كتاب 13:تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسين أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي
يَنْضِح
رَشَّ كضَرَب ، والأَمرُ منه كاضْرِب ، وفيه لغة أُخْرَى مشهورة كمنَعْ ، حكاه
أَرباب الأَفعال والشِّهاب الفيَوميّ في ( المصباح ) ، وغيرُ واحدٍ . ووقَع في
الحديث : ( انضحْ فَرْجَكَ ) فضبَطه النَّوويُّ وغيره بكسر الضّاد المعجمة كاضْرِب
، وقال : كذالك قيَّده عن جمْع الشُّيوخ . واتَّفق في بعض المجالِس الحديثيّة أَنّ
أَبا حَيّان رحمه الله أَملَى هاذا الحديث فقَرَأَ انضَحْ بالفتح ، فردّ عليه
السِّراجُ الدّمنهُوريّ بقول النّوويّ ، فقال أَبو حيّان : حَقّ النَّوويّ أَن
يستفيد هاذا منّى ، وما قُلْتُه هو القِيَاسُ . وحكى عن صاحب الجامع أَنَّ الكَسْر
لغة ، وأَن الفتح أَفصَحُ ، ونقله الزَّركشيّ وسلَّمه . واعتمَد بعضُهم كلامَ
الجوهَرِيّ وأَيّد به كلاَمَ أَبي حّيان . وهو غير صحيح ، لما سمعْت من نقْله عن
جماعة غيرهم . واقتصارُ المصنّف تبعاً للجوهرِيّ قُصُورٌ ، والحافظ مقدَّم على
غَيْرِه ، والله أَعلَمُ ، انتهى .
( و ) نضَحَ ( النّخْلَ ) والزّرعَ وغَيرَهما ) ( سَقَاهَا بالسَّانِيَة ) وفي الحديث
: ( ما سُقِيَ من الزَّرْع نَضْحاً ففيه نِصْفُ العُشْرِ ) يريد ما سُقِيَ
بالدّلاءِ والرُوب والسَّوانِي ولم يُسْقَ فَتْحاً . وهاذا نَخْلٌ تُنْضَحُ أَي
تُسقَى ، ويقال : فلانٌ يَسقِي بالنّضْح ، وهو مصدرٌ .
( و ) من المجاز : نَضَحَ ( فُلاناً بالنَّبْل ) نَضْحاً ( : رَمَاه ) ورَشَقَه .
ونَضْحْنَاهم نَضْحاً فَرَّقْناه فيهم كما يُفَرّق الماءُ بالرَّشّ . وفي الحديث
أَنّه قال للرُّماة يوم أَحُدَ ( انضَحُوا عنَّا الخَيْلَ لا نُؤْتَى مِنْ
خَلْفِنا ) ، أَي ارمُوهُم بالنُّشَّاب .
( و ) من المجاز : نَضَحَ الغَضَا : تَفطَّرَ بالورق والنّباتِ . وعَمَّ بعضُهم به
الشَّجَرَ فقال : نَضحَ ( الشَّجَرُ ) نَضْحاً : ( تَفَطَّر ليُخْرُجَ وَرقُه ) ،
قاله الأَصْمعيّ . قال أَبو طالب بن عبد المطّلب :
بُورِكَ الميِّتُ الغرِيبُ كما بُو
رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتونُ
____________________
(7/181)
وفي ( اللسان ) : فأَمّا قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر ، فلا أَدري أَرآه للعرب أَم
هو أَقدَمَ فجمَع نَضْحَ الشَّجَرِ على نُضوحٍ ، لأَنّ بعضَ المصادر قد يُجمع
كالمَرض والشُّغلُ والعَقْلِ .
( و ) نَضَح ( الزَّرْعُ ) غَلُظَت جُثّتُه ، وذالك إِذا ( ابتَدأَ الدَّقيقُ في
حَبَّهِ ) ، أَي حبِّ سُنْبله ( وهو رطْبٌ ، كأَنْضَحَ ) ، لُغتان ، قاله ابن سيده
.
( و ) نَضَحَ ( بالبَوْل على فَخديْهِ : أَصابَهُمَا به ) ، وكذلك نَضَحَ
بالغُبَار . وفي حديث قَتادَة : ( النِّضْح من النَّضْح ) يريد من أَصابه نَضْحٌ
من البَوْل وهو الشيءُ اليسيرُ منه فعلَيه أَن يَنضحَه بالماءِ ، وليس عليه
غَسْلُه . قال الزَّمخشريّ : هو أَن يَصيبَه من البَوْل رَشاشٌ كرُؤُوس الإِبر .
وقال الأَصمعيّ نضحْت عليه الماءَ نَضْحاً ، وأَصابَه نَضْحٌ من كذا .
( و ) نَضَحَ ( الجُلَّةَ ) ، بضمّ الجيم وتشديد اللاّم ، يَنضِحُها نَضْحاً :
رَشَّها بالماءِ لِيَتَلازبَ تَمْرُهَا ويَلزَم بَعضُه بعضاً . أَو نَضَحَها ،
إِذا ( نَثَرَ ما فيها ) . وقولُ الشاعر :
يَنضِحُ بِالبوْلِ والغُبَارِ على
فخْذَيْهِ نَضْحَ العِيدِيّةِ الجُلَلاَ
يفسَّرُ بكلْ واحدٍ من هاتين .
( و ) من المجاز : نَضَحَ ( عَنْه : ذَبَّ وَدَفَعَ ) كمَضَحَ ، عن شُجاع ،
ونَضَحَ الرَّجلَ : رَدَّ عنه ، عن كَراعِ . ونَضَحَ الرَّجلُ عن نَفْسِه ، إِذا
دافَعَ عنها بحُجَّة . وهو يَنضَح عنْ فُلانٍ ( كناضَحَ ) عنه مُناضحةً ونِضَاحاً
. وهو يُناضِحُ عن قَوْمه وينَافِح . وأَنشد :
ولوْ بُلِي في مَحفِلٍ نِضَاحِي
أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه .
( و ) نضَحَت ( القِرْبَةُ ) والخابيَةُ والجَرَّةُ ( تَنْضَحُ كتَمنَع ) ، هذا هو
القياس ، وقد مرَّ عن أَبي حَيّان ما يُؤيِّده ( نَضْحاً وتَنْضَاحاً ) ، بالفتح
فيهما ، إِذا كَانَتْ رَقيقَةً فخَرَجَ الماءُ و ( رَشَحَتْ ) ، عن ابن السِّكّيت
. وكذالك الجَبلُ الذي
____________________
(7/182)
يَتحلَّبُ
الماءُ بين صُخورِه . ومَزَادةٌ نَضْوحٌ : تَنضَحُ الماءَ .
( و ) نَضَحَت ( العَيْنُ ) تَنْضَح نَضْحاً : ( فَارَتْ بالدَّمْع ) ، والنَّضْح
يَدْعُوه الهَمَلاَنُ ، وهو أَن تَمتلِىء العَيْنُ دمْعاً ثُمّ تنتَضِح هَمَلاناً
لا ينقَطع ، ( كانتَضَحَتْ وتَنَضَّحَتْ ) انتِضاحاً وتَنَضُّحاً .
( وانْتضَحَ ) الرَّجلُ ( واستَنْضَحَ ) ، إِذا ( نضَحَ ماءً ) ، أَي شيئاً منه (
على فَرْجِه ) ، أَي مذاكِيره ومُؤنَزِره ( بَعْدَ ) الفراغ من ( الوُضوءِ )
ليَنْفِيَ بذالك عنه الوَسْواس ، كانتَفضَ ، كما في حديثٍ آخَرَ ، ومعناهما واحدٌ
. وانتضاحُ الماءِ على الفَرْح من إِحدَى الخِلالِ العَشرة من السْنة التي وردتْ
في الحديث ، خَرّجَه الجماهيرُ . وفي حديث عطاءٍ وسُئل عن نَضَح الوُضوءِ هو
بالتحريك ، ما يَتَرَشَّشُ منه عند الوُضُوءِ كالنَّشَر .
( وقَوسٌ نَضُوحٌ ونُضَحِيَّة كجُهَنيّة : طَرُوحٌ نَضَّاحَةٌ بالنَّبْلِ ) ، أَي
شديدةُ الدَّفْع والحفْزِ للسَّهم ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد لأَبي النَّجم :
أَنْحَى شِمَالاً هَمَزَى نَضُوحَا
أَي مَدّ شِمالَه في القَوْس وهَمَزَى ، يَعنِي شديدة . والنَّضُوح من أَسماءِ
القَوْس . ( والنَّضُوحُ كصَبُورٍ : الوَجُورُ في أَيِّ مَوْضعٍ مِنَ الفَمِ كانَ
) . ونصُّ عبارةِ اللسان : في أَيِّ الفمِ كان .
( و ) من المجاز : النَّضُوح ( الطِّيبُ ) ، وقد انتَضَحَ به ، والنَّضْحُ : ما
كان رَقِيقاً كالماءِ ، والجمْع نُضُوحٌ وأَنضِحَةٌ . والنَّضْخُ : ما كان منه
غليظاً كالخَلُوقِ والغَالِيَة ، وسيأْتي . وفي حديث الإِحرام : ( ثم أَصبَحَ
مُحْرِماً يَنْضح طِيباً ) أَي يَفوح . وأَصْلُ النَّضْح الرّشْح ، فشبَّهَ
كَثْرةَ ما يَفوح من طِيبه بالرَّشْح .
( و ) من المجاز : رأَيتُه يَتنضَّح . يقال : ( تَنَضَّحَ مِنْه ) ، أَي مما
قُرِفَ به ، إِذا ( انْتَفَى وتَنَصَّلَ ) منه .
____________________
(7/183)
( والنَّضَّاحُ ) كشَدّاد : ( سَوَّاقُ السَّانِيَةِ ) وساقِي النَّخْل . قال أَبو
ذؤيب :
هَبَطْن بَطنَ رُهَاطٍ واعتصَبْنَ كمَا
يَسْقِي الجُذُوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضّاحُ
( و ) نَضَّاحُ ( بن أَشْيَمَ الكَلْبِيّ ) له قِصّة مع الحُطيئة ، ذَكْرَهَا ابن
قُتيبَة كذا في ( التبصير ) .
( وأَنضَحَ عِرْضَه : لَطَخَه ) ، قال ابن الفَرَج : سمعْتُ شُجاعاً السُّلميّ
يقول : أَمضحْتُ عرضي وأَنضَحتُه ، إِذا أَفْسدْتَه . وقال خليفة : أَنضحْتُهُ ،
إِذا أَنهبْته النّاسَ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( المْنْضَحة ) والمِنْضَخَة ، ( بالكسر ) فيهما : (
الزَّرَّافة ) . قال الأَزهريّ : وهي عند عوامّ النّاس النَّضَّاحة ، ومعناهما
واحِدٌ . والنّضَّاحةُ هي الآلةُ الّتي تُسوَّى من النُّحاسِ أَو الصُّفْرِ
للنِّفط وزَرْفِه .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّضَح ، محرّكَةً ، والنَّضيحُ : الحَوْضُ لأَنه يَنضَحُ العَطَشَ أَي يَبلُّه
. وقيل هما الحَوْضُ الصغير . والجمع أَنضاحٌ ونُضُحٌ . وقال اللّيْث : النَّضيح
من الحِياض : ما قَرُب من البِئر حتّى يكون الإِفراغُ فيه من الدَّلْو ، ويون
عظيماً ، وهو مَجاز .
والناضِح : البعيرُ أَو الحمارُ أَو الثَّوْرُ الذي يُستقَى عليه الماءُ ، وهي
ناضِحةٌ وسانِيَة ، والجمع نَواضِحُ ، وهو مَجَاز ، وقد تَكرّر ذِكْرُه في الحديث
مُفرَداً ومجموعاً ، فكان واجبَ الذِّكْر .
والنَّضْحات : الشّيْءُ اليسِيرُ المتفرِّق من المطرِ ، قال شَمِر : وقد قالوا في
نَضَحَ المطرُ بالحاءِ والخاءِ ، والنَّاضِح : المطرُ ، وقد نضَحَتْنا السَّماءُ .
والنِّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ ، وهو قَطْرٌ بينَ قطْرَيْنِ . ونضَح الرَّجلُ
بالعَرقِ نَضْحاً فضَّ به ، وكذالك الفرسُ .
والنَّضِيحُ والتَّنضاح : العَرقُ .
____________________
(7/184)
ونَضَحَت
ذِفْرَى البَعيرِ بالعَرَق نَضْحاً ، وقال القُطَاميّ :
حَرَجاً كأَنَّ من الكُحَيل صُبَابةً
نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانَا
ورواه المؤرِّج ( نُضَحتْ ) وقال شَمِرٌ : نضَحت الأَديمَ بَلَلْتُه أَن لا
يَنكَسِر . قال الكُميت :
مَضَحْتُ أَديمَ الوُدّ بيني وبينَكُمْ
بآصِرَةِ الأَرْحَامِ لو تَتَبلَّلُ
نَضَحْت ، أَي وَصلْت ، وهو مَجاز .
ورضٌ مَنْضَحَة : واسعةٌ .
ونَضَحَت الغَنَمُ : شَبعَتْ .
وانتَضَحَ من الأَمر : أَظهَرَ البرَاءَةَ منه . والرّحلُ يُرْمَى أَو يُقْرَف
بتُهمَة فينتَضِح منه ، أَي يُظْهِر التَّبرُّؤَ منه .
ومِنضَحٌ ، كمنبر : مَعدِنٌ جاهِليّ بالحجاز عنده جَوْبَةٌ عظيمة يَجتمع فيه
الماءُ .
والمَنْضَحِيّة قال الأَصمعيّ : ماءٌ بتهامَة لبني الدِّيل خاصَّةً ، كذا في (
المعجم ) .
نطح : ( نَطَحَه كمنَعَه وضَرَبَه ) ، والأَوّل هو القِيَاس ، لأَنّه أَكثرُ
استعمالاً : ( أَصَابَهُ بقَرْنِه ) ، والنَّطْح للكِباش ونحوِهَا . يَنطَحه
ويَنْطِحه . وكَبشٌ نَطّاحٌ . ( و ) قد ( انْتَطَحَتِ الكِبَاشُ ) ، إِذا (
تَنَاطحَتْ . و ) في التنزيل : { وَالْمُتَرَدّيَةُ } ( { وَالنَّطِيحَةُ } ) (
المائدة : 3 ) وهي المنطوحة ( التي ماتَتْ مِنْهُ ) ، أَي من النَّطْحِ . ( والنَّطِيح
للمُذَكّرُ ) . قال الأَزهرِيّ : وأَمّا النّطِيحَة في سورة المائدة فهي الشّاة
المنطوحة تَمُوتُ فلاَ يَحِلُّ أَكلُهَا ، وأُدْخِلَت الهاءُ فيها لأَنّها جُعِلَت
اسماً لا نَعْتاً . قال الجوْهرِيّ : وإِنما جاءَت بالهاءِ لغلبة الاسم عليها ،
وكذالك الفريسة والأَكيلة والرَّمِيَّة ، لأَنَّه ليس هو على نطَحَتْهَا فهي
مَنطوحة ، وإِنّما هو الشيءُ في نفْسِه مما يُنطح ،
____________________
(7/185)
والشّيءُ
مما يُفْرَس ويُؤْكَل .
( و ) من مَجازِ المجازِ : النَّطيح ( الرَّجُلُ المشْؤومُ ) ، مأْخوذٌ من
النَّطيح الّذي يَستَقْبِلك من أَمامك مما يُزْجَر . قال أَبو ذُؤَيْب :
فأَمْكَنَّهُ مما يُريدُ وبَعضُهُم
شقيٌّ لدى خَيْرَاتهِنّ نطيحُ
( و ) النَّطِيح : ( فرسٌ ) ذالَتْ غُرّتُه حتّى تَسيل إِلى إِحدَى أُذُنَيْه ،
وهو يُتشَاءَم به ، وقيل : النَّطيح من الخَيْل : الّذِي ( في جَبْهتِه دائِرتَان
) ، وإِن كانت واحدة فهي اللَّطْمَةُ ، وهو اللَّطيم . ودائرةُ النَّاطحِ من
دَوَائِر الخَيْل . وقال الأَزهريّ : قال أَبو عُبَيْد : من دوَائر الخَيْل دائرةُ
اللَّطَاةِ وهي الّتي في وَسَطِ الجَبْهة . قال : وإِن كانت دائرتان قالوا فَرسٌ
نَطِيحٌ ، ( ويُكْرَه ) ، أَي ما كان فيه دائرتَا النَّطيحِ . وقال الجوهريّ :
دائرةُ اللَّطَاة ليستْ تُكرَه .
( و ) من المجاز : تطَّير من النَّطِيحِ والنَّاطِحِ . النَّطِيحُ : ( ما
يَأْتِيكَ مِنْ أَمَامِك ) ويَسْتَقبِلك ( مِنَ الطَّيْرِ ) والظّباءِ ( والوَحْشِ
) وغيرِها مما يُزجَر ( كالنَّاطِيح ) وهو خِلافُ القَعِيد .
( و ) من المجاز : كَلأَك اللَّهُ مِن نَواطِحِ الدَّهْرِ .
( النَّوَاطِحُ : الشَّدَائِدُ ، واحِدُهَا ناطِحٌ ) ، يقال : أَصابَه ناطِحٌ ،
أَي أَمرٌ شديدٌ ذو مشَقّة . قال الرّاعي :
وقد مَسَّهُ مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ
( و ) من المجاز في أَسجاعهم : إِذا طَلَعَ النَّطْح ، طاب السَّطْح . ( النَّطْحُ
والنّاطِح : الشصرَطَانِ ، وهما قَرْنَا الحَمَلِ ) . قال ابن سيده : النَّطْح
نَجْمٌ من مَنَازِل القَمر يُتشائَم به أَيضاً . قال ابن الأَعرابيّ : ما كان من
أَسماءِ المَنازِلِ فهو يأْتي بالأَلف والّلام ، كقولك نَطْحٌ والنَّطْح ، وغَفْرٌ
والغٍ فْر .
( و ) قولهم : ( مَالَهُ ناطحٌ ولا خَابِطٌ ) ، أَي ( شَاةٌ ولا بَعيرٌ . و )
____________________
(7/186)
من
المجاز ( في الحديث : فارِسُ ) بالضّمّ هاكذا والمرادُ به ما يُتاخِم الرُّومَ (
نَطْحةٌ أَو نَطْحَتَانِ ) ، هاكذا بالرّفْع فيهما في اللسانِ ، وأَوردَه الهروِيّ
في الغَربيين في نَطح ، وفي بعض الأُمَّهَات ( نَطْحةً أَو نَطْحتين ) بالنَّصْب
فيهما ، أَوردَه ابن الأَثير كالهَرويّ في قرن ، ( ثُمَّ لا فَارِسَ بعدَها أَبداً
) ، ومعناه ( أَي فَارِسُ تَنْطِحُ مَرَّةً أَو مرَّتين ، ثُمَّ يَزُولُ مُلْكُهَا
) ويَبْطُل أَمرُها ، هكذا فسَّرَهُ الهَرَويّ . في الغريبَيْن . وفي النّهايَة :
أَيْ فارِسُ تُقاتِلُ المسلمينَ مَرّةً أَو مرّتَيْنِ ثمّ يَزُول مُلْكُها ، فحذف
الفعل لبَيان معناه .
قال شيخنا : وهاذه الأَقوالُ صَريحةٌ في أَنَّهما مَنصوبانِ على المفعوليّة
المطلقة إِلاّ أَنْ يُقَال إِنهم لم يَتقَيدوا في الخطّ لأَصّل المعنَى ، أَو
أَنهم أَجْرَوه على لُغة من يُلْزِم المثنَّى الأَلفَ في جميع الأَحوالِ ، نحو
ساحران ، أَو نصبُ ( مرّةً ) في كلامهم على الظَّرْفِيَّة لا المفعُولِيّة المطلقة
، والظرْف هو الخبرُ على المبتدَإِ ، وهو على حذْف مُضاف أَي قِتَالُ فارسَ
المسلمين وَقْتاً أَو وَقتينِ ، فتأَمَّلْ فإِنّه قَلَّ مَن تَعَرَّضَ للتَّكلُّم
عليه ، انتهى .
( ) ومما يستدرك عليه :
كبْشٌ نَطيحٌ ، من كِباش نَطْحَى ونَطَائِحَ ، الأَخيرَة عن اللِّحْيَانيّ
ونَعجَةٌ نَطيحٌ ونَطيحَةٌ ، من نِعَاجٍ نَطْحَى ونَطائحَ .
ومن المجاز : تَناطَحت الأَمواجُ ، والسُّيولُ ، والرِّجَالُ في الحرب . وبين
العالِمَيْن والتّاجرَيْنِ نِطاحٌ . وجَرَى لنا في السُّوق نِطَاحٌ . والنِّطَاح
أَيضاً المقابلَة في لُغَة الحجَاز ، ونَطَحَه عنه : دفَعَه وأَزالَه .
ومن الأَمثال ( مَا نَطَحَتْ فيه حَمّاءَ ذاتُ قَرْن ) ، يقال ذالك فيمن ذَهَبَ
هَدَراً .
وفي الحديث : ( لا يَنْتَطِيحُ فيها عَنْزَانِ ) ، أَي لا يَلتَقِي فيها اثنانِ
ضَعيفانِ ، لأَنّ النِّطَاحَ من شأَنِ التُّيُوس والكِبَاش ، لا العَتُود ، وهي
إِشارة إِلى
____________________
(7/187)
قصَّة
مخصوصة لا يجرِي فها خُلْف ولا نِزاعٌ .
ومحمَّد بن صالح بنَ مِهْرَانَ بن النَّطّاحِ ، حَدّثَ عن معتَمِر بن سُليمانَ
وطبقتِه ، وبُكَيْر بن نَطّاحٍ الشاعر الحَنفيّ ، أَخباريّ .
نظح : ( أَنْظَحَ السُّنْبلُ ) بالظَّاءِ المُشَالةِ ، إِذا ( جَرَى الدَقيقُ
فِيهِ ) أَي في حَبِّه ، عن اللَّيث ، ونقلَه الأَزهريّ وقال : الّذي حفِظْناه
وسمِعْناته من الثِّقات نَضَحَ السُّنْبل ( كأَنضَحَ بالضَّاد ) المعجمة . قال :
والظّاءُ بهاذَا المعنَى تصحيفٌ ، إِلاّ أَن يكون مَحفوظاً عن العرب فتكون لغةً من
لُغاتِهِم ، كما قالوا بَضْرُ المرأَةِ لِبَظرها .
نفح : ( نَفَحَ الطِّيبُ ، كَمَنَعَ ) ، يَنفَح ، إِذا أَرِجَ و ( فاحَ ، نَفْحاً
) ، بفتح فسكون ، ( ونُفَاحاً ) ونُفُوحاً ، ( بالضّمِّ ) فِيهما ، ( ونَفحَاناً )
، محرّكةً . وله نَفْحَةٌ ونَفَحَاتٌ طَيّبة ، ونافِجَةٌ نافِحةٌ ، ونوافِجُ
نوافِحُ .
( و ) من المجاز : نَفَحَت ( الرِّيحُ : هَبَّتْ ) ، أَي نَسَمَت وتَحرَّكَ
أَوائِلُهَا ، كما في ( الأَساس ) . ورِيحٌ نَفوحٌ : هَبُوبٌ شديدةُ الدَّفْعِ .
قال أَبو ذُؤيب يَصف طِيبَ فَمِ مَحبوبته وشَبَّهَه بخَمرٍ مُزِجت بماءٍ :
ولا مُتحيِّرٌ باتتْ عليهِ
ببَلْقَةٍ يَمانيَةٌ نَفوحُ
بأَطْيب مِن مُقبَّلِها إِذا ما
دَنا العَيّوقُ واكتَتَمَ النُّبوحُ
قال ابن بَرِّيّ : المتحيِّر : الماءُ الكثيرُ قد تَحيَّرَ لكثْرته ولا مَنْفَذَ
له . والنَّفوحُ : الجَنُوب ، تَنَفحُه ببَرْدِهَا . والنُّبُوح : ضَجَّةُ الحَيِّ
. وقال الزّجّاج : النَّفْح كاللَّفْح ، إِلاّ النَّفْ أَعظمُ تأْثيراً من
اللَّفْح . وقال ابنُ الأَعرابيّ اللَّفْح لكلِّ حارَ ، والنَّفْحُ لكلّ باردٍ .
ومثْله في ( الصّحاح ) و ( المِصْباح ) ، ورواه أَبو عُبيدٍ عن الأَصمعيّ .
( و ) من المجاز : نفَحَ ( العِرْقُ ) يَنْفَح نَفْحاً ، إِذا ( نَزَا مِنْهُ
الدَّمُ )
____________________
(7/188)
وطَعْنَةٌ
نَفّاحَةٌ : دَفّاعة بالدَّم ، وقد نَفَحَتْ به . ( و ) نَفَحَ ( الشَّيءَ
بالسَّيفِ تَنَاوَلَهُ ) من بعيدٍ شَزْراً . ونَفَحَه بالسَّيْف : ضرَبه ضَرْباً
خفيفاً .
( و ) من المجاز : نَفَحَ ( فُلاناً بشيْءٍ : أَعْطَاهُ ) . وفي الحديث : (
المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إِلاّ مَنْ نَفَحَ فيه يمينَه وشِمَالَه ) ، أَي ضَرب
يدَيْه فيه بِالعَطَاءِ . ومنه حديث أَسماءَ ، ( قال لي رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم أَنفِقِي وانضَحِي وانفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْك ) .
( و ) من المجاز : نَفَحَ ( اللِّمَّةَ : حَرَّكها ) ولَفَّهَا . وفي ( اللسان ) :
نَفَحَ الجُمَّةَ : رَجَّلَها . وهما متقاربانِ .
( و ) في مصنّفات الغريبِ : ( النَّفْحَة من الرِّيح ) في الأَصل ( الدَّفْعةُ ) ،
تَجوُّزٌ بها عن الطِّيب الذي تَرتاح له النَّفْسُ ، مِنْ نَفَحَ الطَّيبُ إِذا
فاحَ . ( و ) النَّفْحَة ( من العَذَاب : القِطْعَة ) . قال اللّيث عن أَبي الهيثم
أَنه قال في قول الله عزّ وجلّ : { 7 . 011 ولئك مستهم نفحة من عذاب ربك } (
الأَنبياء : 46 ) : يقال أَصابَتْنا نَفْحَةٌ من الصَّبَا ، أَي رَوْحَةٌ وطِيبٌ
لا غَمَّ فيه ، وأَصابَتْنَا نَفْحَةٌ من سَمُومٍ أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ .
وفي ( الصّحاح ) : ولا يزال لفُلانٍ من المعروف نَفَحَاتٌ ، أَي دَفَعَاتٌ . قال
ابن مَيّادةَ :
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْلَ نائِلكُمْ
نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُجمْع عَرَبة ، وهي النَّفْسُ
( و ) قال أَبو زيد : من الضُّروع ( النَّفُوحُ ) ، أَي ( كصَبور ) ، وهي التي لا
تَحبِسُ لَبَنَها . و ( من النُّوق : ما تُخرِج لَبنَها من غَيْر حَلْبٍ ) ، وهو
مَجاز . ( و ) النَّفُوحُ ( من القِسِيِّ :
____________________
(7/189)
الطَّرُوحُ
) ، وهي الشَّدِيدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم ، حكاه أَبو حنيفةَ . وقيل :
بَعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم ، كما في ( الأَساس ) ، وهو مَجاز ، ( كالنَّفِيحَة )
والمِنْفَحةِ ، وهما اسْمان لِلقوس .
وفي ( التهذيب ) عن ابن الأَعرابيّ : النَّفْحُ : الذَّبّ عن الرَّجلِ ، ( و ) قد
( نافَحَه ) إِذا ( كافَحَه وخَاصَمَه ) كنَاضَحَه . وقد تقدّم . وفي الحديثِ (
أَن جِبريلَ مَعَ حَسَّانَ ما نافَحَ عنِّي ) ، أَي دَافَع . والمُنَافَحَة
والمُكافحة : المُدافعةُ والمُضارَبَة ، وهو مَجاز . يريد بمنافحتِه هِجَاءَ
المشركين ومُجَاوَبَتَهُم على أَشعارِهم .
وفي حديث عليَ رضي الله عنه في صِفِّينَ ( نافِحُوا بالظُّبا ) ، أَي قاتِلُوا
بالسُّيوف . وأَصْله أَن يَقرُب أَحَدُ المقاتِلين من الآخَر بحَيث يَصِلُ نَفْحُ
كلِّ واحدٍ منهما إِلى صاحِبه ، وهي رِيحُه ونَفَسُه .
( والإِنفَحَة ، بكسر الهمزة ) ، وهو الأَكثرُ كما في ( الصّحاح ) و ( الفصيح ) ، وصرَّحَ
به ابن السِّكِّيت في إِصلاح المنْطق فقال : ولا تَقُلْ أَنْفَحَة ، بفتح الهمزة .
قال شيخُنَا : وهاذا الّذي أَنكروه قد حكَاه ابنُ التّيّانيّ وصاحبُ العَين . (
وقد تُشدّد الحاءُ ) . في هامش ( الصّحاح ) منقولاً من خطّ أَبي زكريّا : وهو
أَعلَى . وفي ( المصباح ) : هو أَكثرُ : وهو أَعلَى . وفي ( المصباح ) : هو أَكثرُ
. وقال ابن السِّكّيت : هي اللُّغَة الجيّدَة . ( وقد تُكسَر المفاءُ ) ولاكنّ
الفتحَ أَخفُّ ، كما في ( اللسان ) : ( والمِنْفَحَة ) ، بالميم بدل الهمزة ، و (
البِنْفَحَة ) ، بالموحَّدة بدلاً عن الميم ، حكاهما ابنُ الأَعْرَابيّ
والقَزَّازُ وجماعة . قال ابن السِّكِّيت : وحَضَرَني أَعرابيّان فصيحانِ من بني
كِلاَب ، فقال أَحدُهما : لا أَقولُ إِلاّ إِنفحَة ، وقال الآخَرُ : لا أَقولُ
إِلاّ مِنْفَحَة . ثمّ افتَرَقَا على أَن يَسأَلاَ عنهما أَشياخَ بني كِلاَب ،
فاتَّفقت جَماعَةٌ على قولِ ذا وجماعةٌ على قولِ ذا ، فهما لغتانِ قال الأَزهريّ
عن الليث : الإِنْفَحَة لا تكون إِلاّ لذِي كَرِشٍ ، وهو ( شيْءٌ يُستخرَج من
بطْنِ الجَدْيِ الرَّضيعِ
____________________
(7/190)
أَصفرُ
، فيُعصَر في صُوفةٍ ) مُبتَلَّة في الَّبن ( فيَغْلُظُ كالجُبْن ) . والجمْع
أَنافِحُ ، قال الشَّمَّاخُ :
وإِنَّا لمن قَومٍ علَى أَنْ ذَمَمْتِهِمْ
إِذا أَوْلَموا لم يُولِمُوا بالأَنافحِ
( فإِذا أَكلَ الجَدْيُ فهُوَ كَرِشٌ ) . وهاذِه الجملةُ الأَخيرة نقلها الجوهريّ
عن أَبِي الفصيح : هي آلةٌ تَخْرُج من بَطْنِ الجَدْي فيها لَبَنٌ مُنْعَقِدٌ
يُسمَّى اللِّبَأَ ، ويُغيَّر به اللّبَنُ الحليبُ فيَصير جُبْناً . وقال أَبو
الهَيثم : الجَفْر من أَولادِ الضَّأْن والمعز : ما قد استكرَشَ وفُطِم بعدَ
خمسينَ يوماً من الولادة أَو شِرينِ ، أَي صارَتْ إِنْفحَتُه كَرِشاً حين رَعَى
النَّبْتَ . وإِنّمَا تكون إِنفَحةً مَا دَامَتْ تَرْضَع . ( وتفسير الجوهريّ
الإِنفحةَ بالكَرِشِ سَهْوٌ ) . قال شيخُنا نَقلاً عن بعضِ الأَفاضِل : ويَتعيَّن
أَنّ مُرادَه بالإِنفحة أَوَّلاً ما في الكَرِش ، وعبَّر بها عنه مجازاً لعلاقةِ المُجاورةِ
. قلْت : وهو مَبنيٌّ على أَنّ بينهما فَرْقاً ، كما يُفيده كلامُ ابن
دُرُسْتَوَيْه . والظاهر أَنه لا فَرْقَ . وقال في شرْح نظْم الفصيح : الجوهريّ لم
يُفسِّر الإِنفحةَ بمُطْلَق الكَرِشِ حتّى يُنْسَبَ إِلى السَّهو ، بل قال : هو
كَرِشُ الحَمَلِ أَو الجَدْي ما لم يَأْكُل ، فكأْنّه يقول : الإِنفحة :
المَوْضِعُ الّذي يُسَمَّى كَرِشاً بعد الأَكلِ ، فعبارتُه عند تحقيقها هي نفْسُ
ما أَفاده المجْد . ونَسِبَتُه إِيّاه إِلى السّهو بمثلِ هاذا من التَّبَجُّحَاتِ
، ثم قال : وقوله بعدُ : فإِذا أَكلَ فهي كَرِشٌ ، صريحٌ في أَنّ مُسَمَّى
الإِنفَحة هو الكَرِش قَبْل الأَكل ، كما لا يَخفَى ، كالسَّجْل والكأْ والمائدة ،
ونحوِهَا من الأَسماءِ التي تَختلف أَسماؤُها باختِلافِ أَحوالِها .
( والأَنَافِحُ كلُّهَا لا سيَّما الأَرنبُ ) من خواصِّها ( إِذا عُلِّقَ منها على
إِبهامِ المحموم شُفِيَ ) ، مجرَّب ، وذكَرَه داوودُ في تذكِرته ، والدَّمِيرِيّ
في حَياةِ الحيوان .
( و ) يقال : ( نِيَّةٌ نَفَحٌ ) ، محرّكَةً ، أَي ( بَعيدةٌ ) .
____________________
(7/191)
( و ) النَّفِيح ، كأَمِير ، والنِّفِّيح ( كَسِكِّين ) ، الأَخيرة عن كُراع ، ( و
) الْمِنْفَحُ ، ك ( منْبرٍ : الرّجُلُ المِعَنّ ) ، بكسْر الميم وفتْح العَين
المهملة وتشديد النون ، وهو الدّاخل على القَوم ، وفي ( التهذيب ) : مع القَوْم
وليس شأْنُه شأْنَهم . وقال ابنُ الأَعرابيّ : النَّفِيح : الذي يَجيءُ أَجْنبيًّا
فيَدخل بَين القَوْم ويُسْمِل بينهم ويُصلِح أَمرَهم . قال الأَزْهَرِيّ : هاكذا
جاءَ عَن ابن الأَعْرَابِيّ في هاذا المَوضعِ ، النّفِيح بالحاءِ . وقال في موضعٍ
آخَر : النَّفيجِ بالجيم : الذي يَعترض بيَن القَوم لا يُصلِح ولا يُفْسِد . قال :
هاذا قَول ثعلب .
( وانتفحَ به : اعْتَرَضَ له . و ) انتَفَحَ ( إِلى مَوضِعِ كذا : انقَلَبَ ) .
( و ) الله هو ( النَّفّاح ) بالخَير ، وهو ( النَّفّاح المُنْعِم على الخَلْق ) ،
وهو مَجاز . قال الأَزهريّ : لم أَسمَع النَّفّاحَ في صفات الله تعالى التي جاءَت
في القرآن والسُّنَّة ، ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يُوصف الله تعالى بما ليس في
كتبه ولم يُبيِّنها على لسان نَبيِّه صلى الله عليه وسلم وإِذا قيل للرّجل : إِنّه
نَفّحٌ ، فمعناه الكثيرُ العَطَايَا .
( و ) النَّفّاحُ : ( زَوجُ المرأَةِ ) ، يَمانِيَة ، عن كُرَاع .
( و ) عن ابن السِّكّيت : ( النَّفيحة ) للقَوْس : ( شَطِيبةٌ من نَبْعٍ ) ، قال
مُلَيْحٌ الهُذليّ :
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجِيفِ كأَنّهَا
نَفَائِحُ نَبْعٍ لم تَرَيَّعْ ذَوابِلُ
( والإِنْفَحة ) بالكسر : ( شَجرٌ كالباذِنْجَانِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : له نَفَحَاتٌ من مَعروف ، أَي دَفَعَاتٌ . وفي الحديث : ( تَعرَّضُوا
لنَفَحَاتِ رَحمة الله ) . وهو مجاز .
والنَّفْح : الضَّرْبُ والرَّمْيُ . وفي ( التهذيب ) : طَعْنَةٌ نَفُوحٌ : يَنفَحُ
دَمْهَا سَريعاً . ونَفْحَةُ الدَّمِ : أَوّل فَوْرَةِ تَفُور
____________________
(7/192)
منه
ودَفْعَةٍ ، قاله خالدُ بنُ جَنْبةَ . ونَفَحَ الشيْءَ ، إِذا دَفَعَه عنه . وفي
حديث شُرَيحٍ ( أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ ) أَراد نَفْحَ الدَّابّة برِجْلِهَا ،
وهو رَفْسُهَا ، كان لا يُلِزم صاحبَها شيئاً .
ونَفَحَت الدّابّة تَنْفَح نَفْحاً ، وهي نَفُوحٌ : رَمَحَت بِرِجْلها ورَمَت
بِحَدِّ حافِرِها ودَفَعَت . وقيل : النَّفْح بالرِّجْل الواحدةِ ، والرَّمْح
بالرِّجلَيْنِ معاً ، وفي ( الصّحاح ) نَفَحَت النَّاقَةُ : ضَرَبَتْ برِجْلِها .
وجاءَت الإِبلُ كأَنَّهَا الإِنْفَحة ، إِذا بالَغُوا في امْتلائِها وارْتوائِها .
وفي ( المعجم ) : قالوا : بالعِرْض من اليَمَامَة وادٍ يَشقُّهَا من أَعلاهَا إِلى
أَسفَلِهَا ، وإِلى جانِبه مَنفوحةُ ، قَرية مشهورة من نواحِي اليَمامَة ، كان
يَسكُنها الأَعشَى ، وبها قَبرُه . قال :
بِقَاعِ مَنْفُوحَةَ ذي الحائرِ
وهي لبني قَيسِ بن ثَلبةَ بن عُكَابةَ .
نقح : ( نَقَحَ العَظْمَ ، كمَنَعَ ) ، يَنْقَحُ نَقْحاً : ( اسْتَخْرَجَ مُخَّهُ
) . والخاءُ لغة فيه ( كنقَّحَه ) تَنقيحاً ، ( وانْتَقَحَه ) انتقاحاً . ( و )
نَقَحَ ( الشَّيْءَ : قَشَرَه ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ . وأَنشد لغُلَيِّمٍ من
دُبَير :
إِليكَ أَشكُو الدَّهْرَ والزَّلازِلاَ
وكلَّ عامٍ نَقَحَ الحَمائلا
يقول : نَقَحُوا حَمائلَ سُيوفهم ، أَي قَشَروها فباعُوها لشِدّة زمَانِهم .
( و ) نَقَحَ ( الجِذْعَ : شَذَبَهُ عن أُبَنهِ ) ، بضمّ الهمزة وفتْح الموحّدة ،
( كنَقّحَه ) تَنقيحاً . وفي ( التهذيب ) النَّقْح : تَشذِيبُك عن العَصا أُبَنَها
حتّى تَخْلُصَ . وتَنقيحُ الجذْع تَشذيبُه . وكلُّ ما نَحَّيْت عنه شيئاً فقد
نَقَّحْتَه . قال ذو الرُّمَّة :
مِنْ مُجْحِفاتِ زَمنٍ مِرِّيدِ
نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضَارِ العُودِ
( و ) من المجاز : ( تَنْقِيحُ الشِّعْرِ
____________________
(7/193)
وإِنقَاحُه
: تَهْذِيبُهُ ) . يقال خَيْرُ الشِّعرِ الحَوْليّ المُنقَّح . وأَنقَحَ شِعْرَه
إِذا حَكَّكَه . ونَقَّحَ الكَلاَمَ : فتَّشَه وأَحسَنَ النَّظَرَ فيه ، وقيل
أَصلَحَه وأَزالَ عُيوبَه . والمُنقَّح : الكلامُ الذِي فُعِلَ به ذالك .
ومن سجَعات الأَساس : ما قُرِضَ الشِّعر المُنقَّح ، إِلاّ بالذِّهن المُلقَّح .
( و ) من المجاز : ( ناقَحَه ) ، إِذا ( نافَحه ) وكَافَحه ، إِن لم يكن تَصحيفاً
.
( والنَّقْح ) ، بفتح فسكون : ( سَحَابٌ أَبيضُ صَيْفيٌّ ) . قال العُجَير السَّلوليّ
:
نَقْحٌ بوَاسِقُ يَجْتَلِي أَوْسَاطَها
بَرْقٌ خِلاَلَ تَهلُّلٍ ورَبَابِ
( و ) قال أَبو وَجْزَةَ السَّعديّ :
طَوْراً وطَوْراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ
كالسَّنْدِ أَكْبَادُهُ هِيمٌ هَرَاكِيلُ
النَّقَح ، ( بالتحريك : الخَالِصُ من الرَّمْل ) . والسَّنْد : ثيابٌ بيضٌ .
وأَكبادُ الرَّمْلِ : أَوْسَاطُه . والهَرَاكيلُ الضِّخام من كُثْبَانه . أَراد
الشاعِرُ هنا البيضَ من حِبَال الرَّملِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : يقال ( أَنقَحَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( قَلَعَ حِلْيَةَ
سَيْفِه في ) أَيّام ( الجَدْبِ ) أَي القَحْطِ ( والفقْر ) . كنَقَّحَ . وقد
تقدّم .
( و ) من المجاز : ( تَنَقَّحَ شَحْمُه ) ، الصّواب شَحْمُ ناقتِه ، كما في سائر
الأُمَّهات وكُتب الغريب ، أَي ( قَلَّ ) . وفي ( اوساس ) : ذَهَبَ بَعْضَ ذهاب .
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث الأَسلميّ ( إِنّه لَنِقْحٌ ) ، أَي عالمٌ مُجرَّب .
من المَجاز : رَجلٌ مُنقَّح : أَصابتْه البَلايَا ، عن اللِّحْيَانِيّ . وقال
بعضهم : هو مأْخوذ من تَنقيح الشِّعْرِ . ونَقَّحَته السِّنونَ : نالتْ منه ، وهو
مَجاز أَيضاً .
وروَى الليثُ عن أَبي عَمرو بن
____________________
(7/194)
العلاءِ
أَنّه قال في مَثَلٍ ( استغْنَتِ السُّلاَّءَة عن التَّنْقِيح ) ، وذَلك أَنّ
العصَا إِنّمَا تُنَقَّح لتَملُسَ وتُملَق والسُّلاّءَةُ : شَوكَةُ النَّخْلَةِ ،
وهي في غايةِ الاستواءِ والمَلاَسَة ، فإِن ذَهَبْتَ تَقْشِرُ مِنها خَشُنتْ ،
يُضْرَب مَثلاً لمن يُريد تَجوِيد شيْءٍ هو في غايةِ الجَوْدة ، من شِعْرٍ ، أَو
كلامٍ أَو غيره ، مما هو مستقيمٌ .
نكح : ( النِّكَاح ) ، بالكسر ، في كلام العرب : ( الوَطْءُ ) ، في الأَصل ، ( و )
قيل : هو ( العَقْدُ له ) ، وهو التَّزويج ، لأَنّه سببٌ للوَطءِ المباحِ ، وفي (
الصّحاح ) : النِّكاحُ : الوَطْءُ ، وقد يكون العَقْد . وقال ابن سيده : النِّكاح
: البُضْع ، وذالك في نَوْعَ الإِنسانِ خاصّةً ، واستعملَه ثعلبٌ في الذّباب . قال
شيخنا : واستعماله في الوَطْءِ والعَقْدِ مما وَقَعَ فيه الخِلافُ ، هل هاذا
حقيقةٌ في الكلّ أَو مَجازٌ في الكلّ ، أَو حقيقةٌ في أَحدِهِمَا مَجازٌ في الآخَر
. قالوا : لم يَرِدِ النّكَاحُ في القرآن إِلاّ بمعنَى العَقْدِ ، لأَنّه في
الوَطْءِ صَرِيحٌ في الجِماعِ ، وفي العَقْدِ كِنايةٌ عنه . قالوا : وهو أَوْفَقُ
بالبلاغَةِ والأَدبِ ، كما ذكرَه الزَمخشريّ والرَّاغبُ وغيرهما . ( نَكَحَ )
الرَّجلُ ، ( كَمَنَعَ ) اقتضاه القِياسُ وأَنكرَه جماعَة ( وضَرَبَ ) ، هاذا هو
الأَكثر وبه وَرد القرآن ، وعليه اقتصرَ صاحبُ ( المصباح ) وغيره . قال ابن سيده :
وليس في الكلام فَعَل يَفْعِل مما لامُ الفِعل منه حاءٌ إِلاّ يَنكِحُ ويَنْطِح ،
ويَمْنِحُ ، ويَنْضِح ، ويَنْبِح ، ويَرْجِح ، ويأْنِح ، ويأْزِح ، ويَمْلِح .
وقال ابن فارس : النِّكاح يُطلَق على الوطْءِ ، وعلى العَقْد دون الوَطْءِ ، وقال
ابن القُوطِيّة : نكَحْتُهَا ، إِذا وَطِئتها أَو تَزَوّجْتها ، وأَقَرَّه ابنُ القَطّاع
، ووافقهما السَّرَقُسطيّ وغيرُهم . ثمّ قَال في
____________________
(7/195)
(
المصباح ) بعد تصريفَات الفعل : يقال مأْخُوذٌ من نَكَحَه الدَّواءُ إِذا خامَرَه
وغَلَبَه ، أَو من تَناكُحِ الأَشجارِ ، إِذا انضَمَّ بعضُهَا إِلى بعض ، أَو من
نَكَحَ المطَرُ الأَرضَ ، إِذا اختلَط في ثَرَاهَا وعلى هاذا فيكون النِّكاح
مَجازاً في العَقْد والوَطْءِ جميعاً ، لأَنّه مأْخوذٌ من غيره ، لا يَستقيم
القَولُ بأَنّه حقيقةٌ لا فيهما ولا في أَحدِهما . ويؤيِّده أَنّه لا يُفْهَم
العَقْد إِلاّ بقرينةٍ ، نحو نَكَحَ في بَنِي فلانٍ ؛ ولا يفهم الوَطءُ إِلاّ
بقرينةٍ ، نحو نَكَحَ زَوْجتَه ، وذالك من علامات المَجاز . وإِن قيل غير مأْخوذٍ
من شَيْءٍ فيعتَبَر الوطءُ والاشتراك ، واستعماله لغةً في العقْد أَكثرُ . وفي
نُسخةٍ من ( المصباح ) : فيترجَّح الاشترَاك ، لأَنّه لا يُفهَم واحدٌ من قِسْمَيه
إِلاّ بقَرينة . قال شيخنا : وهاذا من المجاز أَقرَبُ . وقولُه : واستعماله لُغة
في العقد ، إِلخ هو ظاهر كلامِ جماعة ، وظاهرُ المصنّف كالجوهريّ عكْسُه ، لأَنَّه
قدَّمَ الوَطءَ ، ثم ظاهِر الصّحاح أَنّ استعمالَه في العقْد قليلٌ أَو مَجاز ،
وكلامُ المصنّف يَدلُّ على تَساويهما . انتهى .
وفي ( اللسان ) : نَكَحَها يَنْكِحُها ، إِذا تَزَّوجها ، ونَكَحَهَا يَنكِحها ،
إِذا باضَعها ، وكذالك دَحَمَهَا وخَجَأَهَا . وقال الأَعشَى في نَكَح بمعنى
تَزَوّج :
ولا تَقْرَبَنّ جَارَةً إِنّ سِرَّهَا
عليكَ حَرامٌ فانكِحَنْ أَو تَأْبَّدَا
( ونَكَحَتْ ) هي : تَزوّجَتْ ، ( وهي ناكِحٌ ) في بني فُلان . ( و ) قد جاءَ في
الشِّعر : ( ناكِحةٌ ) ، على الفِعْل ، أَي ( ذاتُ زَوْجٍ ) منهم . قال :
أَحاطَتْ بخُطّابِ الأَيَامَى وطُلِّقَتْ
غَدَاةَ غَدِ منهنَّ مَنْ كان ناكِحَا
وقال الطِّرِمَّاح :
ومِثْلُكِ ناحَتْ عليه النِّسَا
ءُ من بين بِكْر إِلى ناكِحَةْ
وفي حديث قَيْلة ( انْطَلقْتُ إِلى
____________________
(7/196)
أُختٍ
لي ناكحٍ في بني شَيْبَنَ ) ، أَي ذاتِ نِكَاح ، يعنِي متزوّجة ، كما يقال حائضٌ
وطاهرٌ وطالقٌ ، أَي ذات حيض وطهارة وطلاق . قال ابن الأَثير ولا يقال ناكحٌ إِلاّ
إِذا أَرَادُوا بناءَ الاسم من الفعل ، فيقال نكَحَت فهي ناكِح . ومنه حديث
سُبيعَةَ ( ما أَنتِ بناكحٍ حتَّى تَنقَضِيَ العِدّة ) .
( واسْتَنْكَحَها : نَكَحَهَا ) ، حكاه الفارسيّ . وأَنشد :
وهُمْ قَتَلوا الطّائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً
أَبا جابِرٍ واستَنكحُوا أُمَّ جابرِ
واستَنكَحَ في بني فُلانٍ : تَزوَّجَ فيهم : كذا في ( اللسان ) .
( و ) أَنكحَه المرأَةَ : زَوّجَه إِياها . ( وأَنكَحَهَا : زَوَّجَها . والاسمُ
النُّكْح ) والنِّكْح ( بالضمّ والكسر ) ، لُغتان . قال الجوهريّ : وهي كلمةٌ كانت
العرب تَتزوَّج بها . ونِكْحُها الّذِي يَنكِحها وهي نِكْحتُه ، كلاهما عن
اللِّحْيَانيّ .
( ورَجُلٌ نُكَحَة ) ، كهُمْزَةٍ ، ( ونُكَحٌ ) ، بغير هاءٍ : ( كَثِيرةٌ ) ، أَي
النّكاحِ ، المراد به هنا التّزويج . وفي حديث مُعَاوِيَةَ : ( لسْتُ بنُكَحٍ
طِلَقةٍ ) ، أَي كثير التَزويج والطَّلاق . وفُعَلَةٌ من أَبْنيةِ المبالغة لمن
يَكثُر منه الشّيْءُ . وقال أَبو زيد : يقال : إِنّه لنُكَحَةٌ من قَوْمٍ
نُكَحَاتٍ ، إِذا كان شديدَ النِّكاح . وفي ( اللسان ) : وكان الرَّجلُ في
الجاهليّة يأْتِي الحيَّ خاطباً ، فيقوم في نادِيهم فيقول : خِطْبٌ ، أَي جِئْت ،
خاطِباً ، فيقال له : نِكْحٌ ، أَي قد أَنْكحناك إِيَّاهَا . ويقال نُكْحٌ ،
إِلاَّ أَنْ نِكْحاً هنال ليوازِنَ خِطْباً وقَصَرَ أَبو عبيدٍ وابنُ الأَعرابيّ
قولهم ( خِطْبٌ ، فيقال : نَكْحٌ ) ، على خَبرِ أُمِّ خارجةَ ، وإِليه أَشار
المصنِّف بقوله ( وكانَ يُقَالُ لأُمِّ خارِجَةَ عِنْدَ الخِطْبَة : خِطْب ، فتقول
: نِكْح ، فقالوا : ( أَسْرَعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خارِجَة ) ) . وقد مرَّ شيءٌ من
ذلك في خطب .
( و ) من المجاز : ( نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَه : غَلَبها ) ، كنَاكَها . وكذالك
استنكَحَ النَّومُ عَينَه . ( و ) منه أَيضاً
____________________
(7/197)
نَكَحَ
( المَطَرُ الأَرضَ ) وناكَها ، إِذا ( اعْتَمَدَ عليها . والنَّكْحُ ، بالفتح :
البُضْعُ ) وذالك في نَوعِ الإِنسان ، وقد مرّ ذالك عن ابن سيده .
والمَنَاكِح خَيْرُهَا الأَبكارُ
قيل لا مُفردَ له وقيل مُردُه مَنْكَحٌ ، كمَقْعَد ، وهو أَقرب إِلى القياس ، وقيل
مَنكوحةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما مرَّ من المصباح في معاني النّكاح ، ومن المجاز : أَنكَحُوا الحَصَى أَخفافَ
الإِبل .
نوح : ( *!التَّنَاوُح : التَّقابُل ) ، ومنه *!تَنَاوُحُ الجَبَلَين ، *!وتناوُحُ
الرِّياحِ . وهاذَا مجازٌ ، وسيأْتي .
( و ) من المجاز أَيضاً : (*! ناحَتِ المَرْأَةُ زَوْجهَا ) ، إِشارة إِلى
تَعديتِه بنفْسه ، وهو مرجوحٌ ، ( و ) *!ناحَتْ ( عَلَيْه ) ، وهو الرّاجِح ،
*!تَنُوح ( *!نَوْحاً ) ، بالفتح ( *!ونُوَاحاً ، بالضَمّ ) لمكان الصَّوت ، (
*!ونِيَاحاً *!ونِيَاحَةً ) ، بكسرهما ، ( *!وَمنَاحاً ) ، بالفتح مصدرٌ ميميّ ،
*!ومَنَاحةً . زادَه ابن منظور ، ( والاسمُ *!النِّيَاحَةُ ) ، بالكسر . (
ونِسَاءٌ *!نَوْحٌ *!وأَنْوَاحٌ ) ، كصَحْب وأَصْحاب ، ( *!ونُوَّحٌ ) ، بضمّ
فتشديد ، ( *!ونَوَائحُ ) ، وهما أَقْيَسُ الجموعِ ، ( *!ونائِحاتٌ ) . جمْع
سَلامة . ويقال :*! نائحةٌ ذاتُ *!نِيَاحة . *!ونَوَّاحَةٌ ذاتُ *!مَناحَةٍ .
( وكُنّا في *!مَنَاحةِ فُلانٍ ) . *!المَنَاحة الاسمُ ويُجمَع على *!المَنَاحَاتِ
*!والمَنَاوِحِ . *!والنَّوائحُ اسمٌ يقعُ على النِّسَاءِ يَجتمعْن في *!مَنَاحةٍ
، ويُجمَع على *!الأَنواح . *!والمَنَاحة *!والنَّوْح : النِّسَاءُ يَجتمعن
للحُزْن . قال أَبو ذُؤَيب :
فهُنّ عُكوفٌ كَنوْحِ الكَري
مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوهيُّ
وجعلَ الزَّمخشريّ وغيرُه النّوائحَ مَجازاً مأْخُوذاً من التّناوُحِ بمعنَى
التقابُل ، لأَنّ بعضهنّ يُقابِل بعضاً إِذا *!نُحْنَ .
____________________
(7/198)
( *!واسْتَنَاحَ : ناح ) ، فالسين والتاءُ للتأْكيد ، كاسْتجاب .
( و ) *!اسْتنَاحَ ( الذِّئبُ : عَوَى ) فأَدْنَتْ له الذِّئابُ ، أَنشد ابنُ
الأَعرابيّ :
مُقْلِقَة *!للمُسْتَنِيحِ العَسَّاسُ
يَعنِي الذّئبَ الّذِي لا يَستقِرّ .
( و ) استناحَ ( الرّجُلُ : بَكَى ، واسْتَبْكَى غَيْرَه ) . وقول أَوسٍ :
وما أَنا ممَّنْ *!يَستَنِيحُ بشَجْوِهِ
يُمَدُّ له غَرْبَا جَزُورٍ وجَدْوَلُ
معناهُ : لستُ أَرضَى أَن أُدفعَ عن حَقّي وأُمنَع حَتّى أُحْوَجَ إِلى أَن
أَشْكوَ فأَستعين بغَيري . وقد فُسِّرَ على المَنى الأَوّل ، وهو أَن يكون
يَستَنِيح بمعنَى يَنوح .
( *!ونَوْحُ الحَمَامَةِ ) : ما تُبْدِيه مِن ( سَجْعِهَا ) على شَكْل النَّوْح ،
والفِعْل كالفِعْل ، صَوَّبع جماعةٌ أَنّه مَجاز والأَكثر أَنّه إِطلاقٌ حَقيقيّ ،
قاله شيخنا . قال أَبو ذؤيب :
فواللَّهِ لا أَلقَى ابنَ عَمَ كأَنّه
نُشَيبةُ ما دامَ الحَمامُ *!يَنوحُ
وحَمامةٌ *!نائحةٌ *!ونَوَّاحةُ .
( والخَطيبانِ ) أَبو إِبراهيمَ ( إِسحاقُ بنُ محمّد ) بن إِبراهيمَ بنِ محمّد بن
محمّد ( *!-النَّوْحيّ ) النَّسْفيّ ( وإِسماعيلُ بن محمَّد ) بن محمد بن نُوح بن
زيد بن نُعمان ( *!-النَّوْحِيّ ، محدِّثان ) ، والصّواب أَنَّهما منسوبانِ إِلى
جَدِّهما نُوحٍ .
( *!وتَنَوَّح الشّيْءُ ) *!تنَوُّحاً ، إِذا ( تَحَرَّكَ وهو مُتدَلَ ) .
( *!ونُوحٌ ) ، بالضّمّ ، اسم نبيّ ( أَعجميّ ) ، ومنهم من قال اسمه عبد الشّكور
أَو عبد الغفَار ، وأَنَّ نُوحاً لَقبُه لكثرةِ *!نَوْحِه وبُكَائه علَى ذَنْبه ،
كذا قيل . ( مُنْصَرِفٌ ) ، مع العجمة والتعريف ، ( لِخفَّتِهِ ) ، أَي بسكون
وسطِه . وكذالك كلُّ اسمٍ على ثلاثة أَحرُف أَوسطُه
____________________
(7/199)
ساكن
، مثل لُوط ، لأَنّ خِفَّته عادلَت أَحدَ الثِّقلينِ . قال شيخنا : وهاذا ما لم
يُنقَل فيصير علَماً على امرأَة ، فإِنّه حينئذ يُمنع من الصَّرف لاجتماعِ ثلاثِ
عِلل ، كما قيَّد به جماعةٌ من المحقّقين .
( و ) *!نَوَّحٌ ( كَبَقَّمٍ : قَبِلَةٌ في نواحِي حَجْرٍ ) ، بفتح فسكون .
( *!والنَّوائح : ع ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! تَنَاوحَت الرِّياحُ ، إِذا اشتَدَّ هُبُوبُها . قال لبيدٌ يمدَح قومه :
ويُكَلِّلُون إِذَا الرِّياحُ *!تنَاوحَتْ
خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُها
والرِّياح إِذا تقابلَتْ في المهَبِّ تَنَاوَحَت ، لأَنّ بَعضَهَا يُنَاوِحُ بعضاً
ويُناسِج ، فكلُّ رِيحٍ استطالَتْ أَثراً فهبَّتْ عليه رِيحٌ طُولاً فهي
نَيِّحَتُه ، فإِن اعترضَتْه فهي نَسِيجَتُه . والرِّياحُ *!المتناوِحةُ هي
النُّكْب ، وذالك أَنّها لا تَهُبُّ مِن جهةٍ واحدةٍ ولِّكنّها تَهُبُّ من جِهاتٍ
مختلفةٍ ، سُمِّيَتْ لمقابلَةِ بعْضِها بعضاً ، وذالك في السَّنَةِ وقلَّة
الأَندِيَة ، ويُبْس الهواءِ وشِدَّة البرْدِ .
*!والنَّوْحَةُ *!والنَّيْحَةُ : القُوّة .
*!والنَّوائح : الرّايَات المتقابِلةُ في الحُروب ، والسُّيوفُ ، وبِهما عنَى
الشاعر :
لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ
كِرَامٍ تَحْتَ أَظلالِ النَّواحِي
أَراد *!النَّوائحَ ، قاله الكسائيّ .
نيح : ( *!النَّيْحُ ) ، بفتح فسكون : ( اشتدادُ العَظْمِ بَعْدَ رُطُوبَتهِ من
الكَبِيرِ والصَّغيرِ ) . وقد *!نَاحَ *!يَنِيح ، إِذا صَلُبَ واشتَدَّ .
( و ) *!النَّيْح : ( تَمايُلُ الغُصْنِ ، *!كالنَّيَحَانِ ) ، محرَّكَةً . وقد
*!ناحَ ، إِذا مالَ .
( وعَظْمٌ *!نَيِّحٌ ككَيِّسٍ : شَدِيدٌ ) صُلبٌ . ( و ) يقال ( *!نَيَّحَ اللَّهُ
عَظْمَه ) ، إِذا ( شَدَّدَه ) ، يَدْعُو له بِذالك . ( و )
____________________
(7/200)
يقال
أَيضاً : *!نَيَّحَ اللَّهُ عَظْمَه ، إِذا ( رَضَّضَه ) ، يدعُو عليه ، فهو (
ضِدّ ) . والذي في الحديث : ( لا *!نَيَّحَ اللَّهُ عِظَامَه ) ، أَي لا صَلَّب
منها ولا شَدّ منها .
( وما *!نَيَّحتُه بخيرٍ ) ، أَي ( ما أَعطَيتُه شيئاً ) .
*!والنَّوْحة : القُوَّة ، وهي النَّيْحَة أَيضاً .
2 ( فصل الواو ) مع الحاءِ المهملة ) 2
وتح : ( *!الوَتْحُ ) ، بفتح فسكون المثنّاة الفوقيّة ، ( و ) *!الوَتَح ، (
بالتحريك ، و )*!الوتح ( ككَتِف ) هو ( : القَلِيلُ التَّافِهُ من الشَّيءِ ،
كالوَتِيحِ ) ، كأَمِير . وشيءٌ *!وَتْحٌ *!ووَتِحٌ : قليلٌ تافِهٌ . ويقال : (*!
وَتَحَ عَطَاءَهُ ، كوَعَد ، *!وأَوْتَحَهُ ) *!ووَتَّحَه *!تَوْتِيحاً زادهُ
صاحبِ ( اللسان ) : أَقلَّه ،(*!فوتح ككرم) *!يوتح (*!وتاحة ) بالفتْحِ : (
*!ووُتُوحَةً ) ، بالضّم ، *!ووَتْحَةً ، بفَتْح فسكون ، أَورده ابن منظور . يقال
أَعطَى عَطَاءً *!وَتْحاً .
( *!وأَوْتَحَ فُلانٌ : قَلَّ مالُه . و ) *!أَوْتَحَ ( فُلاناً : جَهَدَه وبَلَغَ
منه ) . قال :
قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبِيثٌ *!أَوتَحَا
هاذه روايةُ ثعلب ، ورواه ابن الأَعْرَابي ( أَوتخا ) بالخاءِ المعجمة وفسَّره بما
فسّر به ثعلب . واحتمل ابن الأَعْرَابيّ الخاءَ مع الحاءِ ، لاقترابهما في المخرَج
.
( وما أَغْنَى عَنِّي وَتَحَةً ، محرَّكَةً ) ، كقَولك : ما أَغنَى عَنِّي عَبَكَة
. وقيل : معناه ما أَغْنَى عنِّي ( شيئاً ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
طَعَامٌ *!وَتِحٌ : لا خَيْرَ فِيه ، *!كوَحِتٍ . وشيْءٌ *!وَتْحٌ وَعْرٌ ،
إِتباعٌ له . وفي هامش ( الصّحاح ) : الصّواب أَنّه تأْكيد ، أَي نَزْرٌ قليل ،
وهي *!الوُتُوحَة والوُعُورة ، ورجُلٌ *!وَتِحٌ ككَتِفٍ ، أَي خَسيس
____________________
(7/201)
*!وأَوتَحَ
له الشيْءَ ، إِذا قَلَّله .
*!وتَوتَّحَ الشَّرَابَ : شَرِبَه قليلاً قليلاً ، وكذا *!تَوتَّحَ منه . كذا في (
اللسان ) .
وجح : ( *!الوُجَاحُ ، مثلَّثَةً : السِّتْر ) ، يقال : ليس دونَه*! وَجَاحٌ
*!ووِجَاح *!ووُجَاحٌ ، أَي ستْرٌ . واختار ابن الأَعرابيّ الفتح . وحكى
اللِّحْيَانيّ : ما دُونَه أُجَاج وإِجاجٌ ، عن الكساتئيّ ، ( وحكَى : ما دونه
أَجَاحٌ ) ، عن أَبي صَفوانَ ، وكلّ ذالك على إِبدال الهمزة من الواو .
قلت : وقد تقدّم ذالك في الهمزة . وجاءَ فُلانٌ وما عليه وِجَاح أَي شيْءٌ يَستُره
. وتُبْنَى هاذا الكلمةُ على الكسرِ في بعضِ اللُّغَات ، ( و ) قال أَبو خَيْرَة :
جَوْفَاءَ مَحشُوَّةً في مُوجَح
أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهَازِيلُ
( المُوحَجُ ، بفتح الجيم : الجِلْدُ الأَمْلَسُ ) . وأَضيافُه : قِرْدانهُ .
( و ) في ( التهذيب ) : قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذَليّ :
وقد أَشْهَدُ البَيتَ المُحَجَّبَ زَانَه
فِرَاشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطَائمُ
قال : *!المُوجَحُ : ( الصَّفِيقُ من الثِّيابِ ) الكَثيفُ الغَليظُ ، (*! كالوَجِيحِ
) . وثَوبٌ *!وَجِيحٌ *!ومُوجَح : قَويّ وقيل : ضَيِّقٌ مَتِين ، ( و ) المُوجَح (
المُلْجَأُ ) ، كأَنّه أُجِيءَ إِلى مَوضعٍ يَسْتُرهُ ، قال الأَزهريّ : المحفوظ
في المُلْجإِ تقديم الحاءِ على الجيم ، فإِن صَحّت الرواية فلعلّها لُغتان ، وروى
الحديث بفح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل ، قال : وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد
الواقديّ :
تَتْرك أَمْر القَوْم فيهم بَلابلٌ
وتَتْرك غَيظاً كان في الصَّدْرِ *!مُوجحَا
قال شَمهر : رواه مُوجحاً ، بكسر الجيم .
( وبابٌ *!مَوْجُوحٌ ) أَي ( مَرْدُودٌ ) ، أَو أُرْخِيَ عليه السِّتْرُ .
____________________
(7/202)
( *!والوَجَحُ ، محرَّكةً : شبْهُ الغَارِ ) . وأَنشد :
فلاَ *!وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِنْ رُمْتَ حَرْبَنَا
ولا أَنتَ مِنّا عنْد تِلْكَ بآيلِ
وقال حُمَيْدُ بن ثَور :
نَضَحَ السُّقَاةِ بصُبَابات الرَّجَا
ساعَةَ لا يَنْفَعُها منْه *!وَجَحْ
ويجمع على *!أَوْجَاح ، قال :
بكُلِّ أَمْعَزَ منها غيرِ ذِي وَجَحٍ
وكلِّ دَارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوْجَاحِ
أَي ذات غِيرَانٍ .
( *!وأَوجَحَ ) الشيْءُ ( ظَهَرَ وبَدَا ، *!كوَجَّحَ ) . يقال *!وَجَّحَ الطّريقُ
: ظَهرَ ووَضَحَ .
( و ) أَوْجَحَ ، إِذا ( بَلَغَ في الحَفْرِ *!الوَجَاحَ ) ، بالفتح ، ( أَي
الصَّفَا الأَملسَ ) . قال الأَفْوَهُ :
وأَفراسٌ مُذَلَّلَةٌ وبِيضٌ
كأَنَّ مُتُونَها فيها الوَجَاحُ
( و ) *!أَوجَحَ ( البَوْلُ زَيْداً : ضَيَّقَ عَلَيْهِ ) ، ورُوِيَ عن عُمَر
رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( أَنّه صلّى صَلاَة الصُّبح فلما سَلَّم قال : مَنِ
استطاعَ منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو *!مُوجَحٌ ) ، وفي رواية ( فلا يُصلِّي
*!مُوجِحاً . قيل : وما المُوجِح . قال : المُرهَق من خَلاءٍ أَو بَوْل ) يعني
مضيَّقاً عليه . قال شَمِرٌ : هاكَذَا رُوِيع بكسر الجيم . وقال بعضهُمْ :
*!مُوجَح ، وقد *!أَوجَحَه بَولُه . وسَمعْت أَعرابِيًّا سأَلتُه عنه فقال : هو
*!المُجَحّ ، ذهبَ به إِلى الحامل .
( و ) *!أَوجَحَه ( إِلَيْه : أَلَجأَهُ ) ، ومنه *!المُوجَح ، وهو المُلْجَأُ ،
وقد تقدّم
____________________
(7/203)
(
و ) *!أَوْجَحَ ( البَيْتَ : سَتَرَه ) فهو *!مُوجَح : أَرْخَى عليه السِّترَ .
( و ) يقال ( لَقِيتُه لاِءَدْنَى *!وُجَاحٍ ) ، بالضّمّ ، ( لأَوّلِ شيءٍ يُرَى )
.
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَوجَحَتِ النّارُ : أَضاءَتْ وبَدَتْ . *!وأَوجَحَتْ غُرّةُ الفَرَسِ *!إِيجاحاً
: اتّضَحَتْ . وقد *!وَجَحَ *!يَوْجَحُ *!وَجْحاً إِذا التجأَ ، كذالك قُرِىءَ
بخطّ شَمِرٍ . *!والمُوجِح الذي يُخفِي الشيءَ ويَستُره . وذكرَ الأَزهَرِيّ في
ترجمة جوح : *!والوَجاحُ بَقيّة الشيْءِ من مالٍ وغيرِه ، وطَريقٌ *!مُوَجَّح
كمعظَّم مَهْيَع *!والمُوجِح : الذي *!يُوجِح الشّيْءَ ويُمْسكه ويَمنَعه ، من
*!الوَجَحَ وهو المَلجأُ . ويُقال للماءِ في أَسفل الحَوضِ إِذا كان مقدارَ ما
يستره :*! وَجَاحٌ ، كذا في ( اللسان ) .
وحح : ( *!الوَحْوَحَة : صَوْتٌ مَعَه بَحَحٌ . و ) الوَحْوَحَةُ : ( النَّفْخُ في
اليَدِ مِنْ شِدَّةِ البَرْدِ ) . وقد*! وَحْوَحَ من البَرْد ، إِذا رَدَّدَ
نفَسَه في خَلْقه حتّى تَسمعع له صوتاً . قال الكُمَيت :
*!ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُها
ولَمْ يَكُ في النُّكْدِ المَقَالِيتِ مَشْخَبُ
( *!والوَحْوَحُ ) : الرَّجلُ ( الْمَنْكَمِشُ الحَدِيدُ النَّفْسِ ) . قال :
يا رُبَّ شَيخٍ من لُكَيزٍ*! وَحَوْحِ
عَبْلٍ شَدِيدٍ أَسْرُه صَمَحْمَحِ
( و ) *!الوَحْوَحُ : ( الشَّديدُ ) القُوَّةِ الّذي يَنْحِمُ عند عَمله لِنَشاطه
وشِدّته . ورجالٌ *!وَحَاوِحُ .
( و ) الوَحْوَحُ : ( الكَلْبُ المُصَوِّتُ ، *!كالوَحْوَاحِ ، فيهما ) ، بل في
الثلاثة ، كما في ( اللسان ) وغيره .
( و ) *!الوَحْوَاح ( الخَفِيف ) من الرِّجال . قال أَبو الأَسود العجليّ :
مُلازمٍ آثَارَهَا صَيْداحِ
واتَّسَقتْ لزاجرٍ *!وَحْواحِ
____________________
(7/204)
( و ) الوَحْوَح : ( طائرٌ ) ، قال ابن دُريد : ولا أَعرف ما صحّتُها .
( *!وتَوَحْوَحَ الظَّلِيمُ فَوْقَ البَيْضِ ) ، إِذا ( رَئِمَهَا وأَظْهَرَ
وَلُوعَهُ بها ) . قال تَميم بن مقبل :
كبَيْضَةِ أُدْحِيَ*! تَوَحْوَحَ فَوْقَها
هِجَفّانِ مِرْيَاعَا الضُّحَى وَحَدَانِ
( *!ووَحِّ ) ، بالتشديد مبنيًّا على الكسر ، وفي مؤلفات الغريب : وَحْ وَحْ (
زَجْرٌ للبَقَر ) . *!ووَحْوَحَ الثَّوْرُ : صَوَّتَ . ووَحْوَحَ البَقَرَ :
زجَرَها . وفي ( اللسان ) : وإِذا طَرَدْتَ الثّورَ قلْتَ له : قَعْ قَعْ ، وإِذا
. زَجرْتَه قلت له : *!وَحْ وَحْ .
( *!والوَحُّ : الوَتِدُ ، و : ع ) بل ناحيةٌ من عُمَانَ . ( و ) *!الوَحُّ (
رَجُلٌ فَقِيرٌ . ومنه : ( أَفْقَرُ مِنْ *!وَحٍّ ) ) ويقال : كان وَحٌّ رَجلاً
زَجَرَ فَقيهاً فَضُرِبَ به المثَل في الحاجَة . ( أَو من الوَتِدِ ) ، قاله ابن
الأَعرابيّ ، وهو قول المفضّل .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الوَحْوَاحُ : السيِّدُ الرَّئيسُ ، جمْعه وَحَاوِحُ ، وبِه فسَّر ابنُ الأَثير
قول أَبي طالبٍ يمدح النبيّ صلى الله عليه وسلم
حتّى تُجَالِدَكم عنه *!وَحَاوِحةٌ
شِيبٌ صَنَاديدُ لا يَدْعَرْهُم الأَسَلُ
هو جمْعُ *!وَحْوَاحٍ ، والهاءُ فيه لتأْنيث الجَمْعِ . ومنه حديث الذي يَعبُر
الصِّراطَ حَبْواً وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ ، أَي أَصحابُ مَن كان في الدّنيا سيِّداً
. ويَجوز أَن يكون من الوَحْوَحَة وهو صَوتٌ فيه بُحُوحةٌ ، كأَنّه يعنِي أَصحابَ
الجِدَالِ والخِصَام والشَّغْبِ في الأَسواقِ وغيرها . ومنه حديث عليّ ( لقَدْ
شفَى *!وَحَاوِحَ صَدْرِي حَسُّكُم إِيّاهم بالنِّصال ) . قال السُّهيليّ في
الرّوض : الوَحَاوِحُ الحُرَق والحَرَاراتُ .
*!ووَحْوَحٌ : اسم رَجلٍ ، قال الجَعديُّ يرثيه ، وهو أَخوه :
ومِنْ قَبْلِه ما قدْ رُزِئتُ *!بِوَحْوَح
وكان ابنَ أُمِّي والخَليلَ المُصَافِيَا
____________________
(7/205)
وليس بصفة ، كما قاله ابن بَرِّيّ .
*!والوَحْوَحُ أَيضاً : وَسَطُ الوادِي ، عن أَبي عُبيد .
ودح : ( *!أَوْدَحَ ) الرّجلُ ( : أَقَرَّ ، أَو ) أَقرَّ ( بالباطِلِ ) ، حكاه
ابن السِّكِّيت ، كذا في ( التهذيب ) . وأَنشد :
*! أَوْدَحَ لما أَنْ رَأَى الجَدّ حَكَمْ
( أَو ) *!أَوْدَحَ ، إِذا أَقرّ ( بالذُّلّ والانقِيادِ لمَنْ يَقُودُه ) ، نقله
الأَزْهَرِيّ عن أَبي زيد ، وأَنشد :
وأَكْوى على قَرْنَيه بَعْدَ خِصائِه
بِنارِي وقد يُخصَى العَتُودُ فيُودحُ
( و ) أَوْدَحَ الرَّجلُ ( : أَذْعَنَ وخَضَعَ وانْقَادَ . و ) أَوْدَحَ ( :
أَصْلَحَ الحَوْضَ . و ) *!أَوْدَحَتِ ( الإِبلُ : سَمِنَتْ وحَسُنَ حالُها ) ،
وفي بعض النُّسخ : حسُنت ( و ) ربَّمَا قالوا أَوْدَحَ ( الكَبْشُ ) إِذا (
تَوَقفَ ولم يَنْزُ ) ، أَي لم يَعْلُ . ( و ) يقال : ( ما أَغْنَى عَنِّي
*!وَدَحَةً ) ولا ( وَتَحَةً ) ولا وَذَحة ولا وَشَمة ولاَ رَشَمة ، كلّ ذالك
محرَّكة ، أَي ما أَغنَى عنِّي شيئاً .
*!ووَدْحَانُ : مَوضع ، وقد سَمَّوْا به رجُلاً .
وذح : ( *!الوَذَحُ مُحَرَّكة : ما تَعلَّقَ بأَصْوَاف الغَنَمِ من البَعرِ
والبَوْلِ ) ، وقال ثعلب : هو ما يَتَعَلَّقُ من القَذَرِ بِأَلْيَة الكَبْش . قال
الأَعشى :
فَتَرى الأَعْدَاءَ حَولِي شُزَّراً
خاضِعِي الأَعناقِ أَمثَالَ *!الوَذَحْ
( الواحدة بهاءٍ . ج*! وُذْحٌ ، كبُدْنِ ) وبَدَنة . قال جريرٌ :
والتّغلَبِيَّة في أَفْوَاهِ عَوْرَتِها
وُذْحٌ كَثيرٌ وفي أَكْتَافِها الوَضَرُ
ويقال منه : ( *!وَذحَت ) الشَّاة ( ، كفَرِحَ ،*! تَوْذَحُ ، *!وتَيْذَحُ )
بالفتح والكسر معاً وَذَحاً .
( و ) قال النضر : الوَذَحُ :
____________________
(7/206)
( احْتِرَاقٌ في باطِنِ الفَخِذَين ) وانسِحاجٌ يكون فيهما . قال : ويقال له
المَذَح أَيضاً .
( *!والوَذْحُ ) ، بفتح فسكون ، ( الذَّوْحُ ) ، وقد تقدّم .
( و ) من المجاز : *!الوَذَاح ، ( كسَحَابٍ : الفَاجِرةُ تَتْبَعُ العَبِيدَ ) .
( و ) قال الأَزهريّ عن أَبي عَمرو : يقال : ( ما أَغنَى عنّي *!وَذَحَةً ) ، أَي
( وَتَحَةً ) ، وقد تقدّم .
( وعَبْدٌ *!أَوْذَحُ : لَئيمٌ ) . وقال بعض الرُّجَّاز يهجو أَبا وَجْزةَ :
مَولَى بني سَعدٍ هجِيناً *!أَوْذَحَا
يسوق بَكْرَيْن وناباً كُحْكْحَا
قال أَبو منصور : كأَنّه مأْخوذٌ من الوَدَح ، فهو مَجاز .
( و )*! وُذَيْحٌ ( كَزْبير : والدُ بِشْر التّميميّ الشّاعر ) المشهور .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الوَذَحَة : الخُنَفساءُ ، من الوَذَح ، وهو ما يَتعلَّق بأَلْيَةِ الشَّاة من
البَعرِ فيَجفّ ، وفي حديث عليّ كرّمَ الله وَجْهه ( أَمَا واللَّهِ ليُسلَّطَنَّ
عليكم غُلامُ ثَقِيفٍ الذَّيَّال المَيَّال ، إِيه أَبا وذَحةَ ) ، وبعضهم يقوله
بالخاءِ ، وفي حديث الحَجَّاج أَنّه رأَى خُنفَساءَ فقال : فاتَلَ اللَّهُ
أَقواماً يَزعمون أَنّ هاذه من خَلْق الله . فقيل : ممَّ هي ؟ قال : من*! وَذَحِ
إِبليسَ .
وشح : ( *!الوُشاحُ ، بِالضّمّ والكسر ) ، *!والإِشاح على البدل ، كما يقال وِكَاف
وإِكافٌ . وقال المبرّد في ( الكامل ) : كلّ واو مكسورة أَوّلاً تُهمَز .
وأَقرّهَا الجماعات وجعلوها قاعدةً ، نقله شيخنا . وكلُّ ذالك حَلْى النِّسَاءِ ،
( كِرْسَانِ منْ لُؤْلُؤ وجوْهر مَنظومان يُخَالفُ ) ، وفي بعض النسخ مَخالَفٌ ، (
بَينَهما ، مَعطوف أَحدهما على الآخَر )*! تَتَوشّحُ المرأَةُ به . ومنه اشتْقَّ
*!توشَّح الرّجلُ بثَوْبه .
____________________
(7/207)
( و ) *!الوِشَاح : ( أَدِءَمٌ عرِيضٌ ) يُنسَج من أَديمٍ عَريضاً و ( يُرصَّعُ
بالجواهرِ ) و ( تَشُدُّه المرأَةُ بينَ عاتِقَيْها وكَشْحيْهَا ) . وامرأَةٌ
حاملةُ الوِشَاحِ *!والوِشاحَين ، ( ج *!وُشُحٌ ) بضمّتين ( *!وأَوْشِحةٌ
*!ووَشَائحُ ) قال ابن سيده : وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاءِ . قال كُثَيِّر
عزّةَ :
كأَنّ قَنَا المُرَّانِ تحْت خُدورِها
ظباءُ المَلاَنِيطَتْ عليها *!الوَشائحُ
( وقد *!تَوشَّحَت المَرْأَةُ *!واتَّشحتْ *!ووَشَّحْتُها *!توْشِيحاً ) . قال ابن
سيده : *!التَّوْشيح أَن *!يَتَّشِح بالثَّوْب ثم يُخْرِجَ طَرَفَه الذي أَلقاه
على عاتِقه الأَيسرِ من تحْتِ يدِه اليُمْنَى ، ثم يَعْقِد طَرَفَيْهِمَا على
صَدْرِه . وقد *!وَشَّحَه الثَّوبَ *!وأَشَّحَه . قال مَعقل بن خُوَيلدٍ الهُذليّ
:
أَبا مَعْقِلٍ إِنْ كُنْتَ *!أُشِّحْتَ حُلّةً
أَبا مَعْقِلٍ فانظُرْ بنَبْلِكَ مَن تَرمِي
وقال أَبو منصور : *!التَّوَشُّح بالرِّداءِ مثل التأَبُّطِ والاضطباع ، وهو أَن
يُدخلَ الثَّوْبَ من تحْت يَدِه اليُمْنَى فَيُلقِيَه على مَنكِبه الأَيسرِ ، كما
يفعل المُحْرِم .
( و ) من المجاز : ( هِيَ غَرْثَى الوِشَاحِ ) ، إِذا كَانَتْ ( هَيْفَاءَ . و )
من المَجَاز ( *!تَوشَّحَ ) الرَّجلُ ( بسَيْفِهِ وثَوبِه ) ونِجَادِه ، إِذا (
تَقلَّدَ ) . قال شيخنا : استعمالُ التَّقليدِ في الثَّوب غير معروف ، وكأَنّه
قصَدَ به اللُّبْس مَجازاً ، وهو غيرُ سَديدٍ ، والّذي في مُصنَّفَات اللُّغَة :
التَّوشيحُ بالثَّوب : وَضْعُه على عاتِقه مُخالفاً بين طَرَفَيْه . انتهى .
قلت : وقد تَقدّم في تَوشَّح الثَّوْبَ عن أَبي منصور وابن سيده ما يُبيِّن
حَقيقتَه ، ثم قال أَبو منصور : والرَّجلُ *!يتَوشَّح بحَمائلِ سَيْفِه فتَقَع
الحَمائلُ على عاتِقه اليُسرَى وتكون اليُمنَى مَكشوفَةً . قلْت : وفي الحديث : (
أَنّه كان يَتوَشَّحُ بثَوْبه ) ، أَي يَتَغَشَّى به ،
____________________
(7/208)
والأَصلُ
فيه من الوِشاحِ . وسيأْتي في آخر المادّة .
( *!والوِشَاح ، بالكسر : سَيْفُ شَيْبَنَ النَّهْديّ . وذُو *!الوِشَاح ) : لقبُ
رَجلٍ ( من بني سَوْمِ بن عَدِيّ . و ) الوِشَاحُ اسمُ ( سَيْفِ ) أَمير المؤمنين
( عُمَرَ بنِ الخطّابِ رَضِيَ اللَّهُ ) تعالى ( عَنْه ) .
( و ) عن ابن سيده : الوِشَاحُ و ( *!الوِشَاحَةُ ، بالكسر ) ، كإِزَارٍ وإِزَارةٍ
( السَّيْفُ ) ، لأَنه*! يُتَوَشَّح به . قال أَبو كَبيرٍ الهذليّ :
مُسْتَشْعِرٌ تحْتَ الرِّداءِ *!وِشَاحَةً
عِضْباً غَموضَ الحَدِّ غَيرَ مُفَلَّل
( *!وواشِحٌ : بطنٌ من الأَزْد ) ، من اليمن ، نزلوا البَصرة ، وهم بنو واشح بن
الحارث ، منهم أَبو أَيّوبَ سُليمانُ بنُ حَرْبٍ ، عن شُعبَةَ والحَمَّاديْنِ وعنه
البخاريّ وأَبو زُرْعَة .
( *!وَوَشْحَى ، كسكْرَى : ماءٌ لبني عَمرِو ابن كِلاَبٍ ) ، قال :
صَبَّحْنَ مِن وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا
ورواه أَبو زيادٍ بالمدّ ، وقالَ غيرُه : *!الوَشْحَاءُ ماءَةٌ بنَجدٍ في دِيَار
بني كلابٍ لبني نُفَيلٍ منهم ، ودارةُ *!وَشْحَى : موضعٌ هُنالك ، عن كُرَاع .
( و ) من المجاز : ( الوَشْحَاءُ ) من ( العَنْز ) ، كذا بخطِّ أَبي سَهْلٍ ، وفي
أُمَّهَات اللُّغَة ( من المَعْز ) : السَّوداءٌ ( الموشَّهَةُ ببَيَاضٍ )
( ) ومما يستدرك عليه :
خَرَجَ*! متوشِّحاً بلجامه . قال لبيدٌ :
ولقدْ حَمَيْتُ الحَيّ تَحمِلُ شكّتِي
فُرُطٌ ، *!-وِشَاحِي إِذا غَدَوْتُ لجامُها
أَخبر أَنَّه خَرَج طَليعةً لقوْمِه على راحلته وقد اجْتَنَبَ إِليها فَرَسَه
*!وتَوشّحَ بلِجامها راكباً راحلَتَه ، فإِنْ أَحسَّ بالعَدْوّ أَلْجَمها ورَكبها
تَحرُّزاً من العَدُوّ وغاوَلَهم إِلى الحَيِّ مُنذراً . وهو مَجاز .
*!والوُشْحَةُ *!والأُشْحة ، بالضَّم : الحَمِيَّةُ
____________________
(7/209)
والغَضَب
والجِدّ . وقد ذكره المصنّف في التُّشْحة ، وهاذا موضعه على الصواب .
والوِشَاح : القَوْسُ .
ومن المَجاز *!المُوَشَّحة من الظِّباءِ والشَّاءِ والطَّيْر : الّتي لها
طُرَّتانِ . زاد في ( الأَساس ) : مُسبَلتانِ من جانِبَيها . قال :
أَو الأُدْمُ المُوشّحة العَواطى
بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعَافِ
وديكٌ *!مُوشّح ، إِذا كان له خُطَّتان كالوِشَاح . وثَوْبٌ مُوشَّحٌ ، وذلك
لوشْيٍ فيه ، حكاه ابن سيده عن اللِّيحْيَانيّ .
ومن المجاز أَيضاً : تَوشَّح الجبلَ : سلَكَه . *!وتَوَشّحَ المرأَةَ : جامعها .
ومنه حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
*!-يَتَوَشَّحنى ) ، أَي يتغَشَّاني . ويقال : يُعانقني ويُقبّلني : وفي حديث
آخَرَ : ( لا عدمْتَ رجُلاً *!وَشّحكَ هاذا الوِشاحَ ) ، أَي ضَرَبَكَ هاذه
الضَّربةَ في موضِع الوِشَاحِ .
ويَومُ الوِشَاحِ ذَكَره ابن الأَثير ، وله قِصّة .
وكان للنّبيّ صلى الله عليه وسلمدِرعٌ تُسمَّى ذَات الوِشَاحِ .
واستدرك شيخنا :
*!التّوْشِيح : اسمٌ لنوع من الشّعْر استحدَثَه الأَندلسيون ، وهو فنٌّ عَجيبُ له
أَسماطٌ وأَغصانٌ وأَعاريضُ مختلِفة وأَكثر ما يَنتهِي عندهم إِلى سبعةِ أَبيات .
*!ووِشاحُ بنُ عبد الله وولدُه محمّد بنُ وِشاحٍ ، ووِشاحُ بن جَوادِ الضّرير ،
وفتْحُ بن محمد بن وِشاحٍ ، محدّثُون ، والأَخير زاهدٌ .
وضح : ( *!الوضَحُ ، محرّكة : بَياضُ الصُّبْحِ )
____________________
(7/210)
وقد
يراد به مُطلقُ الضِّوْءِ والبَيَاضِ من كلِّ شيْءٍ . وفي الحديث : ( أَنّه كانَ
يَرفَع يديْهِ في السُّجودِ حتّى يَتبيَّنَ وَضَحُ إِبطيْه ) أَي البياضُ الّذي
تحْتهما ، وذالك للمبالغةِ في رفْعِهما وتَجافِيهِمَا عن الجَنبَين . وفي حديث
عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( صُومُوا من *!الوَضَح إِلى الوَضَح ) ، أَي من
الضَّوءِ إِلى الضَّوْءِ ، وقيل : من الهِلاَل إِلى الهِلال . قال ابن الأَثير :
وهو الوَجْه ، لأَنَّ سِياقَ الحديث يدلُّ عليه ، وتَمامه ( فإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ
فأَتمُّوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ يَوْماً ) .
( و ) الوَضَحُ : بَياضُ ( القَمَرِ ) وضَوْؤُه ، ( و ) قد يُكنَى به عن ( البَرَص
) ، ومنه قيل لجَذيمةَ الأَبرشِ : *!الوَضَّاحُ ، وسيأْتى الكلامُ عليه ، وفي
الحديث : ( جاءَه رجُلٌ بكفضه وَضَحٌ ) ، أَي بَرَصٌ . ( و ) الوَضَح : الشِّيَةُ
، و ( الغُرَّةُ والتَّحُجِيلُ في القَوَائِمِ ) وغير ذالك من الأَلْوان ، ومنه
قولهم : فَرسٌ ذو *!أَوْضاح .
الوَضَح : ( ماءٌ لبني كلاَبٍ ) ، قال أَبو زياد : هو لبني جعفَرِ بن كِلاَبٍ ،
وهي الحِمَى في شقّه الّذي يَلِي مهَبَّ الجَنوبِ . وإِنّما سُمِّيَ به لأَنّه
أَرْضٌ بَيضاءُ تُنْبِتُ النَّصِيَّ بينَ جبال الحِمَى وبينَ النِّيرِ ، والنِّيرُ
جِبالٌ لغَاضِرةَ بنِ صَعْصعة . كذا في ( المعجم ) .
( و ) في الحديث : ( غَيِّرُوا الوَضَحَ ) ، أَي ( الشَّيْبَ ) ، يعنِي اخْضِبوه .
( و ) الوَضَحُ : ( الدِّرْهَمُ الصَّحِيحُ ) ودِرهمٌ وَضَحٌ : نقِيٌّ أَبيضُ ،
على النّسب . وحكَى ابن الأَعرابيّ : أَعطَيته دَراهِمَ *!أَوْضَاحاً كأَنّهَا
أَلْبَانُ شَوْلٍ رعَتْ بِدَكْدَاكِ مَالكٍ . مَالَكٌ رَمْلٌ بعَينه قَلْما تَرْعى
الإِبلُ هُنالك إِلاّ الحَلِيَّ ، وهو أَبيضُ ، فَشبَّه الدّراهمَ في بياضها
بأَلبانِ الإِبل الّتي لا تَرْعَى إِلاّ الحَليَّ .
( و ) الوَضَحُ : ( مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ ) ووَسطُه .
( و ) من المجاز : حَبَّذا الوَضَحُ :
____________________
(7/211)
(
اللَّبَنُ ) . قال أَبو ذُؤَيب :
عَقّوا بسهْمٍ فلم يَشعُرْ به أَحدٌ
ثمّ استفاءُوا وقالوا حَبّذا الوَضَحُ
أَي قالوا : اللَّبنُ إِلينا أَحبُّ من القَود ، فأَخبَرَ أَنّهم آثروا إِبلَ
الدِّيَة وأَلبانَها على دَمِ قاتلِ صاحِبهم . قال ابن سيده : وإِراه سُمِّيَ
بذالك لبَياضه . وقيل : الوَضَحُ من اللَّبَن : ما لم يُمْذق ، ويقال : كَثُر
الوَضَحُ عند بني فُلان ، إِذا كَثُرتْ أَلْبانُ نعَمِهم .
( و ) الوَضَحُ : ( حَلْيٌ من الفِضَّة ) هاكذا ذَكرَه أَبو عُبيد في ( الغريب ) .
وفي ( المَشَارِق ) : حَلْيٌ من الحِجارة . قال في التوشيح : أَي حجَارة الفضّة .
و ( ج ) الكُلِّ (*! أَوضَاحٌ ) ، سُمِّيت بذالك لبياضها . وفي الحديث : ( أَنّ
النبيّ صلى الله عليه وسلمأَقَاد مِن يَهوديَ قتَلَ جُوَيْريةً علَى أَوْضَاحٍ لها
) . ( و ) قيل : الوَضَحُ : ( الخَلْخَالُ ) ، فخَصَّ .
( و ) *!وَضَحُ الطَّرِيفَة : ( صِغَارُ الكَلاَ ) ، وقال أَبو حنيفَة : هو ما
ابيَضَّ منها ، والجمْع أَوْضاحٌ . وقال الأَصمعيّ : يقال : في الأَرض أَوْضَاحٌ
من كَلاَ ، إِذا كان فيها شيءٌ قد ابيضَّ . قال الأَزهريّ : وأَكثرُ ما سمعتُهم
يَذكرون الوَضَحَ في الكَلإِ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيفِيَّ الذي لم يأْتِ
عَلَيْه عامٌ ويَسودُّ . قال ابن أَحمرَ ووصَفَ إِبلاً :
تَتَبَّعُ *!أَوْضَاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ
وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيَا
وقال مَرّةً : هي بَقَايَا الحَلِيّ والصِّلِّيانِ ، لا تكون إِلاّ من ذالك .
( و ) قد ( وَضَحَ الأَمْرُ ) والشْيءُ ( يَضحُ*!وُضُوحاً *! وضحَةً ) ، كعِدَة ،
( *!وضَحَةً ) ، بالفتح لمكان حرْف الحلْقِ ، ( وهو *!واضحٌ *!ووَضَّاحٌ .
*!واتَّضَحَ *!وأَوْضَحَ *!وتَوَضَّحَ : بانَ ) وظَهَرَ . ( *!ووَضَّحَه ) هو*!
تَوْضيحاً ( *!وأَوْضَحَه ) *!إِيضاحاً ، *!وأَوضَحَ عنه .
وتَوَضَّحَ الطّرِيقُ : استبانَ .
____________________
(7/212)
( و ) *!الوَضَّاحُ ، ( ككتّان ) : الرَّجلُ ( الأَبيضُ اللَّوْنِ الحسَنُهُ )
الحَسَنُ الوَجْهِ البَسّامُ .
( و ) العرب تُسمِّي ( النَّهار ) الوَضَّاحَ واللّيلَ الدُّهْمَانَ .
( و ) الوَضّاح ( لَقَبُ جَدِيمةَ الأَبرشِ ) . وفي ( الصّحاح ) : وقد يُكنَى
*!بالوضَحِ عن البَرص ، ومنه قيل لجَذِيمة الأَبرشِ الوَضّاحُ . قال : وهذا سببُ
تَسْمية العرب له ، لا ما قاله الخليلُ : سُمِّي جَذِيمةَ الأَبرشَ لأَنّه أَصابَه
حرْقُ نارٍ فبقِيَ أَثره نقطٌ سودٌ وحمر .
( و ) الوَضّاح ( مَولًى بَرْبَرِيٌّ لبنِي أُميَّة ) ، قال ذالك السُّكَّريّ في
قول جرير :
لقد جاهَدَ الوَضّاحُ بالحقِّ مُعلِماً
فأَوْرثَ مَجْداً باقياً آل بَرْبَرَا
كان شاعراً ، وهو المعروف *!بوَضَّاحِ اليمن ، وكانت أُمُّ البنينَ بنت عبد العزيز
بن مرْوَان تحْت الوليدِ بن عبد الملك ، وكانت تُحِبُّ الوَضّاحَ . وفي المضاف
والمنسوب للثعالبيّ : قال الجاحظ : قُتِل بسبب الفِسق ثلاثةٌ من العبيد : وَضَّاحُ
اليمنِ ، ويَسَارُ الكواعِب ، وعبْدُ بني الحسْحاس . ( وإِليه سبَتِ*!
الوَضَّاحِيَّة ) وهي ( ة ) معروفة .
( و ) في حديث المَبْعَث : ( أَنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمكان يَلْعَبُ وهو
صغِيرٌ مع الغِلْمانِ ( بعَظْمِ *!وضّاحٍ ) وهي لُعبةٌ ( لصِبيانِ الأَعراب ) ،
وذالك أَن ( تأْخُذ الصِّبْيةُ عَظْماً أَبيضَ فيَرْمُونَه في ) ظُلْمَةِ (
اللَّيْلِ . و ) ، أَيْ ثُمّ ( يَتفرَّقُون في طلبِهِ ) فَمن وجده منهم فلَه
القَمْرُ . قال : ورأَيت الصِّبيانَ يِصَغِّرونه فيقولون عُظيمُ وصاحٍ . قال :
وأَنشدني بعضُهم :
عُظيم وضّاحٍ ضِحنَّ اللَّيْلهْ
لا تَضِحنّ بعْدهَا مِنْ ليْلةْ
( وبِكْرُ الوضَّاحِ : صلاةُ الغَداةِ .
____________________
(7/213)
وثِنْيُ
دُهْمانَ : العشَاءُ الآخِرةُ ) ، قال الراجز :
لوْ قِسْتَ ما بيْن مُنَاخيْ سَبَّاحْ
لِثنْيِ دُهْمان وبِكْرِ الوضَّاحْ
لقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْدَاحْ
سبَّاحٌ بَعيرُه . والأَبداحُ : جوانِبُه .
( و ) عن أَبي عمْرٍ و : (*! استَوْضَح الشَّيْءَ ) واستَكفَّه ، وذالك ( إِذا
وضَعَ يَدَه على عَيْنَيْه ) في الشَّمس ( لينظرَ هلْ يَراه ) يُوَقِّي بكفّه
عَينيه شُعاعَ الشَّمسِ . يقال : استوضِحْ عنه يا فُلان . ( و ) استوضح ( فُلاناً
أَمْراً ) ، وكذالك الكلامَ ، إِذا ( سأَله أَن يِوَضَّحه له ) . *!واستوضَح عن
الأَمر : بَحثَ .
( *!والمُتَوَضِّحُ : مَنْ يظْهَر ) . وقد تَوضَّحَ الطّرِيقُ : استَبَانَ . (
ومَن يَرْكَب وضَحَ الطريقِ ) و ( لا يَدْخُل في الخَمَرِ ) محرَّكةً . ( و ) قال
النضّر :*! المُتوضِّح ( من الإِبل : الأَبيضُ غيرُ ) وفي بعض الأُمّهات وليس (
شَدِيد البَياضِ ) ، أَشدُّ بَياضَاً من الأَعْيَصِ والأَصهَبِ ، ( *!كالوَاضِح )
، وهو ( *!المُتَوضِّح الأَقْرَابِ ) ، وأَنشد :
مُتَوضِّح الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ
شَنِج اليَدَيْنِ تَخَالُه مَشكولاَ
( *!والوَاضحة : الأَسْنَانُ ) التي ( تَبْدُو عِنْد الضَّحك ) ، صفة غالبة .
وأَنشدَ :
كلُّ خَليلٍ كنت صافَيتُه
لا تركَ اللَّهُ له *!وَاضِحَة
كلُّهُمُ أَرْوَغُ من ثَعلبٍ
ما أَشْبه اللَّيلَةَ بالبارِحَهْ
وفي الحديث : ( حتَّى ما أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ ) ، أَي ما طلَعُوا بضاحِكَة ولا
أَبدوْها ، وهي إِحْدَى ضَواحِكِ الإِنسانِ .
( *!وتُوضِحُ بالضّمّ وكسْر الضّاد : ع ، بين إِمَّرَةَ إِلى أَسْودِ العيْنِ ) ،
وهو كَثيبٌ أَبيضُ في كُثبانٍ حُمْرٍ بالدَّهناءِ بين أَجإٍ واليمامةِ .
____________________
(7/214)
( *!والوَضَحةُ ، محرَّكةً : الأَتانُ ) أُنثَى الحِمَارِ . ( و ) *!الواضِحة و (
*!المُوضِحةُ ) من الشِّجَاج : الّتي بَلَغت العَظْمَ*! فأَوضحتْ عنه ، وقيل : هي
الّتي تَقْسِر الجِلْدَةَ الّتي بين اللَّهم والعظمِ ، أَو ( الشَّجَّةُ الّتي
تُبْدِي وَضَحَ العِظَامِ ) وهي التي يكون فيها القِصَاصُ خاصّةً ، لأَنّه ليْس من
الشِّجاج شَيْءٌ له حَدٌّ يَنتهِي إِليه سِوَاهَا ، وأَمّا غيرُها من الشِّجَاج
ففيها دِيَتُهَا . والجمعُ *!المَوَاضِحُ . والتي فُرِض فيها خَمْسٌ من الإِبل هي
ما كان منها في الرّأْس والوَجهِ ، فأَمّا *!المُوضِحةُ في غيرِهِما ففيها
الحُكومة .
( و ) في الحديث : ( ( أَمَرَ النّبيُّ صلَّى الله ) تعلى ( عليه وسلّمَ بصِيَامِ
الأَوَاضِحِ ) ) حكَاه الهرويّ في الغَريبَين . قال ابن الأَثير : وفي الحديث : (
أَمرَ بصيَام الأَوضاحِ ) ، ( أَيْ أَيّامِ ) اللَّيالي ( البِيضِ ) ، جمْعِ واضحة
، وهي ثالثَ عشَرَ ورابعَ عشَرَ وخامِسَ عَشرَ ، و ( أَصْلُه ووَاضِحُ فقُلبَت
الواوُ ) الإِولَى ( هَمْزةً ) كما عُرِف ذالك في كُتُبِ الصرف .
( *!والوَضِيحَة : النَّعَم . ج*! وَضَائحُ ) ، قال أَبو وَجْزةَ :
لِقَوْمِيَ إِذْ قَوْمِي جَميعٌ نَواهُمُ
وإِذْ أَنَا في حَيَ كثيرِ *!الوَضَائِحِ
( و ) من المجاز : (*! وَضَحَتِ الإِبلُ باللَّبَن : أَلمَعتْ ) ، كذا في (
الأَساس ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الوَضَحُ : بياضٌ غالبٌ في أَلوانِ الشَّاءِ قد فَشَا في جَميع جَسَدِهَا ؛
والجمْعُ أَوضاحٌ . وفي ( التهذيب ) : في الصَّدْرِ والظَّهْرِ والوَجْهِ ، يقال
له*! توضيحٌ ، وقد *!تَوضَّحَ .
*!وأَوضحَ الرَّجلُ والمرأَةُ : وُلدَ لهما أَولادٌ *!وُضَّحٌ بِيضٌ .
وقال ثعلب : هو منْك أَدْنَى واضحة ، إِذا وَضَحَ لك وظَهَرَ حتّى كأَنّه
مُبْيَضٌّ .
ورجلٌ *!واضحُ الحعسَب *!ووَضَّاحُه : ظاهرُه نَقِيُّه مُبْيضُّه ، على المَثَل .
وكذا قولهم : له النَّسَبُ الوضَّاحُ .
____________________
(7/215)
*!ووَضَحُ القَدمِ : بَياضُ أَخمَصه . وقال الجُميح :
والشَّوْك في وَضَحِ الرِّجْلينِ مَركُوزُ
وقال أَبو زيد : من أَين وَضَحَ الرَّاكبُ ، أَي مِن أَيْن بَدَا . وقال غيره من
أَين أَوضَحَ ، بالأَلف . وقال ابن سيده : وَضَحَ الرّاكِبُ : طَلَعَ ، ومن أَين
أَوْضَحْتَ ، بالأَلف ، أَي من أَين خَرَجْت ، عن ابن الأَعرابيّ . وفي ( التهذيب
) : من أَين *!أَوْضَحَ الرَّاكِبُ ، ومن أَين أَوْضَعَ ، ومن أَين بَدَا وَضَحُك
.
*!وأَوضَحْتُ قَوماً : رأَيْتهم .
والواضِح : ضدُّ الخاملِ ، *!لوُضوح حالِه وظُهور فِضْلِه ، عن السَّعْديّ .
*!والوُضَّح : الكَوَاكِبُ الخُنَّسُ إِذا اجْتَمَعَتْ مع الكواكِب المُضيئة من
كواكِب المنازلِ . وقال اللّيث : إِذا اجتمعتِ الكواكِبُ الخُنَّس مع الكواكب المُضِيئةِ
مِن كواكب المَنازِل سُمِّينَ جميعاً *!الوُضَّحَ .
وعن اللِّيحْيَانيّ : يقال : فيها *!أَوضاحٌ من النّاس وأَوباشٌ وأَسقاطٌ ، يُعنَى
جماعاتٌ من قبائلَ شَتَّى . قالوا : ولم يُسْمَعْ لهاذه الحروفِ واحداً وقال أَبو
حنيفة : رأَيتُ *!أَوْضاحاً من النّاس ها هُنا وها هُنا لا واحدَ لها .
وأَبو عبد الله محمّدُ بن الحسَيْنِ بن عليّ بن الوَضّاح الأَنباريّ الشاعر ،
حدّثَ عن أَبي عبد الله المَحَامِليّ ، وأَبي حامدٍ الإِسماعِيليّ ، وانتقلَ إِلى
نَيْسَابُورَ وبها تُوُفِّيَ سنة 345 .
وأَبو عُمَرَ عامرُ ابن أَسيدِ بن وَاضِحٍ الأَصبهانيّ عن ابن عُيينَة ويحيي
القَطَّانِ .
وطح : (*! الوَطْحُ ) ، كذا هو بفتح فسكون في سائر النسخ ، وهو صَنيعُ المصنّفِ ،
وبخطِّ أَبي سهْل : الوَطَح ، هاكذا محرَّكَةً . وهو ( ما تَعَلَّقَ بالأَظلاف
ومخالِبِ الطَّيرِ من الطينِ والعُرَّة ) وبخطّ أَبي زكريّا : من الطِّين والعُرِّ
،
____________________
(7/216)
وهو
جائزٌّ أَيضاً ، وأَشبه ذالك ، واحدته وَطْحَةٌ .
( و ) قد ( *!وَطَحَه *! يَطِحُه ) *!طِحَةً ، كعِدَةِ ، إِذا ( دَفَعَه بيدَيْهِ
عَنِيفاً ) ، أَي في عُنْفٍ ، كما في بعض كُتب الغريب .
( و ) القَومُ ( *!تَوَاطَحُوا ) إِذا ( تدَاوَلُوا الشَّرَّ بَيْنَهُم ، أَو )
تَوَاطَحُوا ، إِذا ( تقَاتَلُوا ) ، وبه فسّر قول الحَكَم الخُضْرِيّ .
لَذَ بأَفْوَاهِ الرُّواةِ كأَنّمَا
*!يَتَوَاطَحُون به على الدِّينارِ
وقال أَبو وَجزة :
تُفرِّج بين العَسكرِ المُتَوَاطِحِ
( و ) *!تَواطَحَت ( الإِبلُ ) على ( الحَوْضِ ) ، إِذا ( ازْدَحَمَتْ عَلَيْه ) .
( *!والوَطِيحُ ، كشَرِيف : حِصْنٌ بخَيْبَرَ ) ، وستأْتِي عدّةُ حصونِ خيبرَ في
خبر .
وقح : ( *!وَقحَ الحافِرُ ، ككَرُمَ وفَرِحَ ووَعَدَ ) ، *!يَوْقُح *!ويَوْقَح
*!ويَقِحُ ( *!وَقَاحَةً ) ، بِالفتح ، ( *!ووُقُوحَة ) ، بالضّم ، كلاهما مصدَر
وقُحَ ككرُمَ ، ( *!وقِحَةً ) ، كعِدَة ، ( *!وقَحَةً ) بالفتح ، مصدران للمفتوح
والمكسور ، وهما نادِرانِ . قال ابن جنّي : الأَصل وِقْحَة ، حذفوا الواوَ على
القياس كما حذفت من عِدَة وزِنَة ، ثم إِنّهُم عدَلوا بها عن فِعْلَةٍ إِلى
فَعْلَة ، فأَقَرُّوا الحرفَ بحاله وإِن زالت الكسرة التي كانت مُوجِبةً له فقالوا
*!القَحَة ، فتَدرَّجوا *!بالقِحَة إِلى القَحَة وهي*! وَقْحَةٌ كجَفْنَة ، لأَنَّ
الفاءَ فُتِحَت لأَجل الحرفِ الحَلقيّ كما ذهبَ إِليه محمّد بن يَزيد . وأَبَى
الأَصمعيُّ في *!القَحَة إِلاّ الفتحَ ، كذا في ( اللسان ) ( *!ووَقَحاً ) ،
محرَّكةً مصدرُ *!وَقِحَ ، كفَرِحَ ، هاكذا على الصّوَاب كما في في سائر النُّسخ ،
واستبه على شيخنا فجعلَه تارةً كالوَعْدِ ، وتارة بالضّمّ ، وتارةً ، بضمّتين ،
____________________
(7/217)
واستدرك
بهاذا الأَخير على المصنف .
*!ووَقحَ ( وهو *!وَاقِحٌ ) ، إِذا ( صَلُبَ ) واشتدَّ ، ( *!كاسْتَوقَحَ
*!وأَوْقَحَ ) ، وكذالك الخُفُّ والظَّهْرُ .
( و ) من المجاز : *!وَقِحَ ( الرَّجُلُ : قَلَّ حَياؤُه ) *!وَقَاحَةً ، وهو
بَيَّنُ الوَقَحِ *!والوُقُوحِ ، زادهما اللِّحيانيّ في الوَجْهِ ، ويقال رَجلٌ
*!وَقِيحُ الوجْهِ *!ووَقَاحُه : صُلْبُه قليلُ الحياءِ ، والأُنثَى *!وَقَاحٌ ،
بغير هاءٍ ، والفعل كالفِعل ، والمصدر كالمصدر وقال أَئمَّةُ الاشتقاقِ :
*!الوَقَاحَة : الجَرَاءَة على القَبائح وعَدَمُ المبالاةِ بها ، كما نقله
البيضاويّ والزمخشريُّ .
( و ) من المجاز : ( *!المُوَقَّحُ ، كمُعظَّم : المُحرَّب ) الّذي قد أَصابته
البَلايَا ، عن اللِّحْيَانيّ ، وهو المُوَقَّعُ أَيضاً .
( وَرَجُلٌ وَقَاحُ الذَّنَبِ ) ، محرَّكَةً ، *!وَوَقَاحٌ ( كَسَحَابٍ : صَبُورٌ
على الرُّكُوب ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( وحافرٌ وَقَاحٌ : صُلْبٌ ) : باق على
الحِجَارَةِ ، والنّعْت وَقاحٌ ، الذَّكَرُ والالنثَى فيه سواءٌ و ( ج *!وُقُحٌ )
، بضمْ فتشديد .
( *!وتَوْقِيحُ الحَوْضَ : إِصْلاحُه بالمَدَرِ ) حتّى يَصْلُب فلا يُنشِّفَ
الماءَ ، ( و ) قد *!يُوقَّح ب ( الصَّفائح ) . وقال أَبو وَجزةَ :
أَفْرِغْ لَهَا مِن ذِي صَفِيحٍ *!أَوْقَحَا
مِن هَزْمةٍ جابَتْ صَمُوداً أَبْدَحَا
( و ) *!التّوقيح ( في الحافر : تَصْلِيبُه بالشَّحْم المُذَاب ) حتّى إِذا
تَشيَّطَتِ الشَّحْمَةُ وذَابَتْ كُوِيَ بها مواضِعُ الحَفا والأَشاعِرِ .
( ) ومن المجاز : بعيرٌ *!مُوَقَّحٌ : مَكدودٌ بالعمل ، وهو مما يستدرك عليه .
وكح : ( *!وَكَحَه برجْله *!يَكِحُه ) *!وَكْحاً ، إِذا ( وَطِئَه ) وَطُأً (
شَدِيداً ) .
( *!والوُكُحُ ، لضمَّتين : الفِرَاخُ الغَلِيظَة ) ، على النَّسب ، كأَنّه جمْعُ
*!واكحٍ أَو*! وَكُوحٍ ، إِذْ لا يَسوع أَن يكون جمعَ *!مُستَوكِحٍ ( وقد
*!اسْتَوْكَحتْ ) : غَلظَت .
____________________
(7/218)
( *!والأَوْكَحُ : التُّرَابُ ) وقد تقدّمت الإِشارة إِليه في أَوّل الباب ، لأَنّه
عند كُراع فَوْعَل ، وقياس قَول سيبويه أَن يكون أَفعل . ( و ) *!الأَوْكَح أَيضاً
: ( الحَجَرُ ) ، والمكان الصُّلبُ .
( *!وأَوْكَحَ ) الرَّجلُ ( أَعْيَا . و ) *!أَوكَحَ ( في حَفْرهِ ، أَي بَلَغَ
الحَجَرَ ) . قال الأَصمعيّ : حَفَرَ فأَكْدَى وأَوْكَحَ ، إِذا بلَغَ المكانَ
الصُّلبَ .
( و ) قال الأَزهريّ عن أَبي زيد : أَوْكَحَ ( العَطِيَّةَ ) إِيكاحاً إِذا (
قَطَعهَا . و ) في ( التهذيب ) : *!أَوْكَحَ ( عَنِ الأَمْرِ : كَفَّ ) عَنْه
وتَركَه ، وقيل أَوْكَحَ الرَّجُلُ : مَنَعَ واشتدَّ على السائل ، ( و ) قال
المفضَّل : ( سَأَلَهُ *!فاسْتَوْكَحَ ) *!استيكاحاً ، إِذَا ( أَمْسَكَ ولم
يُعْطِ ) .
ولح : ( *!وَلحَ البَعِيرَ كوَعدَه : حمصله ما لا يُطيقُ ) .
( *!والوَلِيحُ *!والوَلائحُ : الغرائِرُ والجِلالُ ) والأَعْدال يُحمَل فيها
الطّيبُ والبَزُّ ونحوُه ، قال أَبو ذُؤَيبٍ يصف سَحاباً :
يُضيءُ رَبَاباً كَدُهْمِ المَخَا
ضِ جُلِّلْن فوقَ الوَلاَيَا *!الوَلِيحَا
( الواحِدَة *!وَلِيحَةٌ ) ، وقيل هو الضَّخْم الواسعُ من الجَوَالق . وقيل هو
الجُوَالِق ما كَانَ . وقال اللِّحْيَانيّ : *!الوَليحة : الغِرَارَةُ ،
والمِلاَحُ : الْمِخْلاةُ ، قال ابن سيده : وأُراه مقلوباً من الوَليح ، وقد تقدّم
في ملح ما يتعلق به فراجعْه .
ومح : ( *!الوَمّاح ، ككَتّانٍ : صَدْعُ فَرْجِ المَرأَةِ ) قال الأَزهَرِيّ :
قرأْت بخطّ شَمِرٍ ، أَنّ أَبا عَمْرٍ و الشَّيْبَانيَّ أَنشد هاذه الأَبيات :
لمصا تَمشّيْت بُعَيدَ العتَمهْ
سمِعْتُ من فَوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ
إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمهْ
يَؤُرّهَا فَحْلٌ شديدٌ الضَّمُضَمهْ
أَرًّا بِعَتَّارٍ إِذا ما قَدَّمَهْ
فيها انْفَرَى *!وَمّاحُها وخَزَمَهْ
____________________
(7/219)
قال : وَمّاحُها : صَدْعُ فَرْجِها . وانفَرَى : انفَتح وانفتقَ لإِيلاجه الذَّكَر
فيه ، قال الأَزهريّ : لم أَسمعْ هاذا الحرْف إِلاّ في هاذه الأَرجوزةِ ، وأَحسبها
في نوادره .
( *!والوَمْحة ) ، بفتح فسكون ( الأَثَرُ من الشَّمْسِ ) ، حكاه الأَزهريّ خاصّةً
عن ابن الأَعرابيّ .
ونح : ( *!وَانَحَهُ *!مُوانحَةً : وافَقَهُ ) . كذا قاله ابن سيده .
ويح : ( *!وَيْحٌ لزيدٍ ) ، بالرفْع ، ( *!ووَيْحاً له ) بالنّصب ، ( كَلمةُ
رَحْمَةٍ ) ، وويْلٌ كلمةُ عَذَابٍ ، وقيل هما بمعنى واحدٍ . وقال الأَصمعيّ :
الوَيل قُبُوحٌ ، *!والوَيْح تَرحُّمٌ ، ووَيْسٌ تَصغيرُها ، أَي هي دونها . وقال
أَبو زيد : الوَيْلُ هَلَكةٌ *!والويْحُ قُبُوحٌ ، والوَيْس ترَحُّمٌ ، وقال
سيبويه : الوَيْلُ يقال لمن وَقَعَ في الهَلَكَةِ ، الوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشرَف في
الهَلَكةِ . ولم يذْكر في الوَيس شَيئاً . وقال ابن الفَرج : الوَيْحُ والوَيْلُ
والوَيْس واحدٌ . وقال ابن سيده : وَيْحَه كوَيْله ، وقيل : وَيْحٌ تقبيحٌ .
قال ابن جنّى : امتنعوا من استعمال فِعْل الويحِ ، لأَنّ القياس نَفاه ومَنَع منه
، وذالك لأَنّه لو صُرِّف الفِعْلُ من ذالك لوجبَ إِعلالُ فائِه كوَعَد ، وعَينه
كباع ، فتحامَوا استعمالَه لِمَا كان يُعقِب من اجتماع إِعلالين . قال ولا أَدرِي
أَأُدخل الأَلفُ واللاّم على الوَيْح سَمَاعاً أَم تَبسُّطاً وإِدلالاً . وقال
الخليل : وَيْسٌ كلمةٌ في موضع رأْفةٍ واستملاحٍ ، كقَولك للصّبيّ وَيْحَه ما
أَملَحَه ، ووَيْسَه ما أَملَحَه . وقال نصرٌ النَّحوِيّ : سمعْت بعضَ مَن
يَتنطَّع يقول : *!الوَيْح رَحمةٌ ، وليس بينه وبين الوَيْل فُرقَانٌ إِلاّ أَنّه
كان أَلْيَنَ قليلاً .
وفي ( التهذيب ) : قد قال أَكثرُ أَهلِ اللُّغَةِ إِنّ الوَيلَ كلمةٌ تقال لكلّ
مَن وَقَع في هَلَكةٍ وعَذاب ، والفرْقُ بين وَيْح ووَيْل ، أَنّ وَيْلاً تقال لمن
وَقَعَ في هَلَكةٍ أَو بَلِيّة لا يُترحَّمُ
____________________
(7/220)
عليه
، *!ووَيْح ثُقال لكلِّ مَن وَقَع في بَلِيّة يُرْحَم ويُدعَى له بالتخلُّص منها .
أَلا ترَى أَنَّ الوَيْل في القرآن لمستحِقيِّ العذابِ بجرائِمهم ، وأَمّا وَيْح
فإِنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمقالها لعمّار : ( *!وَيْحَك يا ابنَ سُميّةَ
بُؤساً لك ، تَقتُلُكَ الفِئةُ الباغِية ) كأَنّه إِعلِمَ ما يُبتلَى به من
القَتْل فتوجَّعَ له وتَرحَّمَ عليه .
( ورَفْعُه على الابتداءِ ) ، أَي على أَنه مبتدَأٌ والظرْف بعده خبَرُهُ . قال
شيخنا : والمسوِّغ للابتداءِ بالنكرة التعظيمُ المفهومُ من التنوين أَو التنكير ،
أَو لاِءَنَّ هاذه الأَلفاظَ جَرتْ مَجْرَى الأَمثال ، أَو أُقيمَت مُقامَ
الدُّعَاءِ ، أَو فيها التعجُّبُ دائماً ، أَو لوُضوحه ، أَو نحو ذالك مما يُبديه
النّظَرُ وتَقتضِيه قواعِدُ العربيّة . ( ونَصْبُه بإِضمارِ فعْل ) ، وكأَنك قلت :
أَلْزمَه اللَّهُ *!وَيْحاً ، كذا في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) . وفي ( الفائق )
للزّمخشريّ ، أَي أَتَرحَّمه تَرحُّماً . وزاد في ( الصّحاح ) : وأَما قولهم :
فَتعساً لهم ، وبُعْداً لثَمود ، وما أَشبه ذالك فهو منصوبٌ أَبَداً لأَنّه لا
تَصِحُّ إِضافتُه بغير لامٍ ، لأَنّك لو قلْتَ فتَسَهم أَو بُعْدَهم لم يَصلُح ،
فلذالك افترقَا .
( و ) لك أَن تقول : (*! وَيْحَ زيدٍ *!ووَيْحَه ) ، ووَيْلَ زَيْدِ ووَيْلَه .
بالإِضافَة ، ( نَصْبُهما به ) أَي بإِضمار الفِعْل ( أَيضاً ) ، كذا في ( الصّحاح
) ، وربما جُعِل مع ( ما ) كلمةً واحدةً .
( و ) قيل : ( *!ويْحمَا زيدٍ بمعْنَاهُ ) ، أَي هي مثلُ ويْح كلمة ترحُّم قال
حُميدُ بنُ ثورٍ :
أَلاَ هَيَّمَا مِمّا لَقِيتُ وهَيَّمَا
ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ مَاهُنّ ويْحَمَا
ووجدْت في هامش ( الصّحاح ) ما نصُّه : لم أَجِدْه في شعْره . ( أَو أَصلُه ) أَي
أَصْلُ وَيْح ( ويْ ) ، وكذالك ويْس ووَيْل ( وُصلَت بحاءٍ مَرَّةً ) فقيل : وَيْح
( وبلام مرَّة ) فقيل وَيْل وستأْتي ، ( وبباءٍ مرّةً ) فقيل وَيْب ، وقد
____________________
(7/221)
تقدّم
، ( وبسِينٍ مرّة ) فقيل وعيْس ، كما سيأْتي ، وسيأْتي الكلام عليها في محلِّهَا .
وكذا ويْك ، ووَيْه وويْح . قال سيبويه : سأَلتُ الخليلَ عنها فزعم أَنّ كلّ مَن
نَدِم فأَظهر نَدَامَتَه قال : وعيْ ، ومعناها التَّنديمُ والتَّنبيه . قال ابن
كَيْسَان : إِذا قالوا وَيْلٌ له *!ووَيْحٌ له ، ووَيْسٌ له ، فالكلام فيهنّ
الرَّفعُ على الابتداءِ ، واللام في موضع الخبر ، فإِن حذفت اللام لم يكن إِلاّ
النصب كقوله : وَيْحَه ووَيْسَه .
2 ( فصل الياءِ ) التحتية مع الحاءِ المهملة ) 2
يوح : (*! يُوحُ *!ويُوحَى ، بضمِّهما من أَسماءِ الشَّمْس ) . قال شيخنا : كَتْبه
بالحمرةِ مُؤْذِنٌ بأَنَّ الجوهريّ لم يذْكرهُ ، وليس كذالك ، فإِنه قد ذكرَه في
الموحّدة ، وأَورد الخلاف هناك فأَغنى عن إِعادته هنا ، انتهى .
قلْت : ووجدْت في هامش ( الصّحاح ) منقولاً من خطِّ الإِمام أَبي سهل ما نصُّه :
يُوحُ ويُوحَى من أَسماءِ الشمس ، وذكرَ ذالك أَبو عليّ الفارسيْ في الحلبيَّات عن
المبرد ، انتهى .
قلت : هاذه العبارة تتمّة من كلام ابن بَرِّيّ ، فإِنه قال : لم يذْكر الجوهريّ في
فصل الياءِ شيئاً ، وقد جاءَ منه يُوحُ اسمٌ للشَّمس . قال وكان ابن الأَنباريّ
يقول هو بوحُ ، بالباءِ ، وهو تصحيف . وذكره أَبو عليّ الفارسيّ في الحلبيّات عن
المبرّد بالياءِ المعجمة باثنتين ، وكذالك ذكره أَبو العلاءِ المعرّيّ في شعره
فقال :
ويُوشَع ردَّ يُوحَى بَعضَ يَوم
وأَنْتَ مَتَى سَفَرْتَ رَدَدْتَ *!يُوحَا
قال : ولمّا دَخَلَ بَغَدادَ اعتُرض عليه في هاذا البَيتِ فقيل له : صحَّفتَه ،
____________________
(7/222)
وإِنّما
هو بوحُ بالبَاءِ ، واحتجُّوا عليه بما ذكره ابنُ السِّكِّيت في أَلفاظه ، فقال
لهم : هاذه النُّسخ التي بأَيديكم غيَّرها شُيوخُكم ، ولاكن أَخرِجوا النُّسخَ
العَتِيقة فأَخرَجُوهَا فوجدوها بالتّحتيّة كما ذكرَه أَبو العلاءِ . وقال ابن
خالَويه : هو يُوحُ ، بالياءِ المعجمة باثنتين وصحَّفه ابن الأَنباريّ فقال بُوحُ
، بالموحدة . وجرَى بين ابنِ الأَنباريّ وبين أَبي عُمَر الزاهِد كلّ شيْءٍ حتَّى
قالت الشّعراءُ فيهما ، ثم أَخرجا كتاب الشَّمس والقَمر لأَبي حاتم السِّجستانيّ
فإِذا هو يوح بالياءِ المعجمة باثنتين ، وأَما البوح بالباءِ فهو النَّفْسُ لا غيُ
.
وقال ابن سيده : يُوحُ : الشَّمْسُ ، عَنْ كُرَاع ، لا يدخله الصَّرف ولا الأَلف
واللام ، والذي حكاه يعقوبُ بوحُ ، انتهى .
وفي حديث الحسن بن عليّ : ( هل طَلَعَتْ يُوح ) ، يعني الشَّمس . وهو من أَسمائها
، كبَراحِ وهما مبنيّان على الكسر . قال ابن الأَثير : وقد يقال فيه *!يُوحَى ،
على مثال فُعْلَى .
ومن سَجعات الأَساس : جعلَك اللَّهُ أَعْمَرَ من نُوح ، وأَنْوَرَ من يُوح .
ونقل شيخنا عن السَّفاقسيّ في إِعراب الفاتحة : قيل : لم يجىءْ ما فاؤُه ياءٌ
تَحتيّة وعينُه واو غير يَومٍ ، اتفاقاً ، قيل : *!ويُوحُ اسمٌ للشمس ، وقيل هو
بالموحّدة . ومثله في المزهر .
يدح : ( ) ومما يستدرك عليه من مادّة الياءِ مع الحاءِ :
*!يدح . قال ابن منظور : رأَيت في بعض نسخ الصّحاح : *!الأَيدح اللّهوُ والباطلُ .
تقول العرب : أَخَذْته *!بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ ، على الإِتباع . *!وأَيْدَحُ
أَفعَلُ لا فَيْعَلٌ . قال ابن بَرِّيّ : لم يذكر الجوهريّ في فصل الياءِ شيئاً ،
انتهى .
قلت : وقد وجَدْت ذالك منقولاً في هامش نسخة الصّحاح من خطّ الإِمام أَبي سهْل
النحويّ الهَرويّ . والمصنِّف ذكره في بدح بالموحَّدة على خلاف الصَّواب ، وهنا
محلُّ ذِكره ، والله سبحانه وتعالى أَعلَمُ ، وأَمره أَحكمُ .
____________________
(7/223)
1
( باب الخاءُ المعجمة ) 1
من كتاب القاموس المحيط .
قال ابن كَيْسَان : من الحروف المجهور والمهموسُ ، والمهموسُ عَشرةٌ : الهاءُ ،
والحاءُ والخَاءُ والكاف ، والشِّين ، والسّينُ ؛ والتاءُ ، والصاد ، والثاءُ ،
والفاءُ ، ومعنَى المهموسِ أَنّه حرْفٌ لانَ في مَخرجه دون المجهور ، وجَرَى معه
النَّفَسُ ، فكان دون المجهور في رَفْع الصَّوت .
وقال الخليل بن أَحمد : حروفُ العربيّة تسعةٌ وعشرون حرفاً ، منها خمسةٌ وعشرونَ
صِحاحٌ لها أَحيازٌ ومدارِجُ ، فالخاءُ والغين في حيّز واحد ، والخاءُ من الحروف
الحلْقية . وقد تقدّم شيءٌ من ذالك .
2 ( فصل الهمزة ) مع الخاء ) 2
أَبخ : ( *!أَبَّخه *!تأْبيخاً ) : لغة في ( وَبْخه ) ، ومعناه : لامَه ( وعَذَلَه
) ، قال ابن سيده : حكاه ابنُ الأَعرابيّ ، وأُرى همزته إِنّما هي بدلٌ من واو
وَبَّخه ، على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليلٌ ، كوَناةٍ وأَناةٍ ،
وَوَحَدٍ وأَحَدٍ .
قلت : ومثْله ذَكَرَ الخطيبُ أَبو زكريّا في ( حاشية الصّحاح ) ، ورأَيته منقولاً
من خطِّه عند قوله : الوشاح .
أَخخ : ( *!الأَخِيخَةُ : دَقِيقٌ يُعَالَج بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ ) ثم يُصَبُّ عليه
ماءٌ ( ويُشْرَبُ ) ، ولا يكون إِلاّ رقيقاً . قال :
تَصْفِرُ في أَعظُمِه المَخِيخَهْ
تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ على الأَخِيخَهْ
شعبَّهَ صَوْتَ مصِّه العظَامَ التي فيها المخّ بتجشُّؤ الشّيخ ، لأَنّه
مُسْتَرْخِي الحَنَكِ واللَّهَوَات ، فلَيْسَ لجُشَائِ صَوْتٌ . قال أَبو منصور :
هاذا الذي قيل في الأَخِيخَة صحيح ، سُمِّيَتْ *!أَخِيخَةً لحكايةِ صَوْتِ
المتجشِّىء إِذا تَجشّأَها لرِقَّتِها .
( *!وأَخُّ : كلمةُ تَكْرُّهٍ ) وتَوجُّعٍ
____________________
(7/224)
(
وتَأْوُّهٍ ) من غَيظٍ أَو حُزنٍ . قال ابن دريد : وأَحسبها مُحدَثة .
( والأَخُّ : القَذَر ) ، قال :
وانْثَنَتِ الرِّجْلُ فصَارَتْ فَخَّا
وصارَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ أَخّا
( ويكسر ) ، وهاكذا أَنشده أَبو الهَيْثَم .
( و ) الأَخُّ والأَخَّة ( لُغة في الأَخِ ) والأُختِ ، حكاه ابن الكلبيّ ، قال
ابن دريد : ولا أَدرِي ما صحّةُ ذالك .
( *!وإِخْ ، بالكسر : صَوتُ إِناخَةِ الجَمَلِ ) ، ولا فِعلَ له . وفي الموعب :
ولا يقال *!أَخَخْتُ الجَملَ ولاكن أَنَخْته . ( و ) *!إِخّ ( بمعْنَى كِخَّ ، أَي
اطْرَحْ . وقد يُفْتح فيهما ) ، أَي في معنى الطَّرْح والزجْر .
( وا ) *!وأخَّا ، بالضّمّ : ع البَصْرةِ ، به أَنهرٌ وقُرًى ) في جانب دجلةَ
الشرقيّ .
ومن المجاز : بين السَّماحة والحَماسة تآخ .
أَرخ : ( *!أَرَخَ الكِتَابَ ) ، بالتخفيف ، وقَضِيَّته أَنّه كنَصَرَ ، (
*!وأَرّخَه ) ، بالتشديد ، ( *!وآرَخه ) ، بمَدِّ الهمزة : ( : وعقَّتَه ) ،
*!أَرْخاً *!وتأْريخاً *!ومُؤارَخة . ومثله التَّوْريخُ ، وزَعمَ يعقوبُ أَنّ
الواو بَدلٌ من الهمزة . وقيل إِنَّ *!التَّأْريخ الذي *!يُؤرّخه الناسُ ليس
بعربيّ محْض ، وإِنّ المسلمين ، أَخذوه من أَهْل الكتاب . قال شيخنا : وقد أَنكرَ
جماعةٌ استعمالَه مخفّفاً ، والصّوابُ ورودُه واستعماله ،
____________________
(7/225)
كما
أَورده ابن القطاع وغيره . والخِلاف في كونه عربيًّا أَو ليس بعربيّ مشهور ، وقيل
هو مقلوب من التأْخير .
وقال الصُّوليّ : تاريخ كلِّ شيءٍ غابتُه ووَقتُه الذي ينتهِي إِليه ، ومنه قيل :
فلانٌ تاريخُ قومِه ، أَي إِليه يَنتهِي شَرَفُهم ورياستُهم .
وفي المصباح : *!أَرَّخْتُ الكتابَ ، بالتثقيل ، في الأَشهَر ، والتخفيفُ لغةٌ
حكَاها ابن القطّاع ، إِذَا جلتَ له تاريخاً . وهو معرّب ، وقيل عربيٌّ ، وهو
بَيان انتهاءِ وَقْته . ويقال : ورَخَّت ، على البدَل ، والتَّوريخ قليلُ
الاستعمال . *!وأَرّخت البيِّنة : ذكرْتُ تاريخاً وأَطلقْت ، أَي لم تذكره ، انتهى
.
( والاسم *!الأُرْخَة ، بالضّمّ ) .
( *!والأَرْخُ ) ، بفتح فسكون ، وهو الصحيح ، قاله أَبو منصور ، ( ويُكْسر ) ،
نُقِلَ عن الصَّيْدَاويّ : ( الذَّكَرُ من البَقَرِ ) ، ويقال : الأُنْثَى من
البقَر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عَلَيْهَا الثِّيرَانُ .
( و )*! الأَرَخُ ، ( محرَّكةً : ة بأْجَأَ ) أَحدِ جَبَلَيْ طيِّىء .
( *!-والأُرْخِيُّ ، بالضّمّ : الفَتِيّ مِنه ) أَي من البقر ، ومنهم من عَمَّ به
البقرَ *!كالأَرْخِ *!والإِرْخِ ، قاله أَبو حنيفة ، والجمع *!آراخٌ *!وإِراخٌ ،
والأُنثى *!أَرَخَه ، محرّكةً ، *!وإِرْخَة ، والجمع *!إِراخٌ لا غير . قال ابن
مُقْبل :
أَو نعْجَةٌ من إِراخِ الرّملِ أَخْذَلَها
عنْ إِلْفها واضِحُ الخَدّينِ مَكْحُولُ
قال ابن برّيّ : هاذا البيتُ يقوِّي قَول مَن يقول إِنّ *!الأَرْخَ الفِتيّة
بِكْراً كان أَو غير بِكْر ، أَلاَ تَرَاه قد جعلَ لها وَلداً بقوله : واضح
الخدّين مكحول والعرب تُشبِّه النِّساءَ الخَفِراتِ في مَشْيهنّ *!بالإِراخِ ، كما
قال الشاعر :
يمشِين هَوْناً مِشْيَةَ *!الإِراخِ
( أَو ) الإِراخ ( ككِتَابٍ : بَقَرُ الوَحْش ) ، الواحد *!أَرْخة . ويُطلق على
المذكّر والمؤنّث ، وهو ظاهرُ كلام الجوهري .
____________________
(7/226)
( *!والأُرْخِيَّة ولَدُ الثَّيْتَل ) ، وقال ابن السِّكّيت : الأَرْخ بقَرُ
الوَحْش . فجعلَه جِنْساً ، فيكون الواحِد على هاذا القول أَرْخَة ، مثل بَطّ وبطَّةٍ
، وتكون الأَرْخة تقَع على الذّكر والأُنثى ، يقال : *!أَرْخَة ذَكرٌ *!وأَرْخة
أُنثَى ، كما يقال بطّة طذكرٌ وبَطّة أُنثى . وكَذالك ما كان من هاذا النَّوع
جِنْساً وفي واحده تاءُ التأْنيث ، نحو حمَامٍ وحمامةٍ . وقال الصَّيداويّ
*!الإِرْخ بالكسر : ولدُ البقَرَة الوحْشيّة إِذا كان أُنثَى . وقال مُصعبُ بن عبد
الله الزُّبيريّ : الأَرْخ وَلدُ البقَرةِ الصَّغيرُ . وأَنشدَ الباهلّ لرَجُلٍ
مَدنيّ كان بالبصرة :
لَيْتَ لي في الخَمِيس خَمسينَ عاماً
كلُّهَا حَوْلَ مَسْجدِ الأَشياخِ
مَسْجد لا تَزالُ تَهْوِي إِليه
أُمُّ أَرْخٍ قِناعُهَا مُتَرَاخِي
وقيل : إِنّ التاريخ مأْخوذٌ منه ، كأَنّه شيءٌ حَدَثَ كما يَحدُث الولَدُ . وقال
ابنُ الأَعرابيّ وأَبو منصور : الصحيحُ الأَرخُ بالفتح ، والذي حكاه الصَّيداوي
فيه نَظرَّ ، والّذي قاله اللّيث أَنّه يقال له *!-الأُرْخِيُّ لا أَعرفه ، كذا في
( التهذيب ) . وقالوا من الأَرْخ ولَدِ البقرةِ *!أَرخْتُ *!أَرْخاً .
*!وأَرَخَ إِلى مكانه *!يأْرَخُ *!أُروخاً : حَنَّ إِليه . وقد قيل إِنّ الأَرْخ
من البَقَرِ مُشتقٌّ من ، لحَنينه إِلى مكانِه ومأْواه .
أَزخ : ( *!الأَزْخُ ) ، بالزاي الساكنة ، ( لُغة في الأَرْخ ) ، وهو الفَتِيّ من
بَقر الوحْشِ ، رواهما جَميعاً أَبو حنيفة ، وأَمّا غيره من أَهْل اللُّغة فإِنّما
روايته الأَرخ ، بالرّاءِ . والله أَعلمُ .
أَضخ : ( *!أُضاخ ، كغُرَابٍ : ع ) بالبادية ، يُصرَف ولا يصرف ، وقيل جَبَلٌ ،
يُذكّر ( ويؤنّث ) وفي المراصد أَنّه من قُرَى اليمامةِ لبني نُميرٍ ، وقيل : من
أَعمالِ المدينة . ويقال : وُضَاخ ، قال امرؤ القيس يَصف سَحاباً .
فلما أَنْ دنَا لِقَفَا أُضاخٍ
وَهَتْ أَعجازُ رَيِّقه فَخَارا
____________________
(7/227)
وفي ( اللسان ) : وكذالك *!أُضَايِخُ ، أَنشد ابن الأَعرابيّ .
صَوَادِراً مِن شُوكَ أَو *!أُضَايِخَا
أَفخ : ( *!أَفَخَهُ ) *!يأْفِخُهُ *!أَفْخاً ، إِذا ( ضَرَب يافُوخَه ) ، قال
أَبو عبيدٍ : أَفَخْتُه وأَذَنْته : أَصَبْت يافُوخَه وأُذُنَه . ( وهو ) أَي
اليافوخ ( حَيْثُ الْتقَى عَظْمُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ و ) عَظْمُ ( مُؤخَّرِه ) ،
وهو الموضع الذي يَتحرَّك من رأَسِ الطِّفل ، وقيل : هو حيْث يكون لَيِّناً من
الصَّبيّ قبل أَن يتَلاقَى العَظْمَانِ : السَّمّاعة والرَّماعة ، وهو ما بينَ
الهَامةِ والجَبْهة . قال اللَّيث : مَن هَمزَ اليافوخَ فهو على تقدير يفْعُول
ورجلٌ *!مأْفوخ ، إِذا شُجَّ في يأْفوخه . ومن لم يَهمز فهو على تقدير فاعول من
اليفخ ، والهمْزُ أَصْوبُ وأَحسنُ .
( و )*! اليَافُوخُ ( من اللَّيل : مُعظَمُه ) ، و ( ج ) *!اليافوخ ( *!يَوَافيخُ
) ، هاكذا في سائر النُّسخ بالواو ، ومثله في ( التهذيب ) ، قال شيخنا : والذي في
أُمَّهات اللُّغة القديمة : *!اليآفيخ ، بالهمز والإِبدال تخفيفاً . وفي حديث عليّ
رضي الله عنه : ( وأَنتم لَهَامِيمُ العَرَبِ *!ويآفِيخُ الشَّرَفِ ) ، استعار
للشّرفِ رءُوساً وجعلَهم وَسَطَهَا وأَعلاَها . ( وهاذا سَدلُّ على أَنّ أَصلَه
يفخ ) ، أَي فاؤُه تحتيّة ، فالصواب حينئذ أَن يُكَر في فصل التّحتيّة . ( ووَهِمَ
الجوهريُّ في ذِكْره هنا ) ، وأَشار في ( المصباح ) للوجهين فقال : اليافُوخُ
يُهمَز وهو أَحسنُ وأَصوبُ ، ولا يُهمز ، ذكرَ ذالك الأَزهَرِيّ .
قلت : وقد تقدّم عن اللّيث مِثل ذالك ولا يَخفى أَنّ هاذا وأَمثال ذالك لا يُعَدُّ
وَهَماً .
أَلخ : ( *!ايتَلَخَ الأَمْرُ عليهم ) *!ائْتِلاَخاً ( : اخْتَلَطَ ) ، يقال :
وَقَعُوا في *!ائْتلاخٍ ، أَي اختلاطٍ .
( و ) *!ائْتَلخَ ( العُشْبُ : عَظُمَ وطالَ ) والْتفَّ ، يأْتلِخ ائْتلاخاً ، قاله
اللَّيث ، وأَرضٌ *!مُؤْتلِخة ومُلْتَخَّة ، ومُعْتلِجة وهادِرة .
____________________
(7/228)
( و ) يقال : ائْتلَخَ ( ما في البَطْنِ ) إِذا ( تَحرَّكَ ) وسمعتَ له قَرَاقِرَ
.
( و ) ائْتَلخَ ( اللَّبتُ ) ، إِذا ( حَمُضَ ) .
أَوخ : ( *!التَّأَوُّخُ : القَصْدُ ) ، إِن لم يكن تَصحيفاً عن التناوح ، فإِنه
لم يذكُره أَحدٌ من أَئمّة اللغة .
أَيخ : ( *!إِيخِ ) ، بالكسر ، مَبْنيَّةً على الكسر ، كلمةٌ ( تُقَالُ عنْد
إِناخةِ البَعِيرِ ) ، لغةٌ في إِخّ ، وقد تقدّم .
2 ( فصل الباءِ ) الموحّدة مع الخاءِ المعجمة ) 2
بخخ : ( *!بَخْ كَقَدْ ، أَي عظُمَ امرُ وفَخُمَ ) ، وهي كلمةٌ ( تُقالُ وَحْدَها
) ، قال شيخنا : كلامُه كالصَّريح في أَنّها فعْلٌ ماضٍ ، لأَنه شرحَها به وفيه
نَظَرٌ ، ( و ) قد ( تُكَرَّرُ ) فيقال (*! بخٍ بَخْ ، الأَوّل منوَّن والثاني
مُسكَّن ) ، كقولك غَاقٍ غاقْ ، ( وقُلْ في الإِفراد بخْ ساكنة ، *!وبَخِ مكسورةً
، وبَخ منوّنةً ) مكسورةً ( *!وبَخٌ منوّنَةً مضمومة ، ويقال : بخْ بَخْ ،
مُسكَّنين ، *!وبخٍ بَخٍ ، منوَّنَين ) مكسورين مخَفَّفين ، ( وبخَ بخَ ) منوّنين
مكسورين ( مُشَدّدين ) ، كلَّ ذالك ( كلمةٌ تُقال عند الرِّضا والإِعجابِ
بالشَّيءِ أَو الفَخْرِ والْمَدْحِ ) ، وقد تُستعمل للإِنكار ، وتكون للرِّفق
بالشيْءِ ، وللمُبَالغة ، كما حكاهما في عُقود الزَّبرجد .
وقال أَبو حيَّانَ في شَرح التسهيل : قالوا في الحذف : بخٍ بخٍ ، بالكسر ، *!وبَخْ
*!بَخْ ، بالتسكين ، وهي كلمةٌ تقال عند استعظام الشّيْءِ قال : فأَمّا من كسَره
فلأَنّه لمّا حذف التقَى ساكِنَانِ الخاءُ الأُولى والتنوين ، فكُسِر الخاءُ .
وأَمَّا منْ سَكَّنَ فلأَنّه لما حذف اللام حذَفَ معها التنوين ، فبقِيَ
الأَوْسَطُ على سكونه .
وقال السُّهَيْليّ في ( الرّوض الأُنف ) : بَخ بخ ، كلمةٌ معناها التعجُّب ، وفيها
لُغات : بَخْ بسكون الخاءِ ، وبكسرها مع التنوين ، وبتشديدها مع التنوين وعدمه .
وفي ( اللسان ) : قال ابن السِّكِّيت
____________________
(7/229)
*!بَخٍ
بَخٍ وبهٍ بَهٍ بمعنًى واحدٍ . قال ابن الأَنباريّ : معنى بَخْ بَخْ تَظيمُ الأَمر
وتَفخيمهُ ، وسَكنت الخاءُ فيه كما سكَنت اللاّمُ في هعلْ وبلْ . وفي ( التهذيب )
وبَخْ كلمةٌ تقال عند الإِعجاب بالشّيْءِ ، تُخفَّف وتثقَّل ، وقال :
بَخْ بَخْ لِهاذا كَرماً فوقَ الكَرَمْ
وقال أَبو الهيثم : بَخْ بخْ كلمةٌ تتكلَّم بها عند تَفضيلِك الشيْءَ ، وكذالك
بَذَخْ وَجَخْ .
( *!وتَبَخْبَخَ الحَرُّ ) ، كتخَبْخَب وباخ ( : سَكَنَ ) بعضُ فَورته .
وبَخْبِخُوا عَنكُمْ من الظَّهِيرَة : أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا ، وهو مقلوب منه .
( و ) *!تَبخْبَخت ( الغَنمُ : سَكَنَتْ حَيْثُ ) وفي بعضِ الأُمّهات : أَينما (
كانتْ ) .
( *!وبَخْبَخَ البَعهيرُ )*! بَخْبخةً *!وبَخْباخاً : ( هَدرَ ) ، *!وبَخْبَاخُه :
هدِيرٌ يَملأُ فَمَه بشِقْشِقته . وهو جَنلٌ*! بَخباخُ الهَدِيرِ . وقيلَ :*!
بَخْبَاخُه : أَوّلُ هعدِيرِه .
( و )*! بَخبَخَ ( الرَّجلُ : إِبرَدَ مِنَ الظَّهِيرةِ ) ، كَخبْخَبَ . وقد وردَ
في الحديث كما تقدَّم .
( و )*! تَبخُبَخَ ( لَحْمُه ) ، أَي الرّجلِ : ) ( صار يُسمعُ له صوتٌ مِنْ
هُزالٍ بَعْدَ سِمنٍ ) . وربّمعا شُدِّدت كالاسم . وقد جمعَها الشاعرُ فقال يصف
بيتاً :
رَوافدُه أَكرَم الرّافدَاتِ
بَخٍ لك بخَ لبَحْرِ خِضَمّ
( و ) عن أَبي عَمْرو : ( بَخَّ ) ، إِذا ( سَكَّن مِنْ غَضَبِهِ ) وخَبَّ من
الخَبَب . ( و ) بَخَّ وفي ( في النّوم غَطَّ ، كبَخْبَخَ ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( إِبلٌ *!مُبَخبخةٌ ) ، أَي ( عظيمةُ الأَجوافِ ) ،
وهي المُخبْخَبة ، وقد تقدَّم ، مقلوبٌ مأْخوذٌ من بخ بخ ، وبَخٍ بخٍ : فكأَنّها
من عِظَمها إِذا رآها النّاسُ قالوا : ما أَحسنَها . وقال ابن سيده : وإِبِلٌ
مُبَخْبَخةٌ : يقال لها : بَخ بَخ إِعجاباً بها .
____________________
(7/230)
( و عن ابن الأَعرابيّ : ( *!البَّخُّ : الرَّجُلُ السَّرِيّ . ودِرْهمٌ بَخِيٌّ )
، مخفّفاً ، ( وقد تشدّد الخاءُ ) . إِذا ( كُتِبَ علَيه بَخْ . ومَعْمَعيُّ :
كُتُبِ عليه معْ ) ، مضاعفاً ، لأَنّه منقوصٌ ، وإِنّما يُضاعَف إِذا كان في حالِ
إِفراده مُخفَّفاً ، لأَنّه لا يَتمكّن في التصريف في حالِ تخفيفه ، فيحتملُ طول
التضاعف . ومن ذالك ما يقَّل فيُكتفَى بتثقيله . وإِنّما حُمِل ذالك على ما يجرِي
على أَلسنةِ النَّاس ، فوجدُوا بخّ مثقّلاً في مستعمَل الكلام ، ووجدوا مع مخفّفاً
، وجَرْسُ الخاءِ أَمتنُ من جَرْس العين ، فكرهوا تثقليَ العين ، فافهَمْ ذالك .
وقال الأَصمعيّ : دِرْهم بَخِيٌّ : خفيفة ، لأَنّه منسوب إِلى بَخْ ، وبَخْ خفيفةُ
الخاءِ ، وهو كقولهم ثَوبٌ يَدِيٌّ للواسع ، ويقال للضَّيّق ، وهو من الأَضداد .
قال : والعامّة تقول *!-بخّيّ ، بتشديد الخاءِ ، وليس بصواب . وقال أَبو حاتم : لو
نُسِب إِلى بَخ على الأَصل قيل بَخَويّ كما إِذا نُسِب إِلى دَمٍ قيل دَمويّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!بَخبَخ الرّجلُ : قال بَخ بَخ . وفي الحديث ( أَنَّه لما قرأَ : { 7 . 013
وسارعوا الى مغفرة . . وجنة } ( آل عمران : 133 ) . وقال الحجّاج لأَعشى هَمْدَان
في قوله :
بَيْنَ الأَشجِّ وبين قَيسٍ باذِخٌ
*!بَخْبَخْ لوالدِه وللمولُودِ
: والله لاَ*! بَخْبَخْتَ بَعْدَهَا .
وعن الأَصمعيّ : رَجلٌ وَخْواخٌ *!وبَخْباخ ، إِذا استَرْخَى بَطْنُه واتَّسَعَ
جُلْدُه .
بدخ : ( البَدِيخ : الرّجُلُ العَظِيمُ الشَّأْنِ . ج بُدَخَاءُ ) قال ، ساعدةُ .
بُدَخاءُ كلُّهم إِذا ما نُوكِرُوا
( وقد بَدخَ ، مثلّثة الدّال ، وتبَدَّخَ ) ، إِذا ( تعَظَّمَ وتَكبَّرَ ) ، ويقال
: فلانٌ يَتبدَّخ علينا ويَتمدَّخ ، أَي يَتعظَّم ويَتكبَّر .
____________________
(7/231)
( وامرأَةٌ بَيْدَخَةٌ : تارَّةٌ ) ، لُغة حِمْيريّة .
( وبَيْدَخُ ) : اسم ( امرأَةٍ ) . قال : ( وبَيْدَخُ ) : اسم ( امرأَةٍ ) ، قال :
هلْ تَعرفُ الدَّارَ لآلِ بَيْدَخَا
جَرَّت عليها الرِّيحُ ذَيلاً أَنْبَخَا
بذخ : ( البَذَخُ ، محرّكةً : الكِبْر ) ، وتَطَاوُلُ الرَّجُلِ بكلامه ،
وافتخارُه ، وقد جَاءَ ذالك في حديث الخَيل : ( والّذي يتَّخذها أَشَرًّا وبَطَراً
وبَذَخاً ) .
( بَذَخَ كفَرِحَ ) ونَصَر ، يَبْذَخ ويَبْذُخ ، والفتْح أَعلَى ، بَذَخاً
وبُذُوخاً ، ( وتَبَذّخَ ) ، إِذا ( تَكَبَّر ) وفَخَرَ ( وعَلاَ ) .
( و ) من المجاز : ( شَرَفٌ باذخٌ وعِزٌّ شامِخٌ ، أَي ( عالٍ ) . والباذِخِ
الشامخ : الجبلُ الطَّويلُ ، صِفةٌ غالبة ، ( وجِبَالٌ بَواذِخُ ) وشَوَامِخُ .
وقد بَذَخَ بُذُوخاً .
ومن المجاز : رَجلٌ باذِخٌ ، والجمْع بُذَخاءُ . ونَظيره ما حكاه سيبويهِ من قولهم
عالمٌ وعُلماءُ . وقال ساعدة بن جُؤَيَّة :
بُذَخاءُ كُلُّهُم إِذا ما نُوكِرُوا
يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجربُ
ويُجْمع الباذِخ على بُذَّخٍ .
( والبَيْذَخُ : المرأَةُ البادِنُ ) ، لغة في المهملة .
( و ) بَيْذَخُ : ( نَخْلة م ) ، أَي معروفة .
( وبَذَخْ ) ، محرّكةً ، ( وبِذِخْ ، بكسرتين ، بمعنى بَخ ) وعجباً ، كذا في (
التهذيب ) . وأَنشد :
نحْن بنُو صَعْبٍ وصَعْبٌ لاِءَسَدْ
فبِذِخٍ هلْ تُنْكِرَنْ ذَاكَ مَعَدّ
( و ) من المجاز : ( بَعيرٌ بِذْخٌ ، بالكسر ، و ) بَذِخٌ وبَذّاخٌ ( ككتِف
وكَتّان : هَدَّارٌ مُخرِخٌ لشِقْشِقَتِه ) فلم يكن فوقه شيْءٌ وقد بَذَخَ يَبْذُ
بَذَخَاناً فهو باذخ . ( وبَذَّاخٌ ) .
( والبُذَاخِيُّ بالضَّمّ : العَظِيمُ ) .
____________________
(7/232)
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ باذِخٌ وبَذّاخٌ ، قال طرَفةُ .
أَنت ابنُ هِندٍ فقلْ لي مَن أَبوك إِذاً
لا يُصلِح المُلكَ إِلاّ كلُّ بِذَّاحِ
وباذَخَه : فاخَره .
وفي ( التهذيب ) : في الكلام هو بَذّاخٌ ، وفي الشِّعر هو باذخ .
وتقول إِذَا زَجرْتَه عن ذالك أَو حَكيتَه : بِذِخْ بِذِخْ .
واستدرك هنا بعضُ أَرباب الحواشي : البِذْخَانُ جمع بَذَخٍ ، محرّكةَ ، لوَلَدِ
الضَّان ، ونقلَه عن النهاية معتمداً على بعض روايات التِّرمِذيّ ، والصواب أَنّه
البِذْجان ، بالجيم ، وقد تَقدّم .
بذلخ : ( بَذْلَخَ ) الرَّجلُ ( بَذْلخَةً وبَذْلاَخاً ) بالفَتْح : طَرْمَذَ ، (
فهو مُبَذْلِخٌ وبِذْلاخٌ ) بالكسر ، ( وهو الّذِي يَقول ولا يَفعل ) .
بربخ : ( البَرْبَخُ : مَنْفَذُ الماءِ . و ) بَرْبَخُ البَولِ : ( مَجْرَاه ) ،
مِصْريّة . ( وهو الإِردَبَّة ) ، بالكسر وفتح الدّال المهملة وشدّ الموحّدة ، ( و
) هي ( البَالُوعةُ من الخَزَفِ . و ) البَرْبَخ : ( ع ) وقد تقدَّم في المهملة
ذلك ، فأَحدهما تصحيف عن الآخر .
برخ : ( البَرْخُ : النَّمَاءُ والزِّيادة ، والرَّخِيصُ من الأَسعارِ )
عُمَانِيّة ، وقيلل هي بالعِبْرَانِيّة أَو السُّرْيَانِيّة . يقال : كيف أَسعارهم
؟ فيقال : بَرْخٌ ، أَي رَخيص .
( و ) البَرْخُ ( القَهْرُ ودَقُّ العُنُقِ والظَّهْرِ . و ) البرْخُ : ( ضَرْبٌ
يَقْطَعُ بَعْض اللَّحْمِ بالسَّيْفِ ) .
( والبَرِيخُ ) ، كأَمِيرٍ ( : المكسورُ الظَّهْرِ ) ، والمدقُوقُ العُنقِ .
( والتَّبْرِيخ : الخُضُوعُ ) والذُّلّ والتَّبْرِك . قال :
ولو يُقَالُ بَرِّخُوا لبَرَّخُوا
لِمَارَ سَرْجِيسَ وقد تَدَخدَخُوا
____________________
(7/233)
أَي ذَلُّوا وخَضَعوا . وبَرِّخُوا برِّكوا ، بالنَّبَطيّة . كذا في ( اللسان ) .
برزخ : ( البَرْزَخُ ) : ما بين كلِّ شَيْئينِ . وفي ( الصّحاح ) ( الحاجزُ بين
الشَّيئينِ . و ) البَرْزَخ : ما بين الدُّنيا والآخِرَةِ قبْلَ الحشْر ( مِنْ
وَقْتِ الموْتِ إِلى القِيَامَة ) . وقال الفرّاءُ : البَرزَخ مِن يَوم يموتُ إِلى
يَوم يُبعَث . ( ومَنْ ماتَ ) فقدْ دَخَلَه ، أَي البَرْزخَ .
( و ) في حديث عبد الله وقد سُئِل عن الرَّجُلِ يَجِد الوَسْوَسةَ ، فقال : تِلْك
( بَرازِخُ الإِيمانِ ) ، يريد ( ما بين أَوَّلِه وآخرِه ) . وأَوّلُ الإِيمان
الإِقرارُ بالله عزّ وجلّ ، وآخِره إِماطَةُ الأَذَى عن اطّريق . ( أَو ) بَرازِخُ
الإِيمان : ( ما بينَ الشّكّ واليَقِينِ ) .
بزخ : ( البَزَخ ، محرَّكَةً ) : تَقاعُسُ الظَّهْرِ عَن البَطْن ، وقيل : هو أَن
يَدْخُلَ البَطْنُ وتَخْرُج الثُّنَّة وما يَليها ، وقيل : هو أَن يَخْرُجَ أَسفلُ
البَطْنِ ويَدْخُل ما بين الوَرِكَيْن ، وقيل : هو ( خُروجُ الصَّدرِ ودُخُولُ
الظَّهْرِ ) . يقال : ( رجُلٌ أَبزَخُ وامرأَةٌ بَزْخَاءُ ) ، وفي وَرِكه بَزَخٌ .
( وبَزَّخَ تَبزِيخاً : استَخْذَى ) ، قاله أَبو عمْرٍ و ، وأَنشد قَول العجَاج .
ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبزَّخُوا
وفسّره به ، ورواه غيره ( بَرِّخوا ) بالراءِ وقد تقدّم ، والزّاي أَفصحُ .
( و ) من المَجاز : ( تَبَازَخَ ) الرَّجلُ ( عَنِ الأَمْرِ ) ، إِذا ( تَقَاعَسَ
. و ) ربَّما يَمشِي الإِنسانُ مُتَبَازخاً كمِشْيَةِ ( المرأَةِ ) العجوزِ (
خَرَجَتْ عَجيزَتُهَا ) وانحنَى ثَبَجُهَا .
( و ) في الحديث ذكر وَفد ( بُزَاخَة ، بالضّمّ ) والتخفيف ، ( ع ) ، قال أَبُو
عُبيد : رَملةٌ من وَراءِ النِّبَاج . وفي التّوشيح : ماءٌ ببلادِ أَسدٍ وغَطفانَ
، وقيل : ماءٌ لطيِّىء ، عن الأَصمعيّ ، ولبنِي أَسدٍ ، عن أَبِي عَمْرٍ و
الشِّيْبَانيّ ، كانت ( به وَقْعَةٌ ) للمسلمين في خلافة أَمير المؤمنين ( أَبي
بَكْرٍ ) الصِّدِّيق ( رضِيَ الله تعالى عَنْه ) .
____________________
(7/234)
( و ) في ( التهذيب ) عن اللّيث : ( البَزْخ ) ، أَي بفتح فسكون : ( الجَرْفُ )
بلغة عُمَان ، قاله أَبو منصور . وقال غيره : هو البَرْخُ ، بالرّاءِ .
وبَزْخَاءُ : فَرَسُ عَوْفِ بن الكاهنِ الأَسلَميّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَبَازَخَ الفَرسُ إِذا ثَنَى حافِرَه إِلى بَطْنِه لقِصَرِ عُنقِه وَقتَ
الشُّرْبِ ، وبه فُسِّرَ حديث عُمرَ رضي الله عنه ( أَنه دعَا بفرَسَينِ هَجِينٍ
وعَربيَ للشُّرْب ، فتطاوَلَ العَتيقُ فشَرِبَ بطُولِ عُنُقِه ، وتَبازَخَ
الهَجِينُ ) .
وقال ابن سيده البَزَخُ في الفَرِس : تطمُنُ ظَهْرِه وإِشرافُ قَطَاتِه وحارِكِه .
والفعْلُ من ذالك بَزِخَ بَزَخاً ، وهو أَبزَخُ ، وانْبَزَخَ كبَزِخَ عن ابن
الأَعرابيّ ، وبِرْذَوْنٌ أَبزَخُ . والبَزَخُ في الظَّهْر : أَن يَطمئنّ وَسَطُه
ويَخْرُجَ أَسفلُ البَطْن . والبَزْخَاءُ من الإِبل : الّتي في عَجُزِها وَطأَةٌ .
وبَزَخَه بَزْخاً : ضَرَبَه فدَخَلَ ما بين وَرِكَيْهِ وخَرَجَتْ سُرّتُه .
والبِزْخ ، بالكسر : الوِطَاءُ من الرَّمل ، والجمْع أَبزاخٌ .
وتَبَازَخَ الرَّجلُ : مَشَى مِشْيَةَ الأَبْزخِ أَو جَلَسَ جِلْستَهُ . قال عبدُ
الرحمان بن حسّان :
فتَبَازَتْ فتَبازَخْتُ لها
جِلْسَةَ الجازِر يَسْتَنْجِي الوَتَرْ
وبَزَخَ القَوْسَ : حَنَاها . قالت بعضُ نساءِ مَيْدَعَان :
لو مَيْدعَانُ دَعَا الصَّريخ لَقَدْ
بَزَخَ القِسِيَّ شَمَائِلٌ شُعْرُ
وبَزَخَ ظَهْرَه بالعَصَا يبزَخُه بَزْخاٍ : ضَرَبَخ . وعَصاً بَزُوخٌ ، كلاهما
شديدةٌ . قال :
أَبتْ لي عِزّةٌ بَزرَى بَزُوخُ
إِذَا مَا رَامَها عِزٌّ يَدُوخُ
وبَزَخَه يَبزَخُه بَزْخاً : فضَحَه .
وبُزَاخٌ ، كغُرَاب : مَوضع ، قال النابغة ، يصف نَخْلاً :
بُوَاخيَّة أَلْوَتْ بلِيفٍ كأَنّهَا
عِفَاءُ قِلاَصٍ طَارَ عَنْهَا تَوَاجِرُ
____________________
(7/235)
بزمخ
: ( بَزْمَخَ ) الرَّجُلُ ، إِذا ( تكبَّرَ ) ، وهاذا عن ابن دُريد في الجمهرة .
بطخ : ( البِطِّيخُ ) والطِّبِّيخ لُغَتانِ ، وهو ( من اليَقْطِينِ الّذي لا
يَعْلُو ، ولاكنْ يَذْهَبُ ) حِبَالاً ( علَى وَجْهِ الأَرْضِ ، واحدتُه بهاءٍ )
بِطِّخة .
( والمَبْطَخةُ ، وتُضمُّ الطاءُ : مَوضِعُهُ ) ومَنبِته ، وجمْعه المَبَاطِخُ .
ومن سَجَعَات الأَساس : ورأَيته يدُورُ بين المَطَابخ والمَباطخ .
( وأَبْطَخُوا ) وأَقْثَئُوا ( ) ومما يستدرك عليه :
( : كَثُرَ ) ( عِنْدَهم . وحمّد بن ) عبد الله ( بن أَبي بكْر بنِ بطِّخ )
الدّلاَّل ، محدِّث ( شاميّ ) ، حدّثَ عن النّاصح الحَنْبلِيّ وغيره ، ( روينا عن
أَصحابِه ) .
( و ) نقل أَبو حَمزَةَ عن أَبي زيد : المَطْخُ و ( البَطْخُ : اللَّعْقُ ) ، ولم
أَسمعْه من غيره .
( وباطِخُ الماءِ : الأَحمقُ . ورجُلٌ بُطَاخِيٌّ ، كغُرَابِيّ : ضَخْمٌ ) .
( وإِبلٌ ) بَطِخَة ، ( ورَجَالٌ بَطِخَةٌ كفَرِحة ) : ضِخَامٌ . وكلُّ ذالك مجاز
.
وتَبطَّخَ : أَكَلَ البِطِّيخَ ، كذا في ( الأَساس ) .
بلخ : ( بَلِخَ كفَرِحَ : تَكَبَّر ، كتَبَلَّخَ ) ، يَبْلَخ بَلَخاً ، وهو أَبلخُ
بيِّنُ البَلَخِ . قال أَوسُ بن حَجَرٍ :
يَجودُ ويُعْطِي المالَ عن غَير ضِنّةٍ
ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبلَخِ المُتَهكِّمِ
والجميع البُلْخُ .
( و ) قال ابن سيده : ( البِلْخ ) ، بالكسر ( : المتكبِّر ) في نفْسه ، ( ويُفْتَح
، و ) ، البَلْخُ ، ( بالفَتْح : شَجَرُ السِّنْدِيَانِ ، كالبُلاَخِ ، كغُرَاب )
، وهاذه عن أَبي العبّاس . قال : وهو الشّجر الّذي تُقطعَ منه كُدِينات
القَصَّارين .
____________________
(7/236)
( و ) البَلْخ ( الطُّولُ . و ) بلام لامٍ : ( د ) عظيمةٌ بالعراق ، وبها نهرُ
جَيحون ، وهي أَشهرُ بلادِ خُراسانَ وأَكثرها خَيْراً وأَخلاً . وفي ( اللسان ) :
كُورةٌ بخُراسان .
( و ) البُلْخُ ، ( بالضّمّ ، جمْع بَلِيخٍ ) : اسمٌ ( لنهرٍ بالجزيرةِ يقال له
بُلْخ ) ، بضمّ فسكون ، ( وبُلُخ ) ، بضمّتين ( وأَبالخُ وبَلِيخاتٌ وبلائخُ ) ،
كلُّ ذلك جَمعُ بَليخ .
( والبَلْخَاءُ ) من النِّساءِ : ( الحَمْقاءُ و ) يقال ( نِسوةٌ بِلاَخٌ ) ،
بالكسر ، أَي ( ذَوَاتُ أَعجازٍ ) .
( والبُلاَخِيَّة ، بالضَمّ : العَظيمةُ ) في نفْسِها الجَريئة على الفُجُور ، (
أَو الشَّرِيفَة ) في قومِهَا .
( وبَلخَانُ ، محركَةً : د ، قُرْبَ أَبِيَورْدَ ) .
( والبَلَخيَّة محرّكةً ، شجرٌ يَعْظُم كشجَر الرُّمّان ) زهَرُ حَسنٌ ، كما في
نُسخة ، وفي بعضها ( له هْرٌ حسَنٌ ) .
بوخ : (*! باخَ ) ، الصّواب*! باخت ( النّارُ ) *!تَبُوخ *!بَوْخاً *!وبُؤُوخاً
*!وبَوَخاناً : سَكَنَتْ وفَتَرتْ . ( و ) من المجازِ : باخَ ( الغَضَبُ ) ، إِذا
( سَكَنَ ) ، قال رُؤبةُ :
حتّى*! يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ
( و ) من المجاز : عَدَا ( الرّجلُ ) حتّى باخَ وشاخَ ( : أَعْيَا ) وانْبَهَر .
( و ) باخَ ( اللَّحْمُ *!بُؤُوخاً ) بالضّمّ ، إِذا ( تَغَيَّرَ ) وفَسَد . وباخَ
الرجُلُ *!يَبوخُ ، إِذا فَتَرَ . وقيل : باخَ الحَرُّ ، إِذا سَكَنَ فَوْرُه .
( و ) يقال : ( هُمْ في*! بُوخٍ ) أَمْرهم ، ( بالضّمّ ، أَي اخْتِلاطٍ ) . وفي (
الأَمثال ) : ( وَقَعوا في دُوكَةٍ *!وبُوخٍ ) لمَن وَقعَ في شَرَ وخُصومة . قاله
الميدانيّ .
____________________
(7/237)
( و ) باخَت النارُ ، و ( *!أَبَخْتُهَا : أَطفأَتُها ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَبِخْ عنك من الظَّهيرة ، أَي أَقِمْ حتّى يَسكُنَ حَرُّ النَّهارِ ويبَرُدَ .
ومن المَجاز : بينهم حَرْبٌ ما *!يَبُوخُ سَعِيرُهَا . *!وباخَ عَنْه الوِرْدُ :
فتَرَتْ عنه الحُمَّى . *!وأَباخ النَّائرةَ بينهم . كذا في ( الأَساس ) .
2 ( فصل التاءِ ) المثنّاة الفوقيّة مع الخاءِ المعجمة ) 2
تخخ : ( التَّخُّ عُصَارَةُ السِّمْسِمِ ) ، وهو الكُسْب . ( و ) *!التَّخُّ : (
العَجِينُ الحامِضُ ) المُستَرْخِي . ( وقد *!تَخَّ ) العَجينُ *!يَتُخُّ
*!تُخُوخاً و ( *!تُخُوخةً ) ، إِذا كثُرَ ماؤُه حتَّى يَلِين ، وكذالك الطِّين
إِذا أُفْرِطَ في كثْرةِ مائِه حتّى لا يُمْكِن أَن يُطيَّن به . ( *!وأَتَخَّهُ )
صاحبُه إِذا فعل به ذالك .
( *!والتَّخْتَخَة : اللُّكْنَةُ ) وهو في بعْض حكاية الأَصوات كأَصواتِ الجِنّ .
( وهو ) أَي الرَّجلُ ( *!تَخْتَاخٌ *!-وتَخْتَخَانيٌّ ) ، بفتحهما ، أَي (
أَلكَنُ ) ، سُمِّيَ من ذالك .
( وأَصبحَ ) الرَّجُلُ ( *!تَاخًّا ، أَي ) مُؤْتَثِئاً ، وهو الّذي ( لاَ
يَشْتَهِي الطَّعَامَ ) .
( *!وتِخ تِخْ ، بالكسر : زَجْرٌ للدَّجَاجِ ) .
ترخ : ( التَّرْخُ : الشَّرْطُ اللِّيِّن ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، يقال اتْرَخْ
( شَرْطِي ) وارْتَخْ ، قال الأَزهريّ : هما لُغَتَانِ : التَّرْخُ والرَّتْخ ،
مثل الجَبْذ والجَذْب . ( وهو ) أَي التَّرْخُ ( قِطَعٌ صِغَارٌ في الجِلْد ) .
وقد ( تَرَخَ الحَجَّامُ شَرْطَه ، كمَنَعَ ، أَي لم يُبالِغْ في التَّشْرِيطِ ) ،
مثْل رَتَحَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابن سيده : تُرَاخ . مَوضع .
____________________
(7/238)
تنخ
: ( تَنَخَ بالمكان تُنُوخاً ) ، بالضّمّ ، وتَنَأَ تُنوءًا : ( أَقامَ ) به ، (
كتَنَّخَ ) ، مشدّداً ، فهو تانخٌ وتانِىءٌ ، أَي مُقيم ، ( ومنه ) سُمِّيَت (
تَنَوخُ ) ، كصَبور ، ومن شَّدَ فقد أَخطأَ ، ( قَبِيلةٌ ) من اليَمَنِ ، (
لأَنّهُم اجْتَمَعُوا ) وتحَالفوا ( أَقَامُوا في مواضَعهِم ) . وقال ابن قُتيبةَ
في المعارف : تَنُوخُ ونَمِر وكَلْب ، ثلاثتُهم إِخوةٌ . ( ووَهِمَ الجَوهريُّ
فذكرَه في ن وخ ) ببناءً على أَنّ التّاءَ ليست بأَصليّة . ونَظراً إِلى الاشتقاق
والمأْخذ ، فإِنّه من الإِناخة بمعنى الإِقامة فلا يُعَدُّ مثل هاذا وَهَماً .
( وتَنِخَ ، كفَرِحَ : اتَّخَمَ ) ، وذالك إِذا خَبُثَتْ نَفْسُهُ من شِبَعٍ أَو
غيرِه كطَنِخَ ، ( وأَتْنَخَه الدَّسَمُ ) ، إِذا فَعَلَ به ذالك . وتَنِخَت
نفْسُه وطَنِخَتْ بمعنٍ ى .
( و ) تَنَخَفي الأَمر : رَسَخَ فيه وثَبَتَ ، فهو تانِخٌ ، مثل نَتَخ ، بتقديم
النون على التاءِ ، ومنه ( تانَخَهُ في الحَرْبِ ) إِذا ( ثابَتَه ) .
توخ : ( *!تاخَتِ الإِصبَعُ في الشَّيْءِ الوَارِمِ أَو الرِّخْوِ ) ، إِذا (
خاضَتْ ) وغَابَتْ فيه . ذكرَه اللّيث ، وأَنشد بَيتَ أَبي ذؤَيب :
قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فشُرِّجَ لَحمُها
بالنَّيّ فهْي *!تَتُوخُ فيه الإِصْبعُ
قال : ويُرْوَى : تثوخ ، بالثلَّثة ، وسيأْتي . قال الأَزهري : ثاخ وسَاخ معروفانِ
بهاذا المعنَى ، وأَمّا تاخ بمعناهما فمَا رواه غير الّليث .
قلت : ولذا أَنكرَه ابن دُرَيْد وأَغفَلَه الجوهريّ وغيرُه .
تيخ : ( *!تَاخَه *!بالمِتْيَخَةِ ) ، بكسر الميم وسكون التاءِ قبل الياءِ ، (
*!وَوَتَخَه *!بالمِيتَخَة ) ، بكسر الميم وتقديم الياءِ الساكِنَةِ على التاءِ (
: ضَرَبَهُ بالعَصَا ) أَو القَضيب الدُّقِيق الَّليِّن ، وقِيل : كلّ
____________________
(7/239)
ما
ضُرِب به من جَريدٍ أَو عَصاً أَو دِرَّة وغير ذالك .
( أَو المِتْنَخَة ) ، بكسر الميم وسكون الياءِ . ( *!والمِيتَخَةُ ) ، بكسر الميم
وتقديم الياءِ ( *!والمِتِّيخة ) ، بكسر الميم وتشديد التاء ، والمَتِّيخَة ، بفتح
الميم مع تشديد التّاءِ ، قال الأَزهَرِي وهاذه كلُّهَا ( أَسْمَاءٌ لجَرِيدِ
النَّخْلِ ، أَو ) أَصل ( العُرْجون ) . فمن قال مِتَخَة فهو من وَتَخَ يَتِخُ ،
ومن قال مِتْيَخة فمن *!تَاخَ *!يَتِيخ ، ومن قالَ م 2 تِّيخة فهو ف 2 عِّيلة من
مَتخ . وفي الحدث : ( أَنّه خَرَجَ وفي يَدِه متِّيخة في طَرَفِها خُوصٌ مُعتمِداً
على ثابِتِ بن قيس ) . وفي حديث آخَر ( أُتِيَ النّبيُّ صلى الله عليه
وسلمبسَكْرَانَ فقَال : ( اضرِبُوهُ . فضَرَبُوه بالنِّعَال والثِّيَاب
والمِتِّيخة ) ، وترجمَ عليها ابن الأَثير في متخ قال : وأَصلها فيما قيل من مَتَخ
اللَّهُ رَقَبَتَه بالسَّهْم ، إِذا ضَربَه .
2 ( فصل الثاءِ ) المثلّثة مع الخاءِ المعجمة ) 2
ثخخ : ( ) *!ثَخَّ الطِّينُ والعَجِينُ إِذا أُكثِر ماؤُهما كتَخَّ ، وأَتَخَّه
*!وأَثَخّه وهي أَقلُّ اللُّغَتَيْن ، وقد ذُكِر ذالك في حرف التاءِ ، وهنا ذَكَره
صاحِبُ اللسان وغيرِه ، فهو مستدركٌ على المصنّف .
ثلخ : ( ثَلَخ البَقرُ ، كمنَع ) ، يَثْلَخ ثَلْخاً : ( رَمَى خَثَاه ) ، وهو
خُرْؤه ، ( أَيامَ الرَّبيع ) وقيل إِنّمَا يَثْلَخ إِذا كان الربيعُ وخالَطه
الرُّطْب .
( وثَلِخَ ، كفَرِحَ : تَلطَّخ . و ) يقال ( ثَلّخته تَثليخاً لَطَّخْته ) بقَذَرٍ
فَثَلِخَ كفَرِح .
ثوخ : ( *!ثاخت الإِصبَعُ *!تَثُوخُ ) ، بالواو ، ( *!وَتَثِيخُ ) ، بالياءِ ( :
خاضَتْ في وَارمٍ أَوْ رِخْوٍ ) ، وكذالك*! ثاخَ الشيْءُ *!ثَوْخاً : سَاخَ ،
*!وثَاخَتْ قَدَمُه في الوَحَل : غابَتْ
____________________
(7/240)
وسَاخَ
*!وثَاخ : ذَهَبَ في الأَرض سُفْلاً وزعَم يعقوبُ أَن ثاءَ *!ثاخَتْ بَدَلٌ من سين
ساخَت .
2 ( فصل الجيم ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
جبخ : ( الجَبْخُ ) ، كالجَمْخ : ( إِجالَتُك الكِعَابَ في القِمَارِ ) . وقد
جَبَخَ القدَاحَ والكِعَابَ ، إِذا حَرَّكَها وايجالَها .
( والأَجْباخُ : أَمْكِنةٌ فيها نَخُيلٌ . و ) هي ( في قَول طَرَفةَ : الحِجارَة )
.
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَبْخ والجِبْخ جميعاً حيث تُعَسِّل النَّحْلُ ، لغة في الج 2ُبْحِ . وجَبَخَ
جَبْخاً ، إِذا تَكبَّرَ ، كجَمَخ ، بالميم ، وسيأْتي .
جخخ : ( *!جَخَّ ) الرَّجُلُ : ( تَحوَّلَ مِنَ مكانٍ إِلى ) مكان ( آخَرَ . و )
قال الفرّاءُ في حديث البَرَاءِ بن عازب : ( أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمكان
إِذا سَجَد جَخَّ ) قال شَمِرٌ : يقال جَخَّ الرَّجلُ في صَلاته إِذا ( رَفَعَ
بَطْنَه . و ) قيل في تفسيره معنَى جخّ إِذَا ( فَتَحَ عَضُدَيْهِ ) عن جَنْبَيْه
( في السُّجْود ) ، وكذالك اجْلَخّ ، وفي روايةٍ ( *!جَخَّى ) ، وهو الأَكثرُ ،
كما في النّهاية . وقال ابن الأَعرابيّ : ينبغي له أَن *!يُجَخِّيَ ويُخَوِّيَ .
قال : والتَّجخَيَة إِذا أَراد الرّكوعَ رَفع ظَهْرَه . وقال أَبو السَّمَيدَعِ :
المُجخِّى : الأَفحجُ الرِّجْلين .
( و ) جَخَّ ( بِبَوْلِه : رَمَى ) به ، وقيل جَخَّ به إِذا رغَّى به حتى يَخُدَّ
به الأَرضَ كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاءِ . قال ابن سيده : وأُرى
عكْس ذالك لُغة .
( و ) جَخَّ ( برجْلِه : نَسَفَ بها التُّرَابَ ) في مَشْيِه ، *!كخَجَّ ، حكاهما
ابنُ
____________________
(7/241)
دريد
معاً قال : وخجَّ أَعلَى .
( و ) جَخّ الرجلُ : ( اضْطَجَعَ مُتمكناً مُسْتَرخِياً . و ) *!جَخَّ ( جارِيَتَه
مَسَحَها ) ، أَي نَكحَها ، ( *!كَجَخْجَخَ *!وتَجَخْجخَ ) ، هاكذا في النُّسخ ،
والصواب أَنّ في معنى النِّكاح ثلاثَ لُغَات : *!جَخَّها *!وجَخْجَخَها
وخَجْخَجَهَا ، وقد تقدّم .
( *!وجَخْجَخَ ) الرّجلُ : ( كَتَمَ ما في نَفْسِهِ ) ولم يُبدِه . كَخَجْخَج .
( و ) *!جَخْجَخَ : ( صَاحَ ونَادَى ) . وفي الحديث : ( إِنْ أَردْت
العِزّ*!فجَخْجِخْ في جُشَم ) . قال الأَغلبُ العِجليّ .
إِنْ سَرَّكَ العِزُّ*! فجَخْجِخْ في جُشَمْ
أَهْلِ النَّبَاهِ والعَدِيدِ والكَرَمْ
قال اللَّيْث : *!الجَخْجَخَةُ الصِّياحُ والنّدَاءُ ، ومعنَى الحديث صِحْ فيهم
ونادِهم وتَحوَّلْ إِليهم . وقال أَبو الهَيثم : أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك .
( وقال ) أَبو الفضل : وسمعتْ أَبا الهَيثم يقول :*! جَخْجخ أَصله من ( *!جَخْ
جَخْ ) كما تقول بَخ بَخ عند تفضيلك الشيْءَ .
( و ) جَخْجَخَ إِذا ( دَخَلَ في مُعْظَمِ الشَّيْءِ ) ، وبه فسَّرَ بعضُهُم قَول
الأَغْلب العِجليّ :
( و ) جَخْجَخَ ( فُلاناً : صَرَعَه . *!وجَخْجَخَ ) *!وتَجَخْجَخَ ، إِذا اضطَجعِ
وتمكَّنَ و ( اسْتَرْخَى ) ، ولا يَخفَى أَنّه مع ما قبلَه تَكرارٌ . ( و ) يقال
في قول الأَغلب العِجليّ : *!جَخْجِخْ بها ، أَي ادْخلْ بها في مُعطٍ مها
وسَوَادِهَا الذِي كأَنّه لَيل .
وقد *!تَجخجَخَ ( اللَّيْلُ ) إِذا ( تَرَاكَمَ ) وتَرَاكَبَ واشتَدَّ ( ظَلاَمُه
) . وأَنشد أَبو عبد الله :
لمَنْ خَيالٌ زارَنا مِنْ مَيْدَخَا
طافَ بنا واللَّيلُ قد *!تَجَخْجَخا
( *!والجَخُّ ) *!والجَخَّاخ ( : الهِلْبَاجَة ) ، وقد تقدّم في بابه ( و ) هو (
الوَخْمُ
____________________
(7/242)
الثَّقِيل
) الفَدْمُ الأَكْولُ النَّؤومُ . 9
( *!وجَخْ ) ، بفتح فسكون ، ( بمعنَى بَخْ ) ، وقد تقدّم عن أَبي الهيثم ما
يُفسّره .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَخْجخَةُ : التّعريضُ ، وبه فُسِّر بعضُ قَولِ الأَغلبِ أَي عَرِّضِ بها
وتَعَرَّضْ لها .
والجَخْجَخَة : صَوتُ تكثيرِ الماءِ .
وجَخْ ، زَجرٌ للكَيش *!وجَخِ جَخِ
بالكسر : حكايةُ صَوتِ البطنِ . قال :
إِنّ الدَّقيقَ يلْتَوِي بالجُنْبُخِ
حتَّى يَقولَ بَطنُه *!جَخٍ جَخِ
وذكر في ( اللسان ) هنا : *!جَخَّت النُّجومُ *!تَجْخِيَةً ، وخَوَّتْ تَخْوِيَةً
، إِذَا مالَت للمَغِيب ، والصواب ذِكْره في المعتل كما سيأْتي إِن شاءَ الله
تعالى .
جرفخ : ( ) ومما يستدرك هنا مما ذكره صاحبُ اللسان .
جَرْفَخَ الشَّيءَ إِذا أَخذَه بكثرةٍ . وأَنشد :
جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمَامَة
فليُنظُر .
جفخ : ( جَفَخَ كمَنَعَ ) وضَرَب ، يَجْفَخ ويَجْفِخ جفْخاً ، كجَخَف ( : فَخَرَ
وتَكَبَّرَ ) ، وكذالك جَمَخَ ، عن الأَصمعيّ . ( فهو جَفّاخ ) وجَمّاخٌ ، وذو
جَفْخ وذو جَمْخ .
( وجَافَخَهُ : فاخَرَهُ ) ، كجامخه .
جلخ : ( جَلَخَ السَّيْلُ الوَادِيَ ، كَمَنَعَ ) ، يَجلَخُه جَلْخاً : قطع
أَجرافَهُ ، و ( ملأَه . وهو سَيْلٌ جُلاَخٌ ، كغُرَاب ) وجُرَاف ، أَي كثيرٌ .
والجُلاَح ، بالحَاءِ غير معجمة : الجُرَاف .
( و ) جَلَخَ ( به : صَرَعَه . و ) جلَخَ ( بَطْنَه سَحَجَه . و ) جَلَخَ (
جارِيَتَه : نَكَحها ) ، وهو نَوعٌ من النِّكاح ، وقيل الجَلْخ أَخراجُها والدَّعْس
إِدخالُها .
( و ) جَلخَ ( الشَّيْءَ : مَدَّهُ . و ) جَلَخَ ( فُلاناً بالسَّيْف : بَضَعَ
مِنْ لحْمِهِ بَضْعَةً ) .
ورُوِيَ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلمأَنّه قال : ( أَخَذَني جِبْرِيلُ
ومِيكائِيلُ
____________________
(7/243)
فصَعِدَا
بِي فإِذا بنهرَيْن جِلْوَاخَيْنِ ، فقلتُ : ما هاذان النَّهْرَان ؟ قال جبريل
سُقْيَا أَهِلِ الدُّنيا ) ، جِلوَاخَيْنِ ، أَي واسِعَيْن ، قاله ابن الأَثير . (
والجِلْوَاخ ، بالكسر : الوادِي الواسِع ) الضَّخْم ( الممتلِىء ) العَميق .
وأَنشد أَبو عَمرٍ و :
أَلا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَبيتَنَّ ليلَةً
بأَبْطح جِلْواخٍ بأَسفلِه نَخْلُ
والجِلْوَاخُ : التَّلْعَةُ التي تعظُم حتّى تَصيرَ نِصفً الوادِي أَو ثُلثَيْه .
( ومَجَالِخُ كمَسَاكن : وادٍ بِتهَامَة ) .
( و ) عن ابن الأَنباريّ : ( اجْلَخَّ ) الشَّيخُ ( اجْلِخاخاً ) ، إِذا ( ضَعُفَ
وفَتَر عظامُه ) وأَعضاؤْه ، وقيل : سَقَطَ ( فلا يَنْبَعِثُ ) ولا يَتحرَّك .
وأَنشد :
لا خَيْر في الشَّيخ إِذَا ما اجْلخَّا
واطْلَخَّ ماءُ عَينِهِ وَلَخَّا
( و ) قال أَبو العبّاس : جَخّ وَجَخَّى واجْلَخّ ( في السُّجود : فتَحَ عَضُدَيه
) عن جَنْبَيْه وَجافَاهمَا عنهما .
( واجْلَنْخَى ) ، كاسْلَنْقَى : ( تَقَوَّضَ وبَرَكَ ) ولم يَنبعِثْ .
( و ) الجُلاَخُ ، ( كغُرَابٍ : علَمٌ ) لشاعر .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجلْواخُ : ما بانَ من الطّريق ووَضَحَ وجَلْوَخٌ اسمٌ .
واستدرك شيخنا هنا :
جِلخٍ جِلب بكسرهما ، في شرح أَمَالي القالي لأَبي عُبَيد البكري ، ومنهم من
ضَبطَه بالحاءِ المهملة .
جمخ : ( الجَمْخُ ) والجَفْخُ ( الكِبْرُ والفَخْرُ ) ، جَمَخَ يَجمَخ جَمْخاً (
وهو جامِخٌ ) وجمُوخٌ وجَمِيخ : فِخِّيرٌ ، ( من ) قوم ( جُمَّخ ) .
( وجَامَخَه ) جِماخاً : ( فاخَره ) .
وجَمَخَ الخَيلَ والكِعَابَ يَجمَخُها
____________________
(7/244)
جَمْخاً
وَجَمَخَ بها : أَرسَلَها ودَفَعها . قال :
فإِذا ما مَرَرْتَ في مُسَبَطِرَ
فاجْمَخ الخعيلَ مثْلَ جَمْخِ الكِعَابِ . والجَمْخ مثْل الجَبْخ في الكِعَاب إِذا
أُجِيلَت ، وجَمَخ الصِّبْيانُ بالكِعَاب مثْل جَبَخُوا وجَمَحُوا ، إِذا لعبوا
بها مُتَطارِحِين لها . وانجمَخَ : انتصبَ . وجَمَخَ جَمْخاً : قَفَزَ ، والجَمْخ
السَّيَلانُ وجَمَخَ اللَّحْمُ تَغيَّرَ : كخمَجَ .
جنبخ : ( الجُنْبُخُ ، كقُنْفُذ : الضَّخْمُ ) . بلغة مِصْر ، قاله اللَّيب ، ( و
) عن ابن السِّكّيت : الجُنْبُخ ( : الطَّويلُ ) . وأَنشد :
إِن القصيرَ يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ
حتَّى يَقولَ بطْنُه حَخٍ جَخِ
( و ) الجُنْبُخ أَيضاً : الكبير العظيمُ ( العالي ) ، ومنه عِزٌّ جُنْبُخ . قال
أَعرابيّ :
يأْبى لِيَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنبُخُ
( و ) الجُنْبُخ : ( القَمْلُ الضِّخَامُ ) عن اللّيث ، ( الواحدة بهاءٍ ) .
جندخ : ( الجُنْدَخُ كقُنْفِذٍ : الجَرَادُ الضَّخمُ ) ، ولم يتعرّض لها أَحد من
الأَئمّة فلينْظرْ .
جوخ : ( *!جاخَ السَّيْلُ الوَادِيَ )*! يَجُوخه *!جَوْخاً : جَلَخَه و ( اقتلَعَ
أَجْرَافَه ) قال الشَّاعر :
فلِلصَّخْرِ مِن *!جَوْخِ السُّيول وَجِيبُ
( *!كجوّخه ) *!تجويخاً إِذا كسر جنبَيه . وأَنشد ابنُ بَرِّيّ للنَّمر بن تَوْلَب
:
أَلَثَّتْ عَليْنَا ديمةٌ بعْدَ وَابلٍ
فلِلجِزع من جَوْخ السُّيول قَسِيبُ
( *!وتَجَوَّخَتِ البِئرُ ) والرَّكِيّة *!تَجوُّخاً : ( انهارَتُ ، و ) يقال :
*!تَجوَّختِ ( القُرْحَةُ : انفجَرَتْ ) بالمدّة .
____________________
(7/245)
( *!والجَوْخَانُ ) بالفته : ( الجَرِينُ ) وهو بَيْدَرُ القَمْح ونحْوه ، بصريّة
، وجَمْعُه *!جَواخِينُ ، قال أَبو حاتم : هو قول العامّة ، وهو فارسيٌّ معرّب .
( *!والجُوخَة ، بالضّمّ : الحُفْرَة ) .
( و ) من المجاز : ( *!جَوَّخه ) *!تَجويخاً ، إِذَا ( صَرَعَه ) واقتلَعَه من
مكانه ، تشبيهاً بالسَّيْل الجارف .
( *!وجَوْخَى ، كسَكْرَى : اسمٌ للإِماءِ ) . ( و ) *!جَوْخَى : ( ة من عَمَلِ
واسِطَ . منها ) أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُبيد الله *!-الجَوْخائيّ ، وفي بعض النّسخ
: *!-الجَوْخاني . ( و ) *!جَوْخَى : ( ع قُرْبَ زُبَالَة . ويُمدّ ) . وأَنشد
ابنُ الأَعرابيّ .
وقالُوا عليكمْ حَبَّ جَوْخَى وسُوقَهَا
وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوْخَى وسُوقُها
وفي ( اللسان ) : وسَمَّى جَريرٌ مُجاشِعاً بنِي جَوْخَى فقال :
تعشَّى بنو جَوْخَى الخَزِيرَ وخَيلُنا
تُشَظِّى قِلاَلَ الحَزْنِ يَوْمَ تُناقِلُهْ
جيخ : ( *!الجَيْخُ : الجَوْخُ ) ، يقال : جاخَ السَّيْلُ الوادِيَ *!يَجِيخه
*!جَيْخاً : أَكَلَ أَجْرافَه ، وهو مثْل جَلَخَه ، والكلمة يائيّة وواويّة .
2 ( فصل الخاءِ ) مع الخاءِ ، المعجمتين ) 2
خنخ : ( خَنُوخُ ) ، كصَبُور ، ( أَو ) هو ( أَخْنُوخُ ) ، بالفتح كما في النُّسخ
، وضبطَه شيخُنا بالضّمّ إِجرَاءً له على أَوزان العرب وإِن كان أَعجميًّا اسم سيِّدِنا
( إِدريس عليه ) وعلى نبيّنا الصلاة و ( السَّلامُ ) ، والذي صدَّرَ به المصنّف هو
القول المسهور ، وعليه الأَكثر ، كما أَشار إِليه الحافظ ابن حَجرٍ ، ومن لغاته
أُخْنُخ ، بضمّ الهمزةِ وحذف الواو ، وأَهْنوخ وأَهْنَخ وأَهنوح . وفي كلام
المصنّف قُصور .
____________________
(7/246)
خوخ
: ( *!الخَوْخَة : كُوَّةٌ تُؤَدّي الضَّوْءَ إِلى البَيتِ . و ) الخَوْخَة : (
مُخْترَقُ ما بين كلِّ دارَيْنِ ما ) نُصِبَ ( عليه بابٌ ) ، بلغة أَهل الحجاز .
وعَمَّ بعضُهم فقال : هي مُخْتَرقُ ما بين كلِّ شَيئين . وفي الحَديث : ( لا
تَبْقَى *!خوْخَةٌ في المسجِد إِلاّ سُدَّت غَيْرَ خَوْخَةِ أَبي بكر ) ، هي بابٌ
صغير كالنّافذة الكبيرة تكون بين بَيتين يُنصَب عليها بابٌ .
( و ) من المجاز : الخَوْحَة ( الدُّبُر ) .
( و ) الخَوْخَة ( ضَرْبٌ من الثِّيَابِ أَخْضَرُ ) ، لغةُ مكّيّة ، وفي بعض
الأُمَّهاتِ : خُضْرٌ ، قاله الأَزهريّ .
( و ) الخَوْخَة : ( ثمَرةٌ . م . ج خَوْخٌ ) ، وهو هاذا الذي يُؤكل .
( و ) عن ابن سيدَه : ( *!الخَوْخاءُ . و ) *!الخَوْخاءَة ( بهاءٍ : الأَحْمَقُ )
من الرِّجال ، ( ج *!خَوْخَاءُون ) ، قال الأَزهريّ : الّذي أَعرفه لإِبِي عُبيد :
الهَوهاءَة : الجَبَان الأَحمق ، بالهاءِ ، ولعلَّ الخاءَ لُغة فيه .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : (*! الخُوَيْخِيَةُ ) ، بتخفيف الياءِ ( كبُلَهْنِيَةٍ :
الدَّاهِيَةُ ) ، قال لَبِيد :
وكلُّ إِناسٍ سَوف تَدخُلُ بينهمْ
*!خُوَيْخِيَةٌ تَصفَرُّ منها الأَنامِلُ
ويروى : ( بَيتَهُم ) قال شَمِرٌ لم أَسمعْ خُويخِيَة إِلاّ للبيد . وأَبو عَمْرٍ
و ثِقَةٌ . وقال الأَزهَرِيّ : هاذا حرْفٌ غَرِيب ، ورواه بعضُهم ( دُوَيْهيَة ) ،
وقال : ومن الغريب أَيضاً ما رُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ قال : الصُّوصِيَة والصُّوَاصِيَة
: الدَّاهِية .
( و ) في ( التهذيب ) : ( رَوْضَةُ *!خَاخٍ ) اسمُ مَوضع ( بَيْنَ مَكَّةَ
والمَدِينَةِ ) شَرّفهما الله تعالى ، وكانت المرأَةُ الّتي أَدّركها عليٌّ
والزُّبَيرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُما وأَخذا منها كتاباً كتَبَه حاطِبُ بن أَبي
بَلْتَعةَ إِلى أَهْل مكّة إِنّما أَلْفَيَاها برَوْضَةِ خَاخٍ ، ففتَّشاها
وأَخذَا منها الكتابَ .
( وخَاخ ، يُصْرَفُ ويُمنَع ) ، أَي باعتبار المكانِ أَو البقعة ، مع العلميّة .
( وأَحمدُ بن عُمَرَ *!-الخاخِيُّ القُطْرُبُّليّ ) ، محدّث .
____________________
(7/247)
*!وأَخاخَ العُشْبُ *!إِخَاخَةً : خَفِيَ وقَلَّ ) ، كأَنّه دَخَلَ في الخَوْخَة .
2 ( فصل الدال ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
دبخ : ( دَبَّخَ ) الرّجلُ ( تدْبِيخاً : قَبَّبَ ) ، بِباءَين موحَّدتين ، كذا في
سائر النُّسخ ، وفي نسخة قَتصبَ ( ظَهْرَهُ ) ، بالمثنّاة الفوقيّة والإِولى
الصوابُ ، ( وطَأْطَأَ رَأْسَهُ ) ، بالخاءِ والحاءِ جميعاً ، عن أَبي عَمرٍ و
وابن الأَعرابيّ .
( و ) دُبّاخٌ ، ( كرُمَّانٍ : لُعْبَةٌ ) لهم .
دخخ : ( *!الدَّخُّ ) ، بالفتح ( ويُضَمُّ ) ، وعليه اقتصرَ ابن دريد ، وقال : هو
( *!الدُّخَانُ ) قال الشاعر :
لا خَيْر في الشَّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا
وسالَ غرْبُ عَينِه فاطْلَخّا
والْتَوَتِ الرِّجلُ فصارَتْ فَخَّا
وصارَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ أَخَّا
عنْد سُعَارِ النّارِ يَغشَى *!الدُّخَّا
وفي الحديث : ( قال لابن صَيَّاد : ما خَبأْتُ لك ؟ قال هو *!الدُّخّ ) وفسِّرَ في
الحديث أَنّه أَراد بذالك { 7 . 014 يوم تاءْتي . . بدخان مبين } ( الدخان : 10 )
وقيل : إِنّ الدّجّال يَقتُله عيسَى ابنُ مريمَ بجَبَلِ الدُّخَان ، فيحتمل أَن
يكون أَراده ، تَعريضاً بقتْله ، لأَنَّ ابنَ صيّاد كان يظَنّ أَنه الدّجّال .
( *!ودَخْدَخَ ) القَومَ ( ذَلَّلَ ) ووطِىءَ بِلادَهم ، قال الشاعِر :
ودَخْدَخَ العَدُوَّ حَتَّى اخْرَمَّسا
وكذالك داخَهم .
*!والدَّخْدَخَة مثْل التَّدويخ ،*! دَخْدَخَهم : دَوّخَهم . ( و ) دَخْدَخَ : (
كَفَّ . و ) دَخْدَخَ : ( قَارَبَ الخَطْوَ ) في عَجَلة . ( و ) دَخْدَخَ البَعيرُ
، إِذا رُكبَ حتّى ( أَعْيَا ) وذَلَّ ، قَال الرّاجِز :
والعَوْدُ يَشكو ظَهْرَه قد *!دَخْدَخَا
( و ) *!دَخْدَخَ : ( أَسْرَعَ ) . وفي النوادر :
____________________
(7/248)
مرَّ
فُلانٌ مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً ، إِذا مَرَّ مُسرِعاً .
( و ) عن المؤرِّجِ : ( *!الدَّخْدَاخُ ) ، بالفتح ، ( دُوَيْبَّةٌ ) صَفراءُ
كثيرةُ الأَرجُل . قال الفَقعسيّ :
ضحِكَتْ ثُمَّ أَغْرَبَتْ أَنْ رأَتْني
لاقْتطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ
( و ) الدَّخْدَاخ : ( أَخو بَشَّارِ بن بُرْدٍ . و ) الدَّخْدَاخ ( والدُ خِدَاشٍ
، تِلْمِيذٍ ) للإِمام ( مالك ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ .
( *!والدَّخَخُ ، محرَّكَةً : سَوادٌ وكُدُورَةٌ ) ، وفي بعض النُّسخ و ( كُدْرة )
.
( ورجلٌ *!دُخْدُخٌ *!ودُخَادِخٌ ، بضمّهما ) ، أَي ( قَصِيرٌ ) .
( *!وتَدَخْدَخَ ) الرَّجلُ : ( انْقَبَضَ ) . لُغة مرغُوبٌ عنها . كذا في (
اللسان ) .
( *!ودُخْدُخْ ، بالضم ) مبنيا على السكون ،
( *!ودُخْدُوخْ ) ، بزيادة الواو : ( كلمةٌ يُسكَّتُ به الإِنسانُ ويُقْذَع ) ،
ومعناه قد أَقررْتَ فاسكُتْ .
( *!ودَخْدِخْ عنِّي الدُّخَانَ : كُفَّهُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَدَخْدَخَ اللَّيْلُ ، إِذا اختلَطَ ظَلامُه ، *!والدُّخْدُخُ ، بالضَّم :
دُوَيْبَّة .
وعن الخَطَابيّ : الدَّخّ : نَبْتٌ يكون بين البَساتِينِ ، وبه فُسِّر حَديث ابن
صيّاد . وفسّرَه الحاكم بالجِمَاع . وأَنّه كالزَّخِّ ، بالزاي ، ووَهَّموه
وبالغُوا في تَغليطه ، وقالوا : هو تَخليطٌ فاحِش يَغِيظ العالمَ والمؤْمنَ .
وأَنكر أَبو الفضل العراقيُّ *!الدَّخَّ بمعنى الجِماع ، وقال : إِنه لم يَرِدْ في
كلام أَهل اللغة . وأَشار إِليه الحافظ السّخاويّ في ( شرح الأَلفيّة ) . قاله
شيخنا .
دربخ : ( دَرْبَخَتِ الحَمَامَةُ لذَكَرِهَا ) : خضَعَتْ له و ( طَاوَعَتْهُ
للسِّفادِ . و ) كذالك ( الرَّجُلُ ) ، إِذا ( طَأْطَأَ رأْسَه وبَسَط ظَهْرَه ) .
وقال اللِّحْيَانيّ : دربَخَ الرّجلُ : حَنَى ظَهرَه . والدَّرْبَخة : الأَصغاءُ
إِلى الشيْءِ والتّدلُّل . قال ابن دُريد : أَحسبها سريانيّة . ودَرْبَخَ : ذلّ ،
عن ابن الأَعرابيّ ،
____________________
(7/249)
ولم
يعتذر له وكذلك حكاه يعقوب والحاء المهملة لغة ، وقد تقدم .
دلخ : ( الدَّلَخُ ، مُحرّكةً : السِّمَنُ ) ، عن أَبي عَمْرو ، ومصدر ( دَلِخَ
كفَرِحَ ) يَدْلَخ ، ( فهو دَلِخٌ ) ، ككَتِفٍ ، ( ودَلُوخٌ ) كصَبورٍ ، أَي
سَمينٌ . ( و ) دَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخ دَلْخاً ودَلَخاً ، و ( إِبلٌ دُلَّخ )
بضمّ فتشديد ، ( ودَوَالِخُ ) ودُلْخٌ ، بضمّ فسكون سَمِنَت ، أَنشد ابنُ
الأَعرابيّ :
أَلمْ تَرَيَا عِشَارَ أَبي حُميدٍ
يُعَوِّدُها التَّذَيُّلَ بالرِّحالِ
وكانَتْ عِنْدَهُ دُلُخاً سِمَاناً
فأَضخَتْ ضُمَّراً مِثلَ السَّعَالِي
( ورَجُلٌ دَالِخٌ : مُخْصِبٌ ، وهم دَالِخُونَ ) : : مُخصبون .
( و ) قال الفرَّاءُ : ( امرأَةُ دُلَخَة ) ودُلاَخٌ ، ( كهُمَزَة وغُرَابٍ ) ،
أَي ( عَجْزَاءُ ، ج ) دِلاخٌ ، ( كَكِتاب ) . وأَنشد :
أَسْقَى دِيار جلَّدِ بِلاَخِ
من كلّ هعيفاءِ الحَشَى دُلاَخِ
ويقال : إِن دِلاخ للواحدة والجميع .
( والدَّلُوخ ، كصَبورٍ : النَّخْلَة الكثيرةُ الحَمْلِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
دَلِخَ الأَنَاءُ دلَخاً ، إِذا امتلأَ حتَّى يَفيض ، ، هاذه وحدَهَا عن كُراه .
دمخ : ( دَمْخٌ ) ، بفتح فسكون : ( جَبَلٌ ) طويلٌ نحو ميل في السماءِ بين أَجْبال
ضِخامٍ في ناحيةِ ضَرِيَّةَ ،
____________________
(7/250)
قال
طَهْمَان بنُ عَمرٍ و الكِلابيّ :
كَفى حَزَناً أَنِّى تَطالَلْتُ كَيْ أَرَى
ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فمَا تُرَيَانِ
تَطالَلْت : أَي مَدَدتُ عُنقِي لأَنظر .
( ودَمَخ كَمنع : ارتَفَعَ ) تكبُّرًا . ( و ) عن ابن الأَعرابيّ : دَمَخ (
رأْسَهُ ) دَمْخاً ( : شَدَخَه ) . ودَمَّخَ الرَّجلُ تدميخاً : طَأْطَأَ ظَهرَه ،
والحاءُ لُغة ، وقد تقدّم . ودَمَّخَ ودنَّخ ، إِذا طأْطأَ رأْسَه .
( و ) يقال ( لَيلٌ دامخٌ : لا حَارٌّ ولا بارِدٌ ) .
( و ) الدُّمَاخ : ( كغُرَاب : لُعبَةٌ للأَعرابِ ) ، وهو غير الدُّبَّاخ ، ( و )
يقال ( أَثقَلُ مِن دَمْخِ الدَّمَاخ ) ، ( ككِتَاب : جِبالٌ بنَجْد ) ، قال ابن
سيده : والِّمَاخ مَوضع . قال أَبو رِياش : إِنما هو دمْخٌ ، فجمعه بما حوْلَه .
دنخ : ( دَنَّخَ ) الرَّجلُ ( تَدْنِيخاً : خَضَعَ وذَلَّ وطَأْطَأَ رأْسَه )
وظَهْرَه . والتَّدنيخ : خُضُوعٌ وذِلّة ، وتَنكيسُ الرَّأْسِ . يقال : لمَّا رآني
دَنّخ .
( و ) دَنَّخَ الرَّجُلُ ) ( أَقامَ في بَيْتِه ) فلم يَبْرَحْ . قال العَجّاج :
وإِنْ رَآنِي الشُّعَرَاءُ دَنَّخُوا
ولو أَقُولُ بزِّخُوا لبَزَّخُوا
( و ) دنَّخَت ( الطبِطِّيخَةُ : انهَزَمَ بَعْضُهَا وخَرَجَ بعضُها ) .
وفي بعض النُّسخ : خَرجَ بعضُها وانهَزَمَ بعضُهَا .
( و ) دَنَّخَت ( ذِفْرَاه : أَشْرفَتْ قَمَحْدُوَتُه عَليها ودَخلَتْ هي ) أَي
ذِفْرَاه ( خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ ) ، بضمّ الخاءِ المعجمة وتحريك الشِّينَين
المعجمتَين على صيغة التَّثنية .
( والمُدَنِّخ ، كمُحَدّث : الفَحَّاشُ ) ، ومَنْ رأْسِه ارتفاعٌ وانخِفَاضٌ .
( والدَّنَخَانُ ) ، محرّكَةً : ( التَّثاقُلُ بالحِمْل في المَشْيِ ) ، وقد مرّ
في حرف الجيم .
دنفخ : ( الدَّنْفَخُ ) ، كجَعفرٍ : ( الضَّخْم )
____________________
(7/251)
من
الرِّجال . ( و ) الدَّنْفَخُ : ( اسمُ رَجُلٍ ) . ولم يذكر هاذه المادَّةَ ابنُ
منظور .
دوخ : (*! دَاخَ ) فُلانٌ *!يَدُوخ *! دَوْخاً : ( ذَلَّ ) وخَضَعَ .
*!وَدَوّخْناهم *!فَدَخوا ، وكذالك *!أَدخْنَاهم . كما في ( الأَساس ) و ( اللسان
) .
( و ) دَاخَ ( البِلاَدَ ) *!يَدُوخُها *!دَوْخاً : ( قَهَرَهَا واسْتَوْلَى عَلَى
أَهْلِها ) . وكذالك النّاسُ *!دُخْنَاهم *!دَوْخاً ، ( *!كدَوَّخها ) *!تَدوِيخاً
، ( ودَيَّخَها ) تَدْييخاً واويّة ويائيّة . *!ودوَّخناهم تَدْويخاً : وَطِئناهم
. وهو مَجاز .
( و ) البَعِيرَ : ( *!دَوَّخَه ) ، وكذلك الرَّجُلَ ( : أَذلَّه ) . وفي بعض
الأُمّهات ( ذَلَّله ) ، يائيّة وواويّة . وفي حديث وَفْدِ ثَقِيف : ( *!أَداخَ
العَرَبَ ودَانَ له النَّاسُ ) ، أَي أَذلَّهم .
( ولَيْلٌ *!دائخٌ : مُظْلِم ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!دَوَّخَ الوَجعُ رأْسَه : أَدارَه ، *!ودَوَّخَ البِلاَدَ ، إِذا مشَى فيها
حتَّى عَرفَها ولم يَخْفَ عليه طُرُقُها . ومن المجاز دَوَّخني الحَرُّ : أَضعَفني
.
ديخ : ( *!الدِّيخ ، بالكسر : القِنْوُ . ج )*! دِيَخَة ( كَدِيَكةٍ ) ودِيكٍ ،
والذَّال أَعلَى ، وإِيّاها قدّمَ أَبو حنيفَةَ *!ودَاخَ *!يَدِيخ *!دَيْخاً .
*!ودَيَّخه هو : ذَلَّله ، كدَوّخَه ، يائيّة وواوِيّة . قال الأَزهريّ : دَيّخْته
وذيّخْته وذيَّخْته بالدّال والذّال : ذَلَّلْته ، وهو *!مُدَيَّخ ، أَي مُذَلَّل
. وحكاه أَبو عبيدٍ عن الأَحمر بالذّال المعجمة ، فأَنكرَه شَمِرٌ . قَالَ
الأَزهريّ : وهو صَحِيحٌ لا شَكَّ فيه ، والذّال لُغة شاذّة .
2 ( فصل الذال ) المعجمة مع الخاِ المعجمة ) 2
ذخخ : و ذذخ : (*! الذَّوْذَخُ كَكَوْكَبٍ : العِذْيَوْطُ ) ، وهو الوَاخْوَاخُ
أَيضاً ، كما سيأْتي عن ابن الأَعْرَابِيّ ، ( و ) عنه أَيضاً :
____________________
(7/252)
الذَّوذَخ
( العِنِّينُ ) ، وهو الزُّمَّلقُ الذي يُنزِل قبْلَ الخِلاَط .
( *!والذَّخْذَاخ ) مِثْل ذالك ، عن غير ابن الأَعرابيّ ، وهو أَيضاً ( المُنَقِّب
عَن كلِّ شيْءٍ .
*!والذخذخاح :بالفتح ؛ذو المنطق المعرب الفصيح
*!وذَاذِيحُ : ة من عَمَلِ حَلَب ) .
ذمخ : ( الذَّمَخُ ، مُحَرَّكةً . و ) الذِّمَخ ( كَعنَبٍ : ثَمرةُ شَجرةٍ )
تُشبِه التِّينَ .
ذيخ : ( *!الذِّيخ ، بالكسر : الذِّئبُ الجَريءُ ) ، بلسانِ خَوْلاَنَ .
( و ) *!الذِّيخ : ( الفَرَسُ الحِصَانُ ) ، بكسر الحاءِ المهملة .
( و ) في حديث عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( كان الأَشعَتُ ذَا *!ذِيخٍ ) ، وهو (
الكِبْر ) ، حكاه الهَرويُّ في الغريبين .
( و ) الذِّيخ : ( كَوْكَبٌ أَحمرُ . و ) الذِّيخ : ( القِنْوُ ) من النَّخلة ،
حكاه كُرَاع في الذّال المعجمة ، وجَمْعه*! ذِيَخَةٌ ، وقد تقدّم في الدال .
( و ) في حديثِ القِيامةِ ( ويَنظر الخيلُ عليه السلام إِلى أَبيه فإِذا هو
*!بِذِيخٍ مُتَلطِّخ ) ، وهو ( ذَكَرُ الضِّباع الكَثِيرُ الشَّعَر ) ، وأَراد
بالتلطّخِ التلطُّخَ برَجِيعِه أَو الطَّين ، كما في حديث آخَر : ( *!بذِيخٍ
أَمْدَرَ ) ، أَي مُتلطِّخ بالمَدَر . [ وفي حديث خُزَيمةَ و ( الدِّيخ
مُحْرَنْجِماً ) أَي ، أَنّ السَّنَةَ تَركَت ذَكَر الضِّباع مُجتمِعاً مُنقبِضاً
من شِدّة الجَدْبِ . ( والأَنثَى بهاءٍ . ج *!ذُيُوخٌ *!وأَذْياخٌ *!وذِيَخَةٌ )
كعِنَبَة . وجمع الأُنثى*! ذِيخَاتٌ ولا يُكسَّر .
( *!وذَيَّخَ ) *!تَذْييخاً : ( ذَلَّلَ ) ، حكاه أَبو عُبيد وَحدَه ، والصوَاب
الدَّال . وكان شَمِرٌ يقول : دَيَّخْته ذلَّلْته ، بالدال ، من دَاخ يَدِيخُ إِذا
ذَلّ .
( و )*! ذَيَّخَت ( النَّخْلَةُ ) ، إِذا ( لَمْ تَقْبَلِ الإِبارَ ) ولم تَعْقدِ
شيئاً .
( *!والمذْيَخَة ، كَمَسْبَعَةٍ : الذِّئابُ ) ، بلسان خَوْلانَ ، وهم قبيلةٌ
باليَمَن .
( *!وأَذاخَ بالمكانِ : أَطافَ به ودَارَ )
____________________
(7/253)
.
( ) وبقي عليه قولُهم :
*!أَذاخَ بنِي فُلانٍ *!وذوّخَهم ، إِذا قَهَرَهُم واستوْلَى عليهم . استدركه
شيخنا ، ولا أَدرِي من أَين له ذلك ، فليحقّقْ .
2 ( فصل الراء ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
ربخ : ( الرَّبِيخُ : القَتَب الضَّخْمُ ) . قال : فلمّا اعْتَرَتْ طارقَاتُ
الهُمُومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخاً
أَي ضَخماً ، ( وغَلِطَ الجوهريُّ في قوله من الرِّجال ) ، أَي بالجيم ، (
وإِنّمَا هُو مِنَ الرِّحال ) ، بالحاءِ المهملة ، ( ولولا قولُه المُسْتَرْخِي
لَحْمِلَ على ) تحريفِ فلم ( النَّاسِخ ) . قال شيخنا : قد يقال لا دلالةَ فيه على
ما زَعَمَه ، إِذ يدّعي أَنَّه استُعمل مجازاً . ويقال رَجلٌ مُسترْخٍ وإِكافٌ
مُسترخٍ ، إِذا طالَ عن مَحلِّه المعتادِ وجاوزَ مكانَه المعروفَ ، فالاسترخاءُ
ليس خاصًّا ببني آدَمَ .
( و ) رُوِيَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ أَنّ رجلاً خاصَم إِليه أَبا امرأَتِه فقال
: زَوَّجَنِي ابنَتَه وهي مجنونةٌ . فقال : ما بَدَا لكَ مِن جُنونها ؟ فقال :
إِذا جامعْتُهَا غُشِيَ عليها ، فقال : ( تلك ( الرَّبُوخُ ) لسْتَ لهَا بأَهل )
أَراد أَنّ ذلك يُحْمَد منها ، وهي ( المَرْأَةُ يُغْشَى عَلَيْهَا عِنْدَ
الجِمَاعِ ) مِن شِدَّة الشَّهْوَة . قال الشاعر :
أَطْيَبُ لَذَّات الفتَى
نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ
وقيل هي الّتي تَنْخِرُ عند الجِماع وتَضْطَرِب كأَنَّها مَجنونة . ( وقد رَب 2
خَتْ كفَرِحَ ومَنَعَ ) تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً و ( رَبَاخاً ) ، بالفتح .
وأَصْل الرُّبُوخ من تَرَبَّخَ في مَشْيه ، إِذا اسْتَرْخَى .
( وأَرْبَخَ ) الرَّجلُ : ( اشْتَرَى ) جاريةً ( رَبُوخاً ) ، وقد تقدّم معناه .
( و ) أَرْبخَ ( الرَّمْلُ ) ، إِذا ( تَكَاثَفَ ) ، وأَرْبَخَ الماشِي فيه .
____________________
(7/254)
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَرْبَخَ ( زَيْدٌ ) ، إِذا ( وَقَعَ في الشَّدَائد . و
) حُكِيَ عن بعْض العرب : مَشَى حتَّى ( تَرَبَّخَ ) ، أَي ( اسْتَرْخَى ) .
( ورَابِخٌ : ع بنجْدٍ ) ، قال ابن دريد : أَحسب ذالك ، ولم يَتيقّنْه . وفي (
اللسان ) وأَرضٌ رابِخٌ تأْخُذ اللُّؤَمَة ولا حِجَارةَ فيها ولا نَقَلَ
ومُرْبِخٌ ( كمُحْسن : جَبلٌ من جبالِ زَرُودَ ) أَو ( رَمْلَةٌ بالبَادِيَة ) .
قال أَبو الهيثم : سُمِّبَ جبلُ مُرِبخ مُرْبِخاً . لأَنه يَرْبَخ الماشي فيه من
التَّعَب والمشقّة .
( ورَبِخَتِ الإِبلُ في الرَّمْل ، كفَرِحَ : اشْتَدَّ عليها السَّيْرُ فيه )
وفَتَرَت من الكَلاَل . وأَنشد :
أَمِنْ جِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ
لا بُدَّ منه فانْحَدرْنَ وارْقَيْنْ
أَو يَقْضِيَ اللَّهُ ذُبَابَاتِ الدَّيْنْ
قال ابن سيده : ولا أَعرف مثل هاذا يُشتَقُّ من الأَعلام ، إِنّما ذالك في إِتيانِ
المواضِع ، كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ .
رتخ : ( رَتَخَ الطَّينُ والعَجينُ ) رَتْخاً إِذا ( رَقَّ ) فلم يَنْخَبِز ، فهو
راتِخٌ زَلِقُ .
( و ) رَتَخَ ( بالمكان ) رُتُوخاً ، إِذا ( أَقَامَ ) وثَبَتَ ( و ) رَتَخَ ( عن
الأَمر ) ، إِذا ( تخلَّفَ ) .
( وجِلْدٌ أَرْتَخُ : يابسٌ ) لازِقٌ .
( وقُرَادٌ ) راتخٌ : يابِسُ الجِلْدِ ، وعن اللَّيث : قُرَاد ( رَتِخٌ ، ككَتِف )
، وهو الّذي ( شَقَّ أَعلَى الجِلْدِ فَلَزِقَ به ) ، رُتُوخاً . وأَنشد :
فقُمْنَا وزَيدٌ راتِخٌ في خِبَائِها
رُتُوخَ القُرَاد لا يَريم إِذا رَتَخْ
( والرَّتْخ ) ، بفتح فسكون : قِطَخ صِغارٌ في الجِلْد خاصَّةً ، ( كالتَّرْخ ) في
مَعنَييه : أَحدهما قد عَرَفْتَ ، والثاني الشَّرْطُ اللِّيِّن ، عن ابن
الأَعرابيّ . يقال أَرْتَخَ الحَجّام ، إِذا لم يُبَالِغ في الشَّرط ، قال :
رَشْحاً من الشَّرْطِ وَرَتْخاً وَاشِلاً
____________________
(7/255)
وقال الأَزهريّ : هما لُغتان : التَّرْخُ والرَّتُخ ، مثل الجَبْذ والجَذْب .
( والرَّتَخَة ، محرّكَةً . الرَّدَغَةُ من الطَّين ) ؛ التاءُ مقلوبة عن الدال .
رجخ : ( ) ومما يستدرك عليه هُنَا :
الرُّجَّخُ كسُكّر : اسم كُورةٍ ، هنا ذكرَه صاحبُ ( اللسان ) ، والمصنِّف أَوردَه
في الجيم ، فلينظرْ .
رخخ : (*! الرَّخَاخُ ، كسَحَاب ، من العيشِ الواسِعُ ) اللّيِّن . *!ورخاخُ
العَيْشِ . خَفْضُه ورَغَدُه ، ويُوصَف به فيقال عَيشٌ *!رَخَاخٌ ، أَي واسعٌ
ناعمٌ . وفي الحدِيث : ( يأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَفضَلُهُمْ *!رَخَاخاً
أَقصَدُهم عَيْشاً .
( و ) الرَّخاخ ( مِن الأَرضِ : الرِّخْوَة ) اللَّيِّنة . وعن ابن شُميل :
رَخَاخُ الأَرضِ : ما اتَّسعَ منها ولاَنَ ولا يَضرُّك أَسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ
.
( *!والرَّخَّاءُ ) ، بالتشديد والمدّ ( مِثْلُها ) ، عن ابن الأَعرابيّ ( أَو )
*!الرخَّاءُ : الأَرضُ ( المتَّسِعةُ ، أَو هي المُنْتَفِخَة الّتي تَكسَّرَتْ
تحْتَ الوَطْءِ . ج *!-رَخَاخِيُّ ) ، بالفتح . والنَّفْخاءُ مثْلُها وهي
*!الرّخَّاءُ والسَّخَّاءُ والمَسْوَخَةُ والسُّوَّاخَى .
( و ) اقال أَبو حنيفةَ : ( *!الرُّخُّ ، بالضّمّ : نَبَاتٌ لَيَّنٌ ) هَشٌّ ،
*!كالرَّخَاخ ، بالفتح ، عن ابن سيده .
( و ) *!الرُّخُّ ( من أَدَوَات الشِّطْرَنْج ) . قال اللَّيث : هو مُعرّبٌ
وَضَعُوه تَشبيهاً *!بالرُّخّ الّذي هو الطّائر ، نَبَّه عليه ابن خَلِّكان . ( ج
*!رِخَخَةٌ ) ، كقُرْط وقِرَطَة ، *!والرِّخَاخ بالكسر . ومن سَجَعَات الأَساس : (
من حَقِّ الأَشياخ ، أَن لا يَجُولُوا جوْلَ الرِّخَاخ ) .
( و ) *!الرُّخُّ : ( طائرٌ كبيرٌ يَحمِل الكَرْكَدَّنَ ) ، وسيأْتي للمصنِّف في
النون : دابّة عَظيمة تَحمِل الفِيلَ على قَرْنِها .
( و ) *!الرُّخُّ : ( رُبْعٌ من أَرباعِ نَيْسَابُورَ ، منه هارُونُ بنُ عبد
الصَّمد الرُّخّيّ النَّيْسَابُوريّ ) .
____________________
(7/256)
*!والإِرْخاخُ : المبالَغة في الشَّيْءِ .
( *!والارتِخاخ ) . وفي بعض النُّسخ ( *!الاسترخاخ ) ، والذي عندنا هو الصواب ( :
الاستِرْخَاءُ ) . قال ابن الأَعرابيّ : *!ارْتَخَّ العَجينُ ارْتِخاخاً إِذا
استَرخَى . ( و ) *!الارتخاخُ : ( اضطِرَابُ الرَّأْيِ ) ، وقد ارْتَخَّ رأْيُه .
( وطِينٌ *!رَخْرَخٌ *!ورَخْرَاخٌ : رَقيقٌ ) لَيِّنٌ .
( و ) يقال : ( سَكْرَانُ *!مُرْتَخٌّ ) ومُلْتَخُّ بالراءِ واللام ، أَي ( طافِحٌ
) .
( *!ورُخَّانُ كرُمَّان : لا بمَرْو ) .
( *!ورَخَّةُ : ع ) .
( و ) في ( التَّهذيب ) : ( *!رَخَّه : وَطِئَه ) فأَرْخَاه ، وقيل : شَدخَه
فأَرْخَاه ، قال ابنُ مُقبل :
فلَبَّدَه مَسُّ القِطَارِ ورَخَّه
نعَاجُ رُؤافٍ قَبْل أَن يَتَشدَّدَا
ورُوِيَ : رَجَّه ، بالجيم ، والأَوّل أَكثر .
( و ) رَخَّ ( الشَّرَابَ : مَزَجَه ) . ورَخَّ العَجينُ *!يَرِخُّ *!رَخًّا :
كَثُرَ ماؤُه . *!وأَرَخَّه هو . ورَخَاخُ الثَّرَى : ما لانَ منه .
ردخ : ( الرَّدْخُ : الشَّدْخ ، وبالتَّحْرِيك الرَّدَغُ ) ، عُمانيّة :
رزخ : ( الرَّزْخُ : الزَّجُّ بالرُّمْح ) وقد رَزَخه رَزْخاً . والمِرْزَخة :
كلُّ ما رُزِخَ به .
رسخ : ( رَسَخ ) الشَّيْءُ يَرسَخ ( رُسُوخاً ) : ( ثَبَتَ ) في موضعه .
والرَّاسِخ في العِلْم : الّذي دَخَلَ فيه دُخُولاً ثابتاً . وجبَلٌ راسخٌ ،
ودِمْنةٌ راسِخةٌ . وكلُّ ثَابتٍ راسِخٌ ، ومنه . { الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ }
( آل عمران : 7 ) وهو مَجاز ، وقيل : هم المُدارِسون في كِتَاب الله . وقال ابن
الأَعرابيّ : هم الحُفّاظ المُذاكرُون . وقال مَسروق : قَدِمْتُ المدينة فإِذا
زيدُ بنُ ثابتِ من الرَّاسخين في العِلْم . وقال خالد بنُ جَنْبَةَ : الرّاسخُ في
العِلْم : بَعِيدُ العِلْم .
( و ) من المجاز رَسَخَ ( الغَدِيرُ )
____________________
(7/257)
رُسُوخاً
، إِذا ( نَشَّ ماؤُه ونَضَبَ فذَهَبَ . و ) منه أَيضاً رَسَخَ ( المَطَرُ ) ،
إِذا ( نَضَبَ نَدَاهُ في ) داخل ( الأَرْضِ فالتَقَى ) منه ( الثَرَيَانِ ) ،
تثنية الثَّرَى .
( وأَرْسَخَهُ ) أَرْسَاخاً : ( أَثبتَه ) ، كالحِبْر يَرْسَخ في الصَّحِيفَة ،
والعِلْمِ يَرسَخ في قَلْب الإِنسان ، وهو مجاز ، وكذا رَسَخَ حُبُّه في قلْبه .
والوَرَقُ الدَّخِينُ لا يَرسَخ فيه الحِبْر ، كما في ( الأَساس ) .
رصخ : ( رَصَخَ في الأَمرِ : رَسَخَ ) .
رضخ : ( رَضَخَ الحَصَى ) والنَّوَى والعَظْمَ وغَيرَهَا من اليابس ( كمَنَع
وضَرَبَ ) يَرْضَخُه ويَرْضِخُه رَضْخاً : ( كَسَرَهَا ) والرَّضْخُ : كَسْرُ
الرَّأْسِ ، ويُستعمَل الرَّضْخ في كَسْرِ النَّوَى والرَّأْس للحيّات وغيرِها .
ورَضَخْتُ رأْسَ الحَيَّةِ بالحِجارة .
( و ) رَضَخَ ( له ) مِنْ مالِه ، إِذا ( أَعطاهُ عَطاءً غيرَ كَثِير ) يَرْضَخه
رَضْخاً . والرَّضْخ . والرَّضْخ : العَطِيَّة القليلة . قال شيخنَا : ومنه
الرَّضْخ من الغنائم ، لأَنّه عَطِيّة دونَ السَّهْم . ويقال أَرضَخْتُ للرّجُلِ ،
إِذا أَعطَيْتَه قليلاً من كثيرٍ .
( و ) رضَخَ ( به الأَرْضَ : جَلَدَه بها ) من الرَّضْخ وهو الشَّدْخ والدَّقّ .
( و ) رضَخَتِ ( التُّيوسُ : أَخذَتْ في النِّطَاحِ ) فَشَدَخَت رُؤُوسُ بعْضِها
بعْضاً .
( والمِرْضَاخُ ) ، بالكسر ، والمِرْضَخَة : ( حَجَرٌ يُرْضَخُ به النَّوَى ) ،
والجمْع المَرَاضخ . وفي حديث بدْر : ( شبَّهْتُها النَّوَاةَ تَنْزُو من تَحْت
المَرَاضِخ ) .
( والرَّضْخُ ) والرَّضْخَة : الشَّيْءُ اليَسير من ( خَبَر تَسْمَعُه ولا ) وفي
بعض الأُمَّهات : منح غير أَنْ ( تَستَيْقِنهُ ) وفي بعض النسخ : تَسْتَبِينه . (
يقال : هم يَتَرَضَّخُونَ الخَبَرَ ) ، من ذالك .
( و ) يقال ( راضَخَ زَيْدٌ شيئاً ) ،
____________________
(7/258)
إِذَا
( أَعطاه كارهاً ) ، وراضَخْنَا منه شيئاً : أَصَبْنَا ونِلْنا . والمُرَاضَخَةُ :
العَطاءُ على الكخرْه .
( و ) راضَخَ ( فلاناً : رامَاه بالحِجَارَة ) وبه جزمَ الجوهريُّ وغيرُه من
أَئمَّة اللُّغة ، ولاكن جاءَ في حديثِ العَقَبَة : ( قال لَهُمْ : كَيْفَ
تُقَاتِلُون ؟ قالوا : إِذا دَنا القَوْمُ مِنّا كانَت المُرَاضَخَة ) ، وهي
المُرَامَاةُ بالسِّهام . واقتصرَ عليه ابنُ الأَثير تَبعاً للإِمام الخَطّابيّ
وغيره من أَئمّة الغريب . وقال الجلال في ( الدُّرّ النَّثير ) : قال الفارسيُّ :
فيه نَظرٌ ، والوَجْه أَن يُحْمَل على المُراماة بالحِجارة بحيثُ يَرضَخ بعضَهم
رؤُوسَ بَعض .
( و ) يقال : ( هُوَ يَرتَضِخُ لُكْنَةً عَجَميَّةً ، إِذا نَشَأَ معَهُم ) أَي مع
العَجَم يَسيراً . ( ثم صَارَ معَ ) وفي بعض النسخ إِلى ( العَرِب ، فهو يَنزِعُ
إِلى العَجَم في أَلفاظِ ) من أَلفاظهم لا يستمِرُّ لسانُه على غيرها ( ولَو
اجْتَهَدَ ) . وفي حديثِ صُهيبٍ ( كانَ يَتَضِخُ لُكْنَةً رُوميَّة ، وكان
سَلْمَانُ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً فارِسِيَّة ، وكان عَبْدُ بني الحَسحاسِ يَرتضخ
لُكْنَةً حَبَشيَّة مع جَوْدَةِ شِعرِه ) .
( وتَراضَخْنَا ) بالسِّهَام : ( تَرَامَيْنَا ) . والتَّرَاضُخ تَرامِي القَوْمِ
بينهم بالنُّشَّاب . والحاءُ في جميع ذالك لُغة جائزةٌ إِلاَّ في الأَكل ، وهو
قولهم ظَلُّوا يَتَرَضَّخون أَي يُكَسِّرُون الخُبْزَ فَيأْكلونه ويَتناولونه .
وفي ( الأَساس ) : ورأَيتهم يَتَرَضَّحُون الخُبْزَ ويَترصِّخونه . وعنده رَضْخٌ
من خُبْز ، ووقعَتْ رَضْخةٌ من مَطَرٍ ورِضَاخٌ .
والرَّضِيخة والرُّضَاخة : القَليلُ من العَطِيَّة ، وقيل الرَّضْخُ والرَّضِيخة
العَطيّة المُقارِبة ، كما في ( اللّسان ) . وكلُّ ذالك مستدرك على المصنّف .
رفخ : ( الرُّفُوخ ، بالضّمّ : الدَّواهِي ) ، ولم يذكر له مفرداً .
( وعَيشٌ رافِخ : رافغٌ ) ، الغين بدَلٌ عن الخاءِ .
____________________
(7/259)
رمخ
: ( الرِّمْخُ بالكسر : الشَّجَر المجتَمِع . و ) عن ابن الأَعرابيّ : (
الرَّمْخَاءُ الشصاةُ الكلِفَة بأَكْلِهَا ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والصواب :
بأَكله ، أَي بأَكل الرِّمْخ .
( و ) الرّمخَة ( كعِنْبة وبُسْرة : البَلَح ) ، بلُغة طيّىء . قال شَمِرٌ : وهو
السَّدَاءُ ، ممدود ، بلُغة أَهل المدينة ، والسَّيَابُ بلُغة وادِي القُرَى ،
والخَلاَل بلُغة أَهل البصرة ، ( ج رِمْخ ) ، بالكسر ، ( ورُمْخ ) ، بالضّمِّ . (
و ) منه : ( أَرْمَخَتِ النَّخْلَةُ : أَثمرَتْهُ ) ، أَي البَلَح . ( و )
أَرْمَخَ ( الرَّجُلُ : لانَ وذَلَّ ) ، كأَدْمَخَ .
( و ) أَرمَخَتِ ( الدَّابّة : أَخذَتْ في السِّنّ ، أَو أَنْقَتْ ) .
ورُماخ ، بالضّمّ : موضع .
رنخ : ( رَنَحَ ) الرَّجلُ : ( فَتَرَ فُتُوراً ) .
ورَنَّخَه تَرنِيخاً : ذلَّله .
( وتَرنَّخَ به : تشَبَّثَ ) وتَعَلَّق .
روخ : ( تَرَوّخَ في الطِّينِ : وَقَعَ فيه ) ، الصوَاب تَزَوَّخ بالزاي لُغة في
تَسوّخ ، وسيأْتي في السين .
ريخ : ( *!راخ ) الرَّجلُ ( *!يَرِيخُ ) *!رَيْخاً *!ورُيُوخاً *!ورَيَخَاناً :
ذَلَّ ، وقيل : لانَ و (*! استَرْخَى ) . وكذالك ، دَاخَ ( أَو ) رَاخَ الرَّجلُ ،
*!يَرِيخ ؛ إِذا ( تَبَاعَدَ ) . وفي بعض النُّسخ : باعَدَ ( ما بَين فَخِذَيْه )
وانْفَرَجَا ( حَتَّى عَجَزَ عن ضَمِّهما ) ، عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
أَمْسَى حَبِيبٌ كالفُرَيخِ *!رَائِخَا
باتَ يماشي قُلُصاً مَخَائِخَا
( *!والتَّرْيِيخ : التَّوْهِين ) ، يقال : ضَرَبُوا فُلاناً حتّى *!رَيَّخوه ،
أَي
____________________
(7/260)
أَوْهَنوه
وأَلاَنوه . وأَنشد :
بوقْعِهَا يُريِّخُ *!المُرَيِّخُ
والحَسَبُ الأَفعى وعِزٌّ جُنْخُ
( *!والمُرَيَّخ ، كَمُعَظَّم ، المُرْداسَنْج ) ذكره الأَزهريّ هاهنا ، ( و ) قال
اللّيث : ويُسمَّى ( العُظَيمُ الهَشُّ الوالِجُ ) أَي الداخل ( في جَوْفِ
القَرْنِ ) *!مُرَيَّخَ القَرْنِ ، ( *!كالمَرِيخ ) ، كأَمِير ، هاكذا في سائر
النَسخ . ( ج أَمْرِخَة ) ، هاكذا نقلَه الأَزهَرِيّ . عن الليث في مرخ ، فجعلَه
مَرِيخاً ، وجمَعَه على أَمْرِيخَة ، وجعلَه في هاذا البابِ مُرَيَّخاً بتشديد الياءِ
، قال ولم أَسمعْه لغيره . والذَّي نقلَه الأَزهريّ عن أَبي خَيْرَة أَنّه قَال هو
المَرِيخِ والمَرِيج ، أَي بالخَاءِ والجيم ، كلاهما كأَمِيرٍ : القَرْنُ الداخلُ
ويجمعان أَمْرِيخةً وأَمرِجة . وحكاه أَبو تُرَاب في كتاب الاعتقاب قال : وسأَلْتُ
عنه أَبا سَعيد فلم يعرفهما .
( *!ورِيخٌ ، بالكسر : ع بخُراسانَ أَو نَاحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ ، منهَا ) أَبو
بكر ( مُحمَّد بن القاسم بن حَبِيب الصّفارُ وذُرِّيَّته المحدِّثون
*!الرَّيخِيُّون ) ، حدّث عن جدّه ، وعنه حَفيدُه أَبو سعد ، ومنهم عِصام الدّين
أَبو حَفص عُمر بنُ أَحمدَ الصَّفّار ، أَحدُ الأَئمّةِ بنَيْسَابُورَ ، سمع أَبا
بكرِ بن خَلفٍ . وأُختُه عائشةُ بنت أَحمدَ سمِعَتْ من أَبيها ، وعنها زَيْنبُ
الشَّعرِيّة . وأَبو سعدٍ عبد الله بن عُمَر بن أَحمدَ ، مشهور ، وابنُه القاسم
كذالك ، قاله الحافظ في ( التبصير ) .
2 ( فصل الزاي ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
زتخ : ( زَتَخَ القُرَادُ زُتُوخاً ) ، بالضّمّ إِذا شَبِثَ بمَنْ عَلِقَ به ، (
الصواب فيه أَنَّه بالرّاءِ ، وقد تقدّم ، ولذا لم يذكره أَحدٌ من الأَئمَّة هنا )
.
____________________
(7/261)
زخخ
: ( *!زَخَّه ) *!يَزُخّه *!زَخًّا : دَفَعه و ( وقعه في وَهُدَةٍ ) أَي المكان
المنخفض ، وفي الحديث : ( مثَلُ أَهْل بَيتي مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ مَنْ تخلّفَ
عنها زُخَّ به في النّار ) ، أَي دُفِعَ ورُمِيَ . *!وزَخَّ في قفاه ، وقال ابن
جريج : كل دفع *!زَخٌّ ،*!وزَخَّ في قفاه أَي دَفَعَ وأَخْرَجَ .
( و )*! الزَّخُّ *!والزَّخَّة : الحِقْدُ والغَضَب والغَيظ . قال صَخْرُ الغَيِّ
:
فلا تَقْعُدَنَّ على *!زَخَّةٍ
وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا
ويقال *!زَخَّ ( زَيْدٌ ) *!زَخًّا ، إِذا ( اغْتَاظَ ) ، قال ابن سيده : وذَكرُوا
أَنّه لم يُسمع *!الزَّخَّة الّتي هي الحِقد والغضب إِلاّ في هاذا البيتِ .
( و ) زَخَّ ( وَثَبَ ) ، وربما وَضَعَ الرَّجلُ مِسْحَاتَه في وَسط نَهرٍ ثُمَّ
يَزُخّ بنفْسِه ، أَي يثِب .
( و ) زَخَّ ( بِبَوْلِه ) ( زَخًّا : ( رَمَاهُ ) ودَفعَه ، مثْل ضَخَّ .
( و ) *!الزَّخُّ : السُرْعَةُ . يقال ، زَخَّ ( الحادِي ) الإِبلَ : ساقَها
سَوْقاً سريعاً واحتَثَّها . والزَّخُّ والنَّخُّ : السَّيرُ العَنيفُ ، وقد زَخَّ
إِذا ( سَارَ سَيراً عَنِيفاً . و ) من المجاز ما رُوِيَ لعليّ بن أَبي طالبٍ كرّم
الله وَجهَه أَنّه قال :
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له *!مِزَخَّهْ
*!يَزُخُّها ثُمّ يَنامُ افَخَّهْ
( *!المِزَخَّة ، بكسر الميم وفتحها ) وبالفتح صَدّر الجوهَرِيّ كأَنّها مَوضِع
الزَّخّ ، أَي الدَّفْع ( : المَرْأَةُ ) وسُمِّيَت لأَنّ الرَّجلَ *!يَزُخُّهَا ،
أَي يُجامِعها ( *!كالزَّخَّة ) ، بالفتح ، ( و ) *!المَزَخّة ، ( بفتحها :
فَرْجُهَا ) لأَنّهَا مَوْضِعُ *!الزَّخِّ . ( *!وزَخْزَخَهَا )*! زِخْزَاخاً إِذا
جَامَعَها ، *!كزَخَّها زخًّا ، وهو من ذالك ، لأَنّه دَفْع .
*!وزَخّت المرأَة بالماءِ *!تَزُخّ ، *!وزَخّتْه : دَفعَتْهُ . ( وامْرَأَةٌ *!زَخَّاخَةٌ
، مشدَّدةً ) ، *!وزُخَّاءُ ، ممدودةً ، إِذا كانت ( *!تَزخُّ بالماءِ عِندَ
الجِمَاع ) .
(*! وزَخَّ الجَمْرُ ) ، بالجِيم كما في غير
____________________
(7/262)
نُسخة
، ومثله في الأُمّهات اللُّغَوِيَة ، ويوجد في بعض النُّسخ بالخاءِ المعجمة ، وليس
بصواب (*! يَزِخّ ) ، بالكسر والضّمّ .
( *!زَخًّا *!وزَخِيخاً : بَرَقَ ) أَي لَمَعَ . وكذالك الحَريرُ لأَنّه يَبرُق من
الثِّياب . وفي بعض النُّسخ ( بَردَ ) ، بالدّال بدل القاف وصوّبَه بعضُ
المُحَشِّينَ ، وهو غلط .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما جاءَ في حديث عليّ رضي الله عنه : كتبَ إِلى عثمانَ بنِ حُنَيف ، لا
تَأْخُذَنَّ من *!الزُّخَّة والنُّخّة شيئاً ) الزُّخَّة : أَولاد الغَنم لأَنّهَا
*!تُزَخّ ، أَي تُساق وتُدفَع من ورائها ، وهي فُعْلة بمعنَى مفعولة ، كالقُبْضَة
والغُرْفة . وإِنّما لا تُؤخَذ منها الصَّدَقة إِذا كانت مُنفردة ، فإِذا كانت مع
أُمَّهَاتها اعتُدّ بها في الصَّدقة ولا تُؤخذ ، ولعلَّ مذهَبَه قد كَان لا يَأْخذ
منها شيئاً . كذا في ( اللسان والنهاية ) .
زرنخ : ( الزِّرْنِيخُ بالكسر : حَجَرٌ . م ) ، أَي معروف ، وله أَنواع كثيرة (
مِنْهُ أَبْيَضُ و ) منه ( أَحْمَرُو ) منه ( أَصْفَرُ . و ) الزرْنِيخ : ( ة
بالصَّعِيد ) .
زلخ : ( الزَّلْخُ ) ، بفتح فسكون ( : المَزَلَّةُ ) ، وهي المَزْلَقة ( تَزِلُّ
منها الأَقدامُ لنُدُوَّتِهِ أَو مَلاسَتِه ) . والذي في الأُمّهات ( لنَداوَتها
لأَنَّها صَفاةٌ ملْساءُ ) . ورَكِيَّةٌ زَلُوخٌ وزَلْخٌ : ملساءُ أَعْلاها
مَزَلّةَ يَزْلَقُ فيها مَن قامَ عليها . وقال الشاعر :
كأَنّ رِمَاحَ القَومِ أَشطانُ هُوّةٍ
زَلُوخِ النَّوَاحِي عَرْشُها مُتهدِّمُ
وبِئرٌ زَلُوخٌ وزَلُوجٌ ، وهي المُتزلِّقةُ الرأْسِ ، ( كالزَّلِخِ ، ككَتِفِ ) .
مكانٌ زَلْخٌ وزَلِخٌ ، وزَلِجٌ بالجيم أَيضاً ، أَي دَحْضٌ مَزَلَّة ، وَصْفٌ
بالمصدر . ومَزَلَّةٌ زَلْخٌ ، كذالك ، قال :
قامَ على مَزَلّةٍ زَلْخٍ فزَلّ
وعن أَبي زيد : زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَت
____________________
(7/263)
تَزْلَخ
زُلُوخاً . وأَزلَخَ قَدَمَه .
( و ) الزَّلْخُ ( غَلْوَةُ السَّهْمِ ) وقال اللّيْث : هو رَفْعُك يَدَك في
رَمْيِ السَّهْمِ إِلى أَقصَى ما تَقدِر عليه ، تُريدُ بُعْدَ الغَلْوَةِ ، وأَنشد
:
مِنْ مِائَةٍ زلْخٍ بِمرِّيخٍ غالْ
وفي ( التهذيب ) : سُئل أَبو الدُّقَيش عن تفسير هاذا البَيت بعَينه فقال :
الزَّلْخ أَقْصَى غايةِ المُغَالي . قال الأَزهَرِيّ : الذي قاله الليث حرْفٌ لم
أَسمعه لغَيره . قال : وأَرجو أَن يكون صحيحاً .
( وزَلَخَه بالرُّمْح يَزْلِخُهُ ) ، بالكَسرِ زَلْخاً مثل زَخَّه ( : زَجَّهُ )
به ، وهي الْمِزْلَخَة .
( و ) زَلِخَ ( كَفَرِحَ : سَمِنَ ) ، يقال زعلِخَت الإِبلُ تَزْلَخ زَلَخاً
سَمِنَت .
( والزُّلَّخَة ، كقُبَّرةٍ : الزُّحُلُوقَةُ ) يَتَزلَّج منها الصِّبيانُ .
( و ) من المَجاز قولُهم : رَمَى اللَّهُ بالزُّلَّخة ، مَن طَعَن في المَشْيَخة ،
وهو ( وَجَعٌ بَأْخُذُ في الظَّهْرِ فيَجْسُو ويَغْلُطُ حتّى لا يَتحَرَّكَ مَعَهُ
الإِنْسَانُ ) من شدّته ، واشتقاقُه من الزَّلْخ وهو الزَّلْق . ويُروَى بتخفيف
اللاّم ، وقال الخطَّابيّ ورواه بعضُهم بالجيم ، قال : وهو غَلطٌ . وقال ابن سيده
: هو داءٌ يأْخُذُ في الظَّهْر والجَنْب ، وأَنشد أَبو عَمرٍ و :
وصِرْتُ من بَعْدِ القَوَامِ أَبْزَخَا
وزَلّخَ الدَّهْرُ بظَهْرِي زُلَّخَاقال أَبو الهَيثم : اعتلَّت أُمُّ الهَيثم
الأَعرابِيّةُ فزَارَهَا أَبو عُبَيْدَة وقال لها : عَمَّ كانَتْ عِلَّتُكِ ؟
قالَت : شَهِدْتُ مأْدُبَةً فأَكَلْتُ جُبْجُبَة ، مكِنْ صَفِيفِ هِلَّعَة ،
فاعْتَرَتْني زُلَّخة ، قلنا لها : ما تقولين يا أُمَّ الهَيْثَم ؟ فقالت : أَو
لِلنَّاسِ كَلامانِ .
( و ) قال خَلِيفَةُ الضِّبابيُّ : ( الزَّلْخَانُ
____________________
(7/264)
ويحَرَّك
) والجيم لغةٌ فيه : ( التَّقَدُّم في المَشْيِ ) ، والّذي في الأُمّهَات
اللُّغَوية ، في السُّرْعَة .
( وَزَلِيخَا ) ، بفتح الزّايِ وكسر الّلام ، قال شيخنا : والعوَامّ يَنطقون به
على وُجُوهٍ من الفَساد منها التصغير ، ومنها التشديد ، وكلّ ذالك خطأٌ ، وهي (
صاحِبَةُ يُوسُفع ) الصِّدِّيق ( عَلَيْه ) وعلى نَبِيّنا أَزْكَى ( السَّلام )
فيما زعم المفسِّرُون . وجَزَمَ أَقوامٌ بأَنَّ اسمَها رَاعِيل .
( وزَلَّخَه تَزليخاً : مَلَّسَه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَزَلخَ البَابَ ، إِذا أَغلقَه بالمِزلاخ ، ويقال : المزلاخ تُعَلَّق به
الأَبوابُ ولا تُغَلَّق ، كما في ( الأَساس ) .
ومن المجاز : زَلَخَ الماءُ عن الصَّخرة . وسَهمٌ زالِخٌ يَزْلَخ على وَجْهِ
الأَرضِ ثم يَمضي ، وأَزْلَخَه صاحبُه . وفي مَثَل ( لا خيرَ في سَهمٍ زَلخ )
وزَلَخَ في مَشْيِه : أَسْرَع .
وعَنَقٌ زَلاّخٌ : شديدٌ . قال :
يَرِدْنَ قبل فُرَّطِ الفِرَاخِ
بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاّخِ
ونَاقَةٌ زَلُوخٌ : سَريعةٌ . وتقول : ( رُبَّ كَلمة عَورَاءَ زَلَخَتْ مِنْ فيك
ثم زَلَّخَت قَدَمَكَ في مقام تلافيك ) .
ورَجُلُ مُزَلَّخٌ : لَئيم مُدفَّعٌ عن الكَرم مُزلَّقٌ عنه . ومنه عيشٌ مزلّخ ،
وعطاءٌ مزلّخٌ : دُونٌ .
____________________
(7/265)
وعُقْبَةٌ زَلُوخٌ : طَويلةٌ بَعيدة .
وزَلَخَ رأْسَه زَلْخاً : شَجَّه ، وهاذه عن كراع .
زمخ : ( زَمَخَ ) بأَنْفه ( كمَنَعَ ) زَمْخاً ، وشَمَخَ ( : تكَبَّرَ ) وتَاهَ .
وأُنُوفٌ زُمَّخٌ : شُمَّخٌ ( والزَّامِخ : الشَّامُخ ) بأَنْفه .
( و ) من المجاز : الزَّامُ ( مِنَ الكَيْلِ : الوافِرُ . و ( منه أَيضاً ،
عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وزَمَخٌ ، محرّكةً : بَعيدةٌ ) . وقال أَبو زيد : عُقْبَة زَموخٌ
وحَجُون : ( شَديدةٌ ) . وقال ابنُ الأَعرابيّ : زَموخٌ وبَزُوخٌ : عَسِرَةٌ
نَكِدة .
( و ) زُمَّيْخُ ، ( كقُبَّيْطٍ : كُورَةٌ ببَيْقهَقَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
جِبالٌ لها أُنُوفٌ زُمَّخٌ . قال الشّاعِر :
أَجْوازُهنّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ
يَعنِي بالأَجوازِ أَوْساطَ الجبالِ . وأَنُوفُها الطِّوَالُ . وهو مَجاز . وكذا
قَولُهم : نِيَّةٌ زَموخٌ ، أَي بعيد كما في ( الأَساس ) .
زنخ : ( زَنِخَ الدُّهْنُ ) والسَّمْنُ ، ( كفَرِحَ ) ، يَزنَخ زَنَخاً زَنَخاً (
: تَغَيَّرَ ) تْ رائحتُه ( فهو زَنِخٌ ) ، ككَتِفٍ ، وفي الحديث : ( أَنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمدَعَاه رجُلٌ فقدّمَ إِلَيْه إِهَالَةً زَنِخَةً فيها
عَرْقُ ) ، أَي مُتغيِّرة الرائحةِ . ويقال ، سَنِخة ، بالسين .
( و ) زَنِخَ ( السَّخْلُ : رَفَعَ رأْسَه عند الارتضاعِ مِنْ غَصَصٍ أَو يُبْسِ
حَلْقٍ . وزَنَخَ ، كنَصَر وضَرَبَ ) ، يَزْنُخُ ( زَنُوخاً ) بالضَّمّ ( كزَنَّخَ
) تَزنِيخاً ، واقتصرَ في الأَساس على باب ظرف .
( والتّزَنُّخُ : التَّفَتُّحُ في الكَلامِ ) إِذا كان بملءِ شِدْقَيْه ، (
والتَّكَبُّر ) ، مثل التَّزَمّخ .
( وإِبلٌ زَنِيخةٌ ، كَفَرِحَة : ضاقَتْ بُطُونُهَا عَطَشاً ) والُذي عن كراع :
عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ فَضاقَتْ بُطُونُها .
____________________
(7/266)
( ) ومما يستدرك عليه :
عن أَبي عَمرٍ و : زَنَخَ القُرَادُ زُنُوخاً ، ورَتَخَ رُتُوخَا ، إِذا تَشبَّثَ
بمَن عَلِقَ به . وأَنشد :
فقُمْنَا وزَيْدٌ راتخٌ في خِبَائِه
رُتُوخَ القُرَادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ
هاكذا أَوردَه الأَزهَرِيّ في زنخ ، ويروى ( إِذا رتَخ ) ومعناهما واحد ، وقد
تقدّم .
زوخ : (*! زُوَاخ ، بالضمّ : ع ) يمنع ( ويُصرف ) .
زيخ : ( *!زَاخَ *!يَزِيخُ *!زَيْخاً *!وزَيَخاناً ) ، محرّكةً : ( جَارَ وظَلَمَ
) . قال شَمِرٌ : زاخَ وزاحَ بالخَاءِ والحاءِ بِمعنًى . ( و ) زَاخَ عن المكان (
تَنَحَّى ، *!وأَزَاخَه : نَحَّاه ) . وحُكِيَ عن أَعرابيَ من قيس أَنه قال :
حَمَلوا عليهم *!فأَزاخُوهم عن مَوضِعهم ، أَي نَحَّوهم ، ويُرْوَى بَيتُ لبيدٍ :
لو يَقُوم الفِيلُ أَو فَيَّالُه
زاخَ عن مِثْل مَقَامِي وزَحَلْ
قال أَبو الهَيثم : زاحَ بالحاءِ : أَي ذهَب وزَاحَتْ عِلَّتُه ، وأَما زَاخَ
بالخاءِ فهو بمعنًى حارَ لا غَير .
( *!وتَزَيَّخ : تَذَلَّلَ ) ، كذَيَّخَ ، بالذّال .
2 ( فصل السين ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
سبخ : ( التَّسْبِيخ : التَّخْفِيفِ ) ، وهو مَجاز . وفي الحديث عن النّبيّ صلى
الله عليه وسلم ( أَنّ سارقاً سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عائشةَ رضي الله عنها شَيئاً
فدعتْ عليه ، فقال لها النّبيُّ : ( لا تُسَبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَلَيه ) ،
أَي لا تُخفّفِي عنه إِثْمَه الّذي استحقَّه . بالسَّرِقة بدُعائكِ عليه . يريد
أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عليه المسروقُ منه
____________________
(7/267)
خَفَّف
ذالك عنه . قال الشاعر :
فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه
إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ
ويقال : اللّهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى ، أَي خَفِّفْها . وسَبِّخْ عنّا
الأَذَى ، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه .
( و ) التّسبيخ أَيضاً : ( التَّسْكِينُ ) والسُّكُونُ جميعاً . ( و ) التَّسبيخ :
( لَفُّ القُطْنِ ) بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ ، ( ونَحْوِه ) ، كالصُّوفِ
والوَبَر .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : سَمعْت أَعرابيًّا يقول : الحمد لله على تَسبيخِ
العُرُوق . وإِساغةِ الرِّيق ، بمعنَى ( سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ )
فيه . و التَّسبيخُ ( : الفَرَاغُ ، والنَّوْمُ الشَّديدُ ) ، وقيل : هو رُقادُ
كلِّ ساعةٍ . وسبَّخْتُ أَي نِمْتُ ، ( كالسَّبْخِ فيهما ) ، نقله الفرّاءُ عن
أَبي عَمرٍ و . وقال الزّجّاج : السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ ،
وقُرِىء : { 7 . 015 ان لك في النهار . . طويلا } ( المزمل : 7 ) قرأَ بها يَحيى
بن يَعمر . قال ابنُ الأَعرابيّ : من قَرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً . ومَعَاشاً ،
ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ . وقال الفرّاءُ :
هو من تَسبيخ القُطْنِ وهو تَوسيعُه وتَنفيشُه ، يقال سَبِّخِي قُطنَك ، أَي
نَفِّشِيه ووسِّعِيه .
( والسَّبيخُ ) ، كأَميرٍ ( المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ )
فَوق جُرْحٍ ، ( الواحِدَةُ ) بهاءٍ ( سَبِيخةٌ . و ) السَّبِيخ أَيضاً : ( ما
لُفَّ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك ، وكذالك من الصُّوف والوَبَر ) .
( و ) من المجاز : وَرَدت ماءً حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ ، وهو ( ما تَنَاثَرَ من
الرِّيشِ ) ونَسَلَ ، وهو المُسَبَّخ . و ( ج ) الثّلاثةِ ( سَبائِخُ ) ، قال
الأَخطلُ يَذكر الكِلاَبَ :
فأَرْسَلُوهُنّ يُذْبِين التُّرَابَ كما
يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ
____________________
(7/268)
( والسَّبَخَة ، محرَّكَةً ومسكَّنَةً : أَرضٌ ذاتُ نَزَ ومِلْحٍ . ج سِبَاخٌ . و
) قد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخَةٌ و ( أَسْبَخَتِ الأَرْضُ ) . والسَّبَخُ :
المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فيه الأَقدامُ ، وقد سَبُخَ سَبَخاً .
( و ) السَّبَخَةُ : ( ع بالبَصرةَ ، ومنه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ ) العابدُ ،
تُوفِّيَ سنة 131 ، وفي الحديث أَنه قال لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ ( إِنْ مَرَرتَ بها
ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا ) وهي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ ولا
تَكاد تُنبت إِلاّ بَعْضَ الشَّجرِ .
( و ) السَّبَخَة : ( مَا يَعْلُو المَاءَ ) من طُول التَّرْكِ ( كالطُّحْلُبِ )
ونحوه .
( وسَبَخَ ) في الأَرض : ( تَبَاعَدَ ) كسَبَحَ ، وقد تقدّم .
( ونَسَبَّخَ ) والغَضَبُ : ( سَكَنَ وَفَتَرَ ، كسبَّخ تَسبيخاً ) .
( وأَسْبَخَ في حَفْرِهِ ) ، إِذا بَلَغَ ( السِّبَاخَ ) ، تقول : حَفَرَ بِئْراً
فأَسْبَخَ ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة .
سخخ : ( *!السَّخَاخٌ ، كسَحَابٍ : الأَرضُ اللَّيِّنَة الحُرَّةُ *!كالسَّخَاسِخ
) .
قال أَبو منصور : هو جَمْعُ *!سَخَاخٍ ، هَكذا جَمعَه القُطاميّ ، وقال يَصف
سَحاباً ماطراً :
تَواضَعَ *!بالسَّخاسِخ مِنْ مُنِيمٍ
وجَادَ الَيْنَ وافْتَرَشَ الغِمَارَا
( ومَوْضِعٌ بما وَراءَ النَّهْرِ ) .
( *!والسَّخّاءُ : الرَّخَّاءُ ) ، وهي الأَرضُ اللَّيِّنة الواسِعَة ، كما تقدّم
، ( ج *!-سَخَاخِيّ ) كرَخَاخِيّ ، كلاهما بالفتح .
( و ) في ( النوادر ) : (*! سَخَّ في الحَفْر والسَّيْر ) كزَخَّ : ( أَمَعَنَ )
فيهما ، ويقال : لُخَّ في البِئر مثْل *!سُخَّ ، أَي احْفِر . ( و ) *!سَخَّت (
الجَرَادَةُ : غَرَزتْ ذَنَبَها في الأَرضِ ) لتبيضَ .
سدخ : ( انسدخَ ) على الأَرض : ( انبسَطَ )
____________________
(7/269)
يقال
: ضَرَبَه حتَّى انسَدَخَ . وقد تقدّم انسدج في الجيم فراجعْه .
سربخ : ( السَّرْبَخ كجَعْفَرٍ : الأَرضُ الواسِعَةُ ) ، وقيل : هي البعيدةُ ،
وقيل : هي : ( المَضِلَّة ) ، بفتح الميم وكسر الضّاد ، وهي التي لا يُهتَدى فيها
لطريق . وفي حديث جُهَيش : ( وكائِنْ قَطَعْنَا إِليكَ من دَوِّيَّةٍ سَرْبَخٍ ) ،
أَي مفازةِ واسعَةِ الأَرجاءِ .
( والسَّرْبَخَة : الخفَّةُ والنَّزَق ) محرّكَةً . ( والمَشْيُ الرُّوَيدُ ،
والمَشْيُ في الظَّهيرَة ) . وفي ( النوادر ) : يقال ظَلَلْتُ اليَومَ مُسَرْبَخَا
ومُسَنْبَخاً ، أَي ظَلِلْتُ أَمْشِي في الظَّهيرة .
( ومَهْمَهٌ سِرْبَاخٌ ، بالكسر : واسِعُ ) الأَرجاء ( و ) مَهْمَهٌ ( مُسَرْبَخٌ
) ، كمُسَرْهَد : ( بَعيدٌ ) واسعٌ ، قال أَبو دُوَاد :
أَسْأْدَتْ ليلةً ويَوماً فَلمَّا
دَخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُنِ
قال : المَرْدُونُ : المنسوجُ بالسَّرَاب . والرَّدَن : الغَزْل .
سردخ : ( السُّرْدُوخُ ، بالضَّمّ : تَمرٌ يُصَبُّ عَلَيه الماءُ ) ، لم يذكره
أَحدٌ من الأَئمّة ، ولا وَجدتُهُ في الأُمّهَات .
سفنخ : ( الإِسْفاناخُ ) ، بالكسر : ( نَبَاتٌ م ) أَي معروف ، وهو ( مُعرّب ) ،
ومن خواصّه أَنّه ( فيه قُوَّةٌ جاليَةٌ غَسَّالةٌ يَنفَع الصَّدرَ والظَّهْر )
وهو ( مُلَيِّن ) .
سلخ : ( سَلَخَ ) الإِهابَ ، ( كنَصَرَ ومَنَعَ ) ، يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْخاً :
( كَشَطَ ) عن ذِيه . والسَّلْخ : ما كُشطَ عنه . ( و ) سَلَخَ . ( نَزَعَ ) ،
يقال : سَلَخَت المرأَة دِرْعَها ، إِذَا نَزَعَتْه . وهو مَجاز ، قال الفرزدق :
إِذا سَلَخَتْ عنها أُمَامَةُ دِرْعَها
وأَعْجَبَهَا رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ
( والمَسلوخ : شاةٌ سُلِخَ ) عنها ( جِلْدُهَا ) ، وهي المسلوخةُ أَيضاً .
____________________
(7/270)
( و ) سَلخَ ( الشَّهْرُ : مَضَى ، كانسَلخَ . و ) سَلَخَ ( فُلاَنٌ شَهْرَه )
يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْحاً وسُلُوخاً : ( أَمْضَاه وصار في آخِرِه ) ، وهو مَجاز
. وفي ( التهذيب ) : يقال سَلَخْنَا الشَّهرَ ، أَي خَرَجْنَا منه فسَلَخْنَا
كُلَّ لَيلة عن أَنفُسِنا جزءًا من ثلاثينَ جُزْءًا حتّى تكاملَتْ لَياليه ،
فسلَخْنَاه عن أَنفُسِنا كلَّه . قال : وأَهْلَلْنَا هلاَلَ شَهْرِ كَذا ، أَي
دَخَلْنَا فيه ولَبِسْنَاه ، فنَحْن نَزدادُ كُلَّ لَيلةً إِلى مُضِيِّ نِصْفِه
لِباساً منه ، ثم نَسْلخُه عن أَنفُسنا كلَّه . ومنه قَوله :
إِذا ما سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مثْلَه
كَفَى قاتِلاً سَلْخَى الشُّهُورَ وإِهلالِي
وقال بيدٌ :
حتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ
جَزْءًا فطَالَ صيَامُه وصيَامُهَا
قال وجُمَادَى سَتّةٍ هي جُمَادَى الآخِرَة ، وهي تَمامُ ستَّة أَشهر من أَوّلِ
السَّنَةِ ، والنَّباتُ إِذا سَلَخَ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه فهو سالِخٌ ، من
الحَمْض وغَيْره ( و ) في ( المحكم ) : سَلَخَ ( النَّباتُ : اخْضَرَّ بعد الهَيْج
) وعَادَ .
( و ) من المجاز : سَلَخَ ( اللَّهُ النَّهَارَ من اللَّيْل : اسْتَلَّهُ ،
فانْسَلَخَ ) : خَرَجَ منه خُرُوجاً لا يَبْقَى معه شيءٌ من ضَوْئه ، لأَنَّ
النَّهَار مكوَّرٌ على اللَّيل ، فإِذا زال ضَوؤُه بَقِيَ اللَّيلُ غاسِقاً قد
غَشِيَ النّاسَ .
( و ) سَلَخَتْ ( الحَيَّةُ ) تَسْلَخُ سَلْخاً وكذالك كلُّ دابّةٍ : ( انْسَرَى )
، هاكذا في سائر النُّسخ ، وفي الأُمّهَات كلِّهَا : تَنْسَرِي ( عن سَلْخَتِهَا )
، بالفتح ، أَي جِلْدَتِها . ووَجَّهَه شيخُنَا بأَنَّ لفْظَ الحَيَّةِ يُطْلَق
على الذَّكَر والأُنْثَى ، كما صرَّحَ به جماعةٌ .
( والسَّلْخ ) ، بالفتح : ( آخِرُ الشَّهرِ ، كمُنْسَلَخِه ) ، بفتح الَّلام .
( و ) السَّلْخ : ( اسمُ ما سُلِخَ عن الشَّاة ) ، والإِهَابُ ، أَي كُشِطَ عنه ،
ومن المَجاز سلَخَ الجَرَبُ جِلْدَه .
( والسَّالخ : جَرَبٌ يُسلَخُ منها الجَمَلُ ) .
____________________
(7/271)
وسَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنسانِ وسَلَّخَه ، فانسَلَخَ وتَسَلَّخَ .
( و ) السالِخ : ( اسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ ) شَديد السَّواد . قال ابنُ
بُزُرْج : ذلك أَسودُ سالِخاً ، جعلَه معرفةً ابتداءً من غَير مسأَلَةٍ . وأَسودُ
سالخٌ ، غيرَ مُضَافٍ ، لأَنّه يَسْلَخ جِلْدَه كلّ سَنَةٍ . ( والأُنْثَى
أَسْوَدَةٌ ولا تُوصَف بِسَالخة . وأَسْوَدُ ) سالِخٌ ( وأَسْوَدانِ سالِخٌ ) ، لا
تُثنَّى الصِّفةُ ، في قول الأَصمعيّ وأَبي زيد ، وقد حكَى ابنُ دريد تثنيتَها ،
والأَوّلُ أَعرَفُ . ( وأَساوِدُ سالِخَةٌ وسَوَالِخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ ) ،
الأَخيرة نادرة .
( والأَسْلَخ : الأَصلَعُ ) ، وهو بالجيم أَكثر ، ( و ) الرَّجل ( الشَّدِيدُ
الحُمْرَةِ ) .
( والسَّليخَة : عِطْرٌ ) تَراه ( كأَنّه قِشْرٌ مُنْسَلِخ ) ذو شُعَبٍ . ( و )
السَّليخة : ( الوَلَدُ ) ، لكونه سُلِخَ ، أَي نُزِعَ من بطْن أُمّه . ( و )
السَّليخة : ( دُهْنُ ثَمَرِ البَانِ قبلَ أَن يُرَبَّبَ ) بأَفاوِيهِ الطِّيب ،
فإِذا رُبِّبَ بالمِسْك والطِّيب ثم اعتُصِرَ فهو مَنشوشٌ ، وقد نُشَّ نَشًّا ،
أَي اختَلطَ الدُّهْنُ برَوائحِ الطِّيب .
( و ) السَّلِيخةُ من العَرْفَج : منا ضَخُمَ من يَبِيسِه . و ( من الرِّمْث : ما
لَيْسَ ) فيه ( مَرعًى ) ، إِنَما هو خَشَبٌ يابسٌ ، والعرب تقول للرِّمْث
والعَرْفَج إِذا لم يَبْقَ فيهما مَرْعًى للماشية : ما بَقِيَ منها إِلاّ سَليخةٌ
.
( و ) السَّلْخ و ( المِسْلاخُ : جِلْدُ الحَيَّةِ ) الّذي تَنسَلُخ عنه ،
كالسَّلْخَةِ .
ومن المَجاز : فُلانٌ حمارٌ في مِسْلاَخِ إِنسانٍ . وفي حديث عائشة : ( ما رأَيْت
امرَأَةً أَحَبَّ إِليّ أَنْ أَكُونَ في مسْلاَخها من سَوْدَةَ ) . تَمنَّتْ أَن
تكون مثْلَ هَيْئَتِها وطَرِيقَتها .
( و ) المِسْلاخُ : ( نَخْلَةٌ يَنتثر بُسْرُهَا ) وهو ( أَخْضَرُ ) . وفي حديث ما
يَشتَرِطه المشترِي على البائع ( أَنّه ليس له مِسلاخٌ ولا مِخْضَار ) . ( و )
المِسْلاخُ : ( الإِهَابُ ) كالسِّلْخ بالكسر .
____________________
(7/272)
( و ) رجلٌ ( سَلِيخٌ مَلِيخٌ : شديدُ الجِمَاعِ ولا يُلْقِح . و ) سَليخٌ مليخٌ :
( مَن لا طَعْمَ له ) . والّذي في الأُمّهَات بإِسقاط ( مَنْ ) .
( وفيه سَلاَخَةٌ ومَلاَخَةٌ ) ، إِذا كان كذالك ، عن ثعلب .
( والسَّلَخُ ، مُحرّكةً : ما على المِغْزلِ من الغَزْل ) .
( واسْلخّ ) الرَّجلُ ( اسلِخَاخاً : اضْطَجَع ) . وأَنشد :
إِذا غَدَا القَوْمُ أَبَي فاسْلَخَّا
( والإِسْلِيخُ ، كإِزْمِيل : نَبَاتٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث سُليمانَ عليه السلام والهدهدِ ( فسَلَخُوا مَوضِعَ الماءِ كما يُسْلَخ
الإِهَابُ فخَرَجَ الماءُ ) ، أَي حَفَروا حتّى وَجَدوا الماءَ .
وشاةٌ سَلِيخٌ : كُشِطَ عنها جِلْدُها ، فلا يَزال ذالك اسمَها حتّى يُؤكَل منها
فإِذا أُكِلَ منها سُمِّيَ ما بَقِيَ منها شِلْواً ، قلَّ أَو كثُرَ .
وسَلَخَ الظَّليمُ ، إِذا أَصابَ رِيشَه دَاءٌ .
وسَلْخُ الشَّعْرِ : وضْعُ لفظٍ بمعنَى اللّفظِ الآخَر في جميعه ، فتُزيلُ
أَلفاظَه وتَأْتي بدَلَهَا بأَلْفَاظٍ مُرَادِفة في معناهَا ؛ فهذا سَلْخٌ فإِنْ
قَصَّرَ دون معناه كان مَسْخاً .
ومسْلخٌ اسم جَبَلٍ ذُكِرَ في غَزْوةِ بدْرٍ ، نقله السُّهَيْليّ .
سمخ : ( السِّمَاخ : بالكَسْر ) : لُغة في ( الصِّمَاخ ) ، وهو ثَقْبُ الأُذُنِ
الّذي يَدْخُلُ فيه الصَّوْتُ ، وبعضُهم أَنكر السين .
( و ) سَمَخَه ( كَمَنَعه ) يَسْمَخه سَمْخاً : ( أَصابَ سِمَاخَه فَعَقَرَه ) .
ويقال سَمَخَني بحدَّة صَوْته وكَثرَةِ كلامِه . ولُغة تميمٍ الصَّمْخ .
( و ) سَمَخَ ( الزَّرْعُ : طَلَعَ أَوَّلاً ) .
( و ) يقال : ( إِنّه لحسَنُ السِّمْخةِ ، بالكسر ، كأَنّه مأْخوذٌ من السِّماخ )
، وهو ( العِفَاص ) .
____________________
(7/273)
( ) ومما يستدرك عليه :
السِّماخ : الثَّقْب الّذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلَةِ الفَدَّانِ .
سملخ : ( السُّمْلُوخ : بالضَّمّ : الصُّمْلُوخ ، كالسِّمْلاخِ ) ، وهو من الأُذن
: وَسَخُهَا وما يخرُج من قُشورِها ، قاله النّضْر .
( و ) السُّمْلوخُ : ( ما يُنْتَزَعُ مِنْ قُضْبَانِ النَّضِيِّ ) الرَّخْصَةِ ،
مثْل القُضْبان ، وجمْعه السَّمَالِيخُ ، وهي الأَماصيخ .
( والسَّمَالِيخيُّ مِنَ اللَّبَنِ والطَّعام : ما لا طَعْمَ له . و )
السَّمَالِخِيّ : ( لَبَنٌ حُقِنَ ) وتُرِكَ ( في السِّقَاءِ وحُفِرَ له حُفْرَةٌ
ووُضِعَ فيها ليَرُوبَ ) ، وطَعْمُه طَعْمُ مَخْضٍ .
سنخ : ( السِّنْخ ، بالكسر : الأَصْلُ ) من كلِّ شيْءٍ . والجمْع أَسْنَاخٌ
وسُنُوخٌ ، والحاءُ لغة فيه .
ورَجَعَ فلانٌ إِلى سِنْخِ الكَرَمِ وإِلى سِنْخُه الخَبيثِ . وفي حديث
الزُّهْرِيّ ( أَصْلُ الجِهَادِ وسِنْخُه الرِّبَاطُ في سَبِيل الله ) .
( و ) السِّنْخ ( من السِّنّ : نَنْبِتُه ) . وأَسْنَاخُ الثَّنَايَا والأَسنانِ :
أُصولُهَا .
( و ) في ( النوادِر ) : السِّنْخ ( من الحُمَّى : سَورَتُها ) .
( و ) السِّنْخ : ( ة بخُراسانَ ، منها ذاكِرُ بنُ أَبي بكْرٍ السِّنْخيّ ) .
( والسُّنُوخُ : الرُّسُوخُ ) ، وقد سَنَخَ في العِلْم يَسنَخ سُنُوخاً : رَسَخَ
فيه وعَلاَ .
( والسَّنَخُ ، محرَّكَةً : البَعِيرُ ) .
( وسَنِخَ الدُّهْنُ ) والطّعَامُ وغيرهما ، ( كَفَرِحَ ) ، يَسنَخُ سَنَخاً :
تَغَيَّرَ وفَسدتْ رِيحُه ، لغة في ( زَنِخَ ) ، وقد تقدّم ، وهو مَجاز .
( و ) سَنِخَ ( من الطَّعَام ) وَحْدَه ، إِذا ( أَكْثَرَ ) .
والسَّنَاخَة : الرِّيحُ المُنْتِنَة ، كالسَّنْخَة ، بفتح فسكون ، يقال : بَيتٌ
____________________
(7/274)
له
سَنْخةٌ وسَنَاخةٌ . قال أَبو كَبير :
فَدَخَلْتُ بَيْتاً غَيرَ بَيْتِ سَنَاخَةٍ
وازدَرْتُ مُزْدَارَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ
( و ) السَّنَاخة : ( الوَسَخُ وآثارُ الدِّبَاغِ ) . وقيل في معنى البيتِ ، أَي
ليس ببَيتِ دِبَاغٍ ولا سَمْنٍ .
( و ) في ( النَّوادر ) : ( بَلَدٌ سَنِخٌ ، ككَتِفٍ : مَحَمَّةٌ ) ، أَيَ موضع
الحُمَّى .
( وسانِخٌ : جدُّ نَصْرِ بن أَحمدَ ، أَو ) هو ( بالمهملة ) .
( والتَّسْنِيخُ : طَلَبُ الشَّيْءِ ) .
( والسُّنْخَتَانِ ، بالضّمّ : القَامَتانِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
سِنْخُ السِّكّينِ : طَرَفُ سِيلاَنِه الدّاخلُ في النِّصاب . وسِنْخ النَّصْل :
الحَديدةُ الّتي تَدخل في رأْسِ السَّهْمِ . وسِنْخُ السَّيف : سِيلاَنه .
وأَسْنَاخُ النُّجُوم : الّتي لا تَنْزِل بنُجوم الأَخْذ ، حكاه ثعلب . قال ابن
سيده : فلا أَحُقُّ أَعَنَى بذلك الأُصولَ أَم غيرَها . وقال بعضهم : إِنّمَا هي
أَشياخُ النُّجُومِ .
وعن أَبي عَمْرٍ و : صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ .
وفي ( الأَساس ) : سَنِخَ الرَّجلُ : حَفَرَتْ أَسنانُه ، وسَنِخَت : ائْتَكَلَتْ
أُصولُها .
سنبخ : ( المُسَنْبَخُ كمُسَرْهَد : المُسَرْبَخ ، وهو الّذِي يَمْشِي في
الظَّهِيرَة ) ، تقول : ظَلِلتُ اليَومَ مُسَرْبِخاً ومُسَنْبِخاً ، كذا في (
النوادر ) .
سوخ : ( *!سَاخَتْ قَوَائِمُه ) في الأَرض : ( ثاخَتْ ) ، بالمثلَّثة لُغة فيه .
وسَاخت الرِّجْل *!تَسِيخ : ثاخَتْ ، والأَقدامُ *!تَسوخُ وتَسِيخ : تَدخُل فيها
وتَغِيب . وفي حديثِ سُرَاقةَ : ( *!فساخَتْ يَدُ فَرَسِي ) ، أَي غَاصَتْ في
الأَرض .
( و ) سَاخَ ( الشَّيْءُ ) *!يَسُوخ : ( رَسَبَ
____________________
(7/275)
و
) ساخَت ( الأَرضُ بهم ) سَوْخاً و ( *!سُيُوخاً *!وسُؤُوخاً ) ، بضمّهما ، (
*!وسَوَخَاناً ) ، محرّكَةً : ( انخسَفَتْ ) ، وكذالك الأَقدَامُ .
( و ) يقال : إِنّ ( فيه *!سُوَاخُيَة ) شديدةً ، ( كعُلاَبِطة ) ، أَي ( طِينٌ
كثيرٌ . و ) . يقال ( صارَتِ الأَرْضُ *!سُوَاخاً ) بالضّمِّ ، *!وسُوَّاخاً
كرُمَّانٍ ، أَي طيناً .
( و ) يقال : مُطِرْنَا حتّى صارت الأَرْضُ ( *!سُوَّاخَى ) ، بضمّ فتشديدٍ (
كشُقّارَى ) ، هاكذا في ( التَّهْذِيب ) ، ( وتصغيرها *!سُوَيْوِخَةٌ ) ، كما يقال
كُمَيْثِرَة . ( وقولُ الجوهَرِيّ على فُعَالَى ) ، أَي ( بفتْح اللاَّم ) وتخفيف
العين هو ( غَلَطٌ ) ، وقد وُجِدَ ذالك في بعض نُسخ الأُمّهَاتِ ، على ما أَوردَه
الجَوْهَرِيّ ، ( أَي كثُرَ بها رهزَاغُ المَطَر ) ،
ويقال : بَطحاءُ سُوَّاخَى ، وهي الّتي تسوخُ فيها الأَقدام . ووصَفَ بعيراً يُراض
، قال : فأَخَذَ صاحِبُه بذَنَبِه في بطحاءَ سُوّاخَى ، وإِنَّمَا يُضْطَرُّ
إِليها الصَّعبُ *!ليَسُوخَ فيها . *!والسُّوَّاخَى : ظين كثُر ماؤُه من رِزَاغِ
المَطر .
( و ) في ( النَّوَادِر ) : (*! تَسَوَّخَ : وَقَعَ فيه ) ، أَي في السُّوَّاخَى ،
مثْل تَزوَّخَ ، وقد تقدَّم .
(*! وسُوخُ ، بالضّمّ : ة ) .
سيخ : ( *!ساخ ) الشّيءُ ( *!يَسِيخُ *!سَيْخاً *!وسَيَخَاناً ) ، محرَّكةً : (
رَسَخَ ) ، مثْل يَسُوخ .
( و ) ساخَ الصَّخْرُ . ( ثاخَ ) .
( *!والسِّيَاخُ ككِتَابٍ : بُنَاةُ الطَّينِ ) والسَّاخَة : لُغة في السَّخَاةِ ،
وهي البَقْلة الرَّبَعِيّة .
وفي حديث يوم الجُمعة ( ما مِن دابّة إِلاّ وهي *!مُسِيخة ) ، أَي مُصْغِيَة ،
مُستمِعة ، ويروَى بالصّاد ، وهو الأَصل .
2 ( فصل الشين ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
شبخ : ( الشَّبْخُ : صَوْتُ الحَلْب من
____________________
(7/276)
اللَّبَنِ
) . والذي في ( اللسان ) : صَوت اللَّبَن عند الحَلْب ، كالشَّخْبِ ، عن كُراع .
شخخ : ( *!الشَّخُّ : البَوْلُ ، وصَوْتُ الشُّخْبِ ) إِذَا خَرَجَ من الضَّرْعِ .
( *!وشَخَّ في نَومه ) ، إِذا ( غَطَّ ) وصَوَّتَ .
( و )*! شَخَّ ( ببَوْلِه ) *!يَشُخُّ ( *!شَخِيْخاً ) *!وشَخًّا : لم يَقْدرْ أَن
يَحْبِسَه فغَلَبَه ، عن ابن الأَعرابيّ ، وعمَّ به كُراع فقال : شَخَّ ببَولِه
*!شَخًّا ، إِذا لم يَقْدِرْ على حَبْسه .
( و ) شَخَّ ببَوْلِه و ( *!شَخْشَخَ : امْتَدَّ كالقَضِيبِ ) ، أَو مَدَّ به
وصَوَّتَ . ( وإِنَّه *!لشَخْشَاخٌ بالبَوْلِ ) ، من ذالك .
( *!والشَّخْشَخَة : صَوْتُ السَّلاحِ ) واليَنْبُوتِ . ( و ) *!الشَّخْشَخَةُ : (
صَوْتُ حَركَةِ ( القِرْطَاسِ ) والثَّوبِ الجديد ، كالخَشْخَشَة في الكُلّ ، وهي
لغةٌ ضَعيفةٌ .
( و ) الشَّخْشَخةُ : ( رَفْعُ النَّاقَةِ صَدْرَها و بَارِكَةٌ ) . وقد
شَخْشَخَتْ .
شدخ : ( الشَّدْخُ ، كالمنْع : الكَسْرُ في كلِّ ) شيْءٍ ( رَطْبٍ ) ، كالعَرْفَج
وما أَشبَهه ، ( وقيل ) هو التَّهَشِيمُ ، يُعنَى به كسْرُ ( يابِسٍ ) ، وكلِّ
أَجْوَفَ كالرأْسِ ونحوهِ .
( و ) شَدَخَه يَشْدَخه شَدْخاً ( فتَشَدّخَ ) و ( انْشَدَخَ ) . وشُدِّخَت
الرُّؤُوس ، شُدِّدَ للكثْرة .
( و ) الشَّدْخ : ( المَيْل ) عن القَصْد . وقد شَدَخَ يَشْدَخَ يَشْدَخ شَدْخاً ،
وهو شادخٌ . قال أَبو منصور : لا أَعرف هاذا الحرْفَ ولا أَحُقّه . ثم قال :
صَحَّحه قَولُ أَبي النَّجم الآتِي ذِكرُه عند قوْلِه : الشادخ .
( و ) الشَّدَخ : ( انتشارُ الغُرَّةِ وسَيَلاَنُهَا سُفْلاً ) فتَملأُ الجَبْهَةَ
ولم تَبْلُغ الغَيْنَيْنِ ، وقيل : إِذا غَشيَت الوَجْه
____________________
(7/277)
من
أَصْلِ النّاصِيَة إِلى الأَنفِ . ( وهي ) أَي الغُرَّةُ ( الشَّادِخَةُ ) . وقد
شَدَخَت تَشْدَخ شُدُوخاً وشَدْخاً . قال :
غُرُّتُنَا بالمجْدِ شادِخَةٌ
للنّاظِرِين كأَنّهَا بدْرٌ
( وهو أَشْدَخُ وهي شَدْخَاءُ ) : ذُو شادِخَةٍ . وقال أَبو عْبيدة : يقال لغُرّةِ
الفَرسِ إِذا كانتْ مُستديرةً : وتيرةٌ ، فإِذا سالتْ وطالتْ فهي شاذِخةٌ . وقد
شَدَخَتْ شُدُوخاً : اتَّسعتْ في الوَجْه ، وقال الراجز :
شَدَخَتْ غُرّةُ السَّوابق فيهم
في وُجُوهٍ إِلى اللِّمامِ الجِعَادِ
( والمُشَدَّخُ ، كمعظَّم : بُسْرٌ يُغْمَزُ حتَّى يَنْشَدِخَ ) . زاد الجوهريّ :
ثم يَيْبَس في الشِّتاءِ . وقال أَبو منصور : المُشَدَّخ من البُسْر : ما افتَضَخَ
، والفَضْخ والشَّدْخُ واحدٌ .
( و ) المُشَدَّخُ : ( منَقْطَعُ العُنُقِ . و ) منه قولهم : ( شَدَخَه ) إِذا (
أَصابَ مُشدَّخَه ) .
( والشَّدْخَة من النَّبَات : الرَّخْصَة الرَّطْبَة ) ، ويقال عَجَلَةٌ شَدْخَةٌ
، كذا في ( المحكم ) ، ويعِني بالعَجلة ضَرْباً من النَّبَات .
( ويَعْمَرُ ) بن عَوْفٍ الكنَانيّ جَدُّ بنِي دَأْبٍ الّذِين أُخِذَ عنهم كَثيرٌ
من عِلْم الأَخبار والأَنساب ، ولَقبُه ( الشُّدَّاخُ كطُوَّال ) ، بالضّمّ
فالتشديد . أَنكره جماعة وقالوا : لا يَصحّ لأَنّه جَمْعٌ والجُمُوع لا تكون
أَلقاباً ، وصَحّحه رخرون وقالوا : لَعلَّه أُطلِقَ عليه وعلى ذَوِيه . ( و )
يُروَى فيه الكَسْر مع التشديد ، مثْل ( طِيّاب ، وقد يُفتَح ) ، فهُو مُثلّث ،
والفتحُ هو الراجح . وفي ( الروض الأُنُف ) : الشَّدّاخُ ، بفتْح الشين ، كما قاله
ابن هشام ، وبضمّها إِنّما هو جمْعٌ ، وجائز أَن يُسمَّى هو وبنوه الشُّدّاخ ،
كالمَنَاذرة في المُنذِر وبَنيه . ( أَحَدُ حُكَّامِهِم ) ، أَي بني كِنَانةَ في
____________________
(7/278)
الجاهليّة
. والحاكم هنا هو الذي يتولَّى فصْل قَضاياهم بأَحكامه ، لُقِّب به لأَنّه (
حُكِّمَ ) أَي جُعِل حاكماً ( بَيْنَ قُضَاعَةَ ) ، هاكذا في سائر نُسخ القاموس
تبعاً لبعض المؤرِّخين ، ويوجد في بعض النُّسَخ : بين خُزَاعَة ، ( وقُصَيّ ) ،
ومثله في ( اللسان ) ، به جَزَم السُّهيليّ وابنُ قُتيبةَ وغَيرُهُمَا ، وذالك حين
حكَّموه ( فيما ) تَنازَعوا فيهِ من ( أَمْرِ الكَعْبَة وكَثُرَ القَتْلُ )
والسَّفك ، ( فشَدَخَ دِمَاءَ قُضاعَة ) ، وفي نُسخة : جُزاعَة ( تَحْتَ قَدَمِه
وأَبْطَلَها ، فَقَضَى ) . وفي نسخة : وقَضى ( البَيْتِ لقُصَيَ ) . وهو مَجاز ،
ووقعَ في ( الأَساس ) : ومِنه قِيل لقُصَيَ الشّدّاخ ، لإِبطاله دماءَ خُزاعة .
والصّواب ما ذكَرْنا .
( والأَشْدَخُ : الأَسَد ) .
( والأَشداخُ : وادٍ بعِقِيقِ المدينةُ ) ، مِن أَوْدِيَة تِهَامَةَ . قال حسّانُ
بنُ ثابت :
أَلم تَسَله الرَّبْعَ الجَديدَ التّكلُّمَا
بمَدْفَعِ أَشْدَاخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَمَا
( والشَّادِخ : الصَّغِير إِذا كَان رَطْباً ) ، غُلاَمٌ شادِخُ : شابٌّ ، كما في
( الأَساس ) و ( اللِّسان ) .
( و ) في ( النِّهاية ) : ( الشَّدَخ ، مَحرّكَةً : الوَلَدُ لغَير تَمامٍ ، إِذا
كان سِقْطاً ) رَطْباً رَخْصاً لم يَشْتَدَّ . وقد جاءَ ذلك في حديث ابن عُمَر
أَنْه قَال في السِّقْط ( إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بَيْتِكَ )
وطِفْلٌ شَدَخٌ : رَخْصٌ .
وعن ابن الأَعرابيّ : يقال للغُلامِ : جَفْرٌ ، ثم يافِعٌ ، ثم شَدَخٌ ، ثمّ
مُطَبَّخٌ ، ثُمّ كَوْكَبٌ .
( وأَمْرٌ شاذِخٌ : مائِلٌ عَنِ القَصْدِ ) . وقد شَدَخَ شُدُوخاً . قال أَبو
النَّجم :
مُقتدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِهَا
بأَمْرِهِ الشَّادِخِ عن أُمورِهَا
____________________
(7/279)
أَي يَعدِل عن سَنَنِها ويَمِيل . وقال الراجز :
شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِهَا
قال أَبو عُبيدة : أَي تَعْدِل عن طَرِيقها .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّادِخَة : الفَعْلَة المشهورة القَبِيحَة ، وبه فُسِّر قولُ جرير :
ورَكِبَ الشّادِخةَ المُحَجَّلَه
بنو الشَّدَّاخِ بَطنٌ .
شذخ : ( الشَّاذِياخُ ) ، بكسر الذال المعجمة وياءٍ مثنّاة تحتيّة ( اسمُ
نَيْسَابُورَ ) القديم ( و : ة ) أُخرَى ( بمَرْوَ ) .
شرخ : ( الشَّرْخُ ) والسَّنْخ ( : الأَصْلُ والعِرْقُ . و ) الشَّرْخُ : (
الحَرْفُ النّاتىء من الشَّيءِ ) كالسَّهْمِ ونحوِه . وشَرْخاً الفُوقِ : حَرْفاه
المُشْرِفَانِ اللَّذانِ يَقَع بينهما الوترُ . وعن ابن شُمَيْل : زَنَمَتا
السَّهْمِ : شَرْخَا فُوقِه ، وهما اللَّذَانِ الوَتَرُ بينَهما ، وشَرْخَا
السَّهْمِ مثلُه . قال الشّاعر يَصفِ سَهماً رمَى به فأَنفذَ الرَّمِيَّة وقد
اتَّصلَ به دَمُها :
كأَنَّ المتْنَ والشَّرْخَينِ منه
خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشيِجُ
( و ) الشَّرُخ : ( أَوّلُ الشبابِ ) ونَضَارَتُه وقُوّتُه ، وهو مصدَرٌ يَق على
الواحد والإِثنين والجَمْع ، وقيل هو جَمْعُ شارِخٍ ، مثْل شارِب وشَرْب . وقال شَمِرٌ
: الشَّرْخُ الشَّبَابُ ، وهو اسمٌ يَقع مَوْقِع الجمْعِ ، قال لبيد :
شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدَا
وفي الحديث : ( اقتُلُوا شُيُوخ المُشْرِكِينَ واسْتَحَيُوا شَرْخَهم ) . قال أَبو
عُبَيْد : فيه قَولانِ : أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالشُّيُوخ الرِّجالَ المَسَانَّ
أَهْلَ
____________________
(7/280)
الجَلَدِ
والقِتال ولا يُريد الهَرْمَى الّذين إِذا سُبخوا لم يُنْتَفَع بهم في الخِدْمَة .
وأَراد بالشَّرّخ الشَّبابَ أَهلَ الجَلَد الّذين يُنتَفَع بهم في الخِدْمَة ،
وقيل : أَراد بهم الصِّغارَ ، فصار تأْويلُ الحديثِ : اقتُلوا الرِّجالَ
البالِغَين واستَحيُوا الصِّبيانَ . قال حسَّان بن ثابت :
إِنّ شَرْخَ الشَّبَابِ والشَّعَرَ الأَسْ
وَدَ ما لَم يُعَاصَ كان جُنونَا
وجمع الشَّرْخِ شُرُوخٌ وشُرَّخٌ .
( و ) الشَّرْخ : ( نِتَاجُ كلِّ سَنَةٍ مِنْ أَولادِ الإِبلِ ) . قال أَبو
عُبيدةَ : الشَّرْخ النِّتاجُ . يُقال : هاذا من شَرْخِ فُلانٍ ، أَي من نِتَاجه .
وقيل : الشَّرْخ نِتَاجُ سَنَةٍ ما دامَ صِغَاراً .
( و ) الشَّرْخ : ( نَجْلُ الرّجُلِ ) ، أَي وَلدُه . وقد شَرَخَ شُرُوخاً ؛ وقيل
هو النُّطْفَة يكون منها الوَلدُ .
( و ) الشَّرْخُ : ( نَصْلٌ لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائِمُه ) ،
والجمع شُرُوخٌ .
( و ) الشَّرْخُ : ( جمْع شارِخٍ ) ، مثْل طائِر وَطيْر ، وشارِب وشَرْب ، (
للشَّابِّ ) الحَدَث . وهو أَحدُ القَولين ، وثانيهما أَوَّل الشَّبَاب ، وقد
تقدَّم . كذا قاله أَبو بكرٍ .
( و ) الشَّرْخُ : ( التِّرْبُ والمِثْل . و ) يقال : ( هما شَرْخَانِ ) ، أَي (
مِثْلانِ ) . وهو شَرْخِي وأَنا شَرْخُه ، أَي تِرْبِي ولِدَتِي . ( ج شُرُوخٌ ) ،
وهم الأَتْرابُ .
( والشُّرُوخُ أَيضاً : العِضَاهُ ) .
( و ) قولهم ( شُرُوخٌ شُرَّخٌ مبالغَةٌ ) . قال العجّاج :
صِيدٌ تَسَامَى وشُرُوخٌ شُرَّخُ
( وشَرَخَ نَابُ البَعيرِ شَرْخاً وشُرُوخاً : شَقَّ البَضْعَةَ ) وخَرَجَ . قال
الشاعر :
فلَمَّا اعْتَرَتْ طارِقَاتُ الهُمومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخَا
____________________
(7/281)
عَلَي بازلٍ لم يَخْنَهَا الضِّرَابُ
وقد شَرَخَ النَّابُ منها شُرُوخَا
وفي ( الصّحاح ) : شَرَخَ نابُ البَعيرِ شَرْخاً ، وشرَخَ الصَّبيُّ شُرُوخاً .
( وبنو شَرْخٍ : بطنٌ من خُزاعَةَ ) القَبيلةِ المشهورة .
( ) ومما يستدرك عليه :
شَرْخُ الأَمرِ : أَوّلُه . وشَرْخَا الرَّحْلِ : حَرْفَاه وجَانباه ، وقيل
خَشَبتاه من وَرَاءٍ ومُقَدم . وفي ( التهذيب ) : شَرْخَا الرَّحْلِ : آخِرَتُه
وأَوْسَطُه . قال العجّاج :
شَرْخَا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكَاحِ
وفي حديث عبدِ الله بن رَوَاحَة ، قال لابن أَخيه في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ ( لعلَّك
تَرجِع بين شَرْخَي الرَّحْل ) ، أَي جانِبيه ، أَراد أَنّه يُستشهَد فيَرجِع ابنُ
أَخيه راكِباً مَوْضِعَه على راحلتِه فيستَريح . وكذا كان . وفي ( الأَساس ) : ولا
يَزال فُلانٌ بين شَرْخَيْ رَحْلِه ، إِذا كان مِسْفاراً .
وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ : لا خَيْرَ فيها .
وفي حديث أَبي رُهْمٍ : ( لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ ) ، بفتْح فسكون : موضِع
بالحِجَاز ، وبعضهم يقول بالدال .
وبنو أَبي الشَّرْخ : بَطنٌ من جُذَام ، ولهم بَقِيَّة برِيف مِصْر ، ويقال لهم
المَشَارِخَة والشُّرُوخُ ؛ وإِليهم نُسِبَ شَبْرَى .
شربخ : ( الشَّرْبَاخُ بالكسر ) والموحَّدةِ : ( الكَمْأَةُ الفاسُدَةُ
المُسترخِيَةُ ) : هاكذا ذَكرَه في الرُّباعيّ غيرُ واحدٍ ، وأَوردَه ابن منظور في
شرخ .
شردخ : ( رَجُلٌ شِرْدَاخُ القَدَمِ ، بالكسر : عَظِيمُهَا عَرِيضُهَا ) . وفي (
النوادر ) : قَدَمٌ شِرْدَاخةٌ : عَرِيضَةٌ . وفي بعض حواشِي نُسخِ ( الصّحاح ) :
قال أَبو سهْل : الّذي أَحفظُه : شِردَاحُ القدَمِ بالحاءِ
____________________
(7/282)
المهملة
. قلت : ورَدَّه التِّبريزيُّ وصوَّبَ أَنه بالمعجمة ، وإِنما التصحيف جاءَ من
أَبي سَهْل .
شلخ : ( الشَّلْخُ : الأَصْلُ ) والعِرْق ، ( ونَجْلُ الرَّجُل ) . قال ابنُ حَبيب
: شَلْخُ الرَّجُلِ وشَرْخُه ، ونَجْلُه ونَسْلُه وزَكْوَتُه وزَكْيَتُه واحدٌ .
قال أَبو عدنان : قال لي كِلابيّ : فُلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ ، وأَنشد
بَيتَ لبيدٍ :
وبَقِيتُ في شَلْخٍ كجِلْد الأَجْربِ
( أَو نُطفَتُه ) ، وهي المَنِيُّ الّذي يَتكوَّن منه الوَلدُ ، كما ذكرَه أَهلُ
الاشتقاقِ .
( و ) الشَّلْخ : ( فَرجُ المرأَةِ ) .
( وشَلَخَهُ بالسَّيْف : نَبَرَه به ) .
( وشالَخُ . كَهَاجَر ) ابنُ نُوحٍ عليه السّلامُ ( جَدُّ ) سيِّدنا ( إِبراهِيمَ
) الخَليلِ ( عليه ) وعلى نبيِّنا الصَّلاةُ ( والسلام ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّلْخ : حُسْنُ الرَّجلِ ، عن ابن الأَعرابيّ . والمَشَالِخَة : بَطْنٌ من
جُذَام .
شمخ : ( شَمَخَ الجَبَلُ ) يَشْمَخُ شُمُوخاً : ( عَلاَ ) وارتَفَعَ ( وطالَ ) .
والجِبَالُ الشَّوَامِخُ : الشَّوَاهِقُ .
( و ) شَمَخَ ( الرَّجلُ بأَنْفِه ) وشَمَخُ أَنفَه ( : تكَبَّرَ ) وارتَفَعَ
وعَزّ ، يَشْمَخُ شُمُوخاً .
( و ) في ( التهذيب ) : ( شَمْخُ بنُ فَزَارَةَ . بَطْنٌ . و ) قد ( صَحَّفَ
الجوهريّ في ذِكْرِه بالجيم ) ، وذكرَ الخلافَ الزُّبَيْرُ بن بَكّارٍ وغيرُه ،
ولكن الراجح ما ذكَرَ المصنّف .
( و ) قال أَبو تُرَاب : قال عَرْام : ( نِيَّةٌ ) زَمَخٌ و ( شَمَخٌ ، محرّكَةً )
، وزَمُوخٌ وشَمُوخٌ : ( بَعيدَةٌ ) .
والشَّمّاخ بن حُليفٍ وابنُ المختار ، وابنُ العلاَءِ ، وابن عَمرٍ و ، وابن
ضِرَارٍ ، وابن أَبي شَدّاد : ( شعراءُ ) ،
____________________
(7/283)
والمشهور
منهم هو الخامس اسمه مَعْقِل ، وكُنْيَتُه أَبو سعيد .
( و ) شُمَيْخٌ ، ( كزُبَيْرٍ ) ، كنيتُه ( أَبو عامرٍ ) .
( و ) جَبَلٌ شامِخٌ ، ( كزُبَيْرٍ ) ، كنيتُه ( أَبو عامرٍ ) .
( و ) جَبَلٌ شامِخٌ وشَمَّاخٌ : طويلٌ في السّماءِ ، ومنه قيل للمتكبّر ( الشّامخ
) وهو ( الرّافع أَنفَه عِزًّا ) وكِبْراً . ( ج شُمَّخٌ ) ، مثل الزُّمَّخ .
ورَجلٌ شَمَّاخٌ : كَثيرُ الشُّمُوخِ .
( و ) الشّامخ : ( اسمُ ) رَجلٍ .
( ومَفَازَةٌ شَمُوخٌ ) وزَمُوخٌ : ( بعيدة ) .
ومن المَجاز : نَسبٌ شامِخٌ .
شمرخ : ( الشِّمْرَاخُ ، بالكَسْر : العِثْكَالُ ) الذي ( عَلَيْه بُسْرٌ ) ،
وأَصله في العِذْق ، ( أَو عِنَبٌ ، كالشُّمْرُوخ ) بالضّمّ . وفي التَّهْذِيب :
الشِّمْرَاخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنقودٍ . وفي الحديث : ( خُذُوا
له عِثْكَالاً فيه مائةُ شِمْراخٍ فاضرِبوه به ضَرْبةً ) .
( و ) الشِّمْرَاخُ : ( رأْسٌ ) مُستدِيرٌ طويلٌ دقيقٌ في أَعْلَى ( الجَبلِ ) .
وقال الأَصمعيّ : الشَّماريخ : رءُوسُ الجِبَالِ ، وهي الشَّنَاخيب .
( و ) الشِّمْرَاخُ : ( أَعالِي السَّحابِ ) .
( و ) الشِّمْرَاخ : ( غُرَّةُ الفَرَسِ إِذا دَقَّتْ ) وطَالَتْ ( وسالَتْ )
مُقْبِلةً ، ( و ) ، أَيْ حَتَّى ( جَلَّلَتِ الخَيْشُوم ولم تَبلُغِ الجَحْفَلَةَ
) . وقال اللَّيثُ : الشِّمْرَاخُ من الغُرَر : ما سَالَ عَلى الأَنْفِ ، ( ولا
يقال للفَرَسِ نَفْسِهِ شِمْرَاخٌ ، وغَلِطَ الجوهريّ ) .
قلت : استدلالُ الجَوْهَريِّ ببيت . حُرَيْثِ بن عَنَّابٍ النَّبْهَانيّ :
تَرَى الجَوْنَ ذا الشِّمْرَاخِ والوَرْدَ يُبتَغَى
لَيَالِيَ عَشْراً وَسْطَنَا وهو عائرُ
يُؤيِّد كَونَ الشِّمْرَاخِ نفْسَ الفَرسِ ، كذا قيل : ( و ) الصّواب أَنَّ ( ( ذو
الشِّمْرَاخ ) ) هنا اسمُ ( فَرَسِ مالِكِ بن عَوفٍ النَّصْرِيّ ) كما حقَّقَه
غيرُ واحدٍ .
____________________
(7/284)
( والشَّمْرَاخِيَّة ) : صِنْفٌ ( من الخَوارجِ ) ، وهم ( أَصحابُ عبدِ الله بن شِمْرَاخٍ
) .
( و ) شَمْرَخَ النَّخْلَةَ : خَرَطَ بُسْرَهَا . وقال أَبو صَبْرَة السَّعْديّ :
( شَمْرِخِ العِذْقَ ، أَي اخرُطْ شَمارِيخَه بالمِخْلبِ قَطْعاً ) . وفي نُسخة
اللسان ( قعْطاً ) بتقديم العين على الطّاءِ ، فلينظر .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشُّمْرُوخ غُصْنٌ دَقيقٌ رَخْصٌ يَنبُتُ في أَعلَى الغُصنِ الغَليظِ خَرَجَ في
سَنَتِه رَخْصاً .
شنخ : ( الشِّنَاخُ ، ككِتَابٍ : أَنْفُ الجَبَلِ ) . قال ذو الرُّمّة يَصف
الجِبالَ :
إِذا شِنَاخُ أَنْفِهِ تَوقَّدَا
وفي ( التهذيب ) :
إِذا شَنَاخِي قُورِهَا تَوَقَّدَا
أَراد شَنَاخِيبَ قُورِهَا ، وهي رُؤُسها .
( والمُشَنَّخُ ، كمعظَّم من النَّخْل : ما نُقِّحَ عنه سُلاّؤُه ) ، وهو شَوْكُه
. ( وقد شَنَّخَ عَلَيْه نخلَه تَشْنِيخاً ) ، من ذالك .
شندخ : ( الشُّنْدُخ بالضّمّ ) : العظيمُ ( الشَّدِيدُ ) ، وفي ( التهذيب ) :
الشُّنْدُخُ من الخَيْلِ والإِبل والرِّجال : الشَّديدُ ( الطَّويلُ المُكْتنِز )
اللَّحْمِ . وأَنشد :
بشُنْدُخٍ يَقْدُمُ أُولَى الأُنُفِ
( و ) الشُّنْدُخُ : ( الأَسَدُ ) ، لشِدَّته .
( و ) الشُّندُخُ : ( الوَقَّاد مِنَ الخَيْل ) . وأَنشد أَبو عُبَيْدة قول
المرّارِ :
شُنْدُخٌ أَشدفُ ما وَزَّعته
وإِذا طُؤطِىءَ طيّارٌ طِمِرّ
( و ) الشُّنْدُخُ : ( طَعَامٌ يَتَّخِذُه مَن ابتَنَى دَاراً ، أَو قَدِم من
سَفَر ، أَو وجَدَ ضَالَّته ) ، قاله الفَرّاءُ . ( كالشِّنداخِيّ بضمِّهنّ ) في
الكُلّ مع فتح الدّال المهملة في الثالثة والأَخيرة ،
____________________
(7/285)
عن
الفرّاءِ ، وزاد في ( اللسان ) : الشُّنْدخيّ .
( وشَنْدَخَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( عَمِلَه ) ، أَي ذالك الطّعَامَ .
شيخ : ( *!الشَّيْخ *!والشَّيْخُونُ ) ، قال شيخنا الثّاني غَريبٌ غير مَعْرُوف في
الأُمّهات المشهورة ، وأَوردَه بعض شُرّاح الفصِيح وقالوا : هو مُبالغة في
الشَّيْخ ( : مَنِ اسْتَبَانَتْ فِيهِ السِّنُّ ) وظَهَر عليه الشَّيْبُ ، ( أَو )
هو *!شَيْخٌ ( من خَمْسِينَ ) إِلى آخرِه ، ( أَو ) هو من ( إِحْدَى وخَمسينَ إِلى
آخرِ عُمْرِه ) ، وقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح ، ( أَو ) هو من الخمسين ( إِلى
الثّمانين ) ، حكاه ابن سيده في ( المخصّص ) ، والقزّاز في ( الجامع ) ، وكُراع ،
وغير واحد . ( ج *!شُيُوخٌ ) ، بالضمّ على القياس ، ( *!وشيُوخٌ ) ، بالكسر
لمناسَبَة التّحتيّة ، كما في بيوتٍ وبابه ، ( *!وأَشْيَاخٌ ) كبَيْت وأَبيات ، (
*!وشِيَخَةٌ ) بكسْر ففتْح ، ( *!وشِيخَةٌ ) كصِيبْيَة ، ذكرَه ابن سيده وكُراع .
( *!وشِيخانٌ ) ، بالكسر كضِيفانٍ ( *!ومشْيخَةٌ ) ، بفتْح الميم وكسْرها وسكون
الشين وفتْح التحتيّة وضمّها ، وقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ في ( النوادر
) ( *!ومَشِيخَةٌ ) ، بفتح الميم وكسر المعجمة ، ( *!ومَشْيُوخاءُ ) ، وقد مَرَّ
في الجيم أَنّه لا نظير له إِلا أَلفاظ ثلاثة ، ويزاد مَعْبُودَاءُ ومَعْيُوراءُ ،
وسيأْتي ذكرهما . ( *!ومَشْيُخَاءُ ) ، بحذف الواو منها ، ولم يذكره ابن منصور . (
*!ومَشايِخُ ) ، وأَنكره ابن دريد ، وقال القزّاج في ( الجامع ) : لا أَصْل له في
كلام العرب . وقال الزَّمخشريّ : *!المَشايخ ليست جمْعاً *!لشَيخ ، وتَصلح أَن
تكون جمْع الجمَع . ونقل *!شيخُنا عن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ المائدة : قيل
مَشَايخ جمع شَيْخ لا على القياس ، والتحقيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة ،
وهي جمْع شَيخٍ .
وممّا أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ . قال الزَّمَخْشَريّ : ويقولون :
____________________
(7/286)
هؤلاءِ
*!الأَشاييخ ، يراد جمْع أَشياخٍ ، مثل أَنايِيب وأَنيابٍ ، نقله شُرّاح الفصيح ،
قاله شيخُنَا .
( وتصغيره *!شُيَيْخ ) بالضّمّ ، على الأَصل ، ( *!وشِيَيُخ ) ، بالكسر على ما
جَوَّزوه في اليائيّ العين ، كبِيَيْت ( *!وشُوَيْخ ) بالواو ، ( قليلة ) ، بل
أَنكرَه جماعة ، ( ولم يعرِفها الجوهريّ ) الّذي نصُّ عبارته : ولا تقل شُوَيْخ .
فانْظُرْه مع عبارة المصنف .
( وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ ، وعبد الله بن محمَّد بن عبد الجليلِ ، المحدِّثانِ
*!الشَّيْخِيَّانِ : نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ ) القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ (
المِيهَنِيّ ) ، بكسر الميم ، نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم .
( وهي *!شَيْخَةٌ ) ، ولو قال : وهي بهاءٍ كفى ، وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ
المُذَكَّر الّذي يُحال عليه ، قاله شيخنا . ثم إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ
وغيرُه من أَئمّة اللُّغة ، وأَنشدوا قول عَبِيد بن الأَبرص :
مأَنّها لِقْوَةٌ طَلُوبٌ
تَيْبَسُ في وَكحرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً
كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قال ابن بَرِّيّ : الضمير في باتت يعود إِلى اللِّقْوَة ، وهي العُقاب ، شبَّهَ
بها فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد . وعَذُوب : لم تَأْكل شيئاً . والرَّقُوب :
الّتي تَرْقُبُ وَلَدَها خَوفاً أَن يَموت .
( و ) قد ( شاخَ يَشيخُ *!شَيَخاً محرّكةً ، *!وشُيُوخَةٌ ) بضمّ ، الشّين وكسرها
كسُهُولة ( *!وشُيُوخِيَّة ) ، بضمّ الشّين وكسْرخها ، حكاه اليَزيديّ في ( نوادره
) . ( و ) زاد اللِّحْيَانيّ ( *!شَيخُوخةً *!وشَيْخُوخِيَّة ) . فهو شَيْخٌ .
( *!وشَيَّخَ *!تَشْيِيخاً *!وتَشَيَّخَ ) : شاخَ .
وفي ( اللسان ) : أَصلُ الياءِ في شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ ، لأَنّه ليس في
الكلام فَعْلُول ، وما جاءَ على هاذا من الواو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة
فأَصله كَيَّنُونة ، بالتشديد ، فخفّف ، ولولا ذالك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودَة
، ولا يَجب ذالك في ذَوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة .
____________________
(7/287)
( وأَشياخُ النُّجُومِ ) هي الدَّراريّ قال ابنُ الأَعرابيّ : أَشياخُ النُّجُومِ
هي الّتي لا تَنزِل في مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجومِ الأَخْذ . قال ابن سيده :
أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجُوم الكواكبَ الثابِتَة . وقال ثعلب : إِنّما هي أَسناخُ
النُّجُوم ، وهي ( أُصُولُهَا ) الّتي عليها مَدَارُ الكواكب وسَيرُها ، وقد تقدّم
في سنخ .
( والشَّيْخُ : شَجَرَةٌ ) ، قال أَبو زيد : ومن الأَشخار الشَّيْخ ، وهي شجَرةٌ
يقال لها شَجَرةُ الشُّيوخِ ، وثَمرتُها جِرْوٌ كجِرْو الخِرِّع . قال : وهي
شَجَرَة العُصْفُر ، مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْبانُ .
( و ) الشَّيْخ ( للمرأَة : زَوْجُهَا ) .
ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ : ع بأَصْفَهَانَ .
( *!وشَيْخَانُ : لَقبُ مُصْعَب بن عبد الله المُحَدِّث . و ) شَيْخَانِ مَبنيًّا
على الكسر على ما ضَبطه ابن الأَثير : ( ع بالمدينة ) ، على ساكنَها أَفضلُ
الصَّلاة والسلامِ ، وهو ( مُعَسْكَرُه صلى الله عليه وسلميومَ أَحُدٍ ) ، وبه
عَرَضَ النّاس .
( *!وشَيَّخَه ) *!تَشييخاً : ( دَعَاهُ *!شَيْخاً ، تَبْجِيلاً ) وتَعظيماً .
( و ) *!شَيَّخَ ( عليه : عابَه ) وشنَّعَ عليه .
( و ) شَيَّخَ ( به : فَضَحَه ) . قال أَبو زيد : شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً
وسَمَّعتُ به تَسميعاً ، ونَدّدْت به تَنديداً ، إِذا فَضَحْتَه .
( *!والشَّيْخَة ) ، مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح ، وقد حقّق غَيرُ واحدٍ أَنّه
بالكسر : ( رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة ) ، وهاكذا رَواه الجَرميُّ
وغيره ، ( ومنه قولُ ذِي الخِرَقِ ) خَليفةَ بنِ حَمَلٍ ( الطُّهَويّ ) نهسبة
لطُهَيَّة بالضّمّ ، قبيلة يأْتي ذِكْرُهَا ، وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ (
على الصحيح ) ، خلافاً لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وابن الأَعرابيّ ، فإِنّهما رَوياه
بالحاءِ المهملة :
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائِهِ
( ومن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ )
____________________
(7/288)
وهو من أَبياتٍ سبْعة أَوردها أَبو زيدٍ في نوادره لذِي الخِرَق ، وبَسطَه في (
شرح شَواهد الرَّضيّ ) لعبد القادر البغداديّ .
( و ) *!الشِّيخَة ، ( بكسر الشّين : ثَنِيَّةٌ ) ، كذا في سائر الأُصول الموجودة
عندنا ، وفي نُسخة أُخرَى ( بِنْيَة ) ، بكسر الموحَّدة وسكون النُّون وفتْح
الياءِ التّحتيّة ، وصحّحَ شيخنا الأُولَى والصَّواب على ما في ( اللسان ) وغيره
من الأَمَّهَات ( نَبْتَة ) ، واحدةُ النّبتِ ، وبالنُّون ثم الموحَّدَة ، (
لبَياضِها ) ، كما قالوا في ضَرْبٍ من الحَمْضِ : الهَرْمُ .
( *!والشَّاخَة : المعتَدِلُ ) ، قال ابن سيده : وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ
شاخة ياءٌ لعدم شوخ ، وإِلاّ فقد كان حقّها الواو لكونها عَيناً ، كذا في ( اللسان
) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال أَبو العبّاس : شَيْخٌ بَيِّنُ *!التّشيُّخ *!والتَّشيِيخ *!والشَّيْخُوخة .
والشَّيْخ : وَطْبُ اللَّبنِ ، والشَّيْخ : الوَعِلُ المُسِنّ .
ومن المَجاز : وَرِثَ مِن *!مَشْيَخَته الكرَمَ ومن أَشياخه : آبائه ، كذا في (
الأَساس ) .
2 ( فصل الصاد ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
صبخ : ( الصَّبَخَة ) لغة في ( السَّبَخَة ) ، والسِّين أَعلَى .
( وصَبِيخَةُ القُطْن : سَبِيخَتُه ) ، والسِّين فيه أَفْشَى .
صخخ : ( *!الصَّخُّ : الضَّرْبُ ) بالحَديد على الحَديد ، و ( بشيْءٍ صُلْبٍ )
كالعصا ( على ) شَيْءٍ ( مُصْمَت . و ) الصَّخُّ : ( صَوْتُ الصَّخْرَةِ ،
*!كالصَّخيخ ) ، إِذا ضرَبْتَها بحَجرٍ أَو غيرِه ، وكلّ صَوتٍ من وَقْعِ صَخرةٍ
على صخرةٍ ونحوُه . وقد *!صَخّت *!تَصُخّ ، تقول : ضَرَبت الصَّخْرَةَ بحَجَرٍ
فسمَعْتُ لَهَا صَخَّةً .
( و ) في حديث ابن الزُّبير وبِناءِ
____________________
(7/289)
الكعبة
( فخافَ النّاسُ أَن يُصِيبَهم *!صَاخَّةٌ من السَّمَاءِ ) ، (*! الصَّاخَّة :
صَيْحَةٌ ) *!تَصُخّ الأُذنَ ، أَي ( تُصِمّ لشِدّتها ) . قاله ابن سيده . ( و )
منه سُمِّيَت ( القِيامةُ ) الصَّاخّة ، وبه فسَّر أَبو عبيدة قوله تعالى : { 7 .
016 فاذا جاءت الصاخة } ( عبس : 33 ) فإِمّا أَن يكون اسمَ الفاعل من صَخّ يَصُخّ
، وإِمّا أَن يكون المصدرَ . وقال أَبو إِسحاق : الصّاخّة هي الصَّيحَة الّتي تكون
فيه القِيامة تَصُخّ الأَسماعَ أَي تُصِمّها فلا تَسْمع إِلاّ ما تُدْعَى به
للإِحياءِ . وتقول : *!صَخَّ الصَّوْتُ الأُذنَ يَصُخُّهَا صَخًّا . وفي نُسخة من
( التهذيب ) أَصَخّ إِصْخاخاً .
( و ) في ( الأَساس ) : الصَّاخَّة : ( الدَّاهِيَة ) الشديدةُ ، ومنه سُمِّيَت
القِيَامَة .
( و ) يقال : كأَنّه في أُذنه صاخَّة ، أَي طَنة .
و ( صَخّ الغُرَابُ ) يَصُخّ إِذا ( طَعَن ) بمنقاره ( في دبَرَةِ البَعِير ) ،
وصَخَّ *!صَخِيخاً ، وهو صَوتُه إِذا فَزِعَ .
*!وصَخَّ لحَديثه : أَصاخَ له .
ومن المَجازِ : *!-صَخَّنِي فلانٌ بعَظِيمة : رمَاني بها وبَهَتَنِي .
صرخ : ( الصَّرْخَة : الصَّيْحَة الشَّدِيدةُ ) عِند الفَزَعِ أَو المُصيبة .
( و ) الصُّرَاخُ ، ( كغُرَاب : الصَّوْتُ ) مُطلقاً ( أَو شَدِيدُه ) ما كانَ ،
صرَخَ يَصْرُخُ صُرَاخاً .
ومن أَمثالهم ( كانَت كصَرْخَةِ الحُبلي ) للأَمر يَفْجَؤُك .
( والصَّارِخ : المُغِيثُ ، والمُستَغيث ، ضِدٌّ ) ، قاله ابنُ القَطّاع ، وحكاه
يَعقوبُ في كتاب الأَضداد عن الجَماهير . وقيل الصَّارِخ : المستغيثُ والمُصْرِخ
المُغِيث . قال الأَزهريّ : ولم أَسمع لغير الأَصمعيّ في الصارخ أَن يكون بمعنى
المُغِيث . قال : والنّاسُ كلُّهم على أَنَّ الصارخَ المُستغِيثُ والمصْرِخَ
المُغيثُ ، ( كالصَّرْيخ فيهما ) ، أَي في المغيث والمستغيث ، فهو من
____________________
(7/290)
الأَضداد
أَيضاً . قال أَبو الهيثم : الصَّريخ : الصَّارِخ ، وهو المُغيث ، مثْل قَدير
وقادِر .
( والمُصْرِخ ) ، كمُحْسِن ، وضُبِط في بعْض النُّسخ بالتشديد : ( المُغِيث
والمُعِين ) ، أَحدهما تصحيف عن الآخر ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : { 7 .
016 ما اءَنا بمصرخكم . . بمصرخي } ( إِبراهيم : 22 ) قال أَبو الهَيْثَم : معناه
ما أَنا بمُغَيثِكُم .
وفي ( التهذيب ) : الصَّريخ . قد يكون فَعِيلاً بمعنَى مُفْعِل مثل نَذير بِمعنى
مُنذِر ، وسَمِيع بمعنى مُسمِع . وقال شيخنا نقلاً عن أَرباب المعانِي : الصُّراخ
: الصِّياحُ ، ثم تُجُوِّز به عن الاستغاثة ، إِذ لا يَخلو منه غالباً ، ثم صار
حقيقةً عُرفِيّةً فيه . وفي الكشَّاف : لا صَرِيخ ، أَي لا مُغِيث ، أَو لا إِغاثة
، يقال : أَتاهم الصَّرِيخُ ، أَي الإِغاثةُ .
( واصْطَرَخُوا ) واسْتصْرَخُوا و ( تَصَارَخُوا ) بمعنَى صَرَخُوا .
( والصَّارِخَةَ : الإِغاثة ، مصدرٌ على فاعِلة ) وأَنشد :
فكانُوا مُهلِكِي الأَبناءِ لولا
تَدَارَ لهمْ بصارِخَةً شَفِيقُ
( و ) يقال : الصَّارخةُ ( صَوْتُ الاستِغَاثَة ) . ومنه قولهم : سَمِعْتُ
صارِخَةَ القَوْم . وقال اللَّيث : الصَّارخَةُ بمعنَى الصَّرِيخ المُغِيث .
( و ) من المجاز في الحديث ، أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ( كَانَ يَقُومُ من
النَّومِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ ( الصَّارِخِ ) ) أَي ( الدِّيك ) ، لأَنّه كثير
الصِّياحِ باللَّيْل ؛ وقيل : هو حقيقةٌ فيه . وقد جَوَّزوا الوَجهين .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الصَّرَّاخ ( كَكَتَّان : الطّاوُوس ) . والنَّبّاحُ :
الهُدْهُدُ .
( والصَّرْخَة : الأَذَانُ ) ، مَأْخُوذٌ من الصَّيْحَة الشّديدة .
( و ) صُرْخٌ ، ( كقُفْلٍ : جَبَلٌ بالشَّأْم ) .
____________________
(7/291)
( ) ومما يستدرك عليه :
المُسْتَصْرِخ ، وهو المُسْتغِيث ، وَرَوَى شَمِرٌ عن أَبي حاتمٍ أَنّه قال ؛
الاستصراخ : الاستغاثة ، والاستصرَاخ الإِغاثة ، والاستصراخ الاستعانة والصُّراخ
صَوْتُ استعانتِهم : قال ابن الأَثير : استُصرِخَ الإِنسانُ ، إِذا أَتاه الصَّارخ
، وهو الصَّوتُ يُعلِمه بأَمرٍ حادِثٍ يَستَعِينُ به عليه ، أَو يَنْعَى له مَيتاً
. واستَصْرَخْتُه ، إِذا حَمَلْتَه على الصُّرَاخ .
والتَّصرُّخ تَكَلّفُ الصُّراخِ . ويقال التَّصرُّخُ بالعُطاسِ حُمْق .
ويقال : استصرَخَني فأَصْرَخْتُه ، أَي أَغَثْتُه ، وقيل : الهمزة للسَّلْب ، أَي
أَزَلْت صُرَاخَه .
والصَّرِيخ : صَوتُ المُسْتَصْرِخ .
ويقال : صَرَخَ فلانٌ يَصْرُخ صُرَاخاً ، إِذا استغاثَ فقال : واغَوْثاه ،
واصَرْخَتاه .
صربخ : ( الصَّرْبَخَةُ : الخِفَّةُ والنَّزَق ) والنَّشاط ، ولم يذكره صاحب (
اللِّسان ) .
صلخ : ( الأَصلَخُ : الأَصَمُّ جِدًّا ) ، كذلك قال الفرّاءُ وأَبو عُبَيْد : قال ابن
الإِعْرَابيّ : فهؤلاءِ الكوفيّون أَجمعوا على هذا الحرّف بالخَاءِ المعجمة .
وأَمّا أَهلُ البصرةِ ومَن في ذالك الشِّقّ من العرب فإِنّهم يقولون الأَصلَج ،
بالجيم . وقد صَلِخَ سَمْعُه وصَلِجَ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ : ذهَبَ ( فلا
يَسْمَعُ ) شيئاً ( البَتّةَ ) . ورَجلٌ أَصلَخُ بَيِّنُ الصَّلَخِ . قال ابنُ
الأَعرابيّ : فإِذا بالَغوا بالأَصمّ قالوا : أَصَمُّ أَصلَخُ : وإِذَا دُعِيَ على
الرَّجلِ قيل : صَلْخاً كصَلْخِ النَّعام . لأَنّ النّعام كلَّه أَصْلَخُ . وكان
الكُمَيْت أَصَمَّ أَصْلَخَ .
( و ) الأَصلَخ : ( الجَمَلُ الأَجْرَبُ . ونَاقَةٌ صَلْخَاءُ وإِبِلٌ صَلْخَى
وجَرَب صَالِخٌ : سَالِخٌ ) ، وهو النَّاخِس الذي يقع في دَبَرِه فلا يُشَكُّ
أَنّه سَيَصْلَخُه .
____________________
(7/292)
وصَلْخهُ
إِيّاه أَنّه يَشْمَل بدَنَه .
( وتَصَالَخَ ) علَيْنَا فُلانٌ ، إِذا ( تَصَّامّ ) كتَصَالَجَ ، بالجيم .
( ودَاهِيَةٌ صَلُوخٌ ) ، كصَبُورٍ : ( مُهْلِكَةٌ ) .
( وأَصْلَخَّ ) زيدٌ ( اصْلِخَاخَاً : اضْطَجَعَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَسْوَدُ صالِخٌ وسالِخٌ ، لنَوْعٍ من الحَيّات ، حكاه أَبو حاتمٍ بالصّاد وبالسّين
. وقال غَيره : أَقتَلُ ما يكون من الحَيّات إِذا صَلَخَتْ جِلْدَهَا . ويقال
للأَبرَصِ الأَصْلَخُ .
صمخ : ( الصِّمَاخ ، بالكَسْر : خَرْقُ الأُذُنِ ) الباطِنُ الّذي يُفضِي إِلى
الرأْس ، تميميّة ، ( كاللأُصْمُخِ ) بالضّمّ ، والسِّينُ لُغة فيهما ، وقد مَرّت الإِشارة
إِليه ، والجمْع أَصمِخَةٌ وصُمُخٌ وصَمَائخُ . وضَرَب اللَّهُ على أَصمِختهم ،
إِذا أَنامَهُم . وهو جمْعُ قِلَّة . وفي حديث عَليَ رضي الله عنه : ( أَصغت
لاستراق صمائخ الأَسماع ( هي جمع صِماخ ) كشمائِل وشِمَال . وغَلَطَ شيخنا
مَرَّتينِ حيث استدركه في آخِر مادّةِ الصَّاخّة ، وصَحَّفَه بالمصايخ . ( و )
يقال إِنَّ الصِّماخ هو ( الأُذُنُ نَفْسُهَا ) ، وذكرَه الجوهريُّ مستدِلاًّ بقول
العجّاج . ( و ) الصِّمَاخ : ( القَلِيلُ مِنَ المَاءِ ) ، والصّواب أَنَّ
الصِّماخ البِئرُ القليلةُ الماءِ ، والجمْع صُمُخٌ . يقال للعَطشانِ : إِنّه
لصادِي الصِّمَاخ .
( و ) الصُّمَاخ ، ( بالضّمّ ) : اسم ( ماءٍ ) .
( وصَمَخَه ) يَصمُخُه صَمْخاً إِذا ( أَصَابَ صِمَاخَه ) بأَنْ عَقَره بعُودٍ أَو
غيرهِ . ( و ) عن ابن السِّكِّيت : صَمَخَ
____________________
(7/293)
(
عَيْنَهُ ) يَصْمُخها صَمْخاً ، إِذا ( ضَرَبَهَا بِجُمْعِ ) ، بضمِّ الجيم ، (
كَفِّهِ ) ، وفي بعضِ الأَمّهات : يَدِه .
( و ) عن أَبي عُبيد : صَمَخَت ( الشَّمْسُ وَجْهَه : أَصابتْه ) . وقال شَمِر :
صَمَخَتْ بالخَاءِ : أَصابَتْ صِمَاخَه ، ( أَو ) صَمَخَتْهُ الشَّمْسُ إِذا (
اشْتَدَّ وَقْعُها عليه ) .
( وامرَأَةٌ صَمِخَةٌ ، كفَرِحَةٍ : غَضَّةٌ ) .
( والسَّمَّاخَة ، كجَبَّانة : القَطِنَة ) .
( و ) عن أَبي عُبيد : ( الصِّمْخ ) والصِّمْغ ، ( السكر : شيءٌ يابسٌ يُوجَد في
أَحاليلِ ) جمع إِحليل الصااءِ ، هاكذا عندنا بالهمز ، وفي غالب النسخ : الشاة ،
بالتاءِ في آخره ، أَي في إِحليل ضَرْعها ( بُعَيْدَ وِلاَدَتِهَا ) ، فإِذا
فُطِرَ ذلك أَفصَحَ ( لَبنُهَا ) بَعد ذالك واحْلَوْلَي ، ويقال للحالِب إِذا
حلَبَ الشَّاةَ : ما تَرَك فيها فُطْراً . ( الواحدة بهاءٍ ) صِمْخَةٌ وصِمْغَةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
صَمَخَ أَنفَه : دَقَّه ، عن اللِّحيانيّ .
والصَّمْخ : كلُّ ضَربة أَثّرتْ في الوَجه فهو صَمْخ .
صملخ : ( الصِّمْلاَخُ ، بالكسر : داخِلُ خَرْقِ الأُذنِ ، وَوَسَخُهُ ) وما
يَخْرُجُ من قُشورِهَا ، ( كالصُّمْلُوخ ) ، بالضّمّ ، والجمْع الصَّمَالِيخ . ومن
( سَجَعَات الأَساس ) : أَخرج مِنْ صِمَاخِه صِمْلاخَة وقال النضر : صُمْلُوخُ
الأُذنِ وسُمْلُوخُها .
( والصُّمَالِخ ، كعُلابِطٍ : اللّبَنُ الخاثِرُ ) المُتلبِّد .
( و ) قال ابن شُميل في باب اللّبَن : ( الصُّمَالِخُيُّ ) و ( السُّمَالِيخِيُّ )
من اللَّبَن : الّذي حُقِنَ في السِّقاءِ ثم حُفِرَ له حُفرةٌ ووُضِعَ فيها حتّى
يَروب . يقال : سَقاني لَبناً صُمَالِخيًّا . وقال ابن الأَعرابيّ :
الصُّمَالِخيُّ من الطَّعَام واللّبَن : الّذي لا طَعمَ له .
( وصَمالِيخُ النَّصِيِّ ) والثِّلِّيَانِ : ( ما رَقَّ من نَبَاتِ أُصولِها ) ،
واحدتُه
____________________
(7/294)
صُمْلُوخٌ
. قال الطِّرِمَّاح :
سَماوُيَّةٌ زُغُبٌ كأَنَّ شَكِيرَهَا
صَمَالِيخِ مَعهودِ النَّصِيِّ المَجَلَّحِ
وقال أَبو حنيفَةَ : الصُّمْلُوخُ أُمْصُوخُ النَّصيْ ، وهو ما يُنتزَع منه مثْل
القَضِيب .
صنخ : ( الصِّنْخُ ، بالكسر ) : لغَةٌ في ( السِّنْخ ) ، وهو الوَضَحُ والوَسَخُ .
( وفَمٌ صَنِخٌ ، كَكَتِفٍ : خَرجَتْ أَصْنَاخُه ) : أَوساخُه .
( ورَجُلٌ صُنَاخِيَّة ) ، بالضّمّ وتشديد التّحيّة ، أَي ( عَظِيم ) .
( و ) في حديث أَبي الدَّرداءِ ( نِعْمَ البُيتُ الحَمَّامُ يُذْهِب ( الصَّنَخَة
) ويُذَكِّر النّار ) .
وهو ( محرّكةً : الدَّرَنُ ) والوسَخُ . يقال : صَنِخَ بَدَنُه وسَنِخَ ، والسِّين
أَشهر .
صيخ : ( *!الصَّاخَة ) بالتخفيف : ( وَرَمٌ في العَظْمِ مِن كَدْمَة أَو صَدْمَةٍ
، يَبْقَى أَثرُه ) كَالمَشَش . هكذا بتذكير الضَّمير في سائر النُّسخ ، عائد إِلى
الورَم . وفي الأُمهات اللُّغَوِيَّة : يَبَقى أَثرُها . وهو الصواب .
( و ) الصَّاخَة : ( الدَّاهِيَة ) ، لُغة في التشديد ، وقد تقدّم ( ج *!صَاخَاتٌ
*!وصَاخٌ ) . وأَنشد :
بلَحْيَيهِ *!صَاخٌ من صِدَامِ الحَوَافِرِ
( *!وأَصَاخَ له ) وإِليه *!يُصِيخ *!إِصاخَةً : ( اسْتَمَعَ ) وأَنصَتَ لِصَوته .
قال أَبو دُوَاد :
*!ويُصِيخ أَحياناً كما اس
تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشَدْ
وفي حديث ساعةِ الجُمعة : ( ما من دابّةٍ إِلاَّ وهي *!مُصِيخةٌ ) أَي مُستمِعة
مُنصِتَة ، ويروى بالسين ، وقد تقدَّم .
وفي حدِيث الغارِ : ( *!فانصاخَت
____________________
(7/295)
الصَّخْرَة
، هاكذا رُوِيَ بالخَاءِ المعجمة ، وإِنّما هو بالمهملة ، بمعنى انشقَّت .
ويقال *!انصَاخَ الثَّوْبُ ، إِذا انْشَقَّ من قِبَلِ نَفْسهِ . وأَلِفُهَا
منقلبةٌ عن واوٍ ، وقد رخوِيَت بالسين . قال ابن الأَثير : ولو قيل إِنَّ الصاد
فيها مُبدَلة من السين لم تكن الخاءُ غَلطاً .
( و ) يقال : ( بَلَدٌ *!صُوَّاخٌ ، كرُمَّان ) ، إِذا كان ( تَصُوخ فيه الأَرجلُ
) .
( *!وصاخَ ) في الأَرض *!يَصُوخ *!ويَصِيخ : ( ساخَ ) ، أَي دخَل فيها ، وقد تقدّم
.
ومن المجاز . *!أَصاخَ فُلانٌ على حقِّ فُلانٍ : سكَتَ عليه أَن يذهَبَ به .
2 ( فصل الضاد ) المعجمة مع الخاء ) 2
وقد وجد في بعض الأُصول بالحمرة كأَنَّه من زيادات المصنّف ، وهو سهو من قلم
الناسخ ، قاله شيخنا .
ضخخ : ( *!الضَّخُّ : الدَّمْعُ ، وامتدادُ البَوْلِ ونَضْخُ الماءِ ) ، وقد
*!ضَخَّه *!ضَخًّا ، وهاذا الأَخيرُ عن أَبي منصور .
( *!والمِضَخَّة ، بالكسر : قَصَبةٌ في جَوفِها خَشَبَةٌ يُرْمَى بها الماءُ ) من
الفَمِ .
*!وانضَخَّ الماءُ *!كانضاخَ ، إِذا انصَبَّ .
ضردخ : ( الضِّرْدِخُ ، بالكسر : العظيمُ مِنْ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) يقال : ( نَخْلَةٌ ضِرْدَاخٌ ) ، بالكسر ، أَي ( صَفِيَّةٌ كرِيمٌ ) . قال
بعضُ الطائيِّين :
غَرَسُت في جَبَّانةٍ لم تَسْنَخِ
كلَّ صَفِيَ ذاتِ فَرْعٍ ضِرْدِخِ
تَطَلَّبُ الماءَ متى ما تَرْسَخِ
ضمخ : ( الضَّمْخ : لَطْخُ الجَسَد بالطِّيبِ )
____________________
(7/296)
حَتَّى
كأَنَّه وفي بعض الأُمّهات : حتَّى كأَنّما ( يَقْطُر ) . قال ابن سيده : ضَمَخَه
بالطِّيب يَضْمَخُه ضَمحخاً : لَطَخَه به ، ( كالتَّضميخ ) ، وفي الحديث ( كان
يُضَمِّخ رَأْسَه بالطِّيب .
( وانضَمَخَ ) واضَّمَخَ ( واضْطَمَخَ وتَضَمَّخَ ) ، إِذا ( تَلَطَّخَ بهِ ) .
والمَضْخ : لُغةٌ شنعاءٌ في الصِّمْخ .
( والضِّمْخَة بالكسر : المرأَةُ ، والنّاقَة السَّمِينَة . و ) الضَّمْخَة : (
الرُّطَبُ الذي يَقْطُر مِنهُ شَيءٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ضَمَخَ عَينَه ووَجهه يَضْمَخُه ضَمْخاً ضَرَبَهُ بِجُمعِه . وقيل : الضَّمْخ :
ضَرْبُ الأَنف ، رَعَفَ أَو لمْ يَرْعُف . وقيل : هو كلُّ ضَرْبٍ مُؤثِّرٍ في
أَنفٍ أَو عَينٍ أَو وَجْهٍ .
وضَمَخَه فلانٌ أَتعبَه .
ضوخ أَو ضيخ : ( *!ضاخٌ : ع بالبادِية ) .
( *!والضَّاخَة ) مُخفَّفةً : ( الدَّاهِيَةُ ) الشَّدِيدَةُ ، إِن لم يكن
مصحَّفاً من الصَّاخَة ، بالصّاد المهملة .
*!وانضاخَ الماءُ : انصَبَّ ، كانْضَخَّ . ومنه الحديث ( وهو *!مُنضاحٌ عَليكم
بوَابِلِ البَلاَيَا ) . ومثله في التقدير : انقضّ الحائطُ وانقَاض . قال ابن
الأَثير : هاكذا ذكرَه الهَرَوِيّ وشرَحَه . وذَكَرَه الزّمخشريّ في الصاد والحاءِ
المهملتين ، وأَنكرَ ما ذكرَه الهَرويّ .
2 ( فصل الطاءِ ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
طبخ : ( الطَّبْخ : الإِنْضَاج ) ، سواءٌ كان لِلَّحمِ أَو غَيره ، ( اشْتِوَاءً
واقتِداراً ) .
وقد ( طَبَخَ ) القِدْرَ واللّحْمَ ، ( كنَصَرَ ومَنَعَ ) يَطبُخه ويَطْبَخه
____________________
(7/297)
طَبْخاً
، واطَّبَخَه ، الأَخيرة عن سيبويه ( فانْطَبَخَ ، واطَّبَخَ ، كافْتَعَل ) :
اتَّخَذَ طَبِيخاً . ويكون الاطِّباخ اشتواءً واقتِداراً ، يقال هاذه خُبْزَةٌ
جَيِّدةُ الطَّبْخِ ، وآجُرَّة جَيِّدةُ الطَّبْخ .
( و ) المَطْبَخ ، ( كمَسْكَنٍ : موضِعُه ) الّذي يُطبَخ فيه . وفي التهذيب :
المطبَخ : بَيْتُ الطّبَّاخ . والمِطْبَخ ، بكسر الميم ، قال سيبويه : ليس على
الفِعْل مكاناً ولا مصدراً ، ولاكنَّه اسمٌ كالمِرْبد .
وفي ( الأَساس ) : والموضِع مِطْبَخ ، بالكسر : فليُنظر هاذا مع عبارة المصنّف .
( و ) المِطْبَخ ( كمِنْبر : آلَتُه ) ، أَي الطَّبْخِ ، ( أَو القِدْرُ ) ،
لأَنّه يُطبَخ بها .
( و ) الطَّبَّاخ ( ككَتَّان : مُعَالِجُه ) ، أَي الطَّبْخ .
( و ) الطِّبَاخة ( ككتَابة ، حِرْفَتُه ) أَي الطَّبْخ .
وفي ( اللِّسان ) ، وقد يكون الطَّبْخ في القُرْصِ والحِنْطة ، ويقال :
أَتَقْدِرُونَ أَم تَشوُون . وهذا مُطَّبَخُ القوم ومُشتَواهم . ويقال :
اطَّبِخِوا لنا قُرْصاً . وفي حديث جابر ( فاطَّبَخْنَا ) ، هو افتَعلْنا ، من
الطَّبْخ فقُلبت التّاءُ لأَجل الطاءِ ( قَبْلها ) . والاطِّباخ مَخصوصٌ بمن
يَطْبخ لنفْس . والطَّبْخُ عامٌّ لنفْسه ولغَيره ، وسيأْتي .
( و ) الطُّبَاخَة ، ( ككُنَاسَةٍ ) : الفُوَارَة ، وهو ( ما فارَ مِن رَغْوَةِ
القِدْرِ ) إِذا طُبِخَ فيها . وطُبَاخَة كلّ شيْءٍ عُصَارَتُه المأْخُوذَةُ منه
بعْد طَبْخِ ، كعُصَارَة البَقَّمِ ونحوِه .
وفي ( التهذيب ) : الطُّبَاخَة : ما تأْخذ ما تَحتاج إِليه مما يُطْبَخ ، نحْو
البَقَّمِ تَأْخُذ طُبَاخَتَه للصِّبغ وتَطْرَخُ سائرَه .
____________________
(7/298)
( و ) يقال : هو يَشْرَب ( الطَّبِيخ ) اسم لضَرْبٍ من الأَشرِبة . وعن ابن سِيده
: ( ضَرْبٌ من المُنَصَّفِ ) من الأَشربة .
( و ) في الحديث : ( إِذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ سُوءًا جعَلَ مَالَه في
الطَّبِيخَيْنِ ) ، قيل : هما ( الجِصُّ والآجُرُّ ) . فَعِيلٌ بمعنى مفعول . وقول
الشاعر :
واللَّهِ لولا أَن تَخُشَّ الطُّبَّخُ
بِيَ الجَحيمَ حيثُ لا مُسْتصرَخُ
( و ) هو ( كقُبَّرٍ : ملائكةُ العَذَابِ ) ، يعني الكفّار ، ( الواحد طابخ ) .
( و ) الطَّبَاخُ ، ( كسَحَابٍ ) ، كذا وُجِدَ بخَطّ الإِياديّ ، ( ويُضَمُّ ) ،
كذا وُجد بخَطّ الأَزهَرِيّ : ( الإِحكامُ والقُوّةُ والسِّمَنُ ) ، يقال : رَجُلٌ
في كلامه طَبَاخٌ ، إِذا كان مُحْكماً . ورجلٌ ليس به طَبَاخٌ ، أَي ليس به قُوّة
لا سِمَنٌ ، قال حسّان بن ثابت :
المالُ يَغْشَى رِجَالاً لا طَبَاخَ بهمْ
كالسَّيْل يَغْشَى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالِي
وفي حديث ابن المُسيّب : ( ووَقَعَت الثَّالثةُ فا تَرْتَفِع وفي الناسِ طَبَاخٌ )
. قال في ( اللسان ) : أَصل الطَّبَاخ القُوّة والسِّمَن ، ثم استُعمِل في غيره ،
فقيل : لا طَبَاخ ، له أَي لا عَقْلَ له ولا خَيْرَ عندَهُ . أَرادَ أَنَّهَا لم
تُبْقِ في النّاسِ من الصَّحابة أَحداً . ومثله في المَشَارِق للقاضِي عِياض .
وفي ( الأَساس ) : في المجاز : وما في كَلامِه طَبَاخٌ : فائدةٌ ، وأَصْلُه
اللَّحْم الأَعجفُ الّذي ما فيه جَدْوَى لطابِخه .
( و ) تَطبَّخَ الرَّجلُ : أَكلَ الطِّبِّيخَ ( كسِكِّينٍ ) ، وهو ( البِطِّيخ )
بلُغة أَهل الحجاز . وفي ( الأَساس ) : لغة أَهل المدينة ، وقيَّدَه أَبو بكر بفتح
الطاءِ .
( و ) من المَجاز : ( الطَّابِخُ : الحُمَّى الصَّالِبُ ) ، وقد طَبَخَه
الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ .
( و ) من المَجاز : ( الطَّابِخة : الهَاجرَة ) وقد طَبَخَتْهُم الهواجِرُ .
وخرَجُوا في طَبِيخَةِ الحَرِّ وطَبَائِخِه ، وهي سَمائِمُه
____________________
(7/299)
وَقْتَ
الهَجِيرِ . قال الطِّرِمَّاح :
ومَسْتَأْنِسٍ بالقَفْر باتتْ تَلُفُّه
طبَائخُ حَرَ وَقْعُهنَّ سَفُوعُ
( و ) طابِخةُ : ( لقَبُ عامِرِ بنِ الياسِ بن مُضَرَ ) ، وهو والدُ أُدّ ،
وكأَنّه إِنّمَا أُثبِت الهاءُ في الطابخَةَ للمبالغَة ، لَقَّبه بذالك أَبوه حين
طَبَخَ الضَّبَّ ، وذالك أَنّ أَباه بعَثَه في بُغاءِ شيْءٍ فوجَد أَرْنباً
فطبَخَها وتَشاغَل بها عنه .
( وطَبَائخُ الحَرِّ : سَمَائمُه ) ، جمْع طَبِيخةِ ، وهو مَجازٌ كما تقدَّم . (
وامرأَة طبَاخِية ككَرَاهِيَةٍ وغُرَابِيَّةٍ : شابَّةٌ ) مُمتلِئة ( مُكْتَنِزَةُ
) اللَّحْم . قال الأَعشى :
عَبْهَرَة الخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ
تَزِينُه بالخُلُقِ الطَّاهِرِ
ويروى لُبَاخِيَّة . ( أَو ) امرأَة طبَاخِية : ( عاقِلَةٌ مَليحة ) . ( و )
المُطَبِّخ ، ( كمُحَدِّث : أَوَّلُ وَلَد الضَّبّ ) أَمْلأَ ما يكون ، قاله ابن
سيده وقيل : هو الّذي كادَ يَلحَق بأَبيه . وأَوّله : حِسْلٌ ، ثم غَيْدَاقٌ ، ثم
مُطَبِّخٌ ، ثم خِضْرِمٌ ، ثم ضَبٌّ . وقد طَبَّخَ الحِسْلُ تَطبيخاً : كَبِرَ . (
والشَّابُّ المُمْتلِيء ) . قال ابن الأَعرابيّ : يقال للصّبيّ إِذا وُلِدَ :
رَضعيٌ وطِفْلٌ ، ثم فَطِيمٌ ، ثم دارِجٌ ، ثم جَفْرٌ ، ثمّ يافِعٌ ، ثم شَدَخٌ ،
ثم مُطبِّخٌ ، ثم كَوْكَبٌ . ( و ) قد ( طَبَّخ تَطْبِيخاً : تَرَعْرَعَ و )
عَقَلَ و ( كَبِرَ ) .
( والأَطْبَخُ : المُسْتَحْكِمُ الحُمْقِ ، كالطَّبْخَةِ ) ، بفتح فسكون ، بَيِّنُ
الطَّبَخِ . ورَجُلٌ طَبْخَة أَحمقُ ، والمعروف طَيْخَةٌ وسيأْتي .
وفي الحديث : ( كان في الحَيِّ رَجلٌ له زَوجَةٌ وأُمٌّ ضَعيفة ، فشَكَتْ
زَوْجَتُه إِليه أُمَّه ، فقام الأَطبَخُ إِلى أُمِّه فأَلْقَاها في الوَادِي )
حكاه الهَرَوِيّ في الغريبين ، ورُوِيَ بالحاءِ أَيضاً .
( واطَّبَخَ اطِّبَاخاً ) ، من باب افتعَل : ( اتَّخَذَ طَبِيخاً ) ، وهو كالقَدير
. وقيل : القَدِيرُ : ما كَان بِفِحاً وتوَابِلَ ، والطَّبِيخ ما لمْ يُفَحَّ .
وهاذا مُطَّبَخ القَومِ ومُشْتوَاهم ، وقد
____________________
(7/300)
يكون
الطَّبْخ في القُرْص والحِنْطَةِ .
( والمَطَابِخِ : ع بمكّةَ ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
( والطِّبْخ بالكسر : اللَّحْم المطبوخ وطَبَخ الحَرُّ الثّمَرَ : أَنضَجَه ) .
وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : هو أَبيضُ المَطْبَخِ ، وهو بِيضُ المَطَابِخِ .
طبرخ : ( الطِّبْرَاخ ، بالكسر : لَقبُ والدِ عليِّ بن أَبي هاشِمٍ المحدِّثِ ) ،
رَوى عن سَعيدِ بنِ عبد الرحمان ، قال الأَزديّ : ضَعيفٌ جدًّا ، كذَا في كتاب (
الضعفاءِ ) للذهبيّ . ( أَو هو بالميم ) ، كما سيأْتي قريباً .
طخخ : ( *!الطَّخُّ : رَمْيُ الشَّيْءُ وابعَادُه ) . وقد *!طَخَّه *!يَطُخُّه
*!طَخًّا : أَلقاه من يَده فأَبْعدَ .
( و ) من الكِنَايَة : الطَّخُّ ( : الجِمَاعُ ) وقد *!طَخَّ المرأَةَ *!يَطخُّهَا
طَخًّا ورُوِيَ عن يحيَى بن يَعْمر ، أَنَّه اشتَرَى جاريةً خُراسانيَّة ضَخْمَةً
، فَدَخَلَ عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال : ( نِعْمَ *!المِطَخَّة ) .
( *!والمِطَخَّة ) ، بالكسر : ( خَشَبَةٌ ) يُحَدَّد أَحَدُ طَرَفَيها و (
تَلْعَبُ بها الصِّبْيَان ) .
( *!والطُّخُوخُ ) ، بالضّمّ ( الشَّرَسُ ) في الخُلُقِ ( وسُوءُ العِشْرَة )
والمعاملَة ، طَخَّ طَخًّا : شَرِسَ في معامَلَتهِ .
( و ) منه ( *!الطَّخْطَاخُ ) ، بالفتح ، وهو الرَّجلُ ( السيِّىء الخُلُقِ ) .
( و ) الطَّخْطَاخُ ( من الحُليِّ : صَوتُه ) . وفي ( اللسان ) : ورُبَّمَا حُكِيَ
صَوْتُ الحُلّى ونحْوه به .
( و ) الطَّخَطاخُ : ( الغَيْمُ المنضَمُّ بَعْضُه إِلى بَعْض ) ، يقال : سَحابٌ
*!طَخْطَاخٌ : إِذا انضمَّ واستَوَى . ( و ) الطَّخطَاخُ اسمُ ( رَجُل ) .
( *!والطُّخَاطِخُ بالضّمّ : الظُّلْمَة ) ، يقال : لَيلٌ *!طُخَاطِخٌ ، وقد
طَخْطَخَه السَّحَابُ .
( *!والمُتَطَخْطِخُ : الأَسْوَدُ ) من الغَنَم ،
____________________
(7/301)
عن
أَبي عُبيد . *!وتَطَخطَخَ اللَّيلُ : أَظلمَ وتَرَاكَم ، يكون بغَيْم وبغير غَيْم
، ومثله تَدَخْدَخَ ، وذالك إِذا كان غَيمٌ يَسْتُرُ ضَوْءَ النُّجُومِ ، وذالك
إِذا لم يكن فيه قَمرٌ . ( و ) يقال للرَّجُل ( الضَّعِيف البَصَرِ ) :
*!مُتَطَخْطِخُ ، والجمْعُ *!مُتَطَخْطِخُون . وقد طَخْطَخَ اللَّيْلُ بَصَرَه ،
إِذا حَجَبَتْهُ الظُّلْمَةُ عنِ انفِسَاح النتَّظَرِ ، قاله ابن سِيده .
( *!والطَّخْطَخَة : تَسْوِيَةُ الشَّيْءِ ) واستِوَاؤُه ( وضَمُّ بَعْضِهِ إِلى
بَعْضٍ ) ، كنحْو السَّحَاب يكون فيه جُوَبٌ ثم *!يَتَطَخْطَخ . ( و )
*!الطَّخْطَخَةُ : ( حِكَايَةُ قَوْلِ الضَّاحِك : *!طِيخْ طِيخْ ) ، وهو أَقبحُ
القَهقَهَةِ .
طرخ : ( الطَّرْخَه ) ، بفتح فسكون ( . . شِبْهُ حَوْضٍ كَبِيرٍ ) واسع يُتخذ (
عِنْدَ مَخْرَجِ القَنَاةِ ) يَجْتَمع فيه الماءُ ثمّ يَنفجر منه إِلى المَزرَعَة
. وهو ( دَخِيلُ ) ليستْ فارِسيّةً لَكْنَاءَ ولا عَرَبِيَّةً محضةً .
( وطَرْخَانُ ، بالفتح ولا تَضُمُّ أَنْتَ ( ولا تَكسِر وإِنْ فَعَلَهُ
المُحدِّثُونَ ) . والصواب الاقتصار على الفتح : ( اسمٌ للرَّئيسِ الشَّرِيفِ ) في
قومه ، والذي لا يُؤخَذ منه الخراجُ ، أَشار إِليه مُلاّ عليّ القاري ، لُغة (
خُرَاسَانِيَّةٌ ) فارِسِيّة ، قال شيخُنا : ويأْتي للمصنّف في بطرق أَنّ الطَّرْخان
الّذي يكون تحْت يَدِه خَمسةُ آلافِ رجل ، وهو دون البِطْرِيق ، ( ج طَرَاخِنَةٌ )
.
( والطَّرْخُونُ : نَبَاتٌ ، معَرَّبٌ ، أَصْلُ عُرُوقِهِ العاقِرْقَرْحَا ) ، ومن
خواصّه أَنّه ( قاطِعٌ شَهْوَةَ الباهِ ) ليبُوستِه .
( و ) طِرِّيخٌ ( كَسِكِّينٍ : سَمَكٌ صِغَارٌ تُعَالَجُ بالمِلْحِ ) وتُؤْكَل .
( وطَرْخَابذُ : ة بجُرْجَانَ ) .
طرثخ : ( الطَّرْثَخَةُ ) ، قال شيخنا : قَضيّةُ اصطلاحِه في مُراعاة تركيبِ
الحروف تقديمُ هاذهِ المادّةِ على طرخ ، وقد خالَفَ ذالك في جميع الأُصول حتّى قيل
إِنّهَا الطَّرشَخَة ، بالشين المعجمة لا المثلَّثَة ( : الخفَّةُ والنَّزَقُ ) .
____________________
(7/302)
قلت : وقد تقدَّم في الصَّرْبَخة هاذا المعنَى بعَينه ، فلعلَّ أَحدهما تصحيفٌ عن
الآخَر ، ولم يذكُره صاحِبُ ( اللسان ) ولا غَيره .
طلخ : ( الطَّلْخُ ) ، بفتح فسكون ، والطَّمخ ( : الغِرْيَنُ ) ، بكسرِ الغين
المعجمة وسكون الراءِ وفتح المثنّاة التّحتيّة ( الّذِي تَبْقَى فيه الدَّعامِيصُ
فلا يُقْدَر عَلَى شُربِهِ ) ، كذا في ( التهذيب ) . وقال غيره : الطَّلْخ بَقيّةُ
الماءُ في الحَوض والغَدِيرِ . وفي ( الهِدَايَة ) : الطَّلْخُ : الطِّين الّذي في
أَسفلِ الحَوْضِ . ( و ) الطَّلْخُ ( : اللَّطْخُ به ) ، أَي بذالك الطِّينِ . ( و
) الطَّلْخ ( : التَّسْوِيدُ ) . وقد رُوِيَ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلمأَنه
كان في جِنازة فقال : ( أَيُّكُم يأْتي المدينَةَ فلا يَدَعُ فيها وَثَناً إِلاّ
كَسَرَه ، ولا صُورَةً إِلاَّ طَلَخَهَا ، ولا قَبْراً إِلاّ سَوَّاه ) ، معناه
سَوَّدَهَا ، وكأَنّه مقلوب ، ومنه اللَّيلة المُطْلَخِمَّة ، والميم زائدة . ( و
) الطَّلْخ : ( إِفْسَادُ الكتَابَةِ ) ، وفي بعض الأُمهات ( الكِتَاب ونحوه ) ،
واللَّطْخ أَعمُّ . ( و ) الطَّلْخ : ( اللَّطْخُ بالقَذَرِ ) ، وبه فَسَّرَ ،
شمِرٌ الحديثَ المتقدِّم .
( والطَّلْخَاءُ ) : الامرأَة ( الحَمْقَاءُ ) .
( و ) طَلْخَاءُ ( : ع بمِصْرَ ) ، وهو قَريَةٌ ( على النِّيلِ المخفْضِي ) ، أَي
المُوَصِّل ( إِلى دِمْيَاطَ ) قُبالةَ المنصورةِ ، وقد دَخَلْتُها .
( واطْلَخَّ ) دَمْعُ عينه ( اطلِخَاخاً : تَفرَّقَ ) ، وأَنشد الأَزهريّ في ترجمة
جَلَخ :
لا خَيْر في الشَّيْخِ إِذا ما اجْلخَّا
واطْلَخَّ ماءُ عَينِهِ ولَخَّا
( و ) اطْلَخَّ ( دَمعُه ) أَي دَمْعُ عَينه ، إِذا ( سَالَ ) .
طمخ : ( طَمَخَ بأَنفِهِ : تَكَبَّرَ ) وشَمَخ . والطَّمْخ : الطَّلْخ ، وقد
تقدَّم .
____________________
(7/303)
والطِّمْخ ، بالكسر : شَجَرٌ يُدْبَغُ به يَجيءُ أَديمُ أَحمر ، ويقال له أَيضاً
العِرْنَة .
( ) طَمْنِيخ ، بفتح الطاءِ . وسكون الميم وكسر النون من قُرَى مصْر .
طمرخ : ( الطِّمْرَاخُ لقَبُ والدِ عليِّ بن أَبي هاشِمٍ ، أَو هو بالباءِ الموحدة
، وقد تقدّم ) قريباً . ولا يَخْفَى أَنَّ في إِعادته هنا تكراراً والصّوابُ هو
الأَوّل .
طملخ : ( الطَّمَالِيخُ ) ، قيل : لا مَفردَ له ، ( : السَّحَابُ ) ، جمع سَحَابة
، ( البِيضُ المُتفرِّقة الرَّقِيقَة ) .
طنخ : ( طَنِخَ ) الرجلُ ، ( كَفَرِحَ ) ، يَطنَخ طَنَخاً ، وتَنِخَ يَتْنَخ
تَنَخاً : ( بَشِمَ واتَّخَمَ ، وغَلَبَ على قَلْبِهِ الدَّسَمُ ) ، قدَّم
السَّبَبَ على المسَبَّبِ ، فإِنَّ البَشَمَ والاتّخَام ناشِئان عن غَلَبَةِ الدّسَمِ
على القَلْب . وقد جَاءَ في ( اللِّسان ) وغيرِه من الأُمَّهات على الأَصل :
غَلَبَ الدَّسَمُ على قَلْبه واتَّخَم منه ، فهو طَنِخٌ وطانِخ . ( وسَمِنَ ) .
( وطَنَّخَهُ ) الدَّسمُ تَطنيخاً ( وأَطْنَخَه ) إِطناخاً : ( أَتْخَمَهُ ) .
( و ) مما تَصحَّف على المصنّف ( الطَّنَخَةُ محرَّكة : الأَحْمَقُ ) ، فإِنَّ
الصّواب فيه بالمثنّاة التحتيّة ، وقد تقدّمَتْ إِليه الإِشارة في الموحّدة .
( ومَرَّ طِنْخٌ من اللَّيْلِ ، بالكسرِ ) أَي ( طائفَةٌ ) ، قال ابن دريد : ولا
أَدرِي ما صِحّتُه .
( ) ومما يستدرك عليه :
طَنِخَتْ نفْسُه بالكِبْر خَبُثَت . وطَنِخَت النَّاقةُ والدَّابَّة : اشتدَّ
سِمَنُهما . قال شَمِرٌ : وسمِعْت ابن الفَقْعَسِيّ يقول : نشرَب هاذه الأَلبانَ
فتُطْنِخُنا عن الطَّعام أَي تُغنِينا . كذا في ( اللَّسان ) .
____________________
(7/304)
وطَنِّيخ
، بالفَتْح مُشدّداً : قَريةٌ بمصر .
طوخ : ( *!طُوخٌ بالضمّ : أَربعَةَ عشَرَ مَوضعاً بمِصْر ومنها ) طُوخ القُرْموص ،
*!وطُوخ الأَقلام ، كلاهما بالضَّواحِي ، وطُوخ بني مَزْيَد من إِقْلِيم دِمْيَاط
. وقَريَتَانِ بالمُنُوفيّة ، إِحداهما بالقُرب من لجا . وطُوخ دجانة وطخوخ
مسراوَة من قَرى البُحَيْرَة . وطُوخ الخيل ، وطوخ تَنْدَة من الأُشمونين ، وطُوخ
الجَبَل من الإِخْمِيمِيَّة ، وطخوخ دمتو من قُرَى قُوص . كذا في قوانين الدِّيوان
لابن الجيعان .
( و ) عن اللَّحْيَانيّ :يقال: ( *!طاخَه ) *!يَطِيخهُ *!ويَطُوخَه *!طَيْخاً و (
*!طَوْخاً : رماهُ بقَبِيحٍ مِنْ قَولٍ أَو فِعْل ) ، يائية وواوية ، والأَوّل
أَكثر .
طيخ : ( *!طَاخَ *!يَطِيخُ ) *!طَيْخاً ( تَلَطَّخَ بالقَبِيحِ ) ، مِن قولٍ أَو
فِعلٍ ، ( *!كتَطَيَّخَ . و ) طَاخَ ( فُلاَناً : لَطَّخَهُ بهِ ) ، أَي بالقَبِيح
، ( *!كطَيَّخه ) ، يَتعدَّى ولا يَتعدّى . ( و ) طاخَ طَيخاً : ( تَكَبَّرَ
وانهَمَكَ في الباطِلِ ) . قال الحارث بن حِلِّزةَ :
فاتْرُكو *!الطَّيخَ والتَّعَدِّي وإِمَّا
تَتَعاشَوْا ففِي التَّعاشِي الدَّاءُ
( و ) *!الطَّائخ *!والطَّيَّاخة و ( *!الطَّيْخَةُ : الأَحمَقُ ) الّذِي ( لا
خَيْرَ فيه ) ، وقيل : أَحمقُ قَذِرٌ . وجَمع الطَّيْخةِ *!طَيْخَاتٌ ، قال : ولم
نَسْمَعْه مُكسَّراً . ورُوِيَ *!الطَّيَّاخةُ ، مشدّداً فيما أَنشده الأَزهريّ :
ولَسْتُ *!بطيَّاخةٍ في الرِّجالِ
ولستُ بخِزرَافةِ أَخْدَبَا
( و ) زَمَنُ *!الطَّيْخة : زَمنُ ( الفَتْنَة ) والحَرْب .
( و ) عن أَبي زيد : ( *!طَيَّخَه السِّمَنُ : مَلأَه شَحْماً ولَحْماً . و ) عن
أَبي زيد *!طَيَّخَ ، ( العَذَابُ عليه : أَلحَّ ) ، الأَوْلَى أَنْ يقول :
*!طَيَّخَه العذابُ : أَلح عليه ( فأَهْلَكَه ) ، كما هو نصُّ أَبي زيد .
( *!والمُطَيَّخُ كَمُعَظَّم : الفاسِدُ ) ، قال ابن سيده : طاخَ الأَمْرَ
*!طَيْخاً :
____________________
(7/305)
أَفسَدَه
. وقال أَحمد بن يحيَى : هو من تَواطَخَ القَوْمُ . قال : وهاذا من الفَساد بحيث
تَراه . قال ابن جِنّي : وقد يَجوز أَن يُحسن الظَّنّ به فيقال إِنّه أَراد كأَنّه
مقلوب منه . ( و ) *!المُطيَّخ أَيضاً : ( المَطْلِيُّ بالقَطِرَانِ ) .
.
( *!والطِّيخ بالكسر : حكَايَةُ ) صَوْت ( الضَّحك ) ، حكاه سيبويه . ( و ) قال
اللَّيْث : ( قالُوا : *!طيخِ طيخ بالكسر ، مَبنياً على الكسْر ، أَي قَهْقَهُوا )
، وقد تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال أَبو مالك : *!طَيَّخَ أَصحابَه ، إِذا شتَمَهم فأَلحَّ عليهم ، *!والطَّيْخ
والطِّيخ : الجَهْلُ . وناقَةٌ طَيُوخٌ : تَذْهَب يَميناً وشِمَالاً وتأْكُل من
أَطرافِ الشَّجَرِ .
*!وطَيْخُ ، بالفَتْح : مَوْضعٌ بينَ ذِي خَشَبٍ ووادي القُرَى . قال كُثيِّر
عَزّةَ :
فواللَّهِ ما أَدرِي *!أَطَيْخاً تَواعَدُوا
لتِمَ ظَمٍ أَمْ ماءَ حَيْدةَ أَوْرَدُوا
2 ( فصل الظاءِ ) المشالة مع الخاءِ المعجمة ) 2
هاذا الفصْل مكتوبٌ في سائر النسخ بالحُمرة ، لكونه من مستدركاته .
ظمخ : ( الظّمَخْ كِنَب : شَجَرَةٌ على صُورَة الدُّلْبِ ) يُقطَع منها خَشَبُ
القَصّارِينَ التي تُدفَنُ وهي العِرْنُ أَيضاً ، الواحدة عِرْنَة ، والسَّفْعُ
طَلْعُهُ ( و ) هو أَيضاً ( شَجَرة التِّينِ ، في لعة طَيءِ . الواحدة بهاءٍ ، أَو
) الظمخ ، ( بسكون الميم ، ككسْرَة وكسر ) هاكذا نقلَه الأَزهري عن أَبي عمرو ، (
وقد تسكَّن الميم في الجمعِ ، كتينَة وتينٍ ) ويقال إِن الظِّمْخ هو شَجرُ
السُّمَّاقِ ، ويقال فيه الظِّنخ بالنون ، والزمخ بالزاي ، والطنخ بالطاء بالنون ،
والزمخ بالزاي ، والطنخ بالطاء المهملة ، وقد تقدّمت الإِشارة إِلى كل واحدٍ منها
.
2 ( فصل العين ) المهملة مع الخاءُ المعجمة ) 2
هذا الفصْلُ أَيضاً ساقطٌ من الصّحاح ،
____________________
(7/306)
كالّذي
تقدّم ، وليس فيه من مُهمَّات الكلامِ ما يحتاج إِلى عقد فصل .
عهعخ : ( العُهْعُخُ بالضّم ) ، وقيل كِدْرهَم وقِيل كجُنْدَب كما في ( حواشِي
المطوَّل ) . قال الأَزهَرِيّ : قال الخليل بن أَحمد : سَمِعْنَا كلمةً سنَاءَ لا
تجوز في التأْليف سُئِل أَعرابِيٌّ عن ناقَتِه فقال : تركْتها تَرعَى العُهْعخَ .
قال : وسأَلْنَا الثِّقَات من علمائهم فأَنكروا أَنْ يكون هاذا الاسمُ من كلام
العرب . قال : وقال الفَذُّ منهم : هي ( شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بها وبِوَرَقِها ) ،
وفي كلام الأَكثر أَنّه نبتٌ ( وأَنكرَهَا بَعْضُهُم وقال : إِنَّمَا هو
الخُعْخُعُ ) ، بضمّ فسكون العين ، وقد أُنكِرَ ذالك أَيضاً لاجتماع حُروف الحَلْق
فيه ، وهي لا تكاد تَجتمع في كلمةِ . وقيل الهَاءُ والخَاءُ لا يَجْتَمعانِ . (
ووقَعَ في كُتُبِ البَيَانيِّينَ ) كشَرْح الخلخاليّ والتَّفتازَنيّ كلاهما على
التَّلْخِيص : ( العُهْخُعُ ، بتقديم الخَاءِ ) على العين آخِر الكلمةِ ، وفي بعض
الحواشي بتقديم الهاءِ على العين أَوّل الكلمة ( وهو غَلَطٌ ) . وأَنكر كثير من
أَئمّة اللُّغَة العربية هاذه الكلمة بجميع لُغَاتها وقالوا كلُّها كلماتُ
مُعاياةٍ ليس لها معنًى . وسيأْتي في حرف العين إِن شاء الله تعالى .
2 ( فصل الفاءِ ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
فتخ : ( الفَتْخَة ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّكُ ) . ذكرهما غيرُ واحدِ من أَئمّة
الغريبِ ، فلا اعتدادَ بإِنكار شيخنا على اللُّغة الأُولى ( : خاتَمٌ كبِيرٌ يكونُ
في اليَدِ والرِّجْلِ ) بفَصَ وغير فَصّ ، وقيل : هي الخاتَمُ أَيًّا كانَ . ( أَو
حَلْقَةٌ مِن فِضَّةِ ) تُلْبَس في الإِصبع ( كالخَاتَمِ ) وقيل : الفَتخَة
حَلْقَة من فِضّة لا فَصَّ فيها ، فإِذا كان فيها فَصٌّ فهي الخاتَم . وكانت
نِسَاءُ الجاهليّة يَتّخذْنها في عَشْرهِنَّ . ( ج فَتَخٌ ) ، بالتحريك ، (
وفُتُوخٌ ) ، بالضّمّ ، ( وفَتَخَاتٌ ) ، محرّكَةً
____________________
(7/307)
وذُكِرَ
في جَمْعهِ فِتَاخٌ . قال الشاعر :
تَسقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي
قال ابنَ بَرّيّ : هاذا الشِّعرُ للدَّهناءِ بنت مِسْحَل زَوج العَجّاج ، وكانت
رَفْعَتْه إِلى المُغَيرة بن شُعبةَ فقالت له : أَصلَحَك الله ، إِنّي منه بجُمْع
، أَي لم يَفتضَّني ، فقال العجَّاج :
اللَّهْ يَعلم يا مُغيرةُ أَنّنِي
قد دُسْتُهَا دَوْسَ الحِصَانِ المُرْسَلِ
وأَخذْتُها أَخذَ المُقصِّبِ شاتَه
عَجْلاَنَ يَذَحُهَا لقَوْمٍ نُزَّلِ
فقالت الدَّهناءُ :
واللَّهِ لا تَخْدعُني بشَمِّ
ولا بتَقْبِيلٍ ولا بِضَمِّ
إِلاّ بِزَعْزَاعٍ يُسلِّي هَمِّي
تَسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي
قال : وحقيقةُ الفَتْخَة أَن تكون في أَصابِع الرَّجلَين . ومعنَى شِعر الدَّهناءِ
أَنَّ النِّساءَ كُنَّ يَتَخَتَّمنَ في أَصابع أَرْجُلهن ، فتَصِفُ هاذه أَنّه
إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقطَتْ خَواتِيمها في كُمِّها ؛ وإِنّما تَمنَّت شِدَّةَ
الجِماعِ .
( والفَتَخُ ، مُحَرَّكةً : استِرْخَاءِ المفَاصِل ولِينُهَا ) وعِرَضُهَا ، وقيل
: هو اللِّينُ في المَفاصل وغيرِها ، فَتِخَ فَتَخاً ، وهو أَفتَخُ ( أَو )
الفَتَخُ : ( عَرِضُ الكَفِّ والقَدَمِ وطُولُهما . ومنه : أَسَدٌ أَفْتَخُ ) :
عريضُ الكَفِّ . ورَجلٌ أَفتخُ بيِّنُ الفَتخِ ، إِذا كان عَرِيض أَفتخُ بيِّنُ
الفَتخِ ، إِذا كان عَرِيِّ الكَفِّ والقَدَمِ مع اللِّين . قال الشَّاعر :
فُتْخُ الشَّمَائلِ في أَيْمَانِهمْ رَوَحُ
( و ) الفَتَخُ ( شِبْهُ الطَّرَقِ ) ، محرَّكَةً ( في الإِبلِ . و ) الفَتَخِ ( :
كُلُّ جُلْجُلٍ ) ، كهُدْهُد ، هاكذَا ضُبطَ في سائر النُّسخ الموجودة عندنا ،
والّذي في ( اللسان ) : ( كلّ خَلْخَالٍ ) ( لا يَجْرُسُ ) ، أَي لا يُصَوِّت .
____________________
(7/308)
( وفَتَخَ ) الرَّجلُ ( أَصابعَهُ ) فَتْخاً ( وفَتَّخَهَا ) تَفتيخاً : (
عَرّضَهَا وأَرخَاهَا ) ، وقيل ، فَتَخَ أَصابِعَ رُجْلَيْه في جُلُوسه ، ثَنَاهَا
ولَيَّنها . قالَ أَبو منصور : يَثنِيهما إِلى ظاهرِ القَدَم لا إِلى باطِنها .
وفي الحديث ( أَنّه كان إِذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه وفَتَخَ أَصَابِعَ
رِجْلَيْه ) . قال يحيَى بن سعيد : الفَتْخ أَن يَصْنَع هاكذا ، ونَصَبَ أَصابعَه
ثمَ غَمزَ مَوْضِعَ المَفَاصِلِ منها إِلى باطِن الرَّاحَةِ وثَنَاهَا إِلى
بَاطِنِ الرِّجْلِ ، يعني أَنّه كان يَفْعَل ذالك بأَصَابع رِجْلَيْهِ في السجودِ
. قال الأَصمعيّ . وأَصلُ الفَتَخِ اللِّينُ .
( والفَتْخَاءُ ) شيْءٌ مُربَّعٌ ( شِبْهُ مِلْبَنٍ من خَشَبٍ يَقعُدُ عليه
مُشْتَارُ ) اسم فاعلٍ من اشتارَ ( العَسَلِ ) ثم يَمُدُّ من فوق حتّى يَبلُغَ
مَوضعَ العَسَلِ .
( و ) الفَتْخَاءُ ( مِنَ العقْبَانِ ) ، بالكسر ، جمع عُقَابٍ ( : اللَّيِّنَةُ
الجنَاحِ ) لأَنّهَا إِذا انحَطَّت كسَرتْ جَنَاحَيها وغَمَزتْهما ، وهاذا لا يكون
إِلاّ مِن اللِّين . وقال شيخُنَا . وقد أَكثَر المصنّفات اللُّغَويّة أَنّ
الفَتْخَاءَ المُسترخِيَةُ الجَنَاحَينِ مُطْلَقاً من الطُّيورِ ، ثم أُطلِقَت على
العقْبَانِ ، كأَنَّهَا صِفةٌ لازمةٌ لها ، فصارَتْ من أَسمائها . ولذلكَ زعمَ
قَومٌ أَن طلاقها عليها مَجاز . وأَنشد :
كأَنِّي بفتخاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةِ
دَفُوف من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ ) ، إِذا ( ارْتَفَعَتْ أَخْلاَفُهَا
قِبَلَ بَطْنِهَا ) ، وهو ( ذَمٌّ ، وفي المَرْأَة والضَّرْعِ مَدْحٌ ) وعبارة (
اللسان ) : تُعطِي أَنّه في المرأَة مَدْحٌ أَيضاً ، فليُنظَر .
( و ) فِتَاخٌ ، ( كَكتَابٍ ) ، اسم ( ع ) .
( وفُتُوخُ الأَسَد ) ، بالضّمّ : ( مَفَاصلُ مَخَالِبِه ) ، هاكذا في النُّسخ ،
والّذي في اللسان الفَتخْ عرَضُ مَخالبِ الأَسدِ ولِينُ
____________________
(7/309)
مَفاصِلها
( وأَفْتَخَ ) الرَّجُلُ : ارْتَخَى ، و ( أَعْيَا وانْبَهَرَ ) .
( والأَفاتِيخُ من الفُقُوعِ هَنَوَاتٌ ) ، وفي بعض الأُصول . هَنَات ( تَخْرُجُ
أَوّلاً ) ، وفي بعض الأُصول . في أَوّله ، ( فتُظَنّ كَمْأَةً ) ، وفي بعض
الأُصول : فيَحبسها النّاسُ كَمْأَةً ( حَتَّى تُستَخْرَجَ فتُعْرَفَ ) حكاه أَبو
حنيفةَ ، ولم يَذكر للأَفَاتِيخ واحداً .
( ورَجُلٌ ) ، وفي ( الأَساس ) : وظَبْيٌ ( أَفْتَخْ الطَّرْفِ : فاتِرُه ) .
( و ) فُتَيْخٌ ( كَزُبَيْرٍ : ع ) . وفي ( اللسان ) : فُتَيْخٌ وفَتَّاخٌ
دَحْلاَنِ بأَطْرَاف الدّهْنَاءِ مما يَلِي اليمامةَ ، عن الهَجريّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَتْخُ والفَتْخَة : باطِنُ ما بينَ العَضُدِ والذّراعِ . والفَتَخُ في الرِّجّلَيْن
طُولُ العَظْمِ وقِلْةُ اللَّحْمِ ( قال الشاعر :
على فَتْحَاءَ تَعْلَمُ حين تَنْجُو
وما إِنْ حَيْثُ تَنْجُو من طَرِيقِ
قال : عَنَى بالفَتخاءِ رِجْلَه ، قال : وهاذا صفةُ مُشتار العسلَ ) .
وقال الأَصمعي : فَتْخاءُ قَدَمٌ ليِّنةٌ . وقال أَبو عَمرو : فيها عَوَجٌ ، وفي (
الأَساس ) : وتَفتَّختِ المرأَةُ ، وخَرَجَتْ مُتفَتِّخةً . والضَّفادِهُ فُتْخ
الأَرْجُلِ .
فخخ : ( *!الفَخُّ : المِصْيَدَةُ ) ، بكسر الميمِ ، وهي الّتي يُصَادُ بها ،
معروفٌ ، ( ج*! فِخَاخٌ *!وفُخُوخ ) ، بالكسْر والضّمّ ، قال : وقيل . هُو معرَّب
من كلام العجم .
قال أَبو منصور : والعرب تُسمِّي *!بالفَخِّ الطَّرَقَ قال الراءُ ، الحَضْبُ :
سُرعةُ أَخْذِ الطَّرَقِ الرَّهْدَنَ ، وقد تقدّم في الموحّدة .
( و ) في حديثِ بِلال :
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتنَّ لَيلةً
*!بفَخّ وحَوْلِي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ
*!فَخٌّ : ( ع بمكَّةَ ) . وهو فيما قِيل : وادي الزَّاهرِ ، ( دُفِنَ به )
أَوْرَعُ
____________________
(7/310)
الصّحابةِ
وأَشدُّهم اتّباعاً للنَبيّ صلى الله عليه وسلمواقتفاءً لآثارِه عبدُ الله ( بن
عُمَرَ ) بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، كذا قاله ابن حِبّان وغيرُه . وقال
مُصْعَبٌ الزُّبيريّ : دُفِنَ بذِي طُوًى ، يعني بمَقْبَرة المهاجرينَ . وفي تاريخ
الأَزرقيّ أَنّه دُفَنَ بالمنقبرة العُلْيَا عندَ ثَنِيَّة أَذَاخِرَ . وقال قَومٌ
: إِنّه بالمُحصَّب . وأَمَّا ما قِيل إِنه بالجَبَل الّذي بالمُعَلاّة فلا يَصحُّ
بوَجهٍ ، كما لا يُعتَدّ بقولِ مَن قال أَنّه مات بالمدينة أَو في الطّرِيق أَو
غَيْر ذالك . وترجمَة سيّدنَا عبد الله بنِ عُمَرَ واسِعَةٌ راجعْهَا في الكُتب
المُطوّلات .
( و ) الفَخُّ : ( اسْتِرْخَاءُ الرِّجْلَيْنِ ، *!كالفَخَخِ *!والفَخَّةِ ) ،
رَجُلٌ *!أَفَخُّ وامرأَةٌ *!فَخَّاءُ .
( *!وفَخَّ النّائمُ *!يَفِخُّ *!فَخًّا *!وفَخِيخاً : غَطَّ ، *!كافْتَخَّ )
*!افتخاخاً ( *!وفَخَّت ( الرّائحةُ فاحَتْ ) .
*!والفَخّة *!والفَخُّ في النّوم : دونَ الغَطِيط ، تقول : سمعْت له *!فَخُيخاً .
وفي حديث صلاة اللّيل : أَنه نامَ حتّى سَمِعْتُ *!فَخِيخَه ، أَي غطيطَه .
( *!والفَخِيخَةِ ) *!والفَخّ : أَن يَنَامَ الرَّجلُ ويَنْفُخَ في نَوْمه . وفي
حديث عليَ رضي الله عنه :
أَفْلَحَ من كانَ لهُ مِزَخَّهْ
يَزُخُّهَا ثمَّ يَنَام *!الفَخَّهْ
أَي يَنام نَوْمَةً يُسمَع *!فَخِيخُه فيها وقيل : هي ( النَّوْمَةُ بَعْدَ
الجمَاعِ ) .
( و ) *!الفَخّة : ( المَرْأَةُ القَذُرَةُ ) ، *!كالفَخّ . قال جرير :
وأُمُّكُمُ *!فَخٌّ قُذَامٌ وخَيْضَفٌ
وأَنشد الأَزهريّ للمِنتْقَرِيّ :
أَلَسْتَ ابنَ سَوَدَاءِ المَحَاجِرِ *!فَخّةٍ
لَهَا عُلْبَةٌ لَخْوَا ووَطْبٌ مُجْزَّمُ
( و ) الفَخَّة أَيضاً : المرأَةُ ( الضَّخْمَة . و ) الفَخَّة أَيضاً : (
النَّوْمُ على القَفَا ) ،
____________________
(7/311)
نقله
أَبو العبّاس عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) يقال : الفَخَّة ( نَوْمُ الغَدَاةِ ) ،
كذا في ( الأَساس ) . ( و ) الفَخَّة ( القَوْسُ اللَّيِّنَة ) .
( و ) عن المفضَّل : ( *!فَخْفَخَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( فَاخَرَ بالباطِلِ ) .
( و ) قال ابن سيدَه : ( *!فَخيخُ الأَفْعَى : فَحِيحُهَا ) ، وبالحَاءِ أَعلَى .
قال أَبو منصور : أَمّا الأَفْعَى فإِنّه يقال في فعله فَحّ يَفِحّ فَحيحاً ،
بالحَاءِ ، قاله الأَصمعيّ وأَبو خَيْرَة الأَعرابيّ . وقال شَمِرٌ : الفَحِيح لما
سِوَى : الأَسْوَدِ مِن الحَيّات بفِيه ، كأَنّه نَفَسٌ شديدٌ ، قال : والحَفِيف
من جَرْسِ بَعْضِه ببعْضِ . قال أَبو منصور : ولم أَسمع لأَحد في الأَفعَى وسائرِ
الحَيّات *!فَخيخاً ، وهاذا غَلَطٌ اللَّهُمَّ إِلاّ أَن يكون لغةً لبعض العَرَب
لا أَعرِفها ، فإِنَّ اللُّغات أَكثرُ من أَنْ يُحِيطَ بها رَجلٌ واحدٌ . وقال
الأَصمعيّ : فَحَّت الأَفعى تَفحّ ، إِذا سَمِعْتَ صَوْتَها من فمها ، فأَمّا
الكَشيش فصَوْتُها من جِلْدهَا .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَخٌّ : ماءٌ أَقطعَه النّبيُّ صلى الله عليه وسلمعُظَيمَ بنَ الحارث المُحاربيّ .
والخَفْخَفَةُ *!والفَخفخة : حَركةُ القِرْطَاس والثَّوب الجَديدِ .
ومن المَجاز : وَثَبَ فُلانٌ من فَخِّ إِبلِيسَ : تابَ :
فدخ : ( فَدَخَ رأْسَهُ بالحَجرِ كمنَعَ ) يَفدَخه فَدْخاً : ( شَدَخَه ) وهو
رَطْبٌ . والفَدْخ : الكَسْرُ . وفَدَخْتُ الشيْءَ فَدْخاً : كسَرْته ( ولا
يَكُونُ إِلاّ للشَّيْءِ الرَّطْبِ ) وفي نسخةٍ : في الشيْءِ الرَّطبِ .
فرخ : ( الفَرْخُ : ولَدُ الطّائرِ ) ، هاذا الأَصلُ ، ( و ) قد استُعمِل في ( كلّ
صغيرٍ مِنَ الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ ) : الشَّجَرِ وغَيرِهَا . ( ج ) القليلُ (
أَفْرُخٌ ) ، بضمّ الراءِ ، ( وأَفْرَاخٌ ) ، وهو شاذّ ، لأَنّ فَعْلاً الصّحيحَ
العَيْنِ لا يُجْمعَ على أَفعالٍ ، وشَذّ منه ثلاثةُ أَلفاظِ فَرْخ وأَفراخٌ ،
وزَنْدٌ وأَزناد ، وحَمْل وأَحمال ، قاله ابن هشام في شرْحِ الكَعبيّة ، وأَشار
إِليه في التَّوضيح وغيرِه . قال : ولا رابع
____________________
(7/312)
لها
، بخلاف نَحو ضَيْف وأَضياف ، وسَيْف وأَسياف . فإِنَّه بابٌ واسعٌ ، كذا نقلَه
شيخنا . ( وفِرَاخٌ ) ، بالكسر جمْعٌ كثير ، ( و ) كذالك ( فُرُوخٌ ) ، بالضّمْ ،
وفُرُوخٌ ، بحذّف الواو ، ( وأَفْرِخَةٌ ) ، جمعٌ قليلٌ نادرٌ ، عن ابن الأَعرابيّ
. وأَنشد :
أَفْوَاقُهَا حِذَة الجَفِيرِ كأَنّها
أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ
( وفِرخَانٌ ) ، بالكسر جمْع كَثير .
( و ) الفَرْخُ : ( الرَّجُل الذَّليلُ المَطْرُودُ ) ، وقد فَرَّخ ، إِذَا ذَلّ ،
قاله أَبو منصور .
( و ) من المَجاز : الفَرْخُ ( الزَّرْعُ المُتَهيِّىء للانشِقاقِ ) بعدما يَطلُعُ
، وقيل هو إِذا صارَتْ له أَغصانٌ ، وقد فَرَّخَ وأَفرَخَ ، وقال اللّيث :
الزَّرْعُ ما دَامَ في البَذْرِ فهو الحَبُّ ، فإِذا انشَقَّ الحَبُّ عن الوَرَقِ
فهو الفَرْخ ، فإِذا طَلَعَ رأْسُه فهو الحَقْل .
( و ) الفَرْخ ( عَلَمٌ . و ) الفَرْخُ ( مُقَدَّمُ الدِّماغِ ) ، على التشبيه ،
كما قيل له : العُصْفُورُ ، جمْعه فِرَاخٌ . قال الفرزدق :
ويَوْمَ جَعلْنا البِيضَ فيه لعامرٍ
مُصَمّمَةً تَفْأَى فرَاخَ الجَماجِمِ
يَعنِي به الدِّمَاغِ والفَرْخ : مُقَدَّمُ دِمَاغِ الفَرَس .
( وأَفْرَخَتِ البَيْضَةُ والطَّائرةُ وفَرَّخَتْ ) ، مُشدّداً ( : صارَ ) ، هكذا
بالصاد في النسخ التي بأَيدينا ، والذي في ( اللسان ) وغيره : طار ( لهَا ) ،
بالطّاءِ المهملة ( فَرْخٌ . وهي مُفْرِخٌ ) ، كمُحْسن ومُفرِّخ ، بالتَّشْدِيد ،
وأَفرَخَ البيضُ : خَرَجَ فَرْخُه وأَفرَخَ الطائرُ : صار ذا فَرْخٍ وفَرَّخَ ،
كذالك . ( والمَفَارِخُ : مَواضِعُ تَفريخِها ) ، لم يذكُرُوا له مُفْرَداً .
( واسْتَفْرَخَ الحَمَامَ : اتَّخَذَها للفرَاخِ ) ، ومنه قَول الحَريريّ .
يَستَفْرخُ حيث لا أَفراخ .
( و ) من المَجاز : ( فَرَّخَ الرَّوْعُ ) ، بفتح الرّاءِ ( تَفْرِيخاً : ذَهَبَ ،
كأَفْرَخَ ) ، ومنهم من ضَبطَ الرُّوع ، بالضمّ ، ولا معنَى
____________________
(7/313)
لذَهاب
القَلْب ، كما هو ظاهرٌ ، يقال : ليُفرِخ عنك رَوْعُك ، أَي ليَخرُجْ عنك فزَعُك
كَمَا يَخرحُ الفَرْخ عن البَيْضة . ( و ) فَرّخَ ( الرَّجُلُ ) : تَفْرِيخاً (
فَزِعَ ورَعَبَ ) ، وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ ، بالبناءِ للمجهول ، تفريخاً : رُعِبَ
وأُرْعِدَ ، وكذالك الشَّيخُ الضّعيف . وقال الأَزهَرِيّ : يقال للفَرِقِ
الرِّعديد : قد فَرّخَ تفريخاً ، ( و ) فَرّخَ ( القَوْمُ : ضَعُفُوا ، أَي
صَارُوا كالفِرَاخِ ) من ضَعْفِهُم .
( و ) في ( الأَساس ) : من المَجازِ فرَّخَ ( الزَّرْعُ ) تَفريخاً ( : نَبَتَ
أَفراخُهُ ) ، وفَرَّخَ شَجرُهم فِرَاخاً كثيرةً ، وهي ما يَخْرُجُ في أُصوله من
صِغَاره .
( و ) فَرِخَ الرَّجلُ ( : كَفَرِحَ : زَالَ فَزَعُهُ واطْمَأَنَّ . و ) قال
الهوازنيّ : إِذا سَمِعَ صاحبُ الآمّةِ الرَّعْدَ والطَّحْنَ فَرِخَ ( إِلى
الأَرْضِ ) أَي ( لَزِقَ بها ) ، تفريخاً ، هاذا مُقْتَضى عبارته ، وقد وَرَد من
باب فَرِحَ أَيضاً .
( و ) في حديث أَبي هُريرةَ يا بَنِي ( فَرُّوخ ) ، قال اللَّيْث : هو (
كَتَنُّورٍ ) من وَلَدِ إِبراهيمَ عليه وعلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام (
أَخو ) سيِّدنا الذّبيح ( إِسماعيلَ ، و ) سيِّدنا الغَيورِ ( إِسحَاقَ ) عليها
السّلام ، وُلدَ بعدهُمَا وكثُرَ نسلُه ونَمَا عَددُه ، فهو ( أَبو العَجَمِ
الّذين في وَسَطِ البِلادِ ) ، وهو فارسيٌّ ، ومعناه السَّعِيد طالعُه ، وقد
تَسقُط واوُه في الاستعمال . وقال الشاعر :
فإِنْ يأْكُلْ أَبو فَرُّوخَ آكُلْ
ولو كانَتْ خَنَانِيصاً صِغَارَا
قال ابن منظور : جَعلَه أَعجميًّا فلم يَصْرِفه ، لمكانِ العُجْمَة والتّعريف .
( و ) من المجاز ( أَفْرَخَ الأَمْرُ ) وفَرَّخَ : ( اسْتَبَانَ ) آخِرُ أَمْرِه (
بَعْدَ استِبَاه . و ) منه أَيضاً أَفرَخَ ( القَوم بَيْضَتَهم ) ، وفي بعض
الأُمَّهات
____________________
(7/314)
بَيضَهُم
، إِذا ( أَبْدَوْا سِرُّهُمْ ) ، يقال ذالك للّذي أَظهَر أَمْرَه وأَخرَجَ خَبَرِ
، لأَنّ إِفراخَ البَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُه ، ( و ) منه أَيضاً نقل الأَزهريّ
عن أَبي عُبَيْدٍ من أَمثالهم المنتشرةِ في كَشْفِ الكَرب عند المخاوِف عن الجَبان
قولَهم ( أَفْرِخْ رُوعَكَ ) يا فلان ، ( أَي سَكِّنْ جَأْشَكَ ) ، يقول :
ليَذْهَبْ رْعبُك وفَزَعُك ؛ فإِنَّ الأَمرَ ليس على ما تُحَاذِر . وفي الحديث
كتبَ معاوية إِلى ابن زيادٍ ( أَفْرِخْ روعَك قد وَلَّيناك الكُوفةَ ) وكان يَخاف
أَن يُولِّيَها غيرَه .
وأَفرَخَ فُؤادُ الرَّجُلِ ، إِذَا خَرَجَ ، روعُه وانكشَفَ عنه الفَزَعُ كما
تُفرِخُ البَيضةُ إِذا انفلَقَتْ عن الفَرْخِ فخرَجَ . وأَصْلُ الإِفراخ الانكشافُ
، قال الأَزهريّ : وقَلَبه ذو الرُّمّة لمعرفته بالمعنى فقال :
ولَّيَ يَهُزّ انهزاماً وَسْطا زَعِلاً
جَذْلاَنَ قد أَفْرخَتْ عن رَوعِه الكُرَبُ
قال : والرَّوْعُ في الفُؤادِ كالفَرْخِ في البَيْضَةِ . وأَنشد :
وقُلْ للفُؤادِ إِن نَزا بِك نَزْوَةً
من الخَوْف أَفْزِخْ أَفْرِخْ أَكثَرُ الرَّوْعِ باطلُهْ
وقال أَبو عُبَيْدَة : أَفْرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ له أَن يَسكن رَوْعُه ويَذهب
.
( والفَرْخَةُ ) ، بفتْح فسكون : ( السِّنَانُ العرِيضُ ) .
( و ) فُرَيْخ ، ( كزُبَيْر : لَقَبُ أَزْهَرَ بنِ مَرْوَانَ المحدِّثِ ) .
( و ) قولهم ( فُلانٌ فُرَيْخ قُريشٍ ) ، إِنّما هو ( تَصغِيرُ تَعْظِيمٍ ) على
وَجْهِ المدْح ، كقول الحُبَاب بن المُنذر : ( أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ
وعُذَيقُها المُرَجَّب ) . والعرب تقول : فلانٌ فُرَيخُ قَوْمِه ، إِذا كَانُوا
يُعظِّمونه ويُكرمونه ، وصُغِّر على وَجْهِ المبالغةِ في كَرَامته .
____________________
(7/315)
( ) ومما يستدرك عليه :
باض فيهم الشَّيْطَانُ وفَرَّخَ ، أَي اتَّخَذَهُمْ مَسكَناً ومعْبراً لا
يُفَارِقُهم ، كما يُلازِم الطائرُ مَوضعَ بَيْضِه وأَفْراخه . وقال بعضُهم :
أَرَى فِتْنَةً هَاجَتْ وبَاضَتْ وفَرَّخَتْ
ولو تُرِكَتْ طَارَتْ إِليها فِرَاخُهَا
وفي الحديث ( أَنّه نهَى عن بَيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطَّعَام ) . قال ابن
الأَثير : الفَرُّوخ من السُّنْبُل : ما اسْتَبَانَ عَاقَتُه وانَقَدَ حَبُّه ،
وهو مِثْلُ نَهْيِهِ عن بَيْعِ المُخَاضَرةِ والمَحَاقَلَة .
والفَرِخ ، ككَتِفٍ : المُدَغْدَغُ من الرِّجَال .
والفُرَيخ ، مُصغَّراً ، قَيْنٌ كان في الجاهليّة تُنسَب إِليه النِّصَالُ
الفُرَيخِيَّةُ ، ومنه قولُ الشاعر :
ومَقْذُوذَين من بَرْيِ الفُرَيْخِ
ومن المجاز : فُلانٌ فَرْخٌ من الفُرُوخ ، أَي وَلَدُ زِنًى . وقال الخَفاجيُّ في
( شفاءِ الغَليل ) : هو إِطلاقُ أَهلِ المدينة خاصَّةً .
وقال شيخنا : بل هو إِطلاقٌ شائعٌ مُوَلّد في الحجاز .
وفي ( الأَساس ) : فُلانٌ فُرَيْخُ قَوْمِهِ ، للمُكرَّم فيهم ، شَبيهٌ بفُرَيخٍ
في بَيتِ قَومٍ يُرَبُّونه ويُرَفْرِفون عليه . وللمعاني متصرَّفَات ومذاهبُ ،
أَلاَ تَرَاهُم قالوا : ( أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ ) ، حَيْث كانت عَزيزةً
لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عليها وحَضْنِها ، وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ ،
لتَرْكهَا إِيَّاهَا وحَضْنِ أُخرَى .
وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّخَ له الأَئمّةُ ، وذكَرَه الحافظُ
في التقريب . وعَمْرُو بن خالد بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ ، والدُ أَبي
عُلاَثة ، من رِجال الصَّحيحَيْن .
فردخ : ( المُفَرْدَخُ ، كمُسَرْهَد : الضَّخْمُ
____________________
(7/316)
النّاعِمُ
) . هاذه المادّة لم يَذكُرْهَا ابن منظور ولا غيره ، وأَنا أَخاف أَن يكون
مصحَّفاً من مُفَرْضَخ ، بالضادِ المعجمة ، لاتّحاد المعنَى ، فليُنظرْ .
فرسخ : ( الفَرْسَخُ ، ذكرَه الجوهريُّ ) في كتابه ( ولم يَذكُر له معنًى ) ،
لأَنّه قال : الفَرْسَخُ واحدُ الفَراسِخ فارسيٌّ معرّبٌ .
وقد يقال إِنّه لم يَثْبُتّ عندهُ ما ذكرَه المصنّف من المعاني ، فلا يُؤاخَذ به .
( وهو السُّكُون ) ، ذكرَه غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ الغَرِيب . ( و ) الفَرْسَخ (
السَّاعَةُ ) من النَّهَار ، قالت الكِلاَبيّة : فَراسِخُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ :
ساعاتُهما وأَوْقاتُهما . وقال خالدُ بنُ جَنْبَة : هؤلاءِ قَوْمٌ لا يَعرفُون
مَواقيتَ الدَّهْر وفَرَاسِخَ الأَيّام ، قال : حَيْثُ يأْخُذُ اللَّيْلُ مِن
النَّهار . والفَرْسَخُ من المسافَةِ المعلومةِ في الأَرض مأْخُوذٌ منه . ويُوجد
في نسخ ( المصباح ) : الفَرْسَخةُ : السَّعَةُ ، ومنه أُخِذ فَرسَخُ الطَّرِيقِ .
والصَّواب أَنَّ الذَّي بمعنى السَّعَة هو الفَرْشَخَة ، بالشِّين المعجمة ، وهي
التي تليها .
( و ) الفَرْسَخ : ( الرَّاحَة . ومنه ) أُخِذَ فَرْسَخُ الطَّرِيقِ ( كما قيل ،
وهو ( ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ هاشِمِيّة ) ، أَو ستّة ، ( أَو اثنا عَشَرَ أَلفَ
ذرَاعٍ ، أَو عَشَرَةُ آلافِ ) ذِراع ، سُمِّيَ بذالك لأَنّ صاحِبَه . إِذا مَشَى
قَعَد واسْتَرَاح ، من ذالك ، كأَنّه سكَنَ قعَدَ واسْتَرَاح ، من ذالك ، كأَنّه
سكَنَ . ( و ) الفَرْسَخ : ( الفُرْجَةُ ) ، هاكذا بضَمِّ الفاءِ والجيم بعد
الرّاءِ في سائر النُّسْخ . ( و ) يقال ل ( شَيءٍ لا فَرْجَة فِيهِ ) : فرْسخٌ ،
هاكذا ضُبِطَ ، ( كأَنَّه ) على السلْبِ ، وهو ( ضدٌّ . و ) قولهم انتظَرتُك
فَرْسَخاً ، أَي ( الطَّوِيل من الزَّمَانِ ) ، أَي من اللّيل أَو من النهار ،
وكأَنّ الفَرْسَخَ أُخِذَ من هاذا ، ( و ) الفرسخ ( الفَيْنَة ) ، وفي نُسخة : (
بَرازِخُ بينَ السُّكُون والحَرَكَة . و ) عن ابن شميل : ( : الفَرْسَخُ :
الشَّيْءُ الدائمُ الكثيرُ الّذي لا ينْقَطِعُ ) ، وهي كُلِّيَّة عنده .
( والتَّفَرْسُخُ ) ، هاكذا في النُّسخ عندنا ، وفي بعض الأُمُّهَات : والفَرْسَخ
.
____________________
(7/317)
(
والافْرِنْسَاخُ : انكِسَارُ البَرْدِ ) ، وقال بعضُ العرب : أَعْصَبَت السّمَاءُ
أَيّاماً بعَيْنٍ ما فيها فَرْسَخ ، أَي ليس فيها فُرْجَةٌ ولا إِقلاعٌ ، (
كالفَرْسَخَةِ . و ) الافْرِنْسَاخُ : ( انْفِرَاجُ الهَمِّ وانكِسَارُ الحُمَّى )
، يقال : فعرْسَخَ عنّى المعرَضُ وافْرَنْسَخَ ، أَي تباعَدَ ، وكذالك تَفَرْسَخَت
عنه الحُمَّى وغيرُهَا من الأَمراضِ .
( وسَرَاوِيلُ مُفْرسَخَةٌ : واسعَةٌ ) ، من الفَرسَخة ، وهي السَّعَة ، على ما في
المصباح .
فرشخ : ( الفَرْشَخَةُ ) بالشين المعجمة ( : السَّعَةُ ) هذه المادة ساقِطَة من
اللسان وغيرِه من كُتب الغَرِيب ، وإِنما ذَكَرُوا مَعَانِيهَا في المهملة . ( قال
أَبو زيادِ ) ما مُطِرَ النّاسُ من مَطَرٍ بين نَوْأَين إِلاَّ كانَ بينهما
فَرْسَخٌ : قال : والفَرْسَخُ انكسار البَرْدِ . و ( إِذا احْتَبَسَ المعطَرُ
اشتَدَّ البَرْدُ وإِذَا ) ، وفي نُسخَة . فإِذا ( مُطِرَ النّاسُ كانَ للْبَرْدِ
) بعدَ ذلك ( فَرْشَخٌ ) ، هاكذا بالشين المعجمة : والصواب أَنّه فَرْسَخ ،
بالسّين المهملة ، ( أَي سُكُونٌ ) ، من قولكَ فَرْسَخُ المهملة ، ( أَي سُكُونٌ )
، من قولكَ فَرْسَخَ عنِّي المَرضُ إِذا تَبَاعَدَ .
فرضخ : ( الفِرْضِخُ ، بالكسر ) ، من أَسماءِ ( العَقْرَب ) كالشَّوْشَب وتَمْرَةَ
.
( ورَجُلٌ فِرْضَاخٌ : ضَخْمٌ عَرِيضٌ ) غليظ كثير اللَّحْمِ ، ( أَو طَوِيلٌ ،
وهي بهاءٍ ) لَحيمةٌ عَريضةٌ . ( وامْرأَةٌ فهرْضَاخَةٌ وفِرْضَاخِيَّة ) والياءُ
للمبالَغة : ضَخمةٌ ( عَرِيضَةُ الثَّدْيَيْنِ ) .
( و ) رَجُلٌ ( مُفَرْضَخٌ ، كمُسَرْهَدٍ ) ضَخْمٌ ( ضَعِيفٌ ) ناعمٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَرسٌ فِرْضَاخَة ، وقَدمٌ فِرْضَاخَةٌ وفهرْضَاخ والفِرْضاخُ النَّخْلَةُ
الفَتِيَّة . وقيل : ضَرْبٌ من الشَّجر .
فرفخ : ( الفَرْفَخ ) ، والفَرْفَخَة : البَقْلة الحمقاءُ ، ولا تَنْبُت بنَجْد ،
وتُسمَّى ( الرِّجْلَةَ ) ، قال أَبو حَنيفةَ : ( مُعَرَّبٌ ) فارسيّته ( (َرْهنْ
، أَي ) بالفتح ، معناه
____________________
(7/318)
(
عَريضُ الجَنَاح ) ، فإِن ( (َرْ ) هو الجَنَاح ، و ( هَنْ ) هو العَرِيضِ ، قال
العجّاج :
ودُسْتهُمْ كما يُدَاس الفَرفَخُ
يُؤكَل أَحْياناً وحِيناً يُشدَخُ
( و ) الفَرْفَخُ ( : الكَعَابِرُ ) ، جمْع كُعْبُورة ( منَ الحنْطة ) .
فسخ : ( الفَسْخ : الضَّعْفُ ) في العَقْلِ والبَدَن كالفَسْخة . والفَسِيخ ،
كأَمِيرٍ : الضعيفُ الّذي يَنفسِخ عند الشِّدّة . ( و ) الفَسْخ ( : الجَهْلُ ) ،
وهو يَرجِع إِلى ضَعْف العَقْلِ . ( و ) الفَسْخُ ( : الطَّرْحُ ) ، يقال فسَخْت
عنِّي ثَوبي ، إِذا طَرَحْتَه . ( و ) الفَسْخ : ( إِفْسَادُ الرَّأْيِ ) ، وقد
فَسِخَ رأْيُه ، كفَرِحَ . فَسَخاً فهو فَسِخٌ : فَسَدَ وفَسَخَه فَسْخاً :
أَفسَدَه . ( و ) الفَسْخ : ( النَّقْضُ ) فَسَخَ الشيْءَ يَفْسَخُه فَسْخاً
فانفَسَخَ : نَقْضَه فانتَقَضَ . ( و ) الفَسْخُ ( : التَّفْرِيقُ ) ، وقد فَسَخَ
الشيْءَ ، إِذَا فَرَّقَه . ( و ) الفَسْخ ( الضَّعِيفُ العَقْلِ والبَدَنِ )
كالفَسْخَةِ . والفَسْخُ : ( مَنْ لاَ يَظْفَرُ بحاجَتِهِ ولا يَصلُحُ لأَمْرِهِ ،
كالفَسِيخِ ) ، كأَمير .
( و ) من المَجاز : ( انْفَسَخَ العَزْمُ والبَيْعُ والنِّكَاحُ : انتَقَضَ ) ،
وقد فَسَخَه ، إِذا نَقَضَه . وفي الحديث ( كان فَسْخُ الحَجِّ رُخْصَةً لأَصحاب
النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو أَن يكون نَوَى الحَجَّ أَوّلاً ثم يُبْطِله
ويَنْقُضه ويجْعَله عُمْرَةً ويُحِلّ ثمّ يَعود يُحرِم بحَجَّةٍ ، وهو التَّمتُّع
أَو قريبٌ منه .
( وفَسَخَ يَدَهُ ، كمنَعَ ) ، يَفسَخَا فَسْخاً : ( أَزَالَ المَفْصِلَ عن
مَوْضِعِهِ ) من غَير كسْرٍ . وفَسَخَه فانفَسخَ . وفَسَخَ المجبِّرُ يَدَه : فكّ
مَفصِله . ويقال : وَقَعَ فلانٌ فانفَسخَت قَدمُه وفَسخْتُه أَنا .
( و ) فَسِخَ رأْسُه ، ( كفَرِحَ : فَسَدَ ) وفَسَخَه : أَفسدَه .
____________________
(7/319)
( وتَفَسَّخَ الشَّعْرُ عن الجِلْدِ ) واللَّحْمُ عن العظْم : ( زَالَ وتطاير ،
خاص بالمَيتُ ) أَي لا يُقال إِلاّ لشَعرِ المَيْتَةِ وجلْدِهَا .
( وتفسَّخت الفَأْرَةُ في الماءِ تقطعتْ ) .
( و ) تَفَسَّخَ ( الرّبَعُ ) ، كصُرَدٍ ، وهو الفَصِيل ( تحْت الحِمْلِ ) الثّقيل
: ( ضَعُفَ وعَجَزَ ) ، وذلك إِذا لم يُطِقْه .
( ) ومما يستدرك عليه :
انفسخَ اللَّحْمُ وتَفَسَّخ : انخضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ . واللّحْمُ إِذا
أَصَلّ انفَسَخ .
وأَفسَخَ القُرآنَ : نَسِيه .
ودخلَ يَفْسخ ثِيابَه .
ومن المجاز : فاسخَه البَيْعَ وتَفاسخَاه .
وتَفَاسخَت الأَقاويلُ : تَنَاقَضَتْ .
فشخ : ( فَشَخَه ، كمنَعَهُ : ضَرَب رأْسَه بيدِهِ أَو صَفَعه ) ، وفي نسخة : ضعفه
، والأُولى الصّوَابُ ، يَفْشَخُهُ فشْخاً . ( و ) فشَخَه في اللَّعِب ( : ظَلَمَه
. و ) فَشَخَه ( في اللَّعِبِ ) أَي لَعبِ الصِّبيانِ : ( كَذَبَ ) .
( والتَّفْشِيخُ : إِرخَاءُ المَفَاصِلِ ) . وفَنْشَخَ وفَشَخَ أَعْيَا .
فصخ : ( فصَخَ عنه . كَمَنَعَ : تَغَابَى ) عنه وأَنت تَعلَمُهُ يقال : فصَخْتُ عن
ذالك الأَمرِ فِصْخاً ، قَالَه ابن شُمَيْل ، ( وفُصِخَ ، كعنى : غُبِنَ في
البَيْعِ . و ) يقال : ( رجُلٌ فَصِيخٌ وفَصِيخَةٌ وفاصِخةٌ مِن فَوَاصِخَ ) ، أَي
( غَيْرُ مُصِيبِ الرَّأْيِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَصَخَ يَدَه وفَسَخها إِذا أَزاله عن مفصِله ، حُكِيَ الصّاد عن أَبي الدُّقيش .
وعن أَبي حاتم : فَصَخَ النّعامُ بصَوْمِه ، إِذا رَمَى بِه .
فضخ : ( فَضَخَه ، كمَنَعَهُ ) ، يَفْضَخُه فَضْخاً ( : كَسَرَهُ ، ولا يكونُ
إِلاّ في شيْءٍ
____________________
(7/320)
أَجْوَفَ
) ، نحو ( الرأْسِ والبَطِّيخِ . و ) فَضَخَ رأْسَه وكذالك الرُّطَبَةَ ونحْوَها (
: شَدَخَهُ ، كافْتَضَخَه ، فيهما . و ) عن أَبي زيد : فَضَخَ ( عَيْنَه ) فَضْخةً
، و ( فَقَأَهَا ) فَقْئاً ، وهما واحدٌ للعَيْن والبَطْنِ ، وكلّ وِعَاءٍ فيه
دُهْنٌ أَو شَرَابٌ . ويقال : انفَضَختِ العَيْن : انفَقأَت .
( وأَفْضَخَ العُنْقُودُ : حانَ ) وصَلَحَ ( أَنْ يُفْتَضَخَ ) و ( يُعْتَصَرَ )
ما فيه .
( و ) فلانٌ يَشرَبُ ( الفَضيخ ) ، وهو ( عَصِيرُ العِنَب . و ) هو أَيضاً (
شَرَابٌ يُتَّخذُ من بُسْرٍ مَفْضُوخٍ ) وَحْدَه من غَير أَن تَمسَّه النّارُ ،
وهو المَشدوخ . وفَضَخْت البُسْرَ وافتَضَخْته . قال الراجز :
بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخِ ففَسَدْ
يقول : لمّا طَلَعَ سُهَيْلٌ ذَهَبَ زَمَنُ البُسْر وأَرْطَب ، فكأَنّه بالَ في .
وقال بعضُهم : هو الفُضُوخ لا الفَضِيخ ، المعنَى أَنّه يُسْكِر شارِبَه
فيَفْضَخُه . ( و ) عن أَبي حاتمٍ : الفَضِيخ : ( لَبَنٌ غَلَبَه الماءُ ) حتّى
رَقَّ وهو أَبيضُ ، مثل الضَّيْح ، والخَضَار ، والشِّجَاج ، والشُّهَابَة ،
والبِرَاح ، والمِزْرَح ، والدِّلاَح ، والمَذْق .
( والمِفْضَخَةُ ) ، بالكسر : ( حَجَرٌ يُفْضَخُ به البُسْرُ ) ويُجَفّف . ( و )
المِفْضَخَة ؛ ( الوَاسِعَة من الدِّلاَءِ ) . وحُكِيَ عن بَعْضهم أَنّه قيل له :
ما الإِناءُ ؟ فقال : حَيث تَفضَخ الدَّلْوُ أَي تَدْفُق فتَفيضُ في الإِناءِ .
( والمَفَاضِخُ : أَوانِي ) يُنبَذُ فيها ( الفَضيخ ) .
( وانفَضَخَتِ لقَرْحَةُ وغَيْرُهَا : انفَتَحَتْ ) وانْعَصَرَتْ ( واتَّسَعَتْ )
، وكلُّ شيْءٍ اتّسعَ وعَرُضَ فقد انفضَخَ .
( و ) انفضَخَ ( زَيْدٌ : بَكَى شَدِيداً ) ، يقال : بينَا الإِنسانُ ساكِتٌ إِذ
انْفَضَخَ ، وهو شدَّةُ البُكَاءِ وكَثرةُ الدَّمْعِ . ( و ) انفَضَخَت (
الدَّلْوُ : دَفَقَتْ ما فيها مِنَ الماءِ ) ، ويقال فيه : انفضَجَت ، بالجيم
أَيضاً ، وقد تقدّم .
( و ) انفَضَخَ ( سَنَامُ البَعيرِ : انشَدَخَ
____________________
(7/321)
و
) سُئل ابنُ عُمر عن الفَضِيخ فقال : لبس بالفَضِيخ ، ولاكن هو ( الفَضُوخُ ،
كقَبُولٍ ) ، وهو ( الشَّرَابُ ) ، أَراد أَنه ( يَفْضَخُ شارِبَه ، أَي يَكْسِرُه
ويُسْكِرُه ) ، وبينهما الجِنَاس .
( و ) في حديثِ علَيّ رضي الله عنه أَنه قال : ( كنْتُ رَجلاً مَذَّاءً ، فسأَلْتُ
المِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : إِذا رأَيْتَ
المَذْيَ فتوصِّأْ واغْسِلْ مَذَاكِيرَك ، وإِذَا رأَيْت فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ
) يريد المَنِيَّ .
و ( فَضَخَ الماءَ : دفَقَه ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
انفَضَخَت القارُورَةُ ، إِذا تَكسَّرت فلم يَبْقَ فيها شيْءٌ . والسِّقاءُ
يَنْفَضِخُ وهو مَلآنُ فينْشَقُّ ويَسِيل ما فيه .
فقخ : ( فَقَخَه ، كمَنَعَه ، فَقْخاً وفِقَاخاً ، بالكسر : ضَرَبَه ) ، كقَفَخَه
في معانيه ، وسيأْتي ، ( ولا يكون ) الفَقْخُ والقَفْخُ ( إِلاَّ عَلَى الرَّأْسِ
أَو شَيءٍ أَجْوَفَ ، ) فإِنْ ضَرَبَهُ على شَيْءٍ مُصْمَت يابِسٍ قال : صَفَقْتُه
وصَقَعْتُه ، وسَيَأْتي .
فلخ : ( فَلَخَهُ ، كمَنَعَه ) ، يَفْلَخُه فَلْخاً ( سَلَعَه وأَوْضَحَهُ ) ،
قاله شَمِرٌ ، كقَفَخَه .
( والفَيْلَخُ ) ، كصَيْقَلٍ : ( الرَّحَى أَو أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ ، واليَد
السُّفَلْى منهما ) ، ومنه قوله :
وفَلَّخه تَفليخاً : ضَرَبَه
فلذخ : ( ) الفَلْذَخ : اللَّوْزِينَجُ . ذكرَه هنا ابن منظور ، وأَهمله المصنف .
فنخ : ( الفَنْخُ : القَهْرُ والغَلَبَة ) ، وقيل هو أَقبح الذُّلِّ والقَهْر ،
فَنَخَه يَفْنَخُه فَنْخاً ، وهو فَنِيخ . ( و ) الفَنْخ : ( التَّذْلِيلُ ،
كالتَّفْنِيخ في الكُلِّ ) والتَّفنُّخ . وفي حديث عائشةَ وذَكَرَت عُمَرَ رضي
الله عنهما
____________________
(7/322)
(
فَفَنَخَ الكَفَرَةَ ) أَي أَذَلَّهَا وقَهَرَهَا . ( و ) الفَنْخُ ( : تَفْتِيتُ
العَظْمِ مِنْ غَيرِ شَقَ ) يَبِينُ ( ولا إِدمَاءٍ ) ، وقيل : هو ضَرْبُكَ
الرَّأْسَ بالعَصَا ، شَقَّه أَو لم يَشُقّه ، ( و ) في قول العجاج :
لَعَلِمَ الأَقْوَامُ أَنِّي مِفْنَخُ
لِهَامِهِمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ
( المِفْنَخُ ، كمِنْبَرٍ : من يُذِلُّ أَعداءَه ويَكْسِر ) ، وفي بعض الأُمّهَات
ويَشُجّ ( رأْسَهُمْ كثيراً ) ، هاكذا بإِفراد رأْسهم في سائر الأُمهات إِرادةَ
الجِنْس ، فلا معنَى لاعتراضِ شيخنا عليه بقوله : قيل : الظاهر رءُوسهم ، ثم قال :
إِلاّ أَنّ المصنّف غَلَّط الجوهَرِيّ بمثْله في سلع فسَرَى إِليه ، ولا يقبل
الاعتذار عنه عليه .
( و ) قالت امرأَة :
مالي وللشُّيوخِ
يَمْشُن كالفُرُوخِ
والحَوُوقَلِ ( الفَنِيخ )
( الفَنِيخُ ) ( كأَمِيرٍ ) الشّيخ ( الرِّخْوُ الضَّعيف ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَنَخَه يَفْنَخُه فَنْخاً وفُنُوخاً : أَثْخَنَه وفي حديث المُتْعَة ( بُرْدُ
هاذا غيرُ مَفنوخٍ أَي غَيْرُ خَلَقٍ ولا ضَعِيف . يقال : فَنَخْتُ رَأْسَه
وفَنّخْته ، أَي شَدَخْته وذَلَّلْته .
فنشخ : ( الفَنْشَخَة ) ، بالشِّين المعجمة بعد النون : العَجْزُ و ( الإِعْيَاءُ
والتَّأَخُّرُ عن الأَمرِ ) . وقد فَنْشَخَ . وفَشَخَ .
( و ) الفَنْشَخَة : ( التَّفْحِيجُ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ عند البَولِ )
كالفَرْشَحَة ( و ) الفَنْشَخة : ( أَن يَكْبَرَ الرَّجلُ ويَشِيخَ ) ويَعْيَا من
الهَرَم . ( و ) من ذالك ( المُفَنْشِخُ ) ، وهو ( السَّاقِط ) على الأَرضِ من
الإِعياءِ ( النَّائم ) الكَسْلان .
( و ) من المَجاز : ( تَفَنْشَخَتِ المَرْأَةُ في ) حالة ( الجِمَاعِ ) إِذا (
بَاَدَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ) .
( وفَنْشَخٌ ) ، جعفرٍ ، ( عَلَمٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه من ( التهذيب ) :
يقال : فَنْشَخه فِنْشَاخاً ، وزَلْزَلُه زِلزَالاً بمعنًى واحدٍ .
____________________
(7/323)
فنقخ
: ( ) فِنْقَخٌ ، بالكَسْر : الدّاهية ، كذا في ( التهذيب ) عن الفرّاءِ قلْت :
ويأْتِي للمصنّف في قنقخ قريباً ، وهنا ذكرَه ابنُ منظور .
فوخ : ( *!فَاختِ الرِّيحُ *!تَفُوخُ ) *!وتَفيخ ( *!فَوَخَاناً ) ، محرَّكَةً ( :
سَطَعتْ ) ، مثل فَاحَتْ ، نُقِلَ ، ذالك عن الأَصمعيّ . ( أَوْ ) فَاخَتْ الرّيحُ
تَفُوخُ ( إِذا كانَ لها صَوتٌ ) . قال أَبو زيد : إِذا جَعَلْت الفِعْلَ للصَّوْت
قلت : *!فاخَ *!يَفوخُ ، *!وفاخَتْ الرِّيحُ *!تَفُوخ *!فَوْخاً ، إِذا كان مَع
هُبوبها صَوْتٌ . وأَمّا الفَوْحُ بالحاءِ فمن الرِّيح نَجِدُهَا ، لا من الصَّوْت
.
( و ) *!فاخَ ( الرَّجُلُ ) *!يَفُوخ *!فَوْخاً و ( فَوَخَاناً : خَرَجَتْ مِنْه
رِيحٌ ) . *!وفَاخَ الحَدَثُ نفْسُه *!يَفُوخُ : صَوَّتَ ، ( *!كأَفَاخَ )
*!يُفِيخ *!إِفاخَةً . قال ابن الأَثير : *!الإِفاخَة الحَدَث من خُرُوجِ الرِّيحِ
خاصّةً . وقال اللَّيث : إِفاخَةُ الرِّيحِ بالدُّبُرِ . وقال النَّضْر بن شُميل :
إِذا بالَ الإِنسان أَو الدَّابّةُ فخرَجَ منه رِيحٌ قيل : *!أَفَاخَ ، وسيُذكر في
الياءِ . وأَنشد لجرير :
ظَلَّ اللَّهَازِمُ يَلْعَبُونَ بنِسْوَةٍ
بالجَوْ يَوْمَ *!يَفُخْنَ بالأَبوالِ
( و ) فَاخَ الحَرُّ : سَكَنَ .
و ( *!أَفِخْ عَنَّا ) ، هاكذا في سائر النُّسخ والصّواب : عنك ، كما في سائر
الأُمّهات ، ( مِن الظَّهيرَةِ : أَبْرِدْ ) ، أَي أَقِمْ حتّى يَسْكُن حَرُّ
النَّهارِ ويَبْرد ، وهو مذكور في الياءِ أَيضاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال الفرَّاءُ : *!أَفَخْتُ الزِّقَّ *!إِفاخةً ، إِذَا فَتحْتَ فاه ليَفُشُّ
رِيحَه . قال : وسَمِعت شيخاً من أَهل العربية يقول : أَفَخْت الزِّقّ ، إِذا
طَلَيْتَ دَاخِلَه برُبَ . وأَفاخَ ببَولِه ، إِذا اتَّسَعَ مَخْرَجُه ، وأَفاخَت
النّاقَةُ ببَوْلها وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ .
____________________
(7/324)
فيخ
: ( *!الفَيْخَة السُّكُرُّجَة ) ، بضمّ السِّين المهملة والكاف وتشديد الرّاءِ
المضمومة *!وفَيَّخَ العَجين : جَعَلَه كالسُّكُرُّجَةِ . وأَنشد اللَّيث :
ونَهِيدةٍ في*! فَيْخَةٍ مَع طِرْمَةٍ
أَهْدَيْتُهَا لفَتًى أَرَادَ الزَّغْبَدَا
( و ) الفَيْخَة ( مِنَ البَوْلِ : اتِّسَاعُ مَخْرَجِهِ ) ، عن ابنِ الأَعرابِيّ
. وقد *!أَفاخَت النَّاقةُ .
( و ) الفَيْخَة ( مِنَ الحَرِّ : شِدَّتُه ) وفَوَرَانُه . ( و ) الفَيْخَة (
مِنَ النَّبَاتِ : الْتِفَافُه وكَثْرتُه . *!وفاخَتِ الرِّيحُ *!تَفِيخُ )
*!فَيَخَاناً ( *!كتَفُوخُ : ) سَطَعَتْ .
( *!وأَفاخَ الرَّجُلُ : سُقِطَ في يَدِهِ ) . قال الفرزدق :
*!أَفَاخَ وأَلقَى الدِّرْعَ عنه ولم أَكُنْ
لأُلقِيَ ذِرْعِي عن كَمِّيَ أَقاتُلُهْ
كذا في ( التهذيب ) : ( و ) فيه أَيضاً : *!أَفاخَ فُلانٌ ( منْ فُلانٍ ) إِذَا
صَدَّ عَنْه ) ، وأَنشد :
*!أَفَاخُوا مِنْ رِمَاحِ الحَطِّ لمَّا
رَأَوْنَا قَدْ شَرَعْنَاهَا نِهَالاَ
( *!والإِفَاخَة : الرُّدَامُ ) ، بالضَّمّ ، هو الضُّرَاط . وقد فاخَ *!وأَفاخَ ،
إِذا ضَرَط ، ( أَو ) هو ( الحَدَثُ مع خُرُوجِ الرِّيح ) خاصّةً .
( *!والفَيْخُ : الانتِشَارُ : كالفَيْح ، عن كُرَاع . قال ابن سيده : وليستُ منها
على ثِقة .
2 ( فصل القاف ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
قفخ : ( القَفْخُ : الفَقْخُ ) ، وهو الضَّرب ( كالقِفَاخِ ) ، بالكسر ، ولا يكون
القَفْخُ إِلاَّ على شيْءٍ صُلْبٍ أَو على شَيْءٍ أَجوفَ أَو على الرَّأْسِ ،
فإِنْ ضَرَبَه على شيْءٍ مُصْمَتِ يابسٍ قال : صَفَقْتُه وصَقَعْتُه . وقَفَحَ
رأْسَه بالعَصَا يَقْفَخه
____________________
(7/325)
قَفْخاً
كذالك . وقال الأَصمعيّ : قَفَخْت الرَّجلَ أَقْفَخُه قَفْخاً ، إِذا صَكَكْتَه
على رأْسه بالعَصا .
( والقَفْخَةُ ) ، بفتح فسكون ( : البَقَرَةُ المُسْتَحْرِمَة ) .
( والقَفِيخَة : طَعَامٌ يُعَالَجُ ) ، وفي بعضِ الأُمّهَات : ) يُصْنَع (
بالتَّمْرِ والإِهَالَةِ ) يُصَبُّ على جَشيشَةٍ .
( وأَقْفَخَتِ البَقَرَةُ : اسْتَحْرَمَتْ ) . ويقال أَقفَخَتْ أَرْخُهُم ، أَي
اسْتَحْرَمَتْ بَقَرَتُهُم . ( و ) كذالك ( الذِّئْبَةُ ) إِذا أَرادَتِ (
السِّفَادَ ) .
( و ) القُفَاخُ ، ( كغُرَابٍ : المَرْأَةُ الحادِرَةُ ) ، وفي بعض النُّسخ
الحَادُورَة ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ ) ، بفتح فسكون .
( ) ومما يستدرك عليه :
القَفْخ : كَسْرُ الشيْءِ عَرْضاً . وعن اللَّيث : القَفْخُ : كَسْرُ الرأْسِ
شَدْخاٍ . قال : وكذالك إِذا كَسَرْتَ العِرْمِضَ على وَجْهِ الماءِ قلْت :
قفَخْتُه قَفْخاً . وأَهلُ اليمنِ يُسمُّونَ الصَّفْعَ قَفْخاً . وأَهلُ اليمنِ
يُسمُّون الصَّفْعَ القَفْخَ .
قلخ : ( قَلَخَ الفَحْلُ : كمَنَع ) ، يَقْلَخُ ( قَلْخاً ) وقُلاَخاً ( وقَلِيخاً
) ، الأَخيرة عن سيبويه ، إِذا ( هَدَرَ ) ، وهو قُلاَّخٌ وقَلاَّخٌ كأَنّه
يَقْلَعُهُ من جوفه . وقيل قَلْخُه : أَوَّلُ هَدِيرِه . قال الفرّاءُ : أَكثرُ
الأَصواتِ بُنِيَ على فَعِيل ، مثْل هَدَرَ هَديراً ، وصَهَلَ صَهِيلاً ، ونَبَحَ
نَبِيحاً ، وقَلَخَ قَليخاً ، وقيل القَلْخُ والقَلِيخ شِدّةُ الهَديرِ .
( و ) قَلَخ : ( ضَرَبَ يابساً على يابسٍ . و ) قَلُخَ ( الشَّجَرَةَ قَلَعَها ) ،
الخاءُ مبدَلة من العَين .
( والقَلْخُ ) ، بفتح فسكون ( : الحِمَارُ المُسِنُّ ) ، بالخاءِ والحاءِ . وأَنشد
اللَّيث :
أَيَحْكُم في أَمْوَالِنا ودِمائِنا
قُدَامَةُ قَلْخُ العَيْرِ عَيْرِ ابنِ جَحْجَبِ
( و ) القَلْخُ : ( الفَحْلُ الهائجُ ) إِذا كان يَقْلَع الهَدِيرَ قَلْعاً . ( و
) القَلْخُ ( : قَصَبٌ أَجْوَفُ ) .
( وقَلَّخَهُ بالسَّوْطِ تَقليخاً : ضَرَبَه .
____________________
(7/326)
و
) قَلَّخَ ( النَّبتُ : اشتَدَّ ) .
( و ) القُلاَخ ، ( كَغُرَابٍ : ع باليمنِ والقُلاَخُ ) والقَلْخُ : الضَّخْمُ
الهَامَةِ ، ومنه سُمِّيَ الرَّجخلُ . والمُسَمَّى بهاذا الاسمِ القُلاَخُ (
العَنْبَرِيُّ ) ، من بني العَنْبَرِ بن مالِكٍ من بني تُميم ، ( شاعِرٌ ، و )
القُلاَخُ ( بن ، يَزِيدَ ) شاعرٌ ( آخَرُ ، و ) القُلاَخُ ( بنُ حَزْنٍ ) شاعِرٌ
( آخَرُ سَعْدِيٌّ ) من بني سَعدٍ القَبِيلَةِ المشهورةِ من تميم ، ( وليس كما
ذَكَرهُ الجوهريُّ ، وإِنَّمَا البَيت ) الَّذي أَنشدَه ( للعَنبريِّ ) لا
للسَّعْدِيّ ، والّذي للعَنبريّ .
أَنَا القُلاَخُ في بُغَائِي مِقْسَمَا
أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حَتّى يَسْأَمَا
( وأَمَّا السَّعْديُّ ) فإِنّه ( يَقُول :
أَنا القُلاَخُ بنُ جَنَابِ بنِ جَلاَ أَبو خَنَاشِيرَ أَقودُ الجَمَلاَ ) وفي بعض
النُّسخ : ( أَبو خَناثير ) ، وهي الدَّوَاهِي ، ( وجنَابٌ جَدُّه ) لا أَبوه .
وهاذا الّذي اعترضَ به المصنّف قد سَبَقَه إِليه الصّغَانيّ وابن بَرِّيّ . قال
ابن بَرِّيّ : الذي ذَكرَه الجوهريّ ليس هو القُلاَخ بن حَزْن كما ذَكرَ ، وإِنّما
هو القُلاَخُ العَنْبريّ . ومِقْسَمٌ غُلامٌ القُلاَخِ هاذا العَنبريِّ ، وقد كان
هَرَبَ فخَرَجَ في طَلَبِه ، فنَزَلَ بقَوْمٍ فقالوا : من أَنت ؟ قال : أَنا
القُلاخ ، إِلخ ومعنَى البيت ، أَي إِنّي مشهورٌ معروفٌ . وكلُّ مَن قادَ الجَملَ
فإِنه يُرَى من كلِّ مكانٍ . وأَورده أَبو محمّد البكريّ في الأَمثال له ، عند
قوله : ( ما اسْتَتَرَ مَن قَادَ الجَمَلَ ) ، فقال : أَي أَنا ظاهرٌ غَيرُ خَفيّ
.
( ويُقال للفَحْلِ عِنْدَ الضِّرَاب : قَلَخْ قَلَخْ ) ، مجزومٌ .
قمخ : ( أَقْمَخَ بِأَنْفِه : تَكَبَّرَ وشَمَخَ ) ، كأَكْمَخَ إِكماخاً ، عن
الأَصمعيّ . ( و ) أَقْمَخَ الرَّجلُ : ( جَلَسَ كالمُتَعظِّمِ ) شامِخاً بأَنْفه
.
قنفخ : ( القَنْفَخُ : نَبْتٌ . و ) القَنْفَخُ ( من الدَّوَاهِي : الشَّدِيدَةُ )
المُنْكَرةُ
____________________
(7/327)
(
ويُكْسَر ) ، وقد تقدَّم في فنقخ ، فراجعْه .
قوخ : ( *!قَاخَ جَوْفُه *!قَوْخاً ) ،*! وقَخَا ، مَقلوبٌ ( : فَسَدَ مِن داءٍ )
.(وليلة *! قاخ ) : مظلمة (سوداء) وأَنشد :
كمْ لَيلَة طَخيَاءَ *!قاخاً حِنْدِسَا
تَرَى النُّجُومَ من دَجَاهَا طُمَّسَا
وليس نَهارٌ قاخٌ كذالك ، عن كراع . كذا في ( اللسان ) .
2 ( فصل الكاف ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
كخخ: ( *!كَخّ في نَومِهِ *!يَكِخُّ ) ، بالكسرِ ، *!كَخًّا و ( *!كَخِيخاً :
غَطَّ ) فيه .
( *!وكِخْكِخْ ) ، مسكَّناً ( وتُشدَّد الخاءُ فيهما وتُنوَّن ، وتُفْتَح الكافُ
وتُكْسَر ) . وأَحسن منه عبارة التوشيح كخ بفتح الكافِ وكسرِهَا وسكون المعجمة
مشدّدة ومخفّفة ، وبكسرها منونّة وغير منوّنَة ، عربيّة ، وقيل فارسيّة . والثانية
مؤكِّدَة ، قال شيخنا : كونُها غيرَ عربيّة صرَّحَ به ابنُ الأَثير وغيرُه من أَهل
الغريبِ ، ومُرَادهم بمؤكّدة للأُولَى تأْكيداً لفظيًّا ، ( يُقَالُ عِنْدَ زَجْرِ
الصَّبيِّ عن تَنَاوُلِ شيْءٍ وعندَ التَّقَذُّرِ مِن شيْءٍ ) . وفي الحديث عن
أَبي هُرَيرة رضي الله عنه : ( أَنّه أَكلَ الحَسنُ أَو الحُسين تَمرةً من
الصَّدَقَة فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم كخ كخ ، أَمّا عَلمْتَ أَنّا أَهلُ
بيتٍ لا تَحِلُّ لنا الصَّدَقَة ) .
كرخ : ( كَرْخُ : مَحَلَّةٌ ) ، وفي بعض الأُمّهات : سُوقٌ ( ببَغْدَادَ ) ،
نَبطيّة ، هاكذا كَرْخ ، بغير تعريفٍ في ( التهذيب ) .
( وكَرْخُ باحُدَّا ) ، بضمّ الحاءِ المهملة وتشديد الدال المهملة : قَرْيَة (
بسُرَّ مَن رَأَى ) ، بالقرب من بَغدادَ .
( وكَرَخُ حُدَّانَ ) ، بضمّ فتشديد :
____________________
(7/328)
قَرية
( قُرْبَ خانِقِينَ . وكَرْخُ الرَّقَّةِ ) : قَرْيَة ( بالجَزيرةِ . وكَرْخُ
مَيْسَانَ ) ، بفتح الميم : قَرْيَة ( بسَوَادِ العِرَاقِ . وكَرْخُ خُوزِسْتَانَ
، م ) أَي معروف . ( ويقال ) في هاذه الأَخيرةِ ( كَرْخَةُ ) ، بزيادة الهاءِ .
( وكَرْخُ عَبَرْتَا ) قَرْيَةٌ ( بالنَّهْرَوَانِ ) .
( وكَرْخِيَتَي ) ، بأَلف مقصورة ، وفي بعض النُّسخ بأَلف ممدودة : ( : قلْعَة على
تَلَ قُربَ إِرْبِلَ ) .
( و ) في ( التهذيب ) : ( الكَرَاخَةُ ) ، وفي غيره : الكُرَاخيَّةُ ( :
الشُّقَّةُ من البَوَارِي ) ، لُغة ( سَوَادِية ) .
( والكارِخُ : الّذِي يَسُوقُ الماءَ ) إِلى الأَرض ، سوادِيّة أَيضاً . (
وكَرُوخُ ) كصَبورٍ ( : بَهَرَاةَ ) .
( وأُكَيْرَاخُ : ع ، أَو هو بالحَاءِ ) المهملة .
( وكِرْخَايَا ) ، بالفتح ( : شِرْبٌ يُفِيضُ ) الماءَ من عَمودِ نَهْرِ عِيسَى )
.
والكارِخَة : الحَلْق أَو شْيءٌ منه ، وقد قيلت بالحاءِ المهملة ، كذا في ( اللسان
) .
كشخ : ( الكَشْخَانُ ، ويُكسَر : الدَّيُّوثُ ) ، وهو دخيلٌ في كلامِ العرب .
( وكَشَّخَه تَكْشِيخاً ) ، يقال للشاتم : لا تُكَشِّخْ فُلاناً . قال اللّيث :
الكَشْخَانُ ليس من كلام العَربِ .
( وكَشَّخَه تَكْشِيخاً ) ، يقال للشاتم : لا تُكَشِّخْ فُلاناً . قال اللّيث :
الكَشْخَانُ ليس من كلام العَربِ ، فإِن أَعْرِبَ قيل كِشْخَانٌ على فِعْلالٍ وقال
الأَزهريّ : إِن كَان الكَشْخ صَحيحاً فهو حرْفٌ ثلاثيّ . ويجوز أَن يقال فُلانٌ
كَشْخَانُ على فَعْلانَ ، وإِنْ جَعلْت النّون أَصليّة فهو رُباعيٌّ ، ولا يجوز
أَن يكون عَربيًّا لأَنّه يكون على مثال فَعْلاَلٍ ، وفَعْلاَلٌ لا يكون في غير
المضاعف ، فهو بناءٌ عقيمٌ ، فافْهمه .
( وكَشْخَنَه : قالَ له : يا كَشْخَانُ ) ، مولَّدة ليستْ بعربيّة .
كشمخ : ( الكَشْمَخَة ) ، بالفتح والضّمّ : ( بَقْلَةٌ ) ، تكون في رِمال بني
سَعدٍ تُؤكَل ، ( طَيِّبةٌ رَخْصةٌ ) . قال الأَزهريّ : أَقَمْتُ في رِمَال بني
سَعْدٍ فما رأَيتُ
____________________
(7/329)
كَشْمَخةً
ولا سَمِعْت بها . قال : وأَحسبها نبطيَّة ، وما أُراهَا عَربيّة . وذكَرَ
الدِّيْنَوَريُّ الكَشْمَخَةَ وفَسَّرَهَا كذالك ثم قال : ( وهي المُلاَّح ) ،
بالحَاءِ المهملة ، هاكذا في ( النسخ ) ، وفي بعضِها بالمعجمة .
كشملخ : ( الكُشْمَلَخُ ، بضمّ الكاف ) وسكون الشين ( وفتح الميم واللام ) ،
بصْريّة ، وهي ( الكَشْمَخَةُ ) والمُلاّحُ . حكاها أَبو حنيفةَ قال : وأَحسبها
نَبطيّة . قال : وأَخبرني بعضُ البصريّين أَنَّ الكُشْمَلَخ اليَنَمةُ .
كفخ : ( كَفَخَه بالعَصَا ، كمَنَعَه ) كَفْخاً ، إِذا ( ضَرَبَهُ ) ، عن أَبي
تُرَابٍ . ( وَقَفَخَه ) أَي صَفَعَه . وقد تَقَدَّم .
( والكَفْخَةُ ) ، بالفتح : ( الزُّبْدَةُ المُجْتَمعة البَيْضَاءُ ) من أَحسنِ
الزُّبْدِ ، قال :
لَهَا كَفْخَةٌ بَيْضَا تَلُوحُ كأَنَّهَا
تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمِيرِ
( ورَجلٌ مِكْفَخٌ ، وعَمُودٌ مِكْفَخٌ ) ، كلاهما ( كمِنْبَرٍ ) أَي ( قَوِيٌّ )
شديد .
كمخ : ( كَمَخَ بأَنْفِهِ ، كمَنَعَ : تَكَبَّرَ ) وشَمَخَ ، كذا في ( الصّحاح ) .
( و ) كَمَخَ ( بِهِ : سَلَحَ ) ، يقال كَمَخَ البَعيرُ بسَلْحِه يَكْمَخُ كَمْخاً
، إِذا أَخرَجَه رَقيقاً .
( و ) كمَخَهُ ( باللِّجَام ) : قَدَعَه ، مثْل ( كبَحَ ) بالحاءِ المهملة ، وقد
تقدّم .
( والكامَخُ ، كهاجَر ) ، ويكسر أَيضاً ، كما في ( المصباح ) ، والفتح أَشهرُ ،
وأَكثر ، وهو لَفظٌ أَعجميٌّ عَرَّبُوه . قلْت : وجَرَى على قَولِ المِصْباحِ
الحريريُّ في قوله :
وأَمّا الأَديبُ فخيرٌ له
من الأَدَب القُرْصُ والكَامِخُ
وهو ( إِدَامٌ ) ، وهو بالفَارِسيّة كامَه ، كما في ( شفاءِ الغليل ) . ومنهم مَن
خَصَّه بالمخلَّلات الّتي تُستعمَل لتُشهِّيَ الطَّعَامَ . وفي ( اللسان ) :
قُرِّبَ إِلى أَعرابيَ خُبْزٌ وكامَخٌ فلم يَعرفْه ، فقال : ما هاذا ؟
____________________
(7/330)
فقيل
: كَامَخٌ : فقال : قد علمْت أَنه كامَخٌ ، ولاكن أَيُّكُم كَمَخَ به . يُريد :
سَلَحَ به .
( و ) قال أَبو العبّاس : الكُمَاخُ ( كَغُرَابٍ : الكِبْرُ والتَّعَظُّم ) .
( و ) كَمَاخ ( كسَحَابٍ : د ، بالرُّوم ، أَو هو كَمَخٌ ) ، بحذف الأَلف .
( والإِكْمَاخ : الإِقماخ ) ، وهو رَفْعُ الرأْسِ تَكبُّراً ، وقيل : الإِكماخُ :
جُلوسُ المُتعظِّمِ في نَفْسه . حكَى أَبو الدُّقَيْش : فَبَبِسَ كساءً له ثم
جَلَسَ جُلُوسَ العَرُوسِ على المِنصَّة وقال : هاكذا يَكْمَخُونَ مِنَ البَأْوِ
والعَظَمَة . وقول الشّاعر :
إِذا ازْدَهَاهُمْ يَوْمُ هَيْجَا أَكْمَخُوا
بَأْوًا ومَدَّتْهُمْ جِبالٌ شُمَّخُ
قيل : معناه عُمِّرُوا وزَادُوا ، وقيل : تَرَادُّوا .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَلِكٌ كَيْمَخٌ : رَفَعَ رَأْسَه تَكَبُّراً . وأَكمَخَ الكَرْمُ : بَدَتْ
زَمَعَاتُه ، وذالك حينَ يَتَحرَّكِ للإِيراق . هاذه عن أَبي حنيفةَ .
كوخ : ( *!الكُوخُ ، بالضَّمّ ، *!والكَاخُ : بَيْتٌ مُسَنَّمٌ ) ، أَي له سَنَامٌ
، وهو فارسيٌّ *!والكُوخُ أَيضاً : بَيْتٌ ( مِنْ قَصَبٍ بلا كَوَّةٍ ) ، قال
الأَزهريّ : الكُوخ *!والكَاخُ دَخِيلانِ في العربيّة . والكُوخُ : كُلُّ مَوضِعٍ
يَتَّخذه الزَّارِعُ على زَرْعِه ، ويكون فيه ، يَحفَظ زُرُوعه . وكذالك
النَّاطُور يَتَّخذه يَحفظ ما في البُسْتَان . وأَهل مَرْوَ يَقولون : *!كاخٌ للقَصْر
الّذي يُتَّخَذ في البُستان والمواضع . ( ج *!أَكواخٌ *!وكُوخَانٌ *!وكِيخَانٌ
*!وكِوَخَةٌ ) ، الأَخير بكسْر ففتح .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَيلةٌ *!كاخٌ : مُظلمةٌ .
2 ( فصل اللام ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
لبخ : ( لَبَخَ ، كَمَنَعَ : ضَرَبَ ، وأَخَذَ
____________________
(7/331)
وقَتَلَ
) ، يَلْبَخُه لَبْخاً . ( و ) لَبَخَ : ( احْتَالَ للأَخْذِ ، و ) لَبَخَ : (
شَتَمَ ) .
( واللَّبَخَةٌ ، محرَّكَةً : شَجَرَةً عَظِيمَةٌ ) مِثْلُ الدُّلْب ، ( ثَمَرُهَا
) أَخضَرُ ( كالتَّمْرِ حُلْوٌ ) جدًّا ( لاكِنَّه كَرِيهٌ ) ولا يَنبُت إِلاّ
بأَنْصِنَا من صعِيدِ مِصْر ، لأَبي حنيفة وقيل : هي شجرةٌ عَظيمة مثْلُ
الأَثْأَبَة أَو أَعظمُ ، وَرَقُهَا شَبيهٌ بورَقِ الجَوز ، ولها جَنًى كجَنَى
الحُمَّاطِ مُرٌّ ، إِذا أُكِلَ أَعطَشَ ، وإِذا شُرِبَ عليه الماءُ نَفَخَ
البَطْنَ ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد :
مَنْ يَشْرِبِ الماءَ ويأْكُلِ اللَّبَخْ
تَرِمْ عُرُوقُ بَطْنِه ويَنْتَفِخْ
قال : وهو من شَجر الجِبال . قال صاحب ( اللسان ) : وأَخبرني العالم به أَنّه رآها
بأَنْصِنا ، وذكرَ أَنّه جيِّدٌ لوَجَعِ الأَضراس ، ( وإِذا نُشِرَ خَشَبُه
أَرعَفَ ناشِرَهُ ) ، ويُنشَر أَلواحاً فيبلُغ اللَّوْح منها خَمسين ديناراً ،
يَجعله أَصحابُ المراكب في بِناءِ السُّفن . ( و ) زعَم أَنّه ( إِذا ضُمَّ
لَوْحَانِ مِنْه ضَمًّا شديداً وجُعلا في الماءِ سَنَةً ) ( صَارَا لَوْحاً واحداً
والْتَحَمَا ) ، ولم يذكر في ( التهذيب ) أَنْ يُجْعَلاَ في الماءِ سنةً ولا أَقل
ولا أَكثرَ . ( وعن أَبي باقِلٍ الحَضْرَميِّ ) قال : ( بَلَغَنِي أَنَّ نَبِيًّا
) : من أَنبياءِ بني إِسرَائيلَ ( شَكَى إِلى الله تعالَى الحَفَرَ ) ، محرَّكَةً
أَو بفتح فسكون ، ( فأَوْحَى إِليه أَنْ كُلِ اللَّبَخَ ) فأَكَلَه فشُفِيَ . قال
صاحبِ ( اللِّسَان ) : ورأَيتها أَنا بجزيرة مصر ، وهي من كبار الشّجَر وأَعجب ما
فيه أَنْ ( قِيلَ : كان سُمًّا ) يَقتُل ( بِفَارِسَ فنُقِلَ إِلى ) أَرض ( مِصْر
فزالَتْ سُمِّيَّتُه ) وصار يُؤْكل ولا يَضرُّ . ذكره ابن البيطار العَشّاب في
كتاب ( الجامع ) .
( واللُّبُوخ ، بالضّمّ : كَثْرَةُ اللَّحْمِ في الجَسَد . و ) منه ( اللَّبِيخُ )
، كأَمِيرٍ : الرَّجلُ ( اللَّحِيم . وهي لُبَاخِيَّة ، كغُرابيَّةٍ ) : كثيرةُ
اللَّحمِ ضَخْمة الرَّبَلة تامّة ، كأَنّهَا منسوبة إِلى اللُّبَاخِ . ويقال
للمرأَةِ الطَّوِيلَةِ العَظيمةِ الجِسمِ : خِرْبَاق ولُبَاخيّة .
____________________
(7/332)
( واللَّبِيخَةُ : نَافِجَةُ : نافِجَةُ المِسْكِ . والتَّلَبُّخُ : التَّطيُّبُ
به ) ، كلاهما عن الهجريّ . وأَنشد :
هَدَاني إِليها رِيحُ مِسْكٍ تَلَبَّخَتْ
به في دُخَانِ المَنْدَلِيِّ المُقصَّدِ
( و ) اللِّبَاخ ، ( كَالكِتَابِ : اللِّطَامُ والضِّرَابُ ) ، وقد لابخَ يُلابِخ
مُلابخةً ولِبَاخاً .
لتخ : ( لَتَخَهُ ، كمَعَهُ : لطَخَه ) ، الطاءُ لغة في التاءِ ، ( و ) عن اللَّيث
: اللَّتْخ الشَّقّ . وقد لَتَهَه إِذا ( شَقَّه . و ) لَتَخَه ( بالسَّوْط :
سَحَلَه وشَقَّ جِلْدَه وقَشَرَه ) .
و ( تَلتَّخَ ) مثْل ( تَلَطَّخَ ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ لَتِخَةٌ ، كفَرِحَة : داهيَةٌ ) مُنكَرٌ ، هاكذا حكاه
كُراع . وقد نَفَى سيبويه هاذا المِثالَ في الصّفات .
( واللَّتْخَانُ ) ، بفتح فسكون : ( الجائعُ ) ، عن كُراع ، والمعروف عند أَبي
عبيدٍ الحاءُ ، وقد تقدّم .
لخخ : ( *!لَخَّ في كلامِه : جاءَ بِهِ مُلْتبِساً مُسْتَعْجِماً ) ، وفيه
*!لَخَّةٌ .
( و ) *!لَخِخَتْ ( عَيْنُهُ ) ، كفَرِحَ . إِذَا الّتَزَقَتْ من الرَّمَصِ ، كلَحِحَتْ
.
*!ولَخَّتْ عَيْنُهُ *!تَلِخُّ *!لَخًّا *!ولَخِيخاً ( : كَثُرَ دَمْعُهَا )
وغلِظَتتَ أَجفَانُهَا ، أَنشد ابنُ دُرَيد :
لا خَيْرَ في الشَّيْخ إِذا مَا *!أَجْلَخَّا
وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه فَلَخَّا
أَي رَمِصَ .
( و ) *!لَخَّ ( فُلاناً : لَطَمَهُ . و ) لَخَّ ( في الجَبَل : اتَّبَعَه . و )
لَخَّ ( الخَبَرَ : تَخَبَّرَهُ واسْتَقْصَاه . و ) لَخَّ ( في الحَفْرِ : مالَ .
و ) لَخَّ ( بالطِّيب : طَلَى به ) .
( و ) يقال فُلانٌ ( سَكْرَانُ *!مُلْتَخٌّ ) ، أَي ( طافِحٌ ) مُختلِط لا يَفهم
شيئاً ، لاختِلاَط عَقْله ، ( ولا تَقُلْ مُلْطَخٌ ) ، لأَنّه ليس بعربيّ ، ونَسبه
الجوهريّ إِلى العامّة .
____________________
(7/333)
( و ) يقال : ( *!الْتَخَّ ) عليهم ( الأَمرُ ) ، أَي ( اخْتَلَطَ ) ، ومنه أُخِذَ
: سَكْرانُ مَلتَخٌّ ( و ) الْتَخَّ ( العُشْبُ : الْتَفَّ ) .
( و ) في حديث معاويةَ قال : ( أَيّ الناسِ أَفصحُ ؟ فقال رجلٌ : قَومٌ ارْتَفَعوا
عن *!لَخْلَخَانِيَّةِ العِراق ) . ( *!اللخْلَخَانِيَّة : العُجْمَة في
المَنْطِقِ ) ، قال أَبو عبيدةَ : وهو العَجْزُ عن إِرْدافِ الكلامِ بعْضِه ببعض ،
من قولهم لَخَّ في كلامه ، إِذا جاءَ به مُلتبِساً .
( ورَجُلٌ *!-لَخْلَخَانيٌّ : غَيْرُ فَصِيحٍ ) وكذالك امرأَةٌ لَخْلَخَانِيّة ،
إِذا كانت لا تُفْصِحُ . وبه جَزَمَ الزّمَخْشَرِيّ وغيره . قال البَعِيث :
سَيَتْرُكُهَا إِنْ سَلَّم اللَّهُ جارَهَا
بَنُو *!اللَّخْلَخَانِيَّاتِ وهْيَ رُتُوعُ
وفي فقه اللُّغة للثعالبيّ أَنَّ ذلك يرِض في لُغَةِ أَعراب الشِّحر وعُمَانَ ،
كقولهم في ما شاءَ اللَّهُ : مَشَا الله ، ونَاس يَنسُبونها للعِرَاق .
( و ) يقال ( امْرَأَةٌ *!لَخَّةٌ ) ، إِذا كانَت ( قَذِرَة مُنْتِنة ) .
( و ) يقال ( وَادٍ *!لاخٌّ ) ، بتشديد الخاءِ ومُلْتَخّ . قال ابن الأَثير :
أَثبَتَه ابن مُعين بالمعجمة ( و ) قال : مَن قال غير هاذا فقد صَحَّف فإِنّه
يُرْوَى ( بالمهمَلة ) أَي ( مُلتَفُّ المَضَايِقِ ) كثيرُ الشَّجَرِ مُؤتشِبٌ .
ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : جَوفٌ لاخٌّ ، أَي عَميقٌ ، والجَوْف :
الوادِي ، ومعنَى قوله والوَادِي لاَخٌّ ، أَي مُتضايِقٌ مُتَلاَخٌ لكثرةِ شجرِه
وقِلَّة عِمَارَته . وقال الأَصمعيّ : وادٍ لاخٌ ملتفٌّ بالشجر . ( و ) قال شَمِرٌ
في كتابه : إِنما هو لاخٌ ، ( بتَخْفِيفِ المُعْجَمة ) ذَهَبَ في أَخذه ( مِنَ
الأَلْخَى ) ، هاكذا عندنا في النُّسخة بالأَلف المقصورة ، والّذِي في الأُمُّهَات
من الإِلْخَاءِ ، واللخواءُ ( للمُعْوجِّ ) الفَمِ ، ( وبالثلاثة ) المذكورة من
الأَوجه ( رُوِيَ حَدِيثُ ابنِ عبّاسٍ ) رضي الله عنهما ( في قِصَّة إِسماعِيلَ )
وأُمِّه هاجَر وإِسكانِ إِبراهِيمَ إِيّاه في الحَرَم ، عليهم
____________________
(7/334)
السلامُ
قال : ( ( والوَادِي يَومَئذٍ لاخٌّ ) ) ، قال الأَزهريّ : والرِّوايَةُ لاخٌّ ،
بالتَّشديد .
( وأَصْلٌ *!لَخُوخٌ ) ، كصَبورٍ : ( مَعْيُوبٌ ) ، دَخَلَت اللَّخَّة فيه .
( *!ولَخْلَخَانُ : قَبِيلَةٌ ) ، قيل : إِليهم نُسِبَت اللخْلَخَانيّة ، ( أَو )
اسم ( ع ) ، أَي موضع .
( *!واللخْلَخَةُ : طِيبٌ م ) ، أَي معروف . وقد لخلخَه ، إِذا تَطيَّبَ به .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!اللخَّة : الأَنف . قال :
حتّى إِذا قالَتْ له إِيهٍ إِيهْ
وجَعَلَتْ لَخَّتُهَا تُغَنِّيهْ
أَرادت : تُغَنِّنُه ، من الغُنّة . وعن الأَصمعيّ : نَظَرَ فُلانٌ نَظَرَ
اللَّخْلَخانِيَّة ، وهو نَظَرُ الأَعاجمِ .
لطخ : ( لَطَخَهُ ، كمَنَعَهُ ) ، يَلْطَخُه لَطْخاً : ( لَوَّثَهُ فتَلَطَّخَ ) :
تَلَوَّثَ .
( ولُصِخَ ) فلانٌ ( بِشَرَ ، كعُنِيَ : رُمِيَ بِه ) ، مُقتضاه أَنّه لا يُسْتعمل
إِلاّ مَبّنِيًّا للمجهول ، وقَد استُعمل على بناءِ المعلوم أَيضاً ، ففي ( اللسان
) وغيره : لَطَخْت فُلاناً بِأَمرٍ قَبِيحٍ : رَمَيْته به . وتَلَطَّخَ فُلانٌ
بأَمرٍ قَبيحٍ تَدَنَّسَ به ، وهو أَعمُّ من الطَّلْخ . وتَلَطَّخ بِشَرَ :
فَعَلَهُ وفي حديث أَبي طَلْحَة ( تَرَكَتْني حتّى تَلَطَّخْت ) أَي تَنَجَّسْت
وتَقذّرْت بالجِماع . [
( و ) في السَّمَاءِ ( لَطْخٌ من سَحَابٍ ونَحْوِهِ : قليلٌ مِنْه ) ، وسمِعْتُ
لَطْخاً من خبَر ، أَي يَسيراً منه .
( و ) لُطَخَةٌ ، ( كهُمَزَةٍ . و ) لِطِّيخ مثل ( سِكِّين ) ، وهو ( الأَحْمَقُ )
لا خيرَ فيه ، ( ج ) أَي الجمْع ( لُطَخَاتٌ . و ) رجل لَطِخٌ ، ( كَكَتِفٍ :
القَذِرُ الأَكْلِ ) .
واللطَخُ : كلُّ شيْءٍ لُطِخَ بغَيْرِ لوْنِه ( واللطُوخ ) ، كَصُبور : ( ما
يُلْطَخ به الشَّيْءُ ) ويُغَيِّر لَونَه ، وقولهم سكرانُ مُلْطَخّ ، بتشديد
الخاءِ ، جَوَّزَه جماعَةٌ وأَنكره الجوهريّ ، وسَبَقَه ابنُ قُتَيْبَةَ وابنُ
السِّكِّيت في إِصلاحِهِ ، وتبعهم شُرَّاحُ الفصيحِ .
____________________
(7/335)
لفخ
: ( لَفَخَهُ عَلَى رَأْسِهِ ) وفي رأْسِهِ ، ( الفاءِ ، كمَنَعَه ) ، إِذا (
ضَرَبَه بالعَصَا ) ، خَصَّه به بعضُهم ، ( أَو لَطَمَه ) ، وفي نسخة لَطَحَه .
واللَّفْخ : ضَرْبُ جَميعِ الرَّأْسِ ، وقيل : هو كالقَفْخ . ولَفَخَه البَعيرُ
يَلْفَخهُ لَفْخاً : رَكَضَه برِجْلهِ مِن وَرائه .
لمخ : ( تَلَمَّخَ بكلامٍ قَبِيحٍ : أَتَى بِه . و ) لَمَخَه يَلْمَخه يَلْمَخه
لَمْخاً : لَطَمَه . ( ولامَخَهُ مُلامَخَةً ولِمَاخاً : لاطَمَهُ ) كلاخَمَه
ولاَبَخَه . وأَنشد :
فَأَوْرَخَتْه أَيَّمَا إِيرَاخِ
قَبْلَ لِمَاخ أَيِّمَا لِمَاخِ
لوخ : ( *!لاخَه *!يَلُوخُه : خَلَطَه ، *!فالْتَاخَ ) : اختَلَطَ .
( *!واللِّوَاخَةُ *!واللِّيَاخَةُ ، بكسرهما : الزُّبْدُ الذَّائبُ مع اللَّبَنِ
) .
( *!والْتَاخَ العَجِينُ : اخْتَمَرَ ) ، ووَادٍ لاَخٌ : عميقٌ ، عن أَبي حنيفَةَ
. وفي ( التهذيب ) : أَوْدِيَة *!لاخَةٌ . قال : وأَصلُه لاخ ، ثمّ نُقِلَت إِلى
بَناتِ الثلاثة فقيل لائخٌ . ثم نقصتْ منه عينُ الفِعْل . قال : ومعناه السَّعَة
والاعْوِجَاج . وروَى ثعلب عن ابن الأَعرابيّ . وادٍ لاخٌّ بالتشديد ، وقد ذُكر في
باب المضاعف ، وهو المتضايقُ الكثيرُ الشَّجرِ . كذا في ( اللسان ) .
2 ( فصل الميم ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
متخ : ( مَتَخَه ، كمَنَعَه ونَصَرَه ) ، يمتُخه ويَمتُخه مَتْخاً : ( انْتَزَعَهُ
مِنْ مَوْضِعِه ، كامْتَاخَهُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخِ ، وأَلِفُه إِشباعٌ ،
لأَنّه إِن كان من باب الافتعال فموضِعُه ماخ ، ولو قال : كأَمْتَخَه ، أَي من باب
الإِفعال كان أَحسنَ .
( و ) مَتَخَ ( المَرْأَةَ ) يَمْتَخُها مَتْخاً : ( جَامعَها . و ) مَتَخَ : (
قَصَعَ وضَرَبَ ) .
____________________
(7/336)
ويقال
: مَتَخ اللَّهُ رَقَبَته بالسَّهْم : ضَرَبَه . ( و ) مَتَخَ ( : أَبْعَدَ
وارْتَفَعَ ) ، وقد مَتَخْته : رَفَعْته . ومَتَخَ : رَفعَ .
( و ) مَتَخَت ( الجَرَادةُ في الأَرضِ غَرَزَتْ ذَنَبَها لِتَبِيضَ . و ) مَتَخَ
( بسَلْحِهِ : رَمَى . و ) مَتَخ ( في الشَّيْءِ : رسَخَ ) .
( والمِتِّيخَةُ ، كسِكِّنَةٍ : العَصَا ، والمِطْرَقُ الدَّقيقُ ) اللَّيِّن ،
أَو هو كلّ ما ضُرِبَ به من جَرِيدٍ أَو عصاً أَو دِرَّةِ ، وسيأْتي في وتخ ضَبْطُ
أَلفاظه .
( وعُودٌ مِتِّيخٌ ، كَسِكِّين : طويلٌ لَيِّنٌ ) ، ومثلُه عُودٌ مِرِّيخٌ ،
وسيأْتي . ومَتَخَ الخمسينَ : قارَبَها ، والحَاءُ المهملة لغة ، وقد تقدّم .
ومَتَخَ بالدّلُو : جَذَبَهَا .
مخخ : ( *!المُخُّ بالضّمّ ، والقِطْعَةُ *!مُخَّةٌ : نِقْيُ العَظْمِ ) ، وقيل :
*!المُخَّةُ أَخصُّ منه . وفي ( التهذيب ) : نِقْيُ عِظامِ القَصَبِ . وقال ابن
دُريد : المُخّ : ما أُخرِجَ مِنْ عَظْمٍ .
( و ) المُخُّ ( : الدِّمَاغُ ) ، قيل إِنّهُ حَقيقَةٌ ، وعليه جَرَى الشِّهَاب في
أَوّل البقرةِ ، وكلامُ الجَوْهَرِيّ كالصريح في أَنّه مَجاز ، قال :
فلا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعَالَنا
ولا نَنْتَقِي المُخَّ الَّذِي في الجَمَاجِمِ
وَصَفَ بهذَا قَوماً فذَكَرَ أَنَّهم لا يَلبَسُون من النِّعَال إِلاّ المَدْبوغة
. والكَلْب لا يأْكلُها ، ولا يَستخرِجون ما في الجَماجم ؛ لأَنَّ العرب تِعيِّر
بأَكْل الدِّماغ ، كأَنّه عندهم شَرَهٌ ونَهمٌ .
( و ) من المَجاز : المُخّ : ( شَحْمَةُ العَيْنِ ) ، وأَكثر ما يُستَعْمَل في
الشِّعر . وفي ( التهذيب ) : وشَحْمُ العَيْن قد سُمِّيَ مُخًّا . قال الراجز :
ما دامَ *!مُخٌّ في سُلاَمَى أَو عَيْنْ
( و ) المُخّ : ( فَرَسُ ) الغُرَاب بن سالم ، ( و ) المُخُّ : ( خَالِصُ كلِّ
شيْءٍ ) ، يقال : هاذا من مُخِّ قَلْبِي ومُخَاخَتِه ، كنُخِّه ونُهَاخَتِه ، أَي
من صافِيه .
____________________
(7/337)
وفي
الحديث ( الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ ) ، أَي خالِصُهَا . ( ج *!مِخَاخٌ )
كحِبَابٍ وحُبَ وكِمَام وكُمَ ، ( وَ*!مِخَخَةٌ ) ، كعِنَبةٍ . وفي حديث أُمِّ
مَعْبَدٍ ( فَجَاءَ يَسوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً *!مُخَاخُهنَّ قليل ) ، وإِنّما لم
يَقُلْ قليلة لأَنّه أَرادَ أَن مِخَاخَهن شيْءٌ قليل .
( *!ومَخَّخَ العَظْمَ *!وتَمَخَّخَهُ *!وامْتَخَّهُ *!ومَخْمَخَهُ ) وتَمَكَّكَه
: ( أَخْرَجَ *!مُخَّه ) .
( وعَظْمٌ *!مَخِيخٌ : ذو مُخَ . وشاةٌ *!مَخِيخةٌ ) ، وناقةٌ مَخِيخَةٌ .
( *!وأَمَخَّ العَظْمُ : صارَ فيه مُخٌّ ، و ) أَمَخَّتِ الدّابَّةُ و ( الشَّاةُ
: سَمِنَتْ ) *!وأَمخَّت الإِبلُ أَيضاً : سَمِنَت ، وقيل هو أَوّلُ السِّمَن في
الإِقبال وآخِرُ الشَّحْمِ في الهُزال . وفي المثَل ( بين المُمِخَّة والعَجفاءِ )
( و ) *!أَمَخَّ ( العُودُ ابْتَلَّ وجَرَى فيه الماءُ ) وأَصْلُ ذالك في العَظْمِ
. ( و ) أَمَخَّ حَبُّ ( الزَّرْعِ : جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ ) ، وأَصْلُ ذالك في
العَظْم .
( *!والمُخَاخَةُ ، الضّمّ ) : ما خرَجَ من العَظْمِ ، في فَمِ ماصِّهِ ) ، وهي ما
تَمصَّصَ منه .
( وإِبلٌ *!مَخائِخُ : خِيَارٌ ) ، جمع *!مَخِيخة ، يقال : ناقةٌ مَخِيخةٌ . أَنشد
ابن الأَعرابيّ :
بَاتَ يُرَاعِى قُلُصاً*! مَخَائخَا
وهو مَجاز .
( وأَمْرٌ *!مُمِخٌّ : طويلٌ ) ، والذي في ( اللسان ) إِذا كان طائلاً من الأُمور
.
( *!والمَخُّ : الليِّن ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
هاؤلاءِ *!مُخُّ القَوْمِ *!ومُخَّتُهم : خِيَارُهم . ولا أَرَى لأَمْركَ *!مُخًّا
: خَيْراً .
وأَمْرٌ *!مُمِخٌّ *!ومُمَخِّخٌ : فيه فَضْلٌ وخَيْر . ولسانٌ مُمِخٌّ : حسَنُ
الشّفاعة .
وله لسانٌ مُمِخٌّ : ذلِقٌ قَوِيٌّ على الكلام .
وفي مثَل ( أَهْونُ ما أَعْمَلْت لِسَانٌ مُمِخٌّ ) .
( بين *!المُمِخّة والعَجفاءِ ) للوَسَطِ .
وفي ( المثَل شَرٌّ ما أَجاءَك إِلى *!مُخَّةِ عُرْقُوبٍ ) ، في الحاجَة إِلى
اللئيم .
____________________
(7/338)
مدخ
: ( المَدْخُ : العَظَمَةُ ) . رَجلٌ مَادِخٌ ومَدِيخٌ : عَظيمٌ عَزيزٌ ، من
قَوْمٍ مُدَخَاءَ . ورِوِيَ بَيْتُ سَاعدَةَ الهُذليّ :
مُدَخَاءُ كلّهم إِذَا مانُوكِرُوا
يُتحقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجرَبُ
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : المَدْخُ : ( المَعُونَةُ التَّامَّةُ ) ، وقد (
مَدَخَه كمَنَعَه ) يَمْدَخُه مَدْخاً : ( أَعانَهُ ) على خَيْرٍ أَو شَرَ .
( والمادِخُ والمَدِيخ والمِدِّيخُ ، كسِكِّينٍ ) ، والمُتمَادِخ : العَظِيمُ
العَزِيز ) ، من قَوم مُدَخاءَ .
( ورَجُلٌ مَدُوخٌ ومُتَمادِخٌ : يَعْمَل الشّيْءَ بعَجَلةٍ ) .
( والتَّمَادُخُ : البَغْيُ ) ، قال :
تَمَادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علَيْنَا
فهَلاَّ بالقَنَانِ تَمادَخِينا
( كالامتِدَاخِ ) ، قال الزَّفَيَان :
فلا تَرَى في أَمرِنا انْفِساخَا
من عُقَدِ الحَيّ ولا امتِدَاخَا
( و ) التمادُحُ : ( التَّثَاقُلُ ، والتَّقَاعُسُ عن الشَّيْءِ ) . وقد تَمدَّخت
الإِبلُ ، إِذا تَقَاعسَتْ في سَيْرها ، والذال المعجمة لُغة فيه .
( وتَمَدَّخَتِ النَّاقَةُ ) تَلَوَّت و ( تَعَكَّسَتْ في سَيْرِهَا . و )
تَمدَّخَ ( الرَّجُلُ : تَكَبَّرَ ) وبَغَى . ( و ) تَمدّخَت ( الإِبِلُ :
امْتَلأَتْ سِمَناً ) .
مذخ : ( المَذَخُ ، مُحرَّكَةً ) ، وضبطه في اللِّسان بإِسكان الذال ( : عَسَلٌ )
يَظهر ( في جُلَّنَارِ المَظِّ ) ، وهو رُمَّانُ البَرِّ ، عن أَبِي حنيفةَ ،
ويَكْثُر حتَّى ( يَتمذَّخه النَّاسُ ، أَي يَتمصَّصُونَهُ ) ، وقال الدِّينوَريّ
: يَمتَصُّه الإِنسانُ حتَّى يَمتلِىء ، وتَجرِسُه النَّحلُ .
( وتَمَذّخَت النّاقَةُ والرَّجُلُ تَمذُّخاً ) ، إِذا تقَاعَسَا و ( تَمَاكَسَا
في السَّيْر ) ، كتَمَذَّحَت ، بالحاءِ . وفي بعض النُّسخ تَمَاكَثَا .
مرخ : ( المَرْخُ ) من ( شَجَرِ ) النارِ ، معروفٌ ،
____________________
(7/339)
(
سَرِيعُ الوَرْيِ ) كَثيرُه ، وفي المثَلِ ( في كلِّ شجرةٍ نار ، واستَمْجَدَ
المَرْخُ والعَفَار ) واستمجَدَ : استفْضَلَ . قال أَبو حنيفةَ : معناه اقتَدِحْ
على الهُوَيْنَى فإِنّ ذالك مُجْزِيءٌ إِذا كَانَ زِنَادُك مَرْخاً . وقيل ،
العَفَارُ : الزَّنْدُ وهو الأَعلَى ، والمَرْخُ الزَّنْدَةُ ، وهو الأَسفلُ . قال
الشاعر :
إِذا المَرْخُ لم يُورِ تَحْتَ العَفَارِ
وضُنَّ بقِدْرٍ فلم تُعقَبِ
وقال أَبو حنيفة : المَرْخُ من العِضَاه ، وهو يَنفَرِش ويَطُول في السَّماءُ حتّى
يُستَظَلَّ فيه ، وليس لَه وَرَقٌ ولا شَوكٌ ، وعِيدَانُه سَلِبَةٌ قُضْبَانٌ
دِقَاقٌ ، ويَنبُت في شعب وفي خشب ، ومنه يكون الزِّنادُ الَّذي يُقتَدَحُ به ،
واحدتُه مَرْخَة . وقول أَبي جُنْدَبٍ :
فلا تَحسَبَنْ جَاري لدَى ظِلِّ مَرْخة
ولا تَحْسَبَنْه فَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ
خَصَّ المَرْخَةَ لأَنّهَا قَليلةُ الوَرَقِ سَخِيفة الظِّلّ . وقال أَبو زياد :
ليس في الشجر كلِّه أَوْرَى ناراً من المرْخِ . قال : وربما كان المَرْخُ مُجتمعاً
مُلْتَفًّا وهَبَّت الرِّيحُ وجاءَ بعضُه بعضاً فأَورَى فأَحْرَق الوادِيَ ، ولمْ
نعرَ ذالك في سائرِ الشجر . قال الأَعشى :
زِنَادُك خَيرُ زِنادِ المُلو
كِ خالَطَ فَيهنّ مَرْخٌ عَفَارَا
ولو بِتَّ تَقْدَحُ في ظُلْمَةٍ
حَصَاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْتَ نارَا
وقالوا : النَّبْعُ لا نارَ فيه ، ويقال ( أَورَى بنَبْعٍ ) ، للشّدِيدِ الرأْيِ
البالِغ في الدَّهَاءِ ، وسيأْتي في العين .
( ومَرَخَ كمَنَعَ : مَزَحَ . و ) مَرَخَ ( جَسَدَهُ ) يَمْرَخُه مَرْخاً (
دَهَنَه بالمَرُوخِ ، وهو ما يُمْرَخُ به البَدَنُ من دُهْنٍ وغَيْرِه . كمَرَّخَه
) تمريخاً ، وتَمرَّخَ به .
( وأَمْرَخَ العَجِينَ : رَقَّقَه ) ، وذالك إِذا كَثَّر عليه الماءَ .
( وذو المَمْرُوخِ : ع ) .
( و ) المِرِّيخ ( كسكِّينٍ المِرْدَاسَنْجُ . و ) المِرِّيخ : الرَّجُل (
الأَحْمَقُ ) ، عن بعض الأَعرابِ . ( و ) المِرِّيخ : السَّهْمُ الّذي
____________________
(7/340)
يُغَالَى
به ، وهو ( سَهمٌ طَوِيلٌ له أَرْبَعُ قُذَذٍ ) يُقْتَدرُ به الغِلاَءُ . قال
الشمّاخ :
أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطعٌ
كما سَط المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي
قال ابن بَرِّيِّ : يَصف رَفيقاً معه في السَّفر غَلَبَه النُّعَاسُ فأَذِنَ له في
النَّوم . ومعنى شَمَّره ، أَي أَرْسلَه ، والغَالِي : الّذي يَغْلُو به . ومعنى
شَمَّره ، أَي أَرْسلَه ، والغَالِي : الّذي يَغْلُو به الّذي يَغْلُو به ، أَي
يَنْظرُ كَمْ مَدَى ذَهَابِه . وقال أَبو حنيفةَ عن أَبي زِيَادَ : المِرِّيخ :
سَهْمٌ يَصنَعُونَه آل الخفّة ، وأَكثَرُ ما يُغلُونَ به لإِجْراءِ الخَيْل إِذَا
استبَقُوا .
( و ) المِرِّيخُ : ( نَجْمٌ مِنْ الخُنَّسِ في السَّمَاءِ ) الخامسة ، وهو
بَهْرَامُ . قال :
فعِنْدَ ذَاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ
بالصُّبْح يَحْكِي لَوْنَهُ زَخِيخُ
من شُعْلَةٍ سَاعَدَهَا النَّفِيحُ
قال ابن الأَعرابيّ : ما كان من أَسماءه الدَّرَارِيّ فيه أَلِفٌ ولام فقد يجيءُ
بغيرِ أَلف ولامٍ ، كقولك مِرِّيخٌ في المِرِّيخ ، إِلاّ أَنّكَ تَنْوِي فيه
الأَلِف واللامَ .
( و ) عن أَبي خَيْرَة : المَرِيخ ، ( كقَتِيلٍ ) ، والجيم لُغة فيه : ( القَرْنُ
في جَوْفٍ القَرْنِ ) ، ويُجمعانِ أَمْرخة وأَمْرِجة . وقال أَبو تُراب : سأَلْت
أَبا سعيدٍ عن المَرِيخ والمَريج فلم يَعرِفهم .
( و ) المَرخُ ، ككَتِفٍ ، مِنَ الشَّجَر : اللَّيِّنُ كالمِرِّيخ ، كسِكِّين ) .
قال أَعرابيّ : شَجرٌ مِرِّيخ ومَرِخٌ وقَطِفٌ ، وهو الرَّقيق اللَّيِّن . ( و )
المَرِخُ ( مِن النَّاس ) والمِرِّيخ أَيضاً : ( الكثيرُ الادِّهانِ ) والطِّيب .
( ومارِخَةُ ) : اسم ( امْرَأَةٍ كانت تَتَخَفَّرُ ثمَّ وَجدُوهَا تَنْبُشُ قبراً
، فقيل : هاذا حَيَاءُ مارِخَةَ ) فذَهبتْ مَثلاً .
( والمُرْخَة ، بالضّمّ ) ، لُغَة في الرُّمْخَةُ وهي ( البَلَحَة أَو البُسْرَة ج
مُرَخ ) كصُرَد .
( وثَوْرٌ أَمْرَخُ : به نُقَطٌ بيضٌ وحُمْر ) .
____________________
(7/341)
( و ) المُرَّخُ ، ( كسُكَّرٍ : الذَّنَبُ ) .
( وكزُبَيْرٍ : فَرَسُ الحَارِثِ بن دُلَفَ ) .
( والمارِخ : الجارِي والمُجْرِي ) .
( والمَرْخاءُ : النَّاقَةُ المسْرِعةُ نَشاطاً ) .
( ومَرْخٌ ومَرْختانِ ) بكسر النُّون تثنية مَرْخة ( ومَرَخٌ ، محرَّكةً ) ،
أَسماءُ ( مَوَاضِع . ومَرَخَاتٌ ، كعَرفاتٍ : مَرْسًى ببحْرِ اليَمَن . وذو
مَرَخٍ ، محرّكةً : وادٍ بالحجاز . و ) في الحديث ذُكِرَ ( ذو مَرَاخٍ ، كسَحَاب )
، وضَبطَه ابن منظور وابن الأَثير بضمّ الميم : ( وادٍ ) قُربَ مُزدَلِفةَ ، وقيل
: هو جَبَل بمكّةَ ، ويقال بالحَاءِ المهملة . وفي مَرَاصدِ الاطِّلاع تبعاً لمعجم
أَبي عُبيد البكريّ : مِرَاخٌ ، بالكسر : مَوضِعٌ بِتِهامة .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَرْخُ : المِزَاحُ ، عن ابن الأَعرابيّ وفي حديث عائشةَ ( أَنَّ عَمرَ ليس
ممَّن يُمْرَخُ معَه ) ، أَي يُمزَح ، هاكذا فسَّروا . وفي حديثها أَيضاً ( ليس
كلُّ النَّاسِ مخرَّخاً عليه ) ، ضبطوه كسُكّر . قال الأَزهريّ : هاكذا رواه عثمان
، أَي ليس ممن يُستلاَنُ جانبُه . وقالوا : ( أَرْخِ يَديْك واستَرْخ ، إِنَّ
الزِّنَاد من مَرْخ ) ، يقال ذالك للكريم الّذي لا يُحتاج أَن تُلِحَّ عليه .
فسَّرَه ابن الأَعرابيّ .
والمِرِّيخ : الذِّئب ، جاءَ ذالك في قَول عَمْرٍ و ذِي الكَلْب .
يا لَيْتَ شعْري عَنْكَ والأَمْرُ عَمَمْ
ما فَعَلَ اليَوْمَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ
صُبَّ لها في الرِّيحِ مِرِّيخٌ أَشَمّ
فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هَزَمْ
يريد ذِئباً ، كنى عنه بالمِرِّيخُ المُحدّد ، مثَّله به في سُرْعَته ومَضَائهِ .
واجتالَ : اختارَ ، فدَلَّ على أَنَّه يريد الذِّئبَ دونَ السَّهْم ، لأَنّ
السَّهْمَ لا يخْتَارُ .
ومَرِخَ العَرْفَجُ مَرَخاً فهو مَرِخٌ : طَابَ وَرَقُه وطالَتْ عِيدانُه .
____________________
(7/342)
مسخ : ( مَسَخَه ، كمَنَعَهُ ) ، يَمْسَخُه مَسْخاً ( حَوَّلَ صُورَتَه إِلى )
صُورة ( أُخْرَى أَقبحَ ) منها ، كذا في ( التهذيب ) . واستعملوه في أَخْذ
الشِّعْر وتَغيير من هَيْئةٍ إِلى أُخْرَى ، وأَكثرُ ما استُعمِلَ : في تغييرِ
لفظٍ بمُرَادِفٍ كُلاًّ أَو بعضاً ، ورُبما استعملوه في المعانِي ، قاله شيخنا .
( و ) من ذالك ( مَسَخَه اللَّهُ قِرْداً ) يَمْسَخه ، ( فهو مِسْخٌ ومَسِيخٌ ) .
وفي حديث ابنِ عبّاس ( الجانُّ مَسِيخُ الجِنّ ، كما مُسِخَت القِرَدَةُ من بني
إِسرائيلَ ) . الجانُّ : الحيَّاتُ الدِّقاق .
( و ) من المَجاز عن أَبي عُبيدةَ : مَسخَ ( النَّاقَةَ ) يَمسَخُهَا مَسْحاً ،
إِذا ( خَزَلَهَا وأَدْبَرَهَا إِتْعاباً ) واستعمالاً . قال الكُمَيْت يَصِف
ناقةً :
لم يَقْتَعِدْهَا المُعَجِّلونَ ولم
يَمْسَخ مَطَاها الوُسُوقُ والقَتَبُ
قال : ويقال بالحاءِ .
( والمَسِيخُ ) ، فَعِيل بمعنَى مفعولٍ ، من المسْخِ ، وهو ( المشْوَّهُ الخَلْقِ
) قيل : ومنه المَسِيخُ الدّجَالُ ، لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً
.
( و ) من المَجاز : المَسِيخ من الناس : ( مَنْ لا مَلاحةَ له ، ولَحْمٌ أَوْ
فاكِهَةٌ لا طَعْمَ لهُ ) . والّذي في اللِّسان وغيرِه : المَسِيخ من اللَّحْم :
الّذي لا طَعمَ له ، ومن الطّعَام : الذي لا مِلْح له ولا لَوْنَ ولا طَعْمَ .
وقال مُدرِكٌ القَيسيّ : هو المَلِيخ أَيضاً ، ومن الفاكهةِ ما لا طَعمَ له ، وقد
مَسُخَ مَسَاخَةً وربَّمَا خَصُّوا به ما بينَ الحَلاَوَةِ والمَرارة . قال
الأَشعرُ الرَّقَبانُ ، وهو أَسدِيٌّ جاهليّ يُخاطِب رَجلاً اسمه رَضْوانُ :
بِحَسْبِك في القَوْم أَن يَلَموا
بأَنّك فيهم غَنِيّ مُضِرّ
وقد عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارقوك
بأَنّك للضّيْف جُوعٌ وقُرّ
إِذا ما انتَدَى القَوْمُ لم تأْتِهِمْ
كأَنَّك قد قَلدتك الحُمُرْ
____________________
(7/343)
مَسِيخٌ مَلِيخٌ كلَحْمِ الحُوَارِ
فلا أَنتَ حُلْوٌ ولا أَنْت مُرّ
وقد مَسَخَ كَذَا طَعْمَه : أَذْهَبَه . وفي المَثلِ ( أَمْسَخُ من لَحْمِ
الحُوَارِ ) ، أَي لا طَعْمَ له .
( و ) المَسِيخ من النَّاس : ( الضَّعِيفُ الأَحمقُ ) .
( والماسِخيُّ القَوَّاس ) ، لمَنْ يَصطنِع قَوْساً .
( والمَاسِخِيَّة : الأَقْوَاسُ ، نُسِبَتْ إِلى ماسِخَةَ ) لَقَبِ ( قوّاسٍ
أَزْدِيَ ) اسمه نُبَيشةُ بن الحارث ، أَحد بني نَصْر بن الأَزْد ، قال الجَعديّ :
بعِيسٍ تَعطَّفُ أَعْنَاقُها
كمَا عَطَفَ الماسِخيُّ القِيَاسَا
كذا قال السُّهيليُّ في ( الرَّوض ) . وقال أَبو حنيفةَ : زَعَمُوا أَنَّ ماسخةَ
رَجلٌ من الأَزْدِ أَزْد السَّراةِ . والماسِخيّةُ : القِسِيُّ مَنسوبة إِليه ،
لأَنّه أَوَّلُ من عَمِل بها . وقال ابن الكلبيّ : هو أَوّل مَن عَمِلَ القِسِيّ
من العرب . قال : والقَوّاسُون والنَّبَّالُون من أَهل السَّرَاة كثيرٌ ، لكثرةِ
الشَّكر بالسَّرَاة ، قالوا : فلمَّا كثُرَت النِّسّبَةُ إِليه وتقَادَم ذالك قيل
لكلّ قَوْاسٍ ماسِخيّ ، وفي تسمِيَة كُلِّ قَوْاسٍ ماسخيًّا قال الشَّمّاخُ في
وَصْف ناقتِه :
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأَنَّ ضُلُوعَهَا
أُطُرٌ حَنَاهَا الماسِخِيُّ بيثْرِبِ
ونَقَلَ السُّهيليُّ عن أَبي حنيفةَ في كتاب النّبات : وقد تُنْسَبُ القِسِيّ
أَيضاً إِلى زَارَةَ ، وهي امرأَةُ ماسخَةَ . قال صَخْرُ الغَيّ :
( و ) سَمْحَةٌ مِن قسِيِّ زَارَةَ حَمْرَا
ءُ هَتُوفٌ عِدَادُهَا غَرِدُ
قال شيخُنَا : وزارَةُ أَهملَها المصنِّف ، وستأْتي .
( وفَرَسٌ مَمْسُوخٌ : قليلُ لَحْم الكَفَلِ . وامْرَأَةٌ مَمسُوخَةُ العَجُزِ :
رَسْحَاءُ ) ، والحاءُ أَعلَى .
( والمِسْخِيَّةُ ، بالكسر : نَوْعٌ من البُسُطِ ) . وأَمْسَخَت العَضُدُ : قلَّ
لَحْمُهَا .
____________________
(7/344)
( وأَمْسَخَ الوَرَمُ : انْحَلَّ ) .
( وامتَسَخَ السَّيْفَ : اسْتَلَّة ) .
( و ) يقال : ( يُكْرَه انمسَاخُ حَمَاةِ ) الفَرَسِ ، أَي ضُمورُه .
( والأُمْسُوخُ ) ، بالضّمّ ( : نَباتٌ م ) ، أَي معروف ( مُسَمِّنٌ مُحسِّنٌ
مُنَقَ قابضٌ مُلْحِمٌ ) .
مصخ : ( المَصْخُ ) لُغة فِي ( المَسْخ . و ) المَصْخ : ( انتِزَاعُ الشَّيْءِ )
واجتذابُه عن جَوْفِ شيْءٍ آخرَ ( وأَخْذُهُ ) . مَصَخَ الشَّيْءَ يَمصَخُه
مَصْخاً ، ( كالامتصاخ والتَّمصُّخ ) ، امتصَخَه وتَمصّخَه : اجتذَبه .
( والأُمْصُوخَة ) ، بالضّمّ : ( : خُوصَةُ الثُّمَامِ ) ، قال اللَّيث : وضَرْبٌ
من الثُّمَامِ لا وَرَقَ له ، إِنّمَا هي أَنَابِيبُ مُرَكّب بعضْهَا في بعض ،
كلُّ أَنبوبةٍ منها أُمصوخَةٌ ، إِذا اجتذبتَها خَرَجَتْ من جَوْفِ أُخرَى ،
كأَنَّها عِفَاصٌ أُخْرِج من المُكحُلَة . ( ج أُمْصُوخٌ ) ، وهو الجمْعُ
اللُّغَوي ، ( و ) الجمعُ الحَقيقيّ ( أَمَاصِيخُ ) . وقال أَبو حنيفة :
الأُمصوخَة والأُمصوخُ ، كلاهما : ما تَنْزِعه من النَّصِيّ مثْل القَضيب . قال :
والأُمْصُوخة أَيضاً : شَحْمَةُ البَرْدِيِّ البيضاءُ .
( وأَمْصَخَ ) الثُّمام : ( خَرَجَتْ أَمَاصِيخُه ) . ومَصَخَها وامتَصَخَهَا ،
إِذا انتَزَع الأُمصوخةَ منها وأَخذَهَا . وتَمَصَّخَ البَرْدِيَّ : نَزَعَ
لُبَّهَا . وفي الحديث : ( لو ضَرَبَكَ بأُمْصُوخِ عَيْشُومَةٍ لقَتَلَكَ ) هو
خُوصُ الثُّمَام ، وهو أَضعَفُ ما يكون .
( والمَصُوخَةُ ) من الغَنَم ( : الشَّاةُ ) الّتي ( سْتَرْخَى أَصْلُ ضَرْعِهَا )
كأَنّهَا امتُصِخَتْ ضَرتُهَا ، كذا في ( التهذيب ) .
( وكرُمَّانٍ : نَبَاتٌ ) ، قال الأَزهريّ : رأَيْت في البادِيَةِ نَبَاتاً يقال
له المُصَّاخ والثُّدّاءُ ( لخ قُشُورٌ كالبَصَلِ ) بعضُهَا فوقَ بعضٍ ، كلّما
قَشرْتَ أُمصوخةً ظهَرَتْ أُخرَى ، وقُشُورُه جَيّدة ،
____________________
(7/345)
وأَهل
هَرَاةَ يُسمّونَه دليزَادْ ( و ) امتصخ الشَّيءُ عن الشَّيْء : انفصل .
و ( امَّصَخَ الوَلَدُ امِّصَاخاً : انفَصَلَ عن ) بطنِ ( أُمِّه ) .
مضخ : ( مَضَخَ كمَعَ : لَطَخَ الجَسَدَ بالطِّيب ) ، وهو لُغة شَنْعَاءُ فِي
ضَمَخ ، كذا في ( اللسان ) .
مطخ : ( مَطَخَ كمَنَعَ : أَكَلَ كثيراً . و ) عن أَبي زيد : المَطْخُ : اللَّعْقُ
. وقد مَطَخَ ( العَسَلَ لَعِقَه ) ، مَطْخاً . ومن الأَمثال ( أَحمَقُ ممَّن
يَمطَخ الماءَ ) وأَحْمقُ يمطَخُ الماءَ : لا يُحسِنُ أَن يَشرَبَه من حُمْقه ،
ولاكِن يَلْعَقُه . وأَنشد شَمِرٌ :
وأَحْمَقُ ممَّن يَمطَخُ الماءَ قال لي
دَعِ الخَمْرَ واشْرَبْ مِن نُقَاخٍ مُبرَّدِ
ويُروى ( يبطَخ ) ويروى ( ممن يلعَقُ الماءَ ) .
( و ) مَطَخَ ( الماءَ : مَتَخَه من البِئرِ بالدَّلْوِ ) مَطْخاً ، أَي جَذبَه .
وأَنشد :
أَما وَربِّ الرَّاقِصَاتِ الزُّمَّخِ
يَزخرْن بَيتَ اللَّهِ عِنْدَ المَصْرَخِ
ليَمْطَخنَّ بالرِّشاءِ المِمْطَخِ
( و ) مَطَخَ ( بيدِه : ضَرَبه . و ) مَطَخَ ( عِرْضَه ) يمطَخه مَطْخاً : (
دَنَّسَه . والمَاطخ : الفَرسُ الرِّخْوُ عَدْواً ) . ومَطْخُه : تَنْزِيَتُه .
وقد مَطَخ يَمطَخ ، عن الهجَريّ . ( والمَطَّاخُ ، ككتَّانٍ : الأَحمق ،
والمتكبِّر ) ، والفاحشُ البَذِيءُ ، ( و ) اللَّطْخ و ( المَطْخ : الغِرْيَن ) من
الماءِ ( يَبْقَى في الحَوض ) ، أَو الغَدِير الذي فيه الدَّعَامِيصُ ( ولا
يُقْدَر على شُرْبِه ) .
( ويقال للكَذّاب : مِطِخْ مِطِخْ بكسرتين ، أَي قَولُك باطِلٌ ) ومَيْنٌ .
ملخ : ( المَلْخ ، كالمَنْبع : السَّيْرُ الشَّدِيدُ ) ،
____________________
(7/346)
قال
ابن سيده : المَلْخ : كلُّ سَيْرِ سَهلٍ ، وقد يكون الشَّدِيدَ . وقال غيره :
المَلْخ : أَن يَمُرَّ مرًّا سريعاً . ومَلَخَ في الأَرضِ : ذَهَبَ فيها . وقال
ابن هانىءٍ : المَلْخ مَدُّ الضَّبْعَيْنِ في الحُضْرِ على حالاته كلِّهَا
مُحْسِناً أَو مُسيئاً . ( و ) المَلْخ ( التُّردُّدُ في الباطِلِ وإِكْثَارُهُ )
، وقيل : يَمْلَخ في الباطلِ : يَمُرُّ مرًّا سريعاً سَهلاً ، عن شَمِرٍ . وقد
وردَ ذالك في حديث الحسن .
( و ) المَلْخ ( جَذْبُ الشيْءِ قَبْضاً وعَضًّا ) وقَد مَلَخ الشيْءَ يَملَخ
مَلْخاً وامتَلَخَه : اجْتَذَبَه في استِلالٍ ، يكون ذالك قَبْضاً وعَضًّا . ( و )
المَلْخ : ( التَّثَنِّي . و ) المَلْخ : ( الجِماع ، و ) المَلْخ : ( زَنَخُ
الطَّعَامِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) المَلْخ : ( لَعِبُ الفَرَسِ ) ، وكذالك
غيرُه . ( و ) المَلْخ : ( شُرْبُ التَّيْسِ بَوْلَه ) ، وقد مَلَخَه يَملَخه
مَلْخاً ،
( و ) المَلْخ : ( جَفْرُ الفَحْلِ عن الضِّراب ، كالمُلُوخِ والمَلاَخَةِ ) ، وهو
مَليخٌ ، إِذا جَفَرَ عَن الضِّراب . وقال ابن الأَعرابيّ : إِذا ضَرَبَ الفَحْلُ
النّاقَةَ فلم يُلْقِحْهَا فهو مَلِيخ .
( والمَلِيخُ : البَطِيءُ الإِلْقَاحِ ) وقيل هو الّذي لا يُلْقِح أَصْلاً وإِنْ
ضَرَبَ ، والجَمْع أَمْلِخةٌ .
( و ) المَلِيخ ( الفَاسِدُ ) ، وقيل كلّ طَعامٍ فاسِدٍ مَلِيخٌ ، حكاه ابنُ
الأَعرابيّ . ( و ) المَلِيخ ( الضَّعِيفُ ) من الرِّجال . وقال ابنُ الأَعرابيّ :
هو من الرِّجال الّذي لا تَشْتَهِي أَن تَرَاه عَيْنُك ، فلا تُجالسه ولا تَسمَع
أُذنُك حَدِيثَه . ( و ) المَليخ : ( ما لا طَعْمَ له ) مثْل المَسيخِ ، وقد
مَلُخَ ، بالضّمّ مَلاَخَةً ، وخَصَّ بعضُهم بِه الحُوَارَ الّذي يُنحَرُ حِين يَقَع
من بَطْن أُمِّه ، فلا يُوجَد فيه طَعْم ، وفيه مَلاخةٌ .
( وامْتَلَخَه ) : انتَضَاه و ( انْتَزَعَه ) واجْتَذَبَهُ في استِلالٍ ، وقِيلَ :
انتضَاه مُسْرِعاً . ( و ) امتَلَخَ ( سَيْفَه : اسْتَلَّه . و ) امتَلَخَ (
لِجَامَه : أَخْرَجَه ) وانتزَعَه
____________________
(7/347)
(
مِنْ رَأْسِ الدَّابَّة ) ، وامتَلَخَ الرُّطَبةَ من قِشْرِها واللَّحْمَة عَن
عَظْمِها ، كذالكَ . وامْتَلَخْت الشيْءَ . وفي حديث أَبي رافعٍ ( ناولْني
الذِّراعَ ، فامتَلخْتُ الذِّراعَ ) أَي استَخْرَجتها .
( ورَجلٌ مُتملِّخُ الصُّلْبِ : مَوْهُونُه ) كَأَنَّه مُنتَزعٌ بعضُه عن بعض .
( ومَالخَه : لاعَبَهُ ومَالَقَهُ ) ، مِلاخاً ومُمَالَخَةً ، والمَلاَّخ :
المَلاَّق . وأَنشد الأَزهريّ هنا بيتَ رُؤبَةَ يَصف الحمارَ .
مُقْتدِرُ التَّجليحِ مَلاّخُ المَلَقْ
والخافل : الهارِب . وكذالك الماخِل والمالِخ . قال الأَزهريّ : سَمِعْت غيرَ
واحدٍ من الأَعراب :
( وعَبْدٌ مَلاَّخٌ ) ككَتّان ، أَي ( أَبَّاقٌ ) ، أَي كَثيرُ الإِباقِ . وعن ابن
الأَعرابيّ : المَلْخُ : الفِرَارُ .
( و ) امتلَخ عَينَه : اقتَلَعَها ، عن اللِّحْيَانيّ .
و ( تَمَلَّخَتِ العُقَابُ عَيْنَه ) ، وامْتَلَخَتْهَا ، إِذا ( انْتَزَعَتْهَا )
.
( ومُسْتَمْلِخُ بنُ عِكْرِمَةَ بنِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذليّ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
امتَلَخَ يَدَه مِن يدِ القابضِ عليه : نَزعها .
ورَجلٌ مُمتلَخ العَقْلِ : ذاهِبُه مُستلَبه ، هو مجاز .
ومَلَخَ القَومُ مَلْخَةً صالحةً ، إِذا أَبعَدُوا في الأَرض .
والمَلْخُ في الباطِل : التلهِّي واللَّجُّ فيه .
ومَلَخَ الضِّبْعَانُ الضَّبُعَ مَلْخاً : نَزَا عليها ، عن ابن الأَعرابيّ .
وعن أَبي عُبَيْد : فَرَسٌ مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُودٌ ، إِذا كَان بَطىءَ الإِلْقَاحِ
، وجمْعه مُلُخٌ .
والمَلِيخ : اللَّبَنُ الّذي لا يَنسَلُّ من اليَدِ .
موخ : (*! مَاخَ الغَضَبُ ) وغيرُه ( *!يَمُوخُ )
____________________
(7/348)
*!مَوْخاً
، إِذا ( سَكَنَ ) ، عن ثعلب عن ابن الأَعرابيّ . وقال الأَزهريّ : الميم فيه
مُبدلَة من الباءِ ، يقال بَاخَ حَرُّ اللَّهَبِ ومَاخ ، إِذا سَكَن وَفَتَرَ
حَرُّه .
( *!وماخُ : مَحَلَّةٌ ببُهَارَا ) سُمّيَتْ بمَجوسيَ اسمُه ماخ ، أَسلَمَ وجعَلَ
دارَه مَسْجِداً ومَحَلَّة وسُوقاً ، فنُسِبَا إِليه ، منها أَبو عُمرَ أَحمَدُ
بنُ محمّد بن أَحمدَ المُقْرِىء الماخِيّ ، وابنه محمد ، رَوَيَا .
( و ) مَاخ : اسم ( جَدّ لأَحمَد بنِ خَنْبٍ البُخَاريِّ ) المحدِّث ، ( ويقال فيه
مَاخَكُ ) ، ويقال إِنّ *!ماخَكَ هو جَدّ أَبي إِسحاقَ إِبراهِيمَ بن إِسحاقَ بن
مَاخكَ الصَّفَّار ، رَوَى عن الجُوَيْبَارِيّ وغيره .
*!وماخَانُ : علمٌ ، و : ة ، بمرْوَ .
( *!وماخُوَانُ ) قَرْيَةٌ ( أُخْرَى ) من قُرَى مَرْوَ ، منها خَرَجَ أَبو مُسلِم
الخُرَاسانيُّ صاحبُ الدَّعوة إِلى الصحراءِ .
*!وامْتاخَه : انتَزعَه . إِن لم تكن الأَلفُ للإِشباعِ وقد تقدّم في متخ .
ميخ : ( *!مَاخَ *!يَمِيخُ ) *!مَيْخاً : ( تَبَخْتَرَ في المَشْيِ ، *!كتَمَيَّخَ
) . وقال اللَّيث : هو التَّبَخْتُر في الأَمْرِ . قال الأَزهريّ : هاذا غَلَطٌ ،
والصّوابُ ماحَ يَميحُ ، بالحاءِ ، إِذا تَبخترَ .
وأَبو محمّدٍ الأَبردُ بن خالد بن عبد الرحمان بن مَاخ البُخَارِيّ *!-الماخِيّ ،
إِلى جَدّه ، وهو والدُ مَتِّ بنِ الأَبردِ .
2 ( فصل النون ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
نبخ : ( النَّبْخُ : جُدَرِيُّ الغَنَمِ ) ، وقيل هو الجُدَرِيُّ مطلقاً (
وغَيْرُهُ ) مما يَنتَفط ويَمتلىء . قال كعبُ بن زُهَير :
تَحطَّمَ عَنها قَيْضُهَا عن خَرَاطِمٍ
وعَنْ حَدَق كالنَّبْخ لم تتفتَّقِ
يَصفُ حدقَةَ الرَّأْلِ ، الواحِدَة نَبْخَة .
( و ) النَّبْخُ ( مَا نَفِطَ من اليَدِ عن العَمَلِ ) فخرَجَ عليه شِبْهُ قَرْحٍ
ممتلىء
____________________
(7/349)
ماءً
، فإِذا تَفقَّأَ أَو يَبِسَ مَجِلَت اليَدُ فصَلُبَتْ عن العَمَلِ . ( ويُحَرَّك
) في الأَخير في قَول بعضهم .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَنْبخَ الرَّجلُ ، إِذا أَكلَ النَّبْخَ ، وهو (
أَصْلُ البَرْدِيِّ ) يُؤكل في القَحْط .
( والنَّابِخَة : المتَكلِّمُ والمتكَبِّرُ ) . ورَجلٌ نابخةٌ : جَبّارٌ . ( و )
النَّابخةُ : ( الأَرْضُ البَعِيدَةُ ) . جمعُها نَوابخُ ، أَو هي النّائخة ،
بالبَاءِ التّحتيّة كما سيأْتي .
( والنَّبْخَاءُ ) : الأَكَمة أَو ( الأَرْضُ المرتَفِعَةُ ) ، ومنه قولُ ابنةُ
الخُسّ حين قيلَ لها : ما أَحسنُ شيْءٍ ؟ فَقَالَت : غادِيَةٌ في إِثْر سارِيَة ،
في نَبْخَاءَ قاوِيَة ) . وإِنّمَا اختارَت النَّبْخَاءَ لأَنَّ المعروف أَنَّ
النَبَاتَ في الموضِعِ المُشْرِف أَحسَنُ . ( و ) قد قيل في النّبخاءِ هي
الرَّابِيَةُ ( الرِّخْوَةُ لا مِنَ الرَّمل بل مِن جَلَدِ الأَرْضِ ذاتِ
الحجَارَة ) ، كذا في أَمَالي ثَعلب . ( ج نَبَاخَى ) كُسِّر تَكسيرَ الأَسماءِ
لأَنّهَا صفةٌ غالبة .
( وأَنْبَخَ : زَرَعَ فِيهَا ) ، أَي في أَرْضٍ نَبْخَاءَ ( و ) أَنبَخَ : (
أَكَلَ النَّبْخَ ) . وهو أَصْلُ البَرْديّ ، وقد تَقَدّم ، عن ابن الأَعرابيّ ( و
) أَنْبخَ الرَّجُلُ إِذا ( عَجَنَ عَجِيناً أَنْبَخَاناً ) ، وهو المسترخِي .
( ونَبَخَ العَجِينُ ) بنفسِه ( يَنْبِخُ نُبُوخاً ) : انتفخَ واختَمَرَ ، وقيل :
( حَمُضَ وَفَسَدَ . وهو نَبَّاخٌ ) ، ككتَّانٍ ( وأَنْبَخَانٌ ) ، أَي الحامض
الفاسد . وعَجين أَنْبخَانٌ وأَنْبخَانيٌّ : مُختمِرٌ مُنتفِحٌ . قال شيخنا : وقد
سَبَقَ له في نَبج بالجيم : عَجين أَنْبَجَانٌ : مُدْرِك ، ومالها أُخْتٌ سِوَى
أَرْوَنَان فصارَت ثلاثَةً ، فلها أُختانِ . وزاد ابن القطَّاعِ لها أُختَين
أُخْرَيَيْن فقال في كتاب الأَبْنية له : جاءَ على أَفْعَلان عَجينٌ أَنبخانٌ بالخاءِ
، وقيل بالجيم أَيضاً ، وهو الحامِض ، ويَوْمٌ أَرْوَنَانٌ ، للشَّديد الغَيمِ ،
وأَسْحَمَانٌ اسمُ جَبَلٍ ، وأَخْطَبَانٌ للشِّقِرَّاقِ ، لا يُعْرَف غيرها .
( و ) عن أَبي مالِكٍ : ( ثَرِيدٌ أَنْبَخَانيٌّ : له بُخَارٌ وسُكُونَةٌ ) .
هاكذا في سائر النُّسخ وفي بعضِها : وسُخُونة ، ( أَو هو يُسَوَّى من )
____________________
(7/350)
الكَعْكِ
والزَّيْتِ فيَنْتَفخ فيُصَبُّ عليه الماءُ فيَسْتَرخِي .
( و ) في حديث عبد الملك بن عُمير : ( خُبْزَةٌ أَنْبَخَانيَّةٌ ) ، أَي لَيِّنَةٌ
( هَشَّة ) ، هكذا فسَّروه . وقيل ( ضَخْمَةٌ ، أَو كأَنَّهَا كُورُ الزَّنَابيرِ
) .
( والنَّبْخَةُ ) ، بالفتح مثل ( النُّكْتَة ، وتُضَمُّ . و ) يقال النَّبْخَة هي
( الكِبْرِيتَة الّتي تُثْقَبُ بها النَّارُ . و ) النَّبْخة ( بَردِيٌّ يُجْعَلُ
بَيْنَ ) كلِّ لَوْحَين من ( أَلواحِ السَّفِينةِ ، ويُحَرَّك ) ، عن كُراع .
( والأَنْبَخُ ) من الرِّجال ( : الجافِي الغَلِي