Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 17. : تاج العروس من جواهر القاموس

 

  كتاب 17. : تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي

2 ( فصل الهاءِ مع الدال المهملة ) 2
هبد : ( الهَبْدُ والهَبِيدُ : الحَنْظَلُ أَو حَبُّهُ ) ، واحدتُه هَبِيدَةٌ ، ومنه قول بعضِ الأَعْرَابِ : فَخَرَجْتُ لا أَتلَفَّعُ بِوَصِيدَة ، ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبِيدَة . وفي حديث عُمَرَ وأُمِّه : ( فَزَوَّدَتْنَا مِن الهَبِيد ) . في النِّهَايَة : الهَبِيدُ : الحَنْظَلُ يُكْسَر ويُسْتَخْرجُ حَبُّه ويُنْقَع لِتَذْهَبَ مَرارَتُه ويُتَّخَذ منه طَبِيخٌ يُؤْكَل عندَ الضَّرورة . وقال أَبو عَمْرٍ و : الهَبِيد : هو أَن يُنْقَع الحَنْظَلُ أَيَّاماً ثم يُغْسَل ويُطْرَح قِشْرُه الأَعلى فيُطْبَخ ويُجْعَل فيه دَقِيقٌ ، وربما جُعِلَ منه عَصِيدَةٌ . وقال أَبو الهَيثم : هَبِيدُ الحَنْظَلِ : شَحْمُه ، وفي الأَساس : تَقول : صُحْبَةُ العَبِيد أَمَرُّ مِن طَعْمِ الهَبِيد . ( و ) قد ( هَبَدَ ) الحَنْظَلَ ( يَهْبِد ) ، من حَدِّ ضَرَبَ ، إِذا ( كَسَرَه ) ، طاله الليث ( و ) قال غيره : هَبَدَه ( : طَبَخَ ، وجَنَاهُ ، كتَهَبَّدَه ) ، يقال تَهَبَّدَ الرجُلُ أَو الظَّلِيمُ ، إِذا أَخَذَا الهَبِيدَ مِن شجَرِه . والتَّهَبُّد : اجْتناءُ الحَنْظَلِ ونَقْعُ ، وقيل : أَخْذُه وكَسْرُه . ( واهْتَبَدَه ) إِذا أَخذَه من شَجَرتهِ أَو استخْرَجه للأَكْلِ . وفي التهذيب : اهْتَبَدَ الظَّلِيمُ ، إِذا نَقَرَ الحَنْظَلَ فأَكلَ هَبِيدَه ، وقال الجوهَرِيُّ : الاهْتِبادُ : أَن تَأْخُذَ حَبَّ الحَنْظَلِ وهو يابِسٌ وتَجْعَلَه في موضِعٍ وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكَه ثم تَصُبَّ عنه الماءَ ، وتَفْعَل ذلك أَيَّاماً حتى تَذْهَب مَرارتُه ، ثم يُدَقّ ويُطْبَخ . وقال أَبو الهيثم : اهْتَبَدَ الرجُلُ ، إِذا عَالَجَ الهَبِيدَ . ( و ) هَبَدَ ( فُلاناً : أَطعَمه إِيَّاهُ ) ، أَي الهَبِيدَ ، مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنه من حَدِّ نَصر ، والذي في التكملة مَضْبُوطاً من حَدِّ ضَرَب ( و ) رجُلٌ هابِدٌ . و ( الهَوَابِدُ : اللائي يَجْتَنينَهُ ) .
( وهَبُّودٌ ، كَتَنور ) ، اسم ( رَجُل ، و ) اسم ( فَرَس ) سابق ( لِعَمْرِو بن الجُعَيْدِ ) المُرَاديّ . وفي التهذيب اسم فَرَسٍ سابقٍ لبنِي قُرَيْعٍ ،
____________________

(9/332)


قالت امرأَةٌ من اليَمنِ :
أَشَابَ قَذَالَ الرَّأْسِ مَصْرَعُ سَيِّدٍ
وفَارِسُ هَبُّودٍ أَشَابَ النَّوَاصِيَا
( و ) هَبُّودٌ ( : مَاءٌ لا مَوْضِعٌ ) في بِلاد تَميمٍ ، كما في أَكثَر نُسَخ الصحاحِ ، وفي بعضها ( نُمَيْر ) بدل تميم : ( ووَهِمَ الجَوْهريُّ ) ، قال شيخُنَا : لا وَهَمَ ، فإِن الموضِع قد يُطْلَق على ماءٍ بالموضِع ، والماءُ يُطلق على مَوْضِعٍ هُوَ بِهِ ، فغايَتُه أَن يكون مَجازاً ، من إِطلاق المَحَلِّ على الحَالِّ ، على أَنَّ هَبُّوداً فيه خِلافٌ ، هل هو اسْمٌ لماءٍ أَو لموضعٍ أَو لغير ذالك ، كما قاله البكريُّ في المُعْجَم ، وما فيه خِلافٌ لا يُنْسَب حاكيه إِلى وَهَمٍ ، كما لا يَخْفَى ، ( وقد يُقَال له الهَبَابِيدُ ، أَيضاً ) ، قرأْت من المُعْجَم لياقوت ما نصُّه . قال أَبو مَنصورٍ : أَنشدَنا أَبو الهيثم أَي لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ :
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيدِ شَرْبَةً
وَكَانَ لَهَا الأَحْفَى خَلِيطاً تُزايِلُه
قال : عُكَّاشُ الهَبَابِيدِ ماءٌ يقال له هَبُّود ، فجَمَعَه بما حَوْلَه . وأَحْفَى : اسمُ مَوْضِعٍ ، وقيل : هَبُّودٌ : اسمُ جَبَلٍ ، وقال ابنُ مُقْبِل :
جَرَى الله كَعْباً بِالأَبَاتِرِ نِعْمَةً
وَحَيًّا بِهَبُّودٍ جَزَى الله أَسْعَدَا
وحَدَّث عَمْرُو بْنُ كِرْكِرة قال : أَنشدَني ابنُ مُنَاذِرٍ قَصِيدَته الدَالِيّة ، فلمّا بَلَغَ إِلى قَوْلِه :
يَقْدَحُ الدَّهْرُ في شَمَارِيخِ رَضْوَى
ويَحُطُّ الصُّخُورَ مِنْ هَبُّودِ
قلت له : أَي شيْءٍ هو هَبُّود ؛ فقال : جَبَلٌ . فقُلْت : سَخِنَتْ عَيْنُك ، هَبُّودٌ : عينٌ باليَمَامة ماؤُها مِلْحٌ لا يَشْرَبُ منه شيءٌ خلَقَه الله ، وقد والله خَرِيت فيه مَرّاتٍ . فلما كان بَعْد مُدَّةٍ وَقَفْتُ عليه في مَسجِد البَصْرَة وهو يُنْشِد ، فلما بَلَغَ هاذا البيتَ أَنشد :
وَيَحُطُّ الصُّخُور مِن عَبُّودِ
____________________

(9/333)



فقُلْت له : عَبُّودٌ أَيُّ شيْءٍ هو ؟ قال : جَبَلٌ بالشامِ فلَعلَّكَ يا ابنَ الزَّانِية خَرِيت فيه أَيضاً . فضحِكتُ وقُلْت : ما خَرِيتُ فيه ولا رأَيْتُه . فانصرفْتُ وأَنا أَضحك من قوله .
وهَبُّودٌ أَيضاً : فَرَسٌ لعُقْبَةَ بن سياج .
هبرد : ( ثَرِيدَةٌ هِبْرِدَانَةٌ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الأَزهريّ : أَ ( بارِدَةٌ ) ، هاكذا تَقولُه العَرَبُ بكسرِ الأَولِ والثالِث وسُكون الثاني ، وقيل : ( مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ مُلَمْلَمَةٌ ) ، وهاذا عن الصاغانيّ ، وكَأَنّ : مِبْرِدَانَة ، إِتْبَاعٌ .
هجد : ( الهُجُودُ ) ، بالضّمّ ، ( : النَّوْمُ ) ، هَجَدَ القَوحمُ هُجُوداً : نَامُوا ، والهاجِدُ : النائم ، ( كالتهجُّد ) ، في الصحاح : هَجَدَ ، وتَهَجَّد ، أَي نَامَ لَيْلاف ، وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهِرَ ، وهو من الأَضداد . ( و ) الهاجِدُ ، والهَجُود . ( بالفَتْح : المُصَلِّي بالليْلِ ) و ( ج ) هُجُودٌ ، ( بالضَّمِّ ) ، هو جَمْعُ هاجِدٍ كواقِفٍ ووُقُوفٍ ، ( وهُجَّدٌ ) كرُكَّعٍ ، قال مُرَّةُ ابنُ شَيْبانَ :
أَلاَ هَلَكَ امْرُؤٌ قَامَتْ عَلَيْه
بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقْرُ الهُجُودُ
وقال الحُطَيْئَةُ :
فَحَيَّاكِ وُدٌّ ما هَدَاكِ لِفِتْيَةٍ
وخُوصٍ بِأَعْلَى ذِي طُوَالَةَ هُجَّدِ
( وتَهَجَّدَ : استَيْقَظَ ) للصلاةِ أَو غيرِهَا ، وفي التنزيل العزيز : { وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } ( سورة الإسراء ، الآية : 79 ) أَي تَيَقَّظْ بالقُرْآن ، وهو حَثٌّ له في إِقامةِ صلاةِ الليلِ المَذْكورة في قولِه تَعَالَى : { قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً } ( سورة المزمل ، الآية : 2 ) كذا في البصائر ، ( كَهَجَّدَ ) تَهْجِيداً ( ، ضِدٌّ ) ، قال ابنُ الأَعرابيّ : هَجَّدَ الرجُلُ ، إِذا صَلَّى بالليلِ ، وهَجَّدَ ، إِذَا نَامَ بالليلِ ، وقال غيرُه : وهَجَّد ، إِذا نَامَ ، وذالك كُلُّه في آخِرِ الليْلِ . قال الأَزهريّ : والمعروف
____________________

(9/334)


في كلامِ العَربِ أَن الهاجِدَ هو النائم ( وَهَجَدَ هُجُوداً إِذا نَامَ ) وأَما المُتَهجِّد فهو القائمُ إِلى الصلاةِ من النَّومِ ، وكأَنّه قيلَ له مُتَهَجِّدٌ لإِلقائه الهُجُودَ عن نَفْسِه ، كما يُقَال للعابِد مُتَحَنَّثٌ ، لإِلقائه الحِنْثَ عن نَفْسِه . وفي حديث يَحيى بن زَكَرِيّا عليهما السلامُ ( فَنَظَرَ إِلى مُتَهَجِّدِي بَيْتِ المَقْدهس ) أَي المُصلِّين باللَّيْل ، يقال : تَهجَّدْت ، إِذا سَهِرْتَ ، وإِذا نِمْت ، وهو من الأَضداد .

تابع كتاب ( وأَهْجَدَ ) الرجل ( : نَامَ ) بنفْسِه ، مثل هَجَد ، عن الزَّجَّاج ، ( و ) أَهْجَدَ ( أَنَامَ ) غَيْرَه ، قال ابنُ بُزُرْج : أَهْجدْتُ الرجُلَ : أَنَمْتُه ، وهَجَّدْته : أَيْقَظْتُه ، ( و ) قال غيره : أَهْجَدَ ( الرَّجُلُ : وَجَدَ نائماً ) ، وهَجَّدَه : أَنامَه .
( و ) أَهْجَدَ ( البَعِيرُ : أَلقَى جِرَانَه عَلَى الأَرْضِ ، كهَجَّدَ ) تَهجيداً وهاكذا . أَوردَه المُصَنِّف في البصائِرِ وابنُ القطَّاع في الأَفعال .
( وهَجَّدَه تَهجِيداً : أَيْقَظَه . ونَوَّمَه ، ضدٌّ ) ، قال لَبِيدٌ في التَّهْجِيد بمعنَى التنويمِ يَصِف رَفِيقاً له في السَّفَر غَلَبَه النُّعَاسُ :
ومَجُودٍ مِنْ صُبَابَاتِ الكَرَى
عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
قُلْتُ هَجِّدْنَا فَقَدْ طَالَ السُّرَى
وَقَدَرْنَا إِن خَنَا الدَّهْرِ غَفَلْ
كأَنَّه قال نَوِّمْنَا فإِن السُّرَى طَالَ حَتَّى غَلَبَنَا النَّومُ . والمَجُودُ : الذي أَصابَه الجَوْدُ مِن النُّعَاس .
( وهِجِدْ : زَجْرٌ للفَرسِ ) ، مثْل إِجِدْ ، وهو بكسرتين وسكون الثالث ، وإِنما لم يَضْبِطه اعْتِمَاداً على الشُّهْرَةِ .
هدد : ( *!الهَدُّ : الهَدْمُ الشَّدِيدُ ) ، وهو نَقْضُ البِنَاءِ وإِسْقَاطُه ، ( و ) الهَدُّ ( : الكَسْرُ ) كحائِطٍ *!يُهَدُّ بَمَّرة فيَنْهَدِمُ ، ( *!كالهُدُودِ ) ، بالضمّ ، وقد
____________________

(9/335)


*!هَدَّه *!هَدًّا *!وهُدُوداً ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
فَلَوْ كَانَ مَا بِي بِالجِبَالِ *!لَهَدَّهَا
وإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا شَدِيداً *!هُدُودُهَا
وقال الأَصمعيُّ : *!هَدَّ البِنَاءَ *!يَهُدُّه *!هَدًّا ، إِذا كَسَره وضَعْضَعَه ، وقولهم : ما *!هَدَّهُ كذَا : ما كَسَرَه . قلت : هذا هو المعروف في هاذا البابِ ، أَعنِي تَعَدِّيه ، ونقل شيخُنَا عن أَبي حيَّانَ في أَثناءِ تفسيرِ مَريم أَنه يُقَالُ : *!هَدَّ الحائطُ *!يَهُدُّ ، إِذا سَقَطَ ، لازِماً ، ونقلَه السمينُ وسَلَّمَه .
( و ) *!الهَدُّ ، ( الهَرَمُ ) ، مُحَرَّكةً ، وهو أَقْصَى الكِبَرِ ، ( و ) قال ابنُ الأَعرابيّ : الهَدُّ ( : الرَّجُلُ الكريمُ ) الجَوَادُ القَوِيُّ . ( و ) الهَدُّ ( : هَدِيرُ البَعِيرِ ) ، عن اللِّحْيَانِيّ ، ( و ) الهَدُّ ( : الصَّوْتُ الغَلِيظُ ، *!كالهَدَدِ ) ، مُحَرَّكَةً ( و ) الهَدُّ ( : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ ) البَدنِ ، قاله الأَصمعيّ ، ونقَلَ الفتْح عن ابنِ الأَعرابيّ ، ( ويُكْسَر ) في هاذه الأَخيرةِ ، يقول الرجُلُ للرجُلِ إِذا أَوْعَدَه : إِني لَغَيْرُ *!هَدٍّ ، أَي غيرُ ضَعِيفِ ولا جَبَان ، ( ج *!هَدُّونَ ) ، بالفَتْح ، ( ويُكْسَر ) ، قال العبّاس بنُ عَبْد المُطَّلب رضي الله عنه :
لَيْسُوا *!بِهِدِّين في الحُرُوبِ إِذَا
تُعْقَدُ فَوْقَ الحَرَاقِفِ النُّطُقُ
ومنعَ بعضُهم الكَسْرَ ، ( وقد *!هَدَّ *!يَهَدُّ ) *!ويَهِدُّ ، ( كيَمَلُّ ويَقِلُّ ) ، أَي بالفتْح والكسر ، ( *!هَدًّا ) ، مَصدَرهما .
( *!والهَادُّ : صَوْتٌ ) يأْتِي ( مِن ) قِبَلِ ( البَحْرِ ) يَسْمعُه أَهلُ السواحِلِ ، ( فيه ) ، وفي بعض الأُمهات : له ( دَوِيٌّ ) في الأَرض ، ورُبَّمَا كانَتْ منه الزَّلْزَلةُ ، *!وهَدِيدُهُ : دَوِيه ، وفي التهذيب : وَدوِيُّه : *!هَدِيدُه ، وقد هَدَّ يَهَدُّ ، كمَلَّ يَمَلُّ .
( و ) *!الهَادَّةُ . ( بالهَاءه ، الرَّعْدُ ) ، تقولُ العَربُ : ما سَمِعْنَا العَامَ هَادَّةً ، أَي رَعْداً .
( *!والأَهَدُّ : الجَبانُ ) الضعيفُ ، ( *!كالهَدَادَةِ ) ، قال شَمِرٌ : يقال . رَجُلٌ *!هَدٌّ *!وهَدَادَةٌ ، وَقَوْمٌ *!هَدَادٌ : جُبَنَاءُ ، وأَنشد
____________________

(9/336)


قَولَ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ يَمْدَح عبدَ الله بن جُدْعَانَ :
فَأَدْخَلَهُمْ عَلَى رَبِذٍ يَدَاهُ
بِفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِن *!الهَدَادِ
( و ) قولهم ( مَرَرْتُ بِرَجُلٍ *!هَدَّك مِنْ رَجُلٍ ، وتكسِرُ الدَّالَ ، أَي حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ ) ، ولا يَخْفَى أَن قولَه مِن رجُلٍ مرَّةً ثانِيةً تَكْرارٌ مُخِلٌّ للاختصارِ ، وهو مَدْحٌ ، قال الزمخشريُّ : يقال ذالك إِذا وُصِفَ بِجَلَدٍ وشِدَّةٍ ، انتهى . وقيل : مَعْنَاه : أَثْقَلَك وَصْفُ مَحاسِنِه ، وفيه لُغَتَانِ ، منهم من يُجْرِيه مُجْرَى المعصْدَرِ ، فحينئذٍ ( الوَاحِدُ والجَمْع والأُنْثَى سَواءٌ ، و ) منهم مَن يَجْعَله فعْلاً فَيُثَنِّي ويَجْمَع ، ( يقال : مَرَرْتُ ) برجلٍ هَدَّكَ مِن رَجُلٍ ، و ( بامْرَأَةٍ *!هَدَّتْكَ مِن امرأَةٍ ) ، كقولِك ، كَفَاكَ وكَفَتْكَ ، ( و ) في التَّثنية : مررْت ( برَجلين *!هَدَّاكَ . و ) في الجمع مَرَرْتُ ( بِرجالٍ ، *!هَدُّوكَ ، و ) في مثنَّى المُؤَنَّث : مَرَرْتُ ( بامْرَأَتَيْنِ *!هَدَّتَاكَ . و ) في جمع المُؤنّث مررْتُ ( بنساءٍ *!هَدَدْنَكَ ) ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
ولِي صَاحِبٌ فِي الغَارِ *!هَدَّكَ صَاحِباً
قال : أَي ما أَجَلَّه ، ما أَنْبَلَه ، ما أَعْلَمَه ، يَصِفُ ذِئْباً . وفي الحديث أَنّ أَبا لَهَبٍ قال : لَهَدَّ ما سَحَرَكُم صاحبكم . وهي كَلِمَة يُتَعَجَّبُ بها ، يقال : لَهَدَّ الرجُلُ ، أَي ما أَجْلَدَه .
( *!وهُدَدُ بنُ بُدَدَ ، كزُفَرَ ) ، فهيما ، اسمُ ( المَلِك الذي كَانَ يَأْخُذُ كُلَّ سَفينةٍ غَصْباً ) ، جاءَ ذالك ( عن ) الإِمام أَبي عبد الله محمد بن إِسماعيل ( البُخَارِيِّ ) في صحيحهِ ، في كتاب التفسير ، وقيل غيرُ ذالك .
( *!والهَدُودُ ) ، كصَبُورٍ ( : الأَرْضُ السَّهْلَة ) اللَّيِّنة ، ( و ) *!الهَدُودُ ( : العَقَبَة الشَّاقَّةُ ) ، عن ابنِ الأَعرابيِّ ، وأَكَمَةٌ *!هَدودٌ : صَعْبَةُ المُنْحَدَرِ . ( و ) *!الهَدُودُ
____________________

(9/337)


( : الحَدُورُ ) ، كصَبُورٍ ، مكانٌ يُنْحَدَر منه ، كالأُحْدُورِ .
( *!والهَدِيدُ : الرجلُ الطَّوِيلُ ) نقله الصاغانيّ .
( *!والهُدْهُدُ ) ، كقُنْفُذ ، وإِنما تَرَك الضَّبْطَ اعتماداً على الشُّهْرة ( : كُلُّ مَا يُقَرْقِرُ من الطَّيْرِ ) ، صَرَّح به غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة ، *!وهَدْهَدَ الطائرُ : قَرْقَرَ ، ( و ) قوله تعالى : { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى *!الْهُدْهُدَ } ( سورة النمل ، الآية : 20 ) قال المفسرون : وهو ( طائرٌ م ) أَي معروف ( *!كالهُدَهِدِ ) *!والهُدَاهِدِ ( كعُلَبِطٍ وعُلاَبِطٍ ، و ) قال ابنُ دُرَيْد في تفسير الآيةِ : *!الهُدْهُد *!والهُدَاهِدُ ( : الحَمَامُ الكثيرُ *!الهَاهَدَةِ ) ، أَي الصَّوْتِ ، وقال أَبو حَنيفَة : الهُدْهُد والهُدَاهِد : الكَثيرُ الهَدِيرِ من الحَمَامِ ، وقال الليثُ : *!الهُدَاهِدُ : طائِرٌ يُشْبِه الحَمَامَ ، قال الراعِي يَصِفُ نفْسَه وحَاله :
*!كهُدَاهِدٍ كسَرَ الرُّمَاةُ جناحهُ
يَدْعُو بِقارِعَةِ الطَّرِيقِ هدِيلاَ
وقال الأَصمعيُّ : يُعْنَى به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشَانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخلُ ( أَو الأَيْكُ ) وقال اللِّحْيَانيّ : قال الكِسَائيُّ : إِنما أَرادَ الراعِي في شِعْرِه *!بِهُدَاهِدٍ تَصْغِيرَ *!هُدْهُدٍ ، فأَنْكَر الأَصمعيُّ ذالك ، قال : ولا أَعْرِفه مُصَغَّراً ، قال : إِنما يقال في كُلِّ ما هَدَلَ وهَدَرَ ، قال ابنُ سِيدَه : وهو الصحيحُ ، لأَنه ليس فيه ياءٌ التصغيرِ . قال الصاغانيُّ : وقال القُتَيْبِيُّ : لم يُرِد الارعِي *!بالهُدَاهِد *!الهُدْهُدَ ، وإِنما أَرادَ حَمَامَةً ذَكَراً *!يُهَدْهِدُ في صَوْتِه ، والذي يَحْتَجُّ للكسائيِّ يقول تَصغِير هُدْهُدٍ ، قَلَبُوا يَاءَ التصغيرِ أَلِفاً ، كما قالُوا دُوَابَّةٌ في تَصغير دَابَّةٍ ، ( جمْع الكلِّ *!هَدَاهدُ ) ، بالفتح ، ( *!وهدَاهِيدُ ) ، الأَخير عن كُراع ، قال ابنُ سِيدَه ، ولا أَعْرف لها وَجْهاً إِلاَّ أَن يكون الواحدُ هَدْهَاداً .
( و ) *!الهَدْهَد ، ( بِفَتْحتينِ : أَصواتُ
____________________

(9/338)


الجِنِّ ، بلا وَاحِدٍ ) ، وأَنشد ابنُ سِيدَه لابنِ أَحمر :
ثمَّ اقْتَحَمْتُ مُنَاجِداً وَلزِمْتُه
وَفُؤَادُه زَجِلٌ كَعَزْفِ *!الهَدْهَدِ
( *!وهَدَّدَه ) تَهديداً ( : خَوَّفَه ) ، *!كالتَّهَدُّدِ *!والتَّهْدادِ ، وهو الوَعِيدُ والتَّخَوُّفُ .
( *!وهَدْهَدَ ) الحمامُ ( : هَدَرَ ) وهَدَلَ ، *!وهَدَهَدَةُ الحَمَامِ : دَوِيُّ هَدِيرِه . ( و )*! هَدْهَدَ ( الطَّائرُ : قَرْقَرَ ) ، *!والهَدْهَدَةُ هي القَرْقَرَةُ .
( و ) *!هَدْهَدَ ( الصَّبِيَّ ) في مَهْدِه *!هَدْهَدَةً ( : حَرَّكَه لِينامَ ) ، وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلمأَنه قال ( جَاءَ شَيْطَانٌ فَحَمَلَ بِلاَلاً فَجَعَلَ *!يُهَدْهِدُه كما *!يُهَدْهَدُ الصَّبِيُّ ) . وذالك حين نامَ عن إيقاظِه القَوْمَ للصَّلاةِ .
( و ) *!هَدْهَدَ ( : حَدَرَ الشيْءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ ) *!كَدَهْدَهَ .
( *!وهُدَاهِدٌ : حَيٌّ ) من اليمن ، وهو بالضمّ ، بدليل ما بَعْده .
( و ) *!هَدَاهِدُ ، ( بالفَتْحِ الرِّفْقُ ، و ) من ذالك قولُهم : ( هَدَادَيْكَ ، أَي مَهْلاً ) ، يَكْفِكَ .
( و ) في النوادر : ( *!يُهَدْهَدُ إِليَّ ) كذا ، ويُهَدَّى إِليَّ كذا ، ويُسَوَّل إِليَّ كذا ، ( أَي يخَيَّلُ ) إِليَّ ولِي ، ويُخَالُ لِي كَذا . تَفْسِيرُه إِذا شَبَّهَ الإِنسانُ في نَفْسِه بالظَّنّ ما لم يُثْبِتْهُ ولم يَعْقِد عليه إِلا التَّشْبِيه .
( و ) يقال ( إِنَّه *!لَهَدَّ الرَّجُلُ ، أَي لِنَعْمَ الرجُلُ ) ، وذالك إِذا أُثْنِيَ عليه بِجَلَدٍ وشِدَّةٍ ، واللامُ للتأْكيدِ ، قال ابن سهيده : *!هَدَّ الرَّجُلُ ، كما تقول : نِعْمَ الرجُلُ .
( وفُلاَنٌ *!يُهَدٌّ ) ، على ما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه ، ( إِذا أُثْنِيَ عليه بالجَلَدِ ) والقُوَّةِ .
( *!وهَدِّ ، بكسرِ الدالِ المشدَّدَةِ ) أَي مع فَتْح الأَوّل ( : كلمةٌ تُقَال عند شُرْبِ الحِمَارِ ) ، نقلَه الصاغَانيّ .
( *!والهَدَّةُ : ع ، ) بين عُسْفَانَ ومَكَّةَ ( أَو هي من الطائف ) وفي معجم ياقوت : بين مَكَّة والطائِفِ والنسبَةُ إِليه
____________________

(9/339)


*!-هَدَوِيّ ، وهو مَوضع القُرودِ ( وَقَدْ يُخَفَّف ) ويقال بالتَّخفيف موضِعٌ آخَرُ عند مَرِّ الظَّهْرَانِ ، وهو مَمْدَرَةُ أَهلِ مَكَّة ، ويقال لهَا : هَدَةُ زُلَيْفَةَ ، وزُلَيْفَةُ بَطْنٌ مِن هُذَيْلٍ ، ( أَو الصَّوَاب بالهمز ، ( وقد ) تَقَدَّمَ ) في بابِ فراجِعْه ، وهاكذا ضَبَطَه أَبو عُبيدٍ البَكريُّ الأَندَلُسِيّ .
( *!وهُدَيْدٌ ، كزُبَيْرٍ ، إِنُ جُمَحَ ) بن عمرو بن هُصَيْص بن كَعْب بن لُؤيّ بن غالِبٍ ، أَخو سَعْدٍ وحُذَافَةَ .
( وهم *!يَتَهَادُّونَ ) ، أَي ( يَتَسَاتَلُون ) أَي يَتتابَعُون واحداً بعدَ واحِدٍ .
( و ) يقال ، ( ما في وُدِّهِ *!هَدَاهِدُ ) بالفتح أَي ( لُطْف ) ورِفْق .
( *!والهَدْهَادُ ) ، بالفتح : اسمُ رجل ، وهو ( صاحِبُ مَسائِل القاضِي ) ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
*!والهَدْهَاد بنُ شُرَحْبِيل أَبو بِلْقِيس مَلَك بَعْدَ إِفرِيقِش .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!انْهَدَّ الجَبَلُ ، أَي انْكسرَ .
*!وهَدَّني الأَمْرُ ، *!وهَدَّ رُكْنِي ، إِذ بَلَغَ مِنْهُ وكَسَرَه . ورُوِيَ عن بعضِهم أَنه قال : ما *!-هَدَّنِي مَوحتُ أَحَد ما *!-هَدَّني مَوتُ الأَقرانِ .
*!وهَدَّتْه المُصيبة : أَي أَوْهَنَتْ رُكْنَه ، وهاذا مَجازٌ ، كما في الأَساس .
*!والهَدَّةُ : صَوْتٌ شَدِيدٌ تَسمَعُه مِن سُقُوطِ رُكْنٍ أَو حائطٍ أَو نَاحِيَةِ جَبَلٍ . وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلمأَنه كان يقول : ( اللّهمَّ إِنِّيُ أَعوذُ بِك مِنَ *!الهَدِّ *!والهَدَّةِ ) قال أَحمد بن غِيَاثٍ المَروزيّ : الهَدّ : الهَدْمُ ، والهَدَّةُ : الخُسُوف ، ويقال : الهَدَّةُ صَوحتُ مَا يَقَعُ من السماءِ .
*!والهَدِيدُ : دَوِيُّ الصَّوْتِ ، كالفَدِيد .
*!واسْتَهْدَدْتُ فُلاَناً ، أَي استضْعَفْتُه ،
____________________

(9/340)


وقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :
لَمْ أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَةَ بِال
قُوَّةِ أَنْ *!يُسْتَهَدَّ طَالِبُهَا
وقال الأَصمعيُّ : يقالُ للوَعيد مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ : الفَدِيدُ *!والهَدِيدُ .
*!وهُدَدُ ، مُحَرَّكةً ، اسمٌ لِمَلِكٍ مِن مُلُوك حِمْيَر ، وهو *!هُدَدُ بن هَمَّال ، ويُرْوعى أَنّ سَيِّدنا سُلَيْمَانَ عليه السلامُ زَوّجَه بَلْقَه بنت بَلْبَشْرَح .
وفَحْلٌ هُدَاهِدٌ : كَثِيرُ *!الهَدْهَدَةِ يَهْدِر في الإِبلِ ولا يَقْرَعُها .
وجَمْعُ *!الهَدْهَدَةِ *!هَدَاهِدُ ، قال العجَّاج :
يَتْبَعْنَ ذَا *!هَدَاهدٍ عَجَنَّسَا
مُوَاصِلاً قُفًّا ورَمْلاً أَدْهَسَا
هاكذا ، أَنشَدَ الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ : إِنما هو لِعِلْقَةَ التَّيْمِيِّ ، قال : وأَنشدَه أَبو زِيَادٍ الكلابيُّ في نوادِرِه لسِرَاجِ بنِ قُرَّةَ الكِلابِيّ .
*!وهَدَادٌ ، كسَحَابٍ : حيٌّ من اليَمن ، ويقال إِنه ابن زَيْدِ مَناةَ .
*!والهِدَانٌ ، بالكسر : الرجل الجافِي الأَحْمق ، وتُلَيْلٌ بِالسِّيِّ يُسْتدَلُّ به ( وبآخَرَ مِثْلِه ) والهَدَانُ أَيضاً مَوْضِعٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ ، عن أَبي موسى .
هدبد : ( الهُدَبِدُ ، كعُلَبِطٍ : اللَّبَنُ الخاثِر جِدًّا ) ، قال شيخُنا : وهو من الأَلفاظ التي استعْمَلوها ساماً وصهفَةً ولا فِعْل له ( كالهُدَابِدِ ) ، كعُلابِطٍ ؛ ولَبَنٌ هُدَبِد وفُدَفِدٌ ، وهو الحامِضُ الخائِرُ ، ( و ) قيل : الهُدَبِدُ ( : الخَفَشُ ، و ) قيل : هو ( ضَعْفُ العيْنِ ) ، وفي غيرِ القاموس ( البَصَرِ ) بدل ( العين ) ، ( و ) الهُدَبِدُ ( : صَمْغٌ أَسْودُ ) يَسِيل من الشَّجَر ، ( و ) الهُدَبِدُ ( : الضَّعيفُ البَصَرِ ) ، يُستَعمل اسْماً وصِفَةً ، كما تقدَّمَ ، ( و ) قال المفضَّل : الهُدَبِدُ : الشَّبْكَرَةُ ، وهو
____________________

(9/341)


( العَشَا ) يَكُون في العَيْنِ ، يقال : بِعَيْنِه هُدَبِدٌ ، ( لا العَمَشُ ، وغَلِطَ الجَوْهَريُّ ) وأَنشد :
إِنَّهُ لا يُبْرِىءُ دَاءَ الهُدَبِدْ
مِثْلُ القَلاَيَا مِنْ سَنَامٍ وَكَبِدْ
وهاذا الذي ذَهَب ابليه الجوهريُّ هو قَوْلٌ لبعضِ أَهلِ اللُّغة ، والخَطْبُ في ذالك سَهْلٌ ، ومثْلُ هاذا لا يُعَدُّ الذاهِبُ إِليه غَالِطاً ، وقال شيخُنَا : وقيل إِنه كُلُّ ما يُصيب العَيْنَ . فيصِحُّ على جِهَةِ العُمُومِ ، ويَدُلُّ له أَنّ المُصَنِّف نَفْسَه فسَّرَه أَوّلاً بِضَعْفِ العَيْنِ ، والله أَعلم ، فتأَمّلْ .
هرد : ( هَرَدَه ) ، أَي الثوبَ ( يَهْرِدُه ) ، من حَدّ ضَرَب ، هَرْداً ( : مَزَّقَه ) ، كهَرَتَه . ( و ) هَرَدَ القَصَّارُ الثَّوْبَ وهَرَتَه ( : خَرَّقَه ) وضَرَبَه ، فهو هَرِيدٌ وهَرِيتٌ ، قاله أَبو زيد . ( و ) هَرَدَ ( اللَّحْمَ ) يَهْرِدُه هَرْداً : أَنْضَجه إِنضاجاً شديداً قاله الأَصمعيُّ . وقال ابنُ سيده : ( أَنْعَمَ إِنضاجَه ، أَو ) هَرَدَه : ( طَبَخَه حتى تَهَرَّأَ ) وَتَهَرَّدَ ، ( كهَرَّدَه ) تَهْرِيداً فهو مُهَرَّد ، شُدِّد للمبالغة ، وقال أَبو زيد : فإِن أَدخلْت اللّحْمَ النَّارَ وأَنْضَجْتَه فهو مُهَرَّدٌ ، وقد هَرَّدْته ( فهَرِدَ ) هو كَعِلمَ قال : والمُهَرَّأُ مثْلُه .
( و ) هَرَدَ ( الشَّيْءَ : قَدَرَ عليه ) قال ابنُ مَيَّادَة :
وَبَرَزَ السَّيِّدُ والمَسُودُ
واخْتَلَط الهارِدُ والمَهْرُودُ
( والهَرْدُ : ) الاختلاطُ ، ك ( الهَرْج ) وَتركْتُهم يَهْرِدُون ، أَي يَمُوجُون كيَهْرِجُون .
____________________

(9/342)



( و ) الهَرْد ( : الطَّعْنُ في العِرْضِ ) ، هَرَدَ عِرْضَه وهَرَتَه يَهْرِدُه هَرْداً .
( و ) الهَرْدُ ( : الشَّقُّ للإِفْسَادِ ) والإِخراقِ لا للإِصلاح ، كما سيأْتي .
( و ) الهِرْد ، ( بِالكَسْرِ : النَّعَامة ) الأُنْثَى .
( و ) الهِرْدُ ( : الرَّجُلُ الساقِطُ ) الضعيف .
( و ) الهُرْد ( بالضَّمِّ : الكُرْكُم ) الأَصفرُ .
( و ) الهُرْدُ أَيضاً ( : طِينٌ أَحمرُ ) يُصْبَغ به .
( و ) الهُرْدُ أَيضاً ( : عُروقٌ ) صُفْرٌ ( يُصبَغُ بها ) ، كذا في النُّسخ ، على أَن الضمير راجع إِلى العروق ، والصحيح أَن العروق اسمٌ لِصِبْغٍ أَصفر ، كما هو في نَصّ الصاغاني ، فحينئذ الصوابُ في العِبَارَةِ ( يخصْبَغُ به ) كما هو نصُّ التكملة ، قال الهُرْدُ : بالضمّ العُرُوق ، والعُرُوق : صِبْغٌ أَصفَرُ يُصْبَغ به ، فتأَمل .
( والهُرْدِيُّ : ) الثوب ( المَصْبوغُ ) به أَي بالهُرْدِ .
( والهُرْدِيَّةُ : الحُرْدِيَّةُ ) وهي قَصبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّة بِطَاقاتِ الكَرْم تُحْمَل عليها قُضْبَانُه . قال الأَزهريُّ : والذي حفظناه عن أَئمّتنا الحِرْدَى بالحاءِ ، ولم يَقُلْه بالهاءِ غيرُ الليثِ .
( والهَرْدَ ، بالفتح : ع ببلادِ أَبي بَكْرِ بن كِلابٍ ) ، نَقله ياقوت عن أَبي زِياد ، وفي التكملة : هَرْدٌ : موضع ببلاد أَبي بكْر .
( والهِرْدَى ، بالكسر ، ويُمَدُّ : نَبْتَ ) وقال أَبو حنيفة : الهِرْدَى ، مَقصورٌ : عُشْبَة لم يُبْلُغني لها صِفَة ، قال : ولا أَدري أَمُذَكَّرةٌ أَم مُؤَنَّثَة ، واقتصر الأَصمعِيُّ أَيضاً على القَصْرِ ، وقال : نَبْتُ ، ولا أَدري أَيُذَكَّر أَم يُؤَنَّث ، كذا في كتاب المقوصر لأَبي عَلِيَ القالي وكذالك قاله ابنُ الأَنباريّ ، وجعلها مُؤَنَّثَة .
____________________

(9/343)



( والهَيْرُدَانُ ) ، بفتح فسكون فضمّ ، ( اللِّصُّ ) ، قال الأَزهريُّ : وليس بثبت .
( و ) الهَيْرُدَانُ أَيضاً ( : نَبْتٌ ) ، كالهِرْدَى ، وقيل هو الهِرْدَانُ بالكسر . ( و ) هَيْرُدَانٌ اسم ( رَجُل ) .
( وهُرْدَانُ ، بالضمّ : ع ، و ) هُرْدَانُ اسم ( رَجُل ) .
( وهَرَدْت الشيْءَ أُهْرِيدُه : أَرَدْتُه أُرِيده ) ، كَهَرَاقَة يُهَرِيقُه .
( والتَّهْرِيد : لُبْسُ المَهْرُودِ ) ، ولم يذْكر معنَى المَهرود ، وهو الثَّوْبُ الأَصْفَرُ المَصْبُوغ بالهُرْدِ ، كالمُهَرَّدِ ، وفي الحديث ( يَنْزِل عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السلامُ في ثَوْبَيْنِ مَهْرُودَيْنِ ) وفي التهذيب : ( يَنزِل عيسى وعليه ثَوْبانِ مَهْرُودَانِ ) . قال الفَرَّاءُ : الهَرْدُ : الشَّقُّ . وفي رواية أُخرى ( في مَهْرُودَتَيْنِ ) أَي في شُقَّتَيْنِ أَو حُلَّتَيْنِ ، قال الأَزهريّ : قرأْتُ بخطِّ شَمِرٍ لأَبي عَدنانَ : أَخْبَرني العالِم من أَعرابِ باهِلَةَ أَن الثَّوبَ المَهْرُودَ : الذي يُصْبَغُ بالوَرْسِ ، ثم بالزَّعْفَرَانِ . فيجىءُ لَوْنُه مثلَ لوْنِ زَهْرَةِ الحَوْذَانَةِ ، فذالك الثوبُ المَهْرُودُ . ويُروَى ( في مُمَصَّرَتَيْنِ ) وهي المَصْبُوغَة بالصُّفْرَةِ مِن زَعْفَرَانٍ أَو غيرِه ، وقال القُتَيْبيّ : هو عندي خَطَأٌ من النَّقَلَةِ ، وأُرَاه مَهْرُوَّتَيْن ، أَي صَفراوَين ، يقال : هَرَّيْتُ العِمَامَةَ ، إِذَا لَبِسْتَهَا صَفْرَاءَ ، وفَعَلْتُ منه هَرَوْتُ ، قال : فإِن كان محفوظاً بالدال فهو من الهَرْدِ : الشَّقِّ ، وخُطِّىءَ ابنُ قُتَيْبَة في استدراكهِ واشتِقاقه ، قال ابنُ الأَنباريّ : القَول عندنا في الحَدِيث : ( بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ) يُرْوَى بالدَّال وبالذّال ، أَي بين مُمَصَّرَتَيْنِ ، على ما جاءَ في الحديث ، قال : ولمْ نَسمعه إِلاّ فيه ، والمُمَصَّرَةُ من الثِّياب : التي فيها صُفْرَةٌ خَفِيفة ، قال أَبو بكر : لا تقول العَرَبُ هَرَوْتُ الثوبَ ، ولاكنهم يَقولون هَرَّيْتُ ، فلو بُنِيَ على هاذا لقِيل مُهَرَّاةٌ ، ( في كُرْكُم ، على ما لم يُسَمَّ
____________________

(9/344)


فاعله ) وبعدُ فإِن العَرَب لا تقول هَرَّيْتُ إِلا في العِمَامة خاصَّةً ، فليس له أَن يَقِيس الشُّقَّة على العِمَامَة ، لأَن اللُّغَة ، رِوَايَةٌ ، وقولُه : بين مَهْرُودَتَيْن أَي بَيْنَ شُقَّتَيْنِ ، أُخِذَتَا من الهَرْدِ ، وهو الشَّقُّ خَطَأً ، لأَن العرب لا تُسَمَّى الشَّقَّ للإِصلاح هَرْداً ، بل يُسَمُّونَ الإِخراقَ والإِفسادَ هَرْداً ، فالصواب ما قدّمناه .
لغايصلى الله عليه وسلمص 345
تابع كتاب ( وهو أَهْرَدُ الشِّدْقِ ) ، لُغَةٌ في ( أَهْرَته ) ، وقد تقدَّم في مَحلّه .
هرند : ( ) ومما يستدرك عليه :
هَرَنْد ، كمَرَنْد : مَدينة من نواحِي أَصفهانَ ، على ثلاثة أَيام .
هزارمرد : ( ) ومما يستدرك عليه :
هِزَارْمَرْدُ ، ومَعْنَاه أَلْف رجل ، وهو اسم ، وابن هِزَارْ مَرْدَ الصَّرِيفِينيّ ، مُحدِّث وله جُزْءٌ .
هرشد : ( ) ومما يستدرك عليه :
الهِرْشَدَّةُ ، بالكسر وشدّ الدال : العَجُوز ، استدركَه صاحبُ اللسان .
هركند : وهَرْكَنْدُ ، بالفتح : بَحْرٌ في أَقصَى بلادِ الهِنْد والصّين ، وفيه جزيرةُ سَرَنْدِيبَ ، وهي آخر جزيرة الهِنْد مما يلِي المَشْرِق ، فيما يَزعم بعضهم .
هسد : ( الهَسَدُ ، مُحَرّكةً ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال المُؤَرِّج السَّدُوسِيّ : لُغَة في ( الأَسَد ) ، رواه الأَزهريّ عنه ، وأَنشد :
فَلاع تَعْيَا مُعَاوِيَ عَنْ جَوَابِي
ودَعْ عَنْك التَّعَزُّزَ لِلْهِسَادِ
أَي لا تَتَعَزَّزْ للأَسْدِ فإِنها لا تَذِلُّ لك ، ( و ) منه سُمِّيَ ( الشُّجَاعُ ، ج
____________________

(9/345)


هِسَادٌ ) ، بالكسر ، الأَزهريُّ : ولم أَسمعْ هاذا لغيرِه .
هكد : ( هَكَّدَ ) ارجلُ ( على غَرِيمه تَهْكِيداً ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : ( إِذَا شَدَّدَ عليه ) ، وفي التكملة : تشدَّدَ عليه .
هلد : ( هَلَدَ الوَعْكُ الناسَ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ وصاحِبُ اللسان ، وقال الصاغانيُّ : إِذا ( أَخَذَهم وَعمَّهُم ) .
همد : ( الهُمُودُ ) ، بالضَّمّ ( : المَوْتُ ) والهَلاَكُ ، كما هَمَدَتْ ثَمودُ ، قاله الليثُ ، وهو مَجاز ، كما في الأَساس ، وفي المحكم : هَمَدَ يَهْمُد هُمُوداً فهو هامِدٌ وهَمِيدٌ : ماتَ . وفي حديث مُصْعَب بن عُمَيْرٍ ( حَتَّى كاد أَنْ يَهْمُدَ مِن الجُوع ) أَي يَهْلِكَ ، ( و ) الهُمُود : ( طُفُوءُ النارِ ) ، وقد هَمَدَت تَهْمُدُ : ذَهَبَتِ البَتَّةَ فلم يَبِنْ لها أَثَرٌ . ( أَو ) هُمُودُهَا ( : ذَهَابُ حَرَارَتِها ) .
وقال الأَصمعيّ : خَمَدَت النارُ ، إِذا سَكَنَ لَهَبُهَا ، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذَا طُفِئت البَتَّةَ ، فإِذا صارَتْ رَمَاداً قيل : هَبَا يَهْبُو ، وهو هَابٍ . ( و ) من المَجاز : الهُمُودُ ( : تَقَطَّعُ الثَّوْبِ ) وبِلاَهُ ، وهو ( مِن طُولِ الطَّيِّ ) ، تَنْظُر إِليه فتَحسَبُه صَحِيحاً ، فإِذا مَسِسْتَهُ تَنَاثَرَ مِنَ البَلِى ، ( كالهَمْدِ ) ، بفتح فسكون ، ثَوْبٌ هامِدٌ ، وثِيَابٌ هُمَّدٌ . ( و ) الهُمُودُ ( في الأَرْضِ : أَن لا يَكون بها ) ، وفي بعض النسخ : فيها ( حَياةٌ ولا عُودٌ ولا نَبْتٌ ، ولا ) أَصابها ( مَطَرٌ ) ، وهَمَدَ شَجَرُ الأَرْضِ ، أَي بَلِيَ وذَهَب . { وَتَرَى الاْرْضَ هَامِدَةً } ( سورة الحج ، الآية : 5 ) أَي جَافَّةً ذاتَ تُرابٍ . وأَرضٌ هامِدَةٌ : مُقْشَعِرَّة لا نَبَات فيها ، إِلاّ اليابِس المُتَحطِّم ، وقد أَهمدَهَا القَحْطُ ، وهو مَجازٌ ، وفي حيث عَلِيَ ( أَخْرَجَ مِنْ هَوَامِدِ الأَرْضِ النَّبَاتَ ) .
( والإِهمادُ : الإِقامَةُ ) وأَهْمَدَ في
____________________

(9/346)


المكانِ : أَقَامَ ، قال رُؤْبَة بن العَجَّاج :
لَمَّا رَأَتْنِي راضَياً بالإِهْمَادْ
كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بَيْنَ الأَوْتَادْ
يقول : لمّا رأَتْنِي رَاضِياً بالجُلُوس لا أَخْرُج ولا أَطْلُب ، كالبازِي الذي كُرِّزَ ، أَي أُسْقِطَ رِيشُه ، ( و ) قال ابن سيده : الإِهماد ( : السُّرْعَةُ ) ، وقال غيره : السُّرْعَة في السَّيْرِ ، وهو ( ضِدٌّ ) ، يقال : أَهْمَدَ في السَّيْرِ : أَسْرَع قال رؤبة :
مَا كَانَ إِلاَّ طَلَقُ الإِهْمَادِ
وكَرُّنَا بِالاغْرُبِ الجِيَادِ
حَتَّى تَحَاجَزْنَ عَنِ الرُّوَّادِ
تَحَاجُزَ الرِّيِّ ولَمْ تَكَادِ
قلْت : ومن ذالك أَهْمَدَ الكَلْبُ ، أَي أَحْضَرَ . ( و ) عن ابن بُزُرْج : الإِهماد : ( الانْدِفاعُ في الطَّعَامِ ) ، وقد أَهْمَدُوا فيه : انْدَفَعُوا . ( و ) الإِهماد ( : السُّكون ) ، وهو أَن لا يَبْرَح ، ( و ) أَيضاً ( : التَّسْكِينُ ) ، وقالوا الهَمْدَةُ : السَّكْتَة ، يقال : هَمَدَتْ أَصواتُهم ، أَي سَكَنَتْ ، ( و ) الإِهمادُ ( : السُّكُوت على ما يُكْرَه ) ، قال الراعي :
وَإِنّي لأَحْمِي الأَنْفَ منْ دُونِ ذِمَّتِي
إِذا الدَّنِسُ الوَاهِي الأَمَانَةِ أَهْمَدَا
( والهامِدُ : البَالِي المُسْوَدُّ المُتَغَيِّرُ ) ، يقال : شَجَرَةٌ هَامِدَة ، إِذا اسْوَدَّتْ وبَلِيَتْ ، وثَمَرَةٌ هَامِدَة ، إِذا اسْوَدَّت عَفِنَتْ ، وهو مَجاز ، ورُطَبَةٌ هامِدَة إِذَا صَارَتْ قَشِرَةً وصَقِرَةً ، وهو مَجاز . ورمَادٌ هَامِدٌ : بالٍ مُتَلَبِّدٌ بعضُه على بعضٍ ، وقيل : الهامِدُ : البالِي من كُلِّ شيحءٍ . ( و ) الهامِدُ ( اليابِس من النَّبَاتِ ) ومن الشَّجَر ، ( و ) الهامد ( مِن المَكَانِ : ما لا نَبَاتَ به ) ، قد أَهْمَدَه القَحْطُ ، جمْعه الهَوَامِدُ .
( وهَمْدَانُ ) ، بفتح فسكون ، ( قَبِيلَةٌ باليَمَنِ ) من حِمْيَرَ ، واسمه أَوْسَلَة بن مالك بن زَيد بن أَوسَلَةَ بن
____________________

(9/347)


ربيعة بن الخِيَار بن مالك بن زيد بن كَهلان بن سَبَأَ ، والنِّسْبَة هَمْدَانِيٌّ ، على لفظِهَا ، والعَقِبُ منه في جُشَمَ بنِ خَيرانَ بن نَوْف بن هَمْدَان ، والعَقِب من جُشَم في فَخذَيْنِ لصُلْبِهِ : بَكِيلٍ وحَاشِدٍ ، فمن بَكِيلٍ في دَومان وسوران وخَيران ، ومن حاشد في سَبيع بن سَب بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جُشَم بن حاشِد ، ولهم بُطُون مُتَّسِعة باليمن .
( والهَمِيدُ : المالُ المَكْتُوبُ عَلَيْكَ في الدِّيوانِ ) ، فيقال : هاتُوا صَدَقَتَه وقد ذهبَ المالُ ، يقال : أَخَذَنَا السَّاعِي بالهَمِيد ، قالُه ابنُ شُمَيْل ، أَي بِمَا مَاتَ من الغَنَم والإِل .
( وهَمَدٌ ، مُحرّكةً : ماءٌ لِضَبَّةَ ) هاكذا أَورده ياقوت في المعجم والصاغانيُّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَهْمَدَ فُلانٌ الأَمر : أَماتَه . وأَتَوْا على قَومٍ فأَهْمَدُوهُمْ ، أَي أَمَاتُوهم .
هند : ( هِنْدٌ ) ، بالكسر ( : اسمٌ للمِائَةِ من الإِبل ) خاصَّةً ، ( كهُنَيْدَةَ ) ، بالتصغير ، قال جَرِيرٌ :
أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ
مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ
وقال أَبو عُبَيْدَة : هي اسمٌ لكلّ مائةٍ من الإِبل وغيرِهَا ، وأَنشدَ لِسَلَمةَ ابنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيّ :
ونَصْرُ بنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَهَا
وتِسْعِينَ عَاماً ثُمَّ قُوِّمَ فَانْصَاتَ
وأَنشده الزمخشريُّ ، وخَمسين عاماً . وقال : أَرادَ مائَةَ سنةٍ ، وهو مجازٌ ، ( أَو ) اسم ( لِمَا فَوْقَها ودُونَها ، أَو للمِائتَيْنِ ) ، ونصُّ عبارةِ المُحكمِ : وقيل هي اسمٌ للمائةِ ولما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها ، وقيل : هي المائتانِ ، حكاه ابنُ جِنِّي عن الزِّيَاديّ ، قال : ولم أَسمعه من غيرِه ، قال : والهُنَيْدَة : مائةُ سَنَةٍ ،
____________________

(9/348)


والهِنْدُ : مائِتانِ ، حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ ، ومثلُه في الأَساس ، وفي التهذيبِ : هُنَيْدَةُ : مائةٌ من الإِبل ، مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرِف ، ولا تَدْخُلها الأَلف واللام ، ولا تُجْمَع ، ولا واحدَ لها من جِنْسها ، قال أَبو وَجزَةَ :
فِيهمْ جِيَادٌ وأَخْطَارٌ مُؤَبَّلَةٌ
مِنْ هِنْدَ هِنْدَ وَأَزْيَادٌ عَلَى الهِنَدِ
( و ) هِنْد بالكسر ( : اسمُ امرَأَةٍ ) يُصْرَف ولا يُصْرَف ، إن شِئتَ جَمَعْتَه جمع التكسيرِ فقلت هُنُودٌ ، وإِن شئت جمعته جمع السلامة فقلت هِنْدَات ، كذا في الصحاح ، وقال ابنُ سيدَه ( ج أَهْنُدٌ وأَهْنَادٌ وهُنُودٌ ) ، وأَنشد سِيبويهِ لجريرٍ :
أَخَالِدَ قَدْ عَلِقْتُكَ بَعْدَ هِنْدٍ
فَشَيَّبَنِي الخَوَالِدُ والهُنُودُ
( و ) هِنْد أَيضاً اسم ( رَجُل ) ، قال :
إِنّي لِمَنْ أَنْكَرَنِي ابْنُ اليَثْرَبِي
قَتَلْتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
وفي التهذيب : وهِنْد من أَسماءه الرجال والنساءِ .
( وبنو هِنْدٍ : بَطْنٌ ) من بَكْرِ بن وائلٍ .
( والهِنْدُ ) ، بالكسر ( : جِيلٌ م ) معروف قاله ابنُ سِيدَه ، وقال غيره : وهِنْد : اسمُ بلادٍ ، ( والنِّسْبَةُ هِنْدِيٌّ ، ج هُنُودٌ ) كزِنْجِيَ وزُنُوجٍ ، وقولُ عَدِيّ بن الرِّقاع :
رُبَّ نَارٍ بِتُّ أَرْمُقُهَا
تَقْضِمخ الهِنْدِيَّ والغَارَا
إِنما تَنَى العُودَ الطَّيِّبَ الذي مِن بلادِ الهِنْد ، ( و ) يُجمع أَيضاً على ( الأَهَانِد ) قال رؤبة :
أَهْدَى إِلَى السِّنْدِ لُهَاماً حَاشِدَا
حَتَّى اسْتَبَاح السِّنْد والأَهَانِدَا
____________________

(9/349)



( والهَنَادِك ) ، بالكاف في آخره ، ( : رِجَالُ الهِنْدِ ) ، وبه فَسّر محمدُ بن حبيب قولَ كُثَيِّر :
ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأَنَّهَا
طَمَاطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنَادِكُ
قال ابن جِنّي : فظاهرُ هاذا القَولِ منه يَقْتَضِي أَن تكون الكافُ زائِدَةً قال : ويقال رجلٌ هِنْدِيّ وهِنْدِكِيٌّ ، قال : ولو قيل إِن الكَافَ أَصْلٌ وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصْلاَنِ بمنزلةِ سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لكان قَوْلاً قوِيًّا ، كذا في اللسان ( والسَّيْفُ الهِنْدُوَانِيُّ ) بالكسر ( ويُضَمُّ ) إِتباعاً للدّالِ ، قاله الزمخشريُّ ( مَنْسُوبٌ إِليهم ) ، وكذالك المُهَنَّد ، وهو المطبوع من حَدِيد الهِنْدِ . وفي التهذيب : والأَصل في التَّهْنِيد عَمَلُ الهِنْدِ ، يقال : سيف مُهَنَّدٌ وهِنْدِيّ وهُنْدُوَانِيٌّ ، إِذا عُمِل ببلاد الهِند .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( هَنَّدَ تَهنِيداً ) إِذا ( قَصَّرَ في الأَمْرِ ، و ) هَنَدَ وهَنَّدَ إِذا ( صَاحَ صِياحَ البُومَةِ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و ، ( و ) عنه أَيضاً : هَنَّدَ الرجلُ ، إِذا ( شَتَمَ ) إِنْسَاناً ( شَتْماً قَبِيحاً ، و ) هَنَّدَ ، إِذا ( شُتِمَ فَاحْتَملَه وأَمْسَكَ عن شَتْمِ الشَّاتِمِ ) ، كلّ ذلك عن أَبي عمرٍ و . ( و ) هَنَّدَ ( السَّيْفَ : شَحَذَه ) ، والتَّهْنِيدُ : التَّشْحِيذ ، قال :
كُلّ حُسَامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيد
يَقْضِبُ عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ
سالِفَةَ الهَامَةِ واللَّدِيدِ
وقال الأَزهريّ : والأَصل ف التَّهنيدِ عَمَلُ الهِنْدِ .
( و ) يقال : حَمَلَ عليه ( فما هَنَّدَ ) ، أَي ( ما كَذَّبَ ، أَو ) ما هَنَّدَ عن شَتْمِي : ( ما ) كَذَّب ولا ( تَأَخَّرَ ) .
( وهَنَّدَتْه المَرْأَةُ : أَوْرَثَتْهُ عِشْقاً بالمُلاطَفَةِ ) والمُغَازَلة ، قال :
يَعدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّمَا
وهَنَّدَتْني فلانةُ ، أَي تَيْمَتْنِي بالمغازلَة ، وقال ابنُ دُرَيْد : هَنَّدْتُ الرَّجُلَ
____________________

(9/350)


تَهنيداً ، إِذا لا يَنْتَه ولاطَفْتَ ، وقال ابنُ المُسْتَنِير : هَنَّدَتْ فُلانَةُ بقَلْبِه إِذا ذَهَبَتْ به .
( وهُنْدُوَانُ ، بالضَّم : نَهْرٌ بِخُوزِسْتَانَ ) بينها وبين أَرَّجَانَ ، عليه وِلاَيَةٌ تُنْسَب إِليه كبيرةٌ . ( و ) هُنْدُوَانُ ( : ع . ودَرِهُنْدُوَانَ ) ، بفتح الدال وكسرِ الراءِ ، وهو علامَةُ الإِضافة عند الفُرْس ، معناه بابُ هُنْدُوَانَ ، أَي باب الهُنُود ، وقال ابنُ الأَثير في الأَنساب ، وإِنما سُمِّيتح به لأَنه يَنزِل فيها الغِلْمَانُ والجَوَارِي المَجْلُوبَةُ من الهِند للبَيْعِ ، وهو اسم ( مَحَلَّة بِبَلْخَ ) قدِيمة ، ( منها ) الإِمام الفاضل ( أَبو جَعْفَرٍ ) محمد بن عبد الله بن محمد بن عُمر ( الهُنْدُوَانِيُّ الفَقِيه ) الحَنَفِيّ ، يقال له أَبو حنيفةَ الصغيرُ ، الثْرَةِ فِقْهِه ، روى عن محمد بن عُقَيْل البَلْخِيّ ، وأُستاذِه أَبي بكر محمد بن أَبي سَعيدٍ الفقيه ، وعليه تَفَقَّه ، وعنه أَبو إِسحاقَ أَبراهيمُ بن سالم بن محمّد البُخَارِيّ ، وأَبو عبد الله طاهر بن محمد الحدادِيّ ، مات ببُخَارَا سنة 362 .
( وهِنْدَ مَنحدُ ) ، بكسر الهاءِ وسكون النون وفتح الدال والميم ( : نَهْرٌ بِسِجِسْتَانَ ) يَزعمون أَنه ( يَنْصَبُّ إِليه ) مياهُ ( أَلْف نَهْرٍ ، فلا تَظْهَرُ فيه الزِّيادَةُ ، ويَنْشَقُّ منه أَلْفُ نَهْرٍ فلا يَظْهَرُ فيه النُّقْصَانُ ) قال الإِصطخريّ : أَعظمُ أَنهارِ سِجِسْتَانَ نَهْرُ هِنْدَمنْدَ ، مَخرَجه مِن ظَهْرِ الغَورِ حتى يَن 2 بّ على ظَهْر رُخَّج ( وبلد الدوارِ ) حتى يَنتهي إِلى بُسْت ، ويمْتَدّ مها إِلى ناحية سِجسْتان ، ( ثم يَقَع في بُحَيْرَةِ زَرَه الفاضِلُ مِنه ) وإِذا انتهَى إِلى مَرْحَلَةٍ مِن سِجِستانَ تَشَعَّبَتْ منه مَقَاسِمُ الماءِ ، وقال أَبو بَكْرٍ الخُوَارَزْمِيّ :
غَدَوْنَا شَطَّ نَهْرِ الهِنْدَ مَنْدِ
سُكَارَى آخِذِي بِالدَّسْتَبَنْدِ
____________________

(9/351)



إلى آخره ، وفي النامُوس : هاذا النهرُ مِثَالُ البَحْرِ العَلَم عند أَهلِ العِرْفَان .
( و ) هَنَّادُ بن السَّرِيّ مُصْعبٍ التّميميّ أَبو السَّرِيّ الكُوفِيّ ، ( كحَمَّادٍ ، مُحَدِّثٌ ) ثِقَةٌ ، مِن العاشرة مات سنة ثلاث وايربعين ( ومائتين ) عن إِحدى وتسعين ، وقَرِيبه هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ بن يَحْيَى بن السَّرِيّ ، ثِقَةٌ ، من الثانيةَ عَشرَةَ .
( و ) هَنَّادَة ( بهاءٍ ، من أَعلامِهِنَّ ) ، قال أَعْرَابِي :
غَرَّكَ مِنْ هَنَّادَةَ التَّهْنِيدُ
مَوعُودُهَا والبَاطِلُ المَوْعُودُ
( ودَيْرُ هِنْدَ : بِدِمَشْقَ . و ) دَيْرُ هِنْدَ ( مَوْضِعَانِ بالحِيرَةِ ) ، ولأَحَدِ هاذه المواضِع عَنَى جَرِيرٌ بقوله :
لَمَّا مَرَرْتُ بِدَيْرِ الهِنْدِ أَرَّقَنِي
صَوْتُ الدَّجَاجِ وضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ
ويروَى : ( لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَقِيَ هِنْدَ الأَحَامِسِ ، إِذا مَاتَ . نَقلَه بنُ سيده .
ومن أَسمائهم هِنحدِيٌّ ومُهَنَّدٌ .
وبنو هَنَّادٍ بَطْنٌ مِن العَرَب .
والهَنَادهيّ بَطْنٌ آخَرُ يَنْزِلُون البُحَيْرَةَ من مِصْرَ ، يقال لواحِدِهِم هِنْدَاوِيّ .
والهُنَيْدَة ، بالتصغير : حِصْنٌ بناه سُليمانُ عليه السلامُ ، واسمٌ للمائةِ السَّنَةِ ، وتقدّم شاهِدُه . وهِنْدٌ للمائتين منها ، قاله الزمخشريُّ .
وهُنَيْدَةُ بن خالدٍ الخُزَاعِيّ ، مُحَدِّث .
وهِنْدُ بن أَبي هَالَةَ ، رَبِيبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
هود : ( *!الهَوْدُ : التَّوْبَةُ والرُّجوعُ إِلى الحَقِّ ) *!هادَ *!يَهُودُ *!هَوْداً ، *!وتَهَوَّدَ ، فهو *!هائِدٌ
____________________

(9/352)


وقَوْمٌ *!هُودٌ ، مثل حائكِ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قال أَعرابيّ :
إِنّي امْرُءٌ مِنْ مَدْحِهِ *!هَائِدُ
وفي التنزيل العزيز : { إِنَّا *!هُدْنَا إِلَيْكَ } ( سورة الأعراف ، الآية : 156 ) أَي تُبْنَا إِليك ، وهو قولُ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بن جُبَيحر وإِبراهِيمَ ، قال ابنُ سِيده : عَدّاه بابلى لأَن فيه معنَى رَجَعْنا .
( و ) *!الهَوَدُ ، ( بالتَّحْرِيكِ : الأَسْنِمَةُ ) . وقيل : أَصْلُ السَّنامِ ( جَمْعُ *!هَوْدَة ) ( ، وقال شَمِرٌ : *!الهَوَدَةُ مُجْتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه والجَمْعُ *!هَوَدٌ ، وقال :
كُومٌ عَلَيْهَا *!هَوَدٌ أَنْضَادُ
وتسكَّن الواو فيقال هَوحدَة .
( و ) *!الهُودُ ، ( بالضَّمْ : *!اليَهُودُ ) ، اسمُ قَبِلَةٍ ، وقيل : إِنما اسمُ هاذه القبيلةِ يَهُوذ ، فعُرِّب بقلب الذالِ دالاً ، كما سيأْتي للمصنّف أَيضاً ، قال ابنُ سِيدَه : وليس هاذا بِقَوِيَ ، وقالوا : اليَهود ، فأَدخلوا الأَلف واللامَ فيها على إِرادَةِ النَّسَب ، قال الله تعالى : { وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ *!هُودًا أَوْ نَصَارَى } ( سورة البقرة ، الآية : 111 ) قال الفَرَّاءُ : يريد يَهُوداً ، فحذف الياءَ الزائدةَ ، ورجَع إِلى الفِعْل من *!اليَهُودِيّة ، وفي قراءة أُبَيَ ، إِلاَّ مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا ) قال : وقد يجوز أَن يَجعل هُوداً جَمْعاً واحِدُه هائدٌ ، مثل حائلٍ وعائطٍ من النُّوقِ ، والجمع حُول وعُوطٌ ، وجمْع *!-اليَهُودِيّ *!يَهودٌ ، كما يقال في المَجوسِيّ مَجُوسٌ ، وفي العَجَمِيّ والعَرَبِيّ عَجَمٌ وعَرَبٌ ، وسُمِّيَت اليَهود اشتقاقاً مِن *!هَادُوا ، أَي تابُوا ، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ، ولكنهم حَذَفُوياءَ الإِضافَة كما قالوا زِنْجِيّ وزِنْج .
( و ) *!هُودٌ ( اسمُ نَبِيَ ) مَعْرُوف ، صلَّى الله على نَبيّنا محمّدٍ وعليه وسلَّمَ ، عَرَبِيٌّ ، ولهاذا يَنْصَرِف ، وكذالك كلُّ اسمٍ أَعجمِيَ ثلاثيَ فإِنه مُنْصَرِف ، قال ابنُ هشامٍ وابنُ الكَلْبيّ ، هو عابِر بن إِرمَ بن سَامِ بن نُوحٍ ، وفي شرْح القَسْطَلانيّ : هو بن شارخ بن أَرفخشد
____________________

(9/353)


ابن سام ، وقيل : هو هود بن عبد الله بن رِيَاح ، أَقوالٌ ، ( و ) قد ( يُجْمَعُ *!يَهودُ عَلى *!يُهْدَانٍ ) ، بضّم فسُكون ، قال حَسَّان رَضِي الله عنه يَهجو الضّحَّاكَ ابن خَلِيفَةَ ، رضيا لله عنه ، في شأْنِ بَنِي قُرعيْظَةَ ، وكان أَبو الضَّحَّاكِ مُنَافِقاً :
أَتُحِبُّ *!يُهْدَانَ الحِجَازِ وَدِينَهُمْ
عَبْدَ الحِمَارِ ولا تُحِبُّ مُحَمَّدَا
صلَّى الله عليه وسلّم .
( *!وهَوَّدَه ) *!تَهوِيداً ( : حَوَّلَه إِلى مِلَّةِ *!يَهُودَ ) ، قال سيبويهِ : وفي الحديث ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتّى يَكونَ أَبواه *!يُهَوِّدَانِه أَو يُنْصَرَانِه ) ، معناه أَنهما يُعَلِّمَانِه دِينَ اليَهُودِيَّة والنَّصَارَى ويُدْخِلانِه فيه .
( *!والهَوَادَةُ : اللِّينُ ) والرِّفْقُ ، عن الزَّمَخْشَرِيّ . ( ومَا يُرْجَى به الصَّلاَحُ ) بينَ القَوْمِ ، وفي الحديث ( وَلاَ تَأْخُذُه في الله *!هَوَادَةٌ ) ، أَي لا يَسْكُنُ عِنْدَ حَدِّ الله ولا يُحَابِي فيه أَحَداً .
( و ) *!الهَوَادَة : ( الرُّخْصَةُ ) والمُحَابَاةُ ، وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه ( أُتِيَ بِشَارِبٍ فقالَ : لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رَجُلٍ لا تَأْخُذُه فِيك هَوَادَةٌ ) .
( *!والتَّهْوِيد : تَجَاوُبُ الجِنِّ ) ، لِلِينِ أَصْوَاتِهَا وضَعْفِهَا ، قال الرَّاعي :
يُجَاوِبُ البُومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بِهِ
كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ
( و ) قال ابن جَبَلَةَ : التَّهْوِيد : ( التَّرجِيعُ بالصَّوْتِ في لِينٍ ) ، ومنه أُخِذَ الهَوَادَةُ بمعنى الرُّخْصَة ، لأَن الأَخْذَ بها أَلْيَنُ مِن الأَخْذ بالشِّدَّةِ .
( و ) التَّهْوِيد ( : التَّطْريبُ والإِلْهَاءُ ) وهو *!مُهَوِّدٌ : مِلْهٍ مُطَرِّبٌ .
( و ) *!التَّهْويد ( : المَشْيُ الرُّوَيْدُ ) ، مثل الدَّبِيبِ ونَحْوِه ، وأَصلُه من *!الهَوَادَةِ وأَنشد :
سَيْراً يُرَاخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ
ذَا قُحَمٍ ولَيْسَ بِالتَّهْوِيدِ
____________________

(9/354)



أَي ليس بالسَّيْرِ اللَّيِّنِ .
( و ) التَّهْوِيد ( : إِسْكَارُ الشَّرَابِ ) ، *!وهَوَّدَه الشَّرَابُ إِذا فَتَّرَهُ فأَنَامَه ، وقال الأَخْطَل :
ودَافَعَ عَنِّي يَوْمَ جِلَّقَ غَمْرَةً
وَصَمَّاءَ تُنْسِينِي الشَّرَابَ *!المُهَوِّدَا
( و ) التَّهْوِيدُ ( : الصَّوْتُ الضَّعِيفُ اللَّيِّنُ ) ، الفاتِرُ ، ( *!كالتَّهْوَادِ ) بالفتح ، *!والتَّهَوُّدِ . ( و ) *!التَّهْوِيدُ ( : الإِبطاءُ في السَّيْر ) وهو السَّيْر الرَّفِيق وفي حديث عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ( إِذا مُتّ فخَرَجْتُم بي فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا *!تُهَوِّدُوا كما *!تُهَوِّد *!اليَهودُ والنَّصَارَى ) .
( و ) *!التَّهْوِيدُ ( السُّكُونُ في المَنْطِقِ ) ، يقال : غِنَاءٌ *!مُهَوِّد ، وقال الراعي يَصِف ناقةً :
وَخُودٌ مِن اللائِي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى
قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالغِنَاءِ *!المُهَوِّدِ
وقال أَبو مالِكٍ : *!وهَوَّدَ الرَّجُلُ ، إِذا سَكَنَ ، وَهَوَّدَ ، إِذا غَنَّى ، *!وهَوَّدَ ، إِذا اعْتَمَدَ على السَّيْرِ ، ( *!كالتَّهَوُّدِ *!والتَّهْوَادِ ) بالفتح .
( *!والمُهَاوَدَةُ : المُوَادَعَةُ ) هاذا هو الصواب ، يقال هَاوَدَه ، إِذا وَادَعَه ، وبَينهم *!مُهَاوَدَةٌ ، كما في الأَساس ، ويوجد في النسخ كله المواعدة ، وهو تحريف ( و ) *!المُهاوَدةُ ( : المُصَالَحة ) والمُهَاوَنة ( والمُمَايَلَةُ والمُعَاوَدَةُ ) ، وهاذا نَصُّ الصاغَانيّ ، وهو مَقْلُوب المُوَادَعَةَ ، كلُّ ذالك من الهَوَادَةِ ، وهو الصُّلْح والمَيْلُ .
( *!وأَهْوَدُ ، كأَحْمَدَ ) ، اسم ( يَوْم الاثْنين ) في الجاهلِيَّة ، وكذالك أَوْهَدُ وأَهْوَنَ ، ( و ) *!أَهودُ اسمُ ( قَبِيلَة ) من العرب .
( *!وتَهَوَّدَ ) الرجُلُ ( : صارَ *!يَهُودِيًّا ) *!كهَادَ . *!وتَهَوَّدَ في مَشْيه : مَشَى مَشْياً رَفِيقاً تَشَبُّهاً *!باليهودِ في حَرَكَتهم عند
____________________

(9/355)


القِراءَة . قال المُصَنّف في البصائر بعد سِيَاق هاذه العبارة : وهاذا يُعَدُّ من الأَضْدَاده . قلْت : وهو مَحَلُّ تأَمّل .
( و ) تَهَوَّدَ . إِذا ( تَوَصَّلَ بِرَحِمٍ أَو حُرْمَةٍ ) ، من الهَوَادَة ، وهي الحُرْمَةُ والسَّبَبُ . وزاد في البصائر : وتَقَرَّبَ بِإِحْدَاهُمَا ، وأَنشد قول زُهير :
سِوَى رِبَعٍ لَمْ يَأْتِ فيه مَخَانَةً
ولاَ رَهَقاً مِنْ عَانِدٍ *!مُتَهَوِّدِ
قلت : قال ابن سيده : *!المُتَهَوِّد : المُتَقَرِّب ، وقال شَمِرٌ : المُتَهَوِّدُ : المُتَوَصِّلُ *!بِهَوادَةٍ إِليه ، قال : قاله ابنُ الأَعرابيّ .
( *!وهَوَّدَ *!تَهْوِيداً : أَكَلَ ) *!الهَوَدَة ، وهي أَصلُ ( السَّنَام ) ومُجْتَمَعُ ، كا تقَدَّم .
( *!ويَهُودَا : أَخو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ ) من أَبيه ، ( عليهما السلامُ ) ، قيل : هو بالذال المعجمة . وفي شفاءِ الغَليل ) *!يَهُودَا ، مُعَرَّب يَهُوذا ، بذال معجمةٍ ، ابنُ يَعقوبَ عليه السلامُ ، قلْت : وكذا قالوا في هُودٍ إِن أَصلَه بالذال المُعجمة ، ثم عُرِّب بالدال المهملة .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّهَوُّد : التَّوْبَة والعَمَلُ الصالِحُ ، وعن ابن الأَعرابيّ : هَادَ ، إِذا رَجَع مِن خَيْرٍ إِلى شَرَ ، أَو مِن شَرَ إِلى خَيْرٍ .
*!والتَّهْوِيد *!والتَّهْوَادُ *!والتَّهَوُّدُ : اللِّينُ والتَّرَفُقُّ .
والتَّهْوِيد : النَّوْمُ .
والتَّهْوِيد : هَدْهَدَةُ الرِّيح في الرَّمْل ولِينُ صَوْتِها فيه .
*!والهَوَادَة : الصُّلْحُ .
*!والمُهَاوَدَة : المُرَاجَعَة .
والهَوَادَةُ : الحُرْمَة والسَّبَبُ .
هيد : ( *!هَادَهُ الشَّيْءُ *!يَهِيدُه *!هَيْداً *!وهَاداً : أَفزَعَه وكَرَبَه ) ، هاكذا بالموحدة في سائر النسخ . وفي الأَساس واللسان بالثاءِ
____________________

(9/356)


المثلّثة بضبط القلَم ، وقد تَقدَّم : كَرَثَه الغَمُّ ، إِذا اشتدَّ عليه ، والأُولَى هي الأَكثر ، يقال : *!-هَادَنِي *!هَيْداً ، أَي كَرَبَني .
( و ) *!هادَه *!يَهِيدُه *!هَيْداً ( : حَرَّكَه وأَصْلَحَه ) ، وأَصْلُ *!الهَيْدِ الحَرَكَةُ ، ( *!كَهَيَّدَه ) *!تَهْيِيداً ، ( في الكُلِّ ، و ) *!هَادَهُ *!هَيْداً ( : أَزالَه وصَرَفَه وأَزْعَجَه ) . وقولُهم : ما *!يَهِيدُه ذالك ، أَي ما يَكْتَرِثُ لِ ولا يُزْعِجُه ، تقول : ما *!-يَهِيدُني ذالك ، أَي ما يُزْعِجُني ولا أَكْتَرِثُ له ولا أُباليه وفي الحَديث ، ( كُلُوا وَاشْرعبُوا ولاَ *!يَهِيدَنَّكُمُ الطَّالِعُ الُصْعِدُ ( قال ابن الأَثير : أَي لا تَنْزَعِوا للفَجْرِ المُسْتَطِيل فتَمْتَنِعُوا به عن السَّحُورِ ، فإِنه الصُّبْحُ الكَذَّابُ . وفي حديث الحَسَن ( ما مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ لله عَمَلاً إِلاَّ سارَ في قَلْبِه سَوْرَتَانِ ، فإِذا كانَتِ الأُولَى مِنْهما لله فلا *!تَهِيدَنَّه الآخِرَةُ ) أَي لا تُحَرِّكَنَّه ولا تُزِيلَنَّه ( عنها ) وفي الحديث ( أَنه قيل للنّبيّ صلى الله عليه وسلمفي مَسجده : يا رَسُولَ الله هِدْهُ . فقال : بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى ) . كان ابنُ عُيَيْنَةَ يقول : معناه أَصْلِحْه ، فكأَنَّ المَعْنَى أَنَّه يُهْدَمُ ويُسْتَأْنَفُ بِناؤُهُ ويُصْلَح . وفي حديث ابنِ عُمعر ( لو لَقِيتُ قاتِلَ أَبِي في الحَرَمِ مَا *!هِدْتُه ) ، يُرِيد ما حَرَّكْتُه ولا أَزْعَجْتُه . وما *!هَادَه كذا وكذا ، أَي ما حَرَّكَه .
( و ) هَادَ الرَّجُلَ *!هَيْدَا *!وهَاداً ( : زَجَرَهُ ) عن الشيْءِ وصَرَفَهَ عنه ، ( وقيل : لا يُنْطَقُ *!بِيَهِيدُ إِلاَّ بِحَرْفِ جَحْدٍ ) ، قاله يَعْقُوبُ في الإِصلاح ، يقال : لا *!يَهِيدَنَّكَ هاذا عن رَأْيِك ، أَي لا يُزِيلنَّكَ .
____________________

(9/357)



( *!وهَيْدٌ ) بفتح فسكون ( وهِيدٌ ) بالكسر ( *!وهَادٌ ) ، وكذلك *!هِيدِ *!وهَادِ ، كلاهما مَبنِيًّا على الكَسْرِ ( : زَجْرٌ للإِبِلِ ) واسْتِحْثَاثها ، وأَنشد أَبو عَمرو :
وقَدْ حَدَوْنَاهَا *!بِهَيْدٍ وَهَلاَ
حتَّى تَرَى أَسْفَلَهَا صَارَ عَلاَ
( و ) في التهذيب : والعَرَبُ تقول : ( *!هَيْدَ مَالَكَ ، إِذا اسْتَفْهَمُوا ) الرَّجُلَ ( عن شَأَنه ) كما تَقُولُ : يا هِذا مَالَكَ ، وبهاذه اللُّغَةِ روَى الأَصْمَعِيُّ قَوْلَ بأَبَّطَ شَرًّا :
يَا *!هَيْدَ مَالَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإِيرَاقِ
ومَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طَرَّاقِ
ويروى : يَا عِيدُ مَالَكَ . وقال اللِّحْيَانيُّ : يقال : لَقِيَه فقالَ له *!هَيْدَ مَا لَك ، ولَقِيتُه فما قال لي هَيْدَ مَالَكَ . وقال شَمِرٌ : *!هِيدَ *!وهَيْدَ جائزانِ ، وقال الكسائيّ : يقال يا هَيْدَ ما أَصحَابُك ويا هَيْدَ مالِأَصْحَابِك . قال : وقال الأَصمعيُّ : حَكَى لي عِيسى ابنُ عُمَرَ : هَيْدَ مَالَكَ . أَي ما أَمْرُك . ويقال لو شَتَمْتَنِي ما قُلْتُ هَيْدَ مَالَك . ونقل الأَزهريُّ عن أَبي زيدٍ قالوا : تقول : ما قَالَ لَهْ هَيْدَ مالَكَ ، فنصبوا ، وذالك أَن يَمُرَّ بالرجُلِ البَعيرُ الضَّالُّ فلا يَعُوجُه ولا يَلْتَفِتُ إِليه . ومَرَّ بِعَيرٌ فما قعالَ له : هَيْدِ مَالَكَ ، فجَرَّ الدالَ حِكَايَةً عن أَعرابيَ ، وأَنشد لكَعْبِ بن زُهَيْر :
لَوْ أَنَّهَا آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لَهَا
يَا هَيْدِ مَالَكِ أَوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفَا
( و ) فُلانٌ ( يُعْطِي *!الهَيْدَانَ والزَّيْدَانَ ، أَي ) يُعْطِي ( مَنْ عَرعف وَمن لمْ يَعْرِف ) ، قالَه يُونس .
( وماله *!هَيْدٌ *!وهَادٌ ، أَي حَرَكَةٌ ) ، وقيل : مَعْنَى قَوْلِهِم لا هَيْدٌ ولا*!هَادٌ ، أَي ما يُقَال لَهُ *!هَيْدٌ ولا *!هَادٌ ، قال ابنُ هَرْمَةَ :
ثُمَّ اسْتَقَامَتْ لَهُ الأَعْنَاقُ طَائِعَةً
فَمَا يُقَالُ له *!هَيْدٌ ولا هَادُ
____________________

(9/358)



وقيل : معنى ما يُقَال له عَيْدٌ ولا هَادٌ ، أَي لا يُحَرَّك ولا يُمْنَع من شيْءٍ ولا يُزجَر عنه ، تقول : *!هِدْتُ الرَّجُلَ ، *!وهَيَّدْتُه ، عن يعقوب .
( *!والتَّهْيِيدُ : الإِسْرَاعُ ) في السَّيْرِ ، *!كالتَّهْوِيد .
( *!وهَيُودٌ ) ، كصَبُورِ ، كذا ضُبِط في نُسْخَتنا ، ومنهم من ضَبَطَه كتَنُّورِ ( : جَبَلٌ ) فيه حِصْنٌ لبني زُبَيْدٍ باليَمَنِ .
( وأَيَّامُ هَيْدٍ ) ، بفتح فسكون ( : أَيَّامُ مُوتَانٍ كانَتْ في الجَاهِلِيَّةِ ) في الدَّهْرِ الأَوَّلِ ، قيل : مات فيه اثْنَا عَشَرَ أَلْفَاً : هاكذا ذَكَرَه العِمْرَانِيّ في أَسْمَاءِ الأَماكِن ، قال ياقُوت : ولا أَدْرِي ما معناه . ( والهَيْدُ بالفَتْحِ ) ، ذِكْرُ الفَتْح مُستَدْرَكٌ : الشيْءُ ( المُضْطَرِبُ ) .
( *!وهَيْدَةُ ، بالفتح ) ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ ( : وَهْدَةٌ ) وفي بعض النسخ : رَدْهَة ( بِأَعْلَى المَضْجَعِ ) ، وهي التي يُقَال له المَضاجِعُ ، لبنِي أَبي بكرِ بن كِلاَبٍ . قالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ :
تَخَلَّى عَنْ أَبِي حَرْبٍ تَوَلَّى
*!بِهَيْدَةَ قَابِضٌ قبْلَ القِتَالِ
وفي مُعجم البكريّ : هَضْبَةٌ في بلادِ بَنِي عُقَيْل . ونقل ياقُوت عن أَبي عُبَيْدَة في ( المَقَاتِل ) قال : لم يَقِفْ عُلماؤُنا على هَيْدَةَ ما هِي حتى جاءَ الحَسَنُ فأَخْبَرَهم أَنه مَوْضِعٌ قُتِلَ فيه تَوْبَةُ . ومَرَّتْ لَيْلَى بِقَبْرهه فَعَقَرَتْ بَعِيرَ زَوجِهَا على قَبْرِه وقالت :
عقَرْتُ عَلَى أَنْصَابِ تَوْبَةَ مُقْرِماً
*!بِهَيْدَةَ إِذْ لَمْ تَحْتَضِرْهُ أَقارِبُهْ
____________________

(9/359)



( ) ومما يستدرك عليه :
مَا *!هَيَّدَ عَنْ شَتْي ، أَي ما تَأَخَّرَ ولا كَذَّبَ . وقد ذُكِر ذالك في النُّون لأَنهما لُغَتَانِ هَنَّدَ *!وهَيَّدَ .
ورجل *!هَيْدَانٌ : ثَقيلٌ جَبَانٌ كهِدَانٍ .
*!والهَيْدُ : الكَثِيرُ ، عن ثعلبٍ ، وَأَنْشَد :
أَذَاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً أَهْدَبَا
*!والهِيدُ أَوَّلُ الحُدَاءِ ، وذالك أَنّ الحَادِيَ إِذَا أَرادَ الحُدَاءَ قال : هِيدْ ، هِيدْ ، ثم زَجِلَ بِصَوْتِهِ ، ومنه حَديثُ زَيْنَبَ ( مَالِي لا أَزَالُ أَسْمَعُ الليلَ أَجْمَعَ *!هِيدْ هِيدح ؟ قيل : هاذه عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمان بن عَوْفٍ ) . *!والهَيْدُ : المُضْطَرِبُ قال :
أَذَاكَ أَم يُعْطِيكَ *!هَيْداً هَيْدَبَا
2 ( فصل الياءِ مع الدال المهملة ) 2
وهي خاتِمَة البابِ ، لم يذكر منه الجوهريُّ ولا صاحِبُ اللسانِ شيئاً .
يبد : ( *!الأَيْبَدُ ) ، أَهمله الجمَاعَةُ ، وهو ( نَبَاتٌ زَرْعُهُ كالشَّعِيرِ مَسْمَنَةٌ لِلْمَالِ ) ، أَي يُسْمِنُ الرَّاعِيَةَ ، قلْت : تقدَّم في أَ ب د أَن هذا النباتَ اسمُه أَبِيد كأَمِير ، وهاكذا ضبطَه الأَزهريُّ وغيرُه من الأَئمّة ، والأَيْبَد هنا تَصْحِيفٌ لا معنى لاستداركه ، فتأَمَّل .
يدد : ( *!اليَدُّ ) ، بالتشديد ، أَهمله الجماعَةُ هنا ، وهي ( لُغَةٌ في اليَدِ المُخَفَّفَةِ ) ، وسيأْتي في المعتلّ ما يتعَلَّقُ به .

تابع كتاب يرد : ( *!يَرْدُ ، بالفَتْح ) ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسانِ ، وهو ابنُ مَهلائيلَ بنِ قَيْنَانَ بنِ أَنوش بن شِيثَ بن
____________________

(9/360)


ِ آدَم عليه السلامُ ، وهو الجدُّ الخامسُ والأَرْبعونَ لسيِّدنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وقد يقال فيه : يَارْد ، *!واليَرْد ، ومعناه ضابِطٌ ، هاكذا في الإِنجيل ، قاله البرماويُّ . وقال الصاغانيّ : وهو ( أَبو إِدْرِيسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقال غيره : إِن اسمه أُخْنُوخ .
يزد : ( *!يَزْدُ ) ، بالفتح ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ، وهو ( إقليمٌ ) من أَعمالِ فارِسَ ، ( وقَصَبَتُه ) يقال لها ( كَنَّةُ ، بين شيرَازَ وخُرَاسَانَ ) ، وفي التكملة : مَدِينَةٌ مُتَوَسِّطَة بين نَيْسَابُورَ وشِيرَازَ وأَصفهانَ .
( *!واليَزْدِيُّونَ من المُحِدِّثِينَ جَمَاعَةٌ ) ، منهم أَبو الحسين محمَّد بن أَحمدَ بن جَعْفَرٍ *!-اليَزدِيّ ، وأَبو عبد الله محمّد بن نجْم بن ( محمد بن ) عبد الواحد اليَزْدِيّ ، الأَخير قَدِمَ بغدادَ حاجًّا ، وحَدَّث بها في صَفر سنةَ 560 بباب المَرَاتِب عن أَبي العَلاءِ غِياثِ بن مُحَمّد العُقَيْلِيّ ، سمع منه الشَّرِيفُ أَبو الحسن عليّ بن أَحمد الزَّيْدِيّ ، والحافظ أَبو بَكرٍ البَاقدارِيّ ، وأَبو محمد بن الأَخضر ، ثم عاد إِلى بعلَده ، وكان آخِر العهدِ به .
( *!وَيَزْدُو ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصواب بتكرار الدال في آخِره ، *!يَزْدُود ، كما في المعْجَمِ وكُتُبِ الإِنساب : اسم ( د ) أَي مدينة ( أُخْرَى ) .
( *!ويَزْدَابَادُ : ة بالرَّيِّ ) على طَرِيق أَبْهَرَ ، ومعناه عِمَارَة *!يَزْد .
يندد : ( *!يَنْدَدُ ) ، أَهمله الجماعَةُ هنا ، وهو اسم موضعٍ ، وقد ذُكِر ( ف ن د د ) وذُكهر الأَقوالُ فيه .
يقد : ( *!يَاقِد ، بالقَاف ، كصاحِب ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وهي ( : ة بِحَلَبَ ) قُرْبَ عَزَازَ ، وكانت فيها امرأَةٌ تَزْعُم أَن
____________________

(9/361)


الوَحْىَ يأْتِيهَا ، وكان أَبوهَا يُؤْمِن بها ويقول في أَيْمَانِه : وحَقِّ بِنْتِي النَّبِيَّةِ قال ( عبد الله بن ) محمد بن سِنَانٍ الخَفَاجِيّ يُخَاطِبه :
بِحَيَاةِ زَيْنَبَ يَا ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ
وبِحَقِّ كُلِّ نَبِيَّةٍ في *!يَاقِدِ
مَا صَارَ عَنْدَكَ رَوْشَنُ بنُ مُحَسِّنٍ
فِيمَا يَقُولُ الناسُ أَعْدَلَ شَاهِدِ
كذا في المعجم لياقُوت .
( ) ومما يستدرك عليه :
يكد : *!يَكُودَه : قرية بإِفرِيقِيَةَ .

____________________

(9/362)


1 ( باب الذال ) 1
( الذَّال ) المُعْجَمَة مِن الحُرُوف المَجْهورة واللِّثَوِيَّةِ ، هي والثاءُ المثلّثة والظاء المُشَالة في حَيِّزٍ واحِدٍ . قلت : ولذا أُبْدِلَت من المُثلَّثة في تَلَعْذَم الرجُلُ إِذَا تَلَعْثَمَ . وقالوا : أُبْدِلتْ أَيضاً من الدالِ المُهْمَلة في قوله تعالى : { فَشَرّدْ بِهِم } ( سورة الأنفال ، الآية : 57 ) وسيأْتي في محلّه .
أَبذ : ( ) *!أُبَّذَةُ ، كَقُبَّرَة : بُلَيْدَةٌ بالأَنْدَلُس . هاكذا ضبطه الذهبيُّ وابنُ رافع وغيرُهُما ، والمُصَنِّف ذَكَرَه بالدَّالِ المُهْمَلَة ، وقد تَقدَّم .
2 ( فصل الهمزة مع الذال المعجمة ) 2
أَخذ : ( *!الأَخْذ : ) خِلافَ العَطَاءِ ، وهو أَيضاً ( التَّنَاولُ ) ، كما في الصحاح والمصباح والأَساس ، وقال بعضُهم : الأَخْذُ : حَوْزُ الشيْء . وقال آخرون : هو في الأَصْلِ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبةِ ، واشتَهَر في الإِهلاكِ والاستِئصالِ . *!أَخذَه *!يَأْخُذُه *!أَخذاً : تَناوَلَه . *!والإِخْذُ ، بالكسر ، الاسْمُ ، وإِذا أَمرْتَ قُلتَ : *!خُذْ ، وأَصْلُه اؤْخُذْ ، إِلاّ أَنهم استَثْقَلُوا الهمزتين فحَذَفُوهما تخفيفاً ، وقال ابنُ سِيدَه : فلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمزتانِ ، وكَثُرَ استعمالُ الكَلمةِ ، حُذِفَت الهمزَةُ الأَصْلِيَّةُ ، فَزَالَ الساكِنُ ، فاسْتُغْنِيَ عن الهَمْزَةِ الزَائِدَةِ ، وقد جاء على الأَصْلِ : فقيل اؤُخُذْ ، وكذالك القولُ في الأَمْر من أَكلَ وأَمَرَ وأَشْبَاهِ ذالك ، ويقال : خُذ الخِطَامَ ، *!وخُذْ بِالخِطَامِ ، بمَعْنًى ، ( *!كالتَّأْخَاذِ ) ، تَفْعَالٌ من الأَخْذ ، وأَنشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى :
لَيَعُودَنْ لِمَعَدَ عَكْرَةً
دَلَجُ اللَّيْلِ *!وتَأْخَاذُ المِنَحْ
____________________

(9/363)



( و ) الأَخْذُ ( : السِّيرَةُ ) والهَدْيُ ، يقال : ذَهَبَ بنو فُلانٍ ومَنْ *!أَخَذَ *!أَخْذَهُمْ ، أَي سِيرَتَهم ، وسيأْتي قريباً ، ( و ) من المَجازِ الأَخْذُ ( : الإِيقاعُ بالشَّخْصِ ) ، والأَصلُ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبَةِ ، كما تقدَّمَ . ( و ) من المَجاز أَيضاً : الأَخْذُ ( : العُقُوبَةُ ) ، وقيل : الأَخْذُ : استئِصَالٌ ، *!والمُؤَاخَذَةُ : عُقُوبَةٌ بِلا استئصالٍ ، وأَجْمَعُ من ذالك عِبَارَةُ المُصنِّف في البَصائر : قد وَرَد الأَخْذُ في القُرْآنِ على خَمْسَةِ أَوْجُهٍ :
الأَوّل بمعنَى القَبُول . { 9 . 033 *!وأخذتم على ذلكم إصرى } ( سورة آل عمران ، الآية : 81 ) أَي قَبِلْتم .
الثاني ، بمعنى الحَبْس { *!فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ } ( سورة يوسف ، الآية : 78 ) أَي احْبِس .
الثالث بمعنى العَذابِ والعُقُوبة { وَكَذالِكَ *!أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ *!أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } ( سورة هود ، الآية : 102 ) أَي عَذَابه .
الرابِع بمعنى القَتْل { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ *!لِيَأْخُذُوهُ } ( سورة غافر ، الآية : 5 ) أَي يَقتلوه .
الخامس بمعنى الأَسْرِ { فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ *!وَخُذُوهُمْ } ( سورة التوبة ، الآية : 5 ) .
والأَصْل فيه حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه ، وذالك تَارَةً يكون بالتَّنَاوُلِ . كقولِك : أَخذْنَا المَالَ ، وتَارَةً بالقَهْرِ ، نحو قوله تعالى : { لاَ *!تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } ( سورة البقرة ، الآية : 255 ) اه .
( و ) *!الإِخْذُ ، ( بالكَسْر : سمَةٌ ) ، أَي عَلامة ( عَلى جَنْبِ البَعِيرِ ) ، يفعلون ذالك ( إِذَا خِيفَ به مَرَضٌ ) .
( و ) يقال : رَجُلٌ *!أَخِذٌ ، ككَتِفٍ : بِعَيْنِه *!أُخُذٌ ، ( بضَمَّتَيْنِ ) ، وهو ( : الرَّمَدُ ) والقِيَاس *!أُخِذٌ ، ( و ) *!الأُخُذُ هي ( الغُدْرَانُ ، جَمْع *!إِخاذ *!وإِخاذَةٍ ) ، بالكسر فيهما ، ككتَاب وكُتُب ، وقيل : *!الإِخاذُ وَاحِدٌ ،
____________________

(9/364)


والجمْع *!آخَاذٌ نادِرٌ ، وفي حَديثِ مَسروقِ بنِ الأَجْدَع قال ( ما شَبَّهْتُ بأَصحابِ مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّمَ إِلاّ الإِخَاذَ ، تَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَ ، وتَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْن وتكفِي *!الإِخَاذَةُ الفِئامَ مِن الناسِ ) وقال أَبو عُبَيْدٍ : هو *!الإِخاذُ ، بغيرِ هَاءٍ ، وهو مُجْتَمَعُ الماءِ شَبِيهٌ بالغَدِيرِ ، وجَمعُه *!أُخُذٌ ، وقال أَيضاً أَبو عَمْرو ، وزاد : وأَمَّا *!الإِخَاذَة ، بالهاءِ ، فإِنها الأَرْضُ يَأْخُذها الرجُلُ فيَحوزُها لنفْسِه ، وقيل : الإِخاذُ جمعُ الإِخاذَةِ ، وهو مَصْنَعٌ للماءِ يَجْتمِع فيه ، والأَوْلَى أَن يكون جِنْساً *!للإِخاذَةِ لا جَمْعاً ، وفي حَدِيث الحَجَّاجِ في صهفَةِ الغَيْثِ ( وامْتَلأَتِ *!الإِخَاذُ ) قال أَبو عَدْنَان : إِخَاذٌ جمْعُ *!إِخَاذَةٍ ، *!وأُخُذٌ جَمْعُ *!إِخَاذٍ . وذَهَب المُصنِّف إِلى ما ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ ، فإِنه قال : *!الإِخاذَة *!والإِخاذُ ، بهاءٍ وبغير هاءٍ ، جمعَهما *!أُخُذٌ . وفي حديث أَبي موسى ( وكانَتْ فِيها *!إِخَاذَاتٌ أَمْسَكَتِ المَاءَ فنَفَعَ الله بها الناسَ ) قال ابنُ الأَثيرِ : *!الإِخاذَاتُ : الغُدْرَانُ التي تَأْخُذُ ماءَ السماءِ فتَحْبِسُه على الشَّارِبَة ، الواحِدَةُ إِخاذَةٌ .
( و ) *!الأَخَذُ ، ( بالتَّحْرهيك : تُخَمَةُ الفَصِيلِ من اللَّبَنِ ) وقد *!أَخِذَ *!يَأْخَذُ *!أَخَذاً فهو *!أَخِذٌ : أَكْثَرَ مِن اللبَن حتَّى فَسَدَ بَطنُه وبَشِمَ واتَّخَمَ ، وعن أَبي زَيْدٍ : إِنَّه لأَكْذَبُ مِن *!الأَخيذ الصَّيْحَان . ورُويَ عن الفَرَّاءِ أَنه قال : مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحَانِ ، بلا ياءِ ، قال أَبو زيدٍ : هو الفَصيلُ الذي اتُّخِذَ من اللَّبَنِ ، ( و ) *!الأَخَذُ ( : جُنُونُ البَعِيرِ ) أَو شِبْهُ الجُنونِ ، وقد أَخِذَ أَخَذاً فهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجُنُون يَعْترِه وكذالك الشَّاةُ . ( و ) الأَخَذُ ( : الرَّمَدُ ) وقد أَخِذَت عَيْنُه أَخَذاً ، وهاذا ( عن ابن السِّيد ) مؤلّف كِتاب الفُرُوق ، ( فِعْلُهما ، كفَرِحَ ) ، كما عَرفت .
( *!والأُخْذَةُ بالضمّ : زُقْيَةٌ ) تأْخُذُ العَيْنَ
____________________

(9/365)


ونَحْوَهَا ( كالسِّحْرِ ) تَحْبِس بها السَّواحِرُ أَزواجَهُنَّ عن غيرِهنّ من النساءِ ، والعّامَة تُسَمِّيهِ الرِّبَاطَ والعَقْدَ ، وكان نساءُ الجاهليّة يَفْعلنه ، ورَجُلٌ *!مُؤَخَّذٌ عن النساء : مَحْبُوسٌ ، وفي الحديث : ( جاءَت امرأَةٌ إِلى عائِشَةَ رضي الله عَنها فقالَت : القَيِّد جَمَلي وفي أُخْرَى : *!أُؤَخِّذُ جَمَلِي قالت : نَعمْ ، فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ ، فأَمرتْ بإِخْرَاجِها ) . كَنَتْ بالجَمَلِ عن زَوْجِها ولم تَعلم عائشةُ رضي الله عنها ، فلذالك أَذِنَتْ لها فيه . *!والتأْخِيذُ : أَن تَحتالَ المرأَةُ بِحِيَلٍ في مَنْعِ زَوْجِها عن جِماع غَيْرِهَا ، وذالك نَوْعٌ من السِّحْرِ ، ( أَو ) هي ( خَرَزَةٌ *!يُؤَخِّذُ بها ) النساءُ الرِّجالَ ، وقد *!أَخَّذَتْه الساحرةُ *!تأْخيذاً *!وآخَذَتْه : رَقَتْه ، وقالتْ أُخْتُ صُبْحٍ العادِيِّ تَبكِي أَخاهَا صُبْحاً ، وقد قَتلَه رجلٌ سِيقَ إِليه على سَرِيرٍ ، لأَنها كانَتْ أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعِدَ والساعِيَ والماشيَ والراكِبَ ( أَخَذْتُ عَنْك الراكبَ والساعيَ والماشيَ والقاعدَ والقائمَ ، ولم *!آخُذْ عنك النائِمَ ) وفي صُبْحٍ هاذا يَقول لَبِيدٌ :
ولَقَدْ رَأَى صُبْحٌ سَوَادَ خَلِيلِهِ
مَا بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ
عَنَى بِخَلِيله كَبِدَه ، لأَنه يُرْوَى أَنَّ الأَسَدَ بقَرَ بَطْنَه وهو حَيٌّ فنَظَر إِلى سَوَادِ كَبِدِه . كذا في اللسان .
( و ) منه ( *!الأَخِيذُ ) وهو ( الأَسِيرُ ) ، وقد *!أُخِذَ فُلانٌ إِذا أُسِرع ، وبه فُسِّر قولُه تعالى : { فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَ*!خُذُوهُمْ } ( سورة التوبة ، الآية : 5 ) معناه والله أَعلم ائْسِرُوهم .
( و ) الأَخِيذُ أَيضاً ( : الشَّيْخُ الغَرِيبُ ) ، وقال الفرَّاءُ : أَكْذَبُ من أَخِيذِ الجَيْشِ ، وهو الذي *!يأْخُذُه أَعداؤُه ، فَيَسْتَدِلُّونَه على قَوْمِه ، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه . *!والأَخِيذَةُ : المرأَةُ : تُسْبَى ، وفي الحديث : ( كُنْ خَيْرَ *!آخِذٍ ) ، أَي خَيْرَ آسِر .
( و ) في النوادِر : ( *!الإِخَاذَةُ ، كَكِتَابةٍ : مَقْبِضُ الحَجَفَةِ ) ، وهي ثِقَافُها ، ( و )
____________________

(9/366)


الإِخَاذةُ في قول أَبي عمرٍ و ( : أَرْضٌ تَحُوزُهَا لِنَفْسِكَ ) ، تَتَّخِذها وتُحْيِيها ، وفي قول غيره : هي الضَّيْعَةُ يتَّخِذها الإِنسانُ لنفْسِ ، ( *!كالإِخاذِ ) ، بلا هاءٍ ، ( و ) *!الإِخاذَةُ أَيضاً ( : أَرْضٌ يُعطِيكَها الإِمَامُ ليسَتْ مِلْكاً لِآخَرَ ) .
( *!والآخِذُ مِن الإِبلِ ) على فاعل ( : ما أَخَذَ فيه السِّمَنُ ) ، والجمع *!أَوَاخِذُ ، نقله الصاغانيّ ( أَو السِّنُّ ) ، نقله الصاغَانيُّ أَيضاً ، ( و ) *!الآخِذ ( من اللَّبَنِ القَارِصُ ) ، *!لأَخْذِه الإِنسانَ عند شُرْبِه . ( و ) قد ( أَخُذَ اللبَنُ ، ككَرُمَ ، *!أُخُوذَةً ) : حَمُضَ ) ، فيُسْتَدرك على الجوهريّ حيث قال : ما جاءَ فَعُلَ فهو فاعلٌ إِلاَّ حَمُض اللبنُ فهو حامِضٌ وفِعْلٌ آخَرُ ، ( *!وأَخَّذْتُه *!تَأْخِيذاً : ) *!اتخَذْتُه كذالك .
( *!ومآخِذُ الطَّيْرِ : مَصَايِدُهَا ) ، أَي مَواضِعُها التي تُؤْخَذُ منها .
( *!والمُسْتَأْخِذُ ) . الذي به أُخُذٌ من الرَّمَدِ ، وهو أَيضاً ( المُطَأْطِىءُ رَأْسَه مِنْ ) رَمَدٍ أَو ( وَجَعٍ ) أَو غيرِه ، كالأَخِذِ ، ككَتِف ، قال أَبو ذُؤَيب :
يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ
مُغْضٍ كَمَا كَسَفَ *!المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ
( و ) المستأْخذ : ( المُسْتكِينُ الخَاضِعُ ، *!كالمُؤْتَخِذِ ) ، قال أَبو عَمرو : يقال : أَصبَحَ فلانٌ *!مُؤْتَخِذاً لمَرضِه *!ومُسْتَأْخِذاً ، إِذا أَصبَحَ مُسْتَكِيناً ، ( و ) من المَجاز : المُستَأْخِذُ ( مِن الشِّعرِ : الطَّوِيلُ ) الذي احتاجَ إِلى أَنْ يُؤْخَذَ .
( وآخَذَه بِذَنْبِهِ *!مُؤَاخَذَةً ) : أَخَذَه به : قال الله تعالى : { 9 . 033 ولم *!يؤاخذ ا الناس بما كسبوا } ( سورة فاطر ، الآية : 45 ) ( ولا تَقُلْ وَاخَذَه ) ، أَي بالواو بدل الهمزة ، ونسبَهَا غيرهُ للعامَّةِ ، وفي المِصْبَاح : *!أَخذَه بِذَنْبِه : عاقَبَه ، *!وآخَذَه ، بالمدِّ ، *!ومؤَاخذةً ، والأَمْرُ منه آخِذْ ، وتُبْدَلُ واواً في لُغَة اليَمَنِ ، فيقال وَاخَذَه مُواخَذَةً ، وقُرِىءَ بها في المُتَوَاتِر ، فكيف تُنْكَرُ أَو يُنْهَى عنها .
( ويُقَالُ : *!ائْتَخَذُوا ، بهمزتين ) ، أَي ( أَخَذَ بَعضُهم بَعْضاً ) ، وفي اللسان
____________________

(9/367)


*!ائْتَخَذَ القَوْمُ *!يَأْتَخِذونَ *!ائْتِخاذاً ، وذلك إِذا تَصارَعوا فأَخَذَ كُلٌّ منهم على مُصَارِعِه *!أُخْذَةً يَعْتَقِلُه بها ، قال شيخنا : ونسبها الجوهريُّ للعامَّة ، وقيَّدَها بالقِتَال ، وزاد في المصباح أَنه تُلَيَّنُ وتُدْغَم كما سيأْتي . ( ونُجُومُ *!الأَخْذِ : مَنَازِلُ القَمَرِ ) ، لأَن القَمرَ يأْخُذُ كُلَّ ليلةٍ في مَنْزِلٍ منها ، قال :
وَأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّةً
أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قَاطِرُهَا يُثْرِي
وهي نُجومُ الأَنْوَاءِ ، وقيل : إِنما قيل لها نُجُومُ الأَخْذِ لأَنها تَأْخذُ كلَّ يومٍ في نَوحءٍ ، ( أَو ) نُجُومُ الأَخْذِ هي ( التي يُرْمَى بها مُسْتَرِقُو السَّمعِ ) ، والأَوَّلُ أَصحُّ ، وفي بعض الأُصول العتيقةِ : مُسْترِقُ السَّمْعِ .
( و ) يقال : أَتى العِرَاقَ وما أَخَذَ *!أَخْذَه ، وذهب الحِجَازَ وما أَخَذَ *!إِخْذَه ، ووَلِيَ فلانٌ مَكَّةَ وما أَخَذَ *!إِخْذَهَا ، أَي ما يَلِيهَا وما هو في نَاحيَتِهَا ، وحكَى أَبو عَمرٍ و : استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وما أَخذ إِخْذَه ، بالكسر ، أَي لم *!يَأْخُذْ ما وَجَب عليه مِن حُسْنِ السِّيرَةِ ، ولا تَقُلْ أَخْذَه ، وقال الفرَّاءُ : ما وَالاهُ وكان في ناحِيَت . ( وذهِبُوا ومَنْ أَخَذَ *!إِخْذَهُمُ ، بكسرِ الهمزِ وفَتْحها ورَفْع الذالِ ونَصْبِهَا ) الوجهانِ عن ابن السِّكِّيت ، وفي اللسان : يَكْسِرُونَ الأَلفَ ويَضُمُّون الذالَ ، وإِن شئتَ فتحْتَ الأَلِفَ وضَممْتَ الذَّالَ ( و ) في الصحاح ذَهَب بنو فُلانٍ ومَنْ أَخَذَ أَخْذُهم برفع الذال ، وإخْذُهم بكسر الهمزة و ( مَنْ *!إِخْذُهُ *!إِخْذُهم ) بفتح الهمزة ( ويُكْسَر ) ، وقال التّدْمُرِيّ في شَرْحِ الفصيح : نقلتُ من خَطّ صاحبِ الواعي : يقال : استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وما *!أَخَذَ *!إِخْذُه *!وأَخْذُه *!وأُخْذُة ، بكسر الهمزةِ وفتحها وضمها ، مع ضَمِّ الذالِ في الأَحوال الثلاثةِ . وقال اللَّبْلِيّ في شَرْح الفصيح : وزاد يَعقُوبُ في
____________________

(9/368)


الإِصلاح وقال : قومٌ يقولون : *!أَخْذَهم ، يفتحون الأَلف وينصبون الذال ، وحكَى هاذا أَيضاً يونُس في نوادِرِه فقال : أَهلُ الحِجاز يقولون : ما *!أَخَذَ *!إِخْذَهم ، وتميمٌ : *!أَخْذَهم ( أَي مَنْ سَارَ ) سَيْرَهم ، ومن قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومَنْ *!أَخَذَه *!إِخْذُهم و ( سِيرَتَهُم وتَخَلَّقَ بِخَلائِقهِم ) والعرب تقول : لو كُنْتَ منَّا *!لأَخذْتَ *!بإِخْذِنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائِقنا وزِيِّنا وشَكْلِنَا وهَدْيِنَا ، وقولُه ، أَنشده ابنُ الأَعرابيّ :
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا *!أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ
وَلاكِنَّهَا الأَجْسَادُ أَسْفَلَ سَفِله
فسَّرَه فقال : أَخَذْنا *!بأَخْذِكم ، أَي أَدْرَكْنَا إِبِلَكم فردَدْنَاهَا عليكُمْ ، لم يَقل ذالك غيرُه ، ( و ) يقال ( بَادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ ، بالضَّمّ ، وهي بُعَيْدَ صَلاَةِ المَغْرِب ، يَزْعُمُون أَنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فِيهَا ) ، نقله الصاغانيّ ، ( و ) حكى المُبرّد أَن بعض العرب يقول ( *!اسْتَخَذَ ) فلانٌ ( أَرْضاً ) ، يريد ( : *!اتَّخَذَها ) ، فيُبْدِل من إِحْدَى التاءَيْنِ سِيناً ، كما أَبدلوا التاءَ مكانَ السِّين في قولِهم سِتٌّ ، ويجوز أَن يكون أَراد استَفْعَلَ مِن تَخِذ يَتْخَذ ، فحذفَ إِحدى التاءَيْنِ تخفيفاً ، كما قالوا ظَلْتُ مِن ظَلِلتُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الأَخِيذَةُ : ما اغْتُصِبَ مِن شَيْءٍ *!فأُخِذَ .
*!وأُخِذَ فُلانٌ بِذَنْبِه ، إِذا حُبِسَ .
*!وأَخَذْتُ على يَدِ فُلانٍ ، إِذَا مَنَعْتَه عمَّا يُرِيد أَنْ يَفْعَله ، كأَنَّك أَمْسَكْتَ على يَدِه . وفي الحديث : قد *!أَخَذُوا *!أَخَذَاتِهِم ، أَي مَنَازِلَهم ، قال ابنُ الأَثير : هو بفتح الهمزةِ والخاءِ .
والاتِّخَاذُ افتعَالٌ من الأَخْذِ ، إِلاّ أَنه أُدْغِم بعد تَلْيِينِ الهمزَةِ وإِبْدَالِ التاءِ ، ثم لمَّا كَثُر الاستعمالُ على لفظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التاءَ أَصْلِيَّةٌ فبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ ، قالوا *!تَخِذَ *!يَتْخَذُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : *!اسْتَخَذْتُ عليهم يَداً ، وعِنْدَهُم ، سَوَاءٌ ، أَي *!اتَّخَذْتُ .
____________________

(9/369)



وأَخذ يَفْعَلُ كذا ، أَي جَعَلَ ، وهي عند سِيبويهِ من الأَفعالِ التي لا يُوضَعُ اسمُ الفاعِلِ في مَوْضِع الفِعْل الذي هو خَبَرُهَا .
*!وأَخَذَ في كذَا : بَدَأَ .
وقال الليثُ : *!تَخِذْتُ مالاً : كَسَبْتُه .
وقَولُهُمْ : *!خُذْ عَنْكَ ، أَي خُذْ ما أَقُولُ ودَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِرَاءَ .
وفي الأَساس : وما أَنْتَ إِلاَّ *!أَخَّاذٌ نَبَّاذٌ : لمن *!يَأْخُذُ الشيْءَ حَرِيصاً عليه ثم يَنْبِذُه سَريعاً .
*!والأَخْذَةُ ، كالجُرْعَةِ : الزُّبْيَةُ .
*!والإِخْذَ *!والإِخْذَةُ : ما حَفَرْتَه كهَيْئَةِ الحَوْضِ ، والجَمْعُ *!أُخْذٌ *!وإِخَاذٌ .
فائدة :
قال المصنّف في البصائر : اتَّخَذ مِن *!تَخِذَ *!يَتْخَذُ ، اجتمع فيه التاءُ الأَصليُّ وتاءُ الافتعال فأُدْغِمَا ، وهاذا قولٌ حَسَنٌ ، لاكنِ الأَكْثَرُون على أَنّ أصله من الأَخْذِ ، وأَن الكلمةَ مهموزةٌ ولا يَخْلُو هاذا من خَلَلٍ ، لأَنه لو كان كذالك لقالوا في ماضيه *!ائْتَخَذَ بهمزتين ، على قياسِ ائْتَمعر وائْتَمَنَ . ومَعْنَى *!الأَخْذِ *!والتَّخْذِ واحدٌ ، وهو حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه ، ثم قال : *!والاتِّخاذُ يُعَدَّى إِلى مفعولينِ ويُجْرَى مُجْرَى الجَعْلِ ، وهو في القرآنِ على ثلاثةَ عشرَ وَجْهاً . فراجِعْهُ .
تَكميلٌ :
قال الفَرصاءُ : قَرَأَ مُجَاهِدٌ { 9 . 033 لو شئت *!لتخذت عليه أجرا } ( سورة الكهف ، الآية : 77 ) قال أَبو منصور : وصَحَّت هاذه القراءَةُ عن ابنِ عبَّاسٍ ، وبها قَرأَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ ، وقرأَ أَبو زَيْدٍ : *!لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ، قال : وكذالك هو مَكْتُوبٌ في الإِمام ، وبه يَقْرَأُ القُرَّاءُ ، ومن قَرَأَ *!لاتَّخَذْتَ ، بالأَلف وفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَابَ . وقال الليثُ : مَن قَرَأَ *!لاتَّخَذْتَ فقد أَدْغَمَ التاءَ في اليَاءِ ، فاجتمَعَ هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إِحداهُمَا ياءً وأُدْغِمَت كراهَةَ التقائِهما .

____________________

(9/370)


أَذذ : ( *!الأَذُّ : القَطْعُ ) ، وزعم ابنُ دُريدٍ أَن همزة *!أَذَّ بدلٌ من هاءٍ هَذَّ ، قال :
*!يَؤُذُّ بِالشَّفْرَةِ أَيَّ *!أَذِّ
مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفِلْذِ
( *!والأَذُوذُ ) ، كصَبُور ( : القَطَّاعُ ) ، يقال : سِكِّين *!أَذُوذٌ ( وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ ، بلا هاءٍ ) كَهَذُوذٍ : قاطِعَةٌ .
( *!إِذْ ) ، بالكسر ، كلمة ( تَدُلُّ عَلَى الماضي ) من الزَّمانِ ، وهو اسمٌ ( مَبْنِيٌّ عَلى السُّكُونِ ، وحَقُّه إِضَافَتُه إِلى جُمْلَةٍ ) ، تقول : جِئْتُكَ إِذْ قام زيدٌ ، وإِذ زيدٌ قائمٌ ، وإِذ زيدٌ يَقُومُ ، فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنَتْ ، قال أَبو ذُؤَيب :
نَهَيْتُكَ عَنْ طِلاَبِكَ أُمَّ عَمْرٍ و
بِعَافِيَةٍ وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ
أَراد : حينئذٍ ، كما تقول : يَوْمئذٍ . ( وتَكُونُ اسْماً للزَّمنِ الماضي ، وحينئِذٍ تكون ظَرْفاً غالِباً ) ، كقوله تعالى : ( { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ } ( سورة التوبة ، الآية : 40 ) ) ، كقوله : ( تعالى { 9 . 033 واذكروا ءذ كنتم قليلا } ( سورة الأعراف ، الآية : 86 ) ، و ) تكون ( بَدَلاً من المفعول ) ، كقوله تعالى : { وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } ( سورة مريم ، الآية : 16 ) قالوا ( إِذْ بَدَلُ اشتمالٍ مِن مَريمَ ) مُفول اذْكُر . ( و ) تكون ( مُضَافاً إِليها اسمُ زمانٍ صالِحٌ للاستْتِغناءِ عنه ) مثل قولهم ( يَوْمَئذٍ ) ولَيْلَتَذٍ ( أَو ) اسم زمان ( غيرُ صالحٍ ) للاستغناءِ عنه ، كقوله تعالى : ( { بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } ( سورة آل عمران ، الآية : 8 ) وتكون اسْماً للزَّمنِ المُسْتَقْبَلِ ) كقوله تعالى : ( { يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا } ( سورة الزلزلة ، الآية : 4 ) ) .
وفي التهذيب : العربُ تَضَع إِذْ للمستقبل ، وإِذَا للماضي ، قال تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ } ( سورة سبأ ، الآية : 51 ) معناه إِذ يَفْزَعونَ يومَ القيامةِ ، قال الفَرَّاءُ : إِنما
____________________

(9/371)


جازَ ذالك لأَمّه كالوَاجِب ، إِذ كان لا يُشَكُّ في مَجِيئه ، والوجه فيه ( إِذا ) كقوله تعالى : { إِذَا السَّمَآء انشَقَّتْ } ( سورة الانشقاق ، الآية : 1 ) .
( و ) تكون ( للتَّعْلِيلِ ) كقوله تعالى : ( { وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } ( سورة الزخرف ، الآية : 39 ) ) وقال ابنُ جِنِّي : طاوَلْتُ أَبا عَلِيَ رحمه الله في هاذا وراجَعْتُهُ عَوْداً على بَدْءٍ ، فكانَ أَكْثَرَ ما بَرَدَ مِنْه في اليَدِ أَنَّه لما كانت الدارُ الآخِرَةُ تَلِي الدارَ الدُّنْيَا لا فَاصلَ بَيْنَهُمَا ، إِنما هي هاذه فهاذه ، صار ما يَقَعُ في الآخِرة كأَنَّه واقِعٌ في الدُّنْيَا ، فلذالك أُجْرِيَ اليَوْمُ وهو لِاخِرَةِ مُجْرَى وَقْتِ الظُّلْمِ ، وهو قوله : { إِذ ظَّلَمْتُمْ } ووَقْتُ الظُّلْمِ إِنما كانَ في الدُّنيا ، فإِن لم تَفْعَل هاذا وتَرْتَكِبْه بَقِيَ { إِذ ظَّلَمْتُمْ } غَيْرَ مُتَعَلِّق بشيْءٍ ، فيَصير ما قَالَهُ أَبو عَلِيَ إِلى أَنَّه كأَنَّه أَبْدَل ( إِذْ ظَلَمْتُم ) من ( اليوم ) أَو كرره عليه ، كذا في اللسان .
( و ) قد تكون ( للمُفَاجَأَةِ ، وهي الوَاقِعَةُ بَيْنَا وَبَيْنَمَا ) كقول ، الشاعر :
اسْتَقْدِرِ الله خَيْراً وَارْضَيَنَّ بِهِ
فَبَيْنَمَا العُسْرُ إِذْ دَارَتُ مَيَاسِيرُ
وهو من قصيدة أَوَّلُهَا :
يَا قَلْبُ إِنَّكَ مِنْ أَسْمَاءَ مَغْرُورُ
فَاذْكُرْ وهَلْ يَنْفَعَنْكَ اليَوْمَ تَذْكِيرُ
وتفصيل مباحث ( إِذ ) مَبسوطٌ في مُغْنى اللبيبِ وشُرُوحه ، فراجِعْها .
( وهَلْ هُوَ ) ، أَي لفظ إِذ ( ظَرْفُ زَمَانٍ ) ، كما ذهبَ إِليه المبرد ، ( أَو ) ظرف ( مَكَانٍ ) ، كما ذهبَ إِليه الزَّجَّاجُ واختاره أَبو حَيَّان ، ( أَو حَرْفٌ بمعنى المُفَاجَأَةِ ) ، كما ذهب إِليه ابنُ بَرّيّ واختاره ابنُ مالك ، ( أَو حَرْفٌ مُؤَكِّدٌ ، أَي زائِدٌ ) ، كما ذهب إِليه ابنُ يَعيش ومالَ إِليه الرَّضِيّ ، ( أَقْوَالٌ ) أَربعةٌ مَبْسُوطة بأَدِلَّتِهَا في المُطَوَّلاتِ ، فراجِعْهَا . وفي البصائرِ واللسانِ : وهو من حُروفِ الجَزَاءِ إِلاّ أَنه لا يُجَازَى به إِلاَّ مَعَ ( مَا ) تقول : *!إِذْمَا تَأْتِني
____________________

(9/372)


آتِكَ ، كما تقول : إِنْ تَأْتِنِي وَقْتاً آتِكَ . قال العبَّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ يَمدَح النّبيَّ صلى الله عليه وسلم
يَا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطِيَّ وَمنْ مَشَى
فَوْقَ التُّرَابِ إِذَا تُعَدُّ الأَنْفُسُ
بِكَ أَسْلَمَ الطَّاغُوتُ وَاتَّبِعَ الهُدَى
وَبِكَ انْجَلَى عَنَّا الظَّلاَمُ الحِنْدِسُ
إِذْ مَا أَتَيْتَ عَلَى الرَّسُولِ فَقُلْ لَهُ
حَقًّا عَلَيْكَ إِذَا اطْمَأَنَّ المَجْلِسُ
وفي المحكم : إِذ ظرْفٌ لِما مَضَى مِن الزمانِ ، تقول إِذْ كَانَ كَذَا ، وقوله عزَّ وجلّ : { *!وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى الارْضِ خَلِيفَةً } ( سورة البقرة ، الآية : 30 ) قال أَبو عبيدة : إِذْ هنا زائدةٌ ، قال أَبو إِسْحَاق : هاذا إِقْدَامٌ من أَبي عُبَيْدَةَ ، لأَن القُرْآنَ العَزيزَ يَنبَغِي أَن لا يُتَكَلَّمَ فيه إِلاَّ بِغَايَةِ تَحَرِّي الحَقِّ ، وإِذ مَعناها الوقْتُ ، وهي اسم ، فكيف تكون لَغْواً ومَعناه الوَقْتُ ، والحُجَّة في إِذ أَنَّ الله تعالى خَلَق الناسَ وغَيْرَهم ، فكأَنَّه قال . ابتِدَاءُ خَلْقِكم إِذْ قال رَبُّك للملائكة إِني جاعِلٌ في الأَرض خَلِيفَةً ، أَي في ذالك الوقْتِ . كما في اللسان .
أَزذ : ( *!الأَزَاذُ ) ، كسَحابٍ أَهمله الجوهرِيُّ ، وقال الصَّغَانِيُّ : هو ( نَوْعٌ من التَّمْرِ ) ، فارِسِيٌّ مُعَرَّب ، قال ابنُ جِنِّي ، وقد جاءَ عنهم في الشعر .
يَغْرِسُ فيها *!الزَّاذَ والأَعْرَافَا
وأَحسبه يَعنِي به الأَزَاذَ .
( وجَابِرُ بنُ *!أَزَذَ ، بالتَّحْرِيك ) . وفي كتاب الثِّقات لابن حِبَّان : ابنُ *!أَزَاذ المَقْرَائِيّ ، ومَقْرَاءُ : قَرْيَةٌ بِدمَشْق ، يَرْوِي عن عَمْرٍ و البِكَالِيّ ، روى صَفْوَانُ ابنُ بَكَّارٍ عن أُمِّه عنه ، ( وأُمُّ بَكْرٍ بنتُ أَزَذَ ، من رُوَاةِ الحَدِيث ) ، وقال الحافظ : كلاهما من تابعي الشامِ .

____________________

(9/373)


أَسبذ : ( ) ومما يستدرك عليه : *!الأَسْبَذِينَ بالفتح ، وهي نِسبة مُلوكه عُمَانَ بالبَحْرَينِ ، فارِسيَّة معناه عُبَّادُ الفُرْسِ ، وكذا ذكَره الرشَاطِيّ ، وقال ابن الكَلبيّ : *!أَسْبَذْ : قَرْيَةٌ بهَجَرَ كانوا يَنْزِلُونها . وقال الخُشيّ : أَسْبَذ اسمُ رَجخلٍ بالفارسية . قلت : وسيأْتي في سبذ .
أَصبهبذ : وفي التهذيب في الخماسي .
*!إِصْبَهْبَذُ : اسمٌ أَعجمِيٌّ ، وسيأْتي أَيضاً .
واستدرك شيخنا هنا :
إِستراباذ : *!إِسْتَرابَاذ ، بالكسر ، مدينة بين سَارِية وجُرْجَان ، ولها تاريخٌ ، وقد نُسِب إِليها جماعَةٌ من المُحَدِّثين ، قال : ويجوز أَن يكون من هاذا الفصلِ :
أَستذ :*! الأُستاذُ ، بالضمّ ، بناءً على أَصَالة الأَلف ، وهو الرئيس . قلْت : وهو لقب أَبي محمّد عبد الله بن محمد بن يعقوب البُخَارِيّ السيذمُونِيّ ، توفِّي سنة 340 .
2 ( فصل الباءِ الموحّدة مع الذال المعجمة ) 2
بذذ : ( *!البَذُّ : الغَلَبَةُ ) والسَّبْقُ ، *!بَذَّ القَوْمَ يَبُذُّهم *!بَذًّا : سَبَقهم وغَلَبَهم ، وكلُّ غالبٍ *!بَاذٌّ ، والعربُ تقول : *!بَذَّ فُلانٌ فلاناً *!يَبُذُّه *!بَذًّا ، إِذا ما عَلاه وفَاقَه في حُسْنٍ أَو عَمَلٍ كائناً ما كان ، وفي الحديث : ( بَذَّ القائِلينِ ) . أَي سَبَقهم وغَلَبَهم ، ومنه صِفَةُ مَشْيِهِ صلى الله عليه وسلم ( يَمْشِي الهُوَيْنَى *!يَبُذُّ القَوْمَ إِذَا سارَع إِلى خَيْرٍ أَوْ مَشَى إِليه ) ( *!كالبَذْبَذَةِ ) وهاذه عن الصغانيّ .
( و ) البَذُّ ( من التَّمْرِ : المُنْتَثِرُ ) ،
____________________

(9/374)


يقال : تَمْرٌ *!بَذٌّ : مُتَفَرِّق لا يَلْتَزِق بَعضُه ببعضٍ ، كفَذَ ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) بَذّ ( كُورَةٌ ) بين أَرَّانَ وأَذْرَبِيجَانَ كان بها مَخْرَجُ بَابَكَ الخُرَّمِيِّ في أَيَّامِ المُعْتَمِ ، ويقال فيه *!البَذَّانِ ، بالتثنية ، قال الحُسَيْن بنُ الضَّحَّاك :
لَمْ تَدَعْ *!بِالبَذِّ مِنْ سَاكِنَةٍ
غَيْرَ أَمْثَالٍ إِرَمْ
وقال أَبو تَمَّام :
*!فَالبَذُّ أَغْبَرُ دَارِسُ الأَطْلالِ
لِيَدِ الرَّدَى أُكْلٌ مِنَ الآكَالِ
وقال مِسْعَرٌ الشاعِرُ : ( فيه مَوْضِعٌ تَكْسِيرُه ثَلاَثَةُ أَجْرِبَةٍ ) جَمْعُ جَرِيبٍ ، يقال : ( فيه مَوحقِفُ رَجُلٍ مَنْ دَعَا فيه اسْتُجِيبَ له ) كائناً ما كان ، وفيه تُعْقَد أَعْلاَم المُحَمِّرة المُطوفين بالخُرَّمِيَّة ، ومنه خَرَج بابَكٌ ، وفيه يتَوقَّعُونَ المهديَّ ( وتَحْتَه نَهْرٌ عَظِيمٌ إِن اغْتَسَلَ فيه صاحِبُ الحُمَّيَاتِ العَتِيقَةِ قَلَعَهَا ) وإِلى جانبه نَهرُ الرُّوس ، وبهاتِينٌ عَجِيبُ وزَبِيبُهَا يُجَفَّفُ في التَّنَانير ، لأَنه لا شَمْسَ عِندَهم لكثرَةِ الضَّبَابِ ، ولم تَصْحُ السماءُ عندَهم قَطّ ، كذا في المُعْجم لِياقوت .

تابع كتاب ( وفَذٌّ *!بَذٌّ : فَرْدٌ ) ، وقد تَقدَّم عن ابن الأَعرابيّ ( وكذا أَحَذُّ أَبَذُّ ) نقله . الصاغانيّ .
( و ) قد ( *!بَذِذْتَ ) بعْدِي يا رجلُ ، ( كعَلِمْتَ ) ، *!تَبَذُّ ( *!بَذَاذَةً *!وبَذَاذاً ) بالفتح فيهما ، ( *!وبِذَاذاً ) ، بالكسر ، ( *!وبُذُوذَةً ) ، بالضمّ ( : ساءَتْ حَالُك ) ورَثَّتْ هَيْئَتُك ، ( و ) في الحديث ( *!البَذَاذَةُ من الإِيمان ) هي رَثَاثَةُ الهَيْئَةِ ، قال الكِسَائيُّ : هو أَن يكون الرَّجُلُ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهَيْئَةِ ، يقال منه : رَجُلٌ ( *!بَاذُّ الهَيْئَةِ *!وبَذُّها : رَثُّهَا ) بَيِّن *!البَذاذَةِ *!والبُذُوذَةِ ، قال ابنُ الأَثير : أَي رَثُّ اللِّبْسَةِ ، أَراد التواضُعَ في اللِّبَاسِ وتَرْكَ التبجُّحِ به ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : البَذُّ : الرجُلُ المُتَقَهِّلُ الفقيرُ ، قال : *!والبَذاذَةُ : أَن يكونَ يَوْماً مُتَزَيِّناً ويَوْماً شَعِثاً ، ويقال : هو تَرْك مُداوَمةِ
____________________

(9/375)


الزِّينة . وحالَةٌ *!بَذَّةٌ : سَيِّئةٌ ، ورجُلٌ بَذُّ البَخْتِ : سَيِّئُه رَدِيئُه ، عن كُرَاعَ ( *!والبِذَّةُ ، بالكسر ، *!والبَذِيذَةُ : النَّصِيب ) . لُغَتَان في الدَّال المُهْمَلة ، قاله الصغانيُّ . ( *!والبِذُّ ) بالكسر ، ( *!والبَذِيذُ ) بالفتح ( : المِثْلُ ) لغتانِ في المُهْملة ، ( و ) يقال : ( النَّاسُ هَذَاذِيكَ وَ*!بَذَاذِيكَ ) أَي ( ها هنا وها هُنَا ) ، وسيأْتي في هذ .
( *!وبَاذَذْتُه ) الشيْءَ ( : بَادَرْتُه ) وسابَقْتُه وفاخَرْتُه .
( *!وابْتَذَذْتُ حَقِّي ) منه ، أَي ( أَخَذْتُه ) منه ، ( و ) عن أَبي عَمْرٍ و ( : *!البَذِيذَةُ ) على فَعِيلة ، هاكذا في النّسخ ، وفي بعض الأُصول : البَذْبَذَة ، مضاعفاً ، وهو الصوابُ ( التَّقَشُّفُ ) ، نله الصاغانيّ .
( *!واسْتَبَذَّ ) بالأَمْر ( : استَبَدَّ ) واستَقَلَّ ، لغة في المُهملة .
واستدرك شيخنا هنا :
*!بَذَّى ، كحَتَّى قريةٌ بقُرْب الساحِلِ ، منها عُمر بن عثمان *!-البَذِّيّ المَقدِسيّ الحَنْبَليّ المُؤَدّب أَحد شيوخ الذهبيّ والبرْزاليّ ، ذكرها ابنُ حَجَرٍ في الدُّرر الكامنة ، وفي مراصد الاطلاع بإِهمال الدال ، وإِخالها غَيْرَها أَو تحريفاً ، قاله شيخُنا .
قلت : الذي ذَكره صاحبُ المَراصِد فإِنما هو بَدَا بالفتح والقصر وإِهمال الدال ، وهو صَحِيحٌ ، ذَكرَها غيرُ واحدٍ ، وهي قريةٌ بِوَادِي عُذْرَةَ قُرْبَ الشامِ ، وقيل : وادٍ قُرْبَ أَيْلَةَ من ساحِل البَحْرِ ، وقيل : بوادِي القُرَى ، وقد ذَكَرَهَا الشُّعَرَاءُ في أَقوالِهِم ، وما إِخالُ المُحَرِّفَ إِلاص شَيْخنَا رحمه الله تَعالى .
بسذ : ( البُسَّذُ ، كسُكَّرٍ ) : أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( : المَرْجَانُ ) قال الأَزهريُّ في التَّهذيب : أُهْمِلت السينُ مع التاءِ والذال والظاءِ إِلى آخر حُروفها
____________________

(9/376)


على تَرْتِيبه ، فلم يُسْتَعْمَل من جميعِ وجُوهِها شيْءٌ في مُصَاصِ كلامِ العَربِ ، فأَمَّا قولُهُم هاذا قَضَاءُ سَذُومَ ، بالذال فإِنه أَعجميٌّ ، وكذالك البُسَّذُ ، لهاذا الجَوْهَرِ ، ليس بِعربيَ ، بل فارسيُّ ( مُعَرَّب ) ، وكذالك السَّبَذَةُ فارِسيُّ ، قاله الأَزهريّ .
بغدذ : ( بَغْدَاذُ ) ، أَهمله الجَمَاعَةُ هنا وقد مرَّ ذِكْرُه ( في الدَّالِ ) المُهملة ( وفِيه سَبْعُ لُغَاتٍ ) مشهورة : بَغْدَادُ ، وبَغْدَاذُ ، وبَغْذَذُ ، وبَغْذَادُ ، وبَغْدَانُ ، ومَغْدَانُ ، وبَغْدَامُ ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث : اسم مَدينةِ السَّلامِ .
بوذ : ( *!بَاذَ *!يَبُوذُ *!بَوْذاً ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : إِذا ( تَعَدَّى عَلَى الناس . و ) بَاذَيَبوذُ ، إِذا ( افْتَقَرَ ) ، عن الفرّاءِ ( و ) بَاذَيَبُوذُ ، إِذا ( تَوَاضَعَ ) ، عن أَبي عَمرو ، كُلُّ ذالك من التهذيب . ( وابْنُ *!بَوْذَوَيْهِ ) ، بالفتح ، ( رَجُلٌ رَوَى ) الحدِيثَ .
2 ( فصل التاءِ المثناة الفوقية مع الذال المعجمة ) 2
تخذ : ( تَخِذَ يَتْخَذُ كعَلِم يَعْلَم ) ، يَعنِي أَنّ التاءَ أَصْلِيَّة ، وأَنها كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّة ، ولو قال : تَخِذَ ، كعلِمَ ، لكان أَخْصَرَ وأَدَلَّ على المُرَاد ، ( بِمعْنَى أَخَذَ ) ، تَخَذّا ، مُحَرَّكَةً ، وتَخْذاً ، الأَخيرة عن كُراعَ ( وقُرىءَ ) { 9 . 034 لو شئت لتخذت عليه أجرا } ( سورة الكهف ، الآية : 77 ) بكسر الخاءِ ( ولاَتَّخَذْتَ ) ، قال الفرَّاءُ : قَرَأَ مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ ، قال أَبو منصور : وصَحَّت هاذه القَرَاءَةُ عن ابنِ عبَّاس ، وبها قرأَ أَبو عَمْرِو بنُ العلاء ، وقال أَبو زَيْدٍ ، وكذالك هو ، مكْتُوبٌ في الإِمَام ، وبه يَقْرَأُ القُرَّاءُ ، ومن قَرأَ : لاتَّخَذْتَ ، بالأَلف وفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَاب ، ( وهو ) أَي اتَّخَذَ ( افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَ ، فأُدْغِم إِحدَى التاءَيْنِ في الأُخْرَى ) ، وهما
____________________

(9/377)


التاءُ الأَصْلِيُّ وتاءُ الافتِعَالِ ، قال المُصنّف في البصائر : وهاذا قولٌ حَسَنٌ ، ودَلِيله ما قاله ( ابنُ الأَثيرِ ) في شَرْحِ جامِع الأُصول ، ولم يَتَعَرَّض له في النِّهاية ، ما نَصُّه : ( : ولَيْسَ من الأَخْذِ في شَيْءٍ ، فإِن الافتِعَالَ مِن الأَخْذِ ائْتَخَذَ ) ، بهمزتينِ على قِيَاس ائْتَمَرَ وائْتَمَنَ ، ( لأَنَّ فاءَه هَمْزَةٌ ، والهَمْزَةُ لا تُدْغَم في التاءِ ، خلافاً لقولِ الجَوْهَرِيِّ ) ، وهو ما نَصَّه : ( الاتِّخَاذُ افْتِعَال من الأَخْذِ إِلاَّ أَنّه أُدْغِمَ بعد تَلْيِينِ الهمزةِ وإِبْدَالِ الياءِ تاءً ، ثم لمَّا كَثُرَ استعمالُه بِلَفْظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَصالَة التاءِ . فَبَنَوْا منه فَعِلَ يَفْعَلُ ) . قالُوا تَخِذَ يَتْخَذُ ، قال ابنُ الأَثِير : ( وأَهْلُ العربِيَّةِ على خِلافِه ) أَي خِلافِ ما قاله الجوهرِيُّ ، وهاذه العبارَةُ هاكذا في نُسْختنا ، وفي غيرِهَا كذالك ، ويوجد في بعْضِ النُّسخ هاكذا : وهو افْتَعَل مِنْ تَخِذَ فأَدْغَم إِحدى التاءَين في الأُخرى ولس هو من أَخَذ ، لأَن الافتعال منه ائْتَخَذ ، لأَن الأَثير : وهاذا ما عَليه أَهلُ العَرَبِيَّة خلافاً لما قاله الجوهَرِيُّ ، وهي قَريبةٌ من الأُولى ، قال شيخُنا : وابنُ الأَثير ليس مِمَّن يُرَدُّ به كَلاَمُ الجوهريِّ ، بل وأَكْثرُ أَئمَّةِ اللُّغة ، بل كَلامُه حُجَّةٌ عليهم ، لأَنه أَعْرف ، ودَعْوَى تَلْيِينِ الهمزةِ كما اختاره هو وغَيْرُه أَوْلَى وأَصْوَبُ من مادَّةٍ غيرِ ثابتةٍ في الدَّواوينِ المَشْهُورةِ ، وأَنكَرَها الزَّجَّاجِيُّ بالكُلِّيّة ، وإِن أَثبتَها أَبو عليَ الفارِسيُّ ، واستدلَّ بقراءَةِ تَخِذْتَ مُخَفَّفاً ، وغير ذالك ، فقد نَازعوه ، وكلامُ ابنِ مالكٍ صَرِيحٌ في أَنَّ مِثلَه شاذٌّ ، وأَثبتوا منه : اتَّزَرَ من الإِزار ، واتَّمَن من الأَمن ، واتَّهَل من الأَهْلِ ، وغير ذالك مما هو مبسوط في شروح التسهيل ، وأَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ في شرح الخُلاصة ، ثم قال : وبعْدَ صِحَّةِ ثُبوتهِ وتَسليمِ دَعْوَى أَبي عَلِيَ الفارِسيّ وَحْدَه وقَبُولِ اسْتِدْلالِه بالآيةِ . وقَوْل الشاعِر :
وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَا
نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطَاةِ المُطَرِّقِ
____________________

(9/378)



فَلا يَلْزَم الجوهَرِيَّ وَمَنْ وافقه اتِّبَاعُه ، بل يَجْرِي على قاعِدَته التي حَرَّرَها من التَّلْيِينِ ، بل صَرَّحُوا بأَنَّه وارِدٌ في هاذا اللفظِ نفسِه ، كاتَّزَرَ وما ذُكِرَ معه وإِن كان شاذًّا ، فلا يَقدَح ذالك في ثُبُوتهِ واستعماله ، والله أَعلم ، ثم قال شَيْخُنَا نقلاً عن بعضِ حواشِيه : أَصْلُ اتَّخذَ بهمزتَيْنِ ، فأُبدِلت الهَمْزةُ الثانيةُ تاءً ، كما قالوا في ائْتمن وائْتزر ، والقياس إِبدالُها ياءً ، وورد هاذا مع أَلفاظٍ شُذُوذاً ، وقيل : أُبدِلَتْ واواً ثم تاءً ، على القياس ، وقيل : الأَصل اوْتَخَذ ، أُبدِلت الواوُ تاءً ، على اللغَةِ الفُصْحعى ، لأَن فيه لُغَةً قَلِيلَةً أَنه يقال : وَخَذَ ، بالوَاو ، كما حكاه ابنُ أَمِّ قاسمٍ وغيرُه تَبعاً لأَبي حَيصان ، وقد أَغفَلَه ، صاحِبُ القامُوس ، مع أَنه وَاردٌ مذكورٌ مشهورٌ أَعْرَفُ من تَخِذَ ، انتهى .
ترمِذ : ( تِرْمِذُ كإِثُمِد ) ، قال شيخنا : الأَوحلعى التمثيلُ بِزِبْرِج ، لأَن التاءَ أَصليّةٌ ، ولذالك ذُكِرَتْ في بابها ( : ة بِبُخَارَا ) ، وإِنما يُعَبَّر بالقَرْية عن صِغَار البلاد ، وتِرْمذُ مدينةٌ عظيمة واسعة بخُراسانَ ، وقال ابنُ الأَثير : بَبلْخ ، على طَرَف جَيْحُونَ ، قال ( ابنُ السَّمْعَانيّ ) في الأَنساب : ( وأَهْلُ المَعرِفَة يَضُمَّون التاءَ والميمَ ) ، وهاكذا قاله ابنُ الأَثير ، ( والمُتَدَاولُ عَلى لسان أَهْلِها فَتْحُ التاءِ وكَسْرُ الميمِ ) ، قال ابنُ الأَثير : ولكُلَ مَعْنًى ( وبَعْضُهم يَفْتَح التاءَ وبعضُهم يَضُمُّها ، وبعضهم يَكْسِرُهَا ) ، ولا يَخْفَى أَنه لو قال : مثلّث الأَول والثالث لكان أَخصرَ ، وفيها لغةٌ رابعة ، فتْح الأَول وكسْر الثالث ، وخامسة فتح الأَوّل وضمّ الثالث ، ولم يَذكر من نُسبَ إِليها كما هو عادته ، مع أَنهُ آكَدُ ، منها الإِمام أَبو عيسى محمّد بن عيسى بن سَوْرَةَ بن موسى بن الضّحَّاك السُّلَميّ الضرير الحافظ ، صاحب كتَاب الجامِع ، تَلمَذَ للبخاريّ ، وشاركه في شيوخ ، روَى عنه أَبو
____________________

(9/379)


العباس المحبوبيّ ، والهَيْثَم بن كُليب الشاشي ، وغيرهما ، وتوفِّيَ بِبُوغ من قُرَى تِرْمذ سنة 279 ، وأَبو جعفر محمّد بن محمد بن أَحمد بن نصْر الفقيه التِّرمذيّ ، روى ببغدادَ عن يحيى بن بكر 7 المِصريّ ، وغيرِه ، وتوفي سنة 350 .
( ) ومما استدركه صاحب اللسان في هذا الباب :
تلمذ : التِّلْمِيذ ، جمعه التَّلاميذ ، وهم الخَدَم والأَتباع ، ونقل شيخنا عن عبد القادر البغداديّ في شرحه على شواهد المغني وحاشيته على الكعبية أَن المراد منه المتعلّم ، أَو الخادم الخاصّ للمعلِّم ، ثمّ قال : وقد أَلَّف في هرسالة مستقلّة ، جزاه الله خيراً ، انتهى ، وسيأتي له ذكر في ت ل م إِن شاءَ الله تعالى .
2 ( فصل الجيم مع الذال المعجمة ) 2
جأَذ : ( *!الجائِذُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الليث : هو ( العَبَّابُ في الشَّرابِ ، وقد *!جَأَذ *!يَجْأَذُ *!جَأْذاً ) ، إِذا شَرِب ، وعن أَبي عَمرٍ و نَحْوُ ذالك ، وأَنشد لأَبي الغَرِيب النَّصْرِي :
مُلاَهِسُ القَوْمِ عَلَى الطَّعَامِ
وَجَائِذٌ فِي قَرْقَفِ المُدَامِ
شُرْبَ الهِجَانِ الوُلَّهِ الهِيَامِ
وقال شيخنا : صريح اصطلاحه أَن المضارع بالكسر ، كيضرِب ، والمصرّح به في الأَفعال وغيرها أَنه بالفتح ، فلو قال : وقد جأَذَ كمَنَعَ لأَصابَ واختصرَ ودفعَ الإِيهامَ .
جبذ : ( الجَبْذُ : الجَذْبُ ) ، لغة فيه ، وقد جَبَذَ جَبْذَاً ، وفي الحديث : فجَبَذَني رجُلٌ من خَلْفي . ( وليس مَقْلُوبَه ) ،
____________________

(9/380)


كما ظنَّه أَبو عبيد ، ( بل لُغَةٌ صحيحةٌ ووَهِمَ الجوهريُّ وغيرُه ) ، يعني أَبا عُبَيد في دعواهم أَنه مقلوب منه ، وقال ابنُ سِيده : وليس ذالك بشيْءٍ ، وقال : قال ابنُ جنِّي : ليس أَحَدُهما مَقْلوباً عن صاحبه ، وذالك أَنهما يتصرَّفان جَميعاً تَصَرُّفاً واحداً ، تقولُ جذَبَ يَجْذِب جَذْباً فهو جاذبٌ ، وجَبَذ يَجْبِذ جَبْذاً فهو جابِذٌ ، فإِن جعلت مع هاذا أَحدَهما أَصلاً لصاحبه فَسَدَ ذالك لأَنك لو فعلْته لم يكن أَحدُهما أَسْعَدَ بهاذه الحالِ من الآخَرِ ، فإِذا وَقَفْتَ الحَالَ بهما ولم تُؤثِرْ بالمَزِيَّة أَحدَهما . ( وجَبَ أَن يَتَوَازَيَا فيتساوَيَا ، فإِن قَصَّر أَحدُهما ) عن تَصرُّف صاحبِه فلم يُساوهه فيه كان أَوْسَعُهما تَصَرُّفاً أَصلاً لصاحبه . ( كالاجْتِباذِ ، والفِعْلُ كضَرَبَ ) ، جَذَب يَجْذِب وَجَبَذَ يَجْبِذُ ، وفي التهذيب : الجَبْذُ لُغَةُ تَمِيمٍ في جَذَبَ الشيءَ : مَدَّه .
( والجَبَذَةُ ، مُحَرَّكَةً : الجُمَّارَةُ ) وهي شَحْمَةُ النخْلَة ( فيها خُشونَةٌ ) يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ فتُؤْكَلُ ، كالجَذَبَة .
( وجَبَاذِ ، كقَطَامِ : المَنِيَّةُ ) كجَذَابِ ، قال عَمْرُو بن حميل .
فاجْتَبَذَتْ أَقْرَانَهُمْ جَبَاذِ
أَيْدِي سَبَا أَبْرَحَ مَا اجْتِبَاذِ
( أَو النِّيَّةُ الجابِذَةُ ) ، وفي التكملة : الجابذة لهم .
( والجُنْبُذَة ، وقد تُفْتَح الباءُ ) ، أَي مع ضمّ الجيم على كلّ حال ( أَو هُو لَحْنٌ ) وقد حكَى الجَوْهرِيُّ الفتح مهن العامّة ، ونقله عن يعقوب ، وهو ما ارتفع من الشيْءِ واستدار ( كالقُبَّةِ ) .
قلْت : وهو فارسيُّ مُعَرَّب ، وأَصله كنبد ، وفي المحكم : والجُنْبُذَة : المُرْتفعُ من كُلِّ شيْءٍ ، وما علا من الأَرض واستدار ، ومكان مُجَنْبَذٌ :
____________________

(9/381)


مُرْتفِعٌ ، وفي صفة الجنّة ( وَسَطَها جَنَابِذُ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ يَسكُنها قومٌ من أَهلِ الجنَّة كالأَعْرَابِ في البَادِيَة ) حكاه الهرَويُّ في الغريبين ( وجُنْبُذُ : ة بنَيسابورَ . و ) جُنْبُذ ( : د ، بفارس ، و ) جُنْبُذُ ( ابْنُ سَبُعٍ ، صَحَابيٌّ ) ، يُرْوَى عن عبد الله بن عَوْف عنه : ( قاتَلْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلمأَوَّلَ النهارِ كافراً ، وقاتلتُ معه آخِرَ النهارِ مُؤْمِناً ) . ( وقَصْرُ الجُنْبُذِ بالمَدِينَةِ ) نقله الصّاغانيّ .
( والانْجِبَاذُ : الانْجِذَابُ ) ، بمعنًى واحدٍ ، قال عَمْرُو بن حُمَيْل :
بَلْ مَهْمَهٍ ، بالرَّكْبِ ذِي انْجِبَاذِ
وذِي تَبَارِيحَ وذِي اجْلِوَّاذِ
وزاد في اللسان : جَبَذَ العنَبُ يَجْبِذُ : صَغُرَ وقَفَّ .
وجُنْبُذَةُ الكَيْلِ : مُنْتَهى إِصْبَارِه ، وقد جَنْبَذَهُ .
جخذ : ( الجَخْوَذَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( العَدْوُ ) السَّرِيعُ .
جذذ : ( *!الجَذُّ : الإِسْرَاعُ ) ، وقد جاءَ في أَمثالِهم السائرة في الذي يُقْدِم على اليَمينِ الكاذِبَة ( *!جَذَّهَا *!جَذَّ البَعِيرِ الصِّلِّيَانَة ) ، أَراد أَنه أَسرعَ إِليها .
( و ) *!الجَذُّ : ( القَطْعُ المُستَأْسِل ) ، ومنهم من قيَّدَه بالوَحِيِّ ، ومنه الحديث ( أَنه قال يوم حُنَيْنٍ : *!جُذُّوهم *!جَذًّا ، ) *!جَذَّه *!يَجُذُّه فهو *!مَجْذُوذٌ *!وجَذِيذٌ ، *!وجَذَّذَة *!فانْجَذَّ *!وتَجَذَّذَ ، ( *!كالجَذْجَذَةِ ) وهاذه عن الصاغانيّ .
( و ) *!الجَذُّ : ( الكَسْرُ ) ، وفي المحكم : كسرُ الشيْءِ الصُّلْبِ . *!جَذَذْتُ الشيْءَ : كسَرْتُه وقَطعْتُه ( والاسمُ *!الجِذَاذُ ، مُثَلَّثَةً ) ، وهو المُقَطَّع المُكَسَّر ، وضمّه أَفصحُ مِن فتْحِ { فَجَعَلَهُمْ *!جُذَاذاً } ( سورة الأنبياء ، الآية : 58 ) أَي حُطاماً ، وقيل : هو جَمْعُ *!جَذِيذ ، وهو من الجَمْعِ العَزِيزِ ، وقال
____________________

(9/382)


الفرَّاءُ : هو مِثْلُ الحُطامِ والرُّفَاتِ ، ومن قرأَها : *!جِذَاذاً ، فهو جمَع *!جَذِيذٍ مثْل خِفَافٍ وخَفِيفغ قلْت : وهو قِراءَة يَحيى بن وَثَّاب ، وقال الليث : *!الجُذَاذُ : قِطَعُ ما كُسِرَ ، الواحِدَةُ *!جُذاذَةٌ .
( *!والجَذَاذُ ، بالفتْحِ : فَصْلُ الشيْءِ عن الشَّيْءِ *!كالجَذَاذَةِ ) ، بالهاءِ .
( و ) *!الجُذَاذ 7 ( بالضمِّ : حِجَارَةُ الذَّهَبِ ) ، لأَنها تُكَسَّر وتُسْحَل ، وقِطَعُ الفِضَّةِ الصِّغَارُ .
( *!والجُذَاذَاتُ : القُرَاضَاتُ ) ، *!وجُذَاذاتُ الفِضَّة : قِطَعُها .
( و ) عن الأَصمعيّ : ( *!الجَذَّانُ ) ، بالفتح ( : حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ ) ، وهي الكَذَّان ، ( الواحدةُ ) *!جَذَّانَة وكَذَّانَة ( بِهَاءٍ ) .
( *!وجَذَّاءُ : ع ) ببلاد تِهَامةَ ، ويقال فيه بإِهمال الدال أَيضاً .
( و ) قال الفرَّاءُ : ( رَحِمٌ *!جَذَّاءُ ) ، وحَذَّاءُ ، بالجيم والحاءِ ممدودانِ ، وذالك إِذا ( لَمْ تُوصَلْ ) . وفي حديث عَلِيَ رضي الله عنه : ( أُصُنولُ بِيَدٍ *!جَذَّاءَ ) أَي مَقطوعة ، كَنَى به عن قُصُورِ أَصحابِه وتَقَاعُدِهم عن الغَزْوِ ، فإِن الجُنْدَ للأَمِيرِ كاليَدِ ، ويروَى بالحاءِ المهملة .
( وسِنٌّ *!جَذَّاءُ : مُتَهَتِّمَةٌ ) ، أَي مُتَكسِّرة .
( و ) يقال : ( مَا عَلَيْهِ *!جُذَّةٌ ، بالضمّ ) ، وكذا ما عليهِ قِزاعٌ ، أَي ما عليه ثَوْبٌ يستُره . وفي الصحاح : ( أَي ) ما عليه ( شَيْءٌ ) من الثِّيَابِ .
( *!والجَذِيذُ : السَّوِيقُ ، *!كالجَذِيذَةِ ) ، وهي جَشيشة تُعْمَل من السَّوِيق الغَلِيظ ، لأَنها *!تُجَذَّ ، أَي تُقطَّع قِطَعاً وتُجَشُّ ، ورُوِيَ عن أَنَسٍ أَنه كان يَأْكُل *!جَذيذةً قبل أَن يَغْدُوَ في حاجته . أَراد شَرْبَةً من سَوِيق أَو نحو ذالك ، سُمِّيَت لأَنها *!تُجَذُّ ، أَي تُكَسَّر وتُدَقُّ وتُطْحَن وتُجَشّ إِذا طُحِنَتْ ، وفي حديث نَوْفٍ البِكَالِيِّ : ( رأَيْتُ عَليًّا يَشرَب *!جَذِيذاً حين أَفْطَرَ ) .
( و ) *!جَذِيذُ ، ( بلا لامٍ : ع قُرْبَ مَكَّةَ ) ، ومثْله في معجم أَبي عُبَيْدٍ البكْرِيّ .
( *!والتَّجْذِيذُ : أَن تَسْتَتْبِعَ القَوْمَ فلا يَتَّبِعَكَ أَحَدٌ ) ، نَقَلَهُ الصاغانيُّ .
( *!وانْجَذَّ : انْقَطَعَ ) ، يقال : *!جَذَذْتُ
____________________

(9/383)


الحَبْلَ *!جَذًّا ، أَي قَطعتُه ، فانْجَذَّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
{ عَطَآء غَيْرَ *!مَجْذُوذٍ } ( سورة هود ، الآية : 108 ) فَسره أَبو عبيد : غيرَ مقطوعٍ .
وكَسرْتُه *!أَجْذَاذاً : قِطَعاً وكِسَراً ، جَمْعُ *!جَذٍّ .
*!والجُذَاذُ : الفِرَقُ .
*!وجَذَّ النَّخْلَ *!يَجُذُّه *!جَذًّا *!وجَذَاذاً *!وجِذَاذاً : صَرَمَه ، عن اللِّحْيَانيِّ .
وعن ابنِ الأَعرابيّ : *!المَجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ ، وهو المِيلُ ، وأَنشد :
قَالَتْ وقَدْ سَافَ مَجَذَّ المِرْوَدِ
وعَقَدَ الكَفَّيْنه بِالمُقَلَّدِ
أَهاكَذَا تَخْرُجُ لَمْ تُزَوَّدِ
معناه أَنّ الحَسناءَ إِذا اكْتَحَلَتْ مَسَحَتْ بِطعرَفِ المِيله شَفتَيْهَا لِتَزْدَادَ حُمَّةً ، *!كالجِذّ ، بالكسر ، قال الجَعدِيُّ يذكر نساءً :
تَرَكْنَ بِطَالَةً وأَخَذْنَ *!جِذًّا
وأَلْقَيْنَ المَكَاحِلَ للنَّبِيجِ
جرذ : ( الجَرَذُ ، مُحَرَّكَةً : كُلُّ وَرَمٍ ) ، وفي بعض النُّسخ : تَوَرُّمٌ ( في غُرْقُوبِ الدَّابَّةِ ) ، كذا في الصحاح ، وقال أَبو عُبَيد : هو كُلُّ ما حَدَث في عُرْقُوبِ الفَرَسِ من تَزَيُّدٍ وانتفاخِ عَصَبٍ ، ويكون في عُرْضِ الكَعْبِ من ظاهرٍ أَو باطنٍ ، وقيل : وَرَمٌ يأْخذُهَا في عُرْضِ حافرِهِ وفي ثَفِنَتِه من رِجْله حتى يَعْقِرَه وَرَمٌ غليظٌ يتعقّر ، والبعير يأْخذه أَيضاً ، وبالمهملة : وَرَمٌ في مُؤَخَّر عُرْقُوبِ الفَرَسِ يَعْظُم حتَّى يَمْنَعَه المَشْيَ ، والسَّعْيَ ، ولم أَسْمَعْه بالمُهْملة في عُيُوبه الخَيل لغيرِ ابنِ شُمَيْلٍ ، وهو ثِقَةٌ مأْمُونٌ ، وقد ذكره في غيرِ عُيوب الخيلِ بمعنيَين مُختلفَيْنِ . كذا في التهذيب ، وقد مَرَّ في الدال ، والأَصل الذال ، ودَابَّةٌ جَرِذٌ ، وحكَى بعضُهم : رَجُلٌ جَرِذُ الرِّجْلَيْنِ ، كذا في المُحْكم ، وفي الأَساس أَنه مَجازٌ ، قال شُبِّهتْ تِلك النُّفَخُ بالجُرْذَانِ .
____________________

(9/384)



( و ) الجُرَذُ ( كصُرَدٍ : ضَرْبٌ من الفَأْرِ ) ، كذا في الصحاح ، وفي التهذيب والحكم : هو ذَكَرُ الفأْرِ ، وقيل : هو أَعظمُ مِن اليَرْبُوعِ أَكْدَرُ ، في ذَنَبِه سَوَادٌ ، وصَوَّبُوه ، ( ج جُرْذَانٌ ) ، بالضم ، وضبطه الزمخشريّ بالكَسْر ( وأَرْضٌ جَرِذَةٌ ) ، كما تقول : فَئِرَةٌ أَي ( كَثِيرَتُها ) ، وفي الأَساس : ومن الكِناية : أَكْثَرَ الله جُرْذَانَ بَيْتِك ، أَي مَلأَه طَعاماً . ( وأُمُّ جِرْذَانٍ بالكسر ، و ) كذالك ( الجَرَاذِينُ ، والواحدَةُ جِرْذَانَةٌ : ضَرْبَانِ من التَّمْرِ ) وفي المُحكم : وأُمُّ جِرْذَانَ : آخِرُ نخْلَةٍ بالحِجَازِ إِدرَاكاً ، حكاها أَبو حنيفةَ ، وعَزَاهَا إِلى الأَصْمَعِيِّ ، قال : ولذالك قال الساجع : إِذا طَلَعَت الخَرَاتَان ، أُكِلَتْ أُمُّ جِرْذَان . وطُلُوعُ الخَرَاتَيْنِ في أُخْرَياتِ القَيْظِ بعد طُلوعِ سُهَيْلٍ ، وزَعموا أَن رسولَ الله صلى الله عليه وسلمدَعَا لأُمِّ جِرْذَانٍ مَرَّتَيْنِ ، رواه الأَصمعيُّ عن نافعِ بن أَبي نُعَيْمٍ قارِىء أَهلِ المدينة ، عن رَبيعةَ بن أَبي عبدِ الرحمامن فَقِيهِهِم ، قال : وهي أُمُّ جِرْذَانٍ رُطَباً ، فإِذا جَفَّت فهي الكَبِيس .
( وذو أَجْرَاذٍ ) بالفتح ( : ع ) بنَجْدٍ قال عَمْرُو بن حُمَيْل :
هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَبِذِي أَجْراذِ
دَاراً لِهِنْدٍ وَابْنَتَيْ مُعَاذِ
( و ) من المَجاز ( الأَجْرَذُ : الأَفْحَجُ ) ، وهو الذي يُفَرِّجُ بين رِجْلَيْه إِذَا مَشَى .
( و ) في المحكم ( أَجْرَذَهُ : أَخْرَجَه ) أَصحابُه ( وأَفْرَدَه ) فَلَجَأَ إِلى سِواهم فهو مُجْرَذٌ ، وقيل : هو الذي ذهَبَ مالُه فلَجَأَ إِلى مَن يَعُوله ، ( و ) في التهذيب : أَجْرَذَه ( إِليه : اضْطَرَّهُ ) وأَكْرَهَه ، وعِبَارة المُحكم : أَلْجَأَه ، قال عَمْرُو بن حُمَيْل :
يَسْتَهْبِعُ المُوَاهِقَ المُحَاذِى
عَافِيهِ سَهْواً غَيْرَ مَا إِجْرَاذِ
____________________

(9/385)



( والمُجَرَّذُ ، كمُعَظَمٍ : المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ ) ، عبارة المحكم : ورَجُلٌ مُجَرَّذٌ : دَاهٍ مُجعرَّب للأُمورِ ، وعبارةُ التهذيب : وجَرَّذَه الدهْرُ ودَلَكَهُ ودَيَّثَه ونَجَّذَه وحَنَّكه بمعنًى واحدٍ ، وهو المُجَرَّذُ والمُجَرَّس .
قلت : وهو مَجاز ، كما سيأْتي ( وجَرِذَتِ القَرْحَةُ ) كفَرِحَت ، صبطَه الصاغانيّ ( : تَعَقَّدَت كالجُرَذِ ) وهو مَجاز .
( ) ومما يستدرك عليه :
من المحكم الجُرْذَانِ : عَصَبَانِ في ظاهِرِ خَصِيلَةِ الفَرَسِ ، وبَاطِنُهُمَا يَلِي الجَنْبَيْنِ .
ومن الأَساس : من المَجاز : جَرَّذَ الشَّجَرَةَ : شَذَّبَها ، كأَنه أَزَال جَرَذَها ، أَي عَيْبَها أَو أُبَنَها التي هي كالجُرْذَانِ ، ومنه : رجُلٌ مُجَرَّذٌ ومُنْجَّذٌ : قد هَذَّبَتْه الأُمُورُ وشَذَّبَتْه .
وفي مُعجَم البَكريّ : أُمُّ أَجْرَاذٍ : بِئرٌ قديمةٌ بمكّة ، ويروَى بالمهملة .
جربذ : ( الجَرْبَذَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو عبيدةَ : هو ( من سَيْرِ الإِبل والخَيْلِ ، كالجِرْبَاذِ ) ، بالكسر ، واقتصر في التهذيب على الخَيْل ، ( أَو هو عَدْوٌ ثَقِيلٌ ) ، عن ابنِ دُريد . ( وفَرَسٌ مُجَرْبِذٌ ) إِذا كان كذالك ، أَو مُنتصِب لا يَبْرَح ، ( و ) فرسٌ ( مُجَرْبِذُ القَوَائِمِ ، كذالك ، أَو ) المُجَرْبِذُ ( هو القَرِيبُ القَدْرِ في تَنْكِيسِ الرأْسِ وشِدَّةِ الاخْتِطلاطِ مَ بُطْءِ إِحَارَة يَدَيْهِ ورِجْلَيْه ) ، وهو نصّ أَبي عبيدة عند الأَزهريّ ، واختصَر ابنُ سيده ، ( أَو هو ) ، أَ الجَرْبَذَةَ : ( قُرْبُ السُّنْبُكِ من الأَرْضِ وارتِفَاعُه ) .
وأَنشدَ الأَزهريُّ :
كُنْتَ تَجحرِي بِالبُهْرِ خِلْواً فَلَمَّا
كَلَّفَتْكَ الجِيَادُ جَرْيَ الجِيَادِ
____________________

(9/386)



جَرْبَذَتْ دُونَها يَدَاكَ وَأَرْدَى
بِكَ لُؤْمُ الآباءِ والأَجْدَادِ
( والجرَنْبَذُ ، كغَضَنْفَرٍ : الغَلِيظُ ) الثقيل . ( و ) الجَرَنْبَذَةُ ( بِهَاءٍ : الذي لِأُمِّهِ زَوْجٌ ) ، كأَنَّه أُخِذَ من الجَرْبَذَةِ وهو ثِقَلُ الدَّابَّةِ في السَّيْرِ ، والمرأَةُ بَرُوكٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المُجْرَنْبِذُ من الدَّوابِّ : المُنْتَصِب لا يَبْرَح ، ومن النّبَاتِ : ( الذي ) نبَتَ ولم يَطُلْ ، ومن القُرون حِينَ يُجَاوِزُ النُّجُومَ ولم يَغْلُظ .
جلذ : ( الجِلَّوْذُ ، كَعِجَّوْلٍ ) ، أَي بكسر فتشديد مع سكون الواو ( : الغَلِيظُ الشديدُ ) .
( والجِلْذَاءُ ، بالكسرِ ) والمدّ : ( الأَرْضُ الغَليظَةُ ) ، كجِلْذَانٍ وجِلْحَاظٍ وجِلْظَاءٍ ، نقله الصاغانيّ ، ( والقِطْعَةُ بهاءٍ ) ، أَي جِلْذَاءَةٌ ، قال شيخنا : وإِنما عَدلَ عن اصصلاحه ولم يَقُلْ وهي بهاءٍ ، لأَنها ليست أُنْثَاها ، وإِنما أَخصُّ منها . وفي المحكم : والجِلْذاءُ : اسمُ الحِجارة ، وقيل : هو ما صَلُب من الأَرض ، والجمع جِلْذَاءٌ وجَلاَذِي ، هاذه مطردةٌ ، وفي التهذيب : الجِلْذَاءُ : الأَرضُ الغليظةُ ، وجَمعُها جلاذِي وهي الحِزْباءَةُ .
( وجِلْذَانُ ، بالكسر : حِمًى قُرْبَ الطائفِ لَيِّنٌ مُسْتَوٍ كالرَّاحةِ ) ، يُضْرب المثَلُ بِلِينه وسُهولتَه ، فيقولون : أَسْهلُ مِنْ جِلْذَانَ ) . وفي معجم أَبي عُبيد : جِلْذَانُ : بَلَدٌ يَسكُنه بنو نَصْرٍ قريبٌ من الطائف بين لِيَّةَ وبَسْلٍ به هَضْبَةٌ سَوْدَاءُ ، يقال لها تَبَعَةُ ، فيها نُقَبٌ ، كل نَقْبٍ قَدْرُ ساعةٍ ، كان يُلْتَقَطُ فيه السُّيُوفُ العاديَّةُ والخَرَزُ ، يَزعمون أَن فيها
____________________

(9/387)


قُبوراً لِعَادٍ ، وكانوا يُعَظِّمُون ذالك الجَبَل .
( والجعلْذِيُّ ، بالضمِّ ، من الإِبل : الشَّديدُ الغليظُ ) ، وفي المحكم : والجُلْذِيّ : الحَجَرُ ، وناقةٌ جُلْذِيَّةٌ : قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ ، والذَّكَر جُلْذِيِّ ، مشتقٌّ من ذالك ، قال أَبو زَيد : لم يَعرِفه البصريُّون في ذُكورِ الإِبل ولا في الرِّجال . وفي التهذيب : والجُلْذِيَّةُ : المكانُ الخَشِنُ الغليظُ من القُفِّ ليس بالمرْتَفِع جِدًّا ، يُقَطِّع أَخْفَافَ الاببل ، وقلَّما يَنْقَادُ ، ولا يُنْبِت شيئاً ، والجُلْذِيَّةُ مِن الفَرَاسِنِ : الغَلِيظَةُ الوَكِيعَةُ . وقال أَيضاً : ناقةٌ جلْذِيَّةٌ : صُلْبَةٌ شديدةٌ ، وأَيضاً : الغليظَةُ الشَّدِيدَة ، شُبِّهَت بِجِلْذَاءَةِ الأَرْضِ ، وهي النَّشزُ الغليظةُ ، قلت : فإِذاً هو من المجاز .
( و ) الجُلْذِيُّ ( : الصَّانِعُ ) ، ذكره الأَزهريّ .
( و ) الجُلْذِيُّ ( : خَادِمُ البِيعَةِ ) ، لِغِلَظه ، كذا في التهذيب .
( و ) الجُلْذِيُّ ( : السَّيْرُ السرِيعُ ) . في المحكم : وقَرَبٌ جُلْذِيٌّ : شَدِيدٌ ، وقوله :
لَتَقْرَبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا
زعم الفارسيُّ أَنه يَجوز أَن يكون صِفَةً للقَرَبِ ، وأَن يكون اسْماً للناقَةِ على أَنه تَرْخِيمُ جُلْذِيَّةٍ مُسَمًّى بها ، أَو جُلْذِيَّة صِفَةٌ . وفي التهذيب : الجُلْذِيُّ : الشديدُ من السَّيْرِ ، قال العَجَّاجُ يَصِفُ فَلاَةً :
الخِمحسُ والخِمْسُ بِهَا جَلْذِيُّ
أَي سير خمْس بها شَدِيدٌ . وسَيْرٌ جُلْذِيٌّ ، وخِمْسٌ جُلْذِيٌّ : شديدٌ .
( و ) الجُلْذِيُّ ( : الرُّهْبَانُ ) ، هاكذا في النُّسخ ، ولم أَجِدْه في دَواوين اللُّغَة ، ولعلَّه أَخذه من بيتِ ابنِ مُقْبِلٍ الآتي ذِكْرُه ، والأَوْلعى أَن يكون : والجُلْذِيُّ الراهبُ ، لكَوْنه مفْرَداً ( كالجلاَذِيِّ ) ، بالضمّ ( في الكُلِّ ) ، مَجَاز في الصانع والخادِم والراهِب ، لغلظهم ، تَشبيهاً لهم
____________________

(9/388)


بالحَجَر أَو الأَرضِ الغَلِيظَة ، ( وجَمْعه الجَلاَذِيُّ ، بالفَتْحِ ) ، وقال ابنُ مقْبِلٍ :
صَوْتُ النَّوَاقِيسِ فِيه مَا يُفَرِّطُه
أَيْدِي الجَلاَذِيِّ جُونٌ ما يُغَضِّينَا
أَراد بهم الصُّنَّاعَ أَو خَدَم البِيعَةِ ، وفسّره بعضُهم فقال : هي جَمْعُ جُلْذِيَّة وهي النَّاقَة الصُّلْبَة .
( والجُلْذُ ، بِالضَّم ) ، ومنهم من ضَبطه بالفتح ، وبعضهم ككَتِفٍ ونقل الأَخِيرَ السَّيوطِيُّ عن ابنِ سيده في كتاب الحيوان ( ولَيْسَ بِتصحيفِ الخُلْدِ ) بالخَاءِ المعجمة ، كما زعمَه بعضٌ ، وصوَّب جَماعةٌ أَنه بالوجهَين ، كما قاله المُصَنِّف تَبعاً لابن سيده ، وأَغفلَه الدَّمِيرِيّ ومَن تبعه ، قاله شيخُنا . قلْت : إِن كان يُريد بمن تبعه السيوطيَّ ، وهو الظاهر ، فالأَمر بخلاف ذلك ، فإِن السيوطيّ لم يَغْفَلْ عنه ، بل ذَكَره في ديوان الحيوان في آخر مادة خلد ، ونَقَلَ الكلامَ والاختلاف ( : الفَأْرُ الأَعْمَى ، ج مَنَاجِذُ ) ، على غيرِ واحِدِه ، كما قالوا خَلِفَة والجمع مَخاضٌ ، كذا في المحكم ، وقال في نجد : والمَنَاجِذُ : الفأْر العُمْيُ ، واحدها جُلْذٌ ، كما أَن المَخاض من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَة ، ورُبَّ شيْءٍ هاكذا ، قال أَبو الثناءِ محمود : كذا قال : الفأْر ، ثم قال : العُمْى ، يَذهب بالفأْر إِلى الجِنْس .
( والاجْلِوَّاذُ ) والاجْلِيوَاذُ والاخْرِوَّاطُ أَيضاً ( : المَضَاءُ والسُّرْعَةُ في السَّيْرِ ) ، قال سيبويهِ : لا يُستعمَل إِلاَّ مَزيداً .
( و ) الاجْلِوَّاذُ : ( ذَهابُ المَطَرِ ) ، في التهذيب : واجْرَهَدَّ في السَّيْرِ ، واجْلَوَّذَ ، إِذا أَسرَع ، ومنه : اجْلَوَّذَ المَطَرُ ، إِذا ذَهَب وقَلص . وقرأْتُ في كِتَاب بُغية الآمال لأَبي جَعفرٍ اللَّبْلِيّ ما نَصُّه :
بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى الله بَلْدَتَنا
وقَدْ عَدِمْنَا الحَيَا وَاجْلَوذَ المَطَرُ
____________________

(9/389)



وفي المحكم : واجْلَوَّذَ الليلُ : ذَهَبَ قال :
أَلاَ حَبَّذَا جَبَّذَا حَبَّذَا
حَبِيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْهُ الأَذَى
ويَا حَبَّذَا بَرْدُ أَنْيَابِهِ
إِذَا أَظْلَمَ الليْلُ واجْلَوَّذَا
ونقلَ شيخُنَا عن المُبرّد في الكامل للمنتشرِ بنِ وَهْبٍ الباهليّ :
لا تُنْكِرُ البَازِلُ الكَوْمَاءُ ضَرْبَتَه
بِالمَشْرِفيِّ إِذَا مَا اجْلَوَّذَ السَّفَرُ
قال : اجْلَوَّذَ : امتَدَّ . قال : وأَنشدني الزِّيادِيُّ لرجُلٍ من أَهل الحِجَازِ أَحسبه ابنَ أَبي رَبيعة :

تابع كتاب أَلاَ حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا
إِلخ . ثم قال : ولم يَذْكُر المصنِّف في معاني الاجْلِوَّاذِ الامتدادَ الذي ذكرَه المُبرّد ، ولا يَكاد يُؤْخذ من كلامه . قلت : ربّمَا يُؤْخَذُ الامتدادُ مِن الذَّهابِ ، أَخْذاً بالمَفْهُومِ من معنَى المضاءِ بأَدْنَى عِنَايَة ونَوْعِ تأَمُّلٍ كما لا يَخْفَى ، ثم رأَيت في اللسان ما نَصُّه : وفي حديث رَقِيقَةَ : ( واجْلَوَّذ المَطَرُ ) أَي امتَدَّ وقْتُ تأَخُّرِه وانْقِطاعِه .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجُلْذِيُّ : الحجَرُ : صَرَّحَ به ابنُ سِيده ، وذكرَه الصاحبُ بن عبَّاد في كتاب الأَحجار .
وإِنه لَيُجْلَذُ بكُلِّ خَيْرٍ ، أَي يُظَنُّ به ، وقد مرّ في الدال .
ونَبْتٌ مُجْلَوِّذ ، إِذا لم يَتمكَّن منه السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبلُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جنذ : الجُنْذُوَة ، بالضَّمّ : رأْسُ الجَبل المُشْرِف ، لغة في الخُنْذُوَة بالخَاءِ ، هاكذا وُجِدَ في بعض نُسخِ كتاب سِيبويه .
جنبذ : ( الجُنْبُذُ ، بالضمَّ ، كالْجُلَّنَارِ من
____________________

(9/390)


الرُّمَّانِ ) . قال شيخنا : في العبارة قَلَقٌ أَوجَبَه التشبيهُ ، إِذ الأَكثر أَن الجُنْبُذ هو الجُلَّنَار ، وكلامه يَقتضِي أَنه غيرُه ، وفي كتاب ( ما لا يسع ) وغَيْرِهِ : الجُنْبُذُ : وَرْدُ شَجَرَةٍ قبل أَن يَتفتَّحَ ، وقد سُمِّيَ شَجَرُ الرُّمَّانِ جُنْبُذاً . ومن مَحَاسن الصاحب بن عَبَّادٍ التي أَبدعَ فيها قولُه يُشَبِّه الرَّقِيبَ والمَحْبُوبَ بالّذِي وصِلَتِه :
ومُهَفْهَفٍ ذِي وَجْنَةٍ كالجُنْبُذِ
وَسِهَامِ لَحْظٍ كالسِّهَامِ النُّفَّذِ
قَدْ قُلْتُ مُنْذُ مُرَادِ نَفْسِي فِي الهَوَى
ومَلَكْتُه لَوْ لَمْ يَكُنْ صِلَةَ الذِي
قلت : إِنما مُرَاد المُصَنِّف الإِطلاق ، ومعنى عبارته هاكذا : الجُنْبُذ ، بالضمّ : المُرْتفِعُ من كُلِّ شَيْءٍ كالجُلّنار من الرُّمَّان وغيره ، كما فسَّرَه غيرُ واحدٍ من أَئمة اللغةِ ، وأَمَّا تَسمِيَة الجُلّنار جُنْبُذاً إِنما هو من بابِ التَّخْصيص ، لارتفاعه واستدارته جُنْبُذاً ، سواءٌ كان من الجُلّنار أَو غيره ، ويدُلُّك على ذالك أَنه مُعرَّب عن كُنُبُد بالفارسية ، اسمٌ لكُلِّ مُستديرٍ من الأَبْنِيَة والآزَاجِ ، كالقُبَّة ، وقد أَسْلَفْنَا في جَبَا ما يُؤَيّد ما ذَهَبْنَا إِليه ، فراجِعْه .
( وجُنْبُذُ بنُ سَبْعٍ ) ، هاكذا مُكَبَّراً في نُسختنا ، وفي بعضها مُصغَّراً ، ( أَو سِبَاعٍ ) واختُلِف في اسمه أَيضاً كاسم أَبيه ، فقيل : جُنْبُذ ، كما هو هنا ، وقيل : جُنْدُب ، وقيل : جنَيد ، مُصغَّراً لجُنْد ، وقيل : حَبِيب مُكَبَّراً ، وهو أَرجع الأَقوالِ ، وهاكذا ذكره الذهبيُّ في التجريد ، ( قَاتَلَ النبَّ صلى الله عليه وسلمالبُكْرَةَ كافِراً ، وقاتَلَ مَعَهُ العَشِيَّةَ مُسْلِماً ) . أَخرجَه الطَّبرانيّ عنه بسَنده ، وكان ذالك في الحُدَيْبِيَة ، وكُنَيْتُه أَبو جُمْعَة ، وبها اشتهَرَ ، واختُلِف في نَسبِه ، فقيل : كِنَانِيٌّ ، وقيل : أَنصاريٌّ فراجِعْه في الإِصابة .
( وذُكِرَ باقِي مَعَانِيه في ج ب ذ ، وهذا موضعه ) أَي بِناءً على أَن النون فيه أَصليّة ، قال شيخنا : وإِذا كان هاذا موضِعَه فما معنى تَعَرُّضِه لمعانيه هناك وعَدَمِ التنبيه عليه ، والأَكثرون
____________________

(9/391)


على زيادة النون ، والله أعلم .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَبو الفضل محمّد بن عُمر بن محمّد الجُنْبُذِيُّ الأَديب ، وشيخ الإِقراءِ بِسمرْقَنْدَ شهاب الدّين أَبو أَحمد مُحمّد بن محمد بن عُمر بن الخَالِدِيّ الجُنْبُذِيّ ، وابنه شمْس الدينِ أَبو محمود ، مُحدِّثون .
جوذ : ( *!-الجُوذيُّ بالضمِّ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو ( الكِساءُ ) ، وبه فُسر بيتُ أَبي زُبيْدٍ :
حَتَّى إِذا ما رأَيى الأَبْصارَ قدْ غَفَلتْ
واجْتَابَ مِنْ ظُلْمَةٍ *!-جُوذِيَّ سَمُّورِ
أَراد جُبَّةَ سَمُّورٍ ، لسواد السَّمُّور ، وهي نبطِيَّة .
( *!والجُوذِيَاءُ ) ، بالمَد ( : مِدْرَعَةٌ مِن صُوفٍ للمَلاَّحِينَ ) ، وبه فُسِّر البيت المذكور أَيضاف ، وأَن الجُوذِيّ مُعَرَّب عن *!جُوذِيَاءَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَبو الجُوذِيّ كُنْيَةُ رَجُلٍ قال :
لَوْ قَدْ حَدَاهُنَّ أَبُو الجُزذِيِّ
مُسْتَوِيَاتٍ كَنَوَى البَرْنِيِّ
وقيل : إِنه بالدال المهملة ، وقد تقدَّمَ .
قلت : وهو راجز مشهور .
جهبذ : ( الجِهْبِذُ ، بالكَسر ) ، ولو مَثَّله بِزِبْرِجٍ كان أَحسن ، لأَن الثالث قد لا يَتْبَعُ الأَوَّل في الحركات ، دائماً ، كدِرْهَمٍ مثلاً وضِفْدَعٍ ( : النَّقَّادُ الخَبِيرُ ) بِغوامِض الأُمور ، البارِعُ العارِفُ بطُرِق النَّقْدِ ، وهو مُعَرَّب ، صرَّح به الشّهابُ وابن التِّلِمْسَانِيّ ، وكان ينبغِي التنبيهُ عَليه .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجِهْبَاذُ ، بالكسر ، لغةٌ في الجِهبِذ ، والجمْع الجِهابِذَةُ .

____________________

(9/392)


جيذ : ( *!جِيذَة ، بالكَسْرِ ) : اسم رجل ، وهو ( محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ جِيذَةَ الرَّاوِي عن ) أَبي سعيدٍ ( ابنِ الأَعرابِيِّ ) ، وعنه أَبو عَمرٍ و محمدُ بن أَحمد المُسْتَمْلِي ، وأَحمد بن الحسن بن جهيذَةَ الرازيّ ، عن مُحَمد بن أَيُّوب الرازهيّ ، وابن الضُّرَيْس ، وعنه الدَّارَقُطْني ، ذكره السمعانيّ في الأَنساب .
2 ( فصل الحاءِ المهملة مع الذال المعجمة ) 2
حبذ : ( لا تُحَبَّذْني تَحْبِيذاً ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الصَّغانيُّ عن الفرَّاءِ : أَي ( لا تَقُلْ لي : حَبَّذَا ) هاكذا رواه ، وهو من الأَلفاظ المُولَّدةِ المَنحوتة من قولهم : حَبَّذَا ، في المدح ، ولا حَبَّذَا ، فيا الذمّ ، وفي زيادَة مثْله على الصحاح نَظرٌ ، قال شيخنا : ثم ظاهر كلامه بل صَريحه أَنها لا تُستعمل إِلاَّ في النهْيِ ، لأَنه جاءَ بالفعل مَقروناً بلا الناهية ، وفسَّرها بقوله لا تَقُلْ لي حَبَّذا ، والصواب أَن الذين استعملوها استعملوها بغير نهي ، فقالوا : حَبَّذَه تَحبِيذاً : قال له حَبَّذَا ، ولا تُحَبِّذْ : لا تَقُلْ ذالك ، وهو لفظٌ مَنحوتٌ من لفظِ حبَّذا المُركَّب من حَبَّ وذَا ، وإِلاّ لكان آخِرُه حَرْفَ عِلَّة ، كما لا يخفَى ، وهاذا إِنما قاله بعضُ النحويّين ، وليس من اللغة من شيْءٍ فلذالك لم يَذكره الجوهريُّ وغيرُه من أَئمة اللغة ، انتهى .
حذذ : ( *!الحَذُّ ) لغة في ( الجَذّ ) ، بالجيم ، بمعنى القَطْع المُسْتَأَصِل ، وقد حَذَّه حَذًّا ، وهَذَّه : أَسْرَع قَطْعَه ، كما في الأَساس .
( *!والحَذَذُ ، مُحَرَّكَةً : ) السُّرْعَة والخِفَّة ، وأَيضاً : ( خِفَّةُ الذَّنَبِ ) واللِّحْيَة ، والنعْتُ منهما أَحَد .
( و ) *!الحَذَذُ : ( سُقُوطُ وَتِدٍ مَجموعٍ من البَحْرِ الكامِلِ مِن عَجُزِ مُتفاعِلُنْ ، فيبقى مُتَفَا ، فيُنْقَل
____________________

(9/393)


إِلى فَعَلُنْ ) أَو نَقْلَ مُتْفَاعِلُنْ إِلى مُتْفَا ، ونقله إِلى فَعْلُنْ ، ومثاله قول ضابِىءٍ :
إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضَابِئاً
بِالقَرْحِ بَيْنَ لَبَانِهِ ويَدِهْ
قال شيخنا : وهو إِنما يكون في الضَّرْب أَو العرض ، ولا يكون في الأَجزاءِ كُلِّهَا ، كما يَقتضيه ظاهِرُ كلامِه .
( *!والحَذَّاءُ : ) اسم ( قَصِيدَة فيها الحَذَذُ ) ، سُمِّيت لأَنه قَطْعٌ سريعٌ مُسْتأْصِل ، وقيل : لأَنه لما قُطِعَ آخرُ الجُزْءِ قَلَّ وأَسرَعَ النضاؤُه وجُزْءٌ أَحَذُّ ، إِذا كان كذالك .
( و ) *!الحَذَّاءُ : ( اليَمِينُ ) المُنْكَرَةُ الشديدة ، التي يُقْتَطَع بها الحَقُّ ، وقيل : هي التي ( يَحْلِفُ صَاحِبُهَا بِسُرْعَةٍ ) . ومن أَمثالهم ( تَزَبَّدَهَا حَذَّاءَ ) ، أَي ابتلَعَها ابتلاَعَ الزُّبْدِ ، قال :
تَزَبَّدَهَا حَذَّاءَ يَعْلَمُ أَنَّهُ
هُو الكَاذِبُ الآتِي الأُمُورَ البَجَارِيَا
وهو من المَجاز ، وقد مَرَّ في الجيم أيضاً .
( و ) عن الفراءِ : الحَذَّاءُ ( : رَحِمٌ لم تُوصَلْ ) . وقد مَرَّ في الجيم أَيضاً .
( و ) الحَذَّاءُ ( : السَّرِيعَةُ الماضِيَةُ التي لا يَتَعَلَّقُ بها شَيْءٌ ) ، ومنه قول عُتْبَةَ بن غَزْوَانَ في خُطْبته : ( إِنّ الدُّنْيَا قد آذَنَتْ بِصُرْمغ ، ووَلَّتْ *!حَذَّاءَ ، فلم يَبْقَ منها إِلاَّ صُبَابَةٌ كُصَبَابَةِ الإِناءِ ) . وقيل : يعني : لم يَبْقَ منها إِلاَّ مِثْلُ ( ما بَقِيَ من ) ذَنَبِ الأَحَذِّ ، وقيل : حَذَّاءُ : سَرِيعَةُ الإِدبارِ ، وقيلِ : السريعةُ الخفيفةُ التي قد انقطعَ آخِرُهَا ، وهو من المَجاز .
( و ) الحَذَّاءُ ( : القَصِيدَةُ السائِرَةُ التي لا عَيْبَ فيها ) ، ولا يَتَعَلَّق بها شيْءٌ من القصائد لِجَوْدَتِهَا ، وهو من المَجاز ( ، ضِدٌّ ) ، قال شيخنا : قد يُرَدُّ القَولُ بالصِّدِّيّة بمثْله ، إِذ المشارَكَة بأَنها مصيبه ، ولا عَيْبَ فيها ، ليس من أَوضاعهم ، فتأَمّل .
____________________

(9/394)



( *!والأَحَذُّ : الخَفِيفُ اليَدِ ) من الرّجَال السَّرِيعُهَا ، بَيِّن *!الحَذَذِ ، أَو سَرِيعُ الإِدْراكِ ، وهو مَجَاز . ( و ) *!الأَحَذُّ ( : الضَّامِرُ ) الخَفِيفُ شَعرِ الذَّنَب من الأَفراس . ( و ) من المَجاز : الأَحَذُّ : ( الأَمْرُ ) السَّرِيعُ المخضِيِّ ، أَو القاطِعُ السريعُ ، أَو ( الشدِيدُ المُنْكَرُ ) المُنْقَطِعُ الأَشْباهِ ، وكأَنه يَنْفَلِت من كُلِّ أَحَدٍ ، لا يَقْدِرُون على تَدَارُكِه وكِفَايَتِهِ ، وهو مَجَاز ، ( ج حُذٌّ ) ، يقال : جَاءَ بِخُطُوبِ حُذَ ، أَي بأُمورٍ مُنْكَرَةَ . ( و ) الأَحَذُّ ( : السَّرِيعُ مِنَ الخِمْسِ ) ، يقال : خِمْسٌ حَذْحَاذٌ : لا فُتُورَ فيه ، وقيل : ذالُه بدَلٌ مِن ثاءٍ حَثْحَاثٍ ، وقيل : لا ، لأَن الذالَ من معنَى الشيْءِ الأَحَذّ ، وبالثاء : السريعُ .
( *!والحُذَّةُ ، بالضمّ : القِطْعَةُ من اللحْمِ ) ، كالحُزَّةِ والفِلْذَة ، قال أَعشى باهِلَةَ :
تَكْفِيهِ *!حُذَّةُ فِلْذٍ أَنْ أَلَمَّ بِهَا
مِنَ الشِّوَاءِ وَيَكْفِي شُرْبَهُ الغُمَرُ
( وقَرَبٌ *!حَذْحَاذٌ : سَرِيعٌ ) ، وقَرَبٌ *!حُذَاحِذٌ *!وحَذْحَاذٌ : بَعِيد .
( ) ومما يستدرك عليه :
لِحْيَةٌ *!حَذَّاءُ : خَفِيفَةٌ . وفَرَسٌ *!أَحَذُّ : خفيفُ شَعرِ الذَّنَبِ ، زاد في الأَساس : أَو مقطوعُه ، وقَطَاةٌ حَذَّاءُ ، لِقِصَرِ ذَنَبها وقِلَّةِ رِيشها ، وقيل : لِخِفَّتها ولسُرْعةِ طَيَرَانِهَا . وحِمَارٌ أَحَذُّ : قَصِيرٌ ، والاسمُ الحَذَذُ ، ولا فِعْلَ له ، وسَيْفٌ أَحَذُّ : سَريعُ القَطْعِ ، وسَهْم أَحَذُّ : خُفِّفَ غِرَاءُ نَصْلِه ولَمْ يُفْتَقْ .
ومن المَجاز : عَزِيمةٌ حَذَّاءُ : ماضِيَةٌ لا يَلوِي صاحِبُها على شْيِءٍ ، وحَاجَةٌ حَذَّاءُ : خَفيفَةٌ سَريعَةُ النَّفاذِ ، وقَلْبٌ أَحَذُّ : ذَكِيٌّ خفيفٌ ، والأَحَذُّ : الشيْءُ الذي لا يَتَعَلَّقُ به شَيْءٌ .
وامرأَةٌ *!حُذْحُذٌ *!وحُذْحُذَةٌ : قَصِيرةٌ ، *!كحُذُحَّةٍ وحُدُحَّةٍ .
*!والحَذُّ : الإِسراع في الكَلامِ والفِعَال .
خرفذ : ( الحَرْفَذَةُ ، بالفاءِ : الكَرِيمةُ الضامرةُ المَهْزُولة من الإِبل ) ، وهي النَّجيبة ،
____________________

(9/395)


كالحَرْفَدَة بالدال المهملة ، والحَرْقَدة بالقَاف ، وقد تقدّم ذِكرهما ( ج الحَرَافِذُ ) كالحَرَاقِد والحَرَافِد والحَرَافض .
حضذ : ( الحُضُذُ ، بصمّتين ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الكسائيُّ : هو ( الحُضُضُ ) وهو دَوَاءٌ يُتَّخَذ من أَبوالِ الإِبل ، وقد تقدَّم أَيضاً في الدالِ المُهْمَلة ، ويقال : الحُضُظُ أَيضاً ، وسيأْتي ، قال ابنُ دُريد : ذُكِر أَن الخليلَ كانَ يَقوله : ولم يَعْرِفه أَصحابُنا ، وقال شَمِرٌ : ليس في كلام العَرب ضَادٌ مع ظاءٍ غير هاذا الحرفِ ، وسيأْتي إِن شاءَ الله تعالى .
حمذ : ( الحُمَاذِيُّ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : هو ( شِدَّةُ الحَرِّ ) ، كالهُمَاذِيّ ، وسيأْتي .
حنبذ : ( حُنْبُذُ بنُ سَبُعٍ ) الجُهَنِيّ ( أَو ) هو جُنَيْدٌ ، مُصَغّر جُنْد بن ( سِبَاعٍ ) ، كما ذكره ابن فَهْد ، وقيل : حَبِيب بن سِباعٍ السِّبَاعيّ ، وقيل : حَبِيب بن وَهْبٍ ، وقيل : حَبِيبُ بن سَبُع ، وقيل : هو أَبو جُمْعَةَ الأَنصارِيّ ، مَشهورٌ بكُنْيَتِه ، أَقوالٌ مَشهورَةٌ ، ولاكنّي لم أَجِد : حُنْبُذ ، هاكذا بالحَاءِ والنون ، كما أَوْرَدَه المُصَنِّف ، لا فِي التَّجْرِيد ولا في مُعْجَم ابن فَهْد ، وهو الذي ( قَاتَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلمالبُكْرَةَ كافِراً ، وقاتَلَ مَعَه العَشِيَّةَ مُسْلِماً ) وقد تَقدَّم ما يتعلَّق به في جَبَذ أَيضاً ، فرَاجِعْه .
حنذ : ( حَنَذَ الشَّاةَ يَحْنِذُهَا ) ، مِنْ حَدّ ضَرَب ، ( حَنْذاً ) ، بفتح فسكون ، ( وتَحْنَاذاً ) بالفتح ( : شَوَاهَا وجَعَل فِيهَا ) ، وعِبَارَة الصحاح : فَوْقَها ( حِجَارَةً مُحْمَاةً ) بالنّارِ ( لتُنْضِجَهَا ، فهي ) ، أَي الشاة ( حَنِيذٌ ) ومَحْنُوذ ، وفي التهذيب : الحَنْذُ : اشْتِوَاءُ اللحْمِ بالحِجَارَة المُسَخَّنَةِ ، { جَآء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } ( سورة هود ، الآية : 69 ) أَي مَحْنُوذٍ مَشْوِيَ ، ( أَو هو ) ، أَي الحنيذ
____________________

(9/396)


( : الحَارُّ الذي يَقْطُر مَاؤُه بَعْدَ الشَّيِّء ) ، عن شَمِرٍ ، لكنه قال : يَقْطُر ماؤُه وقد شُوِيَ ، قال الأَزهَرِيُّ : وهاذا أَحْسَنُ ما قِيل فيه . وفي المُحكم : حَنَذَه : شَوَاهُ حَتَّى قَطَرَ ، وقيل : سَمَطَه . ولحْمٌ حَنْذٌ : مَشْوِيٌّ على هَذه الصِّفَةِ ، وَصْفٌ بالمَصْدر ، وكذا مَحْنُوذ وحَنِيذٌ . وقيل : الحَنِيذُ : السَّوَاءُ الذي لم يُبَالَغْ في نُضْجِه ، ويقال : هو الشِّوَاءُ المَغْمُوم ، عن أَبي عُبَيْدٍ . ونقل الازهَرِيّ عن الفَرّاءِ : الحَنِيذُ : ما حَفَرْتَ له في الأَرضِ ثمّ غَمَمْتَه ، وهو مِن فِعْلِ أَهلِ البَادِيَة مَعْرُوفٌ ، وهو مَحنُوذٌ في الأَصلِ ( وقد ) حُنِذَ فَهو مَحْنُوذٌ ، كما قيل طَبِيخٌ ومَطْبُوخٌ ، وقال بعد سَوْقِ عِبَارَةٍ : والشِّوَاءُ المَحنوذُ : الذي قد أُلْقِيَتْ فوقَه الحِجَارَةُ المَرْضُوفَةُ بالنارِ حَتَّى يَنْشَوِيَ انْشِوَاءً شديداً فيتَهَرَّى تَحْتَهَا . وقال أَبو زيد : الحَنِيذُ مِن الشِّواءِ : النِّضِيجُ ، وو أَن تَدُسَّه في النارِ ، ويقال : أَحْنَذَ الحْمَ ، أَي أَنْضَجَه . ( و ) مِن المَجاز : حَنَذَ ( الفَرَسَ ) يَحْنِذُه حَنْذاً وحِنَاذاً ( : رَكَضَه ) وأَجراه ( وأَعْدَاهُ ) ، وفي الصحاح : أَحْضَرَه ( شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ ثُمَّ ظَاهَرَ ) ، أَي أَلْقَى ( عليه الجِلاَلَ في الشَّمْسِ لِيَعْرَقَ ) . وفي الأَساس : وحَنَدْتُ الفَرَسَ حِنَاذاً : جَلَّلْتَه بعد أَن تَسْتَحْضِره لِيعْرَق ، ( فهو حَنِيذٌ ومحْنُوذٌ ) . زاد في الصحاح : فإِن لم يَعْرَقْ قِيل : كَبَا . وفي التهذيب : وأَصْلُ الحَنِيذِ مِن حِنَاذِ الخَيْلِ إِذا ضُمِّرتْ ، وحِنَاذُها أَنْ يُظَاهَر علَيْها جُلٌّ فَوْقَ جُلَ حتى تُجلَّلَ بِأَجلالٍ خَمْسةٍ أَو سِتّةٍ لِتَعْرَق ( الفرسُ تحْت تلك الجِلالِ ) ويُخْرِجَ العرَقُ شَحْمَهَا كَيْ لا يَتَنَفَّسَ تَنَفُّساً شَديداً إِذا أُجْرِيَ . ( و ) من المَجاز : حَنَذَت ( الشمْسُ المُسَافِرَ : أَحْرَقَتْه وصَهَرَتْه ) ، كما يقال : شَوَتْه وطَبَخَتْه .
( وحَنَذُ ، مُحَرَّكَةً : ة ) ، وفي المحكم والصحاح : مَوْضِع ( قُرْبَ المَدِينَةِ ) ، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسلامِ ،
____________________

(9/397)


وفي التهذيب . وفي أَعْرَاضِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلمقَرْيَة ( قَرِيبةٌ من المَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ) فيها نَخْلٌ كَثِير يقال لَهَا : حَنَذُ . وفي معجم أَبي عبيد أَنها قَرْيَةُ أُحَيْحَةَ بن الجُلاَح ، وله فيها شِعْرٌ . ( أَو مَاءٌ لِبَنِي سُلَيمٍ ) ومُزَيْنَةَ ، وهو المُنَصَّف بينهما بالحِجَاز .
( و ) عن شَمِرٍ : ( الحَنِيذُ : المَاءُ المُسَخَّنُ ) ، وفي التهذيب : السُّخْنُ . ( و ) الحَنِيذُ ( : دُهْنٌ ، و ) الحَنِيذ ( الغِسْلُ المُطَيَّبُ ) ، وهو ما يُغْسَل به الرَّأْسُ من خِطْمِيَ ونَحْوِه ، وسيأْتي ، ( و ) حَنِيذٌ ( مَاءٌ في دِيَارِ بني سَعْدٍ ) ، قال الأَزْهَريُّ : وقد رأَيْتُ بِوَادِي السِّتَارَيْنِ مِن دِيَارِ بني سَعْدٍ عَيْنَ ماءٍ عليه نَخْلٌ ( زَيْنٌ ) عامِرٌ ( وقُورٌ مِنْ قُصُورِ مِيَاهِ الأَعْرَابِ ) يقال له : حَنيذ ، وكان نَشِيلُه حارًّا ، فإِذا حُقِنَ في السِّقاءِ وعُرِض للهواءِ وضَربَتْه الريحُ عذُبَ وطاب .
( و ) حَنَاذِ ( كقَطَامِ : الشَّمْسُ ) ، لحَرَارتِهَا ، قال عَمرو بن حُمَيْل :
تَسْتَرْكِدُ العِلْجَ بِهِ حَنَاذِ
كالأَرْمَدِ اسْتَغْضَى عَلَى اسْتِئْخَاذِ
( والخُنْذَةُ ، بالضمّ : الحَرُّ الشديدُ ) وقد حَنَذَتْه الشمْسُ ، وفي الصحاح : والحَنْذُ : شِدَّةُ الحَرِّ وإِحْرَاقُه .
( والحُنْذُوَةُ ) بالضمّ ( : شُعْبَةٌ مِن الجَبَلِ ) ، كالخُنْذُوَة بالخاءِ ، وسيأْتي .
( والحِنْذِيَانُ ، بالكَسْر : ) الرجُلُ ( الكَثِيرُ الشَّرِّ ) البَذيُّ اللسانِ ، كالخِذِيَانِ ، بالخَاءِ ، وسيأْتي .
( والحِنْذِيذُ ، بالكَسْر : الكثيرُ العَرَقِ ) من الخَيْل والناسِ .
( المُخحنْذِي : ) البَذَّاءُ ( الشَّتَّام ) ، وقد حَنْذَى ، وسيأْتي في الخاءِ .
( والإِحْنَاذُ : الإِكْثَار مِنَ المَزَاجِ في الشَّرَابِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، ( وقيل :
____________________

(9/398)


الإِقْلاَلُ منه ) عن الفَرّاءِ ، ( ضِدٌّ ) ، وفي المحكم : وحَنَذَ لَهُ يَحْنِذ : أَقَلَّ المَاءَ وأَكثَرَ الشَّرَابَ ، كأَخْفَسَ . وفي التهذيب يقال : إِذَا سَقَيْتَ فَأَحْنِذْ ، ايي أَخفِسْ ، يريد أَقِلَّ الماءَ وأَكْثِرِ النَّبيذَ ، وأَعْرَقَ بمَعْنَى أَخْفَسَ ، وأَنكَر أَبو الهيثم أَحْنَذَ وعَرَف الآخَرَين ، وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : شَرَاب مُحْنَذ ومُخْفَس ومُمْذَى ومُمْهَى . إذا كَثُرَ مِزَاجُه بالماء . قلت : وهو عكسُ الأَوّلِ . وفي الصحاح : ومنه : إِذا سَقَيْتَ فأَحْنِذْ ، أَي عَرِّقِ شَرَابَك ، أَي صُبَّ فِيه قَلِيلَ ماءٍ . وفي الأَساس : إِذا سَقَيْتَه فَاحْنِذْ لَه ، أَي اسْقِه صِرْفاً ( قليل المزاج ) يَحْنِذُ جَوْفَه ، وهو مَجَاز .
( و ) من المَجاز ( اسْتَحْنَذَ ) الرجلُ ، إِذا ( اضْطَجَعَ في الشمْسِ ) وأَلقَى عليه فيها الثِّيَابَ ( لِيَعْرَقَ ) ، واسْتَتَحْنَذَ . اسْتَعْرق .
( و ) حَنَّاذٌ ، ( ككَتَّانٍ ، اسْم ) رجلٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
حِنَاذٌ مِحْنذ ، على المبَالغةِ ، أَي حَرّ مُحْرِق ، قال بخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَة :
لاقى النُّخَيْلاَتُ حِنَاذاً مِخْنذَا
مِنِّي وشَلاًّ للأَعَادِي مِشْقَذَا
أَي حَرًّا يُنْضِجُه ويُحْرِقُه . ويأْتِي في رذذ .
وحَنَذَ الكَرْمُ فُرِغَ مِنْ بَعْضِه ، كذا في المحكم .
والتَّخْنَاذُ : التَّوَقُّدُ ، قال عَمْرُو بْنُ حُمَيْلٍ .
يُضْحِي بِهِ الحِرْبَاءُ فِي تَحْنَاذِ
حوذ : ( *!الحَوْذُ : الحَوْطُ ) ، *!حَاذَ *!يَحُوذُ *!حَوْذاً : حَاطَ يَحُوطُ حَوْطاً .
( و ) *!الحَوْذُ ( : السَّوْقُ السَّرِيعُ ) . وفي المحكم : الشَّديدُ . وفي البصائر :
____________________

(9/399)


العَنِيف ، ( *!كالإِحْوَاذِ ) ، يقال : حُذْت الإِبِلَ *!أَحْوذُها . وفي الأَساس : *!حاذَ الإِبِلَ إِلى الماءِ *!يَحُوذُها *!حَوْذاً : سَاقَهَا ، كحَازَها حَوْزاً ، وفي تفسير البيضاويّ في سُورَة المُجَادلة : *!حُذْتُ الإِبلَ ، بضم الحاءِ وكسرِهَا ، إِذا اسْتَوْلَيْت عليها . وفي العنايَة للشهاب أَن الزجّاجَ ذَكَرَ أَن ثُلاَثِيَّهُ وَرَدَ مِن بابَيْ قَالَ وخَاف . قال شيخُنَا ، وقد ذكر الوجهَين ابنُ القطَّاع وغيرُ ، وأَغفَلَ المصنِّفُ ذالك .

تابع كتاب ( و ) *!الحَوْذُ *!والإِحواذ ( : المُحَافظةُ على الشيْءِ ) ، مِن *!حاذَ الإِبلَ *!يَحوذُهَا ، إِذا حازَهَا وجَمَعَها ليَسوقَها ، ومنه : *!اسْتَحْوَذَ على كذا ، إِذا حَوَاه .
( *!وحَاذُ المَتْنِ : مَوْضِعُ اللِّبْدِ منه ) ، وفي الأَساس : يقال زَلَّ عن حَالِ الفَرَس *!وحَاذِه ، وهو محلُّ اللِّبْد .
( و ) يقال : بعيرٌ ضَخْمُ الحاذَيْنِ ، ( *!الحاذَانِ : ما وَقَعَ عليه الذَّنَبُ مِن أَدْبَارِ الفخِذَيْنِ ) مِن ذَا الجَانِبِ وذا الجَانبِ ، ويقولون : أَنْفَعُ اللَّبَنِ مَا وَلِيَ *!-حَاذَيِ النَّاقَةِ ، أَي ساعَةَ يُحلَب من غير أَن يَكون رَضِعَها حُوَارٌ قبل ذالك . وجمْع *!الحاذِ *!أَحْوَاذٌ .
( و ) من المَجاز : رجل خفِيف ( *!الحَاذ ) كما يقال : خَفيفِ ( الظَّهْر ) ، وفي الحديث ( المُؤْمِن خَفِيفُ *!الحَاذِ ) ، قال شَمِرٌ : الحَالُ *!والحَاذُ ، معاً : ما وَقَعَ عليه اللِّبْذُ مِن ظَهْر الفَرِس . وضَرَبَ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّمَ في قوله : ( المُؤْمِنُ خَفِيفُ الحاذِ ) قلَّةَ اللحْمِ مَثَلاً لِقِلَّةِ مَالِهِ وعِيَالِه ، كما يُقال : هو خَفِيفُ الظَّهْرِ .
( و ) الحَاذُ ( : شَجَرٌ ) الوَاحِدةُ حَاذَةٌ مِن شَجَر الجَنْبَةِ ، قال عَمْرُو بنُ حُمَيْلٍ .
أَعْلُو بِه الأَعْرَفَ ذَا الأَلْوَاذِ
ذَوَاتِ أُمْطِيَ وذَاتَ *!-الحَاذِي
والأُمْطِيّ شَجَرَةٌ لها صَمْغٌ يَمْضَغُه صبْيَانُ الأَعْرابِ .
( و ) في الحديث ( أَفْضَلُ الناسِبعدَ المِائَتَيْنِ رَجُلٌ ( خَفِيفُ *!الحَاذِ ) ) أَي ( قَليلُ المالِ والعِيَالِ ) ، اسْتُعِيرَ مِن
____________________

(9/400)


*!حاذِ الفَرَسِ ، وكذا خَفِيفُ الجَالِ مُسْتَعَارٌ من حالِه ، وقيل خَفِيفُ *!الحاذِ الفَرَسِ ، وكذا خَفِيفُ الحَالَ مُسْتَعَارٌ من حالِه ، وقيل خَفِيفُ الحاذِ أَي الحالِ مِن المالِ ، وأَصْلُ الحاذِ طَرِيقَةُ المُتْنِ . وفي الحديث ( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمَانٌ الرَّجل فيهِ بِخِفَّةِ الحَاذِ كَمَا يُغْبَطُ اليَوْمَ أَبو العَشَرَةٍ ) ، يقَالُ : كَيْفَ حَالُك وحَاذُك .
( و ) من المَجاز قولُ عائشةَ تَصِف عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما : ( كانَ والله *!أَحوَذِيًّا نَسِيجَ وَحْدِهِ ) . ( *!-الأَحْوَذِيُّ : ) السَّرِيعُ في كُلِّ ما أَخَذَ فيه ، وأَصْلُه في السَّفَر ، وقيل : المُنْكَمِشُ الحادّ ( الخَفِيفُ ) في أُمُورِهِ ، الحَسَنُ السِّيَاقِ لَهَا ، ( الحاذِقُ . و ) نقلَ الجوهَرِيُّ عن الأَصمعيِّ قال : الأَحْوَذِيُّ ( : المُشَمِّرُ للأُمورِ ) ، وفي المحكم : في الأُمورِ ( القاهِرُ لَهَا لا يَشِذُّ عليه شَيْءٌ ، *!كالحَوِيذِ ) ، كأَمِيرٍ وهو المُشَمِّر مِن الرجال ، قال عِمْرَانُ بن حِطَّانِ :
ثَقْفٌ *!حَوِيذٌ مُبِينُ الكَفِّ نَاصِعُهُ
لاَ طَائِشُ الكَفِّ وَقَّافٌ ولا كَفِلُ
وفي الأَساس رَجُلٌ *!-أَحْوَذِيٌّ : يَسوقُ الإِمورَ أَحْسَن مَسَاقٍ ، لِعِلْمِهِ بها . وفي اللسان : *!-والأَحْوَذِيُّ : الذي يسيرُ مَسِيرَةَ عَشْرٍ في ثَلاثِ لَيَالٍ . وفي الأَساس : وحاذٍ أَحْوَذِيٌّ ، أَي سَائِقٌ عاقِلٌ .
( والحَوْذَانُ ) ، بالفتح ( : نَبْتٌ ) ، وَاحِدَتُهَا حَوْذَانَةٌ ، وقال الأَزْهَرِيُّ : الحَوْذَانَةُ : بَقْلَةٌ مِن بُقولِ الرِّيَاضِ رَأَيْتُهَا في رِيَاضِ الصَّمَّانِ . وقِيعَانِهَا ، ولها نَوْرٌ أَصفرُ طَيِّبُ الرائِحَةِ . وسبقَ الاستشهَادُ عليه في باب الجيم مِن قوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ .
كَادَ اللُّعَاعُ مِنَ *!الحَوْذَانِ يَسْحَطُهَا
ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ
( *!-والحُوذِيُّ ، بالضَّمّ : الطارِدُ المُسْتَحِثُّ على السَّيْرِ ) ، من *!الحَوْذِ ، وهو السَّيْرُ الشَّدِيدُ وأَنشد :
*!يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيُّ
خَوْفَ الخِلاَطٍ فَهْوَ أَجْنَبِيُّ
____________________

(9/401)



وهو للعَجَّاج يَصِف ثَوْراً وكِلاباً .
( *!وأَحْوَذَ ثَوْبَه ) ، أَي ( جَمَعَه ) وضَمَّه إِليه ، ومنه *!اسْتخْوَذَ على كذا ، إِذَا حَوَاه .
( و ) *!أَحْوَذَ ( الصانِعُ القِدْحَ ) ، إِذا ( أَخَفَّه ) ، قيل : ومِنْهُ أُخِذَ *!الأَحْوَذِىُّ ، قال لَبِيدٌ :
فَهْوَ كَقِدْح المَنِيحِ *!أَحْوَذَه الصَّ
ائِغُ يَنْفِي عَنْ مَتْنِهِ القُوَبَا
( *!والحِوَاذُ ، بالكَسْر : البُعْدُ ) ، قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ :
أَزْمَانَ حُلْوُ العَيْشِ ذُو لِذَاذِ
إِذِ النَّوَى تَدْنُو عَنِ *!الحَوِاذِ
( و ) يُقَال : ( *!اسْتَحْوَذَ ) عليه الشيطانُ ( : غَلَبَ ) ، كما في الصحاح . ولغَةٌ *!اسْتَحَاذَ .
( و ) *!حاذَ الحمارُ أُتُنَه ( : اسْتَوْلَى ) عليها وجَمَعَهَا ، وكذا حَازَهَا ، وبه فُسِّر قولُه تَعَالَى : { أَلَمْ *!نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } ( سورة النساء ، الآية : 141 ) أَي أَلَم نَسْتَوْلِ عليكم بِالمُوَالاَةِ لَكُمْ ، وأَوْرَد القَوْلَيِنِ المُصَنِّفُ في البصائرِ فقال : قولُه تعالى : { *!اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ } ( سورة المجادلة ، الآية : 19 ) أَي اسْتَاقهم مُسْتَوْلِياً عَليهم ، مِن حَاذَ الإِبلَ *!يَحُوذُها ، إِذا سَاقَهَا سَوْقاً عَنِيفاً ، أَو من قولهم : *!اْستَحْوَذ العَيْرُ الأُتُنَ إِذا استولَى على *!حَاذَيْهَا ، أَي جَانِبَيْ ظَهْرِهَا . وفي المحكم . قال النحويونَ : اسْتَحْوَذَ خَرَجَ على أَصْلِه ، فمَنْ قالَ : *!حَاذَ *!يَحُوذُ ، لم يَقُلْ إِلاَّ اسْتَحَاذ ، ومن قال : *!أَحْوَذَ ، فَأَخْرَجَه على الأَصْلِ ، قال : *!اسْتَحْوَذَ ، قلْت : وهو من الأَفْعَالِ الواردةِ على الأَصْل شُذُوذاً مع فصاحتِها ووُرُودِ القُرْآنِ بها ، وقال أَبو زيد : هاذا الباب كلّه يجُوز أَن يُتكلم به على الأَصْلِ . تقول العرب : اسْتصاب واسْتَصْوَب ، واسْتجاب واستجْوَب ، وهو قِياس مُطَّرِد عِندهم .
( و ) يقال ( هما *!بِحاذةٍ واحِدةٍ ) أَي ( بِحالةٍ ) واحدةٍ ، *!والحاذُ *!والحاذةُ :
____________________

(9/402)


الحالُ والحالَة ، واللام أَعلى من الذال .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الحِوَاذُ ، ككِتَابٍ : الفِراق .
*!والحَاذَة : شَجَرَةٌ تَأْلفهَا بَقرُ الوَحْشِ ، قال ابنُ مُقْبِل :
وَهُنَّ جُنوحٌ لَدى *!حَاذَةٍ
ضَوَارِبَ غِزْلاَنُهَا بِالجُرُنْ
سَمَّوْا . *!حَوْذَانَ *!وحَوْذَانَةَ . وأَبو *!حَوْذَانَ ، مِنْ كُنَاهم ، وكذا أَبو حَوْذٍ .
حيذ : ( *!الحَيْذَوَانُ ) ، بفتح الأَوَّل وضمّ الثالث ، أَهملَه الجماعَة ، وهو ( الوَرَشَانَ ) ، طائرٌ يقال له ساقُّ حُرّ ، وسيأْتي ، وقد استدركه الجلال السيوطيُّ في دِيوان الحَيوانِ على الدَّمِيرِيّ .
2 ( فصل الخاءِ المعجمة مع الذال المعجمة ) 2
خذذ : ( *!خَذَّ الجُرْحُ *!خَذِيذاً ) ، أَهمله الجوهَرِيّ والليث ، وفي النوادر : إِذا ( سَالَ صَدِيدُه ) ، كذا في التهذيب .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!خَذَّ الجُرْحُ *!خَذًّا ، *!والخَذِيذ أَشْهَرُ .
*!وأَخَذَّ : أَصَدّ .
خربذ : ( مَعْرُوف بن خَرَّبُوذَ ، بفتح الخاءِ والراءِ المشدَّدةِ ، وضمّ الباءِ الموحَّدةِ ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ والجماعَة ، وقال الصَّغانيّ : هو ( مُحَدِّثٌ لغَوِيٌّ مَكِّيٌّ ) . ونقَلَ الحافِظ في تَهْذِيب التهذيبِ سكونَ الرَّاءِ أَيضاً ، قال ، وهو مِن موالِي آلِ عُثمانَ ، صَدُوقٌ ، رُبَّما وَهِمَ ، وكان أَخْبَارِيًّا عَلاَّمَةً ، من الخامِسَة .
( ) وبَقِيَ :
سالِمُ بن سَرْجٍ أَبو النّعْمَان . وفي كِتَاب الثِّقَاتِ لابن حبَّان : ويقال ابنُ خَرَّبُوذ ، والصحيح ابن سَرْجٍ يَروِي عن أُمِّ ضُبَيْبَةَ الج 2 نِيَّة ، قالت ( اخْتَلَفَتْ يَدِي ويَدُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلمفي الوُضوءِ مِن إِناءٍ واحِدٍ ) . رواه
____________________

(9/403)


عنه أُسامة بن زَيْدٍ وخارِجَة بن الحارِث المَدَنِيّ . واسُم أُمِّ ضُبَيْبَة خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ ، وهو مَوْلاَها . ونقلَ شَيْخُنَا عن تاريخ المَدِينَة للسخاوِيّ عن الدارقطْني قال : سَرْجٌ يُعْرَف بِخَرَّبُوذَ ، وقال الحاكم : مَن قال ابن سَرْجٍ فَقَدْ عَرَّبَه ، ومَن قال ابن خَرَّبوذ أَرَادَ به الإِكَافَ بالفَارِسِيّة . واستْدْرك : سلِيمان ابن خَرَّبوذ ، روَى عن شيخٍ من أَهل المَدينةِ عن عبد الرحمان بن عَوْف قال : عَمَّمَني رسول الله صلى الله عليه وسلمفَسَدَلَهَا مِنْ بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفِي . قلت : وعبدُ الرحمامن بن خرَّبوذ يَرْوِي عن ابنِ عُمَرَ وأَبي هُيَرْيَرَةَ . وعنه يَعْلَى بن عَطَاءٍ .
خردذ : ( الخَرْدَاذِيُّ : الخَمْرُ ) ، أَهمله الجماعةُ ، وسيأْتي للمصنّف بعدُ : الدَّاذِيُّ الخَمْرُ ، فهي إِذاً مُركَّبة من الخَرْ والدَّاذِيّ ، ومعناه : شَرَابُ الحِمَارِ ، وكان ينْبغِي التنبيهُ عليه كما هو عادتهُ في أَمثالِه .
( ) ومما يستدرك عليه :
خرزذ : خُرَّزَاذ ، بضمّ فتشديد ، وهو جَدُّ القاضِي أَبي بكر أَحمدَ بنِ محمود بن زكرِيا بن خُرَّزاذ الْأَخْوَازِيّ ، ثِقة ، عن أَبي مُسْلِم الكجِّيِّ وغيرِه .
خنذ : ( الخِنْذِيذ ، بالكسْر : الطَّويل ) من الخَيل .
( و ) الخِنْذِيذ ( : رأْسُ الجَبَل المُشْرِفُ ) الطويل الضَّخْمُ ، كذا في المحكم ، أَو شُعْبَةٌ فيه دَقِيقةُ الطَّرَف ( كالخُنْذُوَةِ ) ، بالضمّ ، والخُنْذُوَة ، بإِعجام الخاء وإِهمالها ، والجُنْذُوَة ، بالجيم ، كذا وُجِد في بعض نُس كتَاب سِيبويهِ ، والجمْع الخناذِي .
( و ) الخِنْذِيذ ( : الفَحْلُ ) ، وأَنشدَ الجوهرِيّ قَوْلَ بِشْرٍ :
وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ مِنْه
كطَيِّ الزِّقّ عَلَّقَه التِّجَارُ
____________________

(9/404)



( و ) الخِنْذِيذ ( : الخَصِيُّ ) أَيضاً ، وعليه الأَكثرون ، وهو ( ضِدٌّ ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ : كلّ ضَخْمً من الخَيْل وغيرِه خِنْذِيذٌ ، خَصِيًّا كان أَو غَيْرَه ، وأَنْشَدَ بيْتَ بِشْرًّ . وفي الصحاحِ : وحَكَى أَبو زَيْدٍ : الخَنَاذِيذُ : جِيَادُ الخَيْلِ وأَنْشَدَ قَوْلَ خُفَافِ بن قَيْسٍ :
وخنَاذِيذَ خِصْيَةً وفُحُولاَ
فَوَصَفَهَا بِالجَوْدَةِ ، أَي مِنْهَا فُحولٌ ومنها خِصْيَانٌ ، قال شيخُنا : فخرجَ بذالك من حَدِّ الأَضدادِ . قلت : وهاكذا حَقَّقه ابن بَرّيّ في الحواشي .
( و ) الجِنُذِيذُ ( : الشاَّعِرُ المُجِيدُ المُفْلِق ) المُنَقِّح .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : الشُّجعَاعُ البُهْمَةُ ) ، الذي لا يُهْتَدَى مِن أَيْنَ يُؤتَى لِقِتَالِه ، وسيأْتي .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : السَّخِيُّ ) الجَيِّدُ التَّامُّ السَّخَاءِ .
( و ) الخنْذِيذُ ( : الخَطِيبُ البَلِيغُ ) المُفَوَّهُ المِصْقَعُ .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : السَّيِّدُ الحَلِيمُ ) ذِو الأَنَاةِ .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : العالِمُ بأَيَّامِ العَرَبِ وأَشعارِهم ) وقَبَائِلهِم ، كُلُّ ذالك عن ابن الأَعْرَابيِّ .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : البَذِىءُ اللِّسَانِ ) الشَّتَّامُ ، جمْعه خَنَاذِيذُ ، ( كالخِنْذِيَانِ ) ، بالكسر أَيضاً ، والخِنْظِيَان ، وهو أَيضاً : الكثيرُ الشَّرِّ ، كما في التهذيب .
( و ) الخِنْذِيذُ ( : الإِعْصَارُ مِن الرِّيح ) ، قال :
نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ يُجَاوِبُهَا
نِسْعٌ لَهَا بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ
( و ) خِنْذِيذٌ ( : فَرَسُ ) عُقْفَانَ الضِّبَابِيِّ ، لجَوْدَتِه .
____________________

(9/405)


( وخَنْذَى ) الرَّجُلُ ، وخَنْظَى ، وعَنْظَى ، وحَنْظَى ( : حَرَجَ إِلى البَذَاءِ ) والشَّتْمِ والشَّرِّ وسَلاَطَةِ اللسانِ ، ( وذَكَرَه الجوهَرِيُّ في المُعْتَلِّ ، و ) ذكر ( حَنْظَى في الظَّاءِ ) ، وذكر أَنَّ الأَلف للإِلْحَاق ، ( وهُمَا من بابٍ واحِدٍ ) ، وفي بعض النُّسخ : من وَادٍ واحِدٍ ، أَي فالصوابُ إِمّا ذكْرُهما معاً في المعتَلِّ أَو حيثُ ذكَر خَنْظَى في الظاءِ فكان الصوابُ ذِكْرَ خَنْذَى هنا في الذال ، فهو كالترجيح بلا مُرَجِّح .
( و ) خَنْذَى و ( تَخَنْذَذَ ) وتَخَنْذَى ( : صَارَ خَلِيعاً ) ماجِناً ، أَو صار ( فَاتكاً ) شُجاعاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
خَنَاذِيذُ الغَيْمِ ، وهي أَطرافٌ منه مُشْرِفَةٌ شاخِصَةٌ مُشَبَّهَةٌ بشمَارِيخِ الجِبَالِ الطّوالِ المُشرِفَة ، فهو مَجازٌ .
وخَنَاذِي الجَبَلِ : خَنَاذِيذُه ، عن الصاغانيّ .
خوذ : ( *!الخُوذَةُ ، بالضَّمّ ، : الْمِغْفَرُ ، ج *!خُوَذٌ ، كغُرَفٍ ) ، فارِسيُّ مُعرَّب ، ومن سجعاتِ الحَرِيرِيّ ، وايمُ الله إِنه لمن أَيْمَنِ العُوذ ، وأَغْنَى لَكُم مِن لابِسي *!الخُوَذ .
( *!والمُخَاوَذَةُ : المُخَالَفَة ) *!خَاوَذَه *!مُخَاوَذَةً *!وخِوَاذاً : خالَفَه ، كذا في المحكم ، وقال : *!المُخَاوَذَةُ ، *!والخِوَاذُ : الفِرَاقُ ، وأَنشد :
إِذَا النَّوَى تَدْنُو مِنَ *!الخِواذِ
( و ) المخاوَذَة ( : المُوَافَقَةُ ) ، يقال *!خَاوَذَهُ *!مُخَاوَذَةً : فَعَل كفِعْلِه ، كذا في التهذيب ، وهو قولُ الأُمَوِيّ ، وأَنكره شَمِرٌ بهاذا المعنَى ، فهو ( ضِدٌّ ) .
( *!والتَّخَاوُذُ : التَّعَاهُدُ ) ، كذا في نوادِرِ الشُّعَرَاءِ .
( *!والتَّخَوُّذُ : ) التَّعَهُّد ، يقال : فلانٌ *!يَتَخَوَّذُنَا بالزِّيارَةِ ، أَي يَتَعَهَّدُنَا بها ( سقط :
( و ) هُمْ من ( *!خُوذَان النَّاسِ ) ، بالضمّ )
____________________

(9/406)


وهَلاَئِثِهم وقَزَمَهِم و ( خَدَمهم ) ، بمعنًى واحِدٍ ، قال ابنُ أَحمر :
إِذَا سَبَّنَا مِنْهُمْ دَعِيٌّ لِأُمِّهِ
خَلِيلانِ مِنْ *!خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ
وفي المحكم : هو من *!خُوذَانِهم ، أَي من خُشَارِهِم ، وخَمَّانِهم .
( و ) قال شَمِرٌ : *!المُخَاوَذَةُ *!والخِوَاذُ : الفِرَاقُ .
و ( *!خِوَاذُ الحُمَّى ، بالكَسْر : أَنْ تَأْتِيَ لِوَقْتٍ غَيْرِ مَعْلُومٍ ) وقال ابنُ سيده : *!وخَاوَذَتْه الحُمَّى *!خِوَاذاً ، إِذا أَخذَتْه ، ثم انقطعتْ عنه ، ثم عاوَدَتْه . وقيل : *!مُخَاوَذَتُها إِيَّاه : تَعَهُّدُها لَه ، قال الأَزهريُّ : ونَزعل حَيَّانِ على ماءٍ عَضُوضٍ لا يُرْوِي نَعَمَها في يَوْمٍ ، فسمِعْتُ بَعْضَهم يَقول *!خَاوِذُوا وِرْدَكُمُ تُرْوُوا نَعَمَكُمْ . أَي يُورِد فَرِيقٌ يوماً والآخرُ يوماً بَعْدَه ، وإِذا فَعَلُوه شَرِبَ كُلُّ مالٍ غِبًّا ، لأَنَّ المالَيْه إِذا اجتمعَتْ على الماءِ نُزِحَ فلم يُرْوِهما وصَدَرُوا عن غَيْرِ رِيَ ، فهذا معنَى *!الخِوَاذِ عندهم ، كذا في التهذيب . ( وأَمْرٌ *!خَائِذٌ لائِذٌ : مُعْوِزٌ ، *!كَمُخَاوِذٍ مُلاَوِذٍ ) . كذا في نَوَادِر الأَعرابِ .
( و ) يقال : ( ذَهَبَ ) فلانٌ ( في *!خَوْذَانِ الخَامِلِ ) ، بالفتح ، ( إِذا أُخِّرَ عَنْ أَهْلِ الفَضْلِ ) ، وأَنشد قول ابن أَحمر المقدّم ذِكْرُه ، كذا في التهذيب .
*!وخَاوَذَ عنه : تَنَحَّى .
2 ( فصل الدال المهملة مع الذال المعجمة ) 2
دبذ : ( الدَّيْبُوذُ : ثَوْبٌ ذُو نِيرَيْنِ ) وسيأْتي للمصف في نير ثوْبٌ مُنَيَّرٌ ، كمُعَظَّم : مَنْسُوجٌ على نِيرَيْنِ وهو ( مُعَرَّب ) فارِسيَّته ( دُوبُوذ ) بالضمّ ،
____________________

(9/407)


ونقله الجوهريّ عن أَبي عُبَيْدَةَ ، وأَنشدَ بيتَ الأَعشى يَصِف الثَّورَ :
عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَه
أَرَنْدَجَ إِسْكَافٍ يُخَالِطُ عِظْلِمَا
( ج دَيَابُوذُ ودَيَابِيذُ ) ، قال شيخنَا : والوَجْهَانِ في الجمعِ من مُرَاعَاةِ لُغَةِ الفُرْسِ ، لأَنه يُوجَد مثلُه في كلامِ العَربِ ( ورُبَّمَا عُرِّبَ بِدالٍ ) مُهمَلة ، أَي نَقطَتْ به العَرَبُ كذالك ، قاله شيخُنَا .
دوذ : ( *!الدَّاذِيُّ : شَرابُ الفُسَّاقِ ) ، وهو الخَمْرُ ، وهو على صِيغَة المَنْسوبِ ، وليس بِنسَبٍ ، كالذي يأْتي بَعدَه ، ولم يُنَبّه عليه .
دينباذ : ( ونَبْذُ *!الدِّينَبَاذِ ) بفتح فسكون وكسرِ الدال المهملة وسكون التحتِية وفتح النون ثم المُوحَّدة وآخره ذال ( : ع باليَمَنِ كَثِيرُ الجَوْزِ ) .
2 ( فصل الذال المعجمة مع مثلها ) 2
ذوذ : ( *!الذَّاذِيُّ : نَبْتٌ ) ، وقيل : شيءٌ ( له عُنْقُودٌ مُسْتَطِيلٌ ) وحَبُّه على شَكْلِ حَبِّ الشعيرِ يُوضَع منه . مِقْدَارُ رطْلٍ في الفَرَقِ فَتَعْبَقُ رَائِحَتُه ويَجُود إِسْكَارُه ، قال .
شَرِبْنَا مِنَ *!-الذّاذِيّ حَتَّى كَأَنَّنَا
مُلُوكٌ لَنَا بَرُّ العِرَاقَيْنِ والبَحْرُ
قلت : ولذا حَك الحُذَّاق باتّحاده مع الذي قَبْلَه ، وكُلٌّ منهما غيرُ عربِيّ ولا مَعْرُوف . وقد ( جَاءَ عَلَى ) صِيغة ( النَّسَب ، وليس بِنَسَبٍ ) ، كالذي قَبْلَه ، ويقال هذا أَيضاً في الخرْداذِيّ الذي تَقَدَّمَ .
2 ( فصل الراءِ مع الذال المعجمة ) 2
ربذ : ( الرَّبَذَةُ ، بالتحريك : الصُّوفَةُ
____________________

(9/408)


يُهنَأُ بها البَعيرُ ) ، أَي يُطلَى بالهِنَاءِ ، وهو القَطِرَانُ ، وقال غيرُه : الرَّبَذَةُ : هي الخِرْقَةُ التي تُطْلَى بها الإِبلُ الجَرْبَى ، ونقل الأَزهَرِيُّ عن الكسائيِّ : وهي الخِرْقَةُ التي يُهْنَأُ بها الجُرْبُ ، وهي لغةٌ تَمِيمِيَّة ، وهي الوَفِيعَةُ . ( و ) الرَّبَذَة ( : خِرْقَةٌ يَجْلُو بها الصَّائِغُ الحَلْيَ ) ، وهي الربنة أَيضاً ، وسيأْتي . ( ويُكْسَر فيهما ) أَي في الخِرْقَةِ والصُّوفَة ، وقد صَرَّح غيرُ واحدِ من الأَئمّة أَن الكسر فيهما أَفصح من التحريك ، قال شيخنا : وإِنَّما قَدَّم التحريكَ إِيثَاراً للاختصارِ في معانِيه .
( و ) الرَّبَذَة : قَرْيَةٌ كانَتْ عامِرَةً في صَدْرِ الإِسلامِ ، وهي عن المَدِينَة في جِهةَ الشرْقِ على طريقِ حَاجِّ العِراقِ على نحوِ ثلاثةِ أَيَّامٍ سُمِّيَتْ بِخِرْقَة الصَّائِغ ، كما في المِصْبَاح ، بها ( مَدْفَنُ أَبِي ذَرَ ) جُنْدَب بن جُنَادَةَ ( الغِفَارِيِّ ) وغيرُه من الصحاب ، رضي الله عنهم . ( قُرْبَ المَدِينَةِ ) المُشرَّفَة ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام . وفي المراصد تَبَعاً لأَصْلِه : الرَّبَذَة مِن قُرَى المَدِينَة ، على ثلاثةِ أَيَّامٍ منْهَا قَرْيَةُ ذَاتِ عِرْقٍ على طَرِيق الحِجَازِ ، إِذا رَحَلْت من فَيْدٍ تُرِيد مكَّة ، بها قبرُ أَبي ذَرَ ، خَرِبَتْ في سنة تسْعَ عَشرَةَ وثلاثمائة بالقَرَامِطَة . قال شيخنا : ويَقرُب منه قولُ عِياضٍ فإِنه قال : بينها وبين المدينة ثلاثُ مَراحِلَ ، قَريبَةٌ مِن ذاتِ عِرْقٍ . قلت : وفي كُتِب الأَنساب أَنها مَوْضِعٌ بين بغدادَ ومَكَّة ، وفي كتابِ أَبي عُبَيْدٍ : من منازِلِ الحاجِّ بين السَّلِيلةِ والعَمْق . ( ومنْهُ ) ، والصواب : منها ، وتعبير القَرْيَةِ بالمَدْفَن يَقْتَضِي أَنّ اسم الرَّبَذَةِ مَحصورٌ فيه ، وليس كذالك ، كما عرفْت ، أَبو عبد العزيز ( مُوسَى بنُ عُبَيْدَةَ ) بن نُشَيْطٍ ( الرَّبَذِيُّ ) ، مَدَنيّ الدارِ ، رَوَى عن محمَّد بن كَعْبٍ ، ونافعٍ ، وعنْه الثَّوْرِيّ وشُعْبَةُ ، ذكرَ ذالك ابنُ أَبي حاتِمٍ عن أَبيه . قال ابن مُعِين : لا يُحْتَجُّ بحديثه . وقال أَبو زُرْعَة : ليس بِقَوِيّ الحديثِ ،
____________________

(9/409)


( وأَخَواهُ عبدُ الله ومُحَمَّدٌ ) ، رَوَى عبدُ الله عن جابرٍ وعُقْبةَ بنِ عامرٍ ، وعنه أَخوه مُوسَى ، قتلَتْه الخَوَارِجخ بِقُدَيْد سنة 130 ، أَورده ابن الأَثير ، وذكره ابن حِبّان في كِتاب الثِّقاتِ ، وعبد الله بن سَبَدَانَ المَطْرُودِيِّ الرَّبَذِيّ ، عن أَبي ذَرَ وحُذَيفة ، وعنه مَيمون بن مِهْرَان ، وحَبيب بن مَرزوق . ومَطْرُودٌ : فَخِذٌ في بني سُلَيْم .
( و ) الرَّبَذَة ، مُحَركةً ( : عَذَبَةُ السَّوْطِ ) ، قال النَّضْرُ : سَوْطٌ ذُو رِبَذٍ ، وهي سُيُورٌ عِنْدَ مُقَدَّم جَلْزِ السَّوْطِ ( و ) سُئل ابنُ الأَعرابِيّ عن الرَّبَذَة اسمِ القَرْيَة فقال : الرَّبَذَة ( : الشِّدَّةُ ) يقَال : كُنَّا في رَبَذَةٍ فانْحَلَّتْ عَنَّا ( و ) من المَجاز : الرِّبْذَة ( بالكَسْر : رَجُلٌ لا خَيْرَ فيه ) ، هاكذا فقاله بعضهم ، ولم يَذكر النّتْنَ ، وقال اللِّحْيَانِيُّ : إِما أَنْتَ رِبْذَة من الرِّبَذِ ، أَي مُنْتِن لا خيرَ فيك ، كذا في المحكم ( و ) في التهذيب ، الرِّبْذَة والثَّمْلَةَ والوَفِيعَةُ ( صِمَامُ القَارُورَةِ ) ، قاله ابن الأَعرابيّ ، ( و ) الرَّبْذَة بالكسر ومُحَرَّكَةً ( : العِهْنَةُ تُعَلَّق في أُذُنِ ) الشاةِ أَو ( البَعِير ) والناقة ، الأُولى عَن كراعَ ، وإِليه الإِشارة بقوله ( وغَيْرِه . و ) الرِّبْذَة ( : خِرْقَةُ الحَائِضِ ) قاله الليث ، وفي الأَساس : وكأَنَّ عِرضَه رِبْذَةُ الهانِىء ورِبْذَةُ الحائضِ ، وهي الصُّوفَة والخِرْقَة ، وتقول : لمَّا أَسْمَعَهم الحَقَّ نَبَذُوه كَما يَنْبِذُ الهانِىء الرِّبْذَةَ . ( و ) الرِّبْذَة ( : كُلّ ) شيْءٍ ( قَذِر ) مُنْتِن ، ( جَمْعُ الكُلِّ رِبَذٌ ورِبَاذٌ ) ، كعِنَب وكِتَاب ، هاكذا هو مضبوط عندنا ، وعبارة المحكم قبلَ سِياقِ هاذه في جمْع الرَّبَذَة مُحَرّكَةً بمعنى العِهْنة : رَبَذٌ . قلت : ومثلُه عبارة التهذيب نقلاً عن الفَرَّاءِ وابن الأَعرابيّ ، قال ابنُ سِيده : وعندي أَنه
____________________

(9/410)


اسمٌ للجمع كما حَكاه سِيبويهِ مِنْ حَلَقٍ في جَمْعِ حَلْقَة .
وفي الأَساس : وعَلَّق في أَعناقها المَرَابِذَ ، وهي العُهُونُ المُعَلَّقة في إِعناق الإِبل . قلْت : المَرابِذُ كالمَحَاسِن جُمِعَ على غَيْرِ لَفْظِه .
( والرَّبَذِيُّ ، محرّكةً : الوَتَرُ ) يقال له ذالك وإِن لم يُصْنَ بالرَّبَذَةِ ، عنِ أَبي حنيفة ، قال : والأَصلُ ما عُمِلَ بها ، وأَنشد لعُبَيْدِ بن أَيُّوب ، وهو من لُصوص العرب .
أَلَمْ تَرَنِي حَالَفْتُ صَفْرَاءَ نَبْعَةً
لَهَا رَبَذِيٌّ لَمْ تُفَلَّلْ مَعَابِلُهْ
( و ) الرَذِيُّ ( : السَّوْطُ ) الأَصْبَحِيُّ .
( و ) في المحكم ( الرَّبَذُ ، بالتحريك خِفَّةُ اليَدِ ) والرِّجَل ، في العَمَلِ والمَشْيِ . يقال : ( رَبِذَتْ يَدُه بالقِدَاح كفَرِحَ ) ، أَي خَفَّتْ ، ( و ) إِنه لَرَبِذٌ ، ( كَكَتِفٍ ) ، قال الأَزهريُّ عن الليث : هو ( الخَفِيفُ القَوائمِ فِي مَشْيهِ ) والأَصابعِ في عَمله . ( و ) هو ( رَبِذُ العِنَانِ : مُنْفَرِدٌ مُنْهَزِمٌ ) ، كذا عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، وقولُ هِشَامٍ المَرَئِيِّ :
تَرَدَّدُ فِي الدِّيارِ تَسُوقُ نَاباً
لَهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بِالبِطَانِ
وَلَمْ تَرْمِ ابنَ دَارَةَ عَنْ تَمِيمٍ
غَدَاةَ تَرَكْتَهُ رَبِذَ العِنَانِ
فَسَّرَه بتَركْتَه خَالِياً مِن الهَجْوِ ، إِنما عَمَلْك أَنْ تَبْكِيَ في الدِّيارِ ولا تَذُبّ عن نَفْسِك ، كذا في المحكم .
( ولِثَةٌ رَبِذَة : قَليلةُ اللحْمِ ) قاله أَبو سعيد ، وأَنشد قوْلَ الأَعشى :
تَخَلْهُ فِلَسْطِيًّا إِذا ذُقْتع طَعْمَهُ
عَلَى رَبِذَاتِ النِّيِّ حُمْشٍ لِثَاتُها
قال : النِّيُّ : اللحم ، قال الأَزهريّ : قلت وروى عن ابن الأَعرابيّ عَلَى رَبِدَات النِّيّ ، مِنَ الرُّبْدَة السواد .
____________________

(9/411)


قلت : ويُرْوَى أَيضاً : عَلَى رَبذتِ الظَّلْمِ ، ويروى أَيضاً : نَيِّرَات ، بدل رَبذات .
( و ) في الأَساس : ومن المَجاز : فلان ( ذُو ربِذَاتٍ ) إِذا ( كَانَ كَثِير السَّقَطِ في كَلامِه ) .
( و ) عن ابن السّكّيت ( الرَّبَاذِيَة ، كعَلاَنِيَة : الشَّرُّ ) الذي يَقَع بين القَوْمِ ، وأَنشَد لِزيادٍ الطباجِيّ :
وكانَتْ بَيْنَ آلِ أَبِي زِيَادٍ
رَبَاذِيَةٌ فأَطْفَأَهَا زِيَادُ
كذا في التهذيب والمحكم .
( والمِرْبَاذُ : المِهْذَار المِكْثَار ) ذو الرَّبِذَاتِ ، ( كالرَّبَذَانِيِّ ) ، محَرَّكةً ، نقله الصاغانيُّ عن الفراءِ .
و ( أَرْبَذَه ) : أَي الثوبَ أَو الحَبْل : ( قَطَعَه ) .
( و ) أَرْبَذَ ( : اتَّخَذَ السِّيَاطَ الرَّبَذِيَّة ) هاكذا في النُّسخ وهي الأَصْبَحِيَّةُ مِن السِّياط ، وفي التهذيب اتَّخَذ السِّيَاطَ الأَرْبَذِيَّة ، وهي معروفة ، والأُولى عبارة المحكم والتكملة .
( والرَّبْذَاءُ ) كصَحْرَاءَ : اسم ( ابْنَة جَرِيرِ بن الخَطَفِي ) الشاعر المشهور ، لها ذِكْرٌ ، وهي أُمُّ أَبي غَرٍ يبٍ عَوْفِ بن كخسيب ، ضَبطه الحافظخ بالدال المهملة ، ( وجَماعَةٌ ) آخَرون ، ( وأَبو الربْذَاءِ مِن كُنَاهم ) إِن لم يكن مصَحَّفاً ، من الربْدَاءِ أَو الرَّمْدَاءِ ، وقد تقدَّما ، وهو مَوْلَى امرأَةٍ وله صحْبة .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَرَسٌ رَبِذٌ ، ككَتِفٍ : سَرِيعٌ ، قاله الأَزهريّ ، وفي الأَساس : فَرَسٌ رَبِذُ القوائمِ ، وله قوائمُ رَبِذَاتٌ .
ورَبَذٌ ، محَرّكةً : جَبَلٌ عِنْد الرَّبَذَة ، قالوا : وبه سُمِّيَتْ ، قاله البَكحرِيّ .
والرِّبَذُ ، كعِنَبٍ : سيُورٌ عند مُقَدَّمِ جَلْزِ السَّوْطِ ، عنِ ابن سُمَيْلٍ .
رذذ : ( *!الرَّذَاذ ، كسَحَابٍ : المَطَرُ الضَّعيف ) ، وهو فوق القِطْقِطِ ، ( أَو الساكِنُ
____________________

(9/412)


الدائمُ الصِّغَارُ القَطْرِ كالغُبَارِ ، أَو هو بَعْدَ الطَّلِّ ) ، هاذه الأَقوال الثلاثةُ ذَكَرَهَا ابنُ سِيدَه في المحكم ، وأَنشد للراجز :
كَأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ
بَعْدَ *!رَذَاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ
عَلَى قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ
فجَعل الرّذاذَ للدِّيمَةِ ، واحدته *!رَذَاذَةٌ . وفي الأَساس الرَّذَاذُ ، بالفتح : مَطَرٌ رَقِيقٌ فَوقَ الطَّلِّ . واقتصر الجوهريّ على القَوْلِ الأَوَّل ، وفي المُحْكَم ، وأَمَّا قَوحلُ بَخْدَج يَهجو أَبَا نُخَيْلَةَ :
لاَقَى النُّخَيْلاَتُ حِنَاذاً مِحْنَذَا
مِنِّي وَشَلاًّ للأَعَادِي مِشْقَذَا
وقَافِيَاتِ عَارِمَاتٍ شُمَّذَا
مِنْ هَاطِلاتٍ وابلاً *!وَرَذَذَا
فإِنه أَرادَ *!رَذَاذاً ، فحذفَ ضَرُورَةً ، وشَبَّه شِعْرَه *!بالرَّذاذِ في أَنه لا يَكَادُ يَنْقَطع ، لا أَنَّه عَنَى به الضَّعِيف ، بل يَشْتَدُّ مَرَّةً ، فيكون كالوابل ، ويسْكن مَرَّةً ، فيكون *!كالرَّذَاذِ الذِي هو دائمٌ ساكن ، ( و ) قد ( *!أَرذَّت السماءُ ) فهخي تُرِذّ *!إِرْذاذاً ، ( *!ورَذَّتْ )*! تَرُذُّ *!رَذَاذاً ، وهاذه عن الزَّجّاج ، ( وأَرْضٌ *!مُرَذٌّ عليها ) *!ومُرَذَّة ( *!ومَرْذُوذَة ) ، هاذه عن ثعلب ، وقال الأَصمعيّ : لا يُقَالُ *!مُرَذَّة ولا*! مَرْذُوذَة ، ولاكن *!مُرَذُّ عليها ، هاذا نصّ عبارة المحكم ، وفي التهذيب عن الأَصمعيّ : أَخَفُّ المَطَرِ وأَضْعَفُه الطَّلُّ ، ثم *!الرَّذَاذُ ، وقال الكسائيُّ :أَرْضٌ *!مُرَذَّة ومَطْلُولَةٌ ، ونقل الجوهَرِيّ عن أَبي عُبَيْدٍ مثلَ قَولِ الأَصمعيّ ، ونقل شيخُنَا عن الخَطَّابِيّ والسُّهيليّ في الرَّوْضِ : *!الرَّذَاذُ : أَكْثَرُ مِن الطَّشّ والبَغْشِ ، وأَما الطَّلُّ فأَقْوَى قليلاً أَو نَحْوٌ منه ، يقال أَرْضٌ مَطْلُولة ومَطْشُوشَة ، ولا يُقَال *!مَرْذُوذَة ولاكن *!مُرَذَّةٌ *!ومُرَذٌّ عليها . وفي الأَساس : باتَت السَّمَاءُ *!تُرِذّنَا ، ويَوْمُنا يَومُ *!رَذاذٍ ، وسُرُورٍ والْتِذَاذ . وتقول : السَّمَاءُ *!مُرِذّ ، والسَّمَاع مُلِذّ ، فهلْ أَنْتَ إِليْنَا مُغِذّ . أَراد سَماعَ الحديثِ والعِلْم لا سمع الغِنَاءِ .
( و ) من المَجاز ( أَرَذَّ السِّقَاءُ والشَّجَّةُ : سَالَ ما فيهما ) وسِقَاءٌ *!مُرِذُّ مُغِذّ ، وكذا
____________________

(9/413)


*!أَرَذَّت العَيْنُ بمائها . وفي التهذيب : رَذَّت العَيْنُ بِمائِهَا و ( *!أَرذَّ ) السِّقَاءُ *!إِرْذاذاً ( إذا ) سال ما فيه و ( *!أَرذَّت ) الشَّجّة ( إذا ) سَالَتْ ، وكُلُّ سائِلٍ مُرِذّ ( و ) من المَجاز ( يَوْمٌ *!مُرِذٌّ ) ، عن الليث ( : ذُو *!رَذَاذ ) ، وكذا ، نَحْنُ نَرْضَى برَذَاذِ نَيْلِك ، ورَشَاشِ سَيْلِك .
روذ : ( *!الرَّوْذَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو ( : الذَّهَاب والمَجِىءُ ) ، قال أَبو منصور : هاكذا قُيِّدَ هاذا الحرفُ في نُسْخَةٍ مُقَيّدَة بالذالِ قال : وأَنا فيها واقِفٌ ، ولعلها : رَوْدَةٌ ، من رَادَ يَرُود .
( *!ورَاذَانُ : ع بالمدينةِ ) المُشَرَّفة ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، وقال :
وَقَدْ عَلِمَتْ خَيْلٌ *!بِرَاذَانَ أَنّنِي
شَدَدْتُ ولَمْ يَشْدُدْ مِنَ القَوْمِ فَارِسُ
وأَلفُها واوٌ ، لأَنها عَيْن ، وانقلابُ الأَلف عن الواوِ عيناً أَكثرُ من انقلابها عن الياءِ ، وأَصل *!رَاذَانَ رَواذنُ ، ثم اعتّلت اعتلال مَاهَان ودَاران ، وكلُّ ذالك مذكورٌ في مَوَاضِعه في الصحيح على قَوْلِ من اعتقدَ نُونَها أَصْلاً ، كطاءِ سَابَاط ، وأَنه إِنما تُرِك صَرْفُه لأَنه اسمٌ للبُقْعَة ، ( منه ) أَبو سعيدٍ ( الوَلِيد بن كَثِير ) بن سِنَان المَدنِيّ *!-الرَّاذانِيّ ، سكَن الكُوفَة ، عن رَبِيعَةَ بن أَبي عبد الرحمان ، وعنه زَكرِيّا بن عَدِيّ .
( و ) *!راذانُ ( : كُورَتَانِ بالعِراق أَعْلَى وأَسْفَلُ ، منها ) أَي من الكُورَةِ القَرِيبة منْ بٍ دادَ أَبو عبد الله ( محمّدُ بنُ حَسَنٍ الزاهِدُ ) تُوفِّيَ سنة 480 وحَفيدُه أَبو عبد الله محمد بن حسن بن محمّد ، سَمِعَ من القاضي أَبي بكر ابنِ عبد الباقي والافظِ أَبي القاسم السَمَرْقَنْدِيّ ، ومنه أَبو المحاسن الدمشقيّ ، مات سنة 587 قالهُ المُنْذِريّ .
قلت : وعبد الله بن محمد بن جعفر بن *!رَاذَانَ البغدادِيّ القَزَّاز ، عن أَبي داوود .
____________________

(9/414)



( ) ومما يستدرك عليه :
*!الرَّوذَةُ : قَرْيَةٌ مِن قُرَى الرَّيّ ، نقَلها ابنُ الهائم في فوائده ، كذا قاله شيخُنَا ، والصواب أَنها مَحلّه بالرَّيِّ ، منها أَبو عليّ الحسن بن المُظَفَّر بن إِبراهِيم الرَّازِيّ ، عن أَبي سهْل موسى بن نصرٍ المَرْوَزِيّ ، وعنه أَبو برك بن المُقْرِىء .
ومَرْوُ *!الرُّوذِ ، بالذال ، مَوضِعٌ معروف ، ذكره ابنُ السيد في الفرْق ، نقله عنه شيخُنَا ، وفيه يقول نَهَارُ بن تَوْسعَة اليَشكريُّ :
أَقَامَا بِمَرْوِ الرُّوذِ وَهْيَ ضَرِيحُه
وقَد غُيِّبَا عَنْ كُلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبِ
قلْت : وقال الرشاطيّ : مَرْوُرُوذ بِخُرَاسَانَ بين بَلْخَ ، ومَرْوَ ، افتتَحها الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ في خِلافةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، وأَكثرُ ما يقالُ فيه *!مَرُّوذ ، كسَفُّود ، ولم يذكُرْه المُصنِّف هُنَا ، وذا مَحلُّه ، وإِنما استطرد ذِكرَه في الرند .
( ) ومما يستدرك عليه :
ريذ : محمّد بن عبد الله بن *!رَيْذَة صاحب الطَّبرانيّ ، والفضْل بن محمّد *!-الرَّيوذِيُّ ، مُحَدّث ، توفي سنة 282 ذكره ابنُ السمعانيّ :
2 ( فصل الزاي مع الذال المعجمة ) 2
زبذ : يقال : ( زَبَاذِيَةٌ بينهم ، كَعَلاَنِيَةٍ ) أَهمله الجماعة ، ( أَي شَرٌّ ) وشِدَّة ، ( والصوابُ بالرَّاءِ ) ، وهو قول ابن السّكِّيت ، وقد تقدّم في ربذ .

تابع كتاب زمرذ : ( الزُّمُرَّذُ ، بالضَّمَّاتِ وشَدِّ الراءِ ) ، هو الزَّبَرْجَدُ ، هاكذا في الصحاح ، وهو ( مُعَرَّب ) ، قال ابنُ قُتَيْب دالُهُ مُهمَلة ، وصوَّبَ الأَصمعيُّ الإِعجامَ ، ونقله في البارِع وصَحَّحه ، وقال بعضٌ بالوَجْهَيْن ، وعن الأَزْهَرِيّ فتحُ الراءِ أَيضاً ، قال التيفاشيّ في كِتاب الأَحجار : قال الفَرصاءُ في كُتُبه : إِن الزَّبَرْجَد
____________________

(9/415)


تَعريب الزُّمُرّد ، وليس كذالك ، بل الزَّبرْجَد نَوعٌ آخَرُ من الحِجَارَةِ ، وقال البن ساعدٍ الأَنصاريّ : وقيل : ابن مَعدِنَه بالقرْبِ من مَعْدِن الزُّمُرّذ ، قال شيخنا : وهاذا نَصُّ في المُغَايَرة ، قال : وفَرّقَ جَماعَةٌ آخرون بأَنَّ الزُّمرّذ أَشدُّ خُضْرَةً من الزَّبَرْجَد ، والله أَعلم
زغذ ( ) ومما يستدرك عليه :
زَاغَاذ ، وهو جعد أَبي عبد الله محمّد بن عتيق بن محمد بن إِبراهيم الصِّقِليّ ، سكنَ صُورَو ، سَمِع ببغدادَ عن أَبي محمّد الجوهريِّ وغيرِه .
زوذ : ( *!الزَّاذُ ) ، أَهمل الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( *!الأَزَاذُ من التَّمْرِ ) ، وقد تقدَّمَ شاهدُه في الأَلف مع الذال .
( ومَنصور بن ) أَبي المُغيرة ( زَازَانَ مُحَدِّثٌ كَبير ) ووالدُه مولَى عبدِ الله بن أَبي عُقَيْلٍ الثَّقفيّ ، يَرْوِي عن الحسن بن عَلِيَ ، وعنه هُشَيْم .
( وبَنَاتُ *!زَاذَانَ : الحَمِيرُ ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) قال الذَّهبِيّ : قال أَبو سعد الماليني : حدثنا محمد بن إِبراهيم *!-الزًّاذَانيُّ يُريد أَبا عبد الله وأَبا بكر ( مُحَمّد بن إِبراهيمَ بنِ عليّ بن عاصمِ بن زَاذَانع *!-الزَّاذَانِيّ ) المُقْرِىء ( الحافِظ مُسْنِد أَصْبَهَانَ ) ، فنَسَبه إِلى جَدّه الأَعْلى .
( ) قلت : وبقي عليه :
*!زَاذَانَ أَبو عَمْرٍ و مولَى كِنْدَةَ ، يَروِي عن عليَ وابنِ مسعود وابن عُمَر والبَرَاءِ بن عازِب ، يُخْطِىءُ كثيراً ، مات بعد الجَمَاجِم ، قاله ابن حبّان في الثِّقات . قلْت : ومن ولده بيتٌ كَبِير في قَزْوِينَ ، منهم القاضي أَبو حفْص عُمَر بن عبد الله بن زَاذَانَ بن عبد الله بن زَاذَان . القَزْوِينيّ ، حدّث عن ابن أَبي حاتمٍ الرازِيّ وغيرِه ، وعنه أَبو طالبٍ الحرْبِيّ ، مات قبلَ الأَربعمائة . وأَبو الأَشهب زيادُ بن زَاذَانَ الكُوفيّ ، يَرْوِي عن ابن عُمَر ، وعنه عبدُ الله بن إِدْرِيس . *!وزَاذَانُ جَدُّ شِبْلِ بن قوج المَنسوب إِليه النهر بالأَنبار ، وراشد
____________________

(9/416)


بن زَاذَان مولى بني عدِيّ ، يَروِي عن مولَى أَنَسٍ ، عن أَنسٍ ، وعنه أَبو يونس العَدَوِيّ .
ومما يستدرك عليه أَيضاً :
أَبو جعفر محمّد بن أَحمد بن عمرو بن *!زَاذَيْه *!الزَّاذَيْهِيّ الفَسَوِيّ ، عن عليّ بن حجر السعديّ ، وعنه أَبو بكر الإِسماعيليّ .
ويستدرك عليه أَيضاً :
*!زَاذي وهو جعدَّ محمد بن يزيد بن زاذي السُّلَميّ الواسطيّ ، حَدَّثَ بِسُرَّ من رأْى ، عن القاسم بن بَهرَامَ ، وعنه أَحمد بن عليّ بن نُعَيم الدِّينوريّ .
2 ( فصل السين المهملة مع الذال المعجمة ) 2
سبذ : ( السَّبذَة ، بالتَّحْرِيك ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الصاغانيّ : هو وِعاءٌ ( شِبْهُ المِكْتَلِ ) إِلاّ أَنها مَتِينَةٌ ، فارسي ( مُعَرَّب ) سَبَدة ، ولا تَجتمع السين والذال في كلمة من كلام العرب .
( وأَسْبَذُ ، كأَحْمَدَ : د ، بِهَجَرَ ) بالبَحْرَيْنِ ، وقيل : قَرْيَةٌ بها .
( والأَسَابِذَ : نَاسٌ من الفُرْسِ ) نَزَلُوا بها ، وقال الخشنيّ : أَسْبَذُ : اسمُ رجلٍ بالفارِسِيّة ، منهم المُنْذِر بن سَاوعى ، صَحَابِيٌّ . قلْت : وهو المُنْذِرُ بنُ سَاوى بن الأَخنس بن يَمانِ بن عَمْرو بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حَنْظلة بن زَيْدِ مَناة بن تَمِيم الأَسْبَذِيّ ، وقال ابن الأَثير في حديث ابنِ عَبَّاس ( جاء رَجُلٌ مِن الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : هم قَوْمٌ من المَجُوسِ ، لهم ذِكْرٌ في حَدِيث الجِزْيَة قيل : كانوا مَسْلَحَةً لِحِصْنِ المُشَقَّرِ مِن أَرْضِ البَحْرَيْنِ ، والجَمْعُ الأَسَابذَة . وقال الأَزهريّ : ( ولا تَجتمِعُ السينُ والذالُ ) والطاءُ والتاءُ ( في عَرَبيّةٍ ) فلم يُسْتَعْمَل من جميع وجوهها شَيْءٌ في مُصَاصِ كلامِ العَرَب ، فأَمَّا قولُهم : هاذا قَضَاءُ سَذُومَ ، بالذال ، فإِنه أَعجمّ ، وكذالك البُسَّذُ ، لهاذا الجَوْهَرِ ، ليس بِعَرَبيّ ، وكذالك السَّبَذَةُ فارسيّ .
____________________

(9/417)



( والسُّنْبَاذَجُ : حَجَرُ مِسَنَ ، مُعَرَّبٌ ) دَلّ على عُجْمَته وجودُ السين والذال ، وقد تقدّم أَيضاً في الجِيم بناءً على أَصالَتها ، وأَورده هنا إِشارةً إِلى زيادتها ، وأَن آخِرَ الكلمة ذالٌ .
ستذ : واستدرك شيخُنَا لفظَ الأُستاذ ، وهو من الأَلفاظ الدائرة المشهورة التي يَنْبَغِي التعرُّض لها وإِيضاحها وإِن كان عَجَمِيًّا ، وكون الهمزة أَصْلاً هو الذي يقتضيه صنيع الشهاب الفيُّوميّ ، لأَنه ذكره في الهمزة ، وقال : الأُستاذ : كلمة أَعجميّة ، ومعناها الماهِرُ بالشيءِ العظيم ، وفي شفاءِ الغليل : ولم يوجد في كلامغ جاهليَ ، والعامّة تقولُه بمعنى الخَصِيّ ، لأَنّه يُؤَدّب الصِّغَار غَالِباً ، وقال الحافظ أَبو الخطّاب بن دِحْيَةَ في كتابٍ له سمّاهُ المُطرِب في أَشعار أَهْل المغرِب : الأُسْتَاذ : كلمةٌ ليستْ بِعَربيَّةٍ ، ولا تُوجد في الشِّعْرِ الجاهليّ ، واصطلَحَتِ العامَّةُ إِذا عَظَّمُوا المَحْبُوب أَن يخاطبوه بالأُستاذِ ، وإِنما أَخذُوا ذالك مِن الماهرِ بِصَنْعَتِه ، لأَنه ربّما كانَ تَحْتَ يدِه غِلمانٌ يُؤَدِّبهم ، فكأَنَّه أُستاذٌ في حُسْنِ الأَدبِ ، حَدَّثنا بهشذا جماعةٌ ببغدادَ ، منهم أَبو الفرج بن الجَوْزِيّ ، قال : سمعتُه من شيخِنَا اللُّغوِيّ أَبي مَنصور الجَوَالِيقي في كتابه المُعَرّب ، من تأْليفه ، قاله شيخُنَا . قلت :
( ) ومما يستدرك عليه :
سنبذ : ميمون بن سِنْبَاذ ، بالكسر : صَحابيٌّ ، قاله الحافِظ .
وسنبذ بن دَاوود ، معروف ، قاله الذَّهبِيّ . قلت : وهو لَقَبٌ ، واسمُه الحُسين بن داوود ، وهو من شيوخ البُخَارِيّ ، قاله الحافظ ، وولده جَعْفَر بن سنبذ ، حَدَّثَ .
سفذ : ( أَسْفِيذَبَانُ ) بفتح فسكون فكسر الفاءِ وسكون التحتيّة وفتح الذال المعجمة والموحَّدة ، أَهمله الجماعة
____________________

(9/418)


وهي ( : ة بأَصفهان ، و ) أُخرى ( بِنَيْسَابُورَ ، منها ) وقيل من التي بأَصبهان ( عبدُ الله بنُ الوَلِيد ) الأَسْفِيذَبَانِيّ المُحَدِّث .
سمذ : ( السَّمِيذُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( السَّمِيدُ ) ، وهو الحُوَّارَى ، وقد تقدّم . ( و ) أَبو محمّد ، ويقال أَبو القاسم ( عبدُ الله بن محمّد ) بن عليّ بن زِيَاد ، العَدْل ( الدَّوْرَقِيُّ ) ، نزَل بِنيْسَابُور على زِيادٍ ، وكانَ يَعْمَل له السَّمِيذ ، فبقي هذا الاسمُ على وَلَدِه بها ، روعى عن عبد الله بن محمّد بن شيروَيْهِ مُسنَدَ ابنِ رَاهَوَيْه ، وعنه عبد الرحمان بن حمدان البَصْريّ ، ( ومحمّد بن محمّد بن عَلِيّ ) ابن أُخت بن طَبَرْزَد ، سمع ابنَ الطَّلاّبة ، وعنه الكمالُ ابنُ الغُوَيْرَة بالإِجازة ، ( وعَمُّه ) أَبو المكارم ( المُبَارَكَ بنُ عَلِيّ ) بن عبد العزيز بن أَحمد بن محمّد بن عَبدُوس الخَبار شِيخٌ صالحٌ بَغداديٌّ ، عن ابن هَزَارْمَرْد ، وعنه بن طَبَرْزَد ، مات سنة 539 ( وأَبو القاسِم أَحمدُ بن ) أَبي الفضلِ ( أَحمدَ بن ) أَبي غالب ( عَلِيّ ) بن عبد العزيز البَغْدَادِيّ الكاتب الدقَّاق المعروف بالشامَاتي ، وُلِد سنة 544 ببغدَاد ، وسمع من أَبي الوقت ، قرَأْتُ في التكْمِلة للمُنْذِرِيّ ما نصُّه : وسمَّاهُ بعضُهُم لاحِقاً ، وبعضُهُم عَلِيًّا ، والصواب أَن اسمَه كُنْيَتُه وكان في وَجْهِ شَامَةٌ ، فنَسَبَ بعضُهُم فقال الشَّامَاتِيّ ، وكانَ يَنبَغِي أَن يُقَال فيه صاحِبُ الشَّامَة ، توفِّيَ ببغداد سنة 629 ، ( السِّمِذِيّونَ ، بكسر السين والميم والذال ) ، ومنه مَن شَدَّد الميم ، ( مُحَدِّثُونَ ) .
2 ( فصل الشين المعجمة مع الذال المعجمة ) 2
شبذ : ( بَذُ ، مُحرَّكَةً ) ، أَهمله الجوهري والجماعَة ، وهي ( : ة بِأَبِيوَرْدَ ) بخُرَاسَان ، ( منها الحافظُ رَشِيدُ الدِّين
____________________

(9/419)


أَبو بكر أَحمد بن أَبي المَجْد إِبراهيم ) بن محمد ( الخَالِدِيُّ ) المَنِيعِيّ ( الشَّبَذِيّ ) الأَبِوَرْديّ ، سمعَ عبدَ الجبّار الخواري ، وأَبا المعالي محمد بن إِسماعيل الفارسيّ وأَجازاه في سنة 591 ( وحَفِيدُه العَلاَّمَةُ شَمْسُ الدِّينِ إِبراهيم بن محمد ) بن أَبي بَكْر ، سَمِعَ وتَفَقَّهُ ، وُلِدَ ببلادِ التُّركِ سنة 621 ومات في صَفَرَ سنة 674 بأَصْفَهَانَ ، ( وابْنُه العَلاَّمةُ يَحْيَى ) بن إِبراهيم ، لقبه مُحْيي الدَين ، صَدْرٌ إِمامٌ سمعَ من أَبِيه ومن جَدّ ومن جماعة مِن مشايخ تُرْكُسْتَان عِظامٍ ، وما وراءَ النهر ، قال أَبو العلاءِ الفَرَضِيّ : اجتمعت به ببُخَار في سنة 67 ثم ببغداد سنة 77 لمّا قَدِمها وحضَرْتُ مَجْلِسَه ، وابناه عِزُّ الدين عبد العزيز ومُظْهِر الدين عبد الحَقّ ، سَمِعَا من جماعة ، قاله الحافظ .
شبرذ : ( الشَّبَرْذَي ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : الشَّبَرْذَي هو ( السَّرِيعُ من الإِبل ) ، كالشَّمرْذَي ، بالميم ، وأَلِفها للإِلحاق ، ( وهي ) أَي الناقة ( شَبَرْذَاةٌ ) وشَمَرْذَاةٌ : نَاجِيَةٌ سَرِيعَة ، عن أَبي عَمرٍ و ، قال مِرْدَاسٌ الدُّبَيْرِيّ :
لَمَّا أَتَانَا رَامِعاً قِبِرَّاهْ
عَلَى أَمُونٍ جَسْرَةٍ شَبْرْدَاهْ
( و ) الشَّبَرْذَي اسم ( رَجُل ) ، وله حديث قاله ابنُ دُرَيد ، وقال غيرُه هو ( مِنْ تَغْلِبَ ) بن وائل ، وأَنشد ابنُ دُرَيْد للجَحَّافِ بن حَكِيمٍ :
لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّبَرْذَي بِأَرْؤُسٍ
عِظَامِ الِلُّحَيى مُعْرَنْزِمَاتِ اللَّهَازِمِ
ويُرْوَى الشَّمَرْذَي ، والميم في كلّ ذالك لُغَة ، قاله الأَزهَرِيّ .
( والشَّبْرَذَةُ : السُّرْعَة ) فيما أَخَذَ فيه ، كالشَّمْرَذَةِ .
شجذ : ( الشَّجَذَةُ : المَطَرَةُ الضَّعيفة ) ، وهي فَوْقَ البَغْشَة ( والمِشْجَاذُ : المقِلاَعُ ) ، نقلَه الصاغانيّ وقال : كأَنّه بُنِيَ من
____________________

(9/420)


الثلاثيِّ ، قال عَمْرُو بن حُمَيْلٍ .
كَمْشُ التَّوَالِي رَيِّثُ النَّفَاذِ
دِرَّاتِ لاَ خَالٍ ولا مِشْجَاذِ
( وشَجَاذِ ، كقَطَامِ ، مَعْدُولٌ منه ) قال عَمْرٌ و أَيضاً :
تَدُرُّ بَعْدَ الوَبَلَى شَجَاذِ
مِنْهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي
( وأَشْجَذَه الشيءُ : اشتَدَّ عليه وآذَاه ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
( و ) أَشْحَذَ ( المَطَرُ : أَنْجَمَ بَعْدَ الإِثْجامِ ) ، وعن الأَصمعيّ : أَشجَذَ المَطَرُ منذُ حِينٍ ، أَي نأَى وبَعُدَ وأَقْلَعَ بعد إِثْجامِه .
( و ) أَشْجَذَتِ ( السَّمَاءُ : ضَعُفَ مَطَرُهَا ) وسَكَن ، قال امرؤُ القَيْسِ يصف دِيمَةً :
تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ
وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ
يقول : إِذا أَقْلَعَتْ هاذه الدِّيمَةُ ظَهَر الوَتِدُ ، فإِذا عادَتْ مَاطِرَةً وارتْهُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : أَشْجَذَت الحُمَّى ، إِذا أَقْلَعَتْ . وقرأْت في التهذيب لابن القطّاع : أَشْجَذَ المَطَرُ إِذا أَقْلَع ، وأَيضاً : دَامَ ، وهو من الأَضداد ، فتأَمَّلْ .
شحذ : ( شَحَذَ السِّكِّينَ ، كَمَنَعَ ) يَشْحَذُوهَا شَحْذاً ( : أَحَدَّهَا ) بالمِسَنِّ وغيرِه مما يُخْرِجُ حَدَّهُ ، فهو شَحِيذٌ ومَشْحُوذٌ ، قاله الليث ، ( كأَشْحَذَها ) ، وهاذه عن الصاغانيّ .
( و ) شَحَذَ ( الجُوعُ المَعِدَةَ : ضَرَّمَهَا ) وقَوَّاها على الطَّعَامِ وأَحَدَّها ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) شَحَذَ ( الرجُلَ : طَرَدَه ) وساقَه ، ( كتَشَحَّذَه ) تَشَحُّذاً .
( و ) من المَجاز : شَحَذَه ( بِعَيْنِه : ) أَحَدَّهَا إِليه و ( رَمَاهُ بها ) حتى أَصابَه بها ، قاله اللِّحْيَانيُّ ، وكذالك ذَرَقْتُه وَحَدَجْتُه .
____________________

(9/421)



( والشَّحَذَانُ ، مُحَرَّكَةً : السَّوَّاقُ ) ، مِنْ شَحَذْتُه ، أَي سُقْتَه سَوْقاً شديداً ، ( و ) في المحكم : الشَّحَذَانُ ( : الجَائعُ ) ، وهو من شَحَذَ الجُوعُ مَعِدَتَه ، وقد تَقَدّم . ( و ) الشَّحَذَان ( : الخَفِيفُ في سَعْيِه ) .
( والمِشْحَاذُ ) ، بالكسر ( : الأَكَمَةُ القَوْرَاءُ ) ، كذا في النُّسخ ، والصواب القَروَاءُ ، كما هو بخطّ الصاغانيّ ، التي ليستْ بِضَرِسَةِ الحِجَارةِ ولاكنَّها مُستَطِيلَة في الأَرْض ، وليس فيها شجَرٌ ولا سَهْلٌ . ( و ) قال ابنُ شُمَيْل : المِشْحَاذُ ( : الأَرْض المُسْتَوِيَةُ ) فيها حَصًى نَحْوُ حَصَى المَسْجدِ ولا جَبَلَ فيها ، وأَنكره أَبو الدُّقَيْش ، ( و ) قيل : المِشْحَاذُ ( : رأْسُ الجَبَلِ ) إِذا تَحَدَّد ، والجمع المَشَاحِيذُ ، قاله الفَرَّاءُ .
( والشَّحْذُ ، كالمَنْعِ : السَّوْقُ الشديدُ ، والغَضَبُ ، والقَشْرُ ) ، كلّ ذالك عن الصاغانيّ ، وفُلاٌ مَشْحُوذٌ عليه ، أَي مَغضوب علَيْه ، قال الأَخطل :
خَيَالٌ لِأَرْوَى والرَّبَابِ ومَنْ يَكنْ
لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّبَابِ تُبُولُ
يَبِتْ وهْوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ ولا يُرَى
إِلَى بَيْضَتعيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيل
( و ) من المَجاز : الشَّحْذ ( : الإِلْحَاحُ في السُّؤال ، و ) يقال : ( هو شَحَّاذٌ ) أَي ( مُلِحٌّ ) عليهم في سُؤَالِه ، قال عَمْرو بن حُمَيْل :
بَقَى عَلَى الوَابِلِ والرَّذَاذِ
وكُلِّ نَحْسٍ سَاهِك ، شَحَّاذِ
( ولا تَقُلْ شَحَّاثٌ ) ، كذا حَقَّقه ابنُ بَرِّيّ في حواشيه ، وتبعه المصنِّفُ ، وإِن صحَّحه بعضُ اللغويين على جِهَةِ البَدَل ، ونَسبَه الصاغانيُّ إِلى عَوَامِّ العِرَاقيّين ، وقال : يُخْطِئون فيه .
( والمِشْحَذُ ) ، بالكسر ( : المِسَنُّ ، و ) المِشْحَذ ( : السَّائقُ العَنِيف ) قال أَبو نُخَيْلَة :
قُلْتُ لإِبْلِيسَ وهَامَانَ خُذَا
سَوْقاً بَنِى الجَعْفَراءِ سَوْقاً مِشْحَذَا
وَاكْتَنِفَاهُمْ مِنْ كَذَا ومِنْ كَذَا
تَكَنُّفَ الرِّيحِ الجَهَامَ الرُّذَّذَا
____________________

(9/422)



( ومُحَمّد بنُ أَبي شِحَاذٍ ، ككِتَابٍ ، شاعِرٌ ضَبِّيٌّ ) ، نقله الصغاغانيّ .
( و ) محمّد ( بن أَبي الفَتْحِ الشّحَّاذُ ، كشَدَّاد ، مُحَدِّث ) أَصبهانيّ ، عن مَحْمودٍ الكَوْسَج ، وعنه جعفر بن أَموشان .
( وشاحَذَت الناقَةُ عِند المَخَاضِ : رَفَعَتْ ذَنَبَها فأَلْوَتْه إِلْوَاءً شَديداً ) ، نقله الصاغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ شُحْذُوذٌ : ( حَدِيدٌ ) نَزِقٌ . وعن أَبي زيد : شَحَذَت السماءُ وحَلَبَتْ ، وهي فَوْقَ البَغْشَةِ ، وفي النوادر : تَشَحَّذَني فُلانٌ ، وتَرَعَّفَنِي ، أَي طَرَدَني وَعَنَّانِي .
ومن المَجاز : اشْحَذْ له غَرْبَ ذِهْنِك ، وهاذا كلامٌ مَشْحَذَةٌ لِلْفَهْمِ .
والتَّشَحُّذُ : الإِلْحَاحُ في السُّؤالِ ، كما في الأَساس .
والمَشَاحِيذُ : رُؤُوس الجِبَالِ ، عن الفَرَاءِ .
ومُحمّد بْن حامدِ بن حَمد الشَّحَّاذُ الصائغُ ، رَوَتْ عنه فاطمةُ بنتُ سَعْدِ الخَيْرِ بالإِجازة .
والشّحاذِيّ صاحبُ الجُزْءِ ، مَشهورٌ .
وقد سَمَّوْا شِحَاذَة . وأَبو شِحَاذَةَ من كُنَى الفَقْرِ .
شخذ : ( أَشْخَذَ الكَلْبَ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ القَطَّاع ، أَ ( أَغْرَاه ) ، وفي اللسان والتكملة : يَمَانِيَةٌ .
شذذ : ( *!شَذَّ *!يَشُذُّ ) ، بالضم ، على *!الشُّذوذ والنُّدْرَة ، ( *!ويَشِذُّ ) ، بالكسر ، على القياسِ ، هاذا الذي ذكَره أَئمّة الصَّرْف ، وأَورده الشيخُ ابنُ مالِكٍ في مُصَنّفَاته ، ( *!شَذًّا *!وشُذُوذاً ) ، فهو *!شاذٌّ ، قال شيخُنَا : وحكَى الشِّهَاب في يُونُس تَثلِيثَ المُضَارِع ، وهو غَيْرُ مَعْروف ، ولا وَجْهَ المُضَارِع ، وهو غَيْرُ مَعْروف ، ولا وَجْهَ للفَتْحِ إِلاَّ إِذا ثَبَتَ كَسْرُ مَاضِيه ، ولم يَذْكُرُوه ، والله أَعلم ، وفي المحكم : شَذَّ الشيْءُ *!يَشِذُّ *!ويَشُذُّ *!شَذًّا *!وشُذُوذاً ( : نَدَرَ عَن الجُمْهورِ )
____________________

(9/423)


وخَرَج عَنْهُم . وزاد غيره : وانفَرَد . وقال الليثُ : شَذَّ الرجُلُ ، إِذا انْفَرَدَ عن أَصحابِه ، وكذالك كُلُّ شيءٍ مُنْفَرِد فهو شاذٌّ ، ( *!وشَذَّه هو ، كَمدَّه ) ، *!يَشُذُّه ( لا غَيرُ ، *!وشَذَّذَه *!وأَشَذَّه ) أَنشد أَبو الفَتح بن جِنِّى :
*!-فَأَشَذَّنِي لِمُرُورِهِمْ فكَأَنَّنِي
غُصْنٌ لِأَوَّلِ عَاضِدٍ أَو عاصِفِ
قال : وأَبَى الأَصمَعِيُّ *!شَذَّهُ ، وسَمَّى أَهلُ النحْوِ ما فَارَقَ ما عليه بَقِيَّةُ بابِه وانفَرَدَ عن ذالك إِلى غَيْرِه *!شَاذًّا ، حَمْلاً لهاذا المَوْضِع على حُكْمِ غَيْرِه . وفي الأَساس : ومن المَجاز : هو *!شَاذٌّ عن القِيَاس ، وهاذا مِمَّا يَشِذُّ عن الأُصول ، وكَلِمَةٌ *!شَاذَّةُ ، وهاذه عن الليث .
( و ) جاؤُوا *!شُذَّاذاً ، ( *!الشُّذَّاذُ ) كرُمَّان ( القِلاَلُ ، و ) قَوْمٌ *!شُذَّاذٌ ، وهو ( الذينَ لمْ يَكُونوا في حَيِّهم ومَنَازِلِهِم ) ، وعِبَارة المحكم : الذينَ يَكُونُونَ في القَوْمِ لَيْسُوا في قَبَائِلهم ولا مَنَازِلهم ، وهو مَجاز ، وفي حديث قَتادَةَ وذَكَر قَوْمَ لُوطٍ فقال : ( ثُمَّ أَتْبَعَ *!شُذَّانَ القَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً ) أَي منْ *!شَذَّ مِنهم وخَرَجَ عَنْ جَماعته ، وهو جَمْعُ *!شَاذٍّ مثْل شَابَ وشُبَّانِ .
( *!والشِّذَّانُ ، بالكسر : السِّدْرُ ) .
( و ) *!الشَّذَّانُ ، ( بالفَتْحِ والضمّ : ما تَفَرَّق مِن الحَصَى وغيرِه ) كالإِبل ونحوه ، وهو مجازٌ ، كما في الأَساس ، فمن قال *!شُذَّان ، بالضمّ ، فهو جَمْع *!شَاذٍّ ، ومن قال بالفتح فهو فَعْلاَنُ ، وهو ما *!شَذَّ من الحَصَى ، قال ابنُ سِيَه ، *!وشُذَّانُ الحَصَى ونَحْوِه : ما تَطايَر مِنه ، وحكَى ابنُ جِنِّى الفَتْحَ تَبَعاً للجوهرِيّ ، قال امرُؤ القَيْسِ :
تُطَايِر *!شَذَّانَ الحَصَى بِمَنَاسِمٍ
صِلاَبِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرَا
وفي كِتَاب الفرق لابن السيد : *!وشَذَّ الحَصَى ، إِذا تَفَرَّق ، *!وأَشَذَّتْه
____________________

(9/424)


الناقَةُ ، إِذا فَرَّقَتْه ، ومثلُه لابن القَطَّاع ، قال امرؤ القَيْس :
كَأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ *!تُشِذُّه
صَلِيلُ زُيوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا
وفي الصحاح : *!وشَذَّانُ الإِبل *!وشُذَّانُها : ما افْتَرَقَ مِنها ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ . . :
*!شُذَّانُهَا رِائِعَةٌ لِهَدْرِه
( *!وشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ : مُحَدِّث ، واسمه هِلالٌ ) ، كذا في التبصير ، وهو أَبُو عبيدة اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ ، صَدوقٌ ، له أَوْهَامٌ وأَفْرَاد ، من العاشرة .
( و ) يقال : ( *!أَشَذَّ ) الرجلُ ، إِذا ( جاءَ بِقَوْلٍ شَاذَ ) نادِرٍ .
( و ) *!أَشَذَّ ( الشَّيْءَ : نَحَّاه وأَقْصَاه ) .
ويقال : *!شَاذٌّ ، أَي مُتَنَحَ ، وعن ابنِ الأَعرابيّ : يقال : ما يَدَعُ فُلانٌ *!شَاذًّا ولا نادًّا إِلاَّ فَعَله ، إِذا كان شُجاعاً لا يَلقَاهُ أَحدٌ إِلاَّ قَتَلَه .
وقال ابن القَطَّاع : *!أَشَذَّه : فَرَّقَه ، وقيل *!شَذَّه *!وأَشَذَّه بمعنًى .
شرذ : ( فَشَرِّذْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم ) وهو قول الله عزّ وجلّ في كِتابه العزيز ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقد جاءَ ( بالذال المُعْجَمة ) في ( قراءَة الأَعْمَشِ ) ، ونبّه عليه البيضاويّ وغيره ، لاكنه لم يَعْزُها لأَحَدٍ ، وقال الشِّهاب في العنايَة : وقُرِىء : فَشَرِّذْ ، بالذال المعجمة ، وهو بمعنى المهملة ، ( وقال ) أَبو الفتح ( بنُ جِنِّي ) في كتاب المُحْتَسب وغيرِه ( : لم يَمُرَّ بِنَا في اللُّغَةِ تركيب : شَرِّذ ، وكأَنَّ الذَال بَدَلٌ من الدّالِ ) : لتقارب مخرجيهما ، وقد أَشرْنا إِلى ذالك في أَوّل الحرف ، قال شيخنا : وقيل : إِنه مقلوب مِن شَذَر ، ومنه شَذَرَ مَذَر للتفرُّق ، وذهبَ بعضُ أَهلِ اللغة إِلى أَنها مادّة موجودة مستعملة ، ومعناها التَّنْكِيل ، ومعنى المهمل التَّفْرِيق ، كما قاله قُطْرُب ، لاكنها نادِرة .
شربذ : ( الشَّرَنْبَذُ ، كغَضْنْفَرِ ) ، أَهمله
____________________

(9/425)


الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( الغَلِيظُ ) ، كالجَرَنْبَذِ .
شعذ : ( الشَّعْوَذَة ) ، أَهمله الجوهَريّ ، وقال الليث : هو ( خِفَّةٌ فِي اليَدِ ) ومَخَارِيقُ ( وأُخَذٌ كالسِّحْرِ يُرَى الشيءُ بِغَيْرِ مَا عَلَيْهِ أَصْلُه في رَأْيِ العَيْنِ ) : وفي كلام بعضهم : هو تَصْوِيرُ الباطلِ في صُورَةِ الحقّ ، ( وهو مَشْعُوِذٌ ) ، بكسر الواو ، ( ومُشَعْوَذٌ ) بفتحها .
( و ) الشَّعْوَذة : السُّرْعَة . وقيل : هو الخِفَّة في كلِّ أَمرٍ ، ومنه ( الشَّعْوَذِيُّ : رَسُولُ الأُمَرَاءِ عَلى البَرِيدِ ) في مُهِمَّاتِهِم ، سُمِّيَ بِل سُرعته ، وقال الليث : الشَّعْوَذَة والشَّعْوَذِيُّ مستعمَل ، وليس من كلام أَهل البادِيَة .
( وغالِبُ بنُ شَعْوَذٍ ) الأَزْدِيّ ، عن أَبي هريرَة ، فَرْدٌ ، ( وشَعْوَذُ بنُ عبد الرحمانِ ) الأَزديّ ، عن خالدِ بن مَعْدَانَ ، ( و ) شَعْوَذ ( بنُ خُلَيْدَةَ ) ، عن أَبي هارون العَبْدِيّ ( مُحَدِّثَانِ ) ، هكذا بلفظ التثنيه في النسخ ، والصواب : مُحَدِّثُون ( و ) شَعْوَذُ ( بنُ مَالِك ) بن عَمْرِو بن نُمَارَة بن لَخْمٍ ( رَهْطُ النُّعْمَانِ ابنِ المُنْذِرِ ) مَلِكِ الحِيرَةِ .
شعبذ : ( المُشَعْبِذُ ) بكسر الباءِ وفتحها ، أَهمله الجوْهَرِيّ ، وقال الليث : هو ( المُشَعْوَذُ ) بفتح الواو وكسرها ( وقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ ) قال الثعالبي في ( الجنى المحبوب الملتقط من ثمار القلوب ) : لا أَصل لقولهم مشعْبذ ، وإِنما هو بالواو ، ويكنى أَبا العَجَب ، قال أَبو تمام .
مَا الدَّهْرُ في فِعْلِه إِلاَّ أَبُو العَجَبِ
قاله شيخنا ، وقد أَثبته الزمخشريُّ وغيره ، وتقول العامة : الشَّعْبَثَة .
شقذ : ( الشَّقَذَانُ ، محرّكَةً : الذي لا يَكَادُ يَنام ، كالشَّقِيذِ والشَّقِذِ ) . الأخير
____________________

(9/426)


ككَتِفٍ . وفي التهذيب : وإِنه لَشَقِذُ العَيْنِ ، إِذا كان لا يَقْهَرُهُ النّعَاس ، زاد الجوهَرِيُّ : ولا يكون إِلاَّ عَيُوناً ، يُصيب الناسَ بالعَيْنِ ، قال ابن سيده : ( و ) هو العَيُون ( الذي يُصِيبُ الناسَ بالعَيْنه كالشَّقْذِ ) ، بفتح فسكون ، ( أَو ) هو ( الشَّدِيدُ البَصَرِ السَّرِيعُ الإِصابَةِ ) ، وقد ( شَقِذَ ، كفَرِحَ ) ، شَقَذاً . ( و ) الشَّقِذُ والشَّقَذَانُ : ( الحِرْبَاءُ ، ج شِقْذَانٌ ، بالكسر ) ، مثْل كَرَوَانٍ وكِرْوَانٍ . وقيل : هو حرباءُ دَقيقٌ مَعصوبٌ صَعَلُ الرأْسِ يَلْزَقُ بِسُوقِ العِضَاهِ . ( و ) الشَّقَذَانُ ( : الذِّئْبُ ) والصَّقْرُ ، ( ويُكْسَرُ ) ، عن ثَعْلَبٍ ( كالشِّقْذِ ) بفتح فسكون . ( و ) الشِّقْذَانُ ، ( بالكسر الحَشَرَاتُ كُلُّهَا والهَوَامُّ ) ، كالضَّبّ والوَرَلِ والطُّحَنِ وسَامَ أَبْرصَ والدَّسَّاسَةِ ، واحدته شِقْذَةٌ ، وجعلت امرأَةٌ من العرب الشِّقْذَانَ واحِداً ، فقالت تَهجو زَوجَها وتُشَبِّهه بالحِرْبَاءِ :
إِلَى قَصْرِ شِقْذَانٍ كَأَنَّ سِبَالَهُ
وَلِحْيَتَه فِي خُرْؤُمَانٍ مُنَوِّرِ
الخُرْؤُمَانَةُ : بَقْلَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيح تَنْبُت في الأَعْطَانِ والدِّمَنِ ، وأَورده الأَزهَرِيُّ هاذا البيتَ مُسْتَشْهِداً به على الواحدِ من الحَرَابِيِّ .
( و ) الشِّقْذَانُ ، بالسكر : ( فِرَاخُ الحُبَارَى والقَطَا ) ونَحْوِهما .
( والشُّقَذُ ، كصُرَدٍ : وَلَدُ الحِرْبَاءِ ، ويُفتح ويُكْسَر ) ، الثلاثَة عن اللِّحيانيّ ، ( ج ) ، أَي جمْع كلّ ذالك ( شِقْذَانٌ ) ، بالكسر ، ( وشُقَاذَى ) ، قال يَصِف الحُمُرَ .
فَرَعَتْ بِهَا حَتَّى إِذَا
رَأَتِ الشُّقَاذَى تَصْطَلِى
اصْطِلاؤُها : تَحَرِّيها للشمْسِ في شِدَّةِ الحَرّ ، وقال بعضُهم : الشُّقَاذَى في هاذا البيتِ : الفَرَاشُ ، وهو خَطَأُ ، لأَن
____________________

(9/427)


الفَرَاش لا يَصْطَلِي بالنَّارِ .
( والشَّقْذَاءُ : العُقَابِ الشَّدِيدةُ الجُوعِ ) والطَّلَبِ ، قال يَصِفُ فَرَساً :
شَقْذَاءُ يَحْتَثها فِي جَرْيِهَا ضَرَم
( كالشَّقَذَى ، كجَمَزَى ) ، أَي مُحَرَّكة ، ( و ) من الأَمثال ( ( مَالَه شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ) ، مُحَرَّكتينِ ، أَي ) ماله ( شَيْءٌ ) ، نقلَه الصاغَانيُّ ، ( وما به ) ، أَي المتاعِ ، كما ورد المثل مُصَرَّحاً به ( شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، ويُضَمَّانِ ، أَي ) ليس به ( غَيْبٌ ، و ) كَلامٌ ليس به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، أَي نَقْصٌ ولا ( خَلَلٌ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، أَي ما به حَرَاكٌ ، وزاد الميدانيُّ في الأَمثال ( مَا دُونَه شَقَذٌ ولاَ نَقَذٌ ) أَي شَيءٌ يُخَافُ أَو يُكْرَه ، ( و ) عن الأَصمعيّ ( أَشْقَذْتُه فشَقَذَ ) ، هو ( كضَرَبِ وعَلِمَ ) يَشْقِذُ ويَشْقَذُ أَي ( طَرَدْتُه فَذَهَبَ ) وبَعُدَ ، وهو شَقِذٌ وشَقَذَانٌ ، بالتحريك ، قال عَامِرُ بن كَثير المُحَارِبيّ :
فَإِني لَسْتُ مِنْ غَطَفَانَ أَصْلِي
وَلاَ بَيْنِي وبَيْنَهُمُ اعْتِشَارُ
إِذَا غَضِبوا عَلَيَّ وأَشْقَذُونَّى
فَصِرْتُ كَأَنَّنِي فَرَأٌ متَار
( والمُشَاقَذَةُ : المُعَادَاةُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
طَرْدٌ مِشْقَذٌ : بَعِيدٌ ، قال بَخْدَجٌ :
لاَقَى النُّخَيْلاَتُ حِنَاذاً مِحْنَذَا
مِنِّى وَشلاَّ للأَعَادِى مِشْقَذَا
أَراد أَبَا نُخَيْلَة ، فلم يُبَلْ كيف حَرَّف اسْمَه ، لأَنه كان هاجِياً له .
والشَّقْذَانَةُ : الخَفِيفَةُ الرُّوحِ ، عن ثعلبٍ ، وامرأَةٌ شَقْذَانَةٌ : بَذِيئَة سَلِيطَةٌ : وهاذا من التهذيب .
شمذ : ( شَمَذَتِ الناقَةُ تَشْمِذُ ) ، بالكسرِ
____________________

(9/428)


( شَمْذاً ) ، بفتح فسكون ، ( وشِمَاذاً ) ، بالكسر ، ( شُمُوذاً ) ، بالشم ، ( وهي شامِذٌ ، من ) نُوقٍ ( شَوَامِذَ وشُمَّذٍ ) ، كرُكَّع ورَاكِعٍ ، أَي ( لَقِحتْ فشالَتْ ذَنبَها ) ، وفي بعض النسخ : بِذَنَبِه . ا ( لِتُرِيَ اللِّقَاحَ ) بذالك ، ورُبَّما فَعَلَتْ ذالك مَرَحاً ونَشاطاً ، قال الشاعرُ يصف ناقَةً :
عَلَى كُلِّ صَهْبَاءٍ العَثَانِينَ شَامِذٍ
جُمَالِيَّة في رَأْسِها شَطَنَان
قاله الليثُ ، وقَول بَخْدَجٍ يهجو أَبا نُخَيْلَة :
وقَافِيَاتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذَا
إِنما ذالك مَثَلٌ ، شَبَّه القَوَافِي بالإِبِل الشُّمَّذِ ، وهي التي تَرفَع أَذنَابَها نَشاطاً ( ومَرَحاً ) أَو لِتُرِيَ اللِّقَاحَ ، وقد يجوز أَن يكون شَبَّهَهَا بالعَقَارِب لِحِدَّتِهَا وشِدَّةِ أَذْنَابِهَا ، كما سيأْتي .
( و ) عن شَمِرٍ : شَمَذَ ( إِزَارَه : رَفَعَه ) إِلى رُكْبَتَيْهِ ، يقال : اشْمِذْ إِزارَك ، أَي أَرْفَعْهُ ، ورَجَلٌ شَمَذَانٌ ، إِذا كان كذالك . ( و ) يقال : شَمَذَت ( النَّخْلُ ) إِذا ( أُبِّرَتْ ، ونَخِيلٌ شَوَامِذُ ) ، وأَنشد الأَصمعيّ لِلَبيدٍ .
بَيْنَ الصَّفَا وخَلِيجِ العَيْنِ سَاكِنَةٌ
غُلْبٌ شَوَامِذُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الحَصَرُ
وقال : حَصِرَ النّبْتُ ، إِذا كان في مَوْضِعٍ غَلِيظٍ ضيِّق فلا يُسْرِع نَبَاتُه .
( و ) شَمَذَتِ ( المَرْأَةُ فَرْجَها ) ، إِذا ( حَشَتْه بِخِرْقَةٍ خَشْيَة خرُوجِ ، رَحِمِهَا ) . وبينَ حَشَتْه وخَشْيَة الجِنَاسُ المُصَحَّف ، قال الجُمَيح :
تَشْمُذ بِالدِّرْع والخِمَارِ فلا
تَخْرُجُ منْ جَوْفِ بَطْنِهَا الرَّحِمُ
( والمِشْمَذُ ) : بالكسر ( : العِمَامَةُ ) ، كالمِشْوَذِ ، عن الصاغَانيّ .
( والأَشْمَذَةُ واليَشْمَذَةُ ، بفتحهما :
____________________

(9/429)


السَّرِيعةُ الطَّيَرَانِ ) من الطُّيروِ ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) قيل ( الشَّامِذُ ) من الإِبلِ ( : الخَلِفَةُ ) قال ، أَبو زُبَيْدٍ يَصِف حِرْبَاءَ :
شَامِذاً تَتَّقِى المُبِسَّ عَلَى المُرْ
يَةِ كَرْهاً بِالصِّرْفِ ذِي الطُّلاَّءِ
يقول : النَّاقَةُ إِذا أُبِسّ بها اتَّقَت المُبِسَّ باللَّبَنِ ، وهاذه تَتَّقِيه بالدَّمِ ، وهاذا مَثَلٌ ، ( والعَقْرَبُ ) شامِذٌ مِن حيثُ قيلَ لِمَا شَالَ مِنْ ذَنَبِها : شَوْلَةٌ .
( واليَشْمَذَانُ ) ، هاذا هو الأَصل ، ( والشَّيْذَمَانُ ) مَقْلُوبُه ، وهو ( الذِّئْبُ ) ، سُمِّيَ به لِشُمُوذِهِ بِذَنبِه ، عن ابن دُرَيد ، ( و ) قال أَبو الجَرَّاحِ : مِن الكِبَاشِ ما يَشْتَمِذُ ، ومنها ما يَغُلُّ ، ( الاشْتِمَاذُ : أَن يَضْرِبَ الأَلْيَةَ حتَّى تَرْتَفِعَ فَيَسْفِدَ ) ، والغَلُّ : أَنْ يَسْفِدَ مِن غَيْرِ أَن يَفْعَل ذالك .
( ويقال : الحَبَلَةُ في شَمَذَتِها ، مُحَرَّكةً ) ، والحَبَلَةُ ، بالتَّحْرِيك : حَبْلُ الكَرْمَةِ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ ، ( وذالك أَنَّهم يُدْنُون إِلى الحَبَلةِ شجرةً تَرتفِع عليها ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَشْمَذَانِ : موضعانِ أَو جَبَلانِ ، قال رِزَاحٌ أَخو قُصَيِّ بنِ كلابٍ :
جَمَعْنَا مِنَ السِّرِّ مِنْ أَشْمَذَيْنِ
وَمِنْ كُلِّ حَيَ جَمَعْنَا قَبِيلاَ
وفي معجم البكريّ : جَبَلانِ بين المدينةِ وخَيْبَرَ يَنزِلُه جُهَيْنةُ وأَشجَعُ .
وقالُوا للنَّحْلِ : شُمَّذٌ ، لأَنَّها تَرْفَع أَذنَابَهَا ، نقله شيخنا .

تابع كتاب وَرَجُل شَمَذَانٌ ، مُحَرّكةً : يَرْفَعُ إِزَارَه إِلى رُكبَتَيْهِ ، عن شَمِرٍ .
شمرذ : ( الشَّمَرْذَي ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( كالشَّبَرْذَي في مَعَانِيها ) التي تَقَدَّم ذِكرُها ، ( و ) الميم ( لُغَةٌ ) أَيضاً ( في الشَّبَرْذَي التَّغْلِبِيّ ) ، مِن
____________________

(9/430)


رِجَالاَتِ تَغْلِبَ ، وناقَةٌ شَمَرْذَاةٌ وشَبْرْذَاةٌ : سَرِيعَةٌ ناجِيَةٌ .
والشَّمْرَذَة : السُّرْعَة ، وقول الشاعر :
لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّمَرْذَى بأَرْؤُسٍ
عِظَامِ الِلُّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهَازِمِ
قال : أَحْسبه نَبْتاً أَو شَجَراً ، كذا في اللسان .
( ) ومما يستدرك عليه هنا :
شمشذ : الشمشَاذ ، مُعَرَّب شمْشادَ ، وهو شَجَرُ السَّرْوِ ، ويُسَمَّى آزَادْدرَخْت .
شمهذ : ( الشَّمْهَذُ ) ، كجَعفَرٍ ، أَهمله الجوهريُّ ، وهو من الكلام ( : الحَدِيدُ ) ، وقيل : الخَفِيفُ .
( والشَّمْهَذَةُ : التَّحْدِيدُ ) ، عن أَبي سَعِيدٍ ، ( وتَرْقِيقُ الحَدِيدِ ) ، يقال : شَمْهَذَ حَدِيدَتَه ، إِذا رَقَّقَهَا وحَدَّدَهَا .
( و ) قال أَبو سعيد : الشَّمْهَذُ ( مِنَ الكِلابِ : الخَفِيفَةُ الحَدِيدَةُ أَطرَافِ الأَنْيَابِ ) ، قال الطِّرِمَّاح يَصِف الكِلابَ :
شَمْهَذٌ أَطْرَافُ أَنْيَابِهَا
كَمَنَاشِيلِ طُهَاةِ اللِّحْامْ
وذكره صاحبُ اللسانِ في الدال المُهْمَلَة ، وقد نَبَّهْنَا عليه ، فراجِعْه .
شنبذ : أَبو الحسن ( محمّد بن أَحمد ) بن أَيُّوب بن الصَّلْت ( بن شَنَبُوذَ ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ، وقال الصاغَانيُّ هو ( بِفَتْح الشينِ والنُّونِ ) وبه يُعْرَف ، ولَهِجَت العامَّةُ بِسُكُون النُّون ، وفي أَصْل الرّشاطِيّ بتشديد النونِ ، بغدادِيٌّ ، أَخذَ القراءَة عَرْضاً عن قُنْبُلٍ وَإِسحاق الخُزاعىّ ، وروى عنه القِرَاءَةَ عَرْضاً
____________________

(9/431)


عبدُ الله بنُ المُطرّز ، وكان ( مُجَاب الدَّعْوَةِ ) ، وذالك أَنَّه دعَا عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ أَنْ يَقْطَع الله يَدَه ويُشَتِّتَ شَمْلَه ، فاسْتُجِيب فيه ، لأَنه الذي شَدَّدَ عليه النَّكِيرَ ونَفَاه مِن بغدادَ إِلى البَصْرَة ، وقيل : إِلى المَدَائِن ، قاله شيخُنَا ، ومُقْتَضَى عِبَارَة المقريزِيّ في تاريخه أَن الذي استجابَ الله دُعَاءَه في ابنِ مُقْلَةَ هو الشَّرِيف إِسماعيل ابن طَبَاطَبَا العَلَوِيّ . قلت : ولا مانع من الجَمْع ، وفي كُتب الأَنساب : تَفَرَّدَ بِقِرَاءَات شَوَاذَّ كان يَقْرَأَ بها ففي المِحْرَابِ ، وأُمِر بالرُّجوع فلم يُجِبْ ، فأَمَر ابنُ مُقْلَةَ به فصُفِعَ ، فمات سن 323 ، وشَنَبوذ يُصْرَف ولا يُصْرف ، قاله ابنُ التِّلِمْسَانِيّ ، وقال الشِّهابُ : هو عَلَمٌ أَعجمِيٌّ ممنوعٌ من الصَّرْفِ ، وو جَدُّ أَبي الحَسَنِ المَذْكورِ ، حَدَّثَ عن أَبي مُسْلِم الكجِّيّ ، وبِشْرِ بن مُوسى ، وعنه أَبو بكر بن شَاذَانَ ، وأَبو حَفْص بن شاهِين ، ويُوجَدُ في بعض نُسَخ الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ : أَحمدُ بن أَحمدَ بن شَنَبُوذ ، وهو خَطَأٌ ، والصواب محمّد بن أَحمد ، كما للمصنِّف ( وعَلِيُّ ابنُ شَنَبُوذَ ) ، ضَبْطُه مثْلُ الأَوّل ( وكلاهما من القُرَّاءِ ) .
( وأَحْمَدُ بن محمّد بن شَنْبَذَ ) ، كجَعْفَر : ( قاضِي الدِّينَوَرِ ، مُحَدِّث ) ، حَكَى عنه السراج في اللمع ، قال الحافظ : وأَبو القاسم شَنْبَذَ بن عُمَر بن الحُسَيْن بن حَمَّادٍ القَطَّان ، سَمِعَ منه طاهِرٌ النيسابُورِيّ وضَبَطه .
( ) وبقي عليه :
أَبو الفَرَج محمّد بن أَحمدَ بن إِبراهيم بن علام الشَّنَبُوذِيّ ، قرأَ علي ابنِ شَنَبُوذَ فَعُرِف به ، ضَعِيفُ الرِّوايَةِ عن أُسْتَاذِه وغيرِه ، على كَثْرَةِ عِلْمِه ، تُوفِّيَ سنة 388 .
( ) ومما يستدرك عليه :
شِنَابَاذ ، بالكسر : قَرْيَةٌ مِن بَلْخ ، منها أَبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن حامد البَلْخِيّ الشِّنَابَاذِيّ الزاهِد ، مُكْثِرُ الحديثِ ، صَحِبَ أَبا بكرٍ الورَّاقَ وغيرَه ، توفي سنة 355 .
____________________

(9/432)



شنذ : وفي النهاية لابن الأَثير ، في حديث سَعْدِ بن مُعَاذٍ لما حُكِّم في بني قُرَيْظَةَ ( حَمَلُوه على شَنَذَةٍ من لِيفٍ ) ، هي بالتحريك ، شِبْه إِكَافٍ يُجْعَل لِمُقَدِّمَتِه حِنْوٌ ، قال الخطَّابيُّ : ولست أَدرِي بأَيِّ لِسان هو .
شوذ : ( *!المِشْوَذ ، كمِنْبَرٍ : العِمَامَةُ ، *!كَالمِشْوَاذِ ، ج *!المَشَاوِذُ *!والمَشَاوِيذُ ) ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أَبي مُعَيْطٍ ، وكان قد وَلَى صَدقاتِ تَغْلِبَ :
إِذَا مَا شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي *!بِمِشْوَذٍ
فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَةَ وَائِلِ
يريد : غَيَّالكِ ما أَطْوَلَه مِنّي . وفي الحَدِيث ( أَنَّه بَعَثَ سَرِيَّةً ، فَأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا علَى *!المَشَاوِذِ والتَّسَاخِينِ ) ، قال أَبو بكر : المَشَاوِذُ : العمَائم ، واحِدُها *!مشْوَذ ، والميم زائدةٌ ، وشاهد *!المِشْوَاذِ قولُ عَمْرِو بن حُمَيْلٍ .
كَأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلاَّذِ
ذَرْعُ اليَمَانِينَ سَدَى *!المِشْوَاذِ
( و ) *!المِشْوذ ( : المَلِكُ ) المُتَوَّج . ( و ) المِشْوَذ ( : السَّيِّدُ ) المُطاعٌ .
( و ) قال ابنُ الأَعرابيّ : يقال : فُلانٌ ( حَسَنُ *!الشِّيذَةِ ) . بالكسر . ( أَي العِمَّةِ ) .
( و ) يقال : هو ( خَيْرُ *!الأَشَاوِذِ ) ، أَي ( خَيْرُ الخَلْقِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( *!وأَشْوَذُ بنُ سَامِ بن نُوحٍ عليه السلامُ ) ، وهو أَخو أَرْفَخْشذ وإِرَم ولاَوَذ . وغَيْلَم ومَاش والمَوْصِل ، وولَدَ *!أَشْوَذُ يَبْرَسَ ، وهو أَبو الفُرْسِ وبهم سُمِّيَت فارِسُ ، وكان منهم الأَكاسِرَة . هاذا قولُ بَضِ العُلمَاءِ ، والإِجماع عند النسَّابين أَن الفُرْس من نَسْل كيومرث بن تفيس بن إِسحاق بن إِبراهِيم ، عليهما السلام ، وعليه العملُ ، كذا في المُقَدِّمة الفاضِليَّة لابن الجَوَّانِيّ النَّسَّابَة .
( و ) قال أَبو زيد : ( *!شَوَّذْتُه *!فتَشَوَّذَ
____________________

(9/433)


*!واشْتَاذَ ) ، أَي ( عَمَّمْتُه فتَعَمَّمَ واعْتَمَّ ) .
( و ) قال أَبو مَنْصُورٍ : أَحسبه أُخِذَ من قولك *!شَوَّذَت ( الشَّمْسُ ) إِذَا ( مَالَتْ للمَغِيبِ ) ، وذالك أَنّهَا كانَتْ غُطِّيَتْ بهاذا الغَيْمِ ، قال الشاعر :
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ *!شَوَّذَتْ
لَدَى سَوْرَةٍ مَخْشِيَّةٍ وحِذَارِ
هكذا أَنشَدَه شَمِرٌ ( و ) جاءَ في شِعْرِ أُمَيَّةَ :
*!وَشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذَا طَلَعَتْ
بِالجُلْبِ هِفًّا كَأَنَّهُ كَتَمُ
يقال *!شَوَّذَ ( السَّحَابُ الشَّمْسَ ) إِذا ( عَمَّها ) قال أَبو حَنِيفة ، أَي عُمَّمَتْ بالسَّحَاب . ( و ) قال الأَزهريُّ : أَرادَ أَنَّ الشَّمْسَ طَلَعَتْ في قَتَمَةٍ كأَنَّها عُمِّمَتْ بِالغُبْرَةِ التي تُضْرِب إِلى الصُّفْرَةِ وذلك في سَنَةِ الجَدْبِ والقَحْطِ ، أَي ( صَارَ حَوْلَها خُلَّبُ سَحَابٍ رَقِيقٍ لا ماءَ فيه ) وفيه سُفْرَة ، وكذالك تَطْلُع الشمسُ في الجَدْبِ وقِلَّة المَطَرِ ، والكَتَمُ : نَبَاتٌ يُخْتَضَبُ به .
2 ( فصل الصاد المهملة مع الذال المعجمة ) 2
صبهبذ : ( أَصْبَهْبَذَانُ ) ، أَهملَه الجوهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان ، وقال الصاغَانيُّ : هو ( بالفَتْح ) ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْركٌ ، وأَغفلَ ضَبْط ما بعده ، وهو لازمٌ ضَروريٌّ ، وهو بسكون الصاد وفتح المُوَحَّدَة وسكون الهاءِ ، ثم الموحّدة المفتوحة ( : د بالدَّيْلَمِ ) الناحِيَةِ
____________________

(9/434)


المعروفَة . ( الأَصْبَهْبَذِيَّةُ ) بالضَّبطِ الماضي ( : نَوْعٌ مِن دَرَاهِمِ العِرَاقِ ) نُسِبَتْ إِلى أَصْبَهْبَذَ ، قال الأَزهريُّ في الخماسيّ : وهو اسمٌ أَعجميٌّ . وصاده في الأَصل سين . قلت : وقد وقع في شعر جَرِيرٍ وقال إِنه مُعَرَّب ، ومعناه الأَمير ، كذا ذكره غيرُ واحدٍ من الأَئمّة . ( و ) الأَصْبَهْبَذِيصة ( : مَدْرَسةٌ ببغدادَ بين الدَّرْبَيْنِ ) ، نُسِبت إِلى هذا الرجَّل .
صطربذ : ( ) ويستدرك عليه :
إِصْطَرْبَذ بالكسر : قرية بين سَيْبِ بني كُوسَا ودَيْرِ العَاقول ، بها كانت الوَقْعَة بين المُعْتَمِد وبين الصَّفَّارِ .
2 ( فصل الطاءِ المهملة مع الذال المعجمة ) 2
طبرزذ : ( الطَّبَرْزَذُ : السُّكَّرُ ) ، فارسيّ ( مُعَرَّبٌ ) وأَصله تَبَرْزَدْ ، ( كأَنَّه نُحِتَ مِن نَوَاحِيه بالفَأْس ) . والتَّبَر : الفَأْس : بالفَارسيّة ، ( وقال الأَصْمَعِيُّ ) ونقل عن الجوهريُّ : هو ( طَبَرْزَنٌ وطَبَرْزَلٌ ) . بالنون واللام ، وذكرَ الثلاثَةَ ابنُ السِّكّيت ، قال ابنُ سيده : وهو مِثَالٌ لا أَعرفه . وقال ابنُ جِنِّى : قولُهم طَبَرْزُل وطَبَرْزُن لَسْتَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصْلاً لصاحبِه بأَولَى منك تَحْمِله على ضِدِّه ، لاستوائِهما في الاستعمالِ ، وفي شفاءِ الغليل : طَبَرْزَذ وطَبَرْزَل وطَبَرْزَن ، مُعَرَّبٌ ، أَصلُ معناه : ما نُحتَ بالفَأْسِ ، ولذا سُمِّيَتْ طَبَرِسْتَان لِقَطْع شَجَرِها . قلت : وأَبو حَفْصٍ عُمر بن محمد بن طَبَرْزَذ ، من كبار المُحَدِّثين .
طخرذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
طُخْرُوذ ، بالضمّ : قَرْيَة بنَيْسَابُور ، منها أَبو القاسم يَحيى بن عبد الوهاب بن أَحمد الطُّخْرُوذِيّ ، وأَخوه أَبو
____________________

(9/435)


نَصْرٍ أَحمد ، سَمِعَا من أَبي المُظَفَّر موسى بن عِمْرَانَ الأَنصاريّ .
طرمذ : ( رَجُلٌ طِرْمِذَةٌ ، بالكسر ، ومُطَرْمِذٌ ) إِذا كان ( يَقُولُ ولا يَفْعَل ) ، وهو الذي يُسَمَّى الطِّرْمِذَان ، وهو المتكثِّر بما لم يَفْعَل ، وفي الصحاح : الطَّرْمَذَة ليس من كلام أَهلِ البادِيَة ، والمُطَرْمِذُ : الذي له كلامٌ وليس له فِعْلٌ ، قال ابنُ بَرِّيّ : قال ثَعْلبٌ في أَماليه : الطَّرْمَذَة عَرَبِيَّة . قلت : ومثله في زوائد الأَمالي للقالي ، ( أَوْ ) رجُلٌ فيه طَرْمَذَةٌ ، إِذا كان ( لا يُحَقِّقُ في الأُمور ) . وسقَطَتْ كلمة ( في ) من بعض النُّسخ ، ( و ) قد ( طَرْمَذَ عليه فهو طِرْمَاذٌ وطِرْمَذَانٌ ، بكسرهما : صَلِفٌ مُفَاخِرٌ نَفَّاجٌ ) ، قال أَبو الهيثم : المُفَايَشَةُ . المُفَاخَرَة ، وهي الطَّرْمَذَة بِعَيْنِها ، والنَّفْجُ مِثْلُه ، يقال : رَجُلٌ نَفَّاجٌ وفَيَّاشٌ وطِرْمَاذٌ وفَيُوشٌ وطِرْمِذَانُ ، بالنون ، إِذا افتخَرع بالباطِل وتَمَدَّح بما ليس فيه . وفي المحكم : رَجُلٌ طِرْمَاذٌ : مُبَهْلِقٌ صَلِفٌ قال :
سَلاَمُ مَلاَّذٍ عَلَى مَلاَّذِ
طَرْمَذَةً مِنِّي عَلَى الطِّرْمَاذِ
وقيل : الطِّرْمِذَانُ والطِّرْمَاذُ هو المُتَنَدِّح ، أَي المُتَشَبِّع بما ليس عِنده ، قال ابنُ بَرِّيّ : ويُقَوِّي ذالك قولُ أَشْجَعَ السُّلَمِيّ :
لَيْسَ لِلْحَاجَاتِ إِلاَّ
مَنْ لَهُ وَجْهٌ وَقَاحُ
ولِسَانٌ طِرْمِذَانٌ
وغُدُوٌّ ورَوَاحُ
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : في فُلانٍ طَرْمَذَةٌ وبَهْلَقَةٌ ولَهْوَقَةٌ ، قال أَبو العبّاس : أَي كِبْرٌ . وقرأْت في زَوائد الأَمَالي لأَبي عَلِيَ القالي قال : سأَلتُ ابنَ الأَعْرَابيّ عن الطِّرْمِذَانِ فقال لا أَعْرِفه وأَعرف الطِّرْمَاذ وأَنشدني :
سَلاَم طِرْمَاذٍ عَلَى طِرْمَاذِ
____________________

(9/436)



وأَنشدنا أَبو العَبّاس لِبَعْضِ المُحْدَثين :
لَيْسَ لِلْعَسْكَرِ إِلاَّ
مَنْ لَهُ وَجْهٌ وَقَاحٌ
وَلِسَانٌ طِرْمِذَانٌ
وغَدُوٌّ وَرَوَاحُ
ولَهُمْ ما شِئْت عِنْدِي
وعَلى الله النَّجَاحُ
( ) ومما يستدرك عليه :
الطِّرْمَاذ : الفَرَسُ الكَرِيم الرائعُ . أَوردَه ثعلبٌ في أَمالِيه والقالي في الزوائد .
طفذ : ( الطَّفْذُ ) ، بفتح فسكون ، أَهمله الجوهَرِيُّ وعيرُه ، وهو من أَسماء ( القَبْر ، ويُحَرَّك ) ، والتحريك نَصُّ ابنِ دُريد ، ( ج أَطْفَاذٌ ) ، كسَبَبٍ وأَسْبَاب وفَرُخٍ وايفْرَاخٍ ، ( و ) قد يُشْتَقُّ منه الفِعْل فيقال : ( طَفَذَه يَطْفِذُه ) ، من حدّ ضَرَب ، إِذا ( رَمَسَه وقَبَرَهُ ) ، عن ابنِ دُرَيْدٍ .
طنبذ : ( طُنْبُذٌ ، كقُنْفُذٍ ) ، وفي القوانين للأَسعد بن مماتي : طُنْبُذَا ، هاكذا بزيادة الأَلف المقصورة في الآخر ( : ة بِمِصْرَ ، منها ) أَبو عُثمان ( مُسْلِمُ بنُ يَسارٍ ) ، هاكذا بتقديم التحتيّة . وقال ابنُ الأَثير مُسْلِم بن سَيَّار ، والصواب الأَوّل ، ( الطُّنْبُذِيّ ) رَضِيع عَبْدِ المَلِك بن مَرْوَانَ الأُموري ( تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ ) ويقال له الأَصْبَحِيُّ أَيضاً ، يَرْوِي عن أَنسِ بن مالكٍ وأَبي هُرَيْرةَ ، عِدَادُه في أَهلِ مِصْرَ ، رَوَى عنه أَهلُها ، قاله ابن حبّان في الثِّقَات . قلْت : وممن روَى عنه بَكْرُ بن عَمرٍ و ، وعَمرُو بنُ أَبي نُعَيْمَة ، وذكره ابنُ أَبي حاتِمٍ عن أَبِيه ، وسيأْتي للمصنّف في ي س ر ، وصَحَّفه ابن نُقْطَةَ فقال في كتاب المُشْتَبِه له : أَبو عُثْمَانَ الظِّئْرِيّ ، وتبعه الذَّهبِيُّ ، كذالك نَبَّه عليه الحافظُ في التَّبْصِير وصَوَّب أَنّه الظُّنْبُذِيّ ، وما عداه غَلطٌ . ( وقال ) الإِمام المُؤَرِّخ الأَخبارِيّ النّسَّابَة عُبيد الله ( ياقوتُ ) بن عبد الله الحَمَوِيّ الرُّوميّ ( في ) كتابه ( المُشْتَرَكِ ) في معرفة البلدان ما نصُّه ( طُنْبُذَةُ مَوْضِعَانِ : بَلْدَةٌ في الصَّعِيدِ )
____________________

(9/437)


من كُورة البَهْنَسَا ، قالَه ابنُ الأَثير ، ( ومَوْضِعٌ في إِقْلِيم المُحَمَّدِيصة بِتُونِسَ ) ، وقد تقدَّم أَن المَشْهُور على الأَلْسِنة الآنَ طَنْبَذَا ، بالفتح وأَلفٍ في آخرِه . والمُسَمَّى بهاذه قَرْيَةٌ بالصَّعِيد ، كما قاله ياقوت ، وقَرْيَة أُخْرَى بالمُنُوفِيّة قُرْبَ شِيبِينَ ، وقد رأَيتُهَا ، ويقال بإِهمال الدَّال أَيضاً ، والنِّسْبَة طَنْبَذِيّ وطَنْبَذَاوِيّ .
2 ( فصل العين المهملة مع الذال المعجمة ) 2
عشجذ : ( عَشْجَذَتِ السَّمَاءُ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الصاغانيُّ إِذا ( ضَعُفَ مَطَرُها ) ، كأَشْجَذَت ، العينُ مُنقلِبة عن الهمزة .
عقذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
امرأَةٌ عَقْذَانَةٌ ، أَي بَذِيَّةٌ سَلِيطَةٌ ، كشَقْذَانَةٍ ، ذكره الأَزهريُّ في ترجمة عذق .
عنذ : ( عَنْذَى بهِ ) كحَنْظَى ( : أَغْرَى ) به ( و ) يقال : ( امرأَةٌ عِنْذِيَانٌ ، بالكسر ) وعَذَوَانَةٌ ، مُحَرَّكةً عن الأَزهريّ : بَذِيَّةٌ ( سَيِّئَةُ الخُلُقِ ) سَلِيطَةٌ .
( والعانِذَةُ : أَصْلُ الذَّقَنِ والأُذُنِ ) قال :
عَوَانِذُ مُكْتَنِفَاتُ اللَّهَا
جَمِيعاً وما حَوْلَهُنَّ اكْتِنَافَا
( ) ومما يستدرك عليه :
عنَاذَانُ ، بالتخفيف ، بلَدٌ من جُنْدِ قِنَّسْرِينَ والعَوَاصِمِ ، كذا في مُعجم البكرِي .
عوذ : ( *!العَوْذُ : الالْتِجَاءُ ، *!كالعِيَاذِ ) بالكسر ( *!والمَعَاذِ *!والمَعَاذَةِ *!والتَّعَوُّذِ *!والاسْتِعاذَةِ ) *!عاذَ به *!يَعُوذ : لاَذَ به وَلَجَأَ إِليه واعْتَصَم . *!وعُذْتُ بفُلانٍ *!واستَعَذْتُ به ، أَي
____________________

(9/438)


لَجَأْتُ إِليه . وفي الحديث ( إِنَّمَا قَالَهَا *!تَعَوُّذاً ) أَي إِنما أَقَرَّ بالشَّهَادَةِ لاجِئاً إِليها ومُعْتَصِماً بها لِيَدْفَع عنه القَتْلَ ، وليس بمُخْلِصٍ في إِسْلامه .
( و ) *!العُوذُ ( بالضمّ : الحَدِيثَاتُ النَّتَاجِ مِن الظِّبَاءِ ) والإِبلِ والخَيْلِ ( و ) مِن ( كُلِّ أُنْثَى ، كالعُوذَانِ ) ، وهما ( جَمْعَا *!عائِذٍ ) كَحَائلٍ وحُولٍ ، ورَاع ورُعْيَانٍ وحائِرٍ وحُورَان . وفي التهذيب : ناقَةٌ عائذٌ : *!عاذَ بها ولَدُهَا ، فاعلٌ بمعنى مَفعُولٍ ، وقيل : هو على النَّسَب . *!والعائِذُ : كلُّ أُنْثَى إِذا وَضَعَتْ مُدَّةَ سبعةِ أَيامٍ ، لأَن وَلَدَهَا *!يَعُوذُ بها ، والجَمْعُ *!عَوذٌ ، بمنزِلة النَّفُساءِ من النَّساءِ ، وهي من الشَّاءِ رُبَّى وجَمْعُها رِبَابٌ ، ومن ذَوَاتِ الحَوافِر فَرِيشٌ . ( وقد *!عاذَتْ *!عِياذاً *!وأَعاذَتْ *!وأَعْوَذَتْ ) ، وهي *!مُعِيذٌ *!ومُعْوِذ ، *!وعاذَتْ بِوَالدِهَا : أَقامتْ معَ وحَدِبَتْ عليه ما دامَ صَغِيراً ، كأَنه يريد ، *!عَاذَ بهما ولَدُها ، فقَلَبَ . واستعارَ الراعى أَحَدَ هاذه الأَشْيَاءِ للوَحْشِ فقال :
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ
تَرَى الوَحْشَ *!عُوذَاتٍ بِها ومُتَالِيَا
كَسَّرَ *!عائذاً على *!عُوذٍ ، ثمَّ جَمَعَه بالأَلف ، والتاء ، وقولُ الهُذَلِيّ :
وعَاجَ لَهَا جَارَاتُها العِيسَ فَارْعَوَت
عَلَيْهَا اعْوِجَاجَ *!المُعْوِذَاتِ المَطَافِلِ
قال السُّكَّريّ : *!المُعْوِذَاتُ : التي مَعَها أَوْلاَدُهَا . قال الأَزهرِيّ : الناقَةُ إِذَا وَضَعَتْ وَلَدَهَا فهي *!عائذٌ أَيّاماً ، ووَقَّتَ بعضُهم سَبْعَةَ أَيَّامٍ . ويقال : هي *!عائِذٌ بَيَّنَةُ *!العُؤوذ إِذا وَلَدَتْ عَشرةَ أَيَّامٍ أَو خَمْسَةَ عَشَر ، ثم هي مُطْفِلٌ بعْدُ ، يقال : هي في *!عِيَاذِها ، أَي بِحِدْثَانِ نِتَاجِهَا ، وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ ( ومَعَهم *!العُوذُ المَطَافِيلُ ) يريد النِّسَاءَ والصِّبْيَانَ . وفي حديث عَلِيَ رضي الله عنهُ ( فَأَقْبَلْتُمْ إِلى إِقْبَالَ *!العُوذِ المَطَافِيل ) .
____________________

(9/439)



( و ) *!العُوذَةُ ، ( بالهَاء : الرّقْيَةُ ) يُرْقَى بها الإِنسانُ مِن فَزَعٍ أَو جُنونٍ ، لأَنه *!يُعاذُ بها ، وقد *!عَوَّذَه . قال شيخُنا . وزَعم بعضُ أَرْبابِ الاشتقاقه أَنّ أَصْلَها هي الرُّقْيَة مبما فيه *!أَعُوذُ ، ثم عَمَّت ، ومالَ إِليه السُّهَيْلِيُّ وجَمَاعَةٌ . قلت . وهو كذالك ، فقد قَالَ مثلَ ذالك صاحبُ اللسانه وصرَّحَ به غَيْرُه ، يقال : *!عَوَّذْتُ فُلاناً بالله وبأَسمائه وبالمُعَوِّذَتَيْنِ ، إِذا قلتَ *!أُعِيذُك بالله وأَسمائِه مِن كُلِّ ذي شَرَ وكُلِّ داءٍ حاسِدٍ وحَيْنٍ . ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أَنه كان *!يُعَوِّذُ نَفْسَ *!بالمُعَوِّذَتَيْنِ بعد ما طُبَّ . وكان *!يُعَوِّذ ابْنَيْ ابْنَتَهِ البَتُولِ عليهم السلامُ بهما ) ( *!كالمعَاذَةِ *!والتَّعْوِيذِ ) ، والجمع *!العُوَذُ *!والمَعَاذَاتُ *!والتَّعاوِيذُ .
( *!والعَوَذُ ، بالتَّحْرِيك : المَلْجَأُ ) ، قاله الليثُ ، يقال : فُلاَنٌ *!عَوَذٌ لك ، أَي مَلْجَأُ ، وفي بعض النُّسخ : اللَّجَأُ ، ( *!كالمَعَاذِ *!والعِيَاذِ ) . وفي الحديث ( لقَدْ *!عُذْتِ *!بِمَعَاذٍ ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ) . *!والمَعَاذُ المَصْدَرُ والزَّمَانُ والمَكَانُ ، أَي قد لَجَأْتِ إِلى مَلْجَإٍ ولُذْتِ بِمَلاذٍ . والله عَزَّ وجَلَّ *!مَعَاذُ مَنْ *!عَاذَ به ، وهو *!-عِيَاذِي ، أَي مَلْجَئِي .
( و ) *!العَوَذُ ، بالتحريك ( : الكَرَاهَةُ *!كالعَوَاذِ ) كسَحَابٍ ، يقال : ما تَركْتُ فُلاناً إِلاَّ *!عَوَذاً منه ، *!وعَوَاذاً منه ، أَي كَرَاهَةً .
( و ) العَوَذُ ( : السَّاقِطُ المُتَحَاتُّ مِن الوَرَقِ ) ، قال أَبو حنيفة : وإِنما قيل له *!عَوَذٌ لأَنّه يَعْتَصِمُ بِكُلِّ هَدَفٍ ويَلْجأُ إِليه *!ويَعوذُ به . وقال الأَزهرِيُّ : *!والعَوَذُ : ما دَارَ به الشيءُ الذي يَضْرِبُه الرِّيحُ فهو يَدُور *!بالعَوَذِ من حَجَرٍ أَوْ أَرُومَةٍ .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : *!العَوَذُ ( رُذَالُ النَّاسِ ) وسِفْلَتُهم .
( و ) يقال : ( أَفْلَتَ ) فلانٌ ( منه *!عَوَذاً ، إِذا خَوَّفَه ولم يَضْرِبْه ) ، أَو ضَرَبَه وهو يُرِيد قَتْلَه فلم يَقْتُله .
( و ) من المجاز : أَرْعُوا بَهْمَكم *!عُوَّذَ هاذا الشَّجَرِ ، عُوَّذ ( كَسُكَّرٍ ) : ما *!عَاذَ
____________________

(9/440)


به من المَرْعَى وامتَدَّ تَحَته . كذا في الأَساس . وقال غيرُه : هو ما عِيذَ به مِن شَجَرٍ وغيرِه ، وقيل هو ( النَّبْتُ في أُصُولِ الشَّوْك ) أَو الهَدَف أَو حَجَرٍ يَسْتُرُه ، كأَنَّه يُعَوَّذ بها ، ( أَو ) *!العُوَّذُ من الكَلإِ : ما لَم يَرْتَفِع إِلى الأَغْصَان وَمَنَعَهُ الشَّجَرُ مِن أَنْ يُرْعَى ، من ذالك ، وقيل : هو أَنْ يَكُون ( بِالمَكَانِ الحَزْنِ لا تَنَالُهُ المَالُ ) ، قال الكُمَيْت :
خَلِيلَيَّ خُلْصَانَيَّ لَمْ يُبْقِ حُبُّهَا
مِنَ القَلْبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنَالُهَا
( *!كالمُعَوَّذِ ، وتُكْسَر الواوُ ) قال كُثَيِّر ابنُ عَبْد الرَّححمن الخُزَاعِيّ يَصِف امرأَةً :
إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا
*!مُعَوَّذُهُ وأَعْجَبَتْهَا العَقَائِقُ
يَعْنِي أَن هاذه المرأَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِن بيتِهَا رَاقَهَا *!مُعَوَّذُ النَّبْتِ حَوَالَيْ بَيْتِها .
( و ) من المَجازِ : أَطْيَبُ اللحْمِ عُوَّذُه . قال الزمَخْشَريُّ : العُوَّذُ : ( مَا عَاذَ بالعَظْمِ منِ اللَّحْمِ ) ، زاد الجوهَرِيُّ : ولَزِمَ ، ومِثْلُه قَولُ الراغب ، وقال أَبو تَمَّامٍ :
ومَا خَيْرُ خُلْقٍ لَمْ تَشُبْه شَرَاسَةٌ
ومَا طِيبُ لَحْمٍ لاَ يَكُونُ عَلَى عَظْمِ
وقال ثعلبٌ : قلتُ لأَعْرَابِيَ : ما طعْمُ الخُبْزِ ، قال أُدْمُه . قال : قلت : ما أَطْيَبُ اللَّحْمِ ؛ قال : عُوَّذُه .
( و ) العُوَّذُ ( : طَيْرٌ لاَذَتْ بِجَبَلٍ أَو غَيْرِهِ ) مِمَّا يَمْنَعُها ، ( *!كالعِيَاذِ ) بالكَسْر ، قال بَخْدَجٌ :
كالطَيْرِ يَنْجُونَ *!عِيَاذاً *!عُوَّذَا
كَرَّرَ مُبَالَغَةً ، وقد يكون *!عِيَاذاً هنا مَصْدَراً .
( و ) قولهم : ( *!مَعَاذَ الله ، أَي *!أَعوذُ بالله *!مَعَاذاً ) ، تَجْعَلُه بَدلاً من اللَّفْظِ بالفِعْلِ ، لأَنه مصدرٌ ، وإِن كان غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ ، مثْل سُبْحَانَ . وقال
____________________

(9/441)


الله عَزَّ وجَلَّ : { مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ } ( سورة يوسف ، الآية : 79 ) أَي *!نَعوذ لله *!معَاذاً أَنْ نَأْخُذ غَيْرَ الجانِي بِجِنَايَتِه ، ( وكذا *!مَعَاذَةَ الله ) ، *!ومَعَاذَ وَجْهِ الله *!ومَعَاذَةَ وَجْهِ الله وهو مثْل المَعْنَى والمَعْنَاةِ والمَأْتَى والمَأْتَاةِ ، وقال شيخُنَا : وقد عَدُّوا مَعَاذَ الله من أَلفاظِ القَسَمِ ، وقد بَسَطَه الشيخُ بنُ مالِكٍ في مُصَنَّفَاته .
( وبَنُو *!عائِذَةَ ، وبنو *!عَوْذَةَ ، وبنو *!عَوْذَى ) ، بِضَمّهما كذا ضَبْطُه عندنا في النُّسخ ، والإِطلاق يَقْتَضِي الفَتْحَ ، وهو الصوابُ ، ( بُطونٌ ) ، أَما *!عائذَةُ فبَطْنَانِ ، الأَوَّل *!عائذةُ قُرَيْشٍ وهم بنو خُزَيْمَةَ بنِ لُؤَيَ ، قال ابنُ الجوّانِيّ النَّسَّابة : وأَمّا خُزَيْمَةَ بن لُؤَيَ فإِليه يُنْسَبُ القَوْمُ الذين يَزْعُمُون أَنهم عائذَةُ قُرَيْشٍ وشيخُ الشَّرَف يَدْفَعهم عن النَّسب . وعائذةُ هي ابنَةُ الخِمْس بنِ قُحَافَةَ من خَثْعَم ، وبه يُعْرَفون ، وهم بنو الحارث بن مالك بن عُبَيْد بن خُزَيْمَة بن لُؤَيّ بن غالِبٍ ، *!وعائذةُ هي أُمُّ الحارث هاذا ، ويقال الحارث بن مالك بن عَوْفِ بن حَرْبِ بن خُزَيْمَة ، وهم بِمَالِكٍ خَمْسُ أَفخاذٍ مِن عَوحفٍ : بنو جَذِيمَة وبنو عامِرٍ وبنو سَلاَمَةَ وبنو مُعَاوِيَةَ ، أَولادُ عَوْفٍ . وعائِذةُ مع بني مُحَلِّم بن ذُهْلِ بن شَيْبَانَ ، بَادِيَتُهم مع بادِيَتِهِم ، وحاضِرَتُهم مع حاضِرَتِهِم يَدٌ واحِدَةٌ . والثاني عائذةُ بنُ مالِك بن بَكْرِ بن سَعْدِ بن ضَبَّةَ بن أُدّ بن طابِخَةَ بن الْيَاسِ بن مُضَرَ ، وهم فَخذٌ ، قال الشاعرُ :
مَتَى تَسْأَلِ الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ
يَقُلْ لَكَ إِنَّ العَائِذِيَّ لَئِيمُ
ومنهم حَمْزَةُ بن عَمْرٍ و الضَّبِّيّ ، عن أَنسٍ ، وعنه شُعْبَةُ عَوْنٌ ، وأَما بنو عَوْذَةَ فمن الأَسْدِ وبنو عَوْذَى ، مقصورٌ : بَطْنٌ آخَرُ ، قال الشاعر :
سَاقَ الرُّفَيْدَاتِ مِنْ *!عَوْذَى ومِنْ عَمَمٍ
والسَّبْيَ مِنْ رَهْطِ رِبْعِيَ وحَجَّارِ
____________________

(9/442)



( *!وعائذُ الله : حيٌّ ) مِنَ اليَمَن ، هاكذا بالأَلف ، عن ابن الكَلْبِيّ ، ( أَو الصوابُ *!عَيِّذُ الله ، كَسَيِّدٍ ) ، يقال : هو من بني عَيِّذِ الله ، ولا يقال عائذ الله ، كذا في الصحاح ، وذكر أَبو حاتمٍ السِّجِسْتَانيُّ في كتابِ لحْنِ العامَّة أَنه عَيِّذُ الله ، بتشديد الياءِ ، سَكَّنْتَ الياءَ ، لئلا تَجتمع ثلاثُ يَاءَاتًّ ، انتهى ، وقال السُّهَيليُّ في الروض : لِسَعْدِ العَشِيرَة ابنٌ لِصُلْبِه اسْمُه عَيِّذُ الله ، وهي قَبِيلةٌ مِن قَبائِل جَنْبِ بن مَذْحِج . قلت : والذي قالَهُ ابنُ الجوّانِيّ النّسَّابة في المُقَدِّمة ما نَصُّه : والعَقِبُ من سَعْدِ العَشِيرَة بنِ مَذْحِجٍ مِن زَيْدِ الله وعائذِ الله وعَيِّذِ الله . ثم ساق إِلى آخرِه ، فعُرِف منه أَنَّ له أَخاً اسمُه عائذُ الله . وقولُه من قبائلِ جَنْبِ بن مَذْحِجٍ مَحَلُّ نَظَرٍ ، وإِنما هم بنو عَيِّذ الله بن سَعْدِ بن مَذْحِجٍ ، كما عَرَّفَه أَوَّلاً . وذكر الدَّارقُطْنهيُّ من وَلَدِه مالكَ بنَ شَرفِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ منَاةَ بنِ عَيِّذ الله ، ومِنْ قِبَلِه جاءَت وِلاَدَةُ مَذْحِجٍ لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم
( *!وعُوَيْذَةُ ) اسمُ ( امرَأَة ) عن ابن الأَعرَابيّ ، وأَنشد :
فَإِني وهِجْرَانِي *!عُوَيْذَةَ بَعْدَمَا
تَشَعَّبَ أَهْوَاءُ الفُؤَادِ الشَّوَاعِبُ
( *!والعَاذُ : ع بِسَرِفَ ) ، قال أَبو المُوَرِّق :
تَرَكْتُ *!العَاذَ مَقْلِيًّا ذَمِيماً
إِلى سَرِفٍ وأَجْدَدْتُ الذَّهَابَا
( و ) *!العَاذَةُ ، ( بِهَاءٍ : ع ببلادِ هُذَيْلٍ أَو كِنَانَةَ ) ، أَو هو بالغَيْن والدال ، وقد تَقدَّم في مَحلّه ، وكذالك الاستشهادُ بقولِ سَاعِدَةَ بن جُؤَيَّة الهُذَليّ .
( *!وتَعَاوَذُوا ) في الحربِ ، إِذا تَوَاكَلُوا و ( *!عَاذَ بَعْضُهم بِبعْضٍ ) .
( *!والمُعَوَّذُ ، كمُعَظَّمٍ : مَوْضِعُ القِلاَدَةِ ) من الفَرَسِ ، ودائرَةُ *!المُعَوَّذِ تُستَحَبُّ ، قال أَبو عُبَيْد : من دَوائرِ الخَيْلِ المُعَوَّذُ ، وهي التي تكون في
____________________

(9/443)


مَوْضِع القِلادَةِ يَسْتَحِبُّونَها .
( و ) *!المُعَوَّذ ( : ناقَةٌ لا تَبْرَحُ في مَكَانٍ واحِدٍ ) كأَنَّه لِضَعْفِهَا أَو كِبَرِ سِنِّهَا ، والدال لغَة .
( و ) المُعَوَّذ ( : مَرْعَى الإِبلِ حَوْلَ البُيُوتِ ) ، ولا يَخْفَى أَنه تقدَّم في كلاَمه بِعَيْنه ، وقَدَّمْنَا الشاهِدَ عليه من قَوْلِ كُثَيِّرٍ الخُزَاعِيّ ، فذِكْرُه ثانياً تَكرارٌ .
( *!والمُعَوَّذَتانِ : سُورَتَانِ ) سُورَة الفَلَق وتاليَتُهَا ، ( بِكَسْرِ الوَاوِ ) ، صَرَّح به السيوطيّ في الإِتقان ، وجَزم به ، وصَرَّح الشمسُ التتائيُّ في شَرْحِ الرسالَة أَنّ الفتحَ خَطَأٌ ، وإِنْ ذَهَبَ إِليه ابنُ علاَّن في شَرْحِ الأَذْكار ، وأَنّ الكسْرَ هو الصوابُ . لأَن مَبْدَأَ كُلِّ واحِدَةٍ منهما ( قُلْ أَعُوذُ ) ، ويُقَال : *!عَوَّذْتُ فُلاناً بالله وأَسمائِه ، *!وبالمُعَوِّذَتَيْنِ ، إِذا قلتَ *!أُعِيذُك بالله وأَسمائِه مِنْ كُلِّ ذي شَرَ ، إِلى آخرِه ، قال شيخُنَا : ورُبَّما قيل : *!المُعَوِّذَاتُ بِالجَمع ، بإِضافةِ الإِخْلاص لهما على جِهَةِ التَّغْلِيب ، لأَنها مِمَّا يُتَحَصَّنُ بها ، لاشْتِمَالِها على صِفةِ الله تَعَالَى .
( *!وعَوْذٌ بالله ) منك ، ( أَي أَعوذُ بالله ) منك ، قال :
قالَتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ
*!عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ
قال الأَزهريُّ : وتقول العَرعبُ للشيْءِ يُنْكِرُونَه والأَمْرِ يَهابُونه : حُجْراً ، أَي دَفْعاً ، وهو *!استعاذَةٌ مِن الأَمْرِ .
وسَمَّوْا *!عائِذاً *!وعائِذَةَ *!ومُعَاذاً *!ومُعَاذَةَ *!وعَوْذاً *!وعِيَاذاً ( *!ومُعَوِّذاً ) ، والمُسَمّى *!بمُعَاذٍ أَحدٌ وعشرون صحابيًّا ، والمُسَمَّى *!بعائذٍ عَشَرَةٌ مِن الصَّحابة ، وعائذُ الله بنُ سَعيد بن جُنْدَبٍ له وفَادَةٌ ، ويقال ، عابدُ الله ، *!وعِيَاذُ بن عَبْدِ عَمْرٍ و الأَزدِيّ له صُحْبَة ، وأُهْبَان ابن عِياذٍ مُكَلِّم الذِّئب ، وعياذُ بن عَدْوَانَ جَدّ عامِر بن الظَّرِب ، وآخَرُون ، *!ومُعَوِّذ بن عَفْرَاءَ ، له صُحبةٌ ( وأَبو
____________________

(9/444)


إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ ) مِن كِبار التابعين وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ لِيَزيدَ ، و ( اسمُهُ عائِذُ الله ) بن عبد الله ، وُلدَ عامَ حُنَيْنٍ ، وكان مِن عُبَّادِ أَهلِ الشامِ وقُرَّائهم ، يَرْوِي عن شَدَّادِ بنأَوْسٍ وابنِ مَسعُودٍ والمُغيرَةِ بن شُعْبَةَ ، مات سنَة ثَمانينَ . وعائذُ بن نُصَيْبٍ الأَسَدِيّ ، وعائذٌ أَبو مُعَاذٍ ، *!وعائذُ بن أَبي حَبِيبٍ الكَعْبِيّ ، وعائذٌ الجُعْفِيّ ، وعائذُ الله المُجَاشِعِيّ ، تابِعيُّون .
( *!ومَعَاذَةُ : مَاءَةٌ لبني الأُقَيْشِرِ ) مُرَّةٌ .
( وسِكَّةُ مُعَاذٍ بِنَيْسَابُورَ ) تُنْسَب إِلى مُعَاذِ بن مُسْلِمٍ ، والنِّسْبَة إِليها *!-مُعَاذِيّ .
( *!وعَيْذُونُ : جَدُّ ) الإِمام اللغويّ ( أَبي عليَ ) إِسماعيلَ بنِ عليَ ( القالِيّ ) صاحب الأَمالي والزوائد ، نِسْبَة إِلى قَالِيقَلاَ مِن مُدِن أَرْمِينِيَة ، قال أَبو بكرغ الزُّبَيْدِيُّ ، سأَلْتُ أَبا عَلِيَ القاليّ عن نَسبه فقال : أَنا إِسماعيل بن القاسم بن عَيْذُون .
( *!والعَوَائِذُ ) من الكواكِب الشَّامِيَةِ ( أَربعةُ كَوَاكِبَ بِتَرْبِيعٍ مُخْتَلِفٍ ، في وَسَطِها كَوْكَبٌ يُسَمَّى الرُّبَعُ ) ، ونصُّ التَّكْمِلَة : في وَسَطِهَا كَوَاكِبُ تُسَمَّى الرُّبَعَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!عَوْذُ بن غَالِب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ ، وعَوْذُ بن سُودِ بن الحَجْرِ بن عِمْرَانَ بن عَمْرِو بن مُزَيْقِيَاءَ ، قبيلتانِ ، من الأُولى سَعْد بن سَهْم بن *!عَوْذ ، وحَبِيب بن قِرْفَةَ *!-العَوْذِيّ ، ومن الثانية أَبو عبد الله هَمَّام بن يَحيى بن دِينَارٍ الأَزديّ العَذِوْيّ ، مَولاهم .
*!وعَيْذُونُ جَدُّ أَبي الحَسَن عليّ بن عبد الجَبَّار بن سَلاَمَةَ الهُذَلِيّ اللُّغَوِيّ ، وُلِدَ بِتُونِسَ سَنَة 428 وتوفِّيَ سنة 519 .
*!والعَيْذِيُّون في الصَّحابة والرُّواةِ كثيرون ، نُسِبوا إِلى عَيِّذ الله المتقدّم ذِكَرُه ، وفي النِّسبه يُخَفّف ، وقال السمعانيُّ : وفي بني ضَبَّةَ عَيِّذُ الله ، بتشدد الياءِ ، ولم يَذْكُر من نُسِبَ إِليها ، وذَكَرَه المَالِينيّ وتَبِعه الرشاطيّ فقال : مُسلم بن إِبراهيم العَيِّذِيّ بتشديد الياء ، كاتبُ المَصَاحف ،
____________________

(9/445)


وقال سيبويه : وقالوا : *!عائِذاً بالله من شَرِّها ، فوضَعُوا الاسمَ موضعَ المَصدرِ ، قال عبُد الله السَّهْميُّ :
أَلْحِقْ عَذَابَكِ بِالْقَومِ الذِينَ طَغَوْا
*!وعَائِذاً بِكَ أَنْ يَغْلُوا فَيُطْغُونِي
وقال الأَزْهَرِيّ : يقال : اللّهُمَّ عائذاً بكَ مِن كُلِّ سُوءٍ ، أَي *!أَعوذُ بك *!عائذاً ، وفي الحديث ( عائذٌ بالله مِنَ النَّارِ ) أَي أَنا *!عائِذٌ *!ومُتَعَوِّذٌ ( كما يقال مُستَجِيرٌ ) فجعَل الفاعِلَ موضع المَفْعُول ، كقولهم : سِرٌّ كاتِمٌ ، وماءق دافِقٌ . وفي حديث حُذَيْفَة ( تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلى القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ *!عَوْذاً *!عَوْذاً ) قال ابنُ الأَثير ، هاكذا روِي بالدّالِ والذَّالِ ، كأَنَّه اسْتعَاذَ مِن الفِتَنِ ، وقد تَقدَّم ، وفي التنزيل : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ *!فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ( سورة النحل ، الآية : 98 ) معناه إِذا أَردْتَ قِرَاءَة القُرْآنِ فقُلْ *!أَعوذ بالله مِن الشيطانِ الرَّجِيمِ وَوَسْوَسَتِه .
وفي اللسانِ : ويقال للجُودِيّ : *!عَيِّذٌ ، بالتشديد .
*!وعَاذٌ : قَرْيَةٌ مَعروفَةٌ ، وقيل ماءٌ بِنَجْرَانَ ، قال ابنُ أَحْمَر :
عَارَضْتُهُمْ بِسُؤَالٍ هَلْ لَكُمْ خَبَرٌ
مَنْ حَجَّ مِنْ أَهْلِ *!عَاذٍ إِنَّ لِي أَرَبَا
وقيل بالدال المهملة ، وقيل بالغين المعجمة .
ووادِي العائذِ قَبْلَ السُّقْيَا بميل ، والسُّقْيَا : مَنْزِلٌ بين الحَرَمَينِ الشريفَينِ .
*!ومُعَاذَة : زَوْجَة الأَعْشى ، *!ومُعَاذَة : مولاةُ عَبْدِ الله بن أُبَيّ ، ومُعَاذَة الغِفَارِيَّة ، صَحابِيَّاتٌ .
عيذ : ( *!العَيْذَانُ : السِّيِّىءُ الخُلُقِ ) ، ومنه قَوْل تُمَاضِرَ امرأَةِ زُهَيْر بن جَذِيمَةَ لأَخِيها الحارثِ : لاَ يَأْخُذَنّ فِيكَ ما قَال زُهَيْرٌ ، فإِنه رَجُلٌ بَيْذَارَةٌ *!عَيْذَانُ شَنُوءَةٌ . كذا في اللسان .

____________________

(9/446)


2 ( فصل الغين مع الذال ، المعجمتين ) 2
غذذ : ( *!غَذَّ الجُرْحُ *!يَغُذُّ ) ، بالضمّ ، ( *!ويَغِذُّ ) ، بالكسر ، *!غَذًّا ( : سالَ بِمَا فيه ) ، وفي بعضٍ الأُصول : ما فِيه ، أَي من قَيْحٍ وصَدِيد ، ( *!كأَغَذَّ ) وأَغَثَّ ، إِذَا أَمَدَّ ، ( أَو ) غَذّ الجُرْحُ يغِذُّ غَذًّا ( : وَرِم ) ، قاله الليث ، قال الأَزهريّ : أَخطأَ الليثُ في تَفْسِير غَذَّ ، والصَّواب غَذَّ : سال ، كما تقدَّم . قال شيخُنا : المعرُو في هذا الفعل أَنّ مُضارِعه بالكسر فقط ، وهو الذي اقتصر عليه الجوهريّ وغيرُه ، وهو الموافقُ لما نَقَله في ش د د عن الفَرَّاءِ ، ولم يذكُره ابنُ مالك في الامِيّة ولا في الكافِية ، في ذي الوجهَينِ من اللازمِ ، ولا ذَكَره ابنُ القُوطِيّة ولا ابن القَطّاع ولا غيرهُما من أَرباب الأَفعالِ ، ولا استدرَكه شُرَّاح التسهيلِ ولا شُرَّاح النَّظْمَيْنِ ، فلا ايدرِي من أَين جاءَ به المُصَنّف انتهى . قلْت : الذي أَشار له الجوهريُّ من قول الفَرَّاءِ هو أَن ما كان من المضاعَف على فَعَلْتُ غيرَ الواقِعِ فإِن يَفْعل منه مكسور العين ، مثل عَفّ يَعِفّ وخَفَّ يَخِفّ ، وما أَشبَهه ، وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ ، فإِن يَفْعل منه مضموم إِلاَّ ثلاثَةَ أَحرُفٍ : شَدَّه يَشُدّه ويَشِدُّه ، وعَلَّه يَعُلُّه ويعِلُّه ، من العَلَل ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه ، فإِن جاءَ مثلُ هاذا مما لم نَسْمعه فهو قليلٌ ، وأَصله الضمُّ . انتهى قولُ الفَرّاءِ .
( *!والغَذِيذَةُ ) من الجُرْح ( : المِدَّةُ ) ، كالغَثِيثةِ ، وهي القَيْحُ ، وزعم يَعقُوب أَنّ ذالَها بدعلٌ من ثاءِ غَثِيثَةٍ ، ومثْله في كِتاب الفرق لابنِ السيد ، وقد تقدّم في غَثَّ .
( *!والغَاذُّ : الغَرَبُ ) ، مُحرّكةً ( حيثُ كانَ مِن الجَسَدِ ) ، قال أَبو زيد : تقول العرب للّتي نَدعوها نحن الغَرَبَ : *!الغَاذُّ ، ويقال للبَعير إِذَا كانتْ به دَبَرَةٌ فَبَرَأَتْ وهي تَنْدَى ، قيل :
____________________

(9/447)


به *!غاذٌّ ، ( و ) *!الغاذُّ ( عِرْقٌ في العَيْنِ يَسْقِي ولا يَنْقَطِع ) ، وكلاهما اسمٌ كالكاهِل والغارِب ، وعِرْقٌ *!غَاذٌّ : لا يَرْقَأُ ، وفي حديث طَلْحَة ( فجعَلَ الدَّمُ يَوْمَ الجَمَلِ *!يَغُذُّ مِنْ رُكْبَتِه ، أَي يَسِيل ، *!غَذَّ العِرْقُ ، إِذا سَالَ ما فِيه مِن الدَّمِ ولم يَنْقَطِعْ ، ويجوز أَن يكون من *!إِغْذاذ السَّير ، ( و ( الحِسُّ و ) *!الغاذّة ) بالهاءِ : رَمَّاعَةُ الصَّبِيِّ *!كالغَاذِيَةِ كسَارِيَةٍ ( قاله ابنُ الأَعرابِيّ ) .
( *!وأَغَذّ السَّيْرَ ) نَفْسه ، قال أَبو الحسن بن كَيْسَان . أَحسِب أَنه يُقَال ذالك ( و ) المَشهور أَغذ ( فيه ) ، أَي في السَّيْرِ إِغذاذا ( : أَسْرَعَ ) وفي حديث الزَّكَاة ( فَتَأْتِي *!كَأَغَذِّ ما كانَتْ ) أَي أَسْرَع وأَنْشَط ، وفي حديثٍ آخَرٍ ( إِذَا مَرَرْتُم بأَرْضِ قَوْمٍ قد عُذِّبُوا *!فأَغِذُّوا السَّيْرَ ) . وأَنْشَد :
لَمَّا رَأَيْتُ القَوحمَ فِي *!إِغْذَاذِ
وأَنَّه السَّيْرُ إِلى بَغْدَاذِ
قُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى مُعَاذ
تَسْلِيمَ مَلاَّذٍ عَلَى مَلاَّذِ
طَرْمَذَةً مِنِّي عَلَى طِرْمَاذِ
وأَمّا قولُه :
وإِنّي وإِيَّاهَا لَحَتْمٌ مَبِيتُنَا
جَمِيعاً وسَيْرَانَا *!مُغِذٌّ وذُو فتْرِ
فقد يكون على حَدِّ قَولهِم لَيْلٌ نائِمٌ .
( *!وغَذْغَذَ مِنه : نَقَصَه ) وغَضْغَضَ منخه ، كذالح ، (*! كَغَذَّهُ ) وغَصَّه ، يقال ما *!غَذَذْتُكَ شيئاً ، أَي ما نَقَصْتُ . رواه ابنُ الفَرَجِ عن بعضِ الأَعْرَابِ .
( *!وتَغَذْغَذَ : وَثَبَ ) . نقلَه الصاغانيُّ .
( *!والمُغَاذُّ ) ، على صِيغَةِ اسمِ الفاعِل ( من الإِبِل : العَيُوفُ ) ، وهو الذي ( يَعافُ الماءَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!غُذَاوِذُ ، بالضمّ مَحلَّة بِسَمَرْقَنْدَ ،
____________________

(9/448)


منها أَبو عمرٍ و محمدُ بن يَعقوبَ *!-الغُذَاوِذِيّ .
غلذ : ( الغَلِيذُ ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ وصاحبُ اللسان ، وقال الصاغانيُّ هو ( الغَلِيظ ) ، قلت : لُغَةٌ فيه أَو هو من الإِدال .
غنذ : ( غَنْذَى به ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال الصاغانيُّ ، إِذا أُغْرِيَ به ، مثل ( عَنْذَى به ) ، وقد تَقَدَّم .
( والغَانِذُ : الحَلْقُ ومَخْرَجُ الصَّوْتِ ) .
غندرذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
غنْد رُوذ ، الدالُ الأُولى مُهْمَلة : من قُرَى هَرَاةَ منها أَبو عمرٍ و الفَتْحُ ابن نُعَيْمٍ الهَرَوِيّ ، عن شَرِيك والحَكم ابن ظُهَيْر ، وعنه إِسحاق بن الهَيَّاج .
غيذ : ( *!الغَيْذَانُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : هو ( الذي يَظُنُّ فَيُصِيبُ ) ، رواه الأَزهَرِيّ في التهذيب عنه .
( *!والمُغْتَاذُ : المُغْتَاظُ ) ، لُغَة فيه ، كما قاله الصتغانيُّ ، أَو هو من باب الإِبدال .
2 ( فصل الفاءِ مع الذال المعجمة ) 2
فخذ : ( الفَخِذُ ، ككَتِفٍ : ) وَصْلُ ( ما بين السَّاقِ والوَرِكِ ، مُؤَنَّث ، كالفَخْذِ ) ، بفتح فسكون ، ( ويُكْسَر ) ، أَي مع السكون ، فهي ثلاثُ لُغَاتٍ ، وهي مشهورة في كُلِّ ثُلاثيَ على وِزانِ كَهف ، وزاد الزّركَشِيُّ في شَرْح البُخَارِيّ أَن فيه لُغَةً فِخِذ ، بكسرتين ، وفي تَسهيل ابنِ مالك : في كُلِّ عَيْنٍ حَلْقِيَّةٍ أَربَعُ لُغَات سواءٌ كانت اسْماً مفَخِذٍ ، أَو فِعْلاً كشَهِد ، الثَّلاَثَةُ وكَسْرُ الفَاءِ والعَيْنِ وصَرَّح بذلك في الكافِية وشَرْحِها ، وسيأْتي لنا أَيضاً
____________________

(9/449)


في شَهد وغيرِه ، قال شيخُنَا : فالإِتْبَاع بكسرتينِ هو الذي قَيَّدُوه بالحَلْقِيّ ، وأَما اللغاتُ الثلاثُ ففي كُلِّ ثُلاثِيَ على وِزانِ كَتِفٍ ولو لم يكن فيه حَرْفُ حَلْقٍ ، ( و ) من المَجَازِ : هذا فَخِذِي ، بالتَّذْكِير ، وهو فَخِذٌ من أَفْخَاذِ بني تَميمٍ ، وهو ( حَيٌّ الرجُلِ إِذا كانَ مِن أَقْرَبِ عَشِيرِته ) ، وهو أَقلُّ مِن البَطنِ اوأَوَّلُها الشَّعْب ، ثم القَبِيلَة ، ثم الفَصِيلَة ، ثم العمَارَة ، ثم البَطْنُ ، ثم الفَخْذ . قال ابنُ الكَلبيّ : الشَّعْبُ أَكبرُ من القَبِيلَةِ ، ثم القَبِيلة ، ثم العِمَارَة ، ثم البَطْن ، ثم الفَخْذ ، قال : أَبو منصور : والفَصِيلَة أَقربُ مِن الفَخْذ ، وهي القطْعَة من أَعضاءِ الجَسَدِ ، وقال شيخُنَا نَقْلاً عن بعضِ أَهلِ التحقيقِ : ههذه اللغَاتُ المَذكورة في الفَخِذ سواءٌ كان بمعنى العُضْوِ أَو بمعنى الحَيِّ والقَبِيلةِ ، إِلاّ أَنه إِذاك ان بمعنى العُضْو الأَفْصَحُ فيه الأَصْلُ الذي هو فَتْ الأَوّلِ وكسر الثاني ، وإِذا كان بمعنى القَبِيلة والحَيّ فالأَفصح فيه فَتْح الأَوَّل وسكون الثاني ، والله أعلم . ( ج ) أَي جَمْع الفَخِذ بمعنى العُضْوِ والحَيِّ ( أَفخَاذٌ ) ، قال سِيبويهِ : لم يُجَاوِزُوا به هاذا البناءَ .
( وَفَخَذَه ، كمَنَعَه ، يَفخَذُه : أَصابَ فَخِذَه ) ، قوله كمَنَعَه ، هاكذا في النُّسخ التي بَأَيْدينا ، وقد سقط من بعضٍ ، ( ففُخِذَ ) ، بالبناءِ للمجهول ، وفي المُحْكم : فُخِذَ الرجُلُ فَخْذاً فهو ففَخَذْتُه ، أَي أَصَبْتُ فَخِذَه .
( و ) يقال : ( فَخَّذَهم ) عن فُلانٍ ( تَفْخِيذاً ) ، أَي ( خَذَّلَهُم ، و ) فَخَّذَ بينهم تَفْخِيذاً ( : فَرَّقَهم : و ) فَخَّذَ الرجلُ تَفُخِيذاً ( : دَعَا العَشِيرَةَ فَخْذاً فَخْذاً ) ، وهو مأْخُوذٌ من الحديثِ ( أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلملمَّا أَنْزَلَ الله عَزَّ وجَلَّ عليه : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ } ( سورة الشعراء ، الآية : 214 ) بَاتَ يُفَخِّذُ عِشِيرتَه ) ، أَي يَدْعُوهُم فَخْذاً فَخْذاً ، يقال : فَخَّذَ الرجُلُ بَنى فُلاَنٍ إِذا دَعَاهم فَخْذاً فَخْذاً .

____________________

(9/450)



( والفَخْذَاء : ) هي ( التي تَضْبُطُ الرجُلَ بين فَخِذَيْهَا ) ، لِقُوّتِهَا .
( وتَفَخَّذَ ) الرجلُ ( : تَأَخَّر ) عن الأَمرِ .
( واسْتَفْخَذَ ) بمعنى ( اسْتَخْذَى ) ، عن الفراء .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّفْخِيذ : المُفاخَذَة .
وقال الفَرَّاءُ : حُلِبت النَّاقَةُ في فَخذَها ، والعَنْزُ في رُبَابِها وفي فَخِذِهَا ، وفَخِذُهَا نِصْفُ شَهْرٍ ، نقله الصاغانيُّ .
فذذ : ( *!الفَذُّ : الفَرْدُ ) والوَاحِدُ ، وقد *!فَذَّ الرجلُ عن أَصحابِه ، إِذا شَذَّ عَنهم وبَقِيَ مُنْفَرِداً ، ( ج *!أَفْذَاذٌ *!وفُذُوذٌ ) .
( و ) *!الفَذُّ ( : أَوَّلُ سِهامِ المَيْسِرِ ) قال اللِّحيانيُّ : وفيه فَرْضٌ واحدٌ ، وله غُنْمُ نَصيبٍ واحدٍ إِن فازَ ، وعليه غُرْمُ نَصِيبٍ واحدٍ إِن خابَ ولم يَفُزْ ، والثاني التَّوْأَمُ ، وسِهَامُ المَيْسَرِ عَشَرَةٌ ، أَوَّلها *!الفَذُّ ، ثم التَّوْأَمُ ، ثُمَّ الَّرقِيبُ ، ثم الحِلْسُ ، ثم النَّافِس ، ثم المُسْبِلُ ، ثم المُعَلَّى ، وثلاثَةٌ لا أَنْصِبَاءَ لَهَا ، وهي السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ .
( و ) الفَذُّ ( : المُتَفَرِّق مِن التَّمْرِ ) لا يَلْزَقُ بَعْضُه ببعضٍ ، عن ابن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، وهو مذكُر في الضاد ، لأَنهما لغتان .
( و ) الفَذُّ : ( الطَّرْدُ الشَّدِيدُ ) ، وقَدْ *!فَذَّ .
( وشَاةٌ *!مُفِذٌّ : وَلَدَتْ واحِدَةً ) ، وعبارة المُحكَم : *!وأَفَذَّت الشاةُ *!إِفْذَاذاً ، وهي *!مُفِذٌّ : وَلَدَتْ وَلَداً واحِداً ، وإِن وَلَدَت اثنينِ فهي مُتْئِمٌ . ( و ) شاةٌ ( *!مِفْذَاذٌ ، مُعْتَادَتُهَا ) ، أَي إِذَا كان مِن عادَتِهَا أَن تَلِدَ واحِداً ، ولا يُقَال للنَّاقةِ *!مُفِذَّ ، لأَنها لا تُنْتَج إِلاّ وَاحِداً .
( *!والأَفَذُّ : القِدْحُ لَيْسَ علَيه رِيشٌ ) رَوى ابنُ هانىءٍ عن أَبي مالكٍ : ما أَصَبْتُ منه *!أَفَذَّ ولا مَرِيشاً ، قال : والمَرِيشُ : الذي قد رِيشَ ، قال : ولا يَجُوزُ غيرُ هاذا البَتَّةَ ، قال أَبو منصور : وقد قالَ غيرُه : ما أَصَبْتُ منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً ، بالقاف ، قلت : وسيأْتي قَرِيباً .
( و ) في التهذيب : ذَفْذَفَ ، إِذا
____________________

(9/451)


تَبخْتَرَ ، وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : ( *!فَذْفَذَ ) إِذا ( تَقَاصَرَ لِيَثِبَ خَاتِلاً ) ، وفي موضعٍ آخَرَ منه : إِذا تقاصَرَ لِيَخْتِلَ وهو يَثِبُ .
( *!واسْتَفَذَّ به *!وتَفَذَّذ : اسْتَبَدَّ ) واستَقَلّ .
( وَأَكَلْنَا *!فُذَاذَى ) ، كحُبَارَى ، ( *!وفُذَاذاً ) ، كغُرابٍ ، ( *!وفُذَّاذاً ) ، كرُمَّان ، أَي ( مُتفرِّقينَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : ذَهَبَا *!فَذَّيْنِ ، وفي الحديث ( هاهذه الآيَةُ *!الفَاذَّةُ ) ، أَي المُنْفَرِدَة في مَعنَاهَا ، وكَلِمَةٌ *!فَذَّةٌ *!وفَاذَّة : شَاذَّةٌ .
فرسبذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
فِرْسَابَاذ ، بالكسر مِن قُرَى مَرْو ، منها عَبْد الحَمِيد بن حُمَيد ، عن الشَّعْبِيّ .
فرهذ : ( الفُرْهُذُ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ الجماعَةُ ، وقال ابنُ عَبَّادٍ : هو ( الفُرْهُدُ ) بالدال ، ( وكذا الفُرْهُوذُ والفَرَاهِيذُ ) ، وهكذا وُجِد بخطّ ابنِ الأَثير ، ( أَو الصَّوابُ في الكُلِّ بالدَّالِ المُهْمَلة ) ، وقد تَقدَّم في مَحلّه .
وفِرْهَاذْجِردْ ، قَرْيَةٌ بِمَرْوَ ، وقد تَقَدَّم ذِكْرُها .
فرمذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
فَارْمَذ : قَرْيَةٌ بِطُوسَ ، منها أَبو عَليّ الفضْلُ بن محمّد بن عَلِيَ ، لِسانُ خُرَاسَانَ وشَيْخُها وصاحبُ الطَّرِيقَةِ والحَقيقةِ بها ، تُوفِّيَ بطُوسَ سنة 473 .
فرنبذ : وفِرْنَبَاذ : قَرْيَة على خَمْسَةِ فَراسِخَ مِنْ مَرْوَ ، منها أَبر أَحمد محمّد بن سَورَةَ بن يَعْقُوب .
فطذ : ( الفَطْذُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال
____________________

(9/452)


ابْن دُريد : هو ( الزَّجْرُ عن الشَّيْءِ ) ، كذا في التّكْمِلَة .
فلذ : ( الفَلْذُ : الععطَاءُ بلا تَأْخِيرٍ ولا عِدَةٍ ، أَو ) هو ( الإِكْثَارُ منه ) ، أَي من الَعطَاءِ ، ( أَو ) فَلَذَ له من المالِ يَفْلِذُ فَلْذاً : أَعطَاه منه ( دَفَعَةً ) ، وقيل : قَطَعَ له منه ، وهاذا أَوَّلُ الأَقْوَالِ المَذْكُورَةِ في المُحْكَم ، والمُصَنِّفِ دائماً يُغَيِّر في الترتيبِ فيُقَدِّم غيرَ الفَصِيحِ على الأَفْصَحِ ، والنَّادِرَ عَلَى المُستَعْمَل ، كما يَعرِفه المُمارِس .
( و ) الفِلْذُ ، ( بالكَسْر : كَبِدُ البعِير ) ، والجَمْع أَفْلاذٌ ، كضِرْسٍ وأَضراسٍ .
( و ) يقال : فلانٌ ( ذُو مُطارَحةٍ ومُفَالَذَةٍ ) ، إِذا كَان ( يُفَالِذ النِّسَاءَ ) ويُطارِحُهُنَّ .
( و ) الفِلْذَة ، ( بهاءٍ : القِطْعَةُ مِن الكَبِدِ ، و ) القِطْعَة ( من ) المال و ( الذَّهَبِ والفِضَّةِ واللَّحْمِ ، والأَفْلاذُ جَمْعُهَا ) ، على طَرْحِ الزَائِدِ ، وعسى أَن يكون الفلْذُ لغةً في هاذا ، فيكون الجَمْعُ على وَجْهِه ( كالفِلَذِ ، كعِنَبٍ ) ، كما في الصّحاح ، ومنهم من خَصّ الفِلْذَةَ من اللَّحْمِ بما قُطِعَ طُولاً ، وهي قولُ الأَصمعيّ ، وتُسَمَّى الأَجْسَادُ السَّبْعَة ، وهي العَنَاصِرُ المُنْطَرِقَةُ : الفِلذَات ، ( و ) من المجاز : الأَفْلاَذُ ( من الأَرْضِ : كُنُوزُهَا ) وأَمْوَالُهَا ، وقد جاءَ في حديثِ أَشراطِ الساعَةِ ( وتَقِىءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا ) ، وفي روايةٍ ( تُلْقِي الأَرْضُ بِأَفْلاَذِهَا ) ، وفي أُخْرَى ( بأَفْلاذ كَبدهَا ) ، قال الأَصمعيُّ وضَرَبَ أَفْلاذ الكَبِدِ مَثَلاً للكُنُوزِ ، ايي تُخْرِج الأَرْضُ كُنوزَهَا المَدْفُونَةَ تَحْت الأَرْضِ ، وهو استعارَةٌ ، ومثلُه قولُه تعالى : { وَأَخْرَجَتِ الارْضُ أَثْقَالَهَا } ( سورة الزلزلة ، الآية : 2 ) . وسَمَّى ما في الأَرْض قِطَعاً تَشبِيهاً وتَمْثِيلاً ، وخَصَّ الكَبِدَ لأَنها من أَطايبِ الجَزُورِ ، واستعار القَيْءَ للإِخْرَاج .
( والفَالُوذُ : ذُكْرَةُ الحَدِيدِ ) تُزادُ فيه ، وفي بعض النُّسخ ذُكْرُ الحَدِيد ، ( كالفُولاَذِ ) ، بالضمّ ، وفي التهذيب :
____________________

(9/453)


والفُولاَذُ من الحَدِيدِ مَعروفٌ ، وهو مُصَاصُ الحديدِ المُنَقَّى مِنْ خَبَثِه .
( و ) الفَالُوذ ( : حَلوْاءُ ، م ) معروف ، هو الذي يُؤْكَل ، يُسَوَّى من لُبِّ الحِنْطَةِ ، فارِسيُّ مُعرَّب ، قال شيخُنا : الحَلْوَاءُ لا بُدَّ أَن تُخْتَم بالهاءِ ، على أَصْلِ اللسانِ الفارِسِيّ ، وإِذا عُرِّبَتْ أُبْدِلَت الهاءُ جِيماً فقالوا فالُوذَج . قلْت : والذي في الصحاح الفَالُوذُ ، والفَالُوذَقُ مُعرَّبَانِ ، قال يَعقوبُ : ولا يقال الفَالُوذَجُ . ومن سَجعات الأَساس : الضَرْبُ بِالفَوالِيذ غيرُ الضَّرْبِ بالفَوالِيذ ، جمع فُولاذ وفَالُوذ .
( وسَيْفٌ مَفْلُوذٌ : طُبِعَ من الفُولاذِ ) الحَدِيدِ الذَّكَرِ . ( والتَّفْلِيذ : التَّقْطِيعُ ) ، كالفَلْذِ ، ففي الحديث ( أَنّ فَتًى من الأَنصارِ دَخَلَتْه خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ فَحَبَستْه في البَيْتِ حتّى ماتَ ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الفَرَقَ مِن النَّارِ فَلَذَ كَبِدَه ) ، أَي خَوْفَ النارِ قَطَع كَبِدَه .
( وافْتَلَذْتُهُ المالَ : أَخذْتُ منه فِلْذَةً ) وفي بعضِ النُّسخ : أَخذْتُ مِنْ ماله فِلْذَةً ، وهاكذا في لسان العرب ، قال كُثَيِّر :
إِذَا المَالُ لَمْ يُوجِبْ عَلَيْك عَطاءَهُ
صَنِيعَةُ قُرْبَى أَوْ صَدِيقٍ تُوَامِقُهْ
مَنَعْتَ ومَنْعُ البَعْضِ حَزْمٌ وقُوَّةٌ
ولَمْ يَفْتَلِذْكَ المَالَ إِلاَّ حَقَائِقُهْ
وفي الأَساس : وافتلَذْتُ منه حَقِّي : اقْتَطَعْتُه .
( ) ومما يستدرك عليه :
مِن المَجاز : أَفلاذُ الأَكبادِ : الأَوْلاَد . وفي حديث بَدْرٍ ( هاذِهِ مكَّةُ قَدْ رَمَتْكُم بِأَفْلاذِ كَبِدِها ) أَرادَ صَمِيمَ قُرَيْشٍ ولُبَابَها وأَشْرَافَها ، كما يقال فُلانٌ قَلْبُ عَشِيرَتِه ، لأَن الكَبِدِ مِن أَشرافِ الأَعضاءِ .
____________________

(9/454)



وأَبُو بَكْرٍ محمد بن عليّ بن فُولاذٍ الطَّبَريّ ، مُحَدِّثٌ .
فنذ : ( الفانِيذُ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الأَزهريُّ ، هو ( ضَرْبٌ من الحَلواءِ م ) ، مَعْرُوف ، فارسيٌّ ( مُعَرَّب بَانِيدَ ) ، بالدال المهملة ، وقد مرّ أَنهم يقولون فَانِيد ، بالدال المهملة ، وسَمَّى الجلالُ كِتَابَهُ : ( الفانيد في حلاوة الأَسانِيد ) قاله شيخنا .
فوذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
*!فَاذَوَيْه ، جَدُّ أَبي القاسم عبد العزيز بن أَحمد بن عبد الله بن أَحمد بن محمد بن فَاذَوَيه الأَصبهانيّ ، ثِقَةٌ ، رَوَى ، وعبد الله بن يوسف بن *!فَاذٍ الخُتَّليّ البغدادي ، من شُيوخ الطَّبرانيّ .
2 ( فصل القاف مع الذال المعجمة ) 2
قبذ : ( قُبَاذُ ، كغُرَاب ) : أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيُّ : هو ( أَبو كِسْرَى ) أَنو شِرْوَانَ مَلك الفُرْس .
( وقُبَاذِيَانُ ) ، بالضمّ وكسر الذال المعجمة ، وروِيَ بإِهمالها ( : ع بِبلْخَ ) كَثيرُ البساتين ، نُسِب إِليه الحُسَيْن بن رداع ، عن إِي جعفر محمّد بن عيسى الطَّبَّاع ، وعنه محمّد بن محمّد بن صِدِّيق البَزَّار البَلْخِيّ .
( وحِنْطَةٌ قُبَاذِيَّةٌ ) ، بالضمّ ( : عَتِيقةٌ دَرِيئَةٌ ) ، عن الفَرّاءِ ، كأَنَّهَا مِنَ عهد قُبَاذَ .
قذذ : ( *!القُذَّةُ : بالضمّ : رِيشُ السَّهْمِ ، ج *!قُذَذٌ ) *!وقِذَاذٌ . *!وقَذَذْت السَّهْمَ *!أَقُذه *!قَذًّا : رِشْتُه .
( و ) القُذَّة ( : البُرْغُوثُ ، *!كالقُذَذِ ) كصُرَدٍ وهو واحِدٌ وليس بجمْع *!قُذَّة ، قاله الأَصمعيُّ . ( ج*! قِذَّانٌ ، بالكَسْرِ ) ، وأَنشد الأَصمعيّ :
أَسْهَرَ لَيْلِى *!قُذَذٌ أَسَك
أُحُكُّ حَتَّى مِرْفَقِي مُنْفَكُّ

____________________

(9/455)


وقال آخر :
يُؤَرِّقُني *!قِذَّانُها وبَعُوضُها
وقال آخر :
يا أَبَتَا أَرَّقَني *!القِذَّانُ
فالنَّوْمُ لا تَأْلَفُه العَيْنَانُ
( و ) *!القُذَّة ( : جَانِبُ الحَيَاءِ ) ، وهما *!فُذَّتَانِ ، ويقال لهما الأَسْكَتَانِ .
( و ) *!القُذَّة ( : أُذُنُ الإِنسانِ والفَرَسِ ) . وهما *!قُذَّتَانِ . وفي الأَساس : ومن المَجاز : وله أُذُنانِ *!مَقْذُوذتانِ : خُلِقَتَا عَلَى مِثَال *!قُذَذِ السَّهْم .
( و ) *!القُذَّةُ ( : كَلِمةٌ يَقولها صِبيانُ الععربِ ، يَقولون : لَعِبْنَا شَعارِيرَ *!قُذَّةَ *!قُذَّةَ ، *!وقُذَّانَ *!قُذَّانَ . ممنوعاتٍ ) من الصرْفِ ، قاله الليثُ ، ونَصُّه في العَيْنِ : القُذَّةُ ، بالضمّ : كَلمةٌ تَقولُها صِبْيَانُ الأَعْرَابِ ، يقولون لَعِبْنَا شَعارِيرَ قُذَّةَ ، قُذَّةُ لا تُصْرَفُ انتهى ، فليس في نصه قُذَّة إِلاّ مرّة واحدة ، فتأَمَّلْ ذالك . وفي اللسان : وذَهَبُوا شَعارِيرَ *!قَذَّانَ *!وقذَّانَ ، وذَهَبوا شَعارِيرَ نَقْذَانع وقُذَّانَ ، أَي مُتَفرِّقينَ .
( *!والقَذُّ : إِلْصَاقُ *!القُذَذِ بالسَّهْم ، *!كالإِقْذاذِ ) ، قَذَذْتُ السَّهْمَ *!أَقُذُّه *!قَذًّا ، *!وأَقْذَذْتُه : جَعَلْتُ عليه *!القُذَذَ ، وللسَّهْم ثَلاَثُ *!قُذَذٍ ، وهي آذَانُ .
( و ) *!القَذُّ ( : قَطْعُ أَطرافِ الرِّيشِ وتَحْرِيفُه عَلى نَحْوِ التَّدْوِيرِو ) الحَذْوِ ، و ( التَّسْوِيَةُ ) . وكذالك كلّ قَطْعٍ كنَحْوِ قُذَّةِ الرِّيشِ .
( و ) *!القَذُّ ( : الرَّمْيُ بالحَجَرِ وبكلِّ ) شيْءٍ ( غَلِيظٍ ) ، *!قَذَذْتُ به *!أَقُذُّ *!قَذًّا .
( و ) *!القَذُّ ( : الضرْبُ على *!المَقَذِّ ) ، أَي قَفَاه ، قال أَبو وَجْزَةَ :
قَامَ إِليها رَجُلٌ فيه عُنُفْ
لَهُ ذِرَاعٌ ذَاتُ نِيرَيْنِ وكَفْ
____________________

(9/456)



*!فَفذَّهَا بَيْنَ قَفَاهَا والكَتِفْ
( *!والأَقَذُّ : سَهْمٌ علبه *!القُذَذُ ، و ) قيل : هو ( سَهْمٌ لا رِيشَ عليه ) . وفي التهذيب : *!الأَقَذُّ : السهْمُ الذي لم يُرَشْ ، يقال : سَهْمٌ أَفُوَقُ ، إِذا لم يكن له فُوقٌ ، فهاذا والأَقَذُّ من المَقْلُوب لأَنَّ القُذَّةَ الرِّيشُ ، كما يُقَال للمَلسوع سَلِيمٌ ، ( و ) قيل : الأَقذّ : هو ( المُسْتَوِي البَرْيِ بلا زَيْغٍ ) فيه ولا مَيْلٍ ، عن ابن الأَعرابيّ . وقال اللحيانيُّ ( الأَقَذُّ ) السَّهْمُ حين يُبْرَى قَبْلَ أَن يُرَاشَ ، والجَمْعُ *!قُذُّ ، وجمع *!القُذِّ *!قِذَاذٌ ، قال الراجزُ :
منْ يَثْرِبِيَّاتٍ قِذَاذٍ خُشْنِ
( و ) م أَمثالهم ( ( مَالَهُ *!أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ ) ) أَي ماله ( شَيْءٌ ، أَو ) مالَه ( مَالٌ ولا قَوْمٌ ) ، وهاذا عن اللِّحيانيّ ، ويقال : ( ما أَصَبْت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً ) أَي لم أُصِبْ منه شيئاً ، وقال المَيْدَانِيُّ : أَي لم أَظفَرْ مِنه بِخَيْرٍ لا قليلٍ ولا كثيرٍ ، وروى ابن هانىءِ عن أَبي مالك : ما أَصبْتُ منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً ، بالفاءِ ، من الفَذِّ والفَرْدِ ، وقد تقدّم . وفي مجمع الأَمثال : ( مَا تَرَكَ الله له شُفْراً ولا ظُفْراً ولا اقذَّ ولا مَرِيشاً ) .
( *!والمِقَذُّ ) ، بالكسر ( : ما *!قُذَّ به ) الرِّيش ، ( و ) هو مِثْل ( السِّكِّين ) ونحوِه ، نقله الصاغانيُّ ، كالمِقَذَّةِ .
( و ) *!المَقَذُّ ، ( كمَرَدَ : ما بَيْنَ الأُذَنَيْنِ مِن خَلْفٍ ) ، يقال : إِنّه لَلئيمُ*! المَقَذَّيْنِ ، إِذا كان هَجِينَ ذالكِ المَوْضِع ، ويقال : إِنه لحَسَنُ المَقَذَّيْنِ ، وليس للإِنسانِ إِلاَّ مَقَذٌّ واحدٌ ، ولاكنهم ثَنَّوْا على نَحْوِ تَثنِيَتِهِم رَامَتَيْنِ وصَاحَتَيْنِ .
( و ) *!المَقَذُّ : أَصْلُ الأُذنِ ، *!والمَقَذُّ : القُصَاصُ *!والمَقَذُّ ( : مُنْتَهَى مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُؤَخَّرِ الرأْسِ ) ، وقيل :
____________________

(9/457)


هو مَجَزُّ الجَلَمِ مِن مُؤَخَّرِ الرأْسِ ، ويقال : هو *!مَقْذوذُ القَفَا . وفي الأَساس : وقيل : *!المَقَذُّ : مَغْرِزخ الرَّأْسِ في العُنقِ ، وحَقِيقَةُ المَقَذِّ : المَقْطَع ، فإِمّا أَن يَكون مُنْتَهَى شَعرِ ( الرأْس ) عند القَفا أَو مُنْتَهَى الرأَسِ وهو المَغْرِزُ .
( و ) المَقَذُّ ( : ع ) نُسِبَ إِليه الخَمحرُ ، والصوابُ أَنه بالدال المُهْمَلَة ، وقد تقدَّم .
( *!والقُذَاذة ، بالضمّ : ما قُطِعَ من أَطْرَافِ الذَّهَب وغيرِه ) ، والجُذَاذَة : ما قُطِع من أَطرافِ الفِضَّةِ ، وجَمعه *!القُذَاذَاتُ والجُذَاذَاتُ ، وقيل : *!القُذَاذَة من كلّ شيءٍ : ما قُطِع منه .
( *!والمُقَذَّذُ ، كمُعَظَّمٍ : المُزَيَّن ، *!كالمَقْذوذ ) ، يقال : رَجُلٌ *!مُقَذَّذُ الشَّعرِ *!ومَقْذُوذُه ، أَي مُزَيَّن ، وقيل : كلُّ ما زُيِّن فقد *!قُذِّذَ *!تَقْذِيذاً .
( و ) المُقَذَّذُ ( : المُقَصَّصُ ) الشَّعرِ حَوَالَيَ القُصَاصِ كُلِّه ، ورجُلٌ مَقْذُوذٌ ، مثْلُ ذالك .
( و ) *!المُقَذَّذ من الرجال ( : الرجُلُ ) اتلمُزَلَّمُ ( الخَفيفُ الهَيْئَةِ ) ، وكذالك المرأَةُ ابذا لم تَكُنْ بالطَّوِيلَة ، وامرأَةٌ مُزَلَّمَةٌ ، ورجُلٌ *!مُقَذَّذٌ ، إِذا كان ثَوْبُه نَظِيفاً يُشْبِه بعضُه بَعْضاً ، كلُّ شيءٍ حَسَنٌ منه ( وكُلُّ ما سُوِّيَ وأُلْطِفَ ) فقد قُذَّ .
( و ) *!المُقَذَّذَةُ ، ( بالهَاءِ : الأُذُن المُدَوَّرَةُ ) كأَنَّها بُرِيَتْ بَرْياً ، ( *!كالمَقْذُوذة ) .
( و ) عن ابنِ الأَعرابِيّ : (*! تَقَذْقَذَ في الجَبَلِ ) . إِذا ( صَعِدَ ) فيه ، ( و ) قال غيره : تَقَذْقَذَ ( في الرَّكِيَّةِ ) ، إِذا ( وَقَعَ فَهَلَكَ ) ، وتَقَطْقَطَ مثلُه .
( و ) تَقَذْقَذَ ( الرجُلُ : رَكِبَ رأْسَه ) في الأَرض وَحْدَه .
( و ) يقال : ( ما يَدَعُ شَاذَّةً ولا *!قَاذَّةً ) وفي التهذيبِ : شَاذًّا ولا *!قَاذًّا ، وذالك في القِتَال ، أَي ( شُجَاعٌ يَقْتُلُ مَنْ رَآهُ ) ، وعبارةُ الأَزْهَرِيّ : لا يَلقاه أَحَدٌ إِلاَّ قَتَلَهُ .
____________________

(9/458)



( *!والقُذَّانُ ، بالضمّ : البَياضُ في الفَوْدَيْنِ ) ، أَي جَانَبِيِ الرأْسِ ، ( مِن الشَّيْبِ . و ) القُذَّانُ أَيضاً : البياضُ ( في جَنَاحَي الطائرِ ) ، على التشبيهِ .
( *!والقُذَاذَاتُ : ما سَقَطَ مِن *!قَذِّ الرِّيِشِ ونَحْوِهِ ) ، ولا يَخْفَى أَن هاذا مَفْهُومٌ مِن قوله آنفاً : ما قُطِعَ من أَطرافِ الذَّهِبِ وغيرِه ، فذِكْرُه ثانياً تَطويلٌ مُخِلٌّ لقاعدتِه ، كما لا يَخْفَي .
( ) ومما يستدرك عليه :
( تَتبعُونَ آثارَهُمْ حَذْوَ *!القُذَّةِ *!بِالقُذَّةِ ) ، يعني كما تُقَدَّرُ كُلُّ واحِدَةٍ منهنّ على صاحِبتها وتُقْطَع ، وقال ابنُ الأَثير : يُضْرَب مثلاً للشيئَين يَستويانِ ولا يَتفاوتانِ .
*!وتَقَذَّذَ القَوْمُ : تَفَرَّقُوا .
*!والقِذَّانُ : المُتَفرِّق ، ويقال : إِنه *!لَمقذُوذُ القَفَا .
وعن ابنِ دُرَيْدٍ : رجلٌ *!مَقذوذٌ ، إِذا كان يُصْلِح نَفْسَه وَيقُوم عليها .
قشذ : ( القِشْذَةُ ) ، بالكسر ، أَهمله الجوهريُّ ، وهي ( القِشْدَةُ ، في مَعانيها ) المَذكورة في الدال ، وهي الزُّبْدَة الرَّقيقة ، وقد اقْتَشَذْنَا سَمْناً ، أَي جَمَعْنَاه ، وأَتَيْتُ بني فُلانٍ فسأَلْتُهم فَاقْتَشَذْتُ شيئاً ، أَي جَمَعْتُ شيئاً ، واقْتَشذْنَا قِشْذَةً : أَكَلْنَاهَا ، كلُّ ذالك ( عن ) الإِمام أَبي منصور ( الأَزهريّ ) في كتابه التهذيب ، نقلاً عن الليثِ ، عن أَبي الدُّقَيشِ . قال الأَزهريُّ : أَرجو أَن يكون ما رَوَى الليث عن أَبي الدُّقَيْشِ في القِشْدَةِ بالذالِ مَضبوطاً ، قال : والمَحفوظ عن الثّقاتِ القِشْدَة بالدال ، ولعلّ الذال فيها لغَةٌ لم نَعْرِفها . وقال الصاغانيُّ بعد أَن ذكر قولَ الليثِ : إِن الأَزهريَّ قد أَحالَه على اليث في الدال المهْمَلَة ، ولم أَجِد في كتاب الليْثِ منه شيئاً .
قشمذ : ( القَشْمَذِينُ ) ، بفتح القاف والميم وكسر الذال ، أَهمله الجوهريُّ وصاحب اللسانِ . وقال الصاغانيُّ : هو ( السَّمَاءُ ) ، لغة ( يَمانِيَةٌ ) ، كذا في التكملة .

____________________

(9/459)


قلذ : ( القَلَذُ ، محَرَّكَةً ) أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ هو ( شَيْءُ كالقَمْلِ يَعْلَق بِالبَهْمِ لا يُفَارِقه حتى يَقْتلَه ، و ) من ذالك قولهم : ( بَهْمَةٌ قَلِذَةٌ ، كفَرِحَةٍ ) ، إِذا كان بها ذالك ، كذا في التكملة .
قنفذ : ( القُنْفُذُ ، وتُفَتح الفاءُ ) ، قال الخليل : كلُّ اسمٍ عَلى هاذا الوَزْنِ ثانِيهِ نونٌ أَو همزةٌ فلك فيه فُعْلُل ، بالتفح والضمّ ، يعنيِي للاَّم . قلت : وكذالك القُنْفظ ، وهو غريب ، نقلَه النواويّ عن مشارِقِ عياضٍ ( : الشَّيْهَمُ ) ، وهو مَعْروف ، هاكذا نصُّ عِبَارَة المحكم ، فلا يُلام بكونه فَسَّرَ المشهورَ المتَدَاولَ بالغَرِيب ، ( وهي بِهاءٍ ) ، واختلف في نونِه هل هي زائَدة أَو أَصليّة . ومال إِلى كلّ منهما طائفةٌ وصحّح الثاني .
( و ) القُنْفذُ ( : الفَأْر ) وهي بهاءٍ .
( و ) القُنْفذ ( : ذِفْرَى البَعِيرِ ) ، وفي المحكم : هو مَسِيل العَرق من خَلْفِ أُذْنَيِ البعيرِ .
( و ) عن أَبي خَيْرَة : ( القُنْفذ ) : ( : المجْتَمِع المرْتَفِع ) شيئاً ( من الرَّمْلِ ) ، وقيل : قُنْفذ الرَّمْلِ : كَثْرَة شجَرِه . وقال أَبو حنيفة : القُنْفذ يَكون في الجَلَدِ بين القُفِّ والرَّمْلِ . ( و ) القُنْفذ ( : الشَّجَرة في وَسطِ الرَّمْلِ ) كالقُنْفذَة ، وقال بعضهم : القُنْفَذَة : كَثْرَة شَجَرِه وإِشْرَافه ، ( و ) القُنْفذ ( : مَكَانٌ يُنْبِتُ نَبْتاً مُلْتَفًّا ، ومنه قُنْفذ الدُّرَّاجِ ) كرُمَّان ، اسم ( لِمَوْضِعٍ ) وقد تَقدَّمَ الدُّرَّاج في الجيم ، ( وبالهاءِ ) يعني القُنْفذة ( : ماءَةٌ لبنِي نُمَيْرٍ ) ، كذا في النُّسخ ، وفي التكملة : لبني تَمِيمٍ بين مكّة واليمن ، وهي الآن قَرْيَةٌ عامرة على البحر ، والمشهور بإِهمال الدال ، وقد ذكرناها هناك .
( وَتَقَنْفَذَه بالعَصا : ضَرَبَه كما يُضْرَبُ القُنْفذ ) ، نقله الصاغانيّ ( والقَنَافِذ : أَجْبُلٌ غيرُ طوالٍ ، أَو أَحْبُلُ رَمْل ، أَو نَبَكٌ في الطَّرِيق ) ،
____________________

(9/460)


قاله ثعلب ، وأَنشد :
مَحَلاًّا كَوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضَارِباً
بِهِ كَنَفاً كَالمُخْدِرِ المتَأَجِّمِ
أَي مَوضِعاً لا يَسلكه أَحدٌ ، أَيْ مَن أَرادَهم لا يَصِل إِليهم ، كما لا يُوصَل إِلى الأَسد في مَوْضِعه ، يَصِف أَنه طريقٌ شاقٌّ وعَرٌ ، ( ويُقال للنَّمَّامِ : قُنْفذُ لَيْلٍ ) ، أَي أَنه لا يَنَام ، كما أَنّ القُنْفذ لا يَنام ، ويقال له أَيضاً : أَنْقَدُ لَيْلٍ ، ومن الأَحاجي : ما أَبْيَضُ شَطْراً ، أَسْوَدُ ظَهْراً ، يَمْشِي قِمَطْراً ، ويَبُول قَطْراً ، وهو القُنْفذ .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال للموضع الذي دُون القَمَحْدُوَةِ من الرأْسِ القُنْفذَة ، وتَقَنْفُذُه : تَقَبُّضُه .
وحَسَّان بن الجَعْد القُنْفُذِيّ مَنسبوٌ إِلى جَدِّه قُنْفُذِ بن حَرَامٍ من بني بَلِيَ بَطْنٍ ، وكذالك قُنْفُذ بن مالكٍ بَطْنٌ ، قاله ابنُ الأَثير .
وظَهْرُ القَنَافِدِ : مَوضع بمصر .
قهزذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
قُهْزَاذُ ، بالضمّ ، جدّ محمّد بن عبد الله بن قُهْزَاذَ ، روَى عنه مُسْلِم ، تُوفِّيَ سنة 262 .
قوذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
محمّد بن جعفر *!-القَوَاذِيّ إِلى جَدّه *!قَوَاذ ، كسَحَابٍ ، بَغْدَادِيٌّ سكنَ مصر ، روَى عنه ابن يونس .
قيذ : ( *!أَقَيْاذٌ ) ، كأَشراف ، أَهملَه الجوهريّ ، وقال الأَصمعيّ : هو ( في قوْلِ المَرَّارِ الفَقْعَسِيّ ) وأَوله :
دَارٌ لِسُعْدَى وَابْنَتَيْ مُعَاذِ
أَزْمَانَ حُلْوُ الَعيْشِ ذُو لِذَاذِ
إِذِ النَّوعى تَدْنُو عَنِ الحِوَاذِ
( كَأَنَّهَا والعَهْدَ مِنْ *!أَقْيَاذِ
أُسُّ جَرَامِيز عَلَى وِجَاذِ ) .
____________________

(9/461)



( ع ) أَي موضع ، وسيأْتي في وجذ أَنه قَوحلُ أَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ يَصِفُ الأَثافِيَّ ، فالضَّمِير في أَنها راجعٌ إِليها .
2 ( فصل الكاف مع الذال المعجمة ) 2
كبذ : ( ) كَبُوذ ، كصَبُور ، من قرى سَمَرْقَنْد ، منها سيعد بن رجب ، عن مُحَمَّد بن حمزة السَّمَرْقَنْدِيّ .
كذذ : ( *!الكَذَّانُ ، ككَتَّانٍ : حِجَارَة رِخْوَةٌ كالمَدَرِ ) ، وربما كانت نَخِرَةً ، والواحدة بهاء ، قاله اللَّيثُ ، وفي المحكم : الكَذَّانُ : الحِجَارَة الرِّخْوَة النَّخِرَة ، وقد قيل هي فَعَّالٌ ، والنون أَصلِيَّة وإِن قَلَّ ذالك في الاسم ، وقيل : هي فَعْلاَن ، والنونُ زائدةٌ ، وقال أَبو عَمْرو : الكَذَّانُ : الحِجَارَة التي ليستْ بِصُلْبَةٍ ، ( *!وأَكَذُّوا ) *!إِكْذَاذاً ( : صَارُوا فِيهَا ) ، أَي في *!كَذَّانٍ من الأَرْضِ ، قال الصاغَانيُّ : وهذا يَنقُض ما قال الليثُ في الكَذَّان أَنَّه فَعّال ، إِذ لو كان كذا لكان الفِعْلُ منه أَكْذَنَ بالنون ، قال الكُمَيْت يصف الرِّياحَ :
تَرَامَى *!بِكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِهَا
تَرَامِيَ وُلْدَانِ الأَصَارِمِ بِالخَشْلِ
( *!والكَذْكَذَةُ : الحُمْرَةُ الشَّدِيدةُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( *!وكَذَّ ) الشيْءُ *!كَذًّا ( : خَشُنَ وصَلُبَ ، ) ويوجد في بعض النُّسخ بالحَاء والسين المهملتين والأُولى الصواب .
كغذ : ( الكَاغَذُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الصاغانيّ : هو لغَة في ( الكاغَد ) ، وقد سَبقَتْ لُغَاتُه وأَنَّها كلَّهَا غيرُ عربيّةٍ ، وقد نسب إِلى بَيْعِه ، أَبو تَوْبَةَ سعيدُ بنُ هاشمٍ السَّمَرْقَنْدِيّ الكَاغَذِيّ ، وأَبو الفضل مَنْصورُ بن نصر بن عبد الرحيم السَّمَرْقَنْديّ الكاغَذِيّ .

____________________

(9/462)


كلذ : ( الكِلْوَاذُ ، بالكسر ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : هو ( تَابُوتُ التَّوْرَاة ) ، وحكاه ابن جِنّي أَيضاً ، وأَنشد :
كأَنَّ آذَانَ اللَّبِيجِ الشَّاذِي
دَيْرُ مَهَارِيقَ على الكِلْوَاذِ
( وأُمُّ كِلْوَاذٍ : الدَّاهِيَة ) ، عن الصاغانيّ ، ( وكَلْوَاذَى ، بالفتح ) والقَصْرِ ، عن الرشاطيّ ( وقد تُمَدُّ ) ، ذَكرَه ثَعْلَبٌ في المَقْصور والمدود ( : ة أَسْفَلَ بَغْدَادَ ) ، قال المَسْعوديّ : وهي دارُ مملكةِ الفُرْس بالعِرَاق ، والنِّسْبَة إِليها كَلْوَاذَانِيّ ، منها أَبو محمد حَيَّوس بن رزْق الله بن بَيّان ، وُلد بمصر ، ثِقَةٌ عن عبد الله بن صالح كاتب الَّيْث ، توفضيَ سنة 282 ، وأَبو الخطّاب محفوظ بن أَحمد الكَلْوَاذَانِيّ فقيهٌ حَنْبَليٌّ ، عن أَبي محمّدٍ الجوهريّ وأَبي طالبٍ العشارِيّ توفِّيَ سنة 510 .
( وكَلْوَذُ ) ، بالفتح ( : أَرْض ) هَمْدانَ ، كما في التكملة . وفي التهذيب : مَوْضِعٌ ، وهو بِنَاءٌ أَعجميٌّ .
كلبذ : ( ) وكَلاَبَاذُ : مَحلّةٌ بِبُخَارَا ، منها الإِمام أَبو نصر أَحمد بن محمّد بن الحسين الحافظ ، روَى عنه الحاكِم والمُستَغفرِيّ ، وقد ذُكِر في الدال أَيضاً .
كنبذ : ( رَجُلٌ كُنَابِذٌ ، بالضّمّ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد ، أَي ( جَهْمٌ ضعخْمُ الوَجْهِ ) غليظُه ، كذا في التهذيب . وَوجْهٌ كُنَابِذٌ ( قَبِيحٌ ) وهذا ليس في التهذيب .
( ) ومما يستدرك عليه :
كنجرذ : كَنْجَرُوذ : قرية بباب نَيْسَابُور ، منها أَبو سعد محمّد بن عبد الرحمان
____________________

(9/463)


النّيسابوري الاديب الفاضل ، صَدُوقٌ ، روَى عنه البَيْهَقِيّ والفَرَاويّ ، تُوفّي سنة 453 .
( ) ومما يستدرك عليه :
كوشذ : كُوشيذ ، بالضم ، وهو جَدّ أَبي الخطّاب محمّد بن هِبةِ الله بنِ محمّد بن منصور بن كُوشِيذ الكَرَجِيّ سمع ببغدادَ أَبا طَالبٍ اليوسفيّ ، وبنيسابورَ أَبا عبد الله الفَرَاوِيّ وغيرَهما ، ترجمه البنداريّ في الذيل ، وجَدّ أَبي بكرٍ عبد العزيز بن عمران بن كُوشِيذَ الأَصبهانيّ ، رَحَلَ إِلى العراق والشامِ ومصرَ ، وكَتَبَ ورَوَى وصَنَّف ، عن عُمر بن يحيَى الآمُلِيّ وغيرِه . وقاسم بن مَنْدَه بن كُوشِيذَ الأَصبانيُّ مُحَدّث .
كوذ : ( *!الكَاذَةُ : ما حَوْلَ الحَيَاءِ مِنْ ظاهِرِ الفَخِذَيْنِ ، أَو لَحمُ مُؤَخَّرِهِمَا ) وقيل : هو من الفَخِذَيْنِ مَوْضِعُ الكَيِّ من جَاعِرَةِ الحِمَار ، يكون ذالك من الإِنسان وغيرِه ، والجَمْعُ*! كاذَاتٌ *!وكَاذٌ . وفي التهذيب : *!الكاذَتَانِ مِن فَخِذَيِ الحِمَارِ في أَعلاهما ، وهما مَوْضِع الكَيِّ مِن جَاعِرَتَيِ الحِمَارِ لَحْمَتَانِ هناك مُكْتَنزَتانِ بَين الفَخذ والوَرِكِ . وقال الأَصمعيّ : *!الكاذَتانِ : لَحْمَتَا الفَخِذِ مِن باطهنِهما ، والواحِدَةُ *!كَاذَةٌ ، وقال أَبو الهيثم : الرَّبَلَةُ : لَحْمُ باطِنِ الفَخِذ ، *!والكَاذَةُ : لَحْمُ ظاهِرِ الفَخِذ ، وأَنشد :
فاسْتَكْمَشَتْ وَانْتَهَزْنَ *!الكَاذَتَيْنِ مَعَاً
قال : هما أَسْفَل من الجَاعِرَتَيْنِ ، قال : وهاذا القولُ هو الصواب ، وفي الصحاح : *!الكَاذَتانِ : ما نَتَأَ مِن اللحْمِ في أَعالِي الفَخِذِ ، قال الكُمَيْت يَصف ثوراً وكِلاباً :
فلَمَّا دَنَتْ *!لِلْكَاذَتَيْنِ وأَحْرَجَتْ
بِهِ حَلْبَساً عَنْدَ اللِّقَاءِ حُلاَبِسَا
____________________

(9/464)



( و ) *!كَاذَةُ ، ( بلا لامٍ : ة ببغْدَادَ ، منها ) أَبو الحسين ( إِسحاقُ بن ) أَحمد بن ( محمّد ) بن إِبراهيم *!الكاذِيّ ، ثِقَةٌ ، ( شَيْخُ ) أَبي الحين ( ابن زَرْقَوَيْهِ ) وأَبي الحسن بن بشران ، روَى عن محمّد بن يوسف بن الطَّبَّاع ، وأَبي العبَّاس الكديْمِيَّ .
( *!والكاذَانُ والكَوْذَانُ : الضَّخْمُ السَّمِينُ ) من الرجال ، نقله الصاغَانيّ ، ومنه أُخِذَ الفَرَسُ الكَوْدَن ، بالدال المُهْمَلة ، للبَلِيدِ الطَّبْع .
( *!والتَّكوِيذُ : بُلُوغُ الإِزارِ *!الكَاذَةَ ) إِذا اشتَمَلَ به . ( وهو ) أَي الإِزارُ ( *!مُكَوَّذٌ ) ، كمُعَظَّم ، أَي *!المُكَوَّذ اسمُ ذالك الإِزار ، كما ضَبطه الصاغانيُّ .
وشَمْلَةٌ *!مُكَوَّذَة : تَبْلُغ *!الكاذَتَيْنِ إِذا ائتَزَر ، قال أَعرابيٌّ : أَتمَنَّى حُلَّة رَبُوضاً ، وصِيصَةً سَلُوكاً ، وشَمْلَةً مُكَوَّذَة .
( و ) التَّكوِيذ ( : طَعْنُ الناكِحِ في جَوانِبِ الرَّكَبِ ) ، مُحَركة ، أَي الفَرْج ولا يُدْخِله ، نقله الصاغانيّ .
( و ) *!التَّكوِيذ : ( : الضَّرْبُ بالعَصا في الدبُرِ ) ، بين الفَخِذ والوَرِك ، وفي التكملة : في الاسْتِ .
( و ) في الحديث ( أَنَّه ادَّهَن *!-بالكَاذِيّ ) ( *!-الكَاذِيُّ ) ) قال ابنُ الأَثير : قيل : هو ( شَجَرٌ ) طَيِّبُ الرِّيح ( له وَرْدٌ يُطَيَّبُ به الدُّهْنُ ) ، قال أَبو حنيفةَ ، ونَباتُه ببلاد عُمَانَ ، وهو نَخلَةٌ في كُلِّ شيْءٍ من حِلْيَتِها ، وأَلفه واوٌ .

تابع كتاب 2 ( فصل اللام مع الذال المعجمة ) 2
لبذ : ( ) لَبِيذَةُ : قرية واسعة بتُونس ،
____________________

(9/465)


قال الإِمام الضابط أَبو القاسم التّجِيبيّ في رِحلته : كذا كَتَبَه لنا أَبو عبد الله اللَّبِيذِيّ ، وسمعناه من غيره بدال مهملة ، قال شيخنا : ومنها أَبو القاسم اللَّبِيذِيّ التّونسي المذكور في رِحْلَتَي التُّجِيبيّ والعَبْدَرِيّ ، كما نبه عليه السوداني في كفاية المحتاج وأَغفلَه المصنِّف . قلْت وأَبو القاسم هاذا هو عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الرحمان الحَصرَمِيّ اللَّبِيذِيّ من فقهاءِ القَيْرَوَان بالمَغرِب ، حَدّث ، ومات قريباً من سنة ثلاثين وأَربعمائة ، وقد أَملَ السمعانيُّ والرشاطيُّ دَالَها .
لجذ : ( اللَّجْذُ : الأَكْل ) لَجَذَ الطَّعَامَ لَجْذاً : أَكلَهُ .
( و ) اللَّجْذُ ( أَوَّلُ الرَّعْيِ . و ) اللَّجْذُ ( : ايكلُ الماشِيَةِ الكَلأَ ) ، يقال : لَجَذَت الماشِيَةُ الكَلَأَ : أَكَلتْه ، وقيل : هو أَن تَأْكُلَه ( بِأَطْرَافِ أَلْسِنَتِهَا ) إِذا لم يُمْكِنْها أَن تَأْخذه بأَسْنَانِهَا . ونَبْتٌ مَلْجوذ ، إِذا لم يَتَمَكَّنْ منه السِّنُّ لِقِصرَهِ فَلَسَّتْهُ الإِبلُ ، ويقال للماشية إِذا أَكلت الكَلأَ : لَجَذَتِ الكَلَأَ ، وقال الأَصمعيُّ ، لَجَذَه مثل لَسَّه .
( و ) اللَّجْذُ ( : الأَخْذُ اليَسِيرُ ) ، وقد لَجَذَ لَجْذاً : أَخَذَ أَخْذاً يَسيراً .
( و ) اللَّجْذُ ( : أَنْ يُكْثِرَ مِن السُّؤَالِ بَعْدَ أَنْ يُعْطَى مَرَّةً ) ، وقال الأَصمعيُّ : لَجَذَهُ لَجْذاً : سَأَلَه وأَعْطَاه ، ثم سَأَل فأَكْثَرَ . وقال أَبو زيد : إِذا سأَلَكَ الرجُلُ فأَعْطَيْتعه ، ثم سَأَلَكَ قُلْتَ : لَجَذَنِي يَلْجُذُني لَجْذاً ، وفي الصحاح : لَجَذَني فُلانٌ يَلْجُذُ ، بالضمّ لَجْذاً ، إِذا أَعْطيْته ثم سَأَلَك فَأَكْثَرَ .
( و ) اللَّجْذُ ( : التَّحْضِيضُ ) يقال : لَجَذَني على كذا ، أَي حَضَّنِي عليه .
( و ) اللَّجْذُ ( : اللَّحْسُ ، ويُحَرَّك ) في الأَخير ، قال أَبو عمرو : لجَذَ الكلْبُ ولَجِذَ ، إِذا وَلَغَ في الإِناءِ ( فِعْلُ الكُلِّ كنَصَرَ وفَرِحَ ) ، أَي جاءَ
____________________

(9/466)


من البَابينِ ، الأُولَى عن الصاغانيّ في معنَى لَحَس .
( ودَابَّةٌ مِلْجَاذٌ ) ، بالكسر ، ( تَأْخُذُ البَقْلَ بِمُقَدَّم فِيهَا ) وأَطْرَافِ أَلْسِنَتِهَا ، قال عمرو بن حُمَيْل :
وكُلُّ ذَبَ أَكحَلِ المَقَاذِي
أَعْيَسَ مِلْسَاسِ الندَى مِلْجَاذِ
( ) ومما يستدرك عليه :
اللِّجَاذُ بالكسر الغِرَاءُ وليس بثبتٍ .
لذذ : ( *!اللَّذَّةُ ) : الشَّهْوَة ، أَو قَرِيبة منها ، وكأَنها لمَّا كانت لا تَحْصُل إِلاّ لصحيحِ المِزَاجِ سالِمةً من الأَوجاع فسَّرها بقوله : ( ضِدُّ الأَلَمِ ، ج *!لَذَّاتٌ . *!لَذَّهُ و ) *!لَذَّ ( به ) ، يَتعَدَّى ولا يتعَدَّى ، *!لَذًّا *!ولَذَاذَةً ، وهو من باب فَرِحَ ، كما صرَّح به الجوهَرِيُّ أَربابُ الأَفعال ، وإِن تَوَقَّفَ فيه بعضُهم نظراً إِلى اصطلاحه ، فإِن مقتضاه أَن يكون المضارعُ منهما على يَفْعُل ، بالضمّ ، ككَتَبَ ، وليس كذالك ، وفي المحكم : *!لَذِذْتُ الشيءَ ، بالكسر ، ( *!لَذَاذاً ، *!ولَذَاذَةً ، *!والْتَذَّه ) *!الْتِذَاذاً ، ( و ) *!التَذَّ ( بِهِ ، *!واسْتَلَذَّه : وجَدَه *!لَذِيذاً ) أَو عَدَّه *!لَذِيذا ، *!والْتَذَّ بِه *!وتَلَذَّذَ بمعنًى واحِدٍ ، *!ولَذِذْتُ الشيءَ *!أَلَذُّه ، إِذا *!استَلْذَذْته ، وكذالك لَذِذْتُ بذالك الشيْءِ ، وأَنا *!أَلَذُّ به *!لَذَاذَةً *!ولَذِذْتُه سواءٌ ، وفي الحديث : كان الزُّبَيْرُ يُرَقِّص عبدَ الله ويقول :
أَبْيَضُ مِنْ آلِ أَبِي عَتِيقِ
مُبَارَكٌ مِنْ وَلَدِ الصِّدِّيقِ
أَلَذُّهُ كَمَا أَلَذُّ رِيقِي
( *!ولَذَّ هو ) *!يَلَذُّ ( : صَارَ *!لَذِيذاً ) قال رُؤبة :
*!لَذَّتْ أَحَادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ
أَي *!اسْتُلِذَّ بها .
( و ) عن ابنِ الأَعرابِيّ :
____________________

(9/467)



( *!اللَّذُّ : النَّوْمُ ) ، وأَنشد :
*!ولَذَ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تَرَكْتُه
بِأَرْضِ العِدَا مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثَانِ
( *!واللَّذِيذُ : الخَمْرُ ) هو *!واللَّذُّ يَجرِيَانِ مَجْرًى واحداً في النَّعْت ، ( *!كاللَّذَّةِ ) ، قال الله عزّ وجَلّ { مّنْ خَمْرٍ *!لَذَّةٍ لّلشَّارِبِينَ } ( سورة محمد ، الآية : 15 ) أَي *!لَذِيذَة ، وقيل : ذات *!لَذَّةٍ . وكَأْسٌ *!لَذَّةٌ : *!لَذِيذَةٌ . ( ج *!لُذٌّ ) ، بالضم ، ( *!ولِذَاذٌ ) ، بالكسر ، شَرَابٌ*! لَذٌّ مِن أَشْرِبَةٍ *!لُذٍّ *!ولِذَاذٍ ، *!ولَذِيذٌ من أَشْرِبَة لِذَاذٍ .
( *!واللَّذْلاَذُ : السَّرِيعُ الخَفِيفُ في عَمَلِه ، وقذ *!لَذْلَذَ ، و ) به سُمِّيَ ( الذِّئْبُ ) *!لَذْلاَذاً ، لسُرْعته ، هاكذا حُكِيَ *!لَذْلاَذٌ ، بلا لامٍ كَأَوْسٍ ونَهْشَلٍ ، فكان يَنبَغِي للمصنِّف أَن يقول : وبلا لام الذِّئْبُ ، قال عَمْرُو بن حُمَيْل :
لِكُلِّ عَيَّالِ الضُّحَى لَذْلاَذِ
لَوْنِ التُّرَابِ أَعْقَدِ الشِّمَاذِ
أَرادَ بِعَيَّالِ الضُّحَى ذِئْباً يَتَعَيَّلُ في عِطْفَيْهِ ، أَي يَتَثَنَّى ، والأَعْقَد : الذي يَلْوِي ذَنَبَه كأَنَّه مُنْعَقِدٌ .
( ورَوْضَةُ *!مُلْتَذٍّ : ع قُرْبَ المَدِينَةِ ) المُشَرَّفة ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام ، ذكَرَه الزُّبير في كتاب العَقِيق ، وأَنشد لِعْرُوَة بن أُذَيْنَةَ :
فَرَوْضَةُ مُلْتَذَ فَجنْبَا مُنِيرَةٍ
فَوَادِي العَقِيقِ انْسَاحَ فِيهِنَّ وَابِلُه
كذا في المعجم .
( *!والأَلِذَّةُ : الذينَ يَأْخُذُونَ *!لَذَّتَهُمْ ) ، نقله الصاغانيّ . ( و ) قال ابنُ بَرِّيَ في الحواشي ، ( ذِكْرُ الجَوْهَرِيِّ اللَّذ ) بسكون الذال ، ( هُنا وَهَمٌ ، وإِنما موضِعُه ) لذا مِن ( المُعْتَلّ ) ، قال : وقد ذكره في ذالك
____________________

(9/468)


الموضع ، وإِنما غَلطُه في جَعْلِه في هاذا الموضِع كونُه بغير ياءٍ ، وعبارةُ الجوهريّ : *!واللَّذِ *!واللَّذْ ، بكسر الذال وتسكينِها لُغَةٌ في الذي ، والتثنيةُ *!اللَّذَا ، بحذف النونِ ، والجمع الذِين وربما قالوا في الجمع *!اللَّذونَ ، قال شيخنا : وهاذا ، أَي ذِكحرُ اللغةِ في موضعٍ غيرِ بابِها من باب جَمْعِ النظائرِ والأَشباهِ ، فلا يُغْنِي عن ذِكْرِ كُلِّ كلمةٍ في بابِها ، لأَنه مُوهِمٌ كما تَوَّهَمه المُصَنِّف .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!المَلاَذُّ جَمْعُ *!مَلَذٍّ ، وهو مَوْضِعُ اللَّذَّةِ مِن لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذَاذَةً فهو لَذِيذٌ ، أَي مُشْتَهًى ، وفي الحديث ( إِذَا رَكِبَ أَحدُكم الدَّابَّةَ فَلْيَحْمِلْهَا عَلَى *!مَلاَذِّهَا ) أَي ليُجْرِهَا في السُّهُولَة لا في الحْزُونَةِ .
*!واللَّذْوَى ، فَعْلَى من اللَّذَّةِ ، قُلِبَتْ إِحدَى الذالينِ ياءً ، كالتَّقَضِّي والتَّلَظِّي ، وقد جاءَ في حدَيث عائشةَ رضي الله عنها ، أَنها ذَكرتِ الدُّنْيَا فَقَالت : ( قد مَضَى *!لَذْوَاهَا ، وَبَقِي بَلْوَاهَا ) ، أَي *!لَذَّتُها .
*!واللَّذَّة *!واللَّذَاذَة *!واللَّذِيذ *!واللَّذوني الأَكلُ والشُّرْبُ بِنَعْمَةٍ وكِفَايَةٍ .
ورجل *!لَذٌّ : *!مُلْتَذٌّ ، انشد ابنُ الأَعرابيِّ لأَبي سَعْنَةَ :
فَرَا 2 أَصِيلُ الحَزْمِ *!لَذًّا مُرَزَّأً
وبَاكَرَ مَمْلُوءًا مِنَ الرَّاحِ مُتْرَعاً
وفي الحديث ( لَصُبَّ عليكُم العَذَابُ صَبًّا ثم*! لُذَّ *!لَذًّا ) أَي قُرِنَ بَعْضُه إِلى بَعْضٍ .
وهو في *!لَذٍّ من عَيْشٍ ، وله عَيْشٌ *!لَذٌّ .
ورجُلٌ لَذٌّ : طَيِّبُ الحَديث .
وذا أَطْيَبُ *!وأَلَذُّ .
وذَا مِمَّا *!-يَلَذُّنِي *!-ويُلَذِّذُنِي .
____________________

(9/469)



*!ولاَذَّ الرَّجُلُ امرأَتَه *!مُلاَذَّةً *!ولِذَاذاً ، *!وتَلاَذَّا عِنْدَ التَّمَاسِّ .
لمذ : ( لَمَذَ ) ، أَهمله الجوهريُّ والجماعة وو بمعنى ( لَمَجَ ، لُغَةٌ فيه ) لا إِبدالٌ .
لوذ : ( ا*!للَّوْذُ بالشيءِ : الاسْتِتَارُ والاحْتِصَانُ به ، *!كالِلَّوَاذِ مُثَلَثَةً ، *!واللِّياذِ *!والمُلاَوَذَةِ ) ، *!لاَذَ به *!يَلُوذُ *!لَوْذاً *!وِلُواذاً : *!ولِيَاذاً : لجأَ إِليه وعاذَ به .
*!ولاَوَذَ *!مُلاَوَذَةً *!ولِوَاذاً *!ولِيَاذاً : استَتَرَ .
وقالَ ثَعْلَبٌ : *!لُذْت به *!لِوَاذا : احْتَصَنْتُ .
*!ولاَوَذَ القَوْمُ *!مُلاَوَذَةً *!ولِوَاذاً ، أَي *!لاذَ بَعْضُهُم ببعْضٍ ، ومنه قولُه تعالى : { يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ *!لِوَاذاً } ( سورة النور ، الآية : 63 ) .
وفي حديث الدُّعاء ( اللهُمَّ بِكَ أَعُوذُ ، وبك *!أَلُوذُ ) ، *!لاَذَ به ، إِذا الْتَجَأَ إِليه وانْضَمَّ واستغَاثَ . وفي الحديث ( *!يَلُوذُ به الهُلاَّكُ ) . أَي يُسْتَتَرُ به ويُحْتَمَى ، وإِنما قال تعالى : { *!لِوَاذاً } لأَنه مَصدَرُ *!لاَوَذْتُ ، ولو كان مَصْدَراً *!لِلُذْتُ لقلْتَ *!لُذْت به *!لِيَاذَا ، كما تقول قُمْت إِليه قِيَاماً وقَاوَمْتُك قِوَاماً طَوِيلاً . وفي خُطْبَة الحَجّاج : وأَنَا أَرْمِيكُمْ بِطَرْفِي وأَنتم تَتَسَلَّلُونَ *!لِوَاذاً . أَي مُسْتَخْفِينَ مُسْتَتِرِينَ بعضُكم ببعضٍ . وقال الطِّرِمَّاح في بَقرِ الوَحْشِ :
*!يُلاَوِذْن مِنْ حَرَ كَأَنَّ أَوَارَهُ
يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ جَذُوعُ
أَي تَلْجَأُ إِلى كُنُسِها .
( و ) *!الّلَوْذُ ( : الإِحاطَةُ ، كالإِلاَذَةِ ) ،
____________________

(9/470)


يقال : *!لاذَ الطريقُ بالدارِ وأَلاذَ *!إِلاذَةً ، والطرِيق مُلِيذٌ بالدارِ ، إِذا أُحاط بهَا . *!وأَلاَذَتِ الدارُ بالطرِيق ، إِذا أَحاطَتْ به ، ( و ) *!اللَّوْذ ( : جانِبُ الجَبَلِ ) وحِضْنُه ( وما يُطِيفُ به ) . ( و ) *!اللَّوْذُ ( : مُنْعَطَفُ الوَادِي ، ج *!أَلْوَاذٌ ) ويقال : هو بِلَوْذِ كَذا ، أَي بناحية كذا .
( *!والمَلاَذُ : ) المَلْجأُ و ( الحِصْنُ ، *!كالمِلْوَذَةِ ) ، بالكسر ، ولاذَ به ، ولاَوَذَ ، وأَلاَذَ : امْتَنَع .
( *!والمُلاَوَذَةُ *!واللِّوَاذُ : المُرَاوَغَةُ ، *!كاللَّوَاذَانِيَّةِ ) مُحَرّكةً ، وبه فسَّر بعضق قوله تَعَالى : { يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ *!لِوَاذاً } ومثله في كتاب ابن السيد في الفرق ، فإِنه قال : *!لاَوَذَ فُلاَنٌ : رَاغَ عنك وحَادَ .
( و ) *!المُلاَوَذَة واللِّوَاذُ ( : الخِلاَفُ ) ، وبه فَسَّر الزَّجَّاج الآيةَ ، أَي يُخَالِفُون خِلاَفاً ، قال : ودليل ذالك قوله عزّ وجلّ : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } ( سورة النور ، الآية : 63 ) .
( و ) المُلاَوَذَةُ *!واللِّوَاذُ ( : أَن *!يَلُوذَ ) ، اي يَسْتَتر ( بَعْضُهم بِبَعْضٍ ، *!كالتَّلْوَاذِ ) ، بالفتح ، قال عُمرو بن حُمَيْل :
يُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ
مِنَ الرَّبَابِ دَائِمِ *!التَّلْوَذِ
وبه فسَّر بعضُهم الآية ، كما تقدّم ذالك قريباً .
( *!ولَوْذَانُ ) : اسم أَرْضٍ ، وقال الراعي :
فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلاً كَلاَ وَلا
*!بِلَوْذَانَ أَوْ مَا حَلَّلَتْ بِالكَرَاكِرِ
وقال ثَعلبٌ : لَوْذَان ( : ع ) وأَنشد :
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بَيْنَ *!لَوْذَانَ فَالنَّقَا
غَدَاةَ النَّوعى عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ
( و ) *!اللَّوْذَانُ ( من الشيْءِ : ناحِيَتُهُ ) ، *!كاللَّوْذِ ، يقال : هو *!بِلَوْذِ كذا ، أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا ، *!وبِلَوْذَانِ كَذَا ، قال ابنُ أَحمر :
كَأَنَّ وَقْعَتَه *!لَوْذَانَ مِرْفَقِهَا
صَلْقُ الصَّفَا بِأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ
تِيَرٌ ، أَي تَارَاتٌ .
____________________

(9/471)



( *!والَّلاذةُ : ثَوْبٌ حَرِيرٌ أَحْمَرُ صِينِيٌّ ) ، أَي يُنْسَج بالصّين ، ( ج *!لاَذٌ ) ، وهو بالعَجَميّة سَواءٌ ، تُسمّيه العَرب والعَجَمُ *!اللاَّذَةَ .
( *!والمَلاَوِذ : المآزِرُ ) عن ثعلب .
( *!ولَوْذٌ : جَبَلٌ باليَمَنِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( ولَوْذُ الحَصَى : ع ) ، عن الصاغانيّ .
( *!ولاَوَذُ بنُ سَامِ بنِ نُوْحٍ ) عليه السلامُ ، أَخو أَرفَخْشِذ وأَشْوَذ وإِرَم وعَيْلَم ومَاش والمَوْصِل ، ولدّ . ولاَوَذُ أَبو عِمْلِيقٍ وطَسْمٍ وأُمَيْمٍ ، وقد انْقَرَض أَكثرُهم .
( وخُزَزُ بنُ *!لَوْذَانَ شاعِرٌ ) معروف .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابنُ السِّكيت : خيرُ بني فُلانٍ *!مُلاَوِذ ، أَي لا يجيءُ إِلا بعد كَدَ ، وأَنشد للقطامىّ :
وَمَا ضَرَّهَا أَنْ لَمْ تَكُنْ رَعَتِ الحِمَى
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ *!المُلاَوِذَ مِنْ بِشْرِ
وقال الجوهريُّ : يَعْنِي القَلِيلَ . وفي الأَساس : ومن المَجاز : خَيْرُ فلانٍ مُلاَوِذٌ : مُرَاوِغٌ لا يَأْتِي إِلاص بعْدَ كَدَ .
*!والمُلاَوَذَة : المُدَاوَرَة مِن حَيْثُما كان .
*!ولاَوَذَهُم : دَارَهُمْ .
ويقال : هو *!لَوذُه ، أَي قَرِيبٌ منه .
ولى من الإِبل والدَّراهِم وغيرِهَا مَائَةٌ أَو *!لِوَاذُهَا ، يريد أَو قَرَابَتُها ، وكذالك غيرُ المائةِ من العَدَد ، أَي أَنقَص منها بواحد أَو اثْنَيْنه أَو أَكْثَرُ منها بذالك العَدده .
*!ولَوْذَانُ بن عمرِو بن عَوْف بنِ مالكه بنِ الأَوْصِ ، في الأَنصارِ ، وَعِقبُهُ من وَلدِه مالكِ بن *!لَوْذَان ، وفَخذُهم يقال لهم بنو السَّمِيعَة ، وفي الجاهلية بنو الصَّمَّاءِ ، وفي هَمْدَان لَوْذَان بن عَبْدِ وُدِّ بن الحارث بن مالك بن زَيد بن جُشَم بن حَاشِدٍ ، قاله ابنُ الكلبيّ .
ومن المَجاز : أَلاذَتِ النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّها ، إِذا قامَت الظَّهِيرَةُ ، كذا في الأَساس .

____________________

(9/472)


2 ( فصل الميم مع الذال المعجمة ) 2
متذ : ( ) مَتَذَ بالمكانِ يَمْتُذُ مُتُوذاً : أَقامَ ، قال ابنُ دُريد : ولا أَدرِي ما صِحَّته . كذا في اللسان وأَغفله المصنّف .
مذذ : ( *!مَذْمَذَ ) الرجُلُ ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الأَصمعيُّ : إِذا ( كَذَبَ ، و ) ياقل ( هو *!مِذْمِيذٌ ) ، بالكسر ، ( *!ومَذِيذٌ ) ، كأَمير ( : كَذَّابٌ ) .
( *!والمَذْمَاذُ : الصَّيَّاحُ ) الكثيرُ الكلامِ ، حكاه اللِّحيانيُّ عن أَبي ظَبْيَةَ ، والأُنْثَى بالهاءِ ، وعنه أَيضاً : رجُلٌ *!مَذَمَاذٌ وَطْوَاطٌ ، إِذا كان صَيَّاحاً ، وكذالك بَرْبَارٌ فَجْفَاجٌ بَجْبَاجٌ عَجْعَاجٌ .
( و ) عن أَبي زيد : ( *!-المَذْمَذِيُّ : الظَّرِيفُ ) المختالُ ، وهو *!المَذْمَاذُ .
مرذ : ( مَرَذُ ) فلانٌ ( الخُبْزَ ) في الماءِ ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال الأَصمعيُّ : إِذا ( مَرَثَهُ ) ، رواه الإِيادِيُّ بالذال مع الثاءِ ، وغيرُه يقول . مَرَدَه ، بالدال ، هاكذا نقله الأَصمعيُّ ، وروى بين النابغة :
فَلَمَّا أَبَى أَنح يَنْقُصَ القَوْدُ لَحْمَهُ
نَزَعْنَا المَرِيذَ والمَرِيدَ لِيَضْمُرَا
ويقال : امْرُذِ الثَّرِيدَ ، فَتفُتّه ثم تَصُبّ عليه اللَّبنَ ، ثُمّ تَمَيَّثُه وتَحَاه .
ملذ : ( المَلاَّذُ : المُطَرْمِذُ المُتَصَنِّعُ ) ، له كلامٌ وليس له فِعَالٌ ، كذا في الصحاح وقد مَلَذَه يَمْلُذه مَلْذاً : أَرْضَاه بكلامٍ لَطِيفٍ وأَسمعَه ما يَسُرُّه ولا فِعْلع له معه ، قال أَبو إِسحاق : الذال فيها بَدَلٌ من الثاءِ . والمَلاَّذ . ( الَّذِي لا تَصِحُّ مَوَدَّتُه ، كالمِلْوَذِ ،
____________________

(9/473)


كمِنْبَرٍ . والمَلَذَانُ ، والمَلَذَانِيُّ ، مُحَرَّكَتَينِ ، والمَلاَذَانِيُّ ) ، وقيل : المَلاَّذُ : هو الذي لا يَصدُقُ أَثَرُه ، يَكْذِبُك مِن أَيْنَ جاءَ ، قال الشاعر :
جِئْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى مُعَاذِ
تَسْلِيمَ مَلاَّذٍ عَلَى مَلاَّذِ
وأَنشد ثعلب :
أَوْكَيْذَبَانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ
والمِمْسَح : الكَذَّاب ، والمَلَذَانُ : الذي يُظْهِر النُّصْحَ ويُضْمِرُ غَيْرَه .
( والمَلْذُ ) : المَلْثُ ، وهو ( الكَذِبُ ، و ) المَلْذُ ( : الطَّعْنُ بالرُّمْحِ ) ، وقد مَلَذَه بالرُّمح مَلْذاً . ( و ) المَلْذُ ( : المَسْحُ عَلى اليَدِ ) ، عن الصاغانيّ ، ( و ) المَلْذُ ( : مَدُّ الفَرَسِ ضَبْعَيْهِ حتى لا يَجِدَ مَزِيداً لِلَّحاقِ ) وحَبْسُه رِجْلَيْه حَتَّى لا يَجِدَ مَزِيداً لِلَّحَاقِ في غير اخْتِلاطٍ . ( و ) المَلْذُ ( : السُّرْعَةُ في عَدْوِهِ ) وأَصلُ المَلْذِ : السُّرْعَةُ في المَجِىءِ والذَّهَاب .
( و ) المَلَذُ ، ( بالتَّحْرِيك : اخْتِلاَطُ الظَّلامِ ، و ) يقال ( ذِئْبٌ مَلاَّذٌ ) ، ككَتَّانٍ : خَفِيٌّ ( خَفِيفٌ ) .
( وامْتَلَذْتُ منه كَذَا : أَخَذْت منه عَطِيَّةً ) ، نقله الصاغانيُّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَلاَذَة ، وهو مَصر مَلَذَه مَلْذاً ومَلاَذَةً ، وقد جاءَ في حَديث عائشةَ رضِي الله عنها وتَمَثّلَتْ بشعْرِ لَبِيدٍ :
مُتَحَدِّثُونَ مَلاَذَةً ومَخَانَةً
ويُعَابُ قَائِلُهُمْ وإِنْ لَمْ يَشْعَبِ
( ) ومما يستدرك عليه :
ملقبذ : مُلْقَابَاذ ، بالضمّ : مَحلّة بأَصفهانَ ، وقيل : بَنَيْسَابُور ، نُسِب إِليها أَبو عليَ الحسنُ بن محمّد بن أَحمد بن محمّد البُحْتريّ النيسابوريّ ، من بيتِ العَدَالَةِ والتَّزْكِيَة ، ذكره أَبو
____________________

(9/474)


سَعْد في التحبير ، توفِّيَ سنة 551 .
منذ : ( مُنْذُ ، بَسِيطٌ ) ، ويأْتي له ما يُعَارضه مِن ذِكْر الأَقوال الدَّالَّة على الترْكِيب ، ( مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ . ومُذْ مَحْذُوفٌ مِنه ) ، وقد ذكرَه ابنُ سيده وغيره في مذمذ ، والصواب هنا ، وفي الصحاح :
مُنْذُ مبنيٌّ على الضمّ ، ومُذْ ( مَبْنِيٌّ على السُّكون ، وتُكْسَر مِيمُهما ) ، أَمَّا كسْر مِيمِ مُنذ فقد حكِيَ عن بني سُلَيْم يقولون : ما رأَيْتُه مِنْذُ سِتٌّ ، بكسر الميم ورفع ما بَعْدَه ، وحكَى الفرّاءُ عن عُكْلٍ : مِذُ يومانِ بطرْح النون وكسر الميم وضم الذّال ، ( ويَلِيهِمَا اسمٌ مَجْرُورٌ ، وحينئذٍ ) فهما ( حَرْفَا جَرَ ) فيُجرّ ما بعدهما ، ويكونان ( بِمَعْنَى مِنْ في الماضِي ، و ) بمعنى ( فِي في الحَاضِرِ ، و ) بمعنى ( مِن وإِلى جَميعاً في المَعْدُودِ ، كما رَأَيْتُه مُنْذُ يومِ الخَمِيسِ ) ، وفي التهذيب : قد اختلَفتِ العَربُ في مذ ومنذ ، فبعضهم يخْفِض بمذْ ما مضَى وما لم يَمْضِ ، وبعضهم يَرْفَع بمنذ ما مَضَى وما لَمْ يَمْضِ . وبعضهم يَرْفَع بمنذ ما مَضَى وما لَمْ يَمْضِ . والكلامُ أَن يخْفَضَ بمذ ما لم يَمْضِ . ويُرْفع ما مضى ، ويُخْفض بمنْذ ما لم يَمْضِ وما مضى ، وهو المُجْمَعُ عليه . ( و ) يليهما ( اسمٌ مَرْفُوعٌ ، كمُفْذُ يَوْمَانِ ، وحينئذٍ مُبْتَدَآنِ ، ما بعدهما خَبَرٌ ، ومَعناهما الأَمَدُ في الحاضرِ ، والمَعْدُودِ ، وَأَوَّل المُدَّةِ في الماضِي ) ، وفي الصحاح : ويَصلُح أَن يَكونا اسمَينِ فتَرْفَع ما بعدهما على التاريخِ أَو على التَّوقيتِ ، وتقول في التاريخ : ما رأَيته مُذْ يومُ الجُمعَة ، وتقول في التوقيت ما رأَته مُذْ سَنَةٌ ، أَ أَمَدُ ذالك سَنَةٌ ، ولا يَقع ها هنا إِلاَّ نكرَةً ، فلا تقول مُذْ سَنَةُ كذا ، وإِنما تقول مُذْ سَنَةٌ ، ( أَو ظَرْفَانِ مُخْبَرٌ بِهما عَمَّا بَعْدَهما ، ومعناهما بَيْنَ وبَيْنَ ، كلَقِيتُه مُنْذُ يَوْمانِ ، أَي بَيْنِي وبَيْنَ لِقَائِه يَومَانِ ) ، وقد رَدَّ هاذا القولَ ابنُ الحاجِب وهَذَّبَه البَدْرُ في تُحْفة
____________________

(9/475)


الغريبِ ، قاله شيخنا ، ( وتَلِيهما الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ ، نحو ) قولِ الشاعر :
( مَا زَالَ مُذْ عَقَدتْ يَدَاهُ إِزَارَه )
( أَو ) الجملة ( الاسْمِيَّة ) نحو قول الشاعر :
( ومَا زِلْتُ أَبْغِي المَالَ مُذْأَنَا يافِعٌ )
( وحِنيئذٍ ) هما ( ظَرْفَانِ مضافان إِلى الجُمْلَةِ أَو إِلى زَمَانٍ مُضافٍ إِليها ) ، أَي إِلى الجملة ، ( وقِيل : مُبْتَدآنِ ) . أَقوالٌ بَسطَها العلاَّمة ابنُ هِشَامٍ في المُغنى ( وأَصْل مُذْمُنْذُ ، لرجوعِهِمْ إِلى ضَمِّ ذالِ مُذْ عِنْدَ مُلاقة الساكِنيْنِ ، كمُذُ اليَوْمِ ، ولولا أَنَّ الأَصْلَ الضمُّ لكَسَرُوا ) . وفي المحكم : قولُهُمْ ما رأَيْتُه مُذُ اليوم ، حَرَّكوها لالتقاءِ الساكِنِين ، ولم يَكْسِرُوهَا ، لاكنهم ضَمُّوها ، لأَن أَصلها الضمُّ في مُنذ ، قال ابنُ جِنّي ، لاكنه الأَصلُ الأَقْرَبُ ، أَلاَ تَرَى أَنّ أَوَّل حالٍ هاذه الذال ، أَن تكون ساكنةً ، وإِنما ضُمَّت لالتقاءِ الساكِنينِ إِتْبَاعاً لضَمَّةِ الميم ، فهاذا على الحَقِيقَة هو الأَصْلُ الأَوّلُ ، قال : فأَمْا ضَمُّ ذال مُنذ ، فإِنما هو في الرُّتْبَة بعد سكونها الأَوّل المقدَّر ، ويَدُلُّك على أَنّ حَرَكَتها إِنما هي لالتقاءِ السكانين أَنه لمَّا زالَ التقاؤُهما سكنَتِ الذالُ ، فضَمُّ الذال إِذاً في قولهم مُذُ اليوم ومُذُ الليلَة إِنما هو رَدٌّ إِلى الأَصل الاإقرب الذي هو منذُ ، دون الأَصل الأَبْعَد الذي هو سكون الذال في مُنذ قبل أَن تُحَرَّك فيما بعد ، ( ولِتَصْغِيرهم إِيَّاهُ مُنَيْذٌ ) ، قال ابنُ جِنِّي : قد تُحْذَف النون من الأَسماءِ عَيْناً في قولهم مُذ ، وأَصله مُنْذُ ، ولو صَغَّرْتَ مُذ اسم رَجُلٍ لقلْتَ مُنَيْذ ، ورددت النونَ المَحْذُوفَةَ لِيَصِحّ لك وَزْنُ فُعَيْل . قلْت : وقد رُدَ هاذا القولُ أَيضاً ، كما هو مبسوطٌ في شُرُوحِ الفَصِيح ، ( أَو إِذَا كانَتْ مُذْ اسْماً فأَصْلُهَا مُنْذُ ، أَو حَرْفاً فهي أَصْلٌ ) . وهاذا التفصيل هو الذي جَزَم به المالقيّ في رصف
____________________

(9/476)


المَباني . ( ويُقال : مَا لَقِيتُه مُنْذَ اليَوْمِ ومُذَ اليَوْمِ ، بفتح ذالهِما ، أَو أَصْلُهما مِن الجَارَّةُ ، وذُو بمعنَى الَّذي ) ، قال الفرّاء في مذ ومنذ : هما حَرفانه مبنيّانِ من حرفينِ : من ( من ) ومن ( ذو ) التي بمعنى الذي في لغة طَيِّىءٍ ، فإِذا خُفِض بهما أُجرِيَتَا مُجْرَى مِنْ ، وإِذارُفع بهما ما بعدَهما بإِضمارٍ كان في الصَّلَة كأَنَّه قال مِن الذي هو يومانِ ، قال : وغَلَّبوا الخَفْضَ في منذ لظهورِ النون . ( أَو ) مركب ( مِنْ ) مِنْ و ( إِذْ ، حُذِفت الهَمْزةُ ) لكثرةِ دَوَرَانِها في الكلامِ وجُعِلتْ كلمةً واحدةً ( فالتَقَى سَاكنانِ ، فضُمَّ الذَّالُ ) ، وقال سيبويه : مُنذ للزمانِ ، نظيرُه مِنْ للمكان ، وناسٌ يقولون إِن مُنذ في الأَصل كلمتانِ : مِن إِذ ، جُعِلتا واحدةً ، قال : وهاذا القول لا دليلَ على صِحَّته ، ( أَوْ أَصْلُها مِنْ ذَا ، اسْم إِشَارَةٍ ، فالتقديرُ في : ما رأَيتُه مُذْ يَومانِ ، من ذا الوَقْتِ يَوْمَانِ ، وفي كلَ تَعَسُّفٌ ) وخُرُوجٌ عن الجَادَّة ، وقال ابن بُزُرْج : يقال : ما رأَيته مُذ عامِ الأَوَّلِ . وقال العَوَّامُ : مُذْ عامٍ أَوَّلَ ، وقال أَبو هلالٍ : مذ عاماً أَوَّلَ ، وقال الآخَرُ : مذ عامٌ أَوَّلُ ومذ عامُ الأَوَّلِ ، وقال نَجَّاد : مُذْ عامٌ أَوَّلُ ، وقال غيرُه : لم أَرَه مُذ يومانِ ، ولم أَره منذ يَومينِ ، يُرفع بمذ ويُخفض بمنْذ . وفي المحكم : مُنْذُ : تَحْدِيدُ غايَةٍ زَمَانيَّة ، النون فيها أَصلِيَّة ، رُفِعت على تَوَهُّمِ الغَايَةِ . وفي التهذيب : وقد أَجمعت العربُ على ضَمّ الذال مِن منذ إِذا كان بعدها مُتَحَرِّك أَو ساكِنٌ ، كقولك : لم أَره منذُ يَوْم ومُنْذُ اليوم ، وعلى إِسكان مُذ إِذا كان بعدها مُتَحَرِّك ، وبتحريكها بالضمّ والكسر إِذا كانت بعدها أَلِفُ وَصْلٍ ، كقولك لم أَره مُذْ يومانِ ، ولم أَره مُذُ اليوم . وقال اللِّحيانيُّ : وبنو عُبَيْدٍ من غَنِيَ يُحَرّكون الذالَ مِن مُذ عند المُتَحَرِّك والساكن ، ويرفَعُون ما بَعْدَها ، فيقولُون مُذُ اليَوْمُ ، وبعضهم يكسِر
____________________

(9/477)


عند الساكنِ فيقول مُذِ اليومُ ، قال : وليس بالوَجْه ، قال بعض النحويين ، ووَجْهُ جَوازِ هاذا عِندي على ضِعْفِه أَنه شَبَّه ذالَ مُذ بالدالِ قَدْ ولامِ هَلْ ، فكسَرَهَا حين احتاجَ إِلى ذالك ، كما كسرَ لامَ هَلح ، ودال قَدْ ، وقال : بنو ضَبَّةَ والرِّبَابُ يَخْفِضُون بمذْ كُلَّ شيءٍ ، قال سيبويهِ : أَما مذْ فتكون ابتداءَ غايةِ الأَيّامِ والأَحيانِ كما كانت مِنْ فيما ذَكَرْتُ لك ، ولا تدخُل واحدةٌ مِنهما على صاحِبَتها ، وذالك قولُك : ما لَقيتُه مُذ يوم الجمعة إِلى اليوم ، ومُذْ غُدْوَة إِلى الساعة ، وما لقيته مُذ اليومِ إِلى ساعتك هاذه ، فجعلت اليومَ أَوَّل غايتِك ، وأُجْرَيْتَ في بَابها كما جَرَتْ مِن ، حيث قلت مِنْ مكانِ كذا إِلى مكانِ كذا ، وتقول : ما رأَيته مذ يومينِ ، فجعلته غايةً كما قلت أَخذتُه من ذالك المكان ، فجعلْتَه غايةً ، ولم تُرِد مُنْتَهًى . هاذا كلّه قولُ سيبويه ، والخلاف في ذالك مَبْسُوط في المُطَوَّلات .
ممشذ : ( ) ومما استدركه شيخنا هنا :
*!مِمْشَاذ الدِّينَوَرِيّ ، بالكسر نَقلاً من شِعْرِ ابنِ الفارِض ، يُضرَب المثلُ بِسَهَرِه . قلت : وهو من رجال الرِّسَالَة وأَعْيَانِهم ، وله ترجمة مَبسوطَةٌ .
موذ : ( *!-المَاذِيُّ : العَسَلُ الأَبْيضُ ) ، قال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيّ :
ومَلاَبٍ قَدْ تَلَهَّيْتُ بِهَا
وقَصَرْتُ اليَوحمَ فِي بَيْتِ عِذَارِ
فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ
وحَدِيثٍ مِثْلِ*!- مَاذِيٍّ مُشَارِ
كذا في الصحاح ، ( أَو الحَدِيدُ ) كلُّه ( أَو خالِصُه أَو جَيِّدُه . و ) الماذِيُّ ( : الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ السَّهْلَةُ ، *!كالماذِيَّةِ ) ، وعليها اقتصرَ ابنُ سِيدَه وغيرُه . ( و ) *!-الماذِيُّ ( : السِّلاَحُ كُلُّه ) الدِّرْعُ والمِغْفَرُ وغيرُهما . ( *!والمَاذِيَّةُ : الخَمْرُ ) .
____________________

(9/478)



( *!والمَاذُ : الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النَّفْسِ ) الطَّيِّبُ الكَلاَمِ ، قال الأَزهريُّ : و ( المَادُ ) بالدال : الذاهبُ والجائِي في خِفَّة ، وقد تقَدّم .
ومَاذَ إِذَا كَذَب .
( ) وهو مُستدْرَكٌ عليه .
مبذ متذ : ( مَيْتِذُ ، كمَيْسِرٍ ) أَهمله الجَمَاعَة ( : د قُرحبَ يَزْدَ ) إِن ، لم يكن مُصَحَّفا عن مَيْبِدِ ، وقال ياقوت في مَيْبَدَ : إِنه من نواحي يَزْد ، ولم يذكر ميتذ هذا ، فقَوِيَ عندنَا أَن يكون ما ذكره المُصَنّف تَصحيفاً .
ميذ : ( *!المِيذُ ، بالكَسْرِ : جِيلٌ مِن الهِنْدِ ) بمنزِلة التُّرْك يَغْزُون المُسلمينَ في البَحْرِ ( عن ابنِ عَبَّادٍ ) في املحيط ، ( وفيه نَظَرٌ ) قال . الصاغانيُّ : لم أَعرفهم ، ولم أَسمَعْ بهم ، وأَورَه الأَزهري عن الّليث ولم يُنْكِر عليه .
ميمذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
*!مِيمَذُ ، بكسرِ فسكون ففتح : اسمُ جَبَلٍ أَو بَلَد ، بأَذْرَبِيجَانَ ، يُنسب إِليه أَبو بكرٍ محمّد بن منصور *!-المِيمَذِيّ روَى عنه أَبو نصرٍ أَحمدُ المعروف بابنِ الحَدَّاد ، ومنه أَيضاً أَبو إِسحاق إِبراهيمُ ابن أَحمد بن محمّد *!-المِيمَذِيّ الأَنصاريّ ، سَمِعَ بدمشق والبصرةِ والكوفةِ والجَزيرة والقَيْرَوَانِ والإِسكندريّة والرَّيِّ وبَغْدَادَ والرَّمْلَة ، وله رِحْلَة واسِعَةٌ .
2 ( فصل النون مع الذال المعجمة ) 2
نبذ : ( النَّبْذُ : طَرْحُكَ الشيْءَ ) مِن يدِك ( أَمامَك أَو وَرَاءَك ، أَو عَامٌّ ) ، يقال : نَبَذَ الشيْءَ ، إِذا رَمَاه وأَبْعَدَه ،
____________________

(9/479)


ومنه الحديث ( فَنَبَذ خَاتَمَه ) أَي أَلقاه مِن يده ، وكلُّ طَرْحٍ نَبْذٌ . ونَبَذَ الكِتَابَ وَرَاءَ ظَهْرِه : أَلقَاه . وفي التنزيل : { فَنَبَذُوهُ وَرَآء ظُهُورِهِمْ } ( سورة آل عمران ، الآية : 187 ) وكذالك نَبَذَ إِليه القَوْلَ . وفي مفردات الراغب : أَصْلُ النَّبْذِ طَرْحُ ما لا يُعْتَدُّ به ، وغالِبُ النَّبْذِ الذي في القرآنِ على هاذا الوَجْهِ . ( والفِعْلُ كضَرَبَ ) ، نَبَذَه يَنْبِذُه نَبْذاً . ( و ) النَّبْذُ ( : ضَرَبَانُ العِرْقِ ) لُغَةٌ في النَّبْضِ ، ( كالنَّبَذَان ، مُحَرَّكَةً ) ، وهاذا من الصّحاح ، فإِنه قال : نَبَذَ يَنْبِذُ نَبَذَاناً لُغَةٌ في نَبَضَ . ( و ) من المَجاز : النَّبْذُ ( : الشيءُ القَليلُ اليَسِير ، ج أَنْبَاذٌ ) ، يقال : في هاذا العِذْقِ نَبْذٌ قَلِيلٌ من الرُّطَبِ ، ووَخْزٌ قليلٌ ، ويقال : ذَهَبَ مَالُه وبَقِيَ نَبْذٌ مِنه ونُبْذَةٌ ، أَي شيءٌ يَسِيرٌ . وبأَرْضِ كَذَا نَبْذٌ مِن مَالٍ ، ومِن كَلإٍ ، وفي رَأْسِه نَبْذٌ مِن شَيْبٍ ، وأَصابَ الأَرْضَ نَبْذٌ مِن مَطَرٍ ، أَي شيءٌ يَسيرٌ ، وفي حديث أَنَسٍ ( إِنما كان البياضُ في عَنْفَقَتِه وفي الرأْسِ نَبْذٌ ) ، أَي يَسِيرٌ من شَيْبٍ ، يعني به النبيَّ صلى الله عليه وسلم وفي حديثِ أُمِّ عَطِيَّه ( نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظْفَارٍ ) أَي قِطْعَةٌ ، ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً مِن خُضْرَةٍ ، أَي قليلاً ، وكذلك القَليلُ من الناسِ والكَلإِ ، قال الزمخشرِيُّ : لأَن القليل يُنْبَذُ ولا يُبَالَى به ( و ) من المَجَاز : ( جَلَسَ نَبْذَةً ) ، بالتفح ( يُضَمّ ) ، أَي ( نَاحِيَةً ) .
( والنَّبِيذُ ) ، فعيل بمعنَى المَنْبُوذِ وهو ( المُلْقَى ، و ) منه ( ما نُبِذَ مِن عَصِيرٍ ونَحْوِه ) ، كتَمْرٍ وزَبِيبٍ وحْنِطَةٍ وشَعِيرٍ وعَسَلٍ ، وهو مَجازٌ . ( وقد نَبَذَه وأَنْبَذَه وانْتَبَذَه ونَبَّذَه ) ، شُدِّد للكثْرَة ، قال شيخُنَا : وظاهر المُصَنّف بل صَرِيحه أَهنه كَكَتب ، لأَنه لم يَذكر آتِيَه ، فاقْتَضعى أَنه بالضَّمِّ ، والمعروف الذي نصّ عليه الجماهيرُ أَنه نَبَذَ كضَرَب ، بل لا تُعْرَف فيه لُغَةٌ غَيْرُها ، فلا يُعْتَدُّ بأَطلاق
____________________

(9/480)


المُصَنِّف ، ثمّ هاذه العبارة التي ساقها المُصَنِّف هي بعينِهَا نَصُّ عِبَارَة المُحْكَم ، وفيه أَن أَنْبَذَ رُبَاعِيًّا كنَبَذَ ثُلاثِيًّا في الاستهمال ، وقد أَنكرَهَا ثعلبٌ ومَن وافَقَه ، وقَال ابنُ رُورُسْتَوَيْهِ : إِنها عَامِّيَّة ، وحكى اللِّحْيَانِيُّ : نَبَذَ تَمْراً : جَعَلَه نَبِيذاً ، وحَكَى أَيضاً أَنْبَذَ فُلانٌ تَمْراً ، وهي قَلِيلَةٌ ، وكذالك قال كُرَاع في المُجَرَّد وابنُ السِّكّيت في الإِصلاح ، وقُطْرُب في فَعَلْت وأَفعتل ، وأَبو الفَتح المَرَاغِيّ في لحْنِ ، وقال القَزَّاز : أَكثرُ الناسِ يَقولُون نَبَذْتُ النَّبِيذَ ، بغيرِ أَلفٍ ، وحكَّى الفَرَّاءُ عن الرُّؤَاسِيّ : أَنْبَذْتُ النبِيذَ ، بالأَلِف ، قال الفَرَّاءُ : أَنَا لم أَسمعْهَا مِن العَرَبِ ، ولاكن الرُّؤَاسِيَّ ثِقَةٌ . وفي ديوان الأَدب للفارَابِيّ : أَنْبَذَ الرّبَاعِيُّ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ . وفي النهايَة : يقال : نَبَذْتُ التَّمْرَ والعِنَبَ ، إِذا تَركْتَ عليه الماءَ لِيَصِيرَ نَبِيذاً ، فصُرِف مِن مَفْعُولٍ إِلى فَعِيلٍ ، وحَقَّقه شيخُنا فقال نَقْلاً عن بعضِهِم : إِن النّبيذَ وإِن كان في الأَصلِ فَعِيلاً بمعنَى مَفْعُولٍ ، ولاكنه تُنُوسِيَ فيه ذالك وصارَ اسْماً للشَّرَابِ ، كأَنَّه من الجَوَامِد ، بدلِيل جَمْعِه على أَنْبَذَةٍ ، ككثِيبٍ وأَكْثِبَةٍ ، وفَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ لا يُجْمَع هاذا الجَمْعَ ، والله أَعلمُ . وفي المحكم : وإِنما سُمِّيَ نَبيهذاً لأَن الذي يَتَّخِذُ يَأْخُذُ تَمْراً أَوْ زَبِيباً فَيَنْبِذُه في وِعَاءٍ أَو سِقَاءٍ عليه الماءُ ويَتْرُكه حتى يَفُور فيَصِير مُسْكِراً ، والنَّبْذُ : الطَّرْحُ ، وهو ما لم يُسْكِرْ حَلاَلٌ ، فإِذا أَسْكَرَ حَرُمَ ، وقد تَكَرَّر ذِكْرُه في الحَدِيث . وانْتَبَذْتُهُ : اتَّخَذْتُه نَبِيذاً ، وسواءُ كان مُسْكِراً أَو غَيْرَ مُسْكِرٍ فإِنه يقال له نَبِيذٌ ، ويقال للخَمْر المُعْتَصَرِ مِن العِنَبِ : نَبِيذٌ ، كما يقال للنَّبِيذ : خَمْر .
( والمَنْبُوذُ : وَلَدُ الزِّنَا ) ، لأَنجه يُنْبَذ على الطَّرِيق ، وهم المَنَابِذَة ، والأُنثَى مَنْبُوذَة ونَبِيذَةٌ ، هم المَنْبُوذُون ، لأَنَّهُم يُطْرَحُون .

تابع كتاب ( و ) المَنْبُوذَة ( : التي لا تُؤْكَل مِن هَزالٍ ) ، شاةً كانَتْ أَو غَيْرَهَا ، وذالك
____________________

(9/481)


لأَنها تُنْبَذُ ، ( كالنَّبِيذَةِ ) ، وهاذه عن الصاغانيّ ، ( و ) قال أَبو منصور : المَنْبُوذ ( : الصَّبِيُّ تَلْقِيه أُمُّه في الطَّرِيق ) حِينَ تَلِدُه فيَلْتَقِطُه رَجُلٌ من المُسْلمين ويقومُ بِأَمْرِه ، وسواءٌ حَمَلَتْه أُمُّه مِنْ زِناً أَو نِكاحٍ ، لا يَجُوز أَن يُقَال له وَلَدُ الزِّنَا ، لِمَا أَمْكَنِ فِي نَسَبِه مِن الثَّبَاتِ .
( و ) من المَجاز : ( الانْتِبَاذ : التَّنَحِّي ) والاعْتِزَالُ ، يقال : انْتَبَذَ عن قَوْمِه إِذَا تَنَحَّى ، وانْتَبَذَ فُلانٌ إِلى ناحِيَةٍ ، أَي تَنَحَّى نَاحِيَةٌ ، قال الله تعالى في قِصَّة مَرْيمَ { إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } ( سورة مريم ، الآية : 16 ) ( و ) الانتباذ ( : تَحَيُّزُ كُلّ ) واحدٍ ( من الفَريقينِ في الحَرْبِ ، كالمُنَابَذَةِ ) ، وقد نَابَذَهم الحَرْبَ ، ونَبَذَ إِليهم عَلَى سَوَاءٍ ، يَنْبِذُ ، أَي نَابَذَهُم الحَرْبَ . وفي التنزيل : { فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء } ( سورة الأنفال ، الآية : 58 ) قال اللِّحيانيّ ، أَي على الحَقِّ والعَدْلِ .
ونابَذَه الحَرْبَ : كاشَفَه : والمُنَابَذَةُ : انْتِبَاذُ الفَرِيقَيْنِ للحَقِّ . وقال أَبو منصور : المُنَابَذَة : أَن يَكُون بَيْنَ فَريقَيْنه مُخْتَلِفَيْنِ عَهْدٌ وهُدْنَةٌ بَعْدَ القِتَالِ ثم أَرَادَا نَقْضَ ذالك العَهْدِ فَيَنْبِذُ كُلُّ واحِدٍ منهما إِلى صاحِبِه العَهْدَ الذي تَهَادَنَا عليه ، ومنه قولُه تعالى : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآء } المعنَى : إِن كان بَيْنَكَ وبينَ قَوْمٍ هُدْنَةٌ فَخِفْتَ مِنْهم نَقْصاً للعَهْدِ فلا تُبَادِرْ إِلى النَّقْضِ حتَّى تُلْقِيَ إِليهم أَنّكَ قَدْ نَقَضْتَ ما بينَكَ وبينَهم ، فيَكُونُوا مَعَك في عِلْمِ النَّقْضِ والعَوْدِ إِلى الحَرْبِ مُسْتَوِينَ . وفي حديث سَلْمَانَ ( وإِن أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُم عَلَى سَواءٍ ) أَي كاشَفْنَاكُم وقاتَلْنَاكم على طَرِيقٍ مُسْتقِيمٍ مُسْتَوفِي العِلْمِ بِالمُنَابَذَةِ منَّا ومنكم ، بأَن نُظْهِرَ لَهُمُ العَزْمَ عَلى قِتَالِهِم ، ونُخْبِرَهُم به إِخْبَاراً مَكْشُوفاً . والنَّبْذُ يكون بالفِعْل والقَوْلِ في الأَجْسَام والمَعَانِي ، ومنه نَبَذَ العَهْدَ ، إِذا نَقَضَه وأَلْقَاه إِلى مَن
____________________

(9/482)


كان بَينَه وبَينَه ، ( و ) في الحديث أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمنهَى عن المُنَابَذَة في البَيْعِ والمُلاَمَسة . قال أَبو عُبَيْدٍ : ( المُنَابَذَةُ ) هو ( : أَن تَقُول ) لصاحبك ( انْبِذْ إِلَيَّ الثَّوْبَ ) أَو غَيْرَه من المَتَاعِ ( أَو أَنْبِذُهُ إِليك ، وقد وَجَبَ البيْعُ بِكَذَا وكذَا ) ، ويقال له بَيْعُ الإِلْقَاءِ ، كما في الأَسَاسِ ، ( أَو ) هو ( : أَن تَرْمِيَ إِليه بالثَّوْبِ ويَرْمِيَ إِليك بمِثْلِهِ ) . وهاذا عن اللِّحْيَانِّي ( أَو : أَن تَقولَ : إِذَا نَبَذْتُ الحَصَاةَ ) إِليك فقد ( وَجَبَ البَيْعُ ) ، ومما يُحَقِّقُهُ الحَديثُ الآخَرُ أَنّه نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاةِ ، فيكون البَيْعُ مُعْاطَاةً من غَيْرِ عَقْدٍ ، ولا يصِحُّ .
( والمِنْبَذَةُ ، كمِكْنَسةٍ : الوِسَادَةُ ) المُتَّكَأُ عليها ، هاذه عن اللحيانيّ ، وفي حَدِيث عَدِيّ بنِ حَاتمٍ ( أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلمأَمَر له ، لَمَّا أَتاهُ ، بِمِنْبَذَة ، وقال : إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فأَكْرِمُوه ) وسُمِّيَتِ الوِسَادَةُ مِنْبذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرْضِ أَي تُطْرَحُ للجُلُوسِ عليها ، ومنه الحديث ( فأَمَر بالسِّتْرِ أَن يُقْطَعَ ويُجْعَلَ لِه مِنه وِسَادَتَانه مَنْبُوذَتَانِ ) ، ومِن سَجَعَاتِ الأَساس : تَعَمَّمُوا بِالمَشَاوِذِ وَتَرَبَّعُوا على المَنَابِذ .
( و ) من المجاز : ( الأَنْباذُ ) من الناس ( : الأَوْبَاشُ ) وهم المَطْرُوحُونَ المَتْرُوكُونَ ( وصَلَّى رَسولُ الله صلى الله عليه وسلمعلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ ) ولفظ الحديث ( انْتَهَى إِلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فصَلَّى عليه ) وروى ابنُ عبَّاسٍ ( أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلممَرَّ على قَبْرِ مَنْبُوذٍ فأَمَّهُمْ وصَلَّوْا خَلْفَه ) ( أَي لَقيطٍ ) رَمَتْه أُمُّه عَلى الطريقِ . وفي حديث الدَّجَّالِ ( تَلِدُه أُمُّه وهي مَنْبُوذَةٌ في قَبْرِهَا ) ، أَي مُلْقَاة ( ويُرْوَى : ( قَبْرٍ مَنْبُوذٍ ) مُنَوَّنةً ) على الصِّفة ( أَي قَبْرٍ بَعِيدٍ ) مُنْفَرِد ( عن القُبور ) ويَعْضُده ما رُوِيَ من طريقٍ آخَرَ ( أَنَّه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ عن القُبُورِ فصَلَّى عليه ) .
____________________

(9/483)



( ) ومما يستدرك عليه :
يقال لما يُنْبَثُ مِن تُرَابِ الحَفِيرَة نَبِيثَةٌ ونَبِيذَةٌ ، والجَمعُ النَّبائثُ والنَّبائِذُ ، وزعم يَعقوبُ أَنّ الذَال بَدَلٌ من الثاءِ .
والمُتَنَبِّذُ : المُتَنَحِّي نَاحِيَةً ، قال لَبِيدٌ :
يَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
وفي الأَساس : ومن المَجاز : نَبَذَ أَمْرِي ورَاءَ ظَهْره : لم يَعْمَلْ به .
وهو في مُنْتَبَذِ الدَّارِ : في مُنْتَزَحِها .
وفُلانٌ يَنْبِذُ عَلَيَّ ، أَي يَغْلِي كالنَّبِيذ . ونَبَذَتْ فُلانةُ قَوْلاً مَلِيحاً : رَمَتْ به . ونَبَذْتُ إِليه السَّلامَ والتَّحِيَّة . وَنُبِذْتَ بكذا ورُمِيتَ به ، إِذا رُفِعَ لك وأُتِيحَ لِقَاؤه . ولله أُمٌّ نَبَذَتْ بك .
ونَبَثَ التُّرَابَ وَنَبَذَه بمعنَى رَمَى بِه ، وهي النَّيثَةُ والنَّبِيذَة ، وقد تَقَدَّم .
ونَوْبَذُ ، بالفتح ، سِكَّةٌ بِنَيْسَابُورَ .
ونُوبَاذَانُ : من قُرَى هَرَاةَ .
نجذ : ( النَّوَاجِذُ : أَقْصَى الأَضْرَاسِ ، وهي أَرْبَعَةٌ ) في أَقْصَى الأَسنانِ بعد الأَرْحاءِ ، وتُسَمَّى ضِرْس الحِلْمِ ، لأَنه يَنبُت بعد البُلُوغ وكَمَال العَقْلِ ، وعلى هاذا اقتصرَ ابنُ الأَثير في النّهايَة . وقال صاحب الناموس : وعليه الفرَّاءُ ( أَو ( هي ) الأَنْيَابُ ) ، وبه فسّر الحديث ( ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه ) لأَنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّمَ ، قال ابنُ الأَثير : وإِن أُريد بها الأَواخِر ، وهو الأَكثر الأَشْهرُ فالوَجْه فيه أَن يريد مُبَالَغة مِثْلِه في ضَحِكِه من غَيْرِ أَن يُرَاد ظُهُروُ نَوَاجِذِه في الضَّحكِ ، قال : وهو أَقْيَسُ القولَيْنه ، لاشْتِهَار النواجِذِ بأَواخِرِ الأَسنانِ ، ومنه حديث العِرْبَاضِ ( عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ) أَي تَمَسَّكوا بها كما يَتمَسَّكُ العَاضُّ بِجَمِيعِ أَضْرَاسِه ، ( أَو الّتي تَلِي
____________________

(9/484)


الأَنْيَابَ ، أَو هي الأَضراسُ كُلُّها ، جَمْعُ نَاجِذٍ ) ، يقال : ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه ، إِذا استغرقَ فيه ، قال الجوهَريُّ : وقد تكون الواجِذُ للفَرَسِ ، وهي الأَنْيَابُ من الخُفّ ، والسَّوَالِغُ من الظِّلْف ، قال الشَّمَّاخُ يَذكُر إِبلاً حِدَادَ الأَنيابِ :
يُبَاكِرْنَ العِضَاهَ بِمُقْنَعَاتٍ
نَوَاجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ
( والنَّجْذُ : شِدَّةُ العَضِّ بها ) ، أَي بالنواجِذ ، ( و ) من المَجاز : النَّجْذُ ( : الكَلامُ الشَّديدُ ) ، عن الصاغانيّ والزمخشريّ ، ( و ) في الأَساس : أَبْدَى ناجِذَه : بَالَغَ في ضَحِكِه أَو غَضَبِه . و ( عَضَّ عَلى نَاجِذِه ) إِذا ( بَلَغَ أَشُدَّهُ ) وذالك لأَن الناجِذَ يَطْلُع إِذَا أَسَنَّ ، وهو أَقْصَى الأَضْرَاسِ .
( والمُنَجَّذُ ، كمُعَظَّم : المُجَرَّب ) ، والمُجَرِّب ، وهو المُحَنَّك ، وفي التهذيب رَجُلٌ مُنَجَّذ ومُنَجِّذٌ : الذي جَرَّبَ الأُمُورَ وعَرَفَها وأَحْكَمَهَا ، وهو المُجَرَّب والمُجَرِّب ، قال سُحَيم بن وُثَيْل :
وَمَاذَا تَبْتَغِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي
وقَدْ جَاوَزت حَدَّ الأَرْبَعِينِ
أَخو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّى
ونَجَّذَنِي مُدَاوَرةُ الشُّؤُونِ
( و ) قال اللحيانيُّ : المُنَجَّذَ : هو ( الذي أَصابَتْه البَلاَيَا ) فصار بذالك مُعَالجاً للأُمخور مُدَاوِراً لها .
( والمَنَاجِذُ ) الفأْرُ العُمْيُ وقد ذكر ( في ج ل ذ ، لأَنه جَمّعُ جُلْذٍ ) ، بالضمّ . ( مِن غَيْرِ لَفْظِه ) ، ورُبَّ شيْءٍ هاكذا ، وقد سبَق البَحْثُ فيه .
( والأَنْجُذَانُ ، بضم الجِيم ) ، وهمزته زائدةٌ ونُونها أَصْلٌ وإِن لم يكن في الكلام أَفْعُل ، لكن الأَلف والنونَ مُسَهِّلَتانِ للبناءِ كالهاءه وياءٍ النَّسب في أَسْنُمَةٍ وأَيْبُلِيِّ ( : نَباتٌ يُقَاوِمُ السُّمُومَ ، جَيِّدٌ لوَجَعِ المَفَاصِلِ ، جاذِبٌ مُدِرٌّ ) للبَوْلِ ، ( مُحْدِرٌ للطَّمْثِ ) ، أَي الحَيْضِ ، ( وأَصْلُ الأَبْيَض منه )
____________________

(9/485)


هو ( الأُشْتُرْغَازُ ) ، ومن خواصِّه أَنه ( مُقعطِّع مُلَطِّف ) مُحَلِّل .
( ونَجَّذَه : أَلَحَّ عَلَيْه ) ، ويقال : عَضَّ في العِلْمِ وغيرِه بناجِذِه ، إِذا أَتْقَنه ، ومنه نَجَّذَتْه التَّجَارِبُ : أَحْكَمتْه . كذا في الأَساس .
وتَنَاجَذُوا على كَذَا : أَلَحُّوا .
نخذ : ( النَّوَاخِذَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو هاكذا بالذال المعجمة ، والمشهور عند أَكثر المُعَرِّبينَ إِهمال دالِها ، وهم ( : مُلاَّكُ سُفُنِ البَحْرِ ) ، ولفْظُ البحرِ مُستدرَك ، قالَه شيخنا ، ( أَو وُكُلاؤُهُمْ ) عليها ، مُوَلِّدَة ( مُعَرَّبَة ، الواحدةُ نَاخُذَاةٌ ) ، والمَشهور أَن النَّاخُذَاه هو المُتَصرِّف في السَّفِينة المُتَوَلِّي لأَمْرِهَا ، سواءٌ كان يَمْلِكُهَا أَو كان أَجِيراً على النَّظَرِ فيها وتَسْيِيرِها ، وقد ( اشْتَقُّوا منها الفِعْل وقالوا : تَنَخَّذَ ) فلانُ ، ( كَتَرَأسَ ) ، إِذا صارَ نَاخُذَاه أَو رئيساً في السَّفِينة .
( ) ومما يستدرك عليه :
نُخَذُ ، كزُفَرَ : ناحِيةٌ بِخُرَاسَانَ بين عِدَّةِ نَوَاحٍ ، منها اليَهُودِيَّة وآمُلُ .
وأَبو يَعقوبَ يُوسفُ بنُ أَحمدَ النَّخَذِيّ ، مُحرَّكة أَجازَ السَّمعانيَّ .
نذذ : ( نَذَّ نَذيذاً ) ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسانِ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : أَي ( بَالَ ) ، كذا في التكملة .
( والنَّذِيذُ ) . كأَمِير ( : ما خَرَجَ مِن الأَنْفِ أَو الفَمِ ) .
نفذ : ( النَّفَاذُ ) : الجَوَازُ ، وفي المحكم ( : جَوَازُ الشَّيْءِ والخُلُوصُ منه ) ، تَقول : نَفَذْت ، أَي جُزْتُ ، وقد نَفَذ يَنْفُذ نَفَاذاً ، ( كالنُّفُوذِ ) ، بالضَّمّ .
____________________

(9/486)



( و ) النَّفَاذُ ( : مُالَطَة السَّهْمِ جَوْفَ الرَّمِيَّةِ وخُرخوجُ طَرَفِه مِن الشِّقِّ الآخَرِ وسَائِرُه فِيه ) ، يقال : نَفَذ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْفُذُ نَفَاذاً ، ( كالنَّفْذِ ) ، بفتح فسكون . ( و ) قال ابنُ سِيدَه : والنَّفَاذُ عند الأَخفش ( : حَرَكَةُ هَاءٍ الوَصْلِ التي ) تكون ( للإِضْمَارِ ) ، ولم يَتَحَرَّكْ مِن حُرُوف الوَصْلِ غَيْرُهَا ( كَكَسْرَة ، هَاء ) مِن قوله .
( تَجَرُّدَ المَجّنُونِ مِنْ كِسائِهِ وفتحة الهاءِ من قوله :
رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحْمَالَها وضَمَّة الهاءِ من قوله :
وبَلَدِ عَامِيَةٍ أَعْمَاؤُهُ سُمِّيَ بذالك لأَنّه أَنْفَذَ حَرَكَةَ هاءٍ الوَصْلِ إِلى حَرْفِ الخُرُوجِ ، وقد دَلَّت الدَّلاَلَةُ على أَنَّ حَركَة هاءِ الوَصْلِ ليس لها قُوَّةٌ في القِيَاسِ مِنْ قِبَلِ أَنّ حُرُوفَ الوَصْلِ المُتَمكِّنة فيه ، التي هي الهاءُ ، مَحمولَةٌ في الوصلِ عليها ، وهي الأَلف والياءُ والواو ، لا يَكُنَّ في الوَصْلِ إِلاَّ سَوَاكِنَ ، فلما تحَرَّكَتْ هاءُ الوصلِ شابَهَتْ بذالكَ حُروفَ الرَّويّ وتَنَزَّلَتْ حُرُوفُ الخُرُوجِ مِن هاءِ الوَصْلِ قَبْلَهَا مَنْزِلَةَ حُروفِ الوَصْلِ من حَرْفِ الرَّوِيّ قَبْلَهَا ، فكما سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هاءِ الوَصْلِ نَفَاذاً ، لأَن الصوت جَرعى فيها حَتَّى اسْتَطالَ بِحُرُوفِ الوَصْلِ وتَمَكَّنَ بها اللِّينُ ، كما سُمِّيَتْ حَرَكَة هاءِ الوَصْلِ نَفَاذاً لأَنّ الصَّوْتَ نَفَذَ فيها إِلى الخُرُوجِ حَتّى استَطَالَ بها وتَمَكَّنَ المَدُّ فيها ، ونُفُوذُ الشيْءِ إِلى الشيْءِ نَحْوٌ في المَعْنَى مِنْ جَرَيَانِه نَحْوَه .
____________________

(9/487)



( وأَنْفَذَ الأَمْرَ : قَضَاهُ ، و ) أَنْفَذَ ( القَوْمَ : صارَ منهم ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصصواب : بينهم ، ( أَو ) ، أَنْفَذَ القَوحمَ ، إِذَا ( خَرَقَهُم ) ، وفي نسخة : فَرَّقَهُم ، وليس بشيْءٍ ، ( ومَشَى في وَسَطِههم ، و ) يقال : ( نَفَذَهم ) إِذا ( جَازَهم وتَخَلَّفَهُمْ ) ، لا يُخَصُّ به قَوْمٌ دون قومٍ ، ( كأَنْفَذَهم ) . رُبَاعِيًّا ، لغة في الثلاثيّ ، وفي حديث ابنِ مسعود ( إِنَّكُمْ مَجموعُونَ في صَعيدٍ واحدٍ يَنْفُذُكُمْ ابَصَرُ ) قال أَبو عُبَيْدٍ ، معناه أَنه يَنْفُذهم بَصرخ الرحمانِ حَتَّى يأْتيَ عليهم كُلِّهم ، قال الكسائيّ : يُقال : نَفَذَني بَصَرَهُ يَنْفُذُني ، إِذا بَلَغَني وجَاوَزَنَي ، وقيل : أَراد يَنْفُذُهم بصَرُ الناظرِ لاستواءِ الصَّعِيدِ ، قال أَبو حاتمٍ أصحابُ الحديثِ يَرْوُونَه بالذال المعجمة ، وإِما هو بالدال المُهمَلة ، أَي يَبلُغ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتى يَرَاهُمْ كُلَّهُم ويَستَوْعِبَهُمْ ، من نَفَد الشَّيْءَ وأَنفَدْتَ ، وحَمْلُ الحديثِ على بَصَرِ المُبْصِر أَوْلَى مِن حَمْلِه على بَصرِ الرَّحمانِ ، لأَن الله يَجمَع الناسَ يومَ القِيامَة ، في أَرْضٍ يَشْهَدُ جَمِيعُ الخلائقِ فيها مُحَاسَبَةَ العَبْدِ الواحِد على انفِرَادِه ، ويرون ما يَصِيرُ إِليه ، ومنه حديث أَنسٍ ( جُمِعُوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصَّوْتُ ) وهو مجازٌ ، ما في الأَساس .
( و ) من المَجاز أَيضاً : ( طَرِيقٌ نَافِذٌ ) ، أَي ( سَالِكٌ ) ، وفي الأَساس : أَي عامٌّ يَسْلُكه كُلُّ أَحدٍ . وفي اللسان والطريقُ النافِذُ : الذي يُسْلَك وليس بمَسدودٍ بَيْنَ خاصَّةٍ دون عَامَّة يَسْلُكونه ، ويقال : هاذا الطريقُ يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا . وفيه مَنْفَذٌ القَوْمِ ، أَي مَجَازٌ .
( و ) من المَجاز ( : النَّافِذُ : ) الرجلُ ( املَاضِي في جَمِيع أُمُورِه ) ، وله نَفَاذَةٌ الأُمُور ، ( كالنَّفُوذِ والنُّفَّاذ )
____________________

(9/488)


كَصبورٍ ورُمّان ، ( و ) النافذ ( المُطَاع مِن الأَمْرِ ، كالنَّفِيذ ) .
وأَمرٌ نَفِيذٌ : مُوَطَّأٌ .
وفي حديث عبد الرحمان بنِ الأَزْرق ( أَلاَ رَجُلٌ يَنْفِذُ بَيننا ) أَي يَحْكُم ويُمْضِي أَمْرَه فينا ، يقال : أَمرُه نافِذٌ ، أَي ماضٍ مُطَاعٌ .
( والنَّفَذ ، بالتحرِيكه : ) اسم ( الإِنْفَاذ ) ، وأَمَر بِنَفَذِه ، أَي بإِنْفَاذِه . وفي التهذيب : وأَمَّا النَّفَذُ فقد يُستَعْمَل في مَوضِع إِنْفَاذِ الأَمْر ، تقول : قام المُسْلِمُونَ بِنَفَذِ الكِتَاب ، أَي بإِنفاذ ما فيه . ( و ) النَّفَذُ : المَخْرَجُ والمَخْلَصُ ، يقال ( أَتعى بِنَفَذِ مَا قَالَ ، أَي بِالمُخْرَجِ مِنه ) ومنه ، الحديث ( أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ بما هو بَرِىءٌ منه كان حَقًّا عَلى الله أَنْ يُعَذِّبَه أَوْ يَأْتِيَ بِنَفَذِ مَا قَالَ ) ، ( و ) يقال : إِن في ذالك لَمُنْتَفَذاً ومَنْدُوحَةً ، ( المُنْتَفَذُ ) والمَنْدُوحة ( : السَّعَةُ ) ، وقد تَقدَّم في الدال المُهملة .
( و ) قال ابنُ الأَعرابيّ عن أَبي المكارم ( النَّوَافِذُ : كُلُّ سَمَ يُوصِلُ إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرحاً ، و ) عنه : قلْت له : سَمِّها . فقال : ( هي الأَصَرَّانِ والخِنَّابَتَانِ والفَمُ والطِّبِّيجَةُ ) . قال : والأَصَرَّانِ : ثُقْبَا الأُذنينِ ، والخِنَّابَتَانِ سَمَّا الأَنْفِ . ( و ) عن أَبي سعيد : يقال للخُصوم ابذا ارتَفعوا إِلى الحاكم : قد ( تَنَافَذُوا ) إِليه ، بالذال ، أَي ( إِلى القاضي ) ، أَي ( خَلَصُوا إِليه ، فإِذا أَدْلَى كُلّ ) واحدٍ ( منهم بِحُجَّتِه فيقال : تَنَافَدُوا ، بالدَّال المُهْمَلَة ) ، وفي حديث أَبي الدردَاءِ ( إِن نَافَذْتَهُم نَافَذُوك ) نافَذْتُ الرجلَ ، إِذا حَاكَمْتَه ، أَي إِن قُلْت لهم قالوا لك . ويُرْوعى بالقَاف والدال المُهْمَلَة ، وقد تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
نَفَذَ لِوَجْهِهِ ، إِذا مَضَى على حالِه .
وأَنْفَذَ عَهْدَ : أَمْضَاه .
ونَفَذَ الكِتَابُ إِلى فُلانٍ نَفَاذاً
____________________

(9/489)


ونُفُوذاً ، وأَنْفَذَتُهُ أَنا . والتَّنْفِيذ مثْلُه ، وكذا نَفَذع الرَّسُولُ ، وهو مَجازٌ . وطَعْنَةٌ نَافِذَةٌ : مُنْتَظِمَةُ الشِّقِّيْنِ ، وطَعَنَات نَوَافِذُ .
وللْجُرْحِ نَفَذٌ ، وللجِرَاحِ أَنْفَاذٌ .
وطَعْنَةٌ لها نَفَذٌ ، أَي نَافِذَةٌ وقال قَيْسُ بن الخَطِيمِ :
طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ
لَهَا نَفَذٌ لَوْلاَ الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا
والشّعَاع : ما تَطَايَرَ مِن الدَّمِ ، أَراد بالنَّفَذِ المَنْفَذَ ، يقول : نَفَذَت الطَّعْنَةُ ، أَي جاوَزَت الجانبَ الآخَرَ حتَّى يُضِيءَ نَفَذُهَا خَرْقَا ، ولولا انتشارُ الدَّمِ الفائِرِ لأَبْصَرَ طاعِنُهَا ما وَرَاءَهَا ، أَراد : لها نَفَذٌ أَضاءَهَا لولا شُعاعُ دَمِهَا . ونَفَذُهَا : نُفُوذُها إِلى الجانِب الآخَر ، ومثْله في كتاب الفرق لابن السيد .
وذَا مَنْفَذُ القَوْمِ ونَفَذُهم ، وهاذه مَنافِذُهم وأَنْفَاذهم .
وقال أَبُو عُبَيْدَة : مِن دوائرِ الفَرَسِ دَائرَةٌ نافِذَةٌ ، وذالك إِذا كانَت الهَقْعَةُ في الشَّقَّيْنِ جَمِيعاً ، فإِن كانت في شِقَ واحدٍ فهي هَقْعَةٌ .
ويقال سِرْ عَنْكَ ، وانْفُذْ عَنْك ، أَي امْضِ عَنْ مَكَانِكَ وجُزْهُ .
ونافِذٌ : مَوْلَى لعبد الله بن عامرٍ ، وإِليه نُسِبَ نَهْرُ نافِذٍ بالبصرة ، كان عبدُ الله وَلاَّه حَفْرَه فغَلَبَ عليه .
ونافِذٌ : أَبو مَعْبَدٍ مولَى ابنِ عَبَّاسٍ ، حَديثُه في الصِّحاحِ .
والنَّافِذُ بن جَعُونَةَ ، له ذِكْرٌ .
نقذ : ( النَّقْذُ : التَّخْلِيصُ والتَّنّيَةُ ، كالإِنْقاذِ والتَّنْقِيذِ والاسْتِنْقَاذِ والتَّنَقُّذِ ) ، وفي الصحاح : أَنْقَذَه مِن فلانٍ ، واستَنْقَذه منه ، وتَنَقَّذَه ، بمعنًى ، أَي نَجَّاه وخَلَّصَه ، ومثْله في التهذيب ، وقول لُقَيْمِ بن أَوْسٍ الشيبانيِّ :
أَوْ كَان شُكْرُكَ أَنْ زَعَمْتَ نَفَاسَةٌ
نَقْذِيكَ أَمْسِ ولَيْتَنِي لمْ أَشْهَدِ
____________________

(9/490)



نَقْذِيك ، كما تقول ضَرْبِيك ، أَي نَقْذِي إِيّاك وضَرْبِي إِيّاك .
( و ) النَّقْذُ ( : السَّلاَمَةُ ) والنَّجَاةُ . ( ومنه ) قَولُهم ، ( نَقْذاً لَكَ ) دُعاءٌ بالسلامة ( للعَاثِرِ ) ، كذا في الأَساسِ ، هاكذا يقولُ أَهلُ اليَمن ، كمافي التكملة .
( و ) النَّقَذُ ، ( بالتحريك : ما أَنْقَذْتَه ) وهو فَعَلٌ بمعنى مَفعول ، مثل نَفَضٍ وقَبَضٍ .
( و ) النَّقَذ ( مَصْدَرُ نَقِذَ ) الرجلُ ( كَفَرِحَ : نَجَا ) وسَلِمَ ، ( و ) من الأَمْثَال ( ( مَالَه نَقَذٌ ) ) ، وقد تقدم ( في ش ق ذ ) .
( والأَنْقَذُ : القُنْفُذُ ) وسبق في الدال المهملة ، ومن أَمثالهم ( بَاتَ بِلَيْلَةِ أَنْقَذَ ) ضُبِط بالوجهين ، يُضْرَب لمن سهِرَ لَيْلَه كُلَّه .
( والنَّقِيذَةُ : فَرَسٌ أَنْقَذْتَه مِن العَدُوِّ ) وأَخذتَه منه ، جَمْعُه نقائِذُ ، والذي في التهذيب واحدُ الخَيْلِ النقائذِ نَقِيذٌ ، بغير هاءٍ . وفي المحكم : فَرَسٌ نَقَذٌ ، إِذا أُخِذ مِن قَوْمٍ آخرين ، وخَيْلٌ نقائِذُ تُنُقِّذَتْ من أَيدِي الناسِ أَو العَدُوِّ ، واحدُهَا نَقِيذٌ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
وُزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخَرِينَ كَأَنَّهَا
نَقِيذٌ حَوَاهَا الرُّمْحُ مِنْ تَحْتِ مُقْصِدِ
وفي الأَساس : وبَعِيرٌ أَو غيرُه من النقائذ ، وهو ما أَخَذَه العَدُوُّ وتَمَلَّكَه ثم رَجَعْتَ فأَخذْتَه منه وَتَنَقَّذْتَه مِن يَدِه ، وهو نَقِيذَةٌ ونَقِيذٌ ونَقَذٌ .
( و ) عن المفضّل : النَّقِيذة : ( : الدِّرْع ) ، لأَن صاحبها إِذَا لَبِسَهَا أَنْقَذَتْه من السُّيُوفِ ، وأَنشدَ لِيَزِيدَ ابنِ الصَّعِقِ :
أَعْدَدْتُ لِلْحِدْثَانِ كُلَّ نَقِيذَةٍ
أُنُفٍ كَلاَئِحَةِ المُضِلِّ جَرُورِ
قال : الأَنُفُ : الطَّوِيلة . ولائِحَةُ المُضِلّ : السَّرَابُ . جَعَلَهَا تَبْرُق كالسَّرَابِ لِحِدَّتِهَا . وقال الأَزْهَرِيّ :
____________________

(9/491)


وقَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ : النَّقِيذَةُ : الدِّرْعُ المُسْتَنْقَذَةِ مِن عَدُوَ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ يزيد ، وقال : أُنُفٌ : اي لم يَلْبَسْها غَيْرُه .
( و ) النَّقِيذَة ( : المَرْأَةُ ) كَانَ لها زَوْجٌ .
ومُنْقِذٌ ، ( كَمُحْسِنٍ : ) اسم ( رَجُل ) .
( ونَقَذَهُ ، مُحَرَّكةً : ع ) ذَكرَه في الجَمْهَرَة .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّقِيذ : ما اسْتُنْقِذ .
ورَجلٌ نَقَذٌ ، مُسْتَنْقَذٌ ، وهو نَقِيذَةُ بُؤْسٍ ، وهم نَقَائِذُ بُؤْسٍ : اسْتُنْقِذُوا منه .
نمذبذ : ( ) وبقي عليه :
نَمَذَابَاذُ ، بالذال فيهما ، مُحَرَّكة ، من قُرعى نَيسابور .
نهذ: ( أَنَاهِيذُ ) ، أَهمله الجماعة ، وهو ( : اسمُ الزُّهَرَة ) ، وهي الكَوْكَبُ المعروفُ ، ( عن ابنِ عَبَّاد ) في المُحِيط ، ( أَو فارِسِيٌّ غيرُ مُعَرَّب ، وبالدَّال ) ، أَي المُهْمَلة ، وفي بعض النُّسخ : أَو بالدال . ( فلا مَدْخَلَ له حِينئَذٍ في الكَلاَمِ ) العَرَبيّ ، كما حقَّقه الصاغَانيُّ .
( ) واستدرك شيخنا في هاذا الفصل :
نوجبذ : *!نُوجَابَاذُ ، وهي من قُرَى بُخَارَا ، منها البُرْهَان مَحمّد بن أَبي بكر الحَنَفيّ السَّمَرْقَنْدِيّ أَحد شيوخ الذَّهبِيّ . قلت : ومنها أَيضاً أَبو بكر محمد بن عليّ بن محمّد **!النُّوجَابَاذِيّ ، إِمامٌ زاهدٌ كبيرٌ ، صَنَّف كتاب ( مَرْتَع النَّظَر ) وحَدَّث ، تُوفِّي سنة 533 .
( ) وبقي :
نمرد : نُمْرُوذُ ، بالمعجمة ، وصَحَّحُوه .
نوذ : *!ونَوْذ ، بالفتح ، اسمُ جَبلٍ
____________________

(9/492)


بِسَرَنْدِيب ، عند مَهبط سيّدنا آدَمَ عليه السلامُ ، ذكره شُرَّاحُ المواهِب وأَربابُ التفاسيرِ . قلت : وفي المعجم أَنه أَخْصَبُ جَبَلٍ في الأَرض ، ويقال : أَمْرَعُ مِنْ *!نَوْذٍ ، وأَجْدَبُ مِنْ بَرْهُوتَ .
قلْت :
نوزبذ : *!ونُوزَابَاذُ : من قَرى بُخَارَا .
نوذ : *!ونَوَاذَة ، كسَحابَة ، من قُرَى اليَمَنِ مِن أَعْمَال البَعْدَانِيَّةَ .
نهوذ : وأَبو المُهاجر دِينارُ بن عبد الله النّهوذِيّ التُّرَابِيّ ، أَحدُ أُمراءِ المَغرِب لمعاويَة سنة 63 من الهجرة ، قاله الحافِظ وضَبَطَه .
2 ( فصل الواو مع الذال المعجمة ) 2
وبذ : ( *!المُوبَذَانُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيُّ : هو ( بضمّ الميمِ وفتْحِ الباءِ ) ، وحكَى فتح الميم أَيضاً ، وحكَى ابن ناصر كسرَ الباءِ أَيضاً ( : فَقِيهُ الفُرْسِ وحاكِمُ المَجْوسِ ) ، كقاضي القُضَاة للمسلمينَ ، ( *!كالمُوبَذِ ) ، ومنهم من يَدَّعي أَصالة الميم ، لأَنه ليس بعربيّ ، فإِذاً مَحلُّه قبل هاذا ، وهو صَنيع ابن المكرمفي اللسان وغيرِه ، ( ج *!المَوَابِذَةُ ، والهاءُ للعُجْمَةِ ) ، قال شيخنا : هو على حَذْفِ مُضاف ، أَي لإِزالَةِ العُجْمَة ، كما قاله الشيخ ابنُ مالك وغيرُ في أَمثاله .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!وَبْذَةُ ، بفتح فسكون : مدينة من أَعمال الأَندلس . *!وَوَبْذَى مدينة أُخرى قُرْبَ طَلُيْطِلة ، كذا في المعجم .
وجذ : ( *!الوَجْذُ : نُقْرَةٌ في الجَبَلِ تُمْسِك الماءَ ) ويَسْتَنْقِعُ فيها ، ( و ) قيل :
____________________

(9/493)


الوَجْذ : ( الحَوْضُ ، ج *!وِجْذَانٌ *!ووِجَاذٌ ، بكسرهما ) ، قال أَبو محمّد الفقعسيُّ يصف الأَثافِي :
غَيْرَ أَثَافِي مِرْجَلٍ جَوَاذِي
كَأَنَّهُنَّ قِطَعُ الأَفْلاَذِ
أُسُّ جَرَامِيزَ عَلَى *!وِجَاذِ
الأَثافِي : حِجَارَةُ القِدْرُ : والجَوَاذِي جميع جاذٍ ، وهو المُنْتَصِب ، والجَرَامِيزُ : الحِيَاضُ قال سبيويه وسمعْت مِن العرب مِن يقال له : أَما تَعْرِفُ بمكانِ كذا وكذا *!وَجْذاً ، وهو مَوْضِعٌ يُمْسِك الماءَ . فقال : بلَى ، *!وِجَاذ ، أَي أَعْرِف بها *!وِجَاذاً . ( وَمَكَانٌ *!وَجِذٌ ) ، ككَتِفٍ ( : كَثيرُهَا ) أَي *!الوِجَاذِ .
( *!وَوَاجَذَه إِليه : اضْطَرَّه ) عن الصاغانيّ . ( و ) عن أَبي عمرو : *!أَوْجَذَه ( عليه ) *!إِيجَاذاً ( أَكْرَهَه ) .
وخذ : ( ) ويستدرك عليه هنا :
*!وَخَذَ ، لُغة في أَخَذ ، وهو أَثْبتُ من تَخِذَ ، كعَلِمَ ، حكاها طَوَائِفُ من الصَّرْفِيِّين واللُّغَوِّيينَ ، كما مَرَّ عن قُطْرُبٍ وغَيْرِه .
وذذ : ( *!الوَذْوَذَةُ : السُّرْعَة . ورجُلٌ *!وَذْوَاذٌ : سَرِيعُ المَشْيِ ، والذِّئْبُ مَرَّ *!يُوَذْوِذُ ) ، إِذا مَرَّ مَرًّا سَريعاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!وَذْوَذُ المَرْأَةِ : بُظَارَتُها إِذَا طالَتْ ، قال الشاعر :
مِنَ اللائِي اسْتَفَادَ بَنُو قُصَيَ
فَجَاءَ بِهَا *!ووَذْوَذُهَا يَنُوسُ
*!والوَذُّ ، بالفتح فتشديد الثاني . كذا ضبطَه ابنُ مُوسى : موضِعٌ بِتِهَامَةَ ، أَحسبه جَبَلاً .
ورذ : ( *!وَرَذَ في حاجته ، كوَعَدَ ) ، وفي
____________________

(9/494)


بعض الأُصولِ : في جانبه ( : أَبطأَ ) ، والأَمر منه ، رِذْ ، كعِدْ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!وَرْذَان من قُرَى بُخَارَا ، منها أَبو سعدٍ هَمّامُ بن إِدريس بن عبد العزيز *!-الوَرْذَانيّ ، يَروِي عن أَبيه ، وعنه سهل بن شَاذويه الباهليّ .
*!ووَرْذَانَةُ : من قُرَى أَصْفَهَانَ ، كذا في المعجم .

تابع كتاب وقذ : ( *!الوَقْدُ : شِدَّةُ الضَّرْبِ ) ، وَقَذَه *!يَقِذُهُ *!وَقْذاً : ضَرَبَه حتّى استَرْخَى وأَشرَفَ على المَوتِ .
( وشَاةٌ *!وَقِيذٌ ، *!ومَوْقُوذَةٌ : قُتِلَتْ بِالخَشَبِ ) ، وكان يَفْعَله قَومٌ فنَهَى الله عزَّ وجلّ عنه . وعن ابنِ السكِّيت : *!وَقَذَه بالضرْبِ ، *!والمَوْقُوذَةُ *!والوَقِيذُ : الشاةُ تُضْرعب حتى تَموت ثم تُؤْكَل ، قال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : { 9 . 042 } والمنخنقة *!والموقوذة ( سورة المائدة ، الآية : 3 ) المَوْقُوذة : المَضروبةُ حتى تَموت ولم تُذَكَّ . وفي البصائر للمصنّف : المَوْقُوذة : هي التي تُقْتَل بِعَصاً أَو بِحجارةٍ لا حَدَّ لها فَتموت بلا ذَكاةٍ .
( *!والوَقيذُ ) من الرِّجال ( : السَّرِيعُ ) وهاذا لم أَجِدْه في كُتب الغريب ، ( و ) الذي ذكرَه الأَزهريُّ وابنُ سِيدَه وغيرهما : أَن *!الوَقِيذ من الرِجالِ ( : البَطِىءُ والثَّقِيلُ ) . وسقطت الواو من بعض الأُصول ، قالوا كأَنّ ثِقَله وضَعْفَه وَقَذَه . ( و )*! الوَقِيذ أَيضاً ( : الشَّدِيدُالمَرَضِ المُشْرِفُ ) على المَوْتِ ( *!كالمَوْقُوذِ ) ، وقال ابن شُمَيْل : الذي يُغْشَى عليه لا يُدْرَى أَميتٌ أَم لا ، ورَجُلٌ*! وَقِيذٌ : ما بِه طِرْقٌ . وقال الليث : حُمِلَ فُلانٌ وَقِيذاً ، أَي ثَقِيلاً دَنِفاً مُشْفِياً ، وهو مَجاز ، كما في الأَساس ، وقال ابنُ جِنِّي : قرأْت على أَبي عَلِيَ ، عن أَبي بكرٍ ، عن بعض أَصحاب
____________________

(9/495)


يَعقُوبَ ، عنه ، قال : يقال : تَرَكْتُه *!وَقِيذاً ووَقِيظاً . قال : قال : الوَجْهُ عندي والقياسُ أَن تكون الظاءُ بَدَلاً مِن الذال ، لقوله عَزَّ وجلَّ : { وَالْمُنْخَنِقَةُ *!وَالْمَوْقُوذَةُ } ( سورة المائدة ، الآية : 3 ) ولقولهم : *!وَقَذَهُ . قال : ولم أَسمع وَقَظَة ولا مَوْقوظَة ، فالذال ، إِذاً أَعمُّ تَصَرُّفاً ، قال : فلذالك قَضَيْنَا أَن الذَّالَ هي الأَصْل . وقال الأَحْمَرُ : ضَرَبَه فَوَقَظَه .
( *!ووَقَذَه : صَرَعَه ) ، قال أَبو سعيدٍ : *!الوَقْذُ : الضَّرْبُ على فَأْسِ القَفَا فتصير هَدَّتُها إِلى الدِّمَاغِ ، فيَذهبُ العَقْلُ ، فيقال : رَجُلٌ *!مَوقوذ . وفي الأَساس : ضَرَبْتُ الحَيَّةَ حتى *!وَقَذْتُهَا ، ( و ) يقال : *!وَقَذَه الحِلْمُ ، إِذا ( سَكَّنَهُ ) ومنه حديث عُمَرَ ( *!فَيَقِذُه . الوَرَعُ ) أَي يُسَكِّنُه ويَبْلُغ منه مَبْلَغاف يَمْنَعه من انْتِهَاكِ ما لا يَحِلُّ .
( و ) من المَجاز : *!وَقَذَه النّعَاسُ ، إِذا ( غَلَبَه ) ، وأَنشد للأَعْشى :
يَلْوِينَنِي دَيْنِي النَّهَارَ وَأَقْتَضِي
دَيْنِي إِذَا *!وَقَذَ النُّعَاسُ الرُّقَّدَ
( و ) وَقَذَه ( : تَرَكَهُ عَليلاً ، *!كأَوقَذَه ) ، وهاذه عن الزَّجَّاج ، فهو وَقِيذٌ ومُوقَذ . ( و ) من المَجاز : ( نَاقَةٌ *!مُوَقَّذَةٌ ، كمُعَظَّمة : أَثَّرَ الصِّرارُ في أَخْلاَفِهَا ) من شَدِّه ، ( أَو ) هي ( التي ) يَرْغَثُها ، أَي ( يَرْضَعُها وَلَدُها ولا يَخْرُج لَبَنُها إِلاَّ نَزْراً لِعِظَمِ الضَّرْعِ *!فَيُوقِذُها ذالك ويَأْخُذُها له دَاءٌ ) ووَرَمٌ في الضَّرْع .
( و ) يقال : ضُرِب عَلَى مَوْقِذٍ مِن *!مَوَاقِذِه . ( المَوْقِذُ ، كمَنْزِلٍ : طَرَفٌ مِن البَدَنِ ) يَشْتَدُّ عليه الضَّرْبُ ( كالكَعْبِ والرُّكْبَةِ والمِرْفَقِ ، و ) طَرَفُ ( المَنْكِبِ ) ، كما في الأَساس واللسان ، ( ج *!المَوَاقِذُ ) ، وبكُلِّ ذالك فَسِّرَ قولُهم : ضَرَبه على *!مَوْقِذٍ من *!مَوَاقِذِه .
( *!والوَقَائِذُ : حِجَارَةٌ مَفروشةٌ ) ، واحدتها *!وَقِيذَةٌ .
____________________

(9/496)



( ) ومما يستدرك عليه :
*!وَقَذَهُ ، إِذا كَسَرَه ودَمَغَه .
وفي الحديث ( كَانَ *!وَقِيذَا الجَوانِحِ ) أَي مَحزونَ القَلْبِ ، كأَنَّ الحُزْنَ قد كَسَره وضَعَّفَه ، والجوانِحُ تَحْوِي القَلْبِ ، فأَضافَ *!الوُقُوذَ إِليها ، وقد *!وَقَذَه الغَمُّ والمَرَضُ ، *!ووَقَذَتْه العِبَادةُ ، *!-ووقَذَتْنِي كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا . وفي قَلْبِي *!وَقْذَةٌ مِن ذالك : أَثَرٌ بَاقٍ مِنْ مَشَقَّتِه .
وأَجْتَزِي *!-وأَقْتَذِي .
*!ووُقِذَت الناقَةُ : حُلِبَتْ على كَرْهٍ حَتَّى قَلَّ لَبتُهَا ، وكلَّ ذالك من المجاز .
ولذ : ( *!الوَلْذُ ) ، بفتح فسكون ، أَهمله الجوْهَرِيّ ، وقال الصاغانيُّ : هو ( : سُرْعَةُ المَشْيِ والحَرَكَةِ ) ، وقد *!وَلَذَ *!وَلْذاً .
( *!والوَلاَّذُ : المَلاَّذُ ) ، والمَعنيانِ ، مُتقارِبانِ ، وقد تقدَّم المَلاَّذُ .
ومذ : ( *!الوَمْذَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : هو ( : البَيَاضُ النَّقِيُّ ) ، كذا في التكملة .
ويبذ : ( ) ومما يستدرك عليه :
*!ويَبُوذَى ، بالفتح فسكون التحتيّة فضمّ الموحّدة وواو ساكنة وذال : قَرية ببُخارَا .
ويذبذ : *!وَيْذَابَاذُ ، بالذال فيهما ، مَحلَّة كَبيرةَ بأَصفهانَ ، يُنسَب إِليها أَبو محمّد جابرُ بن منصور بن محمّد بن صالحٍ *!-الوَيْذَابَاذِيّ ، شيخ أَبي سعد السمعانيّ .
ويزذ : *!ووَيْزَذُ ، ويقال*! وازَذُ ، من قُرَى سَمَرْقَنْد :
2 ( فصل الهاءِ مع الذال المعجمة ) 2
هبذ : ( الهَبْذُ ، كالضَّرْبِ ) ، أَهملَه
____________________

(9/497)


الجوهريُّ ، وقال الليثُ هو ( : العَدْوُ ) ، يكون ذلك اللفَرَسِ وغيرِه مما يَعْدُو ، وقد هَبَذ يَهْبِذ هَبْذاً . ( و ) الهَبْذُ ( : الإِسراعُ في المَشْيِ والطَّيَرَانِ ، كالاهْتِباذِ والإِهْبَاذِ والمُهَابَذَةِ ) ، وقد هَابَذَ كهَاذَبَ ، قال أَبو خِرَاشٍ يَصِفٌ طائراً :
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْلِ فَهْوَ مُهَابِذٌ
يَحُثُّ الجَنَاحَ بِالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ
( والهَابِذَةُ : الناقَةُ السَّرِيعَةُ ) ، وقد تَقَدَّم للمصنّف في حرف الباء : وإِبِلٌ مَهَاذِيبُ : سِرَاعٌ ، وأَحْره بأَنْ يكون هاذا التركيبُ مَقلوباً عنه .
هذذ : ( *!الهَذُّ : سُرْعَةُ القَطْعِ ، و ) سرعة ( القِرَاءَةِ ) ، وقد *!هَذَّ القُرآنَ *!يَهُذُّه *!هَذًّا ، ياقل : هو *!يَهُذُّ القُرآنَ هَذًّا ، إِذا أَسرع فيه وتابَعَه ، وهو مَجازٌ ، وكذَا هَذَّ الحَدِيثَ ، إِذا سَرَدَه ، وفي حديث ابنِ عبَّاس ( قال له رجل : قَرَأْتُ المُفَصَّل الليلةَ ، فقال : *!أَهَذًّا *!كَهَذِّ الشِّعْرِ ) أَراد *!أَتَهُذُّ القُرْآنَ هَذًّا فتُسْرِع فيه كما تُسْرِع في قِرَاءَةِ الشِّعْرِ ؟ ونَصَبَه على المَصْدَره ، ( *!كالهَذَذِ ) ، مُحَرّكَةً ، ( *!والهُذَاذِ ) ، بالضم ، ( *!والاهْتِذَاذِ ) قال ، ذو الرُّمَّة :
وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ
قَدِ *!اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ
( أَو ) *!الهَذُّ ( قَطْعُ كُلِّ شَيْءٍ ) .
( *!والهَذُوذُ ) ، كصَبور ( : القَطَّاعُ ) ، يقال : سَكِّينٌ *!هَذُوذٌ ، وشَفْرَةٌ *!هَذُوذٌ : قاطِعَةٌ ، ( *!كالهَذَّاذِ ) ككَتَّانٍ ، ( *!والهَذْهَاذِ *!والهُذَاهِذِ ) ، بالضمّ ، ( *!والهِذِّ ) ، بالكسر .
( و ) ضَرْباً ( *!هَذَاذَيْكَ ، أَي ) هَذًّا بَعْدَ *!هَذٍّ ، أَي ( قَطْعاً بعد قَطْعٍ ) ، قال الشاعر :
ضَرْباً *!هَذَاذَيْكَ وَطَعْناً وَخْضَا
قال سيبويه : وإِن شَاءَ حَمَله على
____________________

(9/498)


أَنّ الفِعْلَ وَقَعَ فِي هاذه الحالِ ، وقولُ الشاعرِ :
فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عَلَيْهِ سَيَاعُهُ
هَذَاذَيْكَ حَتَّى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا
فَسَّره أَبو حينفةَ فقال : هَذَاذَيْكَ : *!هَذًّا بَعْدَ *!هَذَ ، أَي شُرْباً بعد شُرْبٍ يقول : باكَرَ الدَّنَّ مَمْلُوءاً وراحَ وقَدْ فَرَّغَه . وتقولُ للناسِ إِذا أَردْتَ أَن يَكُفُّوا عن الشيْءِ : هَذَاذَيْك وَهَجَاجَيْكَ ، على تقديرِ الاثنينِ ، قال عَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ :
إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالبُرْدِ مِثْلُه
هَذَاذَيْكَ حَتَّى لَيْسَ لِلْبُرْدِلاَبِسُ
هاكذا أَنشدَه الجوهريُّ . قال الصاغانيُّ : والرواية :
إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ بُرْقُعٌ
دَوَالَيْكَ حَتَّى كُلُّنَا غَيْرُ لاَبِسِ
والقافِيَة مكسورَةٌ ، انتهى .
تَزْعُم النِّساءُ أَنه إِذَا شَقَّ عِند البِضَاعِ شَيْئاً مِن ثَوْبِ صاحِبه دَامَ الوُدُّ بينَهُما ، وإِلاَّ تَهَاجَرَا ، وقال الأَزهريّ : يقال : حَجَازَيْكَ وَهَذَاذَيْكَ .
*!وهَذَّه بالسَّيْفِ هَذًّا : قَطَعَه ، كَهَذَاه .
( وقَرَبٌ *!هَذْهَاذٌ : بَعِيدٌ صَعْبٌ ، أَو سَرِيعٌ ) ، وهاذا عن الصاغانيّ .
( وجَمَلٌ *!هَذَّاذٌ ) ، ككَتَّانٍ ( : سابِقٌ مُتَقَدِّمٌ ) في سُرْعَةِ المَشْيِ . قال عَمرو بن حُمَيْل :
كُلُّ سَلُوفٍ لِلْقَطَا بَذَّاذِ
قَطَّاعِ أَقْرَانِ القَطَا *!هَذَّاذِ
( *!والهَذَاهِذُ ) ، بالفتح ( : الذينَ يَقُولُونَ لَكُلِّ مَنْ رَأَوْه : هاذا مِنْهُم ومِن خَدَمِهِمْ ) ، نقلَه الصاغانيُّ . وفي بعض النُّسخ : أَو من خَدَمِهم .
( ) ومما يستدرك عليه :
سَيْفٌ *!هَذْهَاذٌ ، قَطَّاعٌ ، *!كهُذَاهِذٍ ، كعُلاَبِطٍ ، وإِزْمِيل *!هَذٌّ : قَطَّاعٌ
____________________

(9/499)


ونَابٌ هُذَاذٌ ، كغُرَابٍ ، كذالك ، قال عَمْرُو بن حُمَيْل :
إِذَا انْتَحَى بِنَابِه الهُذَاذِ
أَفْرَى عُرُوقَ الوَدَجِ الغَوَاذِي
هربذ : ( الهَرَابِذَةُ : قَوَمَةُ بَيْتِ النَّارِ ) التي ( للهِنْدِ ) ، وهُم البَرَاهِمة ، فارِسِيٌّ مُعَرَّب ، ( و ) قيل : ( عُظَمَاءُ الهِنحدِ ، أَو عُلَمَاؤُهُم ، أَو خَدَمُ نارِ المَجُوسِ ) ، وهم قَوَمَةُ بيتِ النَّارِ ، فإِعادته ثانياً تَكرارٌ . ( سقط : ( الواحِدُ ) هِرْبِذ ، ( كزِبْرِجٍ ) .
( والهَرْبَذَةُ : سَيْرٌ دُونَ الخَبَبِ ) .
( والهِرْبِذَى ) ، بالكسْر والقَصْرِ ( : مِشْيَةٌ في اخْتِيالٍ ) ، وفي بَعْض الأُصُول : فيها اختيالٌ ، كمَشْيِ الهَرَابِذَةِ ، وهم حُكَّام المَجُوِس .
قال امْرُؤُ القَيْس :
مَشَى الهِرْبِذَى في دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا
وقال أَبو عُبَيْدٍ : الهِرْبِذَي : مِشْيَةٌ تُشْبِه مِشْيَةَ الهَرَابِذَة ، لا نَظِيرَ لهذا البناءِ . ( وَعَدَا الجَمَلُ الهِرْبِذَى ، أي في شَقٍّ ) .
هرذ ( المَهْرُذَة ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَنباريّ ( لمْ تُسْمَع إلاَّ في قول النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ في المَسِيحِ ) عيسى ابنِ مَريمَ ( عليه السلامُ ) ونَصُّه : ( : ' يَنْزِلُ عند المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ في مَهْرُذَتَيْنِ ' . أَي بَيْنَ ) حُلَّتَيْنِ ( مُمَصَّرَتَيْنِ ) ، أَي مَصْبُوغَتَيْنِ بالهُرْذ ، وهو خَشَبٌ أَصْفَرُ ، ( ويُروَى بالدال ) المُهملة ، وقد تقدّم الكلامُ هناك قال الأَزهريُّ : ولم نَسْمَع ذلك إِلاَّ في الحديث .
همذ ( الهَمَاذِيُّ ) ، بالفتح ( : السُّرْعَةُ ) في الجَرْيِ ، يقال : إنه لذُو هَمَاذِيٍّ في
____________________

(9/500)


جَرْيِه . نقله الصاغانيّ ، وقال شَمِِرٌ : الهَمَاذيٌّ : الجدُّ في السَّيْر ، ( و ) الهَمَاذِيَّ : البَعيرُ السَّرِيعُ ، وكذلك ( : الناقَةُ السّرِيعَةُ ) ، بلا هاءٍ ، ( و ) الهَمَاذِيُّ ( : شدَّةُ المَطَرِ والسِّبَابِ والجَرْيِ مَرَّةً يَشْتَدُّ ومّرَّةً يَسْكُن . ( و ) الهَمَاذِيَّ شِدَّةُ ( الحَرِّ ) ، وأَنشد الأَصمعِيُّ :
يُريُغُ شُذَّاذاً إلىَ شُذَّاذِ
فِيهَا هَمَاذِيُّ إِلَى هَمَاذِي
وَيَومٌ ذُو هَمَاذِيّ ، وحُمَاذِيٍّ ، أَي شِدَّةِ حَرّ ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ، وأّنشد لِهَمَّامٍ أّخِي ذي الرُّمَّةِ : قَصَعْتُ وَيَومٍ ذي هَمَاذِيَّ تَلْتَظِي
بِه القُورُ مِنْ وَهْجِ اللَّظَى وَقَرَاهِبُهْ
( والهَمَذَانِيُّ ، مُحَرَّكَةً : ) الرجُلُ ( الكَثِيرُ الكَلاَمِ ) ، يَشْتَدُّ مَرَّةً ويَسْكُن أُخْرَى .
( و ) الهَمَذَانِيّ ( مِن المَشْيِ : اخْتلاطُ نَوْعٍ بِنَوْعٍ ) ، وهو ضَرْبٌ من السَّيْرِ .
( و الهَمَذَانُ ) ، مُحَرّكَةً : ( : الرَّسَمَانُ في السَّيْرِ ) ، نَقَلَه الصاغانيُّ ، ولم يَذْكُر المُصَنِّف الرَّسَمانَ ، وإِنما ذكرَ الرَّسَمَ ، مُحَرَّكَةً ، وهو حُسْنُ السَّيْرِ ، وسيأْتي
( وهَمَذَانُ ) ، مُحَرَّكَةً ( : ذ ) من كُوَرِ الجَبَلِ ، بينه وبين الدِّينَوَرِ أَرْبَعُ مَرَاحِلَ ، ونقَلَ شيخُنَا عن شَرْحِ الشِّفَاءِ للشهاب : أَن المَعروف بين العَجَم إِهمالُ دَالِه ، فكأَنّ هذا تَعْرِيبٌ له ، ( بَنَاهُ هَمَذَانُ الفَلُّوج ابن سَامِ بنِ نُوحٍ ) ، عليه السلامُ ، قاله هِشَامُ بنُ الكَلبيّ ، وهو أَخو أَصفَهَانَ ، ووُجِد في بعضِ كُتُبِ السّريانِيّين أَن الذي بنى هَمَذَانَ يقال له كرميس بن جلمون ، وذكر بعضُ علماءِ الفُرس أََن اسم هَمَذَان إِنما هو نادَمه ، ومعناه المحبوبة وقال ربيعةُ بن عثمان : كان فَتْحُ
____________________

(9/501)


هَمَذَانَ في جُمَادَى الأُولَى على رَأْسِ ستَّةِ أَشهُرٍ من مَقْتَل عُمَر بنِ الخَطَّاب ، وكان الذي فَتَحَهَا المُغيرَة بن شُعْبَة في سَنَة أَرْبَعٍ وعِشرينَ مِن الهِجْرَةِ ، ويُقَال : إِن أَوَّل مِن بنى هَمَذَانَ جم بن نوجهان بن شالخ بن أَرْفخِشذ بن سام بن نوح ، وسَمَّاهَا ساور ، ويعرَّب ، فيقال : ساروق ، وحَصَّنها بَهْمَن بن أَسفَنْديَار ، وهو أَحسنُ البِلادِ هواءً وأَطيبُهَا وأَنْزَهُهَا ، وما زالَ مَحَلًّ للملوكِ ومَعْدِناً لأَهْلِ الدِّين والفَضْل ، لولا شِتَاؤُه المُفرِط بحيث قد أُفْرِدَتْ فيه كُتُبٌ ، وذُكِرَ أَمرُه في الشِّعْرِ والخُطَب ، قال كاتِبُ بَكرٍ :
هَمَذَانُ مَتْلَفَةُ النُّفوسِ بِبَرْدِها
والزَّمْهَرِيرِ وحَرُّهَا مَأْمُونُ
غَلَبَ الشِّتاءُ مَصِيفَهَا ورَبِيعهَا
فَكَأَنَّمَا تَمُّوزُها كَانُونُ
وسأَل عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رَجُلاً : من أَين أَنت ؟ فقال : من هَمَذَانَ . فقال : أَمَا إِنَّهَا مَدِينَةُ هَمِّ وأّذَى ، يُجَمِّد قُلوبَ أَهْلِهَا كما يَجْمُد ماؤُها .
هنبذ ( الهَنْبَذَةُ ) ، أَهمله الحوهَرِيُّ ، وقال ابنُ دريد هو ( : الأَمْرُ الشديدُ ، ج الهَنَابِذَ ) ، وكذلك الهَنْبَثَة والهَنَابِثُ ، كذا في التكملة واللسان .
هوذ ( *!الهَوْذَةُ : القَطَاةُ ) ، وخَصَّ بعضُّهم بها الأُنْثّى ، وبها سُمِّيَ الرجُل ، ( ج *!هُوذٌ ) على طَرْحِ الزائِدِ قال الطَّرِمَاحُ :
مِنَ *!الهُوذِ كَدْرَاءُ السَّرَاةِ ولَوْنُها
خَصِيفق كلَوْنِ الحَيْقُطَانِ المُسَيَّحِ
( وقيل :*! هَوْذَةُ ، مَعْرِفَةً ) ، كما هو صَنِيع الجوهَريّ وغيرِه هي القَطَاةُ الأثنْثَى ، وقيل ( : طائرٌ ) غيرُها .
( و ) *!هَوْذَة ث : اسم ( رَجُل م ) وهو *!هَوْذَةُ بنُ عَلِيٍّ الحَنَفِيّ صاحبُ اليَمَامَة ، قال الجوهريُّ : سُمِّيَ
____________________

(9/502)


باسمِ القَطَاةِ ، وأَنشد للأَعشَى :
مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مَتَّئِبٍ
إِذَا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاجِ أَوْوَضَعَا
قال شيخُنَا : وقَع في شُروح الشَّفَاءِ خِلافٌ في ضَبْطِ هَوْذَةَ هذا ، فقال البُرْهَان الحَلَبِيُّ ، إِنه بالفتح ، كما جزمَ به الجوهريُّ ، وهو ظاهِرُ المُصنّف أَو صَرِيحه ، وقال الدَّمِيرِيُّ : إِنه بالضَّمّ ، وتَعَقَّبُوه ، وزعمَ القُطْبُ الحَلَبيُّ أَن دالَهُ مُهمَلة ، وغلَّطَه في ذلك البرْهَانُ ، وهو جَدِيرٌ بالتَّغليطِ ، فإِن إِهمال دالِه غيرُ معروفٍ ، كما أَن الضمّ كذلك ، انتهى .
( *!والهَاذَةُ : شَجَرَةُ ) لها أَغْصَانٌ سَبْطَةٌ لا وَرَقَ لها ، ( ج *!الهَاذُ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ : رَوَى هذا النَّضْرُ قال : والمحفوظ في بابِ الأَشْجارِ الحَاذُ .
( *!-واليَهُوذِيّ : اليَهُودِيّ ) ، لُغَة فيه ، قاله أَبو عَمرو في فائِت الجَمْهَرة ، قال شيخُنَا : صَرِيحه أَنَّ الياءَ زائدة في أَوّله ، وأَصل المادّة *!هوذ ، وهو في المهملة ربما يَتَوَجَّه ، لأَنهم قالوا في الفعل منه هَادَوا ، أَي صارُوا يَهُوداً ، وأَمَّا في المُعْجَمَة فلم يُسْمَع له تَصريفٌ إِلَّا على جِهَةِ الحَدْسِ ، كما قاله ابنُ السَّرَّاج في أُصولِه ووافقوه ، فكان الأَوْلَى أَنْ يَعْقِدَ لمثْل هذا فَصْلَ الياءِ آخِرَ الحُرُوف ، ويَذْكر يَهُوذَا فيه ، انتَهى . قلت : وهو ابنُ يَعْقُوب عليهما السلام .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الهَوْذُ بن عَمرِو بن الأَحَبّ بن رَبِيعَة بن حِزَام بن ضِنَّة ، بَطْن من عُذْرة ، منهم بُثَيْنَةُ بنت حَبَإِ بن تَعْلَبَةَ بن الهَوْذِ العُذْرِيّة صاحِبة جَمِيل ابن مَعْمَر .
يوذ
( ) ومما يستدرك عليه :
*! يُوذُ ، ويقال *!يُوذَى ، بالقصْر : قَرية من قُرَى نَخْشَبَ بما وراءَ النهر ، منها
____________________

(9/503)


أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن أِبي القاسم أَحمد بن حفص *!-اليُوذِيّ ، سمع أَبا الحَسَن طاهرَ بن مُمَمّد البَلْخِيّ ، وسمع منه أَبو محمّد عبد العزيز بن محمّد النَّخْشَبِيّ ، وتوفِّيَ سنة 447 .
( ) ومما يستدرك عليه :
يزدذ *!يزْدَاذُ ، الدال الأُولَى مهملة ، وهو اسم جَدّ أَبي عبد الله محمّد بن أَحمد ابن موسى بن يَزْدَاذ الرَّازيّ الفقيه الحَنَفِيّ ، ثِقَةٌ ، روَى عن عَمِّه عَلِيّ ابن موسى ، ووَلِيَ قضاءَ سَمَرْقَنْدَ ، وتوفِّيَ سنة 361 ، وأَبو بكرٍ محمّد ابن زَكَرِيّا بن الحُسَيْن بن يَزِيد بن إِبراهيم بن يَزْدَاذ الصُّعْلُوكِيّ الحافظ ، نَسَفِيٌّ ، عن أَبيه وابن حِبّان ، توفِّيَ سنة 344 . وأَبو العَبّاس أَحمد بن الحسن بن عبد الله بن يَزْداذ الشَّرَخْسِيّ شيخ الإِسلام ، روَى عنه أَبو تُرابٍ النَّخْشبِيّ ، وتوفِّيَ سنة 409 .
وبه خُتِمَ حرفُ الذالِ المُعْجَمة . أَحسَنَ اللهُ خِتامَنا ، وأَصلَحَ بفضْله . شَأْنَنَا ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه وسَلَّم .
تحيريراً في 29 رَبِيع الأَوَّل سنة أَلفٍ ومائة واثنين وثمانين ، بخانِ الصَّاغَةِ .
قال مؤلّفه محمّد مُرتضَى : بلَغَ عِرَاضُه على تَكْمِلَة الصَّاغَانِيّ في مَجَالِسَ آخِرُهَا 14 جمادَى سنة 1192 .
____________________

(9/504)


1 ( باب الراءِ ) 1
من كتاب القامُوس .
قال ابنُ مَنْظُورٍ : الرّاءُ من الحروف المَجْهُورة ، وهي من الحُرُوفِ الذُّلْقِ ، وهي ثلاثة : الرّاءُ واللّامُ والنُّونُ ، وهنَّ في حَيِّز واحدٍ . وإِنما سمِّيَتْ بالذُّلْق ، لأَنَّ الذَّلَاقَةَ في المَنْطِقِ إِنما هي بطَرَفِ أَسَلةِ اللِّسَان ، وهنَّ كالشَّفَوِيَّة كثيرة الدُّخولِ في أَبنيةِ الكلامِ .
قال شيخُنَا : وقد أُبدِلَتِ الرّاءُ من اللامِ في النَّثْرة بمعنَى النَّثْلة ، وهو الدِّرع ، بدليل قولهم : نَثَلَ دِرْعَ عليه ، ولمي قولوا : نَثَرها ، فاللّامُ أَكثرُ تصريفاً ، والرّاءُ بَدَلٌ منها ، كما أَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ في شرْح الخُلاصة وقالوا : رَعَلَّ بمعنَى لَعَلَّ ، وقالوا : رجلٌ وَجِرٌ وأَوْجَرُ ، وامرأَةٌ وَجِرَةٌ ، بمعنى وَجِلٍ وأَوْجَلَ ووَجِلَةٍ ، وهي لغةُ قَيْس ، ولذالك ادَّعَى بعضُهم أصالتَها . وقال الفَرّاءُ : أَنشَدَنِي أَبو الهَيْثَمِ :
وإِنِّيَ بالجارِ الخَفَاجِيِّ واثقٌ
وقَلْبي مِن الجارِ العِبَادِيِّ أَوْجَرُ
إِذا ما عُقيْلِيَّانِ قامَا بذِمَّة
شرِيكيْنِ فيها فالعِبَادِيُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بمعنى أَوْجَل وأَخْوَف .
2 ( فصل الهمزة ) مع الراء ) 2
أَبر : ( *!أَبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ *!يَأْبُره ) بالضَّمِّ ، ( *!ويَأبِره ) ، بالكسر . *!أَبْراً ) ، بفَتْحٍ فسكُونٍ ، ( *!وإِبَاراً *!وإِبارةً ) ، بكسرِهما : ( أَصْلَحه ، *!كأَبَّره ) تَأَبِيراً .
*!والآبِر : العامِل .
*!والمَأُبور : الزَّرْعُ والنَّخْلُ المصْلَحُ
____________________

(10/5)


وفي حديث عليَ رَضِيَ اللّهَ عَنْه : ( ولَا بِقيَ منكم *!آبِرٌ ) أَي رجلٌ يقومُ *!بتَأْبِيرِ النَّخلِ وإِصلاحِهَا ؛ اسمُ فاعلٍ مِن *!أَبَرَ .
وقال أَبو حنيفَة : كل إِصلاحٍ *!إِبَارةٌ ، وأَنشد قَولَ حُمَيْدٍ :
نَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي *!إِبَارتُهَا
حتى أَصِيدَكُمَا في بعضها قَنَصَا
فجَعل إِصلاحَ الحِبَالَةِ إِبارةً .
وفي الخبر : ( خيرُ الالِ مُهْرَةٌ مَأْمورةٌ وسِكَّةٌ *!مَأْبورةٌ ) ؛ السِّكَّة : الطرِيقَة المُصْطَفَّة من النَّخلِ ، *!والمَأْبُورة : الملَقَّحة ، قال : *!أَبَرْتُ النَّخلةَ *!وأَبَّرْتها ، فهي مَأْبورة *!ومؤَبَّرَةٌ . وقيل : السِّكَّةُ : سكَّةُ الحَرْثِ ، والمَأْبورةُ : المُصْلَحَةُ له ؛ أَراد : خيرُ المالِ نِتَاجٌ أَو زَرْعٌ .
وفي حديثٍ آخَرَ : ( من باعه نَخْلاً قد *!أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إلَّا أَن يَشْترِطَ امُبْتَاعُ ) . قال أَبو منصور : وذالك أَنه لا *!تُؤبَّر إِلَّا بعد ظُهور ثَمرتِها وانْشِقَاقِ طَلْعِهَا . ويقال : نَخْلةٌ *!مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبورةٍ ، والاسمُ منه *!الإِبار ، على وَزنِ الإِزارِ ، وروَى أَبو عَمرِو بنُ العَلاءِ قال : يقال : نَخْلٌ قد *!أُبِّرَت ووُبِرَتْ *!وأُبِرَتْ ، ثَلاثُ لغاتٍ : فمَن قال : *!أُبِّرتْ ، فهي *!مُؤَبَّرةٌ ، ومَن قال : وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ ، ومَن قال : *!أُبِرَتْ فهي *!مَأْبُورة ، أَي مُلَقَّحَةٌ .
وقال أَبو عبد الرَّحمان : يُقَال لكلِّ مُصلِحِ صَنْعةٍ : هو *!آبِرُهَا . وإِنما قيل للملقِّح : *!آبِرٌ ؛ لأَنَّه مُصلِحٌ له ، وأَنشد :
فإِنْ أَنتِ لمْ تَرْضَيْ بِسَعْيِيَ فاتْرُكِي
لِيَ البَيْتَ *!آبِرْهُ وكُونِي مَكَانِيَا
أَي أُصلِحْه .
( و ) *!أَبَرَ ( الكَلْبَ ) *!أَبْراً ( أَطْعَمَه *!الإِبْرَةَ في الخُبْز ) . وفي الحديث : ( المؤمِن كالكَلْبِ *!المَأْبُورِ ) .
وفي حديث مالكِ بن دِينار : ( مَثَلُ
____________________

(10/6)


المؤمنِ مَثَلُ الشّاةِ *!المَأْبُورَةِ ) ، أَي التي أَكَلت الإِبرةَ في عَلَفها فنَشِبَتْ في جَوْفِها ؛ فهي لا تأْكُلُ شيئاً ، وإِن أَكَلتْ لم يَنْجَع فيها .
( و ) من المَجاز : *!أَبَرَتْه ( العَقْرَبُ ) *!تَأْبُره *!وتَأْبِرُه *!أَبْراً : لَسَعتْه ، أَي ضَرَبَتْه *!بإِبرتها . وفي المُحكَم : ( لَدَغَتْ *!بِإبْرَتِها ، أَي طَرَفِ ذَنَبِها ) . وفي الأَساس : *!وأَبَرَتْه العقربُ *!بِمِئْبَرِها ، والجَمْع *!مآبِرُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!أَبَرَ ( فلاناً ) ، إِذا ( اغتابَه ) وآذاه . قال ابنُ الأَعرابيِّ : *!أَبَر ، إِذا آذَى ، *!وأَبَرَ ، إِذا اغتابَ .
*!وأَبَر ، إِذا لَقَّحَ النَّخْلَ .
وأَبَرَ : أصْلَحَ .
( و ) أَبَرَ ( القَوْمَ : أَهْلَكَهم ) ، ومنه في حديثِ عليَ رَضِيَ اللّهُ عنه : ( والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هاذه من هاذه ، وأَشار إِلى لِحْيَتِه ورأْسهِ ، فقال الناسُ : لو عَرَفناه *!أَبَرْنَا عِتْرَتَه ) أَي أَهلكناهم ، وهو من أَبَرْتُ الكلبَ ، إِذا أَطعمتَه الإِبرةَ في الخُبْز . قال ابن الأَثير : هاكذا أَخرجَه الحافظ أَبو موسى الأَصْفَهانيُّ في حرفِ الهمزةِ . وقيل أَبَرْتُه ، من البَوارِ ، فالهمزةُ زائدةٌ ، وسيأْتي .
( *!والإِبْرَةُ ) ، بالكسر : ( مِسَلَّةُ الحَدِيدِ . ج *!إِبَرٌ ) ، بكسرٍ ففتحٍ ، ( *!وإِبارٌ ) ، قال القُطَامِيُّ :
وقَوْلُ المَرْءِ يَنْفُذُ بعْدَ حِينٍ
أَماكِنَ لا تُجَاوِزُها *!الإِبَارُ
( وصانَعُه وبائِعُه ) هاكذا في النُّسَخِ بتذكيرِ الضَّمِيرِ ، وفي الأُصول كلِّهَا : وصانِعُها : (*! الأَبّارُ ) . وفي التَّهْذِيب : ويُقال للمِخْيَطِ إِبْرَةٌ ، وجمعُها إِبَرٌ . والذي يُسَوِّي الإِبَرَ يقال له : الأَبّار ، ( أَو البائعُ *!-إِبْرِيُّ ) ، بكسرٍ فسكون ، ( وفَتْحُ الباءِ لَحْنٌ ) .
وقد نُسِبَ إِلَى بَيْعِهَا أَبو القاسم عُمَرُ بنُ منصورِ بنِ يَزِيدَ *!-الإِبْرِيُّ ، ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الإِبْرِيُّ الحَنَفيُّ ، صَدُوقٌ .
____________________

(10/7)



( و ) مِنَ المَجَازِ : *!الإِبْرةُ ( عَظْمُ وَتَرَةِ العُرْقُوبِ ) ، وهو عُظَيْمٌ لاصِقٌ بالكَعْب .
( و ) قيل : الإِبْرةُ من الإِنسان : ( طَرَفُ الذِّراعِ من اليدِ ) الذي يَذْرَعُ منه الذَّارِعُ ( أَو عَظْمٌ ) ، وفي بعض النُّسخ : عُظَيْمٌ بالتصغير وهي الصَّواب ( مُسْتَوٍ مع طَرَفِ الزَّنْدِ مِن الذِّراعِ إِلى طَرَفِ الإِصْبَعِ ) ، كذا في المُحْكَمِ .
وفي التَّهْذِيبِ : إِبرةُ الذِّراع : طَرَفُ العَظْمِ الذي منه يَذْرَعُ الذَّارِعُ . وطَرَفُ عَظْم العَضُدِ الذي يَلِي المِرْفَقَ يقال له : القَبِيحُ ، وزُجُّ المِرْفَقِ بين القَبِيح وبين إِبْرةِ الذِّراع ، وأَنشد :
حتّى تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا
وفي المُحْكَم والأَساسِ : إِبْرَةُ الذِّراعِ : مُسْتَدَقُّهَا .
( و ) الإِبرةُ أَيضاً : ( ما انْحَدَّ ) ، أي استدَقَّ ، ( من عُرْقُوبِ الفَرَسِ ) ، وفي عُرْقُوبَيِ الفَرَسِ إِبْرَتَانِ ، وهما حَدُّ كلِّ عُرْقُوبٍ مِن ظاهِرٍ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الإِبرةُ ( فَسِيلُ المُقْلِ ) ، يَعْنِي صِغَارَها . ( ج إِبَراتٌ ) ، بِكَسرٍ فتَحْرِيكٍ ، وضبطه القفّالُ محرَّكةً ، ( وإِبَرٌ ) كعِنَب . الأَول عن كُراع . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنه جَمْعُ الجَمْعِ ، كحُمُرات وطُرُقات .
( و ) من المجاز : الإِبرْةُ : ( النَّمِيمَةُ ) ، وإِفْسَادُ ذاتِ البَيْنِ .
( و ) الإِبْرة : ( شجَرٌ كالتِّينِ ) .
*!والأَبّارُ ، ( ككَتّانٍ : البُرْغُوثُ ) ، عن الصاغانيّ .
____________________

(10/8)



( وأَشْيَافُ الأَبّارِ ) ، ككَتّانٍ : ( دَوَاءٌ للعَيْن ) معروف ، نَقَله الصاغانيّ ، وضَبَطَ الأَشْيَافَ بكَسْرِ الْهَمْزةِ والأَبَّارَ بالتشديد .
( *!والْمِئْبرُ ، كمِنْبَرٍ : مَوْضِعُ الإِبْرَةِ .
( و ) *!الْمِئْبَرُ أَيضاً : ( النَّميمَةُ ، وإِفسادُ ذاتِ البَيْنِ ، *!كالمئْبَرَةِ ) ، عن اللِّحْيَانيّ . جَمْعُه *!مآبِرُ . قال النّابغةُ :
وذالك مِنْ قَوْلٍ أَتَاكَ أَقُولُه
ومِن دَسِّ أَعدائِي إِلَيْكَ *!المآبِرَا
ومِن سَجَعات الأَسَاسِ : خَبُثَتْ منهم المَخَابرُ ، فَمَشَتْ بينهم المآبِرُ .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : الْمِئْبَر *!والمَأْبَر : ( ما يُلَقَّحُ به النخْلُ ) كالكُشّ .
( و ) *!الْمِئْبَرُ : ( مارَقَّ مِن الرَّمْلِ ) ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
إِلى الْمِئْبَرِ الرّابِي من الرَّمْلِ
تَرَاهَا وقد أَقْوَتْ حَدِيثاً قَدِيمُها
وأَبِرَ ) الرجلُ ، ( كفَرِحَ ) : صَلَحَ .
( *!وآبُرُ ، كآمُلَ : ة ) بسِجِسْتَانَ ( منها ) : أَبو الحسن ( محمّدُ بن الحُسَينِ ) بنِ إِبراهيمَ بنِ عاصمٍ ( الحافظُ ) السَّجْزِيُّ *!-الآبُرِيُّ ، صَنَّفَ في مَنَاقِب الإِمام الشافعيّ كتاباً حافلاً رَتَّبه في أَربعةٍ وسبعينَ باباً .
*!وائتَبَرَه : سَأَلَه أَبْرَ نَخْلِه أَو زَرْعِه ) أَن يُصلِحَه له ، قال طَرَفةُ :
ولِيَ الأَصْلُ الذي في مثلِه
يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ *!المُؤْتَبِرْ
الآبِرُ : العامِلُ . *!والمُؤْتَبِرُ : رَبُّ الزَّرْعِ .
( و ) *!ائْتَبَر ( البِئْرَ : حَفَرها ، قيل : إِنه مقلوبٌ من البَأْر .
( و ) *!أُبَيْرٌ ( كزُبَيْر : ماءٌ ) دُونَ الأَحْسَاءِ ، من هَجَرَ ، وقيل : ماءٌ لبني
____________________

(10/9)


القَيْن ، وقيل : موضعٌ ببلادِ غَطَفَانَ .
( و ) أُبَيْرُ ( بنُ العَلاءِ ، مُحَدِّث ) ، عن عيسى بنِ عَبْلَةَ ، وعنه الواقِدِيُّ .
( وعِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ ) التَّيْمِيُّ تَيم الرِّبابِ له وِفَادةٌ ، وقَاتَلَ في الرِّدَّةِ مُؤْمِناً ، قاله الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيد .
( وعُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرٍ ) الدِّيلِيّ ، أَسْلَمَ عامَ الحُدَيْبِيَةِ ، واسْتُخْلِف على المدينةِ في عُمْرَةِ القَضاءِ ، صَحَابِيّانِ ) .
( وبَنُو أُبَيْرٍ : قبيلةٌ ) من العرب .
( *!وأَبْرِينُ ) ، بالفَتْحِ ، ( لغةٌ في يَبْرِينَ ) ، بالياءِ ، وسيأْتِي .
( *!والآبَارُ : مِن كُوَرِ واسِطَ ) . نَقَلَه . الصغانيّ .
( *!وآبارُ الأَعْرَابِ : ع بين الأَجْفُرِ وَفَيْدَ ) . ولا يَخُفَى أَنَّ ذِكْرَهما في ( بأْر ) كان الأَنسبَ ، وسيأْتي .
( *!والمِئْبَرَةُ مِن الدَّوْمِ : أَوَّلُ ما يَنْبُتُ ) ، وهو بعَيْنهِ فَسِيلُ المُقْلِ الذي تقدَّمَ ذكرُه ، لغةٌ *!كالإِبْرة ، فكان يَنبغِي أَن يقولَ هناك : *!كالْمِئْبَرَةِ ، ليكونَ أَوفقَ لقاعدتهِ ، كما هو ظاهرٌ .
( وقولُ عليَ عليه السْلامُ ) والرِّضوانُ وقد أَخرجه الأَئِمَّةُ من حديث أَسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ ( قيل لعليِّ : أَلَا تَتَزوَّج ابنةَ رسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، فقال : ما لي صفراءُ ولا بيضاءُ ، ( ولسْتُ *!بمَأْبُورٍ في دِينِي ) ، فيُوَرِّيَ بها رسولُ الله صلّى الله عليْه وسلّم عنِّي ، إِني لأَوَّلُ مَن أَسلم ) قال ابنُ الأَثِير : والمَأْبُورُ : مَن أَبَرَتُه العقربُ ، أَي لَسَعَتْه *!بإِبْرَتِها ( أَي ) لسُ غيرَ الصحيحِ الدِّينِ ، ولا ( بمُتَّهَمٍ في دِينِي فيتَأَلَّفَنِي النَّبِيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم بتَزْوِيجِي فاطمةَ ) رَضِي اللّهُ عنها . وفي التهذيبِ والنِّهايةِ : ( بتزويجِهَا إِيّايَ ) . قال : ( ويُرْوَى ) أَيضاً ( المثلَّثَةِ ، أَي ) لستُ ( مِمَّنْ يُؤْثَرُ
____________________

(10/10)


عنِّي الشَّرُّ ) ، وسيأْتِي . قال ابنُ الأَثيرِ : ولو رُوِيَ ( ولستُ بمَأْبُونٍ ) بالنونِ لكان وَجْهاً .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
*!تَأَبَّر الفَسِيلُ ، إِذا قَبِلَ *!الإِبارَ . قال الراجز :
*!-تَأَبَّرِي يا خَيْرةَ الفَسِيلِ
إِذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُولِ
يقول : تَلَقَّحِي مِن غيرِ *!تَأْبِير .
وأَبَرَ الرَّجلُ : آذَى ، عن ابنِ الأَعرابيِّ .
ويُقَال للِّسَانِ : *!مِئْبَرٌ ومِذْرَبٌ ومِفْصَلٌ ومِقْوَلٌ .
وأَبَّرَ الأَثَرَ : عَفَّى عليه من التُّرَاب . وفي حديثِ الشُّورَى : ( لا *!تُؤَبِّرُوا آثارَكم فتُولِتُوا دِينَكم ) قال الأَزهريُّ : هاكذا رَواه الرِّياشِيُّ بإِسناده ، وقال : التَّوْبِيرُ : التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ الأَثَرِ ، قال : وليس شيءٌ من الدَّوابّ\ *!يُؤَبِّر أَثَرَه حتى لا يُعرَف طَرِيقُه إِلّا عَناق الأَرضِ . حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْن ، وسيأْتي في وبر ، وفي ترجمة بأْر .
*!وابْتَأَرَ الحَرُّ قَدَمَيْه . قال أَبو عُبَيْدٍ : في الابتِئارِ لُغَتَان ، يُقَال : *!ابتأَرْتُ ، *!وائْتَبرْتُ *!ابْتئاراً *!وائْتباراً ، قال القُطَاميُّ :
فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رُشْداً قُرَيْشٌ
فليس لسائرِ الناسِ *!ائْتِبَارُ
يَعْنِي اصطناعَ الخَيرِ والمعروفِ وتَقْدِيمَه ، كذا في اللِّسَان .
*!وأُبائِرُ ، بالضَّمِّ : مَنْهَلٌ بالشَّام في جهة الشَّمَالِ من حَوْرانَ .
*!وأُبَارٌ د كغُرَاب : موضعٌ من ناحية
____________________

(10/11)


اليمنِ ، وقيل : أَرضٌ من وراءِ بلادِ بني سَعْدٍ .
واستدرك شيخُنا : *!مَأْبُور : مَوْلَى رسولِ اللّهِ صلَّى الله عليْه وسلّم . قلتُ : وهو الذي أَهداه المُقَوْقِسُ مع ماريةَ وسِيرِينَ . قالَه ابنُ مُصْعَبٍ .
وفي شُروح الفَصِيح . قولُهم : ما بِها آبِرٌ ، أَي أَحَدٌ .
وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : *!إِبْرَةُ القَرْنِ طَرَفُه . وإِبْرةُ النَّحْلَةِ شَوْكَتُهَا . وتقول : لا بُدَّ مع الرُّطَبِ من سُلَّاءِ النَّخْلِ ، ومع العَسَلِ مِن إِبَرِ النَّحْلِ .
قلتُ : *!والإِبرةُ أَيضاً : كنَايةٌ عن عُضْو الإِنسان .
*!وإِبِرّ ، بكَسْرتين وتشديدِ الموحَّدةِ : قَريةٌ مِن قُرَى تُونسَ ، وبها دُفِنَ أَبو عبد الله محمّدٌ الصِّقِلِّيُّ المعمَّرُ ثلاثمائة سنةٍ ، فيما قِيل .
أَتر : ( *!الأُتْرُورُ ) ، بالضَّمِّ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وهي لغةٌ في ( التُّؤْرُور ) مقلوبٌ عنه ، وسيأْتي قريباً .
( *!وأَتَّرَ القَوْسَ تَأْتِيراً ) ، لغةٌ في ( وَتَّرَهَا ) ، نَقَلَه الفَرّاءُ عن يُونُسَ ، وسيأْتي .
( *!وأُتْرَارُ ، بالضمِّ : د ، بتُرْكُسْتانَ ) عظيمٌ ، على نهر جَيْحُونَ ، ومنه كان ظهورُ التَّتَرِ الطائفة الطّاغيةِ ، وقد أَورد بعضَ ما يتعلَّق به ابنُ عَرَبْ شاهْ في ( عجائبِ المَقْدُور ) ، فراجِعْه ، وسيأْتي للمصنِّف في ت رّ ، ومنه القَوَّامُ الإِتقانيُّ الحَنَفِيُّ ، وَلِيَ الصَّرْغتمشِيّة أَوّل ما فُتِحَتْ . وشَرَحَ الهِدَايةَ .
أَثر : ( *!الأَثَرُ ، محرَّكَةً : بَقِيَّةُ الشيْءِ . ج *!آثَارٌ *!وأُثُورٌ ) ، الأَخيرُ بالضَّمِّ . وقال بعضُهم : الأَثَرُ ما بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ . .
____________________

(10/12)



( و ) الأَثَرُ : ( الخَبَرُ ) ، وجَمْعُه الآثارُ .
وفلانٌ مِن حَمَلَةِ *!الآثَارِ . وقد فَرقَ بينهما أَئمَّةُ الحديثِ ، فقالوا : الخَبَرُ : ما كان عن النَّبِيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، *!والأَثَرُ : ما يُرْوَى عن الصَّحَابَة . وهو الذي نَقَلَه ابنُ الصَّلاحِ وغيرُه عن فُقَهاءِ خُراسانَ ، كما قاله شيخُنا .
( الحُسَيْنُ بنُ عبدِ المَلِكِ ) الخَلَّالُ ثِقةٌ مشهورٌ تُوِفِّيَ سنَةَ 532 ه ، ( وعبدُ الكريمِ بنُ منصورٍ ) العُمَرِيُّ المَوْصِلِيّ ، عن أَصحاب الأُرمويّ ، نقله السَّمْعَانِيُّ ، مات سنة 490 ه ، ( *!الأَثَرِيّانِ : مُحَدِّثَانِ ) .
وممَّن اشْتَهَر به أَيضاً : أَبو بكر سعيدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ عليَ الطُّوسِيُّ ، وُلِدَ سنة 413 ه بنَيْسَابُورَ ، ومحمّدُ بنُ هياج بن مبادر *!-الآثاريُّ الأَنصاريُّ التاجر ، من أَهل دِمشقَ ، وَرَدَ بغدَادَ ، وبابا جَعْفَرُ بنُ محمّدِ بنِ حُسَيْنٍ *!-الأَثَرِيُّ ، رَوَى عن أَبي بكرٍ الخَزَرِيِّ .
( و ) يقال : ( خَرَجَ ) فلانٌ ( في *!إِثْرِهِ ) ، بكسرٍ فسكونٍ ، ( وأَثَرِهِ ) ، مُحَرِكةً والثاني أَفصحُ ، كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ ، مع تَأَمُّلٍ فيه ، وأَوردهما ثعلبٌّ فيما يُقَال بلُغَتَيْن من فَصِيحِه ، وصَوَّبَ شيخُنا تقديمَ الثّانِي على الأَوّل . وليس في كلامِ المصنِّف ما يدلُّ على ضَبْطِه قال : فإِن جَرَيْنَا على اصطلاحِه في الإِطلاق كان الأَوْلُ مفتوحاً ، والثاني مُحْتَملاً لوجوهٍ ، أَظهرُها الكَسْرُ والفَتْحُ ، ولا قائلَ به ، إِنما يُعْرَفُ فيه التَّحْرِيكُ ، وهو أَفصحُ اللُّغَتَيْن وبه وَرَدَ القرآنُ : ( بَعْدَه ) . هاكذا فَسَّرَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيُّ . ووقَعَ في شُرُوح الفَصيح بَدَلَه : عَقِبَه .
وقال صاحِبُ الواعِي : الأَثَرُ مُحرَّك هو ما *!يُؤَثِّرُه الرَّجُلُ بِقَدَمِه في الأَرض ، وكذا كلُّ شيْء *!مُؤَثَّرٌ *!أَثَرٌ ، يُقَال : جئتُكَ على أَثَر فلانٍ ، كأَنَّكَ جئتَه تَطَأُ *!أَثَرَه .
قال : وكذالك *!الإِثْرُ ، ساكنُ الثّاني
____________________

(10/13)


مكسورُ الهمزةِ ، فإِن فتحتَ الهمزةَ فتحتَ الثّاءَ ، تقول : جئتُكَ على أَثَره وإِثْرِه ، والجمع آثارٌ .
( *!وائْتَثَرَه : تَبعَ أَثَرَه ) ، وفي بعض الأُصول : تَتَبَّعَ أَثَرَه . وهو عن الفارسيِّ .
( *!وأَثَّر فيه *!تَأْثِيراً : تَرَكَ فيه أَثَراً ) .
*!والتَّأْثِيرُ : إِبقاءُ الأَثَرِ في الشَّيْءِ .
( *!والآثارُ : الأَعْلَامُ ) ، واحِدُه الأَثَرُ .
( *!والأَثْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( فِرِنْدُ السَّيْفِ ) ورَوْنَقُه ، ( ويُكْسَرُ ) ، وبضَمَّتَيْن على فُعُل ، وهو واحدٌ ليس بجَمْعٍ ، ( *!كالأَثِير . ج *!أُثُورٌ ) ، بالضمِّ . قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ :
ونحنُ صَبَحُنَا عامِراً يومَ أَقْبَلُوا
سُيُوفاً عليهنَّ *!الأُثُورُ بَواتِكَا
وأَنشدَ الأَزهريُّ :
كأَنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيَةٌ
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بها *!الأُثُرُ
*!وأَثْرُ السَّيْفِ : تَسَلْسُلُه ودِيبَاجَتُه ، فأَمَّا ما أَنشدَه ابنُ الأَعرابيِّ من قوله :
فإِنِّي إِنْ أَقَعْ بكَ لا أُهَلِّكْ
كوَقعِ السَّيْفِ ذِي *!الأَثَرِ الفِرِنْدِ
قال ثعلبٌ : إِنّمَا أَرادَ ذِي الأَثْر ، فحَرَّكَه للضَّرورة . قال ابن سِيدَه : ولا ضَرورةَ هنا عندي ؛ لأَنّه لو قال : ( ذِي الأَثْر ) فسَكَّنه على أَصلِه لصار ( مُفَاَعلَتُنْ ) إِلى ( مَفَاعِيلُنْ ) : وهاذا لا يكْسِر البَيْتَ لاكن الشّاعر إِنما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجزْءِ ، فحَرَّك لذالك ، ومثلُه كثيرٌ ، وأَبْدَلَ الْفِرِنْدَ من الأَثَر .
وفي الصّحاح : قال يعقوب : لا يَعرفُ الأَصمعيُّ الأَثْرَ إِلّا بالفتح ، قال : وأَنشدَنِي عيسى بنُ عُمَر لخُفَافِ بنِ نَدْبَةَ :
جَلَاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفَافاً كلُّها يَتْقِي *!بأَثْرِ
أَي كلُّها يستقبُلكَ بفرِنْدِه . ويَتْقِي ، مخفَّف مِن يَتَّقِي ، أَي إِذا نَظَر النّاظرُ إِليها اتَّصلَ شُعَاعُها
____________________

(10/14)


بعينِه فلم يَتمَكَّن من النَّظَرِ إِليها .
ورَوَى الإِيادِيُّ عن أَبي الهَيْثَمِ أَنْه كان يقول : *!الإِثْرُ بكَسْر الهَمْزةِ لخُلَاصَةِ السَّمْنِ ، وأَمّا فِرِنْدُ السَّيْفِ فكلُّهُم يقول : *!أُثْر .
وعن ابن بُزُرْج : وقالوا : *!أُثْرُ السَّيْفِ ، مضمومٌ : جُرْحُه ، *!وأَثْرُه ، مفتوحٌ : رَوْنَقُه الّذِي فيه .
قلتُ : وزَعم بعضٌ أَن الضَّمَّ أَفصحُ فيه وأَعرَفُ .
وفي شَرْح الفَصِيح لابن التَّيّانِيِّ : أثْرُ السَّيفِ مثالُ صَقْر ، *!وأُثُرُه ، مِثَال طُنُبٍ : فِرِنْدُه .
وقد ظهرَ بما أَوردنا من النُّصُوص أَنّ الكسْرَ مسموعٌ فيه ، وأَرودَه ابن سِيدَه وغيرُه ، فلا يُعَرَّجُ على قول شيخِنَا : إِنه لا قائلَ به من أَئِمَّة اللغةِ وأَهلِ العربيّة . فهو سَهْوٌ ظاهرٌ ، نَعم ، *!الأُثْر بضمَ ، على ما أَوردَه الجوهَرِيُّ وغيرُه ، وكذا *!الأُثُر ، بضمَّتَيْن على ما أَسْلَفْنَا ، مسْتَدْرَكٌ عليه ، وقد أُغْفِلَ شيخُنا عن الثّانية .
*!والأَثِيرُ ، كأَمِيرِ الذي ذكرَه المصنِّفُ أَغفلَه أَئِمَّةُ الغَرِيب .
وحَكَى اللَّبْلِيُّ في شرح الفَصِيح : *!لأُثْرَةُ اللسَّيفِ بمعنى *!الأَثْر ، جمعُه أُثَر كغُرَفٍ ، وهو مُستدَركٌ على المصنِّف .
( و ) الأَثْرُ : ( نَقْلُ الحديثِ ) عن القَوم ( ورِوايتُه ، *!كالأَثَارةِ ) بالفتح ، ( *!والأُثْرَةِ ، بالضّمِّ ) ، وهاذه عن اللِّحْيَانِّي .
وفي المحكم أَثَرَ الحديثَ عن القومِ ( *!يَأْثِرُه ) ، أَي من حدِّ ضَرَبَ ، ( *!ويَأْثُره ) أَي من حدِّ نَصَرَ : أَنْبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر ، وقيل : حَدَّثَ به عنهم في *!آثَارهم . قال : والصحيحُ عندي أَنَّ *!الأُثْرَةَ الاسمُ ، وهي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ .
وفي حديث عليَ في دَعَائِه على
____________________

(10/15)


الخَوَارج : ( ولا بَقِيَ منكم *!آثِرٌ ) ، أَي مُخْبِرٌ يَرْوِي الحديث .
وفي قولِ أبي سُفيانَ في حديثِ قَيْصَرَ : ( لولا أَنْ *!تَأْثُرُوا عنِّي الكذبَ ) ، أَي تَرْوُون وتحكُون .
وفي حديث عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه : ( فما حَلَفتُ به ذاكراً ولا *!آثِراً ) ، يريدُ مُخْبِراً عن غيرِه أَنَّه حَلَفَ به ، أَي ما حلفْتُ به مُبتدئِاً مِن نفسِي ، ولَا رَوَيْتُ عن أَحدٍ أَنّه حَلَف بها .
ومن هاذا قيل : حديثٌ *!مَأْثُورٌ ، أَي يُخْبِرُ الناسُ به بعضُهم بعضاً ، أَي يَنقلُه خَلَفٌ عن سَلَفٍ ، يقال منه : *!أَثَرْتُ الحديثَ فهو مَأْثُور ، وأَنا آثِرٌ ، وقال الأَعْشَى :
إِنَّ الذي فيه تَمَارَيْتُمَا
بُيِّنَ للسّامِعِ *!والآثِرِ .
( و ) الأَثْر : ( إِكْثَارُ الفَحْلِ مِن ضِرَاب النّاقَة ) وقد أَثَر يَأْثُر ، مِن حَدِّ نَصَرَ .
( و ) الأُثْر ، بالضّمِّ : أَثَرُ الجِرَاحِ يَبقَى بعد البُرْءِ . ومثلُه في الصحاح . وفي التهذيب : أُثْرُ الجُرْحِ : *!أَثَرُه يَبقَى بعد ما يَبْرَأُ . وقال الأَصمعيُّ : الأُثْرُ بالضّمّ من الجُرْحِ وغيرِه في الجَسَد يَبْرَأُ ويبقَى *!أَثَرُه . وقال شَمِرٌ : يُقَال في هاذا : أَثْرٌ وأُثْرٌ ، والجمعُ *!آثارٌ ، ووجهُه *!إِثَارٌ ، بكسر الأَلفِ ، قال : ولو قلتَ أُثُورٌ ، كنتَ مُصِيباً .
( و ) في المُحكم : *!الأُثْر : ( ماءُ الوجهِ ورَوْنَقُه ، و ) قد ( تُضَمُّ ثاؤُهما ) ، مثل عُسْرٍ وعُسُر ، ورَوَى الوَجْهَيْن شَمِرٌ ، والجمعُ آثارٌ . وأَنشدَ ابنُ سِيدَه :
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بها *!الأُثُرُ
وأَوردَه الجوهريُّ هاكذا : ( بيضٌ مضاربُهَا ) قال : وفي الناس مَن يَحْمِلُ هاذا على الفِرِنْد .
____________________

(10/16)



( و ) الأُثْر : ( سِمَةٌ في باطن خُفِّ البعيرِ يُقْتَفَى بها أَثَرُه ) ، والجمعُ أُثُور .
وقد *!أَثَرَه *!يَأْثُره *!أَثْراً ، *!وأَثَّره : حَزَّه .
( و ) رَوَى الإِياديُّ عن أَبي الهَيْثم أَنه كان يقول : الإِثْرُ ( بالكسر : خُلاصةُ السَّمْنِ ) إِذا سُلِيءَ ، وهو الخِلاصُ ، وقيل : هو اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ . ( و ) قد ( يُضَمُّ ) ، وهاذا قد أَنْكَره غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة ، وقالوا : إِن المضمومَ فِرِنْدُ السَّيْفِ .
( و ) *!الأَثُرُ ، بضم الثّاءِ ( كعَجُزٍ ، و ) الأَثِرُ ك ( كَتِفٍ : رجلٌ *!يَستأْثِرُ على أَصحابِه ) في القَسْم ، ( أَي يَختارُ لنفْسه أَشياءَ حَسنةً ) ، وفي الصّحاح : أَي يحتاجُ لنفسه أَفعالاً وأَخلاقاً حسنة .
( والاسمُ *!الأَثَرَةُ ، محرّكةً ، والأُثْرَةُ ، بالضّمّ ، و ) *!الإِثْرَة ، ( بالكسر ، و ) *!الأُثْرَى ، ( كالحُسْنَى ) ، كلاهما عن الصَّغَانِّي .
( و ) قد ( *!أَثِرَ على أَصحابه ، كفَرِحَ ) ، إِذا ( فَعَلَ ذالك ) .
ويقال : فلانٌ ذو *!أُثْرَةٍ ، بالضمّ ، إِذا كان خاصًّا .
ويقال : قد أَخَذَه بلا *!أَثَرَةٍ ، وبلا *!إِثْرَةٍ ، وبلا *!استئثارٍ ، أَي لم يَستأْثِر على غيرِه ولم يَأْخُذ الأَجْوَدَ .
وجمْعُ *!الإِثْرَة ، بالكسر ، *!إِثَرٌ . قال الحُطَيئةُ يمدحُ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه :
ما *!آثَرُوكَ بها إِذْ قَدَّمُوكَ لها
لاكنْ لأَنْفسِهِمْ كانتْ بكَ *!الإِثَرُ
أَي الخِيَرَةُ *!والإِيثارُ .
وفي الحديث : ( لما ذُكِرَ له عُثْمَانُ بالخلافةِ فقال : أَخْشَى حَفْدَه *!وأَثَرَتَه ) ، أَي *!إِيثارَه ، وهي
____________________

(10/17)


*!الإِثْرَةُ ، وكذالك *!الأُثْرَةُ *!والأَثْرَةُ *!والأُثْرَى قال :
فقلتُ له يا ذئْبُ هل لكَ في أَخٍ
يُوَاسى بلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ
( *!والأُثْرَةُ ، بالضّمِّ : المَكْرُمةُ ) ؛ لأَنها *!تُؤْثَرُ ، أَي تُذْكَر ، ويَأْثُرها قَرْنٌ عن قَرْنٍ يتحدَّثُون بها . وفي المُحكَم : المَكْرُمةُ ( المُتَوارَثَة ، *!كالمَأْثَرَةِ ) ، بفتح الثاءِ ( *!والمَأْثُرَةِ ) بضمهَا ، ومثلُه من الكلامِ المَيْسَرَة والمَيْسُرة ، ممّا فيه الوَجْهَانِ ، وهي نحو ثلاثين كلمةً جَمَعَها الصّغانيّ في ح ب ر .
وقال أَبو زيد : مَأْثُرَةٌ ومآثِرُ ، وهي القدَمُ في الحَسَب . *!ومآثِرُ العَرَب : مَكارمُها ومَفاخرُها التي *!تُؤْثَرُ عنها ، أَي تُذْكَرُ وتُرْوَى . ومثلُه في الأَساس .
( و ) *!الأُثْرَةُ : ( البَقِيَّةُ من العِلْم *!تُؤْثَرُ ) ، أَي تُرْوَى وتُذْكَر ، ( *!كالأَثَرَةِ ) محرَّكَةً ، ( *!والأَثارةِ ) ، كسَحَابةٍ . وقد قُرِىءَ بها ، والأَخيرةُ أَعْلَى .
وقال الزَّجّاج : *!أَثَارةٌ في معنَى عَلامة ، ويجوزُ أَن يكونَ على معنى بَقِيَّة من عِلْمٍ ، ويجوزُ أَن يكونَ على ما *!يُؤْثَرُ من العِلْم . ويقال : أَوْ شَيْءٌ *!مَأْثُورٌ من كُتُب الأَوَّلِين ، فمَن قرأَ : ( أَثَارَة ) فهو المصدرُ ، مثل السَّمَاحة ، ومَن قرأَ : ( *!أَثَرةٍ ) فإِنه بناهُ على الأَثَر مثْل قَتَرَةٍ ، ومَن قَرأَ : ( *!أَثْرة ) فكأَنه أَراد مثلَ الخَطْفَةِ والرجْفة .
( و ) *!الأَثْرَة ، بالضّمّ : ( الجَدْبُ ، والحالُ غيرُ المَرْضِيَّة ) ، قال الشاعر :
إِذا خافَ مِن أَيْدِي الحَوَادث *!أُثْرَةُ
كَفَاهُ حِمارٌ مِن غِنى مَقَيَّدُ
ومنه قولُ النّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم : ( إِنّكم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي *!أُثْرَةً فاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ ) .
____________________

(10/18)



( *!وآثَره : أَكرَمه ) ، ومنه : رجلٌ *!أَثِيرٌ ، أَي مَكِينٌ مُكْرَمٌ . والجمع *!أُثَراءُ والأُنْثَى *!أَثِيرَةٌ .
( *!والأَثِيرَةُ : الدّابَّةُ العظيمةُ الأَثَرِ في الأَرضُ بحافِرِا ) وخُفَّيْهَا ، بَيِّنةُ *!الإِثارةِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( فَعَلَ ) هاذا ( آثِراً مّا ، *!وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ ) ، كلاها على صِيغَةِ اسمِ الفاعل ، وكذالك آثِراً ، بِلَا ( ما ) . وقال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
فقالُوا ما تُرِيدُ فقلتُ أَلْهُو
إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِيرِ
هاكَذَا أَنشده الجوهريُّ . قال الصّغَانيُّ : والروايةُ : ( وقالتْ ) ، يَعْنِي امرأَتَه أُمَّ وَهْبٍ واسْمُها سَلْمَى .
( و ) يُقَال : لَقِيتُه ( أَوَّلَ ذِي أَثِيرٍ ، *!وأَثِيرَةَ ذِي أَثِيرٍ ) ، نقله الصَّغانيّ . ) ، *!وأُثْرَة ذي أَثِيرٍ ، بالضّمِّ ) وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالكَسْر .
وقيل : الأَثِيرُ : الصُّبْحُ ، وذُو أَثِيرٍ : وَقْتُه .
( و ) حَكَى اللِّحْيَانيّ : ( إِثْرَ ذِي *!أَثِيرَيْن ، بالكَسْر . ويُحرَّك ) ، *!وإِثْرَةً مّا .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ولَقِيتُه ( آثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ ، وذِي يَدَيْنِ ، أَي أَوَّلَ كلِّ شَيْءٍ ) .
قال الفَرّاءُ : ابْدَأْ بهاذا آثِراً مّا ، *!وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ ، *!وأَثِيرَ ذِي أَثِيرٍ ، أَي ابدَأْ به أَوَّلَ كلِّ شيءٍ .
ويُقَال : افْعَلْه *!آثِراً مّا ، *!وأَثِراً مّا ، أَي إِن كنتَ لا تفعلُ غيرَه فافْعَلْه .
وقيلَ : افْعَلْهُ *!مُؤْثِراً له على غيرِه ، و ( ما ) زائدةٌ ، وهي لازمةٌ لا يجوزُ حذفُها ؛ لأَنّ معناه افعلْه آثِراً مختاراً له مَعْنِيًّ به ، مِن قولك : *!آثَرتُ أَن أَفعلَ كذا وكذا ، وقال المبرِّد : في قولِهم : خُذْ هاذا آثِراً مّا ، قال : كَأَنّه يريدُ أَن يأْخذَ منه واحداً وهو يُسَامُ على آخَرَ ، فيقول : خُذْ هاذا الواحِدَ آثِراً ، أَي قد *!آثرتُكَ به ،
____________________

(10/19)


و ( ما ) فيه حَشْوٌ .
( و ) يقال : ( سَيفٌ مأْثورٌ : في مَتْنِه أَثَرٌ ) ، وقال صاحبُ الواعِي : سَيفٌ *!مَأْثُورً ، أُخِذَ من الأَثَر ، كأَنّ وَشْيَهُ أَثَّرَ فيه ، ( أَو مَتْنُه حَدِيدٌ أَنِيثٌ ، وشَفْرَتهُ حَدِيدٌ ذَكَرٌ ) ، نَقَلَ القَوْلَيْن الصَّغَانيُّ . ( أَو هو الذي ) يُقَال إِنه ( يَعْمَلُه الجِنُّ ) ، وليس من الأَثْرِ الذي هو الفِرِنْد . قال ابنُ مُقْبِلٍ :
إِنِّي أُقَيِّدُ *!بالمَأْثُورِ راحِلَتِي
ولا أُبالِي ولو كُنَّا على سَفَرِ
قال ابنُ سِيدَه : وعدني أَنّ *!الْمَأْثُورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ له ، كما ذهَب إِليه أَبو عليّ في المَفْؤُود الذي هو الجَبان .
( وأَثِرَ يَفْعَلُ كذا ، كفَرِحَ : طَفِقَ ) ، وذالك إهذا أَبْصَرَ الشَّيءَ وضَرِيَ بمعرفتِه وحَذِقه ، وكذالك طَبِنَ ( وَطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ ) وفَطِنَ ، كذا في نَوادِر الأَعرابِ .
وقال ابن شُمَيل : إِن أَثِرْتَ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كذا وكذا ، أَي إِن كان لا بُدَّ أَن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كذا وكذا .
ويُقَال : قد أَثِرَ أَن يَفْعَلَ ذالك الأَمْرَ ، أَي فَرَغَ له . ( و ) أَثِرَ ( على الأَمرِ : عَزَمَ ) ، قال أَبو زيد : قد أَثِرْتُ أَن أَقولَ ذالك : أَي عَزَمْتُ . ( و ) أَثِرَ ( له : تَفَرَّغَ ) ، وقال اللَّيْثُ : يقال : لقد أَثِرْتُ أَن أَفْعَلَ كذا وكذَا ، وهو هَمٌّ في عَزْمٍ .
( وآثَرَ : اخْتارَ ) وفَضَّلَ ، وقَدَّمَ ، وفي التنزيل : { تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا } ( يوسف : 91 ) قال الأَصمعي : آثرتُكَ إِيثاراً ، أَي فَضَّلْتُكَ .
( و ) آثَرَ ( كذا بكذا : أَتْبَعَه إِيّاه ) ، ومنه قولُ مُتَمِّمِ بِن نُوَيرةَ
____________________

(10/20)


يَصفُ الغَيثَ :
*!فآثَرَ سَيْلَ الوادِيَيْنِ بدِيمَةٍ
تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِن النَّبْتِ خِرْوَعَا
أَي أَتْبَعَ مَطراً تقدَّم بدِيمَةٍ بعدَه .
( *!والتُّؤْثُورُ ) وفي بعض الأُصُول التؤْرُورُ ، أَي على تُفْعُول بالضّمّ : ( حَدِيدَةٌ يُسْحَى بها باطِنُ خُفِّ البعيرِ ، ليُقْتَصَّ أَثَرُه ) في الأَرض ويُعْرَفَ ، ( *!كالمِئْثَرةِ ) .
ورأَيت *!أُثْرَته ، أَي مَوْضِعَ *!أَثَرِه من الأَرض .
وقيل : *!الأُثْرَةُ *!والتُّؤْثُورُ *!والتَّأْثُورُ ، كلُّها علاماتٌ تَجعلُهَا الأَعرابُ في باطنِ خُفِّ البَعيرِ ، وقد تَقدَّم في كلام المصنِّف .
( و ) *!التُّؤْثُورُ : ( الْجِلْوَازُ ) ، كالتُّؤْرُورِ واليُؤْرُورِ ، بالياءِ التَّحْتِيَّة ، كما سيأْتي في أَرّ ، عن أَبي عليّ .
( *!واستأْثرَ بالشيْءِ : استبدَّ به ) وانفردَ . ( و ) *!استأْثرَ بالشيْءِ على غيرِه : ( خَصَّ به نفْسَه ) ، قال الأَعشى :
استَأْثَرَ اللّهُ بالوفاءِ وبال
عَدْله ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلَا
وفي حديث عُمَرَ : ( فوالله ما *!أَستْأثِرُ بها عليكم ، ولا آخذُها دُونَكم ) .
( و ) استأْثَرَ ( اللّهُ تعالى ) فلاناً ، و ( بفلانٍ ، إِذا ماتَ ) وهو مِمَّنْ يُرْجَى له الجَنَّةُ ( ورُجِيَ له الغُفْرَانُ ) .
( وذو الآثارِ ) : لَقَبُ ( الأُسوَد ) بن يَعْفُرَ ( النَّهْشَلِيّ ) ، وإِنا لُقِّب به ( لأَنَّه ) كان ( إِذا هَجَا قَوماً تَرَكَ فيهم آثاراً ) يُعْرَفون بها ، ( أَو ) لأَنّ ( شِعْره في الأَشعار *!كآثارِ الأَسدِ في آثارِ السِّباع ) لا يَخْفَى .
( و ) يقال : ( فلانٌ *!-أَثِيرِي ، أَي مِن خُلَصَائِي ) . وفي بعض الأُصول : أَي
____________________

(10/21)


خُلْصانِي . وفلانٌ أَثِيرٌ عند فلانٍ وذو أُثْرةٍ ، إِذا كان خاصًّا .
ورجلٌ أَثِيرٌ : مَكِينٌ مُكْرَمٌ .
وفي الأَساس : وهو *!-أثِيرِي ، أَي الذي أُوثِرُه وأُقَدِّمُه .
( و ) شيْءً ( كَثِيرٌ أَثِيرٌ ، إِتباعٌ ) له ، مثلُ بَثِير .
( و ) *!أُثَيْرٌ ( كزُبَيْرٍ ابنُ عَمْرٍ و السَّكُونِيُّ الطَّبِيبُ ) الكُوفيُّ ، وإِليه نُسِبتْ صحراءُ أُثَيْرٍ بالكُوفة .
( ومُغِيرَةُ بنُ جَمِيلِ بنِ *!أُثَيْر ، شَيخٌ لأَبِي سَعِيدٍ ) عبدِ الله بن سَعِيدٍ ( الأَشَجِّ ) الكوفيّ أَحد الأَئمّة : قال ابن القرابِ مات سنة 357 ه .
وجوادُ بنُ أُثَيْرِ بنِ جَوادٍ الحَضْرميّ ، وغيرهم .
( وقَولُ عليَ رَضِيَّ اللّهُ عنه : ( ولستُ *!بمَأْثُورٍ في دِينِي ) ) ، أَي لستُ ممَّن *!يُؤْثَرُ عنِّي شَرٌّ وتُهمَة في دِينِي . فيكونُ قد وَضَعَ *!الْمَأْثُورَ مَوضِعَ المأْثُورِ عنه . وقد تقدَّم ( في أَب ر ) ومَرّ الكلامُ هناك .
ومما يُستدرَكُ عليه :
الأَثَرُ ، بالتَّحْرِيك : ما بَقِيَ من رَسْمِ الشَّيْءِ ، والجَمْعُ الآثارُ .
*!والأَثَرُ ، أَيضا : مُقَابِلُ العَيْنِ ، ومعناه العَلَامةُ . ومن أَمثالهم : ( لا أَثَرَ بعد العَيْنِ ) . وسَمَّى شيخُنَا كتابَه : ( إِقرار العَيْنِ ببقاءِ الأَثَرِ بعدَ ذَهابِ العَيْنِ ) .
*!والمَأْثُور : أَحدُ سُيُوفِ النَّبيِّ صلَّى اللّهُ عيْه وسلَّم . كما ذَكَره أَهْل السِّيَرِ .
وحَكَى اللِّحْيَانيُّ عن الكِسائيِّ : ما يُدْرَى له أَينَ أَثَرٌ ، ولا يُدْرَى له ما أَثَرٌ ، أَي ما يُدْرَى أَين أَصْلُه وما أَصْلُه .
*!والإِثْارُ ، ككِتَاب : شِبْهُ الشِّمَالِ يُشَدُّ على ضَرْعِ العَنْزِ شِبْهُ كِيسٍ لئلَّا تُعَانَ .
وفي الحديث : ( مَنْ سَرَّه أَن يَبْسُطَ اللّهُ له في رِزْقه وَيَنْسَأَ في أَثَرِه فلْيَصِلْ رَحمَه ) . *!الأَثَرُ الأَجَلُ ، سُمِّيَ به لأَنه
____________________

(10/22)


يَتْبَعُ العُمرَ ، قال زُهَيْر :
والمرءُ ما عاشَ مَمْدُودٌ له أَمَلٌ
لَا يَنْتَهِي العمْرُ حتَّى يَنْتَهي الأَثَرُ
وأَصلُه مِن *!أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض ، فإِنَّ مَن ماتَ لَا يَبْقَى له أَثَرٌ ، ولا يُرَى لأَقدامِه في الأَرض أَثَرٌ . ومنه قولُه للَّذِي مَرَّ بين يَدَيْه وهو يُصَلِّي : ( قَطَعَ صَلاتَنا قَطَعَ اللّهُ *!أَثَرَه ) ، دُعَاءٌ عليه بالزَّمَانَة ؛ لأَنه إِذا زَمِنَ انقطعَ مَشْيُه فانقطعَ أَثَرُه .
وأَمّا *!مِيثَرةُ السَّرْجِ غيرُ مَهمُوزةٍ .
وقولُه عَزّ وجَلّ : { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَ*!آثَارَهُمْ } ( يللهس : 12 ) ، أَي نكتُب ما أَسْلَفُوا مِن أَعمالِهم .
وفي اللسان : وسَمِنَت الإِبلُ والنّاقةُ على أَثَارةٍ . أَي على عَتِيقِ شَحْمٍ كان قبلَ ذالك ، قال الشَّمّاخُ :
وذاتِ *!أَثَارةٍ أَكَلتْ عليه
نَبَاتاً في أَكِمَّتِه قَفَارَا
قال أَبو منصور : ويُحْتَملُ أَن يكونَ قولُه تعالى : { أَوْ أَثَارَةٍ مّنْ عِلْمٍ } ( الأحقاف : 4 ) مهن هاذا ؛ لأَنها سَمِنَت على بَقِيَّةِ شَحْمٍ كانت عليها ، فكأَنَّها حَمَلَتْ شَحْماً على بَقِيَّةِ شَحْمِها .
وفي الأَساس : ومنه : أَغضَبَني فلانٌ عن أثارةِ غَضَبٍ ، أَي كان قبل ذالك . وفي المُحْكَم والتَّهْذِيب : وغَضِبَ على أَثَارةٍ قبْلَ ذالك ، أَي قد كان قبْلَ ذالِكَ منه غَضَبٌ ، ثم ازْدادَ بعد ذالك غَضَباً . هاذه عن اللِّحْيَانِّي .
وقال ابنُ عَبَّاس : { أَو *!أَثارةٍ مِنْ عِلْمٍ } ، إِنّه عِلْمُ الخَطِّ الذي كان أُوتِيَ بعض الأَنبياءِ .
وأَثْرُ السَّيْفِ : دِيباجَتُه وتَسَلْسُلُه .
____________________

(10/23)



ويقال : أَثَّرَ بوَجْهِه وبِجَبِينِه السُّجُودُ . وأَثَّرَ فيه السَّيْفُ والضَّرْبَةُ . وفي الأَمثال : يُقال للكاذب : ( لا يَصْدُقُ *!أَثَرُه ) ، أَي *!أَثَرُ رجْلِه .
ويقال : افعَلْه *!إِثْرَةَ ذِي *!أَثِيرٍ بالكسر وأَثْرَ ذِي أَثِيرٍ ، بالفتح . لغتانِ في : آثِر ذي أَثِيرٍ ، بالمدّ ، نقلَه الصّاغانيُّ .
وقال الفَرّاءُ : افْعَلْ هاذه *!أَثَراً مّا محرَّكةً مِثل قولك : *!آثِراً مّا .
واستدرك شيخُنا .
الأَثِيرُ : كأَمِيرٍ وهو الفَلَكُ التّاسِعُ الأَعْظَمُ الحاكمُ على كلِّ الأَفلاكِ ؛ لأَنّهُ *!يُؤَثِّرُ في غيره .
وأَبناءُ الأَثِيرِ : الأَئِمَّةُ المَشَاهِيرُ ، الأَخوةُ الثلاثةُ : عِزُّ الدِّين عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ عبد الواحدِ الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ ، اللُّغَوِيُّ ، المحدِّثُ ، له التاريخُ والأَنسابُ ، ومعرفةُ الصَّحابةِ ، وغيرُها ، وأَخُوه مَجْدُ الدِّينِ أَبو السَّعَاداتِ ، له جامعُ الأُصولِ ، والنِّهَايَةُ ، وغيرُهما ، ذَكَرهما الذَّهَبِيُّ في التَّذْكرة ، وأَخُوهما الثّالثُ ضِياءُ الدِّين أَبو الفَتْحِ نَصْرُ اللّهِ ، له المَثَلُ السّائرُ ، وغيرُه ، ذَكَره مع أَخَويْه ابنُ خلِّكانَ في الوَفَيات . قال شيخُنا : ومِن لَطائفِ ما قِيلَ فيهم :
وبَنُو الأَثِيرِ ثلاثةٌ
قد حازَ كلٌّ مُفْتَخَرْ
فمُؤَرِّخٌ جَمَع العُلُو
مع وآخَرٌ وَلِيَ الوَزَرْ
ومُحَدِّثٌ كَتَب الحَدِي
ثَ له النِّهَايةُ في الأَثَرْ
قال : والوَزِيرُ هو صاحبُ ( المَثَلِ السّائِرِ ) . وما أَلْطَفَ التَّوْريَةَ في النِّهَاية .
وصحراءُ *!أُثَيْرٍ ، كزُبَيْرٍ : بالكُوفة حيثُ حَرَقَ أَميرُ المؤمنين عليٌّ رضيَ اللّهُ عنه النَّفَرَ الغَالِين فيه .
أَجر : ( *!الأَجْرُ : الجَزاءُ على العَمَل )
____________________

(10/24)


وفي الصّحاح وغيره الأَجْرُ : الثَّوابُ ، وقد فرّق بينهما بفروق . قال العَيْنُّ في ( شَرْحِ البُخَارِيِّ ) : الحاصِلُ بأُصولِ الشَّرْعِ والعباداتِ ثوابٌ ، وبالمُكَمِّلاتِ *!أجْرٌ ؛ لأَنَّ الثّوَابَ لغة بَدَلُ العَيْنِ ، والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَةِ ، وهي تابعةٌ للعَيْن . وقد يُطْلَقُ الأَجْرُ على الثَّوَابِ وبالعَكْس ( *!كالإِجارةِ ) *!والأُجْرةِ ، وهو ما أَعطيَ مِن أَجْرٍ في عَمَلٍ ، ( مُثَلَّثةً ) ، التَّثْلِيثُ مسموعٌ ، والكَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ . قال ابنُ سِيدَه : وأَرَى ثَعْلَباً حَكَى فيه الفَتْحَ ، ( ج *!أُجُورٌ *!وآجارٌ ) . قال شيخُنَا : الثّانِي غيرُ معروفٍ قياساً ، ولم أَقِفْ عليه سَمَاعاً . ثم إِن كلامَه صريحٌ في أَن الأَجْرَ *!والإِجارةَ مترادفانِ ، لا فَرْقَ بينهما ، والمعروفُ أَن الأَجْرَ هو الثَّوَاب الذي يكونُ من الله ، عَزّ وجلّ ، للعَبْد على العَمَل الصّالِحِ ، *!والإِجارةُ هو جزاءُ عَمَله الإِنسانِ لصاحبِه ، ومنه *!الأَجِير .
( و ) قولهُ تعالَى : { وَءاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيَا } ( العنكبوت : 27 ) ، قيل : هو ( الذِّكْرُ الحَسَنُ ) وقيل : معناه أَنّه ليس أُمّةٌ مِن المُسْلِمِين والنَّصارَى واليَهُودِ والمَجُوسِ إِلّا وهم يُعَظِّمُون إِبراهيمَ ، على نَبيِّنا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ . وقي : أَجْرُه في الدُّنيا كَوْنُ الأَنبياءِ مِن وَلَدِه . وقيل : أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ .
( و ) من المَجاز : الأَجْرُ : ( المَهْرُ ) ، وفي التَّنْزِيل : { ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِىءاتَيْتَ *!أُجُورَهُنَّ } ( الأحزاب : 50 ) ، أَي مُهُورَهُنَّ .
وقد ( أَجَرَه ) اللّهُ ( *!يَأْجُرُه ) ، بالضمّ ، ( *!ويَأْجِرُه ) ، بالكسر ، إِذا ( جَزَاه ) وأَثَابَه وأَعطاه *!الأَجْرَ ، والوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجميعِ اللُّغَوِيِّين إِلّا مَنْ شَذَّ ، مِمَّن أَنكرَ الكَسْرَ في المُضَارعِ ، والأَمْرُ منهما : *!-أْجُرْنِي *!-وأْجِرْنِي (*! كآجَرَه ) *!يُؤْجِرُه *!إِيجاراً .
وفي كتاب ابنِ القَطّاع : إِنّ مضارِع
____________________

(10/25)


*!آجَرَ . كآمَنَ *!يُؤاجِرُ . قال شيخُنَا : وهو سَهْوٌ ظاهِرٌ يَقعُ لمَن لم يُفَرَّق بين أَفْعَلَ وفَاعَلَ . وقال عِيَاضٌ : إِنّ الأَصمعيَّ أَنكرَ المَدَّ بالكُلِّيَّةِ . وقال قومٌ : هو الأَفصحُ .
( و ) في الصّحاح : *!أَجَرَ ( العَظْمُ ) *!يَأْجُرُ *!ويَأْجِرُ ( *!أَجْراً ) ، بفتحٍ فسكونٍ ( *!وإِجاراً ) ، بالكسرِ ، ( *!وأُجوراً ) ، بالضّمِّ : ( بَرَأَ على عَثْمٍ ) بفتحٍ فسكونٍ ، وهو البُرْءُ من غير استواءٍ (*!وأَجَرْتُه ). فهو لازمٌ مُتَعَدَ .
وفي اللِّسَان : *!أَجرَتْ يَدُهُ *!تَأْجُرُ وتأْجِرُ *!أَجْراً *!وإجاراً *!وأُجُوراً : جُبِرَتْ على غير استواءٍ فبقِيَ لها عَشْمٌ ، *!وآجَرَهَا هو ، *!وآجرْتُها أَنا *!إِيجاراً . .
وفي الصّحاح : *!آجَرَهَا اللّهُ ، أَي جَبَرَهَا على عَثْمٍ .
( و ) *!أَجَرَ ( المَمْلُوكَ *!أَجْراً : أَكْرَاه ) *!يَأُجُرُه ، فهو *!مأْجُورٌ ، ( *!كآجَرَه ، *!إِيجاراً ) ، وحكاه قومٌ في العَظْمِ أَيضاً ، ( *!ومُؤاجَرةً ) ، قال شيخُنَا : هو مصدرُ *!آجَرَ ، على فَاعَلَ ، لا *!آجَرَ ، على : أَفْعَلَ ، والمصنِّفُ كأَنّه اغترَّ بعبارة ابنِ القَطّاع وهو صَنِيعُ من لم يُفَرِّق بين أَفْعلَ وفاعَلَ ، كما أَشرنا إِليه أَوّلاً ، فلا يُلْتَفَتُ إِليه ، مع أَنْ مِثلَه ممّا لا يَخْفَى . وقال الزمَخْشَرِيُّ : *!وآجَرْتُ الدّارَ ، على أَفعلْتُ ، فأَنَا *!مُؤْجِرُ ، ولا يقال : *!مُؤَاجِرٌ ، فهو خَطَأٌ قَبِيحٌ .
ويقال : *!آجَرْتُه *!مُؤاجَرةً : عاملتُه معاملً ، وعاقَدتُه مُعَاقَدَةً ؛ لأَنَّ ما كان مِن فاعَلَ في مَعْنَى المُعَاملةِ كالمُشَاركة والمُزَارَعة إِنما يتعدَّى لمفعولٍ واحد ، *!ومُؤاجَرةُ *!الأَجِيرِ مِنْ ذالك ، *!فآجَرْتُ الدّارَ والعَبْدَ ، مِن أَفْعَلَ لا مِن فاعَلَ ، ومنهم مَن يقول : *!آجَرتُ الدّارَ ، على فاعَلَ ، فيقول : *!آجَرتُه *!مُؤاجَرةً
____________________

(10/26)


واقتصر الأَزهريُّ على *!آجَرتُه فهو *!مُؤْجَرٌ . وقال الأَخفشُ : ومِن العربِ مَن يقول : *!آجَرتُه فهو *!مُؤْجَرٌ ، في تقدير أَفْعلتُه فهو مُفْعَلٌ ، وبعضُهِم يقول : فهو *!مُؤاجَرٌ ، في تقديرِ فَاعَلْتُه .
ويتعدَّى إِلى مفعولَيْن فيُقَال : *!آجرتُ زَيْداً الدّارَ ، *!وآجرتُ الدّارَ زيداً ، على القَلْب ، مثل أَعطيتُ زيداً درهماً ، وأَعطيتُ درهماً زيداً ؛ فظهر بما تقدم أَنّ آجَرَ *!مُؤاجَرةً مسموعٌ مِن العرب وليس هو صنِيعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه ، بل سَبَقَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة وأَقرُّوه .
وفي اللِّسَان : وأَجَرَ المملوكَ *!يَأْجُرُه *!أَجْراً فهو *!مَأْجُورٌ *!وآجَرَه *!يُؤْجِرُه *!إِيجاراً *!ومُؤاجرَةً ، وكلٌّ حَسَنٌ مِن كلام العرب .
( *!والأُجْرَةُ ) بالضّمِّ : ( الكِرَاءُ ) ، والجَمْعُ *!أُجَرٌ ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ ، وربَّمَا جمعوها *!أُجُراتٌ ، بفتحِ الجِيم وضَمِّهَا ، والمعروفُ في تفسير *!الأُجْرة هو ما يُعطَى *!الأَجير في مقابلةِ العَمَلِ .
( *!وائْتَجَرَ ) الرجلُ : ( تَصَدِّقَ وطَلَبَ الأَجْرَ ) ، وفي الحديث في الأَضاحِي : ( كُلُوا وادَّخِرُوا *!وائْتَجِرُوا ) ، أَي تَصدَّقُوا طالِبينَ *!للأَجْرِ بذالك ، ولا يجوزُ فيه اتَّجِرُوا بالإِدغام لأَن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاءِ ؛ لأَنه مِن الأَجْرِ لا مِن التِّجَارة . قال ابنُ الأَثِير : وقد أَجازَه الهَرَوِيُّ في كتابه ، واستشهد عليه بقوله في الحديثِ الآخَرِ : ( إِن رجلاً دخلَ المسجدَ وقد قَضَى النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم صلَاتَه ، فقال : مَن يَتَّجِرُ يقومُ فيصلِّي معه ) . قال والرِّواية إِنما هي *!يَأْتَجِرُ ، فإِنْ صَحَّ فيها يَتَّجِرُ فيكونُ مِن التِّجارة لا مِن لأَجْر ؛ كأَنَّه بصَلاتِه معه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارةً ، أَي مَكْسَباً . ومنه حديثُ الزَّكاة : ( ومَنْ أَعطاها *!مُؤْتَجِراً بها ) .
( و ) يقال ؛ ( *!أُجِرَ ) فلانٌ ( في أَولادِه ، كعُنِي ) ، ونصُّ عبارةِ ابن السِّكِّيت : *!أُجِرَ فلانٌ خمسةً مِن وَلَدِه ،
____________________

(10/27)


( أَي ماتُوا فصارُوا *!أَجْرَه ) ، وعبارة الزمخشريِّ : ماتُوا فكانُوا له *!أَجْراً .
( و ) يقال : *!أُجِرَتْ ( يَدَهُ ) *!تُؤْجَرُ *!أَجْراً *!وأُجُوراً ، إِذا ( جُبِرَتْ ) على عُقْدَةٍ وغيره استواءٍ فبَقِيَ لها خُرُوجٌ عن هَيْئَتِهَا .
( *!وآجَرَتِ المرأَةُ ) ، وفي بعض أُصول اللغَةِ : الأَمَةُ البَغِيَّةُ ، *!مُؤاجَرَةً : ( أَباحَت نفسَهَا *!بأَجْرٍ ) .
( و ) يقال : ( *!استأْجِرْتُه ) ، أَي اتَّخذتُه *!أَجِيراً ، قاله الزَّجَّاج .
( *!وآجَرْتُه ) فهو *!مُؤْجَرٌ ، وفي بعض النُّسَخ *!أَجَرْتُه مَقْصُوراً ، ومثلُه قولُ الزَّجَاجِ في تفسيرِ قولهِ تعالى : { أَن *!-تَأْجُرَنِي ثَمَانِىَ حِجَجٍ } ( القصص : 28 ) أَي تكنَ أَجِيراً لِي ، ( *!-فَأَجَرَنِي ) ثمانيَ حِجَجٍ ، أَي ( صارَ *!-أَجِيرِي ) .
*!والأَجِيرُ : هو *!المستأْجَرُ ، وجمعُه *!أُجَراءُ ، وأَنشدَ أَبو حَنِيفةَ :
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه
إِذا *!أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا
والاسمُ منه الإِجارةُ .
( *!والإِجَّار ) ، بكسرٍ فتشدِيدِ الجيم : ( السَّطْحُ ) ، بلغة أَهلِ الشّام والحِجَاز ، وقال ابنُ سِيدَه : والإِجّارُ *!والإِجَّارةُ : سَطْحٌ ليس عليه سُتْرَةٌ ، وفي الحديث : ( مَن باتَ على *!إِجّارٍ ليس حَولَه مَا يَردُّ قَدَمَيْه فقد بَرِئَت منه الذِّمَّةُ ) ، قال ابنُ الأَثِير : وهو السَّطْح الذي ليس حولَه ما يَرُدُّ الساقطَ عنه . وفي حديث محمّدِ بن مَسْلَمَةَ : ( فإذا جاريةٌ مِن الأَنصارِ على إِجّارٍ لهم ) . ( كالإِنْجار ) بالنُّون ، لغةٌ فيه ، ( ج *!أَجَاجِيرُ *!وأَجاجِرةٌ وأَناجِيرُ ) ، وفي حديث الهجرة : ( فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم في السوق وعلى *!الأَجاجِير ) ، ويروى : ( على *!الأَناجِير ) .
( *!والإِجِّيرَى ) ، بكسرٍ فتشديدٍ :
____________________

(10/28)


( العادةُ ) وقيل : همزتُها بدلٌ من الهاءِ . وقال ابنُ السِّكِّيت : ما زالَ ذالك *!إِجِّيراه ، أَي عادته .
( *!والآجُورُ ) على فاعُول ( *!واليَأْجُور *!والأَجُور ) كصَبُور ( *!والآجُرُ ) ، بالمدِّ وضمِّ الجيم على فاعُل ، قال الصغانيّ : وليس بتخفيفِ *!الآجُرّ ، كما زَعَم بعضُ الناس وهو مثلُ الآنُكِ والجمْع *!أَآجِرُ ، قال ثعلبةُ بن صُعَير المازِنيُّ يصفُ ناقةً :
تُضْحِي إِذا دَقَّ المَطِيُّ كأَنَّها
فَدَنُ ابنِ حَيَّةَ شادَه *!بالآجُرِ
وليس في الكلام فاعُل ، بضمِّ العين ، *!وآجُرٌ وآنُكٌ أَعجميّانِ ، ولا يَلْزَمُ سِيْبَوَيْهِ تَدْوِينُه . ( *!والآجَرُ ) ، بفتحِ الجيم ، ( *!والآجِرُ ) ، بكسرِ الجيم ، ( *!والآجِرُون ) بضمِّ الجيم وكسرِها ، على صِيغة الجمْع ، قال أَبو دُوَاد :
ولقد كانَ في كَتائِبَ خُضْرٍ
وبَلَاطٍ يُلاطُ *!بالآجِرُونِ
رُوِيَ بضمِّ الجِيمِ وكسرِهَا معاً ، كُلُّ ذالك ( *!الآجُرُّ ) ، بضمِّ الجيمِ مع تشديدِ الرّاءِ ، وضَبَطَه شيخُنا بضمّ الهمزة ، ( مُعَرَّباتٌ ) ، وهو طَبِيخُ الطِّين . قال أَبو عَمرٍ و : هو *!الآجُرُ ، مخفَّف الراءِ ، وهي *!الآجُرَةُ . وقال غيرُه : *!آجِرٌ *!وآجورٌ ، على فاعُول ، وهو الذي يُبْنَى به ، فارسيٌّ معرَّب . قال الكِسائيُّ : العربُ تقول : *!آجُرَّة ، *!وآجُرٌّ للجَمْع ، *!وآجُرَةُ وجَمْعُها *!آجُرٌ ، *!وأَجُرَةٌ وجمعها *!أَجُرٌ ، *!وآجُورةٌ وجمعها *!آجُورٌ .
( *!وآجَرُ ) وهاجَرُ : اسمُ ( أُمّ إِسماعيلَ عليه ) وعلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصلاة ( والسّلام ) ، الهمزةُ بدلٌ من الهاءِ .
( *!وآجَرَه الرُّمْحَ ) لغة في ( أَوْجَره ) إِذا طَعَنَه به في فِيه . وسيأْتي في وجر .
( ودَرْبُ *!آجُرَ ) ، بالإِضافة : ( موضعانِ
____________________

(10/29)


ببغدادَ ) ، أَحدُهما بالغربيّة وهو اليومَ خرابٌ ، والثاني بنهرِ مُعَلًّى عند خَرابة ابنِ جَرْدَةَ ، قاله الصاغانيّ . مِن أَحدِهما أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ الحُسَين الآجُرِّيُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعيُّ ، تُوفِّي بمكةَ سنة 360 ، ووجدتُ بخطِّ الحافظ ابن حجر العَسْقَلانيِّ ما نصّه : *!-الآجُرِّيُّ ، هاكذا ضَبَطَه الناسُ ، وقال أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ الجَلَّاب الفِهريُّ الشهيدُ نزيلُ تُونُسَ ، في كتاب الفوائدِ المنتخَبةِ له : أَفادَنِي الرئيسُ ، يعني أَبا عثمانَ بنَ حكمةَ القُرَشِيَّ ، وقرأْتُه في بعضِ أُصُولِه بخطِّ أَبي داوودَ المقرِي ما نصُّه : وَجدتُ في كتابِ القاضِي أَبي عبدِ الرَّحْمانِ عبدِ الله بنِ جحافٍ الراوي ، عن محمّدِ بن خَلِيفَة وغيرِه ، عن اللّاجريّ الذي وَرِثَه عنه ابنُه أَبو المطرف ، قال لي أَبو عبد اللّهِ محمدُ بنُ خليفةَ في ذي القعدة سنة 386 ه ، وكنتُ سمعتُ مَني قرأُ عليه : حدّثك أَبو بكر محمّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيّ ، فقال لي : ليس كذالك إِنما هو اللّاجرِيُّ ، بتشديد اللام وتخفيف الراءِ ، منسوبٌ إِلى لاجر ، قرية من قُرَى بغدادَ ليس بها أَطيبُ من مائها . قال ابنُ الجلّاب : ورَوَيْنَا عن غيره : الآجُرِّيّ ، بتشديد الراءِ ، وابن خليفةَ قد لَقِيَه وضَبَطَ عليه كتابَه فهو أَعلمُ به . قال الحافظُ : قلتُ : هاذا ممّا يُسْقِطُ الثَّقةَ بابنِ خليفة المذكور ، وقد ضَعَّفَه ابنُ القُوصِيِّ في تاريخِه .
ومما يُستدَركُ عليه :
*!ائْتَجَرَ عليه بكذا ، من *!الأُجْرَة ، قال محمّدُ بنُ بَشيرٍ الخارِجِيُّ :
يا ليتَ أَنِّي بأَثْوَابِي وراحِلَتِي
عبدٌ لأَهْلِكِ هاذا الشَّهْرَ *!مُؤْتَجَرُ
*!وآجَرْتُه الدّارَ : أَكْريتُهَا ، والعَامّةُ تقول : *!وأَجرتُه .
____________________

(10/30)



وقولُه تعالى : { فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ *!وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } ( يللهس : 11 ) قيل : الأَجْرُ الكريمُ هو الجَنَّة .
والمِئْجارُ : المِخْراقُ ، كأَنِّه فُتِلَ فصَلُبَ كما يَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور ، قال الأَخطل :
والوَرْدُ يَرْدِي بعُصْمٍ في شَرِيدِهمُ
كأَنه لاعِبٌ يَسْعَى *!بمِئْجارِ
وقد ذَكَرَهُ المصنِّف وفي وجر ، وذكْرُه هنا هو الصَّوابُ .
وقال الكِسائيُّ : الإِجارةُ في قول الخَلِيلِ : أَن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرى دالاً ، أَو جِيماً ودالاً ، وهاذا مِن أُجِرَ الكَسْرُ ، إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ ، وهو فِعالَةٌ مِن أَجَرَ يَأْجُر ، كالإِمارة مِن أَمَر لا إِفْعَالٌ .
ومن المَجاز : *!الإِنْجَارُ ، بالكسر : الصَّحْنُ المنبطِحُ الذي ليس له حَواش ، يُغْرَفُ فيه الطَّعامُ ، والجمعُ *!أَناجِيرُ ، وهي لغةٌ مستعملةٌ عند العَوامّ .
وأَحيد الأَجِير نقلَه السمعانيُّ من تاريخ نَسَف للمُسْتَغفِريّ ، وهو غيرُ منسوب ، قال : أُراه كان أَجيرَ طُفَيْلِ بنِ زيدٍ التَّمِيميّ في بَيته ، أَدْرَكَ البُخَاريَّ .
*!وأَجَّرُ ، بفتحِ الهمزَةِ وتَشْدِيد الجِيمِ المفتوحة : حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَةَ ، وإِليه نُسِبَ أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمّد بنِ إِبراهيمَ الخشنيّ الأَجَّرِيُّ المقري ، سَمعَ من أَبي الطاهرِ بنِ عَوْف ، ومات سنة 611 ه ، ذَكَره القاسمُ التُّجِيبيُّ في فِهْرِسْتِه ، وقال : لم يذكره أَحدٌ مَّن أَلَّفَ في هاذا الباب : ( أَخر : ( *!الأُخُرُ ، بضمَّتَيْن : ضِدُّ القُدُمِ ) ، مَضَى قُدُماً ، *!وتَأَخَّرَ *!أُخُراً .
( و ) *!التَّأَخُّرُ : ضِدُّ التَّقَدُّمِ ، وقد ( تَأَخَّر )عنه *!تأخرا *!وتَأَخُّرَةً واحدةً ، عن اللِّحْيَانِيِّ ، وهاذا مُطَّرِدٌ ، وإِنما ذكرناه لأَن اطَّرادَ مثلِ هاذا ممّا يجهلُه مَن
____________________

(10/31)


لا دُرْبَةَ له بالعربيَّة .
( و ) في حيثِ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه : أَنَّ النبيّ صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم قال له : ( أَخِّرْ عنِّي يا عُمَر ) .
يُقَال : ( *!أَخَّر *!تأْخيراً ) وتَأَخَّر ، وقَدَّم وتَقدَّم ، بمعنًى ، كقوله تعالى : { لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } ( الحجرات : 1 ) أَي لا تَتَقدَّمُوا ، وقيل : معناه *!أَخِّرّ عنّى رأْيَكَ . واختُصِرَ ؛ إِيجازاً وبلاغةً ، *!والتَّأْخِيرُ ضِدُّ التَّقدِيم .
و ( *!استأْخَرَ ) كتَأَخَّر ، وفي التَّنْزِيل : { لاَ *!يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ( الأعراف : 34 ) وفيه أَيضاً : { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا *!الْمُسْتَخأِرِينَ } ( الحجر : 24 ) قال ثَعْلَبٌ : أَي عَلِمْنَا مَن يَأْتِي منكم إِلى المَسْجِد مُتَقدِّماً ومَن يَأْتِي *!مُسْتَأْخِراً .
( *!وأَخَّرْتُه ) *!فتَأَخَّرَ ، *!واسْتَأْخَرَ *!كتَأَخَّرَ ، ( لازمٌ مُتعدَ ) ، قال شيخُنَا : وهي عبارةٌ ، قَلِقَةٌ جاريةٌ على غيرِ اصطلاحِ الصَّرفِ ، ولو قال : *!وأَخَّر *!تأْخِيراً *!اسْتَأْخَرَ ، *!كتَأَخَّر ، *!وأَخْرتُه ، لازمٌ متعدَ ، لكان أَعذَبَ في الذَّوْق ، وأَجْرَى على الصِّناعة ، كما لا يَخْفَى ، وفيه استعمالُ فَعَّلَ لازماً ، كقَدَّم بمعنَى تَقَدَّمَ ، وبَرَّزَ على أَقرانهِ ، أَي فاقَهم .
( *!وآخِرَةُ العَيْنِ *!ومُؤْخِرَتُها ، ما وَلِيَ اللِّحَاظَ ، *!كمُؤْخِرِهَا ) ، كمُؤْمِنٍ ، ومُؤْمِنَةٍ ، وهو الذي يَلِي الصُّدْعَ ، ومُقْدِمُها الذي يَلِي الأَنْفَ يقال : نَظَرَ إِليه *!بمُؤْخِرِ عَيْنِه ، وبمُقْدِمِ عَيْنِه . ومُؤْخِرُ العَيْنِ ومُقْدِمُها جاءَ في العَين بالتَّخْفِيف خاصَّةً ، نَقَلَه الفَيُّومِيُّ عن الأَزْهريِّ ، وقال أَبو عُبَيْد : *!مُؤْخِرُ العَيْنِ ، الأَجْوَدُ التَّخْفِيفُ . قلتُ : ويُفهم منه جَواز التَّثْقِيلِ على قِلَّة .
( و ) *!الآخِرَةُ ( من الرَّحْلِ : خِلافُ قادِمَتِه ) ، وكذا مِن السَّرْجِ ، وهي التي يَستنِدُ إِليها الرّاكبُ ، والجمْعُ *!الأَواخِرُ ، وهاذه أَفصحُ اللّغَاتِ كما في المِصباح وقد جاءَ في الحديث : ( إِذا وَضَعَ *!أَحدُكم بين يَدَيْهِ مِثْلَ
____________________

(10/32)


*!آخِرَةِ الرَّحْلِ فلا يُبَالِي مَنْ مَرَّ ( ورَاءَه ) ) ( *!كآخِرِه ) ، من غير تاءٍ . ( *!ومُؤَخَّرِه ) ، كمُعَظَّمٍ ، ( *!ومُؤخَّرتِه ) ، بزيادة التّاءِ ، ( وتُكسَر خاؤُهما مخفَّفةً ومشدَّدةً ) . أَما *!المُؤْخِرُ كمُؤْمنٍ ( فهي ) لغة قليلةٌ ، وقد جاءَ في بَعْضِ رواياتِ الحديث ، وقد مَنَعَ منها بعضُهُم ، التَّشْدِيدُ مع الكَسْر أَنْكَرَه ابنُ السِّكِّيت ، وجَعَلَه في المِصْباح من اللَّحْن .
( و ) للنَّاقَةِ آخِرَانِ وقادِمَانِ ، فخَلِفَاها المُقَدَّمَا : قادِمَاها ، وخَلِفَاهَا *!المُؤَخَّرَان : آخِرَاهَا ، و ( *!الآخِرَانِ مِنَ الأَخْلافِ ) اللَّذَانِ ( يَلِيَانِ الفَخِذَيْن ) ، وفي التَّكْمِلَة : *!آخِرَا النّاقَةِ خِلْفاها *!المُؤَخَّرَانِ ، وقادِمَاها خِلْفاها المُقَدَّمانِ .
كتاب م كتاب ( *!والآخرُ : خلافُ الأَوَّلِ ) . في التَّهذيب قال اللّهُ عزَّ وجلَّ : { هُوَ الاْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } ( الحديد : 3 ) ، ورُوِيَ عن النّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم أَنه قال وهو يُمَجِّد اللّهَ : ( أَنتَ الأَوَّلُ فليس قبلَكَ شَيْءٌ ، وأَنتَ *!الآخرُ فليس بعدَكَ شَيْءٌ . وفي النهاية : الآخِرُ من أَسماءِ اللّهِ تعالَى هو الباقِي بعدَ فَناءِ خَلْقِه كلِّه ناطِقِه وصامِتِه . ( وهي ) ، أَي الأُنْثَى *!الآخِرَة ، ( بهاءٍ ) قال اللَّيْث : نَقِيضُ المتقدِّمَةِ ، وحَكَى ثعلبٌ : هُنَّ الأَوَّلَاتُ دُخُولاً *!والآخِرَاتُ خُرُوجاً .
( و ) يقال : في الشَّتْم : أَبْعَدَ اللّهُ ا*!لآخِرَ ، كما حكَاه بعضُهُم بالمدِّ وكسرِ الخاءِ ، وهو ( الغائبُ ، *!كالأَخِير ) ، والمشهورُ فيه *!الأَخِرُ ، بوزْنِ الكَبِدِ ، كما سيأْتِي في المُسْتَدرَكَات .
( و ) *!الآخَر : ( بفَتْحِ الخاءِ ) : أَحَدُ الشَّيْئين ، وهو اسمٌ على أَفْعَلَ إِلَّا أَن
____________________

(10/33)


فيه معْنَى الصِّفَةِ ؛ لأَنّ أَفْعَلَ مِن كذا لا يكونُ إِلّا في الصِّفة ، كذا في الصّحاح .
( *!والآخَرُ ) بمعنى غَيْرٍ ، ( كقولكَ : رجلٌ *!آخَرُ ، وثَوْبٌ آخَرُ : وأَصلُه أَفْعَلُ مِن *!أَخَّر ، أَي *!تَأَخَّر ) ، فمعناه أَشَدُّ *!تَأَخّراً ، ثم صار بمعنَى المُغَايِرِ .
وقال الأَخْفَشُ : لو جعلتَ في الشِّعر آخِر مع جابِر لجازَ ، قال ابنُ جِنِّي : هاذا هو الوجْهُ القويُّ ؛ لأَنه لا يُحقِّقُ أَحدٌ هَمزةَ آخِر ، ولو كان تَحقيقُها حَسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن بُسمعَ فيها ، وإِذا كان بدلاً الْبتَّةَ وَجبَ أَنْ يُجْرى على ما أَجْرَتْه عليه العربُ مِن مُراعاةِ لَفْظِه ، وتَنزيلُ هاذِه الهمزة مَنزِلةَ الأَلفِ الزّائِدةِ التي لا حظَّ فيها للهَمْزِ ، نحو عالِمٍ وصابِرٍ ، أَلَا تراهم لمّا كَسَّرُوا قالوا : *!آخِرٌ *!وأَوَاخِرُ ، كما قالوا : جابِرٌ وجَوابِرُ . وقد جَمَعَ امرؤُ القَيْسِ بين *!آخَرَ وقَيْصرَ ، بِوَهْمِ الأَلفِ هَمزةً ، فقال :
إِذَا نَحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْر لَيْلَةً
وَرَاءَ الحِسَاءِ مِن مَدافِعِ قَيْصَرَا
إِذا قُلتُ هاذا صاحبٌ قدْ رَضِيتُه
وقَرَّتْ به العَيْنَانِ بُدِّلْتُ *!آخَرَا
وتصغيرُ آخَرَ *!أُوَيْخِر ، جرتِ الأَلْفُ المخفَّفةُ عن الهمزةِ مَجْرى أَلفِ ضارِبٍ .
وقوله تعالَى : { *!فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا } ( المائدة : 107 ) فَسَّره ثعلبٌ فقال : فمُسْلِمَانِ يَقُومانِ مَقَامَ النَّصْرانِيَّيْنِ يَحْلِفَان أَنَّهُمَا اخْنَانَا ، ثم يُرْتَجَعُ على النَّصْرانِيَّيْن . وقال الفرَّاءُ : معناه : أَوْ *!آخرَانِ مِن غيرِ دِينِكم مِن النَّصارَى واليَهُود ، وهاذا للسَّفَر والضَّرَورة ؛ لأَنه لا تَجُوز شهادةُ كافِرٍ على مُسْلم في غيرِ هاذا .
( ج ) *!الآخَرُونَ ( بالواو والنُّونِ ، *!وأُخَرُ ) ، وفي التنزيل العزيز : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ *!أُخَرَ } ( البقرة : 184 ، 185 ) .
( والأُنْثَى *!أُخْرَى *!وأُخْرَاةٌ ) ، قال شيخُنَا : الثّانِي في الأُنْثَى غيرُ مشهورٍ . قلتُ : نَقَلَه الصّاغَانيّ فقال : ومِن
____________________

(10/34)


العَرَبِ مَني يقول :*! أُخْرَاتِكم مبَدَلَ*! أُخْرَاكم ، وقد جاءَ في قولِ أَبي العِيَالِ الهُذَلِيِّ :
إِذا سَنَنُ الكَتِيبَةِ صدَّ
عَنْ *!أُخْرَاتِهَا العُصْبُ
وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
ويَقِي السَّيْفَ *!بأُخْراتِه
مِنْ دُونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ
وقال الفَرّاءُ في قوله تعالَى : { وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى *!أُخْرَاكُمْ } ( آل عمران : 153 ) : مِن العربَ مَن يقولُ : في أُخْراتِكُم ، ولا يجوزُ في القراءَة .
( ج *!أُخْرَيَاتٌ ، *!وأُخَرُ ) قال اللَّيْثُ : يُقال : هاذا آخَرُ وهاذه أُخْرَى ، في التَّذكيرِ والتَّأْنِيثِ ، قال : وأُخَرُ : جماعةٌ أُخْرَى . قال الزَّجّاج في قوله تعالى : { وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ } ( صلله : 58 ) ؛ أُخَرُ لا ينصرفُ ؛ لأَن وُحْدَانَها لا ينصرفُ وهو *!أُخْرَى *!وآخَرُ ، وكذلك كلُّ جَمْعٍ على فُعَل لا يَنصرفُ إِذا كان وُحْدانُه لا ينصرفُ ، مثل كُبَرَ وصُغَرَ ، وإِذَا كان فُعَلٌ جمعاً لفُعْلَةٍ فإِنه ينصرفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ ، وحُفْرَ وحُفَرٍ ، وإِذا كان فُعَل إسماً مصروفاً عن فاعلٍ لم ينصرفْ في المَعْرفةِ ويَنصرفُ في النَّكِرة ، وإِذا كان إسماً لطائرٍ أَو غَيْرِه فإِنهَ ينْصَرِف ، نحو سُبَد ومُرَعٍ وما أَشبَههما ، وقُرِىءَ : { *!وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ } على الواحدِ .
وفي اللِّسان : قال اللّهُ تعالَى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ *!أُخَرَ } وهو جمعُ أُخْرَى ، *!وأُخْرَى تأْنيثُ *!آخَر ، وهو غير مصْروفٍ ؛ لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمعُ ولا يُؤَنَّثُ ما دام نَكِرةً ، تقولُ : مررتُ برجلٍ أَفْضَلَ منكَ ، وبامرأَة أَفضلَ منكَ ، فإِن أَدخلْتَ عليه الأَلفَ والَّلامَ أَو أضَفْتَه ثَنَّيْتَ وجَمعْتَ وأَنَّثْتَ ، تقولُ : مَرَرتُ بالرَّجلِ الأَفضلِ ، وبالرِّجالِ الأَفْضَلِين ، وبالمرأَة الفُضْلَى ، وبالنِّساءِ الفُضَل ،
____________________

(10/35)


ومررتُ بأَفْضَلِهِم ( وبأَفضَلِيهم ) وبفُضْلاهُنْ وبفُضَلِهِنَّ ، ولا يجوزُ أَن تقول : مررتُ برجلٍ أَفضلَ ، ولا برجالٍ أَفضَلَ ، ولا بامرأَة فُضْلَى ، حتى تَصِلَه بِمنْ ، أَو تُدْخِلَ عليهم الأَلفَ والّلَامَ ، وهما يتَعاقَبانِ عليه ، وليس كذالك *!آخَرُ ؛ لأَنَّه يُؤَنَّث ويُجْمَع بغير مِنْ ، وبغير الأَلفِ والّلام ، وبغير الإِضافَةِ ، تقول : مررت برجلٍ *!آخَرَ ، وبرجالٍ *!أُخَرَ *!وآخَرِينَ ، وبامرأَةٍ *!أُخْرَى ، وبنسوةٍ أُخَرَ ، فلمّا جاءَ مَعْدُولاً وهو صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْف وهو مع ذالك جَمعٌ ، وإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صَرَفْتَه في النَّكِرة ، عند الأَخْفِش ، ولم تصرفْه ، عند سِيبَوَيْهِ .
( *!والآخِرَةُ *!والأُخْرَى : دارُ البَقَاءِ ) ، صفةٌ غالبةٌ ، قاله الزَّمخشريّ .
( وجاءَ *!أَخَرَةً *!وبأَخَرَةٍ ، محرَّكتَينِ وقد يُضَمّ أَوَّلُهما ) ، وهاذِه عن اللِّحْيَانِيِّ ، بحَرْفٍ وبغير حَرْفٍ . ( و ) يقال : لَقِيتُه ( *!أَخيراً ، و ) جاءَ ( *!أُخُراً ، بضَمَّتَينٌ ) ، *!وأَخيراً ، *!وإِخِرِيًّا ، بكسرتَيْن ، *!وإِخْرِيًّا ، ( بكسرٍ فسكونٍ ، ( *!وآخِرِيًّا ) ، *!وبآخِرَةٍ ، بالمدّ فيهما ، ( أَيْ *!آخِرَ كلِّ شيْءٍ ) .
وفي الحديث : ( كان رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم يقولُ *!بأَخَرَةٍ إِذا أَرادَ أَنْ يقومَ مِن المجلِس كذا وكذا ) ، أَي في آخِرِ جُلُوسِه ، قال ابنُ الأَثِير : ويجوزُ أَن يكونَ في آخِرِ عُمرِه ، وهو بفَتح الهمزةِ والخاءِ ، ومنه حديثُ : ( لمّا كانَ *!بِأَخرَةٍ ) .
وما عَرَفتُه إِلّا *!بأَخَرَةٍ ، أَي أَخِيراً .
( وأَتَيتُكَ *!آخِرَ مَرَّتَيْنِ ، *!وآخِرَةَ مَرَّتَيْنِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ولم
____________________

(10/36)


يُفَسِّر ( آخِرَ مَرَّتَين ولا آخِرَةَ مَرَّتَيْن ) وقال ابنُ سِيدَه : وعندي : ( أَيِ المَرَّةَ الثّانِيَةَ ) مِن المَرَّتَيْنِ .
( وشَقَّه ) ، أَي الثَّوْبَ ، ( *!أُخُراً ، بضمَّتَيْن ، ومِن *!أُخُرٍ ) ، أَي ( مِن خَلْفٍ ) ، وقال امرؤُ القَيْس يصفُ فَرَساً حِجْراً :
وَعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
شُقَّتْ مآقِيهِمَا مِن *!أُخُرْ
يَعْنِي أَنها مفتوحةٌ كأَنّها شُقَّتْ من *!مُؤْخِرِها .
( و ) يقال : ( بِعْتُه ) سِلْعَةً ( *!بأَخِرَة ، بكَسْرِ الخاءِ ) ، أَي ( بِنَظِرَةٍ ) ونَسِيئَةٍ ، ولا يُقَال : بعتُه المتاعَ *!إِخْرِيًّا .
( *!والمِئْخارُ ) ، بالكسرِ : ( نَخْلَةٌ يَبْقَى حَمْلُهَا إِلى آخِرِ الشِّتَاءِ ) ، وهو نَصُّ عبارةِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وأَنشد :
تَرَى الغَضِيضَ المُوقَرَ *!المِئْخَارَا
مِن وَقْعِهِ يَنْتَشِرُ انْتِشَارَا
( و ) عبارةُ المُحكَم : إِلى آخرِ ( الصِّرَامِ ) ، وأَنشدَ البيتَ المذكورَ ، والمصنِّفُ جَمع بين القَوْلَيْن . وفي الأَسَاس : نَخْلَةٌ *!مِئْخارٌ ، ضِدُّ مِبْكار وبَكُورٍ ، مِن نَخْلٍ *!مآخِيرَ .
( *!وآخُرُ ، كآنُك : د ، بدُهُسْتانَ ) ، بضمِّ الدّالِ المهملةِ والهاءِ ، ويقال بفَتْحِ الدّالِ وكسرِ الهاءِ ، وهي مدينةٌ مشهورةٌ عند مازَنْدَرانَ ، ( منه ) أَبو القاسمِ ( إِسماعيلُ بنُ أَحمدَ ) الآخُرِيّ الدّهستانِيُّ شيخُ حمزةَ بنِ يوسفَ السَّهْمِيِّ ، ( والعبّاسُ بنُ أَحمدَ بنِ الفَضْلِ ) الزّاهِدُ ، عن ابن أَبي حاتِمٍ .
وفاتَه أبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ عليِّ
____________________

(10/37)


بنِ عبدِ الرِّحمان *!-الآخُرِيُّ شيخٌ لابنِ السّمْعَانِيِّ ، وكان متكلِّماً على أُصُولِ المُعْتَزِلَةِ . وأَبو عَمْرٍ و محمّدُ بنُ حارثةَ الآخُرِيّ ، حَدَّثَ عن أَبي مَسْعُودٍ البَجَلِيّ .
( و ) قولُهم ؛ ( لا أَفعلُه *!أُخْرَى اللَّيَالِي ، أَو *!أُخْرَى المَنُونِ ، أَي أَبداً ) ، أَو *!آخِرَ الدَّهْرِ ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيَ لكعبِ بنِ مالكٍ الأَنصاريِّ :
أَنَسِيتُمُ عَهْدَ النَّبِيِّ إِليكمُ
ولقد أَلَظَّ وَأَكَّدَ الأَيْمَانَا
أَنْ لا زالوا ما تَغَرَّدَ طائِرٌ
أُخْرَى المَنُونِ مَوالِياً إِخوانَا
( و ) يقال : جاءَ في ( أُخْرَى القَومِ ) ، أَي ( مَنْ كان في *!آخِرِهم ) . قال :
وما القَومُ إِلّا خَمْسَةٌ أَو ثلاثَةٌ
يَخُوتُونَ أُخْرَى القَومِ خَوْتَ الأَجادِلِ
الأَجادِلُ : الصُّقُور ، وخَوْتُها : انْقضاضُها ، وأَنشدَ غيرُه :
أَنا الَّذِي وُلِدتُ في أُخْرَى الإِبِلْ
( وقد جاءَ في *!أُخْرَيَاتِهم ) ، أَي في ( *!أَواخِرِهِم ) .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
*!المُؤَخِّرُ مِن أَسماءِ اللّهِ تعالَى . وهو الذي *!يُؤَخِّر الأَشيءَ فيضعُها في مواضِعِهَا ، وهو ضِدُّ المُقَدِّم .
*!ومُؤَخَّرُ كلِّ شيْءٍ ، بالتَّشدِيدِ : خِلافُ مُقَدَّمِه ، يقال : ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسِه ومُؤَخَّرَه .
ومن الكِنَاية : أَبْعَدَ اللّهُ *!الأَخِرَ ، أَي مَن غاب عنّا ، وهو بوزن الكَبِدِ ، وهو شَتْمٌ ، ولا تقولُه للأُنثَى . وقال شَمِرٌ في عِلَّةِ فَصْرِ قولِهم : أَبْعَد اللّهُ الأَخِرَ : إِنّ أَصلَه الأَخِيرُ ، أَي *!المُؤخَّر المطروحُ ، فأَنْدَرُوا الياءَ ، ا ه . وحكَى بعضُهم بالمدِّ ، وهو ابنُ سِيدَه في المُحكَم ، والمعروفُ القَصْرُ ، وعليه اقتصرَ ثعلبٌ في الفَصِيح ، وإِيّاه تَبِعَ الجوهريُّ .
وقال ابن شُمَيل : *!المُؤَخَّرُ : المَطْرُوحُ . وقال شَمِرٌ : معنَى
____________________

(10/38)


ا*!لمُؤَخَّرِ : الأَبْعَدُ ، قال : أُراهم أَرادُوا *!الأَخِيرَ .
وفي حَدِيث ماعزٍ : ( إِنْ الأَخرَ قد زَنَى ) هو الأَبعدُ المتأَخِّر عن الخير . ويقال : لا مَرْحباً *!بالأَخِرِ ، أَي بالأَبعَد ، وفي شُرُوح الفَصيح ؛ هي كلمةٌ تقال عند حكاية أَحَدِ المُتلاعِنَيْن *!للآخَر . وقال أَبو جعفر اللَّبْليُّ : والأَخِرُ ، فيما يقال ، كنايةٌ عن الشَّيْطَان ، وقيل كنايةٌ عن الأَدْنَى والأَرْذَل ، عن التَّدْمُرِيّ ، وغيرِه ، وفي نوادِر ثعلبٍ : أَبْعَدَ اللّهُ *!الأَخِرَ ، أَي الذي جاءَ بالكلام *!آخِراً ، وفي مشارق عياص : قولُه : الأَخِرُ زَنَى ، بقصر الهمزةِ وكسرِ الخاءِ هنا ، كذا رَوَيْنَاه عن كافَّةِ شُيُوخِنَا ، وبعضُ المشايخِ يمدّ الهمزةَ ، وكذا رُوِيَ عن الأَصِيليّ في المُوَطَّإِ ، وهو خطأٌ ، وكذالك فتحُ الخاءِ هنا خطأٌ ، ومعناه الأَبْعَد ، على الذّمِّ ، وقيل : الأَرْذَلُ ، وفي بعض التفاسِير : *!الأَخِرُ هو اللَّئيمُ ، وقيل : هو السّائِسُ الشَّقِيُّ .
وفي الحديث : ( المسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْب المرءِ ) ، مقصورٌ أَيضاً ، أَي أَرْذَلُه وأَدْناه ، ورواه الخَطّابِيُّ بالمدِّ وحَمَله على ظاهرِه ، أَي إِنّ السُّؤالَ *!آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العَجْز عن الكَسْب .
وفي الأَساس : جاءُوا عن *!آخِرِهم ، والنَّهَارُ يَحِرُّ عن *!آخِرٍ *!فآخِرٍ ، أَي ساعةً فساعةً ، والناسُ يَرْذُلُون عن آخِرٍ فآخِرٍ .
*!والمُؤخرة ، من مياه بني الأَضبط ، معدنُ ذَهَبٍ ، وجَزْع بِيض .
*!والوَخْرَاءُ : من مياه بني نُمَيْر بأَرض الماشِيَةِ في غربيّ اليَمَامَة .
ولَقِيتُه *!أُخْرِيًّا ، بالضّمِّ منسوباً ، أَي بآخِرَةٍ ، لغةٌ في : *!إِخْرِيًّا ، بالكسر .
أَدر : ( *!الآدَرُ ) ، كآدَم ، ( *!والمَأْدُورُ : مَن يَنْفَتِقُ صِفَاقُه فيقعُ قُصْبُه في صَفْنِه ، ولا يَنْفَتِق إِلّا مِن جانبه الأَيسَرِ ، أَو ) *!الآدَرُ *!والمَأْدُور : ( مَنْ يُصِيبُه فَتْقٌ في إِحْدَى خُصْيَيْه ) ، ولا يقال : امرأَةٌ
____________________

(10/39)


*!أَدْرَاءُ ؛ إِمّا لأَنه لم يُسْمَع ، وإِمّا أَن يكونَ لاختلافِ الخِلْقَةِ .
وقد ( *!أَدِرَ ، كفَرِحَ ) ، *!يأْدَرُ *!أَدَراً ، فهو *!آدَرُ ، ( والاسمُ *!الأُدْرَةُ ، بالضَّمِّ ويُحَرَّك ) ، وهاذه عن الصغانِّي . وقال اللَّيْثُ : *!الأَدَرَةُ *!والأَدَرُ مصدرانِ ، *!والأُدْرَةُ اسمُ تلك المُنْتَفِخَةِ ، والآدَرُ نَعتٌ . وفي الحديث : ( أَنَّ رَجلاً أَتاه وبه *!أُدْرَةٌ فقال : ائْتِ بعُسَ ، فحَسَا منه ، ثم مَجَّه فيه ، وقال : انْتَضِحْ به ، فذَهبتْ عنه *!الأُدْرَةُ ) .
ورجلٌ *!آدَرُ : بَيِّنُ الأَدَرَةِ .
وفي المِصباح : *!الأُدْرَة كغُرْفَة : انتفاخُ الخُصْيَة . وقال الشِّهاب في أَثناءِ سُرَةِ الأَحزاب ؛ *!الأُدْرَة ، بالضّمِّ : مرضٌ تَنتفخُ منه الخُصْيَتانِ ويَكْبُرانِ جِدًّا ؛ لانطباقِ مادَّةٍ أَو رِيحٍ فيهما .
( وخُصْيَةٌ *!أَدْراءُ : عَظِيمةٌ بلا فَتْقٍ ) .
( و ) يقال : ( قومٌ *!مآدِيرُ ) ، أَيْ *!أُدْرٌ ) ، بضمَ فسكونٍ ، نقلَه الصَّغانيّ .
وقيل : *!الأَدَرَةُ ، محرَّكة : الخُصْيَةُ ، وقد تقدَّم ، وهي التي يُسَمِّيها الناسُ القَيْلَةَ ، ومنه الحديثُ : ( إِنّ بني إِسرائيلَ كانُوا يقولُون إِنّ موسى *!آدَرُ ؛ مِن أَجْلِ أنْه كان لا يَغْتَسلُ إِلّا وَحدَه ) ، وفيه نزل قولُه تعالَى : { لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ ءاذَوْاْ مُوسَى } ( الأحزاب : 69 ) الآية .
أَذر : ( *!آذارُ ) ، بالمدِّ : اسمُ ( الشَّهر السادسِ من الشّهورِ الرُّومِيَّةِ ) وهي إثْنَا عَشَرَ شهراً وهي : آبُ ، وأَيلول وتِشْرِينُ الأَوّل ، وتِشْرِينُ الثاني ، وكانُون الأَول ، وكانُون الثاني ، وشُبَاطُ ، *!وآذار ، ونَيْسَانُ ، وأَيّار ، وحَزِيرانُ ، وتَمُّوزُ .
أَرر : ( *!الأَرُّ : السَّوْقُ والطَّرْد ) نقلَه
____________________

(10/40)


الصغانيُّ . ( والجِمَاعُ ) ، وفي خُطبة عليَ ، كرّم الله وجهَه ، ( يُفْضِي كإِفضاءِ الدِّيَكَة *!وَيؤرُّ بمَلاقِحِه ) .
*!وأَرَّ فُلانٌ ، إِذا شَفْتَنَ ، ومنه قولُه :
وما النّاسُ إِلّا *!آئِرٌ ومَئِيرُ
قال أَبو منصور : معنى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَعَ ، وجعلَ*! أَرَّ *!وآرَ بمعنًى واحدٍ وعن أَبي عبَيْد : *!أَرَرْتُ المرأَةَ *!أَؤُرُّهَا *!أَرًّا ، إِذا نَكَحْتها .
( و ) *!الأَرُّ : ( رَمْيُ السَّلْحِ . و ) هو أَيضاً ( سقُوطُه ) نَفْسُه .
( و ) *!الأَرُّ : ( إِيقاد النَّارِ ) ، قال يَزِيد بنُ الطَّثْرِيَّةِ يَصفُ البَرقَ :
كأَنَّ حِيرِيَّةً غفَيْرَى مُلاحِيَةً
باتَتْ *!تَؤُرُّ بِهِ مِنْ تَحْتِه القَصَبَا
وحكَاهَا آخَرون : *!-تُؤَرِّي بالياءِ مِن *!التَّأْرِيَةِ .
( و ) *!الأَرُّ : ( غُصْنٌ مِن شَوْكٍ ) أَو قَتَادٍ ( يُضْرَب به الأَرْضُ حتَّى تَلِينَ أَطرافُه ، ثم تَبلّه وتَذُرُّ عليه مِلْحاً وتُدْخِلُه في رَحِمِ النّاقَةِ ) إِذا مَارَنَتْ فلم تَلْقَح ، ( *!كالإِرارِ ، بالكسْر ، وقد *!أَرَّها *!أَرًّا ) إِذا فَعَلَ بها ما ذُكِر . وقال اللَّيْث : *!الإِرار شِبْهُ ظُؤْرَةٍ *!يَؤُرُّ بها الرّاعِي رَحِمَ النّاقَةِ إِذا مَارَنَتْ ، ومُمَارَنتُهَا أَنْ يَضْربَها الفَحْلُ فلا تَلْقَحَ ، قال : تفسيرُ قولِه : *!ويَؤُر بها الراعِي هو أَن يُدخِلَ يدَه في رحِمِها ، أَو يَقْطَعَ ما هنالك ويُعَالِجَه .
( *!والإِرَّةُ ، بالكسر : النّارُ ) وقد *!أَرَّها ، إِذا أَوْقَدَهَا .
( *!والأَرِيرُ ) كأَمِيرٍ : حكايةُ ( صَوتِ الماجِنِ عندَ القِمَارِ والغَلَبَةِ ، وقد *!أَرَّ ) *!يَأَرُّ *!أَرِيراً ، ( أَو هو مُطْلَقُ الصَّوتِ .
( *!وأَرْأَرْ ) ، بسكونِ الرّاءِ فيهما ) : ( مِن دُعَاءِ الغَنَمِ ) .
____________________

(10/41)



( و ) عن أَبي زيد : ( *!ائْتَرَّ ) الرجلُ ائتراراً ، إِذا ( استعجَلَ ) . قال أَبو منصور : لا أَدْرِي هو بالزّاي أَم بالرَّاءِ .
( *!والمِئَرُّ ) ، كمِجَنَ : الرجُلُ ( الكثيرُ الجِمَاعِ ) . قالت بنتُ الحُمَارِسِ أَو الأَغْلب :
بَلَّتْ به عُلابِطاً *!مِئَرَّا
ضَخمَ الكَرَادِيسِ وَأَي زِبِرَّا
قال أَبو عُبَيْد : رجُلٌ *!مِئَرٌّ ، أَي كثيرُ النِّكَاح ؛ مأْخوذٌ من *!الايْر . قال الأَزهريُّ : أَقْرَأَنِيه الإِياديُّ عن شَمِرٍ لأَبي عُبَيْدٍ ، قال : وهو عندي تَصْحيفٌ ، والصَّوابُ ميأَرٌ بوزن مِيعَر ؛ فيكون حينئذٍ مِفْعَلاً من آرَها يَئيرُها أَيْراً ، وإِنْ جعلتَه من الأَرِّقلْتَ : رجلٌ *!مِئَرٌّ .
وممّا يُسْتَدَرك عليه :
*!اليُؤْرُورُ : الجِلْوازُ ، وهو من *!الأَرِّ بمعنى النِّكَاح ، عند أَبي عليَ ، وقد ذَكَرَه المصنِّف في أَثر .
*!وَأَرَّ الرجلُ نَفْسُه ، إِذا اسْتَطْلَقَ حتى يَمُوتَ .
*!وأَرّار ، كَكتّانٍ : ناحيةٌ من حَلَبَ .
*!وإِرَار ، ككتَابٍ : وادٍ .
أَزر : (*! الأَزْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( الإِحاطةُ ) عن ، ابن الأَعرابيّ .
( و ) الأَزْرُ : ( القُوَّةُ ) والشِّدَّةُ ( و ) قيل : الأَزْرُ : ( الضَّعْفُ ، ضِدٌّ ، و ) الأَزْرُ : ( التَّقْوِيَةُ ) ، عن الفَرّاءِ ، وقرأَ ابنُ عامر : { *!فأزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ } ( الفتح : 29 ) على فَعَلَه ، وقرأَ سائرُ القُرّاء : { 10 . 003 *!فآزره } .
وقد *!آزَره : أَعانَه وأَسعدَه .
( و ) *!الأَزْرُ : ( الظَّهْرُ ) قال البَعِيثُ :
شَدَدْتُ له *!-أَزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ
على مَوْقِعٍ مِن أَمْرِه ما يُعَاجِلُهْ
قال ابنُ الأَعرابِّي ، في قوله تعالَى :
____________________

(10/42)


{ اشْدُدْ بِهِ *!-أَزْرِي } ( طه : 31 ) : مَن جعلَ الأَزْرَ بمعنى القُوَّة قال : اشْدُدْ به قُوَّتِي ، ومَن جعلَه الظَّهْرَ قال : شُدَّ به ظَهْرِي ، ومَن جعلَه الضَّعْفَ قال : شُدَّ به ضَعْفِي وقَوِّ به ضَعْفِي .
( و ) *!الأُزْرُ ( بالضَّمِّ : مَعْقِدُ *!الإِزارِ من الحَقْوَيْنِ .
( و ) *!الإِزْرُ ( بالكَسْر : الأَصْلُ ) ، عن ابن الأَعربيّ .
( و ) *!الإِزْرَةُ ، ( بهاءٍ : هَيْئَةُ الائْتِزار ) ، مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ ، يقال : إِنَّه لَحَسنُ الإِزْرَةِ ، ولكلِّ قومٍ إِزْرَةٌ *!يَأْتَزِرُونَهَا ، *!وائْتَزَر فلانٌ إِزْرَةً حسنةً ، ومنه الحديثُ : ( *!إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إلى نصْفِ السّاقِ ، ولا جُناحَ عليه فيما بينَه وبين الكَعْبَيْن ) . وفي حديث عُثمانَ رضيَ اللّهُ عنه : ( هاكذا كان *!إِزْرَةُ صاحِبنا ) وقال ابنُ مُقْبِل :
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عند خِلَّتِه
لكلِّ *!إِزْرَةِ هَاذا الدَّهْرِ ذا *!إِزَرِ
( *!والإِزارُ ) ، بالكسرِ ، معروفٌ ، وهو ( المِلْحَفَةُ ) ، وفَسَّره بعضُ أَهلِ الغَرِيب بما يسْتُرُ أَسفلَ البَدنِ ، والرِّداءُ : ما يَستُر به أَعلاه ، وكلاهما غيرُ مَخِيط ، وقيل : *!الإِزار : ما تحتَ العاتِقِ في وَسَطِه الأَسفل ، والرِّداءُ : ما على العاتِقِ والظَّهْرِ ، وقيل : الإِزار : ما يَستُر أَسفلَ ابدنِ ولا يكونُ مَخِيطاً ، والكلُّ صحيحٌ ، قاله شيخُنا . يذكَّر ( ويُؤَنَّثُ ) عن اللِّحْيَانيّ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه
وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ *!إِزارُهَا
أَي دَمُ القَتِيلِ في ثَوْبِهَا ، ( *!كالمِئْزَر ) ، *!والمِئْزَرةِ ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيّ ، وفي حديث الاعتكاف : ( كان إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ أَيقظَ أَهلَه وشَدَّ *!المِئْزَرَ ) كَنَى بِشَدِّه عن اعتزال النِّساءِ ، وقيل :
____________________

(10/43)


أَرادَ تَشْمِيرَه للعبادة ، يقال : شَدَدْتُ لهاذا الأَمْرِ*! مِئزَرِي ، أَي تشمَّرتُ له ، ( *!والإِزْرِ والإِزَارةِ بكَسْرِهما ) ، كما قالُوا : وِسادٌ ووِسادَة ، قال الأَعشى :
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ في البَقِيرَةِ *!والإِزارَهْ
( و ) قد ( *!ائْتَزَر به *!وتَأَزَّرَ به ) : لَبِسَه ، ( ولا تَقُلِ اتَّزَرَ ) *!بالمِئْزَرِ ، بإِدغامِ الهمزةِ في التَّاء ، ومنهم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه ، والأَصلُ ائْتَمنتُه ، ( و ) في الحديث : ( كان يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وهي *!مُؤَتَزِرةٌ في حالة الحَيْض ) ، أَي مَشْدُودَةُ الإِزارِ ، قال ابنُ الأَثِير :
( قد جاءَ في بعضِ لأَحادِيثِ ) ، أَي الرِّواياتِ ، كما هو نَصُّ النِّهايَة : ( وهي مُتَّزِرَةٌ ) ،
( لَعلَّه مِن تحْريفِ الرُّوَاة ) قال شيخُنَا : وهو رَجاءٌ باطلٌ ، بل هو واردٌ في الرِّواية الصحيحةِ ، صَحَّحها الكِرمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ ، وأَثبته الصّاغانيّ في مَجْمَعِ البَحْرِينِ في الجَمْع بين أَحادِيثِ الصَّحِيحَيْن .
قلتُ : والذي في النِّهَايَة أَنه خطأً ؛ لأَن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاء . وقال المطرّزيّ : إِنها لغةٌ عاميَّةٌ ، نعمْ ذَكَر الصّغانيّ في التَّكْمِلَة : ويجوزُ أَن تقولَ اتَّزَرَ *!بالمِئْزَرِ أَيضاً فيمَن يُدْعِمُ الهمزةَ في التّاءِ ، كما يقال : اتَّمَنتُه والأَصلُ ائْتَمنتُه . وقد تقدَّم في أَخَذَ هاذا البحثُ ، فراجِعْه .
( ج *!آزِرَةٌ ) مثل حِمارٍ وأَحْمِرَةٍ ، ( *!وأُزُرٌ ) مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ ، حجازيَّة ، وهما جَمعانِ للقِلَّة والكَثرة ، ( *!وأُزْرٌ ) ، بضمَ فسكونٍ ، تميميّة ، على ما يُقاربُ الاطِّراد في هذا النَّحْو . وقال شيخُنا : هو تخفيفٌ مهن *!أُزُر ، بضَمَّتَين .
( و ) قيل : *!الإِزارُ : ( كلُّ ما ) وَارَاكَ و ( سَتَرَكَ ) ، عن ثَعلب ، وحُكِيَ عن ابنُ الأَعْرَابيِّ : رأَيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي في دارِه عُرْياناً فقلتُ له : عُرْياناً ؟ فقال : دارِي *!-إزارِي . ( و ) مِنَ المَجَازِ :
____________________

(10/44)


الإِزارُ : ( العَفَافُ ) ، قال عَدِيُّ بنُ زيد :
أَجْلِ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُمْ
فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً *!بإِزارِ
قال أَبو عُبَيْد : فلانٌ عفِيفُ *!المِئْزَرِ وعَفِيفُ *!الإِزارِ ، إِذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عليه من النِّساءِ . ومن سَجَعَاتِ الأَساس : هو عفيفُ الأَزار خَفِيفُ الأَوْزار .
( و ) يُكْنَى*! بالإِزار عن النَّفْس و ( المرأَة ) ، ومنه قولُ أَبي الْمِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجَعِيِّ ، كَتَب إِلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه :
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً
فِدًى لكَ مِن أَخِي ثِقَةٍ *!-إِزارِي
في الصّحاح : قال أَبو عَمْرٍ و الجَرْمِيّ : يُرِيدُ بالإِزار ها هنا المرأَةَ ، وقيل : المرادُ به أَهْلِي ونَفْسِي ، وقال أَبو عليَ الفارسيُّ : إِنه كنايةٌ عن الأَهْل ، في موضع نَصْبٍ على الإِغراءِ ، أَي احْفَظْ *!-إِزارِي ، وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كنايةً عن النَّفْس ، أَي فِدًى لك نَفْسِي ، وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض . وفي حديث بَيْعَة العَقَبَة : ( لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نَمنَعُ منه *!أُزُرَنا ) ، أَي نسَاءَنَا وأَهلَنَا ، كَنَى عنهُنّ *!بالأُزُرِ ، وقيل : أَراد أَنفسَنا ، وفي المُحْكَم : *!والإِزار : المرأَةُ ؛ على التَّشْبِيه ، أَنشدَ الفارسيُّ :
كانَ منها بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ
( و ) من المجاز : الإِزارُ : ( النَعْجَةُ ، وتُدْعَى للحَلْبِ فَيُقَال : *!إِزارْ إِزارْ ) ، مبنيًّا على السكون ، والذي في الأَساس : وشَاةٌ *!مُؤَزَّرةٌ ، كأَنَّمَا *!أُزِّرَتْ بسَوادٍ ، ويقال لها : إِزار .
( *!والمُؤازَرَةُ ) ، بالهَمْز : ( المُسَاواةُ ) ، وفي بعض النُّسَخ : المُوَاساة ، والأَوّلُ الصحيحُ ، ويَشْهَدُ للثاني حديثُ أَبي بكر يومَ السَّقِيقة للأَنصار : ( لقد نصرْتُم *!وآزَرْتُم وآسَيْتُم ) ، ( والمُحَاذاةُ ) ،
____________________

(10/45)


وقد *!آزَرَ الشيءُ الشيءَ : سواه وحاذاه ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
بِمَحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا
مَجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
أَيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وهو السِّدرُ البَرِّيُّ ؛ لأَن النَّاسَ هابوه فلم يَرْعَوْهُ . ( و ) *!المُؤازَرةُ ، بالهَمْز أَيضاً : ( المُعَاوَنةُ ) على الأَمر ، تقول : أَردتُ كذا *!-فآزَرَنِي عليه فلانٌ : أَي ظاهَرَ وعاوَنَ ، يقال : *!آزَرَه ( و ) وازَرَه ، ( بالواوِ ) على البَدَل من الهَمْز هو ( شاذٌّ ) ، والأَولُ أَفصحُ ، وقال الفَرّاءُ : *!أَزَرْتُ فُلاناً *!أَزْراً : قَوِّيتُه ، *!وآزَرتُه : عاوَنتُه ، والعامَّةُ تقول : وازَرْتُه . وقال الزَّجّاج : *!آزرتُ الرجلَ على فلانٍ ، إِذا أَعَنْتُه عليه وَقَوَّيتُه . ( و ) المُؤازرةُ ( أَنْ يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بعضاً فَيَلْتَفَّ ) وَيتلاصَقَ ، وهو مَجازٌ ، كما في الأَساس . وقال الزَّجّاج في قوله تعالَى : { *!فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ } ( الفتح : 29 ) أَي *!فآزَرَ الصِّغارُ الكِبَارَ حتى استَوَى بعضُه مع بعضِ .
( *!والتَّأْزِيرُ : التَّغْطِيَةُ ) ، وقد *!أَزَرَ النَّبْتُ الأَرْضَ : غَطّاها ، قل الأَعْشَى :
يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ
*!مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!التَّأْزِيرُ ، ( التَّقْوِيَةُ ) ، وقد أَزَّرَ الحائِطَ ، إِذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ به .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ ) ، أَي ( بالغٌ شديدٌ ) ، وفي حَدِيث المَبْعَثِ ، ( قال له وَرَقةُ : إِنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً*! مُؤَزَّراً ) ، أَي بالغاً شديداً .
( *!وآزَرُ ، كهاجَرَ : ناحيةٌ بين ) سُوقِ ( الأَهْوازِ ورامَهُرْمُزَ ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه . 5
( و ) *!آزَرُ : ( صَنَمٌ ) كان تارَحُ أَبُو إِبراهِيمَ عليه السلامُ سادِناً له ، كذا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين . ورُوِيَ عن
____________________

(10/46)


مُجَاهِدٍ في قوله تعالَى : { ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً } ( الأنعام : 74 ) قال : لم يَكُن بأَبِيه ، ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إِضمارِ الفِعْل في التِّلاوة ، كأَنّه قال : وإِذ قال إِبراهيمُ ( لأَبية ) أَتَتَّخِذُ آزَرَ إِلاهاً ، أَي أَتَّتَّخذُ أَصناماً آلهةً . وقال الصّاغانِيُّ : التَّقّدِيرُ : أَتَتَّخِذُ آزَر إِلاهاً ، ولم ينتصبْ بأَتَتَّخِذُ الذي بعدَه ؛ لأَن الاستفهامَ لا يعملُ فيما قبلَه ، ولأَنه قد استوفَى مفعولَيْه . ( أَو ) آزَرُ : ( كَلمةُ ذَمَ في بعضِ اللغَاتِ ) ، أَي يا أَعرجُ ، قاله السُّهَيْلِيّ ، وفي التَّكملة : يا أَعرجُ ، أَو كأَنّه قال : وإِذْ قال إِبراهِيمُ لأَبِيه الخاطِيء ، وفي التَّكْملة : يا مُخْطِيءُ يا خَرِفُ ، وقيل : معناه يا شَيْخُ ، أَو هي كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عن الباطل . ( و ) قيل : هو ( اسْمُ عَمِّ إِبراهِيمَ ) عليه وعلى محمّدٍ أَفضلُ الصّلاة والسّلام ، في الآيةِ المذكورة ، وإِنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أَباً ، وجَرَى عليه القرآنُ العَظيم ، على عادةِ العربِ في ذالك ؛ لأَنهم كثيراً ما يُطلِقُون الأَبَ على العَمّ ، ( وأَمّا أَبُوه فإِنه تارَخُ ) ، بالخاءِ المُعْجَمة ، وقيل بالمُهْمَلة ، على وَزْن هاجَر ، وهاذا باتّفاق النَّسّابِين ، ليس عندَهم اختلافٌ في ذالك ، كذا قالَه الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ ، ( أَو هُمَا واحدٌ ) . قال القُرطُبِيُّ : حُكِيَ أَنْ آزَرَ لقبُ نارَخَ ، عن مُقَاتِلٍ ، أَو هو اسمُه حقيقةً ، حَكاه الحَسَنُ ، فهما إسمان له ، كإِسرائيلَ ويعقوبَ .
( و ) عن أَبِي عُبَيْدَةَ : ( فَرَسٌ آزَرُ : أَبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْن مَقَادِيمِهِ أَسودُ ، أَو أَيُّ لَوْن كانَ ) ، وقال غيرُه : فَرَسٌ آزَرُ : أَبيضُ العَجُزِ ، وهو موضعُ الإِزارِ من الإِنسان ، وزاد في الأَساس : فإِن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ ، وخَيْلٌ أُزْرٌ ، وهو مَجازٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ أَيضاً : ( *!المُؤَزَّرَةُ ، كمُعَظَّمةٍ : نَعْجَةٌ ) وفي الأَساس : شاةٌ ( كأَنَّهَا ) . وفي الأَساس : كأَنَّمَا :
____________________

(10/47)


( *!أُزِّرَتْ بسَوادٍ ) ، ويقال لها : إِزارٌ ، وقد تقدَّم .
ومما يُستَدرك عليه :
يقال ؛ *!أَزَرْتُ فلاناً ، إِذا أَلْبَسْتُ *!إِزاراً فتَأَزَّر ، به *!تَأَزُّراً ويقال : *!أَزَّرتُه *!تَأْزِيراً *!فتَأَزَّرَ ، *!وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ قَوَّى بعضُه بعضاً فالْتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ ، كآزَرَ ، قال الشاعرُ :
*!تأَزَّرَ فِيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ
رُبَاهُ وحتى ما تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا
وهو مَاز ، وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ .
وفي الأَساس : ويُسَمِّي أَهلُ الدِّيوانِ ما يُكْتَبُ آخِرَالكتابِ مِن نُسخَةِ عَمَلٍ أَو فَصْلٍ في مُهِمَ : الإِزارَ ، *!وَأَزَّرَ الكتابَ *!تَأْزِيراً كَتَبَ كتاباً *!مُؤَزَّراً .
*!-والأُزْرِيُّ إِلى *!الأُزْر جمعُ إِزارٍ هو أَبو الحسن سعدُ اللّه بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ .
أَسر : ( *!الأَسْرُ : الشَدُّ ) *!بالإِسار : و ( العَصْبُ ) *!كالإِسار وقد *!أَسَرتُه *!أَسْراً *!وإِساراً .
( و ) الأَسْر في كلامِ العربِ : ( شِدَّةُ الخَلْقِ ) ، يقال : فلانٌ شَدِيدُ *!أَسْرِ الخَلْقِ ، إِذا كان معْصُوبَ الخَلْقِ غيرَ مُسْتَرْخٍ ، وفي التَّنزِيل : { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ *!أَسْرَهُمْ } ( الإنسان : 28 ) ، أَي خَلْقَهُم ، وقال الفَرّاءُ : *!أَسَرَه اللهُ أَحسنَ *!الأَسْرِ ، وأَطَرَه أَحسنَ الأَطْرِ ، وقد أَسَرَه اللّهُ ، أَي خَلَقَه . ( والخُلُق ) بضمَّتين ، أَي وشِدَّةُ الخُلُقِ ، كما في سائرِ النُّسَخ ، والصّوابُ أَنَّه بالرَّفْع معطوفٌ على ( وشِدَّةُ ) ، وفي الأَساس : ومن المجاز : شَدَّ اللّهُ أَسْرَه ، أَيْ قَوَّى إِحكامَ خَلْقِه .
( و ) *!الأُسْرُ ، ( بالضَّمِّ : احتباسُ لبَوْلِ ) وكذالك الأُسُر بضمَّتينِ ، إتباعاً حَكَاه شُرّاحُ الفَصِيح ، وصَرَّح اللَّبْلِيُّ بأنَّه لغةٌ ، فهو مُستدركٌ على المصنِّف . وفي أَفعال ابنِ القَطّاع :
____________________

(10/48)


*!أَسِرَ ، كفَرِحَ : احُتَبَسَ بَولُه . *!والأُسْرُ ، بالضّمّ : اسمُ المصدرِ .
وقال الأَحمر : إِذا احْتَبَس الرَّجلُ بَوْلُه قِيلَ : أَخذه الأُسْرُ ، وإِذا احتَبس الغائِطُ فهو الحُصْرُ . وقال ابنُ الأَعرَابِيِّ : *!الأُسْرُ : تَقْطِيرُ البَوْلِ ، وحَزٌّ في المَثَانَة ، وإِضَاضٌ مثلُ إِضَاضِ الماخِضِ ، يقال : أَنالَه اللّهُ *!أُسْراً ، وفي حديثِ أَبي الدَّرْداء : ( أَنَّ رجلاً قال له : إِن أَبِي أَخَذَه *!الأُسْرُ ) يَعْنِي احتباس البَوْلِ .
( و ) يقال : ( عُودُ *!أُسْرٍ ) كقُفْلٍ ، وعُودُ *!الأُسْرِ ، بالإِضافة والتَّوْصِيف ، هاكذا سُمِعَ بهما ، كما في شُرُوح الفَصِيح ، ( ويُسْرٍ ) ، بالياءِ بَدَلَ الهمزةِ ، ( أَو هي ) ، أَي الأَخِيرة ( لَحْنٌ ) ، وأَنكرَه الجوهريُّ فقال : ولا تَقُلْ : عُودُ يُسْرٍ ، ووافقَه على إِنكارِه صاحبُ الواعِي والمُوعب ، وأَقَرَّه شُرّاحُ الفَصِيح . قلت : وقد سَبَقَهُم بذالك الفَرّاءُ فقال : قُلْ : هو عُود *!الأُسْرِ ، ولا تَقُلْ : عُودُ اليُسْرِ . وفي الأَساس : وقولُ العامَّةِ : عُودُ يُسْرٍ خطأٌ إِلّا بقَصْد التَّفَاؤُلِ . وهو ( عُودٌ يُوضَعُ على بَطْنِ مَن احْتَبَسَ بوْلُهُ ) فَيَبْرَأُ ، وعن ابن الأَعرابيّ : هاذا عُودُ يُسْرٍ *!وأُسْرٍ ، وهو الذي يُعالَجُ به المَأْسُور ، وكلامُه يَقْضِي أَنْ فيه قَولَيْن ، وإِليه ذَهَب المصنِّفُ ، ومَا تَحاملَ به شيخُنا على المصنِّف في غير مَحَلِّه كما لا يَخْفَى .
( *!والأُسُرُ ، بضمَّتيْن : قَوَائِمُ السَّرِيرِ ) ، نقَله الصّاغانيُّ .
( و ) *!الأَسَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الزُّجَاجُ ) نقلَه الصّاغانيُّ .
( *!والإِسَارُ ، ككِتَابٍ : ما يُشَدُّ به ) *!الأَسِيرُ ، كالحَبْلِ والقدِّ ، وقال الراغبُ وغيرُه : هو القدُّ يُشَدُّ به *!الأَسير .
وقال اللَّيْثُ : *!أُسرَ فلانٌ *!إِساراً ، *!وأُسِرَ *!بالإِسارِ . *!والإِسارُ : الرِّباطُ ، *!والإِسارُ : المَصْدَرُ *!كالأَسْرِ ، وقد تَقدَّمت الإِشارةُ إِليه .
وفي المحكم : *!أَسَرَه *!يَأْسرُه *!أَسْراً *!وإِسارةً : شَدَّه *!بالإِسار ، *!والإِسارُ : ما شَدَّ
____________________

(10/49)


به ، والجمعُ *!أُسُرٌ . وقال الأَصمعيُّ : ما أَحْسَنَ ما *!أَسَرَ قَتَبَه ، أَي ما أَحْسَنَ ما شَدَّه بالقِدِّ ، والقِدُّ الَّذِي *!يُؤْسَرُ به القَتَبُ يُسَمَّى *!الإِسارَ و ( ج *!أُسُرٌ ) بضمَّتَيْن .
كتاب م كتاب ( وَقَتَبٌ*! مَأْسُورٌ ، وأَقْتَابٌ *!مآسِيرُ .
*!والإِسارُ : القَيْدُ ، ويكونُ حَبْلَ الكِتَاف .
( و ) الإِسار ، ككِتابٍ : ( لُغَةٌ في اليَسَارِ الَّذِي هو ) ، وفي بعضِ النُّسَخِ : الَّتِي هي ( ضِدُّ اليَمِينِ ) قال الصّاغانيُّ : وهي لغةٌ ضعيفةٌ .
( *!والأَسِيرُ ) كأَمِير هو بمعنى *!المَأْسُورِ ، وهو المَرْبُوطُ *!بالإِسارِ ، ثم استُعمِلَ في ( الأَخِيذِ ) مطلقاً ولو كان غيرَ مربوطٍ بشْيءٍ ، ( و ) *!الإِسار : القَيْدُ ، ويكونُ حَبْلَ الكِتَافِ ، ومنه *!الأَسِيرُ ، أَي ( المُقَيَّدُ ) يقال : *!أَسَرْتُ الرَّجلَ ، *!أَسْراً *!وإِساراً ، فهو *!أَسِيرٌ *!ومَأْسُور . ( و ) كلُّ محبوسٍ في قِدِّ أَو سِجْنٍ : أَسِيرٌ ، وقولُه تعالَى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً *!وَأَسِيراً } ( الإنسان : 8 ) قال مُجاهِدٌ : *!الأَسِيرُ : ( المَسْجُونُ ج *!أُسَرَاءُ *!وأُسَارَى *!وأَسارَى *!وأَسْرَى ) ، الأَخِيرَان بالفتح ، قال ثعلبٌ : ليس الأَسْر بعاهَةٍ فيُجْعَل *!أَسْرَى من باب جَرْحَى في المعنَى ، ولاكنه لما أُصِيبَ *!بالأَسْر صار كالجَرِيح واللَّديغ ؛ فكُسِّر على فَعْلَى ، كما كُسِّر الجَرِيحُ ونحوُه ، وهاذا معنَى قوله : ويُقال *!للأَسِير من العَدُوِّ *!أَسِيرٌ ؛ لأَن آخِذَه يَسْتَوثِقُ منه *!بالإِسار وهو القِدُّ ؛ لئلَّا يُفْلِتَ . وقال أَبو إِسحاق : يُجْمَع *!الأَسِير *!أَسْرَى ، وقال : وفَعْلَى جَمْعٌ لكلِّ ما أُصِيبُوا به في أَبدانِهم أَو عُقُولهم ، مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى ، وأَحمقَ وحَمْقَى ، وسكران وسكْرَى ، قال : ومَن قرأَ *!أَسَارَى *!وأُسَارَى فهو جَمْعُ الجَمْع ، يقال : *!أَسِيرٌ *!وأَسْرَى ، ثم *!أَسَارَى جَمْعُ الجَمْع . قلتُ : وقد اختار هاذا جماعةٌ من أَهل الاشتقاق .
( و ) *!الأَسِير : ( المُلْتَفُّ من النَّبَاتِ ) ،
____________________

(10/50)


عن الصّغانيّ كالأَصِير ، بالصّاد .
( *!والأُسْرَةُ ، بالضَّمِّ : الذِّرْعُ الحَصينَةُ ) ، قاله شَمرٌ ، وأَنشدَ لسَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسٍ جَدِّ أَبِي طَرَفة بنِ العَبْد :
*!والأُسْرَةُ الحَصْداءُ والبَ
يْضُ المُكَلَّلُ والرِّماحُ
( و ) *!الأُسْرَةُ ( مِن الرِّجُل : الرَّهْطُ الأَدْنَوْنَ ) وَعَشِيرَتُه ؛ لأَنَّه يتقوَّى بهم ، كما قاله الجوهريّ . وقال أَبو جعْفَرٍ النَّحْاسُ : الأُسْرَةُ ، بالضّمّ : أَقاربُ الرَّجلِ مِن قِبَلِ أَبِيه ، وشَذَّ الشيخُ خالدٌ الأَزهريُّ في إِعراب الأَلفيَّة ؛ فإِنه ضَبَطَ الأُسْرَةَ بالفَتْح ، وإِنْ وافقَه على ذالك مُخْتَصِرُه الحَطَّابُ وتَبِعَه تقليداً ، فِنه لا يُعْتَدُّ به .
( و ) عن أَبِي زَيْد : ( *!تَأَسَّر عَليه ) فُلانٌ ، إِذا ( اعْتَلَّ وأَبْطَأَ ) ، قال أَبو منصور : وهاكذا رواه ابنُ هانِىء عنه ، وأَما أَبو عُبَيْد فإِنَّه رَوَاه عنه : تَأَسَّنَ ، بالنُّونِ ، وهو وَهَمٌ ، والصَّوابُ بالرّاءِ . وقال الصّاغانيّ : ويُحتَملُ أَن تكونا لُغَتَيْن ، والرّاءُ أَقربُهما إِلى الصّواب وأَعرفُهما .
( *!وأَسَارُونُ : مِن العَقَاقِيرِ ) ، وهو حَشِيشةٌ ذاتُ بُزُورٍ ، كثيرةُ عُقَدِ الأُصولِ ، مُعْوَجَّةٌ ، تُشْبِهُ النِّيلَ ، طَيِّبةُ الرائحة لَذَّاعةُ اللِّسَانِ ، ولها زَهرٌ بين الوَرقِ عند أُصولها ، وأَجودُها الذَّكِيُّ الرائحةِ الرقيقُ العُودِ ، يَلْذَعُ اللِّسَانَ عند الذَّوقِ ، حارٌّ يابسٌ ، يُلَطِّفُ ويُسَخِّنُ ، ومِثْقَالٌ منه إِذا شُرِبَ نَفَعَ من عِرْق النَّسَا ووَجَعِ الوَرِكَيْن ومِن سددِ الكَبِد .
( و ) قولُه تعالَى : { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ *!أَسْرَهُمْ } ( الإنسان : 28 ) ، أَي : خَلْقَهم ، قاله الجوهريُّ ، وقيل : أَسْرَه ، أَي ( مَفاصِلَهم ، أَو ) المُرَادُ به ( مَصَرَّتَي البَوْلِ والغَائِطِ إِذا خَرَجَ الأَذَى تَقَبَّضَتَا ، أَو معناه أَنَّها لا يسْتَرْخِيَانِ قبل الإِرادةِ ) ، نقلَهما ابنُ الأَعرابيِّ .
( وسَمَّوْا *!أَسِيراً كأَمِيرٍ و ) *!أُسَيْراً
____________________

(10/51)


*!وأُسَيْرةَ ( كَزْبَيْرٍ وحُهَيْنَةَ ) ، منهم *!أُسَيْرُ بنُ جابِر ، *!وأُسَيْرُ بنُ عُرْوَة ، وأُسَيْرُ بنُ عَمْرٍ و الكِنْدِيُّ ، وأُسَيْرٌ الأَسْلَميُّ ، صحابِيون ، وأُسَيْرُ بن جابِرٍ العَبْدِيُّ تابِعِيّ .
( وإِسْرَالُ ) يأْتي ( في ) حَرْفِ ( الّلامِ ) ولم يَذْكُرْهُ هناك سَهْواً منه ، وهو مخفَّفٌ عن إِسرائيلَ ، ومعناه صَفْوَةُ الله وقيل : عبدُ اللّهِ ، قاله البَيْضَاوِيُّ ، وهو يَعْقُوبُ عليه السّلامُ . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : معناه سَرِيّ الله .
( *!وتَآسِيرُ السُّرجْ : السُّيُورُ ) التي ( بها *!يُؤْسَرُ ) ويُشَدُّ ، قال شيخُنَا : وهو من الجُمُوعِ التي لا مُفْرَدَ لها في الأَصَحِّ .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
قولُهم : *!اسْتَأْسرْ ، أَي كُنْ *!أَسِيراً لِي .
ومن سَجَعَات الأَسَاس : مَنْ تَزَوَّجَ فهو طَلِيقٌ ( قد ) اسْتَأْسَرَ ، ومَنْ طَلَّقَ فهو بُغاثُ ( قد ) اسْتَنْسَرَ .
وهاذا الشيءُ لكَ *!بأَسْرِه ، أَي بِقدُه ، يَعْنِي جَميعه ، كما يُقالُ : بِرُمَّته . وجاءَ القَومُ *!بأَسْرِهم ، قال أَبو بكر : معناه جاءُوا بجَميعِهم ، وفي الحديث : ( تَجْفُو القَبِيلَة *!بأَسْرها ) ، أَي جميعها .
ورجلٌ *!مَأسُور ومَأْطُور : شَديدُ عَقْدِ المَفَاصلِ .
وفي حديث عُمر : ( لا *!يُؤْسَرُ أَحَدٌ في الإِسلام بشهادةِ الزور ، إِنَّا لا نَقْبَلُ إِلَّا العُدُولَ ) ، أَي لا يُحْبَسُ .
*!وأُسُر ، بضمَتَيْن : بَلَدٌ بالحَزْنِ : أَرضِ بَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ ، ويقال فيه : يُسُر أَيضاً .
أَشتر : ( *!الأُشْتُرُّ ، كطُرْطُبَ ) ، أَهمله الجماعةُ ، وهو ( لَقَبُ بعضِ العَلَوِيَّةِ بِالكُوفَة ) . قلتُ : وهو زيدُ بن
____________________

(10/52)


جَعفَرٍ ، مِن وَلَدِ يحيى بنِ الحُسَين بنِ زَيْد بنِ الحُسَين ، ذَكَرَه ابنُ ماكُولَا . وهو فَردٌ ، ( وذُكِرَ في ش ت ر ) ووزَنَه هناك بأُرْدُنّ ، وسيأْتي الكلامُ عليه .
أَشر : ( *!أَشِرَ ، كفَرِحَ ) ، *!يَأْشَرُ *!أَشَراً ( فهو *!أَشِرٌ ) ككَتِفٍ ، و ( *!أَشُرٌ ) كنَدُسٍ ، وهاذه عن الصّغانِيّ ، ( *!وأَشْرٌ ، بالفَتْح ) فالسكُون ( ويُحَرَّكُ ، *!وأَشْرَانُ ) . كسَكْرَانَ : ( مَرِحَ ) وبَطِرَ ، وفي حديث الزَّكاةِ وذِكْرِ الخَيْل : ( ورَجُلٌ اتَّخَذَها *!أَشَراً وَمَرَحاً ) . قالوا : *!الأَشَرُ البَطَرُ ، وقيل : أَشَدُّ البَطَرِ ، وقيل ؛ الأَشَرُ : الفَرَحُ بَطَراً وكُفْراً بالنِّعمة ، وهو المَذْمُومُ المَنْهِيُّ عنه ، لا مُطْلَقُ الفَرَحِ .
وقيل : *!الأَشَرُ : الفَرَحُ والغُرُور .
وقيل : الأَشَرُ والبَطَرُ : النَّشاطُ للنِّعمة والفَرَحُ بها ومقابلةُ النِّعْمَة بالتَّكَبُّرِ والخُيَلاءِ ، والفَخْرُ بها ، وكُفْرَانُها بعَدَمِ شُكْرِها ، وفي حديث الشَّعْبِيِّ : ( اجتمع ( جَوارٍ فأَرِنَّ *!وأَشرْنَ ) ( ج *!أَشِرُونَ *!وأَشُرُون ) ، ولا يُكَسَّرانِ ؛ لأَنّ التكسيرَ في هاذين البِناءَيْن قليلٌ ، ( *!وأُشُرٌ ) بضَمَّتَيْن .
( و ) جَمْعُ *!أَشْرَانَ ( *!أَشْرَى *!وأَشارَى *!وأُشارَى ) ، كسَكْرَانَ وسَكْرَى وَسُكَارَى ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ لمَيَّةَ بنتِ ضِرار الضَّبِّيِّ تَرثى أَخاها :
وخَلَّتْ وُعُولاً *!أُشارَى بها
وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَهَا
( ونَاقَةٌ *!مِئْشِيرٌ ، وجَوادٌ مِئْشيرٌ ) ، يَسَوِي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ ، وكذالك رجلٌ *!مِئْشِيرٌ وامرأَةٌ *!مِئْشِيرٌ ، أَي ( نَشيطٌ ) .
( *!وأُشُرُ الأَسنانِ ) ، بضَمَّتَين ، ( *!وأُشَرُهَا ) بضمّ ففتحٍ : ( التَّحْزِيزُ الَّذِي فيها ) وهو تَحْدِيدُ أَطرافِها ، ( يكونُ ) ذالك
____________________

(10/53)


( خِلْقَةٌ ومُسْتَعْمَلاً . ج *!أُشُورٌ ) ، بالضّمِّ قال :
لها بَشَرٌ صافٍ ووَجْهٌ مُقَسَّمٌ
وغُرُّ ثَنَايَا لم تُفَلَّلْ *!أُشُورُهَا
ويقال : بأَسنانِه *!أُشُرٌ *!وأُشَرٌ ، ثالُ شُطُبِ السَّيْلِ وشُطَبِه ، وقال جَميل :
سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ *!أُشُورُه
( *!وأُشَرُ المِنْجَلِ ) كزُفَر : ( أَسنانُه ) واستعمله ثعلبٌ في وصفِ المِعْضادِ ، فقال : المِعْضَادُ مثلُ المِنْجَلِ ليست له أُشَرٌ ، وهما على التَّشْبِيه .
( و ) قد ( *!أَشَرَتْ ) المرأَةُ ( أَسنانَها *!تَأَشِرُهَا *!أَشْراً ، *!وأَشَّرَتْها ) *!تَأْشِيراً : ( حَزَّزَتْهَا ) وحَرَّفَتْ أَطرافَ أَسنانِها .
( *!والمُؤْتَشِرَةُ *!والمُسْتَأْشِرَةُ ) كلتاهما : ( التي تَدْعُو إِلى ذالك ) أَي *!أُشْرِ أَسنانِهَا ، وفي الحديث : ( لُعِنَتِ *!المَأْشُورَةُ *!المُسْتَأْشِرَةُ ) .
قال أَبو عُبَيْد : *!الواشِرةُ : المرأَةُ التي *!تَشِرُ أَسنانَهَا ؛ وذالك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكونَ لها أُشُرٌ ، *!والأُشُرُ : حِدَّةٌ ورِقَّةٌ في أَطرافِ الأَسنانِ ، ومنه قيل : ثَغْرٌ*! مُؤَشَّرٌ ، وإِنما يكون ذالك في أَسنانِ الأَحداثِ ؛ تفعلُه المرأَةُ الكَبِيرَةُ تَتشَبَّه بأُولئك ، ومنه المَثَلُ السّائرُ : ( أَعْيَيتِنِي *!بأُشُرٍ فكيف أَرجُوكِ بدُرْدُرٍ ) ؛ وذالك أَنّ رجلاً كان له ابنٌ مِن امرأةٍ كَبِرَتْ ، فأَخذَ ابنَه يُرْقِصُه ويقول :
يَا حَبَّذَا دَرادِرُكْ
فعمَدت المرأَةُ إِلى حَجَرٍ فهَتمتْ أَسنانَها ، ثمّ تَعرَّضَتْ لزوجِهَا ، فقال لها : ( أَعْيَيْتِنِي *!بأُشُرٍ فكيفَ بدُرْدُر ) .
( *!والمُؤَشَّرُ ، كمُعَظَّمٍ : المُرَقَّقُ ) ، وكلُّ مُرَقَّقٍ *!مُؤَشَّرٌ .
والجُعَلُ *!مُؤَشَّرُ العَضُدَيْنِ ، قال
____________________

(10/54)


عَنْترةُ يصفُ جُعَلاً :
كأَنَّ *!مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ
( *!وأَشَرَ الخَشَبَ *!بالمِئْشارِ ) *!أَشْرٌ مهموزٌ : ( شَقَّه ) ونَشَره .
*!والمِئْشارُ : ما أُشِرَ به . قال ابنُ السِّكِّيت : يقال : *!للمِئْشارِ الذِي يُقْطَع به الخَشَبُ : ميشارٌ ، وجمعُه مَواشِيرُ ؛ مِن وَشَرتُ أَشِرُ ، *!ومِئْشارٌ جمعُه *!مآشيرُ ؛ مِن *!أَشَرتُ *!آشِرُ . وفي حديثِ صاحِبِ الأُخْدُودِ : ( فوَضَعَ *!المِئْشارَ على مَفرِقِ رَأْسِه ) .
*!المِئْشارُ بالهمز هو المِنْشَارُ ، بالنُّون ، وقد يُتْرَكُ الهَمْزُ : يقال : أَشَرْتُ الخَشَب أَشْراً ، ووَشَرتُها وَشْراً ، إِذا شَقَقْتَها ، مثل نَشَرتُها نَشْراً ، ويُجمع على مآشِيرَ ومَوَاشِيرَ ، ومنه الحديث : ( فقَطعوهم بالمآشِير ) ، أَي بالمَناشِير .
( *!والآشِرَةُ ) بالمَدَّ : ( *!المَأْشُورَةُ ) .
( *!والتَّأْشِيرُ ) هاكذا في النُّسَخ وهو الصَّوابُ ، وفي بعض الأُصول : *!والتأشيرة : ( ما تَعضُّ به الجَرادةُ ، ج *!التَّآشِيرُ ) ، بالمَدِّ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
( *!والآشِرُ : شَوْكُ ساقَيْهَا ) أَي الجَرادةِ *!كالتَّأَشِير . ( و ) *!الآشِرُ *!والتَّأْشِيرُ : ( عُقْدَةٌ في رَأْسِ ذَنَبِها كالمِخْلَبَيْن ، *!كالأُشْرَةِ ) ، بالضّمِّ ( *!والمِئْشارِ ) ، بالكَسْر ، وهما الأُشْرَتَانِ والمِئْشارانِ .
( *!وأَشِيرَةُ ، كسَفِينَة : د . بالمَغْرِب وهو حِصنٌ عظيمٌ مِن عَمَلِ سَرَقُسْطَةَ ( منه ) : أَبو محمّد ( عبدُ الله بنُ محمّد ) بن عبد الله الصِّنْهاجيّ ( الحافظُ النحويُّ ) المعروفُ بابن *!-الأَشِيرِيّ ، سَمعَ بالأَنْدَلس أَبا جعفرِ بنِ غَزلُون ، وأَبا بكرِ بن العَرَبيّ الإِشْبِيليّ ، وقَدِمَ دمشقَ وأَقام
____________________

(10/55)


بها ، وسَمِعَ من علمائها ، وسكَنَ حَلَبَ مُدَّةً ، وتُوفِّيَ باللبوة سنة 561 ه ، ونُقِلَ إِلى بَعْلَبَكَّ فدُفِنَ بها ، تَرْجَمَه ابنُ عساكِرَ في تاريخ دمشقَ ، ومنه نَقَلْتُ ، وزاد ابن بَشْكُوال : وإِبراهيمُ بنُ جعفر الزهريّ بن *!-الأَشِيريِّ كان حافظاً .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
*!أَشِرَ النَّخْلُ *!أَشَراً : كَثُرَ شُرْبُه للماءِ فكَثُرَتْ فِراخُه .
وأُمْنِيَّةٌ *!أَشْرَاءُ : فَعْلاءُ مِن *!الأَشَر ، ولا فِعْلَ لها ، قال الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ :
إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُرُوراً فساقَتْ
هُمْ إِليكُمْ أُمْنِيَّةٌ *!أَشْراءُ
ويُتْبَعُ *!أَشِرٌ ، فيقال : *!أَشِرٌ أَفِرٌ ، *!وأَشْرَانُ أَفْرَانُ .
وقولُ الشاعِرِ :
لقد عَيْلَ لأَيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ
أَنَاشِرَ لا زالتْ يَمِينُكَ *!آشِرَهْ
أَراد *!مَأْشُورةً ، أَو ذاتَ *!أَشْر . قال ابنُ بَرِّيّ : والبيتُ لنائِحةِ هَمّام بن ذُهْلِ بنه شَيْبانَ ، وكان قَتَلَه *!ناشرةُ ، وهو الذي رَبّاه : قَتَلَه غَدْراً .
( و ) ومن المَجَاز : وَصْفُ البَرْقِ *!بالأَشَر ، إِذا تَردَّدَ لمَعانُه ، ووَصْفُ النَّبْتِ بِه ، إِذا مَضَى في غُلَوائِه .
أَصر : ( *!الأَصْرُ ) ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ : ( الكَسْرُ والعَطْفُ ) ، يقال : *!أَصَرَ الشَّيءَ *!يَأْصِرُه *!أَصْراً : كَسَرَه وعَطَفَه .
( و ) *!الأَصْرُ : ( الحَبْسُ ) ، يقال : *!أَصَر الشَّيءَ *!يَأْصِرُه *!أَصْراً ، إِذا حَبَسَه وضَيَّقَ عليه ، وقال الكِسَائِيُّ : أَصَرَنِي الشَّيءُ *!-يأْصِرُنِي ، أَي حَبسَنِي ، وأَصَرْتُ الرَّجلَ على ذالك الأَمرِ ، أي حَبَستُه . وعن ابن الأَعرابيّ : *!أَصَرْتُه عن حاجتِه وعَمَّا أَردتُه ، أَي حَبَستُه .
( و ) الأَصْرُ : ( أَنْ تَجعلَ للبيتِ *!إِصاراً ) ، ككتابٍ ، عن الزَّجّاج ، أَي وَتِداً للطُّنُبِ
____________________

(10/56)


( وفِعْلُ الكلِّ كضَرَبَ ) .
( و ) *!الإِصْرُ ( بالكَسْر : العَهْدُ ) ، وفي التنزيل العزيز : { وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ *!-إِصْرِي } ( آل عمران : 81 ) قال ابن شُمَيل : *!الإِصْرُ : العَهْدُ الثَّقيلُ ، وما كان عن يَمينٍ وعَهْدٍ فهو إِصْرٌ .
وقال الفَرّاءُ ، *!الإِصْرُ ها هنا إِثْم العَقْدِ العَهْدِ إِذا ضَيَّعُوه ، كما شَدَّد على بني إِسرائيلَ .
ورُوِيَ عن ابن عَبّاس : { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ *!إِصْرًا } ( البقرة : 286 ) قال : عَهْداً لَا نِفي به وتُعَذِّبنا بتَرْكِه ونَقْضِه ، وقوله : { وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ *!-إِصْرِي } قال ميثاقي وعهدي .قال ابو اسحق :كل عقد من قرابه أو عهد فهو *!إصر (و) الإصر :(االذنب) قال أيو منصور في قوله تعالي :(ولا تحمل علينا *!إصرا) .أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا . وقال شَمِرٌ في الإِصْرِ : إِثْمُ العَقْدِ إِذا ضَيَّعه ، وسُمِّيَ الذَّنْبُ إِصْراً لِثقَلِهِ .
( و ) *!الإِصْرُ : ( الثِّقَلُ سُمِّيَ به لأَنّه *!يَأْصِرُ صاحبَه ، أَي يَحْبِسُه من الحَرَاك . وقولُه تعالَى : { وَيَضَعُ عَنْهُمْ *!إِصْرَهُمْ } ( الأعراف : 157 ) قال أَبو منصور : أَي ما عُقِدَ مِن عَقْدٍ ثَقِيل عليهم ، مثل قَتْلِهم أَنفسَهم ، وما أَشبَه ذالك ، من قَرْضِ الجِلْدِ ، إِذا أَصابَتْه النَّجَاسةُ ، وقال الزَّجّاج في قوله تعالَى : { وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ *!إِصْرًا } : أَي أَمْراً يَثْقُلُ علينا { كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائِيلَ مِنْ قَتْل أَنفسِهِم ، أَي لا تَمْتَحِنّا بما يَثْقُلُ علينا .
( ويُضَمُّ ويُفْتَحُ في الكلِّ ) .
( و ) *!الإِصْر : ( ما عَطفكَ على الشَّيْءِ .
( و ) في حديث ابنِ عُمَرَ : ( مَن حَلَفَ على يَمِينٍ فيها إِصْرٌ فلا كَفْارةَ لها ) ، قالوا : *!الإِصْرُ : ( أَنْ تَحْلِفَ بطَلاقٍ أَو عَتَاقٍ أَو نَذْرٍ ) ،
____________________

(10/57)


وأَصلُ *!الإِصرِ الثِّقْلُ والشَّدُّ ، لأَنها أَثقلُ الأَيمانِ وأَضيقُها مَخْرجاً ؛ يَعْنِي أَنه يجبُ الوفاءُ بها ولا يُتَعوَّضُ عنها بالكَفّارة .
( و ) *!الإِصْرُ : ( ثَقْب الأُذُنِ ) ، قال ابن الأَعرابيّ : هما إِصْرانِ . ( ج *!آصَارٌ ) . لا يُجاوِزُونه أَدْنَى العَددِ ، ( *!وإِصْرانٌ ) ، بالكسر ، جمعُ *!إِصْرٍ بمعنى ثَقْبِ الأُذُنِ . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِنْ الأُحَيْمِرَ حِينَ أَرْجُو رِفْدَه
غَمْراً لأَقْطَعُ سَيِّىءُ *!الإِصْرانِ
الأَقْطَعُ : الأَصَمُّ : *!والإِصْرَانُ : جمعُ إِصْرٍ .
( *!والآصِرَةُ ) : ما عَطفَكَ على الرَّجُلِ مِن ( الرَّحِمِ والقَرَابَةِ ) والمعروفِ ( والمِنَّةِ ) ، ويقال : ما *!-تَأْصِرُنِي على فُلان *!آصِرَةٌ ، أَي ما تَعْطِفُنِي عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابَةٌ . ( ج *!أَواصِرُ ) ، قال الحُطَيئة :
عَطَفُوا عليّ بغَيْرِ آ
صِرَةٍ فقد عَظُمَ *!الأَواصِرْ
أَي عَطَفُوا عليّ بغيرِ عَهْدٍ ( أَو ) قَرَابةٍ . ومن سَجَعَات الأَساس : عَطَفَ عليَّ بغيرِ آصِرَة ، ونَظَرَ في أَمرِي بِعَيْنٍ باصِرَة .
( و ) *!الآصِرَةُ : ( حَبْلٌ صغيرٌ يُشَدُّ به أَسفلُ الخِبَاءِ ) إِلى وَتِدٍ ، وأَنشد ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ :
لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةٍ
ولا أَتَصَبَّى *!آصِراتِ خَلِيلِ
فَسَّرَه فقال : لا أَرْضَى مِن الوُدِّ بالضَّعيف ، ولم يُفَسِّر الآصرةَ ، وقال ابن سِيدَه : و عندي أَنّه إِنْمَا عَنَى *!بالآصِرَةِ الحَبْلَ الصَّغِيرَ الذي يُشَدُّ
____________________

(10/58)


به أَسفَلُ الهبَاءِ ، فيقول : لا أَتعرَّض لتِلْك المواضِعِ أَبْتَغِي زَوجةَ خَلِيلي ونحْو ذالك ، وقد يجوزُ أَن يُعَرِّضَ به ، لا أَتَعرَّضُ لمَن كان مِن قَرابةِ خَلِيلِي ، كعَمَّتِه وخَالَتِه وما أَشبهَ ذالِكَ ، ( *!كالإِصارِ *!والإِصارةِ ) ، بكَسْرِهما ، ( *!والأَيْصَرِ ) *!والآصِرَةِ ، وجمعُ *!الإِصارِ *!أُصُرٌ ، وجمعُ *!الأَيْصَر *!أَيَاصِرُ .
( *!والمَأْصَرُ ، كمَجْلِسٍ ومَرْقَدٍ : المَحْبِسُ ) ، مأْخوذٌ من *!آصِرَةِ لعَهْدِ ، إِنّما هو عَقْدٌ ليُحْبَسَ به ، ويقال للشيْءِ تُعْقَدُ به الأَشياءُ : *!الإِصارُ ، مِن هاذا ، وقد *!أَصَرَه *!يَأْصِرُه ، إِذا حَبَسَه ( ج *!مآصِرُ ، والعامَّةُ تقولُ : مَعاصِرُ ) ، بالعَيْن بَدَلَ الهَمْزِ .
( *!والإِصارُ ، ككتابٍ : وَتِدُ الطُّنبِ ) قَصِيرٌ ، وفي الفُرُوق لابن السِّيد : الإِصارُ : وَتِدُ الخِبَاءِ ، وجمعُه *!أُصُرٌ ، على فُعُلٍ ، *!وآصِرَةٍ .
*!والإِصارُ : القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَي الرَّجلِ ، والسِّينُ فيه لغةٌ .
( و ) *!الإِصار ( الزَّنْبِيلُ ) يُحْمَلُ فيه المَتَاعُ ، على التَّشْبِيه بالمِحَشِّ . ( و ) الإِصار : ما حَوَاه المِحَشُّ من ( الحَشِيشِ ) ، قال الأَعْشَى :
فهاذا يُعِدُّ لهنَّ الخَلَى
ويَجْمَعُ ذا بَينهنَّ *!الإِصَارَا
( و ) الإِصار : ( كِساءٌ يُحْتَشُّ فيه ، *!كالأَيْصَرِ ، فيهما ) ، وجمعُه *!أَياصِرُ ، قال :
تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشَّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ
وكُنّا أُناساً يَعْلِفُونَ *!الأَيَاصِرَا
*!والإِصَارُ *!والأَيْصَرُ : الحَشِيشُ المُجْتَمِعُ .
وفي كتابِ أَبي زَيْدٍ : *!الأَيَاصِرُ : الأَكْسِيَةُ التي مَلَؤُوهَا من الكَلإِ وشَدُّوها ، وَاحدُهَا أَيْصَرُ ، وقال : حَشٌّ لا يُجَزُّ *!أَيْصَرُه ، أَي مِن كَثْرَتهِ . وقال الأَصمعيُّ : *!الأَيْصَرُ : كِسَاءٌ فيه حَشِيشٌ ، يقال له : الأَيْصَرُ ، ولا يُسَمَّى
____________________

(10/59)


الكِسَاءُ *!أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيشُ ، ولا يُسَمَّى ذالك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكونَ في ذالك الكِسَاءِ .
( ج*! أُصُرٌ ) ، بضمّتين ، *!وآصِرَةٌ ) .
( *!والأَصِيرُ : المُتَقَارِبُ ، والمُلْتَفُّ من الشَّعَرِ ) ، يقال : شَعَرٌ *!أَصِيرٌ ، أَي ملتفٌّ مجتمعٌ كثيرُ الأَصلِ ، قال الرّاعي :
ثَبَتَتْ على شَعَرٍ أَلَفَّ *!أَصِيرِ
( و ) *!الأَصِيرُ أَيضاً : ( الكَثِيفُ الطَّوِيلُ من الهُدْبِ ) قال :
لِكُلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ *!أَصِيرُ
المَنامةُ : القَطِيفَةُ يُنامُ فيها .
( *!والمُؤَاصِرُ : الجارُ ) ، قال الأَحمر هو جارِي مُكَاسِرِي *!ومُؤَاصِرِي ، أَي كِسْرُ بَيْتهِ إِلى جَنْبِ كِسْرِ بَيْتِي ، *!وإِصارُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ *!إِصارِ بَيْتِه ، وهو الطُّنُب ، وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ ، ومُطَانبِي ومُقَاصرِي .
و ( المُتآصِرُون ) من الحعيِّ : ( المُتَجاوِرُونَ ) .
( وائْتَصَرَ النَّبْتُ ) . إِذا ( طالَ وكَثُرَ ) والتفَّ . ( و ) ائْتَصَرتِ ( الأَرْضُ ) ائْتصاراً : ( اتَّصَلَ نَبْتُهَا . و ) ائْتَصَرَ ( القومُ : كَثُرَ عَدَدُهم ) ، يقال : إِنهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ ، أَي عَدَدُهم كَثِيرٌ .
وممّا يُستدركُ عليه :
كَلأٌ آصِرٌ : حابِسٌ لمَن فيه ، أَو يُنْتَهَى إِليه مِن كَثُرته .
والأَواصِرُ : الأَواخِي والأَوارِي ، واحدتُها آصِرَة ، قال سَلَمَ بنُ الخُرْشُب يصفُ الخيلَ :
يَسُدُّون أَبوابَ القِبَابِ بِضُمَّرٍ
إِلى عُنُنٍ مُسْتَوْثِقاتِ الأَواصِرِ
يُرِيد خيلاً رُبِطَتْ بأَفْنِيَتِهِم ، والعُنُن : كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ مِن الرِّيح والبَرْد ، وقال آخَرُ :
لها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وجُلُّ
وسِتُّ مِن كَرَائِمِهَا غِرارُ
____________________

(10/60)



*!والمَاصِرُ : مَفْعِلٌ مِن *!الإِصْر ، أَو فاعلٌ من المِصْر ، بمعنى الحاجِزِ .
ولَعَنَ *!المآصرَ ، هاكذا في الأَساس ، ولم يُفَسِّره .
وفي اللِّسَان : *!والمَأْصِرُ يُمَدُّ على طَرِيقٍ أَو نهرٍ ، *!يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ : أَي يُحْبَسُ ؛ لِيُؤْخَذَ منهم العُشُور .
*!وآصَرَ البَيْتَ ، المَدِّ ، لغة في أَصَرَه ، إِذا جَعلَ له إِصاراً ، عن الزَّجّاج .
أَطر : (*! الأَطْرُ ) ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ : ( عَطْفُ الشَّيْءِ ) ، تَقْبِضُ على أَحَده طَرفَيْه فتُعَوِّجُه ، وفي الحَديثِ عن النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم أَنه ذَكَر المَظَالم التي وقعتْ فيها بنو إِسرائيلَ والمعاصيَ فقال : ( لا والَّذِي نَفْسِي بيدِه حتّى تأْخُذُوا على يَدَي الظَّالِم *!وتَأطُرُوه على الحقّ ( *!أَطْراً ) ) قال أَبو عَمْرو : أَي تَعْطِفُوه عليه ، قال ابن الأَثِير : ومن غَرِيب ما يُحْكَى في هاذا الحديثِ عن نِفْطَوَيْهِ أَنه قال بالظّاءِ المُعْجَمة ، وجَعل الكلمةَ مقلُوبةً ؛ فقدَّم الهمزةَ على الظّاءِ ، وكلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَه على شَيْءٍ فقد *!أَطَرْتَه *!تَأْطُرُهُ *!أَطْراً .
( و ) *!الأَطْرُ : ( أَنْ تَجْعَلَ للسَّهْمِ *!أُطْرَةً ) ، بالضّمِّ ، وفي بعض النُّسَخ : ( للشَّيْءِ ) بَدَلَ السَّهْم ، وستَأْتِي *!الأُطْرُة . ( والفِعلُ كضَرَبَ ونَصَرَ ) ، يُقَال : *!أَطَرَه *!يَأْطِرُه *!ويَأْطُرُه *!أَطْراً *!فانْأَطَرَ *!انْئِطاراً ، ( *!كالتَّأْطِيرِ فيهما ) ، يقال : *!أَطَّرَه *!فتأَطَّر : عَطَفَه فانعطَفَ ، كالعُمودِ تراه مستديراً ، إِذا جَمَعتَ ينَ طَرَفَيْه ، قال أَبو النَّجْم
____________________

(10/61)


يصفُ فَرَساً :
كَبْداءُ قَعْسَاءُ على *!تَأْطِيرِهَا
وقال المُغِيرةُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِيمِيُّ :
وأَنْتم أناسٌ تَقْمُصُونَ مِنَ القَنَا
إِذا ما رَقَى أَكتَافَكُم *!وتَأَطَّرَا
أَي إِذا انْثَنَى ، وقال :
*!تَأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه
وقد لَحَّ مِن أحمالِهِنَّ شُجُونُ
( و ) *!الأَطْرُ : ( مُنْحَنَى القَوْسِ ، والسَّحَابُ ) ، سُمِّيَ بالمَصْدر ، قال :
وهاتِفَةٍ *!لِأَطْرَيْهَا حَفِيفٌ
وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقَاقُ
ثَنّاه وإِن كان صدراً ، لأَنَّه جَعَلَه كالاسمِ . وقال أَبو زَيْد : *!أَطَرْتُ القَوْسَ *!آطِرُهَا *!أَطْراً ، إِذا حَنَيْتَهَا ، وقال الهُذَلِيّ :
*!أَطْرُ السَّحَابِ بها بَياضُ المِجْدَلِ
قال السُّكَّرِيُّ : *!الأَطْرُ كالأعوجاج تَراه في السَّحَاب ، قال : وهو مَصْدَرٌ في معنَى مَفْعُول ، قال طَرَفَةُ يذكرُ ناقةً وضُلُوعَها :
كأَنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يكْنُفَانِها
*!وأَطْرَ قِسِيَ تحْتَ صُلْبٍ مُؤَبَّدِ
شَبَّه انحناءَ الأَضلاعِ بما حُنِيَ مِن طَرَفَيِ القَوْسِ .
( و ) *!الأَطْرُ : ( اتِّخَاذُ *!الإِطار للبَيْتِ ، وهو ) أَي إِطارٌ البيتِ ( كالمِنْطَقَةِ حولَه ) ؛ لإِحاطَتِه به .
( *!والأَطِيرُ ) ، كأَمِيرٍ : ( الذَّنْبُ ) ، ويقال في المثَل : ( أَخَذَنِي بِأَطِيرِ غَيْرِي ) ، أَي بِذَنْبِ غَيْرِي ، وقال مِسْكِينٌ الدّارميّ :
أَبَصَّرْتَنِي *!بِأَطِيرِ الرِّجالِ
وكَلَّفْتَنِي ما يقولُ البَشَرْ
____________________

(10/62)



( و ) *!الأَطِيرُ : ( الضِّيقُ ) ، كأَنَّه لإِحاطته . ( و ) قيل : هو ( الكلامُ والشَّرُّ يَأْتِي من بَعِيد ) ، وقيل : إِنْما سُمِّيَ بذالك لإِحاطَتِه بالعُنُق .
( *!والأُطْرَةُ ) مِن السَّهْم ، ( بالضَّمّ : العَقَبَةُ ) الّتي ( تُلَفُّ على مَجْمَعِ الفُوقِ ) ، وقد *!أَطَرَه *!يَأْطُرُه ، إِذا عَمِلَ له *!أُطْرةً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً . ( و ) *!الأُطْرَةُ : ( حَرْفُ الذَّكَرِ ، *!كالإِطارِ ، فيهما ) ، أَي ككِتَابٍ يُقَال : *!إِطارُ السَّهْمِ *!وأُطْرَتُه ، *!وإِطارُ الذَّكَرِ *!وأُطْرَتُه : حَرْفُ حُوقِه .
( و ) *!الأُطْرَةُ : ( ما أَحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْمِ ) . والجَمْع *!أُطَرٌ *!وإِطارٌ .
( و ) *!الأُطْرَةُ من الفَرَس : ( طَرَفُ الأُبْهَرِ ) في رأْس الحَجَبَة إِلى مُنتَهَى الخاصِرة . وعن أَبي عُبَيْدَة : الأُطْرَةُ : طِفْطِفَةٌ غليظةٌ كأَنّها عَصَبَةٌ مُركَّبة في رأْس الحَجَبَة ، ويُستحبُّ للفَرَسِ نَشَنُّجُ *!أُطْرَتهِ .
( و ) *!الأُطْرَةُ : أَن يُؤخَذ ( رَمَادٌ ودَمٌ خَلِيطٌ يُلْطَخُ به كَسْرُ القِدْرِ ) ويُصلَح ، قال :
قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها *!بأُطْرَهْ
وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ
( *!والإِطَارُ ، ككِتَابٍ : الحَلْقَةُ من النّاسِ ) ؛ لإِحاطَتِهِم بما حَلَّقُوا به ، قال بِشْرُ بنُ أَبي خازم :
وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بَنيِ سُبَيْعٍ
قُرَاضِبَةً ونَحْن لَهُمْ *!إِطارُ
أَي ونحن مُحْدِقون بهم . وفي الأَساس : ومِن المَجَاز : هم *!إِطارٌ ، لبَنِي فلانٍ : حَلُّوا حولَهم . ( و ) *!الإِطارُ : ( قُضْبانُ الكَرْمِ تَلْتَوِي ) ، كذا في النُّسَخ ، وفي بعض الأُصُول : تُلْوَى ( للتَّعْرِيشِ ) .
( و ) الإِطارُ : ( ما يَفْصِلُ بين الشَّفَةِ وبين شَعَراتِ الشّارِبِ ) ، وهما *!إِطَارانِ . وسُئِلَ عُمَرُ بنُ عبد العزيز عن السُّنَّة في
____________________

(10/63)


قَصِّ الشّارِبِ ، فقال : تَقُصُّه حتَّى يَبْدُوَ الإِطارُ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : الإِطارُ : الحَيْدُ الشّاخِصُ ما بين مَقَصِّ الشّاربِ والشَّفَةِ ، المُختَلِطُ بالفَمِ ، قال ابنُ الأَثِير : يَعْنِي حَرْفَ الشَّفَة الأَعلَى الّذي يَحُول بين مَنابتِ الشَّعر والشَّفَة .
( و ) الإِطارُ : ( خَشَب المُنْخُلِ ) ، لاستدارَتِه .
( وكلُّ ما أَحاطَ بشيْءٍ ) فهو له *!أُطْرَةٌ *!وإِطارٌ ، *!كإِطارِ الدُّفِّ ، *!وإِطار الحافِرِ ، وهو ما أَحاط بالأَشْعَر ، ومنه صِفَةُ شَعر عليَ ، كرَّم اللّهُ وجهَه : إِنّما كان له إِطارٌ ، أَي شَعرٌ مُحِيطٌ برأْسِه ووسطُه أَصلعُ .
( *!وتَأَطَّرَ ) بالمكان : ( تَحَبَّسَ ) .
( و ) *!تَأَطَّرَ ( الرُّمْحُ : تَثَنَّى ) ، ويقال : تَأَطَّرَ القَنَا في ظُهُورِهم ، ومنه في صِفَةِ آدَمَ عليه السّلام : أَنّه كان طُوالاً *!فأَطَرَ اللّهُ منه ، أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَص مِن طُوله ، يقال : *!أَطَرْتُ الشَّيْءَ *!فانْأَطَرَ *!وتَأَطَّرَ ، أَي انْثَنَى .
( و ) *!تَأَطَّرَتِ ( المَرْأَةُ : أَقامتْ في بَيْتِهَا ( ولَزِمَتْه ، قال عُمَر بنُ أَبي ربيعةَ :
*!تَأَطَّرْنَ حَتّى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ ( و ) *!تَأَطَّرَ الشيْءُ : ( اعْوَجَّ ) وانْثَنَى ، ( *!كانْأَطَرَ ) *!انْئِطاراً .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( *!التَّأْطِيرُ أَنْ تَبْقَى ) الجاريةُ ( في بَيْتِ أَبَويْهَا زَمَاناً ) لَا تَتزوَّجُ .
( *!والمَأْطُور : البِئْرُ ) التي ضَغَطَتْها ( بِجَنْبِها ) بئرٌ ( أُخْرَى ) ، قال العَجّاج يصف الإِبلَ :
وباكَرَت ذا جُمَّة نَمِيرَا
لا آجِنَ الماءِ ولا *!مَأْطُورَا
( و ) *!المَأْطُورُ : ( الماءُ يكونُ في السَّهْلِ فيُطْوَى بالشَّجَرِ مَخافةَ الانهيارِ ) والانْهِدَامِ .
( و ) *!المَأْطُورةُ ، ( بهاءٍ : العُلْبَةُ
____________________

(10/64)


*!يُؤْطَرُ لِرَأْسِهَا عُوَيْدٌ ويُدَارُ ، ثُمَّ يُلْبَسُ شَفَتَها ) ورُبما ثُنِيَ على العُود *!المَأْطُورِ أَطرافُ جِلْدِ العُلْبة فتَجفُّ عليه ، قال الشّاعر :
وأَوْرَثَكَ الرّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً
*!ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلْدِ
قال : والسَّوِيَّة : مَرْكَبٌ مِن مَراكب النِّسَاءِ .
( *!وأَطْرَيْرَةُ ، بفَتْح الهمزةِ والرّاءَين : د ، بالمَغْرِب ) .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
وفي يَدِه *!مَأْطُورَةٌ : قَوْسٌ . قال أَبو زَيْد : *!أَطَرْتُ القَوْسَ *!أَطْراً ، إِذا حَنَيْتها .
*!وتَأَطَّرَتْ : تَثَنَّتْ في مِشْيَتِها ، كما في الأَساس .
*!وأُطْرَةُ الرَّمْلِ : كُفَّتُه .
وقال الأَصمعيُّ . إِنّ بينهم لأَوَاصِرَ رَحِمٍ ، *!وأَواطِرَ رَحِمٍ ، وعَوَاطِفَ رَحِمٍ ، بمعنًى واحدٍ ، الواحِدةُ آصِرَةٌ وآطِرَةٌ .
وفي حديث ليَ ، كَرَّم اللّهُ وَجهَه : ( *!فَأَطَرْتُهَا بينَ نِسَائِي ) ، أَي شَقَقْتُهَا وقَسَمتُهَا بينهنَّ ، وقيل : هو من قَوْلهِمْ : طارَ له في القِسْمَة كذا ، أَي وَقَعَ في حِصَّتِه ؛ فيكونُ مِن فَصْل الطّاءِ لا الهمزة .
ومن المَجَاز : *!أَطَرْتَ فُلاناً على مَوَدَّتِك .
*!والأُطْرَةُ ، بالضَّمِّ : طَفْطَفَةٌ غَلِيظَةٌ ، كأَنَّهَا عَصَبَةٌ مُرَكَّبَةٌ في رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ ، وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ ، قاله أَبو عُبَيْدة .
أفر : ( *!أَفَرَ : ( الرَّجلُ ( *!يَأْفِرُ ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، ( *!أَفْراً ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( *!وأُفُوراً ) ، بالضّمِّ : ( عَدَا ووَثَبَ ) ، وهو *!أَفّارٌ ، إِذا كان جَيِّدَ العَدْوِ .
*!وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيرُهُ بالفتح *!يَأْفِرُ *!أُفُوراً ، أَي شَدَّ الإِحْضارَ .
____________________

(10/65)



( و ) *!أفَرَ ( الحَرُّ والقِدْرُ : اشتدَّ غَلَيانُهما ) ، حتى كأَنَّها تَنِزُّ ، وقال الشاعر :
باخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغْلِي *!أَفْرَا
( و ) أَفَرَ ( البَعِيرُ ) يَأْفِرُ *!أَفْراً : ( نَشِطَ وسَمِنَ بعدَ الجَهْدِ ، *!كأَفِرَ ، كفَرِحَ ) ، *!أَفَراً ، ( فيهما ) .
( *!واسْتَأْفرَ ) البعيرُ *!كأَفَرَ ، وهاذه عن الصّاغانيّ .
( و ) *!أَفَرَ الرَّجُلُ : ( خَفَّ في الخدْمَة ) ، وإِنّه *!لَيَأْفِرُ بين يَدَيْه .
( وهو *!مِئْفَرٌ ) كمِنْبَرٍ ، وهو الّذِي يَسْعَى بين يَدَيِ الرَّجلِ ويَخْدُمُه .
ورجلٌ *!أَفّارٌ *!ومِئْفَرٌ ، إِذا كان وَثّاباً جَيِّدَ العَدْوِ .
( و ) *!أَفَرَ الرجلُ : ( طَرَدَ ) ، يقال : *!أَفَرْتُ القَوْمَ : طَرَدْتُهم ، نَقله الصاغانيُّ .
( *!والأُفُرَّةُ ، بضمَّتَيْن وتشديدِ الرّاءِ : الجَمَاعَةُ ) ذاتُ الجَلَبَةِ . ( و ) الأُفُرَّةُ : ( البَلِيَّةُ ) ، يقال : وَقَعَ في أُفُرَّةٍ ، يعنِي ( الاختلاط ) ، عن الأَصمعيِّ ، وهاكذا ضَبَطَه .
( و ) الأُفُرَّةُ : ( الشِّدَّةُ ) ، يقال : وقَعَ فلانٌ في أُفُرَّةٍ : أَي شِدَّةٍ ، ( و ) قال الفَرْاءُ : *!الأُفُرَّةُ ( من الصَّيْفِ : أَوَّلُه ) . *!وأُفُرَّةُ الحَرِّ والشَّرِّ والشِّتَاءِ : شِدَّتُه ، ( ويُفْتَحُ أَوَّلُهَا ) ، مثلُ ربَّةٍ ، وهاذه عن أَبي زَيْد ، ( ويُحَرّكُ في الكُلِّ ) .
( *!وأَفْرَانُ ، بالفتح : ة ، بنَسَفَ ) ، هنا أَوردَه الصّغانيُّ فقلَّدَه المصنِّفُ ، وقد يُذكَر في النُّون .
( *!وأَفُرُّ ، بفتحِ الهمزةِ وضمِّ الفاءِ ، والرّاءِ المشدَّدةِ : د ، بالعِرَاقِ ) قريبٌ مِن نَهْر جَوْبَرَ ، عن الصّغانيّ .
وممّا يُستدرَك عليه :
رجلٌ أَسْرَانُ *!أَفْرَانُ ، وهو إِتباعٌ .
*!وأَفَّار ككَتَّان : اسمٌ .
____________________

(10/66)



وَمَزائدُ *!أُفْرٌ ، لغةٌ في وُفْرٍ .
أَقر : ( *!أُقُرٌ ، بضمَّتَين : وادٍ واسعٌ مملوءٌ حَمْضاً ومِياهاً ) في ديار غَطَفانَ ، قريبٌ من الشَّرَبَّة ، وقيل : جَبَلٌ ، وقيل : هو مِن عَدَنَةَ ، وقيل : جِبالٌ أَعلاها لبَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ ، وأَسفلُها لفَزارةَ ، وأَنشدَ الجوهريُّ لابن مُقْبِل :
وثرْوَةٍ مِنْ رِجَالٍ لو رَأَيتَهُمُ
لَقُلْتَ إِحْدَى حِرَاجِ الجَرِّ مِنْ أُقُرِ
*!وأَقُرّ ، بفتحِ الهمزةِ وضَمِّ القافِ وتشدِيدِ الرّاءِ : موضعٌ أَو جَبَلٌ بعرَفَةَ .
وأُقَرُ كزُفَر : جبلٌ باليمنِ في وادٍ مُتَّسعٍ من أَوديةِ شَهارةَ ، قال الشّاعر :
وفي شَهَارةَ أَيّامٌ تعقّبها
قتْل القَرامطةِ الأَشرارِ في *!أُقَرِ
إِشارة إِلى قَتْل الصليحيِّ وجماعتِه في هاذا الوادي بعد السِّتمائة من الهجرة .
أَكر : ( *!الأَكْرَةُ ، بالضّمِّ : لُغَيَّةٌ ) ، أَي لُغَةٌ مُسترذَلَةٌ ( في الكُرَةِ ) التي يُلْعَبُ بها ، واللّغَةُ الجَيِّدةُ الكُرَةُ ، قال :
حَزاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَا
( و ) *!الأُكْرَةُ : ( الحُفْرَةُ ) في الأَرض ( يَجتمعُ فيها الماء فيُغْرَفُ صافياً ) ، جَمْعُه *!الأُكَرُ . ( *!والأَكْرُ *!والتَّأَكُّرُ : حَفْرُهَا ) ، يقال : *!أَكَرَ *!يَأْكُرُ *!أَكْراً ، *!وتَأَكَّرَ ، إِذا حَفَرَ *!أُكْرَةً .
( ومنه *!الأَكّارُ للحَرّاث ) ، وفي حديثِ قَتْلِ أَبي جَهْلٍ : ( فَلَوْ غيرُ *!أَكَّارٍ قَتَلَنِي ) ، الأَكّارُ : الزَّرّاعُ ، أَراد به احتقارَه وانتقاصَه ، كيف مثلُه يَقْتُلُ مثلَه ، ( ج *!أَكَرَةٌ ، كأَنّه جَمْعُ *!آكِرٍ في التَّقْدِير ) ، كذا قاله الجوهريُّ .
( و ) في الحديث : نَهَى عن ( *!المُؤَاكَرَةِ ) ، يعني المُزَارَعَةَ على
____________________

(10/67)


نَصيبٍ معلومٍ ممّا يُزرَعُ في الأَرض ، وهي ( المُخَابَرةُ ) ، ويقال : *!أَكَرْتُ الأَرضَ ، أَي حَفَرْتُها .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!التَّأْكِيرُ أَنْ يَجْعَلَ الطِّراقَ *!أُكَراً ؛ قيل لحِرّاثٍ : هل *!أَكَّرْتَ الطِّراقَ ؟ أَي هل جعلتَ له *!أُكَراً ؟ .
أَمر : ( *!الأَمْرُ : ( معْرُوفٌ ، وهو ( ضِدُّ النَّهْيِ ، *!كالإِمَارِ *!والإِيمارِ ، بكسرِهما ) الأَوَّلُ في اللِّسَان ، والثاني حَكَاه أَهلُ الغَرِيبِ ، وقد أَنكرَهما شيخُنا واستغربَ الأَخِيرَ ، وقد وَجَدتُه عن أَبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ ، قال : *!وأَمِرَ بالكسر مالُ بني فلانٍ *!إِيماراً : كَثُرَتْ أَموالُهم ؛ ففي كلامِ المصنِّف نَظَرَّ وتأَمُّلٌ .
( *!والآمِرَةُ ) ، وهو أَحدُ المصادرِ التي جاءَتْ ( على فاعِلَةٍ ) كالعافِيَةِ ، والعاقِبَةِ والخاتِمَةِ .
( *!أَمَرَه و ) *!أَمَرَه ( به ) ، الأَخيرةُ عن كُراع ، *!وأَمَرَه إِيّاه على حَذف الحرف يأْمرُه أَمْراً وإِمَاراً .
( *!وآمَرهَ ) بالمدِّ ، هاكذا في سائرِ النُّسَخِ ، وهو لُغةٌ في أَمَرَه ، وقال أَبو عُبَيْد : *!آمَرْتُه بالمدّ *!وأَمرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرتُه . وسيأْتي .
( *!فأْتَمَرَ ) ، أَي قَبِلَ أَمْرَه ، ويقال : *!ائتُمِرَ بخيرٍ ؛ كأَنَّ نفسَه *!أَمَرَتُه به فقَبِلَه .
وفي الصّحاح : *!وائْتَمَرَ الأَمْرَ ، أَي امتَثَلَه ، قال امرؤُ القيس :
ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
وفي الأَساس : *!وائْتَمَرْتُ ما *!-أَمرْتَنِي به : امْتَثَلْتُ .
( و ) وَقَعَ أَمرٌ عظيمٌ ، أَي ( الحادثةُ ، ج *!أُمُورٌ ) ، لا يُكَسَّر على غيرِ ذالك ، وفي التَّنزِيل العزيز : { أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ *!الاْمُورُ } ( الشورى : 53 ) .
____________________

(10/68)



ويقال : *!أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ ، *!وأُمُوره مستقيمةٌ .
وقد وَقَعَ في مُصَنَّفات الأُصُول الفَرْقُ في الجَمع ، فقالوا : الأَمر إِذا كان بمعنَى ضِدِّ النهي فحمعُه *!أَوَامِرُ ، وإِذا كان بمعنَى الشَّأْنِ فجمعُه *!أمُور ، وعليه أَكثُر الفُقَهاء ، وهو الجارِي في أَلْسِنَة الأَقوام .
وحقَّق شيخُنَا في بعض الحَوَاشِي أُصولِيَّة ما نصّه : اختلفوا في واحدِ *!أُمورٍ *!وأوامِرَ ؛ فقال الأُصولِيُّون : إِنّ *!الأَمرَ بمعنَى القولِ المخصَّصِ يُجمَع على أَوامِرَ ، وبمعنَى الفِعْلِ أَو الشأْن يُجمَع على أُمُورٍ ، ولا يعْرَف مَن وافقَهم إِلا الجوهريّ في قوله : أَمَرَه بكذا أَمْراً وجمعُه أَوامِرُ ، وأَما الأَزهريُّ فإِنه قال : الأَمْرُ ضِدُّ النَّهْيِ واحدُ الأُمُور . وفي المُحكَم : لا يُجمَع الأَمرُ إِلّا على أُمور ، ولم يَذْكُر أَحدٌ من النُّحاة أَنَّ فَعْلاً يُجمَع على فَوَاعِلَ ، أَو أَنَّ شيئاً مِن الثُّلاثِيَّاتِ يُجْمَع على فَوَاعِلَ ، ثم نَقَلَ شيخُنَا عن شرح البُرْهَان كلاماً ينبغي التَّأَمُّلُ فيه .
وفي المِصباح : جَمْعُ الأَمْرِ أَوامرُ ، هاكذا يَتكلَّم به النَّاس ، ومِن الأَئِمَّةِ مَنْ يُصحِّحه ويقول في تَأْوِيله : إِنّ الأَمْرَ *!مَأْمُورٌ به ، ثم حُوِّلَ المفعولُ إِلى فاعل ، كما قيل أَمْرٌ عارِفٌ وأَصلُه معرُوفٌ ، وعيشةٌ راضيةٌ وأَصلُه مَرْضِيَّة ، إِلى غير ذلك ، ثم جُمِع فاعلٌ على فَوَاعِلَ ، *!فأَوامِرُ جمعُ *!مأْمورٍ . وبعضُهُم يقول : جُمِعَ على أَوامِرَ فَرْقاً بينه وبين الأَمْرِ بمعْنَى الحالِ ، فإِنه يُجمَع على فُعُول .
( و ) الأَمْرُ : ( مَصْدَرُ أَمَرَ ) فلانٌ ( علينا ) *!يَأْمُر ، *!وأَمِرَ ، وأَمُرَ ( مُثَلَّثَة ، إِذا وَلِيَ ) ، قال شيخُنَا : اقتصرَ في الفَصِيح على الفتْح ، وحَكَى ابنُ القَطّاع الضَّمَّ ، ورَوَى غيرُهم الكسرَ ، وأَنكره جماعةٌ .
قلتُ : ما ذَكَره عن الفَصِيح ، فإِنه حَكَى ثعلبٌ عن الفَرّاء : كان ذالك إِذْ *!أَمَرَ عَلَيْنَا الحَجّاجُ . بفتحِ المِيمِ
____________________

(10/69)


وأَما بالكسرِ والضَّمِّ فقد حكاهما غيرُ واحِدٍ من الأَئِمَّة ، قالوا : وقد *!أَمِرَ فلانٌ بالكسر *!وأَمُرَ بالضمِّ ، أَي : صار *!أَمِيراً ، وأَنشدُوا على الكسر :
قد *!أَمِرَ المُهَلَّبُ
فَكَرْنِبُوا ودَوْلِبُوا
وحيثُ شِئْتُمْ فاذْهَبُوا
( والاسمُ *!الإِمْرَةُ ، بالكسر ) ، وهي *!الإِمارة ، ومنه حيثُ طَلْحَةَ : ( لعلَّكَ ساءَتْكَ *!إِمْرَةُ ابنِ عَمِّكَ ) .
( وقولُ الجوهريِّ : مصدرٌ ، وَهَمٌ ) ، قال شيخُنا : وهاذا ممّا لَا يَنْبَغِي بمثلهِ الاعتراضُ عليه : إِذْ هو لعلَّه أَراد كَوْنَه مَصدَراً على رَأْي مَن يقولُ في أَمثاله بالمصدريَّة ، كما في لنِّشْدَةِ وأَمثالِهَا ، قالوا : إِنّه مصدرُ نَشَدَ الضَّالَّةَ ، أَو جاءَ به على حذْفِ مضافٍ ، أَي اسم مصدر الإِمرة بالكسر ، أَو غير ذالك مما لا يخفَى عمَّن له إِلمامٌ باصطلاحهم .
( و ) يقال : ( له عليَّ *!أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ ، بالفتح ) لا غير ؛ ( للمَرَّةِ ) الواحِدةِ ( منه ) ، أَي من *!الأَمْر ، ( أَيْ له عليَّ أَمْرَةٌ أُطِيعُه فيها ) ولا تَقُل : *!إمْرَةٌ ، بالكسر ؛ إِنما *!الإِمْرَةُ مِن الولاية ، كذا في التَّهْذِيب والصّحاح وشُرُوح الفَصِيح ، وفي الأَساس : ولكَ عليَّ *!أَمْرَةٌ مُطاعةٌ ، أَي أَنْ *!-تَأْمُرَنِي مَرَّةً واحِدَةً فأُطِيعَكَ .
( *!والأَمِيرُ : المَلِكُ ؛ لِنَفَاذِ *!أَمْرِه ، ( وهي ) أَي الأُنْثَى *!أَمِيرَةٌ ، ( بهاءٍ ) ، قال عبدُ الله بنُ هَمّام السَّلُولِيُّ :
ولَوْ جاءُوا بِرَمْلَةَ أَو بِهِنْدٍ
لَبَايَعْنَا أَمِيرَةَ مُؤْمِنِينَا
قال شيخُنَا : وهو بناءً على ما كان في الجاهليَّةِ مِن تَوْلِيَةِ النِّسَاءِ ، وإِنْ مَنَعَ الشَّرْعُ ذالك ، على ما تَقَرَّر ؛ ( بَيِّنُ *!الإِمارةِ ) ، بالكسرِ ؛ لأَنّها من الوِلايَات ، وهي ملحقةٌ بالحِرَف والصَّنائع ، ( ويُفْتَحُ ) وهاذا ممّا أَنكرُوه وقالوا : هو لا يُعرَف ، كما في الفَصِيح وشُرُوحه ، قاله شيخُنَا ، وقد ذَكَرَهما
____________________

(10/70)


صاحبُ اللِّسَان وغيره ، فتَأَمَّلْ ، ( ج أُمَراء ) .
( و ) الأَميرُ : ( قائدُ الأَعْمَى ) ؛ لأَنه يَملِكُ أَمرَه ، ومنه قول الأَعشى :
إِذا كانَ هادِي الفَتَى في البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطاعَ الأَميرَا
( و ) الأَمِيرُ : ( الجارُ ) ؛ لانْقيادِه له .
( و ) الأَمِيرُ : هو *!المُؤامَر ، أَي ( المُشَاوَر ) ، وفي الحديث : ( *!أَمِيرِي مِن الملائكةِ جِبْرِيلُ ) ، أَي صاحب *!-أَمْرِي ووَلِيِّي . وكلُّ مَن فَزِعْتَ إِلى مُشَاوَرَتِه *!ومُؤَامَرَتِه فهو *!أَمِيرُك .
( و ) *!الأَمِيرُ : ( *!المُؤَمَّرُ ، كمُعَظَّمٍ : المُمَلَّكُ ) ، يقال : *!أُمِّرَ علَيْه فلانٌ ، إِذا صُيِّر *!أَمِيراً .
( و ) *!المُؤَمَّرُ : ( المحَدَّدُ ) بالعَلاماتِ ، ( و ) قيل : هو ) المَوْسُومُ ) . وسِنَانٌ *!مُؤَمَّرٌ : أَي مُحَدَّدٌ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
وقد كانَ فِينا مَنْ يَحُوطُ ذِمَارَنا
ويُحْذِي الكَمِيَّ الزّاعِبِيَّ *!المُؤَمَّرَا
( و ) *!المؤَمَّرُ : ( القَنَاةُ إِذا جَعَلْتَ فيها سِنَاناً ) ، والعربُ تقول : أَمِّرْ قَنَاتَكَ ، أَي اجعَلْ فيها سِنَاناً .
( و ) *!المُؤَمَّرُ : ( المُسَلَّطُ ) . وقال خالدٌ في تفسِيرِ الزّاعِبِيِّ المُؤَمَّر : إِنّه هو المُسَلَّط ، والزّاعِبِيُّ الرُّمْح الذي إِذا هُزَّ تَدافَعَ كُّه ؛ كأَنّ مُؤَخَّرَه يَجْرِي في مُقَدَّمِه ، ومنه قيل : مَرَّ يَزْعَبُ بحِمْلِه ، إِذا كانَ يَتَدَافَعُ ، حَكَاه عن الأَصمعِيِّ .
( و ) في التَّنزِيل العزيز : { أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الاْمْرِ مِنْكُمْ } ( النساء : 59 ) . قالوا : ( أُولُو *!الأَمْرِ : الرُّؤَسَاءُ والعُلَماءُ ) ، وللمفسِّرين أَقوالٌ فيه كثيرة .
( *!وأَمِرَ ) الشيْءُ ، ( كفَرِحَ ، *!أَمَراً *!وأَمَرَةٌ ) ، بالتَّحْرِيك فيهما : ( كَثُرَ وتَمَّ ) . وحَكَى ابنُ القَطاع فيه الضّمَّ أَيضاً ، قال المصنِّفُ في البَصائر : وأَمِرَ القَوْمُ ، كسَمِعَ : كَثُرُوا ؛ وذالك لأَنّهم ، إِذا كَثُرَوا صارُوا ذا *!أَمْرٍ ، مِن
____________________

(10/71)


حيثُ إِنّه لا بُدَّ لهم مِن سائِسٍ يَسُوسُهم ، ( فهو *!أَمِرٌ ) كفَرِح ، قال :
أُمُّ عِيَالٍ ضَنْؤُهَا غيرُ *!أَمِرْ
والاسمُ *!الإِمْرُ .
وزَرْعٌ *!أَمِرٌ : كَثِيرٌ ، عن اللِّحيانيّ .
وَقَرَأَ الحَسَنُ : { *!أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } ( الإسراء : 16 ) على مِثَالِ عَلِمْنَا ، قال ابنُ سِيدَه : وعَسى أَن تكونَ هاذه لغةً ثالثةً ، وقال الأَعْشَى :
طَرِفُونَ وَلَّادُون كلَّ مُبَارَكٍ
*!أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
ويقال : *!أَمَرَهم للّهُ *!فأَمِرُوا ، أَي كَثُرُوا .
( و ) يقال : *!أَمِرَ ( *!الأَمْرُ ) *!يَأْمرُ *!أَمْراً إِذا ( اشتدَّ ) . والاسْمُ *!الإِمْرُ بالكسر .
وتقولُ : ( العرب ) : الشَّرُّ *!أَمِرٌ .
ومنه حديثُ أَبي سُفْيَانَ : ( لقد *!أَمِرَ *!أَمْرُ ابنِ أَبِي كَبْشَةَ وارتَفَعَ شَأْنُه ، يعني النبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم . ( و ) منه حديثُ ابنِ مسعود : ( كُنّا نقولُ في الجاهِلِيَّةِ : قد *!أَمِرَ بنو فلانٍ ، أَي كَثُرُوا .
*!وأَمِرَ ( الرَّجُلُ ) فهو *!أَمِرٌ : ( كَثُرَت ماشِيَتُه ) ، وقال أَبو الحَسَن : *!أَمِرَ بنو فلانٍ : كَثُرَتْ أَموالُهم .
( *!وآمَره اللّهُ ) ، بالمدِّ ، ( *!وأَمَره ، كنَصَره ) وهاذه ( لُغَيَّةٌ ) .
فأَماَّ قولُهُم : ومُهْرَةٌ *!مَأُمْورَةٌ ، فعلَى ما قد أُنِسَ من الإِتباع ، مثلُه كثيرٌ .
وقال أَبو عُبَيْدَ : *!آمَرتُه بالمدّ *!وأَمَرتُه لغتانِ بمعنى كَثَّرتُه ، وأَمِرَ هو ، أَي كَثُرَ : فخُرِّجَ على تقديرِ قولهم : عَلِمَ فلانٌ وأَعلمتُه أَنا ذالك ، قال يعقوبُ : ولم يَقُلْه أَحدٌ غيرُه ، أَي ( كَشَّرَ نَسْلَه وماشِيَتَه ) .
وفي الأَساس : وقَلَّ بنو فلانٍ بعدَما *!أَمِرُوا ، وفي مَثَل : ( مَنْ قَلَّ ذَلَّ ومَنْ أَمِرَ فَلّ ) وإِنَّ مالَه *!لأَمِرٌ ، وعَهْدِي به وهو زَمِرٌ .
____________________

(10/72)



( *!والأَمِرُ ، ككَتِفٍ ) : الرجلُ ( المُبَارَكُ ) يُقْبِلُ عليه المالُ . وامرأَةٌ *!أَمِرَةٌ : مُبَاركةٌ على بَعْلها ، وكلُّه من الكَثْرَة . وعن ابن بُزُرْجَ : رجلٌ *!أَمِرٌ وامرأَةٌ أَمِرَةٌ ، إِذا كَانا مَيْمُونَيْنِ .
( وَرَجُلٌ *!إِمَّرٌ ) *!وإِمَّرَةٌ ( كإِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ ) ، بالكسر ( ويُفْتَحَان ) ، الأُولَى مفتوحةٌ ، عن الفَرّاءِ : ( ضعيفُ الرَّأْيِ ) أَحمقُ ، وفي اللِّسَان : رجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ : ضعيفٌ لا رَأْيَ له ، وفي التَّهْذِيب : لا عَقْلَ له ، ( يُوَافِقُ كلَّ أَحدٍ على ما يُرِيدُ مِن أَمْرِه كلِّه ) وفي اللِّسَان : إِلّا ما *!أَمَرْتَه به ، لِحُمْقِه ، وقال امْرُؤُ القَيْس :
وليس بِذِي رَثْيَةٍ *!إمَّرٍ
إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا
ويقال : رجلٌ *!إِمَّرٌ : لا رَأْيَ له ، فهو *!يَأْتَمِرُ لكلِّ *!آمِر ويُطِيعُه . قال السّاجِعُ : إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تُرْسِلْ فيها *!إِمَّرَةً ولا *!إِمَّراً . قال شَمِرٌ : معنه لا تُرْسِلْ في الإِبلِ رجلاً لا عقلَ له يُدَبِّرُها . وفي حديث آدَمَ عليه السّلام : ( مَن يُطِعْ *!إِمَّرَةً لا يَأْكُلْ ثَمَرَةً ) . قال ابنُ الأَثِير : هو الأَحمق الضعيفُ الرَّأْيِ الذي يقولُ لغيرِه : مُرْنِي بأَمْرِكَ ، أَي مَنْ يُطِعْ امرأَةً حمقاءَ يُحْرَمِ الخَيْرَ ، ومثلُه في الأَساس ، قال : وقد يُطلَقُ *!الإِمَّرةُ على الرَّجل ، والهاءُ للمبالغة ، يقال : رجلٌ إِمَّرَةٌ ، وقال ثعلبٌ في قوله : رجلٌ *!إمَّرٌ ، قال : شُبِّه بالجَدْي .
( وهما ) أَيضاً : ( الصَّغِيرُ من أَولادِ لضَّأْنِ ) ، أَي يُطلَقان عليه ، وقِيل : هما الصَّغِيرَان من أَولادِ المَعزِ .
والعرب تقولُ للرَّجل إِذا وَصَفُوه بالإِعدام : مالَه إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ ، أَي ماله خَرُوفٌ ولا رِخْلٌ ، وقيل : ماله شيءٌ ، والإِمَّرُ : الخَرُوفُ ، والإِمَّرَةُ :
____________________

(10/73)


الرِّخْلُ ، والخروفُ ذَكَرٌ والرِّخْلُ أُنْثَى .
( *!والأَمَرَةُ ، حرَّكةً : الحِجَارةُ ) . قال أَبو زُبَيْدٍ ( من قصيدة ) يَرْثِي فيها عُثمانَ بنَ عفّانَ ، رَضِيَ اللّهُ عنه :
يا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كان الَّذِي زَعَمُوا
حقًّا وماذاا يَرُدُّ اليَومَ تَلْهِيفِي
إِنْ كَان عُثْمانُ أَمْسَى فَوقَه *!أَمَرٌ
كراقِبِ العُونِ فوقَ القُنَّةِ المُوفِي
شَبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرْقُبُ عُيُونَ أُتُنهِ .
( و ) قال ابنُ سِيدَه : الأَمَرَةُ : ( العَلَامةُ ) .
وقال غيرُه : الأَمرَة : العَلَم الصغيرُ مِن أَعلام المَفَاوِزِ من حِجارةٍ ، وهو بفَتْحِ الهمزةِ والميم .
( و ) الأَمَرةُ أَيضاً : ( الرّابِيَةُ ) .
وقال ابنُ شُمَيل : الأَمَرَةُ ثلُ المَنارةِ فوقَ الجبلِ عَرِيضٌ ، مثلُ البَيتِ وأَعظمُ ، وطُولُه في السَّماءِ أَربعونَ قامَة صُنِعَتْ على عهدِ عادٍ وإِرَمَ ، وربما كان أَصلُ إِحداهنّ مثلَ الدّارِ ، وإِنما هي جارٌ مُكوَّمةٌ بعضُها فوق بعضٍ قد أُلزِقَ ما بينها بالطِّين ، وأَنت تَراها كأَنَّهَا خِلْقَة .
( جَمْعُ الكُلِّ أَمَرٌ ) .
قال الفَراءُ : يقال : ما بها أَمَرٌ ، أَي عَلَمٌ .
وقال أَبو عَمْرو : *!الأَمَرَاتُ : الأَعلامُ ، واحدتُها *!أَمَرَةٌ ، وقال غيرُه *!وأَمَارةٌ مثلُ *!أَمَرَةٍ .
( *!والأَمَارةُ *!والأَمَارُ ، بفتحِهما : المَوْعِدُ والوقْتُ ) المحدُودُ ، وعَمَّ ابنُ لأَعْرَابِيِّ *!بالأَمَارةِ الوَقتَ ؛ فقال : الأَمَارةُ : الوَقتُ ، ولم يُعَيِّن أَمَحدودٌ أَم غيرُ محدودٍ .
( و ) *!الأَمَارُ : ( العَلَمُ ) الصغيرُ من أَعلامِ المَفاوِزِ من حجارةٍ ، وقال حُمَيد :
بِسَوَاءِ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ *!أَمَارَةً
منها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطِرُ
____________________

(10/74)



وكلُّ عَلَامةٍ تُعَدُّ فهي أَمَارةٌ ، وتقول : هي أَمَارةُ ما بَيْنِي وبَيْنِكَ ، أَي علامة ، وأَنشد :
إِذا طَلَعَتْ شمسُ النّهارِ فإِنَّها
أَمَارةُ تَسْلِيمِي عليك فَسَلِّمِي
وقال العَجّاج :
إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِه فارْتَدَّتِ
إِلى أَمَارٍ وأَمارٍ مُدَّتِي
قال ابنُ بَرّيّ : ( وأَمَارِ مُدَّتِي ) بالإِضافةِ ، والضميرُ المرتفعُ في رَدَّها يعودُ على الله تعالَى ، يقول : إِذْ رَدَّ اللْهُ نفسِي بكَيْدِه وقوَّتهِ إِلى وقتِ انتهاءِ مُدَّتِي .
وفي حديث ابنِ مَسْعُود : ( ابْعَثوا بالهَدْيِ ، واجْعَلوا بَينَكم وبينَه يومَ *!أَمَارٍ ) . الأَمَار *!والأَمَارة : العَلَامَة ، وقيل : الأَمَار جمْع الأَمَارةِ ، ومنه الحديثُ الآخَرُ : ( فهل للسَّفَرِ أَمَارة ؟ ) .
( *!وأَمْرٌ *!إِمْرٌ ) ، بالكسر : اسمٌ مِن أَمِرَ الشَّيءُ بالكسر إِذا اشتدَّ ، أَي ( مُنْكَرٌ عَجِيبٌ ) قال الرّاجز :
قد لَقِيَ الأَقْرَانُ منِّي نُكْرَا
داهِيةً دَهْيَاءَ إِدًّا *!إِمْرَا
وفي التَّنزِيل العزيز : { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } ( الكهف : 71 ) . قال أَبو إِسحاق : أَي جئتَ شيئاً عظيماً من المُنْكَر ، وقيل : *!الإِمْر ، بالكسر ؛ الأَمْرُ العظيمُ الشَّنِيعُ ، وقيل : العَجِيب ، قال : ونُكْراً أَقلُّ مِن قوله : *!إمْراً ؛ لأَنّ تَغْرِيقَ مَنْ في السَّفِينة أَنْكَرُ مِن قَتْلِ نفسٍ واحدةٍ . قال ابنُ سِيدَه : وذهبَ الكسائيُّ إِلى أَنّ معنى إِمْراً : شيئاً داهِياً مُنكَراً عَجَباً ، واشتقَّه مِن قولهم : أَمِرَ القومُ ، إِذا كَثُرُوا .
( و ) يقال : ( ما بها ) أَي بالدّارِ
____________________

(10/75)


( *!أَمَرٌ محرّكةً *!وتَأْمُورٌ ) ، وهاذه عن أَبي زَيْد ، مهموز ، ( *!وتُؤْمُور ) ، بالضَّمِّ في الأَخِير ، وهاذه عن أَبي الأَعرابيّ ، والتاءُ زائدةٌ فيها ، وبالهمز ودونَه ، أَثبتَهما الرَّضِيُّ وغيره وزادَ : *!-وتُؤْمُرِيٌّ ، ( أَيّ أَحَدٌ ) ، واستطردَ شيخُنا في شرح نَظْمِ الفَصِيح أَلفاظاً كثيرةً من هاذا القَبِيل ، منها : ما بها شُفْرٌ ( وشَفْرةٌ ) وطُوئِيٌّ وطاوِيٌّ ( وطُوَوِيٌّ وطُؤَوِيٌّ ) وطُؤْرِيٌّ ودُورِيٌّ ودارِيٌّ ودِبِّيجٌ وآرِمٌ وأَرَمٌ وأَريمٌ ( وإِرَمِيٌّ ، وأَءيرَمِيٌّ ) ونُمِّيٌّ ودُعْوِيٌّ وِدُبِّيٌّ وكَتِيعٌ وكُتَاعٌ ودَيّار ( ودَيُّورٌ ) وكَرّابٌ ووَابِنٌ ونافِخُ ضَرَمَةٍ ووَابرٌ وعَيْنٌ وعائِنَةٌ ولا عَريبٌ ولا صافِرٌ ، قال : ومعنَى هاذه الحُرُوفِ كلِّهَا : أَحَدٌ . وحَكَى جميعَها صاحِبُ كتابِ المَعَالِم ، والمُطَرّز في كتاب الياقوت ، وابنُ الأَنباريّ في كتاب الزّاهر ، وابنُ السِّكِّيت ، ابنُ سِيدَه في العَوِيص ، وزاد بعضُهم على بعضٍ ، وقد ذَكَر المصنِّفُ بعضاً منها في مواضعها واستجادَ ، فارجِع شَرْحَ شيخِنا في هذا المَحَل فإِنه بَسَطَ وأَفادَ .
( *!والائْتِمَارُ : المُشَاوَرَةُ ، *!كالمُؤامَرَةِ *!والاسْتِئْمارِ *!والتَّأَمُّرِ ) على التَّفَعُّلِ ، *!والتَّآمُرِ على التفَّاعُلِ . *!وآمَرَه في *!أَمْره ووَامَرَه *!واستَأْمَره : شاوَرَه . وقال غيرُه : *!آمَرْتُه في *!-أَمْرِي *!مُؤامرةً ، إِذا شاوَرْته ، والعامَّةُ تقول : وَامَرْته .
ومِن *!المُؤامَرةِ : المُشَاورةِ ، في الحدِيث : ( *!آمِرُوا النِّساءَ في أَنْفُسِهِن ) ، أَي شاوِرُوهُنَّ في تَزْوِيجِهْنَّ ، قال ابنُ الأَثِير : ويقال فيه : وَأمَرْتُه ، وليس بفَصِيحٍ . وفي حديث عُمر : ( *!آمِرُوا النِّساءَ في بناتِهنَّ ) ، وهو من جهةِ استطابَةِ أَنفسِهنَّ ؛ وهو أَدْعَى للأُلفةِ وخَوْفاً من وُقُوعِ الوَحْشَةِ بينهما إِذا لم يكن برِضَا الأُمِّ ؛ إِذ البَناتُ إِلى الأُمَّهَاتِ أَمْيَلُ ، وفي سَماع قولِهِنَّ أَرغبُ . وفي حديث المُتْعَة : ( *!فآمَرَتْ نفْسَها ) أَي شاوَرَتْها واستأْمَرَتْهَا .
ويقال : *!تأَمَّرُوا على الأَمْر *!وائْتَمَرُوا :
____________________

(10/76)


تَمارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم . وفي التَّنزِيل : { إِنَّ الْمَلاَ *!يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ } ( القصص : 20 ) قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَي يَتَشَاوَرُون عليكَ ، وقال الزَّجَّاج : معنى قولِه : { يَأْتَمِرُونَ بِكَ } : يأْمُر بعضُهم بعضاً بقتلِكَ . قال أَبو منصور : *!ائتمرَ القومُ *!وتآمَرُوا ، إِذا أَمَرَ بعضُهُم بعضاً ، كما يقال : اقْتَتَل القومُ وتَقَاتَلُوا ، اختَصُموا وتَخَاصَمُوا ، ومعنى ، { يأتمرون بك } أَي *!يؤُامِرُ بعضُهم بعضاً بقتلِكَ وفي قتلِكَ ، قال : وأَمّا قولُه : { *!وائْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } ( الطلاق : 6 ) فمعناه واللّهُ أَعلمُ *!لِيأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروفٍ . وقال شَمِرٌ في تفسِيرِ حديثِ عُمَرَ ، رضي اللّهُ عنه : ( الرِّجالُ ثلاثةٌ : رجلٌ إِذا نَزَلَ به أَمْرٌ *!ائْتَمَرَ رَأْيَه ) ، قال : معناه ارْتَأَى وشاوَرَ نفسَه قبلَ أَنْ يُواقِعَ ما يُرِيدُ ، قال : ومنه قولُ الأَعْشَى :
لا يَدَّرِي المَكْذُوبُ كيفَ *!يَأْتَمِرْ
أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويُشاوِرُ نفسَه ويَعْقِدُ عليه ؟ .
( و ) *!الائْتِمَارُ : ( الهَمُّ بالشيْءِ ) ، وبه فَسَّر القُتَيبيُّ قولَه تعالَى : { إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ } أَي يَهُمُّون بكَ ، وأَنشد :
اعْلَمَنْ أَنْ كلَّ *!مُؤْتَمِرٍ
مُخْطىءٌ في الرَّأْيِ أَحْيَانَا
قال : يقولُ : مَن رَكب أَمْراً بغيرِ مَشُورةٍ أَخطأَ أَحياناً . وخَطَّأَ قولَ مَن فَسيَّر قولَ النَّمِر بنِ تَوْلَب أَو امْرِىء القَيس :
أَحارُ بنَ عَمْرٍ و فؤُادِي خَمِرْ
ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غيرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهْلَكَه ، قال : كيف يَعْدُو على المرءِ ما شاوَرَ فيه والمُشَاوَرَةُ بَرَكةٌ ؟ : وإِنما أَرادَ يَعْدُو على المرءِ ما يَهُمُّ به من الشَّرِّ ، وقال أَيضاً في قوله تعالَى : { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } : أي هُمّوا به واعْتَزِمُوا عليه ، قال : ولو كانَ كما قال أَبُو
____________________

(10/77)


عُبَيْدَةَ في قولِه تعالَى : { إِنَّ الْمَلاَ *!يَأْتَمِرُونَ بِكَ } أَي يَتشاوَرُونَ عليكَ لقال : *!يَتأَمَّرُون بكَ .
قال أَبو منصور : وجائزٌ أَن يقال : *!ائْتمر فلانٌ رَأْيَه ، إِذا شاوَرَ عقلَه في الصَّوَاب الذي يَأْتِيه ، وقد يُصِيبُ الذي *!يَأْتَمِرُ رأْيَه مرَّةً ويُخْطِيءُ أُخْرَى ، قال : فمعنَى قولِه : { يَأْتَمِرُونَ بِكَ } : أَي *!يُؤامِرُ بعضُهِم بعضاً فيكَ ، أَي في قَتْلِكَ ، أَحْسَنُ مِن قَول القُتَيْبِيِّ : إِنّه بمعنى يَهُمُّون بكَ .
وفي اللِّسَان : *!والمُؤْتَمِرُ : المُسْتَبِدُّ بِرَأْيِه ، وقيل : هو الذي يَسْبِقُ إِلى القَوْلِ ، وقيل : هُو الذي يَهُمُّ *!بأَمْرٍ يَفْعَلُه ، ومنه الحديثُ : ( لا يَأْتَمرُ رَشَداً ) ، أَي لا يَأْتِي برَشَدٍ مِن ذاتِ نفسِه ، ويقال لكلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلاً مِن غيرِ مُشَاورةٍ : ائْتَمَرَ ؛ كأَنَّ نفسَه أَمرتْه بشيْءِ *!فَائتَمرها ، أَي أَطاعَها .
( و ) يقال : أَنتَ أَعْلَمُ *!بتَأْمُورِك ، ( *!التَّأْمُورُ : الوِعَاءُ ) ؛ يريدُ أَنتَ أَعلمُ بما عندكَ .
( و ) قيل : التَّأْمُورُ ( النَّفْسُ ) ؛ لأَنها *!الأَمّارة ، قال أَبو زَيْدٍ : يُقَال : لقد عَلِم *!تَأْمُورُكَ ذالك ، أَي قد عَلِمَتْ نفْسُك ذالك ، وقال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
أُنْبِئْتُ أَنَّ بَي سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا
أَبْياتَهم تَأْمُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ
قال الاصمعيّ : أَي مُهْجةَ نفْسِه ، وكانُوا قَتَلُوه .
( و ) قيل : تَأْمُورُ النَّفْسِ : ( حَيَاتُها ) .
وقيل : العقْلُ ، ومنه قولُهم : عَرَفْتُه *!-بِتَأْمُورِي .
( و ) التَّأْمُورُ : ( القَلْبُ ) نفسُه ، تَفْعُول مِن الأَمْر ، ومنه قولُهم : حَرْفٌ في *!تَأْمُورِكَ خَيْر مِن عَشَرَةٍ في وِعَائكَ . ( و ) قيل : التَّأْمُورُ : ( حَبَّتُه وحَياتُه ودَمُه ) وعُلْقَتُه ، وبه فَسَّر بعضُهُم قولَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكَرِبَ : ( أَسَد
____________________

(10/78)


في *!تَأْمُورَتِهِ ) ، أَي في شِدَّةِ شجاعتِه وقَلْبِه .
ورُبَّمَا جُعِلَ خَمْراً ، ورُبَّما جُعِلَ صِبْغاً ، على التَّشْبِيه .
( أَو ) التَّأْمُورُ ( الدَّمُ ) مطلقاً ؛ على التَّشْبِيه ، قالَه الأَصْمَعِيُّ .
وكذالك ( الزَّعْفَرانُ ) ، على التَّشبِيه ، قالَه الأَصمعيُّ .
( و ) التَّأْمُور : ( الوَلَدُ ، ووِعاؤُه ) .
( و ) التَّأْمُور : ( وَزِيرُ المَلِكِ ) ؛ لنفُوذِ أَمْرِه .
( و ) التَّأْمُور : ( لَعِبُ الجَوَارِي أَو الصِّبيانِ ) ، عن ثعلب .
( و ) التَّأْمُور : ( صَوْمَعَةُ الرّاهِبِ ، ونامُوسُه ) .
( و ) من المجاز : ما في الرَّكِيَّةِ تَأْمُور ، يُعْنَى : شَيْءٌ من ( الماء ) . قال أَبو عُبَيْد : وهو قياس على قولهم : ما بالدّار تَأْمُور ، أَي ما بها أَحَدٌ ، وحَكَاه الفارسيُّ فيما يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ .
( و ) التَّأْمُورُ : ( عِرِّيسَةُ الأَسَدِ ) وخِيسُه ، عن ثعلب ، وهو *!التَّأْمُورَةُ أَيضاً : ويقال : احْذَرِ الأَسَد في *!تَأْمُورِه ومِحْرَابِه وغِيلِه . وسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّاب رضيَ اللهُ عنه عَمْرَو بنَ مَعْدِ يكَرِبَ عن سَعْد ، فقال : أَسَدٌ في تَأْمُورَتِه ، أَي في عَرِينه ، وهي في الأَصل الصَّوْمَعَةُ ، فاستعارَها للأَسد ، وقيل : أَصلُ هاذه الكلمةِ سُرْيَانِيَّة .
( و ) التَّأْمُور : ( الخَمْرُ ) نفسُها ؛ على التَّشْبِيه بدَمِ القلب .
( و ) التَّأْمور : ( الإِبْرِيقُ ) . قال الأَعْشَى يصفُ خَمَّارة :
وإِذا لها *!تَامُورَةٌ
مَرْفُوعَةٌ لشَرابِهَا
ولم يَهْمِزْها .
( و ) قيل : التَّأْمور : ( الحُقَّةُ ) يُجْعَل فيها الخَمْر ، ( *!كالتّأْمُورةِ ، في
____________________

(10/79)


هاذه الأَربعِ ، وَزْنُه تَفْعُولٌ ) ، أَو تَفْعُولَةٌ . قال ابنُ سِيدَه : وقَضَيْنا عليه أَنَّ التّاءَ زَائدةٌ في هاذا كلِّه لعَدَمِ فَعْلُولٍ في كلام العرب . ( وهاذا مَوْضِعُ ذِكْرِه ، لا كما تَوَهَّمَ الجوهَرِيُّ ) ، وهو مذهبُ أَهلِ الاشْتِقَاقِ ، ووَزْنُه حينئذٍ فاعُولٌ وفَاعُولَةٌ . وما اختارَه المصنِّفُ تَبَعاً لابن سِيدَه مالَ إِليه كثيرٌ مِن أَئِمَّة الصَّرْف .
( *!-والتَّأْمُورِيُّ *!-والتَّأْمُرِيُّ *!-والتُّؤْمُرِيُّ ) ، بالضمّ في الأَخير : ( الإِنسانُ ) ، تقول : ما رأَيتُ *!تَأْمُرِيَّا أَحسنَ من هاذه المَرْأَة ، وقيل : إِنها من أَلفاظ الجَحْدِ ؛ لغة في *!-تأْمُورِيَ السابق ، وصُوِّبَ فيها العُمُوم ، كما هو ظاهِرُ المُصَنِّفِ ، قالَه شيخُنَا .
( *!وآمِرٌ *!ومُؤْتَمِر ، آخِرُ أَيامِ العَجُوزِ ) ؛ *!فالآمِر : السادس منها ، *!والمُؤْتَمِرُ السابعُ منها ، قال أَبو شِبْلٍ الأَعرابيُّ :
كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعَةٍ غُبْرِ
بالصِّنِّ والصِّنَّبْ الوَبْرِ
*!وبِآمِرٍ وأَخِيه *!مُؤْتَمِرٍ
ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِيءِ الجَمْرِ
كأَنَّ الأَوّلَ منهما *!يأْمرُ الناسَ بالحَذَر ، والآخر يُشاوِرُهم في الظَّعْن أَو المُقام . وفي التهذيب : قال البُشْتِيّ : سُمِّيَ أَحدُ أَيامِ العَجُوزِ *!آمِراً ؛ لأَنه *!يأْمرُ الناسَ بالحَذَر منه ، وسُمِّيَ الآخَر *!مُؤْتَمِرًا . قال الأَزهريُّ : وهاذا خَطَأٌ وإِنّما سُمِّيَ *!آمِراً لأَنّ الناسَ *!يُؤامِرُ فيه بعضُهم بعضاً للظَّعْن أَو المُقَام ، فجَعَلَ *!المؤتمرَ نَعْتاً لليوم ، والمعنى أَنه *!يُؤْتَمرُ فيه ، كما يقال : ليلٌ نائمٌ : يُنَامُ فيه ، ويومٌ عاصفٌ : تَعْصِفُ فيه الرِّيح ، ومثلُه كثير ، ولم يَقُلْ أَحدٌ ولا سُمِعَ مِن عربيٌّ : ائْتَمرتُه ، آي آذَنْتُه ، فهو باطل .
( *!والمُؤْتَمِرُ ) بالّلام ( *!ومُؤْتَمِرٌ ) بغيرِها : ( المُحَرَّم ) . أَنشد ابنُ الأَعرابي :
نحن أَجَرْنَا كلَّ ذَيّالٍ قَتِرْ
في الحَجِّ مِن قَبْلِ دَ آدِى *!المُؤْتَمِرْ
____________________

(10/80)



أَنشدَه ثعلب . ( ج *!مآمِرُ *!ومآمِيرُ ) قال ابنُ الكَلْبيِّ : كانت عادٌ تُسَمِّي المُحَرَّم *!مُؤْتَمِراً ، وصَفَرَ نَاجِراً ، ورَبِيعاً الأَوّلَ خُوّاناً ، وربيعاً الآخِرَ بُصَاناً ، وجُمَادَى الأُولى رُبَّى وجُمادَى الآخِرَة حَنِيناً ، ورَجَبَ الأَصَمَّ وشَعبانَ عاذِلاً ، ورمضانَ ناتِقاً ، وشَوالاً وَعِلاً ، وذا القَعْدَةِ ورْنَةَ ، وذا الحِجَّةِ بُرَكَ .
( *!وإِمَّرَةُ ، كإِمَّعَة : د ) قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
وأَهْلُكَ بينَ *!إِمَّرَةٍ وكِيرِ
( و ) *!إِمَّرَةُ أَيضاً : ( جَبَلٌ ) قال البكريّ : ( إِمَّرَةُ ) الحِمَى لغَنِيَ وأَسَد وهي أَدْنَى حِمَى ضَرِيَّة ، حَمَاه عُثْمَانُ لإِبلِ الصَّدَقَةِ ، وهو اليومَ لعامرِ بنِ صَعْصَعَة ، وقال حبيبُ بنُ شَوْذبٍ : كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْد عُثْمَانَ ، سَرْحَ الغَنَمِ سِتَّةَ أَميالٍ ، ثم رادَ الناسُ فيه فصارَ خَيالٌ *!بإِمَّرَةَ ، وخَيَالٌ بأَسْوَدِ العَيْنِ ، والخَيَالُ : خُشُبٌ كانُوا يَنْصِبُونها وعليها ثِيابٌ سُودٌ لِيُعْلَمَ أَنَّها حِمىً .
( ووادِي *!الأُمَيِّرِ ، مُصغَّراً : ع ) قال الرّاعِي :
وأُفْزعنَ في وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَما
كَسَا البِيدَ سَافِي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ
( ويومُ *!المَأْمُورِ ) يومٌ ( لبَنِي الحارثِ ) بنِ كَعْب على بني دارِم ، وإِيّاه عَنَى الفَرزدقُ بقوله :
هَل تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يومَ الصَّفَا
أَو تَذْكُرُون فَوَارِسَ المَأْمُورِ
____________________

(10/81)



( و ) في الحديث : ( ( خَيْرُ المال مُهْرَةٌ *!مَأْمُورةٌ وسِكَّةٌ مَأْبُورةٌ ) ) . قالِ أَبو عُبَيْد : ( أَي كثيرةُ النِّتَاج والنَّسْلِ ، والأَصلُ *!مُؤْمَرةٌ ) ، مِن *!آمَرَهَا اللّهُ . ( و ) قال غيرُه : ( إِنّمَا هو ) مُهرةٌ *!مَأْمُورةٌ ( للإِزْدِوَاج ) والإِتباع ؛ لأَنّهم أَتْبَعُوه مَأْبُورَةٌ فلمّا ازدوجَ اللَّفظانِ جاءُوا *!بمأْمُورةٍ على وزن مَأْبُورة ، كما قالت العربُ : إِنِّي آتِيَهِ بالغَدَيا والعَشايَا ، وإِنما يُجْمَع الغَداةُ غَدَوَاتٍ ، فجاءُوا بالغَدايا على لفظ العَشَايا تزويجاً للفْظَينَ ، ولها نظائرُ . وقال الجوهريُّ : والأَصلُ فيها *!مُؤْمَرةٌ على مُفْعَلَةٍ ، كما قال صلَّى اللّهُ عليه وسلّم : ( ارْجِعْنَ مَأْمُوراتٍ غيرَ مَأْمُوراتٍ ) ، وإِنّما هو مَوْزُورات من الوِزْر ، فِيل : مَأْزُورَات على لفظ مَأْجُورات لِيَزْدَوِجَا .
وقال أَبو زَيْد : مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ هي التي كَثُرَ نَسْلُها ، يقولون : أَمَرَ اللّهُ المُهرةَ ، أَي كَثَّر وَلَدَها ، وفيه لُغتانِ أَمَرَها فهي مَأْمُورة ، *!وآمَرَها فهي *!مُؤْمَرَةٌ ورَوَى مُهَاجِرٌ عن عليِّ بنِ عاصِمٍ : مُهْرَةٌ *!مَأْمُورَةٌ ، أَي نَتُوجٌ وَلُودٌ . وفي الأَساس ومن المَجاز : مهرةٌ *!مَأْمورةٌ ، أَي كثيرةُ النِّتَاج ؛ كأَنَّهَا *!أُمِرَتْ به ، وقِيل لها كُونِي نَثُوراً فكانتْ : ( أَو لُغَيَّةٌ ، كما سَبَقَ ) ، أَي إِذا كانت مِن *!أَمَرَها اللّهُ فهي *!مَأْمُورة ، كنَصَر ، وقد تقدَّم عن أَبي عُبَيد وغيرِه أَنهما لغتانِ .
( و ) يقال : (*! تَأَمَّرَ عليهم ) فحَسُنَت *!إِمْرَتُه ، أَي ( تَسَلَّطَ ) .
( *!واليَأْمُورُ ) ، بالياءِ المُثَنّاة التَّحْتِيَّة كما في سائر النُّسَخ ، ومثلُه في التكملة عن الليث ، والذي في اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات بالمُثنَّاةِ الفَوْقِيَّة كنَظَائِرها السابقة ، والأَوّلُ الصَّوَابُ : ( دابَّةٌ بَرِّيَّةٌ ) لها قَرْنٌ واحِدٌ متشعِّبٌ في وسَطِ رَأْسِه ، قال اللَّيْث : يجْرِي على مَن قَتَلَه في الحَرَمِ والإِحرام إِذا صِيدَ الحُكْمُ ، انتهى . وقيل : هو مِن دَوابِّ البحرِ ، ( أَو جِنْسٌ من الأَوْعَالِ ) ، وهو قولُ الجاحظِ ، ذَكَره في باب
____________________

(10/82)


الأَوْعَال الجَبَلِيَّة والأَيايِل والأَرْوَى وهو اسمٌ لجِنْسٍ منها بوزن اليَعْمُور .
( *!والتّآمِيرُ ) هي ( الأَعْلامُ في المَفاوِزِ ) ليُهْتَدَى بها ، وهي حجارةٌ مُكَوَّمَةٌ بعضُها على بعض ، ( الواحدُ *!تُؤْمُورٌ ) بالضّمِّ ، عن الفَرّاءِ : { ( بَنُو عِيدِ بنِ *!-الآمِرِيِّ ، كعامريَ ) : قبيلةٌ من حِمْيَر ( نُسِبَ إِلي النَّجائِبُ العيدِيَّةُ ) ، وقد تقدَّم في الدّال المهملة .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!الأَمِيرُ : ذو *!الأَمْر ، *!والأَمِير : *!الآمِرُ ، قال :
والنّاسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذَا هُمِ
خَطِئُوا الصَّوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ
ورجلٌ *!أَمُورٌ بالمعروف نَهُوٌّ عن المُنْكَر .
*!والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيهِ ، ومنه قولُهم : *!أَمَرْتُه *!فأْتَمِرَ ، وأَبَى أَنْ *!يَأْتَمِرَ .
*!وأَمَّرَ *!أَمَارَةً ، إِذا صَيَّرَ عَلَماً .
*!والتَّأْمِيرُ : تَوْلِيَةُ *!الإِمارةِ .
وقالوا : في وَجْهِ مالِكَ تَعْرِفُ *!أَمَرَتَه ، محرَّكةً ، وهو الذي تَعْرِفُ فيه الخيرَ مِن كلِّ شيْءٍ ، *!وأَمَرَتُهُ زيادتُه وكثرَتُه .
وما أَحسنَ *!أَمارَتَهم ، أَي ما يَكْثرُون ويَكثرُ أَولادُهم وعَددُهم .
وعن الفَرّاءِ : *!الأَمَرَة : الزِّيادة والنَّماءُ والبَركة ، قال : ووَجْهُ الأَمْرِ أَوّلُ ما تَراه ، وقال أَبو الهيْثَم : تقولُ العَربُ : في وجْهِ المالِ تَعْرِفُ *!أَمَرَتَه ، أَي نُقصانَه ، قال أَبو منصور : والصَّوابُ ما قال الفَرّاءُ ، وقال ابن بُزُرْج : قالوا : في وَجْه مالِكَ تَعرفُ *!أَمَرَتَه ، أَي يُمْنَه ، *!وأَمَارَتَهُ مثلُه ، *!وأَمْرَتُه ، بفَتْحٍ فسُكُون .
وقالوا :
يا حَبَّذَا *!الإِمَارهْ
ولَوْ عَلى الحِجَارَهْ
*!-ومُرْنِي ، بمعنَى : أَشِرْ عليَّ .
وفلانٌ بَعِيدٌ مِن *!المِئْمَرِ قَريبٌ مِن المِئْبَرِ ، وهو المَشُورَة : مِفْعَلٌ مِن المُؤامَرَةِ . والمِئْبر : النَّمِيمَةُ . وفلانة مُطِيعةٌ لأَمِيرِهَا : زَوْجِهَا .
____________________

(10/83)



وفي الحديث : ذُكِرَ ذو *!أَمَرٍ ، محرَّكةً وهو موضعٌ بنَجّدٍ مِن ديار غَطَفَانَ ، قال مُدْرِكُ بنُ لأْيٍ :
تَرَبَّعَتْ مُوَاسِلاً وذا *!أَمَرْ
فمُلْتَقَى البَطْنَيْنِ مِن حيثُ انْفَجَرْ
وكان رسولُ ا صلَّى ا عليْه وسلَّم خَرَجَ إِليه لجَمْع مُحَارِب ، فهربَ القومُ منه إِلى رُؤُوس الجِبال ، وزَعِيمُهُم دُعْثُورُ بنُ الحارثِ المُحَارِبيُّ ، فعَسْكَر المسلمون به .
وذو *!أَمَرّ ، مثلُه مشدَّداً : ماءٌ أَو قريةٌ مِن الشام .
*!والأَمِيرِيَّة ، ومَحَلَّةُ الأَمِير : قَرْيَتَانِ بمصر .
تَذْيِيلٌ :
قال اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً *!أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا } ( الإسراء : 16 ) ، قال ابن منظور : أَكثرُ القراءِ ( أَمَرْنا ) ، ورَوَى خارِجَةُ عن نافع : (*! آمَرْنَا ) بالمَدّ ، وسائرُ أَصحابِ نافِعٍ ، رَوَوْه عنه مَقْصُوراً . ورُوِيَ عن أَبي عَمْرٍ و : ( *!أَمَّرْنَا ) ، بالتَّسْدِيد ، وسائرُ أَصحابِه رَوَوْه بتخفيفِ المِيمِ وبالقَصْر ، وَرَوَى هُدْبَةُ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عن ابنِ كَثِيرٍ بالتَّشديد ، وسائرُ النَّاسِ رَوَوْه عنه مخفَّفاً ، وَرَوَى سَلَمَةُ عن الفَرْاءِ : مَنْ قرأَ : ( أَمَرْنَا ) خَفِيفَةً فَسَّرها بعضُهُم أَمَرنا مُترفِيها بالطّاعَة ففسقُوا فيها ، أَن المُتْرَفَ إِذا أُمِرَ بالطَّاعَة خالَفَ إِلى الفِسْق ، قال الفَرّاءُ : وقرأَ الحَسَنُ : ( آمَرنا ) ، ورُوِيَ عنه : ( أَمَرنا ) ، قال : ورُوِيَ عنه أَنه بمعنى أَكْثَرْنَا ، قال : ولا نرَى أَنها حُفِظَتْ عَنْه ؛ لأَنَّا لا نعرفُ معناها هنا ، ومعنى آمرنا بالمَدِّ أَكثَرْنا ، قال : وقرأَ أَبو العالِيَةِ : أَمَّرنا ، وهو موافِقٌ لتفسِيرِ ابنِ عَبّاس ؛ وذلك أَنّه قال : سَلَّطْنَا
____________________

(10/84)


رُؤَسَاءَهَا ففسَقُوا ، وقال الزَّجّاج نحواً ممّا قال الفَرّاءِ ، قال : ومَن قرأَ : ( أَمَرنا ) بالتَّخْفِيف ، فالمعنى *!أَمَرناهم بالطّاعة ففسَقوا ، فإِن قال قائلٌ : أَلستَ تقول : أَمَرْتُ زيداً فضَرَب عَمْراً ، والمعنى أَنكَ *!أَمَرْتَه أن يَضْربَ ، فهذا اللفْظُ لا يَدُلّ على غير الضَّرْب ، ومثلُه قولُه : { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا } *!أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِي ؛ فقد عُلِمَ أَنّ المَعْصِيةَ مخَالَفَةٌ الأَمرِ ، وذالك الفِسقُ مخالفة أَمْرِ اللّهِ ، وقرأَ الحَسَنُ : { *!أَمِرْنَا مُتْرَفِيهَا } على مِثال عَلِمْنَا ، قال ابنُ سِيدَه : وعسَى أَن تكون هاذه لغةً ثالثةً قال الجَوْهَريُّ : معناه أَمَرْنَاهُم بالطّاعة فعَصَوْا ، قال : وقد تكونُ مِن الإِمارة ، قال : وقد قِيل : أَمِرْنَا مُتْرَفِيها : كَثَّرْنَا مُترَفِيها ، والدليلُ على هاذا قولُ النبيِّ صلّى الله عليْه وسلّم : ( خيرُ المالِ سِكَّةٌ مأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورةٌ ) ، أَي مُكَثِّرةٌ .
تَكْمِيلٌ :
وإِذَا أمَرْتَ مِن أَمَرَ قلتَ : *!مُرّ ؛ وأَصلُه اؤْمُرْ فلما اجتمعتْ همزتانِ وكَثُرَ استعمالُ الكلمةِ حُذِفت الهمزةِ الأَصليّةُ ، فزال السّاكنُ فاستُغْنِيَ عن الهمزةِ الزائدةِ ، وقد جاءَ على الأَصْل ، وفي التَّنْزِيل العزيز : { *!وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ } ( طه : 132 ) . وفي التَّهْذِيبِ : قال اللَّيْث : ولا يُقال : أُومُرْ ( فلانا ) ولا أُوخُذْ منه شيئاً ، ولا أُوكُلْ . إِنّمَا يقال : *!مُرْ وكُلْ وخُذْ ، في الابتداءِ بالأَمْر ؛ استثقالاً للضَّمَّتَيْنِ ، فإِذا تقدَّم قبلَ الكلامِ واوٌ أَو فاءٌ قلت : *!وأُمُرْ ، *!فأْمُرْ ، كما قال عزّ وجلّ : { *!وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ } ، فأَمّا كُلْ مِن أَكلَ يأْكُل فلا يكادُ يُدخِلُون فيه الهَمْزةَ مع الفاءِ والواوِ ، ويقولُون : وكُلَا ، وخُذَا ، وارْفَعَاه فكُلَاه ، ولا يقولون : فَأْكُلَاه ، قال : وهاذه أَحْرفٌ
____________________

(10/85)


جاءَتْ عن العربِ نَوَادِرَ ؛ وذالك أَنّ أَكثرَ كلامِهَا في كلِّ فِعْلٍ أَولُه همزةٌ ، مثل أَبَلَ يأْبِلُ ، وأَسَرَ يَأْسِرُ ، أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه ، وكذالك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفِعْلُ الذي أَولُه همزةٌ ويفْعِلُ منه مكسوراً مَرْدُوداً إِلى *!الأَمْر ، قيل : إِيسِرْ فلانُ ، إِيبِقْ يا غُلامُ ، وكان أَصْلُه إِأْسِرْ بهمزتَيْن ، فكَرِهُوا جَمْعاً بين همزتَيْن فحَوَّلُوا إِحداهما ياءً ، إِذْ كان ما قبلَها مكسوراً ، قال : وكان حَقُّ الأَمر مِن *!أَمَرَ *!يَأْمُرُ ( وأَخذ يأْخُذُ وأَكلَ يأْكلُ ) أَن يقال : أُؤمُرْ ، أُؤْخُذْ ، أُؤْكُلْ ، بهمزتينْن ، فتُرِكَتْ الهمزة الثانيةُ وحُوِّلتْ واواً للضَّمَّةِ ، فاجتمعَ في الحَرْف ضَمَّتَان بينهما واوٌ ، والضَّمَّةُ مِن جنس الواو ، فستَثْقلَتِ العربُ جَمْعاً بين ضَمَّتَين وواوٍ ، وطَرَحُوا هِمْزَة ( و ) الواوَ ؛ لأَنه بَقِيَ بعد طَرْحِهِما حرفان فقالوا : مُرْ فلاناً بكذا وكذا وخُذْ من فلانٍ ، وكُلْ ، لم يقولوا : أُكُلْ ولا أُخُذْ ولا أُمُرْ ، كما تقدَّم ، فإِنْ قيل : لمَ رَدُّوا *!وأْمُرْ إِلى أَصلها ولَمْ يَرُدُّا كُلَا ولا خُذَا ؟ قيل : لسَعَةِ كلامِ العربِ ؛ ربما رَدُّوا الشيءَ إِلى أَصلِه ، وربما بَنَوْه على ما سَبَقَ له ، وربما كَتَبُوا الحرف مهمزاً ، وربما كَتَبُوه على تَرْكِ الهمزةِ وربما كَتَبُوه على الإِدغام ، وربما كتبوه على ترك الإِدغام ، وكلُّ ذلك جائز واسع .
تَتْمِيم :
العربُ تقول : *!أَمَرْتكَ أَن تفْعَل ، ولِتَفْعَلَ ، وبأَنْ تَفْعَلَ ؛ فمَنْ قال : أَمَرتُكَ بأَن تفعلَ فالباءُ للإِلصاق ، والمعنى وقع الأَمْرُ بهذا الفِعل ، ومَن قال : أَمرتُكَ أَن تفعلَ ، فعلى حذفِ الباءِ ، ومَن قال : أَمرتُكَ لِتَفْعَلَ فقد أَخبرَنا بالعِلَّة التي لها وَقَعَ الأَمْرُ ، والمعنى *!أُمِرْنا للإِسلام .
____________________

(10/86)



وقولُه عَزّ وجَلّ : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } ( النحل : 1 ) قال الزَّجّاج : أَمْرُ اللّهِ ما وَعَدَم به مِن المُجَازاةِ على كُفْرِهم مِن أَصنافِ العذاب ، والدَّلِيلُ على ذلك قولُه تعالَى : { حَتَّى إِذَا جَآء *!أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ } ( هود : 40 ) ، أَي جاءَ ما وَعَدْناهُم به ، وكذلك قولُه تعالى : { أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا } ( يونس : 24 ) ؛ وذالك أَنّهم استعجَلُوا العذابَ واستَبْطَئُوا أَمْرَ السَّاعةِ فأَعْلَمَ اللّهُ أَنْ ذلك في قُرْبِه بمَنْزِلَةِ ما قد أَتَى ، كما قال عَزّ وجَلّ : { وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } ( النحل : 77 ) .
أَور : ( *!الأُوَارُ ، كغُرَابٍ : حَرُّ النّارِ ) ووَهَجُهَا ( و ) شِدُّةُ حَرِّ ( الشَّمْسِ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : كادَ أَنْ يُغْشَى عليه مِن الأُوَارِ ، أَي ( العَطَش ) أَو شِدَّته ، ومنه قولُهم : رَجُلٌ *!-أُوارِيٌّ .
( و ) قيل : هو ( الدُّخَانُ ، واللَّهبُ ) .
قال أَبو حَنِيفَةَ : الأُوَارُ أَرقُّ من الدُّخَان وأَلْطَفُ .
ويقال : يومٌ ذُو *!أُوَارٍ ، أَي ذُو سَمُومٍ وحَرَ شديد .
ومن كلام عليَ رضيَ اللهُ عنه : ( فإِنَّ طاعةَ اللّهِ حِرْزٌ مِن أوَارِ نيرانٍ مُوقَدَةٍ ) .
( و ) الأُوَارُ أَيضاً : ( الجَنُوبُ ، ج ، أُورٌ ) ، بالضَّمّ .
ورِيحٌ *!أُورٌ وإِيرٌ : باردةٌ .
وقال الكِسَائيُّ : *!الأُوَارُ مقلوبٌ أَصلُه الوُآرُ ، ثم خُفِّفت الهمزةُ فأُبْدِلَتْ في اللَّفْظ واواً فصارتْ وُوَاراً ، فلمّا التقَتْ في أَولِ الكلمةِ وَوَانِ ، وأُجْرِيَ غيرُ اللازِم مُجْرَى اللازمِ أُبدِلَت الأُولَى همزةً فصارَتْ *!أُوَاراً .
( وأَرْضٌ *!أَوِرَةٌ ، كفَرِحَة ) وَوئِرَةٌ ، مقلوبٌ : ( شَدِيدَتُه ) أَي الأُوارِ .
____________________

(10/87)



( *!واستَأْوَر : فَزِعَ .
( و ) *!استأْوَرَت ( الإِبل : نَفرَت في السَّهْلِ ) وكذالك الوَحْشُ ، عن الفَرّاءِ ، ( *!واستَوْأَرَتْ في الحَزنِ ) .
قال اللأَصْمَعِيُّ : اسْتَوْأَرَ الإِبلُ ، إِذا تَرابَعَتْ على نِفَارٍ واحدٍ ، وقال أَبو زَيْد : ذاك إِذا نَفَرتْ فصَعِدَت الجَبَلَ ، فإِذا كان نِفَارُهَا في السَّهْل قيل : اسْتَأْوَرَتْ ، قال : وهاذا كلامُ بَنِي عُقَيْلٍ .
( و ) *!استَأْوَرَ : ( عَجِلَ في الظُّلْمَة ، *!كاسْتَوْأَرَ ) .
( و ) استَأْوَرَ ( القَومُ غَضَباً : اشتدَّ غَضَبُهم ) ؛ استفعالٌ من الأُوَار بمعنَى شِدَّةِ الحَرِّ .
( و ) استَأْوَرَ ( البَعِيرُ : تَهَيَّأَ للوُثُوبِ ) وهو بارِكٌ .
( *!والأَوْرُ ) ، بالفتح : ( الشمَالُ ) ، عن الفرّاءِ .
( و ) الأَوْرُ ( من السَّحابِ : *!مُؤُورُهَا ) .
( *!والآرُ : العارُ ) ، الهمزةُ بَدَلٌ من العَين .
( و ) عن ابن السِّكِّيت ( *!آرَها *!يَؤورُهَا ) ، وقال غيرُه : ( يَئيرُهَا ) *!أَيْراً ، إِذا ( جامَعَها ) .
ورجلٌ *!مِئْيَرٍ كمِنْبَرٍ .
( *!وآرَةُ : بَلٌ لمُزَيْنَةَ ) قال :
عَدَاوِيَّةٌ هَيْهَاتَ مِنكَ مَحَلُّها
إِذا ما هيٍ احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ
وقال حسان بن ثابت يهجو مُزينةَ :
رُبَ خَالَةٍ لكَ بين قُدْسَ وآرَةٍ
تَحتَ البَشَمِ وَرفْعُها لم يُغْسَلِ
( ووادِي *!آرَةَ بالأَنْدَلُسِ ) ، ويقال فيه : يَارَةُ ، أَيضاً .
____________________

(10/88)



( *!وأُوَارَةُ ، بالضمِّ : ماءٌ ، أَو جَبَلٌ لتَمِيمٍ ) ، ويُرْوَى البيتُ المُتقدِّم : ( بقُدْسِ *!أُوَارةِ ) .
( *!وأُورِيَاءُ ، كبُورِيَاءَ ) ، بالضَّمِّ : ( رَجُلٌ ) من بني إِسرائيلَ وهو زوجُ المرأَةِ التي فُتِنَ بها داوودُ عليه وعلى نَبِيِّنا الصَّلاةُ والسّلامُ .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
*!المُسْتَأْوِرُ : الفَأْرُ ، عن الشَّيْبَانِيِّ .
ويقال للحُفْرَة التي يجتمعُ فيها الماءُ : *!أُورَةٌ . قال الفَرزدقُ :
تَرَبَّعَ بينَ *!الأُورَتَيْنِ أَمِيرُها
وأَما قولُ لَبِيد :
يَسْلُبُ الكانِسَ لم *!يُؤْرَ بها
شُعْبَةَ السّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ
ورُوِيَ : لم *!يُوأَرْ بها ، ومَن رَوَاه كذلك فهو مِن أُوار الشَّمْسِ ، وهو شِدَّةُ حَرِّها فقَلَبَه ، وهو من التَّنْفِير .
ويقال :*! أَوْأَرْتُه *!فاسْتَوْأَرَ ، إِذا نَفَّرتَه .
وفي حديث عطاءٍ : ( أَبْشِري *!أُورَى شَلَّمَ براكبِ الحمارِ ) ، يريدُ بيتَ الله قال الأَعْشَى :
وقد طُفْتُ للمَالِ آفَاقَه
عُما فَحِمْصَ *!فَأُورِي شَلِمْ
والمشهورُ أُورَى شَلَّم ، بالتَّشْدِيدِ فخفَّفه للضَّرُورَة ، ورُوِيَ بالسِّين المهملَة وكَسْرِ الّلامِ كأَنّه عَرَّبَه ، وقال : معناه بالعِبْرَنِيَّة بيتُ السَّلامِ ، وفي روايةٍ عن كَعْبِ الأَحبارِ *!أُورَشَلَّم .
*!والأَوْرُ ، بالفتح : جَبَلٌ حِجَازِيٌّ أَو نَجْدِيٌّ جعلَه الشَّاعرُ *!أُوارةَ للشِّعْر .
*!والأُورُ ، بالضمِّ : صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ رامَهُرْمُزَ ذُو قُرًى وبَساتِينَ .

____________________

(10/89)


أَهر : ( *!الأَهَرَةُ ، محرَّكةً : الحالُ الحَسَنَةُ ، والهَيْئَةُ ) . الأَخِيرُ عن ابن سِيدَه .
( و ) الأَهَرَةُ : ( متاعُ البَيتِ ) . وثِيابُه وفُرُشُه .
وقال ثعلبٌ : بيتٌ حَسَنُ الظَّهَرَةِ *!والأَهَرَةِ والعَقَارِ ، وهو مَتاعُه ، والظَّهَرَةُ : ما ظَهَرَ منه ، والأَهَرَةُ : ما بَطَنَ . ( ج *!أَهَرٌ *!وأَهَرَاتٌ ) ، قال الرّاجز :
عَهْدِي بِجَنّاح إِذا ما ارْتَزّا
وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُرَاباً نَزَّا
أَحْسَنَ بَيْتٍ *!أَهَراً وبَزَّا
كأَنَّمَا لُزَّ بِصَخْرٍ لَزَّا
وأَوردَه ابنُ بَرِّيَ على وجهٍ آخَرَ .
( و ) أَهْر ، ( كقَصْر : د ، بين أَرْدَبيلَ وتَبْرِيزَ ) نقلَه الصغانيُّ .
أَير : ( *!الأَيْرُ ) ، بالفتحِ : ( م ) ، أَي معروفٌ ، وهو الذَّكَرُ ، وفَسَّرَه في مُنْتَخب اللغَات بالقَضِيب . ( ج *!أُيُورٌ *!وآيَارٌ ) على أَفْعَالٍ ، ( *!وآيُرٌ ) ، على أَفْعُل . الثَّلاثةُ في الصّحاح ، والثاني أَقلُّها قياساً ، وزاد في اللِّسَان : *!أُيُرٌ ، بالضَّمَّتَيْن ، وأَنشدَ سِيبَوَيْهِ لِجَرِير الضَّبِّيِّ :
يا أَضْبُعاً أَكَلَتْ *!آيَارَ أَحْمِرَةٍ
ففِي البُطُونِ وقد راحَتْ قَرَاقِيرُ
هل غيرُ أَنَّكُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَةٍ
دُسْمُ المَرافقِ أَنْذَالٌ عَواوِيرُ
وغيرُ هُمْزٍ ولُمْزٍ للصَّدِيقِ ولا
يُنْكِي عدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ
وأَنَّكمْ ما بَطُنْتُمْ لَمْ يَزَلْ أَبَداً
مِنْكُمْ على الأَقْربِ الأَدْنَى زَنَبِيرُ
وأَنشد أَيضاً :
أَنْعَتُ أَعْيَاراً رَعَيْنَ الخَنْزَرَا
أَنْعَتُهُنَّ *!آيُرًا وكَمَرَا
( و ) الأَيْرُ : ( رِيحُ الصَّبَا ) ، وقيل : الشَّمَال ، وقيل : التي بين الصَّبَا
____________________

(10/90)


والشَّمَال ، وهي أَخبثُ النُّكْبِ ( *!كالإِيرِ ) ، بالكسر ، أَوْرَدَهُ الفَرْاءُ عن الأَصمعيِّ في باب فِعْلٍ وفَعْلٍ ( *!والأَيِّرِ كسَيِّدٍ ، وكذالك الهَيْر والهَيِّر ، وأَنشدَ يعقوبُ :
وإِنّا مسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ الصَّبَا وإِنَّا لأَيْسارٌ إِذا الأَيْرُ هَبَّتِ ( والأُورِ ، بالضَّمِّ ) ، يقال : رِيحٌ إِيرٌ وأُورٌ ، إِذا كانت باردةً ( والأَوُورِ ، كصَبُورٍ ) عن الفَرّاءِ ، قال :
شَآمِيَةٌ جنْحَ الظّلامِ أَوُورُ
وفي اللسان : الإِيرُ : رِيحُ الجَنُوبِ ، وجَمْعُه *!إِيَرَةٌ ، ويقال : الإِيرُ : رِيحٌ حارَّةٌ ، من الأُوَارِ ، وإِنّما صارَتْ واوُه ياءً لِكَسْرةِ ما قبلَهَا .
( *!والأَيَارُ ، كسَحَابٍ : الصُّفْرُ ) قال عَدِيُّ بن الرِّقاع :
تِلْك التِّجَارةُ لا تُجِيبُ لِمِثْلِها
ذَهَبٌ يُباعُ بآنُكٍ *!وأَيَارِ
( و )*! أَيّارُ ، ( بالتشْدِيدِ : شَهْرٌ قبلَ حَزِيرَانَ ) ، مُكَبَّراً . قال شيخُنا : وَقَعَ في كلام سعدى أَفندي ( قبل حزيرَانَ ) وضَبَط حُزَيْرَانَ بالتَّصغِير .
قال الصغانيّ : *!وأَيّارُ مُعْظَمُ الرَّبِيعِ ويُقال له بالشّام : أَيَّارُ الوَرْدِ ، والصحيحُ أَنه بالسُّرْيَانِيَّة ، وهو الشَّهْرُ الثامن من شُهُورهم بين نَيْسانَ وحَزِيرَانَ .
( و ) *!الإِيّارُ ، ( بالكَسْر ) مع التَّشْدِيد : ( الهَوَاءُ ) . وفي اللِّسَان : *!الإِيارُ اللُّوحُ ، وهو الهَوَاءُ .
( *!والأُيرُ ، كالكِيرِ : القُطْنُ ، ونُحَاتَةُ الفِضَّةِ ) ، نقلَه الصَّغانيُّ .
( و ) *!إِيرٌ : ( جَبَلٌ لغَطَفَانَ ) نَجْدِيٌّ ، قال عَبّاسُ بنُ عامِرٍ الأَصَمُّ :
على ماءِ الكُلَاب وما أَلَامُوا
ولاكنْ مَن يُزاحِمُ رُكْنَ إِيرِ
( *!-والأُيَارِيُّ ، بالضَّمِّ : العَظِيمُ الأَيْرِ ) كما يقال : رجلٌ أُنَافِيٌّ : عَظِيمُ
____________________

(10/91)


الأَنْفِ ، ويُكْنَى به عن كَثْرَةِ أَولادِهِ الذكُور ، قال عليٌّ رضيَ اللّهُ عَنْه : ( مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبِيه يَنْتَطِقْ به ) ، ضَرَبَ طُول الأَيْرِ مَثَلاً لكثرةِ الوَلَدِ ، والانتطاقَ مَثَلاً للاعْتِضادِ ، ومِن هاذا المعنى قولُ الشاعر ، وهو السُّرَادِقُ السَّدُوسِيُّ :
أَغاضِبَةٌ عَمْرُو بنُ شَيْبَانَ أَنْ رَأَتْ
عَدِيدِي إِلى جُرْثُومَةٍ ودَخِيسِ
فلو شاءَ رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكُمُ
طَوِيلاً كأَيْرِ الحارِثِ بنِ سَدُوسِ
قيل : كان له أَحَدٌ وعِشرونَ ذَكَراً .
*!وآرَ الرَّجُلُ حَلِيلَتَه يَؤُورُها *!وَيَئِيرُهَا أَيْراً ، إِذا جامَعَهَا .
( *!والمِئْيَرُ ) على وَزْن مِفْعَلٍ : ( النَّيَّاكَ ) ، أَي الكَثِيرُ النَّيْكِ .
( *!وأُيَايِرُ ، بالضَّم : ع بحَوْرَانَ ) في جهة الشَّمال منه ، وهو مَنْهَلٌ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
صَخرةٌ أَيَرُّ ، وصَخرةٌ يَرَّاءُ ، يُذْكَرُ في ترجمة يرر .
*!والمَئِيرُ ، كمَصِير : المَنْيُوك ، قال أَبو محمّدٍ اليَزِيدِيُّ ، واسمُه يَحْيى بنُ المُبَارَكِ :
ولَا غَرْوَ أَنْ كانَ الأُعَيْرِجُ *!آرَهَا
وما النّاسُ إِلَّا *!آيِرٌ *!ومَئِيرُ
*!وإِيرٌ بالكسر : موضعٌ بالبادية ، وفي التَّهْذِيب : إِيرٌ وهِيرٌ : موضِعٌ بالبادية ، قال الشَّمّاخُ :
على أَصلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِيَ
مِن الَّلائِي تَضَمَّنَهُنَّ*! إِيرُ
*!وإِيرُ بَنِي الحَجّاجِ : مِن مياه بَنِي نُمَيْر ، وهو بالكسر ، وأَمّا بالفتح فناحيةٌ مِن المدينة يَخْرُجُون إِليها للنُّزهة .
2 ( فصل الباء ) الموحدة مع الراء ) 2
بأَر : ( *!البِئْرُ ) ، بالكسر : القَلِيبُ ، ( م ) معروفٌ ، ( أُنْثَى ، ج *!آبْآرٌ ) ، بهمز
____________________

(10/92)


بعدَ الباءِ ، مقلوبٌ ، عن يعقوبَ ، أَي فوزنُه أَعفالٌ . ( و ) مِن العرب مَن يقلِبُ الهمزةَ فيقول : ( آبارٌ ) ، على أَصله . ( و ) هي في القِلَّة ( *!أَبْؤُرٌ *!وآبُرٌ ) ، مثالُ آمُلٍ ، مقلوب ، وَزْنُه أَعْفُلٌ ، عن الفَرّاءِ . ( و ) في الكثرة ( *!بِئارٌ ) ، بالكسر ، وفي حديث عائشةَ : ( اغْتَسِلِي مِن ثلاثةِ *!أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً ) ، والمرادُ به أَنّ مِياهَها تَجتمعُ في واحدةٍ كمياهِ القَنَاةِ .
( *!والبَآرُ ) ككَتّانٍ : ( حافِرُهَا ) ، كذا في التَّهذِيب ، والمشهورُ به أَبو نصر إِبراهيمُ بنُ الفَضْلِ بنِ إِبراهِيمَ الأَصبهانيُّ الحافظُ ، ويقال : أَبَّارٌ وهو مقلوبٌ ، ولم يُسمَع على وَجْهِه .
( *!وأَبْأَرَ فلاناً : جَعَلَ له *!بِئْراً ) ، نقلَه الزَّجاج .
( *!وبَأَرَ ) *!بِئْراً ( كمَنَعَ ) *!يَبْأَرُهَا ، ( و ) كذالك ( *!ابْتَأَرَ : حَفَرَ ) .
وعن أَبي زَيْد : *!بَأَرْتُ *!أَبْأَرُ *!بَأْراً : حَفَرْتُ *!بُؤْرَةً يُطْبَخُ فيها ، وهي الإِرةُ .
وفي الحديث : ( البِئْرُ جُبَارٌ ) ، قيل : هي العادِيَّةُ القديمةُ لا يُعْلَم لها حافرٌ ولا مالِكٌ ، فيقعُ فيها الإِنسانُ أَو غيرُه فهوُ جُبَار ، أَي هَدَرٌ ، وقيل : هو الأَجِيرُ الذي يَنزلُ البِئْرَ فينقِّي ، أَو يُخرِجُ منها شيئاً وَقَع فيها فيموتُ .
( و ) *!بَأَرَ ( الشيْءَ ) *!بَأْراً ، *!وابْتَأَره ، كلاهما : ( خَبَأَه أَو ادَّخَره ) ، ومنه قِيل للحُفْرة : البُؤْرَةُ .
( و ) *!ابْتأَرَ ( الخَيرَ ) : *!وبَأَرَه : قَدَّمَه ، أَو عَمِلَه مَسْتُوراً ) . وفي الحديث : ( أَنّ رجلاً آتاه اللّهُ مالاً فلمْ *!يَبْتَئِرِ خَيْراً ) ، أَي لم يُقَدِّم لنفسِه خَبِيئَةَ خيرٍ ، ولم يَدَّخِرْ ، وقال الأُمَوِيُّ في معناه : هو مِن الشَّيْءِ يُخْبَأُ ، كأَنَّه لم يُقَدِّم لنفسِه خَيْراً خَبَأَه لها .
وقال أَبو عُبَيْد : في *!الابْتِئارِ لُغَتَانِ :
____________________

(10/93)


*!ابتأَرتُ وائْتَبَرتُ *!ابْتِئاراً وائْتِبَاراً ، وقال القُطاميّ :
فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ
فليس لسائرِ النّاسِ ائْتِبارُ
يعني اصْطِنَاعَ الخيرِ وتَقديمَه .
( *!والبُؤْرَةُ ) بالضّم 2 ( الحُفْرَةُ ) يُطبَخُ فيها ، عن أَبي زَيْد وهي كالزُّبْيَةِ من الأَرْض ، ( و ) قيل : هي ( مَوْقِدُ النّارِ ) وهي الإِرَةُ ، وجمعُه*! بُؤَرٌ .
( و ) *!البُؤْرَةُ أَيضاً : ( الذَّخِيرَةُ ) يَدَّخِرُهَا الإِنسانُ ( *!كالبِئْرَةِ ) بالكَسْر ، ( *!والبَئيرَةِ ) ، على فَعِيلَةٍ . وفي الأَساس : ( *!بأَر ) : الفاسِقُ من *!ابْتَأَرَ ، والفُوَيْسِقُ مَن ابْتَهَر ، يقال : *!ابْتَأَرَهَا : قال فَعَلْتُها وهو صادِقٌ ، وابْتَهَرْتُها : قاله وهو كاذبٌ .
ببر : ( *!البَبْرُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( سَبُعٌ م ) معروفٌ ، ( ج *!بُبُورٌ ) ، مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ ، وقيل : هو ضَرْبٌ من السِّباع .
وفي الصّحاح : هو الفُرَانِقُ الذي يُعادِي لأَسَد ، ومثله في المِصْبَاح ، ففي قولِ المصنِّفِ : معروفٌ ، مَحَلُّ تَأَمُّل .
ولعَلَّه في الزَّمنِ الأَوّل ، أَعجميٌّ ( مُعَرَّبٌ ) ، وفي التَّهْذِيب : وأَحسبُه دَخِيلاً وليس مِن كلام العرب .
( ونَصْرُ بنُ *!بَبْرَوَيْهِ كعَمْرَوَيْهِ حَدَّثَ عن إسحاقَ بنِ شاذَانَ ) ، كذا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ عن إسحاقَ شاذانَ ، وهو إِسحاقُ بن إِبراهيمَ ، وشاذَانُ لَقَبُهُ ، وهو نصرُ بنُ بَبْرَوَيْهِ الفارسيُّ ، حَدَّث عنه ببغدادَ وأَخوه أَحمدُ بن *!بَبْرَوَيْه حَدَّثَ أَيضاً ، وهاكذا ضَبَطَه الحافظانِ : الذَّهبيُّ وابن حجرٍ ، وقرأْت في كتاب ابنِ أَبي الدّم : نَصْرُ بنُ *!بِبْرَوَيْهِ بكسر الموحَّدَةِ وسكونِ التَّحْتِيَّةِ بعدها راءٌ مفتوحةٌ كان ببغدادَ حدَّث عن شاذَانَ ، فتأَمَّلْ ذالك .
____________________

(10/94)



وممّا يُستدرَكُ عليه :
*!البِبّارات ، بالكسر : كُورَةٌ بالصَّعِيد قُرْبَ إِخْمِيمَ .
وعبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ بِيبَرٍ بكسرٍ فسكونٍ ففتحٍ من أَهل وادِي الحِجَارَة ، سَمِعَ أَبا عيسَى .
*!وببور : قريةٌ بإِفْرِيقِيَّةَ مِن أَعمال تُونُسَ .
بتر : ( البَتْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( القَطْعُ ) قبلَ الإِتمام ، كذا في اللِّسَانِ والأَساسِ . ( و ) هو قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوِه ( مُستأْصِلاً ) ، وقيل : هو استئصالُ الشَّيْءِ قَطْعاً ، وقيل : كلُّ قطْعٍ : بَتْرٌ .
( وسيفٌ بترٌ : قاطعٌ ، و ) كذالك ( بَتَّارٌ ) ، ككَتَّانٍ ، ( وبُتَارٌ ، وكغُرَابٍ ) وبَتُورٌ ، كصَبُور .
والباتِرُ : السَّيفُ القاطِعُ .
( والأَبْتَرُ : المقطوعُ الذَّنَبِ ) مِن أَيِّ مَوضِعٍ كانَ مِن جميعِ الدَّوابِّ .
( بَتَرَه ) يَبْتُره بَتْراً ، مِن حَدِّ كتَب ، ( فبَتِرَ ، كفَرِحَ ) ، يَبْتَرُ بَتَراً .
والذي ياللِّسَان : وقد أَبْتَرَه فبَتَرَ . وذَنَبٌ أَبْتَرُ .
( و ) الأَبْتَرُ : ( حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ ) . وفي الدُّرِّ النَّثِير ، مختصر نهايةِ ابنِ الأَثير للجَلال : أَنَّ الأَبْتَرَ : هو القَصِيرُ الذَّنَب من الحَيَّات . وقال النَّضْرُ بنُ شُمَيْل : هو صِنْفٌ أَزرقُ مقطوعُ الذَّنَبِ لا تَنْظُرُ إِليه حامِلٌ إِلّا أَلْقَتْ ما في بَطْنِهَا . وفي التَّهْذِيب : الأَبْتَرُ من الحَيَّات : الذي يُقال له الشَّيْطَانُ ، قَصِيرُ الذَّنَبِ لا يَراه أَحَدٌ إِلّا فَرَّ منه ، ولا تُبْصِرهُ حامِلٌ إِلَّا أَسقطَتْ ؛ وإِنّمَا سُمِّيَ بذالك لِقِصَرِ ذنَبِه ، كأَنّه بُتِرَ منه .
( و ) الأَبْتَرُ : ( البيتُ الرابعُ من المُثَمَّنِ في ) عَرُوض ( المُتَقَارِبِ ) كقوله :
خَلِيلَيَّ عُوجَا على رَسْمِ دارٍ
خَلَتْ مِن سُلَيْمَى ومِن مَيَّهْ .
____________________

(10/95)



( والثاني من المُسَدَّسِ ) ، كقوله :
تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ
فما يُقْضَ يَأْتِيكا
فقَولُه : ( يَهْ ) مِن مَيَّهْ ، ( وكا ) مِن يأْتِيكا ، كلاهما ( فلْ ، وإِنما حُكْمُها فَعُولُن فحُذِفَتْ ( لن ) فبَقِيَ ( فعو ) ، ثم حُذِفَت الواوُ وأُسْكِنَت العَيْنُ فَبَقَى ( فلْ ) .
وسَمَّى قُطْرُبٌ البيتَ الرابعَ مِن المَدِيد ، وهو قولُه :
إِنّمَا الذَّلْفاءُ ياقوتَةٌ
أُخْرِجَتْ مِن كِيسِ دِهْقانِ
سَمَّاه أَبْتَرَ ، قال أَبو إِسحاق : وغلِطَ قُطْرُبٌ ؛ إِنما الأَبتَرُ في المُتَقَارِب فأَمَّا هاذا الذي سَمّاه قُطْرُبٌ الأَبْتَرَ فإنّمَا هو المَقْطُوعُ ، وهو مذكورٌ في موضِعِه كذا في اللِّسان ، وقال شيخُنَا : وظاهرُ قولِ المصنِّفِ أَو نَصّ في أَنّ الأَبترَ من صفاتِ البَيتِ وليس كذالك ، بل هو من صفاتِ الضَّرْب ، فهو أَحدُ ضُرُوب المتقاربِ أَو المَدِيد ، على ما عُرِفَ في العَرُوض ، والبَتْرُ ضَبطوه بالفتحِ وبالتَّحْرِيكِ وقالوا : هو في اصطلاحِهِم اجتماعُ القَطْعِ والحَذْفِ في الجُزءِ الأَخِيرِ من المتقارب والمَدِيد ، فإِذا دَخَلَ البَتْرُ في فَعُولنْ في المتقارِب حُذِفَ سَبَبُه الخَفِيفُ وهو ( لن ) ، وحُذِفَتْ الواوُ مِن ( فعو ) ، وسُكِّنَتْ عَيْنُه فيَصِيرُ ( فع ) ، وإِذا دخلَ البَتْر في فاعلاتن في المَدِيد حُذِفَ سَبَبُه الخفيفُ أَيضاً وهو ( تن ) ، وحُذِفتْ أَلفُ وتده ، وسُكِّنت لامُه فيصير ( فاعل ) . هذا مذهبُ أَهلِ العَرُوضِ قاطِبَةً ، والزَّجّاجُ وَحدَه وافقَهم في المُتقَارِب ؛ لأَنّ فعولن فيه يصيرُ ( فع ) فيبقَى فيه أَقلُّه ، وأَمّا في المَدِيد فيصيرُ فاعلاتن إِلى ( فاعل ) فيبقَى أَكثرُه ، فلا ينبغي أَن يُسَمَّى أَبترَ ، بل يقال فيه : محذوفٌ مقطوعٌ ، والمصنِّف كأَنَّه جَرَى على مذهب الزَّجّاج في خُصُوص التَّسْمِيَة ، وإِنْ لم يُبَيِّن معنى البَتْرِ والأَبترِ ، ولا أَظهرَ المرادَ منه ،
____________________

(10/96)


فكلامُه فيه نَظَرٌ مِن جِهاتٍ .
( و ) الأَبْتَرُ : ( المُعْدِمُ ) .
( و ) الأَبْتَرُ : ( الذي لا عَقِبَ له ) ، وبه فُسِّر قولُه تعالى : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ } ( الكوثر : 3 ) نَزَلَتْ في العاصِي بن وائِل وكان دَخَلَ على النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم وهو جالس ، فقال : هاذا الأَبْتَرُ ، فقال الله عَزَّ وجَلَّ إِنَّ شانِئَكَ يا محمدُ هو الأَبترُ ، أَي المُنْقَطِعُ العَقِبِ ، وجائزٌ أَن يكونَ هو المنقطِعُ عنه كلُّ خيرٍ ، وهاذا نقلَه الصاغانيُّ .
وفي حديث ابنِ عَبّاسٍ قال : لمّا قَدِمَ ابنُ الأَشْرفِ مكةَ قالتْ له قريشٌ : أَنتَ حَبْرُ أَهلِ المدينةِ وسَيِّدُهم ، قال : نعم ، قالوا : أَلَا تَرى هاذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ مِن قومِه ، يزعمُ أَنّه خيرٌ منّا ، ونحن أَهْلُ الحَجِيجِ وأَهلُ السِّدانةِ وأَهلُ السِّقايةِ ، قال : أَنتم خيرٌ منه ، فأُنزِلَتْ : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ } ، وأُنْزِلتْ : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ سَبِيلاً } ( النساء : 51 ) .
قال ابنُ الأَثِير : الأَبْتَرُ : المُنْبَتِرُ الذي لا وَلَدَ له . قيل : لم يكن يومئذٍ وُلِدَ له ، قال : وفيه نَظَرٌ ؛ لأَنَّه وُلِدَ له قبلَ البَعْثِ والوَحْي ، إِلّا أَن يكونَ أَراد ، لم يَعِشْ له وَلَدٌ ذَكَرٌ .
( و ) الأَبْتَرُ : ( الخاسِرُ ) .
( و ) الأَبْتَرُ : ( ما لا عُرْوَةَ له من المَزَاد والدِّلاءِ ) .
( و ) الأَبْتَرُ : ( كلُّ أَمْرٍ مُنقطِعٍ من الخَيْرِ ) أَثَرُه ، وفي الحديث : ( كلُّ أَمْرٍ ذِي بال لا يُبْدَأُ فيه بحَمْدِ اللّهِ فهو أَبْتَرُ ) أَي أَقْطَعُ .
____________________

(10/97)



( و ) الأَبْتَرُ : ( العيْرُ ، والعَبْدُ ، وهما الأَبْتَرانِ ) ؛ سُمِّيَا أَبْتَرَيْنِ لقِلَّةِ خيرِهما ، وقلَه الجوهريُّ عن ابن السِّكِّيت . ومن سَجَعَات الأَساس : لَيْتَه أَعارَنا أَبْتَرَيْهِ ، وما هم إِلّا كالحُمُرِ البُتْرِ .
( و ) الأَبْتَر : ( لَقَبُ المُغِيرَةِ بنِ سَعْدٍ ، والبُتْيَّةُ من الزَّيْدِيَّةِ بالضَّمّ تُنْسَبُ إِليه ) وضبطَه الحافظُ بالفَتْح .
( وأَبْتَرَ ) الرَّجلُ : ( أَعْطَى ، ومَنَعَ ) ، نقلَهما ابنُ الأَعرابيِّ ، ( ضدٌّ ) .
( و ) أَبْتَرَ ، إِذا ( صَلَّى الضُّحَى حينَ تُقَضِّبُ الشَّمْسُ ، أَيْ يَمتدُّ شُعَاعُها ) ويَخْرُج كالقُضْبانِ ، كذا في التَّهْذِيب ، وفي حديثِ عليَ ، كَرَّم اللّهْ وَجهه ، وسُئلَ عن صلاةِ الأَضْحَى أَو الضُّحَى فقال ( حِينَ تَبْهَرُ البُتَيْرَاءُ الأَرضَ ) أَراد : حين تَنْبسِطُ الشمسُ على وَجهِ الأَرض وتَرتفِعُ .
وأَبْتَرَ الرَّجلُ : صلَّى الضُّحَى ، مِن ذالك ، كذا في النِّهاية .
( و ) أَبْتَرَ ( اللّهُ الرَّجُلَ : جَعَلَه أَبْتَرَ ) مَقْطُوعَ العَقبِ .
( والأُباتِرُ ، كعُلابِطٍ : القَصِيرُ ) ؛ كأَنَّه بُتِرَ عن التَّمَامِ .
( و ) قيل : هو ( مَن لا عسْلَ له ) .
( و ) الأُباتِرُ أَيضاً : ( مَنْ يَبْتُرُ ) كيَنْصُرُ ( رَحِمه ) ويَقطعُها ، كالباتِر ، كما في الأَساس ، قال عبادَةُ بنُ طَهْفَة المازِنيُّ يهجُو أَبا حِصْنٍ السُّلَمِيّ :
شَدِيدُ إِكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ
علَى قَطْعِ ذِي القُرْبَى أَحَذُّ أُباتِرُ
____________________

(10/98)



وفَسَّره ابنُ الأَعْرَابيِّ ، فقال : أَي يُسرِعُ في بَتْرِ ما بينَه وبينَ صَدِيقهِ .
( والبَتْرَاءُ ) : الحُجَّةُ ( ( الماضِيةُ ) النّافِذَةُ ) ، عن ثعلبٍ ، ووَهِمَ شيخُنَا حيثُ فَسَّره بالحَدِيدَةِ ، قال : وتَجْرِي على لسان العامَّةِ فيُطلِقُونها على السِّكِّين القَصِيرةِ ، ويقال : ضَرْباءُ بَتْرَاءُ .
( و ) البَتْرَاءُ : ( ع بقُربِه مسجدٌ لرسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم بطريقِ تَبُوكَ ) . مِن ذَنَبِ الكَواكبِ ، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق .
( و ) البَتْرَاءُ ( من الخُطَبِ : ما لم يُذْكَر اسمُ اللّهِ فيه ، ولم يُصَلَّ على النّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ) ، ومنه خَطَبَ زيادٌ خُطبتَه البَتْراءَ .
( و ) في الأَساس : طَلَعَتِ ( البُتَيْرَاءِ : الشَّمْسُ ) أَوّلَ النهارِ ، قبلَ أَن يَقْوَى ضَوُؤُهَا ويَغْلِبَ ؛ وكأَنَّهَا سُمِّيَتْ به مُصَغَّرةً لتَقاصُرِ شُعَاعِها عن بلُوغِ تَمامِ الإِضاءَةِ والإِشراقِ وقِلَّتِه . وتَقَدَّم حديثُ عليَ وفيه الشّاهِدُ ، وذكَره الهَرَوِيُّ والخَطّابِيُّ والسُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض .
( والانْبِتَارُ : الانْقِطاعُ ) ، يقال : بَتَرَه بَتْراً فانْبَتَر وتَبَتَّرَ .
( و ) الانْبتارُ : ( العَدْوُ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيِّ : ( البَتْرَةُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( الا ءَتَانُ ، تصغيرُهَا بُتَيْرَةٌ ) .
( و ) بُتْرانُ ، ( كعُثْمَانَ : ع لبني عامر ) ابنِ صَعْصَعَةَ ، وقيل : جَبَلٌ ، وأَنشد أَبو زِياد :
وأَشْرَفْتُ مِن بُتْرَانَ أَنْظُرُ هل أَرَى
خَيالاً لِلَيْلَى رَيْتُه ويَرَانيَا
( وبُتْرٌ ، بالضَّمِّ ) فالسُّكُونِ : ( أَحْبُل ) ، بالحاءِ المُهْمَلَة ، جمعُ حَبْلٍ من الرَّمْلِ ، في الشَّقِيق ، ( مُطِلّاتٌ
____________________

(10/99)


على زُبَالةَ ) . قال القَتَّال الكِلابِيُّ :
عَفَا النَّجْبُ بَعْدِي فالعَرِيشانِ فالبُتْرُ
فَبُرْقُ نِعَاجٍ مِن أمَيْمَةَ فالحِجْرُ
وقيل البُتْرُ أَكثَرُ من سبعةِ فَرَاسِخَ وطولُه أَكثرُ من عشرينَ فَرْسَخاً ، وفيه حِبالٌ كثيرةٌ من بلادِ عَمْرِو بنِ كلاب .
( و ) بُتْر : ( ع ، بالأَنْدَلُسِ ) منه أَبو محمدٍ مَسْلَمَةُ بنُ محمّدٍ الأَندلسيّ ، رَوَى عنه يُوسفُ بن عبد اللّهِ بنِ عبد البَرِّ الأَندلسيُّ .
( وبَتْرِيرُ ، بالفتح ) ، وضَبَطَه الصغانيُّ بالكسر : ( حِصْنٌ مِن عَمَلِ مُرْسِيَةَ ) بالأَنْدَلُسِ ، ذَكَره ياقُوت في المعجم .
( و ) بَتِيرَةُ ، ( كسَفِينَة : ابن الحارثِ بنِ فِهْرٍ ) ، في قُرَيْش ، قالَه بنُ حَبِيب .
( و ) أَبو مَهْدِيًّ ( عبدُ اللّهِ بنُ بُتْرِي ، بالضّمِّ ساكنةَ الآخرِ ) أَندلسيٌّ ، رَوَى عن ابن قاسمٍ القَلْعِيِّ ، وعنه هِشامُ بنُ سعيد الخير الكاتبُ ، ( وكذا ) أَبو محمّدٍ ( مَسْلَمَةُ بنُ محمّدِ بنِ البُتْرِي : مُحَدِّثانِ ) ، وهو أندلسيٌّ أَيضاً من مشايخِ ابن عبد البَرّ ، مَرَّ ذِكْرُه قريباً .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
المَبتُورَةُ : التي قُطِع ذَنَبُهَا ، ومنه حديثُ الضَّحَايَا : ( نَهَى عن كلِّ مَبْتُورَةٍ ) .
وفي حديثٍ آخَرَ : ( نَهَى عن البُتَيْرَاءِ ) ؛ هو أَنْ يُوتِرَ بركعةٍ واحدةٍ ، وقيل : هو الذي شَرَعَ في ركعتَيْن فَأَتَمَّ الأُولَى وقَطَعَ الثّانيةَ ، وفي حديث سَعْدٍ : ( أَنّه أَوتَرَ بركعةٍ ، فأَنْكَرَ عليه ابنُ مسعودٍ وقال : ما هاذه البتراءُ ) .
وفي الحديث : ( كان لرسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم دِرْعٌ يُقَال لها
____________________

(10/100)


البَتْرَاءُ ) ؛ سُمِّيَتْ بذالك لِقِصَرِهَا .
والتَّبَتُّرُ : الانقطاعُ .
وَتَبَتَّرَ لَحْمُه : انْمَازَ .
والأُباتِرُ ، بالضَّمِّ : مَوضعٌ ، قال الرّاعِي :
تَرَكْنَ رِجَالَ العُنْظُوَانِ تَنُوبُهُمْ
ضِباعٌ خفَافٌ مِن وراءِ الأُباتِرِ
والبَتِّيرُ ، بفتح فتشديدِ تاءٍ فوقيَّةٍ فسكونِ ياءٍ تحتيَّةِ : قريةٌ بالشّام ، وإِليه نُسِبَ شيخُ مشايخِنا أَبو محمّدٍ صالحٌ ، كان ممَّن رَأَى الخَضِرَ عليه السلامُ ، وصافَحَه .
والبَتُّورُ : كتَنُّورٍ : مِن أَعلامِهم .
والبَتْراءُ : قريةٌ بمصر .
وأُباتِر ، كعُلابِط : أَوديةٌ أَو هِضابٌ نَجْدِيَّةٌ في ديارِ غَنِيَ ، وقيل : بل هي ثمانيةٌ والأَولُ أَثْبَتُ .
وأَبْتَرُ ، كأَحمدَ : صُقْعٌ شاميٌّ .
وبُتَيْرَةُ ، بالضَّمّ : لَقَبُ الحارثِ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ ، بطنٌ ، قاله ابنُ حَبِيب .
وبَتَرُونُ ، محرَّكَةً : قريةٌ بجُبَيْلٍ مِن عَمَلِ طَرَابلس الشامِ ، منها أَبو القاسمِ عبدُ اللّهِ بنُ مفرحِ بنِ عبدِ الله بن مُضَر بنِ قيس ، رَوَى له أَبو سعد الماليني ، هاكذا ذَكَره أَئِمَّةُ الأَنساب ، وفي معجم ياقوت : بَثَرُون ، بالثَّاءِ المثلَّثَة .
بثر : ( البَثْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( الكَثِيرُ والقَلِيلُ ) ، ذَكَره ابنُ السِّكِّيتِ وغيرُه في الأَضداد ، يقال : عطَاءٌ بَثْرٌ ، أَي كثرٌ ، وقليلٌ .
وماءٌ بَثْرٌ : بَقِيَ منه على وَجْه الأَرضِ شيْءٌ قليلٌ ، والمعروفُ في البَثْرِ الكثيرُ .
____________________

(10/101)



( و ) البَثْرُ أَيضاً : ( خُرَاجٌ صَغِيرٌ ) ، ومثلُه في الأَساس ، وخَصَّ بعضُهم به الوَجْهَ ، ( وقَوْلُ الجوهريِّ ) خُرَاجٌ : ( صِغَارٌ غَلَطٌ ) . قال لشيخُنا لا غَلَطَ فيه : فإِنّ البَثْرَ اسمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ ، وهو جمعٌ عند أَهلِ اللّغَة ، ومثلُه يجوز أَن يُوصَفَ بالجَمعِ والمُفْردِ على ما قرِّرَ في العربيَّة ، ويَدُلُّ له قولُ المصنِّفِ : الخُرَاجُ ، كالغُرَابِ : القُروح ؛ فإِنّه فَسَّرَه بالقُرُوح وهي جَمْعُ قَرْحٍ ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ ، فَفَسَّر الجمعَ بالجمعِ ، أَو قَصَدَ الجِنْسَ ، كيُوَلُّونَ الدبُر ، كما مال إِليه بعضُ الشُّيوخ . ( ويُحَرَّكُ ) ، واحدتُه بَثْرَةٌ وبَثَرةٌ .
وقد ( بَثُرَ وَجْهُه ) يَبْثر ( مُثَلَّثَةً بَثْراً ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( وبُثُوراً ) ، بالضَّمِّ ، ( وبَثَراً ) ، محرَّكةً ، ( فهو وَجْهٌ ( بَثِرٌ ) ، ككَتفِ .
( وتَبَثَّرَ ) وَجْهُه : بَثُرَ .
وتَبَثَّرَ جِلْدُه : نَفِطَ .
قال أَبو منصور : البُثُورُ مثلُ الجُدَرِيِّ : يفتحُ على الوَجْهِ وغيرِه مِن بَدَنِ الإِنسانِ ، وجمعُهَا بَثْرٌ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : البَثْرَةُ : الحَرَّةُ ، وقيل : هي ( أَرضٌ حجارتُها كحجارةِ الحَرَّةِ إِلّا أَنَّهَا بِيضٌ ) ، وهو مَجازٌ .
( و ) البَثْر : ( الحِسْيُ والبُثُورُ : الأَحْساءُ ، وهي الكِرَارُ .
( و ) يقال : ( كَثِيرٌ بَثِيرٌ ، إِتْبَاعٌ ) له ، وقال الكِسائيُّ : هاذا شيْءٌ كَثِيرٌ بَثِيْرٌ ، وبَذِيرٌ وبَجِيرٌ أَيضاً . ( و ) قد ( يُفْرَدُ ) .
( وبَثْرٌ : ماءٌ ) مَعْرُوفٌ ( بذاتِ
____________________

(10/102)


عِرْقٍ ) ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه
بَثْرٌ وعانَدَه طَرِيقٌ مَهْيَعُ
( أَو ) بَثْرٌ : ( ع ) آخرُ مِن أَعراضِ المدينةِ ليس ببَعيدٍ ، قالَه أَبو عبيدةَ ، وأَنشدَ الأَصمَعِيُّ لِأَبِي جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ :
إِلى أَيَ نُسَاقُ وقد وَرَدْنَا
ظِماءً عن مَسِيحَةَ ماءَ بَثْرِ
( والباثِرُ من الماءِ : البادِي من غير حَفْرٍ ) ، وكذالك ماءٌ نَبَعٌ ونابِعٌ .
( و ) الباثِرُ أَيضاً : ( الحَسُودُ ) .
( و ) البَثْرُ و ( المَبْثُور : المَحْسُودُ ) .
( و ) المَبْثُورُ أَيضاً : ( الغَنِيُّ جدًّا ) ، أَي التّامُّ الغِنَى .
( وابْثَأَرَّتِ الخَيْلُ : رَكَضتْ للمُبَادَرةِ ) شيئاً تطلُبُه ، كابْثَعَرَّتْ وابْذَعَرَّتْ .
( والبَثْرَاءُ ) ، بالمدَ : ( جَبَلٌ لِبَجِيلَةَ ) جاءَ ذِكْرُه في غَزَاة الرَّجيع ، ( تَعَبَّد فيه ) سُلْطَنُ الزاهِدِين ( إِبراهيمُ بنُ أَدهمَ ) العِجْلِيُّ البَلْخِيُّ ، من أَولادِ أُمرائها ، وله كراماتٌ أُلِّفَتْ في مَجمُوعٍ ، رضي اللّهُ عنه وأَرضاه عنّا .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
عن ابن الأَعرابيِّ : البَثْرَةُ تصغيرُها البُثَيْرَةُ ، وهي النِّعْمَةُ التّامَّةُ .
والبَثْرُ : أعرضٌ سَهْلَةٌ رِخْوةٌ .
وعن الأَصمعيِّ : البَثْرَةُ : الحُفْرَةُ .
قال أَبو منصورٍ : وأَيتُ في الباديةِ رَكِيَّةٌ غيرَ مَطْوِيَّةٍ يقال لها : بَثْرَةُ ، وكانَت واسِعَةً كثيرةَ الماءِ .
وعن اللَّيْث : الماءُ البَثْرُ في الغَدِير إِذا ذَهَبَ وبَقِيَ على وَجهِ الأَرضِ منه شيْءٌ قليلٌ ، ثم نَشَّ وغَشَّى وَجْهَ الارضِ منه شِبْهُ عِرْمِضٍ ، يُقَال : صار ماءُ الغَدِير بَثْراً .
وفي نوادر الأَعراب : ابْثَأْرَرْتُ عن هاذا الأَمْرِ ، أَي اسْتَرْخَيْتُ وتَثاقَلْتُ .
____________________

(10/103)



وكزُبَيْرٍ : بُثَيْرُ بنُ أَبي قُسَيْمَةَ السَّلامِيُّ ، من المحدِّثين .
وكسَفِينَةٍ : بَثِيرَةُ بنُ مَشْنُوءٍ ، رجلٌ مِن قُضَاعةَ .
ذَكَرهما الصغانيُّ .
وبَثْرٌ ، بفتحٍ فسكونٍ : أَحدُ أَولادِ إِبليسَ الخمسةِ ، سيذكر في ( زلنبور ) .
بثعر : ( ابْثَعَرَّتِ الخَيْلُ ) ، أَهملَه الجَوْهريُّ ، وقال أَبو السَّمَيْدَعِ : هو مِثلُ ( ابثأَرَّتْ ) وابْذَعَرَّتْ ؛ وذالك إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شيئاً تَطلُبه .
بجر : ( البُجْرَةُ ، بالضَّمّ : السُّرَّةُ ) من الإِنسانِ والبَعِيرِ ( عَظُمَتْ أَم لا ) ، كذا في المُحْكَم .
( و ) البُجْرَةُ : ( العُقْدَةُ في البَطْنِ ) خاصَّةٌ ، ( و ) قيل : هي العُقْدَةُ تكونُ في ( الوَجْهِ والعُنُقِ ) ، وهي مثلُ العُجْرَةِ ، عن كُرَاع ، وهو مَجازٌ .
( وابنُ بُجْرَةَ كَانَ خَمّاراً بالطّائفِ ) ويُروَى فيه بالفتح ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فلوْ أَنَّ ما عندَ ابنِ بُجْرَةَ عندَها
مِن الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهَاتِي بناطِلِ
( وعبدُ الله بن عمر بنِ بُجْرَةَ ) القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ ( صابيٌّ ) ، أَسلَمَ يومَ الفتْحِ ، وقُتِلَ باليَمامة ، ( وعُقْبَةُ بنُ بَجَرَة محرَّكة تابعيٌّ ) مِن بنِي تُجِيبَ ، سَمِع أَبا بكرٍ الصِّدِّيقَ ، ( وشَبِيبُ بنُ بَجَرَةَ ) ، محرَّكَةً ، ( شارَكَ ) عبدَ الرحمانِ ( بنَ مُلْجَمٍ ) ، لَعَنَه اللّهُ تعالى ، ( في دَمِ أَميرِ المُؤمنينَ ) ويَعْسُوبِ المسلمينَ ، عليِّ بنِ أَبي طالبٍ كَرَّمَ اللّهُ وجهَه ورَضِيَ عنه ( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ذَكَرَ ) فلانٌ ( عُجَرَه وبُجَرَه ) ، كزُفَر فيهما ( أَيْ عُيُوبَه . و ) أَفْضَى إِليه بعُحَره وبُجَرِه ، أَي بعُيُوبِه ، يَعْنِي ( أَمْرَه كلَّه ) .
وقال الأَصمعيُّ في باب إِسرارِ الرَّجل إِلى أَخيه ما يَستُرُه عن غيره : أَخبرتُه
____________________

(10/104)


بعُجَرِي وبُجَري ، أَي أَظهرْتُه مِن ثقَتِي به عى مَعَايِبِي .
قال ابن الأَعرابيِّ : إِذا كانتْ في السُّرَّةِ نَفْخَةٌ فهي بُجْرَةٌ ، وإِذا كانت في الظَّهْرِ فهي عُجْرَةٌ ، قال : ثم يُنقلانِ إِلى الهُموم والأَحزانِ ؛ قال : ومعنى قولِ عليّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَه : ( أَشْكُو إِلى اللّهِ عُجَري وبُجَرِي ، أَي هُمُومِي وأَحْزَانِي وغُمُومي . وقال ابنُ الأَثِير : وأَصلُ العُجْرَةِ نَفْخَةٌ في الظَّهْرِ ، فإذا كانت في السُّرَّة فهي بُجْرَةٌ . وقيل : العُجَرُ : العُرُوقُ المُتَعَقِّدَةُ في البَطْن ثم نُقلَا إِلى الهُمُوم والأَحزان ؛ أَراد أنّه يشكُو إِلى الله تعالَى أُمُورَه كلَّهَا ما ظَهَرَ منها وما بَطَن .
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( إِنْ أَذْكُرْه أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه ) ، أَي أُمُورَهُ كلَّهَا بادِيَها وخَافِيَهَا ، وقيل : أَسرارَه ، وقيل : عُيُوبَه .
وسيأْتي في ع ج ر بأَبسطَ مِن هاذا .
( والأَبْجَرُ : الذي خَرَجَتْ سُرَّتُه ) وارتَفَعَتْ وصَلُبَتْ . وقال ابن سِيدَه : وبَجَرَ بَجْراً ، وهو أَبجَرُ ، إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِه فالْتَحَمَ مِن حيثُ دَقَّ ، وَبَقِيَ في ذالك العَظْمِ رتجٌ المرأَةُ بَجْراءُ واسمُ ذالك الموضعِ : البَجَرَةُ والبُجْرَةُ .
( و ) الأَبْجرُ : ( العَظيمُ البَطْنِ . وقد بَجِرَ كفَرِحَ فيهما ، ج بُجْرٌ وبُجْرانٌ ) ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
فلا تَحْسَبُ البُجْرَانُ أَنْ دِماءَنَا
حَقِينٌ لهم في غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ
( و ) الأَبْجَرُ : ( حَبْلُ السَّفِينَةِ ) ، لِعظَمِه في نَوعِ الحِبَال .
( و ) الأَبْجَرُ : ( فَرَسخ ) الأَمير ( عَنْتَرَةَ بنِ شَدّادٍ ) العَبْسِيِّ ، وله فيه أَشعرٌ قد دُوِّنَتْ .
( وأَبْجَرُ ) اسمُ ( رَجُلٍ ) ، وهو ابنُ حاجِرٍ ؛ سُمِّيَ بالأَبْجَرِ : حَبْلِ السَّفِينة . وجَدُّ عبدِ المَلك بنِ سَعِيد بنِ حبّانَ الكنَانِيِّ ، ذَكَرَه الحافظُ بنُ حَجَرٍ .
____________________

(10/105)



( والبُجْرُ ، بالضمِّ : الشَّرُّ ، والأَمْرُ العظيمُ ) ، قاله أَبو زَيْد . ( و ) البُجْرُ : ( العَجَبُ ) . وقال هُجْراً وبُجْراً ، أَي أَمْراً عَجَباً .
وأَنشدَ الوهريُّ قولَ الشاعر :
أَرْمِي عليها وهو شَيْءٌ بُجْرُ
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ
استشهدَ به على أَنْ البُجْرَ هو الشَّرُّ والأَمرُ العظيمُ .
وقال غيرُه : البُجْرُ : الدّاهِيَةُ ، والأَمْرُ العَظِيمُ ، ويُفْتَحُ ، ومنه حديثُ أَبي بكرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْه : ( إِنّمَا هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ ) ، أَي إِن انتظرتَ حتى يُضِيءَ الفَجْرُ أَبصرتَ الطَّرِيقَ ، وإِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ أَفْضَتْ بكَ إِلى المَكْرُوه ، ويُرْوَى : ( البَحْرُ ) بالحاءِ ؛ يُرِيدُ غَمَراتِ الدُّنيا ، شَبَّهَها بالبَحْرِ لِتَحَيُّرِ أَهلِها فيها .
وفي حديث عليَ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عنه : ( لم آت لا أَبَالَكَمُ بُجْراً ) . ( ج أَباجِرُ ، جج ) ، أَي جَمْع الجمع ( أَباجيرُ ) . وعن أَبي عَمْرٍ و : ويقال : إِنه لَيجِيءُ بالأَباجِيرِ ، وهي الدَّواهِي ، قال الأَزهريُّ : فكأَنَّهَا جَمعُ بُجْرٍ وأَبْجَارٍ ، ثم أَباجِيرُ جَمْعُ الجَمْعِ .
وأَمْرٌ بُجْرٌ : عظيمٌ ، وجمعُه أَباجِيرُ كأَباطِيلَ ، عن ابن الأَعرابيِّ ، وهو نادرٌ .
( والبُجْرِيُّ والبُجْرِيَّةُ بضمِّهما : الدّاهِيَةُ ) ، كالبُجْرِ ، بضمَ ، ويُفْتَح ، كما في الصّحاح والرَّوض للسّهَيْلِيّ . ( ج البُجاري ) ، بالضَّمِّ وفَتْحِ الرّاء . وقال أَبو زيْد : لَقِيتُ منه البَجَارِيَ ، أَي الدَّواهِيَ ، واحدُهَا بُجْرِيٌّ ، مثلُ قُمْرِيًّ وقَمَارى ، وهو الشَّرُّ والأَمْرُ العظيمُ .
____________________

(10/106)



( وبَجِرَ ) الرَّجلُ ( كفَرِحَ بَجَراً ، ( فهو بَجِرٌ ) ، ومَجِرَ مَجَراً : ( امتلأُ بطنُه من اللَّبَنِ ) الخالص ( والماءِ ولم يَرْوَ ) ، مثلُ نَجِرَ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : هو أَن يُكْثِرَ مِن شُرْبِ الماءِ أَو اللَّبَنِ ولا يكادُ يَرْوَى ، وهو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ .
( وَتَبَجَّرَ النَّبِيذَ أَلَحَّ في شُرْبِه ) ، منه .
( وكَثِيرٌ بَجِيرٌ ، إِتْبَاعٌ ) .
والبَجِيرُ : المالُ الكثيرُ ، قاله أَبو عَمْرٍ و . ومكان عَمِيرٌ بَجِيرٌ كذالك .
( و ) في نَوَادرِ الأَعراب : يقال : ( بَجِرْتُ عنه ) ، أَيْ عن هاذا الأَمْرِ ، ( بالكَسْرِ ، وابْجَارَرْتُ ) كمَجِرتُ ، وابْثارَرْتُ وابثاجَجْتُ ، أَي ( اسْتَرْخَيْتُ ) وتَثاقَلْتُ .
( والبَجْرَاءُ : الأَرضُ المرتفعةُ ) ، وفي الحديث : ( أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فأَصبحُوا بأَرْضٍ بَجْرَاءَ ) ، أَي مرتفعة صُلْبَةٍ . وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَصبَحْنَا بأَرْضٍ عَزُوبَةٍ بَجْرَاءَ ) . وقيل : هي التي لا نَبَاتَ بها .
( والبجَرَاتُ محرَّكة أَو البُجَيْرَاتُ : مياهٌ في جَبَلِ شَوْرَانَ المُطِلِّ على عَقِيقِ المدينةِ ) ، قال ياقوتٌ في المُعْجَم : وهي مِن مِياه السّمَاءِ ، يجوزُ أَن يكونَ جمع بُجْرَة وهو عِظَمُ البَطْنِ ، ونقلَه الصغانيُّ أَيضاً في التكلمة .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( الباجِرُ : المُنْتَفِخُ الجَوْفِ ) ، والهِرْدَبَّةُ : الجَبَانُ .
وقال الفَرّاءُ : الباحِرُ ، بالحاء : الأَحمقُ ، قال الأَزهريُّ : وهاذا غيرُ الباجِرِ ، ولكلَ معنًى .
وقال الفَرّاءُ أَيضاً : البَجْرُ والبَجَرُ :
____________________

(10/107)


انتفاخُ البَطْنِ ، وفي صِفَةِ قُرَيْشٍ : ( أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ ) ، وهي جمعُ باجِرٍ ، وهو العظيمُ البَطْنِ ، يقال : بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً ، فهو باجِرٌ وأَبْجَرُ ؛ وصَفَهم بالبَطَانَةِ ونُتُوِّ السُّرَرِ ، ويجوزُ أَن يكونَ كنايةً عن كَنْزِهم الأَموالَ واقتنائِهم لها ، وهو أَشبهُ بالحديثِ ، لأَنه قَرَنَهب الشُّحِّ ، وهو أَشَدُّ البُخْلِ .
( و ) باجَر ، ( كهاجَرَ : صَنَمٌ عَبَدتْه الأَزْدُ ) ومَنْ جاوَرَهُم مِن طَيِّىءٍ في الجاهِلِيَّة ، ( ويُكسَر ) ، واقتَصَ عليه ابنُ دُرَيْدٍ ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حديثِ مازِنٍ ، ويُرْوَى بالحَاء المُهْمَلَة أَيضاً ( و ) بُجَيْرٌ ( كزُبَيْرٍ ابنُ أَوْسٍ ) الطّائِيُّ ، عَمُّ عُرْوَةَ بنِ مُضَرِّس . ( و ) بُجَيْرُ ( بنُ زُهَيْر ) بنِ أَبي سُلْمَى رَبِيعَةَ بنِ رِيَاحٍ المُزَنيُّ ، وأَخو كَعْبٍ ، الشاعرَانِ المُجِيدَان . ( و ) بُجَيْرُ ( بنُ بَجْرَةَ ، بالفتح ) الطائيّ ، له ذِكْرٌ في قتال أَهلِ الرِّدَّةِ وأَشعارٌ ، وفي غَزْوة أُكَيْدرِ دُومَةَ . ( و ) بُجَيْرُ ( ابنُ أَبي بُجَيْر ) العَبْسيُّ ، حَليفُ بني النَّجَّار ، شَهِدَ بَدْراً وأُحُداً . ( و ) بُجَيْرُ ( بنُ عمْرَانَ ) الخُزَاعِيُّ ، له شِعرٌ في فَتْح مكَّةَ ، ذَكَرَه أَبو عليَ الغَسَّانيُّ . ( و ) بُجَيْرُ ( بنُ عبدِ اللّهِ ) بنِ مرَّةَ ، يقال سَرَقَ عَيْبَةَ النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، قالَه ابنُ عبد البَرِّ : ( صَحابِيُّونَ ) .
وفاتَه :
بُجَيْرٌ الثَّقَفيُّ ، وبجراةُ بنُ عامر : صَحابِيّان .
( ومُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ ) محمّدِ بن ( بُجَيْرٍ الحافظُ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ ، والذي صَحَّ أَن الحافظَ صاحبَ المُسْنَدِ هو أَبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ بُجَيْرٍ ، مات سنة 311 ه ، أَحدُ أَئمَّةِ خُراسانَ ، كَتَبَ وصَنَّفَ وخَرَّجَ على صَحِيح البُخَاريّ ، ذَكَرَه السّمْعَانِيُّ وغيرهُ ، وأَبو محمّدِ بنُ بُجَيْر بن خازمِ بن راشدِ الهَمْدانِيُّ النَّجّارِيُّ السُّغْدِيُّ ، عن أَبي الوَلِيد الطَّيَالسيِّ ،
____________________

(10/108)


وابنُه أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمّد ، له رحْلةٌ ، حَدَّثَ عن مُعَاذِ بنِ المُثَنَّى ، وبِشْرِ بنِ موسى ، وخَلْقٍ ، وحَدَّث عنه أبوه بحَدِيثَيْن في مُسْنَدِه ، تُوُفِّيَ سنةَ 345 ه . ( وَحَفِيدُه أَحمدُ بنُ عُمَرَ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ والصحيحُ حَفِيدُه أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عُمَرَ أَبو العباس ، رَوَى عن جَدِّه ، وعنه عبدُ الصَّمَد بنُ نَصْرٍ العاصِمِيُّ ، ومنصورُ بنُ محمّدٍ البَيّاعُ ، مات سنةَ 372 ه ، ذَكَرَه لأَمِيرُ . ( والمُطَهَّرُ بنُ أَبِي نِزَارٍ ) أَبو عُمَرَ ، ( البُجَيْرِيّانِ ، مُحَدِّثانِ ) ، وفي نسخَة مُحَدِّثُون . قلتُ : الأَخِيرُ أَصْبَهَانِيٌّ حدَّث عن أَبيه وابن المقري ، وعنه مَعْمَرُ اللّبْنَانيُّ ، وابنُه أَبو سعدٍ أَحمدُ بنُ المطهَّرِ ، رَوَى عن جَدِّه ، عنه يحيى بنُ مَنْدَهْ . قلت : والمطهَّرُ هاذا كنيتُه أبو عمرٍ و ، والدُه أَبو نِزار ، هو محمّدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ ، عن أَبي عليَ العَسْكَرِيِّ ، وعنه ابنُه المطهَّرُ ، ذكرَه ابنُ نُقْطَةَ ، نقَلَه عنه الحافظُ .
وفاته :
عبدُ الرزّاقِ بنُ سَلْهَب بنِ عُمَر البُجَيْرِيُّ ، رَوَى عن أَبي عبدِ الله بن منده ، وكذا أَخوه عُمَر بنُ سَلْهب ، وأَبو الطّاهر محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ نَصْرِ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ الذُّهْلِيُّ البغداديُّ ، رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِيّ ، ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ بُجَيْرِ بن أَزْهَرَ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ العَنْبَرِيُّ التَّمِيمِيُّ ، محدِّثٌ كثيرُ السَّمَاعِ واسعُ الرِّوايةِ .
وممّا يُسْتَدَركُ عليه :
أَبْجَرَ الرَّجلُ ، إِذا اسْتَغْنَى ، غِنًى يكادُ يُطْغِيه بعدَ فَقْرٍ كاد يُكَفِّرُه .
وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ : إسمانِ ، وأَنشدَ
____________________

(10/109)


ابنُ الأَعرابِيِّ :
ذَهَبَتْ فَشِيشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنَا
سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أَبْجَرُ
قال الأَزهريُّ : يجوزُ أَن يكونَ رجلاً ، وأَن يكونَ قبيلَةً ، وأَن يكونَ من الأُمُورِ البَجَارِي ؛ أَي صُبَّتُ عليهم داهيةٌ ، وكلُّ ذالك يكونُ خَبَراً ، ويكون دُعَاءً . قلْت : والمُرَاد بالقَبِيلةِ هنا هو خُدْرَةُ جَدُّ القبيلةِ المشهورَةِ من الأَنصار ؛ فإِنَّ لَقَبَه الأَبْجَرُ .
ومن أَمثالهم ؛ ( عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَه ، ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَه ) ، يَعْنِي عُيُوبَه . وقال الأَزهريُّ : قال المُفَضَّل : بُجَيْرٌ وبُجَرَةُ كانا أَخَوَيْنِ في الدَّهْرِ القديمِ ، وذَكَرَ قِصَّتَهما ، قال : والذي عليه أَهلُ اللُّغَة أَنَّ ذا بُجْرَةٍ في سُرَّتِه عَيَّرَ غيرِه بما فيه ، كما قِيل في امرأَة عَيَّرتْ أُخْرَى بعَيْبٍ فيها : ( رَمَتْنِي بدائِهَا وانْسَلَّتْ ) .
وعبدُ الله بنُ بُجَيْرٍ يُكْنَى أَبا عبدِ الرحمان ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ ، وهو بخلافِ ابنِ بَحِيرٍ بالمهملة فإِنه كَأَمِير ، استدركَه شيخُنا .
وبَجْوارُ ، بالفتح : مَحَلَّةٌ كبيرةٌ أَسفلَ معرْوَ ، منها أَبو عليَ الحسنُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلانَ الخَيّاطُ البَجْواريُّ ، الشيخُ الصالحُ ، ذَكَرَه البُلْبَيْسيُّ في كتاب الأَنساب ، وياقوتٌ في المعجم .
وبَيْجُورُ ، كخَيْرُون : قريةٌ بمصر .
ويقال : هاذه بَجْرَةُ السِّماكِ . مثل بَغْرَتِه ؛ وذالك إِذا أَصابَكَ المطرُ عند سُقُوطِ السِّماكِ ، نقلَه الصغانيُّ .
بحر : ( البَحْرُ : الماءُ الكثيرُ ) ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً ، وهو خلافُ البَرِّ ؛ سُمِّيَ بذالك لعُمْقِه واتِّسَاعه ، ( أَو الْمِلْحُ فَقَطْ ) ، وقد غَلَب عليه حتى قَلَّ في العَذْب ، وهو قولٌ مرجُوحٌ أَكْثَرِيٌّ . ( ج أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحَارٌ ) . وماءٌ بَحْرٌ : مِلْحٌ ، قَلَّ أَو كَثُرَ ، قال ابنُ بَرِّيّ ، هاذا
____________________

(10/110)


القولُ هو قولُ الأُمَوِيِّ ؛ لأَنّه كان يجعلُ البحرَ من الماءِ المِلْح فقط ، قال : وسُمِّيَ بَحْراً لِمُلُوحَتِه ، وأَمّا غيرُه فقال : إِنّمَا سُمِّيَ البحرُ بحراً لسَعَتِه وانبِسَاطِه ، ومنه قولُهُم : إِنّ فلاناً لَبَحْرٌ ، أَي واسعُ المعروفِ ، وقال : فعلَى هاذا يكونُ البحرُ للمِلْح والعَذْبِ ، وشاهدُ العَذْب قولُ ابن مُقْبِلٍ :
ونحنُ مَنَعْنَا البَحْرَ أَن يَشْرَبُوا به
وقد كانَ منكُم ماؤُه بمَكانِ
قال شيخُنَا : في قوله : الماءُ الكثيرُ ، قيل : المرادُ بالبَحْر الماءُ الكثيرُ ، كما للمصنِّف ، وقيل : المرادُ الأَرضُ التي فيها الماءُ ويَدُلُّ له قولُ الجوهريِّ : لعُمْقِه واتِّسَاعِه ، وجَزَمَ في النّامُوس بأَنّ كلَامَ المصنِّفِ على حَذْف مُضَافٍ ، وأَنْ المُرَادَ مَحَلّ الماءِ ، قال : بدليلِ ما سيأْتي مِن أَن البَرَّ ضِدُّ البَحْرِ ، ولِحَدِيث : ( هو الطَّهُورُ ماؤُه ) ، يَعْنِي والشيءُ لا يُضَافُ إِلى نفسه ، قال شيخُنَا : ووَصْفُه بالعُمْق والاتِّساع قد يَشْهَدُ لكلَ من الطَّرفين .
قلت : وقال ابن سِيدَه : وكلُّ نَهْرٍ عظيمٍ بَحْرٌ ، وقال الزَّجّاج : وكلُّ نَهْرٍ لا يَنقطعُ ماؤُه فهو بَحْرٌ ، قال الأَزهريّ : كلُّ نهرٍ لا ينقطعُ ماؤُه مثلُ دِجْلَةَ والنِّيلِ ، وما أَشبَههما من الأَنهار العَذْبَةِ الكِبَارِ ، فهو بَحْرٌ ، وأَمّا البحرُ الكبيرُ الذي هو مَغِيضُ هاذِه الأَنهارِ فلا يكونُ ماؤُه إِلّا مِلْحاً أُجاجاً ، ولا يكون ماؤُه إِلّا راكداً ، وأَمّا هاذه الأَنَارُ العذبةُ فماؤُهَا جارٍ د ، وسُمِّيَتْ هاذِه الأَنهارُ بِحَاراً ؛ لأَنها مَشْقُوقَةٌ في الأَرض شَقًّا .
وقال المصنِّف في البَصائر : وأَصْل البَحْرِ مكانٌ واسِعٌ جامعٌ للماءِ الكثيرِ ، ثم اعْتُبِرَ تارةً سَعَتُه المَكَانِيَّةُ ، فيقال : بَحَرْتُ كذا : وَسَّعْتُه سَعَةَ البَحرِ ؛ تَشْبِيهاً به ، ومنه : بَحَرْتُ البَعِيرَ : شَقَقْتُ أُذُنَه شَقًّا واسِعاً ومنه البَحِيرَةُ ، وسَمَّوْا كلَّ متوسِّعٍ في شيْءٍ بَحْراً ؛ فالرجلُ المتوسِّعُ في عِلْمه
____________________

(10/111)


بَحْرٌ ، والفَرَسُ المتوسِّعُ في جَرْيه بَحْرٌ .
واعتُبر من البحر تارةً مُلوحتُه فقيل : ماءٌ بَحْرٌ ، أُي مِلْحٌ ، وقد بَحرَ المَاءُ .
( والتَّصْغِيرُ أُبَيْحِرٌ لا بُحَيْرٌ ) ، قال شيخُنا : هو من شواذّ التَّصّغِيرِ كما نَبَّه عليه النُّحاةُ ، وإِن لم يَتَعَرَّض له الجوهريُّ وغيره ، وأَما قولُه : لا بُحَيْر ، أَي على القياسِ . فغيرُ صحيحٍ ، بل يقال على الأَصلِ وإِنْ كان قليلاً ، وسوَاه نادِرٌ قياساً واستعمالاً ، انتهى . قلتُ : وظاهرُ سِيَاقِه يَقْتَضِي أَنْ أُبَيْحِراً تصغيرُ بَحْرٍ ، ومنع بُحَيْر ، أَي كَزُبَيْرٍ ، كما فَهِمَه شيخُنَا من ظاهرِ سياقِه كما تَرَى ، وليس كذالك ؛ وإِنّمَا يَعْنِي تصغيرَ بحارٍ وبُحُورٍ ، والممنوعُ هو بُحَيِّر بالتَّشْدِيد ، وأَصلُ السِّيَاق لابن السِّكِّيت ، قال في كتاب التضغير له : تصغيرُ بُحُورٍ وبِحَارٍ أُبَيْحِرٌ ، ولا يجوزُ أَن تُصَغِّر بحاراً على لفظِهَا فتقول : بُحَيِّرُ . لأَن ذلك يضارِعُ الواحِدَ ، فلا يكونُ بين تصغير الواحدِ وتصغيرِ الجَمْعِ إِلّا التَّشْدِيدُ ، والعَربُ تُنْزِلُ المُشَدَّدَ منزلةَ المُخَّفَفِ . انتهى . فتَأَمَّلْ ذالك .
( و ) من المجاز : البَحْرُ : ( الرَّجُلُ الكَرِيمُ ) الكثيرُ المعروفِ ؛ سُمِّي لِسَعَةِ كَرَمِه .
وفي الحديث ( أَبَى ذالك البَحْرُ ابنُ عَبّاس ) ؛ سُمِّي ( بحراً ) لسَعَةِ عِلْمِه وكَثْرَتِه .
( و ) من المجاز : البَحْرُ : ( الفَرَسُ الجَوَادُ ) الواسعُ الجَرْيِ ، ومنه قولُ النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلّم في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبِي طلحةَ وقد رَكِبَه عُرْياً : ( إِنِّي وَجَدْتُه بَحْراً ؛ ( أَي واسع الجَرْي .
قال أَبو عُبَيد : يقال للفَرَسِ الجَوَادِ : إِنْه لَبَحْرٌ لا يُنْكَشُ حُضْرُه .
قال الأَصمعيُّ : يقال : فَرَسٌ بَحْرٌ وَفْيَضٌ وسَكْبٌ وحَتٌّ ، إِذا كان جَوَاداً ، كَثِيرَ العَدْوِ .
____________________

(10/112)



وقال ابنُ جِنِّي في الخَصَائص : الحقيقةُ : ما أُقِرّ في الاستعمال على أَصْل وَضْعِه في اللغة . والمجاز : ما كان بِضِدِّ ذالك ، وإِنما يقعُ المجازُ ويُعدَلُ إِليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة ، وهي : الاتِّساعُ ، والتَّوْكِيدُ ، والتَّشْبِيهُ ، فإِن عُدِمَت الثلاثةُ تَعَيَّنت الحيقة ، فمِن ذالك قولُه صلَّى الله عليْه وسلّم ( في الفرس ) ( هو بَحْرٌ ) ؛ فالمعاني الثلاثةُ موجودةٌ فيه ، أَمّا الاتِّساعُ لأَنه زادَ في أَسماءِ الفَرَسِ التي هي فَرَسٌ وطِرْفٌ وجَوَادٌ ، ونحوُها البحْر ، حتى إِنه إِن احْتِيجَ إِليه في شِعْرٍ أَو سَجْعٍ أَو اتِّساعٍ استُعمِلَ استعمالَ بَقِيَّةِ تلك الأَسماءِ ، لاكنْ لا يُفْضَى إِلى ذالك إِلا بقَرِينَةٍ تُسقِطُ الشُّبهةَ ، وذالك كأَن يقول الشاعر :
عَلَوْتَ مَطَا جَوادِكَ يَوْم يومٍ
وقد ثُمِدَ الجِيَادُ فكان بَحْرَا
وكأَنْ يقول السّاجِعُ : فَرَسُكَ هاذا إِذا سَمَا بغُرَّتهِ كان فَجْراً ، وإِذا جَرَى إِلى غايَتِه كان بَحْراً ، فإِن عَرِيَ عن دليلٍ فلا ؛ فلئلَّا يكونَ إِلباساً وإِلْغازاً ، وأَمّا التشبيهُ فلأَنَّ جَرْيَه يَجْرِي في الكَثْرَةِ مثلَ مائِه ، وأَمّا التوكيدُ فلأَنَّه شَبَّه العَرَضَ بالجَوْهَرِ ، وهو أَثْبَتُ في النفوس منه . قال شيخُنَا : وهو كلامٌ ظاهرٌ إِلّا أَن كلامَه في التوكيد وأَنه شَبَّه العَرَضَ بالجوهرِ لا يخلُو عن نَظَرٍ ظاهر ، وتناقُضٍ في الكلام غيرِ خَفىً . وقال الإِمامُ الخطّابيّ : قال نِفْطَوَيْهِ : إِنمَا شَبَّه الفَرَسَ بالبَحْر ؛ لأَنه أَراد أَنْ جَرْيَه كجَرْيِ ماءِ البحر ، أَو لأَنه يَسْبَحُ في جَرْيِه كالبحرِ إِذا ماجَ فَعَلَا بعضُ مائِه على بعض .
( و ) البَحْرُ : ( الرِّيفُ ) ، وبه فَسَّر أَبو عليَ قولَه عَزَّ وجلَّ : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الروم : 41 ) ، لأَنّ البحرَ الذي هو الماءُ لا يظهرُ فيه فسادٌ
____________________

(10/113)


ولا صَلاحٌ . وقال الأَزهريُّ : معنى هاذه الآيةِ : أَجْدَبَ البَرُّ ، وانقطعتْ مادَّةُ البحرِ ، بذُنُوبِهِم كان ذالك ، لِيَذُوقُوا الشِّدَّةَ بذُنُوبِهم في العاجِلِ . وقال الزَّجّاج : معناه ظَهَرَ الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في مُدُنِ البَحْرِ التي على الأَنهار ، وقولُ بعضِ الأَغفال :
وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِن صُيَيْرِ
مِن صِيْرِ مِصْرَيْنِ أَو البُحَيْرِ
قال : يجوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُحَيْرِ البَحْرَ الذي هو الرِّيف ، فصغَّره للوَزْنِ وإِقامةِ القافِية ، ويجوز 0 أَن يكونَ قَصَدَ البُحَيْرَةَ فرَخَّمَ اضطراراً .
( و ) البَحْرُ : ( عُمْقُ الرَّحِمِ ) وقَعْرُهَا ، ومنه قيل للدَّم الخالِصِ الحُمْرَةِ : باحِر وبَحْرَانِيٌّ ، وسيأْتي .
( و ) البَحْرُ في كلامِ العربِ : ( الشَّقُّ ) ، ويقال : إِنّمَا سُمِّيَ البَحْرُ بَحْراً لأَنّه شَقَّ في الأَرض شَقًّا ، وجَعَل ذالك الشَّقَّ لمائِه قَراراً ، وفي حديث عبدِ المُطَّلِبِ : ( وحَفَرَ زَمْزَمَ ثُمَّ بَحَرَهَا بَحْراً ) ، أَي شَقَّها ووسَّعَها حتى لا يُنْزَفَ .
( و ) منه البَحْرُ : ( شَقُّ الأُذُنِ ) . قال ابنُ سِيدَه : بَحَرَ النّاقَةَ والشّاةَ يَبْحَرُها بَحْراً : شَقَّ أُذُنَهَا بِنِصْفَيْن . وقيل بنصفَيْن طُولاً .
( ومنه البَحِيرَةُ ) ، كسَفينةٍ ، ( كانوا إِذا نُتِجَتِ النّاقةُ أَو الشّاةُ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ بَحَرُوها ) فلا يُنتفَعُ منها بلَبَنٍ ولا ظَهْرٍ ، ( وتَرَكُوها تَرْعَى ) وتَرِدُ الماءَ ، ( وحَرَّمُوا لَحْمَهَا إِذا ماتَتْ على نِسائِهم وأَكَلَهَا الرِّجالُ ) ، فنَهَى اللّهُ تعالَى عن ذلك ، فقال : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ } ( المائدة : 103 ) .
( أَو ) البَحِيرَةُ هي ( التي خُلِّيَتْ بلا راعٍ .
( أَو ) هي ( التي إِذا نُتِجَتْ خمْسةَ أَبْطُنٍ ، والخامِسُ ذَكَرٌ نَحَرُوه فأَكَلَه الرِّجالُ والنِّساءُ ، وإِن كان ) أَي الخامسُ
____________________

(10/114)


وفي بعض النُّسَخ : كانت ( أُنْثَى بَحْرُوا أُذُنَهَا ) ، أَي شَقُّوها وفي بعض النُّسَخ : نَحَرُوا ، بالنُّون ، أَي خَرَقُوا ( فكان حَراماً عليهم لَحْمُهَا ولَبَنْهَا ورُكُوبُها ، فإذا ماتَتْ حَلَّتْ للنِّسَاءِ ) ، وهاذا الأَخيرُ من الأَقوال حَكَاه الأَزهَرِيُّ عن ابن عرَفَه ( أَو هي ابنةُ السّائِبَةِ ) ، وقد فُسِّرَت السّائبةُ في مَحَلِّهَا ، وهاذا قولُ الفَرّاءِ . ( و ) قال الجوهَرِيُّ :
( حُكْمُهَا حُكْمُ أُمِّها ) ، أَي حُرِّم منها ما حُرِّم من أُمِّها .
( أَو هي ) أَي البَحِيرَةُ ( في الشَّاءِ خاصّةً إِذا نُتِجَت خمسةَ أَبْطُنٍ ) فكان آخرُهَا ذكراً ( بُحِرَتْ ) ، أَي شُقَّ أُذُنُهَا وتُرِكَتْ فلا يَمَسُّهَا أَحدٌ . قال الأَزهريُّ : والقولُ هو الأَولُ .
وقال أَبو إِسحَاقَ النحويُّ : أَثْبتُ ما رَوَيْنَا عن أَهلِ اللغةِ في البَحِيرَةِ أَنّها الناقةُ كانت إِذا نُتِجَتْ خمسةَ أَبْطُن ، فكان آخرُهَا ذَكَراً بَحَرُوا أُذُنَها ، أَي شَقُّوهَا ، وأَعْفَوْا ظَهْرَها من الرُّكوبِ والحَمْل ، والذَّبْح ، ولا تُحَلأُ عن ماءٍ نَرِدُه ، ولا تُمنَعُ مِن مَرْعًى ، وإِذا لَقِيَها المُعْيِى المُنْقَطَعُ به لم يَركبها ، وجاءَ في الحديث : ( أَوّلُ مَن بَحَرَ البَحَائِرَ وحَمَى الحَامِيَ وغَيَّرَ دِينَ إِسماعيلَ عَمْرُو بنُ لُحَيِّ بنِ قَمةَ بنِ خِنْدِف . ( وهي الغَزِيرةُ أَيضاً ) وأَنشدَ شَمِرٌ لابنِ مُقْبِل :
فيه مِن الأَخْرَجِ المُرْتاعِ قَرْقَرَةٌ
هَدْرَ الدَّيَامِيِّ وَسْطَ الهَجْمَةِ البُحُرِ
كتاب م كتاب قال : البُحُر : الغِزَار ، والأَخرجُ المُرْتَاعُ : المُكّاءُ .
( ج بَحائِرُ ) كعَشِيرَةٍ وعَشَائِرَ ، ( وبُحُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ، وهو جمعٌ غريبٌ في المُؤَنَّث إِلّا أَن يكونَ قد حَمَلَه على المُذَكَّر ، نحو نَذِيرٍ ونُذُر ، على أَنّ بَحِيرَةً فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ نحو
____________________

(10/115)


قَتِيلَةٍ ، قال : ولم يُسمَع في جَمْعِ مثلِه فُعُلٌ . وحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ : بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَرِيمَةٌ وصُرُمٌ ، وهي التي صُرِمَتْ أُذُنُهَا ، أَي قُطِعَتْ .
( والبَاحِرُ : الأَحْمَقُ ) الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبَقِيَ كالمَبْهُوت ، وقيل : هو الذي لا يَتَمَالَكُ حُمْقاً .
( و ) الباحِرُ : ( الدَّمُ الخالِصُ الحُمْرَةِ ) ، يقال : أَحمرُ باحِرٌ وبَحْرَانِيٌّ وقال ابن الأَعرابيّ : يقال : أَحْمَرُ قانِيءٌ ، وأَحمَرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ ، بمعنىً واحدٍ . وفي المُحْكَم : ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرَانِيٌّ ، خالصُ الحُمْرة مِن دَمِ الجَوْفِ . وعَمَّ بعضُهم به ، فقال : أَحمرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانِيٌّ ، ولم يَخُصَّ به دَمَ الجَوْفِ ولا غيرَه .
( و ) في التَّهْذِيب : والباحِرُ : ( الكَذّابُ ، و ) البَاحِرُ : ( الفُضُولِيُّ . و ) الباحِرُ : ( دَمُ الرَّحِمِ ، كالبَحْرَانِيّ ) . وسُئِلَ ابنُ عباس عن المرأَة تُستَحاضُ ويَستمرُّ بها الدَّمُ ، فقال : ( تُصَلِّي وتَتَوَضَّأُ لكلِّ صلاةٍ ، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرَانِيَّ قَعَدَتْ عن الصَّلاة ) . قال ابنُ الأَثِير : دَمٌ بَحْرَانِيٌّ : شديدُ الحُمْرَةِ ؛ كأَنْه قد نُسِبَ إِلى البَحْر وهو اسمُ قَعْرِ الرَّحم ، وزادُوه في النَّسَب أَلِفاً ونُوناً للمبالَغَةِ ، يُرِيدُ الدَّمَ الغَلِيظَ الواسعَ ، وقيل : نُسِب إِلى البحْرِ ؛ لكَثْرتِه وسَعَتِه ، ومن الأَوّل قولُ العَجَّاج :
وَرْدٌ مِن الجَوْفِ وبَحْرَانِيُّ
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : دَمٌ بَحْرَانِيٌّ ، أَي أَسودُ ؛ نُسِبَ إِلى بَحْرِ الرَّحِمِ وعُمْقه .
( و ) الباحِرُ : الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ ، مثلُ ( المَبْهُوت ) .
( والبَحْرَةُ ) : الأَرْضُ ، و ( البَلْدَةُ ) ، يقال : هاذه بَحْرَتُنَا ، أَي أَرضُنا ، وقد وَرَدَ بالتَّصّغِير أَيضاً ، كما في التَّوشِيح للجَلال .
( و ) البَحْرَةُ : ( المُنْخَفِض من الأَرضِ ) ، قاله ابن الأَعْرَابِيِّ : وقد
____________________

(10/116)


وَرَدَ بالتَّصغِير أَيضاً .
( و ) البَحْرَةُ : الرَّوْضَةُ العظيمةُ ) مع سَعَة . وقال الأَزْهرِيٌّ : يقال للرَّوضَةِ بَحْرَةٌ .
( و ) البَحْرَةُ : ( مُسْتَنْقَعُ الماءِ ) ، قاله شَمِرٌ .
وقد أَبْحَرَت الأَرضُ ، إِذا كَثُرَ مَناقِعُ الماءِ فيها .
( و ) البَحْرَةُ : ( اسُم مدينةِ النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ) ، كالبُحَيْرَةِ ، مُصَغَّراً ، والبَحِيرَةِ كسَفِينَةٍ . الثلاثةُ عن كُراع ، ونقلَهَا السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في التارِيخ . وفي حديث عبدِ اللّهِ بنِ أُبَيَ : ( لقد اصطلحَ أَهلُ هاذه البُحَيْرَةِ على أَن يُتَوِّجُوه ) يَعْني يُمَلِّكُوه فيُعَصِّبُوه بالعِصَابَةِ ، وهي تصغيرُ البَحْرةِ ، وقد جاءَ في رواية مُكَبَّراً . الثلاثةُ اسمُ مدينةِ النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، كذا في اللِّسَان .
( و ) البَحْرَةُ : ( ة بالبَحْرَينِ ) لِعَبْد القَيْسِ .
( و ) البَحْرَة : ( كُلُّ قَرْيَةٍ لها نَهْر جارٍ وماءٌ ناقِعٌ ) ، وفي بعض النُّسَخ ، نهرٌ ناقعٌ ، والصَّوابُ الأَولُ ، والعربُ تقول لكلِّ قَرْيَة ؛ هاذه بَحْرَتُنا .
( وبَحْرَةُ الرّغاءِ ) : موضعٌ ( بالطّائفِ ) . وفي حديث القَسَامةِ : ( قتلَ رجلاً ببَحْرَةِ الرُّغاءِ على شَطِّ لِيَّةَ ) وهو أَولُ دمٍ أُقِيدَ به في الإِسلامِ رَجلٌ مِن بني لَيْث ، قَتَلَ رجلاً من هُذَيْل ، فقتله به .
( ج بِحَرٌ ) ، بكسرٍ ففتحٍ ، ( وبِحَارٌ ) ، والعربُ تُسَمِّي المُدُنَ والقُرَى
____________________

(10/117)


البِحَارَ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : قال أَبو نَصْرٍ : البِحَارُ : الواسِعَةُ من الأَرْض ، الواحدةُ بَحْرَةٌ ؛ وأَنشدَ لكُثَيِّرٍ في وَصفِ مَطَرٍ :
يُغَادِرْنَ صَرْعَى مِن أَرَاكٍ وتَنْضُبٍ
وزُرْقاً بأَجْوَرِ البِحَارِ تُغادَرُ
وقال مَرَّةً : البَحْرةُ : الوادِي الصَّغِير يكونُ في الأَرض الغَلِيظةِ .
والبِحَارُ الرِّياضُ ، قال النَّمرُ بنُ تَوْلَب :
وكَأَنَّهَا دَقَرَى تُخَايِلُ ، نَبْتُهَا
أُنُفٌ يَعُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا
( و ) بُحَيْرٌ ( كزُبَيْرٍ : بَلٌ بِتِهَامَةَ ) وضَبَطَه ياقُوتٌ في المُعْجَم كأَميرٍ .
( و ) بُحَيْرٌ : رجلٌ ( أَسَدِيٌّ ، حَكَى عنه ) سُفْيَانُ ( نُ عُيَيْنَةَ ) الهِلاليُّ الفقيهُ الزاهِدُ المشهورُ خَبَراً .
( وعليُّ بنُ بُحَيْرٍ تابِعِيٌّ ) ، روَى عنه عائِذُ بنُ ربيعةَ .
( وكذا عاصمُ بنُ بُحَيْرٍ ) ، واختُلِفَ في ضَبْطِه فقيل هاكذا ، ( أَو هو كأَمِيرٍ ) .
( وعبدُ الرحمان بن بُحَيْرٍ ) اليَشْكُرِيُّ ( محدِّث ) ، عن ابنِ المُسَيِّب ، ( أَو هو كأَمِيرٍ ، بالجيمِ ) أَمّا بالحاءِ فذَكَرَه أَحمدُ بنُ حَنْبَل . وأَمّا بالجِيم فهو ضَبْطُ البُخَارِيِّ ، وكلٌّ منهما بالتَّصْغِير ، ولم أَرَ أَحداً ضَبَطَه كأَمِيرٍ ، ففي كلام المصنِّف مخالفةٌ ظاهرةٌ .
( وبَحِرَ ) الرَّجلُ ( كفَرِحَ ) يَبْحَرُ بَحَراً إِذا ( تَحَيَّرَ من الفَزَع ) مثلُ بَطِرَ .
( و ) يقال أيضاً : بَحِرَ ، إِذا ( اشتدَّ عَطَشُه ) فلم يَرْوَ من الماءِ .
( و ) بَحِرَ ( لَحْمُه : ذَهَبَ ) من السِّلِّ .
( و ) بَحِرَ الرجلُ و ( البَعِيرُ ) ، إِذا ( اجتَهدَ في العَدْوِ طالباً أَو مَطْلُوباً فضَعُفَ ) وَانقطعَ ( حتَّى اسْوَدَّ وجهُه ) وتَغَيَّرَ .
____________________

(10/118)



( والنَّعْتُ من الكلِّ : بَحِرٌ ) ككَتِفٍ .
وقال الفَرّاءُ : البَحَرُ : أَنْ يَلْغَى البَعِيرُ بالمَاءِ فيُكْثِرَ منه حتى يُصِيبَه منه داءٌ ، يقال : بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ ، وأَنشدَ :
لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفَارِقُه
كما يُحَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ
قال : لأإِذا أَصابعه الدّاءُ كُوِيَ في مَواضعَ فيَبْرَأُ . قال الأَزهريُّ : الداءُ الذي يُصِيبُ البَعِيرَ فلا يَرْوَى من الماءِ هو النَّجَرُ ، بالنُّونِ والجيمِ ، والبجَرُ ، بالباءِ والجِيمِ ، وأَمّا البَحَرُ فهو داءٌ يُورِثُ السِّلَّ .
( و ) أَبحَرَ الرَّجلُ ، إِذا أَخَذَه السِّلُّ .
و ( البَحِيرُ ، كأَمِيرٍ : مَن به السِّلُّ ، كالبَحِرِ ، ككَتِفٍ ) ، ورجلٌ بَحِيرٌ وبَحِرٌ : مَسْلُولٌ ، ذاهِبُ اللَّحْمِ ، عن ابنِ الأَعرابيِّ ، وأَنشدَ :
وغِلْمَتِي منهمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ
وآيِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْهَا هَجِرْ
قال أَبو عَمْرو : البَحِيرُ والبَحِرُ : الذي به السِّلُّ ، والسَّحِيرُ الذي انقطعتْ رِئَتُه ، ويقال : سَحِرٌ .
( وبَحِيرٌ ، كأَمِيرٍ : أَربعةٌ صَحَابِيُّونَ ) ، وهم بَحِيرٌ الأَنْمَارِيُّ ، أَوودَه ابنُ ماكُولا ، ويُكْنَى أَبا سَعِيد الخَيْر ، وبَحِيرُ بنُ أَبي رَبِيع المَخْزُومِيُّ ، سَمّاه النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم عبدَ اللّهِ . وبَحِير الرّاهِبُ ، ذَكَره ابنُ منده وابنُ ماكُولا ، وبَحِير آخَرُ استدركَه أَبو موسى .
( و ) بَحِيرٌ ، كأمِيرٍ : ( أَربعةٌ تابِعِيون ) ، وهم بَحِيرُ بنُ رَيْسَانَ اليَمَانِيُّ ، وبَحِيرُ بنُ ذاخِرٍ المعَافِرِيُّ ، صاحِبُ عمْرِو بنِ العاص ، وبَحِيرُ بنُ أَوْسٍ ، وبَحِيرُ بن سعْدٍ الحِمْصِيُّ .
____________________

(10/119)



وبقِي عليه منهم : بَحِيرُ بنُ سالِمٍ ، وبَحِيرُ بنُ أَحمرَ ، ذَكرهما ابن حبّانَ في الثِّقات .
( و ) أَبو الحُسَيْن ، ويقال : أَبو عُمَرَ ( أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ جعفر ) بنِ محمّدِ بنِ بَحِير بن نُوح النَّيْسَابُورِيّ ، الحافظُ ، حَدَّث عن ابن خُزَيمةَ والبغنديِّ ، تَرْجَمه الذهبيُّ والسمعانيُّ توفي سنة 378 ه . وابنُه أَبو عمرٍ و محمدٌّ صاحبُ الأَربعين ، حدَّث توفِّيَ سنة 390 ه . ( وحَفِيدُه ) أَبو عثمانَ ( سَعِيدُ بنُ محمّدٍ ) شيْخ زاهر ، رَوَى عن جَدِّه ، وأَخوه أَبو حامد بَحِيرُ بنُ محمّد ، رَوَى عن جَدِّه ( و ) أَبو القاسم ( المُطَهَّرُ بن بَحِيرِ بنِ محمّدٍ ) ، حدث عن الحاكم ، وعنه ابنُ طاهر . ( وإِسماعيلُ بنُ عَوْنٍ ) ، هاكذا في النّسخ ، والذي في كتب الأَنساب : ابنُ عمرِو بنِ محمّدِ بنِ أَحمدَ بن محمّدِ بنِ جعفر ، شافعيٌّ من كِبارهم ، تَفَقَّه على ناصِر العُمَرِيِّ ، وسمع من أَبي حَسّانَ الزَّكِّي ، وأَمْلَى مدّةً ، مات سنة 501 ه . وابن عَمِّه عبدُ الحميد بنُ عبدِ الرحمان بنِ محمّدٍ ، رَوَى عن أَبي نُعيم الأَسْفَارَيِنِيِّ ، وابنُ أَخيه عبدُ الرحمان بنُ عبدِ الله بنِ عبد الرحمان ، حَدَّث عن عَمِّه . وابنُه أَبو بكر ، رَوَى عن البَيْهَقِيِّ ، أَخَذَ عنه ابنُ السّمْعَانِيِّ . وعليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبد الحميدِ ، ذَكَره ابنُ السّمْعَانيِّ . ( البَحِيرِيُّونَ : مُحَدِّثُون ؛ نسبةٌ إِلى جَدَ لهم ) ، وهو بَحِيرُ بن نُوحٍ .
( وبَحِيرَى ) ، بالأَلف المقصورة ، ( وَبَيْحَرٌ ) كجعفر ، ( وبَيْحَرَةُ ) بزيادةِ الهاءِ ، : { ( بَحْرٌ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( أَسماءٌ ) لهم .
( والبَحُورُ ) ، كصَبُورٍ : ( فَرَسٌ يَزِيدُهُ الجَرْيُ جَوْدَةٌ ) ، ونَصُّ التَّكْمِلَةُ : البَحُورُ من الخيل : الذي يَجْرِي فلا يَعْرَقُ ولا يَزِيدُ على طُولِ الجَرْي إِلّا جَوْدَةً ، انتهى . وهو مَجازٌ .
( والباحُورُ : القَمَرُ ) ، عن أَبي عليَ في البَصْرِيّاتِ له .
( و ) في الأَمثال : ( لَقيَه صَحْرَة
____________________

(10/120)


بَحْرَةَ ) ، بفتحٍ فسكونٍ فيهما . قال شيخُنَا : هما من الأَحوال المركَّبةِ ، وقيل مِن المصادرِ . والصَّوابُ الأَوْلُ ، يُقال بالفتحِ ، كما هو إطلاقُ المصنِّف ، وبالضَّمِّ أَيضاً كما في شُرُوحِ التَّسْهِيلِ والكافِيَةِ وغيرِهما ، وآخرهُمَا يُبْنَى للتكريب كثيراً ، ( ويُنَوَّنانِ ) بنَصْبٍ ، عن الصّغانيّ ، أَي مُنكشفَيْن ( بلا حِجابٍ ) ، وفي اللِّسَان : أَي بارزاً ليس بينكَ وبينَه شيْءٌ ، قال شيخُنَا : ويُزَادُ عليه : نَحْرَة ، بالنُّون ، كما سيأْتي ، وحينئذٍ يَتَعَيَّنُ التَّنُوِينُ والأَعرابُ ، ويمتنعُ التَّركِيبُ .
( وبناتُ بَحْرٍ ) بالحَاءِ والخاءِ جميعاً ، وعلى الأَول اقتصرَ اللَّيْثُ ، ( أَو الصّوابُ بالخاءِ ) أَي مُعْجَمَة ، بناتُ بَخْرٍ ، ( ووَهِمَ الجوهَرِيُّ ) ، وقال الأَزهريُّ : وهاذا تصحيفٌ مُنُكَرٌ : ( سَحائِبُ رِقَاقٌ ) مُنتصباتٌ ، ( يَجِئْنَ قُبُلَ الصَّيْفِ ) . وقال أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصمعيِّ : يُقَال لِسَحائِبَ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِبات : بناتُ بَخْرٍ ، وبناتُ مَخْرٍ ، بالباءِ والميمِ والخاءِ ، ونحوْ ذالك قال اللِّحْيَانيّ وغيرُه .
( وبُحْرَانُ المَرِيضِ ) ، بالضَّمِّ ، ( مُولَّدٌ ) ، وهو عند الأَطِبَّاءِ التَّغَيُّرُ الّذي يحَدُثُ للعَلِيلِ دَفْعَة في الأَمراضِ الحادَّةِ .
( و ) يقولون : ( هاذا يومُ بُحْرانٍ ، مضافاً ) ، كذا في الصّحاح ، وفي نُزْهَة الشيخِ داوودَ الأَنطاكيِّ : البُحْرَانُ بالضّمِّ لفظةٌ يونانيةٌ ، وهو عبارةٌ عن الانتقالِ من حالةٍ إِلى أُخرَى ، في وَقْتٍ مضبوطٍ بحركةٍ عُلْوِيةٍ ، قال : وأَكثَرُ ارتباطِه بحركةِ القَمَرِ ، لأَنه شكلٌ خفيفُ الحركة يَقْطَعُ دَوْرَة بسرعةٍ ، ولا يمكنُ إِتقانُه بغيرِ يَدٍ طائِلَةٍ في التَّنْجِيمِ ، ثم الانتقالُ المذكورُ إِمّا إِلى الصِّحَّةِ أَو إِلى المَرَض ، والأَولُ البُحْرانُ الجَيِّدُ والثاني الرَّدِيءُ ، وأَطال في تَقْسِيمه فراجِعْه .
( ويَومٌ باحُورِيٌّ ، على غَيرِ قياسٍ ) فكأَنَّه منسوبٌ إِلى باحُورٍ وباحُوراءَ ، مثل عاشُورٍ وعاشُوراءَ ، وهُوَ موَلَّدٌ ، وعلى غير قياسٍ ، كما في الصّحَاح . قال
____________________

(10/121)


ابن بَرِّيّ ويَقْتَضِي قولُه أَنْ قياسَه باحِرِيّ وكان حَقُّه أَن يَذْكُرَه ؛ لأَنّه يقال : دَمٌ باحِرِيّ ، أَي خالِصُ الحُمْرَةِ ، ومنه قولُ المُثَقِّبِ العَبْدِيِّ :
باحِرِيُّ الدَّم مُرٌّ لَحْمُه
يُبْرِيءُ الكَلْبَ إِذا عَضَّ وهَرْ
( والبَحْرَيْنِ ) بالتَّحْتِيَّةِ ، كذا في أُصول القاموس والصّحاح وغيرما من الدَّواوِين ، وفي المِصباح واللِّسَان بالأَلِف على صِيغَةِ المثنَّى المرفوعِ : ( د ) بين البَصْرةِ وعُمَانَ ، وهو من بلاد نَجْدٍ ، ويُعرَبُ إِعراب المثنَّى ، ويجوزُ أَن تَجعلَ النُّونَ محلَّ الإِعراب مع لُزُوم الياءِ مطلقاً ، وهي لغةٌ مشهورةٌ ، واقتَصر عليها الأَزهريُّ ؛ لأَنه صار عَلَماً مُفْرَداً لدلالةٍ ، فأَشْبَه المُفْرَداتِ ، كذا في المِصْباح . ( والنِّسْبَةُ بَحْرِيٌّ وبَحْرَانِيٌّ ، أَو كُرِهَ بَحْرِيٌّ ؛ لئلَّا يَشْتَبِهَ بالمَنْسوب إِلى البَحْر ) . وهاذا رُوِيَ عن أَبي محمّد اليَزِيديِّ ، قال : سَأَلَنِي المَهْدِيُّ وسأَلَ الكِسَائيَّ عن النسْبَة إِلى البَحْرَينِ وإِلى حِصْنَيْنِ : لِمَ قالُوا : حِصْنيٌّ وبَحْرَانِيٌّ . فقال الكِسَائيُّ كَرِهُوا أَن يقولوا حِصْنانيٌّ ؛ لاجتماع النُّونَيْن ، قال : وقلتُ أَنا : كَرِهُوا أَن يقولوا : بَحْرِيٌّ يُشْبِهَ النِّسْبَةَ إِلى البَحْر . قال الأَزهَرِيُّ وإِنّمَا ثَنّوُا البَحْرَيْنِ ؛ لأَنَّ في ناحِيَةِ قُرَاهَا بُحَيْرَةٌ على باب الأَحساءِ وقُرَى هَجَرَ بينها وبين البَحْرِ الأَخضَرِ عشرةُ فراسِخَ ، وقُدِّرَت البُحَيْرةُ ثلاثةَ أَميالٍ في مِثلها ، ولا يَغِيضُ ماؤُهَا ، وماؤُها راكِدٌ زُعَاقٌ ، وقد ذَكَرها الفَرَزْدَقُ فقال :
كأَنَّ دِيَاراً بين أَسْنِمَة النَّقَا
وبين هَذَا لِيلِ البُحَيْرَةِ مُصْحَفُ
قال الصّغانيُّ : هاكذا أَنشدَه الأَزْهَريُّ . وفي النَّقائض : النَّحيزة .
وفي اللِّسَان : قال السّهَيْليُّ في
____________________

(10/122)


الرَّوْض : زَعَمَ ابنُ سيدَه في كتاب المُحْكَم أَن العَرَب تَنْسبُ إِلى البَحْر بَحْرَانيّ ، على غير قياسٍ ، وأَنّه من شَواذِّ النَّسَب ، ونَسَبَ هاذا القولَ إِلى سيبَوَيْه والخَليل ، رَحمَهما اللّهُ تعالى ، وما قالَه سيبويه قَطُّ ، وإِنما قال في شواذِّ النَّسَب : تقولُ في بَهْرَاءَ بَهْرانيّ ، وفي صَنْعَاءَ صَنْعانيّ ، كما تقول : بَحْرَانيٌّ في النَّسَب إِلى البَحْرين التي هي مدينةٌ . قال : وعلى هاذا تَلَقّاه جميعُ النُّحَاة وتَأَوَّلُوه من كلام سيبويه ، قال : وإِنّمَا شُبِّهَ على ابن سيدَه لقول الخليل في هاذه المسأَلة ، أَعْني مسأَلَة النَّسَب إِلى البحْرَيْن ؛ كأَنَّهم بَنَوُا البَحْرَ على بَحْرَان ، وإِنما أَرادَ لفظَ البَحْريْن ، أَلا تراه يقولُ في كتاب العَيْن تقولُ : بَحْرَانيّ في النَّسَب إِلى البَحْرَيْن . ولم يَذكُر النَّسَبَ إِلى البَحْر أَصْلاً للعلْم به ، وأَنه على قياسٍ جارٍ . قال : وفي الغَريب المصنَّف عن اليَزيديِّ أَنه قال : إِنّمَا قالوا : بَحْرَانيّ في النَّسَب إِلى البَحْرَيْن ولم يقولوا : بَحْريّ ، ليُفَرِّقُوا بينه وبين النَّسَب إِلى البَحْر ، قال : وما زَالَ ابنُ سيدَه يَعْثُرُ في هاذا الكتاب وغيره عَثَرَاتٍ يَدْمَى منها الأَظَلُّ ، ويَدْحَضُ دَحَضاتٍ تُخْرجُه إِلى سَبيل مَن ضلّ . قال شيخُنَا : وذَكَر الصَّلاحُ الصَّفَديُّ في نَكْت الهمْيَان الإِمَامَ ابنَ سيدَه ، وذَكَرَ بحثَ السُّهَيْلِيِّ معه بما لا يَخْلُو عن نَظَرٍ ، وما نَسَبَه لسيبَوَيْه والخَليل فقد صَرح بِشُرّاحُ التَّسْهيل .
( ومحمّدُ بنُ المُعْتَمر ) ، ك ذا في النُّسَخ ، وفي التَّبْصير : محمّدُ بنُ مَعْمَر بن رِبْعيّ القَيْسيُّ ، بَصْريّ ثِقَةٌ ، حدث عنه البُخَاريُّ والجماعةُ ، مات سنةَ 350 ه . ( والعَبّاسُ بنُ يَزيدَ ) بن أَبي حبيب ، ويُعْرَفُ بعَبّاسَوَيْه ، حدَّث عن خالد بن الحارث ، ويَزيدَ بن
____________________

(10/123)


زُرَيْعٍ ، رَوَى عَنْه البَاغَنْديُّ وابنُ صاعد وابنُ مخلد ، وهو من الثِّقات ، ( البَحْرَانيّان : مُحَدِّثانِ ) .
وفاتَه :
زكريّا بنُ عطيّةَ البَحْرَانيُّ ، سَمعَ سِلْاماً أَبا المُنْذِر ، ويعقوب بن يوس بنِ أَبي عيسى ، شيخ لابن أَبي داوودَ ، وهارونُ بنُ أَحمدَ بنِ داوودَ البَحْرَانِيُّ : شيخٌ لابن شاهِين ، وعليّ بنُ مقرّبِ بن منصورٍ البَحْرَانِيّ ، أَديبٌ ، سَمِ منه ابنُ نُقْطَةَ . وداوودُ بنُ غَسّانَ بنِ عيسى البَحْرانِيّ ، ذَكَرَه ابنُ الفَرضِيِّ ، ومُوَفَّقُ الدِّين البَحْرَانِيُّ : أَديبٌ بإِرْبل ، مشهورٌ بعد السِّتِّمائة .
( والبَاحِرَةُ : شجرةٌ شاكَةٌ ) من أَشجار الجِبَال .
( و ) الباح 2 ةُ ( من النُّو : الصَّفِيَّةُ ) المُخْتَارَة ، نقلَه الصغانيّ ، وهو مَجَازٌ .
( وبُحُرُ بنُ ضُبُعٍ ، بضمَّتَيْن فيهما ) الرّعَيْنِيّ ، ( صَحابيّ ) ، ذَكَرَه ابنُ يونس ، وله وِفادةٌ .
( و ) القاضي أَبو بكر ( عُمَر بنُ محمودِ بنِ بَحَرٍ ، كجَبَلٍ ) ، ابن الأَحنفِ بنِ قيس ( الواذِنَانِيُّ ) ، واوٌ وذالٌ معجَمَةٌ ونُونان . ( وابنُ عَمِّه محمّدُ ) بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر ، رَوَى عنه يوسفُ الشِّيرَازيُّ ، سَمِعَا من ابن رَبذةَ بأَصْفَهَانَ .
وفاته :
أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ مالِكِ بنِ بَحرٍ .
( وهشامُ بنُ بُحْرانَ ، وبالضّمّ ) :
محدِّثون ) ، الأَخيرُ سَرْخَسِيّ ، رَوَى عن بَكْرِ بن يوسفَ .
( وأَبْحَرَ ) الرجلُ : ( رَكِبَ الْبَحْرَ ) ، عن يعقُوبَ وابنِ سِيدَه .
( و ) أَبْحَرَ : ( أَخَذَه السِّلُّ ) .
( و ) أَبْحَرَ : ( صادَفَ إِنساناً بِلَا ) ونَصُّ المُحكم : على غير اعتمادٍ و ( قَصْدٍ ) لِرُؤْيَتِه . وهو مِن قولِهم :
____________________

(10/124)


لَقِيتُه صَحْرَةَ بَرَةَ ، وقد تقدَّم .
( و ) أَبْحَرَ ، إِذا ( اشتدَّتْ حُمْرَةُ أَنْفِه ) .
( و ) أَبْحَرِتِ ( الأَرْضُ : كَثُرتْ مناقِعُها ) ، ونصُّ التَّهذيب : كَثُرَتْ مناقعُ الماءِ فيها .
( و ) في المُحكَم : أَبْحَرَ ( الماءُ : مَلُحَ ) ، أَي صار مِلْحاً ، قال نُصَيْب :
وقد عادَ ماءُ الأَرض بَحْراً وزادَني
إِلى مَرَضى أَنْ بْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ
( و ) أَبْحَرَ الرَّجلُ ( الماءَ : وَجَدَه بَحْراً ، أَي مِلْحاً لم يَسُغْ ، هاكذا في النُّسَخ ، وفيه تحريفٌ شنيعٌ ؛ فإِنّ الصّغانيّ ذَكَرَ ما نَصُّه بعدَ قوله : أَبْحَرت الأَرضُ : ولو قيلَ : أَبحَرْتُ الماءَ ، أَي وَجَدْتُه بحْراً ، أَي ملْحاً ، لم يمْتَنعْ ، فتأَمَّلْ .
( و ) من المجَاز : ( اسْتَبْحَر ) الرجلُ في العِلْم والمال : ( انْبَسَطَ ) ، كَتبحَّر وكذالك استبحرَ المَحَلّ ، إِذا اتَّسَعَ .
( و ) اسْتَبحَرَ ( الشّاعرُ ) ، وكذا الخَطيبُ : ( اتسَعَ له القَوْلُ ) ، كذا في التَّكْملَة ، ونصُّ المُحكَم : اتَّسَع في القَوْل . وفي الأَساس : وفي مَديحكَ يَسْتَبْحِرُ الشاعرُ ، قال الطِّرّماح :
بمثْلِ ثَنَائكَ يَحْلُو المَديحُ
وتَسْتَبْحِرُ الأَلْسُنُ المادحَهْ
والتَّبَحُّرُ والاستبحارُ : الانبساطُ والسَّعَةُ ؛ وسُمِّيَ البحرُ بحْراً لذالك ، ( و ) من المَجَاز : ( تَبَحَّرَ ) الرجلُ ( في المال ) ، إِذا اتَّسَعَ و ( كَثُرَ مالُه ) .
( و ) تَبَحَّرَ ( في العِلْم : تَعَمَّقَ وتَوسَّعَ ) تَوَسُّعَ البحر .
( وبَحْرَانَةُ ) ، بالفتح : ( ة ، باليَمن ) ، وفي التكملة : بلدٌ باليَمَن .
( و ) في الحديث ذكْرُ ( بُحْرَان ) بالفتح ( ويُضَمّ ) ، وهو ( ع بناحيةِ الفُرْعِ ) من الحجَاز ، به مَعْدنٌ
____________________

(10/125)


للحَجّاج بن عِلَاط البَهْزِيِّ ، له ذكْرٌ في سَرِيَّة عبد ا بن جَحْشٍ ، قَيَّدَه ابنُ الفُرات بالفتح ، كالعمْرانيِّ ، والزَّمخْشريِّ ، والضَّمُّ روايةٌ عن بعضهم ، وهو المشهورُ ، كذا في المُعجَم .
( ويَبْحَرُ بنُ عامرٍ ) كيَمْنَعُ ، وضَبَطَه الذهبيُّ بتقديم الموحَّدة على التحتيَّة ، ( صحابيّ ) ، وقيل : بجراة ، له حديثٌ من رواية أَولاده .
( والبَحْريَّةُ ) ، وفي بعض النسخ : البَحيريَّةُ وهو الصَّوابُ : ( ع باليَمَامة ) لعبد القَيْس عن الحَفْصيِّ .
( وبَحيرَابادْ : ة ، بمَرْوَ ) يُنسَب إِليها أَبو المظفَّر عبدُ الكريم بنُ عبد الوهّاب ، حدَّث عنه السّمْعانيُّ ، ذَكَره ياقوت في المعجم .
( والبَحّارُ ) كَكتّانٍ : ( المَلّلاحُ ) ، لمُلَازَمته البَحْرَ ، ( وهم بَحّارةٌ ) ، كالحَمَّالة .
( وبَنُو بَحْريَ : بَطْنٌ ) من العرب .
( وذُو بِحَارٍ ، ككِتَابٍ : جَبَلٌ ، أَو أَرضٌ سهلةٌ تَحُفُّهَا جبالٌ ) ، قال بشْرُ بنُ أَبي خازم :
أَلَيْلَى على شَطِّ المَزَارِ تَذَكَّرُ
ومِن دُونِ لَيْلَى ذُو بِحَار ومَنْوَرُ
وقال الشَّمّاخ :
صَبَاصَبْوَةً مِنْ ذِي بِحَارٍ فَجَاوت
إِلى آلِ لَيْلَى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ
وقال أَبو زِيَادٍ : ذو بِحَارٍ : وادٍ بأَعْلَى السَّرِير لعَمْرٍ و بنِ كِلابٍ ، وقيل : ذو بِحار ، ومَنْوَر ، جَبَلانِ في ظَهْر حَرَّةِ بني سُلَيْم ، قاله الجوهَرِيُّ ، وقال نَصْرٌ : ذو بِحَار : ماءٌ لغَنِيّ في شرقيّ النِّير ، وقيل : في بلاد اليمن .
( وبِحَارٌ ) ، مصرُوفاً ، ( ويُمْنَعُ : ع ) بنَجْد ، عن ابن دُرَيْد ، ورواه الغوريُّ
____________________

(10/126)


بالفتح ، قال بَشامةُ بنُ الغَدير :
لِمَنِ الدِّيَارُ عَفَوْنَ بالجَزْعِ
بالدَّوْمِ بين بِحَارَ فالجرْعِ
( و ) بُحَارٌ ( كغُرَابٍ ) : موضعٌ ( آخرُ ) عن السِّيرايّ ، كذا ضَبَطَه السُّكْرِيُّ في قول البُرَيْق ، ( أَو لغةٌ في الكَسْرِ ) .
( وبَحْرَةُ : والدُ صَفِيَّةَ التّابِعيَّةِ ) ، رَوَى عنها أَيُّوبُ بنُ ثابت ، وهي رَوَتْ عن أبي محذورةَ ، ذَكَرها البُخَاريُّ في التَّاريخ .
( و ) بَحْرَةُ ( جَدُّ يُمَيْنِ بنِ مُعاوِيَةَ ) العائشيّ ( الشاعرِ ) .
( و ) بَحْرَةُ : ( ع بالبَحْرَيْنِ ، و : ة ، بالطائفِ ) ، وقد تقدَّم ذكرُهما ، فهو تكرار .
( والباحُورُ والباحُوراءُ ) ، كعاشُورٍ وعاشُوراءَ : ( شِدَّةُ الحَرِّ في تَمُّوزَ ) ، وهو مُوَلَّدٌ ، قال شيخُنَا : وقد جاءَ في كلام بعضِ رُجّازِ العربِ ، فلو قالوا : هو معَرَّبُ كان أَوْلى .
( وبُحَيْرَةُ ، كجْهَيْنَةَ : خمْسة عَشَرَ موضعاً ) ، منها : بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ ، فإِنها بحرٌ عظيمٌ نحو عشرة أَميال ، وبُحيرةُ تِنِّيسَ بمصر ، وبُحيرةُ أَرْجِيشَ ، وبُحيرةُ أُرْمِيَةَ ، وبُحيرةُ أَرْيَغَ ، وبُحيرةُ الإِسكندريَّةِ ، وبُحيرةُ أَنطاكِيَةَ ، وبُحيرةُ الحَدَثِ ، وبُحيرةُ قَدَس ، وبُحيرةُ المَرْجِ ، وبُحيرةُ المُنْتِنَةِ ، وبُحيرةُ هَجَرَ ، وبُحيرةُ بَغْرَا ، وبُحيرةُ ساوَهْ .
____________________

(10/127)



وممّا يُستدرَكَ عليه :
البَحْرُ : الفُراتُ ، قال عَدِيُّ بنُ زَيْد :
وتَذَكَّرْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إِذْ أَشْ
رَفَ يوماً ولِلْهُدَى تَذْكِيرُ
سَرَّه مالُه وكَثْرَةُ ما يَمْ
لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ
قالُوا : أَراد بالبحرِ ها هنا الفُراتَ ، لأَنّ رَبَّ الخَوَرْنَقِ كان يُشِرفُ على الفُرات . قُلتُ : وهاذا فيه ما فيه ؛ فإِنّ البحرَ في الأَصل المِلْحُ دُونَ العَذْبِ ، كما قاله بعضُهم ، وقوله تعالى : وَمَا يَسْتَوِى الْبَحْرَانِ هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } ( فاطر : 12 ) . قالوا : سُمِّيَ العَذْبُ بَحْراً ؛ لكَوْنِه مع المِلْح ، كما يُقَال للشَّمْسِ والقَمَرِ قَمَرانِ ، كذا في البصائر للمصنِّف .
وفي حديث مازِنٍ : ( كان لهم صَنَمٌ يُقَال له باحَرٌ ) ، بفتح الحاءِ ، ويُرْوَى بالجِيم ، وقد تَقَدَّم .
وتبحَّرَ الرَّاعِي في رَعْيٍ كثيرٍ : اتَّسَعَ .
وبَحِرَ الرَّجلُ ، كفَرِحَ ، إِذا رَأَيَ البَحْرَ ، فَفَرِقَ حتى دَهِشَ ، وكذالك بَرِقَ ، إِذا رأَى سَنَا البَرْقِ فتحيَّر ، وبَقِرَ ، إِذا رَأَى البَقَرَ الكثيرَ ، ومثلُه خَرِقَ ، وعَقِرَ .
وفي المُحْكَم : يقال : للبَحْر الصَّغير : بُحَيْرَةٌ ؛ كأَنَّهم تَوَهَّمُوا بَحْرَةٌ ، وإِلّا فلا وَجْهَ للهاءِ .
وقوله : يا هادِيَ اللَّيْلِ جُرْتَ ، إِنّمَا هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ ، فَسَّره ثعلبٌ فقال : إِنّما هو الهلاكُ أَو تَرَى الفَجْرَ ؛ شَبَّه الليلَ بالبَحْر ، ويُرْوَى بالجِيم ، وقد تَقَدَّم .
والبَحْرَةُ : الفَجْوَةَ مِن الأَرض تَتَّسعُ .
والبُحَيْرَةُ : المُنخفِضُ من الأَرض .
وتَبَحَّرَ الخَبَرَ : تَطَلَّبه .
وكانت أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ يقال لها : البَحْرِيَّةُ ؛ لأَنّهَا كانت هاجَرَتْ إِلى بلاد النَّجَاشِيّ فَرِكبت البحرَ . وكلَّ ما نُسِبَ إِلى البحر فهو بَحْرِيٌّ .
____________________

(10/128)



والذي في الأَساس : ومِن المَجَاز : امرأَةٌ بَحْرِيَّةٌ ، أَي عَظِيمَةُ البَطْنِ ؛ شُبِّهَتْ بأَهْلِ البَحْرَيْنِ ، وهم مَطاحِيلُ عِظَامُ البُطُونِ .
ويُقَال للحارَاتِ والفَجَوَاتِ : البحَارُ .
وقال اللَّيْثُ : إِذا كان البحرُ صغيراً قيل له : بُحَيْرةٌ .
والبَحْرِيُّ : المَلَّاحُ .
والمُفَضَّل بنُ المطهَّر بنِ الفَضْل بنِ عُبَيْد الله بنِ بَحَرٍ ، كجَبَلٍ : الكاتبُ الأَصْبَهانيُّ ، سَمِعَ منه ابنُ السّمعانيِّ وابنُ عساكر . وذَكْوَانُ بنُ محمّدِ بنه العبّاسِ بنِ أحمدَ بنِ بَحرٍ الأَصبهاني ، ويُدْعَى اللَّيْث ، ذكَره ابنُ نقْطَةَ .
وكأَمِيرٍ : عبدُ الله بن عيسى بن بَحِير : شيخٌ لعبدِ الرزّاق ، وعبدُ العزيز بنُ بَحِير بن رَيسانَ : أَحدُ الأَجوادِ ، رَوَى .
وبَحِيرُ بن جُبَيْر : تابعيٌّ .
وبَحِيرُ بنُ نُوح ، عن أَبي حنيفةَ .
وبَحِيرُ بنُ عامر : شاعرٌ جاهليٌّ .
وبَحِيرُ بنُ عبد الله فارسُ قُشَيْر .
وسعدُ بنُ بَحِيرِ بنِ معاويةَ : له صُحْبَةٌ .
ومُحَمّدُ بنُ بَحِيرٍ الأَسْفَرَاينِيٌّ ، سمع الحمَيديّ . وآخرون .
والبُحَيْر ، كزُبَيْرٍ : لَقَبُ عَمرِو بنِ طَرِيفِ بنِ عمرِو بنِ ثُمَامةَ ؛ لجودِ .
والحُسَيْن بنُ محمّدِ بنِ موسى بن بُحَيْر : شيخُ ابنِ رَشِيق ، ضَبَطَه الحُمَيديّ .
والفتحُ بنْ كعثِيرِ بنِ بُحَيْر الحَضرميُّ ، ذَكَرَه ابنُ ماكُولا .
وبَحْرٌ : والدُ عمرٍ و الجاحظِ .
وبَيْحَرٌ وبَيْحَرةُ ، أَسْماءٌ .
وبَحْرَةُ ويبحرُ : موضعانِ .
وبَحِيرَاءُ الرَّاهبُ ، كأَمِيرٍ مَمْدُوداً ، هاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ وشُرّاحُ
____________________

(10/129)


المَوَاهِبِ ، وفي روايةٍ بالأَلفِ المَقْصُورةِ ، وفي أُخْرَى كَأَمِيرٍ ، وأَما تَصْغِيرُه فَغَلَطٌ ، كما صَرَّحُوا به .
وبَحِيرَةُ ، كسَفينة : موضعٌ .
وأَبو بَحْرٍ صَفوانُ بنُ إَدريسَ ، أَديبٌ أَندلسيٌّ .
وأَبو بَحْرٍ سُفيانُ بنُ العاصِي .
وبَنُو البَحْرِ : قبيلةٌ باليمن .
وبُحَيْر آباذ ، بالضّمّ : مِن قُرَى جُوَيْن من نَوَاحِي نَيْسَابُورَ ، ومنها أَبو الحسن عليُّ بنُ محمّدِ بنِ حَمّويه الجُوَيْنِيّ ، من بيتِ فَضْلٍ ، ولهم عقبٌ بمصر .
وإِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ بنِ محمّدٍ البَحْرِيُّ ، الحافظُ ، لأَنّه كان يُسَافر إِلى البحر ، تُوفِّيَ سنةَ 337 ه . وأَبو بكرٍ عبدُ اللّهِ بنُ عليِّ بنِ بَحْرٍ البَحْرِيُّ البَلْخِيُّ ، نُسِبَ إِلى جَدِّه بَحْرٍ .
وبَحْرٌ جَدُّ الأَحْنَفِ بنِ قَيْس التَّمِيميِّ البَصْرِيِّ .
والبُحَيْرَةُ ، مصغَّراً : كُورةٌ واسعةٌ بمصر .
بحتر : ( البُحْتُرُ ، بالضَّمِّ ) ، والتَّاءُ مُثَنَّاة فوْقِيَّة مضمومة : ( القَصِيرُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ) ، كالحُبْتُرِ ، وهو مقلوب منه ، والأُنْثَى بُحْتُرَةٌ ، والجمعُ البَحاتِر ، وأَنشدَنا شيخُنَا ، بُلَّ ثَرَاه ، قال أَنشدَنا الإِمامُ محمّدُ بنُ المسناويّ :
وأَنتِ التي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ
إِليَّ ولم تَشْعُرْ بذاكَ القَصَائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ
قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ
قلتُ : وهاذانِ البَيْتَانِ أَنشدهما الفَرّاءُ ، وهما لكُثَيِّرٍ ، وقال : البَهَاتِرُ ، بالهاءِ .
وقال قُطْرُبٌ : ويقال للضَّخْم أَيضاً : البُحْتُرُ .
( و ) بُحْتُرٌ ( بلا لامٍ : فَحْلٌ مِن
____________________

(10/130)


فُحُولِهم ) ، وإِليه نُسِبَت الإِبلُ البُحْتُرِيَّةُ ، قال ذو الرُّمَّة :
صُهْباً أَبُوها داعِرٌ وبُحْتُرُ
تَحْدُو سُرَاهَا أَرُجُلٌ لا تَفْتُرُ
( و ) بُحْتُرُ ( بنُ عَتُودِ بنِ عُنَيزٍ ) ، مصغَّراً بالزّاي ، ( لاعُنَيْنٍ ) بالنُّونِ ، كما وُجِدَ في بعض أُصُول الصّحاح ، ( ووَهِمَ الجوهَرِيُّ ) ، ولا يَخفَى أَنْ مِثلَ هاذا لا يُعَدُّ وَهَماً ؛ لأَنَّه لم يُقَيّد بالنُّونِ ، وإِنّما هو مِن تَحْرِيفِ النُّسّاخ ، وهوابنُ سَلَامَانَ بنِ ثُعَلَ بنِ الغَوْثِ بنِ جُلْهُمَةَ بنِ طَيِّيءٍ ، وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ ، ( منهم أَبو عُبَادَة الشّاعرُ ) المشهودُ له بالإِجادة ، البُحْتُرِيُّ الشاعرُ .
( و ) بُحْتُر ( جَدُّ جُدَيَ ) مُصَغَّراً ، ( ابنِ تَدُولَ ) كصَبُور ، ( الشاعرِ الجاهليّ ) ، ومِن وَلَدِه جابِرُ بنُ ظالِمِ بنِ حارثةَ بنِ عَتاب بنِ أَبي حارثةَ بنِ جدَيّ ، له صُحْبَةٌ .
( وتَبَحْتَرَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( انتسبَ إِليهم ) ، مثلُ تَمَضَّر وتَنَزَّرَ وتَقَيَّسَ .
وممّا يُستدرَك عليه :
أَبو البحترِيّ مِن أَجودِ الناس ، واسمُه وَهبْ بنُ وَهْب ، وهو أَحدُ الوَضّاعِين .
وبُحْتُر ، بالضَّمّ : رَوضةٌ في وَسطِ أَجَأَ أَحدِ جَبليْ طَيِّىء ، قُرْب جَوّ ، كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة .
وبُحْتَار ، بالضَّمّ : وادٍ قريبٌ من
____________________

(10/131)


العُذيب بين الكوفة والبصرة ، قاله الحازميّ .
والنُّور عليُّ بن بُحْتُر الحنفيُّ ، وأَخوه محمّدٌ خطيبُ الحِصْن ، حَدَّثا عن ابنِ عبدِ الدائم ، وإِسماعيلُ بنُ داوودَ بنِ سليمان بن بُحْتُرٍ ، حَدَّث بعد السَّبعمائة .
بحثر : ( بَحْثَرهُ : بَحَثَه ) وبَدَّدَه ، كبَعْثَره وقُرِىءَ : { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ } ( العاديات : 100 ) ، أَي بُعِثَ المَوْتَى .
قلتُ : وليس ببعيدٍ أَن يكونَ بَحْثَرَ مُركَّباً مِن اثْنَيْن ، فإِنّ فيه معنى بحث وأَثارَ ، على رَأْيِ مَن يقول : إِن الرباعيَّ والخُمَاسيَّ مركَّبان من اثْنَيْن ، وأَشار إِليه المصنِّفُ في البَصَائر .
( و ) بَحْثَر المتاعَ : ( فَرَّقَه ) ، وفي التَّهْذِيب : بَحْثَرَ متاعَه وبَعْثَره ، إِذا أَثارَه وقَلّبه وفَرَّقه ، وقَلَبَ بعضَه على بعضٍ ، ( فتَبحثَرَ ) : تَفرَّق . ( و ) عن أَبي الجَرّاح : بَحْثَرَ الشَّيْءَ : ( استخرجَه وَكَشَفه ) ، قال القَتّال العامِرِيُّ :
ومَنْ لا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرً
وكَبْشَةُ تُكْرَهْ أُمُّه أَنْ تُبَحْثَرَا
( و ) عن الأَصمعيّ : يقال : ( لَبَنٌ مُبَحْثِرٌ : مُنْقَطِعٌ متحبِّبٌ ) ، فإِذا خَثرَ أَعلاه وأَسفلهُ رَقِيقٌ فهو هادِرٌ .
( وقد بَحْثَرَ ) اللَّبنُ ، إِذا انقطعَ وتَحبَّبَ .
بحدر : ( البْحْدُرِيُّ ، بالضّمّ ) ودالٍ مُهملَةٍ مضمومةٍ ، أَهملَه الجوهَرِيُّ ، وقال أَبو عَدْنَانَ : هو ( المُقَرقَمُ الذي لا يَشِبُّ ) ، كالبُهْدُرِيِّ ، كذا في التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ .
بخر : ( البَخْر ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( فِعْلُ البُخَارِ ) .
____________________

(10/132)



وبُخَارُ القِدْرِ ، ما ارتفعَ منها .
( بَخَرَتِ القِدْرُ ، كمنَع ) تَبْخَر بَخْراً وبُخَاراً ، إِذا ارتفَع بُخَارُهَا .
( و ) البَخَر ، ( بالتَّحْرِيك : النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِه ) ، قاله أَبو حَنِيفَةَ .
وقد ( بَخِرَ ، كفَرِحَ ( بَخَراً : ( فهو أَبَخرُ ) وهي بَخُرَاءُ .
( وأَبخرَه الشَّيءُ ) : صَيَّره أَبخرَ . قال شيخُنَا : والمعروفُ في البَخَر التَّقْيِيدُ بالفَمِ دُونَ غيرِه ، كما جَزَم به الجوهَريُّ والزَّمخشريُّ والفَيُّومِيُّ ، وأَكثرُ الفقاءِ .
وفي اللِّسَان : بَخِرَ ، أَي نَتُنَ مِن بخَره الفَمِ الخَبِيثِ .
وفي الأَساس : بَخَّرْتَ علينا : نَتَّنْتَ ، وأَرَدْنَا أَن تُبَخِّرَ لنا فبَخَّرْتَ علينا .
( وكلُّ رائحةٍ ساطعةٍ بَخَرٌ ) ، وبُخَارٌ مِن نَتْنٍ أَو غيرِه ، وكذالك بُخَار الدُّخَان ، ( وكلُّ دُخَانٍ ) يَسطَعُ ( من ) ماءٍ ( حارَ ) فهو ( بُخَارٌ ) ، وكذالك منه النَّدَى ، وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ منه كالدُّخان .
( والمَبْخُور : المَخْمورُ ) ، عن الصّغانيّ .
( و ) عن ابنِ الأَعرابيِّ : ( الباخِرُ : ساقِي الزَّرْعِ ) . قال أَبو منصورٍ : المعروفُ الماخِرُ ، بالميم ، فأُبدِل من الميم ، كقولك : سَمَّدَ رأْسَه وسَبَّدَه .
( وبناتُ بَخْرٍ ، كبَحْرٍ ) . ومَخْرٍ : سحائبُ يأْتِين قُبُلَ الصَّيْفِ ، منتصبةٌ رِقاقٌ بِيضٌ حِسانٌ ، وقد تقدَّم في الحاءِ المُهْمَلة .
( و ) البخُور ، ( كصَبُور : ما يُتَبخَّر به ) .
وثِيابٌ مُبَخَّرَةٌ : مطيَّبَةٌ .
وتَبَخَّر بالطِّيبِ ونَخُو 2 ه : تَدَخَّنَ ، وفَلانٌ يَتَبَخَّر وَيَتبختَرُ .
( وبَخُورُ مَرْيَمَ : نَبَاتٌ ) ، وأَصلُه العَرْطَنِيثَا وهو حارٌّ يابسٌ ، ( جَلّاءٌ مفتِّحٌ مُدِرٌّ ) محلِّلٌ ( نَفّاعٌ ) ، ويُسْهِلُ الطَّبْعَ إِذا تُحمِّل به بصُوفة أَو طُلِيَ به أَسفل السُّرَّةِ .
____________________

(10/133)



( والبَخْرَاءُ : أَرضٌ ) بالشام ؛ لنَتْنِها بِعُفُونَةِ تُربِهَا .
( و ) البَخرَاءُ أَيضاً : ( ماءَةٌ مُنْتِنَة قُرْبَ القُلَيْعَةِ بالحِجَاز ) . على مِيلَيْن منها ، وهي في طَرَفِ الحِجاز : نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) البَخْرَاءُ : ( نَباتٌ ) مثلُ الكُشْنَا ، وحَبُّه كحَبِّه سَواءٌ ، سُمِّي بذالك لأَنه إِذا أُكِلَ أَبُخرَ الفمَ ، حَكاه أَبو حنيفةَ ، قال وهو مَرْعًى ، وتُعْلَفُه المَواشِي فيسمِّنُها ، ومَنابِتُه القِيعانُ .
( وبُخاراءُ ) ، بالضمِّ والمدّ : ( د ) ، من أَعظم مُدُنِ ما وراءَ النهرِ ، بينها وبين سَمَرْقَنْدَ ثمانيةُ أَيامٍ أَو سبعة ، وهو ممدود في شعر الكُمَيت ، قال :
ويومَ بِيكَنْدَ لا تُقْضَى عَجائِبُه
وما بخاراءُ مِمَّا أَخْطَأَ العَدَدُ
ويُرْوَى : ( ويومَ قِنْدِيدَ ) ، ( ويُقْصَرُ ) وهو المشهورُ الراجحُ ، وبه جَزَ غيرُ واحدٍ من الحُفّاظ ، وأَنكروا المدّ ، خَرجَ منها جماعة من العلماءِ في كلّ فنّ ، ولها تاريخٌ عجيبٌ مشهور .
( والبُخَارِيَّةُ : سِكَّةٌ بالبَصْرة أَسكنَها زِياد ) بنُ أَبِيه ( أَلْفَ عَبدٍ من بُخَاراءَ ) ، فسمِّيت بهم ، ولم تُسَمَّ به ، وذالك حين مَلَكَهَا من خاتون ملكةِ بُخَارَا ، وكان السَّبْيُ أَلْفَيْن ، وكلُّهم جَيِّدُو الرَّمْيَ بالنُّشّاب ، ففَرَض لهم العَظائمَ ، وأَسكنَهم بها .
( وعليُّ بنُ بُخَارٍ ) الرازيُّ ( كغُرابٍ ) .
( و ) أَبو المَعالِي ( أَحمدُ بنُ ) أَبي نَصْرٍ ( محمّدِ بنِ عليّ ) بنِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ ( البُخَارِيّ ) البغداديُّ ( المنسوبُ إِلى بُخار العُودِ ؛ لأَنه كان يُبخِّر به في الخاناتِ ) ، والذي في المُعْجَم : أَنه كان يَحْرِقُ البَخُورَ في جامع المنصور حِسْبَةً ، وعُرِفَ بيتُه ببيتِ ابنِ البُخَاريّ ، قاله أَبو سعدٍ ، وأَخوه أَبو البَرَكاتِ هِبَةُ الله ، سَمعَ مع أَخيه من أَبي غَيلانَ والجوهريِّ وغيرِهما ، كذا في ===

=============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...