرَقَشُهُ مثلُ رَقَشِ الأَرْقَمِ ( لا يَضُرّ أَحَداً ) وجمعُه حَفَافِيثُ ، وقال جرير :
إِنّ الحَفَافِيثَ عِنْدِي يا بَنِي لَجَإِ
يُطْرِقْنَ حِينَ يَصُولُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ
( و ) يُقَال للغَضْبَان إِذا انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ : قد احْرَنْفَشَ حُفّاثُهُ ، على المَثَلِ .
وفي النّوادِر : افْتَحَثْتُ ما عندَ فُلانٍ وابْتَحَثْتُ بمعنًى واحدٍ ، كذا في اللسان ، والله أَعلم .
( والحَفَاثِيَةُ ، ككَرَاهِيَة : الضَّخْمُ ) العَظِيم .
حلتث : ( الحِلْتِيثُ ) ، بالمُثَلَّثة لغةٌ في ( الحِلْتِيتِ ) عن أَبي حنيفةَ .
حنث : ( الحِنْثُ ، بالكَسْرِ ) : الذَّنْبُ العَظِميخ ، و ( الإِثْمُ ) ، وفي التَّنْزِيل العزيز { 5 . 017 وكانوا يصرون على الحنيث العظيم } ( سورة الواقعة ، الآية : 46 ) وقيل : هو الشِّرْكُ ، وقد فُسِّر به هذه الآيَةُ أَيضاً .
( و ) الحِنْثُ ( : الخُلْفُ في اليَمِينِ ) وفي الحَدِيث : ( اليَمِينُ حِنْثٌ أَو مَنْدَمَةٌ ) الحِنْثُ في اليَمِين : نَقْصُها ، والنَّكْثُ فيها ، وهو من الحِنْثِ : الإِثمِ ، يقول : إِمّا أَنْ ينْدَمَ على ما حَلَفَ
____________________

(5/223)


عَلَيْه ، أَو يَحْنَثَ ، فيَلْزَمَه الكَفّارةُ .
وحَنِثَ في يَمِينِه : أَثِمَ .
وقال ابنُ شُمَيْل : على فُلانٍ يَمِينٌ قد حَنِثَ فيها ، وعليه أَحْنَاثٌ كثيرةٌ .
وقال : فإِنَّمَا اليَمينُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ والحِنْثُ حِنْثُ اليَمِينِ إِذا لَمْ تَبَرّ .
( و ) الحنْثُ ( : المَيْلُ من باطِلٍ إِلى حَقَ ، أَو عَكْسُه ) قال خالدُ بنُ جَنْبَةَ : الحِنْثُ : أَن يَقُولَ الإِنْسَانُ غيرَ الحَقِّ .
( وقد حَنثَ ) الرَّجُلُ في يَمِينِه ( ، فعَلِمَ ) حِنْثاً وحَنَثاً ، ( وأَحْنَثْتُه أَنا ) في يمينِه ، فحَنِثَ إِذا لمْ يَبَرَّ فِيها .
( والمَحَانِثُ : مَوَاقِعُ ) الحِنْثِ ( الإِثْمِ ) ، قيل لا واحِدَ لهُ ، وقيل : واحِدُه مَحْنَثٌ ، كمَقْعَدٍ ، وهو الظّاهِر ، والقِيَاس يَقْتَضِيه ، قاله شيخنا .
ومن المَجَاز : هو يَتَحَنَّثُ من القَبِيحِ أَي يَتَحَرَّجُ ويَتَأَثَّمُ .
( وتَحَنَّثَ ) إِذا ( تَعَبَّدَ ) ، مثل تَحَنَّفَ ، وفي الحديث : ( كانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فيَتحَنَّثُ فيهِ ( اللَّيَالِيَ ) ) أَي يتَعَبَّد ، وفي روايَة ( كَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فيَتَحَنَّثُ فيهِ وهو التَّعَبُّدُ اللّيَالِيَ ( ذَوَاتِ العَدَدِ ) ) ، قال ابن سِيدَه : وهذا عندِي على السَّلْبِ ، كأَنَّه يَنفِي بذالك الحنْثَ الذِي هو الإِثْمُ عن نفْسه ، كقوله تعالى : { وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } ( سورة الإسراء ، الآية : 79 ) أَي انْفِ الهُجُودَ عن عيْنِك ، ونَظِيرُه تَأَثَمَ ، وتَحَوَّبَ ، أَي نَفَى الإِثْمَ والحُوبَ .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يَتَحَنَّثُ أَي يَفعَلُ فِعْلاً يَخْرُج به من الحِنْثِ ، وهو الإِثْمُ والحَرَجُ ، ويُقَالُ : هو يَتحَنَّثُ ، أَي يَتَعَبَّدُ لله ، قال : وللعربِ أَفعالٌ تُخالِفُ مَعَانِيهَا أَلْفَاظَها ، يقالُ : فلانٌ يَتَنَجَّسُ ، إِذا فَعَل فِعْلاً يَخْرُجُ به من النَّجَاسَةِ ، كما يُقَال : فلانٌ يَتَأَثَّمُ ويَتَحَرَّجُ ، إِذا فَعَلَ فِعْلاً يخرُجُ به من الإِثْمِ والحَرَجِ ، وفي حديثِ حَكِيمِ ابنِ حِزَامٍ : ( أَرأَيْتَ أُموراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها في الجَاهِلِيَّةِ ، من صِلَةِ
____________________

(5/224)


رَحِمٍ وصَدَقَةٍ ) ، أَي أَتَقَرَّبُ إِلى الله تعالى بأَفْعالٍ في الجَاهِلِيّةِ .
وفي التَّوْشِيحِ : يَتَحَنَّثُ ، أَي يتَعَبَّدُ ، ومعناه إِلقاءُ الحِنْثِ عن نَفْسِه ، كالتَّأَثُّمِ والتَّحَوُّبِ .
قال الخَطَّابِيّ : وليس في الكلامِ تَفَعَّلَ : أَلْقَى الشيءَ عن نَفْسِه غير هاذِه الثَّلاثة ، والباقي بمعنَى تَكَسَّبَ ، قال شيخُنَا : وزادَ غيرُه تَحَرَّجَ ، وتَنَجَّسَ ، وتَهَجَّدَ ، كما نقلَهُ الأَبِّيّ عن الثَّعْلَبِيّ ، فصارت الأَلفاظُ سِتَّةً .
قال شيخُنَا : قولُ المصنّف ( اللَّيَالِيَ ذواتِ العَدَدِ ) وَهَمٌ ، أَوقعَه فيه التَّقْلِيدُ في الأَلفاظ دونَ استعمالِ نَظَرٍ ، ولا إِجْرَاءٍ لمُتُونِ اللَّغَةِ على حَقَائِقِها ، فكأَنَّهُ أَعْمَلَ قولَ الزُّهْرِيِّ الّذهي أَدْرَجَهُ في شرحِ قَوْلهِم في صِفَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : كانَ يَأْتِي حِراءً فَيَتَحَنَّثُ فيه ، قال الزُّهْرِيّ : وهو ، أَي التَّحَنُّثُ : التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَد ، فظَنَّ المصنِّفُ أَنّ قولَه : الَّيَالِيَ ذوات العدَد قَيْدٌ في تَفْسِيرِ يَتَحَنَّث ، وقد صَرّحَ شُرّاحُ البُخَارِيّ ، وغيرُهم من أَهلِ الغَرِيبِ ، بأَنَّ قولَ الزُّهْرِيّ ، اللّيَالِي ذَواتِ العَدَدِ ، إِنّمَا هو لِبَيَانِ الوَاقِعَةِ ، ذَكرَها اتّفاقِيَّةً ، لا أَنّ التَّحَنُّثَ هو التَّعَبُّدُ بقَيْدِ اللّيَالهي ذَواتِ العَدَدِ ، فإِنّه لا قائِلَ بِه ، بل التَّحَنُّثُ هو التَّعَبُّد المُجَرَّدُ ، صرَّحَ به غيرُ واحِدٍ ، فلا معنى لتَقْيِيدِ المُصَنِّفِ به . قلت وهو بحثٌ قَوِيٌّ .
( أَو ) تَحَنَّثَ ( : اعتَزَلَ الأَصْنَامَ ) ، وهاكذا في الصّحَاح واللِّسَان .
( و ) تَحَنَّثَ ( من كذا : تَأَثَّمَ مِنْهُ ) ، ويجوز أَن تَكونَ ثاؤُه بَدَلاً عن الفَاءِ ، صرّحَ به الزَّمَخْشَرِيُّ وغيره .

( ) ومما يستدرك عليه :
بلَغَ الغُلامُ الحِنْثَ ، أَي الإِدراكَ والبُلُوغَ ، وهو مَجازٌ ، وقيل : إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى عليه القَلَمُ بالطَّاعَةِ والمَعْصِيَةِ ، وفي الحديث : ( مَنْ ماتَ لهُ ثلاثَةٌ من الوَلَدِ لم يَبْلُغُوا الحِنْثَ دَخَلَ من أَيِّ أَبواب الجَنَّة شَاءَ ) أَي
____________________

(5/225)


لم يَبْلُغوا مَبْلَغَ الرِّجَالِ ، يقال : بلغَ الغُلامُ الحِنْثَ ، أَي المَعْصيَةَ والطَّاعَةَ ، و ( قيل : ) الحِنْثُ : الحُلُمُ .
وفي اللسان : يُقَالُ للشّىءِ الّذِي يَخْتَلِفُ النّاسُ فيهِ ، فيَحْتَمِلُ وَجْهَيْن : مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ .
والحِنْثُ : الرُّجُوعُ في اليَمِين .
وفي الحديث : ( يَكْثُرُ فِيهِم ( أَوْلاَد الحِنْثِ ) أَي أَولاد الزِّنَا ، من الحِنْثِ المَعْصِيَةِ ، ويُروى بالخَاءِ المُعْجَمَة والبَاءِ المُوَحَّدَةِ .
حنبث : ( حَنْبَثٌ ، كجَعْفَرٍ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ دُريد : هو ( اسمٌ ) ، قال : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه .
حنكث : ( الحَنْكَثُ ، كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال الصَّاغَانِيّ : هو ( نَبْتٌ ) ، هاكذا نقلَه في التَّكْملة .
حوث : (*! الحَوْثُ ، عِرْقُ*! الحَوْثَاءِ لِلْكَبِدِ ) ، عن النّضْر ، وقيل : الكَبِدُ ( وما يَلِيها ) قال الرّاجز :
إِنّا وَجَدْنَا لَحْمَهُ طَرِيَّا
الكِرْشَ*! والحَوْثاءَ والمَرِيَّا
( و ) أَوْقعَ بهِم فلانٌ ، ف ( تَرَكهم *!حَوْثَ بَوْثَ ، وحَيْثَ بَيْثَ ) ، بالوَاو وبالياءِ ، ( وحِيثَ بِيثَ ) بكسر أَوّلِهما ، مبنِيّات على الفَتْح في الكُلّ ( *!وحاث باثِ ) ، مبنيّان على الكسْرِ ( *!وحَوثاً بَوْثاً ) بالتّنوين ( : إِذا فَرَّقَهُمْ وبَدَّدَهُم ) .
وتَرَكَهُم*! حَوْثاً بَوْثاً ، أَي مُختلِفِين .
*! وحاثِ باثِ مبنيّانه على الكسر : قُمَاشُ النّاسِ .
وقال اللِّحْيانيّ : تَرَكْتُه *!حاثِ باثِ . ولم يُفَسِّرْه .
قال ابنُ سِيدَه : وإِنّمَا قَضَيْنَا على أَلفِ حاثِ أَنّهَا مُنْقَلِبَةٌ عن الواو ،
____________________

(5/226)


وإِن لم يَكُنْ هُنَالك ما اشْتُقَّتْ منه ، لأَنَّ انْقِلابَ الأَلِفِ إِذا كانتْ عيْناً عن الوَاوِ أَكْثَرُ من انقِلابِهَا عن اليَاءِ .
وروى الأَزْهَرِيّ عن الفراءِ ، قال : معنَى هاذه الكلمات : إِذا أَذْلَلْتَهُم ودَقَقْتَهُم .
وقال اللِّحْيَانيّ : معناهُ إِذا تَرَكْتَهُ مُخْتَلِطَ الأَمْرِ ، فأَمَّا حاثِ باثِ فإِنه خَرَجع مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذَامِ ، وأَما حِيثَ بيثَ ، فإِنّه خَرَجَ مَخْرَجَ حِيصَ بِيصَ .
وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ . يقالُ : تَرَكْتُهُم حاثِ باثِ ، إِذا تَفَرَّقُوا ، قال : ومِثْلُهُمَا في الكلامِ مُزْدَوِجاً : خاقِ باقِ ، وهو صوْتُ حَرَكَةِ أَبِي عُمَيْرٍ في زَرْنَبِ الفَلْهَمِ قال : وخَاشِ ماشِ : قُماشُ البَيْتِ ، وخَازِ بَازِ : وَرَمٌ ، وهو أَيضاً صَوْتُ الذُّبَابِ ، وتركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ ، إِذا دَقَّتْهَا الخَيْلُ .
( و ) قد (*! أَحاثَ الأَرْضَ *!واسْتَحاثَها : أَثَارَهَا ) ،*! وأَحَاثَتْهَا الخَيْلُ ،*! وأَحَثْتُ الأَرْضَ وأَبَثْتُهَا .
وقال الفرّاءُ : *!أَحْثَيْتُ الأَرْضَ وأَبْثَيْتُهَا ، فهي*! مُحْثَاةٌ ومُبْثَاةٌ ، وقال ( غيرُه ) :*! أَحَثْتُ الأَرْضَ وأَبَثْتُهَا فهي*! مُحاثَةٌ ومُبَاثَةٌ ، *!والإِحَاثَةُ والإِبَاثَةُ*!والاسْتِحَاثَةُ والاسْتِبَاثَةُ ، واحدٌ .
( و ) *!اسْتَحَاثَ الأَرْضَ ، إِذا ضَاعَ شَيءٌ و ( طَلَبَ مَا فِيهَا ) .
والاستِحَاثَةُ : الاسْتِخْراجُ .
( و ) أَحاثَ ( الشَّيْءَ : حَرَّكَهُ وفَرَّقَهُ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وقوله أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ :
بِحَيْثُ نَاصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا
مَوحرُ الكَثِيثِ فجَرَى وحَاثَا
قال ابنُ سِيدَه : لم يُفسِّرْه ، قال : وعندي أَنّه أَرادَ : *!وأَحَاثَا ، أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ ، فاحْتَاجَ إِلى حَذْفِ الهَمْزَة
____________________

(5/227)


فحَذَفهَا ، قال : وقد يَجُوز أَن يُرِيدَ : وحَثَا ، فقَلَبَ .
(*! وحَوْثُ ) بالواو ( لُغَةٌ في حَيْثُ ، طائِيَّة ) ، صَرّح به شَيْخُهُ ابنُ هِشَام ، في المغنِي ، أَو تَمِيمِيَّة ، وقال اللِّحْيَانيّ : هي لُغَةُ طَيِّىءٍ فقط . قال ابنُ سِيده : وقد أَعْلَمْتُك أَنّ أَصلَ حَيْثُ إِنّمَا هُو حَوْثُ على ما نَذْكُره في تَرْجَمَةِ حيث ، ومن العَرَبِ من يَقُول : حَوْثَ ، فيفتح ، رواه اللِّحْيَانيّ عن الكِسَائِيّ ، كما أَنّ منهم من يقول : حَيْثَ ، رَوى الأَزْهَرِيّ بإِسْنَادِه عن الأَسوَدِ . قال : سَأَلَ رَجخلٌ ابنَ عُمَرَ : كيْف أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ ؟ قال : ارْمِ بِهِما*! حَوْثُ وَقَعَتَا . قال الأَزْهَرِيّ : كذا رَوَاهُ لَنَا ، وهي لغةٌ صحِيحَةٌ ، حَيْثُ وحَوْثُ : لُغَتَان جَيِّدتانِ ، والقرآنُ نزلَ باليَاءِ ، وهي أَفصحُ اللُّغَتَيْنِ .
(*! والحَوْثاءُ : المرأَةُ السَّمِينَةُ ) التَّارَّةُ ، وسيأْتي في الخَاءِ المعجمةِ فيما بعدُ .
(*! والحُوثَةُ ، بالضّمّ ، اسمٌ ) نقله الصاغَانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!حُوثُ بالضَّمّ : قَريةٌ من بِلاد عَبْس بالقُرْبِ من تَعِزّ ، منها عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أَبي القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ فَضْلٍ ( الله ) بنِ ثَامِرٍ العَكِّيّ الفَزارِيّ العَبْسِيّ الحَنَفِيّ ويعرف بالنَّجْرِيّ ، أَحَدُ العُلَمَاءِ المَشْهُورِين ، ترجمه السَّخَاوِيّ في الضَّوْءِ .
حيث : (*! حَيْثُ : كَلِمَةٌ دالَّةٌ على المَكَانِ ) ؛ لأَنّه ظَرفٌ في الأَمْكِنَةِ ، ( كحِينَ في الزَّمانِ ) وهو مَذْهَبُ الجُمْهُور ، وحَكَى عليه جماعَةٌ الاتّفَاقَ ، قال شيخُنَا : وقد خالَفَ الأَخفشُ ، فادّعى أَنها تأْتِي وتَرِدُ للزّمَانِ ، وأَقوى شاهِدٍ على دَلالَتِهَا على الزّمَان قوله :
*! حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ الله
نَجَاحاً في غَابِرِ الأَزْمَانِ
وإِن بحثَ فيه الدَّمامِينِيُّ في التُّحْفَةِ ، وتَكَلَّفَ للجَوَابِ ، وهي ظَرفٌ ، وتَدْخُلُ عليها ما الكَافَّةُ ، فتَتَضَمَّنُ
____________________

(5/228)


معنَى الشَّرْطِ ، كما في البَيْتِ ، ولها أَحكامٌ مَبْسُوطَةٌ في المُغْنِي وغيرِهِ .
( ويُثَلَّثُ آخِرُه ) قال شيخُنَا : أَي مع كُلَ من الياءِ والواوِ والأَلف عند بعضِهم ، فهي تسعُ لُغَاتٍ ، ذَكَرَها ابنُ عُصْفُورٍ وغيرُه ، وبه تَعْلَم قُصورَ كلامِ المُصَنِّف .
قلت : هاذا الذِي ذكَره شيخُنا إِنما هُو في قولهم : تركتُه حاثِ باثِ ، وحَوحثَ بَوْثَ ، وحَيْثَ بَيْثَ بالواو ، والياءِ ، والأَلف ، مع التَّثْلِيثِ في آخِرِهِ وأَما فيما نَحْنُ فِيهِ ، فلم يَرِدْ فِيه إِلا حَوْثُ وحَيْثُ ، ولم يرد حاثَ ، ولم يَقُلْ أَحدٌ : إِن الأَلِفَ لغةٌ فيه ، وسَنَذْكُرُ في ذلك كلامَ الأَئِمَّةِ . حتَّى يَظْهَرَ أَنّ ما ذكرَه شيخُنَا إِنّمَا هو تَحَامُلٌ فقط .
ففي التكملة :*! حَيْثِ مبنيًّا على الكسْر : لُغَةٌ في الضمْ والفتح .
وفي اللسانِ : حَيْثُ : ظرفٌ مُبْهَمٌ من الأَمْكنَة ، مضمومٌ ، وبعضُ العربِ يَفْتَحُه ، وزعموا أَنَّ أَصْلَها الواو ، قال ابنُ سيده : وإِنمَا قلَبُوا الواوَ ياءً طلبَ الخفَّة ، قال : وهاذا غيرُ قَوِيَ .
وقال بعضهم : أَجْمَعَتِ العربُ على رفع حيثُ في كل وَجْهٍ ، وذلك أَنَّ أَصلَها حَوْثُ فقُلِبت الواو ياءً ؛ لكثرةِ دُخُولِ اليَاءِ على الوَاو فقيل : حَيْثُ ، ثمّ بُنِيَتْ على الضَّمّ ؛ لالتقاءِ السَّاكِنَينِ ، واختِيرَ لها الضَّمُّ ليُشْعِرَ ذلكِ بأَن أَصلَهَا الواو ، وذالك لأَنَّ الضَّمةَ مُجَانسةٌ للواوِ ، فكأَنّهم أَتْبَعُوا الضَّمِّ الضَّمّ قال الكِسَائِيّ : وقد يكون فيها النَّصْبُ يَحْفِزخهَا ما قبلَهَا إِلى الفَتْح .
قال الكِسَائِيّ : سَمِعْتُ في بني تَميمٍ من بَنِي يَرْبُوعٍ وطُهَيَّةَ من يَنْصِبُ الثاءَ على كلِّ حالٍ : في الخفْضِ ، والنصْبِ ، والرفْع ، فيقول : حَيْثَ الْتَقَيْنَا ، ومن حَيْثَ لا يَعْلَمُون ، ولا يُصِيبه الرَّفْعُ في لُغَتِهم ، قال : وسمعتُ في بني الحَارِثِ ابنِ أَسَدِ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ وفي بَنِي فَقْعَسٍ كُلِّهَا يَخْفِضُونَهَا في
____________________

(5/229)


موضع الخَفْضِ ، ويَنْصِبُونَها في موضع النَّصْب فيقول : من حيثه لا يَعْلَمُونَ ، وكانَ ذلك *!حَيْثَ التَقَيْنَا .
وحكى اللِّحْيَانيّ ، عن الكِسَائِيّ أَيضاً : أَنّ مِنْهُم مَن يَخْفِ بحيْثُ ، وأَنشد :
أَمَا تَرَى حَيْثُ سُهَيْل طَالِعَا
قال : وليْسَ بالوَجْهِ .
وقال الأَزْهَرِيّ عن اللَّيْث : للعَرَبِ في حَيْثُ لُغَتَان : فاللُّغَةُ العَالِيَةُ حَيْثُ ، الثَّاءُ مَضْمُومَةٌ ، وهو أَداةٌ للرَّفْع يرفَعُ الاسم بعدَهُ ، ولُغَةٌ أُخْرَى حَوْثُ ، روايةٌ عن العَرَبِ لبَنِي تَمِيمغ : ( يَظنّون حيثُ في موضع نَصْبٍ يقولون الْقَهُ حيثُ لَقِيتَه ونحو ذلك كذالك ) .
وقال ابنُ كَيْسَانَ : حَيْثُ حَرفٌ مبْنِيٌّ على الضَّمِّ وما بعدَهُ صِلَةٌ له ، يرتفعُ الاسمُ بعدَه على الابتداءِ : كقولك : قُمْتُ حَيْثُ زَيدٌ قائِمٌ ، وأَهلُ الكُوفَةِ يُجهيزُونَ حَذفَ قائم ، ويرفَعُونَ*! بحيثُ زَيْداً ، وهو صِلةٌ لها ، فإِذا أَظْهَرُوا قائماً بعدَ زيْدِ أَجازُوا فيه الوَجْهَيْنِ : الرفع ، والنصْبَ ( فَيرفعون الاسمَ أَيضاً وليس بِصِلَةٍ لها ، ويَنصبون خَبَره ويرفعونه ، فيقولون : قامت مقام صِفَتين ، والمعنى : زيدٌ في مَوضع فيه عمرٌ و . فَعَمْرٌ و مُرْتَفِعٌ بفيه ، وهو صِلةٌ للموضِع ، وزَيدٌ مرتفع بفي الأُولَى وهي خَبرُه ، وليست بصِلةٍ لشيءٍ ) .
قال : وأَهلُ البَصْرَةِ يقُولون : حيثُ مُضَافَةٌ إِلى جُمحلَةِ ( ف ) لذلك لم تَخْفِضْ وأَنشد الفرَّاءُ بيتاً أَجازَ فِيهِ الخَفْضَ ( وهو قوله :
أَما تَرَى*! حَيْثَ سُهِيْلٍ طَالِعَا
فلمّا أَضافَهَا فتحها كما يفعل بعِنْد وخَلْف ) .
وقال أَبو الهَيْثَمِ : ( حيث ظَرفٌ من الظُّرُوف يَحتَاج إِلى اسمٍ وخَبَر ، وهي تجمع
____________________

(5/230)


معنى ظَرْفَيْنِ ، كقولك : حيثُ عبدُ الله قاعِدٌ زيدٌ قائمٌ . المعنَى : الموضعُ الذي فيه عبد الله قاعدٌ زيد قائمٌ ، قال و ) حَيْثُ من حروفِ المَوَاضِع ، لا من حرُوفِ المَعَانِي ، وإِنما ضُمَّتْ ؛ لأَنّها ضُمِّنَتْ الاسم الذي كانتْ تَسْتَحِقُّ إِضافَتَهَا إِليه ، قال : وقالَ بعضُهُم : إِنَّمَا ضُمَّ ؛ لأَنّ أَصلَهَا حَوْثُ ، فلما قَلَبُوا واوَدهَا ياءً ضَمُّوا آخِرَها . قال أَبُو الهَيْثَمِ : وهذا خَطَأٌ ؛ لأَنَّهُم إِنّما يُعْقِبُون في الحرف ضَمَّةً دالَّةً على واوٍ ساقِطَةٍ .
قال الأَصمعيّ : ومما تخطِىءُ فيه العَامَّةُ والخَّاصَّةُ باب حِيْنَ *!وحَيْثُ ، غَلِطَ فيه العُلَمَاءُ مثلُ أَبي عُبَيْدَةَ وغيره .
قال أَبو حاتمٍ : رأَيتُ في كتابِ سيبويه أَشياءَ كثيرةً ، يَجْعَلُ حِينَ حَيْثُ ، وكذلك في كتابِ أَبي عُبَيْدَة بِخَطِّه .
قال أَبو حاتِمٍ : واعلمْ أَنّ حِينَ وحيْثُ ظَرْفَانِ : فحينَ ظرفٌ من الزَّمَانِ ، وحَيْثُ ظرفٌ من المَكَانِ ، ولكُلِّ واحد منهما حَدٌّ لا يُجَاوِزُه ، والأَكثرُ من النّاس جعلوهُما معاً . والله أَعلم .
2 ( فصل الخاءِ ) المعجمة مع المثلثة ) 2
خبث : ( الخَبِيثُ : ضِدُّ الطَّيِّبِ ) من الرّزْقِ والوَلَدِ والنّاسِ ، والجَمْعُ خُبْثَاءُ وخِبَاثٌ ، وخَبِثَةٌ ، عن كُرَاع ، قال : وليس في الكلام فَعِيلٌ يُجْمَع على فَعَلَة غيره ، قال : وعندي أَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا فيه فاعِلاً ولذالك كَسَّرُوه على فَعَلَة ، وحكَى أَبو زيد في جَمْعِه خُبُوثٌ ، وهو نادرٌ أَيضاً .
والأُنْثى خَبِيثَةٌ ، وفي التنزيل العزيز { وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَئِثَ } ( سورة الأعراف ، الآية : 157 ) .
ثم إِنّ شيخَنا ضبطَ الجمعَ الثّانِيَ بزيادةِ الأَلِفِ ، ونَظَّره بأَشْرافِ ، والذِي في سائر أُمّهات اللُّغَةِ خِبَاثٌ ، بالكَسْرِ من غير ، أَلف ونَظَّرَ الجمعَ الثَالِثَ بِضَعِيفِ وضَعَفَة ، وقال : لا ثالثَ لهما ، أَي في الصّحِيح ، وإِلاّ مطْلَقاً
____________________

(5/231)


فيَرِدُ عليه مثل سَرِيّ وسَرَاة . قلت : وقد عرفتع ما فيه قَرِيباً .
وقد ( خَبُثَ ككَرُمَ ) يَخْبُثُ ( خُبْثاً ) ، بالضَّمّ ، ( وخَبَاثَةً ) ، ككَرَامَة ، ( وخَبَاثِيَةً ) ، ككَرَاهِيَةٍ الأَخِيرُ عن ابن دُرَيْد : صار خَبِيثاً .
( و ) خَبُثَ الرجُلُ ، فهو خَبِيثٌ ، وهو ( والرَّدِىءُ الخَبُّ ) أَي الماكرُ الخادِعُ من الرّجالِ ، وهو مجازٌ ( كالخَابِثِ ) وهو الرَّدِىءُ من كُلّ شيْءٍ .
( و ) قد ( خَبثَ ) الشَّيْءخ ( خُبْثاً ) .
( و ) الخَبِيثُ والخَابِثُ : ( الذِي يَتَّخَذُ أَصْحَاباً ) أَو أَهْلاً ، أَو أَعْوَاناً ( خُبَثَاءَ ، المُخْبِثِ كمُحْسِنٍ ، والمَخْبَثَانِ ) .
وفي اللّسان : أَخْبَثَ الرَّجُلُ ، أَي اتَّخَذَ أَصْحَاباً خُبَثَاءَ ، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ ، يقال : يا مَخْبَثان : والأُنْثى مَخْبَثَانَةٌ ، ويقال للرَّجُلِ والمرأَةِ معاً : يَا مَخْبَثَانُ ، وفي حديثِ سعيدٍ ( كَذَبَ مَخْبَثانٌ ) هو الخَبِيثُ ، وكأَنّه يَدُلّ على المُبَالَغَةِ ( أَو مَخْبَثَانُ مَعْرِفَةٌ ) كما عَرفْتُ ( و ) قالَ بعضُهُم : لا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ ( خَاصّةً في النِّدَاءِ ) .
( وقد أَخْبَثَ ) الرَّجُلُ : صارَ ذا خُبْث .
واتَّخَذَ أَعواناً خُبْثَاءَ ، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ .
( و ) يقال للذَّكَرِ : ( يا خُبَثُ ، كلُكَعٍ ، أَي يا خَبِيثُ ) .
( و ) يقال ( للمرأَة : يا خَبِيثَةُ ، و يا خَبَاثِ ، كقَطَامِ ) معدولٌ من الخُبْثِ .
ورُوِيَ عن الحَسَنِ أَنّه قال يخاطب الدُّنْيَا : ( خَبَاثِ . قَدْ مَضَضْنَا عيدَانَكِ ، فوَجَدْنا عَاقِبَتَهُ مُرًّا ) وقول المصنّف ( يا خَبِيثَةُ ) ، هاكذا في النّسخ التي عِنْدَنَا كُلِّهَا ، ولم أَجِدْه في ديوانٍ ، وإِنما ذَكَرُوا خُبَثَ وخَبَاثِ ، نعم أَوردَ في اللّسَان حديثَ الحَجّاجِ
____________________

(5/232)


أَنه قالَ لأَنَس : يا خِبْثَة ، بكسر فسكون ، يريد يا خَبِيث ، ثم قَالَ : ويقال للأَخْلاقِ الخَبِثَةِ : يا خِبْثَةُ ، فهذا صَحِيحٌ لَكِنّه يُخَالِفُه قولُه : وللمَرْأَةِ ، إِلا أَنْ يكُونا في الإِطْلاقِ سواءً ، كمَخْبَثَان ، وعلى كُلِّ حالٍ فيَنْبَغِي النَّظَرُ فيه ، وقد أَغْفَلَه شيْخُنا على عادَتِه في كثيرٍ من الأَلفاظِ المُبْهَمَة .
( و ) في الحَدِيث : ( لا يُصَلِّي الرَّجُلُ وهو يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ ) ( الأَخْبَثَانِ ) عَنَى بهما ( البَوْل والغَائِط ) كذا في الصّحاح ، وفي الأَساس : الرَّجِيعُ والبَوْلُ .
( أَو البَخَر والسَّهَر ) وبه فسّر الصّاغَانيّ قولَهُم : نَزَلَ بهِ الأَخْبَثانِ .
( أَو السَّهَر والضَّجَر ) .
وعن الفرّاءِ : الأَخْبَثَانِ : القَيْءُ والسُّلاَحُ ، هكذا وجَدْتُ كلَّ ذلك قد وَرَدَ .
( و ) من المجاز : ( الخُبْثُ بالضَّمّ : الزِّنا ) .
( و ) قد ( خَبُثَ بها ، ككَرُمَ ) أَي فَجَرَ ، وفي الحديث : ( إِذا كَثُرَ الخُبْثُ كَانَ كَذا وكَذَا ) أَرادَ الفِسْقَ والفُجُورَ ، ومنه حديثُ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ ( أَنّه أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمبِرَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ وُجِدَ مَعَ أَمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا ) أَي يَزْنِي .
( والخَابِثَ : الخَبَاثَةُ ) .
( والخِبْثَةُ ، بالكَسْرِ : في ) عُهْدَةِ ( الرَّقيقِ ) وهو قولُهُم : لأداءَ ولا خِبْثَةَ ولا غَائِلَةَ . فالدَّاءُ : ما دُلِّسَ بهِ من عَيْبٍ مَخْفِيَ أَو عِلَّةٍ ( باطِنَة ) لا تُرَى ، والخِبْثَةُ ( أَنْ لا يَكُونَ طِيَبَةً ) بكسر الطّاءِ وفتح التحتيّة المخفّفة ، ( أَي ) لأَنّه ( سُبِيَ من قَوْمٍ لا يَحِلُّ اسْتِرْقَاقُهُم ) ، لعهدٍ تَقَدَّمَ لهم ، أَو حُرِّيّةٍ في الأَصلِ ثَبَتَتْ لهم ، والغَائِلَةُ : أَن يسْتَحِقَّهُ مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحّ له ، فيجبُ على بائِعه رَدُّ الثمنِ إِلى
____________________

(5/233)


المُشْتَرِي . وكُلُّ مَنْ أَهلَكَ شيئاً فقد غَالَه واغْتَالَهُ ، فكأَنّ اسْتِحْقَاقَ المَالِكِ ( إِيّاه ) صار سبباً لهلاكِ الثَّمَنِ الذي أَدْاه المُشْتَرِي إِلى البائِعِ .
( الخِبِّيثُ ، كَسِكِّيتٍ ) : الرَّجُلُ ( الكَثِيرُ الخُبْثِ ) ، وهاذا هو المَعْرُوفُ من صِيَغِ المُبَالَغَةِ ، غير أَنّه عبّر في اللّسَانِ بالخَبِيثِ من غير زيادةِ الكَثْرِ ، وقال ( ج خِبِّيثُونَ ) .
( والخِبِّيثَي ) بكسر وتشديد الموحّدة : اسمُ ( الخُبْث ) ، من أَخْبَثَ ، إِذا كان أَهْلُه خُبَثَاءَ .
( و ) يقال : وقع فلانٌ في ( وادِي تُخُبَِّثَ ) بضم الأَول والثّاني وتشديد الموحدة المسكورة والمفتوحة معاً ممنوعاً ، عن الكسائيّ ، أَي الباطل ( كوادِي تُخُيِّبَ ) بالموحّدة وليس بتَصْحِيف له ، كما نَبَّه عليه الصاغانيّ .
( و ) في حديث أَنس ( : أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمكان إِذا أَرادَ الخَلاَءَ قال : أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ والخَبَائِثِ ) وَرَوَاه الزُّهْرِيّ بسنَدِه عن زيدِ بنِ أَرْقَمَ . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ ، فإِذا دَخَلَ أَحدُكُم فَلْيَقُلْ : اللّهُمَّ إِنّي ( أَعوذُ بِكَ من الخُبْثِ والخَبَائِثِ ) ) قال أَبو منصور : أَرادَ بقولِه : مُحْتَضَرَةَ ، أَي تَحْضُرُهَا الشَّيَاطِينُ ذُكُورُهَا وإِناثُها ، والحُشُوشُ : مواضِعُ الغَائِطِ ، وقال أَبو بكر : الخُبْثُ : الكُفْرُ ، والخَبائِثُ : الشَّيَاطِينُ .
وفي حديث آخعرَ : ( اللّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ ) قال أَبو عُبَيْد : الخَبِيثُ : ذُو الخُبْثِ في نَفْسِهِ ، قال : والمُخْبِثُ : الذي أَصْحَابُه وأَعْوَانُه خُبَثَاءُ ، وهو مثلُ قَوْلهم : فلانٌ ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ ، ( و ) قَوِيٌّ مُقْوٍ ، فالقَوِيّ في بَدَنِه والمُقَوِي : الذي تكُون دَابَّتُهُ قَوِيَّةً ،
____________________

(5/234)


يُرِيدُ : هو الذي يُعَلِّمُهُم الخُبْثَ ، ويُوقِعُهم فِيهِ .
وفي حديثِ قَتْلَى بَدْرٍ : ( فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ ) أَي فاسِدِ مُفْسِدِ لِمَا يَقَعُ فيهِ . قال : وأَمّا قولُه في الحَدِيثِ ( من الخُبْثِ والخَبَائِثِ ) فإِنَّهُ أَرادَ بالخُبْثِ الشَّرَّ ، وبالخَبَائِثِ الشَّيَاطِينَ .
قال أَبو عُبَيْد : وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهَيْثَم أَنّه كان يَرْوِيه ( من الخُبُث ) بضمّ الباءه ، ( وهو جمع الخَبيث ) وهو الشّيطانُ الذَّكَرُ ، ويَجْعَلُ الخَبَائِثَ جَمْعاً للخَبِيثه من الشّيَاطِينِ ، قال أَبو منصور : وهذا عندي أَشْبَهُ بالصَّوابِ .
وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث : الخُبُثُ بضم الباءِ : جَمْعُ الخَبِيثِ ، والخَبَائِثُ : جمعُ الخَبِيثَة ( أَي من ذُكورِ الشَّيَاطِينِ وإِناثِها ) .
وقيل : هو الخُبْثُ بسكون الباءِ ، وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْلِ من فُجُورٍ وغيرِهِ ، والخَبَائِثُ يُرِيدُ بها الأَفْعالَ المَذْمُومَةَ ، والخِصَالَ الرَّدِيئةَ ، وقال الخَطَّابِيّ : تسكين باءِ الخُبثِ من غَلَطَ المُحَدِّثين ، وردَّه النَّوَوِيّ في شرْحِ مُسْلِم .

وفي المِصْباحِ : أَعُوذ بِكَ من الخُبُثِ والمَبَائِثِ ، بضم الباءِ والإِسْكَانُ جائزٌ على لغَةِ تَميم ، قيل : من ذُكْرانِ الشّيَاطِينِ وإِناثِهِم ، وقيل : من الكُفْرِ والمَعَاصِي .
( و ) قوله عزّ وجلّ : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } ( سورة إبراهيم ، الآية : 26 ) ( الشجرةُ الخَبِيثَةُ ) قيل : إِنَّها ( الحَنْظَلُ ، أَوٌ ) إِنها ( الكُشُوث ) ، وهي عُرُوقٌ صُفْر تَلْصَق بالشَّجَرِ .
( والمَخْبَثَةُ : المَفْسَدَة ) ، جَمَعُه مَخابِثُ . قال عَنترةُ :
نُبِّئْتُ عَمْراً غيْرَ شاكِرِ نِعْمةٍ
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
أَي مَفْسَدَةٌ .
____________________

(5/235)



( ) ومما يستدرك عليه :
المُخْبِثُ : الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ ، وأَجاز بعضُهم أَن يُقَال للذي يَنْسُبُ النّاسَ إِلى الخُبْثِ : مُخْبِثٌ . قال الكُمَيْتُ :
فطَائِفَةٌ قد أَكْفَرُونِي بِحُبِّكُمْ
أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر .
وتَخَابَثَ : أَظْهَرَ الخُبْثَ .
وأَخْبَثَهُ غيرُه : عَلَّمَهُ الخُبْثَ ، وأَفْسَدَهُ .
وهو يَتَخَبَّثُ ، ويَتَخَابَثُ .
وهو من الأَخَابِثِ : جمْع الأَخْبَثِ ، يقال : هم أَخابِثُ النّاسِ .
والخَبِيثُ : نَعْتُ كلِّ شَيْءٍ فاسِد . يقال هو خَبِيثُ الطَّعْمِ ، خَبِيثُ اللَّوْنِ ، خَبِيثُ الفِعْلِ .
والحَرَامُ السُّحْتُ يُسَمَّى خَبِيثاً مثل : الزِّنا ، والمالِ الحَرامِ ، والدَّمِ وما أَشْبَهَها مما حَرّمه الله تَعَالى .
يقال في الشَّيْءِ الكَرهيهِ الطَّعْمِ والرّائِحَةِ : خَبِيثٌ ، مثل : الثُّومِ والبَصَلِ والكُرَّاثِ ؛ ولذالك قال سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ( من أَكَلَ من هاذِهِ الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ) .
والخَبَائثُ : ما كَانَتْ العَرَبُ تَستَقْذِرُه ولا تَأْكُلُه ، مثل : الأَفَاعِي والعَقَارِبِ والبِرَصَة والخَنَافِسِ والوِرْلانِ والفَأْرِ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَصْلُ الخُبْثِ في كَلاَمِ العَرَبِ : المَكْرُوهُ ، فإِن كانَ من الكلامِ فهو الشَّتْمُ ، وإِن كانَ من المِلَلِ فهو الكُفْرُ ، وإِن كَانَ من الطَّعَامِ فهو الحَرَامُ ، وإِن كان من الشَّرَابِ فهو الضَّارّ ، ومنه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحَدِيدِ : الخَبَثُ ، ومنه الحديث ( : إِنَّ الحُمَّى تَنْفِى الذُّنُوبَ كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَثَ ) .
____________________

(5/236)



وخَبَثُ الحَدِيدِ والفِضّة ، مُحَرّكة : ما نَفَاه الكِيرُ إِذا أُذِيبَا ، وهو ما لا خَيْرَ فيهِ ، ويُكْنَى به عن ذِي البَطْنِ .
وفي الحديث : ( نَهَى عن كُلِّ دواءٍ خَبِيثٍ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : هو من جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : النَّجَاسَةُ وهو الحَرَامُ كالخَمْرِ والأَرْواثِ والأَبْوالِ ، كُلّها نَجِسَةٌ خَبِيثَة ، وتَناوُلُها حرامٌ إِلا ما خَصَّتْه السُّنَّة من أَبوالِ الإِبِلِ ، عند بعضهم ، وروثُ ما يُؤكَلُ لحمُه عند آخَرِين ، والجهة الأُخْرَى : من طَرِيقِ الطَّعْمِ والمَذَاقِ قال : ولا يُنْكَرُ أَن يكون كَرِهَ ذلك لما فيه من المَشَقَّةِ على الطِّبَاع ، وكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لها ، ومنه قوله عليه الصّلاةُ والسّلام : ( من أَكَلَ ( من هذه ) الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ لا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ) يريدُ الثُّومَ والبَصَلَ والكُرّاتَ ، وخُبْثُها من جِهَةِ كَرَاهَةِ طَعْمِها ورائِحَتِها ؛ لأَنّها طاهرةٌ .
وفي الحديث : ( مَهْرُ البَغِيِّ خَبيثٌ ، وثَمَنُ الكَلْبِ خَبِيثٌ ، وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبيثٌ ) قال الخَطّابِيّ : قد يَجْمَع الكلامُ بينَ القَرائِنِ في اللَّفْظِ ، ويُفْرَقُ بينَهَا في المَعْنَى ، ويُعْرَفُ ذلك من الأَغْرَاضِ والمَقَاصِدِ ، فأَمّا مَهْرُ البَغِيِّ وثَمَنُ الكَلْبِ ، فيريد بالخَبِيثِ فيهما الحَرامَ ؛ لأَنّ الكلبَ نَجِسٌ والزّنا حرامٌ ، وبذْلُ العِوَضِ عليهِ ، وأَخْذُه حرامٌ ، وأَما كَسْبُ الحَجّامِ فيُريدُ بالخَبِيثِ فيهِ الكَرَاهِيَةَ ؛ لأَنّ الحِجَامَةَ مُبَاحَةٌ ، وقد يكون الكَلامُ في الفَصْلِ الواحِدِ بَعْضُه على الوُجُوبِ ، وبعْضُه على النَّدْبِ ، وبعضُه على الحَقِيقَةِ ، وبعضُه على المَجَازِ ، ويُفْرَقُ بينها بدَلائِلِ الأُصُولِ ، واعتبارِ معانِيها .
وفي الحديثِ ( إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ خَبَثاً ) الخَبَثُ بفتحتين : النَّجَسُ .
____________________

(5/237)



ومن المجاز في حَدِيثِ هِرَقْل : ( فَأَصْبَحَ يَوْماً وهو خَبِيثُ النَّفْسِ ) أَي ثَقِيلُها كَرِيهُ الحَالِ .
ومن المجَاز أَيضاً في الحَدِيث : ( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم خَبُثَتْ نَفْسِي ، أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ .
وطَعَامٌ مَخْبَثَةٌ : تَخَبُثُ عنه النَّفْسُ ، وقيل : هو الّذِي من غَيْرِ حِلِّه .
ومن المجاز : هذا مما يُخْبِثُ النَّفْسَ .
وليْسَ الإِبْرِيزُ كالخَبَثِ ، ( أَي ليس الجيّد كالرَّدىءِ ) .
وخَبُثَتْ رائِحَتُه ، وخَبُثَ طَعْمُه .
وكلامٌ خَبِيثٌ . وهي أَخْبَثُ اللّغَتَيْنِ ، يراد الرَّداءَةُ والفَسادُ . وأَنا اسْتَخْبَثْتُ هاذه اللُّغَةَ . وكُلُّ ذلك من المَجَازِ ، كذا في الأَساس .
ومن المجاز أَيضاً يقال وُلِد فلانٌ لِخِبْثَةٍ ، أَب وُلِدَ لغَيْرِ رِشْدَةٍ ، كذا في اللسان .
وأَبو الطَّيّبِ الخَبِيثُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارة ، بَطْن من العَرَبِ يقالُ لِوَلَدِه الخُبَثاءُ ، وهم سَكَنَةُ الوادِيَيْنِ باليَمن ، ومن ولده الخَبِيثُ ابن محق بن لبيدَة بن عبيْدة بن الخَبِيث ، ذَكرهم النَّاشِرِيُّ نَسّابَةُ اليَمَنِ .
وقال الفَرّاءُ : تقولُ العربُ : لعنَ الله أَخْبَثِي وأَخْبَثَكَ ، أَي الأَخْبَثَ منّا ، نقلَه الصّاغَانيّ .
والأَخَابِثُ : كأَنّه جَمْعُ أَخْبَث ، كانَتْ بَنُو عَكِّ بن عدنان قد ارْتَدَّتْ بعدَ وفاةِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالأَعْلابِ من أَرْضِهِمْ ، بين الطَّائِفِ والسّاحِلِ ، فخَرَجَ إِليهم الطَّاهِرُ بنُ أَبي هَالَةَ بأَمْره الصِّدِّيق ، رضي الله عنه ، فواقَعَهم بالأَعْلابِ ، فقَتَلَهُم شَرَّ قِتْلة ، فسُمِّيَتْ تلك الجِمَاعُ من عَكّ ، ومن تَأْشَّبَ إِليهَا : الأَخَابِثَ إِلى اليَوْم ، وسُمِّيت تلك الطّرِيقُ إِلى اليوم طرِيقَ الأَخَابِثِ ، وفيه يقولُ الطَّاهِرُ بن أَبي هَالَةَ :
____________________

(5/238)



فلم تَرَ عَيْنِي مثلَ جَمْعٍ رَأَيْتُه
بِجَنْبِ مَجَازٍ في جُموعِ الأَخَابِثِ
خبعث : ( اخْبَعَثَّ ) اخْبِعْثاثاً ، أَهمله الجوهريُّ ، وقالَ اللّيْثُ : اخْبَعَثَّ الرَّجُلُ ( في مِشْيتِه ) إِذا ( مَشَى مِشْيَةَ الأَسَدِ ) متَبَخْتِراً .
( ) وزاد في اللسان :
الخُنْبَعْثَةُ ، والخُنْثَعْبَةُ : النّاقةُ الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ ، وهو مذكُورٌ أَيضاً في خثعب ، فهو مُستدرَكٌ على المصنّف .
خبفث : ( الخَبَنْفَثَةُ ) بفتح الخاءِ والمُوَحَّدَة ، وسكون النّون ، وفتح الفاءِ ، والمُثَلَّثَة ، أَهمله الجماعةُ ، وهو : ( اسمٌ للاِسْتِ ) .
خثث : (*! الخُثُّ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( غُثاءُ السَّيْلِ إِذا خَلَّفَه ونَضَبَ عَنْهُ ) حتى يَجِفّ .
( و ) كذالك ال ( طُّحْلُبُ ) إِذا ( يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُه ) حتّى يَسْوادَّ .
( *!والخُثَّةُ : البَعْرَةُ اللَّيِّنَةُ ) ، عن أَبي عَمرٍ و ، قال أَبو منصور : أَصْلُها *!-الخِثْيُ .
( و ) *!الخُثَّةُ أَيضاً ( : طِينٌ يُعْجَنُ بِبَعْرٍ أَو رَوْثٍ ثُمّ ) يُتَّخَذُ منه الذِّئَارُ وهو الطِّين الذي ( يُطْلَى به أَخْلافُ النَّاقَةِ ؛ لِئَلاّ يُؤْلِمَها الصِّرارُ ) .
( و ) الخُثَّةُ ( قُبْضَةٌ ) بالضّمّ ( مِن كِسَارِ العِيدَانِ تُقْتَبَسُ بها النّارُ ، ويُفْتَح ) في الأَخِير ، نقله الصّاغانيّ .
(*! والتَّخْثِيثُ : الجَمْعُ والرَّمُّ ) ، نقله الصاغانيّ .
(*! والاخْتِثاثُ : الاحْتِشَامُ ) ، نقله الصاغانيّ .
خرث : ( الخُرْثِيُّ بالضّمّ : أَثَاثُ البَيْتِ ) وأَسْقَاطُه ، كذا في الصّحاح ( أَو أَردَأُ المَتَاعِ والغَنَائِمِ ) ، وهي سَقَطُ البَيْتِ من المَتَاع ، وفي الحديث : ( جاءَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلمسَبْيٌ وخُرْثِيٌّ ) وفي حديث عُمَيْر مَولَى آبِي اللَّحْمِ ( فأَمَرَلِي بِشَيْءٍ من خُرْثِيِّ المَتَاعِ ) .
____________________

(5/239)



( والخِرْثَاءُ بالكسر ) والمَدّ ( : نَمْلٌ فيهِ حُمْرَةٌ ) ، الوَاحِدَةُ خِرْثَاءَةٌ ، نقله الصّاغَانيّ .
( و ) الخَرْثَاءُ ( بالفَتْحِ : المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الخَاصِرتَيْنِ ، المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ ) ، نقله الصّاغَانِيّ .
ومن المجاز : فُلانٌ يَسْمَعُ خُرْثِيَّ الكَلاَمِ ، وهو ما لا خَيْرَ فيه .
وأَلْقَى فُلانٌ خَرَاشِيَّ صَدْرَه ، وخَراثِيّ قَوْلِه ، مثل خَرَاشِيّ بالشين ، وسيأْتي ، نقله الزَّمَخَّشَرِيّ .
خنث : ( الخَنِثُ ، ككَتِف : مَنْ فِيهِ انْخِنَاثٌ وتَثَنَ ) ، وهو المُسْتَرْخِي ، المُتَثَنِّي .
والانْخِنَاثُ : التَّثَنِّي والتَّكَسُّرُ ، والاسمُ مِنْهُ الخُنْثُ ، قال جرَير :
أَتُوعِدُنِي وأَنْتَ مُجَاشِعِيٌّ
أَرَى في خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرَابَا
( وَقَدْ خَنِثَ ) الرَّجُلُ ( كَفَرِح ) خَنَثاً ، فهو خَنِثٌ .
( وتَخَنَّثَ ) في كلامِه .
وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ : فَعَلَ فِعْلَ المُخَنَّثِ .
وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ وغيْرُه : سَقَطَ من الضَّعْفِ .
( وانْخَنَثَ : ) تَثَنَّى وتَكَسَّر ، والأَنْثَى خَنِثَةٌ .
وفي حَدِيثِ عَائِشَة أَنّهَا ذَكَرَتْ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم ووفاتَه ، قالت : ( فانْخَنَثَ في حِجْرِي ، فما شَعَرْتُ حتّى قُبِضَ ) أَي فانْثَنَى وانْكَسَر ؛ لاسْتِرْخَاءِ أَعْضَائِهِ ، صلى الله عليه وسلم عندَ المَوْتِ .
وانْخَنَثَتْ عُنُقُه : مالَتْ .
( و ) الخِنْثُ ( بالكَسْرِ : الجَمَاعَةُ المُتَفَرِّقَةُ ) ، يقال : رأَيْتُ خِنْثاً من النّاسِ . ( وباطِنُ الشِّدْقِ عندَ الأَضْرَاسِ ) من فَوْقُ وأَسْفَلُ ، نقله الصّغَانيّ ،
( وخَنَّثَه تَخْنِيثاً : عَطَفَه ، فتَخَنَّثَ ) تَعَطَّفَ ، ( ومِنْه المُخَنَّثُ ) ، ضُبِطَ
____________________

(5/240)


بصيغةِ اسم الفاعِلِ واسمِ المَفْعُولِ معاً ؛ للِينه وتَكَسُّره .
وفي المِصْباح : واسمُ الفاعِل مُخَنِّث بالكسر ، واسمُ المَفْعُولِ مُخَنَّثٌ ، أَي على القياس .
وقال بعض الأَئمة : خَنَّثَ الرَّجُلُ كلامَه بالتَّثْقِيلِ إِذا شَبَّهَهُ بكلام النِّسَاءِ لِيناً ورَخَامَةً ، فالرَّجُلُ مُخَنِّثٌ بالكَسْرِ .
قال شيخُنَا : ورأَيْتُ في بعضِ شروح البُخَارِيّ أَنّ المُخَنّثَ إِذا كانَ المرادُ منه المُتَكَسِّر الأَعضاءِ المُتَشَبِّه بالنّسَاءِ في الانثِناءِ والتَّكَسُّرِ والكلامِ فهو بفتح النون وكسرها ، وأَمّا إِذا أُريدَ الذي يَفْعَلُ الفاحِشةَ ، فإِنّمَا هو بالفَتْحِ فَقَط ، ثم قال ؛ والظّاهر أَنّه تَفَقُّهٌ وأَخْذٌ من مثلِ هاذَا الكلامِ الذي نَقَلَه في المِصْباح ، وإِلا فالتَّخْنهيثُ الذي هو فِعْل الفاحِشَةِ لا تَعْرفُه العَرَبُ ، وليس في شيْءٍ من كلامِهِم ، ولا هو المَقْصُودُ من الحَدِيثِ ، انتهى .
( ويقال له : ) أَي للمُخَنّثِ ( خُنَاثَةُ ) بالضّم على الصّواب ، كما ضبطَه الصاغانيّ .
وفَهِم شيخُنَا من تقريرِ المِصْباحِ أَنّه بالكسر ، كأَنّها من الحِرَفِ والصّنائعِ ، وليس كما فهمه ، ( وخُنَيْثَةُ ) بالضّم مُصغَّراً .
( وخَنَثَه يَخْنِثُه ) بالكسر ( : هَزِىءَ بِهِ ) وفي الأَسَاس : خَنَثَ له بأَنْفِهِ ، كأَنَّه يَهْزَأُ بهِ .
( و ) خَنَثَ فَمَ ( السِّقاء ) : ثَنَى فَاهُ و ( كَسَرَهُ إِلى خَارِجِ ، فشَرِبَ مِنْه ، كاخُتَنَثَهُ ) ، وإِن كسَرَه إِلى داخل فقد قَبَعَهُ .
وانْخَنَثَت القِرْبَةُ : تَثَنَّتْ .
وَخَنَثها يَخْنِثُها خَنْثاً ، فانْخَنَثَتْ ، وخَنَّثَها واخُتَنَثَها ، وفي الحديث ( أَنَّه صلى الله عليه وسلم نَهَى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيَةِ ) .
وقال الليث : خَنَثْتُ السِّقَاءَ والجُوَالِقَ ، إِذا عَطَفْتَه .
____________________

(5/241)



وقال غيرُه : يقالُ : خَنَثَ سِقَاءَه : ثَنَى فاهُ فأَخْرَج أَدَمَتَه ، وهي الدّاخِلَةُ ، ورُوِيَ عن ابن عُمَرَ ( أَنّه كانَ يَشْرَبُ من الإِدَاوَةِ ولا يَخْتَنِثُها ، ويُسَمِّيها نَفْعَةَ ) سَمَّاهَا بالمَرَّةِ من النَّفع ، ولم يَصْرِفْهَا للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيثِ .
وقيل : خَنَث فمَ السِّقاءِ ، إِذا قَلَبَ فَمَه داخِلاً كانَ أَو خَارِجاً ، وكلُّ قَلْبٍ يقالُ له : خَنْثٌ . وأَصلُ الاخْتِناثِ التَكَسُّرُ والتَّثَنِّي .
( و ) منه ( الخُنْثَى ) سُمِّيَتِ المَرْأَةُ ، لكونِها لَيِّنَةً تَتَثَنَّى ، وهو الّذهي لا يَخْلُصُ لذَكرٍ ولا أُنْثَى ، وجعله كُرَاع وَصْفاً ، فقالَ : رَجُلٌ خُنْثَى : له ما للذَّكَرِ والأُنْثَى .
وقيل : الخنْثَى : ( مَنْ لَهُ ما لِلرِّحال والنِّسَاءِ جَمِيعاً ) .
وفي المصباح : هو الذي خُلِقَ له فَرْجُ الرّجُلِ وفَرْجخ المَرْأَةِ . قال شيخُنا : وعند الفُقَهَاءِ : هو مَنْ لَهُ مالَهُمَا ، أَو مَنْ عَدِمَ الفَرْجَيْنِ معاً ، فإِنّهُمْ قالُو : إِنّه خُنْثعى ، وبعضُهُم قال الخُنْثَى حَقِيقَةً مَن له فَرْجَان ، ومَنْ لا فَرْجع له بالكُلِّيَّةِ أُلْحِقَ بالخُنْثَى في أَحكامه ، فهو خُنْثَى مجازاً ، فتَأَمَّل .
( ج ) خَنَاثَي ( كحبَالَي ، و ) خِنَاثٌ مثْل ( إِناثٍ ) ، قال :
لعَمْرُك ما الخِنَاثُ بنُو قُشَيْرٍ
بنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ
( و ) الخنْثَي ( : فَرَسُ عَمْرِو بنِ عَمْرِو بنِ عُدَس ) ، كزُفَر طلَبَه عليها مِرْدَاسُ بنُ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيّ يومَ جَبَلَةَ ، ففَاتَ ، فقال مِرْداس :
تَمَطَّتْ كُمَيْتٌ كالهِرَاوَةِ صِلْدِمٌ
بِعَمْرِو بنِ عَمْرٍ و بعْد ما مُسَّ باليَدِ
فلولا مَدَي الخُنْثَي وطُولُ جِرَائِها
لَرُحْتَ بَطِيءَ المَشْيِ غيرَ مُقيَّدِ
____________________

(5/242)



( و ) يقال : ألْقَي اللَّيْلُ أَخْنَاثَه على الأَرْضِ ، أَي أَثْنَاءَ ظَلامِهِ .
وطَوَي الثَّوْبَ على أَخْنَاثِهِ وخِنَائِه ، ( أَخْنَاثُ الثَّوْبِ وخِنَاثُه ) بالكسرِ ( : مَطاوِيهِ ) وكُسُورُه ، الواحد خِنْثٌ ، بالكسر .
( و ) الأَخْنَاثُ ( من الدَّلْوِ : فُرُوغُه ) ، هاكذا في سائِر النُّسَخ ، والصّوَاب فُرُوغُهَا ؛ لأَنّ الدَّلْوَ مُؤَنَّثَةٌ في الأَفْصَحِ ، أَشار له شيخُنَا ومثلُه في لسانِ العربِ والتَّكْمِلَة .
( وذُو خَنَاثَي ) ، بالفَتْح مقصوراً ( : ع ) قال الشّاعر يصف ضَأْناً :
شَدَّ لها الذِّئْبُ بِذِي خَنَاثَي
مُسْحَنْكِكَ الظَّلْمَاءِ والأَمْلاثَا
( وخُنْثُ بالضم مَمْنُوعَةً ) من الصرف للعَلَمِيّة والتَّأْنيث ( : اسمُ امْرَأَة ) .
وفي المثل : أَخْنَثُ من دَلاَلٍ ، وهو مِن مَخَانِيثِ المَدِينَةِ ، واسمُه ناقد وأَخْنَثُ من هِيتٍ ، واخْنَثُ من طُوَيْسٍ .
( وامْرَأَةٌ ) خُنُثٌ ، بضمّتينِ ، و ( مِخْنَاثٌ ) كمِحْرَاب ، أَي لَيِّنَة ( مُتَكَسِّرَة ، ويُقَالُ لَهَا ) أَي للمرأَة ( : يَا خَنَاثِ ) كقَطَامِ ( ، وله : يا خُنَثُ ) ، كَلُكَعَ وَلَكَاعِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الأَخْنَاثُ بالفَتْح : موضهعٌ في شعرِ بعضِ الأَزْدِ ، نقله ياقُوت .
خنبث : ( الخُنْبُثُ بالضَّمّ ) أَهمَلَه الجوهريّ ، وقال الصّاغَانيّ : هو ( الخَبِيثُ ) وصَرَّح أَئِمّة الصرف أَنّ النون زائدة ، وأَنَّه مُبَالغة في الخَبِيثِ ، وجري المُصَنّف على أَصَالَتِهَا ، قالَه شيخنا .
وفي اللسان عن ابن دُريد : الخنْبُثُ ( والخُنَابِثُ ) أَي بالضّمّ ( : المُذْمُوم الخَائِنُ ) وما أَشْبَهَه .

____________________

(5/243)


خنطث : ( خَنْطَثَ ) أَهْمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : خَنْطَثَ خَنْطَثَةً ( : مَشَي مُتَبَخْتِراً ) ، لُغَةٌ يَمَانِيّة ، كذا في التكملة .
خنفث : ( الخنْفخثَة بالضّم ) ، أَهمله الجوهَريّ ، وقال ابنُ دُريد : هي ( دُويْبَّةٌ ) ويُكْسر ، قيل : هو الخُنْفُسَة ، لُغَة ، أَو لُثْغَةٌ ، أَو الثّاءُ بدلٌ من السّين ؛ لأَنّها كثيراً ما تَخْلُفها ، قاله شيخنا .
خوث : (*! الخَوَثُ محرّكةً : اسْتِرْخَاءُ البَطْنِ والامْتِلاءُ ) .
( والأُلْفَةُ ) ، وهاذه عن الصّاغَانيّ .
( والنَّعْتُ :*! أَخْوَثُ ) ، في المذكّر ، (*! وخَوْثَاءُ ) في المُؤَنَّث .
( وقد *!خَوِثَ ) الرَّجلُ ( كَفَرِحَ ) *!خَوَثاً ، إِذا عَظُمَ بَطْنُه واسْتَرْخَي ، *!وخَوِثَتِ الأَنْثَي وهي خَوْثاءُ .
(*! وخُوَيْثٌ ، كزُبَيْرٍ : د ، بدِيَارِ بَكْرٍ ) نقله الصاغانيّ .
(*! والخَوْثَاءُ ) أَيضاً من النّسَاءِ : ( : الحَدَثَةُ ) محرّكَةً ، وفي نسخة : الحَدِيثَةُ ( النَّاعِمَةُ ) ذاتُ صُدْرَةٍ ، قال أُمَيَّةُ بنُ حُرْثَانَ :
عَلِقَ القُلْبُ حُبَّهَا وهَوَاهَا
وهْيَ بِكْرٌ غَرِيرَةُ خَوْثَاءُ
وعن أَبي زيدٍ : الخَوْثَاءُ : الحْفْضَاجَةُ من النّساءِ ، وقال ذُو الرُّمَّة :
بها كُلُّ خَوْثَاءِ الحَشَي مَرَئِيَّةٌ
رَوَادٍ يَزِيدُ القُرْطُ سُوءَ قَذَالِهَا
قال : الخَوْثَاءُ : المُسْتَرْخِيَةُ الحَشَي ، والرَّوَاد : التي لا تَسْتَقِرُّ في مكانٍ ، ربما تجِيءُ وتَذْهَب .
قال أَبو منصور : *!الخَوْثَاءُ في بيت ابنِ حُرْثان صِفَةٌ مَحْمُودَةٌ ، وفي بيت ذِي الرُّمَّة صِفَةٌ مذْمُومة .
*!وخَوِثَ البَطْنُ والصَّدْرُ : امْتَلأَ ، كذا في اللّسَان . والله أَعْلَم .

____________________

(5/244)


خيث : ( *!التَّخْيِيثُ ) مصدر*! خَيَّثَ ، هاكذا في النّسخ ، وقد أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو عَمرٍ و :*! التَّخَيُّثُ ( : عِظَمُ البَطْن واسْتِرْخَاؤُه ) والتَّقَيُّثُ : الجمْعُ والمَنْعُ ، والتَّهَيُّثُ : الإِعْطَاءُ ، كذا في اللسان .

2 ( فصل الدال ) المهملة مع المُثَلّثة ) 2
دأَث : ( *!الدَّأْثُ : الأَكْلُ ) ،*! دَأَثَ الطَّعَامَ *!دَأْثاً : أَكَلَه .
( و ) قيل :*! الدَّأْثُ ( : الثِّقَل ) .
( و ) الدَّأْثُ ( : الدَّنَسُ ) ، والجمعُ أَدْآثٌ ، قال رُؤبة :
وإِنْ فشَتْ في قَوْمِكِ المَشَاعِثُ
من أَصْرِ*! أَدْآث لها *!دَآئِثُ
( و ) الدَّأْثُ ( التَّدْنِيسُ ) ، أَي يُسْتَعْملُ لازماً ومتعدِّياً ، قال رُؤْبَةُ :
في طَيِّبِ العِرْقِ وطِيبِ المَحْرَثِ
أَحْرَزْتَهُ في خَالِدٍ لم*! يُدْأَثِ
أَي في حَسَبٍ خَالِدِ .
( و ) *!الدِّئْثُ ( بالكَسْرِ : حِقْدٌ لا يَنْحَلُّ ) ، وكذالك الدِّعْثُ .
(*! والدَّأَثَاءُ ، و ) قد ( يُحَرَّكُ ) لمكان حرْفِ الحلْقِ ، وهو نادِرٌ ؛ لأَن فَعَلاءَ بفتْحِ العَيْنِ لم يَجِيء في الصّفت وإِنما جاءَ حَرفانِ في الأَسماءِ فقط ، وهما : فَرَمَاءُ ، وجَنَفَاءُ ، وهما مَوْضِعان ، هكذا ذكر الجوهَرِيّ في ( فرم ) والصّواب ما ذَكره أَبو زَكَرِيّا عن سيبويهِ قَرَماءُ ، بالقاف ( : الأَمَةُ ) الحمْقَاءُ ، وقيل : الأَمةُ ، اسمٌ لها ( ج *!دآثٍ مُخَفَّفَة ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
أَصْدرهَا عن طَثْرَةِ *!الدَّآثِ
صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ
( وابنُ *!دَأْثَاءَ : الأَحْمَقُ ) ، يقالُ ذالك له .
____________________

(5/245)



(*! والدَّآئِثُ ) كصَحَائِفَ ( : الأُصُولُ ) وبه فُسّر قولُ رؤبةَ المتقدّم .
( *!والأَدْأَثُ ) كأَحْمدَ ( : رَمْلٌ ) معرُوف ، يُسْمَعُ به عزِيفُ الجِنّ ، قال روبَةُ :
والضِّحْكه لَمْعَ البَرْقِ في التَّحَدُّثِ
تَأَلُّقَ الجِنِّ بِرَمْلِ *!الأَدْأَثِ
(*! والدِّئْثَانُ بالكسر : الجَاثُومُ ) كذا في النّسخ ، وهو تَصحيفٌ صوابُه الحُلْقُوم ، كما في التكملة .
(*!- والدُّؤْثِيُّ ) ، بالضّمِّ ( : الدَّيُّوثُ ) نقله الصاغَانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الدِّئْثُ العَدَاوَةُ ، عن كُرَاع .
*!والدَّآثُ ، كسَحابٍ : وادٍ . قال كُثَيِّر :
إِذا حَلَّ أَهْلِيَ بالأَبْرَقَيْ
نِ : أَبْرَقِ ذِي جُدَدٍ *!أَودَآثَا
وقال ابنُ أَحْمَرَ فغَيَّرَه :
بِحَيْثُ هَرَاقَ في نَعْمَانَ مِيثٌ
دَوافِعُ في بِراقِ *!الأَدْأَثِينَا
دبث : ( دْبَيْثَى بضمّ أَوّلِه مقصوراً ) أَهملَه الجوهريُّ ، وصاحبُ اللسان ، وهي ( : ة بِواسِطَ ) وقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين .
ودِبْثَا ، بكسر فسكون ففتح : قريةٌ أُخرَى بِسَوادِ بَغْدَادَ ، منها أَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ يَحيَى بنِ محمّدِ بنِ رُوزْبَهانَ الوَاسطيّ .
دثث : ( *!الدَّثُّ ) : أَضعَفُ ( المطَر ) وأَخَفُّه ، وجمعه *!دِثاثٌ .
وقد *!دَثَّت السَّمَاءُ *!تَدِثُّ .
____________________

(5/246)



وهي *!الدَّثَّةُ للمَطِرِ ( الضعِيف ،*! كالدِّثاثِ ) بالكسر .
وقال ابن الأَعرابيّ : *!الدَّثُّ : الرَّكّ من المَطَرِ ، أَنشد ابنُ دُرَيْد عن عبدِ الرحْمان عن عَمِّه :
قَلْفَعُ رَوْضٍ شَرِبَتْ *!دِثَاثَا
مُنْبَثَّةً تَفُزُّها انْبِثاثَا
ودَثَّتْهُم السَّمَاءُ *!تَدُثُّهُم *!دَثًّا ، قال أَعرابيٌّ : أَصابَتْنَا السمَاءُ *!بِدَثٍّ لا يُرْضِي الحاضرَ ويُؤْذِي المُسَافِرَ .
وأَرْضٌ *!مَدْثُوثَةٌ ، وقد*! دُثَّتْ *! دَثًّا .
( و ) *!الدَّثُّ ( : الرَّمْيُ المُقَارِبُ ) ، وفي نسخة : المُتَقَارِب ( مِن وَراءِ الثِّياب )*! دَثَّهُ *! يَدُثُّهُ *!دَثّاً .
( و ) *!الدَّثُّ ( : الضَّرْبُ المُؤْلِمُ ) .
*!ودَثَّتْهُ الحُمَّى *!تَدُثُّه *! دَثًّا : أَوْ جَعَتْهُ .
*! ودَثَّه بِالعَصَا : ضَرَبَه .
( و )*! الدَّثُّ والدَّفُّ ( : الجَنْبُ ) .
( و )*! الدَّثُّ ( : الدَّفْعُ ) .
( و ) الدَّثُّ ( : الرَّجْمُ من الخَبَرِ ) ، كذا نقلَه الصاغانيّ .
( و ) الدَّثُّ ( : الالْتِواءُ ) في الجَنْبِ أَو ( في الجَسَد ) من غيرِ داءٍ ، وقَدْ*! دُثَّ الرَّجُلُ*! دَثًّا *!ودَثَّةً .
(*! والدُّثَّاثُ ) كرُمّانٍ ( : صَيَّادُو الطَّيْرِ بالمِخْذَفَةِ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
(*! والدُّثَّةُ بالضَّمِّ : الزُّكَامُ القَلِيلُ ) ، عن أَبي عَمرٍ و .
( ) ومما يستدرك عليه :
الدَّثُّ : الرَّمْيُ بالحِجَارَةِ . نقله الصّاغَانيّ .
*! والدّثاثة : الالْتِواءُ في اللِّسَانَ . نقلَه الزمَخْشَرِيّ .

____________________

(5/247)


دحث : ( الدَّحْثُ ) كنَدْسٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغانيّ هو : ( الرجُلُ الجَيّدُ السِّياقِ للحَدِيثِ ) كأَنّه مقلوب الحَدُثِ .
درعث : ( الدَّرْعَثُ ، كجَعْفَرِ : البَعِيرُ ) ، وفي بعضٍ بإِسقاطِ لفظِ ( البَعِير ) ( : المُسِنُّ الثَقِيلُ ) ، ياقل : بَعِيرٌ دَرْعَثٌ ودَرْثَعٌ ، هكذا نقله الصاغانيُّ عن ابن دُريد .
دعث : ( الدَّعْثُ : أَوّلُ المَرَضِ ) ، ويكسر .
والدَّعْثُ : الضَّرْبُ والوَطْءُ الشّديد ، يقال : دَعَثَ بهِ الأَرْضَ : ضَرَبَها ، ودَعَثَ الأَرْضَ دَعْثاً : وَطِئَها .
( و ) الدِّعْثُ ( بالكسرِ : بَقِيَّةُ الماءِ ) في الحَوْضِ ، وقيل : هو بَقِيّتُه حيثُ كان ، أَنشد أَبو عَمْرٍ و :
ومَنْهَلٍ ناءٍ صُوَاهُ دَارِسِ
وَرَدْتُهُ بِذُبَّلٍ خَوامِسِ
فاسْتَفْنَ دِعْثاً تَالِدَ المَكَارِسِ
دَلَّيْتُ دَلْوِي في صَرًى مُشَاوِسِ
( و ) الدِّعْثُ والدِّئْثُ ( الذَّحْلُ والحِقْدُ ) الذي لا يَنْحَلُّ ، ( ج أَدْعاثٌ ، ودِعَاثٌ ) ، بالكسر .
( و ) دَعَثَ ( كمَنَعَ ) دَعْثاً ( : دَقَّقَ التُّرَابَ على وَجْهِ الأَرْضِ بالقَدَمِ أَو باليَدِ ) أَو غيرِ ذلك ، وكلُّ شَيْءٍ وُطِىءَ عليه فقد انْدَعَثَ ، ومَدَرٌ مَدْعُوثٌ .
( و ) قد دُعِثَ الرّجلُ ( كَزُهِيَ : أَصابَهُ اقْشِعْرَارٌ وفُتُورٌ ) .
( والإِدْعَاثُ : الإِمْعَانُ في السَّيْرِ ) هكذا في النُّسخ ، والصّوَابُ : في الشَّرِّ ، كما في التَّكْمِلَة .
( و ) الإِدْعَاثُ ( : الإِبقاءُ ) ، يقال :
____________________

(5/248)



ما أَدْعَثْتُ عنهُ شَيْئاً ، أَ ما أَبْقَيْتُ .
( و ) الإِدعاثُ ( : السَّرِقَةُ ) ، ومنه : المُدْعِثُ ، للسّارِقِ المُرِيبِ .
( وتَدَعَّثَتْ صُدُورُهُم : أَحِنَتْ ) ، نقلَه الصاغَانيّ .
ودَعْثَةُ بالفتح : اسم .
( وبنودَعْثَةَ : بَطْنٌ ) من العَرَبِ ، عن ابن دُريد .
دعبث : ( الدُّعْبُوثُ ، بالضّمّ ) والباءِ الموحّدة ، أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو عَمْرو : هو ( المَأْبون ) وفي بعض النُّسخ : المَأْفُونُ ، بالفاءِ ، من الأَفِنِ ، وهو الضَّعِيفُ العَقْل والرَّأْيِ ، وضبطه الأَزهَرِيّ بالثّاءِ بعد العَيْن وقيل الدُّعْبُوث هو الأَحْمَقُ المَائِقُ .
دلث : ( الدِّلاَثُ ، ككِتَابٍ . السَّرِيعَةُ والسَّرِيعُ من النُّوقِ وغيرِها ) ( سقط : والجمع كالواحد ، من باب دلاص ، لا من باب جنب ، لقولهم : دلاثان ، قال رؤبة :
وخلطت كل دلاث علجن
وقال كثير : دلاث العتيق ما وضعت زمامه
منيف به الهادي إذا اجتث ذامل
وحكى سيبويه في جمعها أيضا : دلث .
( و ) الاندلاث : التقدم .
وفي الصحاح عن اللحياني : ( اندلث علينا ) فلان يشتم ، أي ( انخرق ) ، هكذا في نسختنا ، وفي الصحاح : وقال بعضهم : انحرف ، بالحاء المهملة والفاء ( وانصب ) .
( و ) يقال : ( دلث يدلث دليثا ) ويدلف دليفا ، إذا ( قارب خطوه ) متقدما .
( والادلاث ) بتشديد الدال
____________________

(5/249)


( : التغطية ) ، يقال : ادلث القطيفة ، إذا غطى بها رأسه وجسده .
( وتدلث ) ، الرجل ، إذا ( تقحم ) .
( والدلثاء : ناقة تمد هاديها من ضعفها ) . وفي التكملة : من ضعف بها .
( والدلثة بالضم : الثلة ) ، يقال : دلثة من مال ، أي ثلة ، وكذلك من رجال ، ومن شراب .
( و ) مدالث الوادي : مدافع شيله .
واندلث : مضى على وجهه ، وقيل : أسرع وركب رأسه ، فلم ينهنهه شيء في قتال
و ( المدالث : ) الثغور والفروج ، وهي ( مواضع القتال ) .
وعن الأصمعي : المندلث : الذي يمضي ويركب رأسه ، لا يثنيه شيء ، وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام : ' فإن الاندلاث والتخطرف من الانقحام والتكلف . الاندلاث : التقدم بلا فكرة ولا روية . دلبث : ( الدَّلَبُوثُ ) بفتح الدّال والّلام ( كَقَرَبُوسٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو حَنيفةَ : هو ( نَباتٌ ) أَصْلُه ووَرَقُهُ مثلُ نَبَاتِ الزَّعْفَرَانِ سَوَاءً ، وبَصَلَتُهُ في لِيفَةٍ ، وهي تُطْبَخُ باللَّبَنِ وتُؤْكَلُ ، نقله الصاغانيّ .
قلتُ : وسيأْتي للمصنّفِ في سيف أَنّه يُسمى سَيْفَ الغُرَابِ ؛ لأَنّ ورَقَه دَقِيقُ الطَّرَف كالسَّيْف .
دلعث : ( الدَّلْعَثُ والدِّلْعاثُ والدِّلَعْثُ ، كجِرْدَقٍ وقِسْبَارٍ وسِبَطْرٍ : الجَمَلُ الشَّدِيدُ ) الكَثِيرُ الوَبَرِ ( اللَّحِيمُ ) الصُّلْبُ ( الذَّلُولُ ) ، يقال : بَعِيرٌ دِلْعَثٌ ودِلْعَاثٌ .
( والدِّلْعوْثُ ) ، بالكسر فالسكون ، ( والدَّلَعْثَى ، كجِرْدَحْلٍ وسَبَنْتَى : ) الجَمَلُ ( الصَّخْمُ ) الكثيرُ اللَّحْمِ والوَبَرِ مع شِدَّةٍ وصَلاَبَةٍ ، قاله الأَزهريّ وأَنشد :
____________________

(5/250)



دِلاثٌ دَلَعْثِيٌّ كأَنّ عِظَامَهُ
وَعَتْ في مَحَالِ الزَّوْرِ بَعْدَ كُسُورِ
دلمث : ( الدُّلَمِثُ ) والدُّلامِثُ ( كعُلَبِط وعُلابِطٍ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وصاحِبُ اللسان ، وقال ابنُ دريد : هو ( السَّرِيعُ ) من الإِبلِ وغَيْرِه والظّاهِرُ أَنّ الميم زائدةٌ ، وأَصلُه الدَّلْثُ ، وضبط ابنُ دُرَيْد الدَّلْمَث كجَعْفَرٍ .
دلهث : ( الدَّلْهَثُ ) والدُّلاَهِث والدِّلْهَاثُ ( كجَعْفَر ، وعُلاَبِطٍ ، وجِلْبَابٍ ) : السَّرِيعُ الجَرِىءُ المُقْدِمُ من النّاس والإِبِلِ .
والدِّلْهَاثُ : ( الأَسَدُ ) ، قال أَبو منصور : كأَنَّ أَصْلَهُ ( من ) الانْدِلاث ، وهو التَّقَدُّم ، فزِيدَت الهاءُ .
والدَّلْهَثَةُ : السُّرْعَةُ والتَّقَدُّمُ ( ومنه الدِّلْهاثُ ) ، وهو السَّرِيعُ المُتَقَدِّم .
وأَبو القاسم النّعْمَانُ بنُ هارُون بنِ أَبِي الدِّلْهَاثِ البَلَدِيّ : مُحَدِّث .
وأَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَنَسِ بنِ دِلْهَاثٍ : مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيّ ، روى عن أَبِي العبّاسِ بن مَنْدَاد بمكَّةَ .
دمث : ( دَمِثَ المَكَانُ وغيرُهُ ، كفَرِحَ ) دَمَثاً ، فهو دَمِثٌ ( : سَهُلَ ، ولاَنَ ) .
( والدَّمَاثَةُ : سُهُولَةُ الخُلُق ) ، وهو مَجاز ، يُقَال : ما أَدْمَثَ فُلاناً وأَلْيَنَهُ .
ومكان دَمِثٌ ودَمْثٌ : لَيِّنُ المَوْطِىءِ ، ورَمْلَةٌ دَمَثٌ كذالك ، كأَنَّهَا سُمِّيَتْ بالمَصْدَرِ ، قال أَبو قِلابَةَ :
خَوْدٌ ثَقالٌ في القِيَامِ كَرَمْلَةٍ
دَمَثٍ يُضىءُ لها الظّلامُ الحِنْدِسُ
ورجل دَمِثٌ بَيِّنُ الدَّمَاثَةِ والدُّمُوثَةِ : وَطِىءُ الخُلُقِ .
والدَّمْثُ : السُّهُولُ من الأَرْضِ ،
____________________

(5/251)


والجمع أَدْماثٌ ودِمَاثٌ ، وقد دَمِثَ ( يَدْمَثُ دَمَثاً ) .
وفي التهديب : الدِّماثُ : السُّهُولُ من الأَرْضِ ، الوَاحِدَةُ دَمِثَةٌ ، وكلّ سَهْلٍ دَمِثٌ ، والوَادِي الدَّمِثُ : السَّهْل ، وتكون الدِّماثُ في الرِّمالِ وغيرِ الرِّمالِ .
والدَّمائِثُ : ما سَهُلَ ولانَ ، أَحدُها دَمِيثَةٌ ، ومنه قِيل للرَّجُلِ السَّهْلِ الطَّلْقِ الكَرِيمِ : دَمِيثٌ ، وفي صِفته صلى الله عليه وسلم ( دَمِثٌ لَيْسَ بالجَافي ) أَراد أَنّه كان لَيِّنَ الخُلُقِ في سُهُولَة ، وأَصلُه من الدَّمْثِ ، وهو الأَرْضُ اللَّيِّنَةُ السَّهْلَةُ ( الرِّخْوةُ ) ، والرَّمْلُ الذِي لَيْسَ بمُتَلَبِّدٍ ، أَشار له الزَّمَخْشَرِيّ ، وفي حديثِ الحَجّاج ، في صفة الغَيْث ، ( فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ ) أَي صَيَّرَتْهَا لا تَسُوخُ فيهَا الأَرْجُلُ ، هي جمعُ دَمْثٍ ، وامرأَة دَمِثَةٌ شُبِّهَتْ بدِمَاثِ الأَرْض ، لأَنها أَكرمُ الأَرْضِ .
يقال : دَمَّثْتُ له المكانَ ، أَي سَهَّلْتُه له .
وفي الصّحاح الدَّمِثُ : المكانُ اللَّيِّنُ ذُو رَمْلٍ ، وفي الحديث : ( أَنّه مالَ إِلى دَمَثٍ من الأَرْضِ ، فبال فيه ) وإِنّمَا فَعَلَ ذلك لِئَلاّ يَرْتَدَّ إِليه رَشاشُ البَوْلِ ، وفي حديث ابن مسعودٍ : ( إِذا قَرَأْتُ آلَ حام وَقَعْتُ في رَوْضَاتٍ دَمِثاتٍ ) .
( والأَدْمُوثُ ) بالضَّم ( : مكانُ المَلَّةِ ) إِذا خَبَزْتَ .
( و ) دَمَّثَ الشيْءَ بيدِهِ : مَرَسَه حتّى يَينَ ، و ( التَّدْمِيثُ : التَّلْيِينُ ) ومنه تَدْمِيثُ المَضْجَعِ ، وفي الحديث ( من كَذَبَ عليَّ فإِنّما يُدَمِّثُ مَجْلِسَهُ من النَّارِ ) أَي يُمَهِّدُ ويُوَطِّىءُ .
ومن المَجازِ في المَثَل :
دَمِّثْ لجَنْبكَ قبْلَ النَّوْمِ مُضْطَجَعَا
أَي خُذْ أُهْبَتَه ، واستَعدَّ له ، وتَقدَّمْ فيه قبلَ وُقُوعه .
____________________

(5/252)



( و ) من المجاز : التَّدْمِيثُ : ( ذِكْرُ الحَدِيثِ ) ، يقال : دَمِّثْ لي ذالكَ الحديثَ حتى أَطْعَنَ في حَوْصِه ، أَي اذْكخرْ لي أَوَّله حتى أَعْرِفَ وَجْهَهُ ، وأَعْلَمَ كيفَ آخُذُ فيهِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَرْضٌ دَمْثَاءُ : لَيِّنَةٌ سَهْلَةٌ .
والأُدْماثُ بالضم : مَوْضِعٌ ، نقلَه ياقوت .
ودَمثُ : قَرية باليمَن .
دمكث دهكث : ( الدَّمْكَث ) ، كجَعْفَر ( : القَصِيرُ ) من الرّجالِ عن ابنِ دُرَيْد ، وقد أَهمله الجوهَرِيّ ، وصاحِب اللّسَان ، وأَورده الصاغاننّ وقال : هو الدَّهْكَثُ ، بالهاءِ .
دوث : (*! الدَّوْثَة : الهَزِيمَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، والصّاغَاني ، وصاحبُ اللّسَان .
دهث : ( دَهَثَهُ ، كمَنَعَهُ ) أَهمله الجوهَريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصّاغَاني : أَي ( دَفَعَه ) باليَدِ .
( و ) بِه سُمّيَ ( دَهْثَة ) بالفتح ( رَجُلٌ ) .
دهلث : ( الدِّهْلاثُ ) بالكسر ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، والصّاغانيّ ، وقال صاحب اللسان : هو مقلوب ( الدِّلْهاثُ ) وهو السَّرِيعُ الجَرْيِ من الإِبِل والنَّاسِ .
دهمث : ( الدُّهْمُوثُ بالضَّمّ ) ، أَهمله الجمَاعَة وهو ( الكَرِيمُ ) .
____________________

(5/253)



وأَرْضٌ دعِمَثَةٌ ودَهْثَمٌ : سَهْلة .
ديث : (*! دَيَّثَهُ ) بالصَّغَارِ ( : ذَلَّلَه ) ولَيَّنَه .
*! ودَيَّثَ الطَّريقَ : وَطَأَهُ ، وطريقٌ*! مُدَيَّثٌ ، أَي مُوَطَّأٌ مُذَلَّلٌ ، وهو مَجاز ، وقيلَ : إِذا سُلِكَ حتّى وَضَحَ واسْتَبَانَ ، *!ودَيَّثَ البَعِيرَ : ذَلَّلَهُ بعضَ الذُّلِّ ، وجَمَلٌ*! مُدَيَّثٌ ومُنَوَّقٌ ، إِذا ذُلِّلَ حتى ذَهَبَتْ صُعوبَتُه ، وفي حَدِيثِ عليّ رضي الله عنه : (*! ودُيِّثَ بالصَّغارِ ) أَي ذُلِّلَ .
وفي حديث بعضهم : ( كان بمكانِ كذا وكذا فأَتَاهُ رَجُلٌ فيه*! كالدِّيَاثَةِ واللَّخْلَخَانِيَّةِ ) *!الدِّيَاثَةُ : الالتواءُ في اللّسَان ، ولعله من التَّذْلِيلِ والتَّلْيِين ، كذا في النهاية ، وقيل هو *!الدثاثَةُ كما مَرَّ .
*! ودَيَّثَ الجِلْدَ في الدّباغِ ، والرُّمْحَ في الثِّقَافِ ، كذالك .
*!ودَيَّثَتِ المَطَارِقُ الشيءَ : لَيَّنَتْهُ .
*! ودَيَّثَهُ الدَّهْرُ : حَنَّكَه وذَلَّلَه .
(*! والتَّدْيِيثُ : القِيَادَةُ ) ، وفي التّكملة : هو *!التَّدَيُّثُ .
( *!والدَّيُّوثُ ) ، بالتَّشديد ( م ) أَي معروف ، وهو القَوّادُ على أَهْلِه ، والذي لا يَغَارُ على أَهْلِه .
وفي المحكم : *!الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوبُ الذي يَدْخُلُ الرِّجالخ على حُرْمَتِه بحيثُ يَرَاهُم ، كأَنَه لَيَّنَ نفْسَه على ذالك .
وقال ثعلب : هو الذي تُؤْتَى أَهلُه ، وهو يَعْلَمُ ، وأَصْل الحَرْفِ بالسُّرْيَانِيّة عُرِّب ، وفي الأَساس : فُلان*! دَيُّوث ، أَي طَرِعٌ لا غَيْرَة له .
قلت : وإِذا كان مأْخُوذاً من قولهم : بَعِيرٌ *!مُدَيَّثٌ ، أَي مذَلَّل ؛ لكونِه لا غَيْرَةَ له ، كأَنَّه ذُلِّل حتى صار كالبَعِير المُنْقادِ المُرَوَّضِ ، لا يَصْعُب
____________________

(5/254)


عليه الأَمرُ ، كما قَرَّره شيخُنا ، فهو مَجاز ، كما نَبّه عليه الزّمخشريّ .
وقال شيخُنَا : ثم ابنّ المعروفَ فيه ، المُصَرَّحَ به في أُمَّهاتِ اللُّغَة ، ومصَنَّفَات الغَرِيبِ أَنه بتَشْدِيد التَّحْتِيَّة .
وقال العلاّمَة أَبو عليَ زكريّا بن هارون بن زكريّا الهَجَرِيّ في نوادره : يقال : داثَ الرَّجُلُ*! يَدِيثُ *! دِيَاثَةً ، وهو*! دَيُوثٌ ، غير مشدّد الياءِ ، إِذا لَمْ تَكُنْ له غَيْرَةٌ ، ولم يُبَالِ بالحِشْمَةِ ، كذا قال ، وأَقَرَّه ابنُ القَطَّاع على مِثْلِه ، وهو غريبٌ .
(*!-والدَّيَثَانِيّ ، محرّكة ) مع ياءِ النِّسْبَة ، هكذا في النُّسخ ، ومثله في التكملة ، والذي في اللّسان وغيرِه : *!الدَّيَثَانُ ( : الكابوس ) يَنْزِلُ على الإِنْسَان ، نقله الفَرَّاءُ ، قال ابنُ سِيده : أُراهَا دَخِيلَةً .
( *!والدِّيثُ بالكَسْر : ) اسم ( رَجُل ) وهو*! الدِّيث بنُ عَدْنَان ، أَخُو مَعَدِّ بنِ عَدْنَان ، ومن ذُرِّيته سَوْدَةُ بنتُ عَكِّ بنِ الدِّيثِ ، أُمُّ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ ، قَيَّدَه الحافظ .
(*! والأَدْيثَانُ ) برفع النّون ، وخفضها : ( وَادِ ) يَانِ مُنْصَبّانِ من حَزْمِ دَمْخٍ ، كذا نقلَه الصاغانّي .
قلت : وهو تَصحيف ، وصوابُه الأَدْنَيانِ ، من دَنا يَدْنو ، كما حقّقه ياقوت .
( *!والأَدْيَثُونُ ) برفع النون ونصبها قال عَمْرُو بن أَحمرَ :
بِحَيْثُ هَرَاقَ في نَعْمَانَ خَرْجٌ
دَوافعُ في بِرَاقِ *!الأَدْيَثِينَا
وقد مَرّ البحث فيه في دأَث .

2 ( فصل الراءِ ) مع المثلّثة ) 2
وأَمّا الذّال المعجمة فإِنّهَا ساقطة .
ربث : ( الرَّبْثُ عن الحَاجَةِ ) هو : ( الحَبْسُ عنها ) ، يقالُ : رَبَثَه عن أَمْرِه وحاجَتِه يَرْبُثُه ، بالضّمّ ، رَبْثاً : حَبَسَه وصَرَفَه ، ( كالتَّرْبِيثِ ) ، وهاذِه عن الصّاغانيّ .
____________________

(5/255)



وقال شَمِرٌ : رَبَثَهُ عن حاجَتِه ، أَي حَبَسَه ، فَرَبِثَ ، ( وهو ) رَابِثٌ إِذا أَبْطَأَ ، وأَنشدَ لنُمَيْر بن جَرَّاح :
تَقُولُ ابْنَةُ البَكْرِيِّ مالِيَ لا أَرَى
صَدِيقَك إِلاَّ رَابِثاً عنكَ وَافِدُهْ
أَي بَطيئاً .
ورَبَّثَه كلَبَّثَه .
وأَمْرُهُ ( رَبِيثٌ ومَرْبُوثٌ ) ، واحدٌ .
( و ) يقال : دَنا فلانٌ ثُمّ ( ارْبَاثَّ ) كاحْمَارّ ، قال شيخنا : وسُمِعَ مَهْمُوزاً ؛ فِرَاراً من التِقَاءِ السّاكنين ارْبَأَثَّ كاطْمَأَنَّ ، أَي ( احْتَبَسَ ) وارْبَأْثَثْتُ .
( و ) ارْبَأَثَّ ( أَمرُهُم ) ارْبِئثاثاً ، إِذا انْتَشَرَ وتَفَرَّقَ ، ولم يَلْتئِمْ ، وهو مَجاز .
وفي الصّحاح : اربَثَّ أَمرُهُم ( : ضَعُفَ وأَبْطَأَ حَتّى تَفَرَّقُوا ) .
( والرَّبِيثَةُ : أَمْرٌ يَحْبِسُكَ ) ، جمعهُ رَبَائِثُ ، وفي الحدِيثِ ( تَعْتَرِضُ الشّياطينُ النّاسَ يومَ الجُمُعَةِ بالرَّبَائِثِ ) أَي بِمَا يُرَبِّثُهُم عن الصَّلاةِ ، وفي رواية ( إِذا كانَ يومُ الجُمُعَة بَعَثَ إِبْلِيسُ شَياطِينَه وفي رواية : جُنُودَه إِلى النّاسِ ، فأَخَذُوا عَلَيْهِم بالرَّبَائِثِ ) وفي حدِيثِ عليَ رضي الله عنه : ( غَدَتِ الشَّيَاطِينُ بِرَاياتِهَا ، فَيَأْخُذُونَ النّاسَ بالرَّبَائِثِ ) أَي ذَكَّرُوهم بالحَوائِجِ الّتي تُرَبَّثُهُم ، ليُرَبِّثُوهُم بها عن الجُمُعَة . قلت : ومثلُه في مختار الصّحاح ، وفي رواية : ( يَرْمُون النّاس بالتَّرابِيثِ ) قال الخَطّابيّ : وليس بشيْءٍ . قلت : وهذه الرّوايَة التي أَشار إِليها شيخُنَا في شرحه ، قال ابنُ الأَثِيرِ : ويجوز إِنْ صَحّت الرِّوايَةُ أَنْ يكون جمعَ تَرْبِيثَةٍ ، وهي المَرَّةُ الواحدةُ من التَّرْبِيثِ ، تقول : رَبَّثْتُه تَرْبِيثاً ، وتَرْبِيثَةً واحِدَةً ، مثل قَدَّمْتُهُ تَقْدِيماً وتَقْدِيمةً واحِدَةً . ( كالرِّبِّيثَى ) مِثَال الخِصِّيصَي .
____________________

(5/256)



( و ) الرَّبِيثَةُ والرِّبِّيثَى ( : الخَدِيعَةُ ) والحَبْس ، يقال : فَعَلَ ذلك له رِبِّيثَى وَرَبِيثَةً أَي خَدِيعَةً وحَبْساً .
وقال ابن السَّكِّيت : إِنما قُلْتُ ذلك رَبِثَةً مِنّي ، أَي خَديعَةً ، وقد رَبَثْتُه أَرْبُثُه رَبْثاً .
وقال الكسائيّ : الرِّبِّيثَى من قَوْلِك : رَبَثْتُ الرَّجُلَ أَرْبُثُهُ رَبْثاً ، وهو أَنْ تُثَبِّطَه وتُبَطِّىءَ به قال الشاعر :
بَيْنا تَرَى المَرْءَ في بُلَهْنِيَة
يَرْبُثُه من حِذارِه أَمَلُه
( وتَرَبَّثَ ) في سَيْرِه ، أَي ( تَلَبَّثَ ) ورَبَّثَهُ كَلَبَّثَهُ .
( وارْتَبَثَ ) أَمْرُهُمْ ( : تَفَرَّقَ ، كارْبَثَّ ارْبِثَاثاً ) وارْبَثَّ القَوْمُ : تَفَرَّقُوا . قال أَبو ذُؤيْب :
رَمَيْنَاهُمُ حتَّى إِذا ارْبَثَّ أَمْرُهُمْ
وصَارَ الرَّصِيعُ نُهْيَةً للحَمَائِلِ
وارْبَثَّتِ الغَنَمُ ، وانْبَثَّتْ : انتْشَرَتْ ، ولا تَزَالُ غَنَمُهُم مُنْبَثَّةً مُرْبَثَّة ، وارْبَثُّوا في منازِلِهِم ورَأْيِهِم : تَفَرَّقُوا ، ويقال جَرْيُهُ كَرِيثٌ ، وأَمْرُه رَبِيثٌ ، كذا في الأساس .
( ورُبَثُ ، كزُفَرَ ، ابنُ قَاسِطِ ) بنِ بَهْرَاءَ ( في قُضَاعَةَ ) .
رثث : (*! الرَّثُّ ) *!والرِّثَّةُ *!والرَّثِيثُ : الخَلَقُ الخَسِيسُ ( البَالِي ) من كلِّ شيْءٍ ، تقول : ثَوْبٌ*! رَثٌّ ، وحَبْلٌ*! رَثٌّ ، ورَجخلٌ رَثُّ الهَيْئةِ في لُبْسِه ، وأَكثرُ ما يستعملُ فيما يُلْبَس ، والجمعُ رِثَاثٌ ، ( *!كالأَرَثِّ *!والرَّثِيثِ ) .
( و )*! الرَّثُّ ( : السَّقَطُ من مَتَاعِ البَيْتِ ) ، من الخُلْقانِ ( *!كالرِّثَّةِ بالكسرِ ، ج*! رِثَثٌ *!ورِثَاثٌ ) مثل قِرْبَةٍ وقِرَبٍ ، ورِهْمَةٍ ورِهَامٍ ، وفي الحديث : ( عَفَوْتُ لَكخمْ عن*! الرِّثَّةِ ) وهي مَتَاعُ البَيْتِ الدُّونُ .
وفي اللسان : *!الرَّثُّ *!والرِّثَّةُ جَمِيعاً :
____________________

(5/257)


رَدِىءُ المَتَاعِ ، وأَسْقَاطُ البَيْتِ من الخُلْقَانِ .
( *!والرِّثَّة ) بالكسر ( أَيْضاً ) : المرأَةُ ( الحَمْقاءُ ، وضُعَفاءُ النّاسِ ) وخُشارَتُهم وهو مَجازٌ ، شُبِّهوا بالمَتاع الرَّدِىءِ ، والجمعُ *!رِثَاثٌ .
( و ) رَجُلٌ*! رَثُّ الهَيْئَةِ : خَلَقُهَا باذُّها . وفي خَلْقِه رَثَاثَةٌ .
(*! الرَّثاثَةُ ) بالفَتْح ( *!والرُّثُوثَةُ ) بالضّمّ ( : البَذَاذَةُ ) .
( وقد *!رَثّ *!يَرُثُّ ) رَثَاثَةً ،*! ويَرِثُّ *!رُثُوثَةً .
قال ابنُ دُريد : أَجازَ أَبو زيد : *!رَثَّ (*! وأَرَثَّ ) ، وقال الأَصمَعيّ : رَثَّ ، بغيرِ أَلفٍ ، قال أَبو حاتم : ثم رَجَع بعد ذلك ، وأَجاز : رَثَّ وأَرَثَّ ، وقولُ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة .
*!أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبَدِ
بعَاقبَةٍ وأَخْلَفَتْ كُلَّ مَوْعِدِ
يجوزُ أَن يكونَ على هَذِه اللُّغَةِ ، ويجوزُ أَن تكونَ الهمزةُ للاستِفْهَام دَخَلَتْ على رَثَّ .
وقد رَثَّ الحَبْلُ وغيرُهُ (*! وأَرَثَّهُ ) البِلَى و ( غَيْرُه ) ، عن ثَعلب ، وأَرَثَّ الثَّوْبُ ، أَي أَخْلَقَ .
( و ) يُقَال للرَّجُلِ إِذا ضُرِبَ في الحَرْبِ فأُثْخِنَ وحُمِلَ وبِهِ رَمَقٌ ، ثم ماتَ : قد ( *!ارْتُثَّ ) فُلانٌ وهو افْتُعِل ( على المَجْهُولِ ) أَي ( حُمِل من المَعْرَكَةِ *!رَثِيثاً ، أَي جَرِيحاً ، وبِهِ رَمَقٌ ) .
وفي اللسان :*! المُرْتَثُّ : الصَّرِيعُ الذِي يُثْخَنُ في الحَرْبِ ، ويُحْمَلُ حَيًّا ، ثمّ يموتُ ، وقال ثعلبٌ : هوَ الذي يُحْمَلُ من المَعْرَكَةِ وبه رَمَقٌ ، فإِن كان قَتِيلاً فليس بمُرْتَثَ .
( *!والمُرِثُّ ) مأْخُوذٌ ( مِن أَرَثَّ حَبْلُه ) والاسمُ من ذلك الرِّثَّةُ .
____________________

(5/258)



( *!وارْتَثَّ ) فُلانٌ ( نَاقَةً له ) أَو شاةً ( : نَحَرَهَا من الهُزَالِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!ارْتَثُّوا رِثَّةَ القَوْمِ : جَمَعُوها ، أَو اشْتَرُوهَا .
*! والرَّثِيثُ : الجريحُ ، *!كالمُرْتَثِّ ، وفي حدِيث أُمِّ سَلَمَة ( فرآنِي *!مُرْتَثَّةً ) أَي ساقِطَةً ضَعِيفَةً ، وأَصلُه من الرَّثِّ : الثَّوبِ الخَلَه ،*! والمُرْتَثُّ مُفْتَعَلٌ منه .
وفي الأَساس ، من المجاز : مَرَّ ببني فُلان*! فارْتَثَّهُمْ .
وكلامٌ رَثٌّ : غَثٌّ سَخِيفٌ ، وفي هذا الخَبَرِ رَثَاثَةٌ ورَكَاكَةٌ ، إِذا لم يَصِحّ .
رعث : ( الرَّعْثَةُ ، ويُحَرَّكُ ) : ما عُلِّقَ بالأُذُنِ من ( القُرْط ) ونَحْوِه ، و ( ج ، رِعَاثٌ ) كرَقَبَة ورِقَابٍ ، ورِعَثَةٌ ، بكسر ففتح ، قال النَّمِر :
وكلُّ خَلِيلٍ عَلَيْهِ الرِّعا
ثُ والحُبُلاتُ كَذُوبٌ مَلِقْ
( و ) من المجاز : الرَّعْثَةُ ( : عُثْنُونُ الدِّيكِ ) الناتِىءُ تحتَ مِنْقَارِه ، وهو لِحْيَتُه ، يقال صاحَ ذُو الرَّعَثَاتِ ، ودِيكٌ مُرَعَثٌ ، قال الأَخْطَلُ يَصفُ دِيكاً :
مَاذَا يُؤَرِّقُنهي والنَّوْمُ يُعْجِبُنِي
من صَوْتِ ذِي رَعَثَاتٍ ساكِنِ الدّارِ
( و ) الرَّعْثَة بفتح فسكون كما قبله ( التَّلْتَلَهُ ) هاكذا في سائِر أُمِّهات اللُّغَة ، كالتَّهْذِيب ، والمُحْكَم واللّسان فلا عِبْرَةَ بقَوْل شيخِنا : فيه إِغرابٌ ( تُتَّخَذُ من جُفِّ الطَّلْعَةِ يُشْرَبُ بِها ) .
( وتَرَعَّثَتِ المَرْأَةُ ) أَي ( تَقَرَّطَتْ ) .
وصَبِيٌّ مُرَعَّثٌ : مُقَرَّطٌ ، قال رؤبةُ :
رَقْراقَةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ
( كارْتَعَثَتْ ) : إِذا تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ ، وهاذا عن ابن جِنِّى ، وفي الحديث ( قالت أُمُّ زَيْنَبَ بنتُ نُبَيْطٍ : كنتُ
____________________

(5/259)


أَنا وأُخْتَايَ في حَجْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فكانَ يُحَلِّينَا رِعَاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ ) .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الرَّعْثَةُ في أَسْفَلِ الأُذُنِ ، والشَّنْفُ في أَعْلَى الأُذُنِ ، والرَّعْثَةُ : دُرصَّةٌ تُعَلَّقُ في القُرْطِ .
( و ) من المجاز : ( الرَّعَثُ محرَّكة ويسكّن : ابْيضَاضُ أَطْرَافِ زَنَمَتِي العَنْزِ ) والشَّاةِ ، وهُمَا تحت الأُذُنَيْنه .
( وقد رَعِثَتْ ، كفَرِحَ ) رَعَثاً ( و ) رَثَتْ ، مثل ( مَنَعَ ) رَعْثاً ، وشاةٌ رَعْثَاءُ : لهَا تَحْتَ أُذُنَيْهَا رَنَمَتانِ .
( و ) من المجاز : الرَّعَثُ ( : العِهْنُ ) عامَّةً ، واحدُه رَعَثَةٌ ، وقيل : هو العِهْنُ ( يُعَلَّقُ مِنَ الهَوْدَجِ ) ونحوه ؛ زِينَةً لها ، كالذَّبَاذِبِ .
وقيل : هو كُلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ ورَعَثَةٌ ( كالرُّعْثَةِ ، بالضّمّ ) ، عن كخراع ، وخصَّ بعضُهم به القُرحطَ والقِلادَةَ ونحوَهما .
قال الأَزهريّ : وكلُّ مِعْلاقٍ كالقُرْطِ ونحوهِ يُعَلَّقُ من أُذُن ، أَو قلادةٍ ، فهو رِعَاثٌ ، والجمع رَعْثٌ ورِعَاثٌ ورُعُثٌ ، الأَخِيرَةُ جمعُ الجَمْعِ .
( والرَّاعُوثَةُ : حَجَرٌ ) في أَعْلَى البِئرِ ( يقُومُ عَلَيْهِ المُسْتَقِي ) ، وفي بعض مُصَنَّفَاتِ الغَرِيبِ : حَجَرٌ يُتْرَكُ في أَسْفَل البِئرِ إِذا حُفِرَتْ ، يَجْلِسُ عَلَيْهِ من يريدُ تَنْقِيَتَهَا ، وهو الرَّاعُوفةُ ، بالفَاءِ ، حُكِيَ ذلك عن بعضهم ( كالأُرْعُوثَةِ ) بالضّمّ ، مثل الأُرْعُوفَةِ ، وفي حديث سِحْر النّبيّ صلى الله عليه وسلم ( ودُفِنَ تَحْتع رَاعُوثةِ البِئرِ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : هاكذا جاءَ في روية ، والمشهورُ بالفَاءه ، وهي هي ، وسيُذْكعر في موضعه .
( و ) من المجاز : ( الرَّعْثَاءُ : عِنَبٌ له حَبٌّ طِوالٌ ) ، على التَّشْبِيهِ بالزَّنَمَتَيْنِ .
( و : شَاةٌ تحتَ أُذُنَيْهَا زَنَمَتانِ ) ، وقد تَقَدَّمَ .
( وَرَعَثَتْه الحَيَّةُ ، كمَنَعَه : قَرَمَتَهُ ونَالَتْ مِنْه قَليلاً ) ، نقلَه الصاغَانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
____________________

(5/260)



المُرَعَّثُ ، كمُعَظَّمٍ : لَقَبُ بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ ، سُمّيَ بذلك لِرِعاثٍ كانت ( له ) في صِغَرِه في أُذُنِه .
وتَفَتَّحَ رَعْثُ الرُّمّانِ : زَهْرُه ، وهو جُلَّنَارُه ، وهو مجاز .
والرَّعُوثُ : كُلّ مُرْضِعَةٍ ، كالمُرْعِثِ ، كذا في الأَسَاس . قلت : ولعَلّه لُغَةٌ في الغَيْن ، كما سيأْتي ، أَو هو تَصْحِيفٌ .
رغث : ( الرَّغُوثُ ) كصَبُورٍ ( : كُلُّ مُرْضِعَةٍ ) قال طَرَفَةُ :
فَلَيْتَ لَنَا مَكَانَ المَلْكِ عَمْرٍ و
رَغُوثاً حَولَ قُبَّتِنَا تَخُورُ
وفي حَدِيثِ الصَّدَقة ( أَن لا يُؤْخَذَ فِيهَا الرُّبَّى والمَاخِضُ والرَّغُوثُ ) أَي التي تُرْضِع . وشاةٌ رَغُوثٌ ورَغُوثَةٌ : مُرْضِعٌ ، وهي من الضَّأْنِ خاصَّةً ، واستعملَها بعضُهُم في الإِبل فقال :
أَصْدَرَهَا عن طَثْرَةِ الدَّآتِ
صاحِبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ
يَجْمَعُ للرِّعاءِ في ثَلاثِ
طُولَ الصَّوَا وقِلَّةَ الإِرْغاثِ
وقيل : الرَّغُوثُ من الشّاءِ : التي قَدْ وَلَدَتْ فقطْ ، وقوله :
حَتَّى يُرَى في يابِس الثَّرْياءِ حُثّ
يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُّلَيِّ المُرْتَغِثْ
يجوزُ أَن يريدَ تَصغيرَ الطَّلاَ الذي هو وَلَدُ الشَّاةِ ، أَو الّذي هو وَلَدُ النَّاقَةِ ، أَو غير ذالك من أَنْوَاعِ البَهَائِم .
وبِرْذَوْنَةٌ رَغُوثٌ : لا تَكادُ تَرْفَعُ رَأْسَها من المِعْلَفِ ، وفي المثل : ( آكَلُ الدَّوَابِّ بِرْذَوْنَةٌ رَغُوثٌ ) وهي فَعُولٌ في معنى مَفْعُولة ، لأَنّهَا مَرْغُوثَةٌ .
وأَورد الجَوْهَرِيّ هَذَا المثلَ شِعْرا فقال :
آكَلُ من بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثٍ
ومن سَجَعَات الأَساس : ليتَ لنا
____________________

(5/261)


مَكَانَكَ رَغُوثاً ، بل ليتَ لَنَا مَكَانَكَ بُرْغُوثاً .
( كالمُرْغِثِ ) ، على مثال مُكْرِمٍ ، وهي المرأَةُ المُرْضِعُ ، وجمع الرَّغُوثِ رِغَاثٌ ، والرَّغُوثُ أَيضاً : وَلَدُها .
( وقَدْ أَرْغَثَت ) النَّعْجَةُ وَلدَهَا : أَرْضَعَتْه .
( و ) في حديثِ أَبي هريرة : ( ذَهَبَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وأَنْتُم تَرْغَثُونَهَا ) يعني الدُّنْيَا ، أَي تَرْضَعُونَهَا من ( رَغَثَهَا كمَنَعَ ) .
( وارْتَغَثَهَا ) إِذا ( رَضَعَها ) .
( وأَرْغَثَتْهُ : أَرْضَعَتْهُ ) . هو مع ما تقدّم تَكْرارٌ .
( والرُّغَثَاءُ ، كالعُشَراءِ ) ، وفتح الرّاءِ والغَيْن لُغَة ، نقله الصاغانيّ ( : عِرْقٌ في الثَّدْيِ ) يُدِرُّ اللَّبَنَ .
( أَو ) الرُّغَثَاءُ : ( عَصَبَةٌ تَحْتَه ) أَي الثَّدْيِ ، كذا في التّهذيب ، قال : وضَمُّ الرّاءِ في الرُّغَثَاءِ أَكثرُ ، عن الفَرَّاءِ .
وقيل : الرّغَثَاوانِ : العَصَبَتانِ اللّتانِ تحتَ الثَّدْيَيْنِ ، وقيل : هما ما بينَ المَنْكِبَيْن والثَّدْيَيْنِ مما يَلي الإِبْطَ ، وقيل : هما مُضَيْغَتانِ من لَحْمٍ بين الثُّنْدُأَةِ والمَنْكِب بجانَبِيِ الصَّدْرِ ، وقيل : الرُّغَثَاوانِ : سَوادُ ( حَلَمَتَيِ ) الثَّدْيَيْن .
( وأَرْغَثَه : طَعَنَه في رُغَثَائِه ) ، كَرَغَثَه ، عن الزّجّاج ، قالت خَنْسَاءُ :
وكانَ أَبُو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصَابَها
وأَرْغَثَهَا بالرُّمْحِ حَتَّى أَقَرَّتِ
( ورُغِثَ كزُهِيَ : اشْتَكَاهَا ) أَي الرُّغَثَاءَ ، والّذي في مُصَنَّفاتِ الغريبِ : رُغِثَتِ المَرْأَةُ تُرْغَثُ : شَكَتْ رُغَثَاءَهَا .
( و ) رَغَثَه النَّاسُ : أَكْثَرُوا سُؤالَه حتى فَنِيَ ما عِنْدَه ، وقالَ أَبُو عُبَيْد : رُغِثَ ( فُلانٌ ) فهو مَرْغُوثٌ فجاءَ به على صِيغَةِ ما لم يُسَمًّ فاعلُه ( كَثُرَ ) ، وفي نسخة أُكْثِرَ ( عليهِ السُّؤَالُ حَتّى نَفِدَ ) وفي نسخة : يَنْفَدَ ( مَا عِنْدَهُ ) .
( و ( رَغَثَه ) وأَرْغَثَه : طَعَنَه ) بالرُّمْحِ ( مَرَّةً بعدَ أُخْرَى ) ، نقله الزَّجّاج .
____________________

(5/262)



( وأَرْضُ رُغَاثٌ ، كغُرَابٍ ) ، إِذا كانت ( لا تَسِيلُ إِلاّ مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ ) ، وضبطه الصّغَانّي كسَحَابٍ .
( والمُرَغَّثُ ، كمُحَمَّدٍ : مَوْضِعُ الخَاتَمِ من الإِصْبَعِ ) ، وضَبَطَه الصاغانيّ كمُكْرَم .
رفث : ( الرَّفَثُ مُحَرَّكةً : الجِمَاعُ ) وغيرُه ، مما يَكُونُ بين الرَّجُلِ وامْرَأَتِه ، من التَّقْبِيلِ والمُغَازَلَةِ ونحوِهِما ، مما يكونُ في حَالةِ الجِمَاع .
( و ) هو أَيضاً ( الفُحْشُ ) من القَوْلِ ( كَالرَّفُوثِ ) بالضَّمّ .
( وكَلامُ النِّسَاءِ ) كذا في سائر النّسخ التي بأَيْدِينا ، ومثله في الصّحاح ووُجِدَ في نُسْخَةِ شيْخِنا : ( وكلامُ النّاسِ ) وهو خَطَأٌ ، ولو أَبْدَى له تَوْجِيهاً ( في الجِماعِ ) ، كذا قَيَّدَه غيرُ واحِدٍ من الأَئِمّة .
( أَو مَا وُوجِهْنَ بهِ من الفُحْشِ ) .
ورُوِيَ عن ابنِ عَبّاسٍ ( أَنّه كان مُحْرِماً ، فأَخَذَ بِذَنَبِ نَاقَةٍ من الرِّكَاب وهو يقول :
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا
إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا
فقيل له : يا أَبا العَبّاس : أَتَرْفُثُ وأَنْتَ مُحْرِم ؟ : فقال : إِنّمَا الرَّفَثُ ما رُوجعَ بهِ النِّسَاءُ ) فرأَى ابنُ عبّاس الرَّفَثَ الذي نَهَى الله عَنْهُ : ما خُوطِبَتْ به المَرْأَةُ ، فأَمّا أَن يَرْفُثَ في كلامِه ، ولا تَسْمَعَ امرأَةٌ رَفَثَه فغَيْرُ داخِلٍ في قولهِ ( تعالى ) : { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ } ( سورة البقرة ، الآية : 197 ) كذا في اللسان .
وقيل : الرَّفَثُ : هو التَّصْرِيحُ بما يُكْنَى عنه من ذِكْرِ النِّكَاحِ ، ويقال : الرَّفَثُ يكونُ في الفَرْجه بالجِمَاع ، وفي العينه بالغَمْزه للجِمَاع ، وفي اللسان المُوَاعَدَةُ به ، كما يُفْهَم من عبارة المِصْباح .
____________________

(5/263)



وقال الأَزهريّ : الرَّفثُ : كلِمةٌ جامِعَةٌ لكلُّ ما يُرِيدُه الرجُل مِن المرأَة ، نقَلَه شيخُنَا في شرح كِفَايَةِ المُتَحَفّظ .
وقال الزّجّاج : ( لارَفَثَ ) أَي لا جماعَ ولا كلمَةَ من أَسبابِ الجِمَاع وأَنشد :
ورُبَّ أَسْرَابه حَجِيجٍ كُظَّمِ
عن اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ
وقال ثَعْلَب : هو أَنْ لا يَأْخُذَ ما عَلَيْهِ من القَشَفِ ، مثل تَقْلِيم الأَظْفَارِ ، ونَتْفِ الإِبْط ، وحَلْقِ العَانَةِ ، وما أَشْبَهَهُ ، فإِن أَخَذَ ذالك كُلَّه فليسَ هُنَالك رَفَثٌ .
( وقَد رَفَثَ ) الرَّجلُ بها ، ومَعَها ( كَنَصَرَ ) وضَرَبَ ، يَرْفُثُ ويَرْفِثُ رَفْثاً ، والأَخِير صَرَّح به عِياضٌ في المَشَارِق ، ( وفَرِحَ ) ، رَفَثاً ، مُحَرّكة ، وقيل : هو اسمٌ ، ( وكَرُمَ ) ، وهاذا عن اللِّحْيَانيّ ( وأَرْفَثَ ) كُلُّه : أَفْحَشَ في شأْنِ النِّساءِ ، كذا في اللّسَان ، والله تعالى أَعلم .
رمث : ( الرَّمْثُ بالكَسْر : مَرْعًى للإِبِلِ ) ، وهو ( من الحَمْضِ ) كذا في الصّحاح .
( و ) في المُحْكم : ( شَجَرٌ يُشْبِهُ الغَضَى ) لا يطولُ ، ولكنه يَنْبَسِطُ وَرَقُه ، وهو شَبِيهٌ بالأُشْنَانِ ، والإِبِلُ تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخَلَّةِ ومَلَّتْها .
وقال أَبو حَنِيفَة في كتاب النباتِ : وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقَاقٌ ، وهو مع ذالك كُلِّه كَأٌ تَعِيش فيه الإِبلُ والغَنَمُ ، وإِن لم يكنْ معها غيرُه ، وربما خَرَجَ فيه عَسلٌ أَبيضُ كأَنه الجُمَانُ ، وهو شَديدُ الحَلاَوَةِ ، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ ، ووَقُودُه حارٌّ ، ويُنْتَفَعُ بدُخَانِه من الزُّكَام ، وقال مَرّةً : قال بعضُ البَصْرِيِّينِ : يكون الرِّمْثُ مع قِعْدَةِ الرَّجُلِ ، يَنْبُتُ نَبَاتَ الشِّيحِ ، قال : وأَخبرَني بعضُ بني أَسَد أَنّ الرِّمْثَ يَرْتَفعُ دونَ القَامَةِ فيُحْتَطَبُ ، واحدتُه رِمْثَةٌ .
( و ) الرِّمْتُ ( : الرَّجُلُ الخَلَقُ الثِّيابِ ) يقال : رِمْثٌ نِكْسٌ ، وقال شيخنا : هو مَجازٌ .
____________________

(5/264)



( و ) الرِّمْثُ ( : الضَّعِيفُ المَتْنِ ) أَيضاً ، نقلَه الصاغانيّ .
( و ) الرَّمْثُ ( بالفتح : الإِصْلاحُ والمَسْحُ باليَدِ ) ، وفي أَخرى ( المَسُّ ) ، يقال : رَمَثْتُ الشَّيْءَ ، أَي أَصْلَحْتُه ومَسحْتُه بيَدِي ، قال الشاعر :
وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه
ونَصَحْتُه في الحَرْبِ نَصْحَا
( و ) الرَّمَثُ ( بالتّحريك : خَشبٌ يُضَمُّ ) ، وفي نسخة يُشَدّ ( بعضُه إلى بَعْضٍ ) كالطَّوْفِ ( ويُرْكَبُ ) عليه ( في البَحْرِ ) ، قال أَبو صَخْرٍ الهُذَليّ :
تَمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيَّةَ أَنَّنَا
على رَمَثٍ في الشَّرْمِ ليسع لنا وَفْرُ
الشَّرْمُ : مَوْضِعٌ في البَحْر ، والجمعُ أَرْماثٌ ، وفي الحديث : ( أَنّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : إِنّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا في البَحْرِ ، ولا ماءَ مَعَنا ، أَفَنَتَوَضَّأُ بماءِ البَحْرِ ؟ فقال : هو الطَّهُورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه ) قال الأَصمعِيّ : والرَّمَثُ : هو هاذا الطَّوْفُ ، وهو الخَشَبُ ، فَعَلٌ بمعنى مَفْعُولٍ ، من رَمَثْتُ الشَّيْءَ إِذا لَمَمْتَه وأَصْلَحْتَه .

( و ) الرَّمَثُ ( أَن تَأْكُلُ الإِبِلُ الرِّمْثَ ) بالكسر ، ( فتَشْتَكِيَ عَنْهُ ) هاكذا في سائر الأَمَّهات ، ووُجِدت في نسخة شَيْخِنا ( مِنْهُ ) بدل ( عنه ) ، وقد رَمِثَت الإِبِلُ بالكسر تَرْمَثُ رَمَثاً ( فهي رَمِثَةٌ ) بفتح فكسر ( ورَمْثَى ) ، على القَصْر ، ( و ) إِبِلٌ ( رَمَاثَى ) كعَذَارَى : أَكَلَت الرِّمْثَ فاشْتَكَتْ بُطُونَهَا ، وقال أَبو حنيفةَ : هو سُلاحٌ يَأْخُذُها إِذا أَكَلَت الرِّمْثَ وهي جائِعَةٌ فيُخَافُ عليها حِينئذٍ .
قال الأَزْهَرِيّ في ترجمة ( طلح ) : الرِّمْثُ والغَضَى إِذا بَاحَثَتْهُمَا الإِبلُ ، ولم يَكُنْ لها عُقْبَةٌ من غيرهما
____________________

(5/265)


يُقَال : رَمِثَت ، وغَضَيَتْ ، فهي رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ .
( و ) الرَّمَثُ ( : بَقِيَّةُ اللَّبَنِ ) تَبْقَى ( في الضَّرْعِ ) بعد الحَلَبِ ، والجمعُ أَرْماثٌ . قاله ابن سِيده .
( و ) الرَّمَثُ ( المَزِيَّةُ ) ، في نوادرِ الأَعْرَاب : لفُلانِ عَلَى فُلانٍ رَمَثٌ ورَمَلٌ ، أَي مَزِيَّةٌ ، وكذالك : علَيْه فَوَرٌ مُهْلَةٌ ونَفَلٌ .
( و ) الرَّمَثُ ( عِلاَقةٌ لِسِقَاءِ المَخِيصِ ) .
( و ) الرَّمَثُ : الحَلَبُ ، يقالُ : رَمِّثْ ناقَتَكَ ، أَي أَبْقِ في ضَرْعِها شَيْئاً ، والرَّمَثَةُ كالرَّمَثِ ، وقد أَرْمَثَهَا ورَمَّثَها .
ويقال : ( رَمَّثَ في الضَّرْعِ تَرْمِيثاً : أَبْقَى فِيهِ ) وفي : نسخة بهِ ( شَيئاً ، كأَرْمثَ ) ، قال الشّاعِر :
وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ الفَصِي
لَ في الأُمِّ وامْتَكَّهَا المُرْمِثُ
( و ) رَمَّثَ ( عَلَى الخَمْسِينَ ) وغَيْرِهَا : ( زَادَ ) وإِنما يَسْتَعْمِلُون الخمسينَ في هاذا ونَحْوِه ؛ لأَنّه أَوْسَطُ الأَعْمَارِ ، ولذلك استعملَها أَبو عُبَيْدٍ في بابِ الأَسْنان وزيادةِ الناسِ فيها دونَ سائِر العُقُود .
وَرَّمَثَتْ غَنَمُه على المِائَةِ : زادتْ ، ورَمَّثَتِ النّاقَةُ على مِحْلَبِهَا ، كذالك ، وفي حديث رافع بن خَديج وسُئل عن كِرَاءِ الأَرْضِ البَيْضَاءِ بالذَّهَبِ والفِضَّة ، فقال : ( لا بَأْسَ إِنّمَا نُهِيَ عن الإِرْماثِ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : هاكذا يُروَى ، فإِن كان صحيحاً ، فيكونُ من قَوْلِهم : رَمَثْت الشَّيْءَ بالشيءِ ، إِذا خَلَطْتَه ، أَو من قولهم : رَمَّثَ عليه ، وأَرْمَثَ ، إِذا زادَ ، أَو مِنَ الرَّمَثِ ، وهو بَقِيَّةُ اللَّبَنِ في الضَّرْعِ ، قال : فكأَنَّه نَهَيِ عنه من ( أَجْلِ ) اخْتِلاطِ نَصيب بعضِهم ببعْضٍ ، أَو لزيادةِ يأْخُذُهَا بعضُهُم من بعضٍ ، أَو لإِبْقَاءِ بعضهم على البَعْضِ شيئاً من الزَّرْعِ .
( و ) الرَّمَثُ : الحَبْلُ الخَلَقُ ، وجمعُه أَرْماثٌ ورِمَاثٌ ، و ( حَبْلٌ أَرْمَاثٌ ) أَي ( أَرْمَامٌ ) كما ، قالُوا : ثَوْبٌ أَخْلاَقٌ .
____________________

(5/266)



وفي حديث عائِشَةَ ، رضي الله عنها : ( نَهَيْتُكُم عن شُرْبِ ما فِي الرِّمَاثِ ، والنَّقِيرِ ) قال أَبو موسى : إِنْ كان اللَّفْظُ محفُوظاً ، فلعَلَّهُ من قولِهِم : حَبْلٌ أَرْماثٌ ، أَي أَرْمَام ، ويكونُ المُرَادُ به الإِناءَ الذِي فيه قِدَمٌ وعِتْقٌ ، فصارت فيه ضَرَاوَةٌ بما ينْتَبَذُ فِيهِ ، فإِنّ الفسادَ يكونُ إِليه أَسْرَعَ ، وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الرَّمَثُ : الحَبْلُ المُنْتَكِثُ .
( وأَرْضٌ مَرْمَثَةٌ : تُنْبِتُ الرِّمْثَ ) ، بالكسر .
( وأَرْمَثَ فُلانٌ في مَالِهِ ) ، وكذا في ضَرْعِ ( : أَبْقَى ، كاسْتَرْمَثَ ) .
( و ) أَرْمَثَ عليه في المَنْظِق ( : أَرْبَى ) عليه .
( و ) أَرْمَثَ الحَبْلَ ( : لَيَّنَ ) .
( و ) رَمَثْت الشَّيْءَ بالشَّيْءِ ، إِذا خَلَطْته .
و ( رَمِثَ أَمرُهُم ، كَفَرِحَ ) ، رَمَثاً : ( اخْتَلَطَ ) ، وعليه خُرّج حديثُ رافِعِ ابنِ خَدِيجٍ ، كما تقدّم .
( وبِئر مَرْمُوثَةٌ : لها مَقَامٌ من ) رَمَثٍ ، مُحَرّكةً ، أَي ( خَشَبٍ ) ، نقلَه الصّغَانيّ .
( والرَّمَّاثةُ مشدَّدةً : النَّعْجَةُ من بَقَرِ الوَحْشِ ) ، نقَلَه الصّاغَانيّ .
( و ) يقال : ( هم في مَرْمُوثَاءَ ) من أَمْرِهِمْ ، ( أَي اخْتِلاطٍ ) .
( ورِمْثَةُ بالكسْر : اسْمٌ ) ، قال أَبو حَنِيفَةَ : سُمِّيَ باسم النَّبَات .
( والرُّمَيْثَةُ ) بالضم ( : ع ) قال النّابِغَة :
إِنَّ الرُّمَيْثَةَ مَانِعٌ أَرْمَاحُنَا
ما كَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وصَفَارِ
( و ) رُمَيْثَةُ ( اسمُ ) جماعَة ، منهم أَسَدُ الدّين أَبو عَرَادَةَ رُمَيْثَةُ بنُ أَبي نُمَيّ بنِ أَبي سَعْدٍ الحَسَنِيّ ، وفي ولدِه الإِمَارَةُ بمكَّةَ .
ومن ولده : الشَّمْسُ أَبو المَجْدِ محمَّدُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ عليَ الرُّمَيْثِيّ البُخَارِيّ الحَنَفِيّ ، وُلِدَ بِبُخَارَا
____________________

(5/267)


سنة 818 وقرأَ على مُلاَّ مِسْكِين ، قاضِي سَمَرْقَنْدَ وبُخَارَا ، ووفَدَ إِلى مكَّةَ ، وتَدَيَّرَهَا ، وكان شيخَ الباسِطِيَّةِ بها مات سنة 895 .
وولدهُ الشِّهابُ أَحمَدُ ، أَجازَه السَّخَاوِيّ والسّيُوطِيّ ، والدّيميّ تُوفِّيَ سنة 948 .
وأَخوه محمّد ممّن قَرَأَعلى السّخَاوِيّ بالمَدِينَة في سنة 894 .
( ) ومما يستدرك عليه :
الرُّمثَة بالضَّم : البَقِيَّةُ من اللَّبَنِ يَبْقَى في الضَّرْعِ بعد الحَلَب .
والرَّمْثُ : السَّرِقةَ ، يقال : رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً ، إِذا سَرَقَ .
والتُّرْمُثِيَّة : بِئرٌ صغِيرةٌ قَدْر قعْدَةِ الإِنْسَانِ ، يَجْلِسُ فيها الرَّجُلُ من العَرَبِ يَطلبُ سُخُونَةَ الأَرْضِ ، ذكرها ابنُ عُصْفُور . قال أَبو حيان : زِيدَت التّاءُ فيها .
واسْتَرْمَثْتُ النْاقَةَ : تَرَكْتُها وقُلْتُ : لَعَلَّهَا تُفِيقُ .
ويَوْمُ أَرْمَاثٍ : أَوَّلُ يومٍ من أَيّامِ القَادِسِيّة ، وذالك في أَيامِ سيِّدنا عُمَرَ ، رضي الله عَنْه ، وإِمارَةِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاصٍ ، رضي الله عَنْه .
قال ياقُوت : لا أَدرِي أَهو موضِعٌ ، أَم أَرادُوا النَّبْتَ ، قال عَمْرُو بن شَأْسٍ الأَسَدِيّ :
عَشِيَّةَ أَرْمَاثٍ ونحنُ نَذُودُهمْ
ذِيَادَ العَوَافِي عن مَشَارِبِها عُكْلاَ
وأَبو رِمْثَةَ . صَحابِيٌّ مَعروفٌ ، وهو البَلَوِيّ ، ويقال : التَّمِيمِيّ ، ويقال التَّيْمِيّ تَيْم الرِّبَابِ ، وقد تقدّم في ثرب .
وأُمّ رِمْثَةَ ، لا تُعْرَف إِلاَّ بِهاذَا ، في شُهُودٍ فَتْحِ خَيْبَرَ ، قاله السّهَيْلِيُّ في الرَّوْض .
روث : ( *!الرَّوْثَةُ : واحِدَةُ *!الرَّوْثِ *!والأَرْوَاثِ ، وقد *!رَاثَ الفَرَسُ ) وغيرُه ، وفي المثل : ( أَحُشُّكَ *!-وتُرُوثُنِي ) .
____________________

(5/268)



قال ابنُ سِيدَه : الرَّوْثُ : رَجِيعُ ذِي الحَافِرِ ، والجمعُ *!أَرْواثٌ ، عن أَبي حَنيفةَ .
وفي التَّهْذِيب : يقال لكلِّ ذِي حافِرٍ : قد رَاث *!يَروثُ رَوْثاً . فقول المُصَنِّفِ : وقد رَاثَ الفَرَسُ ، إِنَّما هو مِثَالٌ لا قَيْدٌ .
( و ) الرَّوْثَة : ( مَا يَبْقَى من قَصَبِ البُرِّ في الغِرْبالِ إِذا نَخَلْتَه ) ، نقلَه الصّاغانيّ .
( و ) الرَّوْثَة : مُقَدَّمُ الأَنفِ أَجْمَعَ ، وقيل : طَرَفُ الأَنْفِ حيثُ يَقْطُرُ الرُّعَافُ ، وقال غيره : *!ورَوْثَةُ الأَنْفِ : طَرَفُه .
والرَّوْثَةُ : ( طَرَفُ الأَرْنَبَةِ ) ، يقال : فلانٌ يَضْرِبُ بلِسانِه*! رَوْثَةَ أَنْفِه ، وفي حديث حَسَّان بنِ ثابتٍ ( أَنَّه أَخْرَجَ لِسَانَهُ فضَرَبَ بِه رَوْثَةَ أَنْفِه ) أَي أَرْنَبَتَهُ وطَرَفَهُ من مُقَدَّمِه .
وفي حديث مُجَاهد : ( فِي الرَّوْثَةِ ثُل الدِّيَةِ ) .
( *!والمَرَاثُ ، كمَبَالٍ : خَوْرَانُ الفَرَسِ ) ، أَي مَخْرَجُ الرَّوْثِ (*! كالمَرْوَثِ ، كمَسْكَن ) ، أَي من غير قلب الواوه أَلفاً .
(*! وَرُوَيْثَةُ : ع بينَ الحَرَمَيْنِ ) الشَّريفَيْن زادَهُما الله تعالى شَرَفاً به مَنْهَلُ ماءٍ عَذْب .
( ) ومما يُستَدْرَكَ عليه :
رَوْثَةُ العُقَابِ : مِنْقَارُها ، قال أَبو كَبِير الهُذَلِيّ :
حَتّى انْتَهَيْتُ إِلى فراشِ عَزِيزَةٍ
شَغْواءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كالمُخْصَفِ
وفي الحديث : ( أَنّ رَوْثَةَ سَيْفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَتْ فضَّةً ) ، فُسِّر أَنها أَعلاه ممّا يَلِي الخِنْصَرَ من كَفِّ القابضِ .
ورَجُلٌ *!مُرَوَّثٌ : أَي ضَخْمُ الأَنْفِ .
ريث : ( *!الرَّيْثُ : الإِبْطاءُ ) ،*! راثَ *!يَرِيثُ *! رَيْثاً : أَبْطَأَ ، قال :
*!والرَّيْثُ أَدْنَى لنَجَاحِ الّذِي
تَرُومُ فيه النُّجْحَ من خَلْسِهِ
____________________

(5/269)



*!وَرَاثَ علينا خَبَرُه*!ُ يَرِيثُ *! رَيْثاً : أَبْطَأَ ، وفي المثل ( رُبَّ عَجَلَةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً ) .
(*! كالتَّرَيُّثِ ) ، يقال :*! تَرَيَّثَ فلانٌ علينا ، أَي أَبْطَأَ .
( و ) *!الرَّيْثُ ( المِقْدَارُ ) ، يقال : ما فعل كذَا إِلاّ *!رَيْثَما فَعَلَ كذا ، وقال اللِّحْيَانيّ : عن الكسائي والأَصْمعيّ : ما قَعَدْتُ عندَهُ إِلاّ *!رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي . بغير ( أَنْ ) ويستعمل بغير ( ما ) ولا ( أَنْ ) ، وأَنشد الأَصمعيّ لأَعْشَى باهِلَةَ :
لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاَّ رَيْثَ يَرْكَبُه
وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشَاءِ يَأْتَمِرُ
وهي لُغَةٌ فاشِيَةٌ في الحِجَاز ، يقولون : يُريدُ يَفْعَلُ ، أَي أَن يَفْعَلَ ، قال ابنُ الأَثير : وما أَكثرَ ما رأَيتُها واوردةً في كلام الإِمام الشَّافعيّ ، رضي الله عنه .
ويقال : ما قَعَد عندَنَا فلانٌ إِلاَّ رَيْثَ أَنْ حَدَّثَنَا بحدِيثٍ ثُمّ مَرّ ، أَي ما قَعَدَ إِلاّ قَدْرَ ذالك ، وفي الحديث : ( فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثَما قُلْت ) أَي إِلاّ قَدْرَ ذالك .
( وما*! أَراثَكَ ) عليْنا ، أَي ( ما أَبْطَأَ بِكَ ) عنّا ، وفي نسخة ما أَبْطَأَك .
( *!والتَّرْيِيثُ : التَّلْيِينُ والإِعْيَاءُ ) يقال : رَيَّثَ الرَّجُلُ والفَرَسُ ، إِذا أَعْيَيَا أَو كَادَا .
( وهو*! رَيِّثٌ ) بالتّشديد ، ( ككَيِّسٍ ) *!ورائِثٌ ، أَي ( بَطِىءٌ ) ، الأَول عن ابنِ الأَعْرَابيّ . وفي حديث الاستسقاءِ ( عَجِلاً غير*! رائِثٍ ) أَي غيرَ بطِىءِ ، وقيل : كُلُّ بَطِىءٍ ريِّثٌ ، وأَنشد :
سَرِيعاتُ مَوْتٍ*! رَيِّثاتُ إِقامَةٍ
إِذا ما حُمِلْنَ حمْلُهُنَّ خَفِيفُ
( و ) رجلٌ ( *!مُرَيَّثُ العَيْنَيْنِ ) كمُعَظَّمٍ أَي بَطِىءُ النَّظَرِ ، عن الفَرَّاءِ ، ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعضِ أَصحابِ الكِسائِيّ فقال : إِنّه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ ، وفي بعض الرّوايات : إِنّه لَيُرَيِّثُ إِلي بعضِ أَصحابِ الكِسائِيّ فقال : إِنّه *!لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ ، وفي بعض الرّوايات : إِنّه لَيُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَرَ ( و )
____________________

(5/270)


في الحَدِيثِ : كَانَ إِذا (*! اسْتَراثَ ) الخَبَرَ ، أَي ( اسْتَبْطأَ ) تَمَثَّلَ بقول طَرَفَةَ :
ويَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
*!واسْتَرَثْتُه : اسْتَبْطَأْتُه ، هو استَفْعَلَ من *!الرَّيْثِ ، وما فُلانٌ *!بمُسْتَراثِ النُّصْرَةِ ، وتقول : ( قد ) اسْتَغَثْتُه ، فما *!اسْتَرَثْتُه .
( ورَيْثُ بنُ غَطَفَانَ ) بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ ( أَبو حَيَ ) من قَيْسِ بنِ مُضَرَ .
*!ورَيْثَةُ : اسمُ مَنْهَلَةٍ من المَنَاهِل التي بين المَسجِدَيْن ، كذا في اللسان .
*!ورَيْثٌ : موضعٌ في ديارِ طَيِّىءٍ حيثُ يلتقي طَيِّىء وأَسَدٌ ، وهو أَيضاً جَبَلٌ لبني قُشَيْر ، كذا في المراصد ونقلَه شيخُنَا .
قال ابن منظور :*! ورَيَّثَ عما كانَ عَلَيْهِ ، أَي قَصَّرَ ، ورَيَّثَ أَمْرُه ، كذلك ، وقولُ مَعْقل بنِ خُوَيلد :
لعَمْرُكَ لَليَأْسُ غَيْرُ المُرِي
ثِ خَيْرٌ مِنَ الطَّمَعِ الكَاذِبِ
يجوزُ أَن يكونَ *!أَراثَ لغةً في رَاثَ ، ويجوزُ أَن يكونَ أَرادَ *!المُرِيث المَرْءَ ، فحذَف .
2 ( فصل الزاي ) المنقوطة مع المثلّثة ) 2
زغث : ( الزُّغَيْثِيُّ ، كدُبَيْثِيَ ) نِسْبَةُ رجل من المُحَدِّثِينَ ، وقد أَهمله الجماعة ، و ( هو عَمْرُو بن عُثْمَانَ ) ، وفي التّبصير عُمَرُ بنُ عثْمَانَ ( الحِمصِيُّ الزُّغَيْثِيُّ المُحَدِّثُ ، روى عن عطِيَّةَ بنِ بَقِيَّةَ ) ، وعنه الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَتَّابٍ ، هاكذا ذكَرَه السَّمْعانِيّ في باب الزاي ، وأَقَرَّه ابنُ الأَثِيرِ ، وهو من شيوخ ابنِ المقري ( وضَبَطَه ) الحافظُ ( أَبو الفَرَجِ البَغْدادِيّ ) بن الجَوْزِيّ ( بالرّاءِ ) بدل الزّاي ( و ) قد ( غُلِّطَ ) في ذلك .

____________________

(5/271)


2 ( فصل السين مع المثلّثة ) 2
سركث : ( ) ومما يستدرك عليه :
سَرْكَثٌ ، كجَعْفر : قَريةٌ بكَشّ ، نقله الزمخشريّ .
سنكبث : وسَنْكَبَاثُ بفتح فسكون نون ، وبعد الكاف موحّدَة أُخرى : بلدٌ بسَمَرْقَنْدَ ، وهو نِسْبَةُ أَحمَدَ بنِ الرَّبِيعِ ابن شافِعٍ السَّنْكَبَاثِيّ ، روى عن أَحمدَ بنِ حُميد السَّنْكَبَاثِيّ ، وعنه ابنُه عليٌّ ، وعن عَلِيَ الخطيبُ عبدُ الله بنُ عُمرَ الكِسَائِيّ ، ومات علِيٌّ سنة 452 : / / / /
2 ( فصل الشين المعجمة مع المثلّثة ) 2
شبث : ( التَّشَبُّثُ ) بالشيْءِ ( : التَّعَلُّقُ ) بهِ ، ولْزُومُه وشِدَّةُ الأَخْذِ به ، وقيَّدَه الشِّهابُ في شرْح الشِّفَاءِ بأَنّه التَّعَلُّق بما فيه ضَعْفٌ ، وفي العنايَة فَسَّره بالتَّعَلقِ مع ضَعْف ، قال : ولذا قِيلَ للعَنْكَبُوتِ مُتَشَبِّثٌ ، والتَّمَسُّكُ أَقْوَى مِنْه ، قاله شيخُنَا .
وشَبِثَ الشَّيْءَ : عَلِقَه وأَخَذَه ، سُئِلَ ابنُ الأَعْرَابيّ عن أَبياتٍ ، فقال : ما أَدرِي مِن أَينَ شَبِثْتُهَا ، أَي علِقْتُهَا وأَخَذْتُهَا .
( ورجل شَبِثٌ ، ككَتِفٍ ) إِذا كانَا ( طَبْعُه ذالِكَ ) ، وفي حديث عُمر : قال : ( الزُّبَيْرُ ضَرِسٌ ضَبِسٌ شَبِثٌ ) الشَّبِثُ بالشّيْءِ : المُتَعَلِّقُ به ، يقال : شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً .
( و ) رجلٌ شُبَثَةٌ ضُبَثَةٌ ( كهُمَزَةٍ : مُلازِمٌ لِقِرْنِه ) ، بالكسر ، ( لا يُفَارِقُه ) .
( والشِّبْثُ بالكسر ) أَي فالسّكون ، وهاكذا هو مضبوط عندَنَا ، وفي اللسان بكسر الشِّين والباءه ، وتقدّم في المُثَنّاةِ الفوقيّة ضَبْطُه كفِلِزّ ( بَقْلَةٌ ) ، وفي اللّسَان : أَنَّه نَبَاتٌ ، حكاه أَبو حَنيفةَ ،
____________________

(5/272)


قال أَبو منصور : وأَمّا البَقْلَةُ التي يقال لهَا : الشِّبِثُ ، فهي مُعَرَّبَةٌ ، قال : ورَأَيْتُ البَحْرَانيّين يقولون : ( سِبِتٌ ) بالسَيْن والتاءِ ، وأَصلُهَا بالفارسيّة شِوِذٌ . قلتُ : وقد تقدَّم الكلامُ في محلّه .
( وبالتَّحْرِيك : العَنْكَبُوتُ ) عمَّ به بعضُهم ، وقيل : هي العَنْكَبُوتُ الكثيرةُ الأَرْجُلِ ، الكبيرةُ .
( ودُوَيْبَّةٌ ) ذاتُ قوائِمَ سِتَ طِوَال ، صفْرَاءُ الظّهْرِ ، وظُهورِ القوائِمِ ، سوداءُ الرأْسِ ، زرقاءُ العَيْن ، وقيل : هي دُوَيْبَّةٌ ( كثيرةُ الأَرْجُلِ ) عظيمةُ الرأْسِ ، من أَحْنَاشِ الأَرْضِ ، وقيل : هي دُوَيْبَّةٌ واسِعَةُ الفَمِ مرتفعةُ المُؤَخَّرِ ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ ، وتكونُ عند النُّدُوَّةِ ، وتأكلُ العَقارِبَ ، وهي التي تُسمَّى شَحْمَةَ الأَرْضِ .
و ( ج شِبْثانٌ ) ، بالكسر ، وأَشْبَاثٌ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَيْفاً :
تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ كَأَنَّهُ
مَدَارِجُ شِبْثانٍ لهنَّ هَمِيمُ
( و ) شَبَثٌ ، ( بلا لام ، أَبو سَعِيدٍ ، صَحَابِيّ ) . قلتُ : هو شَبَثُ بنُ سَعْدٍ البَلَوِيُّ ، شَهِدَ فتْحَ مصْر ، روى عنه أَبَانُ .
( و ) شَبَثُ ( بنُ رِبْعِيّ ) بن حِصْنِ ابنِ عُثَيْمِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ زَيْدٍ بن رِيَاحِ بنِ يَرْبُوعٍ التَّمِيمِيّ ( تابِعِي ) كان فارساً ناسِكاً من العُبّاد ، وكان مَع عليَ ، رضي الله عنه ، ولآلِ شَبَثٍ بَقيّةٌ بالكُوفة ، كذا قالَهُ البَلاذُرِيّ .
وفي كتاب الثِّقاتِ لابنِ حِبّان : شَبَثُ بنُ رِبْعِيّ ، من بني يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ ، يَروِي عن عَليَ وعن حُذَيْفَةَ ، وعنه محمدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيّ ، وإِذا عَرَفْتَ ذالك فقولُ شيخِنا : الصَّوابُ فيه أَنّه شَبِيبٌ ، بموحَّدتين بينهما ياءٌ تحتيّة ، خطَأٌ . ( و ) شَبَثُ ( بنُ مَنْصُورٍ ) محرَّكَة ، عن أَبي العَتَاهِيَة . ( ومحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمانِ ) الواسِطِيّ ( المُلَقَّبُ بالشَّبَثِ ) محرُّكة ، ( مُحَدِّثُونَ ) روى الأَخِيرُ عن أَبِي الوَقْت .
( و ) شُبَيْثٌ ( كزُبَيْرٍ : جُبَيْلٌ بحَلَبَ ) يُذْكر مع الأَحَصِّ .
قال ياقوت : أَمّا الأَحَصُّ ، فكُورةٌ
____________________

(5/273)


مشهورةٌ ، ذت قُرًى ومَزَارِعَ ، قصَبَتُهَا خُنَاصِرَةُ ، وقد خَرِبَت الآن ، وأَمّا شُبَيْثٌ : فجَبَلٌ في هذه الكورَة أَسودُ في رأْسِهِ فَضَاءٌ ، فيه أَربعُ قُرًى ، خَرِبتْ جميعُها ، ومن هذا الجَبَلِ يَقطعُ جميعُ أَهلِ حَلَبَ حِجَارَةَ رُحِيَّهُم ، وهي سُودٌ خَشِنَةٌ ، قال ياقوت : وهذا من ترادُفِ الاسْمَيْن بمكَانينِ بالشّام ، وكانَيْنِ بِنَجْدٍ من غير قَصْد ، فهو عَجهيبٌ ، ويجُوزخ أَن تكونَ رَبِيعَةُ فَارقَتْ مَنَازِلَهَا ، وقَدِمَت الشَّأْمَ ، فأَقَامُوا به وسَمَّوْا هاذِه بتِلْك .
( و ) شُبَيْثٌ : ( ماءٌ ) معروف ، وَرَدَ ذِكْرُه في الحديث ، وفي المعجم : موضعٌ بنَجْدٍ يُذْكَر مع الأَحَصِّ ، كانت بهما منازلُ بني رَبِيعَة ، ثم منازلُ بني بكْرِ ابن وائلٍ . وتَغَلِبَ ، ومنه المَثَلُ ( تَجَاوزْتَ بالماءِ الأَحصَّ وبَطْنَ شُبَيْثٍ ) وقال النابغةُ الجعْدِيّ :
فقالَ تَجَاوَزْتَ الأَحَصَّ وماءَهُ
وبَطْنَ شُبَيْثٍ وهو ذُو مُتَرَسَّمِ
( و ) شُبَيْثُ ( بنُ الحَكَمِ بنِ مِينَا ، فَرْدٌ ) هاكذا نقلَه الحافظ ، وسبق للمصنّف في الموحدة أَيضاً ، وهو خَطَأٌ .
( ودارَةُ شُبَيْثٍ لنبي الأَضْبَطِ ) ببطنِ الجَرِيبِ .
( وعُمَرُ بنُ هِلالِ بنِ بِطَاحٍ الشُّبَيْثِيُّ ، مُحَدِّثٌ ) سمِع عبدَ الحَقِّ اليُوسُفيّ .
( وشَبَابِيثُ النّارِ : كَلالِيبُهَا ، واحدُهُ شَبُّوثٌ ) كتَنُّورٍ ( وشُبَّاثٌ ) كرُمّانٍ .
( و ) شُبَيْثَةُ ( كجُهَيْنَةَ : ة ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) شُباثٌ كغُرَابٍ : ابنُ حُدَيْجٍ بالحاءِ المهملة وآخِره جِيمٌ مُصَغّراً ، ابن سَلاَمَةَ البَلَوِيّ ( صحابيّ ، وُلِدَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ ) الأُولى .
قلت : وأَبوه أَبُو شُبَاثٍ : صَحَابِيّ عَقَبِيّ ، وأُمّه أُمُّ شُبَاثٍ ، لها صُحْبَةٌ أَيضاً .

____________________

(5/274)


شثث : ( *!الشَّثُّ ) : الكثيرُ من كُلِّ شَيْءٍ .
وضَرْبٌ من الشّجر ، قال ابنُ سِيده : كذا حكاه ابنُ دُرَيْد وأَنشد :
بوادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ *!الشَّثَّ فَرْعُه
وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهَانِ
وفي الصّحاح : الشَّثُّ ( نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ ) مُرُّ الطَّعمِ ( يُدْبَغُ بِه ) ، قال أَبو الدُّقَيْشِ : ويَنْبُتُ في جِبال الغَوْرِ وتِهَامَةَ ونَجْدٍ . قال الشّاعرُ يَصفُ طَبَقَات النساءِ :
فمِنْهُنّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبْكَ رِيحُه
وفي غَيْبه سُوءُ المَذَاقَةِ والطَّعْمِ
وقال الأَصْمَعِيّ : الشَّثُّ من شَجَرِ الجِبَال ، قال تَأْبَّطَ شَرًّا .
كأَنَّمَا حَصْحَصُوا حُصًّا قَوَادِمُه
أَو أُمَّ خِشْفٍ بذِي*! شَثٍّ وطُبَّاقِ
قال الأَصمعيّ : هُما نَبْتانِ .
وفي الحديث : ( أَنّهُ مَرَّ بشاةٍ مَيتَةٍ ، فقال عن جِلْدها : أَلَيْسَ في الشَّثِّ والقَرَظِ ما يُطَهِّرُه ) قال : الشَّثُّ ما ذكرناه ، والقَرَظُ : وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بهِمَا ، قال ابنُ الأَثِير : هاكذا يُروَى الحديث بالثّاءِ المثلّثة ، قال : وكذا تَنَاوَلُه الفقهاءُ في كُتبِهِم وأَلفاظِهِم .
وقال الأَزْهَرِيّ في كتابِ لغةِ الفقه : إِنّ الشَّبَّ ، يعنِي بالباءِ المُوَحَّدَة ، هو من الجَوَاهِرِ التي أَنْبَتَهَا الله تعالى في الأَرْضِ ، يُدْبَغُ به ، شِبْه الزّاجِ ، قال : والسّماعُ بالبَاءِ ، وقد صَحَّفَهُ بعضُهُم ، فقالَهُ بالمثلّثة وهو شَجَرٌ مُرُّ الطَّعْمِ ، قال : ولا أَدرِي أَيُدْبَغُ به أَم لا .
لغاية ص 275
وقال الشَّافعيّ في الأُمّ : الدِّباغُ بكلّ ما دَبَغَتْ به العَرَبُ من قَرَظٍ وشَبَ ، بالباءِ الموحّدة .
____________________

(5/275)



وفي حديث ابنِ الحَنَفِيّة ( ذَكَرَ رَجُلاً يَلِي الأَمرَ بعدَ السُّفْيَانِيّ ، فقال يَكونُ بينَ شَثَ وطُبَّاقٍ ) الطُّبّاقُ : شجَرَةٌ تَنْبُتُ بالحِجَاز إِلى الطّائف ، أَرادَ أَن مَخْرَجَه ومُقامَه المواضِعُ التي يَنْبُت بها الشَّثُّ والطُّبّاق ، كذا في النّهَاية واللّسان .
( و ) الشَّثُّ ( : النَّخْلُ العَسَّالُ ) ، قاله أَبو عَمرٍ و ، وأَنشد :
حَدِيثُهَا إِذْ طَالَ فيهِ النَّثُّ
أَطْيَبُ من ذَوْبٍ مَذاهُ الشَّثُّ
الذَّوْبُ : العَسَل ، مَذَاه : مَجَّه النّحل ، كما يَمْذِي الرّجلُ المَذْيَ .
( و ) الشَّثُّ أَيضاً ( : ما تَكَسَّرَ من رَأْسِ الجَبَلِ ، فَبَقِيَ كهَيْئَةِ الشُّرْفَةِ ) ، بالضّمّ ، ( ج*! شِثَاثٌ ) .
وقال أَبو حنيفةَ : الشَّثُّ شجَرٌ مثْلُ شَجَرِ التُّفّاحِ القِصَار في القَدْرِ ، وَرَقُه شَبيهٌ بوَرَقِ الخِلاَف ، ولا شَوْكَ له ، وله بَرَمَةٌ مُوَرِّدَةٌ صغيرةٌ فيها ثَلاثُ حَبّاتٍ ، أَو أَربعٌ ، سُودٌ مثْل الشِّينِيزِ ، تَرْعاهُ الحَمامُ إِذا انْتَثَرَ ، واحدتُه*! شثَّةٌ ، قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فذالِكَ ما كُنّا بِسَهْلٍ ومَرَّةً
إِذا ما رَفَعْنَا شَثَّةٌ وصَرَائِمُ
( و ) قيلَ : الشَّثُّ : ( جَوْزُ البَرِّ ) .
شحث : ( شَحِيثاً ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وفي التَّهْذِيب : قَالَ اللَّيْث بَلَغَنَا أَنّهَا ( كَلِمَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ) ، وأَنه ( تَنْفَتِحُ بها الأَغَالِيقُ ) من خَشَبٍ ، أَو حديدٍ ( بلا مَفَاتِيحَ ) ، والمصنِّف في هاذا تابِعٌ للأَزْهَرِيّ وغَيْرِه ، حيث إِنّهُمْ حَشَوْا كُتُبَهُم بذالك وأَمثَالِه ، وليس بمُبْتَدِعٍ فيه حتى يَتَوَجَّه إِليه لَومُ شيخِنَا ، كما لا يَخْفَى على الماهر .
( و ) في الحديث : ( هَلُمِّي المُدْيَةَ فاشْحَثِيهَا بحَجرٍ ) أَي حُدِّيها وسُنِّيهَا ، ويقال بالذّال ، فقولُ المصنّف : ( الشَّحّاثُ للشَّحِّاذِ من لَحْنِ العَوَامِّ )
____________________

(5/276)


تبعاً للصّاغَانيّ مُشْكِلٌ ، وإِن قال ابنُ بَرّيّ : إِنّهُ مُحَرَّف مِن شَحَّاذ ، فقدَ صَحَّحَ غيرُ واحِدٍ لفْظَ شَحّاثٍ ، وأَوضَحَ كونَه لُغَةً صحيحةً ، على أَنّه من الإِبدال ؛ فإِنّ الذّالَ تُبدَلُ ثاءً بلا غَلَطٍ فيه ولا لَحْنٍ ، وصَرَّح به الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة وغيرُهُ .
وفي الأَساس : رجُلٌ شَحّاذٌ : مُلِح في مَسْأَلَتِه .
شرث : ( الشَّرْثُ ) بفتح فسكون ، هذه المادَّة مكتوبة عندنا بالحُمْرَةَ ، وكذا في سائر النّسخ المُعتَمَدَةِ الموجودَةِ بينَ أَيدينا ، وشَذَّت نسخَةُ شَيخِنا ، فوُجِدَ فيها مكتوبة بالمِدَادِ على غير الصّواب ، فلْيُعْلَمْ ذالك ، وقد أَهمَلَه الجوهَرِيّ ، وقال اللَّيْثُ : هو ( النَّعْلُ الخَلَقُ ، كالشَّرْثَةِ ) ، بزيادة الهاءِ .
وفي اللسان : الشَّرَثُ : تَفَتُّقُ النَّعْلِ المُطَبَّقةِ ، والفِعْلُ كالفِعْلِ قال : هذا غُلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَهْ
أَشْعَثُ لم يُؤْدَمح له بِكيلَهْ
يَخَافُ أَنْ تَمَسَّهُ الوَبِيلَهْ
وقال تأَبَّطَ شَرًّا :
بِشَرْثَةٍ خَلَقٍ يُوقَى البَنَانُ بِهَا
شَدَدْتُ فيها سَرِيحاً بعد إِطْرَاقِ
( وبالتَّحْرِيكِ ) : غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْلِ وانْشِقَاقُهُمَا ، وقيل : هو تَشَقُّقُ الأَصَابِعِ ، وقيلَ : هو ( غَلَظُ ظَهْرِ الكَفِّ ) من بَرْدِ الشّتاءِ ( وتَشَقُّقه ) .
( وقد شَرِثَتْ يدُه ، كفَرِحَ ) تَشْرَثُ شَرَثاً ، فهي شَرِثَةٌ ، وكَفٌّ شَرِثٌ ( وانْشَرَثَتْ ) قاله اللّيثُ : وأَنشد الأَصمَعِيّ :
مُنْشَرِثٌ أَعْقَابُه انْشِراثاً
( وشُرِثَ السَّهْمُ ) في بَرْيِه ، بالبناءِ للمجْهُول . ( وشُرِّثَ ) ، بِالتشديد ، إِذا ( لم يُسَوَّ ) ، نقله الصاغانيّ .
____________________

(5/277)



( و ) قال أَبو عَمْرٍ و : ( سَيْفٌ شَرِثٌ ، ككَتِفٍ : مُحَدَّدٌ ) ، وكذا سِنَانٌ شَرِثٌ ، وقال طَلْقٌ بنُ عَدِيَ في فَرسٍ طَرَد عليه صاحِبُه نَعَامَةً :
يَحْلِفُ لا تَسْبِقُهُ فَمَا حَنِثْ
حتّى تَلافَاهَا بمَطْرُورٍ شَرثْ
أَي بِسِنَانٍ مَطْرورٍ ، أَي حَدِيدٍ .
وفي اللّسان : قال اللِّحْيَانِيُّ : قال القَنَانِيُّ : لا خَيْرَ في الثَّرِيدِ إِذَا كان شَرِثاً فَرِثاً كأَنّه فُلاَقَةُ آجُرَ . ولم يُفَسِّر الشَّرِثَ ، قال ابنُ سِيده : وعندي أَنّه الخَشِنُ الذي لم يُرَقَّقْ خُبْزُهُ ، ولا أُذِيبَ سَمْنُه ، قال : ولم يُفَسِّر الفَرِثَ أَيضاً ، قال : وعندي أَنّه إِتْبَاعٌ ، وقد يكون مِن قولهم : جَبَلٌ فَرِثٌ ، أَي ليس بِضَخْمِ الصُّخُورِ .
وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ : الشَّرْثُ الخَلَقُ مِنْ كُلِّ شيْءٍ .
وَشَرْثانُ : جَبَلٌ ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
شَرْثَانُ هاذَاكَ ورَا هَبُّودِ
شربث : ( الشَّرَنْبَثُ ، كغَضَنْفَر ) : الغَلِيظُ الكَفِّ وعُرُوقِ اليَدِ ، وربما وُصِفَ به الأَسَدُ ، كذا في التّهْذِيب في الخماسيّ : شَرَنْبَثٌ ، أَي غَلِيظٌ .
وقيل : هو ( الغَلِيظُ الكَفَّيْنِ ) ، وفي الصّحاح : ( والرِّجْلَيْنِ ) ، وفي المحكم : والقَدَميْنه الخَشِنُهما .
( و ) الشَّرَنْبَثُ : ( الأَسَدُ ) عَامَّةً ، ( كالشُّرَابِثِ ، بِالضَّمّ ) .
وهو أَيضاً القَبِيحُ الشَّدِيدُ ، أَنشد ابنُ الأَعْرَبيّ :
أَذَّنَنَا شُرابِثٌ رَأْسُ الدَّيْر
والله نَفّاحُ اليدَيْنِ بالخَيْر
( و ) شَرَنْبَثٌ وشُرابِثٌ ( اسمُ ) رجُل وشَجَّةٌ شَرَنْبَثَةٌ : مُنْتَفِخَةٌ ، مُتَقَبِّضَةٌ قال سيبويه : النونُ والأَلفُ يَتَعاوَرانِ
____________________

(5/278)


الاسمَ في معنًى ، نحو شَرَنْبَثٍ وشُرَابِثٍ ، وَحَرَنْفَشٍ وحُرَافِشٍ .
( و ) شُرْبُثٌ ( كعُصْفُرٍ : وادٍ بين اليَمَامَةِ والبَصْرَة ) وهو غير شُرْبُبٍ بموحّدتين الذي تَقَدَّم ذِكْرُه .
شرفث : ( الشَّرْفَثُ ) ، كجعفر ، أَهمله الجَماعَةُ ، وهي : ( شَجَرَةٌ صغيرَةٌ لها لَبَنٌ ) .
شعث : ( الشَّعَث ، محرَكةً ) ، وبالتَّسْكِينِ ، ( : انْتِشَارُ الأَمْرِ ) وخَلَلَلُه ، قال كَعْبُ بنُ مالِكٍ الأَنصاريّ :
لَمَّ إِلإِلاهُ بهِ شَعْثاً وَرَمَّ بِهِ
أُمُورَ أُمَّتِهِ والأَمْرُ مُنْتَشِرُ
( و ) الشَّعَثُ بالتحريك ( مَصْدَرُ الأَشْعَثِ ، للمُغْبَرِّ الرّأْسِ ) المُنْتَتِفِ الشَّعَرِ الحَافِّ الذي لم يَدَّهِنْ .
وقد ( شَعِثَ كفَرِحَ ) شَعَثاً وشُعُوثَةً ، فهو شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثَانُ .
( والتَّشَعُّثُ : التَّفَرُّقُ ) والتَّنَكُّثُ ، كما يَتَشَعَّثُ رَأْسُ المِسْوَاك ، وهو مَجَاز .
وتَشْعِيثُ الشَّيْءِ : تَفْرِيقُه .
قال شيخُنا : وقد صرّحَ جماعةٌ من أَربابِ الاشْتِقَاق أَنّ هاذه المادَّةَ بجميع تصاريفها تَدُلُّ على التَّفَرُّق فقط ، واغْتَرَّ به مُنْلاَ عَلِيّ ، وأَورَدَ من كلامِ النّهَايَةِ أَحادِيثَ دالَّةً على التَّفَرُّقُ ، وهو عند التّأَمُّلِ ليس كذالك بل كلامُهم ظاهرٌ في أَنّ هاذه المادةَ تَدُلّ على الانتشار ، وإِليه يرجِع معنى التَّفَرُّق .
( و ) التَّشَعُّثُ والتَّشْعِيثُ ( : الأَخْذُ ) يقال : تَشَعَّثَهُ الدّهْرُ ، إِذا أَخَذَه ، وفي حَدِيث عَطَاءٍ : ( أَنّه كان يُجهيز أَنْ يُشْعَّثَ سَنَى الحَرَمِ ما لَمْ يُقْلَعْ من أَصْلِه ) ، أَي يُؤْخَذَ من فُرُوعهِ المُتَفَرّقة ما يَصِيرُ به شَعِثاً ، ولا يَسْتَأْصِله ، وهو مجاز ، وفي حديث
____________________

(5/279)


عثمانَ ( حينَ شَعَّثَ النّاسُ في الطَّعْنِ عَلَيْهِ ) أَي أَخَذُوا في ذَمِّه والقَدْحِ فيهِ بتَشْعِيثِ عِرْضِه ، وفي الحديث : ( لَمَّ الله شَعَثَهُ ) أَي جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه ، ومنه شَعَثُ الرّأْسِ ، وهو مَجاز ، وفي حَدِيثِ الدّعاءِ : ( أَسْأَلُكَ رَحمةً تَلُمُّ بها شَعَثِي ) أَي تَجْمَعُ بها ما تَفَرّق من أَمرِي .
( و ) التَّشَعُّثُ ، والتَّشْعِيثُ ( : أَكْلُ القَلِيلِ من الطَّعَامِ ) ، يقال : شَعَّثْتُ من الطَّعَامِ ، أَي أَكَلْتُ قَلِيلاً .
( و ) التَّشَعُّثُ ( : تَلَبُّدُ الشَّعَرِ ) والتَّغَبُّرُ ، يقال : تَشَعَّثَ ، إِذا تَلَبَّدَ شَعَرُه واغْبَرَّ ، وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً ، وفي الحَدِيثِ ( رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ بِهِ ، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ ) .
( و ) من املجاز ( أَشْعَثُ : الوَتِدُ ) ، صِفةٌ غالبةٌ غلَبَةَ الاسْمِ ؛ وسُمِّيَ به لتَشَعُّث رأْسِه بالدَّقِّ قال :
وأَشْعَثَ في الدّارِ ذِي لِمَّةٍ
يُطِيلُ الحُفُوفَ ولا يَقْمَلُ
( و ) قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
ما ظَلَّ مُذْ أَوْجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَةٍ
بالأَشْعَثِ الوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ
عنَى بالأَشْعَثِ الوَرْدِ الصَّفَارَ ، وهو ( يَبِيسُ البُهْمَي ) وإِنما اهتَمّ لمّا رَأَى البُهْمَي هاجَتْ ، وقد كانَ رَخِىَّ البالِ وهي رَطْبَةٌ ، والحافِرُ كلُّه شَدِيدُ الحُبِّ للبُهْمَي ، وهي نَاجِعَةٌ فِيهِ ، وإِذا جَفَّتْ فَأَسْفَتْ تَأَذَّت الرَّاعِيةُ بسَفَاها .
( و ) الأَشْعَثُ : ( اسْمُ ) رَجُل ، وهو الأَشْعَثُ بنُ قَيْسِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ .
وأَبو هانِىءٍ : أَشْعَثُ بنُ عبدِ المَلِكِ الحُمْرَانيّ مَوْلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه ، بَصْرِيٌّ .
____________________

(5/280)



وَأَشْعَثُ بنُ عبد الله الحَرَّانِيّ .
وأَشْعَثُ بن سِوَارٍ الكُوفِيّ ، وهو أَضْعَفُهم ، والثّلاثة يَرْوُون عن الحَسَنِ البَصْرِيّ ، رضي الله عنه .
( ومنه الأَشَاعِثَةُ ، والأَشاعِثُ ) : مَنْسُوبُون إِلى الأَشْعَثِ ، بَدلَ : مِن الأَشْعَثِيِّينَ ، والهاءُ للنَّسب ، كذا في الصّحاح .
( وشُعْثٌ بالضّم : ع ) بين السَّوَارِقِيَّة وبين مَعْدِن بني سُلَيْم ، ويقال : الشُّعْث والعُنَيْزَاتُ قَرْنَانِ صَغِيرَانِ بين السَّوَارِقِيَّةِ والمَعْدنِ .
( والشُّعَيْثِيَّةُ : ماءٌ ) لبني نُمَيْرٍ بِبَطْنِ وادٍ يقال له : الحَرِيمُ .
( وشَعْثَانُ الرّأْسِ : أَشْعَثُه ) ، وقد شَعِثَ ، كما تقدم .
( وشَعَّثَ منه تَشْعِيثاً : نَضَحَ عنه وذَبَّ ) عن عِرْضِه .
وفي الحديث : ( لما بَلَغَه هِجَاءُ الأَعْشَى عَلْقَمَةَ بنَ عُلاَثَةَ العَامرِيَّ نَهَى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هِجَاءَهُ ، وقال : إِنَّ أَبا سُفْيَانَ شَعَّثَ مِنّي عندَ قَيْصَرَ ، فرَدَّ عليه عَلْقَمَةُ ، وكذَّبَ أَبا سُفْيانَ ) يقال : شَعَّثْتُ من فلانٍ ، إِذا غَضَضْتَ مِنْه وتَنَقَّصْتَه ، من الشَّعَثِ ، وهو انْتِشَارُ الأَمْرِ . كذا في اللسان .
( و ) شُعَيْثٌ ( كَزُبَيْرٍ : ابنُ مُحْرِزٍ ) إِما أَنْ يَكُونَ تصغِيرَ شَعَثٍ ، أَو شَعِثٍ ، أَو تصغيرَ أَشْعَثَ مُرَخَّماً . أَنشد سيبويهِ :
لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِن كُنْتُ دَارِياً
شُعَيْثُ ابن سَهْمٍ أَو شُعَيْثُ ابن مِنْقَرِ
ورواه بعضُهم : شُعَيْب ، وهو تصحيفٌ .
( وابنُ عبدِ الله بنِ الزُّبَيْرِ ) هاكذا في النّسخة ، وفي أُخرى : وابنُ عبدِ الله ،
____________________

(5/281)


وابنُ الزُّبَيْر بزيادة الواو العَاطِفَةِ بينَ عبدِ الله وبين ابن الزُّبَيْر ، وفي أُخرى : وابن الزُّبَيْبِ بالبَاءِ الموحّدة ، والصَّواب فيه : شُعَيْثُ بنُ عبدِ الله بن الزُّبَيْبِ بن ثَعْلَبَةَ ، رَوَى عن آبائِه ، وقد سبق ذِكرُه في زبب ، فراجِعْه . ( وابن مُطَيِّرٍ ) بالتّصغِير مع التَّشْدِيد ( وإِبراهِيمُ بن شُعَيْثٍ ) شَيْخٌ لابنِ وَهْبٍ ، ( مُحَدِّثُون ) .
وفاتَه ذِكْرُ جَماعة :
عَمّارُ بنُ شُعَيْثٍ ، عن أَبِيهِ .
وابنُه أَبُو شُعَيْثٍ سَعْدُ بنُ عَمّارٍ ، روى عنه ابنُ صاعِدٍ .
وشُعَيْثُ بنُ عاصِمِ بنِ حُصَيْنٍ ، عن أَبِيه ، عن جَدِّه ، وعنه ابْنُه عِمْرَانُ .
وشُعَيْثُ بنُ رَبِيعِ بنِ جُشَيْش التّميميّ : صاحِبُ مُصْعَب بن الزُّبَيْر .
وشُعَيْثُ بنُ رَيّان : نديمُ الوَلِيدِ بن عبدِ المَلِكِ .
وشُعَيْثُ بنُ نواب : شاعر .
وشُعَيْثُ بنُ يَحْيَى ، أَبُو الفَضْلِ الشُّعَيْثِيّ ، عن عبدِ الله بنِ نافعٍ المَدَنِيّ وسَعْدُ بنُ شُعَيْثٍ الطّائِيّ ، عن المُغِيرَةِ بنِ أَبي ثَوْرٍ .
وأَبُو فِرَاس مُحَمَّدُ بنُ فِرَاسِ بن محمّدِ بنِ عَطَاءِ بن شُعَيْثِ بن خَوْلِيّ بن مَزْيَدٍ الشّامِيّ : صاحِبُ كتابِ النَّسبِ ، وأَبوه فِرَاسٌ ، وجَدُّه ، وجَدّ أَبِيه عطاءٌ ، وأَبوه شُعَيْثٌ ، وأَخواه الحَسَنُ والهَيْثَم ابنَا فِرَاسٍ ، وأَبو فِرَاسٍ أَحْمَدُ بن الهَيْثَم المذكُور ، حَدَّثُوا .
( و ) أَمّا ( شُعَيْثُ بن أَبي الأَشْعَثِ ) وكذا شُعَيْثُ بنُ الأَحْوَص ، فاختُلفَ فيهما ( قِيلَ : بالبَاءِ ) المُوَحَّدَةِ ، وهو قول البُخَاريّ ، وصَحَّحه جماعَةٌ .
( وشَعْثَاءُ ) : اسمُ ( امْرَأَةٍ ) قال جَرير :
أَلاَ طَرَقتْ شَعْثَاءُ والليلُ دُونَهَا
أَحَمَّ عِلافِيًّا وأَبيضَ ماضِيَا
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : وشْثاءُ : اسم امرأَةِ حَسّانَ بنِ ثابِتٍ .
____________________

(5/282)



( وأَبو الشَّعْثاءَ : كُنْيةُ جَمَاعَةٍ ) من المُحَدِّثينَ وغيرِهم .
( و ) أَبُو بَكْرٍ ( محمَّدُ بنُ عبدِ الله ) ، وفي بعض النّسخ عُبَيْد الله ، ( وعبدُ الرّحْمَن بنُ حَمّادٍ الشُّعَيْثِيّانِ : مُحَدِّثانِ ) ، أَما الأَول : فابنّ حديثَه عندِي في أَوّلِ الفَوَائِدِ الصِّحاح والغرائب لأَبي سعيد الكَنْجَرُ وذِيّ ، روى عنه أَبو عبد الله طاهرُ بنُ محمّدِ بن إِبراهيمَ البَغْدَاديْ ، وابنُه عمرُ بنُ محمَّدٍ حَدَّثَ ، وأَما الثّاني فإِنه رَوَى عن ابن عَوْنٍ .
( ) وَفَاتَه :
إِبْرَاهِيمُ بنُ سَلَمَةَ الشُّعَيْثِيّ الذي روى عن ابنِ السَّمّاك .
وعبدُ الله بنُ محمَّدٍ الشُّعَيْثِيّ الذي رَوى عن أَحمدَ بن حَفْص .
( و ) التَّشْعِيثُ : التَّفْرِيقُ والتَّمْيِيزُ ، كانْشِعَابِ الأَنْهَارِ ، والأَغْصَانِ .
( والمُشَعَّثُ ، كمُعَظَّم في العَرُوضِ ) أَي عَروض الخفيفِ ( : ما سَقَطَ أَحَدُ مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه ) الذي هو ( عِلا ) من ( فاعِلاتُنْ ) ولا يكون إِلاّ في الخَفِيفِ والمُجْتَثِّ ( كأَنَّكَ أَسْقَطْتَ من وَتِدِه حَرَكَةً في غيرِ مَوْضِعِها فتَشَعَّثَ الجُزْءُ ) ولذا سُمِّيَ ذالك بالتَّشْعِيثِ ، وقوله : أَحد مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه ، يَحْتَمِلُ ذَهاب العَيْنِ وذَهَابَ الّلام ، ففي الأَوّلِ يبقَى ( فَالاَتُنْ ) فيُنْقَل في التّقطيع إِلى ( مَفْعُولُن ) شَبَّهُوا حَذْفَ العينِ هُنَا بالخَرْم ؛ لأَنّه أَولُ وَتِدٍ ، وقيل : إِن الّلام هي السّاقطة ، لأَنّها أَقربُ إِلى الآخِر ، وذالك أَنّ الحذْفَ إِنما هو في الأَواخِر وفيما قَرُب منها ، قال أَبو إِسْحَاق : وكِلا القَوْلَيْنِ جائزٌ حَسَنٌ ، إِلاّ أَن الأَقْيسَ ( على ما بَلَوْنا في الأَوْتَاد من الخَرْم ) أَن يكون عين ( فاعِلاتُنْ ) هي المَحْذُوفَة ، وقياسُ حذْفِ الّلام أَضعَفُ ، لأَنَّ الأَوتادَ إِنما تُحْذَفُ من أَوائلها أَو من أَواخِرِها ، قال : وكذلك أَكثرُ الحذْفِ في العَرَبِيّة إِنما هو من الأَوَائِلِ أَو من الأَوَاخِرِ ، وأَما الأَوْسَاطُ فإِنّ ذلك قليلٌ فيها .
قال ابنُ سِيده : والذي أَعْتَقِدُهُ
____________________

(5/283)


مخالفَةُ الجميع وهو الذي لا يَجُوزُ عندِي غيره أَنّه حُذِف أَلف ( فاعِلاتُنْ ) الأُولى فبقى ( فَعِلاتن ) وأَسكنت العين فصار ( فَعْلاَتُنْ ) فنُقِل إِلى ( مَفْعُولُنْ ) فإِسْكَانُ المتحرّك قد رأَيناه يجوزُ في حَشْوِ البَيْتِ ، ولم نَرَ الوَتِدِ حُذِفَ أَوّلُه إِلاّ في أَوّلِ البيتِ ولا آخِرُ إِلاّ في آخِرِ البَيْتِ ، وهذا كُلّه قول أَبي إِسحاقَ ، وقد أَشار إِلى هاذه الأَقْوالِ شيخُنَا في شرْحه ، وأَحال تفصيلَها على كُتب الفَنّ ، وفيما أَوضحناه كفاية لمن وَفَّقَه الله تعالى .
( وشُعْثَةُ بنُ زُهَيْرٍ ) بالضّمّ ( جَاهِلِيُّ ) وابنه كَرْدَمٌ الذي طَعَنَ دُرَيْدَ بنَ الصِّمَّةِ ، وله أَخٌ اسمه كُرَيْدِمٌ ، وقوله : زُهَيْر ، تصحيفٌ ، وإِنما هو زُهْرةُ ، وهو ابنُ جُدَعَ بنِ حَرَامِ بنِ سَعْد بنِ عَدِيّ بنِ فَزَارَة ، نَبَّه عليه الحَافِظُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّعَثَةُ : مَوضعُ الشَّعَرِ الشَّعِثِ .
وخَيْلٌ شُعْثٌ : غَيرُ مُفْرَجَنَةٍ .
وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْوَاكِ والوَتِدِ : تَفَرُّقُ أَجْزَائِه .
وشُعَيْثٌ : بَطْنٌ من بَلْغَنْبَرِ ، منهُم أَبُو عبد الله بنُ المُهَاجِر ، قاله ابنُ الأَثِير .
شفث : ( شَفَاثَى ) بالشين والفاءِ ( كحَبَالَى ) أَهمله الجوهريّ ، وصاحِبُ اللسان ، وقال الصّاغَانيّ : هي ( ة بالعِرَاقِ ) من السَّوادِ ، ( منها ) الإِمام ( مُوَفَّقُ الدّينِ حُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ الضَّرِيرُ النَّحْوِيّ ، له تَصانِيفُ غَرِيبَةٌ ) ، ونَصّ التَّبْصِير : ( في العَرَبِيّة ) كان بِبَغْدَادَ قبل الخَمْسِين والسِّتِّمِائَة ، ذكرَه الحافظُ تبعاً للذَّهَبِيّ ولم يذكره الجَلالُ في البُغْيَةِ ، ولا الصَّلاحُ الصَّفَدِيّ في العُمْيَان ، قاله شيخُنَا ، والله أَعلم .
شكث : ( الشَّكُوثَى ) بالقَصْرِ ( ويُمَدّ ) أَهمله الجَوْهريّ وصاحبُ اللّسان ، وقال الصّاغانيّ : هما ( لُغَتَانِ فِي الكَشُوثاءِ ) المَدُّ لُغَةٌ عن أَبِي حَنيفةَ .

____________________

(5/284)


شلث : ( شَلاَثَى كحَبَالَى ) ، أَهمله الجَوْهَريُّ وصاحبُ اللسان ، وقال الصاغَانيّ : هي ( ة بالبَصْرَة ) ، منها أَبو عِيسَى مُحَمَّدُ بن إِبراهِيمَ بنِ خَالدٍ البَصْرِيّ ، عن محمّدِ بن يَسار ، ونصْرِ بنِ عليّ الجَهْضَمِيّ وعنه أَبو بكر بن شَادَانَ البَزّار ، وغيره .
( والشُّلْثَانُ ) بالضم ( : السُّلْطَان ) ، عن الخَارْزَنْجِيّ .
شنبث : ( الشَّنْبَثُ ) كجَعفرِ ، أَهمله الجوهريّ ، وأَورده الصّاغانيّ وصاحبُ اللّسَان في شبث وقالا : هو ( الأَسَدُ ، كالشُّنَابِثِ بالضّمّ ، وهو ) صوابه : وهُما أَيضاً ( : الغَلِيظُ ) الشّديد .
( وشَنْبَثَ الهَوَى قَلْبَه : عَلِقَ بِه ) كَشَبِثَه .
شنكباث : ( الشَّنْكَبَاثُ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ وصاحبُ اللسَانِ والصّاغَانِيّ ، وأَورده الذَّهَبِيّ في المشتبِه ، وتبعه الحافظُ ، ولاكنهما ضَبَطَاه بفتح السِّين المهملة وقد صَحَّفَه المصنّف ، وحَقُّه أَن يُذكر في السّين ، هو اسم ( ع ، أَو اسْمُ ) رَجُلٍ والصحيح أَنّه بَلَدٌ بسُغْدِ سَمَرْقَنْد ( منه ) أَبو الحَسَن ( أَحمدُ بنُ الرَّبِيعِ بنِ نافعٍ ) ، ونَصُّ الحافظِ : شافِعٍ ، وهو ابنُ محمّدِ بنِ مُؤْمِنٍ ( الشَّنْكَبَاثِيّ ، و ) هو يَرْوِي عن ( أَحمد بن مُحَمَّد ) ونصّ الحافظ أَحْمَد ( الشَّنْكَبَاثِيّ المُحَدّثان ) ، وعن الأَخِير ابنُه عليّ ، وعن عليَ الخطيبُ عُبَيْدُ الله بنُ عُمَر الكِسَائِيّ ، مات عَلِيٌّ سنة 452 .

شنث : ( الشَّنَثُ محرّكةً ) أَهمله الجَوهريّ والصّاغَانيّ ، وهو قَلْبُ ( الشّثَن ) .
يقال : شَنِثَتْ يدُه شَنَثاً ، فهي شَنِثَةٌ مثل شَثِنَتْ ، وشَنِثَتْ مشافِرُ البَعِيرِ ، أَي غَلُظَتْ ، وشَنِثَ البعيرُ شَنَثاً ، فهو شَنِثٌ : غَلُظَتْ مَشافِرُه وخَشُنَتْ من أَكلِ العِضاهِ والشَّوْكِ قال :
____________________

(5/285)



والله ما أَدْرِي وإِنْ أَوْعَدْتَنِي
ومَشَيْتَ بَيْنَ طَيالِسِ وبَيَاضِ
أَبَعِيرُ شَوْكٍ وارِمٌ أَلْغادُهُ
شَنِثُ المَشَافِرِ أَم بَعِيرٌ غَاضِي
الغَاضِي : الذِي يَلْزَمُ الغَضَي يأْكُل منه ، يقول : لا أَدْرِي أَعْرَبيّ أَم عَجَميٌّ . والله أَعلَم .
شيركث : ( ) وشِيرَكَثُ ، بالكَسْر : قَرْيَةٌ بَنَسَف ، منها أَبو نصْرٍ أَحمدُ بنُ عَمّارِ بنِ عِصْمَةَ بنُ مُعَاذٍ ، عن أَبي مُحَمَّدٍ نَصْرِ بنِ محمّدِ بن شِيرَةَ الشَّيرَكَثِيّ ، توفيّ سنة 400 .
شوث : ( *!الشُّوَيْثِيُّ ، كزُبَيْرِيّ ) هكذا في نسخة صحيحة ، وفي بعض إِسقاطُ ( كزُبَيْرِيّ ) وقد أَهمله الجوهريُّ وصاحِبُ اللّسانِ ، وقال الصّاغَانيّ : هو ( نَوْعٌ من التَّمْرِ ) ، كذا في التكملة .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! شِيثٌ ، كمِيلٍ : ابنُ آدَمَ عليهِ السّلام .
وأَبو عُمَر *!شِيثُ بنُ جَمَاهِيرَ بنِ يُوسُفَ بن شِبْلٍ الهِنَائِيّ البُخَاريّ ، حَدَّثَ عن مُحَمَّدِ بن سَلاّم البِيكَنْدِيّ .
وأَبُو نَصْرٍ إِسَحْاقُ بنُ أَحمَدَ بنِ شِيث : شيخٌ لأَبِي الولِيدِ البَلْخِيّ .
وأَبو المَحَامِدِ حَمَّادُ بنُ إِبراهيمَ بنِ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ شِيثِ بنِ الحَكَم الصَّفّار البُخَارِيّ ، قدمَ بغدادَ سنة 560 وحَدَّثَ .
وعبدُ الرّحيم بنُ عَليّ بنِ شِيثٍ الكاتبُ المِصريّ ، سَكنَ بيتَ المَقْدِس .
2 ( فصل الصّاد ) المهملة مع المثلّثة ) 2
صبث : ( الصَّبْثُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الفَرّاءُ هو ( تَرْقِيعُ القَمِيصُ ورَفْوُهُ ) يقال : رأَيتُ عَلَيْه قَمِيصاً مُصَبَّثاً ، أَي مُرَقَّعاً مَرْفُوءًا .

____________________

(5/286)


2 ( فصل الضّاد ) المعجمة مع المثلّثة ) 2
ضبث : ( ضَبَثَ به يَضْبِثُ ) ضَبْثاً ( : قَبَضَ عَلَيْهه بِكَفِّهِ ) ، وفي كتابِ الفَرْق لابن السيد : الضَّبْثُ : أَشَدُّ القَبْضِ ( كاضْطَبَثَ ) به ، وأَنشد الأَصمعيّ :
ولا بِجِعْظَارٍ متَى ما يَضْطَبِثْ
( و ) ضَبَثَ ( فُلاناً : ضَرَبَه ) .
وقد ضُبثَ عليه ، على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه .
وقال شَمِرٌ : ضَبَثَ به ، إِذا قَبَضَ عليه وأَخَذَه .
( و ) ضَبَثَهُ بِيَدِه : جَسَّهُ .
ومن المجاز : ( ناقَةٌ ضَبُوثٌ ) ، وهي التي ( يُشَكُّ في سمَنها ) وهُزالِهَا ( فَتُضْبَثُ ، أَي تُجَسُّ باليَدِ ) .
( و ) يقال : لَطَمَه الأَسَدُ بِمَضَابِثِه . ( المَضَابِثُ : المَخالِبُ ) ، قيل : لا وَاحدَ لهُ ، وقيل : واحدُه مِضْبَثٌ .
( و ) وَسَمَ بَعِيرَ بضَبْثَةِ الأَسَد ، ( الضَّبْثَةُ : سِمَةٌ للإِبِلِ ) ، وهي حَلْقَةٌ لها خُطُوطٌ من قُدّام ، ومن وَرَاء .
( و ) يقال : ( جَمَلٌ مَضْبُوثٌ ) ، وبه الضَّبْثَةُ ، وتكون الضَّبْثَةُ في الفَخِذِ في عُرْضِهَا .
( والأَضْبَاثُ : القَبْضَاتُ ) ، في حديث سُمَيْطٍ : ( أَوْحَى الله تَعَالَى إِلى دَاوُود على نَبِيِّنا وعليهِ أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ : قُلْ للمَلإِ من بَني إِسْرَائِيلَ لا يَدْعُونِي والخَطَايَا بينَ أَضْبَائِهِمْ ) أَي في قَبْضَاتِهِم ، أَي وهم مُحْتَقِبُو الأَوْزَاره مُحْتَمِلُوها غير مُقْلِعِين عنها ، ويُروى بالنّونِ ، وهو مذكور في موضِعه .
( و ) الضَّبْثُ : إِلقاؤُكَ يَدَكَ بجِدَ فيما تَعْمَلُه ، وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثاً .
وضُبَاثٌ ( كغُرَابٍ : بَراثِنُ الأَسَدِ ) ، كالظُّفْرِ للإِنْسان .
( و ) ضُبَاثُ بن نِهْرِش ( والدُ زَيْد ومُنَجًّى وعَطِيَّةَ ) وهم الرِّقاع سموا ( الرِّقَاعَ ) لأَنّهُم تَلَفَّقُوا كما
____________________

(5/287)


تَلَفَّقُ الرِّقَاعُ ، وسيأْتي في نهرش ، وفي رقع .
( والضُّبَاثِيَّةُ ) بضمّ وتشديد التّحيّة ، كذا ضبطوه ( : الذِّراعُ الضَّخْمَةُ الواسِعَةُ الشَّدِيدَةُ ) نقله الصاغانيّ هاكذا .
والذي قاله شَمِرٌ : رَجُلٌ ضُبَاثِيٌّ ، أَي شديدُ الضَّبْثَةِ ، أَي القَبْضَةِ ، وأَسدٌ ضُبَاثِيٌّ ، أَي شديدُ الضَّبْثَةِ ، أَي القَبْضَة وقال رؤبة :
وكم تَخَطَّتْ من ضُبَاثِيَ أَضِمْ
( والضُّبَاثُ ) ، كغُراب ، ( والضَّبُوثُ ) ، كصبُور ، والضَّابِثُ كصَاحِب ، ( والضَّبِثُ ، ككَتِفٍ ، والمِضْبَثُ ، كمِنْبر ، والمُضْطَبِثُ ) ، كلّ ذالك بمعنى ( الأَسَد ) ، مأْخُوذٌ من ضَبَثَ بهِ ، إِذا بطَشَ ، وسُمِّيَ بها الأَسدُ لضَبْثِهِ بالفَرِيسَةِ .
ومن المجاز : تقول : لَيْثٌ بأَقْرانِه ضَابِثٌ . وبأَرْواحِهِم عابِثٌ .
ضغث : ( ضَغَثَ الحَدِيثَ ، كمَنَعَ ) يَضْغَثُه ضَغْثاً ، إِذا ( خَلَطَه ) ، وهو مَجاز .
والضَّغْثُ : الْتِبَاسُ الشيْءِ بعضِه بِبعضٍ ، وسيأْتي تَتِمَّة هاذا الكلام .
( و ) ضَغَثَ ( السَّنَامع : عَرَكَه ) وضَغَثَهَا يَضْغَثُها ضَغْثاً : لَمَسَهَا ليَتَيَقَّنَ ذالك .
( و ) ضَغَثَ ( الوَرَلُ : صَوَّتَ ) ، عن الفَرَّاءِ ، وضبطَه الصاغَانيُّ كسَمِع .
( و ) ضَغَثَ ( الثَّوْبَ : غَسَلَه ، ولم يُنَقِّهِ ) فبقِيَ مُلْتَبِساً ، وهو مجاز .
( وناقَةٌ ضَغُوثٌ ) مثل ( ضَبُوث ) ، وهي التي يَضْغَثُ الضَّاغِثُ سَنامَها ، أَي يَقْبِضُ عليه بكَفِّه أَو يَلْمَسُه ، ليَنْظُرَ أَسمِينَةٌ هي أَم لا ، وهي التي يُشَكُّ في سِمَنِها ، فتُضْغَثُ ، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا ؟ والجَمْعُ ضُغُثٌ .
( و ) تقول : ضَرَبَه بضِغْثٍ ، ( الضَّغْثُ ، بالكسر : قَبْضَة ) من ( حَشِيشٍ ) أَو مِقدارُها ( مُخْتَلِطَةُ الرَّطْبِ باليابِسِ ) قال الشاعر :
كأَنّه إِذْ تَدَلّى ضِغْثُ كُرّاثِ
____________________

(5/288)



ورُبّمَا استُعِيرَ ذلك في الشَّعَر .
وقال أَبو حنيفة : الضِّغْثُ : كُلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النّبَاتِ ، وفي التنزيل العزيز : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بّهِ } ( سورة ص ، الآية : 44 ) يقال : ابنّه حُزْمَةٌ من أَسَلٍ ضَرَبَ بها امْرَأَتَه ، فبَرَّتْ يَمِينُه .
وفي حديثِ عليَ رضي الله عنه في مسجد الكوفة : ( فيه ثَلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَت بالضِّغْثِ ) يريدُ به الضِّغْثَ الذي ضَرَبَ به أَيُّوبُ عَلَيْه السلامُ زوجَتَه ، والجَمْعُ من كُلِّ ذالك أَضْغَاثٌ .
وضَغَّثَ النَّبَاتَ : جَعَلَه أَضْغاثاً .
وعن الفراءِ : الضِّغْثُ : ما جَمَعْتَه من شَيْءٍ ، مثلُ حُزْمَةِ الرَّطْبَةِ وما قَامَ على ساقٍ واستطالَ ثم تَجْمَعُه .
وقال أَبو الهَيثم : كُلُّ مجموعٍ مَقبوضٍ عليه بجُمْعِ الكَفِّ فهو ضِغْثٌ ، والفِعْلُ ضَغَثَ .
وفي حديث ابن زُمَيْلٍ ( فمنْهُم الآخِذُ الضِّغْثَ ) هو مِلْءُ اليَدِ من الحَشِيش المُخْتَلِطِ ، وقيل : الحُزْمَة منه ( وما أَشْبَهَه من البقول ) أَراد ومنهم من نَالَ من الدُّنْيَا شَيْئاً .
وفي حديث أَبي هُريرةَ : ( لأَنْ يَمحشِيَ مَعِي ضِغْثَانِ من نَارٍ أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَسْعَى غُلامِي خَلْفِي ) ، أَي حُزْمَتانِ من حَطَبٍ ، فاستَعارهما للنّار ، يعني أَنّهما قد اشْتَعَلَتا وصَارَتا ناراً .
( واضْطَغَثَهَ : احْتَطَبَه ) ، وأَنشد الأَصمعيّ :
إِنْ يَخْلِهِ بِعِرْقِةِ أَو يَجْتَثِثْ
لا يَخْلِ حَتّى اللّيلِ ضِغْثَ المُضْطَغِثْ
يَخْلِه ، أَي يَقْطَعْهُ .
( و ) في حديث عمر : ( أَنّهُ طافَ بالبيتِ ، فقال : اللّهُمّ إِنْ كَتَبْتَ عليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُهُ عنّي فإِنّك تَمْحُو ما تَشَاءُ ) قال شَمِرٌ : الضِّغْثُ من الخَبَرِ والأَمْرِ ما كَان مُخْتَلِطاً لا حَقيقةَ له ، قال ابن الأَثير ( أَرَادَ ) عَمَلاً
____________________

(5/289)


مختَلِطاً غيرَ خالِصٍ ، من : ضَغَثَ الحديثَ ، إِذا خَلَطَه ، فهو فِعْلٌ بمعنى مَفْعُول .
وكلام ضَغْثٌ ( وضَغَثٌ ) لا خَيْرَ فيهِ ، والجمع أَضْغَاثٌ ، وفي التَّنْزهيل العَزِيزِ : { أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الاْحْلَامِ بِعَالِمِينَ } ( سورة يوسف ، الآية : 44 ) هي ( رُؤْيَا لا يَصِحُّ تَأْوِيلُهَا ؛ لاخْتِلاطِهَا ) والْتِبَاسِها ، قاله ابنُ شُمَيْل .
وأَتانَا بضِغْثِ خَبَرٍ ، وأَضْغاثٍ من الأَخْبَارِ ، أَي ضُروب منه ، وهو مجاز .
وقال مُجاهِدٌ : أَضْغَاثُ الرُّؤْيَا : أَهاوِيلُهَا ، وقال غيره : سُمِّيتْ أَضْغاثَ أَحلامٍ ؛ لأَنّها مُخْتَلِطَةٌ ، فدخلَ بعضُها في بعضٍ ، ولم تَتَمَيَّزْ مَخارجُها ، ولم يَسْتَقِمْ تَأْوْيلُهَا .
ويقال للحالِمِ : أَضْغَثْتَ الرُّؤْيَا ، أَي جِئْتَ بها مُلْتَبِسَةً ، وهو مَجاز .
( والتَّضْغِيثُ : ما بَلَّ الأَرْضَ والنَّبَاتَ من المَطَرِ ) ، يقال : أَصابَ الأَرْضَ تَغضْغِيثٌ من مَطَرٍ .
( و ) أَمّا ( الضَّاغِثُ للمُخْتَبِىءِ في الخَمَرِ ) ، مُحَرَّكةً ، كذا ضُبِط ، وضَبَطَه شيخُنا بالكَسْر وصَوَّبه ، هو نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وتَمَامُه : يُفَزِّعُ الصِّبيانَ بصَوْتٍ يُرَدِّدُهُ في حَلْقِه ، فهو تَصْحِيفٌ ( إِنما هو بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ ) ، وقد سبَقَ بَيانُه ، ( وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ ) ، وقد ذَكَره الأَزهريُّ وابنُ فارِس على الصِّحّة ، وتَبِعَهما الصّاغَانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الضَّغُوثُ : السَّنَامُ المَشْكُوكُ فيه ، عن كُراع .
وضَغَّثَ رَأْسَهُ : صُبَّ عليِ الماءَ ثم نَفَشَه فجَعَلَه أَضْغَاثاً ؛ ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرَتِه .
وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها ( كانَتْ تَضْغَثُ رَأْسَها ) أَي تُعَالِجُ شعَرَ رَأْسِها باليَدِ عندَ الغَسْل ، كأَنّهَا تَخْلِطُ بعضَه ببعضٍ ، ؛ ليَدْخُلَ فيه الغَسُولُ .

____________________

(5/290)


2 ( فصل الطّاءِ ) المهملة مع المثلثة ) 2
طبث : ( ) طابِثُ ، وهي قَريةٌ بالبَصْرةِ منها أَبُو الحَسَن الطَّابِثِيُّ ، من كبار العلماءِ ، قاله شيخُنا ، وقد أَهمله الجَماعة .
طثث : (*! الطَثُّ ) *!والأَطَثُّ : لُغَتَان ذَكَرَهما اللَّيْثُ ، والأَوّل أَكْثَرُ وأَصْوَبُ ، وهو ( لُعْبَةٌ للصِّبْيَانِ يَرْمُونَ بَخَشَبَةٍ مُسْتَدِيرَةٍ ) عَرِيضةٍ يُدَقَّقُ أَحَدُ رَأْسَيْهَا نحو القُلَةِ ( تُسَمَّى *!المِطَثَّةَ ) ، بالكسر ، وعن ابنِ الأَعرابِيّ : *!المِطَثّة : القُلَةُ ، والمِطَثُّ : اللَّعِبُ بها ، قال الأَزهَرِيُّ : هاكذا رواه أَبو عَمْرٍ و ، والصّواب *!الطَّثُّ : اللَّعِبُ بها .
*! والطَّثَّةُ : خَشَبَةُ القَالَبِ .
*!وطثَّ الشْيءَ *!يَطُثُّه *!طَثًّا ؛ إِذا ضَرَبَه بِرِجْلِه ، أَو باطِنِ كَفِّه حتى يُزِيلَه عن مَوضِعِه ، قال يَصفُ صَقْراً :
*!يَطُثُّهَا طَوْراً وطَوْراً صَكَّا
حَتّى يُزِيلَ أَو يَكَادَ الفَكَّا
يريد فَكَّ الفمِ .
*!وطَثْطَثَ الشَّيْءَ : رَماهُ من يَدِهِ قَذْفاً ، كالكُرَةِ .
طحث : ( طَحَثَه ، كمَنَعَه ) أَهملَه الجوهريّ ، وقال الصّاغَانيّ : أَي ( دَفَعَه باليَد ) وضَرَبَه بكَفّه . يَمَانِيَةٌ .
طخمرث : ( طَخْمُورَثُ ) أَهمله الجوهريّ ، وأَخلاه عن الضّبط لاشْتِهارِه ، وهو بفتح فسكونٍ وضمّ الميم وفتح الراءِ ، وضبطه شيخُنا عن بعضٍ بضَمّ الأَول والخامِسِ ، والأَوّلُ أَصْوَبُ . قال اللّيث : هو اسم ( مَلِك من عُظَمَاءِ الفُرْسِ ) نَسَبُه يَتّصِل إِلى سيّدنا نُوحٍ عليه السلام
____________________

(5/291)


يقال : إِنّه ( مَلَكَ ) الفُرْسَ وساسَها ( سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ ) ، وله بناءٌ بأَصْبَهَان ، وإِنما ذكرَه لَغرابته وشُهْرَةِ هذا الاسم في الدّواوين .
طرث : ( الطُّرْثُوثُ ، بالضّمّ : الكَمَرَةُ ) ، على التّشبيه ، فهو مَجاز .
( وَنَبْتٌ يُؤْكَلُ ) ، وفي المحكم : نَبْتٌ رَمحلِيٌّ طَوِيلٌ مُسْتَدِقٌّ كالفُطْرِ ، يَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ وَيَيْبَسُ ، وهو دِبَاغٌ لِلْمَعِدَةِ ، واحدَتُه طُرْثُوثَةٌ ، عن أَبي حنيفةَ ، وهو ضَرْبانِ : فمنه حُلْوٌ ، وهو الأَحمَرُ ، ومنه مُرًّ ، وهو الأَبْيَضُ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الطّرْثُوثُ : نَبْتٌ على طُولِ الذِّراعِ ، لا وَرَقَ له ، كأَنّه من جِنْسِ الكَمْأَةِ .
( والتَّطَرْثُثُ : اجْتِنَاؤُه ) ، يقال : تَطَرْثَتَ القَوْمُ : خَرَجُوا يَجْتَنُونَ الطَّرَاثِيثَ ، وخَرَجُوا يَتَطَرْثَثُونَ ، أَي يَجْتَنُونَهُ .
قال الأَزهريّ : وطُرْثُوثُ البَادِيَةِ لا لأعرَقَ له ولا ثَمَرَ ، ومَنْبِتُه الرّمَالُ وسُهُولَةُ الأَرْض ، وفيه حَلاوةٌ مُشْرَبَةٌ عُفُوصةً ، وهو أَحمَرُ مُسْتَدِيرُ الرّأْسِ ، كأَنّه ثُومَةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ .
قلت : وقد تَقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه .
ثم قال : والعَرَبُ تقول : ( طَراثِيثُ لا أَرْطَى لها ، وذَآنِينُ لا رِمْثَ لهَا ) لأَنّهما لا ينْبُتَانِ إِلاّ مَعَهُما ، يُضْرَبَانِ مَثلاً للذي يُسْتَأْصَلُ فلاَ يَبْقَى له بَقِيَّةٌ بعدَمَا كانَ له أَصل وقَدْرٌ ومالٌ .
( والطَّرْثُ ) بالفتح ( : كُلُّ نَبَاتٍ طَرِيَ غَضَ ) ، وقد صَحَّفه الصاغانيّ فقال : كلُّ بِناءٍ طَرِيّ ، وقد نَبَّهْنا عليهِ في هامِش كتابِ التكملة .
( و ) الطِّرْثُ ( بالكسر : طَرَفُ البَظْرِ ) ، نقله الصاغانيّ :
( وطُرَيْثِيثُ ) ، على صِيغة التّصغير ( : ة ، بنَيْسَابُورَ ) ، في رُسْتَاقِهَا ، هاكذا تُكْتَب ، وهي في الأَصل طُرْشِيزُ ، كما قاله الأَزْهَريّ .

____________________

(5/292)


طرخث : ( الطَّرْخَثَةُ ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ ، وقال الصّاغَانِيُّ : هو ( الخِفَّةُ والنَّزَقُ ) ، وكذالك الطَّرْثَخَةُ .
طرمث : ( الطُّرْمُوثُ بالضَّمِّ ) أَهمله الجوهَرِيّ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : هو ( الضَّعِيفُ ) من الرِّجَالِ .
( وخُبْزُ المَلَّةِ ) ، كالطُّرمُوسِ ، بالسين ، وسيأْتي .
طلث : ( طَلَثَ الماءُ ) يَطْلُثُ ( طُلُوثاً ) ، أَهملَه الجوهريّ ، وقال ثعلب : أَي ( سَالَ ) وقالَ أَبو عَمْرٍ و : وكذا وَزَبَ يَزِبُ وُزُوباً .
( و ) يقال : ( طَلَّثَ ) الرَّجلُ ( عَلَى كَذَا تَطْلِيثاً ) ، والذي في التّهْذِيبِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ : طَلَّثَ الرَّجلُ على الخَمْسينَ ، ورَمَّثَ عَلَيْهَا ، إِذا ( زَادَ ) عليها .
( والطُّلْثَةُ ، بالضّم ) : الرَّجُلُ ( الجَاهِلُ الضَّعِيفُ العقْلِ والبَدَنِ ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
طلحث ، طلخث : ( طَلْحَثَه ) أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( لَطَّخَه بأَمْرٍ يَكْرَهُه ) كذا نقلَه الصَّاغَانِيّ .
( كَطَلْخَثَه ) ، بالخَاءِ المعجمة ، وقد أَهملَه الجَوْهَرِيّ أَيضاً ، ونقله الصّاغَانيّ عن أَبِي مالِكٍ وأَبِي الخَطّابِ الأَخفش .
( أَو الطَّلْخَثَةُ ) بالخَاءِ ( التَّلْطِيخُ بالشَّيْءِ ) أَي ( مُطْلَقاً ) كما نقله الصاغانيّ عن ابن دُريد .
طمث : ( طَمَثَهَا يَطْمِثُها ) بالكسر ( ويَطْمُثُها ) بالضّمّ ، طَمْثاً ( : افْتَضَّها ) ، وعَمَّ به بعضُهم الجِمَاعَ .
قال ثَعلب : الأَصْلُ الحَيْضُ ، ثم جُعلَ للنِّكاحِ .
وقال الفرَّاءُ : الافْتِضاضُ ، وهو النِّكاح بالتَّدْميَة ، قال : والطَّمْثُ هو
____________________

(5/293)


الدَّمُ ، وهما لُغَتَانِ ، طَمَثَ يَطْمُث ويَطْمِثُ ، والقُرّاءُ أَكثَرُهم على { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) بكسرِ الميم .
وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَالُ : طُمِثَتْ تطْمَثُ ، أَي أُدْمِيَتْ بالافْتِضاضِ ، وقولُ الفَرَزْدَقِ :
وقعْنَ إِليّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلِي
فهُنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ
أَي هُنَّ عَذَارَى غيرُ مُفْتَرَعَاتٍ
( وطَمَثَت ) المرأَةُ تَطْمُثُ طَمْثاً وتَطْمِثُ ( كنَصَرَ وسَمِعَ ) وزاد شيخنا ومن باب تَعِبَ لغة ، أَي ( حاضَتْ ، فهي طَامِثٌ ) ، بغير هاءٍ ، وقيل : إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ ، وخَصَّ اللِّحْيَنِيّ به حَيْضَ الجَارَيَةِ .
( و ) من المجاز : ( الطَّمْثُ : المَس ) ، وذالك في كلّ شيءٍ يُمَسُّ ، ويقال للمَرْتَعِ : ما طَمَثَ ذالِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ ، ومَا طَمَثَ هاذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ ، أَي لم يَمَسَّهُ .
وقوله تعالى : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) قيل : معناه لم يُمْسَسْنَ . وقال ثعلب : معناه لم يُنْكَحْنَ والعَرَبُ تَقُول : هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حَبْلٌ قَطٌّ ، أَي لم يَمَسَّهُ .
( و ) الطَّمْثُ : ( الدَّنَسُ ) ، ومنهم من أَوَّلَ به الآيةَ .
والطَّمْثُ : الرِّيبَةُ ، يقال : ما بِفلان طَمْثٌ ، أَي ريبَةٌ .
( و ) الطَّمْثُ : ( الفَسَادُ ) ، قال عَدِيّ ابن زَيْدٍ :
طاهُرُ الأَثْوَابِ يَحْمِي عِرْضَهُ
من خَنَا الذِّمَّة أَو طَمْثِ العَطَنْ
والطَّمْثُ : العَقْلُ ، طَمَثَ البَعِيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً : عَقَلَه .
( وَوَاثِلَةُ ) هاكذا بالمثلثة في سائِر النسَخِ ، وهو غَلَطٌ ، والصوابُ وائِلَةُ ( بنُ الطَّمَثَانِ ) بنِ عَوْذِ مَنَاةَ بنِ يَقْدُمَ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيَ ، ( مُحَرَّكَةً ،
____________________

(5/294)


في إِيادٍ ) ، قاله ابنُ حَبِيب ، ومنهم : قُسُّ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عَدِيِّ بنِ مالِكِ بن أَيدغانَ بنِ النَّمِرِ بنِ وَائِلَةَ .
طهث : ( الطُّهْثَةُ بالضَّمِّ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال أَبو عمرو : هو ( الضَّعِيفُ العَقْلِ وإِنْ كان جَسِيماً ) أَي وإِن كان جِسْمُه قَويًّا ، كذا في التَّكْمِلَة واللِّسَان .

2 ( فصل العين ) المهملة مع المثلّثة ) 2
عبث : ( عَبِثَ ) به ( كفَرِحَ ) عَبَثاً ( : لَعِبَ ) فهو عابِثٌ ، لاعِبٌ بما لا يَعْنِيه ، وليسَ من بَاله .
والعَبُثُ : أَن تَعْبَثَ بالشَّيْءِ ، وقيل : العَبَثُ : ما لا فائِدَةَ فيه يُعْتَدُّ بها ، أَو مالا يُقْصَدُ به فائدة ، وفي الحديث : ( أَنَّه عَبثَ في مَنامِهِ ) أَي حَرَّك يَدَيْهِ كالدَّافِعِ أَو الآخِذِ .
( و ) عَبَثَ ( كَضَرَبَ ) يَعْبِثُ عَبْثاً ( : خَلَطَ ) .
( و ) عَبَثَ يَعْبِثُ عَبْثاً ( : اتَّخَذَ العَبِيثَةَ ، وهي أَقِطٌ مُعَالَجٌ ) .
قال أَبُو صَاعِدٍ الكِلاَبِيّ : الأَقِط يُفْرَغُ رَطْبُه حينَ يُطْبَخُ على جَافِّهِ ، فيُخْلَطُ بهِ ، يقال :
عَبَثَتِ المَرْأَةُ ( أَقِطَهَا ) ، إِذا فَرَّغَتْهُ على المُشَرِّ ( اليَابِسِ ) ليَحْمِلَ يابِسُه رَطْبَه ، يقال : ابْكُلِي واعْبِثِي ، قال رُؤْبَة :
وطَاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ
( أَو ) العَبِثَةُ ( طَعامٌ يُطْبَخُ وفيه جَرَادٌ ) .
وَعبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً : حَفَّفَه في الشَّمْسِ ، وقيل : عَبَثَه : خَلَطَه بالسَّمْنِ ، وهي العَبِيثَةُ والعَبِيثُ .
والعَبِيثَةُ أَيضاً : الأَقِطُ يُدَقُّ مع التَّمْرِ ، فتُؤْكَل وتُشْرَبُ .
ويقال : جاءَ بِعَبِيثَةِ في وِعَائِه ، وهي البُرُّ والشَّعِيرُ يُخْلَطانِ مَعاً .
____________________

(5/295)



( وعَبِيثَةُ النّاسِ : أَخْلاَطُهُم ) ليسوا من أَبٍ واحِدٍ ، قال :
عَبِيثَةٌ من جُشَمٍ وجَزْمِ
كل ذلك مُشْتَقٌّ من العَبْثِ ، وتقول : إِنّ فُلاناً لَفِي عَبِيثَةٍ من النّاسِ ولَوِيثَةٍ من النّاسِ ، وهُمُ الّذين لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ ، تَهَبَّشُوا من أَماكِنَ شَتَّى .
( والعِبِّيثُ ، كسِكِّينٍ ) : الرَّجُلُ ( الكَثِيرُ العَبَثِ ) .
( و ) العَبِيثُ ( : كلَطِيفٍ ) : المَصْلُ في لغة ، وهو ( رَيْحَانٌ ) وفي التّكْملة : ضَرْبٌ من الرَّياحِين .
( والعَوْبَثُ ) كجَوْهَرٍ ( : شِعْبٌ ) وفي اللسان : موضِعٌ ، قال رؤبة :
أَسْرَى وقَتْلَى في غُثَاءِ المُغْتَثِي
بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ
( وعَوْبَثانُ بن زَاهِرِ بنِ مُرادِ ) بنِ مَذْحِجٍ ( : جَد بَدَّاءَ بنِ عامِرٍ ) ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب .
وعَوْبَثانُ بنُ مُرَادٍ : أَخو زَاهِر بنِ مُرادٍ هاذا .
( وهو عَبِيثَةٌ ، ( أَي ) مُؤْتَشَبٌ ، في نَسَبِه خَلْطٌ ) ، كذا عن أَبي عُبَيْدةَ ، وهو مَجاز .
( ) ومما يستدرك عليه :
العَبْثَةُ بالتسكين : المَرَّةُ الواحِدَةُ .
وَعَبَثْتُ الأَقِطَ ومِثْتُه ودُفْتُه ، وغَبَثْتُه ، بالغين ، لغة فيه .
والعَبِيثَةُ : الغَنَمُ المُخْتَلِطَةُ ، يقال : مَرَرْنا على غَنَمِ بنِي فُلانٍ عَبِيثَةً واحِدَةً ، أَي اخْتَلَطَ بعضُهَا ببعضٍ ، وقال غيره : وظَلَّتِ الغَنَمُ عَبِيثَةً وَاحِدَةً وَبَكِيلَةً ، واحِدَةً ، وهو أَنَّ الغَنَمَ إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرَى دَخَلَتْ فيها ، واخْتَلَطَ بعضُها ببعْضٍ ، وهو مَثَلٌ ، وأَصْلُه من الأَقِطِ والسَّوِيقِ يُبْكَلُ بالسَّمْنِ فيُؤْكَلُ .
وأَما قول السَّعْدِيّ :
إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانِيُّ ساءَنا
تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا
____________________

(5/296)



فيُقَال : إِنّ العَوْبَثَانِيّ دَقِيقٌ وسَمْنٌ وتَمْرٌ يُخْلَطُ باللَّبَنه الحَلِيبِ . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا البَيْتُ لناشِرَةَ بنِ مالِكٍ ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ ، وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ . والخَصِيفُ : اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُصَبّ عليه الرّائِبُ ، وسيذكر في خصف إِن شاءَ الله تعالى .
عثث : ( *!العُثَّةُ : بالضم : سُوسَةٌ ) ، أَو الأَرَضةُ التي ( تَلْحَسُ الصُّوفَ ، ج *!عُثٌّ ) بالضّمّ ، *!وعُثَتٌ ، كصُرَدٍ .
( *!وعَثَّتِ الصُّوفَ ) والثَّوْبَ *!تَعُثُّه ( *!عَثًّا ) : أَكَلَتْهُ ، *!وعُثَّ الصُّوفُ : أَكَلَهُ العُثُّ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : *!العُثُّ : دُوعيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فَتَأْكُلُه ، وأَنشد :
تَصِيدِينَ شُبّانَ الرِّجَالِ بفَاحِمٍ
غُدَافِ وتَصْطادِينَ *!عُثًّا وجُدْجُدَا
والجُدْجُدُ أَيضاً : دُوعيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكُلُهُ .
وقال ابن دريد : العُثُّ : بغير هاءٍ : دَوَابُّ تَقَعُ في الصُّوفِ ، وذالك على أَنَّ العُثَّ جَمْعٌ ، وقد يَجوزُ أَنّ يَعْنِيَ بالعُثِّ الوَاحِدَ ، وعبَّرَ عنه بالدّوابّ لأَنه جِنْسٌ معناه الجمْعِ وإِن كانَ ( لفظه ) واحِداً : وسُئل أَعرابِيَ عن ابنه ، فقال : أُعْطِيهِ كلَّ يومغ من مالي دانِقاً وإِنّه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوفِ في الصَّيْفِ .
( و ) ربما سُمِّيت ( العَجُوزُ )*! عُثَّةً ، وهو مَجاز ؛ لمَا فيها من الفَسَادِ والخُرْقِ ، كأَنها سُوسَةٌ .
( و ) العُثَّةُ *!والعثَّةُ : ( المَرْأَةُ ) المَحْقُورَةُ ( البَذيئةُ ) الخَامِلَة . ( والحَمْقَاءُ ) ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوهيَّة ، وجمعها *!عِثاثٌ . ويقال للمرأَةِ الزَّرِيَّةِ ما هِيَ إِلا عُثَّةٌ .
وقال بعضُهُم : امرأَةٌ عَثَّةٌ ، بالفتح
____________________

(5/297)


ضَئيلَةُ الجِسْمِ ، ورَجُلٌ *!عَثٌّ ، قال يَصفُ امرأَةً جَسِيمَةً .
عَمِيمَةُ ضاحِى الجِلْدِ ليْسَتْ *!بِعَثَّةٍ
ولا دِفْنِسٍ يَطْبِى الكِلابَ خِمارُها
الدِّفْنِسُ : البَلْهَاءُ الرَّعْنَاءُ .
( *!والعِثَاثُ ، بالكسر : التَّرَنُّمُ في الغِنَاءِ ) ورفعُ الصَّوْتِ به (*! كالتَّعْثِيثِ *!والمُعَاثَّةِ ) .
*!عَاثَّ في غِنائِهِ *!مُعَاثَّةً *!وعِثَاثاً ، وَ*!عَثَّثَ : رَجَّعَ ، ( وكذلك القوسُ المُرِنِّةُ ) ، قال كُثَيِّرٌ يَصف قوْساً :
هَتُوفاً إِذا ذَاقَها النّازِعُونَ
سَمِعْتَ لها بَعْدَ حَبْضٍ *!عِثاثَا
وقال بعضُهم : هو شِبْهُ تَرَنُّمِ الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ .
( و ) العِثَاثُ أَيضاً ( : أَفاعِي يَأْكُلُ بْضُهَا بَعْضاً في الجَدْبِ ) ، نقله الصّاغَانِيّ .
( *!والعَثْعَثُ : الفَسَادُ ) .
( و ) عَثْعَثٌ ( : جَبَلٌ بالمَدِينَة ) المُشَرَّفَةِ ، ويقال له أَيضاً سُلَيْع ، تصغير سَلْعٍ ، علَيْه بيوتُ أَسْلَمَ بنِ أَفْصَى ، وتُنْسَب إِليه ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ .
( و ) *!عَثْعَثٌ أَيضاً : اسم ( مُغَنَ ) .
( و ) العَثْعَثُ ( : ما لاَنَ من الوَرِكِ ) ، وبه فُسِّر قولُ الشّاعر :
تُرِيكَ وذَا غَدائِرَ وارِداتٍ
يُصِبْنَ*! عَثَاعِثَ الحَجَبَات سُود
( و ) العَثْعَثُ أَيضاً : ما لاَنَ ( مِنَ الأَرْضِ ) ، قال أَبو حنيفةَ : *!العَثْعَثُ مِن مَكارِمِ المَنابِت .
( و ) *!العَثْعَثُ : ( ظَهْرُ كَثِيبٍ لا نَباتَ فِيه ) ، وقيل : العَثْعَثُ : الكَثِيبُ من السَّهْلِ أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ ، وقيل : هو الذي لا ينْبِتُ خاصَّةً ، والأَوَّلُ الصَّحِيحُ ، لقول القُطَامِيِّ :
كَأَنَّهَا بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها
في *!عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذَانَ والعَذَمَا
وقيل : هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه
____________________

(5/298)


الرَّجْلُ ، فإِن كان حارًّا أَحْرَقَ الخُفَّ ، يعني خُفَّ البَعِيرِ ، والجَمْعُ العَثَاعثُ ، قال رؤبةُ :
أَقْفَرَتِ الوَعْسَاءُ والعَثَاعِثُ
( والعَثُّ : الإِلْحَاحُ ) في المسأَلةِ .
عَثَّهُ يَعُثُّه عَثًّا : رَدَّ عليِ الكَلامَ أَو وَبَّخَهُ بِهِ ، كعَتَّه .
( و ) العَثُّ : ( عَضُّ الحَيَّةِ ) ، *!عَثَّتْهُ الحَيَّةُ *!تَعُثُّه *!عَثًّا : نَفخَتْه ولمْ تَنْهَشْه ، فسقَطَ لذالك شَعَرُه .
( وعَثْعَثَ ) مَتَاعَهُ ( : حَرَّكَ ) .
*!وعثْعَثَ متاعَه ، وحَثْحثَه ، وبَثْبَثَهُ ، إِذا بَذَّرَه ( وفَرَّقَه ) .
( و ) عَثْعَثَ الرَّجُلُ بالمَكَانِ ( : أَقَامَ ) به ، والمكانُ *!مُعَثْعَثٌ ، عن أَبي زيد ، نقله ابنُ القَطَّاع .
( و ) *!عَثْعَثَ ( : تَمكَّنَ ) .
( و ) عَثْعَثَ إِلى الشَّيْءِ : ( رَكَنَ ) .
( و ) في الحديث : ( ذُكِرَ لعلِيَ رضي الله عنه زَمَانٌ ، فقال : ( ذاك زمانُ ( العَثاعِث ) ) أَي ( الشَّدائِد ) ، من *!العَثْعَثَةِ والإِفْسادِ .
( *!والعَثَّاءُ : الحَيَّةُ ) كالنَّكْزَاءِ .
( و ) في النّوادر : (*! تَعَاثَثْتُه ) و ( تَعَالَلْتُه ) ، بمعنًى واحد .
( و ) يقال ( : *!اعْتَثَّهُ عِرْقُ سَوْءٍ ، أَي تَعَقَّلَه أَنْ يَبْلُغَ الخَيْرَ ) ، نقلَه الصّاغَانيّ .
( و ) في المَثَلِ :
( ( *!عُثَيْثَةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسَا ) ) .
قاله الأَحنَفُ حين بَلَغَه أَنّ رَجُلاً يَغتَابه . ( يُضْرَبُ ) مثلاً ( للمُجْتَهِدِ ) أَن يُؤَثِّر ( في الشّيءِ ) ف ( لا يَقْدِر عَلَيْه ) ، *!وعُثَيْثَةٌ تصغير عُثَّة .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : أَطْعَمَنِي سَوِيقاً حُثًّا *!وعُثًّا ، إِذا كانَ غيرَ مَلْتَوت بدَسَمٍ .
*!والعَثْعَثُ : التُّرَابُ .
وعَثْعَثَهُ : أَلْقَاهُ في العَثْعَثِ .
____________________

(5/299)



وفلانُ عُثُّ مالٍ ، كما يُقَالُ : إِزاءُ مالٍ .
وبَنُو عَثْعَثٍ : بَطْنٌ من خَثْعَم .
عثلث : ( عِثْلِيثٌ ، بالكسر ) ، أَهمله الجماعة وقال الصّاغَانيّ : هو ( حِصْنٌ بسَواحِلِ ) بحرِ ( الشّام ) ، من فُتوح السّلطان صلاحِ الدّين يُوسفَ بنِ أَيّوبَ ، رحمه الله تعالى ، و ( يُعْرَفُ بالحِصْنِ الأَحْمَرِ ) ، وقد أَخبَرَنِي من رآه أَنَّ أَهْلَه لُصُوصٌ شياطِينُ ، والمشهور فتح العَيْنِ .
عدث : ( العَدْثُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْدِ : هو ( سُهُولَةُ الخُلُقِ ) ، كذا في كتاب الاشتقاق له .
( وعُدْثَانُ بالضّمّ : اسْم ) رجلٍ سُمّى بذَلك .
قلت : وهو عُدْثَانُ بنُ أُدَدَ بنِ الهَمَيْسَع ، أَبوعَكّ ، وهو أَبو قبائِلِ اليَمَنِ كُلِّهَا .
وعُدْثَانُ بنُ عبد الله بنِ زَهْرَانَ ، والدُ دَوْسٍ القَبِيلَةِ المشهورةِ التي مها أَبُو هُريرَةَ رضي الله عنه ، وقد وَجدتُ هاذه المادةَ في هامش نُسْخَةِ الصّحاح .
عرث : ( العَرْثُ ) ، أَهمله الجَوهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : هو ( الانْتِزاعُ والدَّلْكُ ) ، يقال عَرَثَه عَرْثاً ، إِذا انْتَزَعَهُ أَو دَلَكَه ، وقد قيل : عَرَتَه ، وقد تَقَدّم في التاءِ ، كذا في اللّسان .
عرطنث : ( العَرْطَنِيثَا ، كدَرْدَبِيسَا ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الأَطبّاءُ : هو ( أَصْلُ شَجَرَةٍ ) يُقَالُ لها ( بَخُورُ مَرْيَمَ ) يُغْسَلُ به الثّياب ، وهو رُوميّ ، ويقال له بالفَارِسيّة : فُلانلْ بالضم ، ومنافعه وأَحكامُه في مصَنَّفَات الطِّب ، وهو المَعْرُوفُ بالرَّكَفَة في مِصْر .

____________________

(5/300)


عفث : ( الأَعْفَثُ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ التَّكَشُّفِ ) وفي الحديث : ( كانَ الزُّبَيْرُ أَعْفَثَ ) .
هذه المادة مكتوبةٌ عندنا بالمِدادِ الأَسْوَدِ ، وقد أَغْفَلَه صاحِبُ اللّسَان والصّاغَانيّ ، فتستدْرَكُ عليهما ، وهي موجودَةٌ في نسخ الصّحاح ، غير أَنّي رأَيت في هامِشِه أَنّه من الزيادات لأَبِي سَهْلٍ . وبخطّ أَبي زكريّا : الصَّوابُ بالتّاءِ بنقطتين .
قلت : ولكنَّ الأَزهريّ أَورَدَه بالمُثَلَّثَةِ ، كما للمصنّف .
عكث وعنكث : ( العَنْكَثُ : نَبْتٌ ) قال ابن الأَعْرَابيّ : هو شَجَرٌ يَشْتَهِيهِ الضَّبُّ ، فيَسْحَجُها بذَنَبِهِ حتى تَحَاتَّ ، فيأْكُلَ المُتَحاتَّ ، ومما وَضَعُوه على أَلْسِنَةِ البَهَائِم : أَنَّ السمَكَةَ قالَتْ للضَّبِّ : وِرْداً ياضَبّ ، فقالَ لها الضَّبٌّ :
أَصْبحَ قَلْبِي صَرِدَا
لا يَشْتَهِي أَنْ يَرِدَا
إِلاَّ عَراداً عَرِدَا
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
( و ) قال ابنُ دُرَيْدٍ : ( العَكْثُ أُمِيتَ أَصلُ بِنَائِه ، وهو الاجْتِمَاعُ والالْتِئامُ ) أَي لم يَسْتَعْمِلُوه ثُلاثِيًّا ، وإِنّمَا استُعمِلَ مَزِيداً ، كما يَدُلّ لذالك قوله :
( وتَعَنْكَثَ ) الشَّيْءُ : ( اجْتَمَعَ ) ، نقله الصاغانيّ .
( والعَكِيثُ : بَوْلُ الفِيلِ ) ، عن ابنِ دُريد .
( ) ومما يستدرك عليه :
الَنْكَثُ : اسمُ مَوْضِعٍ ، قال رُؤبةُ :
____________________

(5/301)



هلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ
دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ
وعَنْكَثٌ : اسمُ رَجُلٍ .
علث : ( علَثَه يَعْلِثُه ) عَلْثاً ، وعلَّثَهُ تَعْلِيثاً ، واعْتَلَثَه ( : خَلَطَهُ ) ، والمَعْلُوثُ بالعين : المَخْلُوطُ .
قال الفرّاءُ : وقد سمِعْنَاه بالغَين : مَغْلُوث ، وهو معروفٌ ، ومثله أَورده المَيْدَانِيّ .
( و ) عَلَثَه يَعْلِثُهُ عَلْثاً : ( جَمَعَه ) ، ومنه عُلاثةُ ، كما يأْتي .
( و ) عَلَثَ ( السِّقَاءَ : دَبَغَهُ بالأَرْطَى ) ، فهو سقاءٌ مَعْلُوثٌ .
( و ) عَلَثَ ( الزَّنْدُ ) واعْتَلَثَ : ( لمْ يُورِ ) واعْتاصَ ، والاسمُ العُلاثُ ، قيل : ومنه سُمِّيَ عُلاثةُ .
( والعَلْثُ ) بالتسكين ( : ة ، شَرْقِي دِجْلَة ، وَقْفٌ على العَلَوِيّة ) ، وهم أَولادُ أَميرِ المُؤْمِنِينَ عليِّ بنِ أَبي طالبٍ رضي الله عنه ، من الحَسَنِ ، والحُسَيْنِ ، ومحمَّد ، وعُمَرَ ، والعَبّاس وزَيْنَبَ .
قال الصّاغَانيّ : والسَّوَادُ أَرْضُ خَراجٍ وهي ما بَيْنَ العُذَيْبِ إِلى عَقَبَةِ حُلْوَانَ ، ومن العَلْثِ إِلى عَبّادَانَ .
( و ) العَلَثُ ( محرُّكةً : شِدَّةُ القِتالِ ، واللزُومُ له ) ، بالعين والغين جميعاً ، كذا في الصّحاح .
وعَلِثَ القَوْمُ ، كفرِحَ ، عَلَثاً : تَقَاتَلُوا ، وعَلِثَ بعضُ القَومِ ببعْضٍ . ورجُلٌ عَلِثٌ كَكَتِف : ثَبْتٌ في القِتَالِ .
( و ) يقال : فلانٌ لا يَأْكُلُ ( العَلِيث ) ، وهو بالعين والغين ( : خُبْزٌ من شَعِير وحِنْطَةٍ ) ، وفي الحديث : ( ما شَبِعَ أَهْلُه من الخُبْزه العَليثِ ) ، أَي الخُبْزِ المَخْبُوزِ من الشَّعِيرِ والسُّلْتِ .
والعَلْثُ والعُلاَثَةُ : الخَلْطُ .
____________________

(5/302)



والعَلَثُ والعَلِيثَةُ : الطَّعَامُ المَخْلُوطُ بالشَّعِيرِ .
والعَلْثُ : أَن تَخْلِطَ البُرَّ بالشَّعِيرِ ، وقال أَبو زَيْد : إِذا خُلِطَ البُرُّ بالشَّعِيرِ فهو عَلِيثٌ ، وعَلَثُوا البُرَّ بالشَّعِيرِ ، أَي خَلَطُوه .
وقال أَبو الجَرّاحِ العُقَيْلِيّ : العَلِيثُ : أَن يُخْلَطَ الشَّعِيرُ بالبُرِّ للزِّراعَةِ ، ثم يُحْصَدانِ ويُجْمَعَانِ .
( والعُلاَثَةُ ) بالضّمّ ( : سَمْنٌ ) أَو زَيْتٌ ( وأَقِطُّ يُخْلَطُ ) يعضُه بِبَعْضٍ .
( وكُلَّ شَيْئَيْنه خُلِطَا ) فهما عُلاثةٌ ، ومنه اشْتُقَّ عُلاثَةُ ، ( و ) هو ( رَجُلٌ من بَني الأَحْوَصِ ) بن جَعْفَرِ بنِ كِلابِ ابنِ رَبِيعَةَ بنِ عَامِرٍ .
( و ) عُلاَثَة ( : الرَّجُلُ الذي يَجْمَعُ من ها هُنَا وها هُنا ) ، وقد عَلَثَ .
( والعُلْثَةُ بالضَّمِّ : العُلْقَةُ ) ، نقله الصّاغانيّ .
( و ) العَلِثُ ( كَكَتِفٍ ) الثَّبْتُ في القِتال ، و ( المَنْسُوبُ إِلى غَيْر أَبِيهِ ) فهو مَخْلُوطٌ في نَسبه ، ( الكمُعْثَلِثِ ) .
( و ) العَلِثُ ( : المُلازِمُ لِمَنْ يُطَالبُ ) ، هاكذا في سائرِ النُّسخِ التي بأَيْدِينا ، وفي اللِّسَان : رَجُلٌ عَلِثٌ : مُلازِمٌ مُطَالِبٌ في قِتَالٍ أَو غيرِه .
( واعْتَلَثَ زَنْداً : أَخَذَهُ من شجَرٍ لا يَدْرِي أَيُورهي أَمح لا ) ، وقال أَبو حنيفَةَ : اعْتَلَثَ زَنْدَهُ ، إِذا اعْتَرَضَ الشَّجَرَ اعتِراضاً ، فاتَّخَذَه مِمّا وَجَدَ ، والغينُ لغَةٌ ، عنه أَيضاً .
( و ) فُلانٌ يَعْتَلِثُ الزِّنَادَ ، ( إِذا لَمْ يَتَخَيَّرْ مَنْكِحَهُ ) ، فهو مخلوطٌ ، والغينُ لغةٌ فيه ، وأَورده المَيْدانِيّ مَبْسُوطاً .
( والتَّعَلُّث : التَّمَحُّلُ ) ، عن الفرّاءِ ، يقال : تَعَلَّثْتُ له الذُّنُوبَ ، مثل تَمَحَّلْتُ .
( و ) التَّعَلُّثُ ( : التَّعَلُّقُ ) واللُّزُوم .
( و ) التَّعَلُّثُ ( : تَرْكُ الإِحْكامِ ) قال رؤبةُ :
مُعجِّلٌ قَبْلَ احْتِثاثِ الحُثَّثِ
تَحْبِيرَ حِبْرٍ لَيْسَ بالتَّعَلُّثِ
____________________

(5/303)



( وأَعْلاثُ الزَّادِ ) . وغيرِه ، وفي نسخة : وأَعْلاثُ الشَّيْءِ ( : ما أُكِلَ غَيْرَ مُتَخَيَّرٍ من شَيْءٍ ) .
( و ) الأَعْلاثُ ( من الشَّجَرِ : القِطَعُ المُخْتَلِطَةُ مما يُقْدَحُ بهِ منَ المَرْخِ واليَبِيسِ ) .
( ) ومما يُسْتَدرَكُ عليهِ :
العَلَثُ : ما خُلِطَ في البُرِّ وغيرِه ممّا يُخْرَجُ فيُرْمَى بِه .
والتَّعْلِيثُ : اختلاطُ النَّفْسِ ، وقيل بَدْءُ الوَجَعِ .
وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى ، مَقصوراً ، أَي خُلِطَ له طَعَامِه ما يَقْتُلُه ، حكاه كُرَاع مقصوراً في باب فَعْلَى ، والغين فيه لغة .
والمُعْتَلِثُ من السِّهَامِ : الذي لا خَيْرَ فيهِ .
والعَلْثُ : الطَّرْفاءُ والأَثْلُ والحَاجُ واليَنْبُوتُ والعِكْرِشُ ، والجمع أَعْلاثٌ .
وعَلَثَ السِّقَاءَ : دَبَغَهُ بهاؤلاءِ ، وحكاهُ أَبو حَنِيفَةَ بالغين .
وعَلِثَ الذَّئْبُ بالغَنَمِ ، كفَرِحَ : لَزِمَهَا يَفْرِسُهَا . كذا في اللسان .
واعْتَلَثَ الرجلُ العُلاثَةَ : خَلَطَها ، أَنشد الأَصمَعِيّ :
حَتَّى إِذا ما اعْتَلَثُوا العُلاَثَا
عنث : ( العَنْثُوَةُ بفَتْحِ العينِ ) وهو أَعلَى ( وضَمِّها ) مع سكون النون وضمّ المثلّثة كالعنْفُوَة ، وقيل : إِن الثّاءَ بدلٌ عن الفاءِ ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال اللَّيْثُ هو ( يَبِيسُ الحَلِيّ خاصَّةً إِذا ) اسْوَدَّ ، و ( بَلِيَ ، كالعُنْثَةِ ، مثلّثةً ) و ( ج ) عِنَاثٌ وعَنَاثٍ ، بالكسر والضّمّ قال الرّاجز :
عَلَيْهه مِنْ لِمَّتِه عِنَاثٌ
ويروى : ( عَناثِى ، كتَراقِي ) جمع عَنْثُوَة .
وقال الأَزْهَرِيّ : عَنَاثِي الحَلِيِّ : ثَمَرتُه إِذا ابيَضَّتْ ويَبِسَتْ قبل أَن
____________________

(5/304)


تَسْوَدّ وتَبْلَى ، هاكذا سمعتُه من العرب ، كذا في اللّسان .
( وبَا عَيْنَاثَى : ة بَبَغْدَادَ ) ، نقله الصاغانيّ .
عنبث : ( ) عَنْبَثٌ . كجَعفر : شُجَيرةٌ زَعَمُوا ، وليس بثَبَت ، أَوردَه ابنُ منظور ، فهو مستَدْرَك على المصنّف والصّاغانيّ والجوهريّ .
عنطث : ( ) عَنْطَثٌ ، كجَعْفَر : نَبْتٌ ، نقله الصّاغَانيّ عن ابن دُريد ، وهو مستَدرَك على المصنِّفِ وصاحبِ اللِّسَانِ والجَوْهَرِيّ .
عنكث ، عوث : ( *!عَوَّثَه *!تَعْوِيثاً ) : أَهمله الجوْهَرِيّ ، وفي نوادر الأَعراب ، أَي ( ثَبَّطَهُ ) عنه .
( و ) يقال :*! عَوَّثَهُ ( عن الأَمْرِ : صَرَفَهُ ) عنه ( حتّى ) *!تَعَوَّثَ ، أَي ( تَحَيَّر ، *!كعَاثَهُ ) ثُلاثيًّا ،*! ووَعَّثَهُ .
( و ) تقول : إِنّ لي عنْ هاذا الأَمْرِ *!لَمَعَاثاً ، (*! المَعَاثُ : المَذْهَبُ والمَسْلَكُ والمَنْدُوحَةُ ) .
( *!وتَعَوَّثَ ) القومُ ( تَحَيَّر ) وا ، نَقَلَهُ الصّاغَانيّ .
( ) ومما يُسْتَدَرْكُ عليهِ :
*!العَوِيثَةُ : قُرْصٌ يُعَالَجُ من البَقْلَةِ الحمْقَاءِ بِزَيْتٍ .
عيث : ( *!العَيْثُ : الإِفْسَادُ ) وقال الأَزهَرِيّ : هو الإِسْرَاعُ في الفَسَادِ .
( *!عاثَ *! يَعِيثُ ) *!عَيْثاً *!وعُيُوثاً *!وعَيَثَاناً : أَفْسَدَ ، وأَخَذَ بغيرِ رِفْقٍ .
ويقال : *!عاثَ في مالِهِ ، إِذا بَذَّرَهُ وأَفْسَدَهُ .
وفي المُفْرَدَاتِ للرَّاغِبِ : العَيْثُ والعِثِىُّ متقاربان ، يقال : عَثِىَ يَعْثَى عِثِيًّا ، وعَثَا يَعْثُوا عُثُوًّا ، *!وعاثَ *!يَعِيث *!عَيْثاً ، إِلاَّ أَنَّ *!العَيْثَ يقال في الأَكْثَرِ
____________________

(5/305)


فيما يُدْرَكُ حِسًّا ، والعِثِيُّ والعُثُوُّ فيما يُدْرَكُ حُكْماً .
وقال غيره : العُثُوُّ : أَشَدُّ الفسادِ ، وقيل : هو الاعْتِداءُ ، وقد يكونُ منه ما ليسَ بِفَسَادٍ ، كما أَشارَ إِليه شُرّاحُ الكَشّافِ ، كذا نقله شيخُنا .
وفي اللسان : قال اللِّحْيانيّ : عَثَى لُغَةُ أَهلِ الحجاز ، وهي الوجْهُ ، وعَاثَ لغةُ تَمِيمٍ ، قال : وهم يَقُولُون : ولا تَعِيثُوا في الأَرْضِ .
وحكى السِّيرافِيّ : رَجُلٌ *!عَيْثانُ : مُفْسِدٌ ، وامرأَةٌ *!عَيْثَى .
والذِّئبُ *!يَعِيثُ في الغَنَمِ ، فلا يَأْخُذُ منها شيئاً إِلاّ قَتَلَه ، *!وعاثَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ : أَفْسَدَ .
*!وعَاثَ في مالِه : أَسْرَعَ إِنْفَاقَه .
( و ) قال أَبُو عَمْرٍ و : ( *!العَيْثَةُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ ) الدَّهِسَةُ ، قال ابنُ أَحمرَ الباهليّ :
إِلى*! عَيْثَةِ الأَطْهارِ غَيَّرَ رَسْمَها
بَنَاتُ البِلَى مَنْ يُخْطِىءِ المَوْتُ يَهْرَمِ
( و )*! العَيْثَةُ : أَرضٌ على القِبْلَةِ من العَامِرِيَّة ، وقيل : هي رَمْلٌ من تَكْرِيت ويُرْوَى بيتُ القُطَامِيّ :
سَمِعْتُها ورِعَانُ الطَّوْدِ مُعْرِضَةٌ
مِنْ دُونِها وكَثِيبُ العَيْثَةِ السَّهِلُ
هكذا رواه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، قال ابن سِيدهْ : والأَعْرَفُ : وكَثِيبُ الغَيْنَةِ .
وعن الأَصمعيّ : عَيْثَةُ ( : د ، بالشُّرَيْفِ ) ، مُصَغَّراً ، ( أَو بالجَزِيرَة ) غ قاله المُؤَرِّجُ .
( *!والعَائِثُ ، *!والعَيُوثُ ) ، كصَبورٍ ( *!والعَيَّاثُ ) ، ككَتَّانٍ ( : الأَسَدُ ) ، لإِسْراعِهِ في الإِفْسادِ .
( *!وعَيَّثَ ) فلانٌ ، بالتشديد ، ( يَفْعَلُ كَذَا : ) أَي ( طَفِقَ ) .
( و )*! عَيَّثَ ( فُلانٌ : طَلَبَ شيْئاً باليَد مِن غَيْرِ أَنْ يُبْصِرَهُ ) قال ابنُ أَبي عَائِذٍ :
____________________

(5/306)



*!فَعَيَّثَ ساعَةَ أَفْقَرْنَهُ
بِالايفاقِ والرَّمْيِ أَو باسْتِلالِ
وفي اللِّسَان : *!التَّعْيِيثُ : طَلَبُ الأَعْمَى الشَّيْءَ ، وهو أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِيّاه في الظُّلْمَةِ ، وعند كُراع : التَّغْيِيثُ ، بالمعجمة .
قلت : ومنه التَّعْيِيثُ : إِدْخَالُ اليَدِ في الكِنَانَةِ يَطْلُبُ سَهْماً . قال أَبو دُؤَيْب :
وَبَدَا لَهُ أَقْرابُ هَذا رَائِغاً
عنه فَعَيَّثَ في الكِنَانَةِ يُرْجِعُ
( و ) *!عَيَّثَتْ ( طَيْرُه : ) إِذا ( اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ ) ، عن الفراءِ .
( و ) يقال : (*! تَعَيَّثَتِ الإِبِلُ : ) إِذا ( شَرِبَتْ دُونَ الرِّيِّ ) ، بالكَسْر .
( و ) قولهم : (*! عَيْثَى ) هاكذا مقصوراً ، ومعناه ( عَجَباً ) ، وفي نسخة *!وعَيْثاً : عَجَباً ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
*!عَيْثَى بِلُبِّ ابْنَةِ المَكْتُومِ إِذْ لَمَعَتْ
بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوَانَ أَنْ يَقِفَا
ومما يستدرك عليه :
عَيَّثَ في السَّنَامِ بِالسِّكِينِ : أَثَّرَ ، قال :
فَعيَّثَ في السَّنَامِ غَداةَ قُرَ
بسِكِّينٍ مُوَثَّقَهِ النِّصابِ
وقال أَبو عَمرو : العَيْثُ : أَنْ تَرْكَبَ الأَمْرَ لا تُبَالِي عَلاَمَ وَقَعْتَ ، وأَنشد :
*! فَعِثْ فِي مَنْ يَلِيكَ بغَيْرِ قَصْدٍ
فإِنّي *!عائِثٌ فِي من يَلِينِي
2 ( فصل الغين ) المعجمة مع المثلّثة ) 2
غبث : ( الغَبْثُ : لَتُّ الأَقِطِ بالسَّمْنِ ) ، قاله الفَرّاءُ .
( والاسْمُ الغَبِيثَةُ ) ، وفي الصّحاح : الغَبِيثَةُ : سَمْنٌ يُلَتُّ بأَقِطٍ ، وقد غَبَثْتُ الأَقِطَ غَبْثاً . ( وهي كالعَبِيثَةِ ) بالمهملة ( في مَعَانِيهَا ) المذكورةِ آنِفاً .
____________________

(5/307)



( والأَغْبَثُ ) : قَلْبُ ( الأَبْغَثِ ) .
( وقد اغْبَثَّ ) كاحْمَرَّ ( اغْبِثَاثاً ) .
ووجدت في هامِشِ الصّحاح بخطّ أَبي زكريّا وأَبي سَهْلٍ ما نَصُّه : الصَّوابُ البُغْثَةُ : لونٌ إِلى الغُبْرَةِ ، والأَبْغَثُ : الذي لَوْنُه كذالك .
غثث : ( *!الغَثُّ : المَهْزُولُ ، *!كالغَثِيثٍ ) ، يقالُ : *!غَثَّت الشَّاةُ ، إِذا هُزِلَتْ .
( وقد*! غَثَّ ) اللَّحْمُ ( *!يَغَثُّ *!ويَغِثُّ ، بالفتح والكسر ) ، أَي من باب فَرِحَ وضَرَبَ ( *!غَثَاثَةً ) ، بالفتح ، ( *!وغُثُوثَةً ) ، بالضّمّ ، فهو *!غَثٌّ *!وغَثِيثٌ ، إِذا كان مَهْزولاً .
( و ) كذالك ( *!أَغَثَّ ) اللَّحْمُ ، وأَغَثَّتِ الشّاةُ : هُزِلَتْ .
( *!وغَثَّ الحَدِيثُ : ) رَدُوءَ ، و ( فَسَدَ ) ، وهو مجازٌ ، (*! كَأَغَثَّ ) ، رُبَاعِيًّا ، يقال : أَغَثَّ الرَّجُلُ في مَنْطِقِه .
ويقال : حَدِيثُكُم*! غَثٌّ ، وسلاحُكُم رَثٌّ .وقوم*! غثثة
وأَغَثَّ فلانٌ في مَنْطِقِه : تكَلَّمَ بما لا خَيْرَ فيه . كذا في الأَسَاس .
وفي المصباح : وفي الكلامِ الغَثُّ والسَّمِينُ ( أَي الجيّدُ والرَّدِىءُ ) .
وأَغَثَّ الرجلُ اللَّحْمَ ، أَي اشْتَراه*! غَثًّا ، كذا في الصّحاح .
( و ) غَثَّ ( الجُرْحُ )*! يَغَثُّ غَثًّا ، *!وغَثِيثاً ( : سال *!غَثِيثُه ، أَي مِدَّتُه وقَيْحُه ) وما كان فيه من لَحْمٍ مَيِّتٍ ، وهو*! الغَثِيثَةُ ( *!كأَغَثَّ ) الجُرْحُ : أَمَدَّ ( *!واسْتَغَثَّهُ ) صاحِبُه ، إِذا ( أَخْرَجَهُ منْهُ ) ودَاواهُ ، وقال :
وكُنْتُ كآسِي شَجَّةٍ*! يَسْتَغِثُّهَا
ووجد بخطّ أَبي زكريّا ( يَسْتَغِيثُها ) فليُعْلَمْ ذالك .
( و ) يقال : لَبِسْتُه على *!غَثِيثَة ونَفْسٍ خَبِيثَة ( الغَثِيثَةُ : فسادٌ في العَقْل ، و ) هي أَيضاً ( نَخْلَةٌ تُرْطِبُ ولا حَلاَوَةَ لَهَا ) .
____________________

(5/308)



( و ) الغَثِيثَةُ ( : أَحْمَقُ ) ، والذي ( لا خَيْرَ فِيهِ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
( *!والغُثَّةُ ، بالضَّمّ ) : الشّاةُ المَهْزُولَة .
و ( البُلْغَةُ من العَيْشِ ) ، وكذلك الغُفَّةُ ، والغُبَّةُ .
( *!والغَثْغَثَةُ : القِتَالُ الضَّعِيفُ بلا سِلاحٍ ) ، كذا وُجِدَ في بعضِ نُسَخ الصّحاح بخطّ بعض الأَفاضل . قلت شُبِّه*! بغَثْغَثَةِ الثَّوْبِ إِذا غُسِلَ باليدَيْنِ ، نقله الصّاغانيّ .
( و ) الغَثْغَثةُ أَيضاً : ( الإِقامَةُ ) ، كالعَثْعَثَةِ ، بالعين .
( و ) يقال : ( *!اغْتَثَّت الخَيْلُ ) اغْتِثاثاً ، إِذا ( أَصَابَتْ ) شيئاً ( من الرَّبيعِ ) فسَمِنَت بعد الهُزال ، وكذالك اغْتَفَّتْ ، واغْتَبَّتْ .
( *!والتَّغْثِيثُ : أَن تَسْمَنَ الإِبِلُ قَلِيلاً ) ، ومنه قولهم : غَثَّ بَعِيرهي ثُمّ *!غَثَّثَ ، أَي أَزالَ *!غَثَاثَتَهُ بِبَعْضِ السِّمَنِ .
وقال الأُمويّ : *!غَثَّثَتِ الإِبِلُ*! تَغْثِيثاً ، ومَلَّحَتْ تَمْلِيحاً ، إِذا سَمِنَتْ .
( *!والغَثِثُ ، ككَتِفٍ ، *!والغُثاغِثُ ) ، بالضَّمِّ ( : الأَسَدُ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( وذو *!غُثَثٍ ، كصُرَدٍ : ماءٌ لِغَنِيّ ) ابنِ أَعْصُر ، ( أَو جَبَلٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ ) تَخْرُجُ سيولُ التَّسْرِير مِنْه ومن نَضَادِ .
( وما *!يَغَثُّ عليه أَحَدٌ ) ، بالكسرِ والفتح معاً ، ( أَي ما يَدَعُ أَحَداً إِلاّ سَأَلَهُ ) ، كذا في التّهْذِيب .
( و ) فلانٌ ( لا يَغِثُّ عليه شَيْءٌ ) أَي لا يَمْتَنِعُ ، كذا في الأَساس .
وفي الصّحَاح : ( أَي لا يَقُولُ في شَيْءٍ إِنّه ) ، بكسر الهمزة ، ( رَدِىءٌ فَيتْرُكَهُ ) .
وفي الأَساس والتّكْمِلَة : أَنا *!أَتَغَثَّثُ ما أَنا فيه *!وأَسْتَغِثُّه حَتّى اسْتَسْمِنَ ، يعني أَعْمَلُ الدُّونَ حَتّى أَجِدَ
____________________

(5/309)


الكثير ، هذا نصُّ الأَساس ، وفي التَّكْمِلَة : أَي اسْتَقِلُّ عَمَلِي ؛ لآخُذَ به الكَثِيرَ من الثَّوابِ .
غرث : ( غَرِثَ ، كفَرِحَ ) يَغْرَثُ غَرَثاً ( : جَاعَ ) ويُقَال : الغَرَثُ : أَيْسَرُ الجُوعِ وقيل : شِدَّتُهُ ، ( فَهُو غَرْثَانُ ، من ) قَوْم ( غَرْثَى ، وغَرَاثِيَ ) مثل صَحَارِيَ ، بكسر المثلثة وفتحها معاً ، كذا ضُبط في نسخة الصّحاح ، ( وغِراثٍ ) بالكسر .
( وهِي غَرْثَى من ) نِسْوةٍ ( غِرَاثٍ ) بالكسر .

( و ) من المجاز : امرَأَةٌ ( غَرْثَى الوِشَاحِ ) ، لأَنها ( دَقِيقَةُ الخَصْرِ ) لا يَمْلأُ وِشَاحَها ، فكأَنَّهُ غَرْثَانُ .
وفي قول حَسّان ، رضي الله عنه ، في السّيدة عائشة :
وتُصْبِحُ غَرْثَى من لُحُومِ الغَوَافِلِ
( والتَّغْرِيثُ : التَّجْوِيعُ ) ، يقال : غَرَّثَ كِلاَبَه ، أَي جَوَّعَها .
( وغَوْرَثُ بنُ الحَارِثِ ) بالفَتْح ، ورُوِيَ الضمُّ في شُروح البخاريّ ، ويقال : هو بالكاف بدل الثاءِ ، وذكر الوَاقِدِيّ أَنه أَسْلَمَ ، وهو الي ( سَلَّ سَيْفَ النّبِيّ صَلَّى الله ) تعالى ( عليه وسَلَّمَ ) من غِمْدِهِ ( لِيَفْتِكَ بِه ) غِيلَةَ حينَ كانَ نَائِماً ( فَرَمَاهُ الله تَعَالَى بِزُلَّخَةٍ ) ، بالضّمّ وتشديد الّلام ، وهو دَاءٌ في الظَّهْرِ ، أَخذَه ( بيْنَ كَتِفَيْهِ ) فارتَبَطَتْ يَدَاهُ .
غلث : ( الغَلْثُ ) بالمعجمة ( كالعَلْثِ ) بالمهملة ( في ) غالِب ( معانِيهِ ) كما تَقَدَّمَت الإِشَارَةَ إِليه .
( وبالتَّحْرِيكِ : شِدَّةُ القِتَالِ ) وقد غَلِثَ به غَلَثاً : لزِمَه ، وقَاتَلَه ، وقد تقَدَّم .
( والغَلْثَى ) ، مقصور ، ( كسكْرَى ) ، عن كُراع ( : شَجَرَةٌ مُرَّةٌ ) يُدْبَغُ بها ،
____________________

(5/310)


وإِذَا أُطْعِمَ ثَمَرَها السِّباعُ قَتَلَتها ، قال أَبو وَجْزَةَ :
كأَنَّهَا غَلْثَى مِنَ الرُّخْمِ تَدِفْءِ
( والغَلِيثُ : ما يُسَوَّى للنَّسْرِ مَسْمُوماً ) ، أَي مخلوطاً بالسّمّ ، كاللَّغِيثِ ، وأَنشد الأَصمعيّ :
كما يُسَقَّى الهَوْزَبُ الأَغْلاثَا
أَرادَ بالهَوْزَبِ النَّسْرَ المُسِنّ .
( و ) الغَلِيثُ أَيضاً ( الطَّعامُ يُغَشُّ بالشَّعِيرِ ، كالمَغْلُوثِ ) .
وفي الصّحاح : يقال : غَلَثْتُ البُرَّ بالشَّعِيرِ أَغْلِثُه ، بالكسرِ ، فهو مَغْلُوثٌ وغَلِيثٌ ، وفلانٌ يَأْكُلُ الغَلِيثَ ، إِذا كان يَأْكُلُ خُبْزاً من شَعِيرٍ وحِنْطَةٍ .
والمَغْلوثُ : الطَّعَامُ الّذِي فيهِ المَدَرُ والزُّؤَانُ ، وقد تَقَدَّم .
( واغْلَنْثَى عَلَيْهِم : ) إِذا ( عَلاَهُمْ بالضَّرْبِ والشَّتْمِ ) والقَهْرِ ، كذا قَالَهُ أَبو زَيْدٍ بالثاءه المُثَلّثَةِ ، وعِنْد سيبويهِ : بابُ افْعَنْلَني غيرُ مُتَعَدَ إِلا ما شَذّ ، كاغْرَنْدَي واسْرَنْدَى ، كذا في البُغْيَةِ لأَبِي جعفَرٍ اللَّبْلِيّ .
( و ) الغَلِثُ ( ككَتفٍ : الشَّدِيدُ القِتَالِ ) اللَّزُومُ لمن طَالَبَ ، ( كالمُغَالِثِ ) وفي نسخة كالغَالِثِ ، وكلاهما وَرَدَا .
( و ) الغَلِثُ ( : المَجّنُونُ ) .
( ومَنْ بِهِ نَشْوَةٌ عن الطَّعَامِ والشَّرابِ ، وتَمَايُلٌ وتَكَسُّرٌ عن النّعاسِ ) وكَسَلٌ .
وغَلْثُ الحُلْمِ : شيءٌ تراه في النَّوْمِ مما لَيْسَ برُؤْيَا صادِقَةٍ .
( واغْتَلَثَ زَنْداً ، كاعْتَلَثَهُ ) أَي انْتَخَبَه من شَجَرَةٍ لا يَدْرِي أَيُورِي أَم لا ، عن أَبي زيد ، وقد تقدّم .
ومَغَالِثَةُ الزِّنَادِ في قول حسان :
( مَهَاجِنَةٌ إِذا نُسِبُوا عَبِيدٌ
غَضَارِيطٌ مَغَالِثَةُ الزِّنادِ )
أَي رِخْوُو الزِّنادِ .
( وغَلِثَ الزَّنْدُ ) غَلَثاً كفَرِحَ : لم يُورِ ، ( كاغْتَلَثَ ) ، وقد تقدَّم .
____________________

(5/311)



( و ) عن ابن السِّكِّيتِ ( سِقَاءٌ مَغْلُوثٌ : ) أَي ( مَدْبُوغٌ بالتَّمْرِ أَو البُسْرِ ) .
وذكر أَبو زِيادٍ الكِلابيُّ ضُرُوباً من النّبَاتِ ، فقال : إِنها من الأَغْلاثِ ، فمِنْهَا : العِكْرِشُ ، والحَلْفَاءُ ، والحَاجُ ، واليَنْبوتُ ، واللَّصَفُ ، والعِشْرِق ، والسَّفَا ، والأَسَلَ ، والبَرْدِيُّ ، والحَنْظَلُ والتَّنُّومُ ، والخِرْوَعُ .
وفي الصّحاح : وقد غَلِثَ الذِّئبُ بغَنَمِ آلِ فلانٍ ، إِذا لَزِمَها يَفْرِسُهَا ، وقد تقدّم .
وفي اللّسان : المُغَلَّثُ : المُقارِبُ من الوَجَعِ ليس يُضْجِعُ صاحِبَه ، ولا يُعْرَفُ أَصْلُه .
وقال مُبْتَكِرٌ : فُلانٌ يَتَغَلَّثُ بِي ، أَي يَتَوَلَّعُ بِي .
وقال ابنُ دُريد : غَلِثَ الطَّائِرُ كفَرِحَ هَاعَ ورَمَى من حَوْصَلَتِه شَيْئاً كان اسْتَرَطَهُ واغْتَلَثَ للقَوْمِ غُلْثَةً : كَذَبَ لهم كَذِباً نَجا بِهِ .
غنث : ( غٍ نِثَ ، كفَرِحَ ) يَغْنَثُ غَنَثاً . هاذه المادة مكتوبة عندنا بالحُمْرَةِ في سائِر النسخ إِلاّ ما شَذَّت من نُسخة شيخنا ، فلا يُعَوَّلُ عليها ، وقد أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال اللَّيْثُ : أَي ( شَرِب ثم تَنَفَّسَ ) يقال : إِذا شَرِبْتَ فاغْنَثْ ، قال الشاعر :
قالَتْ لَهُ بالله ياذَا البُرْدَيْنِ
لَمّا غَنِثْتَ نَفَساً أَو نَفَسَيْن
وقال الشيبانيّ : الغَنَثُ هنا : كِنايَةٌ عن الجِمَاع .
وقال أَبو حنيفةَ : إِنما هو غَنَثَ يَغْنِث غَنْثاً ، أَي من باب ضَرَب ، وأَنشد هاذا البيتَ .
( و ) غَنِثَتْ ( نَفْسُه ) إِذا ( خَبُثَتْ ) .
( و ) قال الأَزْهَرِيّ : غَنِثَتْ نَفْسُه ( لَقِسَتْ ) .
____________________

(5/312)



( والتَّغَنُّثُ : اللُّزُومُ ) وأَنشد :
تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غَيْرَ شَرَ
زَمَاناً لا تُغَنِّثْكَ الهُمُومُ
( و ) التَّغَنُّثُ ( : الثِّقَلُ ) يقال : تَغَنَّثَه الشَّيْءُ ، إِذا ثَقُلَ عليه ، ولَزِقَ به ، قال أُميَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ :
سَلاَمَكَ رَبَّنا فِي كُلِّ فَجْرٍ
بَرِيئاً مَا تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( الغُنَّاثُ ) كرُمَّان : هم ( الحَسَنُو الآدابِ فِي ) الشُّرْبِ و ( المُنَادَمَةِ ) والعِشْرَةِ .
( وغَنْثُ بنُ أَفْيَانَ بنِ القَحْمِ ) بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ ( من بني مَالِكِ ) بنِ كِنَانَةَ ، ذكرَه ابنُ حَبيب هاكذا .
غوث : ( *!غَوَّثَ ) الرَّجُلُ ، *!واستغاثَ : صاح :*! واغَوْثَاهُ ، وتقول : ضُرِبَ فلانٌ*! فَغَوَّثَ (*! تَغْوِيثاً ، قال :*! واغَوْثَاهُ ) ، قال شيخُنا : وقد صَرَّح أَئمَّةُ النَّحْوِ بأَنَّ هاذا هو أَصْلُه ، ثم إِنهم استعمَلُوه بمعنى صَاحَ ونَادَى طَلَباً*! للغَوْثِ .
( والاسمُ الغَوْثُ ) ، بالفَتْح ، ( *!والغُوَاثُ ، بالضّمّ ) ، على الأَصلِ ، ( وفَتْحُه شَاذٌّ ) ، أَي وارد على خلافِ القِيَاس ، لأَنّه دَلَّ على صَوْتٍ ، والأَفعالُ الدَّالَّة على الأَصواتِ لا تكون مفتوحةً أَبداً ، بل مضمومة ، كالصُّرَاخِ والنّبَاحِ ، أَو مكسورة ، كالنِّداءِ والصِّياحِ ، وهو قولُ الفرّاءِ ، كما نقلَه الجوهريُّ وقال العَامِرِيّ وقيل : هو لعَائِشَةَ بنتِ سَعْدِ بنِ أَبي وقَّاص :
بَعَثْتُكَ مائِراً فَلَبِثْتَ حَوْلاً
مَتَى يَأْتِي *!غَوَاثُكَ مَنْ *!تُغِيثُ
قال ابن بَرِّيّ : وصوابه بَعَثْتُكَ قابِساً ، وكان لعائشةَ هذه مَوْلًى يقالُ له : فِنْدٌ ، وكان مُخَنَّثاً من أَهلِ المَدِينَةِ ، بعثَتْهُ يَقْتَبِسُ لها ناراً ، فتوجَّه إِلى مِصْرَ ، فأَقعام بها سَنةً ، ثم جاءَهَا بنار وهو يَعْدُو ، فعَثَرَ فَتَبَدَّد الجَمْرُ ، فقال : تَعِسَتِ العَجَلَة ، فقالت عائِشَةُ : بَعَثْتُكَ . . . الخ ، وقال بعضُ الشُّعَرَاءِ :
____________________

(5/313)



مَا رَأَيْنَا لغُرَابٍ مَثَلاً
إِذْ بَعَثْنَاهُ يَجِى بالمِشْمَلَهْ
غيرَ فِنْدٍ أَرْسَلُوهُ قَابِساً
فَثَوَى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ
( *!-واسْتَغَاثَنِي ) فُلانٌ ( *!فأَغَثْتُهُ *!إِغَاثةً *!ومَغُوثَةً ) ، ويقال : *!اسْتَغَثْتُ فُلاناً فما كانَ لي عندَه *!مَغُوثَةٌ ، أَي إِغاثَةٌ .
قال شيخُنَا : قالوا : *!الاسْتغَاثَةُ : طَلبُ *!الغَوْثِ ، وهو التَّخْلِيصُ من الشِّدةِ والنِّقْمَةِ ، والعَوْنُ على الفَكَاكِ من الشّدائِدِ ، ولم يَتَعَدَّ في القُرآنِ إِلا بِنَفْسِه ، كقوله تَعَالى : { 5 . 026 آذ *!تستغيثون ربكم } ( سورة الأنفال ، الآية : 9 ) وقد يَتَعَدَّى بالحَرْفِ ، كقول الشّاعِر :
حَتَّى *!اسْتَغَاثَ بماءٍ لا رِشَاءَ لهُ
من الأَبَاطِحِ في حافَاتِه البُرَكُ
وكذلك استعمله سيبويه ، فلا عِبرَةَ بتَخْطِئَةِ ابن مالِكٍ للنُّحاةِ في قولِهم : *!المُسْتَغَاثُ له وبه ، قاله الشِّهَابُ في أَثناءِ سورةِ الأَنْفَالِ .
ويقول المضطَّرُّ الواقِعُ في بَلِيَّة : *!-أَغِثْنِي ، أَي فَرِّجْ عَنِّي ، وفي الحَدِيثِ : ( اللَّهُمَّ *!أَغْثْنَا ) بالهمزة من*! الإِغَاثَةِ ، ويقال فيه : *!غَاثَةُ يَغِيثُه ، وهو قليل ، قال : وإِنّمَا هو مِنَ الغَيْثِ ، لا الإِغَاثَةِ .
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : غَاثَه يَغُوثُهُ غَوْثاً ، هو الأَصلُ ، فأُمِيتَ .
وقال الأَزْهَرِيُّ : ولم أَسمَعْ أَحَداً يقول : غَاثَهُ يَغُوثُه بالواو .
وعن ابن سِيدَه : *!وأَغَاثَهُ الله ، *!وغَاثَهُ *!غَوْثاً *!وغِياثاً ، والأَوّل أَعْلعى .
( والاسْمُ *!الغِيَاثُ ، بالكَسْرِ ) ، حكاه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، فهو مُثَلَّثُ الأَوّلِ ، كما في النِّهايَة .
وفي الصّحاح : صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قَبلَها ، وهو موجودٌ في أُصول البُخَارِيّ بالرّواياتِ الثَّلاث ، وأَنكرَ الكَسرَ بعضُ أَئمَّةِ اللُّغَةِ ؛
____________________

(5/314)


ولذا خَلَتْ عنه دواوين اللُّغَةِ ، والضَّم رَوَوْه عن أَبي ذَرَ ، والفتحُ الذي هو شاذٌّ نَسبه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في فتح الباري للأَكْثَرِ ، وقال البَدْرُ الدَّمامِينِي في المَصَابِيح : به قَيَّدَه ابنُ الخَشّابِ وغيرُه ، والكسرُ ذَكرَهُ ابنُ قَرقُول في المَطَالِع ، وشيخُه القاضِي عِيَاضٌ في المَشَارِقِ ، وبه صُدِّرَ في اليُونَيْنِيَّة ، وتَبِعَهُ أَهلُ الفُرُوع قاطبةً ، كذا نقله شيخُنا .
وفي التهذيب : الغِياثُ : ما *!أَغَاثَكَ الله به .
( *!والمَغاوِثُ : المِيَاهُ ) قيل : هي من الجُمُوعِ الَّي لا مُفْرَدَ لَهَا .
( *!والغَوِيث ) كأَمِير ، وفي نسخةٍ *!والتَّغْوِيثُ ، وهو خطأٌ ( : شِدَّةُ العَدْوِ ) يقال : إِنّه لَذُو *!غَوِيثٍ .
( و ) *!الغَوِيثُ أَيضاً ( : ما أَغَثْتَ به المُضْطَرَّ من طَعَامٍ أَو نَجْدَةٍ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
( و ) قد ( سَمَّوْا غَوْثاً ) ، وهو اسمٌ يُوضَع مَوْضِعَ المَصْدَرِ من أَغاثَ ، ( *!وغِيَاثاً ) ، بالكسر ( *!ومُغِيثاً ) ، بالضَّمّ .
*!والغَوْثُ : بَطْنٌ من طَيِّىءٍ .
*!وغَوْثٌ : قبيلَةٌ من اليَمَنِ ، وهو غَوْثُ بنُ أُدَدَ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلاَنَ بنِ سَبَإٍ .
وفي التَّهْذِيبِ : *!غَوْثٌ : حَيٌّ من الأَزْدِ ، ومنه قولُ زُهَيْر :
وتَخْشَى رُمَاةَ *!الغَوْثِ من كُلِّ مَرْصَدِ
*!والغَوْثُ بنُ مُرَ ، في مُضَرَ .
والغَوْثُ بنُ أَنْمَارٍ ، في اليَمَنِ ، كذا في أَنسابِ الوَزِيرِ .
وغَوْثُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَضْرَمِيّ القَاضِي : مِصْرِيّ .
وَيَوْمُ *!أَغْوَاثٍ : ثاني يومٍ من أَيّام القَادِسِيّة ، قال القَعْقَاعُ بنُ عَمرٍ و :
لم تَعْرِفِ الخَيْلُ العِرَابُ سَواءَنَا
عَشِيَّةَ أَغْوَاثٍ بجَنْبِ القَوَادِسِ
____________________

(5/315)



*!والغَوَاث ، كسَحابٍ : الزَّادُ ، يَمَانِيَةٌ .
*!وغِياثُ بنُ إِبرَاهِيمَ ، مَتْرُوكْ .
وغِياثُ بنُ النُّعْمَانِ ، عن عَلِيَ .
وغِياثُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ الحُبْرَانِيُّ ، شيخٌ لبِشْرِ بنِ إِسْمَاعِيلَ .
وغِياثُ بنُ الحَكَمِ ، شيخٌ لِحَرَمِيِّ بن حَفْصٍ .
وغِيَاثُ بنُ عبد الحميد ، عن مَطَرٍ الوَرَّاقِ .
وغِياثُ بنُ جَعْفَر ، مُسْتَمْلِي ابنِ عُيَيْنَةَ .
وأَبو *!غِيَاثٍ طَلْقُ بنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَ .
وحَفِيدُه حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ ، القَاضِي الحَنَفِيُّ ، مشهور . وابنُه عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِياثِ : شيخُ البُخَارِيّ ومُسْلِم .
وأَبو غِياثٍ رَوْحُ بنُ القَاسِمِ ، ثِقَةٌ .
وحُذَيْفَةُ بنُ غِياثٍ الععسْكَرِيّ الأَصْبَهَانِيّ ، شيخٌ لابْنِ فارِس .
ومحمَّدُ بنُ غِياثٍ السَّرَخْسِيُّ ، عن مالِكٍ .
وغِياثُ بنُ محمَّدٍ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ غِياثٍ العُقَيْلِيّ ، سمعَ ابنَ رَيْدَةَ .
وغِيَاثُ بنُ محمّدِ بنِ غياثٍ ، عن أَبي مُسْلِمٍ الكَجِّيّ .
وغِيَاثُ بنُ فارِسِ بنِ أَبي الجُودِ المُقْرِىء ، مات سنة 605 .
وغِيَاثُ بنُ غَوْثٍ التَّغْلَبِيّ ، الشّاعِرُ المعروف بالأَخْطَلِ .
وبِلاَلُ بنُ غِيَاثٍ ، عن أَبي هُرَيرَةَ .
والأَخْنَسُ بن غِيَاثٍ الأَحْمَسِيّ ، شاعرٌ في زَمنِ الحَجَّاج .
وأَبو غِيَاثٍ إِسحاقُ بنُ إِبراهِيمَ ، عن حِبّانِ بنِ عَلِيَ .
وكَكَتَّانٍ ، غَيَّاثُ بنُ هَبّابِ بنِ غَيّاثٍ الأَنْطَاكِيّ ، عن ابنِ رِفَاعَةَ الفَرَضِيّ .
وأَحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ غَيّاثٍ المَالِكِيّ ، لَقِنَ عن ابنِ مَرْوَانَ بنِ سِرَاجٍ .
( *!والمُغِيثَةُ ، كمُعِينَةٍ : مَوْضِعَانِ ) ، بين القادِسيّةِ والقَرْعاءِ ، وبين مَعْدِنِ
____________________

(5/316)


النَّقْرَةِ والعَمْق عند مَاوَانَ ، وقيل : هما رَكِيَّتان يَنْزِلُ عليهِما الحاجُّ .
( والمُغِيثةُ : مَدْرَسَةٌ ببَغْدَادَ ) من المدارِس الشّرْقية .
( *!ويَغُوثُ : ) صنَمٌ كانَ لِمَذْحِجٍ قال ابن سِيدَه : هذا قولُ الزَّجّاج .
غيث : ( *!الغَيْثُ : المَطَرُ ) وهو أَيضاً مصدرُ *!غَاثَ *!يَغِيثُ ، كباع .
( أَو الَّذِي يَكُونُ عَرْضُه ) أَي مِسَاحَة عَرْضِه ( بَرِيداً ) ، أَي شَهْراً .
وقيل : هو المَطَرُ الخَاصُّ بالخَيْرِ ، الكَثِيرُ النَّافِعُ ؛ لأَنه *!يُغَاثُ به النّاسُ وهاذا من شرحِ الشِّفاءِ .
( و ) من المجاز : الغَيْثُ : ( الكَلأُ يَنْبُتُ بماءِ السَّمَاءِ ) ، قاله اللَّيْث ، وكذا السّحابُ ، وقيل : المَطَرُ ، ثم سُمِّيَ ما يَنْبُتُ به *!غَيْثاً ، أَنشد ثعلب :
وما زِلْتُ مثلَ الغَيْثِ يُرْكَبُ مَرَّةً
فيُعْلَى ويُولَى مَرَّةً فيُثِيبُ
يقول : أَنا كشَجَرٍ يُؤْكَل ، ثم يُصِيبُه الغَيْثُ فيَرْجِع ، أَ يذهبُ مالي ثم يَعُود .
( وغَاثَ الله البِلاَدَ ) يَغِيثُ غَيْثاً ، إِذا أَنْزعلَ ( بها الغَيْثَ ) ومنه الحَدِيثُ ( فادْعُ الله يَغِيثُنَا ) بفتح الياءِ .
( و ) غَاثَ ( الغَيْثُ الأَرْضَ : أَصابَها ) ، ويُقَال : غَاثَهُمُ الله ، وأَصابَهُم غَيْثٌ .
( و ) من المجاز : غَاثَ ( النَّوْرُ ) ، بالفتح ، يَغِيثُ ، أَي ( أَضاءَ ) .
وجمع الغَيْثِ *!أَغْيَاثٌ ، *!وغُيُوثٌ ، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ :
لَهَا لَجَبٌ حَوْلَ الحِيَاضِ كأَنَّهُ
تَجاوُبُ أَغْياثٍ لَهُنَّ هَزِيمُ
____________________

(5/317)



( *!وغِيثَتِ الأَرْضُ ) كبيعت ( *!تُغاثُ ) بضم أَوّله ، *!غَيْثاً ، ( فهي *!مَغِيثَةٌ ) كان أَصلها مَغْيوثة ، فأُعِلَّ إِعلالَ مَبِيعَة ( و ) جاءَ غيرَ معلولٍ على الأَصل ، قالوا : أَرضٌ ( *!مَغْيُوثَة ) ، أَي أَصابَها الغَيْثُ ، وغِيثَ القَوْمُ : أَصابَهُمُ الغَيْثُ .
قال الأَصمعيّ : أَخْبَرَنِي أَبو عَمرِو ابنُ العَلاءِ ، قال : سَمِعْتُ ذَا الرُّمَّةِ يقول : قاتل الله أَمَةَ بنِي فلانٍ ما أَفصَحَها قلت لها : كيف كان المَطَرُ عِنْدَكُم ؟ فقالت : *!غِثْنا ما شِئنا ، أَي سُقِينا الغَيْثَ ما شِئْنا ، والأَصلِ غُيِثْنَا كرُمِينا ، فحُذِفت الياءُ ، وكُسِرت الغين .
( و ) من المجاز : ( فَرَسٌ ذُو *!غَيِّثٍ ، كصَيِّبٍ ) ، إِذا كان ( يَزْدَادُ جَرْياً بعدَ جَرْيٍ ) ، وهُم كثيراً ما يُشَبِّهُون الخَيْلَ بالسّابِحِ والبَحْرِ والسَّيْلِ والسَّحابِ ونحوِهَا في جَرَيانِه وإِسْرَاعِهِ .
( وبِئرٌ ذاتُ غَيِّثٍ ، أَيضاً ) أَي ( ذاتُ مَادَّةٍ ) ، قال رؤبةُ :
أَنا ابنُ أَنْضَادٍ إليها أُرْزهي
نَغْرِفُ مِن ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزهي
*!والغَيِّثُ : عَيْلَمُ الماءِ .
( *!ومُغِيثَةُ بفتح المِيمِ وتُضَمُّ : رَكِيَّةٌ بالقادِسِيَّة ) مما يَلِيها ، وهي عَذْبَةُ الماءِ ، وهي إِحدى مناهِلِ الطَّرِيقِ .
( و ) مُغِيَثُه أَيضاً : ( ة بِبَيْهَقَ ) ، هنا ذكرها الصاغانيّ ، وكان الأَوْلَى في تركيب غوث .
قلت : وإِليها نُسِبَ أَبو المَكَارِم إِراهِيمُ بنُ عَلِيِّ بن أَحْمَل *!-المُغِيثِيّ ، سَمِع زاهِراً الشّحّاميّ . وأَخوه إِسماعِيلُ عن وَجِيهِ ، بقي إِلى سنة 606 .
( ومَن ضَمَّه ذَكَرَهُ في غوث ) قال الصاغانيّ : صَوَّبَ إِيرادَ مُغِيثَة في اسمى الرَّكِيَّتَيْنِ في هذا التَّرْكِيبِ قولُ بعضِهِم فيهما بفتح الميم ، وإِلا
____________________

(5/318)


فموضِعُ ذِكرِهما تركيب غوث ، انتهى .
( *!ومُغِيثُ ) مَاوَانَ ، بالضَّمِّ : رَكِيَّةٌ أُخرَى بين مَعْدِنِ النَّقْرَة والرَّبَذَةِ ، وماؤُها مِلْحٌ ، وأَنشد أَبو عمرٍ و :
شَرِبْنَ مِنْ مَاوَانَ ماءً مُرَّا
ومِن مُغِيثٍ مِثْلَه أَو شَرَّا
( *!ومُغِيثٌ : زَوْجُ بَرِيرَةَ ، صحابِيٌّ ) ، رضي الله عنهما ، وقيل : اسمه مِقْسَمٌ ، كمِنْبَر ، وقيل مُعَتِّبٌ ، كمُحَدِّثٍ . له ذِكْرٌ في قِصَّةِ فِرَاقِهَا منه .
( *!والتَّغَيُّثُ : السِّمَنُ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( وغَيْثُ بنُ مُرَيْطَةَ ) بنِ مَخْزُومٍ ( من ) بني ( عَبْس ) بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ : بَطْنٌ .
( و ) غَيْثُ ( بنُ عامِرٍ من تَمِيمٍ ) ، واسمه حَبِيبٌ ، بَطْنٌ .
( وغَيِّثٌ ، ككَيِّسٍ ، ابنُ عَمْروِ بنِ الغَوْثِ ) بنِ طَيِّىءٍ ، بَطْنٌ .
وفي حديثِ زَكَاةِ العَسَلِ : ( إِنّما هو ذُبابُ غَيْثٍ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : يعني النَّخْلَ ، وإِضافتُه إِلى الغَيْثِ لأَنه يَطْلُبُ النَّباتَ والأَزهارَ ، وهما من تَوَابِعِ الغَيْثِ .
وغَيْثٌ*! مُغِيثٌ : عامٌّ .
*!وغَيَّثَ الأَعْمَى : طَلَبَ الشيْءَ ، عن كُراع وهو بالعين أَيضاً ، وهو الصّحيح .
قال ابنُ سِيدَه وأُرَى العين المُهْمَلَةَ تَصْحِيفاً .
وأَبو الفرج غَيْثُ بنُ عليّ بنِ عبد السّلامِ بنِ محمدِ بن جَعْفَرٍ الأَرْمَنَازِيّ الكاتب خَطيب صُور ، قدمَ دِمشقَ ، ومات سنة 509 .
*!والغَيْثِيُّون : جماعَةٌ باليَمَنِ يَنْتَسِبُونَ إِلى أَبي الغَيْثِ بن جَميلٍ ، أَحدِ أَوليائِها المَشْهُورِين ، نفعنا الله بهم .
2 ( فصل الفاءِ ) مع المثلّثة ) 2
فثث : ( *!الفَثُّ : نَبْتٌ يُخْتَبَزُ ) ، بالخاءِ المعجمة والزّاي ، هاكذا في سائر النسخ ،
____________________

(5/319)


ومثله في اللسانِ والصّحاحِ والمُحْكَم ، إِلاّ ما شَذّ في بعضها : يُخْتَبَي ، بالخاءِ المعجمة والياءِ ، أَي يُدَّخَر ويُكْنَز ، وأَيَّدَه شيخُنا بما حكاه ابنُ خُزَيمة عن بعضِ الأَعراب ، والذي في الصّحَاح والمحكم واللِّسان : نَبْتٌ يُخْتَبَزُ ( حَبُّه ) ويُؤْكَلُ ( في الجَدْبِ ) ، وتكون خُبْزَتُه غَلِيظَةً شَبيهَةً بخُبْزِ المَلَّةِ ، قال أَبو دَهْبَلٍ :
حِرْمِيَّة لم تَخْتَبِزْ أُمُّها
فَثًّا ولَمْ تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجَا
وروى ابن الأَعرابيّ : الفَثُّ : حَبٌّ يُشْبِه الجَاوَرْسَ ، يُتَبَزُ ويُؤْكَلُ .
قال أَبو منصور : وهو حَبٌّ بَرِّيٌّ تأْخُذه الأَعرابُ في المَجَاعَاتِ فيَدُقُّونه وَيخْتَبِزُونَه ، وهو ( غذاءٌ ) رَدِىءٌ ، وربما تبَلَّغوا به أَيّاماً ، قال الطِّرِمَّاح :
لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعَاعَ ولَمْ
تَجْنِ هَبِيداً يَجْنِيهِ مُهْتَبِدُه
( و ) الفَثُّ أَيضاً : ( شَجَرُ الحَنْظَلِ ) هاكَذَا في سائر النسخ ، وهو خطأٌ ، والصَّوَابُ : شَحمُ الحَنْظَلِ ، وهو الهَبِيدُ . نقله الصاغانيّ .
وفي التّهذيب : قرأْتُ بخَطّ شَمِرٍ : الفَثُّ : حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَّةٍ .
وقيل : الفَثُّ : من نَجِيلِ السِّبَاخِ ، وهو من الحُمُوضِ يُخْتَبَز ، واحدتُه*! فَثَّةٌ ، عن ثعلب .

وقال ابن الأَعرابيّ : هو بَزْرُ النَّبَات ، وأَنشد :
عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ *!بالفَثِّ
وإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعَا
( *!والانْفِثاثُ : الانكسِارُ ) يقال : *!انْفَثَّ الرَّجُلُ من هَمَ أَصابَه ، *!انفِثاثاً ، أَي انكسرَ ، وأَنشد :
وإِنْ يُذَكَّرْ بالإِلاه يَنْخَنِثْ
وَنَنْهَشِمْ مَرْوَتُه فَتَنْفِثِثْ
أَي تَنكسر .
____________________

(5/320)



*!وفَثَّ الماءَ الحار بالبارِدِ*! يَفُثُّه فَثًّاً : كَسَره وسَكَّنه ، عن يَعقوبَ .
( و ) عن الأَصمعيّ : ( فَثَّ جُلَّتَه ) ، بالضَّمّ إِذا ( نَثَرَ ) تَمْرَ ( هَا ) .
( *!والمَفَثَّةُ : الكَثْرَةُ ) ، يقال : وُجِدَ لبَنِي فُلانٍ*! مَفَثَّةٌ ، إِذا عُدُّوا فوُجِدَ لهم كَثْرَةٌ .
( وتَمْرٌ *!فَثٌّ ) : مُنْتَشِرٌ ليس في جِرَابٍ ولا وِعَاءٍ ، كبَثَ ، عن كُراع ، وعن اللِّحْيَانيّ : تَمْرٌ فَثٌّ ، وفَذَ ، وبَذٌّ ، أَي ( مُتَفَرِّقٌ ) .
( و ) ما رأَيْنَا جُلَّةً ( كَثِير مَفَثَّة ) أَي ( كَثِير نَزَلٍ ) ، مُحَرَّكة .
( وما *!افْتُثُّوا ، بالضَّمّ : ما قُهِرُوا ) ولا ذُلِّلُوا .
فحث : ( فَحَثَ عنه ) ، أَي عن الخَبَرِ ( كَمَنَع ) يَفْحَثُ فَحْثاً : ( فَحَصَ ) ، في بعض اللّغَات ، ( كافْتَحَثَ ) ، يقال : افْتَحَثْتُ ما عندَ فلانٍ : ابْتَحَثْتُ .
( والفَحِثُ ، كَكَتِفٍ ) ، والفَحِثَةُ : ذاتُ الأَطْباقِ ، والجمع أَفْحَاثٌ .
وفي الصّحَاح : الفَحِثُ : لغة في ( الحَفِثِ ) ، وهو القِبَةُ ذاتُ الأَطْبَاقِ من الكَرِش ، وقد تَقدَّم ، ويقالُ : ملأَ أَفْحَاثَه ، أَي جَوْفَه .
فرث : ( الفَرْثُ ) ، بفتح فسكون : ( السِّرْجِينُ ) ما دَامَ في ( الكَرِشِ ) ، والجمع فُروثٌ ، وفي المحكم ؛ الفَرْثُ : السِّرْقِينُ ، والفَرْثُ والفُرَاثَةُ : سِرْقِينُ الكَرِشِ .
( و ) الفَرْثُ ( : الرَّكْوَةُ الصَّغِيرَةُ ، لُغَةٌ في القَافِ ) ، وهو غَلَظٌ ، وقد أَخذه من نَصِّ الصّاغَانِيّ ، فإِنّه قَال : القَرْثُ بالقَاف : الرَّكْوَةُ ، وبالفاءِ : غَثَيَانٌ الجُبْلَى . فهو أَورده من نَصِّ أَبي عَمْرٍ و في اليَاقُوتةِ ، في مَعرِض بَيان الأَشباه ، وليس مرادُه أَن القاف لغةٌ في الفاءِ ، فتأَمّل .
____________________

(5/321)



( و ) الفَرْثُ ( : غَثَيَانُ الحُبْلَى ، كالانْفِراثِ ، والتَّفَرُّثِ ، وإِنَّهَا لَمُنْفَرَثٌ بها ) ، إِذا غَثَتْ نَفْسُهَا من ثِقَلِ الحَبَلِ .
وقال أَبو عَمرٍ و : يقال للمرأَة : إِنّها لمُنْفَرِثَةٌ ، وذالك في أَولِ حَمْلِها ، وهو أَن تَخْبُثَ نفْسُها ، فيَكْثُرَ نَفْثُهَا للخَراشِيِّ التي على رأْسِ مَعِدَتِهَا .
قال أَبو منصور : لا أَدري مُنْفَرِثَة أَم مُتَفَرِّثَة ، وقال غيره : امرأَة فُرُثٌ : تَبْزخقُ وتَخْبُث نَفْسُها في أَوَّلِ حَمْلِها ، وقد انْفُرِثَ بها .
( وفَرَثَ الجُلَّةَ يَفْرُثُ ويَفْرِثُ ) فَرْثاً : شَقَّها ، ثم ( نَثَرَ ) جميعَ ( ما فِيهَا ) وفي التهذيب : إِذا فَرَّقَها .
وأَفَرْثْتُ الكَرِشَ ، إِذا شَقَقْتَها ونَثَرْتَ ما فيها .
وفي الصّحاح : ابنُ السِّكِّيت : فَرَثْتُ للقَوْمِ جُلَّةً فأَنا أَفْرُثُها وأَفْرِثُها ، إِذا شَقَقْتَها ثمَ نَثَرْتَ ما فيها ، انتهى .
وقيل : كلّ ما نَثَرْتَهُ من وِعَاءٍ فَرْثٌ .
( و ) فَرَثَ ( كَبِدَهُ يَفْرِثُها ) فَرْثاً من باب ضَرَبَ وهاكذا في الصّحاح وغيرهِ ، ولم يذكر فيه أَحدٌ من الأَئِمة الوَجهينِ ، فقولُ شيخِنا : ثمّ قَضِيَّته أَنَّ فَرَثَ الكَبِدَ ، كضَرَبِ ، وفي الصّحاح أَنه بهما كالذي قَبلَه غيرُ مُتَّجِهٍ ، كما هو ظاهر : ( ضَرَبَهَا ) حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه ، وفي الصّحاح : إِذا ضَرَبْتَه ( وهو حَيٌّ ، كفَرَّثَها تَفْرِيثاً ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه ) أَي ( انْتَثَرَتْ ) ، وقوله : وهو حَيٌّ ، هاكذا في نسختنا ، بل سائِرِ النُّسَخِ التي بأَيْدِينا ، وهو مطابقٌ عِبارةَ الصّحاح واللسان ، وقد شَذَّت نسخةُ شيخنا ، فإِنه وجد فيها : وهي حَيٌّ ، بضمير المؤنّث ، وهو خطأٌ . ولا قلاقَةَ في كَلامِ المُصَنِّف على ما زَعَمَ .
وَفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَهُ ، وأَفْرَثَها ، وفَرَّثَها : فَتَّتَها ، وفي حديث أُمِّ كُلْثُومٍ بنتِ علِيَ : ( قالت لأَهْلِ الكُوفَةِ : أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتُم لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الفَرْثُ : تَفْتِيتُ الكَبِدِ بالغَمِّ والأَذَى .
( وأَفْرَثَ الكَبِدَ ) وفَرَّثَها تَفْرِيثاً ، إِذا ( شَقَّها وأَلْقَى ) عنها ( الفُرَاثَةَ ) ،
____________________

(5/322)


وهو ( بالضَّمّ ) : الفَرْثُ ، وهو السِّرْقِينُ ، كما تقدَّمَ ، ( أَي ) أَلْقَى ( مَا فِيهَا ) وهو مأْخُوذٌ من عبارةِ ابنِ سِيدَه والأَزهريّ .
ونصُّ عبارةِ الأَوّل : الفَرْثُ والفُرَاثَةُ سِرْقِينُ الكَرِشِ ، وفَرَثْتُهَا عنه أَفْرُثُها فَرْثاً ، وأَفْرَثْتُها ، وفَرَّثْتُها ، كذالك .
ونصُّ عبارةِ الثاني : وأَفْرَثْتُ الكَرِشَ ، إِذا شَقَقْتَها ونَثَرْتَ ما فِيهَا ، فالمُصَنِّفُ خلَطَ بينَ العِبَارَتينِ .
( و ) أَفْرَثَ الرَّجلُ إِفْراثاً : وَقَع فيهِ .
وأَفْرَثَ ( أَصْحَابَه : عَرِّضَهُمْ ) للسُّلْطَانِ ، أَو ( لِلأَئِمَةِ النّاسِ ) ، أَو كَذَّبَهُم عندَ قومٍ ليُصَغِّرَهُم عندَهم ، أَو فَضَحَ سِرَّهُم .
( وفَرِثَ كفَرِحَ : شَبِعَ ) يقالُ : شَرِبَ على فَرَثٍ ، أَي شِبَعٍ .
( و ) فَرِثَ ( القَوْمُ : تَفَرَّقُوا ) .
ومَكَانٌ فَرِثٌ ، ككَتِفٍ : لا جَبَلٌ ولا ( سَهْلٌ ) .
وجَبَلٌ فَرِيث : ليسَ بِضَخْمٍ صُخُورُه ، وليس بِذي مَطَرٍ ولا طِينٍ ، وهو أَصعَبُ الجِبَالِ حتّى إِنه لا يُصْعَدُ فيه لصُعُوبَتِه وامْتِناعِه .
( ) ومما يستدرك عليه :
ثَرِيدٌ فَرْثٌ : غيرخ مُدَقَّق الثَّرْد ، كأَنه شُبِّه بهاذا الصِّنْفِ من الجِبَال .
وقال اللِّحْيَانيّ : قال القَنَانِيّ : لا خيرَ في الثَّرِيدِ إِذَا كَان شَرِثاً فَرِثاً ، وقد تقدم ذِكْرُ الشَّرِثِ .
والمَفَارِثُ : المَواضِعُ التي يُفْرَثُ فيها الغَنَمُ وغيرها .
فرنث : ( ) ومما يستدرك عليه :
فَرْنَث ، كجَعْفَر : قَرْيَةٌ من قُرَى دُجَيْلٍ ، منها التّاجُ أَبو عليِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبي عَلِيَ النَّخَعِيّ الأَشْتَرِيّ الفَرْنَثِيّ الشّاعر المُنْشِىءُ ، قيّده الحافِظُ هاكذا .

____________________

(5/323)


فيث : ( ) ومما يستدرك عليه :
دَيْرُ *!فَيْثُونَ : جاءَ ذِكْرُه في الرَّوْضِ الأُنُف ، واختلفوا فيه ، فقيل : إِنّه فَيْعُول ، فذِكْرُه في النُّون ، وصَحَّحَه جماعةٌ ، وقيل : إِنّه فَعْلُون ، فهاذا موضعه ، وصحّحه جماعةٌ أُخْرَى وأَغْفَلَهُ المُصَنِّف في المَوْضِعِين تَقْصِيراً ، قالَهُ شَيْخُنا .
2 ( فصل القاف ) مع المثلّثة ) 2
قبث : ( قَبَثَ ) ، أَهمله ، الجوهريّ ، وقال ابنُ دريد : قَبَثَ ( بهِ يَقْبِثُ ) ، وضَبَثَ به ، إِذا ( قَبَضَ ) عليه ، قيل : ( و ) منه اشتقاقُ ( قَبَاثٍ ) ، وهو اسمٌ من أَسماءِ العربِ معروفٌ .
وقَبَاثٌ ( كسَحَابٍ ) ، هاكذا ضبطه الصاغانيّ ، والأَمير ، وضبطَه الحَافِظُ بالضَّمّ ( ابنُ رَزِينٍ اللَّحمِيّ ) بالحاءِ المهملة ، كذا في النُّسخ ، والصّواب اللَّخْمِيّ بالخَاءِ ، ويُعرف أَيضاً بالتُّجِيبِيِّ ، ( مُحَدِّثٌ ) ، عن عِكْرِمَةَ .
وحَفِيده قَبَاثُ بنُ جارِيَةَ بنِ سَعِيدِ بن قَبَاثٍ ، حَدَّثَ .
( و ) قَبَاثُ ( بنُ أَشْيَمَ ) بنِ عامِرِ بن المُلَوَّحِ الكِنَانِيّ اللَّيْثِيّ ( : صَحابِيٌّ ) نَزَل دِمَشْق .
( ) وبقي عليه :
عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ قَبَاثٍ الأَسَدِيّ ، عن ابنِ رَاهَوَيْه ، قيَّدَه ابنُ السَّمْعَانِيّ بالفتح .
قبعث : ( القَبَعْثَي ، كَشَمَرْدَي : العَظِيمُ القَدَمِ مِنَّا ، والضَّخْمُ الفَرَاسِنِ ) القَبِيحُها ( من الجِمالِ ، وهي بِهاءٍ ) ، ناقَةٌ قَبَعْثَاةٌ من نُوقٍ قَبَاعِثَ ، قال شيخُنَا : وهو صريحٌ بأَنَّ أَلِفَهَا للإِلْحاقِ ، وهو الذي جَزَم به أَكثرُ الصَّرْفِيِّين ، كالذي بعده .
( والقَبَعْثَاةُ : عَفَلُ المَرْأَةِ ) ، وهو
____________________

(5/324)


بالعين المهملة والفاءِ محرّكةً ، من عُيُوبِ الفَرْجِ ، كما سيأْتي .
قثث : ( *!القَثُّ : الجَرُّ والسَّوْقُ ) وجَمْعُكَ الشَّيْءَ بِكَثْرَةٍ .
يقال : *!قَثَّ الشيْءَ*! يَقُثُّه *!قَثًّا : جَرَّه وجمعَه في كَثْرَةٍ ، وجاءَ فلانٌ يَقُثُّ مالاً *!ويَقُثُّ معه دُنْيَا عَرِيضَةً ، أَي يَجُرُّها معه ، وفي الحديث : ( حَثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلمعلى الصَّدَقَةِ فجاءَ أَبو بكرٍ بمالِه يَقُثُّه ) أَي يَسُوقُه ، من قولهم : قَثَّ السيلُ الغُثَاءَ ، وقيل : يَجْمَعُه .
( و ) القَثُّ : ( القَلْعُ ، *!كالاقْتِثاثِ ) يقال : *!اقْتَثَّ القومَ من أَصلِهِم ، واجْتَثَّهُم ، إِذا اسْتَأْصَلَهم ، *!واقْتَثَّ حَجَراً من مكانِه ، إِذا اقْتَلَعَه ، *!واقْتُثَّ واجْتُثُّ ، إِذا قُلِعَ من أَصْلِه ، *!والقَثُّ والجَثّ واحدٌ .
( و ) القَثُّ ( : نَبْتٌ ) ، وصوابه بالفاءِ ، كما تقدّم ، أَو لغةٌ فيه .
( *!والمَقَثَّةُ : الكَثْرَةُ ) ، كالمَفَثَّة بالفاءِ ، وبنو فلانٍ ذَوُو *!مَقَثَّةٍ ، أَي ذَوو عَدَدٍ كَثِيرٍ ، وما أَكْثَرَ *!مَقَثَّتَهُم ، قاله الأَصمعيّ وغيرُه .
( و ) المِقَثَّةُ والمِطَثَّةُ : لغتانِ ، وهما بكسرِ الميم : ( خَشَبَةٌ ) مستديرة ( عَرِيضَةٌ يَلْعَبُ بها الصِّبْيانُ ) يَنْصِبُون شَيْئاً ، ثم يَجْتَثُّونَه بها عن مَوْضِعه ، قال ابن دُرَيْد : هي شَبِيهةٌ بالخَرَّارَة ، وتقول : *!قَثَثْنَاه وطَثَثْناه ، قَثًّا وطَثًّا .
( و )*! قُثَاثٌ ( كغُرَابٍ : المَتَاعُ ) ونحوهُ .
وجاءُوا *!بقُثَاثِهم *!وقَثَاثَتِهم ، أَي لم يَدَعُوا وراءَهم شَيْئاً .
( و ) *!القَثَّاثُ ، ( ككَتَّانٍ : النَّمّامُ ) ، أَنكرَهُ بعضُهم ، وقال : إِنّما هو بالفَوقِيَّةِ لا المثَلَّثَةِ ، أَو هو لغةٌ ، وعليه جرى المُصَنِّف ، وهو ضعيف .
( و )*! قِثَاثٌ ( ككِتَابٍ ) ، كذا ضبطه بعضُ المُحَدِّثِين ، وأَهلُ الأَنساب ( : جدّ ) والد ( ذَهْبَنِ ) ، بالذّال المعجمة ، كجَعْفَر ، وقيل : بالمُهْمَلة ، وقيل :
____________________

(5/325)


دُهَيْن مصغَّراً ، وقال جماعة : زُهَيْر ، وضعّفوا الثّاني والثالث وغَلَّطُوا الرّابع ، ( ابن قِرْضِم ) كزِبْرِج ، ابن العُجَيْلِ *!-القِثَاثِيّ ( الوارِدِ على رَسُولِ الله صَلَّى الله ) تعالى ( عليهِ وسَلَّم ) من بَنِي مَهْرَةَ ، ( والمُحَدِّثُونَ ) وبعضٌ من أَهلِ الأَنْسَابِ ( يَفْتَحُونَ ) القَاف وقِرْضِم بالقَاف ، كما قَيَّدَه الدّارَقُطْنِيّ ، وضَبَطَه ابنُ ماكُولاَ بالفَاءِ .
( *!والقِثِّيثَى ) بالكسر ( : جَمْعُ المالِ ) ، وهو مصدر قَثَّ المالَ ، إِذا جَمَعَه .
( *!والقَثِيثَةُ *!والقَثَاثَةُ ) ، بالفَتْح فيهِما ( : الجماعَةُ ) من النّاسِ .
( *!والقَثْقَثَةُ : ) وَفَاءُ المِكْيَالِ ، ( وتَحْرِيكُ الوَتِدِ ) ، وإِراغَتُه ( لنَزْعِهِ ) من الأَرْض .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقالُ للوَدِيِّ أَوَّلَ ما يُقْلَعُ من أُمِّهِ : جَثِيثٌ *!وقَثِيثٌ .
قحث : ( قَحَثْتُ الشَّيْءَ ، كمَنَعْتُه ) ، أَقْحَثُه قَحْثاً ، أَهمله الجوهريّ وصاحبُ اللّسَان ، وقال الصّاغَانِيّ أَي ( أَخَذْتُه عن آخِرِه ) ، كذا في التكملة .
قرث : ( القَرْثُ ) بفتح فسكون ( : الرَّكْوَةُ الصَّغِيرَةُ ) ، نقله أَبو عَمْرٍ و الزّاهدُ في ياقُوتَة الْمَرث .
( وقَرِثَ ، كفَرِحَ ) قَرَثاً ( : كَدَّ وكَسَبَ ) .
( و ) يقال : ( قَرَثَه الأَمرُ ) ، أَي ( كَرَثَه ) ، وسيأْتي .
( والقَرِيثُ : الجَرِيثُ ) لفظاً ومعنًى ، وهو ضَرْبٌ من السَّمَكِ ، وقد تقَدَّم .
( وتَمْرٌ ، وبُسْرٌ ، ونَخْلٌ قَرَاثَاءُ ، وقَرِيثَاءُ ) ، ممدودَانِ ، ( لضَرْبٍ من أَطْيَبِ التَّمْرِ بُسْراً ) ، يعني أَنَّ كُلاًّ من الثّلاث ، وهي : التَّمْر والبُسْرُ والنَّخْلُ يقال له ذلك ، وهو صَحِيحٌ واقعٌ في عِبَارَاتِهِم ، ففي اللّسَان : القَرِيثاءُ : ضَرْبٌ من التَّمْرِ ، وهو أَسْوَدُ سريعُ
____________________

(5/326)


النَّفْضِ لقِشْرِهِ عن لِحَائِه إِذا أَرْطَبَ ، وهو أَطْيبُ تَمْرٍ بُسْراً .
قال ابن سِيدَه : يُضَافُ ويُوصَفُ به ويُثَنّى ويُجْمَعُ ، ولي له نظيرٌ من الأَجْنَاسِ إِلا ما كَانَ من أَنواع التَّمْرِ ، ولا نظيرَ لهاذا البِنَاءِ إِلاّ الكَرِيثَاءُ ، وهو ضَرْبٌ من التَّمْرِ أَيضاً ، قال : وكأَنّ كَافَها بَدَلٌ .
وقال أبو زيد : هو القَرِيثَاءُ والكَرِيثَاءُ ، لهاذا البُسْرِ .
وعن اللِّحْيَانيّ : ثَمْرٌ قَرِيثَاءُ ، وقَراثَاهُ ، ممدودانِ .
وقالَ أَبُو حنيفَةَ : القَرِيثَاءُ والقَرَاثاءُ : أطْيبُ التَّمْرِ بُسْراً ، وتَمْرُهُ أَسْوَدُ .
وزعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنه اسمٌ أَعْجَمِيّ . وعن الكِسَائيّ : نَخلٌ قَرِيثَاءُ وبُسْرٌ قَرِيثَاءُ ، ممدودٌ بغيرِ تَنْوِين .
وقال أَبو الجَرّاح : تَمْرٌ قَرِيثَا ، غير ممدود .
( ) ومما يستدرك عليه :
اقْتِرَاثُ البُسْرَتَيْنِ والثَّلاثِ اجتماعُهما ودخُولُ بعضِهِما في بعضٍ .
قرعث : ( قَرْعَثٌ ) كجَعْفَر ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابن دُرَيْد : هو ( اسمٌ ) واشْتَقاقُه ( من التَّقَرْعُثِ ، وهو التَّجَمُّعُ ) .
يقال : تَقَرْعَثَ ، إِذا تَجَمَّعَ ، كذَا في اللّسَان ، والتّكْمِلَة ، ونقله ابنُ القَطّاع أَيضاً .
قعث : ( أَقْعَثَ ) الرَّجُلُ في مالِهِ ، أَي ( أَسرَفَ ) ، عن ابن السِّكِّيتِ .
( و ) أَقْعَثَ ( له العَطِيَّةَ ) واقْتَعَثَها : أَكْثَرَهَا و ( أَجْزَلَهَا ) ، وأَقْعَثَهُ أَكثَرَها لَهُ .
( وقَعَثَ لَهُ ) من الشيْءِ ، يَقْعَثُ قَعْثاً ، و ( قَعْثَةً ) ، أَي حَفَنَ له حَفْنَةً ، إِذا ( أَعْطَاهُ قَليلاً ) ، فهو ( ضِدٌّ ) ، ونسبَه الجوهريّ إِلى بعضِهِم .
( وقَعَّثَه تَقْعِيثاً : اسْتَأْصَلَهُ ) ، نقله الصّاغانيّ .
وفي اللسان : قَعَثَ الشَّيْءَ يَقْعَثُه قَعْثاً : اسْتَأْصَلَه واسْتَوْعَبَه .
____________________

(5/327)



وقال الأَصمعيّ : ضَرَبَهُ ( فانْقَعَثَ ) إِذا قَلَعَه من أَصْلِه .
وانْقَعَثَ الجِدَارُ ، وانْقَعَرَ ، وانْقَعَفَ ، إِذا سَقَطَ من أَصله ، وانْقَعَفَ الشيءُ ، وانْقَعَثَ ، إِذا انْقَلَع ، ومثلُه في الصّحاح .
( و ) القَعْثُ : الكَثْرَةُ .
و ( القَعِيثُ ) : الكَثِيرُ من المَعْرُوفِ وغرِهِ . وقال رُؤْبةُ :
أَقْعَثَنِي منهُ بِسَيْبٍ مُقْعَثِ
ليسَ بمَنْزُورٍ ولا بِرَيِّثِ
قال الأَصمَعِيّ : لقد أَساءَ رُؤْبَةُ في قَوْلِه : ( بسَيْبٍ مُقْعَثِ فجعل سَيْبَهُ مُقْعَثاً ، وإِنّمَا القَعِيث ( الهَيِّنُ اليَسِيرُ ) .
( و ) القَعِيثُ ( : السَّيْلُ العَظِيم ، والمَطَرُ ) الغَزِيرُ ، والسَّيْبُ ( الكَثِيرُ ) ، وبه فُسِّر قولُ رؤبةَ .
( واقْتَعَثَ الحافِرُ ) اقْتِعاثاً ، إِذا ( اسْتَخْرَجَ تُرَاباً كَثِيراً من البِئرِ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
( والقُعَاثُ بالضَّمّ : داءٌ ) يأَخُذُ ( في أُنوفِ الغَنَمِ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
قعمث ، قلعث : ( تَقَلْعَثَ ) الرَّجُلُ ( في مَشْيِه ) ، أَهمله الجوهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان ، وقال ابنُ دُرَيْد : تَقَلْعَثَ ، وتَقَعْثَلَ ، كلاهما ، إِذا ( مَرَّ كأَنَّه يَتَقَلَّعُ من وَحَلٍ ) ، هكذا بالحاءِ المهملة ، نقله الصاغانيّ .
قمعث ، قعمث : ( القُمْعُوثُ ، كزُنْبُورٍ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الدَّيُّوثُ ) .
وفي اللسان : هو القُعْمُوثُ بتقديم العين على الميم ، وذكره في المَحَلَّيْنِ .
وقال ابنُ دُريد : لا أَحْسَبُه عَرَبيًّا مَحْضاً ، قال شيخُنا : ولذالك تَرَكَه الجوهريّ .

____________________

(5/328)


قنطث : ( القَنْطَثَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( العَدْوُ بِفَزَعٍ ) ، زعموا ، قال ابنُ دريد : وليس بَثَبْتٍ ، وذكَره ابنُ سِيده أَضاً ، وكذا ابنُ القَطّاع .
قنعث : ( القِنْعَاتُ ، بالكسرِ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الكَثِيرُ الشَّعَرِ في وَجْهِه وجَسَدِه ) ، نقلع الصّاغَانيّ .
قيث : ( *!التَّقَيُّثُ ) أَهمله الجوهَرِيّ ، وصاحبُ اللّسَان ، وقال أَبو عَمرٍ و : هو ( الجَمْعُ والمَنْعُ ) ، نعم استطردَه صاحبُ اللّسان ، في مادّة التَّخَيُّثِ ، عن أَبي عَمْرٍ و : التَّقَيُّثُ : الجَمْعُ والمَنْعُ ، والتَّهَيُّثُ : الإِعْطَاءُ . وتَرَكَه هنا .
2 ( فصل الكاف ) مع المثلّثة ) 2
كبث : ( الكَبَاثُ ، كسَحَابٍ : النَّضِيجُ من ثَمَرِ الأَرَاكِ ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
وفي المُحْكَمِ : وقِيل : هو ما لمْ بَنْضَجْ منه ، وقيل : هو حَمْلُه إِذا كان مُتَفَرَّقاً ، واحدتُه كَبَاثَةٌ ، قال :
يُحَرِّكُ رأْساً كالكَبَاثَةِ واثِقاً
بوِرْدِ فَلاَةٍ غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ
وفي الصّحاح : ما لمْ يَنْضَجْ من الكَبَاثِ فهو بَرِيرٌ .
وقال أَبو حنيفةَ : الكَبَاثُ فُوَيْقَ حَبِّ الكُسْبَرَةِ في المِقْدَارِ ، وهو يَمْلأُ مع ذالك كَفَّيِ الرَّجُلِ ، وإِذا الْتَقَمَه البَعيرُ فَضَلع عن لُقْمَتِه .
( وكَبِثَ اللَّحْمُ ، كفَرِحَ : تَغَيَّرَ وأَرْوَحَ ) .
____________________

(5/329)



( و ) عن أَبي عمرٍ و : الكَبِيثُ : اللَّحْمُ قد غَمَّ وقد ( كَبَثْتُهُ أَنَا : غَمَمْتُه ) .
( و ) هو ( لَحْمٌ كَبِيثٌ ، وَمَكْبُوثٌ ) ويُنْشَد لأَبِي زُرَارَةَ النَّصْرِيّ :
أَصبَحَ عَمّارٌ نَشِيطاً أَبِثَا
يأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد كَبِثَا
( والكُنْبُثُ بالضّمّ : الصُّلْبُ الشّدِيدُ ، والمُنْقَبِضُ البَخِيلُ ، كالكُنْبُوثِ والكُنَابِثِ ) ، بضم أَوّلهما أَيضاً ، والنون زائدة ، وقيل بأَصالَتِها ، وسيأْتي للمصنّف بعْدُ .
( وتَكْبِيثُ السَّفِينَةِ ) هو ( أَن تُجْنَحَ ) أَي تُمَالَ ( إِلى الأَرْضِ ، ويُحَوَّلَ ما فِيهَا إِلى ) السَّفِينَةِ ( الأُخْرَى ) .
وكَبَاثَةُ بنُ أَوْسٍ ، بالفَتْح : أَخو عَرَابَةَ ، له صُحْبَةٌ ، ذكرَه الجَمَاهِيرُ ، استدركه شيخُنا .
كبعث : ( الكَبَعْثَاةُ ) ، أَهمله الجماعةُ ، وقال الصّاغانيّ : هو لغةٌ في القَبَعْثَاةُ ، وهو ( عَفَلُ المَرْأَةِ ) .
كثث : (*! الكَثُّ : الكَثِيفُ ) ، *!كَثَّ الشْيءُ *!كَثَاثَةً ، أَي كَثُفَ .
( ورَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ ، *!وكَثِيثُها ) ، والجمعُ*! كِثاثٌ ، وفي صِفَته صلى الله عليه وسلم ( أَنّه كانَ كَثَّ اللِّحْيَةِ ) أَرادَ كَثْرَةَ أُصولِهَا وشَعَرِهَا ، وأَنّهَا ليست بدقِيقَةٍ ولا طَوِيلَةٍ ، وفيها كَثَافَةٌ .
( و ) قال ابنُ دُرَيْد : ( لِحْيَةٌ كَثَّةٌ ) : كثيرةُ النَّبَاتِ ، قال : وكذالك الجُمَّة .
( و ) امرأَةُ ( *!كَثّاءُ ) *!وَكَثّةٌ ، إِذا كان شَعَرُهَا *!كَثًّا .
( وقومٌ *!كُثٌّ ، بالضّمّ ) ، مثل قولك : رَجُلٌ صُدُقُ اللّقَاءِ ، وقومٌ صُدُقٌ .
( *!والكَثْكَثُ ، كجَعْفَرٍ ، وزِبْرِجٍ ) : دُقَاقُ ( التُّرَابِ ، وفُتَاتُ الحِجَارَةِ ) ، ويقال : التُّرَابُ عامَّةً ، يقال : بِفيهِ
____________________

(5/330)


*!الكَثْكَثُ مثل الأَثْلَبِ والإِثْلِبِ .
( *!والكُثْكُثَى بالضّمّ ) في الأَوّل والثالث ( مَقْصُوراً ، وتُفْتَح كافَاه ) عن الفرّاءِ : ( لُعْبَةٌ ) لهم ( بالتُّرَابِ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( *!والكَاثُّ ) ، مشدَّداً : ( ما يَنْبُتُ ممّا يَتَناثَرُ من الحَصِيدِ ) فينْبُتُ عاماً قابِلاً ، قاله ابنُ شُمَيْلٍ .
( *!والكَثَاثَاءُ ) ، بالمدّ : ( الأَرْضُ الكَثِيرَةُ التُّرَابِ ) ، قاله ابنُ دُرَيْد .
قال الخَطّابيّ : ولم يَثْبُت عندي *!الكَثَاثُ : التُّراب .
( *!وكَثَّ ) الرجُلُ ( بسَلْحِه : رَمَى ) فهو كَاثٌّ ، نقله الصّاغانيّ .
( و ) *!كَثَّت ( اللِّحْيَةُ )*! تَكَثُّ *!كَثًّا ، و ( *!كَثَاثَةٌ *!وكُثُوثَةً *!وكَثَثَاً ) ، بفكّ الإِدغام : ( كَثُرَت أُصولُها ، وكَثُفَتْ وقَصُرَتْ وجَعُدَتْ ) فلم تَنْبَسِط .
واستعملَ ثَعْلَبَةُ بن عُبَيْدٍ العَدَوِي *!الكَثَّ في النَّخْل ، فقال :
شَتَتْ *!كَثَّةُ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقِى
ولا الذِّئْبَ تَخْشَى وهي بالبَلَدِ المَقْصِى
( عَنَى بالأَوبارِ لِيفَها ، وإِنما حَمَلَه على ذالِكَ أَنّه ) شَبَّهَها بالإِبِل .
( ورَجُلٌ *!كَثٌّ ، ج *!كِثاثٌ ) .
( وقد *!أَكَثَّ *!وكَثْكَثَ ) ، قال الليث *!الكَثُّ *!والأَكَثُّ : نَعْتُ *!كَثِيثِ اللِّحْيَةِ ، ومصدرُه *!الكُثُوثَةُ .
وعن أَبي خَيْرَةَ : رجلٌ *!أَكَثُّ ، ولِحْيَةٌ كثَّاءُ بَيِّنَةُ *!الكَثَثِ ، والفِعْلُ *!يَكَثُّ *!كُثُوثةً . وأَنشد ( ابنُ ) دُريد عن عبد الرّحمنِ عن عمّه :
بحَيْثُ نَاصَى اللِّمَمَ *!الكِثاثَا
مَوْرُ الكَثِيبِ فجَرَى وحَاثَا
يعني باللِّمَمِ *!الكِثاثِ النَّبَاتَ ، وأَراد بحَاثَ : حَثَا ، فقَلَبَ .
____________________

(5/331)



وفُلانٌ قُدومُه على كَثِّ مُنْخُرِه ، أَي على رَغْمِ أَنْفِه .
ومن سجَعَات الأَسَاس : من كان في لِحْيَتِه كَثَاثَة ، كان في عَقْلِه غَثَاثَة .
كحث : ( كَحَثَ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الليث : كَحَثَ ( له من المالِ كَمَنَعَ ) كَحْثاً ، وكَحْثَةً ، إِذا ( غَرَفَ له ) غَرْفَةً ( بِيَدَيْهِ ) ، كذا في التّكملة ، وفي بعض النُّسخ : بيَدهِ ( مِنْهُ ) ، وهاكذا في اللسان .
كرث : ( الكرَّاثُ كَرُمّانِ ، وكَتَّانٍ ) الأَخيرة عن كُراع ( : بَقْلٌ ) معروفٌ خَبِيثُ الرّائِحَةِ كَرِيهُ العَرقِ ، ويقال فيه أَيضاً : الكَرَاثُ ، بالتَّخفِيف والفتح ، قاله أَبو عليَ القالِي .
( وكَسَحابٍ : شجَرٌ كِبارٌ ) جَبَلِيّة ، كذا عن أَبي حنيفةَ ، وقد ( رَأَيْتُهَا بجِبالِ الطّائِفِ ) وقال : أَبو حنيفةَ : أَخبرني أَعرابِيّ من أَزْدِ السَّرَاة قال : الكَرَاث شَجرةٌ جَبَليَّة لها وَرَقٌ دِقاقٌ طوالٌ : وخِطَرَةٌ ناعِمَةٌ إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً ، والنّاس يَسْتَمْشُونَ بلَبَنِها ، وقال أَبو ذَرَّةَ الهُذَلِي :
إِنّ حَبِيبَ بْنَ اليَمَانِ قد نَشِبْ
في حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ
قال السُّكَّريّ : الكَرَاثُ : نَباتٌ أَو شَجَرٌ .
( و ) كَرَاثٌ ( : جَبَلٌ ) ، وبه فُسِّر قولُ ساعدةَ بنِ جُؤَيَّةَ :
وما ضَرَبٌ بيضاءُ يَسْقِىَ دَبُوبَها
دُفَاقٌ فعَرْوَانُ الكَرَاثِ فَضِيمُها
( وكَرَثَه ) الأَمرُ و ( الغَمُّ يَكْرِثُه ) بالكسر ، ( وَيَكْرُثُه ) ، بالضّمّ كَرْثاً : ساءَه و ( اشْتدَّ عليه ) وبلَغَ منه المَشَقَّةَ ، ( كأَكْرَثَه ) .
____________________

(5/332)



قال الأَصمَعِيّ : لا يقال : كَرَثَه ، وإِنما يُقَال : أَكْرَثَه ، على أَنّ رؤبةَ قد قاله :
وقَدْ تُجَلَّى الكُرَبُ الكوارِثُ
كذا في الصّحاح ، وفي حَدِيث عليَ ( وغَمْرَةٍ كارِثةٍ ) أَي شديدةٍ شاقَّة ، من كَرَثَة الغَمُّ ، أَي بَلَغ ( منه ) المَشَقَّةَ .
( وإِنّه لَكَرِيثُ الأَمْرِ ، إِذا كَعَّ ونَكَصَ ) ، وأَمرٌ كَرِيثٌ : كارِثٌ .
وكلُّ ما أَثْقَلَكَ فقد كَرَثَكَ .
وعن اللّيث يقال : ما أَكْرَثَنِي هاذا الأَمْرُ ، أَي ما بَلَغَ مِنّي مشَقَّةً .
والفعل المُجاوِز كَرَثْتُه .
وقد اكْتَرَثَ هو اكْتِراثاً ، وهاذا فِعْلٌ لازمٌ .
وقال الأَصمعيّ : يقال : كَرَثَنِي الأَمْرُ ، وقَرَثَنِي إِذا غَمَّه وأَثقلَه .
( وانْكَرَثَ الحَبْلُ : انْقَطَعَ ) .
واكْتَرَثَ له : حَزِنَ .
( و ) يقال : ( ما أَكْتَرِثُ له ) ، أَي ( ما أُبالِي بِه ) ، هاكذا في سائِرِ النّسخ ومثلُه في نسخةِ الصّحاح ، وجعلَ على قوله ( به ) إِشارةً إِلى أَنه هاكَذا بخطّ المُصَنّف ، ووجد في بعضِ نسخِ الصّحاح ( له ) بدل بهِ ، وفي أُخرى ( ما أُبالِيه ) ، وإِذا كانَ ذَلك فإِنّ قول شيخِنا في الصّحاح : ما أَكْتَرِثُ بِهِ ، غيرُ مُتَّجِهٍ ، اشتَبَه عليه اللّفظُ باللّفْظِ .
وفي النّهاية : الأَصلُ فيه أَلاَّ يُسْتَعْمَلَ إِلاّ في النّفْي ، وشَذَّ استعمالُه في الإِثباتِ كما في بعضِ الأَحادِيثِ .
وقال بعضُ اللُّغَوِيِّين : اكْتَرَثَ ، كالْتَفَتَ ، وَزْناً ومَعْنًى :
وفي العِنَايَة : الاكْتِراثُ : الاعْتِناءُ .
( والكَرِيثَاءُ ) ، والكَرَاثَاءُ ، والقَرِيثَاءُ ، والقَرَاثَاءُ : ( بُسْرٌ طَيِّبٌ ) ، وقد تقدَّمَ الخلافُ فيه .
( و ) يقال : ( أَمْرٌ كَرِيثٌ ) ، أَي ( كَارِثٌ ) شَدِيدٌ .
وفي الأَسَاس : كَرَثَه الأَمْرُ : حَرَّكَه ،
____________________

(5/333)


وأَرَاكَ لا تَكْثَرِثُ له : لا تَتَحَرّكُ له لا تَعْبَأُ بهِ .
كشث : ( الكَشُوثُ ) بالفتح ، وهي أَفْصَحُ لغاتِه ، وعليها اقتصر الجوهَرِيّ ( ويُضَمُّ ، والكَشُوثَى ) مقصوراً ( ويُمَدّ ، والأُكْشُوثُ بالضّم ) وفي المحيط للصّاحبِ بن عَبّاد ، يقال له : كَشُوثٌ وأُكْشُوثٌ ، وكُشُوثٌ ، وكَشُوثَاءُ وشَكُوثَاءُ .
ووجد بخطّ الأَزهريّ : كُشُوثٌ ، بالضّمّ صُورَةً لا مُقَيَّداً ، وابنُ الأَنْبَاريّ أَورده في المَقْصُور والممدود له : الكَشُوثَاءُ : الذي تسميه العامّة الكَشُوثَ ، ( وهاذِه ) أَي اللّغَةُ الأَخيرة ( خَلْفٌ ) بفتح فسكون أَي ساقِطَةٌ رديئةٌ وجوَّزُه الدِّينَوَرِيّ ، وقال : هو لغةُ أَهلِ السَّوَاد ( : نَبْتٌ يتَعَلَّقُ بالأَغْصانِ ولا عِرْقَ له في الأَرْضِ ) ، قال الشاعر :
هُوَ الكَشُوثُ فلا أَصْلٌ ولا وَرَقٌ
ولا نَسِيمٌ ولا ظِلٌّ ولا ثَمَرُ
وفي المعجم : يَكْشُوثَا : موضعٌ في شِعر أَبي تَمّام ، ويروى يَكْسُوما . قلت : ويُرْوَى أَيضاً : أَكْشُوثَا ، والبيت المذكور يَمدح فيه أَبا سَعْدٍ الثَّغْريَّ ، هو هاذَا :
كُلُّ حِصْنٍ من ذِي الكَلاَعِ وأَكْشُو
ثَاءَ أَطْلَعْتَ فيه يوماً عَصِيبَا
كلث : ( انْكَلَثَ ) الرَّجُلُ ، أَهمله الجوهَريّ وصاحبُ اللسان ، وقال ابنُ فارس : أَي ( تَقَدَّم ) ، قال الصاغانيّ : ولم يُتَابَعِ ابنُ فارِسٍ عليه : ولَعَلَّه بالتاءِ الفَوْقِيَّة .
( والمِكْلَثُ كمِنْبَرٍ ) الرجل ( الماضِي في الأُمورِ ) .
قلت : وهو خطأٌ ؛ فإِنّ الماضيَ في الأمور هو المِكْلَتُ المِصْلَتُ ، بالتّاءِ
____________________

(5/334)


الفوقية ، كما حقّقه الصاغانيّ ، وقد صحَّفه المصنّف ، فتأَمَّلْ .
كلبث : ( الكلبثُ ، كجَعْفَرٍ وقُنْفُذٍ وعُلَبِطٍ وعُلاَبِطٍ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابن دريد : هو ( البَخِيلُ المُنْقَبِضُ ) .
وهو أَيضاً : الصُّلْبُ الشّدِيدُ ، كذا في اللسان .
كنث : ( الكُنْثَةُ ، بالضمّ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الليث : هو ( نَوَرْدَجَةٌ ) بفتح الأَول والثاني وسكون الراءِ ففتح الدال والحاءِ المُهملات ، هكذا في أَكثر الأَصول ، والصواب بالجيم تُتَّخذ من آسٍ وأَغْصَانِ ( خِلاَفٍ ) تُبْسَط و ( تُنَضَّدُ عليها الرَّياحِينُ ، ثم تُطْوَى ) قال : وإِعرابه كُنْثَجَةٌ ، وبالنَّبِطِيّة كُنْثَا ، كذا في اللّسان والتكملة .
كنبث : ( الكُنْبُثُ ، كقُنْفُذٍ وعُلابِطٍ وزُنْبُورٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : ( الصُّلْبُ ) الشديد . قد مَرَّ الكلامخ عليه في كبث .
( والمُنْقَبِضُ البَخِيلُ ) ، كالكُلْبُثِ .
( وكَنْبَثَ وتَكَنْبَثَ : تَقَبَّضَ ) ، وفي اللسان : رَجُلٌ كُنْبُثٌ وكُنَابِثٌ : تَدَاخَلَ بعضُه في بعض ، وقد تَكَنْبَثَ . وعن ابن الأَعْرَابيّ : الكِنْبَاثُ : الرَّمْلُ المُنْهَالُ .
قلت : هاكذا ذَكَرَه ، فليُحَقَّقْ ، لا يَكون مُصَحّفاً عن الكنْثَابِ ، وقد تقدم في كثب .
كندث : ( الكُنْدُثُ ، كقُنْفُذٍ ، وعُلابِطٍ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دريد : ( الصُّلْبُ ) ، نقله الصاغَانيّ وصاحب اللسان .
كنعث : ( ) تَكَنْعَثَ الشَّيْءُ : تَجَمَّعَ .
وكَنْعَثٌ وكَنْعَثَةُ : اسمٌ مُشْتَقٌّ منه ،
____________________

(5/335)


ذكَره ابنُ منظور ، فهو مستدركٌ على المُصَنّف والصاغانيّ .
كنفث : ( الكُنْفُثُ ) بالفاءِ ( كقُنْفُذ وعُلابِط ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابنُ دُريد : هو ( القَصِيرُ ) ، نقله الصّاغَانيّ وصاحِبُ اللسان .
كوث : (*! الكَوْثُ : القَفْشُ ) بالقَاف والفَاءِ والشّين المعجمة ( الذي يُلْبَسُ في الرِّجْلِ ) .
قال أَبو منصور : وكأَنَّ المقطوعَ الذي يُلْبَسُ الرِّجْلَ يُسَمَّى*! كَوْثاً تشبيهاً *!بكَوْثِ الزَّرْعِ ، ويقال له القَفْشُ ، وكأَنَّه مُعَرّب ، كذا في اللّسان ، وهو نوعٌ من الخِفَافِ الصِّغارِ .
( و )*! كَوَّثَ الزَّرْعُ *!تَكْوِيثاً ، قال النِّضْرُ : (*! تَكْوِيثُ الزَّرْعِ : أَنْ يَصِيرَ أَرْبَعَ وَرَقَاتٍ وخَمْساً ) ، وهو *!الكَوْثُ .
( *!وكُوثَى ، بالضَّمّ ) ، ثلاث مَواضِعَ : ( ة ) وقيل : بلدة ( بالعراقِ ) ببابِلَ ، وتُسَمى *!كُوثَى الطَّرِيقِ .
وكُوثَى رَبَّا : من ناحية بابِلَ ، بأَرْضِ العِرَاقِ أَيضاً ، وبها وُلِدَ سيِّدُنا الخَليلُ عليه السلامُ وطُرِحَ في النّار .
( ومَحَلَّةٌ بمَكَّةَ لبَنِي عبدِ الدّارِ ) بن قُصَيّ ، كذا في المُشْتَرَك لياقوت .
وفي الرَّوض الأُنُف : أَن كُوثَى من أَسماءِ مَكّةَ . قلت : ونسبه ابنُ منظور لكُرَاع .
قال السُّهَيْلِيّ : وأَمّا التي يَخْرُجُ منها الدَّجَّال فهي كُوثَى رَبَّا ، ومنها كانت أَمّ إِبراهيم عليه السلام ، وأَبوها هو الذي احْتَفَرَ نَهرَ كُوثَى ، قاله الطَّبريّ .
وفي اللسان : قال محمدُ بنُ سِيرِينَ : سمعتُ عُبَيْدَةَ قالَ : سَمعْتُ عليًّا رضي الله عنه يقُول : ( مَنْ كانَ سائلاً عن نِسْبَتِنا فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثَى ) .
ورَوى ابنُ الأَعرابيّ : أَنه سأَلَ رجلٌ عليًّا : أَخْبِرْنِي يا أَميرَ المُؤْمِنِينَ عن أَصْلِكُمْ معاشِرَ قُريشٍ ، فقال : نَحْنُ
____________________

(5/336)


قَومٌ من كُوثَى . واختلفَ النّاسُ في قوله : نحْن قَوْمٌ من كُوثَى ، فقال طائِفَةٌ : أَرادَ كُوثَى العِرَاقِ ، وهي سُرَّةُ السَّوادِ التي وُلدَ بها إِبراهِيمُ عليه السَّلامُ ، وقال آخرُون : أَراد بقوله كُوثَى مَكَّةَ ، وذالك لأَنَّ مَحَلَّةَ عبدِ الدّارِ يقالُ لها : كُوثَى ، فأَرادَ عَلِيٌّ : أَنّا مَكِّيُّونَ أُمِّيُونَ من أُمِّ القُرَى وأَنشَدَ لِحَسَّان :
لَعَنَ الله مَنْزِلاً بَطْنَ كُوثَى
وَرَمَاهُ بالفَقْرِ والإِمْعَارِ
لَيْسَ كُوثَى العِرَاقِ أَعْنِى ولاكِنْ
شَرَّةَ الدّارِ دَار عَبْدِ البدَّارِ
قال أَبو منصور : والقَوْل هو الأَوّل ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( فإِنْا نَبَطٌ من كُوثَى ) ولو أَراد كُوثَى مَكَّةَ ، لما قال نَبَطٌ ، وكُوثَى العِرَاقِ هِي سُرَّةُ السَّوادِ من مَحَالِّ النَّبَطِ ، وإِنما أَراد عليٌّ أَنّ أَبانا إِبراهيمَ كان من نَبَطِ كُوثَى ( وأَن نَسَبنا انْتَهى إِليه ) ونحو ذالك ، قال ابنُ عبّاس : ( نَحْنُ مَعَاشِرَ قُرَيْش حَيٌّ من النَّبَطِ من أَهْلِ كُوثَى ) والنَّبَطُ من أَهلِ العِراق ، وهاذا من عَلِيَ وابنِ عَبّاس رَضِيَ الله عنهم تَبَرُّؤٌ من الفَخْر بالأَنسابِ ، ورَدْعٌ عن الطَّعْنِ في الأَنسابِ ، وتَحقيقٌ لقوله عزّ وجلّ : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ( سورة الحجرات ، الآية : 13 ) كذا في اللّسانِ .
( *!والكَوْثَةُ ) بالفتح ، وفي أُخرى : *!والكويثة ( : الخِصْبُ ) عن أَبي عَمرٍ و .
( *!وكَوَّثَ ) الرجلُ ( بغائِطِه *!تَكْوِيثاً : أَخْرَجَهُ كَرُؤُوسِ الأَرانِبِ ) ، على التَّشْبِيه .
( *!والكَاثُ ، مُخَفَّفَةً : بمعنى ) *!الكَاثِّ ( المُشَدَّدَة ) ، وقد سبقَ معناه .
*!-والكُوثِيّ : القَصِيرُ ، كالكُوتِيّ ، من التهذيب .
____________________

(5/337)



*!-وكُوثِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ : شاعرٌ ، وقد ذكر في كوت .
*!وكَاثُ : قَلْعَةٌ بخُوَارَزْمَ .
2 ( فصل الّلام ) مع المثلّثة ) 2
لبث : ( اللَّبْثُ ) بالفَتْح ( ويُضَمُّ ) ، وهما غير مَقِيسَيْنه ، ( والَّبَثُ مُحَرَّكَةَ ) ، وهو المَقِيس ، ( واللَّبَاثُ ) كسَحَابٍ ( واللُّبَاثُ ) ، كغُرَاب ، ( واللَّبَاثَةُ ) كسَحَابَة ، ( واللَّبِيثَةُ ) ، كسَفِينَة ، وهاؤلاءِ كلّها غيرُ مَقيسة ، ومعنَى الكلّ ( : المُكْثُ ) .
وقال ابنُ سِيدَه : ( لَبِثَ ) بالمكان ( كسَمِعَ ) يَلْبَثُ لَبْثاً ولُبْثاً ولَبَثَاناً ولَبَاثَةً ولَبِيثَةً . فزاد لَبَثَاناً كسَحبَانٍ .
قال الجوهريّ : مصدر لَبِثَ لَبْثاً ، ( وهو نادِرٌ ) أَي مخالفٌ للقياس ، ( لأَنَّ المصدَرَ من فَعِلَ بالكَسْرِ قِياسُه ) أَن يكونَ ( بالتَّحْرِيكِ إِذا لم يَتَعَدّ ) مثل تَعِبَ تَعَباً ، قال : وقد جاءَ في الشِّعْرِ على القياس ، قال جرير :
وقد أَكُونُ على الحَاجَاتِ ذا لَبَثٍ
وأَحْوَذِيًّا إِذا انْضَمَّ الذَّعالِيبُ
وفي عبارة المُصَنّف قَلاقَةٌ ظاهِرَةٌ ، وتَخْلِيطُ المصادِر القِياسِيّة على غيرها ، كما لا يَخْفَى .
( وهو لابِثٌ ولَبِثٌ ) أَيضاً ، قال الله تعالى : { لَّابِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } ( سورة النبأ ، الآية : 23 ) قال الفراءُ : النّاس يقرؤُونَ : لابِثِينَ ، ورُوِي عن علقَمَةَ أَنه قَرَأَ : لَبِثينَ ، قال : وأَجودُ الوَجْهيْن لابِثِينَ ، قال : واللَّبِثُ : البَطِىءُ ، وهو جائزٌ ، كما يُقَال : طَامِعٌ وطَمِعٌ ، بمعنًى واحدٍ ، ولو قلت : هو طَمِعٌ فيما قِبَلَكَ ، كان جائزاً .
قال ابن سيده : ولَبِثَ لَبْثاً ( وأَلْبَثَهُ ، ولَبَّثَهُ ) تَلْبِيثاً ، وتَلَبَّثَ : أَقامَ .
( و ) لي علَى هاذا الأَمرِ لُبْثَةٌ ، ( اللُّبْثَةُ بالضَّمّ : التَّوَقُّفُ ، كالتَّلَبُّثِ ) .
____________________

(5/338)



وقد تَلَبَّثَ تَلَبُّثاً ، فهو مُتَلَبَثٌ ، أَ تَوثَّفَ وأَقامع .
( و ) في الحديث : ( فاسْتَلْبَثَ الوَحْيُ ) . يقال : ( اسْتَلْبَثَهُ ) إِذا ( اسْتَبْطَأَهُ ) ، وهو استَفْعَلَ من اللَّبْثِ ، وهو الإِبطاءُ والتَّأَخُّر .
( وخَبِيثٌ لَبِيثٌ نَبِيثٌ ) كلّ ذالك ( إِتْبَاعٌ ) ، وفي اللّسان : وقالوا : نَجِيثٌ لَبِيثٌ . إِتْباع .
( وفرس لَبَاثٌ ، كسَحَاب ) ، هاكذا في نسختنا ، وصوابه ( قَوْسٌ ) بدل ( فَرَسٍ ) ، كما في نسخة أُخرى ، ففي اللسان : قَوْسٌ لَبَاثٌ ( بَطِيئةٌ ) ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد :
يُكَلِّفُنِي الحَجّاجُ دِرْعاً ومِغْفَراً
وطِرْفاً كَريماً رائِعاً بثَلاثِ
وسِتّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْربِيَّةً
وقَوْساً طَرُوحَ النَّبْلِ غَيْرَ لِباثِ
( و ) إِنّ المَجْلِسَ ليجمعُ ( لَبِيثَةً من النَّاسِ ) أَي ( جَمَاعَةً ) إِذا كانُوا ( من قَبَائِلَ شَتَّى ) ، ليسوا من قَبيلةٍ واحدةٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَلْبِثْ عن فُلانٍ أَي انْتَظِرْه حتى يُبْدِيَ انْتِظارُكَ إِيّاهْ خَطَأَ رَأْيِهِ ، نقله الصاغَانيّ .
لثث : ( *!اللَّثُّ *!والإِلْثَاثُ *!واللَّثْلَثَةُ : الإِلْحَاحُ ) يقال : *!أَلَثَّ عَلَيْهِ *!إِلْثَاثاً : أَلَحَّ عليه ، *!ولَثْلَثَ ، مثلُه .
( و ) اللَّثُّ والإِلْثَاثُ : ( الإِقَامَةُ ) ، عن ابنِ الأَعرابيّ ، يقال :*! أَلْثَثْتُ بالمكانِ *!إِلْثَاثاً : أَقَمْتَ بهِ ولم تَبْرَحْهُ ، *!وأَلَثَّ بالمكانِ : أَقامَ به ، مثل أَلبَّ ، وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه : ( ولا *!تُلِثُّوا بدارِ مَعْجَزَةٍ ) أَي لا تُقيمُوا بدارٍ يُعْجِزُكُم فيها الرِّزْقُ والكَسْبُ ، وقيل : أَرادَ لا تُقِيمُوا بالثُّغُورِ ومَعَكُم العِيالُ .
( و ) *!الإِلْثَاثُ : ( دَوامُ المَطَرِ ) ، *!وأَلَثَّ المَطَرُ *!إِلْثَاثاً ، أَي دَامَ أَيّاماً لا يُقْلِعُ ، *!وأَلَثَّتِ السَّحَابَةُ دامَتْ أَياماً فلم تُقْلِع ، وسَحابٌ *!مُلِثُّ العَزَالِي .
____________________

(5/339)



( *!واللَّثُّ ) بالفتح ( : النَّدَى ) ، عن ابنِ دُرَيْدٍ .
( *!ولَثَّ الشَّجَرَ ) بالنَّصب ( : أَصابَه ) النَّدى .
( *!واللَّثْلَثَةُ : الضَّعْفُ ، والجَيْشُ ) ، بالجيم والشين ، هكذا في نسختنا ، وصوابه والحَبْسُ ، يقال : لثْلَثَه عن حاجته : حَبَسَه .
( و ) *!اللَّثْلَثَةُ ( : التَّرَدُّدُ في الأَمْرِ ، *!كالتَّلَثْلُثِ ) ، عن أَبي عُبيد ، ويقال : تَلَثْلَثَ الغَيْمُ والسَّحابُ *!ولَثْلَثَ ، إِذا تَرَدَّدَ في مكانٍ ، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه ذَهَبَ جاءَ .
( و ) اللَّثْلَثَة : ( عَدَمُ إِبانَةِ الكَلامِ ) يقال : لَثْلَثَ كَلامَه : لَمْ يُبَيِّنْه .
( و ) ( اللَّثْلَثَةُ ) التَّمْرِيغُ في التُّرابِ قال الكميت :
لَطَالَمَا *!لَثْلَثَتْ رَحْلِي مَطِيَّتُه
في دِمْنَةٍ وسَرَتْ صَفْواً بأَكْدَارِ
( *!والتَّلَثْلُثُ ) في الدَّقْعاءِ : ( التَّمَرُّغُ ) ، قاله أَبو عُبَيْد .
( *!واللَّثْلاثُ ) *!واللَّثْلَثُ ( *!واللَّثْلاثَةُ : البَطِىءُ ) في كلِّ أَمرٍ ( كلَّما طَنَنْتَ أَنّه ) قد ( أَجابَكَ إِلى ) القِيَامِ في ( حَاجَتِكَ تَقَاعَسَ ) ، وأَنشد الجوهَرِيّ لرؤبة :
لا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِىءٍ مُلَثْلِثِ
( *!وَلَثْلَثْتُ البَعِيرَ : لَدَدْتُه ) ، كذا في النّسخ ، وصوابه كَدَدْتُه ، بالكاف .
( و ) يقال (*! لَثْلِثُوا بِنا ) ساعةً ومَثْمِثُوا وتَمَثْمَثُوا وحَفْحِفُوا ، أَي ( رَوِّحُوا ) بنا ( قَلِيلاً ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! تَلَثْلَثَ بالمكانِ : تَحبَّسَ وتَمَكَّثَ .
وتَلَثْلَثَ في أَمْرِه : أَبْطَأَ .
لطث : ( لَطَثَه ) يَلْطُثُه لَطْثاً . أَهمله
____________________

(5/340)


الجوهَرِيّ ، وقال ابنُ دُرَيْد وابنُ الأَعْرَابيّ . أَي ( ضَرَبَه بعَرْضِ ) ، بضم العين وفتحها ، ( اليَدِ ، أَو بِعُودٍ عَرِيضٍ ) .
( و ) لَطَثَه ( : صَكَّهُ ) ، كلَطَمه .
( و ) لَطَثَه ( : جَمَعَهُ ) .
( و ) لَطَثَه ( بحَجَرٍ ) ولَطَسَه ، إِذا ( رَمَاهُ ) .
( و ) لَطَثَ ( الأَمحرُ فلاناً : صَعُبَ عَلَيْه ) .
وفي اللِّسان : لَطَثَه الحِمْلُ والأَمْرُ يَلْطُثُه لَطْثاً : ثَقُلَ عليه وغَلُظَ ، أَنشد ابن دُريد :
أَرْجُوكَ لما اسْتُلْطِثَ المَلاطِثُ
وسيأْتِي في لثط أَن اللَّثْطَ مقلوبُ اللَّطْثِ بمعنى الرَّمْيِ الخفيفِ والضَّرْبِ الخفيف .
( والمَلاطِثُ ) كمَساجِد : ( المواضعُ التي تُلْطَثُ بالحَمْلِ وبالضَّرْبِ ) ، قال شيخنا : اسم جَمْع ، أَو جمعٌ لا واحِدَ له ، أَوْ له واحدٌ مختَلَف فيه ، انتهى ، وهو في قولُ رؤبةَ :
ما زالَ بيْعُ السَّرَقِ المُهايِثُ
بالضَّعْفِ حتى استَوْقَرَ الملاطِثُ
وبه فَسَّرُوا .
( و ) يُروى فيه : المُلاطِثُ ( بالضَّمّ ) وهو ( الجَامِعُ ) هاكذا في النُّسخِ ، وهو الوجْهُ .
وقال أَبو عَمرٍ و : يعنِي به البَائِعَ .
( وتَلاَطثَ الموْجُ : تَلاطَمَ ) في البَحْرِ .
( و ) تَلاطَثَ ( القَوْمُ : تضَارَبُوا ) بالسُّويف أَو ( بأَيْدِيهِم ) .
( واللَّطْثُ : الفَسَادُ ) ، قاله ابن الأَعْرَابيّ ، ( و ) منه اشْتُقَّ مِلْطَث ( كمِنْبَرٍ ) ، وهو ( اسمٌ ) ، وقيل : مِن لَطَثه الأَمْرُ ، إِذا صَعُب عليه .
لعث : ( الأَلْعَثُ ) ، بالعين المهملة ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الأَزهرِيّ : هو ( الثَّقِيلُ البَطِىءُ ) .
____________________

(5/341)



( وقد لَعِثَ ، كفَرِحَ ) لَعَثاً . قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ :
ونَفَضْتُ عَنِّي نَوْمَها فسَرَيْتُهَا
بالقَوْمِ من تَهِمٍ وأَلْعَثَ وَانِى
والتَّهِمُ والتَّهنُ : الذِي أَثْقَلَه النُّعاسُ .
لغث : ( اللَّغِيثُ ) كَأَمِيرٍ ، أَهمله الجوهريّ وقال أَبو عَمرٍ و : هو مقلوبُ ( الغَلِيث ) يشارِكُه ( في مَعْنَيَيْهِ ) ، وهو ما يُسْوّى للنَّسْرِ ، يُجْعَل فيه السّمِّ فيُؤْخَذُ رِيشُه إِذا ماتَ . وأَيضاً الطّعَام المخلوط بالشَّعِيرِ ، كالبَغِيثِ ، قال أَبو محمّد الفَقْعَسِيّ :
إِنَّ البَغِيثَ واللَّغِيثَ سِيَّانْ
وقد تقدَّم في ترجمته ، وزاد في اللسان : وبَاعَتُهُ يقالُ لهم : البُغَّاثُ واللّغَّاثُ ، كِلاهما كرُمّانٍ .
لفث : ( الأَلْفَثُ ) ، بالفاءِ ، أَهمله الجوهريّ وصاحب السان ، وقال الصّاغانيّ : هو ( الأَحْمَقُ ) ، مثل الأَلْفَت ، بالمُثنّاة .
( واسْتَلْفَثَ ما عِنْدَه : اسْتَنْبطَ واسْتَقْصَى ) .
( و ) اسْتَلْفَثَ ( الخَبَرَ : كَتَمَه ) ( و ) كذا ( حاجتَه : قَضَاهَا ) .
( و ) اسْتَلْفَثَ ( الرِّعْىَ ) ، بكسر فسكون ، إِذا رعَاه و ( لم يَدَعْ منه شَيْئاً ) .
لقث : ( اللَّقْثُ ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان وهو ( الخَلْطُ ، كالتَّلْقِيثِ ) .
( و ) في التكملة : اللَّقَثُ ( : الأَخْذُ بِسُرْعةٍ واستِيعابٍ ، والفِعْلُ ) لَقِثَ ( كَفَرِح ) لَقثاً .
لكث : ( اللَّكْثُ ) أَهمله الجوْهَرِيّ ، وقال ابنُ الأَعْرابيّ : هو ( الضَّرْبُ ) ، ولم
____________________

(5/342)


يَخُصَّ يداً ولا رَجْلاً ، كاللِّكاثِ ، بالكسر .
وقال كُراع : اللّكاثُ : الضَّرْبُ ، بالضّمّ .
وقال غيره : لَكَثَه لَكحثاً ولِكَاثاً : ضَرَبَه بيدِه أَو رِجْلِه . قال كُثَيِّرُ عزَّةَ :
مُدِلٌّ يَعَضُّ إِذا نَالَهُنَّ
مِرَاراً ويُدْنِينَ فاهُ لِكَاثَا
( ولَكَثْتُه : جَهَدْتُه وحَمَلْتُ عَلَيْه ) في سَقْيٍ أَو دُؤُوبٍ .
( واللَّكَثُ بالتَّحْرِيك : داءٌ للإِبِلِ شِبْهُ البَثْرِ ) يأْخُذُها ( في أَفْوَاهِهَا ، كاللُّكَاثِ ) والنُّكَاثِ ( كغُرَابٍ ) قاله اللِّحْيَانيّ .
والفِعْل منه ( لَكِثَ ، كفَرِحَ ) .
وفي السان : اللُّكَاثَةُ : داءٌ يأْخُذُ الغَنَمَ في أَشْدَاقِها وشِفاهِها ، وهو مثلُ القُرْح ، وذالك في أَوّل ما تَكْدِمُ النَّبْتَ النَّبْتَ وهو قصيرٌ صغيرُ الفَرْعِ .
( و ) روى ثعلبٌ عن سلَمَةَ عن الفرّاءِ : ( اللُّكَاثُ ، كغُرابٍ : الحَجَرُ البَرّاقُ ) الأَملسُ يكون ( في الجِصِّ ) .
( و ) منه ( اللُّكَاثِيّ : ) الرَّجُلُ ( الشَّدِيدُ البَياضِ ) .
( و ) عن عَمْرٍ و ، عن أَبِيه : اللُّكَّاثُ ( كرُمَّانٍ : صُنَّاعُ الجِصِّ ) لا التُّجّار فيه .
( و ) اللَّكَثُ : الوَسَخُ من اللَّبَنِ يَجْمُد على حرْفِ الإِناءِ ، فتأْخذه بيدِك .
وقد ( لَكِثَ الوَسَخُ به ) وعليه ( كَفَرِحَ : لَصِقَ ) .
( و ) يقال : ( ناقَةٌ لَكِثَةٌ ) إِذا كانت ، ( سَمِينَة ) .
لوث : (*! اللَّوْثُ : القُوَّةُ ) والشِّدّة ، قال الأَعْشَي :
بِذَاتِ *!لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ : لَعَا
وناقَةٌ ذَاتُ*! لَوْثَةٍ *!ولَوْثٍ ، أَي قُوَّةٍ .
____________________

(5/343)



وفي اللسان : وناقَةٌ ذتُ لَوْثٍ ، أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ ، قد *!لِيثَ بها .
وعن اللَّيْثِ : ناقَةٌ ذتُ لَوْث : وهي الضَّخْمَةُ ولا يمنَعُهَا ذالك من السُّرْعة .
ورجل ذو لَوْثٍ ، أَي و قُوّةٍ .
( و ) اللَّوْثُ ( : عَصْبُ العِمَامَةِ ) .
*!ولاثَ الشَّيْءَ *!لَوْثاً : أَدارَهُ مرَّتينِ ، كما تُدار العِمَامةُ والإِزارُ .
ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه *!يَلُوثُها لَوْثاً ، أَي عَصَبَها ، وفي الحديث :
( فَحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أَو *!لَوْثَيْنِ ) أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ .
وقال ابنُ قُتَيْبَةَ : أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ ،*! لُثْتُ العِمَامَةَ *!أَلُوثُها لَوْثاً .
وفي التَّهْذِيبِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : اللَّوْثُ : الطَّيُّ ، واللَّوْثُ : اللَّيُّ .
( و ) اللَّوْثُ ( : الشَّرُّ ) .
( و ) اللَّوْثُ : ( اللَّوْذُ ) ، *!لاثَ بِه *! يَلُوثُ ، كلاَذَ ، وإِنّه لَنِعْمَ *!المَلاَثُ للضِّيفانِ ، أَي المَلاذُ ، وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ ها هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ ، يقال : هو *!يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ .
( و ) اللَّوْثُ ( : الجِرَاحاتُ ) .
( و ) اللَّوْثَ ( المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ ) .
قال أَبو منصور : ( و ) اللَّوْثُ عند الشّافِعيّ : ( شِبْه الدَّلاَلَةِ ) ولا يكونُ بَيِّنَةً تَامّةً ، وفي حديث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ ، وهو أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي ، أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بينهما ، أَو تَهْدِيدٍ منه له ، أَو نحوِ ذالك ، وهو من التَّلَوُّثِ : التَّلَطُّخِ ، كما سيأْتي .
( و ) اللَّوْثُ ( تَمْراغُ اللُّقْمَةِ في الإِهَالَةِ ) ، وفي اللسان وغيرهِ : تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ ، وهو بالفتح من المصادِر النّادرة .
( و ) اللَّوْثُ ( : لُزُومُ الدّارِ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
____________________

(5/344)



تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي لَيْسَ بذي دارٍ يَأْوهي إِليها ولا أَهْلٍ .
( و ) اللَّوْثُ ( : لَوْكُ الشَّيْءِ في الفَمِ ) كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا .
( و ) اللَّوْثُ : ( البُطْءُ في الأَمْرِ ) ، وقد*! لَوِثَ *!لَوَثاً ، *!والْتَاثَ ، وهو *!أَلْوَثُ ، كذا في المحكم .

وقال غيره : *!لاثَ فلانٌ عن حاجَتِي ، أَي أَبْطَأَ بها .
( *!واللُّوثَةُ بالضّمّ : الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ ) ورجل ذُو *!لُوثَة : بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذو ضَعْفٍ .
( و ) اللُّوْثَةُ ( : الحُمْقُ ) ، ويُفْتَح ، وذكَر الوَجْهَينِ ابنُ سِيدَهْ في المحكم ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
( و ) اللُّوثَةُ ( : الهَيْجُ ) ، بفتح فسكون ، و ( مَسُّ الجُنُونِ ) ، وعن الأَصمعيّ : *!اللَّوْثَةُ : الحَمْقَة ، *!واللَّوْثَة : العَزْمَة بالعَقْلِ .
وقال ابن الأَعرابيّ : *!اللُّوثَةُ *!واللَّوْثَةُ بمعنى الحَمْقَة ، فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْله قُلْتَ :*! لَوْثٌ ، أَي حَزْمٌ وقُوَّة .
وعن الليث : رجلٌ فيه *!لُوثَةٌ إِذا كان فيه اسْتِرْخاءٌ .
( و ) اللَّوْثَةُ في النَّاقَةِ ( كَثْرَةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ ) ويقال : نَاقَةٌ ذاتُ*! لَوثةٍ ، إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ .
( و ) اللُّوثَةُ : ( الضَّعْفُ ) عن ابنِ الأَعرابيّ ، ويفتح ، وفي الحديث : ( أَنّ رجُلاً كَانَ به لُوثَةٌ فكان يُغْبَنُ في البَيْعِ ) أَي ضَعْفٌ في رَأَيِهِ وتَلَجْلُجٌ في كَلامِه .
( و ) في الحديث : ( فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ *!لاثَ بهِ النَّاسُ ) ، أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ ، يقالُ : لاثَ بهِ *!يَلُوثُ ، *!وأَلاثَ بِمَعْنًى .
واللُّوثَةُ : ( خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها ) ، جمعُه لوثاتٌ .
( *!والالْتِيَاثُ ) : الاجتماعُ و ( الاخْتِلاطُ ) والالْتِبَاسُ ، وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه ، من
____________________

(5/345)


قولهم *!الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ ، إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ .
( و ) *!الالْتِياثُ : ( الالْتِفافُ ) يقال : *!الْتَاثَت الخُطُوبُ ، *!والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ .
( و ) *!الالْتِياثُ : ( الإِبْطَاءُ ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وهو البُطْءُ ، واْلتَاثَ وهو أَلْوَثُ .
*!والْتَاثَ فلانٌ في عمله ، أَي أَبْطَأَ ، كذا في المحكم ، وفي حديثِ أَبي ذَرَ : ( كُنَّا معَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذا *!الْتاثتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ ) ، وهي نَصْلٌ صغيرٌ ، أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت .
( و ) الالْتِيَاثُ : افتعالٌ من اللَّوْثِ ، وهو ( القُوَّةُ ) قال الأَزْهَرِيّ : أَنشد المَازِنِيّ :
*! فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْنْ
فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْنْ
( و ) الالْتِيَاثُ : ( السِّمَنُ ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وهو كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ ، وقد تقدّم .
( و ) الالْتِيَاثُ : ( الحَبْسُ ) والمُكْثُ ، افتعالٌ من اللَّوْثِ ، يقال : ما لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاناً ، أَي ما احْتَبَس ، ( كالتَّلْوِيثِ ) .
ظاهِر عبارته أَنه يشارك الالْتِياثَ في سائرِ مَعانيه المذكورة ، وليس كذلك ، وإِنما ساتُعْمِل الوجهانِ في معنى الاختلاط والالتفافِ فقط ، صرَّحَ به ابن منظور وغيرُه ، كما يَدلّ لذلك عبارتُه بعدُ .
( *!والتَّلْوِيثُ : التَّلْطِيخُ ) ، ومنه اللَّوْثُ في القَسَامَةِ ، وقد تقدّم .
( و ) *!التَّلْوِيثُ : ( الخَلْطُ والمَرْسُ ، كاللَّوْثِ ) ، وكلّ ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُشْتَه ولَوَّثْتَه .
*!ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ ، أَي لَطَّخَها .
ولَوَّثَ الماءَ : كَدَّرَه .
( و ) من المحاز : ( *!المَلاَثُ ) ، يقال : هو *!مَلاَثٌ من *!المَلاَوِثَةِ ، أَي المَلاَذُ السَّيِّد ( الشّرِيف ، *!كالمِلْوَثِ ، كمِنْبَرٍ ) ، لأَنّ الأَمرَ *!يُلاثُ به ويُعْصَب ، أَي
____________________

(5/346)


تُقْرَنُ به الأُمورُ وتُعْقَد ، و ( ج *!المَلاَوِثُ ) . عن الكسائي : يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم *!لَمَلاَوِثُ ، أَي يُطاف بهم *!ويُلاث ، وقال :
هَلاّ بَكَيْت *!مَلاَوِثاً
من آلِ عَبْدِ مَنَافٍ
( و ) كذالك ( *!المَلاوِثَة ) وقال :
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه
بفِتْيَانِ *!مَلاَوِثَةٍ جِلاَدِ
( *!والمَلاَوِيثُ ) في . قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ ، أَنشده يَعقوبُ :
كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ
فَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَا
قال ابن سِيدَه : إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ ، ولو تركَه لغَنِيَ عنه ، قال ابن بَرّيّ : ( فَقْدَ ) : مفعولٌ من أَجله ، أَي احتاج الصديق لهم لمّا هَلَكوا ، كفقد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ .
( *!واللُّوَاثَةُ بالضَّم : الجَمَاعَةُ ) من الناس ، وكذلك من سائرِ الحيوان ( *!كاللَّوِيثَةِ ) ، على فَعِيلة ، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى ، كذا في النّوادر ، ويقال : رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من الناس وهُوَاشَة .
( و ) *!اللُّوَاثَةُ ( : دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ ) لِئلاّ يَلْزَقَ به ، ( *!كاللُّوَاثِ ) ، بالضّمّ ، وعليه اقتصرَ ابنُ منظور ، ونقلَه عن الفَرّاءِ .
( و ) اللُّوَاثَة أَيضاً : ( الذي يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ) ويَتَلَطَّخُ به ، نقله الصّاغَانيّ .
( *!وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَت الرُّطْبَ ) بضمَ فسكون ( في اليابِسِ ) .
وعبارة اللّسان : *!وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ : يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرُّطْبُ بعد ذالك ، ثمّ قال : وقد يكون في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ، ولا يكاد يُقالُ في الثُّمَامِ : أَلْوَثَ ، ولاكن يقال فيه : بَقَلَ ، ولا يُقَال في العَرْفَجِ : *!أَلْوَثَ ، ولكن : أَدْبَى وامْتَعَسَ ( زِئْبِرُهُ ) .
____________________

(5/347)



( *!والأَلْوَثُ : المُسْتَرْخِي ، والقَوِيُّ ضِدٌّ ) ، وقد تقدّم أَن اللّوثَةَ ، بالضم : الضَّعْفُ ، وبالفَتْحِ : القُوّة والشّدّة ، والاسم مِن كلَ منهما أَلْوَثُ ، فيكون بهاذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد .
( و ) الأَلْوَثُ أَيضاً : ( البَطِىءُ ) الكلامِ ( الثَّقِيلُ ) ، وفي بعض الأُمهات : الكَلِيلُ ( اللِّسَانِ ) ، والأُنثى*! لَوْثَاءُ ، والفِعْلُ كالفِعْل .
( *!واللِّيثُ بالكسر : نباتٌ ) مُلْتَفٌّ ، صارت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قَبْلَهَا .
( ولِحْيَةٌ *!لَيِّثَةٌ ، ككَيِّسَةٍ ) : مُلْتَفّةٌ ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات ، فهو مَجاز ، ( اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه ) ، هاكذا في النُّسخ التي بأَيْدِينا ، وقد تكلَّم شيخُنَا على ذلك فقال : الأَوْلَى ( شَمَطُهَا ببياضِها ) ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة ، ثم الصواب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا ؛ لأَن الشَّمَطَ هو بياضُ الشَّيْبِ الذي يَعْتَرِي الشَّعرَ ، فتأَمَّلْ . انتهى ، وسيأْتي في ليث .
( ونَبَاتٌ *!لائثٌ ، *!ولاَثٌ ، *!ولَيِّثٌ ) ككَيِّسٍ ( : الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ ) والْتَبَس ، وكذالك الكَلأُ ، وفي بعض النسخ : ( على بَعْضِ ) ، فأَمّا لا ئِتٌ فعَلَى وَجْهِه ، وأَمّا *!لاثٌ : فقد يكونُ فَعِلاً ، كبَطِرٍ وفَرِقٍ ، وقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ ، ( وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عن لائث ، من لاث يلوث فهو لائثٌ ووزنهُ فالِع ) قال العَجّاج :
لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ ،*! كلاَثٍ ، والْتَاثَ وأَلاثَ ، *!كلاَثَ .
وقال ابن منظور : *!واللاّئِثُ *!واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات : ما قد الْتَبَس بعضُه على بعض ، تقول العَرَبُ : نباتٌ لائِتٌ ولاث ، على القلْب ، وقال عديّ بن زيد :
ويَلْهَدْنَ ما أَغْنَي الوَلِيُّ ولم*! يُلِثْ
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً ، ويقال : لم
____________________

(5/348)


يُلِثْ ، أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ ، من اللَّوْثِ وهو اللَّيُّ .
وقال أَبو عبيد : لاثٍ بمعني لائِث ، وهو الذي بعضُه فوقَ بعْضٍ .
( *!وأَلَثْتُ به مالِي : استَوْدَعْتُه إِيّاه ) ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعني اللَّوْذِ ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً في حِمايَتِه .
( *!والمُلَيَّثُ ، كمُعَظَّمِ ) من الرّجال : ( البَطِيءُ لِسِمَنِهِ ) .
( و ) اللَّيْثُ و ( اللاَّئِثُ : الأَسدُ ) ، من اللَّوْثِ وهو القُوَّة ، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذالك .
( و ) *!لاثَهُ المطرُ *!ولَوَّثَه .
و ( دِيمَةٌ*! لَوْثَاءُ ) ، وهي التي ( تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ ) كما تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وكذلك التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ ، كذا عن اللَّيث .
وقال أَبو منصور : السَّحَابَة *!اللَّوْثَاءُ : البَطِيئة ، وإِذا كان السَّحَابُ بَطِيئاً كان أَدْوَمَ لِمَطَرِه ، قال الشَّاعر :
من لَفْحِ سارِيَة *!لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
والذي قالَه اللَّيْث في اللَّوْثَاءِ ليس بصَحِيحٍ ، كذا في اللّسانِ .
( و ) إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ ( *!لَوِيثَةً من النَّاسِ ) أَي ( لَبِيثَةٌ ) ، وقد تَقَدَّم في محلّه ، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي ، وإِعادتُه هنا مع تقدّم قوله *!كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ ، كما هو ظاهر .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الأَلْوَث : الأَحْمَقُ ، كالأَثْوَلِ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ :
إِذا ما غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ
ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا *!بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
وعن ابن الأَعْرابيّ : اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وهو الأَحْمَق الجَبانُ ، وقال ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ :
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ
نَفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا
____________________

(5/349)



يقول : رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عند عوامّ الناس عاقِلاً .
ولم *!يُلِثْ ، في قول العجاج يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه :
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه ، أَي انْتِهاري .
وفي حديث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ ( التي *!تُلاثُ على أَفواهِهَا ) أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ .
وفي الحديث : ( أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُورُنِها *!فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ ) أَي أَدارَتْه ، وقيل : خَلَطَتْه ، وفي حديث ابنِ جَزْءٍ :
( وَيْلٌ *!لِلَّوَّاثِينَ الذين *!يَلُوثُونَ مع البَقَرِ ، ارفَعْ يا غلامُ ، ضَعْ يا غُلام ) قال ابن الأَثير . قال الحَرْبِيّ : أَظُنّه الذين يُدَار عليهم بأَلوانِ الطّعَام ، من اللَّوْث وهو إِدارةُ العمامةِ .
وجاءَ رجل إلى أَبي بكرٍ رضي الله عنه ( *!فَلاَثَ *! لَوْثاً من الكَلامِ ) أَي لَوَى كلاَمه ، ولم يُبَيّنه ، ولم يَشْرحْه ولم يُصَرِّح به ، يقال : لاَثَ بالشيْءِ *!يَلُوثُ به ، إِذا أَطافَ به ، وقال ابن قُتيبةَ : أَراد أَنه تَكلَّم بكلام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ ، حتى خَلا بِهِ .
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ ، أَي دَارَ .
*!واللِّثَةُ : مَغْرِزُ الأَسنانِ ، من هاذا الباب في قول بعضهم ، لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا .
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ : أَدارَه بها ، قال امرؤ القيس :
إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمَامَتُه
كما يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
*!واللُّوثُ : فِرَاخُ النَّحْلِ ، عن أَبي حنيفةَ .
ومن المَجاز : لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ ، كذا في الأَساس .

____________________

(5/350)


لهث : ( اللَّهْثانُ : العَطْشانُ ) ، وهي لَهْثَى .
وقال سَعيدُ بن جُبَيْر في المرأَة الَّهْثَى والشّيخِ الكبير ( إِنهما يُفْطِرَانِ في رَمضانَ ويُطْعِمانِ ) .
( وبالتَّحْرِيكِ : العطَشُ ) ، من المصادر القِيَاسِيَّة ، ( كاللَّهَثِ ، محرَّكةً ، واللَّهَاثِ ، بالفتح ) قال شيخنا : وذِكرُ الفتح مستدركٌ .
وفي اللّسَان : اللَّهَثُ واللُّهَثاثُ : حَرُّ العَطَشِ في الجَوْف ( وقد لَهِثَ ) لَهَاثاً ( كَسَمعَ ) سَمَاعاً .
( و ) يقال : به لُهَاثٌ شديدٌ ، ( كغُرَابٍ ) ، وهو ( حَرُّ العَطَشِ ) في الجَوْفِ وشِدَّتُه .
( و ) من المجاز : اللُّهاثُ . ( شِدَّةُ المَوْتِ ) ، يقال : هو يُقَاسِي لُهَاثَ المَوْتِ ، أَي شِدَّتَه .
( و ) اللُّهَاثُ : ( النُّقَطُ ) الحُمْرُ التي ( في الخُوصِ ) إِذا شَقَقْتَه ، ( عن الفَرّاءِ ) وهو تَتمَّةٌ مِن قوله ، وسيأْتي ، ( والقِيَاسُ ) فيه ( الكسرُ ، كنِقَاطٍ ) ، فيكون حينئذ جمعياً لِلُّهْثَةِ .
( ولَهَثَ ) الرَّجلُ والكَلْبُ ( كَمَنَعَ ) ولَهِثَ يَلْهَثُ فيهما بالكسر ، وكذلك الطَّائر ( لَهْثاً ) بالفتح ( ولُهَاثاً بالضمّ ) إِذا دَلَعَ ، أَي ( أَخْرَجَ لسانَه عَطَشاً أَو تَعَباً أَو إِعياءً ) ، وفي الحديث ( أَن امرأَةً بَغِيًّا رأَتْ كلْباً يَلْهَثُ فسَقَتْهُ فغُفِرَ لها ) .
وفي مُفْرداتِ الرّاغِب : اللَّهَثُ : ارتِفَاعُ النَّفَسِ من الإِعْيَاءِ وقيل : لَهثَ الكلْبُ : أَخرَجَ لسانَه من العَطَشِ ، ولَهِثَ الرّجلُ أَعْيَا ، ومثله في التَوشيح ، ( كالْتَهَثَ ) ، وأَنشد الأَصمعيّ :
وإِنْ رَأَى طالِبَ دُنْيَا يلْتَهِثْ
يَمْلُجُ خِلْفَيْهَا ارْتِغاثَ المُرْتَغِثْ
( واللُّهْثَةُ بالضَّمّ : التَّعَبُ ) ، عن أَبي عَمرٍ و .
( و ) اللُّهْثَةُ أَيضاً : ( العَطَشُ ) .
____________________

(5/351)



( و ) اللُّهْثَة أَيضاً : ( النُّقْطَة الحَمْرَاءُ ) التي تَراها ( في الخُوصِ ) إِذا شَقَقْتَه ، والجمع اللِّهَاثُ بالكسر .
( واللُّهَاثِيُّ ، كغُرَابِيَ ) ، من الرجال : ( الكَثيرُ الخِيلاَنِ الحُمْرِ في الوَجْهِ ) ، مأْخُوذ من اللُّهَاث ، كغُرَابٍ ، وهي النُّقَطُ في الخَوصِ ، وهذا تمامُ قولِ الفَرّاءِ .
( واللُّهَّاثُ ، كعُمّالٍ : صانِعُو الخُوصِ ) ، أَي عامِلُوه مُقْعَداتٍ ، وهي ( دَواخِلَّ ) ، بتشديد اللاّم ، واحدتها دَوْخَلَّة ، وهي من الأَوانِي التي تُصْنَع من خُوصِ النَّخِيل ليوضَعَ فيه التَّمْرُ ، وهي الشَّوغَرَةُ ، وهذا قول أَبي عَمْرٍ و .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما جاءَ في الحديث : ( في سَكْرَةٍ مُلْهِثَة ) أَي مُوقِعَة في اللَّهَثِ .
ليث : (*! اللَّيْثُ ) القُوَّة والشِّدة ، قيل : ومنه اللَّيْثُ بمعنى ( الأَسَد ، *!كاللاّئِثِ ) ، زعم كُراع أَنه مُشتقّ من اللَّوْثِ الذي هو القُوَّة ، قال ابن سيده : فإِن كان كذالك فالياءُ منقلِبة عن واوٍ ، وقال : وهاذا ليس بقويّ ؛ لأَن الياءَ ثابتة في جميع تصارِيفه ، ولذا ذكره المصنّف هنا . قلت : وما زعمه كُراع ذكره السُّهَيْليّ في الرَّوْض ، وصَوَّبعه جماعة .
وإِنّه لبَيِّن *!اللِّيَاثَةِ .
والجَمْع *!لُيُوثُ ، ويقال : يَجْمَعُ اللَّيْثَ *!مَلْيَثَةٌ ، مثل مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَة ، قال الهُذليُّ :
وأَدْرَكَتْ من خُثَيْمٍ ثَمَّ *!مَلْيَثَةٌ
مِثْلُ الأُسُودِ على أَكْتَافِها اللِّبَدُ
( و ) قال عَمْرُو بنُ بَحْرٍ : اللَّيْثُ : ( ضَرْبٌ من العَنَاكِبِ ) قال : وليس شيءٌ من الدّوابِّ مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصَوَابِ الوَثْبَةِ ، والتَّسْدِيدِ ، وسُرْعَةِ الخَطْفِ ، والمُدَارَاة ، لا الكلْبُ ولا عَنَاقُ الأَرْضِ ولا الفَهْدُ ، ولا شَيْءٍ من ذواتِ الأَرْبعِ ، وإِذا عاين الذُّبابَ ساقِطاً لطَأَ بالأَرض ، وسَكّنَ جوَارحَه ، ثمّ جمعَ نفْسه وأَخرّ الوَثْب إِلى وقْتِ
____________________

(5/352)


الغِرّةِ ، وتري منه شيئاً لم تَرَهُ في فَهدٍ ، وإِنْ كانَ موْصُوفاً بالخَتْلِ للصيْدِ .
وعن الليْثِ ، قال : اللَّيْثُ : العَنكبوتُ ، وقيل : الذي يأَخُذُ الذُّبَابَ وهو أَصغَرُ من العنْكبوتِ .
( و ) اللَّيْثُ في لغةِ هُذَيْلٍ : ( اللَّسِنُ ) الجَدِلُ ( البلِيغُ ) .
( و )*! لَيْثٌ : ( أَبو حيَ ) ، وهو لَيْثُ ابن بَكْرِ بنِ عبدِ منَاةَ بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الْيَاسِ بنِ مُضرَ .
وفي التّهْذِيب : بنو لَيْثٍ : حَيٌّ من كِنَانَةَ .
( و ) *!اللِّيث ، ( بالكسر : ) وادٍ معروفٌ ، أَو ( : ع ) بالحجاز ، وهو ( بين السِّرِّينِ ) ، بالكسر وتشديد الرّاءِ المفتوحة ، ( ومكةَ ) ، زِيدتْ شَرفاً ، ( وله يومٌ ) معروف ، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة يَرثِي ابْنَه :
وقد كانَ يومُ اللِّيثِ لو قُلْتَ أُسْوةً
ومَعْرِضَةً لو كنْتَ قُلتَ لقَائِلِ
( و ) اللِّيث ، بالكسر : ( جمعُ *!الأَلْيَثِ : الشُّجَاعِ ) ، عن ابنِ الأَعْرابيّ ؛ كبِيضٍ جمع أَبيضَ ، والشُّجاع ، بالجر : بَدلٌ من الأَلْيَثِ ، قصد به تَفسيرهَ ، قاله شيخُنا ، وفي حديث ابنه الزُّبير : ( أَنَّه كان يُواصل ثَلاثاً ثم يُصْبِحُ وهو *!أَلْيَثُ أَصحابِه ) أَي أَشَدُّهم وأَجْلدُهم ، وبه سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً ، كذا في اللَّسان ، قال شيخُنَا : ومن كتبه : ( والشجاع ) فقد حرَّفه ؛ لأَنَّه لا معنَي له .
( *!وتَليَّثَ ) الرَّجلُ ( صار*!- لَيْثِيَّ الهَوي ) والعصبِيَّةِ ، قال رُؤْبةُ :
دُونَكَ مدْحاً من أَخٍ*! مُلَيَّثِ
عَنْكَ بما أَوْلَيْتَ في تَأَثُّثِ
وفي اللسان :*! تَليَّثَ : صارَ*! كاللّيْثِ . ( *!كلَيَّث ) *!واستَلْيثَ ( *!ولُيِّثَ ) مبنيًّا على المفعول .
وفي الأَساس : لَيّثَ : انتَمي لبني لَيْثٍ .
____________________

(5/353)



( *!والمِلْيَثُ ، كمِنبر : الشَّدِيدُ ) العارِضَةِ ، وقيل : الشَّدِيدُ ( القَوِيُّ ) .
( و ) *!المُلَيَّثُ ( كمُحَمَّد : السَّمِينُ المُذَلَّلُ ) ، نقله الصَّاغَانيّ .
( *!والمُلَيِّيثُ ، كعُصيْفير : ) الخَدْلُ ( اللمُمْتَلِىءُ الكَثِيرُ الوَبَرِ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( *!واللَّيْثَةُ من الإِبِلِ : الشَّدِيدَةُ ) القَوِيَّةُ .
( و ) قولهم : إِنه لأَشْجَعُ من ( لَيْثِ عِفِرِّينَ ) ، قال أَبو عمْرٍ و : هو الأَسدُ ، وقال الأَصمعيّ : هو دابَّةٌ مثلُ الحِرْباءِ تَتَعرَّضُ للرْاكِبِ ، نُسِب إِلى عِفِرِّينَ ، اسمِ بَلَدٍ ، قال الشاعر :
فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً
*!ولَيْثَ عِفِرِّينٍ إِليّ سَواءُ
وسيأْتِي ذِكْرُه ( في ) حرف ( الرّاءِ ) إِن شاءَ الله تعالى .
( خ ومما يستدرك عليه :
*!لاَيَثَه ، إِذا زايَلَه مُزايَلَةً ، قال الشاعر :
شَكْسٌ إِذا لاَيَثْتَهُ لَيْثِيُّ
ويقال : لايَثَهُ ، أَي عامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ ، أَو فاخَرَه بالشَّبَهِ *!باللَّيْثِ .
*!واللَّيْثُ : أَنْ يكونَ في الأَرْضِ يَبِيسٌ فيُصِيبَه مَطَرٌ فينْبُتَ فيكونَ نِصْفُه أَخضَرَ ونصفُه أَصفَرَ .
ومكان *!مَلِيثٌ *!ومَلُوثٌ ، وكذلك الرأْسُ إِذا كان بعضُ شَعَرِه أَسوَدَ وبعضُه أَبْيَضَ ، وهذا ذكرَه المصنِّف في لوث ، وهو بالواو وبالياءِ .
*!واللِّيثُ ، بالكسر : نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ ، صارت الواو ياءغ لكسرةِ ما قبلها ، وقد تقدّم .
2 ( فصل الميم ) مع المثلّثة ) 2
متث ( *!مُتُّوثٌ ، كسَفُّودٍ ) أَهمله الجَوْهريّ وهو ( قَلْعَةٌ بينَ وَاسِطَ والأَهْوَازِ ) ، منها
____________________

(5/354)


عليّ بنُ زهيادٍ ، رَوعي له الخَطيبُ .
وقال ابن الأَثير : *!مَتُّوثُ : بلدَةٌ بين قُرْقُوبَ وكُوَرِ الأَهواز .
*!وَمَتْثَى : أَبو يُونُسَ عليه السلامُ ، سُرْيَانيّة ، أَخبر بذالك أَبو العلاءِ ، قال ابنُ سِيدهَ : والمعروف مَتَّى ، وقد تقدَّم .

مثث : ( *!مَثَّ ) العَظْمُ : سال ما فيه من الوَدَكِ .
*!ومَثَّ ( النِّحْيُ ) ، بالكسر ، وهو الزِّقُّ ، *!يَمُثُّ *!مَثًّا ( : رَشَحَ ) ، وقِيلَ : نَتَح قال الجوهريّ : ولا يقال فيه : نَضَحَ ، وروى في حديث عُمَرَ : (*! يَمُثُّ *!مَثَّ الحَمِيتِ ) . ومَثَّ الحَمِيتُ : رَشحَ ( *!كَمَثْمَثَ ) ، ووُجدَ في بعض النّسخ : تَمَثمثَ ، وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَنَّ رَجُلاً جاءَ إلى عُمَرَ يَسْأَلُه ، قال : هَلَكْتُ ، قال : أَهَلَكْتَ وأَنْتَ *!تَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ ؟ ) أَي تَرْشَحُ من السِّمَنِ ، ويروى بالنون .
( و ) مَثَّ ( اليَدَ ) والأَصابِعَ بالمِنْدِيلِ ، أَو بالحَشِيشِ ونحوِه مَثًّا : ( مَسَحَها ) ، لغة في مَشَّ ، وفي حديث أَنَسٍ : ( كانَ له مِنْدِيلٌ يَمُثَّ بِهِ المَاءَ إِذا تَوَضَّأَ ) أَي يَمْسَحُ به أَثرَ الماءِ وينَشِّفُه ، وقيل : كلّ ما مَسَحْتَه فقدْ *!مَثَثْتَه مَثًّا ، وكذالك مَشَشْتَه ، قال امرؤ القيس :
*!نَمُثُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا
إِذا نَحْنُ قُمْنَا عن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ
ويروى ( نَمُشُّ ) .
( و ) مَثَّ ( الشَّارِبَ ) إِذا ( أَطْعَمَه ) شيئاً : ( دَسِماً ) ، وعن ابن سِيدَهَ : مَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثًّا : أَصابَهُ الدَّسَمُ فرأَيتَ له وَبِيصاً .
قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ أَنّ مَثَّ ونَثَّ بمعنًى واحدٍ ، وسيأْتي ذِكْرُ ( نثّ ) .
وقال أَبو زيد : مَثَّ شارِبَهُ *!يَمُثُّه مَثًّا إِذا أَصابَهُ دَسَمٌ فمَسَحَه بيَدَيْهِ ، ويُرَى أَثَرُ الدَّسَمِ عليهِ .
____________________

(5/355)



( و ) قال أَبو تُرابٍ : سَمِعتُ أَبا مِحْجَنٍ الضبابِيَّ يقول : مَثَّ ( الجُرْحَ ) ومَشَّهُ أَي ( نَفَى عنه غَثِيثَتَه ) . وقال أَبُو ترابٍ أَيضاً : سَمِعتُ واقِعاً يقول : مَثَّ الجُرْحَ ، ونَثَّه ، إِذا أَدْهَنَه ، وقال ذالك عَرّام .
قال شيخُنا : ووقع في رَوْضِ السُّهَيْليّ في خبرِ أَبرهة : كلّما سَقَطتْ منهُ أُنْمُلَةٌ تَبِعَتْهَا مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحاً ودَماً ، قال السُّهَيْليّ : ( أَلْفَيْتُه ) في نسخةِ الشيخ : تَمُثّ وتَمِثّ بالضّمّ والكسر ، فعلى رِوايَةِ الضّمّ يكون الفِعْلُ مُتَعَدِّيا ، وقَيْحاً : مفعولُه ، وعلى روايعة الكسر يكون غيرَ متعدَ وقَيْحاً تمييزٌ في قولِ أَكثرهم وهو نظير تَصَبَّبَ عَرَقاً وتَفَقَّأَ شَحْماً ، وكذالك كان شيخُنا أَبو الحسن بن الطَّرَاوةِ يقول في مثله هذا ، انتهى . (*!ومثمث ) الرجل ،إذا أشبع الفتيلة بالدهن ) وفي نسخة :من الدهن
(و) *!مثمثت *!مثمثه :خلط يقال*! مثمث أمرهم،إذا خلطه ومثمث أيضا (تعتع وتحرك مثْل مَزْمَزَ ، عن الأَصمعيّ ، يقال : أَخذَه *!فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه ، إِذا حرَّكَه وأَقْبَلَ به وأَدْبَرَ .
( و ) مَثْمَثَ : ( غَطَّ في الماءِ ، و ) قال الشاعر :
ثُمّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثَاثَا
نَكَفْتُ حَيثُ مَثْمَثَ *!المِثْماثَا
( *!المِثْمَاثُ ) ، بالكسر ، ( المَصْدَرُ ، وبالفتح ، الاسْمُ ) ، يقول : انَتْكَفْتُ أَثَرَه ، والأَفْعَى تُخَلِّطُ المَشْىَ ، فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً .
____________________

(5/356)



هاكذا ذكره الجوهريّ في تفسير الرَّجَزِ ، قال الصّاغَانيّ : والرّواية : نَكَّفَ ، يُريد أَن الحيَّةَ يَستَحِثّ نَفْسهَ إِذا طَلَبَ شَيئاً ، والصَّوابُ في التَّفْسِير انْتَكَفَ أَثَرَه ، والرَّجز من الأَراجيزِ الأَصمَعِيّات .
( و ) يقال : (*! مَثْمِثُوا بنا ) ساعةً ، وثَمْثِمُوا ( كلَثْلِثُوا ) ، أَي رَوِّحُوا بنا قَليلاً ، وقد تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَثَّ الرجلُ يَمُثُّ : عَرِقَ من سَمِنٍ .
وجاءَ يَمُثّ ، إِذا جاءَ سَمِيناً يُرَى على سَحْنَتِه وجِلْدِه مثلُ الدُّهْن ، قال الفرزدق :
تَقُولُ كُلَيْبٌ حين *!مَثَّتْ جُلُودُهعا :
وأَخْصَبَ من مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
( ) واستدرك شيخُنَا هنا :
*!مَثَّى بالمثلّثة : لغة في مَتَّى ، وعَزَاه إِلى لسان العرب عن أَبي العلاءِ ، وقد ذكرنا ف المادة التي قبلها أَنه : مَتْثَى . بالمثنّاة ثم بالمثلّثة ، على الصّواب ، لا ما ذكره شيخنا .
ونَبْتٌ *!مَثّاثٌ : نَدٍ ، قال :
أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى*! مَثّاثَا
محث : ( ) مَحَثَ . الشيْءَ ، كحَثَمَه ، كذا في اللسان ، وهو مستدرك على المصنّف ، وقال شيخنا : المَحث بالفتح : هو الذي يخالِط الناس ويأْكلُ معهم ويَتَحَدّث ، وعزاه إِلى ناموس القاري ، ولكنه لم يضبط هل هو باحلاءِ المهملة أَو المعجمة ، فإِن كان بالمعجمة ، وثَبَت ، فهو مستدرك على أَربابِ الغريب .
مرث : ( مَرَثَ التَّمْرَ ) بيدِه ، يَمْرُثه مَرْثاً : لغة في ( مَرَسَه ) إِذا مَاثَه ودَافَه ، وربما قيل : مَرَذَه ، والمَرْثُ : المَرْسُ .
( و ) مَرَث الصَّبِيُّ ( الإِصْبَعَ : لاَكَها ) ، ومَرَثَ الصَّبِيُّ يَمْرُث ، إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه ، وفي حديث الزُّبير : ( قال لابنِه : لا تخَاصِمِ الخَوَارِجَ
____________________

(5/357)


بالقُرآنِ ، خاصِمْهُمْ بالسُّنَّةِ ، قال ابنُ الزُّبَيْر : فخاصَمْتُهُم بها ، فكأَنَّهُم صِبْيانٌ يَمْرُثُونَ سُخُبَهُم ) أَي يَعَضُّونَها وَيَمَصُّونَهَا ، والسُّخُب : قلائِدُ الخَرَزِ ، يعنِي أَنهم بُهِتُوا وعَجَزوا عن الجواب .
( و ) مَرَثَ ( الرَّجُلَ : ضَرَبَه ) ، ورواية أَبي عُبَيْد : مَرَثَ بهِ الأَرْضَ وَمرَّثها : ضَرَبَها به ، ورواية الفَرّاءِ : مَرَنَ بالنّون .
( و ) مَرَثَ ( الوَدَعَ يَمْرُثُه ) ، بالضّمّ ( ويَمْرِثه ، بالكسر ) مَرْثاً : ( مَصَّه ) .
وعن ابن الأَعرابيّ : المرْث : المَصُّ ، قال : والمَرْثَة : مَصَّةٌ الصَّبِيِّ ثَدْيَ أُمِّه مَصَّةً واحِدَةً ، وقد مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً ، إِذا مَصَّ ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب :
فَرَجَعْتُهمْ شَتَّى كأَنّ عَميدَهُم
في المَهْدِ يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَعُ
( و ) مَرَثَ ( الشَّيْءَ ) يَمْرُثُه مَرْثاً : ( لَيَّنَه ) حتى صارَ مثلَ الحَسَاءه ، ثمّ تَحَسَّاهُ .
وكلّ شيْءٍ مُرِذَ فقد مُرِثَ .
وقال الأَصمعيّ في باب المُبدَل : مَرَثَ فُلانٌ الخُبْزَ في الماءِ ، ومَرَذَه ، قال : هاكذا رواه أَبو بكرٍ عن شَمِرٍ بالثّاءِ والذّال .
( و ) مَرَثَ الشيءَ ( في الماءِ ) يَمْرُثُه ويَمْرِثُه مَرْثاً ( : أَنْقَعَه ) فيه .
( و ) مَرَثَ ( السَّخْلَةَ ) إِذا ( نَالَهَا بِسَهَكٍ ) ، محرّكةً ، وهو الذَّفَر ، ( فلم تَرْأَمْها أُمُّها لذلك ، كمَرَّثَها ) تَمْرِيثاً .
قال ابن جُعَيْل الكَلْبيّ . يقال للصّبيّ إِذا أَخذَ وَلَدَ الشّاةِ : لا تَمْرُثْه بيَدِكَ فلا تُرْضِعَهُ أُمُّه ، أَي لا تُوَضِّرْه بِلَطْخِ يَدِك ، وذلك أَنَّ أُمَّه إِذا شَمَّتْ رَائِحَةَ الوَضَرِ نَفَرَت منه .
وقال المُفَضَّل الضَّبِّيّ : يقال : أَدْرِكْ عَنَاقَكَ لا يُمَرِّثُوهَا ، قال : والتَّمْرِيثُ أَنْ يَمْسَحَها القَومُ بأَيْدِيهِم وفيها غَمَرٌ فلا تَرْأَمَها ( أُمُّها ) من رِيحِ الغَمَرِ .
ومن ذلك ما جاءَ في الحديث : ( أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمأَتَى السِّقَايَةَ وقال : اسْقُونِي ، فقال العبّاس : إِنَّهم
____________________

(5/358)


قد مَرَّثُوه وأَفْسَدُوه ) قال شَمرٌ : مَرَّثُوهُ أَي وَضَّرُوه ، ووَسَّخُوه بإِدخالِ أَيْدِيهِم الوَضِرَةِ ، قال : ومَرَّثَه ووَضَّرَه واحدٌ ، كذا في اللّسان .
( والمِمْرَثُ ، كمِنْبَرٍ ) من الرّجالِ ( : الصَّبُورُ على الخِصامِ ) ، والجمعُ مَمارِثُ .
( و ) ( قال ) ابن الأَعرابيّ : المَرْثُ : الحِلْمُ ، ورجُلٌ مِمْرَثٌ ، وهو ( الحَلِيمُ ) الوَقُور ، وفي بعضَ النسخ بإِسقاط الواو من ( والحَلِيم ) ، ( كالمرِثِ ) ككَتِفِ .
( وقد مَرِثَ ) الرجلُ ( كفَرِحَ ) إِذا حَلُمَ وصَبَرَ .
( والتَّمْرِيثُ : التَّفْتِيتُ ) ، وأَنشد :
قَرَاطِفُ اليُمْنَةِ لم تُمَرَّثِ
أَي لم تُفَتَّت .
( وأَرْضٌ مُمَرَّثَةٌ ) ، كمُعَظَّمة ( : أَصابَها مَطَرٌ ضَعِيفٌ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
مغث : ( المَغْثُ : المَرْثُ ) ، يقال : مَغَثَ الدَّوَاءَ في الماءِ يَمْغَثُه مَغْثاً : مَرَثَهُ .
وَمَغَثَ الشيءَ يَمْغَثُه مَغْثاً : دَلَكَه ومَرَسَه .
وأَصلُ المَغْثِ : المَرْثُ والدَّلْكُ بالأَصابِعِ ، وفي حديثِ عثمانَ ( أَنّ أُمَّ عَيّاش قالت : كُنْتُ أَمْغَثُ له الزَّبِيبَ غُدْوَةً فيشْرَبُه عَشِيَّةً ، وأَمْغَثُه عَشِيَّةً فيشرَبُه غُدْوَةً ) .
( و ) المَغْثُ : ( الضَّرْبُ الخَفِيفُ ) يقال : مَغْثُوا فُلاناً ، إِذا ضَرَبُوه ضَرْباً ليس بالشَّدِيدِ ، كأَنَّهم تَلْتَلُوه .
( و ) المَغْثُ : ( هَتْكُ العِرْضِ ) ولَطْخُه ، يقال : مَغَثْت عِرضَه بالشَّتْم ، ومَغَثَ عِرْضَه يَمْغَثُه مَغْثاً : لَطَّخه ، قال صَخْرُ بنُ عُمَيْر :
مَمْغُوثَة أَعْرَاضُهُم مُمَرْطَلَةْ
( كَمَا تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ )
مَمْغُوثَة ، أَي مُذَلَّلَة .
( و ) مَغَثَ العِرْضَ : ( مَضْغَه ) ، قال
____________________

(5/359)


الجوهَرِيّ : مَغَثُوا عِرْضَ فلانٍ ، أَي شَانُوه ومَضَعُوه .
( و ) المَغْثُ عند العَربِ : ( الشَّرّ ) وأَنشد :
نُوَلِّيهَا المَلاَمَةَ إِنْ أَلِمْنَا
إِذا ما كَانَ مَغْثٌ أَو لِحَاءُ
معناهُ إِذا كانَ شَرٌّ أَو مُلاحَاةٌ .
ورجلٌ مَغِثٌ ومَغِيثٌ : شِرِّيرٌ ، على النَّسَب .
( و ) المَغَث : ( القِتَالُ ) والْتِباسُ الشُّجَعَاءِ في الحربِ والمَعْرَكَة .
ومَغَثَهُم بِشَرَ مَغْثاً : نَالَهُم .
( و ) المَغْثُ : ( التَّغْرِيقُ في الماءِ ) ، قال سَلَمَةُ : مَغَثْتُه وَغَتَتُّه ( ومصَحْتُه ) وغَطَطْتُه بمعني غَرَّقْته ، وكلك قَمَسْتُه .
( و ) المَغْثُ : ( العَبَثُ ) هاكذا في النسخ ، وهو من زياداته .
والمغْثُ : العرْكُ في المصَارعة .
( وككتِفٍ ) : الرجُلُ ( المُصَارِعُ الشّدِيدُ ) العِلاجِ ، كالمُماغِثِ .
ورجلٌ مُماغِثٌ ، إِذاك ان يُلاحُّ الناسَ ويُلادُّهُم .
( و ) مَغْثُ الحُمَّي : تَوْصِيمُها .
و ( المَمْغُوثُ : المَحمُومُ ) ، عن ابن الأَعْرابِيّ ، وقد مُغِثَ ، إِذا حُمّ ، وفي حديثِ خَيْبَرِ : ( فمغَثَتْهُم الحُمَّي ) أَي أَصابتْهُم وأَخَذتْهم .
( و ) المَمغوثُ ( من الكلإِ : المصْرُوعُ من المطرِ ، كالمَغِيثِ ) ، يقال مَغَثَ المَطَرُ الكَلَأَ يَمْغَثُه مغْثاً ، فهو مَمْغُوثٌ ومَغِيثٌ : أَصابه المَطَرُ فغَسلَه فغَيَّرَ طعْمَه ولوْنَه بصُفْرَة وخَبَّثَه وصرَعَه .
( وماغِثٌ : لَقبُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارث ) بن شهاب .
( والمِغَاثُ ) بالكسر ( والمُمَاغَثَةُ : الحِكَاكُ والمُخاصَمَةُ ) ، يقال : بينهما مِغَاثٌ ، أَي لِحَاءٌ وحِكَاكٌ .
( و ) المُغَاثُ : أَهْوَنُ أَدْوَاءِ الإِبِلِ ، عن الهَجَريّ .
____________________

(5/360)



وهو ( كَغُرَابٍ : شَجرةٌ . وقِيرَاطانِ من عِرْقِهِ مُقَيِّىءٌ مُسْهِلٌ ) وفي نسخة أُخرى : ( وكَغُرَابٍ : نَباتٌ في عِرْقِه سُمِّيّةٌ ، شُرْبُ حَبَّة منه يُسْهِلُ ويُقَيِّىءُ بإِفْرَاطٍ جدًّا ) ثم إِن هاذه الخَواصَّ التي ذكرها غريبةٌ لم يَتَعَرّضْ لها الأَطِبّاءُ .
قال ابنُ الكُتبيّ في مالا يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه : مُغَاثٌ : هي عُرُوقٌ تُجْلَبُ إِلى البلادِ ، وهي حارَّة رَطْبَة في أَواخرِ الثّانيةِ ، أَجْوَدُهَا البِيضُ الهَشَّةُ المائِلَةُ إِلى صُفْرَةٍ ، وهو مُسَمِّنٌّ مُقَوّ للأَعضاءِ ، جابرٌ لوَهْنِها ، نافِعٌ من الكَسْر والرَّضّ ضِمَاداً وشُرْباً ، وينفع من النِّقْرِسِ والتَّشَنُّجِ ، ويُلين صلابَةَ المَفَاصِل ، ويُحسّن الصّوتَ ، ويَجْلُو الحَلْقَ والرِّئَةَ ، ويُحَرِّكُ الباهَ ، ولم نَقِفْ له على ماهِيّة ، غير أَنّ الذين يَذكرون عنه يقولون : عُروقٌ شأْنُها كَاذ ، وقيل : إِنه عُرُوقُ الزُّمَّانِ البَرِّيّ ، وليس بثَبتٍ ، وقيل : إِنه نوعٌ من السّورنجان ، وهذا غيرُ مُسْتَبْعَدٍ .
وأَبسط منه قول الحكيم في التَّذْكرة : مُغَاثٌ : نَبْتٌ بالكَرَجِ وما يَلِيهَا ، يكون عُرُوقاً بعيدةَ الإِغوار في الأَرض غليظة ، عليها قِشْرٌ إِلى السَّواد والحُمْرة ، تَنْكَشِط عن جِسمٍ بينَ بيَاضٍ وصُفْرَةٍ ، أَجْودُه الرَّزينُ الطّيِّبُ الرّائِحَةِ الضّارب إِلى حَلاوةٍ مع مَرارَةٍ خفيفةٍ ، ولم نَعْرِفْ كَيْفِيَّتَه بأَكثرَ من هاذا ، لاكن بَلَغَنِى أَن لَه أَوراقاً خَشِنَةً عريضةً كأَوراقِ الفُجْل ، وزَهْراً أَبيضَ ، وَبِزْراً كأَنّه حَبُّ السُّمْنَة ويسمى القِلْقِلَ ، ومن ثَمَّ ظُنَّ أَنه الرُّمّان ، وقيل هو ضَرْبٌ من السّورنجان ، وتَبقَى قُوَّتُه نحْوَ سَبعِ سنينَ ، ومنه نوعٌ يُجْلَب من عَبَّادَانَ نحو الشّامِ ، ضعيفُ الفِعْل ، وهو المُسْتَعْمَل بمصرَ . . إِلى آخر ما ذكر .
مكث : ( المكْثُ ، مُثَلّثاً ، ويُحَرَّكُ ، والمِكِّيثَي ) مثال الخِصِّيصَي ، عن كُرَاع واللِّحْيَانيّ ، ويُقْصَر ( ويُمَدّ ، والمُكُوثُ والمُكْثانُ ، بضمِّهما ) والمَكَاثُ والمَكَاثَةُ بفتحهما : الأَنَاةُ و ( اللُّبْثُ ) والانْتِظَارُ .
ويقال : المُكْثُ : الإِقَامَةُ مع الانْتِظَار والتَّلَبُّثِ في المَكَان .
____________________

(5/361)



( والفِعْلُ كنَصَرَ وكَرُمَ ) . قال الله عز وجلّ : { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } ( سورة النمل ، الآية : 22 ) قال الفَرَّاءُ : قَرَأَها النّاسُ بالضّم ، وقرأَها عاصِمٌ بالفَتْح ، ومعنى ( غَيْرَ بَعِيدٍ ) : غيرَ طَوِيلٍ من الإِقَامَةِ .
قال أَبو منصور : اللُّغَة العَالِيَة مَكُثَ ، وهو نادرٌ ، ومَكَثَ جائِزَةٌ ، وهو القياسُ .
( والتَّمَكُّثُ : التَّلَبُّثُ ) وقال أَبو منصور : تَمَكَّثَ ، إِذا انْتَظَرَ أَمْراً . وأَقام عليه ، فهو مُتَمَكِّثٌ منتظِرٌ .
( و ) التَّمَكُّثُ أَيضاً : ( التَّلَوُّمُ ) ، يقال : سار الرجُلُ مُتَمَكِّثاً ، أَي مُتَلَوِّماً .
( والمَكِيثُ ، كأَمِير : الرَّزِينُ ) الذي لا يَعْجَلُ في أَمرِه ، وهُم المُكَثَاءُ والمَكِيثُون ، قال أَبو المُثَلَّم يعاتِبُ صَخْراً :
أَنَسْلَ بَنِي شِعَارَةَ مَنْ لِصَخْرٍ
فإِنِّي عن تَقَفُّرِكُمْ مَكِيثُ
وفي شرح نَهْجِ البلاغَةِ لابن أَبي الحَدِيد : ومن المَجَازِ : فُلانٌ مَكِيثُ الكلامِ ، أَي بَطِيئُه .
( و ) مَكِيثُ بنُ عَمْرِو بنِ جَراد الجُهَنِيّ ( جَدّ رافِعٍ وجُنْدَبٍ الصّحابِيَّيْنِ ) رضي الله عنهما ، هكذا في النُّسَخ ، والصواب والدُ ، بَدل جَدّ ، شَهِدَ رافعٌ الحُدَيْبِيَة ، ووَلَى جُنْدَبٌ صَدقاتِ جُهَيْنَةَ .
( و ) مَكِيثٌ ( والِدُ جَنَابٍ ) ، عن سَلْمِ بنِ عَبْدِ الله بنِ حَبِيبٍ .
( و ) مَكِيثٌ ( جَدُّ الحارِثِ بنِ رافِعٍ ) روى عن أَبيهِ المذكور .
والمَاكِثُ : المُنْتَظِرُ وإِنْ لم يَكُنْ مَكِيثاً في الرَّزانَةِ ، وفي الحديثِ : ( أَنَّه تَوَضَأَ وُضُوءاً مَكِيثاً ) أَي بَطِيئاً مُتَأَنِّياً غيرَ مُستعجِلٍ ، ورَجُلٌ مَكِيثٌ : ماكِثٌ .
والمَكِيثُ أَيضاً : المُقِيمُ الثَّابِتُ ، قال كُثَيِّرٌ :
____________________

(5/362)



وَعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ وارْتَكَى
يَجُرُّ كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافِرُ
ملث : ( المَلْثُ : تَطْيِيبُ النَّفْسِ بِكَلامٍ ) ، يُقَال : مَلَثَه بِكَلامٍ ، إِذا طَيَّبَ به نَفْسَه ، ولا وَفاءَ له ، وَملَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً .
وفي الأَساس : وسأَلتُه حاجة فَمَلَثَنِي ( مَلْثاً ) ، أَي طَيَّبَ نَفْسِي بوَعْدٍ لا يَنْوِي به وَفاءً .
( و ) المَلْثُ ( : الوَعْدُ بلا نِيَّةِ الوَفَاءِ . ) ابن سِيدَه : مَلَثَه يَمْلُثُه مَلْثاً : وَعَدَه عِدَةً كأَنَّه يَرُدُّه عَنْهَا ، وليس يَنْوِي له وفاءً .
وفي شرحِ نَهْجِ البلاغَة لابنِ أَبي الحَدِيد : المَلْثُ : الوَعْدُ الخَفِيّ . قال شيخُنا : وهذا غريبٌ .
( و ) المَلْثُ ( : أَوَّلُ سَوَادِ اللَّيْلِ ) وهو حينَ اختِلاطِ الظُّلْمَةِ ، وقيل : هو بَعْدَ السَّدَفِ .
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : المَلْثَةُ والمَلْثُ : أَوّلُ سَوادِ المَغْرِب ، فإِذا اشتَدّ حتى يأْتِيَ وَقْتُ العِشَاءِ الأَخيرةِ فهو المَلْسُ ، فلا يُمَيَّزُ هاذا من هاذا ؛ لأَنّه قد دخَلَ المَلْثُ في المَلْسِ .
( ويُحَرَّكُ ) ، وسيأْتي قريباً ، ( كالْمُلْثَةِ ، بالضَّم ) ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) المَلْثُ ( : الضَّرْبُ الخَفِيفُ ) وهو التَّلْتَلَةُ ، كالمَغْثِ ، وقد تقَدّم .
( و ) المَلْثُ ( : الضَّعْفُ عن الجَرْيِ ) يقال : مَلَثَ السَّبُعُ والأَرْنَبُ ، إِذا ضَعُفَا عن الجَرْيِ .
( و ) المَلِثُ ( بالكسرِ : مَنْ لا يَشْبَعُ مِنَ الجِمَاعِ ) ، وضبطه الصّاغَاني ككَتِفٍ .
( ومَالَثَ ) بالكَلامِ مِلاَثاً : ( دَاهَنَه ) به ( وَلاَعَبَه ) ، قال الشّاعر :
تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
من غَزَبٍ ليس بِذِي مِلاثِ
كذا أَنشده ابنُ الأَعْرَابِيّ بكسر الميم .
____________________

(5/363)



( ومُلِّثُ ) ، بضمّ الميم وتشديد اللاّم المسكورة : ( ة بالعِرَاقِ ) من السَّواد ، نقله الصّاغَانيّ .
( و ) قولهم : ( أَتَيْتَهُ مَلْثَ الظّلامِ ) ومَلَسَ الظّلامِ ( ويُحَرَّكُ ) وعند مَلْثِه ( أَي حِينَ اخْتَلَطَ ) الظّلامُ ، ولم يَشتَدَّ السّوادُ جِدًّا حتى تَقُولَ : أَخُوك أَم الذِّئْبُ ، وذالك عند صَلاةِ المَغْرِب وبعدَهَا .
وعن أَبي زَيْد : مَلَثُ الظَّلام : اختلاطُ الضَّوءِ بالظُّلْمَةِ ، وهو عند العِشَاءَ ، وعند طُلُوعِ الفَجْرِ .
وفي الأَساس ( جِئْتُه ) مَلَثَ الظَّلامِ ( وَمَلَسَ الظَّلامِ وهو حين ) يَخْتَلِطُ . ورَبِيعَةُ تقولُ الصَلاةِ المَغْرِبِ . صَلاةُ المَلَثِ .
ومَلَثَهَ بالشَّرِّ : لَطَّخه ( به ) .
وتقول : ما كان عَهْدُه إِلاّ وَلْثاً ، ووَعْدُه إِلاّ مَلْثاً .
موث : ( *!ماثَهُ ) أَي الشيْءَ *!يَمُوثُه (*! مَوْثاً ) : مَرَسَه بيَدِه ، *!ويَمِيثُه لُغَةٌ ، إِذا دَافَه ، قاله ابنُ السِّكِّيتِ ، ومثله في التّوْشِيح .
وقال الهَرَوِيّ : ماثَه *!وأَماثَه ، أَي ثُلاثيًّا ورُباعيًّا ، وأَنكره ابنُ الاثِيرِ .
( و ) قال الجوهريّ : ماثَ الشَّيْءَ في الماءِ يَمُوثُه مَوْثاً ، و (*! مَوَثَانَاً ، محرَّكةً : خَلَطَه ودَافَه ، فانْماثَ ) هو فيه ( *!انْمِيَاثاً ) والكَلِمَة واويّة ويائِيّة .
ومن المجاز : لِبَنِي عُذْرَةَ قُلوبٌ *!تَنْمَاثُ كما*! يَنْمَاثُ الملْحُ في المَاءِ .
ميث : ( *!المَيْثُ : المَوْثُ ) *!مَاثَ الشَّيْءَ *!مَيْثاً : مَرَسَه ، *!وماثَ المِلْحَ في الماءِ : أَذابَهُ ، وكذلك الطِّينَ ، وقد *!انْمَاثَ . عن ابن السِّكِّيتِ .
وعن اللّيث : ماثَ *!يَمِيثُ مَيْثاً : أَذابَ المِلْحَ في الماءِ حتى *!امَّاثَ *!امِّيَاثاً ، وكلُّ شيْءٍ مَرَسْتَه في الماءِ فذَابَ فيهِ من زَعْفرَانٍ وتَمْرٍ وزَبِيبٍ وأَقِطٍ ، فقد *!مِثْتَه ، (*! كالتَّمْيِيثِ ) *!والإِماثَة
____________________

(5/364)


( *!والامْتِياثِ ) *!والأَمِّيَاثِ ، بتشديد الميم .
قال اللّيث : كلُّ شَيْءٍ مَرَسْتَه في الماءِ فذابَ فيه ، فقد *!مِثْتَه *!ومَيَّثْتَه ، وفي حديث أَبي أُسَيْد : ( فَلَمَّا فَرَغَ من الطَّعَامِ *!أَماثَتْه فسَقَتْه إِيّاه ) . قال ابنُ الأثير : هاكذا رُوِيَ : أَماثَتْه ، والمعروف : ماثَتْه .
قلت : وقد تقَدّم الإِشارَةُ إِليه .
وفي حديث عليَ : ( اللّهُمّ*!َ مِثْ قُلُوبَهُم كما *!يُماثُ المِلْحُ في الماءِ ) .
( *!والمَيْثَاءُ : الأَرْضُ ) اللَّيِّنَةُ من غير رَمْلٍ ، وكذالك الدَّمِثَةُ ، وفي الصّحاح : *!المَيْثَاءُ : الأَرْضُ ( السَّهْلَةُ ، ج مِيثٌ ، كهِيفٍ ) جمع هَيْفَاءَ .

وفي اللِّسَان : المَيْثَاءُ : الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ ، والرَّابِيَةُ الطَّيِّبَةُ .
والمَيْثَاءُ : التَّلْعَةُ التي تَعْظُمُ حتّى تَكونَ مِثلَ نِصْفِ الوادِي أَو ثُلُثَيْه .
( و ) المَيْثَاءُ : ( ع ، بالشّامِ ) .
( وذو *!المِيثِ بالكسر : ع ، بعَقِيقِ المدِينَةِ ) على ساكِنِهَا أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام .
( و )*! الامْتِيَاثُ : الرَّفَاهِيَةُ وطِيبُ العَيْشِ ، وقد ( امْتَاثَ ) الرَّجُلُ ، إِذا أَصابَ لِينَ المَعَاشِ .
( و ) *!امْتَاثَ الرّجلُ ( الأَقِطَ ) لنَفْسِه ، إِذا ( مَرَسَه في الماءِ وشَرِبَه ) ، وقال رؤبة :
فقُلْت إِذ أَعْيَا *!امْتِيَاثاً *!مائِثُ
وطاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ
( *!والمَيِّثُ ) كسَيِّدٍ : ( اللَّيِّنُ ) .
ومن المجاز : رَجُلٌ*! مَيِّثُ القَلْبِ ، أَي لَيِّنُه .
*!ومَيَّثَ الرّجُلَ : ذَلَّلَهُ .
*!وَمَيَّثَه : لَيَّنَه ، وأَنشد لمُتَمِّمٍ :
وذُو الهَمِّ تُعْدِيهِ صَرِيمَةُ أَمْرِه
إِذا لَمْ *!تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل
وَمَيَّثَه الدَّهْرُ : حَنَّكَه وذَلَّلَه .
____________________

(5/365)



*!وتَمَيَّثَ : ذَلَّ واسْتَرْخَى ، وكلّ ذلك مَجاز .
( *!وتَمَيَّثَتِ الأَرْضُ ) إِذا ( مُطِرَت فلاَنَتْ ) وبَرَدَتْ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( *!المُسْتَمِيثُ : الغِرْقِىءُ ) وقِشْرُ البَيْضِ ، كما تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! مَيْثَاءُ : اسمُ امرأَةٍ . قال الأَعْشَى :
*!لِمَيْثَاءَ دَارٌ قد تَعَفَّتْ طُلُولُها
عَفَتْهَا نَضِيضاتُ الصَّبَا فَمَسِيلُها
*!وامْتَاثَ ، إِذا خَلَطَ ، وبه فُسِّر أَيضاً قولُ رُؤْبةَ المتقدّمُ .
*!وَمَيْثَاءُ ، عن عائِشَةَ .
وأَبو *!المَيْثَاءِ : مُسْتَظِلّ بنُ حُصَيْنٍ عن عَلِيّ ، وعن أَبي ذَرَ .
وأَبُو المَيْثَاءِ : أَيُّوبُ بن قُسْطَنْطِينَ المِصْرِيّ ، حدَّثَ عن يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ .
ونَجبَةُ بنُ أَبِي المَيْثَاءِ ، قيل .
2 ( فصل النون ) مع المثلّثة ) 2
نأَث : ( *!نأَت عنه ، كمَنَع ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغانيّ أَي ( بَعُدَ ) ، وأَبْطَأَ . ( وسَعَى *!نَأْثاً *!ومَنْأَثاً ) ، بالفتح ، أَي سَيْراً بَطِيئاً ، وسَيرٌ*! مِنْأَثٌ : بَطِىءٌ ، قال رُؤبةُ :
واعْتَرَفُوا بَعْدَ الفِرَارِ المِنْأَثِ
إِذْ أَبْطَأَ الحَافِرُ مالَمْ يُنْبَثِ
( *!والمُنْأَثُ بالضّم : المُبْعَدُ ) ، وقد *!أَنْأَثَهَ *!إِنْآثاً .
نبث : ( النَّبْثُ : النَّبْشُ ) ، قال الجوهريّ : نَبَثَ يَنْبُثُ ، مثل نَبَشَ يَنْبُشُ ، وهو الحَفْرُ باليَدِ وجمعُه : أَنْبَاثٌ .
____________________

(5/366)



أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
حتّى إِذا وقَعْنَ كالأَنْبَاثِ
غَيرَ خَفِيفاتٍ ولا غِرَاثِ
وقَعْن : اطمَأَنَنَّ بالأَرْضِ بعدَ الرِّيّ .
( كالانْتِباثِ ) ، نَبَثَه ، وانْتَبَثَه .
( و ) النَّبْثُ : ( : الغَضَبُ ) ، وهو مَجاز .
( وبالتحْرِيكِ : الأَثَرُ ) .
وفي الأَساس و ( ما رَأَيْتُ ) بأَرْضِهِمْ نَبِيثاً : أَثَرَ حَفْرٍ .
وفي اللسان : ويقال : ما رأَيْتُ له عَيْناً ولا نَبثاً كقولك : ما رأَيْتُ له عَيْناً ولا أَثَراً ، قال الرّاجِز :
فلا تَرَى عَيْناً ولا أَنْبَاثَا
إِلاّ مَعَاثَ الذِّئْبِ حينَ عاثَا
فالأَنْبَاثُ : جمع نَبَث ، وهو ما أُبْئِرَ وحُفِرَ ، واسْتُنْبِثَ .
( والنَّبِيثَةُ : تُرَابُ البِئْرِ والنَّهْرِ ) ، قال الشاعر أَبو دُلامةَ :
إِنِ النّاسُ غَطَّوْنِي تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ
وإِنْ بَحَثُونِي كان فِيهِم مَبَاحِثُ
وإِنْ نَبَثُوا بِئرِي نَبَثْتُ بِئارَهُم
فَسَوْفَ تَرَى ماذَا تُرَدُّ النَّبائِثُ
قال أَبو عُبَيْد : هي ثَلَّةُ البِئرِ البِئرِ إِذا حُفِرَت ، وقد نُبِثَتْ نَبْثاً .
وفي اللسان : نَبَثَ التُّرَابَ يَنْبُثُه نَبْثاً ، فهو مَنْبُوثٌ ، ونَبِيثٌ : استخرجه من بِئْرٍ أَو نَهْرٍ ، وهي النَّبِيثَةُ ، والنَّبِيثُ والنَّبَثُ .
وذكر ابنُ سِيده ، في خُطْبةِ كتابِه مما قَصَدَ به الوَضْعَ من أَبي عُبَيْدٍ القاسمِ بنِ سَلاّمٍ في استِشهادِه بقولِ الهُذَلِيّ :
لَحَقُّ بني شِعَارَةَ أَن يَقُولُوا
لصَخْرِ الغَيِّ ماذا تَسْتَبِيثُ
على النَّبِيثَةِ التي هي كُنَاسَةُ البِئر ،
____________________

(5/367)


وقال : هيهاتَ الأَرْوَى من النَّعَامِ الأَرْبَد ، وأَينَ سُهَيْلٌ من الفَرْقَد ، والنَّبِيثَةُ من نَبَثَ ، وتَسْتَبِيثُ من ( بوث ) أَو ( بيث ) . انتهى .
وقال زُهَيْر يصِفُ عَيْراً وأُتُنَهُ :
يَخِرُّ نَبِيثُها عن جانِبَيْهِ
فلَيْسَ لوَجْهِه مِنْهَا وِقَاءُ
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : نَبِيثُهَا : ما نُبِثَ بأَيْدِيها ، أَي حَفَرتْ مِن التُّراب ، قال : وهو النَّبِيثُ والنَّبِيذُ والنَّجِيثُ كُلُّه واحدٌ .
( والانْتِبَاثُ : التّنَاوُلُ ) لِمِثْل العَصَا ونحوها ، ( وأَن يَرْبُوَ السَّوِيقُ ونَحْوُه في الماءِ ) ، كالانْتِباذِ ، ( والتَّقْلِيصُ على الأَرْضِ حالةَ القُعُودِ ) ، نقله الصّاغانيّ :
( و ) من المجاز : فُلانٌ ( خَبِيثٌ ) نَبِيثٌ أَي ( شِرِّيرٌ ) ، ومثله في الأَساس ، وفي بعض النّسخ ( إِتباع ) ، ومثله في الصّحاح .
( والأُنْبُوثَةُ ) : بالضَّمّ : ( لُعْبَةٌ ) للصِّبْيانِ ، وذالك أَنهم ( يَدْفِنُون شَيْئاً في حَفِيرٍ ، فَمَن اسْتَخْرَجَه غَلَبَ ) .
ومن المجاز : نَبَثُوا عن الأَمْرِ : بَحَثُوا ( عنه ) .
وهو يَسْتَنْبِتُ أَخاه عن سِرِّه : يَسْتَبْحِثُه .
وأَبْدَى فُلانٌ نَبِيثَةَ القَوْمِ ونَبَائِثَهم .
وبَيْنَهُم شَحْناءُ ونَبَائِثُ .
ولا يَزَالُونَ يَتَنَابَثُون عن الأَسْرَارِ ، ويَتباحثون ( عن الأَخْبَارِ ) .
وتقول : ظَهَرَتْ نَبَائِثُهم ، ولم تَخْفَ خَبائِثُهُم ، كل ذلك في الأَساس .
وفي النِّهايَة لابنِ الأَثِير : وفي حديث أَبي رافع : ( أَطْيَبُ طَعَامٍ أَكَلْتُ في الجاهِلِيَّةِ نَبِيثَةُ سَبُعٍ ) أَراد لَحْماً دَفَنَه السَّبُعُ لوَقْتِ حاجَتِه في موضِعٍ ، فاستخرجه أَبو رافِعٍ فأَكَلَه .
____________________

(5/368)



وفي اللسانِ عن ابنِ الأَعْرَابيّ : النَّبِيثُ : ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحرِ .
قلت : وسيأْتي في آخر هذا الباب ، عنه أَيضاً ، أَنه اليَنْبِيثُ ، بتقديم التّحتيّة على المُوَحَّدَة ، وتقدّم أَيضاً في بنث ما يتعلّق به ، فراجِعْه ، فإِمّا أَنّ أَحَدَهما تَصْحِيفٌ عن الآخر أَو لُغتانِ .
نثث : ( *!نَثَّ الخَبَرَ *!يَنُثُّه ) ، بالضّمّ ، ( *!ويَنِثُّه ) ، بالكسر ، *!نَثًّا ، إِذا ( أَفْشَاهُ ) .
*!والنَّثُّ : نَشْرُ الحَدِيثِ ، وقيل : هو نَشْرُ الحديثِ الذي كَتْمُهُ أَحَقُّ من نَشْرِه ، ويُرْوَى قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ الأَنْصَاريّ :
إِذا جَاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإِنّه
*! بنَثَ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ قَمِينُ
ورَجُلٌ*! نَثّاثٌ *!ومِنَثٌّ . عن ثعلب .
وفي التّهْذِيب : أَما قولك : نَثَّ الحديثَ *!يَنُثُّه *!نَثًّا ، فهو بضمّ النُّون لا غيرُ ، وذالك إِذا أَذَاعَه . وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : ( لا *!تَنُثُّ حَديثَنا *!تَنْثِيثاً ) *!النثُّ كالبَثِّ . تقول : لا تُفْشِي أَسرارنَا ، ولا تُطْلِعُ الناسع على أَحوالِنا .
*!والتَّنْثِيثُ مصدر تُنَثِّثُ ، فأَجراه على *!تَنُثُّ . ويروى بالباءِ الموحّدة .
ثم إِن شيخَنا أَنكر على المصنِّف إِتْيَانَ مضارعِ هاذا الفعلِ بالوَجهينِ ، وذكرَ أَن الجَوْهَرِيّ اقْتَصَرَ على الضّمّ كابنِ مالكٍ وغيره ، وأَن ليس للمصنِّف فيه مُسْتَنَدٌ ، مع أَن الوَجهينِ مذكورانِ في اللِّسَان والمُحْكَم وغيرهما ، وأَيُّ مُسْتَنَدٍ أَعظمُ منهما ؟
( و ) نَثَّ ( الجُرْحَ : دَهَنَه ) ، كمَث ( وذالك الدُّهْنُ *!نِثَاثٌ ، ككِتَابٍ ) .
( و ) في التهْذِيب : ثَنْثَنَ ، إِذا رَعَى الثِّنَّ ، و (*! نَثْنَثَ ) إِذا ( عَرِقَ ) عَرَقاً ( كَثِيراً ) .
*!ونَثَّ العَظْمُ *!نَثًّا : سالَ وَدَكُهُ .
( و )*! نَثْنَثَ ( الزِّقُّ ) إِذا ( رَشَحَ ) ما فِيه من السَّمْن ( *!كنَثَّ *!يَنِثُّ ) ،
____________________

(5/369)


بالكسر ،*! نَثًّا و (*! نَثِيثاً ) مثل : مَثَّ يَمِثُّ ، بالميم .
وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه ( وأَنْت *!تَنِثّ *!نَثَّ الحَمِيتِ ) وفي روايةٍ :*! نَثِيثَ الحَمِيتِ ، يقال : نَثَّ *!يَنِثُّ ، *!نَثِيثاً ومَثَّ يَمِثُّ ، إِذا عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيت على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْنِ
وقال أَبو عُبَيْد : *!النَّثِيثُ : أَن يعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِه وكَثْرَةِ لَحْمِه .
( و ) نَثَّ ( اليَدَ ) بالمِنْدِيلِ ، إِذا ( مَسَحَها ) كمَثَّ .
( *!والنُّثَّاثُ ) ، كتُجَّارٍ : جمع *!نَاثٍّ ، عن أَبي عَمرٍ و ، وهم ( المُغْتابُون ) للمُسْلِمين ، والذاكِرُون لمَساوِيهم .
( *!والمِنَثَّةُ ) ، بالكسر ، ( كمِدَقَّةٍ : صُوفَةٌ يُدْهَنُ بها ) الجُرْحُ .
( *!والنَّثِيثَةُ : رَشْحُ الزِّقّ ) أَ ( والسِّقاءِ ) .
( *!والنَّثُّ : الحَائِطُ النَّدِيُّ ) المُسْتَرْخِي . قال ابن سِيدَه : أَظُنّه فَعلاً ، كما ذهبَ إليه سيبويهِ في طَبَ وبَرَ .
( وكلامٌ غَثٌّ *!نَثٌّ إِتْبَاعٌ ) ، ومثله في اللّسان .
نجث : ( نَجَثَ ) الشيْءَ يَنْجُثُه نَجْثاً ، وتَنَجَّثَه : استَخْرَجَه ، وعن الأَصمعيّ : نَجَثَ ( عنه ) ، أَي عن الأَمرِ ، ونَبَثَ و ( بَحَثَ ) بمعنًى واحدٍ ( كتَنَجَّثَ ) الأَخبارَ : بَحَثَهَا ، ( فهو نَجَّاثٌ ) عن الأَخبارِ : بَحّاثٌ .
( و ) قال الأَصمعيّ : رجُلٌ نَجَّاثٌ ، و ( نَجِثٌ ) ككَتِفٍ : يَتَتَبَّع الأَخْبَارَ ويَسْتَخْرِجُهَا ، وأَنشد الأَصمعيّ :
ليس بَقَسّاصٍ ولا نَمَ نَجِثْ
والنَّجْثُ : الإِخْرَاجُ ، والنَّجْثُ : الاسْتِخْراجُ ، وكأَنَّه بالحديثِ أَخَصّ ، وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : ( ولا تُنَجِّث عن أَخْبَارِنَا تَنْجِيثاً ) .
والنَّجْثُ : النَّبْشُ ، وفي حديث هِنْد أَنّهَا قالَتْ لأَبِي سُفْيَانَ ، لمّا نَزَلوا بالأَبْواءِ في غزْوَةِ أُحُدٍ : ( لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمّدٍ ) صلى الله عليه وسلم أَي نَبَشْتُم .
( و ) نَجَثَ فُلانٌ ( القَوْمَ : اسْتَغْواهُم ) ،
____________________

(5/370)


بالغين في سائر الأُصول ، وقال أَبو عُبيدة : ويقال اسَتَعْواهُم ، بالعين المهملة وبهما ضُبِطَ في نسخة الصّحاح التي عندنا ، وكذا نُسخة القاموس . وفي اللّسَان : نَجَثَ فُلانٌ بني فلانٍ يَنجُثُهم نَجْثاً : اسْتَغْواهم ( واسْتَغَاثَ بِهِم ) ويقَال : يَسْتَعْوِيهِم ، بالعين .
( والاستِنْجاثُ : الاستِخْرَاجُ ) والمُسْتَنْجِثُ : المستَخْرِج ، ( كالانْتِجاثِ ) والنَّجْثِ ، والتَّنَجُّثِ ، وأَنشد الأَصمعيّ :
أَو يَسْمَعُ العَوْراءَ تُنْثَى لم يُبِثْ
سَفَاتَها عن سُوئِها فَيَنْتَجِثْ
( و ) الاسْتِنْجَاثُ ( التَّصَدِّي للشَّيْءِ ) والإِقْبَالُ عليه والوَلُوعُ به ، واسْتَنْجَثَ الشيْءَ : تَصَدّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه .
( و ) النَّجِيثُ ، و ( النَّجِيثَةُ ) : ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ ، مِثل ( النَّبِيثَة ) .
( و ) النَّجِيثَةُ : ( ما ظَهَرَ من قَبِيحِ الخَبَرِ ) .
( و ) يقال : ( بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ) وَنَكِيثَتُه أَي ( بُلِغَ مَجْهُودُه ) .
( والنَّجِيثُ : البَطِىءُ ) ، ( وبَقْلَةٌ ) تُشْبِهُ النَّجْمَةَ .
( و ) من المَجاز : النَّجِيثُ ( : سِرٌّ يُخْفَى ) .
وهو نَجِيثُ القَوْمِ ، أَي سِرهم . قال الفرَّاءُ : من أَمثالهم ، في إِعلانِ السِّرِّ وإِبْدَائه بعدَ كِتْمانِه قولُهم : ( بدا نَجِيثُ القَوْمِ ) ، إِذا ظَهَرَ سِرُّهُم الذي كانوا يُخْفُونه .
ونَجِيثُ الثَّنَاءِ : ما بَلَغَ منه .
ونَجِيثُ الحُفْرَةِ ما خَرَجَ من ترابِها .
وأَتَانَا نَجِيثُ القَوْمِ ، أَي أَمرُهُم ( الذي ) كانُوا يُسِرُّونَه .
( و ) النَّجِيثُ : ( الهَدَفُ ، وهو تُرابٌ يُجْمَعُ ) سُمِّيَ نَجِيثاً ؛ لانتِصابِه واسْتِقْبَالِه .
وقيل : النَّجِيثُ : تُرَابٌ يُسْتَخْرَج ويُبْنَى منه غَرَضٌ ويُرْمَى فيه ، قال لَبيدٌ يَذْكُرُ بَقرَةً :
مَدَى العَيْنِ منها أَن تُرَاعَ بنَجْوَةٍ
كَقَدْرِ النَّجِيثِ ما يَبُدُّ المُنَاضِلا
____________________

(5/371)



أَراد أَنّ البَقَرَةَ قَريبةٌ من وَلدِهَا تُرَاعِيه كقَدْرِ ما بينَ الرّامي والهَدَفِ .
( والنُّجْثُ ، بالضّمّ و ) يُروى ( بَضَمَّتَيْنِ : الدِّرْعُ ) ( وغِلافُ القَلْبِ ) ، ( وبَيْتُ الرَّجُلِ ) الذِي يكون فيه ( ج : أَنْجَاثٌ ) قال :
تَنْزُو قُلُوبُ النّاسِ في أَنْجَاثِها
( والتَّنَاجُثُ : التَّبَاثُّ ) والتَّبَاحُث .
( والانْتِجَاث : الانْتِفاخُ وظهُورُ السِّمَنِ ) في الدّابَّةِ ، يقال : انْتَجَثَت الشَّاةُ ، إِذا سَمِنَتْ ، قال كُثَيِّرُ عَزّةَ يَصف أَتاناً :
تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءٍ السِّمَاكِ
وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثَا
وأَمْرٌ له نَجِيثٌ ، أَي عاقِبَةُ سَوْءٍ .
نحث : ( ) نحث ، بالحاءِ المهملة بعد النُّون ، هاذا المادّة أَهملَها المُصَنّف ، والصّاغَانِيّ ، وقد جَاءَ منها :
النَّحِيث ، وهو لغةٌ في النَّحِيفِ ، عن كرَاع ، قال ابن سِيدَهْ : وأُرَى الثاءَ فيهِ بَدَلاً من الفاءِ ، والله أَعلم .
نعث : ( نَعَثَه ، كمَنَعَه ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغَانيّ ( : أَخَذَه ) وتَنَاوَلَه ، ( كانْتَعَثَه ) .
( وأَنْعَثَ في مالِه ) : قَدَّمَ فيه ، وقيلَ : ( أَسْرَفَ ) ، وقيلَ : بَذَّرَه .
( و ) أَنْعَثَ ( : أَخَذَ في الجَهِازِ للمَسِيرِ ) .
( و ) يقال : ( هُمْ في أَنْعَاثٍ أَي دَأَبُوا في أَمْرِهم ) ، كذا في التكملة .
نغث : ( النَّغَث ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعْرَابِيّ : هو ( الشَّرُّ الدّائمُ الشّدِيدُ ) ، يقال : وقَعْنَا في نَغَثٍ ، وعِصْوَادٍ ، ورَيْبٍ ، وشِصْبٍ ، بمَعنًى ، كذا في اللّسان .
نفث : ( نَفَثَ يَنْفُثُ ) ، بالضَّمّ ، ( ويَنفِثُ ) ، بالكسر ، نَفْثاً ونَفَثَاناً ، محرّكة ، ( وهو
____________________

(5/372)


كالنَّفْخِ ) مع رِيقٍ ، كذا في الكَشّاف .
وفي النَّشْرِ : النَّفْث : شِبْهُ النَّفْخِ يكون في الرُّقْيَة ولا رِيقَ معه ، فإِن كان معه رِيقٌ فهو التَّفْل ، وهو الأَصحّ ، كذا في العناية .
وفي الأَذكار : قال أَهلُ اللّغةِ : النصفْثُ : نَفْخٌ لَطِيفٌ بلا رِيقٍ .
( و ) النَّفْث ( : أَقَلُّ من التَّفْلِ ) ، لأَنّ التَّفْلَ لا يكون إِلاّ ومعه شَيْءٌ من الرِّيقِ ، وقيل : هو التَّفْل بِعَيْنِه .
ونقل شيخُنا عن بعضهم : النَّفْثُ : فوقَ النَّفْخِ أَو شِبْهُه ودُونَ التَّفْلِ ، وقد يكون بلا رِيقٍ ، بخلاف التَّفْلِ ، وقد يكون بِريقٍ خفِيفٍ ، بخلافِ النَّفْخِ .
وقيل : النَّفْثُ : إِخْرَاجُ الرِّيحِ من الفَمِ بقليلٍ من الرِّيقِ .
وفي المصباح : نَفَثَه من فَمِه نَفْثاً ، من باب ضَرَبَ : رَمَى به .
ونَفَثَ ، إِذا بَزَقَ ، وبَعْضهُم يقول : إِذا بَزَقَ ولا ريقَ معه .
ونَفَثَ في العُقْدَةِ عند الرُّقَى ، وهو البُصَاقَ الكَثِيرُ .
وفي الأَساس : النَّفْث : الرَّمْيُ .
والنَّفْث : الإِلْهَامُ والإِلْقَاءُ ، كما في المصباح ، وهو مجاز ، وفي الحديث ، ( أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمقال إِنّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي ) أَي أَوْحَى وأَلْقَى ، كذا في النهاية .
( و ) من المجاز في الحديث : ( اللّهُمّ إِنّي أَعُوذ بِكَ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، من هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه ) فأَمّا الهَمْز والنَّفْخ فمذكورانِ في موضعهما ، وأَمّا ( نَفْثُ الشَّيْطَانِ : الشِّعْرُ ) .
وقال أَبو عُبيد : وإِنما سُمّيَ النَّفْثُ شِعْراً ، لأَنّه كالشَّيْءِ يَنْفُثه الإِنسانُ من فِيهِ ، مِثل الرُّقْيَة .
وذَا من نُفَاثَاتِ فلانٍ ، أَي من شِعْرَه .
( و ) في المصباح ونَفَثَه نَفْثاً : سَحَرَه .
____________________

(5/373)



وفي الأَساس : امرأَةٌ نَفَّاثَةٌ : سَحّارَةٌ ، ورَجلٌ مَنْفُوثٌ : مَسْحُورٌ .
وقوله عزّ وجل : { وَمِن شَرّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ } ( سورة الفلق ، الآية : 3 ) هُنَّ ( السّواحِرُ ) حين يَنْفُثْنَ في العُقَدِ بلا رِيقٍ .
( والنُّفَاثَةُ ، ككُنَاسَةِ : ما يَنْفُثُه ) أَي يُلْقِيهِ ( المَصْدُورُ ) أَي مَنْ بهِ عِلَّةٌ في صَدْرِه ، وكثيراً ما يُطْلَق على المَحْزُون ( مِنْ فِيه ) ، وفي المثل : ( لا بُدّ للمَصْدُورِ أَنْ يَنْفِثَ ) .
( و ) نُفَاثَةُ ( : أَبو قَوْمٍ ) من بَنِي كِنَانَةَ ، وهُم بَنُو نُفَاثَةَ بنِ عَديّ بن الدُّئِل ، منهم نَوْفَلُ بنُ مُعاوِيَةَ ابنِ عُرْوَةَ بنِ صَخْرِ بنِ يَعْمُرَ بنِ نُفَاثَةَ ، له صُحْبةٌ .
( و ) النُّفَاثَة ( : الشَّطِيبَةُ ) ، بالطاءِ المهملة بعد الشين ، هاكذا في نسختنا ، والصّواب على ما في اللسان وغيره : الشَّظِيَّةُ ( من السِّواكِ ) ، بالظَّاءِ المُشالة ، وهي التي ( تَبْقَي في الفَمِ فتُنْفَثُ ) أَي تُرمَي ، يقال : لو سأَلَني نُفَاثَةَ سِواكٍ من سِوَاكِي هاذا ما أَعْطَيْتُه ، يعني ما يَتَشَظَّي من السِّوَاك ، فيبْقَي في الفَمِ فيَنْفُثُه صاحِبُه .
( و ) الحَيّة تَنْفُثُ السُّمَّ حين تَنْكُزُ .
والجُرْحُ يَنْفُثُ الدَّمَ ، إِذا أَظْهَرَه .
وسُمٌّ نَفِيثٌ ، و ( دَمٌ نَفِيثٌ ) ، إِذا ( نفَثَه ) عِرْقٌ أَو ( الجُرْحُ ) ، قال صَخْرُ الغَيِّ :
مَتَى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوهَا
على أَقْطَارِهَا عَلَقٌ نَفيثُ
( وأَنافِثُ : ع باليَمَنِ ) ، والصّوَاب أَنه أَيافِثُ ، بالتّحتِيَّةِ ، وقد صَحَّفه الصّاغَانيّ ، وسيأْتي للمُصَنّف بعد .
وفي المثَل : ( ولو نَفَثَ عليك فُلانٌ لَقَطَّرَكَ ) . تَقوله لمَنْ يُقَاوِي من فَوقَه ، كذا في الأَساس .
وفي اللّسَان : وهو يَنْفُث عَلَيَّ غَضَباً ، أَي كأَنه يَنْفُخُ من شِدّة غَضَبِه .
____________________

(5/374)



والقِدْرُ تَنْفِثُ ، وذالك في أَوّل غَلَيَانِها .
وفي حديث المُغيرَة : ( مِئْنَاثٌ كأَنّهَا نُفَاثٌ ) أَي تَنْفُثُ البَنَاتِ نَفْثاً ، قال ابنُ الأَثير : قال الخَطّابِيّ : لا أَعْلَمُ النّفَاثَ في شَيْءٍ غير النَّفْثِ ، قال : ولا موضِعَ لَهَا ها هنا ، قال ابنُ الأَثير : يحتمل أَن يكونَ شَبَّهَ كَثرةَ مَجيئِها بالبَناتِ بكثرةِ النَّفْثِ وتَواتُرِه وسُرْعَتهِ . كذا في اللسان .

نقث : ( نَقَثَ ) يَنْقُتُ ( : أَسْرَعَ ، كنَقَّثَ ) تَنْقِيثاً ، ( وانْتَقَتَ ) ، وتَنَقَّثَ .
وخَرجَ يَنْقُثُ السَّيْرَ ، ويَنْتَقِثُ ، أَي يُسْرِعُ في سَيْرِه ، وخَرَجْتُ أَنْقُثُ بالضّمّ أَي أُسْرِع ، وكذالك التَّنْقِيثُ والانْتِقاث .
( و ) نَقَثَ ( فُلاناً بالكَلامِ : آذَاه ) كانْتَقَثَ .
( و ) نَقَثَ ( حَدِيثَه ) إِذا ( خَلَطَه كخَلْطِ الطَّعَامِ ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) نَقَثَ ( العَظْمَ ) يَنْقُثُه نقْثاً ، وانْتَقَثَه : ( استَخْرَجَ مُخَّه ) ، ويقال : انْتَقَثَه وانْتَقَاه بمعنيً واحد ، وتقدّم في نقت طَرفٌ من هاذا .
( و ) نَقَثَ عن ( الشَّيْءِ ) ونَبَث عنه ، إِذا ( حَفَرَ عَنْه ، كانْتَقَثَ ، فيهما ) ، قال الأَصمعيّ في رَجزٍ له :
كَأَنَّ آثارَ الظَّرابِي تَنْتَقِثْ
حَوْلَكَ بُقَّيْرَي الوَلِيدِ المُبْتَحِثْ
أَبو زيد : نَقَثَ الأَرْضَ بيَدِه يَنْقُثُها نَقْثاً ، إِذا أَثارَها بفَأَسٍ أَو مِسْحاة .
( و ) نَقَاثِ ( كقَطَامِ : الضَّبُعُ ) ، نقلَه الصاغَانيّ .
( وتَنَقَّثَ المرْأَةَ : اسْتَمالَها ، واسْتَعْطَفَها ) ، عن الهَجَرِيّ ، وأَنشد بيت لَبِيدٍ :
أَلَمْ تَتَنَقَّثْها ابنَ قَيْسِ بنِ مَالِك
وأَنتَ صَفيُّ نَفْسِه وسَجِيرُها
____________________

(5/375)



كذا رواه بالثّاءِ ، وأَنكر تَتَنَقَّذْها . بالذَّال ، وإِذا صَحَّت هاذا الرِّواية فهو من تَنَقَّثَ العظْمَ ؛ كأَنَّه استَخرجَ وُدَّهَا كما يُسْتَخْرَج من مُخِّ العَظْمِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّقْث : النَّقْل ، قال أَبو عبيد في حديث أُمِّ زَرْع ، ونعْتِها جاريَةَ أَبي زَرْع ، ( ولا تُنَقِّث مِيرتَنَا تَنقِيثاً ) ( النَّقْث النَّقْل ) : أَرَادَتْ أَنَّهَا أَمِينَةٌ على حِفْظِ طَعَامِنا ، لا تَنْقلُه وتُخْرِجُه وتفَرِّقُه .
وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه : تَعَهَّدَهَا .
وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : النَّقْث : النَّمِيمَة .
نكث : ( النِّكْثُ بالكسر : أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ ) الأَخْبِيَةِ ( والأَكْسِيَةِ ) البَالِيَةِ ( لِتُغْزَلَ ثانِيَةً ) ، والاسم منه النَّكِيثَة .
( و ) نِكْثٌ : اسْمٌ .
والنِّكْثُ ( وَالِدُ بَشِيرٍ الشَّاعِرِ ) ، حكاه سيبويه ، وأَنشَدَ لَه :
وَلَّتْ ودَعْوَاهَا شَدِيدٌ صَخْبُهْ
( و ) من المَجاز : ( نَكَثَ العَهْدَ ) أَو البَيْعَة : نَقَضَ ، يَنْكُثُه نكْثاً ، وهو نَكّاثٌ للعَهْدِ .
والنَّكْثُ : نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرِها ، وفي حديث عليَ كرَّمَ الله وَجهَه : ( أُمِرْتُ بقِتَالِ النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقِينَ ) أَراد بالنّاكِثِينَ أَهْلَ وَقْعَةِ الجَمَل ؛ لأَنّهم كانوا بايَعُوه ثم نَقَضُوا بَيْعَتَه ، وقَاتَلوه .
ونَكَثَ العَهْدَ ( والحَبْلَ يَنْكُثُه ) ، بالضّمّ ، ( وَيَنْكِثُه ) ، بالكسر : ( نَقَضَه فانْتَكَثَ ) : فانْتَقَضَ ، والاسم النَّكِيثَةُ .
( و ) نَكَثَ ( السِّوَاكَ ) وغيرَه ، يَنْكُثُه نَكْثاً : شَعَّثَه ، فانْتَكَثَ ( تَشَعَّثَ رَأْسُه ) ، وكذالك نَكَثَ السَّافَ عن أُصُولِ الأَظْفَارِ .
( والنَّكِيثَة : النَّفْسُ ) ، قال أَبو منصور : سُمِّيَت النَّفْسُ نَكِيثَةً ؛ لأَنَّ
____________________

(5/376)


تكاليفَ ما هِي مُضْطَرَّةٌ إِليه تَنْكُثُ قُوَاها ، والكبَرُ يُفْنِيهَا ، فهي مَنْكوثَةُ القُوعى بالنَّصَبِ والفَناءِ ، وأُدْخِلت الهاءُ في النَّكِيثَةِ لأَنها اسمٌ .
وفي الصّحاح : فلانٌ شَدِيدُ النَّكِيثَةِ ، أَي النَّفْسِ .
والجمعُ النَّكائِثُ ، قال أَبو نُخَيْلَةَ :
إِذا ذَكَرْنَا فالأُمورُ تُذْكَرُ
واسْتَوْعَبَ النَّكائِثَ التَّفْكُّرُ
قلْنَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ
يقول : اسْتَوْعَبَ الفِكْرُ أَنْفُسَنَا كلَّهَا ، وجَهَدَ بها .
( و ) من المَجاز : النَّكِيثَةُ : ( الخُلْفُ ) ، يقال : قالَ فُلانٌ قَوْلاً لا نَكِيثَةَ فيهِ ، أَي لا خُلْفَ .
( و ) النَّكِيثَة ( : أَقْصَى المَجْهُودِ ) .
وفي الصّحاح : بُلِغَتْ نَكِيثَتُه ، أَي جُهْدُه ، يقال : بُلِغَتْ نَكِيثَةُ البَعيرِ ، أَراد : جُهِدَ قُوَّتَه .
ونَكائِثُ الإِبِلِ : قُوَاهَا ، قال الرَّاعِي يَصِف ناقةً :
تُمْسِي إِذَا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكَائِثَها
خَرْقَاءَ يَعْتَادُهَا الطُّوفَانُ والزُّؤُدُ
وبَلَغَ فُلانٌ نَكيثةَ بَعِيرِه ، أَي أَقْصَى مَجْهُودِهِ في السَّيْرِ .
( و ) من المَجاز : النَّكيثَةُ : ( خُطَّةٌ صَعْبةٌ يَنْكُث فيها القَوْمُ ) ، قال طَرَفة :
وقَرَّبْتُ بالقُرْبَى وَجَدِّكَ إِنَّه
مَتَى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ
يقول : متى يَنْزِلْ بالحيّ أَمرٌ شدِيدٌ يَبلُغ النَّكِيثَةَ ، وهي النَّفْسُ ، ويَجْهَدُها ، فإِني أَشهَده .
قال ابن بَرِّيّ : وذكَرَ الوَزِيرُ المَغْرِبِيّ أَنّ النَّكِيثَةَ في بَيتِ طَرَفَةَ هي النَّفْسُ .
( و ) النَّكِيثَةُ : ( الطَّبِيعَةُ ) .
( و ) النَّكِيثَةُ : ( القُوَّةُ ) .
( وحَبْلٌ ) نِكْثٌ ، بالكسر ، ونَكيثٌ ، و ( أَنْكاثٌ ) أَي ( مَنْكُوثٌ ) قد نُكِثَ
____________________

(5/377)


طَرَفُه ، وهو مما جاءَ من الواحِدُ على لفظِ الجَمْعِ ، كأَنَّهم جعلوه أَجْزَاءً ، وكذالك حَبْلٌ أَرْمامٌ أَرْمَاثٌ وأَحْذَاقٌ ، وبُرْمَةٌ وقِدْرٌ وجَفْنَة وقَدَحٌ أَعْشَارٌ ، فيها كلّها ، ورُمْحٌ أَقْصَادٌ ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ وأَسْمَالٌ ، وبِئْرٌ أَنْشَاطٌ ، وبَلَدٌ أَخْصَابٌ وسَبَاسِبُ . نقله الصّغانيّ .
( و ) النُّكاثُ ، ( كغُرَابٍ : بَئْرٌ يَخْرُجخ في أَفْوَاهِ الإِبِل ) كاللُّكَاثِ ، وقد تَقَدّم ، وذلك عن اللّحْيَانيّ .
( و ) النُّكَاثَةُ ( بهاءٍ : ما حَصَلَ في الفَمِ من تَشْعِيثِ السِّواك ) .
( و ) هو أَيضاً ( ما انْتَكَثَ من طَرَفِ حَبْلٍ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
( والمُنْتَكِثُ : المَهْزُولُ ) ، يقال : بَعِيرٌ مُنْتَكِثٌ ، إِذا كان سَمِيناً فَهُزِلَ ، قال الشّاعر :
ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رَأْسَه
وقد كَفَرَ اللّيْلُ الخُزُوقَ المَوَامِيَا
( و ) من المَجاز : ( تَنَاكَثُوا عُهُودَهُم : تَنَاقَضُوها ) .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( انْتَكَثَ ) فلانٌ ( من حَاجَةٍ إِلى أُخْرَى ) بعد ما طَلَب ، أَي ( انْصَرَفَ ) إليها .
( ) ومما يستدرك عليه :
وهي تَغْزِلُ النِّكْثَ والأَنْكَاثَ ، وفي التّنْزِيل العزيز : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا } ( سورة النحل ، الآية : 92 ) واحدُهَا نِكْثٌ ، وهو الغَزْلُ من الصّوْفِ أَو الشَّعَر تُبْرَمُ وتُنْسَجُ ، فإِذا أَخْلَقَت النَّسِيجَةُ قُطِعَتْ قِطَعاً صِغَاراً ، ونُكِثَتْ خُيوطُها المَبْرُومةُ ، وخُلِطَتْ بالصّوفِ الجَديدِ ، ونَشِبَتْ به ، ثم ضُرِبَت بالمَطَارِقِ ، وغُزِلَت ثانيةً واستُعْمِلتْ ، والّذي يَنْكُثُهَا يُقَال له نَكَّاثٌ ، ومن هاذا نَكْثُ العَهْدِ ، وهو نَقْضُه بعد إِحكامه ، كما تُنْكَثُ خُيُوطُ الصُّوف المَغْزُول بعد إِبْرَامِه ، وفي حديث عُمَرَ : ( أَنّه كانَ يَأْخُذُ النِّكْثَ
____________________

(5/378)


والنَّوَى من الطَّرِيقِ فإِنْ مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ رَمَى بِهِمَا فِيها ، وقال : انْتَفِعُوا بهذا النِّكْثِ ) وهو بالكسر الخَيْطُ الخَلَقُ من صُوفٍ أَو شَعرٍ أَو وَبَرٍ ، سُمِّيَ به لأَنّه يُنْقَضُ ثم يُعَادُ فَتْلُه .
والنَّكِيثَةُ : الأَمْرُ الجَلِيلُ .
والنُّكَاثُ ، بالضّمّ : أَنْ يَشْتَكِيَ البَعِيرُ نَكْفَتَيْهِ ، وهما عَظْمَانِ ناتِئانِ عند شحْمَتَيْ أُذُنَيْه ، وهو النُّكَافُ .
نوث : ( ) *!والنَّوْثَةُ . الحَمْقَةُ ، هكذا أَوْرَدَه ابنُ منظور ، وأَهمله المُصَنّف ، فهو مسْتَدْرك عليه وعلى الصَّاغَانِيّ .
2 ( فصل الواو ) مع المثلّثة ) 2
وثث : ( ) *!الوَثْوَثَةُ : الضَّعْفُ والعَجْزُ ، ورَجُلْ *!وَثْوَاثٌ ، منه ، استدركه ابنُ مَنْظُور .
ورث : ( *!وَرِثَ أَبَاهُ ، و )*! وَرِثَ الشّيْءَ ( منه ، بكسرِ الرّاءِ ) قال شيخُنَا : احتاجَ إِلى ضَبْطِه بلِسان القَلَم دون وَزْنٍ ؛ لأَنّه مِن مَوازِينه المشهورة ، وهو أَحد الأَفْعاال الواردة بالكسرِ في ماضِيها ومُضَارِعها ، وهي ثَمَانِيَةٌ : وَرِثَ ووَلِيَ ووَرِمَ ووَرِعَ ووَقِفَ ووَفِقَ ووَثِقَ ووَرِيَ المُخُّ ، لا تاسعَ لها ، على ما حَقَّقَه الشيخُ ابنُ مالِك ، وغيرهُ ، وإِلاّ فإِن القياسَ في مكسورِ الماضي أَن يكونَ مضارِعُه بالفتح ، كفَرِحَ ، ووردت أَفعالٌ أَيضاً بالْوَجْهَيْن : الفَتْح على القِيَاس ، والكسر على الشُّذُوذ ، وهي تِسْعَةٌ لا عاشِرَ لها ، أَوردهَا ابنُ مالِكٍ أَيضاً في لامِيَّته ، وهي : حَسِب ، إِذا ظَنّ ، ووَغِرَ ووَحِرَ ونَعِمَ وَبَئِسَ ويَئِسَ ويَبِسَ ووَلِهَ ، ووَهِلَ ( يَرِثُه ، كيَعِدُهُ ) قال الجوهريّ : وإِنّمَا سَقطت الواوُ من المُسْتَقْبِلَ ؛ لوقوعها بين ياءٍ وكسرة ، وهُمَا مُتجانِسَانِ ، والواوُ مُضّادَّتُهمَا فحُذفَت ؛ لاكْتنافهِما إِيّاها ، ثم جُعِل حُكمُها مع الأَلفِ والتّاءِ والنّونِ كذالك ؛ لأَنّهن مُبدلاتٌ منها ، والياءُ هي الأَصلُ ، يَدُلُّكَ على ذالك أَنّ فَعلْتُ وفَعِلْنَا
____________________

(5/379)


وفَعِلْتَ مَبْنيّاتٌ على فَعِلَ ، ولم تَسقُطِ الواوُ من يَوْجَلُ ؛ لوقُوعها بين ياءٍ وفتحة ، ولم تسقط الياءُ من يَيْعِرُ ويَيْسِرُ لتَقَوِّي إِحدَى الياءَينِ بالأُخْرَى ، وأَما سُقُوطُهَا من يَطَأُ وَيَسَعُ فِلعِلَّةٍ أُخرَى مذكورةٍ في باب الهمز .
قال : وذلك لا يوجِبُ فسادَ ما قُلناه ؛ لأَنه يَجوزُ تَماثلُ الحُكْمَيْنِ مع اختلافِ العِلَّتين ، كذا في اللسان ، ونقله شيخنا مختصراً .
وقرأَت في بُغْيةِ الآمال لأَبِي جعفر اللَّبْلِيّ قُدِّس سِرُّه في باب المعتلّ : فإِن كان علَى وزن فَعِلَ بكسر العين ، فإِن مضارِعَه يَفْعَلُ بفتح العين مع ثُبوتِ الواو ؛ لعدم وُجُود العِلّة ، نحو قولهم : وَهِلَ في الشَّيءِ يَوْهَلُ ، وَولِهَت المرأَةُ تَوْلَه ، وقد شَذَّت أَفعالٌ من هذا الباب ، فجاءَ المضارعُ منها على يَفْعِلُ ، بالكسر وحذف الواو ، مثل : وَرِم يَرِمُ ، ووَرِثَ يَرِثُ ، ووَثِقَ يَثِقُ ، وغيرها .
وجاءَتْ أَيضاً أَفعالٌ من هاذا الباب في مضارِعِها الوجهانِ : الكسرُ والفتح مع ثبوتِ الواو وحذفها ، مثال الثُّبوت : وَحِرَ يَحِرُ ، وَوَهِنَ يَهِنُّ ، ووَصِبَ يَصِبُ ، فالأَجْود في مضارعها يَوْحَرُ وَيَوْهَنُ ويَوْصَبُ ، ومِثالُ الحذْف مثل : وَزَعَ يَزَعُ .
وربما جاءَ الفَتْحُ والكسر في ماضِي بعضِ أَفعالِ هذا الباب تقول : وَلَعَ وَوَلِعَ ، وَوَبَقَ ووَبِقَ ، ووَصَبَ ووَصِبَ .
وإِنما حُذِف الواوُ من يَسَعُ ويَضَعُ ، مع أَنها وقعتْ بين ياءٍ وفتحة لا كسرة ؛ لأَن الايصل فيهن الكسر ، فحُذِفت لذلك ، ثم فُتِح الماضي والمُضارِع لوجُود حَرفِ الحَلْق ، وحُذِفت من يَذَرُ لأَنه مَبنيّ على يَدَعُ : لشبهها به في إِماتَةِ ماضِيهما . انتهى .
وقد استطردنا هاذا الكلامَ في كتابِنَا ( التّعْرِيف بضَرُورهيّ قواعِد التَّصْرِيف ) ، فمن أَراد الإِحاطةَ بهاذا الفنّ فعلَيْهِ به .
( *!وِرْثاً ، *!ووِرَاثَةً ، *!وإِرْثاً ) ، الأَلف منقلبة من الواو ، (*! ورِثَةً ) ، الهاءُ عوضٌ عن الواو ، وهي قياسيٌّ ، ( بكسرِ الكُلِّ ) .
____________________

(5/380)



ويُقَال : *!وَرِثْتُ فُلاناً مالاً ، *!أَرِثُه *!وِرْثاً *!ووَرْثاً ، إِذا مات*!مُوَرِّثُك ع فصار*! مِيراثُه لك .
*!ووَرِثَهُ مالَه ومَجْدَه ، ووَرِثَه عنه وِرْثاً*! ورِثَةً *!ووِرَاثَةً *!وإِرَاثَةً .
( *!وأَوْرَثَه أَبُوهُ ) *!إيراثاً حَسَناً .
*!وأَوْرَثَهُ الشيءَ أَبُوهُ ، وهم*! وَرَثَةُ فلانٍ .
( *!ووَرَّثَه ) *!تَورِيثاً ، أَي أَدخَلَه في مالِه على *!وَرَثَتِه ، أَو ( جَعَلَه من*! وَرَثَتِه ) .
ويقال : *!وَرَّثَ في مالِه : أَدخَلَ فيه مَنْ ليس مِنْ أَهلِ *!الوِرَاثَة .
وفي التهذيب :*! وَرَّثَ بني فلانٍ مالَه *!تَوْرِيثاً ، وذالك إِذا أَدخلَ على وُلْدِه *!ووَرَثَتهِ في مالِه من ليس منهم ، فجعل له نَصِيباً .
*!وأَوْرَثَ وَلَدَهَ : لم يُدْخِلْ أَحداً معه في مِيراثِه ، هاذا عن أَبي زيد .
ويقال :*! وَرَّثْتُ فلاناً من فُلانٍ ، أَي جَعلتُ *!مِيرَاثَه له .
*!وأَوْرَثَ المَيِّتُ*! وَارِثَه مالَه : تَرَكَهُ له .
قال شيخنا : إِذا قِيلَ : وَرِثَ زيدٌ أَباهُ مالاً ، فالمالُ مفعولٌ ثانٍ إِن عُدِّيَ إِلى مفعولينِ ، أَو بَدَلُ اشتِمَالٍ ، كسَلَبتُ زَيداً ثَوْبَه ، واقتصر الزَّمَخْشَرِيّ في قوله تعالى : { *!وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } ( سورة مريم ، الآية : 80 ) على تعْدِيَته إلى مفعولين ، وأَقَرَّه بعضُ أَربابِ الحَوَاشِي .
( *!والوارِثُ ) صِفةٌ من صِفات الله تعالَى ، وهو ( البَاقِي ) الدَّائِمُ ( بعدَ فَنَاءِ الخَلْق ) وهو يَرِثُ الأَرْضَ ومَنْ عَلَيْهَا وهُوَ خَيْرُ *!الوَارِثِينَ أَي يَبقَى بعد فناءِ الكُل ، ويَفنَى مَن سِوَاه فيَرجعُ ما كان مِلْكَ العِبَادِ إِليه وَحدَه لا شريكَ له .
( و ) في التنزيل العزيز {*!- يَرِثُنِي *!وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ } ( سورة مريم ، الآية : 6 ) أَي يَبْقَى بعدِي ، فيصيرُ له *!-مِيراثي ، وقرىءَ (*! أُوَيْرِثٌ ) بالتّصْغِير .
و ( في الدعاءِ ) النبويّ ، وهو في
____________________

(5/381)


جَامِعِ التِّرْمِذِيّ وغيره : اللّهُمّ ( أَمْتِعْنِي ) هاكذا في سائر الرِّوايات ، وفي أُخرى : مَتِّعْنِي ( بسَمْعِي وبَصَرِي ، واجْعَلْهُ ) كذا بإِفرادِ الضّمير ، أَي الإِمتاعَ المفهومَ من أَمتع ، ورُوِيَ : واجْعَلْهُما ( الوَارِثَ مِنّي ) ، فعلى رواية الإِفراد ( أَي أَبْقِهِ مَعي حَتّى أَمُوتَ ) ، وعلى رواية التّثنية ، أَي أَبْقِهِما معي صَحِيحَيْنِ سالِمَيْن حتى أَمُوتَ .
وقيل : أَرادَ بقاءَهُما وقُوَّتَهما عند الكِبَرِ وانْحِلالِ القُوعى النّفسانيّة ، فيكونُ السمعُ والبصرُ*!- وارِثَيْ سائرِ القُوَى ، والباقِيَيْن بعدَهَا ، قاله ابنُ شُمَيْل .
وقال غيره : أَرادَ بالسَّمْع : وَعْيَ ما يَسْمَعُ والعَمَلَ به ، وبالبَصَرِ : الاعتبارَ بما يَرَى ونُورَ القَلْبِ الذي يَخْرُج بهِ من الحَيْرَةِ والظُّلْمَة إِلى الهُدَى .
( و )*! وَرَّثَ النّارَ ، لغةٌ في *!أَرَّثَ ، وهي *!الوِرْثَةُ ، و (*! تَوْرِيثُ النّارِ : تَحْرِيكُها لتَشْتَعِلَ ) ، وقد تقدّم .
( *!ووَرْثَانُ ، كسَكْرَانَ : ع ) ، قال الرّاعِي :
فَغَدا مِنَ الأَرْض الّتي لم يَرْضَها
واخْتَارَ*! وَرْثَاناً عليها مَنْزِلاَ
ويُروَى ( أَرْثاناً ) ، على البَدَلِ المُطَّرِد في ( هذا ) الباب .
( و ) من المجاز : ( *!الوَرْثُ : الطَّرِيّ من الأَشْيَاءِ ) .
يقال :*! أَوْرَثَ المَطَرُ النَّبَاتَ نَعْمَةً .
( وبَنُو *!الوِرْثَةِ ، بالكسر : بَطْنٌ ) من العرب ( نُسِبُوا إِلى أُمِّهِمْ ) ، نقله ابنُ دُريد .
ومما يستدرك عليه :
قال أَبو زيد : وَرِثَ فلانٌ أَباه*! يَرِثُه *!وِرَاثَةً *!ومِيرَاثاً .
قال الجوهريّ : *!المِيرَاثُ أَصله *!مِوْراثٌ ، انقلبت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قبلها .
*!والتُّرَاثُ : أَصلُ التّاءِ فيه واوٌ .
____________________

(5/382)



وفي المحكم : *!الوِرْثُ *!والإِرْثُ *!والتّرَاثُ *!والمِيرَاثُ : ما *!وُرِثَ .
وقيل : *!الوِرْثُ والمِيرَاثُ في المالِ ، والإِرْثُ في الحَسَبِ .
وقال بعضهم :*! وَرِثْتُه *! مِيراثاً ، قال ابنُ سِيدَه : وهاذا خطأٌ ، لأَنّ مِفْعَالاً ليس من أَبنية المصادر ، ولذالك رَدّ أَبو عليَ قَوْلَ من عَزا إِلى ابنِ عبّاسٍ أَنَّ المِحَال من قوله عزّ وجل : { وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ } ( سورة الرعد ، الآية : 13 ) من الحَوْلِ ، قال لأَنّه لو كان كذالك لكان مِفْعَلاً ، ومِفْعَلٌ ليس من أَبينةِ المَصَادِر ، فافْهَمْ .
وفي الحديث : ( اثْبُتُوا على مَشَاعِرِكُمْ هاذهِ ؛ فإِنَّكُم على *!إِرْثٍ من إِرْثِ إِبْرَاهِيم ) قال أَبو عُبَيْد : إِرثٌ أَصلُه من المِيرَاثِ ، إِنما هو وِرْثٌ ، قلبت الواو أَلفاً مسكروةً ؛ لكسرةِ الواو ، كما قالوا للوِسادَةِ : إِسَادَة ، وللوِكاف : إِكافٌ ، فكأَنَّ معنَى الحديثِ : إِنَّكُم عَلَى بَقِيَّةٍ من وِرْثِ إِبْرَاهِيمَ الذي تَرَكَ الناسَ عليه بعد مَوْته ، وهو *!الإِرثُ وأَنشد :
فإِنْ تَكُ ذا عِزَ حديثٍ فإِنّهُمْ
لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ لم تَخُنْهُ زَوافِرُهْ
وهو مَجَازٌ ، وقد تقدَّم .
ومن المجاز أَيضاً : *!تَوَارَثُوه كابِراً عن كابِرٍ .
والمَجْدُ *!مُتَوارَثٌ بينَهُم .
وقول بَدْرِ بنِ عامِرٍ الهُذَلِيّ :
ولقد *!-تَوَارَثُنِي الحوادِثُ واحِداً
ضَرَعاً صِغِيراً ثُمَّ لا تَعْلُونِي
ايراد أَنّ الحوادِثَ تَتَدَاوَلُه ، كأَنّها تَرِثُه هاذه عن هاذه .
ومن المجاز : *!وأَوْرَثَه الشيْءَ : أَعْقَبَه إِيّاه ، وأَورَثَه المرضُ ضَعْفاً ، وأَوْرَثَهُ كَثْرَةُ الأَكْلِ التُّخَمَ ، وأَوْرَثَه الحُزْنُ هَمًّا ، كلُّ ذالك على الاستعارة والتّشبيه *!بوِراثَةِ المالِ والمَجْدِ .
*! وَوَرَثَانُ ، محرّكةً ، من قُرى أَذْرَبِيجانَ وبينها وبين بَيْلَقَانَ سبعةُ فَراسخَ ،
____________________

(5/383)


وقال ابنُ الأَثير : أَظُنُّهَا من قُرَى شِيرَازَ .
*!وَوَرْثِينُ : من قُرَى نَسَفَ .
وقد نُسِبَ إليهما جماعةٌ من أَئِمَّة الحديث .
وطث : ( *!الوَطْثُ ، كالوعْدِ : الضَّرْبُ الشَّديدُ ) بالخُفّ ، قال :
تَطْوِى المَوَامِي وتَصُكُّ الوَعْثَا
بجَبْهَةِ المِردَاسِ *!وَطْثاً وَطْثَا
وفي الصّحاح : الوَطْثُ : الضَّرْبُ الشّدِيدُ ( بالرِّجْلِ على الأَرْضِ ) ، لُغَةٌ في الوَطْسِ أَو لُثْغَة .
وزعم يعقُوبُ : أَنّ ثاءَ*! وَطْثٍ بَدَلٌ من سين وَطْسٍ ، وهو الكَسْرُ .
وفي التّهذيب : الوَطْسُ *!والوَطْثُ : الكَسْر ، يقال : *!وَطَثَه *!يَطِثهُ وَطْثاً ، فهو *!مَوْطُوثٌ ( ووَطَسَه ، فهو مَوْطُوس ) إِذا تَوَطَّأَه حَتّى يَكْسِرَهُ .
وعث : ( *!الوَعْثُ : المَكَانُ السَّهْلُ ) الكَثِيرُ ( الدَّهِسُ تَغِيبُ فيه الأَقْدَامُ ) ، قال ابن سيده : الوَعْثُ من الرَّمْلِ : ما غابَتْ فيه الأَرْجُلُ والخِفَافُ .
وقيل : الوَعْثُ من الرَّمْل : ما ليس بكَثِيرٍ جِدًّا .
وقيل : هو لمكانُ للَّيِّنُ ، أَنشد ثعلبٌ :
ومن عاقِرٍ يَنْفِى الأَلاَءِ سَرَاتُهَا
عِذارَيْنِ من جَرْدَاءَ *!وَعْثٍ خُصُورُهَا
رَفَعَ ( خُصورها ) *!بوَعْثٍ ؛ لأَنه في معنى لَيِّنٍ ، فكأَنّه قال : لَيِّنٍ خصورُها ، والجمع*! وُعْثٌ *!ووُعُوثٌ .
وحكى الأَزْهَرِيّ عَن خالِدِ بنِ كُلْثُوم : *!الوَعْثَاءُ : ما غَابتْ فيه الحَوَافِرُ والأَخْفَافُ من الرَّمْلِ الدَّقِيقِ والدَّهَاسِ من الحَصَى الصِّغارِ ، قال : وقال أَبو زيد : طَريقٌ وَعْثٌ في طَرِيقٍ وَعُوثٍ .
ويقال : الوعَثُ : رِقَّةُ التُّرَابِ
____________________

(5/384)


ورَخَاوَةُ الأَرْضِ تغيبُ فيه قوائمُ الدَّوابِّ ، ونَقاً *!مُوَعَّثٌ ، إِذا كان كذالك .
( و ) الوَعْثُ ( : الطَّرِيقُ العَسِرُ ، *!كالوَعِثِ ، ككَتِفٍ ، *!والمُوَعَّثِ ، كمُحَمَّد ) ، وهو يمْشِي في الوَعْثِ *!والوُعُوثِ : في دَهَاسٍ يَشُقُّ فيه المَشْيُ ، وفي الحديث : مَثَلُ الرِّزق كمَثَلِ حائِطٍ له باب ، فما حولَ البابِ سُهُولَة ، وما حَوْلَ الحائِطِ وَعْثٌ ووَعْرٌ ) وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( على رَأْسِ قَوْزٍ وَعْثٍ ) .
وعن الأَصمعيّ : الوَعْثُ : كلّ لَيِّنٍ سَهْلٍ .
( و ) من المجاز : الوَعْثُ ( : العَظْمُ المَكْسُورُ ) المَوْقُور .
( و ) الوَعْثُ : ( الهُزَالُ ) ، ( والمكان ) اللَّيِّن ، وحكى الفَرّاءُ عن ابن قَطَرِيّ : أَرضٌ *!وَعِثَةٌ *!ووَعْثَةٌ .
( ووَعُث الطَّرِيقُ ، كسَمِع وكَرُم ) *!وَعْثاً ، وقال غيره : *!وُعُوثَةً *!ووَعاثَةً ( : تَعَسَّرَ سُلُوكُه ) وصَعُبَ مُرْتقاه بحيثُ شَقّ فيه المَشْيُ ، وصَعُبَ التَّخَلُّصُ منه .
وقال ابن سيده :*! وَعِثَ الطَّرِيقُ *!وَعْثاً *!وَوَعَثاً ، *!وَوَعُثَ *!وَعُوثَةً ، كلاهما لاَنَ فصارَ كالوَعْثِ .
( *!وأَوْعَثَ : وَقَعَ في الوَعْثِ ) ، وفي الأَساس : *!أَوْعَثُوا ، كأَسْهَلُوا .
( و ) أَوْعَثَ ، إِذا ( أَسْرَفَ في المَالِ ) كأَقْعَثَ في مالِه ، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ في ماله .

( *!ووَعِثَتْ يَدُهُ ، كَفَرِحَ : انْكَسَرَتْ ) وقد تقدّم أَنه مَجَاز .
( *!والتَّوْعِيثُ : الحَبْسُ والصَّرْفُ ) . قال الأَزهريّ في ترجمة عوث : تقول :*! وَعَّثْتُه عن كذا ،*! وَعَوَّثْتُه ، أَي صَرَفْتُه .
( و ) من المجاز : ( *!الوَعْثَاءُ ) في السَّفَرِ : ( المَشَقَّةُ ) والشِّدَّةُ ، ورُوِيَ عن النّبي صلى الله عليه وسلم ( أَنّه كانَ
____________________

(5/385)


إِذا سافَرَ سَفَراً قال : اللّهمَّ إِنْا نَعُوذُ بكَ من وَعْثَاءِ السَّفِرِ وكآبَةِ المُنْقَلَبِ ) قال أَبو عبيد : هو شِدَّةُ النَّصَبِ والمَشَقّة .
وكذالك هو في المآثِم ، يقال : رَكِبَ الوَعْثاءَ ، أَي أَذْنَبَ ، قال الكُمَيْتُ يذكر قُضَاعَةَ وانتسابَهُم إِلى اليمن :
وابْنُ ابن 2 ا مِنّا ومِنْكُمْ وَبَعَلُها
خُزَيمَةُ والأَرحَامُ *!وَعْثَاءُ حُوبُها
يقول : إِنّ قطيعةَ الرَّحِمَ مَأَثَمٌ شديدٌ .
وإِنّما أَصلُ الوَعثَاءِ من الوَعْثِ ، الدَّهِسُ من الرِّمَالِ الرَّقِيقَة ، والمشْيُ يَشتدُّ فيه على صاحِبِه ، فجُعِلَ مَثَلاً لكلّ ما يَشُقُّ على صاحِبِه .
( *!والمَوْعُوثُ ) : الرَّجُلُ ( النّاقِصُ الحَسَبِ ) .
( و ) من المجاز : ( امْرَأَةٌ *!وَعْثَةٌ ) أَي ( سَمِينَةٌ ) كثيرَةُ اللَّحْمِ ، كأَنّ الأَصابعَ تَسُوخُ فيها من لِينِها ، وكَثْرَةِ لَحْمِها .
قال ابن سيده : وامْرَأَةٌ*! وَعْثَةُ الأَرْدَافِ : لَيِّنَتُها ، فأَمّا قولُ رُؤْبَةَ :
ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ
تُمِيلُهَا أَعْجَازُهَا*! الأَوَاعِثُ
فقد يكونُ جمْعَ وَعْثٍ على غير قياس ، وقد يكون جَمَعَ وَعْثَاءَ على أَوْعُثٍ ، ثم جَمَعَ أَوْعُثاً على أَواعِثَ . قال : والوَعْثَاءُ كالوعْثِ . وقالُوا :
عَلَى ما خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيمِ
إِذا أَمَرْتَه بِرُكُوبِ الأَمْرِ على ما فِيه ، وهو مَثَلٌ .
والوُعُوثُ : الشِّدَّةُ والشَّرّ ، قال صَخرُ الغَيِّ :
يُحَرِّضُ قَوْمَهُ كيْ يَقْتُلُونِي
عَلى المُزَنِيّ إِذْ كَثُرَ الوُعُوثُ
وأَوْعَثَ فلانٌ *!إِيعاثاً ، إِذا خَلَّطَ .
والوَعْثُ : فَسادُ الأَمْرِ واخْتلاطُه ، ويُجمع على وُعُوثٍ ، كذا في اللّسان والأَساس .
وَطَرِيقٌ *!أَوْعَثُ ، إِذا تَعَسَّرَ سُلُوكُه ، قال رُؤبَة :
لَيْسَ طَرِيقُ خَيْرِه *!بالأَوْعَثِ

____________________

(5/386)


وكث : (*! الوُكاثُ ، ككِتابٍ وغُرَابٍ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال الليث : هو ( مَا يُسْتَعْجَلُ بهِ من الغَدَاءِ ) .
( و ) يقال : ( *!اسْتَوْكَثْنَا ) نحن : اسْتَعْجَلْنَا ، و ( أَكَلْنَا ) شيئاً ( منه ) نَتَبَلَّغُ به إِلى وَقتِ الغَداءِ ، كذا في اللّسَان والتكملة .
ولث : ( *!الوَلْثُ : القَلِيلُ من المَطَرِ ) ، يقال : أَصابَنا *!وَلْثٌ من مَطَرٍ ، أَي قليلٌ منه .
*!وَوَلَثَتْنَا السَّمَاءُ *!وَلْثاً : بَلَّتْنَا بمَطَرٍ قليلٍ ، مُشْتقٌّ منه .
( و ) الوَلْثُ . عَقْدُ العَهْدِ بينَ القَوم .
*!والوَلْثُ ( : العَهْدُ الغَيْرُ الأَكِيدِ ) ، أَي عَقْدٌ ليس بمحْكَمٍ ولا بمؤكّدٍ ، وهو الضّعِيفِ ، ومنه وَلْثُ السّحَابِ ، وهو النَّدَى اليَسِير .
وقيل : الوَلْثُ : العَهْدُ المحْكَمُ .
وقيل : الوَلْثُ : الشَّيْءُ اليَسِيرُ ، من العَهْدِ ، وفي حديث ابن سِيرِينَ : ( أَنَّه كان يَكْرَه شراءَ سَبْيِ زَابُل ، وقال : إِنّ عُثْمَانَ *!وَلَثَ لهم وَلْثاً ) أَي أَعْطَاهُم شَيْئاً من العَهْدِ .
وقال الجوههَرِيّ : الوَلْثُ : العَهْدُ بينَ القومِ يقَعُ من غيرِ قَصْدٍ ، ويكون غيرَ مُؤَكَّد ، يقال : وَلَثَ له عَقْداً .
وقيل : الوَلْثُ : كلُّ يَسِيرٍ من كَثِيرٍ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وبه فُسِّر قولُ عُمَر ، رضي الله عنه لرأْس الجَالُوت ( وفي رواية : الجَاثَلِيقِ ) ( لَوْلاَ وَلْثٌ لكَ من عَهْدٍ لضَرَبْتُ عُنُقَك ) أَي طَرَفٌ من عَقْدٍ ، أَو يَسِيرٌ منه .
وفي التهذيب : الوَلْثُ : بَقِيَّة العَهْدِ .
( و ) الوَلْثُ ( : الضَّرْبُ ) ، قال الأَصمَعِيّ : وَلَثَه وَلْثاً ، أَي ضَرَبَه
____________________

(5/387)


ضَرْباً قليلاً ، *!ووَلَثَه بالعَصَا *!يَلِثُه وَلْثاً ، أَي ضَرَبَه .
وقال أَبُو مُرَّةَ القُشَيْرِيّ : الوَلْثُ من الضَّرْب : الّذِي ليس فيه جِراحَةٌ ، قال : وطَرَقَ رجُلٌ قَوْماً يَطلُبُ امرأَةً وَعَدتْه ، فَوَقَعَ على رَجُلٍ ، فصاحَ بِه ، فاجْتَمَعَ الحيّ عليه ، *!فوَلَثُوهُ ، ثم أُفْلِتَ .
( و ) الوَلْثُ ( : بَقِيَّةُ العَينِ في الدَّسِيعَةِ ) ، عن ابن الأَعْرابِيّ .
( وبَقِيَّةُ المَاءِ في المُشَقَّرِ ) ، كمُعَظَّمٍ .
( وفَضْلَةٌ ) من ( النَّبِيذِ ) تَبْقَى ( في الإِنَاءِ ) ، وهو البَسِيلُ أَيضاً ، كلَّ ذالك عن ابن الأَعرابِيّ .
( و ) الوَلْثُ ( : الوَعْدُ الضَّعِيفُ ) يقال : وَلَثْتُ لك ، أَلِثُ وَلْثاً ، أَي وَعَدْتُك عِدَةً ضَعِيفَةً ، ويقال : لهم وَلْثٌ ضَعِيفٌ ، ووَلْثٌ مُحْكَمٌ .
وقال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ في الوَلْثِ المُحْكَمِ :
كما امْتَنَعَتْ أَوْلادُ يَقْدُمَ مِنْكُمُ
وكانَ لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ
وأَما ثَعْلَبٌ فقَال : الوَلْثُ : الضَّعِيفُ من العُهود .
( و ) الوَلْثُ ( : أَثَرُ الرَّمَدِ ) في العَيْنِ .
ويقال : لم أَرَ منه إِلاَّ *!وَلْثَةً ، أَي أَثَراً قليلاً .
( و ) الوَلْثُ : ( التَّوْجِيهُ ، وهو أَن تَقُولَ لممْلُوكِكَ : أَنْتَ حُرٌّ بعدَ مَوْتَى ) قال ابنُ شُمَيْل : يقال : دَبَّرْتُ مَمْلُوكِي ، إِذا قُلْتَ هو حُرٌّ بعدَ مَوْتِي ، إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً في حياتِك ، وقد وَلَثَ فُلانٌ لَنَا من أَمْرِنَا وَلْثاً ، أَي وَجَّهَ .
( وشَرّ*!والِثٌ : دائِمٌ ) قال رُؤبةُ :
أَرْجُوك إِذ أَغْبَطَ شَرٌّ والِثُ
( ودَيْنٌ والِثٌ ) أَي ( مُثْقِلٌ ) ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَي دائِمٌ ، كما*! يَلِثُونَه بالضَّرْبِ .
____________________

(5/388)



وقال الأَصمعيّ : أَساءَ رُؤبَةُ فيِّ قوله هاذا ؛ لأَنه كان يَنْبَغِي له أَن يُؤَكِّدَ أَمْرَ الدَّيْن .
وقال غيرُهُ : دَيْنٌ والِثٌ ، أَي يَتَقَلَّدُهُ كما يَتَقَلَّدُ العَهْدَ ، كذا في اللسان .
وفي الأَساس : وعندي*! وَلْثَةٌ من خَبَرٍ ، وَرَضْخَةٌ منه أَي شيءٌ يَسِير منه ، وقد تقدّمت الإِشارة له .
وهث : ( *!الوَهْثُ ، كالوَعْدِ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ وقال اللَّيْثُ : هو ( الانْهِمَاكُ في الشَّيْءِ ) .
( و ) الوَهْثُ أَيضاً : ( الوَطْءُ الشَّدِيدُ ) يقال : *!وَهَثَ الشّيْءَ *!وَهْثاً : وَطِئَهُ وَطْئاً شديداً .
(*! وتَوَهَّثَ في الأَمْرِ ) إِذا ( أَمْعَنَ ) فيه ، كذا في المحكم .
*!والوَاهِثُ : المُلْقِي نفسَه في هَلَكَة .
2 ( فصل الهاءِ ) مع المثلثة ) 2
هبث : ( ) هَبَثَ . مالَه ، يَهْبُثُه هَبْثاً : بَذَّرَه وفَرَّقَهُ ، قاله ابنُ منظور ، فهو مسْتَدْرَك على المصنّف والصاغانيّ .
هنبث : ( الهَنْبَثَةُ : الأَمْرُ الشّديدُ ) . النّون زائدة ، والجمع هَنابِثُ ، وفي الحديث : اينّ فاطِمَةَ قالت بعدَ موتِ سيِّدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
قدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ
لو كُنْتَ شاهِدَها لم تَكْثُرَ الخُطَب
إِنّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وابِلَهَا
فاخَتَلَّ قومُك فاشْهَدْهُمْ ولا تَغِبِ
الهَنْبَثَة : واحِدَةُ الهَنَابِثِ ، وهي الأُمورُ الشِّدادُ المُخْتَلَفَةُ .
وقد وردَ هاذا الشعر في حَدِيثٍ آخرَ قال : ( لما قُبِضَ سيّدُنَا رَسُولُ
____________________

(5/389)


الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَتْ صَفِيَّةُ تَلْمَع بثوبِهَا ، وتقول البيتينِ .
( و ) الهَنْبَثَةُ : ( الاخْتِلاطُ في القَوْلِ ) .
والهَنَابِثُ : الدَّواهِي ، والأُمورُ والأَخبارُ المُخْتَلِطَة ، يقال : وَقَعتْ بين النّاسِ هَنابِثُ ، وهي أُمورٌ وَهَنَاتٌ .
هبرث : ( هَبْراثَانُ ، بالفتح : بِدِهِسْتانَ ) ، لم يَذْكرِ المُصَنِّف دِهِسْتَانَ في موضِعِهِ ، وهو لازم الذِّكْرِ ، وقد استوفيناه في حرف المُثَنّاة ، فراجعْه .
وقيل : هي هَبرتانُ بالمثنّاة الفَوْقِيّة ، منها جَمُّويَه ، عن أَبي نُعَيْم .
هثث : ( *!الهَثْهَثَةُ : الاخْتِلاطُ ) والتَّخْلِيطُ ، كالمَثْمَثَةِ ، يقال : أَخذَه فمَثْمَثَه ، إِذا حَرَّكه وأَقْبَلَ به وأَدْبَر ، ومَثْمَثَ أَمرَه *!وهَثْهَثَهُ ، أَي خَلَّطَه .
وفي المحكم : *!الهَثُّ : خَلْطُكَ الشيْءَ بعضَه ببعضٍ .
*!والهَثُّ ، *!والهَثْهَثَةُ : اخْتِلاطُ الصَّوْتِ في حَرْبٍ أَو صَخَبٍ ، كالهَثْهاثِ .
( و ) الهَثْهَثَة ( : الظُّلْم ) ، يقال :*! هَثْهَثَ الوَالِي النَّاسَ ، إِذا ظَلَمَهُم .
( و ) الهَثْهَثَة : ( الإِرْسَال بِسُرْعَةٍ ) ، وهو انْتَخَال الثَّلْجِ والبَرَدِ وعِظَامِ القَطْرِ في سُرْعَةٍ من المَطَر ، وقد هَثْهَثَ السّحَابُ بمطرِه وثَلْجِه ، إِذا أَرْسَلَه بسُرعَةٍ ، قال :
مِنْ كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ *!مُهَثْهِثِ
( و ) الهَثْهَثَة : ( الوَطْءُ الشَّدِيدُ ) يقال للرَّاعِية إِذا وَطِئتِ المَرْعَى من الرُّطْبِ حتى تُوبِىءَ : قد*! هَثْهَثَتْه ، وأَنشد الأَصمعيّ :
أَنْشُدُ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثَا
*!فهَثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَى *!هِثْهاثَا
____________________

(5/390)



( *!والهَثْهاث : السَّرِيع ) يقال : قَرَبٌ هَثْهَاثٌ ، كحَثْحاثٍ ، أَي سريعٌ .
( و ) الرَّجل ( المُخْتَلِط ) .
والهَثْهَثَة *!والهَثْهاثُ : حِكايَةُ بعضِ كلامِ الأَلْثَغِ .
( و ) *!الهَثْهاثُ ( : البَلَدُ الكَثِيرُ التُّرابِ ) ، نقله الصّاغَانيّ .
( و ) الهَثْهَاثُ ( : الكَذّابُ ) ، ورجُلٌ هَثْهَاثٌ ، إِذا كان كَذِبُه سُمَاقاً ، ( كالهَثَّاثِ ) ، ككَتّانٍ .
( والهَثُّ : الكَذِبُ ) ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ .
هرث : ( الهِرْثُ ) ، بالكسر : أَهمله الجَوْهَريّ وصاحِب اللّسَان ، وقال الصّاغَانيّ : هو ( الثَّوْبُ الخَلَقُ ) .
( و ) الهُرْثُ ( بالضَّمْ : ة بواسِطَ ) منهَا ابنُ المُعَلّم الشّاعر .
هلث : ( الهَلْثَى ) ، بالفتح والقَصْر ، أَهمله الجَوْهَريّ ، وقال اللَّيْث : الهَلْثَى ( والهِلْثَاءُ والهَلْثَاءَةُ ) بالفتح ممدودان عن أَبي عَمْرٍ و ، ( ويُكْسَرانِ ) ، مع المدّ والتّنوين ، كذا عن الفرّاءِ ، ( والهُلْثَة بالضَّمّ ) ، كلّ ذالك : ( جَمَاعَةٌ ) من النّاس كثِيرَةٌ ( عَلَتْ أَصْوَاتُهُم ) ، يقال : جاءَ فلانٌ في هَلْثَاءٍ من أَصحابه .
وقال ثعلب : الهَلْثاةُ ، مقصور : الجَمَاعَةُ ، قال : وهم أَكثَرُ من الوَضِيمَةِ وجاءَت هَلْثَاءَةٌ من كلّ وجهٍ ، أَي فِرَقٌ .
( و ) هُلاَثٌ ( كغُرَابٍ : الاسْتِرْخَاءُ يَعْتَرِي الإِنْسَانَ ، كالهِلْثَاءَةِ ) بالفَتْح ( ويُكْسَرُ ) .
( و ) هَلْثَى ( كسَكْرَى : ع بالبَصْرَةِ ) بينها وبين البَحْرِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الهَلاَئِثُ : وهم السَّفِلَةُ من النّاس ، وهو من هَلائِثِهِم ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ، ولم يُفَسِّرْه ، وقال ابن سيدَه : أَرى أَنّ معنَاه من خُشَارَتِهم ، أَو جَمَاعَتِهم ، كَذَا في اللّسان .

____________________

(5/391)


هلبث : ( ) ومما يستدرك عليه أَيضاً :
الهِلْبَوْثُ ، كبِرْذَوْنٍ ، وهو الأَحْمَق ، ويقال : الفَدْمُ .
والْهِلْبَاثُ بالكَسْر : ضَرْبٌ من التَّمْرِ ، عن أَبي حنيفَةَ ، قالَ أَخْبَرَنِي شيخٌ من أَهل البصرة فقال : لا يُحْمَل شيءٌ من تَمْرِ البَصْرَة إِلى السّلطان إِلاّ الهَلْبَاثُ ، كذا في اللسان .
هنبت ، هوث : ( *!الهَوْثَنَةُ ) أَهمله الجوهري ، وقال أَبو عمرٍ و : هي ( العَطْشَةُ ) .
وتَرَكَهُم *!هَوْثاً بَوْثاً : أَوْقَعَ بهم .
هيث : ( *!الهَيْث ، كالمَيْلِ : إِعطاءُ الشَّيْءِ اليَسِيرِ )*! هِثْتُ له *!هَيْثاً ، إِذا أَعْطَيْتَه شيئاً يَسيراً . ونقله الجوهريّ عن أَبي زيدٍ ، (*! كالهَيَثَانِ مُحَرَّكةً ) .
( و ) *!الهَيْثُ ( : الحَرَكَةُ ) ، مثل الهَيْشِ .
( و ) الهَيْثُ ( إِصابَةُ الحاجَةِ من المالِ ، والإِفسادُ فِيهِ ) يقال :*! هاثَ في مالِهِ*! هَيْثاً ، وعاثَ . أَفسَدَ وأَصْلَحَ ، *!وهاثَ في الشيْءِ : أَفسدَ وأَخَذَه بغيرِ رِفْقٍ ، وهاثَ الذِّئْبُ في الغَنَم ، كذالك . وهَاثَ من المالِ هَيْثاً : أَصاب منه حاجَةً .
( و ) الهَيْثُ ( : الحَثْوُ للإِعْطاءِ ) ؛ هاثَ في كَيْلِهِ هَيْثاً : حَثَا حَثْواً ، وهو مِثْل الجُزافِ ، وهِثْتُ له من المالِ *!أَهِيثُ هَيْثاً *!وَهَيَثاناً ، إِذا حَثَوْتَ له ، عن أَبي زيد .
(*! وتَهَيَّثَ ) الرَّجُلُ : ( أَعْطَى ) ، عن أَبي عَمْرٍ و .
( *!واسْتَهاثَ : اسْتَكْثَرَ ) ، كهَايَثَ .
( و ) *!اسْتَهاثَ ( : أَفْسَدَ ) ، كهَاثَ .
( *!والهَيْثَةُ : الجَمَاعَةُ ) من النّاسِ ، مثل الهَيْشَةِ ، ونقله الجوهَريّ عن الأَصمعيّ .
____________________

(5/392)



( *!والمُهَايَثَةُ : المُكَاثَرَةُ ) ، قال رُؤبةُ :
فَأَصْبَحَتْ لو *!هَايَثَ *!المُهَايِثُ
( *!والمُهَايِثُ ) بضم الميم ( الكَثِيرُ الأَخْذِ ) الذي يَغْتَرِفُ الشيْءَ ويَجْتَرِفُه ، قال رؤبة :
ما زَال بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ
بالضِّعْفِ حتى اسْتَوْقَر المُلاطِثُ
( ) ومما يستدرك عليه :
هاثَ برِجْلهِ التُّرَابَ : نَبَثَه .
وهَاثَ القَوْمُ يَهِيثُونَ هَيْثاً ، وتَهَايَثُوا : دَخَلَ بعْضُهُم في بَعْض عند الخُصُومة .
*!وهايِثَةُ القَوْمِ : جَلَبَتُهم ، كذا في اللسان .
2 ( فصل الياءِ ) المثنّاة تحتها مع المثلّثة ) 2
يسيركث : ( )*! يَسِيركَث : من قُرى سَمَرْقَنْد ، كذا في المعجم .
يذخكث : ( ) *!ويَذَخْكَث : من قُرى فَرْغانةَ .
يركث : ( ) *!ويَارْكَث : من قُرَى أُشْرُوسَنَة بما وراءَ النهر ، عن أَبي سعيد .
يفث : (*! يافِثُ ، كصاحِبٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو عَجَمِيّ ، ويقال بالمُثَنّاة بدل المثلّثة ، وحكى بعضُ المُفَسّرين : يَفَث ، كجَبَلٍ ، وهو ( ابنُ نُوحٍ ) على نبيّنا وعليه الصّلاةُ والسّلام ، وهو ( أَبُو التُّرْكِ ) ، على ما قيل ( ويأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ) ، وهم إِخْوَةُ بَنِي سامٍ وحامٍ ، فيما زعمَ النَّسّابُون .
( *!وأَيَافِثُ كأَثَارِبَ : ع باليَمَنِ ) كأَنَّهُم جَعَلُوا كلَّ جُزْءٍ منه أَيْفَثَ اسماً لا صفةً ، نقله الصّاغَانيّ هنا على الصّواب ، وذكره أَيضاً في نفث فصَحّفه .
( ) ومما يُسْتَدرك عليه من كتاب اللِّسَان :

____________________

(5/393)


ينبث : ( )*! يَنْبِيثُ . بالنّون بعد المثناة ثم الموحّدة ، في التهذيب في الرباعي عن ابن الأَعْرَابِيْ : *!اليَنْبِيثُ : ضَرْبٌ من سَمَك البحرِ .
قال أَبو منصور : اليَنْبِيثُ بوزن فَيْعِيل ، غيرُ البَيْنِيثِ ، قال : ولا أَدْرِي أَعَرَبِيّ هو أَم دخيلٌ . قلت : وقد تقدَّم في الموحّدة ذِكرُ ذلك ، وشيءٌ في نبث .
ييعث : ( ) *!يَيْعُثُ . بياءَين ، والعين المهملة . في النّهَاية لا بن الأَثير : في كتاب النّبِيّ صلى الله عليه وسلملِأَقْوَالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ يَيْعُثَ . قال : هي بفتح الياءِ الأُولى ، وضمّ العين المهملة صُقْعٌ من بلادِ اليَمَنِ جعله لهُم .

____________________

(5/394)


1 ( باب الجيم ) 1
من الحروف التي تُؤَنَّثُ ويجوز تَذْكِيرُها ، وقد جَيَّمْتُ جِيماً : كَتَبْتُها ، وهي من الحروف المَجْهُورَةِ ، وهي ستَّةَ عشرَ حرفاً ، وهي أَيضاً من الحُروف المَحْقُورَةِ وهيلله : القاف ، والجيم ، والطّاءُ ، والدال ، واباءُ ، يجمعُهَا قولك قطب جد . سُمِّيَت بذالك لأَنّهَا تُحْقَرُ في الوَقْف ، وتُضْغَطُ عن مواضعها ، وهي حروف القَلْقَلَةِ ؛ لأَنك لا تستطيعُ الوقوفَ عليها إِلا بصَوْتٍ ، وذالك لشدّةِ الحَقْرِ والضَّغْط ، وذالك نحو : الْحَقْ ، واذْهَبْ ، واخْرُجْ .
وبعضُ العربِ أَشدُّ تصويتاً من بعضٍ ، والجيمُ والشّين والضّاد ثلاثةٌ في حيِّزٍ واحِد ، وهي من الحُرُوفِ الشَّجْرِيّة والشَّجْر : مَفْرَجُ الفمِ ، ومَخْرَجُ الجِيمِ والكافِ والقافِ بين عَكَدَة اللّسانِ وبينَ اللَّهَاةِ في أَقْصى الفَم .
وقال أَبو عَمرو : ( قد تُبْدَلُ الجِيمُ من الياءِ المُشَدَّدَةِ ) ، قال : ( و ) قد أَبدَلوها من اليَاءِ ( المُخَفَّفةِ ) أَيضاً ( كُفُقَيْمِجَ ) مِثال المُشَدّدة . قال وقُلْت لرجُلٍ من حَنْظَلَةَ : ممن أَنت ؟ فقال : فُقَيْمِجٌّ ، فقلت : من أَيّهم ؟ قال : مُرِّجٌّ . ( و ) أَنشد أَبو زيد في المُخَفَّفَةِ :
يا رَبّ إِن كُنْتَ قَبِلْتَ ( حَجَّتِجْ )
فلا يَزالُ شاحِجٌ يأْتِيكَ بِجْ
أَقْمَرُ نَهّازٌ يُنَزِّيَ وَفْرَتِجْ
( في فُقَيْمِيَ وحَجَّتِي ) ، وأَنشد أَبو عمرٍ و لهِيْمانَ بنِ قُحافةَ السَّعْديّ :
يُطِيرُ عنها الوَبَرَ الصُّهابِجَا
قال : يُريد الصُّهابِيَّ من الصُّهْبَة .
____________________

(5/395)



وقال خلفٌ الأَحمرُ : أَنشدني رجلٌ من أَهلِ البادِيَة :
خالِي عُوَيْفٌ وأَبُو عَلِجِّ
المُطْعِمَانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ
وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ
يريد : عَلِيّاً والعَشِيَّ والبَرْنِيَّ ، وهو معرب بَرْنِيك ، أَي الحَمْلُ المُبَارَك ذكَرَ ذالك الجوهَرِيّ في الصّحاح ، وابنُ مالك في شَرْحَيْهِ الكافِيةِ والتَّسْهِيل ، والرَّضِيّ في شَرْح شواهِدِ الشّافية ، وابنُ عُصْفُورٍ في كتاب الضّرائِر ، وصَرّح بأَنّها لا تجوز في غير الضَّرُورَة ، وأَوردها ابنُ جِنِّي في كتابِ سِرِّ الصنَاعَة ، وسبقهم بذالك أُستاذُ الصَّنْعَة سِيبَوَيْه ، فكتابُه البحرُ الجامع .
قال شيخنا : وقوله : المشَدَّدة ، أَي سواءٌ كانت للنسب ، كما حكاه أَبو عمرو ، أَوْ لا ، كالأَبيات ، وقوله : والمُخَفَّفَة ، أَي وهي لا تكون للنَّسَب ، كإِبْدَالها من ياءِ الضّمير ، وياءِ أَمْسَيَتْ وأَمْسَى في قوله :
حَتَّى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا
ونحوهما ، وصرّح ابنُ عُصْفُور ، وغيره بأَنّ ذالك كُلَّه قبيحٌ ، وهو مأْخوذٌ من كلامِ سيبويه ، وغيره من الأَئِمَّة .
ومن العَرب طائِفَةٌ منهم قُضَاعَةُ يُبْدِلُونَ اليَاءَ إِذا وَقَعَتْ بعد العين جيماً ، فيقولون في ( هَذا رَاعِيَّ خَرَجَ مَعِي ) : هاذا راعِجَّ خَرَجَ مَعِجْ ، وهي التي يقولون لَها : العَجْعَجَةُ ، وقد تقدَّم طَرف من ذالِكَ في الخطبة ، ويأْتي أَيضاً ما يتعلَّق به إِن شَاءَ الله تعالى .
وكلامُ القَرافِيّ أَنّ مثلَهُ لغةٌ لطَيِّىءٍ ولبعض أَسد ، وأَنشد الفَرّاءُ :
بَكَيْتُ والمُحْتَرِزُ البَكِجُّ
وإِنَّمَا يأْتي الصِّبا الصَّبِجُّ
____________________

(5/396)



أَي البَكِيّ والصَّبِيُّ ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ ويعقوبُ :
كأَنَّ في أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ
من عَبَس الصَّيْفِ قُرُونَ الإِجَّلِ
يريد : الإِيَّل .
وقال ابن منظور عند إِنشادِ قوله :
حتّى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا
ما نصه : أَمْسَتْ وأَمْسَى ، ليس فيهما ياءٌ ظاهرةٌ يُنْطَق بها ، وقوله : أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا ، يقتضى أَن يكونَ الكلامُ أَمْسَيَتْ وأَمْسَيا ، وليس النُّطْقُ كذالك ، ولا ذُكِرَ أَيضاً أَنم يُبْدِلُونَها في التَّقْدِيرِ المَعْنَويّ ، وفي هذا نَظَرٌ .
2 ( فصل الهمزة ) مع الجيم ) 2
أَبج : ( الأَبَجُ مُحَرَّكَةً : الأَبَدُ ) لم يذكره الجَوْهَرِيّ ، ولا ابنُ مَنْظُور ، وذكره الصّاغَانِيّ في زوائد التَّكْمِلَة ، وكأَنّ الجِيمَ بدلٌ عن الدّال ، وهو غريب .
أَجج : ( *!الأَجِيجُ : تَلَهُّبُ النّارِ ) .
ابنُ سِيدَه : *!الأَجَّةُ والأَجِيج : صوتُ النّار . قال الشّاعر :
أَصرِفُ وَجهِي عن*! أَجِيجِ التَّنُّورْ
كَأَنّ فيهِ صَوتَ فِيلٍ مَنْحُورْ
وأَجَّتِ النّارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ *!أَجِيجاً ، إِذا سَمِعْتَ صوتَ لَهَبِها ، قال :
كأَنَّ تَردُّدَ أَنفاسِه
أَجِيجُ ضِرَامٍ زَفَتْه الشَّمَالْ
( *!كالتَّأَجُّجِ ) *!والائْتِجاجِ .
( *!وأَجَّجْتُهَا *!تَأْجِيجاً ، *!فتَأَجَّجَتْ ، *!وائْتَجَّتْ ) ، على افْتَعَلَتْ .
*!وأَجِيجُ الكِيرِ : حَفيفُ النّارِ ، والفِعْل كالفِعْل ، وفي حديث الطُّفَيْل : ( طَرَفُ سَوْطِه *!يتَأَجَّجُ ) أَي يُضِىءُ ، من *!أَجِيجِ النّارِ : تَوَقُّدِها .
وفي الأَساس : *!أَجَّجَ النّارَ ،*! فأَجَّتْ *!وتَأَجَّجَتْ ، وهَجِيرٌ *!أُجَاج ، للشّمْسِ فيه *!مُجَاج .
____________________

(5/397)



( *!وأَجَّ الظَّلِيمُ *!يَئِجُّ ) ، بالكسر ، (*! ويَؤُجُّ ) ، بالضَّمّ ، *!أَجًّا ، *!وأَجِيجاً والوجهانِ ذَكَرهما الصَّاغانِيّ في التكملة وابن منظور في اللّسان ، وعلى الضّمّ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ والزّمخشَرِيّ ، وهو على غير قياس ، والكسرُ نقله الصّاغانيّ عن ابن دُرَيْدٍ ، وقد رَدّهَا عليه أَبو عمرو في فَائِتِ الجَمْهَرة ، قاله شيخُنا : ( عَدَا وله حَفِيفٌ ) ، وفي اللّسان : سُمِعَ حَفِيفهُ في عَدْوِه ، قال يَصِف ناقةً :
فَرَاحَتْ وأَطْرَافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ
تَئِجُّ كَما أَجَّ الظَّلِيمُ المُفَزَّعُ
*!وأَجَّ الرَّجُلُ*! يَئِجُّ *!أَجيجاً : صَوَّتَ ، حكاه أَبو زيد ، وأَنشد لجَمِيل :
تَئِجُّ *!أَجِيجَ الرَّحْلِ لمَّا تَحَسَّرَتْ
مناكِبُها وابْتُزَّ عَنْهَا شَلِيلُها
*!وأَجّ *!يَؤُجّ *!أَجًّا : َسْرَعَ ، قال :
سَدَا بِيَدَيْهِ ثُمّ أَجَّ بسَيْرِه
كأَجِّ الظَّلِيمِ من قَنِيصٍ وكالِبِ
وفي التَّهْذِيب : أَجَّ في سيره يَؤُجّ*!أَجًّا ، إِذا أَسْرَعَ وهَرْوَلَ وأَنْشَد :
يَؤُجُّ كما *!أَجَّ الظَّلِيمُ المُنَفَّرُ
قال ابن بَرِّيّ : صوابُه *!تَوجُّ ، بالتّاءِ ، لأَنه يصف ناقَتَه ، ورواه ابن دُرَيْد : ( الظَّلِيم المُفَزّع ) .
وفي حديث خَيْبَر : ( فلما أَصْبَحَ دَعَا عَلِيًّا ، فأَعْطَاه الرَّايَةَ ، فخَرَجَ بها*! يَؤُجُّ حَتّى رَكَزَها تَحْتَ الحِصْنِ ) الأَجُّ : الإِسراع والهَرْوَلَةُ ، كما في النِّهاية .
وفي الأَساس : ومن المجاز : مَرَّ يَؤُجُّ في سَيرِه ، أَي له حَفِيفٌ كاللَّهَبِ ، وقد أَجَّ أَجَّةَ الظَّليمِ . وسَمِعْتُ أَجَّتَهُم حَفِيفَ مَشْيِهم واضطِّرابِهِمْ .
( *!والأَجَّةُ : الاخْتِلاطُ ) ، وفي اللسان : أَجَّةُ القَوْمِ ، وأَجِيجُهُم : اخْتلاطُ
____________________

(5/398)


كلامِهم مع حَفِيفِ مَشْيِهِم ، وقولهم : القَوْمُ في أَجَّةٍ ، أَي في اخْتِلاطٍ .
( و ) الأَجَّةُ ، *!والائْتِجاجُ ، *!والأَجِيجُ *!والأُجاجُ : ( شِدّةُ الحَرِّ ) وتَوَهُّجُه ، والجمع *!إِجاجٌ ، مثل : جَفْنَةٍ وجِفَانٍ .
( وقد *!ائْتَجَّ النّهَارُ ) على افتعل ، ( *!وتَأَجَّ *!وتَأَجَّجَ ) .
ويقال : جاءَت*! أَجَّةُ الصيْفِ ، قال رؤبة :
وحَرَّقَ الحَرُّ *!أُجَاجاً شَاعِلاَ
وقال ذُو الرُّمَّة :
*! بِأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطُبُ
( و ) يقال : ( ماءٌ *!أُجَاجٌ ) بالضّمّ ، أَي ( مِلْحٌ ) ، وقيل : ( مُرٌّ ) ، وقيل : شَديدُ المَرارةِ ، وقيلَ :*! الأُجاجُ : الشَّديدُ الحَرارةِ وكذالك الجَمْعُ ، قال الله عزّ وجلّ : { وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } ( سورة الفرقان ، الآية : 53 ) وهو الشّديدُ المُلُوحَةِ والمَرَارَةِ ، مثل ماءِ البحر ، وفي حديث عليّ ( عَذْبُها أُجَاجٌ ) . وهو الماءُ المِلْحُ الشديدُ المُلُوحَةِ ، كذا نُقلَ عن ابن عباس في تفسيرِ ، وفي حديث الأَحنف : ( نَزَلْنا سَبِخَةً نَشّاشَةً ، طَرَفٌ لها بالفَلاةِ وطَرَفٌ لها بالبَحْرِ الأُجَاجِ ) .
ونَقَل شيخُنَا عن بعضِ أَئمّة الاشتقاق *!الأُجَاجُ بالضّمّ ، من *!الأَجِيجِ ، وهو تَلَهُّبُ النّارِ ، فكلّ ما يَحْرِقُ الفَمَ مِن مالِحٍ ومُرَ أَو حارَ فهو أُجَاجٌ .
وعن الحسن : هو ما لا يُنْتَفَعُ به في شُرْبٍ أَو زَرْعٍ أَو غيرِهِما .
( وقد أَجَّ ) الماءُ يَؤُجَّ ( *!أُجُوجاً ، بالضّمّ ) في مصدره ومضارعه ، أَي فهو من باب كتَبَ ، ومثلُه في الصّحاح واللّسان ( *!وأَججْتُه ) ، بالتخفيف .
( *!وَيَأْجَجُ ، كيَسْمَعُ ) ، أَي بالفتح على القياس ، حكاه سيبويه ، ( ويَنْصُرُ
____________________

(5/399)


ويَضْرِبُ ) الأَخِير حكاه السّيرافيّ عن أَصحاب الحديث ، ونقله الفَرّاءُ عن المُفَصلِ ( : ع بمَكّة ) ، شَرّفها الله تعالى .
( *!واليَأْجُوجُ ) باللاّم مُشتقٌّ ( من ) أَجَّ ( *!يَئِجُّ هاكذا وهاكذا ) إِذا هَرْوَلَ وَعَدَا .
( *!ويَأْجُوجُ *!ومَأْجُوجُ ) : قَبِيلتانِ من خَلْقِ الله تعالى ، وجاءَ في الحديث : ( أَن الخَلْقَ عَشَرَةُ أَجزاءٍ ، تسعةٌ منها يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ ) وهما اسْمَان أَعْجَمِيَّان ، جاءَت القراءَةُ فيهما بهَمْزٍ وغير هَمْز ، و ( مَنْ لا يَهْمِزُهُمَا ) و ( يجعل الأَلِفَيْنِ زَائِدَتَيْن ) يقول : إِنّهُما ( من*! يَجَجَ *!ومَجَجَ ) ، وهما غير مصروفين ، قال رُؤْبَةُ :
لَوْ أَن يَأْجُوج ومَأْجُوجَ مَعَا
وعادَ عَادٍ واسْتَجَاشُوا تُبَّعَا
ومن هَمَزَهُمَا قال : إِنّهما من *!أَجَّتِ النَّارُ ، ومن الماءِ الأُجَاجِ ، وهو الشّديدُ المُلُوحَةِ المُحْرِقُ من مْلُوحَتهِ ، ويكون التَّقديرُ في يَأْجُوجَ يَفْعُول ، وفي مَأْجُوجَ مَفْعُول ، كأَنَّه من*! أَجيج النّارِ .
قالوا : ويجوز أَن يكون*! يَاجُوج فاعولا ، وكذالك *!ماجُوج ، وهذا لو كان الاسمان عَرَبِيَّيْن لكان هذا اشتقاقَهما فأَمّا الأَعْجَمِيّةُ فلا تُشْتَقُّ من العَرَبيّة .
( وقَرَأَ ) أَبو العَجَّاجِ ( رُؤْبَةُ ) بنُ العَجّاجِ ( : *!آجُوجَ *!ومَاجُوجَ ) بقلب الياءِ همزاً .
( و ) قرأَ ( أَبُو مُعَاذٍ : *!يَمْجُوجَ ) بقلب الأَلفِ الثّانيةِ ميماً .
( *!والأَجُوجُ ) كَصَبُورٍ : ( المُضِىءُ النَّيِّر ) ، عن أَبي عمرٍ و ، وأَنشد لأَبي ذُؤَيْب يعصف بَرْقاً :
يُضِىءُ سَناه رَاتِقاً مُتَكَشِّفاً
أَغَرَّ كمِصْباحِ اليَهُودِ *!أَجُوجُ
قال ابنُ بَرِّيّ : يصفُ سَحاباً مُتَتابعاً ، والهاءُ في سَناهُ تعود على السّحاب ، وذالك أَنّ البَرْقَةَ
____________________

(5/400)


إِذا بَرَقَت انكَشَفَ السّحابُ ، وراتِقاً : حالٌ من الهاءِ في سناه ، ورواه الأَصمعيّ ( راتق متكشفٌ ) بالرفع ، فجعل الرّاتِقَ البَرْقَ ، كذا في اللسان .
( *!وأَجَجَ ، كَمَنَع : حَمَلَ على العَدُوّ ) ، هاكذا في سائر النّسخ التي بأَيْدِينا ، وهو قولُ أَبي عمرٍ و ، وتَمامُه : وجَأَجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً ، وأَنكر شيخُنَا ذالك ، وقال : أَيُّ مُوجِبٍ للفتح مع عدم حرف الحلق فيه ؟ وصَوّبَ التشديد ، ونَسِيَ القاعدة الصّرفية أَنّه لا يُشْتَرَطُ أَن اللفْظ إِذا كان من باب مَنَعَ لا بُد فيه من أَحَدِ حروف الحَلْقِ ، وإِنما إِذا وُجِدَ فيا اللّفْظِ أَحدُ حروفٍ الحَلْقِ ، أَي في عينه أَو لامه ، فإِنّه مفتوكٌ دائِماً ومع أَنّ الصاغانيّ هكذا ضَبَطَه بالتخْفِيف في تكْمِلَته .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَجَّجَ بينهم شَرًّا : أَوقَدَه ، وقول الشاعر :
تَكَفُّحَ السمائِمِ *!الأَوَاجِجِ
إِنّمَا أَراد *!الأَوَاجّ ، فاضطُرَّ ، ففكّ الإِدخامَ .
*!وأَجِيجُ الماءِ : صَوتُ انصِبَابِه .
أَذج : ( *!أَذجَ بالمُعْجَمَةِ ) ، إِذا ( أَكْثَرَ من شُرْبِ الشرَابِ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و ، ومثله في التّكْمِلَة .
( *!وأَيْذَجُ ، كأَحْمَد ) إِنما أَرادَ الوَزْنَ فقط من غير ملاحظة إِلى الزوائد والأَصلية ، وابلاّ فأَلف أَحمد زائدة بخلاف المَوْزُون فإِنها أَصليّة ( : د ، بِكِرِسْتَانَ ) .
أَذربج : ( ) ومما يستدرك عليه :
*! أَذْرَبِيجَانُ ، وهاذا محَلُّه ، وهو موضعٌ أَعجمِيّ ، مُعَربٌ ، قال الشّمّاخ :
____________________

(5/401)



تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دُونَها
قُرَى*! أَذْرَبِيجانَ المَسالِحُ والجَالُ
وجعله ابنُ جِنِّي مُركَّباً ، قال : هاذا اسمٌ فيه خمسةُ موانعَ من الصرْف ، وهي : التعْرِيف ، والتّأْنِيث ، والعُجْمَةُ ، والتَّرْكِيبُ ، والأَلف والنّون ، كذا في اللسان .
أَرج : ( *!الأَرجُ ، محرّكةً : ) نَفْحَةُ الرِّيحِ الطَّيّبَة .
( و ) عن ابنِ سيدَه ( *!الأرِيجُ *!والأَرِيجَةُ ) : الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ ، وجمعُها *!الأَرَائِجُ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
كأَن رِيحاً من خُزامَى عالِجِ
أَوْرِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرَائِجِ
*!والأَرَج *!والأَرِيجُ : ( تَوَهُّجُ رِيحِ الطِّيبِ ) .
( *!أَرِجَ ) الطِّيبُ ، ( كَفَرِحَ ) *!يَأْرَج *!أَرَجاً ، فهو *!أَرِجٌ : فاحَ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
كَأَنَّ عليها بالَةً لَطَمِيَّةً
لَهَا مِن خِلال الدَّأْيَتَيْنِ *!أَرِيجُ
( *!والتَّأْريجُ : الإِغْرَاءُ والتَّحْرِيشُ ) في الحَرْبِ قال العجَّاجُ :
إِنّا إِذا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجَا
*!وأَرَّجْتُ بين القوْمِ *!تَأْرِيجاً ، إِذا أَغْرَيْتَ بينَهم وهَيَّجْتَ ، مثل أَرَّشْت ( *!كالأَرْجِ ) ثلاثيًّا . وأَرَّجْتُ الحَرْبَ ، إِذا أَثَرْتَها .
( و ) *!التَّأْرِيجُ ، *!والإِرَاجَةُ ( : شَيْءٌ م ) أَي معروف ( في الحِسَابِ ) وسيأْتي قريباً .
( *!والأَرَجانُ مُحَرَّكَةً : سَعْيُ المُغْرِي ) بالإِغْرَاءِ بين النّاسِ ، وقد *!أَرَّجَ بينهم .
( و ) *!أَرَّجَانُ ، ( كهَيَّبانَ ) ، أَي
____________________

(5/402)


بتشديد المثنّاة التَّحتِيَّة مع فتحها : موضعٌ حكاه الفارسيّ ، وأَنشد :
أَرادَ الله أَن يُخْزِي بُجَيْراً
فسَلَّطَنِي عليهِ*! بَأَرَّجَانِ
وقيل : هو ( د ، بفارِسَ ) ، وخَفَّفَه بعضُ متأَخِّري الشُّعراءِ ، فأَقْدَم على ذلك لعُجْمَتِه ، كذا في اللّسان .
قلت : التّخفيف ورَدَ في قولِ المُتَنَبِّي ، وقال شُرّاحه : إِنه ضَرورة ، ويَدلّ لذالك قول الجوهريّ : وربما جاءَ في الشّعر بتخفيفِ الرّاءِ .
ثم إِنه هل هو فَعَّلان من أَرَجَ ، كما صنع المصنّف ؟ أَو هو أَفْعال من رَجَنَ ؟ أَو هو لفظٌ أَعجميٌّ فلا تُعْرَف مادّته ؟ .
وصوَّبَ الخفاجهيّ في شفاءِ الغليل أَنّه فَعّلان ، لا أَفْعَلان ؛ لئلا تكون الفاءُ والعين حرفاً واحداً ، وهو قليلٌ ، نقله شيخُنا .
( *!والأَرّاجُ ) والمِئْرَجُ ، ككَتّانٍ ومِنْبَرٍ ( : الكَذّابُ ) ، والخَلاّطُ ، ( والمُغْرِى ) بين النّاسِ .
( *!والمُؤَرَّجُ ، كمُحَمَّدٍ : الأَسَدُ ) من *!أَرَّجْتُ بين القومِ *!تَأْرِيجاً ، إِذا أَغْرَيْتَ بينهم وهَيَّجْتَ قال أَبو سَيد : ( و ) منه سُمِّي*! المُؤَرِّج ( بالكسرِ أَبو فَيْدٍ ) بفتح الفاءِ وسكون الياءِ التّحتيّة وآخره دال مهملة ، هاكذا في نُسختنا على الصّواب ، وتصَحَّفَ على شيخنا ، فذكر في شرحه ، المُقَابَلِ عليه أَبو قَبيللآ ، وهو خَطَأٌ ( : عَمْرُو ابنُ الحارِثِ السَّدِوسِيُّ ) النَّحْوِيّ البَصْرِيّ ، أَحدُ أَئمّة اللّغةِ والأَدب .
وفي البُغْيَةِ للجلال : عَمْرُو بنُ مَنِيع ابن حُصَيْن السَّدُوسِيّ ، وفي شروح الشّواهد للرَّضِيّ :*! المُؤَرِّج ، كمُحَدِّثٍ السُّلَمِيّ : شاعِر إِسلاميّ من الدّولة الأُمويّة ، وفي الصّحاح عن أَبي سعيدٍ ، ومنه المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيّ جَدُّ المُؤَرِّجِ الرَّاوِيَة ، سُمِّيَ (*! لتَأْرِيجِه الحَرْبَ )
____________________

(5/403)


وتَأْرِيشِها ( بينَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ ) ، وهما قبيلتانِ عظيمتانِ .
( و ) في التهذيب : ( *!الأَوَارِجَةُ : من كُتُبِ أَصحابِ الدّواوِينِ ) في الخَراجه ونحوِه ، ويقال : هاذا كتابُ التَّأرِيجِ ، وهو ( مُعَرّبُ آوَارِه ، أَي النّاقِ ؛ لأَنه يُنْقَلُ إِليها الأَنْجِيذَجُ ) بفتح فسكون فكسر فسكون التَّحْتِيّة وذال وجِيم ( الذي يُثْبَتُ فيه ما على كُلِّ إِنسانٍ ، ثُمّ يُنْقَلُ إِلى جَرِيدةِ الإِخْرَاجَاتِ ، وهي عِدَّةُ *!أَوارِجَاتٍ ) ، وقد بسط فيه المصنّف الكلامَ لاحتياج الأَمْر إِليه ، وهو الأَعْرفُ به .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما في النهاية في الحديث : ( لما جاءَ نَعِيُّ عُمَرَ ، رضي الله تعالى عنه ، إِلى المَدَائِنِ *!أَرِجَ النّاسُ ) أَي ضَجُّوا بالبكاءِ ، قال : وهو من أَرِجَ الطِّيبُ ، إِذا فاحَ .
*!وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كهَرَّجَ : إِما أَن تكونَ لغة ، وإِما أَن تكون بدلاً .
*!وأَرَج الحَقَّ بالبَاطِلِ *!يَأْرِجُه *!أَرْجاً : خَلَطَه .
*!وأَرَّج النّارَ وأَرَّثَها : أَوْقَدَهَا ، مُشَدَّدٌ ، عن ابن الأَعرابيّ .
*!والأَيارِجة : دواءٌ ، وهو معَرّب .
أَزج : ( *!الأَزَجُ ، مُحَرَّكَةً : ضَرْبٌ مِنَ الأَبْنِيَةِ ) وفي الصّحاحِ ، والمِصْبَاحِ ، واللِّسان *!الأَزَجُ : بَيْتٌ يُبْنَى طُولاً ، ويقال له بالفارسية : أوستان ، ( ج : *!آزُجٌ ) ، بضمّ الزّاي ، ( *!وآزَاجٌ ) ، قال الأَعشَى :
بَنَاه سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُودَ حِقْبَةً
له *!آزُجٌ صُمٌّ وطَيٌّ مُوَثَّقُ
( *!وإِزَجَةٌ كَفِيَلَةٍ ) .
____________________

(5/404)



( وبابُ *!الأَزَجِ ) ، مُحَرَّكَةً : مَحَلَّةٌ كبيرةٌ ( ببغدادَ ) ، وقد نُسِب إليها جماعة من المُحَدِّثِين .
( *!وأَزَّجَهُ *! تَأْزِيجاً : بناهُ وطَوَّلَهُ ) .
( و )*! أَزَجَ ارَّجلُ ( كنَصَر ، وفَرِحَ *!أُزُوجاً ) ، بالضَّمّ مصدر الأَوّل ، والذي في اللسان وغيره . : *!وأَزَجَ في مِشْيَتِهِ يَأْزِجُ ، أَي كيضرِب ، هاكذا ضبط بالقَلم ، *!أُزوجاً : ( أَسْرَعَ ) : قال :
فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً *!تَأْزِجُ
فسَقَطَتْ من خَلْفِهِنّ تَنْشِجُ
( و ) أَزَجَ ( عنى : تَثاقَلَ حينَ استَعَنْتُه ) . وفي أُخرى : اسْتَغَثْتُه .
( و ) *!الأَزِجُ ( ككَتِفٍ : الأَشِرُ ) .
*!والأُزُوجُ : سُرعةُ الشدّ .
وفَرَسٌ *!أَزُوجٌ .
*!وأَزَجِ العُشْبُ ، إِذا طال .
إِسبرنج : ( ) ومما يستدرك عليه :
ما ورد في الحديث ( مَن لَعبَ*! بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فقد غَمَسَ يَدَه في دَمِ خِنْزِيرٍ ) قال ابن الأَثِير في النهاية هو اسم الفَرس الذي في الشَّطْرَنْجِ واللفْظة فارسيّة معرّبة .
أَسج : (*! الأُسُجُ ، بضَمَّتَيْنِ ) هي : ( النُّوقُ السَّرِيعَاتُ ، وأَصله الوُسُجُ ) بالوَاو ، ولذا لم يذكره هنا الجوهريّ ولا ابن منظور ، وسيأْتي في وسج .
أَشج : ( *!الأُشَّجُ ، كَزُمَّجٍ ) ، أَي على وِزَانِ سبُكَّرٍ ( : دَواءٌ كالكُنْدُرِ ) ، وهو أَكثرُ استعمالاً من الأُشَّقِ .
أَمج : (*! الأَمَجُ مُحَرَّكَةً : حَرٌّ ، وعَطَشٌ ) يقال : صَيْفٌ ، *!أَمَجٌ ( و ) هو ( الشَّدِيدُ الحَرِّ ) وقيل : الأَمَجُ : شِدَّةُ الحَرِّ والعَطَشِ والأَخْذِ بالنَّفَسِ .
وقال الأَصمعيّ : الأَمَجُ : تَوَهُّجُ الحَرِّ ، وأَنشدَ للعجّاج :
حتّى إِذا مَا الصَّيفُ كان *!أَمَجَا
وَفَرَغَا من رَعْيِ ما تَلَزَّجَا
____________________

(5/405)



( و ) في حديث ابنِ عباس رضي الله عنهما ( حَتّى إِذا كَانَ بالكَدِيدِ ما بينَ عُسْفَانَ *!وأَمَج ) هُو مُحَرّكة ( ع ) بينَ مَكَّةَ والمدينة شرّفهما الله تعالى ، فيه مَزارعُ ، وأَنشد أَبو العباس المُبرّد :
حُمَيْدُ الّذِي *!أَمَجٌ دَارُه
أَخُو الخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ
( و ) *!أَمِجَ ( كفَرِحَ : عَطِشَ ) ، يقال أَمِجَتِ الإِبِلُ ،*! تَأْمَجُ *!أَمَجاً ، إِذا اشتَدّ بها حَرٌّ أَو عَطَشٌ .
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : *!أَمَجَ ( كضَرَبَ ) إِذا ( سَارَ ) سَيْراً ( شَدِيداً ) .
أَنبج : ( ) ومما يستدرك عليه هنا :
ذكر *!الأَنْبِجَانِيَّةَ ( في الحديثِ : ( ايتُوني*! بأَنْبِجَانِيَّةِ أَبيه جَهْمٍ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : قيل هي منسوبَةُ إِلى مَنْبِجَ ، المدينة المعروفِة ، وقيل : إِلى موضعٍ اسمه *!أَنْبِجانُ ، وهو أَشْبَهُ : لأَن الأَوّل فيه تَعَسُّفٌ ، قال : والهمزة في هزائدةٌ ، وسيأْتي في نبج مستوفأ ، إِن شَاءَ الله تعالى .
أَوج : ( *!الأَوْجُ : ضِدُّ الهُبُوطِ ) : وهو من اصطلاحات المُنَجِّمِين ، أَورده في التكملة ، وأَغفله ابنُ منظور ، كالجَوْهَرِيّ ، وغيرهما .
أَيج : وذكر شيخُنا هنا الأَبجِيّ ، بالموحدة ونَقله عن المِصْبَاح ، وهو تَصْحِيفٌ عن *!الإِيجيّ ، بالمثنّاة بدل الموحّدة ، فاعْلَمْ .
( *!إِيجُ ، بالكسر : د ، بِفَارِسَ ) وققد نُسِبَ إِليهَا كِبَارُ المحَدِّثِين .
2 ( فصل الباءِ ) الموحّدة مع الجيم ) 2
بأَج : ( *!بَأَجَه ، كمَنَعَه : صَرَفَه ) .
( و )*! بَأَجَ ( الرَّجُلُ : صاحَ ، *!كبَأجَ ) بالتشديد .
____________________

(5/406)



( و ) في الصّحاح قولهم : ( اجْعَلِ *!البَأْجاتِ *! بأجا واحِدا ، أَي لَوْناً ) واحداً ( وضَرْباً ) واحداً . وهو مُعَرَّب ، وأَصله بالفارسية : بَاهَا ، أَي أَلوانُ الأَطعمة ، وهمْزُه هو الفَصيحُ الذي اقْتَصَرع عَلَيْه ثَعْلَبٌ في الفصيح ، ( وقد لا يُهْمَزُ ) ، صرّح به الجوهَرِيّ ، وبعضُ شُرّاحِ الفَصيحِ .
قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : *!البَأْجُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ، وهو الطّريقةُ من المَحاجِّ المُسْتَوِيَةِ ، ومنه قول عُمَرَ رضي الله عنه ( لأَجْعَلَنَّ النّاسَ*! بَأْجاً واحِداً ) أَي طريقةً واحدَةً في العَطَاءِ ، وقال الفِهْرِيّ ، في شرح الفصيح : أَي طريقةً واحدةً ، وقياساً واحداً ، عن ابن سِيدَه في كتاب العَوِيص .
وقال القَزّاز : *!بَأْجاً واحداً ، أَي جَمْعاً واحداً ، *!والبَأْجُ : الاجتماعُ .
وقال ابنُ خالوَيْه : كان الإِنْسان يأْتِي بأَصنافٍ مختلفة ، فيقال : اجْعَلْهَا بَأْجاً واحداً ، ويجمع *!بَأْجٌ على *!أَبْوَاجٍ .
( وهُمْ فِي أَمْرِ بَأْجٍ ، أَي سَواءٍ ) ، والنّاسُ بَأْجٌ واحدٌ ، أَي شَيْءٌ واحدٌ ، وجَعَل الكَلاَمَ بَأْجاً وَاحِداً ، أَي وَجْهاً واحِداً .
ابنُ السِّكّيتِ : اجْعَلْ هاذا الشَّيْءَ بَأْجاً واحِداً ، قال : ويقال : أَوّلُ من تَكَلَّم بها عُثْمَانُ رضي الله عنه ، أَي طريقةً واحدةً ، قال : ومثله الجَأْش والفَأْسُ والكَأْسُ والرَّأْسُ .
والبَأْج البَبَّانُ .
وحكى المُطَرِّزيّ عن الفرّاءِ أَن العرب تقول : اجْعَل الأَمْرَ بَأْجاً واحداً ، واجعله بَبّاناً واحداً ، وسِماطاً واحداً ، وسكَّة واحِدةً ، وسَطْراً واحداً ، ورَزْدَقاً
____________________

(5/407)


واحداً ، وشَوْكَلاً واحداً ، وهُوَّةً واحدةً ، وشِرَاكاً واحداً ، ودُعْبُوباً واحداً ، ومَحَجَّةً واحدةً ، كلّ ذلك بمعنى شَيْءٍ واحدٍ مُسْتَوٍ .
*!وبَوَائِجُ الدَّهْرِ : دَوَاهِيه ، وسيأْتي في بوج .
بابونج ، ببج : ( *!بَابَاجُ ؛ كهامَانَ ) : اسمٌ ، وهو ( جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُحَدِّث ) .
بثج : ( ابْثَأْجَجْت ) أَي ( اسْتَرْخَيْت ، ) وهو من أَبواب المزيد ، مثل : احْمَارّ يَحْمَارّ ، احْمَارَرْتُ ، أَو هو مثل : اطْمَأَنَّ يَطْمَئنّ ، اطْمَأْنَنْتُ ، واطْرَغَشَّ يَطْرَغِشّ ، اطْرَغْشَشْتُ ، ولم يأْتِ من هاذا الباب على الأَصل إِلاّ اسْمَأَدَّ ، واصْطَخَمَّ بتشديد الميم وتخفيها وتحقيقُ ذلك في بُغْيَة الآمال ، لابي جعفر اللَّبْلِيّ .
بجج : (*! بَجَّ : شَقَّ ) يقال : بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَةَ*! يَبُجُّهَا *!بَجًّا : شَقَّها ، وكُلّ شَقَ بَجٌّ ، قال الرّاجز :
بَجَّ المَزادِ مُوكَراً مَوْفُورَا
( و ) بَجَّ : ( طَعَنَ بالرُّمْحِ ) . ابن سيده :*! بَجَّهُ بَجًّا : طَعَنَه ، وقيل : طَعَنَه فخَالَطَتِ الطَّعْنَةُ جَوْفَهُ ، وقال غيره :*! البَجُّ : الطَّعْنُ يُخالِط الجَوْفَ ولا يَنْفُذ ، يقال :*! بجَجْته ( *!أَبُجُّهُ ) بَجًّا ، أَي طَعَنْتهُ ، وأَنشد الأَصمعيّ لرُؤبَةَ :
قَفْخاً على الهَامِ *!وبَجًّا وَخْضَا
( و ) من المجاز : بَجَّ ( الكَلأُ الماشِيَةَ ) بَجًّا : ( أَسْمَنَهَا ) ، أَي فَتَقَهَا السِّمَنُ من العُشْب ( فَوَسِعَتْ ) لذالك ( خَوَاصِرُهَا ، وهي*! مُبْتَجَّةٌ ) ، هاكذا من باب الافتعال .
وفي اللّسان : *!انْبَجَّتِ الماشِيَةُ فهي
____________________

(5/408)


*!مُنْبَجَّةٌ ، من باب الانفعال ، قال جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيّ ، في عَنْزٍ له مَنَحَهَا لرَجُلٍ ولم يَرُدَّها :
فَجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
عَسالِيجُه والثّامِرُ المُتَناوِحُ
قال ابن بَرّيّ : أَورده الجوهريّ ( فَجَاءَتْ ) ، وصوابه ( لَجَاءَتْ ) قال : واللاّم فيه جوابُ ( لَوْ ) في بيتٍ قبله ، وهو :
فَلَوْ أَنّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ
نَفَى الدِّقَّ عنهُ جَدْبُه وهو كالِحُ
قال : والقَسْوَرُ : ضربٌ من النّبْتِ ، وكذالك الثَّامِرُ ، والكالحُ : ما اسْوَدّ منه ، والمُتَنَاوِحُ : المُتَقَابِلُ .
يقول : لو رَعَتْ هاذا الشَّاةُ نَبْتاً أَيْبسَه الجَدْبُ ، قد ذَهَبَ دِقُّه ، وهو الّذي تَنْتَفِعُ بِه الرّاعيةُ ، لجاءَت كأَنّهَا قدْ رَعتْ قَسْوَراً شديدَ الخُضْرَةِ فسَمِنَتْ عليه ، حتّى شَقَّ الشَّحْمُ جِلْدَها .
( و )*! البَجَجُ : سَعَةُ العَينِ وضَخْمُهَا *!بَجَّ *! يَبَجُّ *!بَجَجاً ، وهو بَجِيجٌ ، والأُنْثَى بَجّاءُ .
و (*! الأَبَجُّ : الوَاسِعُ مَشَقِّ العَيْنِ ) ، قال ذو الرُّمَّة :
ومُخْتَلَقٍ للمُلْكِ أَبيضَ فَدْغَمٍ
أَشَمَّ *!أَبَجَّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ
وعَيْنٌ *!بَجّاءُ : واسِعةٌ .
( *!والبَجَّةُ : بَثْرَةٌ في العَيْنِ ) .
( وصَنَمٌ ) كان يُعْبَدُ من دون الله عزّ وجلّ .
( و ) *!البَجَّةُ : ( دَمُ الفَصِيدِ ، ومنه الحَدِيثُ : أَراحَكُمُ الله من الجَبْهةِ والسجَّةِ ) ، هاكذا بالسّين المهملة مضبوط عندنا ، ونَصّ الحديثِ على ما أَخرجه غيرُ واحد من المُحَدِّثِين : ( إِنَّ الله قَدْ أَراحَكُم مِنَ الشَّجَّةِ ( والبَجَّةِ ) ) هاكذا بالشّين المعجمة ، قيل في تفسيره : هاذا ( لأَنَّهُمْ كانُوا يَأْكُلُونَها ) أَي البَجَّة ، وصَوَّبَ شيخُنا تذكيرَ الضّميرِ ، وأَنّه
____________________

(5/409)


عائدٌ إِلى دَمِ الفَصِيدِ ( في الجَاهِلِيَّةِ ) في الأَزْمَةِ ، وهو من هاذا ، لأَنّ الفاصِدَ يَشُقُّ العِرْقَ .
وفسّرَه ابنُ الأَثيرِ ، فقال : *!البَجُّ الطَّعْنُ غيرُ النافذ ، كانوا يَفْصِدون عِرْقَ البَعِيرِ ، ويأْخُذُون الدَّمَ يتَبَلَّغُونَ به في السّنَةِ المُجْدِبَةِ ويُسَمُّونه الفَصِيدَ سُمِّيَ بالمَرَّةِ الواحِدَةِ من البَجِّ ، أَي أَراحكم الله من القَحْطِ والضِّيق بما فَتَحَ عليكم من الإِسلام .
وفسَّرَها بعضُهم بالصَّنَمِ كذا في النّهاية ، والّلسان .
( *!وبُجَّانَةُ ، كرُمّانَة : د ، بالأَنْدَلُسِ ، منه مَسْعُودُ بنُ عَلِيّ ، صاحِبُ النَّسائِيّ ) .
*!والبُجُّ ، بالضّم : فَرْخُ الطّائِرِ ( كالمُجّ ) قال ابنُ دريد : زَعَمُوا ذالك ، قال ولا أَدْرِي ما صِحَّتُها .
( و ) *!البُجُّ ( : سَيْفُ زُهَيْرِ بنِ جَنابٍ ) الكَلْبِيّ ، وقيل : هو المُجّ ، عن ابنِ الكلبِيّ ، وسيأْتي .
( و )*! البَجُّ ( بالفتح : اسمٌ ) .
( *!والبَجْبَاجُ و ) البَجْبَاجَةُ ( بهاءٍ ) : البادِنُ المُمْتَلِىءُ المُنْتَفِخُ ، وقيل : كثيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُه ، وجاريةٌ *!بَجْبَاجَةٌ : سَمينَةٌ ، قال أَبو النَّجْمِ :
دَارٌ لبَيْضَاءَ حَصَانِ السِّتْرِ
*!بَجْبَاجَةِ البُدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ
وقال ابن السِّكِّيت : البَجْبَاج *!والبَجْبَاجَةُ ( : السَّمِينُ المُضْطَرِبُ اللَّحْمِ ) ، قال نِقَادَةُ الأَسديّ :
حتى تَرَى *!البَجْبَاجَةَ الضَّيَّاطَا
يَمْسَحُ لمّا حالَفَ الإِغْباطَا
بالحَرْفِ من ساعِدِهِ المُخاطَا
الإِغباطُ : مُلازَمَةُ الغَبِيطِ ، وهو الرَّحْلُ .
( والبَجْبَجَةُ : شيءٌ يُفْعَل عند مُنَاغَاةِ الصَّبِيّ ) بالفَمِ .
____________________

(5/410)



( *!والبُجُجُ ، بضَمَّتَيْنِ ) : قيل : مفردُه *!بَجِيجٌ ، وقيل : هو اسمُ جَمْعٍ ( : الزِّقاقُ ) بالكسر ، ( المُشَقَّقَةُ ) ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
( و ) من المجاز : (*! باجَجْته *! فبَجَجْته ) أَي ( بارَزْته فغَلَبْته ) .
ومن ذلك : النِّساءُ*! يَتَبَاجَجْنَ فيما بَيْنَهُنّ : يتَباهَيْنَ ويَتَفَاخَرْنَ وتَعُدُّ كلّ واحدةٍ حُظْوَتَهَا .
( *!وتَبَجْبَجَ لَحْمُهُ : كثرَ واسْتَرْخَى ) بسببه مَرضٍ ، كذا قيَّدَه بعضُهم ، وقيل : تَوَرُّمٌ مع استِرْخاءٍ .
( ورَجُلٌ *!بُجَابِجٌ ، كعُلابِطٍ : بادِنٌ ) مُنْتَفِخٌ .
وفي حواشي ابن بَرِّيّ ، قال ابن خالَوَيْه : *!البَجْباجُ : الضَّخْمُ ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعَاقِدُه
بَوَاضِحٍ منْ ذُرَى الأَنْقاءِ*! بَجْبَاجِ
مِنْطَقُهَا : إِزارُهَا ، يقول : كأَنَّ إِزارَها دِيرَ على نَقَا رَمْلٍ ، وهو الكَثِيبُ .
( ورمل *!بَجْبَاجٌ : مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ ) .
( *!وبُجْبُجُ بنُ خِداشٍ كقُنْفُذٍ : مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ ) .
( *!والبَجَاجَةُ من النَّاسِ : الرَّدِىءُ مِنْهُمْ ) الذي لا خيرَ فيه ، وهو المِهْذارُ ، وسيأْتي قريباً .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!بَجَّهُ *!بَجًّا : قَطَعَهُ ، عن ثعلب . وأَنشد :
بَجَّ الطَّبِيبِ نائِطَ المَصْفُورِ
*!وبَجَّه بالعَصَا وغيرِهَا *!بَجًّا : ضَرَبَه بها عن عِرَاضٍ حَيْثُما أَصابَتْ منه .
*!وبَجَّهُ بمَكْرُوهٍ وشَرَ وبَلاَءٍ : رَمَاهُ به .
وقال المُفَضَّلُ : بِرْذَوْنٌ *!بَجْبَاجٌ : ضَعِيفٌ سَرِيعُ العَرَقِ ، وأنشد :
فَلَيْسَ بالكَابِي ولا البَجْبَاجِ
وعن أَبي عمرو : جَمَلٌ جُبَاجِبٌ *!بُجَابِجٌ : ضَخْمٌ .
____________________

(5/411)



وفي حديث عثمانَ رضي الله عنه ( إِنّ هَذَا *!البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لا يَدْرِي أَينَ الله عَزَّ وجَلَّ ) ، من *!البَجْبَجَةِ ، وهي المُنَاغَاةُ .
*!وبَجْبَاجٌ فَجْفاجٌ : كثيرُ الكلامِ .
*!والبَجْبَاجُ : الأَحمَقُ ، والنَّفّاجُ : المُتَكَبِّر .
وفي الأَساس : وهو المِهْذارُ ، وتقول ( العربُ ) : أَقْصِرْ من *!بَجَابِجِكَ قليلاً .
وفي التّهذيب والأَساسِ : فلانٌ *!يَتَبَجَّجُ بفلانٍ ويَتَمَجَّجُ ، بالميم ، إِذا كان يَهْذِي به إِعْجاباً ، وقال اللِّحْيَانِيّ : أَي يَفْتَخِرُ ويُبَاهِي به .
وفي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ ، في قولِ أَعْرَابِيّ من بني تَمِيم :
لما استمَرّ بها شَيْحَانُ *!مُبْتَجِجٌ
قال : *!المُبْتَجِجُ : المُفْتَخِرُ . نقله شيخنا .
بحدج : ( ) ومما فاته : بُحْدُجٌ وهو بالضمّ : اسمٌ ، وفي أَنساب البَلاذُرِيّ : بُحْدُج بنُ ربيعةَ بنِ سُمَيْرِ بنِ عاتِكِ بن قَيْسٍ ، من بني عامرِ بنِ حَنِيفَةَ .
بحرج وبحزج : ( البَحْرَجُ ) ، كجَعْفَرٍ وبُرْثُنِ ، كذا ضبطه غيرُ واحد هاكذا بالراءِ بعد الحاءِ المهملة .
وفي اللّسَان والتهذيب بالزاي قبل الجيم .
وضبطه شيخُنا بالخاءِ المعجمة والرّاءِ المهملة وصوّبَه ، وهو الجُؤْذَرُ ، وقيل : البَحْرَجُ ( ولَدُ البَقَرَةِ ) الوَحْشِيّة ، قال رؤُبةُ :
بفَاحِمٍ وَحْفٍ وعَيْنَيْ بَحْرَجٍ
____________________

(5/412)



والأُنثى : بَحْرَجَة .
قال ابنُ منظور : ( و ) رأَيت في حَواشِي بعضِ نُسَخِ الصّحاحِ : البَحْرَجُ من النّاس : ( القَصِيرُ البَطِينُ ) .
( و ) البَحْرَجُ أَيضاً ( البَكْرُ ) .
( والمُبَحْرَجُ ) بالضم ( الماءُ ) الجَارّ ، وفي التّهذيب : هو الماءُ ( المُغْلَى ، النِّهَايَةُ في الحَر ) ارَةِ ، والسَّخِيمُ : الماءُ الذي لا حَارٌّ ولا بارِدٌ ، وقال الشّمّاخ يصف حِماراً :
كأَنَّ على أَكْسَائِها من لُغَامِهِ
وَخِيفَةَ خِطْمِيَ بماءٍ مُبَحْرجِ
بختج : ( ) ومما يستدرك عليه .
بُخْتُجُ ، كقُنْفُذ : في حديث النَّخَعِيّ ( أُهْدِيَ إِليْهِ بُخْتُجٌ فكان يَشْرَبُه مَعَ العَكَر ) البُخْتُجُ : العَصِيرُ المَطْبُوخُ ، وأَصله بالفارِسِيَّةِ مِيبخته ، أَي عَصِير مَطْبُوخٌ ، وإِنما شَرِبَه مع العَكَرِ خِيفَة أَن يُصَفِّيَهُ فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ .
بخدج : ( البَخْدَجَةُ ) في المَشْيِ : تَفَتُّحٌ ( وفَرْجَحَةٌ ) .
( و ) يقال : ( بَكْرٌ بَخْدَجٌ : سَمِينٌ ) بادِن ( مَنْتَفِخٌ ) .
( وبَخْدَجٌ : اسْمُ ) شاعِرٍ .
بدج : ( أُبدُوجُ السَّرْجِ ، بالضَّمّ ) والدّال المهملة ( : لِبْدُ بِدَادَيْهِ ) ، بكسر الموحّدة وفتح الدّالين ، هاكذا في نسختنا ، وفي النّهاية والنّاموس . أُبْدُوجُ السَّرْج : لِبْدُه ، وزاد في الأَخير : ورُوِيَ بالنّون ، وهو ( مُعَرَّبُ أُبْدُود ) .
وفي التَّكْمِلة : أُبْدُوجُ السَّرْج :
____________________

(5/413)


( لِبْدُه ، و ) كأَنّه كلِمَةٌ أَعجَميّة ، وقيل : هو أُبْدُودٌ .
وقد جاءَ في حديث الزُّبير : ( أَنّه حَمَلَ يومَ الخَنْدَقِ على نَوْفلِ بنِ عبْدِ الله بالسَّيْفِ حتّى قَطَع أُبْدُوجَ سَرْجِه ) يعني لِبْدَه ، قال الخَطّابِيّ : هاكذا فَسَّره أَحدُ رُواتِه ، قال : ولَسْتُ أَدْرِي ما صِحَّتُه ، كذا في النهاية .
بذج : ( البَذَجُ ، مُحَرَّكَةً ) : الحَمَلُ ، وقيل : هو أَضْعَفُ ما يَكُونُ من الحُمْلانِ ، وفي الحديث : ( يُؤْتَى بابنِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ كأَنَّه بَذَجٌ ، من الذُّلِّ ) .
الفرَّاءُ : البَذَجُ ( : ولَدُ الضَّأْنِ ، كالعَتُودِ من ) أَولادِ ( المَعزِ ) وأَنشد لأَبِي مُحْرِزٍ المُحَارِبِيّ ، واسمُه عُبَيْد :
قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ
وإِنْ تَجُعْ تَأْكُلْ عَتُوداً وبَذَجْ
قال ابنُ خَالَوَيْه : الهَمَجُ هنا : الجُوعُ ، قال : وبه سُمِّيَ البَعُوضُ ، لأَنّه إِذا جاعَ عاشَ ، وإِذا شَبِعَ ماتَ ( ج بِذْجانٌ بالكسر ) .
بذرج : ( الباذَرُوجُ ، بفتح الذّال ) المعجمة ( : بَقْلَةٌ م ) أَي معروفة ، طيِّبَةُ الرِّيحِ ( تَقَوِّي القَلْبَ جِدًّا ، وتَقْبِضُ إِلاّ أَنْ تُصادِفُ فَضْلَة فَتُسْهِلَ ) ، وقال داوودُ : نَبَطِيٌّ ، وابنُ الكُتْبِيّ : فارِسِيّ .
قال شيخنا : يُسمَّى السُّلَيْمَانِيّ ؛ لأَنّ الجِنّ جاءَتْ بِهِ إِلى سِيّدِنا سُلَيْمَانَ عليه السلامُ فكانَ يعالِجُ بهِ الرِّيحَ الأَحمرَ .
برج : ( البُرْجُ ) من المدينةِ ، ( بالضّمِّ : الرُّكْنُ ، والحصْنُ ) ، والجمعُ أَبْرَاجٌ ، وبُرُوجٌ .
( وواحِدُ بُرُوجِ السِّماءِ ) ، والجمعُ كالجَمْعِ ، وهي اثْنا عَشَرَ بُرْجاً ، ولكلِّ بُرْجٍ اسمٌ على حِدَةٍ .
____________________

(5/414)



وقال أَبو إِسحاقَ في قوله تعالى : { وَالسَّمَآء ذَاتِ الْبُرُوجِ } ( سورة البروج ، الآية : 1 ) قيل : ذات الكَوَاكِبِ ، وقيل : ذات القُصُورِ في السّماءِ . ونُقِلَ ذالك عن الفرَّاءِ .
وقوله تعالى : { وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } ، ( سورة النساء ، الآية : 78 ) البُرُوجُ هنا : الحُصُونُ ، وعن اللَّيْث : بُرُوجُ سُورِ المَدِينَةِ والحِصْنِ : بُيُوتٌ تُبْنَى على السُّورِ ، وقد تُسمَّى بُيوتٌ تُبْنَى على نواحِي أَركانِ القَصْرِ بُرُوجاً .
وفي الصحاح : يُرْجُ الحِصْنِ : رُكْنُه ، والجَمْعُ بُرُوجٌ ، وأَبْرَاجٌ .
وقال الزجّاج : في قوله تعالى : { جَعَلَ فِى السَّمَآء بُرُوجاً } ( سورة الفرقان ، الآية : 61 ) قال : البُرُوجُ : الكَواكِبُ العِظَامُ .
( و ) البُرْجُ ( بنُ مُسْهِرٍ : الشّاعِرُ الطّائِيّ ) ، مشهورٌ .
( و ) البُرْجُ ( : ة ، بأَصْفَهانَ ، منها ) أَبو الفَرَجِ ( عُثْمانُ بنُ أَحْمَدَ ) بنِ إِسحاقَ بنِ بُنْدَارٍ ( الشّاعرُ ) ، وفي نسخةٍ : الكاتب ، ثِقَة ، تُوفِّيَ ليلةَ الفِطر سنة 406 ( وغَانِمُ بنُ مُحَمَّدٍ ، صاحِبُ أَبي نُعَيْمٍ ) الأَصبَهانِيّ .
( و ) البُرْجُ ( : د ، شَدِيدُ البَرْدِ ) .
( و ) البُرْجُ ( : ع ، بِدِمَشْقَ ) ، هاكذا ذكرَه خليفةُ بنُ قاسِمٍ ، ولا يُعْرَفُ الآنَ ، ولعلّه خَرِبَ ودَثَرَ ، ( منه ) أَبو محمدٍ ( عَبْدُ الله بنُ سَلَمَةَ ) الدِّمَشْقِيّ ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَرْوانَ ، وعنه محمَّدُ بنُ الوَرْدِ .

( و ) البُرْجُ : ( قَلْعَةٌ ، أَو كُورَةٌ بنواحِي حَلَبَ ) .
( و ) البُرْجُ ( : ع ، بينَ بانِيَاسَ ومَرْقَبَةَ ) .
( وأَبُو البُرْجِ : القَاسِمُ بنُ حَنْبَل ) وفي نسخة جبل ( الذُّبْيَانِيّ ) وهو ( شاعِرٌ إِسلامِيّ ) .
( والبَرَجُ ، مُحَرَّكةً ) : تَباعُدُ ما بينَ الحاجِبَيْنِ .
____________________

(5/415)



وكلّ ظَاهِرٍ مُرْتَفِعٍ فقد بَرَجَ ، وإِنما قيل للبُرُوجِ : بُرُوجٌ ؛ لِظُهُورِهَا وبَيانِها وارْتِفاعِها .
والبَرَجُ : نَجَلُ العَيْنِ ، وهو سَعَتُها ، وقيل : البَرَجُ : سَعَةُ العَيْنِ في شِدَّةِ بَياضِ صاحبِها ، وفي المُحْكَم : البَرَجُ : سَعَةُ العَيْنِ وقيل : سَعَةُ بياضِ العَيْنِ ، وعِظَمُ المُقْلَةِ ، وحُسْنُ الحَدَقَة ، وقيل : هو نَقاءُ بَيَاضِها ، وصَفَاءُ سَوادِهَا ، وقيل : هو ( أَنْ يَكُونَ بَيَاضُ العَيْن مُحْدِقاً بالسّوادِ كُلّهِ ) لا يَغِيبُ من سوادِهَا شَيْءٌ .
بَرِجَ بَرَجاً ، وهو أَبْرَجُ ، وعَيْنٌ بَرْجَاءُ ، وفي صِفةِ عُمَرَ رضي الله عنه ( أَدْلَمُ أَبْرَجُ ) ، هو من ذلك ، وامرأَةٌ بَرْجاءُ بَيِّنَةُ البَرَجِ .
( و ) البَرَجُ : ( الجَمِيلُ الحَسَنُ الوَجْهِ ، أَو المُضِيءُ البَيِّنُ المَعْلُومُ ، ج أَبْراجٌ ) .
( وبُرْجانُ ، كعُثْمَانَ : جِنْسٌ من الرُّومِ ) يُسَمَّوْن كذالك ، قال الأَعشى :
وهِرَقْلٌ يومَ ذِي سَاتِيدَمَا
مِنْ بَنِي بُرْجانَ في البَأْسِ رُجُحْ
يقول : هُمْ رُجُحٌ على بني بُرْجانَ ، أَي هم أَرْجَحُ في القِتَالِ وشِدَّة البَأْسِ منهم .
( و ) بُرْجَانُ : اسمُ ( لِصّ ، م ) يقال : أَسْرَقُ من بُرْجانَ ، وبُرْجَانُ اسمٌ أَعجَميّ وضبَطَه غيرُ واحد بالفتح ، وفي بعض مصَنَّفَاتِ الأَمْثَالِ أَنّ ( بُرْجاص ) بالصّاد . قال الجَوالِيقيّ وغيره : وهو غَلَط ، قالوا : وهذا لَقَبُه ، واسمه فُضَيْلٌ ، ويقال : فَضْلٌ ، وبُرْجانُ والدُه أَحَدُ بني عُطَارِدٍ من بني سَعْدٍ ، وكان مولًى لبَنِي امرِىءِ القَيْسِ .
____________________

(5/416)



وقال المَيْدَانِيْ : هو لِصٌّ كان في نواحِي الكُوفَةِ ، وصَلَبُوه ، وسَرَقَ وهو مَصْلُوبٌ .
( و ) عن اللَّيْثِ : ( حِسَابُ البُرْجَانِ ) بالضّم ، هو مثل قولِك : ( ما جُدَاءُ كَذا في كَذا ، وما جَذْرُ كَذَا في كَذا ) ، وفي بعض النّسخ ، كذا وكذا ، ( فجُدَاؤُه ) ، بالضّمّ ( : مَبْلَغُه ، وجَذْرُه ) بالفتح ( : أَصلُه الذي يُضرَبُ بعضُه في بَعْضٍ ، وجُملتُه البُرْجانُ ) ، يقال : ما جَذْرُ مائةٍ ؟ فيقال : عَشرةٌ ، ويقال : ما جُدَاءُ عشرة ؟ فيقال : مائةٌ .
( وابنُ بَرَّجانَ ، كهَيَّبَانَ : مُفَسِّرٌ صُوفِيّ ) .
( وأَبْرَجَ ) الرَّجُلُ ( : بَنَى بُرْجاً ، كبَرَّجَ تَبْرِيجاً ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : ( بَرِجَ ) أَمْرُه ( كَفَرِحَ ) ، إِذا ( اتَّسَعَ أَمْرُه في الأَكلِ والشُّرْبِ ) .
( والبَارِجُ : المَلاّحُ الفَارِهُ ) .
( والبَارِجَةُ : سَفِينَةٌ كَبِيرَةٌ ) ، وجمعُها البَوَارِجُ ، وهي القَرَاقِيرُ والخَلايَا ، قاله الأَصمعي ، وقَيّد غيرُهُ فقال : إِنّها سَفِينَةٌ من سُفَنِ البَحْرِ تُتَّخَذُ ( للقِتَالِ ) .
( و ) البارِجَةُ : ( الشِّرِّيرُ ) ، وهو الكَثِيرُ الشَّرِّ ، يقالُ : ما فُلانٌ إِلاّ بارِجَةٌ ( تَرِيدُ أَنّه ) قد جُمِعَ فيه الشَّرّ ، وهو مَجَازٌ .
( وتَبَرَّجَتِ المَرْأَةُ تَبَرُّجاً ) : أَظْهَرَت ( زِينَتَها ) ومحاسِنَها ( للرِّجالِ ) ، وقيل : إِذا أَظْهَرَتْ وَجْهَها ، وقيل إِذا أَظْهَرَتِ المرأَةُ مَحَاسِنَ جِيدِها ووَجْهِها قيل : تَبَرَّجَتْ ، وتَرَى مع ذلك في عينِها حُسْنَ نَظَرٍ .
وقال أَبو إِسحاقَ في قولِه تعالى : { غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ } ( سورة النور ، الآية : 60 ) التَّبَرُّجُ : إِظهارُ الزِّينَةِ وما يُسْتَدْعَى بهِ شَهْوَةُ الرّجالِ ، وقيل : إِنَّهُنَّ كُنَّ يَتَكَسَّرْنَ في مَشْيِهنّ ويَتَبَخْتَرْن .
وقال الفرّاءُ في قوله تعالى : { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاْولَى } ( سورة الأحزاب ، الآية : 33 )
____________________

(5/417)


ذالك في زَمنٍ وُلِدَ فيه سيِّدُنا إِبراهِيمُ النّبيّ عليه السلامُ ، كانَتِ المَرْأَةُ إِذ ذَاكَ تَلْبَسُ الدِّرْعَ من اللُّؤلُؤِ غيرَ مَخِيطِ الجانِبَيْنِ ، ويقال : كانَت تَلْبَس الثِّيَابَ لا تُوارِى جَسَدَها ، فأُمِرْنَ أَنْ لا يَفْعَلْنَ ذالك ، والمَذْمُومُ إِظْهارُ ذالك للأَجانِبِ ، وأَمّا للزَّوْجِ فلا ، صَرَّحَ به فقهاؤُنا .
( والإِبْرِيجُ ) بالكسر ( : المِمْخَضَةُ ) ، بكسر الميم ، قال الشاعر :
لقَدْ تَمَخَّضَ في قَلْبِي مَوَدَّتُها
كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجِه اللَّبَنُ
الهاء في إِبْرِيجِه يرجعُ إِلى اللَّبَنِ .
( وبُرْجَةُ ) بالضّمّ ، كذا هو مضبوط عندنا ، وإِطْلاقُه يَقْتَضِي الفتحَ ، كما في غير نسخةٍ ( : فَرَسُ سِنانِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ ) ، هاكذا في نسخةٍ . والذي في اللّسَان : سِنَان بن أَبِي سِنانٍ .
( و ) برْجَة : ( د ، بالمَغْرِبِ ) الصّوابُ بالأَنْدَلُسِ ، وهو من أَعْمالِ المَرِيَّة به مَعَادِنُ الرَّصاصِ العجيبة على وادٍ يُعرفَ بوادِي عَذْراءَ ، مُحَدَّقٍ بالأَزهارِ ، وكثيراً ما كان يُسَمِّيها أَهلُهَا بَهْجَة ؛ لبَهْجَةِ مَنْظَرِهَا . ونَضَارَتِهَا ، وفيه يقولُ أَبو الفَضْلِ بنُ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيّ :
حُطَّ الرِّحَالَ بِبرْجَهْ
وارْتَدْ لِنَفْسِكَ بَهجهْ
في قَلْعةٍ كسِلاحٍ
ودوْحَةٍ مثلِ لُجَّهْ
فحِصْنُها لكَ أَمْنٌ
وحُسْنُهَا لَكَ فرْجَهْ
كُلّ البِلادِ سِواها
كعُمْرَةٍ وهْي حِجّهْ
وانتقَلَ غالِبُ أَهلِهَا بعد اسْتِيلاءِ الكُفّارِ عليْها إِلى العَدْوَةِ وفاسَ ، كذا قاله شيخُنا .
( منه المُقْرِىءُ عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذامِيّ البُرْجِيّ ) .
____________________

(5/418)



( ) ومما يستدرك عليه :
ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ : فيه صُوَرُ البُرُوجِ ، قاله الزّجّاجُ . وفي التهذيب : قد صُوِّرَ فيه تَصاوِيرُ كبُرُوجِ السُّورِ ، قال العَجّاج :
وقَدْ لَبِسْنَا وَشْيَهُ المُبَرَّجَا
وقال :
كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجَا
شَبَّهَ سَنَامَها بِبُرْجِ السُّورِ .
وتَبَارِيجُ النَّبَاتِ : أَزاهِيرُه .
والبُرُوجُ : القُصُورُ ، وقد تقَدَّم .
وبَرْوَجُ ، كجَوْهَر : مَدِينَةٌ عظيمةٌ بالهِنْد .
وَبَرَايجُ ، بالفَتْح : أُخْرَى بها .
برثج : ( ) ومما فاتَه هنا ، وقد ذَكره ابنُ منظورٍ ، وغيرُه :
البُرْثُجانِيَّة ، بضم الموحدة والثاءِ المثلّثة بعد الراءِ ، وهو أَشَدُّ القَمْحِ بياضاً وأَطيَبُهُ وأَثْمَنُهُ حِنطةً .
بردج : ( البَرْدَجُ : السَّبِيُ ) أَنشد ابنُ السِّكِّيت يَصفُ الظَّلِيمَ :
كما رَأَيْتَ في المُلاءِ البَرْدَجَا
وهو ( مُعَرَّبٌ ) ، وأَصله بالفَارِسيّة ( بَرْدَهْ ) قال ابن بَرِّيّ : صوابُه أَنْ يقول : يعصفُ البَقَرَ ، وقبله :
وكُلُّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجَا
كَأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا
قال : العَيْناءُ : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة ، والبَحْزَجُ : ولدُهَا ، وتُزَجِّي : تَسُوق برِفْقٍ به ؛ ليَتَعَلَّم المَشْيَ ، والأَرَنْدَجُ : جِلْدٌ أَسْوَدُ تُعْمَلُ منه الأَخْفَافُ ، وإِنما قال ذالك ؛ لأَنَّ بقَرَ الوحشِ في قوائِمِهَا سوادٌ ، والمُلاءُ : المَلاحِفُ ، والبَرْدَجُ :
____________________

(5/419)


ما سُبِيَ من ذَرارِي الرُّومِ وغيرِها ، شَبَّهَ هاذه البَقَرَ البِيضَ المُسَرْوَلَةَ بالسّوادِ ، بسَبْيِ الرُّومِ ، لبياضِهِمِ ولِباسِهم الأَخْفَافَ السُّودَ .
( و ) بَرْدَجُ : ( ة ، بشِيرَازَ ) .
( وبِرْدِيجُ ، كبِلْقِيسَ ) ، يعني بالكسر ، كما جَزمَ به الصّاغانِيّ في العُبَابِ ، ووافقه الجَمَاهِيرُ : ( د ، بأَذْرَبِيجَانَ ) من عمل بَرْذَعَة ، بينهما وبين أَذْرَبِيجَانَ أَربعَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً ، قاله ابنُ الأَثِيرِ . قالوا : والنّسْبَةُ بَرْدِيجِيّ بالفَتْح ، كما في أَكثَرِ شُروح أَلْفِيَّةِ العِرَاقِيّ الاصطلاحيّة ، وكلام القاضي زكريّا في شحرها صريح في أَنّها بالفَتْحِ والكَسْرِ في النِّسْبَةِ وغيرِهَا ، وصرّحَ الجلالُ في اللُّبّ بأَن بَرْدِيجَ بالفَتْحِ فقط ، نقله شيخنا .
منها : أَبو بَكْرٍ أَحمدُ بنُ هارُونَ بنِ رَوْحٍ ، له كِتابٌ بمعرفةِ المُتَّصِلِ والمُرْسَلِ .
برزج : ( البُرْزَجُ ) بضم الأَوّل وفتح الزّاي ( كقُرْطَقٍ : الزِّئْبِرُ ) ، بالكسر ، وهو ( مُعَرّب ) ، ذكره الصّاغانيّ في التّكملة ، وأَهمله ابن منظورٍ ، كالجَوْهَريّ ، وغيرهما .
برنج : ( البَارَنْجُ ) ، بفتح الأَوّل والثّالث جَوْزُ الهِنْدِ ، وهو ( النَّارَجِيلُ ) عن أَبي حنيفةَ .
( والبِرَنْجُ ، كهِرَقْل : دَواءٌ ، م ) ، أَي معروف ( يُسْهِلُ البَلغَمَ ) ، وهو المعروف عند الفرس ببارنك .
برنمج : ( البَرْنَامَج ) ، بفتح الموحّدة والميم ، صَرّح به عِياضٌ في المِشارِق ، وقيل : بكسر المِيم ، وقيل : بكسرِهِما ، كما في بعض شروح المُوَطّإِ ( : الوَرَقَةُ الجَامِعَةُ للحِسابِ ) وعِبَارَةُ المَشَارق :
____________________

(5/420)


زِمَامٌ يُرْسَمُ فيه مَتَاعُ التُّجّارِ وسِلَعُهم ، وهو ( مُعَرّبُ بَرْنامَ ) وأَصلها فارسية .
بزج : ( بَزَجَ : فاخَرَ ، كبَازَجَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ : البَازِجُ : المُفاخِرُ ، وقال أَعْرَابِيّ لرَجُلٍ : أَعْطِنِي مالاً أُبازِجُ فيهِ ، أَي أُفَاخِرُ بِه .
( و ) بَزَجَ ( عَلَيَّ فُلاناً : حَرَّشَهُ ) ، نوادِر الأَعراب : هو يَبْزُجُ عليّ فُلاناً ويَمْزُجُه ، ويَزْمُكُه ، ويَزُكُّه ، أَي يُحَرِّشه .
( وتَبَازَجَا ) وتَمَازَجا ( تَفَاخَرَا ) .
( والتَّبْزِيجُ : التَّحْسِينُ ، والتَّزْيِين ) وأَنشد شَمِرٌ :
فإِنْ يَكنْ ثَوْبُ الصِّبا تَضَرَّجَا
فقَدْ لَبِسْنا وَشْيَه المُبَزَّجَا
قال ابن الأَعْرَابِيّ : المُبَزَّجُ : المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ ، وكذالك قالَ أَبو نَصْرٍ .
وقال شَمِرٌ ، في كلامه : أَتَيْنَا فُلاناً فجعلَ يَبْزُج في كلامِه ، أَي يُحَسِّنه .
( والبَزِيج ) كأَمِيرٍ : الرَّجُلُ ( المُكَافِىءُ على الإِحسانِ ) .
( والمُبَارَكُ بنُ زَيْدِ بنِ بَزَجَ ، مُحَرَّكَةً : مُحَدِّث ) .
( وَبَوَازِيجُ ) ، هاكذا بالزّاي ، والذي في المُعْجَمِ وأَنسابِ القَلْقَشَنْدِيّ بالرّاءِ المهملة ، وهو المَشْهُورُ ( : د ، قُرْبَ تَكْرِيتَ ) بينَها وبينَ إِرْبِلَ ، قال الذَّهَبِيّ : هو بَوَازِيج الملك ( فَتَحَهَا ) ، هاكذا بضمير التأْنيث ( جَرِيرُ ) بن عبدِ الله ( البَجَلِيّ ) الصّحابيّ ، رضي الله عنه . ( مِنْه ) أَبو الفَرَجِ ( مَنْصُورُ بن الحَسَنِ ) بنِ عليَ بنِ عادِلِ بنِ يَحْيَى ( البَجَلِيّ الجَرِيرِيّ ) : فقيه فاضِلٌ حَسَنُ السِّيَرةِ ، تفَقَّه على الشّيخِ أَبِي إِسحاقَ الشِّيرَازِيّ ، وسمِعَ من الشَّرِيف أَبي الحَسَنِ بنِ المُهْتَدِي ، وتُوفِّيَ بعد سنة إِحدى وخَمْسمائَة .
____________________

(5/421)



( و ) عِزُّ الدّين ( مُحمَّدُ بن ) أَبِي الفضلِ ( عبدِ الكَرِيمِ ) بنِ أَحمدَ القُرَشِيّ المَوْصَلِيّ الضَّرِير ، ( البَوَازِيجِيّانِ ) ، وقرأَ أَبو الفضلِ بالسَّبْعِ على يَحْيى بنِ سَعْدُونَ ، وسَمِعَ المَقَامَاتِ من أَبِي سَعْدٍ الحِلِّيِّ صاحبِ الحَرِيرِيّ ، ومات بالمَوْصِلِ سنة 611 . وابنه عِزُّ الدين أَدركَ الشّيخَ محمَّدَ بنَ محمَّدٍ الكُنْجِيّ في حدود سنة 655 وسمع عنه عن أَبي منصورٍ بن أَبي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ .
بزرج : ( بُزُرْجُ ، بضَمّ أَوَّلِه وثانِيهِ ، ويُفْتَح أَوّله : عَلَمٌ ، مُعَرَّبُ بُزرْك أَي الكَبِير ) ومنه بُزُرْجُمِهْر وزير أَنو شِرْوَانَ .
بستج : ( البَسْتَجِيّ ) ، بالفَتْح ، ( هو : عَلِيُّ بن أَحْمَدَ الفَقِيهُ ) ، ولم يعرف أَنّ النّسبةَ لماذا ، والظّاهِرُ أَنّهَا إِلى بلدٍ اسمها بَسْتَه ، فعُرِّب وقيل : بَسْتَجْ .
وفي السان عن التهذيب : قال أَبو مَالكٍ : وقَعع في طَعَامٍ بَسْتَجانٍ ، أَي كَثِيرٍ .
بسفج : ( بَسْفانَجُ ) بالفتح ، والنون قبل الجيم ، كذا هو مضبوطَ ( عُرُوقٌ في داخِلِا شَيءٌ كالفُسْتُقِ عُفوصَةً وحَلاوَةً ، نافِعٌ للمَالِيخولِيَا والجُذَامِ ) وبَسَطَه في ( التَّذْكِرَة ) وفي ( ما لا يَسَع ) والذي يُعْرَف أَنه بِسفايِج ، بكسر الأَول والياءِ التّحيّة قبل الجِيم معرّب عن هنديّة ، ومعناه عشرين رجل .
بسفردنج : ( بَسْفَارَدَانَج ) بالفتح ( هو ثَمَرَةُ المُغَاثِ ، باهِيٌّ جِدًّا ) مُعَرّب بَسْفَاردَانه .
بسنج وبشنج: ( بُو سَنْجُ ) بالضَّمّ ( : مُعَرَّبُ بُوشَنْك : د ، من هَرَاةَ ) على سَبْعَةِ فراسِخَ منها ، وقد يقالُ فُوشَنْجُ ، ( منه ) مُحَمَّدُ بنُ إِبرَاهِيمَ الإِمامُ ، وأَسْفَنْدِيارُ بنُ المُوَفَّقِ
____________________

(5/422)


( و ) الإِمامُ ( أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُودِيّ ) .
( و ) بُوسنْجْ : ( ة ، بِتِرْمِذَ مِنْهَا أَبُو حامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ ) .
بطنج : ( بَطْنَجُ ، كجَعْفَرٍ : جَدُّ أَحْمَدَ بنِ مُحمَّدٍ المُحَدّثِ المُتَكَلِّمِ الأَشْعَرِيِّ ) .
بظمج : ( البِظْمَاجُ ، بالكسْر ، و ) سكونِ ( الظّاءِ المُعْجَمَةِ ، منَ الثّيابِ : ما كان أَحَدُ طَرَفَيْهِ مُخْمَلاً ) بالضَّمِّ على صيغة اسم المفعول . ( أَو وَسَطُه مُخْمَلٌ وَطَرَفَاهُ مُنَيَّرَانِ ) .
بعج : ( بَعَجَهُ ) أَي البَطْنَ بالسِّكّينِ ( كمَنَعَه ) يَبْعَجُه بَعْجاً : ( شَقَّهُ ) فزَالَ ما فيهِ من موضِعِه وبَدَا مُتَعَلِّقاً ، ( كبَعَّجَهُ ) ، بالتَّشْدِيد ، وفي حديثِ أُمِّ سُلَيم : ( إِنْ دَنَا مِنّي أَحدٌ أَبْعجْ بَطْنَهُ بالخَنْجَرِ ) أَي أَشُقّ ( فهو مَبْعُوجٌ وَبَعِيجٌ ) ، ورجُلْ بَعِيجٌ من قومٍ بَعْجَي ، والأُنثى بَعِيجٌ ، بغير هاءٍ ، من نِسوةٍ بَعْجَي ، وقد انْبَعَجَ هو .
( و ) من المَجازِ : ( بَعَجهُ الحُبُّ : أَوْقَعهُ في الحُزْنِ ، وأَبْلَغَ إِليهِ الوجْدَ ) وفي اللِّسَان : يُقَال : بَعَجَهُ حبُّ فلانٍ ، إِذا اشْتَدَّ وَجْدُه وحَزِنَ لَهُ .
قال الأَزْهَرِيّ : لَعَجَهُ الحُبُّ أَصْوَبُ من بَعَجَه ؛ لأَن البَعْجَ : الشَّقُّ ، يقال : بَعَجَ بَطْنَهُ بالسِّكّينِ ، إِذا شَقَّه وخَضْخَضَهُ فيهِ ، ثم قالَ بعدَ سَوْقِ عبارةٍ وبَعَجَهُ الأَمْرُ : حَزَنَه ونقله شيخُنَا أيضاً .
( ورَجُلٌ بَعِجٌ ، ككَتِفٍ ) : ضَعِيفٌ ، ( كأَنَّهُ مَبْعُوجُ البَطْنِ من ضَعْفِ مَشْيِهِ ) ، قال الشاعِر :
لَيْلَةَ أَمْشِي على مُخَاطَرَةٍ
مَشْياً رُوَيْداً كَمِشْيَةِ البَعِجِ
____________________

(5/423)



( وانْبَعَجَ : انْشَقَّ ) ، وكلّ ما اتَّسَعَ فقد انْبَعَجَ .
( و ) من المجاز : انْبَعَجَ ( السَّحَابُ ) بالمَطَرِ ، إِذا ( انْفَرَجَ مِن ) ، وفي نسخة عَن ( الوَدْقِ ) والوَبْلِ الشَّدِيدِ ( كَتبَعَّجَ ) ، قال العَجّاج :
حَيْثُ اسْتَهَلّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا
( والبَاعِجَةُ : مُتَّسعُ الوادِي ) حيث يَنْبَعِجُ فيَتَّسِعُ .
والبَاعِجَةُ : أَرضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ . وقيل : البَاعِجَةُ : آخِرُ الرَّمْلِ ، والسُّهُولَةُ إِلى القُفّ .
والبَوَاعِجُ : أَماكِنُ في الرَّمْلِ تَسْتَرِقُّ ، فإِذا نَبَتَ فيها النَّصِيُّ كانُ أَرقَّ له وأَطْيَبَ ، وقال الشاعِرُ يَصِف فَرَساً :
فَأَنَى له بالصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ
ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ
وباعِجَةُ : اسمُ مَوضعٍ ( وباعِجَةُ القِرْدَانِ : ع ، م ) أَي مَوضعٌ معروفٌ ، قال أَوسُ بنُ حَجَر :
وبَعْدَ لَيالِينَا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ
فباعِجَةِ القِرْدانِ فالمُتَثَلَّمِ
( و ) بَطْنٌ بَعِجٌ ، أَي مُنْبَعِجٌ ، أُراه على النَّسَبِ .
و ( امْرَأَةٌ بَعِيجٌ ) أَي ( بَعَجَتْ بَطْنَهَا لِزَوْجِها ونَثَرَتْ ) .
( و ) من المجاز : ( بَعَجَ بَطْنَهُ لَكَ : بالَغَ في نُصْحِكَ ) قال الشمّاخ :
بَعَجْتُ إِليهِ البَطْنَ حتّى انْتَصَحْتُه
وما كُلُّ من يُفْشَى إِليهِ بناصِحِ
وقيل : في قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فَذالِكَ أَعْلَى مِنْكَ قَدْراً لأَنَّهُ
كَرِيمٌ وَبَطْنِى للكِرامِ بَعِيجُ
أَي نُصْحِي لَهُمْ مَبْذُولٌ .
وفي الأَساس : ومن المجاز : بَعَجْتُ لَهُ بَطْنِي : أَفْشَيْتُ سِرِّي إِليه .
____________________

(5/424)



( وبَعْجَةُ بنُ زَيْدٍ : صَحَابِيّ ) .
( و ) بَعْجَةُ ( بنُ عَبْدِ الله ) بنِ بَدْرٍ الجُهَنِيّ ( تَابِعَيٌّ ) ، روى عن أَبي هُرَيْرَةَ ، وعنه يَحْيَى بنُ أَبِي كَثير ، وأَبو حازِمٍ ، وكان يُقِيم مدّةً بالبادية ومدَّةً بالمَدِينَة ، وماتَ بالمَدِينةِ سنةَ مائَةٍ ، كذا في كتاب الثِّقاتِ لابنِ حِبّان .
( وبُعْجَةُ بنُ قَيْسٍ بالضّمِّ ، وَلِيَ صَدقَاتِ ) بني ( كَلْبٍ ) من قُضَاعَةَ ( للْمَنْصُورِ ) العَبّاسيّ .
( وبَنُو بُعْجَةَ ) بالضّمّ ( قَبِيلَةٌ ، م ) أَي معروفة ، أَي من بَنِي جُذَام .
وعَمْرُو بنُ بعْجَةَ اليَشْكَرِيُّ البارِقِيّ : تابعيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
من المجاز : في حديثِ عائشةَ رضي الله عنها في صفة عُمرَ رضي الله عنه : ( بَعَجَ الأَرْضَ وَبَخَعَها ) ، أَي شَقَّهَا وأَذَلَّهَا ، كَنَتْ به عن فُتُوحِه .
وفي حديثٍ آخَر : ( إِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظَائِمَ ، وسَاوَى بِناؤُها رُؤُوسَ الجِبالِ فاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ ) بُعِجَتْ ، أَي سُقَّتْ وفُتِحَت كظائِمُها بعضُها في بعضٍ ، واسْتُخْرِجَ منها عيونُها .
وفي حديث عَمْرٍ و وقد وَصَفَ عُمَرَ ، رضي الله عنه ، فقال : ( إِنَّ ابْنَ حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدُّنْيَا مِعَاها ) هاذا مَثَلٌ ضَرَبَه ، أَرادَ أَنَّهَا كَشَفَتْ له عمّا كان فيها من الكُنُوزِ والأَموالِ ، والفيْءِ ، وَحَنْتَمَةُ : أُمُّهُ .
وبَعَّجَ المَطَرُ تَبْعيجاً في الأَرْضِ : فَحَصَ الحِجَارَةَ لِشدَّةِ وَقْعِه .

وَبَعَجَ الأَرْضَ آباراً : حَفَر فيها آباراً كَثِيرَة .
وابنُ باعِجٍ : رجلٌ ، قال الرّاعِي :
كأَنَّ بقايا الجَيْشِ جَيْشِ ابنِ باعِجٍ
أَطافَ بِرُكْنٍ من عَمَايَةَ فاخِرِ
ويقال : بَعَجَتْ هذِه الأَرْضَ ( عَذَاةٌ طَيِّبَةٌ التُّرْبَة ) أَي تَوَسَّطَتْها ، وكلّ ذلك في اللّسَان .

____________________

(5/425)


بعزج : ( ) ومما استدركه شيخنا .
البَعْزَجَةُ ، وهي : شِدَّةُ جَرْيِ الفَرَسِ .
قال السُّهَيْلِيّ : كأَنَّه مَنْحُوتٌ من أَصْلَيْنِ : بَعَجَ ، إِذا شَقَّ ، وعَزّ ، إِذا غَلَب .
قلت : وفي اللّسان : بَعْزَجَةُ اسمُ فَرَسِ المِقْدادِ . شَهِدَ عليها يومَ السَّرْحِ ، زاد شيخنا عن الرَّوْض : قيل : اسْمُها سَبْحَةُ .
بغج : ( ) ومما يستدرك عليه أيضاً :
بَغَجَ الماءَ ، كغَبَجَهُ .
والبُغْجَةُ ، كالغُبْجَة .
بغنج : ( التَّبَغْنُجُ ) ، هاكذا بتقديم الموحّدة على الغين : ( أَشَدُّ ) حالا ( من التَّغٍ نُّجِ ) فإِن زيادةَ البَنْيَةِ تَدلّ على زيادةِ المَعْنَى في الأَكثر ، والمشهورُ على أَلسنَةِ الناسِ التَّمَغْنُجُ ، بالميم بدل الموحّدة .
بلج : ( بَلَجَ الصُّبْحُ ) يَبْلُجُ بالضّمّ ، بُلُوجاً : أَسفَرَ ، و ( أَضاءَ وأَشْرَقَ ) ، والبُلُوجُ : الإِشْرَاقُ ، ( كانْبَلَجَ ، وتَبَلَّجَ ) .
وأَبْلَجَت الشَّمْسُ : أَضاءَتْ ، ( وأَبْلَجَ ) الحَقُّ : ظَهَرَ ، وهو مَجاز .
( وكُلُّ مُتَّضِحٍ أَبْلَجُ ) من صُبْحٍ وحَقَ وأَمْرٍ ووَجْهٍ وغيرِها .
( والابْلِيلاجُ ) ، كذا في نسختنا ، وفي أُخرى الابْلِيجَاجُ ، وفي أُخرَى غيرِهَا الابْلِجاجُ ( : الوُضُوحُ ) وكلُّ شيْءٍ وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجَاجاً .
وابْلاجَّ الشيءُ : أَضاءَ .
( و ) لَقِيتُه عند ( البُلْجَةِ ) ، وسَرَيْتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتّى وصَلْتُ ، وهو ( بالضّمّ ) وسَقطَ ذالك من بعضِ النسَخ ، وهو آخِرُ اللّيْلِ عند انْصِداعِ الفَجْرِ ، يقال : رأَيتُ بُلْجَةَ الصُّبحِ ، إِذا رأَيتَ ( الضَّوْءَ ، ويُفْتَح ) ، ففي الحدِيث : ( ليلَةُ القَدرِ بَلْجَة ) ، أَي مُشْرِقَة .
____________________

(5/426)



وفي اللسان : البَلْجَةُ ، بالفتح ، والبُلْجَةُ ، بالضّمّ : ضَوءُ الصُّبحِ .
( و ) البُلْجَةُ والبَلَجُ : تَباعُدُ ما بين الحاجِبَيْنِ ، وقيل : ما بينَ الجاجِبَينِ إِذا كَانَ نَقِيًّا من الشَّعَر .
وفي الصّحَاح والأَساسِ : البُلْجَةُ كالفُرْجَةِ ( : نَقَاوَةُ ما بَيْنَ الحاجِبَيْنِ ) .
بَلِجَ بَلَجاف ، ( وهو أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ ) مُشْرِقٌ ، والأَنْثَى بَلْجَاءُ ، وما أَحْسَنَ بُلْجَتَه ، ويقال : رَجُلٌ أَبْلَجُ ، إِذا لم يَكُنْ مَقْرُوناً ، وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ في صِفة النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( أَبْلَجُ الوَجْهِ ) أَي مُسْفِرُه مُشْرِقُه ، ولم تُرِدْ بَلَجَ الحواجِبِ ؛ لأَنّها تصفُه بالقَرَنِ ، والأَبْلَجُ الذي قد وَضَحَ ما بين عَيْنَيْهِ ولم يكنْ مَقْرُونَ الحَاجِبَيْنِ ، فهو أَبْلَجُ .
وقيل : الأَبْلَجُ : الأَبْيَضُ الحَسَنُ الواسعُ الوَجْهِ ، يكون في الطُّولِ والقِصَرِ .
وقال غَيْرُه : يقال للرّجُلِ الطَّلْقِ الوَجْهِ : أَبْلَجُ بَلْجٌ ، وَرَجُل أَبْلَجُ ، وبَلْجٌ ، وبَلِيجٌ : طَلْقٌ بالمعروف ، قالت الخَنْسَاءُ .
كأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالِبِ حاجَةٍ
وكان بَلِيجَ الوَجْهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ
وشيءٌ بَلِيجٌ : مُشْرِقٌ مُضِىءٌ ، قال الدَّاخِل بنُ حَرَامٍ الهُذَلِيّ :
بأَحْسَنَ مَضْحَكاً مِنْهَا وجِيداً
غَداةَ الحِجْرِ مَضْحَكُهَا بَلِيجُ
وفي الأَساس : من المجاز : يُقَال لذِي الكَرَمِ والمَعْرُوفِ وطلاقَةِ الوَجْهِ : أَبْلَجُ ، وإِنْ كان أَقْرَنَ .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( بَلِجَ ) الرّجُلُ ( ، كخَجِلَ ) بَلَجاً ، والبَلَجُ : الفَرَحُ والسّرُور ، وهو بَلِجٌ ، كَكَتِفٍ وقد بَلِجَتْ صُدُورُنَا : انشرَحَتْ ، وثَلِجَ به صَدْرِي وبَلِجَ ، بَعْدَ مَا ( حَرَّ و ) حَرِجَ .
____________________

(5/427)



وعن الأَصْمَعِيّ : بَلِجَ بالشَّيْءِ وثَلِجَ ، إِذا ( فَرِحَ ) .
( و ) بَلَجَ ( كَضَرَبَ ) يَبْلِجُ بَلْجاً : ( فَتَحَ ) .
( و ) قد ( أَبْلَجَهُ ) وأَثْلَجَهُ : ( أَوْضَحَهُ ، وفَرَّحَهُ ) .
وهذا أَمرٌ أَبْلَجُ ، أَي واضح ، قال :
الحَقُّ أَبْلَجُ لا تَخْفَى مَعَالِمُه
كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نُورِ وإِبْلاجِ
وصُبْحٌ أَبْلَجَ بَيِّنُ البَلَجِ ، وكذالك الحَقُّ ، إِذا اتضَحَ ، يقال : الحَقُّ أَبْلَج ، والبَاطِلُ لَجْلَج .
( وبَلْجٌ ) ، بفتح فسكون ( : صَنَمٌ واسْمٌ ) ، وفي نسخة ( أَو اسم ) ، وهو جَدّ أَبِي عمرٍ و عُثْمَانَ بنِ عبدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَلْجٍ البُرْجُمِيّ الصّائغ البَصْرِيّ ، عن أَبي داوودَ الطّيالِسِيّ ، وعنه أَبو طالبٍ أَحمدُ بنُ نَصْرِ بنِ طالبٍ الحافظ ، وغيره .
( وَرَجلٌ بَلْ : طَلْقُ الوَجْهِ ) بالمعروف ، وهو مَجاز ، كما تقدّم .
( وحَمَّامُ بَلْجٍ : بالبَصْرَةِ ) نُسِب إِلي بَلْج ( بن نُشْبَة التّميميّ ) .
( وأُبْلُوجٌ السُّكَّرُ بالضمّ وبَلِّيجُ السَّفِينَةِ ، كسِكَينٍ : معَرَّبانِ ) ولم يَعرِّف الثاني ، وفي نسخة : وأُبْلوج ، بالصم ، السكَّرُ ، قلت : وهو الأَمْلُوجُ عند أَهلِ الحَساءِ والقَطِيف .
( وبَلْجَان ، كسَحْبَانَ : ع ، بالبَصْرَة ) ، منه أَبو يَعْقوبَ يُوسُف بنُ أَبي سَهْلِ بنِ أَبي سعد بنِ محمودِ بن أَبي سَعِيد ، فقيهٌ صُوفِي ظريف ، صَحبَ أَبا الحَسَن البُسْتِيّ ، وعنه أَبو سعدٍ السَّمْعَانِي ، توفي سنة 536 بقريةِ تِلِمْسانَ .
( و ) بَلْجَانُ ( : ة ، بمَرْوَ ) ، منها محمَّدُ بنُ عبْدِ الله البَلْجَانِيّ المُحَدّثُ ، مات سنة 276 .
( وبَلاّجٌ ، ككَتَّانٍ : اسْمٌ ) ، كبَلْجٍ ، وبالِجٍ .
( والبُلُجُ بضَمَّتَيْنِ : النَّقِيُّو مَواضِعِ
____________________

(5/428)


القَسَمَاتِ ) محرّكَةً ( من الشَّعَرِ ) . وهذا عن ابن الأَعرابيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
البُلْجَةُ بالضّمّ : ما خَلْفَ العارِضِ إِلى الأُذُنِ ولا شَعَرَ عليه .
وتَبَلَّجَ الرَّجُلُ إِلى الرّجُل : ضَحِكَ وهَشَّ .
والبُلْجَةُ : الاسحتُ ، وفي كتاب كُراع : البَلْجَةُ بالفَتْح : الاسْتُ ، قال : وهي البَلْحَةُ بالحاءِ ، كذا في اللسان .
والبَلِيلَجُ بالفتح ، مَعْرُوفٌ ، نافِعٌ للمَعِدَة ، إِلى آخرِ ما ذَكَرَه الأَطبّاءُ . قد وجدتُ هاذه العبارة في بعضِ نُسَخِ القاموس ، وعليها شرحخ شيخِنا .
بلتج : وبِلْتَاجُ ، بالكسر : قَرْيَةٌ من قُرَى مِصْرَ .
بنج : ( البِنْجُ بالكسرِ : الأَصْلُ ) ، وجمعه البُنُجُ بضمّتينِ .
( وبالفتح : ة ، بِسَمَرْقَنْدَ ) ، منها أَبو عبد الله جَعْفَرُ بنُ محمّدٍ الرُّودَكهيّ الشّاعر ، تُوُفِّيَ ببلده سنة 323 .
( و ) البَنْجُ أَيضاً : ( نَبْتٌ مُسْبِتٌ ) مُخَدِّر ( م ) أَي معروف ، وهو ( غَيْرُ حَشِيشِ الحَرَافِيشِ ، مُخَبِّطٌ للعَقْلِ ، مُجَنِّنٌ ، مُسَكِّنٌ لأَوْجَاعِ الأَوْرَامِ والبُثُورِ وأَوْجاعِ ) وفي نسخة ووَجَعِ ( الأُذُنِ ) ، طِلاءً وضِماداً ، ( وأَخْبَثُه ) في الاستعمال ( الأَسْوَدُ ، ثمّ الأَحْمَرُ ، وأَسْلَمُه الأَبْيَضُ ) .
( وبَنَّجَهُ تَبْنِيجاً : أَطْعَمَهُ إِيّاه ) ، وهو مُبَنِّج .
( و ) بَنَّجَ ( القَبْجَةُ ) ذَكَرُ الحَجَلِ ( : صَاحَتْ ) ، وفي نسخة اللسان : أَخرَجَها ( من جُحْرِها ) وهو دَخيلٌ ، صرَّحَ به غيرُ واحدٍ من الأَئِمّة .
____________________

(5/429)



( وانْبَنَجَ الرُّجُلُ : انْبِناجاً : ادَّعَى إِلى أَصْلِ كَرِيم ) . والذي في التّهذيب : أَبْنَجَ ، أَي من باب أَفْعَلَ .
( وبَنَجَ ، كنَصَ : رَجَعَ إِلى بِنْجِه ) ، والذي في التهذيب : يقال : رَجَعَ فلانٌ إِلى حِنْجِه وَبِنْجِه ، أَي إِلى أَصْلِه وعِرْقِه .
بابونج : ( البَابُونَجُ : زَهْرَةٌ ، م ) ، وهي ( كثِيرَةُ النَّفْعِ ) وهي المشهورَة في اليمن بمُؤْنِس .
بنفسج : ( البَنَفْسَجُ : م ، شَمُّه رَطْباً يَنْفَعُ المَحْرُورِينَ ، وإِدَامَةُ شَمِّه يُنَوِّمُ نَوْماً صَالِحاً ، ومُرَبّاهُ يَنْفعُ مِنْ ) وَجعِ ( ذاتِ الجَنْبِ وذَاتِ الرِّثَةِ ) وهو ( نافعٌ للسُّعالِ والصُّداعِ ) ، وتفصيلُه في كتب الطِّبّ .
بهج : ( البَهْجَةُ : الحُسْنُ ) يقال : رَجُلٌ ذُو بَهْجَةٍ ، . ويقال : هو حُسْنُ لَونِ الشيْءِ ونَضَارَتُه ، وقيل : هو في النّباتِ النضَارَةُ ، وفي الإِنسانِ : ضَحِكُ أَسارِيرِ الوَجْهِ ، أَو ظُهُورُ الفَرَحِ البَتّة .
( بَهُجَ ، ككَرُمَ ) بَهْجَةً و ( بَهاجَةً ) وبَهَجَاناً ( فهو بَهِيجٌ ، و ) امرأَةٌ بَهِجَةٌ : مُبْتَهِجَةٌ ، وقد بَهُجَتْ بَهْجَةً ، و ( هي مِبْهَاجٌ ) ، وقَدْ غَلَبَتْ عليها البَهْجَةُ .
وامرأَةٌ بَهِجَةٌ ومِبْهَاجٌ : غَلَبَ عليها الحُسْنُ .
( و ) بَهِجَ بالشيْء ، ولَه ، ( كخَجِلَ ) بَهاجَةً : سُرَّ بِهِ و ( فَرِحَ ) ، قال الشاعر :
كانَ الشّبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ بهِ
فقَدْ تَطَايَرَ مِنْهُ لِلْبِلَى خِرَقُ
( فهُو بَهِيجٌ ) ، قال أَبو ذُؤَيب :
فذالِكَ سُقْيَا أُمِّ عَمْرٍ و ، وإِنّنِي
بمَا بَذَلَتْ من سَيْبِها لَبَهيجُ
____________________

(5/430)



أَشار بقوله ذالك إِلى السّحاب الذي استَسقَى لامِّ عمرٍ و ، وكانت صاحِبَتَه التي يخشَبِّبُ بها في غالِبِ الأَمرِ
( و ) رجُلٌ ( بَهِجٌ ) أَي مُبْتَهِجٌ بأَمرٍ يَسُرُّه ، قال النّابغَة :
أَو دُرصةٌ صَدَفِيَّةٌ غَوّاصُها
بَهِجٌ متَى يَرَهَا يُهِلَّ ويَسْجُدِ
( و ) بَهَجَنِي الشّيءُ ، ( كَمَنَعَ : أَفْرَحَ وسَرَّ ) نِي ، ( كأَبْهَجَ ) ، بالأَلف وهي أَعلَى .
( والابْتِهَاج : السُّرُورُ ) والفَرَج .
( وتَبَاهَجَ الرَّوْضُ ) إِذا ( كَثُرَ نَوْرَهُ ) بالفتح ، أَي زَهْرُه ، وقال :
نَوّارُه مُتَبَاهِجٌ يَتَوَهَّجُ
( والتَّبْهِيج : التَّحْسِينُ ) ، في قول العَجّاج :
دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا
فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجَا
قال ابن سِيدَه : لم أَسْمَعْ ببَهِّجْ إِلاَّ هاهنا ، ومعناه حَسِّنْ وجَمِّلْ ، وكأَنّ معناه : زِدْ هذا الحَسَب جَمالاً بَوصفِك له ، وذِكْرِكَ إِيّاه ، وسَنِّنْ : حَسِّنْ كما يُسَنَّنُ السَّيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ ، وإِن شِئتَ قلتَ : سَنِّنْ : سَهِّل ، وقوله : مُزَوَّجَا ، أَي مَقرُوناً بعضُه ببعضٍ ، وقيل : معناه مَنْطِقاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الحُسْن ، فكأَنَّ حُسْنَه يَتَضاعفُ لذالك .
( وباهَجَهُ ) وبازَجَهُ و ( بَاراهُ وباهَاهُ ) بمعنًى واحدٍ .
( واسْتَبْهَجَ : اسْتَبْشَرَ ) .
( والمِبْهَاجُ ) سَنَامُ النّاقَةِ السَّمِينُ ، تقول : رأَيت ناقَةً لها سَنَامٌ مِبْهَاجٌ ، ونُوقاً لها أَسْنِمَةٌ مَباهيجُ ، أَي ( السَّمِينَةُ من الأَسْنِمَة ) ، لأَنَّ البَهْجَة مع السِّمَنِ ، وهو مَجاز .
( و ) بَهجَ النّباتُ ، بالكسر فهو بَهِيجٌ : حَسُنَ ، قال الله تعالى :
____________________

(5/431)


{ مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } ( سورة الحج ، الآية : 5 ) أَي من كُلِّ ضَرْبٍ من النّباتِ حَسَنٍ ناضِرٍ .
وعن أَبي زيد : بَهِيجٌ : حَسَنٌ ، وقد بَهُجَ بَهَاجَةً وبَهْجَةً ، وفي حديث الجَنَّة : ( فإِذا رَأَى الجَنَّةَ وبَهْجَتَهَا ) أَي حُسْنَهَا وحُسْنَ ما فيها من النّعِيمِ .
( أَبْهَجَتِ الأَرْضُ : بَهُجَ نَبَاتُها ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
نِساءٌ مَباهِيجُ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
وبِيضٍ مَبَاهِيجٍ كأَنَّ خُدودَها
خُدُودُ مَهاً آلَفْنَ مِنْ عالِجٍ هَجْلاَ
بهرج : ( البَهْرَجُ ) ، بالفَتْح : الباطِلُ ، ( والرَّدِىءُ ) مِن كلّ شيْءٍ ، قال العجّاج :
وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا
أَي باطلاً .
وفي شفاءِ الغَليل : بَهْرَج : معرّب نَبَهْرَه ، أَي باطل ، ومَعْنَاه الزَّغَلُ ، ويقال : نَبَهْرَجٌ ( وبَهْرَجٌ ) وجمعُه نَبَهْرَجاتٌ وبَهَارِجُ .
وقال المَرْزوقيّ في شَرْح الفَصيح : دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ وَنَبَهْرَجٌ ، أَي باطِلٌ زَيْفٌ .
وقال كُراع في المُجَرّدِ : دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ : رَدِىءٌ .
وحكى المُطَرّزيّ عن ابن الأَعرابيّ : أَن الدِّرْهَمَ البَهْرَجَ : الذي لا يُباع به ، قال أَبو جَعْفَر : وهو يَرجع إِلى قولِ كُراع : لأَنه إِنما لا يُباع به الرداءَتِه .
وفي الفصيح : دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ . قال شارِحُه اللَّبْلِيّ : يقال دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ ، إِذا ضُرِبَ في غيرِ دارِ الأَميرِ حكاه المُطَرّزِيّ عن ثعلب عن ابن الأَعرابيّ .
وقال ابن خَالَوَيْه : دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ هو كلامُ العَرب ، قال : والعامَّةُ تقول : نَبَهْرَجٌ .
وفي اللّسان : والدِّرْهَمٌ البَهْرَجُ الذي فِضَّتُه دَرِيئةٌ ، وكلّ دَرِىءٍ من =.......

==========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...