Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

4. كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

 

4. كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

الذي أَنْكَرَه المؤلفُ على الجوهريّ هو قولُ أَكْثَرِ أَئِمَّة اللغة ، وقد نقل في ( لسان العرب ) بعضاً منه قال : الخَبِيبَةُ : صُوفُ الثَّنِيِّ ، وهو أَفْضَلُ مِنَ العَقِيقَةِ ، وهي صُوفُ الجَذَعِ وأَبْقَى وأَكْثَرُ ، وفيه أَيضاً : وأَخطأَ الليثُ حيث ذَكَر في ترجمة ( حنن ) الحَنَّةُ : خِرْقَةٌ تَلْبَسُهَا المَرْأَةُ فتُغَطِّي رَأْسَهَا ، قال الأَزهريُّ : هو تَصْحِيفٌ ، والذي أَرَاهُ : الخَبَّةُ ، وأَمَّا بالحَاءِ والنَّونِ فَلاَ أَصْلَ له في بابِ الثِّيَابِ .
( و ) من المجاز ( خَبَّ النَّبَاتُ ) والسَّفَى ( : طَالَ وارْتَفَعَ ) وخَبَّ الفَرَسُ جَرَى ( و ) *!خَبَّ ( الرَّجُلُ ) خَبًّا ( : مَنَعَ ما عِنْدَهُ و ) خَبَّ ( : نَزَلَ المُنْهَبِطَ مِنَ الأَرْضِ لِيُجْهَلَ مَوْضِعُهُ وَلاَ يُشْعَرَ به ( بُخْلاً ) ولُؤْماً ، ( و ) خَبَّ ( البَحْرُ : اضْطَرَبَ ) وتَلاَطَمَتْ أَمْوَاجُه ، وقد تَقَدَّمَ ، ( و ) خَبَّ ( فُلاَنٌ : صَارَ ) خَبًّا أَي ( خَدَّاعاً ) .
( والخُبَّةُ بالضَّمِّ : مُسْتَنْقَعُ المَاءِ ) تَنْبُتُ في حَوَالَيْهِ البُقُولُ ) .
( و ) خُبَّةُ ( : ع ) ويقالُ : اسْمُ أَرْضٍ ، قال الأَخطل :
فَتَنَهْنَهَتْ عنه وَوَلَّى يَقْتَرِي
رَمْلاً *!بِخُبَّةَ تَارَةً ويَصُومُ
وقال أَبو حنيفة : الخُبَّةُ : أَرْضٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ ، لا مُخْصِبَةٌ ولا مُجْدِبَةٌ قال الراعي :
حَتَّى تَنَالَ *!خُبَّةً مِنَ *!الخُبَبْ
وعن ابن شُمَيْل ) : *!الخُبَّةُ مِن الأَرْضِ : طَرِيقَةٌ لَيِّنَةٌ مِنْبَاتٌ ليست بحَزْنَة ولا سَهْلَةٍ ، وهي إِلى السُّهُولَةِ أَدْنَى ، قال : وَأَنْكَرَه أَبُو الدُّقَيْشِ ، قال : وزَعَمُوا أَنَّ ذَا الرُّمَّةِ لَقِيَ رُؤبَةَ فقال له : ما معنى قولِ الراعي :
أَنَاخُوا بأَشْوَالٍ إِلَى أَهْلِ خُبَّةٍ
طُرُوقاً وقَدْ أَسْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدَا
قال : فَجَعَلَ رُؤبةُ يذْهَبُ مَرَّةٍ ها هنا ومرةً ها هنا إِلى أَن قال : هيَ أَرْضٌ بينَ المُكْلِئَةِ والمُجْدِبَةِ ، قال : وكذلك هي ،
____________________

(2/331)


وقيلَ : أَهْل خبَّةٍ ، في بيت الرَّاعِي ، أَبْيَاتٌ قليلةٌ ، والخُبَّةُ منَ المرَاعِي ، ولم يُفَسِّرْ لنا ، وقال ابنُ نُجَيْمٍ : *!الخَبِيبةُ *!والخُبَّةُ كُلُّه واحِدٌ ، وهي الشَّقِيقَةُ بين حَبْلَيْنِ مِنَ الرَّمْلِ ، وأَنشد بيت الراعِي . قال : وقالَ أَبو عمرٍ و : خُبَّة : كَلأُ ، والخُبَّةُ مَكَانٌ يَسْتَنْقِعُ فيه المَاءُ ، ( ز : بَطْنُ الوَادِي ) كذا في النسخ ، وفي بعضها والمَخَبَّةُ : بَطْنُ الوَادِي ( كالخَبِيبَةِ ) والخُبَّةِ ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : اعْتَرَضَتْهُمْ *!مَخَبَّةٌ مِنَ الرَّمُلِ . ( والخَبِيبُ : الخُدُّ في الأَرْض ) .
( *!والخَوَابُّ : القَرَابَاتُ ) والصِّهْرُ ، يقال : لي مِن فُلاَنٍ *!خَوَابُّ ، ولي فيهم خَوَابُّ ، ( وَاحِدُهَا خَابٌّ ) ، وفي نسخة خابَّة ، والأَوَّلُ أَصَحُّ .
( *!وخَبْخَبَ ) الرَّجُلُ إِذَا ( غَدَرَ ) عن أَبي عمرٍ و ، ( و ) خَبْخَبَ وَوَخْوَخَ إِذَا ( اسْتَرْخَى بَطْنُه ) ، عن أَبِي عَمرٍ و أَيضاً .
( و ) خَبْخَبَ عنه ( مِنَ الظَّهِيرَةِ أَبْرَدَ ) وأَصْلَهُ خَبَّبَ بِثَلاَثِ بَاءَاتٍ أَبْدَلُوا مِنَ البَاءِ الوُسْطَى خاءً ، للفَرْقِ بينَ فَعْلَلَ وفَعَّلَ ، وإِنَّمَا زادُوا الخَاءَ من سائرِ الحروفِ لأَنَّ في الكلمة خاءٍ ، وهذه غَلَّةُ جميعِ ما يُشْبِهُهُ مِنَ الكَلماتِ .
( *!والخَبْخَاب ) *!كالخَبْخَبَةِ ( : رَخَاوَةُ الشيءِ المُضْطَرِبِ ) واضْطِرَابُه ، ( وقد *!تَخْبَخَبَ ، و ) تَخَبْخَبَ ( بَدَنُه ) إِذا سَمِنَ ثم ( هُزِلَ بَعْدَ السِّمَنِ ) حتى يَسْتَرْخِيَ جُلْدُه فتَسْعَ له صَوْتاً مِنَ الهُزَالِ ، عن ابن دريد ، ( و ) *!تَخَبْخَبَ ( الحَرُّ : سَكَنَ ) بعضُ ( فَوْرَتِه ) .
( وإِبلٌ *!مُخَبْخَبَةٌ بالفَتْحِ ) عَظِيمَةُ الأَجْوَافِ أَوْ ( كَثِيرَةٌ ) لا تُرَدّ كَثرةً ، عن الأَصمعيّ : وأَنشد :
حَتَّى تَجِيءَ الخَطَبَهْ
بِإِبِلٍ مُخَبْخَبَهْ
( أَوْ ) أَنَّهَا هي المُبَخْبَخَةُ ، مَقْلُوبٌ مأْخُوذٌ من بَخْ بَخْ أَي ( سَمِينَةٌ حَسَنَةٌ ، كلُّ مَنْ رَآهَا قالَ ) بَخْ بَخْ ( مَا أَحْسَنَهَا )
____________________

(2/332)


ما أَسْمَنَهَا ، إِعْجَاباً بها ، فَقَلَبَ ، عنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ ، أَو أَنَّهَا مُصَحَّفَةٌ من المُجَبْجَبَةِ بالجيم ، أَي عَظِيمة الجُبُوبِ وقد تقدم الكلام عليه في جبب فراجِعْه .
( *!وأَخْبَابُ الفَحَثِ ) بَالكسْرِ والفَتْحِ مَعَاً ( : الحَوَايَا ) هكذا استعمل مجموعاً ، *!والأَخْبَابُ بلَفْظِ جمْعِ *!الخَبِّ ، أَو *!الخَبَبُ : موضع قُرْبَ مَكَّةَ ( وخِبٌّ بالكسر ، و ) خُبَيْب ( كزُبير : موضعانِ ) هكذا نقله الصاغانيّ ، أَما الأَوّل فقد تقدم تحقيقه وأَما الثاني فهو مَوْضِعٌ بمِصْرَ .
( *!والخُبَيْبَانِ ) هُمَا ( أَبُو *!خُبَيْبٍ عبدِ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ ) ابنِ العَوَّامِ الأَسَدِيُّ ، ابنُ عَمَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو المُرَادُ من قول الراعِي :
مَا إِنْ أَتَيْتُ أَبَا خُبَيْبٍ وَافِداً
يَوْماً أُرِيدُ لِبَيْعَتِي تَبْدِيلاَ
( وابْنُه ) خُبَيْبُ بنُ عبدِ اللَّهِ ، ( أَوْ ) هُمَا أَبُو خْبَيْبٍ ( وأَخُوهُ مُصْعَبُ ) بنُ الزُّبَيْرِ ، قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ :
قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ *!الخُبَيْبَيْنِ قَدِي
فَمَنْ رَوَى *!الخُبَيْبِينَ على الجَمْعِ ، يُرِيدُ ثَلاَثَتَهُمْ ، وقال ابن السّكِّيت : يُرِيدُ أَبَا خُبَيْبٍ ومَنْ كانَ على رَأْيِهِ .
( و ) *!خَبَّابٌ ( كشَدَّادٍ ) اسمُ قَيْنٍ بِمَكَّةَ ) زِيدَتْ شَرَفاً ( كانَ يَضْرِبُ السُّيُوفَ ) الجِيَادَ ويَدُقُّهَا ، حتى ضُرِبَ به المَثَلُ ، ونُسِبَتْ إِليه السُّيُوفُ ( و ) مِمَّا ذَكَرَ أَهْلُ التَّوَارِيخِ أَنْ ( تَكَالَمَ الزُّبَيْرُ وعُثْمَانُ ) رَضِيَ اللَّهُ عنهما في أَمْرٍ منَ الأُمُورِ ، ( فقالَ الزُّبَيْرُ : إِنْ شِئتَ تَقَاذَفْنَا ) مِنَ القَذْفِ وهو الرصمْيُ ، ( فَقَالَ ) عُثْمَانُ : ( أَبِالْبَعَرِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ) ؟ كأَنَّهُ اسْتَهْزَأَ بِهِ ( قَالَ : بَلْ
بِضَرْبِ خَبَّابٍ ورِيشِ المُقْعَدِ )
يَعْنِي بضَرْبِ خَبَّابٍ السَّيْفَ ، وبرِيشِ المُقْعَدِ النَّبْلَ ، ( والمُقْعَدُ على
____________________

(2/333)


صِيغَةِ المَفْعُولِ : اسمُ رَجُلٍ ( كَانَ يَرِيشُ السِّهَام ، وخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ ) ابنِ جَنْدَلَةَ بنِ سَعدِ بن خُزَيْمَةَ الخُزَاعِيُّ ، وقيلَ التَّمِيمِيُّ ، وهو أَصَحّ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، منَ السابقينَ في الإِسلامِ ، وشَهِدَ بَدْراً ثم نَزَلَ الكوفةَ وماتَ بها سنةَ سَبْعٍ وثلاثينَ ، ( و ) خَبَّابُ ( بنُ إِبرَاهِيمَ ) وهو أَبُو إِبراهِيمَ الخُزَاعِيُّ ، ذكره الطَبَرَانِيُّ ، ( وعبْدُ الرحمنِ بنُ خَبَّابٍ ) السُّلَمِيُّ ، بَصْرِيٌّ ، روى عنه فَرْقَدٌ أَبُو طَلْحَة حَديثاً مُتَّصِلاً ( صَحَابِيُّونَ . وعبدُ اللَّهِ وصالحٌ وهِلاَلٌ ويونُسُ الرَّافِضِيُّ ومحمدٌ أَولادُ *!الخَبَّابِينَ ) أَمَّا عبدُ اللَّهِ بنُ خَبَّابٍ فهو من مَوالِي بَنهي النَّجَّارِ ، ثِقَةٌ ، منَ الثالثةِ ، روَى عن أَبِي سَعِيدٍ ، وصالحُ ابنُ خَبَّابٍ مِنْ شُيُوخِ الأَعمَشِ ، وهِلاَلُ بنُ خَبَّابٍ ، هو أَبُو العَلاَءِ البَصْرِيُّ من مَوَالِي عبدِ القَيْسِ ، نَزَلَ المَدَائِنَ ، صَدُوقٌ ، تَغَيَّرَ بأَخَرَةٍ ، ويُونُسُ بنُ خَبَّابٍ ، رَوَى عن عَطاءٍ ومُجَاهِدٍ ، وهو ضَعِيفٌ ، قال الذَّهَبِيُّ في الدِّيوَانِ : كانَ سَبَّاباً لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عنه ، وفي ( التقريب ) : الأَسِيديّ مَوْلاَهُم الكوفِيُّ صَدُوقٌ ، يُخْطِىءُ ، ورُمِيَ بالرَّفْضِ ، ومُحَمَّدُ بنُ خَبَّابٍ شَيْخٌ لحاجِبِ بنِ أَرْكِينَ ، قاله الذهبيّ ، ( و ) كَذَا ( أَبُو خَبَّابٍ الوَالِيدُ بنُ بُكَيْرٍ ) التَّمِيمِيُّ الكُوفِيُّ ، هكذَا ضبطه الذهبيُّ وفي ( تقْرِيب الحافِظِ ) : بالجِيمِ والنون ، وقال : لَيِّنُ الحديثِ ، منَ الثامنَةِ ( وصالِحُ بنُ عَطَاءٍ بنِ حَبَّابٍ ) ذكره الذهبيّ في المُشْتَبِه ، ( مُحَدِّثُونَ ) وفاته : أَبُو زَيْد بنُ خَبَّابٍ الصّغانيّد فإِنه مذكورٌ مع هؤلاء .
( و ) خُبَيْبٌ ( كزُبَيْرٍ ابنُ يَسَافٍ ) ويقالُ أَسَافِ بنِ عُتْبَةَ بنِ عمرٍ و الخَزْرَجِيُّ ، ( و ) خُبَيْبُ ( بنُ الأَسْوَدِ ) الأَنصاريُّ ، قال عَبدانُ : هُوَ بَدْرِيٌّ ، ( و ) خُبَيْبُ ( بنُ الخَارِثِ ) ، هكذا قاله ابنُ شاهِينَ ، وقال أَبو موسى : هو بالجيم ، ( و ) خُبَيْبُ ( بنُ مالكٍ ) الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ ( وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ ) خُبَيْبٌ حَلِيفُ الأَنْصَارِ ( الجُهَنِيُّ ، صَحَابِيُّونَ ، و ) خُبَيْبُ ( بنُ سُلَيْمَانَ بنِ
____________________

(2/334)


سَمُرَةَ ) بنِ جُنْدَبٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الكُوفِيُّ ، مجهولٌ ، مِن السابعةِ ، ( و ) خِبَيْبُ ( بنُ عبدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ ) ، وقد تقدّم ، وبِهِ كانَ يُكْنَى وَالدُه ، ثِقَةٌ عَابدٌ من الثالِثَةِ ، مات سنةَ ثلاثٍ وتسعِينَ ( و ) ابنُ أَخِيهِ خُبَيْبُ ( بنُ ثابتٍ الجَوَادُ الفَصِيحُ ) وهو ابنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ من ، وَلَدِه المُغِيرَةُ ، وَلاَّهُ المَهْدِيُّ عَلَى المَدِينَةِ ( و ) ابنُ عَمِّهِ خُبَيْبُ ( بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عبدِ اللَّهِ ) بن الزُّبيرِ ، ( و ) خُبَيْبُ ( بنُ عبدِ الرحمنِ ) بن خُبَيْبِ بن يَسَافٍ أَبُو الحَارِثِ المَدَنِيُّ ( شيخُ مالكِ ) بنِ أَنَسٍ ، ثِقَةٌ ) ، مِنَ الرابعةِ ( ومُعَاذُ بنُ خُبَيْبٍ ) الجُهَنِيُّ ، ( وأَبُو خُبَيْبٍ العَبَّاسُ بنُ ) أَحْمَدَ ( البِرْتِيُّ ) ، بالكَسْرِ ، ( مُحَدِّثْونَ ) وفَاتَه في الصَّحابةِ خُبَيْبُ بنُ عَدِيَ الشَّهِيدُ ، وفي المِحدِّثِينَ : مُعَاذُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن خُبَيْبٍ الجُهَنِيُّ ، وعنه مُسْلِمُ بنُ خُبَيْبٍ ، رَوَوُا الحَدِيثَ ، ومُحَمَّدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ خُبَيْبِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ سَمُرَة ، رَوَى عنه مَرْوَانُ بنُ جَعْفَرٍ ، وعَمْرُو بنُ خُبَيْبِ بنِ عَمْرٍ و ، وخُبَيْبُ بنُ عبدِ اللَّهِ الاينْصَارِيُّ المَدَنِيُّ ، عن معاويةَ ، وعمرُو بنُ خُبَيْبِ بنِ الزُّبَيْرِ . نُسِبَ إِلى جَدِّهِ ، وهو خُبَيّبٌ مَوْلَى الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ ، رَوَى عن مَوْلاَهُ .
خبجب : ( الخَبْجَبَةُ ) بالخاءِ المعجمةِ وبعدَ الباءِ جِيمٌ ، أَهمله الجماعة كلهم ، وهو اسْمُ ( شَجَرٍ ) ، حُكِيَ ذلك ( عَنْ ) أَبِي القاسِم ( السُّهَيْلِيِّ ) في الرَّوْضِ ( ومِنْه بَقِيعُ الخَبْجَةِ ) كما يقولونُ : بَقِيعُ الغَرْقَدِ ( بالمَدِينَةِ ) المُشَرِّفَةِ على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، وإِنَّمَا سُمِّي به ( لأَنَّه كانَ مَنْبِتَهَا ) كَمَا كانَ مَنْبِتَ الغَرْقَدِ ، ( أَوْ كانَ مَنْبِتَهَا ) كَمَا كانَ مَنْبِتَ الغَرْقَدِ ، ( أَوْ هُوَ بجِيمَيْنِ ) كَمَا كانَ مَنْبِتَ الغَرْقَدِ ، ( أَوْ هُوَ بجِيمَيْنِ ) كما أَشَرْنَا لذلك في جبب ، فراجعْه ، وقد أَعادَهُ المصنفُ أَيضاً في بقع كما سيأْتي .
خترب : ( خُتْرُبٌ ، كقُنْفُذٍ ) أَهمله الجوهَريّ وقال ابن دريد هو ( : ع ) .
____________________

(2/335)



( وخَتْرَبَه : قَطَّعَهُ ) تَقْطِيعاً ، ( و ) خَتْرَبَه بالسَّيْفِ ( عَضَّاهُ ) أَعْضَاءً .
خثعب : ( الخِ نْثَعْبَةُ ، مُثَلَّثَةَ الخَاءِ ، والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ مفتوحةٌ ) مع التثليثِ ( و ) كذلك ( الخُنْثُعْبَةُ بضَمَّتَيْنِ ) أَي بضَمِّ الخَاءِ والثاءِ هي ( : النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ ) قال سيبويه : النونُ في خنْثَعْبَة زائدةٌ وإِن كانت ثانيةً ، لأَنَّهَا لو كانت كجِرْدَحْلٍ كانت خُنْثَعْبَة كجُرْدَحْلٍ ، وجْرْدَحْلٌ بناءٌ معدومٌ ، وقد أَعاد المؤلفُ هذه المادةَ في النون لأَجلِ التَّنْبِيهِ ، كما يأْتي .
والخِنْثَعْبَةُ : اسْمٌ للاسْتِ ، عن كُرَاع .
خدب : ( خَدَبَه بالسَّيْفِ ) يَخْدبهُ خَدْباً ( ضَرَبَه ، أَوْ ) خَدَبَه : قَطَعَه ، قاله أَبو زيد ، وأَنشد :
بِيضٌ بِأَيْدِيهِمُ بِيضٌ مُؤَلَّلةٌ
لِلْهَامِ خَدْبٌ ولِلأَعْنعاقِ تَطْبِيقُ
وقِيلَ : خَدَبَ إِذا ( قَطَعَ اللَّحْمَ دُونَ العَظْمِ ) . في ( التهذيب ) : الخَدْبُ : الضَّرْبُ بالسَّيْفِ يَقطع اللحمَ دون العَظْم ( أَوْ هُوَ ) أَيِ الخَدْبُ ( : ضَرْبٌ ) في ( الرَّأْسِ ) ونحوِه ( و ) الخَدْبُ بالنَّابِ : شَقُّ الجِلْدِ مع اللَّهْمِ ، ولم يُقَيِّدْه في الصحاح بالنَّابِ ، والخَدْبُ ( : العَضُّ ) وخَدَبَتْهُ الحَيَّةُ تَخْدبُهُ حَدْباً : عَضَّتْهُ ، ( و ) الخَدْبُ ( : الكَذِبُ ) وقد خَدَبَ خَدْباً : إِذا كَذَبَ ( و ) الخَدْبُ ( : الحَلْبُ الكَثِيرُ ) فيمَا يُقالُ ، نقله الصاغانيُّ .
وقد أَصَابَتْهُ خَادِبَةٌ ، أَي شَجَّةٌ شَدِيدَةٌ ، وشَجَّةٌ خادِبَةٌ : شَدِيدَةٌ ( وضَرْبَةٌ خَدْبَاءُ : هَجَمَتْ عَلَى الجَوْفِ ) وطَعْنَةٌ خَدْبَاءُ ، كذلك ، وقيل : واسِعَةٌ ( وحَرْبَةٌ خَدْبَاءُ وَخدِبَةٌ كفَرِحَةٍ ) أَي ( واسِعَةُ الجُرْحَ ) ، ودِرْعٌ خَدْبَاءُ : واسِعَةٌ أَوْ لَيِّنَةٌ ) قال كعبُ بن مالكٍ الأَنْصَارِيُّ .
خَدّبَاءُ يَحْفِزُهَا نِجَادُ مُهَنَّدٍ
صَافِي الحَدِيدَةِ صارَمٍ ذِي رَوْنَقِ
____________________

(2/336)



يَحْفِزُهَا : يَدْفَعُهَا ، وعن ابن الأَعْرابيّ : نابٌ خَدِبٌ ، وسَيْفٌ خَدِبٌ ، وضَرْبَةٌ خَدْبَاءُ : مُتَّصِلَةٌ طَوِيلَةٌ ، وسِنَانٌ خَدِبٌ ، قال بِشْر :
عَلَى خَدِبِ الأَنْيَابِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
والخَدْبَاءُ : العَقُورُ مِن كُلِّ الحَيَوَانِ ، قاله ابن الأَعرابيّ .
والخَدَبُ مُحَرَّكَةً : الهَوَج والطُّولُ ) وفي لسَانه خَدَبٌ ، أَي طُولٌ ، ( وهو خَدِبٌ كَكَتِفٍ وأَخْدَبُ ومُتَخَذِّبٌ ) أَي أَهْوَجُ ، والمَرْأَةُ خَدْبَاءُ ، يقال : كَانَ بِنَعَامَةَ خَدَبٌ ، وهو المُدْرِكُ الثَّأْرِ ، أَيْ كانَ أَهْوَجَ ، ونَعَامَةُ لَقَبُ بَيْهَسٍ ، والخُدْبَةُ بالضَّمِّ : الطُّولُ كالخَدَبِ .
( والخِدَبُّ كَهِجَفَ : الشَّيْخُ ، و ) الخِدَبُّ ( : العَظمُ ) الجَافِي قال :
خِدَبٌّ يَضِيقُ السرْجُ عنه كَأَنَّمَا
يَمُدُّ رِكَابَيْهِ مِنَ الطُّولِ ماتِحُ
وفي صفةِ عُمَرَ لاضي الله عنه ( خِدَبٌّ مِنع الرِّجَالِ كَأَنَّهُ رَاعِي غَنَمٍ ) أَي عَظِيمٌ جَافٍ ، ( و ) الخِدَبُّ ( : الضَّخْمُ مِنَ النَّعَامِ وغَيْرِه ) يقال : رَجُلٌ خِدَبٌّ أَي ضَخْمٌ ، وجارِيَةٌ خِدَبَّةٌ ، ومنه قولُ إِمِّ عبدِ اللَّهِ بنِ الحارثَ بنِ نَوْفَل :
لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ
جَارِيةً خِدَبَّهْ
وبَعيرٌ خِدَبٌّ : شَدِيدٌ صُلبٌ ضَخْمٌ قَوِيٌّ . وفي الأْساس ، ورَجُلٌ وجَمَلٌ خِدَبٌّ : كامِلُ الخَلْقِ شَدِيدُهُ . ( و ) الخِدَبُّ ( : الجَمَلُ الشَّدِيدُ الصُّلْبُ ) الضَّخْمُ القَوِيُّ .
( والأَخْدَبُ : الطَّوِيلُ ) والأَهْوَجُ والذي لاَ يَتَمَالَكُ مِنَ الحُمْقِ ، قال امرؤ القيس :
ولَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ في الرِّجَالِ
ولسْتُ بِخِزْرَافَةٍ أَخْدَبَا
الخِزْرَافَةُ : الكَثِيرُ الكَلاَمِ الخَفِيفُ الرِّخْوُ ، ( و ) الأَخْدَبُ ( : الذِي يَرْكَبُ رَأْسَهُ ) جَرَاءَةً .
( والخَيْدَبُ : الطَّرِيقُ الوَاضِحُ ) ،
____________________

(2/337)


حكاه الشَّيْبَانيُّ ، قال الشاعر :
يَعْدُو الجَوَادُ بها في خَلِّ خَيْدَبَةٍ
كَمَا يُشَقُّ إِلى هُدَّابِه السَّرَقُ
( و ) خَيْدَبٌ ( : ع مِنْ رِمَالِ بَنِي سَعْدٍ ) قال العجّاج :
يِحَيْثُ ناصَى الخَبِرَاتُ خَيْدَبَا
والخَيْدَبَةُ : الطَّرِيقَةُ ، يقال : فلانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ صالِحَةٍ وخَيْدَبَةٍ ( وخيْدَبَتُكَ : رَأْيكَ ) يقالُ : تَرَكْتُهُ وخَيْدَبَتَه ، أَيْ رَأْيَهُ ( و ) أَقْبِلْ عَلَى خَيْدَبَتِكَ أَي ( أَمْرِكَ الأَوَّلِ ) قالَهُ أَبو زيد ، كما يقالُ : خُذْ في هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ أَي فِيمَا كُنْتَ فيه .
( و ) الخَدِبُ ( كالكَتِفِ : القَاطعُ ) يقال : سَيْفٌ خَدِبٌ ، ونابٌ خَدِبٌ ، عن ابن الأَعرَابيّ .
( والتَّخَدُّبُ : السَّيْرُ الوَسَطُ ) .
( و ) عن الأَصمعيّ : مِنْ أَمْثَالِهِمْ في الهلاَكِ قولُهُمْ ( قَعُوا فِي ( خَدِبَاتٍ ) بكَسْرِ الدَّالِ ) وضبطَه الصَّاغَانِيُّ بفتحها ، أَي في ( الهَلاَكِ ، أَوْ ) يُضْرَبُ في ( الخُرُوجِ ) والانحِيَازِ ( عن القَصْدِ ) قالَهُ الأَصمعيّ أَيضاً ، وقد تقدمت الإِسَارَةُ إِليه في ( جذب ) فراجعْه .
( ) ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الخَدْبَاءُ : العَقُورُ مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ .
والخُنْدُبُ ، بالضَّمِّ : السَّيِّىءُ الخُلُقِ .
خدرب : ( خَدْرَبٌ ) بالدَّال المهملة ( كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريُّ وصاحب اللسام ، وقال ابن دريد : هو ( اسْمٌ ) .
خذعب : ( خَذْعَبَهُ ) أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان هُنَا ، وقال ابن دُريد : خَذْعَبَهُ بالسَّيْفِ وبَخْذَعَه ( : قَطَعَهُ ) ، وأَورده في اللسان في بخذع اسْتِطْرَاداً .
( والخُذْعُوبَةُ ، بالضَّمِّ : القِطْعَةُ مِنَ القَرْعَةِ أَوِ القُثَّاءِ أَوِ الشِّحْمِ ) ، وهو في
____________________

(2/338)


اللسان في ( خرعب ) اسْتِطْرَاداً .
خذعرب : ( خَدَعْرَبٌ كَسَفَرْجَلٍ : اسْمٌ ) أَهمله الجوهريّ وابن منظور ، ونقله ابن دريد وقال : زَعَمُوا ، ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه .
خذلب : ( الخِذْلِبُ كزِبْرِجٍ ) هو بالذَّال المعجمة ، وفي ( لسان العرب ) والتكملة بالمُهْمَلَة ، وقد أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد : هِيٍ ( النَّاقَةُ المُسِنَّةُ المُسْتَرْخِيَةُ ) يقال : نَاقَةٌ خِذْلِبَةٌ ، أَي مُسْتَرْخِيَةٌ فيها ضَعْفٌ .
( والخَذْلَبَةُ : مِشْيَةٌ فيها ضَعْفٌ ) ، وهو من ذلك .
خرب : ( الخَرَابُ ضِدُّ العُمْرَانِ ) بالضَّم ( ج أَخْرِبَةٌ وخِرَبٌ كعِنَبٍ ) الأَخِيرُ حُكِيَ ( عن ) أَبِي سُلَيْمَانَ ( الخَطَّابِيِّ ) في حَدِيثِ بِناءِ مَسْجِدِ المَدِينَةِ ( كَانَ فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المُشْرِكِينَ وخِرَبٌ ، فَأَمَرَ بالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ ) وقال ابنُ الأَثِيرِ : الخِرَبُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بكَسْرِ الخَاءِ وفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعَ خَرِبَةٍ كَنَقِمَةٍ ونِقَمٍ ، ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ خِرْبَةٍ بكَسْرِ الخَاءِ وسُكُونِ الرّاءِ على التَّخْفِيفِ كنِعْمَةٍ ونِعَمٍ ويجوزُ أَنْ يكونَ الخَرِب بفَتْحِ الخاءِ ، وكَسْرِ الراء كنَبقَةٍ ونَبِقٍ ، وكَلِمَةٍ وكِلِمٍ ، قال : وقد رُوِي بالحَاءِ المُهْمَلَةِ والثَّاءِ المُثَلَّثَةِ ، يُرِيدُ به المَوْضِعَ المَحْرُوثَ للزِّراعَةِ .
( و ) الخَرَابُ ( لَقَبُ زَكَرِيَّا بنِ أَحْمَدَ ) هكذا في النسخ والصوابُ يَحْيَى بَدَلَ أَحْمَدَ ( الوَاسِطِيِّ المُحَدَّثِ ) عن ابن عُيَيْنَةَ ( وهُوَ كَلَقَبِهِ ) أَي ضَعِيفٌ ساقِطُ الرِّوَايَةِ .
( خرِبَ ) بالكَسْرِ ( كَفَرِح ) خَرَاباً فهو خَرِبٌ ، ( وأَخْرَبَه ) يُخْرِبُه ، ( وخَرَّبَهُ ) ، وفي الحديثِ ( مِن اقْتِرَابِ ) السَّاعَةِ إِخْرَابُ العَامِرِ وعِمَارَةُ الخَرَابِ )
____________________

(2/339)


الإِخْرَابُ أَنْ تَتْرُكَ المَوْضِعَ خَرِباً ، والتَّخَرُّبُ : التَّهَدُّمُ ، وقد خَرَّبَهُ المُخَرِّبتَخْرِيباً ، وفي الدُّعَاءِ ( اللَّهُمَّ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا ومُعَمِّرَ الآخِرَةِ ) أَي خَلَقْتَهَا لِلْخَرَابِ ، وخَرَّبُوا بُيُوتَهُمْ ، شُدِّدَ للمبالغَةِ أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ ، وفي التنزيل : { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ } ( الحشر : 2 ) مَنْ قَرَأَهَا بالتَّشْديد فمعناهُ يُهَدِّمُونَهَا ، ومَنْ قَرَأَ : يُخْرِبُونَ فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونَهَا ، والقِرَاءَة بالتَّخْفيفِ أَكْثَرُ ، وقرأَ أَبو عمرٍ و وَحْدَه بالتشديدِ ، وسَائِرُ القُرَّاءِ بالتَّخْفِيفِ .
( والخَرِبَةُ كفَرِحَةٍ : مَوْضِعُ الخَرَابِ ) يقال : دارٌ خَرِبَة : أَخْرَبَهَا صاحِبُهَا ( ج خَرِبَاتٌ وخَرِبٌ كَكَتِفٍ ) لَوْ قال ككَلِمَاتٍ وكَلِمٍ جمْعِ كَلِمَةٍ كانَ أَحْسَن كمَا لا يَخْفَى . وقال سيبويه : فَعِلَةٌ لا تُكَسَّرُ ، لقِلَّتِهَا في كلامِهِم ( وخرائِبُ ) ويقال : وَقعُوا في وَادِي خَرِبَاتٍ ، أَيِ الهَلاكِ ، والخَرِبَة ( كالخِرْبَة بالكسْرِ ) روي ذلك ( عن الليث ج ) خِرَبٌ ( كعِنَبٍ ) وهو أَحَدُ الأَوجُهِ الثلاثةِ ، وقد تقدم النقلُ عن ابن الأَثير .
( و ) الخَرِبَةُ ( قُرًى بِمِصْرَ ) كثيرةٌ منها ( خَمْسٌ بالشَّرْقِيَّةِ ) خَرِبَة القطفِ ، وخَرِبة الأَتل ، وخَرِبَةُ نما ، وخَرِبةُ زَافِرٍ ، وخَرِبة النكارية ، هذِه الخَمْسَةُ بالشَّرْقِيَّةِ ، إِحْدَاهَا المَوْقُوفَة على الخَشَّابِيِّة إِحْدى مدَارِسِ جامِعِ عمرِو بنِ العاصِ ، وقَفَهَا السُّلْطَانُ صلاحُ الدينِ يوسفُ بنُ أَيُّوبَ وكانَ السِّرَاجُ البَلْقِينِيُّ يُسَمِّيهَا العَامِرَةَ ، كما في ذَيْلِ قُضَاةِ مِصْرَ للسَّخَاوِيِّ ، ( و ) منها ( : ة بالمُنُوفِيَّةِ ) تُسَمَّى بذلك ، ومَوْضِعٌ بَيْنَ القُدْسِ والخَلِيلِ ( والخَرْبَةُ بالفَتْحِ : الغِرْبالُ ) ويوجد في بعضِ النسخِ الغِرْبَانُ بالنُّونِ بَدَل اللاَّمِ ، وهو خَطَأٌ .
( و ) الخَرَبَةُ ( بالتَّحْرِيكِ : أَرْضٌ لِغَسَّانَ و : ع لِبَنِي عِجْلٍ ، وسُوقٌ باليَمَامَةِ ) وفي بعض النسخ : وبالتَّحْرِيكِ أَرْضٌ باليَمَامَةِ ، وسُوقٌ لِبَنِي عِجْلٍ وأَرْضٌ لغَسَّانَ و : ع ، ( و ) الخَرَبَةُ
____________________

(2/340)


( : العَيْبُ ) والفَسَادُ في الدِّينِ كالخُرْبَةِ والخُرْبِ بالضَّمِّ فيهِما ، والخَرَبِ بالتَّحْرِيكِ ، وفي الحديثِ ( الحَرَمُ لاَ يُعِيذُ عاصِياً ولا فارًّا بِخَرَبَةٍ ) والمُرَادُ هنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريدُ أَنْ يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مِمَّا لا تُجِيزُهُ الشَّرِيعَةُ ، وأَصْلُ الخَرَبَةِ العَيْبُ ، قاله ابن الأَثيرِ ، والخَرَبَةُ : الكَلِمَةُ القَبِيحَةُ ، يقالُ : ما جَرَّبَ عليه خَرَبَةً ، أَي كَلِمَةً قَبِيحةً ، ( و ) الخَرَبَةُ ( : العَوْرَةُ ) ، وفي حديث عبدِ اللَّهِ ( ولاَ سَتَرْتَ الخَرَبَةَ ) يَعْنِي العَوْرَةَ ( و ) الخَرَبَةُ ( : الذِّلَّةُ ) والفَضِيحَة والهَوَانُ ، وفي نسخة : الزَّلَّةُ بَدَل الذِّلَّةِ .
( و ) الخِرْبَة ( بالكَسْرِ : هَيْئةُ الخَارِبِ ) لكن ضبطه التِّرْمِذِيُّ وقال : ويُرْوَى بكَسْرِ الخاءِ ، وهو الشيءُ الذي يَسْتَحْيَا منه ، أَو من الهَوَانِ والفَضِيحَةِ ، قال : ويجوزُ أَن يكونَ بالفَتْحِ ، وهو الفَعْلَةُ الوَاحِدَة منهما .
( و ) الخْرْبَةُ ( بالضَّمِّ : كُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَدِيرٍ ) مِثْلِ ثَقْبِ الأُذُنِ ، وقِيلَ هو الثَّقْبُ مُسْتَدِيراً كانَ أَو غيرَه ، وفي الحديث ( أَنَّهُ سَأَلَه رَجُلٌ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ في أَدْبَارِهِنَّ ، فقالَ : في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو في أيِّ الخُصْفَتَيْنِ ) يَعْنِي في أَيِّ الثُقْبَتَيْنِ ، والثَّلاَثَةُ بمَعْنًى واحد وكلاهما قد رُوِيَ ، وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ : ثَقْبُ شَحْمَةِ الأُذُنِ إِذا كانَ ثَقْباً غيرَ مخْرُومٍ ، فإِنْ كانَ مَخْرُوماً قيل : خَرَبَةُ السِّنْدِيِّ ، ( و ) قِيلَ : الخُرْبَةُ : ( سَعَةُ خَرْقِ الأُذُنِ ، كالأَخْرَبِ ) اسْمٌ كأَفُكَلٍ ، وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِهَا ، ( و ) الخُرْبَةُ ( مِنَ الإِبْرَةِ والاسْتِ ) : خُرْتُهَا ، أي ( ثَقْبُهَا ، كَخَرْبِهَا وخَرَّابَتِهَا مُشَدَّدَةً ، ويُضَمَّانِ ، و ) الخُرْبَة هي ( عُرْوَةُ المَزَادَةِ أَوْ أُذُنُهَا ، ج ) أي في الكُلِّ ( خُرَبٌ ) بضَمَ فَفَتْحٍ ( وخُرُوبٌ ، وهذه ) عن أبي زيد ( نادِرَةٌ
____________________

(2/341)


و ) هي ( أَخْرَابٌ ) قال أَخْرَابٌ ) قال أَبو عُبيدٍ : الخْرْبَةُ : عُرْوةُ المَزَادَة ، سُمِّيَتْ بها لاِسْتِدَارَتِهَا ، ولِكُلِّ مَزَادَةٍ خُرْبَتَانِ وكُلْيَتَانِ ، ويقال : خُرْبَانِ ، ويُخْرَزُ الخُرْبَانِ إِلى الكُلْيَتَيْنِ ، والخُرَّابَةُ كالخُرْبَةِ ، ويُخَفَّفُ ، والتِّشْدِيدُ أَكثرُ وأَعْرَفُ فيه ، والخُرْبَتَانِ : مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ ، قال الجوهَرِيّ : الخُرْبُ : ثَقْبُ رَأْسِ الوَرِكِ ، والخْرْبَةُ مِثْلُه ، وكذلك الخُرَابَةُ ، وقد يُشَدَّدُ ، وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُهُ : ثَقْبُهُ ، والجَمْعُ أَخْرَابٌ ، وكذلك : خُرْبَتُه وخُرَابَتُه ، وخُرَّابَتُهُ ، والأَخْرَابُ : أَطرافُ ( أَعيارِ ) الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ ، ( و ) الخُرْبَةُ ( وِعَاءٌ يَجْعَلُ فيه الرَّاعِي زَادَهُ ) ، وقد تقدم في المُهْمَلَةِ مثلُ ذلكَ ، فانْظُرْه إِنْ لم يكنْ تصحيفاً ، ( و ) الخْرْبَةُ ( : الفَسَادُ في الدِّينِ ) والرِّيبَةُ ، وأَصْلُهَا : العَيْبُ ، ويقالُ : ما فيه خُرْبَةٌ أَي عَيْبٌ ( كالخُرْبِ ) بالضَّمِّ ، ( ويُفْتَحَانِ ) ، والخَرَبِ ، بالتَّحْرِيك ، ويقال : مَا رَأَيْنَا مِنْ فلانٍ خُرْبةً وخَرَباً مُنْذُ جَاوَزَنَا ، أَي فَسَاداً في دِينِه وشَيْناً ، وقد تقدَّم ما يتعلَّق به ، وجاءَ في سِيَاقِ البُخَارِيِّ أَنَّ الخَرَبَةَ : الجِنَايَةُ والبَلِيَّةُ .
( وخَرَبَهُ : ضَرَبَ خُرْبَتَهُ ) وهي مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ أَو غير ذلك حَسْبَمَا ذُكِرَ آنِفْاً .
( و ) خَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُهُ خَرْباً ( : ثَقَبَه أَوْ شَقَّهُ ) .
( و ) خَرَبَ ( فلانٌ : صَارَ لِصًّا ) والخَارِبُ : مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ .
( و ) خَرَبَ ( الدَّارَ : خَرَّبَهَا ، كأَخْرَبَهَا ) الأُولى لغةٌ في الاثنين ، عنِ ابن الأَعرابيّ ، وأَبي عمرو ، ومن المجاز : هِوَ خَرِبُ الأَمَانةِ ، وعِنْدَهُ تَخْرَبُ الأَمَانَاتُ ، كذا في ( الأَساس ) .
( و ) خَرَبَ فلانٌ إِبِلَ فلانٍ يَخْرُبُ خِرَابَةً مثْلُ كَتَبَ يَكْتُب
____________________

(2/342)


كِتَابَةً ، قاله الجوهريّ ، وقال اللِّحْيَانيُّ : خَرَبَ فلانٌ ( بِإِبِلِ فلانٍ ) يَخْرُبُ بِهَا ( خِرَابَةً ، بالكَسْرِ والفَتْحِ ، وخَرْباً وخُرُوباً ) أَيْ ( سَرَقَهَا ) ، قال : هكذا جاءَ متعدِّياً بالباء ، وقد رُوِيَ عن اللحيانيِّ متعدِّياً بغير الباء أَيضاً ، وأَنشد :
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
لاَ يَحْسِبَانِ اللَّهَ إِلاَّ رَقَدَا
والخَارِبُ : سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً ، ثم نُقِلَ إِلى غيرِهَا اتِّسَاعاً ، قال الشاعر :
إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْرِزَامَا
خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا
قال أَبو منصور : أَكْتَلُ ورِزَامٌ : رَجُلاَنِ خَارِبَانِ ، أَيْ لِصَّانِ ، وخُوَيْرِبَانِ تَصْغِيرُ ( خَارِبَانِ ) صَغَّرَهُمَا ، والجَمْعُ خُرَّابٌ .
( والخَرَبُ ، مُحَرَّكَةً : ذَكَرُ الحُبَارَى و ) قيل : هو الحُبَارَى كُلُّهَا ، والخَرَبُ مِنَ الفَرَسِ ( : الشَّعَرُ المُقَشَعِرُّ في الخَاصِرَةِ ) قاله الأَصمعيّ ، وأَنشد :
طَوِيلُ الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى
كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
الحِدَأَةُ : سَالِفَةُ الفَرَسِ ، وهو ما تقدَّم من عُنُقِه ( أَو ) الشَّعَرُ ( المُخْتَلِفُ وَسَطَ المِرْفَقِ ) منه ، قال أَبو عبيدة : دَائِرَةُ الخَرَبِ ، وهي الدائرةُ التي تكونُ عندَ الصَّقْرَينِ ، ودَائِرَتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللتَانِ عندَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ ( ج أَخْرَابٌ وخِرَابٌ وخِرْبَانٌ ، بكَسْرِهِمَا ) الأَخيرةُ عن سيبويه ، قال الراجز :
تَقَضَّيَ البَازِي إِذَا البَازِي كَسَرَ
أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ
والخَرْبُ في الهَزَج : أَن يَدْخُلَ الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ معاً ، فيَصِيرَ مَفَاعِلُنْ إِلى فاعِيلُ فيُنقلَ في التقطيعِ إِلى مَفْعُولُ ، وبيْتُه :
____________________

(2/343)



لوْ كَانَ أَبُو بِشْرٍ
أَمِيراً ما رَضِيناهَ
فقولُه : ( لَوْ كَان ) مفعُولُ ، قال أَبو إِسحاقَ : سُمِّي أَخْرَبَ لذَهَابِ أَوَّلهِ وآخرِه ، فكانَّ الخَرَابَ لَحِقَه لذلك ، وقد أَهمله المؤلف .
( والخَرْبَاءُ : الأُذُنُ المَشْقُوقَةُ الشَّحْمَةِ و ) أَمَةٌ خَرْبَاءُ ، والخَرْبَاءُ : ( مِعْزَى خُرِبَتْ أُذُنُهَا ، وليسَ لخُرْبَتِهَا طولٌ وَلاَ عَرْضٌ ، والأَخْرَبُ : المَشقُوقُ الأُذُنِ ) وكذا مَثْقُوبُهَا ، فإِذا انْخَرَزَ بعدَ الثَّقْبِ فهو أَخْرَمُ ، وفي حديث عليّ ( كأَنى بِحَبَشِيَ مُخَرَّبٍ على هذه الكَعْبَةِ ) يَعْنِي مَشْقُوقَ الأُذُنِ ، يقال : مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ ، وفي حديث المُغِيرَةِ ( كَأَنَّهُ أَمَةٌ مُخَرَّبَةٌ ) أَي مَثْقُوبَةُ الأُذُنِ .
والخُرَبُ : جَمْعُ خْرْبَةٍ ، هِي الثُّقْبَةُ ، وأَنشد ثعلبٌ قولَ ذي الرمّة :
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً
أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ في آذَانِهَا الخُرَبُ
ثم فسَّره فقال : يصفُ نَعاماً ، شَبْهه برجُلٍ حَبَشِيَ لسوادِه ، ويَبتغِي أَثَراً لأَنَّه مُدَلَّى الرَّأْسِ ، وفي آذانها الخُرَبُ ، يَعْنِي السِّنْدَ ، ( والمصدَرُ الخَرَبُ ، مُحَرَّكَةً ) أَي مصدر الأَخْرَب .
( و ) أَخْرُبُ بلا لامٍ و ( بضَمِّ الرَّاءِ ) ويُرْوَى بفَتحِهَا : ( ع ) في أَرض بنِي عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، وفيه كانت وَقْعَةُ بني نِهْدٍ ببني عامرٍ ، قال امرؤ القَيْس :
خَرَجْنَا نُعَالِي الوَحْش بَيْنَ ثُعَالَةٍ
وبَيْنَ رُحَيَّاتٍ إِلى فَجَ أَخْرُبِ
إِذَا ما رَكِبْنَا قالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَا
تَعَالَوْا إِلى أَنْ يَأْتِيَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ
كذا في ( المعجَم ) .
( و ) خَرُّوب ( كَكَمُّونٍ : ع ) ، قال الجُمَيْحُ الإِسلامي :
مَا لاِمَيْمَةَ أَمْسَتْ لاَ تُكَلِّمُنَا
مَجْنُونَةٌ أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوب
مَرَّتْ بِرَاكِبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا
ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيهِ بِتَعْذِيبِ
____________________

(2/344)



يقولُ : طَمَحَ بَصَرُهَا عَنِّي فكأَنهَا تَنظُرُ إِلى راكبٍ قَدْ أَقبلَ من أَهْلِ خَرُّوبٍ ، ( و ) خَرُّوبٌ : ( : فَرَسُ النُّعْمَانِ بن قُريع بن الحارث ، أَحد بني جُشَم بن بكْرٍ ، قال الأَخْطَل :
فَوَارِس خَرُّوبٍ تَنَاهْوَا فإِنَّمَا
أَخُو المَرْءِ مَنْ يَحْمِي لَهُ ويُلاَئِمُهْ
( و ) خَرَبٌ ( كجَبَلٍ : ع ) ، قال امرؤُ القيس :
لِمَنِ الدَّارُ تَعَفَّتْ مُذْ حِقَبْ
بِجُنُوب الفَرْدِ أَقْوَتْ فالخَرَبْ
قلتُ : وهُوَ أَبْرَقُ طَوِيلٌ في دِيارِ بنِي كِلاَبٍ بَيْنَ سَجاً والثُّعْلِ ، يقال له : خَرَبُ العُقابِ .
( و ) خِرِبَّانٌ ( كعِفِتَّانٍ ) كالخَرَبِ مُحَرَّكَةً ( : الجَبَانُ ) ، وهو مجازٌ ، اسْتُعِيرَ مِنَ الخَرَبِ وَاحِدِ الخِرْبَانِ . وهو خَرِبُ العَظْمَ : لاَمُخَّ فيهِ ، كذا في ( الأَساس ) .
( و ) الخُرَيْبَةُ بالتصغيرِ ( كجُنيْنَةٍ ) جاءَ ذِكرُهَا في الحديث ( : ع ) وقِيل : مَحَلَّةٌ ( بالبَصْرَةِ ) يُنْسَبُ إِليها خَلْقٌ كثيرٌ ( ويُسَمَّى البُصَيْرَةَ الصُّغْرَى ) والنسبُ إِليه خُرَيْبِيُّ ، على غيرِ قياسٍ ، وذلك أَنَّ ما كَانَ على فُعَيْلَةَ فالنَّسَبُ إِليهِ بِطَرْحِ الياء إِلا ما شَذَّ ، كهذَا ونحوِه .
( و ) خَربٌ ( كَكَتِفٍ ) : ماءَةٌ بنَجْدٍ لبني غَنْمِ بنِ دُودَانَ ، ثم لبني الكَذَّاب ( جَبَلٌ قُرْبَ تِعَارَ ) نحو مَعْدِن بَنِي سُلَيْمٍ ( وأَرضٌ ) عَرِيضةٌ ( بَيْنَ هِيتَ والشَّأْمِ و : ع بَيْنَ فَيْدَ و ) جَبَلِ السَّعْدِ على طريقٍ كانت تُسْلِمُ إِلى ( المَدِينَة ) .
( و ) الخَرِبُ ( : حَدٌّ مِنَ الجَبَلِ خَارِجٌ ، و ) الخَرِبُ ( : اللَّجَفُ مِنَ الأَرْضِ ) وبالوَجْهَيْنِ فُسِّر قَوْلُ الراعي :
فَمَا نَهِلَتْ حَتَّى أَجَاءَتْ جِمَامَه
إِلَى خَربٍ لاَقَى الخَسِيفَةَ خَارِقُهْ
____________________

(2/345)



كذا في ( لسان العرب ) .
والخُرْبُ بالضَّمِّ : مِنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ يُنْبِتُ الغَضَى .
( وأَخْرَابٌ : ع بنَجْدٍ ) قال ابن حَبيب : الأَخْرَابُ : أُقَيْرِنٌ أَحْمَرُ بَيْنَ السَّجَا والثُّعْلِ وحَوْلَهُمَا ، وهُنَّ لِبَنِي الأَضْبَطِ وبني قُوَالَةَ ، فما يَلِي الثّعْلَ لبني قُوَالةَ بنِ أَبِي رَبيعَةَ ، ومَا يَلِي سَجاً لبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كِلابٍ ، وهما من أَكْرَمِ مِيَاهِ نَجْدٍ وأَجْمَعه لبني كِلاَبٍ ، وسَجاً : بَعِيدَة القَعْرِ عَذْبَةُ الماءِ ، والثُّعْلُ أَكْثَرُهُمَا ماءً ، وهي شَرُوبٌ ، وأَجَلَى : هَضَبَاتٌ ثَلاَثٌ على مَبْدأَةٍ من الثُّعْلِ ، وسيأْتي بيانها في مَحَلَّهَا ، قال طَهْمَانُ بنُ عَمْرٍ و الكِلاَبِيّ :
لَنْ تجِدَ الأَخْرَابَ أَيْمَنَ مِن سَجاً
إِلى الثُّعْلِ إِلاَّ أَلأَمُ النَّاسِ عامِرُهْ
ورُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنهُ قال لِرَاشِدِ بنِ عَبْدِ رَبَ السُّلَمِيّ : أَلاَ تَسْكُنُ الأَخْرَابَ ؟ فقال : ضَيْعَتِي لا بدَّ لِي منها ، وقيل : الأَخْرَابُ في هَذَا المَوْضِعِ اسْمٌ للثُّغُورِ ، وأَخْرَابُ عَزْوَرٍ : مَوْضِعٌ في شعر جَميل :
حَلَفْتُ لَهَا بالرَّاقِصَاتِ إِلى مِنًى
وَمَا سَلَكَ الأَخْرَابَ أَخْرَابَ عَزْوَرِ
كذا في ( المعجم ) .
( وذُو الخَرِبِ كَكَتِفٍ : ة بِسُرَّ مَنْ رَأَى ) وهو صُقْعٌ كَبِيرٌ .
( وخَرْبَى كسَكْرَى : ع ) كان يَنزِلُه عَمرُو بن الجَمُوحِ .
( وخَرِبةُ المُلْكِ كفَرِحَةٍ : قُرْبَ قَفْطٍ ) بالصَّعِيدِ الأَعْلَى ، قِيلَ على سِتَّةِ مَرَاحِلَ منها ، وهناكَ جَبَلاَنِ يقال لأَحدهما : العَرُوسُ ، وللآخَرِ : الخَصُوم ( بها ) مَعْدِنُ ( الزُّمُرُّذِ )
____________________

(2/346)


الأَخْضَرِ ، لَمْ يَنْقَطعْ إِلاَّ عَنْ قَرِيبٍ .
( وخَرَّوبَةُ مُشَدَّدَةً : حِصْنٌ ) بساحِلِ الشَّأْمِ ( مُشْرِفٌ على عَكَّا ) وهو على تَلَ عالٍ ، كان به مُخَيَّمُ المَلِكِ المُجَاهِدِ صلاحِ الدين يوسفَ بنِ أَيّوبَ واسْتُشْهِدَ به خَلْقٌ كَثِيرٌ ، ولها واقعةٌ عَجهيبَةٌ ذكرها الإِمَام أَبو المحَاسِن يوسفُ بن رافِعِ بن تميمِ بن شدَّاد قاضي حَلَبَ في تاريخه .
( واسْتَخْرَبَ : انْكَسَرَ مِنْ مُصِيبَةٍ ) واسْتَخْرَبَ السِّقَاءُ : تَثَقَّبَ ، ( و ) اسْتَخْرَبَ ( إِليه : اشْتَاقَ ) وَوَجِدَ لفِرَاقِه .
( ومَخْرَبَةُ بنُ عَدِيًّ كمَرْحَلةٍ ) الجُدَامِيُّ أَخُو حَارِقَةَ مِنْ بَنِي الضُّبَيْب الذين غَزَاهُم زيدُ بنُ حارثَةَ رَضِيَ الله عنهُ .
( ومُخَرِّبَةُ كَمُحَدِّقَةٍ ) لَقَبُ ( مُدْرِكِ بنِ خُوطٍ ) العَبْدِيِّ ( الصَّحَابِيِّ ) وجَّهَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلمإِلى أَزْدِعُمَانَ ( وكذَلك أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ ) ابنِ جَنْدَلِ بنِ أُبَيْرٍ ، وهي أُمُّ عَيَّاشٍ وعبدِ الله ابْنَيْ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّين الصَّحَابِيّينِ ، وأُمُّ الحارِثِ وأَبِي جَهْل ابْنَيْ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ ( و ) قيلَ : أَسْمَاءُ بِنْتُ ( سَلاَمَةَ بنِ مُخَرِّبَةَ بنِ جَنْدَلِ ) بنِ أُبَيْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ ( والمُثَنَّى بن مُخَرِّبةَ العَبْدِيّ رَفِيقُ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدَ ، خَرَجَ مع التَّوَّابِينَ في ثلاثماَة من أَهْلِ البَصْرَةِ .
( والخَرُّوبُ كَتَنُّورٍ ) نَبْتٌ معْرُوفٌ ، ( والخُرْنُوبُ ) بالضَّمِّ على الأَفْصَحِ ( وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ ) الأَخِيرَةُ ، وهي لُغَيَّةٌ ، واحِدَتُهُ : خُرْنُوبَةٌ أَبْدَلُوا النُّونَ من إِحْدَى الرَّاءَيْنِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ ، كقولهم : إِنْجَانَةٌ في إِجَّانَةٍ ، وقال أَبو حنيفةَ هو ( شَجَرٌ ) بَرِّيٌّ وشَامِيٌّ ، ( بَرِّيُّهُ ) يُسَمَّى اليَنْبُوتَةَ ، ( شَوِكٌ ) ، أَي ذُو شَوْكٍ ، وهو الذي يُسْتَوْقَدُ به ، يَرتَفعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ ، ( ذُو ) أَفْنَان و ( حَمْلٍ ) أَحَمُّ خَفِيفٌ ( كالتُّفَّاحِ ) هكذا في النسخ ، والصحيح النُّفَّاخ بضم النون وتشديد الفاء وآخره خاءٌ معجمة ( لكِنَّهُ بَشِعٌ ) لا يِؤْكَلُ إِلاَّ في الجَهْدِ ، وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ ( وشَامِيُّهُ ) ، وهو النَّوْعُ الثَّاني حُلْوٌ
____________________

(2/347)


يُؤْكَلُ ، وله حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ إِلاّ أَنَّهُ أَكْبَرُ ( ذُو حَمْلٍ كالخِيَارِ شَنْبَرٍ إِلاَّ أَنَّه عَرِيضٌ وله رُبٌّ وسَوِيقٌ ) ، وفي ( التهذيب ) : الخَرْنُوبَةُ والخَرُّوبَةُ : شَجَرُ اليَنْبُوتِ ، وقيل اليَنْبُوتُ : الخَشْخَاشُ ، قال : وبَلغَنَا في حديث سُلَيْمَانَ عليه وعلى نبيّنا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ أَنَّهُ كانَ يَنْبُتُ في مُصَلاَّهُ كُلَّ يَوْمٍ شَجَرَةٌ فيَسأَلُهَا : مَا أَنْتِ ؟ فتَقُول ( أَنا ) شَجَرَةُ كَذَا ، أَنْبَتُ في أَرْضِ كذا ، أَنَا دَوَاءٌ مِنْ دَاءِ كَدَا ، فيأْمُر بها فتُقْطَعُ ثم تُصَرُّ ويُكْتَبُ على الصُّرَّةِ اسْمُهَا ودَوَاؤُهَا ، حتَّى إِذا كان في آخِرِ ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتَةُ فقال لها : ما أَنْتِ ؟ فقالت : أَنا الخَرُّوبَة ، وسَكَتتْ ، فقال سليمانُ : الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ الله قد أَذِنَ في خَرَابِ هذا المَسْجِدِ وذَهَابِ هذا المُلْكِ . فلم يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ . كذا في ( لسان العرب ) .
( والخُرَابَةُ كثُمَامَةٍ ) والخَارِبُ والخَرَّابُ ( : حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ ) أَو نَحْوِه ، نَقَلَه الليثُ ( وصَفِيحَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ تُثْقَبُ فيُشَدُّ فيهَا حَبْلٌ ، و ) لُغَةٌ في ( ثَقْبِ الإِبْرَةِ ونَحْوِهَا كالاستِ والسِّقاءِ ، وقد تقدّمَ .
( وخَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ ، كمُحْسِنَةٍ : فارِغَةٌ ) لم يُعَسَّلْ فِيهَا .
( والنَّخَارِيبُ ) بالنون ( خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنَابِيرِ ) واحدتها نُخْرُوبٌ ، ( و ) النَّخَارِيبُ ( الثُّقَبُ ) المُهَيَّأَةُ من الشَّمُعِ وهي ( التي تَمُجُّ النَّخْلُ العَسَلَ فِيهَا ) .
( ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ ) إِذَا ( قَدَحَهَا ) أَي ثَقَبَهَا ، وقد قِيلَ : إِن هذا رُبَاعِيٌّ ، وسيأْتي في مَحَلّه .
( والخِرَّابَتَانِ مُشَدَّدَةً والخِزْنَابَتَانِ ) ، وهذه عن الفراءِ ( بكَسْرِهِمَا ) وقَلْبِ إِحْدَى الرَّاءَيْنِ نُوناً ( : الخِنَّابَتَانِ ) ، بالنون ، وسيأْتي ذكره في خنب ، ولكنّ هذا القَلْبَ غيرُ مُحتاج إِليه لاِءَمْنِ اللَّبْسِ مع وجودِ الهاءِ ، وسيأْتي بحثُه في مَحلِّه .
( والتَّخْرَبوتُ ) رُبَاعِيٌّ ، وزنُه فَعْلَلُوتٌ
____________________

(2/348)


أَو تَفْعَلُولٌ ، مَضَى ذِكْرُه ( في تخرب ) فراجِعْه هناك .
( ) ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الحُصَيْنُ بنُ الجُلاَسِ بنِ مُخَرِّبَةَ الشاعرُ من بَنِي تَمِيمٍ .
وخربَانُ : جَدُّ أَبِي عبدِ الله أَحمَدَ بنِ إِسحاقَ بنِ خربَانَ البَصْرِيّ .
وأَبو القاسِم عبدُ اللَّهِ بن محمدِ بنِ خربانَ البَغُدَادِيّ ، والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خربانَ الجُنْدَيْسَابُورِيّ ، مُحَدِّثُونَ .
وخُرْبَةُ بالضَّمِّ : جَدُّ إِيمَاءَ بنِ رَحْضَةَ الصَّحَابِيِّ مِنْ بَنِي غِفَارٍ .
وُرْبَةُ بالضَّمِّ أَيضاً : مَاءٌ في دِيَارِ بنِي سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ ، بَيْنَهُ وبيْنَ ضَرِيَّةَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ .
وخَرَّبَ المَزَادَةَ تَخْرِيباً : جَعَلَ لَهَا خُرْبَةً .
والخِرَابُ ككِتَابٍ : السَّهْمُ ، والنَّفِيُّ مِنَ المَطَرِ .
والخَرَبَةُ ، مُحَرَّكَةً : أَرْضُ مِمَّا يَلِي ضَرِيَّةَ .
والخَرَابُ كسَحَابٍ : قَريةٌ عامِرَةٌ بخُوَارَزْمَ .
وخَرَابُ المَاءِ : من قرى مَارِدِينَ ، ذَكَرَهُما الفَرَضِيُّ ، وإِلى أَحدهما أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ الفَرَجِ شيخُ ابن مجاهدٍ المُقْرِىءِ .
والخَرَابُ : ثَلاَثُ قُرًى بمِصْرَ ، إِحْدَاهَا في القَلْيُوبِيَّةِ .
والخَرَابَةُ ، أُخْرَى بالمُرْتَاحِيَّة .
خرخب : ( الخُرْخُوبُ بخاءَيْنِ كعُصْفُورٍ ) أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الليث : هي ( النَّاقَةُ الخَوَّارَةُ الكَثِيرَةُ اللَّبَنِ في سُرْعَةِ انْقِطَاعٍ ) هكذا نَقَلَهُ الصاغانيّ .
خردب : ( خَرْدَتبٌ ، كجَعْفَر ) أَهمله الجوهريّ والصغانيّ وهو ( اسْمٌ ) نقله صاحب اللسان .
____________________

(2/349)



خرشب : ( خَرْشَبَ عَمَلَهُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغانيّ : إِذا لمْ يُتْقِنْه و ( لَمْ يُحْكِمْهُ ) كخَرْبَشَهُ .
( و ) الخُرْشُبُ ( كالبُرْقُعِ : الضَّائِطُ الجَافِي ، والطَّوِيلُ السَّمِينُ ) قاله ابن الأَعرابيّ .
( و ) خُرْشُبٌ ( اسْمٌ ) ، نقله ابن دُريد ، ومن ذلك : فَاطِمَةُ بنْتُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيَّةُ إِحْدَى المُنْجِبَاتِ الثَّلاَثِ ، وهي أُمُّ رَبِيعٍ وعُمَارَةَ وأَنِيسٍ بَنِي زِيَادٍ العَبْسِيِّينَ .
خرعب : ( الخَرْعَبُ ) والخَرْعَبَةُ بفَتْحِهِمَا ، ( والخُرْعُوبُ والخُرْعُوبَةُ بَضمِّهِمَا : الغُصْنُ لِسَنَتِه ، أَو ) القَضِيبُ ( الغَضُّ ، والسَّامِقُ ) المُرْتَفِعُ ، وقيلَ ) : هو القَضِيبُ ( النَّاعِمُ الحَدِيثُ النَّبَاتِ ) الذي لم يَشْتَدَّ .
والخُرْعُوبَةُ : القِطْعَةُ مِنَ القَرْعَةِ والقِثَّاءِ والشَّحْمِ ، هذا مَحَلَّه ، كما في ( لسان العرب ) وغيرِه ، والمؤلفُ أَوردَهُ في ( خذعب ) وقد تقدم .
( و ) الخَرْعَبَةُ ( : الشَّابَّةُ ) الجَسِيمَةُ ، و ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ ) وقِيل : هي ( الرَّخْصَةُ ) اللَّيِّنَةُ ، ( أَو ) هي ( البَيْضَاءُ ) ، وعن الأَصمعيّ الخَرْعَبَةُ : الجَارِيَةُ ( اللَّيِّنَةُ ) القَصَبِ الطَّوِيلَةُ ، وقيل : هي ( الجَسِيمَةُ اللَّحِيمَةُ ) وقِيلَ : الخَرْعَبَةُ والخُرْعُوبَة : ( الرَّقِيقَةُ العَظْمِ ) ، الكَثِيرَةُ اللَّحْمِ ، النَّاعِمَةُ ، وجِسْمٌ خَرْعَبٌ : نَاعِم ، وقال الليث : هي الشَّابَّةُ الحَسَنَةُ القَوَامِ كأَنَّهَا خُرْعُوبَةٌ من خَرَاعِيبِ الأَغْصَانِ مِنْ نَبَاتِ سَنَتِهَا ، قال الشاعر :
فِي قَوَامٍ كَأَنَّهَا الخُرْعُوبَهْ
( والخَرْعَبُ : ) الرَّجُلُ ( الطَّوِيلُ اللَّحِيمُ ) .
( و ) خُرْعُوبٌ ( كزُنْبُورٍ : الطَّوِيلَةُ العَظِيمَةُ مِنَ الإِبِلِ ) ، والغَزِيرَةُ اللَّبَنِ .
ورَجُلٌ خَرْعَبٌ : طَوِيلٌ في كَثْرَةٍ مِنْ لَحْمِه .
____________________

(2/350)



وجَمَلٌ خُرْعُوبٌ : طَوِيلٌ في حُسْنِ خَلْقٍ .
والغُصْنُ الخُرْعُوبُ : المُتَثَنِّي ، قال امرؤ القيس :
برَهْرَهَةٌ رُؤدَةٌ رَخْصَةٌ
كَخْرْعُوبَةِ البَانَةِ المُنْفَطِرْ
خرنب : ( خرنب ) ، ذَكَرَ الأَزهريّ في الرباعيُّ الخَرُّوبَ والخُرْنُوبَ : شَجَرٌ يَنْبُتُ في جِبَالِ الشَّأْمِ له حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ يُسَمِّيهِ صِبْيَانُ أَهلِ العِرَاقِ القِثَّاءَ الشَّامِيَّ ، وهو يابسٌ أَسْوَدُ .
قلتُ : وقد تقدم ذِكرُهُ في ( خرب ) .
والخِرْنَابَتَانِ : طَرَفَا الأَنْفِ ، وقد ذكره المؤلف في ( خنب ) وخَرْنَبَاء ، كزَرْنباء مَمْدُوداً : مَوْضِعٌ منْ أَرْضِ مِصْرَ صَانَهَا اللَّهُ تعالَى ، ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ في قِصَّةِ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بكرٍ الصِّدِّيقِ .
خزب : ( خَزِب ) جِلْدُهُ ( كَفَرِحَ ) خَزَباً فهو خَزِبٌ ( : وَرِمَ ) مِنْ غَيْرِ أَلَمٍ ، ( أَوْ سَمِنَ حَتَّى كأَنَّه وَارِمٌ ) مِنَ السِّمَنِ ، وبَعِيرٌ مِخْرَابٌ إِذا كانَ ذلك من عادَتِه . ( و ) خَزِبَ ( الجِلْدُ : تَهَيَّجَ ) كهَيْئَةِ وَرَمٍ من غيرِ أَلَمٍ ( كَتَخَزَّبَ و ) خَزِبَتِ ( النَّاقَةُ ) والشَّاةُ كفَرِحَ خَزَباً وتَخَزَّبَ ( : وَرِمَ ضَرْعُهَا وضَاق إِحْلِيلُهَا . وعبارَة الصحاح : ضَاقَتْ أَحَالِيلُهَا ( أَوْ يَبِسَ ) أَي الضَّرْعُ ( وقَلَّ لَبَنُهُ ) وقيل : إِذا كانَ فيه شِبْهُ الرَّهَل ( ونَاقَةٌ خَزِبَةٌ كَفَرِحَةٍ وخَزْبَاءُ : وَارِمَةُ الضَّرْعِ ) ، وقيل : الخَزَبُ : ضِيقُ أَحَالِيلِ النَّاقَةِ والشَّاةِ ، من وَرَمٍ ، أَو كَثْرَةِ لَحْمٍ ( أَو ) الخَزْبَاءُ : النَّاقَةُ التي ( في رَحِمِهَا ثَآلِيلُ ) جَمْعُ ثُؤْلولٍ ( تَتَأَذَّى بها ) قاله ابنُ الأَعْرَابيّ ( و ) يسمَى ( ذلك الوَرَم خَوْزب ) فَوْعَلٌ منه ، وقيل إِنَّ الخَوْزَبَ ورَمٌ في حَيَائِهَا ، كما حقَّقَه الصاغانيّ ، ( وقَدْ تَخَزّبَ ضَرْعُهَا ) عِنْدَ النِّتَاجِ إِذا كانَ بها شِبْهُ الرَّهَلِ ، عن ابن دُريد .
____________________

(2/351)



( والخَزَبُ مُحَركَةٍ الخَزَفُ ) في بعض اللغاتِ ، قاله ابن دُرَيْد ( وجَبَلٌ باليَمَامَة أَوْ أَرْضٌ ) بها بين عَمَايَتَيْنِ والعَقِيقِ ، وبها مَعْدِنٌ وأَميرٌ ومِنْبَرٌ ، ويقالُ فيها : خَزَيَاتُ دَوَ ، ( أَوْ هِيَ ) أَيِ الأَرْضُ خَزَبَةُ ( بهاءٍ ) كما نقله الصاغانيّ .
( والخَيْزَبَانُ : اللَّحْمُ الرَّخْصُ اللَّيِّنُ ، كالخَيْزَبِ ، و ) الخَيْزَبَانُ : ( الذَّكَرُ مِنْ فُرَاخِ النَّعَامِ ) .
ولَحْمٌ خَزِبٌ : رَخْصٌ ، وكُلُّ لَحْمَةٍ رَخْصَةٍ خَزِبَةٌ .
( واللَّحْمَةُ ) الرَّخْصَةُ اللَّيِّنَةُ ( خَيْزَبَةٌ ) بفَتْحِ الزَّايِ وضَمِّهَا ، قاله ابن دريد .
والخِزْبَاءُ كهِرْبَاء : ذُبَابٌ ، يكونُ في الرَّوْضِ .
والخَازِبَازِ : ذُبَابٌ أَيضاً ، ويأْتي للمؤلف في حرف الزاي ونتكلمُ هناكَ إِن شاء الله تعالى .
( و ) العَرَبُ تُسَمِّي ( مَعْدِنَ الذَّهَبِ خُزَيْبَة كجُهَيْنَة ) قاله أَبو عمرو وأَنشد :
فَقَدْ تَرَكَتُ خُزَيْبَةُ كُلَّ وغْدٍ
يُمَشِّي بَيْنَ خَاتَامٍ وطَاقِ
( وخُزْبَى كخُبْلَى : مَنْزِلَةٌ كانت لِبَنِي سَلَمَةَ ) بنِ عمرٍ و ، من الأَنصارِ وحدُّها ( فِيمَا بَيْنَ مَسْجِدِ القِبْلَتَيْنِ إِلى المَذَادِ ) وقد جاءَ ذِكْرُهَا في حديث عمرو بن الجَمُوحِ واسْتِشْهَادِه ( اللَّهُمَّ لاَ تَرُدَّنِي إِلى خُزْبَى ) ( غَيَّرَهَا ) النبيُّ صلى الله عليه وسلموسمَّاهَا صَالِحَة ، تَفَاؤُلاً بالخَزَبِ ) الذِي هو بمعنى الخَزَفِ أَو غيرها من معاني المادة ، هنا ذَكرها المصنّف ، والصَّوَاب أَنها خُرْبَى بالرَّاءِ ، وقد تقدم له ذلك ، وهناك ذَكَرَه الصاغانيّ وصاحبُ المعجم .
( ) ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
خُزْبَةُ ، بالضَّمِّ : جُبَيْلٌ صَغِيرٌ في دِيَارِ شُكْرٍ مِنَ الأَزْدِ .
خزرب : ( الخَزْرَبَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ،
____________________

(2/352)


وقال ابن دريد :
هو ( اخْتِلاَطُ الكَلاَمِ وخَطَلُهُ ) ، وفي بعض النسخ : خَطَؤُه ، والأَولُ هو الصوَابُ ، نقله الصاغانيّ وصاحب اللسان .
خزلب : ( الخَزْلَبَةُ ) أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابن دريد هو ( القَطْع السرِيعُ ) يقال : خَزْلَبَ اللَّحْمَ أَو الحَبْلَ : قَطَعَهُ قَطْعاً سَرِيعاً ، ذكره ابن منظور والصاغانيّ .
خشب : ( الخَشَبَة مُحَرَّكَةً : ما غَلُظَ مِنَ العِيدَانِ ، ج خَشَبٌ ، مُحَرَّكَةَ أَيضاً ) مثل شَجَرة وشَجَر ( و ) خُشُبٌ ( بضَمَّتَيْنِ ) قال الله تعالى في صفة المُنَافِقِينَ { 2 . 025 كاءَنهم خشب مسندة } ( المنافقون : 4 ) مثل ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ ( و ) قُرِىءَ ( خُشْبٌ ) بإِسْكَانِ الشِّينِ ، مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ ، أَرَادَ واللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ المُنَافِقِينَ في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصَارِ وَوَعْيِ مَا يَسْمَعُونَ مِن الوَحْيِ بمنزلَةِ الخُشُبِ ، وفي الحديث في ذكر المنافقينَ ( خُشُبٌ باللَّيْلِ صُخُبٌ بالنَّهَارِ ) أَرَادَ أَنَّهُمْ يَنَامُونَ اللَّيلَ لا يُصَلُّونَ ، كأَنَّ جُثَثَهُم خُشُبٌ : مَطْرُوحَةٌ ، وهو مجازٌ ، وتُضَم الشِّينُ وتُسَكَّنُ تخفيفاً ، والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ : كأَنَّه خَشَبَةٌ ، وكَأَنَّهُ جِذْعٌ ، ( وخُشْبَانٌ ، بضمهما ) أَي بضم أَولهما مثل حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ قال :
كَأَنَّهُمْ بِجَنُوبِ القَاعِ خُشْبَانُ
وفي حَديث سَلْمَانَ ( كَانَ لاَ ( يكاد ) يُفْقَهُ كَلاَمُهُ مِن شِدَّةِ عِجْمَتِهِ ، وكانَ يُسَمِّي الخَشَبَ الخُشْبَانَ ) قال ابنُ الأَثير : وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ ، لأَنَّ سَلْمَانَ كان يُضَارِعُ كَلاَمُه كَلاَمَ الفُصَحَاءِ .
قلتُ : وكَذَا قولُهُم : سِينُ بِلالٍ عِنْدَ اللَّهِ شِينٌ ، وقد سَاعَدَ في ثُبُوتِ الخُشْبَانِ الرِّوَايَةُ والقِيَاسُ كَمَا عَرَفْتَ .
____________________

(2/353)



وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ : ذُو خَشَبٍ . والخَشَّابَةُ بَاعَتُهَا .
( وخَشَبَةُ يَخْشُبُهُ ) خَشْباً فَهُوَ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ ( : خَلَطَهُ ، وانْتَقَاهُ ) والخَشْبُ : الخَلْطُ ، والانْتِقَاءُ ، وهو ( ضِدٌّ ) وخَشَبَ الشيءَ بالشيءِ : خَلَطَهُ بهِ ( و ) خَشَبَ ( السَّيْفَ ) يَخْشِبُهُ خَشْباً فهوَ مَخْشُوبٌ وخَشِيب ( : صَقَلَهُ ) وفي نسخة بعد هذا ( أَوْ شَحَذَهُ ) والخَشْبُ : الشَّحْذُ ، نَقَلَه الصاغانيّ ، ( و ) خَشَبَ السَّيْفَ ( : طَبَعَهُ ) أَي بَرَدَهُ ولم يَصْقُلْهُ . وهو ( ضِدٌّ ) ، فَعَلَى هذَا يَكُونُ قوله : ( أَوْ شَحَذَه ) بعدَ قولِه ( ضِدٌّ ) كما هو ظاهر ، ( و ) من المجاز : خَشَبَ ( الشِّعْرَ ) يَخْشبهُ خَشْباً : أَمَرَّهُ كَمَا جَاءَه أَي ( قَالَهُ مِنْ غَيُرِ تَنَوُّقٍ ) ، وفي نسخة : من غير تَأَنَّقٍ ( و ) لاَ ( تَعَمُّلٍ له ) هو يَخْشِبُ الكَلاَمَ والعَمَلَ : إِذا لَمْ يُحْكِمْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ ، وشِعْرٌ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ ، وجَاءَ بالمَخْشُوبِ ، وكان الفَرَزْدَق يُنَقِّح الشِّعْرَ وجَرِيرٌ يَخْشُبُهُ ، وكَانَ خَشْبُ جَرِيرٍ خَيْراً من تَنْقِيحِ الفَرَزْدَقِ ، وقولُه ( كاخْتَشَبَهُ ) ظَاهِرُ إِطْلاَقِهِ أَنَّه يُسْتَعْمَلُ في الشِّعْرِ والعَمَلِ ، كَمَا يُسْتَعْمَلُ في السَّيْفِ ، وأَنه كالثُّلاَثِيِّ في مَعَانِيهِ المَذْكُورةِ ، ومثلُه للصاغانيّ ، وأَنْشَدَ لَجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى .
قَدْ عَلِمَ الرَّاسِخُ في الشِّعْرِ الأَرِبْ
والشُّعَرَاءُ أَنَّنِي لاَ أَخْتَشِبْ
حَسْرَى رَذَايَاهُمْ ولاكِنْ أَقْتَضِبْ
والذي في ( لسان العرب ) : مَا نَصُّهُ : اخْتَشَبَ السَّيْفَ : اتَّخَذَهُ خَشْبَاً ، مَا تَنَوَّقَ فِيهِ ، يَأْخُذُهُ مِنْ هُنَا وهَا هُنَا ، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
وَلاَ فَتْكَ إِلاَّ سَعْيُ عَمْرو وَرَهْطِهِ
بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ ودَدَانِ
قلتُ : وكَذَا : تَخَشَّبَهُ ، أَي أَخَذَهُ خَشْباً مِنْ غَيْرِ تَنَوّقٍ ، قال :
وقِتْرَةٍ مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبَا
____________________

(2/354)



( و ) خَشَب ( القَوْسَ ) يَخْشِبُهَا خَشْباً ( عَمِلَهَا عَمَلَهَا الأَوَّلَ ) ، قال أَبو حنيفة ، وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً أَي بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ ولم أُسَوِّه ، فإِذَا فَرَغَ قال قَدْ خَلَقْتُه ، أَي لَيَّنْتُه ، منَ الصَّفَاةِ الخَلْقَاءِ وهي المَلْسَاءُ .
( والخَشِيبُ ، كأَمِيرٍ ) من السُّيوفِ ( : الطَبِيعُ ) هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقَلْ ولا أُحْكِمَ عَمَلُه . ( و ) الخَشِيبُ ( : الصَّقِيل ) ضِدٌّ ، وقيل : هو الحَدِيث الصَّنْعَةِ ، وقيلَ هو الذي بُدِىءَ طَبْعُه ، قال الأَصمعيّ : سَيْفٌ خَشِيبٌ ، وهو عند الناس : الصَّقِيلِ ، وإِنما أَصْلُه بُرِدَ قَبْلَ أَنْ يُلَيَّنَ ، وسَيْفٌ خَشِيب ، ( كالمَخْشُوبِ ) ، أَي شَحِيذٌ ، ويقالُ : سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبَةِ ، يَقُولُ : عُرِّضَ حِينَ طُبِعَ ، قال ابنُ مِرْدَاسٍ :
جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتِي ونَجِيبَتِي
وَرُمْحِي ومَشْقُوقَ الخَشِيبَةِ صَارِمَا
والخَشْبَةُ : البَرْدَةُ الأُولَى قَبْلَ الصِّقَالِ .
والخَشِيبَةُ : الطَّبِيعَة ، قال صَخْرُ الغَيِّ :
ومُرْهَفٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِهِ رُبَدُ
أَي طَبِيعَتُه ، والمهْوُ : الرَّقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ ، والمَعْنَى أَنَّه أُرِقَّ حتى صار كالمَاءِ في رِقَّتِهِ ، والرُّبَدُ : شِبْهُ مَدَقّ النَّمْلِ أَو الغُبَارِ وقيل : الخَشْبُ الذي في السَّيْفِ : أَن تَضَعَ سِنَاناً عَرِيضاً أَمْلَسَ عليه فتدْلُكَهُ فإِنْ كان فيه شَعَبٌ أَو شِقَاقٌ أَو حَدَبٌ ذَهَبَ به وامْلَسَّ قال الأَحْمَرُ : قال لي أَعرابيٌّ : قُلْتُ لِصَيْقَلٍ : هلْ فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي ، قَالَ : نَعَمْ إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَخْشِبْهُ .
والخِشَابَةُ مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ ( السيفَ ) وفَرَغَ منه أَجْرَاهَا عَلَيْهِ ، فَلاَ يُغَيِّرُه الجَفْنُ ، وهذه عن الهَجَرِيّ ، ( و ) الخَشِيبُ ( : الرَّدِيءُ ) ، والمُنْتَقَى ، و ) الخَشِيبُ ( : المنْحُوتُ مِنَ القِسِيِّ ) ،
____________________

(2/355)


كالمَخْشُوبِ ، قال أَوْسٌ في صِفَةِ خَيْلٍ :
فَحَلْحَلَهَا طَوْرِيْنِ ثُمَّ أَفَاضَهَا
كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبَةً لمْ تُقَوَّمِ
( و ) الخَشِيب : المَنْحُوتُ من ( الأَقْدَاحِ ) كالمَخْشُوبِ ، قَدَحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ ، أَي مَنْحُوتٌ ، والخَشِيبُ : السَّهْمُ حُينَ يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّلَ ولم يُفْرَغْ منه ، ويقول الرجلُ للنَّبَّالِ أَفَرَغْتَ مِنْ سهْمِي فيَقول : قَدْ خَشَبْتُهُ ، أَي بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ ولَمْ أُسَوِّه ( ج ) أَي الخَشِيب بمعنى القَوْسِ المنحوت : خُشُبٌ ( ككُتُبٍ ) يقال : قَوْسٌ خَشِيبٌ مِنْ قِسِيَ خُشُبٍ ، ( وخَشَائِبُ ، و ) : الخَشِيبُ من الرِّجال ( : الطَّوِيلُ الجَافِي العَارِي العِظَامِ في صَلاَبَةٍ ) وشِدَّةٍ وغِلَظٍ ، وكذلك هو من الجِمَالِ ، ورَجُلٌ خَشِيبٌ : عَارِي العَظْم بَادِي العَصَبِ ، ومن الإِبلِ : الجَافِي ، السَّمْجُ المُتجَافِي المُتَشَاسِيءُ الخَلْقِ ، وجَمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَليظٌ .
ورَجُلٌ خَشِبٌ : في جَسَدِه صَلاَبَةٌ وشِدَّةٌ وحِدَّةٌ .
والخشِيبُ : الغلِيظ الخَشِن من كلِّ شيءٍ ( كالخَشِيبِ : اليَابِس ، نقله ابنُ سيده عن كُراع .
( وقَدِ اخْشَوْشَبَ ) الرجُل : إِذا صار صُلْباً خَشِناً في دِينِهِ ، ومَلْبَسِهِ ، ومَطْعَمِهِ ، وجَمِيع أَحْوَالِه .
( ورَجلٌ خَشِبٌ وقَشِبٌ ، بكسرهما : لاَ خَيْرَ فِيه ) أَو عِنْدَه ، هكذا في النسخ والصحيح كما في ( لسان العرب ) وغيره تَقْدِيمُ قَشِبٍ علَى خَشِبٍ ، فإِنَّ خَشِباً إِتباعٌ لقَشِبٍ ، فتأَملْ .
( و ) الخَشِبُ ( كَكَتِفٍ : الخَشِنُ وظَلِيمٌ خَشِبٌ : خَشِنٌ ، وكُلُّ شَيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ فهو خَشِبٌ ( كالأَخْشَبِ ، و ) الخَشِبُ ( : العَيْشُ غَيْرُ المُتَأَنَّق فيهِ ) ومن المجاز : مَالٌ خَشِيبٌ وحَطَبٌ جَزْلٌ .
____________________

(2/356)



( واخْشَوْشَبَ فِي عَيْشِهِ : ) شَظِفَ و ( صَبَرَ عَلَى الجَهْدِ ) ، ومنه قالَوا : ( تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِبُوا . ورَدَ ذلك في حديث عُمَرَ رضي الله عنه ، ( أَوْ تَكَلَّفَ في ذلكَ ليكونَ أَجُلَدَ لَهُ ) : وقِيلَ : اخْشِيشَابُ في الحديث : ابْتِذَالُ النَّفْسِ في العَمَلِ ، والاحْتِفَاءُ في المَشْيِ ، لِيَغْلُظَ الجَسَدُ ، ويُرْوَى : واخْشَوْشِنُوا ، من الغِيشَةِ الخَشْنَاءِ ، ويورى بالجِيم ، والخَاءِ المُعْجَمَةِ والنُّونِ ، يقولُ : عِيشُوا عَيْشَ مَعَدَ ، يَعْنِي عَيْشَ العَرَبِ الأَول وَلاَ تُعَوِّدُوا أَنْفُسَكُمُ التَّرَفُّهَ أَو عِيشَةَ العَجَمِ ، فإِنه يَقْعُدُ بِكُم عنِ المَغَازِي .
( والأَخْشَبُ ) من الجِبَالِ ( : الجَبَلُ الخَشِنُ العَظِيمُ ) الغَلِيظُ ، جَبَلٌ خَشِبٌ : خَشِنٌ عَظِيمٌ ، وقيل : هو الذي لا يُرْتَقَى فيه ، قال الشاعر يَصِفُ البعيرَ ويُشَبِّهُهُ فَوْقَ النُّوقِ بالجَبَلِ :
تَحْسِبُ فَوْقَ الشَّوْل مِنْهُ أَخْشَبَا
والأَخْشَبُ مِنَ القُفّ : ما غَلُظٍ وخَشُنَ وتَحَجَّرَ ، والجَمْعُ : أَخَاشِبُ ، لأَنَّه غَلَبَ عليها الأَسماءُ ، ويقال : كَأَنَّهُمْ أَخَاشِبُ مَكَّةَ ، وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجٍ ( عَلَى حَرَاجِيجَ كأَنَّهَا أَخَاشِيبُ ) جَمْعُ أَخْشَبٍ ، والحَرَاجِيحُ : جمْعُ حُرْجُوجٍ ، النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ أَو الضَّامِرَة ، وقد قِيلَ في مُؤَنَّثِه الخَشْبَاءُ ، قال كُثَيِّر عزَّةَ :
يَنُوءُ فَيَعْدُو مِنْ قَرِيبٍ إِذَا عَدَا
ويَكْمُنُ فِي خَشْبَاءَ وَعْثٍ مَقِيلُهَا
فإِمَّا أَنْ يَكُونَ اسماً كالصَّلْفَاءِ ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ صِفَةً على ما يَطَّرِدُ في باب أَفْعَلَ ، والأَوَّلُ أَجْوَدُ ، لِقَوْلِهِم في جَمْعِه : الأَخَاشِبُ ، وقِيلَ : الخَشْبَاءُ في قَوْلِ كُثَيِّر : الغَيْضَةُ ، والأَوَّلُ أَعْرَفُ .
( والأَخْشَبَانِ : جَبَلاَ مَكَّةَ ) ، وفي الحديث في ذِكْرِ مَكَّةَ ( لاَ تَزُولُ مَكَّةُ حَتَّى يَزُولَ أَخْشَبَهَا ) أَي جَبَلاها ، وفي الحديث ( أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنْ شِئتَ جَمَعْتُ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ : دَعْنِي أُنْذِرُ قَوْمِي ) الأَخْشَبَانِ : الجَبَلاَنِ المُطِيفَانِ بِمَكَّةَ وهُمَا ( أَبُو
____________________

(2/357)


قُبَيْسٍ ) وقُعَيْقِهَنُ ، ويُسَمَّيَانِ الجَبْجَبَانِ أَيضاً ، ويقالُ : بَلْ هُمَا أَبُو قُبَيْسٍ ( والأَحْمَرُ ) وهُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ وَجْهَهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ ، ( و ) قال ابنُ وَهْبٍ : الأَخْشَبَانِ ( جَبَلاَ مِنًى ) اللذانِ تحتَ العَقَبَةِ ، وكُلُّ خَشِنٍ غَلِيظٍ مِنَ الجِبَالِ فَهُوَ أَخْشَبُ ، وقال السِّيِّدُ عُلَيَّ العَلَوِيُّ : الأَخْشَبُ الشِّرْقِيُّ أَبُو قُبَيْسٍ ، والأَخْشَبُ الغَرْبِيُّ هو المَعْرُوفُ بجَبَلِ الخُطّ ، والخُطُّ من وَادِي إِبراهيمَ عليه السلامُ وقال الأَصمعيّ : الأَخْشَبَانِ : أَبُو قُبَيْسٍ ، وهو الجَبَلُ المُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا ، وهُوَ مَا بَيْنَ حَرف أَجياد الصغير المُشْرِف عَلَى الصَّفَا إِلى السُّوَيْدَاءِ التي تَلِي الخَنْدَمَةَ ، وكان يُسَمَّى في الجاهليَّةِ الأَمِينَ ، والأَخْشَبُ الآخَرُ : الجَبَلُ الذي يقال له : الأَحْمَرُ ، كانَ يُسَمَّى في الجاهليةِ الأَعْرَفَ ، وهو الجَبَلُ المُشْرِفُ وَجْهُه على قُعِيْقِعَانِ ، قال مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ :
خَلِيلَيَّ هَلْ مِن حِيلَةٍ تَعْلَمَانِهَا
تُقَرِّبُ مِنْ لَيْلَى إِلَيَّ احْتِيَالُهَا
فَإِنَّ بِأَعْلَى الأَخْشَبَيْنِ أَرَاكَةً
عَدَتْنِيَ عَنْهَا الحَرْبُ دَانٍ ظِلاَلُهَا
قال في ( المعجم ) : والذي يَظْهَرُ من هذا الشِّعْرِ أَنَّ الأَخْشَبَيْن فيه غير التي بمَكَّةَ أَنه يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا من مَنَازِلِ العَرَبِ ، التي يَحُلُّونَ بِهَا بأَهَالِيهِم ( وليس الأَخشبان كذلك ) ويَدلُّ أَيضاً على أَنه مَوْضِعٌ وَاحِدٌ ، لأَنَّ الأَرَاكَةَ لا تَكُونُ في مَوْضِعَيْن .
( والخَشْبَاءُ ) : الأَرْضُ ( الشَّدِيدَةُ ) يُقَال : وَقَعْنَا في خَشْبَاءَ شَدِيدَةٍ ، وهِيَ أَرْضٌ فيهَا حِجَارَةٌ وحَصًى وطينٌ ، كما يقالُ : وقَعْنا في غَضْرَاءَ ، وهي الطِّينُ الخَالِصُ الذي يقال له الحُرُّ ، لخُلُوصِه من الرَّمْلِ وغيرهِ ، قاله ابنُ الأَنْبَاريّ ، ويقالُ : أَكَمَةٌ خَشْبَاءُ ، وهي التي كأَنَّ حِجَارَتَها مَنْثُورَةٌ مُتَدَانيَةٌ ، قال رُؤبة :
____________________

(2/358)



بِكُلِّ خَشْبَاءَ وكُلِّ سَفْحِ
والجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ : الكَرِيهَةُ ، وهي الخَشِبَة أَيْضاً ، ( و ) الجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ و ( الكَرِيهَةُ واليَابِسَةُ ) يقال : جَبْهَةٌ خَشْبَاءُ ، ورَجُلٌ أَخْشَبُ الجَبْهَةِ قال :
أَما تَرَانِي كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ
أَخْشَبَ مَهْزُولاً وإِنْ لَمْ أُهْزَلِ
( والخَشَبِيَّةِ ، مُحَرَّجَةً ، قَوْمٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ ) قاله الليثُ ، يقولونَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَتَكَلَّمُ وإِنَّ القُرْآنَ مَخْلُوقٌ ، وقال ابنُ الأَثير : هم أَصْحَابِ المُخْتَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ ، ويقال : هم ضَرْبٌ من الشِّيعَةِ ، قيل : لأَنهم حَفِظُوا خشَبَةَ زَيْدِ بنِ عليَ حِينَ صُلِب ، والأَوّل أَوْجَهُ ، لِمَا وَرَدَ في حديث ابنِ عُمَرَ ( كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ ) وصَلْبُ زَيْدٍ كانَ بعدَ ابنِ عُمَرَ بكثيرٍ ، والذي قرأْتُ في كتاب الأَنْسَاب للبلاذُرِيّ ما نَصّهُ : قال المُخْتَارُ لآلِ جَعْدَةَ بنِ هُبَيْرَةَ وأُمُّ جَعْدَةَ أُمُّ هَانِيءٍ بِنتُ أَبِي طالبٍ : ائْتُونِي بِكُرْسِيِّ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب ، فقالوا : لاَ وَاللَّهِ مالَهُ عِنْدَنَا كُرْسِيٌّ ، قال : لاَ تَكُونُوا حَمْقَى ، ائتونِي بِه ، فَظنَّ القَوْمُ عندَ ذلكَ أَنهم لا يَأْتُونَه بكُرسيَ فيقولون هَذَا كُرْسِيُّ عَلِيَ إِلاَّ قَبِلَه منهم ، فجاءُوه بكُرْسِيَ فقالوا : هَذَا هُو ، فخَرَجَتْ شِبَامُ وشاكِرُ ورُؤوسُ أَصْحَابِ المُخْتَارِ وقد عَصَّبُوهُ بخِرَقِ الحَرِيرِ والدِّيبَاجِ ، فكان أَوَّلَ مَن سَدَنَ الكُرْسِيَّ حينَ جِيءَ به مُوسَى بن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ ، وأُمُّه ابْنَةُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، ثم إِنَّه دُفِعَ إِلى حَوْشَبٍ اليُرْسَمِيّ من هَمْدَان ، فكان خازِنَه وصاحِبَه ، حتى هَلَكَ المُخْتَارُ ، وكان أَصحابُ المختارِ يَعْكُفُونَ عليه ويقولون : هو بمنزلةِ تابوتِ موسى ، فيه السَّكِينَةُ ،
____________________

(2/359)


ويَسْتَسْقُونَ به ويَسْتَنْصِرُونَ ويُقَدِّمُونَه أَمَامَهُمْ إِذا أَرادوا أَمْراً ، فقال الشاعر :
أَبْلغْ شِبَاماً وأَبَا هَانىءٍ
أَنِّي بِكُرْسِيِّهِمْ كَافِر
وقال أَعشى هَمْدَانَ :
شَهِدْتُ عليكم أَنَّكُمْ خَشَبِيَّةٌ
وأَنِّي بكمْ يا شُرْطَةَ الكُفْرِ عَارِفِ
وأُقْسِمُ ما كُرْسِيُّكُمْ بسَكِينَةٍ
وإِنْ ظَلَّ قَدْ لُفَّتْ عليه اللَّفَائِفُ
وأَنْ لَيْسَ كالتَّابُوتِ فِينَا وإِنْ سَعَتْ
شِبَامٌ حَوَالَيْهِ ونَهْدٌ وخَارِفُ
وإِنْ شَاكِرٌ طَافَتْ به وتَمَسَّحَتْ
بأَعْوَادِهِ أَوْ أَدْبَرَتْ لاَ يُسَاعِفُ
وإِنِّي امْرُؤٌ أَحْبَبْتُ آلَ مُحَمَّدٍ
وآثَرْتُ وَحْياً ضُمِّنَتْهُ الصَّحَائفُ
انتهى ، وقال منصور بن المُعْتَمِر : إِنْ كان مَنْ يُحِبُّ عَلِيًّا يُقَالُ له : خَشَبِيٌّ ، فاشْهَدُوا أَنِّي سَأُحِبُّهُ ، وقال الذَّهَبِيُّ : قَاتَلُوا مَرَّةً بالخَشَبِ فَعُرِفُوا بذلك .
( والخُشْبَانُ بالضم : الجِبَالُ ) التي ( لَيستْ بضِخَامٍ ولا صِغَارٍ ) .
( و ) خُشْبَانُ ( رَجُلٌ ) ، وخُشْبَانُ لَقَبٌ ( و ) خُشْبَانُ ( : ع ) .
( وَتَخَشَّبَتِ الإِبِلُ : أَكَلَتِ الخَشَبَ ) قال الراجزُ وَوَصَفَ إِبِلاً :
حَرَّقَهَا مِنَ النَّجِيلِ أَشْهَبُهْ
أَفْنَانُهُ وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ
ويقال : الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدَانَ الشَّجَرِ ، إِذا تَنَاوَلَتْ أَغْصَانَه ( أَو تَخَشَّبَتْ ، إِذا أَكَلَتِ ( اليَبِيسَ ) من المَرْعَى .
( والأَخَاشِبُ : جِبَالٌ ) اجْتَمَعْنَ ( بالصَّمَّانِ ) في مَحَلَّةِ بَنِي تَمِيم ، ليس قُرْبَها أَكَمَةٌ ولا جَبَلٌ ، والأَخَاشِبُ : جِبَالُ مَكَّةَ ، وجِبَالُ مِنًى ، وجِبَالٌ سُودٌ قَرِيبةٌ مِنْ أَجَإٍ ، بَيْنَهَا رَمْلةٌ ليست بالطَّوِيلَةِ ، عن نَصْرٍ ، كذا في ( المعجم ) .
( وأَرْضٌ خَشَابٌ ، كسَحابٍ ) : شَدِيدَةٌ يابِسَةٌ ، كالخَشْبَاءِ ( تَسِيلُ من
____________________

(2/360)


أَدْنَى مَطَرٍ .
( وذُو خَشَبٍ مُحَرَّكَةً : ع باليمَنِ ) وهو أَحَدُ مَخَالِيفِهَا ، قال الطِّرْمَاحُ :
أَوْ كالفَتى حَاتِمٍ إِذْ قَالَ مَا مَلَكَتْ
كَفَّايَ لِلنَّاسِ نُهْبَى يَوْمَ ذِي خَشَبِ
( ومَالٌ خَشِبٌ ) ، كَكَتِفٍ ، كما ضَبَطَه الصاغانيّ ، أَي ( هَزْلَى ) لِرَعْيِهَا اليَبِيسَ .
( والخَشَبِيُّ : ع وَرَاءَ ) وفي نسخة قُرْبَ ( الفُسْطَاطِ ) على ثَلاَثِ مَرَاحِلَ منها .
( وخَشَبَةُ بنُ الخَفِيفِ ) الكَلْبِيُّ ( تَابِعِيٌّ فَارِسٌ . و ) خُشُبٌ ( كجُنُبٍ : وَادٍ باليَمَامَة ووادٍ بالمَدِينَةِ ) على مَسِيرَةِ ليلةٍ منها ، له ذِكْرٌ في الأَحاديثِ والمَغَازِي ، ويقال له : ذُو خُشُبٍ ، فيه عُيُونٌ .
( وخَشَبَاتُ مُحَرَّكَةً : ع وَرَاءَ عَبَّادَانَ ) على بَحْرُ فارس ، يُطْلَقُ فيها الحَمَامُ غُدْوَةً فتَأْتِي بَغْدَادَ العَصْرَ ، وبَيْنَهَا وبينَ بغدادَ أَكْثَرُ من مائةِ فرسخٍ ، نقله الصاغانيّ .
( والمُخَيْشِبَةُ ) مصَغَّراً ( : باليَمَنِ ) .
( والمُخَيْشِيب ) كمُنيْصِيرٍ أَيضاً ( : ع بها ) القُرْبِ من زَبِيدَ ، حَرَسها الله تعالى .
( والخِشَابُ ككِتَابٍ : بُطُونٌ ) من بنِي ( تَمِيمٍ ) قال جرير :
أَثَعْلَبَةَ الفَوَارِسِ أَمْ رِيَاحاً
عَدَلْتَ بهِمْ طُهَيَّةَ والخشَابَا
وهم بَنُو رِزَامِ بنِ مَالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ .
والمَخُشْوبُ : المَخلُوطُ في نَسبِه ، قاله أَبو عبيد ، قال الأَعشى :
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وتِلْكَ رِكَابِي
هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُهَا كالزَّبِيب
قَافِلٍ جُرْشُع تَرَاهُ كتَيْسِ الرَّ
بْلِ لاَ مُقْرِفٍ وَلاَ مَخْشُوبِ
قال ابنُ خَالَوَيْهِ : المَخْشُوب : الذي لم يُرَضْ ولم يُحسَّنْ تَعليمُه ، مُشَبَّهٌ بالجَفْنَةِ المَخْشُوبَةِ ، وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها ، قال : ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشُوبِ إِلاَّ الأَعشى ،
____________________

(2/361)


ومَعْنَى قَافِل : ضَامِرٌ . وجُرْشُع : مُنْتَفِخِ الجَنْبَيْنِ ، والمُقْرِفُ : ( الذي ) دَانَى الهُجْنَةَ من قِبَلَ أَبِيه .
وخشبت الشيءَ بالشيْءِ ، إِذا خَلَطْته به .
( وطَعامٌ مخشوبٌ إِن كان لْحماً فَنِىءٌ ) لم يَنْضَج ( وإِلاَّ ) أَي إِن لم يكنْ لَحماً بل كان حَبًّا ( فَقَفَارٌ ) بتقديم القاف على الفاء ، أَي فهو مُفَلَّقٌ قَفَارٌ ، وفي الأَمثال ( مَخشوبٌ لم يُنَقَّحْ ) أَي لم يُهَذَّب بعدُ ، قاله المَيْدانيُّ والزمخشريّ واستدركه شيخنا .
وخُشَّابٌ كُرُمّان : قَرْية بالرّيّ منها مِحَاجُ بنُ حَمزة .
والخُشَيْبَة ، بالتصغير : أَرضٌ قريبة من اليَمامة كانت بها وقْعَة بين تميم وحَنيفة .
خشرب : ( الخَشْرَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( في العَمَلِ ) كالخَرْشَبَةِ ( أَنْ لاَ تُحْكِمَهُ ) ولا تُتْقِنه ، وخَشْرَبَ ، وخَرْشَبَ ، وخَشَبَ بِمَعْنًى .
( ) خشنب : ( خشنب ) ، هذه المادة مُهملة عند المؤلف والجوهريّ وابن منظور ، وقد جاء منها : أَخْشَنْبَه بالفَتْح ثم السُّكُونِ وفتحِ الشين المعجمةِ ونون ساكنة وباء مُوَحَّدَة : بَلَدٌ بالأَندلس مشهورٌ عظيمٌ كثير الخَيْراتِ ، بَيْنَهُ وبيْنَ شِلْب سِتَّةُ أَيَّام ، وبينَه وبينَ لَبّ ثلاثةُ أَيَّامٍ .
خصب : ( الخِصْبُ ، بالكَسْرِ : ) نَقِيضُ الجَدْبِ وهو ) كَثْرَةُ العُشْبِ ، ورَفَاغَةُ العَيْشِ ) قال الليث : والإِخْصَابُ والاخْتِصَابُ من ذلكَ ، قال أَبو حنيفةَ : الكَمْأَةُ منَ الخِصْبِ ، والجَرَادُ مِنَ الخِصْبِ ، وإِنَّمَا يُعَدُّ خِصْباً إِذا وَقَعَ إِليهم وقَدْ جَفَّ العُشْبُ وأَمِنُوا مَعَرَّتَهُ ( وَبَلَدٌ خِصْبٌ بالكَسْرِ ، و ) قالوا : بَلَدٌ خِصْبٌ بالكَسْرِ ، و ) قالوا : بَلَدٌ ( أَخْصَابٌ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، كما قالوا : بَلَدٌ سَبَاسِبُ ، ورُمْحٌ أَقْصَادٌ ، وثَوْبٌ أَسْمَالٌ ، وبُرْمَةٌ أَعْشَارٌ ، فيكونُ الواحدُ يُرَادُ به الجَمْعُ ، كأَنَّهم جَعَلُوه أَجْزَاءً . !
____________________

(2/362)



( و ) بَلَدٌ مُخْصِبٌ ( كمُحْسِنٍ و ) خَصِيبٌ مثلُ ( أَمِيرٍ ، و ) مِخْصَابٌ مِثْلُ ( مِقْدَامٍ ) ، أَي لا يَكَادُ يُجْدِبُ ، كما قالوا في ضِدِّ ذلك ، مُجْدِبُ ، كما قالوا في ضِدِّ ذلك : مُجْدِبٌ وجَدِيبٌ ومِجْدَابٌ ، ومَكَانٌ خَصِيبٌ : كَثِيرُ الخَيْرِ ( وقَدْ خَصِبَ كعَلِمُ ، و ) خَصَبَ مثلُ ( ضَرَبَ خِصْباً ، بالكَسْرِ ) فهو خَصِبٌ ، ( وأَخْصَبَ ) إِخْصَاباً ، وأَنشد سيبويه :
لَقَدْ خَشِيتُ أَن أَرى جَدَبَّا
في عَامِنَا ذَا بَعْدَمَا أَخْصَبَّا
فَرَوَاهُ هنا بفَتحِ الهَمْزَةِ ، هو كأَكْرَم وأَحْسَنَ إِلاَّ أَنَّه قد يُلْحَقُ في الوَقْفِ الحرفُ حرفاً آخرَ مثلَه فيشدَّد حِرْصاً على البَيَانِ ، ليُعْلَمَ أَنَّه في الوَصْلِ مُتَحَرِّكٌ من حيث كان الساكنانِ لا يلتقيانِ في الوَصْلِ فكان سبيلُه إِذا أَطلَق الباءَ لا يُثَقِّلُهَا ، ولكنه لمّا كانَ الوقْفُ في غالِب الأَمر إِنما هو على الباء لم يَحْفِل بالأَلف التي زِيدَتْ عليها ، إِذ كانت غيرَ لازمة ، فثَّقَل الحرفَ ، على من قال هذا خالّد وفَرَجْ ويَجْعَلُ ، فلمَّا لم يكنِ الضمُّ لازماً لأَن النصبَ والجرَّ يُزِيلاَنِهِ لم يبالُوا به ، قال ابن جِنّي ) وحدثنا أَبو عليَ أَن أَبا الحَسَنِ رَوَاه أَيضاً ( بعدما إِخْصَبَّا ) بكسرة الهمزة وقَطْعِهَا للضرورة وأَجْرَاه مُجْرَى اخْضَرَّ وازْرَق وغيرِه من افْعَلَّ ، وهذا لا يُنْكَرُ وإِن كان افْعَلَّ للأَلوان ، أَلاَ تراهُم قالوا اصْوَابٌ وامْلاسَّ وارْعَوَى واقْتَوَى . كذا في ( لسان العرب ) ، وقد تقدم طرف من الكلام في جدب فراجِعْه .
( و ) أَرْضٌ خِصْبٌ ، و ( أَرَضُونَ خِصْبٌ وخِصْبَةٌ بكسرِهما ) : الجمعُ كالواحِدِ ( و ) قالوا : أَرَضُونَ ( خَصْبَةٌ بالْفَتْحِ ، وهي إِمَّا مَّدَرٌ وُصِفَ به أَو مُخَفَّفٌ ) من خَصِبَة كفَرِحَةٍ ) ، وقال أَبو حنيفةَ : أَخْصَبَتِ الأَرْضُ
____________________

(2/363)


خِصْباً وإِخْصَاباً ، قيلَ : وهذا ليسَ بشيءٍ ، لأَنَّ خِصْباً فِعْلٌ ، وأَخْصَبَت أَفْعَلَت ، وفِعْلٌ لا يكونُ مصدراً لأَفْعَلت ، وحكَى أَبو حنيفة : أَرْضٌ خَصِيبَةٌ وخَصِبٌ ، وقد أَخْصَبَتْ وخَصِبَت ، بالكَسْرِ ، الأَخِيرَةُ عن أَبي ع 2 بيدةَ ، وعَيْشٌ خَصِبٌ : مُخْصِبٌ ( وأَخصَبُوا : نَالُوه ) أَيِ الخِصْبَ وصارُوا إِليه ، والمُخْصِبَة : الأَرْضُ المُكْلِئَةُ ، والقومُ مُخْصِبُونَ إِذا كَثُرَ طَعَامُهُم ولبَنُهُم ، وأَمْرَعَتْ بلادُهم ، وأَخْصَبَتِ الشَّاةُ : أَصَابَتْ خِصْباً ، ( و ) أَخْصَبَتِ ( العِضَاهُ ) إِذا ( جَرَى المَاءُ فيها ) أَي في عِيدَانِها ( حتَّى اتَّصلَ ) ، وفي نسخة : حتى يَصِل ( بالعُرُوقِ ) . في ( التهذيب ) عنِ الليث إِذا جَرَى الماءُ في عُودِ العِضَاهِ حتى يَتَّصِل بالعُرُوقِ قيلَ قد أَخْصَبَت ، وهو الإِخْصَابُ ، قال الأَزهريّ : هذا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ ، وصوابُه الإِخْضَابُ ، بالضادِ المُعْجَمَةِ ، يقال : خَضَبَتِ العِضَاهُ وأَخْضَبَتْ .
( والخَصْبُ بالفَتْحِ : الطَّلْعُ ) في لُغَةٍ ، والخَصْبةُ : الطَّلْعَة ( و ) الخَصْبُ ( : النَّخْلُ ، أَو ) : الخَصْبَةُ هي النَّخْلَةُ ( الكَثِيرَةُ الحَمْلِ ) في لغةٍ ، وقيل : هي نَخْلَةُ الدَّقَلِ ، نَجْدِيَّةٌ ، ( كالخِصَابِ ) بالكَسْرِ ، ( ككِتَابٍ ) ، والجمعُ خَصْبٌ وخِصَابٌ قال الأَعشى :
وكُلِّ كُمَيْت كَجِذْعِ الخِصَاب
وقَالَ أَيْضاً :
كَأَنَّ عَلَى أَنْسَائِهَا جِذْعَ خَصْبَةٍ
تَدَلَّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
( الوَاحِدَةُ ) خَصْبَةٌ ( بِهَاءٍ ) وقال الأَزهريّ : أَخْطَأَ الليثُ في تفسيرِ الخَصْبَةِ ، والخِصَابُ عِنْدَ أَهْلِ البَحْرَيْنِ ، الدَّقَلُ ، الوَاحِدَة خَصْبَة ،
____________________

(2/364)


ومَا قَالَ أَحَدٌ إِنَّ الطَّلْعَةَ يقالُ لهَا الخَصْبة ، ومَنْ قَالَه فقد أَخْطَأَ ، وفي حديثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ ( فَأَقْبَلْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا وإِنَّمَا كانَتْ عِنْدَنا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وحَمِيرَنَا ) الخَصْبة : الدَّقَلُ ، وقيلَ : هي النَّخْلَةُ الكَثُيرَةُ الحَمْلِ .
قلتُ : وهذَا الذي أَنْكَرَه الأَزهريّ فَقَدْ أَوْرَدَه الصاغانيّ في التكملة وجوَّزَه .
( و ) الخُصْبُ ( بالضَّمِّ : الجَانِبُ ) عن كُرَاع ، ( ج أَخْصَابٌ ، و ) الخُصْبُ ( : حَيَّةٌ بَيْضَاءُ جَبَلِيَّةٌ قال الأَزهريّ : وهذا تصحيف ، وصوابُه : الحِضْبُ بالحاء والضاد المعجمة ، يقال : هُوَ حِضْبُ الأَحْضَاب ، وقد تقدم ، قال : وهذهِ الحُرُوفُ وَمَا شَاكَلَهَا أُرَاهَا مَنْقُولَةً من صُحُفٍ سَقِيمَةٍ إِلى كتاب الليثِ وزيِدَتْ فيها ، ومَنْ نَقَلَهَا لم يعرفِ العربيةَ فصَحَّفَ وغيَّرَ وأَكْثَر ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ ، وهُوَ ما حَوْلَهُم ، و ( رَجُلٌ خَصِيبٌ بَيِّن الخِصْبُ بالكَسْرِ ، رَحْبُ الجَنَابِ ، كَثِيرُ الخَيْرِ ) أَي خَيْرِ المَنْزِل ، كما يقال : خَصِيبُ الجَنَابِ والرَّحْلِ ، وهو مجازٌ ، كما في ( الأَساس ) .
( و ) الخَصِيبُ ( كأَمِيرٍ اسْم ) رَجُلٍ منَ العَرَبِ ، وقيلَ لَقَبٌ لَهُ ، والمشهورُ بهذه النِّسْبَةِ عَبْدُ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الخَصِيبِ قَاضِي مِصْرَ ، وأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَصِيبِيُّ وأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ بنُ الخَصِيبِ ، ذَكَرَه ابنُ ماكُولاَ في الوُزَرَاءِ ، مُحَدِّثُونَ .
( ودَيْرُ الخَصِيبِ بِبَابِل ) العِرَاقِ ، ومُنْيَةُ ابنِ الخَصِيبِ بصَعِيدِ مِصْرَ .
( والأَخْصَابُ : ثِيَابٌ مَعْرُوفَةٌ ) ، نقله الصاغانيّ هكذا .
خضب : ( خَضَبَهُ يَخْضِبُهُ ) خَضْباً ( : لَوَّنَه ) أَو غَيَّرَ لَوْنَه بحُمْرةٍ أَو صُفْرة أَو غيرِهما ( كخَضَّبَه ) تَخْضِيباً ، وخَضَبَ
____________________

(2/365)


الرجلُ شَيْبَه بالحِنَّاءِ يَخْضِبُه ، وإِذا كانَ بغَيْرِ الحِنَّاءِ قِيلَ : صبغَ شَعْره ، ولا يقال خَضَبه ، وفي الحديث ( بَكى حَتى خَضَبَ دَمْعُهُ الحَصى ) قال ابن الأَثِيرِ أَي بَلَّهَا ، مِنْ طَرِيقِ الاسْتِعَارَةِ ، قال : والأَشْبَهُ أَن يكونَ أَرادَ المبالغةَ في البُكَاءِ حتى احْمَرَّ دَمعُه فخَضَبَ الحَصَى ، ويقال اخْتَضَب الرجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ ، من غير ذِكْرِ الشَّعَرِ ، قال السُّهيليُّ : عَبْدُ المُطَّلِبِ أَوَّلُ منْ خَضَبَ بالسَّوَادِ مِنَ العَرَبِ ، وكلُّ ما غُيِّرَ لونُه فهو مَخضوبٌ وخَضِيبٌ ، وكذلك الأُنْثَى ( و ) يقال : ( كَفٌّ ) خَضِيبٌ ( وامرأَةٌ خضيبٌ ) ، الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ ، والجمعُ : خُضُبٌ ، ( وبَنَانٌ مَخْضُوبٌ ، وخَضِيبٌ ، ومُخَضَّبٌ ، كمُعَظَّمٍ ) : شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ قال الأَعشى :
أَرَى رَجُلاً مِنْكُمْ أَسِيفاً كَأَنَّمَا
يَضُمُّ إِلى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبَا
وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوِه وتَخَضَّبَ .
( والكَفُّ الخَضِيبُ : نَجْمٌ ) ، على التشبيه بذلك . ( و ) اسمُ ما يُخْضَبُ به ( الخِضَابُ ، كَكِتَابٍ ) وهو ( ما يُخْتَضَبُ به ) كالحِنَّاءِ والكَتَم ونحوِهما ، وفي ( الصحاح ) : الخِضَابُ : ما يخْتَضَبُ به ( و ) الخُضَبَةُ ( كَهُمَزَةٍ : المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الاخْتِضَابِ ) وقد خَضَبَتْ تَخْضِبُ ، والمَخَاضِب : خِرَقُ الحَيْضِ .
( و ) الخاضِبُ من النّعَامِ ، قاله الليث ، ومن المجاز ظَلِيمٌ خَاضِبٌ ( الخَاضِبُ الظَّلِيمُ ) الذي ( اغْتَلَمَ فاحْمَرَّتْ سَاقَاه ، أَو ) الذي قد ( أَكَلَ الرَّبِيعَ فاحْمَرَّ ظُنْبُوبَاهُ أَو اخُضَرَّا أَو اصْفَرَّا ) قال أَبُو دُوَادٍ :
لَهَا سَاقَا ظَلِيمٍ خَا
ضِبٍ فُوجِىءَ بالرُّعْبِ
وجَمْعُهُ : خَوَاضِبِ ، وقد حُكِيَ عن أَبِي الدُّفَيْشِ الأَعْرَابِيِّ أَنَّه قال :
____________________

(2/366)


الخَاضِبُ من النعام : الذي إِذا اغْتَلَمَ في الربيع اخْضَرَّتْ ساقَاهُ ( خَاصٌّ بالذَّكَرِ ) ، والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلَم احْمَرَّت عُنُقُهُ وصَدْرُهُ وفَخِذَاهُ ، الجِلْدُ لا الرِّيشُ حُمْرَةً شديدةً ( وَلاَ يَعْرِضُ ) ذلك ( لِلأُنْثَى ) ولا يقال ذلك إِلا للظَّلِيم دونَ النَّعَامَةِ ، وقيل : الخَاضِبُ من النَّعَامِ : الذي أَكل الخُضْرَةَ ، وقال أَبو حنيفةَ : أَمَّا الخاضبُ من النعام فيكونُ من الأَنْوَارِ تَصْبُغُ أَطْرَافَ رِيشهِ ، وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنّعام ، فتحمرُّ أَوْظِفَتُهَا ، وقد قيلَ في ذلك أَقوالٌ ، فقالَ بعضُ الأَعْرَابِ : أَحْسِبُهُ أَبَا خَيْرَةَ : إِذا كان الربيعُ فأَكَلَ الأَسَارِيعَ احْمَرَّتْ رِجْلاَهُ ومنقارُه احمرارَ العُصْفُرِ ، قال : ولو كان هذا هكذا كانَ ما لم يأْكلْ منها الأَساريعَ لا يعرضُ له ذلك ، ( أَو هو ) أَي الخَضْبُ في الظَّلِيم ( : احمرارٌ يبدأُ في وَظِيفَيْهِ عند بَدْءِ احمرارِ البُسْرِ ، وينتهي ) احمرارُ وَظِيفَيْهِ ( عند انْتِهَائِهِ ) أَي احمرار البُسْر ، زَعَمه رجالٌ من أَهل العِلْم ، فهذا على هذا غَرِيزَةٌ فيه وليس من أَكل الأَسَارِيع ، قيل : ولا يُعْرَف في النَّعامِ تأْكل الأَسَارِيعَ ، وليس هو عند الأَصمعيّ إِلاَّ من خَضْبِ النَّوْرِ ، ولو كان كذلك لكان أَيضاً يَصْفَرُّ ويَخْضَرُّ ويكونُ على قَدْرِ أَلوان النُّوْرِ والبَقْلِ ، وكانت الخُضْرَةُ تكون أَكثرَ من النَّوْرِ ، أَوْ لاَ تَرَاهُم حين وصفَوا الخَوَاضِبَ من الوَحْشِ وصَفُوها بالخُضْرَة أَكثرَ ما وَصَفوا ، ومن أَيّ ما كان فإِنه يقال له : الخاضِبُ ، من أَجْلِ الحُمْرَةِ التي تَعْتَرِي ساقَيْه ، والخَاضبُ : وصْفٌ له عَلَمٌ يُعْرَفُ به ، فإِذا قالُوا : خَاضِبٌ ، عُلِمَ أَنَّه إِيَّاهُ يُرِيدُونَ ، قال ذو الرُّمَّة :
أَذَاكَ أَمْ خَاضِبٌ بالسِّيَّ مَرْتَعُهُ
أَبُو ثَلاَثِينَ أَمْسَى فَهْوَ مُنْقَلِبُ
فقال : أَمْ خَاضِبٌ ، كما ( أَنه ) لو قال أَذَاكَ أَمْ ظَلِيمٌ كان سواءً ، هذا
____________________

(2/367)


كلُّه قول أَبي حنيفةَ ، قال : وقد وهِم ، لأَنَّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلفِ واللامِ لا غَيْرُ ، ولم يُجِزْ سقوطَ الأَلفِ واللامِ منه سَمَاعاً ، وقوله : وَصْفٌ له عَلَمٌ ، لا يَكُونُ الوصْفُ عَلَماً ، إِنما أَرادَ أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ حتى صار بمنزلةِ الاسْمِ العَلَم ، كما تقول : الحارث والعَبَّاسُ .
ويُرْوَى عن أَبي سَعِيدٍ : يُسمى الظليمُ خاضِباً لأَنه يحمَرُّ منقارَه وساقاه إِذا تَرَبَّع وهو في الصَّيْف يقرع ويَبَيضُّ ساقاه ، ويقال للثور الوَحشِيِّ خاضبٌ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) من المجاز ( خَضَبَ الشجرُ يَخْضِبُ ) من حَدِّ ضرب ، ( و ) هو لغة في خَضِبَ ( كَسَمِعَ و ) خُضِبَ مثلُ ( عُنِيَ ، خُضُوباً ) في الكُلِّ ( واخْضَوْضَبَ : اخْضَرَّ ، و ) خَضَبَ ( النَّخْلُ خَضْباً : اخْضَرَّ طَلْعُهُ ، واسمُ تلكَ الخُضْرَةِ : الخَضْبُ ) ، والخَضْبَةُ : الطَّلْعَةُ ، وذُكِرَ أَيضاً في الصاد المهملة ( ج خُضُوبٌ ) قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ :
فَلَمَّا غَدَتْ قَدْ قَلَّصَتْ غَيْرَ حِشْوَةٍ
مِنَ الخَوْفِ فِيهِ عُلَّفٌ وخُضُوبُ
وفي ( الصحاح ) :
مَعَ الحوز فيها عُلَّفٌ وخُضُوبُ
( و ) خَضَبتِ ( الأَرضُ ) خَضْباً ( : طَلَعَ بَاتُهَا ) واخْضَرَّ .
وخَضَبَتِ الأَرْضُ : اخضَرّتْ ( كأَخْضَبَتْ ) إِخْضَاباً ، إِذا ظَهَرَ نَبْتُهَا ، وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ : سَقَطَ وَرَقُهُ فاحْمَرَّ واصْفَرَّ ، وتقولُ : رَأَيْتُ الأَرْضَ مُخْضِبَة ، ويُوشِكُ أَنْ تَكُونَ مُخْضِبَة ، وعن ابن الأَعرابيّ يقال : خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبَى ، إِذا أَوْرقَ وخَلعَ العضَاهُ ، وأَجْدَرَ ، وأَوْرَسَ الرِّمْثُ وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ وأَرْمَشَ ، إِذا أَوْرقَ ، وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه ، كأَنه حِمَّصٌ ، وخَضَبَتِ
____________________

(2/368)


العِضَاهُ وأَخضَبَت : جَرَى المَاءُ في عِيدَانِهَا واخضَرَّتْ ، هذا محلُّ ذِكرِه ، ووَهِمَ المؤلفُ فذكَره في الصاد المهملة ، وقد نبَّهْنَا عليه هنالكَ .
( والخَضْبُ : الجَدِيدُ مِنَ النَّباتِ يُمْطَرُ فَيَخضَرُّ ، كالخَضُوبُ ، كصَبُورٍ ) وهو النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المَطَرُ فيَخضِبُ ما يَخْرُجُ من البَطْنِ .
وخُضُوبُ القَتَادِ : أَنْ يَخْرُجَ فيهِ وُرَيْقَةٌ عندَ الرَّبِيع وتُمِدَّ عِيدَانُه ، وذلك في أَوَّل نَبْتِه ، وكذلك العرْفَجُ والعَوْسَجُ ، ولا يَكُونُ الخُضُوبُ في شيءٍ من أَنْوَاعِ العِضَاهِ غَيْرها ، ( أَو ) الخَضْبُ ( : مَا يَظْهَرُ مِنَ ) وفي نسخة في ( الشَّجَرِ مِنْ خُضْرَةِ في بَدْءَ الإِيرَاقِ ) وجَمْعُهُ خُضُوبٌ ، وقِيل : كُلُّ بَهِيمَة أَكَلَتْهُ فهي خَاضِبٌ .
( والمِخْضَبُ ، كَمِنْبَرٍ ) : شِبْهُ الإِجَّانَةِ تُغْسَلُ فيها الثِّيَابُ ، والمِخْضَب ( : المِرْكَنُ ) ، ومنه الحديث أَنَّه قال في مَرَضِه الذي ماتَ فيه ( أَجْلِسُونِي فِي مِخْضَبٍ فَاغْسِلُوني ) ( و ) خُضَابٌ ( كغُرَابَ : ع باليَمَنِ ) وهو صُقْعٌ كعبِيرٌ .
والمُلَقَّبُ بالخَضِيبِ جَمَاعةٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ ، منهم : أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الزجَّاج الخَضِيب ، مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، ومحَمَّدُ بنُ شَاذَانِ بنُ دُوسْتَ الخَضِيبُ ، ومحمَّدُ بن عبدِ اللَّهِ بنِ سُفْيَانَ الخَضِيب ، من أَهل بغدادَ ، وأَبُو بكرٍ الخَضِيب ، من أَهل بغدادَ ، وأَبُو بكرٍ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مَرْزُوقٍ الخَضِيبُ القَاصُّ ، وأَبُو عيسَى يَحْيَى بن مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الخَضِيبُ ، من أَهلِ عُكْبَرَا ، وغَيْرُهُم مَحْدّثُونَ .
خضرب : ( الخَضْرَبة ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( اضْطِرَابُ المَاءِ ، وماءٌ خُضَارِبٌ كعُلاَبِطِ : يَمُوج بعضُه في بعضٍ ، وَلاَ يَكُونُ ) ذلك ( إِلاَّ في غَدِيرٍ أَوْ وادِ ، والمُخَضْرَبُ بفَتْح الرَّاءِ : الفَصِيحُ البَلِيغُ ) المُتَفَنِّنُ ، قالَه أَبو الهَيْثَمِ ، وأَنشد لِطَرفة .
وكَائِنْ تَرَى مِنْ أَلْمَعِيَ مُخَضرَبٍ
ولَيْسَ لَهُ عِنْدَ العَزَائِمِ جُول
____________________

(2/369)



قال أَبو منصور ، كذلك أَنشده بالخاءِ والضادِ ، ورواه ابن السكِّيت : أَلْمَعِيّ مُحَظْرَبٍ ، بالحاء والظاءِ ، وقد تقدم التنبيه على ذلك .
خضعب : ( الخَضْعَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( الضُّعْفُ ، و ) قال غيرُه : الخَضْعَبَةُ ( : المَرْأَةُ السَّمِينَةُ ) ( و ) قيل : هي ( الضَّعِيفَةُ ) وقيل : الخَضْعَبُ : الضَّعِيفُ ، والضخمُ الشَّدِيدُ .
( وتَخَضْعَبَ أَمْرُهُمْ : اخْتَلَطَ ) وضعُفَ .
خضلب : ( تَخَضْلَبَ أَمْرُهُمْ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : أَي ( ضَعُفَ ، أَو اخْتَلَطَ ) كتَخَضْعَبَ ، نقله الصاغانيّ ، وصاحب اللسان .
خطب : ( الخَطْبُ : الشَّأْنُ ) ، ومَا خَطبُكَ ؟ أَي مَا شَأْنُك الذي تَخطُبُه ، وهو مجاز ، كما في ( الأَساس ) . ( و ) الخَطْب : الحالُ ، و ( الأَمْرُ صَغُرَ أَوْ عَظُمَ ) وقِيل : هو سَبَبُ الأَمْرِ ، يقال : مَا خَطْبُكَ ؟ أَي مَا أَمْرُكَ ، وتقول : هذا خَطْبٌ جَلِيل ، وخَطْبٌ يَسِيرٌ ، والخَطْبُ : الأَمْرُ الذي يَقَعُ فيه المُخَاطَبَةُ ، وجَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُمَ الأَمْرُ والشَّأْن ، وفي حديث عُمَرَ ( وقد أَفطَروا في يَوْم غَيْمٍ في رَمَضَانَ فقَالَ : الخَطْبُ يَسِيرٌ ) وفي التنزيل العزيز { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ } ( الحجر : 57 ) ( ج خُطُوبٌ ) ، ومن المجاز : هُوَ يُقَاسِي خُطُوبَ الدَّهْرِ ، فأَمَّا قولُ الأَخْطَلِ :
كَلَمْع أَيْدِي مَثَاكِيلٍ مُسَلَّبَةٍ
يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ
فإِنما أَراد الخُطُوبَ فحَذَف تخفيفاً ، كذا في ( لسان العرب ) .
( وخَطَبَ المَرْأَةَ ) يَخْطُبُهَا ( خَطْباً ) حكاه اللحيانيّ ( وخِبْطَبةً وخِطِّيبَى بكَسْرِهِما ) ، قال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَذْكرُ
____________________

(2/370)


قِصَّةَ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ لِحِطْبَةِ الزَّبَّاءِ :
لِخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخانَتْ
وهنَّ ذَوَاتُ غَائِلةٍ لُحِينا
أَي لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ ، وهي امرأَة غَدَرَتْ بِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ ، حِينَ خطبهَا فَاجَابَتْهُ وخَاسَتْ بالعَهْدِ وقَتَلَتْهُ ، هكذا قالَه أَبو عُبيد ، واستشهد به الجوهريّ ، وقال الليثُ : الخِطِّيبَى : اسْمٌ ، وأَنشد قولَ عَدِيَ المذكور ، قال أَبو منصور : هذا خَطَأٌ مَحْضٌ ، إِنَّمَا خُطِّيبَى هنا مَصْدَر . ( واخْتَطَبَهَا ) وخَطَبَهَا عليه ( و ) الخَطِيبُ : الخَاطِبُ ، والخطْبُ : الذي يَخْطُبُ المَرْأَةَ ، و ( هِيَ خُطْبُه ) التي يَخْطُبُهَا ( و ) كذلك ( خِطْبَتُهُ وخِطِّيبَاهُ وخِطِّيبَتُهُ ، وهو خِطْبُهَا ، بِكَسْرِهِنَّ ويُضَمُّ الثَّانِي ) عن كراع ( ج أَخْطَابٌ ) ، والخِطْب : المَرْأَةُ المخْطُوبَةُ ، كما يقال : ذِبْحٌ لِلْمَذْبُوحِ ، وقد خَطَبَهَا خَطْباً ، كما يقال : ذَبَحَ ذَبْحاً ( و ) هُوَ ( خِطِّيبُهَا كسِكِّيت ج خِطِّيبُونَ ) ولا يُكَسَّرُ ، قال الفراء في قوله تَعَالَى : { مِنْ خِطْبَةِ النِسَآء } ( البقرة : 235 ) الخِطْبَةُ : مصْدَرٌ بمنزلة الخَطْبِ ، والعربُ تقول فلانٌ خِطْبُ فُلاَنَةَ ، إِذا كان يَخْطُبِها ( ويقولُ الخَاطِبُ : خِطْبٌ ، بالكَسْرِ ويُضَمُّ ، فيقول المَخطُوبُ ) إِليهم : ( نِكْحٌ ) بالكَسْرِ ( وبُضمّ ) ، وهي كَلِمَةٌ كانتِ من العرب يقال لها : أُمُّ خارِجَةَ يُضْرَب بها المَثَلُ فيقال : ( أَسْرَعُ مِنْ نِكاح أُمِّ خَارِجَةَ ) وكان الخاطبُ يقومُ على بابِ خِبَائِهَا ويقول : خِطْبٌ ، فتقولُ : نِكْحٌ .
( والخَطَّابُ كشَدَّادٍ : المُتَصَرِّفُ ) أَي كَثِيرُ التَّصَرُّفِ ( في الخِطْبَةِ ) قال :
بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خَطَّابُ الكُثَبْ .
يَقُولُ إِنِّي خَاطِبٌ وقَدْ كَذَبْ .
وإِنَّما يَخْطُبُ عُسًّا مِنْ حَلَبْ
( واخْتَطَبُوهُ ) إِذا ( دَعَوْهُ إِلى تَزْوِيج صَاحِبَتِهِم ) ، قال أَبو زيدٍ : إِذا دَعَا
____________________

(2/371)


أَهلُ المرأَةِ الرجلَ لِيَخْطُبَهَا فقدِ اخْتَطَبُوا اخْتِطَاباً ، وإِذا أَرادُوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهِم كَذَبوا على رَجل فقالوا قد خَطَبَها فَرَددْناه ، فإِذا رَدَّ عنه قَوْمُه قالوا : كَذَبْتُم لقدِ اخْتَطَبْتُمُوهُ فمَا خَطَبَ إِليكم ، وفي الحديث ( نُهِيَ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ) هُوَ أَنْ يَخْطُبَ الرجلُ المَرْأَةَ فَتَرْكَنَ إِليه ، ويَتَّفِقَا علَى صَدَاقٍ مَعْلُوم ويَتَرَاضيَا ، ولَمْ يَبْقَ إِلاَّ العَقْدُ ، فأَمَّا إِذا لم يَتَّفِقَا وَيَتَرَاضيَا ولم يَرْكَنْ أَحدُهما إِلى الآخَرِ فَلاَ يُمْنَعُ من خطْبَتِهَا ، وهو خارجٌ عن النَّهْي ، وفي الحديث ( إِنَّهُ لَحَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ ) أَي يُجَابَ إِلى خِطْبَتِهِ يقال خَطَبَ فلانٌ إِلى فلانٍ فَخَطَّبَه ، وأَخْطَبَه ، أَي أَجَابَهُ .
( و ) الخُطْبَةُ : مَصْدَرُ الخَطِيبِ ( خَطَبَ الخَاطِبُ عَلَى المِنْبَرِ ) يَخْطُبُ ( خَطَابَةً بالفَتْحِ ، وخُطْبَة ، بالضَّمِّ ) ، قاله الليث ، ونقله عنه أَبو منصور ، قال : ( و ) لا يَجُوزُ إِلاّ علَى وَجْهٍ واحدٍ ، وهو أَنَّ اسمَ ( ذلكَ الكَلاَم ) الذي يَتَكَلَّمُ به الخَطِيبُ ( خُطْبَةٌ أَيضاً ) فيُوضعُ مَوضعَ المَصْدَرِ ، قال الجوهريّ : خَطَبْتُ علَى المِنْبَرِ خُطْبَةً ، بالضَّمِّ ، وخَطَبْتُ المَرْأَةَ خِطْبَةً ، بالكَسْرِ ، واخْتَطَبَ فيهما ، وقال ثعلب : خَطَبَ عَلَى القَوْم خُطْبَةً ، فجَعَلَهَا مَصْدَراً ، قال ابن سِيده : وَلاَ أَدْرِي كَيْفَ ذلكَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الاسمُ وُضِعَ مَوْضعَ المَصْدَرِ ، ( أَوْ هِيَ ) أَيِ الخُطْبَةُ عِنْدَ العَرَبِ ( : الكَلاَمُ المَنْثُورُ المُسَجَّعُ ونَحْوُهُ ) ، وإِليه ذَهَبَ أَبو إِسحاقَ ، وفي ( التهذيب ) : الخُطْبَةُ : مِثْلُ الرِّسَالَةِ التي لها أَوَّلٌ وآخرٌ ، قال : وسَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقول : اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا هَذِه الضُّغْطَةَ ، كأَنَّه ذَهَبَ إِلى أَنَّ لَهَا مُدَّةً وغايَةً ، أَوَّلاً وآخِراً ، ولَوْ أَرادَ مَرَّةً ، لقالَ : ضَغْطَةً ، ولو أَرادَ الفِعْلَ لقال الضِّغْطَةَ مِثْلَ المِشْيَةِ .
( ورَجُلٌ خَطِيبٌ : حَسَنُ الخُطْبَةِ ، بالضَّمِّ ) جَمْعُهُ خُطِبَاءُ ، وقَدْ خَطُبَ بالضَّمِّ ، خَطَابَةً ، بالفَتْحِ : صَارَ خَطِيباً .
وأَبُو الحارث عليُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَبَّاسِ الخَطِيبُ الهَاشِمِيُّ ، مُحَدِّثٌ ،
____________________

(2/372)


بجَامعِ المَهْدِيِّ وتُوُفِّي سنة 594 .
وخَطِيبُ الكَتَّان : لَقَبُ أَبي الغَنَائِم السلم بن أَحْمَدَ بنِ عَلِيَ المازِنِيِّ النَّصِيبِيّ المُحَدِّثُ ، توفي سنة 631 ( وإِلِيْهِ ) أَي إِلَى حَسَنِ الخُطْبَةِ ( نُسِبَ ) الإِمَامُ ( أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحمَّدِ ) الأَصْبَهَانِيُّ ( الخَطِيبِيُّ شَيْخٌ لابنِ الجَوْزِيِّ ) المُفَسِّر المُحَدثُ الوَاعُظ ، ( و ) كذلك ( أَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ ) بنُ إِسماعيلَ ( بنِ عبدِ اللَّهِ ) وفي التبصير : عُبَيْدِ اللَّهِ ( بنِ مُحَمَّدٍ ) كَذَا هو في النُّسَخِ : والصوابُ : مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عليِّ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَلِيَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَلِيَ الحَنَفِيُّ ( الخَطِيبِيُّ ) الأَصْبَهَانِيُّ ( المُحَدِّثُ ) عن أَبِي مُقْنِع مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الوَاحِدِ ، وعن أَبِيه ، وعن جَدِّه لأُمِّه حمد بنِ مُحَمَّدِ ، قَدِمَ بَغْدَادَ حَاجًّا سنة 562 وأَمْلَى عِدَّةَ مَجَالِسَ ، وهو من بيتٍ مشهورٍ بالرِّوَايَةِ والخَطَابة والقَضَاء والفَضْل والعِلْمِ رَوَى عنه عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ عبد القادرِ الجِيليّ وغيرُه ، قال ابن النجّار ، وَوَلَدُه أَبُو المَعَالِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهَ خَطِيبُ بَغْشُور ، حَدَّثَ عن أَبِي سَعيدَ البَغَوِيِّ وغيرِه ، وعنه ابنُ عَسَاكِرَ ، وعُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ الخَطِيبِيُّ المُحَدِّثُ ، من أَهْلِ زَنْجَانَ ، سَمِعَ منه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبِي عليَ النُّوقَانيّ بها ، ذَكَرَهُ الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونِيّ ، في ذَيْلِ الإِكْمَالِ ، وقَاضِي القُضَاة أَبُو نُعَيم عبدُ المَلِكِ بنُ محمدِ بنِ أَحْمَدَ الخَطِيبِيُّ الأَسْتَرَابَاذِيُّ مُحَدِّثٌ .
( والخُطْبَةُ بالضَّمِّ : لَوْنٌ كَدِرٌ ) أَو يَضْرِبُ إِلى الكُدْرَةِ ( مُشْرَبٌ حُمْرَةً في صُفْرَةِ ) كلَوْنِ الحِنْطَةِ الخَطْبَاءِ قَبْلَ أَنْ تَيْبَسَ ، وكَلَوْنِ بَعْضِ حُمُرِ الوَحْشِ ، والخُطْبَةُ أَيْضاً : الخُضْرَةُ ( أَوْ غُبْرَةٌ تَرْهَقُهَا خُضْرَةٌ ) . والفِعْلُ من كل ذلك ( خَطِبَ كفَرِحَ ) خَطَباً ( فَهُوَ أَخْطَبُ ، و ) قِيلَ الأَخْطَبُ ) الأَخضر يُخَالِطُه سَوَادٌ ، والأَخْطَبُ ( الشَّقِرَّاقُ ) بالفارسية كَاسْكِينَهْ ، كذا في حاشية بعض نسخ الصحاح .
____________________

(2/373)


( أَو الصُّرَدُ ) ، لأَنَّ فيهما سَوَاداً وَبَيَاضاً ويُنشد :
وَلاَ أَنْثَنِي مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ
إِذَا الأَخْطَبُ الدَّاعِي عَلَى الدَّوحِ صَرْصَرَا
( و ) الأَخْطَبُ ( الصَّقْرُ ) قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ الهُذليّ :
ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ حينَ يَلُفُّهُمْ
كَمَا لَفَّ صِرْدَانَ الصَّرِيمَةِ أَخْطَبُ
( و ) الأَخْطَبُ ( : الحِمَارُ تَعْلُوهُ خُضْرَةٌ ) ، وحِمَارٌ أَخْطَبُ بَيِّنُ الخُطْبَةِ ، وهُوَ غُبْرَةٌ تَرْهَقُهَا خُضْرَةٌ ( أَو ) الذي ( بِمَتْنِه خَطٌّ أَسْوَدُ ) وهو من حُمُرِ الوَحْشِ ، والأُنْثَى خَطْبَاءُ ، حكاه أَبو عُبيد ، وفي ( الأَساس ) : تقولُ : أَنْتَ الأَخْطَبُ البَيْنُ الخُطْبَةِ ، فَيُخَيَّلُ إِليه أَنَّه ذُو البَيَانِ في خُطْبَتِه ، وأَنْتَ تُثْبِتُ له الحِمَارِيَّةَ . ( و ) الأَخْطَبُ ( مِنَ الحَنْظَل : ما فيه خُطُوطٌ خُضْرٌ ، وهي ) أَي الحَنْظَلَةُ والأَتَانُ ( خَطْباءُ ) أَي صَفْرَاءُ فيها خُطُوطٌ خُضْرٌ ، ( و ) هي ( الخُطْبَانَةُ ، بالضَّمِّ ، وجَمْعُهَا خُطْبَانٌ ) بالضَّمِّ ( ويُكْسرُ نَادِراً ، وقَدْ أَخْطَبَ الحَنْظَلُ ) : صارَ خُطْبَاناً ، وهو أَمنْ يَصْفَرَّ وتَصِيرَ فيه خُطُوطٌ خُضْرٌ ، وأَخْطَبَتِ الحِنْطَةُ إِذا لَوَّنَتْ .
( والخُطْبَانُ ، بالضَّمِّ : نَبْتٌ ) في آخِرِ الحَشِيشِ ( كالهِلْيَوْن ) عَلَى وَزْنِ حِرْدَوْنٍ ، أَو كأَذْنَابِ الحَيَّاتِ ، أَطْرَافُهَا رِقَاقٌ تُشْبِهُ البَنَفْسَجَ ، أَو هو أَشَدُّ منه سَوَاداً ، وما دون ذلك أَخْضَرُ ، وما دونَ ذلك إِلى أُصُولِها أَبْيَضُ ، وهي شَدِيدَةُ المَرَارَةِ .
قلتُ : ويقالُ : أَمَرُّ مِنَ الخُطْبَانِ ، يَعْنُونَ به تُلْكَ النَّبْتَة ، لاَ أَنَّهُ جَمْعُ أَخْطَب ، كأَسْوَد وسُودَان كَمَا زَعَمَه المَنَاوِيُّ في أَحكام الأَساس .
( و ) الخُطْبَانُ ( : الخُضْرُ مِنَ وَرَقَ السَّمُرِ ، و ) قولُهم ( أَوْرَقُ خُطْبَانِيٌّ ) بالضَّمِّ ( مُبَالَغَةٌ ) .
( وأَخْطَبَانُ : ) اسْمُ ( طَائِرٍ ) ، سُمِّيَ بذلك لِخُطْبَةٍ في جَنَاحيْهِ ، وهي
____________________

(2/374)


الخُضْرَةُ ، ( و ) ناقَةٌ خَطْبَاءُ : بَيِّنَةُ الخَطَّابِ قال الزَّفَيَانُ :
وصَاحِبِي ذَاتُ هِبَابٍ دَمْشَقُ
خَطْبَاءُ وَرْقَاءُ السَّرَاةِ عَوْهَقُ
وحَمَامَةٌ خَطْبَاءُ القَمِيصِ ، و ( يَدٌ خَطْبَاءُ : نَصَلَ سَوَادُ خِضَابِهَا ) مِنَ الحِنَّاءِ ، قال :
أَذَكَرْتَ مَيَّةَ إِذْ لَهَا إِتْبُ
وَجَدَائِلٌ وأَنَامِلٌ خُطْبُ
وقد يقال في الشَّعَرِ والشَّفَتَيْنِ .
ومن المجاز : فلانٌ يَخْطُبُ عَمَلَ كذا : يَطْلُبُه .
وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فَارْمِهِ ، أَي أَمْكَنَكَ ودَنَا مِنْكَ ، فهو مُخْطِبٌ ، وأَخْطَبَكَ الأَمْرُ ، وأَمْرٌ مُخْطِبٌ ( ومعناه أَطْلَبَكَ ) ، من طلبتُ إِليه حاجة فأَطْلَبَني .
وأَبُو الخَطَّابِ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ .
وعُثْمَانُ بنُ إِبراهيمَ الخَاطِبِي من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ .
( وأَبُو سُلَيْمَانَ ) حمد بنُ محمدِ بنُ إِبراهيمَ بنِ الخَطَّابِ ( الخَطَّابِيُّ الإِمامُ ، م ) .
( والخَطَّابِيَّةُ ، مُشَدَّدَةً : ة ) وفي نسخةٍ : ع ( بِبَغْدَادَ ) من الجانبِ الغربيِّ ( وقَوْمٌ مِنَ الرَّافِضَةِ ) وغُلاَةِ الشِّيعَةِ ( نُسِبُوا إِلى أَبِي الخَطَّابِ ) الأَسَدِيِّ ، كانَ يَقُولُ بِإِلاهِيَّةَ لِنَفْسِهِ و ، ( كانَ يَأْمُرُهُمْ بِشَهَادَةِ الزُّورُ عَلَى مُخَالِفِيهِمْ ) في العَقِيدَةِ ، وكانَ يَزْعُمُ أَنَّ الأَئِمَّةَ أَنْبِيَاءُ ، وأَنَّ في كُلِّ وَقْتٍ رَسُولٌ نَاطِقٌ هو عَلِيٌّ ، ورسولٌ صامتٌ هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم
( وخَيْطُوبٌ ، كقَيْصُومِ : ع ) أَي موضع .
والخِطَابُ والمُخَاطَبَةُ : مُرَاجَعَةُ الكَلاَمِ ، وقَدْ خَاطَبَهُ بالكَلاَم مُخَاطَبَةً وخِطَاباً ، وهُمَا يَتَخَاطَبَانِ ، قال الله تعالى : { وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ( هود : 37 ) وفي حديث الحَجَّاجِ ( أَمِنْ أَهْلِ المَحَاشِدِ والمَخَاطِبِ ) أَرَادَ
____________________

(2/375)


بالمَخَاطِبِ الخُطَب جُمعَ على غيرِ قِيَاسٍ كالمَشَابِهِ ، وقِيلَ هو جَمْعُ مَخْطَبَةِ ، والمَخْطَبَةُ : الخُطْبَةُ ، والمُخَاطَبَةُ : مُفَاعَلَةٌ من الخِطَابِ والمُشَاوَرَة ، أَرَادَ : أَأَنْتَ من الذينَ يَخْطُبُونَ النَّاسَ ويَحُثُّونَهُم على الخُرُوج والاجتماعِ لِلْفِتَنِ ، في ( التهذيب ) قال بعضُ المفسرين في قوله تعالى : { وَفَصْلَ الْخِطَابِ } ( : 20 ) قال هو : ( الحُكْمُ بالبَيِّنَةِ أَوِ اليَمِينِ ) وقيل : معناه أَن يَفْصِلَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ ويُمَيِّزَ بين الحُكْم وضِدِّهِ ( أَوْ ) هو ( الفِقْهُ في القَضَاءِ أَوْ ) هو ( النُّطْقُ بِأَمَّا بَعْدُ ) ، ودَاودُ : أَوَّلُ مَنْ قال أَمَّا بَعْدُ ، وقال أَبو العبَّاس : ويَعْنِي : أَمَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلام فَهُو كَذَا وكَذَا .
( وأَخْطَبُ : جَبَلٌ بِنَجْدِ ) لِبَنِي سَهْلِ بنِ أَنَسِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ كَعْبٍ ، قال ناهِضُ بنُ ثُومَة :
لِمَنْ طَلَلٌ بَعْدَ الكَثِيبِ وأَخْطَبٍ
حَحَتْهُ السَّوَاحِي والهِدَامُ الرَّشَائِشُ
وقال نَصْرٌ : لِطَيِّىءٍ ، الأَخْطَبُ ، لِخُطُوطٍ فيه سُودٌ وحُمْرٍ .
وأَخْطَبَةُ ، بالهَاءِ : مِنْ مِيَاهِ بكرِ بنِ كِلاَبٍ ، عن أَبِي زِيَادَ ، كذا في ( المعجم ) .
( و ) أَخْطَبُ ( اسْمٌ ) .
خطرب : ( الخَطْرَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( بالخَاءِ والحَاءِ : الضِّيقُ في المَعَاشِ .
( ورَجُلٌ خُطْرُبٌ وخُطَارِبٌ ، بضَمِّهما ) أَي ( مُتَقَوِّلٌ ) بما لم يَكُنْ جَاءَ ، ( وقد خَطْرَبَ ، وتَخَطْرَبَ : ) تَقَوَّلَ ، نقله الصاغانيّ .
خطلب : ( والخَطْلَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( كَثْرَةُ الكَلاَمِ واخْتِلاَطُه ) يقال : تركتُ القومَ في خَطْلَبَةِ ، أَيِ اختلاطِ .
خعب : ( الخِيْعَابَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وهو
____________________

(2/376)


( بالكَسْرِ ) وضبطه الصاغانيّ بالفَتْح ( : الرَّجُلُ الرَّدِيءُ الدَّنِيءُ ) ولم يُسْمَعْ إِلاّ في قول تأَبَّطَ شَرًّا :
وَلاَ خَرِعٍ خِيْعَابَةٍ دِي غَوَائِلٍ
هَيَامٍ كَجعفْرِ الأَبْطَحِ المُتَهَيِّلِ
وفي ( التهذيب ) : الخَيْعَابَةُ والخَيْعَامَةُ : المأْبُون ، قال : ويُرْوَى : خَيْعَامة ، والخَرِع : السَّرِيعُ التَّثَنِّي والانْكِسَارِ ، والخَيْعَامَةُ : القَصِفُ المُتَكَسِّر ، وأَوردَ البيتَ الثاني :
وَلاَ هَلِع لاَعٍ إِذَا الشَّوْلُ حَارَدَتْ
وضَنَّتْ بِبَاقِي دَرِّهَا المُتَنَزِّلِ
هلع : ضَجِرٌ ، لاَعٍ : جَبَانٌ .
خلب : ( الخِلْبُ بالكَسْرِ : الظُّفُرُ ) عامَّةً ، وجَمْعُه : أَخْلاَبٌ ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك ( خَلَبَهُ بِظُفُرِه يَخْلِبُهُ ) بالكَسْرِ خَلْباً ( و ) خَلَبَهُ ( يخْلُبُه ) بالضَّمِّ خَلْباً ( : جَرَحَه أَو خَدَشَه ، أَو ) خَلَبَهُ يَخْلبُهُ خَلْباً ( : قَطَعَهُ ) وخَلَبَ النَّبَاتَ يَخْلُبُهُ خَلْباً : قَطَعَهُ ، ( كاسْتَخْلَبَه ، و ) خَلَبَهُ ( : شَقَّهُ ) واسْتَخْلَبَ النباتَ : قَطَعَهُ وخَضَدَه ، وأَكَلَهُ ، قال الليث : الخَلْبُ : مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ ( و ) السَّبُعُ خَلَبَ ( الفَرِيسَةَ ) يخْلِبُهَا ويَخْلُبُهَا خَلْباً ( : أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ ) أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ ، ( و ) المَرْأَةُ خَلَبَتْ ( فُلاَناً عَقْلَهُ : سلبه إِياهُ ) هَكَذا في النُّسَخِ ، والذي في ( لسان العرب ) وخَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلُبِهَا خَلْباً سَلَبَهَا إِيَّاهُ ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلُبُه خَلْباً واخْتَلَبَتُهُ : أَخذتْه وذَهبتْ به ( و ) خَلَبَهُ الحَنَشُ يَخْلُبُه خَلْباً ( : عَضَّهُ ) .
( و ) خَلَبَه ( كَنَصَرَهُ ) يَخْلُبه ( خَلْباً وخِلاَباً وخِلاَبَةً بكسرِهما : خَدَعَه ، كاخْتَلَبَه ) اخْتِلاَباً ، ( وخَالَبَه : ) خَادَعَه ، قال أَبو صَخْر :
فَلاَ مَا مَضَى يُثْنَى وَلاَ الشَّيْبُ يُشْتَرَى
فأَصْفِقَ عِنْدَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخَالِبِ
____________________

(2/377)



والخِلاَبَةُ : المَخَادَعَةُ ، وقيل : الخَدِيعَةُ باللِّسَانِ ، وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلمأَنَّه قَالَ ( إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ ) أَي لاَ خِدَاعَ ، وفي رِوايةٍ ( لاَ خِيَابَة ) قال ابن الأَثير : كأَنها لُثْغَةٌ من الرَّاوِي ، وفي المَثَلِ ( إِذا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ ) بالكَسْرِ ، وحُكِيَ عن الأَصمعيّ : فاخْلُبْ ، بالضم على الثَّانِي ، أَيِ اخْدَعْ ، وعلى الأَوْلِ أَيِ انْتِشْ قَلِيلاً شَيْئاً يَسِيراً بعدَ شَيءٍ ، كَأَنَّه أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الجَارِحَةِ ، قال ابن الأَثير : معناه : إِذا أَعْيَاكَ الأَمْرُ مُغَالَبَةً فاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً ( وهي ) وفي نسخة : وهو ( الخِلِّيبي ) بالكَسْرِ مُشَدَّداً ( كخِلِّيفَى ، ورَجُلٌ خَالِبٌ وخَلاَّبٌ وخَلَبُوت ، مُحَرَّكَةً ، وخَلَبُوبٌ ، بِبَاءَيْنِ ) معَ التَّحْرِيكِ ، وخَلَبوب ، الأَخِيرَةُ عن كراع : خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قال الشاعر :
مَلَكْتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ
وشَرُّ المُلُوكِ الغَادِرُ الخَلَبُوتُ
جَاءَ على فَعَلُوتٍ مثلُ رَهَبُوتٍ : وعن الليث : الخِلاَبَةُ : أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ ، ( وامْرَأَةٌ خَالِبَةٌ ) لِلْفُؤَادِ ( وخَلِبة ، كفَرِحَةٍ ) قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
أَوْدَسى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهْ
وقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
ويُرْوَى بفَتْح اللامِ على أَنه جَمْعٌ ( وخَلُوبٌ وخَلاَّبَةٌ ) مشدَّداً ( وخَلَبُوتٌ ) على مِثَالِ جَبَرُوتٍ . وهذه عن اللِّحيانيّ أَي خَدَّاعَةٌ ، والخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ : الخَدُوعُ .
( والمِهْلَبُ : المِنْجَلُ ) عامَّةً ، وقيل : المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لاَ أَسْنَانَ لَهُ ، وخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ : عَمِلَ وقَطَعَ .
( و ) المِخْلَبُ ( ظُفُرُ كُلِّ سَبُع مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطَّيْرِ ، والظُّفُرُ لِمَا لاَ يَصِيدُ ) ، في ( التهذيب ) ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ ، وهو
____________________

(2/378)


أَظَافِرُه ، وقال الجوهريّ : المِهْلَبُ للطَّائِرِ والسِّبَاعِ بمنزلَةِ الظُّفُرِ للإِنسانِ ( و ) فُلانةُ قَلَبَتْ قَلْبِي وخَلَبَت خِلْبِي ( الخِلْبُ بالكَسْرِ : لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بيْنَ الأَضلاَعِ ، أَو ) هو ( الكَبِدُ ) في بعض اللغاتِ ( أَو زِيَادَتُهَا ) أَيِ الكَبِدِ ( أَو حِجَابُهَا ) كما في ( الأَساس ) ، أَو حِجَابُ القَلبِ ، وبه صَدَّرَ ابنُ منظورٍ ، وقيلَ هو حِجَابُ ما بين القلبِ والكبِدِ ، حكاه ابن الأَعرابيّ ، وبه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعرِ :
يَا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْن خِلْبٍ وكَبِدْ
وقيل : هو حِجَابٌ بَيْنَ القَلْبِ وسَوَادِ البَذْنِ ( أَوْ ) هو ( شَيءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لازِقٌ بِهَا ) أَي بالكَبِدِ ، وقِيلَ هُوَ عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفُرِ الإِنْسَانِ ، لاصِقٌ بناحِيَةِ الحِجَابِ مِمَّا يَلِي الكَبِدَ ، وهي تَلِي الكَبِدَ والحِجعاب ، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجَانِبِ الحِجَابِ .
( و ) الخِلْبُ ( : الفُجْل ) وفي نسخة الفَحْل ، وهو خطأٌ .
( و ) الخِلْبُ ( وَرَقُ الكَرْمَ ) العَرِيضُ ونحوُه ، حكاه الليث .
( و ) قولُهم : هُوَ ( خِلْبُ نِسَاءٍ ) ، إِذا كان يخَالِبُهُنَّ أَي يخادِعهن ، وفلانٌ حِدْثُ نِسَاءٍ ، وزيرُ نِسَاءٍ إِذا كانَ يُحَادِثُهن ويُزَاوِرُهنَّ ، ورَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ ( يُحِبُّهُنَّ لِلحَدِيثِ والفُجُورِ ويُحْبِبْنَه ) كذلك ، ( وهُمْ أَخْلاَبُ نِسَاءٍ وخُلَبَاءُ نِساءٍ ) الأَخِيرَة نادِرة .
( و ) الخُلْبُ ( بالضم و ) الخُلُبُ ( بِضَمَّتَيْنِ : لُبُّ النَّخْلَةِ أَو قَلْبُهَا ) مُثقّلة واقْتصَرَ غيرُ واحدٍ على التحفيف ( و ) الُخْلُبُ بالوَجْهَيْنِ ( : اللِّيفُ ) وَاحِدَتُهُ خلُْبَةٌ ، ( و ) قِيلَ : هُو ( الحَبْلُ مِنْه ) ومنَ القُطْنِ إِذَا رَقَّ وصَلُبَ ، وقال الليث : الخُلْبُ هو الحَبْلُ من اللِّيفِ ( الصُلْبُ ) الفَتْلِ ( الدَّقيقُ ) ، وفي نسخة بالرَّاءِ ، أَو من قِنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ ، قال الشاعر :
كالمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلْبُه
____________________

(2/379)



وعن ابن الأَعرابيّ : الخُلْبَةُ : الحَلْقَةُ من الِّليفِ ، والِّيفَةُ : خُلْبَةٌ وخُلُبَةٌ وقال :
كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ
وفي الحديث ( أَتَاهُ رَجُلٌ وهُوَ يخطُبُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وقَعَدَ عَلى كُرْسِيِّ خُلْبٍ ، قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ ) الخُلْب : اللِّيف ، ومنه الحديثُ ( وأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُوم بِخُلْبَةٍ ) وقَدْ يسَمى الحَبْلُ نَفْسُهُ حُلْبَةً ، ومنه الحديثُ ( بِلِيفٍ خُلْبَةٍ ) علَى البَدَلِ ، وفيه ( أَنَّهُ كَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُهَا خُلْبٌ ) .
( و ) الخُلْبُ والخُلُبُ ( : الطِّينُ ) عامَّةً ، عن ابن الأَعرابيّ ، قال رَجُلٌ من العَرَبِ لِطَبَّاخِهِ : ( خَلِّبْ مِيفَاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ ) خَلِّبْ أَي طَيِّنْ ، ويقال للطِّينِ : خُلْب ، والمِيفَى : طَبَقُ التَّنُّورِ ، والرَّوْدَق : الشِّوَاءُ ، ( أَو ) هو ( صُلْبُهُ الَّلازِبُ ، أَوْ أَسْوَدُهُ ) وقيل : هو الحمأَةُ ، وفي حديث ابن عباسٍ ، وقد حَاجَّهُ عُمَرُ في قولِه تعالى : { تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ } ( الكهف : 86 ) فقال عُمَرُ : حَامِيَة ، فأَنشَدَ ابنُ عباس بَيْتَ تُبَّعٍ :
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عٌّ هْدَ مَآبِهَا
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأُطٍ حَرْمَدِ
الخُلُب : الطِّينُ والحَمْأَةُ .
( ومَاءٌ مُخْلِبٌ كمحْسِنٍ ذُو خُلُْبٍ ) هو الطِّينُ . وقَدْ أَخْلَبَ .
( و ) الخُلَّبُ ( كقُبَّرٍ : السَّحابُ ) الذي يُرُعِدُ ويُبْرِقُ و ( لاَ مَطَرَ فيهِ ) وقال ابن الأَثير : الخُلَّبُ هو السحَابُ يُومِضُ بَرقُهُ حَتَّى يُرْجَى مَطَرُهُ ، ثُمَّ يُخْلِفُ ويَنْقَشِعُ ، وكأَنَّه منَ الخِلاَبَةِ ، وهي الخِدَاعُ بالقَوْلِ اللَّطِيفِ ( و ) من المجاز قولُهم ( البَرْقُ الخُلَّبُ ) وهو الذي لا غَيْثَ فيه ، كأَنَّه خادعٌ يُومِضُ حتى تَطْمَعَ بمَطَرِه ثم يُخْلِفُكَ ( و ) يقال ( بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبٍ ) فَيُضَافَانِ ، وفي نسخةٍ بَرْقٌ خُلَّبٌ على الوَصْفِيَّةِ أَيِ ( المُطْمِعُ المُخْلِفُ )
____________________

(2/380)


ومنه قِيلَ لِمَن يَعِدُ وَلاَ يُنْجِزُ وَعْدَه إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقِ خُلَّبٍ ، ويقال : إِنَّهُ كبَرْقٍ خُلَّبٍ وبَرْقِ خُلَّبٍ ، وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ ( اللَّهُمَّ سُقْيَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا ) أَي خالٍ عنِ المَطَرِ ، وفي حديث ابن عباس ( كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الخُلَّبِ ) وإِنَّمَا وَصَفَهُ بالسُّرْعَةِ لِخِفَّتِه بِخُلُوِّهِ منَ المَطَرِ ، ( ومِنْهُ حَسَنُ بنُ قَحْطَبَةَ الخُلَّبِيُّ المُحَدِّثُ ) نِسْبَةٌ إِلى بَرْقِ الخُلَّبِ ، وتَصَحَّفَ على كَثِيرينَ بالحَلَبيّ ، حَدَّث عن أَبي داوودَ الوَرَّاقِ عن محمدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ ، ورَوَى عنه عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحارث الهَمْدَانِيّ ، قال ابنُ ماكولاَ : كذا قاله ابن السمعانيّ .
( والخَلْبَاءُ والخَلْبَنُ ) والنُّونُ زَائِدَةٌ للإِلْحَاقِ وليست بأَصْلِيَّة . في ( الصحاح ) : الخَلْبَنُ : الحَمْقَاءُ ، قال ابنُ السكّيت : ولَيْسَ من الخِلاَبَة ، قال رُؤبة يَصِفُ النُّوقَ :
وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ
تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ
ورَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ : خَلْبَاءِ اليَدَيْنِ ، وهي ( الخَرْقَاءُ ) ، عن الليث ، وقدْ ( خَلِبَتْ ، كَفَرِحَ ) خَلَباً : ( والخَلْبَنُ : المَهْزُولَةُ ، و ) الخِلْبُ ، بالكَسْرِ : الوَشْيُ .
و ( المُخَلَّبُ كَمُعَظَّمٍ : الكَثِيرُ الوَشْيِ ) منَ الثِّيَابِ ، وثَوْبٌ مُخَلَّبٌ : كَثِيرُ الوَشْيِ ، قال لَبيد :
وكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ مُلُوكٍ وسُوقَةٍ
وصَاحَبْتُ مِنْ وَفْدِ كِرَامٍ ومَوْكِبِ
وغَيْثٍ بِدَكْدَاكٍ يَزِينُ وِهَادَهُ
نَبَاتٌ كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَيِ الكَثِيرِ الأَلْوَانِ ، وقيلَ : نُقُوشُه كَمَخَالِبِ الطَّيْرِ .
ومن المجاز : أَنْشَبَ فيهِ مَخَالِبَهُ : تَعَلَّق بِه ، كذا في ( الأَساس ) .
خنب : ( الخِنَّبُ كقِنَّبٍ و ) خِنَّابٌ مِثْلُ ( جِنَّانٍ ) رَوَاهُمَا سَلَمَةُ عن الفراء ( و ) خَنعابٌ مِثْلُ ( سَحَابٍ ) نقله الصغانيّ : الضَّخْمُ ( الطَّوِيلُ ) منَ الرِّجَالِ ، ومنهم من لم يُقَيِّد ، وهو أَيضاً ( : الأَحْمَقُ )
____________________

(2/381)


المُتَصَرِّفُ ( المُخْتَلِجُ ) الذاهبُ مَرَّةً هنا ومرَّةً هنا .
( و ) الخِنَّابُ ( كَجِنَّانٍ : الضَّخْمُ الأَنْفِ ) وهذا مما جاءَ على أَصلِه شاذًّا لأَنَّ كل ما كان على فِعَّالٍ من الأَسماء أُبْدِلَ من أَحَدِ حَرْفَيْ تَضْعِيفِه ياءٌ مثل دِينَارٍ وقِيرَاطٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَلْتَبِسَ بالمَصَادِرِ ، إِلاَّ أَن يكونع بالهَاءِ فيخرجَ على أَصْلِه ، مثل دِنَّابَةٍ وصِنَّارةٍ ودِنَّامَة وخِنَّابَةٍ ، لأَنَّه الآنَ قد أُمِنَ الْتِبَاسُهُ بالمَصَادِرِ ، ورَجُلٌ خِنَّابٌ : ضخمٌ في عَبَالَةٍ ، والجَمْعُ خَنَائِبُ .
( والخَنَّابَتَانِ ، بالكَسْرِ ويُضَمُّ : طَرَفَا الأَنفِ ) من جانِبَيْهِ ، أَو حَرْفَا المُنْخُرِ ، وقيل : خِنَّابَتَا الأَنفِ : خَرْقَاهُ عن يَمِينٍ وشِمَالٍ بينهما الوَتَرَةُ ( أَو الخِنَّابَة : الأَرْنَبَة العَظِيمَة ) قال ابن سِيده : والأَرْنَبَة : ما تَحْتَ الخِنَّابَةِ والعَرْتَمَة : أَسْفَل من ذلكَ ، وهي حَدُّ الأَنْفِ ، والرَّوْثَة تَجْمَعُ ذلك كلَّه ، وهي المجتمِعة قُدَّامَ المَارِنِ ، وبعضهم يقول : العَرْتَمَةُ : ما بين الوَتَرَةِ والشَّفَةِ ، والخِنَّابَةُ : حَرْف المُنْخُرِ ، قال الراجز :
أَكوِى ذَوِي الأَضغَانِ كَيًّا مُنضِجَا
منهمْ وذَا الخِنَّابَةِ العَفَنْجَجَا
( أَو ) الخِنَّابَةُ : ( : طَرَفُهَا مِن أَعْلاَهَا ) وفي حديث زيدِ بن ثابتٍ في الخِنَّابَتَيْنِ إِذَا خُرِمَتَا قال ( فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ ثُلُثُ دِيَةِ الأَنفِ ) هما بالكَسْرِ والتشديد جانِبَا المُنْخُرَيْنِ عن يَمِينِ الوَتَرَةِ وشِمَالِهَا ، ( و ) الخِنَّابَةُ ( : الكِبْرُ ، وقَدْ تُهْمَزُ الخِنَّابَةُ ) وكَذَا الخِنَّابُ ، هَمزَهُمَا الليث ، وأَنْكَرَها الأَصمعيّ ، وقال : لاَ يصِحّ ، والفراءُ قال : لا أَعْرِفُ ، قال أَبو منصورٍ : الهمزةُ التي ذكرها الليثُ في الخِنَّأْبَةِ والخِنَّأْبِ لاَ تَصِحُّ عِنْدِيِ إِلاَّ أَنْ تُجْتَلَبَ كما أُدْخِلَت في الشَّمْأَلِ وغِرْقِيِء البَيْضِ ، وليست بأَصْلِيَّةٍ ، وقال أَبو عَمرو : وأَمَّا الخُنَّأْبَةُ . بالهمْزِ وضَمِّ الخاء ، فإِنَّ
____________________

(2/382)


أَبا العباس روى عن ابنِ الأَعرابيّ قال : الخِنَّابَتَانِ ، بكسر الخاء وتشديد النون غير مهموزٍ : هُمَا سَمَّا المُنْخُرَينِ وهُمَا المُنْخُرَانِ والخَوْرَمتانِ ، هكذا ذكرهما أَبو عبيدةَ في كتاب ( الخَيْلِ ) ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) خِنَّابَةُ ( بنُ كَعْبٍ العَبْشَمِيُّ شَاعَرٌ مُعَمَّرٌ تابِعِيٌّ ) في أَيامِ معاويةَ بنِ أَبي سُفيانَ .
( والخِنَّبُ ، بالكَسْرِ : باطِنُ الرُّكْبةِ ) وهو المَأْبِضُ ، نقله الصاغانيّ ، ( أَو ) هو مَوْصِلُ ( أَسْفَلِ أَطْرَافِ الفَخِذَيْنِ وأَعَالِي السَّاقَيْنِ ، أَو ) هو ( فُرُوجُ ما بَيْنَ الأَضْلاَعِ و ) فُروجُ ( ما بَينَ الأَصابِعِ ) نقله الصاغانيّ ، وقال الفرّاء : الخِنْبُ بالكسر : ثِنْيُ الرُّكْبَةِ ، وهو المَأْبِضُ ( ج ) أَي جمع ذلك كلّه ( أَخْنَابٌ ) قال رُؤبة :
عُوجٌ دِقَاقٌ مِنْ تَحَنِّي الأَخْنَابْ
( و ) الخَنَبُ ( بالتحريك : الخُنَانُ في الأَنْفِ ) أَو كالخُنَانِ ، نقله ابنُ دُريد ، وقد ( خَنِبَ كفَرِحَ ) خَنَباً ، ( و ) خَنِبَتْ ( رِجْلُه ) بالكسر ( : وَهَنَتْ ) ، وأَخْنَبَهَا هُوَ : أَوْهَنَهَا وقد أَخْنَبْتُهَا أَنَا ( و ) خَنِبَ ( فلانٌ : عَرِجَ ، و ) خَنِبَ ( : هَلَكَ ، كأَخْنَبَ ) نقله الصاغانيّ عن الزجّاج ، وقال غيرُه : أَخْنَبَ : أَهْلَكَ ، ويقال : اخْتَنَبَ القَوْمُ : هَلَكُوا .
( وجارِيَةٌ خَنِبَةٌ كفَرِحَةٍ : غَنِجَةٌ رَخِيمَةٌ ، وظَبْيَةٌ خَنِبَةٌ ) أَي ( عَاقِدَةٌ عُنُقَهَا ) وهي ( رَابِضَةٌ لا تَبْرَحُ مَكَانَهَا ) كأَنَّ الجاريةَ شُبِّهَتْ بها ، وقال :
كَأَنَّهَا عَنْزُ ظِبَاءٍ خَنِبَهْ
وَلاَ يَبِيتُ بَعْلُهَا عَلَى إِبَهْ
الإِبَةُ : الرِّيبَةُ .
( والخَنَابَةُ كسَحَابَةٍ : الأَثَرُ القَبِيحُ ) قال ابن مُقبل :
مَا كُنْتُ مَوْلَى خَنَابَاتٍ فآتِيَهَا
وَلاَ أَلِمْنَا لِقَتْلَى ذاكُمُ الكَلِمِ
ويروى : جَنَابَاتٍ ، يقولُ : لَسْتُ أَجْنَبِيًّا منكم ، ويُرْوَى خَنَانَاتٍ
____________________

(2/383)


بنُونَيْن ، وهي كالخَنَابَاتِ ، ( و ) الخَنَابَةُ ( : الشَّرُّ ) يقال : لَنْ يَعْدَمَكَ مِنَ اللَّئِيم خَنَابَةٌ ، أَي شَرٌّ .
( وهو ذُو خُنُبَاتِ ، بِضَمَّتَيْنِ ويُحَرَّكُ ، أَي غَدْرٍ وكَذِبٍ ) قال شَمِرٌ : ويقال : رَجُلٌ ذُو خَنَبَاتٍ وخَبَنَاتٍ ( أَي يُصْلِحُ مَرَّةً ويُفْسِدُ أُخْرَى ، و ) يقال : رَأَيْتُ فلاناً علَى خَنْبَةٍ وخَنْعَةٍ ( الخَنْبَةُ : الفَسَادُ ) ومثلُه : عَقِرَ وبَقِرَ وجِيءَ بِهِ مِنْ عَسِّك وبسِّك فعَاقَبَ العَيْنَ والبَاءِ ( ( والمَخْنَبَةُ : القَطِيعَةُ ) ) .
( وخَنْبٌ ) كجَنُبٍ جَمَاعَةٌ ( مُحَدِّثُونَ ) منهم : أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَنْبِ بنِ أَحمدَ بنِ راجيان الدِّهْقَانُ البُخَارِيُّ ، أَبُوهُ بُخَارِيٌّ وولِدَ هُوَ ببَغْدَادَ ، ثُمَّ عَادَ وحَدَّثَ بِبُخَارَا ، ورَوَى عن أَبِي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيّ ، ويَحْيَى بنِ أَبِي طَالبٍ ، والحَسَنِ بنِ مُكرم ، وأَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي الدُّنْيَا وغَيْرِهِم ، وسَمِعَ منه الأَمِيرُ أَبُو الحَسَنِ فائِقُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأَنْدَلُسِيُّ ، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الغُنْجَارُ الحافظُ ، وغَيْرُهُما ، ماتَ ببُخَارَا سنة 387 وأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مَنْصُورِ بنِ أَحمدَ البَزَّاز الحافظ الخَنْبِيّ ابن بِنْتِ أَبِي بَكْرِ بنِ خَنْبٍ ، شَيْخٌ عارِفٌ بالحَدِيثِ مُكْثِرٌ ، ذَكَرَه عبدُ العزيز النَّخْشَبِيُّ في ( معجم شيوخه ) ، كذا في ( أَنساب السمعانيّ ) .
( وتَخَنَّبَ ) الرَّجُلُ : إِذا رَفَعَ خِنَّابَةَ أَنْفِهِ ، أَي ( تَكَبَّرَ ) ، وهو مجاز .
( وأَخْنَبَ : قَطَعَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ يقال : أَخْنَبَ رِجْلَهَ : إِذا قَطَعَهَا ، وأَخْنَبَ : أَعْرَجَ ، قال ابنُ أَحْمَرَ :
أَبِى الذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابنِ الصَّعِقْ
إِذْ كانَتِ الخَيْلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ
قال ابن بَرِّيّ : قال أَبو زكريا الخطيبُ التَّبْرِيزيُّ : هذا البَيْتُ لِتَمِيم بنِ العمَرَّدِ بنِ عامرِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وكان العَمَرَّدُ طَعَنَ يَزيدَ بنَ
____________________

(2/384)


الصَّعِقِ فأَعْرَجَه ، قال ابن بَرّيّ : وقد وَجَدّتُه أَيضاً في شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ الباهِلِيِّ .
( و ) أَخْنَبَ ( : أَوْهَنَ ، و ) أَخْنَبَ ( : أَهْلَكَ ) ، وقد تَقَدَّم ، وقرأْتُ في ( أَشعار الهُذليين ) جَمْعِ أَبِي سعيدٍ السُّكَّرِيّ : قال أَبُو خِرَاشٍ ورُوِيَ لتأَبَّطَ شَرًّا :
لَمَّا رَأَيْتُ بَنِي نُفَاثَةَ أَقْبَلُوا
يُشْلُونَ كُلَّ مُقَلِّصٍ خِنَّابِ
قال أَبُو مُحَمَّدٍ : يُشْلُونَ : يَدْعُونَ ، ومنه : أَشْلَيْتُ الكَلْبَةَ إِذا دَعَوْتَها ، وخِنَّابٌ : طَوِيلٌ ، ومُقَلِّص : فَرَسٌ .
وذو خَنبٍ : مَوْضِعٌ قال صَخْرُ بنُ عبد الله الهُذليّ :
أَبَا المُثَلَّمِ قَتْلَى أَهْلِ ذِي خَنبٍ
أَبَا المُثَلَّم والسَّبْيَ الذي احْتَمَلُوا
نَصَبَ القَتْلى والسَّبْيَ بإِضمار فِعْلٍ كأَنه قال : اذْكُرِ القَتْلَى والسَّبْيَ . وفي رواية السُّكَّريّ : ذي نَخِبٍ .
وخَنْبُونُ : قَرْيَةٌ على أَربعةِ فَرَاسِخَ مِن بُخَارَا على طريق خُرَاسَانَ ، منها : أَبُو القَاسِم وَاصِلُ بنُ حَمْزَةَ بنِ عليَ الصُّوفِيُّ ، أَحَدُ الرَّحَّالِينَ المُكْثِرِينَ في الحديث ، وأَبُو رَجَاءٍ أَحْمدُ بنُ دَاوُودَ بنِ محمد ، وغيرُهُما .
خنتب : ( الخُنْتُبُ كبُرْقُعٍ و ) الخُنْتَبُ مِثْلُ ( جُنْدَبٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد ، وابن الأَعرابيّ : هو ( نَوْفُ الجَارِيَةِ قَبلَ اينْ تُخْفَض ، و ) قال : الخُنْتُبُ أَيضاً ( : المُخَنَّثُ ، و ) الخُنْتَبُ كجُنْدَبِ ( : القَصِيرُ ) قاله ابن السّكِّيت ، وأَنشد :
فَأَدْرَكَ الأَعْشَى الدَّثُورَ الخُنْتَبَا
يَشُدُّ شَدًّا ذَا نَجَاءٍ مِلْهبَا
____________________

(2/385)



ثم إِن المؤلفَ أَوردَ هذه المادةَ هنا بِنَاءً على أَصَالَة النُّونِ ، فإِنها لا تُزَادُ ثانيةً إِلا بَثَبَتٍ ، وهو على مذهب أَبِي الحَسَنِ رُبَاعِيٌّ ، وهاكذا ذكره الأَزهريُّ ، وابن منظورٍ أَوردَه في ( ختب ) وذكر أَن سيبويه ، دَفَعَ أَن يكونَ في الكلام فُعْلَلٌ ، قالَه ابن سِيده ، وفُعْلَلٌ عند أَبي الحسن موجودٌ كجُخْدَبٍ ونَحوِه .
خنثب : ( الخِنْثَبَةُ ، بكَسْرِ الخَاءِ ) وسُكُونِ النُّونِ وفَتْحِ المُثَلَّثَةِ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الفرّاء : هي ( النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ الكَثِيرَةُ اللَّبَنِ ) ، قال شَمِرٌ : لم أَسْمَعْهَا إِلاَّ للفراء ، وقال أَبو منصور : جَمْعُ الخِنْثَبَةِ : خَنَاثِبُ .
خنثعب : ( الخِنْثَعْبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال الفراء : هي الخِنْثَبَةُ وقد ذكر في خثعب ) .
خندب : ( الخُنْدُبُ كقُنْفُذٍ ) أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ ، وقال صاحب اللسان هو ( السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) .
( والخُنْدُبَانُ ) كعُنْفُوَان ( : الكَثِيرُ اللَّهْمِ ) .
خنزب : ( الخُنْزُوبُ ، بالضم ، والخِنْزَاب ، بالكسر ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( : الجَرِيءُ على الفُجُورِ . وخَنْزَبٌ ، بالفَتْحِ : شَيْطَانٌ ) نقَله ابنُ الأَثير في حديث الصَّلاَة ، وقال أَبُو عَمْرو : هُوَ لَقَبٌ له .
والخَنْزَبُ : قِطْعَةُ لَحْمٍ مُنْتِنَةٌ ، ويُرْوَى بالكَسْرِ والضَّمِّ .
خنضب : ( الخِنْضَابُ ، بالكَسْرِ ) أَهمله الجوهريُّ وصاحب اللسانِ ، قال الصاغانيُّ : هو ( شَحْمُ المُقْلِ ) .
( و ) يقال : ( امْرَأَةٌ خُنْضُبَةٌ ، بالضَّمِّ ) أَي ( سَمِينَةٌ ) .
خنظب : ( الخُنْظُبَةُ بالضَّمِّ ) أَهمله الجوهريّ ،
____________________

(2/386)


وقال الصاغانيّ : هو ( دُوَيْبَةٌ ) ، انتهى .
قلت : وقد فَسَّرَها أَبو حَيَّانَ فقال : وهي القَمْلَةُ الضَّخْمَةُ . ويُوجَدُ في بعض النسخ بالطَّاءِ المهملة .
خنعب : ( الخَنْعَبُ ) ، كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( الطَّوِيلُ من الشَّعَرِ ) قال ابنُ الأَعرابيّ : ( والخُنْعُبَةُ بالضَّمِّ ) هي ( النُونَةُ ) والثُّومَةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمَةُ ( أَو ) هي ( الهَنَةُ المُتَدَلِّيَةُ وَسَطَ الشَّفَةِ العُلْيَا ) في بعض اللُّغاتِ ، نقله ابنُ دُريد ، ( أَو ) هي ( مَشَقُّ ما بَيْنَ الشارِبَيْنِ حِيَالَ الوَتَرَةِ ) نَقَلَه الليث .
خوب : ( *!خَابَ ) *!يَخُوبُ ( *!خَوْباً : افْتَقَرَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( *!والخَوْبَةُ : الجُوعُ ) ، عن كُراع ، قال أَبو عَمْرٍ و : إِذا قلتَ : أَصَابَتْنَا *!خَوْبَةٌ ، بالمُعْجَمَةِ ، فمعناه : المَجَاعَةُ ، وإِذا قُلتَها بالمهملة ، فمعناهُ : الحَاجَةُ ، وقال أَبو عبيد : أَصَابَتْهُم خَوْبَةٌ إِذا ذَهَبَ ما عِنْدَهُم فلم يَبْقَ عندهم شيءٌ ، قال شَمِرٌ : لاَ أَدْري مَا أَصَابَتْهُمْ ( خَوْبة ) وأَظنه حَوْبَة ، قال أَبو منصور : والخَوْبَةُ ، بالخاءِ صحيحٌ ، ولم يَحْفَظْه شَمِرٌ ، قال : ويقال للجُوع *!الخَوْبَةُ ، وقال الشاعر :
طَرُودٌ لِخَوْبَاتِ النُّفُوسِ الكَوَانعِ
وفي حديث التِّلِبِّ بنِ ثَعْلَبَةَ ( أَصاب رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمخَوْبَةٌ فاسْتَقْرَضَ مِنِّي طَعَامً ) . الخَوْبَةُ : المَجَاعَةُ ، وفي الحديث ( نَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الخَوْبَةِ ) ( و ) قال أَبو عَمرٍ و : الخَوْبَةُ والقَوَايَةُ والخَطِيطَةُ هِيَ الخَوْبَةُ
____________________

(2/387)


( الأَرْضُ ) التي ( لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ ) أَرْضَيْنِ ( مَمْطُورَتَيْنِ ، و ) الخَوْبَةُ ( : الأَرْضُ ) التي ( لاَ رِعْيَ بها ) ولاَ مَاءَ ، ومنه يقال : نَزَلْنَا *!بِخَوْبَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، أَي مَوْضِعِ سُوءٍ لا رِعْيَ بِهِ ولا مَاءَ .
خيب : ( *!خَابَ *!يَخِيبُ *!خَيْبَةً : خْرِمَ ، و ) منه ( *!خَيَّبَهُ اللَّهُ ) أَي حَرَمَه *!وخَيَّبْتُه أَنَا *!تَخْيِيباً ، *!والخَيْبَةُ : الحِرْمَانُ ، والخُسْرَانُ وقَد خَابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ ( و ) خَاب ( : خَسِرَ ) ، عن الفراء ، ( و ) خاب ( : كَفَرَ ) عن الفَرّاء أَيضاً ( و ) خاب سَعْيُه وأَمَلُه ( : لمْ يَنَلْ ما طَلَبَ ) ، *!والخَيْبَةُ : حِرْمَانُ الجَدِّ ، ( وفي المَثَل ( الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ ) ) ومَنْ هَابَ خَابَ ، وفي الحديث ( خَيْبَةً لَكَ ) و ( يَا *!خَيْبَةَ الدَّهْر ) ( ويقال : خَيْبَةٌ لِزَيْدٍ ) *!وخَيْبَةً لِزَيْدٍ ( بالرَّفْع والنَّصْبِ ) فالرفعُ على الابتداءِ والنَّصْبُ على أَضْمارِ فِعْلٍ ، وهو ( دُعَاءٌ عَلَيْهِ ، و ) كذلك قولُهم ( سَعْيُهُ فِي *!خَيَّابِ بنِ هَيَّابٍ ، مُشَدَّدَتَيْنِ ) وكذا بَيَّابِ بنِ بَيَّابٍ ( أَيْ ) في ( خَسَار ) ، زَادَ الصَّاغَانِيّ بَيَّاب هو مَثَلٌ لَهُمْ ، ولا يَقُولُونَ منه : خَابَ وَلاَ هَابَ ( *!والخَيَّابُ أَيضاً القِدْحُ الذي ( لاَ يُورِي ) وهو مجازٌ وأَما ما أَنشده ثَعلبٌ :
اسْكُتْ وَلاَ تَنْطِقْ فَأَنْتَ خَيَّابُ
كُلّكَ ذُو عَيْبٍ وأَنْتَ عَيَّابْ
يجوز أَن يكونَ فَعَّالاً من الخعيْبَة ويجوزُ أَن يُعْنَى به أَنّه مِثْلُ هذه القِدْح الذي لا يُورِي ، وفي حديث عَلِيَ كَرَّم الله وجهَه ( مَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ بالقِدْح *!الأَخْيَبِ ) أَي بالسَّهْمِ *!الخَائِبِ الذي لا نَصِيبَ له من قِدَاحِ المَيْسِرِ ، وهي ثَلاَثَةٌ : المَنِيحُ والسَّفيحُ والوَغْد ( و ) من المجاز : قَولُهُم : فُلاَنٌ ( وَقَعَ في وَادِي تُخُيِّبَ ) على تُفُعَّلَ ( بِضَمِّ التَّاءِ والخَاءِ وفَتْحِهَا ) أَي الخَارِ ( وكَسْرِ اليَاءِ غير مَصْرُوفٍ ، أَي في البَاطِلِ ) ، عن الكسائيّ ، ومثله في ( الأَساس ) وغيره .
وذكر الصاغانيّ هنا عن أَبي زيد :
____________________

(2/388)


خَاءِبِكَ عَلَيْنَا أَيِ اعْجَلْ وأَنشد قولَ الكميت :
إِذَا مَا شحَطْنَ الحَادِيَيْنِ حَسِبْتَهُمْ
بِخَاءِبِكَ اعْجَلْ يَهْتِفُونَ وحَيَّهَلْ
قال : وإِن قُلْتَ خَابِكَ ، جَازَ ، قال : ذكره الجوهريُّ في آخِرِ الكِتَاب ، والأَزهَرِيُّ هنا .
قلْتُ : وتقدَّم للمصنّف في أَول الهمز ، وقد ذكرناه هناك وأَشْبَعْنَا عليه الكلامَ فراجِعْه ، والله أَعلم .
2 ( فصل ) الدال المهملة مع الباء ) 2
دأَب : ( *!دَأَبَ ) فلانٌ ( في عَمَلِهِ كمَنَعَ ) *!يَدْأَبُ ( *!دَأْباً ) بالسُّكُونِ ( ويْحَرَّكُ *!ودُؤُوباً بالضَّمِّ ) إِذَا ( جَدَّ وتَعِبَ ) ، فهو *!دَئِبٌ كفَرِحٍ ، وفي ( الصحاح ) فهو *!دَائِبٌ ، وأَنشدَ قولَ الراجز بالوَجْهَيْنِ :
رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أَبُو رِئالِ
قَاهِي الفُؤَادِ دَئِبُ الإِجْفَالِ
و ( دَائِبُ الإِجْفَالِ ) .
( *!وأَدْأَبَهُ ) : أَحُوَجَهُ إِلى *!الدُّؤُوبِ ، عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
إِذَا تَوَافَوْا أَدَبُوا أَخَاهُمُ
أَرَادَ *!أَدْأَبُوا فخَفَّفَ ، لأَنَّهُ لم يكن الهمزُ لغةَ الراجِزِ ، وليْس ذلك لضرورةِ شعرٍ ، لأَنه لو هَمَزَ لكان الجُزْءُ أَتَمَّ .
*!وأَدْأَبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ *!إِدْآباً ، إِذا أَتْعَبَهَا ، وكُلُّ مَا أَدَمْتَهُ فَقَدْ *!أَدْأَبْتَهُ ، والفِعْلُ الَّلازِمُ : دَأَبَتِ النَّاقَةُ تَدْأَبُ دُؤْوباً ، وَرَجُلٌ *!دَؤُوبٌ على الشَّيْءِ وفي حَدِيثِ البَعِيرِ الذي سَجَدَ لَهُ فقال لِصَاحِبِهِ ( إِنَّهُ يَشْكُو إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُهُ ) أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه ، وكَذَا أَدْأَبَ أَجِيرَه ، إِذا أَجْهَدَه ، ودَابَّةٌ دَائبةٌ ، وفِعْلُهُ دَائِبٌ .
( *!والدَّأْبُ أَيْضاً ويُحَرَّكُ : الشأْنُ والعَادَةُ ) والمُلاَزَمَةُ ، يقال : هَذَا *!دَأْبُك أَي شَأْنُكَ وعَمَلُكَ ، وهو مجازٌ ، كما في ( الأَساس ) ، وفي ( لسان العرب ) : قال الفرّاءُ : أَصْلُه مِن *!دَأَبْتُ ، إِلاَّ أَنَّ العَرَبَ حَوَّلَتْ معناهُ إِلى الشَّأْنِ ، ويقالُ : مَا زَالَ ذلك
____________________

(2/389)


دَأْبَكَ ودِينَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ ، كُلُّهُ مِنَ العَادَةِ ، وفي الحديث ( عَلَيْكمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ *!دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ) *!الدَّأْبُ : العَادَةُ والشَّأْنُ ، وهو مِن *!دَأَبَ في العَمَلِ إِذا جَدَّ وتَعِبَ ، وفي الحديث ( وكَانَ *!-دَأْبِي *!ودَأْبهُمْ ) وقولُه عزَّ وجلَّ { 2 . 027 مثل داءْب قوم نوح } ( غافر : 31 ) أَي مِثْلَ عَادَةِ قَوْمِ نوحٍ ، وجاء في ( التفسير ) مثْلَ حَالِ قَوْمِ نُوحٍ ، قال الأَزهريّ عن الزجاج في قوله تعالى : { 2 . 027 *!كَدَأْبِ آل فرعون } ( آل عمران : 11 ) و ( الأَنفال : 52 ، 54 ) كَأَمْرِ آل غِرْعَوْنَ ، كذَا قال أَهْلُ اللغةِ ، قال الأَزهريّ : والقَوْلُ عِنْدِي فيه والله أَعْلَمُ إِن دَأْب هُنَا اجُتِهَادُهُمْ في كُفْرِهِمْ وتَظَاهُرُهمْ على النبيّ صلى الله عليه وسلم كتَظَاهُرِ آلِ فِرْعَوْنَ عَلَى مُوسَى عليه الصلاة والسلام ، يقال : *!دَأَبْتُ *!أَدأَبُ *!دَأْباً *!ودُؤُوباً إِذا اجْتَهَدْتَ في الشيْءِ ( و ) الدَّأَبُ مثلُ *!الدُّؤُوبِ : ( السَّوْقُ الشَّدِيدُ والطَّرْدُ ) ، وهو من الأَول ، قاله ثعلبٌ ، وأَنشد :
يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَب شِرْوَاذِ
ورِوايةُ يعقوبَ : مِنْ ذِي زَجَلٍ .
( و ) من المجاز : قَلْبُكَ ( شابٌّ ) وفَوْدَاكَ شَائبَانِ ، وأَنْتَ لاَعِبٌ وقدْ جَدَّ بِكَ ( *!الدَّائِبَانِ ) هُمَا ( الجَدِيدَانِ ) وهما المَلَوَانِ : اللَّيْلُ والنَّهَار ، وَهُمَا *!يَدْأَبَانِ في اعْتِقَابهما ، وفي التنزيل العزيز : { وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ *!دَائِبَينِ } ( إِبراهيم : 33 ) .
( *!ودَوْأَبٌ كجَوْهَرٍ : فَرَسٌ لِبَنِي العَنْبَرِ ) من بَنِي تَمِيمٍ ، وفيه يقول المَرَّارُ العَنْبَرِيُّ :
وَرِثْتُ عَنْ رَبِّ الكُمَيْتِ مَنْصِبَا
وَرِثْتُ رِيشِي وَوَرِثْتُ *!دَوْأَبَا
رِبَاطَ صِدْقٍ لَمْ يَكُنْ مُؤْتَشِبَا
( وبَنُو دَوْأَبٍ : قَبِبلَةٌ من غَنِيِّ
____________________

(2/390)


بن أَعْصُر ) ، قال ذو الرّمّة :
بَنِي دَوْأَبٍ إِنّي وَجَدْتُ فَوَارِسِي
أَزِمَّةَ غَارَاتِ الصَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
ويقال : هُمْ رَهْطُ هِشَامٍ أَخِي ذِي الرُّمّةِ من بني امرىءِ القيسِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ .
( وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ دَأْبٍ ، م ) وهو الذي قال له بعضُ العَرَب ، وهو يُحَدِّثُ ، أَهاذَا شَيْءٌ رَوَيْتَهُ أَمْ تَمَنَّيْتَهُ ؟ أَيِ افْتَعَلَتْهُ ، نقله الصاغانيّ ، ( ومُحمَّدُ بنُ دَأْبٍ ، كَذَّابٌ ) رَوَى عن صَفْوَانَ بنِ سُلَيمٍ .
( و ) أَبُو الوَلِيدِ ( عِيسَى بنُ يَزِيدَ بنِ ) بكرِ بن ( دَأْبِ ) بنِ كُرْزِ بنِ الحارث بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ يَعْمَرَ الشَّدَّاخُ الدَّأْيِيّ أَحَدُ بَنِي لَيْثِ بنِ بَكرٍ ، كان شَاعِراً أَخْبَارِيًّا ، وهُوَ ( هَالِكٌ ) وعلمه بالأَخْبَارِ أَكْثَرُ ، وقرأْتُ في ( المُزهر ) في النوع الرابع والأَربعين : قال الأَصمعيّ : أَقَمْتُ بالمَدِينَةِ زَمَانَاً مَا رأَيْتُ بها قَصِيدَةً واحَدَةً صحيحةً إِلاَّ مُصَحَّفَةً ومَصْنُوعَةً ، وكانَ بِهَا ابْنُ دَأْبٍ يَضَعُ الشِّعْرَ وَأَحَادِيثَ السَّمَرِ ، وكَلاَماً يُنْسَبُ إِلى العَرَبِ ، فَسَقَطَ وذَهَبَ عَمَلُهُ وخَفِيَتْ رِوَايَتُهُ ، وهو أَبُو الوَلِيدِ المَذْكُورُ .
قلت : رَوَى عن عبدِ الرحمنِ بن أَبي يزيدَ المَدَنِيِّ ، وهِشَامِ لنِ عُرْوَةَ ، وصالحِ بنِ كَيْسَانَ ، وعنه : يَعْقُوبُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ سَعْدٍ ، ذَكَرَه نِفْطَوَيْهِ ، وقال : عِيسَى بنُ دَأْبٍ كَانَ أَكْثَرَ ، أَهْلِ الحِجَازِ أَدَباً ، وأَعْذَبَهُمْ لَفْظاً وكانَ قَدْ حَظِيَ عِنْدَ الهَادِي حتَّى أَعْطَاهُ في لَيْلَةٍ ثَلاَثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، قاله السّمْعَانِيُّ .
قلتُ : وَفاتَه بَكْرُ بنُ دَأْبٍ اللَّيْثِيُّ ، رَوَى عنه أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ ، قَيَّدَه الحافظ ، قلتُ : هُوَ جَدُّ أَبِي الوَلِيدِ هاذَا .
دبب : ( *!دَبَّ ) النَّمْلُ وغَيْرُه مِن الحَيَوَانِ على الأَرْضِ ( *!يَدِبُّ *!دَبًّا *!ودَبِيباً ) أَي
____________________

(2/391)


( مَشَى على هِينَتِهِ ) ولم يُسْرِعْ ، عن ابن دريد ، ودَبَّ الشَّيْخُ : مَشَى مَشْياً رُوَيْداً ، قال :
زَعَمَتْنِي شَيْخاً ولَسْتُ بِشَيْخٍ
إِنَّمَا الشَّيْخُ مَنْ *!يَدِبُّ دَبِيباً
ودَبَّ القَوْمُ إِلى العَدْوِّ دَبِيباً إِذا مَشَوْا عَلَى هِينَتِهِم لَمْ يُسْرِعُوا ، وفي الحديث ( عِندَهُ غُلَيِّمٌ *!يُدَبّب ) أَي يَدْرُج في المَشُيِ رُوَيْداً ( و ) *!دَبَبْتُ *!أَدِبُّ *!دِبَّةً خَقِيَّةً ، و ( هُوَ خَفِيُّ *!الدِّبَّةِ ، كالجِلْسَةِ أَي الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبيب ( و ) الضَّرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ ( و ) من المجاز دَبَّ ( الشَّرَابُ ) في الجِسْمِ والإِنَاءِ والإِنْسَانِ والعُرُوقِ يَدِبُّ دَبِيباً ( و ) كذا دَبَّ ( السَّقَمُ في الجسْمِ ، و ) دَبَّ ( البِلَى في الثَّوْبِ ) والصُّبْحُ في الغَبَشِ ، كلُّ ذلك بمعنَى ( سَرَى ، و ) من المجاز أَيضاً : دَبَّتْ ( عَقَارِبُه ) بِمَعْنَى ( سَرَتْ نَمَائِمُه وأَذَاهُ ) ، وهو يَدِبُّ بَيْنَنَا بالنَّمَائِم .
( وهو ) رَجُلٌ ( *!دَبُوبٌ *!ودَيْبُوبٌ ) نَمَّامٌ ، كأَنه يَدِبُّ بالنَّمَائِمِ بَيْنَ القَوْمِ ، ( أَو *!الدَّيْبُوبُ ) هو ( الجَامعُ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ ) فَيْعُولٌ مِنَ *!الدَّبِيبِ ، لأَنَّه يَدِبُّ بينَهُم ويَسْتَخْفِي ، وبالمَعْنَيَيْنِ فُسِّرَ قوْلُه صلى الله عليه وسلم ( لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ دَيْبُوبٌ وَلاَ قَلاَّعٌ ) ويقال : إِنَّ عَقَارِبَه تَدِبُّ إِذا كانَ يَسْعَى بالنَّمَائِمِ ، قال الأَزهريّ : أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ عن ثعلب عن ابن الأَعْرَابيّ :
لَنَا عِزٌّ ومَرْمَانَا قَرِيبٌ
ومَوْلًى لاَ يدِبُّ مَعَ القُرَادِ
هؤلاءِ عَنَزَةُ ، يقول : إِنْ رَأَيْنَا مِنْكُم ما نَكْرَهُ انْتَمَيْنَا إِلى بَنِي أَسَدٍ ، وقولُه يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ هو الرَّجُلُ يَأْتِي بِشَنَّةٍ فيها قِرْدَانٌ فيَشُددُّهَا في ذَنَبِ البَعِيرِ فإِذا عضَّهُ منها قُرَادٌ نَفَرَ فنَفَرَتِ الإِبلُ فإِذا نَفَرَت اسْتَلَّ منها بَعِيراً ، يقال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ : هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ ، ( و ) كل ماشٍ على الأَرض : *!دَابَّةٌ ودَبِيبٌ .
و ( الدَّابَّة ) اسمُ ( مَا دَبَّ مِنَ الحَيَوَانِ ) مُمَيِّزهِ وغيرِ مُمَيِّزهِ ، وفي التَّنْزِيلِ
____________________

(2/392)


العزيز : { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مّن مَّآء فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ } ( النور : 45 ) ولَمَّا كَانَ لِمَا يَعْقِلُ ولِمَا لاَ يَعْقِلُ قِيلَ ( فَمِنْهُمْ ) ولو كَانَ لِمَا لا يَعْقِلُ لقِيلَ فَمِنْهَا أَو فَمِنْهُنَّ ، ثُمَّ قال : مَنْ يَمْشِي على بَطنِهِ ، وإِن كان أَصْلُهَا لِمَا لا يعقلُ لأَنه لَمَّا خَلَطَ الجَمَاعَةَ فقال مِنْهُم جُعِلَتِ العِبَارَةُ بِمَنْ ، والمَعْنِى كُلُّ نَفْسٍ دَابَّةٍ ، وقولُه عز وجل : { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } ( فاطر : 45 ) قيل : مِنْ دَابَّةٍ مِنَ الإِنْسِ والجِنَّ وكُلِّ ما يَعْقِلُ ، وقيل إِنّما أَرَادَ العُمُومَ ، يَدُلُّ على ذلك قول ابن عباس : ( كَادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابنِ آدَمَ ) .
والدَّابَّةُ : التي تُرْكَبُ ( و ) قَدْ ( غَلَبَ ) هذا الاسمُ ( عَلَى ما يُرْكَبُ ) مِنَ الدَّوَابِّ ، ( و ) هو ( يَقَعُ علَى المُذَكَّرِ ) والمؤنث ، وحَقِيقَتُه الصِّفَةُ ، وذُكِرَ عن رُؤبَةَ أَنَّه كَانَ يقولُ : قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ . لِبِرْذَوْنٍ لَهُ ، ونَظِيرُهُ مِنَ المَحْمُولِ على المَعْنَى قولُهُمْ : هَذَا شَاةٌ ، قال الخليلُ : ومثله قولُه تعالى : { 2 . 027 هذا رحمة من ربي } ( الكهف : 98 ) وتَصْغِيرُ الدَّابَّة *!دُوَيْبَّةٌ ، اليَاءُ سَاكِنَةٌ ، وفيها إِشْمَامِ مِنَ الكَسْرِ ، وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إِذا جاء بعدَهَا حَرْفٌ مُثَقَّلٌ في كلّ شيْءٍ ( ودَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ ) أَحَدِ ( أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَو أَوَّلُهَا ) كما روى عن ابن عباس قِيلَ : إِنَّهَا دَابَّةٌ طُولُهَا سِتُّونَ ذِرَاعاً ، ذاتُ قَوَامٍ وَوَبَرٍ ، وقيلَ هي مُخْتَلِفَةُ الخِلْقَةِ ، تُشْبِهُ عِدَّةً مِن الحَيَوَانَاتِ ( تَخْرُجُ بِمَكَّةَ مِنْ جَبَل الصَّفَا يَنْصَدِعُ لَهَا ) لَيْلَةَ جَمْعٍ ( والنَّاسُ سَائِرُونَ إِلى مِنًى ، أَوْ مِنْ ) أَرْضِ ( الطَّائِفِ ، أَو ) أَنها تخْرُجُ ( بثَلاَثَةِ أَمْكِنَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ) كما ورد أَيضاً ، وأَنَّهَا تَنْكُتُ في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، وفي وجخهِ المُؤمِنِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ ، فَتَفْشُو نُكْتَةُ الكافرِ حتى يَسْوَدَّ منها وَجْهُه أَجْمَعُ ، وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِنِ حتى يَبْيَضَّ منها وَجْهُه أَجْمَعُ ، فيجتمع الجماعةُ على المائدةِ فيُعْرَف المؤمنُ من الكافر ، ويقال إِن
____________________

(2/393)


( معها عَصَا مُوسَى وخَاتَم سُلَيْمَان عليهما ) الصلاة و ( السلامُ ، تَضْرِبُ المؤمِنَ بالعصا وتَطْبَعُ وَجْهَ الكافرِ بالخَاتَم فيَنْتَقِشُ فيه : هذا كافِرٌ ) .
( و ) قولهم : ( أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي ) أَكْذَبُ ( الأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ ) ، فدَبَّ : مَشَى ، ودَرَجَ : مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُهُ .
( *!وأَدْبَبْتُهُ ) أَيِ الصَّبِيَّ : ( حَمَلْتُه عَلَى *!الدَّبِيبِ ) .
( و ) *!أَدْبَبْتُ ( البِلاَدَ : ملأْتُهَا عَدْلاً *!فَدَبَّ أَهْلُهَا ) لِمَا لَبِسُوهُ مِنْ أَمْنِهِ واستشعروه منْ بَرَكَتِهِ ويُمْنِه ، قال كُثيّر :
بَلَوْهُ فَأَعْطَوْهُ المَقَادَةَ بَعْدَمَا
*!أَدَبَّ البِلاَدَ سَهْلَهَا وجِبَالَهَا
( ومَا بالدّارِ *!دُبِّيٌّ ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ ) ، أَي ما بها ( أَحَدٌ ) ، قال الكسائيّ ، هو من *!دَبَبْتُ ، أَي ليس فيها من يَدِبُّ ، وكذلك : مَا بِهَا منْ دُعْوِيَ ودُورِيّ وطُورِيّ ، لا يُتَكَلَّمُ بها إِلاَّ في الجَحْدِ .
( *!ومَدَبُّ السَّيْلِ والنَّمْلِ و ) *!مَدِبُّهُمَا ( بكَسْرِ الدَّالِ : مَجْرَاهُ ) أَي مَوْضِعُ جَرْيِهِ ، وأَنشد الفارسيّ :
وقَرَّبَ جَانِبَ الغَرْبِيِّ يَأْدُو
*!مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يقال : تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّهِ ، ومَدَبِّ النَّمْلِ وَمدِبِّهِ ، ويقال فِي السَّيْفِ : لَهُ أُثْرٌ كأَنَّهُ مَدَبُّ النَّمْلِ ومَدَبُّ الذَّرِّ ( الاسْمُ مكسُورٌ ، والمصدرُ مفتوحٌ ، وكذا ) لك ( المَفْعَلُ من كلِّ ما كان على فَعَلَ يَفْعِلُ ) مَفْعِلٌ بالكَسْرِ ، وهي قاعدةٌ مُطَّرِدَةٌ ، كذا ذكرها غيرُ واحدٍ ، وقد تبعَ المصنفُ فيها الجوهريّ ، والصوابُ أَنَّ كلّ فِعْل مضارُعه يَفْعِلُ بالكسر سواءٌ كان ماضيه مفتوحَ العَيْنِ أَو مكسورَها فإِن المَفْعلَ منه فيه تَفْصِيلٌ ، يُفْتَحُ للْمَصْدَرِ ويُكْسَرُ لِلزَّمَانِ والمَكَانِ ،
____________________

(2/394)


إِلاَّ ما شَذَّ ، وظاهِرُ المصنفِ والجوهريّ أَنَّ التفصيلَ فيما يكون ماضيه على فَعَل بالفَتْحِ ومضارعه يَفْعِلُ بالكَسْرِ والصواب ما أَصَّلْنَا ، قاله شيخُنَا .
( و ) قَالُوا في المَثَلِ ( أَعْيَيْتَنِي ( مِن شُبَّ إِلَى *!دُبَّ ، بِضَمِّهِمَا ، ويُنَوَّنَانِ ) أَي ( منَ الشَّبَابِ إِلى أَنْ دَبَّ عَلَى العَصَا ) ويجوزُ ( من شُبَّ إِلى دُبَّ ) على الحِكَايَةِ وتقولُ : فَعَلْتُ كَذَا مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ .
( وطَعْنَةٌ *!دَبُوبٌ ) : تَدِبُّ بالدَّمِ ( و ) كذا ( جِرَاحَةٌ دَبُوبٌ ) أَي ( يَدِبُّ الدَّمُ منها سَيَلاَناً ) وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ قولُ المُعَطَّلِ الهُذَلِيِّ :
واسْتَجْمَعُوا نَفَراً وزَادَ جَبَانَهُمْ
رَجُلٌ بِصَفْحَتِهِ دَبُوبٌ تَقْلِسُ
أَي نَفَرُوا جَمِيعاً .
ونَاقَةٌ دَبُوبٌ ، لاَ تَكَادُ تَمْشِي من كَثْرَةِ لَحْمِهَا ، إِنَّمَا تَدِبُّ ، وجَمْعُهَا دُبُبٌ ، *!والدُّبَابُ : مَشْيُهَا .
( *!والأَدَبُّ ) كالأَزَبِّ ( : الجَمَلُ الكَثِيرُ الشَّعَرِ ، و ) *!الأَدْبَبُ ( بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ ) أَي بِفَكِّ الإِدْغَامِ ( جَاءَ في الحَدِيثِ ) أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلمقَالَ لِنِسَائِهِ : ( لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ ( صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ ) تَخْرُجُ فَتَنْبَحُهَا كِلاَبُ الحَوْأَبِ ) أَرَادَ الأَدَبَّ ، وهو الكَثِيرُ الوَبَرِ أَو الكَثِيرُ وَبَرِ الوَجْهِ ، وهاذَا لِمُوَازَنَتِهِ الحَوْأَب ، قال ابن الأَعرابيّ : جَمَلٌ أَدَبُّ : كَثِيرُ الدَّبَبِ ، وقَدْ دَبّ يَدَبُّ دَبَباً .
( *!والدَّبَّابَةُ ، مُشَدَّدَةً : آلَةٌ تُتَّخَذ ) من جُلُودٍ وخَشَبٍ ( لِلْحُرُوبِ ) يَدْخُلُ فيها الرِّجَالُ ( فَتُدْفَعُ في أَصلِ الحِصْنِ ) المُحَاصَرِ ( فَيَنْقُبُونَ وهُمْ في جَوْفِهَا ) ، وهي تَقِيهِم ما يُرْمَوْنَ به مِنْ فَوْقِهِم ، سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنها تُدْفَعُ فَتَدِبُّ ، وفي حديث ابن عُمَرَ ( كَيْفَ تَصْنَعُونَ بالحُصُونِ ؟ قَالَ : نَتَّخِدُ دَبَّابَاتٍ تَدْخُلُ فيها الرِّجالُ ) .
( والدَّبْدَبُ : مَشْيُ العُجْرُوفِ ) بالضَّمِّ ( مِن النَّمْلِ ) لاِءَنَّهَا أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً ، وأَسْرَعُهَا نَقْلاً ، وفي ( التهذيب ) : *!الدَّبْدَبَةُ العُجْرُوفُ مِنَ النَّمْلِ .
____________________

(2/395)



( *!والدُّبَّةُ ، بالضَّمِّ : الحَالُ ) والسَّجيَّةُ ( والطَّرِيقَةُ ) التي يُمْشَى عليها ( *!كالدُّبِّ يقال : رَكِبْتُ *!دُبَّتَهُ *!ودُبَّهُ ، أَي لَزِمْتُ حَالَهُ وطَرِيقَتَه وعَمِلْتُ عَمَلَه قال :
إِنَّ يَحْيَى وهُذَيَلْ
رَكِبَا *!دُبَّ طُفَيْلْ
وكانَ طُفَيْلٌ تَبَّاعاً لِلْعُرُسَاتِ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةِ . يقال : دَعْنِي *!ودُبَّتِي ، أَي طَرِيقَتِي وسَجِيَّتِي ، *!ودُبَّةُ الرَّجُلِ طَرِيقَتُهُ من خَيْرٍ أَو شعرَ ، وقال ابن عباسٍ ( اتَّبِعُوا دُبَّةَ قُرَيْشٍ وَلاَ تُفَارِقُوا الجَمَاعَةَ ) *!الدُّبَّةُ بالضَّمِّ : الطَّرِيقَةُ والمَذْهَبُ ، والدُّبَةُ بالضَّمِّ : الطَّرِيقُ ، قال الشاعر :
طَهَا هُذْرُبَانٌ قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنهِ
عَلَى *!دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ
والدُّبَّةُ ( : ع قُرْبَ بَدْرٍ ) .
( و ) *!الدَّبَّةُ ( بالفَتْحِ : ظَرْفٌ لِلْبَزْرِ والزَّيْتِ ) والدُّهْنِ ، والجَمْعُ *!دِبَابٌ ، عن سِيبويهِ ، ( و ) الدَّبَّةُ ( : الكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ والجَمْعُ دِبَابٌ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
كَأَنَّ سُلَيْمَى إِذا مَا جِئْتَ طَارِقَهَا
وأَحْمَدَ اللَّيْلُ نَارَ المُدْلِجِ السَّارِي
تِرْعِيبَةٌ في دَمٍ أَوْ بَيْضَةٌ جُعِلَتْ
في دَبَّةٍ من دِبَابِ اللَّيْلِ مِهْيَارِ
( و ) الدَّبَّةُ ( : الرَّمْلَةُ الحَمْرَاءُ أَو المُسْتَوِيَة ) وفي نسخة ، أَو الأَرْض المُسْتَوِيَةُ وفي ( لسان العرب ) الدَّبَّة : المَوْضِعُ الكَثِيرُ الرَّمْلِ ، يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْرِ الشَّدِيدِ ، يقالُ وَقَعَ فلانٌ في دَبَّةٍ من الرَّمْلِ ، لأَنَّ الجَمَلَ إِذا وَقَعَ فيه تَعِبَ ، ( و ) الدَّبَّةُ أَيضاً ( الفَعْلَةُ الوَاحِدَةُ ) منَ الدَّبِيبِ ( وج ) دِبَابٌ ( كَكِتَابٍ ) الأَولُ عن سيبويه ، والثاني عن ابن الأَعْرَابِيّ ، كما تقدم ، ( و ) الدَّبَّة ( : الزَّغَبُ على الوَجْهِ ، وج دَبٌّ ) مثل حَبَّةٍ وحَبَ ، حكاه كُرَاع ، ولَمْ يَقُلِ : الدَّبَّة : الزَّغَبَةُ ، بالهَاءِ ( و ) الدَّبَّةُ بالفَتْحِ ( بَطَّةٌ مِنَ الزُّجَاجِ خاصَّةً ) .
( و ) الدِّبَّةُ ، ( بالكَسْرِ : *!الدَّبِيبُ ) يقالُ : مَا أَكْثَرَ دِبَّةَ هَذَا البَلدِ .
____________________

(2/396)



( والدُّبُّ بالضَّمِّ : سَبُعٌ م ) معروفٌ عربيّة صحيحة ، كُنْيَتُهُ : أَبُو جُهَيْنَةَ ، وهُوَ يُحِبُّ العُزْلَةَ ، ويَقْبَلُ التَّأْدِيبَ ، ويَسْفِدُ أُنْثَاهُ مُضْطَجِعاً في خَلْوَةٍ ، ويَحْرُمُ أَكْلُهُ ، وعن أَحْمَدَ : لاَ بَأْسَ بِهِ ( وهِيَ ) *!دُبَّةٌ ( بِهَاءٍ ج *!أَدْبَابٌ *!ودبَبَةٌ كَعِنَبَةٍ ) ، وأَرْضٌ *!مَدَبَّةٌ : كَثِيرَةُ *!الدِّبَبَةِ .
( و ) دُبٌّ ( اسْمٌ ) في بَنِي شَيْبَانَ ، وهُوَ دُبُّ بْنُ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَ ، وهُمْ قَوْمُ دَرِمٍ الذي يُضْرَب به المَثَلُ فيقال : ( أَوْدَى دَرِمٌ ) .
وقَدْ سُمِّيَ وَبَرَةُ بن صَيْدَانَ أَبُو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ دُبًّا ( و ) : الدُّبُّ ( الكُبْرَى مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ ) هي نُجُومٌ مَعروفَةٌ ( قيل : و ) يقع ذلك على ( الصُّغْرَى أَيضاً ) فيقالُ لكلِّ واحدٍ منهما دُبٌّ ، ( فإِنْ أُرِيدَ الفَصْلُ قِيلَ : الدُّبُّ الأَصْغَرُ والدُّبُّ الأَكْبَرُ . والمُبَارَكُ بنُ نَصْرِ اللَّهِ ) بنِ ( *!-الدُّبِّيّ ، فَقِيهٌ حَنَفِيٌّ ) كَأَنَّهُ مُسِبَ إِلى قَرْيَةٍ بالبصرة الآتي ذكرُها ، وهو مُدَرِّسُ الغِيَاثِيَّةِ ، مات سنة 528 .
( *!والدُّبَّاءُ ) هو ( القَرْعُ ) ، قاله جماعَة من اللغويين ، وقيل : *!الدُّبَّاءُ : المستديرُ منه ، وقيل : اليابِسُ ، وقال ابن حَجَرٍ : إِنه سَهْوٌ من النَّوَوِيِّ ، وهو اليَقْطِينُ ، وقيل : ثَمَرُ اليَقْطِينِ ، وذَكَره هنا بناءً عَلى أَن هَمْزَتَهُ زائدةٌ ، وأَن أَصله ( دبب ) وهو الذي اختاره المصنّف وجماعةٌ ، ولذلك قال في ( دبى ) : الدُّبَّاءُ في الباءِ ووهِمَ الجوهرِيّ . وقال الخفاجيُّ في ( شرح الشفاءِ ) : أَخْطَأَ مَنْ خَطَّأَ الجوهريَّ ، لأَن الزمخشري ذكره في المُعْتَلِّ ، ووجهه أَن الهمزة للإِلْحاق ، كما ذكروه ، فهي كالأَصلية كما حَرَّروه ، وجوَّز بعضُهم فيه القَصْرَ ، وأَنكره القُرْطبيُّ وفي ( التوشيح ) : الدُّبَّاءُ ويجوز قَصْرُه : القَرْعُ ، وقيلَ خَاصٌّ بالمُسْتَدِيرِ ، وهو ( *!كالدَّبَّةِ ، بالفَتْحِ ، الوَاحِدَةُ ) *!دُبَّاءَةٌ ( بهاءٍ ) والقَصْرُ في الدُّبَاءِ لُغَةٌ ، حَكَاهَا القَزَّازُ في ( الجامع ) وعِيَاضٌ في ( المطالع ) ، وذكرها الهَرَوِيُّ في الدال مع الباءِ على
____________________

(2/397)


أَنها في ( دبب ) ، فهمزتُه زائدةٌ والجوهريُّ في المعتلّ على أَنها منقلبة .
*!والدُّبَّاءَةُ : الجَرَادَةُ ما دامت مَلساءَ قَرعاءَ قبلَ نَبَاتِ أَجْنحتها ، وقيل : به سمى الدُّبَّاءِ لملاسَتِهِ ، ويُصَدِّقُه تسميتُهم بالقَرْعِ ، قاله الزمخشريّ : وأَرْضٌ *!مَدْبُوَّةٌ *!ومَدْبِيّةٌ : تُنْبِتُ الدُّبَّاءَ .
( *!والدَّبُوبُ : الغَارُ القَعِيرُ ، و ) الدَّبُوبُ ( : السَّمِينُ من كُلِّ شيْءٍ و : ع ببلاد هُذَيْلٍ ) قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي :
ومَا ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَسْقِي *!دَبُوبَها
دُفَاقٌ فَعَرْوان الكَرَاثِ فَضِيمُهَا
( *!والدَّبَبُ *!والدَّبَبَانُ ، مُحَرَّكَتَيْنِ : الزَّغَبُ ) على الوَجْهِ ، وقيل : الدَّبَبُ : الشَّعَرُ على وَجهِ المَرْأَةِ ، ودَبَبُ الوَجْهِ : زَغَبُه ، ( أَو ) الدَّبَبُ والدَّبَبَانُ ( : كَثْرَةُ الشَّعَرِ ) والوَبَرِ ، ( هُوَ *!أَدَبُّ ، وهِيَ *!دَبَّاءُ *!ودَبِبَةٌ كفَرِحَة ) : كَثِيرَةُ الشَّعَرِ في جَبِينِهَا ، وبَعِيرٌ *!أَدَبُّ : أَزَبُّ ، وقد تَقَدَّم .
( *!والدَّبْدَبَةُ : ) كُلُّ سُرْعَةٍ في تَقَاربِ خَطْوٍ ، أَو ( كُلُّ صَمْتٍ : كَوْقْعِ الحَافِر على الأَرْضِ الصُّلْبَةِ ) ، وقيلَ : *!الدَّبْدَبَةُ : ضَرْبٌ منَ الصَّوْتِ ، وأَنْشَدَ أَبُو مَهْدِيَ :
عَاثُورُ شَرَ أَيُّمَا عَاثُورِ
دَبْدَبَةُ الخَيْلِ عَلَى الجُسُورِ
قاله الجوهريُّ ، وقال التَبريزِيّ : الصواب أَنَّهَا دَنْدَنَة ، بنُونَيْنِ ، وهو أَنْ يَسْمَعَ الرَّجُلَ ولا يَدْرِي ما يَقُولُ ، وتَقَّبَ به كلامَ الجوهريّ ، والصوابُ ما قاله الجوهريّ .
( و ) الدَّبْدَبَةُ ( : الرَّائِبُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ ، أَوْ ) هو ( أَخْصَرُ ما يكونُ من اللَّبَنِ ، *!كالدَّبْدَبَى ، كجَحْجَبَى ) .
____________________

(2/398)



( *!والدَّبْدَابُ : الطَّبْلُ ) وبه فُسِّرَ قولُ رؤبة :
أَوْ ضَرْبُ ذِي جَلاَجِلٍ *!ودَبْدَابْ
وقال أَبو عَمرٍ و : دَبْدَبَ الرَّجُلُ إِذا جَلَّبَ ، ودَرْدَبَ ، إِذَا ضَربَ بالطَّبْلِ ، والدَّبَادِبُ في قَوْلِ رُؤبة :
إِذَا تَزَابَى مِشْيَةً أَزَائبَا
سَمِعْتَ مِنْ أَصْوَاتِهَا *!دَبَادِبَا
قال : تَزَابَى : مَشَى مِشْيَةً فيها بُطْءٌ ، *!والدَّبَادِبُ : صَوْتٌ كأَنَّهُ : دَبْ دَبْ وهي حِكَايَةُ الصَّوْتِ .
( *!والدُّبَادِبُ ) كَعُلاَبِطٍ ( : الرَّجُلُ الضَّخْمُ ) وعَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ : الدُّبَادِبُ والجُبَاجِبُ ( : الكَثِيرُ الصِّيَاحِ ) : والجَلَبَة ، وأَنشد :
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَبْدِلِي قَرِدَ القَفَا
حَزَابِيَةً وَهَيَّبَاناً جُبَاجِبَا
أَلَفَّ كَأَنَّ الغَازِلاَتِ مَنَحْنَهُ
مِنَ الصُّوفِ نِكْثاً أَو لَئيماً *!دُبَادِبَا
( و ) دَبَابٌ ( كسَحَابٍ جَبَلٌ لِطيِّىءٍ ) لِبَنِي ثَعْلَبَةَ منهم ، ومَاءٌ بِأَجَإٍ .
( و ) *!دِبَابٌ ( ككِتَاب : ع بالحِجَازِ كَثِيرُ الرَّمْلِ ) كَأَنَّهُ سُمِّيَ بالدَّبَّةِ .
( و ) *!دَبَابِ ( كقَطَامِ : دُعَاءٌ للضَّبُعِ ) يُقَالُ له : دَبَابِ ويُرِيدُونَ ( دِبِّي ) كما يُقَالُ : نَزَالِ وحَذَارِ .
( و ) *!دَبَّابٌ ( كشَدَّادٍ : ع ، واسمٌ ، و ) قال الأَزهريّ : وبالخَلْصَاءِ ( رَمْلٌ ) يقالُ له الدَّبَّابُ ، وبحِذَائِه دُحْلاَنٌ كَثِيرَةٌ ، ومنه قول الشاعر :
كَأَنَّ هِنْداً ثَنَايَاهَا وبَهْجَتَهَا
لَمَّا الْتَقَيْنَا لَدَى أَدْحَالِ *!دَبَّابِ
مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ جَادَ الرَّبِيعُ بِهَا
عَلَى أَبَارِقَ قَدْ هَمَّتْ بِإِعْشَابِ
( و ) *!دُبَّى ( كَرُبَّى : ع بالبَصْرَةِ ) والنِّسْبَةُ إِليه *!-دُبَّاوِيٌّ *!-ودُبِّيٌّ .
( و ) *!الدَّبَبُ ( كَسَبٍ : وَلَدُ البَقَرَةِ أَوَّلَ ما تَلِدُهُ ) نقله الصاغانيّ .
( *!ودِبَّى حَجَلْ ، بالكَسْرِ ) وفتْحِ الحاءِ والجيمِ ( لُعْبَةٌ لَهُمْ ) ، عن الفَرّاءِ .
____________________

(2/399)



وفي الحديث ( وحمَلَهَا على حِمَارٍ مِن هذه *!الدِّبَابَةِ أَيِ الضِّعَافِ التي تَدِبُّ في المَشْيِ ولا تُسرع .
*!والمِدْبَبُ كمِنْبَرٍ : الجَمَلُ الذي يَمْشِي دَبَادِبَ ، عن ابن الأَعرابيّ .
وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : دَبَّ الجَدْوَلُ ، *!وأَدَبَّ إِلَى الرَّوْضَةِ جَدْوَلاً ، وإِنَّهُ *!لَيَدِبُّ دَبِيبَ الجَدْوَلِ .
وشَجَرَةُ *!الدُّبِّ : شَجَرَةُ النِّلْكِ ، نَقَلَه الصاغانيّ .
وكَكَتَّانٍ : دَبَّابُ بنُ محمدٍ ، عن أَبِي حازمٍ الأَعْرَجِ ، ومُرَّةُ بنُ دَبَّابٍ البَصْرِيُّ تَابِعِيٌّ ، وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن الدَّبَّابِ الزَّاهِدُ ، عن أَبِي القَاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ ، وعَلِيُّ بنُ أَبِي الفَرَجِ بن *!الدَّبَّابِ ، عن ابنِ المَادِح مات سنة 619 وحَفِيدُه أَبُو الفَضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الدَّبَّابِ الوَاعِظُ ، سَمعَ من أَبِي جَعْفَرِ بنِ مُكرم وعنه : أَبُ العَلاَءِ الفَرَضِيُّ ، وكانَ جَدُّهُمْ يَمْشِي بِسُكُونٍ ، فَقِيلَ لَهُ : الدَّبَّابُ ، ودَبَّابُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عامرِ بنِ الحارث بنِ سعدِ بنِ تَيْم بنِ مُرَّةَ مِنْ رَهْطِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وابْنُهُ الحُوَيْرِثُ بنُ دَبَّابٍ ، وآخَرُونَ .
دجب : ( الدَّجُوبُ كَشَكُورٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هو ( الوِعَاءُ ) أَ ( والغِرَارَةُ ) هكذا في المحكم بأَوْ العَاطِفَةِ ( أَوْ ) هُوَ ( جُوَيْلِقٌ ) خَفِيفٌ ، تَصْغِيرُ جُوَالِقٍ ( يَكُونُ مَعَ المَرْأَةِ في السَّفَرِ للطَّعَامِ وغَيْرِه ) قال :
هَلْ فِي دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ
وَذِيلَةٌ تَشْفِي مِنَ الأَطِيطِ
مِنْ بَكْرَةٍ أَوْ بَازِلٍ عَبِيطِ
الوَذِيلَةُ : قِطْعَةٌ مِنْ سَنَامٍ تُشَقُّ طُولاً ، والأَطِيطُ : عَصَافِيرُ الجُوعِ .
دحجب : ( الدَّحْجَابُ بالكَسْرِ والدُّحْجُبَانُ بالضَّمِّ ) أَهْمَلَهُ الجوهَرِيّ والصاغَانيّ ،
____________________

(2/400)


وقال الهَجَرِيُّ في نوادِره : هُوَ ( مَا عَلاَ مِنَ الأَرْضِ كالحَرَّةِ ) والحَزِيزِ ، نَقَلَه صاحبُ اللسان .
دحب : ( دَحَبَهُ كمَنَعَهُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد : أَي ( دَفَعَهُ ) والدَّحْبُ ) الدَّفْعُ ، كالدَّحْمِ ، ( و ) قد دَحَبَ ( جَارِيَتَهُ ) يَدْحَبُهَا ( دَحْباً ودُحَاباً ، بالضَّمِّ : جَامَعَهَا ) كدَحَمهَا يَدْحَمُهَا . والدَّحْبُ في الجِمَاعِ كِنَايَةٌ عن النِّكَاحِ ، والاسمُ الدُّحَابُ بالضَّمِّ ، ( كدَحْبَاهَا يُدَحْبِيهَا ) دِحْبَاءً نَكَحَهَا .
( ودُحَيْبَةُ كجُهَيْنَةَ : امْرَأَةٌ ) كلُّ ذلك عن ابن دريد .
( ) ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
غَنَمٌ دُحَبَةٌ كهُمَزَةٍ أَي كَثِيرَةٌ ، نقله الصاغانيّ .
دحقب : ( دَحْقَبَهُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد : أَي ( دَفَعَهُ مِنْ وَرَائِهِ دَفْعاً عَنِيفاً ) : وقد أَهمله صاحب اللسان أَيضاً .
دخدب : ( جَارِيَةٌ دَخْدَبَةٌ بفتح الدَّالَيْنِ و ) دِخْدِبَةٌ ( بكَسْرِهِمَا ) أَهمله الجوهريّ ، وقال الليث : أَي ( مُكْتَنِزَةُ ) اللَّحْمِ .
ددب : ( *!الدَّيْدَبُ ) أَهمله الجوهريّ وقال الصاغانيّ : هو ( حِمَارُ الوَحْشِ ، والرَّقِيبُ و ) قال الأَزهريّ : الدَّيْدَبُ ( الطَّلِيعَةُ ) قُدَّامَ العَسْكَرِ ( *!كالدَّيْدَبَانِ ، وهُوَ مُعَرَّبٌ ) قال أَبو منصور : أَصله دِيذَه بَانْ فَغَيَّرُوا الحَرَكَةَ وجُعِلَتِ الذَّالُ دَالاً ، وقالوا *!دَيْدَبَانٌ لمَّا أُعْرِبَ . و :
____________________

(2/401)



أَقَامُوا *!الدَّيْدَبَانَ عَلَى يَفَاعٍ .
*!والدَّيْدَبَانُ : هُوَ الرَّبِيئَةُ ، كذا في ( الأَساس ) .
*!والدَّيْدَبُونُ ( كالدَّدَنِ والدَّدِ هُوَ ( اللَّهْوُ ) ذكره الأَزهريّ عن ابن الأَعْرَابيّ ، *!ودَيْدَبَ : غَمَزَ ، مَجَازٌ ( هَذَا موضعُ ذِكْرِه لا النُّونُ ) فإِنَّها زَائدةٌ فلا يُعْتَبَرُ بها ( وَوَهِمَ الجوهريُّ ) كما قاله الصاغانيّ ، نقل شيخنا عن أَبي حَيَّانَ في ( شرح التسهيل ) ، وابنِ عُصْفُور في ( الممتنع ) : أَنه كَزيْزفُون ، وقال ابن جِنّي : إِنَّ وَزْنَ زَيْزَفُون فَيْعَلُول ، وأَبُو حَيَّانَ : فَيْفَعُول ، وعلى كلّ فمَحَلُّه النُونُ فلا وَهَمَ يُنْسَبُ للجوهريّ : قلتُ : وسيأْتي تفصيلِ ذلك في ( دين ) وفي ( ددن ) .
درب : ( الدَّرْبُ ) مَعْرُوفٌ ، قالُوا : الدَّرْبُ : ( بَابُ السِّكَّةِ الوَاسعُ ) وفي ( التهذيب ) الوَاسِعَةِ ( و ) هو أَيضاً ( البَابُ الأَكْبَرُ ) والمَعْنَى وَاحِدٌ ( ج دِرَابٌ ) كرِجَالٍ ، أَنشد سيبويه :
مِثْل الكِلاَبِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرَابِهَا
وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا مِنَ الخِزْبَازِ
ودُرُبٌ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ ، وعليه اقتصر في شفاءِ الغليل ( وكُلُّ مَدْخَلٍ إِلى الرُّومِ ) دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا ( أَو النَّافِذُ مِنْهُ بالتَّحْرِيكِ ، وغَيْرُه ) أَي النَّافِذِ ( بالسُّكُونِ ) وأَصْلُ الدَّرْبِ : المَضِيقُ في الجِبَالِ ، ومنه قَوْلُهُمْ : أَدْرَبَ القَوْمُ إِذَا دَخَلُوا أَرْضَ العَدُوِّ مِن بِلاَدِ الرُّومِ ، وفي حديث جَفر بنِ عَمْرٍ و ( وأَدْرَبْنَا ) أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ ، ( و ) الدَّرْبُ ( : المَوْضِعُ ) الذِي ( يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْرُ لِيَقِبَّ ) أَي يَيْبَسَ ( و ) الدَّرْبُ ) ( : ة باليَمَنِ ، و : ع بنَهَاوَنْدَ ) من بلاد الجَبَلِ ، منه أَبو الفَتْحُ منصورُ بن المُظَفَّرِ المُقْرِىءُ الدَّرْبِيُّ النَّهَاوَنْدِيّ ، قال أَبُو الفَضْلِ المَقْدِسِيُّ : حدَّثنا عنه بعضُ المتأَخرين ، وفي قول امرىء القيس :
____________________

(2/402)



بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ
موضعٌ بالرُّومِ معروفٌ ، على ما اختاره شُرَّاحُ الديوان قاله شيخُنَا .
( ودَرِبَ بهِ كَفَرِحَ دَرَباً ) ولَهِجَ لَهَجاً وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتَادَ الشيءَ وأُورِعَ به ، قاله أَبو زيد ، ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً ( ودُرْبَةً بالضَّمِّ : ضَرِيَ ) به ( كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ ) أَي اعْتَادَ ( ودَرَّبَه بِهِ وعَلَيْهِ وفِيهِ تَدْرِيباً : ضَرَّاهُ ) وأَلَّبَ عليه ، ودَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدِ حَتَّى قَوِيَ ومَرَنَ عليها ، عن اللحيانيّ ، ( و ) منه ( المُدَرَّبُ كمُعَظَّمٍ ) مِنَ الرِّجالِ ( المُنَجَّدُ ، و ) المُدَرَّبُ : ( المُجَرَّبُ ، و ) المُدَرَّبُ ( : المُصَابُ بالبَلاَيَا ) وبالشَّدَائِدِ ( و ) المُدَرَّبُ ( : الأَسدُ ) ذَكَره الصاغانيّ ، ( و ) المُدَرَّبُ ( مِنَ الإِبِلِ : المُخْرَّجُ المُؤدَّبُ ) الذِي قد أَلِفَ الرُّكُوبَ و ) السَّيْرَ ، أَي ( عُوِّدَ المَشْيَ في الدُّرُوبِ ) فصارَ يَأْلَفُهَا ويَعْرِفُهَا فلا يَنْفِرُ ، ( وهي ) مُدَرَّبَةٌ ، ( بهَاءٍ ) ، وفي حديث عمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ ( وكَانَتْ نَاقَتُهُ مُدَرَّبَةً ) ( وكُلّ ما في معناهُ مما جاءَ عَلَى ) بِنَاءِ ( مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ ) فيه ( جائزَانِ في عَيْنِهِ ) كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوِه ( إِلاَّ المُدَرَّبَ ) فإِنَّهُ بالفَتْحِ فقطْ ، وهذه قَاعِدةٌ مُطَّرِدَةٌ .
( والدُّرْبَةُ ، بالضَّمِّ ) : الضَّرَاوَةُ ( عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ علَى الأَمْرِ والحَرْبِ ) بالجَرِّ ، على أَنَّه معطوفٌ على الأَمْرِ ففيه تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ ، ويوجدُ في بعض النسخ بالرَّفْعِ فيكون معطوفاً على جَرَاءَة ، وأَحسنُ من هذا عبارة لسان العرب : والدُّرْبَةُ : عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ على الحرْبِ وكلِّ أَمرٍ ، وقد دَرِبَ بالشَّيْءِ ( كالدُّرَّابَةِ بِالضَّمِّ ) ، ظاهِرَهُ أَنه كثُمَامَةٍ ، والحالُ أَنه مشَّدَّدٌ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌ
مَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ
وتقولُ : ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ
____________________

(2/403)


حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً ، قال كعب بن زهير :
وفي الحلمِ إِدْهَانٌ وفي العَفْوِ دُرْبَةٌ
وفي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ
( و ) الدُّرْبَةُ بالضَّمِّ ( : سَنَامُ الثَّوْرِ الهَجِين ، و ) دَرِبَ البَازِي علَى الصَّيْدِ ، ودَرَّبَ الجَارِحَةَ : ضَرَّاهَا على الصَّيْدِ و ( عُقَابٌ دَارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ كفَرِحَةٍ ) مُعَوَّدٌ عليه وبه ( وقد دَرَّبْتُهُ ) أَيِ البَازِيَ على الصيد ( تَدْرِيباً ) أَي ضَرَّبْتُه .
( وجَمَلٌ ) دَرُوبٌ ( ونَاقَةٌ دَرُوبٌ ) كصبورٍ : مُذَلَّلٌ ، وهو من الدُّرْبَةِ .
( و ) قال اللِّحْيَانيّ : بَكْرٌ ( دَرَبُوب ) وتَرَبُوتٌ ، التَّاءُ بَدَلٌ عن الدَّالِ كما يَأْتِي في حرف التاءِ المُثَنَّاةِ الفوْقِيَّةِ إِن شاء الله تعالى ( مُحَرَّكَةً ) أَي ( ذَلُولٌ ) ، وكذلك ناقةٌ دَرَبوتٌ ، ( أَو هي ) أَي دَرَبُوتٌ ( : التي إِذا أَخَذْتَ ) بالخطاب ( بمِشْفَرِهَا ونَهَزْتَ ) بالخطاب ( عَيْنَهَا تَبِعَتْكَ ) .
( والدَّرْبَانِيَّةُ ) بالفتح ( : ضَرْبٌ من ) جِنْسِ ( البَقَرِ تَرِقُّ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهَا ، و ) كانت ( لها أَسْنِمَةٌ ) جمع سَنَامٍ ، واحدُهَا دَرْبَانِيٌّ ، والجمع : دِرَابٌ ، وأَمَّا العِرَابُ فَمَا سَكَنَتْ سَرَوَاتُهُ ، وغَلُظَتْ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهُ ، واحدها عَرَبِيٌّ ، والفِرَاشُ مَا جَاءَ بيْنَ الدِّرَابِ والعِرَابِ ، وتكونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صِغَارٌ وتَسْتَرْخِي أَعْيَابُهَا ، واحدها فَرِيشٌ .
( و ) دَرِبَ بِالأَمْرِ : دُرْبَة وتَدرَّبَ ، وهو دَرِبٌ : عالِمٌ .
و ( الدَّارِبَةُ : العَاقِلَةُ والحَاذُقَةِ بصِناعَتِهَا ) وهو الدَّارِبُ : الحَاذِقُ بصِنَاعَتِه ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، ( و ) الدَّارِبَةُ أَيضاً ( : الطَّبَّالَةُ ) ، وأَدْرَبَ كدَرْدَبَ ودَبْدَبَ ، إِذا صَوَّتَ بالطبْلِ .
( ودَرْبَى فُلاناً ) يُدَرْبِيهِ دِرْباءً ، إِذا ( أَلْقَاهُ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
اعْلَوَّطَا عَمْرَاً لِيُشْبِيَاهُ
في كُلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ
____________________

(2/404)



يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيَاهُ فيمَا يكْرَهُ .
( والدُّرُبُ كعُتُلَ : سَمَكٌ أَصْفَرُ ) كأَنَّهُ مُذْهَبٌ ) .
( ودَرْبَى كَسَكْرَى : ع بالعِرَاقِ ) وضَبَطه الصاغانيّ بضَمِّ الدّالِ والرَّاءِ المُشَدَّدَةِ ، وقال : هو في سَوَادِ العِرَاقِ شَرْقِيَّ بَغْدَادَ ، انتهى ، والمشهورُ بِالنسبةِ إِليه : أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ إِسماعيلَ القَطَّانُ ، عُرِفَ بالدَّرْبِيّ ، من أَهل بغدادَ من الثِّقَاتِ ، رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي ، وابنُ شاهِينَ الواعظُ وغيرُهما .
( والدَّرْدَبَةُ سَتَأْتِي ) قريباً ، وهنا ذَكَرَهُ الجوهريّ والصاغانيّ .
( و ) أَبُو طاهِرٍ ( أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الدُّرَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيِّ : مُحَدِّثٌ ) نِسْبَة إِلى الجَدِّ ، سَمِعَ على التَّاجِ عبدِ الخَالِقِ وغيره . وبنو دُرَيْبٍ كزُبير : قَبِيلَةٌ منهم أُمَرَاءُ حَلْيٍ وصَبْيَا من اليَمَنِ .
( والتَّدْرِيبُ : الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرَارِ ) يقال : دَرَّبَ ، وفي الحديث عن أَبي بكرٍ ( لاَ يَزَالُونَ يَهْزِمُونَ الرُّومَ ، فإِذَا صَارُوا إِلى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ ) أَرادَ الصَّبْرَ في الحَرْب وَقْتَ الفِرَارِ ، وأَصْلُه مِنَ الدُّرَبَةِ : التَّجْرِبَةِ ، ويجوزُ أَنْ يَكُونَ من الدُّرُوب وهي الطُّرُقُ كالتَّبْوِيبِ من الأَبْوَابِ ، يَعْنِي أَن المَسَالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفِ الحرْبُ .
( والدَرْبَانُ ) بالفَتْح ( ويُكْسَرُ : البَوَّابُ ، فَارِسِيَّةٌ ) عُرِّبَتْ ، ومَعْنَاهُ حَافِظُ البَابِ ، وسَيَأْتِي للمصنّف في دَرْبَنَ ، وهناك ذَكَرَه الجوهريُّ ، على الصحيح .
ودَرْبُ ساك : موضعٌ بالشَّأْمِ ، ودَرْب الحَطَّابِينَ بِبغدادَ ، ومَحَلَّةٌ من مَحَلاَّتِ حَلَبَ بالقُرْبِ من باب أَنْطَاكِيَة ، كانت بها منازلُ بَنِي أَبِي أُسَامَةَ ، ودَرْبُ فَرَاشَةَ ، ودَرْبُ الزَّعْفَرَانِ ، ودَرْبُ الضَّفَادِعِ ، من مَحَلاَّتِ بَغْدَادَ ، منَ الأَولِ : أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّبَّاسُ ، ومن الثاني : أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ
____________________

(2/405)


المُجَهز ، ومن الثَّالِثِ : أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى البَرْبَهَارِيّ ، ودَرْبُ الشاكِرِيَّةِ إِحْدَى المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ ، سَكَنَهَا أَبُو الفَضْلِ السَّلاَمِيُّ ، ودَرْبُ القَيَّار ، إِليها أَبُو الفُتُوحِ محمَّدُ بنُ أَنْجبَ بن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ ، ذَكَرهُ أَبُو حَامِدٍ المَحْمُودِيُّ .
ودِيَرْبُ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ اليَاءِ التحْتِيَّةِ وسُكُونِ الرَّاءِ سَبْعَةُ قُرًى بمصرَ ، الأُولَى : دِيَرْبُ حَيَّاش ، وتُعْزَى إِلى صافُور ، والثانية دِيَرْبُ نَجْمٍ وتُعْزَى إِلى فِلِيتَ ، وهُمَا من إِقْلِيمِ بُلْبَيْس ، وثلاثَةٌ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ ، إِحْدَاهَا المُضَافَةُ إِلى بَلَجْهورَة ، والاثْنَتَانِ : البَحْرِيَّةُ والقِبْلِيَّةِ ، واثْنَتَان مِنَ الغَرْبِيَّةِ .
درجب : ( دَرْجَبَت النَّاقَةُ وَلَدَهَا ) أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : أَي ( رَئِمَتْهُ ) وهُو قَلْبُ دَرْبَجَت ، كما سيأْتي .
درحب : ( الدِّرْجَابَةُ بالكَسْرِ والحَاء المُهْمَلَةِ ) همله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال ابنُ فارسٍ : هو ( القَصِيرُ ) كالدِّرْحَايَةِ بِاليَاء ، نقله الصاغانيّ .
دردب : ( الدَّرْدَبَة ) أَهمله الجوهريّ : وذَكَر بعضَ ما يتَلَّقُ به في ( دَرَبَ ) وكذا الصاغانيّ ، وأَفْرَدَه المصنفُ بتَرْجَمَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ فصَوَابُ كَتْبِه بالمِدَادِ الأَسْوَدِ ، وهو ( عَدْوٌ كعَدُوِ الخَائِفِ ) المُتَرَقِّبِ ( كأَنَّه يَتَوقَّعُ مِن وَرَائِهِ ) خَوْفاً ( فَيَعْدُو ) تَارَةً ( ويَلْتَفِتُ ) تَارَةً أُخْرَى .
( والدَّرْدَابُ ) كالدَّرْدَبَةِ ، واقْتَصَر عليه السُّهَيْلِيُّ في ( الرَّوْضِ ) ( : صَوْتُ الطَّبْلِ ، و ) منه ( الدَّرْدَبِيُّ ) وهُو ( الضَّرَّابُ بالكُوبَةِ ) بالضَّمِّ ، لآلَةٍ من آلاَتِ اللَّهْوِ كالطَّبْلِ .
( و ) يقال : ( امْرَأَةٌ دَرْدَبٌ ) كَجَعْفَرٍ : إِذا كانت ( تَذْهَبُ ) بالنَّهَارِ ( وتَجِيءُ باللَّيْلِ ) .
____________________

(2/406)



وفي ( المَثَلِ ) :
دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّهُ الثِّقَافُ )
قاله الجوهريّ في ( درب ) والثِّقَافُ : خَشَبَةٌ تُسَوَّى بها الرِّمَاحُ ( أَي خَضَعَ وذَلَّ : يُضْربُ لِمَنْ يَمْتَنِعُ مما يُرَادُ منه ثُمَّ يَذِلُّ وَيَنْقَادُ ، قال شيخُنَا : ومثلُه :
عَجْعَجَ لَمَّا عَضَّهُ الظِّعَانُ
وهو في ( مجمع الأَمثال ) للميدانيّ .
درعب : ( ادْرَعَبَّتِ الإِبْلُ ) بالبَاءِ ، أَهمله الجماعةُ ، وهي لغةٌ في ( ادْرَعَفَّت ) بالفَاءُ وزْناً ومَعْنًى .
دعب : ( دَعَبَ كمَنَعَ : دَفَعَ ، وجَامعَ ، ومَازَحَ ) مع لَعِبٍ ، كَذَا خَصَّصهُ بعضُهم ( و ) فلانٌ فيه ( الدُّعَابَة ) هي ( والدُّعْبُب ) كقُنْفُذٍ ( بِضَمِّهِمَا : اللَّعِبُ ) ، ويأْتِي في الأَوْصَافِ ، فهو يُسْتَعْملُ مصدراً ، وصِفةَ مبالغةٍ ، أَو أَصالةً ، والأَولُ أَظْهَرُ ، قاله شيخُنا ، ( و ) يقال ( دَاعَبَهُ ) مُدَاعَبَةً ( : مَازَحَهُ ) ، وتَدَاعَبُوا ، ( ورَجُلٌ دَّابَةٌ ، مُشَدَّداً ) الهاءُ للمُبَالَغَةِ .
( ودَعِبٌ ، كَكَتِفٌ ، ودُعُوبٌ ، كقُنْفُذٍ ودَاعِبٌ ) أَي ( لاَعِبٌ ) مَزَّاحٌ يَتَكَلَّمُ بما يُسْتَمْلَحُ ، ويقال : المُؤْمِنُ دَعِبٌ لَعِبٌ ، والمنافِقُ عَبِسٌ قَطِبٌ .
( والدُّعْبُوبُ ، كعُصْفُورٍ : نَمْلٌ سُودٌ كالدُّعَابَةِ بالضَّمِّ ، و ) قال أَبو حنيفةَ : الدُّعْبُوبُ ( حَبَّةٌ سَوْدَاءُ تُؤْكَلُ ) إِذَا أَجْدَبُوا ( أَوْ ) هُوَ ( أَصْلُ بَقْلَةٍ تُقْشَرُ وتُؤْكَلُ ، و ) الدُّعْبُوبُ ( : المُظْلِمَةُ مِنَ اللَّيَالِي ) ويقالُ : لَيْلَةٌ دُعْبُوبٌ ، إِذا كانت لَيْلَةً سَوْدَاءَ شديدَةً ، قال إِبراهيمُ بنُ هَرْمَةَ :
وَيَعْلَمُ الضَّيْفُ إِمَّا سَاقَهُ صَرَدٌ
أَوْ لَيْلَةٌ مِنْ مُحَاقِ الشَّهْرِ دُعْبُوبُ
( و : الطَّريقُ المُذَلَّلُ ) المَسْلُوكُ ( الوَاضِحُ ) لِمَنْ سَلَكَ ، قال أَبُو خِرَاشٍ : طَرِيقُهَا سَرِبٌ بِالنَّاسِ دُعْبُوبُ .
____________________

(2/407)



( و ) الدُّعْبُوبُ : الرَّجُلُ ( القَصِيرُ الدَّمِيمُ ) الحَقِيرُ ، ( والضَّعِيفُ الذي يُهْزَأُ ) أَي يُسْخَرُ ( مِنْهُ ، و ) الرجلُ ( النَّشِيطُ ، والمُخَنَّثُ ) المَأْبُونُ ، قال أَبُو دُوَادٍ الإِيَادِيُّ :
يَا فَتًى مَا قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو
بٍ وَلاَ مِنْ قُوَارَةِ الهِنَّبْرِ
الهِنَّبْرُ : الأَدِيمُ . ( و : الأَحْمَق ) المُمَازِحُ ( و : الفَرَسُ الطَّوِيلُ ) .
( والدُّعْبُبُ ، كقُنْفُذٍ : المُغَنِّي المُجِيدُ ) في غِنَائِهِ ( و : الغُلاَمُ الشَّابُّ البَضُّ : التَّارُّ ( و : ثَمَرُ نَبْتٍ ) عن ابن دُرَيْد ، ( أَوْ ) هو النباتُ بِنَفْسِه ، وهو ( عِنَبُ الثَّعْلَبِ ) بلُغَةِ اليَمَنِ ، وقد جاءَ في قول النَّجَاشِيِّ الرَّاجزِ :
فِيهِ ثَآلِيلُ كحَبِّ الدُّعْبُبِ
قِيلَ : أَصْلَهُ الدُّعُبُوبُ فَحَذَفَ الوَاوَ كما يُقْصَرُ المَمْدُودُ .
( وتَدَعَّبَ عَلَيْهِ : تَدَلَّلَ ) ، من الدَّلاَلِ .
( وتَدَاعَبُوا : تَمَازَحُوا ) ويقال : إِنَّهُ لَيَتَدَاعَبُ عَلَى النَّاسِ ، أَي يَرْكَبُهُمْ بِمِزَاح وخُيَلاَءَ ، ويَغُمُّهُمْ وَلاَ يَسُبُّهُمْ .
( والأَدْعَبُ ) كالدُّعْبُبِ ( : الأَحْمَقُ ، والاسْمُ ) منه ( الدُّعَابَةُ ، بالضَّمِّ ) وقد تَقَدَّمَ .
( و ) من المجازِ ( مَاءٌ دَاعِبٌ : يَسْتَنُّ في سَيْلِهِ ) كذَا في النسخِ أَي جَرْيِهِ ، ومِيَاهٌ دَوَاعِبُ ، وفي ( التكملة ) : في سَبِيلِهِ ، ولعلَّه الصوابُ ، ( و ) كذَا ( رَيحٌ دَاعِبَةٌ و ( دُعْبُبَةٌ ، بالضَّمِّ : شَدِيدَةٌ ) تَذْهَبُ بكلِّ شَيْءٍ ، ورِيَاحٌ دَوَاعِبُ ، كَمَا تَقُولُ لَعِبَتْ بِهِ الرِّيَاحُ .
دعتب : ( دَعْتَب كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريّ وقال ابن دريد : هو ( ع ) قال : وقد جاءَ في شِعْرٍ شَاذَ أَنْشَدْنَاهُ أَبُو عُثْمَانَ لِرَجُلٍ من بَنِي كَلْبٍ :
حَلَّتْ بِدَعْتَبَ أُمُّ بَكْرٍ والنَّوَى
مِمَّا يُشَتِّتُ بالجَمِيعِ ويَشَعْبُ
قال : وليسَ تأْليف دعتب بصحيحٍ .
قلتُ : فإِذاً لا يَصِحُّ استِدْرَاكُه على الجوهريّ ، لأَنه ليس على شَرْطِه .

____________________

(2/408)


دعرب : ( الدَّعْرَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد هُوَ ( العَرَامَةُ ) هكذا في ( النسخ ) ، ومثله في ( الجمهرة ، والتكملة ) وفي بعضها بالغين مع الميم ، وفي أُخرى بالغين والفاءِ ، وفي بعضها : الفِرَاسَةُ ، قال شيخنا : وهِيَ مُتَقَارِبَةٌ عند التأَمل .
دعسب : ( الدَّعْسَبَةُ ) بالسِّينِ المهملة ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد : هو ( ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ ) ، نقله الصاغانيّ .
دعشب : ( دَعْشَبٌ ) بالشِّين المعجمة ( كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( اسْمٌ ) ، كذا في ( التكملة ) .
دعلب : دكب : ( المَدْكُوبَةُ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هي ( المعْضُوضَةُ ) ، كذا في ( النسخ ) ، وهو الصوابُ ، وفي أُخْرَى : المَعْضُوبَةُ ( مِنَ القِتَالِ ) .
دلب : ( الدُّلْبُ ، بالضَّمِّ شَجَرٌ ) كذا في ( الصحاح ) ، وقال ابنُ الكُثْبِيّ : هو شَجَرٌ عَظِيمٌ معروفٌ ، وَرَقُه يُشْبِهُ وعرَقَ الخِرْوَعِ إِلاَّ أَنَّه أَصْغَر منه ، وَمَذَاقه مُرٌّ عَصفٌ وله نُوَّارٌ صِغَارٌ ، ومثل في ( التذكرة ) ، وفي ( الأَساس ) : الدُّلْبُ : شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ النَّوَاقِيسُ ، تقول : هو مِن أَهْلِ الدُّرْبَةِ بمُعَالَجَةِ الدُّلْبَةِ أَي هُوَ نَصْرَانِيّ ، و ( : الصِّنَّار ) بكسر المهملة وتشديد النون ، كذا هو مضبوط في نسختنا ضَبْطَ القَلَمِ ، ويأْتي للمؤلف الصِّنارُ ، ويقول فيه : إِنَّه مُعَرَّبٌ ، وهو كذلك بالفارسِيْة جَنَار كسحاب ، وقد يوجد في بعض النسخ : الدُّلْبُ بالضَّم : الصِّنَار ، وهو الأَصَحُّ
____________________

(2/409)


( واحدته ) دُلْبَةٌ ( بهاءٍ ، وأَرْضٌ مَدْلَبَةٌ ) عَلَى مَفْعَلَة ( كَثِيرَتُهُ ) .
( و ) الدُّلْبُ ( : جُنْسٌ مِنَ السُّودَانِ ) أَي مِنْ سُودَانِ السِّنْدِ ، وهو مقْلُوبٌ مِن الدبل والدَّيْبل ) .
( والدَّالِبُ : الجَمْرَةُ لاَ تُطْفَأُ ) .
( والدُّلْبةُ بالضَّمِّ : السَّوَادُ ) كاللُّسْعَةِ .
( والدُّولاَبُ ، بالضَّمّ ويُفْتَح ) ، حكاهُمَا أَبو حنيفةَ عن فُصحَاءِ العَرَبِ ( : شَكْلٌ كالنَّاعُورَةِ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وهي السَّاقِيَةُ عِنْدَ العَامّة ( يُسْتَقَى بِهِ المَاءِ ) أَو هي النَّاعُورَة بنَفْسِهَا ، على الأَصَحِّ ، وسَقَى أَرْضَهُ بالدَّوْلاَبِ ، بالفَتْحِ ، وهُمْ يَسْقُونَ بالدَّوَالِيبِ ، وهو ( مُعَرَّبٌ ) كذا في ( الأَساس ) ، وللدُّولاَبِ مَعَانٍ أُخَرُ لم يَذْكُرْهَا المؤلف ( وبالضَّمِّ : ع ) أَوْ قَرْيَةٌ بالرَّيِّ كما في ( لبّ اللُّبَابِ ) ، والذي في ( المَرَاصِدِ ) أَن الفَتْحَ أَعْرَفُ منَ الضَّمِّ وفي مشترك ياقُوت أَنه مَوَاضِعُ أَرْبَعَةٌ أَو خَمْسة .
والحافِظُ أَبُو بَكْرِ بنِ الدُّولاَبِيّ ، ومُحَمَّدُ بنُ الصّباحِ الدّولاَبِيُّ مُحَدِّثَانِ مَشْهُورَانِ ، الأَوَّلُ له ذِكْرٌ في ( شُرُوحِ البُخَارِيِّ ) و ( الشِّفَاءِ ) و ( المَوَاهِبِ ) ، والثاني رأَيتُه في كتاب ( المجالسة ) للدِّينَوَرِيِّ وفي جُزءٍ من عَوَالي حديث ابنِ شاهدٍ الجُيُوشِيِّ ، هو بخَطِّ الحافظ رِضْوَانِ العُقْبيّ ، ونَصُّهُ : مُحَمَّدُ بن الهَيَّاج ، بَدَلَ الصَّباحِ ، وأَخرج حديثه من طريق إِبراهيم بن سَعْدٍ عن أَبيهِ ، ويحتملُ أَنَّ هذه النِّسْبَةَ لِعَمَلِ الدُّولاَبِ أَو لِقَرْيَةِ الرَّيِّ ، واللَّهُ أَعلم .
( ) وفاتَ المؤلفَ :
إِدْلِبُ كزِبْرِج وهُمَا قَرْيَتَانِ من أَعْمَالِ حَلَبَ ، الصُّغْرَى والكُبْرَى .
دلعب : ( الدِّلَعْبُ كَسِبَحْلٍ ) أَهمله الجوهريّ وقال ابن دريد : هو ( البَعِيرُ الضَّخم ) نقله الصاغانيّ .

____________________

(2/410)


دنب : ( الدِّنَّبُ ) بالكسر والتشديد ( كقِنَّبٍ والدِّنَّبَةُ ) بالهَاءِ ( والدِّنَابَةُ ) بالكَسْرِ وتَخْفِيفِ النُّونِ هو ( القصِيرُ ) .
ودُنْبٌ كجُنْدٍ ، فارِسِيَّةٌ ، اسْتُعْمِلَ مَعْنَاهُ الذَّنْبُ .
( و ) الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ( أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عليّ بنِ ثابتٍ الأَزَجِيُّ ) بنِ أَحْمَدَ بنِ دُنْبَانَ كعُثْمَانَ ( الدُّنْبَائِيُّ بالضَّمِّ مُحَدِّثٌ ) من بابِ الأَزَجِ رَوَى عن الأُرْمَوِيِّ ومات سنة 601 .
دنحب : ( الدَّنْحْبَة بالحَاءِ المهْمَلَةِ ) والنون والباء ، أَهمله الجماعة ، وقال الصاغانيّ : هي ( الخِيَانَة ) .
دوب : ( *!دَابَ ) *!يَدُوبُ ( *!دَوْباً ، كَدَأَبَ ) بالهَمْزِ في معانِيه ، وقد تقدمت .
( *!ودُوبَانُ بالضَّمِّ : ة بالشَّأْمِ قُرْبَ صُورَ ) ، نقله الصاغانيّ ، وسيأْتي لها ذكر في : دبن .
دهب : ( الدَّهْبُ بالفَتْحِ ) ( وسُكُونِ الهَاءِ وقد اسْتُدْرِك عليه ذِكْرُ قَوْلِه بالفَتْحِ ، أَهمله الجماعةُ ، وقال الصاغانيّ : هو ( العَسْكَرُ المُنْهَزِمُ ) .
دهلب : ( الدَّهْلَبُ كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجماعة وقال الصاغانيّ : هو الرَّجُلُ ( الثَّقِيلُ و ) دَهَلَبٌ ( اسْم شاعرٍ ) كذا في ( التكملة ) .
2 ( فصل الذال ) مع المُعْجَمَة ) 2
ذأَب : ( *!الذِّئْبُ بالكَسْرِ ) والهَمْزِ ( ويُتْرَكُ هَمْزُهُ ) أَي يُبْدَلُ بحرفِ مَدَ مِنْ جِنْسِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَه كَمَا هو قِرَاءَة
____________________

(2/411)


وَرْشٍ والكسائيّ ، والأَصلُ الهَمْزُ ( : كَلْبُ البَرِّ ) تَفْسِيرٌ بالعَلَمِ ( ج *!أَذْؤُبٌ ) في القَلِيلِ ( *!وذِئَابٌ *!وذُؤْبَانٌ بالضَّمِّ ) *!وذِئْبَانٌ بالكسر ، كما في ( المصباح ) ، وقد يوجد في بعض النسخ كذلك ( وهِي ) *!ذِئبة ، ( بِهَاءٍ ) ، نقله ابنُ قُتَيْبَةَ في أَدَبِ الكاتب وصرَّح الفَيّوميّ بقِلَّته ( وأَرْضٌ *!مَذْأَبَة : كَثِيرَتُه ) كقولك : أَرْضٌ مَأْسَدَةٌ من الأَسَدِ ، وقد *!أَذْأَبَتْ ، قال أَبو عليّ في ( التَّذْكِرَة ) : ونَاسٌ مِنْ قَيْسٍ يَقُولُونَ : *!مَذْيَبَةٌ ، فَلاَ يَهْمِزُونَ ، وتَعْلِيلُ ذلك أَنَّه خَفَّفَ *!الذِّئْبَ تخْفِيفاً بَدَلِيًّا صَحِيحاً فَجَاءَتِ الهَمْزَةُ ياءً فَلَزِمَ ذلك عندَه في تصريفِ الكَلِمَة .
( ورَجُلٌ *!مَذْؤُوبٌ : ) فَزَّعَتْهُ الذِّئَابُ ، أَوْ ( : وَقَعَ الذِّئْبُ في غَنَمِهِ و ) تقولُ منه : ( قَدْ ذُئِبَ ) الرجُلُ ( كَعُنِيَ ) ، أَي أَصابَه الذِّئْبُ ، ( و ) في حديث الغَارِ ( فَتُصْبِح في *!ذُؤبَانِ النَّاسِ ) .
و ( ذُؤْبَانُ العَرَبِ : لُصُوصُهُمْ وصَعَالِيكُهُمْ ) وشُطَّارُهُمْ الذين يَتَلَصَّصُونَ ويَتَصَعْلَكُونَ لأَنَّهم *!كالذِّئَابِ ، وهو مجاز ، وذكره ابن الأَثير في ذوب ، وقال : الأَصْلُ في ذُوبَان الهَمْزُ ولكنه خُفِّفَ فانْقَلَبَتْ وَاواً .
( *!وَذِئَابُ الغَضَى ) ، شَجَرٌ يَأْوِي إِليه الذِّئْبُ ، وهم ( بَنُو كَعْبِ بنِ مالِكَ بنِ حَنْظَلَةَ ) مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، سُمُّوا بذلك لِخُبْثِهِمْ ، لاِءَنَّ ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئَابِ .
( و ) من المجاز ( *!ذَؤُبَ كَكَرُمَ وفَرِحَ ) *!يَذْأَبُ *!ذَآبَةً ( خَبُثَ ) وفي نسخة قَبُحَ ( وصَارَ كالذِّئْبِ ) خُبْثاً ودَهَاءٍ ، ( *!كَتَذَأَّبَ ) ، عَلَى تَفَعَّلَ ، وفي بعض النسخ على تَفَاعَلَ .
( و ) عن أَبي عمرو : ( *!الذِّئْبَانُ كسِرْحَانٍ الشَّعَرُ على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِهِ و ) قال الفراءُ : الذِّئْبَانُ : ( بَقِيَّةُ الوَبَرِ ) ، قال : وَهُوَ وَاحدٌ ، في ( لِسَانِ العَرَبِ ) قال الشيخُ أَبو محمد بنُ بَرِّيّ : لم يذكرِ الجوهَرِيُّ شاهداً على هذا ، قال : وَرَأَيْتُ على الحاشِيَة بيتاً شاهداً عليه لكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَةً :
____________________

(2/412)



عَسُوف بِأَجُوَازِ الفَلاَ حُمْيَرِيَّة
مَرِيس بِذِئْبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا
التَّلِيلُ : العُنْقُ ، والسَّبِيبُ : ( الشَّعَرُ الذي يكونُ مُتدَلِّياً على وَجْهِ الفَرَس من ناصِيَتِه ، جَعَلَ الشَّعَرَ الذي على عَيْنَيِ النَّاقَةِ بمَنْزِلَة السَّبِيبِ .
( *!والذِّئْبَانِ مُثَنًّى : كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَ العَوَائِذِ والفَرْقَدَيْنِ ، وأَظْفَارُ الذِّئْبِ : كَوَاكِبُ صِغَارٌ قُدَّامَهُمَا ، *!والذُّؤَيْبَانِ مُصَغَّراً : مَاءَانِ لَهُمْ ) نَقَلَهُ الصاغانيّ .
( *!وتَذَأَّبَ لِلنَّاقَةِ *!وتَذَاءَبَ ) لَهَا ، أَي ( اسْتَخْفَى لَهَا مُتَشَبِّهاً بالذِّئْبِ ليَعْطفَهَا عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا ) هذا تعبيرُ أَبي عُبَيْد إِلاَّ أَنَّهُ قال : مُتَشّبِّهَاً بالسَّبُعِ بَدَلَ الذِّئْبِ ، وما اخْتَارَه المُصَنِّفُ أَوْلَى لبَيَان الاشْتِقَاقِ .
( و ) من المجاز : *!تَذَاءَبَتِ ( الرِّيحُ ) *!وتَذَأَّبَتْ : اخْتَلَفَتْ و ( جَاءَتْ في ضَعْفٍ مِنْ هُنَا وهُنَا ، و ) *!تَذَاءَبَ ( الشيءَ : تَدَاوَلَهُ ) وأَصْلُه مِن الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ مِن وَجْهٍ جَاءَ من آخَرَ ، وعن أَبِي عُبَيْد : *!المُتَذَئِّبَةُ *!والمُتَذَائِبَةُ بوزن مُتَفَعِّلَةٍ ومُتَفَاعِلَةٍ ، من الرِّيَاح : التي تجىءُ من ها هنا مَرَّةً ومن ها هنا مَرَّةً ، أُخِذَ من فعلِ الذِّئْبِ ، لأَنَّهُ يَأْتِي كذلك ، قال ذو الرمّة يَذْكُرُ ثوراً وَحْشِيًّا :
فَبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ
تَذَاؤُبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ
وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه ( خَرَجَ إِليّ منكم جُنَيْدٌ *!مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ ) *!المُتَذَائِبُ : المُضْطَرِبُ ، من قَوْلِهِم : تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ : اضْطَرَب هُبُوبُهَا ، هذا ، وإِنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ ومَنْ تَبِعَه كالبَيْضَاوِيِّ صَرَّحُوا أَنَّ الذِّئْبَ مُشْتَقُّ مِنْ تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ إِذا هَبَّت مِن كُلِّ جِهَةٍ ، لاِءَنَّ الذِّئْبَ يَأْتِي مِن كُلِّ جِهَةٍ ، قال شيخنا : وفي وفي كَلاَمِ العَرَبِ ما يَشْهَدُ للقَوْلَيْنِ . 0
( وغَرْبٌ *!ذَأْبٌ ) مُخْتَلَفٌ بِهِ ، قال
____________________

(2/413)


أَبو عبيدة ، قال الأَصمعيُّ : وَلاَ أُرَاهُ أُخِذَ إِلاَّ مِنْ *!تَذَاؤُبِ الرِّيحِ وهو اخْتِلاَفُهَا ، وقيلَ غَرْبٌ *!ذَأْبٌ : ( كَثِيرُ الحَرَكَةِ بالصُّعُودِ والنُّزُولِ ) .
*!والمَذْءُوبُ : الفَزِعُ ، ( وذُئِبَ ) الرَّجُلُ ( كَعُنِيَ : فَزِعَ ) من أَيِّ شَيْءٍ كَانَ ، ( *!كَأَذْأَبَ ) قال الدُّبَيْرِيُّ :
إِنِّي إِذَا مَا لَبْثُ قَوْمٍ هَرَبَا
فَسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ *!وأَذْأَبَا
وحَقِيقَتُه من الذِّئْبِ .
( و ) *!ذَئِبَ الرَّجُلُ ( كَفَرِحَ وكَرُمَ وعُنِيَ : فَزِعَ مِنَ الذِّئْبِ ) خَاصَّةً .
( و ) *!ذَأَبَ الشَّيْءَ ( كَمنَع : جَمَعَهُ ) .
( و ) *!ذَأَبَهُ ( : خَوَّفَهُ ) *!وذَأَبَتْهُ الجِنُّ : فَزَّعَتْهُ وذَأَبَتْهُ الرِّيحُ : أَتَتْهُ مِن كُلِّ جانبٍ .
*!وذَأَبَ : فَعَلَ فِعْلَ الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ مِنْ وَجْهٍ جَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، ويقالُ للذي أَفْزَعَتْهُ الجِنُّ *!تَذَأَّبَتْهُ وتَذَعَّبَتْهُ .
( و ) ذَأَبَ البَعِيرَ *!يَذْأَبُهُ *!ذَأْباً ( : سَاقَهُ ، و ) ذَأَبَهُ *!ذَأْباً ( : حَقَرَهُ وطَرَدَهُ ) وذَأْمَهُ ذَأْماً ، وقيلَ : ذَأَبَ الرَّجُلَ : طَرَدَه وضَرَبَه كَذَأَمَهُ ، حكاه اللِّحيانيّ .
( و ) ذَأَبَ ( القَتَبَ ) والرَّحْلَ ( : صَنَعَهُ ، و ) ذَأَبَ ( الغُلاَمَ : عَمِلَ له ذُؤَابَةً ، كأَذْأَبَه ، وذَأَبَهُ و ) ذَأَبَ ( في السَّيْرِ ) وأَذْأَبَ ( : أَسْرَعَ ) .
( و ) قالوا : رَمَاه اللَّهُ بِدَاءِ الذِّئْبِ : الجُوعُ ) يَزْعَمُون أَنَّه ( لاَ دَاءَ له غَيْرُه ) ويقال : ( أَجْوَعُ مِنْ ذِئْبٍ ) ، لاِءَنَّهُ دَهْرَهُ جَائعٌ ، وقيل : المَوْتُ ، لأَنَّهُ لاَ يَعْتَلُّ إِلاَّ عِلَّةَ المَوْتِ ، ولهذا يقال ( أَصَحُّ مِنَ الذِّئْبِ ) ، ومن أَمثالهم في الغَدْرِ ( الذِّئْبُ يَأْدُو الغَزَالَ ) أَي يَخْتِلُه ، ومنها ( : ذِئْبَةُ مِعْزَى وظَلِيمٌ في الخُبْر ) أَي هو في خُبْثِه كذِئْبٍ وَقَعَ في مِعْزَى وفي اخْتِبَارِه كظَلِمٍ ، إِنْ قِيلَ لَهُ : طِرْ ، قَالَ : أَنَا جَمَلٌ ، أَوِ احْمِلْ ، قَالَ : أَنَا طَائِرٌ ، يُضْرَبُ للماكِرِ الخَدَّاعِ ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : هُوَ ذِئْبٌ في ثَلَّةٍ ، وأَكَلَهُمْ الضَّبُعُ والذِّئْبُ ، أَيِ
____________________

(2/414)


السَّنَةُ ، وأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ ، ضَبُعٌ وذِئْبٌ ، عَلَى الوَصْفِ ، انتهى .
وذِئْبُ يُوسُفَ يُضْرَبُ به المَثَلُ لِمَنْ يُرْمَى بِذَئْبِ غَيْرِه . ومِنْ كُنَاهُ أَبُو جَعْدَةَ ، سُئلَ ابنُ الزُّبَيْرِ عنِ المُتْعَةِ فقالَ : الذِّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةَ ، يَعْنِيَ اسْمُهَا حَسَنٌ وأَثَرُهَا قَبِيحٌ ، وقد جَمَعَ الصاغانيُّ في أَسمائِه كتاباً مُسْتَقِلاً على حروف المُعْجَمِ ، شَكَرَ اللَّهُ صنيعَهُ .
( وبنُو الذِّئْبِ ) بن حَجْرٍ ( بَطْنٌ ) مِنَ الأَزْدِ ، منهم سَطِيحٌ الكاهنُ قال الأَعشى :
مَا نَظَرَتْ ذَاتُ أَشْفَارٍ كَنَظَرَتِهَا
( حَقًّا ) كَمَا صَدَقَ *!-الذِّئْبِيُّ إِذْ سَجَعَا
وبَطْنٌ آخَرُ باليَمَنِ .
( وأَبُو *!ذُؤَيْبَةَ ) كذا في ( النسخ ) والصوابُ أَبُو *!ذِئْبَةَ وهو من بَنِي رَبِيعَةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَ .
وقَبِيصةُ بنُ *!ذُؤَيْبِ بنِ حَلْحَلَةَ الأَسَدِيُّ ، لَهُ ولأَبِيهِ صُحْبَةٌ ، وذُؤَيْبُ بنُ حَارِثَةَ ، وذُؤَيْبُ بنُ شُعثُم ، وذُؤَيْبُ بنْ كُلَيْبٍ صَحَابِيُّونَ .
وأَبُو ذُؤَيْبٍ السَّعُدِيُّ أَبُو النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلممن الرَّضَاعَةِ .
( و ) رَبِيعَةُ بنُ عَبْدِ يَا لِيلَ بنِ سَالِمِ ( ابنِ الذِّئْبَةِ ) الثَّقَفِيُّ الفَارِسِيُّ ، *!والذِّئْبَةُ : أُمُّهُ وقد أَعادها المصنّف ( وأَبُو ذُؤَيْبٍ ) صَاحِبُ الدِّيوَانِ لَقَبُهُ ( القَطِيلُ ) واسْمُهُ ( خُوَيْلَدُ بن خَالِدِ ) بنِ المُحَرِّث بنِ زُبَيْدٍ ( الهُذَلِيّ ) أَحَدُ بني مازنِ بنِ معاويَةَ بنِ تَمِيمٍ غَزَا المَغْرِبَ فماتَ هناكَ ودُفِنَ بإِفْرِيقِيَةَ كذا قال ، ابنُ البَلاَذُرِيّ ( وأَبُو ذُؤَيْبٍ الإِيَادِيُّ ، شُعَرَاءُ ) .
( وَدَارَةُ الذِّئْبِ : ع بِنَجْدٍ لِبَنِي ) أَبِي بَكْرِ بنِ ( كِلاَبٍ ) مِنْ هَوَازِنَ .
*!وذُؤَابٌ *!وذُؤَيْبٌ : اسْمَانِ .
____________________

(2/415)



*!وذُؤَيْبَةُ قَبيلةٌ من هُذَيْلٍ ، قال الشاعر :
عَدَوْنَا عَدْوَةً لاَ شَكَّ فِيهَا
فَخِلْنَاهُمُ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَاً
وقد تقدم في حبب .
وسؤولُ الذِّئْبِ من بَنِي رَبِيعَةَ وهو القَائِلُ يَوْمَ مَسْعُودٍ :
نَحْنُ قَتَلْنَا الأَزْدَ يَوْمَ المَسْجِدِ
والحَيَّ مِنْ بَكْرٍ بكُلِّ مِعْضَدِ
( *!والذُّؤَابَةُ ) بالضَّمِّ ( : النَّاصِيَةُ أَوْ مَنْبِتُهَا ) أَيِ النَّاصِيَةِ ( مِنَ الرَّأْسِ ) وعن أَبي زيد : *!ذُؤَابَةُ الرَّأْسِ : هي التي أَحَاطَتْ بالدَّوَّارَةِ مِنَ الشَّعَرِ .
وأَبُو *!ذُؤَابِ بنِ رُبَيِّعَةَ بن ذُؤَابِ بنِ رُبَيِّعَةَ الأَسَدِيُّ ، شاعِرٌ فَارِسٌ ومن قَوْلِهِ يَرْثِي عُتَيْبَةَ لَمَّا قَتَلَهُ ذُؤَابٌ أَبُو رُبَيِّعَةَ :
إِنْ يَقْتُلُوكَ فَقَدْ هَتَكْتَ بُيُوتَهُمْ
بِعُتَيْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ شِهَابِ
بأَحَبِّهِمْ فَقْداً إِلَى أَعْدَائِهِمْ
وأَعَزِّهِمْ فَقْداً عَلَى الأَصْحَابِ
وعِمَادِهِمْ فِيمَا أَلَمَّ بِجُلَّهِمْ
وثِمَالِ كُلِّ شَرِيكَةٍ مِنْعَابِ
والذُّؤَابَةُ : هي الشَّعَرُ المضْفُورُ من شَعَرِ الرَّأْسِ ، وقال بعضُهُمْ : الذُّؤَابَةُ : ضَفِيرَةُ الشَّعَرِ المُرْسَلَةُ ، فإِنْ لُوِيَتْ فعَقِيصَةٌ ، وقد تُطْلَقُ علَى كُلِّ ما يُرْخَى ، كما في ( المصباح ) .
( و ) ذُؤَابَةُ الفَرَسِ : ( شَعرٌ في أَعْلَى ناصِيَةِ الفَرَسِ ، و ) الذُّؤَابَةُ ( مِنَ النَّعْلِ مَا أَصَابَ الأَرْضَ مِنَ المُرْسَلِ علَى القَدَم ) لِتَحَرُّكِهِ ، وهو مجازٌ ، وذُؤَابَةُ السَّيْفِ : عِلاَقَةُ قَائِمِهِ ، وهو مجازٌ أَيضاً ، ( و ) الذُؤابَةُ ( من العِزِّ والشّرَفِ و ) من ( كلِّ شَيْءٍ : أَعْلاَهُ ) وأَرْفَعُه ، ويقالُ : هُمْ ذُؤَابَةُ قَوْمِهِم ، أَي أَشْرَافُهُمْ ، وهو في ذُؤَابَةِ قَوْمِه ، أَي أَعْلاَهُمْ ، أُخِذُوا من ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ ، وفي حديث دَغْفَلٍ وأَبِي بَكْرٍ ( إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ *!ذَوَائِبِ قُرَيْضٍ ) الذُّؤَابَةُ : الشَّعَرُ المَضْفُورُ في الرأْسِ ، وذُؤَابَةُ الجَبَلِ : أَعْلاَهُ ، ثم اسْتُعِيرَ للعِزِّ والشَّرَفِ والمَرْتَبَةِ ، أَي
____________________

(2/416)


لستَ من أَشْرَافهم وذوي أَقْدَارِهِمْ ، ويقال : نَحْنُ ذُؤَابَةٌ بسَبَبِ وقُوعِنَا في مُحَارَبَةٍ بَعْدَ مُحَارَبَةٍ ومَا عُرِفَ مِن بَلاَئِنَا فيها وفلانٌ منَ الذَّنَائِبِ لاَ مِنَ الذَّوَائِبِ ، ونَارٌ سَاطِعَةُ الذَّوَائِبِ ، وعَلَوْتُ ذُؤَابَةَ الجَبَلِ ، وفي ( لسان العرب ) : واستعارَ بعضُ الشعراءِ الذَّوَائِبَ للنَّخْلِ فقال :
جُمُّ الذَّوَائبِ تَنْمِي وهي آوِيَةٌ
وَلاَ يُخَافُ عَلَى حَافَاتِهَا السَّرَقُ
( و ) الذُّؤَابَةُ ( : جِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ على آخِرَةِ الرَّحْلِ ) وهي العَذَبَةُ ، وأَنشد الأَزهريّ :
قَالُوا صَدَقْتَ وَرَفَّعُوا لِمَطِيَّهِمْ
سَيْراً يُطِيرُ ذَوَائِبَ الأَكْوَارِ
( ج ) من ذلك كُلِّهِ ( ذَوَائِبُ ) ويقال : جَمْعُ ذُؤَابَةِ كلِّ شَيْءٍ أَعْلاَهُ : ذُؤَابٌ ، بالضَّمِّ ، قال أَبو ذُؤَيب :
بِأَرْيِ التي تَأْرِي اليَعَاسِيبُ أَصْبَحَتْ
إِلَى شَاهِقٍ دُونَ السَّمَاءِ دُؤَابُهَا
( والأَصْلُ ) في ذَوَائِبَ ( ذَآئِبُ ) لأَنَّ الأَلفَ التي في ذُؤَابة كالأَلف في رِسَالة حقّها أَن تبدَلَ منها همزةٌ في الجَمْع ، و ( لكنهم استثقَلُوا وقوعَ أَلفِ الجَمْعِ بين هَمْزَتَيْنِ ) فأَبْدَلُوا من الأُولى وَاواً ، كذا في ( الصحاح ) .
( الذِّئْبَةُ : أُمُّ رَبِيعَةَ الشَّاعِرِ ) الفَارِسِ . وأَبُوهُ عَبْدُ يَالِيلَ بنُ سَالِمٍ ، وقد كَرَّرَه وقد كَرَّرَه المصنفُ ثانياً ( و ) ذِئْبَةُ ( بِلاَ لاَمٍ : فَرَسُ حَاجِزٍ الأَزْدِيِّ ) ، نقله الصاغانيّ ، ( و ) الذِّئْبَةُ ( : دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ في حُلْوقِهَا فيُنْقَبُ عنه بحَدِيدةٍ في أَصْلِ أُذْنِه فَيُسْتَخْرَجُ منه شيءٌ ) وهو غُدَدٌ صِغَارٌ بِيض ( كَحَبِّ الجَاوَرْسِ ) أَو أَصْغَر منه ، ( و ) يقال منه : ( بِرْذَوْنٌ *!مَذْؤُوبٌ ) ، أَي إِذا أَصَابَه هذا الدَّاءُ .

____________________

(2/417)


( و ) الذِّئبَةُ ( : فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَيِ الرَّحْلِ والسَّرْجِ ) والغَبِيطِ ، أَيَّ ذلك كَانَ ( و ) قِيلَ : الذِّئْبَةُ مِنَ الرَّحْلِ والقَتَبِ والإِكَافِ ونَحْوِهَا ( : مَا تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الحِنْوَيْنِ ، وهو الذي يَعَضُّ ) عَلَى ( مَنْسِجِ الدَّابَةِ ) قال :
وقَتَبٍ *!ذِئْبَتُهُ كالمِنْجَلِ
وقال ابن الأَعْرَابِيّ : ذِئْبُ الرَّحْل : أَحْنَاؤُهُ مِنْ مُقَدَّمِهِ ( *!وذَأَّبَ الرَّحْلَ *!تَذْئِيباً : عَمِلَهُ ) أَيِ الذِّئْبَ ( لَهُ ) : وقَتَبٌ *!مُذَأَّبٌ ، وغَبِيطٌ مُذَابٌ ، إِذَا جُعِلَ لَهُ فُرْجَةٌ ، وفي ( الصحاح ) إِذا جُعِلَ ذُؤَابَةٌ ، قال لَبيد :
فَكَلَّفْتُهَا هَمِّي فآبَتْ رَذِيَّةً
طَلِيحاً كأَلْوَاحِ الغَبِيطِ *!المُذَأَبِ
وقال امرؤُ القَيْسِ :
لَهُ كَفَلٌ كالدِّعْصِ لَبَّدَهُ النَّدَى
إِلَى حَارِكٍ مِثْلِ الغَبِيطِ المُذَأَبِ
( *!والذَّأْبُ ، كالمَنْعِ : الذَّمُّ ) هذه عن كُرَاع ، ( و ) الذَّأْبُ ( : الصَّوْتُ الشَّدِيدُ ) ، عنه أَيضاً .
( وغُلاَمٌ مُذَأَبٌ ، كمُعَظَّمٍ : له ذُؤَابَةٌ ، ودَارَةُ *!الذُّؤَيبِ : اسْمُ دَارَتَيْنِ لِبَنِي الأَضْبَطِ ) بنِ كِلاَبِ .
ومُنْيَةُ *!الذُّئَيْبِ وأَبو الذُّؤيْب ونيلُ أَبو ذُؤيب : قُرًى بِمصْرَ ، الأُولى من إِقْلِيمِ بُلْبَيْسَ ، والثانيةُ من الغَرْبِيَّةِ ، والثالثةُ من المَنُوفِيَّةِ .
( *!واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ ) مُحَرَّكَةً : نَوْعٌ مِنَ الغَنَمِ ( : صَارَ *!كالذِّئْبِ ) ، فالسينُ للصَّيْرُورَةِ مثل :
إِنَّ الغُرَابَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ
وهَذَا ( مَثَلٌ يُضْرَبُ ( لِلذُّلاّنِ ) جَمْعُ ذَلِيلٍ ( إِذَا عَلَوُا ) الأَعِزَّةَ .
( وابْنُ أَبِي ذُؤَيْبٍ ) كذا في ( النسخ ) والصوابُ : ابنُ أَبِي ذِئْبٍ وهو أَبُو الحَارِثِ ( مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ) بن المُغِيرَةِ بنِ الحارثِ بنِ ذِئْب ،
____________________

(2/418)


واسْمُهُ هِشَامُ بن شُعْبَةَ بنِ عَبْدِ الله القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ المَدَنِيُّ ، وأُمُّهُ بُرَيْهَةُ بِنْتُ عبدِ الرحمنِ ، وخالُه الحارثُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبِي ذِئْبٍ ( مُحَدِّثٌ ) مَشْهُورٌ ، وهو الذي كان عنده صَاعُ النبيّ صلى الله عليه وسلم رَوَى عن الزُّهْرِيّ ونافعٍ ، ثِقةٌ صَدَوقٌ ، ماتَ سنةَ تِسْعٍ وخمسينَ بالكوفةِ .
ذبب : ( *!ذَبَّ عَنْهُ ) *!يَذُبُّ *!ذَبًّا ( : دَفَعَ وَمنَع ) *!وذَبَبْتُ عنه ، وفلانٌ يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه ذَبًّا أَي يَدْفَعُ عنهم ، وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه ( إِنَّمَا النَّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إِلاَّ مَا *!ذُبَّ عَنْه ) ، قال :
مَنْ ذَبَّ مِنْكُمْ ذَبَّ عَنْ حَمِيمِهِ
أَوْ فَرَّ مِنْكُمْ فَرَّ عَنْ حَرِيمِهِ
*!والذَّبُّ : الطَّرْدُ ، ومن المجاز : أَتَاهُمْ خَاطِبٌ *!فَذَبُّوهُ : رَدُّوهُ .
( و ) ذَبَّ ( فلانٌ ) *!يَذِبُّ ذَبًّا ( : اخْتَلَفَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ ) ويوجدُ في بعض النسخ بالواو بدل الفاء ( في مكانٍ ) واحدٍ .
( و ) ذَبَّ ( الغَدِيرُ ) يَذِبُّ ( : جَفَّ في آخِرِ الحَرِّ ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
مَدَارِينُ إِنْ جَاعُوا وأَذْعَرُو مَنْ مَشَى
إِذَا الرَّوْضَةُ الخَضْرَاءُ ذَبَّ غَدِيرُهَا
( و ) *!ذَبَّتْ ( شَفَتُهُ تَذِبُّ ذَبًّا *!وذَبَباً ، مُحَرَّكَةً ، *!وذُبُوباً ) : يَبِسَتْ و ( جَفَّتْ ) وذَبَلَتْ ( عَطَشاً ) أَي من شِدَّةِ العَطَشِ ( أَو لِغَيْرِهِ ) كذا في ( النسخ ) ، وفي بعضها لِغَيْرَةٍ ( *!كَذَبَّبَ ) ، هكذا في ( النسخ ) والصواب *!كَذَبِبَت ، وذَبَّ لِسَانُه كذلك ، قال :
هُمُ سَقَوْنِي عَلَلاً بَعْدَ نَهَلْ
مِنْ بَعْدِ مَا ذَبَّ اللِّسَانُ وذَبَلْ
( و ) ذَبَّ ( جِسْمُهُ : ) ذَبَلَ وَ ( هُزِلَ ، و ) ذَبَّ ( النَّبْتُ : ذَوَى ، و ) من المجاز :
____________________

(2/419)


*!ذَبَّبَ ( النَّهَارُ ) إِذا ( لَمْ يَبْقَ مِنْ إِلاَّ ) *!ذُبَابَةٌ ، أَيْ بَقِيَّةٌ ) وقال :
وانْجَابَ النَّهَارُ *!وذَبَّبَا
( و ) ذَبَّ ( فلانٌ ) إِذا ( سَحَبَ لَوْنُهُ ) كذا في ( النسخ ) ، والصواب شَحَبَ ، بالشينِ المعجمة والحَاءِ ، *!وذَبَّ : جَفٌ ( *!وذَبَّبْنَا لَيْلَتَنَا *!تَذْبِيباً ) أَي ( أَتْعَبْنَا فِي السَّيْرِ ) . وَلاَ يَنَالُونَ المَاءَ إِلاَّ بِقَرَبٍ *!مُذَبِّبِ أَي مُسْرِعٍ ، قال ذو الرمة :
*!مُذَبِّبَةٌ أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وتَهْجِيرِي إِذَا اليَعْفُورُ قَالاَ
أَي سَكَن في كِنَاسِهِ من شِدَّةِ الحَرِّ ( و ) في ( الأَساس ) ، ومن المجاز : ذَبَّبَ في السَّيْرِ : جَدَّ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ *!ذُبَابَةً ، وجَاءَنا ( رَاكِبٌ *!مُذَبِّبُ ، كَمُحَدِّثٍ : عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ ) ، قال عنترة :
*!يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثْرِهِ
وأَدْرَكَهُ وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ
إِمَّا أَنْ يَكُونَ على النَّسَبِ ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَشِيباً فحَذَفَ للضَّرُورَةِ .
( وظِمْءٌ *!مُذَبِّبٌ : طَوِيلٌ يُسَارُ ) فيهِ ( إِلَى المَاءِ من بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسَّيْرِ ) ، وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ : لاَ فُتُورَ فيهِ ، وقوله :
مَسِيرَة شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ *!المُذَبْذِبِ
أَرَادَ المُذَبِّبَ ، وثَوْرٌ مَذَبِّبٌ ، وطَعْنٌ ورَمْيٌ غَيْرُ *!تَذْبِيبٍ ، إِذا بُولِغَ فيهِ ( وبَغِيرٌ *!ذَابٌّ ) كذا في ( النسخ ) والذي في ( لسان العرب ) بعِيرٌ ذَبٌّ ، أَي ( لاَ يَتَقَارُّ في مَكَانٍ ) واحدٍ ، قال :
فكَأَنَّنَا فِيهِمْ جِمَالٌ *!ذَبَّةٌ
أُدْمٌ طَلاَهُنَّ الكُحَيْلُ وقَارُ
فقولُه ( ذَبَّةٌ ) بالهَاءِ ، يدل على أَنَّه لم يُسَمِّ بِالمَصْدَرِ إِذا لم كَانَ مصدراً لقَالَ جِمَالٌ ذَبٌّ ، كقولك : رِجَالٌ عَدْلٌ .
( ورَجُلٌ *!مِذَبٌّ ، بالكَسْرِ ، و ) *!ذَبَّاب ( كشَدَّادٍ : دَفَّاعٌ عنِ الحَرِيمِ ) ، *!وذَبْذَبَ : حَمَى ، وسيأْتي .
( والذَّبُّ ) بالفَتْحِ ( : الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ) النَّشِيطُ ( ويقال له ) أَيضاً ( ذَبُّ الرِّيَادِ )
____________________

(2/420)


غير مهموز ، وهو مجاز ، سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ يَخْتَلِفُ ولا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحِدٍ وقيل : لاِءَنَّهُ يَرُودُ فَيَذْهَبُ ويَجِيءُ ، قال ابنُ مُقْبِل :
يُمَشِّي بهِ ذَبُّ الرِّيَادِ كَأَنَّهُ
فَتًى فَارِسِيٌّ فِي سَرَاوِيلَ رَامِحُ
وقال النابغة :
كَأَنَّمَا الرَّحْلُ منها فَوْقَ ذِي جُدَدٍ
ذَبِّ الرِّيَادِ إِلى الأَشْبَاحِ نَظَّارِ
وقال أَبو سعيد : إِنما قيل له : ذَبُّ الرِّيَادِ لاِءَنَّ رِيَادَه : أَتَانُهُ التي تَرُودُ مَعَهُ ، وإِنْ شئتَ جعلتَ الرِّيَادَ : رَعْيَهُ نَفْسِهِ لِلْكَلإِ ، وقال غيرُه : قيل : ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّه لا يَثْبُتُ في رَعْيِهِ في مكانٍ واحد ، وَلاَ يُوطِنُ مَرْعًى واحِداً ، ( *!والأَذَبُّ ) ، سمَّاه مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ وقال :
بِلاَدٌ بها تَلْقَى *!الأَذَبَّ كأَنه
بها سابِرِيٌّ لاَحَ منه البَنَائِقُ
وأَرَادَ : تَلْقَى الذَّبَّ ، فقَالَ : الأَذَبَّ ، لِحَاجَتِهِ ، قال الأَصمعيّ ، وفلانٌ ذَبُّ الرِّيَادِ ، ومن المجاز : فُلاَنٌ ذَبُّ الرِّيَادِ : يَذْهَبُ ويَجِيءُ ، هذِه عن كُراع . ( والذُّنْبُبُ كقُنْفُذٍ ( أَيضاً ) ) وهذه عن الصاغانيّ .
( وشَفَةٌ *!ذَبَّابَةٌ ، كرَيَّانَةٍ ) ويوجدُ في بعض النسخِ ذَبَّابَةٌ بباءَيْنِ ، وهو خَطَأٌ ، قال شيخنا : يعني أَنها من الأَوصاف التي جاءَت على فَعْلاَنَةٍ ، وهي قليلةٌ عند أَكثرِ العربِ ، قِيَاسِيَّةٌ لِبَنِي أَسَدٍ ، أَي ( ذَابِلَةٌ ) .
( والذُّبَابُ م ) وهو الأَسوَدُ الذي كون في البيوت يَسْقُطُ في الإِناءِ والطَّعَامِ ، قال الدَّمِيرِيُّ في حياة الحيوان : سُمِّيَ ذُبَاباً لكَثْرَةِ حَرَكَتِه ، واضْطِرَابِه ، أَو لأَنَّه كُلَّمَا *!ذُبَّ آبَ قال :
إِنَّمَا سُمِّيَ *!الذُّبَابُ *!ذُبَاباً
حَيْثُ يَهْوِي وكُلَّمَا ذُبَّ آبَا
( و ) الذُّبَابُ أَيضاً ( : النَّحْل ) قال ابنُ الأَثِير : وفي حديث عُمَرَ رضي
____________________

(2/421)


الله عنه ( فَاحْمِ لَهُ فإِنَّمَا هُوَ *!ذُبَابُ الغَيْثِ ) يَعْنِي النَّحْلَ ، أَضَافَهُ إِلى الغَيْثِ على معنى أَنه يكونُ مع المَطَرِ حيث كان ، ولأَنه يعيشُ بأَكلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ ( الوَاحِدَةُ ) من ذُبابِ الطَّعَامِ *!ذُبَابَةٌ ( بهاءٍ ) ولا تقل : ذِبَّانَةٌ أَي بِشَدِّ المُوَحَّدَةِ وبعدَ الأَلفِ نُونٌ ، وقال في ذُبَابِ النَّحْلِ : لاَ يُقَالُ ذُبَابَة في شيْءٍ من ذلك ، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ روى عن الأَحْمَرِ ذُبَابَة ، هكذا وقع في كتاب المُصَنَّفِ روايةِ أَبِي عليَ ، وأَما في رواية عليِّ بنِ حَمْزَةَ فَحَكَى عن الكسائيّ الشَّذَاةُ : ذُبَابَةُ بعضِ الإِبِلِ ، وحُكِيَ عن الأَحْمَرِ أَيْضاً النُّعَرَةُ : ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ على الدَّوَاب ، فَأَثْبَتَ الهَاءَ فيهما ، والصوابّ : ذُبَابٌ ، وهو واحدٌ ، كذَا في ( لسان العرب ) . وفي ( التهذيب ) : وَاحِدُ الذِّبَّانِ ، بِغَيْرِ هَاءٍ ، قال : وَلاَ يُقَالُ : ذُبَابَةٌ ، وفي التنزيل : { 2 . 029 وان يسلبهم *!الذُّبَابُ شيئا } ( الحج : 73 ) فسَّرُوه للواحِدِ ( ج *!أَذِبَّةٌ ) في القِلَّةِ مثلُ غُرَابٍ وأَغْرِبَة قال النابغة :
ضَرَّابَة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ
( *!وذِبَّانٌ بالكَسْرِ ) مثل غِرْبَانٍ ، وعن سيبويهِ : ولم يقتصروا به على أَدْنَى العَدَدِ : ولم يقتصروا به على أَدْنَى العَدَدِ ، لأَنَّهم أَمِنُوا التضعِيفَ ، يَعْنِي أَنَّ فُعَالاً لا يُكْسَّرُ في أَدنى العدد على *!ذِبَّانٍ ، ولو كان مما يُفْضِي بِه إِلى التضعيف كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ ( و ) قد حكى سيبويه مع ذلك : ( ذُبٌّ ، بالضم ) في جمع ذُبَابٍ فهو مع هذا الإِدغام على اللغة التميمية ، كما يرجعون إِليها فيما كان ثانيه واواً نحْوُ خُون ونُورٍ وفي الحديث ( عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْماً ، والذُّبَابُ في النَّارِ ) قيل : كونُه في النار ليس بعذَابٍ ، وإِنما
____________________

(2/422)


لِيُعَذَّبَ به أَهلُ النَّار بوقُوعِه عليهم ، ويقال : وإِنَّهُ لأَوْهَى مِنَ الذُّبَابِ ، وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ ، وأَبْخَرُ مِنْ أَبِي الذُّبَابِ ، وكَذَا أَبُو *!الذِّبَّانِ ، وهُمَا الأَبْخَرُ ، وقد غَلَبَا على عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ ، لِفَسَادٍ كان في فَمِهِ قال الشاعر :
لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً
عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبَّانِ أَنْ يَتَنَدَّمَا
يَعْنِي هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ .
وذَبَّ الذُّبَابَ *!وذَبَّبَهُ : نَحَّاهُ ، ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبَابِ ، أَيِ الجَهْلِ .
( وأَرْضٌ *!مَذَبَّةٌ : ) ذَاتُ ذُبَاب ، قاله أَبو عبيد ( *!ومَذْبُوبَةٌ ) الأَخيرةُ عن الفراءِ ، كما يقال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ ، أَي ( كَثِيرَتُهُ ) وبَعِيرٌ مَذْبُوبٌ : أَصَابَه الذُّبَابُ وأَذَبُّ كذلك ، قاله أَبو عبيد ، في كتاب أَمْرَاضِ الإِبِل ، وقيل : الأَذَبُّ والمَذْبُوبُ جميعاً : الذي إِذا وقَع في الرِّيفِ والرِّيفُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ في الأَمْصَارِ اسْتَوْبَأَهُ ، فمَاتَ مكانَه ، قال زيادٌ الأَعجم :
كَأَنَّكَ مِن جِمَالِ بَنِي تَمِيمٍ
أَذَبُّ أَصَابَ مِنْ رِيفٍ ذُبَابَا
يقولُ : كَأَنَّكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفاً فأَصَابَهُ الذُّبَابُ فالتَوَتْ عُنُقُه ( فمَاتَ )
( والمِذَبَّةُ بالكَسْرِ : مَا يُذَبُّ بِهِ ) الذُّبَابُ ، وهي هَنَةٌ تُسَوَّى من هُلْبِ الفَرَسِ ، ويقال : أَذْنَابُهَا *!مَذَابُّهَا ، وهو مجاز .
( والذُّبَابُ أَيضاً : نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ في جَوْف حَدَقَة الفَرَسِ ) والجَمْعُ كالجَمْعِ .
( و ) الذُّبَابُ كالذُّبَابَةِ ( مِنَ السَّيْفِ : حَدُّهُ ، أَو ) حَدُّ طَرَفِهِ الذي بين شَفْرَتَيْهِ وما حَوْلَهُ مِنْ حَدَّيْهِ : ظُبَتَاهُ ، والعَيْرُ : النَّاتِيءُ في وسَطِه من باطنٍ وظاهِرٍ ، ولَهُ غِرَارَانِ ، لكُلِّ واحِدٍ منهما ما بين العَيْرِ وبين إِحْدَى الظُّبَتَيْنِ من ظاهِرِ السَّيفِ وما قُبَالَةَ ذلك من باطنٍ ، وكُلُّ واحِدٍ من الغِرَارَيْنِ من باطنِ السيفِ وظاهِرِ ، وقيلَ : ذُبَابُ
____________________

(2/423)


السَّيْفِ : ( طَرَفُهُ المُتَطَرِّفُ ) الذي يُضْرَبُ به ، وفي الحديث ( رَأَيْتُ ذُبَابَ سَيْفِي كُسِرَ فَأَوَّلَتْهُ أَنَّه يُصَابُ رَجُلٌ من أَهْلِ بَيْتِي ) . فقُتِلَ حَمْزَة ، ويقال : ثَمَرةُ السَّوْطِ يَتبعها ذُبَاب السَّيْفِ ، وهو مجاز .
( و ) الذُّبَابُ ( مِنْ الأُذُنِ ) أَي أُذُنِ الإِنْسَانِ والفَرَسِ ( : مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِهَا ) قال أَبو عُبَيْد : فِي أُذُنَيِ الفَرَسِ *!ذُبَابَاهُمَا ، وهُمَا ما حَدَّ مِنْ أَطْرَافِ الأُذُنَيْنِ ، وهو مجاز ، يقال : انظرْ إِلى *!-ذُبَابَيْ أُذُنَيْهِ ، وفَرْعَى أُذنيه .
( و ) الذُّبَابُ ( مِنَ الحِنَّاءِ : بَادِرَةُ نَوْرِه ، و ) الذُّبَابُ ( مِنَ العَيْنِ : إِنْسَانُهَا ) على التشبيهِ بالذُّبَابِ ، ومن المجاز قولُهم : هُوَ عَلَيَّ أَعَزُّ مِنْ ذُبَابِ العَيْنِ ( و ) الذُّبَابُ : الطَّاعُونُ ، والذُّبَابُ ( الجُنُونُ ) وقد ( ذُبَّ ) الرَّجلُ ( بالضَّمِّ ) إِذا جُنَّ ( فهو *!مَذْبُوبٌ ) ، وأَنشدَ شَمِرٌ للمَرَّارِ بنِ سَعِيدٍ :
وفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً سَمَاحٌ
وَفِي النَّصْرِيِّ أَحْيَاناً ذُبَابُ
أَي جُنُونٌ ، وفي مُخْتَصَرِ العَيْنِ رَجُلٌ مَذْبُوبٌ ، أَيْ أَحْمَقُ ( و ) في الحديث ( أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلمرَأَى رَجُلاً طَوِيلَ الشَّعرِ فَقَالَ : ذُبَابٌ ذُبَابٌ ) الذُّبَابُ : ( الشُّؤْم ) أَي هَذَا شُؤْمٌ . ورَجُلٌ *!-ذُبَابِيٌّ ، مأْخُوذٌ من الذُّبَابِ وهو الشُّؤمُ ، وذُبَابُ أَسْنَانِ الإِبِلِ : حَدُّهَا ، قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
وتَسْمَعُ *!للذُّبَابِ إِذَا تَغَنَّى
كَتَغْرِيدِ الحَمَامِ عَلَى الغُصُونِ
( و ) في الحديث ( أَنَّه صَلَبَ رَجُلاً عَلَى ذُبَابٍ ) هو ( جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ و ) قيل : الذُّبَابُ ( : الشَّرُّ الدَّائِم ) يقال : أَصَابَكَ ذُبَابٌ من هذا الأَمْرِ ، وفي حديث المُغيرَةِ ( شَرُّهَا ذُبَابٌ ) وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : وأَصَابَنِي ذُبَابٌ شَرَ وأَذًى ، ( و ) من المجاز ( رَجُلٌ *!ذَبُّ الرِّيَادِ : زَوَّارٌ لِلنِّسَاءِ ) عن
____________________

(2/424)


أَبي عَمرو ، وأَنشد لبعض الشعراءِ فيه :
مَا لِلْكوَاعِبِ يا عَيْسَاءُ قَدْ جَعَلَتْ
تَزْوَرُّ عَنِّي وتُثْنَى ذُونِيَ الحُجَرُ
قَدْ كُنْتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغَلَّقَةٍ
ذَبَّ الرِّيَادِ إِذَا مَا خُولِسَ النَّظَرُ
( *!والأَذَبُّ : الطَّوِيلُ ) وهو أَحَدُ تَفْسِيرَيْ بَيْت النابغةِ الذبيانيّ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ :
يَا أَوْهَبَ النَّاسِ لِعَنْسٍ صُلْبَهْ
ذَاتِ هِبَابٍ في يَدَيْهَا خَدْبَهْ
ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَرِ الأَذَبَّهْ
فيمَا رُوِيَ بفتح الذَّال ، ( و ) *!الأَذَبُّ ( مِنَ البَعِيرِ : نَابُهُ ) قال الرَاجِزُ وهو الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ ، ويُرْوَى لِدُكَيْنٍ وهو موجودٌ في أَرَاجِيزِهِمَا :
كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأَذَبِّ
صَرِيفُ خُطَّافٍ بقَعْوٍ قَبِّ
( *!-والذَّبِّيُّ ) بالفَتْحِ ( : الجِلْوَازُ ) ، نقله الصاغانيّ .
*!والذَّبْذَبَةُ : تَرَدُّدُ الشَّيْءِ ، وفي ( لسان العرب ) : هُوَ نَوْسُ الشيْءِ ( المُعَلَّقِ في الهَوَاءِ ) ، *!وتذَبْذَبَ : نَاسَ واضْطَرَبَ ، ( و ) *!الذَّبْذَبَةُ : ( حِمَايَةُ الجِوَارِ والأَهْلِ ) *!وذَبْذَبَ الرجلُ : إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلِ ) وذَبْذَبَ الرجلُ : إِذَا مَنَعَ الجِوَارَ والأَهْلَ أَي حَمَاهُمْ ، ( و ) الذَّبْذَبَةُ : ( إِيذَاءُ الخَلْقِ ) ، وسيأْتي في كلام المؤلف أَنَّه لا يقال : إِيذَاءٌ ، وإِنما يقال أَذِيَّة وأَذًى ، ( و ) الذَّبْذَبَة ) ( : التَّحْرِيك ) هكذا في النسخ الموجودة ، والذي في ( لسان العرب ) : *!التَّذَبْذُبُ : التَّحَرُّكُ ، وتذبذب الشيء : ناس واضطرب *!وَذَبْذَبَهُ هُوَ ، وأَنشد ثعلب :
وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ
ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِهِ الرَّجِيفُ
وفي الحَدِيث ( فَكَأَنِّي أَنْظُر إِلى يَدَيْهِ *!يَذَّبْذَبَانِ ) أَي يَتَحَرَّكَانِ ويَضْطَرِبَانِ يُرِيدُ كُمَّيْهِ ( و ) الذَّبْذَبَةُ : ( اللِّسَانُ ، و ) قِيلَ
____________________

(2/425)


( : الذَّكَرُ ) وفي الحديث ( مَنْ وُقِيَ شَرَّ *!ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ فَقَدْ وُقِيَ ) . الذَّبْذَبُ : الفَرْج ، والقَبْقَبُ : البَطْنُ ، وفي روايةٍ ) مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ ) يَعْنِي الذَّكَرَ ، سُمّيَ به *!لِتَذَبْذُبِه أَي لِحَرَكَتِه ، ومنهم مَنْ فَسَّرَه باللِّسَانِ ، نقلَهُ شيخُنَا عن بعض شُرَّاحِ الجَامِعِ ( *!كالذَّبْذَبِ *!والذَّبَاذِبِ ) لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ ، أَي يَتَرَدَّدُ ( و ) هو على وَزْنِ الجَمْعِ ، و ( لَيْسَ بجَمْعٍ ) ومثلُ في ( لسان العرب ) . فقول شيخنا : إِنه من أَوزان الجُمُوعِ ، فإِطلاقُه على المُفْرَدِ بعيدٌ ، عَجِيبٌ ، قال الصاغانيّ : أَو جُمِعَ بما حَوْلَهُ ، قالت امرأَةٌ لزوْجِها واسمُهَا غَمَامَةٌ ، وزوجُها أَسَدِيّ :
يَا حَبَّذَا ذَبَالذِبُكْ
إِذ الشَّبَابُ غَالِبُكْ
( و ) الذَّبَاذِبُ : المَذَاكِيرُ ، وقِيلَ : الذَّبَاذِبُ : الخُصَى واحِدتها ذَبْذَبَةٌ ، وهي ( الخُصْيَةُ ، و ) الذَّبْذَبَةُ ، والذَّبَاذِبُ ( : أَشْيَاءُ تُعَلَّقُ بالهَوْدَجِ ) أَو رَأْسِ البَعِيرِ ( لِلزِّينَةِ ) ، واحِدَتُهَا *!ذُبْذُبٌ بالضَّمِّ ، وفي حديث جابرٍ ( كَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ لَهَا ذَبَاذِبُ ) أَي أَهْدَابٌ وأَطرافٌ ، واحِدُهَا ذِبْذِبٌ ، بالكَسْرِ ، سُمِّيتَ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّكُ على لابِسِها إِذا مشَى ، وقولُ أَبي ذُؤيب :
ومِثْلُ السَّدُوسِيَّيْنِ سَادَا *!وذَبْذَبَا
رِجَالَ الحِجَازِ مِنْ مَسُودٍ وَسَائِدِ
قِيل : ذَبْذَبَا : عَلَّقَا ، يقولُ : تَقَطَّع دُونَهُمَا رِجَالُ الحجازِ .
( *!والذُّبَابَةُ ، كثُمَامَة : البَقِيَّةُ مِنَ الدَّيْنِ ) وقِيلَ : ذُبَابَةُ كلِّ شيْءٍ : بَقِيَّتُه ، وصَدَرَتِ الإِبِلُ وبهَا ذُبَابَةٌ أَي بَقِيَّةُ عَطَشٍ ، وعن أَبي زيد : الذُّبَابةُ : بَقِيَّةُ الشيْءِ وأَنشد الأَصمعيّ لذي الرمّة :
لَحِقْنَا فَرَاجَعْنَا الحُمُولَ وإِنَّمَا
يُتَلِّي *!ذُبَابَاتِ الوَدَاعِ المُرَاجِعُ
يقول : إِنَّمَا يُدْرِكُ بَقَايَا الحَوَائِجِ مَنْ رَاجَعَ فيها ، والذُّبِابَةُ أَيضاً : البَقِيَّةُ من مِيَاهِ الأَنْهَارِ .
____________________

(2/426)



( و ) ذُبَابَةُ ( : ع بأَجإٍ و : ع بعَدَنِ أَبْيَنَ ) ، نقلهما الصاغانيّ .
( ورَجُلٌ *!مُذَبْذِبٌ ) بكسر الذالِ الثانية ( ويُفْتَح ) وكذا *!مُتَذَبْذِبٌ ( : مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ ) أَو بَيْنَ رَجُلَيْنِ ولا يُثْبِتُ صُحبةً لواحدٍ منهما ، وفي التنزيل العزيز في صفة المُنَافِقِينَ { *!مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذالِكَ لاَ إِلَى هَؤُلآء } ( النساء : 143 ) المَعْنَى مُطَرَّ دِينَ مُدَفَّعِينَ عن هؤلاءِ وعن هؤلاءِ ، وفي الحديث : ( تَزَوَّجْ وإِلاَّ فَأَنْتَ من *!المُذَبْذَبِينَ ) أَيِ المَطْرُودِينَ عنِ المُؤْمِنِينَ ، لأَنَّك لم تَقْتَدِ بهم ، وعن الرُّهْبَانِ لأَنَّكَ تَرَكْتَ طَريقتهم وأَصلُه من الذَّبِّ وهو الطَّرْدُ ، قال ابن الأَثير : ويَجُوزُ أَن يكون من الحَرَكَةِ والاضْطِرَابِ .
( *!وذَبْذَبٌ : رَكِيَّةٌ ) بموضعٍ يقال له مَطْلُوب .
( وسَمَّوْا *!ذُبَاباً كغُرَابٍ و ) *!ذَبَّاباً مثلَ ( شَدَّادٍ ) فمنَ الأَولِ ذُبَابُ بنُ مُرَّةَ ، تابعيٌّ ، عن عليَ ، وعَطَاءٌ مَوْلَى بن أَبِي ذُبَابٍ ، حدَّث عنه المَقْبُرِيّ ، وإِيَاسُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ : صَحَابِيٌّ ، عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وسَعْدُ ابنُ أَبِي ذُبَابٍ ، لَهُ صُحْبَةٌ أَيْضاً ، ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ الحارثُ بنُ سَعْدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بن أَبِي ذُبَابِ بنِ عبد الرحمنِ المَدَنِيُّ ، وعبدُ المَلِك بنُ مَرَوَانَ بنِ الحارث بنِ أَبي ذُبَابٍ ، الأَخيرُ ذَكره ابنُ أَبِي حاتمٍ ، ومن الثاني : ذَبَّابُ بنُ مِعَاوِيَةَ العُكْلِيُّ الشاعِرُ ، نقله الصاغانيّ :
وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : يَوْمٌ ذَبَّابٌ ، كَشَدَّادٍ : وَمِدٌ يَكْثُرُ فيه البَقُّ على الوَحْشِ *!فَتَذُبُّهَا بأَذْنَابِهَا ، فجُعل فِعْلُهَا لِلْيَوْمِ ، وفي ( لسان العرب ) : وفي الطَّعَامِ ذُبَيْبَاءُ ، مَمْدُودٌ ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفةَ في باب الطَّعَامِ ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيلَ : إِنَّهَا الذُّنَيْبَاءُ ، وستُذْكر في موضعها .
____________________

(2/427)



وقال شيخُنَا في شرحه : *!والذُّبَاباتُ : الجِبَالُ الصِّغَارُ ، قاله الأَندلسيُّ في شرْحَ المفصّل ، ونَقله عبدُ القادر البغداديُّ في شرح شواهد الرضى .
وقال الزجّاج : أَذَبَّ المَوْضِعُ إِذا صَارَ فيه الذُّبَابُ .
ذرب : ( *!ذَرِبَ كفَرِحَ ) *!يَذْرَبُ ( *!ذَرَباً وذَرَابَةً فهو *!ذَرِبٌ ) ككتِفٍ ( : حَدَّ ) قال شَبِيب يَصِفُ إِبِلاً :
كَأَنَّهَا مِنْ بُدُنٍ وإِيفارْ
دَبَّتْ عَلَيْهَا *!ذَرِبَاتُ الأَنْبَارْ
*!ذَرِبَاتُ الانْبَارِ أَيْ حَدِيدَاتُ اللَّسْعِ *!والذَّرِبُ : الحَادُّ من كُلِّ شيْءٍ ( و ) ذَرَبَ الحَدِيدَةَ ( كَمَنَعَ : أَحَدَّ ) ، هذا صريحٌ في أَن مضارعَه أَيضاً مفتوحُ العين ، ولا قائلَ به ، والقياس يُنَافِيه ، لأَنه غيرُ حَلْقِيّ اللاَّمِ ولا العينِ ، كما هو مُقَرَّرٌ في كُتبِ التَّصْرِيفِ ، والذي في ( لسان العرب ) وكتب ( الأَفْعَالِ والبُغْيَة ) لأَبي جعفر ، و ( المصباح ) للفيوميّ : أَنَّ ذَرَبَ الحَدِيدَةَ كَكَتَبَ *!يَذْرُبُهَا ذَرْباً : أَحَدَّهَا ، ( كَذَرَّبَ ) ، بالتشديد ، فهي *!مَذْرُوبَةٌ وقَوْم *!ذُرْبٌ ، بالضم ) أَي ( أَحِدَّاءُ ) فهو جمعٌ على غيرِ قياسٍ .
( *!والذِّرْبَةُ بالكَسْرِ ) كالقِرْبَةِ ، والذَّرِبَةُ : الصَّخَّابَةُ الحَدِيدَةُ ( السَّلِيطةُ ) الفَاحِشَةُ الطَّوِيلَةُ ( اللِّسَانِ ) زَادَ ابنُ الأَثير : والفَاسِدَةُ الخَائِنَةُ ، والكُلُّ رَاجعٌ إِلى مَعْنَى الحِدَّةِ ، ( وهُوَ *!ذِرْبٌ ) بالكَسْرِ ، بهذا المَعْنعى ، وهو مجاز ، وفيه تأْخيرُ المُذَكَّرِ عن المؤنث وهو مخالِفٌ لقاعِدتِه ، قال شيخُنَا ، وهذا لا يُجَابُ عنه ، ويمكنُ أَن يُوَجَّه أَنه لمّا كانت هذه الصفَة أَعْنِي الخِيَانَةَ في الفَرْجِ ، والصَّخَب والسَّلاَطَة لازمةٌ للمؤنث غالبةٌ عليه بخلاف المُذَكَّرِ قُدِّمَ عليه في الذِّكْرِ . وفي ( لسان العرب ) : في الحديث أَنَّ أَعْشَى بَنِي مازِنٍ قَدِم على النبيّ صلى الله عليه وسلمفأَنْشَدَه أَبياتاً فيها :
يَا سَيِّدَ النَّاسِ ودَيَّانَ العَرَبْ
إِلَيْكَ أَشْكُو *!ذِرْبَةً مِنَ *!الذِّرَبْ
____________________

(2/428)



ومنها :
تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَسَامِيرُ الخَشَبْ
وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
وذكر ثعلب عن ابن الأَعْرَابيّ أَنَّ هذا الرجزَ للأْعْوَرِ بنِ قُرَادِ بنِ سُفْيَانَ من بَنِي الحِرْمَازِ ، وهو أَبُو شَيْبَانَ الحِرْمَازِيُّ أَعْشَى بَنِي حِرْمَازٍ ، قال أَبو منصور : أَرادَ *!بالذِّرْبَةِ امْرَأَتَهُ كَنَى بها عن فَسَادِهَا وخِيَانَتِهَا إِيَّاهُ في فرْجِهَا ، وأَصْلُه من ذَرَبِ المَعِدَةِ وهو فَسَادُهَا ، وذِرْبَة منقولٌ من ذَرِبَة كمِعْدَةٍ مِنح مَعِدَةٍ ، وقيلَ : أَرَادَ سَلاَطَة لسَانِهَا وفَسَادَ مَنْطِقِهَا ، مِنْ قَوْلِهم : ذَرِبَ لِسَانُه ، إِذا كان حَادَّ اللِّسَانِ لاَ يُبَالِي مَا قَالَ . ( و ) الذِّرْبَةُ ( : الغُدَّةُ ج ) *!ذِرَبٌ ( كقِرَبٍ ) عَلَى وزْنِ عِنَبٍ قاله أَبو زيد .
( و ) *!الذُّرَابُ ( كتُرَابٍ : السُّمُّ ) عن كراع ، اسْمٌ لا صِفَةٌ ، وسُمٌّ ذَرِبٌ : حَدِيدٌ .
( و ) *!التَّذْرِيبُ : التَّحْدِيدُ ، وسِنَانٌ *!مُذَرَّبٌ و ( سَيْفٌ مُذَرَّبٌ كَمُعَظَّمٍ ) *!وذَرِبٌ كَكَتِفٍ *!ومَذْرُوبٌ ( : مَسْمُومٌ ) أَي نُقِعَ في السُّمِّ ثم شُحِذَ ، وفي ( التهذيب ) : *!تَذْرِيبُ السَّيْفِ : أَنْ يْنَقَعَ في السُّمِّ ، فإِذا أُنعِمَ سَقْيه أُخْرِجَ فَشُحِذَ ، قال : ويَجُوزُ : *!ذَرَبْتُهُ فهو مَذْرُوبٌ ، قال :
لَقَدْ كانَ ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيّاً
عَلَى الأَعْدَاءُ مَذْرُوبَ السَّنَانِ
( *!والذَّرِبُ ككَتِفٍ : إِزْمَيلُ الإِسكاف ) وهي بالكَسْرِ إِشْفَى له يَخِيطُ بِهَا ( و ) *!الذِّرْبُ ( بالكَسْرِ ) كحِمْل ( : شيْءٌ ) يكونُ في عُنُقِ الإِنْسَانِ أَو ) عُنُقِ ( الدَّابَّةِ مِثْلُ الحَصَاة ، *!كالذِّرْبَةِ ) وهي الغُدَّةُ ، قالَهُ أَبو زيد ، وجَمْعُهُ ذِرَبَةٌ بالهَاءِ ، ( أَو ) *!الذِّرْبُ ( : دَاءٌ يكونُ في الكَبِدِ ) بَطِيءُ البُرْءِ .
( و ) *!الذُّرْبُ ( بالضَّمِّ جَمْعُ *!ذَرِبٍ كَكَتِفٍ لِلْحَدِيدِ اللِّسَانِ ) ، يقال : قَوْمٌ *!ذُرْبٌ أَي أَحِدَّاءُ ، وقد تَقَدَّم ، وذَرَبُ اللِّسَانِ : حِدَّتُه ، ولسانٌ ذَرِبٌ *!ومَذْرُوبٌ ، وقال الراغب : أَصلُ
____________________

(2/429)


مَعْنَى *!الذَّرَابَةِ : حِدَّةُ نَحْوِ السَّيْفِ والسِّنَانِ ، وقِيلَ : هِيَ أَنْ تُسْقَى السُّمَّ ، وتُسْتَعِارُ لِطَلاَقَةِ اللِّسَانِ مع عَدَمِ الُّكْنَةِ ، وهذا مَحْمُودٌ ، وأَمَّا بمَعْنَى السَّلاَطَةِ والصَّخَابَةِ فمَذْمُومٌ ، كالحِدَّةِ ، قال تعالى : { 2 . 030 سلقوكم باءَلسنة حداد } ( الأَحزاب : 19 ) نقله شيخُنَا ، وعن ابن الأَعْرَابيّ : أَذرَبَ الرَّجُلُ ، إِذا فَصُحَ لِسَانُهُ بَعْدَ حَضْرَمَةٍ ، ولسَانٌ ذَرِبٌ : حَدِيدُ الطَّرَفِ وفيه ذَرَابَةٌ أَي حِدَّةٌ ، وذَرَبُهُ : حِدَّتُه .
( و ) الذَّرَبُ ( مُحَرَّكَةٌ : فَسَادُ اللِّسَانِ وبَذَاؤُه ) ، في حديث حُذَيْفَةَ ( كُنْتُ ذَرِبَ الِّسَانِ عَلَى أَهْلِي ) قال أَبُو بَكْرٍ في قولهم : فُلاَنٌ ذَرِبُ اللِّسَانِ سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ يقولُ : أَي فاسِدُ اللِّسَانِ ، قال : وهُوَ عَيْبٌ وذَمٌّ يقال : قَد ذَرِبَ لِسَانُ الرَّجُلِ يَذْرَبُ ، إِذا فَسَدَ ، وأَنشد :
أَلَمْ أَكُ بَاذِلاً وُدِّي ونَصْرِي
وأَصْرِفَ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي
اللَّغْبُ : الرَّدِيءُ مِنَ الكَلاَمِ ، وقيلَ : الذَّرَبُ اللِّسَانِ : الحَادُّهُ ، وهُوَ يَرْجِعُ إِلَى الفَسَادِ ، وقِيلَ : الذَّرِبُ اللِّسَانِ : الشَّتَّامُ الفَاحِشُ ، وقال ابن شُمَيل : الذَّرِبُ اللِّسَانِ : الفَاحِشُ البَدِيءُ الذي لا يُبَالِي ما قال ( ج أَذْرَابٌ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد لِحَضْرَمِيِّ بنِ عَامِرٍ الأَسَدِيِّ :
ولَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بَلُلاَتِكُمْ
وعَرَفْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَابِ
على بَلُلاَتِكم أَي على ما فيكم من أَذًى وعَدَاوَةٍ ، وَرَوَاهُ ثعلب : الأَعْيَابِ ، جَمْع عَيْبٍ ، وفي الأَساس : المجاز : فُلاَنٌ ذَرِبُ الخُلُقِ ، أَي فاسِدُه ، وفيهم أَذْرَابٌ ، أَي مَفَاسِدُ ، وذَرَّبْتُ فُلاَناً : هَيَّجْتُه ، وفُلان يُضَرِّبُ بيننا ويُذَرِّب .
( و ) من المجاز : الذَّرَبُ : ( فَسَادُ الجُرْحِ واتّسَاعُهُ ) يقال : ذَرِبَ الجُرحُ ذَرَباً فهو ذَرِبٌ : فَسَدَ واتَّسَعَ ، ولم يَقْبَلِ البُرْءَ والدَّوَاءَ ، ( و ) الذَّرَبُ هو ( سَيَلاَنُ صَدِيدِه ) أَي الجُرْحِ ،
____________________

(2/430)


أَو المعنيانِ متقارِبانِ ، وعن ابن الأَعْرَابيّ : أَذْرَب الرَّجُلُ ، إِذا فَسَدَ عَيْشُه ، ( و ) الذَّرَبُ ( : فَسَادُ المَعِدَةِ ) وذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ تَذْرَبُ ذَرَباً ، ( كالذَّرَابَةِ والذُّرُوبَةِ ) بالضم ، فهي ذَرِبَةٌ ( وصَلاَحُهَا ) وهو ( ضِدٌّ ) وذَرَبُ المَعِدَةِ : حِدَّتُهَا عن الجُوعِ ( و ) الذَّرَبُ ( : المَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ ) ، وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنهُ ( مَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : ذَرَبٌ كالدُّمَّلِ ) يقال : ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّوَاءَ ، وفي الحديث ( فِي أَلْبَانِ الإِبِلِ وأَبْوَالِهَا شِفَاءُ الذَّرَبِ ) هو بالتَّحْرِيكِ : الداءُ الذي يَعْرِضُ لِلْمَعِدَةِ فَلاَ تَهْضِمُ الطَّعَامَ وتَفْسُدُ وَلاَ تُمْسِكُه ، كذا في ( لسان العرب ) والذي في الأَساس : شِفَاءٌ لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ .
( و ) الذَّرَبُ ( : الصَّدَأُ ) نقله الصاغانيّ وذَرِبَ أَنْفُه ذَرَابَةً : قَطَرَ .
( و ) الذَّرَبُ : ( الفُحْشُ ) قاله أَبُو زيد ، وفي الصحاح قال : وليس من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِه ، وأَنشد :
أَرِحْنِي واسْتَرِحْ مِنِّي فإِنِّي
ثَقِيلٌ مَحْمِلِي ذَرِبٌ لِسَانِي
وقال عَبِيدٌ .
وخِرْقٍ مِنَ الفِتْيَانِ أَكْرَمَ مَصْدَقاً
مِنَ السَّيْفِ قَدْ آخَيْتُ لَيْسَ بِمَذْرُوبِ
قال شَمرٌ : أَي ليس بفَاحِشٍ .
( وَرَمَاهُ بالذَّرَبِينَ ) بتَحْرِيكِ الأَوَّلَيْنِ وكَسْرِ المُوَحَّدَهِ أَي ( بالشَّرِّ والخِلاَفِ ) والدَّاهِيَةِ ، كالذَّرَبَيَّا .
( والتَّذُرِيبُ : حَمْلُ المَرْأَةِ طِفْلَهَا حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
( وتَذْرَبُ كتَمْنَعُ : ع ) قال ابن دريد : هو فَعْلَلٌ ، والصواب أَنَّه تَفْعَلُ ، كما قاله الصاغانيّ .
( والمِذْرَبُ كمِنْبَرٍ : اللِّسَانُ ) لِحِدَّتِهِ .
____________________

(2/431)



( والذَّرَبَى كجَمَزَى والذَرَبَيَّا ) على فَعَليَّا بفَتْحِ الأَوَّلَيْنِ وتشدِيدِ التَّحْتِيَّةِ كما في ( الصحاح ) ( : العَيْبُ ) ، والذَّرَبَيَّا : الشَّرُّ والاخْتِلاَفُ ( والذَّرَبَّى مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً ) والذَّربية والذَّرَبِينُ ( الدَّاهِيَةُ ، كالذَّرَبِيَا ) قال الكميت :
رَمَانِيَ بالآفَاتِ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وَشِيبُهَا
( والذِّرْيَبُ كطِرْيَمٍ ) أَي بكسر أَوّله وسكون ثانيه وفتح التحتيّة ، كذا في أَصلنا ، وفي بعض النسخ : كحِذْيَمٍ ، وبه ضبط المصنْف طِرْيَمَ ، كما يأْتي له ، وفي بعضها كدِرْهم ، قال شيخُنَا : وهو الصواب ، لأَنه لا شُبْهَةَ فيه ، ولكن في وزنه بِطِرْيَمَ أَو حِذْيَم إِشارة لموافقتهما في زيادة التحتية ، كما لا يخفى ، ويُوجد في بعض النسخ ، ككَرِيمٍ ، أَي على صيغة اسم الفاعل ، وهو خَطَأٌ ( : الزَّهْرُ الأَصْفَرُ ) أَو هو الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ وغيرِه ، قال الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ وَوَصَفَ نَبَاتاً .
قَفْراً حَمَتْه الخَيْلُ حَتَّى كَأَنْ
زَاهِرَهُ أُغْشِيَ بالذِّرْيَبِ
( و ) أَمَّا ، ما ورد في حديث أبي بكرٍ رضي الله عنه ( لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ ( الأَذْرَبِيِّ ) كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ ) فإِنه وَرَدَ فينَفْسيره أنه المنسوب ( إِلى أَذْرَبِيجَانَ ) على غير قياسٍ ، قال ابن الأَثير : هكذا يقوله العَرَبُ ، والقِيَاسُ أَن يَقُولَ : أَذَرِيٌّ بغَيْرِ باءٍ ، أي بالتَّحْرِيكِ ، كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ : رَامِيٌّ ، وقيل : أَذْرِيٌّ بسكون الذال ، لأَنَّ النسبةَ إِلى الشَّطْرِ الأَوَّلِ ، وكُلٌّ قَدْ جَاءَ .
قلتُ : وقد تَقَدَّم في ( أذْرَبَ ) ذكْرُ هذا الكلامِ بعَيْنِه مُسْتَدْرَكاً على المؤلِّفِ فراجِعْه ، ثم إِن قوله : والأَذْرَبِيُّ إِلى أَذْرَبِيجَانَ ساقطٌ من بعض النسخ القديمة ، وثابتٌ في الأُصول
____________________

(2/432)


المصحَّحة المتأَخرة ، قال شيخنا : وموضعه النُّونُ والأَلِفُ لأَنه أعجميّ ، حروفُه بالتنبيه عليه هنا ، وقد اختلفوا في ضَبْطِهِ ، فالذي ذكره الجَلاَلُ في لب اللباب أَنه بفتح الهمزة والراءِ بينهما مُعْجَمَة .
قلت : هكذا جاءَ في شعر الشماخ :
تَذَكَّرْتُهَا وَهْناً وقَد حالَ دُونَهَا
قُرَى أَذْرَبِيجَانَ المَسَالِحُ والحَالِ
وزاد في ( التوشيح ) أنه بفتح الهمزة والذال المعجمة وسكون الراءِ وكسر المُوَحَّدَةِ ، وزاد في المراصد وجْهاً ثالثاً وهو مَدُّ الهمزة مع فتح الذال وسكون الراءِ ، روى ذلك عن المُهلّب هذا ، وهو إِقْلِيمٌ واسعٌ مُشتملٌ على مُدُنٍ وقِلاعٍ وخَيْرَاتٍ بنواخي جِبالِ العراقِ غربيّ أَرْمِينِيَةً ، مِنْ مَشْهُورِ مُدنِه تِبْرِيزُ ، وهي قَصَبَتُهَا ، وكانت قديماً المرَاغَة ، ومن مُدُنِهَا : خُوَيٌّ ، وسَلَمَاسُ ، وأُرْمِيَةُ ، وأَرْدَبِيلُ ، ومَرَنْدُ ، وقد خَرِبَ عالِبُهَا ، قال ياقوت : وهو اسْمٌ اجتمعت فيه خَمْسُ مَوَانِعَ من الصَّرْفِ : العُجْمَةُ ، والتَّعْرِيفُ والتَّأْنِيثُ والتَّذْكِيرُ والتَّرْكِيبُ ، وإِلْحَاقُ الأَلِفِ والنُّونِ ، ومع ذلك فإِنه إِذا زالت عنه إِحدى هذه الموانع وهو التعريف صُرِفَ ، لأَن هذه الأَسبابَ لا تكون موانعَ من الصَّرْفِ إِلاّ مَعَ العَلَمِيَّةِ ، فإِذا زالت العَلمِيّة بَذَلَ حُكْمُ البَوَاقِي ، ومَعْنَاهُ : حَافِظُ بَيْتِ النَّارِ لأَنَّ آذَرْ بِالفَهْلوِيَّةِ : النَّارُ ، وبايكان : الحَارِسُ .

____________________

(2/433)


ذرنب : ( ) الذَّرْنَبُ بالذال المعجمة المفتوحة : لغةٌ في الزَّرْنَبِ الآتي في الزاي ، وهو طِيبٌ مَعْرُوفٌ ، حكاها الزمخشريّ في الفائق ، ونقلها غيرُه عن الخليل ، اسْتَدْرَكَهَا شيخُنَا على المصنف .
ذعب : ( تَذَعَّبَتْهُ الجِنُّ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : أي ( أَفْزَعَتْهُ ) مثل تَذَأَبَتْهُ ، ( وانْذَعَبَ المَاءُ ) وانْثَعَبَ إِذا ( سَالَ واتَّصَلَ جَرَيَانُهُ ) في النَّهْرِ .
( والذُّعْبَانُ بالضَّمِّ : الفَتِيُّ مِنٍ الذِّئَابِ ، و ) قال الأَصمعيّ : ( رَأَيْتُهُمْ مُذْعَابِّينَ كَأَنَّهُمْ عُرْفُ ضِبْعَانٍ ) ، ومُثْعَابِّينَ ، بمَعْنَاهُ و ( هُوَ أَنْ يَتْلُوَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ) ، قال الأَزهريّ : وهذا عندي مأْخوذٌ من انْذَعَبَ المَاءُ وانْثَعَبَ ، قُلِبَتِ الثَّاءُ ذَالاً .
ذعلب : ( الذِّعْلِبَةُ بالكَسْرِ : النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ ) السَّيْرِ ( كالذِّعْبِبِ ) بغَيْرِ هاءٍ ( و ) قد شُبِّهَتُ بالذِّعْلِبَةِ وهِيَ ( النَّعَامَةُ ) لِسُرْعَتِهَا ( و : الحَاجَةُ الخَفِيفَةُ ) ، عن أبي عبيدة ، والجَمْعُ : الذَّعَالِيبُ ، وفي حديث سَوَادِ بنِ مُطَرِّفٍ ( الذِّعْلِبُ الوَجْنَاءُ ) هِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ ، وقال خالدُ بنُ جَنَبَةَ : الذِّعْلِبَةُ : النُّوَيْقَةُ التي هي صَدَعٌ في جِسْمِهَا ، وأَنْتَ تَحْقِرْهَا وهي نَجِيبَةٌ وقال غيرُه : هِيَ البَكْرَةُ الحَدَثَةُ ، وقال ابنُ شُميل : هي ( الخَفِيفَةُ ) الجَوَادُ ، وجَمْعُ الذِّعْلِبَةِ : الذَّعَالِيبُ ، وجَمَلٌ ذِعْلِبٌ : سَرِيعٌ بَاقٍ عَلَى السَّيْرِ ، والأُنْثَى بالهَاءِ ، وأَنكر ابنُ شُميل فقال : وَلا يُقَالُ : جَمَلٌ ذِعْلِبٌ ( و ) الذِّعْلِبَةُ ( : طَرَفُ الثَّوْبِ أَوْ مَا تَقَذَّعَ مِنْهُ ) أَيِ الثَّوْبِ ( فَتَعَلَّقَ ، كالذُّعْلوبِ ) فِيهِمَا .
والذِّعْلِبُ مِنَ الخِرقِ : القِطَعُ المُشَقَّقَةُ .
والذُّعْلُوبُ أَيضاً : القِطْعَةُ مِنَ الخِرْقَةِ ، والذَّعَالِيبُ : قِطَعُ الخِرَقِ ، قال رُؤْبة :
كَأَنَّهُ إِذْ رَاحَ مَسْلُوسَ الشَّمَقْ
مُنْسَرِحاً عَنْهُ ذَعَالِيبُ الخِرَقْ
____________________

(2/434)



وقال أَبو عَمْرٍ و : الذَّعَالِيبُ : مَا تَقَطَّعَ مِنَ الثَّيَابِ ، وأَطْرَافُ الثِّيابِ ، وأَطْرَافُ القَمِيصِ يُقَالُ لَهَا : الذَّعَالِيب وَاحِدُهَا : ذُعْلُوبٌ ، وأَكثر ما يستعمل ذلك جَمْعاً ، أَنسد ابن الأَعرابيّ لجرير :
لَقَدْ أَكُونُ عَلَى الحَاجَاتِ ذَا لَبَثٍ
وأَحْوَذِيًّا إِذَا انْضَمَّ الذعَالِيبُ
واسْتَعَارَهُ ذُو الرُّمَّة لِمَا تَقْطَّعَ من منْسِجِ العنْكَبُوتِ قال :
فَجَاءَ بِنَسْجٍ مِنْ صَنعاعٍ ضَعِيفَةٍ
يَنُوس كأَخْلاَقِ الشُّفُوفِ ذَعَالِبُهْ
( وتَوْبٌ ذَعَالِيبُ : خَلَقٌ ) عن اللِّحْيَانيّ ونقله السَّيُوطِيُّ عن ثعلبٍ في أَمَالِيه ، وقد تُبْدَلُ البَاءُ تاء فيلغة ، كما يأْتي في مَحَلّه .
( و ) التَّذَعْلُب : انْطِلاق في اسْتِخفاءٍ وقَدْ تَذَعْلَبَ تَذَعْلُباً .
( والمُتَذَعْلِبُ : الخَفِيفقُ الثِّيَابِ والمنطق ) ، هكذا في النسخ والصواب : والمُنطَلِقُ ( في اسْتِخفَاءٍ و ) المُتَذَعْلِبُ ( : المُضطَجِعُ ، كالمُتَذَلْعِبِ كما يأْتي ) .
ذكب : ( المَذكُوبَةُ ) بالذال المعجمة ، أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هِيَ ( المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
ذلعب : ( اذلَعَبَّ ) الرَّجُلُ ( : انطَلَقَ في جِدَ وإِسْرَاعٍ ) اذلِعْبَاباً وكذلكَ الجَمَلُ ، مِنَ النَّجَاءِ والسُّرْعَةِ ، قال الأَغلَبُ العِجْلِيّ :
مَاضٍ أَمَامَ الرَّكْبِ مُذْلَعِبِّ
( والمُذْلَعِبُّ : ) المُنْطَلِقُ ، والمُصْمَعِدُّ مِثْلُه ، قال أَبو منصور : واشْتِقَاقُهُ مِنَ الذِّعْلِبِ ، قال : وكُلُّ فِعْلٍ رُبَاعِيَ ثُقِّلَ آخِرُه فإِنّ تَثْقِيلَه مُعْتَمِدٌ على حرفٍ من حروف الحَلْقِ ، والمُذْلَعِبُّ : ( المُضْطَجِعُ ) كالمُجْلَعِبِّ بالجِيمِ .
____________________

(2/435)


( و ) هَاتَانِ التَّرْجَمَتانِ ، أَعْنِي ذَعْلَبَ وذَلْعَبَ وردَتَا في أُصولِ الصحاح في ترجمةٍ واحدة ذَغْلَبَ ، ولم يترجم على ذَلْعَبَ ، لما في اللفظيْنِ من التوافُقِ ، وإِن تقدّم بعضها أَو تأَخر ، فقولُ المصنفِ ( إِيرَادُ الجَوْهَرِيِّ إِيَّاهُفي ذَعْلَبَ وَهَمٌ ) ، مَحَلُّ تأَمّلٍ ، كما لا يَخْفَى ، ثم رأَيت الصاغانيّ قال في التكملة بعدما أَنشد قولَ الأَغلبِ العجليّ : وليس هذا التركيب موضع ذكر هذه اللغة فيه ، بل موضعه تركيب جلعب والرِّوَايَةُ :
نَاجٍ أَمَامَ الرَّكْبِ مُجْلَعِبّ
ذنب : ( الذَّنْبُ : الإِثْمُ ) والجُرْمُ والمَعْصِيَةُ ( الجَمْعُ : ذُنُوبٌ ، وجج ) أَي جَمْعُ الجَمْعِ ( ذُنُوبَاتٌ ، وقَدْ أَذْنَبَ ) الرّجُلُ : صارَ ذَا ذَنْبٍ ، وقد قالوا إِنَّ هذا من الأَفْعَالِ التي لم يُسْمَعْ لها مصْدرٌ عَلَى فِعْلِهِا ، لأَنَّه لم يُسْمعْ إِذنَابٌ كإِكرام ، قاله شيخُنا . وقوله عزّ وجلْ في مناجاة موسى عليه السلام { 2 . 030 ولهم على ذنب } ( الشعراء : 14 ) عنَى به قَتل الرجلِ الذي وَكَزَه موسى عليه السلام فَقَضَى عَلَيْه ، وكان ذلك الرجلُ من آلِ فِرْعَوْنَ .
( و ) الذَّنَبُ ( بالتَّحْرِيكِ ) معروفٌ ( وَاحِدُ الأَذْنَابِ ) ، ونقل شيخُنا عن عِنَايَةِ الشِّهَابِ أَن الذَّنْبَ مَأْخُوذٌ مِنَ الذَّنَبِ مُحَرَّكَة ، وهو الذَّيْلُ ، وفي الشِّفَاءِ أَنه مأْخُوذٌ مِنَ الشيْءِ الدَّنِيءِ الخَسِيسِ الرَّذْلِ ، قال الخفاجي : الأَخْذُ أَوْسَعُ دَائِرَةً مِن الاشْتِقَاقِ ( وذَنَبُ الفَرَس : نَجْمٌ ) في السماءِ ( يُشْبِهُهُ ) ولذا سُمِّيَ به ( و ) من ذلك ( ذَنَبُ الثَّعْلَب : نَبْتٌ يُشْبِهُهُ ) وهو الذَّنَبَانُ ، وقد يأْتي ( وذَنَبُ الخَيْلِ : نَبَات ) ويقَال فيه : أَذْنَابُ الخَيْلِ وهي عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصَارَتُهَا ، على التشبيه .
( والذُّنَابَى والذُّنُبَّى بضَمِّهِما ) وفتح النون في الأَول وضَمِّهِمَا مع تشديد المُوَحَّدة في الثاني ( والذِّنِبَّى بالكَسْرِ :
____________________

(2/436)


الذَّنَبُ ) ، الأَخِيرَانِ عن الهَجَرِيّ ، وأَنشد :
يُبَشِّرُنِي بالبَيْنِ مِنْ أُم سَالِمٍ
أَحَمُّ الذّنبَّى خُطَّ بالنَّفْسِ حَاجِبُهْ
يْرْوى بِهِمَا ، وعلى الأَول قولُ الشاعر :
جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذُّبَابَى
وفي الصحاح : الذُّنَابَى : ذَنَبُ الطَّائِر ، وقيل : الذُّنَابَى : مَنْبِت الذَّنَبِ وذُنَابَى الطَّائِرِ : ذَنَبُه ، وهي أَكْثَرُ مِنَ الذَّنَبِ ، وذَنَبُ الفَرَسِ والعَيْرِ وذُنَابَاهُمَا وذَنَبٌ ، فِيهِمَا ، أَكْثَرُ مِنْ ذُنَابَى ، وفي جَنَاحِ الطَّائرِ أَرْبَعُ ذُنَابَى بَعْدَ الخَوَالِي ، وعن الفراءِ : يُقَالُ : ذَنَبُ الفَرَسِ وذُنَابَى الطَّائِرِ ، والذي قالَهُ الرِّياشِيُّ : الذُّنَابَى لِذِي جَنَاحٍ ، والذَّنَب لِغَيْرِه وربَّمَا اسْتُعِيرَ الذُّنَابَى لِلْفَرَسِ ، نقله شيخنا ( و ) من المجاز : ذَنَبُ الرَّجُلِ و ( أَذْنَابُ النَّاسِ وذَنَبَاتُهُم مُحَرَّكَة ) أَي ( أَتْبَاعُهمْ وسَفِلَتُهُمْ ) دونَ الرُّؤَساءِ ، على المَثَلِ ، وسَفِلَتُهُمْ بكَسْرِ الفاءِ ، ويقال : جاءَ فلانٌ بِذَنَبِهِ ، أَي بأَتْبَاعِه ، وقال الحُطيئةُ يمدح قوماً :
قَوْمُ هُمُ الرَّأْسُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ
وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا
وهؤلاءِ قومٌ من بَنهي سَعْدِ بنِ زيدِ مَنعاةَ ، يُعْرَفُونَ ببني أَنْفِ الناقةِ لقولِ الحطيئة هذا ، وهم يَفْتَخُرُونَ به .
وأَذْنَابُ الأُمُورِ : مآخِيرُها ، على المَثَلِ أَيضاً .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الذَّانِبُ : التَّابِع الشيْءِ على أَثرِه ، يقال : ( ذَنَبَهُ يَذْنُبُهُ ) بالضَّمِّ ( ويَذْنِبُهُ ) بالكَسْرِ ( : تَلاَهُ ) واتَّبَعَ ذُنَابَتَه ( فلم يُفَارِقْ أَثَرَهُ ) قال الكِلابِيُّ :
وجَاءَتِ الخَيْلُ جَمِيعاً تَذْنُبُهْ
( كاسْتَذْنَبَه ) : تَلاَ ذَنَبَه ،
____________________

(2/437)


والمُسْتَذُنِبُ : الذي يكونُ عندَ أَذْنَابِ الإِبِلِ ، لا يُفَارِقُ أَثَرَهَا قال :
مِثْل الأَجِيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّوَاحِلاَ
( والذَّنُوبُ : الفَرَسُ الوَافِرُ الذَّنَبِ ) ، والطَّوِيلُ الذَّنَبِ ، وفي حديث ابن عباس ( كانَ فِرْعَوْنُ عَلَى فَرَسٍ ذَنُوبٍ ) أَي وافِرِ شَعَرِ الذَّنَبِ ، ( و ) الذَّنُوبُ ( مِنَ الأَيَّامِ : الطَّوِيلُ الشَّرِّ ) لاَ يَنْقَضِى ، كأَنَّهُ طَوِيلُ الذَّنَبِ ، وفي قولٍ آخَرَ : يَوْمٌ ذَنُوبٌ : طَوِيلُ الذَّنَبِ لاَ يَنْقَضِي ، يَعْنِي طُولَ شَرِّهِ ، ورَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَبِ : صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوبِ ، وقولُهُم : عْقَيْلٌ طَوِيلَةُ الذَّنَبِ ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابنُ الأَعْرَابيّ قال ابنُ سِيده : وعِنْدِي أَنَّ معناهُ أَنَّهَا كَثِيرَة رِكَابِ الخَيْلِ ، وحَدِيثٌ طَوِيلُ الذَّنَبِ ، لاَ يَكَادُ يَنْقَضِي ، عَلَى المَثَلِ أَيضاً ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) الذَّنُوبُ ( : الدَّلْوُ ) العَظيمَةُ مَا كَانَتْ ، كذا في ( المصباح ) ، أَو التي كانَتْ لها ذَنَبٌ ( أَو ) هي التي ( فِيهَا مَاءٌ ، أَو ) هي الدَّلْو ( المَلأَى ) ، قال الأَزهريّ : ولا يقال لها وهي فَارِغَةٌ ، ( أَو ) هي التي يكون الماءُ فيها ( دُونَ المَلْءِ ) أَو قريبٌ منه ، كلُّ ذلك مذكورٌ عن اللِّحْيَانيّ والزَّجَّاج ، وقال ابن السِّكِّيت : إِنَّ الذَّنُوبَ تُؤَنَّثُ وتُذَكَّرُ ، ( و ) من المجاز : الذَّنُوبُ : ( الحَظُّ والنَّصَيبُ ) قال أَبو ذُؤيب :
لَعَمْرُكَ والمَنعايَا غَالِبَاتٌ
لِكُلِّ بَنِي أَبٍ مِنْهَا ذَنُوبُ
( ج ) في أَدْنَى العَدَدِ ( أَذْنِبَةٌ ، و ) الكَثِيرُ ( دَنَائِبُ ) ، كقَلُوصٍ وقَلاَئِص ( وذِنَابٌ ) ككِتَابٍ ، حكاه الفَيُّوميّ ، وأَغفله الجوهريّ ( و ) قَد يُسْتَعَارُ الذَّنُوبُ بمعنى ( القَبْرِ ) قال أَبُو ذؤيب :
فَكْنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ
وسُرْبِلْتُ أَكْفَانِي وَوُسِّدْتُ سَاعِدِي
____________________

(2/438)



وقد اسْتَعْمَلَهَا إِمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذٍ الهُذَلِيُّ في السَّيْرِ فقالَ يَصِفُ حِمَاراً :
إِذَا مَا انْتَحَيْنَ ذَنُوبَ الحِضَا
رِ جَاشَ خَسِيفٌ فَرِيغُ السِّجَالِ
يقول : إِذا جَاءَ هَذَا الحِمَارُ بذَنُوبٍ مِنْ عَدْوٍ جاءَتِ الأُتُنُ بخَسِيفٍ ، وفي ( التهذيب ) والذَّنُوبُ في كَلامِ العَرَبِ على وُجُوهٍ ، مِنْ ذلك قولُه تعالَى : { 2 . 030 فان للذين . . اءَصحابهم } ( الذاريات : 59 ) وقال الفراءُ : الذَّنُوبُ في كَلاَمِ العَرَبِ : الدَّلْوُ العَظِيمَةُ ، ولكنَّ العربَ تَذْهَبُ بِه إِلى النَّصِيبِ والحَظِّ ، وبذلك فَسَّرَ الأَيةَ ، أَي حَظًّا مِنَ العَذَابِ كما نَزَلَ بالذين من قبلهم وأَنشد :
لَهَا ذَنُوبٌ ولَكُمْ ذَنُوبُ
فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلَكُم قَلِيبُ
( و ) من المجاز قولُهُم : ضَرَبَهُ على ذَنُوبِ مَتْنِهِ ، الذَّنُوبُ ( : لَحْمُ المَتْنِ ) وقِيلَ : هُوَ مُنْقَطَعُ المَتْنِ وأَسْفَلُه ، ( أَو ) الذَّنُوبُ ( الأَلْيَةُ والمَآكِمُ ) قال الأَعْشَى :
وَارْتَجَّ مِنْهَا ذَنُوبُ المَتْنِ والكَفَلُ
( والذَّنُوبَانِ : المَتْنَانِ ) من هُنَا وهُنَا .
( و ) الذِّنَابُ بالكَسْرِ ( كَكِتَابٍ : خَيْطٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ البَعِيرِ إِلى حَقَبِهِ لِئَلاَّ يَخْطِرَ بِذَنَبِهِ فَيُلَطِّخَ ) ثَوْبَ ( رَاكِبِهِ ) ، نقله الصاغانيّ .
وذَنَبُ كُلِّ شيْءٍ : آخِرُهُ ، وجَمْعُه ذِنَابٌ ( و ) الذِّنابُ ( مِنْ كُلِّ شيْءٍ : عَقِبُهُ ومُؤَخَّرُه ) قال :
وتَأْخُذْ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ
أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْسَ لَهُ سَنَامُ
وقالوا : مَنْ لَكَ بِذِنَابٍ ( و ) الذِّنَابُ ( مَسِيلُ مَا بَيْنَ كُلِّ تَلْعَتَيْنِ ) ، على التشبيه بذلك ( ج ذَنَائِبُ ، و ) من المجاز رَكِبَ المَاءُ ( ذَنَبَة الوَادِي ) والنَّهْرِ ( والدَّهْرِ ، مُحَرَّكَةً ، وذُنَابَته ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ ) وكذا ذِنَابُه بالكَسْرِ ، وذَنَبُهُ مُحَرَّكَةً ، عن الصاغانيّ ، وذِنَابَتُه
____________________

(2/439)


بالكسْرِ عن ثعلبٍ أَكْثَرُ من ذَنَبَتِه ( : أَوَاخِرُهُ ) ، وفي بعض النسخ : آخِرُهُ ، وفي التكملة : هو المَوْضِعُ الذي يَنْتهي إِليه سَيْلُه ، وقال أَبو عبيد : الذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : ذَنَبُ الوَادِي وغَيْرِه ، وأَذْنَابُ التِّلاَعِ : مَآخِيرُهَا ، وكان ذلك على ذَنَبِ الدَّهْرِ ، أَي في آخِرِهِ ، وجَمْعُ ذُنَابَةِ الوَادِي : ذَنَائِبُ .
( والذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : التَّابعُ ، كالذَّانِبِ ) وقد تقدّم ، ( و ) الذُّنعابَةُ ( مِنَ النعْلِ : أَنْفُها ) .
ومن المجاز : ذِنَابَة العَيْنِ وذِنَابُهَا بكَسْرِهِمَا وذَنَبْهَا : مُؤَخَّرُهَا .
( و ) الذِّنَابَةُ ( بالكَسْرِ ، مِنَ الطَّرِيقِ : وَجْهُهُ ) خكاه ابن الأَعْرابيّ ، وقال أَبُو الجَرَّاحِ لِرَجُلٍ : أَنَّكَ لَمْ تُرْشَدْذِنَالَةَ الطَّرِيقِ ، يَعْنهي وَجْهَهُ .
وفي الحديث ( مَنْ مَاتَ عَلَى ذُنعابَى طَرِيقٍ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهِ ) يَعْنِي عَلَى قَصْدِ طَرِيقٍ ، وَأَصْل ( الذُّنَابَى مَنْبتُ ذَنَبِ الطائر ) .
( و ) الذِّنَابَةُ ( : القَرَابَةُ والرَّحِمُ ) :
( وذُنَابَةُ العِيصِ ) بالضَّمِّ ( : ع ) .
وذَنَبُ البُسْرَةِ وغَيْرِهَا من التَّمْرِ : مُؤَخَّرُهَا .
( و ) من المجاز ( ذَنَّبَتِ البُسْرَةُ تَذْنِيباً ) فهي مُذَنِّبَةٌ ( وَكَّتَتْ مِنْ ) قِبَلِ ( ذَنَبِهَا ) قال الأَصمعيّ : إِذَا بَدَتْ نُكَتٌ مِنَ الإِرْطَابِ في البُسْرِ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهَا قِيلَ : ذَنَّبَ ( وهو ) أَيِ البُسْرُ مُذَنِّبٌ كمُحَدِّثٍ .
و ( تَذْنُوبٌ ) بالفَتْحِ وتاؤه زائدةٌ وفي ( لسان العرب ) : التَّذْنُوبُ : البُسْرُ الذي قد بَدَا فيه الإِرْطَابُ من قِبَلِ ذَنَبِهِ ، ( ويُضَمُّ ) ، وهذه نَقَلَها الصاغانيّ عن الفراءِ ، وحينئذٍ يحتملُ دَعْوَى أَصَالَتِهَا ، وقال الأَصمعيّ : والرُّطَبُ : التَّذْنُوبُ ( وَاحِدَتُهُ بِهَاءٍ ) أَي تَذْنُوبَةٌ قال :
فَعَلِّقِ النَّوْطَ أَبَا مَحْبوبِ
إِنَّ الغَضَى لَيْسَ بِذِي تَذْنُوبِ
وعن الفراءِ : جاءَنَا بِتُذْنُوبٍ ، وهي
____________________

(2/440)


لِغَةُ بَني أَسَدٍ ، والتَّمِيمِيُّ يقولُ : تَذْنُوبٌ ، وهي تَذْنُوبَةٌ ، وفي الحديث ( كَانَ يَكْرَه المُذَنِّبَ مِنَ البُسْرِ مَخَافَةَ أَن يَكُونَا شَيْئيْنِ فيكون خَلِيطاً ) ، وفي حديث أَنسٍ ( كَانَ لاَ يَقْطَعُ التَّذْنُوبَ مِنَ البُسْرِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْتَضِخَه ) وفي حديث ابن المُسَيِّبِ ( كانَ لاَ يَرَى بالتَّذْنُوبِ أَنْ يُفْتَضَخَ بَأْساً ) ، ومِنَ المَجَازِ : ذَنَّبْت كَلاَمَهُ تَعَلَّقْت بأَذْنَابِهِ وأَطْرَافِهِ .
( والمِذُنَبُ كمِنْبَرٍ ) والمِذْنَبَةُ وضَبَطَهُ في الأَساس كمَقْعَدٍ ( : المِغْرَفَةُ ) لاِءَنَّ لَهَا ذَنعباً أَوْ شِبْهَ الذَّنَبِ والجَمْعُ مَذَانِبُ ، قال أَبو ذُؤيب الهذليّ :
وسُودٌ مِنَ الصَّيْدَانِ فِيهَا مَذَانِبُ النُّ
ضَارِ إِذَا لَمْ نَسْتَفِدْهَا نُعَارُهَا
الصَّيْدَانُ : القُدُورُ التي تُعْمَلُ مِنَ الحِجَارَةِ ، ويُرْوَى ( مَذَانهبٌ نُضَارٌ ) ، والنُّضَارُ بالضَّمِّ : شَجَرُ الأَثْلِ ، وبالكسر الذَّهَبُ ، كذا في ( أَشعار الهُذليّين ) .
( و ) المِذْنَبُ ( : مَسِيلُ ) مَا بَيْنَ التَّلْعَتَيْنِ ، ويقال لِمَسِيلِ مَا بَيْنَ التَّلْعَتَيْنِ : ذَنَبُ التَّلْعَةِ ، وفي حديث حُذَيْفَةَ ( حَتَّى يَركَبَهَا اللَّهُ بالمَلاَئِكَة فلا يَمْنَع ذَنَبَ تَلْعَةٍ أَو هُوَ مَسِيلُ ( الماءِ إِلَى الأَرْضِ ، و ) المِذْنَبُ ( مَسِيلٌ في الحَضِيضِ ) لَيْسَ بِخَدَ واسِعٍ ، وأَذْنعابُ الأَوْدِيَةِ ومَذَانِبُهَا : أَيَافِلُهَا ، وفي الصحاح : المِذْنَبُ : مَسِيلُ مَاءٍ في الحَضِيضِ والتَّلْعَةِ في السَّنَدِ ( و ) المِذْنَبُ ( : الجَدْوَلُ ) وقال أَبو حنيفَةَ : كَهَيْئَةِ الجَدْوَلِ ( يَسِيلُ عَنِ الرَّوْضَةِ بمَائِهَا إِلى غَيْرِهَا ) فَيُفَرَّقُ ماؤُهَا فِيهَا ، والتي يَسِيلُ عليها الماءُ : مِذْنَبٌ أَيْضاً ، قال امرؤ القيس :
وقَدْ أَغْتَدِى والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا
وَمَاءُ النَّدَى يَجْرِى عَلَى كُلِّ مِذْنَبِ
____________________

(2/441)



وكُلُّهُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِن بَعْضٍ ، وفي حديث ظَبْيَانَ ( وذَنَبُوا خِشَانَهُ ) أَي جععَلُوا له مَذَانِبَ ومَجَارِيَ ، والخِشانُ ما خَشُنَ من الأَرْضِ .
( كالذُّنَابَةِ والذِّنَابَةِ بالضَّمِّ والكَسْرِ ، و ) المِذْنَبُ ( : الذَّنَبُ الطَّوِيلُ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
ومُذَيْنِبٌ كأُحَيْمِرٍ : اسْمُ وادٍ بالمَدِينَةِ يَسِيلُ بالمَطَرِ ، يَتَنَافسُ أَهْلُ المَدِينَةِ بسَيْلِهِ كَمَا يَتَنَافَسُونَ بسَيْلِ مَهْزُورٍ ، كذا قاله ابن الأَثِير ، ونقله في ( لسان العرب ) ، واستدركه شيخنا .
( والذَّنَبَانُ مُحَرَّكَةً ) نَبْتٌ مَعْرُوفٌ ، وبَعْضُ العَرَبِ يُسَمِّيهِ ( ذَنَبَ الثَّعْلَبِ ) وقيل : الذَّنَبَانُ بالتَّحْرِيكِ نِبْتَةٌ ذَاتُ أَفْنَانٍ طِوعال غُبْرِ الوَرَقِ ، وتَنْبُتُ في السَّهْلِ على الأَرْضِ لا تَرْتَفِعُ ، تُحْمَدُ في المَرْعَى ، ولا تَنْبُتُ إِلاّ في عامٍ خَصِيبٍ ، وقال أَبو حنيفة : الذَّنَبَانُ : ( عُشْبٌ ) لَهُ جَزَرَةٌ لا تُؤْكَلُ ، وقُضْبَانٌ مُثْمِرَةٌ من أَسْفَلِهَا إِلى أَعْلاَهَا ، وله وَرَقٌ مِثْلُ وَرَقِ الطَّرْخُونِ ، وهو نَاجعٌ في السَّائِمةِ ، وله نُوَيْرَةٌ غَبْرَاءُ تَجْرُسُهَا النَّحْلُ ، وتَسْمُو نَحْوَ القَامَةِ تُشْبِعُ الثِّنْتَانِ منه بَعِيراً ، قال الراجز :
حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
في ذَنَبَانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
وفي رُفُوضِ كَلإٍ غَيْرِ قَشِعْ
( أَوْ نَبْتٌ ) له سُنْبُلٌ في أَطْرَافِهِ ( كالذُّرَةِ ) وقُضُبٌ وَوَرَقٌ ، ومَنْبِتُه بكلِّ مكانٍ ما خَلاَ حُرَّ الرَّمْلِ ، وهُوَ يَنْبُتُ على سَاقٍ وسَاقَيْنِ ، ( وَاحِدَتُهُ بِهَاءٍ ) قال أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ :
فِي ذَنَبَانٍ يَسْتَظِلُّ رَاعِيهْ
( و ) الذَّنَبَانٌ ( : ماءٌ بالعِيصِ ) .
( والذنَيْبَاءُ ) مَمْدُودَةٌ ( كالغُبَيْرَاءِ )
____________________

(2/442)


وهي ( حَبَّةٌ تَكُونُ في البُرِّ تُنَقَّى مِنْهُ ) عن أَبي حنيفةَ ، جتَّى تَسْقُطَ .
( والذِّنَابَةُ بالكَسْرِ ، والذَّنائبُ ، والذُّنَابَةِ ، بالضَّمِّ ) والذَّانِبُ والذَّنُوبُ ، والذِّنَابُ ( مَوَاضِعُ ) قال ابن بَرِّيّ : الذَّنَائِبُ موضعٌ بِنَجْدٍ ، هو عَلَى يَسَارِ طرِقِ مَكَّةَ ، قال مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيعَةَ .
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
فَتُخْبِرَ بالذَّنَائِبِ أَيَّ زِيرِ
وبيت ( الصحاح ) له أَيضاً :
فإِنْ يَكُ بالذَّنَائِبِ طَالَ لَيْلِي
فَقَدْ أَبْكِي عَلَى اللَّيْلِ القَصِيرِ
وفي كتاب أَبي عُبَيْد : قالوا : الذَّنَائِبُ عن يَسَارِ فَلْجَةَ لِلْمُصْعِدِ إِلى مَكَّةَ وبه قَبْرُ كُلَيْبٍ وفيها منازل رَبِيعةَ ثم منازل بني وَائلٍ ، وقال لبيد ، شاهد المذانب :
أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدِّمَنِ الخَوَالِي
لِسَلْمَى بالمَنَاقِبِ فالقُفَالِ
وقال عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ ، شاهد الذنوب :
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ
فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ
وأَمَّا الذِّنَابُ كَكِتَابٍ فهو وَادٍ لِبَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ غَزِيرُ الماءُ كَثِيرُ النَّخْلِ ( والذُّنَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيَ ) وياءُ النِّسْبَةِ متروكة : ضَرْبٌ ( مِنَ البُرُودِ ) قالَه أَبُو الهَيْثَمِ وأَنشد :
لَمْ يَبْقَ مِنْ سُنَّةِ الفَارُوقِ نَعْرِفُهُ
إِلاَّ الذُّنَيْبِي وإِلاَّ الدِّرَّةُ الخَلَقُ
( و ) عن أَبي عُبَيْدَة : ( فَرسٌ مُذَانِبٌ وقَدْ ذَانَبَتْ ) ، قال شيخنا : ضَبَطَه الصاغانيّ بخطِّه بالهمزة ، وغيرُهُ بغيرِها ، وهو الظاهرُ : إِذا ( وَقَعَ وَلَدُهَا في القُحْقُحِ ) بِضَمَّتَيْنِ ، هو مُلْتَقَى الوَرِكَيْنِ من باطنٍ ( ودَنَا خُرُوجُ
____________________

(2/443)


السِّقْيِ ) وارْتَفَعَ عَجْبُ الذَّنَبِ وعُكْوَتُه ، والسِّقْيُ بكَسْرِ السِّينِ المُهْمَلَةِ هكذا في ( النسخ ) التي بأَيدينا ، ومثله في ( لسان العرب ) ، وضبطه شيخُنا بكسر العين المهملة ، قال : وهو جِلْدة فيها ماءٌ أَصْفَرُ ، ( و ) في حديث عَليَ كرَّم اللَّهُ وجهه ( ( ضَرَب ) يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِه ) أَي سارَ في الأَرْضِ ذاهباً بأَتْبَاعِه ، ويقال أَيضاً : ضَرَبَ ( فلانٌ بِذَنَبِهِ : أَقَامَ وثَبَتَ ) ، ومن المجاز : أَقَامَ بأَرْضِنَا وغَرَزَ ذَنَبَهُ ، أَي لاَ يَبْرَح ، وأَصْلُه في الجَرَادِ ، ( و ) العربُ تقولُ : ( رَكِبَ ) فلانٌ ( ذَنَبَ الرِّيحِ ) ، إِذا ( سَبَقَ فَلَمْ يُدْرَك ) ، مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ ، وهو مجاز ( و ) من المجاز أَيضاً : يَقُولُونَ ( رَكِبَ ذَنَبَ البَعِيرِ ) إِذَا ( رَضِيَ بِحَظَ نَاقِصٍ ) مَبْهُوس ومن المجاز أَيضاً : ولَّى الخَمْسِينَ ذَنَباً : جَاوَزَهَا ، وأَرْبَى عَلَى الخَمْسِينَ وَوَلَّتْهُ ذَنَبَهَا ، قال ابن الأَعْرَابيّ : قلتُ للكِلاَبيّ : كَمْ أَتَى عَلَيْكَ : فقال : قَدْ وَلَّتْ لِي الخَمْسُونَ ذَنَبَهَا ، هذه حكايةُ ابنُ الأَعْرَابيّ ، والأَول حكايةُ يعقوبَ ، وبَيْنِي وبَيْنَهُ ذَنَبُ الضَّبِّ ، إِذَا تَعَارَضَا ، واسْتَرْخَى ذَنَبُ الشَّيخِ ، فَتَرَ شَيْبُه ، وكلُّ ذلك مجاز .
( واسْتَذْنَب الأَمْرُ : ) تَمَّ و ( اسْتَتَبَّ ) .
( والذَّنَبَةُ مُحَرَّكَةً : مَاءٌ بَيْنَ إِمَّرَةَ ) بكسرِ الهمزةِ وتشديدِ الميمِ ( وأُضَاخَ ) كان لِغَنِيَ ثم صار لتَمِيمٍ .
( وذَنَبُ الحُلَيْفِ : مَاءٌ لِبَنِي عُقَيْلِ ) بنِ كعبٍ .
وذَنَبُ التِّمْسَاحِ مِنْ قُرَى البَهْنَسَا .
( و ) من المجاز ( تَذَنَّبَ الطَّرِيقَ : أَخَذَهُ ) كأَنَّه أَخَذَ ذُنَابَتَه ، أَو جَاءَه من ذَنَبِهِ ، ( و ) من المجاز : تَذَنَّبَ ( المُعْتَمُّ ذَنَبَ عِمَامَتِهِ ) وذلكَ إِذا أَفْضَلَ منها شَيْئاً فَأَرْخَاهُ كالذَّنَبِ .
وتَذَنَّبَ عَلَى فُلاَنٍ : تَجَنَّى وتَجَرَّمَ ، كذا في ( الأَساس ) .
( والمُذَانِبُ مِنَ الإِبِلِ ) كالمُسْتَذْنِبِ ( : الذي يكونُ في آخِرِ الإِبِلِ ) وقال
____________________

(2/444)


الجَوْهَرِيّ : عِنْدَ أَذْنَابِ الإِبلِ .
( و ) المُذَنِّبُ ( كمُحَدِّثٍ : ) الضَّبُّ ، و ( : التي تَجِدُ مِنَ الطَّلْقِ شِدَّةً فتُمَدِّدُ ذَنَبَهَا ) .
في ( لسان العرب ) التَّذْنِيبُ لِلضَّبِّ والفَرَاشِ ونحوِ ذلك إِذا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والسِّفَادَ ، قال الشاعر :
مِثلَ الضِّبَابِ إِذَا هَمَّتْ بِتَذْنِيبِ
وذَنَّبَ الجَرَادُ والفَرَاشُ والضِّبَابُ إِذَا أَرَادَتِ التَّعَاظُلَ والبَيْضَ فَغَرَزَتْ أَذْنَابَهَا ، وذَنَّبَ الضَّبُّ : أَخْرَجَ ذَنَبَهُ مِنْ أَدْنَى الحُجْرِ ، ورَأْسُه في دَاخلِهِ ، وذلك في الحَرِّ ، قال أَبو منصور : إِنَّمَا يقال للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إِذَا ضَرَبَ بِذَنَبِهِ مَنْ يُرِيدُهُ مِنْ مُحْتَرِشٍ أَو حَيَّةٍ ، وقَدْ ذَنَّبَ تَذْنِيباً إِذا فَعَلَ ذلكَ .
وضَبٌّ أَذْنَبُ : طَوِيلُ الذَّنَبِ ، وفي ( الأَسَاس ) : وذَنَّبَهُ الحَارِشُ : قَبَضَ عَلَى ذَنَبِهِ ، ومن أَمثالهم : ( مَنْ لَكَ بِذِنَابِ لَوْ ) قال الشاعر :
فَمَنْ يَهْدِي أَخاً لِذِنَابِ لَوَ
فَأَرْشُوَهُ فإِنَّ اللَّهَ جَارُ
واستشهَدَ عليه شيخُنا بقول الشاعر :
تَعَلَّقْتُ مِنْ أَذْنَابِ لَوَ بلَيْتَنِي
ولَيْتٌ كَلَوَ خَيْبَةٌ لَيْسَ يَنْفَعُ
ومن المجاز : اتَّبَعَ ذَنَبَ الأَمْرِ : تَلَهَّفَ عَلَى أَمْرٍ مَضَى .
ومما في ( الصحاح ) نقْلاً عن الفراءِ : الذُّنَابَي : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَعُ مِنْ أُنُوفِ الإِبِلِ ، وقال شيخُنَا : ولعل المصنّف اعتمد ما ذكره ابن بَرِّيّ في رَدّه وعدمِ قَبُوله : فإِنه قال : هاكذا في الأَصل بخَطِّ الجوهريّ ، وهو تصحيفٌ ، والصحيح الذُّنَانَي بالنون ، وهكذا قَرَأْنَاه على شيخنا أَبِي أُسَامَةَ جُنَادَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْديِّ ، مأْخوذٌ من الذَّنِينِ ، وهو
____________________

(2/445)


الذي يَسِيلُ من أَنْفِ الإِنْسَانِ ، والمِعْزَى ، فكانَ حَقُّهُ أَن يَذْكُرَه ويتعقّبَه تبعاً لابت بَرِّيّ لأَنه يتبعه في غالب تَعقُّبَاتِه ، أَو يذكُرَه ويُبْقِيَه اقْتِفَاءً أَثَرِ الجوهريّ ، لأَنه صحَّ عنده ، أَمَّا تركُه مع وجوده في ( الصحاح ) ، وخصوصاً مع البَحْثِ فإِنه بمَعْزِل فيه عن التحقيق انتهى ، قُلْتُ : ومِثْلُه في ( المُزْهر ) للسيوطيّ ، والذي في ( لسان العرب ) ما نصُّه : ورأَيت في نسخٍ متعدّدة من ( الصحاح ) حواشيَ منها ما هو بخطّ الحافظ الصَّلاَحِ المُحَدِّث رحمه الله ما صُورته : حاشية من خط الشيخ أَبي سَهْلِ الهَرَوِيِّ قال : هكَذَا في الأَصل بخطُّ الجوهَرِيّ ، قال : وهو تَصْحِيفٌ ، والصوابُ : الذُّنَانَي : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِلِ بِنُونَيْنِ بينهما أَلفٌ ، قال : وهكذا قَرَأْنَاه على شيخنا أَبِي أُسَامَةِ جُنَادَةَ بنِ محمد الأَزْدِيِّ . وهو مأْخوذٌ من الذَّنِينِ ، ثم قال صاحبُ الحاشيةِ : وهذَا قد صَحَّفَه الفرّاءُ أَيضاً ، وقد ذكر ذلك فيما رَدَّ عليه من تَصْحِيفِه ، وهذا ممّا فات الشيخَ ابنَ بَرِّيَ ولم يذكره في أَماليه ، انتهى .
ويقالُ : اسْتَذْنَبَ فلاناً إِذَا تَجَنَّاهُ ، وقال ابن الأَعْرَابيّ : المِذنَبُ كمِنْبَرٍ : الذَّنَبُ الطَّوِيلُ .
والذُّنَابَةُ بالضَّمِّ : مَوْضِعٌ باليَمَنِ ، نقله الصاغانيّ هكذا ، وقد تَقَدَّم في المهملة أَيضاً ، والذُّنَابَةُ أَيضاً : موضعٌ بالبَطَائِحِ .
ذوب : ( *!ذَابَ ) *!يَذُوبُ ( *!ذَوْباً وَ*!ذَوَبَاناً ، مُحَرَّكَةً : ضِدُّ ) وفي ( لسان العرب ) : نَقِيضُ ( جَمَدَ ) ومن المجاز : ذَابَ دَمْعُهُ ، وله دُمُوعٌ *!ذَوَائِبُ ، ونَحْنُ لاَ نَجْمُدُ في الحَقِّ وَلاَ *!نَذُوبُ في البَاطِلِ ، وهَذَا الكَلاَمُ فيه *!ذَوْبُ الرُّوحِ ، كذا في ( الأَساس ) .
( *!وأَذَابَهُ غَيْرُه ) وأَذْيَبَهُ ( *!وذَوَّبَه ) وأَذَابَهُ الهمُّ والغَمُّ .
*!وذَابَتْ حَدَقَتُهُ : هَمَعَتْ ، وذَابَ
____________________

(2/446)


جِسْمُهُ : هُزِلَ ، يُقَالُ : ثَابَ بَعْدَ ما ذَابَ ، وكُلُّ ذلك مجازٌ ( و ) من المجاز أَيضاً : ذَابَتِ ( الشَّمْسُ : اشْتَدَّ حَرُّهَا ) قال ذو الرمة : إِذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِهَا
بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
( و ) ذَاب ، إِذَا سَالَ ، قَال الراجز :
وَذَابَ لِلشَّمُسِ لُعَابٌ فَنَزَلْ
ويقال : *!ذَابَتْ حَدَقَهُ فُلاَنٍ ، إِذَا سَالَتْ ، وذَابَ ، إِذَا ( دَامَ ) ، وفي ( لسان العرب ) : قَامَ ( عَلَى أَكْلِ ) *!الذَّوْبِ ، وهو ( العَسَل ، و ) ذَابَ الرَّجُلُ ، إِذا ( حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ ) وظَهَرَ فيه *!ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ( و ) يقال في ( المثل ) : ( مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ *!يُذِيبُ ) وذلك عندَ شِدَّةِ الأَمْرِ ، قال بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ :
وكُنْتُمْ كَذَاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ إِذْ غَلَتْ
أَتُنْزِلُهَا مَذْمُومَةً أَمْ *!تُذِيبُهَا
أَي لا تَدْرِي أَتَتْرُكُهَا خَاثِراً أَمْ تُذِيبُهَا ، وذلك إِذَا خَافَتْ أَنْ يَفْسُدَ *!الإِذْوَابُ ، وسيأْتِي مَعْنَى الإِذْوَابِ وقيلَ : هو من قولِهِم : ذَابَ لِي ( عَلَيْه حَقٌّ : وَجَبَ ) وَثَبَتَ ، وذَابَ . عَلَيْهِ منَ الأَمْرِ كَذَا ذَوْباً : وَجَبَ ، كَمَا قَالُوا : جَمَدَ وَبَرَد ، وقال الأَصمعيُّ : هُوَ مِنْ ذَابَ : نَقِيضُ جَمَدَ ، وأَصلُ المَثَلِ في الزُّبْدِ ، وفي حُديث عَبْدِ اللَّهِ ( فَيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ لَهُ الحَقُّ ) أَي يَجِبَ ، وهو مجازٌ ( و ) قال أَبو الهَيْثَمِ : يُذِيبُهَا : يُبْقِيهَا ، من قولك : مَا ذَابَ في يَدِي شيْءٌ ، أَي مَا بَقِيَ ، وقال غيرُه يُذِيبُهَا : يُنْهِبُهَا ، ذَابَ عَلَيْهِ المَالُ أَي حَصَلَ ، و ( مَا ذَابَ في يَدِي منه خَيْرٌ ) أَي ( مَا حَصَلَ ، *!واسْتَذَبْتُهُ : طَلَبْتُ منه الذَّوْبَ ) : عَلَى عَامَّةِ ما يَدُلُّ عليه هذا البِنَاءُ ، ومن المجاز : هَاجِرَةٌ *!ذَوَّابَةٌ :
____________________

(2/447)


شَدِيدَةُ الحَرِّ قال الشاعر :
وظَلْمَاءَ مِنْ جَرَّى نَوَارِ سَرَيْتُهَا
وهاجِرَةٍ ذَوَّابَةٍ لاَ أَقِيلُهَا
( *!والذَّوْبُ : العَسَلُ ) عَامَّةً ، ( أَو ) هو ( ما في أَبْيَاتِ النَّحْلِ ) من العَسَلِ خاصَّةً ( أَو ما خَلَصَ مِنْ شَمْعِه ) ومُومِهِ قال المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ :
شِرْكاً بِمَاءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُهُ
فِي ذَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْرِ
*!والمِذْوَبُ بالكَسْرِ : مَا *!يُذَابُ فيهِ ) والذَّوْبُ : مَا *!ذَوَّبْتَ مِنْهُ ، ( و ) *!المِذْوَبَةُ ( بهَاءٍ : المِغْرَفَةُ ) عن اللِّحْيَانيّ ( *!والإِذْوَابُ *!والإِذْوَابَةُ ، بكَسْرِهِمَا : الزُّبْدُ يُذَابُ في البُرْمَةِ للسَّمْنِ ، فلا يَزَالُ ذلك اسْمَه حتَّى يُحْقَنَ في سِقَاءٍ ) ، وقال أَبو زيد : الزُّبْدُ حِينَ يَحْصُلُ في البُرْمَةِ فَيُطْبَخُ فهُوَ الإِذْوَابَةُ ، فإِنْ خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ قِيلَ : ارْتَجَنَ ، وفي ( الأَساس ) من المجاز : هُوَ أَحْلَى مِنَ الذَّوْبِ *!بالإِذْوَابَةِ ، أَي مِنْ عَسَلٍ أُذِيبَ فَخُلِّصَ منه شَمْعُه .
( و ) من المجاز الإِذابَةُ : الإِغَارَةُ ، و ( *!أَذَابُوا عَلَيْهِمْ : أَغَارُوا ) وفي حَدِيث قُسَ :
*!أُذِيبُ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبَ صَدَاكُمَا
أَي أَنْتَظِرُ في مُرُورِ اللَّيَالِي وذَهَابِهَا ، منَ الإِذَابَةِ ، والإِذَابَةُ : النُّهْبَةُ ، اسْمٌ لا مَصْدَرٌ ، واستشهدَ الجوهريّ هنا ببيت بشر بن أَبي خازم :
أَتَتركها مَذْمُومَةً أَمْ *!تُذِيبُهَا
وشَرَحَه بقوله أَي تُنْهِبُهَا ، وقال غيرُه : تُثْبِتُهَا ، وقد تَقَدَّم ( و ) أَذَابُوا ( أَمْرَهُمْ : أَصْلَحُوهُ ) ، وفي الحديث ( مَنْ أَسْلَمَ على *!ذَوْبَةٍ أَوْ مَأْثَرَة فَهِي لَهُ ) *!الذَّوْبَةُ : بَقِيَّةُ المَال *!يَسْتَذِيبُهَا الرَّجُلُ أَي يَسْتَبْقِيهَا ، والمَأْثَرَةُ : المَكْرُمَةُ .
____________________

(2/448)



( *!والذُّوبَانُ بالضَّمِّ : ) الصَّعَالِيكُ ، واللصُوصُ ، لُغَةٌ في *!الذُّؤْبَانِ بالهَمْزِ ، خُفِّفَ فانْقَلَبَتْ واواً .
والذُّوبَانُ بالضَّمِّ ( *!والذِّيبَانُ بالكَسْرِ : بَقِيَّةُ الوَبَرِ أَو الشَّعرِ على عُنُقِ الفَرَسِ أَو البَعِيرِ ) ومِشْفَرِهِ ، وهما لُغَتَانِ ، وعَسَى أَنْ يَكُونَ مُعَاقَبَةً فتدْخُلَ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا على صَاحِبَتِهَا .
( و ) عن ابن السّكّيت ( *!الذَّابُ ) بمَعْنَى ( العَيّبِ ) مِثْلُ الذَّامِ والذَّمْمِ والذَّانِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ ( نَاقَةٌ *!ذَوُوبٌ كصَبُورٍ : سَمِينَةٌ ) لأَنَّهَا تَجمَع فيها ما *!يُذَابُ ، زاد الصاغانيّ : وليْسَتْ في غَايَةِ السِّمَنِ .
( و ) *!ذَوَّابٌ ( كَشَدَّادٍ : صَحَابِيٌّ ) كان يَمُرُّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلمويُسَلِّمُ عليه ، وإِسْنَادُه ضَعِيفٌ ، أَوْرَدَه النَّسَائِيُّ ، كذا في ( المعجم ) .
ومن المجاز : *!أَذَابَ حَاجَتَهُ *!واسْتَذَابَهَا لِمَنْ أَنْضَجَ حَاجَتَهُ وأَتَمَّهَا .
( *!وذَوَّبَهُ *!تَذْوِيباً : عَمِلَ لَهُ ذُوَابَةً ) وفي حديث ابنِ الحَنَفِيَّةِ ( أَنَّهُ كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ ) أَي يَضْفِرُ ذُؤَابَتَهَا ، قال أَبو منصور : ( والأَصْلُ ) فيه ( الهَمْزُ ) لأَنَّ عينَ الذُّؤَابَةِ هَمْزَةٌ ، ( ولكِنَّه جَاءَ ) وفي بعض النسخ : جَارٍ علَى غَيْرِ قِيَاسٍ ) أَي جَاءَ غيرَ مهموزٍ ، كَمَا جَاءَ الذَّوَائِبُ عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ .
ذهب : ( ذَهَبَ كَمَنَعَ ) يَذْهَبُ ( ذَهَاباً ) بالفَتْحِ ويُكْسَرُ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ ( وذُهُوباً ) بالضم ، قِيَاسِيٌّ مُسْتَعْمَلٌ ( ومَذْهَباً ، فهو ذَاهِبٌ وذَهُوبٌ ) كصَبُورٍ ( : سَارَ أَو : مَرَّ ، و ) ذَهَبَ ( بِهِ : أَزَالَهُ ، كأَذْهَبَهُ ) غَيْرُهُ ( و ) أَذْهَبَه ( بِهِ ) قال أَبو إِسحاق ، وهو قَلِيلٌ ، فأَمَّا قِرَاءَةُ بعضِهِم { 2 . 031 يكاد سنا برقه يذهب بالاءَبصار } ( النور : 43 ) فنَادِرٌ ، ومن المجاز : ذَهَبَ عَلَيَّ كَذَا : نَسِيتُه ، وذَهَبَ في الأَرْضِ كناية عن الإِبْدَاءِ ، كذا
____________________

(2/449)


في ( الأَساس ) ، قال شيخنا : ذَهَبَتْ طائفةٌ منهم السُّهَيْلِيُّ إِلى أَنَّ التَّعْدِيَةَ بالبَاءِ تُلْزِمُ المُصَاحَبَةَ ، وبغَيْرِهَا لا تُلْزِم ، فإِذا قلتَ : ذَهَبَ بِه فمَعْنَاهُ : صَاحَبَه في الذَّهَابِ ، وإِذَا قلتَ أَذْهَبَه أَو ذَهَّبَه تَذْهِيباً فمعناهُ : صَيَّرَه ذاهباً وحْدَه ولم يُصَاحِبْهُ ، وبَقِي على ذلك أَسْرَاهُ وأَسْرَى بِهِ وتَعَقَّبُوهُ بنحو { ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ } ( البقرة : 17 ) فإِنه لا يُمْكِنُ فيه المُصَاحَبَةُ ، لاستِحَالَتِهَا ، وقَالَ بعضُ أَئمة اللغةِ والصَّرْفِ : إِنْ عُدِّيَ الذَّهَابُ بالبَاءِ فمَعْنَاهُ الإِذْهَابُ ، أَو بعَلَى فمعناه النِّسْيَانُ ، أَو بعَنْ فالتَّرْكُ ، أَو بإِلَى فالتَّوَجُّه ، وقد أَورد أَبو العباس ثعلب : ذَهَبَ وأَذْهَبَ في ( الفصيح ) ، وصحَّحَ التَّفْرِقَةَ ، انتهى ، قلتُ : ويقولونَ : ذَهَب الشَّأْمَ ، فَعَدَّوْه بغير حَرْفٍ ، وإِن كان الشَّأْمُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً ، شَبَّهُوه بالمَكَانِ المُبْهَمِ .
( و ) من المجاز ( المَذْهَبُ : المُتَوَضَّأُ ) لأَنَّه يُذْهَبُ إِليه ، وفي الحديث أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم ( كَانَ إِذا أَرَادَ الغَائِطَ أَبْعَدَ في المَذْهَبِ ) وهو مَفْعَلٌ مِن الذَّهَابِ ، وعن الكَسائيّ : يقالُ لِمَوْضِعِ الغَائِطِ : الخَلاَءُ والمَذْهَبُ والمِرْفَقُ ، والمِرْحَاضُ ، وهو لُغَةُ الحجازيّين . ( و ) من المجاز : المَذْهَبُ : ( المُعْتَقَدِ الذي يُذهَب إِليْه ) وذَهَبَ فلانٌ لِذَهَبِه أَي لِمَذْهَبِه الذي يَذْهَب فيه . ( و ) المَذْهَب ( : الطَّرِيقَةُ ) يقال : ذَهَبَ فلانٌ مَذْهَباً حَسَناً ، أَي طريقةً حَسَنَةً ، ( و ) المَذْهَبُ ( : الأَصْلُ ) حكى اللحيانيُّ عن الكسائِيّ : مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ مَذْهَبٌ ، وَلاَ يُدْرَى لَهُ مذهبه أَي لا يُدْرَى أَيْنَ أَصْلُه .
( و ) المُذْهَبُ ( بِضَمِّ المِيمِ ) اسْمُ ( الكَعْبَةِ ) زِيدَتْ شَرَفاً .
( و ) المُذْهَبُ مِنَ الخَيْلِ : مَا عَلَتْ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ ، والأُنْثَى : مُذْهَبَةٌ ، وإِنّمَا خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ لاِءَنَّهَا
____________________

(2/450)


أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً ، ويقال : كُمَيْتٌ مُذْهَبٌ : لِلَّذِي تَعْلُو حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ ، فإِذا اشْتَدَّت حُمْرَتُهُ ولم تَعْلُهُ صُفْرَةٌ فهو المُدَمَّى ، والأُنْثَى : مُذْهَبَةٌ ، والمُذْهَبُ ( : فَرَسُ أَبْرَهَةَ بنِ عُمَيْرِ ) بنِ كُلْثُومٍ ( و ) أَيضاً فَرَسُ ( غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ ) أَبِي قَبِلَةٍ ، ( و ) المُذْهَبُ : اسْمُ ( شَيْطَانٍ ) يقال : هو من وَلَدِ إِبْلِيسَ ، يَتَصَوَّرُ لِلْقُرَّاءِ فَيَفْتِنُهُمْ عِنْدَ ( الوُضُوءِ ) وغيرِه ، قاله الليثُ ، وقال ابن دُرَيْد : لا أَحْسَبُه عَرَبِيًّا ، وفي ( الصحاح ) ، وقولُهُمْ : بِه مُذْهَبٌ يَعْنُونَ الوَسْوَسَةَ في المَاءِ وكُثْرِ اسْتِعْمَالِهِ في الوُضُوءِ ، انتهى ، قال الأَزهريّ : وأَهْلُ بَغْدَادَ يقولون لِلْمُوَسْوِسِ من النَّاسِ : المُذْهِبُ ، وعَوَامُّهُمْ يقولون : المُذْهَبُ بفَتحِ الهاءِ ( وكَسْرُ هَائِهِ الصَّوَابُ ) قال شيخُنَا : عَرَّفَ الجُزْأَيْنِ لإِفَادَةِ الحَصْرِ ، يَعْنِي أَنَّ الصَّوَابَ فيه هو الكَسْرُ لا غيرُ ( وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ) وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ عبارةَ الجوهريُّ ليس فيها تَقْييدُ فَتْحٍ أَو كَسْرٍ ، بل هي مُحْتَمِلَةٌ لهما ، اللُّهُمّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ ضَبْطَ قَلَمٍ ، فقد جَزَمَ القُرْطُبِيُّ وطَوَائِفُ مِن المُحَدِّثِينَ ، ومِمَّنْ أَلَّفَ في الرُّوحَانِيِّينَ أَنه بالفَتْحِ ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هذا وأَمْثَالَ ذلك لا يكونُ وَهَماً ، أَشَارَ له شيخنا .
وأَبُو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُذْهِبِ : مُحَدِّثٌ ، حَدَّثَ عن أَبِي بَكْرٍ القَطِيعِيّ وغيرِهِ .
( والذَّهَبُ ) معروفٌ ، قال الجوهريّ وابنُ فارسٍ وابن سيده والزُّبَيْدِي والفيُّوميّ ، ويقال : وهو ( التِّبْرُ ) قاله غيرُ وَاحِدٍ من أَئمة اللغة ، فَصَرِيحُهُ : تَرَادُفُهُمَا ، والذي يَظْهَرُ أَن الذهَبَ : أَعَمّ مِن التِّبْرِ ، فإِنَّ التِّبْرَ خَصُّوهُ بما في المَعْدِنِ ، أَو بالذي لم يُضْرَبْ ولم يُصْنَعْ ، ( ويُؤَنَّثُ ) فيقالُ : هي الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ ، ويقال : إِنَّ التأْنيثَ لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ ، ويقولونُ نَزَلَتْ بِلُغَتِهِم . { والذين يكنزون الذهب والفضة
____________________

(2/451)


ولا ينفقونها في سبيل الله } ( التوبة : 34 ) والضَّمِيرُ للذَّهَبِ فَقَطْ ، خَصَّهَا بذلك لِعِزَّتِهَا ، وسَائِرُ العَرَبِ يقولونَ : هُوَ الذَّهَبُ ، قال الأَزهريّ : الذّهَبُ مُذَكَّرٌ عند العَرَبِ ، ولا يجوزُ تَأْنِيثُه ، إِلاَّ أَنْ تجْعَلَهُ جَمْعاً لِذَهَبَةٍ ، وقيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إِلى الفِضَّةِ ، لكثرتها ، وقيل إِلى الكُنُوزِ ، وجائزٌ أَن يكونَ محمولاً على الأَمْوَالِ ، كما هُو مُصَرَّح في التفاسير وحَوَاشِيهَا ، وقال القُرْطُبيّ : الذَّهَبُ مُؤَنَّثٌ ، تقولُ العَرَبُ : الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ ، وقد يُذَكَّرُ ، والتأْنيثُ أَشهَرُ . ( واحدتُهُ بهاءٍ ) ، وفي ( لسان العرب ) الذَّهَبُ : التِّبْرُ ، والقِطْعَةُ منه ذَهَبَةٌ ، وعلى هذا يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ على ما ذُكِر في الجَمْعِ الذي لا يفارِقُه واحِدِه إِلا بالهَاءِ وفي حديثِ عَلِيَ كرَّمَ الله وجهه ( فَبَعَثَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ ) قال ابن الأَثِير : وهي تصغيرُ ذَهَبٍ وأَدْخَلَ فيهَا الهَاءَ لأَن اذَّهَبَ يُؤَنَّثُ ، والمُؤَنَّثُ الثُّلاَثِيُّ إِذَا صُغِّرَ أُلحقَ في تَصْغِيرِه الهَاءُ ، نحوُ قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ ، وقيلَ : هو تَصْغَيرُ ذَهَبَةٍ ، على نِيَّةِ القِطْعَةِ مِنْهَا ، فصَغَّرَهَا عَلَى لَفْظِهَا ، ( ج أَذْهَابٌ ) ، كَسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ، ( وذُهُوبٌ ) بالضَّمِّ ، زَادَهُ الجوهَرِيّ ( وذُهْبَانٌ بالضَّمِّ ) كَحَمَلٍ وحُمْلاَنٍ ، وقد يُجْمَعُ بالكَسْرِ أَيضاً ، وفي حديث عليَ كرّم الله وجهه ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ لَفَعَلَ ) هو جمع ذَهَبٍ كَبَرَقٍ وبِرْقَانٍ ، كِلاَهُمَا ( عن النِّهَايَة ) لابن الأَثير ، والضَّمُّ وحْدَه عن المصباح للفَيْوميّ ، ( وأَذْهَبَهُ : طَلاَهُ بِهِ ) أَي الذَّهَبِ ( كَذَهَّبَهُ ) مُشَدَّداً ، والإِذْهَابُ والتَّذْهِيبُ واحِدٌ ، وهو التَّمْوِيهُ بالذَّهَبِ ( فَهُوَ مُذْهَبُ ) وكُلُّ مُمَوَّهٍ بالذَّهَبِ فَقَدْ أُذْهِبَ ، والفاعل مُذْهِبٌ ، قال لبيد :
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلْوَاحِهِ
أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتَومُ
( و ) شيءٌ ( ذَهِيبٌ ) : مُذْهَبُ ، قال أَبُو مَنصور : أُرَاهُ عَلَى تَوَهُّمِ
____________________

(2/452)


حَذْفِ الزِّيَادَةِ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ :
مُوَشَّحَة الأَقْرَابِ أَمَّا سَرَاتُهَا
فَمُلْسٌ وَأَمَّا جِلْدُهَا فَذَهِيبُ
والمَذَاهِبُ : سُيُورٌ تُمَوَّهُ بالذَّهَبِ ، وقال ابن السكيت في قول قَيْس بنِ الخَطِيمِ :
أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذَاهِبِ
المَذَاهِبُ : جُلُودٌ كانَتْ تُذْهَبُ ، وَاحِدُهَا مُذْهَبٌ ، تُجْعَلُ فيه خُطُوطٌ مُذْهَبَةٌ فَتَرَى بَعْضَها في إِثْرِ بَعْضٍ ، فكَأَنَّهَا مُتَتَابِعَةٌ ، ومنه قول الهُذَلِيّ :
يَنْزِعْنَ جِلْدَ المَرِءِ نَزْ
عِ القَيْنِ أَخْلاَقَ المَذَاهِبْ
يقول : الضِّبَاعُ يَنْزِعْنَ جِلدَ القَتِيلِ كما يَنْزِعُ القَيْنُ جِلْدَ السُّيُوفِ ، قال : ويقال : المَذَاهِبُ : البُرُودُ المُوَشَّاةُ ، يقال : بُرْدٌ مُذْهَبٌ ، ( و ) يقال : ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو ( مُذَهَّبٌ ) إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ . وفي حديث جرير ( حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللله صلى الله عليه وسلم ( يتهلَّل ) كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ ( قال ابن الأَثير : كذا جاء في سنن النَّسائيّ ، وبعض طُرُقِ مُسْلمِ ، هو من الشيءِ المُذْهَبِ أَي المُمَوَّه بالذَّهَبِ ، قال : والرواية بالدال المهملة والنون .
( والذَّهَبِيُّونَ مِنَ المُحَدِّثِينَ جَمَاعَةٌ ) منهم : أَبُو الحُسَيْنِ عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ ، وأَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بنُ خَلَفٍ البَاجِيّ ، وأَبُو طاهِرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمن المُخْلص الأُطْرُوشُ ، وأَبُو الفَتْحِ عُمَرُ بنُ يعقوبَ بنِ عُثْمَانَ الإِرْبِليْ ، وشاهِنْشَاه بنُ عبدِ الرَّزاقِ بنِ أَحمدَ العامِرِيّ .
ومن المتأَخرينَ : حافظُ الشأْمِ محمدُ بن عثمانَ قايماز شيخ المصنِّف ، وغيرهم ، رضي الله عنهم أَجمعين .
وَتَلُّ الذَّهَبِ مِنْ إِقْلِيمِ بُلْبَيْسَ ، وخَلِيجُ الذَّهَبِ في إِقْلِيمِ الأُشْمُونَيْنِ ،
____________________

(2/453)


وجَزِيرَةُ الذَّهَبِ : اثْنَتَانِ : إِحْدَاهُمَا في المزاحمتين .
( وذَهِبَ ) الرَّجُلُ ( كَفرِحَ ) يَذْهَبُ ذَهَباً فهو ذَهِبٌ ( و ) حكى ابنُ الأَعرابيّ ( ذِهِبَ بِكَسْرَتَيْنِ ) قال أَبو منصور : وهذا عِنْدَنَا مُطَّرِدٌ ، إِذا كان ثانِيهِ حَرْفاً من حروفِ الحَلْقِ وكانَ الفِعْلُ مكسورَ الثانِي وذلك في ( لُغَةِ ) بَنِي تميمٍ ، وسَمِعَه ابنُ الأَعْرَابِيّ فَظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ في لُغَتِهِم فلذلكَ حكاهُ ( : هَجَمَ فِي المَعْدِنِ على ذَهَبٍ كَثِيرٍ ) فَرَآهُ ( فَزَالَ عَقْلُهُ وَبَرِقَ بَصَرُهُ ) من عِظَمِهِ في عَيْنِه ، فلم تَطْرِفْ ، مُشْتَقٌّ من الذَّهَبِ قال الراجز :
ذَهِبَ لَمَّا أَنْ رَآهَا تُزْمُرَهْ
وقَالَ يَا قَوْمِ رَأَيْتُ مُنْكَرَهْ
شَذْرَةَ وَادٍ ورَأَيْتُ الزُّهْرَهْ
( والذَّهْبَةُ بالكسر : المَطْرَةُ ) واحدةُ الذِّهَابِ ، وحكى أَبو عُبيد عن أَصحابه الذِّهَابُ : الأَمْطَارُ ( الضَّعِيفَةُ ، أَو الجَوْدُ ، ج ذِهَابٌ ) قال الشاعر :
نَوْضَّحْنَ في قَرْنِ الغَزَالَةِ بَعْدما
تَرشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهَابِ الرَّكَائِكِ
وأَنشد الجوهريّ للبَعِيثِ :
وعذِي أُشُرٍ كَالأُقْحُوَانِ تَشُوفهُ
ذِهَابُ الصَّبَا والمُعْصِرَاتُ الدَّوَالِحُ
وأَنشد ابنُ فارس في المجمل قولَ ذي الرّمة يصف رَوْضَةً :
حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وكفَتْ
فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْهَا البَرَاعِيمُ
وفي حديث عليَ في الاسْتِسْقَاءِ ( لاَ قَزَعٌ رَبَابُهَا : وَلاَ شِفَّانٌ ذِهَابُهَا ) الذِّهَابُ : الأَمْطَارُ اللَّيِّنَةُ ، وفي الكلامِ مضافٌ محذوفٌ ، تقديرُه : ولاَ ذَاتُ شِفَّانٍ ذِهَابُهَا .
( والذَّهَبُ مُحَرَّكَةً : مُحُّ ) بالمهملة
____________________

(2/454)


( البَيْضِ ) ومِكْيَالٌ ( معروفٌ ) لأَهْلِ اليَمَنِ ) ، ورأَيتُ في هامِشِ نسخة ( لسان العرب ) ما صُورَتُه : في نسخة ( التهذيب ) الذَّهْب بسُكُونِ الهَاءِ ( ج ذِهَابٌ وأَذْهَابٌ ، وجج ) : أَي جَمْعُ الجَمْعِ ( أَذَاهِبُ ) . في حديث عِكْرَمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي أَذَاهِبَ مِنْ بُرَ وأَذَاهِبَ مِنْ شَعِيرٍ قال : يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَيُزَكَّى .
( و ) ذَهُوبُ ( كصَبُورٍ : امْرَأَةٌ ) نقله الصاغانيّ .
( و ) ذُهَابٌ ( كغُرَابٍ : ع ) في دِيَارِ بَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ .
( و ) ذَهْبَانُ ( كسَحْبَانَ : ع باليَمَنِ ) بالسَّاحِلِ ، وأَبُو بَطْنٍ .
وذَهْبَابَة : قَرْيَةٌ من قُرَى حَرَّانَ ، بها تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ الحَدِيدِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ، تَرْجَمَهُ المُنْذِرِيُّ في التَّكْملة ( وكشَدَّادٍ : لَقَبُ عَمْرِو ) بنِ جَنْدَلِ بنِ مَسْلَمَةَ ، كما سَمَّاهُ ابن الكَلْبِيِّ في ( جَمْهَرَةِ النَّسَبِ ) ( أَو ) هو لَقَبُ ( مالِكه بنِ جَنْدَلٍ الشَّاعِر ) كما سَمَّاهُ ابنُ الكَلْبِيِّ أَيضاً في كتاب ( أَلْقَاب الشُّعَرَاء ) وقال لُقِّبَ بقوله :
وَمَا سَيْرُهُنَّ إِذْ عَلَوْنَ قُرَاقِراً
بِذِي يَمَمٍ وَلاَ الذّهَاب ذَهَابُ
( و ) الذِّهَابُ ( كَكِتَابٍ : ) موضعٌ ، وقيلَ : هو ( جَبَلٌ ) بِعَيْنِهِ قال أَبُو دُوَادٍ :
لِمَنْ طَلَلٌ كعُنْوَانِ الكِتَابِ
بَبَطْنِ لُوَاقَ أَوْ بَطْنِ الذُّهَابِ
( ويُضَمُّ ) فيه أَيضاً ، ( و ) يُرْوَى أَيضاً ( كسَحَابٍ ) وهو بالفَتْحِ ( يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ ، واسمُ قَبِبلَةٍ ) .
ذهلب : ( ومُمَّا فَاتَ المُؤَلِّفَ .
ذَهْلَبٌ ، قال البَلاَذريّ في الأَنسان ومِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بنِ عوفِ بن قبال
____________________

(2/455)


بنِ أَنْفِ النَّاقَةِ أَبُو ذَهْلَبٍ الراجزُ وهو القائلُ :
حَنَّتْ قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ
حِنِّي فَمَا ظُلِمْ ظُلِمْتِ أَنْ تَحِنِّي
حَنَّتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا المُرِنِّ
وكان يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ أَمَرَهُ أَنْ يَرْجُزَ بالأُرْدُنِّ .
ذيب : ( *!الأَذْيَبُ ، كالأَحْمَرِ : المَاءُ الكثِيرُ ، و ) الأَذْيَبُ ( : الفَزَعُ ، و ) قالَ الأَصمعيُّ : مَرَّ فُلاَنٌ ولَهُ *!أَذْيَبُ ، قال : وأَحْسَبُهُ يقال : أَزْيَبُ بالزَّايِ ، وهو ( النَّشَاطِ ) ، وقد يأْتي في حرف الزَّايِ في كلام المؤلف .
*!والذِّيبَانُ بالكَسْرِ : الشَّعَرُ الذي يكون على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه ، والذِّيبَانُ أَيْضاً : بَقِيَّةُ الوَبَرِ ، وقال شَمرٌ : لاَ أَعْرِفُ *!الذِّيبَانَ إِلاَّ في بَيْتِ كُثَيِّرٍ وهو :
عَسُوفٌ بأَجْوَازِ الفَلاَ حِمْيَرِيَّة
مَرِيشٌ *!بذِيبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا
قلتُ : وقد تقدم هذا الشاهدُ في الذئب كما تقدَّم الذِّيبَانُ في ذوبٍ .
( *!والذَّيْبُ : العَيْبُ ) وزْناً ومَعْنًى ، كالذَّابِ والذَّامِ وقد تَقَدَّمَ .
2 ( فَصْلُ الرَّاءِ ) المُهْمَلة ) 2
رأَب : ( *!رَأَبَ ) إِذا أَصلح ، *!ورَأَبَ ( الصَّدْعَ ) والإِنَاءَ ( كَمَنَعَ ) *!يَرْأَبُهُ *!رَأْباً ( : أَصْلَحَه ، وشَعَبَه ، *!كارْتَأَبَهُ ) كذا في النسخ ، وفي أُخرى *!كأَرْأَبَهُ وقيل : *!رأَّبَهُ بالتَّشْدِيدِ ، قال الشاعر :
*!يَرْأَبُ الصَّدْعُ والثَّأَي بِرَصِينٍ
مِنْ سَجَايَا آرَائِهِ ويَغِيرُ
الثَّأَي : الفَسَادُ ، أَي يُصْلِحُه وقال الفرزدق :
وَإِنِّيَ مِنْ قَوْمٍ بِهِمْ تُتَّقَى العِدَا
*!وَرَأْبُ الثَّأَي والجَانِبُ المُتَخَوَّفُ
( وهُو *!مِرْأَبٌ ، كمِنْبَرٍ ) ، *!والمِرْأَب : المِشْعَبُ ، ورَجُلٌ مِرْأَبٌ (*!وَرآّبٌ
____________________

(2/456)


كشدِّادٍ ) إِذا كان يَشْعَبُ صُدُوعَ الأَقْدَاحِ ويُصْلِحُ بَيْنَ القَوْمِ ، أَو يُصْلِحُ *!رَأْبَ الأَشْيَاءِ ، وقَوْمٌ *!مَرَائِيبُ . قال الطِّرِمَّاحُ يمدح قوماً :
نُصُرٌ لِلذَّلِيلِ في نَدْوَةِ الحَ
يِّ مَرَائِيبُ لِلثَّأَى المُنْهَاضِ
( و ) رَأَبَ ( بَيْنَهُمْ ) *!يَرْأَبُ ( : أَصْلَح ) ما بينهم ، وكلُّ ما أَصْلَحْتَه فقدْ *!رَأَبْتَهُ ، ومنه قولُهم اللَّهُمَّ *!ارْأَبْ بَيْنَهُمْ ، أَي أَصْلِحْ ، وكُلُّ صَدْعٍ لأَمْتَهُ فقَد رَأَبْتَه .
( و ) *!رَأَبَتِ ( الأَرْضُ ) إِذَا ( نَبَتَتْ رَطْبَتُهَا بَعْدَ الجَزِّ ) .
( *!والرُّؤْبَةُ بالضَّمِّ : القِطْعَةُ ) مِنَ الخَشَبِ ( الَّتِي *!يُرْأَبُ بِهَا الإِنَاءِ ) أَي يُشْعَبُ ويُصْلَحُ ويُسَدُّ بها ثُلْمَةُ الجَفْنَةِ ، وقَدْ وَرَدَ في دعَاءٍ لبَعْضِ الأَكَابِرِ : اللَّهُمَّ ارْأَبْ حَالَنَا . وهو مجازٌ ، وعن أَبي حاتم أَنه سَمِعَ من يقول : رَبْ ، وهي لُغَةٌ جَيِّدَةٌ ، كَسَلْ واسْأَل ، ( قِيلَ : وبِه سُمِّي : أَبُو الحَجَّافِ ( *!رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ بنِ رُؤْبَةَ ) بنِ لَبِيدِ بنِ صَخْر بنِ كثيفِ بنِ عميرَةَ بنِ حُنَيِّ بنِ رَبِيعَةَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ التَّمِيمِيُّ ، عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ ، وبه جَزَمَ الشيخ أَبو حَيَّانَ في ( شرح التسهيل ) ، واقتصر عليه الجوهريّ ، وأَبو العباس ثعلبٌ في الفصيح ، وفي ( التهذيب ) : رُؤْبَةُ بن العَجَّاجِ مهموزٌ ، وسيأْتي في روب .
والرُّؤَبَةُ : الرُّقْعَةُ التي يُرْقَعُ بها الرَّحْلُ إِذا كُسِرَ ، والرُّؤْبَةُ ، مَهْمُزَةٍ : ما تُسَدُّ به الثُّلْمَةُ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :
لَعَمْرِي لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً
ومِنْ أَيْنَ إِنْ لَنْ يَرْأَبِ اللَّهُ *!تُرْأَبُ
قال يعقوب : هو مثلُ : لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً . قال : وخَيْدَعُ هي امرأَةٌ ، وهي أُمُّ يَرْبُوعٍ ، يَقُول : مِن أَين تُسَدُّ تلك الثُّلْمَةُ إِنْ لم يَسُدَّهَا اللَّهُ ، والجَمْعُ *!رِئَابٌ ، قال أُمَيَّةُ يَصِفُ السَّمَاءَ :
سَرَاةُ صَلاَيَةٍ خَلْقَاءَ صِيغَتْ
تُزِلُّ الشَّمْسَ لَيْسَ لَهَا رِئَابُ
____________________

(2/457)



أَي صُدُوعٌ وهو مهموزٌ ، وفي ( التهذيب ) الرُّؤْبَةُ : الخَشَبَةُ التي تَرْأَبُ بها المُشَقَّرَ ، وهو القَدَحُ الكَبِيرُ من الخَشَبِ ، والرُّؤبَةُ : القِطْعَةُ من الحَجَرِ تُرْأَبُ بها البُرْمَةُ وتُصْلَحُ بِهَا ، وسيأْتي بعضُ معانِي الرُّؤْبَةِ في روب ، ومن المجاز : قولُهُم : هُوَ *!أُرْبَةُ عَقْدِ الإِخَاءِ ، ورُؤْبَةُ صَدْعِ الصَّفَاءِ .
( *!والرَّأْبُ : ) الجَمْعُ والشَّدُّ ، ورَأَبَ الشَّيْءَ : جَمَعَهُ وشَدَّهُ بِرِفْقٍ ، وفي حديث عائشةَ تَصِفُ أَبَاهَا ( يَرْأَب شَعْبَهَا ) وفي حديثِهَا الآخرِ ( رَأَبَ الثَّأَى ) أَيْ أَصْلَحَ الفَاسِدَ وجَبَرَ الوَهْنَ ، وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ لعائشةَ رضي الله عنهما ( لاَ يُرْأَبُ بهنَّ إِن صُدِع ) وقال كعب بن زهير :
طَعَنَّا طَعْنَةً حمْرَاءَ فِيهِمْ
حَرَامٌ *!رَأْبُهَا حَتَّى المَمَاتِ
والرَّأْبُ ( : السَّبْعُونَ مِنَ الإِبِلِ ، و ) من المجاز الرَّأْبُ : بمَعْنَى ( السَّيِّد الضَّخْم ) ، يقالُ : فيهم ثَلاَثونَ رَأْباً *!يَرْأَبُونَ أَمْرَهُمْ ، ومن المجاز قولُهُمْ : كَفَى بِفُلاَنٍ *!رَأْباً لاِءَمْرِكَ ، أَي *!رَائِباً ، وهو وَصْفٌ بالمَصْدَرِ ، كذا في ( الأَساس ) .
( *!والمُرْتَأَبُ : المُغْتَفَرُ ) نقله الصاغانيّ ، وفي نسخة المعتفن .
( و ) من المجاز : هُوَ *!رِئَابُ بَنِي فُلاَنٍ ، ( ككِتَابٍ هَارُونُ بنُ رِئَابٍ الصَّحَابِيَّ البَدْرِيُّ ) هكذا في النسخِ وهذا خطأٌ والصوابُ ( وككتابٍ ، وهَارُونُ بنُ رِئَابٍ مَشْهُور ، ورِئَابُ بن حُنَيْفٍ الصَّحَابِيُّ البَدْرِيُّ ) وذلك لأَنَّ هارونَ بنَ رِئَابٍ ليس بصَحَابِيَ بل هو من طَبَقَةِ التابعينَ تَمِيمِيٌّ ، كُنْيَتُهُ أَبُو الحسنِ أَو أَبو بَكْرٍ بَصْرِيٌّ عابِدٌ ، وأَخَوَاهُ : اليَمَانُ بنُ رِئابٍ من أَئِمَّةِ الخَوَارِجِ ، وعَلِيُّ بنُ رِئَابٍ من
____________________

(2/458)


أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ ، وكانُوا مُتَعَادِينَ كُلُّهُمْ ، وهَارُونُ رَوَى له مُسْلِمٌ وأَبو أَحمَد والنَّسَائِيُّ ، وأَمَّا رِئَابُ بنُ حُنَيْفِ بنِ رِئَابٍ فهوأَنْصَارِيٌّ بَدْرِيٌّ واسْتُشْهَدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ، نقل الغسَّانِيُّ عنِ العَدَوِيِّ ، فتأْمل ذلك ، ( ورِئَابُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ المُحَدِّثُ ) عن أَبِي رجاءٍ ، وعنه مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ ، ( و ) رِئابُ بن النُّعْمَانِ بن سِنَانٍ ( جَدُّ جَابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ ) الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيّ ( الَّحَابِيّ ) رضي الله عنه ، ورِئَابٌ المُزَنِيُّ جَدُّ أَبِي مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ ( و ) رِئَابٌ ( جَدُّ ) أُمِّ المُؤْمِنِينَ ( زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، رضي الله عنهم ) ورِئَابُ بنُ مُهَشِّم بن سَعِيدٍ القُرَشِيّ السَّهْمِيّ له صُحْبَةٌ .
ربب : ( *!الرَّبُّ ) هُوَ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ ، وهو *!رَبُّ كلِّ شيءٍ ، أَي مالِكُه ، له *!الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ ، لا شَرِيكَ له ، وهو رَبُّ *!الأَرْبَابِ ، ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ ، قال أَبو منصور : *!والرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغَة على المَالِكِ ، والسَّيِّدِ ، والمُدَبِّرِ ، والمُرَبِّي ، والمُتَمِّمِ و ( بالَّلامِ لاَ يُطْلَقُ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ) وفي نسخة : على غَيْرِ الله عزّ وجلّ إِلاّ بالإِضافَةِ ، أَي إِذا أُطْلِقَ على غَيْرِهِ أُضِيفَ فقِيلَ : رَبُّ كَذَا ، قال : ويقالُ : الرَّبُّ ، لِغَيْرِ الله وقد قَالُوه في الجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ ، قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ الحِيارَيْنِ وَالبَلاَءُ بَلاءُ
( و ) رَبٌّ بِلاَ لاَمٍ ( قَدْ يُخَفَّفُ ) ، نقله الصاغانيّ عن ابن الأَنْبَارِيّ ، وأَنشد المُفضّل :
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ
رَبٌ غَيْرِ مَنْ يُعْطِي الحُظُوظَ ويَرْزُقُ
كذا في ( لسان العرب ) وغيرِه من الأُمَّهَاتِ ، فقولُ شيخِنَا : هذا التخفيفُ
____________________

(2/459)


مما كَثُرَ فيه الاضْطِرَابُ إِلى أَنْ قالَ : فإِنّ هذا التعبيرَ غيرُ معتادٍ ولا معروفٍ بين اللغويينَ ولا مُصْطَلَحٍ عليه بينَ الصَّرْفِيِّينَ ، مَحَلُّ نَظَرٍ .
( والاسْمُ *!الرِّبَابَةُ بالكَسْرِ ) قال :
يَا هِنْدُ أَسْقَاكِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
( *!والرُّبُوبِيَّةُ ، بالضَّمِّ ) *!كالرِّبَابَةِ : ( وعِلْمٌ *!-رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إِلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ و ) حكى أَحمد بن يحيى ( لاَ*!وَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً ، لا أَفْعَلُ ، أَي لاَ *!وَرَبِّكَ ، أَبْدَلَ البَاءَ بَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْءٍ : مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ ، أَو صَاحِبُهُ ) يقال فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ ، أَي مِلْكُه لَهُ ، وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فهو *!رَبُّهُ ، يقال : هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ ، *!ورَبُّ الدَّارِ ، وفُلاَنَةُ *!رَبَّةُ البَيْتِ ، وهُنَّ *!رَبَّاتُ الحِجَالِ ، وفي حديث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ( أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ *!رَبَّتَهَا ، *!ورَبَّهَا أَرادَ به المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه في الحَسَبِ كَأَبِيهِ ، أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ في النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي ، وفي حديث إِجَابة الدَّعْوَةِ ( اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ ) أَي صَاحِبَهَا ، وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ في أَهْلِهَا والعَمَلِ بها والإِجَابَةِ لَهَا ، وفي حديث أَبي هريرةَ : ( لاَ يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ : *!-رَبِّي ) كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لِمُشَارَكَةِ اللَّهِ في الرُّبُوبيَّة فَأَمَّا قوله تعالى : { اذْكُرْنِى عِندَ *!رَبِّكَ } ( يوسف : 42 ) فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ ، وعلى ما كانُوا يُسَمُّونَهُمْ به ، وفي ضَالَّةِ الإِبِلِ ( حَتَّى يَلْقَاهَا *!رَبُّهَا ) فإِن البَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبّدَةٍ وَلاَ مُخَاطَبَةٍ ، فهي بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ التي تَجُوزُ إِضَافَةُ مكالِكِها إِليها ، وقولُه تعالى : { 2 . 032 ارجعي الى *!َرِّبِكِ راضية مرضية } 2 . 032 { فادخلي في
____________________

(2/460)


عبدي } ( الفجر : 28 ، 29 ) فِيمَنْ قَرَأَ به ، مَعْنَاهُ واللَّهُ أَعْلَمْ ارْجِعي إِلى صَاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ ، فادخُلِي فيهِ ، وقال عزّ وجلّ : { 2 . 032 انه ربى اءَحسن مثواى } ( يوسف : 23 ) قال الزجاج : إِنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاى ، قال : ويَجُوزُ أَنْ يكونَ : اللَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ، ( ج *!أَرْبَابٌ *!ورُبُوبٌ ) .
( *!والرَّبَّانِيّ : ) العَالِمُ المُعَلِّمُ الذي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ قبلَ كِبَارِهَا ، وقال مُحَمَّدُ بنُ عَليَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بن عَبَّاسٍ ( اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ ) ، وَرُوِي عن عَلِيَ أَنَّه قَالَ ( النَّاسُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ *!رَبَّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ كُلِّ نَاعِقٍ ) والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ الرَّاسِخُ في العِلْمِ والدَّينِ ، أَو العَالِي الدَّرَجَةِ في العِلْمِ ، وقيلَ : *!الرَّبَّانِيُّ : ( المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللَّهِ تَعَالَى ) .
( و ) مُوَفّقُ الدِّينِ ( مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلاَءِ الرَّبَّانِيُّ ) المُقْرِىء ( كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّ .
( و ) *!الرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ ( : الحَبْرُ ) بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها ، ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ : الرَّبَّانِيُّ : الذي يَعْبُدُ الرَّبَّ ، قال شيخُنَا : ويوجدُ في نُسخ غريبةٍ قديمة بعد قوله : ( الحَبْرُ ) ما نعصَّه : ( مَنْسُوبٌ إِلَى *!الرَّبَّانِ ، وفَعْلاَنُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ ) مَكْسُورِ العَيْنِ ( كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ ، ومِنْ فَعَلَ ) مَفْتُوحِ العَيْن ( قَلِيلاً كَنَعْسَانَ ) ، إِلى هنا ، ( أَوْ ) هُوَ ( مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ ، أَيِ الله تعالَى ) بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ للمُبَالَغَةِ ، وقال سيبويه : زادُوا أَلفاً ونُوناً في الرَّبَّانِيِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه ، كأَنَّ مَعْنعاهُ صاحبُ عِلْمٍ *!بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ ، ( والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إِلللههِيٌّ ، ونُونُه كلِحْيَانِيّ ) وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إِذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ ، فإِذا نَسَبُوا إِلى الشَّعرِ قالوا : شَعرِيٌّ ، وإِلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ و ( إِلى اللّحْيَة )
____________________

(2/461)


لِحْيِيّ ، *!-والرِّبِّيُّ المنسوب إِلى الرَّبّ ، والرَّبَّانِيُّ : الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ ، وفي التنزيل : { كُونُواْ *!رَبَّانِيّينَ } ( آل عمران : 79 ) قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ ، قال أَبو عُبيدٍ : سمعتُ رجلاً عالِماً بالكُتُبِ يقولُ : *!الرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ ، والأَمْرِ والنَّهْيِ ، قال : والأَخْبَارُ : أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ، ومَا كَانَ ويَكُونُ ، ( أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ) أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ ، قاله أَبو عُبَيْد ، وزَعَمَ أَنَّ العربَ لا تعرفُ *!الرَّبَّانِيِّينَ وإِنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ .
( وَطَالَتْ *!مَرَبَّتُهُ ) النَّاسَ ( *!ورِبَابَتُه ، بالكِسْرِ ) أَي ( مَمْلَكَتُهُ ) قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة :
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ *!-رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ *!رُبُوبُ
ويُرْوى : رَبُوبُ ، بالفَتْحِ ، قال ابن منظور : وعِنْدِي أَنَّه اسمٌ للجَمْع . ( و ) إِنَّه ( *!مَرْبُوبٌ بَيَّنُ *!الرُّبُوبَةِ ) أَي ( مَمْلُوكٌ ) والعِبَادُ *!مَرْبُوبُونَ للَّهِ عَزَّ وجَلَّ ، أَي مَمْلُوكُونَ .
( و ) *!رَبَّهُ *!يَرُبُّه كان له *!رَبًّا .
و ( *!تَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ : ادَّعَى أَنَّهُ *!رَبُّهُمَا ) .
( *!ورَبَّ ) النَّاسَ *!يَرُبُّهُمْ ( : جَمَعَ ) ، ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَ *!يَرُبُّهُ ، أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ ، وفُلاَنٌ *!مَرَبٌّ ، أَي مَجْمَعٌ *!يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم .
( و ) من المجاز : رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ *!يَرُبُّهَا *!رَبًّا *!وَرِبَاباً *!ورِبَابَةً حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ *!ورَبَّبَهَا : نَمَّاهَا و ( زَادَ ) هَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا .
( و ) رَبَّ بالمَكَانِ ( : لَزِمَ ) قال :
رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ
ومَرَبُّ الإِبِلِ : حَيْثُ لَزِمَتْهُ . ( و ) رَبَّ بالمَكَانِ ، قال ابن دريد : ( أَقَامَ ) به ، ( *!كَأَرَبَّ ) ، في الكُلِّ ، يقال *!أَرَبَّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا : لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ بِه ، فهي إِبِلٌ *!مَرَابُّ : لَوَازِمُ ،
____________________

(2/462)


*!وأَرَبَّ فلانٌ بالمكان وأَلَبَّ ، *!إِرْبَاباً وإِلْبَاباً ، إِذا أَقَامَ به فلم يَبْرَحْهُ ، وفي الحديث : ( اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ *!مُرِبٍّ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : أَوْ قَالَ ( مُلِبَ ) أَي لاَزِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ ، من أَرَبَّ بالمَكَان وأَلَبَّ إِذا أَقَامَ به ولَزِمَه ، وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ .
*!وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ : دَامَتْ .
ومن المجاز : أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ : دَامَم مَطَرُهَا .
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ : لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَّتْهُ .
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا : لَزِمَتْه ، وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ : لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ ، وهِي مُرِبُّ ، كذلك ، هذه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عن أَبي زيد .
( و ) رَبَّ ( الأَمْرَ ) يَرُبُّهُ رَبًّا *!ورِبَابَةً ( : أَصْلَحَهُ ) ومَتَّنَهُ ، أَنشد ابن الأَنباريّ :
يَرُبُّ الذي يَأَتِي مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ
إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا
( و ) من المجاز : رَبَّ ( الدُّهْنَ : طَيَّبَهُ ) وأَجَادَهُ ، ( *!كَرَبَّبَه ) ، وقال اللِّحْيَانيّ : رَبَبْتُ الدُّهْنَ : غَذَوْتُهُ باليَاس 2 مِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ ، ودُهْنٌ *!مُرَبَّبٌ ، إِذا *!رُبِّبَ الحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ .
( و ) رَبَّ القَوْمَ : سَاسَهُمْ ، أَي كان فَوْقَهُمْ ، وقال أَبو نصر : هو مِن الرُّبُوبِيَّةِ وفي حديث ابن عبّاس مع ابن الزُّبير ( لأَنْ *!-يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ ) أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فإِنَّهُمْ إِلى ابنِ عبّاسٍ أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبيرِ .
وَرَبَّ ( الشَّيْءَ : مَلَكَهُ ) قال ابن الأَنْبَارِيّ : الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ ، يَكُونُ الرَّبُّ : المَالِكَ ، ويكونُ الرَّبُّ : السَّيِّدَ المُطَاعَ ، ويَكُونُ الرَّبُّ : المُصْلِحَ ، وقولُ صَفْوَانَ : ( لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ ) أَي سَيَّدٌ يَمْلِكُنِي .
( و ) رَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ ( الزِّقَّ ) يَرُّبُّهُ ( *!رَبًّا ) بالفَتْحِ ( ويُضَمُّ : رَبَّاهُ
____________________

(2/463)


بالرُّبِّ ) أَي جَعَلَ فيه الرُّبَّ ومَتَّنَه بهِ ، وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قال :
سَلالَهَا في أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ
أَي غيرِ مُصْلَحٍ ، وفي ( لسان العرب ) : *!رَبَبْتُ الزِّقَّ *!بالرُّبِّ ، والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ *!أَرُبُّهُ رَبَّا أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ : رَبَبْتُه : دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه ، قال عمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته ، وكانت تُؤْذِي ابْنَهُ عِرَاراً :
وإِنَّ عِرَاراً إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ
فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ
فإِنْ كُنْتِ مِنّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي
فكُونِي له كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ
أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ ، يقولُ لزوجته : كُونِي لولدِي ع 2 رَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ ، لاِءَنَّ النِّحْيَ إِذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه ، ومَنَعَ السمنَ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه .
( و ) رَبَّ وَلَدَهُ و ( الصَّبِيَّ ) يَرُبُّهُ رَبًّا ( : رَبَّاهُ ) أَي أَحْسَنَ القِيام عليه وَوَلِيَهُ ( : حَتَّى أَدْرَك ) أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ ، كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ ( *!كرَبَّبَه *!تَرْبِيباً ، *!وتَرِبَّةً ، كتَحِلّةٍ ) عن اللحْيَانيّ ( *!وارْتَبَّه ، *!وتَرَبَّبَهُ ) ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً ، وأَنشد اللحْيَانيّ :
*!تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ
*!تَرِبَّةَ أُمَ لاَ تُضِيعُ سِخَالَهَا
ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَبَّى يَتِيماً ، عن أَبي عمرو .
وفي الحديث ( لَكَ نِعْمَةٌ *!تَرُبُّهَا ، أَي تحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه ، وفي حديث ابنِ ذِي يَزَن :
أُسْدٌ *!تُرَبِّبُ في الغَيْضَاتِ أَشْبَالاَ
أَي تُرَبِّي ، وهو أَبْلَغُ منه ، ومن تَرُبُّ ، بالتَّكْرِيرِ ( الذِي فيه ) ، وقال حسان بن ثابت :
ولأَنْتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا
يَوْمَ الخُرُوجِ بسَاحَةِ القَصْرِ
____________________

(2/464)



مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ
مِمَّا *!تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ
يَعْنِي الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ في قَعْرِ المَاء ( و ) زَعَمَ ابنُ دريد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ ( لغةٌ فيه ) قال : وكذلك كلُّ طِفْلٍ مِنَ الحيوان غيرِ الإِنسان ، وكان ينشد هذا البيت :
كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ *!نِرْبَبُهْ
كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ الماضِي مكسورٌ ، كما ذهب إِليه سيبويهِ في هذا النحو ، قال : وهي لغة هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ ، قلتُ : وهو قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه :
مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهُ
ومن المجاز : الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَ*!رَبِيبٌ وكذلك الفرسُ .
ومن المجاز أَيضاً : *!ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا : ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قليلاً حتى يَنَامَ ، كذا في الأَسَاس والمَرْبُوبُ المُرَبَّى ، وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ :
مِنْ كُلِّ حَتَ إِذَا ما ابْتَلَّ مَلْبَدُه
صافِي الأَدِيمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوبِ
لَيْسَ بأَسْفَى وَلاَ أَقْنَى ولا سَغِلٍ
يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ
يجوزُ أَن يكونَ أَراد *!بمَرْبُوب الصَّبِيَّ ، وأَن يكونَ أَرادَ به الفَرَس ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) عن اللِّحْيَانيِّ : رَبَّت ( الشَّاةُ ) تَرُبُّ رَبًّا إِذا ( وَضَعَتْ ) وقيل : إِذا عَلِقَتْ ، وقيل : لا فِعْلَ *!لِلرُّبَّى ، وسيأْتي بيانها ، وإِنما فِرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّةً واحِدَة في مواضعٍ شَتَّى ، كما هو صنيعُه . وقال شيخنا عند قوله : ورَبَّ : جَمَعَ وأَقَامَ ، إِلى آخر العبارة : أَطْلَقَ المصنفُ في الفِعْلِ ، فاقتضى أَنَّ المضارعَ مضمومة سواءٌ كان متعدِّياً ، كرَبَّهُ بمعَانِيه ، أَو
____________________

(2/465)


كان لازماً *!كَرَبَّ إِذَا أَقَامَ *!كَأَرَبَّ ، كما أَطلق بعضُ الصرفيين أَنه يقال من بَابَىْ قَتَل وضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ كان لازماً أَو متعدياً ، والصوابُ في هذا الفِعْل إِجراؤُه على القواعد الصَّرفيّة ، فالمتعدِّي منه كَرَبَّه : جَمَعَه ، أَو رَبَّاه مضمومُ المضارعِ على القياس ، واللازِمُ منه كَرَبَّ بالمَكَانِ إِذا أَقام مكسورٌ على القياس ، وما عداه كلّه تخليطٌ من المصنف وغيرِه ، اه .
( *!والرَّبِيبُ : *!المَرْبُوبُ و ) الرَّبِيبُ ( : المُعاهَدُ ، و ) الرَّبِيبُ ( : المَلِكُ ) وبهما فُسِّرَ قَولُ امرىء القيس :
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِمْ
ولا آذَنُوا جَاراً فَيَظعَنَ سَالِمَا
أَيِ المَلِكِ : وقيلَ ، المُعَاهَدِ .
( و ) الرَّبِيبُ ( : ابنُ امْرأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ ، *!كالرَّبُوبِ ) ، وهو بمعنى مَرْبُوبٍ ، ويقال لنفس الرجل : رابٌّ .
( و ) الرَّبِيبُ أَيضاً ( زَوْجُ الأُمِّ ) لَهَا وَلَدٌ من غيرِه ، ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها رَبِيبَة ، وذلك مَعْنَى رَابَّةٍ ( *!كالرابِّ ) ، قال أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ : هو كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ ، والخَبِيرِ والخَابِرِ ، وفي الحديث ( الرَّابُّ كَافِلٌ ) وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ ، وهو اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ ، أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِهِ ، وقال مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا :
فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا
رَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلاَئِفِ
يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ ، وهو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعَاصِمَ بن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ ، وهو رَبِيبُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والأُنْثَى رَبِبَةٌ ، وقال أَحْمَدُ بن يحيى : القَوْم الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلى الله عليه وسلمأَرِبَّاءُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ ، فعيلٌ بمعنى فاعِل .
( و ) الرَّبِيبُ : ( جَدُّ الحُسَينِ بنِ إِبراهيمَ المُحَدِّث ) ، عن إِسحاقَ البَرْمَكِيِّ ، وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ .
____________________

(2/466)



( ) وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ ، لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ ، عن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان ، وعبدُ اللَّهِ بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب ، عن السِّلَفِيّ ، وكان صالحاً يُزَارِ ماتَ سنة 621 وابن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ ، وداوودُ بن مُلاعب ، يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انتهى إِليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة .
( *!والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ : العَهْدُ ) والمِيثَاقُ ، قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوبُ
( *!كالرِّبَابِ ) بالكَسْرِ أَيضاً ، قال ابن بَرِّيّ ، قال أَبو عليَ الفارسي : *!أَرِبَّةٌ : جَمْعُ *!رِبَابٍ ، وهو العَهْدُ ، قال أَبو ذؤيب يَذْكُرُ خَمْراً :
تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال
جُوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ *!رِبَابُهَا
والرِّبَابُ : العَهْدُ الذي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا ، وقال شمرٌ : *!الرِّبَابُ في بَيْتِ أَبِي ذُؤيب جمع رَبَ ، وقال غيرُه : يقولُ : إِذَا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الخَمْرَ أَعْطي صَاحِبَهَا قَدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُخِيرَتْ فلا يُتَعَرَّضُ لَهَا ، كأَنَّهُ ذَهَبَ *!بالرِّبَابِ إِلى رِبَابَةِ سِهَامِ المعيْسِرِ .
( و ) *!الرِّبابَةُ بالكَسْرِ ( جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهَامُ أَوْ خِرْقَةٌ ) أَو جِلْدَةٌ تُشَدُّ أَو ( تُجْمَعِ فِيهَا ) السِّهَامُ ( أَو ) هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القدَاحُ ، شَبيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فيها السَّهَامُ ، وقيل : هي شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ فيها سِهَامُ المَيْسِرِ قال أَبو ذُؤيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :
وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ
____________________

(2/467)



وقيلَ : هي ( سُلْفَةٌ ) ، بالضَّمِّ ، هي جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بها ، أَي ( تُلَفُّ عَلَى يَدِ ) الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وهو ( مُخْرِجُ القِدَاحِ ) أَي قِدَاحِ المَيْسِر ، وإِنما يفعلون ذلك ( لِئَلاَّ ) وفي بعض النسخ لِكَيْلاَ ( يَجهدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبه هَوًى ) .
( والرَّبِيبَة : الحَاضِنَةُ ) قال ثعلب ) لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْءَ وتَقُومُ به وتَجْمَعُه .
( و ) الرَّبِيبَةُ ( : بِنْتُ الزَّوْجَةِ ) قال الأَزهريّ : *!رَبِيبَةُ الرَّجُلِ : بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِه ، وفي حديث ابن عباس ( إِنَّمَا الشَّرْطُ فِي *!الرَّبَائِبِ ) يُرِيدُ بَنعاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ لدينَ معهنَّ ، وقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الكلام في الرَّبِيب .
( و ) الرَّبِيبَةُ ( : الشَّاةُ ) التي ( تُرَبَّى في البَيْتِ لِلَبَنِهَا ) ، وغَنَمٌ *!رَبائِب : تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لاَ تُسَامُ ، وهي التي ذَكَرَ إِبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لاَ صَدَقَةَ فِيهَا ، قال ابنُ الأَثير في حديث النَّخَعِيِّ ( لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ ) الرَّبَائِبُ : التي تكونُ في البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ ، واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بمعنى *!مَرْبُوبَة ، لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا ، وفي حديث عائشة ( كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لهم ربَائِبُ ، وكانُوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلْبَانِهَا ) .
( *!والرَّبَّةُ : كَعْبَةٌ ) كانت بنَجْرَانَ ( لِمَذْحِج ) وبَنِي الحارث بن كَعْب ، ( و ) *!الرَّبَّةُ : هي ( اللاَّتُ ، في حديث عُرْوَةَ ) بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِيِّ لما أَسْلَمَ وَعَادَ إِلى قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْكَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن يأْتِيَ الرَّبَّةَ ، يَعْنِي اللاَّتَ ، وهي الصَّخْرَةُ التي كانت تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بالطَّائِفِ ، وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ ( كَانَ لَهُم بيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ يُضَاهُونَ بَيْتَ اللَّهِ ، فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِيرَةُ ) .
( و ) الرَّبَّةُ ( : الدَّارُ الضَّخْمَةُ ) .
يقال : دَارٌ *!رَبَّةٌ أَي ضَخْمَةٌ ، قال حسّان بن ثابت :
وَفِي كُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ
وأَوْسِيَّةٍ لِي في ذَرَاهُنَّ وَالِدُ
____________________

(2/468)



( و ) *!الرِّبَّةُ ( بالكَسْرِ : نَبَاتٌ ) أَو اسمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ لا تَهِيجُ في الصَّيْفِ تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وصَيْفاً ، ومِنْهَا الحُلَّبُ ، والزُّخاميَ والمَكْرُ والعَلْقَى ، يقالُ لِكُلِّهَا رِبَّةٌ ، أَو هي بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ ، وجَمْعُهَا *!رِبَبٌ ، كذا في ( التهذيب ) ، وقيلَ : هو كُلُّ ما أَخْضَرَّ في القَيْظِ من جميع ضُرُوبِ النَّبَاتِ ، وقِيلَ : هِيَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ ، فَلَمْ يُحَدَّ ، قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ :
أَمْسَى بِوَهْبَينِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِه
مِنْ ذِي الفَوَارِسِ يَدْعُوا أَنْفَهُ الرِّبَبُ
( و ) الرِّبَّةُ ( : شَجَرَةٌ ، أَو هِيَ ) شَجَرَةُ ( الخَرُّوبِ و ) الرِّبَّةُ ( : الجَمَاعَةُ ) الكَثِيرَةُ ج أَرِبَّةٌ ، أَو ) الرَّبِّةُ ( عَشَرَةُ آلاَفٍ ) أَوْ نَحْوُهَا ، والجَمْعُ رِبَابٌ ( ويُضَمُّ ) ، عن ابن الأَنباريّ .
( و ) *!الرُّبَّةُ ( بالضَّمِّ ) : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ ، قِيلَ : هِيَ عَشَرَةُ آلاَفٍ ، قال يُونُسُ : رَبَّةٌ ورِبَابٌ كجَفْرَةٍ وجِفَارٍ .
وقال خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ : الرُّبَّةُ : الخَيْرُ اللاَّزِمُ ، وقال ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك رُبَّةَ عَيشٍ مُبَارَكٍ ، فقِيلَ لَه : ومَا رُبَّتُه قال : ( كَثْرَةُ العَيُشِ وطَثْرَتُهُ ) .
( و ) المَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ والثَّرَى ويُنَمِّيه .
و ( *!المَرَبُّ ) بالفَتحِ ( : الأَرْضُ الكَثِيرَةُ ) الرِّبَّةِ ، وهو ( النَّبَاتُ ) ، أَو التي لا يَزَالُ بها ثَرًى ، قال ذو الرُّمَّة :
خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ
*!مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
( *!كالمِرْبَابِ ، بالكَسْرِ ) ، *!والمَرَبَّةُ *!والمَرْبُوبَةُ ، وقيل : *!المِرْبَابُ من الأَرضِينَ : التي كَثُرَ نَبَاتُهَا ونَاسُهَا ، وكُلُّ ذلك من الجَمْع ( و ) المَرَبُّ ( : المَحَلُّ ، وَمَكَانُ الإِقَامَةِ ) والاجتماع *!والتَّرَبُّبُ : الاجتمَاعُ .
____________________

(2/469)



( و ) المَرَبُّ : ( الرَّجُلُ يَجْمَعُ النَّاسَ ) ويَرُبُّهُمْ .
وفي ( لسان العرب ) : ( ومَكَانٌ مَرَبٌّ ، بالفتح ، أَي مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ ، قال ذو الرمَّة :
بِأَوَّلَ مَا هاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ
بأَجْرَعَ مِحْلاَلٍ مَرَبَ مُحَلَّلِ
( *!والرُّبَّى كحُبْلَى : الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ ، ماتَ ولَدُهَا أَيضاً ) فهي رُبَّى ، وقيلَ : *!رِبَابَهَا : مَا بَيْنَهَا وبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ وِلاَدَتِهَا ، وقِيلَ : شَهْرَيْنِ ( و ) قال اللحْيَانيّ : الرُّبَّى : هِيَ ( الحَدِيثَةُ النِّتَاجِ ) ، من غير أَنْ يَحُدَّ وقْتاً ، وقيل : هي التي يَتْبَعُهَا ولدُهَا ، وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ الله عنهُ : ( لاَ تَأْخُذِ الأَكُولَةَ وَلاَ الرُّبَّى وَلاَ المَاخِضَ ) قال ابن الأَثِير : هي التي تُرَبَّى في البَيْتِ لأَجْلِ اللَّبَنِ ، وقيل : هي القَرِيبَةُ العَهْدِ بالوِلاَدَةِ ، وفي الحديث أَيضاً : ( مَا بَقِيَ في غَنَمِي إِلاَّ فَحْلٌ أَو شَاةٌ *!رُبَّى ) وقيلَ : الرُّبَّى مِنَ المَعْزِ ، والرَّغُوثُ مِنَ الضأْنِ ، قاله أَبو زيد ، وقال غيرُه : من المَعْزِ والضَّأْنِ جميعاً ، ورُبَّمَا جاءَ في الإِبِلِ أَيضاً ، قال الأَصمعيّ : أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ :
حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبَابِهَا
( و ) الرُّبَّى : ( الإِحْسَانُ والنِّعْمَةُ ) نقله الصاغَانيّ ( و ) الرُّبَّى : ( الحَاجَةُ ) يقال : لِي عندَ فُلاَنٍ رُبَّى ، وعن أَبي عمرو : الرُّبَّى : *!الرَّابَّة ( و ) الرُّبَّى ( : العُقْدَةُ المُحْكَمةُ ) يقال في المثل ( إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ ) يقولُ : إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ ، واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ ( ج ) أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ ( رُبَابٌ بالضَّمِّ ) وهو ( نادِرٌ ) قاله ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ : أَعْنُزٌ رُبَابٌ ، قال سيبويه : قَالُوا : رُبَّى ورُبَابٌ ، حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هذا البِنعاءِ ، كما أَلْقَوُا الهَاءَ
____________________

(2/470)


مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا ) جِفَارٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا ، كما قالوا : ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ ، ( والمَصْدَرُ ) رِبَابٌ ( كَكِتَابٍ ) ، وفي حديث شُرَيْحٍ ( إِنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ في رِبَابِهَا ) وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : غَنَمٌ رِبَابٌ ، بالكَسْرِ ، قال : وهي قَلِيلَةٌ ، كذا في ( لسان العرب ) ، وأَشَارَ له شيخُنَا ، وفي حديث المُغِيرَةِ ( حَمْلُهَا رِبَابٌ ) رِبَابُ المَرْأَةِ : حِدْثَانُ وِلاَدَتِهَا ، وقيل : هو ما بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلى أَنْ يَأْتِيَ عليها شَهْرَانِ ، وقِيل : عِشْرُونَ يَوْماً . يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ ، وذلك مَذْمُومٌ في النِّسَاءِ ، وإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لا تَحُمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا .
( *!والإِرْبَابُ بالكَسْرِ : الدُّنُوُّ ) من كُلِّ شيْءٍ .
( *!والرَّبَابُ ) بالفَتْحِ ( : السَّحَابُ الأَبْيَضُ ) وقيل : هو السَّحَابُ المُتَعَلِّق الذي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ ، قال ابن بَرِّيّ : وهذا القولُ هو المعروفُ ، وقد يكونُ أَبيضَ ، وقد يكون أَسودَ ( واحدتُهُ بهاءٍ ) ومثلُهُ في المُخْتَار ، وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم ( أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرٍ مِثْلِ *!الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ ) قال أَبو عُبَيْد : الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ : السَّحَابَةُ التي قد رَكِبَ بعضُهَا بعضاً وجَمْعُهَا : رَبَابٌ ، وبها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ *!الرَّبَابَ قال الشاعر :
سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى
مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ
وفي حديث ابن الزبيرِ ( أَحْدَقَ بِكُمْ *!رَبَابُهُ ) قال الأَصمعيّ : أَحْسَنُ بيتٍ قالته العرب في وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ ، علَى ما ذَكَرَه الأَصمعيُّ في نِسْبَةِ البيتِ إِليه ، قال ابن بَرِّيّ : ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ المَازِنِيِّ :
إِذَا اللَّهُ لَمْ يُسْقِ إِلاَّ الكِرَامَ
فأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ
____________________

(2/471)



أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ
هَزِيزَ الصَّلاَصِلِ والأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ
وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ
نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ
( و ) *!الرَّبَابُ ( : ع بمَكَّةَ ) بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ ، ( و ) الرَّبَابُ أَيضاً ( : جَبَلٌ بين المَدِينَةِ وفَيْدٍ ) على طريقٍ كان يُسْلَكُ قديماً يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يقال له : خَوْلَة ، وهما عن يَمِينِ الطريقِ ويَسَارِه ( و ) الرَّبَابُ ( مُحَدِّثٌ ) يَرْوِي عن ابن عَباس ، وعنه تَمِيمُ بن حُدَير ، ذَكَرَه البُخَارِيّ ، وَرَبَابٌ عن مَكْحُولٍ الشاميِّ وعنه أَيوبُ بنُ موسى .
( و ) الرَّبَابُ ( : آلَةُ لَهْوٍ ) لَهَا أَوْتَارٌ ( يُضْرَبُ بِهَا ، ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللَّهِ الوَاسِطِيّ *!-الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسِيقِى *!بالرَّبَابِ ) مَاتَ ببغدَادَ في ذِي القَعْدَة سنة 638 .
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ ، منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ الكَلْبِيّ ، أُمُّ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ ، وفيها يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رضي الله عنه :
لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً
تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي
ولَيْسَ لِلاَئمٍ فِيهِمْ عِتَابُ
وقال أَيضاً :
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً
ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ
وأَخْوالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ
أُحِبّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ
والرَّبَابُ هذه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَاِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ ، وهي أُمُّ الأَحْوَصِ ، وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارث بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ ، وبها يُعْرَفُونَ ، وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِعَةَ ، وَرَبَابُ عن
____________________

(2/472)


سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ ، وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيمٍ ورَبَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ ، وأَنشدَ شيخُنَا رحمه الله تعالى :
عَشِقْتُ وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ لاِءَنِّي
أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ
وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي
بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ
فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي
وعَذَّبَنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ
وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي
تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ
وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ
كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً في الرَّبَابِ
بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً
وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ
ورَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرَّبَابَ .
( و ) *!الرُّبَابُ ( كغُرَابٍ : ع ) ، وهو أَرْضٌ بينَ دِيَارِ بنِي عامرٍ وبَلْحَارِثِ بن كَعْبٍ .
( وكذا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ ) الرَّاوِي ( عن مَعْقَلِ بنِ يَسَارٍ ) المُزَنِيِّ ، رضي الله عنه ، قالَ الحافظُ : جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِيِّ أَنْ يَكُونَ هو أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِكٍ الذي يَرْوِي عن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وعنه الأَمِيرُ أَيضاً أَبُو الرُّبَابِ ، رَوَى عنه أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى المَهْدِيُّ .
( و ) الرِّبَابُ ( بالكَسْرِ : العُشُورُ ) مَجَازاً ( و ) الرِّبَابُ ( جَمْعُ ربَّةٍ ) بِالكَسْرِ ، وقد تَقَدَّمَ ( و ) الرِّبَابُ : ( الأَصحابُ ) .
( و ) الرِّبَابُ : ( أَحْيَاءُ ضَبَّةَ ) وهُمْ تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ ، وقِيلَ : تَيْمٌ وَعِدِيٌّ وعَوْفٌ وثَوْرٌ وأَشْيَبُ ، وضَبَّةُ عَمُّهُمْ ، سُموا بذلكَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّيُّ ، فَرُدَّ إِلَى وَاحِدِه ، وهُوَ رُبَّةٌ ، لأَنَّكَ إِذا نسبتَ الشيءَ إِلى الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلى الواحِدِ ، كما تقولُ في المَسَاجِدِ مَسْجِدِيٌّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَمَّيْت به رَجُلاً فلا تَرُدُّه إِلى الوَاحِدِ ، كمَا تَقُولُ في أَنْمَارٍ : أَنمَارِيٌّ ، وفي كِلاَب
____________________

(2/473)


كِلاَبِيٌّ ، وهذا قولُ سيبويهِ ، وقال أَبو عبيدةَ سُمُّوا رِبَاباً *!لِتَرَابِّهِمْ أَي تَعَاهُدِهِم وتَحَالُفِهِم على تَمِيمٍ ، وقال الأَصمعيّ : سُمُّوا بذلك ( لاِءَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي *!رُبٍّ وتَعَاقَدُوا ) وتَحَالَفُوا عَلَيْهِ ، وقال ثعلبٌ : سُمُّوا رِبَاباً بكَسْرِ الرَّاءِ لاِءَنَّهُمْ *!تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعُوا *!رِبَّةٍ رِبَّةً ، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً ، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَداً وَاحِدَةً ، ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ ، كذا في ( لسان العرب ) وقِيلَ لاِءَنَّهُمْ اجْتَمَعُوا كرِبَابِ القِدَاحِ ، والواحِدَةُ *!رِبَابَةٌ ، قالَه البَلاَذُرِيُّ .
( *!والرَّبَبُ مُحَرَّكَةً : المَاءُ الكثيرُ ) المُجْتَمِعُ ، وقيل : العَذْبُ ، قال الراجز :
والبُرَّةُ السَّمْرَاءُ والمَاءُ الرَّبَبْ
وهو أَيْضاً ما رَبَّبَهُ الطِّينُ ، عن ثعلب وأَنشد :
فِي رَبَبِ الطِّينِ ومَاءٍ حَائِرِ
( وأَخَذَهُ ) أَيِ الشَّيْءَ ( *!بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ ، ويُفْتَحُ : أَيْ أَوَّله ) وفي بعض النُّسَخ بأَوَّلِهِ ( أَوْ جَمِيعَه ) ولَمْ يَتْرُكْ منه شَيْئاً ، ويقال : افْعَلْ ذلك الأَمْرَ *!بِرُبَّانِهِ أَيْ بِحِدْثَانِهِ وطَرَائِهِ وجِدَّتِهِ ومنه قِيلَ : شَاةٌ *!رُبَّى ، *!ورُبَّانُ الشَّبَابِ : أَوَّلُهُ ، قال ابنُ أَحْمَرَ :
وإِنَّمَا العَيْشُ *!بِرُبّانِهِ
وأَنْتَ مِنْ أَفْنَائِهِ مُعْتَصِرْ
وقولُ الشَّاعر :
خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ
أَعْجَبَهَا إِذْ كَثُرَتْ رِبَابُهُ
عَنْ أَبِي عَمْرٍ و : الرُّبَّى : أَوَّلُ الشَّبَابِ ، يقالُ أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ *!ورِبَّان شَبَابِهِ ، *!ورُبَابِ شَبَابِهِ ، قال أَبُو عبيدٍ : *!الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : حِدْثَانُه .
( و ) في ( الصّحَاح ) : ( *!رُبَّ *!ورُبَّتَ
____________________

(2/474)


*!ورُبَّمَا *!ورُبَّتَمَا بِضَمِّهِنَّ مُشَدَّدَاتٍ ومُخَفَّفَاتٍ وبِفَتْحِهِنَّ كذلكَ ، *!ورُبٌ بِضَمَّتَيْنِ مُخَفَّفَةً ، ورب كَمُذْ ) قال شيخُنَا : حَاصِلُ ما ذَكَرَه المُؤَلِّفُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لُغَةً ، وهو قُصُورٌ ظاهِرٌ ، فقد قال شيخُ الإِسلام زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ في شَرْحِ المُنْفَرِجَةِ الكَبيرِ له ما نَصُّهُ : في رُبَّ سَبْعُونَ لُغَةً ضَمُّ الراءِ وفتحُهَا مع تَشْدِيدِ البَاءِ وتَخْفِيفِهَا مفتوحةً في الضَّمِّ والفَتْحِ ، ومضمومةً في الضَّمِّ ، كُلٌّ مِنَ السِّتَّةِ مع تَاءِ التأْنيثِ ساكنةً أَو مفتوحةً أَو مضمومةً أَو مَعَ مَا ، أَو مَعَهُمَا بأَحْوَالِ التَّاءِ ، أَو مجردةً منهما ، فذلك ثَمَانٍ وأَرْبَعُونَ ، وضَمُّهَا وَفَتْحُهَا مع إِسْكَانِ البَاءِ ، كُلٌّ منهما مع التَّاءِ مفتوحةً أَو مضمومةً ، أَو مع مَا ، أَو مَعَهُمَا بحالَتَي التاءِ ، أَو مجردةً ، فذلك اثْنَتَا عَشْرَةَ ، ورُبت ، بضم الراءِ وفتحها مع إِسْكَانِ الباءِ أَو فَتْحِهَا أَو ضَمِّهَا ، مُخَفَّفَةً أَو مُشَدَّدَةً في الأَخيرتَيْنِ ، فذلك عشرة ، ( حَرْفٌ خَافِضٌ ) على الصواب ، وهو المختارُ عند الجمهور خلافاً للكوفِيِّينَ والأَخْفَشِ ومَنْ فوَافَقَهُمْ ( لاَ يَقَعُ إِلاَّ عَلَى نَكِرَةٍ ) وقال ابن جِنِّي : أَدْخَلُوا رُبَّ على المُضْمَرِ وهو على نِهَايَةِ الاختصاصِ وجَازَ دُخُولُهَا عَلَى المَعْرِفَةِ في هذا المَوُضِع لِمُضَارَعَتِهَا النَّكِرَةَ بِأَنَّهَا أُضْمِرَتْ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ومن أَجْلِ ذلك احتَاجت إِلى تَفْسِيرٍ ، وحَكَى الكوفيونَ مُطَابَقَةَ الضَّمِيرِ للتَّمْيِيزِ : *!رُبَّهُ رَجُلاً رَجُلاً قَدْ رَأَيْتَ ، *!ورُبَّهُمَا رَجُلَيْنِ ، *!ورُبَّهُمْ رِجَالاً ، *!ورُبَّهُنَّ نِسَاءٍ ، فَمَنْ وَحَّدَ قَالَ : إِنَّهُ كِنَايَةٌ عن مَجْهُولٍ ، ومَنْ لم يُوَحِّدْ ، قالَ : إِنَّهُ رَدُّ كَلاَمٍ ، كَأَنَّهُ قِيل لهُ : مَالَكَ جَوَارٍ ، قَالَ رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَكْتُ ، وقال أَبُو الهَيْثَمِ : العَرَبُ تَزِيدُ في رُبَّ هَاءً ، وتجعلُ الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعْرَفُ ، ويَبْطُلُ معها عَمَلُ رُبَّ فلا تخفض بها ما بَعْدَ الهاءِ ، وإِذَا فَرَقْتَ بين كم التي تَعْمَلُ عَمَلَ
____________________

(2/475)


رُبَّ بشيْءٍ بَطَلَ عنها عَمَلُهَا . وأَنشد :
كَائِنْ رَأَيْتَ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ
*!وَرُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ
نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَةِ وقولُه : رُبَّهُ رَجُلاً ، ورُبَّهَا امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ على غير تقدمِ ذِكرٍ ( ثم ) أَلْزَمَتْهُ التَّفْسِيرَ ولم تَدَعْ أَنْ تُوَض 2 حَ ما أَوقعت به الالتباسَ ، ففسره بذكرِ النوعِ الذي هو قولهم : رَجُلاً وامْرَأَةً ، كذا في ( لسان العرب ) ، ( أَو اسمٌ ) وهو مذهب الكوفيينَ والأَخفشِ في أَحَدِ قَوْلَيْهِ ، ووافقهم جماعةٌ ، قال شيخُنَا : وهو قول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مالك في ( التسهيل ) شرحه ، وأَبْطَلَه الشيخ أَبو حَيّانَ في ( الشرح ) ، وابن هشامٍ في ( المُغْنِي ) وغيرُهم ( وقِيل : كَلمة تَقليلٍ ) دائماً ، خلافاً للبعض ، أَو في أَكثرِ الأَوقاتِ ، خلافاً لقومٍ ( أَو تَكْثِيرٍ ) دائماً ، قاله ابن دُرُسْتَوَيْهِ ، ( أَو لَهُمَا ) في ( التهذيب ) : قال النحويونَ رُبَّ مِنْ حُرُوفِ المَعَانِي ، والفَرْقُ بَيْنَهَا وبينَ كَمْ أَن رُبَّ للتقليلِ وكمْ وُضِعَت للتكثيرِ إِذا لم يُرَدْ بها الاستفهام ، وكلاهُمَا يقع على النَّكِرَاتِ فيخفضها ، قال أَبو حاتمٍ : من الخطإِ قول العَامَّةِ : *!رُبَّمَا رأيته كثيرا ، *!ورُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ للتقليل ، وقال غيرُه : رُبَّ ورَبَّ *!ورُبَّةَ كلمة تقليلٍ يُجَرُّ بها فيقال : رُبّ رجلٍ قائمٌ ( ورَبّ رجُلٍ ) وتدخل عليها التاءُ فيقال : *!رُبَّتَ رجل *!وَرَبَّتَ رَجلٍ وقال الجوهريّ : وتدخل عليه ما ليمكن أَن يتكلم بالفعل بعده فيقال : رُبَّمَا ، وفي التنزيل العزيز { *!رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } ( الحجر : 2 ) وبعضهم يقول : *!رَبما بالفَتْحِ وكذلك رُبَّتَمَا وَرَبَّتَمَا *!ورُبَتَما *!ورَبَتَمَا والتثقيل في ( كلّ ) ذلك أَكثرُ في كلامهم ، ولذلك إِذا حَقَّرَ سيبويه رُبَّ من قوله تعالى : { رُّبَمَا يَوَدُّ } رَدَّهُ إِلى الأَصْلِ ، فقال : *!رُبَيْبٌ ،
____________________

(2/476)


قال اللِّحْيَانيّ ، قَرَأَ الكسائيّ وأَصحابِ عبدِ الله والحَسَن { رُّبَمَا يَوَدُّ } بالتثقيل ، وقرأَ عاصمٌ وأَهل المدينة وزِرُّ بن حُبَيْشٍ ( رُبَمَا يَوَدُّ ) بالتخفيف ، قال الزّجاج : مَنْ قَالَ إِنَّ رُبَّ يُعْنَى بها التَّكْثِيرُ ، فهو ضدُّ مَا تَعْرِفهُ العَرَب ، فإِنْ قَالَ قائِلٌ : فَلِمَ جَازَتْ رُبَّ في قوله : { 2 . 033 رربما يود الذين كفروا } ورُبَّ للتقليل ، فالجَوَابُ في هذا أَنَّ العربَ خوطِبت بما تَعْلَمُه في التهديدِ ، والرجل يَتَهَدَّدُ الرجلَ فيقول ( له لعَلّك ) سَتَنْدَم عَلَى فِعْلِكَ ، وهو لا يشكُّ في أَنه يَنْدَم ، ويقول : رُبَّمَا نَدِمَ الإِنسانُ من مثلِ ما صَنَعْت ، وهو يعلمُ أَن الإِنسانَ يندمُ كثيراً ، قال الأَزهريّ : والفَرْقُ بين رُبَّمَا ورُبَّ أَنَّ رُبَّ لا يَلِيهِ غيرُ الاسمِ ، وَأَمَّا رُبَّمَا فإِنه زِيدَت مَا مَع رُبَّ لِيلِيَهَا الفِعْلُ ، تقولُ رُبَّ رجُلٍ جَاءَنِي ورُبَّمَا جَاءَنِي زَيْدٌ ، ورُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ ورُبَّمَا جَاءَنِي زَيْدٌ ، ورُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فيه ، ورُبَّ خَمْرَةٍ شَرِبْتُهَا ، وتقول : رُبَّمَا جَاءَنِي فلانٌ ورُبَّمَا حَضَرَنِي زَيْدٌ ، وأَكْثَرُ ما يَلِيهِ الماضي ، ولا يَليه مِن الغابرِ إِلاَّ مَا كانَ مُسْتَيْقَناً ، كقوله : { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } وَوَعَدُ اللَّهِ حَقٌّ ، كَأَنَّه قد كان ، فهو بمعنى ما مَضَى ، وإِن كان لفظُه مُسْتَقْبَلاً ، وقد تَلِيَ رُبَّمَا الأَسْمَاءُ وكذلك رُبَّتَمَا وقال الكسائيُّ ، يَلَزَمُ مَنْ خَفَّفَ فأَلْقَى أَحدَ البَاءَيْنِ أَن يقولَ : رُبْ رَجُلٍ ، فَيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدَوَاتِ ، كما تقول : لِمَ صَنَعْتَ ، ولِمْ صَنَعْتَ ، وقالَ : أَظُنُّهُمْ إِنَّمَا امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ البَاءِ لكَثْرَةِ دُخُولِ التاءِ فيها في قولهم رُبَّتَ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ ، يريدُ الكسائيّ أَن تَاءَ التأْنيثِ لا يكونُ ما قَبْلَهَا إِلا مفتوحاً أَو في نِيَّةِ الفَتْحِ ، فَلَمَّا كانت تاءُ التأْنيث تدخلُهَا كثيراً امتنعوا من إِسْكَانِ ما قَبلَ هاءِ التأْنيثِ فآثَروا النَّصْبَ ، يعنِي بالنَّصْبِ الفَتْحَ ، قال اللِّحْيَانيُّ : وقال لي الكسائيّ : إِنْ سَمِعْتَ بالجَزْمِ يَوْماً فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ ، يُرِيدُ إِنْ سَمِعْتَ أَحَداً
____________________

(2/477)


يقولُ : رُبْ رَجُلٍ فَلاَ تُنْكِرْهُ ، فإِنَّهُ وَجْهُ القِيَاسِ ، قال اللِّحْيَانيّ : ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ *!رَبَّمَا ، بالفَتْحِ ، وَلاَ رَبَمَا ، كذا في ( لسان العرب ) ( أَوْ فِي مَوْضِعِ المُبَاهَاةِ ) والافْتِخَارِ دونَ غيره ( للتَّكْثِيرِ ) كما ذَهب إِليه جماعةٌ من النحويينَ ( أَوْ لمْ تُوضَعْ لتقليلٍ ولا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الكلام ) خِلافاً للبَعْضِ وقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ في التُّحفة ، كما أَشار إِليه شيخُنا ، وقال ابن السَّرَّاج : النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ .
( واسْمُ جُمَادَى الأُولَى ) عند العربِ ( رُبَّى *!ورُبٌّ ، و ) اسم جُمَادَى ( الآخِرَةِ رُبَّى ورُبَّةُ ) عن كُرَاع ( و ) اسمُ ( ذِي القَعْدَةِ رُبَّةُ ، بضَمِّهِنَّ ) وإِنَّمَا كانُوا يسمونَهَا بذلك في الجاهِلِيّة ، وضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ ، وقال هو اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ وخَطَأَهُ ابنُ الأَنْبَاريّ وأَبُو الطيّبِ وأَبُو القَاسِم الزَّجّاجِيّ ، كما سيأْتي في رنن .
( والرَّابَّةُ : ) امْرَأَةُ الأَبِ ) ، وفي حديث مُجَاهِدٍ ( كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ ) يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه كان يُرَبِّيهِ ، وقد تقدَّم ما يتعلّق به من الكَلاَم .
( والرُّبُّ بالضَّمِّ : ) هو ما يُطْبَخُ من التَّمْرِ ، والرُّبُّ : الطِّلاَءُ الخَاثِرُ ، وقِيلَ هو دِبْسُ ، أَي ( سُلاَفَةُ خُثَارَةِ كُلِّ تَمْرَةٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا ) والطَّبْخِ والجَمْعُ : الرَّبُوبُ والرِّبَابُ ، ومنه : سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَي جَعَلْتَ فيه الرُّبَّ وأَصْلَحْتَه به ، ( و ) قال ابن دُريد : ( ثُفْلُ السَّمْنِ ) والزَّيْتِ الأَسْوَدُ ، وأَنشد :
كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ
وفي صِفَةِ ابنِ عباسٍ ( كَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ مِن مِسْكٍ أَو عَنْبَر ،
____________________

(2/478)


وإِذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِيلَ هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخُمُّ .
( والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ ) بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَنَانٍ ( *!-الرُّبِّيُّ : مُحَدِّثٌ ) بَغْدَادِيٌّ مُكْثِرٌ صَادِقٌ سَمعَ الأُرْمَوِيَّ ، ومَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلاَعِب ( كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إِلى الرُّبِّ ) وفي نسخة : إِلى بَيْعِهِ .
*!والمُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَيِ المَعْمُولاَتُ بالرُّبِّ ) كالمُعَسَّلِ المَعْمُوله بالعَسَلِ ، وكذلك : المُرَبَّيَاتُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ ، يقالُ ( زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ ) .
*!والرُّبَّانُ بالضَّمِّ ) مِنَ الكَوْكَبِ : مُعْظَمُهُ ، و ( رَئِيسُ المَلاَّحِينَ ) في البَحْرِ : ( *!-كالرُّبَّانِيِّ ) بالضمِّ منسوباً ، عن شَمِرٍ ، وأَنشدَ للعَجاج :
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ *!ورُبَّانِيُّ
وقَالُوا : ذَرْهُ *!برُبَّانٍ ( و ) : *!الرُّبَّانُ ( رُكْنٌ ضَخْمٌ مِنْ ) أَرْكَانِ ( أَرجَإٍ ) لِطَيِّىء ، نَقَلَه الصاغانيّ :
( و ) الرُّبَّانُ ( كَرُمَّانٍ ) عن الأَصمعيّ ( و ) الرَّبَّانُ مِثْلُ ( شَدَّادٍ ) عن أَبي عُبَيْدة ( : الجَمَاعَةُ ) .
( وكَشَدَّاد : أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَقِيهُ ) أَبُو بَكْرِ بنُ المِصْرِيِّ ( بن *!الرَّبَّابِ ) ماتَ بعدَ الثلاثمائة ، ( وأَبُو الحَسَنِ ) هكذا في النسخ ، والصوابُ : أَبُو عَلِيَ الحَسَنُ ( بنُ عبدِ اللَّهِ ) بنِ يَعْقُوبَ ( الصَّيْرَفِيُّ بن الرَّبَّابِ ) رَاوِي مَسَائِلِ عبدِ اللَّهِ بنِ سَلامٍ عن ابن ثابتٍ الصَّيْرَفِيّ .
( *!والرَّبَّابِيَّةُ : ماءٌ باليَمَامَةِ ) نَقَلَه الصاغانيّ ، وقَيَّدَهُ بالضَّمِّ .
( و ) *!ارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ به ، عن أَبِي حَنِيفَةَ .
والمَرْأَةُ *!تَرْتَبُّ الشَّعَرَ ، قالَ الأَعْشى :
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّهُ بخِلاَلِ
____________________

(2/479)



وهُوَ من الإِصلاَحِ والجَمْعِ .
و ( *!المُرتَبُّ : المُنْعِمُ ) وصاحِبُ النِّعْمَةِ ، ( و : المُنْعَمُ عَلَيْهِ ) أَيضاً ، وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبةَ :
ورَغْبَتِي فِي وَصْلِكُمْ وحَطْبِي
فِي حَبْلِكُمْ لاَ أَئْتَلِي وِرَغْبِي
إِلَيْكَ *!فَارْبُبْ نِعْمَةَ المُرْتَبِّ
( *!-والرِّبِّيُّ بالكسر واحدُ الرِّبِّيِّين ، وهم الأُلوف من الناسِ ) قاله الفراءُ ، وقال أَبو العباس أَحمدُ بن يحيى : قال الأَخْفَش : *!الرِّبِّيُّونَ منسوبونَ إِلى الرَّبِّ ، قال أَبو العبَّاس : يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ على قوله ، قال : وهو على قول الفَرّاءِ من الرِّبَّةِ وهي الجَمَاعَة ، وقال الزجّاج رُبِّيُّونَ بكَسْرِ الرَّاءِ وضمها ، وهم الجَمَاعَة الكثيرَة ، وقيلَ : الرِّبِّيُّونَ : العُلَمَاءُ الأَتْقِيَاءُ الصُّبُر ، وكِلا القولينِ حَسَنٌ جَمِيلٌ ، وقال أَبو العباسِ : الرَّبَّانِيُّونَ : الأُلوف ، والرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ ، وقد تقدَّم ، وقرأَ الحَسَن : رُبِّيُّونَ ، بضَمِّ الراءِ ، وقَرَأَ ابن عباس ( رَبِّيُّونَ ) بفَتْحِ الرَّاءِ ، كذا في ( اللسان ) .
قلت : ونَقَلَهُ ابن الأَنباريِّ أَيضاً وقال : وعَلَى قِرَاءَة الحَسَنِ نُسِبُوا إِلى الرُّبَّةِ ، والرُّبَّةُ : عَشَرَة آلافٍ .
( *!والرَّبْرَبُ : القَطِيع من بَقَرِ الوَحْشِ ) وقيل : من الظِّبَاءِ ، ولا وَاحِدَ له ، قال :
بِأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلاَ أُمَّ شَادِنٍ
غَضِيضَةَ طرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
وقال كُرَاع : *!الرَّبْرَبُ : جَمَاعَةُ البَقَرِ ما كَانَ دُونَ العَشَرَةِ .
( *!والأَرِبَّة : أَهْلُ المِيثَاقِ ) والعَهْدِ ، قال أَبو ذُؤيب :
كَانَتْ *!أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ
عَقْدُ الجِوَارِ وكَانُوا مَعْشَراً غُدُورَا
قال ابن بَرِّيّ : كُونُ التقديرُ ذَوِي أَرِبَّتِهِمْ ، وبَهْزٌ : حَيٌّ مِنْ سُلَيْمٍ :
( ) ومِمَّا بَقِيَ عليه :
الحُوَيْرِثُ بنُ الرَّبَابِ كسَحَابٍ ، عن عُمَر ، وإِدريس بن سَلْمَانَ بنِ أَبِي الرَّبَابِ شَيْخٌ لابنِ جَوْصَا .
____________________

(2/480)



ورَبَّانُ كَكَتَّانٍ لَقَبُ الحَافِي بنِ قُضَاعَةَ .
وَرَبَّانُ أَيضاً هو عِلاَفٌ وإِليهِ تُنسَبُ الرِّحَالُ العِلاَفِيّةُ ، وكذلكَ رَبَّانُ بنُ حَاضِرِ بنِ عامرٍ ، وسيأْتي في ربن .
رتب : ( رَتَبَ ) الشيءُ يَرْتُبُ ( رُتُوباً : ثَبَتَ ) ودَامَ ( ولمْ يَتَحَرّك ، كتَرتَّب ) ، وعَيْشٌ رَاتِبٌ : ثَابِتٌ دَائِمٌ ، وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دَارٌّ ثَابِتٌ ، قال ابن جِنِّي : يقال : مَا زِلْتُ عَلَى هَذَا رَاتِباً ورَاتِماً أَي مُقِيماً ، قال : فالظاهرُ من أَمْرِ هذه الميمِ أَن تكونَ بَدَلاً من البَاءِ ، لأَنَّهُ لم يُسْمَع في هذا المَحَلِّ : رَتَمَ مثل رَتَبَ ، قال ويحتمل المِيمُ عِنْدِي في هذا أَن يكونَ أَصْلاً غيرَ بَدَلٍ من الرَّتِيمَةِ ، وسيأْتي ذِكرُهَا ( وَرَتَّبْتُهُ أَنَا تَرْتِيباً ) أَثْبَتُّهُ .
( والتُّرْتُبُ كَقُنْفُذ وجُنْدَبٍ : الشَّيْءُ المُقِيمُ الثَّابُتُ ) وأَمْرٌ تُرْتَبٌ عَلَى تُفْعَل بضمِّ التَّاءِ وفَتْحِ العَيْنِ أَي ثَابِتٌ ، قال زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ العُذْرِيّ ، وهو ابنُ أُخْتِ هُدْبَة :
مَلَكْنَا ولَمْ نُمْلَكْ وقُدْنَا ولَمْ نُقَدْ
وكَانَ لَنَا حَقًّا عَلَى النَّاسِ تُرْتَبَا
قَالَ الصَّرْفِيُّونَ : تَاءُ تُرْتَبٍ الأُولَى زَائِدَةٌ ، لأَنَّه ليس في الأُصولِ مثلُ جُعْفَرِ ، والاشتقاقُ يَشْهَدُ به ، لأَنه من الشيْءِ الرَّاتِبِ .
( و ) التُّرْتَبُ ( كجُنْدَب : الأَبَدُ ، والعَبْدُ السُّوءُ ) يَتَوَارَثُهُ ثَلاَثَةٌ ، لِثَبَاتِهِ في الرِّقِّ وإِقَامَتِه فيه . ( و ) التُّرْتَبُ ( : التُّرَابُ ) لثَبَاتِه وطولِ بقائِه ، الأَخيرَتَانِ عن ثعلب ( ويُضَمُّ ) أَي التاءُ الثانيةُ ، كذا ضَبطه في ( اللسان ) في معنى الأُولَى من الأَخيرتين ( وكذَا ) قولُهُمْ ( جَاءُوا تُرْتُباً ) وكذا قولُ العُذْرِيِّ على الرِّوَايَةِ المشهورةِ في الكتب .
وكَانَ لَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ تُرْتُبَا
____________________

(2/481)



أَيْ ( جَمِيعاً ) والصحيحُ في الرِّوَايَةِ ( حَقًّا عَلَى النَّاسِ ) والصَّوَابُ في الإِعْرَابِ ( فَضْلاً ) .
( واتَّخَذَ ) فُلاَنٌ ( تُرْتُبَّة كَطُرْطُبَّةٍ أَيْ شِبْهَ طَرِيقٍ ) نَقَله الصاغانيّ ( يَطْؤُهُ ) .
( والرُّتْبَةُ بالضَّمِّ ، والمَرْتَبَةُ : المَنْزِلَةُ ) عندَ المُلُوكِ ونَحْوِهَا ، وفي الحديث ( مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبةٍ من هذه المَراتِبِ بُعِثَ عليْهَا ) المَرْتَبَة ؛ المَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ أَرَادَ بها الغَزْوَ والحَجَّ ونَحْوَهُمَا من العِبَادَاتِ الشَّاقَّةِ ، وهي مَفْعَلَةٌ من رَتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً ، والمَرَاتِبُ : جَمْعُهَا ، قال الأَصمعيّ : والمَرْتَبَةَ : المَرْقَبةُ ، وهي أَعْلَى الجَبَلِ ، وقال الخليل : المَرَاتِبُ في الجَبَلِ والصَّحَارِي ، وهي الأَعْلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العُيُونُ والرُّقَبَاءُ وفي حديث حُذَيْفَةَ ( قال ) يَوْمَ الدَّارِ ( أَمَّا إِنه سَيَكُونُ لَهَا وَقَفَاتٌ ومَرَاتِبُ فَمَنُ مَاتَ في وَقَفَاتِهَا خَيْرٌ مِمَّنْ مَاتَ فِي مَرَاتِبِهَا ) المَرَاتِبُ : مَضَايِقُ الأَوْدِيَةِ في حُزُونَةٍ ، ومَنَ المَجَازِ : لَهُ مَرْتَبَةٌ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَي مَنْزِلَةٌ ، وهُوَ مِنْ أَهْلِ المَرَاتِبِ ، وهو في أَعْلَى الرُّتَبِ .
( والرَّتَب ، مُحركة : الشِّدَّةُ والانْتِصَابُ و ) رَتَبَ الرَّجُلُ يَرْتُبُ رَتْباً : انْتَصَبَ ، وفي حديثِ لُقْمَانَ بنِ عَادٍ : ( : رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ في المَقَامِ الصَّعْبِ ) أَي انْتَصَبَ كَمَا يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَيْتَهُ ، ورَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً : انْتَصَبَ وثَبَتَ ( وقد أَرْتَبَ ) الرَّجُلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً ، فهو رَاتِبٌ ، عَزَاهُ في ( التهذيب ) لابنِ الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
وإِذَا يَهُبُّ مِنَ المَنَامِ رَأَيْتَهُ
كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ
وصَفَهُ بالشَّهَامَةِ وحِدَّةِ النَّفْسِ ، يقولُ : هُوَ أَبَداً مُسْتَيْقِظٌ مُنْتَصِبٌ ،
____________________

(2/482)


وأَرْتَبَ الغُلاَمُ الكَعْبَ إِرْتَاباً : أَثْبَتَهُ ، وفي حديث ابن الزُّبير ( كَانَ يُصَلِّي في المَسْجِدِ الحَرَامِ وأَحْجَارُ المَنْجَنِيقِ تَمُرُّ عَلَى أُذُنِهِ وَمَا يَلْتَفِتُ كَأَنَّهُ كَعْبٌ رَاتِبٌ ) .
( و ) الرَّتَبُ ( : مَا أَشْرَفَ مِنَ الأَرْضِ ) كالبَرْزَخِ ، يقالُ : رَتَبَةٌ ورَتَبٌ كَدَرَجَةٍ ودَرَجٍ ( و ) الرَّتَبُ ( : الصُّخُور المُتَقَارِبَةُ ) و ( بَعْضُهَا أَرْفَعُ مِنْ بَعْضٍ ) واحِدَتُهَا : رَتَبَةٌ ، وحُكِيَتْ عن يَعْقُوبَ بِضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِ التَّاءِ ( و ) الرَّتَبُ : عَتَبُ الدَّرَجِ ، والرَّتَبُ ( : غِلَظُ العَيْشِ ) وَشِدَّتُهُ ، قال ذو الرُّمَّة يَصِف الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ :
تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ
تَرَوُّحُ البَرْدِ مَا فِي عَيْشِهِ رَتَبُ
أَيْ تَقَيَّظَ هذا الثَّوْرُ الرَّمْلَ ، والخِلْفَةُ : النَّباتُ الذي يَكُونُ فِي أَدْبَارِ القَيْظِ ومَا فِي عَيْشِهِ رَتَبٌ أَي هو في لِينٍ مِنَ العَيْشِ ، وَمَا في عَيْشِهِ رَتَبٌ وَلاَ عَتَبٌ أَي ليسَ فيه غِلَظٌ وَلاَ شِدَّةٌ أَيْ هُوَ أَمْلَسُ ، وَمَا فِي هذَا الأَمْرِ رَتَبٌ وَلاَ عَتَبٌ أَي عَنَاءٌ وشِدَّةٌ ، وفي ( التهذيب ) : أَي هُوَ سَهْلٌ مُسْتَقِيمٌ ، وقالَ أَبُو مَنْصُورٍ هو بمعنَى النَّصَبِ والتَّعَبِ ، وكذلك المَرْتَبَةُ ، وكُلُّ مقامٍ شديدٍ : مَرْتَبَةٌ قال الشمَّاخ :
ومَرْتَبَةٍ لاَ يُسْتَقَالُ بِهَا الرَّدَى
تَلاَفَى بها حِلْمِي عنِ الجَهْلِ حاجِزُ
( و ) الرَّتَبُ ( : الفَوْتُ بَيْنَ الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ ) ، عن ابن دريد ( وكذا ) لِكَ ( بَيْنَ البِنْصِرِ والوُسْطَى ) وقِيلَ : ما بعَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى ، وقد يُسَكَّن والمعروفُ في الأَولِ : البُصْمُ ، وفي الثاني : العَتَبُ ، قالَهُ الصاغانيّ ( و ) الرَّتَبُ ( : أَنْ تَجْعَلَ أَرْبَعَ أَصَابِعِكَ مَضْمُومَةً ) كالبَرْزَخِ ، نقله الليث .
( والرَّتْبَاءُ : النَّاقَةُ المُنْتَصِبَةُ في سَيْرِهَا ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
____________________

(2/483)



( وأَرْتَبَ ) الرَّجُلُ ( إِرْتَاباً ) إِذَا ( سَأَلَ بَعْدَ غِنًى ) ، حَكَاه ابن الأَعْرَابِي أَيضاً ، كذا في ( التهذيب ) .
وبَابُ المَرَاتِبِ بِبَغْدَادَ ، نُسِبَ إِليه المُحَدِّثونَ .
والرَّتْبُ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ : قَرْيَةٌ قُرْبَ سِجِلْمَاسَةَ .
رجب : ( رَجِبَ ) الرَّجُل ( كَفَرِحَ ) رَجَباً ( : فَزِعَ ، و ) رَجِبَ رَجَباً ( : اسْتَحْيَا ، كَرَجَبَ ) يَرْجُبُ ( كَنَصَر ) قال :
فَغَيْرُكَ يَسْتَحْيِي وغَيْرُكَ يَرْحُبُ
( و ) رَجِبَ ( فلاناً : هَابَهُ وعَظَّمَهُ ، كَرَجَبَهُ ) يَرْجُبُهُ ( رَجْباً ورُجُوباً ، ورَجَّبَهُ ) تَرْجِيباً ، وتَرَجَّبَهُ ( وأَرْجَبَهُ ) فهو مَرْجُوبٌ ومُرَجَّبٌ وأَنشد :
أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجُبُهْ
أَي أُعَظِّمُه ، ( ومِنْهُ ) سُمِّيَ ( رَجَبٌ ، لِتَعْظِيمِهِمْ إِيَّاهُ ) في الجَاهِلِيَّةِ عَنِ القِتَالِ فيهِ ، وَلاَ يَسْتَحِلُّونَ القِتَالَ فيهِ ، وفي الحديث ( رَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبَانَ ) قولُه بين جُمادَى وشعبانَ تَأْكِيدٌ للشَّأْنِ وإِيضاحٌ ، لأَنهُم كانوا يُؤَخِّرُونَه من شهرٍ إِلى شهرٍ ، فيتحولُ عن موضعِه الذي يَخْتَصُّ به ، فَبَيّنَ لهُم أَنه الشهرُ الذي بين جُمَادَى وشعبانَ ، لاَ مَا كانُوا يُسَمّونَه على حِسَابِ النَّسِيءِ ، وإِنما قيلَ : رَجَبُ مُضَرَ ، وأَضَافَهُ إِليهم ، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ تَعْظِيماً له من غيرهِم ، وكَأَنَّهُم اخْتَصُّوا به ، وقد ذَكَرَ له بعضُ العلماءِ سَبْعَةَ عَشَرَ اسْماً ، كذا نقلَه شيخُنَا عن لَطَائِفِ المَعَارِفِ فِيمَا للمَوَاسِمِ من الوَظَائِفِ ، تأْلِيف الحافظِ عبد الرحمنِ بن رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ ، ثم وَقَفْتُ على هذا التأْليفِ ونقلتُ منه المطلوبَ ، ( ج أَرْجَابٌ ورُجُوبٌ ورِجَابٌ ورَجَبَاتٌ ، مُحَرَّكَةً ) تقول : هَذَا رَجَبٌ ، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبَانَ قالُما : رَجَبَانِ .
والتَّرْجِيبُ : التَّعْظِيمُ ، وإِنَّ فُلاَناً لَمُرَجَّبٌ ( و ) مِنْهُ ( التَّرْجِيبُ ) أَي ( ذَبْحُ النَّسَائِكِ فيهِ ) وفي الحديث :
____________________

(2/484)


( هَلْ تَدْرُونَ ما العتِيرَةُ ؟ ) هِيَ التي يُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ ، كانُوا يَذْبَحُونَ في شهرِ رَجبٍ ذَبِيحَةً ويَنْسُبُونَهَا إِليهِ ، يقالُ : هاذِه أَيَّامُ تَرْجيبٍ وتَعْتَارٍ ، وكانَتِ العَرَبُ تُرَجِّبُ ، وكان ذلك لهم نُسُكاً ، أَو ذَبَائِحَ في رَجَبَ ، وعن أَبِي عَمْرٍ و : الرَّاجِبُ : المُعَظِّمُ لِسَيِّدِه .
( و ) الترْجِيبُ ( : أَنْ يُبْنَى تَحْتَ النَّخْلَةِ ) ، إِذا مَالَتْ وكانَتْ كَرِيمَةً عليهِ ، ( دُكَّانٌ تَعْتَمِدُ ) هِيَ ( عَلَيْهِ ) لِضَعْفِهَا .
( والرُّجْبَةُ بالضَّمِّ اسْمُ ) ذلكَ ( الدُّكَّانِ ) والجَمْعُ رُجَبٌ مِثْلُ رُكْبَةٍ ورُكَب ، ويقالُ : التَّرْجِيبُ : أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُهَا ، لِئَلاَّ تَنْكَسِرَ أَغْصَانُهَا ، وفي ( التهذيب ) : الرُّجْبَةُ والرُّجْمَةُ : أَنْ تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكَرِيمَةُ إِذَا خِيفَ عَلَيْهَا أَنْ تَقَعَ ، لِطُولِهَا وكَثْرَةِ حَمْلِهَا بِبِنَاءٍ مِنْ حِجَارَةٍ تُرَجَّبُ بِهَا أَي تُعَمَدُ ويَكُونُ تَرْجِيبُهَا أَنْ يُجْعَلَ حَوْل النَّخْلَةِ شَوْكٌ لِئَلاَّ يَرْقَى فِيهَا رَاقٍ فَيَجْنِيَ ثَمَرَهَا ، وعن الأَصمعيّ : الرُّجْمَةُ البِنَاءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النَّخْلَةُ ، ( والرُّجْبَة : أَن تُعْمَدَ النَخْلَةُ ) بِخَشَبَةٍ ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ ( وهِيَ نَخْلَةٌ رُجَبِيَّةٌ كَعُمَرِيَّة ، وتُشَدَّدُ جِيمُهُ ) : بُنِيَ تَحْتَهَا رُجْبَةٌ ، كِلاَهُمَا ( نَسَبق نَادِرٌ ) عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ ، والتَّثْقِيلُ أَذْهَبُ في الشُّذُوذِ وقال سُوَيْدُ بنُ صامتٍ :
ولَيْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَلاَ رُجَّبِيَّةٍ
ولاكِنْ عَرَايَا في السِّنِينَ الجَوَائِحِ
يَصِفُ نَخْلَةً بالجَوْدَةِ وأَنَّهَا لَيْسَ فيها سَنْهَاءُ ( والسَّنْهَاءُ ) التي أَصَابَتْهَا السَّنَةُ ، وقِيلَ : هِيَ التي تَحْمِلُ سَنَةً وتَتْرُكُ أُخْرَى أَو تَرْجِيبُهَا : ضَمُّ أَعْذَاقِهَا ، إِلى سَعَفَاتِهَا ، وشَدُّهَا بالخُوصِ لِئَلاَّ تَنْفُضَهَا الرِّيحُ ، أَو ) التَّرْجِيبُ ( : وَضْعُ الشَّوْكِ حَوْلَهَا ) أَيِ الأَعْذَاقِ ( لِئَلاَّ يَصِلَ إِلَيْهَا آكِلٌ ) فَلاَ تُسْرَقَ ، وذلكَ إِذا كانتْ غَرِيبَةً ظَرِيفَةً ،
____________________

(2/485)


تقول : رَجَّبْتُهَا تَرْجِيباً ، ( ومِنْهُ ) قَوْلُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ ( أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ) قال يَعْقُوبُ : التَّرْجِيبُ هنَا إِرْفَادُ النَّخْلَةِ مِنْ جَانِبٍ لِيَمْنَعَهَا مِنَ السُّقُوطِ ، أَيْ إِنَّ لِي عَشِيرَةً تُعَضِّدُنِي وتَمْنَعُنِي وتُرْفِدْنِي ، والعُذَيْقُ تَصْغِيرُ عَذْقٍ بالفَتْحِ ( وهي ) النَّخْلَةُ وقِيل : أَرَادَ بالتَّرْجِيبِ : التَّعْظِيمَ ، ورَجَّبَ فلانٌ مَوْلاَهُ أَيْ عَظَّمَهُ ، وقَوْلُ سَلاَمَةَ ابنِ جَنْدَلٍ :
كَأَنَّ أَعْتَاقَهَا أَنْصَابُ تَرْجِيبِ
فإِنَّهُ شَبَّهَ أَعْنَاقَ الخَيْلِ بالنَّخْلِ المُرَجَّبِ ، وقيل : شَبَّهَ أَعْنَاقَهَا بالحِجَارَةِ التي تُذْبَحُ عليها النَّسَائِكُ ، قال : وهَذَا يَدُلُّ على صِحَّةِ قولِ مَنْ جَعَلَ التَّرْجِيبَ دَعْماً لِلنَّخْلَةِ .
( و ) التَّرْجِيبُ ( فِي الكَرْم : أَنْ تُسَوَّى سُرُوغُهُ ويُوضَعَ مَوَاضِعَهُ ) مِنَ الدِّعَمِ والقِلاَلِ .
( ورَجَبَ العُودُ : خَرَجَ مُنْفَرِداً ) .
( و ) عن أَبي العَمَيْثَلِ : رَجَبَ ( فُلاناً بقَوْلٍ سَيِّىءٍ ) و ( رَجَمَهُ بِهِ ) بمَعْنَى : صَكَّهُ .
( والرُّجْبُ بِالضَّمِّ : مَا بَيْنَ الضِّلَعِ والقَصِّ ، وبِهَاءٍ : بِنَاءٌ يُصَادُ بِهَا الصَّيْدُ ) كالذِّئْبِ وغَيْرِهِ ، يُوضَعُ فِيهِ لَحْمٌ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ ، فإِذا جَذَبَهُ سَقَطَ عليهِ الرُّجْبَةِ .
( والأَرْجَابُ : الأَمْعَاءُ لاَ وَاحِدَ لَهَا ) عندَ أَبِي عُبيدٍ ( أَو الوَاحِدُ رَجَبٌ ، مُحَرَّكَةً ) ، عن كُرَاع ، ( أَو ) رُجْبٌ ( كقُفْلٍ ) ، وقال ابنُ حَمْدَوَيْهِ : الوَاحِدُ رِجْبٌ ، بكَسْرٍ فَسُكُونٍ .
( والرَّوَاجِبُ : مَفَاصِلُ أُصُولِ الأَصَابِعِ ) التي تَلِي الأَنَامِلَ ، ( أَوْ بَوَاطِنُ مَفَاصِلِهَا ) أَي أُصُولِ الأَصَابِع ( أَوْ هي قَصَبُ الأَصَابِعِ ، أَوْ ) هي ( مَفَاصِلُهَا ) أَي الأَصَابِعِ ، ثُمَّ البَرَاجِمُ ثُمَّ الأَشَاجِعُ الَّلاتِي تَلِي
____________________

(2/486)


الكَفّ ( أَو ) هي ( ظُهُورُ السُّلاَمَيَاتِ ، أَوْ ) هي ( ما بَيْنَ البَرَاجِمِ من السُّلاَمَيَاتِ ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : البَرَاجِمُ : المُشَنَّجَاتُ في مَفاصِلِ الأَصَابِعِ وفي كلِّ إِصْبَعٍ ثَلاَثُ بُرْجُمَاتٍ إِلاَّ الإِبْهَام ( أَو ) هي ( المَفَاصِلُ التي تَلِي الأَنَامِلَ ) وفي الحديث ( أَلاَ تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ ) هي ما بَيْنَ عُقَدِ الأَصَابِعِ مِنْ دَاخِلٍ ( وَاحِدَتُهَا رَاجِهَةٌ ، و ) قال كُرَاع : وَاحِدَتُهَا ( رُجْبَةٌ بالضَّمِّ ) ، قال الأَزهريّ ولا أَدْرِي كَيْفَ ذلك ، لأَنَّ فُعْلَة لاَ تُكَسَّرُ على فَوَاعِلَ ، وعن الليثِ : رَاجِبَةُ الطَّائِرِ : الإِصْبَعُ التي تَلِي الدَّائِرَةَ مِن الجَانِبَيْنِ الوَحْشِيَّيْنِ مِن الرِّجْلَيْنِ ، وقال صَخْرُ الغَيِّ :
تَمَلَّى بِهَا طُول الحَيَاةِ فَقَرْنُهُ
لَهُ مَا نَتَأَ مِنْ قَرْنِهِ بِمَا نَتَأَ مِنْ أَصُولِ الأَصَابعِ إِذا ضُمَّتِ الكَفُّ ( و ) الرَّوَاجِبُ ( مِنَ الحِمَارِ : عُرُوقُ مخَارِجِ صَوْتِهِ ) ، عنِ ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
طَوَى بَطْنَهُ طُولُ الطِّرَادِ فَأَصْبَحَتْ
تَقَلْقَلُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ رَوَاجِبُهْ
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
الرَّجَبُ مُحَرَّكَةً : العِفَّةُ .
ورجَبٌ : مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ .
رحب : ( الرُّحْبُ ، بالضَّمِّ : ع لِهُذَيْلٍ ) وضَبَطَه الصاغانيّ بالفَتْحِ من غيرِ لامٍ .
( و ) رُحَابُ ( كغُرَابٍ : ع بحَوْرَانَ ) نقلَه الصاغانيّ أَيضاً .
( وَرَحُبَ ) الشيءُ ( كَكَرُمَ وسَمِعَ ) الأَخيرُ حكاه الصاغانيُّ ( رُحْباً بالصِّمِّ ورَحَابَةً ) ورَحَباً مُحَرَّكَةً ، نقله الصاغانيّ ( فَهُوَ رَحْبٌ ورَحِيبٌ ورُحَابٌ بالضَّمِّ : اتَّسَعَ ، كَأَرْحَبَ ، وأَرْحَبَهُ : وَسَّعَهُ ) قال الحَجَّاجُ حِينَ قَتَلَ ابْنَ القِرِّيَّةِ ، أَرْحِبْ يَا غُلاَمُ جُرْحَهُ .
( و ) يقالُ لِلْخَيْلِ : ( أَرْحِبْ وأَرْحِبِي ) ، وهُمَا ( زَجْرَانِ لِلْفَرَسِ ، أَي تَوَسَّعِي وتَبَاعَدِي ) وتَنَحَّيْ قَال الكُمَيْتُ بنُ مَعْرُوفٍ :
نُعَلِّمُهَا هَبِي وهَلاً وأَرْحِبْ
وَفِي أَبْيَاتِنَا وَلَنا افتُلِينَا
____________________

(2/487)



( وامْرَأَةٌ رُحَابٌ ) وقِدْرٌ رُحَابٌ ( بالضَّمِّ ) أَي ( وَاسِعَةٌ ) وقالُوا : رَحُبَتْ عَلَيْكَ ، وطُلَّتْ ، أَي رَحُبَتْ عليكَ البِلاَدُ ، وقال أَبُو إِسحاقَ أَي اتَّسَعَتْ وأَصَابَهَا الطَّلُّ ، وفي حديثِ ابن زِمْل ( عَلَى طَرِيقٍ رَحْبٍ ) أَي وَاسِعٍ . ورَجُلٌ رَحْبُ الصَّدْرِ ، ورُحْبُ الصَّدْرِ ، وَرحِيبُ الجَوْفِ : وَاسِعُهَمَا ، ومن المجاز : فلاَنٌ رَحِيبُ الصَّدْرِ أَي وَاسِعُهُ ، ورَحْبُ الذِّرَاعِ أَي وَاسِعُ القُوَّةِ عندَ الشَّدَائِدِ ، ورَحْبُ الذِّرَاعِ والبَاعِ ورحِيبُهُمَا أَي سَخِيٌّ .
وَرَحُبَتِ الدَّارُ وأَرْجَبَتْ بمعنًى ، أَيُ اتَّسَعَتْ .
والرَّحْبُ بالفَتْحِ والرَّحِيبُ : الشَّيْءُ الوَاسِعُ ، تقولُ منه : بَلَدٌ رَحْبٌ وأَرْضٌ رَحْبَةٌ .
ومن المجاز قولُهم : هذا أَمْرٌ إِنْ تَرَحَّبَتْ مَوَارِدُهُ فَقَدْ تَضَايَقَتْ مَصَادِرُهُ .
( و ) قولهم في تَحِيَّةِ الوَارِدِ : أَهْلاً و ( مَرْحَباً وسَهْلاً ) : قال العَسْكَرِيُّ : أَوَّلُ مَنْ قَالَ مَرْحَباً : سَيْفُ بنُ ذِي يَزَنَ ( أَيْ صَادَفْتَ ) وفي ( الصَّحَاحِ ) : أَتَيْتَ ( سَعَةً ) وأَتَيْتَ أَهْلاً ، فَاسْتَأْنِسْ وَلاَ تَسْتَوْحِشْ ( و ) قال شَمِرٌ : سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابيّ يقول : ( مَرْحَبَكَ اللَّهُ ومَسْهَلَكَ ، ومَرْحَباً بِكَ اللَّهُ ومَسْهلاً ) بِكَ اللَّهُ ، وتقولُ العرب : لاَ مَرْحَباً بِكَ ، أَي لا رَحُبَتْ عَلَيْكَ بِلاَدُكَ ، قال : وهي من المَصَادِرِ التي تَقَعُ في الدُّعَاءِ للرَّجُلِ ، وَعَلَيْهِ ، نحو : سَقْياً وَرَعْياً ، وجَدْعاً وَعَقْراً ، يُرِيدُونَ سَقَاكَ الله وَرَعَاكَ الله ، وقال الفرّاءُ : مَعناهُ رَحَّبَ اللَّهُ بِكَ مَرْحَباً ، كأَنَّهُ وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِيبِ ، وقال الليثُ مَعْنَى قوْلِ العَرَبِ مَرْحَباً : انْزِلْ فِي الرَّحْبِ والسَّعَةِ وأَقِمْ فَلَكَ عِنْدَنَا ذلكَ ، وسُئلَ الخَلِيلُ عن نَصْبِ مَرْحَباً فقَالَ : فيه كَمِينُ الفِعْلِ ، أُرِيدَ بِهِ انْزِلْ أَوْ أَقِمْ فَنُصِبَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، فلمَّا عُرِفَ مَعْنَاهُ المُرَادُ به أُمِيتَ الفِعْلُ ، قال الأَزهريّ : وقال غيرُه في قولِهِم : مَرْحَباً : أَتَيْتَ أَوْ لَقِيتَ رُحْباً وَسَعَةً
____________________

(2/488)


لا ضِيقاً ، وكذلك إِذا قالَ : سَهْلاً أَرَادَ نَزَلْتَ بَلَداً سَهْلاً لا حَزْناً غَلِيظاً .
( ورَحَّبَ به تَرْحِيباً : دَعَاهُ إِلى الرَّحْبِ ) والسَّعَةِ ، ورَحَّبَ به : قال له مَرْحَباً ، وفي الحديثِ ( قالَ لِخِزَيْمَةَ بنِ حُكَيْمٍ مَرْحَباً ) أَي لَقِيتَ رَحْباً وسَعَةً ، وقيلَ مَعْنَاهُ رحَّبَ الله بِكَ مَرْحَباً ، فَجَعَلَ المَرْحَبَ مَوْضِعَ التَّرْحِيبِ .
( ورَحَبَةُ المَكَانِ ) كالمَسْجِدِ والدَّارِ بالتَّحْرِيكِ ( وتُسَكَّنُ : سَاحَتُهُ ومُتَّسَعُهُ ) وكان عليٌّ رضي الله عنه يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ في رَحَبَةِ مَسْجِدِ الكُوفَةِ ، وهي صَحْنُهُ ، وعن الأَزْهَرِيّ : قالَ الفرّاءُ : يقالُ للصَّحْرَاءِ بَيْنَ أَفْنِيَةِ القَوْمِ والمَسْجِدِ رَحَبَةٌ وَرَحْبَةٌ ، وسُمِّيَتْ ، أَي بما اتَّسَعَتْ ، يقالُ مَنْزِلٌ رَحِيبٌ ورَحْبٌ ، وذَهَبَ أَيضاً إِلى أَنَّه يقالُ : بَلَدٌ رَحْبٌ وبلاَدٌ رَحْبَةٌ ، كما يقال : بَلَدٌ سَهْلٌ وبِلاَدٌ سَهْلَةٌ ، وقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْباً ورَحَابَةً ، ورَحِبَتْ رَحباً ، قال الأَزهريّ : وأَرْحَبَتْ لُغَةٌ بذلك المَعْنَى ، وقولُ اللَّهِ عَزَّ وجَلّ : { ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الارْضُ بِمَا رَحُبَتْ } ( التوبة : 118 ) أَي عَلَى رُحْبِهَا وسَعَتِهَا ، وأَرْضٌ رَحِيبَة : وَاسِعَةٌ .
( و ) الرَّحْبَةُ ، بالوَجْهَيْنِ ، ( مِنَ الوَادِي : مَسِيلُ مَائِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ فيهِ ) ، جَمْعهُ رِحَابٌ ، وهي مَوَاضِعُ مُتَوَاطِئةٌ يَسْتَنْقِعُ المَاءُ فِيهَا ، وهي أَسْرَعُ الأَرْضِ نَبَاتاً ، تَكْونُ عندَ مُنْتَهَى الوَادِي وفي وسَطِه ، وقد تكونُ في المَكَانِ المُشْرِفِ يَسْتَنْقِع فيها المَاءُ وما حوْلهَا مُشْرِفٌ عليها ، ولا تَكُونُ الرِّحَابُ في الرَّمْلِ ، وتكونُ في بُطُونِ الأَرْضِ وفي ظَوَاهِرِها .
( و ) الرَّحَبَةُ ( مِنَ الثُّمَامِ ) كغُرابٍ ( : مُجْتَمَعُهُ وَمَنْبَتُهُ ) .
( و ) الرَّحَبَةُ بالتَّحْرِيكِ ( : مَوْضِعُ العِنَبِ ) ، بمَنْزِلةِ الجَرِينِ للتَّمْرِ ، ( و ) قالَ أَبو حنيفة : الرَّحَبَةُ والرَّحْبَة ، والتَّثْقِيلُ أَكْثَرُ : ( الأَرْضُ الوَاسِعَةُ المِنْبَاتُ المِحْلاَلُ ، ج رِحَابٌ ورَحَبٌ ورَحَبَاتٌ ، مُحَرَّكَتَيْنِ ، ويُسَكَّنَانِ ) قال سيبويه : رَحَبَةٌ ورِحَابٌ كرَقَبَةٍ ورِقَابٍ ، وعن ابن الأَعرابيّ الرَّحْبَةُ : مَا اتَّسَعَ
____________________

(2/489)


مِنَ الأَرْضِ ، وجَمْعُهَا : رُحَبٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وقُرًى ، قال الأَزهريّ : وهَذَا يَجِيءُ شَاذًّا ، في باب النَّاقِصِ فأَمَّا السَّالمُ فَمَا سَمِعْتُ فَعْلَةً جُمِعَتْ عَلَى فُعَلٍ ، قال : وابْنُ الأَعْرَابِيِّ ثِقَةٌ لا يَقُولُ إِلاَّ ما قَدْ سَمِعَهُ . كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) يُحْكَى عن نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ ( رَحُبَكُمُ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ ) أَي ابن الكِرْمَانِيّ ( كَكَرُمَ ) أَي ( وَسِعَكُمْ ) فَعَدَّى فَعُلَ ، وهو ( شَاذٌّ لأَنَّ فَعُلَ لَيْسَتْ مُتَعَدِّيَةً ) عند النَّحويينَ ( إِلاَّ أَنَّ أَبَا عَلِيَ ) الفَارِسيَّ ( حَكَى عن هُذَيْلٍ ) القَبِيلَةِ المَعْهُودَةِ ( تَعْدِيَتَهَا ) أَي إِذا كانتْ قابلةً للتَّعَدِّي بمعناها كقوله :
وَلَمْ تَبْصُرِ العَيْنُ فِيهَا كِلاَبَا
وقال أَثِمَّةُ الصَّرْفِ : لَمْ يَأْتِ فَعُلَ بضَمِّ العَيْنِ مُتَعَدِّياً إِلاَّ كَلِمَةٌ واحِدَةٌ رَوَاهَا الخَلِيلُ وهي قولُهم : رَحُبَتْكَ الدَّارُ ، وحَمَلَه السَّعْدُ في شَرْحِ العِزِّى على الحَذْفِ والإِيصالِ ، أَيْ رَحُبَتْ بِكُمُ الدَّارُ ، وقال شيخُنَا : نَقَلَ الجَلاَلُ السَّيُوطِيُّ عن الفارِسيّ : رَحُبَ اللَّهُ جَوْفَهُ أَيْ وَسَّعَهُ ، وفي ( الصِّحَاحِ ) : لَمْ يَجِىء في ( الصَّحِيحِ ) فَعُلَ بضَمِّ العَيْنِ مُتَعَدِّياً غَيْرَ هَذَا ، وأَمَّا المُعْتَلُّ فقدِ احْتَلَفُوا فيه قال الكسائيّ : أَصْلُ قُلْتُهُ قَوُلْتُهُ ، وقال سيبويه : لاَ يَجُوزُ ذلك لأَنَّه ( لا ) يَتَعَدَّى ، وليْسَ كذلك : طُلْتُه ، أَلا تَرَى أَنك تقولُ : طَوِيلٌ ، وعنِ الأَزهريّ : مُجَاوِزٍ : وفَعُلَ لا يَكُونُ مجاوزاً أَبداً قال الأَزهريّ : وَرَحُبَتْكَ لاَ يَجُوزُ عند النحويينَ ، ونَصْرٌ ليس بحُجَّةٍ .
( والرُّحْبَى كَحُبْلَى : أَعْرَضُ ضِلَعٍ في الصَّدْرِ ) ، وإِنَّمَا يكونُ النّاحِزُ في الرُّحْبَيَيْنِ .
( و ) الرُّحْبَى ( : سِمَةٌ ) تَسِمُ بها العَرَبُ ( في جَنْبِ البَعِيرِ ، والرُّحْبَيَانِ الضِّلَعَانِ ) اللَّتَانِ ( تَلِيَانِ الإِبْطَيْنِ في أَعْلَى الأَضْلاَعِ ، أَوِ ) الرُّحْبَى ( : مَرْجِعُ المِرْفَقَيْنِ ) وهُمَا رُحْبَيَانِ ، والرُّحَيْبَاءُ
____________________

(2/490)


منَ الفَرَسِ أَعْلَى الكَشْحَيْنِ ، وهُمَا رُحَيْبَاوَانِ ، عن ابن دريد ، ( أَوْهى ) أَي الرُّحْبَى ( مَنْبِضُ القَلْبِ ) مِنَ الدَّوَابِّ والإِنْسَانِ ، أَي مكانُ نَبْضِ قَلْبِهِ وخَفَقَانِهِ ، قاله الأَزْهَريّ : وقيلَ : الرُّحْبَى ما بَيْنَ مَغْرِزِ العُنُقِ إِلى مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ ، وقيل : هي ما بينَ ضِلَعَيْ أَصْلِ العُنُقِ إِلى مَرْجِعِ الكَتِفِ .
( والرُّحْبَةُ بالضَّمِّ : مَاءَةٌ بِأَجَإٍ ) أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّىءٍ ( وبِئْرٌ في ذي ذَرَوَانَ من أَرْضِ مَكَّةَ ) زِيدَتْ شَرَفاً ( بِوَادِي جَبَلِ شَمَنْصِيرٍ ) ، يَأْتِي بَيَانُه .
( و ) الرُّحْبَةُ ( : ة حِذَاءَ القَادِسِيَّةِ ، ووَادٍ قُرْبَ صَنْعَاء ) اليمن ( و : ناحِيَةٌ بَيْنَ المَدِينَةِ والشَّأْمِ قُرْبَ وَادِي القُرَى و : ع بِنَاحِيَةِ اللَّجَاةِ ) .
( وبِالفَتْحِ : رَحْبَةُ مَالِكِ بنِ طَوْقٍ ) مَدِينَةٌ أَحْدَثَهَا مَالِكٌ ( عَلَى ) شاطِىءِ ( الفُرَاتِ ، و ) رَحْبَةُ ( : ة بِدِمَشْقَ ، و ) رَحْبَةُ ( : مَحَلَّةٌ بها أَيضاً ، و ) رَحْبَةُ ( : مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ ) تُعْرَفُ برَحْبَةِ خُنَيْسٍ ( و ) رَحْبَةُ ( : ع ببغدادَ ) تُعْرَفَ برَحْبَةِ يَعْقُوبَ منسوبةٌ إِلى يعقوبَ بنِ داوودَ وَزهيرِ المَهْدِيِّ ، ( و ) رَحْبَةُ : ( وادٍ يَسِيلُ في الثَّلَبُوتِ ) وقد تَقَدَّم في ( ثلب ) أَنَّه وادٍ أَو أَرضٌ ، ( و ) رَحْبَةُ ( : ع بالبادِيَةِ ، و ) رَحْبَةُ ( : ة باليَمَامَةِ ) تُعْرَفُ بِرَحْبَةِ الهَدَّار ، ( وصَحْرَاءُ بها أَيضاً فيها مياهٌ وقُرًى ، والنِّسْبَةُ ) إِليها في الكُلِّ ( رَحَبِيٌّ ، مُحَرَّكَةً ) .
( وبَنُو رَحْبَةَ ) بنِ زُرْعَةَ بنِ الأَصْغَرِ ابنِ سَبَإٍ : ( بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ ) إِليه نُسِبَ حَرِيزُ بنُ عُثْمَانَ المعدودُ في الطَّبَقَةِ الخَامِسَةِ من طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ ، قاله شيخُنَا .
( و ) رُحَابَةُ ( كقُمَامَةٍ : ع ) وفي ( لسان العرب ) أُطُمٌ ( بالمَدِينَةِ ) معروفٌ .
( و ) الرِّحَابُ ( كَكِتَابٍ : اسْمُ ، ناحِيَةٍ بِأَذْرَبِيجَانَ ودَرَبَنْدَ ، وَأَكْثَرُ أَرْمِينِيَةَ ) يَشْمَلُهَا هذا الاسمُ ، نقله الصاغَانيّ .
( وبَنُو رَحَبٍ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ مِن هَمْدَانَ ) من قَبَائِلِ اليَمَنِ .
____________________

(2/491)



( وأَرْحَبُ : قَبِيلَةٌ مِنْهُمْ ) أَي هَمْدَانَ ، قال الكُمَيْت :
يَقُولُونَ لَمْ يُورَثْ ولَوْلاَ تُرَاثُهُ
لقَدْ شَرِكَتْ فِيهِ بَكِيلٌ وأَرْحَبُ
وقرأْتُ في كتاب ( الأَنْسَابِ ) للبَلاَذُرِيّ ما نَصُّه : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ الرَّاوِيَةُ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيِّ قال : من قَبَائِلِ حَضْرَمَوْتَ : مَرْحَبٌ وجُعْشُمٌ ، وهم الجعَاشِمَةُ ، وَوَائِلٌ وأَنْسَى قال بعضُهم :
وَجَدِّي الأَنْسَوِيُّ أَخُو المَعَالِي
وخَالِي المَرْحَبِيُّ أَبُو لَهِيعَهْ
ويَزِيدُ بنُ قَيْسٍ ، وعَمْرُو بنُ سَلَمَةَ ، ومَالِكُ بنُ كَعْبٍ الأَرْحَبِيُّونَ مِنْ عُمَّالِ سَيِّدِنَا عليَ رضي الله عنه ( أَوْ فَحْلٌ ) كذا قاله الأَزهريّ ، وقال : رُبَّمَا تُنْسَبُ إِليه النَّجَائِبُ لأَنَّهَا من نَسْلِهِ ، وقال الليثُ : أَرْحَبُ : حَيٌّ ( أَو مَكَانٌ ) وفي ( المعجم ) أَنَّهُ مِخْلاَفٌ باليَمَنِ يُسَمَّى بقَبِيلَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ هَمْدَانَ ، واسْمُ أَرْحَبَ : مُرَّةُ بن دُعَامِ بنِ مالكِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دُومَانَ بنِ بَكِيلِ بن جُشَمَ بنِ خَيْرَانَه بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدَانَ ( ومِنْهُ النَّجَائبُ الأَرْحَبِيَّاتُ ) وفي ( كِفَايَةِ المُتَحَفِّظ ) : الأَرْحَبِيَّةُ : إِبِلٌ كَرِيمةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى بَنِي أَرْحَبَ مِنْ بَنِي هَمْدَانَ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ ، ونَقَلَه الشريفُ الغَرْنَاطِيُّ في ( شرح مَقْصُورَةِ حازِمٍ ) ، وفي ( المعجم ) : أَرْحَبُ : بَلَدٌ على ساحِلِ البَحْرِ بَيْنَهُ وبَيْنَ ظَفَارِ نحوُ عَشَرَةِ فَرَاسِخَ .
( و ) الرَّحِيبُ ( كأَمِيرٍ : الأَكُولُ ) ورَجُلٌ رَحِيبُ الجَوْفِ : أَكُولٌ ، نقله السَّيُوطِيّ .
( ورَحَائِبُ التُّخُومِ ) ، ويوجدُ في بعض النسخ : النُّجُومِ ، وهو غَلَطٌ أَي ( سَعَةُ أَقْطَارِ الأَرْضِ . وسموا رَحْباً ، و ) مُرَحَّباً
____________________

(2/492)


( كَمُعَظَّمٍ و ) مَرْحَباً ك ( مَقْعَدٍ ) ، وقال الجوهريّ : أَبُو مَرْحَبٍ : كُنْيَةُ الظِّلِّ ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ النَّابِغةِ الجَعْدِيِّ :
وَبَعْضُ الأَخْلاَءِ عِنْدَ البَلا
ءِ والرُّزْءِ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ
خِلاَلَتُهُ كَأَبِي مَرْحَبِ
وهو أَيضاً كُنْيَةُ عُرْقُوبٍ صاحِبِ المَواعِيدِ الكَاذِبَةِ .
( و ) مَرْحَبٌ ( منَقْعَدٍ : فَرَسُ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدٍ الحَنَفِيِّ و ) مَرْحَبٌ ( : صَنَمٌ كَانَ بَحَضْرَمَوْت ) اليَمَن ( وذُو مَرْحَبٍ : رَبِيعَةُ بنُ مَعْدِ يكَرِبَ ، كَانَ سَادنَهُ ) أَيْ حَافِظَه .
ومِرْحَبُ اليَهُودِيُّ كَمِنْبَرٍ : الذي قَتَلَه سَيِّدُنَا عَلِيّ رضي الله عنه يَوْمَ خَيْبَرَ .
وَرُحَيِّبٌ مُصَغّراً : مَوْضِعٌ في قَوْلِ كُثَيّر :
وذَكَرْتُ عَزَّةَ إِذْ تُصَاقِبُ دَارُهَا
بِرُحَيِّبٍ فأُرَيْنةٍ فنُخَالِ
كذا في ( المعجم ) .
ورُحْبَى ، كحُبْلَى : مَوْضِعٌ آخَرُ ، وهذه عن الصاغانيّ .
ردب : ( الرَّدْبُ : الطَّرِيقُ الذي لا يَنْفُذُ ) عن ابن الأَعْرَابيّ ، وقيلَ إِنّه مَقْلُوبُ دَرْبٍ ، وليس بِثَبَتٍ .
( والإِرْدَبُّ كَقِرْشَبَ : مِكْيَالٌ ضَخْمٌ ) لأَهْلِ مِصْرَ ، وفي ( المصباح ) : ازرْدَبُّ بالكَسْرِ : كَيْلٌ مَعْرُوفٌ ( بِمِصْرَ ) نقَلَه الأَزهريُّ وابنُ فارِس والجَوْهَريُّ ، ( أَوْ يَضُمُّ أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ صَاعاً ) بصَاعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو أَرْبَعَةٌ وسِتُّونَ مَناً بِمَنَا بَلَدِنَا ، والقَنْقَلُ : نِصْفُ الإِرْدَبِّ ، كَذَا حَدَّدَهُ الأَزهريُّ ، وقال الشيخُ أَبو محمدِ بنُ بَرّيّ : قَوْلُ الجَوْهَرِيّ : الإِرْدَبُّ :
____________________

(2/493)


مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْرَ ، لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، لاِءَنَّ الإِرْدَبَّ لاَ يُكَالُ بِهِ وإِنَّمَا يُكَالُ بالوَيْبَةِ ، وهُوَ مُرَادُ المُصَنِّف مِنْ قَوْلِهِ ( أَوْ ) أَي الإِرْدَبُّ بها ( سِتُّ وَيْبَاتٍ ) ، وفي الحديثِ ( مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرْهَمَهَا وقَفِيزَهَا ، ومَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا ) وقال الأَخْطَلُ :
قَوْمٌ إِذَا اسْتَنْبَحَ الأَضْيَافُ كَلْبَهُمُ
قَالُوا لاِمِّهمُ بُولِي عَلَى النَّارِ
والخُبْزُ كَالعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ
والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبًّا بِدِينَارِ
قال الأَصمعيّ وغيرُه : البَيْتُ الأَوَّلُ منهما أَهْجَى بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ ، ثُمَّ إِنَّ ظاهِرَ كَلاَمِهِمْ أَنَّه عَرَبِيٌّ ، وصَرَّحَ بعضُهم بأَنَّه مُعَرَّبُ ، قاله شيخُنَا ، وقال الصَّاغَانيّ : ولَيْسَ البيتُ للأَخْطَل .
( و ) الإِرْدَبُّ ( : القَنَاةُ ) التي ( يَجُرِي فِيهَا المَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرُضِ و ) من المجاز : الإِرْدَبَّةُ ( بِهَاءٍ ) هي ( البَالُوعَةُ الوَاسِعَةُ من الخَزَفِ ) شُبِّهَتْ بالإِرْدَبِّ المِكْيَال .
( و ) الإِرْدَبُّ : القِرْمِيدَةُ ، وفي ( الصحاح ) : الإِرْدَبَّةُ : القِرْمِيدُ ، وهو ( الآجُرُّ الكَبِيرُ ) بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ ، هكذا في الأُصول ، وفي بعضها بالثاءِ المُثَلَّثَةِ .
( والتَّرَدُّبُ : الرِّئْمَانُ ) بالكَسْرِ أَي التَّحَنُّنُ ) ( واللَّطَافَةُ ) نَقَلَه الصاغانيّ .
رزب : ( رَزَبَهُ : لَزِمَهُ ) وفي التكملة : رَزَبَ على الأَرْضِ أَي لَزِمَ ( فلم يَبْرَحْ ) .
( والإِرْزَبُّ كَقِرْشَبَ : ) هو الرَّجُلُ ( القَصِيرُ ، والكَبِيرُ والغَلِيظُ الشَّدِيدُ والضَّخْمُ ) يقال : رَجُلٌ إِرْزَبٌّ ، مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ ، أَي قَصِيرٌ غَلِيظٌ شَدِيدٌ ، وقال أَبو العباس : الإِرْزَبُّ : العَظِيم الجِسْمِ الأَحْمَقُ .
( و ) الإِرْزَبُّ ( : فَرْجُ المَرْأَةِ ) ، وعن كُرَاع جَعَلَه اسْماً له ، وقال الجوهريّ :
____________________

(2/494)


رَكَبٌ إِرْزَبٌّ : ضَخْمٌ ، ورَجُلٌ إِرْزَبٌّ : كَبِيرٌ ( أَو الضَّخْمُ مِنهُ ) .
( والمِرْزَابُ ) لُغَةٌ في ( المِيزَابِ ) وليست بالفَصِيحَة ، وأَنْكَره أَبو عُبيدٍ ، ومثلُه في ( شفاءِ الغَليل ) للشهاب الخَفَاجِيِّ .
( و ) المِرْزَابُ : ( السَّفِينَةُ العَظِيمَةُ ) جَمْعُهُ : مَرَازِيبُ قَالَ جرير :
يَنْهَسْنَ مِنْ كُلِّ مَخْشِيِّ الرَّدَى قُذُفٍ
كَمَا تَقَاذَفَ فِي اليَمِّ المَرَازِيبُ
( أَوِ ) المِرْزَابُ : السَّفِينَةُ ( الطَّوِيلَةُ ) قاله الجوهريّ .
( والإِرْزَبَّةُ والمِرْزَبَّةُ ) بكَسْرِ أَوَّلِهِمَا ( كُشَدَّدَتَانِ أَو الأُولى فَقَطْ ) وبه جَزَمَ غيرُ واحدٍ ، والوَجْهُ في الثَّاني التَّخْفِيفُ ، ونَسَب في المصباح التَّشْدِيدَ للعَامَّةِ ، كما في الفَصِيح وشروحه ، وقال ابن السّكّيت : إِنّهُ خَطَأٌ ، قاله شيخُنا ( : عُصَيَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ ) ، وفي ( لسان العرب ) الإِرْزَبَّةُ التي يُكْسَرُ بِهَا المَدَرُ فَإِنْ قُلْتَهَا بالمِيمِ خَفَّفْتَ البَاءَ وقُلْتَ : الْمِرْزَبَةُ ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ :
ضَرْبُكَ بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ
وفي حديث أَبِي جَهْلٍ ( فإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ يَضْرِبُه بِمِرْزَبَةٍ ) المِرْزَبَةُ بالتَّخْفِيفِ : المِطْرَقَةُ الكَبِيرَةُ التي تَكُونُ لِلْحَدَّادِ ، وفي حديث المَلَكِ ( وبِيَدِهِ مِرْزَبَةٌ ) ويقال لَهَا أَيضاً : الإِرْزَبَّةُ ، بالهَمْزِ والتَّشْدِيدِ .
( والمَرْزَبَةُ كَمَرْحَلَةٍ : رِيَاسَةُ الفُرْسِ ) تقولُ : فُلانٌ عَلَى مَرْزَبَةِ كَذَا ، ولَهُ مَرْزَبَةُ كَذَا ، كما تقولُ له دَهْقَنَةُ كَذَا ( وهُوَ مَرْزُبَانُهُمْ بضَمِّ الزَّايِ ) : رَئِيسُهُمْ ، تَكَلَّمُوا به قَدِيماً ، كذا في ( شفاءِ الغليل ) ، وفي الحديث ( أَتَيْتُ الحِيرَةَ فرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ ) هُوَ بِضَمِّ الزَّايِ ، وهو الفَارِسُ الشُّجَاعُ المُقَدَّمُ علَى القَوْمِ دُونَ المَلِكِ ، وهو مُعَرَّبٌ ( ج مَرَازِبَةٌ ) وفي ( لسان العرب ) وأَمَّا المَرَازِبَةِ مِن الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ ، وقال ابنُ بَرّيّ : حُكِيَ عن الأَصمعيّ أَنَّهُ يقالُ لِلرَّئِسِ مِن العَجَم :
____________________

(2/495)


مَرْزُبَانُ ومَزْبُرَانُ بالرَّاءِ والزَّايِ وأَنشد في ( المِعْجَم ) ، لبَعْضِ الشُّعَرَاءِ .
الدَّارُ دَارَانِ : إِيوَانٌ وغُمْدَانُ
والمُلْكُ مُلْكَانِ : سَاسَانٌ وقَحْطَانُ
والأَرْضُ فَارِسُ والإِقْلِيمُ بَابِلُ والْ
إِسْلاَمُ مَكَّةُ والدُّنْيَا خُراسَانُ
إِلى أَنْ قال :
قَدْ رُتِّبَ النَّاسُ فيها في مَرَاتِبِهِمْ
فَمَرْزُبَانٌ وبِطْرِيقٌ وطَرْخَانُ
( والمَرْزُبَانِيَّةُ ) بضَمِّ الزَّايِ ( : ة ببغدادَ ) على نَهْرِ عِيسَى فَوْقَ المُحَوَّلِ ، بَنَى بها الإِمَامُ النَّاصِرُ لدِينِ اللَّهِ دَاراً ورِباطاً لأَهْل التَّصَوُّفِ ، وكان الصَّاغَانيُّ شَيْخَ ذلكَ الرِّبَاطِ مِن طَرَفِ الإِمَامِ المُسْتَنْصِرِ .
( و ) مِن المجازِ أَبُو الحَارِثِ ( مَرْزُبَانُ الزَّأْرَةِ ) بالهَمْزِ هي الأَجَمَةُ ، أَي ( الأَسَدُ ) قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ في صِفَةِ أَسَدٍ :
لَيْثٌ عَلَيْهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ
كالمَرْزُبَانِيِّ عَيَّالٌ بِأْوْصَالِ
هكذا أَنشده الجوهريّ ، والصواب ( عَيَّالٌ بآصالِ ) ومن روى ( عَيَّارٌ ) بالرَّاءِ قال : الذي بعده ( أَوْصَال ) قال الجوهريّ : ورواه المُفَضَّلُ ، كالمَزْبَرَانِيِّ بتقديم الزاي .
قلتُ : وهو مُخْرَّجٌ على ما حكاه ابن بَرّيّ عن الأَصمعيّ ، ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ المَرَازِبَه ، ومَمَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ المَرَازِبَة .
( ورَأْسُ المَرْزُبَانِ : ع قُرْبَ الشِّحْرِ ) ، وهو رَأْسٌ خارِجٌ إِلى البَحْرِ عَلَى مُكَلاَّءٍ .
وأَبُو سَهْلٍ المَرْزُبَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ ، وأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ .
وأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ ، الأَبْهَرِيُّونَ ، مُحَدِّثُونَ ،
____________________

(2/496)


وأَبُو جَعْفَرٍ هَذَا آخِرُ مَنْ خُتِمَ به حَدِيثُ لُوَيْنٍ بِأَصْبَهَانَ .
ومحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ ، قال الدَّارَقطْنِي : أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ .
وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المَرْزُبَانِ الوَلِيدُ ، أَبَادِيٌّ ، أَحَدُ أَرْكَانِ السُّنَّةِ بِهَمَذَانِ ، كذا في ( المعجم ) .
رسب : ( رَسَبَ ) الشيءُ ( في المَاء كَنَصَرَ ) يَرْسُبَ ( و ) رَسُبَ ، مِثْلُ ( كَرُمَ ، رُسُوباً : ذَهَبَ سُفْلاً ) ورسَبَتْ عَيْنَاهُ : غَارَتَا ، وفي حديث الحَسَنِ يَصِفُ أَهْلَ النَّارِ ( إِذَا طَفَتْ بِهِمُ النَّارُ أَرْسَبَتهُمُ الأَغْلاَلُ ) أَي إِذا رَفَعَتْهُمْ وأَظْهَرَتْهُمْ حَطَّتْهُمُ الأَغْلاَلُ بِثِقْلِهَا إِلى سُفْلِهَا .
( والرَّسُوبُ : الكَمَرَةُ ) كأَنَّهَا لِمَغِيبِهَا عِنْدَ الجِمَاعِ .
( و ) مِنَ المجازِ ( السَّيْفُ ) رَسُوبٌ ( يَغِيبُ في الضَّرِيبَةِ ) ويَرْسُبُ ( كالرَّسَبِ مُحَرَّكَةٍ ، و ) رُسَبٌ ( كَصُرَدٍ و ) مِرْسَبٌ مثلُ ( مِنْبَرٍ ، و ) رَسُوبٌ ( : سَيْفُ رَسُولِ الله صلَّى الله ) تعالَى ( عليه وسلَّم ) أَي ذَكَرَه عبدُ الباسِطِ البُلْقَينِيُّ .
وكَانَ لِخَالِدِ بنِ الوَلِيدِ سَيْفٌ سَمَّاهُ مِرْسَباً ، وفيه يقول :
ضَرَبْتُ بالمِرْسَبِ رَأْسَ البِطْرِيقْ
كأَنَّهُ آلَةٌ للرُّسُوبَ ، ( أَو هو ) أَي الرَّسُوبُ ( مِنَ السُّيُوبِ السَّبْعَةِ التي أَهْدَتْ بِلْقِيسُ لِسُلَيْمَانَ عليه السلامُ ، و ) الأَخِيرُ ( سَيْفُ الحَارِثِ بنِ أَبِي شِمْرٍ ) الغَسَّانيّ ثمَّ صارَ للنبيّ صلى الله عليه وسلم وقال البَلاَذُرِيُّ في سَرِيَّةِ عَلِيَ رضي الله عنه لمّا تَوَجَّهَ إِلى هَدْمِ
____________________

(2/497)


الفَلْس صَنَمٍ لِطَيِّىءٍ ، كانَ الصَّنَمُ مُقَلَّداً بسَيْفَيْنِ أَهْدَاهُمَا إِلَيْهِ الحَارِثُ ابنُ أَبِي شِمْرٍ ، وهما مِخْذَمٌ ورسُوبٌ ، كانَ نَذَرَ لَئِنْ ظَفِرَ بِبَعْضِ أَعْدَائِهِ لَيُهْدِيَنَّهُمَا إِلى الفَرْس فَظَفِرَ فَأَهْدَاهُمَا له ، وفيهما يَقُولُ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
مُظَاهِرُ سِرْبَالَيْ حَدِيدٍ عليهما
عَقِيلاَ سُيُوفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوبُ
فَأَتَى بهما رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
( و ) الرَّسُوبُ ( : الرَّجُلُ الحَلِيمُ ، كالرَّاسِبِ ، و ) رَجُلٌ رَاسِبٌ ، ومن المجاز ( جَبَلٌ رَاسِبٌ ) أَي ( ثَابِتٌ ) بالأَرْضِ رَاسِخٌ .
( وبَنُو رَاسِبٍ : حَيٌّ ) ، منهم في الأَزْدِ : رَاسِبُ بنُ مالِكِ بنِ مَيْدعَانَ بنِ مالِكِ بنِ نصْرِ بنِ الأَزْدِ ، ومِنْهُمْ في قُضَاعَة : رَاسِبُ بنُ الخَزْرَجِ بنِ حرّة بن جَرْم بن رَبَّان .
وجَابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرَّاسِبِيُّ صَحَابِيٌّ .
( و ) من المجاز ( أَرْسَبُوا : ذَهَبَتْ أَعْيُنُهُمْ ) أَي غَارَتْ ( في رُؤُوسِهِمْ جُوعاً ) نقله الصاغانيّ .
( و ) في النوادر : ( الرَّوْسَبُ ) والرَّوْسَمُ ( : الدَّاهِيَةُ ) .
( ورَوَاسِبُ : أَرْضٌ ) بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ .
( والمَرَاسِبُ : الأَوَاسِي ) ، عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ .
رستب : ( الرُّسْتنَبِيُّ بالضَّمِّ وفَتْحِ ثالِثِه ) ، أَهمله الجماعةُ ، قال أَئِمَّةُ النَّسَبِ ( هُوَ أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بنُ زِيَادٍ الرُّسْتَبِيُّ المُحَدِّثُ ) المُقْرِىءُ السُّوسِيُّ ، صَاحِبُ الإِدْغَامِ ، أَحَدُ رَاوِيَيْ أَبِي عَمْرٍ و ، والأَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوباً للجَدِّ ، واللَّهُ أَعْلَمُ .
رشب : ( الرُّشْبَهُ بالضَّمّ ) أَهْمَلَهُ الجوهريُّ ، وقال الصاغانيّ ( : النَّارَجِيلُ الفَارِغُ الذي يُغْتَرَفُ بِهِ ) المَاءُ ، في بَعْضِ اللغَات ، كَمَا يُسَمَّى المَذعَةَ ، بالفَتْحِ ،
____________________

(2/498)


( و ) في ( التهذيب ) عن أَبي عمرو ( المَرَاشِبُ ) جَعْوُ أَيْ ( طِينُ رُؤُوسِ الخُرُوسِ ، أَيِ ( الدِّنَانِ ) .
رصب : ( الرَّصَبُ مُحَرَّكَةً ) كالرَّتَبِ ، هو ( مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى مِنْ أُصُولِهِمَا ) وقد تَقَدَّم بيانُه .
رضب : ( رَضَبَ رِيقَهَا ) أَيِ الجَارِيَةَ يَرْضُبُه رَضْباً ( : رَشَفَه ) وامْتَصَّهُ ، ( كَتَرَضَّبَهُ ) .
( و ) الرُّضَابُ ( كغُرَابٍ : الرِّيقُ ) ، وقيلَ : الرِّيقُ ( المَرْشُوفُ ) ، وقيلَ : هُوَ تَقَطُّعُ الرِّيقِ في الفَمِ ، وكَثْرَةُ مَاءِ الأَسْنَانِ ، فَعُبِّرَ عنه بالمَصْدَرِ ، قال أَبُو مَنْصُورٍ : وَلاَ أَدْرِي كيف هذا ( أَوْ هو ( قِطَعُ الرِّيقِ في الفَمِ ) قال : ولا أَدْرِي كيف هذا أَيضاً ، وفي ( اللسان ) : الرُّضَابُ : مَا يَرْضُبُ الإِنْسَانُ مِنْ رِيقِهِ كَأَنَّهُ يَمْتَصُّه ، وإِذَا قَبَّلَ جَارِيَتَه رَضَبَ رِيقَهَا ، وفي الحديث ( كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى رُضَابِ بُزَاقِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم البُزَاقُ ما سَالَ ، والرُّضَاب مِنْهُ ما تَحَبَّبَ وانْتَشَرَ من بُزَاقِه حِينَ تَفَلَ فيه ، ( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : الرُّضَابُ : ( فُتَاتُ المِسْكِ ) ، وقال الأَصْمَعيّ : قِطَعُ المِسْكِ ، قال الشاعر :
وإِذَا تَبْسِمُ تُبْدِي حَبَباً
كَرُضَابِ المِسْكِ بالمَاءِ الخَصِرْ
( و ) الرُّضَابُ ( قِطَعُ الثَّلْجِ والسُّكَّرِ والبَرَدِ ) قاله عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ ، ويُقَالُ لِحَبِّ الثَّلْجِ ، رُضَابُ الثَّلْجِ ، وهو البَرَدَ ، ( و ) الرُّضَابُ ( : لُعَابِ العَسَلِ ، و ) هو ( رَغْوَتُهُ ، و ) الرُّضَابُ أَيضاً ( : ما تَقَطَّعَ مِن النَّدَى على الشَّجَرِ ) والرَّضْبُ : الفِعْلُ ، ومَاءٌ رُضَابٌ : عَذْبٌ ، قال رُؤبة :
كالنَّحْلِ في المَاءِ الرُّضَاب العَذْبِ
ويقالُ إِنَّ الرّضَابَ هُنَا البَرْدُ وقولُه : كالنَّحْلِ ، أَي كَعَسَلِ النَّحْلِ .
( والرَّاضِبُ : ضَرْبٌ مِنَ السِّدْرِ الوَاحِدَةُ : رَاضِبَةٌ ، ورَضَبَةٌ ، مُحَرَّكَةً )
____________________

(2/499)


فإِنْ صَحَّتْ رَضَبَةٌ فَرَاضِبٌ في جَمِيعِهَا اسْمٌ لِلْجَمْعِ ، ( و ) الرَّاضِبُ ( مِن المَطَرِ : السَّحُّ ) قال حُذَيْفَةُ بنُ أَنَسٍ يَصِفُ ضَبُعاً في مَغَارَةٍ .
خُنَاعَةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ في مَغَارَةٍ
وأَدْرَكَهَا فيها قِطَارٌ ورَاضِبُ
أَرَادَ ضَبُعاً فأَسْكَنَ البَاءَ ، ودَمَّجَتْ بالجِيمِ دَخَلَتْ ، ورَوَاهُ أَبو عمرٍ و بالحَاءِ ، أَيْ أَكَبَّتْ ، وخُنَاعَةُ : أَبُو قَبِيلَةٍ ، وهُوَ خُنَاعَةُ بنُ سَعْدِ بن هُذَيْلِ بنِ مُدْرِكَةَ .
( وقَدْ رَضَبَ المَطَرُ ) وإِرْضَبَ ، قال رؤبة :
كَأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الإِرْضَبْ
رَوَّى قِلاَتاً في ظِلاَلِ الأَلْصَابْ
وعن أَبي عَمرو : رَضَبَتِ السَّمَاءُ وهَضَبَتْ ، ومَطَرٌ رَاضِبٌ أَي هاطِلٌ . ( و ) رَضَبَتِ ( الشَّاةُ : رَبَضَتْ ) ، قَلِيلَةٌ .
( والمَرَاضِبُ : الأَرْيَاقُ العَذْبَةُ ) نَقَلَه الصاغانيّ .
رطب : ( الرَّطْب ) بالفَتْحِ ( ضِدُّ اليَابِسِ ، و ) الرَّطْبُ ( مِنَ الغُصْنِ والرِّيشِ وغيرِه النَّاعِمُ ، رَطُبَ كَكَرُمَ وسَمِعَ ) الأُولى عنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ يَرْطُبُ ( رُطُوبَةً ورَطَابَةً ) وهذه عن الصاغانيّ ( فَهُوَ ) رَطْبٌ و ( رَطِيبٌ ) ، ورِيشٌ رَطِيبٌ ، أَيْ نَاعِمٌ ، وفي الحديث : ( مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً ) أَيْ لَيِّناً لا شِدَّةَ في صَوْتِ قارِئِه ، ونَقَلَ شيخُنا عن أَبي الرَّيْحَانِ في كتاب ( الجَمَاهِر ) : قولُهُم في اللُّؤْلؤ رَطْبٌ ، كِنَايَةٌ عَمَّا فيه من ماءِ الرَّوْنَقِ والبَهَاءِ ونَعْمَةِ البَشَرَةِ وتَمَامِ النَّقَاءِ ، لأَنَّ الرُّطُوبَةَ فَضْلٌ يَقوم لِذَاتِ المَاءِ ، وهي تَنُوبُ عنه في الذِّكْرِ ، وليس نَعني بالرُّطُوبَةِ ضِدّ اليُبُوسَة وكذلك قولُهم : المَنْدَلُ الرَّطْبُ ، انتهى .
____________________

(2/500)



( و ) الرُّطْبُ ( بِضَمَّةٍ ، و ) الرُّطُبُ ( بِضَمَّتَيْنِ : الرِّعْيُ ) بالكَسْرِ ( الأَخْضَرُ مِنَ البَقْلِ ) أَي مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ ، وفي ( التهذيب ) : مِنَ البَقْلِ ( والشجرِ ) ، وهو اسْمٌ للجِنْسِ ، وقال الجوهَرِيّ : الرُّطْبُ بضَمَ فسُكُونٍ : الكَلأُ ، ومنه قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
حَتَّى إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَه
بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهُ المَاءُ والرُّطُبُ
وهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ ، وفي كِفاية المتحفظ : الرُّطْبُ بِضَمِّ الرَّاءِ : هُوَ ما كَانَ غَضًّا منَ الكَلإِ ، والحَشِيشُ : ما يَبِسَ منه ، وقال البَكْرِيُّ في ( شرح أَمَالِي القالي ) : الرُّطْبُ بالضَّمِّ في النَّبَاتِ ، وفي سائِرِ الأَشْيَاءِ بِالفَتْح ، نقله شيخُنا ( أَوْ جَمَاعَةُ العُشْبِ ) الرَّطْبِ ، أَيِ ( الأَخْضَرِ ) قاله أَبُو حَنِيفَةَ ( وأَرْضٌ مُرْطِبَةٌ بالضَّمِّ ) أَي مُعْشِبَةٌ ( كَثِيرَتُهُ ) أَيِ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ ، وفي الحدِيث ( أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وأَبْنَائِنَا ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِم ؟ فَقَالَ : الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه ) أَرَادَ مَا لاَ يُدَّخَرُ وَلاَ يَبْقَى كالفَوَاكِهِ والبُقُولِ ، وإِنَّمَا خَصَّ الرَّطْبَ لاِءَنَّ خَطْبَهُ أَيْسَرُ ، والفَسَادَ إِليه أَسْرَعُ ، فإِذا تُرِكَ ولَمْ يُؤكَلْ هَلَكَ ورُمِيَ ، بخِلاَفِ اليَابِسِ إِذا رُفِعَ وادُّخِرَ فَوَقَعَتِ المُسَامَحَةُ في ذلك بتَرْككِ المُسْتَحْسَنَةِ فيه ، قال ابنُ الأَثِيرُ : وهذَا فيما بَيْنَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ والأَبْنَاءِ دُونَ الأَزْوَاجِ والزَّوْجَاتِ ، فليسَ لأَحَدِهِمَا أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً إِلاَّ بإِذْنِ صاحبِه .
( والرُّطَبُ : نَضِيجُ البُسْرِ ) قَبْلَ أَنْ يُتْمِرَ ( وَاحِدَتُهُ بهَاءٍ ) ، قال سيبويه : ليْسَ رُطَبٌ بتَكْسِير رُطَبَةٍ ، وإِنَّمَا الرُّطَبُ كالتَّمْرِ مُذَكَّرَة يقولونَ : هذَا الرُّطَب ، ولو كانَ تَكْسِيراً لأَنَّثُوا ، وقال أَبو حَنيفة : الرُّطَبُ البُسْرُ إِذَا انْهَضَمَ فَلاَنَ وحَلاَ ، وفي
____________________

(2/501)


( الصحاح ) الرُّطَبُ مِن التَّمْرِ : مَعْرُوف ، الوَاحِدَة : رُطَبَةٌ ( ج ) أَيِ الرُّطَبِ ( أَرْطَابٌ ، و ) الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو القَاسِم ( أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ ) بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَخْلَطِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مَخْلَدِ بنِ ( الرُّطَبِيِّ ) البَجَلِيّ الكَرْخِيّ ( مِن كِبَارِ الشَّافِعِيَّةِ ) وُرِدَ في أَوَاخِرِ سَنَةِ سِتِّينَ وأَرْبَعِمَائَةٍ ، ( وحَفِيدُهُ ) الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيهُ ( القَاضِي أَبُو إِسحاقَ ) وأَبو المُظَفَّرِ ( إِبراهِيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ ) وُلِدَ في رَمَضَانَ سنة 542 وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ الحُسَيْنِ عَبْدِ الحَقِّ بنِ عبدِ الخَالِقِ ، وأَبِي السَّعَادَاتِ نَصْرِ اللَّهِ بنِ البَطِرِ ، وتَفَقَّه على أَبِي طالب غُلامِ ابنِ الخَلِّ ، ذَكَرَه المُنْذِرِيُّ في ( التكملة ) ، وابن نُقْطَةَ في ( الإِكمال ) والخَيْضَرِيُّ في ( الطَبَقات ) ، مات في رمضان سنة 615 ( وابنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الرُّطَبِيُّ ، حَدَّثَ عن أَبِي القَاسِمِ ) علِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عليِّ ( بن البُسْرِيِّ ) ، وأَمَّا جَدُّه أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فإِنَّه حَدَّثَ عن مُحَمَّدٍ وطَرَّادٍ ابنَيِ الزَّيْنَبِيِّ ، ومُحَمَّدِ بنِ عليِّ بن شُكْرَوَيْه ، ومُحَمَّدِ بْنِ مَاجَهْ الأَبْهَرِيّ وجَمَاعَةٍ ، وتَفَقَّه على أَبِي نَصْرِ بنِ الصَّبَّاغِ ، وأَبِي إِسحاقَ الشِّيرَازِيّ ، ثُمَّ رَحَلَ إِلى أَصْبَهَانَ ، وتَفَقَّه بها على مُحَمَّدِ بنِ ناشِبٍ الخُجَنْدِيّ ، وَرَجَعَ إِلى بَغْدَادَ ، وَوَلِيَ حِسْبَتَهَا ، وكانَ كَبِيرَ القَدْرِ حَسَنَ السَّمْتِ ذَا شَهَامَةٍ ، ذَكَرَه ابنُ السِّمْعَانِيِّ ، والخَيْضَرِيُّ ، ماتَ في رَجَبٍ ، سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرِينَ وخَمْسِمَائَةٍ .
( ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ كَكَرُمَ ) وأَرْطَبَ ( ورَطَّبَ ) تَرْطِيباً : حَانَ أَوَانُ رُطَبِه ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ : رَطَّبَتِ البُسْرَةُ وأَرْطَبَتْ فَهِيَ مُرَطِّبَةٌ ومُرْطِبَةٌ ، ( وتَمْرٌ رَطِيبٌ : مُرْطِبٌ ) ، وأَرْطَبَ البُسْرُ : صَارَ رُطَباً ( وأَرْطَبَ النَّخْلُ : حَانَ أَوَانُ رُطَبِهِ ، والقَوْمُ : أَرْطَبَ نَخْلُهُمْ ) وصَرَا ما عَلَيْهِ رُطَباً ، قال أَبُو عَمْرٍ و : إِذا بَلَغَ الرُّطَبُ اليَبِيسَ
____________________

(2/502)


فَوُضِعَ في جِرَارٍ وُصبَّ عليهِ المَاءُ فذلك الرَّبِيطُ ، فإِنْ صُبَّ عليه الدِّبْسُ فهُوَ المُصَقَّرُ .
( و ) رَطَبَ ( الثَّوْبَ ) وغَيُرَه وأَرْطَبَه كلاَهُمَا ( بَلَّهُ ، كَرَطَّبَهُ ) قال ساعدةُ بن جُؤَيّة :
بِشَرَبَّةٍ دَمَثِ الكَثِيبِ بِدُورِهِ
أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ
( ورَطَبَ الدَّابَةَ رَطْباً ورُطُوباً : عَلَفَهَا رَطْبَةً ) بالفَتْحِ والضَّمِّ ( أَيْ فِصْفِصَةً ) نَفْسَهَا ( ج رِطَابٌ ) وقِيلَ : الرَّطْبَةُ : رَوْضَةُ الفِصْفِصَةِ ما دَامَتْ خَضْرَاءَ ، وفي ( الصحاح ) : الرَّطْبَةُ بالفَتْحِ : القَضْبُ خَاصَّةً مَا دَامَ طَرِيًّا رَطْباً ، تقولُ منه : رَطَبْتُ الفَرَسَ رَطْباً ورُطُوباً ، عن أَبي عُبَيْد ، ( و ) رَطَبَ ( القَوْمَ : أَطْعَمَهُمُ الرُّطَبَ ، كَرَطَّبَهُمْ ) تَرْطِيباً ، ومن سجعات الأَسَاس : مَنْ أَرْطَبَ نَحْلُهُ ولَمْ يُرَطِّبْ ، خَبُثَ فِعْلُهُ ولَمْ يَطِبْ .
( و ) رَطِبَ الرَّجُلُ ( كَفَرِحَ : تَكَلَّمَ بما عِنْدَه مِنَ الصَّوَابِ والخطَإِ ) .
( و ) من المجاز ( جَارِيَةٌ رَطْبَةٌ : رَخْصَةٌ ) نَاعِمَةٌ ، ( وغُلاَمٌ رَطْبٌ : فيهِ لِينُ النِّسَاءِ ، و ) من المجاز : امْرَأَةٌ رَطْبَةٌ : فَاجِرَةٌ .
ويقالُ لِلْمَرْأَةِ ( يَا رَطَابِ ، كَقَطَامِ : سَبٌّ لَهَا ) وفي شَتْمِهِمْ يَا ابْنَ الرَّطْبَةِ .
( والمَرْطُوبُ مَنْ بِهِ رُطُوبَةٌ ) .
( وَرَكِيَّةٌ مَرْطَبَةٌ بالفَتْحِ ) كمَرْحَلَة ( : عَذْبَةٌ بَيْنَ ) رَكَايَا ( أَمْلاَحٍ ) .
ومن المجاز : رَطُبَ لِسَانِي بِذِكْرِكَ وتَرَطَّبَ ، وما زِلْتُ أُرَطِّبُهُ بِهِ ، وهُوَ رَطِيبٌ بِهِ .
وأَرْطَبَانُ : مَوْلَى مُزَيْنَةَ ، مِن التَّابِعِينَ ، نَقَلْتُه مِنْ كِتَابِ ( الثِّقَاتِ ) لابنِ حِبَّانَ .
رعب : ( الرُّعْبُ بالضَّمِّ ) أَوْرَدَه الجوهريّ ، وابنُ القَطّاعِ ، والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ فارسٍ ( وبِضَمَّتَيْنِ ) هُمَا لُغَتَانِ ، الأَصْلُ الضَّمُّ
____________________

(2/503)


والسُّكُونُ تَخْفِيفٌ ، وقيلَ بالعَكْسِ والضَّمُّ إِتْبَاعٌ ، وقِيلَ : الأَوَّلُ مَصْدَرٌ والثاني اسْمٌ ، وقِيلَ : كِلاِهُمَا مَصْدَرٌ وأَشَارَ شيخُنَا في شرح نَظْمِ الفَصْيحِ إِلى تَرْجِيحِ الضَّمِّ ، لاِءَنَّهُ أَكْثَرُ في المَصَادِرِ دُونَ ما هُوَ بِضَمَّتَيْنِ ( : الفَزَعُ ) والخَوْفُ ، وقِيلَ : هُوَ الخَوف الذي يَمْلاً الصَّدْرَ والقَلْب ، أَشَار له الرَّاغِبُ والزمخشريُّ تَبَعاً لاِءَبِي عَلِيَ وابنِ جِنِّي ، وقيل إِنَّ الرُّعْبَ : أَشَدُّ الخَوْفِ . ( رَعَبَهُ كَمَنَعَهُ ) يَرْعَبُهُ رُعْباً ورُعُباً ( : خَوَّفَهُ ، فَهُوَ مَرْعُوبٌ وَرَعِيبٌ ) ( وَلاَ تَقُلْ : أَرْعَبُه ) ، قالَه ابنُ الأَعرابيّ في ( نوادِرِه ) وثعلبٌ في ( الفَصِيحِ ) ، وإِيَّاهُمَا تَبِعَ الجوهريُّ وكَفَى بهما قُدْوَةً ، وحَكَى ابنُ طَلْحَةَ الإِشْبِيلِيُّ ، وابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيُّ والفَيُّومِيّ في المصباح جَوَازَه ، على ما حكاه شيخُنا ( كَرَعَّبَهُ تَرْعِيباً وتَرْعَاباً ) بالفَتْحِ ( فَرَعَبَ كَمَنَع رُعْباً بالضَّمِّ ) ورُعُباً بِضَمَّتَيْنِ ، نقله مَكِّيٌّ في ( شرح الفصيح ) ، ( وارْتَعَبَ ) ، فَهُوَ مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ ، ورَعُبَ كَكَرُمَ في رِوَايَةِ الأَصِيلِيِّ في حديث بَدْءِ الوَحْيِ ، ورُعِبَ كَعُنِيَ ، حَكَاهَا ابنُ السكْيت ، وحكاهما عِيَاضٌ في ( المشارِق ) ، وابنْ قَرْقُول في ( المَطَالع ) ، وقال أَبُو جَعفَرٍ اللَّبْلِيُّ : رَعَبْتُهُ أَيْ أَخَفْتُه وأَفْزَعْتُه ، وفي الحديث ( نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ) .
( والتِّرْعَابَةُ ، بالكَسْرِ : الفَرُوقَةُ ) من كلِّ شيءٍ ، والذي في ( الصحاح ) و ( المُجْمَل ) بغيرِ هاءٍ ، ومن سجعات الأَساس : هُوَ فِي السَّلْمِ تِلْعَابَة ، وفي الحَرْب تِرْعَابَة .
( و ) من المجازِ ( رَعَبَهُ ) أَي الحَوْضَ ( كَمَنَعَهُ يَرْعَبُهُ رَعْباً ( : مَلأَهُ ) ، ورَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ يَرْعَبُهُ : مَلأَعُ ، وهو مِنْهُ ، وسَيْلٌ رَاعِبٌ : يَمْلأُ الوَادِيَ ، قال مُلَيْحُ بنُ الحَكَمِ الهُذَلِيُّ :
بِذِي هَيْدَبٍ أَيْمَا الرُّبَا تَحْتَ وَدْقِهِ
فَتَرْوَى وأَيْمَا كُلَّ وَادٍ فَيَرْعَبُ
____________________

(2/504)



وقَرَأْتُ في أَشْعَارِ الهذليين لأَبي ذُؤيب لما نَزَل على سادِنِ العُزَّى :
يُقَاتِلُ جُوعَهُمْ بِمُكَلَّلاَتٍ
مِنَ الفُرْنِيِّ يَرْعَبُهَا الجَمِيلُ
قال أَبُو مهر : مُكَلَّلاتٌ : جِفَانٌ قد كُلِّلَتْ بالضَّحْمِ ، يَرْعَبُهَا : يَمْلَؤُهَا ، يقال : أَصَابَهُمْ مَطَرٌ رَاعِبٌ ، والجَمِيلُ : الشَّحْمُ والوَدَكُ ، وفي ( لسان العرب ) : رَعَبَ فِعْلٌ مُتَعَدِّ وغَيْرُ مُتَعَدِّ ، تقولُ : رَعَبَ الوَادِي فَهُوَ رَاعِبٌ إِذَا امْتَلأَ بالمَاءِ ، وَرَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ إِذَا مَلاَءَهُ مِثْلُ قَوْلِهِمْ : نَقَصَ الشَّيْءُ ونَقَصْتُه ، فمَنْ رَوَاهُ : فَيَرْعَبُ فمَعْنَاهُ فَيَمْتَلِيءُ ، ومَنْ رَوَى فَيُرْعَبُ بالضَّمِّ فمَعْنَاهُ فَيُمْلأُ ، ومَنْ رَوَى فَيُرْعَبُ بالضَّمِّ فمَعْنَاهُ فَيُمْلأُ ، وقد رُوِيَ بِنَصْبِ ( كُلّ ) علَى أَنْ يكونَ مفعولاً مقدَّماً ليَرْعَبُ أَيْ أَمَّا كلَّ وَادٍ فَيَرْعَبُ ، وفي يَرْعَبُ ضَمِيرُ السَّيْلِ أَو المَطَرِ .
( و ) رَعَبَتِ ( الحَمَامَةُ : رَفَعَتْ هَدِيلَهَا وشَدَّتْهُ : و ) رَعَبَ ( السَّنَامَ وغَيْرَهُ ) يَرْعَبُه ( : قَطَعَه ، كَرَعَّبَهُ ) تَرْعِيباً ( فيهِمَا ، والتِّرْعِيبَةُ بالكَسْرِ : القِطْعَةِ مِنْهُ ) : والسَّنَامُ المُرَعَّبُ : المُقَطَّع ( ج تِرْعِيبٌ ) وقِيلَ : التِّرْعِيبُ : السَّنَامُ المُقَطَّعُ شَطَائِبَ مُسْتَطِيلَةً ، وهو اسمٌ لا مصدَرٌ ، وحكى سيبويه : التِّرْعِيبَ في التَّرْعِيبِ عَلَى الإِتْبَاعِ ولم يَحْفِلْ بِالسَّاكِنِ ، لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِينٍ ، قال شيخُنا : وصرَّح الشيخُ أَبو حيّانَ بأَنَّ التاءَ في التَّرْعِيبِ زائدةٌ ، وهو قِطَعُ السَّنَامِ ، ومنهم من يَكْسِرُ إِتْبَاعاً قال :
كأَنَّ تَطَلُّعَ التَّرْعِيبِ فِيهَا
عَذَارَى يَطَّلِعْنَ إِلى عَذَارَى
قال : ودَلِيلُ الزِّيَادَةِ فَقْدُ فَعْلِيلٍ بالفَتْحِ ، قال : ثُمَّ قَوْلُ أَبِي حَيَّانَ : وهُوَ قِطَعٌ ، صريحٌ في أَنَّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ كنظائره ، فإِطلاقُ الجمعِ عليه إِنَّمَا هو مجازٌ ، انتهى ، وقال شَمرٌ : تَرْعِيبُهُ : ارْتِجَاجُهُ ، وسِمَنُه ، وغِلَطُه ، كأَنَّه يَرْتَجُّ مِنْ سِمَنِه ( كالرُّعْبُوبَةِ ) في
____________________

(2/505)


معناه ، يقال : أَطْعَمَنَا رُعْبُوبَةً مِنْ سَنَامٍ وهو الرُّعْبَبُ أَيْضاً .
( وجارِيَةٌ رُعْبُوبَةٌ ورُعْبُوبٌ ) بضمِّها لِفَقْدِ فَعْلُولٍ بالفَتحِ ، ( ورِعْبِيبٌ بالكَسْرِ ) الأَخِيرَةُ عن السِّيرَافِيّ ( : شَطْبَةٌ تَارَّةٌ ، أَوْ بَيْضَاءُ حَسَنَةٌ رَطْبَة حُلْوَةٌ ) وقيلَ : هي البَيْضَاءُ فَقطْ ، وأَنْشَدَ الليثُ :
ثُمَّ ظَلِلْنَا في شِوَاءٍ رُعْبَبُهْ
مُلَهْوَجٍ مِثْلِ الكُشَى نُكَشِّبُهْ
والرُّعْبُوبَةُ : الطَّوِيلَةُ ، عنِ ابنِ الأَعْرَابيّ ، والجَمْعُ : الرَّعَابِيبُ ، قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ :
رَعَابِيبُ بِيضٌ لاَ قِصَارٌ زَعَانِفٌ
وَلاَ قَمِعَاتٌ حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ
أَي لا تَسْتَحْسِنُهَا إِذَا بَعُدَت عَنْكَ وإِنَّمَا تَسْتَحْسِنُهَا عندَ التأَمُّلِ لِدَمَامَةِ قَامَتِهَا ، ( أَوْ ) بَيْضَاءُ ( نَاعِمَةٌ ) قاله اللِّحْيَانيّ ( و ) الرُّعْبُوبَةُ والرُّعْبُوبُ ( مِنَ النُّوقِ : طَيَّاشَةٌ ) خَفِيفَةٌ ، قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ )
إِذَا حَرَّكَتْهَا السَّاقُ قُلْتَ نَعَامَةٌ
وإِنْ زُجِرَتْ يَوْماً فَلَيْسَتْ بِرُعْبُوبِ
( والرَّعْبُ : الرُّقْيَةُ مِنَ السِّحْرِ وغَيْرِه ) رَعَبَ الرَّاقِي يَرْعَبُ رَعْباً ، ورَجُلٌ رَعَّابٌ : رَقَّاءٌ ، مِنْ ذَلَكَ ( و ) الرَّعْبُ ( : الوَعِيدُ ) يقال : إِنَّهُ لَشَدِيدُ الرَّعْبِ ، قال رُؤبة :
وَلاَ أُجِيبُ الرَّعْبَ إِنْ دُعِيتُ
ويُرْوَى : ( إِنْ رُقِيتُ ) أَيْ خُدِعْتُ بالوَعِيدِ لَمْ أَنْقَدْ ولَمْ أَخَفْ ، ( و ) الرَّعْبُ ( : كَلاَمٌ تَسْجَعُ به العَرَب ، والفِعْلُ ) مِنْ كُلًّ مِنَ الثَّلاَثَةِ رَعَبَ ( كَمَنَعَ ، وَهُوَ رَاعِبٌ ورَعَّابٌ ) .
( و ) الرُّعْبُ ( بالضَّمِّ : الرُّعْظُ ) ، نقله الصاغانيّ ( ج ) رِعَبَةٌ ( كقِرَدَةٍ ، ورَعَبَهُ : كَسَرَ رُعْبَهُ ) أَي خَوْفَهُ .
( وَرَعَّبَهُ تَرْعِيباً : أَصْلَحَ رُعْبَهُ ) .
( والرَّعِيبُ كأَمِيرٍ : السَّمِينُ يَقْطُرُ
____________________

(2/506)


دَسَماً ) ، ويقالُ : سَنَامٌ رَعِيبٌ أَيْ مُمْتَلِيءٌ سَمِينٌ ، ( كالمُرَعْبِبِ ، للفَاعِلِ ) .
( والمَرْعَبَةُ كمَرْحَلَةٍ : القَفْزَةُ المُخِيفَةُ ، و ) هو ( أَنْ يَثِبَ أَحَدٌ فَيَقْعُدَ عِنْدَكَ ) بِجَنْبِكَ ( وأَنْتَ ) عَنْهُ ( غَافِلٌ فَتَفْزَعَ ( .
( والرُّعْبُوبُ ) بالضَّمِّ ( : الضَّعِيفُ الجَبَانُ ) .
ومن المجاز : رَجُلٌ رَعِيبُ العَيْنِ ومَرْعُوبُهَا : جَبَانٌ لاَ يُبْصِرُ شَيْئاً إِلاَّ فَزِعَ .
( و ) الرُّعْبُوبَةُ ( بِهَاءٍ : أَصْلُ الطَّلْعَةِ ، كالرُّعْبَبِ ، كجُنْدَبٍ ) .
والأَرْعَبُ : القَصِيرُ وهُوَ الرَّعيبُ أَيضاً ، وجَمْعُهُ رُعُبٌ ورُعْبٌ قالت امرأَةٌ :
إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا
وأُبْيضُ المُشَيِّئينَ الرُّعْبا
( وَرَاعُبٌ : أَرْضٌ منها الحَمَامُ الرَّاعِبِيَّةُ ) قال شيخُنا : هذه الأَرْضُ غيرُ معروفةٍ ولم يذكرها البَكْرِيّ ولا صاحب المراصد على كثرة غرائبه ، والذي في المجمل وغيره من مصنّفات القُدَمَاءِ : الحَمَامَةُ الرَّاعِبِيَّةُ تُرَعِّبُ في صَوْتِهَا تَرْعِيباً ، وذلك قُوَّةُ صَوْتهَا ، قلتُ وهو الصوابُ ، انتهى .
قلت : ومثلُه في ( لسان العرب ) ، فإِنه قال الرَّاعِبِيُّ جِنْسٌ مِنَ الحَمام جاءَ على لَفْظِ النَّسَبِ ، وليس به ، وقيلَ ) : هو نَسَبٌ إِلى مَوْضِعٍ لا أَعْرِفُ صِيغَةَ اسْمِهِ ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : حَمَامٌ رَاعِبِيٌّ : شَدِيدُ الصَّوْتِ قَوِيُّهُ في تَطْرِيبِه يَرُوعُ بصَوْتِ أَو يملأُ به مَجارِيَه ، وحَمَامٌ له تَطْرِيبٌ وتَرْعِيبٌ : هَدِيرٌ شَدِيدٌ .
( والرَّعْبَاءُ : ع ) ، عَنِ ابنِ دُريد ، ولَيْسَ بِثَبَتٍ .
____________________

(2/507)



وأَرْعَبُ : مَوْضِعٌ في قول الشاعر :
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِمَيْسَرَةِ اللِّوَى
إِلى أَرْعَبٍ قَدْ حَالَفَتْكَ بِهِ الصَّبَا
كذا في ( المعجم ) .
وسُلَيْمَانُ بن يَلبانَ الرَّعْبَائِيُّ بالفَتح : شاعِرٌ في زَمَن النَّاصِرِ بنِ العَزِيزِ .
رعبلب : ( الرَّعْبَلِيبُ كزَنْجَبِيلٍ ) أَهمله الجوهريّ وصاحبُ اللسانِ وقال شَمِرٌ : هِي ( المَرْأَةُ المُلاَطِفَةُ لِزَوْجِهَا ، وأَنشد للكميت يَصِفُ ذِئْباً :
يَرَانِي في اللِّمَامِ لَهُ صَدِيقاً
وشَادِنَةُ العَسَابِرِ رَعْبَلِيبُ
شَادِنَةُ العَسَابِرِ : أَوْلاَدُهَا ( و ) قال غيرُه : الرَّعْبَلِيبُ : هو ( الذي يُمَزِّقُ ما قَدَرَ عَلَيْهِ ) مِنَ الثِّيَابِ وغيرِهَا من رَعْبَلْتُ الجِلْدَ إِذا مَزَّقْتَه ، فَعَلَى هَذَا الباءُ زائدةٌ ، وقد ذُكِرَ أَيضاً في حَرْفِ اللامِ لهذه العِلَّةِ ، كَمَا قالَهُ الصاغانيّ .
رغب : ( رَغِبَ فيهِ ، كَسمِعَ ) يَرْغَبُ ( رَغْباً ) بالفَتْحِ ( ويُضَمُّ ورَغْبَةً ) ورَغْبَى على قياسِ سَكْرَى ، ورَغَباً بالتَّحْرِيكِ ، ( : أَرادَهُ ، كارْتَغَبَ ) فيه ، ورَغِبَهُ ، أَي مُتَعَدِّياً بنفسه ، كما في المصباح فهو رَاغِبٌ ومُرْتَغِبٌ .
( و ) رَغِبَ ( عَنْهُ ) : تَرَكَهُ مُتَعَمِّداً وزَهِدَ فيه ، و ( لَمْ يُرِدْهُ ) .
( و ) رَغِبَ ( إِلَيْهِ ) رَغْباً و ( رَغَباً مُحَرَّكَةً ) ورُغْباً بالضَّمِّ ( ورَغْبَى ) كَسَكْرَى ( ويُضَمُّ ، ورَغْبَاءَ كصحْرَاءَ ورَغَبُوتاً ورَغَبُوتَى ، ورَغَبَاناً ، مُحَرَّكَاتٍ و ) رَغْبَةً و ( رُغْبَةً بالضَّمِّ ، ويُحَرَّكُ : ابْتَهَلَ ، أَوْ هُوَ الضَّرَاعَةُ والمَسْأَلَةُ ) وفي حديثِ الدُّعَاءِ ( رَغْبَةً ورَهْبَةً إِليْك ) .
وَرَجُلٌ رَغَبُوتٌ مِنَ الرَّغْبَةِ وفي الحديث ( أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عنهما قَالَتْ : أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ رَسُولِ الله صلى
____________________

(2/508)


الله عليه وسلم وبَيْنَ قُرَيْشٍ ، وهِي كَافِرَةٌ فَسَأَلَتْنِي ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَصِلُهَا ؟ قَالَ : نَعَم ) قال الأَزْهَرِيّ : رَاغِبَةً أَيْ طَامِعَةً تَسْأَلُ شَيْئاً يقالُ : رَغِبْتُ إِلى فُلاَنٍ في كَذَا وكَذَا أَي سأَلْتُهُ إِيَّاهُ ، وفي حديثٍ آخَرَ ( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ ) أَي كَثُرَ السُّؤَال ، ومَعْنَى ظُهُورِ الرَّغْبَةِ : الحِرْصُ على الجَمْعِ مع مَنْعِ الحَقِّ ، رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً إِذَا حَرَصَ على الشيْءِ وطَمِعَ فيهِ ، والرَّغْبَةُ : السؤَالُ والطَّلَبُ ، ( وأَرْغَبَهُ ) في الشيْءِ ( غَيْرُهُ ) وَرَغِبَ إِليه ( ورَغَّبَهُ ) تَرْغِيباً : أَعْطَاهُ ما رَغِبَ ، الأَخِيرَةُ عَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشد :
إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا عَلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ
إِلَيْهِ ومَالَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيلُ
وَدَعَا اللَّهَ رَغْبَةً ورَهْبَةً ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وفي التنزيل : { 2 . 035 يدعوننا رغبا ورهبا } ( الأَنبياء : 90 ) ، ويجوزُ رُغْباً ورُهْباً ، قالَ الأَزْهريّ : وَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا ، وقال يَعْقُوبُ : الرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى ، والرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى ، والرُّغْبَى والرَّغْبَاءُ بالمَدِّ مِنَ الرَّغْبَةِ كالنُّعْمَى والنَّعمَاءِ مِنَ النِّعْمَةِ ، وأَصَبْتُ منه الرُّغْبَى أَيِ الرَّغْبَةَ الكَثِيرَةَ .
( والرَّغِيبَةُ : الأَمْرُ المَرْغُوبُ فِيهِ ) يقالُ : إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لكلّ رَغِيبَةٍ ، بهذا المعنى ، ( و ) الرَّغِيبَةُ من ( العَطَاءِ : الكثِيرُ ) ، والجمعُ الرَّغَائِبُ ، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِىءٍ في مَالِهِ
وعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ
وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى
وإِلى الذِي يُعْطَى الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
( وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ ، بالكسْرِ ) ، أَي ( رَأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلاً ) ، وفي
____________________

(2/509)


الحديث ( إِنِّي لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذَانِ ) يقالُ رَغِبْتُ بِفُلاَنٍ عَنْ هَذَا ، إِذَا كَرِهْتَهُ وزَهِدْتَ فيهِ ، كَذَا في النهاية ، وفي حديث ابنِ عُمَرَ ( لاَ تَدَعْ رَكَعَتَي الفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ ) قال الكِلاَبِيُّ : الرَّغَائِبُ : مَا يُرْغَبُ فيهِ مِنَ الثَّوَابِ العَظِيمِ ، يقالُ : رَغِيبَةٌ وَرَغَائِبُ ، وقال غيرُه : هُوَ ما يَرْغَبُ فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ ، ورَغَبُ النَّفْسِ : سَعَةُ الأَمَلِ ، وطَلَبُ الكثِيرِ ، ومِنْ ذَلكَ : صَلاَةُ الرَّغَائِبِ ، واحِدَتُها : رَغِيبَةٌ ، ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : فُلاَنٌ يُفِيدُ الغَرَائِب ، ويُفِيءُ الرَّغَائِبَ ، وقالَ الوَاحِدِيُّ : رَغِبْتُ بنَفْسِي عنْ هَذا الأَمْرِ ، أَي تَرَفَّعْتُ .
( والرُّغْبُ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ : كَثْرَةُ الأَكْلِ ، وشِدَّةُ النَّهَمِ ) والشَّرَهِ ، وفي الحديث ( الرُّغْبُ شُؤْمٌ ) ومَعْنَاهُ الشَّرَهُ والنَّهْمَةُ والحِرْصُ على الدُّنْيَا والتَّبَقُّرُ فيهَا ، وقِيلَ : سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكَثِيرِ ، و ( فِعْلُهُ ) رَغُبَ ( كَكَرُمَ ) رُغْباً ورَغُباً ( فَهُوَ رَغِيبٌ ، كأَمِيرٍ ) : وفي ( التهذيب ) رُغْبُ البَطْنِ : كَثْرَةُ الأَكْلِ ، وفي حديث مازِنٍ :
وَكُنْت امْرأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً
أَي بِسَعَةِ البَطْنِ وكَثْرَةِ الأَكْلِ ويُرْوَى بالزَّايِ ، يَعْنِي الجِمَاعَ .
( وأَرْضٌ رَغَابٌ ، كَسَحَابٍ ، و ) رُغُبٌ مِثْلُ ( جُنُبٍ ) : تَأْخُذُ المَاءَ الكَثِيرَ و ) ( لاَ تَسِيلُ إِلاَّ مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ ، أَو لَيِّنَةٌ وَاسِعَةٌ دَمِثَةٌ ) وقَدْ رَغُبَتْ رُغْباً ، والرَّغِيبُ : الواسِعُ الجَوْفِ ، ورَجُلٌ رَغِيبُ الجَوْفِ إِذا كانَ أَكُولاً ، ( و ) قال أَبو حنيفة : ( وَادٍ رَغِيبٌ : ضَخْمٌ كَثِيرُ الأَخْذِ ) لِلْمَاءِ ( وَاسِعٌ ) ، وهو مجاز . ووادٍ زَهِيدٌ : قَلِيلُ الأَخْذِ ، ( كَرُغُبٍ بضَمَّتَيْنِ ، فِعْلُهُ ) رَغُب ( كَكَرُمَ ) يَرْغُبَ رَغَابَةً و ( رُغْباً بالضَّم وبضَمَّتَيْنِ ) وَوَادٍ رُغُبٌ بِضَمَّتَيْنِ : وَاسعٌ ، مجازٌ ، وطَرِيقٌ رَغِيبٌ كَكَتِفٍ ،
____________________

(2/510)


كذلكَ ، والجَمْعُ رُغُبٌ بضَمَّتَيْنِ ، قال الحُطَيْئة :
مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قَدْ جَعَلَت
أَيْدِي المَطِيِّ بهِ عَادِيَّةٍ رُغُبَا
وتَرَاغَبَ المَكَانُ إِذا اتسَعَ ، فهو مُتَرَاغِبٌ ، وحِمْلٌ رَغِيبٌ أَي ثقَيلٌ ، كَمُرْتَغِبٍ ، قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنّي لَحِمْلٌ
عَلَى مَا كَانَ مَرْتَغِبٌ
ومن المجاز : قَوْلُهُمْ : أَرْغَبَ اللَّهُ قَدْرَكَ ، أَيْ وَسَّعَهُ وأَبْعَدَ خَطْوَهُ ، وفي الحديث ( أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَنْحُ الرِّغَابِ ) قال ابن الأَثير : هِيَ الوَاسِعَةُ الدَّرِّ الكثِيرَةُ النَّفْعِ ، جَمْعُ الرَّغِيبَ ، وهو الوَاسعُ ، جَوْفٌ رَغِيبٌ وَوَادٍ رَغِيبٌ ، وفي حديث حُذَيْفَةَ : ( طَعْنَةٌ رَغِيبَةٌ ) أَيْ وَاسِعَةٌ ، وفي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ ( بِئسَ العَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ وبَطْنٌ رَغِيبٌ ) وفي حديث الحَجَّاجِ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ ( ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ ) أَيْ وَاسعِ الحَدَّيْنِ يَأْخُذُ فِي ضَرْبَتِهِ كَثِيراً مِنَ المَضْرِبِ .
( والمُرْغِبُ كَمُحْسِنٍ ) مَيِّلٌ غَنِيٌّ ، عنِ ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
أَلاَ لا يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ سَوَامِهِ
سَوَامُ أَخٍ دَانِي القَرَابَةِ مُرْغِبِ
وعن شَمِرٍ : هو ( المُوسِرُ ) له مالٌ كثيرٌ رَغِيبٌ ، وهو مجازُ .
( والمَرَاغِبُ ) : الأَطْمَاعُ ، والمَرَاغِبُ : ( المُضْطَرِبَاتُ لِلْمَعَاشِ ) .
( والمِرْغَابُ ) بالكَسْرِ ضَبَطَهُ أَبُو عُبَيْدٍ في ( معجمه ) ، ولكنه في ( المراصد )
____________________

(2/511)


ما يَدُلُّ على أَنَّهُ مَفْتُوحٌ ، كما يُنَبِيءُ عنه إِطلاقُ المؤلّف ، وكما هو نصّ الصاغانيّ أَيضاً ( : ع ) قالُوا : كانت له غَلَّةٌ كثيرَةٌ يُرْغَبُ فيها ، أَقْطَعَه مُعَاويةُ بنُ أَبي سُفيانَ كَابِسَ بنَ رَبِيعَةَ لِشَبَهِهِ به صلى الله عليه وسلم وسيذكر في كبس وقِيلَ : نَهْرٌ بالبَصْرَة ، كَذَا قاله شُرَّاح الشِّفَاءِ ( ونَهْرٌ بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ ، و ) مِرْغَابُ ( : ة ) من قُرَى مَالِينَ ( بِهَرَاة ) كذا ذكره الحافظُ ابنُ عَساكر في ( المعجم ) البُلْدَانِيّات ( وبالكَسْرِ : سَيْفُ مَالِكِ بنِ حِمَارٍ ) وفي بعض النسخ جَمّاز بالجيم والزاي والأَوّلُ أَصْوَبُ ومَرْغَبَانُ : قَريةٌ بِكِسّ منها أَبو عمرٍ و ( محمد بن ) أَحمد بن الحسن أَبي النَّجْرِيّ ( بن الحسن ) المَرْوَزِيّ ، مَرْوَزِيّ سَكَنَ مَرْغَبَانَ وحدَّثَ ، مات سنة 435 ( وَمَرْغَابَيْنِ مُثَنًّى : ع ) بالبَصرة وفي ( التهذيب ) : اسمٌ موضوعٌ لنَهْرٍ بالبَصْرَة .
( و ) الرُّغَابَى ( كَالرُّغَامَى : زِيَادَةُ الكَبِدِ ) .
( وَرَغْبَاءُ : بِئرٌ ) مَعْرُوفَةٌ ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
إِذَا وَرَدَتْ رَغْبَاءَ في يَوْمِ وِرْدِهَا
قَلُوصِي دَعَا إِعْطَاشَهُ وَتَبَلَّدَا
ورَاغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبَانُ : أَسْمَاءٌ .
( وعَبْدُ العَظِيمِ بنُ حَبِيبِ بن رَغْبَانَ ، حدَّثَ عنِ ) الإِمَامِ ( أَبِي حَنِيفَةَ ) النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ قَدّس سرْه ، وطبقتِه ، وهو ( مَتْرُوكٌ ) وقال الدّارَقُطْنِي : ليس بِثِقَةٍ ، وفَاتَهُ أَبُو الفَوَارِسِ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الصَّمَدِ بنِ حَبيبِ بنِ رَغْبَانَ الحِمْصِيُّ ، مُحَدِّثٌ ، قَدِمَ أَصْبَهَانَ سنة 295 وعادَ إِلى حِمْصٍ .
وابنُ رَغْبَانَ مَوْلَى حَبِيبِ بنِ مَسْلَمَةَ
____________________

(2/512)


الفِهْرِيّ ، من أَهلِ الشأْمِ ، صاحب المَسْجِدِ ببغدادَ .
( وَمَرْغَبُونَ : ة بِبُخَارَا ) مِنْهَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ المُغِيرَةِ ، حَدَّثَ عنِ المُسَيِّبِ بنِ إِسْحَاقَ ، ويَحْيَى بنِ النَّضْرِ وغَيْرِهِمَا ، وعنه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ نُوحِ بنِ طَريفٍ البُخَارِيُّ .
( والرُّغْبَانَةُ بالضَّمِّ : سَعْدَانَةُ النَّعْلِ ) وهي عُقْدَة الشِّسْع التي تَلِي الأَرْضَ ، قال الصاغانيّ : وَوَقَعَ في المحيط بالزَّايِ والعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، وهو تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ ، وزَادَه قُبْحاً ذِكْرُه إِيَّاهَا في الرُّبَاعِيِّ .
( و ) الرَّغِيبُ ( كَأَمِيرٍ : الوَاسِعُ الجَوْفِ مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِمْ ) يقال : حَوْضٌ رَغِيبٌ وسِقَاءٌ رَغِيبٌ ، وكُلُّ مَا اتَّسَعَ فَقَدْ رَغُبَ رُرُغْباً ، وجَمْعُ الرَّغِيبِ : رِغَابٌ ، وقد تَقَدَّمَ .
رقب : ( الرَّقِيبُ ) هُوَ ( اللَّهُ ، و ) هُوَ ( الحَافِظُ الذي لا يَغِيبُ عنه شيءٌ ، فَعِيلٌ بمَعْنَى فَاعِلٍ ، وفي الحديث ( ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهْلِ بَيْتِهِ ) أَي احْفَظُوهُ فِيهِم ، وفي آخَرَ ( مَا مِنْ نَبيَ إِلاَّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ أَي حَفَظَةً يكونونَ مَعَه ، والرقِيبُ : الحَفِيظُ ، ( و ) الرَّقِيبُ ( : المُنْتَظِرُ ، و ) رَقِيبُ القَوْمِ ( : الحَارِسُ ) وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبَةٍ لِيَحْرُسَهُمْ ، والرَّقِيبُ : الحَارِسُ الحَافِظُ ، ورَقِيبُ الجَيْشِ : طَلِيعَتُهُمْ ( و ) الرَّقِيبُ : ( أَمِينِ ) وفي بعض النسخ ( مِن ) ( أَصْحَابِ المَيْسِرِ ) قال كعب بن زُهَيْر :
لَهَا خَلْفَ أَذْنَابِهَا أَزْمَلٌ
مكَانَ الرَّقِيبِ مِنَ اليَاسِرِينَا
( أَو ) رَقِيبُ القِدَاحِ هو ( الأَميِنِ علَى الضَّرِيبِ ) وقِيلَ : هو المُوَكَّلُ بالضَّرِيبِ ، قاله الجوهريّ ، وهو الذي رجَّحَه ابن ظَفَرٍ في ( شَرْح المَقَامَاتِ الحرِيرِيَّةِ ) ، ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَيْنِ ، قالهُ شيخُنَا ، وقيل : الرَّقِيبُ : هو الرَّجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَةِ في المَيْسِرِ ، ومَعْنَاهُ كُلُّه سَوَاءٌ ، والجَمعُ رُقَبَاءِ ، ( و )
____________________

(2/513)


في ( التهذيب ) : ويقال : الرَّقِيبُ : اسْمُ السَّهْمِ ( الثَّالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَيْسَرِ ) ، وأَنشد :
كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضُّ
رَبَاءِ أَيْدِيهِمْ نَوَاهِدْ
وفي حديث حَفْرِ زَمْزَمَ ( فَغَارَسَهْمُ اللَّهِ ذِي الرَّقِيبِ ) وهو مِن السِّهامِ التي لها نَصِيبٌ ، وهي سبعةٌ ، قال في ( المجمل ) : الرَّقِيبُ : السَّهْمُ الثَّالِثُ من السَّبْعَةِ التي لها أَنْصِبَاءِ ، وذكر شيخُنَا رحمه الله : قِدَاحُ المَيْسِرِ عَشَرَةٌ ، سَبْعَةٌ منها له أَنصباءُ ، ولها ثلاثة إِنما جَعلوا لها للتكثير فقَطْ وَلاَ أَنْصِبَاءَ لها ، فَذَوَاتُ الأَنْصِبَاءِ أَوَّلُهَا : الفَذُّوفة فُرْضَةٌ وَاحِدَةٌ وله نَصِيبٌ وَاحِدْ . والثاني التَّوْأَمُ ، وفيه فُرْضَتَانِ وله نَصِيبَانِ ، والرَّقِيبُ وفيه ثَلاَثُ فُرَضٍ وله ثَلاَثَةُ أَنْصِبَاءَ ، والحِلْصُ وفيه أَرْبَعُ فُرَضٍ ، ثُمَّ النَّافِسُ وفيه خَمْسُ فُرَضٍ ، ثم المُسْبِلُ وفيه سِتُّ فُرَض ، ثم المُعَلَّى وهو أَعْلاَهَا ، وفيه سَبْعُ فُرَضٍ وله سَبْعَةُ أَنْصِبَاءَ . وأَمَّا التي لا سَهْمَ لَهَا : السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ ، وأَنشدنا شيخنا ، قال : أَنشدنا أَبُو عَبْدِ الله محمدُ بن الشاذِلِيّ أَثْنَاءَ قِرَاءَةِ المَقَامَات الحَرِيرِيَّةِ :
إِذَا قَسَمَ الهَوَى أَعْضَاءَ قَلْبِي
فَسَهْمَاكِ المُعَلَّى والرّقِيبُ
وفيه تَوْرِيَةٌ غَرِيبَةٌ في التعبير بالسَّهْمَيْنِ ، وأَرَادَ بهما عَيْنَيْهَا ، والمُعَلَّى له سبعةُ أَنصباءَ ، والرَّقيبُ له ثَلاَثَة ، فلم يَبْقَ له من قَلْبِه شيءٌ ، بل اسْتَوْلَى عليه السَّهْمَانِ .
( والرَّقِيبُ : ) نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ المَطَرِ يُرَاقِبُ نَجْماً آخَرَ ) ، وإِنَّمَا قِيلَ لِلْعَيُّوقِ رَقِيبُ الثُّرَيَّا تَشْبِيهاً بِرَقِيبِ المَيْسِرِ ، ولذلك قال أَبو ذُؤيب :
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِىءِ
الضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لاَ يَتَتَلَّعُ
____________________

(2/514)



( و ) الرَّقِيبُ ( : فَرَسُ الزِّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ ) كأَنَّه كانَ يُرَاقِبُ الخَيْلَ أَنْ تَسْبِقَه .
( و ) الرَّقِيبُ : ( ابنُ العَمِّ ) .
( و ) الرَّقِيبُ : ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ ، كأَنَّهُ يَرْقُبُ مَنْ يَعَضُّ ، أَو ( حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ ج رَقِيبَاتٌ ورُقُبٌ بضَمَّتَيْنِ ) كذا في ( التهذيب ) .
( و ) الرِّقِيبُ ( : خَلَفُ الرَّجُلِ مِن وَلَدِه وعَشِيرَتِه ) ، ومن ذلك قولُهُم : نِعْمَ الرَّقِيبُ أَنْتَ لاِءَبِيكَ وسَلَفِكَ ، أَي نِعْمَ الخَلَفُ ، لاِءَنَّه كالدَّبَرَانِ لِلثُّرَيَّا .
( و ) من المجاز : الرَّقِيبُ : ( النجْمُ الذي في المَشْرِق يُرَاقِبُ الغَارِبَ أَوْ مَنَازِلُ القَمَرِ كُلُّ ) وَاحِدٍ ( مِنْهَا رَقِيبٌ لِصَاحِبِهِ ) كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا الإِكْلِيلُ إِذَا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشَاءً غَابَ الإِكْلِيلُ ، وإِذا طَلَعَ الإِكليلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَيَّا ، ورَقِيبُ النَّجْمِ الذي يَغِيبُ بِطُلُوعِه ، وأَنشد الفرّاءُ :
أَحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ لاَقِياً
بُثَيْنَةَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا
قال المُنْذِرِيُّ : سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ يقولُ : الإِكْلِيلُ : رَأْسُ العَقْرَب ، ويُقَالُ : إِنَّ رَقِيبَ الثُّرَيَّا مِنَ الأَنْوَاءِ : الإِكْلِيلُ ، لأَنَّهُ لا يَطْلُعُ أَبَداً حتى تَغِيبَ ، كَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ ، والزُّبَنَانِ : رَقِيبُ البُطَيْنِ ، والشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ ، والنَّعَائِمُ : رَقِيبُ الهَنْعَةِ ، والبَلْدَةُ ، رَقِيبُ الذِّرَاعِ وَلاَ يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا أَبَداً إِلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه ، فَلاَ يَلْقَى أَحَدُهمَا صَاحِبَهُ .
( ورَقَبَهُ ) يَرْقُبُهُ ( رِقْبَةً ورِقْبَاناً بِكَسْرِهِمَا ورُقُوباً بالضَّمِّ ، ورَقَابَةً ورَقُوباً ورَقْبَةَ بِفَتْحِهِنَّ : ) رَصَدَهُ و ( انْتَظَرَه ، كَتَرَقَّبَهُ وارْتَقَبَهُ ) والتَّرَقُّبُ : الانْتِظَارُ ، وكذلكَ الارْتِقَابُ ، وقولُه تَعَالَى : { 2 . 035 ولم ترقب قولى } ( طه : 94 ) معناهُ
____________________

(2/515)


لَمْ تَنْتَظِرْ ، والتَّرَقُّبُ : تَوَقُّعُ شَيْءٍ وتَنَظُّرُهُ .
( و ) رَقَبَ ( الشَّيْءَ ) يَرْقُبُه ( : حَرَسَه ، كرَاقَبَه مُرَاقَبَةً ورِقَاباً ) قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ
يَصِفُ رَفِيقاً لَه ، يقولُ يَرْتَقِبُ النُّجُومَ ويُرَاقِبُهَا ، كَيَرْعَاهَا ويُرَاعِيهَا .
( و ) رَقَبَ ( فُلاَناً : جَعَلَ الحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ ) .
( وارْتَقَبَ ) المَكَانَ ( : أَشْرَفَ ) عَلَيْهِ ( وَعَلاَ ، والمَرْقَبَةُ والمَرْقَبُ : مَوْضِعُهُ ) المُشْرِفُ يَرْتَفعُ عليه الرَّقِيبُ ومَا أَوْفَيْتَ عَلَيْهِ مِن عَلَمٍ أَوْ رَابِيَةٍ لتَنْظُرَ من بُعْدٍ ، وعن شمر : المَرْقَبَةُ : هي المَنْظَرَةَ في رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ ، وجَمْعُهُ مَرَاقِبُ ، وقال أَبو عَمْرٍ و : المَرَاقِبُ : ما ارتَفَعَ مِن الأَرْضِ وأَنشد :
وَمَرْقَبَةٍ كالزُّجِّ أَشرَفْتُ رَأْسَها
أُقَلِّبُ طَرْفِي فِي فَضَاءٍ عَرِيضِ
( والرِّقْبَةُ بالكَسْرِ : التَّحَفُّظُ والفَرَقُ ) مُحَرَّكَةً ، هو الفَزَعُ .
( والرُّقْبَى كَبُشْرَى : أَنْ يُعْطِيَ ) الإِنْسَانُ ( إِنْسَاناً مِلْكاً ) كالدَّارِ والأَرْضِ ونَحْوِهِمَا ( فَأَيُّهُمَا ماتَ رَجَعَ المِلْكُ لِوَرَثَتِهِ ) وهِي مِن المُرَاقَبَةِ ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يُرَاقِبُ موْتَ صَاحِبِه ( أَو ) الرُّقْبَى : ( أَنْ يَجْعَلَهُ ) أَي المَنْزِلَ ( لِفُلاَنٍ يَسْكُنُهُ ، فإِنْ ماتَ فَفُلاَنٌ ) يَسْكُنُهُ ، فكُلُّ واحِدٍ منهما يَرْقُبُ موتَ صاحبِه ( وقدْ أَرْقَبَه الرُّقْبَى ، و ) قال اللِّحْيَانيُّ : ( أَرْقَبَه الدَّارَ : جَعَلَهَا له رُقْبَى ) ولِعَقبِه بعدَه بمنزلة الوَقْفِ وفي ( الصحاح ) : أَرْقَبْتُه دَاراً أَوْ أَرْضاً : إِذا أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهَا فكانَتْ للباقِي مِنْكُمَا وقلتَ إِنْ مِتُّ قَبْلَكَ فهي لك
____________________

(2/516)


وإِنْ مِتَّ قَبْلِي فهي لي ، والاسْمُ الرُّقْبَى .
قلت : وهي لَيْسَتْ لهِبَةٍ عندَ إِمَامِنَا الأَعْظَمِ أَبِي حَنِيفَةَ ومُحَمَّدٍ ، وقال أَبُو يُوسُفَ : هِيَ هِبَةٌ ، كالعُمْرَى ، ولم يَقُلْ به أَحَدٌ من فُقَهَاءِ العِرَاقِ ، قال شيخُنَا : وأَمَّا أَصحابُنَا المَالِكِيَّةُ فإِنهم يَمْنَعُونَهَا مُطْلَقاً . وقال أَبو عبيد : أَصْلُ الرُّقْبَى مِن المُرَاقَبَةِ ، ومثلُه قولُ ابن الأَثيرِ ، ويقالُ : أَرْقَبْتُ فلاناً دَاراً ، فهو مُرْقَبٌ ، وأَنَا مُرْقِبٌ ، ( والرَّقُوبُ كَصَبُورٍ ) مِن النِّسَاءِ : ( المَرْأَةُ ) التي ( تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا ) لِيَمُوتَ فَتَرِثَه ( و ) مِن الإِبلِ ( : النَّاقَةُ ) التي ( لاَ تَدْنُو إِلى الحَوْضِ منَ الزِّحَامِ ) وذلك لِكَرَمِها ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا تَرْقُبُ الإِبلَ فإِذا فَرَغَتْ مِنْ شُرْبِهَا شَرِبَتْ هِي ، ( و ) من المجاز : الرَّقُوبُ من الإِبلِ والنساءِ ( : التي لا يَبْقَى ) أَي لا يَعِيشُ ( لهَا وَلَدٌ ) قال عَبِيدٌ :
كَأَنَّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ
( أَو ) التي ( مَاتَ وَلَدُهَا ) ، وكذلك الرَّجُلُ ، قال الشاعر :
فَلَمْ يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنَا مِثْلَ أُمِّنَا
وَلاَ كَأَبْينَا عَاشَ وهْوَ رَقُوبُ
وقال ابنُ الأَثيرِ : الرَّقُوبُ في اللُّغَةِ لِلرَّجُلِ والمَرْأَةِ إِذَا لَمْ يَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ ، لاِءَنَّهُ يَرْقُبُ مَوْتَهُ ويَرْصُدُهُ خَوْفاً عليه ، ومِن الأَمْثَالِ ( وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ ) قال المَيْدَانِيُّ : الرَّقُوبُ مَنْ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ فهي أَرْأَفُ بابْنِ أَخِيهَا ، وفي الحَدِيثِ أَنَّه قَالَ : مَا تَعُدُّونَ فِيكم الرَّقُوبَ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ ، قَالَ : بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئاً ) ، قال أَبُو عُبَيْدِ : وكذلك مَعْنَاهُ في كَلاَمِهِم ، إِنَّمَا هُوَ عَلَى فَقْدِ الأَوْلاَدِ ، قال صَخْرُ الغَيِّ :
فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاَتٍ رَقُوبٍ
بِوَاحِدِهَا إِذَا يَغْزُو تُضِيفُ
قال : وهذا نحوُ قولِ الآخَر : إِنَّ
____________________

(2/517)


المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ ، ولَيْسَ هَذَا أَن يَكُونَ مَنْ سُلِبَ مَالَه ليسَ بمَحْرُوبٍ .
( وأُمُّ الرَّقُوبِ ) مِنْ كُنَى ( الدَّاهِيَةِ ) .
( والرَّقَبَةُ ، مُحَرَّكَةً : العُنُقُ ) أَوْ أَعْلاَهُ ( أَوْ أَصْلُ مُؤَخَّرِهِ ) ويُوجَدُ في بَعْضِ الأُمَّهَاتِ أَوْ مُؤَخَّر أَصْلِه ( ج رِقَابٌ ورَقَبٌ ) مُحَرَّكَةً ( وأَرْقُبٌ ) على طَرْحِ الزَّائِدِ ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ ، ( ورَقَبَاتٌ ) .
( و ) الرَّقَبَةُ ( : المَمْلُوكُ ) ، وأَعْتَقَ رَقَبَةً أَي نسَمَةً ، وفَكَّ رَقَبَةً : أَطْلَقَ أَسِيراً ، سُمِّيَتِ الجُمْلَةُ باسْمِ العُضْوِ لِشَرَفِهَا ، وفي التنزيل : { وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ } ( التوبة : 60 ) إِنهم المُكَاتَبُونَ ، كذا في ( التهذيب ) ، وفي حديث قَسْمِ الصَّدَقَاتِ ( وفي الرِّقَابِ ) يريدُ المُكَاتَبِينَ مِن العَبِيدِ يُعْطَوْنَ نَصِيباً من الزَّكَاةِ يَفكُّونَ به رِقَابَهُمْ ويَدْفَعُونَه إِلى مَوَالِيهِم ، وعنِ الليثِ : يُقَالُ : أَعْتَقَ الله رَقَبَتَهُ ، وَلاَ يُقَالُ : أَعْتَقَ اللَّهُ عُنُقَهُ ، وفي ( الأَسَاس ) : ومن المجاز : أَعْتَقَ اللَّهُ رَقَبَتَهُ ، وأَوْصَى بِمَالِهِ في الرِّقَابِ ، وقال ابنُ الأَثِيرِ : وقد تَكَرَّرَتِ الأَحاديثُ في ذِكْرِ الرَّقَبَةِ وعِتْقِهَا وتحْرِيرِهَا وفَكِّهَا ، وهي في الأَصْلِ : العُنُقُ ، فجُعِلَتْ كِنَايَةً عن جَمِيعِ ذَاتِ الإِنْسَانِ ، تَسْمِيَةً للشَّيْءِ بِبَعْضِه ، فإِذا قالَ أَعْتَقَ رَقَبَةً ، فكأَنَّه قال أَعْتَقَ عَبْداً أَو أَمَةً ، ومنهم قَوْلُهُم : ذَنْبُهُ في رَقَبَتِه ، وفي حديث ابن سِيرينَ ( لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ ) أَي نَفْسُ الأَرْضِ ، يَعْنِي ما كان من أَرْضِ الخَرَاجِ فهو للمُسْلِمِينَ ليس لأَصحابِه الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلام شيْءٌ لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً ، وفي حديث بِلاَلٍ ( والرَّكَائِب المُنَاخَة ، لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ ) أَيْ ذَوَاتُهُنَّ وأَحْمَالُهُنَّ .
ومِنَ المجازِ قَوْلُهُم : مَنْ أَنْتُمْ يَا رِقَابَ المَزَاوِدِ ؟ أَيْ يَا عَجَمُ ، والعَرَبُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقَابِ المَزَاوِدِ ، لأَنَّهُمْ حُمْرٌ .
( و ) رَقَبَةُ : ( اسْمٌ ) والنِّسْبَةُ إِليه رَقَبَاوِيٌّ ، قال سيبويهِ : إِنْ سَمَّيْتَ
____________________

(2/518)


بِرَقَبَة لَمْ تُضِفْ إِليه إِلاَّ علَى القِيَاسِ .
( ورَقَبَةُ : مَوْلَى جَعْدَةَ ، تَابِعِيٌّ ) عن أَبي هريرةَ ، ( و ) رَقَبَةُ ( بنُ مَصْقَلَةَ ) بنِ رَقَبَةَ بنِ عبدِ الله بنِ خَوْتَعَةَ بنِ صَبرَةَ ( تَابِعُ التابِع ) وأَخُوهُ كَرِيبُ بنُ مَصْقَلَةَ ، كَانَ خَطِيباً كأَبِيهِ في زَمَنِ الحَجَّاجِ ، وفي حاشية الإِكمال : رَوَى رَقَبَةُ عن أَنَسِ بنِ مالكٍ فيما قِيلَ ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ وأَبِيهِ مَصْقَلَةَ ، وعنه أَشْعَثُ بنُ سَعِيدٍ السَّمَّانُ وغيرُهُ ، رَوَى له التِّرْمِذِيُّ ( وَملِيحُ بنُ رَقَبَةَ مُحَدِّثٌ ) شَيْخٌ لِمَخْلَدٍ الباقرْحيّ ، وَفَاته عَبْدُ الله بنُ رَقَبَةَ العَبْدِيُّ ، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ .
( والأَرْقَبُ : الأَسَدُ ) ، لِغِلَظِ رَقَبَتِه ، ( و ) الأَرْقَبُ ( : الغَلِيظُ الرَّقَبَةِ ) ، هو أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَّقَبَةِ ( كالرَّقَبَانِيِّ ) على غيرِ قياسٍ ، وقال سيبويه : هُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ ( والرَّقَبَانِ ، مُحَركَتَيْنِ ) قال ابنُ دُريدٍ : يقال : رَجُلٌ رَقَبَانِيٌّ ، ويقالُ لِلْمَرْأَةِ : رَقْبَاءُ ، لاَ رَقَبَانِيَّةُ ، ولا يُنْعَتُ به الحُرَّةُ ( والاسْمُ الرَّقَبُ مُحَرَّكَةً ) هو غِلَظُ الرَّقَبَةِ ، رَقِبَ رَقَباً .
( وذُو الرُّقَيْبَةِ كَجُهَيْنَةَ ) : أَحَدُ شُعَرَاءِ العَرَبِ وهو لَقَبُ ( مَالِكٍ القُشَيْرِيِّ ) لأَنَّه كانَ أَوْقَصَ ، وهو الذي أَسَرَ حَاجِبَ بنَ زُرَارَةَ التَّمِيمِيَّ يَوْمَ جَبَلَةَ ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، وفي ( المستقصى ) : أَنَّه أَسَرَه ذُو الرّقَيْبَةِ والزَّهْدَمَانِ ، وأَنَّهُ افْتَدَى مِنْهُمْ بِأَلْفَيْ نَاقَةٍ وأَلْفِ أَسِيرٍ يُطْلِقُهُمْ لَهُمْ ، وقد تَقَدَّم ، ( و ) ذُو الرُّقَيْبَةِ مالكُ ( بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ ) بن أَبي سُلْمَى المُزَنِيُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ ، وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ حَدِيثَهُ في السُّنَنِ مِن طريقِ الحَجَّاجِ بنِ ذِي الرُّقَيْبَةِ عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ في بَابِ مَنْ شَبَّبَ ولَمْ يُسَمِّ أَحَداً ، واسْتَوْفَاهُ الأُدْفُوِيُّ في الإِمْتَاعِ ( وَرَقَبَانُ مُحَرَّكَةً : ع والأَشْعَرُ الرَّقَبَانُ : شَاعِرٌ ) واسْمُه عَمْرُو بنُ حَارِثَةَ .
( و ) من المجاز : يقال : ( وَرِثَ ) فُلاَنٌ ( مَالاً عَنْ رِقْبَةٍ ، بالكَسْرِ ، أَي عن كَلاَلَة لم يَرِثْهُ عن آبَائِهِ ) وَوَرِثَ
____________________

(2/519)


مَجْداً عن رِقْبَةٍ ، إِذا لَمْ يَكُنْ آبَاؤُهُ أَمْجَاداً ، قال الكُمَيْت :
كَانَ السَّدَى والنَّدَى مَجْداً ومَكْرُمَةً
تِلْكَ المَكَارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ
أَي وَرِثَهَا عن دُنًى فَدُنًى من آبائِه ، ولم يَرِثْهَا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ .
( والمُرَاقَبَةُ في عَرُوضِ المُضَارِعِ والمُقْتَضَبِ ) : هو أَنْ يَكُونَ الجُزْءُ مَرَّةً مَفَاعِيلُ وَمَرَّةً مَفَاعِيلُنْ ، هكذا في النسخ الموجودة بأَيدينا ووجدتُ في حاشية كتابٍ تَحْتَ مَفَاعِيلُنْ ما نَصُّه : هكذا وُجِدَ بخَطِّ المُصنّف ، بإِثبات الياءِ وصوابه مفاعِلُنْ ، بحذفها ، لأَنَّ كلاًّ من اليَاءِ والنُّونِ تُرَاقِبُ الأُخْرَى .
قلتُ : ومثلُه في ( التهذيب ) و ( لسان العَرَب ) ، وزَادَ في الأَخِيرِ : سُمِّيَ بذلك لأَنَّ آخِرَ السَّبَبِ الذي في آخر الجُزْءِ وهو النُّونُ من مفاعيلُنْ لا يَثْبُت مع آخر السَّبَبِ الذي قبله ، وليست بمُعَاقَبَة ، لأَنّ المُرَاقَبَةَ لا يَثْبُتُ فيها الجُزْآنِ المُتَرَاقِبَانِ ، والمُعَاقَبَةُ يَجْتَمعُ فيها المُتَعَاقِبَانِ ، وفي ( التهذيب ) عن الليث : المُرَاقَبَةُ في آخِرِ الشِّعْرِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ : هو أَنْ يَسْقُطَ أَحَدُهُمَا وَيَثْبُتَ الآخَرُ ، وَلاَ يَسْقُطَانِ وَلاَ يَثْبُتَانِ جميعاً ، وهو في مَفَاعِيلُن التي للمضارِعِ لا يجوز أَن يتمّ ، إِنما هو مَفَاعِيلُ أَو مَفَاعِلُنْ ، انتهى ، وقال شيخُنا عند قوله : ( والمُرَاقَبَةُ ) بَقِيَ عَلَيْه المُرَاقَبَةِ في المُقْتَضَب فإِنها فيه أَكثرُ .
قلتُ : ولعلَّ ذِكْرَ المُقْتَضَبِ سَقَطَ من نسخة شيخُنا فأَلْجأَهُ إِلى ما قال ، وهو موجودٌ في غيرِ مَا نُسَخٍ ، ولكن يقال : إِن المؤلف ذكر المضارع والمُقْتَضَب ولم يذكر في المثال إِلا ما يختصّ بالمضارعِ ، فإِن المُرَاقَبَة في المُقْتَضَب أَن تُرَاقِبَ وَاوُ مَفْعُولاَت فَاءَه وبالعَكْسِ ، فيكون الجزءُ مرّةً مَعُولات فينقل إِلى مَفَاعِيل ومَرَّة إِلى مَفْعُلاَت فينقل إِلى فاعِلاَت ، فتأَمّل تَجِدْ .
( والرَّقَابَةُ مُشَدَّدَةً ؛ الرَّجُلُ الوَغْدُ ) الذي يَرْقُبُ للقومِ رَحْلَهُم إِذا غَابُوا .
____________________

(2/520)



( والمُرَقَّبُ كمُعَظَّمٍ : الجِلْدُ ) الذي ( يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ) ورَقَبَتِه .
( والرُّقْبَةُ بالضَّمِّ كالزُّبْيَةِ لِلأَسَدِ ) والذِّئْبِ .
والمَرْقَب : قَرْيَةٌ من إِقليم الجِيزَة .
وَمَرْقَبُ مُوسَى مَوْضِعٌ بمِصْرَ .
وأَبُو رَقَبَةَ : من قُرى المُنُوفِيّة .
وأَرْقَبانُ : مَوْضِعٌ في شَعْرِ الأَخْطَلِ ، والصَّوابُ بالزَّايِ ، وسيأْتي .
ومَرْقَبُ ، قريَةٌ تُشْرِف على ساحِلِ بَحْرِ الشأْم .
والمَرْقَبَةُ : جَبَلٌ كان فيه رُقَباءُ هُذيل .
وذُو الرَّقِيبَةِ ، كسَفِينَةٍ : جَلَلٌ بِخَيْبَرَ ، جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ .
والرَّقْبَاءُ هِيَ الرَّقُوبُ التي لا يَعِيشُ لها وَلَدٌ ، عن الصاغانيّ .
ركب : ( رَكِبَهُ كَسَمِعَهُ ) ( رُكُوباً ومَرْكَبَاً : عَلاَهُ ) وعَلاَ عَلَيْهِ ( كارْتَكَبَهُ ) ، وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِب ( والاسْمُ الرِّكْبَةُ ، بالكَسْرِ ) ، والرَّكْبَةُ مَرَّةٌ واحِدَةٌ و ( الرِّكْبَة ) ضَرْبٌ مِنَ الرُّكُوبِ يقالُ : هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ ، ورَكهبَ فلانٌ فلاناً بأَمْر وارْتَكَبَه ، وكُلُّ شَىْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقَدْ رَكهبَه ، ( و ) منَ المجازِ : رَكهبَهُ الدَّيْنُ ، وَرَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونَحْوَهُمَا مثلاً بذلك ، وركِبَ منه أَمْراً قَبِيحاً ، وكذلك ، رَكِبَ ( الذَّنْبَ ) أَيِ ( اقْتَرَفَهُ ، كارْتَكَبَه ) ، كُلُّهُ عَلَى المَثَلِ ، قالَهُ الرَّاغِبُ والزَّمَخْشَرِيُّ ، وارْتِكَابُ الذُّنُوبِ : إِتْيَانُهَا ( أَو الرَّاكِبُ للبَعِيرِ خَاصَّةً ) نقله الجوهريّ ، عن ابن السكِّيت قال تقول : مَرَّ بِنَا رَاكهبٌ إِذا كان على بَعِيرٍ خاصَّةً ، فإِذا كان الراكبُ على حافِرٍ فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ : مَرَّ بنا فارسٌ على حِمَارٍ ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ ، وقال عُمَارَةُ : لا أَقُولُ لصاحبِ الحِمَارِ فارِسٌ ولكن أَقولُ حَمَّارٌ ، ( ج رُكَّابٌ ورُكْبَانٌ ورُكُوبٌ ، بضَمّهِنَّ ) مع تَشْدِيدِ الأَوَّلِ ( و ) رِكَبَةٌ ( كَفِيلَةٍ ) هكذا في ( النسخ ) ، وقال شيخُنا : وقيل : الصواب كَكَتَبَه ،
____________________

(2/521)


لأَنّه المشهورُ في جَمْعِ فَاعِلٍ ، وكعِنَبَةٍ غيرُ مسموعٍ في مِثْلِه .
قلتُ : وهذا الذي أَنكره شيخُنَا واستبعدَه نقلَه الصاغانيّ عن الكسائيّ ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظ ، ( و ) يقال : ( رَجُلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ ) ، الأَوَّلُ عن ثعلب : كَثِيرُ الرُّكُوبِ ، والأُنّثَى رَكَّابَةٌ ، وفي ( لسان العرب ) : قال ابن بَرِّيّ : قَوْلُ ابن السّكّيت : مَرَّ بنا رَاكِبٌ إِذا كان على بعير خاصَّةً إِنما يريد إِذا لم تُضِفْه ، فإِن أَضَفْتَه جاز أَن يكون للبعيرِ والحِمَارِ والفَرَسِ والبَغْلِ ونحو ذلك فتول : هَذَا رَاكِبُ جَمَلٍ ، ورَاكِبُ فَرَس ، ورَاكبُ حمَار ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه كقولك رَكْبٌ وركْبانٌ ، لا تقول : رَكْبُ إِبِلٍ ولا رُكْبَانُ إِبِلٍ ، لأَنَّ الرَّكْبَ والرُّكْبَانَ لا يكونُ إِلا لرُكَّابِ الإِبلِ ، وقال غيرُه : وأَمَّا الرُّكَّابُ فيجوزُ إِضَافَتُهُ إِلى الْخَيْلِ والإِبِلِ وغيرهِمَا ، كقولك : هؤلاء رُكَّابُ خَيْلٍ ، ورُكَّابِ إِبلٍ ، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبَانِ ، قال : وأَمَّا قَوْلُ عُمَارَةَ : إِنِّي لاَ أَقُولُ لرَاكِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ ، فهو الظاهرُ ، لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخوذٌ من الفَرَسِ ، ومعناهُ صاحبُ فَرَسٍ وراكبُ فَرَسٍ ، مثل قولهم : لاَبِنٌ وتَامِرٌ ودَارِعٌ وسَائِفٌ ورَامِحٌ ، إِذا كانَ صاحبَ هذه الأَشياءِ ، وعَلَى هذَا قال العَنْبَرِيُّ :
لَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إِذَا رَكِبُوا
شَنّوا الإِغَارَةَ فُرْسَاناً ورُكْبَاناً
فجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَيْلِ ، والرُّكْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قال ( والرَّكْبُ رُكْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ ) وليس بِتَكْسِيرِ رَاكِبٍ ، والرَّكْبُ أَيضاً : أَصحَابُ الإِبلِ في السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ ( أَو جَمْعٌ ) ، قاله الأَخَشُ ( وهُمُ العَشَرَةُ فَصَاعِدَاً ) أَي فَمعا فَوْقَهُم ، ( و ) قال ابنُ بَرِّيّ : ( قد يكونُ ) الرَّكْبُ ( لِلْخَيْلِ ) والإِبِلِ ، قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ ، وكَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ :
وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إِلَيْهِ
إِذَا ما الرَّكْبُ في نَهْبٍ أَغَارُوا
____________________

(2/522)



وفي التنزيل العزيز : { 2 . 036 والركب اءَسغل منكم } ( الأَنفال : 42 ) فقد يجوزُ أَن يكونُوا رَكْبَ خَيْلٍ ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبلٍ ، وقد يجوز أَن يكونَ الجَيْشُ منهما جميعاً ، وفي آخرَ ( سيأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ ) يُرِيدُ عُمَّالَ الزَّكَاةِ ، تَصْغِيرُ رَكْبٍ ، والرَّكْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ ، كنَفَرٍ ورَهْطٍ ، وقِيلَ هو جَمْعُ رَاكِبٍ كصاحِبٍ وصَحْبٍ ، قال ، ولو كان كذلك لقال في تَصْغِيرِه رُوَيْكِبُون ، كما يقال : صُوَيْحِبُونَ ، قال : والراكبُ في الأَصلِ هو راكِبُ الإِبلِ خاصَّةً ، ثم اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ على كلّ مَنْ رَكِبَ دابَّةً ، وقولُ عَليَ رضي الله عنه ( مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئذٍ فَرَسٌ إِلاَّ فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ ) يُصَحِّحُ أَنَّ الرَّكْبَ هاهنا رُكَّابُ الإِبِلِ ، كذَا في ( لسان العرب ) . ( ج أَرْكُبٌ ورُكُوبٌ ) بالضَّمّ ( والأُرْكُوبُ بالضَّمِّ أَكْثَرُ مِنَ الرَّكْبِ ) جَمْعُهُ أَرَاكِيبُ ، وأَنشد ابنُ جِنِّي :
أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُ
الْحَقْ بِأَهْلِكَ واسْلَمْ أَيُّهَا الذِّيبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاةٌ فَيَأْكُلهَا
أَوْ أَن تَبِعَهَ في بَعْضِ الأَرَاكِيبِ
أَرَادَ ( تَبِيعَهَا ) فحَذَفَ الأَلِفَ ، ( والرَّكَبَةُ مُحَرَّكَةً ) أَقَلُّ ) من الرَّكْبِ ، كذا في ( الصحاح ) .
( والرَّكَابُ كَكِتَابٍ : الإِبِلُ ) التي يُسَارُ عليها ، ( واحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ ) ولا وَاحِدَ لها مِنْ لَفْظِهَا ، ( ج ) رُكُبٌ بضم الكاف ( كَكُتُبٍ ، ورِكَابَاتٌ ) وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم ( إِذَا سَافَرْتُمْ في الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّكَابَ أَسِنَّتَهَا ) في رِوَايَةٍ ( فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا ) قال أَبو عُبَيْد : هي جَمْعُ
____________________

(2/523)


رِكَابٍ ، وهي الرَّوَاحِلُ من الإِبل ، وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الرُّكُبُ لا يكونُ جَمْعَ رِكَابٍ ، وقال غيرُه : بَعِيرٌ رَكُوبٌ وجَمْعُه رُكُبٌ ( و ) يُجْمَعُ الرِّكَاب ( رَكَائِبَ ) ، وعن ابن الأَثير : وقيل : الرُّكُبُ جَمْعُ رَكُوبٍ ، وهو ما يُرْكَبُ من كلّ دَابَّةٍ ، فَعولٌ بمعنى مَفْعُولٍ ، قال : والرَّكُوبَةُ أَخَصُّ منه .
( و ) الرِّكَابُ ( مِنَ السَّرْجِ كالغَزْرِ مِنَ الرَّحْلِ ، ج ) رُكُبٌ ( كَكُتُبٍ ) : يقالُ : قَطَعُوا رُكخبَ سُرُوجِهِمُ ، ( و ) يقال : ( زَيْتٌ رِكَابِيٌّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ على ) ظُهُورِ ( الإِبِلِ ) وفي ( لسان العرب ) عن ابن شْمَيل في كِتَاب ( الإِبِلِ ) ( الإِبل ) التي تُخْرَجُ لِيُجَاءَ عليها بالطَّعَامِ تُسَمَّى رِكَاباً حِينَ تَخْرُجُ وبعد ما تَجِيءُ ، وتُسَمَّى عِيراً على هاتَيْنِ المَنْزِلَتَيْنِ ، والتي يُسَافَرُ عليها إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكَابٌ تُحْمَلُ عليها المَحَامِلُ والتي يَكْتَرُونَ ويَحْمِلُونَ عليها مَتَاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم ، كُلُّهَا رِكَابٌ ، وَلا تُسَمَّى عِيراً وإِنْ كَانَ عَلَيْهَا طَعَامٌ إِذَا كانت مُؤَاجَرَةً بِكِرَى وليسَ العِيرُ التي تأْتى أَهلَهَا بالطَّعَامِ ، ولكنها رِكَابٌ ، ويقال : هذه رِكَابُ بَنِي فلانٍ .
( و ) رَكَّابٌ ( كشَدَّادٍ : جَدُّ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ ) الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، رَوعى عنِ القاضِي محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحَضْرَمِيِّ .
( و ) رِكَابٌ ( كَكِتَابٍ : جَدٌّ لإِبْرَاهيم بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ ) وهو إِبْرَاهِيمِ بنُ سَالِمِ بنِ رِكَابٍ ( الدِّمَشْقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الجِنَان ، وَوَلَدُه إِسْمَاعِيلُ شَيْخُ الذَّهَبِيِّ ، وَحَفِيدُه : مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ شَيْخُ العِرَاقِيِّ .
( و ) مَرْكَبٌ ( كمَقْعَدِ وَاحِدُ مَرَاكِبِ البَرِّ ) ، الدَّابَة ، ( والبَحْرِ ) السَّفِينَة ، ونِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ ، وجَاءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ : سَفَائِنُهُ ، وتَقُولُ : هَذَا مَرْكَبِي .
والمَرْكَبُ : المَصْدَرُ ، وقد تَقَدَّمُ تقولُ : رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً والمَرْكَبُ المَوْضِعُ ، ورُكَّاب السَّفِينَةِ : الذينَ يَرْكَبُونَهَا ، وكذلك رُكَّابُ
____________________

(2/524)


المَاءِ ، وعن الليث : العَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَرْكَبُ السَّفِينَةَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ ، وأَمَّا الرُّكْبَانُ والأُرْكُوبُ والرَّكْبُ فَرَاكِبُوا الدَّوَابِّ ، قال أَبو منصور : وقد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْبَاناً فقال :
يُهلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا
كمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ
يَعْنِي قَوْماً رَكِبُوا سَفِينَةً فَغُمَّت السَّمَاءُ ولم يَهْتَدُوا فلما طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّرُوا ، لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الذي يَؤُمُّونَهُ .
( و ) المُرَكَّبُ ( كَمُعَظَّمٍ : الأَصْلُ والمَنْبِتُ ) تقولُ : فلانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كَرِيمُ أَصْلِ مَنْصِبِه في قَوْمِه ، وهو مَجازٌ ، كذا في ( الأَساس ) ، ( والمُسْتَعِيرُ فَرساً يَغْزُو عليه فيكونُ له نِصْفُ الغَنِيمَةِ ونِصْفُهَا لِلْمُعِيرِ ) وقال ابن الأَعْرَابيّ : هو الذي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لِبَعْضِ ما يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ ( وقَدْ رَكَّبَهُ الفَرَسَ ) : دَفَعَهُ إِليه عَلَى ذلك ، وأَنشد :
لاَ يَرْكَبُ الخَيْلَ إِلاّ أَنْ يُرَكَّبَهَا
ولَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ ومِنْ سُودِ
وفي ( الأَساس ) : وفَارِسٌ مُرَكَّبٌ كمُعَظَّمٍ إِذا أُعْطِيَ فَرَساً لِيَرْكَبَهُ .
( و ) أَرْكَبْت الرَّجُلَ : جَعَلْت لَه مَا يَرْكَبُه و ( أَرْكَبَ المُهْرُ : حَانَ أَنْ يُرْكَبَ ) فهو مُرْكِبٌ ، ودَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ : بَلَغَتْ أَنْ يُغْزَى عَلَيْهَا ، وأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ ، وأَرْكَبَنِي مَرْكَباً فَارِهاً ، ولي قَلُوصٌ ما أَرْكَبَتْ وفي حديث السَّاعَةِ ( لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعةُ ) .
( والرَّكُوبُ و ) الرَّكُوبَةُ ( بِهَاءٍ ، منَ الإِبِلِ : الَّتِي تُرْكَبُ ) وقيلَ الرَّكُوبُ : كُلّ دَابَّةٍ تُرْكَبُ ، والرَّكُوبَةُ : اسْمٌ لجَمِيعِ ما يُرْكَبُ ، اسْمٌ للوَاحِد والجَمِيعِ ، ( أَو الرَّكُوبُ : المَرْكُوبَةُ والرَّكُوبَةُ : المُعَيَّنَةُ للرُّكُوبِ ، و )
____________________

(2/525)


قيلَ : هي ( اللاَّزِمَةُ لِلْعَمَلِ مِنْ ) جَمِيعِ ( الدَّوَابِّ ) يقالُ : مَالَهُ رَكُوبَةٌ وَلاَ حَمُولَةٌ ولاَ حَلُوبَةٌ ، أَي ما يَرْكَبُهُ ويَحْلُبُهُ ويَحْمِلُ عليه ، وفي التنزيل : { 2 . 036 فمنها ركوبهم ومنها ياءَكلون } ( يس : 72 ) قال الفرّاءُ : أَجْمَعَ القُرَّاءُ على فَتْحِ الرَّاءِ لاِءَنَّ المَعْنَى : فَمِنْهَا يَرْكَبُونَ ، ويُقَوِّي ذلكَ قَوْلُ عائِشَةَ في قِرَاءَتِهَا ( فمنها رَكُوبَتُهُمْ ) قال الأَصمعيّ : الرَّكُوبَةُ : ما يَرْكَبُونَ ( ونَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ورَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ ، مُحَرَّكَةً ) ، أَي ( تُرْكَبُ ، أَو ) نَاقَةٌ رَكُوبٌ أَوْ طَرِيقٌ رَكُوبٌ : مَرْكُوبٌ : ( مُذَلَّلَةٌ ) حكاه أَبو زيد ، والجَمْعُ رُكُبٌ ، وَعَوْدُ رَكُوبٌ كذلك ، وبَعِيرٌ رَكُوبٌ : به آثَارُ الدَّبَرِ والقعتَبِ ، وفي الحديث : ( أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً ) أَي تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ والرُّكُوبِ ، والأَلِفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَةِ .
( والرَّاكِبُ والرَّاكِبَةُ والرَّاكُوبُ والرَّاكُوبَةُ والرَّكَّابَةُ ، مُشَدَّدَةً : فَسِيلَةٌ ) تَكُونُ ( فِي أَعْلَى النَّخْلِ مُتَدَلِّيَة لا تَبْلُغُ الأَرْضَ ) ، وفي ( الصحاح ) : الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ في جُذُوع النَّخْلِ ولَيْسَ له في الأَرْضِ عِرْقٌ ، وهي الرَّاكُوبَةُ والرَّاكُوبُ ، ولا يقالُ لها الرَّكَّابَةُ إِنَّمَا الرَّكَّابَةُ : المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الرُّكُوبِ ، هذا قول بعض اللغويين .
قلتُ : ونَسَبَهُ ابن دريد إِلى العَامَّةِ ، وقال أَبو حنيفة : الرَّكَّابَةُ الفَسِيلَةُ ، وقيل : شِبْهُ فَسِيلَةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عندَ قِمَّتِهَا ، ورُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا ، وإِذَا قُطِعَتْ كان أَفْضَلَ للأُمِّ ، فأَثْبَتَ ما نَفَى غيرُه وقال أَبو عبيد : سمعتُ الأَصْمعيّ يقولُ : إِذا كانت الفَسِيلَةُ في الجِذْعَ ولم تكن مُسْتَأْرِضَةً فهي من خَسِيسِ النَّخْلِ ، والعَرَبُ تُسَمِّيهَا الرَّاكِبَ ، وقيلَ فيها الرَّاكُوبُ وجمعُهَا الرَّوَاكِيبُ .
( ورَكَّبَهُ تَرْكِيباً : وَضَعَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَتَركَّبَ ، وتَرَاكَبَ ) ، منه : رَكَّبَ الفَصَّ في الخَاتَمِ ، والسِّنَانَ في القَنَاةِ
____________________

(2/526)


( والرَّكِيبُ ) اسْمُ ( المُرَكَّبِ في الشَّيءِ كالفَصِّ ) يُرَكَّبُ في كِفَّةِ الخَاتَمِ ، لأَنَّ المُفَعَّلَ والمُفْعَلَ كُلُّ يُرَدُّ إِلى فَعِيلٍ ، تَقُولٌ : ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ ، ورَجُلٌ مُطْلَقٌ وطَلِيقٌ ، وشيءُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ ، وتقولُ في تَرْكِيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ ، والنَّصْلِ في السَّهْمِ : رَكَّبْتُه فَتَرَكَّبَ ، فَهُوَ مُرَكَّبٌ وَرَكِيبٌ .
( و ) الرَّكِيبُ بمعنَى الرَّاكِبِ كالضَّرِيبِ والصَّرِيمِ ، للضَّارِبِ والصَّارِم ، وهُوَ ( مَنْ يَرْكَبُ مَعَ آخَرَ ) وفي الحديث : ( بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى ) أَرادَ مَنْ يَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ ( رُكْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ : سَوَابِقُهُ التي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ ) في أَوَّلهِ ، والقُنْبُعُ كقُنْفُذٍ : وِعَاءُ الحِنْطَةِ ، يقال : قد خَرَجَتْ في الحَبِّ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ .
( و ) من المجاز أَيضاً : رَكِبَ الشَّحُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً وتَرَاكَبَ ، وإِنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاكِبَ ورَوَادِفَ ( رَوَاكِبُ الشَّحْمِ : طَرَائِقُ مُتَرَاكِبَةٌ ) بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ( فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ و ) أَمَّا ( التي في مُؤَخَّرِهِ ) فهي ( الرَّوَادِفُ ) ، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ ، ورَاكِبَةٌ .
( والرُّكْبَةُ بالضَّمِّ : أَصْلُ الصِّلِّيَانَةِ إِذا قُطِعَتْ ) نقله الصاغانيّ .
( و ) الرُّكْبَةُ ( : مَوْصِلُ مَا بَيْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ وأَعَالِي السَّاقِ ، أَو ) هيَ ( مَوْضِعُ ) كذا في ( النسخ ) ، وصَوَابُه مَوْصِلُ ( الوَظِيفِ والذِّرَاعِ ) ورُكْبَةُ البَعِيرِ في يَدِه ، وقد يقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ كُلِّهَا من الدَّوَابّ : رُكَبٌ ، ورُكْبَتَا يَدَيِ البَعِيرِ : المَفْصِلاَن اللَّذَانِ يَلِيَانه البَطْنَ إِذا بَرَكَ ، وأَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ ، وكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ رُكْبَتَاهُ في يَدَيْهِ ، وعُرْقُوبَاهُ في رِجْلَيُهِ ، والعُرْقُوبُ
____________________

(2/527)


مَوْصِلُ الوَظِيفِ ( أَو ) الرُّكْبَةُ ( : مَرْفِقُ الذِّرَاعِ من كُلِّ شَيْءٍ ) وحكي اللِّحْيَانيّ : بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منها رُكْبَةً ثمَ جَمَعَ عَلَى هذَا ، ( ج ) في القِلَّةِ رُكْبَاتٌ ورُكَبَاتٌ ورُكُبَاتٌ ، والكَثِيرُ ( رُكَبٌ ) وكذلك جَمْعُ كُلِّ ما كانَ على فُعْلَةٍ إِلاَّ في بَنَات اليَاءِ فإِنَّهُم لا يُحَرِّكُونَ مَوْضِعَ العَيْن منه بالضَّمِّ ، وكذلك في المُضَاعَفَةِ .
( و ) أَبُو بَكْرٍ ( مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُودِ بنِ أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ ) إِلى خُشَيْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبرَةَ بن ثَعْلَبِ بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَةَ ( مِنْ كِبَارِ نُحَاةِ المَغْرِبِ ، وكذلك ابنُه أَبو ذَرَ مُصْعَبٌ ) ، قيَّدَه المُرْسِيّ ، وهو شَيْخُ أَبي العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِيشِيِّ شارِح المَقَامعاتِ ، والقَاضِي المُرْتَضَى أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود ، عُرِفَ كجَدِّه بابنِ أَبِي رُكَبٍ ، سَمعَ بالمَرِيَّةِ ، وسَكَنَ مُرْسِيَةَ تُوُفِّي سنة 586 كذا في أَول جزءِ الذَّيْلِ للحافِظِ المُنْذِرِيِّ .
( والأَرْكَبُ : العَظِيمُهَا ) أَيِ الرُّكْبَةِ ( وَقَدْ رَكِبَ ، كَفَرِحَ ) رَكَباً .
ورُكِبَ الرَّجُلُ ، كعُنِيَ : شَكَى رُكْبَتَهُ .
( و ) رَكَبَهُ ( كنَصَرهُ ) يَرْكُبُهُ رَكْباً ( : ضَرَبَ رُكْبَتَهُ ، أَوْ أَخَذَ ) بِفَوْدَيْ شَعَرِه أَوْ ( بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُكْبَته ، أَوْ ضَرَبَهُ برُكْبَته ) وفي حديث المُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ ( ثم رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكَبَتِي ) هُوَ مِنْ ذلك ، وفي حديث ابنِ سيرينَ ( أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ ورُكَبَهَا ، اتَّقِ الأَزْدَ لاَ يَأْخُدُوكَ فَيَرْكُبُوكُ ) أَي يَضْرِبُوكَ بِرُكِبِهِمْ ، وكانَ هذَا مَعْرُوفاً في الأَزْدِ ، وفي الحديث ( أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبي صُفْرَةَ دَعَا بمُعَاوِيَةَ بنِ عَمرٍ و وجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ : أَصْلَحَ الله الأَمِيرَ ، أَعْفِنِي مِنْ أُمَّ كَيْسَانَ ) وهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ ، وفي ( الأَساس ) : ومن
____________________

(2/528)


المجاز : أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فيهِ الرُّكَبُ ، وحَكَّتْ فيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ .
( والرَّكِيبُ : المَشَارَةُ ) بالفَتْحِ : السَّاقِيَةُ ( أَو الجَدْوَلُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ ، أَوْ ) هي ( مَا بَيْنَ الحَائِطَيْنِ مِنَ النَّخِيلِ والكَرْمِ ) ، وقيلَ : هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من الكَرْمِ ( أَو المَزْرَعَة ، وفي ( التهذيب ) : قَدْ يُقَالُ لِلْقَرَاحِ الذي يُزْرَعُ فيه : رَكِيبٌ ، ومنه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا :
فَيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَوَاشِي وتَارَةً
لاِءَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ
وأَهْلُ الرَّكِيبِ : هُمُ الحُضَّارُ ، ( ج ) رُكُبٌ ( ككُتُبٍ ) .
( والرَّكَبُ ، مُحَرَّكَةً ) : بَيَاضٌ في الرُّكْبَةِ ، وهو أَيضاً ( : العَانَةُ أَو مَنْبِتُهَا ) وقيلَ : هو ما انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فكانَ تَحْتَ الثُّنَّةِ وفَوْقَ الفَرْجِ ، كُلُّ ذلك مُذَكَّرٌ ، صَرَّحَ به اللِّحْيَانيّ ( أَو الفَرْجُ ) نَفْسُهُ ، قال :
غَمْزَكَ بِالكَبْسَاءِ دَاتِ الحُوقِ
بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ
( أَو ) الرَّكَبُ ( ظَاهِرُهُ ) أَيِ الفَرْجِ ( أَو الرَّكَبَانِ : أَصْلُ الفَخِذَيْنِ ) وفي غير القاموس : أَصْلاَ الفَخِذَيْنِ اللَّذَانِ ( عَلَيْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ ) ، وفي أُخْرَى : لَحْمَا الفَرْجِ ، أَي مِنَ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ ( أَوْ خَاصٌّ بِهِنَّ ) ، أَي النسَاءِ ، قاله الخليل ، وفي ( التهذيب ) : ولا يقال : رَكَبُ الرجُلِ ، وقال الفَرَّاءُ : هو للرَّجُلِ والمَرْأَةِ ، وأَنشد :
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
قال شيخُنَا : وقَدْ يُدَّعَى في مِثْلِه التَّغْلِيبُ ، فَلاَ يَنْهَضُ شَاهِداً لِلْفَرَّاءِ .
____________________

(2/529)



قلتُ : وفي قَوْلِ الفرزدق حِينَ دَخَلَ عَلَى ظَبْيَةَ بِنْتِ دَلَم فأَكْسَلَ :
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى نَعْظٍ فُجِعْتُ بِهِ
حِينَ الْتَقَى الرَّكَبُ المحْلوقُ بالرَّكَبِ
شاهدٌ للفراءِ ، كما لا يَخْفَى ( ج أَرْكَابٌ ) ، أَنشد اللِّحْيَانِيُّ :
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يا غَلاَبِ
تحْملُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَكَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ
كَجَبْهَهِ التُّرْكِيِّ فِي الجِلْبَابِ
( وَأَرَاكِيبُ ) ، هكذا في ( النسخ ) ، وفي بعضها : أَرَاكِبُ كَمَسَاجِدَ ، أَي وأَمَّا أَرَاكِيبُ كمَصَابِيحَ فهو جَمْعُ الجمْعِ ، لأَنَّه جَمْعُ أَرْكَابٍ ، أَشَار إِليه شيخُنَا ، فإِطلاقُه من غيرِ بَيَانٍ في غيرِ مَحَلِّهِ .
( وَمَرْكُوبٌ : ع بالحِجَازِ ) وهو وَادٍ خَلْف يَلَمْلَمَ ، أَعْلاَهُ لِهُذَيْلٍ ، وأَسْفَلُهُ لِكِنَانَةَ ، قالت جَنوبُ .
أَبْلغْ بَنِي كَاهِلٍ عَنِّي مُغَلْغَلةً
والقَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْيَا فمَرْكوبُ
ورَكْبٌ المِصْرِيُّ صَحَابِيٌّ أَو تابِعِيٌّ ) عَلَى الخِلاَفِ ، قال ابنُ مَنْدَه : مَجْهُولٌ : لاَ يُعْرَفُ له صُحْبَة ، وقال غيرُه : لَهُ صُحْبَةٌ ، وقال أَبُو عْمَرَ : هُوَ كِنْديٌّ له حَدِيثٌ ، رَوَى عنه نَصِيحٌ العَنْسِيُّ في التَّوَاضُعِ .
( ورَكْبٌ : أَبُو قَبِيلَةٍ ) مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ ، مِنْها ابْنُ بَطَّالٍ الرَّكْبِيُّ .
( وَرَكُوبَةُ : ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ ) الشَّرِيفَيْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلمفي إِلى المَدِينَةِ . قال :
ولَكِنَّ كَرًّا فِي رَكُوبَةَ أَعْسَرُ
وكَذَا رَكُوبُ : ثَنِيَّةٌ أُخْرَى صَعْبَةٌ
____________________

(2/530)


سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال عَلْقَمَةُ :
فَاينَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرَكُوبُ
رِحْلَةُ : هَضْبَةٌ أَءَضاً ، وروايةُ سيبويه : رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ أَيْ أَنْ تْرْحَلَ ثمَّ تُركَب .
( والرِّكَابِيَّةُ بالكَسْرِ : ع قُرْبَ المَدِينَةِ ) المُشْرِّفَةِ ، على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، على عَشَرَةِ أَمْيَالٍ منها .
( و ) رُكَبٌ ( كَصُرَدٍ : مُخْلاَفٌ باليَمَنِ ) .
( ورْكْبَةُ بالضَّمِّ : وَادٍ بالطِّائِفِ ) بين غَمْرَة وذَاتِ عِرْقٍ ، وفي حديث عُمَرَ ( لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ بالشَّامٍ ) قال مالكُ بنُ أَنَسٍ : يُرِيدُ لِطُول البَقَاءِ والأَعْمَارِد ولِشِدَّةِ الوَبَاءِ بالشَّامِ .
قلتُ وفي حديثِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما : ( لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِينَ ذَنْباً بِرُكْبَةَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُذُنِبَ ذَنْباً بِمَكَّةَ ) كذا في بَعْضِ المَنَاسِكِ ، وفي ( لسان العرب ) : ويقال لِلْمُصَلِّي الذي أَثَّرَ السُّجُودُ في جَبْهَتِه : بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ ، ويُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَيَتَكَافَآنِ : هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ ، وذلك أَنَّهُمَا يَقَعَانِ مَعاً إِلى الأَرْضِ منها إِذَا رَبَضَتْ .
( وذُو الرّكْبَةِ : شَاعِرٌ ) واسْمُهُ مُوَيْهِبٌ .
( وبِنْتُ رُكْبَةَ : رَقَاشِ ) كَقَطَامِ ( أَمُّ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ ) بنِ غَالِبٍ .
( و ) رَكْبَانُ ( كَسَحْبَانَ : ع بِالحِجَازِ ) قُرْبَ وَادِي القُرَى .
( و ) من المجاز ( رِكَابُ السَّحَابِ بِالكَسْرِ : الرِّيَاحُ ) في قول أُمَيَّةَ :
تَرَدَّدُ والرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ
____________________

(2/531)



وتَرَاكَبَ السَّحَابُ وتُرَاكَمَ : صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ .
( والرَّاكِبُ رَأْسُ الجَبَلِ ) هكذا في ( النسخ ) ومثلُه في ( التكملة ) وفي بعضها الحَبْل ، بالحَاءِ المهملة ، وخو خطأٌ :
( و ) يُقَالُ ( بَعِيرٌ أَرْكَبُ ) إِذَا كان ( إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَى ) .
( و ) في النَّوَادِرِ : ( نَخْلٌ رَكِيبٌ ) ورَكيبٌ مِنْ نَخْلٍ ، وهُوَ ما ( غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ أَوْ غَيْرِ جَدْوَلٍ ) .
والمُتَرَاكِبُ مِنَ القَافِيَةِ : كُلُّ قَافِيةٍ تَوَالَتْ فيها ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ ، وَهِيَ : مُفَاعَلَتُنْ ومُفْتَعِلُنْ وفَعِلُنْ ، لأَنَّ في فَعِلُنْ نُوناً ساكنةً ، وآخِر الحرفِ الذي قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساكِنةٌ ، وفَعِلْ إِذا كانَ يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نحو فَعُولُ فَعِلْ ، الَّلامُ الأَخِيرَةُ ساكِنَةٌ ، والواوُ في فَعُولُ ساكنةٌ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( ) ومما استدركه شيخنا على المؤلف :
مِنَ الأَمْثَالِ ( شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ ) يُضْرَبُ للسَّرِيعِ الغَضَبِ وللْغَادِرِ أَيضاً ، قال ابن ( أَبي ) الحَدِيدِ في ( شَرْح نَهْجِ البَلاَغَةِ ) في الكِتَابَةِ : ويَقُولُونَ : ( مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ ) أَي يُغْضِبُه أَدْنَى شيْءٍ ، قال الشاعر :
لاَ تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عْصْبَةٍ
مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
وأَوْرَدَهُ المَيْدَانِيُّ في ( مجمع الأَمثال ) وأَنْشَدَ البَيْتَ ( مِنْ نِسْوَةٍ ) يَعْنِي مِنْ نِسْوَةٍ هَمُّهَا السِّمَنُ والشَّحْمُ .
وفي ( الأَساس ) : ومِنَ ( المَجَازِ ) رَكِبَ رَأْسَهُ : مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بغَيْرِ رَوِيَّةٍ لا يُطِيعُ مُرْشِداً ، وهو يَمْشِي الرِّكْبَةَ ، وهُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ .
قُلْتُ : وفي ( لسان العرب ) : وفي حديث حُذَيْفَةَ ( إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ ، لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً ، وَلاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً ) مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ
____________________

(2/532)


رُؤُوسَكُمْ في البَاطِلِ والفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ ، قال ابنُ الأَثِيرِ : الرَّكْبَةُ : المَرَّه مِنَ الرُّكُوبِ ، وجَمْعُهَا الرَّكَبَات بالتَّحْرِيكِ ، وهي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هو حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ ، والرَّكَبَات ، واقعٌ مَوْقعَ ذلك الفِعْلِ مُشْتَغُنًى به عنه ، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ ، والمَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لا يَنْبَغِي لَكُمْ ، كَأَنَّكُم في تَسَرُّعِكُمْ إِليه ذُكُورُالحَجَلِ في سُرْعَتِهَا وتَهَافِتُهَا ، حتى إِنَّهَا إِذا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفْسَهَا عليها حَتَّى تَسْقْطَ في يَدِهِ ، هكذا شَرَحَه الزمخشريُّ .
وفي ( الأَساس ) : ومِنَ ( المَجَازِ ) : وعَلاَهُ الرُّكَّاب ، كَكْبَّار : الكابُوسُ .
وفي ( لسان العرب ) : وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ( فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي ) أَيْ تَبِعَنِي ، وَجَاءَ عَلَى أَثَرِي ، لأَنّ الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ ، يقال رَكِبْتُ أَثَرَهُ وطَرِيقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً به ،
ومُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ كَتَبَ عنه السِّلَفِيُّ .
وبالكَسْرِ والتَّخْفِيفِ : عَبْدُ اللَّهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، ذَكَرَه منصور في الذيل .
ويُوسُفُ بنُ عبدِ الرحْمنِ بنِ عليَ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ ، مُحَدِّث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ في الذَّيْل .
وَرَكِيبُ السُّعَاةِ : العوانِي عِندَ الظَّلَمَةٍ .
والرَّكْبَةُ بالفَتْحِ : المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ ، والجَمْعُ رَكَبَاتٌ .
والمَرْكَبُ : المَوْضِعُ .
____________________

(2/533)



وقال الفراءُ : تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ ؟ فيقولُ : ذُو الرُّكْبَةِ ، أَيْ هَذَا الذي مَعَكَ .
رنب : ( الأَرْنَبُ م ) وهو فَعْلَلٌ عندَ أَكْثَرِ النحويين ، وأَما الليثُ فَزَعَمَ أَنَّ الأَلِفَ زَائِدَةٌ ، وقال : لاَ تَجِيءُ كلمةٌ في أَولها أَلفٌ فتكون أَصليّةً إِلاَّ أَن تكونَ الكلمةُ ثلاثةَ أَحرفٍ مثلَ الأَرْضِ والأَمْرِ والأَرْشِ ، وهو حَيَوَانٌ يُشْبِه العَنَاقَ قَصِيرُ اليَدَيْنِ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ عَكْسُ الزَّرَافَةِ يَطَأُ الأَرْضَ على مُؤَخَّرِ قَوَائِمِه ، اسْمُ جِنْسٍ ( للذَّكَرِ والأُنْثَى ) قال المُبَرّدُ في ( الكامل ) : إِنَّ العُقَابَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنْثَى ، وإِنَّمَا مُيِّزَ باسمِ الإِشَارَة كالأَرْنَبِ ( أَو ) الأَرْنَبُ ( لِلأُنْثَى ، والخُزَزُ ) كصُرَدٍ بمُعْجَمَات ، ( لِلذَّكَرِ ) ويقالُ : الأُنْثَى : عِكْرِشَةٌ ، والخِرْنِقُ : وَلَدُهُ ، قال الجاحِظُ : وإِذَا قُلْتَ أَرْنَبٌ فليسَ إِلاَّ أُنْثَى ، كَمَا أَنَّ العُقَابَ لا يَكُونُ إِلاَّ لِلأُنْثَى ، فتقول هذه العُقَابُ ، وهذِه الأَنْثى ( ج أَرَانِبُ وأَرَانٍ ) ، عن اللحيانيّ ، فأَمَّا سيبويهِ فلَمْ يُجِزْ أَرَانٍ إِلاَّ في الشِّعْرِ ، وأَنْشَدَ لأَبِي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ ، يُشْبِّهُ نَاقَتَهُ بِعُقَابٍ :
كَأَنَّ رَححلِي عَلَى شَغْوَاءَ حَادِرَةٍ
ظَمْيَاءِ قَدْ بُلَّ مِنْ طِلَ خَوَافِيهَا
لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ
مِنَ الثَّعَالِي وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
يُرِيدُ الثَّعَالِبَ والأَرَانِبَ ، وَوَجَّهَهُ فقَالَ : إِنَّ الشاعِرَ لمَّا احْتَاجَ إِلى الوَزنِ واضْطُرَّ إِلى اليَاءِ أَبْدَلَهَا مِنْهَا ( وَكِسَاءٌ مَرْنَبَانِيٌّ ، بِلَوْنِهِ و ) كِسَاءٌ ( مُؤَرْنَبٌ لِلْمَفْعُولِ ومَرْنَبٌ كمَقْعَدٍ ) إِذا ( خُلِطَ بِغَزْلِهِ وَبَرُهُ ) ، وقيلَ : المُؤَرْنَبُ كالمَرْنَبَانِيِّ ، قالت ليلى الأَخيليّةُ تَصِفُ قَطَاةً تَدَلَّتْ عَلى فِرَاخِهَا ، وهي حُصُّ الرُّؤُوسِ لا رِيشَ عَلَيْهَا :
تَدَلَّتْ عَلَى حُصِّ الرُّؤْوسِ كَأَنَّهَا
كُرَاتُ غُلاَمٍ في كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ
وهو أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه ، قال ابن بَرِّيّ : ومثلُه قولُ الآخَرِ :
فإِنَّهُ أَهْلٌ لاِءَنْ يُؤَكْرَمَا
____________________

(2/534)



وأَرْضٌ مَرْنَبَةٌ ومُؤَرْنَبةٌ ضُبِطَ عندنا في ( النسخ ) بفتح النُّونِ في الأَخِيرَةِ والصوابُ كسرُهَا ، رُوِي ذلك عن كُراع : ( : كَثِيرَتُهُ ) وفي ( الأَساس ) يقال لِلذَّلِيلِ : إِنَّمَا هُوَ أَرْنَبٌ ، لأَنَّهُ لاَ دَفْعَ عنْدَها لاِءَنَّ القُبَّرَةَ تَطْمَعُ فِيهَا ، ( والأَرْنَبُ ) وفي ( لسان العرب ) المَرْنَبُ بالمِيم بدلَ الأَلفِ ، قُلْتُ وهُوَ نَصُّ ابن دريد ( جُرَذٌ ) كاليَرْبُوعِ ( قَصِيرُ الذَّنَبِ ، كالبَرْنَبِ ، و ) الأَرْنَبُ ( ضَرْبٌ مِنَ الحُليّ ) قال رؤبةُ :
وعَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ ونَخْلِ
والأَرْنَبُ : مَوْضِعٌ ، قال عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ :
عَجَّت نسَاءُ بَنِي عبيد عَجَّةً
كعَجِيجِ نِسْوَتِنَا غَدَاةَ الأَرْنَبِ
( و ) أَرْنَبُ : اسْمُ ( امْرَأَةٍ ) قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :
مَتَى تَأْتِهِمْ تَرْفَعْ بَنعاتِي بِرَنَّةٍ
وتَصْدَحْ بِنَوْحٍ يَفْرَعُ النَّوْحَ أَرْنَبُ
وزَادَ الدَّمِيرِيُّ في ( حياة الحيوان ) الأَرْنَب البَحْرِيُّ ، قال القَزْوِينِيُّ : من حَيَوَانِ البَحْرِ ، رَأْسُهُ كرَأْسِ الأَرْنَبِوبَدَنُه كبَدَنِ السَّمَكِ ، وقالَ الرَّئِيسُ ابنُ سِينَا : إِنَّهُ حَيَوَانٌ صَغِيرٌ صَدَفِيٌّ ، وهُوَ من ذَوعاتِ السُّمُومِ إِذا شُرِبَ .
قُلْتُ فَعَلَى هَذَا إِنَّمَا المُشَابَهَةُ في الاسْمِ لاَ الشَّكْلِ .
( و ) الأَرْنَبَةُ ( بِهَاءٍ : طَرَفُ الأَنْفِ ) وجمعُهَا : الأَرَانِبُ أَيضاً ، وفي حديث الخُدْرِيِّ ( ولَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى أَنْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلموأَرْنَبَتِهِ ) ، ويقالُ : هُمْ شُمُّ الأُنُوفِ وَارِدَةُ الأَرَانِب ، وتقولُ : وجَدْتُهُمُ
____________________

(2/535)


مُجَدَّعِي الأَرَانبِ أَشَدَّ فَزَعاً من الأَرَانِب ، وَجَدَع فُلاَنٌ أَرْنَبَةَ فُلاَنٍ : أَهَانَهُ .
( والأُرَيْنِبَةُ ) مُصَغَّراً ( : عُشْبَةٌ كالنَّصِيِّ ) إِلاَّ أَنَّهَا أَدَقُّ وأَضْعَفُ وأَلْيَنُ ، وهِيَ نَاجِعَةٌ في المَالِ جِدًّا ، ولَهَا إِذا جَفَّتْ سَفًى كُلَّمَا حُرِّكَ تَطَايَرَ فَارْتَرَّ في العُيُونِ والمَنَاخِرِ ، عن أَبي حنيفَةَ .
والأُرَيْنِبَةُ مُصَغَّراً : اسْمُ مَاءٍ لِغَنِيِّ بن أَعْصُرَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسٍ وبالقُرْبِ منها الأَوْدِيَةُ .
والأُرَيْنِبَاتُ مُصَغَّراً : مَوْضِعٌ في قول عنترة :
وَقَفْتُ وَصْحْبَتِي بِأُرَيْنِبَاتٍ
عَلى أَقْتَادِ عُوجٍ كالسَّهَامِ
كذا في ( المعجم ) . ( والأَرْنَبَانِيُّ : الخَزُّ الأَدْكَنُ ) الشَّدِيدُ الدُّكْنَةِ ، نَقَلَه الصاغانيّ ، وفي ( لسان العرب ) في حديث اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ ( حَتَّى رَأَيْتُ الأَرْنَبَةَ يَأْكُلُهَا صِغَارُ الإِبِلِ ) قال ابن الأَثير : هكذا يرويه أَكثر المُحَدِّثِينَ ، وفي معناها قَوْلاَنِ ذَكَرَهُما القُتَيْبِيُّ في غَرِيبِه ، والذي عليه أَهلُ اللغةِ أَنَّ اللَّفْظَةَ إِنَّمَا هِيَ الأَرِينَةُ بِيَاءٍ تَحْتِيَّة ونُونٍ ، وهُو نَبْتٌ مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الخِطْمِيَّ عَرِيضُ الوَرَقِ ، وعنِ الأَزْهِرِيّ : قال شَمِرٌ : قال بعضُهم : سَأَلْتُ الأَصْمَعِيَّ عن الأَرْنَبَةِ فَقَال : نَبْتٌ ، قال شَمر : وهو عِنْدِي : الأَرِينَةُ ، سَمِعْتُ في الفَصِيحِ من أَعْرَابِ سَعْدِ بنِ بَكْرٍ ببَطْنِ مَرَ ، قال : وَرَأَيتُهُ نَبَاتاً يُشْبهُ الخهطْمِيَّ عَرِيضَ الوَرَقِ ، قالَ شَمِرٌ : وسَمِعْتُ غَيْرَه من أَعْرَابِ كِنَانَةَ يقولُ : هُوَ الأَرِينُ ، وقالت أَعْرَابِيَّةٌ بِبَطْنِ مَرَ : هِيَ الأَرِينَةُ ، وهي خِطْمِيُّنَا وغَسُولُ الرَّأْسِ ، قال أَبُو مَنْصُورٍ : وهذا الذِي حَكَاهُ شمِرٌ : صَحِيحٌ ، والذي رُوِيَ عنِ الأَصمعيّ أَنَّهُ الأَرْنَبَةُ ، ( من الأَرَانب ) غَيْرُ صَحِيحٍ ، وشَمِرٌ مُتْقِنٌ ، وقَدْ عُنِيَ بهذا الحَرْفِ فَسَأَلَ عنه غَيْرَ وَاحِد مِنَ الأَعْرَابِ حَتَّى أَحْكَمَهُ ، والرُّوَاةُ رَبَّمَا صَحَّفُوا وغَيَّرُوا ، قال : ولَمْ أَسُمَعِ
____________________

(2/536)


الأَرْنَبَةَ في باب النبات مِنْ وَاحَد وَلاَ رَأَيْتُه في نُبُوتِ البَادِيةِ ، قال : وهُوَ خطَأٌ في أَرن .
( وَرَنْبُويَةُ ) بإِسقاط الأَلِفِ ( أَو أَرَنْبُويَةُ ) بالأَلفِ ، آخِرُهُ هَاءٌ مَضْمُومَةٌ في حالِ الرَّفْعِ ، وليس كَنِفْطَوَيْهِ وسِيبَوَيْهِ ( : ة بالرَّيِّ ) قريبةٌ منها ، كَذَا في ( المراصد ) ( مَاتَ بِهَا ) أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ ( الكِسَائِيُّ ) النَّحْوِيُّ المُقْرىء ، وإِمَامُ الفِقْهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ صَاحِبُ أَبِي حَنِيفَةَ في يَوْمٍ وَاحِدٍ ، سَنَةَ تِسْعٍ وثَمَانِينَ ومائَة ، ودُفِنَا بهذه القَرْيَةِ ، وكَانَا خَرَجَا معَ الرشيدِ فصلَّى عليهما ، وقال : اليَوْمَ دَفَنْتُ عِلْمَ العَرَبِيَّةِ والفِقْه .
( وذَاتُ الأَرَانِبِ : ع ) في قولِ ابنِ الرِّقَاعِ العَامِلِيِّ :
فَذَرْ ذَا ولَكِنْ هَلْ تَرَى ضَوْءَ بَارِقٍ
وَمِيضاً تَرَى منه على بُعْدِه لَمْعَا
تَصَعَّدَ فِي ذَاتِ الأَرَانِبِ مَوْهِناً
إِذَا هَزَّ رَعْدٌ خِلْتَ في وَدْقهِ سَفْعاً
كذا في ( المعجم ) .
( والمَرْنَبُ : قَارةٌ ) هكذا في النسخ ، وسقط من بعضها ، وقَارَةٌ هكذا بالقَافِ في سائرِهَا وهو تصحيفٌ قَبيحٌ ، وصوابُه فَأْرَةٌ بالفَاءِ ، وزادَه قُبْحاً أَنْ ذَكره هنا ، وحَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ عندَ قوله : جُرَذٌ قَصيرُ الذَّنَب ، وهُوَ هُوَ ، فتأَمَّلْ .
رهب : ( رَهِبَ كَعَلِمَ ) يَرْهَبُ ( رَهْبَةً ورَهْباً بالضمِّ والفَتْحِ و ) رَهَباً ( بالتَّحْرِيكِ ) أَيْ أَنَّ فيهِ ثَلاَثَ لُغَاتٍ ( ورُهْبَاناً بالضَّمِّ ، ويُحَرَّكُ الأَخِيرَانِ نَقَلَهُمَا الصّغَانيّ أَي ( خَافَ ) أَوْ مَعَ تَحَرّزٍ ، كما جَزَمَ به صاحب ( كَشف الكشَّاف ) ، ورَهِبَهُ رَهْباً : خَافَهُ ( والاسْمُ ) : الرُّهْبُ بالضَّمِّ و ( الرَّهْبَى ) بالفَتْحِ ( ويُضَمُّ ويُمَدَّانِ ، ورَهَبُوتَى
____________________

(2/537)


وَرَهَبُوتٌ مُحَرَّكَتَيْنِ ) يقال : رَهَبُوتٌ ( خَيْرٌ مِن رَحَمُوتٍ ، أَيْ لأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ ) ومِثْلُهُ : رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ ، قاله المَيْدَانِيُّ ، وقال المُبَرِّدُ رَهَبُوتَى خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتَى ، وقال الليث : الرَّهْبُ جَزْمٌ لُغَةٌ في الرَّحَبِ ، قال : والرَّهْبَى اسْمٌ مِنَ الرَّهَبِ تقولُ الرَّهْبَى مِنَ اللَّهِ والرَّغْبَى إِلَيْهِ ( وأَرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَه ؛ أَخَافَهُ ) وفَزَّعَهُ ، واسْتَرْهَبَهُ : اسْتَدْعَى رَهْبَتَهُ حَتَّى رَهِبَهُ النَّاسُ ، وبذلك فُسِّرَ قولُه عَزَّ وجَلَّ { 2 . 037 واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم } ( الأَعراف : 116 ) أَي أَرْهَبُوهُمْ ( وتَرَهَّبَهُ ) غَيْرُه إِذا ( تَوَعَّدَهُ ) ، والرَّاهِبَةُ : الحَالَةُ التي تُرْهِبُ أَيْ تُفْزِعُ .
( والمَرْهُوبُ : الأَسَدُ ، كالرَّاهِبِ ، و ) المَرْهُوبُ ( : فَرَسُ الجُمَيْحِ بنِ الطَّمَّاحِ ) الأَسَدِيّ .
( والتَّرَهُّبُ : التَّعَبُّدُ ) وقيل : التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَةٍ ، وقَدْ تَرَهَّبَ الرَّجُلُ إِذا صَارَ رَاهِباً يَخْشَى اللَّهَ تعالَى :
( و ) رَهَّبَ الجَمَلُ نَهَضَ ثُمَّ بَرَكَ مِنْ ضَعْفٍ بِصُلْبِهِ .
و ( الرَّهْبُ ) كالرَّهْبَى ( : النَّاقَةُ المَهْزُولَةُ ) جِدًّا ، قال الشاعر :
وأَلْوَاحُ رَهْبٍ كَأَنَّ النُّسُو
عَ أَثْبَتْنَ فِي الدَّفِّ منه سِطَارَا
وقال آخَرُ :
ومِثْلِكَ رَهْبَى قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً
تُقَلِّبُ عَيْنَيْهَا إِذَا مرَّ طَائِرُ
وقيل : رَهْبَى ها هنا اسمُ ناقَةٍ وإِنَّمَا سَمَّاهَا بذلك ، ( أَو ) الرَّهْبُ : ( الجَمَلُ ) الذي اسْتُعْمِلَ في السَّفَرِ وكَلَّ ، وقيل : هو الجَمَلُ ( العَالِي ) ، والأُنْثَى رَهْبَة ، ( وأَرْهَبَ ) الرَّجُلُ إِذَا ( رَكِبَهُ ) ، ونَاقَةٌ رَهْبٌ : ضَامِر ، وقيلَ : الرَّهْبُ : العَرِيضُ العِظَامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ ، قال :
( و ) رَهْبٌ كَبُنْيَانِ الشَّآمِيِّ أَخْلَقُ .
( و ) الرَّهْبُ : السَّهْمُ الرَّقِيقُ ، وقيلَ العَظِيمُ ، والرَّهْبُ ( : النَّصْلُ الرَّقِيق ) مِنْ نِصَالِ السِّهَامِ ( ج ) رِهَابٌ ( كِحِبَالٍ ) قال أَبو ذُؤَيب :
____________________

(2/538)



قَدْ نَالَهُ رَبُّ الكِلاَبِ بِكَفِّهِ
بِيضٌ رِهَابٌ رِيشُهُنَّ مُقَزَّعُ
( و ) الرَّهَبُ ( بِالتَّحْرِيكِ : الكُمّ ) بِلُغَةِ حِمْيَرَ ، قال الزمخشريّ : هُوَ مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ ، وصَرَّح في الجمهرة أَنَّهُ غير ثَبَتٍ ، نقلَه شيخُنَا ، وفي ( لسان العرب ) : قال أَبُو إِسحاقَ الزجَّاجُ : قولُه جَلَّ وعَزَّ : { 2 . 037 واضمم اليك جناحك من الرهب } ( القصص : 32 ) والرُّهْب ، إِذَا جَزَمَ الهَاءَ ضَمَّ الرَّاءَ وإِذَا حَرَّكَ الهَاءَ فَتَحَ الرَّاءَ ، ومَعْنَاهُمَا واحدٌ ، مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ ، قال : ومَعْنَى جَنَاحكَ ها هنا يقالُ : العَضُدُ ، ويقالُ : اليَدُ كُلُّهَا جَنَاحٌ ، قال الأَزهريّ : وقال مُقَاتِلٌ في قوله ( مِنَ الرَّهبِ ) هُو كِمُّ مِدْرَعَتِهِ ، قال الأَزهريّ : وهو صَحِيحٌ في العربيةِ ، والأَشْبَهُ بسِيَاقِ الكَلاَمِ والتفسيرِ واللَّهُ أَعلمُ بما أَرادَ ، ويقال : وَضَعْتُ الشَّيْءَ في رُهْبِي ، بالضَّمِّ ، أَي في كُمِّي ، قال أَبُو عَمْرٍ و : يُقَالُ لِكُمِّ القمِيصِ : القُنّ والرُّدْنُ والرَّهَبُ والخِلاَفُ .
( و ) الرَّهَابَةُ ( كالسَّحَابَةِ ويُضَمُّ ، وشَدَّدَ هَاءَهُ الحِرْمَازِيُّ ) أَي مَعَ الفَتْحِ والضَّمِّ كَمَا يُعْطِيهِ الإِطْلاَقُ ( : عَظْمٌ ) وفي غَيْرِهِ مِن الأُمَّهَاتِ : عُظَيْم ، بالتَّصْغِيرِ ( فِي الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلى البَطْنِ ) قال الجوهريُّ وابنُ فارِسٍ : مثْلُ اللِّسَانِ ، وقال غيرُه : كأَنَّهُ طَرَفُ لسَانِ الكَلْبِ ( ج ) رَهَابٌ ، ( كَسَحَابٍ ) وفي حديث عَوْفِ بنِ مالِكٍ ( لأَنْ يَمْتَلِىءَ مَا بَيْنَ عَانَتِي إِلَى رَهَابَتِي قَيْحاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن يمْتَلِىءَ شِعْراً ) الرَّهَابَةُ : غُضْرُوفٌ كاللِّسَانِ مُعَلَّقٌ في أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلَى البطْنِ ، قالَ الخَطَّابِيُّ : ويُرْوَى بِالنُّونِ ، وهو غَلَطٌ ، وفي الحديث ( فَرَأَيْتُ السَّكَاكِينَ تَدُورُ بَيْنَ رَهَابَتِهِ ومَعِدَتِهِ ) وعن ابن الأَعرابيّ : الرَّهَابَةُ : طَرَفُ المَعِدَةِ ، والعُلْعُلُ : طَرَفُ الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ عَلَى الرَّهَابَةِ ، وقال ابنُ شُمَيْل :
____________________

(2/539)


في قَصِّ الصَّدْرِ : رَهَابَتُه ، قال وهو لِسَانُ القَصِّ مِنْ أَسْفَلَ ، قال : والقَصُّ مُشَاشٌ .
( والرَّاهِبُ ) المُتَعَبِّدُ في الصَّوْمَعَةِ ، ( وَاحِدُ رُهْبَانِ النَّصَارَى ، ومَصْدَرُه : الرَّهْبَةُ والرَّهْبَانِيَّةُ ) جَمْعُهُ الرُّهْبَانُ ، والرَّهَابِنَةُ خَطَأٌ ، ( أَو الرُّهْبَانُ بالضَّمِّ قَدْ يَكُونُ وَاحِداً ) كَمَا يَكُونُ جَمْعاً ، فَمَنْ جَعَلَهُ وَاحِداً جَعَلَهُ عَلَى بِنَاءِ فُعْلاَنٍ ، أَنشد ابن الأَعْرَابيّ :
لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبَانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ
لانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ يَسْعَى فَنَزَلَ
قال وَوَجْهُ الكَلاَمِ أَنْ يَكُونَ جَمْعاً بالنُّونِ ، قال وإِن ( ج ) أَيْ جَمَعْتَ الرُّهْبَانَ الوَاحدَ ( رَهَابِين ورَهَابِنَة ) جَازَ ( و ) إِن قلتَ : ( رَهْبَانُونَ ) كانَ صواباً ، وقال جَرِيرٌ فيمَنْ جَعَلَ رُهْبَان جَمْعاً :
رِحْبَانُ مَدْيَنَ لَوْ رَأَوْكِ تَنَزَّلُوا
والعُصْمُ مِنْ شَعَفِ العُقُولِ الفَادِر
يقال : وَعِلٌ عَاقِلٌ : صَعِدَ الجَبَل ، والفَادِرُ : المُسِنُّ مِنَ الوُعُولِ ، وفي التنزيل : { وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } ( الحديد : 27 ) قال الفَارِسِيّ : رَهْبَانِيَّةً مَنْصُوبٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، كَأَنَّهُ قالَ : وابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ، وَلاَ يَكُونُ عَطْفاً على ما قَبْلَهُ مِنَ المَنْصُوبِ في الآية لأَنَّ مَا وُضِعَ في القَلْبِ لا يُبْتَدَعُ ، قال الفارِسيّ : وأَصْلُ الرَّهْبَانِيَّة مِنَ الرَّهْبَةِ ، ثُمَّ صارتِ اسْماً لِمَا فَضَلَ عن المِقْدَارِ وأَفْرَطَ فيه ، وقال ابن الأَثير : والرَّهْبَانِيةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الرَّهْبَنَةِ بِزِيَادَةِ الأَلِفِ ، والرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ مِنَ الرَّهْبَةِ ، أَو فَعْلَلَةٌ عَلَى تقْدِيرِ أَصْلِيَّةِ النُّونِ ، ( و ) في
____________________

(2/540)


الحديث ( ( لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلاَمِ ) ) والرِّوَايَةُ ( لاَ زِمَامَ وَلاَ خِزَامَ وَلاَ رَهْبَانِيَّةَ وَلاَ تَبَتُّلَ وَلاَ سِيَاحَةَ في الإِسْلاَمِ ) ( هِيَ كَالاخْتِصَاءِ واعْتِنَاقِ السَّلاَسِلِ ) مِنَ الحَدِيدِ ( ولُبْسِ المُسُوحِ وتَرْكِ اللَّحْمِ ) ومُوَاصَلَةِ الصُّومِ ( ونَحْوِهَا ) مِمَّا كانتِ الرَّهَابِنَةُ تَتَكَلَّفُهُ ، وقَدْ وَضَعَه اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قال ابنُ الأَثِيرِ : كَانُوا يَتَرَهَّبُونَ بالتَّخَلِّي من أَشْغَالِ الدُّنْيَ ، وتَرْكِ مَلاَذِّهَا ، والزُّهْدِ فِيهَا والعُزْلَةِ عَن أَهْلِهَا ، وتَعَمُّدِ مَشَاقِّهَا ، وفي الحديث ( عَلَيْكُم بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي ) .
( و ) عنِ ابن الأَعرابيُّ ( أَرْهَبَ ) الرَّجُلُ ، إِذَا ( طَالَ ) رَهَبُهُ ، أَيْ ( كُمُّهُ ) .
( والأَرْهَابُ ، بالفَتْحِ : مَا لاَ يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ ) كالبُغَاث .
( و ) الإِرْهَابُ ( بالكَسْرِ ) ؛ الإِزعاجُ والإِخَافَةُ ، تقولُ : ويَقْشَعِرُّ الإِهَابُ إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ ، إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ ، والإِرْهَابُ أَيْضاً ( : قَدْعُ الإِبِلِ عن الحَوْضِ ) وذِيَادُهَا ، وقد أَرهب وهو مجازٌ ، ومن المَجَازِ أَيضاً قَوْلُهُمْ : لَمْ أَرْهبْ بك أَي لَم أَسْتَرِبْ ، كذا في ( الأَساس ) .
( و ) رَهْبَى ( كَسَكْرَى : ع ) قال ذو الرُّمَّة :
بِرَهْبَى إِلَى رَوْضِ القِذَافِ إِلَى المِعَى
إِلَى وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا ومَجَالُهَا
ودَارَةُ رَهْبَى : مَوْضعٌ آخَرُ .
( وسَمَّوْا رَاهِباً ومُرْهِباً كَمُخْسِنٍ ومَرْهُوباً ) وأَبُو البَيَانِ نَبَأُ بنُ سَعْدِ اللَّهِ بنِ رَاهِبٍ البَهْرَانِيُّ الحَمَوِيُّ ، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبي عَليِّ بنِ أَبِي الفَتْحِ بنِ الآمديِّ البَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِيّ الدَّارِ الرَّسَّامُ ، مُحَدِّثَانِ ، سَمِعَ الأَخِيرُ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المَوَازِينِيّ وغَيْرِه ، ذَكَرَهُمَا أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونِيّ في ذَيْلِ الإِكْمَالِ .
____________________

(2/541)



ودَجَاجَةُ بن زُهْوِيّ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْهُوبِ بنِ هاجِرِ بن كَعْبِ بنِ بِجَالَة : شَاعِرٌ فَارِس .
والرَّاهِبُ : قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ ، إِحْدَاهُمَا في المنُوفِيَّةِ والثَّانِيَةُ في البُحَيْرَةِ .
وحَوْضُ الرَّاهِبِ : أُخْرَى مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ .
وكَوْمُ الرَّاهِبِ في البَهْنَسَاوِيَّةِ .
والرَّاهِبَيْنِ ، بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ ، مِنَ الغَرْبِيَّةِ .
( و ) الرَّهْبُ : النَّاقَةُ التي كَلَّ ظَهْرُهَا ، وحُكِيَ عن أَعرابِيَ أَنَّه قال : ( رَهَّبَتِ النَّاقَةُ تَرْهِيباً ) ويُوجَدُ في بَعْضِ الأُصُولِ ثِلاَثِيًّا مُجَرَّداً ( فَقَعَد ) عَلَيْهَا ( يُحَايِيهَا ) من المُحَايَاةِ ، أَي ( جَهَدَهَا السَّيْرُ فَعَلَفَهَا ) وأَحْسَنَ إِلَيْهَا ( حَتَّى ثَابَتْ ) : رَجَعَتْ ( إِلَيْهَا نَفْسُهَا ) ، ومثلُه في ( لسان العرب ) .
روب : ( *!رَابَ اللَّبَنُ ) *!يَرُوبُ ( *!رَوْباً ، *!ورُؤُوباً : خَثُِرَ ) بالتَّثْلِيثِ أَيْ أَدْرَك ، ( ولَبَنٌ *!رَوْبٌ *!وَرَائِبٌ ، أَو هُوَ ما يُمَخَض ويُخْرَج زُبْدُهُ ) تقول العربُ : ما عِنْدِي شَوْبٌ وَلاَ *!رَوْب ، *!فالرَّوْبُ : اللَّبَن *!الرَّائِبُ ، والشَّوْبُ : العَسَلُ المشُوبُ ، وقيل : هُمَا اللَّبَنُ والعَسَلُ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَدَّا .
وفي الحديثِ ( لاَ شَوْبَ وَلاَ *!رَوْبَ ) أَيْ لاَ غِشَّ وَلا تَخْلِيطَ .
وعن الأَصمعيّ : مِنْ أَمْثَالِهِمْ في الذي يُخْطِىءُ ويُصِيبُ ( هُوَ يَشُوبُ *!ويَرُوبُ ) ( *!وَرَوَّبَهُ *!وأَرَابَه : ) جَعَلَهُ رَائِباً ، وقيلَ : الرَّائبُ يَكُونُ ما مُخِضَ وما لم يُمْخَضْ ، وقال الأَصمعيّ : الرَّائِبُ الذي قد مُخِضَ وأُخْرِجَت زُبْدَتُه ، *!والمُرَوَّبُ : الذي لَمْ يُمْخَضْ بَعْدُ وهو في السِّقَاءِ لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه ، قال أَبو عُبيدٍ : إِذا خَثُرَ اللَّبَنُ فهو الرَّائِبُ ، فلا يَزَالُ اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ ، واسمُه على حالِه بمنزلة العُشْرَاءِ من الإِبلِ وهي الحاملُ ثم
____________________

(2/542)


تَضَعُ وهو اسْمُهَا ، وأَنشد الأَصمعيّ :
سَقَاك أَبُو مَاعِزٍ *!رَائِباً
ومَنْ لَكَ *!بالرَّائِبِ الخَاثِرِ
يقولُ : إِنَّمَا سَقَاك المَمْخُوضَ ، وَمَنْ لَك بالذي لم يُمْخَضْ ولم يُنْزَعْ زُبْدُه ؟ وإِذا أَدْرَكَ اللبنُ لِيُمْخَضَ قِيلَ : قَدْ رَابَ ، وقال أَبو زيد : *!التَّرْوِيبُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلى اللَّبَنِ إِذا جعلتَه في السقاءِ فتُقَلِّبَه لِيُدْرِكَه المَخْضُ ، ثم تَمْخُضَه ولم *!يَرُبْ حَسَناً .
( *!والمِرْوَبُ كَمِنْبَرٍ : ) الإِنَاءُ أَوِ ( السِّقَاءُ ) الذِي ( *!يَرُوبُ ) كَيَقُولُ وفي بعض النسخ بالتَّشْدِيدِ ( فِيهِ ) اللَّبَنُ ، وفي ( التهذيب ) : إِنَاءٌ *!يُرَوَّبُ فيه اللَّبَنُ ، قال :
عُجَيِّزٌ مِنْ عَامِرِ بنِ جُنْدَبِ
تُبْغِضُ أَنْ تَظْلِمَ ما في *!المِرْوَبِ
( وسِقَاءٌ *!مُرَوَّبٌ كمُعَظَّمٍ : رُوِّبَ فيه اللَّبَنُ ) وفي المَثَلِ لِلْعَرَبِ ( أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ ) وأَصْلُهُ ، السَّقَاءُ يُلَفُّ حتَّى يَبْلُغَ أَوَانَ المَخْضِ ، والمَظْلُومُ : الذي يُظْلَمُ فَيُسْقَى ، أَو يُشْرَبُ قبلَ أَن تُخْرَجَ زُبْدَتُه . وعن أَبي زيد في بابِ الرَّجُلِ الذَّلِيلِ المُسْتَضْعَف ( أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ ) وظَلَمْتُ السِّقَاءُ إِذا سَقَيْتَه قبلَ إِدْرَاكِهِ .
( *!والرَّوْبَةُ ، وتُضَمُّ ) الفَتْحُ عن كراع ( : خَمِيرَةٌ ) تُلْقَى في ( اللَّبَنِ ) من الحامِضِ *!لِيَرُوبَ ، وهذا أَصلُ معنَى *!الرَّوْبَة ، وقد ذَكَر لها المصنفُ نحو اثْنيْ عشَرَ مَعْنًى ، كما يأْتي بيانُهَا ، وهذا أَحَدُهَا ، وقيلَ الرَّوْبة : خَمِيرُ اللَّبَنِ الذي فيه زُبْدُه ، وإِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو *!رَائِبٌ ( أَوْ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ ) المُرَوَّبِ ، ( و ) من المجاز : الروبَةُ بالضَّمِّ والفَتْحِ عن اللّحْيَانيّ ( : جِمَامُ مَاءِ الفَحْلِ ، و ) قيلَ : ( هو اجْتِمَاعُه أَو ) هو ( مَاؤه في رَحِمِ الناقَةِ ) ، وهو أَغْلَظُ مِنَ المَهَاةِ وأَبْعَدُ مَطْرَحاً ، وقال الجوهريّ : *!رُوبَةُ الفَرَسِ مَاؤُهُ في جِمَامِهِ ، يقال : أَعِرْمنِي رُوبَةَ فَرَسِكَ ، ورُوبَةَ فَحْلِكَ ، إِذا اسْتَطْرَقْتَهُ إِيَّاهْ ،
____________________

(2/543)


( و ) من المجاز *!الرُّوبَةُ ( الحاجَةُ ) ، وَمَا يَقُومُ فلانٌ برُوبَةِ أَهْلِهِ أَي بشَأْنِهِمْ وصَلاَحِهِمْ ، وقيل أَي بما أَسْنَدُوا إِليه من حَوَائِجِهم ، وقيلَ : لا يقومُ بقُوتِهِم ومُؤنَتِهِم ، قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ المَعْمَرُ بنُ مُثَنَّى : قال لي الفَضْلُ بنُ الرَّبِيعِ ، وقد قَدِمْتُ عليه : أَلَكَ وَلَدٌ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَال : مَا لَكَ لَمْ تَقْدَمْ بِهِ مَعَكَ ؟ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَقُومُ *!بِرُوبَةِ أَهْلِهِ ، قالَ : فأَعْجَبَتْهُ الكَلِمَةُ ، وقال : اكْتُبُوهَا عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قالَه شيخُنا ، ( و ) الرُّوبَةُ ( : قِوَامُ العَيْشِ و ) الرُّوبَةُ ( مِنَ الأَمْرِ : جمَاعُهُ ) بِضَمِّ الجِيمِ ، تقولُ : مَا يَقُومُ بِرُوبَةِ أَمْرِهِ أَيْ بِجِمَاعِ أَمْرِهِ ، كَأَنَّهُ من رُوبَةِ الفَحْلِ ، فهو مجازٌ ، ( و ) من المجاز : الرُّوبَةُ ( : القِطْعَة ) ، وفي غيره من الأُمَّهَاتِ : الطَّائِفَةُ ( مِنَ اللَّيْلِ ) ، وفي ( لسان العرب ) : ( ومنه ) رُوبَةُ ( بنُ العَجَّاجِ فِيمَنْ لاَ يَهْمِزُ ) لاِءَنَّهُ وُلدَ بَعْدَ طَائِفَةٍ مِنَ اللَّيْلِ وفي ( التهذيب ) : رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ مَهْمُوزٌ ، وقِيلَ : الرُّوبَةُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ، وقيل : مَضَتْ رُوبَةٌ مِن الليل ، أَي ساعَةٌ وبَقِيَتْ رُوبَةٌ مِنَ اللَّيْلِ كذلك ، يقال : هَرِّقْ عَنَّا مِنْ رُوبَةِ اللَّيْل ( و ) الرُّوبَةُ ( القِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ ) يقال : قَطِّعِ اللَّحْمَ رُوبَةً رُوبَةً ، أَي قِطْعَةً قِطْعَةً ، ( و ) الرُّبَةُ ( : كَلُّوبٌ يُخْرَجُ ) بِهِ ( الصَّيْدُ مِنْ جُحْرِهِ ) وهُوَ المِحْرَشُ ، عَنْ أَبِي العَمَيْثَلِ ( و ) الرُّوبَةُ ( : الفَقْرُ ) قاله ابنُ السِّيدِ والصاغانيّ ، ( و ) الرُّوبَةُ : ( شَجَرَةُ النِّلْكِ ) بكَسْرِ النُّونِ وضَمِّهَا ، ويأْتِي للمؤلف ، وفَسَّرَه ابن السِّيدِ بِشَجَرَةِ الزُّعْرُورِ ، ( و ) من المجاز الرُّوبَة : التَّخَثُّرُ و ( الكَسَل ) مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ ( والتَّوَانِي ، و ) الرُّوبَة : ( المَكْرُمَة مِنَ الأَرْضِ الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ ) والشَّجَرِ ، هيَ أَبْقَى الأَرْضِ كَلأً ، وهذَا الأَخِيرُ قد نقله الصاغانيّ ،
____________________

(2/544)


قال : ويُهْمَز ، قِيلَ ، وبِهِ سُمِّيَ رُؤبَة بن العَجَّاجِ ، وقال شُرَّاح الفَصِيحِ ، على ما نَقَلَه شيخنَا : يَجُوز أَنْ يَكُونَ منقولاً من هذه المَعَانِي كلِّهَا بِلاَ مَانِعٍ وتَرْجِيحُ هَذَا أَوْ غَيْرِهِ تَرْجِيحٌ بِلاَ مُرَجِّحٍ ، وهُوَ ظَاهِرٌ إِلاَّ أَنْ يَكونَ هُنَاكَ سَبَبٌ يَسْتَنِدُ إِليه ، انتهى ، فهذه اثْنَا عَشَرَ مَعْنًى ، وزَادَا ابن عُدَيْس : والرُّوبَة : بَقِيَّة اللَّبَنِ المُرَوَّبِ ، وهذا قد ذَكَرَهُ المؤلف بأَوْ لِتَنْوِيعِ الخِلاَفِ ، وفي المَثَلِ ( شُبْ شَوْباً لَكَ *!رُوبَتهُ ) كَمَا يُقَال : احْلُبْ حَلَباً لَك شَطْرُه ، وزَادَ الجَوْهَرِيّ : *!والرُّوبَة مِنَ الرَّجُلِ : عَقْلهُ ، قال ابن الأَعْرَابيّ : تَقول : وهُوَ يُحَدِّثني ، وأَنا إِذْ ذَاكَ غُلاَمٌ لَيْسَتْ لِي رُوبَةٌ ، والرُّوبَة : اللَّبَن الذي فيه زُبْدُه ، والرُّوبَة أَيضاً : اللَّبَن الذي نُزِعَ زُبْدُه ، كذا قال أَبُو عُمَرَ المُطَرِّز ، ونَقَلَهُ شيخنا .
قلْت : فَهُمَا ضِدٌّ ، والرُّوبَة إِصْلاَح الشَّانِ والأَمْرِ ، عنِ ابنِ الأَعْرَابيّ ، وقالَ أَبُو عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيُّ : الرُّوبَة : المَشَارَة ، وهي السَّاقِيَة ، نَقَلَهُ شيخنا ، والرُّوبَة مِنَ القَدَحِ : مَا يُوصَل بِهِ ، والجَمْع *!رُوَبٌ ، كذا في ( لسان العرب ) .
قلْت : وهو قِطْعَةٌ مِنْ خَشَبٍ تُدْخَل في الإِنَاءِ المُنْكَسِرِ لِيُشْعَبَ بِهَا ، حَكَاهَا ابن السيِّد ، وهي مَهْمُوزَةٌ ، وقال أَبو زيد : إِنْ كَانَ في الرَّحْلِ كَسْرٌ ورُقِعَ فَاسْمِ تِلْكَ الرُّقْعَةِ رُوبَةٌ ، والرُّوبَة : الدُّرُدِيُّ ، في حديث البَاقِرِ ( أَتَجْعَلُونَ فِي النَّبِيذِ الدُّرُدِيَّ ؟ قِيلَ : وَمَا الدُّرْدِيُّ ؟ قَالَ : الرُّوبَة مِنَ الفَرَسِ : بَاقِي القوَّةِ عَلَى الجَرْيِ فهذه عَشَرَةُ مَعَان اسْتَدْرَكْنَاهَا على المُؤَلِّفِ ، ومَنْ طَالَعَ أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ وَجَدَ أَكْثَرَ مِنْ ذلكَ .
( ورَابَ ) الرَّجُلُ يَرُوبُ ( رَوْباً *!ورُؤوباً : تَحَيَّرَ وفَتَرَتْ نَفْسُه مِنْ شِبَعٍ أَوْ نُعَاسٍ ، أَوْ قَامَ ) مِنَ النَّوْمِ ( خَاثِرَ البَدَنِ والنَّفْسِ ، أَوْ سَكِرَ مِنْ نَوْمٍ ، و ) منَ المَجَازِ ( رَجُلٌ رَائِبٌ *!وأَرْوَبُ
____________________

(2/545)


*!ورَوْبَانُ ) والأُنْثَى رَائِبَةٌ ، عنِ اللِّحْيَانيّ ، ورأَيْت فلاناً رَائِباً أَي مُخْتَلِطاً خَاثِراً ، وهو أَرْوَبُ ورَوْبَانُ مِنْ قَوْمٍ *!رَوْبَى إِذا كانوا كذلكَ ، أَي خُثَرَاءَ النَّفْسِ مُخْتَلِطِينَ ، وقال سيبويه : هُم الذينَ أَثْخَنَهُمُ السَّفَرُ والوَجَع فَاسْتَثْقَلُوا نَوْماً ، ويقال : شَرِبُوا مِنَ الرَّائِبِ فَسَكِرُوا ، قال بِشْرٌ :
فَأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بنُ مُرَ
فَأَلْفَاهُمُ القَوْمُ رَوْبَى نِيَامَا
وهو في الجَمْعِ شَبِيهٌ بهَلْكَى وسَكْرَى ، وَاحِدُهُمْ رَوْبَانُ ، وقال الأَصْمَعيّ : وَاحِدُهُمْ : رَائِبٌ مِثْل مائقٍ ومَوْقَى ، وهَالِكٍ وهَلْكَى .
( و ) رَابَ الرَّجُلُ ورَوَّبَ ( : أَعْيَا ) ، عن ثعلب .
( و ) رَابَ الرَّجُلُ ( : كَذَبَ ) ، عنِ ابنِ الأَعرابيّ ، ( و ) قِيلَ ( : اخْتَلَطَ عَقْلُهُ ) ورَأْيُهُ وأَمْرُهُ ، وهو رَائِبٌ ، وعنِ ابن الأَعرابيّ : رَابَ : إِذَا أَصْلَحَ ، ورَابَ : سَكَنَ ، ورَابَ اتَّهَمَ ، قال أَبُو مَنْصُورٍ : إِذا كانَ رَابَ بمَعْنَى أَصْلَحَ فأَصْله مهموزٌ من رَأَبَ الصَّدْعَ .
( و ) من المجازِ : دَعْهُ فَقَدْ ( رَابَ دَمُهُ ) يَرُوبُ رَوْباً أَي ( حَانَ هَلاَكُه ) ، عن أَبي زيد ، وقال في موضعٍ آخر : إِذَا تَعَرَّضَ لِمَا يَسْفِك دَمَهُ ، قال : وهَذَا مِثْل قَوْلِهِمْ : فلانٌ يَفورُ دَمُه ، وفي الأَسَاس : شُبِّهَ بِلَبَنٍ خَثُرَ وحَانَ أَنْ يُمْخَضَ .
( و ) *!رُوبٌ ( كَطُوب : ة بِبَلْخٍ ) قُرْبَ سِمِنْجَانَ ( و ) رُوبَى ( كَطُوبَى : ة بِبَغْدَادَ ) مِنْ قُرَى دُجَيْلٍ ، وأَبو الحَرَم حِرْمِيّ بنُ محمودِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ زيدِ بنِ نِعْمَةَ الرُّوبِيُّ المِصْرِيُّ مُحَدِّث ، إِلى جَدِّه رُوبَةَ .
( *!والتَّرْوِيبُ ) *!كالرَّوْبِ ( الإِعْيَاءُ ) يقال : *!رَوَّبَتْ مَطِيَّةُ فلان إِذا أَعْيَتْ .
( و ) هَذَا ( رَابُ كَذَا ) أَيْ ( قَدْرُهُ ) .
____________________

(2/546)



*!ورُوَيْبَةُ أَبُو بَطْنٍ ، وهُوَ *!رُويْبَة بن عَامر بنِ العَصبة بنِ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ من بَنِي تَمِيمٍ ، أَعْقَبَ ، مِنْ وعلَدِهِ عَبْدُ الله ، وسِنَانٌ وعَمْرٌ و ، وعُمَارَة بن رُوعيْبَة ، لَهُ صُحْبَةٌ .
ريب : ( *!الرَّيْبُ : صَرْفُ الدَّهْرِ ) وحَادِثُه ، *!ورَيْبُ المَنونِ : حَوَادِثُ الدَّهْرِ ، وهو مَجَازٌ ، كما في ( الأَساس ) .
( و ) *!الرَّيْبُ ( : الحَاجَة ) قال كعبُ بن مالكٍ الأَنْصَارِيُّ :
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كلَّ رَيْبٍ
وخَيْبَرَ ثمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا
وفي الحديث ( أَنَّ اليَهُودَ مَرُّوا برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ بعضهُم : سَلوهُ ، وقالَ بعضهُم : مَا *!رَابُكمْ إِلَيْهِ ) أَيْ مَا أَرَبُكمْ وحاجَتاكمْ إِلى سُؤَالِهِ ، وفي حديث ابنِ مسعودٍ ( مَا *!رَابُكَ إِلى قَطْعِهَا ) قال ابن الأَثِير : قال الخَطَّابِيُّ : هَكَذَا يَرْوُونَه يَعْنِي بِضَمِّ البَاءِ ، وإِنَّمَا وَجْهُهُ مَا أَرَبُكَ ، أَيْ مَا حَاجَتُكَ ، قال أَبُو مُوسَى : يَحْتَمل أَنْ يَكونَ الصَّوابُ مَا رَابَكَ ، أَيْ مَا أَقْلَقَكَ وأَلْجَأَكَ إِلَيْهِ ، قال : وهكذا يَرْوِيه بعضهم .
( و ) الرَّيْبُ ( : الظِّنَّةُ ) والشَّكُّ ( والتُّهَمَة ، *!كالرِّيبَةِ بِالكَسْرِ ) ، *!والرَّيْبُ : مَا رَابَكَ مِنْ أَمْرٍ ، ( وَقَدْ *!-رَابَنِي ) الأَمْرُ ( *!-وَأَرَابَنِي ) ، في ( لسان العرب ) : اعْلَمْ أَنَّ *!أَرَابَ قَدْ يَأْتِي مُتَعَدِّياً وغَيْرَ مُتَعَدَ ، فَمَنْ عَدَّاهُ جَعَلَهُ بِمَعْنَى رَابَ ، وعَلَيْهِ قَوْلُ خالدٍ الآتِي ذِكْرُه :
كأَنَّنِي *!أَرَبْتُه *!بِرَيْبِ
وعَلَيْهِ قَوْل أَبِي الظَّيِّبِ :
أَيَدْرِي مَا أَرَابَكَ مَنْ *!يُرِيبُ
ويُرْوَى قَوْل خَالِدٍ :
كأَنَّنِي قِدْ *!رِبْتهُ بِرَيْبِ
فيكون عَلَى هَذَا رَابَنِي وأَرَابَني بمَعْنًى واحِدٍ ، وأَمَّا أَرَابَ الذي لا يَتَعَدَّى فمعناه أَتَى *!برِيبَةٍ ، كما تقول : أَلاَمَ : أَتَى بِمَا بُلاَم عليه ، وعلى هذا يَتَوَجَّهُ
____________________

(2/547)


البَيْت المنْسُوبُ إِلى المُتَلَمِّسِ أَوْ إِلى بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ :
أَخوكَ الَّذِي إِنْ رِبْتَهُ قَالَ إِنَّمَا
*!أَرَبْتَ وإِنْ لاَ يَنْتَهُ لاَنَ جَانِبُهْ
والرِّوَايَةُ الصَّحِيحَة في هذا البَيْتِ بضَمِّ التاءِ أَي أَنَا صاحِبُ الرِّيبَةِ حتى تُتَوَّهَّمَ فيه الرِّيبة ، ومَنْ رَوَاهُ أَرَبْتَ بفتح التاءِ زَعَمَ أَنَّ رِبْتَهُ بمَعْنَى أَوْجَبْتَ له الرِّيبَةَ ، فأَمَّا أَرَبْتُ بالضَّمِّ فمعناهُ أَوْهَمْته الرِّيبَةَ ، ولم تَكنْ وَاجِبَةَ مَقْطُوعاً بها ، ( وأَرَبْتُهُ : جَعَلْتُ فيه ريبَةً ، ورِبْتهُ : أَوْصَلْتُهَا ) أَيِ الرِّيبَةَ ( إِليْهِ ) وقِيلَ : رَابَنِي : عَلِمْتُ مِنهُ الرِّيبَة ، ( *!-وأَرابني : ظَنَنْتُ ذلكَ بهِ ، وجَعلَ فِيَّ الرِّيبَةُ ) الأَخِيرُ حَكَاه سيبويه ( أَوْ ) أَرَابَنِي ( : أَوْهَمَنِي الرِّيبَةَ ) نقله الصاغانيّ ، ( أَو رَابَنِي أَمْرُهُ يَرِيبُنِي رَيْباً ورِيبَةً ، بالكَسْرِ ) قال اللِّحْيَانيّ : هَذَا كَلاَمُ العَرَبِ ( إِذَا كَنَوْا ) أَيْ أَوْصَلوا الفِعْلَ بِالكِنَايَةِ ، وهوَ الضَّمِيرُ عندَ الكوفيّينَ ( أَلْحَقوا ) الفِعْلَ ( الأَلِفَ ) أَيْ صَيَّرُوهُ رُبَاعِيًّا ( وإِذَا لَمْ يَكْنُوا ) لَمْ يُوصِلوا الضَّمِيرَ ، قالوا : رَابَ ( أَلْقَوْهَا ، أَوْ يَجُوز ) فِيمَا يُوقَع أَنْ تُدْخِلَ الأَلفَ فتقول ( أَرَابَنِي الأَمْرُ ) ، قاله اللحيانيّ ، قال خَالِدُ بن زُهَيْرٍ الهُذَلِيُّ :
يَا قَوْمِ مَا لِي وأَبَا ذؤيْبِ
كُنْتُ إِذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ
يَشَمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبِي
كَأَنَّنِي *!أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ
وفي ( التهذيب ) أَنه لغةٌ رَدِيئَةٌ .
( *!وأَرَابَ الأَمْرُ : صَارَ ذَا رَيْبِ ) ورِيبَةٍ ، فهو مُرِيبٌ ، حَكَاه سيبويه ، وفي ( لسان العرب ) عن الأَصمعيّ : أَخْبَرَنِي عِيسَى بن عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هُذَيْلاً تقول أَرَابَنِي أَمْرُه ؛ وأَرَابَ الأَمْرُ : صَارَ ذَا رَيْبِ ، وفي التنزيل العزيز { 2 . 037 انهم كانوا في شك *!مُرِيبٍ } ( سبإِ : 54 ) أَيْ ذِي رَيْبٍ ، قال ابن الأَثير : وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الرَّيْبِ وهو بمَعْنَى الشَّكِّ مَعَ التُّهْمَةِ
____________________

(2/548)


تقول : رَابَنِي الشَّيْءُ وأَرَابَنِي بمَعْنَى شَكَّكَنِي وأَوْهَمَنِي الرِّيبَةَ بِه فإِذا اسْتَيْقَنْتَه قلْتَ : رَابَنِي ، بغَيْرِ أَلِفٍ ، وفي الحديث ( دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلى ما لا يُرِيبُكَ ) يُرْوعى بفَتْحِ اليَاءِ وضَمِّهَا ، أَي دَعْ مَا يُشَكُّ فيهِ إِلى مَا لاَ يُشَكُّ فِيهِ . وفي حديث أَبِي بكْرٍ في وَصِيَّتِه لِعُمَر رضي الله عنهما ( عَلَيْكَ بالرَّائِبِ مِنَ الأُمُورِ وَإِيَّاكَ والرَّائِبَ مِنْهَا ) المَعْنَى عَلَيْكَ بالذي لاَ شُبْهَةَ فِيهِ كالرَّائِبِ مِن الأَلْبَانِ ، وهو الصّافِي ، وَإِيَّاكَ والرَّائِبَ مِنْهَا أَي الأَمْرَ الذي فيه شُبْهَةٌ وكَدَرٌ ، فالأَوَّل مِنْ رَابَ اللَّبنُ يَرُوبُ فهو رَائِبٌ ، والثَّانِي مِنْ رَابَ يَرِيبُ إِذَا وَقَعَ في الشَّكِّ ، ورَابَنِي فلانٌ يَرِيبُنِي : رَأَيْتَ مِنْهُ ما *!يَرِيبُكَ وتَكْرَهُهُ ( *!واسْتَرَابَ بِهِ ) إِذَا ( رَأَى مِنْهُ مَا يَرِيبُه ) ، قَالَتْهُ هُذَيْلٌ ، وفي حديث فاطمةَ رضي الله عنها ( *!-يَرِيبُنِي مَا *!يُرِيبُهَا ) أَي يَسُوءُني ما يَسُوءُهَا ويُزْعِجُنِي مَا يُزْعِجُهَا ، وفي حديثِ الظَّبْيِ الحَاقِفِ ( لاَ *!يَرِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ ) أَيْ لاَ يَتَععرَّض لَهُ ويُزْعِجُهُ .
( وأَمْرٌ *!رَيَّابٌ ، كَشعدَّادٍ : مُفْزِعٌ ) .
( *!وارْتَابَ ) فيه ( : شَكَّ ) ، .
ورَابَنهي الأَمْرُ رَيْباً ، أَيْ نَابَنِي وأَصَابَنِي ، ورَابَنِي أَمْرُه يَرِيبُنِي ، أَيْ أَدْخَلَ عَلَيَّ شَرًّا وَخَوْفاً .
( و ) ارْتَابَ ( بِهِ : اتَّهَمَهُ ) .
وفي ( التهذيب ) ) أَرَابَ الرَّجُل يُرِيبُ إِذَا جَاءَ بِتُهْمَةٍ ، وارْتَبْت فلاناً : اتَّهَمْتهُ كذا في ( التهذيب ) ( والرَّيْبُ ) : شَكٌّ مَعَ التُّهْمَةِ ، و ( : ع ) قال ابْنُ أَحْمَرَ :
فَسَارَ بِهِ حَتَّى أَتَى بَيْتَ أُمِّهِ
مُقِيماً بِأَعْلَى الرَّيْبِ عِنْدَ الأَفَاكِلِ
وقَدْ حَرَّكَهُ أُنَيْفُ بنُ حكيم النَّبْهَانِيّ في أُرْجُوزَتِه :
هلْ تَعْرِف الدَّارَ بِصَحْرَاءِ رَيَبْ
إِذْ أَنْتَ غَيْدَاقُ الصِّبَاجَمُّ الطَّرَبْ
( وَبَيْتُ رَيْبٍ : حِصْنٌ باليَمَنِ ) ويُعَدُّ مِنْ تَوَابِعِ قَلْعَةِ مَسْورِ المُنْتَابِ ، وهي
____________________

(2/549)


قِلاَعٌ كَثِيرَةٌ يَأْتِي ذِكْرُ بعِضها في مَحَلِّهَا .
*!وأَرْيَابُ : قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِنْ مَخَالِيفِ قَيْظَانَ مِنْ أَعْمَالِ ذِي جِبْلَةَ ، قال الأَعشى :
وَبِالقَصْرِ مِنْ أَرْيَابَ لَوْ بِتَّ لَيْلَةً
لَجَاءَكَ مَثْلُوجٌ مِنَ المَاءِ جَامِدُ
كذا في ( المعجم ) .
*!ورَابٌ : مَوْضِع جاءَ في الشِّعْرِ .
والرَّيْبُ بن شَرِيقٍ : صَاحِبُ هَدَّاجٍ : فَرَسٍ لَهُ . ذَكَرَه المُصَنِّف في ( هدج ) .
ومالِكُ بنُ الرَّيْبِ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ .
ورَيْبُ بن رَبِيعَةَ بنِ عَوْفِ بنِ هِلاَل الفَزَارِيّ ، قَيَّدَه الحافظُ .

____________________

(2/550)


2 ( فصل الزاي ) 2
ويقال الزاء كما سيأتي فيقيد بالمعجمة
زأب : ( *!زأَبَ القِرْبَة ، كمَنَع )*! يَزْأَبُها *! زَأْباً : ( حَمَلها ثُمَّ أَقْبَلَ بِها سَرِيعا ،*! كازْدَأَبَها ) *!والازْدئَابُ : الاحتِمَالُ . وكلُّ ما حَمَلْتَه بمَرَّةٍ فقد*! زَأَبْتَهُ . *!وزأَبَ الرَّجُلُ *!وازْدَأَبَ إِذا حَمَل ما يُطِيقُ وأَسْرَعَ في المَشْيِ . قال :
وازْدَأَبَ القِرْبَةَ ثُمَّ شَمَّرَا
*!وزَأَبْتُ القِرْبَة وزَعَبْتُها ، وهو حَمْلُكَها مُحْتَضِناً . *!والزَّأْبُ : أَنْ*! تَزْأَبَ الشَيْءَ فَتَحْتِه بمَرَّةٍ وَاحِدَة .
( و ) زأَبَ الرجُل . إِذا ( شَرِبَ شُرْباً شَدِيداً ) .
( و ) زَأَبَ ( الإِبِلَ : سَاقَها ) . وقال الأَصمعِيُّ :*! زَأَبْت وقَأَبْتُ أَي شَرِبْتُ . وزَأَبْتُ بِه زَأْباً ، *!وازْدَأَبْتُه ، وزَأَبَ بحِمْله : جَرَّه .
( و ) قَوْلُهُم : ( الدَّهْرُ ذو *!زُؤَابٍ كغُرَابٍ أَي انْقِلابٍ ، وقد زَأَبَه ، أَو هو تَصْحِيف وصَوَابُه*! زَوْآت ) بفتح فسكون جمع *!زَوْأَة . ( وقدْ *!زَاءَ بِهِ ) الدهرُ ( *!يَزُوءُ ) : انْقَلَب . وقد مَرَّ في فَصْلِ الهَمْزَة .
زأنب : ( *!الزّآنِبُ : القَوَارِيرُ ) عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنْشَد :
ونحن بَنُو عَمَ على ذَاكَ بَيْنَنَا
*!زَآنِبُ فِيهَا بِغْضَةٌ وتَنَافُسُ
( لا وَاحِدَ لَهَا ) عَلَى الأَفْصَح ، ويقال : واحِدُها *!زِئْنَابٌ ، أَو مُقَدّر ، قَالَه شَيْخُنَا .
زبب : (*! الزَّبَبُ ، مُحَرَّكَة ) و ( الزُّغَبُ و ) هو ( فينا ) مَعْشَر الناسِ : ( كثرةُ الشَّعَر ) وطولُه ، ( وفي الإِبِل : كَثْرَةُ شَعر الوَجْهِ والعُثْنُونِ ) ، كذا قاله ابنُ سيدَه . وقيل : الزَّبَبُ في الناس : كَثْرَةُ الشَّعر في الأُذُنَيْن والحاجِبَيْن ، وفي الإِبِل : كَثْرَة شَعَر الأُذُنِ والعَيْنَيْن . والزَّبَبُ أَيضاً : مصدر *!الأَزَبّ ، وهو كَثْرَ شَعَرِ الذِّرَاعَيْن والحاجِبَيْن والعَيْنَيْن ، والجَمْعُ *!الزُّبُّ . ( و ) قَدْ ( *!زَبَّ *!يَزَبُّ ) *!زَبِيباً . قال
____________________

(3/1)


شَيْخُنَا : مُقْتَضَى اصْطِلَاحِهِ أَن يَكُونَ كضَرَب ، وهو غَيْرُ صَوَابٍ فإنَّه مِنْ بَاب فَرِح بدَلِيلِ تَحْرِيكِ مَصْدَرِهِ والإِتْيانِ بِوَصْفِهِ على أَفْعَل والواجِبُ ضَبْطُه ، انْتهى . ( فَهُوَ أَزَبُّ ) وبَعيرٌ أَزَبّ ، وفي المَثَل : ( كُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ ) ، قال :
أَزَبُّ القَفَا والمَنْكِبَيْن كأَنَّه
من الصَّرْصَرَنِيّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ
ولا يكاد يَكُون الأَزَبُّ إلا نَفُوراً ، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِبَيْه شُعَيْرَاتٌ ، فإِذا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ نَفَرَ ، قال الكُمَيْتُ :
بَلَوْنَاكَ في هَبَوَاتِ العَجَاج
فَلَمْ تَكُ فِيهَا الأَزَبَّ النَّفُورَا
على ما رواه ابْنُ بَرِّىّ .
( و ) *!زَبَّتِ ( الشَّمْسُ ) زَبًّا : ( دَنَتْ للغُرُوب ) ، وهو مَجازٌ مَأْخوذٌ من الزَّبَبِ ؛ لأَنَّها تتَوَارَى كَمَا يَتَوَارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعَر ( *!كَأَزَبَّت وَ*!زَبَّبَتْ ) .
( و ) قَدْ زَبَّ ( القِرْبَةَ ، كمدَّ ) زَبًّا : ( مَلأَهَا ) إِلى رأسِها (*! فازْدَبَّتْ ) .
( و ) من المَجَازِ : ( عَامٌ *!أَزَبُّ : مُخْصِبٌ ) كَثِيرُ النَّبَاتِ .
( والأَزَبُّ : مِنْ أَسْمَاء الشَّيَاطِين ) وقد تَقَدَّم ما يَتَعَلَّقُ به في حَرْف الهمْزَة . ( ومِنه حَدِيثُ ) عَبْدِ الله ( بْنِ الزُّبَيْر مُخْتَصراً ) أَورَدَهُ ابن الأَثِر في النِّهَايَة مُطَوَّلاً ( أَنَّه ) ، بالفَتْح ويجوز الكَسْر على الاتداءِ ، وَجَدَ رَجُلاً طُولُه شِبْرَان ، فأخَذَ السَّوْطَ فأَتَه ، فقال : مَن أَنت ؟ فقال : أَزَبُّ ، قال : وَمَا أَزَبُّ ؟ قال : رَجُلٌ من الجِنّ ، فَقَلَب السَّوطَ فوضَعَه في رَأْسِ أَزَبَّ حَتّى بَاصَ ، أَي اسْتَتَر وهَرَبَ . ( وفي حديث ) بَيْعَةِ ( العَقَبَةِ هُوَ شَيْطانٌ اسْمُه أَزَبُّ العَقَبَةِ ) ، وقيل : هو حَيَّة ، كما في النهاية . وأَبُو نُعَيم محمدُ بنُ عَلِيِّ بْن*! زَبْزَبٍ الوَاسِطُّيُّ ، مُحدِّثٌ ، سَمِع
____________________

(3/2)


منه السِّلَفِيُّ في وَاسِط ، وذكره في الأَرْبَعين .
( *!والزَّبَّاءُ : الإسْتُ ) بِشَعَرِهَا . ومرأَةٌ*! زَبّاءُ : كَثِرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن . وأُذُنٌ زَبَّاءُ : كَثِيرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن . وأُذُنٌ زَبَّاءُ : كَثِيرَةُ الشَّعَرِ .
( و ) الزَّبّاءُ ( من الدَّواهِي : الشَّدِيدَة ) المُنْكَرَةُ ، وهو أَيْضاً مَجَاز ، يقال : داهِيَةٌ زَبَّاءُ ، كما قالوا : شَعْرَاءُ ، ومنْه المثَل : ( جاءَ بالشَّعْرَاءِ والزَّبَّاءِ ) أَوردَهُ المَيْدَانِيُّ . ( وفي حَدِيثِ الشَّعْبيّ أَنه سُئلَ عَنْ مَسْأَلةٍ ، فقال : زَبّاءُ ذَاتُ وَبَر أَعْيَت قائِدَها وسائِقَها ، لو أُلْقِيَتْ عَلَى أَصْحابِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلملأَعْضَلَت بِهِم ) . أَرَادَ أَنّها صَعْبَة مُشْكِلَة ، شَبَّهَها بالنَّاقَةِ النُّفُورِ من كل شيءٍ ، كأَنّ الناس لم يأْنَسُوا بهذه المسْأَلَة ولَم يَعْرفُوها .
( و ) الزَّبَّاءُ : ( د على ) شَاطِىءِ ( الفُرَات ) ، نقله الصَّاغَانِيُّ ، سُمِّيَت بالزَّبّاءِ قَاتِلةِ جَذِيمَة .
( و ) الزَّبَّاء : ( فرسُ الأُصَيْدف الطائيّ ) نقَلَه الصاغَانِيّ .
( ومَاءَةٌ لِطُهَيَّةَ ) نقله الصَّاغَانِيّ ، وهي قَبِيلَة من تَمِيم . وَمَاءٌ أَيْضاً من مِيَاه أَي بَكْر بنِ كِلَابٍ في جَانِبِ ضَرِيَّةَ .
( و ) الزَّبَّاءُ : اسم الملكة الرُّومِيَّة ، تُمَدّ وتُقْصَر ، وهي ( مَلِكَةُ الجَزِيرة ، تُعَدُّ من مُلُوك اطَّوَائف ) ، لُقِّبَتْ بها لكْثرَة شَعَرها ؛ لأَنَّها كان لها شَعَر إِذا أَرسلَتْه غَطَّى بَدَنَها كُلَّه ، فَقِيلَ لها الزَّبَّاءُ ، كأَنّه تأْنِيثُ الأَزَبِّ لِلْكَثِير الشَّعَر ، واختلَفُوا في اسمها ، فقيل : بارِعَةُ ، وقِيلَ ؛ نَابِلَةُ ، وقيل : مَيْسُونُ ، وهي بنتُ عَمْرو بن الظَّرِب أَحدِ أَسْرافِ العرب وحْكَمَائِهم ، خدعَه جَذِيمُ الأَبْرَشُ وأَخذ عليه مُلْكَه وقَتَله ، وقامت هي بأَخذ ثَأْرِه ، في قِصَّة مَشْهورَة مُشْتَمِلَةٍ على أَمْثَالٍ كَثِيرةِ لها ولقَصِيرِ بنْ سَعْد ، أَورَدَهَا المَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ ، كذا قاله شَيْخُنا .
( وماءَةٌ لِبَنِي سَلِيط ) بْنِ يَرْبُوعٍ ، وفي لسان العَرَب : هي شُعْبَةُ مَاءٍ لبَنِي
____________________

(3/3)


كُلَيْبٍ . قال غسَّنُ السَّلِيطِيُّ يَهْجُو جَرِيراً :
أَمَّا كُلَيْبٌ فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَها
ما سالَ في حَفْلَةِ الزَّبَّاء وَادِيها
( و ) الزَّباءُ : ( عَيْنٌ بالْيَمَامَة ) منها شَرِب الخِضْرِمَةُ والصَّعْفُوقة .
والزَّبَّاءُ : أَحدُ لِقَاح رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وهُنّ عَشْرُ لَقَائحَ أُهْدِينَ إِليه . ( *!والزُّبُّ بالضم : الذَّكَرُ ) بلُغَ أَهْل اليَمَن ، أَي مُطْلَقاً . وفي فقه اللغة لأَبِي مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيِّ في تقسيم الذُّكورِ : الزُّبُّ للصَّبيّ ، ( أَو ) هُوَ ( خَاصٌّ بالإِنْسَان ) قَالَه ابن دُرَيْد ، وقال : إِنَّه عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ ، وأَنْشَد :
قَدْ حَلَفَتْ باللّهِ لا أُحِبُّهُ
أَنْ طَالَ خُصْياهُ وقَصْرَ*! زُبُّهُ
وفي التَّهْذِيب : *!الزُّبُّ : ذكر الصَّبيّ بلُغَة اليمن ، وفي المِصْباح : تصغِيره *!زُبَيْب ، عَلَى القِيَاس ، وربّا دَخَلَتْه الهاءُ فَقِيل*! زُبَيْبَة ، عَلَى مَعْنَى أَنَّه قِطْعَ من البَدَن . فَالْهاءُ للتَّأْنِيثِ .
( ج *!أَزُبٌّ *!وَأَزْبَابٌ *!وَزَبَبَةٌ محرّكَةً ) والأَخِيرُ من النوادر .
( و ) الزُّبُّ : ( اللِّحْيَةُ ) يَمَايةٌ ( أَو مُقَدمَها ) عند بَعض أَهْل اليَمَن ، ومثْله في كِتاب المجرَّد لكُرَاع ، وأَنْشد الخَلِيلُ :
فَفَاضت دُمُوعُ الحَجْمَتَيْن بِعْبَرَةٍ
على الزُّبِّ حتَّى الزُّبُّ في الماءِ غامِسَ
( ومِثْلُه في شِفاء الغَلِيل .
قال شَمِر : ( و ) قِيلَ : الزُّبُّ : ( الأَنْفُ ) بِلْغَةِ أَهْلِ اليَمَن .
*!وزُبُّ القاضِي : من عُيُوب المَبِيع ، فَسَّره الفُقَهَاءُ بِما يَقَع ثَمَرُهُ سَرِيعاً ، قاله شَيْخُنَا .
والزُّبُّ : تَمْرٌ من تُمُورِ البَصْرة ، ذكره المَيْدَانِيُّ .
ورُبُّ رُبَاحٍ ، وَرَدَ في قَوْل ( أَبي )
____________________

(3/4)


الشَّمَقْمَقِ :
شَفِيعِي إِلى مُوسَى سَمَاحُ يَمينِه
وحَسْبُ امرِىء من شَافِع بسَمَاحِ
وِعْرِيَ شِعْرٌ يَشْتَهِي الناسُ أكْلَه
كَما يُشْتَهَى زُبْدٌ بِزُبِّ رُبَاحِ
وقِصَّتُه في كِتَابِ الأَمثَالِ .
( *!والزّبَيبُ : ذَاوِي العِنَب ) أَي يابِسه ، مَعْرُوفٌ . وحِدَته زَبِيبَة . ( و ) قال أَبو حنيفة : واستَعْمَل أَعْرابيٌّ مِن أَعْرَاب السَّرَاةِ الزَّبِيبَ في ( التِّين ) ، فقال : الفَيْلَحَنِيّ : تين شيدُ السَّوادِ جَيِّد للزَّبيب يعني يَابِسَه . وقد زَبَّبَ التينُ ، عن أَبي حنيفة أَيضاً . وبهذا سقط قَوْلُ شَيْخنا ؛ لأَنَّ الزَّبِيبَ إِنَّما يُعْرَف من العِنَبِ فَقَط ، ( و ) قد (*! أَزَبَّهُ ) أَي العنبَ والتِّين ( *!وَزَبَّبَه ) *!تَزبِيباً *! فَتَزَبَّبَ . ومن المجاز قَوْلُهُم :*! تَزَبَّبَ قَبْلَ أَن يَتَحَصْرَم .
( وإِلى بَيْعهِ ) أَي الزَّبيب ( نُسِبَ إِبراهيمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ العَسْكِريُّ ) أَبُو الحُسَيْن ، يَرْوِي عن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ . ( وعبْدُ اللّهِ بنُ إِبراهيمَ بْنِ جعْفَر ) بنِ بيَّانِ البَغْدادِيُّ البزَّار ، سَمِع الحَسَنَ بْنَ عَلَوَيْهِ والفِرْيَابِيّ ، وعنه البَرْمَكِيّ .
( وأَبُو نُعَيْم الرَّاوِي عن مْحَمّد بْن شَرِيك ) ، وعنه سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السُّكَّرِيّ ( وعَلِيُّ بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، المُحَدِّثُون *!الزَّبِيبِيُّون ) ، الأَخِيرُ عن المُسْتَغْفِريّ . وفَاتَه الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ الفَضْل الطَّلْحِيُّ *!-الزَّبِيبِيُّ أَخُو إِسماعيلَ ، سمع ابنع مَنْدَه ، نقله السَّمْعَانِيّ .
( و ) الزّبِيبُ : ( زَبَدُ المَاء ) . ومنه قَوْلُه :
حَتى إِذا تَكَشَّف الزَّبِيبُ
( و ) الزَّبِيبُ : ( السُّمُّ في فم الحيَّة ) نقله الصّاغَانِيّ .
( و ) من المجاز : خرجَت على يدِه *!زَبِيبَةٌ ( بهاءٍ ) وهي ( قَر 2 حَةٌ تخرجُ في اليَدِ ) كالعَرْفَة . ( وزَبَدةٌ ) تخرج ( في فَم مُكْثِرِ الكَلَام ) . ( و ) من المجاز : غَضِبَ فَثار له *!زَبِيبَتَانِ :
____________________

(3/5)


زَبَدَتان في شِدْقيه . ( وقَدْ زَبَّبَ ) فَمْ الرَّجُل ، وتكَلَّم فُلانٌ حَتّى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خرج الزَّبَدُ عليهما .
( و ) الزَّبِيبَ : اجتماعُ الرِّيقِ في الصَّامِغَيْن ، و ( زَببَ شِدْقاهُ : اجتمع الرِّيق في صامِغَيْهِما ، واسمُ ذلك الرِّيقِ الزَّبِيبَتَان ، و ) قَدْ ( زَبَّبَ فَمُه ) إِذا رَأَيْتَ له زَبِيبَتَين عند مُلْتَقَى شَفَتَيْه مما يَلِي اللسانَ ، يَعْنِي رِيقاً يابِساً .
( وهما ) أَيضاً أَي الزَّبِيبَتَان ( نُقْطَتَان سَوْدَاوَان فَوْقَ عَيْنَيِ الحَيَّة ) ، ومنه الحَيَّة ذو *!الزَّبِيبَتَيْن . وفي الحَدِيث ( يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِكم يَوْمَ القِيَامَة شُجَاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتَان ) قال أَبو عُبَيْد : وهو أَوحَشُ ما يكون من الحَيَّاتِ وأَخْبَثُه . قال ابن الأَثِيرِ : الزَّبِيبَةُ : نِكْتَةٌ سوداءُ فوق عَيْنِ الحَيَّة ، وها نُقْطَتَان تَكْتَنِفَان فَاهَا ، وقِيل : هما زَبَدَتان في شِدْقَيْها . ( و ) الزَّبِيبَتَان فوق عَيْنَي ( الكَلْب ) كَزَنَمَتَي البَعِيرِ أَو لَحْمَتَاني الرأْس كالقَرْنَيْن ، وقيل : نَابَانِ يَخْرُجَان من الفَم ، وقيل غيرُ ذلك كما نَقَلَه أَهْلُ لغَرِيب وأَورده شيخنا في الحية .
(*! والتَّزَبُّبُ : التَّزَبُّدُ في الكلام ) ، وتَزَبَّبَ الرجلُ إِذا مْتَلَأَ غَيظاً ، قاله شَمر .
ورُي عن أُمِّ غَيْلانَ ابْنَةِ جَرِيرٍ أَنَّها قالت : رُبَّما أَنشدتُ أَبِي حَتَّى *!تَزبَّبَ شِدْقايَ ، قال الراجز :
إِنِّي إِذا ما*! زَبَّبَ الأَشْدَاقُ
وكَثُر الضِّجَاجُ واللَّقْلَاقُ
ثَبْتُ الجَنَانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ
( و ) *!الزَّبَابُ ( كسَحَاب : فأْرٌ عَظِيمٌ أَصَمُّ ) . قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ :
وهُمُ *!زَبَابٌ حائِرٌ
لا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدا
أَي لا تسمَعُ آذانُهم صوتَ الرَّعْد ؛ لأَنَّهُم صُمٌّ طخرْشٌ . ( أَو ) هو فأْرٌ ( أَحْمَرُ ) حَسَن ( الشَّعَر أَو ) هو ( بِلَا شَعَر ) .
____________________

(3/6)


والعَرَبُ تَضْرِبُ بها المَثَل فتَقُولُ : ( أَسْرَقُ مِنْ *!زَبَابَة ) . ويُشَبَّه به الجاهل واحِدَتُه زَبَابَةٌ . وفِيها طرشٌ ، ويُجْمَعُ *!زَبَاباً *!وَزَبَابَات . وقِيلَ : الزَّبَابُ : ضَرْبٌ من الجُرَذِ عِظَامٌ ، وأَنْشَد :
وَثْبَةَ سَرْعُوبٍ رَأَى زَبَابا
السُّرْعُوبُ : ابنُ عُرْس ، أَي رَأَى جُرَذاً ضَخْماً . وفي حديثِ عَلِيّ كَرَّم الله وَجْهَه ( أَنَا واللّهِ إِذاً مِثْلُ الَّذِي أُحِيطَ بها فقيل : زَبَابِ زَبَاب ) كأَنّهم يُؤنِسُونَها بذلك . المعنى : لا أَكونُ مثل الضَّبُع تُخادَعُ عن حَتْفِها . الزَّبَابُ : جِنْس من الفَأْرِ لا تَسْمَع ، لَعَلّها تأْكُلُه كما تأُكُلُه كما تأْكُلُ الجُرَذَ .
( و ) زَبَابُ ( بنُ رُمَيْلَةَ الشَّاعِر ) وهو ( أَخُو الأَشْهَب ) ، أَبُوهُما ثَوْرٌ ، ورُمَيْلَةُ أُمُّهُما . وإِيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقوله :
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلَى زَبَابٌ وقد رَأَى
بَنِي قَطَنٍ هَزُّوا القَنَا فَتَزَعْزَعَا
وضبطه الحافِظُ كشَدَّاد .
( و )*! زُبَيْب ( كَزُبَيْرٍ : ابنُ ثَعْلَبَةَ ) بن عَمْرو ) صَحَابِيٌّ عَنْبَرِيّ ) من بني تَميم ، له وِفَادَةٌ ، كان ينزل بطَرِيق مَكَّةَ ، روى عنه بَنُوة : عُبَيْدُ اللّهِ ودُجَيْنٌ وَولَداهُما شُعَيْبُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ والعدون بن دُجَيْن ، كذا في المعجم .
قلت وأَخذ عن شُعَيْث هذا أَبُو سَلَمَة النَّبُوذَكِيّ وحَفِيدُه سَعِيدُ بن عَمَّار بنِ شُعَيْث ، رَوَى عن آبائه وعنه محمد بن صالح النَّرْسِيّ .
( وعبدُ اللّهِ بن*!زُبَيْب ) كَزُبَيْر ( تابِعِيٌّ جَنَدِيٌّ ) . إِلى قَرْيَة باليمن ، روى مَعْمر عن رجل عنه . حديثُه مُرْسَل ، قال الحافظ في التَّبْصِيرِ : بل مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه . قلتُ ولذ ذكره ابن فَهْد في مُعْجَم الصَّحَابة ، قلت : وروى عنه كثير بن عطاء .
( و )*! الزَّبّابُ ( كشَدّادٍ : بائعُ الزَّبِيب
____________________

(3/7)


*!-كَالزَّبِيبِيّ ) ، وقد تقدم . ( وحُجَيْرُ بنُ زَبَّابٍ ) نَسَبُه ( في بني عَامِر بن صَعْصَعَةَ ) ، وحَفِيدَتُه صَفِيَّةُ بنتُ جُنْدَبِ بْنِ حُجَيْر أُمُّ الحارِث بْنِ عَبْده المُطَّلِب بْنِ هَاشِم . ( وعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّبَّابُ : مُحَدِّثٌ ) عن عمر بن علك المَروَزِيّ ، وعنه أَبُو زُرْعة رَوْح بنُ محمد .
(*! والزَّبِيبِيَّةُ : مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ ، منها أَبُو بَكْر عَبْدُ الله بْنُ طَالِبٍ ) ، كذا في النسخ ، والصواب ابن أَبي طالب ( الزَّبِيبِيُّ ) البَغْدَادِيّ المحدِّث عن شهدة .
( *!وَزِبِيبيَ بكسر الزّاي والبَاء الأُولَى : جَدُّ ) أَبي الفَضْل ( مُحَمّدِ بْنِ عَلِيِّ بن أَي طَالِب ) ابْنِ مُحَمَّد ( ابن زِبِيبَي الزِّبِيبِيِّ المُحَدِّثِ ) سَمع أَبا عَلِيّ الحَسَن بْن عَلِيّ بن المُذهِب التَّميميّ القطيعيّ ، تُوُفِّيَ سنة 511 ه ترجمه أَبُو الفتح البنداريّ ترجمة واسعة في الذَّيْل على تاريخ بغداد ، وهو عندي ، وولده ذو الشَّرَفَيْن أَبو طالب الحُسَيْن بن محمد مُحَدِّث ، رَوَى عن القَاضي أَبي القَاسِم التَّنُوخِيّ وغيره .
( والزَّبِيبِيُّ بالفَتْح : النَّقِيعُ ) المُتَّخَذُ ( مِنَ الزَّبِيبِ ) نقل الصاغانيّ .
( *!والزَّبْزَبُ : دابَّةٌ كالسِّنَّوْر ) تأْخُذُ الصِّبْيَان من المُهُودِ ، نقله الصَّاغَانِيّ ، ذكره ابن الأَثِيرِ في الكَامِل في حوادث سنة 304 ه وهو حَيَوَانٌ أَبْلَقُ بسَوَادٍ قَصِيرُ اليَدَيْن والرِّجْلَيْن ، كذا في حياة الحيوان .
( و )*! الزَّبْزَبُ : ( ضَرْبٌ من السُّفُن ) .
( وَ*!زَبْزَبَ ) إِذا ( غَضِب ، أَو )*! زَبْزَبَ إِذا ( انْهَزَمَ في الحَرْب ) ، كِلَلاهُمَا عَن أَبِي عَمْرو .
( *!والمُزَبِّبُ ، كمُحَدِّثٍ : الكَثِيرُ المال ، *!كالمُزبِّ ، بالمضَّمِّ ) . ويقال : آلُ فلان *!مُزِبُّون ، إِذا كَثُرت أَموالُهم وكَثُروا هم .
( وعَبْد الرَّحْمن بْنُ زَبِيبَةَ كحَبِيبَة ) وفي نسخة شيخنا كجُهَيْنَة ، والأَوّلُ الصَّوَابُ ، تابِعِيّ ، عن ابن عُمَر .
( *!والزَّبَّاوَان : رَوْضَتَان لآل عَبْد اللّهِ بنِ عامر بن كُرَيْزٍ ) ، ويقال : ابن الحَنْظَلِيَّة ، وتلك بمَهَبِّ الشمال من النِّبَاج عن يَمِينِ المُصْعِد إلى مَسكَّةَ من طَرِيق البَصْرة من مَغِيض
____________________

(3/8)


أَوْدِيَةِ حِلَّةِ النِّبَاج .
وبَنُو *!زَبِيبَة : بَطْن .
*!وزَبّان : اسم ، فمن جعل ذلك فَعْالا من زبن صَرَفَه ، ومَنْ جَعَلَه فَعْلَان مِنْ زَبّ لم يَصْرِفْه . ويقال :*! زَبَّ الحِمْلَ وزَأَبَهُ *!وازْدَبَّه : حلَه . قال الشَّاعر :
هجوتُ زَبّان ثم جِئتُ مُعْتَذِراً
من هَجْو زَبّان لم أَهْجُو ولم أَدَعِ
وزَبَّان بن قَسُور الكلفيّ : صحابيّ له حديث واهٍ ، قاله الدَّارقُطْنِيّ ، وضبطه عبد الغنيّ بن سعيد ، ويحيى بن الطحان بالراء بدل النون . *!وزُبَيْبٌ الضِّبابيّ كزُبَيْر : شاعرٌ إِسلامِيّ . *!وزَبِيبَةُ : أُمُّ عَنْتَرَة العَبْسِيِّ وجَدّهُ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ سَمُرة .
وزَبّان : اسمُ مَوْضِع بالحجاز ، كذا في مُخْتَصَر المَراصِد . ونِهْيا زُباب بالضم : ما آنِ لِبَنِي كِلاب .
ودير الزبيب في نواحي خُناصرة تجاه دير إِسحاق ، نقلته من تاريخ ابن العديم .
زجب : ( ما سمعتُ له زُجْبَةٌ ، بالضَّمِ ، أَي كَلِمَةٌ ) ، أَهمله الجماعة ، وسيَأْتِي له في زَجَم وزَحَنَ مثلُ ذَلِك .
زحب : ( زَحَبَ إِلَيْه كدَفَع ) . أَهمله الجَوْهَريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( دَنَا ) . يقال : زَحَبْتُ إِلى فُلَان ، وزحَبَ إليَّ ، إِذا تَدَانَيْنا . قال الأَزْهَرِيّ : زَحَبَ بمعنى زَحَفَ ، قال : ولعلها لُغَةٌ ، قال : ولا أَحفَظُها لِغَيْرِه .
زخب : ( الزَّخْبَاءُ ) بالخاء المعجمة ، أَهمَلَه الجَوْهَريُّ ، وهي ( الناقةُ الصُّلْبَةُ عَلَى السَّيْر ) ، رواه ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، كذا في اللسان .

____________________

(3/9)


زخزب : ( الزُّخّرُبُّ ، بالضم ) وبخاء معجمة ، رواه أبو عُبَيْد في كِتَابه ، وجاءَ به في حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ كما سَيَأْتي ، قال : وهذا هو الصحيح ، والحاءُ عندنا تَصْحِيف ، ( وبِزَاءَيْن ) مُشَدَّدَتَيْن ( وتَشْدِيد البَاء : الغَلِيظُ ) من أَوْلَادِ الإِبِل الذي قَدْ غَلُظ جِسِمُه واشْتَدَّ لَحْمُه ، وقيل : ( القَوِيُّ الشديدُ اللَّحْمِ ) . يقال : صَارَ وَلَدُ النَّاقَ زُخْزُبًّا إِذا غَلُظَ جِسْمُه واشْتَدَّ . وفي الحَدِيثِ أَنَّهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سُئِل عن الف 2 رَع وذَبْحِ ، فقال : ( هو حَقٌّ ، ولأَنْ تَتْرُكَه حَتَّى يَكُونَ ابنَ مَخَاضٍ أَو ابنَ لَبُون زُخْرُبًّا خيرٌ منْ أَنْ تُكفِىءَ إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك ) . الفَرَعُ : أَولُ ما تَلِده النَّاقَة ، كانوا يَذْبَحُونَه لآلِهَتِهم ، فكره ذلك ، وقال : لأَن تَتْرُكَه حَتَّى يَكْبر ويُنْتَفَع بلَحْمِه خيرٌ من أَنَّك تَذْبَحه فيَنْقَطعَ لَبَنُ أُمِّه ، فتكُبَّ إِناءَك الذي كنت تَحْلُبُ فيه وتجعل نَاقَتَك وَالهَةً بِفَقْد ولَدهَا .
زَخلب : ( رَجُلٌ مُزَخْلِبٌ ) بالخاء المُعْجَمة ( للفاعلِ ) ، أَهمَلَه الجَوهَرِيّ . وقال ابن دُرَيْد : ( إِذا كَانَ يَهْزَأُ بالنَّاسِ ) ، هذا عن أَبي مَالِك ، وذكر أَيضاً عن مَكوَزَةَ الأَعْرَابِيِّ .
زدب : ( الزِّدْبُ بالكَسْرِ ) أَهمله الجوهرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسان ، وقال الصَّاغَانِيُّ : هو ( النَّصِيبُ ج الأَزْدَابُ ) وهي الأَنْصِبَاءُ ، وهو غَرِيبٌ .
زذب : ( الزّذَابِيَةُ كثمَانِيَةِ ) أَهمله الجوهريُّ وصَاحِبُ اللِّسان ، وقال الصَّاغَانِيُّ : هُمْ ( أهْلْ بَيْتٍ بالْيَمَامَةِ ) . قال شيخُنا : هُوَ مِنْ مَادَّةِ ما قَبْلَه كما هو ظاهر ، فلا معنى لإِفْرادِه بالتَّرْجَمَة كما لَا يخْفَى .
قلت : وهذا بناءً على أَنَّه بالدّال المهملة بَعْدَ الزَّاي ، ولَيْسَ كَذَلك ، بل هو بالذَّال المُعْجَمَة كما في نُسْخَتِنا وفي غير نُسَخ ، فلا يتَوَجَّه على المُؤَلِّف ما قاله شَيْخنا كما لا يخْفَى .
____________________

(3/10)



زرب : ( الزَّرْبُ : المَدْخَلُ . ومَوْضِعُ الغَنَمِ ، ويُكْسَرُ ) في الأَخِير و ( ج ) فِيهما ( زُرُوبٌ ) . والزَّرِيبَةُ : حَطِيرةٌ للغَنَم من خَشَب ، وهو مَجَازٌ ، لأَنَّه مأْخُوذٌ من الزَّرْب الَّذِي هو المَدْخَلُ . وانْزَرَبَ في الزَّرْبِ انْزِرَاباً إِذا دَخَلَ فيه . ( و ) الزَّرْبُ والزَّرِيبَةُ : بِئْرٌ يَحْتَفِرُهَا الصَّائِدُ يَكْمِن فِيهَا للِصَّيْد . وفي الصَّحَاحُ : الزَّرْبُ : ( قُتْرَةُ الصَّائِدِ ، كالزَّرِيبَةِ فيهما ) . وانْزَرَبَ الصائِدُ في قُتْرَتِهِ : دَخَلَ . قال ذو الرُّمَّةِ :
وبالشَّمَائِلِ مِنْ جَلَّانَ مُقْتَنِصٌ
رَذْلُ الثِّيَابِ خَفِيُّ الشَّخُص مُنْزرِبُ
والزَّرْبُ : قُتْرَةُ الرَّامِي . قَالَ رُؤْبَةُ :
في الزَّرْبِ لو يَمْضَغُ شَرْياً ما بَصَق
( و ) الزَّرْبُ : ( بِناءُ الزَّرِيبَةِ للْغَنَمِ ) أَي الحظيرة مِنْ خَشب ، وقد زَرَبْتُ الغَنَم أَزْرُبُها زَرْباً .
وفي بعض النسخ : وبَنَات الزَّرِيبَة : الغَنَم .
وفي لسان العرب في رَجَزِ كَعْب :
تبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيفِ
تُكْسَر زَاؤُه وتُفْتَح . والكَنِيفُ : الموضعُ السَّاتِر ، يُرِيد أَنها تُعْلَفُ في الحَظَائِرِ والبُيُوتِ لا بالكَلَإِ والمَرْعى .
( و ) الزِّرْب ( بالكَسْرِ : مَسِيلُ المَاءِ . وزَرِبَ ) الماءُ وسَرِبَ ( كَسَمِعَ ) إِذَا ( سَال ) . ( والزِّرْيَابُ بالكَسْر : الذَّهَبُ ) قاله ابن الأَعْرَابِيّ ، ( أَو مَاؤُه ) .
( و ) الزِّرْيَابُ : ( الأَصْفَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) ، سقَطَ من نُسْخَتِنا ، وهو مَوُجُودٌ في غَير نُسخ ، فهو ( مُعَربٌ ) من زَرْآب بالفتح ، أبْدِلَتِ الهَمْزَةُ يَاء للتَّعْرِيب .
وعَلِيُّ بنُ نَافِع المُغَنّي المُلَقَّب بزِرْيَاب وْلَى المَهْدِيّ ، ومُعَلِّمُ إِبراهيم المَوْصِلِيّ ، قَدِم الأَندلسَ سنة 136 ه على عَبْدِ الرحمن الأَوسط فرِكبَ بنفسه لتَلَقِّيه ، كما حَكاهُ ابنُ خَلْدون . ونقل شيخنا عن المُقْتَبَسَ ما نَصُّه : زِرْيَاب :
____________________

(3/11)


لقَبٌ غَلَب عليهِ بِبلَدِه لِسَواد لونِه مع فَصَاحة لِسانه ، شُبِّه بطائِرٍ أَسودَ غَرَّادٍ ، وكان شاعِراً مَطْبوعاً ، أُستَاذاً في المُوسيقى . وعنه أَخَذَ الناسُ ، تَرْجَمه الشّهابُ المُقَّرِيّ في نَفح الطيب وغَيْره . وقال العَلَّامَة عَبْدُ الملك بنُ حَبِيب مع زُهْدِه وعلمه في أَبيات له :
زِرْيابُ قد أُعْطِيتَها جملةً
وحِرْفَتِي أَشرفُ من حِرْفَته
وفي حياة الحيوان : الزِّرْيَابُ في كِتاب مَنْطق الطَّير أَنَّه أَبو زولق .
( والزَّرَابِيُّ : النَّمَارِقُ ) ، كذا في الصَّحَاح . ( والبُسُطُ ، أَو كُلُّ ما بُسِطَ واتُّكِىء عليه ) ، ومثله قال الزجاج في تَفْسِير قَوْلِه تَعَالَى : { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } ( الغاشية : 16 ) . قال الفرَّاءُ : هي الطَّنَافِسُ له خَمْلٌ رقيقٌ . ( الوَاحِدُ زِرْبِيٌّ ، بالكَسْر ويُضَمّ ) ، هكذا في النسخ . والذي في لسان العرب الوَاحدُ من كُل ذَلِك زَرْبِيَّةٌ . بفتح الزاي وسكون الراء ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وفي حَدِيثِ بَنهي العَنْبَرِ ( فَأَخَذُوا زِرْبِيّةَ أُمِّي فأَمَرَ بِهَا ، فَردَّتْ ) هي الطِّنّفسَة ، وقيل : البِسَاطُ ذُو الخَمْل ، وتُكْسَر زَاؤُهَا ( وتفتح ) وتخضَمّ .
والزَّرْبِيَّةُ : القِطْعُ ما كان على صَنْعَتِه .
( و ) ازَّرَابِيُّ ( من النَّبْتِ : ما اصْفَرَّ أَو احْمرّ وفيه خُضْرَةٌ ، وقد ازْرَبَّ ) البَقْلُ ( ازْرِبَاباً ) كاحمر احْمِرَاراً ، رُوِيَ ذَلِكَ عن المُؤَرّجِ في قَوْلِه تعالى : { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } . فلما رَأَوا الْأَلْوان في البُسُط والفُرُش شَبَّهُوها بزرَابِيِّ النَّبْت ، وكذلك العَبْقَرِيُّ من الثِّيَاب والفُرُشِ .
وفي حيث أَبي هريرة : ( وَيْل للعَرَب مِنْ شَرَ قَد اقْتَرَب ، وَيْلٌ للزِّرْبِيَّةِ ، قيل : وما الزِّرْبِيَّةُ ؟ قال : الذِينَ يَدْخُلُون على الأُمَرَاء ، فإِذا قالُوا شَرًّا أَو قالوا شَيْئاً قالُوا : صَدَق ) . شَبَّهَهُم في تَلَونِهِم بوَاحِدَةِ الزَّرَابِيِّ وما كان
____________________

(3/12)


على صنَعتها وأَلْوانِهَا . أَو شَبَّهَهم بالغَنَمِ المَنْسُوبَة إِلى الزَّرْبِ ، وَهُوَ الحَظِيرَةُ التي تَأْوِي إِلَيهَا في أَنَّهُم يَنْقَادُونَ لِلْأُمَرَاء ويَمْضُونَ عَلَى مِشْيَتِهم انْقِيَادَ الغَنَمِ لِرَاعِيهَا .
( و ) يقال للمِيزَاب : ( المزْرَابُ ) و ( المِرْزَابُ ) وهُوَ لُغَةٌ فيه . وقال ابن السِّكِّيتِ : هُوَ المِئْزابُ وجَمْعُه مَآزِيبُ . ولا يُقَالُ المِرْزَاب ، وكذلك الفَرَّاءُ وأَبُو حَاتِم .
( وعينُ زُرْبة ) بالضم ( أَو زَرْبى ) كَسَكْرَى ، وعلى الأَول اقْتَصَر ابنُ العَدِيم في تَاريخ حَلَب : ( ثَغْرٌ ) مشهور ( قُرْبَ المَصِيصَة ) من الثُّعُورِ الشَّامِيَّةِ .
نُسِب إِليها أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيّ العَيْنَزَرْبِيّ الشَّاعِر المجيد ، وحَمْزَةُ بْنُ عَلِيَ العَيْنَزَرْبِيّ ، من جَيّد شعره :
يا راكِباً يَقْطَعُ عَرْضَ الفَلَا
بَلِّغُ أَحِبَّايَ الّذي تَسْمَعُ
وقُل لَهُم مَا جَفَّ لِي مَدْمَعٌ
ولا هَنَاني بَعْدَكُم مَضْجَعُ
ولا لَقِيتُ الطَّيفَ مُذْغِبْتُمُ
وإِنَّمَا يَلْقَاهُ مَنْ يَهْجَعُ
ومِمَّن نُسِبَ له الحُسَيْنُ بْنُ عَبد الله الخَادِم مَوْلَى الحَسَن بْنِ عَرَفَه ، مُحَدِّث ، رَابَطَ بها نحواً من نَيِّفٍ وعِشْرِينَ سَنَة روى عن مَوْلَاه .
وممَّن نُسِبَ إِلَيْه أَبُو عَبْد الله الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَحمدَ العَيْنَزَرْبِيُّ خرجَ منها حِينَ اسْتِيلَاءِ الكُفَّارِ عَلَيْها ، تُوُفِّي سنة 392 ه كذا في تارِيخ ابْنِ العَدِيم .
( وذَاتُ الزِّرَابِ ، بالكَسْرِ : من مَسَاحِد النبي صلى الله ) تعالى ( عليه وسلم ) : بين مَكَّة والمَدِينَة ، شرفهما الله تعالى .
( وزَرِيبَةُ السَّبُعِ ) هكذا في الصحَاح بالإِضَافة : ( مُكْتَنّه ) أَي مَوْضِعُه الذي يَكْتَنُّ فِيهِ . وفي غير الصَّحَاح : الزَّرِيبَةُ : مَكْمَنُ السَّبُعِ .
____________________

(3/13)



والزَّرِيبَةُ : من قُرَى الشَّرقيّة بمصر .
( ويَومُ الزَّرِيبِ : من أَيّاهم ) .
( وزَرْبَى ) بالفتح : مُحَدِّث يُرْوَى ( له مَنَاكِيرُ ) .
وزَرَبيُّ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ زَيْد الأَنْصَارِيّ من بني حارثة أَخو عَلاقة ، عَلاقة ، عِداده في أَهل المدينة : تابعيّ .
والزَّرَائِبُ : بُلَيْدَةٌ في أَول اليمن ، نَقَله الصَّاغَانِيّ . والزَّرابِيُّ : قَرْيَةٌ بالصَّعيدِ بالقُرْبِ من أَبِي تيج ، وقد دَخَلْتُها .
وزُرَيْبُ بنُ ثَرْمَلَة ، كزُبَيْر : أَحَدُ المُعَمَّرِين ، له قِصَّة ذكرها ابنُ أَبِي الدُّنْيَا ، والدُّارقُطْنيّ في غَرَائب مالك ، والباورديّ في الصحابة وغيرهما ، تبعهم الحافظ في الإِصابة .
وأَبو المْعْتَمِر عَمَّار بْنُ زَرْبَ ، حَدّثَ عنه أبُو جَعْفَر محمدُ بْنُ جَعْفَر تمتام .
زردب : ( زَرْدَبَهُ ) : أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دريد : أَي ( خَنَقَه ) ، وزَرْدَمَه كذلك ، وقيل : دَحْرَجَه ، وقيل : رَمَاهُ في زِرْدَاب ؛ وهو ما انْحَدَرَن السُّيُولِ ، قَالَهُ شَيْخُنا .
زرغب : ( الزَّرْغَبُ ، بالغَيْنِ المُعْجَمَةَ كجَعْفَرٍ ) ، أَهمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال اللَّيْثُ : هُوَ ( الكِيْمُخْتُ ) أَورده هكذا ابنُ مَنْظُورٍ والصَّاغَانِيُّ .
زرنب : ( الزَّرْنَبُ : طِيبٌ ، أَو ) هو ( شجَرٌ طَيِّبُ ) الريح ، أَو ضَرْبٌ من النَّبات طَيِّب ( الرَّائِحَةِ ) ، وهو فَعْلَل ، وهو عَرَبِيٌّ صَحِيح كما صَرَّح به أَئِمَّةُ اللُّغَة خِلَافاً لابْنِ الكتبيّ فإِنَّه صَرَّحَ بِتَعْرِيبِه .
( و ) في حديث أُمِّ زَرْع : ( المَسُّ أَرْنَب والرِّيُح رِيحُ زَرْنَبٍ ) . قال ابنُ الأَثيرِ في تَفْسِيرِه : هو ( الزَّعَفَرَان ) . ويجوز أَن يُعْنَى طِيبُ رائِحتِه ، ويَجُوزُ أَنْ يُعْنَى طِيبُ ثَنَائِه في النَّاسِ . قال الراجِزُ :
____________________

(3/14)



وا بِأَبِي ثَغْرُكِ ذَاك الأَشْنَبُ
كأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ الزَّرْنَبُ
( و ) الزَّرْنَبُ : ( بَعْرُ الوَحْشِ ) نقله الصاغانيّ .
( و ) الزَّرْنَبُ : ( الحِرُ ) بالكَسْرِ أَي فَرْجُ المَرْأَةِ ، ( أَو عَظِيمُه ، أَوْ ظَاهِرُه ) ، أَقْوَالٌ . ( أَو لَحْمَةٌ ) دَاخِل الزَّرَدَانِ ( خَلْفَ الكَيْنَةِ ) ؛ وَهِيَ غِدَدٌ فِيهِ كما يَأْتِي للمُؤَلِّف ، والزَّرْنَبَةُ خَلْفَها لَحْمَةٌ أُخْرَى ، عن ابن الأَعرابيّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه .
زَرْنَبُ بْنُ أَبِي جُرْثُوم : شَاعِرٌ جَاهِليّ ، ذَكَرَه المَرْزُبَانِيّ .
زعب : ( زَعَبَ الإِناءَ ، كَمنَعَ ) يَزْعَبُه زَعْباً : ( مَلَأَه ) .
( و ) زَعَبَ له مِن المَالِ قَلِيلاً : قَطَعَ . وأَصْلُ الزَّعْبِ : الدَّفْعُ والقَسْمُ . يقال : أَعْطَاهُ زِعْباً من مَاله وزِهْباً مِنْ مَالِه أَي ( قَطَعَه كازْدَعَبه ) وازْدَهَبَه .
ومَطرٌ زَاعِبٌ : يزْعَبُ كُلَّ شَيْء أَي يَمْلَؤُه ، وأَنشَد يَصِفُ سَيْلاً :
ما جَازَتِ العُفْرُ مِنْ ثُعَالَةَ فالرَّ
وحاء منه مَزْعُوبةُ المُسُلِ
أَي مَمْلُوءَة : وزَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ يَزْعَبُه زَعْباً : مَلَأَه . ( و ) زَعَب ( الوَادِي ) نَفْسُه : تَمَلَّأَ فدَفَع بعضُه بَعْضاً . وسَيْلٌ زَعُوبٌ : زَاغِبٌ . وجاءَنَا سَيْلٌ يَزْعَبُ زَعْباً أَي يَتَدافَعُ في الوادي ويَجْرِي ، وإِذا قلت : يَرْعَبُ بالرَّاء تَعْنى يَمْلَأُ الوَادِيَ . ( و ) زَعَبَ ( القِرْبَةَ ) : مَلَأَها و ( احْتَمَلَهَا ) وهي ( مُمْتَلِئَةٌ ) . يقال : جَاءَ فلانٌ يَزْعَبُها ويَزْأَبُها أَي يَحْمِلُها مَمْلُوءَة . وزَعَبَتِ القِرْبَةُ : دَفَعَت مَاءَها . وقِرْبَةٌ مَزْعُوبَةٌ ومَمْزُورَةٌ أَي مَمْلُوءةٌ . وفي حديث أَبِي الهَيْثَم ( فَلم يَلْبَثْ أَن جَاءَ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبها ) أَي يَتَدَافَعُ بِهَا ويَحْملُها لِثِقَلِها .
( و ) من المَجَازِ : زَعَبَ ( المَرْأَةَ ) يَزْعَبُها زَعْباً : ( جَامَعَها فملأَ ) فَرْجَهَا
____________________

(3/15)


بفَرْجِهِ ، أَو مَلَأَ ( ها ) أَي فَرْجَهَا مَاءً أَي ( مَنِيًّا ) ، وهَذِهِ عَنِ ابْنِ دُرَيْد . وقيل : لا يكُونُ الزَّعْبُ إِلَّا من صِخَمٍ .
( و ) زَعَب ( البَعِيْرُ بحِمْلِهِ ) إِذا اسْتَقَام ، أَو ( مَرَّ ) بِهِ ( مُثْقَلاً ) ، أَو مَرَّ يَزْعَبُ بِهِ أَي مرًّا سَرِيعاً ، ( أَو ) زَعَبَ بِحِمْلِه يَزْعَب : ( تَدافَع ، كَازْدَعَب فِيهِما ) . يقال : ازْدَعَبْتُ الشيءَ إِذا حَمَلْتَه . يقال : مَرَّ بِهِ فازّدَعَبَه . وزَعَبْتُه عَنِّي زَعْباً : دَفَعْتُه .
( و ) زَعَبَ ( لَهُ من الَمالِ زَعْبَةً ، ويُضَمُّ ، وزِعْباً بالكَسْرِ ) أَي ( دفَع لَهُ قِطْعَةً مِنْه ) . والزُّعْبَة كالزُّهْبَةِ : الدُّفْعَةُ الوَافِرَةُ مِنَ المَالِ ، وقد وَرَدَت هذه اللفظةُ في حديثِ عَمْرو بْنِ العَاصِ ، وفي حديثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللّهُ وَجْهَهُ ( أَنَّه كانَ يَزْعَبُ لِقَوْم ويُخَوِّصُ لآخَرِين ) الزَّعْبُ : الكَثْرَةُ . وزَعَبَ الرجلُ في قَيْئهِ إِذا أَكْثَر حَتَّى يَدْفَعَ بَعْضُه بَعْضاً .
( و ) زَعَبَ ( الغُرَابُ زَعِيباً : نَعَب ) أيَ صَوَّتَ . وقد زبَ ونَعَب ، وهُمَا بِمَعْنًى . والزَّعِيُ : النَّعِيبُ . وقال شَمِر في قَوْله :
زَعَبَ الغُرَابُ ولَيْتَه لَمْ يَزْعَبِ
يكون زَعَبَ بمَعْنَى زَعَمَ ، أَبْدَلَ الميمَ بَاءً مِثْلَ عَجْب الذَّنَبِ وعَجْمِه . ( وزَاعب د ) . وفي أُخرى علامة موضع . ( أَو رَجُلٌ ) من الخَزْرَج ، كان يَعْمَلُ الأَسِنَّةَ ، قاله المبرد ، ومِثْلُه في الأَسَاس ( ومنه ) : سِنَنٌ زَاعِبِيٌّ . ويقال : ( الرِّمَاحُ الزَّاعِبيَّةُ ) : الرِّمَاحُ كُلُّها . قَال الطِّرِمَّاحُ :
وأَجْوِبَةٌ كالزَّاعِبِيّةِ وَخْزُها
يُبَادِهُهَا شَيْخُ العِرَاقَيْنِ أَمْرَدَا
( أَو هِيَ الَّتِي إِذَا هُزَّت كَأَن كُعُوبَها يَجْرِي بَعْضُها في بَعْض ) لِلِينه ، قاله الأَصمعي ، وهو مَجَازٌ لأَنَّه من قَوْلِك : معَّ يَزْعَبُ بحِمْله ، إِذَا مَرَّ مرًّا سَهْلاً ، وأَنشد :
ونَصْلٍ كنَصْلِ الزاعِبِيِّ فَتِيقِ
____________________

(3/16)



أَي كنَصْلِ الرُّمْح الزَّاعِبِيّ ، وقال غيرُه : لزاعِبِيُّ مِنَ الرِّمَاح : الذي إِذَا هُزَّ تَدَافَعَ كُلُّه ، كأَنَّ آخِرَه يَجْرِي في مُقَدَّمِه .
( وزَعِيبُ النَّحْلِ : دَوِيُّها ) ، وقد زَعَب يَزْعَب زْعباً إِذَا صَوَّتَ .
( و ) زَعَابةُ ( كَسَحَابَة : ة باليَمَامَة ) . ومَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِينَةِ ويُضَمُّ في الأَخِير . ( و ) زُعَابٌ ( كغُرَابٍ : ع بالمدينة ) شَرَّفَهَا اللّهُ تَعَالى . ( أَو الصَّوَابُ بالغَيْنِ ) كما سَيأَتِي .
( و ) زُعَيْبٌ ( كزُبَيْرٍ : اسم . و ) زِعْبٌ ( كجِلْدِ : أَبُو قَبِيلَةٍ ) ، وهو زِعْب بْنُ مَالِكِ بْنِ خِفاف بن امرىءِ القَيْس بن بُهْثَةَ بن سُلَيْم . ( منها مَعْنُ بْنُ يَزِيد بْنِ ) الأَخْنَس بْنِ حَبِيب بن جُرَّة بن ( زِعْبِ ) بنِ مَالِك . ( و ) قالوا : ( لِمَعْنٍ ولأَبِيه ) يَزيد ( صُحْبَةٌ ) ، ويقال : شَهِد هو وأَبُوهُ وابنُه بدراً ، وأَنكره أَبو عُمر ، وشَهِد مَعْنٌ يوم المرج مع الضحَّاك بن قَيْس الفِهْرِيّ . وفي اللباب : وبنو زِعْب هي التي أَخذت الحاجّ سنة 545 ه فهلك منهم خَلْقٌ كثير قَتْلاً وجُوعً وعَطَشاً ، ثم رماهم الله بالعِلَّة والذُّلِّ إِلى الآن ، انتهى .
( و ) التَّزَعُّبُ : النَّشَاطُ والسُّرْعَةُ . والتَّغَيُّظُ . والإِكثارُ . و ( تَزَعَّبَ ) الرجُلُ إِذا ( نَشِط ) وأَسْرَعَ . ( وتَغَيَّظ . و ) تَزَعَّبَ ( في أكْلِه وشُرْبِه : أَكْثَر ) .
( و ) تَزَعَّبَ ( القومُ المالَ ) : جَعَلُه زُعْبَةً زُعْبَةً أَي ( اقْتَسَمُوه ) . وأَصل الزَّعْبِ : الدَّفْعُ والقَسْم . ( والزُّعْبُوبُ بالضَّمِّ ) ، وقد سقَطَ من بَعْضِ النُّسَخ هذا الضَّبْط ، وهو ( اللَّئيمُ القَصِيرُ ) من الرجال ) كالأَزْعَبِ ( قاله ابنُ السيت . ( ج زُعْبٌ بالضَّمِّ ) ، وقد سقَطَ من بَعْضِ النّسَخ هذا الضَّبْط ، وهو ) . إِن كان جَمْعاً للأَزْعب فلا شُذُوذ فإِنه كأَحْمَر وحُمْر ، وإِن كان لزُعْبُوب كما هو صَرُيحُ قَوْل المُؤَلِّف فهو ( شَاذٌّ ) ؛ لأَنه على غَيْرِ قِياس . وأَنشد ابن السِّكِّيب :
من الزُّعْبِ لم يَضْرِب عَدُوًّا بِسَيْفه
وبالفَأْسِ ضَرَّابٌ رُءُوسَ الكَرَانِفِ
( والأَزْعَبُ : الغَليظُ ) . يقال : وَتَرٌ
____________________

(3/17)


أَزْعَبُ ، وذَكرٌ أَزْعَبُ ، أَيْ غَلِيظٌ .
( وزُعْبُبٌ كقُنْفُذٍ : اسم ) .
( وزُعْبَةُ ، بالضم ) : اسم ( حِمَارٍ ) معروف . قال جَرِير :
زُعْبَةَ والشَّحَّاجَ والقُنَابِلَا
قلت : ولَعَلَّه مُصَحّف ، وقد يَأْتِي في الغَيْنِ .
( والزَّاغِبُ : الهَادِي ) وفي بعض النسخ : الدَّاهِي ، وهو غَلَط ، ( السَّيَّاحُ في الأَرْض ) ، وأَنشد لابن هَرْمَة :
يَكَادُ يَهْلِكُ فِيهَا الزَّاعِبُ الهَادِي
وفي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاح المَوْثُوقِ بها . وزَعْبَانُ : اسمُ رَجُل . ( و ) أَبو عُبَيدِ اللهِ ( مُحَمَّدُ بْنُ نِعْمَة بنِ مَحْمُودِ بنِ زَعْبَانَ ) الأَنْصَارِي ، عُرف بالسّقاوِيّ شَيْخ تَدْمُر ( شَاعِرٌ مُتَأَخِّر ) قال الذَّهَبيُّ : كَتَبْتُ عَنْه .
وفي لسان العرب : ورَوَى أَبُو تُرَاب عَنْ أَعْرَابِيَ أَنِ قَالَ : هذَا البَيْت مُجْتزِىءٌ بزَعْبِه وزَهْبِه ، أَي بِنَفْسِهِ .
والزَّعُوبَةُ هي الرَّاعُوفَةُ : صَخْرةٌ تكُونُ في أَسفَلِ البِئْرِ إِذا حُفِرَت ، هكذا هُوَ في اللِّسان ، وأَنا أَخشى أَن يكونَ تَصْحِيفَ الرَّاعُوثَةِ .
زعرب : ( ومما يستدرك عليه ) .
الزُّعْرُبُ كقُنْفُذ : القَصِيرُ الدَّاهِيَةُ مِنَ الرِّجَالِ .
زغب : ( الزَّغَبُد مُحَرّكة ) : الشُّعَيْرَاتُ الصُّفْرُ على ريش الفَرْخ ، وقيل : هو ( صِغَار الشَّعَر والرِّيشِ ولَيِّنُه ) وقيل : هو دُقَاقُ الرِّيش الّذي لَا يَطُولُ ولا يَجُودُ . والزَّغَبُ : ما يَعْلُو رِيشَ الفَرُخِ ( أَوُ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهُما ) أَي مِنْ شَعَرَ الصَّبِيّ والمُهْرِ وَرِيشِ الفَرْخ ، واحِدَتُه زَغَبَةٌ ، قال :
كَانَ لَنَا وَهْوَ فُلُوٌّ نرْبَبُهْ
مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهْ
____________________

(3/18)



والفِرَاخُ زُغْبٌ . قال أَبُو ذُؤيْب :
تَظَلُّ عَلَى الثَّمْرَاءِ منها جَوَارِسٌ
مَرَاضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقَابُها
وقد زَغَّبَ الفَرْخُ تَزْغِيباً . ورجُلٌ زَغِب الشَّعَرِ ، ورَقَبَةٌ زَغْبَاء . ( و ) الزَّغَبُ : ( ما يَبقَى فِي رَأْسه الشَّيْخ عِنْدَ رِقَّةِ شَعَرِه ) والفِعْلُ مِنْ ذلكَ كُلِّه ( زَغِبَ كَفَرِح ) زَغَباً ، فهو زَغِبٌ ، ( وزَغَّبَ ) تَزّغِيباً ، ( وازْغَابّ ) كاحْمَارَّ .
( و ) يقال : ( أخَذَه بِزَغَبِهِ ، مُحَرَّكَةً ) أَي ( بِحِدْثَانِهِ .
( والزُّغَابَةُ والزُّغَابَى ، بِضَمِّهِما ) : أَقَلُّ مِنَ الزَّغَبِ ، وقِيلَ : ( أَصْغَرُ ) مِنَ ( الزَّغَبِ ) . .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( مَا أَصَبْتُ مِنْهُ زُغَابَةً ) بالضَّمِّ أَي ( شَيْئاً ) . وَفي لِسَانِ العَرَبِ أَي قَدْرَ ذلِكَ .
( والزُّغْبَةُ بالضمِّ : دُوَيْبَّةٌ كالفَأْر ) ، قاله ابْنُ سِيدَه ، كذا فِي حَيَاةِ الحَيَوَانِ . ( و ) زُغْبَةُ ( بلا لام : حِمَارٌ لجَرِيرِ ) ابن الخَطَفَى ( الشَّاعِرِ ) قال :
زُغْبَةُ لا يُسْأَلُ إلَّا عَاجِلَا
يَحْسَبُ ش 2 كْوَى المُوجَعَاتِ بَاطِلَا
قَد قَطَعَ الأَمْرَاسَ والسَّلَاسِلَا
( و ) زُغْبَةُ : ( ع ) عَنْ ثَعْلَبٍ ، وأَنْشَدَ :
عَلَيْهِنَّ أَطْرَافٌ من القَوْمِ لَمْ يكُن طَعَامُهُمُ حَبًّا بِزُغْبَةَ أَسْمَرَا
( ويفتح ) في الأَخير .
( و ) قد سَمَّت العَرَبُ زُغْبَةَ وزُغَيْباً ، قال الدَّمِيرِيّ : أَشار بذلك إلَى ( لَقَب عِيسَى بْنِ حَمَّادِ ) بْنِ مُسلم التُّجيبيّ المِصْريّ ( شَيْخ ) أَبي الحَجَّاج ( مُسْلِمٍ ) وأَبي دَاوُودَ والنَّسَائِيِّ وابْنِ ماجَه ، روى عن رشد بن سَعْدِ ، وعَبْدِ الله بْنِ وَهْب ، واللَّيْثِ بْنِ سَعْد ، مات سنة 248 ه قال شيخنا : وقع للسَّخَاوِيِّ في ترجمة مُوسَى بْنِ هَارُون القيسيّ أَنَّ أحْمَد بنَ حَمَّاد التُّجِيبِيّ يقال له زُغْبة . قُلْتُ : وأَحْمَد هو أَخُو عيسى ، وفي التَّقْرِيب للحافِظ ابْنُ حَجَر أَنَّه لَقَبٌ
____________________

(3/19)


لهما ، يقيال : إِنَّه لَقَبٌ لأَبِيهِما ، انتهى . ( و ) زُغْبَةُ : ( جَدُّ والِدِ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بْن عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ ) الزُّغْبِيّ ، هكذا في النّسَخ ، وهُوَ مِنْ قَرَابَةِ عِيسَى بْنِ حَمَّاد المُتَقَدِّم .
( و ) من المجاز : ( الأَزْغَبُ : تِينٌ ) أَكبرُ من الوَحشيّ عَلَيْه زَغَب ، فإِذا جُرِّد مِنْ زَغَبه خَرَجَ أَسْوَدَ ، وهو تِينٌ ( كَبِيرٌ ) غَليظٌ حُلْو ، وهو دَنِيُّ التِّين ، قاله أَبو حنيفة . ومن القِثَّاءِ : التي يعلوها مِثْلُ زَغَبِ الوَبَر ، فإِذا كَبِرَتِ القِثَّاءَةُ تَسَاقَطَ زَغَبُها وامْلَاسَّت . جَمْعُه زُغْبٌ ، وهي زَغْبَاءُ ، شبه ما عليه من الزَّغَب بصِغَار الرِّيش أَوَّلَ ما يَطْلُعُ .
وازْدَغَبَ مَا عَلَى الخِوَانِ : اجْتَرَافَه كازْدَغَفَه .
( و ) الأَزْغَبُ : ( الفَرس الأَبْلَقُ ) .
( والزُّغْبُبُ ، كقُنْفُذ : القَصِيرُ البَخِيلُ ) كأَنَّ المُعْجَمَة لُغَةٌ في المُهْمَلَةِ .
( و ) الزُّغَبُ ( كَصُرَدِ : ما اخْتَلَطَ بياضُه بِسَوَادِهِ من الحِبَال ، كالأَزْغَبِ ) . ( والزَّغْبَاء ) تَأْنيث الأَوزْغَبِ : ( جَبَلٌ بِالقِبَلِيَّةِ ) بكَسْرِ القَافِ ، وضُبِطَ في بَعْض النُّسَخ مُحَرَّكَة .
( و ) أَبو الزَّغْبَاءِ : سنانُ بْنُ سَبعٍ الجُهَنِيّ . و ( رجل ) وهو أَبُو عَدِيَ الصَّحَابِيُّ رَضِي اللّهُ عَنْه ، تُوُفِّي زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه .
( و ) زُغَيْبَةُ ( كجُهَيْنَةَ : مَاءٌ شَرْقِيَّ سَمِيرَاءَ ) .
( وعَبْد الله بْنُ زُغْبٍ ) الإِيَاديُّ ( بالضم : صَحَابِيٌّ ) نقله الصاغانيّ والحَافِظُ . وأَبُو الفَضْلِ نِعْمَةُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْن هِبَةِ اللّهِ العَسْقَلَانيُّ التَّاجِرُ ، عُرِفَ بِابْنِ زُغَيْبً ، مُحَدِّث ، سَمِع ابْنَ عَسَاكر ، ولد سنة 538 ه دَخَل بغدادَ ، وتُوُفِّيَ بمصرَ سنة 624 ه ، قاله الأَمَام أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونيُّ .
( وزُغَابَةُ بالضَّم : ع قُرْبَ المَدِينَةِ ) شَرَّفَها اللّهُ تعالى ، وضَبَطُوهُ بالفَتْح في غَزْوَةِ الخَنْدقِ ، وضُبِطَ أَيضاً بإِهمالِ العَيْن ، كما أشَرْنَا إِلَيهِ آنِفاً . ( وَأَزْغَبَ الكَرْمُ ) وازْغَابَّ ، ظَاهِرُ ضَبْطِ المُؤَلِّف كأَكْرَم ، ويُفْهَم من عِبَارةِ غَيْره من الأَئِمَّة أَنَّه كاحْمَرّ : صَار في أُبَنِ الأَغْصان التي تَخْرُج مِنْها
____________________

(3/20)


العَنَاقِيدُ مِثْل الزَّغَب ، قال ذَلك إِذَا ( جَرى فيه المَاءُ وبَدَأَ يُورِقُ ) . والمُزَغِّبَةُ : من الكَمْأَةِ : بَنَتُ أَوْبَرَ ، قالَه أَبُو عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ في بَابِ الكَمْأَةِ ، جعل ازَّغَبَ لِهَذَا النَّوع مِنْها ، واستَعْمَلَ مِنْها فِعْلاً .
والأَزَاغِبُ كأَخَاوِصَ : مَوْضع في قَوْلِ الأَخْطَل :
أَتَانِي وأَهْلِي بالأَزَاغِبِ أَنَّه
تَتَابَعَ من آل الصَّرِيحِ ثَمَانِ
وزَغْبَةُ بالفَتْح : مَوْضِعٌ بالشَّأْمِ .
وزُغْبَةُ بالضم : قَبِيلَةٌ من العَرَب في المَغْرِب . ومُحمدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الكِلَابِيُّ الزُّغَيْبِيُّ الفَقِيهُ . روى عنه الأَشِيرِيّ وضَبَطَه ، وأَورَدَهُ المُصَنّف في ( ز غ ن ) ، وهُوَ وَهَمٌ .
زغدب : ( الزَّغُدَبُ ، كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال اللَّيْثُ : هو ( الهَدِيرُ الشَّدِيدُ ) . قال العَجّاج :
يمدُّ زَأْراً وهَدِيراً زَغْدَبَا
وذهَبَ ثَعْلَبٌ إِلَى أَنَّ البَاءَ من زَغْدَب زَائِدَةٌ ، وأَخَذَه من زَغْدِ البعِيرِ في هَدِيرِه . قَالَ ابنُ سيده : وَهَذَا كَلَامٌ تَضِيقُ عَنِ احْتمَالِه المَعاذِيرُ ، وأَقوى مَا يُذْهَبُ إِلَيْهِ فِيهِ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنَّهُمَا أَصْلَانِ مُتَقَارِبَان كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ . قَالَ ابْن جَنِّي : وإِنْ أَرَادَ ذلِكَ أَيْضاً فإِنَّه قَدْ تَعَجْرَفَ ، كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) الزَّغْدَبُ : من أَسْمَاءِ ( الزَّبَد ) ، أَو الزَّبَدُ ( الكَثِير ، كالزُّغَادِب ) فيهما ( بالضَّمِّ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . قال رُؤبَةُ يَصِف فحلاً :
إِذا رأَيْن خَلْقَه الخُجَادِبَا
وزَبَداً مِنْ هَدْرِه زُغَادبَا
( و ) الزَّغْدَبُ : ( الإِهَالَة ) . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
____________________

(3/21)



وأَتَتْه بِزَغْدَبٍ وَحَتِيّ
بَعّدَ طِرْمٍ وتَامِكٍ وثُمَالِ
أَرَادَ : وسَنَامٍ تَامِكٍ .
( والزَّغْدَبَةُ : الغَضَبُ . والإِلْحَافُ في المسأَلة ) . وقد زَغْدَبَ عَلَى النَّاسِ ، وهذا عَنْ مَكْوَزَةَ الأَعْرَابِيّ .
( والزُّغَادِبُ ) بالضَّمِّ ( أَيْضاً : الضَّخْم الوجْهِ السَّمِجُه العَظيمُ الشَّفَتَيْنِ ) ، قاله أَبُو زَيْد ، وقِيل : هُوَ العَظِيمُ الجِسْمِ .
زغرب : ( الزَّغْرَبُ : المَاءُ الكَثِيرُ . والبَوْلُ الكَثِيرُ ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ . قَالَ الشَّاعِر :
على اضْطِمَارِ اللَّوْح بَوْلاً زَغْرَبَا
( وبَحْرٌ زَغْرَبٌ وزَغْرَبِيٌّ بِيَاء النِّسْبة للمُبَالغَ كالأَحْوَذِيّ . قَالَ سُوَيْدُ بُنُ أَبَي كَاهِلٍ اليشْكُرِيُّ :
وَغربيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُه لَيْسَ لِلْمَاهِر فِيهِ مُطَّلَع وكذا زَغرَفٌ بالفَاءِ : كَثيرُ الماءِ ، قال الكُمَيْت :
وفي الحَكَم بْن الصَّلْت منْكَ مَخيلَةٌ نَرَاهَا وبَحْرٌ من فَعَالك زَغْرَفُ وسيَأْتي البحثُ فيه في زَغْرَفَ . ( وبئْر زَغْرَبٌ وَزَغْرَبَةٌ ) ، ومَاءٌ زَغْرَبٌ ، قال الشاعِرُ :
بَشِّر بَنِي كَعْب بنَوْءِ العَقْرَبِ
مِنْ ذِي الأَهَاضِيبِ بمَاءِ زَغرَبِ
( > وعَيْنٌ زِغرَبَةٌ : كَثيرَةُ المَاءِ . ورجُلٌ زَغرَبُ المعروف: كثيرة) على المثل، كذا التهذيب.(والزغربة: الضحك) نقله الصاغاني
زغلب : ( زُغْلُبٌ . قَالَ الأَزْهَرِيُ : لا يدْخُلَنَّك مِن ذلِك زُغْلُبَةٌ ، أَي لا يَحِيكَنَّ في صَدْرِكَ مِنْه شَكٌّ ، ولا هَمٌ ، ذكرَهُ ابْنُ
____________________

(3/22)


مَنْظُور ، وقد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ والجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ .
زقب : ( زَقهُ في الجُحْرِ : أَدْخَلَه فزَقَبَ هُوٍ ) ، وزَقَبْتُ الجُرَذَ فِي الكُوَّةِ فانزَقَبَ أَي أَدُخَلْتُه فدَخَلَ . ( وانْزَقَبَ ) في جُحْرِه : دَخَل .
وفي التَّهْذِيب ويُقَالُ : انْزَبَقَ وانْزَقَب إِذا دَخَل في الشَّيءِ .
( والزَّقَبُ مُحَرَّكَةً : الطَّرِيقُ الضَّيِّق ) ، والزَّقَبُ : الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ ، ( وَاحِدَتُه ) زَقَبَة ( بهاء أَو هِي والجَمْعُ سَوَاء ) . وطَرِيقٌ زَقَبٌ : ضَيِّقٌ ، قَالَه اللِّحْيَانِيّ قال أَبُو ذُؤَيْب : ومَتْلَفِ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلُجُه :
مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيَالُهَا فِيحُ
أَبْد زقَباً من مَطَارِبَ . قال أَبُو عُبَيْد : المَطَارِبُ : طُرُقٌ ضَيِّقَةٌ ، واحدتها مَطْرَبَة ، والزَّقَبُ : الضَّيِّقَة ويروى زُقُب ، بالضَّم .
( و ) يُقَالُ : ( رَمَيْتُه مِنْ زَقَبٍ ، مُحَرَّكةِ : مِنْ قُرْبٍ ) .
( وأَزْقَبَانُ ع ) ظَاهِرُه أَنَّه بفَتْح القَافِ ، ومثله مَضْبُوطٌ في نُسْخَتِنَا ، الصَّوَاب ضَمُّها ، كَذَا في المُعْجَمِ . قَالَ الأَخْطَلُ :
أزبُّ الحاجِبَيْن بعَوْفِ سَوْءٍ
من النَّفَرِ الَّذِينَ بأَزْقُبَانِ
يقال : فُلَانٌ بَعوفِ سوْءٍ أَي بِحَالِ سَوْءٍ . قال ياقوت : أَرَادَ أَزْقُبَاذ فَلَمْ يَسْتَقِم لَه البَيْتُ ، فأَبْدَلَ الذَّال نُوناً ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ نُونِيَّة ، فكان يَنْبَغي التَّعَرُّضُ لِذلِكَ .
( وتَزْقِيبُ المُكَّاء : تَصْويتُه ) . قال أَبُو زَيْدِ : زَقَّب المُكَّاءُ تَزْقِيباً ، وأَنْشَد :
وما زَقَّبَ المُكَّاءُ في سَوْرة الضُّحَى
بنَوْرٍ من الوَسْمِيّ يَهْتَزُّ مَائِدِ
زقلب : ( زِقْلَابٌ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصابُ اللسان ، وقال الصَّاغَانِيّ : هُوَ ( ابْنُ حَكَمَة ) بن زبّان ( كسِرْبَالٍ : هَازِلُ الوَلِيد بْنِ عَبْدِ المَلِك ) بْنِ مَرْوَان ، كان يَصْحَبُه ويضحِكُه .

____________________

(3/23)


زكب : ( الزَّكْبُ : إِلْقَاءُ المَرْأَةِ وَلَدَهَا بدَفعَةٍ وَاحِدَة ) وزَحْرَةِ عن ابن الأَعرابيّ . يُقَالُ : زبَتْ بِهِ ، وأَزْلَجَت ، وأَمْصت ، وحَطَأَتْ بِهِ : رَمَتْه . قال الجَوْهَرِيّ : زَكَبَتِ المَرْأَةُ وَلَدَها : رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الوِلَادَةِ .
( و ) الزَّكْبُ : ( النِّكَاحُ ) ، زَكَبَها يَزْكُبُها .
( و ) الزَّكْبُ : ( المَلْءُ ) . زَكَبَ الإِنَاءَ يَزكُبُه زَكْباً وزُكُوباً : مَلَأَه ، وقيلَ : هو زَكَت ( بالتاء ) .
( والزُّكْبَةُ بالضَّمِّ : النُّطْفَةُ ) . زَكَبَ بنُطْفَته زَكْباً ، وزَكَمَ بِهَا : رَمَى بِهَا وأَنْفَصَ بِهَا وأَنْفَصَ بِهَا .
( و ) الزُّكْبَةُ : ( الوَلَدُ ) ، لأَنَّه عن النُّطْفَةِ يَكُون .
( و ) قال الصَّاغَانِيّ : ( الزَّكيبَةُ : شِبْه الجُوَالق ) ، وهي لُغَةٌ ( مِصْرِيَّةٌ ) جَمْعه الزَّكَائبُ .
( والمَزكُوبَةُ : المَرْأَة المَلْقُوطَة ) . والمَزْكُوبَةُ مِنَ الْجَوَارِي : الخِلَاسِيَّةُ في لَوْنِها عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) يقال : ( هُوَ ) وفي نُسْخَةِ هَيَ ( أَلْأَمُ زُكْبَةِ ) في الأَرْضِ بالفَتْح ويُضَمُّ أَي ( أَلْأَمُ زُكْبَةٍ ) في الأَرْضِ بالفَتْح ويُضَمُّ أَي ( أَلْأَمُ شَيْءٍ لَفَظَه شَيْءٌ ) ، وفي لسان العَرَب : نَفَض بِه شَيْءٌ . وزَعَم يَعْقُوب أَن البَاءَ هُنَا بَدَلٌ من ميم زُكْمَةٍ .
( وانْزكَبَ ) البَحْرُ : ( انْقَحَمَ ) ، وفي نسخة : اقْتَحَم ( في وَهْدَةٍ أَوْ سَرَب ) محرّكَة .
زلب : ( زَلِبَ الصَّبِيُّ بأُمِّه كفَرِح ) يَزْلَبُ زَلَباً ، أَهْمَلَه الجَوهَرِيّ ، وقال الصَّاغَانِيّ أَي ( لَزِمَهَا ولم يُفَارِقْها ) وفي لسان العرب مَا نَصّه : هذِه المَادَّة مَوْجُودَةٌ في أَصْلٍ من أُصُولِ الصِّحاح مَقُرُوءٍ على الشَّيخ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيّ رَحِمَه الله تَعَالَى .
( والزَلَابِيَةُ حَلْوَاءُ ، م ) في شفَاءِ الغَلِيل أَنها مُوَلَّدَةٌ ، وقيل : إِنَّها عَرَبِيَّة لوُرُودها في رَجَز قَديم :
____________________

(3/24)



إِنَّ حِرِى حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ
إِذا جَلَسْتُ فوقَه نَبَابيَهْ
كالسَّكَبِ المُحْمَرِّ فَوْقَ الرَّابِيَهْ
كَأَنْ في دَاخِلِه زَلَابِيَهْ
قال شَيْخُنَا : وفِيه نظر . قُلْتُ : وهي بِلِسَان أَهْلِ خُرَاسَان : بكتاش .
( والزُّلْبَةُ بالضَّمِّ : النَّبْلَةُ ) ، نَقْلَه الصَّاغَانِيّ .
( وزُولَابٌ بالضَّم : ع بُخرَاسَان ) ، نقله الصَّاغَانِيّ .
( و ) روى الجرشي عن اللَّيْثِ ( ازدَلَب ) بمعنى ( اسْتَلَب ) ، قال : وهي لْغَةٌ رَدِيئَةٌ .
زلحب : ( تَزَلْحَبَ عنه ) ، أَهمله الجوهريْ ، وقال ابن دُرَيْد : زَلْحَبَ من قولهم : تَزَلْحَب عَنْه أَي ( زَلَّ ، وهو زَلْحَبٌ ) كجَعْفَر .
زلدب : ( زَلْدَبَ اللُّقْمَةَ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال ابن دُرَيْد ( ابْتَلَعها ) ، قال : وليس بِثَبَتِ ، كَذَا في لسان العرب والتَّكْمِلَة .
زلعب : ( ازْلَعَبَّ السَّحَابُ ) أهمله الجَوْهَرِي هنا ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ أَن ( كَثُفَ ) . قال الشَّاعِرُ :
تَبْدُو إِذَا رَفَعَ الضَّبَابُ كُسُورَه
وإِذا ازْلَعَبَّ سَحَابُه لم تَبْدُ لِي
( و ) ازْلَعَبْ ( السيْلُ : كَثُر وتَدَافَعَ ) . و ( سيل مُزْلَعِبٌّ ) : كَثِيرٌ قَمْشُه ، ( هذَا مَوْضِعُه ) بناءً على أَن اللام فيه أَصْلِيَّة ، قد جَزَم الشيخُ أَبو حَيَّان بأَن اللَّامَ في سيل مُزْلَعِبّ زَائِدَة ( لا ز ع ب ) خلافاً لأَبي حيان . ( وَوَهِمَ الجوهريّ ) فذكره فيزَعَبَ وتَبِعَه أَبُو حَيَّان .
والُزْلَعِبُّ أَيضاً : الفَرْخُ إِذَا طَلع ريشُه ، وهو لُغَةٌ في الغَيْنِ المُعْجَمَة .

____________________

(3/25)


زلغب : ( ازْلَغَبْ الشَّعَرُ ) إِذا ( نَبَتَ بَعْد الحَلْقِ ) وازلغَبَّ الشَّعَر ، وذَلِك في أَوَّل ما ينْبُت ليِّناً . وازْلَغَبّ شعر الشيخ كازْغَأَبّ . ( و ) ازلَغَبَّ ( الفَرْخُ : طَلَعَ رِيشُه ) بِزِيَادَةِ اللَّامِ . وازْلَغَبَّ الطَّائِرُ : شَوّكَ ، وقال :
تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبًّا تَرَى لَهِ
أَنَابِيبَ مِنْ مُسْتَعْجِلِ الرِّيشِ جَمَّمَا
والمُزْلَغِبّ : الفَرْخُ إِذا طَلَع رِيشُه ، ( هَذَا مَوْضِعُه لا ز غ ب ( خِلَافاً لابْنِ القَطَّاع فإنَّه صَرَّح بأَنَّ اللامَ زَائِدة وأَنَّه بِمَعْنى زَغَب . وقد أَورد الجَوْهَرِيّ هَاتين التَّرجَمَتَين في ( زعب ) و ( زغب ) على مَا ذَهَب إِلَيْه أَبو حَيَّان وابْنُ القَطَّاعِ وغَيْرهم ، وكَفَى بهم قُدْوَة .
زلهب : الزلهب ( أَهْمَلَه الجوهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسان . وقال ابْنُ دُرَيْد ؛ هو ( الخَفِيفُ اللِّحْيَة ) زَعَمُوا . وقال الصَّاغَانِيّ : الزَّلْهَبُ هو ( الخَفِيفُ اللَّحْمِ ) ، وقيل : هو مَقْلُوب زَهْلَبَ كما سيَأْتِي .
زنب : ( زَنِبَ كفَرِح ) يَزْنَب زَنَباً أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو عَمْرو : أَي ( سَمِن ) . الزَّنَبُ السِّمَنُ . ( والأَزْنَبُ : السَّمِينُ ، وبه سُمِّيَت المَرْأَة زَيْنَب ) قاله أَبُو عَمْرو ، قال سِيبَوَيْه : هو فَيْعَل واليَاءُ زَائِدَةٌ . ( أَو مِنْ زُنَابَى العَقْرَب ) وزُنَابَتْها كِلْتَاهُما ( لِزُبَانَاهَا ) إِبْرَتها التي تَلْدَغ بِهَا كما نَقَلَه ابْنُ دُرَيْد في بَابِ فَيْعَل . والزُّنَابَى : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِل : شِبْهُ المُخَاطِ يَقَع من أُنُوفِ الإِبِل ، فُعَالَى ، هَذَا رَوَاه بَعْضُهم ، والصَّوَابُ بالذَّال والنُّونِ ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشارَةُ إِلَيه . ( أَو مِنَ الزَّينَبِ لشَجَرٍ حَسَنِ المَنْظَر طيِّبِ الرَّائِحَة ) وَاحِدَتُه زَيْنَبَة ، قاله ابْنُ الأَعْرَابِيّ . ( أَو أَصْلُهَا زَيْنُ أَب ) ، حُذفَت الأَلفُ لكَثْرَةِ الاسْتِعمَالِ .
( وَزَنْبَةُ ) وزَيْنَب كلْتَاهُما ( امرَأَةٌ ) . وقال أَبو الفَتْح في كتَاب الاشْتقَاق :
____________________

(3/26)


زَيْنَبُ عَلَم مُرْتَجَلٌ ، قال : وأَخبرنا أَبو بكر مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن عَنِ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ، قال : قال فلان : رَحِمَ اللّهُ عَمَّتي زَنْبَة ، ما رَأَيْتُها قَطّ تَأْكُلُ إلَّا طَيِّباً ، ثم قال : فهذه فَعْلَةٌ مِنْ هَذَا ، وزَيْنَب فَيْعَل مِنْهُ ، انتهى . وقال العَلَم السَّخَاوِيّ في سِفْرِ السَّعَادة : زَيْنَب : اسْمُ امرأَة ، وبِنْتُ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . ( والزَّيْنَبُ : الجَبَانُ ) نَقَلَه الصَّاغَانِي .
( والزِّينَابَة ، بالكَسْر : سَمَكَةٌ دَقيقَةٌ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً .
( وأَبو زُنَيْبَةَ كجُهَيْنَة ) : كُنْيَةٌ ( من كُنَاهُم ) . قال :
نَكِدْتَ أَبَا زُنَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنَا
بحَاجَتِنا ولَمْ يَنكَدْ ضَبَابُ
وقد يُرَخَّمَ عَلَى الاضْطِرار . قَالَ :
فجُنِّبْتَ الجُيُوشَ أَبَا زُنَيْبٍ
وجَادَ عَلَى مَنَازِلِك السَّحَابُ
( وعَمْرُو بْنُ زُنَيْبٍ كزُبَيْر : تَابِعِيّ ) سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِك .
( والزَّأْنَبَى ) بالهَمْز ( كقَهْقَرَى : مَشْيٌ في بُطْءٍ ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ( وَزَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَة كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم يَدْعُوهَا زُنَابَ بالضَّمِّ ) ، هكذا ضَبَطَه الأَمِير ، ويُصَغِّرُهَا العَوَامُّ فيَقُولُونَ : زَنُّوبَة . من أَمْثَالِهِم : ( أَسْرَقُ مِنْ زُنَابَةَ ) . قال ابن عبد ربه في العِقْد : هي الفأْرَة وتَقَدم في ( ز ب ب ) .
وقاضي القُضَاة أَحْمَدُ بْنُ مُحَمّدِّ بْنِ صَاعِدِ الحَنَفِيّ . وأَبُو الفَوَارس طرّاد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَن النَّقِيبُ . وأَبو مَنْصور مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي تَمَّامٍ . وأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ ، الزَّيْنَبِيُّونَ ، مُحَدِّثُونَ ، نِسْبَةً إِلَى زيْنَب ابْنَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللّهُ عَنْهم .
والزَّيْنَبِيُّون : بَطْنٌ مِنْ وَلَد عَلِيَ الزَّيْنَبِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْجَوَادِ بْنِ جَعْفَر الطَّيَّارِ نِسْبَةً إِلَى أُمِّه زَيْنَب بِنْتِ سَبِّدنَا عَلِيَ رضي الله عَنْه ، وأُمُّهَا فَاطِمَةُ رَضِي
____________________

(3/27)


اللّهُ عَنْهَا . وَوَلَد عليّ هذَا أَحَد أَرْحَاءِ آلِ أَبِي طَالِبٍ الثَّلَاثَة ، أَعْقَبَ مِنْ ابْنِه مُحَمَّدٍ ، والحَسَنِ ، وعِيسَى ، ويَعْقُوبَ . وأَبو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمدِ الزَّيْنَبِيّ ، تَولَّى الخَطَابَة والنِّقَابَةَ بَعْدَ أَبِيهِ في زَمَن المُسْتَنْجِدِ ، وتُوُفِّي سَنَة 561 ه . وزيْنَبُ ابْنَةُ الحسَيْن بْنِ عَليَ أُمُّهَا سُكَيْنَةُ أُمُّ الرَّبَاب ، وفَدَت إِلى مِصْر وبِهَا دُفِنَت . وزَيْنَبُ الثَّقَفِيَّة لها صُحْبَة . ثم إِنَّ هذهِ المادَّةِ كتَبَهَا المُؤَلِّفُ بالحُمرَة ؛ لأَنَّ الجَوْهَرِيَّ أَسْقَطهَا تَبَعاً للخَلِيل في كِتَابِ العَيْنِ وابْنِ فَارِس والزبِيدِيّ وغَيْره . وهي في لسان العرب وغَيْرِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ .
زنجب : ( الزُّنْجُبُد ، بالضَّم ، والزَّنْجُبَانُ ، بفتح الزاي وضم الجيم ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال أَبو عمرو : هي ( المِنْطَقةُ ) .
والزُّنْجُبُ : ثَوْبٌ تَلْبَسُه المرأَةُ تَحْتَ ثِيَابِهَا إِذا حَاضَتْ . ( والزَّنْجةُ : العُظَّامَة ) الَّتي تُعَظِّم بها المَرْأَةُ عَجِيزَتَها كالزَّنْبَجَةِ : الخظَّامَة ) الَّتي تُعَظِّم بها المَرْأَةُ عَجِيزَتَها كالزَّنْبَجَةِ .
زنقب : ( زُنْقُبٌ بالضَّمِّ ) : أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ ، وهو ( ماءٌ لِعَبْسٍ ) كما نَقَلَه الصَّاغَانِيّ في ( زقب ) ، وقِيلَ : هو ماءٌ بالقُوَارَة لبَنِي سَلِيط بْنِ يَرْبُوع ، كما نَقَلَه غَيْرُه .
زوب : (*! زَاب )*! يَزُوبُ ( *!زَوْباً ) أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الفَرَّاءُ : أَي ( انْسلَّ هَرَباً ) . ( و ) قال ابْن الأَعْرَابِيّ : ( زَاب ( المَاءُ ) إِذَا ( جَرَى ) ، وسَابَ إِذَا انْسَلّ في خَفَاء قال شيخنا : وقال بَعْضُ أَهْلِ الاشْتِقَاقِ : ويمكن أَنْ يَكُونَ مِنْهُ المِيزَابُ لما يُجْعَلُ مِنَ الخَشَب ونَحْوِه في الأَسْطِحَة لِيَسِيلَ مِنْهُ . قال : وفيه بُعْدٌ ، إلَّا أَنْ يُحْمَل على القَلْبِ وأَنَّ أَصْلَه مِزْرَاب ثُمَّ مِزْيَاب .
( *!والزَّاب : د بالأَنْدَلُس ) بالعُدْوَةِ مِمَّا
____________________

(3/28)


يَلِي الغَرْب ، ( أَو كُورَةٌ ) مِنْها . قال الحَيْصُ :
أَجَأٌ وسَلْمَى أَمْ بِلادُ *!الزَّاب
وأَبُو المُظَفَّر أَمْ غَضَنْفَرُ غَابِ
( منها مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ التَمِيمِيُّ ) : شاعِر مُكْثِر زَمَن المُسْتَنْصِرِ الأُمَوِيّ . ( وجَعْفَر بْنُ عَبْدِ اللّهِ الصَّبَّاح ، أَوْ هُوَ ) أَي الأَخير ( مِنْ *!زَابِ العِرَاقِ ) ، رَوَى عن مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الأَسَدِيّ ، وعنه أَبُو عَوْن الوَاسِطِيّ ، كذا في الإِكْمَال . وفي المَرَاصد : الزَّابُ : بين تِلِمْسانَ وسِجِلْمَاسَةَ أَي عَلَى طَرِيقهما ، وإِلَّا فسِجْلمَاسة بَعِيدَةٌ من تِلمْسَان ، وهي المعروفَةُ الآن بتفلات .
( و ) الزَّابُ : ( نَهْرٌ بالمَوْصِل ) ، وهو وَادٍ عظِيمٌ مُفْرِغ في شَرْقِيّ دِجْلَةَ بين المَوْصِل تِكْرِيت ، ويقال فيه *!-الزَّابِي أَيْضاً . ( ونَهْرٌ ) آخر دُونَه ( بإِربِلَ ) ويُسَمَّى الزَّاب الصَّغِير . ( و ) سُمِّي باسْمه ( نَهْرٌ ) آخر ( بين سُورَاءَ وَواسِطَ ) يأْخُذُ من الفُرَات ويَصُبُّ في دِجْلَةَ . ( ونهرٌ آخَرُ بقُرْبة ) يُسَمَّى بِهذَا الاسِمْ ( وعلى كُلَ منهما كُورَةٌ ، وهما*! الزَّابَان ، أَو الأَصْل*! الزَّابِيَان ، والعَامّة تقول : الزَّابَانِ . من أَحدهما عبدُ المُحْسِنِ بْنُ أَحْمَدَ البَزَّازُ المْحَدِّثُ ، ويُجْمَع بِمَا حَوَالَيْها من الأَنهَار ) فيقال : ( *!-الزَّوَابِي ) .
(*! وزَابُ ) اسم ( مَلِك للفُرْس ) ، هو زَاببن بودك بن منُوجهر بن أَبرح بن نمروذ ( حَفَرَها ) أَي تِلْكَ الأَنْهَارَ ( جَمِيعَها ) فسُمِّيَت بِذَلِك .
زهب : ( الزّهْبَةُ بالضَّمِّ ، والزِّهْبُ بالكَسْرِ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال أَبُو تُرَاب أَي ( القِطْعَةُ مِنَ المَالِ ) ، قال شيخُنا ؛ وكَثِيرٌ من شُيُخ اللّغَة يَقُولُون : إِنّهَا عَامِّيَّة لا تَثْبُتُ عَنِ العَرَب ا ه . روى الأَزهريّ عن الجَعْفَرِيّ : أَعْطَاه زِهْباً مِنْ مَالِه أَي قَطْعَةً .
( وازْدَهَبَه ) إِذَا ( احْتَمَلَه ) ، عن أَبي تُرَاب ، وازْدَعَبَه مِثْلُه .

____________________

(3/29)


زهدب : ( زَهْدَبٌ كجَعْفرٍ ) أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابن دُرَيْدٍ : هو ( اسْمٌ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ .
زهلب : ( زَهْلَبٌ كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ ، وقال ابْنُ دُرَيْد : هُو ( خَفِيفُ اللِّحْيَة ) زَعَمُوا . هَذَا هُوَ الصَّوَابُ ، وقد أَوْرَدَه المُصَنِّف في زَلْهَبَ ) وهو مَقْلُوبٌ عَنْه .
زيب : ( *!الأَزْيَبُ ، كالأَحْمَر ) ، وقال بَعْضُ الأَئِمَّة : إِنَّه كفَعْيل لا أَفْعَل ، قال شيخنا : وهو ضَعيف ؛ لأَنَّهم قالوا : ليس في الكلام فَعْيَل ، ومَرْيَم أَعْجَمِيّ ، وضَهْيَأ فِيه بَحْثٌ كما مَرَّ ، انتهى : ( الجَنُوبُ ) هُذَلِيَّة ، بِهِ جَزَم المُبَرِّدُ في كامِله وابْنُ فَارِسٍ والطَّرَابُلسيّ ، ( أَو النَّكْبَاءُ ) الَّتي ) تجْرِي بَيْنَها وبَيْن الصَّبَا ) ، وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ ، وذكَرَهما مَعاً ابْنُ سِيدَه في المحكم . وفي الحَدِيث ( إِنَّ لِلّه تَعَالى رِيحاً يُقَالُ لَهَا الأَزْيَب ، دُونَهَا بَابٌ غْلق ) . الحديث . قال ابنُ الأَثِيرِ : وأَهْلُ مَكَّة يَسْتَعْمِلُون هَذَا الاسْمَ كثيراً وفي رواية ( اسْمُهَا عِنْد اللهِ الأَزيَبُ وَهِي فِيكُم الجَنُوبُ ) . قال شَمِر : وأَهْلُ اليَمَن مَنْ يَرْكَبُ البحرَ فيمَا بَيْن جُدَّةَ وعَدَن يُسَمُّون الجَنُوبَ الأَزْيَبَ ، لا يعْرِفُونَ لَهَا اسْماً غِيْرَه ؛ وذلِك أَنَّها تَعْصِفُ ( الرِّياحَ ) وتُثير البَحْرَ حَتَّى تُسَوِّده وتَقْلِبَ أَسْفَلَه فَتَجْعَلَه أَعْلَاه . وقال ابن شُمَيْل : كُلُّ رِيحٍ شَدِيدَة ذَات*! أَزْيَب فإِنَّما زَيَبُها شِدَّتُها ، كَذَا فِي لسان العَرَبِ .
( و ) الأَزْيَبُ : ( العَدَاوَةُ ) .
( و ) الأَزْيَّبُ : ( القُنْفُذُ ) عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الأَزْيَبُ : السّرعَةُ و ( النَّشَاطُ ) مُؤَنَّثٌ . يقال : مَرّ فُلَانٌ ولَهُ أَزْيَبٌ مُنْكَرَةٌ ، إِذَا مَرَّ مرًّا سَرِيعاً من النشَاطِ . ( و ) الأَزْيَبُ : ( النشِيطُ ) فهو مَصْدَرٌ وصِفَةٌ .
( و ) الأَزْيبُ : الرجلُ المُتَقَارِبُ
____________________

(3/30)


المَشْي . ويقال للرَّجُل ( القَصِيرِ المُتَقَارِبِ الخَطْوِ ) أَزْيَبُ ، عن اللَّيْثِ .
( و ) الأَزْيَبُ : ( للَّئِيمُ ) نقله الصَّاغَانِيّ . ( والدَّعِيُّ ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . قال الأَعْشَى يَذْكُرُ رَجُلاً من قَيْس عَيْلَان كان جَاراً لعَمْرو بْنِ المُنْذِر ، وكان اتَّهمَ هَدَّاجاً قَائِد الأَعْشَى بأَنَّه سَرَقَ رَاحلَةً لَهُ ؛ لأَنَّه وجَدَ بَعْضَ لَحْمِها في بَيْتِه ، فأُخِذَ هَدَّاجٌ فضُرِبَ والاعْشَى جَالِسٌ ، فقام نَاسٌ مِنْهُم فأَخذوا مِن الأَعْشَى قِيمَةَ الرَّاحِلَةِ ، فَقَال الأَعْشَى :
دَعَا رَهْطَه حَوْلِي فَجَاءُوا لِنَصْرِه
ونادَيْتُ حَيًّا بالمُسَنَّاةِ غُيَّبَا
فأَعْطَوْهُ مِنّ النِّصْفَ أَو أَضْعَفُوا لَه
وما كُنْتُ قُلًّا قَبْل ذلِكَ*! أَزْيَبَا
وقال قَبْلَ ذلِكَ :
ومَنْ يَغْتَرِب عَنْ قَوْمِه لا يَزَلْ يَرَى
مَصَارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرًّا ومَسْحَبَا
وتُدْفَنُ منْهُ الصَّالِحَاتُ وإِنْ يُسِيءْ
يَكُنْ مَا أَسَاءَ النَّارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا
( و ) الأَزْيَبُ : ( الأَمْرُ المُنْكَرُ ) ؛ عَن اللَّيْثِ ، وأَنْشَد :
وَهْي تُبِيتُ زَوْجَها في أَزْيَبِ
( و ) الأَزْيَبُ : الشَّيْطَان ، عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ . ( و ) أَخذه الأَزْيَبُ أَي ( الفَزَعُ ) ، قاله أَبو زَيْد .
( و ) الأَزْيَبُ : ( الدَّاهِيَةُ ) . وقال أَبُو المَكَارِم : الأَزْيَبُ : البُهْثَةُ ؛ وهو وَلدُ المُساعاة . وأَنشد غيره :
وما كنتُ قُلًّا قَبْلَ ذَلِكَ أَزْيَبَا
والأَزْيَبُ : المَاءُ الكَثِيرُ ، حكاه أَبو عَلِيّ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيِّ ، وأَنشد :
____________________

(3/31)



أَسْقَانِيَ اللّهُ رَوَاءً مَشْرَبُهْ
ببَطنِ كَرٌ حِينَ فَاضَتْ حِبَبُهْ
عن ثَبَجِ البَحْر يَجيشُ *!أزْيَبُهْ
وقَرَأْتُ في هَامِشِ كتَابِ لِسَانِ العَرَب مَا نَصُّه : قرأْتُ بخَذِّ الشَّيخِ شَرف الدِّين بْنِ أَبِي الفَضْلِ ، قال أَبو عمرو :
يُقَالُ : حَاشَ *!أَزَبُ البَحْرِ ، وهُو كَثْرةُ مَائِه ، وأَنْشد :
عن ثَبَج البَحْرِ يَجِيشُ *!أَزَبُه
قلت : وقد تَقَدَّم في أَدَب ما يَتَعَلَّق بِذلِكَ فَرَاجِعُ هُنَاكَ .
وفي نوادر الأَعراب : رَجُلٌ أَزْبَة وقومٌ أَزْبٌ إِذا كان جَلْداً .
( ورَكَبٌ*! إِزْيَبٌّ كقِرْشَبَ : عظِيمٌ ) . ( و ) يُقَالُ : ( إِنَّه *!لإِزْيَبُّ البَطْشِ ) أَي شَدِيدُهُ .
( *!والإِزْيَبَّةُ ) كقِرْشَبّه : ( البَخِيلَة ) المُتَشَدِّدَة . ظَنَّ شَيْخُنا أَنَّه الإِزْيَبَة . بتَخْفِيفِ البَاءِ ، فقال : لو قال بعد اللئيم ؛ وهِيَ بِهاء ، كَفَى . ولَيْسَ كَذَلِك ، وما ضَبطْنَاه على الصَّواب ومِثْلُه في التكملة .
( و ) يقال : ( *!تَزَيَّبَ لَحمُه ) وتَزَيَّمَ إِذا ( تَكَتَّلَ واجْتَمَعَ ) .
(*! والزَّيْبُ : ة ، بِسَاحِلِ بَحْرِ الرُّومِ ) قَرِيبَة من عَكَّا ، هكذا قاله السَّمْعَانِيْ . مِنْها القَاضِي الأَجَلّ الحَسَنُ بن الهَيْثَم بْنِ عَلِيّ بْنِ الحَسَنِ بْنِ الفَرَج الغَزّيّ ، رَوَى وحَدَّثَ . ومنهم مَنْ قَالَ إِنَّها بالنُّونِ بَدَلَ التَّحْتِيَّة ، وهو خطأٌ والصّوَابُ مَا ذَكْرَنا .
ورجل *!زَيْبٌ : جَلْدٌ قَوِيٌّ . وفي حاشِيَة الجَلَالِ السُّيُوطِيّ عَلَى البَيْضَاوِيّ نقْلاً عن الخَطِيبِ التِّبْرِيزيّ في شرح الحَمَاسَة :
أَيا ابْنَ *!زَيَّابَةَ إِنْ تَلْقَنِي
لا تَلْقَنِي في النَّعَم العَازِبِ
قال : ابنُ زَيَّابَةَ ، اسمه سَلَمَة بْنُ ذُهْل ، *!وزيَّابَةُ : اسْمُ أُمِّه . قال الجَلَالُ : ووقع في حَاشِيَة الطِّيبيّ أَن زَيَّابَة اسْمُ أَبِي الشَّاعِر ، وَهُوَ وَهَمٌ .

____________________

(3/32)


2 ( فصل السين المهملة ) 2 سأَب : (*! سَأَبَه كَمَنَعَه *!يَسْأَبُه *! سَأْباً : ( خَنَقه ، أَو )*! سأَبَه : خَنَقَه ( حَتَّى قَتَلَه ) ، وعِبَارَة الجوهريّ : حَتى يَمُوت . وفي حديث المَبْعثِ ( فأَخَذَ جِبْرِيلُ بخَلْقِي*!- فسَأَبَنِي حتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاء ) . أَرادَ خَنَقَني . وقَالَ ابن الأَثِير : الثَّأْبُ : العَصْرُ في الحَلْق كالخَنْق ، وسَيَأْتي في سَأَت .
( و ) *!سَأَبَ ( مِنَ الشَّرَابِ )*! يَسْأَب سَأْباً : ( رَوِي كَسَئِب كفَرِح ) سَأَباً . ( و ) سَأَبَ ( السِّقَاءَ : وَسَّعَه ) .
(*! والسَّأْبُ : الزِّقُّ ) أَي زِقُّ الخَمْرِ ، ( أَو العَطِيمُ مِنْهُ ) ، وقِيلَ : هو الزِّقُّ أَيًّاً كَانَ ، ( أَو ) هُوَ ( وِعَاءٌ من أَدَمٍ يُوضَعُ فِيه الزِّقُّ ، ج*! سُؤُوبٌ ) . وقَوْلُه :
إِذا ذُقْتَ فَاهَا قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ
أُرِيدَ بِه قَيْلٌ فغُودِرَ في سَابِق إِنَّمَا هُوَ ( فِي سَأْبِ ) فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ إبْدَالاً صَحِيحاً لإِقامَةِ الرِّدْفِ . (*! كالمِسْأَب في الكُلِّ ، كمِنْبَر ) قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
مَعَه سِقَاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَه
صُفْنٌ وأَخْرَاصٌ يَلُحْنَ *!ومِسْأَبُ
( أَوْ هُوَ سِقَاءُ العَسَلِ ) كما في الصّحَاحِ . وقال شَمِر : المِسْأَبُ أَيْضاً : وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ العَسَلُ . ( وفي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ ) الهُذَلِيِّ يَصِفُ مُشْتَارَ العَسَلِ :
تأَبَّطَ خَافَ فِيهَا*! مِسَابٌ
فأَصْبَحَ يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ
( مِسَابٌ كَكِتَابٍ ) . أَرادَ*! مِسْأَباً فخفَّفَ الهمزةَ على قَوْلهم فيما حَكَاه بَعْضُهم ، وأَرَادَ شِيقاً بمَسَده فَقَلب . وقَوْلُ شَيْخنا فكأَنَّه يَقُولُ إِنَّه صَحَّفَه وهو بعِيدٌ لَيْسَ بِظَاهِرٍ كما لَا يَخْفَى .
( و )*! المسْأَب كمِنْبَرٍ : الرَّجُلُ ( الكَثِيرِ الشُّرْبِ لِلْمَاءِ ) كما يُقَالُ مِنْ قَئِبَ مِقْأَبٌ .
( و ) يقال : ( إِنَّهُ *!لَسُؤْبَانُ مَال ) بالضَّمِّ ( أَي إِزَاؤُه ) أَي فِي حَوَالَيْه
____________________

(3/33)


والمَعْنَى أَيْ حَسَنُ الرِّعْيَةِ والحِفْظِ لَهُ والقِيَامِ عَلَيْهِ ، كما حَكَاه ابْنُ جِنْي ، وقَالَ : هو فُعْلَان من *!السَّأْبِ الَّذِي هُوَ الزِّقُّ لأَنَّ الزِّقَّ إِنَّمَا وُضِع لِحفْظِ مَا فِيه . كَذَا في لِسَان العَرَب .
سبب : (*! سَبّه ) *! سَبًّا : ( قَطَعَه ) . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ :
فما كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ
بأَنْ *!سُبَّ مِنْهُم غُلَامٌ*! فَسَبّ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى
تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ
بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
في لِسَانِ العَرَب : يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ لسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ ، فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً ، ثم بَدَالَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة . وفي التَّهْذِيب : أَرَادَ بِقَوْله : سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ ، انتَهَى . وسَيَأْتي في ( ص أَر ) .
*!والتَّسَابُّ : التَّقَاطُعُ .
( و ) من المجاز : سَبَّه*! يَسُبُّه سَبًّا : ( طَعَنَه في*! السَّبَّةِ أَيِ الإسْت ) . وسَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فقال : كَيْفَ صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : لَقِيتُه في الكَبَّة فطَعَنْته في السَّبة فَنفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة . الكَبَّةُ : الجَمَاعَةُ كما سَيَأْتِي . فقلتُ لأَبِي حَاتِم : كَيْفَ طَعَنَه في السَّبَّه وهُوَ فَارِسٌ ، فضَحِك وقال : انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه في*! سَبَّتِه . وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً : يا أَبَه أَقَتَلُوك ؟ قال : نَعَم أَي بُنيَّةُ *!وسَبُّونِى . أَي طَعَنُوه في*! سَبَّتِه .
( و )*! السَّبُّ : الشَّتْمُ . وقَدْ *!سَبَّه يَسُبُّه : ( شَتَمَه ، سَبا وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى ،
____________________

(3/34)


*!كسَبَّبَه ) ، وهو أَكثرُ مِنْ سَبَّه . ( وعَقَرَه ) ، وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذي الخِرَق :
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلَامٌ فَسَبّ
وفي الحديث : (*! سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق ) . وفي الآخر : ( *!المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان ) . ويقال : المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة : ( لا تَمْشِيَنَّ أَمامَ أَبِيك ، ولا تَجْلِسَنّ قبْلَه ، ولا تَدعُه بِاسْمه ولا *!تَسْتَسِبَّ له ) . أَي لا تُعَرِّضْه*! للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه ، بأَن *!تَسُبَّ أَبَا غَيْرك*! فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لك .
( و ) من المجاز : أَشَارَ إِلَيْه *!بالسَّبَّابة ، (*! السَّبّابَةُ ) : الإِصْبَعُ الَّتي ( تَلِي الإبْهَامَ ) ؛ وَهِي بَيْتَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى ، صِفَةٌ غَالِبة ، وهي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين .
( *!وتَسَابَّا : تَقَاطَعَا ) .
(*! والسُّبَّةُ بالضَّمِّ : العَارُ ) : يُقَالُ : هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك ، أَي عَارٌ *!تُسَبُّ بِه . ( و )*! السُّبَّة أَيضاً : ( مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه ) : *!وسَابَّه *! مُسَابَّةً *!وسِبَاباً : شَاتَمَه .
( و ) *!السِّبَّةُ ( بالكسْر : الإِصْبَع السَّبَّابَة ) هذا في النّسَخ ، والصَّوَابُ *!المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كما قَيَّده الصاغَانِيْ .
( و )*! سِبَّةُ ( بلا لام : جَدُّ ) أَبِي الفَتْح ( مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرشِيّ المُحَدِّث ) عَنِ أَبي الشَّيْخِ ، وابْنه أَحمد يروى عن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ .
( و ) من المَجَازَ : أَصَابَتْنَا سَبَّةٌ ، ( بالفَتْح ، مِنَ الحَرّ ) في الصَّيْفِ ، ( و ) سبَّةٌ مِنَ ( البَرْد ) فِي الشِّتَاءِ ، ( و ) سَبَّةٌ مِنَ ( الصَّحْو ) ، وسَبَّةٌ من الروْح ، وذلك ( أَن يَدُومَ أَيَّاماً ) . وقال ابن شُمَيْل : الدَّهْر *!سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ ، حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا .
( و ) عن الكسَائِيّ : عِشْنَا بها سَبَّةً *!وسَنْبَةً كقَوْلك بُرْهَةً وحِقْبَةً ، يعني ( الزَّمن من الدَّهر ) . ومَضَتْ *!سَبَّةٌ *!وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلَاوَةٌ . نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءِ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص ؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام
____________________

(3/35)


( س ن ب ) كذا في لسان العرب .
( و )*! سَبَّةُ ( بلا لَامٍ : ابْنُ ثَوْبَان ) نَسَبُه ( في ) بَنِي ( حَضْرَمَوتَ ) مِن الْيَمَن .
( *!والمِسَبُّ كمِكَرَ ) أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هو الرَّجُلُ ( الكثيرُ *!السِّبَابِ ،*! كالسِّبِّ بالكسر ، *!والمَسَبَّةِ بالفَتْح ) وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ .
( و ) *!سُبَبَة ( كهُمَزَةٍ ) : الَّذِي (*! يَسُبُّ النَّاسَ ) على القِيَاسِ في فُعَلَةٍ .
( *!والسِّبُّ ، بالكَسْرِ : الحَبْلُ ) في لُغَةِ هُذَيْل . قال أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ *!سِبٍّ وخَيْطَةٍ
بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها
أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه في وَتِدٍ أَثْبَتَه في رأْسِ الجَبَل .
( و ) السِّبُّ : ( الخِمَارُ ، والعِمَامَةُ ) . قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ :
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي
تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَا
وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةً
يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
يُرِيد عِمَامَتَه ، وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان . وقِيلَ : يَعْني إسْتَه وكان مَقُرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ .
( و ) السِّبُّ : ( الوَتِدُ ) . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا .
( و ) السِّبُّ : ( شُقَّة ) كَتَّانٍ ( رَقِيقَة *!كالسَّبِيبَةِ ، ج *!سُبُوبٌ *!وسَبَائِبُ ) . قَالَ أَبُو عَمْرو .
*!السُّبوُبُ : الثِّيَابُ الرِّقَاق ، وَاحِدُها سِبّ ، وهي*! السَّبَائِبُ ، وَاحِدُهَا *!سَبِيبَةٌ . وقال شَمِر : السَّبَائِبُ : متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخِ عند التُّجَّار ومنها ما يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ في سِتَ . وفي الحديث : ( ليس في السُّبُوبِ زَكَاةٌ ) وهِي الثِّيَابُ
____________________

(3/36)


الرِّقَاق ، يعني إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة ، ويروى السُّيُوبُ باليَاءِ أَي الرِّكَاز . ويقال : *!السَّبِيبَةُ : شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ ، وقيل : هي من الكَتَّان . وفي الحديثِ : ( دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه *!سَبِيبَةٌ ) . وفي لسان العرب : السِّبُّ والسَّبِيبَةُ : الشُّقَّةُ ، وخَصَّها بَعْضِم بالبَيْضَاءِ . وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدَة :
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ
مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ
إنما أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف .
( وسَبيبُكَ وسِبُّكَ ، بالكَسْر : مَنْ يُسَابُّكَ ) ، وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ . قال عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ :
لا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي
إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ
( و ) من المجازَ قَوْلُهُم : ( إبِل *! مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةِ ) أَي ( خِيَارٌ ) ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا : قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذَا اسْتُجِيدَت . قال الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وحَوْدَتَها :
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها
رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ
يَقُولُ : مَنْ نَظَر إِلَيْها *!سَبَّهَا وقَالَ لَهَا : قَاتَلَهَا اللّهُ مَا أَجُوَدَهَا .
( و ) يقال : ( بَيْنَهُم *!أُسْبُوبَةٌ ، بالضَّمِّ ) *!وأَسَابِيبُ ( *!يَتَسَابُّون بِهَا ) أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ . *!والتَّسَابُّ : التَّشَاتُمُ . وتَقُولُ : مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ *!أَسَابِيبُ .
( *!والسَّبَبُ : الحَبْلُ )*! كالسِّبِّ ، والجَمْعُ كالجَمْعِ . *!والسُّبُوبُ : الحِبَال . وقَوْلُه تَعَالَى : { فليمدد *!بسبب إلى السماء } ( الحج : 15 ) أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً في سَقْفِه ، {ثم ليقطع } أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه
____________________

(3/37)


مِنْ فَوْق . وقال خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ : السَّبَبُ من الحِبَالِ : القَوِيُّ الطَّوِيلُ ، قال : ولا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَباً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَذَرَ بِه . وفي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك ( أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ *!سَبَباً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ ) أَي حَبْلاً ، وقيل : لا يُسَمَّى ذلك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه . قَالَ شَيْخُنَا : وفي كَلَام الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ ، وقَوْله :
جَبتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ *!بالسَّبَب
يَجُوزُ أَنّ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قال ابنُ دُريد : هذه امْرَأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وهو السَّبَب ، ثم أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاءِ لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ .
( و ) السَّبَبُ : كُلُّ ( ما يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه ) . وفي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ : كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ به إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه . وجَعَلتُ فلاناً لِي *!سَبَباً إِلَى فُلَانٍ في حَجَتِي ، أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة .
ومن المجاز :*! سَبَّبَ اللّهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر . *!وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرًى : سوَّيتُه . *!واسْتَسَبَّ له الأَمْرُ ، كَذَا في الأَساس .
قال الأَزهريّ : *!وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا ، لِأَنَّ *!الُمسَبَّبَ عليه المَالُ جُعِل سَبَباً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْل الفَيْءِ .
( و ) السَّبَبُ : ( اعْتِلَاق قَرَابَة ) . وَفِي الحَدِيثِ : ( كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا *!-سَبَبِي ونَسَبِي ) النَّسَبِ بِالوِلَادَة ، والسَّبَبُ بِالزَّوَاج ، وهو مِنَ السَّبَبِ وهو الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ ، ثم استُعِير لِكُلّ ما يُتَوَصَّل به إِلَى شَيْء .
( و ) السَّبَبُ ( من مُقَطَّعَاتِ الشّعر : حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ ) ، وهو على ضَربين :*! سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ ، *!وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان . فالمَقرُونَانِ : ما توَالَت فِيهِما ثَلَاثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نحو ( مُتَفَا ) من مُتَفَاعِلُن ، و ( عَلَتُنْ ) من
____________________

(3/38)


مُفَاعَلَتُن ، فحركَة التَّاء من ( مُتَفَا ) قد قَرَنَت *!السَّبَبَيْن ، وكَذَلِك حَرَكَةُ اللَّام من ( عَلَتُن ) قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً ، والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِدِ مِنْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ متَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ متَحَرِّكٌ مْتَحَرِّكٌ نحو ( مُسْتَفْ ) من مُسْتَفْعِلُنْ ، ونحو ( عِيلُن ) من مَفَاعِيلُن وهَذِه *!الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على ما قد أَحْكَمَتْ صِنَاعَةُ العَرُوضِ ، وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عليها .
( ج ) أَي في الكُلِّ ( *!أَسْبَابٌ ) .
وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ ، قَالَه ابْنُ عَبَّاس . وقال أَبُو زَيْد : الأَسْبَابُ : المَنَازِلُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وتَقَطَّعَت *!أَسْبَابُها ورِمَامُها
فيه الوَجْهَانِ : المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ .
واللّهُ عَزَّ وجَلَّ *!مُسَبِّبُ الأَسْبَاب ، ومِنْهُ*! التَّسْبِيبُ . ( *!وأَسْبَابُ السَّمَاءِ : مَرَاقِيها ) . قَالَ زُهَيْر :
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها
ولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
( أَو نَوَاحِيهَا ) . قال الأَعْشَى :
لَئن كُنْتَ في جُبَ ثَمَانِينَ قَامَةً
ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتى تَهُرَّه
وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ
( أَو أَبوَابُهَا ) وعليها اقْتَصَرَ ابن السّيد في الفرق . قال عَزَّ وجَلَّ . { وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحاً لَّعَلّى أَبْلُغُ الاْسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاواتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنّى لاَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذالِكَ زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ } ( غافر : 36 ، 37 ) قيل : هِيَ أَبْوَابُها . وَفِي حَدِيث عُقْبَة : ( وإِنْ كَانَ رِزْقُه في الأَسْبَاب ) أَي في طُرُقِ السَّمَاء وأَبوابِها . ( وقَطَعَ اللّهُ بِهِ السَّبَبَ ) أَي ( الحياة ) .
( *!والسَّبِيبُ ، كأَمِيرٍ ، مِنَ الفَرَسِ : شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة ) . وفي
____________________

(3/39)


الصَّحاحِ : السَّبِيبُ : شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب ، ولم يَذكُرِ الْفرَس . وقال الرِّيَاشِيّ : هو شَعَر الذَّنَبِ . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : هو شَعَر النّاصِيَة ، وأَنْشَد :
بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِ
وفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ . وعَقَدُوا *!أَسَابِيبَ خَيْلِهِم . وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات *!السبائب . ( و ) السَّبِيبُ : ( الخُصْلَةُ مِن الشَّعَرِ ،*! كالسَّبِيبَة ) جَمْعُه *!سَبَائِب .
ومن المجاز : امرأَةٌ طوِيلَةُ *!السَّبَائِب : الذَّوَائِبِ . وعليه سَبَائِبُ الدَّم : طَرَائِقُه ، كذا في الأَساس . وفي حديث اسْتِسْقَاءِ عُمَر رَضِي الله عَنْه ( رأَيْتُ العَبَّاسَ وقد طَالَ عُمَرَ ، وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرِه ) يَعْنِي ذَوَائِبَه . قوله : وقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ منه .
( والسَّبِيبَةُ : الغِضَاهُ تكثُر في المَكَانِ ) .
( و : ع . و : نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ ) ، وقِيلَ : قَرْيَةٌ في نَوَاحي قَصْرِ ابن هُبَيْرة .
( وذُو الأَسْبَابِ : المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو ، مَلِكٌ ) من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ ، مَلِك مِائَةً وعِشْرِينَ سَنَة .
( و ) *!سَبَّى ( كحَتْى : مَاءٌ لسُلَيْم ) . وفي معجم نصر : مَاءٌ في أَرض فَزَارَة .
( *!وتَسَبْسَبَ المَاءُ : جَرَى وسَالَ . *!وسَبْسَبَهُ : أَسَالَه ) .
( والسَّبْسَبُ : المَفَازَةُ ) والقَفْرُ ( أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ ) . وعن ابن شُمَيْل : *!السَّبْسَبُ : الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لا مَاءَ بها ولا أَنِيسَ . وفي حَديث قُسَ : ( فبينا أَجُولُ سَبْسَبَها ) . ويروى بَسْبَسَها ، وهُمَا بِمَعْنًى . وقال أَبو عُبَيْد :*! السَّبَاسِبُ والبَسَابِسُ : القِفَارُ . ( و ) حكى اللِّحْيَانيّ : ( بَلَدٌ*! سَبْسَبٌ ، و ) بلد ( *!سَبَاسِبُ ) كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه *!سَبْسَباً ، ثم جَمَعُوه عَلَى هذَا ، وقال أَبو خَيْرة :*! السَّبْسَب : الأَرْضُ الجَدْبَةُ . ومنهم من ضَبَطَ*! سُبَاسِب بالضم ، وهو
____________________

(3/40)


الأَكْثَر ؛ لأَنّه صِفَةُ مُفْرَد كعُلَابط ، كذَا قَالَ شَيْخُنَا . وقال أَبو عمرو : سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً . وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه . وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً . ( وسَبْسَبَ بَوْلَه : أَرْسَلَه ) .
( والسَّبَاسِبُ : أَيَّامُ السَّعَانِين ) . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلَاء . وَفِي الحَدِيث ( إِنَّ الله تعالى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ العيد ) . يَوْمُ السَّبَاسِب عِيدٌ للِنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين . قَالَ النَّابغَةُ :
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ
يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
يَعْنِي عِيداً لَهُم .
والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب : شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام . وفي كتاب أَبي حَنيفَة : الرِّحَال . قال الشاعِر يَصف قَانِصاً :
ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
لاطٍ بصَفْرَاءَ كَتُومِ المَذْهَب
وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ
وقال رُؤْبَةُ :
رَاحَت ورَاحَ كَعَصَا*!السَّبْسَابُ
وهو لْغَةٌ في السَّبْسَبِ ، أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة ، هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا ، وهو وَهَم ، والصَّحِيح : السَّيْسَبُ ، بالتَّحْتِيَّةِ ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً .
( و ) من المجاز قَوْلُهم : ( سَبَّابُ العَرَاقِيبِ ) ويَعْنُونَ بِهِ ( السَّيْف ) ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها . وفي الأَساس : كأَنَّمَا يُعَادِيهَا ويَسُبُّهَا .
( و ) *!سَبُّوبَةُ : اسْمٌ أَو لَقَبٌ . و ( مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ ) بمَكَّةَ : ( مُحَدِّثٌ ) عن عبد الرزَّاقِ ، واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ : هكَذا ، ( أَوْ هُوَ بمُعْجَمَة ) وسَيَأْتِي . ( وَسَبُّوبَة : لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث ) شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ . وفاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ*! بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة .
____________________

(3/41)



ومما يستدرك عليه :
سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ ، روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ومَاتَ سنة 466 ه وجَاءَ في رَجَزِ رُؤْبَةَ المُسَبِّي بمَعنَى المُسَبِّب . قال :
إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ *!-المُسَبِّي
أَمَّا بأَعْنَاقِ المَهَارِي الصُّهْبِ
أَراد *!المُسَبِّب .
ومما بَقِي عَلَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدَرَكه شَيْخُنا رَحِمَه الله تَعَالى وقال إِنَّه مِنَ الوَاجِبات .
سجب : ( سِنْجَاب . قلت : وذَكَرهُ الدَّمِيرِيُّ وابنُ الكُتبيّ والحكِيُ دَاوُودُ وغيرُهم . وعبارة الدَّمِيرِيّ : هو حَيَوان على حَدِّ اليَرْبُوع ، أَكبرُ مِن الفَأْر ، وشَعَره في غَايَةِ النُّعومَة ، تُتَّخذ من جِلْدِه الفِرَاءُ ، وأَحْسَن جُلُودِه الأَمْلَس الأَزرَقُ . قَالَ :
كلما ازرَقَّ لَوْنُ جِلْدِي من البَرْ دِ تَخَيَّلْتُ أَنَّه سِنْجَابُ انتهى . وموضِعُ ذِكْرِه في النُّونِ بَعْد السِّين .
قلت : وسِنْجَابَةُ وهي قَرْيَةٌ قُرْبَ عَسْقَلَان بِهَا قَبْر جَنْدَرة بن حنيشة الصحابيّ أَبو قرصافة ، سكن الشأْم ، كذا ذكره الحافظ بن ناصر الدين الدمشقيّ .
ستب : ( السَّتْبُ ) : أَهْمَلَه الجوْهَرِيّ وابْنُ مَنْظُور ، وقال الصَّاغَانِيّ : هو ( سَيْرٌ فَوْقَ العَنَق ) مَقْلُوبُ السَّبْت .
سحب : ( سَحَبَه كَمَنَعَه ) يَسْحَبُه سَحْباً : جَرَّه عَلَى وجْهِ الأَرْضِ فَانْسَحَب ) : انجَرَّ . والسَّحْبُ : جَرُّكَ الشيءَ على وَجْهِ الأَرْضِ كالثَّوْبِ وغَيْرِه . والمرأَةُ تَسْحَب ذَيْلَها ، والريحُ تَسْحَبُ التُّرَابَ .
ومن المجاز : سَحَبت الرِّيحُ أَذْيَالَها ، وانْسَحَبَت فِيهَا ذَلَاذِلُ الرِّيح ، واسْحَبُ ذَيْلَك عَلَى مَا كَانَ مِنِّي .
وتقول : ما اسْتَبْقَى رَجُلٌ وُدَّ صَاحِبه ، بِمِثْلِ ما سَحَبَ الذَّيْلَ عَلَى مَعَايِبِه .
( و ) من المجَازِ أَيْضاً : السَّحْبُ
____________________

(3/42)


بمَعْنى شدَّةِ الأَكْلِ والشُّرْب . يقال : سَحَب يَسْحَبُ إِذَا ( أَكَل وشَرِبَ أَكْلاً وشُرْباً شَديداً ، فهو أُسْحُوبٌ ) بالضم أَي أَكُولٌ شَرُوبٌ . وأَسْحَبْتُ من الطَّعَامِ والشَّرَابِ ، وتَسَحَّبْتُ : تكثَّرت ؛ لأَنَّ شأْن المَنْهُومِ أَن يَجُرَّ المَطَاعِمَ إِلَى نَفْسِه ويَسْتَأْثِرَ بِهَا .
وفي لسان العرب ، قال الأَزْهَرِيّ : الَّذِي عَرَفْنَاه وحَصَّلْنَاه : رَجُلٌ أُسْحُوتٌ بالتَّاءِ إِذَا كَانَ أَكُولاً شَرُوباً ، ولَعَلَّ الأُسْحُوبَ ( بالْبَاءِ ) بِهَذَا المَعْنَى جَائِز .
( والسَّحَابَةُ : الغَيْم ) والتي يَكُونُ عَنْهَا المَطَر ، سُمِّيَت بِذلِكَ لانْسِحَابِهَا في الهَوَاءِ أَو لِسَحْبِ بَعْضِهَا بعضاً ، أَو لِسَحْبِ الرِّياح لَهَا .
( ج سَحَابٌ ) . ونقل شيخُنا عن كِتَابِ الأَصْمَعِيّ في أَسْمَاءِ السَّحَابِ . أَنَّ السَّحَابَ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ ، واحده سَحَابَة ، يُذَكَّرَ ويُؤَنَّثُ ، ويُفْرَدُ ويُجْمَع ( وسُحُبٌ ) بضمتين ، يجوز أَن يكون جَمْعاً لِسَحَابٍ أَو لِسَحَابَة . وفي لسان العرب : خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ سُحُبٌ جمعَ سَحَابٍ الذي هو جَمْعُ سَحَابة فيكون جَمْعَ جَمْع . ( وسَحَائِبُ ) جَمْعٌ لِذِي التَّاءِ مُطْلَقاً وللمُجَرَّدِ إِذا حُمِلَ على التَّأْنِيثِ ، حَقَّقَه شَيْخُنا .
( و ) من المَجَازِ قَوْلُهم : أَقمتُ عِنْدَه سَحَابَةَ نَهَارِي ، و ( ما ) زِلْتُ ( أَفْعَلُه سَحَابَةَ يَوْمِي ) أَي طُولَه فهو ظَرْفٌ مُسْتَعَارٌ . أُطْلِقَ عَلَى المُدةِ مَجَازاً ، نقلَه ابْنُ دُرَيْد . وفي الأَسَاس : قِيلَ ذلِك فِي نَهَار مُغِيمٍ ، ثُمَّ ذَهَبَ مَثَلاً في كُلِّ نَهَارٍ ، قال :
عَشِيَّةَ سَالَ المِرْبَدَانِ كِلَاهُمَا
سَحَابَةَ يَوْمٍ بالسُّيُوفِ الصَّوَارِمِ
( والسَّحَابُ : سَيْفُ ضرار بْنِ الخَطَّابِ ) الفِهْرِيّ ، وفِيه يَقُولُ :
فَمَا السَّحَابُ غَدَاةَ الحَرِّ من أُحُدٍ
بِنَاكِلِ الحَدِّ إِذْ عَايَنْتُ غَسَّانا
( ورجُلٌ سَحْبَانُ : جُرَافٌ يَجْرُفُ ) كُلَّ ( مَا مَرّ بِهِ ، و ) به سُمِّي سَحْبَان ؛
____________________

(3/43)


وَهُو اسْمُ رَجُلٍ مِنْ وَائِل ( بَلِيغٌ ) لَسِنٌ ( يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ ) في البَيَانِ والفَصَاحَة ، فَيُقَالُ : أَفْصَحُ مِنْ سَحْبانِ وَائِلٍ ، ومِن شِعْرِه :
لقَدْ عَلِم الحَيُّ اليَمَانُونَ أَنَّنِي
إِذَا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أَنِّي خَطِيبُها
أَنشدَهُ ابْنُ بَرِّيً .
وسَحَابُ : اسْمُ امْرَأَة ، قال :
أَيَا سَحَابُ بَشِّرِي بِخَيْرِ
وفي الحديث : ( كَانَ اسْمُ عِمَامَتِه السَّحَابَ ) . سُمِّيَت بِهِ تَشْبِيهاً بسَحَاب المَطَر لانْسِحَابِه في الهَوَاءِ .
( و ) السُّحْبَانُ ( بالضَّم : فَحُلٌ ) نقله الصاغانيّ .
وتَسَحَّبَ عَلَيْهِ : أَدَلَّ . وقال الأَزْهَرِيُّ : فُلَانٌ يَتَسَحَّبُ عَلَيْنَا أَي يَتَدَلَّل ، وكذلك يَتَدَكَّل وَيَتَدَعَّبُ . وفي حَدِيث سَعِيد وأَرْوَى : ( فقَامَتْ فَتَسَحَّبَتْ في حَقِّه ) أَي اغْتَصَبَتْه وأَضَافَتْه إِلَى حَقِّها وأَرْضِها .
( والسُّحْبَةُ بالضم : الغشَاوَةُ ) .
( وفَضْلَةُ مَاءٍ ) تَبْقَى ( في الغَدِير ) . يقال : مَا بَقِي في الغَدِيرِ إلَّا سُحَيْبَةٌ منْ مَاءٍ أَي مُوَيْهَة قَلِيلَة . ( كالسُّحابة بالضَّمِّ ) .
سحتب : ( السَّحْتَبُ كجَعْفَرٍ ) هو بالتَاء المثناة الفوقية كما في نُسْخَتِنَا ، والَّذِي في لِسَان العَرب بالنُّونِ بَدَلَ التَّاءِ ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابْنُ دُرَيْد : هو ( الجَرِيءُ المُقْدِمُ . واسْمٌ ) . وهَذَا مَعْنَاهُ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
سخب : ( السَّخَبُ مُحَرَّكَةً : الصَّخَبُ ) ، وهو الصِّيَاحُ . السِّين لُغَةٌ في الصَّاد ، وهُمَا في كُلِّ كَلِمَة فيها خاءٌ جائِز .
وفي الحَدِيثِ في ذكْرِ المُنَافِقِين : ( خُشُبٌ باللَّيْلِ سُخُبٌ بالنَّهَارِ ) أَي إِذَا جَنَّ عليهم اللَّيْلُ سَقَطُوا نِيَاماً ، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا على الدُّنْيَا شُحًّا وحِرصاً .
( و ) السِّخَابُ ( ككِتَابٍ : قِلَادَةٌ )
____________________

(3/44)


تُتَّخَذُ ( من سُكَ ) بالضَّمِ : طِيبٍ مَجْمُوعٍ ( وقَرَنْفُلٍ ومَحْلَبٍ ) بالكَسْرِ قد تَقَدَّم ( بِلَا جَوْهَر ) ، لَيْسَ فِيهَا من اللؤْلُؤِ والجَوْهَرِ شَيء ، وكذا من الذَّهَب والفِضَّةِ . وقال الأَزْهَرِيُّ : السِّخَابُ عِنْد العَرَب : كُلُّ قِلَادَةٍ كَانَتْ ذَات جَوْهَرٍ أَو لم تَكُن . قَالَ الشَّاعِرُ :
ويومُ السِّخَابِ مِن أَعَاجِيب رَبِّنَا
عَلَى أَنَّه من بَلْدَةِ السُّوءِ أَنجَانِي
وفي حَدِيثٍ آخر : ( فجَعَلَت تُلْقِي القُرطَ والسِّخَابَ ) قال ابن الأَثِيرِ : هو خَيْطٌ يُنْظَم فِيهِ خَرَزٌ ، وتَلْبَسُه الصِّبْيَانُ والجَوَارِي . وفي آخر ( أَنَّ قَوْماً فَقَدُوا سِخَابَ فَتَاتِهم فَاتَّهَمُوا بِه امْرَأَةً ) . ومن المَجازِ : وَجَدتُك مَارِثَ السِّخَابِ أَي كَالصَّبِي لا عِلْمَ لَهُ .
( ج ) سُخُبٌ ( كَكُتُبٍ ) سمي به لصَوْتِ خَرَزِه عِنْد الحركَة من السَّخَبِ وَهُو اخْتِلَاط الأَصْوَات ، قَالَهُ شَيْخُنَا .
سندب : ( جَمَلٌ سِنْدَأَبٌ كجِرْدَلٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ ، وقال ابْنُ دُرَيْدٍ : وأَحْسَبُ أَنِّي سَمِعْتُ : جَمَلٌ سِنْدَأَبٌ أَي ( صُلْبٌ شَدِيدٌ ) . قال الصَّاغَانِيُّ : الهَمْزُ والنونُ زَائِدَتَان مِثْلُهُما في سِنْدَأْوٍ ، وقِنْدَأْوٍ ، وحِنْظَأْوٍ .
سذب : ( السَّذَابُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وهو بالذَّالِ المُعْجَمَةِ ، ذكره ابن الكُتْبِيّ ودَاوُودُ الأَكْمَه وغَيْرهما ، مُعَرَّب ؛ لأَنّه لا يَجْتَمِع السِّينُ المُهْمَلَة والذَّالُ المُعْجَمَة في كَلِمَةٍ عَربِيَّة . وصرح ابنُ الكُتْبِيّ بتَعْرِيبِها ، وهُو خَطَأٌ . ويوجد في بَعْضِ كُتُبِ النَّبَات بالدَّالِ المُهْمَلَة وهو ( الفَيْجَنُ ) يُونَانِية ( وهو بَقْلٌ ، م ) . وله خَوَاصُّ وطَبَائِعُ مَعْرُوفَة في كُتُبِ الطِّب .
____________________

(3/45)



( وعُمَرُ ) بْنُ مُحَمَّدٍ ( السَّذَابِيُّ : مُحَدِّثٌ ) عن العَلَاءِ بْنِ سَالِم ، كأَنَّه نُسِبَ إِلى بَيْعِهِ .
( والسُّذْبَةَ بالضم : وِعَاءٌ ) .
سرب : ( السِّرْبُ ) : المَالُ الرَّاعِي ، أَعْنِي بالمَالِ الإِبلَ . يقال : أُغِير على سَرْبِ القَوْم . ومنه قولهم :
اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ . أَي لَا أَرُدُّ إبِلَك ( حَتَّى ) تذهب حَيْثُ شَاءَت أَي لَا حَاجَة لِي فِيكَ . ويقولون للمَرْأَةِ عِنْدَ الطَّلَاقِ : اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَك ، فتَطْلُق بِهذِه الكَلِمَة . وَفِي الصَّحَاح : وكانوا فِي الجَاهِلِيَّة يَقُولُون في الطَّلَاق . فقَيَّدَه بالجَاهِلِيَّة ، وأَصْلُ النَّدْه الزَّجْر .
وقال ابن الأَعرابيّ : السّرْبُ : ( المَاشِيَة كُلُّها ) ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي ونَقَله ابْنُ هِشَام اللَّخُمِيّ . وجَمْعُه سُرُوبٌ ، وقيل أَسْرَابٌ .
( و ) السَّرْبُ : ( الطَّرِيقُ ) . قال ذُو الرُّمَّةِ :
خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولَاهَا وهَيَّجَهَا
من خَلْفِها لَاحِقُ الصقْلَيْن هِمْهِيمُ
قال شَمر : أَكْثَرُ الرِّوَايَة بالفَتْح . قال الأَزهَرِيّ : وهكَذَا سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ : خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ( إِذَ مَاتَ المُؤْمِنُ يُخَلَّى لَهُ سَرْبُه يَسْرَحُ حَيْثُ شَاءَ ) .
أَي طَريقَه ومَذْهَبَه الَّذي يمُرُّ به ، وقالَ أبو عَمْرو : خَلِّ سِرْبَ الرَّجُلِ ، بالكَسْر ، وأَنْشَدَ قَولَ ذي الرُّمَّةِ هذا .
قلت : فالوَاجِب على المُصَنِّف الإِشَارَةُ إِلَى هذَا القَوْل بقَوْله : ويُكْسَر ، ولم يَحْتَج إِلى إِعَادَتهِ ثانِياً . وسيأْتِي الخِلَافُ فِيه قَرِيباً .
وقال الفَرَّاءُ في قَوْلِه تَعَالى : { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً } ( الكهف : 61 ) ، قال : كان الحُوتُ مَالِحاً ، فلما حَيِيَ بالمَاءِ الذي أَصَابَه من العَيْنِ فوقَع في البَحْر جَمَد مَذْهَبُه في البَحْرِ فَكَانَ كالسِّرَبِ .
وقال أَبُو إِسحاق الزَّجَّاجُ : وسَرَباً
____________________

(3/46)


مَنْصُوبٌ على جِهَتَين ، على المَفعول كقَوْلِكَ : اتَّخَذْتُ طَرِيقِي في السَّرَب ، واتَّخَذْتُ طَرِيقي كَانَ كَذَا وكَذَا فتكُون مَفْعُولاً ثَانيا ، كقولك : اتَّخَذْتُ زَيْداً وكِيلاً ، قال : ويجوز أَن يكون سَرَباً مَصْدَراً يَدُلّ عليه اتَّخَذَ سَبِيلَه فِي البَحْرِ ، فَيكُونُ المَعْنَى نَسِيَا حُوتَهُمَا فجعَلَ الحُوتُ طَرِيقَه في البَحْر ، ثم بَيَّن كَيْفَ ذَلِك ، فكأَنَّه قَالَ : سَرِب الحوتُ سَرَباً .
وقال المُعْترِضُ الظَّفَرِيّ في السَّرَب وجَعَلَه طَرِيقاً :
تَرَكْنَا الضُّبْعَ سَارِبَةً إِلَيهم
تَنُوبُ اللَّحْم في سَرَبِ المَخِيمِ
السَّرَب : الطَّريقُ ، والمَخِيمُ اسْمُ وادٍ .
وعلى هذَا المَعْنى الآيَة : { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَباً } أَي سَبِيلَ الحُوت طَرِيقاً لِنَفْسِه لا يَحِيدُ عَنْه . المَعْنَى اتَّخَذَ الحُوتُ سَبِيلَه الَّذِي سَلَكَه طَرِيقاً طَرَقَه . وقال أَبُو حَاتِم : اتَّخَذَ طَرِيقَه في البَحْرِ سَرَباً . قال : أَظُنُّه يُرِيدُ ذَهَاباً . سَرِب سَرَباً كذَهَب ذَهَاباً . وقال ابن الأَثير : السَّرَبُ ( بالتَّحْرِيكِ ) : المَسْلَكُ في خُفْيَةٍ .
( و ) السَّرْبُ : ( الوِجْهَةُ ) . يقال : خَلِّ سَرْبَه ( بالفَتْح ) أَي طَرِيقَه وَوَجْهَه . ( و ) السَّرْبُ : ( الصَّدْرُ ) قاله أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّد . وإِنَّه لَوَاسعُ السَّرْبِ أَي الصَّدْرِ والرَّأْيِ والهَوَى .
( و ) السَّرْبُ : ( الخَرْزُ ) ، عن كُرَاع . يقال : سَرَبْتُ القِرْبَةَ أَي خَرَزْتُها . والسَّرْبَةُ : الخَرْزَةُ .
( و ) السِّرْب ( بالكَسْرِ : القَطِيعُ من الظِّبَاء والنِّساء ) والطَّيْرِ ( وغَيْرِها ) كالبَقَر والحُمُرِ والشَّاءِ . واسْتَعَارَهُ شَاعِرٌ من الجِنِّ للقَطَا فقال أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
رَكبْتُ المَطَايَا كُلَّهُنَّ فلم أَجِدْ
أَلَذَّ وأَشهَى من جِناد لثَّعالِبِ
ومن عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِي فَزَجَرْتُه
يُبَادِرُ سرْباً من عَظَاءٍ قَوَارِبِ
____________________

(3/47)



وقال ابنُ سِيدَه في العَوِيصِ : السِّرْبُ : جَمَاعة الطُّيور . وعَنِ الأَصْمَعِيّ : السِّرْبُ والسِّرْبَةُ مِن القَطَا والظِّبَاءِ : القَطِيعُ . يقال : مَرَّ بِي سِرْبٌ من قَطاً وظِبَاءٍ وَوَحْشٍ وَنِسَاءٍ ، أَي قَطيعٌ . وفي الحديث : ( كَأَنَّهم سِرْبُ ظِبَاءٍ ) . السِّرْبُ ، بالكَسْر .
والسَّرِبُ : الذَّاهِبُ المَاضِي ، عن ابن الأَعرابيّ . وعنه أَيضاً ، قال شَمِر : الأْسْرَابُ مِنَ النَّاسِ : الأَقَاطِيع ، وَاحِدُهَا سِرْب ، بالكَسْر . قال : ولم أَسْمَع سِرْبا في النَّاس إلا لِلْعَجَّاج ( و ) السِّرْبُ : الطَّرِيقُ . قاله أَبُو عَمْرو وثَعْلَب ، وأَنكَرَهُ المُبَرِّدُ قال : إِنَّه لا يَعْرِفه إِلّا بالفَتْحِ . وقال ابن السّيد في مثلثه : السَّرْبُ : الطَّرِيق ، فَتَحه أَبُو زَيْد ، وكَسَرُه أَبُو عَمْرو . ( و ) إِنه لَوَاسِعُ السِّرْب ، قيل : هو الرَّخِيُّ ( البَالِ ) . وقيل : هو الوَاسعُ الصَّدْرِ البَطِيءُ الغَضَب ، ويروى بالفَتح وَاسَعُ السَّرْبِ ، وهو المَسْلَكُ والطَّرِيقُ ، وقد تقدم . قال شيخنا : هَذَا في الأُصولِ ، يَعْنِي بالمُوَحَّدَةِ ، والظَّاهِر أَنَّه بالميم ؛ لأَنَّه الوَاقِع في شَرْحِ اللَّفْظِ الوَارِد ، وإِنْ وَقَعَ في الصَّحَاح تَفْسِيرُ وَاسِع السِّربِ برَخِيِّ البَالِ ، فإِنه لا يَقْتَضى أَنْ يَشْرَحَ السِّربَ بالبَالِ كما لا يَخْفَى ، انتهى .
قُلْتُ : السَّرْبا بمَعْنَى المَالِ إِنَّمَا هو بالفتح لا غَيْر . ففي لِسَانِ العرب ، السَّرْبُ بالفتح : المَالُ الرَّاعِي ، وقِيلَ : الإِبلُ وَمَا رَعَى مِنَ المَالِ . وقد تَقَدَّم بَيَانُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِك ، والمُؤَلِّف إِنَّمَا هُو بِصَدَد معنى السِّرْبِ بالكسر ، فالصَّوَابُ ما في أَكْثَرِ الأُصول ، لا مَا زَعَمَه شَيْخُنَا كما لا يَخْفَى . ثم إِنِّي رأَيتُ القَزَّاز ذكرَ في مُثَلَّثِه : يقولون : فلانٌ آمِنٌ في سِرْبهِ ( بالكسر ) أَي مَالِه أَي فهو لُغَةٌ في الفتح ، ومثله لابْن عُدَيْس ، فَعَلَى هذا يُوَجَّه ما قَالَه شَيُخُنا .
( و ) السِّرْبُ في قولهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّمٍ : ( مَنْ أَصْبَح آمِناً في سِرْبه مُعَافًى في بَدَنه عِنْدَه قُوتُ يَوْمه فَكَأَنَّما حِيزَت لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِها ) ويُرْوَى الأَرْضُ ( القَلْبُ ) . يقال : فلان
____________________

(3/48)


آمِنُ السِّرْب أَي آمِنُ القَلْبِ . والجمع سِرَابٌ ، عن الهَجَرِيّ . وأَنشد :
إِذَا أَصْبَحْتُ بَيْنَ بَني سُلَيْمٍ
وبينَ هَوَازِنٍ أَمِنَتْ سِرَابِي
وقيل : هو مِنٌ في سِرْبِه ، أَي فِي قَوْمِه . ( و ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : السِّربُ في الحَدِيثِ : ( النَّفْسُ ) . ومثْلُه قَوْلُ الثَّقَاتِ مِن أَهْلِ اللّغَة : فلانٌ آمِنُ السِّرْب : لا يُغْزَى مَالُه ونَعَمُ لِعِزِّه . وفلان آمِنٌ في سِرْبه أَي فِي نَفْسِه ، وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ ، ونَقَل عنه صَاحِبُ الغَرِيبَيْن . وقال ابن بَرِّيّ : هذا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ اللّغَة ، وأَنْكَر ابْنُ دَرَسْتَوَيْه قَوْلَ مَنْ قَالَ : في نَفْسِه ، قال : وإِنَّمَا المعنى ، آمِنٌ في أَهْلِه ومَالِه وَوَلَدِه ، ولو أَمِن عَلى نَفْسِه وَحْدَهَا دُونَ أَهْلِه وَمَالِه وَوَلَده لَمْ يُقَلْ هوَ آمِنٌ في سِرْبه . وإِنما السِّرب هَا هُنَا ما للِرَّجُل من أَهْلٍ ومَالٍ ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَ قطيعُ البَقَر والظِّبَاء والقَطَا والنِّسَاءِ سِرباً ، وكأَن الأَصْلَ في ذَلك أَن يَكُونَ الرَّاعِي آمِناً في سِرْبِه ، والفَحْلُ آمِناً في سِرْبه ، ثم استُعْمِل في غَيْرِ الرُّعَاةِ اسْتِعَارَةً فِيمَا شُبِّه بهِ ، ولذلك كُسِرَتِ السِّينُ . وقيل : هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قَوْمِه . وقال القَزَّاز : آمِنٌ في سِرْبه أَي طَرِيقه . قال الزَّمَخْشَرِيّ في الفَائِق : مَنْ أَصْبح آمنا في سَرْبه أَي في مُنْقَلَبه ومُنْصَرَفهِ ، من قَوْلهم : خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه ، ورُوِي بالكَسْر أَي في حِزْبِه وعِيَاله ، مْسْتَعارٌ منسِرْبِ الظِّبَاء والبَقَرِ والقَطَا ( و ) قال أَبو حَنِيفَة : ويقال : السِّربُ : ( جَمَاعَة النَّخْلِ ) فيما ذَكَر بَعْضُ الرُّوَاة . قال أَبُو الحَسَن : وأَنا أَظُنُّه على التَّشّبِيهِ . والجَمْعُ أَسْرَابٌ . ويوجد في بَعْضِ النسَخ النَّحْلُ بالحاءِ المُهْمَلَة ، وهو خَطَأُ والسُّرْبَةُ مِثْلُه كما سَيَأْتِي .
( و ) السَّرَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : جُحْرُ ) الثَّعْلَبِ والأَسَدِ والضَّبُع والذِّئْبِ والسَّرَبُ : المَوْضِعُ الَّذِي يَدْخُل فيه ( الوَحْشِيُّ ) والجمع أَسْرَابٌ .
____________________

(3/49)



وانْسَرَبَ الوَحْشُ في سَرَبِه ، والثَّعْلَبُ في جُحْرِه . وتَسَرَّبَ : دَخَل :
( و ) السَّرَبُ : الحَفِيرُ ) ، وقيل : بَيْتٌ ( تَحْتَ الأَرْضِ ) وسيأْتي . ( و ) السَّرَبُ : ( القَنَاةُ ) الجَوْفَاءُ ( يَدْخُلِ مِنْهَا الماءُ الحَائِطَ . و ) السَّرَبُ : ( المَاءُ يُصَبُّ في القِرْبَةِ ) الجَدِيدَة أَو المَزَادَة ( ليبتَلَّ سَيرُها ) حتى تَنْتَفِخ فتَنْسَدَّ مَواضِعُ عُيُونِ الخَرْزِ . وقد سَرَّبها تَسْرِيباً فَسَرِبَتْ سَرَباً . ويقال : سَرِّبْ قِرْبَتَك ، أَي اجْعَلْ فِيهَا مَاءً حتى تَنْتَفِخَ عُيُونُ الخُرَزِ فَتَستَدَّ .
( و ) السَّرَبُ : ( المَاءُ السَائِلُ ) . قال ذُو الرُّمَّةِ :
مَا بَالُ عَيْنِك مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ
كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ
ومنهم مَنْ خَصَّ ، فَقَالَ : السَّائِلُ مِن المَزَادَةِ ونَحْوِها .
( و ) أَبُو الفَضْل ( مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبهَانِي الزاهِدُ الوَاعِظُ ) كان في حدود سنة 470 ه . ( وأُخْتُه ضَوْءٌ . ومُبَشِّرُ بْنُ سعدِ بْنِ مَحْمُودِ السَّرَبِيّون ، مُحَدِّثون ) .
( و ) يقال : إِنَّه لَقَرِيبُ ( السُّرْبَة بالضَّمِّ ) أَي قعِيبُ ( المَذْهَب ) يُسْرعُ في حاجَتِه ، حكاه ثَعْلَبٌ . ويُقَالُ أَيْضاً بَعِيد السُّربَة أَي بَعِيدُ المَذْهَب في الأَرْض . قال الشَّنْفَرَى ، وهو ابنُ أُخْتِ تَأَبَّط شَرًّا :
خَرَجْنَا مِنَ الْوَادِي الَّذِي بين مِشْعَلٍ
وبين الجَبَى هَيْهَاتَ أَنْسَأَتْ سُرْبَتِي
أَيما أَبْعَدَ المَوْضِعَ الَّذِي مِنْهُ ابْتَدَأْتُ مَسِيرى .
والسُّرْبَةُ : الطَّائفَةُ من السِّرْب . ( والطَّرِيقَة ) ، وكل طريقة سُرْبة ، ( وجَمَاعَةُ الخَيْلِ ما بَيْنَ العِشْرِين إِلَى الثَّلَاثِين ) ، وقيل : مَا بَيْن العَشَرَةِ إِلى العِشْرِين .
والسُّرْبَةُ مِنَ القَطَا والظِّبَاءِ والشَّاءِ : القَطِيع . تقول : مَرَّ بِي سُرْبَةٌ ( بالضم ) أَي قِطْعَةٌ مِنْ قَطاً وخَيْلٍ وحُمُرٍ
____________________

(3/50)


وظِبَاءٍ . قال ذُو الرُّمَّة يَصِفُ مَاءً :
سِوَى مَا أَصَابَ الذِّئبُ مِنْه وسُرْبَةٌ
أَطافَت بِهِ من أُمَّهَاتِ الجَوَازِلِ
والسُّرْبَة : القَطِيعُ مِنَ النِّسَاءِ ، على التَّشْبِيهِ بالظِّبَاءِ . والسُّرْبَةُ : جَمَاعَةٌ من العسْكرِ يَنْسَلُّون فيُغِيرونَ ويَرجِعُونَ ، عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) السُّرْبَةُ : ( الصَّفُّ من الكَرْمِ ) . ( و ) السُّرْبَةُ : ( الشَّعَر ) المُسْتَدِقُّ النَّابِتُ ( وَسَط الصَّدْرِ إِلَى البَطْن ) . وفي الصَّحاح الشَّعَر المُسْتَدِقّ الَّذِي يَأْخُذُ من الصَّدْرِ إلى السُّرَّةِ . ( كَالمَسْرُبَة ) ، بضم الرَّاءِ وفَتْحهَا . قال سَيبَوَيْهِ ؛ لَيْسَت المَسْرُبَة عَلَى المَكَانِ وَلَا المَصْدَر ، وإِنما هي اسم للشَّعَر . قال الحَارِثُ بْنُ وَعْلَةَ الذُّهْلِيّ ، قال ابنُ بَرِّيّ : ظنَّه قوم أَنَّه للحَارِث بْنِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ ، وإِنَّما هُوَ للذُّهْلِيِّ كما ذَكَرْنَا :
أَلْآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي
وعَضَضْتُ مِنْ نَابِي على جِذْمِ
وحَلَبْتُ هذَا الدَّهْرَ أَشْطُرَه
وأَتَيْتُ مَا آتِي عَلَى عِلْمِ
تَرْجُو الأَعَادِي أَنْ أَلِينَ لَهَا
هذا تَخَيُّل صَاحِبِ الحُلْمِ
ومَسَارِبُ الدَّوَابّ : مَرَاقُّ بُطُونِهَا . وعَنْ أَبِي عُبَيْد : مَسْرَبَةُ كُلِّ دَابَّةٍ : أَعَالِيهِ من لَدُن عُنُقه إِلى عَجْبِه . ومَرَاقُّهَا في بُطُونِهَا وأَرْفَاغِها ، وأَنشد :
جَلالٌ أَبُوهُ عَمُّه وَهْو خَالُه
مَسَارِبُهُ حُوٌّ وأَقْرَابُه زُهْرُ
وفي حديثِ صِفةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ( كَانَ دَقِيقَ المَسْرُبَة ) . وفي رِوَايَةِ : ( كَانَ ذَا مَسْرُبَة ) .
وفُلَانٌ مُنْسَاحُ السّربِ ، يُرِيدُونَ شَعرَ صَدْرِه . وفي حديث الاسْتِنْجَاءِ بالحِجَارَة : ( يَمْسَح صَفْحَتَيْه بحَجَريْن ، ويَمْسَح بالثَّالِثِ المَسْرُقَة ) . يُرِيدُ أَعْلَى الحَلْقَة ، وهو بِفَتْح الراءِ وضَمِّها : مَجْرَى الحَدَث من الدُّبُر ، وكَأَنَّهَا من السَّرْب : المَسْلَك .
____________________

(3/51)



وفي بَعْض الأَخْبَارِ ( دَخَلَ مَسْرُبَتَه ) هي مِثْلُ الصُّفَّة بَيْنَ يَدَيِ الغُرْفَةِ ، ولَيْسَت الَّتي بِالشِّين المُعْجَمَة ، فإِنْ تِلْك الغُرْفَةُ .
( و ) السُّرْبَةُ : ( جَمَاعَة النَّخْلِ ) ، وقد تقدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه . والسُّرْبَةُ : القِطْعَةُ مِنَ الخَيْلِ . يقال : سَرَّبَ عَلَيْهِ الخَيْلَ وهو أَنْ يَبْعَثَها عَلَيْه سُرْبَة بعد سُرْبَةٍ . وعن الأَصْمَعِيّ : سَرِّبْ عليَّ الإِبِل أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَةً .
( ج سُرْب ) بضَمَّتَين وبإِسْكَان الثَّاني .
( و ) السُّرْبَةُ : ( ع ) . قال تَأَبَّطَ شرًّا :
فيوماً بغَزّاء ويوماً بسخرْبَة
ويوماً بِجَسْجاس من الرّجل هَيصَم
( و ) السَّرْبَةُ ( بالفتح : الخَرْزَةُ ) .
( و ) إِنك لَتُريدُ سَربَة أَي ( السَّفَر القَريب ) ، والسُّبْأَةُ : السَّفَر البَعيدُ ، وقد تقدم عن ابن الأَعرابيّ .
( والمَسْرةُ ) بفَتْح الرَّاءِ : ( المَرْعَى ج المَسَارِبُ ) .
( والسَّرَابُ ) : الآلُ ، وقيل : السَّرَابُ : ( مَا تراه نِصْفَ النهار ) لاطِئاً بالأَرْض لَاصِقاً بها ( كأَنَّه مَاءٌ ) جارٍ . والآلُ : الَّذي يَكُونُ بالضُّحَى يَرْفَع الشُّخُوصَ كالمَلَا بَيْن السَّمَاءِ والأَرْضِ . وقال ابن السِّكِّيت : السَرابُ الَّذي يجري عَلَى وَجْه الأَرْضِ كأَنَّهُ المَاءُ ، وهو يَكُونُ نِصْفَ النَّهار . وقال الأَصْمَعِيُّ : السَّرَابُ والآلُ وَاحِد . وخَالَفَه غَيْرِ فَقَالَ : الآلُ : مِنَ الضُّحَى . إِلى زَوَال الشَّمْس ، والسَّرَابُ بَعْد الزَّوال إِلَى صَلَاة العَصْر ، واحْتَجُّوا بأَنَّ الآلَ يَرْفَعُ كُلَّ شَيْء حَتَّى يَصِيرَ آلاً ، أَي شَخُصاً ، وأَنَّ السرابَ يَخُفِضُ كُلَّ شَيْءٍ حتى يَصِيرَ لَازِقاً بالأَرْضِ لا شَخْص لَهُ .
وقَال يُونُس : تَقُولُ العَرَبُ : الآلُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلَى ارتِفَاعَ الضُّحَى الأَعْلَى ، ثم هو سَرَابٌ سَائِر اليَوْم . وقال ابن السِّكِّيت : الآلُ : الَّذِي يَرْفَعُ الشُّخُوصَ ؛ وهو يَكُون بِالضُّحَى ، والسَّرَابُ : الذي يَجْرِي على وَجْهِ الأَرْض ، كأَنَّه المَاءُ وَهُو نِصْفُ النَّهَار . قال الأَزْهَرِيُّ : وهو الَّذِي رَأَيْتُ العَربَ بالبَادِيَة يَقُولُونه .
____________________

(3/52)


وقال أَبُو الهَيْثَم : سُمِّي السَّرَابُ سَرَاباً لأَنَّه يَسْرُبُ سُرُوباً أَي يَجْرِي جَرْياً . يُقَالُ : سَرَبَ المَاءُ يَسْرُبُ سُرُوباً .
( وسَرَابُ مَعْرِفَةً ) أَي عَلَمٌ لا يَدْخُلُه الأَلِفُ واللَّامُ ، ويُعْرَبُ إِعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِف . ( و ) في لُغَة مَبْنِيًّا عَلَى الكَسْر ( كقَطَام : اسْمُ نَاقَة ) و ( البَسُوس ) : لَقَبُها . ( ومنهُ ) المَثَلُ المشهور : ( أَشْأَمُ من سرَاب ) لكوْنِها سَبَاً في إِقَامَة الحَرْب بَيْن الحَيَّيْن ، وقِصَّتُها مَشْهُورَة في كتب التَّوَارِيخ . وذَكَرَ البَلَاذُرِيّ في نَسَب عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْد مَنَاةَ مَا نَصُّه : ( ومِنْهُم البَسُوس ، وهِي الَّتِي يُقَال : أَشْأَمُ من البَسُوس صَاحِبَة سَرَاب الَّتِي وقَعَت الْحَرْبُ بَين ابْنَي وَائِلٍ بسَبَبِها .
( و ) عَنْ أَبِي زَيْد ( سُرِب ) الرَّجلُ ( كعُنِي فهو مَسْرُوبٌ ) سَرْباً : ( دَخَل في ) فمه و ( خَيَاشِيمِه وَمَنَافِذِه ) كالدُّبُر وغَيْرِه ( دُخَانُ الفِضَّة فأَخذه حُصْرٌ ) فَرُبَّما أَفْرَق ورُبَّمَا مَاتَ ( والسَّارِبُ ) كالسَّرِب ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وهو ( الذَّاهِبُ عَلَى وجْهِه في الأَرْضِ ) . قال قَيْسُ بن الخَطيم :
أَنَّى سَرَبْتِ وكُنْتِ غيرَ سَرُوبَ
وتُقَرِّبُ الأَحْلَامُ غيرَ قَرِيبِ
رواه ابْنُ دُرَيْد : سَرَبْت بالباء ، ورَوَى غيره بالْيَاءِ .
( وسَرَبَ ) الفَحْلُ يَسْرُبُ ( سُرُوباً ) فهو سَارِبٌ إِذا ( تَوَجَّه للمَرْعَى ) ، وفي نسخة للرِّعيّ بكَسْرِ الرَّاء ، ومَالٌ سَارِبٌ . قال الأَخْنَسُ بْنُ شِهَاب التَّغْلَبِيّ :
وكُلُّ أَنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ
ونَحْنُ حَلَلْنَا قَيْدَه فَهُوَ سَارِبُ
قال ابْنُ بَرِّيّ : قال الأَصْمَعِيُّ : هذَا مَثَلٌ ، يُرِيدُ أَنَّ النَّاسَ أَقَامُوا في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ، لا يَجْتَرِئُون عَلَى النُّقْلَةِ إِلَى غَيْره ، وقَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهُم عَنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ فَتَتْبَعَهُ إِبلُهم
____________________

(3/53)


خَوْفاً أَن يُغَارَ عَلَيْهَا ، ونَحْنُ أَعِزَّاءُ نَقْتَرِي الأَرْضَ نَذْهَبُ حَيْثُ شِئْنَا ، فنَحْنُ قَدْ خَلَعْنَا قَيْدَ فَحْلِنا ليذْهَبَ حَيْثُ شَاءَ ، فحَيْثُمَا نَزَعَ إِلَى غَيْثٍ تَبِعْنَاه .
وقال الأَزهريّ : سَرَبَتِ الإِبِلُ تَسْرُب ، وسَرَبَ الفَحْلُ سُرُوباً أَي مَضَتْ في الأَرْضِ ظَاهِرَةً حَيْثُ شَاءَت . وظَبْيَةٌ سَارِبَةٌ : ذَاهِبَةٌ في مَرْعَاهَا . وسَرَبَ سُرُوباً خَرَجَ . وسَرَبَ في الأَرْضِ : ذَهَبَ . وفي التَّنْزِيلِ : { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ } ( الرعد : 10 ) أَي ظَاهِر بالنَّهَارِ في سِرْبِهِ . ويُقَالُ : خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه ، فالمَعْنَى : الظَّاهِرُ في الطُّرقَاتِ والمُسْتَخْفِي في الظُّلُمَات ، والجَاهِرُ بِنُطْقِه والمُضْمِر في نَفْسه ، عِلْمُ اللّهِ فِيهِم سَوَاءٌ . ورُوِي عَنِ الأَخْفَش أَنَّه قَال : مُسْتَخْفِ بِاللَّيْلِ أَي ظَاهِرٌ ، والسَّارِبُ : المُتَوَارِي . وقال أَبو العَبَّاسِ : المُسْتَخْفِي : المُسْتَتِرُ . قال : والسَّارِبُ : الخَفِيُّ والظَّاِهرُ عِنْدَه وَاحد . وقال قُطْرُب : سَارِبٌ بِالنَّهَار : مُسْتَتِر . كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ . وقال شَيْخُنَا : السُّروبُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ مَجَازٌ .
( و ) قال أَبو عبيدة : سَرِبت ( المَزَادَةُ كفَرح ) إِذَ ( سَالَت فَهِي سَرِبَةٌ ) ، مَأْخُوذٌ من سَرِب المَاءُ سَرَباً إِذَا سَال ، فهو سَرِبٌ .
وانْسَرَبَ وأَسْرَبَه هُوَ وسَرَّبَه . قَال ذُو الرُّمَّةِ :
مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ
كَأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ
وقال اللحيانيّ : سَرِبَتِ العَيْنُ وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُرُوباً ، وتَسَرَّبَتْ : سَالَتْ .
( وانْسَرَبَ ) : دَخَل في السَّرَبِ ، والوَحْشِيُّ في سَرَبِه وكِنَاسِهِ ، والثَّعْلبُ ( في جُحْرِه . وتَسَرَّبَ ) إِذا ( دَخَلَ ) .
وطَرِيقٌ سَرَبٌ ، محركة : يَتَتَابَعُ النَّاسُ فِيه . قال أَبو خِرَاش :
طَرِيقُها سَرَبٌ بالنَّاسِ دُعْبُوبُ
____________________

(3/54)



وتَسَرَّبوا فِيهِ : تَتَابَعُوا .
( و ) من المَجَازِ قَوْلُهم : ( سَرِّبْ عَلَيَّ الإِبِلَ ) أَي ( أَرْسِلْها قِطْعَةً قِطْعَةً ) ، قاله الأَصْمَعِيُّ . ويقال : سَرَّبَ عَلَيْه الخَيْلَ وهُو أَن يَبْعَثَها عَلَيْهِ سُرْبَةً بَعْدَ سُرْبَة . وفي حَدِيثِ عَائِشة رَضِيَ الله عَنْهَا : ( فكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي ) أَي يُرسِلُهُن إِلَيَّ . ومِنْه حَدِيثُ عَليَ رَضِيَ اللّهُ عَنْه : ( إِني لَأُسَرِّبُه عَلَيْهِ ) أَي أُرْسِلُه قِطْعَةً قطْعَةً . وفي حَدِيثِ جابِرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْه : ( فإِذا قَصَّر السَّهْمُ قَالَ : سَرِّب شَيْئاً ) أَي أَرْسِلْه . يقال : سَرَّبْتُ إِلَيْه الشيءَ إِذَا أَرْسَلْتَه وَاحِداً وَاحِداً ، وقيل : سِرْباً سِرْباً ، وهو الأَشْبَه . كذا في لسان العَرَب . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : وسَرَّبْتُ إِليهِ الأَشْيَاءَ : أَعْطَيْتُ إِيَّاهَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِد . وهُمَا مُتَقَارِبَانِ .
( و ) سَرَّبَ الحَفاِرُ تَسْرِيباً . ( تَسِرِيبُ الحَافر : أَخْذُه في الحَفْر يَمْنَةً أَو يَسْرَة ) وفي بعض النُّسَخِ : ويَسْرَةً ، وهُو الصَّوَابُ وعَن الأَصْمَعِيّ ، يُقَالُ للِرَّجُل إِذَا حَفَر : قد سَرَّب ، أَي أَخَذَ يَمِيناً وشِمالاً .
( و ) التَّسْرِيبُ ( في القِرْبة : أَنْ يُصَبّ فيها الماء لتَبْتَلَّ عَ يونُ الخُرَزِ ) فتَنْتَفِخَ ( فَتَنْسَدّ ) ، ويقال : خَرَجَ المَاءُ سَرِباً ، ولِكَ إِذَا خَرَج من عُيُونِ الخُرَزِ ، وقد سَرَّبَهَا فَسَرِبتْ سَرَباً . ويُقَالُ : سَرِّبْ قِرْبتَك .
السَّرِيبَةُ : الشَّاةُ الَّتي يُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتِ الغَنَم فتَتْبَعُهَا .
( و ) سَرْبَى ( كسَكْرَى ) ويُمَد أَيْضاً : ( ع بنَوَاحِي الجَزِيرَة ) .
( وسُورابُ ) وفي بَعْضِ النّسَخِ سَوَارِبُ : ( ة بما زَنْدَرانَ ) أَو من قُرى أَسْتَرابَاذ ، منها عَمْرُو بْنُ أَحْمَد بْنِ الحَسَنِ السُّورَابِيُّ ، شيخٌ لأَبِي نُعَيم الأَسْتَرَابَاذِيّ .
( المُنْسَرِبُ ) من الرِّجَالِ والشَّعَرِ : ( الطَّوِيلُ جِدًّا ) .
( والأُسْرُبُ كَقُنْفُ . و ) أُسْرُبٌّ بالتَّشْدِيد ك ( أُسْقُفَ ) ، ورَوَاه شَمِر بتَخْفِيفِ البَاءِ : ( الآنُكُ ) بالمَدِّ ، هُوَ الرّصَاص ، وهو فارِسِيٌّ مُعَرَّب ، قِيلَ : كَانَ أَصْلُه سُرْبْ . وقال شيخنا : أُسْرُف ، بالْفَاء ،
____________________

(3/55)


ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
تَسَرَّبَ مِنَ المَاءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَلَّأَ مِنْهُ ، عَنْ أَبِي مَالِك .
سرحب : ( فَرَسٌ سُرْحُوبٌ . بالضَّمِّ ) أَي طَوِيلَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ، وقيل : فَرَسٌ سُرْحُوبٌ : سُرُح اليَدَيْنِ بالعَدْوِ . قال الأَزهَرِيّ : وأكْثَر ما يُنْعَتُ بِهِ الخَيْل ، وخصَّ بَعْضُهُم بِهِ الأُنْثَى ، وفي الصَّحَاحِ تُوصَفُ بِهِ الإِنَاثُ دُونَ الذُّكُورِ .
وقال غَيْرُه : السُّرْحُوبَةُ مِن الإِبِل : السَّرِيعَةُ الطَّوِيلَةُ ، ومن الخَيْل : العَتِيقُ الخَفِيفُ .
( ويقال : رَجُلٌ سُرْحُوبٌ ) أَي طَوِيلٌ حَسَن الجِسْمِ ، والأُنْثَى سُرْحُوبَةٌ ، ولم يَعْرِفْه الكِلَابِيُّونَ في الإِنْسِ ( والسُّرْحُبُ : ابْنُ آوَى ) ، نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ عَن بَعْضِ العَرَب . ( وشَيْطَانٌ أَعْمَى يَسْكُن ) في ( البَحْرِ ) . ( ولَقَبُ أَبِي الجَارُودِ إِمَامِ ) الطَّائِفَة ( الجَارُودِيَّة ) من غُلَاة الزَّيْدِيَّة ، يَتَجَاهَرُون بِسَبّ الشَّيْخَيْن ، بَرَّأَهُما اللّهُ ممَّا قَالُوا ، وهم مَوجُودُونَ بِصَنْعَاء اليَمَن ( لقَّبَه بِهِ ) الإِمامُ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّدٌ الباقِرُ بنُ الإِمَام عَلِيّ السّجّاد ابْنِ السِّبْطِ الشَّهِيدِ رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْهِم أَجْمَعِين .
( وسُرْحُوبْ سُرْحُوبْ ) بالتَّسْكِين : ( إِشْلَاءٌ للنَّعْجَة عِنْد الحَلْب ) .
سرخب : ( ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
السُّرْخَاب بالضَّم أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وذَكَرَه أَحْمَدُ بْنُ عَبْد الله التِّيفَاشِيّ في كِتَاب الأَحْجَارِ وقَال : إِنَّه طَائِرٌ في حَجْمِ الإِوَزِّ أَحْمَرُ الرِّيش ، ويُوجَدُ بِبِلَاد الصِّين والفُرْسِ ، وأَهْلُ مصر يُسَمونَه الَشْمُور ، ويُعَلِّقون رِيشَه في المراكب للِزِّينَة ، يُوجَدُ في عُشِّه حَجَرٌ قدْرَ البَيْضَةِ أَغْبَرُ اللون ، فِيهِ نُكَتٌ بِيضٌ رِخْوُ المَحَكِّ ، فِيهِ خَواصُّ لإِنْزَال المَطَر في غَيْرِ أَوَانِه .
سردب : ( السِّرْدَابُ بالكَسْر ) : أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : ( بِنَاءٌ تَحْتَ الأَرْضِ للصَّيْف ) كالزِّرْدَابِ .
والأَوَّل عَنِ الأَحْمَر ، والثَّاني تَقَدَّمَ بَيَانُه ، وهو ( مُعَرَّب ) عَنْ سَرْدآب .
____________________

(3/56)



والسِّردابية : قَوْمٌ من غُلَاةِ الرَّافِضَة يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ المَهْدِيّ من السِّردَابِ الذي بِالرّي ، فيُحْضِرُون لِذَلك فَرَساً مُسْرَجاً مُلْجَماً في كُلِّ يوم جُمُعَة بعد الصَّلَاةِ قَائِلِين : يا إِمَام ، باسْم اللّهِ ، ثَلَاثَ مَرَّات .
سرعب : ( السُّرْعُوب بالضَّمِّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . قال اللَّيْثُ : هو اسْم ( ابْن عُرْس ) ، أَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ :
وَثْبَةَ سُرْعُوبٍ رأَى زَبَابا
أَي رَأَى جُرَذاً ضخماً ، وقد تَقَدَّمَ ، ويُجْمَع سَرَاعِيبَ ، ويقال : إِنَّه النَّمْس ، كذا قَالَه الدَّمِيرِيّ .
سرندب : ( سَرَنْدِيبُ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وإِنَّمَا أَعْرَاهُ عَنِ الضَّبْطِ لكَوْنِهِ مَشْهُوراً الشُّهْرَةَ التَّامَّةَ ، فلا يَحْتَاجُ حَشْوُ الكِتَابِ بما لا يعني ، وقد لَامَه شَيْخُنا على تَرْكِه الضَّبْطَ . وفي المرَاصد ، ورِحْلَةِ ابْن بَطُّوطَة ، تَهْذِيبِ ابن جَزَيّ الكَلْبِيّ ما حَاصِلُه أَنَّه جَزِيرَة كبِيرَةٌ في بحر هِرْكَند بِأَقْصَى : ( د ، يالهند ، م ) يُقَالُ ثَمَانُون فَرْسَخاً في مِثْلِهَا فِيهَا الجَبَلُ الذي أُهْبِطَ عليه سَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وهو جَبَلٌ شَاهِقٌ صَعْب المُرْتَقَى لا يمكن الوُصُولُ إِليه ؛ لأَنَّ في أَسْفَلِه غياضٌ عَظِيمَة ، وخَنَادِقُ عَمِيقَة ، وأَشْجَارٌ شَاهِقَة ، وحَيَّات عِظَام ، يَرَاه البَحْرِيُّزون من مَسَافَة أَيَّام كَثِيرَة ، وهو جَبَلُ الرَّاهُون ، فِيهِ أَثَرُ أَقْدَام سَيِّدِنا آدَمَ عليه السَّلَامُ مَغْمُوسَة في الحَجَرِ ، مَسَافَتُهَا نحُو سَبْعِين ذرَاعا ، ويقال : إنَّه خَطا الخُطْوَ الأُخْرَى في البَحْر ، وبينهما مَسِرةُ يَوْمِ ولَيلة . قال التّيفاشيّ : وحَجَرُ ذَلِكَ الجَبَل اليَاقُتُ نه تَحْدُرُه السيولُ إِلَى الوَادِي فَيَلْتَقِطُونَه .
سرقب : ( ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
السُّرقُوبُ ( بالضَّمِّ ) : شَيْءٌ تَسْتَعْمِله النِّسَاء فَوْقَ البَرَاقِعِ في البَوَادِي والقُرَى ، عَامِّيَّة .
____________________

(3/57)



سرهب : ( امْرَأَةٌ سَرْهبَةٌ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ونَقَلَ أَبُو زَيْد عن أَبي الدُّقَيش : امرأَةٌ سَرْهَبَةٌ كالسَّلْهَبَة من الخيل : ( جَسِيمَةٌ طَوِيلَة ) .
( والسَّرْهَبُ : العائِقُ ) . ( والأَكُول الشَّرُوبُ ) كالأُسْحُوبِ . وقَدْ تَقَدَّم .
سسب : ( *!السَّيْسَبَان ) أَهمله الجوهريّ . وقال أَبو حنيفة في كِتَابِ النَّبَاتِ : هو ( شَجَر ) يَنْبُتُ من حَبِّه ويَطُولُ ولا يَبْقَى عَلَى الشِّتاءِ ، له وَرَقٌ نَحْوُ وَرَقِ الدِّفْلَى حَسَن ، والنَّاسُ يَزْرَعُونَه في البساتين يُرِيدُون حُسنَه ، وله ثَمرٌ نحوُ خَرَائِطِ السِّمْسِم إِلَّا أَنَّها أَدَقُّ . وذكره سِيبَوَيْهِ في الأَبْنِيَة ، وأَنْشَد أَبُو حَنِيفَة يَصِفُ أَنَّه إِذَا جَفَّت خَرَائِط ثَمَره خَشْخَش كالعِشْرِقِ قَالَ :
كَأَنَّ صَوْتَ رَأْلِهَا إِذَا جَفَلْ
ضَرْبُ الرِّياحِ *!سَيْسَبَاناً قَدْ ذَبَلْ
( *!كالسَّيْسَبَى ) عن ثَعْلَب ، وعَزَاه الصَّاغَانِيّ للفَرَّاء ، ومنْه قَوْلُ الرَّاجِزِ :
وقد أُنَاغِي الرَّشَأَ المُرَبَّبَا
يَهْتَزُّ مَتْنَاهَا إِذَا مَا اضْطَرَبَا
كَهَز نَشْوَانٍ قَضيِبَ *!السَّيْسَبَا
إِنا أَرَادَ السَّيْسَبَان فحذَفَ . إِمَّا أَنَّه لُغَةٌ أَو للِضَّرورَةِ . ( وجعله رؤبَةُ ) بْن العَجَّاج ( في الشِّعْر*!سَيْسَاباً ) وَهُو قَوْلُه :
رَاحَت وَرَاحَ كَعِصِيِّ *!السَّيْسَابُ
مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِيفَ الأَقْرَابُ
يُحْتَمل أَن يَكُونَ لُغَةً فيه أَو زَادَ الأَلِف للقَافِيَة ، كما قال الآخر :
أَعُوذُ بالله مِن العَقْرَابِ
الشَّائِلَاتِ عَقَدَ الأْذْنَابِ
قال : الشائلات ، فوصف به العَقْرَب وهُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه على الجِنْسِ . وذكره ابن منظور في سَبَب بالبَاءَين المُوَحَّدَتَيْن وَهُوَ وَهَم .
____________________

(3/58)



( *!والسَّاسَبُ ) : شجر تتخذ منه السِّهَامُ ، يُذكَّر يُؤَنَّث يُؤْتَى به من بِلَاد الهِنْد . ( و ) ربما قالوا ( *!السَّيْسَبُ ) أَي بالفَتْح ، والمَشْهُور على أَلْسِنَة من سَمِعْتُ مِنْهم بالكَسْر . ومنهم من يقلب الباءَ مِيماً ، وهو ( شَجَرٌ ) شَاهِقٌ ( يُتَّخَذُ منها ) القِسِيّ و ( السِّهَام ) وأَنشد ) . طَلْقٌ عِتْقٌ مِثْلُ عُودِ السَّيْسَبِ
سطب : ( المَسَاطِبُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ هِيَ ( سَنَادِينُ ) جَمعُ سِنْدَان ( الحَدَّادِين ) . ( و ) المَسَاطِبُ : ) ، المِيَاه السُّدْم ) .
( و ) قال أَبو زَيد : هي ( الدَّكَاكِين يَقْعُد ) النَّاسُ ( عَلَيْهَا . جَمع مَسْطَبَة ) بفَتْح الميم ( ويُكْسيَرُ ) قال : وسمعت ذلك من العرب .
( والأُسْطُبَّةُ ) بالضم : ( مُشَاقَةُ الكَتَّان ) ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه في حَرْفِ الهَمْزَة والصَّادِ في كُلِّها لُغَةٌ .
سعب : ( السَّعَابِيبُ : التي تُمَدّ ) وفي نُسْخَة تَمْتَدُّ ( شِبْه الحُيوطِ مِن العَسَل والخِطْمِيّ ونَحوه ) قال ابن مقبل :
يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِيةً
على سَعَابِيبِ مَاءِ الضَّالَةِ اللَّجِنِ
يقول : يجْعَلْنه ظَاهِراً فوق كُلِّ شَيْء يَعْلُون به المُشْطَ . ومَاءُ الضَّالةِ : مَاءِ الأَسِ . شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ مَاءِ السِّدْرِ . قال ابن منظور : وهذا البَيْتُ وَقَع في الصَّحَاح ، وأَظُنّه في المحكم أَيْضاً مَاءُ الضَّالَةِ اللَّجِزِ بالزَّاي ، وفَسَّرَه فَقَال : اللَّجِز : المتلزج : وقال الجوهريّ : ( أَراد ) اللَّزِج فَقَلَبَه لم يَكْفِه أَن صَحَّفَ إِلى أَنْ أَكَّد التَّصْحِيفَ بِهَذَا القَوْل . قال ابن بَرِّيّ : هذا تَصحِيف تَبِع فيه الجَوهَرهيُّ ابنَ السِّكِّيت ، وإِنَّما هُوَ اللَّجِن بالنُّونِ ، من قَصِيدَة نُونِيَّة :
وتَلَجَّن الشيءُ : تَلَزَّجَ وقبله :
من نِسْوَة شُمُسٍ لا كْرَةٍ عُنُفٍ
ولا فَوَاحِشَ فِي سِرَ ولا عَلَنِ
____________________

(3/59)



وأَشارَ إِليه شَيْخُنا باخْتِصَار وقال : أَغْفَلَه المُصَنِّف مَعَ أَنَّه من أَغرَاضه . وقال الصَّاغَانِيُّ بعد قَوْله : وهذَا تَصْحِيف قَبِيح مِثلُ قَوْلِ ابْنِ بَرِّيّ الذي تَقَدَّم ما نَصُّه وهذا موضِعُ المثل رُبَّ كَلمَة تَقُولُ دَعْني ، والرِّوَايَة اللَّجِن ( بالنُّون ) ، والقَصِيدَة نُونِيَّة ، وأَوَّلُهَا :
قد فَرَّق الدهرُ بَيْن الحَيِّ بالظُّعَنِ
وبين أَهْوَاءِ شَرْب يَوم ذِي يَقن
وقبله :
يَرْفُلْنَ في الرَّيْط لم تُنْقَبْ دَوابِرُه
مَشْيَ النِّعَاج بحِقْفِ الرَّمْلة الحُرُنِ
يَثْنِين أَعناقَ أُدْمٍ يَخْتَلِين بِها
حَبَّ الأَراك وحَبَّ الضَّالِ من دَنَنِ
يعلون . . الخ واللَّجِن : المُتَلَجِّن يَصِير مِثْلَ الخِطْمِيِّ إِذا أَوْ خَفَ بِالْمَاء . قلت : وسيأْتي في ( ل ج ز ) وفي ( ل ج ن ) إِن شَاءَ اللّهُ تعالى .
( و ) يقال : ( سَالَ فَمُه سَعَابِيبَ ) وثَعَابِيبَ أَي ( امتدَّ لُعَابُه كالخُيُوط ) ، وقيل : جَرَى منه مَاءٌ صَافٍ فيه تَمَدُّد ، وَاحِدُها سُعْبُوبٌ . وقال ابن شُمَيْل : السَّعَابِيبُ : ما أَتْبَعَ يَدَكَ عند الحَلْب مثل النّخَاعةِ يَتَمَطَّط ، والواحدة سُعْبُوبَةٌ .
( وتَسَعَّبَ ) الشيءُ : ( تَمَطَّطَ ) وكذلك تَسَعْبَبَ ، عَنِ الصَّاغَانِيّ .
( والسَّعْبُ : كُلّ ما تَشَعَّبَ من شَرَابٍ وغَيْرِه ) وفي نسخة : أَو غيره .
( وانْسَعَبَ الماءُ ) وانشعب إِذا ( سَالَ ) .
( و ) في نَوَادِر الأَعْرَاب : ( هو مُسَعَّبٌ و ( مُسَوَّغ ) ومُزَعَّبٌ كل ذلك بمَعنًى واحِد .
سغب : ( سَغِبَ ) الرجلُ ( كفَرِحَ ) يَسْغَبُ ( و ) سِغَب مِثْلُ ( نَصَر ) يَسْغُب ( سَغْباً وسَغَباً ) المضبوط عندنا مَصْدَرُ الثَّاني أَولاً والأَوَّلُ ثَانِياً ، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب ( وسَغَابَةً وسُغُوباً ) بالضم في الأَخير عَنِ الصَّاغَانِيّ ( ومَسْغَبَةً :
____________________

(3/60)


جَاعَ ) . والسَّغْبَةُ : الجُوعُ ( أَو لا يَكُونُ ) ذلِك ( إِلا مَعَ تَعَب ) نقله ابن دُرَيْد عن بَعْضِ أَهْلِ اللّغَة ، ( فهو سَاغِبٌ ) لَاغِبٌ ذُو مَسْغَبَة ( وسَغْبَانُ ) لَغْبَانُ ( وسَغِبٌ ) كَكَتِفٍ أَي جَوعَانُ أَو عَطْشَن ، ( وَهِي ) أَي الأُنثى ( سَغْبَى وجَمْعُهَا سِغَابٌ ) .
وقال الفَرَّاءُ في قَوْلِه تَعَالَى : { فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ } ( البلد : 14 ) أَي مَجَاعَة .
( والسَّغَبُ مُحَرّكَةً ) أَيضاً : ( العَطَشُ ) رُبَّما سُمِّي بِذَلك ( ولَيْسَ بمُسْتَعْمَلٍ ) قَالَه ابنُ دُرَيْد ) .
( وأَسْغَبَ ) الرجلُ فهو مُسْغِبٌ إِذا ( دَخعَ في المَجَاعَة ) كما تقول : أَقْحَطَ إِذا دَخَل في القَحْطِ . وفي الْعدِيث ( أَنَّهُ قَدِم خَيْبَر وهم مُسْغِبُون ) أَي جِيَاعٌ ، هكذا فُسِّر .
( وَهُوَ مُسَغَّبٌ لَهُ كَذَا ومُسَغَّبٌ ) أَي ( مُسَوَّغٌ ) ، وقد تَقدَّمَ النَّقْلُ عن النوادر آنِفاً .
سقب : ( السَّقْبُ : وَلَد النَّاقَة أَو سَاعَةَ ) ما ( يُولَدُ أَوْ خاصٌّ بالذَّكَر ) بالسِّين لا غَيْر .
قال الأَصْمَعِيّ : إِذَا وَضَعَتِ النَّاقَةُ ولدَها ، فَوَلدُها سَاعَةَ تضعُه سَلِيلٌ قَبْل أَن يُعْلَم أَذكرٌ هُوَ أَم أَنثى . فإِذا عُلِمَ فإِن كَانَ ذكراً فهو سَقْبٌ . قال الجوهَرِيّ : ( ولا يُقَالُ لَهَا ) أَي الأُنْثَى ( سَقْبَةٌ ) ولكن حَائِل ( أَو يُقَال ) سَقْبَة . وقد رَدَّه غيرُ وَاحِدٍ من اللُّغَوِيِّين . ( ج أَسْقُبٌ وسِقَابٌ وسُقُوبٌ وسُقْبَانٌ بالضَّمِّ ) في الأَخِيرَيْن .
وفي الأَمْثَالِ :
( أَذَلُّ من السُّقْبَانِ بين الحَلَائب ) .
( وأُمّها مِسْقَبٌ ، ومِسْقَاب ) بالكَسْر فيهما . وناقَةٌ مِسْقَابٌ إِذَا كان عَادَتُها أَنْ تَلِد الذُّكُورَ ، وقد أَسْقَبَتِ النَّاقَةُ إِذَا وَضَعَت أَكثَر ما تَضَع الذُّكُورَ . قال رُؤْبَةُ يَصِف أَبَويْ رَجُل مَمْدُوح :
وكَانَتِ العِرْسُ الَّتي تَنَخَّبَا
غَرَّاءَ مِسْقَاباً لِفَحْلٍ أَسْقَبَا
أَسْقَبَا فِعْلٌ مَاضٍ لا نَعْتٌ لِفَحْل .
( و ) السَّقْبُ : ( الطَّوِيلُ ) من كُلِّ.....

=====

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...