Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 13:تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسين أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي

 

كتاب 13:تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسين أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي

يَنْضِح رَشَّ كضَرَب ، والأَمرُ منه كاضْرِب ، وفيه لغة أُخْرَى مشهورة كمنَعْ ، حكاه أَرباب الأَفعال والشِّهاب الفيَوميّ في ( المصباح ) ، وغيرُ واحدٍ . ووقَع في الحديث : ( انضحْ فَرْجَكَ ) فضبَطه النَّوويُّ وغيره بكسر الضّاد المعجمة كاضْرِب ، وقال : كذالك قيَّده عن جمْع الشُّيوخ . واتَّفق في بعض المجالِس الحديثيّة أَنّ أَبا حَيّان رحمه الله أَملَى هاذا الحديث فقَرَأَ انضَحْ بالفتح ، فردّ عليه السِّراجُ الدّمنهُوريّ بقول النّوويّ ، فقال أَبو حيّان : حَقّ النَّوويّ أَن يستفيد هاذا منّى ، وما قُلْتُه هو القِيَاسُ . وحكى عن صاحب الجامع أَنَّ الكَسْر لغة ، وأَن الفتح أَفصَحُ ، ونقله الزَّركشيّ وسلَّمه . واعتمَد بعضُهم كلامَ الجوهَرِيّ وأَيّد به كلاَمَ أَبي حّيان . وهو غير صحيح ، لما سمعْت من نقْله عن جماعة غيرهم . واقتصارُ المصنّف تبعاً للجوهرِيّ قُصُورٌ ، والحافظ مقدَّم على غَيْرِه ، والله أَعلَمُ ، انتهى .
( و ) نضَحَ ( النّخْلَ ) والزّرعَ وغَيرَهما ) ( سَقَاهَا بالسَّانِيَة ) وفي الحديث : ( ما سُقِيَ من الزَّرْع نَضْحاً ففيه نِصْفُ العُشْرِ ) يريد ما سُقِيَ بالدّلاءِ والرُوب والسَّوانِي ولم يُسْقَ فَتْحاً . وهاذا نَخْلٌ تُنْضَحُ أَي تُسقَى ، ويقال : فلانٌ يَسقِي بالنّضْح ، وهو مصدرٌ .
( و ) من المجاز : نَضَحَ ( فُلاناً بالنَّبْل ) نَضْحاً ( : رَمَاه ) ورَشَقَه . ونَضْحْنَاهم نَضْحاً فَرَّقْناه فيهم كما يُفَرّق الماءُ بالرَّشّ . وفي الحديث أَنّه قال للرُّماة يوم أَحُدَ ( انضَحُوا عنَّا الخَيْلَ لا نُؤْتَى مِنْ خَلْفِنا ) ، أَي ارمُوهُم بالنُّشَّاب .
( و ) من المجاز : نَضَحَ الغَضَا : تَفطَّرَ بالورق والنّباتِ . وعَمَّ بعضُهم به الشَّجَرَ فقال : نَضحَ ( الشَّجَرُ ) نَضْحاً : ( تَفَطَّر ليُخْرُجَ وَرقُه ) ، قاله الأَصْمعيّ . قال أَبو طالب بن عبد المطّلب :
بُورِكَ الميِّتُ الغرِيبُ كما بُو
رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتونُ
____________________

(7/181)



وفي ( اللسان ) : فأَمّا قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر ، فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقدَمَ فجمَع نَضْحَ الشَّجَرِ على نُضوحٍ ، لأَنّ بعضَ المصادر قد يُجمع كالمَرض والشُّغلُ والعَقْلِ .
( و ) نَضَح ( الزَّرْعُ ) غَلُظَت جُثّتُه ، وذالك إِذا ( ابتَدأَ الدَّقيقُ في حَبَّهِ ) ، أَي حبِّ سُنْبله ( وهو رطْبٌ ، كأَنْضَحَ ) ، لُغتان ، قاله ابن سيده .
( و ) نَضَحَ ( بالبَوْل على فَخديْهِ : أَصابَهُمَا به ) ، وكذلك نَضَحَ بالغُبَار . وفي حديث قَتادَة : ( النِّضْح من النَّضْح ) يريد من أَصابه نَضْحٌ من البَوْل وهو الشيءُ اليسيرُ منه فعلَيه أَن يَنضحَه بالماءِ ، وليس عليه غَسْلُه . قال الزَّمخشريّ : هو أَن يَصيبَه من البَوْل رَشاشٌ كرُؤُوس الإِبر . وقال الأَصمعيّ نضحْت عليه الماءَ نَضْحاً ، وأَصابَه نَضْحٌ من كذا .
( و ) نَضَحَ ( الجُلَّةَ ) ، بضمّ الجيم وتشديد اللاّم ، يَنضِحُها نَضْحاً : رَشَّها بالماءِ لِيَتَلازبَ تَمْرُهَا ويَلزَم بَعضُه بعضاً . أَو نَضَحَها ، إِذا ( نَثَرَ ما فيها ) . وقولُ الشاعر :
يَنضِحُ بِالبوْلِ والغُبَارِ على
فخْذَيْهِ نَضْحَ العِيدِيّةِ الجُلَلاَ
يفسَّرُ بكلْ واحدٍ من هاتين .
( و ) من المجاز : نَضَحَ ( عَنْه : ذَبَّ وَدَفَعَ ) كمَضَحَ ، عن شُجاع ، ونَضَحَ الرَّجلَ : رَدَّ عنه ، عن كَراعِ . ونَضَحَ الرَّجلُ عن نَفْسِه ، إِذا دافَعَ عنها بحُجَّة . وهو يَنضَح عنْ فُلانٍ ( كناضَحَ ) عنه مُناضحةً ونِضَاحاً . وهو يُناضِحُ عن قَوْمه وينَافِح . وأَنشد :
ولوْ بُلِي في مَحفِلٍ نِضَاحِي
أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه .
( و ) نضَحَت ( القِرْبَةُ ) والخابيَةُ والجَرَّةُ ( تَنْضَحُ كتَمنَع ) ، هذا هو القياس ، وقد مرَّ عن أَبي حَيّان ما يُؤيِّده ( نَضْحاً وتَنْضَاحاً ) ، بالفتح فيهما ، إِذا كَانَتْ رَقيقَةً فخَرَجَ الماءُ و ( رَشَحَتْ ) ، عن ابن السِّكّيت . وكذالك الجَبلُ الذي
____________________

(7/182)


يَتحلَّبُ الماءُ بين صُخورِه . ومَزَادةٌ نَضْوحٌ : تَنضَحُ الماءَ .
( و ) نَضَحَت ( العَيْنُ ) تَنْضَح نَضْحاً : ( فَارَتْ بالدَّمْع ) ، والنَّضْح يَدْعُوه الهَمَلاَنُ ، وهو أَن تَمتلِىء العَيْنُ دمْعاً ثُمّ تنتَضِح هَمَلاناً لا ينقَطع ، ( كانتَضَحَتْ وتَنَضَّحَتْ ) انتِضاحاً وتَنَضُّحاً .
( وانْتضَحَ ) الرَّجلُ ( واستَنْضَحَ ) ، إِذا ( نضَحَ ماءً ) ، أَي شيئاً منه ( على فَرْجِه ) ، أَي مذاكِيره ومُؤنَزِره ( بَعْدَ ) الفراغ من ( الوُضوءِ ) ليَنْفِيَ بذالك عنه الوَسْواس ، كانتَفضَ ، كما في حديثٍ آخَرَ ، ومعناهما واحدٌ . وانتضاحُ الماءِ على الفَرْح من إِحدَى الخِلالِ العَشرة من السْنة التي وردتْ في الحديث ، خَرّجَه الجماهيرُ . وفي حديث عطاءٍ وسُئل عن نَضَح الوُضوءِ هو بالتحريك ، ما يَتَرَشَّشُ منه عند الوُضُوءِ كالنَّشَر .
( وقَوسٌ نَضُوحٌ ونُضَحِيَّة كجُهَنيّة : طَرُوحٌ نَضَّاحَةٌ بالنَّبْلِ ) ، أَي شديدةُ الدَّفْع والحفْزِ للسَّهم ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد لأَبي النَّجم :
أَنْحَى شِمَالاً هَمَزَى نَضُوحَا
أَي مَدّ شِمالَه في القَوْس وهَمَزَى ، يَعنِي شديدة . والنَّضُوح من أَسماءِ القَوْس . ( والنَّضُوحُ كصَبُورٍ : الوَجُورُ في أَيِّ مَوْضعٍ مِنَ الفَمِ كانَ ) . ونصُّ عبارةِ اللسان : في أَيِّ الفمِ كان .
( و ) من المجاز : النَّضُوح ( الطِّيبُ ) ، وقد انتَضَحَ به ، والنَّضْحُ : ما كان رَقِيقاً كالماءِ ، والجمْع نُضُوحٌ وأَنضِحَةٌ . والنَّضْخُ : ما كان منه غليظاً كالخَلُوقِ والغَالِيَة ، وسيأْتي . وفي حديث الإِحرام : ( ثم أَصبَحَ مُحْرِماً يَنْضح طِيباً ) أَي يَفوح . وأَصْلُ النَّضْح الرّشْح ، فشبَّهَ كَثْرةَ ما يَفوح من طِيبه بالرَّشْح .
( و ) من المجاز : رأَيتُه يَتنضَّح . يقال : ( تَنَضَّحَ مِنْه ) ، أَي مما قُرِفَ به ، إِذا ( انْتَفَى وتَنَصَّلَ ) منه .
____________________

(7/183)



( والنَّضَّاحُ ) كشَدّاد : ( سَوَّاقُ السَّانِيَةِ ) وساقِي النَّخْل . قال أَبو ذؤيب :
هَبَطْن بَطنَ رُهَاطٍ واعتصَبْنَ كمَا
يَسْقِي الجُذُوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضّاحُ
( و ) نَضَّاحُ ( بن أَشْيَمَ الكَلْبِيّ ) له قِصّة مع الحُطيئة ، ذَكْرَهَا ابن قُتيبَة كذا في ( التبصير ) .
( وأَنضَحَ عِرْضَه : لَطَخَه ) ، قال ابن الفَرَج : سمعْتُ شُجاعاً السُّلميّ يقول : أَمضحْتُ عرضي وأَنضَحتُه ، إِذا أَفْسدْتَه . وقال خليفة : أَنضحْتُهُ ، إِذا أَنهبْته النّاسَ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( المْنْضَحة ) والمِنْضَخَة ، ( بالكسر ) فيهما : ( الزَّرَّافة ) . قال الأَزهريّ : وهي عند عوامّ النّاس النَّضَّاحة ، ومعناهما واحِدٌ . والنّضَّاحةُ هي الآلةُ الّتي تُسوَّى من النُّحاسِ أَو الصُّفْرِ للنِّفط وزَرْفِه .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّضَح ، محرّكَةً ، والنَّضيحُ : الحَوْضُ لأَنه يَنضَحُ العَطَشَ أَي يَبلُّه . وقيل هما الحَوْضُ الصغير . والجمع أَنضاحٌ ونُضُحٌ . وقال اللّيْث : النَّضيح من الحِياض : ما قَرُب من البِئر حتّى يكون الإِفراغُ فيه من الدَّلْو ، ويون عظيماً ، وهو مَجاز .
والناضِح : البعيرُ أَو الحمارُ أَو الثَّوْرُ الذي يُستقَى عليه الماءُ ، وهي ناضِحةٌ وسانِيَة ، والجمع نَواضِحُ ، وهو مَجَاز ، وقد تَكرّر ذِكْرُه في الحديث مُفرَداً ومجموعاً ، فكان واجبَ الذِّكْر .
والنَّضْحات : الشّيْءُ اليسِيرُ المتفرِّق من المطرِ ، قال شَمِر : وقد قالوا في نَضَحَ المطرُ بالحاءِ والخاءِ ، والنَّاضِح : المطرُ ، وقد نضَحَتْنا السَّماءُ . والنِّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ ، وهو قَطْرٌ بينَ قطْرَيْنِ . ونضَح الرَّجلُ بالعَرقِ نَضْحاً فضَّ به ، وكذالك الفرسُ .
والنَّضِيحُ والتَّنضاح : العَرقُ .
____________________

(7/184)


ونَضَحَت ذِفْرَى البَعيرِ بالعَرَق نَضْحاً ، وقال القُطَاميّ :
حَرَجاً كأَنَّ من الكُحَيل صُبَابةً
نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانَا
ورواه المؤرِّج ( نُضَحتْ ) وقال شَمِرٌ : نضَحت الأَديمَ بَلَلْتُه أَن لا يَنكَسِر . قال الكُميت :
مَضَحْتُ أَديمَ الوُدّ بيني وبينَكُمْ
بآصِرَةِ الأَرْحَامِ لو تَتَبلَّلُ
نَضَحْت ، أَي وَصلْت ، وهو مَجاز .
ورضٌ مَنْضَحَة : واسعةٌ .
ونَضَحَت الغَنَمُ : شَبعَتْ .
وانتَضَحَ من الأَمر : أَظهَرَ البرَاءَةَ منه . والرّحلُ يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهمَة فينتَضِح منه ، أَي يُظْهِر التَّبرُّؤَ منه .
ومِنضَحٌ ، كمنبر : مَعدِنٌ جاهِليّ بالحجاز عنده جَوْبَةٌ عظيمة يَجتمع فيه الماءُ .
والمَنْضَحِيّة قال الأَصمعيّ : ماءٌ بتهامَة لبني الدِّيل خاصَّةً ، كذا في ( المعجم ) .
نطح : ( نَطَحَه كمنَعَه وضَرَبَه ) ، والأَوّل هو القِيَاس ، لأَنّه أَكثرُ استعمالاً : ( أَصَابَهُ بقَرْنِه ) ، والنَّطْح للكِباش ونحوِهَا . يَنطَحه ويَنْطِحه . وكَبشٌ نَطّاحٌ . ( و ) قد ( انْتَطَحَتِ الكِبَاشُ ) ، إِذا ( تَنَاطحَتْ . و ) في التنزيل : { وَالْمُتَرَدّيَةُ } ( { وَالنَّطِيحَةُ } ) ( المائدة : 3 ) وهي المنطوحة ( التي ماتَتْ مِنْهُ ) ، أَي من النَّطْحِ . ( والنَّطِيح للمُذَكّرُ ) . قال الأَزهرِيّ : وأَمّا النّطِيحَة في سورة المائدة فهي الشّاة المنطوحة تَمُوتُ فلاَ يَحِلُّ أَكلُهَا ، وأُدْخِلَت الهاءُ فيها لأَنّها جُعِلَت اسماً لا نَعْتاً . قال الجوْهرِيّ : وإِنما جاءَت بالهاءِ لغلبة الاسم عليها ، وكذالك الفريسة والأَكيلة والرَّمِيَّة ، لأَنَّه ليس هو على نطَحَتْهَا فهي مَنطوحة ، وإِنّما هو الشيءُ في نفْسِه مما يُنطح ،
____________________

(7/185)


والشّيءُ مما يُفْرَس ويُؤْكَل .
( و ) من مَجازِ المجازِ : النَّطيح ( الرَّجُلُ المشْؤومُ ) ، مأْخوذٌ من النَّطيح الّذي يَستَقْبِلك من أَمامك مما يُزْجَر . قال أَبو ذُؤَيْب :
فأَمْكَنَّهُ مما يُريدُ وبَعضُهُم
شقيٌّ لدى خَيْرَاتهِنّ نطيحُ
( و ) النَّطِيح : ( فرسٌ ) ذالَتْ غُرّتُه حتّى تَسيل إِلى إِحدَى أُذُنَيْه ، وهو يُتشَاءَم به ، وقيل : النَّطيح من الخَيْل : الّذِي ( في جَبْهتِه دائِرتَان ) ، وإِن كانت واحدة فهي اللَّطْمَةُ ، وهو اللَّطيم . ودائرةُ النَّاطحِ من دَوَائِر الخَيْل . وقال الأَزهريّ : قال أَبو عُبَيْد : من دوَائر الخَيْل دائرةُ اللَّطَاةِ وهي الّتي في وَسَطِ الجَبْهة . قال : وإِن كانت دائرتان قالوا فَرسٌ نَطِيحٌ ، ( ويُكْرَه ) ، أَي ما كان فيه دائرتَا النَّطيحِ . وقال الجوهريّ : دائرةُ اللَّطَاة ليستْ تُكرَه .
( و ) من المجاز : تطَّير من النَّطِيحِ والنَّاطِحِ . النَّطِيحُ : ( ما يَأْتِيكَ مِنْ أَمَامِك ) ويَسْتَقبِلك ( مِنَ الطَّيْرِ ) والظّباءِ ( والوَحْشِ ) وغيرِها مما يُزجَر ( كالنَّاطِيح ) وهو خِلافُ القَعِيد .
( و ) من المجاز : كَلأَك اللَّهُ مِن نَواطِحِ الدَّهْرِ .
( النَّوَاطِحُ : الشَّدَائِدُ ، واحِدُهَا ناطِحٌ ) ، يقال : أَصابَه ناطِحٌ ، أَي أَمرٌ شديدٌ ذو مشَقّة . قال الرّاعي :
وقد مَسَّهُ مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ
( و ) من المجاز في أَسجاعهم : إِذا طَلَعَ النَّطْح ، طاب السَّطْح . ( النَّطْحُ والنّاطِح : الشصرَطَانِ ، وهما قَرْنَا الحَمَلِ ) . قال ابن سيده : النَّطْح نَجْمٌ من مَنَازِل القَمر يُتشائَم به أَيضاً . قال ابن الأَعرابيّ : ما كان من أَسماءِ المَنازِلِ فهو يأْتي بالأَلف والّلام ، كقولك نَطْحٌ والنَّطْح ، وغَفْرٌ والغٍ فْر .
( و ) قولهم : ( مَالَهُ ناطحٌ ولا خَابِطٌ ) ، أَي ( شَاةٌ ولا بَعيرٌ . و )
____________________

(7/186)


من المجاز ( في الحديث : فارِسُ ) بالضّمّ هاكذا والمرادُ به ما يُتاخِم الرُّومَ ( نَطْحةٌ أَو نَطْحَتَانِ ) ، هاكذا بالرّفْع فيهما في اللسانِ ، وأَوردَه الهروِيّ في الغَربيين في نَطح ، وفي بعض الأُمَّهَات ( نَطْحةً أَو نَطْحتين ) بالنَّصْب فيهما ، أَوردَه ابن الأَثير كالهَرويّ في قرن ، ( ثُمَّ لا فَارِسَ بعدَها أَبداً ) ، ومعناه ( أَي فَارِسُ تَنْطِحُ مَرَّةً أَو مرَّتين ، ثُمَّ يَزُولُ مُلْكُهَا ) ويَبْطُل أَمرُها ، هكذا فسَّرَهُ الهَرَويّ . في الغريبَيْن . وفي النّهايَة : أَيْ فارِسُ تُقاتِلُ المسلمينَ مَرّةً أَو مرّتَيْنِ ثمّ يَزُول مُلْكُها ، فحذف الفعل لبَيان معناه .
قال شيخنا : وهاذه الأَقوالُ صَريحةٌ في أَنَّهما مَنصوبانِ على المفعوليّة المطلقة إِلاّ أَنْ يُقَال إِنهم لم يَتقَيدوا في الخطّ لأَصّل المعنَى ، أَو أَنهم أَجْرَوه على لُغة من يُلْزِم المثنَّى الأَلفَ في جميع الأَحوالِ ، نحو ساحران ، أَو نصبُ ( مرّةً ) في كلامهم على الظَّرْفِيَّة لا المفعُولِيّة المطلقة ، والظرْف هو الخبرُ على المبتدَإِ ، وهو على حذْف مُضاف أَي قِتَالُ فارسَ المسلمين وَقْتاً أَو وَقتينِ ، فتأَمَّلْ فإِنّه قَلَّ مَن تَعَرَّضَ للتَّكلُّم عليه ، انتهى .
( ) ومما يستدرك عليه :
كبْشٌ نَطيحٌ ، من كِباش نَطْحَى ونَطَائِحَ ، الأَخيرَة عن اللِّحْيَانيّ ونَعجَةٌ نَطيحٌ ونَطيحَةٌ ، من نِعَاجٍ نَطْحَى ونَطائحَ .
ومن المجاز : تَناطَحت الأَمواجُ ، والسُّيولُ ، والرِّجَالُ في الحرب . وبين العالِمَيْن والتّاجرَيْنِ نِطاحٌ . وجَرَى لنا في السُّوق نِطَاحٌ . والنِّطَاح أَيضاً المقابلَة في لُغَة الحجَاز ، ونَطَحَه عنه : دفَعَه وأَزالَه .
ومن الأَمثال ( مَا نَطَحَتْ فيه حَمّاءَ ذاتُ قَرْن ) ، يقال ذالك فيمن ذَهَبَ هَدَراً .
وفي الحديث : ( لا يَنْتَطِيحُ فيها عَنْزَانِ ) ، أَي لا يَلتَقِي فيها اثنانِ ضَعيفانِ ، لأَنّ النِّطَاحَ من شأَنِ التُّيُوس والكِبَاش ، لا العَتُود ، وهي إِشارة إِلى
____________________

(7/187)


قصَّة مخصوصة لا يجرِي فها خُلْف ولا نِزاعٌ .
ومحمَّد بن صالح بنَ مِهْرَانَ بن النَّطّاحِ ، حَدّثَ عن معتَمِر بن سُليمانَ وطبقتِه ، وبُكَيْر بن نَطّاحٍ الشاعر الحَنفيّ ، أَخباريّ .
نظح : ( أَنْظَحَ السُّنْبلُ ) بالظَّاءِ المُشَالةِ ، إِذا ( جَرَى الدَقيقُ فِيهِ ) أَي في حَبِّه ، عن اللَّيث ، ونقلَه الأَزهريّ وقال : الّذي حفِظْناه وسمِعْناته من الثِّقات نَضَحَ السُّنْبل ( كأَنضَحَ بالضَّاد ) المعجمة . قال : والظّاءُ بهاذَا المعنَى تصحيفٌ ، إِلاّ أَن يكون مَحفوظاً عن العرب فتكون لغةً من لُغاتِهِم ، كما قالوا بَضْرُ المرأَةِ لِبَظرها .
نفح : ( نَفَحَ الطِّيبُ ، كَمَنَعَ ) ، يَنفَح ، إِذا أَرِجَ و ( فاحَ ، نَفْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( ونُفَاحاً ) ونُفُوحاً ، ( بالضّمِّ ) فِيهما ، ( ونَفحَاناً ) ، محرّكةً . وله نَفْحَةٌ ونَفَحَاتٌ طَيّبة ، ونافِجَةٌ نافِحةٌ ، ونوافِجُ نوافِحُ .
( و ) من المجاز : نَفَحَت ( الرِّيحُ : هَبَّتْ ) ، أَي نَسَمَت وتَحرَّكَ أَوائِلُهَا ، كما في ( الأَساس ) . ورِيحٌ نَفوحٌ : هَبُوبٌ شديدةُ الدَّفْعِ . قال أَبو ذُؤيب يَصف طِيبَ فَمِ مَحبوبته وشَبَّهَه بخَمرٍ مُزِجت بماءٍ :
ولا مُتحيِّرٌ باتتْ عليهِ
ببَلْقَةٍ يَمانيَةٌ نَفوحُ
بأَطْيب مِن مُقبَّلِها إِذا ما
دَنا العَيّوقُ واكتَتَمَ النُّبوحُ
قال ابن بَرِّيّ : المتحيِّر : الماءُ الكثيرُ قد تَحيَّرَ لكثْرته ولا مَنْفَذَ له . والنَّفوحُ : الجَنُوب ، تَنَفحُه ببَرْدِهَا . والنُّبُوح : ضَجَّةُ الحَيِّ . وقال الزّجّاج : النَّفْح كاللَّفْح ، إِلاّ النَّفْ أَعظمُ تأْثيراً من اللَّفْح . وقال ابنُ الأَعرابيّ اللَّفْح لكلِّ حارَ ، والنَّفْحُ لكلّ باردٍ . ومثْله في ( الصّحاح ) و ( المِصْباح ) ، ورواه أَبو عُبيدٍ عن الأَصمعيّ .
( و ) من المجاز : نفَحَ ( العِرْقُ ) يَنْفَح نَفْحاً ، إِذا ( نَزَا مِنْهُ الدَّمُ )
____________________

(7/188)


وطَعْنَةٌ نَفّاحَةٌ : دَفّاعة بالدَّم ، وقد نَفَحَتْ به . ( و ) نَفَحَ ( الشَّيءَ بالسَّيفِ تَنَاوَلَهُ ) من بعيدٍ شَزْراً . ونَفَحَه بالسَّيْف : ضرَبه ضَرْباً خفيفاً .
( و ) من المجاز : نَفَحَ ( فُلاناً بشيْءٍ : أَعْطَاهُ ) . وفي الحديث : ( المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إِلاّ مَنْ نَفَحَ فيه يمينَه وشِمَالَه ) ، أَي ضَرب يدَيْه فيه بِالعَطَاءِ . ومنه حديث أَسماءَ ، ( قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنفِقِي وانضَحِي وانفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْك ) .
( و ) من المجاز : نَفَحَ ( اللِّمَّةَ : حَرَّكها ) ولَفَّهَا . وفي ( اللسان ) : نَفَحَ الجُمَّةَ : رَجَّلَها . وهما متقاربانِ .
( و ) في مصنّفات الغريبِ : ( النَّفْحَة من الرِّيح ) في الأَصل ( الدَّفْعةُ ) ، تَجوُّزٌ بها عن الطِّيب الذي تَرتاح له النَّفْسُ ، مِنْ نَفَحَ الطَّيبُ إِذا فاحَ . ( و ) النَّفْحَة ( من العَذَاب : القِطْعَة ) . قال اللّيث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول الله عزّ وجلّ : { 7 . 011 ولئك مستهم نفحة من عذاب ربك } ( الأَنبياء : 46 ) : يقال أَصابَتْنا نَفْحَةٌ من الصَّبَا ، أَي رَوْحَةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه ، وأَصابَتْنَا نَفْحَةٌ من سَمُومٍ أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ .
وفي ( الصّحاح ) : ولا يزال لفُلانٍ من المعروف نَفَحَاتٌ ، أَي دَفَعَاتٌ . قال ابن مَيّادةَ :
لمَّا أَتَيتُكَ أَرْجُو فضْلَ نائِلكُمْ
نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُجمْع عَرَبة ، وهي النَّفْسُ
( و ) قال أَبو زيد : من الضُّروع ( النَّفُوحُ ) ، أَي ( كصَبور ) ، وهي التي لا تَحبِسُ لَبَنَها . و ( من النُّوق : ما تُخرِج لَبنَها من غَيْر حَلْبٍ ) ، وهو مَجاز . ( و ) النَّفُوحُ ( من القِسِيِّ :
____________________

(7/189)


الطَّرُوحُ ) ، وهي الشَّدِيدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم ، حكاه أَبو حنيفةَ . وقيل : بَعيدةُ الدَّفْعِ للسَّهْم ، كما في ( الأَساس ) ، وهو مَجاز ، ( كالنَّفِيحَة ) والمِنْفَحةِ ، وهما اسْمان لِلقوس .
وفي ( التهذيب ) عن ابن الأَعرابيّ : النَّفْحُ : الذَّبّ عن الرَّجلِ ، ( و ) قد ( نافَحَه ) إِذا ( كافَحَه وخَاصَمَه ) كنَاضَحَه . وقد تقدّم . وفي الحديثِ ( أَن جِبريلَ مَعَ حَسَّانَ ما نافَحَ عنِّي ) ، أَي دَافَع . والمُنَافَحَة والمُكافحة : المُدافعةُ والمُضارَبَة ، وهو مَجاز . يريد بمنافحتِه هِجَاءَ المشركين ومُجَاوَبَتَهُم على أَشعارِهم .
وفي حديث عليَ رضي الله عنه في صِفِّينَ ( نافِحُوا بالظُّبا ) ، أَي قاتِلُوا بالسُّيوف . وأَصْله أَن يَقرُب أَحَدُ المقاتِلين من الآخَر بحَيث يَصِلُ نَفْحُ كلِّ واحدٍ منهما إِلى صاحِبه ، وهي رِيحُه ونَفَسُه .
( والإِنفَحَة ، بكسر الهمزة ) ، وهو الأَكثرُ كما في ( الصّحاح ) و ( الفصيح ) ، وصرَّحَ به ابن السِّكِّيت في إِصلاح المنْطق فقال : ولا تَقُلْ أَنْفَحَة ، بفتح الهمزة . قال شيخُنَا : وهاذا الّذي أَنكروه قد حكَاه ابنُ التّيّانيّ وصاحبُ العَين . ( وقد تُشدّد الحاءُ ) . في هامش ( الصّحاح ) منقولاً من خطّ أَبي زكريّا : وهو أَعلَى . وفي ( المصباح ) : هو أَكثرُ : وهو أَعلَى . وفي ( المصباح ) : هو أَكثرُ . وقال ابن السِّكّيت : هي اللُّغَة الجيّدَة . ( وقد تُكسَر المفاءُ ) ولاكنّ الفتحَ أَخفُّ ، كما في ( اللسان ) : ( والمِنْفَحَة ) ، بالميم بدل الهمزة ، و ( البِنْفَحَة ) ، بالموحَّدة بدلاً عن الميم ، حكاهما ابنُ الأَعْرَابيّ والقَزَّازُ وجماعة . قال ابن السِّكِّيت : وحَضَرَني أَعرابيّان فصيحانِ من بني كِلاَب ، فقال أَحدُهما : لا أَقولُ إِلاّ إِنفحَة ، وقال الآخَرُ : لا أَقولُ إِلاّ مِنْفَحَة . ثمّ افتَرَقَا على أَن يَسأَلاَ عنهما أَشياخَ بني كِلاَب ، فاتَّفقت جَماعَةٌ على قولِ ذا وجماعةٌ على قولِ ذا ، فهما لغتانِ قال الأَزهريّ عن الليث : الإِنْفَحَة لا تكون إِلاّ لذِي كَرِشٍ ، وهو ( شيْءٌ يُستخرَج من بطْنِ الجَدْيِ الرَّضيعِ
____________________

(7/190)


أَصفرُ ، فيُعصَر في صُوفةٍ ) مُبتَلَّة في الَّبن ( فيَغْلُظُ كالجُبْن ) . والجمْع أَنافِحُ ، قال الشَّمَّاخُ :
وإِنَّا لمن قَومٍ علَى أَنْ ذَمَمْتِهِمْ
إِذا أَوْلَموا لم يُولِمُوا بالأَنافحِ
( فإِذا أَكلَ الجَدْيُ فهُوَ كَرِشٌ ) . وهاذِه الجملةُ الأَخيرة نقلها الجوهريّ عن أَبِي الفصيح : هي آلةٌ تَخْرُج من بَطْنِ الجَدْي فيها لَبَنٌ مُنْعَقِدٌ يُسمَّى اللِّبَأَ ، ويُغيَّر به اللّبَنُ الحليبُ فيَصير جُبْناً . وقال أَبو الهَيثم : الجَفْر من أَولادِ الضَّأْن والمعز : ما قد استكرَشَ وفُطِم بعدَ خمسينَ يوماً من الولادة أَو شِرينِ ، أَي صارَتْ إِنْفحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النَّبْتَ . وإِنّمَا تكون إِنفَحةً مَا دَامَتْ تَرْضَع . ( وتفسير الجوهريّ الإِنفحةَ بالكَرِشِ سَهْوٌ ) . قال شيخُنا نَقلاً عن بعضِ الأَفاضِل : ويَتعيَّن أَنّ مُرادَه بالإِنفحة أَوَّلاً ما في الكَرِش ، وعبَّر بها عنه مجازاً لعلاقةِ المُجاورةِ . قلْت : وهو مَبنيٌّ على أَنّ بينهما فَرْقاً ، كما يُفيده كلامُ ابن دُرُسْتَوَيْه . والظاهر أَنه لا فَرْقَ . وقال في شرْح نظْم الفصيح : الجوهريّ لم يُفسِّر الإِنفحةَ بمُطْلَق الكَرِشِ حتّى يُنْسَبَ إِلى السَّهو ، بل قال : هو كَرِشُ الحَمَلِ أَو الجَدْي ما لم يَأْكُل ، فكأْنّه يقول : الإِنفحة : المَوْضِعُ الّذي يُسَمَّى كَرِشاً بعد الأَكلِ ، فعبارتُه عند تحقيقها هي نفْسُ ما أَفاده المجْد . ونَسِبَتُه إِيّاه إِلى السّهو بمثلِ هاذا من التَّبَجُّحَاتِ ، ثم قال : وقوله بعدُ : فإِذا أَكلَ فهي كَرِشٌ ، صريحٌ في أَنّ مُسَمَّى الإِنفَحة هو الكَرِش قَبْل الأَكل ، كما لا يَخفَى ، كالسَّجْل والكأْ والمائدة ، ونحوِهَا من الأَسماءِ التي تَختلف أَسماؤُها باختِلافِ أَحوالِها .
( والأَنَافِحُ كلُّهَا لا سيَّما الأَرنبُ ) من خواصِّها ( إِذا عُلِّقَ منها على إِبهامِ المحموم شُفِيَ ) ، مجرَّب ، وذكَرَه داوودُ في تذكِرته ، والدَّمِيرِيّ في حَياةِ الحيوان .
( و ) يقال : ( نِيَّةٌ نَفَحٌ ) ، محرّكَةً ، أَي ( بَعيدةٌ ) .
____________________

(7/191)



( و ) النَّفِيح ، كأَمِير ، والنِّفِّيح ( كَسِكِّين ) ، الأَخيرة عن كُراع ، ( و ) الْمِنْفَحُ ، ك ( منْبرٍ : الرّجُلُ المِعَنّ ) ، بكسْر الميم وفتْح العَين المهملة وتشديد النون ، وهو الدّاخل على القَوم ، وفي ( التهذيب ) : مع القَوْم وليس شأْنُه شأْنَهم . وقال ابنُ الأَعرابيّ : النَّفِيح : الذي يَجيءُ أَجْنبيًّا فيَدخل بَين القَوْم ويُسْمِل بينهم ويُصلِح أَمرَهم . قال الأَزْهَرِيّ : هاكذا جاءَ عَن ابن الأَعْرَابِيّ في هاذا المَوضعِ ، النّفِيح بالحاءِ . وقال في موضعٍ آخَر : النَّفيجِ بالجيم : الذي يَعترض بيَن القَوم لا يُصلِح ولا يُفْسِد . قال : هاذا قَول ثعلب .
( وانتفحَ به : اعْتَرَضَ له . و ) انتَفَحَ ( إِلى مَوضِعِ كذا : انقَلَبَ ) .
( و ) الله هو ( النَّفّاح ) بالخَير ، وهو ( النَّفّاح المُنْعِم على الخَلْق ) ، وهو مَجاز . قال الأَزهريّ : لم أَسمَع النَّفّاحَ في صفات الله تعالى التي جاءَت في القرآن والسُّنَّة ، ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يُوصف الله تعالى بما ليس في كتبه ولم يُبيِّنها على لسان نَبيِّه صلى الله عليه وسلم وإِذا قيل للرّجل : إِنّه نَفّحٌ ، فمعناه الكثيرُ العَطَايَا .
( و ) النَّفّاحُ : ( زَوجُ المرأَةِ ) ، يَمانِيَة ، عن كُرَاع .
( و ) عن ابن السِّكّيت : ( النَّفيحة ) للقَوْس : ( شَطِيبةٌ من نَبْعٍ ) ، قال مُلَيْحٌ الهُذليّ :
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجِيفِ كأَنّهَا
نَفَائِحُ نَبْعٍ لم تَرَيَّعْ ذَوابِلُ
( والإِنْفَحة ) بالكسر : ( شَجرٌ كالباذِنْجَانِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : له نَفَحَاتٌ من مَعروف ، أَي دَفَعَاتٌ . وفي الحديث : ( تَعرَّضُوا لنَفَحَاتِ رَحمة الله ) . وهو مجاز .
والنَّفْح : الضَّرْبُ والرَّمْيُ . وفي ( التهذيب ) : طَعْنَةٌ نَفُوحٌ : يَنفَحُ دَمْهَا سَريعاً . ونَفْحَةُ الدَّمِ : أَوّل فَوْرَةِ تَفُور
____________________

(7/192)


منه ودَفْعَةٍ ، قاله خالدُ بنُ جَنْبةَ . ونَفَحَ الشيْءَ ، إِذا دَفَعَه عنه . وفي حديث شُرَيحٍ ( أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ ) أَراد نَفْحَ الدَّابّة برِجْلِهَا ، وهو رَفْسُهَا ، كان لا يُلِزم صاحبَها شيئاً .
ونَفَحَت الدّابّة تَنْفَح نَفْحاً ، وهي نَفُوحٌ : رَمَحَت بِرِجْلها ورَمَت بِحَدِّ حافِرِها ودَفَعَت . وقيل : النَّفْح بالرِّجْل الواحدةِ ، والرَّمْح بالرِّجلَيْنِ معاً ، وفي ( الصّحاح ) نَفَحَت النَّاقَةُ : ضَرَبَتْ برِجْلِها . وجاءَت الإِبلُ كأَنَّهَا الإِنْفَحة ، إِذا بالَغُوا في امْتلائِها وارْتوائِها . وفي ( المعجم ) : قالوا : بالعِرْض من اليَمَامَة وادٍ يَشقُّهَا من أَعلاهَا إِلى أَسفَلِهَا ، وإِلى جانِبه مَنفوحةُ ، قَرية مشهورة من نواحِي اليَمامَة ، كان يَسكُنها الأَعشَى ، وبها قَبرُه . قال :
بِقَاعِ مَنْفُوحَةَ ذي الحائرِ
وهي لبني قَيسِ بن ثَلبةَ بن عُكَابةَ .
نقح : ( نَقَحَ العَظْمَ ، كمَنَعَ ) ، يَنْقَحُ نَقْحاً : ( اسْتَخْرَجَ مُخَّهُ ) . والخاءُ لغة فيه ( كنقَّحَه ) تَنقيحاً ، ( وانْتَقَحَه ) انتقاحاً . ( و ) نَقَحَ ( الشَّيْءَ : قَشَرَه ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ . وأَنشد لغُلَيِّمٍ من دُبَير :
إِليكَ أَشكُو الدَّهْرَ والزَّلازِلاَ
وكلَّ عامٍ نَقَحَ الحَمائلا
يقول : نَقَحُوا حَمائلَ سُيوفهم ، أَي قَشَروها فباعُوها لشِدّة زمَانِهم .
( و ) نَقَحَ ( الجِذْعَ : شَذَبَهُ عن أُبَنهِ ) ، بضمّ الهمزة وفتْح الموحّدة ، ( كنَقّحَه ) تَنقيحاً . وفي ( التهذيب ) النَّقْح : تَشذِيبُك عن العَصا أُبَنَها حتّى تَخْلُصَ . وتَنقيحُ الجذْع تَشذيبُه . وكلُّ ما نَحَّيْت عنه شيئاً فقد نَقَّحْتَه . قال ذو الرُّمَّة :
مِنْ مُجْحِفاتِ زَمنٍ مِرِّيدِ
نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضَارِ العُودِ
( و ) من المجاز : ( تَنْقِيحُ الشِّعْرِ
____________________

(7/193)


وإِنقَاحُه : تَهْذِيبُهُ ) . يقال خَيْرُ الشِّعرِ الحَوْليّ المُنقَّح . وأَنقَحَ شِعْرَه إِذا حَكَّكَه . ونَقَّحَ الكَلاَمَ : فتَّشَه وأَحسَنَ النَّظَرَ فيه ، وقيل أَصلَحَه وأَزالَ عُيوبَه . والمُنقَّح : الكلامُ الذِي فُعِلَ به ذالك .
ومن سجَعات الأَساس : ما قُرِضَ الشِّعر المُنقَّح ، إِلاّ بالذِّهن المُلقَّح .
( و ) من المجاز : ( ناقَحَه ) ، إِذا ( نافَحه ) وكَافَحه ، إِن لم يكن تَصحيفاً .
( والنَّقْح ) ، بفتح فسكون : ( سَحَابٌ أَبيضُ صَيْفيٌّ ) . قال العُجَير السَّلوليّ :
نَقْحٌ بوَاسِقُ يَجْتَلِي أَوْسَاطَها
بَرْقٌ خِلاَلَ تَهلُّلٍ ورَبَابِ
( و ) قال أَبو وَجْزَةَ السَّعديّ :
طَوْراً وطَوْراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ
كالسَّنْدِ أَكْبَادُهُ هِيمٌ هَرَاكِيلُ
النَّقَح ، ( بالتحريك : الخَالِصُ من الرَّمْل ) . والسَّنْد : ثيابٌ بيضٌ . وأَكبادُ الرَّمْلِ : أَوْسَاطُه . والهَرَاكيلُ الضِّخام من كُثْبَانه . أَراد الشاعِرُ هنا البيضَ من حِبَال الرَّملِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : يقال ( أَنقَحَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( قَلَعَ حِلْيَةَ سَيْفِه في ) أَيّام ( الجَدْبِ ) أَي القَحْطِ ( والفقْر ) . كنَقَّحَ . وقد تقدّم .
( و ) من المجاز : ( تَنَقَّحَ شَحْمُه ) ، الصّواب شَحْمُ ناقتِه ، كما في سائر الأُمَّهات وكُتب الغريب ، أَي ( قَلَّ ) . وفي ( اوساس ) : ذَهَبَ بَعْضَ ذهاب .
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث الأَسلميّ ( إِنّه لَنِقْحٌ ) ، أَي عالمٌ مُجرَّب .
من المَجاز : رَجلٌ مُنقَّح : أَصابتْه البَلايَا ، عن اللِّحْيَانِيّ . وقال بعضهم : هو مأْخوذ من تَنقيح الشِّعْرِ . ونَقَّحَته السِّنونَ : نالتْ منه ، وهو مَجاز أَيضاً .
وروَى الليثُ عن أَبي عَمرو بن
____________________

(7/194)


العلاءِ أَنّه قال في مَثَلٍ ( استغْنَتِ السُّلاَّءَة عن التَّنْقِيح ) ، وذَلك أَنّ العصَا إِنّمَا تُنَقَّح لتَملُسَ وتُملَق والسُّلاّءَةُ : شَوكَةُ النَّخْلَةِ ، وهي في غايةِ الاستواءِ والمَلاَسَة ، فإِن ذَهَبْتَ تَقْشِرُ مِنها خَشُنتْ ، يُضْرَب مَثلاً لمن يُريد تَجوِيد شيْءٍ هو في غايةِ الجَوْدة ، من شِعْرٍ ، أَو كلامٍ أَو غيره ، مما هو مستقيمٌ .
نكح : ( النِّكَاح ) ، بالكسر ، في كلام العرب : ( الوَطْءُ ) ، في الأَصل ، ( و ) قيل : هو ( العَقْدُ له ) ، وهو التَّزويج ، لأَنّه سببٌ للوَطءِ المباحِ ، وفي ( الصّحاح ) : النِّكاحُ : الوَطْءُ ، وقد يكون العَقْد . وقال ابن سيده : النِّكاح : البُضْع ، وذالك في نَوْعَ الإِنسانِ خاصّةً ، واستعملَه ثعلبٌ في الذّباب . قال شيخنا : واستعماله في الوَطْءِ والعَقْدِ مما وَقَعَ فيه الخِلافُ ، هل هاذا حقيقةٌ في الكلّ أَو مَجازٌ في الكلّ ، أَو حقيقةٌ في أَحدِهِمَا مَجازٌ في الآخَر . قالوا : لم يَرِدِ النّكَاحُ في القرآن إِلاّ بمعنَى العَقْدِ ، لأَنّه في الوَطْءِ صَرِيحٌ في الجِماعِ ، وفي العَقْدِ كِنايةٌ عنه . قالوا : وهو أَوْفَقُ بالبلاغَةِ والأَدبِ ، كما ذكرَه الزَمخشريّ والرَّاغبُ وغيرهما . ( نَكَحَ ) الرَّجلُ ، ( كَمَنَعَ ) اقتضاه القِياسُ وأَنكرَه جماعَة ( وضَرَبَ ) ، هاذا هو الأَكثر وبه وَرد القرآن ، وعليه اقتصرَ صاحبُ ( المصباح ) وغيره . قال ابن سيده : وليس في الكلام فَعَل يَفْعِل مما لامُ الفِعل منه حاءٌ إِلاّ يَنكِحُ ويَنْطِح ، ويَمْنِحُ ، ويَنْضِح ، ويَنْبِح ، ويَرْجِح ، ويأْنِح ، ويأْزِح ، ويَمْلِح .
وقال ابن فارس : النِّكاح يُطلَق على الوطْءِ ، وعلى العَقْد دون الوَطْءِ ، وقال ابن القُوطِيّة : نكَحْتُهَا ، إِذا وَطِئتها أَو تَزَوّجْتها ، وأَقَرَّه ابنُ القَطّاع ، ووافقهما السَّرَقُسطيّ وغيرُهم . ثمّ قَال في
____________________

(7/195)


( المصباح ) بعد تصريفَات الفعل : يقال مأْخُوذٌ من نَكَحَه الدَّواءُ إِذا خامَرَه وغَلَبَه ، أَو من تَناكُحِ الأَشجارِ ، إِذا انضَمَّ بعضُهَا إِلى بعض ، أَو من نَكَحَ المطَرُ الأَرضَ ، إِذا اختلَط في ثَرَاهَا وعلى هاذا فيكون النِّكاح مَجازاً في العَقْد والوَطْءِ جميعاً ، لأَنّه مأْخوذٌ من غيره ، لا يَستقيم القَولُ بأَنّه حقيقةٌ لا فيهما ولا في أَحدِهما . ويؤيِّده أَنّه لا يُفْهَم العَقْد إِلاّ بقرينةٍ ، نحو نَكَحَ في بَنِي فلانٍ ؛ ولا يفهم الوَطءُ إِلاّ بقرينةٍ ، نحو نَكَحَ زَوْجتَه ، وذالك من علامات المَجاز . وإِن قيل غير مأْخوذٍ من شَيْءٍ فيعتَبَر الوطءُ والاشتراك ، واستعماله لغةً في العقْد أَكثرُ . وفي نُسخةٍ من ( المصباح ) : فيترجَّح الاشترَاك ، لأَنّه لا يُفهَم واحدٌ من قِسْمَيه إِلاّ بقَرينة . قال شيخنا : وهاذا من المجاز أَقرَبُ . وقولُه : واستعماله لُغة في العقد ، إِلخ هو ظاهر كلامِ جماعة ، وظاهرُ المصنّف كالجوهريّ عكْسُه ، لأَنَّه قدَّمَ الوَطءَ ، ثم ظاهِر الصّحاح أَنّ استعمالَه في العقْد قليلٌ أَو مَجاز ، وكلامُ المصنّف يَدلُّ على تَساويهما . انتهى .
وفي ( اللسان ) : نَكَحَها يَنْكِحُها ، إِذا تَزَّوجها ، ونَكَحَهَا يَنكِحها ، إِذا باضَعها ، وكذالك دَحَمَهَا وخَجَأَهَا . وقال الأَعشَى في نَكَح بمعنى تَزَوّج :
ولا تَقْرَبَنّ جَارَةً إِنّ سِرَّهَا
عليكَ حَرامٌ فانكِحَنْ أَو تَأْبَّدَا
( ونَكَحَتْ ) هي : تَزوّجَتْ ، ( وهي ناكِحٌ ) في بني فُلان . ( و ) قد جاءَ في الشِّعر : ( ناكِحةٌ ) ، على الفِعْل ، أَي ( ذاتُ زَوْجٍ ) منهم . قال :
أَحاطَتْ بخُطّابِ الأَيَامَى وطُلِّقَتْ
غَدَاةَ غَدِ منهنَّ مَنْ كان ناكِحَا
وقال الطِّرِمَّاح :
ومِثْلُكِ ناحَتْ عليه النِّسَا
ءُ من بين بِكْر إِلى ناكِحَةْ
وفي حديث قَيْلة ( انْطَلقْتُ إِلى
____________________

(7/196)


أُختٍ لي ناكحٍ في بني شَيْبَنَ ) ، أَي ذاتِ نِكَاح ، يعنِي متزوّجة ، كما يقال حائضٌ وطاهرٌ وطالقٌ ، أَي ذات حيض وطهارة وطلاق . قال ابن الأَثير ولا يقال ناكحٌ إِلاّ إِذا أَرَادُوا بناءَ الاسم من الفعل ، فيقال نكَحَت فهي ناكِح . ومنه حديث سُبيعَةَ ( ما أَنتِ بناكحٍ حتَّى تَنقَضِيَ العِدّة ) .
( واسْتَنْكَحَها : نَكَحَهَا ) ، حكاه الفارسيّ . وأَنشد :
وهُمْ قَتَلوا الطّائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً
أَبا جابِرٍ واستَنكحُوا أُمَّ جابرِ
واستَنكَحَ في بني فُلانٍ : تَزوَّجَ فيهم : كذا في ( اللسان ) .
( و ) أَنكحَه المرأَةَ : زَوّجَه إِياها . ( وأَنكَحَهَا : زَوَّجَها . والاسمُ النُّكْح ) والنِّكْح ( بالضمّ والكسر ) ، لُغتان . قال الجوهريّ : وهي كلمةٌ كانت العرب تَتزوَّج بها . ونِكْحُها الّذِي يَنكِحها وهي نِكْحتُه ، كلاهما عن اللِّحْيَانيّ .
( ورَجُلٌ نُكَحَة ) ، كهُمْزَةٍ ، ( ونُكَحٌ ) ، بغير هاءٍ : ( كَثِيرةٌ ) ، أَي النّكاحِ ، المراد به هنا التّزويج . وفي حديث مُعَاوِيَةَ : ( لسْتُ بنُكَحٍ طِلَقةٍ ) ، أَي كثير التَزويج والطَّلاق . وفُعَلَةٌ من أَبْنيةِ المبالغة لمن يَكثُر منه الشّيْءُ . وقال أَبو زيد : يقال : إِنّه لنُكَحَةٌ من قَوْمٍ نُكَحَاتٍ ، إِذا كان شديدَ النِّكاح . وفي ( اللسان ) : وكان الرَّجلُ في الجاهليّة يأْتِي الحيَّ خاطباً ، فيقوم في نادِيهم فيقول : خِطْبٌ ، أَي جِئْت ، خاطِباً ، فيقال له : نِكْحٌ ، أَي قد أَنْكحناك إِيَّاهَا . ويقال نُكْحٌ ، إِلاَّ أَنْ نِكْحاً هنال ليوازِنَ خِطْباً وقَصَرَ أَبو عبيدٍ وابنُ الأَعرابيّ قولهم ( خِطْبٌ ، فيقال : نَكْحٌ ) ، على خَبرِ أُمِّ خارجةَ ، وإِليه أَشار المصنِّف بقوله ( وكانَ يُقَالُ لأُمِّ خارِجَةَ عِنْدَ الخِطْبَة : خِطْب ، فتقول : نِكْح ، فقالوا : ( أَسْرَعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خارِجَة ) ) . وقد مرَّ شيءٌ من ذلك في خطب .
( و ) من المجاز : ( نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَه : غَلَبها ) ، كنَاكَها . وكذالك استنكَحَ النَّومُ عَينَه . ( و ) منه أَيضاً
____________________

(7/197)


نَكَحَ ( المَطَرُ الأَرضَ ) وناكَها ، إِذا ( اعْتَمَدَ عليها . والنَّكْحُ ، بالفتح : البُضْعُ ) وذالك في نَوعِ الإِنسان ، وقد مرّ ذالك عن ابن سيده .
والمَنَاكِح خَيْرُهَا الأَبكارُ
قيل لا مُفردَ له وقيل مُردُه مَنْكَحٌ ، كمَقْعَد ، وهو أَقرب إِلى القياس ، وقيل مَنكوحةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما مرَّ من المصباح في معاني النّكاح ، ومن المجاز : أَنكَحُوا الحَصَى أَخفافَ الإِبل .
نوح : ( *!التَّنَاوُح : التَّقابُل ) ، ومنه *!تَنَاوُحُ الجَبَلَين ، *!وتناوُحُ الرِّياحِ . وهاذَا مجازٌ ، وسيأْتي .
( و ) من المجاز أَيضاً : (*! ناحَتِ المَرْأَةُ زَوْجهَا ) ، إِشارة إِلى تَعديتِه بنفْسه ، وهو مرجوحٌ ، ( و ) *!ناحَتْ ( عَلَيْه ) ، وهو الرّاجِح ، *!تَنُوح ( *!نَوْحاً ) ، بالفتح ( *!ونُوَاحاً ، بالضَمّ ) لمكان الصَّوت ، ( *!ونِيَاحاً *!ونِيَاحَةً ) ، بكسرهما ، ( *!وَمنَاحاً ) ، بالفتح مصدرٌ ميميّ ، *!ومَنَاحةً . زادَه ابن منظور ، ( والاسمُ *!النِّيَاحَةُ ) ، بالكسر . ( ونِسَاءٌ *!نَوْحٌ *!وأَنْوَاحٌ ) ، كصَحْب وأَصْحاب ، ( *!ونُوَّحٌ ) ، بضمّ فتشديد ، ( *!ونَوَائحُ ) ، وهما أَقْيَسُ الجموعِ ، ( *!ونائِحاتٌ ) . جمْع سَلامة . ويقال :*! نائحةٌ ذاتُ *!نِيَاحة . *!ونَوَّاحَةٌ ذاتُ *!مَناحَةٍ .
( وكُنّا في *!مَنَاحةِ فُلانٍ ) . *!المَنَاحة الاسمُ ويُجمَع على *!المَنَاحَاتِ *!والمَنَاوِحِ . *!والنَّوائحُ اسمٌ يقعُ على النِّسَاءِ يَجتمعْن في *!مَنَاحةٍ ، ويُجمَع على *!الأَنواح . *!والمَنَاحة *!والنَّوْح : النِّسَاءُ يَجتمعن للحُزْن . قال أَبو ذُؤَيب :
فهُنّ عُكوفٌ كَنوْحِ الكَري
مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوهيُّ
وجعلَ الزَّمخشريّ وغيرُه النّوائحَ مَجازاً مأْخُوذاً من التّناوُحِ بمعنَى التقابُل ، لأَنّ بعضهنّ يُقابِل بعضاً إِذا *!نُحْنَ .
____________________

(7/198)



( *!واسْتَنَاحَ : ناح ) ، فالسين والتاءُ للتأْكيد ، كاسْتجاب .
( و ) *!اسْتنَاحَ ( الذِّئبُ : عَوَى ) فأَدْنَتْ له الذِّئابُ ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
مُقْلِقَة *!للمُسْتَنِيحِ العَسَّاسُ
يَعنِي الذّئبَ الّذِي لا يَستقِرّ .
( و ) استناحَ ( الرّجُلُ : بَكَى ، واسْتَبْكَى غَيْرَه ) . وقول أَوسٍ :
وما أَنا ممَّنْ *!يَستَنِيحُ بشَجْوِهِ
يُمَدُّ له غَرْبَا جَزُورٍ وجَدْوَلُ
معناهُ : لستُ أَرضَى أَن أُدفعَ عن حَقّي وأُمنَع حَتّى أُحْوَجَ إِلى أَن أَشْكوَ فأَستعين بغَيري . وقد فُسِّرَ على المَنى الأَوّل ، وهو أَن يكون يَستَنِيح بمعنَى يَنوح .
( *!ونَوْحُ الحَمَامَةِ ) : ما تُبْدِيه مِن ( سَجْعِهَا ) على شَكْل النَّوْح ، والفِعْل كالفِعْل ، صَوَّبع جماعةٌ أَنّه مَجاز والأَكثر أَنّه إِطلاقٌ حَقيقيّ ، قاله شيخنا . قال أَبو ذؤيب :
فواللَّهِ لا أَلقَى ابنَ عَمَ كأَنّه
نُشَيبةُ ما دامَ الحَمامُ *!يَنوحُ
وحَمامةٌ *!نائحةٌ *!ونَوَّاحةُ .
( والخَطيبانِ ) أَبو إِبراهيمَ ( إِسحاقُ بنُ محمّد ) بن إِبراهيمَ بنِ محمّد بن محمّد ( *!-النَّوْحيّ ) النَّسْفيّ ( وإِسماعيلُ بن محمَّد ) بن محمد بن نُوح بن زيد بن نُعمان ( *!-النَّوْحِيّ ، محدِّثان ) ، والصّواب أَنَّهما منسوبانِ إِلى جَدِّهما نُوحٍ .
( *!وتَنَوَّح الشّيْءُ ) *!تنَوُّحاً ، إِذا ( تَحَرَّكَ وهو مُتدَلَ ) .
( *!ونُوحٌ ) ، بالضّمّ ، اسم نبيّ ( أَعجميّ ) ، ومنهم من قال اسمه عبد الشّكور أَو عبد الغفَار ، وأَنَّ نُوحاً لَقبُه لكثرةِ *!نَوْحِه وبُكَائه علَى ذَنْبه ، كذا قيل . ( مُنْصَرِفٌ ) ، مع العجمة والتعريف ، ( لِخفَّتِهِ ) ، أَي بسكون وسطِه . وكذالك كلُّ اسمٍ على ثلاثة أَحرُف أَوسطُه
____________________

(7/199)


ساكن ، مثل لُوط ، لأَنّ خِفَّته عادلَت أَحدَ الثِّقلينِ . قال شيخنا : وهاذا ما لم يُنقَل فيصير علَماً على امرأَة ، فإِنّه حينئذ يُمنع من الصَّرف لاجتماعِ ثلاثِ عِلل ، كما قيَّد به جماعةٌ من المحقّقين .
( و ) *!نَوَّحٌ ( كَبَقَّمٍ : قَبِلَةٌ في نواحِي حَجْرٍ ) ، بفتح فسكون .
( *!والنَّوائح : ع ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! تَنَاوحَت الرِّياحُ ، إِذا اشتَدَّ هُبُوبُها . قال لبيدٌ يمدَح قومه :
ويُكَلِّلُون إِذَا الرِّياحُ *!تنَاوحَتْ
خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُها
والرِّياح إِذا تقابلَتْ في المهَبِّ تَنَاوَحَت ، لأَنّ بَعضَهَا يُنَاوِحُ بعضاً ويُناسِج ، فكلُّ رِيحٍ استطالَتْ أَثراً فهبَّتْ عليه رِيحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه ، فإِن اعترضَتْه فهي نَسِيجَتُه . والرِّياحُ *!المتناوِحةُ هي النُّكْب ، وذالك أَنّها لا تَهُبُّ مِن جهةٍ واحدةٍ ولِّكنّها تَهُبُّ من جِهاتٍ مختلفةٍ ، سُمِّيَتْ لمقابلَةِ بعْضِها بعضاً ، وذالك في السَّنَةِ وقلَّة الأَندِيَة ، ويُبْس الهواءِ وشِدَّة البرْدِ .
*!والنَّوْحَةُ *!والنَّيْحَةُ : القُوّة .
*!والنَّوائح : الرّايَات المتقابِلةُ في الحُروب ، والسُّيوفُ ، وبِهما عنَى الشاعر :
لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ
كِرَامٍ تَحْتَ أَظلالِ النَّواحِي
أَراد *!النَّوائحَ ، قاله الكسائيّ .
نيح : ( *!النَّيْحُ ) ، بفتح فسكون : ( اشتدادُ العَظْمِ بَعْدَ رُطُوبَتهِ من الكَبِيرِ والصَّغيرِ ) . وقد *!نَاحَ *!يَنِيح ، إِذا صَلُبَ واشتَدَّ .
( و ) *!النَّيْح : ( تَمايُلُ الغُصْنِ ، *!كالنَّيَحَانِ ) ، محرَّكَةً . وقد *!ناحَ ، إِذا مالَ .
( وعَظْمٌ *!نَيِّحٌ ككَيِّسٍ : شَدِيدٌ ) صُلبٌ . ( و ) يقال ( *!نَيَّحَ اللَّهُ عَظْمَه ) ، إِذا ( شَدَّدَه ) ، يَدْعُو له بِذالك . ( و )
____________________

(7/200)


يقال أَيضاً : *!نَيَّحَ اللَّهُ عَظْمَه ، إِذا ( رَضَّضَه ) ، يدعُو عليه ، فهو ( ضِدّ ) . والذي في الحديث : ( لا *!نَيَّحَ اللَّهُ عِظَامَه ) ، أَي لا صَلَّب منها ولا شَدّ منها .
( وما *!نَيَّحتُه بخيرٍ ) ، أَي ( ما أَعطَيتُه شيئاً ) .
*!والنَّوْحة : القُوَّة ، وهي النَّيْحَة أَيضاً .
2 ( فصل الواو ) مع الحاءِ المهملة ) 2
وتح : ( *!الوَتْحُ ) ، بفتح فسكون المثنّاة الفوقيّة ، ( و ) *!الوَتَح ، ( بالتحريك ، و )*!الوتح ( ككَتِف ) هو ( : القَلِيلُ التَّافِهُ من الشَّيءِ ، كالوَتِيحِ ) ، كأَمِير . وشيءٌ *!وَتْحٌ *!ووَتِحٌ : قليلٌ تافِهٌ . ويقال : (*! وَتَحَ عَطَاءَهُ ، كوَعَد ، *!وأَوْتَحَهُ ) *!ووَتَّحَه *!تَوْتِيحاً زادهُ صاحبِ ( اللسان ) : أَقلَّه ،(*!فوتح ككرم) *!يوتح (*!وتاحة ) بالفتْحِ : ( *!ووُتُوحَةً ) ، بالضّم ، *!ووَتْحَةً ، بفَتْح فسكون ، أَورده ابن منظور . يقال أَعطَى عَطَاءً *!وَتْحاً .
( *!وأَوْتَحَ فُلانٌ : قَلَّ مالُه . و ) *!أَوْتَحَ ( فُلاناً : جَهَدَه وبَلَغَ منه ) . قال :
قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبِيثٌ *!أَوتَحَا
هاذه روايةُ ثعلب ، ورواه ابن الأَعْرَابي ( أَوتخا ) بالخاءِ المعجمة وفسَّره بما فسّر به ثعلب . واحتمل ابن الأَعْرَابيّ الخاءَ مع الحاءِ ، لاقترابهما في المخرَج .
( وما أَغْنَى عَنِّي وَتَحَةً ، محرَّكَةً ) ، كقَولك : ما أَغنَى عَنِّي عَبَكَة . وقيل : معناه ما أَغْنَى عنِّي ( شيئاً ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
طَعَامٌ *!وَتِحٌ : لا خَيْرَ فِيه ، *!كوَحِتٍ . وشيْءٌ *!وَتْحٌ وَعْرٌ ، إِتباعٌ له . وفي هامش ( الصّحاح ) : الصّواب أَنّه تأْكيد ، أَي نَزْرٌ قليل ، وهي *!الوُتُوحَة والوُعُورة ، ورجُلٌ *!وَتِحٌ ككَتِفٍ ، أَي خَسيس
____________________

(7/201)


*!وأَوتَحَ له الشيْءَ ، إِذا قَلَّله .
*!وتَوتَّحَ الشَّرَابَ : شَرِبَه قليلاً قليلاً ، وكذا *!تَوتَّحَ منه . كذا في ( اللسان ) .
وجح : ( *!الوُجَاحُ ، مثلَّثَةً : السِّتْر ) ، يقال : ليس دونَه*! وَجَاحٌ *!ووِجَاح *!ووُجَاحٌ ، أَي ستْرٌ . واختار ابن الأَعرابيّ الفتح . وحكى اللِّحْيَانيّ : ما دُونَه أُجَاج وإِجاجٌ ، عن الكساتئيّ ، ( وحكَى : ما دونه أَجَاحٌ ) ، عن أَبي صَفوانَ ، وكلّ ذالك على إِبدال الهمزة من الواو .
قلت : وقد تقدّم ذالك في الهمزة . وجاءَ فُلانٌ وما عليه وِجَاح أَي شيْءٌ يَستُره . وتُبْنَى هاذا الكلمةُ على الكسرِ في بعضِ اللُّغَات ، ( و ) قال أَبو خَيْرَة :
جَوْفَاءَ مَحشُوَّةً في مُوجَح
أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهَازِيلُ
( المُوحَجُ ، بفتح الجيم : الجِلْدُ الأَمْلَسُ ) . وأَضيافُه : قِرْدانهُ .
( و ) في ( التهذيب ) : قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذَليّ :
وقد أَشْهَدُ البَيتَ المُحَجَّبَ زَانَه
فِرَاشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطَائمُ
قال : *!المُوجَحُ : ( الصَّفِيقُ من الثِّيابِ ) الكَثيفُ الغَليظُ ، (*! كالوَجِيحِ ) . وثَوبٌ *!وَجِيحٌ *!ومُوجَح : قَويّ وقيل : ضَيِّقٌ مَتِين ، ( و ) المُوجَح ( المُلْجَأُ ) ، كأَنّه أُجِيءَ إِلى مَوضعٍ يَسْتُرهُ ، قال الأَزهريّ : المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاءِ على الجيم ، فإِن صَحّت الرواية فلعلّها لُغتان ، وروى الحديث بفح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل ، قال : وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقديّ :
تَتْرك أَمْر القَوْم فيهم بَلابلٌ
وتَتْرك غَيظاً كان في الصَّدْرِ *!مُوجحَا
قال شَمهر : رواه مُوجحاً ، بكسر الجيم .
( وبابٌ *!مَوْجُوحٌ ) أَي ( مَرْدُودٌ ) ، أَو أُرْخِيَ عليه السِّتْرُ .
____________________

(7/202)



( *!والوَجَحُ ، محرَّكةً : شبْهُ الغَارِ ) . وأَنشد :
فلاَ *!وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِنْ رُمْتَ حَرْبَنَا
ولا أَنتَ مِنّا عنْد تِلْكَ بآيلِ
وقال حُمَيْدُ بن ثَور :
نَضَحَ السُّقَاةِ بصُبَابات الرَّجَا
ساعَةَ لا يَنْفَعُها منْه *!وَجَحْ
ويجمع على *!أَوْجَاح ، قال :
بكُلِّ أَمْعَزَ منها غيرِ ذِي وَجَحٍ
وكلِّ دَارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوْجَاحِ
أَي ذات غِيرَانٍ .
( *!وأَوجَحَ ) الشيْءُ ( ظَهَرَ وبَدَا ، *!كوَجَّحَ ) . يقال *!وَجَّحَ الطّريقُ : ظَهرَ ووَضَحَ .
( و ) أَوْجَحَ ، إِذا ( بَلَغَ في الحَفْرِ *!الوَجَاحَ ) ، بالفتح ، ( أَي الصَّفَا الأَملسَ ) . قال الأَفْوَهُ :
وأَفراسٌ مُذَلَّلَةٌ وبِيضٌ
كأَنَّ مُتُونَها فيها الوَجَاحُ
( و ) *!أَوجَحَ ( البَوْلُ زَيْداً : ضَيَّقَ عَلَيْهِ ) ، ورُوِيَ عن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( أَنّه صلّى صَلاَة الصُّبح فلما سَلَّم قال : مَنِ استطاعَ منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو *!مُوجَحٌ ) ، وفي رواية ( فلا يُصلِّي *!مُوجِحاً . قيل : وما المُوجِح . قال : المُرهَق من خَلاءٍ أَو بَوْل ) يعني مضيَّقاً عليه . قال شَمِرٌ : هاكَذَا رُوِيع بكسر الجيم . وقال بعضهُمْ : *!مُوجَح ، وقد *!أَوجَحَه بَولُه . وسَمعْت أَعرابِيًّا سأَلتُه عنه فقال : هو *!المُجَحّ ، ذهبَ به إِلى الحامل .
( و ) *!أَوجَحَه ( إِلَيْه : أَلَجأَهُ ) ، ومنه *!المُوجَح ، وهو المُلْجَأُ ، وقد تقدّم
____________________

(7/203)


( و ) *!أَوْجَحَ ( البَيْتَ : سَتَرَه ) فهو *!مُوجَح : أَرْخَى عليه السِّترَ .
( و ) يقال ( لَقِيتُه لاِءَدْنَى *!وُجَاحٍ ) ، بالضّمّ ، ( لأَوّلِ شيءٍ يُرَى ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَوجَحَتِ النّارُ : أَضاءَتْ وبَدَتْ . *!وأَوجَحَتْ غُرّةُ الفَرَسِ *!إِيجاحاً : اتّضَحَتْ . وقد *!وَجَحَ *!يَوْجَحُ *!وَجْحاً إِذا التجأَ ، كذالك قُرِىءَ بخطّ شَمِرٍ . *!والمُوجِح الذي يُخفِي الشيءَ ويَستُره . وذكرَ الأَزهَرِيّ في ترجمة جوح : *!والوَجاحُ بَقيّة الشيْءِ من مالٍ وغيرِه ، وطَريقٌ *!مُوَجَّح كمعظَّم مَهْيَع *!والمُوجِح : الذي *!يُوجِح الشّيْءَ ويُمْسكه ويَمنَعه ، من *!الوَجَحَ وهو المَلجأُ . ويُقال للماءِ في أَسفل الحَوضِ إِذا كان مقدارَ ما يستره :*! وَجَاحٌ ، كذا في ( اللسان ) .
وحح : ( *!الوَحْوَحَة : صَوْتٌ مَعَه بَحَحٌ . و ) الوَحْوَحَةُ : ( النَّفْخُ في اليَدِ مِنْ شِدَّةِ البَرْدِ ) . وقد*! وَحْوَحَ من البَرْد ، إِذا رَدَّدَ نفَسَه في خَلْقه حتّى تَسمعع له صوتاً . قال الكُمَيت :
*!ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُها
ولَمْ يَكُ في النُّكْدِ المَقَالِيتِ مَشْخَبُ
( *!والوَحْوَحُ ) : الرَّجلُ ( الْمَنْكَمِشُ الحَدِيدُ النَّفْسِ ) . قال :
يا رُبَّ شَيخٍ من لُكَيزٍ*! وَحَوْحِ
عَبْلٍ شَدِيدٍ أَسْرُه صَمَحْمَحِ
( و ) *!الوَحْوَحُ : ( الشَّديدُ ) القُوَّةِ الّذي يَنْحِمُ عند عَمله لِنَشاطه وشِدّته . ورجالٌ *!وَحَاوِحُ .
( و ) الوَحْوَحُ : ( الكَلْبُ المُصَوِّتُ ، *!كالوَحْوَاحِ ، فيهما ) ، بل في الثلاثة ، كما في ( اللسان ) وغيره .
( و ) *!الوَحْوَاح ( الخَفِيف ) من الرِّجال . قال أَبو الأَسود العجليّ :
مُلازمٍ آثَارَهَا صَيْداحِ
واتَّسَقتْ لزاجرٍ *!وَحْواحِ
____________________

(7/204)



( و ) الوَحْوَح : ( طائرٌ ) ، قال ابن دُريد : ولا أَعرف ما صحّتُها .
( *!وتَوَحْوَحَ الظَّلِيمُ فَوْقَ البَيْضِ ) ، إِذا ( رَئِمَهَا وأَظْهَرَ وَلُوعَهُ بها ) . قال تَميم بن مقبل :
كبَيْضَةِ أُدْحِيَ*! تَوَحْوَحَ فَوْقَها
هِجَفّانِ مِرْيَاعَا الضُّحَى وَحَدَانِ
( *!ووَحِّ ) ، بالتشديد مبنيًّا على الكسر ، وفي مؤلفات الغريب : وَحْ وَحْ ( زَجْرٌ للبَقَر ) . *!ووَحْوَحَ الثَّوْرُ : صَوَّتَ . ووَحْوَحَ البَقَرَ : زجَرَها . وفي ( اللسان ) : وإِذا طَرَدْتَ الثّورَ قلْتَ له : قَعْ قَعْ ، وإِذا . زَجرْتَه قلت له : *!وَحْ وَحْ .
( *!والوَحُّ : الوَتِدُ ، و : ع ) بل ناحيةٌ من عُمَانَ . ( و ) *!الوَحُّ ( رَجُلٌ فَقِيرٌ . ومنه : ( أَفْقَرُ مِنْ *!وَحٍّ ) ) ويقال : كان وَحٌّ رَجلاً زَجَرَ فَقيهاً فَضُرِبَ به المثَل في الحاجَة . ( أَو من الوَتِدِ ) ، قاله ابن الأَعرابيّ ، وهو قول المفضّل .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الوَحْوَاحُ : السيِّدُ الرَّئيسُ ، جمْعه وَحَاوِحُ ، وبِه فسَّر ابنُ الأَثير قول أَبي طالبٍ يمدح النبيّ صلى الله عليه وسلم
حتّى تُجَالِدَكم عنه *!وَحَاوِحةٌ
شِيبٌ صَنَاديدُ لا يَدْعَرْهُم الأَسَلُ
هو جمْعُ *!وَحْوَاحٍ ، والهاءُ فيه لتأْنيث الجَمْعِ . ومنه حديث الذي يَعبُر الصِّراطَ حَبْواً وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ ، أَي أَصحابُ مَن كان في الدّنيا سيِّداً . ويَجوز أَن يكون من الوَحْوَحَة وهو صَوتٌ فيه بُحُوحةٌ ، كأَنّه يعنِي أَصحابَ الجِدَالِ والخِصَام والشَّغْبِ في الأَسواقِ وغيرها . ومنه حديث عليّ ( لقَدْ شفَى *!وَحَاوِحَ صَدْرِي حَسُّكُم إِيّاهم بالنِّصال ) . قال السُّهيليّ في الرّوض : الوَحَاوِحُ الحُرَق والحَرَاراتُ .
*!ووَحْوَحٌ : اسم رَجلٍ ، قال الجَعديُّ يرثيه ، وهو أَخوه :
ومِنْ قَبْلِه ما قدْ رُزِئتُ *!بِوَحْوَح
وكان ابنَ أُمِّي والخَليلَ المُصَافِيَا
____________________

(7/205)



وليس بصفة ، كما قاله ابن بَرِّيّ .
*!والوَحْوَحُ أَيضاً : وَسَطُ الوادِي ، عن أَبي عُبيد .
ودح : ( *!أَوْدَحَ ) الرّجلُ ( : أَقَرَّ ، أَو ) أَقرَّ ( بالباطِلِ ) ، حكاه ابن السِّكِّيت ، كذا في ( التهذيب ) . وأَنشد :
*! أَوْدَحَ لما أَنْ رَأَى الجَدّ حَكَمْ
( أَو ) *!أَوْدَحَ ، إِذا أَقرّ ( بالذُّلّ والانقِيادِ لمَنْ يَقُودُه ) ، نقله الأَزْهَرِيّ عن أَبي زيد ، وأَنشد :
وأَكْوى على قَرْنَيه بَعْدَ خِصائِه
بِنارِي وقد يُخصَى العَتُودُ فيُودحُ
( و ) أَوْدَحَ الرَّجلُ ( : أَذْعَنَ وخَضَعَ وانْقَادَ . و ) أَوْدَحَ ( : أَصْلَحَ الحَوْضَ . و ) *!أَوْدَحَتِ ( الإِبلُ : سَمِنَتْ وحَسُنَ حالُها ) ، وفي بعض النُّسخ : حسُنت ( و ) ربَّمَا قالوا أَوْدَحَ ( الكَبْشُ ) إِذا ( تَوَقفَ ولم يَنْزُ ) ، أَي لم يَعْلُ . ( و ) يقال : ( ما أَغْنَى عَنِّي *!وَدَحَةً ) ولا ( وَتَحَةً ) ولا وَذَحة ولا وَشَمة ولاَ رَشَمة ، كلّ ذالك محرَّكة ، أَي ما أَغنَى عنِّي شيئاً .
*!ووَدْحَانُ : مَوضع ، وقد سَمَّوْا به رجُلاً .
وذح : ( *!الوَذَحُ مُحَرَّكة : ما تَعلَّقَ بأَصْوَاف الغَنَمِ من البَعرِ والبَوْلِ ) ، وقال ثعلب : هو ما يَتَعَلَّقُ من القَذَرِ بِأَلْيَة الكَبْش . قال الأَعشى :
فَتَرى الأَعْدَاءَ حَولِي شُزَّراً
خاضِعِي الأَعناقِ أَمثَالَ *!الوَذَحْ
( الواحدة بهاءٍ . ج*! وُذْحٌ ، كبُدْنِ ) وبَدَنة . قال جريرٌ :
والتّغلَبِيَّة في أَفْوَاهِ عَوْرَتِها
وُذْحٌ كَثيرٌ وفي أَكْتَافِها الوَضَرُ
ويقال منه : ( *!وَذحَت ) الشَّاة ( ، كفَرِحَ ،*! تَوْذَحُ ، *!وتَيْذَحُ ) بالفتح والكسر معاً وَذَحاً .
( و ) قال النضر : الوَذَحُ :
____________________

(7/206)



( احْتِرَاقٌ في باطِنِ الفَخِذَين ) وانسِحاجٌ يكون فيهما . قال : ويقال له المَذَح أَيضاً .
( *!والوَذْحُ ) ، بفتح فسكون ، ( الذَّوْحُ ) ، وقد تقدّم .
( و ) من المجاز : *!الوَذَاح ، ( كسَحَابٍ : الفَاجِرةُ تَتْبَعُ العَبِيدَ ) .
( و ) قال الأَزهريّ عن أَبي عَمرو : يقال : ( ما أَغنَى عنّي *!وَذَحَةً ) ، أَي ( وَتَحَةً ) ، وقد تقدّم .
( وعَبْدٌ *!أَوْذَحُ : لَئيمٌ ) . وقال بعض الرُّجَّاز يهجو أَبا وَجْزةَ :
مَولَى بني سَعدٍ هجِيناً *!أَوْذَحَا
يسوق بَكْرَيْن وناباً كُحْكْحَا
قال أَبو منصور : كأَنّه مأْخوذٌ من الوَدَح ، فهو مَجاز .
( و )*! وُذَيْحٌ ( كَزْبير : والدُ بِشْر التّميميّ الشّاعر ) المشهور .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الوَذَحَة : الخُنَفساءُ ، من الوَذَح ، وهو ما يَتعلَّق بأَلْيَةِ الشَّاة من البَعرِ فيَجفّ ، وفي حديث عليّ كرّمَ الله وَجْهه ( أَمَا واللَّهِ ليُسلَّطَنَّ عليكم غُلامُ ثَقِيفٍ الذَّيَّال المَيَّال ، إِيه أَبا وذَحةَ ) ، وبعضهم يقوله بالخاءِ ، وفي حديث الحَجَّاج أَنّه رأَى خُنفَساءَ فقال : فاتَلَ اللَّهُ أَقواماً يَزعمون أَنّ هاذه من خَلْق الله . فقيل : ممَّ هي ؟ قال : من*! وَذَحِ إِبليسَ .
وشح : ( *!الوُشاحُ ، بِالضّمّ والكسر ) ، *!والإِشاح على البدل ، كما يقال وِكَاف وإِكافٌ . وقال المبرّد في ( الكامل ) : كلّ واو مكسورة أَوّلاً تُهمَز . وأَقرّهَا الجماعات وجعلوها قاعدةً ، نقله شيخنا . وكلُّ ذالك حَلْى النِّسَاءِ ، ( كِرْسَانِ منْ لُؤْلُؤ وجوْهر مَنظومان يُخَالفُ ) ، وفي بعض النسخ مَخالَفٌ ، ( بَينَهما ، مَعطوف أَحدهما على الآخَر )*! تَتَوشّحُ المرأَةُ به . ومنه اشتْقَّ *!توشَّح الرّجلُ بثَوْبه .
____________________

(7/207)



( و ) *!الوِشَاح : ( أَدِءَمٌ عرِيضٌ ) يُنسَج من أَديمٍ عَريضاً و ( يُرصَّعُ بالجواهرِ ) و ( تَشُدُّه المرأَةُ بينَ عاتِقَيْها وكَشْحيْهَا ) . وامرأَةٌ حاملةُ الوِشَاحِ *!والوِشاحَين ، ( ج *!وُشُحٌ ) بضمّتين ( *!وأَوْشِحةٌ *!ووَشَائحُ ) قال ابن سيده : وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاءِ . قال كُثَيِّر عزّةَ :
كأَنّ قَنَا المُرَّانِ تحْت خُدورِها
ظباءُ المَلاَنِيطَتْ عليها *!الوَشائحُ
( وقد *!تَوشَّحَت المَرْأَةُ *!واتَّشحتْ *!ووَشَّحْتُها *!توْشِيحاً ) . قال ابن سيده : *!التَّوْشيح أَن *!يَتَّشِح بالثَّوْب ثم يُخْرِجَ طَرَفَه الذي أَلقاه على عاتِقه الأَيسرِ من تحْتِ يدِه اليُمْنَى ، ثم يَعْقِد طَرَفَيْهِمَا على صَدْرِه . وقد *!وَشَّحَه الثَّوبَ *!وأَشَّحَه . قال مَعقل بن خُوَيلدٍ الهُذليّ :
أَبا مَعْقِلٍ إِنْ كُنْتَ *!أُشِّحْتَ حُلّةً
أَبا مَعْقِلٍ فانظُرْ بنَبْلِكَ مَن تَرمِي
وقال أَبو منصور : *!التَّوَشُّح بالرِّداءِ مثل التأَبُّطِ والاضطباع ، وهو أَن يُدخلَ الثَّوْبَ من تحْت يَدِه اليُمْنَى فَيُلقِيَه على مَنكِبه الأَيسرِ ، كما يفعل المُحْرِم .
( و ) من المجاز : ( هِيَ غَرْثَى الوِشَاحِ ) ، إِذا كَانَتْ ( هَيْفَاءَ . و ) من المَجَاز ( *!تَوشَّحَ ) الرَّجلُ ( بسَيْفِهِ وثَوبِه ) ونِجَادِه ، إِذا ( تَقلَّدَ ) . قال شيخنا : استعمالُ التَّقليدِ في الثَّوب غير معروف ، وكأَنّه قصَدَ به اللُّبْس مَجازاً ، وهو غيرُ سَديدٍ ، والّذي في مُصنَّفَات اللُّغَة : التَّوشيحُ بالثَّوب : وَضْعُه على عاتِقه مُخالفاً بين طَرَفَيْه . انتهى .
قلت : وقد تَقدّم في تَوشَّح الثَّوْبَ عن أَبي منصور وابن سيده ما يُبيِّن حَقيقتَه ، ثم قال أَبو منصور : والرَّجلُ *!يتَوشَّح بحَمائلِ سَيْفِه فتَقَع الحَمائلُ على عاتِقه اليُسرَى وتكون اليُمنَى مَكشوفَةً . قلْت : وفي الحديث : ( أَنّه كان يَتوَشَّحُ بثَوْبه ) ، أَي يَتَغَشَّى به ،
____________________

(7/208)


والأَصلُ فيه من الوِشاحِ . وسيأْتي في آخر المادّة .
( *!والوِشَاح ، بالكسر : سَيْفُ شَيْبَنَ النَّهْديّ . وذُو *!الوِشَاح ) : لقبُ رَجلٍ ( من بني سَوْمِ بن عَدِيّ . و ) الوِشَاحُ اسمُ ( سَيْفِ ) أَمير المؤمنين ( عُمَرَ بنِ الخطّابِ رَضِيَ اللَّهُ ) تعالى ( عَنْه ) .
( و ) عن ابن سيده : الوِشَاحُ و ( *!الوِشَاحَةُ ، بالكسر ) ، كإِزَارٍ وإِزَارةٍ ( السَّيْفُ ) ، لأَنه*! يُتَوَشَّح به . قال أَبو كَبيرٍ الهذليّ :
مُسْتَشْعِرٌ تحْتَ الرِّداءِ *!وِشَاحَةً
عِضْباً غَموضَ الحَدِّ غَيرَ مُفَلَّل
( *!وواشِحٌ : بطنٌ من الأَزْد ) ، من اليمن ، نزلوا البَصرة ، وهم بنو واشح بن الحارث ، منهم أَبو أَيّوبَ سُليمانُ بنُ حَرْبٍ ، عن شُعبَةَ والحَمَّاديْنِ وعنه البخاريّ وأَبو زُرْعَة .
( *!وَوَشْحَى ، كسكْرَى : ماءٌ لبني عَمرِو ابن كِلاَبٍ ) ، قال :
صَبَّحْنَ مِن وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا
ورواه أَبو زيادٍ بالمدّ ، وقالَ غيرُه : *!الوَشْحَاءُ ماءَةٌ بنَجدٍ في دِيَار بني كلابٍ لبني نُفَيلٍ منهم ، ودارةُ *!وَشْحَى : موضعٌ هُنالك ، عن كُرَاع .
( و ) من المجاز : ( الوَشْحَاءُ ) من ( العَنْز ) ، كذا بخطِّ أَبي سَهْلٍ ، وفي أُمَّهَات اللُّغَة ( من المَعْز ) : السَّوداءٌ ( الموشَّهَةُ ببَيَاضٍ )
( ) ومما يستدرك عليه :
خَرَجَ*! متوشِّحاً بلجامه . قال لبيدٌ :
ولقدْ حَمَيْتُ الحَيّ تَحمِلُ شكّتِي
فُرُطٌ ، *!-وِشَاحِي إِذا غَدَوْتُ لجامُها
أَخبر أَنَّه خَرَج طَليعةً لقوْمِه على راحلته وقد اجْتَنَبَ إِليها فَرَسَه *!وتَوشّحَ بلِجامها راكباً راحلَتَه ، فإِنْ أَحسَّ بالعَدْوّ أَلْجَمها ورَكبها تَحرُّزاً من العَدُوّ وغاوَلَهم إِلى الحَيِّ مُنذراً . وهو مَجاز .
*!والوُشْحَةُ *!والأُشْحة ، بالضَّم : الحَمِيَّةُ
____________________

(7/209)


والغَضَب والجِدّ . وقد ذكره المصنّف في التُّشْحة ، وهاذا موضعه على الصواب .
والوِشَاح : القَوْسُ .
ومن المَجاز *!المُوَشَّحة من الظِّباءِ والشَّاءِ والطَّيْر : الّتي لها طُرَّتانِ . زاد في ( الأَساس ) : مُسبَلتانِ من جانِبَيها . قال :
أَو الأُدْمُ المُوشّحة العَواطى
بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعَافِ
وديكٌ *!مُوشّح ، إِذا كان له خُطَّتان كالوِشَاح . وثَوْبٌ مُوشَّحٌ ، وذلك لوشْيٍ فيه ، حكاه ابن سيده عن اللِّيحْيَانيّ .
ومن المجاز أَيضاً : تَوشَّح الجبلَ : سلَكَه . *!وتَوَشّحَ المرأَةَ : جامعها . ومنه حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم *!-يَتَوَشَّحنى ) ، أَي يتغَشَّاني . ويقال : يُعانقني ويُقبّلني : وفي حديث آخَرَ : ( لا عدمْتَ رجُلاً *!وَشّحكَ هاذا الوِشاحَ ) ، أَي ضَرَبَكَ هاذه الضَّربةَ في موضِع الوِشَاحِ .
ويَومُ الوِشَاحِ ذَكَره ابن الأَثير ، وله قِصّة .
وكان للنّبيّ صلى الله عليه وسلمدِرعٌ تُسمَّى ذَات الوِشَاحِ .
واستدرك شيخنا :
*!التّوْشِيح : اسمٌ لنوع من الشّعْر استحدَثَه الأَندلسيون ، وهو فنٌّ عَجيبُ له أَسماطٌ وأَغصانٌ وأَعاريضُ مختلِفة وأَكثر ما يَنتهِي عندهم إِلى سبعةِ أَبيات .
*!ووِشاحُ بنُ عبد الله وولدُه محمّد بنُ وِشاحٍ ، ووِشاحُ بن جَوادِ الضّرير ، وفتْحُ بن محمد بن وِشاحٍ ، محدّثُون ، والأَخير زاهدٌ .
وضح : ( *!الوضَحُ ، محرّكة : بَياضُ الصُّبْحِ )
____________________

(7/210)


وقد يراد به مُطلقُ الضِّوْءِ والبَيَاضِ من كلِّ شيْءٍ . وفي الحديث : ( أَنّه كانَ يَرفَع يديْهِ في السُّجودِ حتّى يَتبيَّنَ وَضَحُ إِبطيْه ) أَي البياضُ الّذي تحْتهما ، وذالك للمبالغةِ في رفْعِهما وتَجافِيهِمَا عن الجَنبَين . وفي حديث عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( صُومُوا من *!الوَضَح إِلى الوَضَح ) ، أَي من الضَّوءِ إِلى الضَّوْءِ ، وقيل : من الهِلاَل إِلى الهِلال . قال ابن الأَثير : وهو الوَجْه ، لأَنَّ سِياقَ الحديث يدلُّ عليه ، وتَمامه ( فإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فأَتمُّوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ يَوْماً ) .
( و ) الوَضَحُ : بَياضُ ( القَمَرِ ) وضَوْؤُه ، ( و ) قد يُكنَى به عن ( البَرَص ) ، ومنه قيل لجَذيمةَ الأَبرشِ : *!الوَضَّاحُ ، وسيأْتى الكلامُ عليه ، وفي الحديث : ( جاءَه رجُلٌ بكفضه وَضَحٌ ) ، أَي بَرَصٌ . ( و ) الوَضَح : الشِّيَةُ ، و ( الغُرَّةُ والتَّحُجِيلُ في القَوَائِمِ ) وغير ذالك من الأَلْوان ، ومنه قولهم : فَرسٌ ذو *!أَوْضاح .
الوَضَح : ( ماءٌ لبني كلاَبٍ ) ، قال أَبو زياد : هو لبني جعفَرِ بن كِلاَبٍ ، وهي الحِمَى في شقّه الّذي يَلِي مهَبَّ الجَنوبِ . وإِنّما سُمِّيَ به لأَنّه أَرْضٌ بَيضاءُ تُنْبِتُ النَّصِيَّ بينَ جبال الحِمَى وبينَ النِّيرِ ، والنِّيرُ جِبالٌ لغَاضِرةَ بنِ صَعْصعة . كذا في ( المعجم ) .
( و ) في الحديث : ( غَيِّرُوا الوَضَحَ ) ، أَي ( الشَّيْبَ ) ، يعنِي اخْضِبوه .
( و ) الوَضَحُ : ( الدِّرْهَمُ الصَّحِيحُ ) ودِرهمٌ وَضَحٌ : نقِيٌّ أَبيضُ ، على النّسب . وحكَى ابن الأَعرابيّ : أَعطَيته دَراهِمَ *!أَوْضَاحاً كأَنّهَا أَلْبَانُ شَوْلٍ رعَتْ بِدَكْدَاكِ مَالكٍ . مَالَكٌ رَمْلٌ بعَينه قَلْما تَرْعى الإِبلُ هُنالك إِلاّ الحَلِيَّ ، وهو أَبيضُ ، فَشبَّه الدّراهمَ في بياضها بأَلبانِ الإِبل الّتي لا تَرْعَى إِلاّ الحَليَّ .
( و ) الوَضَحُ : ( مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ ) ووَسطُه .
( و ) من المجاز : حَبَّذا الوَضَحُ :
____________________

(7/211)


( اللَّبَنُ ) . قال أَبو ذُؤَيب :
عَقّوا بسهْمٍ فلم يَشعُرْ به أَحدٌ
ثمّ استفاءُوا وقالوا حَبّذا الوَضَحُ
أَي قالوا : اللَّبنُ إِلينا أَحبُّ من القَود ، فأَخبَرَ أَنّهم آثروا إِبلَ الدِّيَة وأَلبانَها على دَمِ قاتلِ صاحِبهم . قال ابن سيده : وإِراه سُمِّيَ بذالك لبَياضه . وقيل : الوَضَحُ من اللَّبَن : ما لم يُمْذق ، ويقال : كَثُر الوَضَحُ عند بني فُلان ، إِذا كَثُرتْ أَلْبانُ نعَمِهم .
( و ) الوَضَحُ : ( حَلْيٌ من الفِضَّة ) هاكذا ذَكرَه أَبو عُبيد في ( الغريب ) . وفي ( المَشَارِق ) : حَلْيٌ من الحِجارة . قال في التوشيح : أَي حجَارة الفضّة . و ( ج ) الكُلِّ (*! أَوضَاحٌ ) ، سُمِّيت بذالك لبياضها . وفي الحديث : ( أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلمأَقَاد مِن يَهوديَ قتَلَ جُوَيْريةً علَى أَوْضَاحٍ لها ) . ( و ) قيل : الوَضَحُ : ( الخَلْخَالُ ) ، فخَصَّ .
( و ) *!وَضَحُ الطَّرِيفَة : ( صِغَارُ الكَلاَ ) ، وقال أَبو حنيفَة : هو ما ابيَضَّ منها ، والجمْع أَوْضاحٌ . وقال الأَصمعيّ : يقال : في الأَرض أَوْضَاحٌ من كَلاَ ، إِذا كان فيها شيءٌ قد ابيضَّ . قال الأَزهريّ : وأَكثرُ ما سمعتُهم يَذكرون الوَضَحَ في الكَلإِ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيفِيَّ الذي لم يأْتِ عَلَيْه عامٌ ويَسودُّ . قال ابن أَحمرَ ووصَفَ إِبلاً :
تَتَبَّعُ *!أَوْضَاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ
وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيَا
وقال مَرّةً : هي بَقَايَا الحَلِيّ والصِّلِّيانِ ، لا تكون إِلاّ من ذالك .
( و ) قد ( وَضَحَ الأَمْرُ ) والشْيءُ ( يَضحُ*!وُضُوحاً *! وضحَةً ) ، كعِدَة ، ( *!وضَحَةً ) ، بالفتح لمكان حرْف الحلْقِ ، ( وهو *!واضحٌ *!ووَضَّاحٌ . *!واتَّضَحَ *!وأَوْضَحَ *!وتَوَضَّحَ : بانَ ) وظَهَرَ . ( *!ووَضَّحَه ) هو*! تَوْضيحاً ( *!وأَوْضَحَه ) *!إِيضاحاً ، *!وأَوضَحَ عنه .
وتَوَضَّحَ الطّرِيقُ : استبانَ .
____________________

(7/212)



( و ) *!الوَضَّاحُ ، ( ككتّان ) : الرَّجلُ ( الأَبيضُ اللَّوْنِ الحسَنُهُ ) الحَسَنُ الوَجْهِ البَسّامُ .
( و ) العرب تُسمِّي ( النَّهار ) الوَضَّاحَ واللّيلَ الدُّهْمَانَ .
( و ) الوَضّاح ( لَقَبُ جَدِيمةَ الأَبرشِ ) . وفي ( الصّحاح ) : وقد يُكنَى *!بالوضَحِ عن البَرص ، ومنه قيل لجَذِيمة الأَبرشِ الوَضّاحُ . قال : وهذا سببُ تَسْمية العرب له ، لا ما قاله الخليلُ : سُمِّي جَذِيمةَ الأَبرشَ لأَنّه أَصابَه حرْقُ نارٍ فبقِيَ أَثره نقطٌ سودٌ وحمر .
( و ) الوَضّاح ( مَولًى بَرْبَرِيٌّ لبنِي أُميَّة ) ، قال ذالك السُّكَّريّ في قول جرير :
لقد جاهَدَ الوَضّاحُ بالحقِّ مُعلِماً
فأَوْرثَ مَجْداً باقياً آل بَرْبَرَا
كان شاعراً ، وهو المعروف *!بوَضَّاحِ اليمن ، وكانت أُمُّ البنينَ بنت عبد العزيز بن مرْوَان تحْت الوليدِ بن عبد الملك ، وكانت تُحِبُّ الوَضّاحَ . وفي المضاف والمنسوب للثعالبيّ : قال الجاحظ : قُتِل بسبب الفِسق ثلاثةٌ من العبيد : وَضَّاحُ اليمنِ ، ويَسَارُ الكواعِب ، وعبْدُ بني الحسْحاس . ( وإِليه سبَتِ*! الوَضَّاحِيَّة ) وهي ( ة ) معروفة .
( و ) في حديث المَبْعَث : ( أَنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمكان يَلْعَبُ وهو صغِيرٌ مع الغِلْمانِ ( بعَظْمِ *!وضّاحٍ ) وهي لُعبةٌ ( لصِبيانِ الأَعراب ) ، وذالك أَن ( تأْخُذ الصِّبْيةُ عَظْماً أَبيضَ فيَرْمُونَه في ) ظُلْمَةِ ( اللَّيْلِ . و ) ، أَيْ ثُمّ ( يَتفرَّقُون في طلبِهِ ) فَمن وجده منهم فلَه القَمْرُ . قال : ورأَيت الصِّبيانَ يِصَغِّرونه فيقولون عُظيمُ وصاحٍ . قال : وأَنشدني بعضُهم :
عُظيم وضّاحٍ ضِحنَّ اللَّيْلهْ
لا تَضِحنّ بعْدهَا مِنْ ليْلةْ
( وبِكْرُ الوضَّاحِ : صلاةُ الغَداةِ .
____________________

(7/213)


وثِنْيُ دُهْمانَ : العشَاءُ الآخِرةُ ) ، قال الراجز :
لوْ قِسْتَ ما بيْن مُنَاخيْ سَبَّاحْ
لِثنْيِ دُهْمان وبِكْرِ الوضَّاحْ
لقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْدَاحْ
سبَّاحٌ بَعيرُه . والأَبداحُ : جوانِبُه .
( و ) عن أَبي عمْرٍ و : (*! استَوْضَح الشَّيْءَ ) واستَكفَّه ، وذالك ( إِذا وضَعَ يَدَه على عَيْنَيْه ) في الشَّمس ( لينظرَ هلْ يَراه ) يُوَقِّي بكفّه عَينيه شُعاعَ الشَّمسِ . يقال : استوضِحْ عنه يا فُلان . ( و ) استوضح ( فُلاناً أَمْراً ) ، وكذالك الكلامَ ، إِذا ( سأَله أَن يِوَضَّحه له ) . *!واستوضَح عن الأَمر : بَحثَ .
( *!والمُتَوَضِّحُ : مَنْ يظْهَر ) . وقد تَوضَّحَ الطّرِيقُ : استَبَانَ . ( ومَن يَرْكَب وضَحَ الطريقِ ) و ( لا يَدْخُل في الخَمَرِ ) محرَّكةً . ( و ) قال النضّر :*! المُتوضِّح ( من الإِبل : الأَبيضُ غيرُ ) وفي بعض الأُمّهات وليس ( شَدِيد البَياضِ ) ، أَشدُّ بَياضَاً من الأَعْيَصِ والأَصهَبِ ، ( *!كالوَاضِح ) ، وهو ( *!المُتَوضِّح الأَقْرَابِ ) ، وأَنشد :
مُتَوضِّح الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ
شَنِج اليَدَيْنِ تَخَالُه مَشكولاَ
( *!والوَاضحة : الأَسْنَانُ ) التي ( تَبْدُو عِنْد الضَّحك ) ، صفة غالبة . وأَنشدَ :
كلُّ خَليلٍ كنت صافَيتُه
لا تركَ اللَّهُ له *!وَاضِحَة
كلُّهُمُ أَرْوَغُ من ثَعلبٍ
ما أَشْبه اللَّيلَةَ بالبارِحَهْ
وفي الحديث : ( حتَّى ما أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ ) ، أَي ما طلَعُوا بضاحِكَة ولا أَبدوْها ، وهي إِحْدَى ضَواحِكِ الإِنسانِ .
( *!وتُوضِحُ بالضّمّ وكسْر الضّاد : ع ، بين إِمَّرَةَ إِلى أَسْودِ العيْنِ ) ، وهو كَثيبٌ أَبيضُ في كُثبانٍ حُمْرٍ بالدَّهناءِ بين أَجإٍ واليمامةِ .
____________________

(7/214)



( *!والوَضَحةُ ، محرَّكةً : الأَتانُ ) أُنثَى الحِمَارِ . ( و ) *!الواضِحة و ( *!المُوضِحةُ ) من الشِّجَاج : الّتي بَلَغت العَظْمَ*! فأَوضحتْ عنه ، وقيل : هي الّتي تَقْسِر الجِلْدَةَ الّتي بين اللَّهم والعظمِ ، أَو ( الشَّجَّةُ الّتي تُبْدِي وَضَحَ العِظَامِ ) وهي التي يكون فيها القِصَاصُ خاصّةً ، لأَنّه ليْس من الشِّجاج شَيْءٌ له حَدٌّ يَنتهِي إِليه سِوَاهَا ، وأَمّا غيرُها من الشِّجَاج ففيها دِيَتُهَا . والجمعُ *!المَوَاضِحُ . والتي فُرِض فيها خَمْسٌ من الإِبل هي ما كان منها في الرّأْس والوَجهِ ، فأَمّا *!المُوضِحةُ في غيرِهِما ففيها الحُكومة .
( و ) في الحديث : ( ( أَمَرَ النّبيُّ صلَّى الله ) تعلى ( عليه وسلّمَ بصِيَامِ الأَوَاضِحِ ) ) حكَاه الهرويّ في الغَريبَين . قال ابن الأَثير : وفي الحديث : ( أَمرَ بصيَام الأَوضاحِ ) ، ( أَيْ أَيّامِ ) اللَّيالي ( البِيضِ ) ، جمْعِ واضحة ، وهي ثالثَ عشَرَ ورابعَ عشَرَ وخامِسَ عَشرَ ، و ( أَصْلُه ووَاضِحُ فقُلبَت الواوُ ) الإِولَى ( هَمْزةً ) كما عُرِف ذالك في كُتُبِ الصرف .
( *!والوَضِيحَة : النَّعَم . ج*! وَضَائحُ ) ، قال أَبو وَجْزةَ :
لِقَوْمِيَ إِذْ قَوْمِي جَميعٌ نَواهُمُ
وإِذْ أَنَا في حَيَ كثيرِ *!الوَضَائِحِ
( و ) من المجاز : (*! وَضَحَتِ الإِبلُ باللَّبَن : أَلمَعتْ ) ، كذا في ( الأَساس ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الوَضَحُ : بياضٌ غالبٌ في أَلوانِ الشَّاءِ قد فَشَا في جَميع جَسَدِهَا ؛ والجمْعُ أَوضاحٌ . وفي ( التهذيب ) : في الصَّدْرِ والظَّهْرِ والوَجْهِ ، يقال له*! توضيحٌ ، وقد *!تَوضَّحَ .
*!وأَوضحَ الرَّجلُ والمرأَةُ : وُلدَ لهما أَولادٌ *!وُضَّحٌ بِيضٌ .
وقال ثعلب : هو منْك أَدْنَى واضحة ، إِذا وَضَحَ لك وظَهَرَ حتّى كأَنّه مُبْيَضٌّ .
ورجلٌ *!واضحُ الحعسَب *!ووَضَّاحُه : ظاهرُه نَقِيُّه مُبْيضُّه ، على المَثَل . وكذا قولهم : له النَّسَبُ الوضَّاحُ .
____________________

(7/215)



*!ووَضَحُ القَدمِ : بَياضُ أَخمَصه . وقال الجُميح :
والشَّوْك في وَضَحِ الرِّجْلينِ مَركُوزُ
وقال أَبو زيد : من أَين وَضَحَ الرَّاكبُ ، أَي مِن أَيْن بَدَا . وقال غيره من أَين أَوضَحَ ، بالأَلف . وقال ابن سيده : وَضَحَ الرّاكِبُ : طَلَعَ ، ومن أَين أَوْضَحْتَ ، بالأَلف ، أَي من أَين خَرَجْت ، عن ابن الأَعرابيّ . وفي ( التهذيب ) : من أَين *!أَوْضَحَ الرَّاكِبُ ، ومن أَين أَوْضَعَ ، ومن أَين بَدَا وَضَحُك .
*!وأَوضَحْتُ قَوماً : رأَيْتهم .
والواضِح : ضدُّ الخاملِ ، *!لوُضوح حالِه وظُهور فِضْلِه ، عن السَّعْديّ . *!والوُضَّح : الكَوَاكِبُ الخُنَّسُ إِذا اجْتَمَعَتْ مع الكواكِب المُضيئة من كواكِب المنازلِ . وقال اللّيث : إِذا اجتمعتِ الكواكِبُ الخُنَّس مع الكواكب المُضِيئةِ مِن كواكب المَنازِل سُمِّينَ جميعاً *!الوُضَّحَ .
وعن اللِّيحْيَانيّ : يقال : فيها *!أَوضاحٌ من النّاس وأَوباشٌ وأَسقاطٌ ، يُعنَى جماعاتٌ من قبائلَ شَتَّى . قالوا : ولم يُسْمَعْ لهاذه الحروفِ واحداً وقال أَبو حنيفة : رأَيتُ *!أَوْضاحاً من النّاس ها هُنا وها هُنا لا واحدَ لها .
وأَبو عبد الله محمّدُ بن الحسَيْنِ بن عليّ بن الوَضّاح الأَنباريّ الشاعر ، حدّثَ عن أَبي عبد الله المَحَامِليّ ، وأَبي حامدٍ الإِسماعِيليّ ، وانتقلَ إِلى نَيْسَابُورَ وبها تُوُفِّيَ سنة 345 .
وأَبو عُمَرَ عامرُ ابن أَسيدِ بن وَاضِحٍ الأَصبهانيّ عن ابن عُيينَة ويحيي القَطَّانِ .
وطح : (*! الوَطْحُ ) ، كذا هو بفتح فسكون في سائر النسخ ، وهو صَنيعُ المصنّفِ ، وبخطِّ أَبي سهْل : الوَطَح ، هاكذا محرَّكَةً . وهو ( ما تَعَلَّقَ بالأَظلاف ومخالِبِ الطَّيرِ من الطينِ والعُرَّة ) وبخطّ أَبي زكريّا : من الطِّين والعُرِّ ،
____________________

(7/216)


وهو جائزٌّ أَيضاً ، وأَشبه ذالك ، واحدته وَطْحَةٌ .
( و ) قد ( *!وَطَحَه *! يَطِحُه ) *!طِحَةً ، كعِدَةِ ، إِذا ( دَفَعَه بيدَيْهِ عَنِيفاً ) ، أَي في عُنْفٍ ، كما في بعض كُتب الغريب .
( و ) القَومُ ( *!تَوَاطَحُوا ) إِذا ( تدَاوَلُوا الشَّرَّ بَيْنَهُم ، أَو ) تَوَاطَحُوا ، إِذا ( تقَاتَلُوا ) ، وبه فسّر قول الحَكَم الخُضْرِيّ .
لَذَ بأَفْوَاهِ الرُّواةِ كأَنّمَا
*!يَتَوَاطَحُون به على الدِّينارِ
وقال أَبو وَجزة :
تُفرِّج بين العَسكرِ المُتَوَاطِحِ
( و ) *!تَواطَحَت ( الإِبلُ ) على ( الحَوْضِ ) ، إِذا ( ازْدَحَمَتْ عَلَيْه ) .
( *!والوَطِيحُ ، كشَرِيف : حِصْنٌ بخَيْبَرَ ) ، وستأْتِي عدّةُ حصونِ خيبرَ في خبر .
وقح : ( *!وَقحَ الحافِرُ ، ككَرُمَ وفَرِحَ ووَعَدَ ) ، *!يَوْقُح *!ويَوْقَح *!ويَقِحُ ( *!وَقَاحَةً ) ، بِالفتح ، ( *!ووُقُوحَة ) ، بالضّم ، كلاهما مصدَر وقُحَ ككرُمَ ، ( *!وقِحَةً ) ، كعِدَة ، ( *!وقَحَةً ) بالفتح ، مصدران للمفتوح والمكسور ، وهما نادِرانِ . قال ابن جنّي : الأَصل وِقْحَة ، حذفوا الواوَ على القياس كما حذفت من عِدَة وزِنَة ، ثم إِنّهُم عدَلوا بها عن فِعْلَةٍ إِلى فَعْلَة ، فأَقَرُّوا الحرفَ بحاله وإِن زالت الكسرة التي كانت مُوجِبةً له فقالوا *!القَحَة ، فتَدرَّجوا *!بالقِحَة إِلى القَحَة وهي*! وَقْحَةٌ كجَفْنَة ، لأَنَّ الفاءَ فُتِحَت لأَجل الحرفِ الحَلقيّ كما ذهبَ إِليه محمّد بن يَزيد . وأَبَى الأَصمعيُّ في *!القَحَة إِلاّ الفتحَ ، كذا في ( اللسان ) ( *!ووَقَحاً ) ، محرَّكةً مصدرُ *!وَقِحَ ، كفَرِحَ ، هاكذا على الصّوَاب كما في في سائر النُّسخ ، واستبه على شيخنا فجعلَه تارةً كالوَعْدِ ، وتارة بالضّمّ ، وتارةً ، بضمّتين ،
____________________

(7/217)


واستدرك بهاذا الأَخير على المصنف .
*!ووَقحَ ( وهو *!وَاقِحٌ ) ، إِذا ( صَلُبَ ) واشتدَّ ، ( *!كاسْتَوقَحَ *!وأَوْقَحَ ) ، وكذالك الخُفُّ والظَّهْرُ .
( و ) من المجاز : *!وَقِحَ ( الرَّجُلُ : قَلَّ حَياؤُه ) *!وَقَاحَةً ، وهو بَيَّنُ الوَقَحِ *!والوُقُوحِ ، زادهما اللِّحيانيّ في الوَجْهِ ، ويقال رَجلٌ *!وَقِيحُ الوجْهِ *!ووَقَاحُه : صُلْبُه قليلُ الحياءِ ، والأُنثَى *!وَقَاحٌ ، بغير هاءٍ ، والفعل كالفِعل ، والمصدر كالمصدر وقال أَئمَّةُ الاشتقاقِ : *!الوَقَاحَة : الجَرَاءَة على القَبائح وعَدَمُ المبالاةِ بها ، كما نقله البيضاويّ والزمخشريُّ .
( و ) من المجاز : ( *!المُوَقَّحُ ، كمُعظَّم : المُحرَّب ) الّذي قد أَصابته البَلايَا ، عن اللِّحْيَانيّ ، وهو المُوَقَّعُ أَيضاً .
( وَرَجُلٌ وَقَاحُ الذَّنَبِ ) ، محرَّكَةً ، *!وَوَقَاحٌ ( كَسَحَابٍ : صَبُورٌ على الرُّكُوب ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( وحافرٌ وَقَاحٌ : صُلْبٌ ) : باق على الحِجَارَةِ ، والنّعْت وَقاحٌ ، الذَّكَرُ والالنثَى فيه سواءٌ و ( ج *!وُقُحٌ ) ، بضمْ فتشديد .
( *!وتَوْقِيحُ الحَوْضَ : إِصْلاحُه بالمَدَرِ ) حتّى يَصْلُب فلا يُنشِّفَ الماءَ ، ( و ) قد *!يُوقَّح ب ( الصَّفائح ) . وقال أَبو وَجزةَ :
أَفْرِغْ لَهَا مِن ذِي صَفِيحٍ *!أَوْقَحَا
مِن هَزْمةٍ جابَتْ صَمُوداً أَبْدَحَا
( و ) *!التّوقيح ( في الحافر : تَصْلِيبُه بالشَّحْم المُذَاب ) حتّى إِذا تَشيَّطَتِ الشَّحْمَةُ وذَابَتْ كُوِيَ بها مواضِعُ الحَفا والأَشاعِرِ .
( ) ومن المجاز : بعيرٌ *!مُوَقَّحٌ : مَكدودٌ بالعمل ، وهو مما يستدرك عليه .
وكح : ( *!وَكَحَه برجْله *!يَكِحُه ) *!وَكْحاً ، إِذا ( وَطِئَه ) وَطُأً ( شَدِيداً ) .
( *!والوُكُحُ ، لضمَّتين : الفِرَاخُ الغَلِيظَة ) ، على النَّسب ، كأَنّه جمْعُ *!واكحٍ أَو*! وَكُوحٍ ، إِذْ لا يَسوع أَن يكون جمعَ *!مُستَوكِحٍ ( وقد *!اسْتَوْكَحتْ ) : غَلظَت .
____________________

(7/218)



( *!والأَوْكَحُ : التُّرَابُ ) وقد تقدّمت الإِشارة إِليه في أَوّل الباب ، لأَنّه عند كُراع فَوْعَل ، وقياس قَول سيبويه أَن يكون أَفعل . ( و ) *!الأَوْكَح أَيضاً : ( الحَجَرُ ) ، والمكان الصُّلبُ .
( *!وأَوْكَحَ ) الرَّجلُ ( أَعْيَا . و ) *!أَوكَحَ ( في حَفْرهِ ، أَي بَلَغَ الحَجَرَ ) . قال الأَصمعيّ : حَفَرَ فأَكْدَى وأَوْكَحَ ، إِذا بلَغَ المكانَ الصُّلبَ .
( و ) قال الأَزهريّ عن أَبي زيد : أَوْكَحَ ( العَطِيَّةَ ) إِيكاحاً إِذا ( قَطَعهَا . و ) في ( التهذيب ) : *!أَوْكَحَ ( عَنِ الأَمْرِ : كَفَّ ) عَنْه وتَركَه ، وقيل أَوْكَحَ الرَّجُلُ : مَنَعَ واشتدَّ على السائل ، ( و ) قال المفضَّل : ( سَأَلَهُ *!فاسْتَوْكَحَ ) *!استيكاحاً ، إِذَا ( أَمْسَكَ ولم يُعْطِ ) .
ولح : ( *!وَلحَ البَعِيرَ كوَعدَه : حمصله ما لا يُطيقُ ) .
( *!والوَلِيحُ *!والوَلائحُ : الغرائِرُ والجِلالُ ) والأَعْدال يُحمَل فيها الطّيبُ والبَزُّ ونحوُه ، قال أَبو ذُؤَيبٍ يصف سَحاباً :
يُضيءُ رَبَاباً كَدُهْمِ المَخَا
ضِ جُلِّلْن فوقَ الوَلاَيَا *!الوَلِيحَا
( الواحِدَة *!وَلِيحَةٌ ) ، وقيل هو الضَّخْم الواسعُ من الجَوَالق . وقيل هو الجُوَالِق ما كَانَ . وقال اللِّحْيَانيّ : *!الوَليحة : الغِرَارَةُ ، والمِلاَحُ : الْمِخْلاةُ ، قال ابن سيده : وأُراه مقلوباً من الوَليح ، وقد تقدّم في ملح ما يتعلق به فراجعْه .
ومح : ( *!الوَمّاح ، ككَتّانٍ : صَدْعُ فَرْجِ المَرأَةِ ) قال الأَزهَرِيّ : قرأْت بخطّ شَمِرٍ ، أَنّ أَبا عَمْرٍ و الشَّيْبَانيَّ أَنشد هاذه الأَبيات :
لمصا تَمشّيْت بُعَيدَ العتَمهْ
سمِعْتُ من فَوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ
إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمهْ
يَؤُرّهَا فَحْلٌ شديدٌ الضَّمُضَمهْ
أَرًّا بِعَتَّارٍ إِذا ما قَدَّمَهْ
فيها انْفَرَى *!وَمّاحُها وخَزَمَهْ
____________________

(7/219)



قال : وَمّاحُها : صَدْعُ فَرْجِها . وانفَرَى : انفَتح وانفتقَ لإِيلاجه الذَّكَر فيه ، قال الأَزهريّ : لم أَسمعْ هاذا الحرْف إِلاّ في هاذه الأَرجوزةِ ، وأَحسبها في نوادره .
( *!والوَمْحة ) ، بفتح فسكون ( الأَثَرُ من الشَّمْسِ ) ، حكاه الأَزهريّ خاصّةً عن ابن الأَعرابيّ .
ونح : ( *!وَانَحَهُ *!مُوانحَةً : وافَقَهُ ) . كذا قاله ابن سيده .
ويح : ( *!وَيْحٌ لزيدٍ ) ، بالرفْع ، ( *!ووَيْحاً له ) بالنّصب ، ( كَلمةُ رَحْمَةٍ ) ، وويْلٌ كلمةُ عَذَابٍ ، وقيل هما بمعنى واحدٍ . وقال الأَصمعيّ : الوَيل قُبُوحٌ ، *!والوَيْح تَرحُّمٌ ، ووَيْسٌ تَصغيرُها ، أَي هي دونها . وقال أَبو زيد : الوَيْلُ هَلَكةٌ *!والويْحُ قُبُوحٌ ، والوَيْس ترَحُّمٌ ، وقال سيبويه : الوَيْلُ يقال لمن وَقَعَ في الهَلَكَةِ ، الوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشرَف في الهَلَكةِ . ولم يذْكر في الوَيس شَيئاً . وقال ابن الفَرج : الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْس واحدٌ . وقال ابن سيده : وَيْحَه كوَيْله ، وقيل : وَيْحٌ تقبيحٌ .
قال ابن جنّى : امتنعوا من استعمال فِعْل الويحِ ، لأَنّ القياس نَفاه ومَنَع منه ، وذالك لأَنّه لو صُرِّف الفِعْلُ من ذالك لوجبَ إِعلالُ فائِه كوَعَد ، وعَينه كباع ، فتحامَوا استعمالَه لِمَا كان يُعقِب من اجتماع إِعلالين . قال ولا أَدرِي أَأُدخل الأَلفُ واللاّم على الوَيْح سَمَاعاً أَم تَبسُّطاً وإِدلالاً . وقال الخليل : وَيْسٌ كلمةٌ في موضع رأْفةٍ واستملاحٍ ، كقَولك للصّبيّ وَيْحَه ما أَملَحَه ، ووَيْسَه ما أَملَحَه . وقال نصرٌ النَّحوِيّ : سمعْت بعضَ مَن يَتنطَّع يقول : *!الوَيْح رَحمةٌ ، وليس بينه وبين الوَيْل فُرقَانٌ إِلاّ أَنّه كان أَلْيَنَ قليلاً .
وفي ( التهذيب ) : قد قال أَكثرُ أَهلِ اللُّغَةِ إِنّ الوَيلَ كلمةٌ تقال لكلّ مَن وَقَع في هَلَكةٍ وعَذاب ، والفرْقُ بين وَيْح ووَيْل ، أَنّ وَيْلاً تقال لمن وَقَعَ في هَلَكةٍ أَو بَلِيّة لا يُترحَّمُ
____________________

(7/220)


عليه ، *!ووَيْح ثُقال لكلِّ مَن وَقَع في بَلِيّة يُرْحَم ويُدعَى له بالتخلُّص منها . أَلا ترَى أَنَّ الوَيْل في القرآن لمستحِقيِّ العذابِ بجرائِمهم ، وأَمّا وَيْح فإِنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمقالها لعمّار : ( *!وَيْحَك يا ابنَ سُميّةَ بُؤساً لك ، تَقتُلُكَ الفِئةُ الباغِية ) كأَنّه إِعلِمَ ما يُبتلَى به من القَتْل فتوجَّعَ له وتَرحَّمَ عليه .
( ورَفْعُه على الابتداءِ ) ، أَي على أَنه مبتدَأٌ والظرْف بعده خبَرُهُ . قال شيخنا : والمسوِّغ للابتداءِ بالنكرة التعظيمُ المفهومُ من التنوين أَو التنكير ، أَو لاِءَنَّ هاذه الأَلفاظَ جَرتْ مَجْرَى الأَمثال ، أَو أُقيمَت مُقامَ الدُّعَاءِ ، أَو فيها التعجُّبُ دائماً ، أَو لوُضوحه ، أَو نحو ذالك مما يُبديه النّظَرُ وتَقتضِيه قواعِدُ العربيّة . ( ونَصْبُه بإِضمارِ فعْل ) ، وكأَنك قلت : أَلْزمَه اللَّهُ *!وَيْحاً ، كذا في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) . وفي ( الفائق ) للزّمخشريّ ، أَي أَتَرحَّمه تَرحُّماً . وزاد في ( الصّحاح ) : وأَما قولهم : فَتعساً لهم ، وبُعْداً لثَمود ، وما أَشبه ذالك فهو منصوبٌ أَبَداً لأَنّه لا تَصِحُّ إِضافتُه بغير لامٍ ، لأَنّك لو قلْتَ فتَسَهم أَو بُعْدَهم لم يَصلُح ، فلذالك افترقَا .
( و ) لك أَن تقول : (*! وَيْحَ زيدٍ *!ووَيْحَه ) ، ووَيْلَ زَيْدِ ووَيْلَه . بالإِضافَة ، ( نَصْبُهما به ) أَي بإِضمار الفِعْل ( أَيضاً ) ، كذا في ( الصّحاح ) ، وربما جُعِل مع ( ما ) كلمةً واحدةً .
( و ) قيل : ( *!ويْحمَا زيدٍ بمعْنَاهُ ) ، أَي هي مثلُ ويْح كلمة ترحُّم قال حُميدُ بنُ ثورٍ :
أَلاَ هَيَّمَا مِمّا لَقِيتُ وهَيَّمَا
ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ مَاهُنّ ويْحَمَا
ووجدْت في هامش ( الصّحاح ) ما نصُّه : لم أَجِدْه في شعْره . ( أَو أَصلُه ) أَي أَصْلُ وَيْح ( ويْ ) ، وكذالك ويْس ووَيْل ( وُصلَت بحاءٍ مَرَّةً ) فقيل : وَيْح ( وبلام مرَّة ) فقيل وَيْل وستأْتي ، ( وبباءٍ مرّةً ) فقيل وَيْب ، وقد
____________________

(7/221)


تقدّم ، ( وبسِينٍ مرّة ) فقيل وعيْس ، كما سيأْتي ، وسيأْتي الكلام عليها في محلِّهَا . وكذا ويْك ، ووَيْه وويْح . قال سيبويه : سأَلتُ الخليلَ عنها فزعم أَنّ كلّ مَن نَدِم فأَظهر نَدَامَتَه قال : وعيْ ، ومعناها التَّنديمُ والتَّنبيه . قال ابن كَيْسَان : إِذا قالوا وَيْلٌ له *!ووَيْحٌ له ، ووَيْسٌ له ، فالكلام فيهنّ الرَّفعُ على الابتداءِ ، واللام في موضع الخبر ، فإِن حذفت اللام لم يكن إِلاّ النصب كقوله : وَيْحَه ووَيْسَه .
2 ( فصل الياءِ ) التحتية مع الحاءِ المهملة ) 2
يوح : (*! يُوحُ *!ويُوحَى ، بضمِّهما من أَسماءِ الشَّمْس ) . قال شيخنا : كَتْبه بالحمرةِ مُؤْذِنٌ بأَنَّ الجوهريّ لم يذْكرهُ ، وليس كذالك ، فإِنه قد ذكرَه في الموحّدة ، وأَورد الخلاف هناك فأَغنى عن إِعادته هنا ، انتهى .
قلْت : ووجدْت في هامش ( الصّحاح ) منقولاً من خطِّ الإِمام أَبي سهل ما نصُّه : يُوحُ ويُوحَى من أَسماءِ الشمس ، وذكرَ ذالك أَبو عليّ الفارسيْ في الحلبيَّات عن المبرد ، انتهى .
قلت : هاذه العبارة تتمّة من كلام ابن بَرِّيّ ، فإِنه قال : لم يذْكر الجوهريّ في فصل الياءِ شيئاً ، وقد جاءَ منه يُوحُ اسمٌ للشَّمس . قال وكان ابن الأَنباريّ يقول هو بوحُ ، بالباءِ ، وهو تصحيف . وذكره أَبو عليّ الفارسيّ في الحلبيّات عن المبرّد بالياءِ المعجمة باثنتين ، وكذالك ذكره أَبو العلاءِ المعرّيّ في شعره فقال :
ويُوشَع ردَّ يُوحَى بَعضَ يَوم
وأَنْتَ مَتَى سَفَرْتَ رَدَدْتَ *!يُوحَا
قال : ولمّا دَخَلَ بَغَدادَ اعتُرض عليه في هاذا البَيتِ فقيل له : صحَّفتَه ،
____________________

(7/222)


وإِنّما هو بوحُ بالبَاءِ ، واحتجُّوا عليه بما ذكره ابنُ السِّكِّيت في أَلفاظه ، فقال لهم : هاذه النُّسخ التي بأَيديكم غيَّرها شُيوخُكم ، ولاكن أَخرِجوا النُّسخَ العَتِيقة فأَخرَجُوهَا فوجدوها بالتّحتيّة كما ذكرَه أَبو العلاءِ . وقال ابن خالَويه : هو يُوحُ ، بالياءِ المعجمة باثنتين وصحَّفه ابن الأَنباريّ فقال بُوحُ ، بالموحدة . وجرَى بين ابنِ الأَنباريّ وبين أَبي عُمَر الزاهِد كلّ شيْءٍ حتَّى قالت الشّعراءُ فيهما ، ثم أَخرجا كتاب الشَّمس والقَمر لأَبي حاتم السِّجستانيّ فإِذا هو يوح بالياءِ المعجمة باثنتين ، وأَما البوح بالباءِ فهو النَّفْسُ لا غيُ .
وقال ابن سيده : يُوحُ : الشَّمْسُ ، عَنْ كُرَاع ، لا يدخله الصَّرف ولا الأَلف واللام ، والذي حكاه يعقوبُ بوحُ ، انتهى .
وفي حديث الحسن بن عليّ : ( هل طَلَعَتْ يُوح ) ، يعني الشَّمس . وهو من أَسمائها ، كبَراحِ وهما مبنيّان على الكسر . قال ابن الأَثير : وقد يقال فيه *!يُوحَى ، على مثال فُعْلَى .
ومن سَجعات الأَساس : جعلَك اللَّهُ أَعْمَرَ من نُوح ، وأَنْوَرَ من يُوح .
ونقل شيخنا عن السَّفاقسيّ في إِعراب الفاتحة : قيل : لم يجىءْ ما فاؤُه ياءٌ تَحتيّة وعينُه واو غير يَومٍ ، اتفاقاً ، قيل : *!ويُوحُ اسمٌ للشمس ، وقيل هو بالموحّدة . ومثله في المزهر .
يدح : ( ) ومما يستدرك عليه من مادّة الياءِ مع الحاءِ :
*!يدح . قال ابن منظور : رأَيت في بعض نسخ الصّحاح : *!الأَيدح اللّهوُ والباطلُ . تقول العرب : أَخَذْته *!بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ ، على الإِتباع . *!وأَيْدَحُ أَفعَلُ لا فَيْعَلٌ . قال ابن بَرِّيّ : لم يذكر الجوهريّ في فصل الياءِ شيئاً ، انتهى .
قلت : وقد وجَدْت ذالك منقولاً في هامش نسخة الصّحاح من خطّ الإِمام أَبي سهْل النحويّ الهَرويّ . والمصنِّف ذكره في بدح بالموحَّدة على خلاف الصَّواب ، وهنا محلُّ ذِكره ، والله سبحانه وتعالى أَعلَمُ ، وأَمره أَحكمُ .
____________________

(7/223)


1 ( باب الخاءُ المعجمة ) 1
من كتاب القاموس المحيط .
قال ابن كَيْسَان : من الحروف المجهور والمهموسُ ، والمهموسُ عَشرةٌ : الهاءُ ، والحاءُ والخَاءُ والكاف ، والشِّين ، والسّينُ ؛ والتاءُ ، والصاد ، والثاءُ ، والفاءُ ، ومعنَى المهموسِ أَنّه حرْفٌ لانَ في مَخرجه دون المجهور ، وجَرَى معه النَّفَسُ ، فكان دون المجهور في رَفْع الصَّوت .
وقال الخليل بن أَحمد : حروفُ العربيّة تسعةٌ وعشرون حرفاً ، منها خمسةٌ وعشرونَ صِحاحٌ لها أَحيازٌ ومدارِجُ ، فالخاءُ والغين في حيّز واحد ، والخاءُ من الحروف الحلْقية . وقد تقدّم شيءٌ من ذالك .
2 ( فصل الهمزة ) مع الخاء ) 2
أَبخ : ( *!أَبَّخه *!تأْبيخاً ) : لغة في ( وَبْخه ) ، ومعناه : لامَه ( وعَذَلَه ) ، قال ابن سيده : حكاه ابنُ الأَعرابيّ ، وأُرى همزته إِنّما هي بدلٌ من واو وَبَّخه ، على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليلٌ ، كوَناةٍ وأَناةٍ ، وَوَحَدٍ وأَحَدٍ .
قلت : ومثْله ذَكَرَ الخطيبُ أَبو زكريّا في ( حاشية الصّحاح ) ، ورأَيته منقولاً من خطِّه عند قوله : الوشاح .
أَخخ : ( *!الأَخِيخَةُ : دَقِيقٌ يُعَالَج بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ ) ثم يُصَبُّ عليه ماءٌ ( ويُشْرَبُ ) ، ولا يكون إِلاّ رقيقاً . قال :
تَصْفِرُ في أَعظُمِه المَخِيخَهْ
تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ على الأَخِيخَهْ
شعبَّهَ صَوْتَ مصِّه العظَامَ التي فيها المخّ بتجشُّؤ الشّيخ ، لأَنّه مُسْتَرْخِي الحَنَكِ واللَّهَوَات ، فلَيْسَ لجُشَائِ صَوْتٌ . قال أَبو منصور : هاذا الذي قيل في الأَخِيخَة صحيح ، سُمِّيَتْ *!أَخِيخَةً لحكايةِ صَوْتِ المتجشِّىء إِذا تَجشّأَها لرِقَّتِها .
( *!وأَخُّ : كلمةُ تَكْرُّهٍ ) وتَوجُّعٍ
____________________

(7/224)


( وتَأْوُّهٍ ) من غَيظٍ أَو حُزنٍ . قال ابن دريد : وأَحسبها مُحدَثة .
( والأَخُّ : القَذَر ) ، قال :
وانْثَنَتِ الرِّجْلُ فصَارَتْ فَخَّا
وصارَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ أَخّا
( ويكسر ) ، وهاكذا أَنشده أَبو الهَيْثَم .
( و ) الأَخُّ والأَخَّة ( لُغة في الأَخِ ) والأُختِ ، حكاه ابن الكلبيّ ، قال ابن دريد : ولا أَدرِي ما صحّةُ ذالك .
( *!وإِخْ ، بالكسر : صَوتُ إِناخَةِ الجَمَلِ ) ، ولا فِعلَ له . وفي الموعب : ولا يقال *!أَخَخْتُ الجَملَ ولاكن أَنَخْته . ( و ) *!إِخّ ( بمعْنَى كِخَّ ، أَي اطْرَحْ . وقد يُفْتح فيهما ) ، أَي في معنى الطَّرْح والزجْر .
( وا ) *!وأخَّا ، بالضّمّ : ع البَصْرةِ ، به أَنهرٌ وقُرًى ) في جانب دجلةَ الشرقيّ .
ومن المجاز : بين السَّماحة والحَماسة تآخ .
أَرخ : ( *!أَرَخَ الكِتَابَ ) ، بالتخفيف ، وقَضِيَّته أَنّه كنَصَرَ ، ( *!وأَرّخَه ) ، بالتشديد ، ( *!وآرَخه ) ، بمَدِّ الهمزة : ( : وعقَّتَه ) ، *!أَرْخاً *!وتأْريخاً *!ومُؤارَخة . ومثله التَّوْريخُ ، وزَعمَ يعقوبُ أَنّ الواو بَدلٌ من الهمزة . وقيل إِنَّ *!التَّأْريخ الذي *!يُؤرّخه الناسُ ليس بعربيّ محْض ، وإِنّ المسلمين ، أَخذوه من أَهْل الكتاب . قال شيخنا : وقد أَنكرَ جماعةٌ استعمالَه مخفّفاً ، والصّوابُ ورودُه واستعماله ،
____________________

(7/225)


كما أَورده ابن القطاع وغيره . والخِلاف في كونه عربيًّا أَو ليس بعربيّ مشهور ، وقيل هو مقلوب من التأْخير .
وقال الصُّوليّ : تاريخ كلِّ شيءٍ غابتُه ووَقتُه الذي ينتهِي إِليه ، ومنه قيل : فلانٌ تاريخُ قومِه ، أَي إِليه يَنتهِي شَرَفُهم ورياستُهم .
وفي المصباح : *!أَرَّخْتُ الكتابَ ، بالتثقيل ، في الأَشهَر ، والتخفيفُ لغةٌ حكَاها ابن القطّاع ، إِذَا جلتَ له تاريخاً . وهو معرّب ، وقيل عربيٌّ ، وهو بَيان انتهاءِ وَقْته . ويقال : ورَخَّت ، على البدَل ، والتَّوريخ قليلُ الاستعمال . *!وأَرّخت البيِّنة : ذكرْتُ تاريخاً وأَطلقْت ، أَي لم تذكره ، انتهى .
( والاسم *!الأُرْخَة ، بالضّمّ ) .
( *!والأَرْخُ ) ، بفتح فسكون ، وهو الصحيح ، قاله أَبو منصور ، ( ويُكْسر ) ، نُقِلَ عن الصَّيْدَاويّ : ( الذَّكَرُ من البَقَرِ ) ، ويقال : الأُنْثَى من البقَر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عَلَيْهَا الثِّيرَانُ .
( و )*! الأَرَخُ ، ( محرَّكةً : ة بأْجَأَ ) أَحدِ جَبَلَيْ طيِّىء .
( *!-والأُرْخِيُّ ، بالضّمّ : الفَتِيّ مِنه ) أَي من البقر ، ومنهم من عَمَّ به البقرَ *!كالأَرْخِ *!والإِرْخِ ، قاله أَبو حنيفة ، والجمع *!آراخٌ *!وإِراخٌ ، والأُنثى *!أَرَخَه ، محرّكةً ، *!وإِرْخَة ، والجمع *!إِراخٌ لا غير . قال ابن مُقْبل :
أَو نعْجَةٌ من إِراخِ الرّملِ أَخْذَلَها
عنْ إِلْفها واضِحُ الخَدّينِ مَكْحُولُ
قال ابن برّيّ : هاذا البيتُ يقوِّي قَول مَن يقول إِنّ *!الأَرْخَ الفِتيّة بِكْراً كان أَو غير بِكْر ، أَلاَ تَرَاه قد جعلَ لها وَلداً بقوله : واضح الخدّين مكحول والعرب تُشبِّه النِّساءَ الخَفِراتِ في مَشْيهنّ *!بالإِراخِ ، كما قال الشاعر :
يمشِين هَوْناً مِشْيَةَ *!الإِراخِ
( أَو ) الإِراخ ( ككِتَابٍ : بَقَرُ الوَحْش ) ، الواحد *!أَرْخة . ويُطلق على المذكّر والمؤنّث ، وهو ظاهرُ كلام الجوهري .
____________________

(7/226)



( *!والأُرْخِيَّة ولَدُ الثَّيْتَل ) ، وقال ابن السِّكّيت : الأَرْخ بقَرُ الوَحْش . فجعلَه جِنْساً ، فيكون الواحِد على هاذا القول أَرْخَة ، مثل بَطّ وبطَّةٍ ، وتكون الأَرْخة تقَع على الذّكر والأُنثى ، يقال : *!أَرْخَة ذَكرٌ *!وأَرْخة أُنثَى ، كما يقال بطّة طذكرٌ وبَطّة أُنثى . وكَذالك ما كان من هاذا النَّوع جِنْساً وفي واحده تاءُ التأْنيث ، نحو حمَامٍ وحمامةٍ . وقال الصَّيداويّ *!الإِرْخ بالكسر : ولدُ البقَرَة الوحْشيّة إِذا كان أُنثَى . وقال مُصعبُ بن عبد الله الزُّبيريّ : الأَرْخ وَلدُ البقَرةِ الصَّغيرُ . وأَنشدَ الباهلّ لرَجُلٍ مَدنيّ كان بالبصرة :
لَيْتَ لي في الخَمِيس خَمسينَ عاماً
كلُّهَا حَوْلَ مَسْجدِ الأَشياخِ
مَسْجد لا تَزالُ تَهْوِي إِليه
أُمُّ أَرْخٍ قِناعُهَا مُتَرَاخِي
وقيل : إِنّ التاريخ مأْخوذٌ منه ، كأَنّه شيءٌ حَدَثَ كما يَحدُث الولَدُ . وقال ابنُ الأَعرابيّ وأَبو منصور : الصحيحُ الأَرخُ بالفتح ، والذي حكاه الصَّيداوي فيه نَظرَّ ، والّذي قاله اللّيث أَنّه يقال له *!-الأُرْخِيُّ لا أَعرفه ، كذا في ( التهذيب ) . وقالوا من الأَرْخ ولَدِ البقرةِ *!أَرخْتُ *!أَرْخاً .
*!وأَرَخَ إِلى مكانه *!يأْرَخُ *!أُروخاً : حَنَّ إِليه . وقد قيل إِنّ الأَرْخ من البَقَرِ مُشتقٌّ من ، لحَنينه إِلى مكانِه ومأْواه .
أَزخ : ( *!الأَزْخُ ) ، بالزاي الساكنة ، ( لُغة في الأَرْخ ) ، وهو الفَتِيّ من بَقر الوحْشِ ، رواهما جَميعاً أَبو حنيفة ، وأَمّا غيره من أَهْل اللُّغة فإِنّما روايته الأَرخ ، بالرّاءِ . والله أَعلمُ .
أَضخ : ( *!أُضاخ ، كغُرَابٍ : ع ) بالبادية ، يُصرَف ولا يصرف ، وقيل جَبَلٌ ، يُذكّر ( ويؤنّث ) وفي المراصد أَنّه من قُرَى اليمامةِ لبني نُميرٍ ، وقيل : من أَعمالِ المدينة . ويقال : وُضَاخ ، قال امرؤ القيس يَصف سَحاباً .
فلما أَنْ دنَا لِقَفَا أُضاخٍ
وَهَتْ أَعجازُ رَيِّقه فَخَارا
____________________

(7/227)



وفي ( اللسان ) : وكذالك *!أُضَايِخُ ، أَنشد ابن الأَعرابيّ .
صَوَادِراً مِن شُوكَ أَو *!أُضَايِخَا
أَفخ : ( *!أَفَخَهُ ) *!يأْفِخُهُ *!أَفْخاً ، إِذا ( ضَرَب يافُوخَه ) ، قال أَبو عبيدٍ : أَفَخْتُه وأَذَنْته : أَصَبْت يافُوخَه وأُذُنَه . ( وهو ) أَي اليافوخ ( حَيْثُ الْتقَى عَظْمُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ و ) عَظْمُ ( مُؤخَّرِه ) ، وهو الموضع الذي يَتحرَّك من رأَسِ الطِّفل ، وقيل : هو حيْث يكون لَيِّناً من الصَّبيّ قبل أَن يتَلاقَى العَظْمَانِ : السَّمّاعة والرَّماعة ، وهو ما بينَ الهَامةِ والجَبْهة . قال اللَّيث : مَن هَمزَ اليافوخَ فهو على تقدير يفْعُول ورجلٌ *!مأْفوخ ، إِذا شُجَّ في يأْفوخه . ومن لم يَهمز فهو على تقدير فاعول من اليفخ ، والهمْزُ أَصْوبُ وأَحسنُ .
( و )*! اليَافُوخُ ( من اللَّيل : مُعظَمُه ) ، و ( ج ) *!اليافوخ ( *!يَوَافيخُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ بالواو ، ومثله في ( التهذيب ) ، قال شيخنا : والذي في أُمَّهات اللُّغة القديمة : *!اليآفيخ ، بالهمز والإِبدال تخفيفاً . وفي حديث عليّ رضي الله عنه : ( وأَنتم لَهَامِيمُ العَرَبِ *!ويآفِيخُ الشَّرَفِ ) ، استعار للشّرفِ رءُوساً وجعلَهم وَسَطَهَا وأَعلاَها . ( وهاذا سَدلُّ على أَنّ أَصلَه يفخ ) ، أَي فاؤُه تحتيّة ، فالصواب حينئذ أَن يُكَر في فصل التّحتيّة . ( ووَهِمَ الجوهريُّ في ذِكْره هنا ) ، وأَشار في ( المصباح ) للوجهين فقال : اليافُوخُ يُهمَز وهو أَحسنُ وأَصوبُ ، ولا يُهمز ، ذكرَ ذالك الأَزهَرِيّ .
قلت : وقد تقدّم عن اللّيث مِثل ذالك ولا يَخفى أَنّ هاذا وأَمثال ذالك لا يُعَدُّ وَهَماً .
أَلخ : ( *!ايتَلَخَ الأَمْرُ عليهم ) *!ائْتِلاَخاً ( : اخْتَلَطَ ) ، يقال : وَقَعُوا في *!ائْتلاخٍ ، أَي اختلاطٍ .
( و ) *!ائْتَلخَ ( العُشْبُ : عَظُمَ وطالَ ) والْتفَّ ، يأْتلِخ ائْتلاخاً ، قاله اللَّيث ، وأَرضٌ *!مُؤْتلِخة ومُلْتَخَّة ، ومُعْتلِجة وهادِرة .
____________________

(7/228)



( و ) يقال : ائْتلَخَ ( ما في البَطْنِ ) إِذا ( تَحرَّكَ ) وسمعتَ له قَرَاقِرَ .
( و ) ائْتَلخَ ( اللَّبتُ ) ، إِذا ( حَمُضَ ) .
أَوخ : ( *!التَّأَوُّخُ : القَصْدُ ) ، إِن لم يكن تَصحيفاً عن التناوح ، فإِنه لم يذكُره أَحدٌ من أَئمّة اللغة .
أَيخ : ( *!إِيخِ ) ، بالكسر ، مَبْنيَّةً على الكسر ، كلمةٌ ( تُقَالُ عنْد إِناخةِ البَعِيرِ ) ، لغةٌ في إِخّ ، وقد تقدّم .
2 ( فصل الباءِ ) الموحّدة مع الخاءِ المعجمة ) 2
بخخ : ( *!بَخْ كَقَدْ ، أَي عظُمَ امرُ وفَخُمَ ) ، وهي كلمةٌ ( تُقالُ وَحْدَها ) ، قال شيخنا : كلامُه كالصَّريح في أَنّها فعْلٌ ماضٍ ، لأَنه شرحَها به وفيه نَظَرٌ ، ( و ) قد ( تُكَرَّرُ ) فيقال (*! بخٍ بَخْ ، الأَوّل منوَّن والثاني مُسكَّن ) ، كقولك غَاقٍ غاقْ ، ( وقُلْ في الإِفراد بخْ ساكنة ، *!وبَخِ مكسورةً ، وبَخ منوّنةً ) مكسورةً ( *!وبَخٌ منوّنَةً مضمومة ، ويقال : بخْ بَخْ ، مُسكَّنين ، *!وبخٍ بَخٍ ، منوَّنَين ) مكسورين مخَفَّفين ، ( وبخَ بخَ ) منوّنين مكسورين ( مُشَدّدين ) ، كلَّ ذالك ( كلمةٌ تُقال عند الرِّضا والإِعجابِ بالشَّيءِ أَو الفَخْرِ والْمَدْحِ ) ، وقد تُستعمل للإِنكار ، وتكون للرِّفق بالشيْءِ ، وللمُبَالغة ، كما حكاهما في عُقود الزَّبرجد .
وقال أَبو حيَّانَ في شَرح التسهيل : قالوا في الحذف : بخٍ بخٍ ، بالكسر ، *!وبَخْ *!بَخْ ، بالتسكين ، وهي كلمةٌ تقال عند استعظام الشّيْءِ قال : فأَمّا من كسَره فلأَنّه لمّا حذف التقَى ساكِنَانِ الخاءُ الأُولى والتنوين ، فكُسِر الخاءُ . وأَمَّا منْ سَكَّنَ فلأَنّه لما حذف اللام حذَفَ معها التنوين ، فبقِيَ الأَوْسَطُ على سكونه .
وقال السُّهَيْليّ في ( الرّوض الأُنف ) : بَخ بخ ، كلمةٌ معناها التعجُّب ، وفيها لُغات : بَخْ بسكون الخاءِ ، وبكسرها مع التنوين ، وبتشديدها مع التنوين وعدمه .
وفي ( اللسان ) : قال ابن السِّكِّيت
____________________

(7/229)


*!بَخٍ بَخٍ وبهٍ بَهٍ بمعنًى واحدٍ . قال ابن الأَنباريّ : معنى بَخْ بَخْ تَظيمُ الأَمر وتَفخيمهُ ، وسَكنت الخاءُ فيه كما سكَنت اللاّمُ في هعلْ وبلْ . وفي ( التهذيب ) وبَخْ كلمةٌ تقال عند الإِعجاب بالشّيْءِ ، تُخفَّف وتثقَّل ، وقال :
بَخْ بَخْ لِهاذا كَرماً فوقَ الكَرَمْ
وقال أَبو الهيثم : بَخْ بخْ كلمةٌ تتكلَّم بها عند تَفضيلِك الشيْءَ ، وكذالك بَذَخْ وَجَخْ .
( *!وتَبَخْبَخَ الحَرُّ ) ، كتخَبْخَب وباخ ( : سَكَنَ ) بعضُ فَورته . وبَخْبِخُوا عَنكُمْ من الظَّهِيرَة : أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا ، وهو مقلوب منه .
( و ) *!تَبخْبَخت ( الغَنمُ : سَكَنَتْ حَيْثُ ) وفي بعضِ الأُمّهات : أَينما ( كانتْ ) .
( *!وبَخْبَخَ البَعهيرُ )*! بَخْبخةً *!وبَخْباخاً : ( هَدرَ ) ، *!وبَخْبَاخُه : هدِيرٌ يَملأُ فَمَه بشِقْشِقته . وهو جَنلٌ*! بَخباخُ الهَدِيرِ . وقيلَ :*! بَخْبَاخُه : أَوّلُ هعدِيرِه .
( و )*! بَخبَخَ ( الرَّجلُ : إِبرَدَ مِنَ الظَّهِيرةِ ) ، كَخبْخَبَ . وقد وردَ في الحديث كما تقدَّم .
( و )*! تَبخُبَخَ ( لَحْمُه ) ، أَي الرّجلِ : ) ( صار يُسمعُ له صوتٌ مِنْ هُزالٍ بَعْدَ سِمنٍ ) . وربّمعا شُدِّدت كالاسم . وقد جمعَها الشاعرُ فقال يصف بيتاً :
رَوافدُه أَكرَم الرّافدَاتِ
بَخٍ لك بخَ لبَحْرِ خِضَمّ
( و ) عن أَبي عَمْرو : ( بَخَّ ) ، إِذا ( سَكَّن مِنْ غَضَبِهِ ) وخَبَّ من الخَبَب . ( و ) بَخَّ وفي ( في النّوم غَطَّ ، كبَخْبَخَ ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( إِبلٌ *!مُبَخبخةٌ ) ، أَي ( عظيمةُ الأَجوافِ ) ، وهي المُخبْخَبة ، وقد تقدَّم ، مقلوبٌ مأْخوذٌ من بخ بخ ، وبَخٍ بخٍ : فكأَنّها من عِظَمها إِذا رآها النّاسُ قالوا : ما أَحسنَها . وقال ابن سيده : وإِبِلٌ مُبَخْبَخةٌ : يقال لها : بَخ بَخ إِعجاباً بها .
____________________

(7/230)



( و عن ابن الأَعرابيّ : ( *!البَّخُّ : الرَّجُلُ السَّرِيّ . ودِرْهمٌ بَخِيٌّ ) ، مخفّفاً ، ( وقد تشدّد الخاءُ ) . إِذا ( كُتِبَ علَيه بَخْ . ومَعْمَعيُّ : كُتُبِ عليه معْ ) ، مضاعفاً ، لأَنّه منقوصٌ ، وإِنّما يُضاعَف إِذا كان في حالِ إِفراده مُخفَّفاً ، لأَنّه لا يَتمكّن في التصريف في حالِ تخفيفه ، فيحتملُ طول التضاعف . ومن ذالك ما يقَّل فيُكتفَى بتثقيله . وإِنّما حُمِل ذالك على ما يجرِي على أَلسنةِ النَّاس ، فوجدُوا بخّ مثقّلاً في مستعمَل الكلام ، ووجدوا مع مخفّفاً ، وجَرْسُ الخاءِ أَمتنُ من جَرْس العين ، فكرهوا تثقليَ العين ، فافهَمْ ذالك . وقال الأَصمعيّ : دِرْهم بَخِيٌّ : خفيفة ، لأَنّه منسوب إِلى بَخْ ، وبَخْ خفيفةُ الخاءِ ، وهو كقولهم ثَوبٌ يَدِيٌّ للواسع ، ويقال للضَّيّق ، وهو من الأَضداد . قال : والعامّة تقول *!-بخّيّ ، بتشديد الخاءِ ، وليس بصواب . وقال أَبو حاتم : لو نُسِب إِلى بَخ على الأَصل قيل بَخَويّ كما إِذا نُسِب إِلى دَمٍ قيل دَمويّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!بَخبَخ الرّجلُ : قال بَخ بَخ . وفي الحديث ( أَنَّه لما قرأَ : { 7 . 013 وسارعوا الى مغفرة . . وجنة } ( آل عمران : 133 ) . وقال الحجّاج لأَعشى هَمْدَان في قوله :
بَيْنَ الأَشجِّ وبين قَيسٍ باذِخٌ
*!بَخْبَخْ لوالدِه وللمولُودِ
: والله لاَ*! بَخْبَخْتَ بَعْدَهَا .
وعن الأَصمعيّ : رَجلٌ وَخْواخٌ *!وبَخْباخ ، إِذا استَرْخَى بَطْنُه واتَّسَعَ جُلْدُه .
بدخ : ( البَدِيخ : الرّجُلُ العَظِيمُ الشَّأْنِ . ج بُدَخَاءُ ) قال ، ساعدةُ .
بُدَخاءُ كلُّهم إِذا ما نُوكِرُوا
( وقد بَدخَ ، مثلّثة الدّال ، وتبَدَّخَ ) ، إِذا ( تعَظَّمَ وتَكبَّرَ ) ، ويقال : فلانٌ يَتبدَّخ علينا ويَتمدَّخ ، أَي يَتعظَّم ويَتكبَّر .
____________________

(7/231)



( وامرأَةٌ بَيْدَخَةٌ : تارَّةٌ ) ، لُغة حِمْيريّة .
( وبَيْدَخُ ) : اسم ( امرأَةٍ ) . قال : ( وبَيْدَخُ ) : اسم ( امرأَةٍ ) ، قال :
هلْ تَعرفُ الدَّارَ لآلِ بَيْدَخَا
جَرَّت عليها الرِّيحُ ذَيلاً أَنْبَخَا
بذخ : ( البَذَخُ ، محرّكةً : الكِبْر ) ، وتَطَاوُلُ الرَّجُلِ بكلامه ، وافتخارُه ، وقد جَاءَ ذالك في حديث الخَيل : ( والّذي يتَّخذها أَشَرًّا وبَطَراً وبَذَخاً ) .
( بَذَخَ كفَرِحَ ) ونَصَر ، يَبْذَخ ويَبْذُخ ، والفتْح أَعلَى ، بَذَخاً وبُذُوخاً ، ( وتَبَذّخَ ) ، إِذا ( تَكَبَّر ) وفَخَرَ ( وعَلاَ ) .
( و ) من المجاز : ( شَرَفٌ باذخٌ وعِزٌّ شامِخٌ ، أَي ( عالٍ ) . والباذِخِ الشامخ : الجبلُ الطَّويلُ ، صِفةٌ غالبة ، ( وجِبَالٌ بَواذِخُ ) وشَوَامِخُ . وقد بَذَخَ بُذُوخاً .
ومن المجاز : رَجلٌ باذِخٌ ، والجمْع بُذَخاءُ . ونَظيره ما حكاه سيبويهِ من قولهم عالمٌ وعُلماءُ . وقال ساعدة بن جُؤَيَّة :
بُذَخاءُ كُلُّهُم إِذا ما نُوكِرُوا
يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجربُ
ويُجْمع الباذِخ على بُذَّخٍ .
( والبَيْذَخُ : المرأَةُ البادِنُ ) ، لغة في المهملة .
( و ) بَيْذَخُ : ( نَخْلة م ) ، أَي معروفة .
( وبَذَخْ ) ، محرّكةً ، ( وبِذِخْ ، بكسرتين ، بمعنى بَخ ) وعجباً ، كذا في ( التهذيب ) . وأَنشد :
نحْن بنُو صَعْبٍ وصَعْبٌ لاِءَسَدْ
فبِذِخٍ هلْ تُنْكِرَنْ ذَاكَ مَعَدّ
( و ) من المجاز : ( بَعيرٌ بِذْخٌ ، بالكسر ، و ) بَذِخٌ وبَذّاخٌ ( ككتِف وكَتّان : هَدَّارٌ مُخرِخٌ لشِقْشِقَتِه ) فلم يكن فوقه شيْءٌ وقد بَذَخَ يَبْذُ بَذَخَاناً فهو باذخ . ( وبَذَّاخٌ ) .
( والبُذَاخِيُّ بالضَّمّ : العَظِيمُ ) .
____________________

(7/232)



( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ باذِخٌ وبَذّاخٌ ، قال طرَفةُ .
أَنت ابنُ هِندٍ فقلْ لي مَن أَبوك إِذاً
لا يُصلِح المُلكَ إِلاّ كلُّ بِذَّاحِ
وباذَخَه : فاخَره .
وفي ( التهذيب ) : في الكلام هو بَذّاخٌ ، وفي الشِّعر هو باذخ .
وتقول إِذَا زَجرْتَه عن ذالك أَو حَكيتَه : بِذِخْ بِذِخْ .
واستدرك هنا بعضُ أَرباب الحواشي : البِذْخَانُ جمع بَذَخٍ ، محرّكةَ ، لوَلَدِ الضَّان ، ونقلَه عن النهاية معتمداً على بعض روايات التِّرمِذيّ ، والصواب أَنّه البِذْجان ، بالجيم ، وقد تَقدّم .
بذلخ : ( بَذْلَخَ ) الرَّجلُ ( بَذْلخَةً وبَذْلاَخاً ) بالفَتْح : طَرْمَذَ ، ( فهو مُبَذْلِخٌ وبِذْلاخٌ ) بالكسر ، ( وهو الّذِي يَقول ولا يَفعل ) .
بربخ : ( البَرْبَخُ : مَنْفَذُ الماءِ . و ) بَرْبَخُ البَولِ : ( مَجْرَاه ) ، مِصْريّة . ( وهو الإِردَبَّة ) ، بالكسر وفتح الدّال المهملة وشدّ الموحّدة ، ( و ) هي ( البَالُوعةُ من الخَزَفِ . و ) البَرْبَخ : ( ع ) وقد تقدَّم في المهملة ذلك ، فأَحدهما تصحيف عن الآخر .
برخ : ( البَرْخُ : النَّمَاءُ والزِّيادة ، والرَّخِيصُ من الأَسعارِ ) عُمَانِيّة ، وقيلل هي بالعِبْرَانِيّة أَو السُّرْيَانِيّة . يقال : كيف أَسعارهم ؟ فيقال : بَرْخٌ ، أَي رَخيص .
( و ) البَرْخُ ( القَهْرُ ودَقُّ العُنُقِ والظَّهْرِ . و ) البرْخُ : ( ضَرْبٌ يَقْطَعُ بَعْض اللَّحْمِ بالسَّيْفِ ) .
( والبَرِيخُ ) ، كأَمِيرٍ ( : المكسورُ الظَّهْرِ ) ، والمدقُوقُ العُنقِ .
( والتَّبْرِيخ : الخُضُوعُ ) والذُّلّ والتَّبْرِك . قال :
ولو يُقَالُ بَرِّخُوا لبَرَّخُوا
لِمَارَ سَرْجِيسَ وقد تَدَخدَخُوا
____________________

(7/233)



أَي ذَلُّوا وخَضَعوا . وبَرِّخُوا برِّكوا ، بالنَّبَطيّة . كذا في ( اللسان ) .
برزخ : ( البَرْزَخُ ) : ما بين كلِّ شَيْئينِ . وفي ( الصّحاح ) ( الحاجزُ بين الشَّيئينِ . و ) البَرْزَخ : ما بين الدُّنيا والآخِرَةِ قبْلَ الحشْر ( مِنْ وَقْتِ الموْتِ إِلى القِيَامَة ) . وقال الفرّاءُ : البَرزَخ مِن يَوم يموتُ إِلى يَوم يُبعَث . ( ومَنْ ماتَ ) فقدْ دَخَلَه ، أَي البَرْزخَ .
( و ) في حديث عبد الله وقد سُئِل عن الرَّجُلِ يَجِد الوَسْوَسةَ ، فقال : تِلْك ( بَرازِخُ الإِيمانِ ) ، يريد ( ما بين أَوَّلِه وآخرِه ) . وأَوّلُ الإِيمان الإِقرارُ بالله عزّ وجلّ ، وآخِره إِماطَةُ الأَذَى عن اطّريق . ( أَو ) بَرازِخُ الإِيمان : ( ما بينَ الشّكّ واليَقِينِ ) .
بزخ : ( البَزَخ ، محرَّكَةً ) : تَقاعُسُ الظَّهْرِ عَن البَطْن ، وقيل : هو أَن يَدْخُلَ البَطْنُ وتَخْرُج الثُّنَّة وما يَليها ، وقيل : هو أَن يَخْرُجَ أَسفلُ البَطْنِ ويَدْخُل ما بين الوَرِكَيْن ، وقيل : هو ( خُروجُ الصَّدرِ ودُخُولُ الظَّهْرِ ) . يقال : ( رجُلٌ أَبزَخُ وامرأَةٌ بَزْخَاءُ ) ، وفي وَرِكه بَزَخٌ .
( وبَزَّخَ تَبزِيخاً : استَخْذَى ) ، قاله أَبو عمْرٍ و ، وأَنشد قَول العجَاج .
ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبزَّخُوا
وفسّره به ، ورواه غيره ( بَرِّخوا ) بالراءِ وقد تقدّم ، والزّاي أَفصحُ .
( و ) من المَجاز : ( تَبَازَخَ ) الرَّجلُ ( عَنِ الأَمْرِ ) ، إِذا ( تَقَاعَسَ . و ) ربَّما يَمشِي الإِنسانُ مُتَبَازخاً كمِشْيَةِ ( المرأَةِ ) العجوزِ ( خَرَجَتْ عَجيزَتُهَا ) وانحنَى ثَبَجُهَا .
( و ) في الحديث ذكر وَفد ( بُزَاخَة ، بالضّمّ ) والتخفيف ، ( ع ) ، قال أَبُو عُبيد : رَملةٌ من وَراءِ النِّبَاج . وفي التّوشيح : ماءٌ ببلادِ أَسدٍ وغَطفانَ ، وقيل : ماءٌ لطيِّىء ، عن الأَصمعيّ ، ولبنِي أَسدٍ ، عن أَبِي عَمْرٍ و الشِّيْبَانيّ ، كانت ( به وَقْعَةٌ ) للمسلمين في خلافة أَمير المؤمنين ( أَبي بَكْرٍ ) الصِّدِّيق ( رضِيَ الله تعالى عَنْه ) .
____________________

(7/234)



( و ) في ( التهذيب ) عن اللّيث : ( البَزْخ ) ، أَي بفتح فسكون : ( الجَرْفُ ) بلغة عُمَان ، قاله أَبو منصور . وقال غيره : هو البَرْخُ ، بالرّاءِ .
وبَزْخَاءُ : فَرَسُ عَوْفِ بن الكاهنِ الأَسلَميّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَبَازَخَ الفَرسُ إِذا ثَنَى حافِرَه إِلى بَطْنِه لقِصَرِ عُنقِه وَقتَ الشُّرْبِ ، وبه فُسِّرَ حديث عُمرَ رضي الله عنه ( أَنه دعَا بفرَسَينِ هَجِينٍ وعَربيَ للشُّرْب ، فتطاوَلَ العَتيقُ فشَرِبَ بطُولِ عُنُقِه ، وتَبازَخَ الهَجِينُ ) .
وقال ابن سيده البَزَخُ في الفَرِس : تطمُنُ ظَهْرِه وإِشرافُ قَطَاتِه وحارِكِه . والفعْلُ من ذالك بَزِخَ بَزَخاً ، وهو أَبزَخُ ، وانْبَزَخَ كبَزِخَ عن ابن الأَعرابيّ ، وبِرْذَوْنٌ أَبزَخُ . والبَزَخُ في الظَّهْر : أَن يَطمئنّ وَسَطُه ويَخْرُجَ أَسفلُ البَطْن . والبَزْخَاءُ من الإِبل : الّتي في عَجُزِها وَطأَةٌ .
وبَزَخَه بَزْخاً : ضَرَبَه فدَخَلَ ما بين وَرِكَيْهِ وخَرَجَتْ سُرّتُه .
والبِزْخ ، بالكسر : الوِطَاءُ من الرَّمل ، والجمْع أَبزاخٌ .
وتَبَازَخَ الرَّجلُ : مَشَى مِشْيَةَ الأَبْزخِ أَو جَلَسَ جِلْستَهُ . قال عبدُ الرحمان بن حسّان :
فتَبَازَتْ فتَبازَخْتُ لها
جِلْسَةَ الجازِر يَسْتَنْجِي الوَتَرْ
وبَزَخَ القَوْسَ : حَنَاها . قالت بعضُ نساءِ مَيْدَعَان :
لو مَيْدعَانُ دَعَا الصَّريخ لَقَدْ
بَزَخَ القِسِيَّ شَمَائِلٌ شُعْرُ
وبَزَخَ ظَهْرَه بالعَصَا يبزَخُه بَزْخاٍ : ضَرَبَخ . وعَصاً بَزُوخٌ ، كلاهما شديدةٌ . قال :
أَبتْ لي عِزّةٌ بَزرَى بَزُوخُ
إِذَا مَا رَامَها عِزٌّ يَدُوخُ
وبَزَخَه يَبزَخُه بَزْخاً : فضَحَه .
وبُزَاخٌ ، كغُرَاب : مَوضع ، قال النابغة ، يصف نَخْلاً :
بُوَاخيَّة أَلْوَتْ بلِيفٍ كأَنّهَا
عِفَاءُ قِلاَصٍ طَارَ عَنْهَا تَوَاجِرُ

____________________

(7/235)


بزمخ : ( بَزْمَخَ ) الرَّجُلُ ، إِذا ( تكبَّرَ ) ، وهاذا عن ابن دُريد في الجمهرة .
بطخ : ( البِطِّيخُ ) والطِّبِّيخ لُغَتانِ ، وهو ( من اليَقْطِينِ الّذي لا يَعْلُو ، ولاكنْ يَذْهَبُ ) حِبَالاً ( علَى وَجْهِ الأَرْضِ ، واحدتُه بهاءٍ ) بِطِّخة .
( والمَبْطَخةُ ، وتُضمُّ الطاءُ : مَوضِعُهُ ) ومَنبِته ، وجمْعه المَبَاطِخُ . ومن سَجَعَات الأَساس : ورأَيته يدُورُ بين المَطَابخ والمَباطخ .
( وأَبْطَخُوا ) وأَقْثَئُوا ( ) ومما يستدرك عليه :
( : كَثُرَ ) ( عِنْدَهم . وحمّد بن ) عبد الله ( بن أَبي بكْر بنِ بطِّخ ) الدّلاَّل ، محدِّث ( شاميّ ) ، حدّثَ عن النّاصح الحَنْبلِيّ وغيره ، ( روينا عن أَصحابِه ) .
( و ) نقل أَبو حَمزَةَ عن أَبي زيد : المَطْخُ و ( البَطْخُ : اللَّعْقُ ) ، ولم أَسمعْه من غيره .
( وباطِخُ الماءِ : الأَحمقُ . ورجُلٌ بُطَاخِيٌّ ، كغُرَابِيّ : ضَخْمٌ ) .
( وإِبلٌ ) بَطِخَة ، ( ورَجَالٌ بَطِخَةٌ كفَرِحة ) : ضِخَامٌ . وكلُّ ذالك مجاز .
وتَبطَّخَ : أَكَلَ البِطِّيخَ ، كذا في ( الأَساس ) .
بلخ : ( بَلِخَ كفَرِحَ : تَكَبَّر ، كتَبَلَّخَ ) ، يَبْلَخ بَلَخاً ، وهو أَبلخُ بيِّنُ البَلَخِ . قال أَوسُ بن حَجَرٍ :
يَجودُ ويُعْطِي المالَ عن غَير ضِنّةٍ
ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبلَخِ المُتَهكِّمِ
والجميع البُلْخُ .
( و ) قال ابن سيده : ( البِلْخ ) ، بالكسر ( : المتكبِّر ) في نفْسه ، ( ويُفْتَح ، و ) ، البَلْخُ ، ( بالفَتْح : شَجَرُ السِّنْدِيَانِ ، كالبُلاَخِ ، كغُرَاب ) ، وهاذه عن أَبي العبّاس . قال : وهو الشّجر الّذي تُقطعَ منه كُدِينات القَصَّارين .
____________________

(7/236)



( و ) البَلْخ ( الطُّولُ . و ) بلام لامٍ : ( د ) عظيمةٌ بالعراق ، وبها نهرُ جَيحون ، وهي أَشهرُ بلادِ خُراسانَ وأَكثرها خَيْراً وأَخلاً . وفي ( اللسان ) : كُورةٌ بخُراسان .
( و ) البُلْخُ ، ( بالضّمّ ، جمْع بَلِيخٍ ) : اسمٌ ( لنهرٍ بالجزيرةِ يقال له بُلْخ ) ، بضمّ فسكون ، ( وبُلُخ ) ، بضمّتين ( وأَبالخُ وبَلِيخاتٌ وبلائخُ ) ، كلُّ ذلك جَمعُ بَليخ .
( والبَلْخَاءُ ) من النِّساءِ : ( الحَمْقاءُ و ) يقال ( نِسوةٌ بِلاَخٌ ) ، بالكسر ، أَي ( ذَوَاتُ أَعجازٍ ) .
( والبُلاَخِيَّة ، بالضَمّ : العَظيمةُ ) في نفْسِها الجَريئة على الفُجُور ، ( أَو الشَّرِيفَة ) في قومِهَا .
( وبَلخَانُ ، محركَةً : د ، قُرْبَ أَبِيَورْدَ ) .
( والبَلَخيَّة محرّكةً ، شجرٌ يَعْظُم كشجَر الرُّمّان ) زهَرُ حَسنٌ ، كما في نُسخة ، وفي بعضها ( له هْرٌ حسَنٌ ) .
بوخ : (*! باخَ ) ، الصّواب*! باخت ( النّارُ ) *!تَبُوخ *!بَوْخاً *!وبُؤُوخاً *!وبَوَخاناً : سَكَنَتْ وفَتَرتْ . ( و ) من المجازِ : باخَ ( الغَضَبُ ) ، إِذا ( سَكَنَ ) ، قال رُؤبةُ :
حتّى*! يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ
( و ) من المجاز : عَدَا ( الرّجلُ ) حتّى باخَ وشاخَ ( : أَعْيَا ) وانْبَهَر .
( و ) باخَ ( اللَّحْمُ *!بُؤُوخاً ) بالضّمّ ، إِذا ( تَغَيَّرَ ) وفَسَد . وباخَ الرجُلُ *!يَبوخُ ، إِذا فَتَرَ . وقيل : باخَ الحَرُّ ، إِذا سَكَنَ فَوْرُه .
( و ) يقال : ( هُمْ في*! بُوخٍ ) أَمْرهم ، ( بالضّمّ ، أَي اخْتِلاطٍ ) . وفي ( الأَمثال ) : ( وَقَعوا في دُوكَةٍ *!وبُوخٍ ) لمَن وَقعَ في شَرَ وخُصومة . قاله الميدانيّ .
____________________

(7/237)



( و ) باخَت النارُ ، و ( *!أَبَخْتُهَا : أَطفأَتُها ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَبِخْ عنك من الظَّهيرة ، أَي أَقِمْ حتّى يَسكُنَ حَرُّ النَّهارِ ويبَرُدَ .
ومن المَجاز : بينهم حَرْبٌ ما *!يَبُوخُ سَعِيرُهَا . *!وباخَ عَنْه الوِرْدُ : فتَرَتْ عنه الحُمَّى . *!وأَباخ النَّائرةَ بينهم . كذا في ( الأَساس ) .
2 ( فصل التاءِ ) المثنّاة الفوقيّة مع الخاءِ المعجمة ) 2
تخخ : ( التَّخُّ عُصَارَةُ السِّمْسِمِ ) ، وهو الكُسْب . ( و ) *!التَّخُّ : ( العَجِينُ الحامِضُ ) المُستَرْخِي . ( وقد *!تَخَّ ) العَجينُ *!يَتُخُّ *!تُخُوخاً و ( *!تُخُوخةً ) ، إِذا كثُرَ ماؤُه حتَّى يَلِين ، وكذالك الطِّين إِذا أُفْرِطَ في كثْرةِ مائِه حتّى لا يُمْكِن أَن يُطيَّن به . ( *!وأَتَخَّهُ ) صاحبُه إِذا فعل به ذالك .
( *!والتَّخْتَخَة : اللُّكْنَةُ ) وهو في بعْض حكاية الأَصوات كأَصواتِ الجِنّ . ( وهو ) أَي الرَّجلُ ( *!تَخْتَاخٌ *!-وتَخْتَخَانيٌّ ) ، بفتحهما ، أَي ( أَلكَنُ ) ، سُمِّيَ من ذالك .
( وأَصبحَ ) الرَّجُلُ ( *!تَاخًّا ، أَي ) مُؤْتَثِئاً ، وهو الّذي ( لاَ يَشْتَهِي الطَّعَامَ ) .
( *!وتِخ تِخْ ، بالكسر : زَجْرٌ للدَّجَاجِ ) .
ترخ : ( التَّرْخُ : الشَّرْطُ اللِّيِّن ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، يقال اتْرَخْ ( شَرْطِي ) وارْتَخْ ، قال الأَزهريّ : هما لُغَتَانِ : التَّرْخُ والرَّتْخ ، مثل الجَبْذ والجَذْب . ( وهو ) أَي التَّرْخُ ( قِطَعٌ صِغَارٌ في الجِلْد ) . وقد ( تَرَخَ الحَجَّامُ شَرْطَه ، كمَنَعَ ، أَي لم يُبالِغْ في التَّشْرِيطِ ) ، مثْل رَتَحَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال ابن سيده : تُرَاخ . مَوضع .

____________________

(7/238)


تنخ : ( تَنَخَ بالمكان تُنُوخاً ) ، بالضّمّ ، وتَنَأَ تُنوءًا : ( أَقامَ ) به ، ( كتَنَّخَ ) ، مشدّداً ، فهو تانخٌ وتانِىءٌ ، أَي مُقيم ، ( ومنه ) سُمِّيَت ( تَنَوخُ ) ، كصَبور ، ومن شَّدَ فقد أَخطأَ ، ( قَبِيلةٌ ) من اليَمَنِ ، ( لأَنّهُم اجْتَمَعُوا ) وتحَالفوا ( أَقَامُوا في مواضَعهِم ) . وقال ابن قُتيبةَ في المعارف : تَنُوخُ ونَمِر وكَلْب ، ثلاثتُهم إِخوةٌ . ( ووَهِمَ الجَوهريُّ فذكرَه في ن وخ ) ببناءً على أَنّ التّاءَ ليست بأَصليّة . ونَظراً إِلى الاشتقاق والمأْخذ ، فإِنّه من الإِناخة بمعنى الإِقامة فلا يُعَدُّ مثل هاذا وَهَماً .
( وتَنِخَ ، كفَرِحَ : اتَّخَمَ ) ، وذالك إِذا خَبُثَتْ نَفْسُهُ من شِبَعٍ أَو غيرِه كطَنِخَ ، ( وأَتْنَخَه الدَّسَمُ ) ، إِذا فَعَلَ به ذالك . وتَنِخَت نفْسُه وطَنِخَتْ بمعنٍ ى .
( و ) تَنَخَفي الأَمر : رَسَخَ فيه وثَبَتَ ، فهو تانِخٌ ، مثل نَتَخ ، بتقديم النون على التاءِ ، ومنه ( تانَخَهُ في الحَرْبِ ) إِذا ( ثابَتَه ) .
توخ : ( *!تاخَتِ الإِصبَعُ في الشَّيْءِ الوَارِمِ أَو الرِّخْوِ ) ، إِذا ( خاضَتْ ) وغَابَتْ فيه . ذكرَه اللّيث ، وأَنشد بَيتَ أَبي ذؤَيب :
قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فشُرِّجَ لَحمُها
بالنَّيّ فهْي *!تَتُوخُ فيه الإِصْبعُ
قال : ويُرْوَى : تثوخ ، بالثلَّثة ، وسيأْتي . قال الأَزهري : ثاخ وسَاخ معروفانِ بهاذا المعنَى ، وأَمّا تاخ بمعناهما فمَا رواه غير الّليث .
قلت : ولذا أَنكرَه ابن دُرَيْد وأَغفَلَه الجوهريّ وغيرُه .
تيخ : ( *!تَاخَه *!بالمِتْيَخَةِ ) ، بكسر الميم وسكون التاءِ قبل الياءِ ، ( *!وَوَتَخَه *!بالمِيتَخَة ) ، بكسر الميم وتقديم الياءِ الساكِنَةِ على التاءِ ( : ضَرَبَهُ بالعَصَا ) أَو القَضيب الدُّقِيق الَّليِّن ، وقِيل : كلّ
____________________

(7/239)


ما ضُرِب به من جَريدٍ أَو عَصاً أَو دِرَّة وغير ذالك .
( أَو المِتْنَخَة ) ، بكسر الميم وسكون الياءِ . ( *!والمِيتَخَةُ ) ، بكسر الميم وتقديم الياءِ ( *!والمِتِّيخة ) ، بكسر الميم وتشديد التاء ، والمَتِّيخَة ، بفتح الميم مع تشديد التّاءِ ، قال الأَزهَرِي وهاذه كلُّهَا ( أَسْمَاءٌ لجَرِيدِ النَّخْلِ ، أَو ) أَصل ( العُرْجون ) . فمن قال مِتَخَة فهو من وَتَخَ يَتِخُ ، ومن قال مِتْيَخة فمن *!تَاخَ *!يَتِيخ ، ومن قالَ م 2 تِّيخة فهو ف 2 عِّيلة من مَتخ . وفي الحدث : ( أَنّه خَرَجَ وفي يَدِه متِّيخة في طَرَفِها خُوصٌ مُعتمِداً على ثابِتِ بن قيس ) . وفي حديث آخَر ( أُتِيَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلمبسَكْرَانَ فقَال : ( اضرِبُوهُ . فضَرَبُوه بالنِّعَال والثِّيَاب والمِتِّيخة ) ، وترجمَ عليها ابن الأَثير في متخ قال : وأَصلها فيما قيل من مَتَخ اللَّهُ رَقَبَتَه بالسَّهْم ، إِذا ضَربَه .
2 ( فصل الثاءِ ) المثلّثة مع الخاءِ المعجمة ) 2
ثخخ : ( ) *!ثَخَّ الطِّينُ والعَجِينُ إِذا أُكثِر ماؤُهما كتَخَّ ، وأَتَخَّه *!وأَثَخّه وهي أَقلُّ اللُّغَتَيْن ، وقد ذُكِر ذالك في حرف التاءِ ، وهنا ذَكَره صاحِبُ اللسان وغيرِه ، فهو مستدركٌ على المصنّف .
ثلخ : ( ثَلَخ البَقرُ ، كمنَع ) ، يَثْلَخ ثَلْخاً : ( رَمَى خَثَاه ) ، وهو خُرْؤه ، ( أَيامَ الرَّبيع ) وقيل إِنّمَا يَثْلَخ إِذا كان الربيعُ وخالَطه الرُّطْب .
( وثَلِخَ ، كفَرِحَ : تَلطَّخ . و ) يقال ( ثَلّخته تَثليخاً لَطَّخْته ) بقَذَرٍ فَثَلِخَ كفَرِح .
ثوخ : ( *!ثاخت الإِصبَعُ *!تَثُوخُ ) ، بالواو ، ( *!وَتَثِيخُ ) ، بالياءِ ( : خاضَتْ في وَارمٍ أَوْ رِخْوٍ ) ، وكذالك*! ثاخَ الشيْءُ *!ثَوْخاً : سَاخَ ، *!وثَاخَتْ قَدَمُه في الوَحَل : غابَتْ
____________________

(7/240)


وسَاخَ *!وثَاخ : ذَهَبَ في الأَرض سُفْلاً وزعَم يعقوبُ أَن ثاءَ *!ثاخَتْ بَدَلٌ من سين ساخَت .
2 ( فصل الجيم ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
جبخ : ( الجَبْخُ ) ، كالجَمْخ : ( إِجالَتُك الكِعَابَ في القِمَارِ ) . وقد جَبَخَ القدَاحَ والكِعَابَ ، إِذا حَرَّكَها وايجالَها .
( والأَجْباخُ : أَمْكِنةٌ فيها نَخُيلٌ . و ) هي ( في قَول طَرَفةَ : الحِجارَة ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَبْخ والجِبْخ جميعاً حيث تُعَسِّل النَّحْلُ ، لغة في الج 2ُبْحِ . وجَبَخَ جَبْخاً ، إِذا تَكبَّرَ ، كجَمَخ ، بالميم ، وسيأْتي .
جخخ : ( *!جَخَّ ) الرَّجُلُ : ( تَحوَّلَ مِنَ مكانٍ إِلى ) مكان ( آخَرَ . و ) قال الفرّاءُ في حديث البَرَاءِ بن عازب : ( أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمكان إِذا سَجَد جَخَّ ) قال شَمِرٌ : يقال جَخَّ الرَّجلُ في صَلاته إِذا ( رَفَعَ بَطْنَه . و ) قيل في تفسيره معنَى جخّ إِذَا ( فَتَحَ عَضُدَيْهِ ) عن جَنْبَيْه ( في السُّجْود ) ، وكذالك اجْلَخّ ، وفي روايةٍ ( *!جَخَّى ) ، وهو الأَكثرُ ، كما في النّهاية . وقال ابن الأَعرابيّ : ينبغي له أَن *!يُجَخِّيَ ويُخَوِّيَ . قال : والتَّجخَيَة إِذا أَراد الرّكوعَ رَفع ظَهْرَه . وقال أَبو السَّمَيدَعِ : المُجخِّى : الأَفحجُ الرِّجْلين .
( و ) جَخَّ ( بِبَوْلِه : رَمَى ) به ، وقيل جَخَّ به إِذا رغَّى به حتى يَخُدَّ به الأَرضَ كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاءِ . قال ابن سيده : وأُرى عكْس ذالك لُغة .
( و ) جَخَّ ( برجْلِه : نَسَفَ بها التُّرَابَ ) في مَشْيِه ، *!كخَجَّ ، حكاهما ابنُ
____________________

(7/241)


دريد معاً قال : وخجَّ أَعلَى .
( و ) جَخّ الرجلُ : ( اضْطَجَعَ مُتمكناً مُسْتَرخِياً . و ) *!جَخَّ ( جارِيَتَه مَسَحَها ) ، أَي نَكحَها ، ( *!كَجَخْجَخَ *!وتَجَخْجخَ ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصواب أَنّ في معنى النِّكاح ثلاثَ لُغَات : *!جَخَّها *!وجَخْجَخَها وخَجْخَجَهَا ، وقد تقدّم .
( *!وجَخْجَخَ ) الرّجلُ : ( كَتَمَ ما في نَفْسِهِ ) ولم يُبدِه . كَخَجْخَج .
( و ) *!جَخْجَخَ : ( صَاحَ ونَادَى ) . وفي الحديث : ( إِنْ أَردْت العِزّ*!فجَخْجِخْ في جُشَم ) . قال الأَغلبُ العِجليّ .
إِنْ سَرَّكَ العِزُّ*! فجَخْجِخْ في جُشَمْ
أَهْلِ النَّبَاهِ والعَدِيدِ والكَرَمْ
قال اللَّيْث : *!الجَخْجَخَةُ الصِّياحُ والنّدَاءُ ، ومعنَى الحديث صِحْ فيهم ونادِهم وتَحوَّلْ إِليهم . وقال أَبو الهَيثم : أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك .
( وقال ) أَبو الفضل : وسمعتْ أَبا الهَيثم يقول :*! جَخْجخ أَصله من ( *!جَخْ جَخْ ) كما تقول بَخ بَخ عند تفضيلك الشيْءَ .
( و ) جَخْجَخَ إِذا ( دَخَلَ في مُعْظَمِ الشَّيْءِ ) ، وبه فسَّرَ بعضُهُم قَول الأَغْلب العِجليّ :
( و ) جَخْجَخَ ( فُلاناً : صَرَعَه . *!وجَخْجَخَ ) *!وتَجَخْجَخَ ، إِذا اضطَجعِ وتمكَّنَ و ( اسْتَرْخَى ) ، ولا يَخفَى أَنّه مع ما قبلَه تَكرارٌ . ( و ) يقال في قول الأَغلب العِجليّ : *!جَخْجِخْ بها ، أَي ادْخلْ بها في مُعطٍ مها وسَوَادِهَا الذِي كأَنّه لَيل .
وقد *!تَجخجَخَ ( اللَّيْلُ ) إِذا ( تَرَاكَمَ ) وتَرَاكَبَ واشتَدَّ ( ظَلاَمُه ) . وأَنشد أَبو عبد الله :
لمَنْ خَيالٌ زارَنا مِنْ مَيْدَخَا
طافَ بنا واللَّيلُ قد *!تَجَخْجَخا
( *!والجَخُّ ) *!والجَخَّاخ ( : الهِلْبَاجَة ) ، وقد تقدّم في بابه ( و ) هو ( الوَخْمُ
____________________

(7/242)


الثَّقِيل ) الفَدْمُ الأَكْولُ النَّؤومُ . 9
( *!وجَخْ ) ، بفتح فسكون ، ( بمعنَى بَخْ ) ، وقد تقدّم عن أَبي الهيثم ما يُفسّره .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَخْجخَةُ : التّعريضُ ، وبه فُسِّر بعضُ قَولِ الأَغلبِ أَي عَرِّضِ بها وتَعَرَّضْ لها .
والجَخْجَخَة : صَوتُ تكثيرِ الماءِ .
وجَخْ ، زَجرٌ للكَيش *!وجَخِ جَخِ
بالكسر : حكايةُ صَوتِ البطنِ . قال :
إِنّ الدَّقيقَ يلْتَوِي بالجُنْبُخِ
حتَّى يَقولَ بَطنُه *!جَخٍ جَخِ
وذكر في ( اللسان ) هنا : *!جَخَّت النُّجومُ *!تَجْخِيَةً ، وخَوَّتْ تَخْوِيَةً ، إِذَا مالَت للمَغِيب ، والصواب ذِكْره في المعتل كما سيأْتي إِن شاءَ الله تعالى .
جرفخ : ( ) ومما يستدرك هنا مما ذكره صاحبُ اللسان .
جَرْفَخَ الشَّيءَ إِذا أَخذَه بكثرةٍ . وأَنشد :
جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمَامَة
فليُنظُر .
جفخ : ( جَفَخَ كمَنَعَ ) وضَرَب ، يَجْفَخ ويَجْفِخ جفْخاً ، كجَخَف ( : فَخَرَ وتَكَبَّرَ ) ، وكذالك جَمَخَ ، عن الأَصمعيّ . ( فهو جَفّاخ ) وجَمّاخٌ ، وذو جَفْخ وذو جَمْخ .
( وجَافَخَهُ : فاخَرَهُ ) ، كجامخه .
جلخ : ( جَلَخَ السَّيْلُ الوَادِيَ ، كَمَنَعَ ) ، يَجلَخُه جَلْخاً : قطع أَجرافَهُ ، و ( ملأَه . وهو سَيْلٌ جُلاَخٌ ، كغُرَاب ) وجُرَاف ، أَي كثيرٌ .
والجُلاَح ، بالحَاءِ غير معجمة : الجُرَاف .
( و ) جَلَخَ ( به : صَرَعَه . و ) جلَخَ ( بَطْنَه سَحَجَه . و ) جَلَخَ ( جارِيَتَه : نَكَحها ) ، وهو نَوعٌ من النِّكاح ، وقيل الجَلْخ أَخراجُها والدَّعْس إِدخالُها .
( و ) جَلخَ ( الشَّيْءَ : مَدَّهُ . و ) جَلَخَ ( فُلاناً بالسَّيْف : بَضَعَ مِنْ لحْمِهِ بَضْعَةً ) .
ورُوِيَ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلمأَنّه قال : ( أَخَذَني جِبْرِيلُ ومِيكائِيلُ
____________________

(7/243)


فصَعِدَا بِي فإِذا بنهرَيْن جِلْوَاخَيْنِ ، فقلتُ : ما هاذان النَّهْرَان ؟ قال جبريل سُقْيَا أَهِلِ الدُّنيا ) ، جِلوَاخَيْنِ ، أَي واسِعَيْن ، قاله ابن الأَثير . ( والجِلْوَاخ ، بالكسر : الوادِي الواسِع ) الضَّخْم ( الممتلِىء ) العَميق . وأَنشد أَبو عَمرٍ و :
أَلا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَبيتَنَّ ليلَةً
بأَبْطح جِلْواخٍ بأَسفلِه نَخْلُ
والجِلْوَاخُ : التَّلْعَةُ التي تعظُم حتّى تَصيرَ نِصفً الوادِي أَو ثُلثَيْه .
( ومَجَالِخُ كمَسَاكن : وادٍ بِتهَامَة ) .
( و ) عن ابن الأَنباريّ : ( اجْلَخَّ ) الشَّيخُ ( اجْلِخاخاً ) ، إِذا ( ضَعُفَ وفَتَر عظامُه ) وأَعضاؤْه ، وقيل : سَقَطَ ( فلا يَنْبَعِثُ ) ولا يَتحرَّك . وأَنشد :
لا خَيْر في الشَّيخ إِذَا ما اجْلخَّا
واطْلَخَّ ماءُ عَينِهِ وَلَخَّا
( و ) قال أَبو العبّاس : جَخّ وَجَخَّى واجْلَخّ ( في السُّجود : فتَحَ عَضُدَيه ) عن جَنْبَيْه وَجافَاهمَا عنهما .
( واجْلَنْخَى ) ، كاسْلَنْقَى : ( تَقَوَّضَ وبَرَكَ ) ولم يَنبعِثْ .
( و ) الجُلاَخُ ، ( كغُرَابٍ : علَمٌ ) لشاعر .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجلْواخُ : ما بانَ من الطّريق ووَضَحَ وجَلْوَخٌ اسمٌ .
واستدرك شيخنا هنا :
جِلخٍ جِلب بكسرهما ، في شرح أَمَالي القالي لأَبي عُبَيد البكري ، ومنهم من ضَبطَه بالحاءِ المهملة .
جمخ : ( الجَمْخُ ) والجَفْخُ ( الكِبْرُ والفَخْرُ ) ، جَمَخَ يَجمَخ جَمْخاً ( وهو جامِخٌ ) وجمُوخٌ وجَمِيخ : فِخِّيرٌ ، ( من ) قوم ( جُمَّخ ) .
( وجَامَخَه ) جِماخاً : ( فاخَره ) .
وجَمَخَ الخَيلَ والكِعَابَ يَجمَخُها
____________________

(7/244)


جَمْخاً وَجَمَخَ بها : أَرسَلَها ودَفَعها . قال :
فإِذا ما مَرَرْتَ في مُسَبَطِرَ
فاجْمَخ الخعيلَ مثْلَ جَمْخِ الكِعَابِ . والجَمْخ مثْل الجَبْخ في الكِعَاب إِذا أُجِيلَت ، وجَمَخ الصِّبْيانُ بالكِعَاب مثْل جَبَخُوا وجَمَحُوا ، إِذا لعبوا بها مُتَطارِحِين لها . وانجمَخَ : انتصبَ . وجَمَخَ جَمْخاً : قَفَزَ ، والجَمْخ السَّيَلانُ وجَمَخَ اللَّحْمُ تَغيَّرَ : كخمَجَ .
جنبخ : ( الجُنْبُخُ ، كقُنْفُذ : الضَّخْمُ ) . بلغة مِصْر ، قاله اللَّيب ، ( و ) عن ابن السِّكّيت : الجُنْبُخ ( : الطَّويلُ ) . وأَنشد :
إِن القصيرَ يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ
حتَّى يَقولَ بطْنُه حَخٍ جَخِ
( و ) الجُنْبُخ أَيضاً : الكبير العظيمُ ( العالي ) ، ومنه عِزٌّ جُنْبُخ . قال أَعرابيّ :
يأْبى لِيَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنبُخُ
( و ) الجُنْبُخ : ( القَمْلُ الضِّخَامُ ) عن اللّيث ، ( الواحدة بهاءٍ ) .
جندخ : ( الجُنْدَخُ كقُنْفِذٍ : الجَرَادُ الضَّخمُ ) ، ولم يتعرّض لها أَحد من الأَئمّة فلينْظرْ .
جوخ : ( *!جاخَ السَّيْلُ الوَادِيَ )*! يَجُوخه *!جَوْخاً : جَلَخَه و ( اقتلَعَ أَجْرَافَه ) قال الشَّاعر :
فلِلصَّخْرِ مِن *!جَوْخِ السُّيول وَجِيبُ
( *!كجوّخه ) *!تجويخاً إِذا كسر جنبَيه . وأَنشد ابنُ بَرِّيّ للنَّمر بن تَوْلَب :
أَلَثَّتْ عَليْنَا ديمةٌ بعْدَ وَابلٍ
فلِلجِزع من جَوْخ السُّيول قَسِيبُ
( *!وتَجَوَّخَتِ البِئرُ ) والرَّكِيّة *!تَجوُّخاً : ( انهارَتُ ، و ) يقال : *!تَجوَّختِ ( القُرْحَةُ : انفجَرَتْ ) بالمدّة .
____________________

(7/245)



( *!والجَوْخَانُ ) بالفته : ( الجَرِينُ ) وهو بَيْدَرُ القَمْح ونحْوه ، بصريّة ، وجَمْعُه *!جَواخِينُ ، قال أَبو حاتم : هو قول العامّة ، وهو فارسيٌّ معرّب .
( *!والجُوخَة ، بالضّمّ : الحُفْرَة ) .
( و ) من المجاز : ( *!جَوَّخه ) *!تَجويخاً ، إِذَا ( صَرَعَه ) واقتلَعَه من مكانه ، تشبيهاً بالسَّيْل الجارف .
( *!وجَوْخَى ، كسَكْرَى : اسمٌ للإِماءِ ) . ( و ) *!جَوْخَى : ( ة من عَمَلِ واسِطَ . منها ) أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُبيد الله *!-الجَوْخائيّ ، وفي بعض النّسخ : *!-الجَوْخاني . ( و ) *!جَوْخَى : ( ع قُرْبَ زُبَالَة . ويُمدّ ) . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ .
وقالُوا عليكمْ حَبَّ جَوْخَى وسُوقَهَا
وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوْخَى وسُوقُها
وفي ( اللسان ) : وسَمَّى جَريرٌ مُجاشِعاً بنِي جَوْخَى فقال :
تعشَّى بنو جَوْخَى الخَزِيرَ وخَيلُنا
تُشَظِّى قِلاَلَ الحَزْنِ يَوْمَ تُناقِلُهْ
جيخ : ( *!الجَيْخُ : الجَوْخُ ) ، يقال : جاخَ السَّيْلُ الوادِيَ *!يَجِيخه *!جَيْخاً : أَكَلَ أَجْرافَه ، وهو مثْل جَلَخَه ، والكلمة يائيّة وواويّة .
2 ( فصل الخاءِ ) مع الخاءِ ، المعجمتين ) 2
خنخ : ( خَنُوخُ ) ، كصَبُور ، ( أَو ) هو ( أَخْنُوخُ ) ، بالفتح كما في النُّسخ ، وضبطَه شيخُنا بالضّمّ إِجرَاءً له على أَوزان العرب وإِن كان أَعجميًّا اسم سيِّدِنا ( إِدريس عليه ) وعلى نبيّنا الصلاة و ( السَّلامُ ) ، والذي صدَّرَ به المصنّف هو القول المسهور ، وعليه الأَكثر ، كما أَشار إِليه الحافظ ابن حَجرٍ ، ومن لغاته أُخْنُخ ، بضمّ الهمزةِ وحذف الواو ، وأَهْنوخ وأَهْنَخ وأَهنوح . وفي كلام المصنّف قُصور .

____________________

(7/246)


خوخ : ( *!الخَوْخَة : كُوَّةٌ تُؤَدّي الضَّوْءَ إِلى البَيتِ . و ) الخَوْخَة : ( مُخْترَقُ ما بين كلِّ دارَيْنِ ما ) نُصِبَ ( عليه بابٌ ) ، بلغة أَهل الحجاز . وعَمَّ بعضُهم فقال : هي مُخْتَرقُ ما بين كلِّ شَيئين . وفي الحَديث : ( لا تَبْقَى *!خوْخَةٌ في المسجِد إِلاّ سُدَّت غَيْرَ خَوْخَةِ أَبي بكر ) ، هي بابٌ صغير كالنّافذة الكبيرة تكون بين بَيتين يُنصَب عليها بابٌ .
( و ) من المجاز : الخَوْحَة ( الدُّبُر ) .
( و ) الخَوْخَة ( ضَرْبٌ من الثِّيَابِ أَخْضَرُ ) ، لغةُ مكّيّة ، وفي بعض الأُمَّهاتِ : خُضْرٌ ، قاله الأَزهريّ .
( و ) الخَوْخَة : ( ثمَرةٌ . م . ج خَوْخٌ ) ، وهو هاذا الذي يُؤكل .
( و ) عن ابن سيدَه : ( *!الخَوْخاءُ . و ) *!الخَوْخاءَة ( بهاءٍ : الأَحْمَقُ ) من الرِّجال ، ( ج *!خَوْخَاءُون ) ، قال الأَزهريّ : الّذي أَعرفه لإِبِي عُبيد : الهَوهاءَة : الجَبَان الأَحمق ، بالهاءِ ، ولعلَّ الخاءَ لُغة فيه .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : (*! الخُوَيْخِيَةُ ) ، بتخفيف الياءِ ( كبُلَهْنِيَةٍ : الدَّاهِيَةُ ) ، قال لَبِيد :
وكلُّ إِناسٍ سَوف تَدخُلُ بينهمْ
*!خُوَيْخِيَةٌ تَصفَرُّ منها الأَنامِلُ
ويروى : ( بَيتَهُم ) قال شَمِرٌ لم أَسمعْ خُويخِيَة إِلاّ للبيد . وأَبو عَمْرٍ و ثِقَةٌ . وقال الأَزهَرِيّ : هاذا حرْفٌ غَرِيب ، ورواه بعضُهم ( دُوَيْهيَة ) ، وقال : ومن الغريب أَيضاً ما رُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ قال : الصُّوصِيَة والصُّوَاصِيَة : الدَّاهِية .
( و ) في ( التهذيب ) : ( رَوْضَةُ *!خَاخٍ ) اسمُ مَوضع ( بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ ) شَرّفهما الله تعالى ، وكانت المرأَةُ الّتي أَدّركها عليٌّ والزُّبَيرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُما وأَخذا منها كتاباً كتَبَه حاطِبُ بن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهْل مكّة إِنّما أَلْفَيَاها برَوْضَةِ خَاخٍ ، ففتَّشاها وأَخذَا منها الكتابَ .
( وخَاخ ، يُصْرَفُ ويُمنَع ) ، أَي باعتبار المكانِ أَو البقعة ، مع العلميّة .
( وأَحمدُ بن عُمَرَ *!-الخاخِيُّ القُطْرُبُّليّ ) ، محدّث .
____________________

(7/247)



*!وأَخاخَ العُشْبُ *!إِخَاخَةً : خَفِيَ وقَلَّ ) ، كأَنّه دَخَلَ في الخَوْخَة .
2 ( فصل الدال ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
دبخ : ( دَبَّخَ ) الرّجلُ ( تدْبِيخاً : قَبَّبَ ) ، بِباءَين موحَّدتين ، كذا في سائر النُّسخ ، وفي نسخة قَتصبَ ( ظَهْرَهُ ) ، بالمثنّاة الفوقيّة والإِولى الصوابُ ، ( وطَأْطَأَ رَأْسَهُ ) ، بالخاءِ والحاءِ جميعاً ، عن أَبي عَمرٍ و وابن الأَعرابيّ .
( و ) دُبّاخٌ ، ( كرُمَّانٍ : لُعْبَةٌ ) لهم .
دخخ : ( *!الدَّخُّ ) ، بالفتح ( ويُضَمُّ ) ، وعليه اقتصرَ ابن دريد ، وقال : هو ( *!الدُّخَانُ ) قال الشاعر :
لا خَيْر في الشَّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا
وسالَ غرْبُ عَينِه فاطْلَخّا
والْتَوَتِ الرِّجلُ فصارَتْ فَخَّا
وصارَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ أَخَّا
عنْد سُعَارِ النّارِ يَغشَى *!الدُّخَّا
وفي الحديث : ( قال لابن صَيَّاد : ما خَبأْتُ لك ؟ قال هو *!الدُّخّ ) وفسِّرَ في الحديث أَنّه أَراد بذالك { 7 . 014 يوم تاءْتي . . بدخان مبين } ( الدخان : 10 ) وقيل : إِنّ الدّجّال يَقتُله عيسَى ابنُ مريمَ بجَبَلِ الدُّخَان ، فيحتمل أَن يكون أَراده ، تَعريضاً بقتْله ، لأَنَّ ابنَ صيّاد كان يظَنّ أَنه الدّجّال .
( *!ودَخْدَخَ ) القَومَ ( ذَلَّلَ ) ووطِىءَ بِلادَهم ، قال الشاعِر :
ودَخْدَخَ العَدُوَّ حَتَّى اخْرَمَّسا
وكذالك داخَهم .
*!والدَّخْدَخَة مثْل التَّدويخ ،*! دَخْدَخَهم : دَوّخَهم . ( و ) دَخْدَخَ : ( كَفَّ . و ) دَخْدَخَ : ( قَارَبَ الخَطْوَ ) في عَجَلة . ( و ) دَخْدَخَ البَعيرُ ، إِذا رُكبَ حتّى ( أَعْيَا ) وذَلَّ ، قَال الرّاجِز :
والعَوْدُ يَشكو ظَهْرَه قد *!دَخْدَخَا
( و ) *!دَخْدَخَ : ( أَسْرَعَ ) . وفي النوادر :
____________________

(7/248)


مرَّ فُلانٌ مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً ، إِذا مَرَّ مُسرِعاً .
( و ) عن المؤرِّجِ : ( *!الدَّخْدَاخُ ) ، بالفتح ، ( دُوَيْبَّةٌ ) صَفراءُ كثيرةُ الأَرجُل . قال الفَقعسيّ :
ضحِكَتْ ثُمَّ أَغْرَبَتْ أَنْ رأَتْني
لاقْتطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ
( و ) الدَّخْدَاخ : ( أَخو بَشَّارِ بن بُرْدٍ . و ) الدَّخْدَاخ ( والدُ خِدَاشٍ ، تِلْمِيذٍ ) للإِمام ( مالك ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ .
( *!والدَّخَخُ ، محرَّكَةً : سَوادٌ وكُدُورَةٌ ) ، وفي بعض النُّسخ و ( كُدْرة ) .
( ورجلٌ *!دُخْدُخٌ *!ودُخَادِخٌ ، بضمّهما ) ، أَي ( قَصِيرٌ ) .
( *!وتَدَخْدَخَ ) الرَّجلُ : ( انْقَبَضَ ) . لُغة مرغُوبٌ عنها . كذا في ( اللسان ) .
( *!ودُخْدُخْ ، بالضم ) مبنيا على السكون ،
( *!ودُخْدُوخْ ) ، بزيادة الواو : ( كلمةٌ يُسكَّتُ به الإِنسانُ ويُقْذَع ) ، ومعناه قد أَقررْتَ فاسكُتْ .
( *!ودَخْدِخْ عنِّي الدُّخَانَ : كُفَّهُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَدَخْدَخَ اللَّيْلُ ، إِذا اختلَطَ ظَلامُه ، *!والدُّخْدُخُ ، بالضَّم : دُوَيْبَّة .
وعن الخَطَابيّ : الدَّخّ : نَبْتٌ يكون بين البَساتِينِ ، وبه فُسِّر حَديث ابن صيّاد . وفسّرَه الحاكم بالجِمَاع . وأَنّه كالزَّخِّ ، بالزاي ، ووَهَّموه وبالغُوا في تَغليطه ، وقالوا : هو تَخليطٌ فاحِش يَغِيظ العالمَ والمؤْمنَ . وأَنكر أَبو الفضل العراقيُّ *!الدَّخَّ بمعنى الجِماع ، وقال : إِنه لم يَرِدْ في كلام أَهل اللغة . وأَشار إِليه الحافظ السّخاويّ في ( شرح الأَلفيّة ) . قاله شيخنا .
دربخ : ( دَرْبَخَتِ الحَمَامَةُ لذَكَرِهَا ) : خضَعَتْ له و ( طَاوَعَتْهُ للسِّفادِ . و ) كذالك ( الرَّجُلُ ) ، إِذا ( طَأْطَأَ رأْسَه وبَسَط ظَهْرَه ) . وقال اللِّحْيَانيّ : دربَخَ الرّجلُ : حَنَى ظَهرَه . والدَّرْبَخة : الأَصغاءُ إِلى الشيْءِ والتّدلُّل . قال ابن دُريد : أَحسبها سريانيّة . ودَرْبَخَ : ذلّ ، عن ابن الأَعرابيّ ،
____________________

(7/249)


ولم يعتذر له وكذلك حكاه يعقوب والحاء المهملة لغة ، وقد تقدم .
دلخ : ( الدَّلَخُ ، مُحرّكةً : السِّمَنُ ) ، عن أَبي عَمْرو ، ومصدر ( دَلِخَ كفَرِحَ ) يَدْلَخ ، ( فهو دَلِخٌ ) ، ككَتِفٍ ، ( ودَلُوخٌ ) كصَبورٍ ، أَي سَمينٌ . ( و ) دَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخ دَلْخاً ودَلَخاً ، و ( إِبلٌ دُلَّخ ) بضمّ فتشديد ، ( ودَوَالِخُ ) ودُلْخٌ ، بضمّ فسكون سَمِنَت ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
أَلمْ تَرَيَا عِشَارَ أَبي حُميدٍ
يُعَوِّدُها التَّذَيُّلَ بالرِّحالِ
وكانَتْ عِنْدَهُ دُلُخاً سِمَاناً
فأَضخَتْ ضُمَّراً مِثلَ السَّعَالِي
( ورَجُلٌ دَالِخٌ : مُخْصِبٌ ، وهم دَالِخُونَ ) : : مُخصبون .
( و ) قال الفرَّاءُ : ( امرأَةُ دُلَخَة ) ودُلاَخٌ ، ( كهُمَزَة وغُرَابٍ ) ، أَي ( عَجْزَاءُ ، ج ) دِلاخٌ ، ( كَكِتاب ) . وأَنشد :
أَسْقَى دِيار جلَّدِ بِلاَخِ
من كلّ هعيفاءِ الحَشَى دُلاَخِ
ويقال : إِن دِلاخ للواحدة والجميع .
( والدَّلُوخ ، كصَبورٍ : النَّخْلَة الكثيرةُ الحَمْلِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
دَلِخَ الأَنَاءُ دلَخاً ، إِذا امتلأَ حتَّى يَفيض ، ، هاذه وحدَهَا عن كُراه .
دمخ : ( دَمْخٌ ) ، بفتح فسكون : ( جَبَلٌ ) طويلٌ نحو ميل في السماءِ بين أَجْبال ضِخامٍ في ناحيةِ ضَرِيَّةَ ،
____________________

(7/250)


قال طَهْمَان بنُ عَمرٍ و الكِلابيّ :
كَفى حَزَناً أَنِّى تَطالَلْتُ كَيْ أَرَى
ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فمَا تُرَيَانِ
تَطالَلْت : أَي مَدَدتُ عُنقِي لأَنظر .
( ودَمَخ كَمنع : ارتَفَعَ ) تكبُّرًا . ( و ) عن ابن الأَعرابيّ : دَمَخ ( رأْسَهُ ) دَمْخاً ( : شَدَخَه ) . ودَمَّخَ الرَّجلُ تدميخاً : طَأْطَأَ ظَهرَه ، والحاءُ لُغة ، وقد تقدّم . ودَمَّخَ ودنَّخ ، إِذا طأْطأَ رأْسَه .
( و ) يقال ( لَيلٌ دامخٌ : لا حَارٌّ ولا بارِدٌ ) .
( و ) الدُّمَاخ : ( كغُرَاب : لُعبَةٌ للأَعرابِ ) ، وهو غير الدُّبَّاخ ، ( و ) يقال ( أَثقَلُ مِن دَمْخِ الدَّمَاخ ) ، ( ككِتَاب : جِبالٌ بنَجْد ) ، قال ابن سيده : والِّمَاخ مَوضع . قال أَبو رِياش : إِنما هو دمْخٌ ، فجمعه بما حوْلَه .
دنخ : ( دَنَّخَ ) الرَّجلُ ( تَدْنِيخاً : خَضَعَ وذَلَّ وطَأْطَأَ رأْسَه ) وظَهْرَه . والتَّدنيخ : خُضُوعٌ وذِلّة ، وتَنكيسُ الرَّأْسِ . يقال : لمَّا رآني دَنّخ .
( و ) دَنَّخَ الرَّجُلُ ) ( أَقامَ في بَيْتِه ) فلم يَبْرَحْ . قال العَجّاج :
وإِنْ رَآنِي الشُّعَرَاءُ دَنَّخُوا
ولو أَقُولُ بزِّخُوا لبَزَّخُوا
( و ) دنَّخَت ( الطبِطِّيخَةُ : انهَزَمَ بَعْضُهَا وخَرَجَ بعضُها ) .
وفي بعض النُّسخ : خَرجَ بعضُها وانهَزَمَ بعضُهَا .
( و ) دَنَّخَت ( ذِفْرَاه : أَشْرفَتْ قَمَحْدُوَتُه عَليها ودَخلَتْ هي ) أَي ذِفْرَاه ( خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ ) ، بضمّ الخاءِ المعجمة وتحريك الشِّينَين المعجمتَين على صيغة التَّثنية .
( والمُدَنِّخ ، كمُحَدّث : الفَحَّاشُ ) ، ومَنْ رأْسِه ارتفاعٌ وانخِفَاضٌ .
( والدَّنَخَانُ ) ، محرّكَةً : ( التَّثاقُلُ بالحِمْل في المَشْيِ ) ، وقد مرّ في حرف الجيم .
دنفخ : ( الدَّنْفَخُ ) ، كجَعفرٍ : ( الضَّخْم )
____________________

(7/251)


من الرِّجال . ( و ) الدَّنْفَخُ : ( اسمُ رَجُلٍ ) . ولم يذكر هاذه المادَّةَ ابنُ منظور .
دوخ : (*! دَاخَ ) فُلانٌ *!يَدُوخ *! دَوْخاً : ( ذَلَّ ) وخَضَعَ . *!وَدَوّخْناهم *!فَدَخوا ، وكذالك *!أَدخْنَاهم . كما في ( الأَساس ) و ( اللسان ) .
( و ) دَاخَ ( البِلاَدَ ) *!يَدُوخُها *!دَوْخاً : ( قَهَرَهَا واسْتَوْلَى عَلَى أَهْلِها ) . وكذالك النّاسُ *!دُخْنَاهم *!دَوْخاً ، ( *!كدَوَّخها ) *!تَدوِيخاً ، ( ودَيَّخَها ) تَدْييخاً واويّة ويائيّة . *!ودوَّخناهم تَدْويخاً : وَطِئناهم . وهو مَجاز .
( و ) البَعِيرَ : ( *!دَوَّخَه ) ، وكذلك الرَّجُلَ ( : أَذلَّه ) . وفي بعض الأُمّهات ( ذَلَّله ) ، يائيّة وواويّة . وفي حديث وَفْدِ ثَقِيف : ( *!أَداخَ العَرَبَ ودَانَ له النَّاسُ ) ، أَي أَذلَّهم .
( ولَيْلٌ *!دائخٌ : مُظْلِم ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!دَوَّخَ الوَجعُ رأْسَه : أَدارَه ، *!ودَوَّخَ البِلاَدَ ، إِذا مشَى فيها حتَّى عَرفَها ولم يَخْفَ عليه طُرُقُها . ومن المجاز دَوَّخني الحَرُّ : أَضعَفني .
ديخ : ( *!الدِّيخ ، بالكسر : القِنْوُ . ج )*! دِيَخَة ( كَدِيَكةٍ ) ودِيكٍ ، والذَّال أَعلَى ، وإِيّاها قدّمَ أَبو حنيفَةَ *!ودَاخَ *!يَدِيخ *!دَيْخاً . *!ودَيَّخه هو : ذَلَّله ، كدَوّخَه ، يائيّة وواوِيّة . قال الأَزهريّ : دَيّخْته وذيّخْته وذيَّخْته بالدّال والذّال : ذَلَّلْته ، وهو *!مُدَيَّخ ، أَي مُذَلَّل . وحكاه أَبو عبيدٍ عن الأَحمر بالذّال المعجمة ، فأَنكرَه شَمِرٌ . قَالَ الأَزهريّ : وهو صَحِيحٌ لا شَكَّ فيه ، والذّال لُغة شاذّة .
2 ( فصل الذال ) المعجمة مع الخاِ المعجمة ) 2
ذخخ : و ذذخ : (*! الذَّوْذَخُ كَكَوْكَبٍ : العِذْيَوْطُ ) ، وهو الوَاخْوَاخُ أَيضاً ، كما سيأْتي عن ابن الأَعْرَابِيّ ، ( و ) عنه أَيضاً :
____________________

(7/252)


الذَّوذَخ ( العِنِّينُ ) ، وهو الزُّمَّلقُ الذي يُنزِل قبْلَ الخِلاَط .
( *!والذَّخْذَاخ ) مِثْل ذالك ، عن غير ابن الأَعرابيّ ، وهو أَيضاً ( المُنَقِّب عَن كلِّ شيْءٍ .
*!والذخذخاح :بالفتح ؛ذو المنطق المعرب الفصيح
*!وذَاذِيحُ : ة من عَمَلِ حَلَب ) .
ذمخ : ( الذَّمَخُ ، مُحَرَّكةً . و ) الذِّمَخ ( كَعنَبٍ : ثَمرةُ شَجرةٍ ) تُشبِه التِّينَ .
ذيخ : ( *!الذِّيخ ، بالكسر : الذِّئبُ الجَريءُ ) ، بلسانِ خَوْلاَنَ .
( و ) *!الذِّيخ : ( الفَرَسُ الحِصَانُ ) ، بكسر الحاءِ المهملة .
( و ) في حديث عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( كان الأَشعَتُ ذَا *!ذِيخٍ ) ، وهو ( الكِبْر ) ، حكاه الهَرويُّ في الغريبين .
( و ) الذِّيخ : ( كَوْكَبٌ أَحمرُ . و ) الذِّيخ : ( القِنْوُ ) من النَّخلة ، حكاه كُرَاع في الذّال المعجمة ، وجَمْعه*! ذِيَخَةٌ ، وقد تقدّم في الدال .
( و ) في حديثِ القِيامةِ ( ويَنظر الخيلُ عليه السلام إِلى أَبيه فإِذا هو *!بِذِيخٍ مُتَلطِّخ ) ، وهو ( ذَكَرُ الضِّباع الكَثِيرُ الشَّعَر ) ، وأَراد بالتلطّخِ التلطُّخَ برَجِيعِه أَو الطَّين ، كما في حديث آخَر : ( *!بذِيخٍ أَمْدَرَ ) ، أَي مُتلطِّخ بالمَدَر . [ وفي حديث خُزَيمةَ و ( الدِّيخ مُحْرَنْجِماً ) أَي ، أَنّ السَّنَةَ تَركَت ذَكَر الضِّباع مُجتمِعاً مُنقبِضاً من شِدّة الجَدْبِ . ( والأَنثَى بهاءٍ . ج *!ذُيُوخٌ *!وأَذْياخٌ *!وذِيَخَةٌ ) كعِنَبَة . وجمع الأُنثى*! ذِيخَاتٌ ولا يُكسَّر .
( *!وذَيَّخَ ) *!تَذْييخاً : ( ذَلَّلَ ) ، حكاه أَبو عُبيد وَحدَه ، والصوَاب الدَّال . وكان شَمِرٌ يقول : دَيَّخْته ذلَّلْته ، بالدال ، من دَاخ يَدِيخُ إِذا ذَلّ .
( و )*! ذَيَّخَت ( النَّخْلَةُ ) ، إِذا ( لَمْ تَقْبَلِ الإِبارَ ) ولم تَعْقدِ شيئاً .
( *!والمذْيَخَة ، كَمَسْبَعَةٍ : الذِّئابُ ) ، بلسان خَوْلانَ ، وهم قبيلةٌ باليَمَن .
( *!وأَذاخَ بالمكانِ : أَطافَ به ودَارَ )
____________________

(7/253)


.
( ) وبقي عليه قولُهم :
*!أَذاخَ بنِي فُلانٍ *!وذوّخَهم ، إِذا قَهَرَهُم واستوْلَى عليهم . استدركه شيخنا ، ولا أَدرِي من أَين له ذلك ، فليحقّقْ .
2 ( فصل الراء ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
ربخ : ( الرَّبِيخُ : القَتَب الضَّخْمُ ) . قال : فلمّا اعْتَرَتْ طارقَاتُ الهُمُومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخاً
أَي ضَخماً ، ( وغَلِطَ الجوهريُّ في قوله من الرِّجال ) ، أَي بالجيم ، ( وإِنّمَا هُو مِنَ الرِّحال ) ، بالحاءِ المهملة ، ( ولولا قولُه المُسْتَرْخِي لَحْمِلَ على ) تحريفِ فلم ( النَّاسِخ ) . قال شيخنا : قد يقال لا دلالةَ فيه على ما زَعَمَه ، إِذ يدّعي أَنَّه استُعمل مجازاً . ويقال رَجلٌ مُسترْخٍ وإِكافٌ مُسترخٍ ، إِذا طالَ عن مَحلِّه المعتادِ وجاوزَ مكانَه المعروفَ ، فالاسترخاءُ ليس خاصًّا ببني آدَمَ .
( و ) رُوِيَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ أَنّ رجلاً خاصَم إِليه أَبا امرأَتِه فقال : زَوَّجَنِي ابنَتَه وهي مجنونةٌ . فقال : ما بَدَا لكَ مِن جُنونها ؟ فقال : إِذا جامعْتُهَا غُشِيَ عليها ، فقال : ( تلك ( الرَّبُوخُ ) لسْتَ لهَا بأَهل ) أَراد أَنّ ذلك يُحْمَد منها ، وهي ( المَرْأَةُ يُغْشَى عَلَيْهَا عِنْدَ الجِمَاعِ ) مِن شِدَّة الشَّهْوَة . قال الشاعر :
أَطْيَبُ لَذَّات الفتَى
نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ
وقيل هي الّتي تَنْخِرُ عند الجِماع وتَضْطَرِب كأَنَّها مَجنونة . ( وقد رَب 2 خَتْ كفَرِحَ ومَنَعَ ) تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً و ( رَبَاخاً ) ، بالفتح . وأَصْل الرُّبُوخ من تَرَبَّخَ في مَشْيه ، إِذا اسْتَرْخَى .
( وأَرْبَخَ ) الرَّجلُ : ( اشْتَرَى ) جاريةً ( رَبُوخاً ) ، وقد تقدّم معناه .
( و ) أَرْبخَ ( الرَّمْلُ ) ، إِذا ( تَكَاثَفَ ) ، وأَرْبَخَ الماشِي فيه .
____________________

(7/254)



( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَرْبَخَ ( زَيْدٌ ) ، إِذا ( وَقَعَ في الشَّدَائد . و ) حُكِيَ عن بعْض العرب : مَشَى حتَّى ( تَرَبَّخَ ) ، أَي ( اسْتَرْخَى ) .
( ورَابِخٌ : ع بنجْدٍ ) ، قال ابن دريد : أَحسب ذالك ، ولم يَتيقّنْه . وفي ( اللسان ) وأَرضٌ رابِخٌ تأْخُذ اللُّؤَمَة ولا حِجَارةَ فيها ولا نَقَلَ
ومُرْبِخٌ ( كمُحْسن : جَبلٌ من جبالِ زَرُودَ ) أَو ( رَمْلَةٌ بالبَادِيَة ) . قال أَبو الهيثم : سُمِّبَ جبلُ مُرِبخ مُرْبِخاً . لأَنه يَرْبَخ الماشي فيه من التَّعَب والمشقّة .
( ورَبِخَتِ الإِبلُ في الرَّمْل ، كفَرِحَ : اشْتَدَّ عليها السَّيْرُ فيه ) وفَتَرَت من الكَلاَل . وأَنشد :
أَمِنْ جِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ
لا بُدَّ منه فانْحَدرْنَ وارْقَيْنْ
أَو يَقْضِيَ اللَّهُ ذُبَابَاتِ الدَّيْنْ
قال ابن سيده : ولا أَعرف مثل هاذا يُشتَقُّ من الأَعلام ، إِنّما ذالك في إِتيانِ المواضِع ، كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ .
رتخ : ( رَتَخَ الطَّينُ والعَجينُ ) رَتْخاً إِذا ( رَقَّ ) فلم يَنْخَبِز ، فهو راتِخٌ زَلِقُ .
( و ) رَتَخَ ( بالمكان ) رُتُوخاً ، إِذا ( أَقَامَ ) وثَبَتَ ( و ) رَتَخَ ( عن الأَمر ) ، إِذا ( تخلَّفَ ) .
( وجِلْدٌ أَرْتَخُ : يابسٌ ) لازِقٌ .
( وقُرَادٌ ) راتخٌ : يابِسُ الجِلْدِ ، وعن اللَّيث : قُرَاد ( رَتِخٌ ، ككَتِف ) ، وهو الّذي ( شَقَّ أَعلَى الجِلْدِ فَلَزِقَ به ) ، رُتُوخاً . وأَنشد :
فقُمْنَا وزَيدٌ راتِخٌ في خِبَائِها
رُتُوخَ القُرَاد لا يَريم إِذا رَتَخْ
( والرَّتْخ ) ، بفتح فسكون : قِطَخ صِغارٌ في الجِلْد خاصَّةً ، ( كالتَّرْخ ) في مَعنَييه : أَحدهما قد عَرَفْتَ ، والثاني الشَّرْطُ اللِّيِّن ، عن ابن الأَعرابيّ . يقال أَرْتَخَ الحَجّام ، إِذا لم يُبَالِغ في الشَّرط ، قال :
رَشْحاً من الشَّرْطِ وَرَتْخاً وَاشِلاً
____________________

(7/255)



وقال الأَزهريّ : هما لُغتان : التَّرْخُ والرَّتُخ ، مثل الجَبْذ والجَذْب .
( والرَّتَخَة ، محرّكَةً . الرَّدَغَةُ من الطَّين ) ؛ التاءُ مقلوبة عن الدال .
رجخ : ( ) ومما يستدرك عليه هُنَا :
الرُّجَّخُ كسُكّر : اسم كُورةٍ ، هنا ذكرَه صاحبُ ( اللسان ) ، والمصنِّف أَوردَه في الجيم ، فلينظرْ .
رخخ : (*! الرَّخَاخُ ، كسَحَاب ، من العيشِ الواسِعُ ) اللّيِّن . *!ورخاخُ العَيْشِ . خَفْضُه ورَغَدُه ، ويُوصَف به فيقال عَيشٌ *!رَخَاخٌ ، أَي واسعٌ ناعمٌ . وفي الحدِيث : ( يأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَفضَلُهُمْ *!رَخَاخاً أَقصَدُهم عَيْشاً .
( و ) الرَّخاخ ( مِن الأَرضِ : الرِّخْوَة ) اللَّيِّنة . وعن ابن شُميل : رَخَاخُ الأَرضِ : ما اتَّسعَ منها ولاَنَ ولا يَضرُّك أَسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ .
( *!والرَّخَّاءُ ) ، بالتشديد والمدّ ( مِثْلُها ) ، عن ابن الأَعرابيّ ( أَو ) *!الرخَّاءُ : الأَرضُ ( المتَّسِعةُ ، أَو هي المُنْتَفِخَة الّتي تَكسَّرَتْ تحْتَ الوَطْءِ . ج *!-رَخَاخِيُّ ) ، بالفتح . والنَّفْخاءُ مثْلُها وهي *!الرّخَّاءُ والسَّخَّاءُ والمَسْوَخَةُ والسُّوَّاخَى .
( و ) اقال أَبو حنيفةَ : ( *!الرُّخُّ ، بالضّمّ : نَبَاتٌ لَيَّنٌ ) هَشٌّ ، *!كالرَّخَاخ ، بالفتح ، عن ابن سيده .
( و ) *!الرُّخُّ ( من أَدَوَات الشِّطْرَنْج ) . قال اللَّيث : هو مُعرّبٌ وَضَعُوه تَشبيهاً *!بالرُّخّ الّذي هو الطّائر ، نَبَّه عليه ابن خَلِّكان . ( ج *!رِخَخَةٌ ) ، كقُرْط وقِرَطَة ، *!والرِّخَاخ بالكسر . ومن سَجَعَات الأَساس : ( من حَقِّ الأَشياخ ، أَن لا يَجُولُوا جوْلَ الرِّخَاخ ) .
( و ) *!الرُّخُّ : ( طائرٌ كبيرٌ يَحمِل الكَرْكَدَّنَ ) ، وسيأْتي للمصنِّف في النون : دابّة عَظيمة تَحمِل الفِيلَ على قَرْنِها .
( و ) *!الرُّخُّ : ( رُبْعٌ من أَرباعِ نَيْسَابُورَ ، منه هارُونُ بنُ عبد الصَّمد الرُّخّيّ النَّيْسَابُوريّ ) .
____________________

(7/256)



*!والإِرْخاخُ : المبالَغة في الشَّيْءِ .
( *!والارتِخاخ ) . وفي بعض النُّسخ ( *!الاسترخاخ ) ، والذي عندنا هو الصواب ( : الاستِرْخَاءُ ) . قال ابن الأَعرابيّ : *!ارْتَخَّ العَجينُ ارْتِخاخاً إِذا استَرخَى . ( و ) *!الارتخاخُ : ( اضطِرَابُ الرَّأْيِ ) ، وقد ارْتَخَّ رأْيُه .
( وطِينٌ *!رَخْرَخٌ *!ورَخْرَاخٌ : رَقيقٌ ) لَيِّنٌ .
( و ) يقال : ( سَكْرَانُ *!مُرْتَخٌّ ) ومُلْتَخُّ بالراءِ واللام ، أَي ( طافِحٌ ) .
( *!ورُخَّانُ كرُمَّان : لا بمَرْو ) .
( *!ورَخَّةُ : ع ) .
( و ) في ( التَّهذيب ) : ( *!رَخَّه : وَطِئَه ) فأَرْخَاه ، وقيل : شَدخَه فأَرْخَاه ، قال ابنُ مُقبل :
فلَبَّدَه مَسُّ القِطَارِ ورَخَّه
نعَاجُ رُؤافٍ قَبْل أَن يَتَشدَّدَا
ورُوِيَ : رَجَّه ، بالجيم ، والأَوّل أَكثر .
( و ) رَخَّ ( الشَّرَابَ : مَزَجَه ) . ورَخَّ العَجينُ *!يَرِخُّ *!رَخًّا : كَثُرَ ماؤُه . *!وأَرَخَّه هو . ورَخَاخُ الثَّرَى : ما لانَ منه .
ردخ : ( الرَّدْخُ : الشَّدْخ ، وبالتَّحْرِيك الرَّدَغُ ) ، عُمانيّة :
رزخ : ( الرَّزْخُ : الزَّجُّ بالرُّمْح ) وقد رَزَخه رَزْخاً . والمِرْزَخة : كلُّ ما رُزِخَ به .
رسخ : ( رَسَخ ) الشَّيْءُ يَرسَخ ( رُسُوخاً ) : ( ثَبَتَ ) في موضعه . والرَّاسِخ في العِلْم : الّذي دَخَلَ فيه دُخُولاً ثابتاً . وجبَلٌ راسخٌ ، ودِمْنةٌ راسِخةٌ . وكلُّ ثَابتٍ راسِخٌ ، ومنه . { الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ } ( آل عمران : 7 ) وهو مَجاز ، وقيل : هم المُدارِسون في كِتَاب الله . وقال ابن الأَعرابيّ : هم الحُفّاظ المُذاكرُون . وقال مَسروق : قَدِمْتُ المدينة فإِذا زيدُ بنُ ثابتِ من الرَّاسخين في العِلْم . وقال خالد بنُ جَنْبَةَ : الرّاسخُ في العِلْم : بَعِيدُ العِلْم .
( و ) من المجاز رَسَخَ ( الغَدِيرُ )
____________________

(7/257)


رُسُوخاً ، إِذا ( نَشَّ ماؤُه ونَضَبَ فذَهَبَ . و ) منه أَيضاً رَسَخَ ( المَطَرُ ) ، إِذا ( نَضَبَ نَدَاهُ في ) داخل ( الأَرْضِ فالتَقَى ) منه ( الثَرَيَانِ ) ، تثنية الثَّرَى .
( وأَرْسَخَهُ ) أَرْسَاخاً : ( أَثبتَه ) ، كالحِبْر يَرْسَخ في الصَّحِيفَة ، والعِلْمِ يَرسَخ في قَلْب الإِنسان ، وهو مجاز ، وكذا رَسَخَ حُبُّه في قلْبه . والوَرَقُ الدَّخِينُ لا يَرسَخ فيه الحِبْر ، كما في ( الأَساس ) .
رصخ : ( رَصَخَ في الأَمرِ : رَسَخَ ) .
رضخ : ( رَضَخَ الحَصَى ) والنَّوَى والعَظْمَ وغَيرَهَا من اليابس ( كمَنَع وضَرَبَ ) يَرْضَخُه ويَرْضِخُه رَضْخاً : ( كَسَرَهَا ) والرَّضْخُ : كَسْرُ الرَّأْسِ ، ويُستعمَل الرَّضْخ في كَسْرِ النَّوَى والرَّأْس للحيّات وغيرِها . ورَضَخْتُ رأْسَ الحَيَّةِ بالحِجارة .
( و ) رَضَخَ ( له ) مِنْ مالِه ، إِذا ( أَعطاهُ عَطاءً غيرَ كَثِير ) يَرْضَخه رَضْخاً . والرَّضْخ . والرَّضْخ : العَطِيَّة القليلة . قال شيخنَا : ومنه الرَّضْخ من الغنائم ، لأَنّه عَطِيّة دونَ السَّهْم . ويقال أَرضَخْتُ للرّجُلِ ، إِذا أَعطَيْتَه قليلاً من كثيرٍ .
( و ) رضَخَ ( به الأَرْضَ : جَلَدَه بها ) من الرَّضْخ وهو الشَّدْخ والدَّقّ .
( و ) رضَخَتِ ( التُّيوسُ : أَخذَتْ في النِّطَاحِ ) فَشَدَخَت رُؤُوسُ بعْضِها بعْضاً .
( والمِرْضَاخُ ) ، بالكسر ، والمِرْضَخَة : ( حَجَرٌ يُرْضَخُ به النَّوَى ) ، والجمْع المَرَاضخ . وفي حديث بدْر : ( شبَّهْتُها النَّوَاةَ تَنْزُو من تَحْت المَرَاضِخ ) .
( والرَّضْخُ ) والرَّضْخَة : الشَّيْءُ اليَسير من ( خَبَر تَسْمَعُه ولا ) وفي بعض الأُمَّهات : منح غير أَنْ ( تَستَيْقِنهُ ) وفي بعض النسخ : تَسْتَبِينه . ( يقال : هم يَتَرَضَّخُونَ الخَبَرَ ) ، من ذالك .
( و ) يقال ( راضَخَ زَيْدٌ شيئاً ) ،
____________________

(7/258)


إِذَا ( أَعطاه كارهاً ) ، وراضَخْنَا منه شيئاً : أَصَبْنَا ونِلْنا . والمُرَاضَخَةُ : العَطاءُ على الكخرْه .
( و ) راضَخَ ( فلاناً : رامَاه بالحِجَارَة ) وبه جزمَ الجوهريُّ وغيرُه من أَئمَّة اللُّغة ، ولاكن جاءَ في حديثِ العَقَبَة : ( قال لَهُمْ : كَيْفَ تُقَاتِلُون ؟ قالوا : إِذا دَنا القَوْمُ مِنّا كانَت المُرَاضَخَة ) ، وهي المُرَامَاةُ بالسِّهام . واقتصرَ عليه ابنُ الأَثير تَبعاً للإِمام الخَطّابيّ وغيره من أَئمّة الغريب . وقال الجلال في ( الدُّرّ النَّثير ) : قال الفارسيُّ : فيه نَظرٌ ، والوَجْه أَن يُحْمَل على المُراماة بالحِجارة بحيثُ يَرضَخ بعضَهم رؤُوسَ بَعض .
( و ) يقال : ( هُوَ يَرتَضِخُ لُكْنَةً عَجَميَّةً ، إِذا نَشَأَ معَهُم ) أَي مع العَجَم يَسيراً . ( ثم صَارَ معَ ) وفي بعض النسخ إِلى ( العَرِب ، فهو يَنزِعُ إِلى العَجَم في أَلفاظِ ) من أَلفاظهم لا يستمِرُّ لسانُه على غيرها ( ولَو اجْتَهَدَ ) . وفي حديثِ صُهيبٍ ( كانَ يَتَضِخُ لُكْنَةً رُوميَّة ، وكان سَلْمَانُ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً فارِسِيَّة ، وكان عَبْدُ بني الحَسحاسِ يَرتضخ لُكْنَةً حَبَشيَّة مع جَوْدَةِ شِعرِه ) .
( وتَراضَخْنَا ) بالسِّهَام : ( تَرَامَيْنَا ) . والتَّرَاضُخ تَرامِي القَوْمِ بينهم بالنُّشَّاب . والحاءُ في جميع ذالك لُغة جائزةٌ إِلاَّ في الأَكل ، وهو قولهم ظَلُّوا يَتَرَضَّخون أَي يُكَسِّرُون الخُبْزَ فَيأْكلونه ويَتناولونه . وفي ( الأَساس ) : ورأَيتهم يَتَرَضَّحُون الخُبْزَ ويَترصِّخونه . وعنده رَضْخٌ من خُبْز ، ووقعَتْ رَضْخةٌ من مَطَرٍ ورِضَاخٌ .
والرَّضِيخة والرُّضَاخة : القَليلُ من العَطِيَّة ، وقيل الرَّضْخُ والرَّضِيخة العَطيّة المُقارِبة ، كما في ( اللّسان ) . وكلُّ ذالك مستدرك على المصنّف .
رفخ : ( الرُّفُوخ ، بالضّمّ : الدَّواهِي ) ، ولم يذكر له مفرداً .
( وعَيشٌ رافِخ : رافغٌ ) ، الغين بدَلٌ عن الخاءِ .

____________________

(7/259)


رمخ : ( الرِّمْخُ بالكسر : الشَّجَر المجتَمِع . و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( الرَّمْخَاءُ الشصاةُ الكلِفَة بأَكْلِهَا ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والصواب : بأَكله ، أَي بأَكل الرِّمْخ .
( و ) الرّمخَة ( كعِنْبة وبُسْرة : البَلَح ) ، بلُغة طيّىء . قال شَمِرٌ : وهو السَّدَاءُ ، ممدود ، بلُغة أَهل المدينة ، والسَّيَابُ بلُغة وادِي القُرَى ، والخَلاَل بلُغة أَهل البصرة ، ( ج رِمْخ ) ، بالكسر ، ( ورُمْخ ) ، بالضّمِّ . ( و ) منه : ( أَرْمَخَتِ النَّخْلَةُ : أَثمرَتْهُ ) ، أَي البَلَح . ( و ) أَرْمَخَ ( الرَّجُلُ : لانَ وذَلَّ ) ، كأَدْمَخَ .
( و ) أَرمَخَتِ ( الدَّابّة : أَخذَتْ في السِّنّ ، أَو أَنْقَتْ ) .
ورُماخ ، بالضّمّ : موضع .
رنخ : ( رَنَحَ ) الرَّجلُ : ( فَتَرَ فُتُوراً ) .
ورَنَّخَه تَرنِيخاً : ذلَّله .
( وتَرنَّخَ به : تشَبَّثَ ) وتَعَلَّق .
روخ : ( تَرَوّخَ في الطِّينِ : وَقَعَ فيه ) ، الصوَاب تَزَوَّخ بالزاي لُغة في تَسوّخ ، وسيأْتي في السين .
ريخ : ( *!راخ ) الرَّجلُ ( *!يَرِيخُ ) *!رَيْخاً *!ورُيُوخاً *!ورَيَخَاناً : ذَلَّ ، وقيل : لانَ و (*! استَرْخَى ) . وكذالك ، دَاخَ ( أَو ) رَاخَ الرَّجلُ ، *!يَرِيخ ؛ إِذا ( تَبَاعَدَ ) . وفي بعض النُّسخ : باعَدَ ( ما بَين فَخِذَيْه ) وانْفَرَجَا ( حَتَّى عَجَزَ عن ضَمِّهما ) ، عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
أَمْسَى حَبِيبٌ كالفُرَيخِ *!رَائِخَا
باتَ يماشي قُلُصاً مَخَائِخَا
( *!والتَّرْيِيخ : التَّوْهِين ) ، يقال : ضَرَبُوا فُلاناً حتّى *!رَيَّخوه ، أَي
____________________

(7/260)


أَوْهَنوه وأَلاَنوه . وأَنشد :
بوقْعِهَا يُريِّخُ *!المُرَيِّخُ
والحَسَبُ الأَفعى وعِزٌّ جُنْخُ
( *!والمُرَيَّخ ، كَمُعَظَّم ، المُرْداسَنْج ) ذكره الأَزهريّ هاهنا ، ( و ) قال اللّيث : ويُسمَّى ( العُظَيمُ الهَشُّ الوالِجُ ) أَي الداخل ( في جَوْفِ القَرْنِ ) *!مُرَيَّخَ القَرْنِ ، ( *!كالمَرِيخ ) ، كأَمِير ، هاكذا في سائر النَسخ . ( ج أَمْرِخَة ) ، هاكذا نقلَه الأَزهَرِيّ . عن الليث في مرخ ، فجعلَه مَرِيخاً ، وجمَعَه على أَمْرِيخَة ، وجعلَه في هاذا البابِ مُرَيَّخاً بتشديد الياءِ ، قال ولم أَسمعْه لغيره . والذَّي نقلَه الأَزهريّ عن أَبي خَيْرَة أَنّه قَال هو المَرِيخِ والمَرِيج ، أَي بالخَاءِ والجيم ، كلاهما كأَمِيرٍ : القَرْنُ الداخلُ ويجمعان أَمْرِيخةً وأَمرِجة . وحكاه أَبو تُرَاب في كتاب الاعتقاب قال : وسأَلْتُ عنه أَبا سَعيد فلم يعرفهما .
( *!ورِيخٌ ، بالكسر : ع بخُراسانَ أَو نَاحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ ، منهَا ) أَبو بكر ( مُحمَّد بن القاسم بن حَبِيب الصّفارُ وذُرِّيَّته المحدِّثون *!الرَّيخِيُّون ) ، حدّث عن جدّه ، وعنه حَفيدُه أَبو سعد ، ومنهم عِصام الدّين أَبو حَفص عُمر بنُ أَحمدَ الصَّفّار ، أَحدُ الأَئمّةِ بنَيْسَابُورَ ، سمع أَبا بكرِ بن خَلفٍ . وأُختُه عائشةُ بنت أَحمدَ سمِعَتْ من أَبيها ، وعنها زَيْنبُ الشَّعرِيّة . وأَبو سعدٍ عبد الله بن عُمَر بن أَحمدَ ، مشهور ، وابنُه القاسم كذالك ، قاله الحافظ في ( التبصير ) .
2 ( فصل الزاي ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
زتخ : ( زَتَخَ القُرَادُ زُتُوخاً ) ، بالضّمّ إِذا شَبِثَ بمَنْ عَلِقَ به ، ( الصواب فيه أَنَّه بالرّاءِ ، وقد تقدّم ، ولذا لم يذكره أَحدٌ من الأَئمَّة هنا ) .

____________________

(7/261)


زخخ : ( *!زَخَّه ) *!يَزُخّه *!زَخًّا : دَفَعه و ( وقعه في وَهُدَةٍ ) أَي المكان المنخفض ، وفي الحديث : ( مثَلُ أَهْل بَيتي مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ مَنْ تخلّفَ عنها زُخَّ به في النّار ) ، أَي دُفِعَ ورُمِيَ . *!وزَخَّ في قفاه ، وقال ابن جريج : كل دفع *!زَخٌّ ،*!وزَخَّ في قفاه أَي دَفَعَ وأَخْرَجَ .
( و )*! الزَّخُّ *!والزَّخَّة : الحِقْدُ والغَضَب والغَيظ . قال صَخْرُ الغَيِّ :
فلا تَقْعُدَنَّ على *!زَخَّةٍ
وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا
ويقال *!زَخَّ ( زَيْدٌ ) *!زَخًّا ، إِذا ( اغْتَاظَ ) ، قال ابن سيده : وذَكرُوا أَنّه لم يُسمع *!الزَّخَّة الّتي هي الحِقد والغضب إِلاّ في هاذا البيتِ .
( و ) زَخَّ ( وَثَبَ ) ، وربما وَضَعَ الرَّجلُ مِسْحَاتَه في وَسط نَهرٍ ثُمَّ يَزُخّ بنفْسِه ، أَي يثِب .
( و ) زَخَّ ( بِبَوْلِه ) ( زَخًّا : ( رَمَاهُ ) ودَفعَه ، مثْل ضَخَّ .
( و ) *!الزَّخُّ : السُرْعَةُ . يقال ، زَخَّ ( الحادِي ) الإِبلَ : ساقَها سَوْقاً سريعاً واحتَثَّها . والزَّخُّ والنَّخُّ : السَّيرُ العَنيفُ ، وقد زَخَّ إِذا ( سَارَ سَيراً عَنِيفاً . و ) من المجاز ما رُوِيَ لعليّ بن أَبي طالبٍ كرّم الله وَجهَه أَنّه قال :
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له *!مِزَخَّهْ
*!يَزُخُّها ثُمّ يَنامُ افَخَّهْ
( *!المِزَخَّة ، بكسر الميم وفتحها ) وبالفتح صَدّر الجوهَرِيّ كأَنّها مَوضِع الزَّخّ ، أَي الدَّفْع ( : المَرْأَةُ ) وسُمِّيَت لأَنّ الرَّجلَ *!يَزُخُّهَا ، أَي يُجامِعها ( *!كالزَّخَّة ) ، بالفتح ، ( و ) *!المَزَخّة ، ( بفتحها : فَرْجُهَا ) لأَنّهَا مَوْضِعُ *!الزَّخِّ . ( *!وزَخْزَخَهَا )*! زِخْزَاخاً إِذا جَامَعَها ، *!كزَخَّها زخًّا ، وهو من ذالك ، لأَنّه دَفْع .
*!وزَخّت المرأَة بالماءِ *!تَزُخّ ، *!وزَخّتْه : دَفعَتْهُ . ( وامْرَأَةٌ *!زَخَّاخَةٌ ، مشدَّدةً ) ، *!وزُخَّاءُ ، ممدودةً ، إِذا كانت ( *!تَزخُّ بالماءِ عِندَ الجِمَاع ) .
(*! وزَخَّ الجَمْرُ ) ، بالجِيم كما في غير
____________________

(7/262)


نُسخة ، ومثله في الأُمّهات اللُّغَوِيَة ، ويوجد في بعض النُّسخ بالخاءِ المعجمة ، وليس بصواب (*! يَزِخّ ) ، بالكسر والضّمّ .
( *!زَخًّا *!وزَخِيخاً : بَرَقَ ) أَي لَمَعَ . وكذالك الحَريرُ لأَنّه يَبرُق من الثِّياب . وفي بعض النُّسخ ( بَردَ ) ، بالدّال بدل القاف وصوّبَه بعضُ المُحَشِّينَ ، وهو غلط .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما جاءَ في حديث عليّ رضي الله عنه : كتبَ إِلى عثمانَ بنِ حُنَيف ، لا تَأْخُذَنَّ من *!الزُّخَّة والنُّخّة شيئاً ) الزُّخَّة : أَولاد الغَنم لأَنّهَا *!تُزَخّ ، أَي تُساق وتُدفَع من ورائها ، وهي فُعْلة بمعنَى مفعولة ، كالقُبْضَة والغُرْفة . وإِنّما لا تُؤخَذ منها الصَّدَقة إِذا كانت مُنفردة ، فإِذا كانت مع أُمَّهَاتها اعتُدّ بها في الصَّدقة ولا تُؤخذ ، ولعلَّ مذهَبَه قد كَان لا يَأْخذ منها شيئاً . كذا في ( اللسان والنهاية ) .
زرنخ : ( الزِّرْنِيخُ بالكسر : حَجَرٌ . م ) ، أَي معروف ، وله أَنواع كثيرة ( مِنْهُ أَبْيَضُ و ) منه ( أَحْمَرُو ) منه ( أَصْفَرُ . و ) الزرْنِيخ : ( ة بالصَّعِيد ) .
زلخ : ( الزَّلْخُ ) ، بفتح فسكون ( : المَزَلَّةُ ) ، وهي المَزْلَقة ( تَزِلُّ منها الأَقدامُ لنُدُوَّتِهِ أَو مَلاسَتِه ) . والذي في الأُمّهات ( لنَداوَتها لأَنَّها صَفاةٌ ملْساءُ ) . ورَكِيَّةٌ زَلُوخٌ وزَلْخٌ : ملساءُ أَعْلاها مَزَلّةَ يَزْلَقُ فيها مَن قامَ عليها . وقال الشاعر :
كأَنّ رِمَاحَ القَومِ أَشطانُ هُوّةٍ
زَلُوخِ النَّوَاحِي عَرْشُها مُتهدِّمُ
وبِئرٌ زَلُوخٌ وزَلُوجٌ ، وهي المُتزلِّقةُ الرأْسِ ، ( كالزَّلِخِ ، ككَتِفِ ) . مكانٌ زَلْخٌ وزَلِخٌ ، وزَلِجٌ بالجيم أَيضاً ، أَي دَحْضٌ مَزَلَّة ، وَصْفٌ بالمصدر . ومَزَلَّةٌ زَلْخٌ ، كذالك ، قال :
قامَ على مَزَلّةٍ زَلْخٍ فزَلّ
وعن أَبي زيد : زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَت
____________________

(7/263)


تَزْلَخ زُلُوخاً . وأَزلَخَ قَدَمَه .
( و ) الزَّلْخُ ( غَلْوَةُ السَّهْمِ ) وقال اللّيْث : هو رَفْعُك يَدَك في رَمْيِ السَّهْمِ إِلى أَقصَى ما تَقدِر عليه ، تُريدُ بُعْدَ الغَلْوَةِ ، وأَنشد :
مِنْ مِائَةٍ زلْخٍ بِمرِّيخٍ غالْ
وفي ( التهذيب ) : سُئل أَبو الدُّقَيش عن تفسير هاذا البَيت بعَينه فقال : الزَّلْخ أَقْصَى غايةِ المُغَالي . قال الأَزهَرِيّ : الذي قاله الليث حرْفٌ لم أَسمعه لغَيره . قال : وأَرجو أَن يكون صحيحاً .
( وزَلَخَه بالرُّمْح يَزْلِخُهُ ) ، بالكَسرِ زَلْخاً مثل زَخَّه ( : زَجَّهُ ) به ، وهي الْمِزْلَخَة .
( و ) زَلِخَ ( كَفَرِحَ : سَمِنَ ) ، يقال زعلِخَت الإِبلُ تَزْلَخ زَلَخاً سَمِنَت .
( والزُّلَّخَة ، كقُبَّرةٍ : الزُّحُلُوقَةُ ) يَتَزلَّج منها الصِّبيانُ .
( و ) من المَجاز قولُهم : رَمَى اللَّهُ بالزُّلَّخة ، مَن طَعَن في المَشْيَخة ، وهو ( وَجَعٌ بَأْخُذُ في الظَّهْرِ فيَجْسُو ويَغْلُطُ حتّى لا يَتحَرَّكَ مَعَهُ الإِنْسَانُ ) من شدّته ، واشتقاقُه من الزَّلْخ وهو الزَّلْق . ويُروَى بتخفيف اللاّم ، وقال الخطَّابيّ ورواه بعضُهم بالجيم ، قال : وهو غَلطٌ . وقال ابن سيده : هو داءٌ يأْخُذُ في الظَّهْر والجَنْب ، وأَنشد أَبو عَمرٍ و :
وصِرْتُ من بَعْدِ القَوَامِ أَبْزَخَا
وزَلّخَ الدَّهْرُ بظَهْرِي زُلَّخَاقال أَبو الهَيثم : اعتلَّت أُمُّ الهَيثم الأَعرابِيّةُ فزَارَهَا أَبو عُبَيْدَة وقال لها : عَمَّ كانَتْ عِلَّتُكِ ؟ قالَت : شَهِدْتُ مأْدُبَةً فأَكَلْتُ جُبْجُبَة ، مكِنْ صَفِيفِ هِلَّعَة ، فاعْتَرَتْني زُلَّخة ، قلنا لها : ما تقولين يا أُمَّ الهَيْثَم ؟ فقالت : أَو لِلنَّاسِ كَلامانِ .
( و ) قال خَلِيفَةُ الضِّبابيُّ : ( الزَّلْخَانُ
____________________

(7/264)


ويحَرَّك ) والجيم لغةٌ فيه : ( التَّقَدُّم في المَشْيِ ) ، والّذي في الأُمّهَات اللُّغَوية ، في السُّرْعَة .
( وَزَلِيخَا ) ، بفتح الزّايِ وكسر الّلام ، قال شيخنا : والعوَامّ يَنطقون به على وُجُوهٍ من الفَساد منها التصغير ، ومنها التشديد ، وكلّ ذالك خطأٌ ، وهي ( صاحِبَةُ يُوسُفع ) الصِّدِّيق ( عَلَيْه ) وعلى نَبِيّنا أَزْكَى ( السَّلام ) فيما زعم المفسِّرُون . وجَزَمَ أَقوامٌ بأَنَّ اسمَها رَاعِيل .
( وزَلَّخَه تَزليخاً : مَلَّسَه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَزَلخَ البَابَ ، إِذا أَغلقَه بالمِزلاخ ، ويقال : المزلاخ تُعَلَّق به الأَبوابُ ولا تُغَلَّق ، كما في ( الأَساس ) .
ومن المجاز : زَلَخَ الماءُ عن الصَّخرة . وسَهمٌ زالِخٌ يَزْلَخ على وَجْهِ الأَرضِ ثم يَمضي ، وأَزْلَخَه صاحبُه . وفي مَثَل ( لا خيرَ في سَهمٍ زَلخ ) وزَلَخَ في مَشْيِه : أَسْرَع .
وعَنَقٌ زَلاّخٌ : شديدٌ . قال :
يَرِدْنَ قبل فُرَّطِ الفِرَاخِ
بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاّخِ
ونَاقَةٌ زَلُوخٌ : سَريعةٌ . وتقول : ( رُبَّ كَلمة عَورَاءَ زَلَخَتْ مِنْ فيك ثم زَلَّخَت قَدَمَكَ في مقام تلافيك ) .
ورَجُلُ مُزَلَّخٌ : لَئيم مُدفَّعٌ عن الكَرم مُزلَّقٌ عنه . ومنه عيشٌ مزلّخ ، وعطاءٌ مزلّخٌ : دُونٌ .
____________________

(7/265)



وعُقْبَةٌ زَلُوخٌ : طَويلةٌ بَعيدة .
وزَلَخَ رأْسَه زَلْخاً : شَجَّه ، وهاذه عن كراع .
زمخ : ( زَمَخَ ) بأَنْفه ( كمَنَعَ ) زَمْخاً ، وشَمَخَ ( : تكَبَّرَ ) وتَاهَ . وأُنُوفٌ زُمَّخٌ : شُمَّخٌ ( والزَّامِخ : الشَّامُخ ) بأَنْفه .
( و ) من المجاز : الزَّامُ ( مِنَ الكَيْلِ : الوافِرُ . و ( منه أَيضاً ، عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وزَمَخٌ ، محرّكةً : بَعيدةٌ ) . وقال أَبو زيد : عُقْبَة زَموخٌ وحَجُون : ( شَديدةٌ ) . وقال ابنُ الأَعرابيّ : زَموخٌ وبَزُوخٌ : عَسِرَةٌ نَكِدة .
( و ) زُمَّيْخُ ، ( كقُبَّيْطٍ : كُورَةٌ ببَيْقهَقَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
جِبالٌ لها أُنُوفٌ زُمَّخٌ . قال الشّاعِر :
أَجْوازُهنّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ
يَعنِي بالأَجوازِ أَوْساطَ الجبالِ . وأَنُوفُها الطِّوَالُ . وهو مَجاز . وكذا قَولُهم : نِيَّةٌ زَموخٌ ، أَي بعيد كما في ( الأَساس ) .
زنخ : ( زَنِخَ الدُّهْنُ ) والسَّمْنُ ، ( كفَرِحَ ) ، يَزنَخ زَنَخاً زَنَخاً ( : تَغَيَّرَ ) تْ رائحتُه ( فهو زَنِخٌ ) ، ككَتِفٍ ، وفي الحديث : ( أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمدَعَاه رجُلٌ فقدّمَ إِلَيْه إِهَالَةً زَنِخَةً فيها عَرْقُ ) ، أَي مُتغيِّرة الرائحةِ . ويقال ، سَنِخة ، بالسين .
( و ) زَنِخَ ( السَّخْلُ : رَفَعَ رأْسَه عند الارتضاعِ مِنْ غَصَصٍ أَو يُبْسِ حَلْقٍ . وزَنَخَ ، كنَصَر وضَرَبَ ) ، يَزْنُخُ ( زَنُوخاً ) بالضَّمّ ( كزَنَّخَ ) تَزنِيخاً ، واقتصرَ في الأَساس على باب ظرف .
( والتّزَنُّخُ : التَّفَتُّحُ في الكَلامِ ) إِذا كان بملءِ شِدْقَيْه ، ( والتَّكَبُّر ) ، مثل التَّزَمّخ .
( وإِبلٌ زَنِيخةٌ ، كَفَرِحَة : ضاقَتْ بُطُونُهَا عَطَشاً ) والُذي عن كراع : عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ فَضاقَتْ بُطُونُها .
____________________

(7/266)



( ) ومما يستدرك عليه :
عن أَبي عَمرٍ و : زَنَخَ القُرَادُ زُنُوخاً ، ورَتَخَ رُتُوخَا ، إِذا تَشبَّثَ بمَن عَلِقَ به . وأَنشد :
فقُمْنَا وزَيْدٌ راتخٌ في خِبَائِه
رُتُوخَ القُرَادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ
هاكذا أَوردَه الأَزهَرِيّ في زنخ ، ويروى ( إِذا رتَخ ) ومعناهما واحد ، وقد تقدّم .
زوخ : (*! زُوَاخ ، بالضمّ : ع ) يمنع ( ويُصرف ) .
زيخ : ( *!زَاخَ *!يَزِيخُ *!زَيْخاً *!وزَيَخاناً ) ، محرّكةً : ( جَارَ وظَلَمَ ) . قال شَمِرٌ : زاخَ وزاحَ بالخَاءِ والحاءِ بِمعنًى . ( و ) زَاخَ عن المكان ( تَنَحَّى ، *!وأَزَاخَه : نَحَّاه ) . وحُكِيَ عن أَعرابيَ من قيس أَنه قال : حَمَلوا عليهم *!فأَزاخُوهم عن مَوضِعهم ، أَي نَحَّوهم ، ويُرْوَى بَيتُ لبيدٍ :
لو يَقُوم الفِيلُ أَو فَيَّالُه
زاخَ عن مِثْل مَقَامِي وزَحَلْ
قال أَبو الهَيثم : زاحَ بالحاءِ : أَي ذهَب وزَاحَتْ عِلَّتُه ، وأَما زَاخَ بالخاءِ فهو بمعنًى حارَ لا غَير .
( *!وتَزَيَّخ : تَذَلَّلَ ) ، كذَيَّخَ ، بالذّال .
2 ( فصل السين ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
سبخ : ( التَّسْبِيخ : التَّخْفِيفِ ) ، وهو مَجاز . وفي الحديث عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ( أَنّ سارقاً سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عائشةَ رضي الله عنها شَيئاً فدعتْ عليه ، فقال لها النّبيُّ : ( لا تُسَبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَلَيه ) ، أَي لا تُخفّفِي عنه إِثْمَه الّذي استحقَّه . بالسَّرِقة بدُعائكِ عليه . يريد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عليه المسروقُ منه
____________________

(7/267)


خَفَّف ذالك عنه . قال الشاعر :
فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه
إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ
ويقال : اللّهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى ، أَي خَفِّفْها . وسَبِّخْ عنّا الأَذَى ، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه .
( و ) التّسبيخ أَيضاً : ( التَّسْكِينُ ) والسُّكُونُ جميعاً . ( و ) التَّسبيخ : ( لَفُّ القُطْنِ ) بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ ، ( ونَحْوِه ) ، كالصُّوفِ والوَبَر .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : سَمعْت أَعرابيًّا يقول : الحمد لله على تَسبيخِ العُرُوق . وإِساغةِ الرِّيق ، بمعنَى ( سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ ) فيه . و التَّسبيخُ ( : الفَرَاغُ ، والنَّوْمُ الشَّديدُ ) ، وقيل : هو رُقادُ كلِّ ساعةٍ . وسبَّخْتُ أَي نِمْتُ ، ( كالسَّبْخِ فيهما ) ، نقله الفرّاءُ عن أَبي عَمرٍ و . وقال الزّجّاج : السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ ، وقُرِىء : { 7 . 015 ان لك في النهار . . طويلا } ( المزمل : 7 ) قرأَ بها يَحيى بن يَعمر . قال ابنُ الأَعرابيّ : من قَرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً . ومَعَاشاً ، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ . وقال الفرّاءُ : هو من تَسبيخ القُطْنِ وهو تَوسيعُه وتَنفيشُه ، يقال سَبِّخِي قُطنَك ، أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه .
( والسَّبيخُ ) ، كأَميرٍ ( المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ ) فَوق جُرْحٍ ، ( الواحِدَةُ ) بهاءٍ ( سَبِيخةٌ . و ) السَّبِيخ أَيضاً : ( ما لُفَّ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك ، وكذالك من الصُّوف والوَبَر ) .
( و ) من المجاز : وَرَدت ماءً حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ ، وهو ( ما تَنَاثَرَ من الرِّيشِ ) ونَسَلَ ، وهو المُسَبَّخ . و ( ج ) الثّلاثةِ ( سَبائِخُ ) ، قال الأَخطلُ يَذكر الكِلاَبَ :
فأَرْسَلُوهُنّ يُذْبِين التُّرَابَ كما
يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ
____________________

(7/268)



( والسَّبَخَة ، محرَّكَةً ومسكَّنَةً : أَرضٌ ذاتُ نَزَ ومِلْحٍ . ج سِبَاخٌ . و ) قد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخَةٌ و ( أَسْبَخَتِ الأَرْضُ ) . والسَّبَخُ : المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فيه الأَقدامُ ، وقد سَبُخَ سَبَخاً .
( و ) السَّبَخَةُ : ( ع بالبَصرةَ ، ومنه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ ) العابدُ ، تُوفِّيَ سنة 131 ، وفي الحديث أَنه قال لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ ( إِنْ مَرَرتَ بها ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا ) وهي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ ولا تَكاد تُنبت إِلاّ بَعْضَ الشَّجرِ .
( و ) السَّبَخَة : ( مَا يَعْلُو المَاءَ ) من طُول التَّرْكِ ( كالطُّحْلُبِ ) ونحوه .
( وسَبَخَ ) في الأَرض : ( تَبَاعَدَ ) كسَبَحَ ، وقد تقدّم .
( ونَسَبَّخَ ) والغَضَبُ : ( سَكَنَ وَفَتَرَ ، كسبَّخ تَسبيخاً ) .
( وأَسْبَخَ في حَفْرِهِ ) ، إِذا بَلَغَ ( السِّبَاخَ ) ، تقول : حَفَرَ بِئْراً فأَسْبَخَ ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة .
سخخ : ( *!السَّخَاخٌ ، كسَحَابٍ : الأَرضُ اللَّيِّنَة الحُرَّةُ *!كالسَّخَاسِخ ) .
قال أَبو منصور : هو جَمْعُ *!سَخَاخٍ ، هَكذا جَمعَه القُطاميّ ، وقال يَصف سَحاباً ماطراً :
تَواضَعَ *!بالسَّخاسِخ مِنْ مُنِيمٍ
وجَادَ الَيْنَ وافْتَرَشَ الغِمَارَا
( ومَوْضِعٌ بما وَراءَ النَّهْرِ ) .
( *!والسَّخّاءُ : الرَّخَّاءُ ) ، وهي الأَرضُ اللَّيِّنة الواسِعَة ، كما تقدّم ، ( ج *!-سَخَاخِيّ ) كرَخَاخِيّ ، كلاهما بالفتح .
( و ) في ( النوادر ) : (*! سَخَّ في الحَفْر والسَّيْر ) كزَخَّ : ( أَمَعَنَ ) فيهما ، ويقال : لُخَّ في البِئر مثْل *!سُخَّ ، أَي احْفِر . ( و ) *!سَخَّت ( الجَرَادَةُ : غَرَزتْ ذَنَبَها في الأَرضِ ) لتبيضَ .
سدخ : ( انسدخَ ) على الأَرض : ( انبسَطَ )
____________________

(7/269)


يقال : ضَرَبَه حتَّى انسَدَخَ . وقد تقدّم انسدج في الجيم فراجعْه .
سربخ : ( السَّرْبَخ كجَعْفَرٍ : الأَرضُ الواسِعَةُ ) ، وقيل : هي البعيدةُ ، وقيل : هي : ( المَضِلَّة ) ، بفتح الميم وكسر الضّاد ، وهي التي لا يُهتَدى فيها لطريق . وفي حديث جُهَيش : ( وكائِنْ قَطَعْنَا إِليكَ من دَوِّيَّةٍ سَرْبَخٍ ) ، أَي مفازةِ واسعَةِ الأَرجاءِ .
( والسَّرْبَخَة : الخفَّةُ والنَّزَق ) محرّكَةً . ( والمَشْيُ الرُّوَيدُ ، والمَشْيُ في الظَّهيرَة ) . وفي ( النوادر ) : يقال ظَلَلْتُ اليَومَ مُسَرْبَخَا ومُسَنْبَخاً ، أَي ظَلِلْتُ أَمْشِي في الظَّهيرة .
( ومَهْمَهٌ سِرْبَاخٌ ، بالكسر : واسِعُ ) الأَرجاء ( و ) مَهْمَهٌ ( مُسَرْبَخٌ ) ، كمُسَرْهَد : ( بَعيدٌ ) واسعٌ ، قال أَبو دُوَاد :
أَسْأْدَتْ ليلةً ويَوماً فَلمَّا
دَخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُنِ
قال : المَرْدُونُ : المنسوجُ بالسَّرَاب . والرَّدَن : الغَزْل .
سردخ : ( السُّرْدُوخُ ، بالضَّمّ : تَمرٌ يُصَبُّ عَلَيه الماءُ ) ، لم يذكره أَحدٌ من الأَئمّة ، ولا وَجدتُهُ في الأُمّهَات .
سفنخ : ( الإِسْفاناخُ ) ، بالكسر : ( نَبَاتٌ م ) أَي معروف ، وهو ( مُعرّب ) ، ومن خواصّه أَنّه ( فيه قُوَّةٌ جاليَةٌ غَسَّالةٌ يَنفَع الصَّدرَ والظَّهْر ) وهو ( مُلَيِّن ) .
سلخ : ( سَلَخَ ) الإِهابَ ، ( كنَصَرَ ومَنَعَ ) ، يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْخاً : ( كَشَطَ ) عن ذِيه . والسَّلْخ : ما كُشطَ عنه . ( و ) سَلَخَ . ( نَزَعَ ) ، يقال : سَلَخَت المرأَة دِرْعَها ، إِذَا نَزَعَتْه . وهو مَجاز ، قال الفرزدق :
إِذا سَلَخَتْ عنها أُمَامَةُ دِرْعَها
وأَعْجَبَهَا رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ
( والمَسلوخ : شاةٌ سُلِخَ ) عنها ( جِلْدُهَا ) ، وهي المسلوخةُ أَيضاً .
____________________

(7/270)



( و ) سَلخَ ( الشَّهْرُ : مَضَى ، كانسَلخَ . و ) سَلَخَ ( فُلاَنٌ شَهْرَه ) يَسْلَخه ويَسْلُخه سَلْحاً وسُلُوخاً : ( أَمْضَاه وصار في آخِرِه ) ، وهو مَجاز . وفي ( التهذيب ) : يقال سَلَخْنَا الشَّهرَ ، أَي خَرَجْنَا منه فسَلَخْنَا كُلَّ لَيلة عن أَنفُسِنا جزءًا من ثلاثينَ جُزْءًا حتّى تكاملَتْ لَياليه ، فسلَخْنَاه عن أَنفُسِنا كلَّه . قال : وأَهْلَلْنَا هلاَلَ شَهْرِ كَذا ، أَي دَخَلْنَا فيه ولَبِسْنَاه ، فنَحْن نَزدادُ كُلَّ لَيلةً إِلى مُضِيِّ نِصْفِه لِباساً منه ، ثم نَسْلخُه عن أَنفُسنا كلَّه . ومنه قَوله :
إِذا ما سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مثْلَه
كَفَى قاتِلاً سَلْخَى الشُّهُورَ وإِهلالِي
وقال بيدٌ :
حتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ
جَزْءًا فطَالَ صيَامُه وصيَامُهَا
قال وجُمَادَى سَتّةٍ هي جُمَادَى الآخِرَة ، وهي تَمامُ ستَّة أَشهر من أَوّلِ السَّنَةِ ، والنَّباتُ إِذا سَلَخَ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه فهو سالِخٌ ، من الحَمْض وغَيْره ( و ) في ( المحكم ) : سَلَخَ ( النَّباتُ : اخْضَرَّ بعد الهَيْج ) وعَادَ .
( و ) من المجاز : سَلَخَ ( اللَّهُ النَّهَارَ من اللَّيْل : اسْتَلَّهُ ، فانْسَلَخَ ) : خَرَجَ منه خُرُوجاً لا يَبْقَى معه شيءٌ من ضَوْئه ، لأَنَّ النَّهَار مكوَّرٌ على اللَّيل ، فإِذا زال ضَوؤُه بَقِيَ اللَّيلُ غاسِقاً قد غَشِيَ النّاسَ .
( و ) سَلَخَتْ ( الحَيَّةُ ) تَسْلَخُ سَلْخاً وكذالك كلُّ دابّةٍ : ( انْسَرَى ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، وفي الأُمّهَات كلِّهَا : تَنْسَرِي ( عن سَلْخَتِهَا ) ، بالفتح ، أَي جِلْدَتِها . ووَجَّهَه شيخُنَا بأَنَّ لفْظَ الحَيَّةِ يُطْلَق على الذَّكَر والأُنْثَى ، كما صرَّحَ به جماعةٌ .
( والسَّلْخ ) ، بالفتح : ( آخِرُ الشَّهرِ ، كمُنْسَلَخِه ) ، بفتح الَّلام .
( و ) السَّلْخ : ( اسمُ ما سُلِخَ عن الشَّاة ) ، والإِهَابُ ، أَي كُشِطَ عنه ، ومن المَجاز سلَخَ الجَرَبُ جِلْدَه .
( والسَّالخ : جَرَبٌ يُسلَخُ منها الجَمَلُ ) .
____________________

(7/271)



وسَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنسانِ وسَلَّخَه ، فانسَلَخَ وتَسَلَّخَ .
( و ) السالِخ : ( اسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ ) شَديد السَّواد . قال ابنُ بُزُرْج : ذلك أَسودُ سالِخاً ، جعلَه معرفةً ابتداءً من غَير مسأَلَةٍ . وأَسودُ سالخٌ ، غيرَ مُضَافٍ ، لأَنّه يَسْلَخ جِلْدَه كلّ سَنَةٍ . ( والأُنْثَى أَسْوَدَةٌ ولا تُوصَف بِسَالخة . وأَسْوَدُ ) سالِخٌ ( وأَسْوَدانِ سالِخٌ ) ، لا تُثنَّى الصِّفةُ ، في قول الأَصمعيّ وأَبي زيد ، وقد حكَى ابنُ دريد تثنيتَها ، والأَوّلُ أَعرَفُ . ( وأَساوِدُ سالِخَةٌ وسَوَالِخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ ) ، الأَخيرة نادرة .
( والأَسْلَخ : الأَصلَعُ ) ، وهو بالجيم أَكثر ، ( و ) الرَّجل ( الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ ) .
( والسَّليخَة : عِطْرٌ ) تَراه ( كأَنّه قِشْرٌ مُنْسَلِخ ) ذو شُعَبٍ . ( و ) السَّليخة : ( الوَلَدُ ) ، لكونه سُلِخَ ، أَي نُزِعَ من بطْن أُمّه . ( و ) السَّليخة : ( دُهْنُ ثَمَرِ البَانِ قبلَ أَن يُرَبَّبَ ) بأَفاوِيهِ الطِّيب ، فإِذا رُبِّبَ بالمِسْك والطِّيب ثم اعتُصِرَ فهو مَنشوشٌ ، وقد نُشَّ نَشًّا ، أَي اختَلطَ الدُّهْنُ برَوائحِ الطِّيب .
( و ) السَّلِيخةُ من العَرْفَج : منا ضَخُمَ من يَبِيسِه . و ( من الرِّمْث : ما لَيْسَ ) فيه ( مَرعًى ) ، إِنَما هو خَشَبٌ يابسٌ ، والعرب تقول للرِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يَبْقَ فيهما مَرْعًى للماشية : ما بَقِيَ منها إِلاّ سَليخةٌ .
( و ) السَّلْخ و ( المِسْلاخُ : جِلْدُ الحَيَّةِ ) الّذي تَنسَلُخ عنه ، كالسَّلْخَةِ .
ومن المَجاز : فُلانٌ حمارٌ في مِسْلاَخِ إِنسانٍ . وفي حديث عائشة : ( ما رأَيْت امرَأَةً أَحَبَّ إِليّ أَنْ أَكُونَ في مسْلاَخها من سَوْدَةَ ) . تَمنَّتْ أَن تكون مثْلَ هَيْئَتِها وطَرِيقَتها .
( و ) المِسْلاخُ : ( نَخْلَةٌ يَنتثر بُسْرُهَا ) وهو ( أَخْضَرُ ) . وفي حديث ما يَشتَرِطه المشترِي على البائع ( أَنّه ليس له مِسلاخٌ ولا مِخْضَار ) . ( و ) المِسْلاخُ : ( الإِهَابُ ) كالسِّلْخ بالكسر .
____________________

(7/272)



( و ) رجلٌ ( سَلِيخٌ مَلِيخٌ : شديدُ الجِمَاعِ ولا يُلْقِح . و ) سَليخٌ مليخٌ : ( مَن لا طَعْمَ له ) . والّذي في الأُمّهَات بإِسقاط ( مَنْ ) .
( وفيه سَلاَخَةٌ ومَلاَخَةٌ ) ، إِذا كان كذالك ، عن ثعلب .
( والسَّلَخُ ، مُحرّكةً : ما على المِغْزلِ من الغَزْل ) .
( واسْلخّ ) الرَّجلُ ( اسلِخَاخاً : اضْطَجَع ) . وأَنشد :
إِذا غَدَا القَوْمُ أَبَي فاسْلَخَّا
( والإِسْلِيخُ ، كإِزْمِيل : نَبَاتٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث سُليمانَ عليه السلام والهدهدِ ( فسَلَخُوا مَوضِعَ الماءِ كما يُسْلَخ الإِهَابُ فخَرَجَ الماءُ ) ، أَي حَفَروا حتّى وَجَدوا الماءَ .
وشاةٌ سَلِيخٌ : كُشِطَ عنها جِلْدُها ، فلا يَزال ذالك اسمَها حتّى يُؤكَل منها فإِذا أُكِلَ منها سُمِّيَ ما بَقِيَ منها شِلْواً ، قلَّ أَو كثُرَ .
وسَلَخَ الظَّليمُ ، إِذا أَصابَ رِيشَه دَاءٌ .
وسَلْخُ الشَّعْرِ : وضْعُ لفظٍ بمعنَى اللّفظِ الآخَر في جميعه ، فتُزيلُ أَلفاظَه وتَأْتي بدَلَهَا بأَلْفَاظٍ مُرَادِفة في معناهَا ؛ فهذا سَلْخٌ فإِنْ قَصَّرَ دون معناه كان مَسْخاً .
ومسْلخٌ اسم جَبَلٍ ذُكِرَ في غَزْوةِ بدْرٍ ، نقله السُّهَيْليّ .
سمخ : ( السِّمَاخ : بالكَسْر ) : لُغة في ( الصِّمَاخ ) ، وهو ثَقْبُ الأُذُنِ الّذي يَدْخُلُ فيه الصَّوْتُ ، وبعضُهم أَنكر السين .
( و ) سَمَخَه ( كَمَنَعه ) يَسْمَخه سَمْخاً : ( أَصابَ سِمَاخَه فَعَقَرَه ) .
ويقال سَمَخَني بحدَّة صَوْته وكَثرَةِ كلامِه . ولُغة تميمٍ الصَّمْخ .
( و ) سَمَخَ ( الزَّرْعُ : طَلَعَ أَوَّلاً ) .
( و ) يقال : ( إِنّه لحسَنُ السِّمْخةِ ، بالكسر ، كأَنّه مأْخوذٌ من السِّماخ ) ، وهو ( العِفَاص ) .
____________________

(7/273)



( ) ومما يستدرك عليه :
السِّماخ : الثَّقْب الّذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلَةِ الفَدَّانِ .
سملخ : ( السُّمْلُوخ : بالضَّمّ : الصُّمْلُوخ ، كالسِّمْلاخِ ) ، وهو من الأُذن : وَسَخُهَا وما يخرُج من قُشورِها ، قاله النّضْر .
( و ) السُّمْلوخُ : ( ما يُنْتَزَعُ مِنْ قُضْبَانِ النَّضِيِّ ) الرَّخْصَةِ ، مثْل القُضْبان ، وجمْعه السَّمَالِيخُ ، وهي الأَماصيخ .
( والسَّمَالِيخيُّ مِنَ اللَّبَنِ والطَّعام : ما لا طَعْمَ له . و ) السَّمَالِخِيّ : ( لَبَنٌ حُقِنَ ) وتُرِكَ ( في السِّقَاءِ وحُفِرَ له حُفْرَةٌ ووُضِعَ فيها ليَرُوبَ ) ، وطَعْمُه طَعْمُ مَخْضٍ .
سنخ : ( السِّنْخ ، بالكسر : الأَصْلُ ) من كلِّ شيْءٍ . والجمْع أَسْنَاخٌ وسُنُوخٌ ، والحاءُ لغة فيه .
ورَجَعَ فلانٌ إِلى سِنْخِ الكَرَمِ وإِلى سِنْخُه الخَبيثِ . وفي حديث الزُّهْرِيّ ( أَصْلُ الجِهَادِ وسِنْخُه الرِّبَاطُ في سَبِيل الله ) .
( و ) السِّنْخ ( من السِّنّ : نَنْبِتُه ) . وأَسْنَاخُ الثَّنَايَا والأَسنانِ : أُصولُهَا .
( و ) في ( النوادِر ) : السِّنْخ ( من الحُمَّى : سَورَتُها ) .
( و ) السِّنْخ : ( ة بخُراسانَ ، منها ذاكِرُ بنُ أَبي بكْرٍ السِّنْخيّ ) .
( والسُّنُوخُ : الرُّسُوخُ ) ، وقد سَنَخَ في العِلْم يَسنَخ سُنُوخاً : رَسَخَ فيه وعَلاَ .
( والسَّنَخُ ، محرَّكَةً : البَعِيرُ ) .
( وسَنِخَ الدُّهْنُ ) والطّعَامُ وغيرهما ، ( كَفَرِحَ ) ، يَسنَخُ سَنَخاً : تَغَيَّرَ وفَسدتْ رِيحُه ، لغة في ( زَنِخَ ) ، وقد تقدّم ، وهو مَجاز .
( و ) سَنِخَ ( من الطَّعَام ) وَحْدَه ، إِذا ( أَكْثَرَ ) .
والسَّنَاخَة : الرِّيحُ المُنْتِنَة ، كالسَّنْخَة ، بفتح فسكون ، يقال : بَيتٌ
____________________

(7/274)


له سَنْخةٌ وسَنَاخةٌ . قال أَبو كَبير :
فَدَخَلْتُ بَيْتاً غَيرَ بَيْتِ سَنَاخَةٍ
وازدَرْتُ مُزْدَارَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ
( و ) السَّنَاخة : ( الوَسَخُ وآثارُ الدِّبَاغِ ) . وقيل في معنى البيتِ ، أَي ليس ببَيتِ دِبَاغٍ ولا سَمْنٍ .
( و ) في ( النَّوادر ) : ( بَلَدٌ سَنِخٌ ، ككَتِفٍ : مَحَمَّةٌ ) ، أَيَ موضع الحُمَّى .
( وسانِخٌ : جدُّ نَصْرِ بن أَحمدَ ، أَو ) هو ( بالمهملة ) .
( والتَّسْنِيخُ : طَلَبُ الشَّيْءِ ) .
( والسُّنْخَتَانِ ، بالضّمّ : القَامَتانِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
سِنْخُ السِّكّينِ : طَرَفُ سِيلاَنِه الدّاخلُ في النِّصاب . وسِنْخ النَّصْل : الحَديدةُ الّتي تَدخل في رأْسِ السَّهْمِ . وسِنْخُ السَّيف : سِيلاَنه .
وأَسْنَاخُ النُّجُوم : الّتي لا تَنْزِل بنُجوم الأَخْذ ، حكاه ثعلب . قال ابن سيده : فلا أَحُقُّ أَعَنَى بذلك الأُصولَ أَم غيرَها . وقال بعضهم : إِنّمَا هي أَشياخُ النُّجُومِ .
وعن أَبي عَمْرٍ و : صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ .
وفي ( الأَساس ) : سَنِخَ الرَّجلُ : حَفَرَتْ أَسنانُه ، وسَنِخَت : ائْتَكَلَتْ أُصولُها .
سنبخ : ( المُسَنْبَخُ كمُسَرْهَد : المُسَرْبَخ ، وهو الّذِي يَمْشِي في الظَّهِيرَة ) ، تقول : ظَلِلتُ اليَومَ مُسَرْبِخاً ومُسَنْبِخاً ، كذا في ( النوادر ) .
سوخ : ( *!سَاخَتْ قَوَائِمُه ) في الأَرض : ( ثاخَتْ ) ، بالمثلَّثة لُغة فيه . وسَاخت الرِّجْل *!تَسِيخ : ثاخَتْ ، والأَقدامُ *!تَسوخُ وتَسِيخ : تَدخُل فيها وتَغِيب . وفي حديثِ سُرَاقةَ : ( *!فساخَتْ يَدُ فَرَسِي ) ، أَي غَاصَتْ في الأَرض .
( و ) سَاخَ ( الشَّيْءُ ) *!يَسُوخ : ( رَسَبَ
____________________

(7/275)


و ) ساخَت ( الأَرضُ بهم ) سَوْخاً و ( *!سُيُوخاً *!وسُؤُوخاً ) ، بضمّهما ، ( *!وسَوَخَاناً ) ، محرّكَةً : ( انخسَفَتْ ) ، وكذالك الأَقدَامُ .
( و ) يقال : إِنّ ( فيه *!سُوَاخُيَة ) شديدةً ، ( كعُلاَبِطة ) ، أَي ( طِينٌ كثيرٌ . و ) . يقال ( صارَتِ الأَرْضُ *!سُوَاخاً ) بالضّمِّ ، *!وسُوَّاخاً كرُمَّانٍ ، أَي طيناً .
( و ) يقال : مُطِرْنَا حتّى صارت الأَرْضُ ( *!سُوَّاخَى ) ، بضمّ فتشديدٍ ( كشُقّارَى ) ، هاكذا في ( التَّهْذِيب ) ، ( وتصغيرها *!سُوَيْوِخَةٌ ) ، كما يقال كُمَيْثِرَة . ( وقولُ الجوهَرِيّ على فُعَالَى ) ، أَي ( بفتْح اللاَّم ) وتخفيف العين هو ( غَلَطٌ ) ، وقد وُجِدَ ذالك في بعض نُسخ الأُمّهَاتِ ، على ما أَوردَه الجَوْهَرِيّ ، ( أَي كثُرَ بها رهزَاغُ المَطَر ) ،
ويقال : بَطحاءُ سُوَّاخَى ، وهي الّتي تسوخُ فيها الأَقدام . ووصَفَ بعيراً يُراض ، قال : فأَخَذَ صاحِبُه بذَنَبِه في بطحاءَ سُوّاخَى ، وإِنَّمَا يُضْطَرُّ إِليها الصَّعبُ *!ليَسُوخَ فيها . *!والسُّوَّاخَى : ظين كثُر ماؤُه من رِزَاغِ المَطر .
( و ) في ( النَّوَادِر ) : (*! تَسَوَّخَ : وَقَعَ فيه ) ، أَي في السُّوَّاخَى ، مثْل تَزوَّخَ ، وقد تقدَّم .
(*! وسُوخُ ، بالضّمّ : ة ) .
سيخ : ( *!ساخ ) الشّيءُ ( *!يَسِيخُ *!سَيْخاً *!وسَيَخَاناً ) ، محرَّكةً : ( رَسَخَ ) ، مثْل يَسُوخ .
( و ) ساخَ الصَّخْرُ . ( ثاخَ ) .
( *!والسِّيَاخُ ككِتَابٍ : بُنَاةُ الطَّينِ ) والسَّاخَة : لُغة في السَّخَاةِ ، وهي البَقْلة الرَّبَعِيّة .
وفي حديث يوم الجُمعة ( ما مِن دابّة إِلاّ وهي *!مُسِيخة ) ، أَي مُصْغِيَة ، مُستمِعة ، ويروَى بالصّاد ، وهو الأَصل .
2 ( فصل الشين ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
شبخ : ( الشَّبْخُ : صَوْتُ الحَلْب من
____________________

(7/276)


اللَّبَنِ ) . والذي في ( اللسان ) : صَوت اللَّبَن عند الحَلْب ، كالشَّخْبِ ، عن كُراع .
شخخ : ( *!الشَّخُّ : البَوْلُ ، وصَوْتُ الشُّخْبِ ) إِذَا خَرَجَ من الضَّرْعِ .
( *!وشَخَّ في نَومه ) ، إِذا ( غَطَّ ) وصَوَّتَ .
( و )*! شَخَّ ( ببَوْلِه ) *!يَشُخُّ ( *!شَخِيْخاً ) *!وشَخًّا : لم يَقْدرْ أَن يَحْبِسَه فغَلَبَه ، عن ابن الأَعرابيّ ، وعمَّ به كُراع فقال : شَخَّ ببَولِه *!شَخًّا ، إِذا لم يَقْدِرْ على حَبْسه .
( و ) شَخَّ ببَوْلِه و ( *!شَخْشَخَ : امْتَدَّ كالقَضِيبِ ) ، أَو مَدَّ به وصَوَّتَ . ( وإِنَّه *!لشَخْشَاخٌ بالبَوْلِ ) ، من ذالك .
( *!والشَّخْشَخَة : صَوْتُ السَّلاحِ ) واليَنْبُوتِ . ( و ) *!الشَّخْشَخَةُ : ( صَوْتُ حَركَةِ ( القِرْطَاسِ ) والثَّوبِ الجديد ، كالخَشْخَشَة في الكُلّ ، وهي لغةٌ ضَعيفةٌ .
( و ) الشَّخْشَخةُ : ( رَفْعُ النَّاقَةِ صَدْرَها و بَارِكَةٌ ) . وقد شَخْشَخَتْ .
شدخ : ( الشَّدْخُ ، كالمنْع : الكَسْرُ في كلِّ ) شيْءٍ ( رَطْبٍ ) ، كالعَرْفَج وما أَشبَهه ، ( وقيل ) هو التَّهَشِيمُ ، يُعنَى به كسْرُ ( يابِسٍ ) ، وكلِّ أَجْوَفَ كالرأْسِ ونحوهِ .
( و ) شَدَخَه يَشْدَخه شَدْخاً ( فتَشَدّخَ ) و ( انْشَدَخَ ) . وشُدِّخَت الرُّؤُوس ، شُدِّدَ للكثْرة .
( و ) الشَّدْخ : ( المَيْل ) عن القَصْد . وقد شَدَخَ يَشْدَخَ يَشْدَخ شَدْخاً ، وهو شادخٌ . قال أَبو منصور : لا أَعرف هاذا الحرْفَ ولا أَحُقّه . ثم قال : صَحَّحه قَولُ أَبي النَّجم الآتِي ذِكرُه عند قوْلِه : الشادخ .
( و ) الشَّدَخ : ( انتشارُ الغُرَّةِ وسَيَلاَنُهَا سُفْلاً ) فتَملأُ الجَبْهَةَ ولم تَبْلُغ الغَيْنَيْنِ ، وقيل : إِذا غَشيَت الوَجْه
____________________

(7/277)


من أَصْلِ النّاصِيَة إِلى الأَنفِ . ( وهي ) أَي الغُرَّةُ ( الشَّادِخَةُ ) . وقد شَدَخَت تَشْدَخ شُدُوخاً وشَدْخاً . قال :
غُرُّتُنَا بالمجْدِ شادِخَةٌ
للنّاظِرِين كأَنّهَا بدْرٌ
( وهو أَشْدَخُ وهي شَدْخَاءُ ) : ذُو شادِخَةٍ . وقال أَبو عْبيدة : يقال لغُرّةِ الفَرسِ إِذا كانتْ مُستديرةً : وتيرةٌ ، فإِذا سالتْ وطالتْ فهي شاذِخةٌ . وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً : اتَّسعتْ في الوَجْه ، وقال الراجز :
شَدَخَتْ غُرّةُ السَّوابق فيهم
في وُجُوهٍ إِلى اللِّمامِ الجِعَادِ
( والمُشَدَّخُ ، كمعظَّم : بُسْرٌ يُغْمَزُ حتَّى يَنْشَدِخَ ) . زاد الجوهريّ : ثم يَيْبَس في الشِّتاءِ . وقال أَبو منصور : المُشَدَّخ من البُسْر : ما افتَضَخَ ، والفَضْخ والشَّدْخُ واحدٌ .
( و ) المُشَدَّخُ : ( منَقْطَعُ العُنُقِ . و ) منه قولهم : ( شَدَخَه ) إِذا ( أَصابَ مُشدَّخَه ) .
( والشَّدْخَة من النَّبَات : الرَّخْصَة الرَّطْبَة ) ، ويقال عَجَلَةٌ شَدْخَةٌ ، كذا في ( المحكم ) ، ويعِني بالعَجلة ضَرْباً من النَّبَات .
( ويَعْمَرُ ) بن عَوْفٍ الكنَانيّ جَدُّ بنِي دَأْبٍ الّذِين أُخِذَ عنهم كَثيرٌ من عِلْم الأَخبار والأَنساب ، ولَقبُه ( الشُّدَّاخُ كطُوَّال ) ، بالضّمّ فالتشديد . أَنكره جماعة وقالوا : لا يَصحّ لأَنّه جَمْعٌ والجُمُوع لا تكون أَلقاباً ، وصَحّحه رخرون وقالوا : لَعلَّه أُطلِقَ عليه وعلى ذَوِيه . ( و ) يُروَى فيه الكَسْر مع التشديد ، مثْل ( طِيّاب ، وقد يُفتَح ) ، فهُو مُثلّث ، والفتحُ هو الراجح . وفي ( الروض الأُنُف ) : الشَّدّاخُ ، بفتْح الشين ، كما قاله ابن هشام ، وبضمّها إِنّما هو جمْعٌ ، وجائز أَن يُسمَّى هو وبنوه الشُّدّاخ ، كالمَنَاذرة في المُنذِر وبَنيه . ( أَحَدُ حُكَّامِهِم ) ، أَي بني كِنَانةَ في
____________________

(7/278)


الجاهليّة . والحاكم هنا هو الذي يتولَّى فصْل قَضاياهم بأَحكامه ، لُقِّب به لأَنّه ( حُكِّمَ ) أَي جُعِل حاكماً ( بَيْنَ قُضَاعَةَ ) ، هاكذا في سائر نُسخ القاموس تبعاً لبعض المؤرِّخين ، ويوجد في بعض النُّسَخ : بين خُزَاعَة ، ( وقُصَيّ ) ، ومثله في ( اللسان ) ، به جَزَم السُّهيليّ وابنُ قُتيبةَ وغَيرُهُمَا ، وذالك حين حكَّموه ( فيما ) تَنازَعوا فيهِ من ( أَمْرِ الكَعْبَة وكَثُرَ القَتْلُ ) والسَّفك ، ( فشَدَخَ دِمَاءَ قُضاعَة ) ، وفي نُسخة : جُزاعَة ( تَحْتَ قَدَمِه وأَبْطَلَها ، فَقَضَى ) . وفي نسخة : وقَضى ( البَيْتِ لقُصَيَ ) . وهو مَجاز ، ووقعَ في ( الأَساس ) : ومِنه قِيل لقُصَيَ الشّدّاخ ، لإِبطاله دماءَ خُزاعة . والصّواب ما ذكَرْنا .
( والأَشْدَخُ : الأَسَد ) .
( والأَشداخُ : وادٍ بعِقِيقِ المدينةُ ) ، مِن أَوْدِيَة تِهَامَةَ . قال حسّانُ بنُ ثابت :
أَلم تَسَله الرَّبْعَ الجَديدَ التّكلُّمَا
بمَدْفَعِ أَشْدَاخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَمَا
( والشَّادِخ : الصَّغِير إِذا كَان رَطْباً ) ، غُلاَمٌ شادِخُ : شابٌّ ، كما في ( الأَساس ) و ( اللِّسان ) .
( و ) في ( النِّهاية ) : ( الشَّدَخ ، مَحرّكَةً : الوَلَدُ لغَير تَمامٍ ، إِذا كان سِقْطاً ) رَطْباً رَخْصاً لم يَشْتَدَّ . وقد جاءَ ذلك في حديث ابن عُمَر أَنْه قَال في السِّقْط ( إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بَيْتِكَ ) وطِفْلٌ شَدَخٌ : رَخْصٌ .
وعن ابن الأَعرابيّ : يقال للغُلامِ : جَفْرٌ ، ثم يافِعٌ ، ثم شَدَخٌ ، ثمّ مُطَبَّخٌ ، ثُمّ كَوْكَبٌ .
( وأَمْرٌ شاذِخٌ : مائِلٌ عَنِ القَصْدِ ) . وقد شَدَخَ شُدُوخاً . قال أَبو النَّجم :
مُقتدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِهَا
بأَمْرِهِ الشَّادِخِ عن أُمورِهَا
____________________

(7/279)



أَي يَعدِل عن سَنَنِها ويَمِيل . وقال الراجز :
شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِهَا
قال أَبو عُبيدة : أَي تَعْدِل عن طَرِيقها .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّادِخَة : الفَعْلَة المشهورة القَبِيحَة ، وبه فُسِّر قولُ جرير :
ورَكِبَ الشّادِخةَ المُحَجَّلَه
بنو الشَّدَّاخِ بَطنٌ .
شذخ : ( الشَّاذِياخُ ) ، بكسر الذال المعجمة وياءٍ مثنّاة تحتيّة ( اسمُ نَيْسَابُورَ ) القديم ( و : ة ) أُخرَى ( بمَرْوَ ) .
شرخ : ( الشَّرْخُ ) والسَّنْخ ( : الأَصْلُ والعِرْقُ . و ) الشَّرْخُ : ( الحَرْفُ النّاتىء من الشَّيءِ ) كالسَّهْمِ ونحوِه . وشَرْخاً الفُوقِ : حَرْفاه المُشْرِفَانِ اللَّذانِ يَقَع بينهما الوترُ . وعن ابن شُمَيْل : زَنَمَتا السَّهْمِ : شَرْخَا فُوقِه ، وهما اللَّذَانِ الوَتَرُ بينَهما ، وشَرْخَا السَّهْمِ مثلُه . قال الشّاعر يَصفِ سَهماً رمَى به فأَنفذَ الرَّمِيَّة وقد اتَّصلَ به دَمُها :
كأَنَّ المتْنَ والشَّرْخَينِ منه
خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشيِجُ
( و ) الشَّرُخ : ( أَوّلُ الشبابِ ) ونَضَارَتُه وقُوّتُه ، وهو مصدَرٌ يَق على الواحد والإِثنين والجَمْع ، وقيل هو جَمْعُ شارِخٍ ، مثْل شارِب وشَرْب . وقال شَمِرٌ : الشَّرْخُ الشَّبَابُ ، وهو اسمٌ يَقع مَوْقِع الجمْعِ ، قال لبيد :
شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدَا
وفي الحديث : ( اقتُلُوا شُيُوخ المُشْرِكِينَ واسْتَحَيُوا شَرْخَهم ) . قال أَبو عُبَيْد : فيه قَولانِ : أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالشُّيُوخ الرِّجالَ المَسَانَّ أَهْلَ
____________________

(7/280)


الجَلَدِ والقِتال ولا يُريد الهَرْمَى الّذين إِذا سُبخوا لم يُنْتَفَع بهم في الخِدْمَة . وأَراد بالشَّرّخ الشَّبابَ أَهلَ الجَلَد الّذين يُنتَفَع بهم في الخِدْمَة ، وقيل : أَراد بهم الصِّغارَ ، فصار تأْويلُ الحديثِ : اقتُلوا الرِّجالَ البالِغَين واستَحيُوا الصِّبيانَ . قال حسَّان بن ثابت :
إِنّ شَرْخَ الشَّبَابِ والشَّعَرَ الأَسْ
وَدَ ما لَم يُعَاصَ كان جُنونَا
وجمع الشَّرْخِ شُرُوخٌ وشُرَّخٌ .
( و ) الشَّرْخ : ( نِتَاجُ كلِّ سَنَةٍ مِنْ أَولادِ الإِبلِ ) . قال أَبو عُبيدةَ : الشَّرْخ النِّتاجُ . يُقال : هاذا من شَرْخِ فُلانٍ ، أَي من نِتَاجه . وقيل : الشَّرْخ نِتَاجُ سَنَةٍ ما دامَ صِغَاراً .
( و ) الشَّرْخ : ( نَجْلُ الرّجُلِ ) ، أَي وَلدُه . وقد شَرَخَ شُرُوخاً ؛ وقيل هو النُّطْفَة يكون منها الوَلدُ .
( و ) الشَّرْخُ : ( نَصْلٌ لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائِمُه ) ، والجمع شُرُوخٌ .
( و ) الشَّرْخُ : ( جمْع شارِخٍ ) ، مثْل طائِر وَطيْر ، وشارِب وشَرْب ، ( للشَّابِّ ) الحَدَث . وهو أَحدُ القَولين ، وثانيهما أَوَّل الشَّبَاب ، وقد تقدَّم . كذا قاله أَبو بكرٍ .
( و ) الشَّرْخُ : ( التِّرْبُ والمِثْل . و ) يقال : ( هما شَرْخَانِ ) ، أَي ( مِثْلانِ ) . وهو شَرْخِي وأَنا شَرْخُه ، أَي تِرْبِي ولِدَتِي . ( ج شُرُوخٌ ) ، وهم الأَتْرابُ .
( والشُّرُوخُ أَيضاً : العِضَاهُ ) .
( و ) قولهم ( شُرُوخٌ شُرَّخٌ مبالغَةٌ ) . قال العجّاج :
صِيدٌ تَسَامَى وشُرُوخٌ شُرَّخُ
( وشَرَخَ نَابُ البَعيرِ شَرْخاً وشُرُوخاً : شَقَّ البَضْعَةَ ) وخَرَجَ . قال الشاعر :
فلَمَّا اعْتَرَتْ طارِقَاتُ الهُمومِ
رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخَا
____________________

(7/281)



عَلَي بازلٍ لم يَخْنَهَا الضِّرَابُ
وقد شَرَخَ النَّابُ منها شُرُوخَا
وفي ( الصّحاح ) : شَرَخَ نابُ البَعيرِ شَرْخاً ، وشرَخَ الصَّبيُّ شُرُوخاً .
( وبنو شَرْخٍ : بطنٌ من خُزاعَةَ ) القَبيلةِ المشهورة .
( ) ومما يستدرك عليه :
شَرْخُ الأَمرِ : أَوّلُه . وشَرْخَا الرَّحْلِ : حَرْفَاه وجَانباه ، وقيل خَشَبتاه من وَرَاءٍ ومُقَدم . وفي ( التهذيب ) : شَرْخَا الرَّحْلِ : آخِرَتُه وأَوْسَطُه . قال العجّاج :
شَرْخَا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكَاحِ
وفي حديث عبدِ الله بن رَوَاحَة ، قال لابن أَخيه في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ ( لعلَّك تَرجِع بين شَرْخَي الرَّحْل ) ، أَي جانِبيه ، أَراد أَنّه يُستشهَد فيَرجِع ابنُ أَخيه راكِباً مَوْضِعَه على راحلتِه فيستَريح . وكذا كان . وفي ( الأَساس ) : ولا يَزال فُلانٌ بين شَرْخَيْ رَحْلِه ، إِذا كان مِسْفاراً .
وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ : لا خَيْرَ فيها .
وفي حديث أَبي رُهْمٍ : ( لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ ) ، بفتْح فسكون : موضِع بالحِجَاز ، وبعضهم يقول بالدال .
وبنو أَبي الشَّرْخ : بَطنٌ من جُذَام ، ولهم بَقِيَّة برِيف مِصْر ، ويقال لهم المَشَارِخَة والشُّرُوخُ ؛ وإِليهم نُسِبَ شَبْرَى .
شربخ : ( الشَّرْبَاخُ بالكسر ) والموحَّدةِ : ( الكَمْأَةُ الفاسُدَةُ المُسترخِيَةُ ) : هاكذا ذَكرَه في الرُّباعيّ غيرُ واحدٍ ، وأَوردَه ابن منظور في شرخ .
شردخ : ( رَجُلٌ شِرْدَاخُ القَدَمِ ، بالكسر : عَظِيمُهَا عَرِيضُهَا ) . وفي ( النوادر ) : قَدَمٌ شِرْدَاخةٌ : عَرِيضَةٌ . وفي بعض حواشِي نُسخِ ( الصّحاح ) : قال أَبو سهْل : الّذي أَحفظُه : شِردَاحُ القدَمِ بالحاءِ
____________________

(7/282)


المهملة . قلت : ورَدَّه التِّبريزيُّ وصوَّبَ أَنه بالمعجمة ، وإِنما التصحيف جاءَ من أَبي سَهْل .
شلخ : ( الشَّلْخُ : الأَصْلُ ) والعِرْق ، ( ونَجْلُ الرَّجُل ) . قال ابنُ حَبيب : شَلْخُ الرَّجُلِ وشَرْخُه ، ونَجْلُه ونَسْلُه وزَكْوَتُه وزَكْيَتُه واحدٌ . قال أَبو عدنان : قال لي كِلابيّ : فُلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ ، وأَنشد بَيتَ لبيدٍ :
وبَقِيتُ في شَلْخٍ كجِلْد الأَجْربِ
( أَو نُطفَتُه ) ، وهي المَنِيُّ الّذي يَتكوَّن منه الوَلدُ ، كما ذكرَه أَهلُ الاشتقاقِ .
( و ) الشَّلْخ : ( فَرجُ المرأَةِ ) .
( وشَلَخَهُ بالسَّيْف : نَبَرَه به ) .
( وشالَخُ . كَهَاجَر ) ابنُ نُوحٍ عليه السّلامُ ( جَدُّ ) سيِّدنا ( إِبراهِيمَ ) الخَليلِ ( عليه ) وعلى نبيِّنا الصَّلاةُ ( والسلام ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّلْخ : حُسْنُ الرَّجلِ ، عن ابن الأَعرابيّ . والمَشَالِخَة : بَطْنٌ من جُذَام .
شمخ : ( شَمَخَ الجَبَلُ ) يَشْمَخُ شُمُوخاً : ( عَلاَ ) وارتَفَعَ ( وطالَ ) . والجِبَالُ الشَّوَامِخُ : الشَّوَاهِقُ .
( و ) شَمَخَ ( الرَّجلُ بأَنْفِه ) وشَمَخُ أَنفَه ( : تكَبَّرَ ) وارتَفَعَ وعَزّ ، يَشْمَخُ شُمُوخاً .
( و ) في ( التهذيب ) : ( شَمْخُ بنُ فَزَارَةَ . بَطْنٌ . و ) قد ( صَحَّفَ الجوهريّ في ذِكْرِه بالجيم ) ، وذكرَ الخلافَ الزُّبَيْرُ بن بَكّارٍ وغيرُه ، ولكن الراجح ما ذكَرَ المصنّف .
( و ) قال أَبو تُرَاب : قال عَرْام : ( نِيَّةٌ ) زَمَخٌ و ( شَمَخٌ ، محرّكَةً ) ، وزَمُوخٌ وشَمُوخٌ : ( بَعيدَةٌ ) .
والشَّمّاخ بن حُليفٍ وابنُ المختار ، وابنُ العلاَءِ ، وابن عَمرٍ و ، وابن ضِرَارٍ ، وابن أَبي شَدّاد : ( شعراءُ ) ،
____________________

(7/283)


والمشهور منهم هو الخامس اسمه مَعْقِل ، وكُنْيَتُه أَبو سعيد .
( و ) شُمَيْخٌ ، ( كزُبَيْرٍ ) ، كنيتُه ( أَبو عامرٍ ) .
( و ) جَبَلٌ شامِخٌ ، ( كزُبَيْرٍ ) ، كنيتُه ( أَبو عامرٍ ) .
( و ) جَبَلٌ شامِخٌ وشَمَّاخٌ : طويلٌ في السّماءِ ، ومنه قيل للمتكبّر ( الشّامخ ) وهو ( الرّافع أَنفَه عِزًّا ) وكِبْراً . ( ج شُمَّخٌ ) ، مثل الزُّمَّخ .
ورَجلٌ شَمَّاخٌ : كَثيرُ الشُّمُوخِ .
( و ) الشّامخ : ( اسمُ ) رَجلٍ .
( ومَفَازَةٌ شَمُوخٌ ) وزَمُوخٌ : ( بعيدة ) .
ومن المَجاز : نَسبٌ شامِخٌ .
شمرخ : ( الشِّمْرَاخُ ، بالكَسْر : العِثْكَالُ ) الذي ( عَلَيْه بُسْرٌ ) ، وأَصله في العِذْق ، ( أَو عِنَبٌ ، كالشُّمْرُوخ ) بالضّمّ . وفي التَّهْذِيب : الشِّمْرَاخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنقودٍ . وفي الحديث : ( خُذُوا له عِثْكَالاً فيه مائةُ شِمْراخٍ فاضرِبوه به ضَرْبةً ) .
( و ) الشِّمْرَاخُ : ( رأْسٌ ) مُستدِيرٌ طويلٌ دقيقٌ في أَعْلَى ( الجَبلِ ) . وقال الأَصمعيّ : الشَّماريخ : رءُوسُ الجِبَالِ ، وهي الشَّنَاخيب .
( و ) الشِّمْرَاخُ : ( أَعالِي السَّحابِ ) .
( و ) الشِّمْرَاخ : ( غُرَّةُ الفَرَسِ إِذا دَقَّتْ ) وطَالَتْ ( وسالَتْ ) مُقْبِلةً ، ( و ) ، أَيْ حَتَّى ( جَلَّلَتِ الخَيْشُوم ولم تَبلُغِ الجَحْفَلَةَ ) . وقال اللَّيثُ : الشِّمْرَاخُ من الغُرَر : ما سَالَ عَلى الأَنْفِ ، ( ولا يقال للفَرَسِ نَفْسِهِ شِمْرَاخٌ ، وغَلِطَ الجوهريّ ) .
قلت : استدلالُ الجَوْهَريِّ ببيت . حُرَيْثِ بن عَنَّابٍ النَّبْهَانيّ :
تَرَى الجَوْنَ ذا الشِّمْرَاخِ والوَرْدَ يُبتَغَى
لَيَالِيَ عَشْراً وَسْطَنَا وهو عائرُ
يُؤيِّد كَونَ الشِّمْرَاخِ نفْسَ الفَرسِ ، كذا قيل : ( و ) الصّواب أَنَّ ( ( ذو الشِّمْرَاخ ) ) هنا اسمُ ( فَرَسِ مالِكِ بن عَوفٍ النَّصْرِيّ ) كما حقَّقَه غيرُ واحدٍ .
____________________

(7/284)



( والشَّمْرَاخِيَّة ) : صِنْفٌ ( من الخَوارجِ ) ، وهم ( أَصحابُ عبدِ الله بن شِمْرَاخٍ ) .
( و ) شَمْرَخَ النَّخْلَةَ : خَرَطَ بُسْرَهَا . وقال أَبو صَبْرَة السَّعْديّ : ( شَمْرِخِ العِذْقَ ، أَي اخرُطْ شَمارِيخَه بالمِخْلبِ قَطْعاً ) . وفي نُسخة اللسان ( قعْطاً ) بتقديم العين على الطّاءِ ، فلينظر .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشُّمْرُوخ غُصْنٌ دَقيقٌ رَخْصٌ يَنبُتُ في أَعلَى الغُصنِ الغَليظِ خَرَجَ في سَنَتِه رَخْصاً .
شنخ : ( الشِّنَاخُ ، ككِتَابٍ : أَنْفُ الجَبَلِ ) . قال ذو الرُّمّة يَصف الجِبالَ :
إِذا شِنَاخُ أَنْفِهِ تَوقَّدَا
وفي ( التهذيب ) :
إِذا شَنَاخِي قُورِهَا تَوَقَّدَا
أَراد شَنَاخِيبَ قُورِهَا ، وهي رُؤُسها .
( والمُشَنَّخُ ، كمعظَّم من النَّخْل : ما نُقِّحَ عنه سُلاّؤُه ) ، وهو شَوْكُه . ( وقد شَنَّخَ عَلَيْه نخلَه تَشْنِيخاً ) ، من ذالك .
شندخ : ( الشُّنْدُخ بالضّمّ ) : العظيمُ ( الشَّدِيدُ ) ، وفي ( التهذيب ) : الشُّنْدُخُ من الخَيْلِ والإِبل والرِّجال : الشَّديدُ ( الطَّويلُ المُكْتنِز ) اللَّحْمِ . وأَنشد :
بشُنْدُخٍ يَقْدُمُ أُولَى الأُنُفِ
( و ) الشُّنْدُخُ : ( الأَسَدُ ) ، لشِدَّته .
( و ) الشُّندُخُ : ( الوَقَّاد مِنَ الخَيْل ) . وأَنشد أَبو عُبَيْدة قول المرّارِ :
شُنْدُخٌ أَشدفُ ما وَزَّعته
وإِذا طُؤطِىءَ طيّارٌ طِمِرّ
( و ) الشُّنْدُخُ : ( طَعَامٌ يَتَّخِذُه مَن ابتَنَى دَاراً ، أَو قَدِم من سَفَر ، أَو وجَدَ ضَالَّته ) ، قاله الفَرّاءُ . ( كالشِّنداخِيّ بضمِّهنّ ) في الكُلّ مع فتح الدّال المهملة في الثالثة والأَخيرة ،
____________________

(7/285)


عن الفرّاءِ ، وزاد في ( اللسان ) : الشُّنْدخيّ .
( وشَنْدَخَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( عَمِلَه ) ، أَي ذالك الطّعَامَ .
شيخ : ( *!الشَّيْخ *!والشَّيْخُونُ ) ، قال شيخنا الثّاني غَريبٌ غير مَعْرُوف في الأُمّهات المشهورة ، وأَوردَه بعض شُرّاح الفصِيح وقالوا : هو مُبالغة في الشَّيْخ ( : مَنِ اسْتَبَانَتْ فِيهِ السِّنُّ ) وظَهَر عليه الشَّيْبُ ، ( أَو ) هو *!شَيْخٌ ( من خَمْسِينَ ) إِلى آخرِه ، ( أَو ) هو من ( إِحْدَى وخَمسينَ إِلى آخرِ عُمْرِه ) ، وقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح ، ( أَو ) هو من الخمسين ( إِلى الثّمانين ) ، حكاه ابن سيده في ( المخصّص ) ، والقزّاز في ( الجامع ) ، وكُراع ، وغير واحد . ( ج *!شُيُوخٌ ) ، بالضمّ على القياس ، ( *!وشيُوخٌ ) ، بالكسر لمناسَبَة التّحتيّة ، كما في بيوتٍ وبابه ، ( *!وأَشْيَاخٌ ) كبَيْت وأَبيات ، ( *!وشِيَخَةٌ ) بكسْر ففتْح ، ( *!وشِيخَةٌ ) كصِيبْيَة ، ذكرَه ابن سيده وكُراع . ( *!وشِيخانٌ ) ، بالكسر كضِيفانٍ ( *!ومشْيخَةٌ ) ، بفتْح الميم وكسْرها وسكون الشين وفتْح التحتيّة وضمّها ، وقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ في ( النوادر ) ( *!ومَشِيخَةٌ ) ، بفتح الميم وكسر المعجمة ، ( *!ومَشْيُوخاءُ ) ، وقد مَرَّ في الجيم أَنّه لا نظير له إِلا أَلفاظ ثلاثة ، ويزاد مَعْبُودَاءُ ومَعْيُوراءُ ، وسيأْتي ذكرهما . ( *!ومَشْيُخَاءُ ) ، بحذف الواو منها ، ولم يذكره ابن منصور . ( *!ومَشايِخُ ) ، وأَنكره ابن دريد ، وقال القزّاج في ( الجامع ) : لا أَصْل له في كلام العرب . وقال الزَّمخشريّ : *!المَشايخ ليست جمْعاً *!لشَيخ ، وتَصلح أَن تكون جمْع الجمَع . ونقل *!شيخُنا عن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ المائدة : قيل مَشَايخ جمع شَيْخ لا على القياس ، والتحقيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة ، وهي جمْع شَيخٍ .
وممّا أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ . قال الزَّمَخْشَريّ : ويقولون :
____________________

(7/286)


هؤلاءِ *!الأَشاييخ ، يراد جمْع أَشياخٍ ، مثل أَنايِيب وأَنيابٍ ، نقله شُرّاح الفصيح ، قاله شيخُنَا .
( وتصغيره *!شُيَيْخ ) بالضّمّ ، على الأَصل ، ( *!وشِيَيُخ ) ، بالكسر على ما جَوَّزوه في اليائيّ العين ، كبِيَيْت ( *!وشُوَيْخ ) بالواو ، ( قليلة ) ، بل أَنكرَه جماعة ، ( ولم يعرِفها الجوهريّ ) الّذي نصُّ عبارته : ولا تقل شُوَيْخ . فانْظُرْه مع عبارة المصنف .
( وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ ، وعبد الله بن محمَّد بن عبد الجليلِ ، المحدِّثانِ *!الشَّيْخِيَّانِ : نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ ) القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ ( المِيهَنِيّ ) ، بكسر الميم ، نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم .
( وهي *!شَيْخَةٌ ) ، ولو قال : وهي بهاءٍ كفى ، وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ المُذَكَّر الّذي يُحال عليه ، قاله شيخنا . ثم إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ وغيرُه من أَئمّة اللُّغة ، وأَنشدوا قول عَبِيد بن الأَبرص :
مأَنّها لِقْوَةٌ طَلُوبٌ
تَيْبَسُ في وَكحرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً
كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قال ابن بَرِّيّ : الضمير في باتت يعود إِلى اللِّقْوَة ، وهي العُقاب ، شبَّهَ بها فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد . وعَذُوب : لم تَأْكل شيئاً . والرَّقُوب : الّتي تَرْقُبُ وَلَدَها خَوفاً أَن يَموت .
( و ) قد ( شاخَ يَشيخُ *!شَيَخاً محرّكةً ، *!وشُيُوخَةٌ ) بضمّ ، الشّين وكسرها كسُهُولة ( *!وشُيُوخِيَّة ) ، بضمّ الشّين وكسْرخها ، حكاه اليَزيديّ في ( نوادره ) . ( و ) زاد اللِّحْيَانيّ ( *!شَيخُوخةً *!وشَيْخُوخِيَّة ) . فهو شَيْخٌ .
( *!وشَيَّخَ *!تَشْيِيخاً *!وتَشَيَّخَ ) : شاخَ .
وفي ( اللسان ) : أَصلُ الياءِ في شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ ، لأَنّه ليس في الكلام فَعْلُول ، وما جاءَ على هاذا من الواو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة فأَصله كَيَّنُونة ، بالتشديد ، فخفّف ، ولولا ذالك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودَة ، ولا يَجب ذالك في ذَوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة .
____________________

(7/287)



( وأَشياخُ النُّجُومِ ) هي الدَّراريّ قال ابنُ الأَعرابيّ : أَشياخُ النُّجُومِ هي الّتي لا تَنزِل في مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجومِ الأَخْذ . قال ابن سيده : أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجُوم الكواكبَ الثابِتَة . وقال ثعلب : إِنّما هي أَسناخُ النُّجُوم ، وهي ( أُصُولُهَا ) الّتي عليها مَدَارُ الكواكب وسَيرُها ، وقد تقدّم في سنخ .
( والشَّيْخُ : شَجَرَةٌ ) ، قال أَبو زيد : ومن الأَشخار الشَّيْخ ، وهي شجَرةٌ يقال لها شَجَرةُ الشُّيوخِ ، وثَمرتُها جِرْوٌ كجِرْو الخِرِّع . قال : وهي شَجَرَة العُصْفُر ، مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْبانُ .
( و ) الشَّيْخ ( للمرأَة : زَوْجُهَا ) .
ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ : ع بأَصْفَهَانَ .
( *!وشَيْخَانُ : لَقبُ مُصْعَب بن عبد الله المُحَدِّث . و ) شَيْخَانِ مَبنيًّا على الكسر على ما ضَبطه ابن الأَثير : ( ع بالمدينة ) ، على ساكنَها أَفضلُ الصَّلاة والسلامِ ، وهو ( مُعَسْكَرُه صلى الله عليه وسلميومَ أَحُدٍ ) ، وبه عَرَضَ النّاس .
( *!وشَيَّخَه ) *!تَشييخاً : ( دَعَاهُ *!شَيْخاً ، تَبْجِيلاً ) وتَعظيماً .
( و ) *!شَيَّخَ ( عليه : عابَه ) وشنَّعَ عليه .
( و ) شَيَّخَ ( به : فَضَحَه ) . قال أَبو زيد : شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً وسَمَّعتُ به تَسميعاً ، ونَدّدْت به تَنديداً ، إِذا فَضَحْتَه .
( *!والشَّيْخَة ) ، مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح ، وقد حقّق غَيرُ واحدٍ أَنّه بالكسر : ( رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة ) ، وهاكذا رَواه الجَرميُّ وغيره ، ( ومنه قولُ ذِي الخِرَقِ ) خَليفةَ بنِ حَمَلٍ ( الطُّهَويّ ) نهسبة لطُهَيَّة بالضّمّ ، قبيلة يأْتي ذِكْرُهَا ، وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ ( على الصحيح ) ، خلافاً لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وابن الأَعرابيّ ، فإِنّهما رَوياه بالحاءِ المهملة :
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائِهِ
( ومن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ )
____________________

(7/288)



وهو من أَبياتٍ سبْعة أَوردها أَبو زيدٍ في نوادره لذِي الخِرَق ، وبَسطَه في ( شرح شَواهد الرَّضيّ ) لعبد القادر البغداديّ .
( و ) *!الشِّيخَة ، ( بكسر الشّين : ثَنِيَّةٌ ) ، كذا في سائر الأُصول الموجودة عندنا ، وفي نُسخة أُخرَى ( بِنْيَة ) ، بكسر الموحَّدة وسكون النُّون وفتْح الياءِ التّحتيّة ، وصحّحَ شيخنا الأُولَى والصَّواب على ما في ( اللسان ) وغيره من الأَمَّهَات ( نَبْتَة ) ، واحدةُ النّبتِ ، وبالنُّون ثم الموحَّدَة ، ( لبَياضِها ) ، كما قالوا في ضَرْبٍ من الحَمْضِ : الهَرْمُ .
( *!والشَّاخَة : المعتَدِلُ ) ، قال ابن سيده : وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ شاخة ياءٌ لعدم شوخ ، وإِلاّ فقد كان حقّها الواو لكونها عَيناً ، كذا في ( اللسان ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال أَبو العبّاس : شَيْخٌ بَيِّنُ *!التّشيُّخ *!والتَّشيِيخ *!والشَّيْخُوخة . والشَّيْخ : وَطْبُ اللَّبنِ ، والشَّيْخ : الوَعِلُ المُسِنّ .
ومن المَجاز : وَرِثَ مِن *!مَشْيَخَته الكرَمَ ومن أَشياخه : آبائه ، كذا في ( الأَساس ) .
2 ( فصل الصاد ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
صبخ : ( الصَّبَخَة ) لغة في ( السَّبَخَة ) ، والسِّين أَعلَى .
( وصَبِيخَةُ القُطْن : سَبِيخَتُه ) ، والسِّين فيه أَفْشَى .
صخخ : ( *!الصَّخُّ : الضَّرْبُ ) بالحَديد على الحَديد ، و ( بشيْءٍ صُلْبٍ ) كالعصا ( على ) شَيْءٍ ( مُصْمَت . و ) الصَّخُّ : ( صَوْتُ الصَّخْرَةِ ، *!كالصَّخيخ ) ، إِذا ضرَبْتَها بحَجرٍ أَو غيرِه ، وكلّ صَوتٍ من وَقْعِ صَخرةٍ على صخرةٍ ونحوُه . وقد *!صَخّت *!تَصُخّ ، تقول : ضَرَبت الصَّخْرَةَ بحَجَرٍ فسمَعْتُ لَهَا صَخَّةً .
( و ) في حديث ابن الزُّبير وبِناءِ
____________________

(7/289)


الكعبة ( فخافَ النّاسُ أَن يُصِيبَهم *!صَاخَّةٌ من السَّمَاءِ ) ، (*! الصَّاخَّة : صَيْحَةٌ ) *!تَصُخّ الأُذنَ ، أَي ( تُصِمّ لشِدّتها ) . قاله ابن سيده . ( و ) منه سُمِّيَت ( القِيامةُ ) الصَّاخّة ، وبه فسَّر أَبو عبيدة قوله تعالى : { 7 . 016 فاذا جاءت الصاخة } ( عبس : 33 ) فإِمّا أَن يكون اسمَ الفاعل من صَخّ يَصُخّ ، وإِمّا أَن يكون المصدرَ . وقال أَبو إِسحاق : الصّاخّة هي الصَّيحَة الّتي تكون فيه القِيامة تَصُخّ الأَسماعَ أَي تُصِمّها فلا تَسْمع إِلاّ ما تُدْعَى به للإِحياءِ . وتقول : *!صَخَّ الصَّوْتُ الأُذنَ يَصُخُّهَا صَخًّا . وفي نُسخة من ( التهذيب ) أَصَخّ إِصْخاخاً .
( و ) في ( الأَساس ) : الصَّاخَّة : ( الدَّاهِيَة ) الشديدةُ ، ومنه سُمِّيَت القِيَامَة .
( و ) يقال : كأَنّه في أُذنه صاخَّة ، أَي طَنة .
و ( صَخّ الغُرَابُ ) يَصُخّ إِذا ( طَعَن ) بمنقاره ( في دبَرَةِ البَعِير ) ، وصَخَّ *!صَخِيخاً ، وهو صَوتُه إِذا فَزِعَ .
*!وصَخَّ لحَديثه : أَصاخَ له .
ومن المَجازِ : *!-صَخَّنِي فلانٌ بعَظِيمة : رمَاني بها وبَهَتَنِي .
صرخ : ( الصَّرْخَة : الصَّيْحَة الشَّدِيدةُ ) عِند الفَزَعِ أَو المُصيبة .
( و ) الصُّرَاخُ ، ( كغُرَاب : الصَّوْتُ ) مُطلقاً ( أَو شَدِيدُه ) ما كانَ ، صرَخَ يَصْرُخُ صُرَاخاً .
ومن أَمثالهم ( كانَت كصَرْخَةِ الحُبلي ) للأَمر يَفْجَؤُك .
( والصَّارِخ : المُغِيثُ ، والمُستَغيث ، ضِدٌّ ) ، قاله ابنُ القَطّاع ، وحكاه يَعقوبُ في كتاب الأَضداد عن الجَماهير . وقيل الصَّارِخ : المستغيثُ والمُصْرِخ المُغِيث . قال الأَزهريّ : ولم أَسمع لغير الأَصمعيّ في الصارخ أَن يكون بمعنى المُغِيث . قال : والنّاسُ كلُّهم على أَنَّ الصارخَ المُستغِيثُ والمصْرِخَ المُغيثُ ، ( كالصَّرْيخ فيهما ) ، أَي في المغيث والمستغيث ، فهو من
____________________

(7/290)


الأَضداد أَيضاً . قال أَبو الهيثم : الصَّريخ : الصَّارِخ ، وهو المُغيث ، مثْل قَدير وقادِر .
( والمُصْرِخ ) ، كمُحْسِن ، وضُبِط في بعْض النُّسخ بالتشديد : ( المُغِيث والمُعِين ) ، أَحدهما تصحيف عن الآخر ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : { 7 . 016 ما اءَنا بمصرخكم . . بمصرخي } ( إِبراهيم : 22 ) قال أَبو الهَيْثَم : معناه ما أَنا بمُغَيثِكُم .
وفي ( التهذيب ) : الصَّريخ . قد يكون فَعِيلاً بمعنَى مُفْعِل مثل نَذير بِمعنى مُنذِر ، وسَمِيع بمعنى مُسمِع . وقال شيخنا نقلاً عن أَرباب المعانِي : الصُّراخ : الصِّياحُ ، ثم تُجُوِّز به عن الاستغاثة ، إِذ لا يَخلو منه غالباً ، ثم صار حقيقةً عُرفِيّةً فيه . وفي الكشَّاف : لا صَرِيخ ، أَي لا مُغِيث ، أَو لا إِغاثة ، يقال : أَتاهم الصَّرِيخُ ، أَي الإِغاثةُ .
( واصْطَرَخُوا ) واسْتصْرَخُوا و ( تَصَارَخُوا ) بمعنَى صَرَخُوا .
( والصَّارِخَةَ : الإِغاثة ، مصدرٌ على فاعِلة ) وأَنشد :
فكانُوا مُهلِكِي الأَبناءِ لولا
تَدَارَ لهمْ بصارِخَةً شَفِيقُ
( و ) يقال : الصَّارخةُ ( صَوْتُ الاستِغَاثَة ) . ومنه قولهم : سَمِعْتُ صارِخَةَ القَوْم . وقال اللَّيث : الصَّارخَةُ بمعنَى الصَّرِيخ المُغِيث .
( و ) من المجاز في الحديث ، أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ( كَانَ يَقُومُ من النَّومِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ ( الصَّارِخِ ) ) أَي ( الدِّيك ) ، لأَنّه كثير الصِّياحِ باللَّيْل ؛ وقيل : هو حقيقةٌ فيه . وقد جَوَّزوا الوَجهين .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الصَّرَّاخ ( كَكَتَّان : الطّاوُوس ) . والنَّبّاحُ : الهُدْهُدُ .
( والصَّرْخَة : الأَذَانُ ) ، مَأْخُوذٌ من الصَّيْحَة الشّديدة .
( و ) صُرْخٌ ، ( كقُفْلٍ : جَبَلٌ بالشَّأْم ) .
____________________

(7/291)



( ) ومما يستدرك عليه :
المُسْتَصْرِخ ، وهو المُسْتغِيث ، وَرَوَى شَمِرٌ عن أَبي حاتمٍ أَنّه قال ؛ الاستصراخ : الاستغاثة ، والاستصرَاخ الإِغاثة ، والاستصراخ الاستعانة والصُّراخ صَوْتُ استعانتِهم : قال ابن الأَثير : استُصرِخَ الإِنسانُ ، إِذا أَتاه الصَّارخ ، وهو الصَّوتُ يُعلِمه بأَمرٍ حادِثٍ يَستَعِينُ به عليه ، أَو يَنْعَى له مَيتاً . واستَصْرَخْتُه ، إِذا حَمَلْتَه على الصُّرَاخ .
والتَّصرُّخ تَكَلّفُ الصُّراخِ . ويقال التَّصرُّخُ بالعُطاسِ حُمْق .
ويقال : استصرَخَني فأَصْرَخْتُه ، أَي أَغَثْتُه ، وقيل : الهمزة للسَّلْب ، أَي أَزَلْت صُرَاخَه .
والصَّرِيخ : صَوتُ المُسْتَصْرِخ .
ويقال : صَرَخَ فلانٌ يَصْرُخ صُرَاخاً ، إِذا استغاثَ فقال : واغَوْثاه ، واصَرْخَتاه .
صربخ : ( الصَّرْبَخَةُ : الخِفَّةُ والنَّزَق ) والنَّشاط ، ولم يذكره صاحب ( اللِّسان ) .
صلخ : ( الأَصلَخُ : الأَصَمُّ جِدًّا ) ، كذلك قال الفرّاءُ وأَبو عُبَيْد : قال ابن الإِعْرَابيّ : فهؤلاءِ الكوفيّون أَجمعوا على هذا الحرّف بالخَاءِ المعجمة . وأَمّا أَهلُ البصرةِ ومَن في ذالك الشِّقّ من العرب فإِنّهم يقولون الأَصلَج ، بالجيم . وقد صَلِخَ سَمْعُه وصَلِجَ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ : ذهَبَ ( فلا يَسْمَعُ ) شيئاً ( البَتّةَ ) . ورَجلٌ أَصلَخُ بَيِّنُ الصَّلَخِ . قال ابنُ الأَعرابيّ : فإِذا بالَغوا بالأَصمّ قالوا : أَصَمُّ أَصلَخُ : وإِذَا دُعِيَ على الرَّجلِ قيل : صَلْخاً كصَلْخِ النَّعام . لأَنّ النّعام كلَّه أَصْلَخُ . وكان الكُمَيْت أَصَمَّ أَصْلَخَ .
( و ) الأَصلَخ : ( الجَمَلُ الأَجْرَبُ . ونَاقَةٌ صَلْخَاءُ وإِبِلٌ صَلْخَى وجَرَب صَالِخٌ : سَالِخٌ ) ، وهو النَّاخِس الذي يقع في دَبَرِه فلا يُشَكُّ أَنّه سَيَصْلَخُه .
____________________

(7/292)


وصَلْخهُ إِيّاه أَنّه يَشْمَل بدَنَه .
( وتَصَالَخَ ) علَيْنَا فُلانٌ ، إِذا ( تَصَّامّ ) كتَصَالَجَ ، بالجيم .
( ودَاهِيَةٌ صَلُوخٌ ) ، كصَبُورٍ : ( مُهْلِكَةٌ ) .
( وأَصْلَخَّ ) زيدٌ ( اصْلِخَاخَاً : اضْطَجَعَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَسْوَدُ صالِخٌ وسالِخٌ ، لنَوْعٍ من الحَيّات ، حكاه أَبو حاتمٍ بالصّاد وبالسّين . وقال غَيره : أَقتَلُ ما يكون من الحَيّات إِذا صَلَخَتْ جِلْدَهَا . ويقال للأَبرَصِ الأَصْلَخُ .
صمخ : ( الصِّمَاخ ، بالكَسْر : خَرْقُ الأُذُنِ ) الباطِنُ الّذي يُفضِي إِلى الرأْس ، تميميّة ، ( كاللأُصْمُخِ ) بالضّمّ ، والسِّينُ لُغة فيهما ، وقد مَرّت الإِشارة إِليه ، والجمْع أَصمِخَةٌ وصُمُخٌ وصَمَائخُ . وضَرَب اللَّهُ على أَصمِختهم ، إِذا أَنامَهُم . وهو جمْعُ قِلَّة . وفي حديث عَليَ رضي الله عنه : ( أَصغت لاستراق صمائخ الأَسماع ( هي جمع صِماخ ) كشمائِل وشِمَال . وغَلَطَ شيخنا مَرَّتينِ حيث استدركه في آخِر مادّةِ الصَّاخّة ، وصَحَّفَه بالمصايخ . ( و ) يقال إِنَّ الصِّماخ هو ( الأُذُنُ نَفْسُهَا ) ، وذكرَه الجوهريُّ مستدِلاًّ بقول العجّاج . ( و ) الصِّمَاخ : ( القَلِيلُ مِنَ المَاءِ ) ، والصّواب أَنَّ الصِّماخ البِئرُ القليلةُ الماءِ ، والجمْع صُمُخٌ . يقال للعَطشانِ : إِنّه لصادِي الصِّمَاخ .
( و ) الصُّمَاخ ، ( بالضّمّ ) : اسم ( ماءٍ ) .
( وصَمَخَه ) يَصمُخُه صَمْخاً إِذا ( أَصَابَ صِمَاخَه ) بأَنْ عَقَره بعُودٍ أَو غيرهِ . ( و ) عن ابن السِّكِّيت : صَمَخَ
____________________

(7/293)


( عَيْنَهُ ) يَصْمُخها صَمْخاً ، إِذا ( ضَرَبَهَا بِجُمْعِ ) ، بضمِّ الجيم ، ( كَفِّهِ ) ، وفي بعضِ الأَمّهات : يَدِه .
( و ) عن أَبي عُبيد : صَمَخَت ( الشَّمْسُ وَجْهَه : أَصابتْه ) . وقال شَمِر : صَمَخَتْ بالخَاءِ : أَصابَتْ صِمَاخَه ، ( أَو ) صَمَخَتْهُ الشَّمْسُ إِذا ( اشْتَدَّ وَقْعُها عليه ) .
( وامرَأَةٌ صَمِخَةٌ ، كفَرِحَةٍ : غَضَّةٌ ) .
( والسَّمَّاخَة ، كجَبَّانة : القَطِنَة ) .
( و ) عن أَبي عُبيد : ( الصِّمْخ ) والصِّمْغ ، ( السكر : شيءٌ يابسٌ يُوجَد في أَحاليلِ ) جمع إِحليل الصااءِ ، هاكذا عندنا بالهمز ، وفي غالب النسخ : الشاة ، بالتاءِ في آخره ، أَي في إِحليل ضَرْعها ( بُعَيْدَ وِلاَدَتِهَا ) ، فإِذا فُطِرَ ذلك أَفصَحَ ( لَبنُهَا ) بَعد ذالك واحْلَوْلَي ، ويقال للحالِب إِذا حلَبَ الشَّاةَ : ما تَرَك فيها فُطْراً . ( الواحدة بهاءٍ ) صِمْخَةٌ وصِمْغَةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
صَمَخَ أَنفَه : دَقَّه ، عن اللِّحيانيّ .
والصَّمْخ : كلُّ ضَربة أَثّرتْ في الوَجه فهو صَمْخ .
صملخ : ( الصِّمْلاَخُ ، بالكسر : داخِلُ خَرْقِ الأُذنِ ، وَوَسَخُهُ ) وما يَخْرُجُ من قُشورِهَا ، ( كالصُّمْلُوخ ) ، بالضّمّ ، والجمْع الصَّمَالِيخ . ومن ( سَجَعَات الأَساس ) : أَخرج مِنْ صِمَاخِه صِمْلاخَة وقال النضر : صُمْلُوخُ الأُذنِ وسُمْلُوخُها .
( والصُّمَالِخ ، كعُلابِطٍ : اللّبَنُ الخاثِرُ ) المُتلبِّد .
( و ) قال ابن شُميل في باب اللّبَن : ( الصُّمَالِخُيُّ ) و ( السُّمَالِيخِيُّ ) من اللَّبَن : الّذي حُقِنَ في السِّقاءِ ثم حُفِرَ له حُفرةٌ ووُضِعَ فيها حتّى يَروب . يقال : سَقاني لَبناً صُمَالِخيًّا . وقال ابن الأَعرابيّ : الصُّمَالِخيُّ من الطَّعَام واللّبَن : الّذي لا طَعمَ له .
( وصَمالِيخُ النَّصِيِّ ) والثِّلِّيَانِ : ( ما رَقَّ من نَبَاتِ أُصولِها ) ، واحدتُه
____________________

(7/294)


صُمْلُوخٌ . قال الطِّرِمَّاح :
سَماوُيَّةٌ زُغُبٌ كأَنَّ شَكِيرَهَا
صَمَالِيخِ مَعهودِ النَّصِيِّ المَجَلَّحِ
وقال أَبو حنيفَةَ : الصُّمْلُوخُ أُمْصُوخُ النَّصيْ ، وهو ما يُنتزَع منه مثْل القَضِيب .
صنخ : ( الصِّنْخُ ، بالكسر ) : لغَةٌ في ( السِّنْخ ) ، وهو الوَضَحُ والوَسَخُ . ( وفَمٌ صَنِخٌ ، كَكَتِفٍ : خَرجَتْ أَصْنَاخُه ) : أَوساخُه .
( ورَجُلٌ صُنَاخِيَّة ) ، بالضّمّ وتشديد التّحيّة ، أَي ( عَظِيم ) .
( و ) في حديث أَبي الدَّرداءِ ( نِعْمَ البُيتُ الحَمَّامُ يُذْهِب ( الصَّنَخَة ) ويُذَكِّر النّار ) .
وهو ( محرّكةً : الدَّرَنُ ) والوسَخُ . يقال : صَنِخَ بَدَنُه وسَنِخَ ، والسِّين أَشهر .
صيخ : ( *!الصَّاخَة ) بالتخفيف : ( وَرَمٌ في العَظْمِ مِن كَدْمَة أَو صَدْمَةٍ ، يَبْقَى أَثرُه ) كَالمَشَش . هكذا بتذكير الضَّمير في سائر النُّسخ ، عائد إِلى الورَم . وفي الأُمهات اللُّغَوِيَّة : يَبَقى أَثرُها . وهو الصواب .
( و ) الصَّاخَة : ( الدَّاهِيَة ) ، لُغة في التشديد ، وقد تقدّم ( ج *!صَاخَاتٌ *!وصَاخٌ ) . وأَنشد :
بلَحْيَيهِ *!صَاخٌ من صِدَامِ الحَوَافِرِ
( *!وأَصَاخَ له ) وإِليه *!يُصِيخ *!إِصاخَةً : ( اسْتَمَعَ ) وأَنصَتَ لِصَوته . قال أَبو دُوَاد :
*!ويُصِيخ أَحياناً كما اس
تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشَدْ
وفي حديث ساعةِ الجُمعة : ( ما من دابّةٍ إِلاَّ وهي *!مُصِيخةٌ ) أَي مُستمِعة مُنصِتَة ، ويروى بالسين ، وقد تقدَّم .
وفي حدِيث الغارِ : ( *!فانصاخَت
____________________

(7/295)


الصَّخْرَة ، هاكذا رُوِيَ بالخَاءِ المعجمة ، وإِنّما هو بالمهملة ، بمعنى انشقَّت .
ويقال *!انصَاخَ الثَّوْبُ ، إِذا انْشَقَّ من قِبَلِ نَفْسهِ . وأَلِفُهَا منقلبةٌ عن واوٍ ، وقد رخوِيَت بالسين . قال ابن الأَثير : ولو قيل إِنَّ الصاد فيها مُبدَلة من السين لم تكن الخاءُ غَلطاً .
( و ) يقال : ( بَلَدٌ *!صُوَّاخٌ ، كرُمَّان ) ، إِذا كان ( تَصُوخ فيه الأَرجلُ ) .
( *!وصاخَ ) في الأَرض *!يَصُوخ *!ويَصِيخ : ( ساخَ ) ، أَي دخَل فيها ، وقد تقدّم .
ومن المجاز . *!أَصاخَ فُلانٌ على حقِّ فُلانٍ : سكَتَ عليه أَن يذهَبَ به .
2 ( فصل الضاد ) المعجمة مع الخاء ) 2
وقد وجد في بعض الأُصول بالحمرة كأَنَّه من زيادات المصنّف ، وهو سهو من قلم الناسخ ، قاله شيخنا .
ضخخ : ( *!الضَّخُّ : الدَّمْعُ ، وامتدادُ البَوْلِ ونَضْخُ الماءِ ) ، وقد *!ضَخَّه *!ضَخًّا ، وهاذا الأَخيرُ عن أَبي منصور .
( *!والمِضَخَّة ، بالكسر : قَصَبةٌ في جَوفِها خَشَبَةٌ يُرْمَى بها الماءُ ) من الفَمِ .
*!وانضَخَّ الماءُ *!كانضاخَ ، إِذا انصَبَّ .
ضردخ : ( الضِّرْدِخُ ، بالكسر : العظيمُ مِنْ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) يقال : ( نَخْلَةٌ ضِرْدَاخٌ ) ، بالكسر ، أَي ( صَفِيَّةٌ كرِيمٌ ) . قال بعضُ الطائيِّين :
غَرَسُت في جَبَّانةٍ لم تَسْنَخِ
كلَّ صَفِيَ ذاتِ فَرْعٍ ضِرْدِخِ
تَطَلَّبُ الماءَ متى ما تَرْسَخِ
ضمخ : ( الضَّمْخ : لَطْخُ الجَسَد بالطِّيبِ )
____________________

(7/296)


حَتَّى كأَنَّه وفي بعض الأُمّهات : حتَّى كأَنّما ( يَقْطُر ) . قال ابن سيده : ضَمَخَه بالطِّيب يَضْمَخُه ضَمحخاً : لَطَخَه به ، ( كالتَّضميخ ) ، وفي الحديث ( كان يُضَمِّخ رَأْسَه بالطِّيب .
( وانضَمَخَ ) واضَّمَخَ ( واضْطَمَخَ وتَضَمَّخَ ) ، إِذا ( تَلَطَّخَ بهِ ) .
والمَضْخ : لُغةٌ شنعاءٌ في الصِّمْخ .
( والضِّمْخَة بالكسر : المرأَةُ ، والنّاقَة السَّمِينَة . و ) الضَّمْخَة : ( الرُّطَبُ الذي يَقْطُر مِنهُ شَيءٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ضَمَخَ عَينَه ووَجهه يَضْمَخُه ضَمْخاً ضَرَبَهُ بِجُمعِه . وقيل : الضَّمْخ : ضَرْبُ الأَنف ، رَعَفَ أَو لمْ يَرْعُف . وقيل : هو كلُّ ضَرْبٍ مُؤثِّرٍ في أَنفٍ أَو عَينٍ أَو وَجْهٍ .
وضَمَخَه فلانٌ أَتعبَه .
ضوخ أَو ضيخ : ( *!ضاخٌ : ع بالبادِية ) .
( *!والضَّاخَة ) مُخفَّفةً : ( الدَّاهِيَةُ ) الشَّدِيدَةُ ، إِن لم يكن مصحَّفاً من الصَّاخَة ، بالصّاد المهملة .
*!وانضاخَ الماءُ : انصَبَّ ، كانْضَخَّ . ومنه الحديث ( وهو *!مُنضاحٌ عَليكم بوَابِلِ البَلاَيَا ) . ومثله في التقدير : انقضّ الحائطُ وانقَاض . قال ابن الأَثير : هاكذا ذكرَه الهَرَوِيّ وشرَحَه . وذَكَرَه الزّمخشريّ في الصاد والحاءِ المهملتين ، وأَنكرَ ما ذكرَه الهَرويّ .
2 ( فصل الطاءِ ) المهملة مع الخاءِ المعجمة ) 2
طبخ : ( الطَّبْخ : الإِنْضَاج ) ، سواءٌ كان لِلَّحمِ أَو غَيره ، ( اشْتِوَاءً واقتِداراً ) .
وقد ( طَبَخَ ) القِدْرَ واللّحْمَ ، ( كنَصَرَ ومَنَعَ ) يَطبُخه ويَطْبَخه
____________________

(7/297)


طَبْخاً ، واطَّبَخَه ، الأَخيرة عن سيبويه ( فانْطَبَخَ ، واطَّبَخَ ، كافْتَعَل ) : اتَّخَذَ طَبِيخاً . ويكون الاطِّباخ اشتواءً واقتِداراً ، يقال هاذه خُبْزَةٌ جَيِّدةُ الطَّبْخِ ، وآجُرَّة جَيِّدةُ الطَّبْخ .
( و ) المَطْبَخ ، ( كمَسْكَنٍ : موضِعُه ) الّذي يُطبَخ فيه . وفي التهذيب : المطبَخ : بَيْتُ الطّبَّاخ . والمِطْبَخ ، بكسر الميم ، قال سيبويه : ليس على الفِعْل مكاناً ولا مصدراً ، ولاكنَّه اسمٌ كالمِرْبد .
وفي ( الأَساس ) : والموضِع مِطْبَخ ، بالكسر : فليُنظر هاذا مع عبارة المصنّف .
( و ) المِطْبَخ ( كمِنْبر : آلَتُه ) ، أَي الطَّبْخِ ، ( أَو القِدْرُ ) ، لأَنّه يُطبَخ بها .
( و ) الطَّبَّاخ ( ككَتَّان : مُعَالِجُه ) ، أَي الطَّبْخ .
( و ) الطِّبَاخة ( ككتَابة ، حِرْفَتُه ) أَي الطَّبْخ .
وفي ( اللِّسان ) ، وقد يكون الطَّبْخ في القُرْصِ والحِنْطة ، ويقال : أَتَقْدِرُونَ أَم تَشوُون . وهذا مُطَّبَخُ القوم ومُشتَواهم . ويقال : اطَّبِخِوا لنا قُرْصاً . وفي حديث جابر ( فاطَّبَخْنَا ) ، هو افتَعلْنا ، من الطَّبْخ فقُلبت التّاءُ لأَجل الطاءِ ( قَبْلها ) . والاطِّباخ مَخصوصٌ بمن يَطْبخ لنفْس . والطَّبْخُ عامٌّ لنفْسه ولغَيره ، وسيأْتي .
( و ) الطُّبَاخَة ، ( ككُنَاسَةٍ ) : الفُوَارَة ، وهو ( ما فارَ مِن رَغْوَةِ القِدْرِ ) إِذا طُبِخَ فيها . وطُبَاخَة كلّ شيْءٍ عُصَارَتُه المأْخُوذَةُ منه بعْد طَبْخِ ، كعُصَارَة البَقَّمِ ونحوِه .
وفي ( التهذيب ) : الطُّبَاخَة : ما تأْخذ ما تَحتاج إِليه مما يُطْبَخ ، نحْو البَقَّمِ تَأْخُذ طُبَاخَتَه للصِّبغ وتَطْرَخُ سائرَه .
____________________

(7/298)



( و ) يقال : هو يَشْرَب ( الطَّبِيخ ) اسم لضَرْبٍ من الأَشرِبة . وعن ابن سِيده : ( ضَرْبٌ من المُنَصَّفِ ) من الأَشربة .
( و ) في الحديث : ( إِذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ سُوءًا جعَلَ مَالَه في الطَّبِيخَيْنِ ) ، قيل : هما ( الجِصُّ والآجُرُّ ) . فَعِيلٌ بمعنى مفعول . وقول الشاعر :
واللَّهِ لولا أَن تَخُشَّ الطُّبَّخُ
بِيَ الجَحيمَ حيثُ لا مُسْتصرَخُ
( و ) هو ( كقُبَّرٍ : ملائكةُ العَذَابِ ) ، يعني الكفّار ، ( الواحد طابخ ) .
( و ) الطَّبَاخُ ، ( كسَحَابٍ ) ، كذا وُجِدَ بخَطّ الإِياديّ ، ( ويُضَمُّ ) ، كذا وُجد بخَطّ الأَزهَرِيّ : ( الإِحكامُ والقُوّةُ والسِّمَنُ ) ، يقال : رَجُلٌ في كلامه طَبَاخٌ ، إِذا كان مُحْكماً . ورجلٌ ليس به طَبَاخٌ ، أَي ليس به قُوّة لا سِمَنٌ ، قال حسّان بن ثابت :
المالُ يَغْشَى رِجَالاً لا طَبَاخَ بهمْ
كالسَّيْل يَغْشَى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالِي
وفي حديث ابن المُسيّب : ( ووَقَعَت الثَّالثةُ فا تَرْتَفِع وفي الناسِ طَبَاخٌ ) . قال في ( اللسان ) : أَصل الطَّبَاخ القُوّة والسِّمَن ، ثم استُعمِل في غيره ، فقيل : لا طَبَاخ ، له أَي لا عَقْلَ له ولا خَيْرَ عندَهُ . أَرادَ أَنَّهَا لم تُبْقِ في النّاسِ من الصَّحابة أَحداً . ومثله في المَشَارِق للقاضِي عِياض .
وفي ( الأَساس ) : في المجاز : وما في كَلامِه طَبَاخٌ : فائدةٌ ، وأَصْلُه اللَّحْم الأَعجفُ الّذي ما فيه جَدْوَى لطابِخه .
( و ) تَطبَّخَ الرَّجلُ : أَكلَ الطِّبِّيخَ ( كسِكِّينٍ ) ، وهو ( البِطِّيخ ) بلُغة أَهل الحجاز . وفي ( الأَساس ) : لغة أَهل المدينة ، وقيَّدَه أَبو بكر بفتح الطاءِ .
( و ) من المَجاز : ( الطَّابِخُ : الحُمَّى الصَّالِبُ ) ، وقد طَبَخَه الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ .
( و ) من المَجاز : ( الطَّابِخة : الهَاجرَة ) وقد طَبَخَتْهُم الهواجِرُ . وخرَجُوا في طَبِيخَةِ الحَرِّ وطَبَائِخِه ، وهي سَمائِمُه
____________________

(7/299)


وَقْتَ الهَجِيرِ . قال الطِّرِمَّاح :
ومَسْتَأْنِسٍ بالقَفْر باتتْ تَلُفُّه
طبَائخُ حَرَ وَقْعُهنَّ سَفُوعُ
( و ) طابِخةُ : ( لقَبُ عامِرِ بنِ الياسِ بن مُضَرَ ) ، وهو والدُ أُدّ ، وكأَنّه إِنّمَا أُثبِت الهاءُ في الطابخَةَ للمبالغَة ، لَقَّبه بذالك أَبوه حين طَبَخَ الضَّبَّ ، وذالك أَنّ أَباه بعَثَه في بُغاءِ شيْءٍ فوجَد أَرْنباً فطبَخَها وتَشاغَل بها عنه .
( وطَبَائخُ الحَرِّ : سَمَائمُه ) ، جمْع طَبِيخةِ ، وهو مَجازٌ كما تقدَّم . ( وامرأَة طبَاخِية ككَرَاهِيَةٍ وغُرَابِيَّةٍ : شابَّةٌ ) مُمتلِئة ( مُكْتَنِزَةُ ) اللَّحْم . قال الأَعشى :
عَبْهَرَة الخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ
تَزِينُه بالخُلُقِ الطَّاهِرِ
ويروى لُبَاخِيَّة . ( أَو ) امرأَة طبَاخِية : ( عاقِلَةٌ مَليحة ) . ( و ) المُطَبِّخ ، ( كمُحَدِّث : أَوَّلُ وَلَد الضَّبّ ) أَمْلأَ ما يكون ، قاله ابن سيده وقيل : هو الّذي كادَ يَلحَق بأَبيه . وأَوّله : حِسْلٌ ، ثم غَيْدَاقٌ ، ثم مُطَبِّخٌ ، ثم خِضْرِمٌ ، ثم ضَبٌّ . وقد طَبَّخَ الحِسْلُ تَطبيخاً : كَبِرَ . ( والشَّابُّ المُمْتلِيء ) . قال ابن الأَعرابيّ : يقال للصّبيّ إِذا وُلِدَ : رَضعيٌ وطِفْلٌ ، ثم فَطِيمٌ ، ثم دارِجٌ ، ثم جَفْرٌ ، ثمّ يافِعٌ ، ثم شَدَخٌ ، ثم مُطبِّخٌ ، ثم كَوْكَبٌ . ( و ) قد ( طَبَّخ تَطْبِيخاً : تَرَعْرَعَ و ) عَقَلَ و ( كَبِرَ ) .
( والأَطْبَخُ : المُسْتَحْكِمُ الحُمْقِ ، كالطَّبْخَةِ ) ، بفتح فسكون ، بَيِّنُ الطَّبَخِ . ورَجُلٌ طَبْخَة أَحمقُ ، والمعروف طَيْخَةٌ وسيأْتي .
وفي الحديث : ( كان في الحَيِّ رَجلٌ له زَوجَةٌ وأُمٌّ ضَعيفة ، فشَكَتْ زَوْجَتُه إِليه أُمَّه ، فقام الأَطبَخُ إِلى أُمِّه فأَلْقَاها في الوَادِي ) حكاه الهَرَوِيّ في الغريبين ، ورُوِيَ بالحاءِ أَيضاً .
( واطَّبَخَ اطِّبَاخاً ) ، من باب افتعَل : ( اتَّخَذَ طَبِيخاً ) ، وهو كالقَدير . وقيل : القَدِيرُ : ما كَان بِفِحاً وتوَابِلَ ، والطَّبِيخ ما لمْ يُفَحَّ .
وهاذا مُطَّبَخ القَومِ ومُشْتوَاهم ، وقد
____________________

(7/300)


يكون الطَّبْخ في القُرْص والحِنْطَةِ .
( والمَطَابِخِ : ع بمكّةَ ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
( والطِّبْخ بالكسر : اللَّحْم المطبوخ وطَبَخ الحَرُّ الثّمَرَ : أَنضَجَه ) .
وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : هو أَبيضُ المَطْبَخِ ، وهو بِيضُ المَطَابِخِ .
طبرخ : ( الطِّبْرَاخ ، بالكسر : لَقبُ والدِ عليِّ بن أَبي هاشِمٍ المحدِّثِ ) ، رَوى عن سَعيدِ بنِ عبد الرحمان ، قال الأَزديّ : ضَعيفٌ جدًّا ، كذَا في كتاب ( الضعفاءِ ) للذهبيّ . ( أَو هو بالميم ) ، كما سيأْتي قريباً .
طخخ : ( *!الطَّخُّ : رَمْيُ الشَّيْءُ وابعَادُه ) . وقد *!طَخَّه *!يَطُخُّه *!طَخًّا : أَلقاه من يَده فأَبْعدَ .
( و ) من الكِنَايَة : الطَّخُّ ( : الجِمَاعُ ) وقد *!طَخَّ المرأَةَ *!يَطخُّهَا طَخًّا ورُوِيَ عن يحيَى بن يَعْمر ، أَنَّه اشتَرَى جاريةً خُراسانيَّة ضَخْمَةً ، فَدَخَلَ عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال : ( نِعْمَ *!المِطَخَّة ) .
( *!والمِطَخَّة ) ، بالكسر : ( خَشَبَةٌ ) يُحَدَّد أَحَدُ طَرَفَيها و ( تَلْعَبُ بها الصِّبْيَان ) .
( *!والطُّخُوخُ ) ، بالضّمّ ( الشَّرَسُ ) في الخُلُقِ ( وسُوءُ العِشْرَة ) والمعاملَة ، طَخَّ طَخًّا : شَرِسَ في معامَلَتهِ .
( و ) منه ( *!الطَّخْطَاخُ ) ، بالفتح ، وهو الرَّجلُ ( السيِّىء الخُلُقِ ) .
( و ) الطَّخْطَاخُ ( من الحُليِّ : صَوتُه ) . وفي ( اللسان ) : ورُبَّمَا حُكِيَ صَوْتُ الحُلّى ونحْوه به .
( و ) الطَّخَطاخُ : ( الغَيْمُ المنضَمُّ بَعْضُه إِلى بَعْض ) ، يقال : سَحابٌ *!طَخْطَاخٌ : إِذا انضمَّ واستَوَى . ( و ) الطَّخطَاخُ اسمُ ( رَجُل ) .
( *!والطُّخَاطِخُ بالضّمّ : الظُّلْمَة ) ، يقال : لَيلٌ *!طُخَاطِخٌ ، وقد طَخْطَخَه السَّحَابُ .
( *!والمُتَطَخْطِخُ : الأَسْوَدُ ) من الغَنَم ،
____________________

(7/301)


عن أَبي عُبيد . *!وتَطَخطَخَ اللَّيلُ : أَظلمَ وتَرَاكَم ، يكون بغَيْم وبغير غَيْم ، ومثله تَدَخْدَخَ ، وذالك إِذا كان غَيمٌ يَسْتُرُ ضَوْءَ النُّجُومِ ، وذالك إِذا لم يكن فيه قَمرٌ . ( و ) يقال للرَّجُل ( الضَّعِيف البَصَرِ ) : *!مُتَطَخْطِخُ ، والجمْعُ *!مُتَطَخْطِخُون . وقد طَخْطَخَ اللَّيْلُ بَصَرَه ، إِذا حَجَبَتْهُ الظُّلْمَةُ عنِ انفِسَاح النتَّظَرِ ، قاله ابن سِيده .
( *!والطَّخْطَخَة : تَسْوِيَةُ الشَّيْءِ ) واستِوَاؤُه ( وضَمُّ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ ) ، كنحْو السَّحَاب يكون فيه جُوَبٌ ثم *!يَتَطَخْطَخ . ( و ) *!الطَّخْطَخَةُ : ( حِكَايَةُ قَوْلِ الضَّاحِك : *!طِيخْ طِيخْ ) ، وهو أَقبحُ القَهقَهَةِ .
طرخ : ( الطَّرْخَه ) ، بفتح فسكون ( . . شِبْهُ حَوْضٍ كَبِيرٍ ) واسع يُتخذ ( عِنْدَ مَخْرَجِ القَنَاةِ ) يَجْتَمع فيه الماءُ ثمّ يَنفجر منه إِلى المَزرَعَة . وهو ( دَخِيلُ ) ليستْ فارِسيّةً لَكْنَاءَ ولا عَرَبِيَّةً محضةً .
( وطَرْخَانُ ، بالفتح ولا تَضُمُّ أَنْتَ ( ولا تَكسِر وإِنْ فَعَلَهُ المُحدِّثُونَ ) . والصواب الاقتصار على الفتح : ( اسمٌ للرَّئيسِ الشَّرِيفِ ) في قومه ، والذي لا يُؤخَذ منه الخراجُ ، أَشار إِليه مُلاّ عليّ القاري ، لُغة ( خُرَاسَانِيَّةٌ ) فارِسِيّة ، قال شيخُنا : ويأْتي للمصنّف في بطرق أَنّ الطَّرْخان الّذي يكون تحْت يَدِه خَمسةُ آلافِ رجل ، وهو دون البِطْرِيق ، ( ج طَرَاخِنَةٌ ) .
( والطَّرْخُونُ : نَبَاتٌ ، معَرَّبٌ ، أَصْلُ عُرُوقِهِ العاقِرْقَرْحَا ) ، ومن خواصّه أَنّه ( قاطِعٌ شَهْوَةَ الباهِ ) ليبُوستِه .
( و ) طِرِّيخٌ ( كَسِكِّينٍ : سَمَكٌ صِغَارٌ تُعَالَجُ بالمِلْحِ ) وتُؤْكَل .
( وطَرْخَابذُ : ة بجُرْجَانَ ) .
طرثخ : ( الطَّرْثَخَةُ ) ، قال شيخنا : قَضيّةُ اصطلاحِه في مُراعاة تركيبِ الحروف تقديمُ هاذهِ المادّةِ على طرخ ، وقد خالَفَ ذالك في جميع الأُصول حتّى قيل إِنّهَا الطَّرشَخَة ، بالشين المعجمة لا المثلَّثَة ( : الخفَّةُ والنَّزَقُ ) .
____________________

(7/302)



قلت : وقد تقدَّم في الصَّرْبَخة هاذا المعنَى بعَينه ، فلعلَّ أَحدهما تصحيفٌ عن الآخَر ، ولم يذكُره صاحِبُ ( اللسان ) ولا غَيره .
طلخ : ( الطَّلْخُ ) ، بفتح فسكون ، والطَّمخ ( : الغِرْيَنُ ) ، بكسرِ الغين المعجمة وسكون الراءِ وفتح المثنّاة التّحتيّة ( الّذِي تَبْقَى فيه الدَّعامِيصُ فلا يُقْدَر عَلَى شُربِهِ ) ، كذا في ( التهذيب ) . وقال غيره : الطَّلْخ بَقيّةُ الماءُ في الحَوض والغَدِيرِ . وفي ( الهِدَايَة ) : الطَّلْخُ : الطِّين الّذي في أَسفلِ الحَوْضِ . ( و ) الطَّلْخُ ( : اللَّطْخُ به ) ، أَي بذالك الطِّينِ . ( و ) الطَّلْخ ( : التَّسْوِيدُ ) . وقد رُوِيَ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلمأَنه كان في جِنازة فقال : ( أَيُّكُم يأْتي المدينَةَ فلا يَدَعُ فيها وَثَناً إِلاّ كَسَرَه ، ولا صُورَةً إِلاَّ طَلَخَهَا ، ولا قَبْراً إِلاّ سَوَّاه ) ، معناه سَوَّدَهَا ، وكأَنّه مقلوب ، ومنه اللَّيلة المُطْلَخِمَّة ، والميم زائدة . ( و ) الطَّلْخ : ( إِفْسَادُ الكتَابَةِ ) ، وفي بعض الأُمهات ( الكِتَاب ونحوه ) ، واللَّطْخ أَعمُّ . ( و ) الطَّلْخ : ( اللَّطْخُ بالقَذَرِ ) ، وبه فَسَّرَ ، شمِرٌ الحديثَ المتقدِّم .
( والطَّلْخَاءُ ) : الامرأَة ( الحَمْقَاءُ ) .
( و ) طَلْخَاءُ ( : ع بمِصْرَ ) ، وهو قَريَةٌ ( على النِّيلِ المخفْضِي ) ، أَي المُوَصِّل ( إِلى دِمْيَاطَ ) قُبالةَ المنصورةِ ، وقد دَخَلْتُها .
( واطْلَخَّ ) دَمْعُ عينه ( اطلِخَاخاً : تَفرَّقَ ) ، وأَنشد الأَزهريّ في ترجمة جَلَخ :
لا خَيْر في الشَّيْخِ إِذا ما اجْلخَّا
واطْلَخَّ ماءُ عَينِهِ ولَخَّا
( و ) اطْلَخَّ ( دَمعُه ) أَي دَمْعُ عَينه ، إِذا ( سَالَ ) .
طمخ : ( طَمَخَ بأَنفِهِ : تَكَبَّرَ ) وشَمَخ . والطَّمْخ : الطَّلْخ ، وقد تقدَّم .
____________________

(7/303)



والطِّمْخ ، بالكسر : شَجَرٌ يُدْبَغُ به يَجيءُ أَديمُ أَحمر ، ويقال له أَيضاً العِرْنَة .
( ) طَمْنِيخ ، بفتح الطاءِ . وسكون الميم وكسر النون من قُرَى مصْر .
طمرخ : ( الطِّمْرَاخُ لقَبُ والدِ عليِّ بن أَبي هاشِمٍ ، أَو هو بالباءِ الموحدة ، وقد تقدّم ) قريباً . ولا يَخْفَى أَنَّ في إِعادته هنا تكراراً والصّوابُ هو الأَوّل .
طملخ : ( الطَّمَالِيخُ ) ، قيل : لا مَفردَ له ، ( : السَّحَابُ ) ، جمع سَحَابة ، ( البِيضُ المُتفرِّقة الرَّقِيقَة ) .
طنخ : ( طَنِخَ ) الرجلُ ، ( كَفَرِحَ ) ، يَطنَخ طَنَخاً ، وتَنِخَ يَتْنَخ تَنَخاً : ( بَشِمَ واتَّخَمَ ، وغَلَبَ على قَلْبِهِ الدَّسَمُ ) ، قدَّم السَّبَبَ على المسَبَّبِ ، فإِنَّ البَشَمَ والاتّخَام ناشِئان عن غَلَبَةِ الدّسَمِ على القَلْب . وقد جَاءَ في ( اللِّسان ) وغيرِه من الأُمَّهات على الأَصل : غَلَبَ الدَّسَمُ على قَلْبه واتَّخَم منه ، فهو طَنِخٌ وطانِخ . ( وسَمِنَ ) .
( وطَنَّخَهُ ) الدَّسمُ تَطنيخاً ( وأَطْنَخَه ) إِطناخاً : ( أَتْخَمَهُ ) .
( و ) مما تَصحَّف على المصنّف ( الطَّنَخَةُ محرَّكة : الأَحْمَقُ ) ، فإِنَّ الصّواب فيه بالمثنّاة التحتيّة ، وقد تقدّمَتْ إِليه الإِشارة في الموحّدة .
( ومَرَّ طِنْخٌ من اللَّيْلِ ، بالكسرِ ) أَي ( طائفَةٌ ) ، قال ابن دريد : ولا أَدرِي ما صِحّتُه .
( ) ومما يستدرك عليه :
طَنِخَتْ نفْسُه بالكِبْر خَبُثَت . وطَنِخَت النَّاقةُ والدَّابَّة : اشتدَّ سِمَنُهما . قال شَمِرٌ : وسمِعْت ابن الفَقْعَسِيّ يقول : نشرَب هاذه الأَلبانَ فتُطْنِخُنا عن الطَّعام أَي تُغنِينا . كذا في ( اللَّسان ) .
____________________

(7/304)


وطَنِّيخ ، بالفَتْح مُشدّداً : قَريةٌ بمصر .
طوخ : ( *!طُوخٌ بالضمّ : أَربعَةَ عشَرَ مَوضعاً بمِصْر ومنها ) طُوخ القُرْموص ، *!وطُوخ الأَقلام ، كلاهما بالضَّواحِي ، وطُوخ بني مَزْيَد من إِقْلِيم دِمْيَاط . وقَريَتَانِ بالمُنُوفيّة ، إِحداهما بالقُرب من لجا . وطُوخ دجانة وطخوخ مسراوَة من قَرى البُحَيْرَة . وطُوخ الخيل ، وطوخ تَنْدَة من الأُشمونين ، وطُوخ الجَبَل من الإِخْمِيمِيَّة ، وطخوخ دمتو من قُرَى قُوص . كذا في قوانين الدِّيوان لابن الجيعان .
( و ) عن اللَّحْيَانيّ :يقال: ( *!طاخَه ) *!يَطِيخهُ *!ويَطُوخَه *!طَيْخاً و ( *!طَوْخاً : رماهُ بقَبِيحٍ مِنْ قَولٍ أَو فِعْل ) ، يائية وواوية ، والأَوّل أَكثر .
طيخ : ( *!طَاخَ *!يَطِيخُ ) *!طَيْخاً ( تَلَطَّخَ بالقَبِيحِ ) ، مِن قولٍ أَو فِعلٍ ، ( *!كتَطَيَّخَ . و ) طَاخَ ( فُلاَناً : لَطَّخَهُ بهِ ) ، أَي بالقَبِيح ، ( *!كطَيَّخه ) ، يَتعدَّى ولا يَتعدّى . ( و ) طاخَ طَيخاً : ( تَكَبَّرَ وانهَمَكَ في الباطِلِ ) . قال الحارث بن حِلِّزةَ :
فاتْرُكو *!الطَّيخَ والتَّعَدِّي وإِمَّا
تَتَعاشَوْا ففِي التَّعاشِي الدَّاءُ
( و ) *!الطَّائخ *!والطَّيَّاخة و ( *!الطَّيْخَةُ : الأَحمَقُ ) الّذِي ( لا خَيْرَ فيه ) ، وقيل : أَحمقُ قَذِرٌ . وجَمع الطَّيْخةِ *!طَيْخَاتٌ ، قال : ولم نَسْمَعْه مُكسَّراً . ورُوِيَ *!الطَّيَّاخةُ ، مشدّداً فيما أَنشده الأَزهريّ :
ولَسْتُ *!بطيَّاخةٍ في الرِّجالِ
ولستُ بخِزرَافةِ أَخْدَبَا
( و ) زَمَنُ *!الطَّيْخة : زَمنُ ( الفَتْنَة ) والحَرْب .
( و ) عن أَبي زيد : ( *!طَيَّخَه السِّمَنُ : مَلأَه شَحْماً ولَحْماً . و ) عن أَبي زيد *!طَيَّخَ ، ( العَذَابُ عليه : أَلحَّ ) ، الأَوْلَى أَنْ يقول : *!طَيَّخَه العذابُ : أَلح عليه ( فأَهْلَكَه ) ، كما هو نصُّ أَبي زيد .
( *!والمُطَيَّخُ كَمُعَظَّم : الفاسِدُ ) ، قال ابن سيده : طاخَ الأَمْرَ *!طَيْخاً :
____________________

(7/305)


أَفسَدَه . وقال أَحمد بن يحيَى : هو من تَواطَخَ القَوْمُ . قال : وهاذا من الفَساد بحيث تَراه . قال ابن جِنّي : وقد يَجوز أَن يُحسن الظَّنّ به فيقال إِنّه أَراد كأَنّه مقلوب منه . ( و ) *!المُطيَّخ أَيضاً : ( المَطْلِيُّ بالقَطِرَانِ ) .
.
( *!والطِّيخ بالكسر : حكَايَةُ ) صَوْت ( الضَّحك ) ، حكاه سيبويه . ( و ) قال اللَّيْث : ( قالُوا : *!طيخِ طيخ بالكسر ، مَبنياً على الكسْر ، أَي قَهْقَهُوا ) ، وقد تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال أَبو مالك : *!طَيَّخَ أَصحابَه ، إِذا شتَمَهم فأَلحَّ عليهم ، *!والطَّيْخ والطِّيخ : الجَهْلُ . وناقَةٌ طَيُوخٌ : تَذْهَب يَميناً وشِمَالاً وتأْكُل من أَطرافِ الشَّجَرِ .
*!وطَيْخُ ، بالفَتْح : مَوْضعٌ بينَ ذِي خَشَبٍ ووادي القُرَى . قال كُثيِّر عَزّةَ :
فواللَّهِ ما أَدرِي *!أَطَيْخاً تَواعَدُوا
لتِمَ ظَمٍ أَمْ ماءَ حَيْدةَ أَوْرَدُوا
2 ( فصل الظاءِ ) المشالة مع الخاءِ المعجمة ) 2
هاذا الفصْل مكتوبٌ في سائر النسخ بالحُمرة ، لكونه من مستدركاته .
ظمخ : ( الظّمَخْ كِنَب : شَجَرَةٌ على صُورَة الدُّلْبِ ) يُقطَع منها خَشَبُ القَصّارِينَ التي تُدفَنُ وهي العِرْنُ أَيضاً ، الواحدة عِرْنَة ، والسَّفْعُ طَلْعُهُ ( و ) هو أَيضاً ( شَجَرة التِّينِ ، في لعة طَيءِ . الواحدة بهاءٍ ، أَو ) الظمخ ، ( بسكون الميم ، ككسْرَة وكسر ) هاكذا نقلَه الأَزهري عن أَبي عمرو ، ( وقد تسكَّن الميم في الجمعِ ، كتينَة وتينٍ ) ويقال إِن الظِّمْخ هو شَجرُ السُّمَّاقِ ، ويقال فيه الظِّنخ بالنون ، والزمخ بالزاي ، والطنخ بالطاء بالنون ، والزمخ بالزاي ، والطنخ بالطاء المهملة ، وقد تقدّمت الإِشارة إِلى كل واحدٍ منها .
2 ( فصل العين ) المهملة مع الخاءُ المعجمة ) 2
هذا الفصْلُ أَيضاً ساقطٌ من الصّحاح ،
____________________

(7/306)


كالّذي تقدّم ، وليس فيه من مُهمَّات الكلامِ ما يحتاج إِلى عقد فصل .
عهعخ : ( العُهْعُخُ بالضّم ) ، وقيل كِدْرهَم وقِيل كجُنْدَب كما في ( حواشِي المطوَّل ) . قال الأَزهَرِيّ : قال الخليل بن أَحمد : سَمِعْنَا كلمةً سنَاءَ لا تجوز في التأْليف سُئِل أَعرابِيٌّ عن ناقَتِه فقال : تركْتها تَرعَى العُهْعخَ . قال : وسأَلْنَا الثِّقَات من علمائهم فأَنكروا أَنْ يكون هاذا الاسمُ من كلام العرب . قال : وقال الفَذُّ منهم : هي ( شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بها وبِوَرَقِها ) ، وفي كلام الأَكثر أَنّه نبتٌ ( وأَنكرَهَا بَعْضُهُم وقال : إِنَّمَا هو الخُعْخُعُ ) ، بضمّ فسكون العين ، وقد أُنكِرَ ذالك أَيضاً لاجتماع حُروف الحَلْق فيه ، وهي لا تكاد تَجتمع في كلمةِ . وقيل الهَاءُ والخَاءُ لا يَجْتَمعانِ . ( ووقَعَ في كُتُبِ البَيَانيِّينَ ) كشَرْح الخلخاليّ والتَّفتازَنيّ كلاهما على التَّلْخِيص : ( العُهْخُعُ ، بتقديم الخَاءِ ) على العين آخِر الكلمةِ ، وفي بعض الحواشي بتقديم الهاءِ على العين أَوّل الكلمة ( وهو غَلَطٌ ) . وأَنكر كثير من أَئمّة اللُّغَة العربية هاذه الكلمة بجميع لُغَاتها وقالوا كلُّها كلماتُ مُعاياةٍ ليس لها معنًى . وسيأْتي في حرف العين إِن شاء الله تعالى .
2 ( فصل الفاءِ ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
فتخ : ( الفَتْخَة ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّكُ ) . ذكرهما غيرُ واحدِ من أَئمّة الغريبِ ، فلا اعتدادَ بإِنكار شيخنا على اللُّغة الأُولى ( : خاتَمٌ كبِيرٌ يكونُ في اليَدِ والرِّجْلِ ) بفَصَ وغير فَصّ ، وقيل : هي الخاتَمُ أَيًّا كانَ . ( أَو حَلْقَةٌ مِن فِضَّةِ ) تُلْبَس في الإِصبع ( كالخَاتَمِ ) وقيل : الفَتخَة حَلْقَة من فِضّة لا فَصَّ فيها ، فإِذا كان فيها فَصٌّ فهي الخاتَم . وكانت نِسَاءُ الجاهليّة يَتّخذْنها في عَشْرهِنَّ . ( ج فَتَخٌ ) ، بالتحريك ، ( وفُتُوخٌ ) ، بالضّمّ ، ( وفَتَخَاتٌ ) ، محرّكَةً
____________________

(7/307)


وذُكِرَ في جَمْعهِ فِتَاخٌ . قال الشاعر :
تَسقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي
قال ابنَ بَرّيّ : هاذا الشِّعرُ للدَّهناءِ بنت مِسْحَل زَوج العَجّاج ، وكانت رَفْعَتْه إِلى المُغَيرة بن شُعبةَ فقالت له : أَصلَحَك الله ، إِنّي منه بجُمْع ، أَي لم يَفتضَّني ، فقال العجَّاج :
اللَّهْ يَعلم يا مُغيرةُ أَنّنِي
قد دُسْتُهَا دَوْسَ الحِصَانِ المُرْسَلِ
وأَخذْتُها أَخذَ المُقصِّبِ شاتَه
عَجْلاَنَ يَذَحُهَا لقَوْمٍ نُزَّلِ
فقالت الدَّهناءُ :
واللَّهِ لا تَخْدعُني بشَمِّ
ولا بتَقْبِيلٍ ولا بِضَمِّ
إِلاّ بِزَعْزَاعٍ يُسلِّي هَمِّي
تَسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي
قال : وحقيقةُ الفَتْخَة أَن تكون في أَصابِع الرَّجلَين . ومعنَى شِعر الدَّهناءِ أَنَّ النِّساءَ كُنَّ يَتَخَتَّمنَ في أَصابع أَرْجُلهن ، فتَصِفُ هاذه أَنّه إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقطَتْ خَواتِيمها في كُمِّها ؛ وإِنّما تَمنَّت شِدَّةَ الجِماعِ .
( والفَتَخُ ، مُحَرَّكةً : استِرْخَاءِ المفَاصِل ولِينُهَا ) وعِرَضُهَا ، وقيل : هو اللِّينُ في المَفاصل وغيرِها ، فَتِخَ فَتَخاً ، وهو أَفتَخُ ( أَو ) الفَتَخُ : ( عَرِضُ الكَفِّ والقَدَمِ وطُولُهما . ومنه : أَسَدٌ أَفْتَخُ ) : عريضُ الكَفِّ . ورَجلٌ أَفتخُ بيِّنُ الفَتخِ ، إِذا كان عَرِيض أَفتخُ بيِّنُ الفَتخِ ، إِذا كان عَرِيِّ الكَفِّ والقَدَمِ مع اللِّين . قال الشَّاعر :
فُتْخُ الشَّمَائلِ في أَيْمَانِهمْ رَوَحُ
( و ) الفَتَخُ ( شِبْهُ الطَّرَقِ ) ، محرَّكَةً ( في الإِبلِ . و ) الفَتَخِ ( : كُلُّ جُلْجُلٍ ) ، كهُدْهُد ، هاكذَا ضُبطَ في سائر النُّسخ الموجودة عندنا ، والّذي في ( اللسان ) : ( كلّ خَلْخَالٍ ) ( لا يَجْرُسُ ) ، أَي لا يُصَوِّت .
____________________

(7/308)



( وفَتَخَ ) الرَّجلُ ( أَصابعَهُ ) فَتْخاً ( وفَتَّخَهَا ) تَفتيخاً : ( عَرّضَهَا وأَرخَاهَا ) ، وقيل ، فَتَخَ أَصابِعَ رُجْلَيْه في جُلُوسه ، ثَنَاهَا ولَيَّنها . قالَ أَبو منصور : يَثنِيهما إِلى ظاهرِ القَدَم لا إِلى باطِنها . وفي الحديث ( أَنّه كان إِذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه وفَتَخَ أَصَابِعَ رِجْلَيْه ) . قال يحيَى بن سعيد : الفَتْخ أَن يَصْنَع هاكذا ، ونَصَبَ أَصابعَه ثمَ غَمزَ مَوْضِعَ المَفَاصِلِ منها إِلى باطِن الرَّاحَةِ وثَنَاهَا إِلى بَاطِنِ الرِّجْلِ ، يعني أَنّه كان يَفْعَل ذالك بأَصَابع رِجْلَيْهِ في السجودِ . قال الأَصمعيّ . وأَصلُ الفَتَخِ اللِّينُ .
( والفَتْخَاءُ ) شيْءٌ مُربَّعٌ ( شِبْهُ مِلْبَنٍ من خَشَبٍ يَقعُدُ عليه مُشْتَارُ ) اسم فاعلٍ من اشتارَ ( العَسَلِ ) ثم يَمُدُّ من فوق حتّى يَبلُغَ مَوضعَ العَسَلِ .
( و ) الفَتْخَاءُ ( مِنَ العقْبَانِ ) ، بالكسر ، جمع عُقَابٍ ( : اللَّيِّنَةُ الجنَاحِ ) لأَنّهَا إِذا انحَطَّت كسَرتْ جَنَاحَيها وغَمَزتْهما ، وهاذا لا يكون إِلاّ مِن اللِّين . وقال شيخُنَا . وقد أَكثَر المصنّفات اللُّغَويّة أَنّ الفَتْخَاءَ المُسترخِيَةُ الجَنَاحَينِ مُطْلَقاً من الطُّيورِ ، ثم أُطلِقَت على العقْبَانِ ، كأَنَّهَا صِفةٌ لازمةٌ لها ، فصارَتْ من أَسمائها . ولذلكَ زعمَ قَومٌ أَن طلاقها عليها مَجاز . وأَنشد :
كأَنِّي بفتخاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةِ
دَفُوف من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ ) ، إِذا ( ارْتَفَعَتْ أَخْلاَفُهَا قِبَلَ بَطْنِهَا ) ، وهو ( ذَمٌّ ، وفي المَرْأَة والضَّرْعِ مَدْحٌ ) وعبارة ( اللسان ) : تُعطِي أَنّه في المرأَة مَدْحٌ أَيضاً ، فليُنظَر .
( و ) فِتَاخٌ ، ( كَكتَابٍ ) ، اسم ( ع ) .
( وفُتُوخُ الأَسَد ) ، بالضّمّ : ( مَفَاصلُ مَخَالِبِه ) ، هاكذا في النُّسخ ، والّذي في اللسان الفَتخْ عرَضُ مَخالبِ الأَسدِ ولِينُ
____________________

(7/309)


مَفاصِلها ( وأَفْتَخَ ) الرَّجُلُ : ارْتَخَى ، و ( أَعْيَا وانْبَهَرَ ) .
( والأَفاتِيخُ من الفُقُوعِ هَنَوَاتٌ ) ، وفي بعض الأُصول . هَنَات ( تَخْرُجُ أَوّلاً ) ، وفي بعض الأُصول . في أَوّله ، ( فتُظَنّ كَمْأَةً ) ، وفي بعض الأُصول : فيَحبسها النّاسُ كَمْأَةً ( حَتَّى تُستَخْرَجَ فتُعْرَفَ ) حكاه أَبو حنيفةَ ، ولم يَذكر للأَفَاتِيخ واحداً .
( ورَجُلٌ ) ، وفي ( الأَساس ) : وظَبْيٌ ( أَفْتَخْ الطَّرْفِ : فاتِرُه ) .
( و ) فُتَيْخٌ ( كَزُبَيْرٍ : ع ) . وفي ( اللسان ) : فُتَيْخٌ وفَتَّاخٌ دَحْلاَنِ بأَطْرَاف الدّهْنَاءِ مما يَلِي اليمامةَ ، عن الهَجريّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَتْخُ والفَتْخَة : باطِنُ ما بينَ العَضُدِ والذّراعِ . والفَتَخُ في الرِّجّلَيْن طُولُ العَظْمِ وقِلْةُ اللَّحْمِ ( قال الشاعر :
على فَتْحَاءَ تَعْلَمُ حين تَنْجُو
وما إِنْ حَيْثُ تَنْجُو من طَرِيقِ
قال : عَنَى بالفَتخاءِ رِجْلَه ، قال : وهاذا صفةُ مُشتار العسلَ ) .
وقال الأَصمعي : فَتْخاءُ قَدَمٌ ليِّنةٌ . وقال أَبو عَمرو : فيها عَوَجٌ ، وفي ( الأَساس ) : وتَفتَّختِ المرأَةُ ، وخَرَجَتْ مُتفَتِّخةً . والضَّفادِهُ فُتْخ الأَرْجُلِ .
فخخ : ( *!الفَخُّ : المِصْيَدَةُ ) ، بكسر الميمِ ، وهي الّتي يُصَادُ بها ، معروفٌ ، ( ج*! فِخَاخٌ *!وفُخُوخ ) ، بالكسْر والضّمّ ، قال : وقيل . هُو معرَّب من كلام العجم .
قال أَبو منصور : والعرب تُسمِّي *!بالفَخِّ الطَّرَقَ قال الراءُ ، الحَضْبُ : سُرعةُ أَخْذِ الطَّرَقِ الرَّهْدَنَ ، وقد تقدّم في الموحّدة .
( و ) في حديثِ بِلال :
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتنَّ لَيلةً
*!بفَخّ وحَوْلِي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ
*!فَخٌّ : ( ع بمكَّةَ ) . وهو فيما قِيل : وادي الزَّاهرِ ، ( دُفِنَ به ) أَوْرَعُ
____________________

(7/310)


الصّحابةِ وأَشدُّهم اتّباعاً للنَبيّ صلى الله عليه وسلمواقتفاءً لآثارِه عبدُ الله ( بن عُمَرَ ) بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، كذا قاله ابن حِبّان وغيرُه . وقال مُصْعَبٌ الزُّبيريّ : دُفِنَ بذِي طُوًى ، يعني بمَقْبَرة المهاجرينَ . وفي تاريخ الأَزرقيّ أَنّه دُفَنَ بالمنقبرة العُلْيَا عندَ ثَنِيَّة أَذَاخِرَ . وقال قَومٌ : إِنّه بالمُحصَّب . وأَمَّا ما قِيل إِنه بالجَبَل الّذي بالمُعَلاّة فلا يَصحُّ بوَجهٍ ، كما لا يُعتَدّ بقولِ مَن قال أَنّه مات بالمدينة أَو في الطّرِيق أَو غَيْر ذالك . وترجمَة سيّدنَا عبد الله بنِ عُمَرَ واسِعَةٌ راجعْهَا في الكُتب المُطوّلات .
( و ) الفَخُّ : ( اسْتِرْخَاءُ الرِّجْلَيْنِ ، *!كالفَخَخِ *!والفَخَّةِ ) ، رَجُلٌ *!أَفَخُّ وامرأَةٌ *!فَخَّاءُ .
( *!وفَخَّ النّائمُ *!يَفِخُّ *!فَخًّا *!وفَخِيخاً : غَطَّ ، *!كافْتَخَّ ) *!افتخاخاً ( *!وفَخَّت ( الرّائحةُ فاحَتْ ) .
*!والفَخّة *!والفَخُّ في النّوم : دونَ الغَطِيط ، تقول : سمعْت له *!فَخُيخاً . وفي حديث صلاة اللّيل : أَنه نامَ حتّى سَمِعْتُ *!فَخِيخَه ، أَي غطيطَه .
( *!والفَخِيخَةِ ) *!والفَخّ : أَن يَنَامَ الرَّجلُ ويَنْفُخَ في نَوْمه . وفي حديث عليَ رضي الله عنه :
أَفْلَحَ من كانَ لهُ مِزَخَّهْ
يَزُخُّهَا ثمَّ يَنَام *!الفَخَّهْ
أَي يَنام نَوْمَةً يُسمَع *!فَخِيخُه فيها وقيل : هي ( النَّوْمَةُ بَعْدَ الجمَاعِ ) .
( و ) *!الفَخّة : ( المَرْأَةُ القَذُرَةُ ) ، *!كالفَخّ . قال جرير :
وأُمُّكُمُ *!فَخٌّ قُذَامٌ وخَيْضَفٌ
وأَنشد الأَزهريّ للمِنتْقَرِيّ :
أَلَسْتَ ابنَ سَوَدَاءِ المَحَاجِرِ *!فَخّةٍ
لَهَا عُلْبَةٌ لَخْوَا ووَطْبٌ مُجْزَّمُ
( و ) الفَخَّة أَيضاً : المرأَةُ ( الضَّخْمَة . و ) الفَخَّة أَيضاً : ( النَّوْمُ على القَفَا ) ،
____________________

(7/311)


نقله أَبو العبّاس عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) يقال : الفَخَّة ( نَوْمُ الغَدَاةِ ) ، كذا في ( الأَساس ) . ( و ) الفَخَّة ( القَوْسُ اللَّيِّنَة ) .
( و ) عن المفضَّل : ( *!فَخْفَخَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( فَاخَرَ بالباطِلِ ) .
( و ) قال ابن سيدَه : ( *!فَخيخُ الأَفْعَى : فَحِيحُهَا ) ، وبالحَاءِ أَعلَى . قال أَبو منصور : أَمّا الأَفْعَى فإِنّه يقال في فعله فَحّ يَفِحّ فَحيحاً ، بالحَاءِ ، قاله الأَصمعيّ وأَبو خَيْرَة الأَعرابيّ . وقال شَمِرٌ : الفَحِيح لما سِوَى : الأَسْوَدِ مِن الحَيّات بفِيه ، كأَنّه نَفَسٌ شديدٌ ، قال : والحَفِيف من جَرْسِ بَعْضِه ببعْضِ . قال أَبو منصور : ولم أَسمع لأَحد في الأَفعَى وسائرِ الحَيّات *!فَخيخاً ، وهاذا غَلَطٌ اللَّهُمَّ إِلاّ أَن يكون لغةً لبعض العَرَب لا أَعرِفها ، فإِنَّ اللُّغات أَكثرُ من أَنْ يُحِيطَ بها رَجلٌ واحدٌ . وقال الأَصمعيّ : فَحَّت الأَفعى تَفحّ ، إِذا سَمِعْتَ صَوْتَها من فمها ، فأَمّا الكَشيش فصَوْتُها من جِلْدهَا .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَخٌّ : ماءٌ أَقطعَه النّبيُّ صلى الله عليه وسلمعُظَيمَ بنَ الحارث المُحاربيّ .
والخَفْخَفَةُ *!والفَخفخة : حَركةُ القِرْطَاس والثَّوب الجَديدِ .
ومن المَجاز : وَثَبَ فُلانٌ من فَخِّ إِبلِيسَ : تابَ :
فدخ : ( فَدَخَ رأْسَهُ بالحَجرِ كمنَعَ ) يَفدَخه فَدْخاً : ( شَدَخَه ) وهو رَطْبٌ . والفَدْخ : الكَسْرُ . وفَدَخْتُ الشيْءَ فَدْخاً : كسَرْته ( ولا يَكُونُ إِلاّ للشَّيْءِ الرَّطْبِ ) وفي نسخةٍ : في الشيْءِ الرَّطبِ .
فرخ : ( الفَرْخُ : ولَدُ الطّائرِ ) ، هاذا الأَصلُ ، ( و ) قد استُعمِل في ( كلّ صغيرٍ مِنَ الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ ) : الشَّجَرِ وغَيرِهَا . ( ج ) القليلُ ( أَفْرُخٌ ) ، بضمّ الراءِ ، ( وأَفْرَاخٌ ) ، وهو شاذّ ، لأَنّ فَعْلاً الصّحيحَ العَيْنِ لا يُجْمعَ على أَفعالٍ ، وشَذّ منه ثلاثةُ أَلفاظِ فَرْخ وأَفراخٌ ، وزَنْدٌ وأَزناد ، وحَمْل وأَحمال ، قاله ابن هشام في شرْحِ الكَعبيّة ، وأَشار إِليه في التَّوضيح وغيرِه . قال : ولا رابع
____________________

(7/312)


لها ، بخلاف نَحو ضَيْف وأَضياف ، وسَيْف وأَسياف . فإِنَّه بابٌ واسعٌ ، كذا نقلَه شيخنا . ( وفِرَاخٌ ) ، بالكسر جمْعٌ كثير ، ( و ) كذالك ( فُرُوخٌ ) ، بالضّمْ ، وفُرُوخٌ ، بحذّف الواو ، ( وأَفْرِخَةٌ ) ، جمعٌ قليلٌ نادرٌ ، عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
أَفْوَاقُهَا حِذَة الجَفِيرِ كأَنّها
أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ
( وفِرخَانٌ ) ، بالكسر جمْع كَثير .
( و ) الفَرْخُ : ( الرَّجُل الذَّليلُ المَطْرُودُ ) ، وقد فَرَّخ ، إِذَا ذَلّ ، قاله أَبو منصور .
( و ) من المَجاز : الفَرْخُ ( الزَّرْعُ المُتَهيِّىء للانشِقاقِ ) بعدما يَطلُعُ ، وقيل هو إِذا صارَتْ له أَغصانٌ ، وقد فَرَّخَ وأَفرَخَ ، وقال اللّيث : الزَّرْعُ ما دَامَ في البَذْرِ فهو الحَبُّ ، فإِذا انشَقَّ الحَبُّ عن الوَرَقِ فهو الفَرْخ ، فإِذا طَلَعَ رأْسُه فهو الحَقْل .
( و ) الفَرْخ ( عَلَمٌ . و ) الفَرْخُ ( مُقَدَّمُ الدِّماغِ ) ، على التشبيه ، كما قيل له : العُصْفُورُ ، جمْعه فِرَاخٌ . قال الفرزدق :
ويَوْمَ جَعلْنا البِيضَ فيه لعامرٍ
مُصَمّمَةً تَفْأَى فرَاخَ الجَماجِمِ
يَعنِي به الدِّمَاغِ والفَرْخ : مُقَدَّمُ دِمَاغِ الفَرَس .
( وأَفْرَخَتِ البَيْضَةُ والطَّائرةُ وفَرَّخَتْ ) ، مُشدّداً ( : صارَ ) ، هكذا بالصاد في النسخ التي بأَيدينا ، والذي في ( اللسان ) وغيره : طار ( لهَا ) ، بالطّاءِ المهملة ( فَرْخٌ . وهي مُفْرِخٌ ) ، كمُحْسن ومُفرِّخ ، بالتَّشْدِيد ، وأَفرَخَ البيضُ : خَرَجَ فَرْخُه وأَفرَخَ الطائرُ : صار ذا فَرْخٍ وفَرَّخَ ، كذالك . ( والمَفَارِخُ : مَواضِعُ تَفريخِها ) ، لم يذكُرُوا له مُفْرَداً .
( واسْتَفْرَخَ الحَمَامَ : اتَّخَذَها للفرَاخِ ) ، ومنه قَول الحَريريّ . يَستَفْرخُ حيث لا أَفراخ .
( و ) من المَجاز : ( فَرَّخَ الرَّوْعُ ) ، بفتح الرّاءِ ( تَفْرِيخاً : ذَهَبَ ، كأَفْرَخَ ) ، ومنهم من ضَبطَ الرُّوع ، بالضمّ ، ولا معنَى
____________________

(7/313)


لذَهاب القَلْب ، كما هو ظاهرٌ ، يقال : ليُفرِخ عنك رَوْعُك ، أَي ليَخرُجْ عنك فزَعُك كَمَا يَخرحُ الفَرْخ عن البَيْضة . ( و ) فَرّخَ ( الرَّجُلُ ) : تَفْرِيخاً ( فَزِعَ ورَعَبَ ) ، وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ ، بالبناءِ للمجهول ، تفريخاً : رُعِبَ وأُرْعِدَ ، وكذالك الشَّيخُ الضّعيف . وقال الأَزهَرِيّ : يقال للفَرِقِ الرِّعديد : قد فَرّخَ تفريخاً ، ( و ) فَرّخَ ( القَوْمُ : ضَعُفُوا ، أَي صَارُوا كالفِرَاخِ ) من ضَعْفِهُم .
( و ) في ( الأَساس ) : من المَجازِ فرَّخَ ( الزَّرْعُ ) تَفريخاً ( : نَبَتَ أَفراخُهُ ) ، وفَرَّخَ شَجرُهم فِرَاخاً كثيرةً ، وهي ما يَخْرُجُ في أُصوله من صِغَاره .
( و ) فَرِخَ الرَّجلُ ( : كَفَرِحَ : زَالَ فَزَعُهُ واطْمَأَنَّ . و ) قال الهوازنيّ : إِذا سَمِعَ صاحبُ الآمّةِ الرَّعْدَ والطَّحْنَ فَرِخَ ( إِلى الأَرْضِ ) أَي ( لَزِقَ بها ) ، تفريخاً ، هاذا مُقْتَضى عبارته ، وقد وَرَد من باب فَرِحَ أَيضاً .
( و ) في حديث أَبي هُريرةَ يا بَنِي ( فَرُّوخ ) ، قال اللَّيْث : هو ( كَتَنُّورٍ ) من وَلَدِ إِبراهيمَ عليه وعلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام ( أَخو ) سيِّدنا الذّبيح ( إِسماعيلَ ، و ) سيِّدنا الغَيورِ ( إِسحَاقَ ) عليها السّلام ، وُلدَ بعدهُمَا وكثُرَ نسلُه ونَمَا عَددُه ، فهو ( أَبو العَجَمِ الّذين في وَسَطِ البِلادِ ) ، وهو فارسيٌّ ، ومعناه السَّعِيد طالعُه ، وقد تَسقُط واوُه في الاستعمال . وقال الشاعر :
فإِنْ يأْكُلْ أَبو فَرُّوخَ آكُلْ
ولو كانَتْ خَنَانِيصاً صِغَارَا
قال ابن منظور : جَعلَه أَعجميًّا فلم يَصْرِفه ، لمكانِ العُجْمَة والتّعريف .
( و ) من المجاز ( أَفْرَخَ الأَمْرُ ) وفَرَّخَ : ( اسْتَبَانَ ) آخِرُ أَمْرِه ( بَعْدَ استِبَاه . و ) منه أَيضاً أَفرَخَ ( القَوم بَيْضَتَهم ) ، وفي بعض الأُمَّهات
____________________

(7/314)


بَيضَهُم ، إِذا ( أَبْدَوْا سِرُّهُمْ ) ، يقال ذالك للّذي أَظهَر أَمْرَه وأَخرَجَ خَبَرِ ، لأَنّ إِفراخَ البَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُه ، ( و ) منه أَيضاً نقل الأَزهريّ عن أَبي عُبَيْدٍ من أَمثالهم المنتشرةِ في كَشْفِ الكَرب عند المخاوِف عن الجَبان قولَهم ( أَفْرِخْ رُوعَكَ ) يا فلان ، ( أَي سَكِّنْ جَأْشَكَ ) ، يقول : ليَذْهَبْ رْعبُك وفَزَعُك ؛ فإِنَّ الأَمرَ ليس على ما تُحَاذِر . وفي الحديث كتبَ معاوية إِلى ابن زيادٍ ( أَفْرِخْ روعَك قد وَلَّيناك الكُوفةَ ) وكان يَخاف أَن يُولِّيَها غيرَه .
وأَفرَخَ فُؤادُ الرَّجُلِ ، إِذَا خَرَجَ ، روعُه وانكشَفَ عنه الفَزَعُ كما تُفرِخُ البَيضةُ إِذا انفلَقَتْ عن الفَرْخِ فخرَجَ . وأَصْلُ الإِفراخ الانكشافُ ، قال الأَزهريّ : وقَلَبه ذو الرُّمّة لمعرفته بالمعنى فقال :
ولَّيَ يَهُزّ انهزاماً وَسْطا زَعِلاً
جَذْلاَنَ قد أَفْرخَتْ عن رَوعِه الكُرَبُ
قال : والرَّوْعُ في الفُؤادِ كالفَرْخِ في البَيْضَةِ . وأَنشد :
وقُلْ للفُؤادِ إِن نَزا بِك نَزْوَةً
من الخَوْف أَفْزِخْ أَفْرِخْ أَكثَرُ الرَّوْعِ باطلُهْ
وقال أَبو عُبَيْدَة : أَفْرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ له أَن يَسكن رَوْعُه ويَذهب .
( والفَرْخَةُ ) ، بفتْح فسكون : ( السِّنَانُ العرِيضُ ) .
( و ) فُرَيْخ ، ( كزُبَيْر : لَقَبُ أَزْهَرَ بنِ مَرْوَانَ المحدِّثِ ) .
( و ) قولهم ( فُلانٌ فُرَيْخ قُريشٍ ) ، إِنّما هو ( تَصغِيرُ تَعْظِيمٍ ) على وَجْهِ المدْح ، كقول الحُبَاب بن المُنذر : ( أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّب ) . والعرب تقول : فلانٌ فُرَيخُ قَوْمِه ، إِذا كَانُوا يُعظِّمونه ويُكرمونه ، وصُغِّر على وَجْهِ المبالغةِ في كَرَامته .
____________________

(7/315)



( ) ومما يستدرك عليه :
باض فيهم الشَّيْطَانُ وفَرَّخَ ، أَي اتَّخَذَهُمْ مَسكَناً ومعْبراً لا يُفَارِقُهم ، كما يُلازِم الطائرُ مَوضعَ بَيْضِه وأَفْراخه . وقال بعضُهم :
أَرَى فِتْنَةً هَاجَتْ وبَاضَتْ وفَرَّخَتْ
ولو تُرِكَتْ طَارَتْ إِليها فِرَاخُهَا
وفي الحديث ( أَنّه نهَى عن بَيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطَّعَام ) . قال ابن الأَثير : الفَرُّوخ من السُّنْبُل : ما اسْتَبَانَ عَاقَتُه وانَقَدَ حَبُّه ، وهو مِثْلُ نَهْيِهِ عن بَيْعِ المُخَاضَرةِ والمَحَاقَلَة .
والفَرِخ ، ككَتِفٍ : المُدَغْدَغُ من الرِّجَال .
والفُرَيخ ، مُصغَّراً ، قَيْنٌ كان في الجاهليّة تُنسَب إِليه النِّصَالُ الفُرَيخِيَّةُ ، ومنه قولُ الشاعر :
ومَقْذُوذَين من بَرْيِ الفُرَيْخِ
ومن المجاز : فُلانٌ فَرْخٌ من الفُرُوخ ، أَي وَلَدُ زِنًى . وقال الخَفاجيُّ في ( شفاءِ الغَليل ) : هو إِطلاقُ أَهلِ المدينة خاصَّةً .
وقال شيخنا : بل هو إِطلاقٌ شائعٌ مُوَلّد في الحجاز .
وفي ( الأَساس ) : فُلانٌ فُرَيْخُ قَوْمِهِ ، للمُكرَّم فيهم ، شَبيهٌ بفُرَيخٍ في بَيتِ قَومٍ يُرَبُّونه ويُرَفْرِفون عليه . وللمعاني متصرَّفَات ومذاهبُ ، أَلاَ تَرَاهُم قالوا : ( أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ ) ، حَيْث كانت عَزيزةً لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عليها وحَضْنِها ، وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ ، لتَرْكهَا إِيَّاهَا وحَضْنِ أُخرَى .
وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّخَ له الأَئمّةُ ، وذكَرَه الحافظُ في التقريب . وعَمْرُو بن خالد بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ ، والدُ أَبي عُلاَثة ، من رِجال الصَّحيحَيْن .
فردخ : ( المُفَرْدَخُ ، كمُسَرْهَد : الضَّخْمُ
____________________

(7/316)


النّاعِمُ ) . هاذه المادّة لم يَذكُرْهَا ابن منظور ولا غيره ، وأَنا أَخاف أَن يكون مصحَّفاً من مُفَرْضَخ ، بالضادِ المعجمة ، لاتّحاد المعنَى ، فليُنظرْ .
فرسخ : ( الفَرْسَخُ ، ذكرَه الجوهريُّ ) في كتابه ( ولم يَذكُر له معنًى ) ، لأَنّه قال : الفَرْسَخُ واحدُ الفَراسِخ فارسيٌّ معرّبٌ .
وقد يقال إِنّه لم يَثْبُتّ عندهُ ما ذكرَه المصنّف من المعاني ، فلا يُؤاخَذ به . ( وهو السُّكُون ) ، ذكرَه غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ الغَرِيب . ( و ) الفَرْسَخ ( السَّاعَةُ ) من النَّهَار ، قالت الكِلاَبيّة : فَراسِخُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ : ساعاتُهما وأَوْقاتُهما . وقال خالدُ بنُ جَنْبَة : هؤلاءِ قَوْمٌ لا يَعرفُون مَواقيتَ الدَّهْر وفَرَاسِخَ الأَيّام ، قال : حَيْثُ يأْخُذُ اللَّيْلُ مِن النَّهار . والفَرْسَخُ من المسافَةِ المعلومةِ في الأَرض مأْخُوذٌ منه . ويُوجد في نسخ ( المصباح ) : الفَرْسَخةُ : السَّعَةُ ، ومنه أُخِذ فَرسَخُ الطَّرِيقِ . والصَّواب أَنَّ الذَّي بمعنى السَّعَة هو الفَرْشَخَة ، بالشِّين المعجمة ، وهي التي تليها .
( و ) الفَرْسَخ : ( الرَّاحَة . ومنه ) أُخِذَ فَرْسَخُ الطَّرِيقِ ( كما قيل ، وهو ( ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ هاشِمِيّة ) ، أَو ستّة ، ( أَو اثنا عَشَرَ أَلفَ ذرَاعٍ ، أَو عَشَرَةُ آلافِ ) ذِراع ، سُمِّيَ بذالك لأَنّ صاحِبَه . إِذا مَشَى قَعَد واسْتَرَاح ، من ذالك ، كأَنّه سكَنَ قعَدَ واسْتَرَاح ، من ذالك ، كأَنّه سكَنَ . ( و ) الفَرْسَخ : ( الفُرْجَةُ ) ، هاكذا بضَمِّ الفاءِ والجيم بعد الرّاءِ في سائر النُّسْخ . ( و ) يقال ل ( شَيءٍ لا فَرْجَة فِيهِ ) : فرْسخٌ ، هاكذا ضُبِطَ ، ( كأَنَّه ) على السلْبِ ، وهو ( ضدٌّ . و ) قولهم انتظَرتُك فَرْسَخاً ، أَي ( الطَّوِيل من الزَّمَانِ ) ، أَي من اللّيل أَو من النهار ، وكأَنّ الفَرْسَخَ أُخِذَ من هاذا ، ( و ) الفرسخ ( الفَيْنَة ) ، وفي نُسخة : ( بَرازِخُ بينَ السُّكُون والحَرَكَة . و ) عن ابن شميل : ( : الفَرْسَخُ : الشَّيْءُ الدائمُ الكثيرُ الّذي لا ينْقَطِعُ ) ، وهي كُلِّيَّة عنده .
( والتَّفَرْسُخُ ) ، هاكذا في النُّسخ عندنا ، وفي بعض الأُمُّهَات : والفَرْسَخ .
____________________

(7/317)


( والافْرِنْسَاخُ : انكِسَارُ البَرْدِ ) ، وقال بعضُ العرب : أَعْصَبَت السّمَاءُ أَيّاماً بعَيْنٍ ما فيها فَرْسَخ ، أَي ليس فيها فُرْجَةٌ ولا إِقلاعٌ ، ( كالفَرْسَخَةِ . و ) الافْرِنْسَاخُ : ( انْفِرَاجُ الهَمِّ وانكِسَارُ الحُمَّى ) ، يقال : فعرْسَخَ عنّى المعرَضُ وافْرَنْسَخَ ، أَي تباعَدَ ، وكذالك تَفَرْسَخَت عنه الحُمَّى وغيرُهَا من الأَمراضِ .
( وسَرَاوِيلُ مُفْرسَخَةٌ : واسعَةٌ ) ، من الفَرسَخة ، وهي السَّعَة ، على ما في المصباح .
فرشخ : ( الفَرْشَخَةُ ) بالشين المعجمة ( : السَّعَةُ ) هذه المادة ساقِطَة من اللسان وغيرِه من كُتب الغَرِيب ، وإِنما ذَكَرُوا مَعَانِيهَا في المهملة . ( قال أَبو زيادِ ) ما مُطِرَ النّاسُ من مَطَرٍ بين نَوْأَين إِلاَّ كانَ بينهما فَرْسَخٌ : قال : والفَرْسَخُ انكسار البَرْدِ . و ( إِذا احْتَبَسَ المعطَرُ اشتَدَّ البَرْدُ وإِذَا ) ، وفي نُسخَة . فإِذا ( مُطِرَ النّاسُ كانَ للْبَرْدِ ) بعدَ ذلك ( فَرْشَخٌ ) ، هاكذا بالشين المعجمة : والصواب أَنّه فَرْسَخ ، بالسّين المهملة ، ( أَي سُكُونٌ ) ، من قولكَ فَرْسَخُ المهملة ، ( أَي سُكُونٌ ) ، من قولكَ فَرْسَخَ عنِّي المَرضُ إِذا تَبَاعَدَ .
فرضخ : ( الفِرْضِخُ ، بالكسر ) ، من أَسماءِ ( العَقْرَب ) كالشَّوْشَب وتَمْرَةَ .
( ورَجُلٌ فِرْضَاخٌ : ضَخْمٌ عَرِيضٌ ) غليظ كثير اللَّحْمِ ، ( أَو طَوِيلٌ ، وهي بهاءٍ ) لَحيمةٌ عَريضةٌ . ( وامْرأَةٌ فهرْضَاخَةٌ وفِرْضَاخِيَّة ) والياءُ للمبالَغة : ضَخمةٌ ( عَرِيضَةُ الثَّدْيَيْنِ ) .
( و ) رَجُلٌ ( مُفَرْضَخٌ ، كمُسَرْهَدٍ ) ضَخْمٌ ( ضَعِيفٌ ) ناعمٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَرسٌ فِرْضَاخَة ، وقَدمٌ فِرْضَاخَةٌ وفهرْضَاخ والفِرْضاخُ النَّخْلَةُ الفَتِيَّة . وقيل : ضَرْبٌ من الشَّجر .
فرفخ : ( الفَرْفَخ ) ، والفَرْفَخَة : البَقْلة الحمقاءُ ، ولا تَنْبُت بنَجْد ، وتُسمَّى ( الرِّجْلَةَ ) ، قال أَبو حَنيفةَ : ( مُعَرَّبٌ ) فارسيّته ( (َرْهنْ ، أَي ) بالفتح ، معناه
____________________

(7/318)


( عَريضُ الجَنَاح ) ، فإِن ( (َرْ ) هو الجَنَاح ، و ( هَنْ ) هو العَرِيضِ ، قال العجّاج :
ودُسْتهُمْ كما يُدَاس الفَرفَخُ
يُؤكَل أَحْياناً وحِيناً يُشدَخُ
( و ) الفَرْفَخُ ( : الكَعَابِرُ ) ، جمْع كُعْبُورة ( منَ الحنْطة ) .
فسخ : ( الفَسْخ : الضَّعْفُ ) في العَقْلِ والبَدَن كالفَسْخة . والفَسِيخ ، كأَمِيرٍ : الضعيفُ الّذي يَنفسِخ عند الشِّدّة . ( و ) الفَسْخ ( : الجَهْلُ ) ، وهو يَرجِع إِلى ضَعْف العَقْلِ . ( و ) الفَسْخُ ( : الطَّرْحُ ) ، يقال فسَخْت عنِّي ثَوبي ، إِذا طَرَحْتَه . ( و ) الفَسْخ : ( إِفْسَادُ الرَّأْيِ ) ، وقد فَسِخَ رأْيُه ، كفَرِحَ . فَسَخاً فهو فَسِخٌ : فَسَدَ وفَسَخَه فَسْخاً : أَفسَدَه . ( و ) الفَسْخ : ( النَّقْضُ ) فَسَخَ الشيْءَ يَفْسَخُه فَسْخاً فانفَسَخَ : نَقْضَه فانتَقَضَ . ( و ) الفَسْخُ ( : التَّفْرِيقُ ) ، وقد فَسَخَ الشيْءَ ، إِذَا فَرَّقَه . ( و ) الفَسْخ ( الضَّعِيفُ العَقْلِ والبَدَنِ ) كالفَسْخَةِ . والفَسْخُ : ( مَنْ لاَ يَظْفَرُ بحاجَتِهِ ولا يَصلُحُ لأَمْرِهِ ، كالفَسِيخِ ) ، كأَمير .
( و ) من المَجاز : ( انْفَسَخَ العَزْمُ والبَيْعُ والنِّكَاحُ : انتَقَضَ ) ، وقد فَسَخَه ، إِذا نَقَضَه . وفي الحديث ( كان فَسْخُ الحَجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو أَن يكون نَوَى الحَجَّ أَوّلاً ثم يُبْطِله ويَنْقُضه ويجْعَله عُمْرَةً ويُحِلّ ثمّ يَعود يُحرِم بحَجَّةٍ ، وهو التَّمتُّع أَو قريبٌ منه .
( وفَسَخَ يَدَهُ ، كمنَعَ ) ، يَفسَخَا فَسْخاً : ( أَزَالَ المَفْصِلَ عن مَوْضِعِهِ ) من غَير كسْرٍ . وفَسَخَه فانفَسخَ . وفَسَخَ المجبِّرُ يَدَه : فكّ مَفصِله . ويقال : وَقَعَ فلانٌ فانفَسخَت قَدمُه وفَسخْتُه أَنا .
( و ) فَسِخَ رأْسُه ، ( كفَرِحَ : فَسَدَ ) وفَسَخَه : أَفسدَه .
____________________

(7/319)



( وتَفَسَّخَ الشَّعْرُ عن الجِلْدِ ) واللَّحْمُ عن العظْم : ( زَالَ وتطاير ، خاص بالمَيتُ ) أَي لا يُقال إِلاّ لشَعرِ المَيْتَةِ وجلْدِهَا .
( وتفسَّخت الفَأْرَةُ في الماءِ تقطعتْ ) .
( و ) تَفَسَّخَ ( الرّبَعُ ) ، كصُرَدٍ ، وهو الفَصِيل ( تحْت الحِمْلِ ) الثّقيل : ( ضَعُفَ وعَجَزَ ) ، وذلك إِذا لم يُطِقْه .
( ) ومما يستدرك عليه :
انفسخَ اللَّحْمُ وتَفَسَّخ : انخضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ . واللّحْمُ إِذا أَصَلّ انفَسَخ .
وأَفسَخَ القُرآنَ : نَسِيه .
ودخلَ يَفْسخ ثِيابَه .
ومن المجاز : فاسخَه البَيْعَ وتَفاسخَاه .
وتَفَاسخَت الأَقاويلُ : تَنَاقَضَتْ .
فشخ : ( فَشَخَه ، كمنَعَهُ : ضَرَب رأْسَه بيدِهِ أَو صَفَعه ) ، وفي نسخة : ضعفه ، والأُولى الصّوَابُ ، يَفْشَخُهُ فشْخاً . ( و ) فشَخَه في اللَّعِب ( : ظَلَمَه . و ) فَشَخَه ( في اللَّعِبِ ) أَي لَعبِ الصِّبيانِ : ( كَذَبَ ) .
( والتَّفْشِيخُ : إِرخَاءُ المَفَاصِلِ ) . وفَنْشَخَ وفَشَخَ أَعْيَا .
فصخ : ( فصَخَ عنه . كَمَنَعَ : تَغَابَى ) عنه وأَنت تَعلَمُهُ يقال : فصَخْتُ عن ذالك الأَمرِ فِصْخاً ، قَالَه ابن شُمَيْل ، ( وفُصِخَ ، كعنى : غُبِنَ في البَيْعِ . و ) يقال : ( رجُلٌ فَصِيخٌ وفَصِيخَةٌ وفاصِخةٌ مِن فَوَاصِخَ ) ، أَي ( غَيْرُ مُصِيبِ الرَّأْيِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَصَخَ يَدَه وفَسَخها إِذا أَزاله عن مفصِله ، حُكِيَ الصّاد عن أَبي الدُّقيش . وعن أَبي حاتم : فَصَخَ النّعامُ بصَوْمِه ، إِذا رَمَى بِه .
فضخ : ( فَضَخَه ، كمَنَعَهُ ) ، يَفْضَخُه فَضْخاً ( : كَسَرَهُ ، ولا يكونُ إِلاّ في شيْءٍ
____________________

(7/320)


أَجْوَفَ ) ، نحو ( الرأْسِ والبَطِّيخِ . و ) فَضَخَ رأْسَه وكذالك الرُّطَبَةَ ونحْوَها ( : شَدَخَهُ ، كافْتَضَخَه ، فيهما . و ) عن أَبي زيد : فَضَخَ ( عَيْنَه ) فَضْخةً ، و ( فَقَأَهَا ) فَقْئاً ، وهما واحدٌ للعَيْن والبَطْنِ ، وكلّ وِعَاءٍ فيه دُهْنٌ أَو شَرَابٌ . ويقال : انفَضَختِ العَيْن : انفَقأَت .
( وأَفْضَخَ العُنْقُودُ : حانَ ) وصَلَحَ ( أَنْ يُفْتَضَخَ ) و ( يُعْتَصَرَ ) ما فيه .
( و ) فلانٌ يَشرَبُ ( الفَضيخ ) ، وهو ( عَصِيرُ العِنَب . و ) هو أَيضاً ( شَرَابٌ يُتَّخذُ من بُسْرٍ مَفْضُوخٍ ) وَحْدَه من غَير أَن تَمسَّه النّارُ ، وهو المَشدوخ . وفَضَخْت البُسْرَ وافتَضَخْته . قال الراجز :
بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخِ ففَسَدْ
يقول : لمّا طَلَعَ سُهَيْلٌ ذَهَبَ زَمَنُ البُسْر وأَرْطَب ، فكأَنّه بالَ في . وقال بعضُهم : هو الفُضُوخ لا الفَضِيخ ، المعنَى أَنّه يُسْكِر شارِبَه فيَفْضَخُه . ( و ) عن أَبي حاتمٍ : الفَضِيخ : ( لَبَنٌ غَلَبَه الماءُ ) حتّى رَقَّ وهو أَبيضُ ، مثل الضَّيْح ، والخَضَار ، والشِّجَاج ، والشُّهَابَة ، والبِرَاح ، والمِزْرَح ، والدِّلاَح ، والمَذْق .
( والمِفْضَخَةُ ) ، بالكسر : ( حَجَرٌ يُفْضَخُ به البُسْرُ ) ويُجَفّف . ( و ) المِفْضَخَة ؛ ( الوَاسِعَة من الدِّلاَءِ ) . وحُكِيَ عن بَعْضهم أَنّه قيل له : ما الإِناءُ ؟ فقال : حَيث تَفضَخ الدَّلْوُ أَي تَدْفُق فتَفيضُ في الإِناءِ .
( والمَفَاضِخُ : أَوانِي ) يُنبَذُ فيها ( الفَضيخ ) .
( وانفَضَخَتِ لقَرْحَةُ وغَيْرُهَا : انفَتَحَتْ ) وانْعَصَرَتْ ( واتَّسَعَتْ ) ، وكلُّ شيْءٍ اتّسعَ وعَرُضَ فقد انفضَخَ .
( و ) انفضَخَ ( زَيْدٌ : بَكَى شَدِيداً ) ، يقال : بينَا الإِنسانُ ساكِتٌ إِذ انْفَضَخَ ، وهو شدَّةُ البُكَاءِ وكَثرةُ الدَّمْعِ . ( و ) انفَضَخَت ( الدَّلْوُ : دَفَقَتْ ما فيها مِنَ الماءِ ) ، ويقال فيه : انفضَجَت ، بالجيم أَيضاً ، وقد تقدّم .
( و ) انفَضَخَ ( سَنَامُ البَعيرِ : انشَدَخَ
____________________

(7/321)


و ) سُئل ابنُ عُمر عن الفَضِيخ فقال : لبس بالفَضِيخ ، ولاكن هو ( الفَضُوخُ ، كقَبُولٍ ) ، وهو ( الشَّرَابُ ) ، أَراد أَنه ( يَفْضَخُ شارِبَه ، أَي يَكْسِرُه ويُسْكِرُه ) ، وبينهما الجِنَاس .
( و ) في حديثِ علَيّ رضي الله عنه أَنه قال : ( كنْتُ رَجلاً مَذَّاءً ، فسأَلْتُ المِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : إِذا رأَيْتَ المَذْيَ فتوصِّأْ واغْسِلْ مَذَاكِيرَك ، وإِذَا رأَيْت فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ ) يريد المَنِيَّ .
و ( فَضَخَ الماءَ : دفَقَه ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
انفَضَخَت القارُورَةُ ، إِذا تَكسَّرت فلم يَبْقَ فيها شيْءٌ . والسِّقاءُ يَنْفَضِخُ وهو مَلآنُ فينْشَقُّ ويَسِيل ما فيه .
فقخ : ( فَقَخَه ، كمَنَعَه ، فَقْخاً وفِقَاخاً ، بالكسر : ضَرَبَه ) ، كقَفَخَه في معانيه ، وسيأْتي ، ( ولا يكون ) الفَقْخُ والقَفْخُ ( إِلاَّ عَلَى الرَّأْسِ أَو شَيءٍ أَجْوَفَ ، ) فإِنْ ضَرَبَهُ على شَيْءٍ مُصْمَت يابِسٍ قال : صَفَقْتُه وصَقَعْتُه ، وسَيَأْتي .
فلخ : ( فَلَخَهُ ، كمَنَعَه ) ، يَفْلَخُه فَلْخاً ( سَلَعَه وأَوْضَحَهُ ) ، قاله شَمِرٌ ، كقَفَخَه .
( والفَيْلَخُ ) ، كصَيْقَلٍ : ( الرَّحَى أَو أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ ، واليَد السُّفَلْى منهما ) ، ومنه قوله :
وفَلَّخه تَفليخاً : ضَرَبَه
فلذخ : ( ) الفَلْذَخ : اللَّوْزِينَجُ . ذكرَه هنا ابن منظور ، وأَهمله المصنف .
فنخ : ( الفَنْخُ : القَهْرُ والغَلَبَة ) ، وقيل هو أَقبح الذُّلِّ والقَهْر ، فَنَخَه يَفْنَخُه فَنْخاً ، وهو فَنِيخ . ( و ) الفَنْخ : ( التَّذْلِيلُ ، كالتَّفْنِيخ في الكُلِّ ) والتَّفنُّخ . وفي حديث عائشةَ وذَكَرَت عُمَرَ رضي الله عنهما
____________________

(7/322)


( فَفَنَخَ الكَفَرَةَ ) أَي أَذَلَّهَا وقَهَرَهَا . ( و ) الفَنْخُ ( : تَفْتِيتُ العَظْمِ مِنْ غَيرِ شَقَ ) يَبِينُ ( ولا إِدمَاءٍ ) ، وقيل : هو ضَرْبُكَ الرَّأْسَ بالعَصَا ، شَقَّه أَو لم يَشُقّه ، ( و ) في قول العجاج :
لَعَلِمَ الأَقْوَامُ أَنِّي مِفْنَخُ
لِهَامِهِمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ
( المِفْنَخُ ، كمِنْبَرٍ : من يُذِلُّ أَعداءَه ويَكْسِر ) ، وفي بعض الأُمّهَات ويَشُجّ ( رأْسَهُمْ كثيراً ) ، هاكذا بإِفراد رأْسهم في سائر الأُمهات إِرادةَ الجِنْس ، فلا معنَى لاعتراضِ شيخنا عليه بقوله : قيل : الظاهر رءُوسهم ، ثم قال : إِلاّ أَنّ المصنّف غَلَّط الجوهَرِيّ بمثْله في سلع فسَرَى إِليه ، ولا يقبل الاعتذار عنه عليه .
( و ) قالت امرأَة :
مالي وللشُّيوخِ
يَمْشُن كالفُرُوخِ
والحَوُوقَلِ ( الفَنِيخ )
( الفَنِيخُ ) ( كأَمِيرٍ ) الشّيخ ( الرِّخْوُ الضَّعيف ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
فَنَخَه يَفْنَخُه فَنْخاً وفُنُوخاً : أَثْخَنَه وفي حديث المُتْعَة ( بُرْدُ هاذا غيرُ مَفنوخٍ أَي غَيْرُ خَلَقٍ ولا ضَعِيف . يقال : فَنَخْتُ رَأْسَه وفَنّخْته ، أَي شَدَخْته وذَلَّلْته .
فنشخ : ( الفَنْشَخَة ) ، بالشِّين المعجمة بعد النون : العَجْزُ و ( الإِعْيَاءُ والتَّأَخُّرُ عن الأَمرِ ) . وقد فَنْشَخَ . وفَشَخَ .
( و ) الفَنْشَخَة : ( التَّفْحِيجُ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ عند البَولِ ) كالفَرْشَحَة ( و ) الفَنْشَخة : ( أَن يَكْبَرَ الرَّجلُ ويَشِيخَ ) ويَعْيَا من الهَرَم . ( و ) من ذالك ( المُفَنْشِخُ ) ، وهو ( السَّاقِط ) على الأَرضِ من الإِعياءِ ( النَّائم ) الكَسْلان .
( و ) من المَجاز : ( تَفَنْشَخَتِ المَرْأَةُ في ) حالة ( الجِمَاعِ ) إِذا ( بَاَدَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ) .
( وفَنْشَخٌ ) ، جعفرٍ ، ( عَلَمٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه من ( التهذيب ) :
يقال : فَنْشَخه فِنْشَاخاً ، وزَلْزَلُه زِلزَالاً بمعنًى واحدٍ .

____________________

(7/323)


فنقخ : ( ) فِنْقَخٌ ، بالكَسْر : الدّاهية ، كذا في ( التهذيب ) عن الفرّاءِ قلْت : ويأْتِي للمصنّف في قنقخ قريباً ، وهنا ذكرَه ابنُ منظور .
فوخ : ( *!فَاختِ الرِّيحُ *!تَفُوخُ ) *!وتَفيخ ( *!فَوَخَاناً ) ، محرَّكَةً ( : سَطَعتْ ) ، مثل فَاحَتْ ، نُقِلَ ، ذالك عن الأَصمعيّ . ( أَوْ ) فَاخَتْ الرّيحُ تَفُوخُ ( إِذا كانَ لها صَوتٌ ) . قال أَبو زيد : إِذا جَعَلْت الفِعْلَ للصَّوْت قلت : *!فاخَ *!يَفوخُ ، *!وفاخَتْ الرِّيحُ *!تَفُوخ *!فَوْخاً ، إِذا كان مَع هُبوبها صَوْتٌ . وأَمّا الفَوْحُ بالحاءِ فمن الرِّيح نَجِدُهَا ، لا من الصَّوْت .
( و ) *!فاخَ ( الرَّجُلُ ) *!يَفُوخ *!فَوْخاً و ( فَوَخَاناً : خَرَجَتْ مِنْه رِيحٌ ) . *!وفَاخَ الحَدَثُ نفْسُه *!يَفُوخُ : صَوَّتَ ، ( *!كأَفَاخَ ) *!يُفِيخ *!إِفاخَةً . قال ابن الأَثير : *!الإِفاخَة الحَدَث من خُرُوجِ الرِّيحِ خاصّةً . وقال اللَّيث : إِفاخَةُ الرِّيحِ بالدُّبُرِ . وقال النَّضْر بن شُميل : إِذا بالَ الإِنسان أَو الدَّابّةُ فخرَجَ منه رِيحٌ قيل : *!أَفَاخَ ، وسيُذكر في الياءِ . وأَنشد لجرير :
ظَلَّ اللَّهَازِمُ يَلْعَبُونَ بنِسْوَةٍ
بالجَوْ يَوْمَ *!يَفُخْنَ بالأَبوالِ
( و ) فَاخَ الحَرُّ : سَكَنَ .
و ( *!أَفِخْ عَنَّا ) ، هاكذا في سائر النُّسخ والصّواب : عنك ، كما في سائر الأُمّهات ، ( مِن الظَّهيرَةِ : أَبْرِدْ ) ، أَي أَقِمْ حتّى يَسْكُن حَرُّ النَّهارِ ويَبْرد ، وهو مذكور في الياءِ أَيضاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال الفرَّاءُ : *!أَفَخْتُ الزِّقَّ *!إِفاخةً ، إِذَا فَتحْتَ فاه ليَفُشُّ رِيحَه . قال : وسَمِعت شيخاً من أَهل العربية يقول : أَفَخْت الزِّقّ ، إِذا طَلَيْتَ دَاخِلَه برُبَ . وأَفاخَ ببَولِه ، إِذا اتَّسَعَ مَخْرَجُه ، وأَفاخَت النّاقَةُ ببَوْلها وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ .

____________________

(7/324)


فيخ : ( *!الفَيْخَة السُّكُرُّجَة ) ، بضمّ السِّين المهملة والكاف وتشديد الرّاءِ المضمومة *!وفَيَّخَ العَجين : جَعَلَه كالسُّكُرُّجَةِ . وأَنشد اللَّيث :
ونَهِيدةٍ في*! فَيْخَةٍ مَع طِرْمَةٍ
أَهْدَيْتُهَا لفَتًى أَرَادَ الزَّغْبَدَا
( و ) الفَيْخَة ( مِنَ البَوْلِ : اتِّسَاعُ مَخْرَجِهِ ) ، عن ابنِ الأَعرابِيّ . وقد *!أَفاخَت النَّاقةُ .
( و ) الفَيْخَة ( مِنَ الحَرِّ : شِدَّتُه ) وفَوَرَانُه . ( و ) الفَيْخَة ( مِنَ النَّبَاتِ : الْتِفَافُه وكَثْرتُه . *!وفاخَتِ الرِّيحُ *!تَفِيخُ ) *!فَيَخَاناً ( *!كتَفُوخُ : ) سَطَعَتْ .
( *!وأَفاخَ الرَّجُلُ : سُقِطَ في يَدِهِ ) . قال الفرزدق :
*!أَفَاخَ وأَلقَى الدِّرْعَ عنه ولم أَكُنْ
لأُلقِيَ ذِرْعِي عن كَمِّيَ أَقاتُلُهْ
كذا في ( التهذيب ) : ( و ) فيه أَيضاً : *!أَفاخَ فُلانٌ ( منْ فُلانٍ ) إِذَا صَدَّ عَنْه ) ، وأَنشد :
*!أَفَاخُوا مِنْ رِمَاحِ الحَطِّ لمَّا
رَأَوْنَا قَدْ شَرَعْنَاهَا نِهَالاَ
( *!والإِفَاخَة : الرُّدَامُ ) ، بالضَّمّ ، هو الضُّرَاط . وقد فاخَ *!وأَفاخَ ، إِذا ضَرَط ، ( أَو ) هو ( الحَدَثُ مع خُرُوجِ الرِّيح ) خاصّةً .
( *!والفَيْخُ : الانتِشَارُ : كالفَيْح ، عن كُرَاع . قال ابن سيده : وليستُ منها على ثِقة .
2 ( فصل القاف ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
قفخ : ( القَفْخُ : الفَقْخُ ) ، وهو الضَّرب ( كالقِفَاخِ ) ، بالكسر ، ولا يكون القَفْخُ إِلاَّ على شيْءٍ صُلْبٍ أَو على شَيْءٍ أَجوفَ أَو على الرَّأْسِ ، فإِنْ ضَرَبَه على شيْءٍ مُصْمَتِ يابسٍ قال : صَفَقْتُه وصَقَعْتُه . وقَفَحَ رأْسَه بالعَصَا يَقْفَخه
____________________

(7/325)


قَفْخاً كذالك . وقال الأَصمعيّ : قَفَخْت الرَّجلَ أَقْفَخُه قَفْخاً ، إِذا صَكَكْتَه على رأْسه بالعَصا .
( والقَفْخَةُ ) ، بفتح فسكون ( : البَقَرَةُ المُسْتَحْرِمَة ) .
( والقَفِيخَة : طَعَامٌ يُعَالَجُ ) ، وفي بعضِ الأُمّهَات : ) يُصْنَع ( بالتَّمْرِ والإِهَالَةِ ) يُصَبُّ على جَشيشَةٍ .
( وأَقْفَخَتِ البَقَرَةُ : اسْتَحْرَمَتْ ) . ويقال أَقفَخَتْ أَرْخُهُم ، أَي اسْتَحْرَمَتْ بَقَرَتُهُم . ( و ) كذالك ( الذِّئْبَةُ ) إِذا أَرادَتِ ( السِّفَادَ ) .
( و ) القُفَاخُ ، ( كغُرَابٍ : المَرْأَةُ الحادِرَةُ ) ، وفي بعض النُّسخ الحَادُورَة ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ ) ، بفتح فسكون .
( ) ومما يستدرك عليه :
القَفْخ : كَسْرُ الشيْءِ عَرْضاً . وعن اللَّيث : القَفْخُ : كَسْرُ الرأْسِ شَدْخاٍ . قال : وكذالك إِذا كَسَرْتَ العِرْمِضَ على وَجْهِ الماءِ قلْت : قفَخْتُه قَفْخاً . وأَهلُ اليمنِ يُسمُّونَ الصَّفْعَ قَفْخاً . وأَهلُ اليمنِ يُسمُّون الصَّفْعَ القَفْخَ .
قلخ : ( قَلَخَ الفَحْلُ : كمَنَع ) ، يَقْلَخُ ( قَلْخاً ) وقُلاَخاً ( وقَلِيخاً ) ، الأَخيرة عن سيبويه ، إِذا ( هَدَرَ ) ، وهو قُلاَّخٌ وقَلاَّخٌ كأَنّه يَقْلَعُهُ من جوفه . وقيل قَلْخُه : أَوَّلُ هَدِيرِه . قال الفرّاءُ : أَكثرُ الأَصواتِ بُنِيَ على فَعِيل ، مثْل هَدَرَ هَديراً ، وصَهَلَ صَهِيلاً ، ونَبَحَ نَبِيحاً ، وقَلَخَ قَليخاً ، وقيل القَلْخُ والقَلِيخ شِدّةُ الهَديرِ .
( و ) قَلَخ : ( ضَرَبَ يابساً على يابسٍ . و ) قَلُخَ ( الشَّجَرَةَ قَلَعَها ) ، الخاءُ مبدَلة من العَين .
( والقَلْخُ ) ، بفتح فسكون ( : الحِمَارُ المُسِنُّ ) ، بالخاءِ والحاءِ . وأَنشد اللَّيث :
أَيَحْكُم في أَمْوَالِنا ودِمائِنا
قُدَامَةُ قَلْخُ العَيْرِ عَيْرِ ابنِ جَحْجَبِ
( و ) القَلْخُ : ( الفَحْلُ الهائجُ ) إِذا كان يَقْلَع الهَدِيرَ قَلْعاً . ( و ) القَلْخُ ( : قَصَبٌ أَجْوَفُ ) .
( وقَلَّخَهُ بالسَّوْطِ تَقليخاً : ضَرَبَه .
____________________

(7/326)


و ) قَلَّخَ ( النَّبتُ : اشتَدَّ ) .
( و ) القُلاَخ ، ( كَغُرَابٍ : ع باليمنِ والقُلاَخُ ) والقَلْخُ : الضَّخْمُ الهَامَةِ ، ومنه سُمِّيَ الرَّجخلُ . والمُسَمَّى بهاذا الاسمِ القُلاَخُ ( العَنْبَرِيُّ ) ، من بني العَنْبَرِ بن مالِكٍ من بني تُميم ، ( شاعِرٌ ، و ) القُلاَخُ ( بن ، يَزِيدَ ) شاعرٌ ( آخَرُ ، و ) القُلاَخُ ( بنُ حَزْنٍ ) شاعِرٌ ( آخَرُ سَعْدِيٌّ ) من بني سَعدٍ القَبِيلَةِ المشهورةِ من تميم ، ( وليس كما ذَكَرهُ الجوهريُّ ، وإِنَّمَا البَيت ) الَّذي أَنشدَه ( للعَنبريِّ ) لا للسَّعْدِيّ ، والّذي للعَنبريّ .
أَنَا القُلاَخُ في بُغَائِي مِقْسَمَا
أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حَتّى يَسْأَمَا
( وأَمَّا السَّعْديُّ ) فإِنّه ( يَقُول :
أَنا القُلاَخُ بنُ جَنَابِ بنِ جَلاَ أَبو خَنَاشِيرَ أَقودُ الجَمَلاَ ) وفي بعض النُّسخ : ( أَبو خَناثير ) ، وهي الدَّوَاهِي ، ( وجنَابٌ جَدُّه ) لا أَبوه . وهاذا الّذي اعترضَ به المصنّف قد سَبَقَه إِليه الصّغَانيّ وابن بَرِّيّ . قال ابن بَرِّيّ : الذي ذَكرَه الجوهريّ ليس هو القُلاَخ بن حَزْن كما ذَكرَ ، وإِنّما هو القُلاَخُ العَنْبريّ . ومِقْسَمٌ غُلامٌ القُلاَخِ هاذا العَنبريِّ ، وقد كان هَرَبَ فخَرَجَ في طَلَبِه ، فنَزَلَ بقَوْمٍ فقالوا : من أَنت ؟ قال : أَنا القُلاخ ، إِلخ ومعنَى البيت ، أَي إِنّي مشهورٌ معروفٌ . وكلُّ مَن قادَ الجَملَ فإِنه يُرَى من كلِّ مكانٍ . وأَورده أَبو محمّد البكريّ في الأَمثال له ، عند قوله : ( ما اسْتَتَرَ مَن قَادَ الجَمَلَ ) ، فقال : أَي أَنا ظاهرٌ غَيرُ خَفيّ .
( ويُقال للفَحْلِ عِنْدَ الضِّرَاب : قَلَخْ قَلَخْ ) ، مجزومٌ .
قمخ : ( أَقْمَخَ بِأَنْفِه : تَكَبَّرَ وشَمَخَ ) ، كأَكْمَخَ إِكماخاً ، عن الأَصمعيّ . ( و ) أَقْمَخَ الرَّجلُ : ( جَلَسَ كالمُتَعظِّمِ ) شامِخاً بأَنْفه .
قنفخ : ( القَنْفَخُ : نَبْتٌ . و ) القَنْفَخُ ( من الدَّوَاهِي : الشَّدِيدَةُ ) المُنْكَرةُ
____________________

(7/327)


( ويُكْسَر ) ، وقد تقدَّم في فنقخ ، فراجعْه .
قوخ : ( *!قَاخَ جَوْفُه *!قَوْخاً ) ،*! وقَخَا ، مَقلوبٌ ( : فَسَدَ مِن داءٍ ) .(وليلة *! قاخ ) : مظلمة (سوداء) وأَنشد :
كمْ لَيلَة طَخيَاءَ *!قاخاً حِنْدِسَا
تَرَى النُّجُومَ من دَجَاهَا طُمَّسَا
وليس نَهارٌ قاخٌ كذالك ، عن كراع . كذا في ( اللسان ) .
2 ( فصل الكاف ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
كخخ: ( *!كَخّ في نَومِهِ *!يَكِخُّ ) ، بالكسرِ ، *!كَخًّا و ( *!كَخِيخاً : غَطَّ ) فيه .
( *!وكِخْكِخْ ) ، مسكَّناً ( وتُشدَّد الخاءُ فيهما وتُنوَّن ، وتُفْتَح الكافُ وتُكْسَر ) . وأَحسن منه عبارة التوشيح كخ بفتح الكافِ وكسرِهَا وسكون المعجمة مشدّدة ومخفّفة ، وبكسرها منونّة وغير منوّنَة ، عربيّة ، وقيل فارسيّة . والثانية مؤكِّدَة ، قال شيخنا : كونُها غيرَ عربيّة صرَّحَ به ابنُ الأَثير وغيرُه من أَهل الغريبِ ، ومُرَادهم بمؤكّدة للأُولَى تأْكيداً لفظيًّا ، ( يُقَالُ عِنْدَ زَجْرِ الصَّبيِّ عن تَنَاوُلِ شيْءٍ وعندَ التَّقَذُّرِ مِن شيْءٍ ) . وفي الحديث عن أَبي هُرَيرة رضي الله عنه : ( أَنّه أَكلَ الحَسنُ أَو الحُسين تَمرةً من الصَّدَقَة فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم كخ كخ ، أَمّا عَلمْتَ أَنّا أَهلُ بيتٍ لا تَحِلُّ لنا الصَّدَقَة ) .
كرخ : ( كَرْخُ : مَحَلَّةٌ ) ، وفي بعض الأُمّهات : سُوقٌ ( ببَغْدَادَ ) ، نَبطيّة ، هاكذا كَرْخ ، بغير تعريفٍ في ( التهذيب ) .
( وكَرْخُ باحُدَّا ) ، بضمّ الحاءِ المهملة وتشديد الدال المهملة : قَرْيَة ( بسُرَّ مَن رَأَى ) ، بالقرب من بَغدادَ .
( وكَرَخُ حُدَّانَ ) ، بضمّ فتشديد :
____________________

(7/328)


قَرية ( قُرْبَ خانِقِينَ . وكَرْخُ الرَّقَّةِ ) : قَرْيَة ( بالجَزيرةِ . وكَرْخُ مَيْسَانَ ) ، بفتح الميم : قَرْيَة ( بسَوَادِ العِرَاقِ . وكَرْخُ خُوزِسْتَانَ ، م ) أَي معروف . ( ويقال ) في هاذه الأَخيرةِ ( كَرْخَةُ ) ، بزيادة الهاءِ .
( وكَرْخُ عَبَرْتَا ) قَرْيَةٌ ( بالنَّهْرَوَانِ ) .
( وكَرْخِيَتَي ) ، بأَلف مقصورة ، وفي بعض النُّسخ بأَلف ممدودة : ( : قلْعَة على تَلَ قُربَ إِرْبِلَ ) .
( و ) في ( التهذيب ) : ( الكَرَاخَةُ ) ، وفي غيره : الكُرَاخيَّةُ ( : الشُّقَّةُ من البَوَارِي ) ، لُغة ( سَوَادِية ) .
( والكارِخُ : الّذِي يَسُوقُ الماءَ ) إِلى الأَرض ، سوادِيّة أَيضاً . ( وكَرُوخُ ) كصَبورٍ ( : بَهَرَاةَ ) .
( وأُكَيْرَاخُ : ع ، أَو هو بالحَاءِ ) المهملة .
( وكِرْخَايَا ) ، بالفتح ( : شِرْبٌ يُفِيضُ ) الماءَ من عَمودِ نَهْرِ عِيسَى ) .
والكارِخَة : الحَلْق أَو شْيءٌ منه ، وقد قيلت بالحاءِ المهملة ، كذا في ( اللسان ) .
كشخ : ( الكَشْخَانُ ، ويُكسَر : الدَّيُّوثُ ) ، وهو دخيلٌ في كلامِ العرب .
( وكَشَّخَه تَكْشِيخاً ) ، يقال للشاتم : لا تُكَشِّخْ فُلاناً . قال اللّيث : الكَشْخَانُ ليس من كلام العَربِ .
( وكَشَّخَه تَكْشِيخاً ) ، يقال للشاتم : لا تُكَشِّخْ فُلاناً . قال اللّيث : الكَشْخَانُ ليس من كلام العَربِ ، فإِن أَعْرِبَ قيل كِشْخَانٌ على فِعْلالٍ وقال الأَزهريّ : إِن كَان الكَشْخ صَحيحاً فهو حرْفٌ ثلاثيّ . ويجوز أَن يقال فُلانٌ كَشْخَانُ على فَعْلانَ ، وإِنْ جَعلْت النّون أَصليّة فهو رُباعيٌّ ، ولا يجوز أَن يكون عَربيًّا لأَنّه يكون على مثال فَعْلاَلٍ ، وفَعْلاَلٌ لا يكون في غير المضاعف ، فهو بناءٌ عقيمٌ ، فافْهمه .
( وكَشْخَنَه : قالَ له : يا كَشْخَانُ ) ، مولَّدة ليستْ بعربيّة .
كشمخ : ( الكَشْمَخَة ) ، بالفتح والضّمّ : ( بَقْلَةٌ ) ، تكون في رِمال بني سَعدٍ تُؤكَل ، ( طَيِّبةٌ رَخْصةٌ ) . قال الأَزهريّ : أَقَمْتُ في رِمَال بني سَعْدٍ فما رأَيتُ
____________________

(7/329)


كَشْمَخةً ولا سَمِعْت بها . قال : وأَحسبها نبطيَّة ، وما أُراهَا عَربيّة . وذكَرَ الدِّيْنَوَريُّ الكَشْمَخَةَ وفَسَّرَهَا كذالك ثم قال : ( وهي المُلاَّح ) ، بالحَاءِ المهملة ، هاكذا في ( النسخ ) ، وفي بعضِها بالمعجمة .
كشملخ : ( الكُشْمَلَخُ ، بضمّ الكاف ) وسكون الشين ( وفتح الميم واللام ) ، بصْريّة ، وهي ( الكَشْمَخَةُ ) والمُلاّحُ . حكاها أَبو حنيفةَ قال : وأَحسبها نَبطيّة . قال : وأَخبرني بعضُ البصريّين أَنَّ الكُشْمَلَخ اليَنَمةُ .
كفخ : ( كَفَخَه بالعَصَا ، كمَنَعَه ) كَفْخاً ، إِذا ( ضَرَبَهُ ) ، عن أَبي تُرَابٍ . ( وَقَفَخَه ) أَي صَفَعَه . وقد تَقَدَّم .
( والكَفْخَةُ ) ، بالفتح : ( الزُّبْدَةُ المُجْتَمعة البَيْضَاءُ ) من أَحسنِ الزُّبْدِ ، قال :
لَهَا كَفْخَةٌ بَيْضَا تَلُوحُ كأَنَّهَا
تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمِيرِ
( ورَجلٌ مِكْفَخٌ ، وعَمُودٌ مِكْفَخٌ ) ، كلاهما ( كمِنْبَرٍ ) أَي ( قَوِيٌّ ) شديد .
كمخ : ( كَمَخَ بأَنْفِهِ ، كمَنَعَ : تَكَبَّرَ ) وشَمَخَ ، كذا في ( الصّحاح ) .
( و ) كَمَخَ ( بِهِ : سَلَحَ ) ، يقال كَمَخَ البَعيرُ بسَلْحِه يَكْمَخُ كَمْخاً ، إِذا أَخرَجَه رَقيقاً .
( و ) كمَخَهُ ( باللِّجَام ) : قَدَعَه ، مثْل ( كبَحَ ) بالحاءِ المهملة ، وقد تقدّم .
( والكامَخُ ، كهاجَر ) ، ويكسر أَيضاً ، كما في ( المصباح ) ، والفتح أَشهرُ ، وأَكثر ، وهو لَفظٌ أَعجميٌّ عَرَّبُوه . قلْت : وجَرَى على قَولِ المِصْباحِ الحريريُّ في قوله :
وأَمّا الأَديبُ فخيرٌ له
من الأَدَب القُرْصُ والكَامِخُ
وهو ( إِدَامٌ ) ، وهو بالفَارِسيّة كامَه ، كما في ( شفاءِ الغليل ) . ومنهم مَن خَصَّه بالمخلَّلات الّتي تُستعمَل لتُشهِّيَ الطَّعَامَ . وفي ( اللسان ) : قُرِّبَ إِلى أَعرابيَ خُبْزٌ وكامَخٌ فلم يَعرفْه ، فقال : ما هاذا ؟
____________________

(7/330)


فقيل : كَامَخٌ : فقال : قد علمْت أَنه كامَخٌ ، ولاكن أَيُّكُم كَمَخَ به . يُريد : سَلَحَ به .
( و ) قال أَبو العبّاس : الكُمَاخُ ( كَغُرَابٍ : الكِبْرُ والتَّعَظُّم ) .
( و ) كَمَاخ ( كسَحَابٍ : د ، بالرُّوم ، أَو هو كَمَخٌ ) ، بحذف الأَلف .
( والإِكْمَاخ : الإِقماخ ) ، وهو رَفْعُ الرأْسِ تَكبُّراً ، وقيل : الإِكماخُ : جُلوسُ المُتعظِّمِ في نَفْسه . حكَى أَبو الدُّقَيْش : فَبَبِسَ كساءً له ثم جَلَسَ جُلُوسَ العَرُوسِ على المِنصَّة وقال : هاكذا يَكْمَخُونَ مِنَ البَأْوِ والعَظَمَة . وقول الشّاعر :
إِذا ازْدَهَاهُمْ يَوْمُ هَيْجَا أَكْمَخُوا
بَأْوًا ومَدَّتْهُمْ جِبالٌ شُمَّخُ
قيل : معناه عُمِّرُوا وزَادُوا ، وقيل : تَرَادُّوا .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَلِكٌ كَيْمَخٌ : رَفَعَ رَأْسَه تَكَبُّراً . وأَكمَخَ الكَرْمُ : بَدَتْ زَمَعَاتُه ، وذالك حينَ يَتَحرَّكِ للإِيراق . هاذه عن أَبي حنيفةَ .
كوخ : ( *!الكُوخُ ، بالضَّمّ ، *!والكَاخُ : بَيْتٌ مُسَنَّمٌ ) ، أَي له سَنَامٌ ، وهو فارسيٌّ *!والكُوخُ أَيضاً : بَيْتٌ ( مِنْ قَصَبٍ بلا كَوَّةٍ ) ، قال الأَزهريّ : الكُوخ *!والكَاخُ دَخِيلانِ في العربيّة . والكُوخُ : كُلُّ مَوضِعٍ يَتَّخذه الزَّارِعُ على زَرْعِه ، ويكون فيه ، يَحفَظ زُرُوعه . وكذالك النَّاطُور يَتَّخذه يَحفظ ما في البُسْتَان . وأَهل مَرْوَ يَقولون : *!كاخٌ للقَصْر الّذي يُتَّخَذ في البُستان والمواضع . ( ج *!أَكواخٌ *!وكُوخَانٌ *!وكِيخَانٌ *!وكِوَخَةٌ ) ، الأَخير بكسْر ففتح .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَيلةٌ *!كاخٌ : مُظلمةٌ .
2 ( فصل اللام ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
لبخ : ( لَبَخَ ، كَمَنَعَ : ضَرَبَ ، وأَخَذَ
____________________

(7/331)


وقَتَلَ ) ، يَلْبَخُه لَبْخاً . ( و ) لَبَخَ : ( احْتَالَ للأَخْذِ ، و ) لَبَخَ : ( شَتَمَ ) .
( واللَّبَخَةٌ ، محرَّكَةً : شَجَرَةً عَظِيمَةٌ ) مِثْلُ الدُّلْب ، ( ثَمَرُهَا ) أَخضَرُ ( كالتَّمْرِ حُلْوٌ ) جدًّا ( لاكِنَّه كَرِيهٌ ) ولا يَنبُت إِلاّ بأَنْصِنَا من صعِيدِ مِصْر ، لأَبي حنيفة وقيل : هي شجرةٌ عَظيمة مثْلُ الأَثْأَبَة أَو أَعظمُ ، وَرَقُهَا شَبيهٌ بورَقِ الجَوز ، ولها جَنًى كجَنَى الحُمَّاطِ مُرٌّ ، إِذا أُكِلَ أَعطَشَ ، وإِذا شُرِبَ عليه الماءُ نَفَخَ البَطْنَ ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد :
مَنْ يَشْرِبِ الماءَ ويأْكُلِ اللَّبَخْ
تَرِمْ عُرُوقُ بَطْنِه ويَنْتَفِخْ
قال : وهو من شَجر الجِبال . قال صاحب ( اللسان ) : وأَخبرني العالم به أَنّه رآها بأَنْصِنا ، وذكرَ أَنّه جيِّدٌ لوَجَعِ الأَضراس ، ( وإِذا نُشِرَ خَشَبُه أَرعَفَ ناشِرَهُ ) ، ويُنشَر أَلواحاً فيبلُغ اللَّوْح منها خَمسين ديناراً ، يَجعله أَصحابُ المراكب في بِناءِ السُّفن . ( و ) زعَم أَنّه ( إِذا ضُمَّ لَوْحَانِ مِنْه ضَمًّا شديداً وجُعلا في الماءِ سَنَةً ) ( صَارَا لَوْحاً واحداً والْتَحَمَا ) ، ولم يذكر في ( التهذيب ) أَنْ يُجْعَلاَ في الماءِ سنةً ولا أَقل ولا أَكثرَ . ( وعن أَبي باقِلٍ الحَضْرَميِّ ) قال : ( بَلَغَنِي أَنَّ نَبِيًّا ) : من أَنبياءِ بني إِسرَائيلَ ( شَكَى إِلى الله تعالَى الحَفَرَ ) ، محرَّكَةً أَو بفتح فسكون ، ( فأَوْحَى إِليه أَنْ كُلِ اللَّبَخَ ) فأَكَلَه فشُفِيَ . قال صاحبِ ( اللِّسَان ) : ورأَيتها أَنا بجزيرة مصر ، وهي من كبار الشّجَر وأَعجب ما فيه أَنْ ( قِيلَ : كان سُمًّا ) يَقتُل ( بِفَارِسَ فنُقِلَ إِلى ) أَرض ( مِصْر فزالَتْ سُمِّيَّتُه ) وصار يُؤْكل ولا يَضرُّ . ذكره ابن البيطار العَشّاب في كتاب ( الجامع ) .
( واللُّبُوخ ، بالضّمّ : كَثْرَةُ اللَّحْمِ في الجَسَد . و ) منه ( اللَّبِيخُ ) ، كأَمِيرٍ : الرَّجلُ ( اللَّحِيم . وهي لُبَاخِيَّة ، كغُرابيَّةٍ ) : كثيرةُ اللَّحمِ ضَخْمة الرَّبَلة تامّة ، كأَنّهَا منسوبة إِلى اللُّبَاخِ . ويقال للمرأَةِ الطَّوِيلَةِ العَظيمةِ الجِسمِ : خِرْبَاق ولُبَاخيّة .
____________________

(7/332)



( واللَّبِيخَةُ : نَافِجَةُ : نافِجَةُ المِسْكِ . والتَّلَبُّخُ : التَّطيُّبُ به ) ، كلاهما عن الهجريّ . وأَنشد :
هَدَاني إِليها رِيحُ مِسْكٍ تَلَبَّخَتْ
به في دُخَانِ المَنْدَلِيِّ المُقصَّدِ
( و ) اللِّبَاخ ، ( كَالكِتَابِ : اللِّطَامُ والضِّرَابُ ) ، وقد لابخَ يُلابِخ مُلابخةً ولِبَاخاً .
لتخ : ( لَتَخَهُ ، كمَعَهُ : لطَخَه ) ، الطاءُ لغة في التاءِ ، ( و ) عن اللَّيث : اللَّتْخ الشَّقّ . وقد لَتَهَه إِذا ( شَقَّه . و ) لَتَخَه ( بالسَّوْط : سَحَلَه وشَقَّ جِلْدَه وقَشَرَه ) .
و ( تَلتَّخَ ) مثْل ( تَلَطَّخَ ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ لَتِخَةٌ ، كفَرِحَة : داهيَةٌ ) مُنكَرٌ ، هاكذا حكاه كُراع . وقد نَفَى سيبويه هاذا المِثالَ في الصّفات .
( واللَّتْخَانُ ) ، بفتح فسكون : ( الجائعُ ) ، عن كُراع ، والمعروف عند أَبي عبيدٍ الحاءُ ، وقد تقدّم .
لخخ : ( *!لَخَّ في كلامِه : جاءَ بِهِ مُلْتبِساً مُسْتَعْجِماً ) ، وفيه *!لَخَّةٌ .
( و ) *!لَخِخَتْ ( عَيْنُهُ ) ، كفَرِحَ . إِذَا الّتَزَقَتْ من الرَّمَصِ ، كلَحِحَتْ .
*!ولَخَّتْ عَيْنُهُ *!تَلِخُّ *!لَخًّا *!ولَخِيخاً ( : كَثُرَ دَمْعُهَا ) وغلِظَتتَ أَجفَانُهَا ، أَنشد ابنُ دُرَيد :
لا خَيْرَ في الشَّيْخ إِذا مَا *!أَجْلَخَّا
وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه فَلَخَّا
أَي رَمِصَ .
( و ) *!لَخَّ ( فُلاناً : لَطَمَهُ . و ) لَخَّ ( في الجَبَل : اتَّبَعَه . و ) لَخَّ ( الخَبَرَ : تَخَبَّرَهُ واسْتَقْصَاه . و ) لَخَّ ( في الحَفْرِ : مالَ . و ) لَخَّ ( بالطِّيب : طَلَى به ) .
( و ) يقال فُلانٌ ( سَكْرَانُ *!مُلْتَخٌّ ) ، أَي ( طافِحٌ ) مُختلِط لا يَفهم شيئاً ، لاختِلاَط عَقْله ، ( ولا تَقُلْ مُلْطَخٌ ) ، لأَنّه ليس بعربيّ ، ونَسبه الجوهريّ إِلى العامّة .
____________________

(7/333)



( و ) يقال : ( *!الْتَخَّ ) عليهم ( الأَمرُ ) ، أَي ( اخْتَلَطَ ) ، ومنه أُخِذَ : سَكْرانُ مَلتَخٌّ ( و ) الْتَخَّ ( العُشْبُ : الْتَفَّ ) .
( و ) في حديث معاويةَ قال : ( أَيّ الناسِ أَفصحُ ؟ فقال رجلٌ : قَومٌ ارْتَفَعوا عن *!لَخْلَخَانِيَّةِ العِراق ) . ( *!اللخْلَخَانِيَّة : العُجْمَة في المَنْطِقِ ) ، قال أَبو عبيدةَ : وهو العَجْزُ عن إِرْدافِ الكلامِ بعْضِه ببعض ، من قولهم لَخَّ في كلامه ، إِذا جاءَ به مُلتبِساً .
( ورَجُلٌ *!-لَخْلَخَانيٌّ : غَيْرُ فَصِيحٍ ) وكذالك امرأَةٌ لَخْلَخَانِيّة ، إِذا كانت لا تُفْصِحُ . وبه جَزَمَ الزّمَخْشَرِيّ وغيره . قال البَعِيث :
سَيَتْرُكُهَا إِنْ سَلَّم اللَّهُ جارَهَا
بَنُو *!اللَّخْلَخَانِيَّاتِ وهْيَ رُتُوعُ
وفي فقه اللُّغة للثعالبيّ أَنَّ ذلك يرِض في لُغَةِ أَعراب الشِّحر وعُمَانَ ، كقولهم في ما شاءَ اللَّهُ : مَشَا الله ، ونَاس يَنسُبونها للعِرَاق .
( و ) يقال ( امْرَأَةٌ *!لَخَّةٌ ) ، إِذا كانَت ( قَذِرَة مُنْتِنة ) .
( و ) يقال ( وَادٍ *!لاخٌّ ) ، بتشديد الخاءِ ومُلْتَخّ . قال ابن الأَثير : أَثبَتَه ابن مُعين بالمعجمة ( و ) قال : مَن قال غير هاذا فقد صَحَّف فإِنّه يُرْوَى ( بالمهمَلة ) أَي ( مُلتَفُّ المَضَايِقِ ) كثيرُ الشَّجَرِ مُؤتشِبٌ . ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : جَوفٌ لاخٌّ ، أَي عَميقٌ ، والجَوْف : الوادِي ، ومعنَى قوله والوَادِي لاَخٌّ ، أَي مُتضايِقٌ مُتَلاَخٌ لكثرةِ شجرِه وقِلَّة عِمَارَته . وقال الأَصمعيّ : وادٍ لاخٌ ملتفٌّ بالشجر . ( و ) قال شَمِرٌ في كتابه : إِنما هو لاخٌ ، ( بتَخْفِيفِ المُعْجَمة ) ذَهَبَ في أَخذه ( مِنَ الأَلْخَى ) ، هاكذا عندنا في النُّسخة بالأَلف المقصورة ، والّذِي في الأُمُّهَات من الإِلْخَاءِ ، واللخواءُ ( للمُعْوجِّ ) الفَمِ ، ( وبالثلاثة ) المذكورة من الأَوجه ( رُوِيَ حَدِيثُ ابنِ عبّاسٍ ) رضي الله عنهما ( في قِصَّة إِسماعِيلَ ) وأُمِّه هاجَر وإِسكانِ إِبراهِيمَ إِيّاه في الحَرَم ، عليهم
____________________

(7/334)


السلامُ قال : ( ( والوَادِي يَومَئذٍ لاخٌّ ) ) ، قال الأَزهريّ : والرِّوايَةُ لاخٌّ ، بالتَّشديد .
( وأَصْلٌ *!لَخُوخٌ ) ، كصَبورٍ : ( مَعْيُوبٌ ) ، دَخَلَت اللَّخَّة فيه .
( *!ولَخْلَخَانُ : قَبِيلَةٌ ) ، قيل : إِليهم نُسِبَت اللخْلَخَانيّة ، ( أَو ) اسم ( ع ) ، أَي موضع .
( *!واللخْلَخَةُ : طِيبٌ م ) ، أَي معروف . وقد لخلخَه ، إِذا تَطيَّبَ به .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!اللخَّة : الأَنف . قال :
حتّى إِذا قالَتْ له إِيهٍ إِيهْ
وجَعَلَتْ لَخَّتُهَا تُغَنِّيهْ
أَرادت : تُغَنِّنُه ، من الغُنّة . وعن الأَصمعيّ : نَظَرَ فُلانٌ نَظَرَ اللَّخْلَخانِيَّة ، وهو نَظَرُ الأَعاجمِ .
لطخ : ( لَطَخَهُ ، كمَنَعَهُ ) ، يَلْطَخُه لَطْخاً : ( لَوَّثَهُ فتَلَطَّخَ ) : تَلَوَّثَ .
( ولُصِخَ ) فلانٌ ( بِشَرَ ، كعُنِيَ : رُمِيَ بِه ) ، مُقتضاه أَنّه لا يُسْتعمل إِلاّ مَبّنِيًّا للمجهول ، وقَد استُعمل على بناءِ المعلوم أَيضاً ، ففي ( اللسان ) وغيره : لَطَخْت فُلاناً بِأَمرٍ قَبِيحٍ : رَمَيْته به . وتَلَطَّخَ فُلانٌ بأَمرٍ قَبيحٍ تَدَنَّسَ به ، وهو أَعمُّ من الطَّلْخ . وتَلَطَّخ بِشَرَ : فَعَلَهُ وفي حديث أَبي طَلْحَة ( تَرَكَتْني حتّى تَلَطَّخْت ) أَي تَنَجَّسْت وتَقذّرْت بالجِماع . [
( و ) في السَّمَاءِ ( لَطْخٌ من سَحَابٍ ونَحْوِهِ : قليلٌ مِنْه ) ، وسمِعْتُ لَطْخاً من خبَر ، أَي يَسيراً منه .
( و ) لُطَخَةٌ ، ( كهُمَزَةٍ . و ) لِطِّيخ مثل ( سِكِّين ) ، وهو ( الأَحْمَقُ ) لا خيرَ فيه ، ( ج ) أَي الجمْع ( لُطَخَاتٌ . و ) رجل لَطِخٌ ، ( كَكَتِفٍ : القَذِرُ الأَكْلِ ) .
واللطَخُ : كلُّ شيْءٍ لُطِخَ بغَيْرِ لوْنِه ( واللطُوخ ) ، كَصُبور : ( ما يُلْطَخ به الشَّيْءُ ) ويُغَيِّر لَونَه ، وقولهم سكرانُ مُلْطَخّ ، بتشديد الخاءِ ، جَوَّزَه جماعَةٌ وأَنكره الجوهريّ ، وسَبَقَه ابنُ قُتَيْبَةَ وابنُ السِّكِّيت في إِصلاحِهِ ، وتبعهم شُرَّاحُ الفصيحِ .

____________________

(7/335)


لفخ : ( لَفَخَهُ عَلَى رَأْسِهِ ) وفي رأْسِهِ ، ( الفاءِ ، كمَنَعَه ) ، إِذا ( ضَرَبَه بالعَصَا ) ، خَصَّه به بعضُهم ، ( أَو لَطَمَه ) ، وفي نسخة لَطَحَه . واللَّفْخ : ضَرْبُ جَميعِ الرَّأْسِ ، وقيل : هو كالقَفْخ . ولَفَخَه البَعيرُ يَلْفَخهُ لَفْخاً : رَكَضَه برِجْلهِ مِن وَرائه .
لمخ : ( تَلَمَّخَ بكلامٍ قَبِيحٍ : أَتَى بِه . و ) لَمَخَه يَلْمَخه يَلْمَخه لَمْخاً : لَطَمَه . ( ولامَخَهُ مُلامَخَةً ولِمَاخاً : لاطَمَهُ ) كلاخَمَه ولاَبَخَه . وأَنشد :
فَأَوْرَخَتْه أَيَّمَا إِيرَاخِ
قَبْلَ لِمَاخ أَيِّمَا لِمَاخِ
لوخ : ( *!لاخَه *!يَلُوخُه : خَلَطَه ، *!فالْتَاخَ ) : اختَلَطَ .
( *!واللِّوَاخَةُ *!واللِّيَاخَةُ ، بكسرهما : الزُّبْدُ الذَّائبُ مع اللَّبَنِ ) .
( *!والْتَاخَ العَجِينُ : اخْتَمَرَ ) ، ووَادٍ لاَخٌ : عميقٌ ، عن أَبي حنيفَةَ . وفي ( التهذيب ) : أَوْدِيَة *!لاخَةٌ . قال : وأَصلُه لاخ ، ثمّ نُقِلَت إِلى بَناتِ الثلاثة فقيل لائخٌ . ثم نقصتْ منه عينُ الفِعْل . قال : ومعناه السَّعَة والاعْوِجَاج . وروَى ثعلب عن ابن الأَعرابيّ . وادٍ لاخٌّ بالتشديد ، وقد ذُكر في باب المضاعف ، وهو المتضايقُ الكثيرُ الشَّجرِ . كذا في ( اللسان ) .
2 ( فصل الميم ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
متخ : ( مَتَخَه ، كمَنَعَه ونَصَرَه ) ، يمتُخه ويَمتُخه مَتْخاً : ( انْتَزَعَهُ مِنْ مَوْضِعِه ، كامْتَاخَهُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخِ ، وأَلِفُه إِشباعٌ ، لأَنّه إِن كان من باب الافتعال فموضِعُه ماخ ، ولو قال : كأَمْتَخَه ، أَي من باب الإِفعال كان أَحسنَ .
( و ) مَتَخَ ( المَرْأَةَ ) يَمْتَخُها مَتْخاً : ( جَامعَها . و ) مَتَخَ : ( قَصَعَ وضَرَبَ ) .
____________________

(7/336)


ويقال : مَتَخ اللَّهُ رَقَبَته بالسَّهْم : ضَرَبَه . ( و ) مَتَخَ ( : أَبْعَدَ وارْتَفَعَ ) ، وقد مَتَخْته : رَفَعْته . ومَتَخَ : رَفعَ .
( و ) مَتَخَت ( الجَرَادةُ في الأَرضِ غَرَزَتْ ذَنَبَها لِتَبِيضَ . و ) مَتَخَ ( بسَلْحِهِ : رَمَى . و ) مَتَخ ( في الشَّيْءِ : رسَخَ ) .
( والمِتِّيخَةُ ، كسِكِّنَةٍ : العَصَا ، والمِطْرَقُ الدَّقيقُ ) اللَّيِّن ، أَو هو كلّ ما ضُرِبَ به من جَرِيدٍ أَو عصاً أَو دِرَّةِ ، وسيأْتي في وتخ ضَبْطُ أَلفاظه .
( وعُودٌ مِتِّيخٌ ، كَسِكِّين : طويلٌ لَيِّنٌ ) ، ومثلُه عُودٌ مِرِّيخٌ ، وسيأْتي . ومَتَخَ الخمسينَ : قارَبَها ، والحَاءُ المهملة لغة ، وقد تقدّم . ومَتَخَ بالدّلُو : جَذَبَهَا .
مخخ : ( *!المُخُّ بالضّمّ ، والقِطْعَةُ *!مُخَّةٌ : نِقْيُ العَظْمِ ) ، وقيل : *!المُخَّةُ أَخصُّ منه . وفي ( التهذيب ) : نِقْيُ عِظامِ القَصَبِ . وقال ابن دُريد : المُخّ : ما أُخرِجَ مِنْ عَظْمٍ .
( و ) المُخُّ ( : الدِّمَاغُ ) ، قيل إِنّهُ حَقيقَةٌ ، وعليه جَرَى الشِّهَاب في أَوّل البقرةِ ، وكلامُ الجَوْهَرِيّ كالصريح في أَنّه مَجاز ، قال :
فلا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعَالَنا
ولا نَنْتَقِي المُخَّ الَّذِي في الجَمَاجِمِ
وَصَفَ بهذَا قَوماً فذَكَرَ أَنَّهم لا يَلبَسُون من النِّعَال إِلاّ المَدْبوغة . والكَلْب لا يأْكلُها ، ولا يَستخرِجون ما في الجَماجم ؛ لأَنَّ العرب تِعيِّر بأَكْل الدِّماغ ، كأَنّه عندهم شَرَهٌ ونَهمٌ .
( و ) من المَجاز : المُخّ : ( شَحْمَةُ العَيْنِ ) ، وأَكثر ما يُستَعْمَل في الشِّعر . وفي ( التهذيب ) : وشَحْمُ العَيْن قد سُمِّيَ مُخًّا . قال الراجز :
ما دامَ *!مُخٌّ في سُلاَمَى أَو عَيْنْ
( و ) المُخّ : ( فَرَسُ ) الغُرَاب بن سالم ، ( و ) المُخُّ : ( خَالِصُ كلِّ شيْءٍ ) ، يقال : هاذا من مُخِّ قَلْبِي ومُخَاخَتِه ، كنُخِّه ونُهَاخَتِه ، أَي من صافِيه .
____________________

(7/337)


وفي الحديث ( الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ ) ، أَي خالِصُهَا . ( ج *!مِخَاخٌ ) كحِبَابٍ وحُبَ وكِمَام وكُمَ ، ( وَ*!مِخَخَةٌ ) ، كعِنَبةٍ . وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ ( فَجَاءَ يَسوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً *!مُخَاخُهنَّ قليل ) ، وإِنّما لم يَقُلْ قليلة لأَنّه أَرادَ أَن مِخَاخَهن شيْءٌ قليل .
( *!ومَخَّخَ العَظْمَ *!وتَمَخَّخَهُ *!وامْتَخَّهُ *!ومَخْمَخَهُ ) وتَمَكَّكَه : ( أَخْرَجَ *!مُخَّه ) .
( وعَظْمٌ *!مَخِيخٌ : ذو مُخَ . وشاةٌ *!مَخِيخةٌ ) ، وناقةٌ مَخِيخَةٌ .
( *!وأَمَخَّ العَظْمُ : صارَ فيه مُخٌّ ، و ) أَمَخَّتِ الدّابَّةُ و ( الشَّاةُ : سَمِنَتْ ) *!وأَمخَّت الإِبلُ أَيضاً : سَمِنَت ، وقيل هو أَوّلُ السِّمَن في الإِقبال وآخِرُ الشَّحْمِ في الهُزال . وفي المثَل ( بين المُمِخَّة والعَجفاءِ ) ( و ) *!أَمَخَّ ( العُودُ ابْتَلَّ وجَرَى فيه الماءُ ) وأَصْلُ ذالك في العَظْمِ . ( و ) أَمَخَّ حَبُّ ( الزَّرْعِ : جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ ) ، وأَصْلُ ذالك في العَظْم .
( *!والمُخَاخَةُ ، الضّمّ ) : ما خرَجَ من العَظْمِ ، في فَمِ ماصِّهِ ) ، وهي ما تَمصَّصَ منه .
( وإِبلٌ *!مَخائِخُ : خِيَارٌ ) ، جمع *!مَخِيخة ، يقال : ناقةٌ مَخِيخةٌ . أَنشد ابن الأَعرابيّ :
بَاتَ يُرَاعِى قُلُصاً*! مَخَائخَا
وهو مَجاز .
( وأَمْرٌ *!مُمِخٌّ : طويلٌ ) ، والذي في ( اللسان ) إِذا كان طائلاً من الأُمور .
( *!والمَخُّ : الليِّن ) :
( ) ومما يستدرك عليه :
هاؤلاءِ *!مُخُّ القَوْمِ *!ومُخَّتُهم : خِيَارُهم . ولا أَرَى لأَمْركَ *!مُخًّا : خَيْراً .
وأَمْرٌ *!مُمِخٌّ *!ومُمَخِّخٌ : فيه فَضْلٌ وخَيْر . ولسانٌ مُمِخٌّ : حسَنُ الشّفاعة .
وله لسانٌ مُمِخٌّ : ذلِقٌ قَوِيٌّ على الكلام .
وفي مثَل ( أَهْونُ ما أَعْمَلْت لِسَانٌ مُمِخٌّ ) .
( بين *!المُمِخّة والعَجفاءِ ) للوَسَطِ .
وفي ( المثَل شَرٌّ ما أَجاءَك إِلى *!مُخَّةِ عُرْقُوبٍ ) ، في الحاجَة إِلى اللئيم .

____________________

(7/338)


مدخ : ( المَدْخُ : العَظَمَةُ ) . رَجلٌ مَادِخٌ ومَدِيخٌ : عَظيمٌ عَزيزٌ ، من قَوْمٍ مُدَخَاءَ . ورِوِيَ بَيْتُ سَاعدَةَ الهُذليّ :
مُدَخَاءُ كلّهم إِذَا مانُوكِرُوا
يُتحقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجرَبُ
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : المَدْخُ : ( المَعُونَةُ التَّامَّةُ ) ، وقد ( مَدَخَه كمَنَعَه ) يَمْدَخُه مَدْخاً : ( أَعانَهُ ) على خَيْرٍ أَو شَرَ .
( والمادِخُ والمَدِيخ والمِدِّيخُ ، كسِكِّينٍ ) ، والمُتمَادِخ : العَظِيمُ العَزِيز ) ، من قَوم مُدَخاءَ .
( ورَجُلٌ مَدُوخٌ ومُتَمادِخٌ : يَعْمَل الشّيْءَ بعَجَلةٍ ) .
( والتَّمَادُخُ : البَغْيُ ) ، قال :
تَمَادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علَيْنَا
فهَلاَّ بالقَنَانِ تَمادَخِينا
( كالامتِدَاخِ ) ، قال الزَّفَيَان :
فلا تَرَى في أَمرِنا انْفِساخَا
من عُقَدِ الحَيّ ولا امتِدَاخَا
( و ) التمادُحُ : ( التَّثَاقُلُ ، والتَّقَاعُسُ عن الشَّيْءِ ) . وقد تَمدَّخت الإِبلُ ، إِذا تَقَاعسَتْ في سَيْرها ، والذال المعجمة لُغة فيه .
( وتَمَدَّخَتِ النَّاقَةُ ) تَلَوَّت و ( تَعَكَّسَتْ في سَيْرِهَا . و ) تَمدَّخَ ( الرَّجُلُ : تَكَبَّرَ ) وبَغَى . ( و ) تَمدّخَت ( الإِبِلُ : امْتَلأَتْ سِمَناً ) .
مذخ : ( المَذَخُ ، مُحرَّكَةً ) ، وضبطه في اللِّسان بإِسكان الذال ( : عَسَلٌ ) يَظهر ( في جُلَّنَارِ المَظِّ ) ، وهو رُمَّانُ البَرِّ ، عن أَبِي حنيفةَ ، ويَكْثُر حتَّى ( يَتمذَّخه النَّاسُ ، أَي يَتمصَّصُونَهُ ) ، وقال الدِّينوَريّ : يَمتَصُّه الإِنسانُ حتَّى يَمتلِىء ، وتَجرِسُه النَّحلُ .
( وتَمَذّخَت النّاقَةُ والرَّجُلُ تَمذُّخاً ) ، إِذا تقَاعَسَا و ( تَمَاكَسَا في السَّيْر ) ، كتَمَذَّحَت ، بالحاءِ . وفي بعض النُّسخ تَمَاكَثَا .
مرخ : ( المَرْخُ ) من ( شَجَرِ ) النارِ ، معروفٌ ،
____________________

(7/339)


( سَرِيعُ الوَرْيِ ) كَثيرُه ، وفي المثَلِ ( في كلِّ شجرةٍ نار ، واستَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار ) واستمجَدَ : استفْضَلَ . قال أَبو حنيفةَ : معناه اقتَدِحْ على الهُوَيْنَى فإِنّ ذالك مُجْزِيءٌ إِذا كَانَ زِنَادُك مَرْخاً . وقيل ، العَفَارُ : الزَّنْدُ وهو الأَعلَى ، والمَرْخُ الزَّنْدَةُ ، وهو الأَسفلُ . قال الشاعر :
إِذا المَرْخُ لم يُورِ تَحْتَ العَفَارِ
وضُنَّ بقِدْرٍ فلم تُعقَبِ
وقال أَبو حنيفة : المَرْخُ من العِضَاه ، وهو يَنفَرِش ويَطُول في السَّماءُ حتّى يُستَظَلَّ فيه ، وليس لَه وَرَقٌ ولا شَوكٌ ، وعِيدَانُه سَلِبَةٌ قُضْبَانٌ دِقَاقٌ ، ويَنبُت في شعب وفي خشب ، ومنه يكون الزِّنادُ الَّذي يُقتَدَحُ به ، واحدتُه مَرْخَة . وقول أَبي جُنْدَبٍ :
فلا تَحسَبَنْ جَاري لدَى ظِلِّ مَرْخة
ولا تَحْسَبَنْه فَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ
خَصَّ المَرْخَةَ لأَنّهَا قَليلةُ الوَرَقِ سَخِيفة الظِّلّ . وقال أَبو زياد : ليس في الشجر كلِّه أَوْرَى ناراً من المرْخِ . قال : وربما كان المَرْخُ مُجتمعاً مُلْتَفًّا وهَبَّت الرِّيحُ وجاءَ بعضُه بعضاً فأَورَى فأَحْرَق الوادِيَ ، ولمْ نعرَ ذالك في سائرِ الشجر . قال الأَعشى :
زِنَادُك خَيرُ زِنادِ المُلو
كِ خالَطَ فَيهنّ مَرْخٌ عَفَارَا
ولو بِتَّ تَقْدَحُ في ظُلْمَةٍ
حَصَاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْتَ نارَا
وقالوا : النَّبْعُ لا نارَ فيه ، ويقال ( أَورَى بنَبْعٍ ) ، للشّدِيدِ الرأْيِ البالِغ في الدَّهَاءِ ، وسيأْتي في العين .
( ومَرَخَ كمَنَعَ : مَزَحَ . و ) مَرَخَ ( جَسَدَهُ ) يَمْرَخُه مَرْخاً ( دَهَنَه بالمَرُوخِ ، وهو ما يُمْرَخُ به البَدَنُ من دُهْنٍ وغَيْرِه . كمَرَّخَه ) تمريخاً ، وتَمرَّخَ به .
( وأَمْرَخَ العَجِينَ : رَقَّقَه ) ، وذالك إِذا كَثَّر عليه الماءَ .
( وذو المَمْرُوخِ : ع ) .
( و ) المِرِّيخ ( كسكِّينٍ المِرْدَاسَنْجُ . و ) المِرِّيخ : الرَّجُل ( الأَحْمَقُ ) ، عن بعض الأَعرابِ . ( و ) المِرِّيخ : السَّهْمُ الّذي
____________________

(7/340)


يُغَالَى به ، وهو ( سَهمٌ طَوِيلٌ له أَرْبَعُ قُذَذٍ ) يُقْتَدرُ به الغِلاَءُ . قال الشمّاخ :
أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطعٌ
كما سَط المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي
قال ابن بَرِّيِّ : يَصف رَفيقاً معه في السَّفر غَلَبَه النُّعَاسُ فأَذِنَ له في النَّوم . ومعنى شَمَّره ، أَي أَرْسلَه ، والغَالِي : الّذي يَغْلُو به . ومعنى شَمَّره ، أَي أَرْسلَه ، والغَالِي : الّذي يَغْلُو به الّذي يَغْلُو به ، أَي يَنْظرُ كَمْ مَدَى ذَهَابِه . وقال أَبو حنيفةَ عن أَبي زِيَادَ : المِرِّيخ : سَهْمٌ يَصنَعُونَه آل الخفّة ، وأَكثَرُ ما يُغلُونَ به لإِجْراءِ الخَيْل إِذَا استبَقُوا .
( و ) المِرِّيخُ : ( نَجْمٌ مِنْ الخُنَّسِ في السَّمَاءِ ) الخامسة ، وهو بَهْرَامُ . قال :
فعِنْدَ ذَاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ
بالصُّبْح يَحْكِي لَوْنَهُ زَخِيخُ
من شُعْلَةٍ سَاعَدَهَا النَّفِيحُ
قال ابن الأَعرابيّ : ما كان من أَسماءه الدَّرَارِيّ فيه أَلِفٌ ولام فقد يجيءُ بغيرِ أَلف ولامٍ ، كقولك مِرِّيخٌ في المِرِّيخ ، إِلاّ أَنّكَ تَنْوِي فيه الأَلِف واللامَ .
( و ) عن أَبي خَيْرَة : المَرِيخ ، ( كقَتِيلٍ ) ، والجيم لُغة فيه : ( القَرْنُ في جَوْفٍ القَرْنِ ) ، ويُجمعانِ أَمْرخة وأَمْرِجة . وقال أَبو تُراب : سأَلْت أَبا سعيدٍ عن المَرِيخ والمَريج فلم يَعرِفهم .
( و ) المَرخُ ، ككَتِفٍ ، مِنَ الشَّجَر : اللَّيِّنُ كالمِرِّيخ ، كسِكِّين ) . قال أَعرابيّ : شَجرٌ مِرِّيخ ومَرِخٌ وقَطِفٌ ، وهو الرَّقيق اللَّيِّن . ( و ) المَرِخُ ( مِن النَّاس ) والمِرِّيخ أَيضاً : ( الكثيرُ الادِّهانِ ) والطِّيب .
( ومارِخَةُ ) : اسم ( امْرَأَةٍ كانت تَتَخَفَّرُ ثمَّ وَجدُوهَا تَنْبُشُ قبراً ، فقيل : هاذا حَيَاءُ مارِخَةَ ) فذَهبتْ مَثلاً .
( والمُرْخَة ، بالضّمّ ) ، لُغَة في الرُّمْخَةُ وهي ( البَلَحَة أَو البُسْرَة ج مُرَخ ) كصُرَد .
( وثَوْرٌ أَمْرَخُ : به نُقَطٌ بيضٌ وحُمْر ) .
____________________

(7/341)



( و ) المُرَّخُ ، ( كسُكَّرٍ : الذَّنَبُ ) .
( وكزُبَيْرٍ : فَرَسُ الحَارِثِ بن دُلَفَ ) .
( والمارِخ : الجارِي والمُجْرِي ) .
( والمَرْخاءُ : النَّاقَةُ المسْرِعةُ نَشاطاً ) .
( ومَرْخٌ ومَرْختانِ ) بكسر النُّون تثنية مَرْخة ( ومَرَخٌ ، محرَّكةً ) ، أَسماءُ ( مَوَاضِع . ومَرَخَاتٌ ، كعَرفاتٍ : مَرْسًى ببحْرِ اليَمَن . وذو مَرَخٍ ، محرّكةً : وادٍ بالحجاز . و ) في الحديث ذُكِرَ ( ذو مَرَاخٍ ، كسَحَاب ) ، وضَبطَه ابن منظور وابن الأَثير بضمّ الميم : ( وادٍ ) قُربَ مُزدَلِفةَ ، وقيل : هو جَبَل بمكّةَ ، ويقال بالحَاءِ المهملة . وفي مَرَاصدِ الاطِّلاع تبعاً لمعجم أَبي عُبيد البكريّ : مِرَاخٌ ، بالكسر : مَوضِعٌ بِتِهامة .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَرْخُ : المِزَاحُ ، عن ابن الأَعرابيّ وفي حديث عائشةَ ( أَنَّ عَمرَ ليس ممَّن يُمْرَخُ معَه ) ، أَي يُمزَح ، هاكذا فسَّروا . وفي حديثها أَيضاً ( ليس كلُّ النَّاسِ مخرَّخاً عليه ) ، ضبطوه كسُكّر . قال الأَزهريّ : هاكذا رواه عثمان ، أَي ليس ممن يُستلاَنُ جانبُه . وقالوا : ( أَرْخِ يَديْك واستَرْخ ، إِنَّ الزِّنَاد من مَرْخ ) ، يقال ذالك للكريم الّذي لا يُحتاج أَن تُلِحَّ عليه . فسَّرَه ابن الأَعرابيّ .
والمِرِّيخ : الذِّئب ، جاءَ ذالك في قَول عَمْرٍ و ذِي الكَلْب .
يا لَيْتَ شعْري عَنْكَ والأَمْرُ عَمَمْ
ما فَعَلَ اليَوْمَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ
صُبَّ لها في الرِّيحِ مِرِّيخٌ أَشَمّ
فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هَزَمْ
يريد ذِئباً ، كنى عنه بالمِرِّيخُ المُحدّد ، مثَّله به في سُرْعَته ومَضَائهِ . واجتالَ : اختارَ ، فدَلَّ على أَنَّه يريد الذِّئبَ دونَ السَّهْم ، لأَنّ السَّهْمَ لا يخْتَارُ .
ومَرِخَ العَرْفَجُ مَرَخاً فهو مَرِخٌ : طَابَ وَرَقُه وطالَتْ عِيدانُه .
____________________

(7/342)



مسخ : ( مَسَخَه ، كمَنَعَهُ ) ، يَمْسَخُه مَسْخاً ( حَوَّلَ صُورَتَه إِلى ) صُورة ( أُخْرَى أَقبحَ ) منها ، كذا في ( التهذيب ) . واستعملوه في أَخْذ الشِّعْر وتَغيير من هَيْئةٍ إِلى أُخْرَى ، وأَكثرُ ما استُعمِلَ : في تغييرِ لفظٍ بمُرَادِفٍ كُلاًّ أَو بعضاً ، ورُبما استعملوه في المعانِي ، قاله شيخنا .
( و ) من ذالك ( مَسَخَه اللَّهُ قِرْداً ) يَمْسَخه ، ( فهو مِسْخٌ ومَسِيخٌ ) . وفي حديث ابنِ عبّاس ( الجانُّ مَسِيخُ الجِنّ ، كما مُسِخَت القِرَدَةُ من بني إِسرائيلَ ) . الجانُّ : الحيَّاتُ الدِّقاق .
( و ) من المَجاز عن أَبي عُبيدةَ : مَسخَ ( النَّاقَةَ ) يَمسَخُهَا مَسْحاً ، إِذا ( خَزَلَهَا وأَدْبَرَهَا إِتْعاباً ) واستعمالاً . قال الكُمَيْت يَصِف ناقةً :
لم يَقْتَعِدْهَا المُعَجِّلونَ ولم
يَمْسَخ مَطَاها الوُسُوقُ والقَتَبُ
قال : ويقال بالحاءِ .
( والمَسِيخُ ) ، فَعِيل بمعنَى مفعولٍ ، من المسْخِ ، وهو ( المشْوَّهُ الخَلْقِ ) قيل : ومنه المَسِيخُ الدّجَالُ ، لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً .
( و ) من المَجاز : المَسِيخ من الناس : ( مَنْ لا مَلاحةَ له ، ولَحْمٌ أَوْ فاكِهَةٌ لا طَعْمَ لهُ ) . والّذي في اللِّسان وغيرِه : المَسِيخ من اللَّحْم : الّذي لا طَعمَ له ، ومن الطّعَام : الذي لا مِلْح له ولا لَوْنَ ولا طَعْمَ . وقال مُدرِكٌ القَيسيّ : هو المَلِيخ أَيضاً ، ومن الفاكهةِ ما لا طَعمَ له ، وقد مَسُخَ مَسَاخَةً وربَّمَا خَصُّوا به ما بينَ الحَلاَوَةِ والمَرارة . قال الأَشعرُ الرَّقَبانُ ، وهو أَسدِيٌّ جاهليّ يُخاطِب رَجلاً اسمه رَضْوانُ :
بِحَسْبِك في القَوْم أَن يَلَموا
بأَنّك فيهم غَنِيّ مُضِرّ
وقد عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارقوك
بأَنّك للضّيْف جُوعٌ وقُرّ
إِذا ما انتَدَى القَوْمُ لم تأْتِهِمْ
كأَنَّك قد قَلدتك الحُمُرْ
____________________

(7/343)



مَسِيخٌ مَلِيخٌ كلَحْمِ الحُوَارِ
فلا أَنتَ حُلْوٌ ولا أَنْت مُرّ
وقد مَسَخَ كَذَا طَعْمَه : أَذْهَبَه . وفي المَثلِ ( أَمْسَخُ من لَحْمِ الحُوَارِ ) ، أَي لا طَعْمَ له .
( و ) المَسِيخ من النَّاس : ( الضَّعِيفُ الأَحمقُ ) .
( والماسِخيُّ القَوَّاس ) ، لمَنْ يَصطنِع قَوْساً .
( والمَاسِخِيَّة : الأَقْوَاسُ ، نُسِبَتْ إِلى ماسِخَةَ ) لَقَبِ ( قوّاسٍ أَزْدِيَ ) اسمه نُبَيشةُ بن الحارث ، أَحد بني نَصْر بن الأَزْد ، قال الجَعديّ :
بعِيسٍ تَعطَّفُ أَعْنَاقُها
كمَا عَطَفَ الماسِخيُّ القِيَاسَا
كذا قال السُّهيليُّ في ( الرَّوض ) . وقال أَبو حنيفةَ : زَعَمُوا أَنَّ ماسخةَ رَجلٌ من الأَزْدِ أَزْد السَّراةِ . والماسِخيّةُ : القِسِيُّ مَنسوبة إِليه ، لأَنّه أَوَّلُ من عَمِل بها . وقال ابن الكلبيّ : هو أَوّل مَن عَمِلَ القِسِيّ من العرب . قال : والقَوّاسُون والنَّبَّالُون من أَهل السَّرَاة كثيرٌ ، لكثرةِ الشَّكر بالسَّرَاة ، قالوا : فلمَّا كثُرَت النِّسّبَةُ إِليه وتقَادَم ذالك قيل لكلّ قَوْاسٍ ماسِخيّ ، وفي تسمِيَة كُلِّ قَوْاسٍ ماسخيًّا قال الشَّمّاخُ في وَصْف ناقتِه :
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأَنَّ ضُلُوعَهَا
أُطُرٌ حَنَاهَا الماسِخِيُّ بيثْرِبِ
ونَقَلَ السُّهيليُّ عن أَبي حنيفةَ في كتاب النّبات : وقد تُنْسَبُ القِسِيّ أَيضاً إِلى زَارَةَ ، وهي امرأَةُ ماسخَةَ . قال صَخْرُ الغَيّ :
( و ) سَمْحَةٌ مِن قسِيِّ زَارَةَ حَمْرَا
ءُ هَتُوفٌ عِدَادُهَا غَرِدُ
قال شيخُنَا : وزارَةُ أَهملَها المصنِّف ، وستأْتي .
( وفَرَسٌ مَمْسُوخٌ : قليلُ لَحْم الكَفَلِ . وامْرَأَةٌ مَمسُوخَةُ العَجُزِ : رَسْحَاءُ ) ، والحاءُ أَعلَى .
( والمِسْخِيَّةُ ، بالكسر : نَوْعٌ من البُسُطِ ) . وأَمْسَخَت العَضُدُ : قلَّ لَحْمُهَا .
____________________

(7/344)



( وأَمْسَخَ الوَرَمُ : انْحَلَّ ) .
( وامتَسَخَ السَّيْفَ : اسْتَلَّة ) .
( و ) يقال : ( يُكْرَه انمسَاخُ حَمَاةِ ) الفَرَسِ ، أَي ضُمورُه .
( والأُمْسُوخُ ) ، بالضّمّ ( : نَباتٌ م ) ، أَي معروف ( مُسَمِّنٌ مُحسِّنٌ مُنَقَ قابضٌ مُلْحِمٌ ) .
مصخ : ( المَصْخُ ) لُغة فِي ( المَسْخ . و ) المَصْخ : ( انتِزَاعُ الشَّيْءِ ) واجتذابُه عن جَوْفِ شيْءٍ آخرَ ( وأَخْذُهُ ) . مَصَخَ الشَّيْءَ يَمصَخُه مَصْخاً ، ( كالامتصاخ والتَّمصُّخ ) ، امتصَخَه وتَمصّخَه : اجتذَبه .
( والأُمْصُوخَة ) ، بالضّمّ : ( : خُوصَةُ الثُّمَامِ ) ، قال اللَّيث : وضَرْبٌ من الثُّمَامِ لا وَرَقَ له ، إِنّمَا هي أَنَابِيبُ مُرَكّب بعضْهَا في بعض ، كلُّ أَنبوبةٍ منها أُمصوخَةٌ ، إِذا اجتذبتَها خَرَجَتْ من جَوْفِ أُخرَى ، كأَنَّها عِفَاصٌ أُخْرِج من المُكحُلَة . ( ج أُمْصُوخٌ ) ، وهو الجمْعُ اللُّغَوي ، ( و ) الجمعُ الحَقيقيّ ( أَمَاصِيخُ ) . وقال أَبو حنيفة : الأُمصوخَة والأُمصوخُ ، كلاهما : ما تَنْزِعه من النَّصِيّ مثْل القَضيب . قال : والأُمْصُوخة أَيضاً : شَحْمَةُ البَرْدِيِّ البيضاءُ .
( وأَمْصَخَ ) الثُّمام : ( خَرَجَتْ أَمَاصِيخُه ) . ومَصَخَها وامتَصَخَهَا ، إِذا انتَزَع الأُمصوخةَ منها وأَخذَهَا . وتَمَصَّخَ البَرْدِيَّ : نَزَعَ لُبَّهَا . وفي الحديث : ( لو ضَرَبَكَ بأُمْصُوخِ عَيْشُومَةٍ لقَتَلَكَ ) هو خُوصُ الثُّمَام ، وهو أَضعَفُ ما يكون .
( والمَصُوخَةُ ) من الغَنَم ( : الشَّاةُ ) الّتي ( سْتَرْخَى أَصْلُ ضَرْعِهَا ) كأَنّهَا امتُصِخَتْ ضَرتُهَا ، كذا في ( التهذيب ) .
( وكرُمَّانٍ : نَبَاتٌ ) ، قال الأَزهريّ : رأَيْت في البادِيَةِ نَبَاتاً يقال له المُصَّاخ والثُّدّاءُ ( لخ قُشُورٌ كالبَصَلِ ) بعضُهَا فوقَ بعضٍ ، كلّما قَشرْتَ أُمصوخةً ظهَرَتْ أُخرَى ، وقُشُورُه جَيّدة ،
____________________

(7/345)


وأَهل هَرَاةَ يُسمّونَه دليزَادْ ( و ) امتصخ الشَّيءُ عن الشَّيْء : انفصل .
و ( امَّصَخَ الوَلَدُ امِّصَاخاً : انفَصَلَ عن ) بطنِ ( أُمِّه ) .
مضخ : ( مَضَخَ كمَعَ : لَطَخَ الجَسَدَ بالطِّيب ) ، وهو لُغة شَنْعَاءُ فِي ضَمَخ ، كذا في ( اللسان ) .
مطخ : ( مَطَخَ كمَنَعَ : أَكَلَ كثيراً . و ) عن أَبي زيد : المَطْخُ : اللَّعْقُ . وقد مَطَخَ ( العَسَلَ لَعِقَه ) ، مَطْخاً . ومن الأَمثال ( أَحمَقُ ممَّن يَمطَخ الماءَ ) وأَحْمقُ يمطَخُ الماءَ : لا يُحسِنُ أَن يَشرَبَه من حُمْقه ، ولاكِن يَلْعَقُه . وأَنشد شَمِرٌ :
وأَحْمَقُ ممَّن يَمطَخُ الماءَ قال لي
دَعِ الخَمْرَ واشْرَبْ مِن نُقَاخٍ مُبرَّدِ
ويُروى ( يبطَخ ) ويروى ( ممن يلعَقُ الماءَ ) .
( و ) مَطَخَ ( الماءَ : مَتَخَه من البِئرِ بالدَّلْوِ ) مَطْخاً ، أَي جَذبَه . وأَنشد :
أَما وَربِّ الرَّاقِصَاتِ الزُّمَّخِ
يَزخرْن بَيتَ اللَّهِ عِنْدَ المَصْرَخِ
ليَمْطَخنَّ بالرِّشاءِ المِمْطَخِ
( و ) مَطَخَ ( بيدِه : ضَرَبه . و ) مَطَخَ ( عِرْضَه ) يمطَخه مَطْخاً : ( دَنَّسَه . والمَاطخ : الفَرسُ الرِّخْوُ عَدْواً ) . ومَطْخُه : تَنْزِيَتُه . وقد مَطَخ يَمطَخ ، عن الهجَريّ . ( والمَطَّاخُ ، ككتَّانٍ : الأَحمق ، والمتكبِّر ) ، والفاحشُ البَذِيءُ ، ( و ) اللَّطْخ و ( المَطْخ : الغِرْيَن ) من الماءِ ( يَبْقَى في الحَوض ) ، أَو الغَدِير الذي فيه الدَّعَامِيصُ ( ولا يُقْدَر على شُرْبِه ) .
( ويقال للكَذّاب : مِطِخْ مِطِخْ بكسرتين ، أَي قَولُك باطِلٌ ) ومَيْنٌ .
ملخ : ( المَلْخ ، كالمَنْبع : السَّيْرُ الشَّدِيدُ ) ،
____________________

(7/346)


قال ابن سيده : المَلْخ : كلُّ سَيْرِ سَهلٍ ، وقد يكون الشَّدِيدَ . وقال غيره : المَلْخ : أَن يَمُرَّ مرًّا سريعاً . ومَلَخَ في الأَرضِ : ذَهَبَ فيها . وقال ابن هانىءٍ : المَلْخ مَدُّ الضَّبْعَيْنِ في الحُضْرِ على حالاته كلِّهَا مُحْسِناً أَو مُسيئاً . ( و ) المَلْخ ( التُّردُّدُ في الباطِلِ وإِكْثَارُهُ ) ، وقيل : يَمْلَخ في الباطلِ : يَمُرُّ مرًّا سريعاً سَهلاً ، عن شَمِرٍ . وقد وردَ ذالك في حديث الحسن .
( و ) المَلْخ ( جَذْبُ الشيْءِ قَبْضاً وعَضًّا ) وقَد مَلَخ الشيْءَ يَملَخ مَلْخاً وامتَلَخَه : اجْتَذَبَه في استِلالٍ ، يكون ذالك قَبْضاً وعَضًّا . ( و ) المَلْخ : ( التَّثَنِّي . و ) المَلْخ : ( الجِماع ، و ) المَلْخ : ( زَنَخُ الطَّعَامِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) المَلْخ : ( لَعِبُ الفَرَسِ ) ، وكذالك غيرُه . ( و ) المَلْخ : ( شُرْبُ التَّيْسِ بَوْلَه ) ، وقد مَلَخَه يَملَخه مَلْخاً ،
( و ) المَلْخ : ( جَفْرُ الفَحْلِ عن الضِّراب ، كالمُلُوخِ والمَلاَخَةِ ) ، وهو مَليخٌ ، إِذا جَفَرَ عَن الضِّراب . وقال ابن الأَعرابيّ : إِذا ضَرَبَ الفَحْلُ النّاقَةَ فلم يُلْقِحْهَا فهو مَلِيخ .
( والمَلِيخُ : البَطِيءُ الإِلْقَاحِ ) وقيل هو الّذي لا يُلْقِح أَصْلاً وإِنْ ضَرَبَ ، والجَمْع أَمْلِخةٌ .
( و ) المَلِيخ ( الفَاسِدُ ) ، وقيل كلّ طَعامٍ فاسِدٍ مَلِيخٌ ، حكاه ابنُ الأَعرابيّ . ( و ) المَلِيخ ( الضَّعِيفُ ) من الرِّجال . وقال ابنُ الأَعرابيّ : هو من الرِّجال الّذي لا تَشْتَهِي أَن تَرَاه عَيْنُك ، فلا تُجالسه ولا تَسمَع أُذنُك حَدِيثَه . ( و ) المَليخ : ( ما لا طَعْمَ له ) مثْل المَسيخِ ، وقد مَلُخَ ، بالضّمّ مَلاَخَةً ، وخَصَّ بعضُهم بِه الحُوَارَ الّذي يُنحَرُ حِين يَقَع من بَطْن أُمِّه ، فلا يُوجَد فيه طَعْم ، وفيه مَلاخةٌ .
( وامْتَلَخَه ) : انتَضَاه و ( انْتَزَعَه ) واجْتَذَبَهُ في استِلالٍ ، وقِيلَ : انتضَاه مُسْرِعاً . ( و ) امتَلَخَ ( سَيْفَه : اسْتَلَّه . و ) امتَلَخَ ( لِجَامَه : أَخْرَجَه ) وانتزَعَه
____________________

(7/347)


( مِنْ رَأْسِ الدَّابَّة ) ، وامتَلَخَ الرُّطَبةَ من قِشْرِها واللَّحْمَة عَن عَظْمِها ، كذالكَ . وامْتَلَخْت الشيْءَ . وفي حديث أَبي رافعٍ ( ناولْني الذِّراعَ ، فامتَلخْتُ الذِّراعَ ) أَي استَخْرَجتها .
( ورَجلٌ مُتملِّخُ الصُّلْبِ : مَوْهُونُه ) كَأَنَّه مُنتَزعٌ بعضُه عن بعض .
( ومَالخَه : لاعَبَهُ ومَالَقَهُ ) ، مِلاخاً ومُمَالَخَةً ، والمَلاَّخ : المَلاَّق . وأَنشد الأَزهريّ هنا بيتَ رُؤبَةَ يَصف الحمارَ .
مُقْتدِرُ التَّجليحِ مَلاّخُ المَلَقْ
والخافل : الهارِب . وكذالك الماخِل والمالِخ . قال الأَزهريّ : سَمِعْت غيرَ واحدٍ من الأَعراب :
( وعَبْدٌ مَلاَّخٌ ) ككَتّان ، أَي ( أَبَّاقٌ ) ، أَي كَثيرُ الإِباقِ . وعن ابن الأَعرابيّ : المَلْخُ : الفِرَارُ .
( و ) امتلَخ عَينَه : اقتَلَعَها ، عن اللِّحْيَانيّ .
و ( تَمَلَّخَتِ العُقَابُ عَيْنَه ) ، وامْتَلَخَتْهَا ، إِذا ( انْتَزَعَتْهَا ) .
( ومُسْتَمْلِخُ بنُ عِكْرِمَةَ بنِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذليّ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
امتَلَخَ يَدَه مِن يدِ القابضِ عليه : نَزعها .
ورَجلٌ مُمتلَخ العَقْلِ : ذاهِبُه مُستلَبه ، هو مجاز .
ومَلَخَ القَومُ مَلْخَةً صالحةً ، إِذا أَبعَدُوا في الأَرض .
والمَلْخُ في الباطِل : التلهِّي واللَّجُّ فيه .
ومَلَخَ الضِّبْعَانُ الضَّبُعَ مَلْخاً : نَزَا عليها ، عن ابن الأَعرابيّ .
وعن أَبي عُبَيْد : فَرَسٌ مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُودٌ ، إِذا كَان بَطىءَ الإِلْقَاحِ ، وجمْعه مُلُخٌ .
والمَلِيخ : اللَّبَنُ الّذي لا يَنسَلُّ من اليَدِ .
موخ : (*! مَاخَ الغَضَبُ ) وغيرُه ( *!يَمُوخُ )
____________________

(7/348)


*!مَوْخاً ، إِذا ( سَكَنَ ) ، عن ثعلب عن ابن الأَعرابيّ . وقال الأَزهريّ : الميم فيه مُبدلَة من الباءِ ، يقال بَاخَ حَرُّ اللَّهَبِ ومَاخ ، إِذا سَكَن وَفَتَرَ حَرُّه .
( *!وماخُ : مَحَلَّةٌ ببُهَارَا ) سُمّيَتْ بمَجوسيَ اسمُه ماخ ، أَسلَمَ وجعَلَ دارَه مَسْجِداً ومَحَلَّة وسُوقاً ، فنُسِبَا إِليه ، منها أَبو عُمرَ أَحمَدُ بنُ محمّد بن أَحمدَ المُقْرِىء الماخِيّ ، وابنه محمد ، رَوَيَا .
( و ) مَاخ : اسم ( جَدّ لأَحمَد بنِ خَنْبٍ البُخَاريِّ ) المحدِّث ، ( ويقال فيه مَاخَكُ ) ، ويقال إِنّ *!ماخَكَ هو جَدّ أَبي إِسحاقَ إِبراهِيمَ بن إِسحاقَ بن مَاخكَ الصَّفَّار ، رَوَى عن الجُوَيْبَارِيّ وغيره .
*!وماخَانُ : علمٌ ، و : ة ، بمرْوَ .
( *!وماخُوَانُ ) قَرْيَةٌ ( أُخْرَى ) من قُرَى مَرْوَ ، منها خَرَجَ أَبو مُسلِم الخُرَاسانيُّ صاحبُ الدَّعوة إِلى الصحراءِ .
*!وامْتاخَه : انتَزعَه . إِن لم تكن الأَلفُ للإِشباعِ وقد تقدّم في متخ .
ميخ : ( *!مَاخَ *!يَمِيخُ ) *!مَيْخاً : ( تَبَخْتَرَ في المَشْيِ ، *!كتَمَيَّخَ ) . وقال اللَّيث : هو التَّبَخْتُر في الأَمْرِ . قال الأَزهريّ : هاذا غَلَطٌ ، والصّوابُ ماحَ يَميحُ ، بالحاءِ ، إِذا تَبخترَ .
وأَبو محمّدٍ الأَبردُ بن خالد بن عبد الرحمان بن مَاخ البُخَارِيّ *!-الماخِيّ ، إِلى جَدّه ، وهو والدُ مَتِّ بنِ الأَبردِ .
2 ( فصل النون ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
نبخ : ( النَّبْخُ : جُدَرِيُّ الغَنَمِ ) ، وقيل هو الجُدَرِيُّ مطلقاً ( وغَيْرُهُ ) مما يَنتَفط ويَمتلىء . قال كعبُ بن زُهَير :
تَحطَّمَ عَنها قَيْضُهَا عن خَرَاطِمٍ
وعَنْ حَدَق كالنَّبْخ لم تتفتَّقِ
يَصفُ حدقَةَ الرَّأْلِ ، الواحِدَة نَبْخَة .
( و ) النَّبْخُ ( مَا نَفِطَ من اليَدِ عن العَمَلِ ) فخرَجَ عليه شِبْهُ قَرْحٍ ممتلىء
____________________

(7/349)


ماءً ، فإِذا تَفقَّأَ أَو يَبِسَ مَجِلَت اليَدُ فصَلُبَتْ عن العَمَلِ . ( ويُحَرَّك ) في الأَخير في قَول بعضهم .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَنْبخَ الرَّجلُ ، إِذا أَكلَ النَّبْخَ ، وهو ( أَصْلُ البَرْدِيِّ ) يُؤكل في القَحْط .
( والنَّابِخَة : المتَكلِّمُ والمتكَبِّرُ ) . ورَجلٌ نابخةٌ : جَبّارٌ . ( و ) النَّابخةُ : ( الأَرْضُ البَعِيدَةُ ) . جمعُها نَوابخُ ، أَو هي النّائخة ، بالبَاءِ التّحتيّة كما سيأْتي .
( والنَّبْخَاءُ ) : الأَكَمة أَو ( الأَرْضُ المرتَفِعَةُ ) ، ومنه قولُ ابنةُ الخُسّ حين قيلَ لها : ما أَحسنُ شيْءٍ ؟ فَقَالَت : غادِيَةٌ في إِثْر سارِيَة ، في نَبْخَاءَ قاوِيَة ) . وإِنّمَا اختارَت النَّبْخَاءَ لأَنَّ المعروف أَنَّ النَبَاتَ في الموضِعِ المُشْرِف أَحسَنُ . ( و ) قد قيل في النّبخاءِ هي الرَّابِيَةُ ( الرِّخْوَةُ لا مِنَ الرَّمل بل مِن جَلَدِ الأَرْضِ ذاتِ الحجَارَة ) ، كذا في أَمَالي ثَعلب . ( ج نَبَاخَى ) كُسِّر تَكسيرَ الأَسماءِ لأَنّهَا صفةٌ غالبة .
( وأَنْبَخَ : زَرَعَ فِيهَا ) ، أَي في أَرْضٍ نَبْخَاءَ ( و ) أَنبَخَ : ( أَكَلَ النَّبْخَ ) . وهو أَصْلُ البَرْديّ ، وقد تَقَدّم ، عن ابن الأَعرابيّ ( و ) أَنْبخَ الرَّجُلُ إِذا ( عَجَنَ عَجِيناً أَنْبَخَاناً ) ، وهو المسترخِي .
( ونَبَخَ العَجِينُ ) بنفسِه ( يَنْبِخُ نُبُوخاً ) : انتفخَ واختَمَرَ ، وقيل : ( حَمُضَ وَفَسَدَ . وهو نَبَّاخٌ ) ، ككتَّانٍ ( وأَنْبَخَانٌ ) ، أَي الحامض الفاسد . وعَجين أَنْبخَانٌ وأَنْبخَانيٌّ : مُختمِرٌ مُنتفِحٌ . قال شيخنا : وقد سَبَقَ له في نَبج بالجيم : عَجين أَنْبَجَانٌ : مُدْرِك ، ومالها أُخْتٌ سِوَى أَرْوَنَان فصارَت ثلاثَةً ، فلها أُختانِ . وزاد ابن القطَّاعِ لها أُختَين أُخْرَيَيْن فقال في كتاب الأَبْنية له : جاءَ على أَفْعَلان عَجينٌ أَنبخانٌ بالخاءِ ، وقيل بالجيم أَيضاً ، وهو الحامِض ، ويَوْمٌ أَرْوَنَانٌ ، للشَّديد الغَيمِ ، وأَسْحَمَانٌ اسمُ جَبَلٍ ، وأَخْطَبَانٌ للشِّقِرَّاقِ ، لا يُعْرَف غيرها .
( و ) عن أَبي مالِكٍ : ( ثَرِيدٌ أَنْبَخَانيٌّ : له بُخَارٌ وسُكُونَةٌ ) . هاكذا في سائر النُّسخ وفي بعضِها : وسُخُونة ، ( أَو هو يُسَوَّى من )
____________________

(7/350)


الكَعْكِ والزَّيْتِ فيَنْتَفخ فيُصَبُّ عليه الماءُ فيَسْتَرخِي .
( و ) في حديث عبد الملك بن عُمير : ( خُبْزَةٌ أَنْبَخَانيَّةٌ ) ، أَي لَيِّنَةٌ ( هَشَّة ) ، هكذا فسَّروه . وقيل ( ضَخْمَةٌ ، أَو كأَنَّهَا كُورُ الزَّنَابيرِ ) .
( والنَّبْخَةُ ) ، بالفتح مثل ( النُّكْتَة ، وتُضَمُّ . و ) يقال النَّبْخَة هي ( الكِبْرِيتَة الّتي تُثْقَبُ بها النَّارُ . و ) النَّبْخة ( بَردِيٌّ يُجْعَلُ بَيْنَ ) كلِّ لَوْحَين من ( أَلواحِ السَّفِينةِ ، ويُحَرَّك ) ، عن كُراع .
( والأَنْبَخُ ) من الرِّجال ( : الجافِي الغَلِيظُ . و ) الأَنبَخُ : ( الأَكدَرُ اللَّونِ الكثِيرُ من التُّرَاب ) .
والنَّبَخ : آثارُ النارِ في الجسد .
نتخ : ( نَتَخَه يَنْتخُ نَزَعَه ) ونُتِخَ فُلانٌ من أَصحابه : نُزِعَ . ونَتَخَتْه المَنيَّةُ من بين قَومه ، وهو مَجاز . ( و ) نَتَهٍ ه : ( قَلَعَهُ . والبازِي ) يَنْتِخ نَتْخاً : نَسَرَ ( اللَّحْمَ ) بمِنْسَرِه و ( خَطِفَه ) وكذالك النَّسْرُ ، وكذِّلك الغُرَابُ يَنتِخ الدَّبَرَة عن ظَهْرِ البعيرِ . قال الشاعر :
يَنْتِخُ أَعْينَها الغِرْبَانُ والرَّخَمُ
( و ) نَتَخَ ( الثَّوْبَ : نَسَجَهُ ) ، ومنه حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما ( إِنَّ في الجَنَّة بِسَاطاً مَنْتُوخاً بالذَّهَب ) أَي منسوجاً . والناتِخ : الناسِجُ .
( و ) نَتَخَ ( إِليه ببَصَرِهِ : نَظَرَ ) .
( و ) النَّتْخ : النَّقْب .
و ( المِنْتَاخُ : المِنْقَاشُ ) . والنَّتْخُ : إِخراجُك الشَّوْكَ بالمِنتاخَين وهما المِنقاش ذو الطَّرعفين .
( والمُتَنَتِّخُ : المُتَفَلِّي ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّتْخ : إِزالةُ الشَّيْءِ عن موضِعه . ونَتَخَ الضِّرْسَ والشَّوْكَة يَنتِخُهما : استخْرجَهما . وقيل : النَّتْخُ : الاستخراجُ عامّةً .
____________________

(7/351)


ونَتَخْته : نَقَشْته . ونَتَخْته : أَهَنْته . ونَتَّخَ بالمكان تَنْتِيخاً : أَقامَ . ونَتَّخَ على الإِسلام : ثبَتَ ورسخَ ، وقد وردَ ذالك في حديث عبد الله بن سَلاَم ، في رواية .
نجخ : ( نَجَخَ كمَنَع : فَخَر ) ، مأْخوذ من نجَخ البعيرُ نَجَخاً فهو نَجِيخٌ : بَشِمِ . ( و ) نَجَخَ ( البِئرَ حفَرها . و ) نَجخَ ( النَّوْءُ : هَاجَ ) ، وقال بعضُ العَرب : مَرَرْنا ببعيرٍ وقد شَبَّكَت نَجَخَاتُ السِّمَاكِ بين ضُلوعِه ، يعنِي ما أَنبَتَ اللَّهُ عن أَمطارِ نَوءِ السِّمَاكِ . ( و ) نَجَخَ ( السَّيْلُ : دفَعَ في سَنَدِ الوَادِي فحذَفه في وسَطِ الماءِ ) . وفي بعض النُّسخ : البحْرِ بدل الماءِ قال :
مُفْعَوعِمٌ يَنْجَخُ في أَمواجِهِ
( و ) نجِيخُه : صَوْتُه وصَدْمُه ، وكذا ناجِخَتُه .
( و ) النُّخَاخُ ، ( كغُرَابٍ : صَوت السَّاعلِ . وهو نَاجِخٌ ، ومُنَجِّخ ، كمُحَدِّث ) . يقال : أَصبَحَ ناجِخاً ومُنجِّخاً ، إِذا غَلُظَ صَوْتُه من زُكامٍ أَو سُعَالٍ .
( والنَّاجِخُ : البَحْرُ المصَوِّتُ ، كالنَّجُوخِ ) ، كصبُور ، قال :
أَظلُّ مِن خَوْفِ النَّجُوخِ الأَخضَرْ
كأَنّني في هُوَّةٍ أَحَدَّرْ
( و ) قال ثعلب : الناجخُ . ( صَوْتُ اضطِرابِ الماءِ على السَّاحِلِ ) ، اسمٌ كالغَارِب والكاهِلِ .
( وامْرَأَةٌ نَجَّاخَةٌ : لفَرْجها صَوْتٌ عند الجِمَاع ) ، والنَّجْخ هو صَوْتُ دَفْعٍ من الماءُ إِذا جُومِعَت . ونَجَخَاتُ الماءِ : دُفَعه . وقيل : هي الّتي لا تَشْبَع من الجِمَاع ، ( أَو هي الرَّشَّاحَة التي تُمَسِّحُ الابتلالَ ، أَو ) هي ( الّتي يَنْتَجِخ سُرْمُهَا كانْتجاخِ سُرْمِ ) هاكذا في النُّسخ وفي بعض الأُمَّهَات : بَطْنِ ( الدَّابَّةِ إِذا صَوَّتَ ) .
( والنَّجِيخَةُ : زُبدَةٌ تُلْصَقُ بجَوانبِ
____________________

(7/352)


المِمْخَضِ ) . والنَّجْخُ في مَخْضِ السِّقَاءِ كالنَّخْج .
( والتَّناجُخُ : التَّفَاخُرُ ، واضطرابُ المَوْجِ حتَّى يُؤَثِّرَ في ) أُصولِ ( الأَجرافِ ) .
وسَيْلٌ ناجِخٌ : شديدُ الجِرْيَة ، الّذي يَحْفِر الأَرضَ حَفْراً شديداً .
( ومُنْجِخٌ كمُحْسِنٍ ) ويُفْتَح ( حَبْلٌ من رَمْلٍ ) بالدَّهناءِ .
نخخ : ( ا*!لنَّخُّ : السَّيْرُ العَنِيفُ ) وَسَوْقُ الإِبلِ وزَجْرُهَا واحتِثَاثها . وقد *!نَخَّهَا *!يَنُخُّهَا . قال الرَّاجِز يَصِفُ حادِيَينِ للإِبلِ :
لا تَضْرِبا ضَرْباً *!ونُخَّا *!نَخَّا
ما تَرَكَ النَّخُّ لهنّ مُخَّا
وقال هِمْيَانُ بن قُحَافةَ :
إِنَّ لهَا لسائقاً مِزَخَّا
أَعجَمَ إِلاّ أَن *!يَنُخَّ نَخَّا
*!والنَّخُّ لمْ يَتركْ لهنَّ مُخَّا
( و ) النَّخُّ : ( الإِبلُ تُنَاخُ عِنْدَ المصَدِّقِ ) قريباً منه ( ليُصَدِّقَهَا ) ، وقد نَخَّها ونَخَّ بها . قال الراجِز :
أَكْرِمْ أَميرَ المؤمنين النَّخَّا
( و ) النَّخُّ : ( بسَاطٌ طَويلٌ ) طُولُه أَكثرُ من عَرْضه ، وهو فارسيٌّ معرَّب ، وجمْعه *!نِخَاخٌ .
( و ) النَّخُّ : ( قَوْلُكَ للبَعِيرِ ) في الزَّجر ( إِخْ إِخْ ) ، على غير قياسٍ . وقد *!نَخْنَخهَا *!فَتَنَخْنَخَت : أَبْرَكَها فبَرَكتْ . قال الشاعر :
ولو *!أَنَخْنَا جَمْعَهُمْ *!تنخنَخوا
وقال أَبو منصور : وسَمعت غيرَ واحدِ من العرب يقولُ : نَخْنِخْ بالإِبل ، أَي ازْجُرْهَا بقولك : إِخْ إِخْ ، ( ليَبْرُكَ ) . وقال اللَّيث : النَّخنَخة من قَولك : أَنَخْتُ الإِبلَ فاستناخَتْ ، أَي بَرَكَتْ ، ونَخْنَخْتُهَا فَتَنَخْنَخَت ، من الزَّجْر . وأَمّا الإِناخَة فهو الإِبراكُ ، لم يُشْتَقّ من حكاية صَوتٍ ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الفَحْلَ يَستَنِيخ النَّاقَةَ فتَنَخْنَخُ
____________________

(7/353)


له . *!والنَّخُّ من الزَّجر من قولك إِخْ ، يقال : *!نَخَّ بها *!نَخًّا شديداً *!ونَخَّةً شديدةً ، وهو التأْنِيخ أَيضاً . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : *!نَخْنَخَ ، إِذا سَارَ سَيْراً شديداً ، *!وتَنَخْنَخَ البَعِيرُ : بَرَكَ .
( و ) النُّخُّ ، ( بالضّمّ : المُخّ ، *!كالنُّخَاخَةِ ) ، ويقال : هاذا من *!نُخّ قلْبي ، *!ونُخَاخَة قلْبي ، ومن مُخّ قلْبي ، أَي من صافيه .
( و ) في الحديث : ( ليسَ في النَّخَّةِ صَدَقَةٌ ) واختُلِف في تفسيره ، فقيل : ( النَّخَّةُ ) ، بالفتح ( : الرَّقِيقُ ) من الرِّجال والنساءِ ، يَعْنِي المماليكَ ، نقله الأَزهريّ عن أَبي عبيدةَ . وعن ابن شُمَيْل : هاذه نَخَّة بنِي فُلانٍ ، أَي عَبْدُ بنِي فلانٍ . ( و ) قال الكسائيّ : إِنّمَا هو ( البَقَرُ العَوَامِلُ ، ويُضَمُّ ) في هاذه ، وقال ثعلب : هو الصّواب . ( و ) اختار ابن الأَعرابيّ من هاذه الأَقاويلِ : النَّخّةُ ( الحُمُرُ ) ، وهو اسمٌ جامعٌ لها . قال : ويقال لها الكُسْعَة ، ( ويُثَلَّثُ . و ) قال قَومٌ : النَّخَّة : ( المُرَبَّيَاتُ في البُيُوتِ ) وقال أَبو سَعِيد : كلُّ دابّة استُعمِلتْ من إِبلٍ وبقرٍ وحُمُرٍ ورَقِيقٍ فهي نَخّة ونُخّة . ( و ) قال قَوْمٌ : النَّخّة : ( الرِّعَاءُ ، ويُضمُّ ) في هاذه على ما اشتهَرَ في البادية . ( و ) قال آخرُون : النّخّة ( الجَمَّالُون ) .
( و ) النَّخَّة ( مِن الخَبَرِ ما لمْ يُعْلَمْ حقُّه من باطِلِه . و ) النَّخَّة ( مِن المَطرِ : الخفِيفُ . و ) النَّخَّة ( أَنْ يأْخُذ المُصَدِّقُ دِيناراً لنفْسِه ) بعد فَراغِه من الصّدَقة . قال :
عَمِّي الّذي مخَنَعَ الدِّينارَ ضاحِيَةً
دِينارَ نَخّةِ كَلْبٍ وهو مَشهودُ
( واسمُ الدِّينار نَخَّةٌ ، أَيضاً ) ، وبكلّ ذالك فُسِّر قوله صلى الله عليه وسلمالمتقدّم ذكرهُ .
( *!والنَّخِيخة : البَخِيخةُ ) وهو زُبْدٌ رَقيقٌ يَخْرجُ من السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعْد ما خَرَجَ زُبْدُه الأَوّل ، فيُمْخَض فيَخْرج منه زُبدٌ رَقيقٌ .
( *!ونَخْنَخه : نَحَّاه ) وزَجَره . ( و ) *!نَخْنَخَ ( زَيْدٌ : سارَ ) سَيْراً ( شديداً )
____________________

(7/354)


عن ابنِ الأَعرابِيّ . ( و ) *!نَخْنَخَ ( الإِبلَ : أَبرَكَها ، *!فتَنخْنختْ ) : فبَرَكَتْ قال الشاعر :
ولو *!أَنَخْنَا جَمْعَهمْ *!تَنَخْنَخُوا
وتَنَخْنَخَت النّاقَةُ ، إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عن الأَرْضِ وهي باركة . ( وسَعْدُ الدِّينِ بنُ *!نَخِيخٍ ، كأَمِير : جَدّ أَصحابِنا الفقهَاءِ من الخُرَاسانيِّين ، له روايةٌ ) في الحديث ( وشِعْرٌ رائقٌ ) .
ندخ : ( الأَنْدَخُ : المائِقُ القلِيلُ الكلامِ ) .
( و ) المِنْدَخ ، ( كمِنْبَرٍ : مَنْ لا يُبَالِي بما قيلَ له من الفُحْشِ أَو قال ) له .
( وتَندَّخَ ) الرَّجلُ إِذا ( تَشبَّعَ بما ليس عندَه ) .
( وندَخَ كمَنَعَ : صَدَمَ . يقول راكبُ البحْرِ : ندَخْنَا ساحِلَ كذَا ، وأَندَخْنَا المَرْكَبَ السَّاحِلَ ) : صَدَمْنَا .
وأَنْدَخُ : مدينةٌ بالعجم .
نذخ : ( نَذَخَ العَيْرُ ) ، وفي نُسخَة : البَعِيرُ ، ( كَمَنَع : سَعَى ) سَعْياً ( شَدِيداً ، كأَنْذَخَ ) .
( والنَّوْدَخُ في الجَبَانُ ) .
نسخ : ( نَسخه ) بِهِ ، ( كَمَنَعَه ) ، ينسَخُه ، وانتَسَخَه : ( أَزَالَهُ ) به وأَدالَهُ . والشيءُ يَنسَخ الشيْءَ نَسْخاً ، أَي يُزِيله ويكون مكانَه . والعرب تقول : نَسَخَت الشَّمسُ الظِّلَّ وانتَسَخَتْه : أَزالَتْه ، والمعنَى أَذْهَبَت الظِّلَّ وَحلَّتْ مَحلَّه ، وهو مَجازٌ . ونَسْخُ الآيَةِ بالآيَةِ : إِزالَةُ حُكْمِها . والنَّسْخ : نَقْلُ الشَّيءِ من مَكانٍ ، إِلى مَكَانٍ وهو هو . ( و ) نسخَه : ( غَيَّرَهُ ) . ونَسَخَت الرِّيحُ آثَارَ الدِّيَار : غَيَّرَتْهَا . ( و ) نَسَخَه : ( أَبْطَلَه ، وأَقَامَ شيئاً مُقَامَه ) . وقال اللَّيث : النَّسْخ : أَن تُزِيل أَمْراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تَنْسَخَه بحادِثٍ غيرِه . وقال الفَرّاءُ : النَّسْخُ أَنْ تَعْمَلَ بالآيةِ ثُمَّ تَنزِلَ آيَةٌ أُخرَى فتَعمَلَ بها وتَتْركَ
____________________

(7/355)


الأُولَى . وفي التنزيل : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } ( البقرة : 106 ) والآيةُ الثّانِيَة ناسخةٌ والأُولَى مَنسوخَة . وقرأَ ابن عامرٍ { مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ } بضمّ النّون من أَنسَخَ رُباعيّاً . قال أَبو عليّ الفارسيّ : الهَمْزَة للوجُود كأَحْمَدْتُه : وجَدْتُه : مَحموداً . وقال الزمخشَريّ : الهَمْزَة للتعدية . حقّقَه شيخنا . وقال ابن الأَعرابيّ : النَّسْخ تَبديلُ الشَّيْءِ مِن الشيْءِ وهو غيرُه . ( والشَّيءَ ) ، عن الفَّرَاءِ وأَبي سَعِيد : نَسخَه الله قِرْداً و ( مَسَخَه ) قِرْداً بمعنًى واحدٍ .
( و ) نَسَخَ ( الكِتَابَ : كَتَبَهُ عن مُعَارَضَةٍ ) . وفي ( التهذيب ) : النَّسخ اكتِتَابُك كِتَاباً عن كِتَابٍ حَرْفاً بحرّف ، ( كانْتَسَخَه واسْتَنْسَخَه ) ، والكاتب ناسخ ومُنْتَسِخ .
( و ) المكتوب ( المَنْقُولُ منه النُّسْخَة ، بالضّم ) ، وهو الأَصْل المُنَتَسَخُ منه . وفي التنزيل : { 7 . 020 انا كنا نستنسخ . . تعملون } أَي نستنسِخ ما تَكتُب الحَفَظَةُ فيثبتُ عند الله تعالى . وفي ( التهذيب ) : أَي نأْمُر بنَسْخِه وإِثباته .
( و ) نَسَخَ ( ما في الخَلِيَّة : حَوَّلَه إِلى غَيْرِهَا ) .
( والتَّنَاسُخُ والمُنَاسَخَةُ في ) الفرائض و ( المِيرَاثِ : مَوْتُ وَرَثَةٍ ، بَعْدَ وَرَثةٍ وأَصْلُ المِيرَاث قائمٌ لم يُقْسَمْ ) وهو مَجاز ، ( و ) كذالك ( تَناسُخُ الأَزْمِنَة ) ، وهو ( تَدَاوُلُهَا ) ، وفي الحديث ( لم تكن نُبُوَّةٌ إِلاّ تَنَاسَخَتْ ) ، أَي تَحوَّلتْ من حالٍ إِلى حالٍ ، أَي أَمْر الأُمّةِ وتغايُر أَحوالِها ، وهو مَجاز . ( أَو انقراضُ قَرْنٍ بَعْدَ قَرْنٍ آخَرَ . ومنه ) الفِرقَةُ ( التَّنَاسُخِيَّةُ ) ، وهي طائفةٌ تقولُ بتناسُخِ الأَرواحِ وأَنْ لا بَعْثَ ، وهو مَجاز .
( وبَلْدَةٌ نَسِيخَةٌ ونُسَخِيَّةً كجُهَنِيَّة : بعيدةٌ ) .
____________________

(7/356)



( والنُّسُوخ بالضّمّ : ة بالقَادِسِيَّة ) .
نضخ : ( نَضَخَه ، كمَنَعَه : رُشَّه ، أَو كَنَضَحَهُ ) ، قال أَبو زيد : النَّضْخُ الرّشّ ، مثْل النَّضْح ، وهما سَواءٌ تقول : نَضَخْت أَنضَخْ ، بالفَتْح ، قال الشاعر :
به مِن نِضَاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأَنّه
نُقَاعَةُ حِنَّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبرِ
وقال القُطَاميّ :
وإِذَا تَضَيَّفُنِي الهُمُومُ قَرَيْتُهَا
سُرُحَ اليَدَيْن تُخَالِسُ الخَطَرَانَا
حَرَجاً كأَنّ مِن الكُحَيلِ صُبَابَةً
نُضِخَتْ مَغَابِنُهَا بها نتَضَخَانَا
( أَو ) النَّضْخ ( دُونَه ) ، أَي دون النّضْح ، وقيل : النَّضْخ : ما كان على غيرِ اعتمادٍ ، والنَّضْح : ما كان على غيرِ اعتمادٍ ، والنَّضْح : ما كان على اعتمادٍ . قال الأَصمعيّ : ما كان مِن فعْل الرَّجُل فهو بالحَاءِ غَير معجمة وأَصابه نَضْخٌ ، بالخَاءِ مُعجمةً ، وهو أَكبَرُ من النَّضْحِ . قال أَبو عُبيد : وهو أَعجَبُ إِليَّ من القَول الأَوّل . وقال أَبو عُثمانَ التَّوّزيّ : قد اختُلِف في أَيّهما أَكثرُ ، والأَكثرُ أَنّه بالمعجمة أَقلُّ من المهملة . وفي حديث النَّخَعيّ ( لم يَكُنْ يَرَى بنَضْخِ البَوْلِ بَأْساً ) ، يعني نَثْره وما تَرشَّشَ منه ، ذَكَرَه الهَرويّ بالمعجمة .
( و ) نَضَخَ ( المَاءُ : اشتَدَّ فَوَرَانُهُ ) في جَيشَانه وانفجارِه ( مِنْ يَنْبوعِه . أَو ) النضْخ ( ما كَانَ منه من سُفْلٍ إِلى عُلْوٍ ) ، قاله أَبو عليّ .
وعَيْنٌ نضَّاخةٌ : تَجِيش بالماءِ ، وفي التنزيل : { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } أَي فوَّارَتان . وفي قصيدة كعب :
مِن كلِّ نَضّاخَةِ الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ
يقال : عَين نضاخةٌ ، أَي كثيرةُ الماءِ فَوّارَة . أَراد أَنَّ ذِفْرَى الناقَةِ كثيرُ النَّضْخ بالعَرَق .
____________________

(7/357)



( و ) نَضَخَ ( النَّبْلَ ) وبه ( في العَدُوِّ : فرَّقَهَا ) فيهم .
( والنَّضْخُ : الأَثَرُ يَبْقَى في الثَّوْبِ وغَيرِه ) كالجسَد ( من الطِّيبِ ) ونحوه ، وهو الرَّدْعُ واللَّطْخ . وقال أَبو عَمْرو : النَّضْخ ما كان من الدّمِ والزّعفرانِ والطِّين وما أَشبه ، والنَّضْح بالماءِ وبكلِّ ما رَقَّ ، مثْل الخَلِّ وما أَشبهَه .
( والنَّضَّاخُ ، ككتّان : الغَزِيرُ من الغَيْث ) . قال جِرانُ العَوْدِ :
ومنْه علَى قَصْرَيْ عُمَانَ سَحِيفَةٌ
وبالخَطِّ نَضّاخُ العَثَانِينِ واسعُ
السَّحِيفة : المَطْرةُ الشديدة : وعُثْنونُ المطَرِ : أَوّلُه .
( والنَّضْخَة المَطْرَة ) ، يقال : وَقعَتْ نَضْخةٌ بالأَرض ، أَي مَطْرة . وأَنشد أَبو عَمرو :
لا يَفرَحُون إِذا ما نَضْخةٌ وَقَعَتْ
وهمْ كِرامٌ إِذا اشتَدَّ المَلازِيبُ
وأَنشد :
فقُلْتُ لعَلَّ اللَّهَ يُرْسِلُ نَضْخَةً
فيُضْحِي كِلانَا قائماً يَتَذمَّرُ
( والنِّضَاحُ : المُنَاضَخة ) .
( وانتَضَخَ الماءُ : تَرشَّشَ ) .
( والمِنْضَخَة : الزَّرّافَة ، والعَامّة تقول النَّضَّاخَة ) . وأَكثرُ ما وَرَدَ في هاذا الباب بالحاءُ والخاءِ المعجمة ، وقد تقدَّم ذِكْر نضح .
وانضَحَّ الماءِ وانْضَاخَ : انْصَبَّ . وقال ابن الزُّبيرِ ( إِنَّ الموتَ قد تَغشَّاكُم سَحَابَتهُ فهو مُنْضَاخٌ عليكم بوَابِلِ البَلاَيَا ) ، حكاه الهَرويّ في الغريبين .
نطخ : ( هو نِطْخُ شَرَ ، بالكسر وبالطّاءِ المهملة ، أَي صاحبُ شَرَ ) .
نفخ : ( نَفَخَ بفَمه ) يَنفُخُ نَفْخاً إِذا
____________________

(7/358)


( أَخْرَجَ منه الرِّيحَ ) ، يكون ذالك في الاستِرَاحَة والمعالَجة ونحوهما ، قاله ابن سيده . ( كنَفَّخَ ) تَنفيخاً . قال شيخنا : استعملوا نَفَخ لازماً وهو الأَكثر ، وقد يَتعدَّى ، كما قاله جماعة ، وقُرِىء به في الشواذّ ، كما أَشار إِليه الخَفاجيُّ في العِنَايَةِ أَثناءَ الأَنبياءِ ، فلا يُعتَدُّ بقولِ أَبي حَيّان أَنّه لا يَتعدَّى ولا يكون إِلا لازماً ، بعد وُروده في القرآن ، ولو شاذًّا ، انتهى .
وما بالدَّار نافخُ ضَرَمَةٍ ، أَي أَحدٌ ويقال : نَفَخَ الصُّورَ ونفَخَ فيه ، قاله الفرَّاءُ وغيره ، وقيل : نَفَخَه لغةٌ في نفَخَ فيه .
( و ) نفَخَ ( بها ضَرَطَ ) .
( والنَّفِيخُ ) ، كأَمِيرٍ : ( الموكَّلُ بنَفْخِ النّارِ ) . قال الشاعر :
في الصُّبْح يَحكِي لونَه زَخيخُ
مِنْ شُعْلةٍ ساعَدَهَا النَّفِيخُ
قال : صار الّذي يَنْفُخ ( نَفِيخاً ) مثلَ الجَليس ، لأَنّه لا يَزال يتعهَّده بالنَّفْخ .
( والمِنْفَاخُ ) ، بالكسر : ( آلَتُه ) ، أَي الّذي يُنْفَخ به النارُ وغيرُها ككِير الحدّادِ .
( والنَّفْخُ : ارتِفَاعُ الضُّحَى ) . وانتفَخَ النّهارُ : عَلاَ قبل الانتصاف بساعةٍ ، وهو مَجاز . ( و ) النَّفْخ : ( الفَخْر والكِبْر ) ، يقال رجلٌ ذو نَفْخٍ ، ونَفْج ، بالجيم ، أَي صاحبُ فخرٍ وكِبْر . ورَجلٌ مُنتفِخٌ : ممتلىءٌ كِبْراً وغَضَباً . وفي قوله : ( أَعوذ بك من نَفْثِه ونَفْخِه ) أَي كهبْره .
ونَفَخَ شِدْقَيْه : تَكَبَّر ، وهو مَجاز .
( ورجُلٌ أَنْفَخُ ) بَيِّنُ النَّفَخ : الّذي ( في خُصْيَتِه نَفْخٌ ) وفي حديث عليّ : ( نافخُ حِضْنَيه ) ، أَي مُنتفِخٌ مُستعِدٌّ لأَنْ يَعْمل عملَه من الشَّرِّ .
( و ) نَفَخَه الطَّعامُ يَنفُخه نَفْخاً فانتَفَخَ : مَلأَه فامتَلأَ ، يقالُ : ( به
____________________

(7/359)


نَفْخَةٌ ، ويثلّث ، أَي انتفاخُ بَطْنٍ ) من طَعَامٍ ونحوِه .
( والنَّفْخَاءُ ) من الأَرضِ : مثْل ( النَّبْخَاءِ ) ، وقيل هي أَرضٌ مرتفِعة مَكْرَمةٌ ليس فيها رَملٌ ولا حجارة ، تُنبِت قليلاً من الشَّجَر ومثلها النَّهْدَاءُ ، غير أَنّهَا أَشدّ استواءً وتصوُّباً في الأَرض . وقيل : النَّفخاءُ : أَرضٌ لَيِّنَةٌ فيها ارتفاعٌ . والجمع النَّفَاخي . ( و ) النَّفْخَاءُ : ( أَعْلَى عَظْمِ السَّاقِ ) .
( و ) عن ابن سيده : يقال ( رجُلٌ أُنفَخَانٌ وأُنْفَخَانيٌّ ، ( وإِنْفِخَانٌ وإِنْفِخَانيٌّ ) بضمّها وبكسرهما ، ويه بهاءٍ ) أَي ( امتَلأَ سمَناً ) ، نَفَخَهما السِّمَنُ فلا يكون إِلا سِمَناً في رَخَاوَة . وكذالك رَجلٌ منفوخٌ وقَومٌ منفوخُون .
( والنُّفُخُ ، بضمَّتين ) ، الفَتَى ( الممتلِىءُ شَبَاباً ) ، وكذالك الجارية ، بغير هاءٍ .
( و ) في ( التهذيب ) : النُّفَّاخ ( كرُمّانٍ : نَفْخَةُ الوَرَمِ مِن داءٍ يَحدُث ) يَأْخذ حيث أَخذَ .
( و ) النّفَّاخة ، ( بهاءٍ : الحَجاةُ ) التي تَرتفع ( فَوْقَ الماءِ . و ) النُّفَّاخة : ( هَنَةٌ مُنْتَفِخةٌ تكونُ في بَطْنِ السَّمَكِ هي نِصَابُهَا ) فيما زَعموا ، ( وبها تَستقِلُّ في الماءِ وتَترَدّدُ ) .
( والمَنْفُوخُ : البَطِينُ ) ، أَي العظيمُ البَطْنِ . ( و ) من المجاز : المنفوخُ والمنتفُخُ ( : السَّمِينُ ) . وقَوم مَنفوخون .
( وككَتّابٍ : د ، بالمغرِب ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
نَفَخَتْ بهم الطَّرِيقُ ، أَي رَمَتْ بهم بغْتةً ، من نَفَخَت الرِّيحُ ، إِذا جاءَت بَغتةً .
ونَفَخَ الإِنسانُ في اليَرَاعِ وغيره .
والنَّفْخة : نَفْخَةُ يومِ القيامةِ .
وقال أَبو حنيفة : النَّفْخَة : الرائحة الخَفيفةُ اليسيرةُ . والنَّفْخَة : الرائحة الكثيرة . قال ابن سيده : ولم أَر أَحداً وَصَفَ الرائحةَ بالكَثْرةِ ولا القِلّةِ غير أَبي حنيفة .
____________________

(7/360)



وبالدَّابَّةِ نَفْخٌ ، وهو رِيحٌ تَرِمُ منه أَرساغُهَا فإِذا مَشَت انفَشَّت .
والنَّفَخ : داءٌ يُصيبُ الفَرَسَ تَرِمُ منه خُصْياه ، نَفِخَ نَفَخاً فهو أَنفَخُ .
وفي حديثِ أَشراط الساعة ( انتفَاخُ الأَهِلَّة ) ، أَي عِظَمُها .
وانتفَخَ عليّ : غَضِبَ .
ونَفْخَةُ الشَّبَابِ : مُعْظَمُه .
وأَتَانَا في نَفْخةِ الرَّبِيعِ ، أَي حين أَعشَب وأَخصَبَ . وقال أَبو زيد : هاذه نفخَةُ الربيع ، ونَفْحَتُه : انتهاءُ نبْتَتِه ، وهو مَجَاز .
والمَنفوخ : الجَبَان ، على التشبيه بعَظيمِ البَطْن ، لأَنّه انتفَخَ سَحْرُه .
ومَنافِخُ الشَّيْطَانِ : وَسَاوِسُه . ويقال للمُتطاوِلِ إِلى ما ليس له : نَفَخَ الشّيطانُ في أَنْفِه .
نقخ : ( النُّقَاخُ ، كغُرابٍ : الماءُ الباردُ العَذْبُ الصَّافِي ، والخالِصُ ) ، وسقَطَ الواو من بعض النسخُ . أَي الّذي يكاد يَنقَخ الفُؤادَ ببَرْدِه . وقال ثعلب : هو الماءُ الطَّيِّب فقط ، وأَنشد للعَرُجيّ .
فَإِنْ شِئتِ حرَّمتُ النّساءَ سِواكمُ
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَا
وفي ( التهذيب ) النُّقَاخ : الخالصُ ، ولم يُعيِّن شيئاً . وعن الفرّاءِ : هذا نُقَاخُ العربيَّةِ ، أَي خالِصُهَا ، وهو مَجاز . وروى عن أَبي عُبيدة : النُّقَاخ : الماءُ العَذْبُ . وأَنشد شَمِرٌ :
وأَحمَقُ ممَّنْ يَلْعَق الماءَ قال لي
دَعِ الخمرَ واشْرَبْ من نُقَاخٍ مُبَرَّدِ
وقال ابن شُميل : النُّقاخ الماءُ الكثير يَنْبِطه الرَّجلُ في المَوضع الذِي لا ماءَ فيه . وفي الحديث ( أَنَّه شرِبَ من رُومَةَ فقال : ( هاذا النُّقَاخُ ) ، هو الماءُ العَذْبُ الذي يَنقَخ العَطَشَ ، أَي يَكْسِرُهُ ببردِه . ورُومَةُ : بئرٌ بالمدينة . ( و ) قال أَبو العبّاس : النُّقَاخ : ( النَّوْمُ في العافيَةِ والأَمْنِ . و ) النُّقَاخُ : الضَّرْبُ على الرَّأْس بِشيْءٍ صُلْبٍ .
____________________

(7/361)


( نَقَخَ ) رأْسَه بالعصَا وبالسّيف ، ( كمَنَع : ضَرَبَ . و ) قيل : هو الضَّربُ على الدِّماغِ حتّى يَخرجَ مُخُّه ، يقال : نَقخَ ( دِمَاغَهُ ) ونَقَفَه ( : كَسَرَه ) . قال العجّاج :
لعَلِمَ الأَقوامُ أَنِّي مِفْنَخُ
لِهَامِهِم أَرُضُّهُ وأَنقَخُ
( وانْتَقَخَ المُخَّ ) ونَقَخَه : ( اسْتَخْرَجَه ) .
( و ) عن أَبي عَمرو : ( ظَلِيمٌ أَنقَخُ ) ، إِذا كان ( قَلِيل الدِّمَاغِ ) . وأَنشد لطَلْق بن عَديّ :
حتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحدَى الشُّمّخِ
بِالرُّمْحِ من دُونِ الظّلِيمِ الأَنقخِ
( وناقةٌ نَقَخَةٌ ، محرّكةٌ : تَثَّاقلُ في مَشْيِها سِمَناً ) .
( و ) النُّقَّاخ ، ( كرُمّانٍ : مُقدَّمُ القَفَا من الأُذُنِ والخُشَّاءِ ) .
نكخ : ( نَكَخَه في حَلْقِهِ ) نَكْخاً ( كمَنَعَهُ : لَهَزَه ) ، يمانيَة .
نوخ : ( تَنَوَّخَ الجَمَلُ النّاقَةَ : أَبَركَها للسِّفادِ ) والضِّرَاب ، ( كأَناخهَا ) ليَركَبها ، ( فاستناخَتْ ) : بَرَكتْ ، ( و ) نَوَّخهَا ( فتَنوَّخَتْ ) ، واستناخ الفحْلُ النَّاقةَ وتَنوَّخَها : أَبرَكهَا ثم ضرَبَها . ( و ) عن ابن الأَعرابيّ : تَنوّخَ : تَنوّخَ الفحلُ النَّاقةَ فاستَنَاخَتْ وتَنوَّخَت . ( ولا يُقَالُ نَاخَتْ ولا أَنَاخَتْ ) ، قال شيخنا : وحكَى أَربابُ الأَفعالِ أَنَخْت الجَملَ : أَبرَكْته فأَنَاخَ الجَملُ نفسُه ، وفيه استعمالُ أَفْعَل لازماً ومتعدّياً ، وهو كثير ، وقال ابن الأَعرابيّ يقال : أَناخَ رُباعيًّا ، ولا يقال ناخ ، ثُلاثيًّا .
( والنَّوْخَة : الإِقَامَة ) .
( والمُنَاخُ ، بالضَّم : مَبْرَكُ الإِبلِ ) ، وهو المَوضع الّذي تُنَاخ فيه الإِبلُ . وفي الحديث ( مِنًى مُنَاخٌ ، منًى مَنزِل ) . ورَوِيَ بفتح الميم أَيضاً . قال شيخُنَا :
____________________

(7/362)


ويأْتي مَصدَراً كالإِناخَة ، واسم مفعول على حقيقته ، واسمَ زمان ، لأَنّ المفعول من المَزيد يأْتي للوجوه الأَربعة على ما عُرِف في مبادىء الصَّرْف .
( والمُنِيخُ : الأَسَد ) .
( والنَّائِخَة : الأَرضُ البَعِيدَة ) ، أَو هي النّابخة بالموحّدة ، وقد سبقَ .
ونَوّخَ اللَّهُ الأَرضَ طَروقةً للماءِ ، أَي جَعَلَهَا مما تُطيقه ، وهو مَجاز .
( وذُو مَنَاخٍ كَمَنَارٍ : لَهِيعَةُ بنُ عبدِ شَمْسِ ، قَيْلٌ ) من الأَقيال .
( وتَنُوخُ ) قبيلةٌ ذُكرَ ( في تنخ ، ووَهِمَ الجوهريُّ ) ، وقد مرَّ في الفوقيّة فلينظَرْ هناك .
وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز أَناخَ به البَلاءُ والذُّلّ ، وهاذا مُنَاخُ سَوءٍ ، للمكانِ غير المرضيّ .
2 ( فصل الواو ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
وبخ : ( وَبَّخَه ) بسُوءٍ ( توبِيخاً ) ، إِذا ( لاَمَهُ وعَذَلَهُ ) وأَبَّخَه لُغَةٌ فيه ، عن ابن الأَعرابيّ ، قال ابن سيده : أُرَى همزتَه بَدلاً من الواو ، وهو مذكورٌ في الهمزة .
( و ) وَبَّخه : ( أَنّبَهُ وهَدَّدَه ) .
والوَبْخَة . العَذْلَة المُحْرِقة ، قال أَبو منصور : الأَصلُ في الوَبْخَةِ الوَمْخَةُ ، فقُلبِت الباءُ ميماً لقُرْب مَخرجيهما .
وتخ : ( *!وَتَخَه بالعَصَا : ضَرَبَه بها ) .
( *!والوَتَخَة ، محرّكةً : الوَحَلُ ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : يقال : ( ما أَغْنَى ) عنّى ( *!وَتَخَةً : شَيئاً ) : رواه بالحاءِ وبالخاءِ .
( *!والمِيتَخَة ) ، بالكسر *!كالمِتْيَخَة . قال شيخُنَا : هاذا اللّفظُ قد وردَ في الحديث ، وذَكرَ أَهلُ الغريب فيه لُغاتٍ استوعبَها الزّمخشريُّ في الفائق ، وأَوردها ابن الأَثير في النِّهاية فقال : هاذه اللّفظَةُ قد اختُلِف في ضَبْطِها ، فقيل بكسر الميم وتشديد التاءِ ، وبفتح الميم مع التشديد ، وبكسر الميم وسكون
____________________

(7/363)


التاءِ قبل الياءِ ، وبكسر الميم وتقديم الياءِ الساكنة على التاءِ . قال الأَزهريّ وهذه كلُّهَا أَسْمَاءٌ لجريد النّخْل وأَصلِ العُرْجون ، وقيل : هي اسم ( العَصَا ) ، وقيل : القَضِيب الليِّن الدقيق . وقيل : كلُّ ما ضُرِبَ به من جَريدٍ أَو عصاً أَو دِرَّةٍ .
( *!وأَوْتَخْتَ مِنِّي : بلَغْتَ منِّي ) الجهْدَ قال ثعلب : استجاز ابن الأَعرابيّ الجمع بين الحاءِ والخاءِ هنا لتقارُب المخرجين . قال : والصواب : أَوتحا أَي قَلَّلَ أَو أَقلَّ .
وثخ : ( *!الوَثَخَةُ ، محرّكةً : البِلَّةُ من الماءِ ) قال ابن الأَعرابيّ : يقال في الحَوْض بِلَّةٌ وهِلَّةٌ ووَثَخَةٌ .
( و ) نقلَ الأَزهريّ عن النوادر : ( *!الوَثِيخَة ) والوَثيغةُ : ( ما اخْتَلط من أَجناس العُشْبِ الغَضِّ ) في الربيع . ( و ) *!الوَثِيخَة أَيضاً : اسمُ ( مَا رَقَّ من العِظَام واختلَطَ بالوَدَكِ ) . ( و ) *!الوثيخةُ أَيضاً : ( الأَرضُ ذاتُ الوَحَلِ ) ، وأَنا أَخشَى أَن يكون تَصحيفاً من المثنّاة الفوقيّة . ( وما ثَخُنَ من اللَّبَن ) .
( و ) يقال ( رجُلٌ *!مَوثوخُ الخَلْقِ *!ومُوَثَّخُه كمُعظَّمِه : ضَعِيفُه ) ، ومنهم مَن جعلَ المثيخَة بمعنَى العَصا من هاذه المادّة .
وخخ : ( *!الوَخُّ : الأَلم . و ) *!الوَخُّ : ( القَصْد ) ، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ ، وذكره الأَزهريّ .
( *!والوَخْوَخَةُ : حِكايةُ صَوْتِ طائرٍ ) .
( *!والوخْوَاخ ) ، بالفتح ، من الرِّجال : ( السَّمِينُ ) الكثيرُ اللّحم مُضطرِبُه ( والمُسْتَرْخِي البَطْنِ المتَّسِع الجِلْد ) كالبَخْباخ ، والكَسِلُ الثَّقِيلُ . ( و ) قيل : هو ( العِنِّينُ ) . قال ابن الأَعرابيّ : الذَّوْذَاخُ *!والوَخْوَاخُ : العذْيَوْط ،
____________________

(7/364)


كالبَخْباخ . ( و ) الجبَان و ( الضَّعِيفُ ، والكَسْلاَن ) عن العمَلِ ( و ) الوَخْوَاخ ( : الرِّخْوُ من التَّمْر ) . وكلُّ مُسترْخٍ *!وَخْواخٌ . وعن ابن الأَعرابيّ : تَمرٌ وَخْوَاخٌ : لا حلاَوَةَ له ولا طَعْمَ .
ودخ : ( ) ومما يستدرك عليه هنا :
*!الوَدَخَة ، محرّكَةً : الخُنفساءُ ، قاله الشريف الرّضيّ في نَهج البلاغة ، وأَنكرَه شارِحُه ابنُ أَبي الحَديد ، وقد استطردْنا في الحاءِ المهملة ، فانظرْه هناك .
ورخ : ( *!الوَرْخُ : شَجَرٌ يُشْبِه المَرْخَ في نَبَاتِه ) غير أَنّه أَغبرُ ، له وَرَقٌ دَقيقٌ مثْل وَرَقِ الطَّرْخونِ أَو أَكبرُ .
( *!والَورِيخَةُ : الأَرضُ المُبْتَلَّة و ) قد *!استَوْرَخَتْ *!وتَوَرَّخَت : ابتَلت .
( و ) الوَريخَة : ( *!المُستَرخِي من العَجِينِ ) لكثرة الماءِ ( وقد *!وَرِخَ ) العجينُ ، ( كوَجِلَ ) ، *!يَوْرَخ *!وَرَخاً ( *!وتَورَّخَ . *!وأَوْرَخْتُه ) : أَكْقَرْت ماءَه ليستَرخِيَ .
( وأَرْضٌ *!وَرِخَةٌ : مُلتفَّةُ العُشْب ) .
( *!ووَرَّخَ الكِتَابَ ) في يوْمِ كَذَا ، لُغَة في ( أَرَّخَه ) ، عن يعقوب .
وسخ : ( *!وَسِخَ الثَّوْبُ ) وكذا الجِلدُ ، ( كَوَجِلَ *!يَوْسَخُ *!ويَاسَخُ *!ويَيْسَخُ ) *!وَسَخاً ، ( *!واسْتَوْسخَ *!وتَوَسَّخَ *!واتَّسَخَ : عَلاَه الدَّرَنُ ) من قِلَّةِ التعهُّدِ بالماءِ .
( *!وأَوْسخَه *!ووَسَّخه ) . وبه *!وَسَخٌ *!وأَوْساخٌ .
( *!ووَسْخَاءُ : ع ) .
ومن المجاز : لا تَأْكُلْ أَوسَاخَ النّاسِ .
وشخ : ( *!الوَشْخُ : الرَّدِيءُ الضَّعِيف . ودَوْخَلةُ ) بتشديد اللام ( التَّمرِ ) .
( *!والوَشَخَة محرّكةً : ما عُمِلَ من الخُوص ) .
وصخ : ( *!الوَصَخُ محرّكةً : الوَسَخُ ) ، لُغةٌ فيه ، وأَنكرها جمَاعَة .

____________________

(7/365)


وضخ : ( *!الوَضُوخِ بالفتح : الماءُ ) يكون ( في الدَّلوِ شَبِيهٌ بالنِّصف ) . و ( قد *!وَضَخَهَا ) ، أَي الدَّلْوَ ( *!وأَوضَخَهَا ) ، قال :
في أَسْفَلِ الغَرْب *!وَضُوخٌ *!أَوْضخَا
وا*!لوَضُوخُ دونَ المِلْء *!وأَوضخَ بالدَّلو إِذا استَقَى فنفح بها نَفْحاً شديداً ، وقيل استقَى بها ماءً قليلاً . *!وأَوضَخْت له ، إِذا استقَيْتَ له قليلاً ، واسم ذلك الشيْءِ الّذي يُستقَى به الوَضُوخُ .
( *!والمُوَاضَخَةُ *!والوِضَاخُ : المُباراةُ في الاستِقَاءِ ) ثم استُعِيرَ في كلِّ متباريين . ( و ) الوِضَاخ أَيضاً المباراةُ في ( العَدْوِ ) والمبالغَةُ فيه ، وهو مَجاز . ( و ) *!المُوَاضَخةُ *!والوِضاخُ : ( أَنْ تَسِير كسَيْرِ صاحبِكَ ) وليس هو بالشَّديد ، كما قيَّده الجوهريّ . وقال الأَزهريّ : *!المُواضخة عند العَرَب : المُعَارَضةُ والمُباراة ، وإِن لم يكن مع ذالك مُبالغةٌ في العَدْو ، وأَصله من *!الوَضوخ كما قاله الأَصمعيّ :
( *!وأَوْضَخَ له : استَقَى قليلاً ) من الماءِ . ( و ) *!أَوضَخَ ( البِئرُ : قَلَّ ماؤُها ) ، من النّضْح .
( *!والتَّواضُخ : التَّبَارِي في السَّقْيِ والسَّيْر ) ، وفي الأَخير مَجاز ، يقال *!تَواضَخَ الرَّجلانِ ، إِذا قامَا جَميعاً على البِئر يتَباريان في السَّقْيِ . *!وتَواضخَتِ الإِبلُ : تَبارَتْ في السَّير . وتَواضخَ الفَرَسانِ : تَبارَيَا .
*!ووُضَاخ : جَبلٌ معروف ، والهمز أَكثر ، يصرَف ولا يُصرَف . وقال الأَزهريّ *!أُضَاخ اسمُ جبلٍ ذكَره أَمرُؤُ القَيس في شِعرٍ له يَصفُ بَرْقاً شامَهُ من بعيد :
فلمَّا أَنْ علاَ كَنَفَيْ أُضَاخٍ
وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقهِ فحَارَا
وطخ : ( *!تَوَاطَخَ القَوْمُ الشَّيْءَ : تَداوَلُوهُ بَيْنَهُم ) .

____________________

(7/366)


ولخ : ( *!الوَليخُ : ثَوْبٌ من كَتّانٍ ) .
( و ) يقال ( أَرْضٌ*! وَلِخَةٌ ) ، كَفَرِحَةٍ ، ( *!ووَلِيخَةٌ ، *!ومُؤتَلِخَةٌ : وَرِخَةٌ ) . *!وأَوْلخَ العُشبُ : طال وعظُمَ .
( *!والوَلِيخة : اللّبنُ الخاثِر ، والوَحَلُ ) ، كالوَتيخة .
( *!واسْتَوْلَخَتِ الأَرضُ : ابتلَّتْ ) ، كاستَوْرَخت . *!والوَلَخُ من العُشْب : الطَّوِيل . *!ووَلَخه *!وَلْخاً : ضَرَبَه بباظن كَفِّه . *!وائتَلخَ الأَمرُ : اختلَطَ .
ومخ : ( *!الوَمْخَةُ : العَذْلَةُ المُحْرِقة ) ، عن ابن الأَعرابيّ . قال الأَزهريْ : ( و ) الأَصل في *!الومْخَة ( الوَبْخة ) ، قُلبت الباءُ ميماً لقرب مَخرجيهما ، وقد تقدّم .
ويخ : (*! وَيْخٌ ووَيْحٌ ووَيْسٌ ووَيْهٌ ووَيْلٌ ووَيْبٌ أَخواتٌ ومالهنَّ سابعٌ ) ، قد يقال لهنّ سابع ، وهو : وَيْكَ بمعنى وَيْلَكَ ، على رَأْي الكوفيّين ، وذكرت كلّ واحدةٍ في مَحلّها .
أَمّا وَيْخ ، بالخَاءِ المعجمة ، فقد أَنكرَها أَكثَرُ اللُّغويِّين ، ومَن أَثبتَها صرَّحَ بأَنّها لُثغة أَو لَحنٌ . وأَمّا ويه فإِنّه اسم فِعْلٍ أَو صَوْت ، لا كوَيْح في الدّلالة على التّرحُّم ، فإِنّمَا أَورده لمشابهته في الوَزْن ، قاله شيخنا .
وقد نَظمْتها في بيتين :
وَيْخٌ *!ووَيْحٌ ثم وَيْسٌ بَعْدَهُ
وَيْهٌ ووَيْلٌ ثمّ وَيْبٌ عُدَّهُ
سِتٌّ تمامٌ مالهنَّ سابعُ
يُدْرَى لهاذَا مَنْ لقَولِي سامِعُ
2 ( فصل الهاءِ ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
هبخ : ( الهَبَيَّخَة ، كعَمَلَّسة : الجارِيَةُ ،
____________________

(7/367)


والمُرضِعة والنَّاعمة التَّارَّة الممتلِئةُ ) ، عن ابن سيده في ( المحكم ) . وكلُّ جاريةٍ بالحِميريَّةِ هَبَيَّخةٌ . قال الَّليث : أُهملت الهاءُ مع الخاءِ في الثلاثيّ الصّحيح إِلاّ في مواضِعَ ، هبخ منها .
( والهَبَيَّخُ ، كعَمَلَّسٍ : الأَحمقُ المُسْتَرخِي ، ومَنْ لا خَيْرَ فيه . و ) الهَبَيَّخ أَيضاً : ( الوادِي العَظيمُ ، والنَّهْرُ الكَبِيرُ ) ، عن السِّيرَافيّ . ( و ) الهَبَيَّخ : ( وادٍ ) بعَينِه ، عن كُراع . ( و ) الهَبَيَّخُ : ( الغُلامُ النّاعِم ) ، بلُغة حِمْير . وفي النّوادر : امرأَةٌ هَبيَّخةٌ وفتًى هَبيَّخٌ ، إِذا كَانَ مُخْصِباً في بَدَنه حَسَناً . قال الأَزهريّ : كلّ ما في هذا الباب فالباءُ قبّلَ الياءِ .
( والهَبَيَّخَي : مِشْيَةٌ في تَبختُرٍ ) وتهادٍ ( وقد اهبَيَّخَ ) وأَنشد الأَزهريّ :
جَرَّت عليه الرِّيحُ ذَيلاً أَنبَخا
جَرَّ العَرُوسِ ذيلَها الهَبيَّخا
ويقال اهْبيَّخَت المرأَةُ في مَشْيِها اهْبِيَّاخاً وهي تَهْبَيّخُ .
هخخ : ( *!هِخْ ، بالكسر : حِكَايَةُ صَوتِ المُنتخِّم ) . ولا يُصَرّفُ منه فِعلٌ لِثقَله على اللِّسَان وقُبْحه في المنطق ، إِلاّ أَن يُضطَرَّ شاعر .
هيخ : ( *!هِيخِ ، بالكسْر ) كلمةٌ ( تقالُ عِندَ إِنَاخةِ البَعِير ) *!هِخْ هخْ إِخْ إِخْ .
( *!وهَيَّخَ الهَرُيسةَ *!تَهييخاً : أَكثَرَ وَدَكَها ) ، عن كُرَاع ، وأَنشد محمّد بن سَهْل للكُميت :
إِذا ابتَسرَ الحَربَ أَخْلامُهَا
كِشَافاً *!وهَيَّخَتِ الأَفْحُلُ
يقول : ذُلِّلت هاذه الحَرْبُ للفُحولة فأَناخَتْها . *!وهَيَّخت ( النَّاقَةُ ) : أُنِيختْ ليقْرَعَها الفَحْلُ ، قاله محمّد بن سهْل .
( و ) *!هَيَّخَ ( التَّيْسَ : حَثَّهُ على السِّفَاد ) . *!وهَيَّخ الفَحْلُ إِذا أُنيخَ
____________________

(7/368)


ليَبْركَ عليها فيضْرِبَها . وقيل التّهييخُ : دُعَاءُ الفَحْل للضِّرَاب .
( *!والهِيَّخُ ، كقِنَّب : الجَملُ الّذِي إِذا قيل له هِيخِ هَدَرَ ) .
2 ( فصل الياء ) مع الخاءِ المعجمة ) 2
( يَتَاخٌ (*!يتاخ )، كسَحابٍ : ع أَو قَبيلةٌ ، ومنها أَحمدُ بن محمّدِ بن يَزِيد *!-اليَتَاخِيُّ ) الوَرّاق ( المحدِّث ) ، روَي عن شَبابةَ بن سَوّار وعبد الله بن الفَرَج ، وعنه أَبو بكرٍ الشافعيّ .
يثخ : ( ) *!يثخ . . . أَهملَه المصنّف ، جاءَ منها المِيثَخة : الدَّرّه التي يُضْرَب بها ، عن ثعلب ، وقد تقدّم في وتخ .
يفخ : ( *!يَفَخَهُ ) ، كمَنَعَهُ ، لمكان حرّف الحلْق ، أَو كنصَر ، كما هو مقتضَى قاعدَة إِطلاقِه ، أَو كضَرَبَ ، إِلحاقاً له بالواويّ كوَعَدَ ، ومعناه ( أَصابَ *!يافُوخَه ، فهو *!مَيْفُوخ ) ، وقد تقدّم ذكر *!اليافوخ في الهمز ، وإِنما أَعادَه هنا لبيانِ أَنَّه يائِيٌّ على رأْي المصنّف ، وهو مُلتَقَى عَظْمِ مُقدَّمِ الرأْسِ ومُؤَخَّره . قال ابنُ سيده : لم يشجِّعنا على وَضْعه في هاذا الباب إِلاّ أَنَّا وَجَدْنا جَمْعَه *!يَوافيخ ، فاستدلَلْنا بذلك على أَنّ يَاءَه أَصليّة .
وفي ( الأَساس ) . وَطِىء فُلانٌ *!يَوافيخَ القُرُوم : سُلِّمَت له السّيادةُ والعلُوُّ . ومَسَّ بيافُوخِه السِّماكَ . ومن المجاز : صَدَعُوا يا فُوخَ اللَّيْلِ ، إِذا أَدْلَجُوا .
ينخ : ( *!أَيْنَخَ النَّاقَةَ : دَعَاها للضِّراب ) ، وفي نسخة : إِلى الضراب ، ( فقال لها ، *!إِينَخِ إِينَخِ ) ، قال الأَزهريُّ : هاذا زَجرٌ لها ، كقولك : *!إِخْ إِخْ .
يوخ : ( *!يَوْخٌ ) : بفتُحِ فسُكون ، ( ذَكَره اللِّيْثُ ) كما ، نقلَه عنه جماعة مِن أَئمَّة الصَّرفِ ( ولم يُفسِّره ) ، وصَرَّحوا
____________________

(7/369)


بأَنّه لا معنَى له ( وقال : لم يَجىء على بنائها غير يَوْمٍ فَقطْ ) ، وقال أَربابُ التَّحقيقِ : الظّاهر أَنّه تَحرَّفَ على اللَّيث وصَحّفه ، لأَنّه كثير التصحيف والصَّواب أَنّه بالحاءِ المهملة . اسمٌ للشّمس ، كما مرَّ ، وأَن ياءَه تَحتيّة ، كما للأَكثر ، أَو مُوحَّدة ، كما قاله جماعة ، أَو هو بهما ، كما مرَّ مبسوطاً .
وبهاذا تمّ حرفُ الخاءِ ، والله تعالى أَعلم .

____________________

(7/370)


1 ( باب الدال المهملة ) 1
2 ( فصل الهمزة ) من باب الدال ) 2
( الدَّال ) المهملة حَرفٌ من الحروف المَجهورة ، ومن الحروف النِّطْعِيّة ، وهي والطّاءُ والتّاءُ ، في حَيِّزٍ واحدٍ . قال شيخنا نقْلاً عن أَئمّة اللُّغةِ والتصريف : إِنّها أُبدِلتْ باطّرادٍ من تاءِ الافتعال وفُروعَه ، وإِذا كانت الفاءُ زاياً كازدادَ وازدارَ وازدجَرَ وازدَحمَ ونحوها ، أَو ذالاً معجمةً كاذَّ كرَواذَّخَرَ ، أَو دالاً مهملة مثلها كادَّرَأَ ، وادّفعَ ، وهاذا من قبِيل بدل الإِدغام .
وقد أُبدِلَت بغير اطّرادٍ مع الجيم نحو : اجْدَمَعُوا لغة في اجتمعوا ، قاله جماعة ، ونقلهُ ابن أُمِّ قاسمٍ .
شوزاد ابن القَطّاع أَنّها تُبدَلُ من تاءِ الضّمير الواقِعَة بعد الدّال ، كَجَلَدُّ ، في جَلدْتُ ، وبعد الزّاي ، قالوا في جُزْتُ جُزْدُ . قال : وكذا أَبدلوها من تاءِ تَوْلَج ، فقالوا فيه دَوْلَج ، وهو غيرُ مَقيسٍ . ووردَتْ أَيضاً بدلاً من الطَّاءِ شُذوذاً ، قالوا في مرطاً : مرداً ، ذكره شُرّاحُ التسهيلِ .
2 ( فصل الهمزة ) مع الدال المهملة ) 2
أَبد : ( *!الأَبَدُ ، محرَّكَةً : الدَّهْرُ ) مُطلقاً ، وقِيل : هو الدَّهرُ الطَّويلُ الّذي ليس بمحدودٍ . ( ج *!آبَادٌ *!وأُبُودٌ ) ، ونقلَ الشِّهاب عن الرَّاغب أَنّ ( آباد ) مُوَلَّد ليس من كلام العرب .
( و ) الأَبَدُ ( : الدَّائم ) . يقال *!أَبَدٌ *!آبِدٌ *!وأَبِيدً ، أَي دائمٌ . ( و ) الأَبَدُ ( : القَدِيمُ الأَزَليُّ ) . وقالوا في المثَل : ( طَالَ الأَبَدُ على لُبَد ) يُضْرَبُ لكلّ ما قَدُمَ . قال الرَّاغب في المفردات : الأَبَدُ ، بالتحريك ، عبارةٌ عن مدّة الزّمانِ الممتَدّ الّذي لا يَتجزّأُ كما يتجزَّأُ الزَّمَان ، وذالك أَنّه يقال زَمانُ كذا ، ولا يقال أَبدُ كذا . وكان حقُّه أَن لا يُثنَّى ولا يِجْمَع ، إِذْ لا يُتَصوّر حُصولُ أَبد آخر يُضَمّ إِليه فيُثنَّى ، ولاكن قدْ
____________________

(7/371)


قيل : آبادٌ ، وذالك على حَسبِ تَخصيصِه ببعْصِ ما يَتناولُه ، كتَخصِيص اسم الجِنْسِ في بعْضِه ثمّ يثنى ويُجمع ، على أَنّه ذَكَرَ بعضُ النّاس أَن ( آباد ) مُولّد وليس من كلام العربِ العَرْباءِ .
( و ) الأَبَدُ : ( الوَلَد الّذي أَتَتْ عليه سَنَةٌ ) .
( و ) قولهم : ( لا آتِيهِ أَبَدَ *!الأَبَدِيَّةِ وأَبَدَ *!الآبِدِينَ ) ، بالمدّ ، ( وأَبَدَ الأَبَدِينَ ، كأَرضِينَ ) وهاذه عن الصّاغانيّ ، وليس على النَّسب ، لأَنّه لو كان كذالك لكانُوا خُلَقَاءَ أَن يقولوا الأَبَدِيِّينَ . قال ابن سِيده : ولم نَسمعه . قال : وعندي أَنّه جمْع الأَبَدِ ، بالواو والنون على التَّشنيع والتَّعظيم ، كما قالوا أَرَضونَ ( *!وأَبَدَ *!الأَبَدِ ، محرّكةً ، *!وأَبَدَ *!الأَبِيدِ ، وأَبَدَ الآبادِ ) ، وفي شرْح شيخنا : قالوا : وقد يضافُ المُفرد لجمْعه للمبالغَة ، كأَنّه ثابتٌ في غيره بالنِّسبة إِليه ، كأَبَدِ الآبادِ وأَزَلِ الآزالِ ، كذا نقلَ من خطّ السَّيف الأَبهريّ . وفي شرْح الخلاطيّ أَنَّ ذِكْر الآبادِ تأْكيد ، كذا بخطّ الشِّهَاب . ( وأَبَدَ الدَّهْرِ ، *!وأَبِيدَ الأَبِيدِ ، بمعنًى ) ، أَي هاذه التَّراكيبُ كلُّهَا بمعنَى تأَكيد دَوامِ الأَمرِ الذي أَتَى به .
وفي حديث الحَجِّ : ( قال سُرَاقةُ بن مالكٍ : أَرأَيْت مُتْهَتنا هاذه أَلِعامِنَا أَمْ *!للأَبَدِ ، فقال : بل هي للأَبَد ) وفي رواية ( أَمْ لأَبَدٍ ؟ فقال : بل هي لأَبد *!أَبدٍ ) وفي أُخرَى ( بلْ *!لأَبدِ الأَبَدِ ) أَي هي لآخرِ الدّهر .
وأَبَدٌ أَبيدٌ كقولهم : دَهرٌ دَهيرٌ .
( *!والأَوابِدُ : الوُحُوشُ ) ، الذَّكرُ *!آبِدٌ والأُنثَى *!آبِدةٌ ، سُمِّيَت بذالك لبقائها على الأَبد . وقال الآصمعيّ ( لأَنَّها لم تَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهَا ) قطّ ، إِنّمَا مَوتُها عن آفَةٍ ، وكذالك الحَيّةُ ، فيما زَعَمُوا ، ( *!كالأُبَّدِ ) ، بضمّ فتشديد ، *!والأُبُودُ كالأَوابِد . قال ساعدة بن جؤية :
أَرَى الدّهْرَ لا يَبقَى على حَدَثَانِه
*!أُبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَة جَلْعَدُ
( و ) من المجاز : جاءَ فُلانٌ *!بآبِدةٍ ،
____________________

(7/372)


أَي داهِيَة يَبقَى ذِكْرُهَا على الأَبَد ، وجمعها الأَوابِد ، وهي ( الدَّوَاهِي ، و ) الأَوابِد أَيضاً ( القَوَافِي الشُّرَّدُ ) ، مَجاز . قال الفرزدق :
لن تُدرِكُوا كَرَمِي بلُؤْمِ أَبيكمُ
*!-وأَوابدِي بتَنحُّلِ الأَشعارِ
( وأَبِدَ ) عليه ، ( كفَرِحَ : غَضِبَ ) كعَبِدَ وأَمِدَ ، ووَمِدَ ، ووَبِدَ ، أَبَداً وعَبَداً وأَمَداً ووَمَداً ووَبَداً .
( و ) *!أَبِدَ البَهِيمُ *!يَأَبَد *!أُبُوداً ، *!وتأَبّدَ *!تأَبُّداً : ( تَوَحَّشَ ) . والتّأَبُّد : التّوحُّشُ ، وكذلك أَبِدَ الرّجلُ ، بالكسر : تَوحّشَ ، فهو أَبِدٌ .
( وأَتَانٌ ) *!أَبِدٌ . في كلِّ عامٍ تلِد ، عن ابن شُميل . ( و ) قال أَبو منصور : ( أَمَةٌ *!إِبدٌ ، كإِبلٍ ) ، مسموعان . ( و ) عن أَبي مالِكٍ . ناقةٌ *!أَبِدُ مثْل ( كَتِفٍ . و ) رُوِيَ إِبْدٌ مثْل ( قِنْوٍ ) قال ، الأَزهريّ : وأَحسبهما لُغتين ، أَي ( وَلُودٌ ) ، قال ابنُ شُميل . وليس في كلام العرب فِعِلٌ إِلاَّ إِبِدٌ وإِبِلٌ ونِكِحٌ وخِطِبٌ ، إِلأ أَن يَتكلَّف متكلِّف فيَبنِيَ على هاذه الأَحْرف مالم يُسمعْ عن العرب . قال أَبو منصور : إِبِدٌ وإِبِلٌ ممسوعانِ ، وأَمّا نِكِحٌ خِطِبٌ فما سَمِعتُهمَا ولا حَفظتهما من ثقةٍ ، ولاكن يقال : نِكْحٌ وخِطْب .
( *!والإِبِدُ ، بكسرتين ) الجَوارِح من المَال . وهي (و الأَمَةُ ) والفرسُ الأُثنَى ( والأَتَانُ المتَوحِّشَة ) يَسكُنَّ البيداءَ يِنْتَجْن في كلّ عامٍ . وقالوا : لن يَبلغَ الجَدّ النَّكِد ، إِلاّ الإِبِد ، في كلِّ عامٍ تَلِد .
( *!والإِبِدَانِ : الأَمَةُ والفَرَسُ ) الأُنثَى ، لأَنَّهما تأْتِيانِ كلَّ عامٍ بولَدٍ ( و ) . قال أَبو مالك : ( ناقةٌ *!إِبِدَةٌ : وَلُودٌ ) وقد رُويَ بفتْح الهمزةِ أَيضاً .
( *!والأَبْيَدُ ) كحَيْدَرٍ : ( نَبَاتٌ ) مثْل
____________________

(7/373)


زَرْع الشَّعير سوَاءً ، وله سُنْبلة كسُنْبُلة الدُّخْنَةِ ، فيها حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ ، وهِي مَسمَنَةٌ للمال جِدًّا ، عن أَبي حنيفة .
( *!وأُبَّدَةُ ، كقُبَّرةٍ : د ، بالأَندلُس ) وصَرَّح الحافظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وغيرهما بأَنّ دال أُبَّدة معجمة ، وصَرَّحَ به البدْر الدّمامينيّ في حَواشِي المغنِى . قلت : وفي لُبّ اللُّباب والتكملة إِهمال الدال كما للمصنّف .
( *!ومَأَبِدٌ كمَسجدٍ : ع ) بالسَّرَاة ، وهو جَبَلٌ ، ( وغلِطَ الجَوهريُّ فذكره في ميد ) ، وقد سَبقَه في هاذا التغليط الصّاغانيّ في التكملة ، وقد ضبط بالتحتيّة على ما ذَهبَ إِليه الجوهريّ في ( المعجم ) وفي ( المراصد ) ، فلا غلطَ كما هو ظاهرٌ ، ( وتَصحَّفَ عليه في الشِّعر الذي أَنشَدَع أَيضاً ) ، كما سيأْتي إِنشاده في ميد ، إِنْ شاءَ الله تعالى ، لأَبِي ذُؤَيب الهُذليّ . وقد يقال : قد رُوِيَ بهما ، فلا غَلَطَ ولا وَهَمَ .
( و ) أَبِدَ الرَّجلُ و ( تَأَبَّدَ : تَوحَّشَ . و ) *!تأَبَّد ( المَنْزِلُ : أَقْفَرَ ) وأَلِفَتْه الُحُوشُ . ( و ) تأَبَّدَ ( الوَجْهُ : كَلِفَ ) ونَمِشَ . ( و ) تأَبَّدَ ( الرَّجلُ : طالتْ غُرْبَتُه ) ، وفي نُسخة : عُزْبَته ، بالعَيْن المهملة والزّاي ، وهو الصواب ، ( وقَلَّ أَرَبُهُ ) ، أَي حاجتُه ( في النِّساءِ ) ، وليس بتصحيف تأَبَّلَ ، قاله الصّاغانيّ .
( *!وأَبَدَت البَهيمةُ *!تَأْبِدُ ) ، بالكسر ، ( *!وتَأْبُدُ ) ، بالضّمّ ( : تَوَحَّشَت ) ، وكذا *!تأَبَّدَتْ . ( و ) *!أَبَدَ ( بالمَكَانِ *!يَأْبِدُ ) ، بالكسر ، ( *!أُبُوداً ) ، بالضّمّ ( : أَقامَ ) به ولم يَبرَحْهُ . *!وأَبَدْت به *!آبُدُ *!أُبُوداً ، كذلك ( و ) من المَجاز : أَبَدَ ( الشَّاعرُ ) يأْبِدُ أُبُوداً ، إِذا ( أَتَى بالعَويصِ في شِعرِه ) وهي الأَوابدُ والغرائبُ ( وما لا يُعرَف مَعناهُ ) على بادِىءِ الرَّأَي .
و ( نَاقَةٌ *!مُؤبَّدة ، إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً ) ، من *!التأَبُّد وهو التّوحُّش .
( *!والتَّأَبِيد : التَّخْلِيد ) ، ويقال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً *!مُؤبَّداً ، إِذا جعَلَها حَبيساً لاتباعُ ولا تُورَث .
( و ) من المَجاز : جاءَ فُلانٌ *!بآبِدة ،
____________________

(7/374)


أَي بأْمْر عظيمٍ تَنفِر منه وتَستوْحِش .
( *!والآَبِدَة ) : الكلمة أَو الفَعْلَةُ الغريبةُ ، ( والدَّاهِيَةُ يَبْقَى ذِكرُهَا *!أَبداً ) ، أَي على الأَبدِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الأَوابِدُ ، للطَّيْر المقِيمةِ بِأَرْضٍ شِتَاءَهَا وَصَيْفَهَا ، من أَبَدَ بالمكان *!يأَبِد فهو آبِدٌ . فإِذا كانت تَقْطَع في أَوْقاتها فهي قَوَاطِعُ . والايوابِدُ ضِدُّ القواطِعِ من الطّيْر .
وقال عُبَيْد بن عُمير : الدُّنيَا أَمَد ، والآخرةُ أَبَد .
*!وأَبِيدَةُ : كسَفينة : مَوضعٌ بين تِهامةَ واليمنِ . قال :
فمَا *!أَبِيدةُ من أَرْض فأَسكْنَهَا
وإِنْ تَجَاوَرَ فيها الماءُ والشَّجَرُ
أَتد : ( *!الإِتَادُ ، ككتَابٍ ) : حَبْلٌ يُضْبَطُ به رِجْلُ البَقَرَةِ ، إِذا حُلِبَتْ .
( *!وأَتَيْدَةُ ، كجُهَيْنَة : ع ) في ديَار قُضَاعَة بباديةِ الشأْمِ .
أَثد : ( *!الأُثيدَاءُ ) ، بالمثلّثة ، ( كرُتيْلاَءَ : مكانٌ بعُكَاظَ ) ، سُوقٍ معروفةٍ بالحجاز .
أَجد : ( *!الإِجاد ، ككِتَابٍ ) وغُرَاب ( كالطَّاقِ الصَّغيرِ ) ، وفي التّكملة : القصير .
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ *!أُجُدٌ ، بضمّتين : قَوِيَّةٌ ) ، وناقَةٌ *!أُجُدٌ : ( مُوَثَّقَةُ الخَلْقِ ) وناقةٌ أَجُدٌ ( : مُتَّصِلةُ فَقَارِ الظَّهْرِ ) ، تَراها كأَنّها عَظْمٌ واحد ، ( خاصٌّ بالإِناث ) ، ولا يُقَال للجَمَل أُجُدٌ .
( *!وآجَدَهَا اللَّهُ تعالى ) فهي مُؤْجَدةُ القَرَاء ، أَي مُوَثّقةُ الظَّهْرِ . ويقَال : الحمدُ لله الذي *!-آجَدَنِي بَعْدَ ضَعْق ، أَي قَوّانِي .
( وبناءٌ *!مُؤْجَد ) : وَثِيق ( مُحْكَم ) وقد *!أَجَدَه *!وآجَدَهُ .
( *!وإِجِدْ ، بالكسر ساكنة الدال : زَجْرٌ للإِبلِ ) وفي ( اللسان ) : من زجْر الخَيل .

____________________

(7/375)


أَحد : ( *!الأَحَدُ بمعنى الواحِدِ ) ، وهو أَوّل العَدد ، تقول *!أَحدٌ واثنانِ ، *!وأَحدَ عَشَرَ وإِحدَى عَشْرة . ( و ) *!الأَحَد : اسمُ علَمٍ على ( يَوْم من الأَيّام ) المعروفة ، فقيل هو أَوّل الأَسبوع ، كما مال إِليه كثيرون ، وقيل هو ثاني الأُسبوع ، تقول : مضَى الأَحدُ بما فيه ، فيفرَد ويذكَّر ، عن اللِّحيانيّ . ( ج *!آحَادٌ *!وأُحْدَانٌ ) بالضَّمّ أَي سَواءٌ يكون الأَحدُ بمعنَى الواحد أَو بمعنى اليوم ، ( أَو ليسَ له جَمْعٌ ) مطلقاً ، سواءٌ كان بمعنَى الواحدِ أَو بالمعنى الأَعمّ الّذِي لا يعرّف ، ويخاطب به كلُّ من أُريد خِطابُه . وفي العباب : سُئل أَبو العبّاس : هل *!الآحادُ جمْع أَحَدٍ ؟ فَقَال : مَعَاذَ الله ، ليس *!للأَحَد جمْعٌ . ولكن إِن جعلْته جمْع الواحد فهو محتمل كشاهِد وأَشْهادٍ . ( أَو الأَحَدُ ) ، أَي المعرّف باللام الذي لم يُقْصَد به العَدد المركّب كالأَحدَ عشرَ ونحوِه ( لا يُوصَفُ به إِلاَّ ) حَضرةُ جنابِ ( الله سُبحانه وتعالى ، لخُلوص هاذا الاسمِ الشَّرِيفِ له تعالَى ) . وهو الفَرْد الّذِي لم يَزَلْ وَحْدَه ولم يكن معه آخَرُ . وقيل *!أَحَدِيَّته معناها أَنّه لا يَقبَل التَّجزِّي ، لنَزاهَته عن ذالك . وقيل : الأَحَدُ الّذي لا ثانىَ له في رُبُوبيّته ولا في ذاتِه ولا في صِفاته ، جلَّ شأْنُه . وفي ( اللسان ) : هو اسمٌ بُنِيَ لنفْيِ ما يُذكَر معه من العَدد ، تقول : ما جاءَني أَحدٌ ، والهمزة بدلٌ من الواو ، وأَصلُه وَحَدٌ ، لأَنُّه من الوحْدة .
( ويُقَال للأَمْرِ المُتَفَاقِم ) العَظيم المشتَدّ الصَّعْبِ الهَائل : ( إِحْدَى ) مأَنّث ، وأَلِفُه للتأْنيث ، كما هو رأْيُ الأَكثرِ ، وقيل للإِلحاق ( *!الإِحَدِ ) ، بكسْر الهمزة وفتْح الحاءِ كعِبَرٍ ، كما هو المشهور . وضَبطَه بعضُ شرّاح التسهيل بضَمَ ففتْح ، كغُرَفٍ . قال شيخنا : والمعروف الأَوّل ، لأَنّه جمعٌ *!لإِحدَى ، وهو مكسورة ، وفِعْلَى مكسوراً لا يُجمَع على فُعَل ، بالضّمّ . وقصْدُهم بهاذا إِضافة المفرد إِلى جَمْعه مبالغةً ، على ما صَرّحُوا . قال الشِّهاب : وهاذا الجمْع وإِنْ عُرِفَ في المؤنّث بالتاءِ لاكنّه جُمِعَ به المؤنَّث بالأَلف حَمْلاً
____________________

(7/376)


لها على أُختها ، أَو يُقدَّر له مُفرَد مُؤنّث بهاءٍ ، كما حَقّقَه السُّهَيليّ في ذِكرَى وذِكَرٍ .
( وفُلانٌ أَحَدُ *!الأَحَدِينَ ) ، محرّكةً فيهما ، ( *!وواحدُ الأَحَدِينَ ) ، هاكذا في النُّسخ ، والّذِي في نُسخةِ شيخِنا : واحَدُ ا*!لواحِدينَ . وفي التكملة : واحدُ *!الإِحَدِين بكسْرٍ ففتْح . وهما جمْع أَحَدٍ وواحدٍ وأَنشد قول الكُميت :
وقدْ رَجَعُوا كحَيَ *!واحِدِينا
وسُئلَ سُفيانُ الثَّوْرِيُّ عن سفيانَ بنِ عُيينةَ قال : ذاك أَحَدُ الأَحَدِينَ . قال أَبو الهَيثم : هاذا أَبلغُ المَدْح . قال ثمّ الظّاهر أَنَّ هاذا الجمع مستعملٌ للعُقَلاءِ فقط ، وفي شروح التّسهيل خِلافه ، فإِنّهم قالوا في هاذا التركيب : المرادُ به إِحدَى الدواهِي ، لاكنّهم يَجمعُونَ ما يَستعظمونه جمْع العقلاءِ ، ووَجْهُه عند الكوفيّين : حتّى لا يُفرَّقَ بينَ القِلَّة والكثْرة . وفي ( اللُّباب ) : ما لا يَعقِل يُجمَع جمْعَ المذكَّرِ في أَسماءِ الدَّواهِي ، تنزيلاً له مَنزِلة العُقَلاءِ في شِدَّة النِّكاية ، ( *!وواحِدُ *!الآحادِ ، *!وإِحْدَى *!الإِحَدِ ) ، هو كالسابِق إِلاّ أَن ذاك في الدّواهِي وهذا في العاقِل الّذي لا نَظير له . وضبطوه بالوجهين كما مَرّ . قال رجلٌ من غَطفَان .
إِنّكُمُ لنْ تَنْتَهوا عن الحَسَدْ
حتَّى يُدِلِّيكُم إِلى إِحْدَى الإِحَدْ
وتَحْلُبُوا صَرْماءَ لم تَرْ أَمْ وَلَدْ
قال شيخنا : ولم يُفرِّقوا في الإِطلاق ولا في الضَّبط ، بل هو بالوجهَين في الدَّواهِي ومَنْ لا نَظير له من العقَلاءِ ، والفرْق بينهما من الكلام كما سيأْتي بيانُه . ( أَيْ لا مِثْلَ له ، وهو أَبْلَغُ المدْحِ ) ، لأَنّه جَعلَه داهِيَةً في الدَّواهِي ومُنفرِداً في المنفرِدين ، ففضَّله على ذوِي الفضائل لا على المطلَق مع إِبهامِ إِحدَى وأَحَد الدّال على أَنّه لا يَدرِي كُنْهَه . قال الدّمامينيّ في ( شرح التسهيل ) : الّذي ثبتَ استعمالُه في المدْح أَحَد وإِحدى مضافَين إِلى جمْعٍ من لَفظهما كأَحد وأَحدِين ،
____________________

(7/377)


أَو إِلى وَصْف ، كأَحد العلماءِ ، ولم يُسمع في أَسماءِ الايجناس ، انتهى . قال ابن الإِعرابيّ : قولهم ذاك أَحَدُ الأَحدِين أَبلغُ المدْح . ويقال : فلانٌ وَاحدُ الأَحدِين ، وواحدُ الآحادِ . وقولهم هذا إِحدَى الآحادِ ، قالوا : التأْنيث للمبالَغة بمعنَى الدّاهيةِ ، كذا في ( مجمع الأَمثال ) . وفي ( المحكم ) : وقوله :
حتَّى استثارُوا بيَ إِحدى الإِحَدِ
لَيثاً هِزَبراً ذا سِلاحِ مُعتدِى
فسَّره ابن الأَعرابيّ بأَنه واحدٌ لا مِثْلَ له .
( و ) الفرْق بين إِحدَى الإِحَد هاذا وإِحدَى الإِحدِ السابقِ بالكلام ، تقول : ( أَتَى*! بإِحْدَى الإِحَدِ ، أَي بالأَمْرِ المُنْكَرِ العظيمِ ) ، يقال ذالك عند تَعظيم الأَمرِ وتهويلِه ، ويقال فلان إِحْدَى الإِحَد ، أَي واحدٌ لا نَظيرَ له ، قاله ابن الإِعرابيّ ، فلا فَرْقَ في اللّفظ ولا في الضّبط ، وبه تَعلم أَنّه لا تَكرارَ ، لأَنّ الإِطلاقَ مختلِفٌ ، فهو كالمشترَك ، لأَنّه هنا أُريدَ به العُقَلاءُ ، وهو غير ما أَريدَ به في الأَمْرِ المتفاقِم ، وأَنْثوه حَمْلاً على الدّاهِية ، فكأَنّه قيل : هو داهِيَةُ الدَّوَاهِي . والدَّاهِيَة من الدّهَاءِ وهو العَقْل ، أَو ممزوجاً بمكْر وتَدبيرٍ ، أَو من الدّاهيَة المعروفَة ، لأَنّه يُدْهشُ مَن يُنازِلُه ، كذا في ( شروح الفصيح ) . قال الشِّهَاب : وظَنّ أَبو حَيَّانَ أَنَّ أَحدَ الأَحَدِينَ وَصْفُ المذكَّرِ وإِحدَى الإِحَدِ وَصْفُ المؤنَّثِ ، ورَدَّه الدّمامينيّ في ( شرْح التَّسهيل ) . قال في ( التسهيل ) : ولا يُستعمل إِحدَى من غير تَنْيُيف دون إِضافَةٍ ، وقد يقال لما يُستعطَم ممَّا لا نَطيرَ له : هو إِحدَى الأَحَدِين وإِحْدَى الإِحَدِ . قال شيخنا : وهاذا لعلّه أَكثرِيٌّ وإِلاّ فقد وَرَدَ في الحديث : ( إِحدى مِن سَبْعٍ ) ، وفسّروه بلَيالِي عادٍ ، أَو سنى يُوسفَ عليه السّلامُ ، كما في الفائق وغيره . قلت : وهو في حديث ابن عبّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ، وبُسطَ في النهاية .
( وأَحدَ ، كسَمعَ : عَهدَ ) ، يقال :
____________________

(7/378)


أَحِدْتُ إِليه ، أَي عَهِدْت . وأَنشد الفرَّاءُ :
سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْد الّذي أَحِدُوا
يريد بالعَهْد الذي عَهِدوا ، كما في ( اللّسان ) في وحد . قال الصّاغانيّ : قَلَبُوا العَين هَمزةً والهاءَ حاءً ، وحُرُوف الحلق قد يُقَام بعْضُها مُقامَ بعضٍ .
( وأُحُدٌ ، بضمَّتين ) ، وقال الزُمحشريّ : رأَيْت بخطّ المبرّد : أُحْدٌ ، بسكون الحاءِ منوّن ( جَبَلٌ بالمَدِينة ) ، على ساكِنهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام ، وفيه وَرَدَ ( أُحُدٌ جَبَلٌ يُحبُّنَا ونُحِبُّه ) قال شيخنا : وأَنكرَه جَماعَةٌ وقالوا إِنّه لا يُسكَّن إِلاَّ في الضّرورة ، ولعلّ الذي رآه كذالك .
( و ) أَحَد ، ( محرَّكَةً : ع ) نَجْديٌّ ، أَو هو كزُفَر ، كما ضبطَه البَكريّ .
وسُوقُ الأَحَد : موضعٌ ، منه أَبو الحُسَيْن أَحمَدُ بن الحُسين الطَّرسُوسيّ ، روَى عَنْه ابنِ الأَكفانيّ ، توفي سنة 461 ( أَو هو مُشدَّد الدّالِ ) جَبَلٌ ، ( فيذكر في حدد ) إِن شَاءَ الله تعالى .
( *!واسْتَأْحَدَ ) الرَّجلُ ( واتَّحَدَ : انفَرَدَ ) .
( و ) قَول النّحويّين ( جاءُوا أُحَادَ *!أُحَادَ ، ممنوعَين للعَدْل ) في اللّفظ والمعنَى جميعاً ، ( أَي واحِداً واحِداً ) .
( و ) يقال : ( ما *!اسْتَأْحَدَ بِه ) أَي بهاذا الأَمرِ : ( لم يَشْعُرْ ) به ، يَمانيَة .
( وأَحَّدَ العَشَرَةَ تأْحيداً ، أَي صَيَّرَهَا أَحَدَ عَشَرَ ) ، حكَى الفرّاءُ عن بعض العرب : معي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهُنَّ ، أَي صيِّرهنَّ أَحَدَ عَشَرَ ( و ) أَحَّدَ ( الاثنينِ ، أَي ) صيَّرَهما ( واحدةً ) ، وفي الحديث : ( أَنّه قال لرَجل أَشارَ بسَبَّابتَيه في التَّشهُّد : *!أَحِّدْ أَحِّد ) ، أَي أَشِرْ بإِصْبع واحدة .
( ويقال : ليس للواح تَثنيةٌ ولا للاثنين واحدٌ من ) لفْظه و ( جِنسِه ) ، كما أَنَّه ليس للأَحد جمْعٌ . هو من بقيّة قَول أَبي العبّاس أَحمد بن يَحيى ثعلب ، وقد نقلَه الشِّهاب في ( شرْح الشِّفَاءِ ) . قال شيخنا : وهو قد
____________________

(7/379)


يَخالِف قَولَ المصنّف فيما يأْتي ، أَو الواحد قد يُثنّى ، كما سيأْتس .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَحَدٌ النَّكرة ، فإِنّه لم يَتعرّض لها ، قال الجوهريّ : وأَمّا قَولهم : ما بالدّار أَحدٌ ، فهو اسمٌ لمَن يصلح أَن يُخَاطَب ، يَستوي فيه الواحدُ والجمْع والمؤنَّث . وقال تعالى : { 7 . 021 لستن *!كأَحَدٍ من النساء } ( الأَحزاب : 33 ) . وقال : { فَمَا مِنكُم مّنْ *!أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } ( الحاقة : 47 ) . وفي حواشِي السَّعْدِ علَى الكشّاف أَنّه لا يقع في الإِثبات إِلاّ بلفظ كلّ . وقال أَبو زيد : يقال : لا يَقوم لهاذا الأَمرِ إِلاّ ابنُ إِحداهَا . أَي الكريمُ من الرّجال .
أَخد : ( *!المِسْتَأْخِدُ ) ، بالدال المهملة ، مِن أَخد ، أَهملَه الجوهريّ ونقلَه الأَزهريّ عن الّليث ، قال : هو ( المُسْتَكِينُ ) . وقال : مَريضٌ *!مَستأْخِدٌ : مُستَكين ( لمَرضِهِ ، أَو الصَّوَابُ ) أَنّه ( بالذال ) المعجمة ، والدّال تَصحيف ، قاله أَبو منصور ، ( و ) هو الذّي يَسيل الدَّمُ من أَنْفه ، و ( المُطَأْطِىءُ رأْسَه من رَمَدٍ أَو وَجَعٍ ) ، قال : وهاذَا كلّه بالذال المعجمة ، ومَوضعها باب الخاءِ والذال .
أَدد : ( *!الإِدُّ *!والإِدَّةُ بكسرهما : العَجَبُ والايمرُ الفظيعُ ) العظيم ( والدَّاهِيَة . و ) الأَمْرُ ( المُنْكَر ، *!كالأَدّ ، بالفتح ) هاكذا في سائر النُّسخ ، والّذي في ( اللِّسان ) : وكذالك *!الآدُّ ، مثل فاعل فلينظَر . ( ج ) أَي جمْع *!إِدُّ ( *!إِدَادٌ ) ، بالكسر ، ( و ) جمْع *!إِدَّةٍ ( *!إِدَدٌ ) ، بكسْر ففتْح .
( *!والأَدُّ ) ، بالفتح ، ( *!والإِدُّ ) ، بالكسر ، ( *!والآدُّ ) ، مثْل فاعل ( : الغَلَبَة ) والقَهْر ( والقُوَّةُ ) ، قال :
نَضَوْنَ عَنّي شِدّةً *!وإِدَّا
منْ بعْد ما كُنْت صُمُلاًّ نَهْدَا
وأَمرٌ *!إِدٌّ ، وُصِفَ به ، كذا عن اللِّحياني . وفي التنزيل : { 7 . 021 لقد جئتم شيئا *!إدّاً } ( مريم : 89 ) قَراءَة القرّاءِ *!إِدًّا ، بكسر الأَلف ، إِلاّ ما رُوِيَ عن أَبي عَمْرٍ و أَنّه قرأَ *!أَدًّا ، قال :
____________________

(7/380)


ومن العرب مَن يَقول : لقد جِئْت بشيّءِ *!آدَ ، مثْل مادَ ، قال : وهو في الوجوه كلَّهَا بشيْءِ : عظيمٍ .
( *!وأَدَّ البَعِيرُ ) *!يَؤُدُّ *!أَدًّا ، إِذا ( هَدَرَ . وَ ) *!أَدَّت ( النّاقَةُ ) والإِبلُ *!تَؤدّ *!أَدًّا ، إِذا رَجَّعَت الحَنينَ في أَجْوافهَا ، وعن كُراع : أَدَّت النّاقَةُ : ( : حَنَّتْ ) ومَدَّتْ لصَوتها .
( و ) *!أَدَّ ( الشّيْءَ ) والحَبْلَ *!يؤُدُّه *!أَدًّا : ( مَدَّهُ . و ) أَدَّ ( في الأَرض ) *!يَؤُدُّ أَدًّا ( : ذَهَب . و ) عن اللَّيث ( *!أَدَّتْه الدّاهيةُ *!تَؤُدُّه ) ، بالضّمّ ، ( *!وتَئِدُّه ) ، بالكسر ، والأَوّل هو القِياس والكسْر غريبٌ لا يعرَف ، قال ابن سيده : ( و ) إِرَى اللِّحيانيّ حكَى ( *!تَأَدُّه ) ، بالفتح ، فإِمّا أَن يكون بعنَى ماضِيَه على فَعِلَ ، وإِمَّا أَن يكون من باب أَبَى يأْبَى . وقد استغرَبه شيخنا جِدًّا ، لأَنَّه لم يطّلِع على نَص اللِّحيانيّ . وكلُّ ذلك معناهُ ( دَهَتْه ) . وكذا *!أَدَّه الأَمرُ *!يَؤُدُّه *!أَدًّا *!ويَئِدُّه ، إِذا دَهَاه .
( *!والتَّأْدُّدُ : التَّشّدّد ) ، *!كالأَدّ .
( *!وأُدَدٌ ، كعُمَرَ ، مصروفاً ) ، ولو قال كصُرَد لم يَحتج للتّطويل ببيان حُكْم إِعرابه ، ( و ) *!أُدُدٌ ، ( بضمَّتين ) ، لُغة فيه عن سيبويه : ( أَبو قَبيلةٍ ) من حِمْير وهو أُددُ بن زَيد بن كهَلانَ بن سَبَإِ بن حِمْيَر ، وقيل أُددُ بن زيد بن يَشجُب بن عَرِيب بن كهلانَ بن سَبَإِ بن يَشْجُب بن يعرُبَ بن قَحطانَ .
( *!وأُدٌّ ) بالضمّ ( ابنُ طابخَةَ ) بن الْياسِ بن مُضَرَ ( أَبو ) قَبيلةٍ ( أُخْرَى ) قال الشاعرُ :
*!أُدُّ بن طابخةٍ أَبونَا فانْسُبُوا
يَومَ الفَخارِ أَباً *!كأُدَ تُنْفَرُوا
قال ابن دُريد : أَحسب أَن الهمزة في أُدَ واوٌ ، لأَنّه من الوُدّ ، أَي الحُبّ ، فأَبدلت الواوُ همزةً ، كما قالوا أَقِّتَت وأُرِّخَ الكِتَابُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَدَدُ الطّرِيقِ : دَرَرُهُ .
*!والأَدُّ : صَوت الوَطْءِ . قال الشاعر :
يَتْبَعُ أَرْضاً جِنُّهَا يُهَوِّلُ
أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ
____________________

(7/381)



والأَدِيدُ : الجلَبَةُ . وشَدِيدٌ أَدِيدٌ إِتْبَاعٌ له . قال الأَزهريّ : وكان لقريش صَنَمٌ يَدعُونهُ وُدًّا ، ومنهم من يقول *!أُدّ ، وهي لُغة .
*!وأَدَّ البَعيرُ في سَيره *!يَئِدّ *!أَدًّا ، إِذا أَسرَعَ وسار سيراً شديداً .
أَرد : (*! أَرْدُ ) ، بفتْح فسكون ، أَهمله الجوهريّ وصاحب ( اللسان ) ، وقال الصاغانيّ : هي ( ة ببُوسَنْجَ ) ، منها محمّد بن عَيّاش ، روَى عن صالح بنِ سَهْلِ البُوسَنْجيّ ، وعنه أَبو الحسن الفالي . ( وبالضّمّ : ة بفارسَ ) : قريبةٌ من أَصْبهانَ ، منها أَبو الحَسن عليّ بنُ إِبراهيمَ بِن أَحمدَ الدامانيّ ، روى له المالينيّ .
( *!وأَرْدِسْتَان ) ، بفتح الأَوّل وكسْر الثالث وفَتْحِه : ( د قُرْب أَصْفَهَانَ ) منه أَبو محمد عبد الله بن يوسف بن أَحمَد الأَصفهانيّ نَزيل نيسابورَ ، توفِّيَ سنة 409 .
( *!وأَرْدَشيرُ ) ، قال الحافظ ابن حجر : هاكذا رَأَيْتُه في كتاب ( الذَّهبِيّ ) بخطّه ، ولم أَرَه في ( الإِكمال ) ولا في ( ذَيله ) ، وسَمعْت مَن يذكُره بالزَّاي ، ( من مُلوكِ المَجُوسِ ) المشهورين .
أَزد : ( *!أَزْدُ بنُ الغَوْثِ ) بن نَبْت بن مالِكِ بن كَهْلاَنَ بنِ سَبَإِ ( و ) هو أَسْد ، ( بالسِّين أَفصحُ ) ، وبالزّاي أَكثرُ . قال الوَزير في كتاب ( الإِلحاق بالاشتقاق ) إِنّه اشتقاقٌ بعيدٌ لا يَصِحُّ عند أَهْل النظَرِ قال : والصّحيح ما أَخبرَني به أَبو أُسامةَ عن رِجاله قال : عَسْد والأَسْد *!والأَزد ، هاذه الثّلاثُ الكلماتُ معنَاهَا كلِّهَا القُبُل . قال : والأَزْد أَيضاً يكون بمعنَى العَزْد ، وهو النِّكاح ، نقله شيخنا ، ( أَبو حَيَ باليَمَن ، ومن أَولادِه الأَنصارُ كلُّهم ) . قال الشيخ عبد القادر بن عمر البغداديّ الحنفيّ : اسمه دِرْءٌ ، بكسر فسكون وآخره همزة ، والأَزْد لَقبُه . وصرّح أَبو القاسم الوزير أَنّه دِرَاءٌ ككِتَاب ، وصحَّحَه الأَمير وغيرُه . وفي ( الاستيعاب ) : الأَزْدُ جُرثومةٌ من جراثيمِ قَحْطَانَ ، وافتَرَقَتْ فيما ذكَرَ أَبو عُبيدةَ وغيرُه من علماءِ
____________________

(7/382)


النَّسب على نَحْوِ سبْعٍ وعشرين قَبيلةً . ( ويقال أَزّدُ شَنُوءَة ، و ) أَزْدُ ( عُمَان و ) أَزْدُ ( السَّرَاةِ ) . وفي مُختَصَر الجمْهرة أَنّ شَنوءَة اسمُه الحارث ، وقيل عبد الله . وعُمَان كغُرَاب : بَلدٌ على شاطىء البَحْرِ بينَ البَصرةِ وعَدَن . والسَّرَاة : أَعظمُ جِبالِ العرب . ويقال لبعضٍ آخرَ : أَزْدُ غَسّانَ ، وهو اسمُ ( ماءٍ ) فمن شَرِبَ منه منهم سُمِّيَ أَزْدَ غَسَّانَ ، وهم أَربَعُ قبائلَ ، ومن لم يَشرب منه لم يُقَلْ له ذلك . وإِليه يُشير قولُ حسّان بن ثابت :
إِمّا سأَلْتِ فإِنّا مَعشَرٌ نُجُبٌ
الأَزْدُ نِسْبتُنا والماءُ غَسَّانُ
وقال النَّجَاشيّ ، واسمه قيسُ بن عَمْرِو ، وكان عاهدَ أَزْدَ شَنَوءَةَ وأَزْدَ عُمَانَ أَن لا يَحُولا عليه فثَبتَتْ أَزدُ شَنُوءَةَ على عَهدِه دونَ أَزدِ عُمَانَ ، فقال :
وكنْتُ كذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صَحيحةٍ
ورِجْلٍ بها رَيْلٌ من الحَدَثان
فأَمَّا الّتي صَحَّتْ فأَزدُ شَنُوءة
وأَمَا التي شَلَّتْ فأَزْدُ عُمَانِ
( *!وأَزْدُ بن الفَتْح الكَشِّيُّ ، محدِّثٍ ) ، روَى عنه محمَّد بن صالح النّسَفِيّ .
( ) ومما بقي عليه :
أَزْدُ بنُ عِمْرانَ بن عَمْرِو بن عامرٍ ، ذكرَه أَهلُ الأَنساب .
*!وأَزِدٌ ، ككَتِف ، مجرّداً عن الأَلف واللام في لغة الأَكثر ، ابنُ عبد الله ابن قادِم بن زَيد بن عَرِيب بنُ جُشَم بنِ حاشِد بن خَيْرانَ بن نَوْف بن هَمْدَانَ ، كذا جَزمَ به ابن المرهبيّ في كتابه في أَخبار هَمْدَان وأَشعَارها ، وذكَره ابن الكلبيّ وضَبَطَه محرّكة ، ومنهم من أَلحقَه الأَلفَ والّلامَ .
*!وآزاد ، بمعنى التّمر الجَيِّد فارسيٌّ معرَّب ، قال أَبو عليّ الفارسيّ : إِن شَئتَ جعلْته كخاتَام ، أَو على أَفعَال ، بيصيغة الجمْع ، كما في ( المصباح ) .
والأَزْد : النِّكاحُ ، كالعَزْدِ .

____________________

(7/383)


أَسد : ( *!الأَسَدُ ، محرّكةً ) من السِّباع ( م ) ، أَي معروف ، وأَوردَ له ابن خَالَويه وغيرُه أَكثر من خَمْسِمائة اسمٍ ، قال شيخنا : ورأَيت من قال إِنّ له أَلفَ اسمٍ ، وأَورد منها كثيراً المصنّف في الرّوْض المسلوف ، فيما له اسمانِ إِلى الإِلوف . ( ج *!آسَادٌ *!وأُسُودٌ *!وأُسْدٌ ) ، بضمّ فسكون ، وفي نُسخة بضمّتين . والأَوّل مقصور مُخفّف من *!أُسود ، والثاني مقصورٌ مثقَّل منه ( *!وآسُدٌ ) ، بهمزتين على أَفعُل كجَبَلٍ وأَجبُلٍ ( *!وأُسْدانٌ ) ، بالضّمّ ، ( *!ومَأْسَدة ) ، بالفتح كمَشْيعخَة . وهل هو جَمْعٌ أَو اسْمُ جَمْع ؟ خِلافٌ ، وصُحِّح الثاني . ( وهي ) أَي الأُنثَى من *!الأَسَد ( بِهَاءِ ) التأْنيث ، فيقال فيها *!أَسَدَةٌ ، كما قاله أَبو زيد ، ونَقَلَه في ( المصباح ) عن الكسائيّ . وقال غيرهم : إِن *!الأَسَد عامٌّ للّكر والأُنثَى .
( والمَكَانُ *!مَأْسَدَةٌ أَيضاً ) . وهو الأَرضُ الكثيرةُ الإِسودِ ، كالمَسْبَعة ، كما في ( الرَّوض ) . وبعضُهُم جعلَه مَقِيساً ، لكثْرةِ أَمثالِه في كلامهم .
( و ) *!أَسَدِ الرّجلُ ، ( كفَرِحَ ) *!يأْسَدُ *!أَسَداً ، إِذا تَحَيَّرَ و ( دَهِشَ من رِؤيتِه ) ، أَي الأَسَدِ ، من الخَوْف . ( و ) من المَجاز : أَسدَ الرَّجُلُ *!واستأْسَدَ : ( صارَ *!كالأَسَدِ ) في جَراءَته وأَخلاقِه . وقيل لامرأَةٍ من العرب : أَيّ الرِّجالِ زَوْجُك ؟ قالت : ( الّذي إِن خَرَجَ أَسِدَ ، وإِن دَخَلَ فَهِدَ ، ولا يَسأَل عما عَهدَ ) . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ كذالك : أَي صار كالأَسَدِ في الشَّجَاعَة ، يقال أَسِدَ *!واستَأْسَدَ ، إِذَا اجْتَرأَ ، أَو هو ( ضِدٌّ . و ) أَسِدَ عليه ( غَضِبَ . و ) قيل أَسِدَ عليه ( سَفهَ ) .
( و ) من المَجاز : أَسَدَ ( ، كضَرَب : أَفسَدَ بينَ القَوْمِ . و ) أَسَدَ : ( شَبِعَ ) .
( وذو الأَسَدِ : رَجلٌ ) . وفي حديث لُقمانَ بن عاد ( خُذْ منِّي أَخِي ذا الأَسَدِ ) أَي ذا القُوَّة *!الأَسَديّة .
( *!والأَسْدُ ) ، بفتح فسكون ( الأَزْد ) ، بالسين أَفصحُ وبالزّاي أَكثرُ ، وقد تقدَّم قَريباً .
____________________

(7/384)



( *!والأَسِدَة ، كفَرِحَة : الحَظِيرَةُ ) ، عن ابن السِّكِّيت ، ( والضَّارِيَة ) .
( و ) من المَجازِ : ( *!استأْسَدَ ) عليه : ( صارَ كالأَسَد ) في جَرَاءَته . ( و ) *!استأْسَدَ ( عَلَيْه : اجْتَرَأَ ) ، كأَسِدَ عليه ( و ) من المَجاز استأْسَدَ ( النَّبْتُ : طالَ ) وجُنَّ وعَظُمَ ، وقيل : هو أَن يَنْتَهِيَ في الطُّول ويَبلُغَ غَايَتَه . ( و ) قيل هو : إِذا ( بَلَغَ ) والْتَفَّ وقَوِيَ . وأَنشد الأَصمعيّ لأَبي النَّجم :
*!مُستأْسِدٌ ذِبّانُه في غَيْطَلِ
يقول للرّائدَ أَعشَبْتَ انْزِلِ
وقال أَبو خِرَاش الهُذليّ :
يُفَجِّين بالأَيدي على ظَهْرِ آجِنٍ
له عَرْمَضٌ مُستأْسِدٌ ونَجِيلُ
قوله : يُفجّين أَي يُفرِّجن بأَيديهنّ ، لينال الماءُ أَعناقَهن لقِصَرِهَا ، يعنِي حُمُراً ورَدَت الماءَ . والعَرمَضُ : الطُّحلُب وجعلَه *!مُستأْسِداً كما *!يَسْتَأْسِدُ النَّبْتُ والنَّجِيلُ : النَّزّ والطِّين .
( و ) من المجاز : (*! آسَدَ الكَلْبَ ) بالصَّيْد *!إِيساداً ، ( *!وأَوْسَدَه ، *!وأَسَّدَه ) : هَيَّجَه و ( أَغْرَاه ) ، وأَشْلاَه : دَعَاه .
( *!والإِسَادَة ، بالكسر والضّمّ : *!الوِسَادَة ) الأَخيرة عن الصّاغانيّ ، كما قالوا للوِشاحِ إِشاحٌ .
( *!واستُوسِدَ ) الرّجلُ ، إِذا ( هُيِّجَ ) وأُخْرِيَ .
( *!-والأُسْديّ ، بالضمّ ) ، وفي نسخة : ( ككُرْسيّ ) ، والذي في ( اللسان ) بفتح الهمزة ( : نَبَاتٌ ) ، بالنون والموحّدة ، هكذا في نُسختنا ، والصّواب ( ثِياب ) ، بالمثلَّثة فالتّحتية ، وهو في شِعر الحُطَيئة يَصف قَفْراً .
مُسْتَهْلِك الوِرْد *!-كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ
أَيْدِي المَطِيِّ به عَادِيّةً رُغُبَا
مُستهلِك الوِرد ، أَي يهلِك واردُه لطوله ، فشبَّهه بالثَّوْبِ المُسَدَّى في استوائِه . والعادِيّة : الآبار . والرُّغُبُ الواسعة .
____________________

(7/385)


قال ابن بَرّيّ : صَوابه *!-الأُسْدِيّ بضمّ الهمزة ضَرْبٌ من الثِّياب . قال : ووَهِمَ مَن جعلَه في فَصْل أَسد . وصعوابه أَن يذكر في فصل سدى . قال أَبو عليّ ، يقال *!-أُسْدِيّ وأُسْتِيّ ، وهو جمْع *!-سَديَ وسَتِيَ ، للثَّوب المُسَدَّى ، كأُمعُوزِ جمُع مَعز . قال : وليس بجمْع تكسير ، وإِنَّمَا هو اسمٌ واحدٌ يراد به الجمْع ، والأَصلُ فيه *!-أُسْدُويٌ ، فقلِبت الواو ياءً لاجتماعهما وسكون الأُولى منهما ، على حَدِّ مَرْمِيّ ومَخْشيّ .
( و ) *!أَسِيدٌ ، ( كأَمِيرٍ : سَبْعَة ) رجالٍ ( صَحَابِيُّون ) ، وهو أَسيِدُ بنُ جارِيَة بن أَسِيدٍ الثَّقَفِيّ ، وأَسيدُ بنُ صَفوان ، وأَسِيدُ بن عَمْرِو بن مِحْصَنٍ ، وأَسِيدٌ المُزَنِيّ ، وأَسِيدُ بن ساعدَةَ الأَنصاريّ وأَسِيدٌ الجُعْفيّ ، وأَسيدُ بن سَعْيةَ القُرَظِيّ ، وهاذا الأَخير رُوِيَ فيه الوَجهانِ مُكبّراً ومُصغَّراً ، كذا في التجريد للذّهبيّ . قلّت : وستأْتي الإِشارةُ إِلى بعضهم في كلام المصنّف قريباً .
( و ) المسمَّى بأَسِيدٍ أَيضاً ( خَمْسَة ) رجال ( تابِعيُّون ) وهم أَسِيدُ بن أَبي أَسِيد السّاعَديّ الأَنصاريّ ، وأَسِيدُ بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب العَدَوِيّ ، وأَسِيد بن المُشمّس بن مُعَاويةَ السَّعْدِيّ ، وأَسِيد ابن أَخي رافع بن خَدِيجٍ ، وأَسيدٌ الجُعْعيُّ يَروِي المراسِيلَ ، كذا في كتاب ( الثقات ) لابن حِبّانَ . قلْت : والايخير ذَكرَه العسكريّ في الصّحابَة ، كما تقدّم ، والّذي قبلَه يقال فيه أَيضاً أَسيد بن رَافع بن خَديج ، وهو شيخُ مُجَاهدٍ .
( و ) *!أُسَيْدٌ ، ( كزُبَير ابنُ حُضَير ابن سِمَاكٍ الأَوسِيّ الأَنصاريّ الأَشْهَليّ أَبو يحيى ) ، كذا في تاريخ دِمشقَ .
( و ) أُسَيْد ( بن ثَعْلَبَةَ ) الأَنصاريّ ، شَهِدَ بَدْراً وصِفِّين مع عليَ ، قاله ابن عبد البَرّ . ( و ) أُسَيْد ( بنُ يَربُوع ) الخَزْرَجيّ السَّاعِديّ ابنُ عَمّ ابن أَبي أَسيد السَّاعديّ ، قُتِل باليَمامة . ( و ) أُسَيد ( بن ساعدةَ ) بنِ عامرٍ الأَنصاري الحارثيّ ، ويقال فيه مكبَّراً ، كذا تقدّم ، ( و ) أُسَيْد ( بن ظُهَيْر ) بن رافع بن عَدِيّ الأَنصارِيّ الأَوسيّ الحارثي بن عمّ رافعِ بن خَدِيجٍ . ( و ) أُسَد
____________________

(7/386)


( بن أَبي الجَدْعاءِ ، ويُعْرَف بعبد الله ) ، وقد وَهِمَ فيه ابن ماكُولاَ . ( و ) أُسَيد ( ابن أَخي رَافِع بن خَدِيجٍ ) ، وَهِم فيه ابنُ مَنْده ، وصوابه أُسَيد بن ظُهَير . ( و ) أُسَيد ( بن سَعْيَةَ ) القُرَظِيُّ أَسْلَم في اللّيْلَة التي حَكَمَ فِيهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ في بني قُرَيظَةَ ، ( أَو هُوَ كَأَمِيرٍ ) ، وقد تقدّم ، ( صَحَابِيُّون ) ، رِضوان الله عليهم أَجمعين .
( وعُقْبَة بن أُسَيْدٍ ) ، تصغير أَسدٍ ، هاكذا في النُّسخ ، والذي في التبصير للحافظ ابن حجر هو عُقْبَة بن أَبي أُسَيْد ( تابعيٌّ ) من بني الصَّدِف .
( *!وأَسَيِّدٌ ) ، بتشديد التحتيَّة سيأْتي ذِكْرُه ( في سيد ) . وقال الحافظ بن حَجَر في ( التبصير ) : ومن العجائب ما ذكرَه ابن القطَّاع في كتاب ( الأَبنية ) وابنُ رَشِيق في كتاب ( الشَّذوذِ ) أَنَّه ليس في العرب أُسَيد ، بضمّ الهمزة وإِسكان الياءِ سوَى أُسَيدِ بنِ أَسماءَ بنِ أُسَيْد السُّلَميّ . زاد ابن رشيق أَنَّ عليّ بن أَبي طالب قَطع يَده في سرقة .
( *!وأَسَدُ بن خُزَيمةَ ) بنِ مُدرِكَةَ بن الْيَاس بنِ مُصَرَ ، ( محرّكَةً ، أَبو قَبِيلَةٍ ) عظيمةٍ ( من مُضَرَ ) الحمراءِ ( و ) أَسَدُ ( بنُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَار ) بن مَعَدّ بن عَدنانَ ( أَو ) قبيلةٍ ( أَخرَى ) .
( وأَسَدُ آباذَ : د ، قُرْبَ هَمَذَانَ ) ، على مَنزلٍ منه ، ويعرف بأَسْتَرَاباذَ ، منه أَبو عبد الله الزُّبير بن عبد الواحد الحافظ ، سمع أَبا يَعْلَى الموصليّ ، تُوفِّيَ سَنَة 347 . ( و ) أَسد آباذ : ( ة بنَيْسَابُورَ ) ، نُسِب إِليها جماعَة من المحدِّثين .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَسَدٌ *!آسِدٌ ، على المبالغة ، كما قالوا عَرَادٌ عَرِدٌ ، عن ابن الأَعرابيّ ، *!وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد ، نادِرٌ ، كقولهم : حِقّةٌ بيِّنُ الحِقّةِ . *!واستَأْسَدَ الأَسدَ : دَعَاه . قال مُهلهل :
إِنّي وَجَدْت زُهَيراً في مآثرِهمْ
شِبْهَ اللُّيوثِ إِذا*! استأْسَدْتَهُمْ *!أَسِدُوا
ومن المَجاز : *!آسَدْتُ بينَ الكلابِ إِذا هَارَشْتَ بينها : كا في ( الأَساس ) .
( *!والمُؤْسِد : الكَلاَّبُ الّذي يُشْلِي
____________________

(7/387)


كَلْبَه للصَّيد ) ، يَدعوه ويُغرِيه .
وآسدَ السَّيْرَ ، *!كأَسْأْده ، عن ابن جنّي . قالابن سِيده : وعسَى أَن يكون مَقْلوباً عن أَسأَد .
وأَبو أَسِيدِ بنُ ثابتٍ صَحابيّ . وأَسِيد بن أَبي الأَسد أَبو الرّبيع ، له حكايةٌ مع الحَجّاج رواها عنه ابنه محمّد بن أَسيد . وأَسيد بن الحَكَم بن سَعيدٍ الواسطِيّ أَبو الحارث ، عن يزيد بنِ هارُونَ ويحي بن أَبي أَسِيدٍ المصريّ أَبو مالك ، عن ابن عُمَر ، وعنه حَيْوَةُ بن شُرَيح . وأَبو أَسِيدٍ حَجّارُ بنُ أَبجرَ العِجليّ ، عن عليَ ومعاويةَ . وأَسِيد بن الأَخنس بنِ شريقٍ الثَّقَفيّ ، ذكرَه عُمَرُ بنُ شبَّةَ في الصحابَة . وأَسِيد بن عَمْرو بنِ مِحْصَن ، ذَكَرَه أَبو موسى في الذَّيل ، كذا في ( التبصير ) .
وفي مَذْحج قَبائلُ بني أَسَد ، منهمْ أَسَد بن مُسلِيةَ بن عامر بن عَمْرو . وأَسَد بن عَبْد مناةَ بن عَائِذِ الله بن سَعدِ العَشِيرَةِ . وأَسَد بنُ مرِّبْن صدَاءٍ . وفي قُريش أَسدُ بن عبد العُزَّى . وفي الأَزْد أَسدُ بن الحارِث بن العَتِيك . وأَسَدُ بن شَرِيك بن مالك بن عَمْرو ، وإِليه نُسِبَ مُسَدِّد بنُ مُسَرْهَد . قاله كلّه أَبو القاسم الوزير المغربيّ .
وأَمّا من نُسِبَ إِلى جَدّه أَسَد فكَثيرون .
*!والأُسْدان ، بالضّمّ ، *!والمأْسَدة : الأُسُودُ ، مثْلُ المَضَبَّة والمَشْيَخة ، نقلَه الصاغانيّ .
والأَسِيدُ ، كأَمِير : الشديدُ .
أَصد : ( *!الأُصْدَةُ ، بالضّمّ : قَمِيصٌ صَغيرٌ للصَّغيرةِ ) ، وهي صِدَارٌ تَلبَسه الجاريةُ ، فإِذا أَدركَتْ دُرِّعَتْ ، ( أَو يُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوْب ) . قال الشّاعر :
ومُرْهَقٍ سَالَ إِمتاعاً *!بأُصْدَتِه
لمْ يَستَعِنْ وحَوامِي الموتِ تَغْشَاهُ
وقال ثعلب : الأُصْدة هي الصُّدْرَة ، ( *!كالأَصِيدَةِ *!والمُؤْصَدَةِ ) . وقيل : *!الأُصْدة : ثَوبٌ لا كُمَّىْ له تَلبَسُه العَرُوسُ والجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ . وقوله *!والمُؤْصَدَة ، هاكذا في النّسخ ، والّذي
____________________

(7/388)


في المحكم وغيره *!والمُؤَصَّد ، على مِثال مُعظّم .
قلت : وهو الصواب ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لكُثيَّر :
وقد دَرَّعوها وهي ذاتُ *!مُؤَصَّدٍ
مَجُوب ولمّا تَلْبَس الدِّرْعَ رِيدُها
( و ) يقال : ( قد *!أَصَّدْتُه تَأْصيداً ) .
( و ) *!الإِصْدَة ، ( بالكسر : مُجتَمَع القَوْمِ . ج ) *!إِصَدٌ ، ( ككِسَرٍ ) وكِسْرَة ، وهاذه عن الصّغانيّ .
( *!والأَصِيدُ : الفِنَاءُ ) ، والوَصِيد أَكثر . ( و ) *!الأَصِيدَة ، ( بهاءِ ) ، مثْل ( الحَظِيرَة ) يُعمل ، لغَةٌ في الوَصِيدة .
( *!وأَصَدَ البابَ ) : أَطْبَقَه و ( أَغْلَقَه ، *!كأَوْصَدَه ) *!وآصَدَه ، ومنه قرَأَ أَبو عمرٍ و { 7 . 022 انها عليهم *!مؤصدة } ( الهمة : 8 ) بالهَمْز ، أَي مُطْبَقة .
( *!والإِصَادُ ، ككِتاب : رَدْهَةٌ بين أَجْبُلِ ) ، وهي نُقرَاتٌ في حَجَرٍ يَجتمِع فيها المَاءُ . ( و ) *!الإِصَاد : ( الطِّبَاقُ ، *!كالآصِدَة ) ، بالمدّ ، هاكذا في نُسختنا ، ومثله في التكملة ، قال اللّيث : يقال ، أَطبَقَ عليهم *!الإِصادَ والوِصادَ *!والآصَدَةَ . وقال أَبو مالك : أَصَدْتَنا مُذ اليومِ إِصادةً .
وذاتُ الإِصَادِ ، ( بالكسر : ع ) في بِلاد فَزَارَةَ ، قال الجوهَرِيّ : كان مُجرَى داحسٍ والغَبْرَاءِ من ذاتِ *!الإِصادِ وكانَت الغايَةُ مِائَةَ غَلْوةٍ . ومثله في الرَّوْضِ . وفي المراصِد : الإِصادُ ، بالكسر : اسمُ الماءِ الّذِي لُطِمَ عليه داحِسٌ ، فكانت الحَربُ المشهورة بسببها . وكان الإِصادُ رَدْهةً في دِيارِ بني عَبْسٍ وَسط هِضابِ القَلِيبِ ، والقَليبُ في وَسطِ هاذا الموضِعِ ، يقال له ذاتُ الإِصادِ ، وأَنشد ابن السِّيد في كتاب ( الفَرْق ) :
لُطِمنَ على ذَاتِ الإِصادِ وجَمْعُكمْ
يَرَوْنَ الأَذَى من ذِلَّةٍ وهَوَانِ
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَصَدَ القِدْرَ أَطبقَها والاسم منها *!الأَصادُ *!والإِصَادُ ، وجمْعه *!أُصُدٌ .

____________________

(7/389)


إِصفعند : ( ) ومما يستدرك عليه :
( *!إِصْفَعَنْد ) ، وهو من إِسماءِ الخمْر . قال أَبو المَنيع الثعلبي :
لها مَبْسِمٌ سَخْت كأَنَّ رُضَابَه
بُعَيْدَ كَرَاهَا أَصْفَعَنْدٌ مُعَتَّقُ
قال المفسِّر : أَنشدني البَيتَ أَبو المبارك الإِعرابيُّ القَحذميّ عن أَبي المَنِيع لنفْسه ، قال : وما سَمعتُ بهاذا الحرف عن أَحدٍ غيره قال : ورأَيتُه في شعرِه بخطّ ابن قُطرب . قال ابن سِيده : وإِنَّمَا أَثبتُّه في الخماسيّ ولم أَحكمْ بزيادة النون لأَنّه نادرٌ لا مادَّة له ولا نظير في الأَبْنية المعروفة ، وأَحْرِ به أَن يكون في الخُماسيّ ، كإِنْقَحْل في الثلاثي . كذا في اللّسان .
أَطد : ( *!الأَطَدُ ، محرّكَةً ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال كراع : هي ( عِيدَانُ العَوْسَج ) .
( و ) قال أَبو عبيد : يقال : ( *!أَطَّدَ الله تعالى مُلْكَه تأْطِيداً : ثَبَّتَه ) وأَكّدَه . كوَطّده توطيداً .
أَفد : ( *!أَفِدَ ، كفرِحَ : عَجِلَ وأَسْرَعَ ) *!يأْفَدُ *!أَفَداً ، فهو أَفِدٌ ككَتِفٍ ، أَي مُستَعْجِل ( و ) أَفِدَ الرَّجلُ ( أَبْطَأَ ) ، قال النضْر : أَسْرِعُوا فقد *!أَفِدْتم ، أَي أَبطأْتم . قال الصغَانيّ : وكأَنّه في الأَ ( ضد ) اد .
( و ) قد أَفِدَ تَرحُّلنا : ( دَنَا وأَزفَ ، *!كاستَأْفَدَ وهاذه عن الصَّغَانيّ ) . وفي حديث الأَحنفِ : ( قد أَفِدَ الحَجُّ ) أَي دَنَا وقَرُبَ . ( فهو أَفِدٌ ) ، كفَرِحٍ ، أَي عَجِلٌ . وقال الأَصمعيّ امرأَةٌ *!أَفِدَةٌ ، أَي عجِلةٌ .
( *!والأَفَدُ ، محرّكَةً : الأَجَلُ والأَمَد . وبهاءٍ . التَّأَخِيرُ ) ، قاله النَّضْرُ .
( و ) يقال : ( خَرَجَ ) فُلانٌ ( *!مُؤْفِداً ) كمُحْسِن ، وفي بعض النسخ : كمُحدِّث ، ( أَي في آخِر الشَّهْرِ ، أَو ) في آخِر ( الوَقُتِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*! أُفَيد ، مصغّراً ، وَقَعَ في شِعر أَبي أُسَامَة بن زُهيرٍ الجُشميّ :
دُعِيت إِلى أُفيد
____________________

(7/390)



قال شيخُنَا قد تَوقَّف فيه كثيرونَ وأَغفَلَ التنبيهَ عليه أَكثرُ أَهل السِّيَرِ . وقال السُّهَيْلي في الرَّوْض : وهو تصغير وَفْد ، وهم المُتقدّمون من كلِّ شيْءٍ من ناسٍ أَو خَيْل أَو إِبل ، وهو اسمٌ للجمع كرَكْب ، ولذَا جَاءَ تصغيرُه . وقيل إِنه اسمُ مَوضعٍ ، والله أَعلم .
أَكد : ( *!أَكَدَ الحِنْطَةَ : داسَهَا ) ودَرَسَهَا ، قاله ابن الأَعرابيّ .
( *!وأَكَّدَه *!تأْكيداً : وَكدَّه ) ، إِشارة إِلى أَنّ الهمزة عن واو ، كما قاله أَئمةُ الصَّرْف . وهو بالواو أَفصحُ . قال تعالى : { بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } ( النحل : 91 ) بل أَنكر بعضهم فيه الهمزة بالكُلّية ، كما نقلَه عبد اللطيف البغداديّ في اللمع الكافية .
( و ) العَهْدُ ( *!الأَكِيدُ : الوَثِيقُ ) المُحكَم .
( *!والأَكايدُ *!والتآكِيدُ ) ، وهما شاذَّانِ : ( سُيُورٌ يُشَدُّ بها القَرَبُوسُ إِلى دَفَّتَيِ السَّرْجِ ، الواحدة *!إِكَادٌ ، ككِتَاب ) ولا يُعْرَف جمْع فِعَال على أَفَاعِلَ ولا تَفاعيلَ .
أَلد : ( *!الإِلْدَة . بالكسر ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الصَّاغانيّ : هي ( الوِلْدَة ) مثل إِرْث ووِرْث ، الهمزة منقلبة عن الواو تخفيفاً ، قال الشَّنفري :
فأَيَّمْتُ نِسْوَاناً وأَيتَمتُ إِلْدَةً
وعُدْتُ كما أَبدأْتُ واللَّيْلُ أَلْيَلُ
( *!وتَأَلَّدَ ) ، كتبلّد ، إِذا ( تَحَيَّرَ ) .
( و ) قولهم ( *!أُلِدَ ) بمعنى ( وُلِدَ ) ، كأُحِيَ في وُحِيَ لغة فيه .
أَمد : ( *!الأَمَدُ ، محرَّكَةً ) ، قال الرّاغب في المفردات : يقال باعتبار ( الغَايَة ) والزّمَان ، عامّ في الغاية والمبتدإِ . ويعَبَّر به مَجازاً عن سائر المدَّة . ( و ) الأَمَد : ( المُنْتَهَى ) من الأَعمار . يقال : ما *!أَمَدُك ؟ أَي مُنتهَى عُمرِك . وفي القرآن : { } ( الحديد : 16 ) قال شَمرٌ : الأَمَدُ
____________________

(7/391)


مُنتهَى الأَجلِ ، قال : وللإِنسان *!أَمَدانِ : أَحدُهما ابتداءُ خَلْفِه الّذي يظهَر عند مَوْلدهِ ، والأَمدُ الثاني الموتُ . ومن الأَوّل حديث الحجّاج حين سأَلَ الحَسَن فقال له : ( ما أَمَدُك : قال : سَنَتَانِ من خلافةِ عُمرَ ) ، أَراد أَنّه وُلِدَ لسَنتين بَقِيَتَا من خِلافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ .
( و ) الأَمَدُ : ( الغَضَبُ ، *!أَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ ) ، وأَبِدَ ، إِذا غَضِبَ عَلَيْه .
( *!والآمِدُ ) ، كصاحبٍ : ( المملوءُ من خَيرٍ أَو شرَ ) . نقله الصَّاغَانيّ . ( و ) عن أَبي عَمرٍ و : *!الآمِدُ : ( السَّفينةُ المشحونةُ ) ، كالآمدَةِ ، والعامِدِ والعامِدةِ .
( *!وآمدُ : د ، بالثُّغُور ) في ديار بكْر مُحاورةٌ لبلادِ الرُّوم . وفي المراصد : هي لفظةٌ رُوميَّة ، بلد قَديمٌ حَصينٌ ركِينٌ ، مَبنيٌّ بالحجارة السُّود على نَشْز ، ودجْلةُ ، مُحيطةٌ بأَكثرِه ، مستديرةٌ به كالهِلال ، وهي تُسقَى من عيونٍ بقُرْبِه . ونقل شيخُنَا عن بعضِ أَنّه ضبطه بضَمِّ الميم . قلْت : وهو المشهور على الأَلسنة . قال :
*!بأَمدَ مَرّةً وبرَأْسِ عَينٍ
وأَحْياناً بمَيَّا فارِقِينَا
ذهبَ إِلى الأَرض البُقْعَة فلم يَصْرِف . وممن نُسِبَ إِليها الإِمَامُ العَلاّمَة أَبو محمّدٍ محمود بن مَودُود بن سالمٍ الملقّب بسَيفِ الدِّين ، صاحب التصانيف ، كذا في كشف القِنَاع المدني للبدر العَيْنيّ .
( *!والتَّأْمِيدُ : تَبْيينُ *!الأَمَدِ ) ، كالتأْجيل تَبيين الأَجلِ ، نقله الصاغانيّ .
( وسِقَاءٌ *!مُؤمَّدٌ ) ، كمعظَّم ( : ما فيه جَرْعَةُ ماءٍ ) ، نقلَه الصاغانيّ .
( *!والأُمْدَة ، بالضّمّ : البَقِيَّةُ ) ، نقله الصاغَانيّ ، أَي من كلِّ شْيءٍ .
( و ) يقال : له ( أَمَدٌ *!مأْمودٌ ) ، أَي ( مُنتَهًى إِليه ) نقله الصاغانيّ . *!وأَمَدُ الخَيلِ في الرِّهان : مَدَافِعُها في السّباق ومنتهَى غاياتِها التي تَسبق إِليه . ومن قَول النابغةِ :
سَبْقَ الجَوادِ إِذَا استَولَى على الأَمَدِ
____________________

(7/392)



أَي غَلَبَ على مُنتَهاه حين شبقَ .
( *!والإِمِّدَانُ ) ، بتشديد الميم ، ( كإِسْحُمَان وإِضْحِيَان : ع ، و ) هو أَيضاً ( : الماءُ على وَجْهِ الأَرضِ ) ، عن كراع . قال ابن سيده : ولست منه على ثقة . ( ومالَها ) ، أَي لهذه الأَلفاظِ الثلاثةِ ( رابعٌ ) . ثم إِنّ هاذه العبارةَ مأْخوذَةٌ من كتاب الأَبنية لابن القَطّاع ، ونصّهَا : وتأْتي أَبنِيةُ الأَسماءِ على إِفْعِلانٍ ، بالكسر ، نحو إِسْمِحَان لجبَلٍ بعَينِه ، ولَيلة إِضْحيان ، *!وإِمِّدان ، بتشديد الميم اسم موضع . فأَمّا الإِمِدَّان ، بتشديد الدّال ، فهو الماءُ الذي يَنِزّ على وَجْه الأَرض . قال زيد الخَيل :
فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَيْن عنِّي كما أَبتْ
حِيَاضَ *!الإِمِدَّانِ الظِّباءُ القَوامحُ
قال شيخنا : فقد أَورده المصنف هنا وسها عنه في بقيّة الموادّ . فإِسْحمان عند ابن القطاع فيه لُغتانِ ، الفتح والكسر ، والإِضْحيان فيه لُغة واحدة . والإِمّدان قال فيه : إِنّه بتشديد الميم مع كسر الهمزة ، فهي زائدة ، فمَوضع ذِكره ممد ، بميمين ودال ، حتى تكون الميمانِ أَصليتين ، الأُولى فاءُ الكلمة والثانية عَينها ، والهمزة حينئذ زائدةٌ ، وهي من باب هاذه الأَوزان : ولذالك تَرجم ( لها ) المصنّف في فصل الميم كما يأْتي له في الزيادة . وأَمّا إِذا كانت الهمزة أَصليّة ، كما هو نصُّ المصنّف ، لذِكْره إِيّاهَا في فَصْلِهَا ، فوزنه فِعِلاَّن ، فلا يكون من هاذه المادّة ، ولا من هاذه الأَوزان ، ففي كلام المصنّف كابن القطّاع نظرٌ ظاهر ، ولو جرَيْنَا على تَشْدِيدِ الدّال ، كما قال ابن القطّاع وحَكمْنا بزيادةِ الهمزةِ فيكون موضعه حينئذٍ مدد ، فلا دَخْلَ له هنا . وقد ذكره الجوهريُّ في مدد ، ونَبّه على أَنه إِفعلان ، وأَورده المصنّف ولم يتعرّض له بوزْن ولا غيره ، والله أَعلم .
*!وآمِدُ بن البَلَنْدَى بن مالك بن دُعْر ، قيل إِليه نُسِبَت مدينَة آمِدَ .
أَند : ( *!أُنْدَةُ ، بالضّمّ ) ، أَهمله الجماعة
____________________

(7/393)


وهو : ( د . بالأَندَلسُ ) من كُورَة بَلَنْسِيَةَ في جَبَلِه مَعْدِنُ الحديدِ ، ( منه ) أَبو الوليدِ ( يوسفُ بنُ عبد العزيز ) بن يوسف ( *!الأُنْديُّ الفَقِيهُ الحافظ ) اللَّخْمِيّ ، يُعرَف بابن الدبَّاغ ، كان يؤُمُّ ويَخطُب بجامع مُرْسِيَةَ تُوفِّيَ سنة 544 .
( ) وفاتَه :
ذِكرُ أَبي عُمَر يوسفُ بن عبد الله بن خَيرونَ القُضاعيّ : سمِعَ من ابن عبد البرِّ . وكذا يوسف بن عليّ الإِنْديّ حدّثَ عنه العُثمانيّ في فوائده : ذكَرَهما ابنُ نُقْطة . ومحمّد بن ياسر بن أَحمدَ الزُّهريّ الإِنْديّ ، تُوفِّيَ سنة 515 ، ذكره الرُّشَاطيّ .
وهناك أَيضاً *!أُنْدةُ : حِصنٌ مشهور برُنْدة ، أَغفلَه المصنّف ، وهو مشهور .
أَندرورد : ( عليه *!أَنْدَرْوَرْدٌ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو قِطعة من حديثِ أُم الدَّرداءِ قالت : ( زارنا سَلمانُ مِن المدائنِ إِلى الشَّأْم ماشياً وعَليهِ كِسَاءٌ ، *!وأَنْدَرْوَرْدٌ ) وفي رواية *!أَنْدَرَاوَرْد ، ( و ) في أُخرَى ( *!أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ ) ، وهي في حديث عليّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( أَنّه أَقبلَ وعليه أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ ) قال ابن الأَثير : كأَنّ الأَوّل منسوب إِليه . وذكره الأَزهريّ في الرُّباعيّ ، وهو اسمٌ ( لنَوعٍ من السَّراويل مُشَمَّرٌ فوقَ التُّبَّانِ ) يُغطِّي الرّكبةَ ، ( أَو هي ) ، وفي نُسخة هو ( التُّبَّانُ ) بنفْسِه ، نقلَه الأَزهريّ والصّاغَانيّ عن عليّ بن خَشْرم . والتُّبَّانُ ، كرُمّان مَرَّ ذِكرُه في موضعه . قال أَبو منصور : وهي كلمة ( أَعجميَّةٌ استعملوها ) ليست بعربية .
أَود : ( *!أَوِدَ ) الشيْءُ ، ( كفَرِحَ ، *!يَأْوَدُ *!أَوَداً : اعوَجَّ ) ، وخصّ أَبو حنيفةَ به القِدْحَ . ( والنَّعْت *!آوَدُ ) كأَحمرَ وآدَمَ ، ( و ) هي ( *!أَوْدَاءُ ) ، كحمراءَ ( *!وأَدْتُه ) ، أَي العودَ وغيره *!أَؤُودُه أَوْداً : عُجْتُه (*! فانْآدَ ) *!يَنآدُ *!انْئياداً فهو *!مُنآدٌ ، إِذا انْثَنَى
____________________

(7/394)


واعْوَجّ ، *!والانْئيادُ : الانْحناءُ . ( *!وأَوَّدْتُه *!فتَأَوَّدَ ) ، أَي ( عَذَفْتُه فانْعَطَفَ ) . وتأَوّدَ العُودُ *!تَأَوُّداً ، إِذا انثنَى . قال الشاعر :
تأَوُّدَ عُسْلُوجٍ على شَطِّ جَعْفَرِ
( *!وآدَه الأَمْرُ *!أَوْداً *!وأُوُوداً ) ، كقُعُودٍ : ( بَلَغَ منه المَجهودَ ) والمَشقّة . وفي التنزيل العزيز : { 7 . 022 ولا *!يَؤُودُهُ خفظهما . . العظيم } ( البقرة : 255 ) . قال أَهل التفسير واللُّغة معاً : معناه ولا يَكرُثه ولا يُثْقله ولا يَشْقّ عليه .
( و ) رمَاه بإِحدَى ( *!المَآوِد ) ، أَي ( الدَّوَاهِي ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، وحكَى أَيضاً : رَماه بإِحدَى الموائد ، في هاذا المعنى ، كأَنّه مقلوب عن*! المآود . وعن أَبي عُبَيْد : المُؤْيِد بوزن مُعْبِد : الأَمرُ العظيمُ . وقال طَرفة :
أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيتَ *!بمُؤْيِدِ
وجمعَه غيرُه على *!المآوِد ، جعلَه من *!آدَه *!يَؤُوده إِذا أَثقله .
( *!وآدَ ) العَشِيُّ ، إِذا ( مَالَ . و ) يقال *!آدَ النّهَارُ *!يَؤُود *!أَوْداً إِذا ( رَجَعَ ) في العَشيّ .
( *!وأَوْدٌ ) ، بالفتح : اسم ( رجُل ) قال الأَفْوه *!-الأَوديّ .
مُلْكُنا مُلْكٌ لَقَاحٌ أَوَّلٌ
وأَبُونَا من بني *!أَوْد خِيَار
قال الأَزهَرِيّ : وأَوْدٌ قبيلةٌ من اليمن قلت : وهو أَوْدُ بن صَعْب بن سَعْدِ العَشيرةِ ، وإِليهم نُسِبَت خِطّة بني أَوْدٍ بالكوفة .
( و ) *!أُودُ ، ( بالضمّ : ع بالبادِيَةِ ) ، وقيل زَمْلَةٌ معروفةٌ في ديار تميم بنَجْد ، ثمّ في أَرْض الحَزْن لبنِي يَرْبوع بن حَنْظلةَ . قال الراعي :
فأَصْبَحْنَ قد خَلّفْن *!أُودَ وأَصْبحتْ
فِرَاخُ الكَثيب ضُلّعاً وخَرَانقُهْ
وقال آخرُ :
وأَغْرَضَ عنّي قَعْنَبٌ وكأَنّما
يَرَى أَهْل أُود من صُدَاءَ وسِلْهِمَا
____________________

(7/395)



( *!وأَوِيدُ القَومِ ) ، كأَمِيرٍ : ( أَزِيزُهُمْ وحِسُّهم ) ، نقله الصغانيّ .
( و ) يقال ( *!تأَوَّدَهُ الأَمرُ ) ، هاكذا في النُّسخ ، وبخطّ الصغانيّ : *!تآوَدَه الأَمرُ ، ( *!وتآدَاهُ : ثَقُلَ عليه ) . وإِنشد ابن السِّكِّيت :
إِلى ماجِدٍ لاَ يَنْبَحُ الكَلْبُ ضَيْفَه
ولا يَتآدَاه احتمالُ المَغارِمِ
قال : لا *!يتآداه لا يُثْقِله ، أَراد لا *!يَتَآوَدُه فقلَبَه .
( وذُو أَوْدٍ ) من مملوك حِمْير ، واسمه . ( مَرْثَدٌ ، ملكَ ستَّمائةِ سنَةٍ باليَمَن ) ، نقله الصغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَنْث ، بالفتح ، كما ضَبطه الذّهبِيّ في ، ويقال بالضَّمّ قَرْيَة من قُرَى بُخَارَا ، وقد نُسِب إِليها جماعة من المحدّثين . هاكذا ذَكروه والصَّواب فيه *!أُودَنَه ، بزيادة النُون مع ضمّ الهمزة ، منها أَبو سليمان داوود بن محمّد *!-الأُودَنيّ البخَاريّ ، وابنه أَبو نصْر أَحمدُ ، وأَبو منصور أَحمدُ بن محمَّد بن نصرٍ الأُودَنيّ حدَّثَ عن موسى بين قُرسش ، كذا في التبصير .
أَيد : ( *!آد *!َيَئِيدُ *!أَيْداً ) ، إِذا ( اشتَدَّ وقَوِيَ ) ، عن أَبي زيد . وقال امرؤ القيس يَصفُ نَخُيلاً :
فأَثَّتْ أَعالِيه *!وآدَتْ أُصولُه
ومال بِقُنْيَانٍ من البِسْر أَحمَرَا
*!آدَت أُصولُه : قَوِيَتْ .
( *!والآدُ : الصُّلْبُ والقُوَّةُ ، *!كالأَيْدِ ) . قال العجّاج .
مِنْ أَنْ تَبدَّلْتُ *!بآدِي *!آدَا
لمْ يَكُ يَنْآدُ فأَمسَى *!انْآدَا
وفي خُطبة عليّ كرَّمَ الله وَجهَه ( وأَمَسكهَا منْ أَنْ تَمورَ *!بأَيْدِهِ ) أَي بقُوَّته . وقوله عزّ وجلّ : { 7 . 022 واذكر عبدنا داود ذا *!الأَيد } ( ص : 17 ) أَي ذا القُوّة . قال الزّجّاج : كانت قُوّتُه على العِبَادَة أَتمَّ
____________________

(7/396)


قوَّةٍ ، كان يَصوم يَوماً ويُفطِر يَوماً ، وذالك أَشدُّ الصَّوْمِ ، وكان يُصلِّي نِصفَ اللَّيْل . وقيل : أَيْدُه : قُوّتُه على إِلاَنةِ الحديد بإِذن الله تعالَى وتَقويته إِيّاه .
( *!وآيَدْتُة *!مُؤَايدة *!وأَيَّدْتُهُ *!تَأَييداً فهو *!مُؤْيَدٌ ) كمُكْرَمٍ ، ( *!ومُؤَيَّدٌ ) ، كمُعظَّم : ( قَوَّيْتُه ) . وقُرِىء { 7 . 022 اذا آيدتك بروح القدس } ( المائدة : 110 ) أَي قَوَّيتُك . وفي حديث حسّان بن ثابتٍ ( إِن رُوحَ القُدُسِ لا يزالُ *!يَؤَيِّدُك ) ، أَي يُقوِّيك ويَنصرُك .
( و ) *!الإِياد ، ( ككِتَابٍ : ما *!أُيِّدَ به من شيْءٍ ) ، وقال اللّيث : *!إِيادُ كلِّ شيْءٍ : ما يقَوَّى به من جَانبَيْهِ ، وهما *!إِيادَاه ( و ) الإِيادُ ( المَعْقِلُ ، والسِّتْر ، والكَنَف والهَوَاءُ ) ، وهاذه عن أَبي زيدٍ ( واللَّجَأُ ) ، وقد قيل إِن قولهم *!أَيَّدَه الله ، مُشتقٌّ من ذالك . قال ابن سيده : وليس بالقَوِيّ . وكلُّ ما يُحرَزُ به فهو *!إِيَادٌ . ( و ) الإِيَادُ : ( الجَبَلُ الحصِينُ ) . وكلُّ شيْءٍ كان واقياً لشيءٍ فهو أَيَادٌ . ( و ) الإِيَاد : ( التُّرَابُ يُجعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ والخِبَاءِ ) يُقَوَّى به أَو يَمنَع ماءَ المطرِ . قال ذو الرُّمَّة يصف اللظَّلِيم :
دَفَعْنَاه عن بِيضٍ حِسَانٍ بأَجْرَعٍ
حَوَىَ حَوْلَهَا من تُرْبِه *!بإِيَادِ
يَعْنِي طَرَدْنَاه عن بَيْضِه .
( و ) الأَيَاد ( من الرَّمْل : ما أَشْرَفَ . و ) *!الإِيَادانِ : ( مَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرتُه ) . قال العجّاج :
عَنْ ذِي *!إِيَادَيْنِ لُهَامٍ لو دَسَرْ
بِرُكْنِه أَرْكَانَ دَمُخٍ لا نْقَعَرْ
هاكذا أَوردَه الجوهَرِيّ ، قال الصَّغاني والروايَة ( عن ذِي قدامِيسَ ) . وفي هاهذه الأَرجوزة .
مِنْ ذي إِيَادَيْن إِذا جَدَّ اعتَكَرْ
( و ) إِيادٌ ( حَيٌّ من مَعَدَ ) . وهم اليومَ باليمن ، قال ابن دُريد : هما *!إِيادانِ : إِيادُ بن نِزَارٍ ، *!وإِياد بن سُود بن الحجر بن عَمّار بن
____________________

(7/397)


عمْرٍ و . قال أَبو دُواد *!-الإِياديّ :
في فُتُوَ حَسَنٍ أَوْجُهُهمْ
من إِيادِ بن نِزارِ بن مضرْ
( و ) الإِياد : ( كَثْرةُ الإِبِلِ ) ، وهو مَجاز .
( *!والمُؤْيِدُ ، كمُؤْمِنٍ : الأَمرُ العَظيمُ ، والداهيةُ . ج *!مَوَائدُ ) . قال طرَفَة :
تَقولُ وقد تَرّ الوَظيفُ وساقُها
أَلسْتَ تَرَى أَن قد أَتيْتَ *!بمُؤْيِدِ
وروى الأَصمعيّ ( بمُؤْيَد ) ، بفتح الياء قال : وهو المشدَّد من كلِّ شيْءٍ . وأَنشد للمثقِّب العَبديّ .
يَبنِي تَجالِيدي وأَقتادَهَا
ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ
يُريد بالنَّاوِي سَنامَها وظَهْرَها . والفَدَن : القَصْر . وتَجاليدُه : جِسْمه .
( *!وتأَيَّدَ ) الشَّيْءُ : ( تَقوَّى . و ) قول الشاعر :
إِذا القوسُ وَتَّرَهَا *!أَيِّدٌ
رَمَى فأَصابَ الكُلَى والذُّرَا
*!الأَيِّدُ ، ( ككَيِّس : القَوِيُّ ) ، يقول : إِذا الله تعالَى وَتَّرَ القَوسَ التي في السّحاب رَمَى كُلَى الإِبلِ وأَسنِمَتَها بالشَّحْم ، يعنِي من النَّبات الّذي يكون من المَطَر .
( *!وأَيْدٌ : ع قُربَ المدينة ) ، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسّلام ، من بلادِ مُزَينةَ . وضبطه البَكريُّ بالرَّاءِ في آخره بدل الدال ، وقال : هو ناحيةٌ من المدينة يَخرجون إِليها للنُّزهة . وستأْتي الإِشارة إِليه إِن شاءَ الله تعالى .
2 ( فصل الباء ) الموحدة مع الدال المهملة ) 2
بجد : ( بَجَدَ ) بالمكانِ يَبْجُد ( بُجُوداً ) ، كقُعُودٍ ، وبَجْداً ، الأَخِيرَة عن كُراع ، ( وبَجَّدَ تَبجيداً ) ، وهاذه عن ابن الأَعرابيّ ، أَي ( أَقامَ ) به . ( و ) بَجَدَت ( الإِبلُ ) بُجُوداً وبَجَّدَتْ : ( لزمَتِ
____________________

(7/398)


المَرْتَعَ ) ، ويقال للرّجلِ المُقيمِ بالمَوضع إِنّه لبَاجِدٌ .
( والبَجْدَةُ ) ، بفتح فسكون ( : الأَصْلُ والصَّحْرَاءُ ) ، والتُّراب ، ( و ) البَجْدَة أَيضاً : ( دِخْلَةُ الأَمْرِ وباطِنُه ) ، أَي بطانَتُه ، يقال : هو عالمٌ ببَجْدةِ أَمْرِك . ( وبضَمّةٍ وبضَمَّتين ) ، ففيه ثلاثُ لُغاتٍ .
( و ) من المَجاز ( هو ابنُ بَجْدَتِها ) ، وفي كُتب الأَمثال : ( أَنا ابنُ بَجْدَتها ) يقال ذالك ( للعالِمِ بالشّيءِ ) المتقِنِ له المميِّز له . والهاءُ راجعةٌ إِلى الأَرض ، قاله الميدانيّ والزّمخشريّ . ويقال أَيضاً : هو ابنُ مَدِينتها وابن بَجْدتها . ( و ) كذالك يقال : ( للدَّليلِ الهادِي ) الخِرِّيتِ ، ثم تُمُثِّل به لكلِّ عالمٍ بالأَمرِ ماهرٍ فيه . ويقال : البَجْدَةُ التُّرَابُ ، فكأَنّ قولَهم : أَنا ابن بَجْدَتِها : أَنا مَخلوقٌ من تُرَابها . قالَ كعب بن زُهير :
فيها ابن بَجْدَتِهَا يَكادُ يُذِيبه
وَقَدُ النّهَارِ إِذا استنارَ الصَّيْخَدُ
يعنِي بابن بَجْدتِها الحرْبَاءَ ، والهاءُ في قوله : ( فيها ) إِلى الفَلاة الّتي يَصِفها .
( و ) كذالك يُقَال ( لمن لا يَبْرَحُ ) مكانَه ، مأْخُوذ ( مِنْ قوله ) وفي بعض النُّسخ ( عن قوله ) وهو خطأٌ : بَجَدَ بالمكان إِذا أَقامَ به ، ومَنْ أَقَامع بمَوضعٍ علمَ ذالك المَوضِعَ ، أَو من قوله : ( وعنده بَجْدَةُ ذالك ، أَي عِلْمُه ) ، ومثْله في ( المحكم ) .
( و ) يقال عليه ( بَجْدٌ مِنّا ) : من النّاس ، أَي ( جَمَاعَةٌ ) وجمْعه بُجودٌ ، قال كعْبُ بن مالك :
تَلوذُ البُجودُ بأَذْرائِنا
من الضُّرّ في أَزَماتِ السِّنِينَا
( و ) البَجْدُ ( من الخَيْلِ : مائةُ فأَكثَرُ ) ، عن الهَجَريّ .
( و ) قولهم : اشتَملَ ببِجادِه ، واحتَبَى بنِجَاده ، البِجَاد ، ( ككِتَابٍ : كسَاءٌ مُخطَّطٌ ) من أَكْسِيَة الأَعراب . وقِيل : إِذا غُزِلَ الصُّوفُ يَسْرَةً ونُسِجَ بالصِّيصَة فهو بِجَادٌ ، والجمْع
____________________

(7/399)


بُجُدٌ . ويقَال للشُّقَّة من البُجُد قَلِيحٌ وجمْعُه قُلُحٌ .
( ومنه عَبْدُ الله ) بن عَبْد نهِمْ بن عَفيفِ بن سُحَيم بن عَدِيّ بن ثَعلبةَ بن سَعْد المُزنيّ الصَّحابيّ ، من المهاجرين السابقين ، وعَدَّه بعضٌ من أَهْل الصُّفَّة ، ولَقَبُه ( ذو البِجَادَين ) ، قال ابن سيده : إِرَاه كانَ يَلبَسُ كِساءَيْن في سَفَرِه مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وقيل سَمَّاه رَسولُ الله صلى الله عليه وسلمبذالك لأَنَّه حين أَراد المَصير إِليه قَطَعَتْ إِمُّه بِجَاداً لها قِطْعَتينِ فارتَدَى بإِحداهما واتَّزَرَ بالأُخرَى ، وهو ( دَلِيلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بعض الغَزَوات . وإِلاّ فالّذي في الصّحيح أَن دَليلَه مالكُ بن فُهَيْرَةَ على ما عُرِف .
( وبَجُوداتُ ) ، بالفتح ، ( في دِيار ) بنِي ( سَعْدٍ : مَواضِعُ م ) ، أَي معروفَة ، وربما قَالُوا بَجُودَةُ ، وقد ذَكرَها العجّاجُ في شعرِه فقال :
بَجَّدْن للنَّوحِ
أَي أَقمْن بذالك المكان ، وضبطه ياقوت في ( المعجم ) بالتّحتيّة بذل الموحْدة .
( وثَوْبانُ بن بُجْدُدٍ كقُعْدُدٍ ) ، ويقال جَحْدَر ، أَبو عبد الله ( مَولَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، نَزلَ دِمَشْقَ ، ترجمُته واسعةٌ في تاريخ الذهبيّ ووَفيَات الصّفَديّ .
( والطُّفَيْل ) بن راشدٍ العَبْسيُّ ثمّ ( البِجَادِيُّ شاعرٌ ) مَنسوب إِلى جدِّه بِجَادٍ ، ككِتَاب .
( و ) بُجَيْدٌ ، ( كزُبَيْرٍ : اسم ) جماعةٍ منهم بُجيْد بن رُوَاس بن كِلابٍ ، جَدّ عَمْرو بن مالك بن قَيْس بن بُجَيدٍ الصّحابيّ ، وحَسَّان بن بُجَيْد الرُّعَينيّ ، روَى عن ابن عُمَر ، وأَيُّوب بن بُجَيْد المَعَافريّ ، روى عنه أَبو شُرَيح المَعَا فريّ ، ولَقيط بن عبَّاد بن بُجَيْد بن بَكْرِ بن عَمْرِو بن سُواءَةَ ، له وِفادة .
( وأُمُّ بُجَيْدٍ خَوْلَةُ ) ، وفي بعض النّسخ حوّاءُ ( بِنتُ يَزِيدَ ) بن السَّكَن ، ( صَحَابيَّةٌ أَنصاريَّة حارِثيّة ) ، وهي
____________________

(7/400)


أُخت أَسماءَ ، روَى عنها ابنُها عبد الرّحمان ، وعنه المَقْبُرِيّ . وأَبو بُجَيدٍ نافعُ بن الأُسود التّميميّ ، له ذِكْرٌ .
( وابْن بَجْدَانَ ، كعُثْمَان : تابعيٌّ ) .
( وبِجِّدٌ ) ، بكسر فجيم مشدَّدّةٍ مكسورةٍ ( كجِلِّقٍ وحِمِّصٍ وحِلِّز : ع ) ، مَوضع ، ( ومَالهنَّ خامس ) ، قال شيخنا : وسيأْتي له في الزّاي خامس .
( وعُمَرُ بن بُجْدَانَ ، بالضّمّ ، صَحابيٌّ ) ، لم أَجد له ذِكْراً في المعاجِمِ .
( وأَبْجَدُ ) كأَحْمَرَ ، وقيل مُحرَّكة ساكنة الآخِر ، وقيل أَبا جادٍ ، كصيغَة الكُنْيَة ، ( إِلى قَرَشَتْ ) ، محرّكَة ساكنة الآخر ، ( وكَلَمُنْ ) ، بالضبط السابق ( رَئيسُهم ) ، وقد رُوِيَ أَنّهم كانوا ( مُلوك مَدْيَنَ ) ، كما قيل . وفي رَبيعِ الأَبرار للزَّمخشريّ أَنَّ أَبا جَادَ كانَ مَلِكَ مَكّة ، وهَوَّز وحُطِّي بِوَجَّ من الطَّائف ، والبَاقِين بِمَدْيَنَ . وقيل : بل إِنّهَا أَسماءُ شَياطينَ ، نقلَه سحنونُ عن حَفْص بن غِياثٍ . وقيل : أَولاد سابورَ ، وقيل غير ذالك . ( و ) هم أَوَّلُ ما ( وَضَعُوا الكتابَةَ العربيَّةَ على عَدَدِ حُرُوفِ أَسمائِهِم ) ، وقد رُوِيَ عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص وعُروةَ بن الزُّبير أَنَّهما قالا . أَوّل مَن وَضَعَ الكِتَابَ العَربيَّ قَومٌ من الأَوائل نَزَلوا في عَدنانَ بن أُدَدَ واستَعْرَبُوا ، وأَسماؤُهم أَبجد وهوَّز وحُطِّي وكَلَمن وسَعْفَص وقَرشَتْ ، فوضَعوا الكِتَاب العَربيَّ على أَسمائهم . وهاكذا ذكره أَبو عبد الله حمزةُ بن الحَسَن الأَصفهَانيّ قال : وقد رُوِيَ أَنَّهُم ( هَلَكُوا يومَ الظُّلَّة ) مع قَوْم شُعَيْبٍ عليه السلامُ ، ( فقَالَتِ ابنةُ كَلَمُنْ ) ، محرَّكَةً ، وقيل بالضّمّ ، ويقال بسكون الميم مع التّحريك ، ومنهم من ضبطه بالواو بعد الميمِ ، وفي أَلف باللبلويّ أَنّها أُخْت كلمن ، تَرثيه ، وفي التكملة : تُؤبِّنه :
( كعلُمْنَ هَدَّمَ رُكْنِي )
وفي أَلف با :
ابن أُمِّي هَدَّ رُكني
( لْكُه وَسْطَ المحَلَّةْ
سيِّدُ القَوْمِ أَتَاه ال
حَتْفُ ناراً وسْطَ ظُلَّه
____________________

(7/401)



جُعلَتْ نَاراً عليْهِمْ
دارهمْ كالمُضمَحِلَّهْ
وقال رجلٌ من أَهل مَدْينَ يَرثيهم :
أَلا يَا شُعِيبُ قدْ نَطَقْتَ مَقَالَةً
سَبَقْتَ بها عَمْراً وَحيَّ بني عَمْرِو
مُلُوك بنِي حُطِّي وهَوَّازُ منهُمُ
وسَعْفَصُ أَهْلٌ في المكارمِ والفَخْرِ
هُم صَبَّحُوا أَهْلَ الحجازِ بغارةٍ
كمِثْلِ شُعَاعِ الشّمْس أَو مَطْلَع الفَجْرِ
وفي شرح شيخنا : ويذكر أَنَّ عُمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لقِيَ أَعرابيًّا فقال له : هل تُحسِن أَن تقرأَ الْقرآن ؟ قال : نعم . قال : فاقْرَأْ أُمَّ القرآن . فقال : واللَّهِ ما أُحسِنُ البنات فكيف الأَمّ . قال : فضَرَبَه ثم أَسلَمهُ إِلى الكُتَّاب فمكَثَ فيه ثم هَرَب وأَنشأَ يقول :
أَتيتُ مهاجرِينَ فعلَّمُوني
ثلاَثَةَ أَسطُرٍ مُتتابعاتِ
كتابَ الله في رَقَ صَحيحٍ
وآياتِ القُرَانُ مفصَّلات
فخَطُّوا لي أَبَا جَادٍ وقالوا
تَعلَّمْ سَعْفَصاً وقُرَيِّشاتِ
وما أَنَا والكتَابَةَ والتَّهجِّي
وما حَظُّ البَنينَ من البناتِ
( ثم وَجَدُوا بعدَهُمْ ) أَحْرفاً ليستْ من أَسمائهم ، وهي الثاءُ والخاءُ والذال والضاد والظاءُ والغين ، يجمعها قولك ( ثَخَذْ ) ، محرَّكَةً ساكِنة الآخِر ، ( ضَظَغْ ) ، بالضَّبط المذكور ، وفي بعض الروايات ، ظَغَشْ ، بالشين بدل الغين ( فسَّموْهَا الرَّوادف ) .
وقال قُطرُب : هو أَبو جاد ، وإِنّما حُذفت وَاوه وأَلفه لأَنّه وُضِعَ لدلالة المتعلّم ، فكُرِه التَّطويلُ والتّكرار وإِعادة المِثْل مرّتين ، فكتبوا أَبجد بغير واوٍ ولا أَلف ، لأَنّ الأَلف في أَبجد والواو في هوّز قد عُرِفَت صُورتُهما ، وكل ما مَثِّل من الحروف استُغنِيَ عن إِعادَتْه . كذا في ( التكملة ) .
____________________

(7/402)



وقد سَرَدَ نصَّ هاذه العبارة أَبو الحجّاج البَلويُّ في أَلف با أَيضاً .
ثم الاختلاف في كونها أَعجميّات أَو عَربِيّاتٍ كثير ، فقيل إِنّها كلّها أَعجميّات ، كما جَوَّزه المبرّد ، وهو الظاهِر ، ولذالك قال السِّيرافيّ : لا شكَّ أَنّ أَصلَها أَعجميّة ، أَو بعضها أَعجميّ وبعضها عربيّ ، كما هو ظاهرُ كلامِ سيبويه ، وغير ذالك مما ذكرَه الرَّضيّ وغيره ، ووسَّعَ الكلامَ فيها الجَلالُ في المُزْهِر .
قلْت : وبقِيَ إِن كان أَبْجَد أَعجميًّا كما هو رأْيُ الأَكثَر فالصَّوَاب أَن همزته أَصليّة ، وأَن الصواب ذِكْره في فصل الهمزة ، كما أَشار إِليه شيخنا . وجزم جماعَةٌ بأَن أَبجد عربيٌّ ، واستدلوا بأَنَّه قيل فيه أَبو جاد بالكُنية ، وأَنَّ الأَب لا شكّ أَنّه عربي . وجاد في الجُود ، وهو قول مرجوح .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَصْبَحَت الأَرْضُ بَجْدَةً واحدةً ؟ إِذا طَبَّقَهَا هاذا الجرادُ الأَسْوَدُ .
وبِجَادٌ ، بالكسر ، اسْم رَجلٍ ، وهو بِجَاد بن رَيْسَان .
وفي ( الأَساس ) : لَقِيتُ منه البَجَادِيَ أَي الدَّوَاهِيَ .
وبِجَاد : اسمٌ لثلاثِ قَبائلَ : في عَبْسِ ، وفي شيبَان ، وفي هَمْدان ، ذكرَها الوزيرُ أَبو القَاسم المغربيّ .
وبُجْدَانُ ، كعُثْمَان : مَوضعٌ بين الحَرَمَين ، قد جَاءَ ذِكرُهُ في الحديث .
والبِجَادَةُ : ماءَةٌ لبنِي كعْبِ بن عَبْد بن أَبي بكرِ بن كِلابٍ .
قلْت : وبِجَاد من وَلَدِ سَعْدِ بن أَبي وَقّاص ، منهم أَبو طالبٍ عُمَر بن سعْد بن إِبراهيمَ بن محمّد بن بِجَادِ بن مُوسى بن سعد بن أَبي وَقّاصٍ .
وأَبو البِجَاد شاعرٌ ، سُمِّيَ ببَيتٍ قاله :
فوَيلُ الرَّكْبِ إِذْ آبُوا جِياعاً
ولا يَدرُون ما تَحتَ البِجَادِ
____________________

(7/403)



وثُمَامَة بن بجَادٍ ، ورَبيعةُ بن عامر بن بِجادٍ ، ذُكِرَا في الصّحابة ، وكذا عَمْرُو بنُ بِجادٍ .
بخند : ( البَخَنْدَاةُ كعَلَنْدَاةٍ ) ، من النِّسَاءِ : ( المرأَةُ التَّامَّةُ القَصَبِ ) الرّيَّاءُ كالخَبَنْدَاة . وفي حديث أَبي هُريرةَ أَنَّ العَجَّاجَ أَنشدِ :
قامتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَن تَصْرمَا
سَاقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
( كالبَخَنْدَى ) والخَبَنْدَي ، والياءُ للإِلحاق بسَفرْجل . ( ج بَخَانِدُ ) وخَبَانِدُ .
( وابْخَنْدَى البَعِيرُ : عَظُمَ ) ، كاخْبَنْدَى ، وبَعِيرٌ مُبْخَنْدٍ ومُخْبَنْدِ . ( و ) ابْخَنْدَت ( الجاريةُ : تَمَّ قَصَبُها ) ، كاخْبَنْدَت .
بدد : ( *!بَدَّدَه *!تَبْدِيداً : فَرَّقَه ، *!فتَبَدّدَ ) : تَفرَّقَ . يُقال : شَمْلٌ *!مُبَدَّد . *!وتَبَدَّدَ القَومُ تَفرَّقُوا .
*!وبَدَّه *!يَبُدُّه *! بَدًّا : فَرَّقه .
( و ) *!بَدَّدَ ( زَيْدٌ : أَعيَا ، أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد ) ، نقله الصاغَانيّ .
( وجَاءَتِ الخَيْلُ *!بَدَادِ *!بَدَادِ ) ، وذَهب القَوْمِ بَدَادِ بَدَادِ ، أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر ، لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ . قال حسّان بن ثابت وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار ، منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ ، والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ ، *!فرَدُّوا السَّرْحَ ، وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ ، جَدُّ عبدِ الله بن مَسْعَدَةَ ، فقال حسّان :
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا
سَلْمٌ غَدَاةَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَفْلاً
لَجِباً فَشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وقال الجوهريّ : وإِنّمَا بُنيَ للعَدْلِ والتأْنِيث والصِّفة ، فلمّا مُنِعَ
____________________

(7/404)


بعلَّتَيْن بُنِيَ بثلاثٍ ، لأَنّه ليس بعد المنع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب . ( و ) حكَى اللِّحْيَانيّ : جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هاذا ، و ( بَدَادَ بَدَادَ ، *!وبَدَدَ *!بَدَدَ ) ، مبنيّان على الفتح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ ، ( *!وبَدَداً *!بَدَداً ) ، على المصدر ، أَي ( متفرِّقَةً ) . وفي ( اللسان ) : واحداً بعد واحدٍ . قال شيخنا : وكلُّها مبنيّة ما عدا الأَخيرَ ، وكلُّهَا في مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ اللَّفظِ أَيضاً .
( *!وبَدَّ رِجْلَيه ) في المِقْطَرة : ( فَرَّقَهُمَا ) . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا .
( و ) يقال ( ذَهَبُوا ) عَبَادِيدَ (*! تَبَادِيدَ ) ، هاكذا بالمثنّاة الفوقيّة في نُسختنا وفي بعضها بالياءِ التحتية على ما في اللِّسانِ ( *!وأَبادِيدَ ) أَي فرَقاً ( *!مُتَبدِّدينَ ) .
( ورَجلٌ *!أَبَدُّ : مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ ) عن الجَنَبين ، ( أَو ) هو ( العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ ) ، وقد بَدَّ *!يَبَدُّ *!بَدَداً . ( و ) قيل : هو ( المتباعِدُ ما بينَ الفَخِذَيْن ) مع كثرَةِ لَحمٍ ، وقيل : عريض ما بينَ المَنْكِبَيْنِ . وقيل عريض ما بينَ المَنْكِبَيْنِ . ( وقد *!بَدِدَتْ ، كَرفَرِحَتُ ، بَدَداً ) ، محرّكَةً ، وعن ابن السِّكِّيت : البَدَدُ في الناس : تَبَاعُدُ ما بينَ الفَخذَين من كَثرةِ لحْمِهِما ، تقول منه : بَدِدْن يا رجُلُ ، بالكسْر ، فأَنت أَبَدُّ . وبَقَرَة *!بَدّاءُ .
( والبَدُّ ) ، بالفتح ( : التَّعَب ) .
*!وبَدَّدَ : تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ ، عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
لما رَأَيْتُ مِحّجَماً قد *!بَدَّدا
وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
دَعوْتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا
( و ) البِدّ ، ( بالكسر : المِثْل ) ، وهما *!بِدّان . ( و ) البِدّ أَيضاً : النَّظِير ، *!كالبَدِيدَةِ ، ( يقال : ما أَنتَ لي*! ببَدِيدٍ فتكلِّمَني ) .
( و ) البُدُّ ، ( بالضَّم : البَعُوضُ ) ، هاكذا في نُسختنا ، وهو خاطأٌ والصَّوَابُ العِوَضُ ، كما في ( اللسان ) و ( الصّحاح )
____________________

(7/405)


وغيرهما من الأُمّهَات . ( و ) قال ابن دُريد : البُدّ ( الصَّنَمُ ) نفْسُه الّذي يُعبَد لا أَصْل له ، فارسيٌّ ، ( معَرَّبُ بُتْ . ج *!بِدَدَةٌ ) ، كقِرَدَةٍ ، ( *!وأَبْدَادٌ ) ، كخُرْجٍ وأَخراجٍ ، ( و ) قيل : البُدّ : ( بَيْتُ الصَّنَمِ ) والتصاويرِ ، وهو أَيضاً مُعرّب ، ولو قال والصَّنم أَو بَيْته مُعَرَّب كان أَخصَرَ . ( و ) البُدُّ أَيضاً ( : النَّصِيب من كلِّ شيْءٍ ، كالبِدَاد ، بالكسر ، *!والبُدَادِ *!والبُدَّةِ ) ، هما ( بالضّمّ ) الأَخيرتان عن ابن الأَعرابيّ . وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب :
فَمَنَحْتُ *!بُدَّتَها رقيباً جانحاً
قال ابن سيده : والمعروف ( بُدْأَتَهَا ) وجمْع البُدَّة بُدَدٌ ، وجمْع البِدَاد بِدَدٌ ، كلّ ذالك عن ابن الأَعرابيّ . ( وخُطِّىء الجوهريُّ في كَسرِهَا ) . قال الصّغانيّ : البُدَّةُ ، بالضَّمّ : النَّصيب ، عن ابن الأَعرابيّ ، وبالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍ و في ياقوتة العقم . ونصُّ عبارة الجوهريّ ( والبِدَّةُ ، بالكسر : القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب ) قلت وفي الدُّعاء : ( اللَّهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً ، واقتُلْهم بدَداً ) قال ابن الأَثير : يُروَى بكسر الباءِ جمع بِدَّةَ وهي الحِصَّة والنصيب ، أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حِصّتُه ونَصِيبه .
( و ) قولهم ( لا بُدَّ ) اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي ، أَي ( لا فِرَاقَ ) منه ، عن أَبي عَمرٍ و . ( و ) قِيلَ : لا بدَّ منه : ( لا مَحَالَةَ ) منه . وقال الزّمخشريّ : أَي لا عِوَضَ ومعناه أَمرٌ لازمٌ لا تمكِن مُفارقتُه ولا يُوجَد بَدلٌ منه ولا عِوَضٌ يقوم مَقامَه . قال شيخنا : قالوا : ولا يُستعمَل إِلاَّ في النفْيِ ، واستعمالُه في الإِثبات مُوَلَّد .
( *!وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ ) ، مُقتضَى اصطلاحه أَن يكون بالفتح ، والذي ضبطه الجوهَرِيُّ بالكسر ( *!وبَدِيدُهما ذالك المَحشوُّ الّذي تحتَهما ) ، وهو خَرِيطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ ( لئلاّ يُدْبِرَ ) الخَشَبُ ( الفَرَسَ ) أَبو البعيرَ . وقال أَبو منصور
____________________

(7/406)


*!البِدَادانِ في القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تُحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه . والجمْع *!بَدَائدُ *!وأَبِدَّةٌ ، تقول : بَدَّ قَتَبَه *!يَبُدّه . وقالَ غيره : *!البِدَادُ : بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ ، ومن الشِّقّ الآخرِ مثلُه ، وهما مُحيطانِ مع القَتب . وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك : بَدّ الرَّجلُ رُجْلَيْه ، إِذا فرَّجَ بينهما ، كذا في ( الصّحاح ) .
( *!والبَدِيدُ ) ، كَأَمِيرٍ : ( الخُرْجُ ) ، بضمّ الخاءِ وسكون الراءِ ، هاكذا في نُسختنا ، والّذي في ( الصّحاح ) : والبَدِيدَانِ الجُرجان ، هاكذا كما تَراه بجيمين ( و ) *!البَدِيدة : ( المَفَازَةُ الواسعَةُ ) .
( *!والبِدَاد ) : بالكسر ، ( لِبْدٌ يُشَدُّ ) *!مَبدُوداً ( على الدّابَّة الدَّبِرَةِ ) . وبُدَّ عن دُبُرِهَا ، أَي شُقٌ .
( *!والبِدَادُ *!والبِدَادَة ) ، بكسرهما ، والفتحُ لُغة في الأَوّل ، وبهما رُوِيَ قَول القُطَاميّ :
فَثَمَّ كَفَيْنَاهُ البِدَادَ ولم نَكنْ
لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ به الصَّدْرُ
( *!والمُبَادّة ) في السّفَر : ( أَنْ يُخْرِج كلُّ إِنسانٍ شيئاً ) من النَّفقة ( ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه ) ، هاكذا في نسختنا ، وهو خطأٌ ، والصّواب فيُنْفِيقونه ( بَيْنَهُمْ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بينهم ، وقد *!أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ ، والاسمُ البُدّة والبِدَادُ ، جمْعهما بُدَد وبُدُد .
( وبَايَعَهُ *!بَدَداً ، *!وبادَّهُ *!مُبَادَّةً ) ، وفي بعضٍ : مُبادَدَة ، ( *!وبِدَاداً ) ككِتَاب ، كلاهما : ( بَاعَهُ مُعَارَضَةً ) ، أَي عَارَضهُ ، بالبَيْع ، وهو من قَولك : هاذا *!بدُّه *!وبَدِيده ، أَي مِثله .
( *!وبَدَّهُ ) ، أَي بَدَّ صاحبَه عن الشيْءِ ( : أَبعَدَه وكَفَّه ) ، وأَنا أَبُدُّ بك عن ذالك الأَمرِ ، أَي أَدْفعه عنك . ( و ) بدَّ الشيْءَ *!يَبُدُّه بَدًّا ( : تَجافَى به ) .
( و ) قال ابن سيده : ( *!البَادُّ :
____________________

(7/407)


باطِنُ الفَخِذ ) ، وقيل : هو ما يلي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ ، وقيل : هو ما بين الرِّجلَين ، ونه قول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ : ( إِني لأُرخِي له *!-بادِّي ) قال ابنُ الأَعرابيّ : سُمِّيَ *!بادًّا لأَنّ السَّرُجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما ، فهو على هاذا فاعلٌ في معنَى مفعولٍ وقد يكون على النَّسبِ . وقال ابن الكلبيّ : كان دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركوبه الخيلَ أَعراءً . وبادّاه : ما يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه . وقال القُتَيبيّ : يقال لذالك الموضعِ من الفَرس بادٌّ .
( *!والبَدَّاءُ ) من النساءِ : ( الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ ) المتباعدةُ الشّفُرَيْن ، وقيل : هي المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين .
( و ) يقال : بيني وبينَك *!بُدَّةٌ . ( *!البُدَّةُ بالضّمّ : الغاية ) والمُدّة .
( و ) قال الفرَّاءُ : ( طَيْرٌ *!أَبادِيدُ ) ، وفي بعض نُسخِ ( الصّحاح ) المصحَّحة : يباديد ، بالتحتية ، ( *!وتَبَادِيدُ ) ، بالمثناة الفوقيّة ، أَي ( متفرِّقة ) ، كذا في ( النُّسخ ) ، وفي ( الصّحاح ) : متفرّق ، ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ : أَي مَفترق . ( وتَصحَّفَ على الجوهريّ فقال : طيرٌ *!يَبادِيد . وأَنشد ) :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرونَ مَتَى
( يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ *!يَبَادِيدُ )
برفع يباديد على أَنّه صفة طير ، وكذا رواه يعقوب . قال أَبو سهْل الهَرويّ : وقرأْته بخطّ الأَزهريّ في كِتابه كما رواه الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ ، ( وإِنما هو طَير اليَنَاديدِ ، بالنون والإِضافة ) . وفي إِصلاح المنطق في باب ما يقال بالياءِ والهمزة يقال أَعْصُرُ ويَعْصُر ، وأَلَمْلَم ويَلَمْلم ، وطَيرٌ يَنادِيدُ وأَناديدُ : متفرِّقة ، بالنون . ( و ) من أَقوى الدلائل أَنَّ ( القَافية مكسورة ) ودعوَى الإِقواءِ على ما زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم . وقبله :
ونحْنُ في عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم
من مُشْتَك كَبْلَه منهمْ ومَصفود
____________________

(7/408)



كأَنّمَا أَهل حجْر ، الخ . ( والبيت لعُطَارِد بن قَرْانَ ) الحنظليّ أَحد اللّصوص . ( وقوله ) ، أَي الجوهريّ في إِنشاد قَول الرّاجز ، وهو أَبو نُخيلةَ السَّعدي .
من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْده
أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ *!الأَبَدِّ
غلطٌ ، والصَّواب :
( *!بَدّاءُ تَمشِي مِشْيَةَ *!الأَبَدِّ )
لأَنّه في صِفَة امرأَةِ . وبعده :
وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِي
والطائف : الجُنون : والزُّؤْد : الفزَعُ . وقد سبقه إِلى ذالك ابن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ .
( و ) يقال : لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً ف ( *!ابْتَدَّاهُ ) بالضَّرب ( *!ابتداداً ) ، إِذا ( أَخَذَاه من جانِبَيْهِ ، أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه ) . والسَّبُعانِ *!يَبتَدّانِ الرَّجلَ ، إِذا أَتَيَاه من جانِبَيْهِ . والرِّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا ، يَرضِع هاذَا من ثَدْيٍ وهاذا من ثَدْيٍ . ويقال : لو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه ، ويقال : لَمَا أَطاقَه أَحدُهما . وهي *!المبادّة ، ولا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا ، ولكن *!ابتدَّها ابنَاها .
( و ) يقال : ( ما لَه به بَدَدٌ و ) لا ( *!بَدَّةٌ ) بالفَتْح ، ويروَى بالكسر أَيضاً ، أَي ما له به ( طَاقَةٌ ) ولا قُوّة .
( *!والبَدِيدَةُ ) ، كذا في ( النُّسخ ) ، كسَفِينَة ، والصَّوَاب ( *!البَدْبَدَةَ ) ، بموحَّدتين مفتوحَتين ، كما هو بخطّ الصّغانيّ : ( الدَّاهِيَةُ ) ، يقال : أَتانَا*! ببَدْبَدَةٍ .
( *!والأَبَدُّ : الحائكُ ) ، لتَباعُدِ ما بينَ فَخذيْه . ( و ) الأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ ( : الفَرَسُ بَعِيدُ ما بَيْنَ اليَدَين ) ، وقيل : هو الّذي في يَديه تَباعُدٌ عن جَنبَيْه ، وهو البَدَدُ . وبَعيرٌ أَبَدُّ ، وهو الّذي في يَديْه فَتَلٌ . وقال أَبو مالكٍ : الأَبَدّ : الواسعُ الصَّدْرِ .
( *!والأَبَدُّ الزَّنِيمُ : الأَسَدُ ) ، وصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ في يديه ، وبالزَّنيم لانفراده .
( *!وتبدّدُوا الشّيْءَ : اقتسَمُوه *!بِدَداً ) ،
____________________

(7/409)


بالكسر ، أَي ( حِصَصاً ) ، جمع البِدّة ، بالكسر ، وهو النّصيب والقِسْم ، قاله ابن الأَعرابيّ . وقد أَنكرَ شيخنا ذالك على الجوهريّ ، كما سَبَقَ . وفي حديث عِكْرِمة ( *!فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم ) ، أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ .
( و ) *!تَبدَّدَ ( الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ : أَخَذَه كُلَّه ) . وفي ( الأَساس ) : أَخذَ بجَانِبَيْهِ . قال ابنُ الخطيم :
كأَنّ لَبّاتِهَا *!تَبَدَّدَهَا
هَزْلَى جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ
( *!وبَدْبَدْ ، أَي بَخْ بَخْ ) ، نقلَه الصَّاغَانيّ . ( و ) القوم ( *!تَبادُّوا . و ) قولهم : ( لَقُوا *!بَدَادَهم ) ، بالفتح ، كلاهما ( بمعنًى ) واحد ، ( أَي أَخَذُوا أَقْرَنَهُم ) ولَقِيَهم قَومٌ *!أَبْدَادُهم ، أَي أَعدادُهم ( لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ . و ) يقال : يا قومُ *!بَدَادِ بدَادِ ، مَرّتَيْن ( كقطَام ، أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه ) . قال الجوهَرِيّ : وإِنَّمَا بُنِيَ هاذا على الكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر ، وهو مَبنيّ . ويقال إِنّما كُسر لاجتماع الساكنَين ، لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ .
( *!واسْتَبَدَّ ) فُلانٌ ( به ) ، أَي ( تَفَرَّدَ ) به دونَ غَيره . كذا في بعض نُسخ الصحاح ، وفي أَكثرها ( انفرَدَ به ) وقد جاءَ ذالك في حديثِ عليَ رضي الله عنه .
( *!والبَدَادُ ) ، كسَحابٍ : ( المُبارَزةُ . و ) العرب تقول : ( لو كانَ *!البَدَادُ لما أَطَاقُونا ، أَي لو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ ) . وفي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ .
( و ) في حديث يَومِ حُنين ( إِنّ سيِّدنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ( *!أَبَدَّ يدَه أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض ) فأَخَذَ قَبضَةً ) . والرَّجلُ إِذا رأَى ما يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يقال : أَبَدَّ فُلانٌ نَظَرَه ، إِذا مَدَّه ، *!وأَبدَدْتُه بَصَرِي . وفي الحديث ( كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السُّجُود ) أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما ، ويُقال للمصلِّي : *!أَبِدَّ ضَبْعَيْك .
____________________

(7/410)



( و ) *!أَبَدَّ ( العَطَاءَ بَيْنَهم ) ، أَي ( أَعطَى كُلاًّ منهم *!بُدَّتَه ) بالضّمّ ، ويروَى بالكسر ، كما للزَّمخشريّ ، أَي نَصيبه على حدَة ولم يَجْمَعْ بين اثنَين ، يكون ذالك في الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ . قال أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ :
*!فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ
بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ
قيل : إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهَامَه في حُمرِ الوَحْشِ . وقيل : أَي أَعْطَى هاذا من الطَّعْن مثلَ ما أَعطَى هاذا حتَّى عَمَّهم . وقال أَبو عُبيد : *!الإِبداد في الهِبَة : أَن تُعطِيَ واحداً واحداً . والقِرَان : أَن تَعطيَ اثنينِ اثنين . وقال رجلٌ من العرب : إِنّ لِي صِرْمَةً أُبِدّ مِنْهَا وأَقرُن . وقال الأَصمَعِيّ : يقالَ أَبِدَّ هاذا الجزورَ في الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه ، أَي نَصيبه .
وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربيعَةَ :
أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالَمِينَا
قيل : معناه أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ واحداً واحداً حتَّى تَعمَّهم . وقيل : معناه : أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ ؟ من قَولك : مالَكَ بمنه بُدٌّ .
( *!والبَدَد ) ، محرَّكَةً : ( الحاجَةُ .
و ) *!بَدْبَدٌ ( كفَدْفَد : ع ) ، بل هو ماءٌ في طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ . قال كُثَيِّر :
إِذَا أَصبَحَتْ بالحَبْس في أَهْلِ قَرْيةٍ
وأَصْبَحَ أَهلِي بين شَطْبٍ *!فَبَدْبَدِ
( و ) *!بُدَيْد ، ( كزُبَيرٍ : جَدُّ جِلِّزة ) بكسر الجيم واللاّم المشدّدة ، وفي بعض النُّسخ بالحاء بدل الجيم ، وهو الصواب . وهو ( ابن مَكروه ) اليَشْكُرِيّ والد الحارثِ وعَمرٍ و الشاعِرَين .
( ) ومما يستدرك عليه :
كَتِفٌ *!بَدّاءُ : عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ . وامرأَةٌ : *!مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بعضها من بعض .
*!واستبدَّ بأَمِيرِه : غَلَبَ عليه فلا يَسْمَع إِلاّ منه .
____________________

(7/411)



وفي حديث أُمِّ سَلَمةَ ( أَنَّ مَساكينَ سَأَلُوها فقالَتْ : يا جارِيَةُ *!أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةً ) ، أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً
قَولاً *!يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ
فسَّره فقال : يُبِدُّهم : يُفرِّق القَوْلَ فيهم . قال ابن سِيده : ولا أَعرف في الكلام أَبْدَدْتُه : فَرَّقْتُه .
*!وتَبادَّ القَوْمِ : مَرُّوا اثنين اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ واحد منهما صاحبَه .
وعن ابن الأَعرابيّ : *!البِدَاد والعِدَاد : المُناهدة . *!وبَدَّدَ الرَّجلُ ، إِذا أَخرَجَ نَهْدَه .
ويقال : أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى ، أَي زاد عليه عَدَدَ الحَصَى . ومنه قول الكُميت :
مَنْ قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ
في الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ له أَجَلُ
ويقال : *!بَدّدَ فُلانٌ *!تَبديداً ، إِذا نَعسَ وهو قاعد لا يَرْقد .
وفلاةٌ *!بَدْبَدٌ : لا أَحدَ فيها .
*!وتَبَادُّوا : تَبَارَزُوا .
ومن المَجاز : استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ : غلَبَ عليه فلم يَقدِر أَن يَضبطه .
برد : ( البَرْدُ ) ، بفتح فسكوت : ضِدُّ الحَرّ ، وهو ( م ) معروف . يقال : ( بَرَدَ ) الشيْءُ ( كنَصَرَ وكَرُمَ ) بَرْداً و ( بُرودةً ) ، الأَخير مصدر الباب الثاني .
( و ) يقال ( ماءٌ بَرْدٌ ) بفتح فسكون ، ( وبارِدٌ وَبَرُودٌ ) ، كصَبُورٍ صيغَة مبالغة ، ( و ) كذالك ( بُرَادٌ ) ، كغُرَاب ، ( ومَبرودٌ ) على صيغة اسم المفعول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بارداً ، ( وقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه ) تَبريداً : ( جَعَلَه بارداً ) وفي ( المصباح ) : وأَما بَرَدَ بَرْداً من باب قَتَلَ فيُستعمل لازماً ومتعدّياً ، يقال : بَرَدَ الماءُ وبَرَدّتُه فهو بارِدٌ ومَبرُودٌ ، وبَرَّدْته ، بالتثقيل ، مبالغة انتهى . وفي ( الأَساس ) : فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ
____________________

(7/412)


بالمُبَرَّت : الماءَ البارد بالطَّبْرزَذِ . قال الجوهريّ : ولا يقال أَبرَدْته إِلاّ في لغة رديئة . ( أَو ) بَرَدَه يَبْردُه ، إِذَا ( خَلَطَه بالثَّلْج ) وغيره .
( وأَبرَدَهُ : جاءَ بهِ بارداً . و ) أَبرَدَ ( له : سَقَاهُ بارداً ) ، يقال سَقَيته فأَبرْدت له إِبراداً ، إِذا سَقيْته بارداً .
( والبَرْدُ : النَّوْم ، ومنه ) قوله عزّ وجل : ( { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً } ) وَلاَ شَرَاباً ( النبأَ : 24 ) يُريد نَوماً . وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه ، وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْرُدُ بالنَّوْم . ورُوي عن ابن عَبّاس رضي الله عنهما أَنه قال : أَي بَرْدَ الشَّرَاب ولا الشَّرَابَ . ( و ) أَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ :
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَا
قال ثعلب : البَرْدُ هُنَا : ( : الرِّيقُ ) . والنُّقَاخ : الماءُ العَذْبُ .
( و ) البَرَدُ ( بِالتَّحْرِيك : حَبُّ الغَمَام ) . وَعبَّرَه اللَّيثُ فقال : مَطَرٌ جامدٌ . ( و ) البَرَدُ . ( ع ، وضَبطَه البَكريّ بكسر الرّاءِ وقال : هو جَبَلٌ في أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ ) .
( وسَحَابٌ بَرِدٌ ) ، ككَتِفٍ ( وأَبْرَدُ ) : ذو قرَ وبَرْد . وسَحابَةٌ بَرِدَةٌ ، على النّسب ، ولم يقولوا بَرْدَاءَ .
( وقد بُرِدَ القَومُ ، كعُنِيَ ) : أَصابَهم البَرد . ( والأَرضُ مُبْرَدَة ) ، وهاذه عن الزّجّاج ، ( ومَبرُودةٌ ) : أَصابها البَردُ .
( والبُرْدُ ، بالضّمّ : ثَوبٌ مُخطَّط ) ، وخَصَّ بعضُهُم به الوَشْيَ ، قاله ابن سيده . ( ج أَبْرَادٌ وأَبْرُدٌ وبُرُودٌ ) وبُرَدٌ ، كصُرَد ، عن ابن الأَعرابيّ ، وبِرَادٌ كبُرْمَة وبِرَام ، أَو كقُرْطٍ وقِرَاطٍ ، قاله ابن سيده في شرح قول يزيد بن المفرِّغ .
طَوَالَ الدّهْرِ نَشْتَمِل البِرَادَا
( و ) البُرْدُ نَظراً إِلى أَنّه اسمُ جِنْس جمْعيّ ( : أَكْسِيَةٌ يُلتَحَفُ بها ، الواحدة
____________________

(7/413)


بهاءٍ ) . وقِيل : إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وله هُدْبٌ فهي بُرْدَة . قال شَمِرٌ : رأَيت أَعرابِيًّا وعليه شِبْهُ مِنديل من صُوف قد اتّزَرَ به ، فقلْت : ما تُسمِّيه ؟ فقال : بُرْدَة . وقال اللَّيث : البُرْدُ معروف ، من بُرُودِ العَصْبِ والوَشْيِ . قال : وأَما البُرْدَة فكساءٌ مربَّع أَسْودُ فيه صِغَرٌ تَلْبَسه الأَعرابُ .
( والبَرَّادَةُ ، كَجَبَّانةِ : إِناءٌ يُبردُ الماءَ ) ، بُني على أَبْرَد . ( و ) قال اللَّيْث : البَرّادة ( كُوَّارَة يُبرَّدُ عليها ) الماءُ . قلت : ومنه قولهم : باتَتْ كِيزانُهم على البَرَّادَة . وقال الأَزهريّ : لا أَدرِي هي من كلام العرب أَم كلام المُولَّدين .
( و ) في الحديث ( إِنَّ البِطِّيخ يَقْطَعُ ( : الإِبْرِدَة ) ) ، وهي ( بالكسر ) ، أَي للهمزة والراءِ ( : بَرْدٌ في الجَوْفِ ) ورُطُوبَة غالبتانِ ، منهما يَفْتُر عن الجِمَاع ، وهمْزتها زائدة . ويقال رَجُلٌ به إِبْرِدَةٌ ، وهو تقطيرُ البَوْلِ ولا يَنْبَسِط إِلى النّساءِ .
( و ) وفي حديث ابن مسعود : ( كل داءٍ أَصلُه ( البَرْدة ) ) ، بفتح فَسكون ، ( ويُحرَّك : التُّخمة ) وإِنّما سُمِّيَت التُّخمة بَردَةً لأَنّ التُّخمَة تُبْرِد المَعدةَ فلا تَستمرِىء الطَّعَامَ ولا تُنْضِجه .
( و ) يقال : ( ابتَرَدَ الماءَ ) ، إِذا ( صَبَّه عَلَيْه ) ، أَي على رأْسه ( بَارداً ) . قال :
إِذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ في كَبِدِي
أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقاءِ القَوْم أَبترِدُ
هاذا بَردْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه
فمَنْ لحَرَ على الأَحْشاءِ يتّقِدُ
( أَو ) ابترَدَه ، إِذا ( شَرِبه ليُبَرِّد كَبِدَه ) به . قال الرّاجِز .
فطالما حَلأْتُماها لا تَرِدْ
فخَلِّيَاها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
مِن حَرّ أَيّامٍ ومِن لَيْلٍ وَمِدْ
( وتَبرَّدَ فيه ) ، أَي الماءِ : ( استَنْقعَ ) . وابترَدَ : اغتَسلَ بالماءِ البارد ، كتبرَّدَ .
____________________

(7/414)



( و ) في الحديث : ( مَن صلَّى البَرْدَين دَخلَ الجَنْةَ ) ، وفي حديث ابن الزُّبير : ( كان يَسِير بنا الأَبْرَدَين ) ، ( الأَبردَانِ ) هما ( الغَدَاةُ والعَشِيّ ) ، أَو العَصْرَانِ ( كالبَرْدَيْنِ ) ، بفتح فسكون . ( و ) الأَبْردَانِ أَيضاً : ( الظِّلّ والفَيْيُ ) ، سُمِّيَا بذالك لبَرْدِهما . قال الشّمّاخ بن ضِرَار :
إِذَا الأَرْطَى تَوسّدَ أَبْرَدَيْه
خُدُودُ جَوازِيءِ بالرملِ عِينِ
( وأَبْرَدَ ) الرّجلُ : ( دَخَلَ في آخِرِ النَّهَارِ ) . ويقال : جِئْناك مُبْرِدينَ ، إِذا جاءُوا وقد باخَ الحَرُّ . وقال محمّد بن كعْب : الإِبْراد : أَن تَزِيغ الشَّمْسُ . قال : والرَّكْب في السَّفر يقولون إِذا زاغَت الشَّمْسُ : قدْ أَبرَدْتم فَرَوِّحُوا . قال ابنُ أَحمرَ .
في مَوْكِبٍ زَجِلِ الهَوَاجِرِ مُبْرِدِ
قال الأَزهري : لا أَعرِف محمّد ابن كعْب هاذا ، غير أَنَّ الذي قاله صحيحٌ من كلام العرب ، وذالك أَنّهم يَنزِلُون للتَّغوِير في شِدَّة الحَرّ ويَقيلون ، فإِذا زالت الشّمسُ ثاروا إِلى رِكَابهم فغَيَّرُوا عليها أَقْتَابَها ورِحَالَهَا ونادى مُنَادِيهم : أَلاَ قَدْ أَبْردْتُم فارْكَبُوا .
( وبَرَدَنا اللَّيْلُ ) يَبْرُدُنَا بَرْداً . ( و ) بَرَدَ ( عَلَيْنَا : أَصَابَنَا بَرْدُه ، و ) لَيْلَةٌ بارِدةُ العَيْشِ وَبَرْدَتُه : هَنِيئةٌ . قال نُصَيب :
فيا لَكَ ذا وُدَ ويا لَكِ لَيْلَةً
بَخِلْتِ وكانَتْ بَرْدَةَ العَيشِ ناعِمَهْ
و ( عَيْشٌ بارِدٌ : هَنىءٌ ) طَيِّبٌ . قال :
قَلِيلَةُ لحمِ النَّاظِرَينِ يَزِينُها
شَبَابٌ ومَخفوضٌ من الغَيْشِ باردُ
أَي طَابَ لها عَيْشُهَا . قال : ومثْله قَولُهم : نَسأَلك الجَنَّةَ وَبَرْدَهَا . أَي طِيبَها ونَعِيمَها .
( و ) من المجاز في حديث عُمَرَ ( فَهبَّرَهُ بالسَّيْفِ حتَّى ( بَرَدَ ) : ماتَ )
____________________

(7/415)


قال ابن منظور : وهو صحيحٌ في الاشتقاق ، لأَنّه عَدِمَ حَرارةَ الرُّوح . وقال شيخُنَا نقلاً عن بعض الشُّيوخ : هو كِنَايَةٌ للزُوم انطفاءِ حَرارتِهِ الغَريزيَّة ، أَو لسُكون حَركَتِه ، لأَنَّ البرْدَ استُعْمِلَ بمعنَى السُّكُونِ .
( و ) منه أَيضاً : بَرَدَ لي ( حَقِّي ) على فُلانٍ : ( وَجَبَ ولَزِمَ ) وثَبتَ . ولي عليه أَلفٌ بارِدٌ ، أَي ثابتٌ . ومنه حديث ابن عُمرَ في ( الصّحاح ) ( وَدِدْتُ أَنّه بَرَدَ لنا عَمُلنا ) .
( و ) منه أَيضاً : بَرَدُ ( مُخُّه ) يَبْرُد بَرْداً ( هُزِلَ ) ، وكذالك العِظَامُ . وجاءَ فُلانٌ بارِداً مُخُّه ، وباردُ العِظَامِ وحارُّهَا ، للهَزِيل والسَّمِين .
( و ) بَرَدَ ( الحديدَ ) بالمِبْرَد ونحوِه من الجواهر يَبْرُدُه بَرْداً : ( سَحَلَه . و ) بعرَدَ ( العَينَ ) بالبَرُودَ يَبرُدُها بَرْداً : ( كَحَلَهَا ) به . وبَرَدَت عَيْنُه : سكَنَ أَلَمُهَا . والبَرُود : كُحْلٌ يُبَرِّد العَينَ من الحَرّ . وفي حديث الأَسود ( أَنَّه كان يَكتحِل بالبَرُودِ وهو مُحْرِمٌ ) .
( و ) بَرَدَ ( الخُبْزَ : صَبَّ عليه الماءَ ) فبَلَّه ، ( فهو بَرُودٌ ) ، كصَبُور ( ومَبرودٌ ) ، وهو خُبْرز يُبْرَد في الماءُ تُطْعَمُه النساءُ للسّمنة .
( و ) بَرَدَ ( السَّيْفِ : نَبَا . و ) بَرَدَ ( زَيْدٌ ) يَبْرُدُ بَرْداً ( ضَعُفَ ) ، وفي ( التكملة ) ضَعُفَت قَوائمُه ، ( كبُرِدَ كعُنِيَ ) ، وهاذِه عن الصّاغَانيّ . ( و ) هُزَالٍ أَو مَرضٍ وفي حديثِ عُمرَ : ( أَنّه شَرِبَ النَّبِيذَ بَعْدَ ما بَرَدَ ) ، أَي سَكَن وفَتَر . ويقال : جَد في الأَمرِ ثم بَرَدَ ، أَي فَتَرَ ، وفي الحديث ( لمَّا تلقَّاهُ : بُرَيدَةُ الأَسلميّ قال له : من أَنت ؟ قال ؟ أَنا بُرَيْدَة . قال لأَبي بَكر : بَرَدَ أَمرُنا وصَلَح ) أَي سَهُلَ ( بُرَاداً ) ، كغُرَاب ، ( وبُرُوداً ) ، كقُعُود . قال ابنُ بُزُرْج : البُرَاد : ضَعْفُ القوائمِ من جُوعٍ أَو إِعْيَاءٍ ، يقال : به بُرَادٌ ، وقد بَرَدَ فُلانٌ إِذا ضَعُفت قوائمُه .
( وبَرَّدَهُ ) ، أَي الشيْءَ تَبريداً ، ( وأَبْرَدَه ) : فتَّره و ( أَضْعَفَه ) ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
الأَسودَانِ أَبْردَا عِظَامِي
الماءُ والفَثَّ ذَوَا أَسْقَامِي
____________________

(7/416)



( والبُرَادَة ) بالضّمّ : ( السُّحَالة ) ، وفي ( الصّحاح ) : البُرَادَة : ما سَقَطَ منه .
( والمِبْرَدُ ، كمِنْبَرٍ ) ما بُرِدَ به وهو ( السُّوهَان ) ، بالفارسيَّة .
والبَرْدُ : النَّحْتُ يقال : بَرَدْت الخَشبةَ بالمِبْردِ بَرْداً ، إِذا نَحتُّها .
( والبَرْدِيُّ ) ، بالفتح ( : نَبَاتٌ ) ، وفي نسخة : نَبتٌ ( م ) أَي معروف ، واحدته بَرْدِيّة . قال الأَعشى :
كبَرْدِيّة الغِيل وَسْطَ الغَرِي
فِ قد خَالَطَ الماءُ منها السَّرِيرَا
( و ) في الحديث : ( أَنَّه : أَمرَ أَن يُؤخَذ البُرْديَّ في الصَّدَقة ) . البُرْديّ ( بالضَّم : تَمْرٌ جَيِّدٌ ) يُشْبِه البَرْنيَّ ، عن أَبي حنيفةَ ، وقيل : هو ضَرْبٌ من تَمر الحجاز . ( و ) البُرْدِيّ : لقب ( محمد بن أَحمدَ بنِ سَعِيد الجَيَّانيّ ) الأَندلسيّ ( المحدِّث ) نزيل بغدَادَ ، سمعَ محمّد بن طَرْخان التُّركيّ .
( والبَرِيد : المرتَّبُ ) ، كما في ( الصّحاح ) . ( و ) في الحديث : ( لا أَخِيسُ بالعَهْد ، ولا أَحْبِس البُرْد ) أَي لا أَحبِسُ الرُّسُلَ الوَارِدين عليّ . قال الزّمخشري : البُرْدُ ساكناً : جمْعُ بَريدٍ ، وهو ( الرَّسُول ) ، فَخّفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل ، وإِنّمَا خَفّف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل ، وإِنّما خَفّفه هنا ليُزاوجَ العَهْد . وفي ( المصباح ) : ومنه قولُ بعض العرب ( الحُمَّى بَرِيدُ الموتِ ) ، أَي رسولُه . وفي العِناية أَثناءَ سورة النساءِ : سُمِّيَ الرّسولُ بَرِيداً لِرُكُوبه البَريدَ ، وهي المسافَة ، ( و ) هي ( فَرسَخَانِ ) . كلُّ فرْسَخٍ ثلاثةُ أَميالٍ ، والمِيلُ أَربعةُ آلافِ ذِرَاعٍ . ( و ) أَربَعَةُ فَرَاسِخَ ، وهو ( اثنَا عَشَرَ مِيلاً ) . وفي الحديث : ( لا تُقصَر الصّلاةُ في أَقلَّ من أَربَعَةِ بُرُدٍ ) وهي ستَّةَ عَشرَ فَرسَخاً . وفي كُتب الفقه : السَّفَرُ الّذِي يجوز فيه القَصْرُ أَربعةُ بُرُدٍ ، وهي ثمانيةٌ وأَربعون مِيلاً بالأَميال الهاشميّة الّتي في طَرِيق مَكّةَ . ( أَو ما بَيْنَ المَنزلَينِ . و ) البَريدُ : ( الفُرَانِقُ ) ، بِضمّ الفاءِ ، سُمِّيَ به ( لأَنَّه يُنْذِر قُدّامَ الأَسَدِ ) ،
____________________

(7/417)


قيل : هو ابنُ آوَى ، وقيل غير ذالك ، وسيأْتي . ( و ) البَريد ( الرُّسُلُ على دَوَابِّ البَرِيدِ ) والجمْعُ بُرُدٌ . قال الزّمخشريّ في الفائق : البريد كلمة فارسيّة يراد فيها في الأَصل البَغْل ، وأَصلهَا برده دم أَي محذوف الذَّنَب ، لأَنّ بِغَالَ البَريدِ كانت محذوفةَ الأَذنابِ ، كالعَلاَمَة لها ، فأُعْرِبت وخُفِّفت ، ثمّ سُمِّيَ الرَّسولُ الّذي يَركَبه بَريداً ، والمسافةُ الّتي بين السِّكَّتَين بَريداً . والسِّكّة : مَوضعٌ كان يَسكُنُه الفُيُوجُ المُرَتَّبون من بَيْتٍ أَو قبَّة أَو رِباطٍ ، وكان يُرَتّب في كلّ سِكّةٍ بِغَالٌ ، وبُعْدُ ما بين السِّكّتينِ فَرسخَانِ أَو أَربَعَةٌ . انتهى . ونقله ابن منظور وابن كمال باشا في رسالة المعرّب ، وقَالَ : وبهاذا التّفصيلِ تَبَينَ ما في كلام الجوهَريّ وصاحب القَامُوس من الخَلَل ، فتَأَمَّلْ .
( وسِكَّةُ البَرِيد : مَحَلَّةٌ بخُوَارَزْمَ ) . وقال الذّهَبيّ : بجُرْجَان ، ( منها ) أَيو إِسحاقَ ( إِبراهِيمُ بنُ محمّد بن إِبراهِيمَ ) ، حدَّثَ عن الفَضْل بن محمَّد البَيهقيّ وجماعة . قال الحافظ ابن حَجر وأَبو إِسحاق : هاكذا ضَبطَه الأَمِيرُ بالتّحتانيّة والزّاي ، مات سنة 333 ، ( ومنصورُ بن محمّدٍ الكاتبُ ) أَبو القاسم ، ( البَرِيديَّانِ ) ، حدث عن عبد الله بن الحسن بن الضَّرَّاب ، وعنه السِّلَفيّ .
( وبَرَدَه وأَبْرَدَه : أَرسَلَه بَرِيداً ) ، وزاد في ( الأَساس ) : مُستعْجلاً . وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلمقال : ( إِذا أَبردْتُم إِليَّ بَرِيداً فاجْعَلُوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسمِ ) .
( و ) قولهم : ( هُمَا في بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ ) ، فسَّره ابنُ الأَعرابيّ فقال : ( أَي يَفْعَلانِ فِعْلاً واحِداً ) فيشتَبهانِ كأَنَّهما في بُرْدَةٍ .
( وبَرَدَى ) ، بثلاث فَتحاتٍ ( كَجَمَزَى ) وبَشَكَى . قال جرير :
لا وِرَدْ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفوا بَرَدَى
إِذَا تَجَوَّبَ عن أَعْنَاقِهَا السَّدَفُ
( نَهْرُ دِمَشْقَ الأَعظمُ ) ، قال نِفْطَوَيْه ، هو بَرَدَى مُمالٌ ، يكتب باليَاءِ ( مَخْرَجُه )
____________________

(7/418)


من قَرْيَةٍ يقال لها قَنْوَا ، من كُورَة ( الزَّبْدَانيّ ) ، بفتح فسكون على خَمْسَة فَارسِخَ من دمَشقَ ممّا يلِي بَعْلَبَكّ ، يَظهر الماءُ من عيونٍ هناك ثمّ يَصُبُّ إِلى قَرّيَةٍ ( تُعرف بالفِيجة ) على فَرْسَخَينِ من دِمَشْقَ ، وتَنضمّ إِليه أَعينٌ أُخرَى ، ثم يَخرُج الجميعُ إِلى قرية تعرف بحمزَايا فَيَفْتَرق حينئذٍ فيصير أَكثره في بَرَدَى ، ويَحْمِلُ الباقيَ نَهرُ يزيدَ ( وهو نهرٌ حَفَرَه يَزيدُ بن معاوية ) في لِحْف بعضِ جبَل قاسيُون ، فإِذا صارَ ماءُ بَرَدَى إِلى قريةٍ يقال لها دُمَّر افترقَ على ثلاثة أَقسام ، لبَرَدَى منه نَحو النِّصف ، ويفترق الباقي نهرَيْن ، يقال لأَحدهما ثَوْرَا في شماليّ بَرَدَى وللآخرِ بانَاس في قِبْلِيِّه ، وتمرّ هاذه الأَنهارُ الثّلاثُ بالبوادي ، ثم بالغُوطَة ، حتّى يَمرّ بَرَدَى بمدِينَة دمشقَ في ظاهرِها فيشقّ ما بينها وبين العُقَيْبَةِ حتى يَصخبّ في بُحَيْرَة المَرْج في شرقيّ دِمَشْق ، وهو أَهْبَطُ أَنهار دِمشق ، وإِليه تنصبُّ فضَلاتُ أَنهُرِهَا . ويُساوقه من الجهة الشمالية ( نَهْر ) يزيد ، إِلى أَن يَنفَصل عن دمشق وبَساتِينِها ، ومهما فَضَلَ من ذالك كلِّه صَبَّ في بُحيرة المَرْج . وأَمّا باناس فإِنّه يدخل إِلى وَسط مَدينة دِمشق فيكون منه بعضُ مياه قَنواتِها وقَسَاطِلها ، وينفصل باقيه فيسقي زُروعَهَا من جهة الباب الصغيرِ والشرقيّ .
وقد أَكثَرَ الشّعراءُ في وَصْف بَرَدَى في شعرهم ، وحُقّ لهم ، فإِنّه بلا شَكَ أَنْزَهُ نَهْر في الدُّنْيَا . فَمن ذالك قولُ ذِي القرْنَيْنِ أَبي المُطاع بنِ حَمْدَان :
سَقَى اللَّهُ أَرْضَ الغُوطَتَيْن وأَهلَهَا
فلي بجنُوبِ الغوطَتَين شُجونُ
ومَا ذُقْتُ طَعْمَ الماءِ إِلاّ استخفَّني
إِلَى بَرَدَى والنَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ
____________________

(7/419)



وقد كانَ شَكّي في الفِراقِ يَرُوعُني
فكيفَ يَكون اليَومَ وهْوَ يَقينُ
فواللَّهِ ما فارَقْتُكم قالياً لكُمْ
ولاكنّ ما يُقْضَى فسَوف يكونُ
وقال العِماد الكاتب الأَصبهانيّ يذكُر هاذه الأَنهارَ من قَصِيدَة :
إِلى نَاسِ بنَاسَ لي صَبْوةٌ
فلِي الوَجْدُ داعٍ وذكْرِي مُثيرُ
يَزيدُ اشتِيَاقي ويَنمُو كما
يَزيد يزيدُ وثَوْرَا يَثُورُ
ومن بَرَدَى بَرْدُ قلبي المشوق
فها أَنا من حرِّه أَستجيرُ
وفي ديوان حسّانَ بن ثابت :
يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ
بَرَدَى يُصَفَّق بالرَّحيقِ السلْسَلِ
وسيأْتي في حرف الصاد .
( و ) بَرَدَى أَيضاً : ( جَبَلٌ بالحجَاز ) في قول النُّعمان بن بَشيرٍ :
يا عَمْرَ لو كُنْتُ أَرقَى الهَضْبَ من بَرَدَى
أَو العُلاَ من ذُرَا نَعْمانَ أَو جَرَدَا
بما رَقِيتُكِ لاسْتَهوَنْتُ مانِعَها
فهلْ تَكونِينَ إِلاَّ صَخْرَةً صَلَدَا
( و ) بَرَدَى أَيضاً : ( ة بحَلَبَ ) من ناحيةِ السُّهُولِ . ( و ) بَرَدَى أَيضاً : ( نَهرٌ بطَرَسُوسَ ) بالصَّغَر .
( وبَرَدَيَّا ) ، بفتح الدَّال وياءٍ مشدَّدة وأَلف ، وفي كتاب ( التكملة ) للخارزنجيّ بكسر الدّال ، وهو من أَغلاطه : ( ع ) بالشَّام أَو نهر ، وقال أَحمد بن يحيى في قَول الراعِي النُّميريّ :
واعتَمَّ مِن بَرَدَيَّا بَينَ أَفْلاجِ
إِنّه نهرٌ ( بالشَّأْم ) ، والأَعرَف أَنّه بَرَدَى ، كما تقَدَّم ، كذا في ( اللسان ) .
( وتِبْرِدُ ) ، بكسرِ التّاءِ المثنّاة الفوقيّة ( ع ) ، وقد أَعَادَهُ المصنف في التاءِ مع الدال أَيضاً ، وأَما ابن منظورفإِنّه أَوردَه بتقديمِ الباءِ الموحّدة على المثنّاة الفَوقيّة ، فليُنظر ، ذلك .
( وبَرْدٌ ) ، بفتح فسكون : ( جَبَلٌ ) يُنَاوِحُ رُؤافاً ، وهما جَبَلانِ مُسْتَديرانِ
____________________

(7/420)


بينهما فَجْوَةٌ في سَهلٍ من الأَرْض غير متَّصلة بغيرها ( هما من الجِبَال ) بين تَيْماءَ وجَفْر عَنَزَةَ في قِبليّها . ( و ) بَرْدٌ ، أَيضاً : ( ماءٌ ) قُربَ صُفينة من مياهِ بني سُليم ثم لبني الحارث منهم . ( و ) بَرْدٌ ، أَيضاً : ( ع ) يمانيّ ، قال : نصْر : أَحسب أَنّه أَحَدُ أَبْنِيَتهم .
( وبَرَدُّونَ ) ، بفتحتين ( مشدَّدةَ الدّالِ ) وسكون الواو : ( ة بذَمَارِ ) من أَرض اليمن .
( وبَرْدَةُ : علمٌ للنَّعْجَة ) ، وتُدْعَى للحَلْب فيقال بَرْدَه برْدَه . ( و : ة بنَسَفَ منها عَزيزُ بن سُلَيم ) بن منصورٍ ( البَرْدِيُّ المحدِّث ) ، قَدِمَ خُرَاسَانَ مع قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم فسَكنَ بَرْدَةَ فنُسِب إِليها . قال الحافظ : هاكذا ضبطَه الذّهبيّ والصواب فيه بَزْدَة ، بالزاي بعد الموحدة ، وسيأْتي للمصنّف فيما بعدُ ، وكأَنّه تَبِعَ شَيخَه الذَهَبيّ في ذِكْره هنا . ( و ) بَرْدَةُ ، أَيضاً : ( ة بشيرَازَ ) .
( و ) البَرَدَةُ ، ( بالتّحْرِيك ، من العَيْن : وَسَطُها ) نقلَه الصاغَانيّ . ( و ) بَرَدَة ( بنتُ مُوسَى بن يَحيَى ) ، كذا في ( النُّسخ ) وفي ( التكملة ) ( نَجِيح ) بدل يَحيى ، حَدّثت عن أُمِّهَا بَهيّة .
( وبُرْدَةُ الضَّأْنِ ، بالضّمّ : ضَرْبٌ من اللَّبَنِ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( ومحمّد بن أَحمدَ بن سعيدٍ البُرْدِيّ ) ، بالضّمّ ، الأَنْدلسِيّ الجعيَّانيّ ( مُحدِّث ) نَزلَ بغدادَ وسمعَ محمَّدَ بن طَرْخَانَ . وهاذا قد تقدّم له قريباً في أَوّل التركيب ، فهو تكرار .
( والبُرَدَاءُ ككُرمَاءَ : الحُمَّى بالقِرَّة ) ، أَي الباردة ، وتُسمَّى بالنّافضة . نقلَه الصاغَانيّ .
( وذو البُرْدَيْن : عامر بن أُحَيمرَ ) بنِ بَهدَلَةَ بن عَوْفٍ ، لُقّب بذالك لأَنّ الوُفودَ اجتمعوا عند عَمْرِو بن المنذرِ بن ماءِ السّماءِ ، فأَخْرَج بُرْدَينِ وقال : لِيْقُمْ أَعزُّ العرب فلْيلْبَسهُما ، فقام عامرٌ ، فقال له : أَنت أَعزُّ العرب ؟ قال : نعم ؛ لأَنّ العزَّ كلَّه في مَعَدّ ثمّ نِزارٍ ثمّ مُضَرَ ثم تميم ثم سَعدٍ ثم كَعبٍ ، فمَن أَنكرَ ذالك فليناظِرْ . فَسكتوا فقال : هاذه قَبيلتُك فكيف أَنتَ
____________________

(7/421)


في نفْسِك وأَهْل بَيتك ؟ فقال : أَنا أَبو عَشرة ، وأَخو عَشرة وعَمُّ عَشرة . ثم وَضع قَدَمَه على الأَرض وقال : من أَزالَهَا من مَكانها فله مائةٌ من الإِبل . فلم يَقُم إِليه أَحد ، فأَخذَ من الإِبل . فلم يَقُم إِليه أَحد ، فأَخذَ البُرْدَين وانصرَف . قاله أَبو منصور الثعالبيّ في المضاف والمنسوب .
( و ) ذو البُرْدَين أَيضاً : لَقَبُ ( رَبِيعَة بن رِيَاحٍ ) الهلاليّ وهو ( جَوَادٌ ، م ) أَي معروف .
( وثَوبٌ بَرُودٌ ) ، كصَبور : ( مَالَه زِئْبِرٌ ) ، عن أَبي عَمرٍ و وابن شُميل . وثَوبٌ بَرودٌ ، إِذا لم يكن دفَيئاً ولا لَيِّناً من الثِّياب .
( والأُبيرِدُ الحِمْيرِيّ ) : رجلٌ ( سارَ إِلى بني سُلَيم فقَتَلوه ) ، نقله الصّغانيّ .
( و ) الأُبيرِد ( اليَربوعيّ : شاعرٌ ) أَوردَه الجوهريّ . ( و ) الأُبيرد ( بن هَرْثَمَة العُذْريُّ ) شاعر ( آخَرُ ) ، ويقال فيه أَرْبَدُ بن هَرْثَمَةَ . وهاكذا قاله البَدْر العَينيّ في القِنَاع المدني ( والباردَة من أَعلامِهنّ ) أَي النّساءِ ، نقله الصاغانيّ .
( وإِبْرَاهِيمُ بن بَرْدَادٍ كصَلْصَالٍ ) مُحدِّث . وكذا غرفر بن بَرْدَاد الحَضرميّ . وأَما محمّد بنُ بَرْدادٍ الفَرغانيّ فقد حدّثَ عنه الحسنُ بن أَحْمدَ الكاتب ، هاكذا ذَكروهُ ، قال الحافظ : والصّواب : خَلَف بن محمّد بن بَرْدَاد . وكذا عند الأَمير .
( وبَرْدَادُ : ة بسَمَرْقَنْد ) ، على ثلاثةِ فَراسِخَ منها ، يُنسَب إِليها أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بن رَسُولٍ البَرْداديّ السَّمَرْقنديّ ، يَروِي عن أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وغيره .
( وبَرَدَانُ ، مُحرّكةً : لَقبُ ) أَبي إِسحَاقَ ( إِبراهِيمَ بن ) أَبي النضّر ( سالمٍ ) القُرشيِّ التَّيميّ المَدنيّ ، مولَى عُمرَ بنِ عُبيد الله ، رَوَى عن أَبيه في صحيح البخاريّ .
( و ) البَرَدَانُ : ( عَيْنٌ بالنَّخْلَة الشَّامِيَّة ) بأَعلاهَا من أَرضِ تِهَامةَ . وقال نصْر : البَرَدَانُ جَبلٌ مُشرِفٌ على
____________________

(7/422)


وادِي نَخْلَةَ قَرْبَ مَكّةَ ، وفيها قال ابن مَيّادةَ :
ظَلَّتْ برَوْضِ البَرَدَانِ تَغْتَسِلْ
تَشْرَبُ منها نَهَلاَتٍ وتَعُلْ
( و ) البَرَدَانُ أَيضاً : ( ماءٌ بالسَّمَاوةِ ) دونَ الجَنَابِ وبَعْدَ الحِنْيِ من جِهةِ العِرَاق . ( و ) قال الأَصمعيّ : البَرَدَانُ : ( ماءٌ بنَجْدٍ لعُقَيل ) بن عامرٍ ، بينَهم وبينَ هِلالِ بن عامرٍ . وقال ابن زيادٍ : البَرَدَانُ في أَقْصَى بِلادِ عُقَيْلٍ وأَوّل بلاد مَهْرَة . وأَنشد :
ظَلَّتْ برَوْضِ البَردَانِ تَغتسِلْ
( و ) البَرَدَانُ أَيضاً : ( ماءٌ بالحجاز لبني نَصْر ) بن مُعاويةَ ، لبني جُشَمَ ، فيه شيْءٌ قليلٌ لبطنٍ منهم يقال لهم بنو عُصَيْمة ، يَزعمون أَنَّهُم من اليمن ، وأَنهم ناقِلَة في بني جُشَمَ .
( و ) البَرَدَانُ ( : ة ببَغُدَاد ) ، على سبعةِ فَرَاسخَ منها قُرْبَ صَرِيفِينَ ، وهي من نواحِي دُجَيل ، وهو تَعريبُ بردادان ، أَي مَحلّ السَّبْيِ ، وبَرْدَه بالفارسيّة هو الرّقيق المجلوبُ في أَوْلِ إِخراجه من بِلادِ الكُفر ، كذا في كتاب المُوَازنة لِحمزةَ ، ( منها أَبو عليّ ) الحافظُ أَحمدُ بنُ أَبي الحسن محمّد بن أَحمد بنِ محمّد بن الحَسن بن الحُسين بن عليّ ( البَرَدَانيّ ) الحَنبليّ ، كان فاضلاً ، وهو ( شيخُ ) الإِمام الحافظ أَبي طاهر ( السِّلَفيّ ) نزيلِ ثَغرِ الإِسكندرية ، تُوفِّيَ سَنة 498 ، وتُوُفِّيَ والده أَبو الحسن في ذي القعدة سنة 465 .
( و ) البَرَدَانُ : ( ة بالكُوفةِ ) وكانتْ مَنزلَ وَبرةَ الأَصغر بن رومانس بن مَعقِل بن محَاسن بن عَمْرو بن عبد وُدّ بن عَوف بنِ عُذرةَ بنِ زيدِ الَّلاتِ بنُ رُفيدة بن ثَورِ بن كَلْب بنَ وَبرة ؛ أَخي النُّعمان بن المنذر لأُمّه ، فمات ودُفن بهاذا الموضع ، فلذالك يقول مَكحولُ بن
____________________

(7/423)


حارِثةَ ، يَرثيه :
لقد تَرَكُوا على البَرَدَانِ قَبْراً
وَهَمُّوا للتَّفرُّق بانطلاقِ
وقال ابن الكلبيّ : مات في طريقه إِلى الشأْم . فيجوز أَن يكون البَرَدَانَ الّذي بالسَّمَاوة .
( و ) البَرَدَانُ ( نَهْرٌ بطَرَسُوس ) ، ولا يُعرف في الشأْم مَوضعٌ أَو نَهرٌ يقال له البرَدَانُ غيره ، فهو الّذي عَنَاه الزّمخشريُّ بقوله حين قيل إِنّ الجَمَد المدقوقَ يَضُرّه :
أَلاّ إِنّ في قَلْبي جَوًى لا يَبُلُّه
قُوَيْقٌ ولا العاصِي ولا البَرَدَانُ
قال أَبو الحسن العُمْرَانيّ : وهاذه أَسماءُ أَنهار بالشأْم .
( و ) البَردَانُ أَيضاً : ( نَهرٌ آخَرُ بمَرْعَشَ ) يَسقِي بَسَاتِنَهَا وضِيَاعَهَا ، مَخرَجُه من أَصْل جَبَلِ مَرْعَشٍ ، ويُسمَّى هاذا الجبَلُ الأَقرعَ . ذكرهما أَحمد بن الطّيِّب السَّرخسيّ .
( و ) البَرَدانُ : ( بِئرٌ بتَبَالةَ ) بالبادية . ( و ) البَرَدَانُ أَيضاً : ( ع ببلاد نَهْدٍ باليَمَن ) ، ولم يَذكره ياقُوت . ( و ) البَرَدَانُ أَيضاً ( : ع باليَمَامَةِ ) يقال له سَيْحُ البرَدَانِ فيه نَخْلٌ ، عن ( ابن ) أَبي حَفصةَ . ( و ) البَرَدَانُ أَيضاً : ( ماءٌ مِلْحٌ بالحِمَى ) قال الأَصمعيّ : من جِبال الحِمَى الذُّهْلولُ وماؤُه ، ثم البَرَدانُ وهو ماءٌ مِلْحٌ كثيرُ النَّخلِ .
( والأَبْرَدُ : النَّمِرُ ، ج أَبارِدُ ، وهي بهاءٍ ) ، وهي الخَيثَمةُ أَيضاً ، نقلَه الصّاغانيّ .
( وبَرْدُ الخِيَارِ لَقَبٌ ) ، وهو مُضافٌ إِلى الخِيَار ، نقله الصاغانيّ .
( و ) من المجاز : ( وَقعَ بينهما قَدُّ بُرُودِ يُمْنَةٍ ) ، بضمّ فسكون ، إِذا تَخاصمَا و ( بَلَغَا أَمراً عَظيماً ) في المخاصَمة حتّى تَشاقَّا ثِيابَهما ؛ ( لأَنَّ اليُمَن ) ، بضمّ ففتْح ( وهي بُرُودُ اليَمنِ ) غاليَةُ الثَّمنِ ، فهي
____________________

(7/424)


( لا تُقَدّ ) أَي لا تُشقّ ( إِلاّ لِعظيمةٍ ) . وفي ( التكملة ) : إِلاّ لأَمرٍ عظيمٍ : وهو مَثلٌ في شِدّة الخُصومة .
( وبَرْدَانيَّةُ : ة بنواحِي بلَدِ إِسكافَ ، منه ) ، هاكذا في نُسختنا والصّواب : منها ( القُدْوَةُ أَحمدُ بنُ مُهَلْهِلٍ البَرْدَانيّ الحَنبَليّ ) ، روَى عن أَبي غَالبٍ الباقِلاَنيّ وغيره .
( وأَيُّوب بن عبد الرّحيم بن البُرَدِيّ ، كجُهَنيّ ، بَعْليٌّ ) ، أَي منسوب إِلى بَعْلَبَكّ ، ( مُتأَخّر ) ، حَدّثَ عن أَبي سَلمانَ ابن الحافظ عبدِ الغَنيّ ، ( رَوَيْنَا عن أَصحابه ) ، منهم الحافظ الذّهَبيّ .
( وأَوسُ بنُ عبدِ الله بن البُرَيْدِيّ نِسْبة إِلى جَدّهِ بُرَيدةَ بنِ الحُصَيْب الصَّحَابيّ ) . وفي بعض النُّسخ : أَوس بن عبيد الله .
( وسُرْخابُ ) ، وفي بعض النُّسخ سِرْحَان ( البريديّ ، رَوَى ) . قال الذَّهبيّ . وهو مجهولٌ لا أَعرفه . وقال الحافظ ابن حجر : بل هو معروفٌ ترجَمه الخطيبُ وضَبَطَه بفتح الباءِ ، وكذا في الإِكمال . والضّمّ ذَكرَه ابن نُقطةَ فوَهِمَ ، فقد ضبطَه الخَطيبُ وابن الجَزريّ وغيرهم بالفتح ، وهو فقيه شافعيّ مشهور .
( وبُرْدَةُ وبُرَيْدَةُ وبَرَّادٌ ) ، الأَخير ككَتّان ، ( أَسماءٌ ) منهم أَبُو بُرْدَةَ بن نِيَارٍ الصّحابيّ ، خال البَراءِ بن عازبٍ ، واسمه هانىء أَو الحارث ، وأَبو بُرْدةَ الأَصغرُ ، واسمُه بُرَيد بن عبد الله .
( وأَبو الأَبرَدِ زِيادٌ : تابعيٌّ ) ، وهو مولَى بني خَطْمَةَ ، روَى عن أُسَيد بن ظُهَير ، وعنه عبد الحميد بن جَعفر ، ذَكرَه ابن المهندس في الكُنَى .
( وبَرْدَشِير ) ، بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم ( د ، بكِرْمَانَ ) مما يَلِي المفازةَ ، قال حَمزةُ الأَصفهانيّ : ( هو مُعَرّب أَزْدَشِيرَ ) بن باركَان ( بعانِيهِ ) وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير ، فيها قَلعةٌ حَصينةٌ ، وكان أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بن
____________________

(7/425)


الياس ، كان ملِكاً بكِرْمَانَ في أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه ، وبينها وبين السِّيرجان مَرحلتانِ ، وبينه وبين زَرَنْد مَرحلتانِ ، وشُرْبُهم من الآبار ، وحولَها بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ ، وفيها نَخْلٌ كثيرٌ . وقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المحدِّثين منهم أَبو غانمٍ حمد بن رِضوانَ بن عبيد الله بن الحسين الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ ، سَمعَ أَبا الفضل عبد الرحمان بن أَحمد ( بن الحسن الرّازيّ المقري ، وأَبا الحسن عليّ بن أَحمد ) بن محمّد الواحديّ المفسِّر ، وغيره ، ومات ببَرْدَشير في صفر سنة 521 . وقال أَبو يَعْلَى محمّد بن محمد البغداديّ :
كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشِيرَ البَغِيضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
كذا في ( المعجم ) .
( وبَرْدَرَايَا ) ، بفتح الدال ، والراء وبين الأَلفين ياءٌ : ( ع ) أَظنّه ( بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ ) ، أَي من أَعمالها ، ولو قدَّم هاذا على بَرْدَشير كان أَحسن .
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث أُمِّ زَرْعٍ ( بَرُودُ الظِّلّ ) أَي طَيِّب العِشْرةِ ، ( وفَعُول ) يَستوِي فيه الذَّكر والأَنثَى .
وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ : بَرْدُهما وهاذا الشيْءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ ، قال الأَصمعيّ : قلْت لأَعرابيّ ؛ ما يَحمِلُكم على نَومَة الضُّحَى ؟ قال : إِنَّها مَبْرَدَةٌ في الصَّيْف مَسْهَنَة في الشِّتاءِ .
وعن ابن الأَعرابيّ : البارِدة : الرَّبَاحَة في التِّجارة سَاعَةَ يَشتَرِيهَا . والباردة : الغَنِيمةُ الحاصلة بغير تَعَبٍ . وفي الحديث ( الصَّومُ في الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَة ) ، هي التي تَجِيءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلَى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ ، وقيل الثابتة ، وقيل الطَّيِّبة . وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عندهم باردٌ .
____________________

(7/426)



وسَحَابَة بَرِدَةٌ ، على النَّسب : ذاتُ بَرْدٍ ، ولم يقولوا بَرْدَاء .
وقال أَبو حنيفَةَ : شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ : طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا . وقَولُ الساجع .
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
أَي ذو بُرودةً .
وقال أَبو الهَيْثم : بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه ، أَي ثَبتَ عليه . ومُصطَلاهُ : يداه ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ ما بَرزَ منه ، فبَرَدَ عند مَوتِه وصارَ حَرُّ الرُّوح منه بارداً ، فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه .
وقولهم لم يَبْرُدْ منه شيْءٌ ، المعنى لم يَستقرّ ولم يَثبُتْ ، وهو مَجاز .
وسَمُومٌ بارد ، أَي ثابتٌ لا يَزول .
ومن المَجاز : بَرَدَ في أَيديهم سَلَماً : لا يُفدَى ولا يُطلَق ولا يُطْلَب .
والبَرود ، كَصبورٍ : البارِد . قال الشاعر :
فبَاتَ ضَجِيعِي في المَنَامِ مَعَ المُنَى
بَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ
ومن المجاز ما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
أَنَّي اهْتَدَيتِ لِفِتْيَةٍ نَزَلوا
بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ جُرْبِ
أَي وَضَعوا عنها رِحَالَها لتَبرُدَ ظُهُورُهَا .
ومن المجاز أَيضاً في حديث عائشة رضي اللَّهُ عَنْهَا : ( لا تُبَرِّدِي عنه ) ، أَي لا تُخَفِّفِي . يقال : لا تُبَرِّدْ عن فخلانٍ ، معناه إِنْ ظَلَمك فلا تَشْتُمْه فتَنقُصَ من إِثْمه . وفي الحديث : ( لا تُبَرِّدُوا عن الظَّالم ) ، أَي لا تَشتُموه وتَدْعُوا عليه فتُخفِّفوا عنه من عُقُوبَةِ ذَنْبِه .
وثَوْرٌ أَبرَدُ : فيه لُمَعُ سَوادٍ وبياضٍ ، يمانيَةٌ .
____________________

(7/427)



وبُرْدَا الجَرَادِ والجُنْدَبِ : جَناحَاه ، قال ذو الرُّمَّة :
كأَنَّ رِجلَيْه رِجْلاَ مُقْطِف عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرنيمُ
وهي لكَ بَرْدَةُ نَفْسِهَا ، أَي خَالِصَة . وقال أَبو عُبَيْدٍ : هي لك بَرْدةُ نَفْسِهَا أَي خالصاً ، فلم يُؤنِّث خالصاً . وقال أَبو عُبَيْد : هو لي بَرْدَةُ يَمِيني ، إِذا كانَ لك مَعلوماً .
والمُرْهَفَاتُ البَوَارِدُ : السُّيُوفُ القَواطِعُ .
ومن المجاز : بَرَدَ مَضْجَعُهُ : سافَرَ . ورُعِبَ فَبَرَدَ مكَانَه : دُهِشَ . وبَرَدَ الموتُ عليه : بانَ أَثَرُه . وسَلَبَ الصَّهباءَ بُرْدَتَهَا : جِرْيَالَهَا . وجعَلَ لسانَه عليه مِبْرَداً : آذاه وأَخذَه بِه . واستَبرَدَ عليه لِسَانَه : أَرسلَه ( عليه ) كالمِبْرَد ، كلُّ ذلك مَجاز .
وقولُ الشاعِر :
عافَتِ الماءَ في الشِّتَاءِ فقُلْنا
بَرِّدِينِ تُصَادِفيهِ سَخِينَا
قال ابن سيده : زَعمَ قُطْرُبٌ أَنَّ برَّدَه بمعنى سَخَّنه ، فهو إِذاً ضِدّ . وهو غَلَطٌ ، وإِنّما هو : بَلْ رِدْيه .
وبابُ البَرِيدِ : أَحدُ أَبوابِ جامِعِ دِمَشقَ ، ذكَرَه في ( المراصد ) .
وعُمَر بن أَبي بكْر بن عُثْمَان السبحيّ البَرْدُوِيّ ، بفتح الموحّدة وضمّ الدال نِسْبة إِلى بَرْدُوَيه ، حَدَّثَ عن أَبي بكرٍ محمّدِ بنَ عَبْد العزيز الشّيبَانيّ وغيره ، وعنه أَبو سعد السِّمْعَانيّ .
وأُبَارِدُ ، بالضّمّ : اسمُ مَوضعٍ ذَكرَه ابن القطّاع في كتاب الأَبنية .
والبَرَدَانُ ، محرَّكة : مَوضِعٌ للضِّباب قُرْبَ دَارةِ جُلْجُلٍ ، عن ابن دُريد .
والبُرْدَانِ بالضّمّ : تَثنية بُرْدٍ ، غَديرانِ بِنجْدٍ ، بينهما حاجزٌ ، يَبقَى ماؤُهما شَهرينِ أَو ثلاثةً ؛ وقيل : هما ضَفِيرَتَانِ من رَمْلٍ .
ويَوْمُ البُرْدَيْنِ من أَيام العرب ، وهو يوم الغَبِيطِ ، ظَفِرَت فيه بنو يَرْبُوع ببنِي شَيبانَ .
والبُرْدَين : قَريةٌ بمصر ، نُسبَ إِليها جماعَةٌ .
____________________

(7/428)



وبَيْرُود ، فَيْعول : صُقْعٌ بينَ حِمْص ودِمَشق ، هاكذا بخطّ أَبي الفضل . وقال بعضُهم : هو يَفْعول :
وبَرَدَ ، محرّكَةً : مَوضعٌ في قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ :
وبَرَدَ ، محرّكَةً : مَوضعٌ في قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ :
إِنّي إِذا حَلَّ أَهالِي من ديارِهمُ
بَطْنَ العَقيقِ وأَمستْ دَارَهَا بَرَدُ
وفي أَشعار بني أَسدٍ المعْزُوِّ تَصنيفُها إِلى أَبي عَمرٍ و الشَّيبانيّ : بَرِد ، بفتْح ثمّ كسْر ، في قَول المعترف المالِكيّ :
سائِلُوا عن خَيْلِنا ما فَعلَتْ
يا بَنِي القَيْنِ عَنْ جَنْب بَرِدْ
وقال نصْر : بَرِدٌ : جَبلٌ في أَرض غَطَفَانَ ، وقيل هو ماءٌ لبنِي القَيْن ، ولعلّهما مَوضعَانِ .
وأَبو محمّد موسَى بن هارونَ بنِ بَشيرٍ البُرْديّ ، لبُرْدَةٍ لَبَسَها ، قاله الرُّشَاطِيُّ . وأَبو القَاسم حُبَيشِ بن سَلْمَانَ بن بُرْدِ بن نجيح ، مَولَى بني تُجيب ثم بني أَيْدَعَانَ ، نُسِب إِلى جَدِّه .
وبُرْدٌ : بضمّ فسكون ، قال النصر : صَرِيمةٌ مِنْ صَرَائمِ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ في دِيارِ تَميم ، كان لهم فيه يَوْمٌ .
والبِرُودُ ، كان لهم فيه يَوْمٌ .
وأَوْدِيَةٌ بطَرَفِ حَرّة النّارِ يُقال لهنَّ البَوارِد ، قاله يعقوب . ومَوضعٌ بين الجُحْفَة ووَدّانَ ، كذا في ( المعجم ) .
والبُرَيْدانِ ، بالضّمّ على لفظة التَّثنيةِ : جَبَلٌ في شِعر الشّمَاخ .
وبُرَيْدَةُ ، مصغّراً : ماءٌ لبَني ضَبِينةَ ، وهم وَلَدُ جَعْدَةَ بن غَنِيّ بن أَعصُر بن سعد بن قَيسِ عَيْلان .
ويَومُ بُريْدةَ من أَيّامهم .
وبُرَيدٌ ، كزُبَيرٍ : ابنُ أَصرَمَ ، عن عليّ . وبُرَيدُ بن أَبي مَريمَ ، راوي حَديث القُنُوت . وعبدُ اللَّهِ بنُ بُرَيدَان بن بُريد البَجليّ . وعِمْرَانُ بن أَيّوبَ بنِ بُريدٍ ، صَنّفَ في الزُّهْدِ . وبُريدُ بن سُوَيد بن حِطّان ، شاعرٌ ، يقال له بُرَيدُ
____________________

(7/429)


الغواني . وبُريدُ بن رَبِيعٍ الكِلابيّ ، شاعرٌ . وأَبو بُرَيد إِسماعِيل بن مَرزوق بنِ بُرَيد الكَعبيّ ، مِصريّ مُرَاديٌّ ثِقةٌ . وعبد الله بن محمّد بن مُسْلم البُرْدِيّ بالضّم ، عن إِسماعيل بن أَبي أُويس .
وهاشمُ بنُ البَرِيد ، كأَمير : مُحدّث .
وتَركَ سَيفَه مُبرَّداً ، كمُعظَّم ، أَي بارزاً .
برجد : ( البُرْجُدُ ، بالضّمّ : كسَاءٌ ) من صُوف أَحمر ، قاله أَبو عَمرٍ و . وقيل : هو كساءٌ ( غَلِيظٌ ) ، وقيل : كساءٌ مُخطَّط ضَخمٌ يَصلُحُ للخباءِ وغيره .
( و ) بَرْجَدٌ ، ( بالفتْح : لَقبُ رَجلٍ منهم ) ، عن ابن دُريد .
( وبَرُوجِرْد بضمّ الرّاءِ وكسر الجيم : د . م . قُرْبَ هَمَذَانَ ) ، على ثمانيةَ عَشرَ فَرْسخاً منها ، وبينها وبين الكَرَج عَشرَةُ فَراسِخَ ، وهي مدينةٌ حَصِينَةٌ كَثيرةُ الخيراتِ يَنبُتُ بها الزَّعفرانُ ، يُنسَبُ إِليها أَبو الفضل محمّد بن هِبَةِ اللَّهِ بن العَلاءِ بن عبد الغفّار الحافظُ البَرُوجِرْديّ ، صَحِبَ أَبا الفضلِ محمّد بن طاهرٍ المَقدِسيّ ، وأَبا محمّد الدّونيَّ ، ويحيى بن عبد الوهّاب بن مَنده ، كتب عنه أَبو سعد .
( ) ومما يستدرك عليه :
البَرْجَدُ : السَّبْيُ ، وهو دَخيل . قلتْ : وأَصلُه بَرْدَجٌ فقُلبَ .
وبُرْجُدٌ ، كهُدهُدٍ : طَرِيقٌ بين اليَمامةِ والبَحْرَينِ ، وإِيّاه أَرادَ قيسُ بن الخَطيم الأَنصاريّ أَو غيره :
فذُقْ غِبَّ ما قَدّمْتَ إِنّي أَنَا الَّذي
صَبَحْتُكُمُ كأْسَ الحِمَامِ ببُرْجُدِ
كذا في ( المعجم ) .
وبِرجنده ، بالكسر : مدينةٌ بتُركستانَ ، نُسب إِليها جماعَة من أَهل العلم .
وبَرْوَنْجِردُ ، بفتح فَسكون وفتح الواو وسكون النون : قريةٌ كبيرةٌ عند الرّمل ، خَربت الآن ، منها أَبو
____________________

(7/430)


عبدِ الله أَحمدُ بن محمّد بن الفَضل السَّرخسيّ .
برخد : ( البُرَخْدَاةُ ، بضمّ الباءِ وفتح الرّاءِ وسكونِ الخاءِ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال اللِّحيانيّ : هي ( المرْأَة التَّارَّةُ النَّاعِمَةُ ) ، هاكذا ذَكرَه في بَخَنْداة ، نقله ابن سيده والصاغَانيّ إِلاّ أَنّي رَأَيْتُه بخطّ الصاغانيّ بفتح فسكون ، وليس بعد الدّال أَلف .
برقعد : ( بَرْقَعِيدُ ، كَزَنْجَبِيل ) ، أَهملَه الجوهَريّ ، وقال الصاغانيّ : ( د ، قُربَ المَوْصِل ) من جِهَةِ نَصِيبِينَ . وأَوردَه الأَزهريّ في خُماسيّ العَين ، وهي واسعةٌ وعليها سورٌ . ولها ثلاثةُ أَبوابٍ : بابُ بَلد ، وباب الجَزيرة ، وباب نَصِيبين . وأَهلُهَا يُضْرَب بهم المَثلُ في اللُّصُوصِيَّة . وقد نُصِبَ إِليها قَومٌ من الرُّواة ، منهم الحَسن بن عليّ بن موسى بن الخليل البَرْقَعِيديّ ، وأَحمد بن عامر بن عبد الواحد الرَّبَعيّ البَرْقَعِيديّ ، سَمِعَا وحَدَّثَا . كذا في ( المعجم ) .
برند : ( سَيْفٌ بِرِنْدٌ ، كفِرِنْد : عليه أَثرٌ قَديمٌ ) ، عن ثعلب . وأَنشد :
سَيْفاً بِرِنْداً لم يكنْ مِعْضَادَا
وفي نُسخة : بِرَنْد ، كفُطَحْل ( أَو البَرِنْد ) بِفَتْح فكسرْ ( وتُفتح راؤُه ) ، كلتاهما عن الفرّاءِ : ( الفِرِنْد ) ، وسيأْتي بيانُه .
( والمُبَرْنِدَةُ : المرأَةُ الكثيرَةُ اللَّحْمِ ) ، قيلَ إِنّه ليس بعربيّ ، ولذا تَوقَّف فيه بعضٌ .
( وعَرْعَرَةُ بننُ البِرِنْدِ ) الشاميّ ( وهاشمُ بن البِرِنْد ، مُحدِّثانِ ) . وحفيد الأَوّلِ إِبراهيمُ بنُ محمّد بن عَرْعَرَةَ الحافظ ونافِلته إِسحاقُ بن إِبراهيمَ البِرِنْدِيّ ، وأَمّا هاشمٌ فإِنّ الصّوابَ في ضبْط والدِه كأَمير ، كما هو مضبوط في ( التكملة ) و ( التبصير ) .
بزد : ( بَزّدَة ) ويقالُ بَزْدوه ، قد أَهمله الجوهريّ ، وهي ( ة من أَعمالِ نَسَفَ ) ،
____________________

(7/431)


وهي قلعةٌ حَصينَة على سِتّة فراسِخَ منها . ( والنِّسبة ) إِليها ( بَزْديّ ) وبَزَدوِيّ ، منه دِهْقانُها المُعمَّر مَنصورُ بن قُرَيْنَة أَو مُزَينَةَ وهو الصَّحيح ، آخرُ من حَدَّثَ بالجامعِ ( الصَّحيح عن ) الإِمام أَبي عبد الله محمّد بن إِسماعِيلَ ( البُخَاريّ ) رضي الله عنه ، مات سنة 329 . وأَبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحُسين بن عبد الكريم البَزْدَويّ الفقيه الحَنفيّ بما وراءَ النَّهر ، روَى عنه صاحبُه أَبو المعالِي محمّد بن نصّر بن منصور المدينيّ الخَطيب بسَمَرْقَنْدَ ، وابنه القاضي أَبو ثابتٍ الحسنُ بن عليّ البَزْدَويّ ، مات بسمَرْقَنْدَ سنة 555 .
( ) ومما يستدرك عليه :
بَزْدَانُ من قُرَى الصُّغْد .
وبازِبْدَى ، بكسر الزّاي وفتح الدّال المهملة ممال الأَلف : كُورة في غَربيّ دِجْلَةَ قُربَ باقِرْدَى ، من ناحِيَة جزيرةِ ابن عُمر ، وبالقُرب منها جَبلُ الجُودِيّ ، وقَرْيَةُ ثمانينَ ، نُسب إِليها أَبو يَعْلَى المُثنّى بن يَحيى بن عيسى بن هِلالٍ التّميميّ البازِبْدَاويّ ، جدّ الحافظ أَبي يَعْلَى أَحمدَ ابنِ عليّ بن عليّ بن المُثنَّى . وقال بعضُ الشُّعراءِ بُفضِّلها على بغدادَ :
بقَرْدَى وبازِبْدَى مَصِيفٌ ومَرْبَعٌ
وعَذْبٌ يُحَاكِي السَّلْسَبِيلَ بَرُودُ
وبَغْدَادُ ما بَغدادُ أَمّا تُرَابُهَا
فحُمَّى وأَمّا بَرْدُهَا فَشَديدُ
كذا في ( المعجم ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
بسد : بُسَّد كسُكّر : أَصْل المَرْجان ، يَنبُت في البحر ، وليس في المعادن ما يُشبِه النَّبَاتَ غَيره ، ذَكَرَه غَير واحدٍ من العلماءِ .
بشند : وبَشَنْدُ كسَمَنْد ، والشين معجمة ، قرية بمصر .
بشجرد بشغرد بشقرد : وباشْقِرْد . ويقال بالغَين بدل
____________________

(7/432)


القاف . وباشْجِرد بالجيم : بلادٌ بين القَسْطنطينيّة وبُلغَار .
بصد : وبَصِيدَا ، بفتح الموحّدة وكسرِ الصاد المهملة وسكون التّحتيّة ، من قُرى بَغْداد .
بعد : ( البُعْدُ ) ، بالضَمّ : ضِدُّ القُرْب ، وقيل خِلاف القُرْب ، وهو الأَكثر ، وهو ( م ) أَي معروف . ( و ) البُعْد : ( المَوْتُ ) . والّذي عَبَّرَ به الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كما في ( الصّحاح ) وغيره ويقال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هو البَعَد ، محركةً ، ( وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ ) ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من البابين بالمَعنَيين ، وليس كذالك ، فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذالك والتفرقَةِ بينهما ، وأَنَّ البعد الّذي هو خِلاف القُرْب الفِعل منه بالضمّ ككَرُمَ ، والبَعَد ، محرَّكةً ، الذي هو الهَلاك الفِعْل منه بَعِدَ بالكَسْر ، كفَرِح . ومَنْ جَوَّزَ الاشتراكَ فيهما أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ في خِلافِ القُرْب ، وأَفصحيّة الكسرِ في معنَى الهلاكِ ، حَقَّقَه شيخنا ( بُعْداً ) ، بضمّ فسكون ، ( وبَعَداً ) . محرَّكةً ، قال شيخُنَا : فيه إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلَ من الفِعلين ، والصّواب أَنّ الضَمّ للمضموم نعظير ضِدِّه الذي هو قَرُبَ قُرْباً ، والمحرّك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً . انتهي .
قلت : والّذي في ( المحكم ) و ( اللِّسان ) : بَعِدَ بَعَداً ، وبَعُد : هَلَكَ أَو اغترَبَ ، فهو باعِدٌ . والبُعْد : الهَلاَكُ ، قال تعالى : { 7 . 024 اءَلا بعدا لمدين كما بعدت ثمود } ( هود : 95 ) .
وقال مالكُ بنُ الرَّيب المازنيّ :
يَقُولنَ لا تَبْعَدْ وهُمْ يَدْفِنُونَنِي
وأَينَ مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا
وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ : كما بَعِدَتْ ، وكان أَبو عَبِدِ الرحمان السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا { بَعُدَتْ } يجعَلُ الهُلاكَ والبُعد سواءً ، وهما قريبٌ من السَّوَاءِ ، إِلاَّ أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضُهم يقول بَعُدَ ، مثل سَحِقَ وسَحُقَ . ومن
____________________

(7/433)


النّاس مَن يَقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهَلاك . وقال يونسُ : العرب تقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ ، إِذا تباعدَ في غير سَبَ . ويقَال في السَّبِّ : بعِدَ وسَحِقَ لا غير ، انتهى . فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هو المُجْمَعُ عليه عند أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هو قول بعضٍ منهم كما تَرَى . ( فهو بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ ) ، الأَخير بالضّمّ ، عن سيبويه ، قيل : هو لُغة في بَعِيد ، ككُبَار في كَبير . ( ج بُعَدَاءُ ) ، ككُرَمَاءَ ، وافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الذين يقولون فُعَال ، لأَنهما أُختانِ . ( و ) قد قيل ( بُعُدٌ ) ، بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ ، وينشد قَول النابغة :
فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ له
فَضْلاً على النَّاسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ
وضبطَه الجوهري بالتحريك ، جمع باعد ، كخادمٍ وخَدَمٍ .
( وبُعْدَانٌ ) ، كرَغيفٍ ورُغْفَانٍ . قال أَبو زيد : إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرُ فكُنْ مِن بُعْدانِه ، أَي تَبَاعَدْ عنه لا يُصِبْك شَرُّه . وزاد بعضُهم في أَوزان الجموع البِعَادَ ، بالكسر ، جمْع بَعيدٍ ، ككَريمٍ وكِرَامٍ . وقد جاءَ ذالك في قَول جريرٍ .
( ورجلٌ مِبْعَد ، كمِنْجَل : بَعيدُ الأَسْفَارِ ) . قال كُثيِّر عزّةَ :
مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً
مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ
( وبُعْدٌ باعِدٌ ، مُبَالَغَةٌ . و ) إِنْ دَعوتَ به قلْت : ( بُعداً له ) ، المختار فيه النّصب على المصدريّة . وكذالك سُحْقاً له ، أَي ( أَبْعَدَه اللَّهُ ) ، أَي لا يُرثَى له فيما نَزَلَ به . وتَميم تَرفَع فتقول : بُعدٌ له وسُحْقٌ ، كقولك : غلامٌ له وفَرسٌ .
وقال ابن شُميل : رَاودَ رَجلٌ من العرب أَعرابيّة فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لها شيئاً ، فجعلَ لها دِرْهَمين ، فلما خالطَها جعلت تقول : غَمْزاً ودِرْهماكَ لك ، فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ
____________________

(7/434)


لك . رَفَعت البُعْدَ . يُضرَب مَثلاً للرَّجُل تراه يَعمل العَملَ الشديدَ .
( والبُعْد ) ، بضم فسكون ، ( والبِعَاد ) ، بالكرس : ( اللَّعْن ) ، منه أَيضاً .
( وأَبعدَه اللَّهُ : نَحَّاه عن الخَير ) ، أَي لا يُرْثَى له فيما نَزلَ به . ( و ) أَبعده : ( لَعَنَهُ ) ، وغَرَّبَه .
( وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعَاداً ) ، وباعَد اللَّهُ ما بينهما ، ( وبَعَّدَه ) تَبعيداً ويُقْرأُ { 7 . 024 ربنا باعد بين اءَسفارنا } ( سبأَ : 19 ) وهو قِراءَة العَوام . قال الأَزهَريّ : قرأَ أَبو عَمرٍ و وابن كَثير { بَعِّدْ } ، بغير أَلف ، وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ { رَبُّنَا باعَدَ } بالنَّصْب على الخَبر . وقرأَ نافع وعاصم والكسائيّ وحمزة { باعِدْ } بالأَلف على الدعاءِ . و ( أَبْعَدَه ) غيرُه .
( ومَنزِلٌ بَعَدٌ ، بالتحريك : بَعيدٌ . و ) قولهم : ( تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ ، وغيرَ باعدٍ ، وغير بَعَد ) ، محرَّكَةً ، أَي ( كنْ قريباً ) ، وغير بَاعِدٍ ، أَي غَيْرَ صاغرٍ قاله الكسائيّ . ويقال : انطلقْ يا فلانُ غيرَ باعدٍ ، أَي لا ذَهَبْتَ .
( و ) يقال : ( إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ ) ، وهاذه عن ابن الأَعرابيّ ، ( و ) غير ( بُعَدٍ ، كصُرَد ) ، إِذا ذَمَّه ، أَي ( لا خَيْرَ فيه ) . وعن ابن الأَعرابيّ : أَي لا غَوْرَ له في شيْءٍ .
( و ) إِنّه ( لذُو بُعْدٍ ) . بضمّ فسكون ، ( وبُعْدَةٍ ) ، بزيادة الهاءِ ، وهاذه عن ابن الأَعرابيّ ، ( أَي ) لذو ( رأْيٍ وحَزْم ) . يقال ذالك للرّجُل إِذا كان نافذَ الرَّأْيِ ذا غَوْرٍ وذا بُعْرِ رَأْيٍ . ( و ) يقال : ( ما عندَه أَبعَدُ ، أَو بُعَدٌ ، كصُرَد ، أَي طائلٌ ) ، ومثله في ( مجمع الأَمثال ) . وقال رجلٌ لابنه : إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بغير بُعَدٍ ، أَي بغَير منفعة . وقال أَبو زيد يقال : ما عندك بُعَدٌ ، وإِنك لغيرُ بُعَد ، أَي ما عندك طائلٌ . إِنّما تقول هاذا إِذا ذَمَمْتَه . قال شيخنا : يمكن أَن يُحمل ( ما ) هنا على معنَى ( الّذي ) ، أَي ما عنده من المطالب أَبعدُ مما عند غيره ، ويجوز
____________________

(7/435)


أَن تُحمَل على النَّفْيِ ، أَي ليس عنده شيءٌ يُبعِدُ في طَلبِه ، أَي شيْءٌ له قيمةٌ أَو مَحلّ .
( وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل ) ، يعني أَنّ كلاًّ منها ظَرفُ زَمانٍ ، كما عُرِفَ في العربية ، ويكونان للمكان ، كما جوَّزَه بعض النُّحاة ، ( يُبنَى مُفْرَداً ) ، أَي عن الإِضافة ، لكن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لفظه ، كما قرّر في العربيّة ، ( ويُعْرَب مُضافاً ) ، أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغّلَه في الاسميّة وتُبعِده عن شَبه الحروف ، فلا مُوجبَ معها لبنائه . ( وحُكِيَ : مِنْ بَعْدٍ ) ، أَي بالجر وتنوين آخره ، وقد قُرِىء به قوله تعالى : { 7 . 024 لله الاءَمر من قبل ومن بعد } ( الروم : 4 ) بالجر والتنوين ، كأَنَّهم جَرَّدوه عن الإِضافة ونِيّتها .
( و ) حكى أَيضاً ( افعَلْ ) كذا ( بَعْداً ) ، بالتنوين منصوباً .
وفي ( المصباح ) وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ ، لا يُفهَم معناه إِلا بالإِضافَة لغيره ، وهو زَمانٌ متراخٍ عن الزَّمَان السابقِ ، فإِن قَرُبَ منه قيلَ ، بُعَيْدَه بالتصغير ، كما يقال قَبْل العصْر ، فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر ، بالتصغير ، أَي قريباً منه . وجاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عمرو ، أَي مُتراخِياً زَمانُه عن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍ و . وتأْتي بمعنَى مَعَ كقوله تعالى : { فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذالِكَ } ( البقرة : 178 ) أَي مع ذالك . انتهى .
وقال اللَّيثُ : بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ ، تقول : هاذا بعدَ هاذا ، منصوب . وحَكى سيبويه أَنّهُم يقولون من بَعدٍ ، فُينكِّرونه ، وافْعَلْ هذا بَعْداً .
وقال الجوهريّ : بَعدُ نَقيضُ قَبلُ ، وهما اسمان يكونان ظَرفَين إِذا أُضِيفَا ، وأَصْلهما الإِضافة ، فمتَى حذفت المضاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ ، إِذا كان الضّمّ لا يَدخلهما إِعراباً ، لأَنّهما لا يَصلُح
____________________

(7/436)


وقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ ولا مَوقعَ المبتدإِ ولا الخَبَر .
وفي ( اللسان ) : وقوله تعالى : { 7 . 025 لله الاءَمر من قبل ومن بعد } ( الروم : 4 ) أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا ، أَصلهما هنا الخَفضُ ، ولاكنْ بُنِينَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ ، فإِذا لم يكونَا غايةً فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة . ومعنَى غايةٍ أَي أَنَّ الكَلِمَة حُذِفَت منها الإِضافَة وجُعلَت غَايَةُ الكَلِمَة ما بقِيَ بعد الحذْف . وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما في الإِضافة النّصب والخفض ، تقول : رأَيتُه قَبلَك ومن قَبِلك ، ولا يُرفعان ، لأَنَّهما لا يُحدَّث عنهما ، استعملاَ ظَرفَين ، فلمَّا عُدِلاَ عن بابهما حُرِّكا بغير الحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كانَتَا له يَدخلان بحقّ الإِعراب . فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التَّعرِفِ ، لأَنّه حُذِف منهما ما أُضيفَتَا إِليه ، والمعنى . للَّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم ، ومن بَعدِما غَلَبَتْ . وحكَى الأَزهَرِيُّ عن الفرّاءِ قال : القِرَاءَة بالرّفع بلا نون ، لأَنّهما في المعنَى تراد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لا محالَة ، فلمَّا أَدّتَا غير معنَى ما أُضِيفَتا إِليه وسُمِتَا بالرَّفْع ، هما في موضعِ جَرَ ، ليكون الرَّفْعُ دَليلاً على ما سَقَطَ . وكذالك ما أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ ما أُضِيفَ إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت : للَّهِ الأَمرُ من قبلِ ومن بعدِ ، جازَ ، كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعد . وقال ابن سيده : ويُقرأُ : { 7 . 025 لله الاءَمر من قبل من بعد } يجعلونهما نَكرتَين ، المعنَى : لله الأَمرُ من تَقَدُّم ومن تأَخُّرٍ . والأَوّلُ أَجوَدُ . وحكى الكسائيّ : { 7 . 025 الاءَمر من قبل ومن بعد } بالكسر بلا تنوين .
( واسْتَبْعَدَ ) الرَّجُلُ ، إِذا ( تَبَاعَدَ ) .
____________________

(7/437)


( و ) استبعدَ ( الشَّيْءَ : عَدَّه بعيداً ) .
( و ) قولهم : ( جِئت بَعْدَيْكما ) أَي بَعدَكما ، قال :
أَلاَ يا اسْلَمَا يا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ
ولا يَسْلماً بَعْدَيْكُما طَللانِ
( و ) في ( الصحاح ) : ( رأَيْته ) ، وقال أَبو عُبيد : يقال : لَقِيته ( بُعَيداتِ بَيْن ) بالتصغير ، إِذا لَقيتَه بعد حِين . ( و ) قيل ( بَعِيدَاتِهِ ) ، مُكبّراً ، وهاذه عن الفَرّاءِ ، ( أَي بُعَيدَ فِرَاق ) ، وذلك إِذا كان الرّجلُ يُمسِك عن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ ، ثمّ يُمسك عنه نحْو ذالك أَيضاً ، ثمّ يأْتِيه . قال : وهو من ظُروف الزَّمَان التي لا تَتمكّن ولا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً . وأَنشد شَمِرٌ :
وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه
بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لا هِدَانٍ ولا نِكْسِ
ومثله في ( الأَساس ) . ويقال : إِنّها لتَضْحَكُ بُعيداتِ بَيْنٍ ، أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ في العين .
( وأَمَّا بَعْدُ ) فقد كان كذا ، ( أَي ) إِنَّما يريدون أَمّا ( بَعْدَ دُعَائِي لك ) ، فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولاكنك تَجعله غايةً نَقيضاً لقبْل . وفي حديث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلمخَطَبَهم فقال : ( أَمّا بَعْدُ ) ، تقدير الكلام : أَمّا بعدع حَمْدِ الله . ( وأَوَّلُ مَنْ قاله دَاوُودُ عليه السّلام ) ، كذا في أَوَّليّاتِ ابن عَسَاكِرَ ، ونقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا : أَخرَجَه ابن أَبي حاتم والدَّيْلميّ عن أَبي موسى الأَشعريّ مرفوعاً . ويقال : هي فَصْلُ الخِطَاب ، ولذلك قال عزّ وجلّ { وَءاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } ( ص : 20 ) ( أَوْ كَعْبُ بن لُؤَيَ ) ، زعمه ثَعلب . وفي الوسائل إِلى معرفة الأَوائل : أَوّلُ من قال أَمّا بَعدُ داوودُ عليه السّلامُ ، لحديث أَبي موسى الأَشعرِيّ مرفوعاً ، وقيل : يَعْقُوبُ عليه السلامُ ، لأَثَرٍ في أَفرادِ الدَّارَقُطْني ، وقيل ، قُسّ بن ساعدةَ كما للكلبيّ ، وقيل يَعْرُب قَحطانَ ، وقيل كَعْب بن لُؤَيّ .
____________________

(7/438)



( و ) يقال : هو مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ ، ( الأَباعِد : ضِدّ الأَقارب ) . وقال اللَّيْث : يقال هو أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ ، وأَقرَبُ وأَقربُونَ ، وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ . وأَنشد :
مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه
ويَشْقَى بِه حَتَّى الممَاتِ أَقارِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعِيدُ يَنالُه
وإِنْ يَكُ شَرًّا فابنُ عمِّك صاحِبُه
( و ) قولهم : ( بَيننا بُعْدَةٌ بالضّمّ من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة ) . قال الأَعشى :
بأَنْ لا تَبَغَّى الوُدَّ من مُتباعِدٍ
ولا تَنْأَ من ذي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا
( وبَعْدَانُ ، كسَحْبَانَ : مِخلافٌ باليَمَن ) مشهورٌ ، وقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ .
( ) ومما يستدرك عليه قولهم :
ما أَنتَ منا ببَعيدٍ ، وما أَنتم منا ببَعيد ، يَستوِي فيه الواحد والجمع ، وكذالك ما أَنتَ ببَعَدٍ ، وما أَنتم منَّا ببَعَدٍ ، أَي بَعيد . وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيده قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لا غير ، لم تَختلف العربُ فيها .
والأَبْعَدُّ ، مُشدَّدَ الآخِر في قول الشاعر :
مَدًّا بأَعناقِ المعطِيِّ مَدَّا
حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدَّا
فلضرورة الشِّعر .
والبُعَداءُ : الأَجانبُ الّذِين لا قَرَابَةَ بينهم ، قال ابن الأَثير .
وقال النضْر في قولهم : هَلَكَ الأَبعَدُ قال : يعنِي صاحِبَه ، وهاكذا يقال إِذا كَنَى عن اسمه .
ويقال للمرأَة : هَلكَتِ البُعْدى . قال الأَزهريّ : هاذا مثْل قولهم : فلا مَرحباً بالآخَر ، إِذا كَنَى عن صاحبه وهو يَذُمُّه . ويقال : أَبعَدَ الله الأَخَرَ قلْت : الأَخَر ، هاكذا في نُسخ ( الصّحاح ) ، وعليها علامة الصِّحّة ، فليُنظر . قال : ولا يقال للأُنثى منه شيءٌ . وقولهم : كَبَّ اللَّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ ، أَي أَلقاه لوَجْهه .
____________________

(7/439)


والأَبعَدُ : الحائنُ : هكذا في ( الصّحاح ) بالمهملة .
وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَدِيثَ من أَباعدِ أَطْرافِه . وأَبْعَدَ في السَّوْم : شَطَّ . وتَبَاعَدَ منّي ، وابتَعَد ، وتَبَعَّدَ .
وفي الحديث ( أَنّ رجلاً جَاءَ فقالَ : إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى ) ، معناه المتباعِد عن الخَير والعِصْمة .
وجَلَسْتُ بَعِيدةً منك وبعِيداً منك ، يَعنِي مَكاناً بعيداً . ورُبما قالُوا : هي بَعيدٌ منك ، أَي مكانُها . وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فالبهَاءِ .
وذو البُعْدةِ : الّذي يُبْعِد في المُعادَاة . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبة :
يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا
ويَعتلِي ذا البُعْدَةِ النَّحوسا
قال أَبو حاتم : وقالوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد . وقال في قوله عزّ وجلّ : { 7 . 025 والاءَرض بعد ذلك دحاها } ( النازعات : 30 ) أَي قَبْلَ ذلك .
ونقلَ شيخُنا عن ابن خالَويه في كتاب ( ليس ) ما نصُّه : ليس في القرآن بعْد بمعنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ } ( الأَنبياء : 105 ) . وقال مُغُلْطَاي في المَيْس على ليس : قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ ، وهو { 7 . 025 والاءَرض بعد ذلك دحاها } قال أَبو موسى في كتاب المغيث : معناه هنا قَبْل ، لأَنّه تعالى خَلَقَ الأَرضَ في يومين ثم استوَى إِلى السماءِ ، فعلَى هاذا خلَق الأَرضَ قبْلَ السماءِ . ونقَله السُّيوطيّ في الإِتقان ، كذا نقله شيخنا .
قلْت : وقد رَدَّه الأَزهريّ فقال : والّذي قاله أَبو حاتم عمَّن قاله خَطأٌ ، قَبْل وبعْد كلُّ واحدٍ منهما نَقيضُ صاحِبه ، فلا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ ، وهو كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا ما زَعَمه من التناقض الظاهرِ في الآيات فالجواب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق ، وإِنَّما هو
____________________

(7/440)


البَسْط ، والخَلْقُ هو الإِنساءُ الأَوّل ، فالله عزَّ وجلّ الأَرضَ أَوَّلاً غير مَدْحُوَّة ، ثم خَلقَ السماءَ ، ثم دحَا الأَرضَ ، أَي بَسَطَها . قال : والآيات فيها مُتّفقةٌ ولا تناقضَ بحمْدِ الله تعالى فيها ، عندَ مَن يَفهمها ، وإِنّمَا أُتِيَ الملحِدُ الطَّاعنُ فيما شاكلَها من الآيات من جِهَةِ غَبَاوَته وغِلَظِ فَهْمِه وقِلّة عِلْمِه بكلام العرب . كذا في ( اللسان ) .
قال شيخنا : وجعلَها بعض المُعْرِبين بمعنَى مع ، كما مرَّ عن ( المصباح ) ، أَي مع ذالك دَحَاها . وقال القاليُّ في أَماليه ، في قول المضرِّب بن كعْب :
فقُلْتُ لها فِيءِ إِليْكِ فإِنّي
حَرَامٌ وإِنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ
أَي مع ذاكِ . ولَبيب : مُقيم .
وقد يُرَادُ بها الآنَ في قول بعضِهم :
كما قَدْ دَعَاني في ابنِ مَنصورَ قَبْلَهَا
وماتَ فمَا حانَتْ مَنِيَّتَه بَعْدُ
أَي الآنَ .
وأَبعَدَ فلانٌ في الأَرض ، إِذا أَمْعَنَ فيها . وفي حديث قتْل أَبي جَهْل ( هل أَبْعَدُ مِنْ رَجلٍ قَتلْتُمُوه ) قال ابن الأَثير : كذا جاءَ في سنن أَبي داوود ، ومعناها أَنْهَى وأَبلَغُ ، لأَنّ الشيْءَ المُتَناهِيَ في نَوْعه يقال قد أُبعِدَ فيه . قَالَ : والرِّوايات الصحيحة : ( أَعْمَدُ ) ، بالميم .
وأَبعدَه اللَّهُ ، أَي لَنَنه اللَّهُ .
بغدد : ( بَغْدَادُ ) ، أَهمله الجوهَريّ . وبَغْدَاد ( وبَغْذَاذُ ، بمهملتين ومعجمتين ، وتقديم كلَ منهما ) ، فهاذه أَربعُ لُغاتٍ . وفي ( المصباح ) : الدال الأَولَى مهملة ، وهو الأَكثر ، وأَمّا الثّانية ففيها ثَلاثُ لغاتٍ حكاها ابنُ الأَنباريّ وغيره : دال مُهملة ، وهو الأَكثر ، والثانية ( نونٌ ، والثالثة ) وهي الأَقلّ ذالٌ معجمة . ( و ) بعضهم يَختار ( بَغْدَان ) بالنّون ، لأَنّ بناءَ فَعلال بالفتح بابُه المضاعَف كالصَّلْصَال والخَلْخَال ، ولم يَجِىء من غير المضاعَف إِلاّ نَاقَة بها خَزْعَالٌ ، وهو الظَّلْع . وقَسْطَال ، ممدود
____________________

(7/441)


من قَسْطَل . ( و ) قال أَبو حاتم : سأَلتُ الأَصمعيَّ : كيف يقال بَغدَاد أَو بغداذ أَو ( بَغْدِين . و ) قد تُقلب الباءُ ميماً فيقال ( مَغْدَان ) : فقال : قلْ ( مَدِينَة السَّلاَم ) . فهاذه سَبْعُ لغَاتٍ الفصيحُ منها بغداد ، بدالين ، وبغدان ، بالنون ، كما اقتصر عليه ثعلب . وأَورد ابنُ سيده هاذه اللُّغاتِ كما أَورد المصنّف ، وزادَ القَزّاز بَغدام بالميم ، في آخره . وقال ابن صافٍ في شرحه على الفصيح : مَغدام ، بالميم في أَوّله . وزاد صاحب الواعي عن أَبي محمّد الرُّشَاطي بَغْذَان بذال معجمة . وحكى أَبو زكريّا يحيي بن زيادٍ الفرّاءُ : بَهْدَاد بالهاءِ والدال . قال أَبو العباس : كلُّهَا لهاذه البلدة المشهورة بمدينة السلام . قال وهو اسمٌ أَعجميٌّ عرّبته العربِ . وقال صاحب الواعي : هو اسم صنَم ، فتأْويلها بُستانُ صَنَمٍ . وقال الرّشاطيّ . قال عبد الله بن المبارك : لا يقال بغداذ بالذال الثانية معجمة ، فإِنّ بَغْ صنمٌ ودَادْ عَطِيَّة . وعن أَبي بكرِ بنِ الأَنباريّ عن بعض الأَعاجم ، يَزعم أَن تفسيره بُستانُ رَجلٍ ، فبَغْ بُستان . ودَاد رَجُل . وبعضهم يقُول : بَغْ اسم صنَم لبعض الفُرْس كان يَعْبُده ، وداد رجلٌ . قال الرّشاطيّ : وكان الأَصمعيّ يَنهَى عن ذالك ويقول : مدينة السّلامِ . قال شيخُنَا : ويقال لها دارُ السَّلام أَيضاً . وأَنشدَ الخَفاجيّ :
وفي بَغدادَ سادَاتٌ كِرامٌ
ولاكنْ بالسَّلام بلا طَعَامِ
فما زادُوا الصَّديقَ على سَلاَمٍ
لذالك سمِّيَتْ دَارَ السّلامِ
( وتَبَغْدَدَ ) الرجلُ : ( انتسَبَ إِليها أَو تشَبَّهَ بأَهْلِهَا ) ، على قياسِ تَمعْددَ وتَمضَّر وتَقَيَّس وتَنزَّرَ وتعَرَّبَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَبغْدَدَ عليه ، إِذا تكبَّرَ وافتخرَ ، مُوَلّدة .
بفد : ( بَافْدُ ، بسكون الفَاءِ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ والجماعَة ، وهو ( د ، بكِرْمَان ) من طَريق شِيراز ( التقى فيها ساكِنَانِ ) ، وقد يَرِدَ ذالك كثيراً في الفارسيّة ، وهو
____________________

(7/442)


( معرّب بافْتَ ) ، بالتاءِ المثنّاة الفوقيّة ، وهو من البلاد الحارَّة ، روَى ابنُ عبد الغافر الفارسيّ عن جماعةٍ من أَهلها .
بغند : ( باغَنْدُ ) ، بفتح الغين وسكون النّون أَهمله الجوهريّ والجماعة ، وهو هاكذا بتأْخير باغَنْد عن بافْد في ( النُّسخ ) ، وفي بعضها بتقديم باغَنْد على بافْد ، وهو الصواب ( : ة ، م ) أَي معروفة . قال تاج الإِسلام : أَظنتُّهَا من قُرَى وَاسِطَ ، نُسِبَ إِليها الحافظ أَبو بكر محمّدُ بن سُليمانَ الأَزديّ الباغَنْديّ .
بقرد : ( ) ومما يستدرك عليه :
باقِرْدَى ، بكسر القاف وفتح الدّال مما الأَلف : قرْيَةٌ في شَرقيِّ دِجْلَة . وقد تقدّم في بازِنْديّ .
بكرد : وبَكِرْدُ ، بفتْح فكسْر فسكون وآخرُه دال : قرْيَة بمرْو ، على ثلاثةِ فَراسِخَ منها .
وبَكر أَباد : محلّة بجرْجَانَ .
بلد : ( البَلَدُ ) ، محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى : { 7 . 025 لا اءَقسم بهذا البلد } ( البلد : 1 ) ( والبَلْدَة ) بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى : { رَبّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا } ( النمل : 91 ) كِلاهما علَمٌ على ( مكّة شَرَّفَها اللَّهُ تعالى ) تفخيماً لها ، كالنَّجم للثُّريا ، والعُود للمَندَل . وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي البَلْدة الجامعة للخَير ، المستحِقّة أَنّ تسمَّى بهاذا الاسم دونَ غيرها ، لتفوُّقها على سائر مُسمَّاتِ أَجناسِها تَفوُّقَ الكعبةِ في تَسميتها بالبَيْت على سائر مُسمَّياته ، حتى كأَنّها هي المَحلّ المُستحقّ للإِقامة دونَ غيرهَا ، من قولهم بَلَدَ بالمَكَان ، إِذا أَقامَ به .
( و ) البَلَد والبَلْدة : ( كُلُّ ) مَوضِع أَو ( قِطْعَةٍ من الأَرضِ مُستحِيزَةٍ ) ، من استحازَ ، بالحاءِ المهملة والزاي ، ( عامِرَةٍ أَو غامِرةٍ ) ، خاليةٍ أَو مسكونةٍ . ( و ) البَلَدُ والبَلْدةُ : ( التُّرَابُ ) . والذي
____________________

(7/443)


نَقلَه الخَفَاجيُّ عن غير واحد في العناية أَثناءَ الأَعرافِ ، أَنَّ البلدَ الأَرضُ مطلقاً ، واستعمالُهُ بمعنَى القَرْيَةِ عُرْفٌ طارىء . انتهى . وفي النهاية : وفي الحديث ( أَعوذُ بكَ من ساكِنِي البَلَد ) ، قال : البلَد من الأَرض : ما كان مأْوَى الحَيوانِ وإِنْ لم يكنْ فيه بناءٌ . وأَراد بساكِنيه الجِنَّ . والجمعُ بِلادٌ وَبُلْدانٌ .
( والبَلَد : القَبْر ) نفْسُه . قال عَدِيّ بن زَيد :
مِن أُناسٍ كنْتُ أَرجُو نَفْعَهمْ
أَصبحُوا قد خَمَدُوا تَحتَ البَلَدْ
( و ) يقال البَلَد : ( المَقْبَرَة ) ، والجمْع كالجمع . ( و ) البَلَد : ( الدّارُ ) ، يمانية . قال سيبويه : هذه الدارُ نِعْمَتِ البَلدُ ، فأَنَّث حيث كان الدار ، كما قال الشاعر ، أَنشده سيبويه :
هل تَعرِف الدّارَ يُعَفِّيها المُورْ
الدَّجْنُ يوماً والسَّحَابُ المهمورْ
لكلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَسْفورْ
( و ) البَلَد : ( الأَثَرُ ) من الدّار . ( و ) في المثَل ( أَذَلُّ مِن بَيضةِ البَلَد ) و ( أَعزُّ من بيضة البلد ) . البلَد : ( أُدْحِيُّ النَّعَامِ ) ، بضمّ الهمزة وسكون الدّال وكسر الحاءِ المهملتين ، معناه أَذَلُّ من بيضَةِ النَّعامِ الّتي تَتركها في الفَلاة فلا تَرجع إِليها . قال الراعي :
تأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعرِفْ لكُمْ نَسباً
وابنَا نِزارٍ فأَنتمْ بَيضةُ البَلَدِ
وجَوَّز أَبو عُبَيْدٍ في قولهم : كان فُلانٌ بَيضَة البلدِ أَن يُرَادَ به المدْح . وزَعَم البكريُّ أَنّه قد يُضْرَب هاذا مثَلاً للمنفرد عن أَهْله وأُسرته .
( و ) البَلَد : اسمُ ( مَدِينة بالجزيرة ) على سبعةِ فَراسخَ من المَوْصل . وقد تُشدّد لامُه ، وهو أَوّل دِيَارِ رَبِيعَةَ بشاطىء دِجلَة ، ( و ) مدينة ( بفارِسَ . و ) البَلَد : ( ة ، ببغدادَ ) ، نقله الصاغانيّ ( و ) البَلَد ( : جَبَلٌ بحِمَى ضَرِيَّةَ ) ، بينه وبينَ مُنْشِدٍ مسيرة شَهْر ، وقد تُسكَّن لامُه .
____________________

(7/444)



( و ) البَلَد : ( الأَثر ) في الجَسَد . و ( ج أَبْلاَدٌ ) . قال القُطاميّ :
ليستْ تُجَرَّحُ فُرّاراً ظُهُورُهمُ
وفي النُّحُور كُلومٌ ذات أَبْلادِ
وقال ابن الرِّقاع :
عَرَفَ الدّيَارَ تَوهُّماً فاعتَادهَا
من بَعْدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلادَهَا
اعتادَهَا ، أَعَادَ النَّظَرَ إِليها مَرَّةً بعد أُخرَى لدُرُوسها حتَّى عَرَفَهَا .
وممّا يُستَحْسَن من هاذه القصيدَة قولُه في صِفَة أَعلَى قَرْنِ وَلَدِ الظَّبْيَة :
تُزْجِي أَغنَّ كأَنَّ إِبرَةَ رَوْقِه
قَلَمٌ أَصَابَ من الدَّوَاةِ مِدَادَها
وبَلَدَ جِلْدُهُ : صارت فيه أَبْلادٌ .
( و ) البَلْدَة : بَلْدَةُ النَّحْرِ ، وقيل هو ( الصَّدْرُ ) من الخُفِّ والحافِر . قال ذو الرُّمَّة :
أُنِيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدةً فَوقَ بَلْدَةٍ
قَليلٍ بها الأَصواتُ إِلاّ بُغَامُهَا
يقول : أَلقَتْ صَدْرَهَا على الأَرض ، قال شيخنا : وأَورَدَهُ بعضُ أَهْل البديع شاهداً على الجِنَاس التّام . وفي ( اللسان ) : أَراد بالبلدة الأُولى ما يَقع على الأَرض من صَدْرِهَا ، وبالثانيةِ الفَلاَةَ الّتي أَنَاخَ ناقَتَه فيها .
( و ) من المجاز : ضَرَبَ بَلْدَتَه على بَلْدَتِه ، البَلْدَة الأُولى ( راحَةُ اليَدِ ) ، والثانية الصَّدرُ .
( و ) البَلْدَة : ( مَنْزِلٌ للقَمَر ) ، وهي سِتَّة أَنْجمٍ من القَوس تَنزِلها الشَّمسُ في أَقصرِ يومٍ في السَّنَة . ( و ) البَلْدة : ( هَنَةٌ من رَصَاصٍ مُدَحْرَجَة يَقِيس بها الملاَّحُ الماءَ . و ) البَلْدَة ( الأَرْضُ ) يقال : هاذه بلْدَتنا ، كما يقال بَحْرَتنا . ( و ) البَلْدَة : ما بَين الحاجِبين ، وقيل : ( نَقَاوَةُ ما بينَ الحاجِبَين ، كالبُلْدةِ ، بالضّمّ ) . وقيل البُلْدَة فَوق الفُلْجَةِ ، وقيل : قَدْرُ البُلْجةِ .
وقد ( بَلِدَ ) ارَّجلُ ، ( كفَرِحَ ) ، بَلَداً ، وهو أَبْلَدُ بيِّنُ البَلَدِ ، أَي أَبلَجُ ، وهو الذي ليس بمقرونِ الحاجِبَيْنِ .
____________________

(7/445)



( و ) البَلَد : ( عُنْصُرُ الشَّيْءِ ) ، عن ثعلب . ( و ) البَلَد : ( ما لم يُحْفَرْ من الأَرضِ ولم يُوقَدْ فيه ) . قال الراعي :
ومُوقِد النّارِ قد بادَتْ حَمَامتُه
ما إِن تَبَيَّنهُ في جُدَّةِ البَلَدِ
( و ) بَلْدَة النَّحر هي ( ثُغْرَة النَّحْرِ وما حَوْلَهَا ، أَو وَسَطُهَا ) ، وقيل : هي الفَلْكَة الثالثة من فَلْك زَوْر الفَرسِ ، وهي سِتَّة ، وقيل : هو رَحَى الزَّوْرِ .
( و ) البَلَد : اسمٌ يَقعُ على الكُوَرِ . وقال بعضُهم : البَلَدُ ( جِنْسُ المَكَانِ ، كالعِرَاقِ والشَّامِ ، والبَلْدَة : الجُزءُ المُخصَّص ) منه ، ( كالبَصْرَة ودِمَشْق ) ، وقد قيل إِنها إِطلاقات مُوَلَّدة .
( و ) البَلْدَة ( : د ) من عَمَل قَبْرَةَ ( بالأَندَلُسِ منه ، سعيد بن محمّد ) بن سَيِّد أَبيه بن مسعود ( البَلْدِيُّ ) كَثير الجِهَادِ والرِّباط ، وهو على ما قالَهُ الذهبيّ ( من شُيوخِ المُعتزِلة ) ، تُوفِّيَ سنة 397 سمعَ بمكّة أَبا بكرٍ محمّدَ بنَ الحُسين الآجُرّيّ .
( و ) البَلْدَة : ( رُقْعَةٌ من السَّمَاءِ لا كوكَبَ بها ) البَتَّةَ ، وقيل إِلاَّ كَوَاكِب صِغَار ( بَيْنَ النَّعَائمِ و ) بين ( سَعْدٍ الذّابحِ ) ، وهي آخِرُ البرُوجِ ( يَنْزِلُهَا القَمَرُ ) وقد سَبقَ ذالك أَيضاً ، فهو تَكرارٌ كما كرّرَ الأَثر ، ومثْل هاذا في مادّة واحدة مَعِيبٌ ( ورُبمَا عَدَلَ ) القَمَرُ عنها ( فَنَزَلَ بالقِلاَدَةِ ، وهي ) أَي البَلْدَة ( سِتّةُ كواكِبَ مستديرةٌ تُشبِه القَوْسَ ) ، وهي من بُرْج القَوْس ، وقد أَوْدَعْنَا تَفصيلَ ذالك في مَواضِعه . وفي ( حاشية الصّحاح ) : وأَمّا ابن فارس فقال : والبَلْدة نَجْمٌ ، يقولون هي بَلْدَة الأَسَدِ ، أَي صَدْرُه . فإِنْ صَحَّ ذالك فهو كلامٌ جَيِّدٌ ، ولم يُرِدِ البَلْدَة المنزِلَ الّذي في بُرْج القَوسِ . وقد عابَه الحَريريُّ في الدُّرّة وغيره في إِيراد مثْل هاذا التركيب ، وأَجاب عنه ابن ظفر بِوروده في الكلام ، كما هو مبيَّن في مَحلّه .
( وبَلَدَ بالمكَانِ ) ، كنَصَرَ ، يَبْلُد ( بُلُوداً ) ، بالضّمّ ، فهو بالد : ( أَقامَ ) به ( ولَزِمه ) ، كأَبلَد ، عن أَبي زيدٍ ، ( أَو )
____________________

(7/446)


بَلَدَ به إِذا ( اتَّخَذَه بَلَداً ) ولَزِمَه . ( وأَبْلَدَه ، إِيّاهُ : أَلزَمَه ) ، وفي بعض النُّسخ : أَبلَدَه اللَّهُ : أَلزَمه ، والأُولَى الصّوَاب .
( والمُبَالَدَة : المُبَالَطَة بالسُّيُوفِ والعِصِيّ ) ، إِذا تَجالدوا بها .
( وبَلِدُوا كَفَرِحُوا وخَرَجُوا ) وَيقال الثانية بالتشديد : ( لَزِمُوا الأَرضَ يُقَاتِلُونَ عَلَيْهَا ) ، ويقال اشتُقُّ من بلاد الأَرْضِ .
( والتَّبَلُّدُ : ضِدُّ التَّجلُّدِ ) ، وهو استكانَةٌ وخُضُوعٌ . قال :
أَلاَ لا تَلُمْه اليَومَ أَنْ يَتَبلَّدَا
فقد غُلِبَ المحزونُ أَنْ يَتَجَلَّدَا
( بَلُدَ ، ككَرُم ) ، بَلادةً ، ( و ) بَلِدَ مثل ( فَرِحَ ) ، بَلَداً ، ( فهو بَلِيدٌ ) ، إِذا لم يَكُن ذَكيًّا . والبُلْدَة والبَلْدَة والبَلاَدة ضِدُّ النَّفَاذِ والذَّكَاءِ والمَضَاءِ في الأُمور ( و ) هو ( أَبْلَدُ ) من ثَوْرٍ ، من ذالك .
( و ) التَّبَلُّد : ( التَّصْفِيق ) بالكَفّ . ( و ) التَّبلُّد : ( التَّحَيُّر ) ، وقد تَبلَّدَ ، إِذا تَردَّدَ مُتحيِّراً . وأَنشد للبيد :
عَلِهَتْ تَبلَّدُ في نِاءِ صُعَائدٍ
سَبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُهَا
وفي ( اللسان ) : قيلَ للمُتَحيِّرِ مُتبلِّد لأَنَّه شُبِّه بالَّذي يَتَحَيَّر في فلاَةٍ من الأَرض لا يَهْتدِي فيها .
( و ) من المَجاز : التَّبَلُّد : ( التَّلهُّفُ ) ، كذا في ( الأَساس ) و ( اللسان ) . قال عَدِيُّ بن زَيد .
سأَكْسِب مالاً أَو تَقُومَ نَوَائِحٌ
عَليَّ بِلَيْلٍ مُبدِيَاتِ التَّبَلُّدِ
( و ) التَّبلُّد : ( السُّقُوطُ إِلى الأَرضِ ) من ضَعْف . قال الرّاعي :
وللدّار فيها من حَمُولةِ أَهْلِهَا
عَقِيرٌ وللباكِي بها المُتَبلِّدِ
( و ) التَّبَلُّد ( التَّسلُّط على بَلَدِ الغَيْرِ . و ) التَّبلُّد : ( النُّزولُ ببَلَدٍ ما به أَحدٌ ) يُلهِّف نَفْسَه ، وكلُّه من البَلادَة . ( و ) التَّبَلُّد : ( تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ ) ، قيل هو التَّصفيق .
____________________

(7/447)



( و ) أَبْلَدَ وتَبلَّدَ : لَحِقتْه حَيْرَةٌ .
و ( المَبْلُودُ ) : المُتحيِّر ، لا فِعْلَ له . وقال الشَّيْبَانيّ : هو ( المَعْتوه ) . قال الأَصمعيُّ : هو المنقطَعُ به ، وكلّ هاذا راجعٌ للحَيْرَة . وأَنشدَ بيت أَبي زُبيد :
مِن حَمِيمٍ يُنسِي الحياءَ جَلِيدَ ال
قَوْمِ حتَّى تَراه كالمَبلودِ
وقيل : المَبلود : الّذي ذَهَبَ حَيَاؤُه أَو عَقلُه ، وهو البَليد .
( وَبلَّدَ ) الرَّجلُ ( تَبلِيداً ) ، إِذا ( لم يَتَّجِهْ لشيْءٍ . و ) بَلَّدَ الإِنسانُ إِذا ( بَخِلَ ولم يَجُدْ . و ) بَلَّدَ الرَّجُل : لحِقَتْهُ حَيْرَةٌ ، و ( ضَرَبَ بنفْسِهِ الأَرضَ ) إِعياءً . ( و ) بَلَّدَت ( السَّحابةُ : لم تُمْطِرْ . و ) بلَّدَ ( الفَرَسُ : لم يَسْبِقْ ) ، وفَرسٌ بَلِيدٌ ، إِذا تأَخّرَ عن الخَيْل السَّوابقِ ، وقد بَلُدَ بَلادةً .
( والأَبْلَدُ ) : الرَّجلُ ( العَظِيمُ الخَلْق ) الغَليظُةُ .
( والبَلَنْدَى : العَرِيض ) .
( والمُبْلَنْدِي : الجَمَلُ الصُّلْبُ ) الشَّديدُ .
( و ) البَلَنْدَى والمُبْلَنْدِي : ( الكَثيرُ اللَّحْمِ ) ، أَي لَحْم الجَنْبَيْن ، ( والبَلِيدُ ) من الإِبل : الَّذي ( لا يُنَشِّطه تَحريكٌ ) . ( و ) عن أَبي زيد : ( أَبلدُوا ) إِذا ( صارَتْ دَوَابُّهم كَذالِكَ ) ، أَي بَليدةً لا تَسبِق . وقيل : أَبلدَ ، إِذا كانت دابَّتُه بليدة .
( و ) أَبلَدُوا : ( لَصِقُوا بالأَرض ) استِكانةً . ( و ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ قولَ شاعرٍ يَصف حَوضاً :
ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بِمَهْلَكَةٍ
جَاوَزْتُهُ بِعِلاَةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ
هاكذا رواه الجوهريّ ، قال : ( المُبْلِدُ ، كمُحْسِن : الحَوْضُ القَدِيمُ ) هنا . قال : أَراد : مُلْبد ، فقَلب ، وهو اللاَّصق بالأَرض . وقال غيره : حوضٌ مُبْلَد ، بفتْح اللاّم : تُرِك ودَرَس ولمْ يُسْتَعْمَل فَتَدَاعَى . وقد أَبلَدَه الدّهْرُ إِبلاداً .
( وبُلْدَة الوَجْهِ ، بالضّمّ : هَيْئتُه )
____________________

(7/448)


وصُورتُه ، نقلَه الصاغانيّ .
( وبَلَدُودُ كقَرَبوسٍ : ع بنَواحِي المدينةِ ) ، نقَلَه الصّاغانيّ .
( والبُلْد ، بالضّمّ ) فالسكون : ( حَصَاةُ القَسْمِ ) ، بفتْح فسكون ، وهي بُنْدقة ( مِن ذَهَبٍ أَو فِضّة أَو رَصاص ) ، وإِلاّ فهي المَقْلَة ، قاله أَبو عَمرٍ و .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال للشَّيْءِ الدائم الّذي لا يَزُول : تالِدٌ بالِدٌ . فالتَّالِدُ القديم ، والبالد إِتباعٌ له . وأَبلَدَ : لصِقَ بالأَرض .
وبَلْدةُ الفَرسِ : مُنقَطَعُ الفَهدتَين من أَسافِلها إِلى عَضُدِها .
ومن المَجاز : إِنْ لم تفعل كذا فهي بَلْدَةٌ بيني وبينَك ، يُريد القَطيعةَ ، والفِرَاقَ ، أَي أُباعِدُك حتّى تَفصِلَ بيننا بَلْدَةٌ من البِلاد .
ولَقِيتُه ببَلْدَةِ إِصْمِتَ ، وهي القَفْر لا أَحدَ به . وقد تقدّم في ( صمت ) .
وتَبلَّدَ : تَكلَّف البَلادَةَ .
والبَلْدَة : الفَلاَةُ . قال الأَعشى :
وبَلْدَةٍ مثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشةٍ
للجِنِّ باللّيلِ في حافَاتِها شُعَلُ
وبَلَّدُ الرَّجلُ : نُكِسَ في العَمَلِ وضَعُفَ حتَّى في الجَرْي . قال الشاعر :
جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قُلْتُ سابقٌ
تَدَاركَه أَعْرَاقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا
والحِرْبَاءُ ابنُ بَلْدَتهِ ، للزُومِه الأَرْضَ .
وفي ( الأَساس ) : من المَجاز : تَبلَّدت البِلادُ : تقاصَرَت في رَأْي العيْنِ من ظُلْمَةِ اللَّيْل . وعبارة اللسان : ويُقال للجِبَال إِذا تَقَاصَرَت في رَأْيِ العَيْنِ لظُلْمَةِ اللَّيْل : قد بَلَّدَتْ . ومنه قول الشاعر :
إِذا لمْ يُنَازِعْ جَاهِلُ القَوْمِ ذا النهَى
وبَلَّدَت الأَعلامُ باللَّيْل كالأَكَمْ
وبَلَدُودُ : قَريةٌ من قُرَى أَلبِيرةَ
____________________

(7/449)


منها أَبو عِمْرَانَ موسى بن أَحمد الشاعر ، ذَكَره أَبو الخطّاب بن حَزْم .
والبالِدِيَّة : قَرْيَةٌ لبني غُبَر ، بينها وبينَ حَجْرٍ لَيلتانِ .
وبَلَدُ بنُ سِنْجَار المُقْرىء الضّرير ، مَحرّكة ، حَدّثَ عن المبارَك بن عليّ الحاوِي .
وبَلْد : اسمُ مَوضع ، قال الرّاعي يَصِف صَقْراً :
إِذا ما انْجَلتْ عنه غَدَاةَ صُبَابةٍ
رَأَى وهو في بَلْدٍ خَرَانِقَ مُنْشِدِ
وفي الحديث ذكر ( بُلَيْد ) ، بصيغة التَّصغير : قَرْيَة لآلِ عليّ ، بوَادٍ قريب من يَنْبع . وفي معجم البكريّ : أَنّهَا لآل سَعِيدِ بنِ عَنْبَسَةَ بنِ سعيد بن العاص .
وبُلَيْدَة قَريةٌ من نَواحِي الأَندلسي وقَرْية بمصرَ ، وبَلْدَةٌ مَدِينةٌ بساحِلِ بَحْرِ الشَّام قريبٌ من جَبَلة ، من فتوح عُبَادة بن الصّامت ، ثم خَرِبتْ فأَنشأَ مُعاويةُ جَبَلَةَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
بلبد : بَلْبَد ، بباءَين مُوحّدتين بَينهما لامٌ ساكنة : مَدينةٌ بينَ بَرْقَةَ وطَرَابُلس ، حيث قَتَلَ محمّدُ بن الأَشعثِ أَبا الخَطّاب الإِباضيّ .
بلند : ( البَلَنْدُ ، كسَمَنْدٍ ) أَهملَه الجوهريُّ وقال الصّاغَانيّ : هو ( أَصْلُ الحِنّاءِ ) .
قلت : وبالضّمّ : الطَّوِيلُ العالِي ، فارسيّ .
بمرد : ( ) ومما يستدرك عليه :
بَامَرْدَي : قَريةٌ من أَعمال البَلِيخ من نَواحِي ديارِ مُضَرَ ، بين الرَّقّة وحَرّانَ ، بالجزيرة .
بند : ( البَنْدُ : العَلَمُ الكبِيرُ ) ، فارسيٌّ معرّب ، جمْعه بُنُودٌ . وفي ( المحكم ) : من أَعلامِ الرُّوم ، يكون للقائِدِ ، يكون
____________________

(7/450)


تحتَ كُلِّ علَمٍ عَشرَةُ رلافِ رَجلٍ أَو أَقلّ أَو أَكثر . وقال الهُجَيْميّ : البَنْدُ : عَلَمُ الفُرْسَانِ . وأَنشد المفضّلُ :
جَاءُوا يَجرُّونَ البُنُودَ جَرَّا
وقال النضْر : سُمِّيَ العَلَمُ الضَّخْمُ واللِّواءُ الضَّخْمُ البَنْدَ . وقال ياقوت : البُنُودُ بأَرْضِ الرُّوم كالأَجْنَادِ بأَرض الشام ، والأَعراضِ بالحِجَاز ، والكُوَرِ بالعراق ، والمَخَاليفِ لأَهل اليمن .
( و ) البَنْد : ( حِيَلٌ مستَعمَلة ) ، جمْع حِيلة ، فارسيٌّ معرّب . ويُطلَق على الأَلغاز والمُعميَّات ، وهو هاكذا في سائر النسخ .
وذَكَرَ شيخنا هنا عن بعض النُّسخ ( حُبُل مُستعمَلة ) ، بضم المهملة والموحّدة جمْع حِبَالة . وفي بعضها ( دَخِيل ) بدال مهملة وخاءٍ معجمة ، كأَنّه قُصِدَ به أَنّه ليس بعربيّ ، وذكر أَنّه صَوّبه بعضُ الشُّيوخ .
قلت : والصّواب ما ذكرناه ، فقد جاءَ عن الليث : يقال : فُلانٌ كثيرُ البُنُود ، أَي كثيرُ الحِيَلِ .
وذَكَرَ عن حاشِيَة التُّحفة للسيّد عُمر البَصْرِي لأَنَّ البَنْدَ يُطلَق على المحَابس الّتي تُجعَل بين حَبّات السُّبْحة ليُعلّم بها على المَحلّ الذي يَقِفُ عنده المُسَبِّح عِند عُرُوضِ شاغِل . قال : قلت : والظاهر أَنّه مُوَلَّد ، بل مُحدَث .
قلْتُ : وهو كذالِكَ فارسيٌّ معرب وأَصل البَنْدِ العَقْدُ ، ويَطلَق على تِلك العُقَد مَجازاً .
( و ) البَنْدُ : ( الّذي يُسْكَرُ مِنَ الماءِ ) . قال أَبو صَخْرٍ :
وإِنّ مَعَاجِي لِلخيامِ ومَوقِفي
بِرَابِيَة البَنْدَيْنِ بالٍ ثُمَامُها
يَعِني أُقِيَ عليها ثُمَامٌ وشَجرٌ .
( و ) البَنْد : ( ع . و ) البَنْد : ( بَيْدَقٌ مُنْعَقِدٌ بفِرْزَانٍ ) ، فإِنّه يكون حينئذ كالحابِس والعاقِد للنَّفس .
____________________

(7/451)



( و ) البِنْد ، ( بالكسْر : أُمّةٌ ) من الأُمَم ، وهم ( إِخْوة السِّنْد ) بالبَحرين ، ذكره ابن الكلبيّ في كتاب افتراق العرب .
( والبَنُّودَة ، كسَفُّودة ) : علَمٌ على ( الدُّبُر ) ، نقله الصاغانيّ .
( وعَوفُ بنُ بَنْدُويَةَ ، بالكسر ) ، هو عَوف بن أَبي جَبَلَةَ الأَعرابيّ ، واسم أَبيهِ بِندُويَةُ ، يَروِي عن الحَسن ، مشهور . ( ومُحَمَّد بن بِنْدويَةَ ) الخُرَاسَانيّ ( من المُحدِّثِين ) ، ذكرَهما الأَمير أَبو نصْر .
بنرد : ( ) ومما يستدرك عليه :
بِنِرْدُ ، بكسر الموحّدة والنون وسكون الرّاءِ وآخرُه دال : جَدّ عبد العزيز بن إِبراهيمَ بن بِنْرِدَ الأَدميّ الشِّيرازيّ .
بود : ( *!البَوْدُ ) ، أَهملَه الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( البِئرُ ) ، كذا في ( التكملة ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!باد الشيءُ *!بَواداً ، لُغة في *!بدَا بمعنَى ظهَرَ ، وسيأْتي في الياءِ .
بهد : ( بَهْدَى كسَكْرَى ) ، أَهمله الجوهريّ وقال الصاغانيّ : هو ( ابن سعْد بن الحارث بن ثَعْلَبَة ) بن الحارث بنِ دُودانَ بنِ أَسَدٍ . ( م ) ، أَي معروف .
قلت : وفيه نَظرٌ .
( وأُمُّ بَهْدٍ بِنتُ رَبِيعَةَ ) بن سعْد بن لُجَيم ، نقَلَه الصاغَانيّ . وبَنُو بَهْد : بطْنٌ في بني أَسدِ بن خُزَيمَةَ ، منهم سالِمُ بن وابِصةَ بن عُقْبَةَ الشاعرُ البَهْدِيّ ، ذكرَه ابن السِّمعانيّ عن الدّارَقطنيّ .
( والبَوَاهِد : الدَّوَاهي ) ، نقله الصَّغانيّ .
( وبَهْدَى أَو ذو بَهْدَى : ع ) موضع ، والصّواب مَوضعانِ ، وعلى الأَخيرة اقتصرَ الصاغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
بَهْدَادُ : لُغة في بَغْدَاد ، نقلَه بعض شُرَّاح الفصيح عن الفرّاءِ ، وقد مَرَّ ذالك .
بيد : ( *!بادَ ) الشّيْءُ ( *!يَبِيدُ *!بَوَاداً ) ، هاكذا
____________________

(7/452)


في ( اللِّسان ) وقد أَنكرَه شيخُنا بِناءً على أَنه لم يَذكره الجوهريّ ولا أَربابُ الأَفعال ، ولا اقتضاه قِياس ، وهاذا منه عجيبٌ كما لا يَخفَى ( *!وبَيْداً *!وبَيَاداً ) ، بالفتح ، ( *!وبُيُوداً ) ، بالضّمّ ، ( *!وبَيْدُودةً ) ، وهاذه عن اللِّحيانيّ : ( ذَهَبَ وانْقَطَعَ ) . *!وبَاد *!َيَبيدُ *!بَيْداً ، إِذا هَلَك .
( و ) *!بادَت ( الشَّمْسُ بُيُوداً : غَرَبتْ ) ، حكاه سيبويه . *!وأَبادَه الله . أَهلَكَه . وفي الحديث : ( فإِذا هم بدِيارٍ*! بادَ أَهلُهَا ) ، أَي هَلكُوا وانقَرَضوا .
( *!والبَيْدَاءُ : الفَلاَةُ ) والمَفازةُ المَستويَةُ يُجرَى فيهَا الخَيْل ، وقيل : مَفازةٌ لا شيْءَ فيهَا . وقال ابن جِنّي : إِنّمَا سَمِّيَت بذالك لأَنَّهَا *!تُبيدُ مَن يَحلُّهَا . وعن ابن شُمَيل : *!البَيْداء : المَكانُ المُستوِي المُشرف ، قليلةُ الشَّجَرِ جَرْدَاءُ تَقُودُ اليَوْمَ ونِصْفَ يَوْمٍ ، وأَقلّ ، وإِشرافُها شيْءٌ قَليلٌ ، لا تَراهَا إِلاَّ غَلِيظةً سَلِبةً لا تكون إِلاَّ في أَرْضِ طِينٍ ، ( ج *!بِيدٌ ) كسَّروه تَكسِيرَ الصِّفاتِ لأَنّه في الأَصْل صِفَةٌ ، ( والقِيَاس *!بَيْدَاوَات ) ، لأَنَّه تكسير الأَسماءِ .
( و ) في الحديث : ( إِنّ قوماً يَغْزُونَ البَيْتَ فَإِذا نَزَلُوا *!بالبَيْدَاءِ بَعَثَ اللَّهُ جِبريلَ فيقول : يا *!بَيداءُ *!أَبِيديِهم . فيُخسَفُ بِهمِ ) أَي أَهْلكِيهم . وهي هنا اسمُ مَوضِعٍ بعَينه ، وهي ( أَرْضٌ مَلْسَاءُ بينَ الحَرَمَيْنِ ) الشَّريفَين ، بطَرَف المِيقَاتِ المدَنيّ الّذي يقال له ذو الحُليفَةِ .
( *!والبَيْدَانة : الأَتَانُ ) ، اسمٌ لها ، كما في ( الصّحاح ) . قال امرؤ القَيس :
فيَوماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ
ويَوْماً على *!بَيْدَانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ
والبَيْدَانةُ : الحِمَارَةُ ( الوَحْشِيَّةُ ، أَو ) هي ( الّتي تَسْكُن البَيْدَاءَ : لا اسمٌ لها ) أَيْ أُضِيفَتْ إِلى البيداءِ . ( ووَهِمَ
____________________

(7/453)


الجوهَرِيُّ ) . وفي ( اللسان ) : وفي تَسمية الأَتَانِ *!البَيْدَانة قَولانِ : أَحدُهما أَنّها سُمِّيَت بذالك لسكُونها البيداءَ ، وتكون النُّون فيها زائدة ، وعلى هاذا القَولِ جمْهورُ أَهلِ اللُّغَة . والقَول الثاني : أَنّها العَظيمةُ البَدَنِ . وتكون النُّون فيها أَصليّة . ( ج بَيْدانَاتٌ ) .
( وبَيْدَ ، وبَايِدَ بمعنى غَيْر ) ، يُقَال : رَجلٌ كثيرُ المال بَيْدَ أَنَّه بَخيلٌ ، معناه غير أَنّه بَخيلٌ ، حكاه ابن السِّكِّيت . ( و ) قِيل : هي بمعنَى ( عَلَى ) ، حكاه أَبو عُبَيْد ، أَي الّتي يُرَادُ منها المُصَاحَبَة . قال ابن سيده : والأَوّل أَعلَى . وقد جاءَ في بعض الرِّوايات : ( *!بايْدَ أَنهم أُوتُوا الكتابَ مِن قَبْلِنَا ) . قال ابن الأَثير : ولم أَرَه في اللُّغة بهاذا المعنَى . وقال بعضُهم : إِنّها بأَيْد ، أَي بقُوّة . قال أَبو عُبيد : وفيه لُغة أُخرى مَيْدَ بالميم . ( و ) يأْتي بَيْدَ بمعْنَى ( مِنْ أَجْل ) ، ذكرَه ابن هِشام ، ومثَّله بحديث : ( أَنا أَفصَحُ العَرَبِ *!بَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيش ) .
( وطَعَامٌ بَيْدٌ : رَدِيءٌ ) ، نقَلَه الصَّغانيّ .
( *!وبَيْدَانُ ) : اسم ( رَجُل ) ، حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد :
مَتى أَنفَلِتْ من دَيْنِ *!بَيْدَانَ لا يَعُدْ
*! لَبَيْدَانَ دَيْنٌ في كَرائمِ مالِيَا
علَى أَنّني قد قُلتُ مِن ثِقَةٍ بهِ
أَلاَ إِنّمَا باعَتْ يَمِينِي شِمَاليَا
( و ) بَيْدَانُ : ( ع ) ، قال :
أَجِدَّك لن تَرَى بثُعَيلِبَاتٍ
ولا بَيْدَانَ ناجِيَةً ذَمُولا
( أَو ) *!بَيْدان ( ماءَةٌ لبنِي جَعفَرِ بن كِلابٍ ) ، وقيل : جَبلٌ أَحمرُ مستطيلٌ من أَخْبِلة حِمَى ضَرِيَّة . قاله أَبو عُبيد .

____________________

(7/454)


2 ( فصل التاء ) المثنّاة الفوقيّة مع الدّال المهملة ) 2
تبرد : ( تِبْرِد ، كزبْرِجٍ : ع ) ، ذِكْرُ المصنّف له هنا يَدُلُّ على أَصالة التاءِ ، كما هو رأْيُ جماعة ، وقيل بزيادتها . فمَحلُّه في برد ، وقد ذكرَه المصنّف هناك أَيضاً . وأَمّا صاحب اللسان فإِنّه ذكرَه بتقديم الباءِ الموحّدَة على المثنّاة الفوقيّة .
ترد : ( التَّريديُّ ) ، بفتح المثنّاة وكسر الرّاءِ وسكون التّحتيّة ، هكذا هو في النُّسخ ، وقد أَهملَه الجماعةَ ، والّذي صحَّحَه شيخُنا أَنّه التَّرْمُدِيّ بفتْح أَوّله وضمّ الميم نقلاً عن صاحب النَّاموس ، وأَنَّه مَوضع في دِيارِ بني أَسدٍ فليُنْظَر ويُحقَّق . قلْت : وقد رأَيْت ذالك في اللسان والنِّهاية في ثرمد ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث : ( أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلمكتبَ لحُصَين ابن نَضْلَةَ أَنّ له تَرْمُدَ ) ، وفسَّرَاه بأَنّه مَوضعٌ في ديارِ بني أَسدٍ والثاءُ لُغة فيه ، كما سيأْتي . والمهشور بهاذه النِّسبة ( عَمْرو بن محمد ) ، هاكذا في سائر نُسخ القاموس ، وهو ( شاعرٌ ) ، والّذي يَغلِب على ظَنّي أَنّه التَّزِيديّ ، بالزّاي بدل الرّاءِ ، إِلى بلْدة باليمن يُنسَج بها البُرود . والشاعر المنسوبُ إِليها هو عَمْرُو بن مالكِ ، القائلُ :
ولَيلتُهَا بآمدَ لم نَنَمْهَا
كلَيْلتِنا بِميَّافَارقِينَا
( وما تُرِيدُ ، بالضّمّ ) ، قال شيخُنَا : الصّوابُ في مِثل هاذا أَن تُعدَّ حُروفُه كلُّهَا أُصولاً ، فتُذكَر في فصل الميمِ ، لإِنّ البلْدة أَعجميّة . وإِن كان عَربيًّا فالصواب أَن يُذكَر في فصل الرّاءِ ، لأَنّهَا مضارع أَرادَ يُرِيد مُسنَداً للمُخاطَب . أَمّا ذِكرُها هُنا فخارجٌ عن الطَّريقَين . قاله شيخُنَا ( ة بِبُهارَا ) ، مثْله في شرْح المقاصدِ ، وشُروح الأَمالي وغيرها . وقيل : قَرية أَو مَحَلَّةٌ
____________________

(7/455)


بسَمَرْقَنْدَ . والّذي ذَكَره ابن السِّمعَانيّ ، وهو أَعْرَفُ بها ، أَنّها مَحلّه بسَمَرْقَتْدَ ، ( منها ) اابمام ( أَبو منصور ) محمّد بن محمّد بن محمود الماتُرِيديّ ، ويقال الماتُرِيتيّ ، إِمام الهُدَى الحَنَفيّ ( المفسِّر ) المتكلّم ، رَأْس الطائفةِ الماتُرِيديّة ، نَظير الأَشعريّة ، مات سنة 333 بعد موت أَبي الحسن الأَشعَريّ بقليل .
تقد : ( التِّقْدَةُ ، بالكسْر وتفتح ) مع كسر القاف ، الأَخيرة عن الهَرويّ : ( الكُزْبَرَةُ والكَرَوْيَاءُ ) ، حكَاه ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ ، ذكرَه بعد ذِكْرِه التِّقْدة ، بمعنى الكُزْبَرَة ، وصَوّبها الأَزهَرِيّ . وذَكَره الأَزهريّ في النُّون أَيضاً فقال : والنِّقْدَة : الكَرَوْيَاءُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
التُّقَيِّدَةُ مَوضعٌ في باديَةِ اليَمامة .
تقرد : ( التِّقْرِدُ ، كزِبْرِجٍ ) ، أَهمَله الجوهريّ ، وقال اللَّيث وابن دُريد وأَبو حنيفةَ عن بعض الرُّواة : هو ( الكَرَوْيَاءُ ) ، كذا في ( التهذيب ) في ( الرُّباعيّ ) ( أَو ) التِّقْرِد ( الأَبْزَارُ كلُّها ) ، كذا عن ابن دُريد ، وهو عند أَهلِ اليمن . وروَى ثعلبٌ عن بن الأَعرابيّ : التِّقْدَةُ : الكُزْبَرَة ، والتِّقْدَة الكَرْوياءُ . قال الأَزهريّ : وهاذا هو الصّحِيح ، وأَمّا التِّقْرِد فلا أَعرفه في كلام العرب .
تلد : ( التّالِدُ ، كصاحِبٍ ، والتَّلْد ، بالفتْح ، والضّمّ ، والتحريك ، والتِّلاَدُ ) ، بالكسر ، ( والتَّلِيد ) ، كأَمِير ، ( والأَتلاَدُ ) ، كالأَسنام ، ( والمُتْلَد ) ، كمُكْرَم ، الأَخيرة عن ابن جِنِّي ، فهاذه ثَمان لُغاتٍ ذَكرَها ابن سيده في ( المحكم ) ( : ما وُلِدَ عندَك من مالِكَ أَوُنتِجَ ) ، ولذالك حكَمَ يعقوبُ أَنَّ تاءَه بدلٌ من الواو ، وهاذا لا يَقْوَى ، لأَنه لو كان ذالك لرُدَّ في بعْضِ تَصاريفه إِلى الأَصْل . وقال بعض النَّحوِّيين : هاذا كلُّه من الواو . فإِذا كان ذالك فهو معتلٌّ وقيل : التِّلاد : كلُّ مالٍ قديمٍ من حيوان
____________________

(7/456)


وغيره يُورَث عن الآباءِ ، وهو نَقيض الطارقِ .
( تَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُد تُلُوداً ) كقُعُودٍ ، ( وأَتْلَدَه هُوَ ) . وأَتْلَدَ الرَّجُلُ ، إِذَا اتّخذَ مالاً .
( و ) مالٌ مُتْلَدٌ : قديمٌ . و ( خُلُقٌ ) ، بضمّتين ( مُتَلَّدٌ ، كمُعظَّم ) ، هاكذا في النُّسخ ، وقد سقطَ من بعضِ النُّسخ : ( قَديمٌ ) ، والصواب أَنّه كمُكْرَم ، لما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ماذَا رُزِئْنا منكِ أُمَّ مَعْبد
مِن سَعَةِ الخُلْقِ وخُلْقٍ مُتْلَدِ
( والتَّلِيدُ والتَّلَدُ ، محرّكَةٌ : مَنْ وُلِد بالعَجَمِ فحُمِلَ صَغِيراً فنَبَتَ ) ، هاكذا في النّسخ بالنُّون ، وفي بعضها بالمثلّثة ثمّ بالموحَّدة ، ( ببِلادِ الإِسلام ) . ورُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنّه قال : التَّليد : ما وُلِد عند غيرك ثم اشترَيْتَه صغيراً فثَبتَ عندَك ، والتِّلاد : ما وَلَدْت أَنت . قال أَبو منصور : سَمعْت رَجلاً من أَهل مكّةَ يقول : تِلاَدِي بمكّة ، أَي مهيلادي ، وقال اللِّحْيانيّ : رَجلٌ تَلَيدٌ في قوم تُلَداءَ ، وامرأَةٌ تَليدٌ في نِسْوَة تَلاَئدَ وتُلُدِ .
( وتَلَدَ ) الرَّجلُ في بنِي فُلانٍ ، ( كنَصَر وفَرِحَ ) ، وهاذه عن الفراءِ ، يَتلُد ويَتلَدُ : ( أَقَامَ ) فِيهِم . وتَلَدَ بالمكان تُلوداً : أَقام بِه . وجاريةٌ تَليدةٌ ، إِذا وَرِثَها الرَّجلُ ، فإِذا وُلِدَت عندَه فهي وَليدةٌ .
ورُوِيَ عن شُريح أَنّ رَجلاً اشتَرَى جاريةً وشَرَط أَنّها مُوَلَّدة فوَجدَها تَلِيدَةً ، فرَدَّهَا شُرَيحٌ . قال القُتَيبِيّ : التَّليدة هي التي وُلِدَت ببلادِ العَجَم وحُمِلتْ فنشأَت ببلاد العرَب . والمُوَلَّدَة بمنْزِلَةِ التِّلاد ، وهو الِّذي وُلِدَ عندَك . وقيل : المُوَلَّدة : الّتي وُلِدَت في بلادِ الإِسلام . وعن ابن شُميلٍ : التَّلِيد : الّذي وُلِدَ عندك ، وهو المُوَلَّد والأُنثَى المولَّدَة . والمُوَلَّدُ المُوَلَّدةُ والتَّليِيد واحد عندنا . رَواه المَصاحفيّ عنه . ورَوَى شَمِرٌ عنه أَنّه قال : تلادُ المالِ ما تَوالَدَ عندَك فتَلَد مِن رَقيقٍ أَو سائمةِ : وتَلَدَ فُلانٌ عندنا ، أَي
____________________

(7/457)


وَلَدْنَا أُمَّه وأَبَاهُ . وفي حديث عائشةَ ( أَنَّهَا أَعتقَتْ عن أَخيها عبدِ الرحمان تِلاَداً مِنْ تِلاَدِهَا ، فإِنّه ماتَ في مَنَامِه ) وفي نُسخة ( تِلاداً من أَتْلاده ) .
( والأَتْلادُ ، بالفتْح : بُطُونٌ من عَبدِ القَيْسِ ) ، يقال لهم أَتْلادُ عُمَانَ ، لأَنّهم سَكنوها قديماً ، كذا في ( الصّحاح ) . وفي حديث ابن مسعود : ( آل حللهملله من تِلاَدِي ) أَي أَوّل ما أَخَذْتُه وتعلَّمْته بمكَّةَ .
( والتُّلْدُ ، بالضّم : فَرْخُ العُقَابِ ) .
( وتَلَّدَ ) الرَّجلُ ( تَتليداً : جَمَعَ وَمَنَعَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ واللِّحْيَانيّ .
( و ) تليدٌ ، ( كَأَمِيرِ وزُبَيرٍ : اسمان ) .
وتَلْد ، بفتح فسكون : أَبو المَوَاهِب يحيى بن أَبي نصْر بن تَلْدِ الأَزديّ ، عن ابن نصر ، وعنه أَبو محمد بن الخشّاب النّحويّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
تمد : أَتْمَدُ كأَحمَدَ ، وبضمّ الميم : مَوضعٌ ، لغة في أَثمد ، بالمثلّثَة ، كما سيأْتي .
وإِتِميدَي ، بالكسر : قَريةٌ بمصر .
تود : ( *!التُّودُ ، بالضّم : شَجَرٌ . وذُو التُّودِ : ع سُمِّيَ بهاذا الشَّجَرِ ) وبه فسِّرَ قَولُ أَبي صخْرٍ الهُذَليّ :
عَرفْتَ من هِندَ أَطلالاً بذي التُّودِ
قَفْراً وجَاراتِهَا البِيضِ الرَّخَاوِيدِ
قال الأَزهريّ : وأَمّا *!-التَّوَادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ وهي الخَشَبات الّتي تُشَدُّ على أَخلاف النّاقة إِذا صُرَّت لئلاّ يَرضَعَها الفَصيلُ ، قال : ولم أَسمع لها بفعْلٍ ، وليسَت التاءُ بأَصليّة في هاذا ولا في *!التّؤدة بمعنى التَّأَنِّي في الأَمر .
قلت : *!والتَّاوُدُ ، بضمّ الواو : مَوضعٌ في المغرب أَو جَبلٌ ، فلينظرْ .
____________________

(7/458)



( ) ومما يستدرك عليه :
تمرد : ففي التهذيب في الرُّباعيّ عن ابن الأَعرابيّ : يقال لبُرْج الحَمام التِّمرادُ ، وجمْعه التَّماريد ، وقيل : التمارِيد : مَحاضِنُ الحَمام في بُرْجِ الحَمامِ ، وهي بُيوتٌ صِغارٌ يُبنَى بعضُها فوق بعضٍ .
توبد : والتّوبادُ : أَبرقُ أَسد .
تيد : (*! التَّيْد ) ، أَهمله الجوهريّ . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : هو ( الرِّفْقُ . يقال : *!تَيْدَكَ يا هاذا ، أَي *!اتَّئِدْ ) . قال : ( و ) ربَّمَا زيدَ فيها الكاف فيقال : رُوَيدَك زيداً ، و ( *!تَيْدَكَ زَيْداً ، أَي أَمْهِلْه ) . وزاد أَهلُ الغريب : *!تُوَيْدَكَ ، كرُوَيدك . ( إِمّا مَصدرٌ والكافُ مجرورة ، أَو اسمُ فِعْلٍ والكافُ للخِطاب ) . وقال ابن كَيْسان : بَلْهَ ورُوَيْدَ *!وتَيْدَ يَخْفِضْنَ وَيَنْصِبْن : رُوَيْدَ زيداً وزَيْدٍ ، وَبلْهَ زَيداً وزيدٍ ، *!وتَيْدَ زَيْداً وزَيدٍ . وقال ( ابنُ مالكٍ ) وغيره : ( لا يَكُون إِلاّ اسمَ فِعْلٍ ) ، وهو الرّاجح ، ( ويُقَال : تَيْدَ زَيدٍ ) ، بالخفض على الإِضافَة ، لأَنّهَا في تقدير المصدر ، كقوله عزّ وجلّ : { فَضَرْبَ الرّقَابِ } ( محمد : 4 ) .
( *!وتَيْدَدُ ) ، كجعفَر : ( ع ) ذكرَه ابنُ الكلبيّ في كتاب ( افتراق العَرَب ) ، وبه نَخُلٌ وماءٌ : سَكنَه جُذَام ثمّ جُهينة . وبخطّ ابن الأَعرابيّ تَيدَر وفَيدَر ، وهما تصحيفٌ . كذا في ( مجعم البكرى ) .
2 ( فصل الثاءِ ) المثلّثة مع الدّال المهملة ) 2
ثأَد : ( *!الثَّأَد ، محرّكَةً : الثَّرَى والنَّدَى ) نفْسُه . ( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الثَّأَد : القَذَر . وفي ( الصحاح ) : الثَّأَد : النَّدَى .
____________________

(7/459)


و ( القُرُّ ) ، قال ذو الرُّمّة :
فبَاتَ يُشْئِزه *!ثَأْدٌ ويُسهِره
تَذَؤُبُ الرِّيحِ والوَسواسُ والهِضَبُ
قال : وقد يُحرَّك .
( ومَكَانٌ *!ثَئِدٌ ) ، ككَتِفٍ : ( نَدٍ ) ، ولَيلَةٌ *!ثَئِدَةٌ وذاتُ *!ثأَد . ( ورجَلٌ *!ثَئِدٌ : مَقرُورٌ . *!ثَئِدَ ) النَّبْتُ ، ( كفَرِح ) ، *!ثَأَداً فهو ثِئِدٌ : ( نَدِيَ ) . قال الأَصمعيّ : قيل بعض العرب : أَصِبْ لنا مَوْضِعاً ، أَي اطْلُبْ ، فقال رائدُهم : وَجَدتُ مكاناً *!ثَئِداً مَئِداً . وقال زيدُ بن كُثْوَةَ : بَعثُوا رائداً فَجاءَ وقال : عُشْبٌ *!ثَأْدٌ مَأْدٌ ، كأَنّه أَسْوُقُ نساءِ بني سَعْد .
( و ) من المَجاز : ( فخِذٌ *!ثَئِدَةٌ : رَيَّا مُمتَلئةٌ ) . عَبَّر عَن النَّعمة بالرُّطُوبة ، كما في ( الأَساس ) .
( و ) عن الفرّاء : ( *!الثَّأَدَاءُ ) والدَّأَثاءُ : ( الأَمَةُ . والحَمقاءُ ) ، كلاهما بالتحريك لمكان حرْف الحَلْق . ومالَهُ *!ثَئِدَتْ أُمُّه ، كما يقال حَمْقَتْ . قال أَبو عُبَيْد : ولم أَسمَع أَحداً يقول هاذا بالفتح غير الفرّاءِ ، والمعروف *!ثأْدَاءُ ودَأْثاءُ . قال الكُميت :
ومَا كنّا بنِي ثأْدَاءَ لمَّا
شَفَيْنَا بالأَسِنّة كلَّ وِتْرِ
وقال ابن السِّكّيت : وليس في الكلام فَعَلاَءُ بالتحربك إِلاّ حرفٌ واحدٌ ، وهو الثَّأَداءُ ، وقد يُسكّن ، يعني فِي الصِّفات . وأَمّا الأَسماءُ فقد جاءَ فيها حرفان : قَرَمَاءُ وَجَنَفَاءُ ، وهما موضعان . وقال ابنَ بَرِّيّ : قد جاءَ على فَعَلاَءَ سِتَّة أَمْثلة ، وهي ثأَداءُ ، وسَحَنَاءُ ، ونَفَسَاءُ لُغة في نُفَساءَ ، وجَنَفَاءُ ، وقَرَماءُ ، وجَسَداءُ ، هاذه الثلاثة أَسمَاءُ مَواضِعَ . قال الشاعر في جَنَفاءَ :
رَحَلْتُ إِليك مِن جَنَفَاءَ حتّى
أَنَخْتُ فِناءَ بَيتكَ بالمَطَالِي
____________________

(7/460)



وقال السُّلَيْك بن السُّلَكَة في قَرَماءَ :
عَلى قَرَماءَ عالِيةً شَواهُ
كأَنَّ بَياضَ غُرّتِهِ خمَارُ
وقال لَبِيد في جَسَدَاءِ :
فبِتْنَا حَيثُ أَمْسَيْنَا ثَلاَثاً
على جَسَدَاءَ تَنبحُنَا الكِلابُ
( وما أَنا ابنُ *!ثَأَدَاءَ ، أَي ) لستُ ( بِعَاجِزٍ ) ، وقيل : أَي لم أَكن بَخيلاً لئيماً . وهاذا المعنى أَراد الّذي قال لعُمَر بن الخطّاب رضي الله عنه عامَ الرَّمَادة ( لقد انكَشفْتَ وما كنْتَ فيها ابن *!ثأْدَاء ) أَي لم تكنْ فيها كابْنه الأَمَةِ لئيماً .
وفي ( الأَساس ) : قولهم يا ابن الثَّأْداءِ أَي الأَمَة ، كيا ابنَ الرَّطْبَة . وإِذا استُضعِفَ رَأْيُ الرَّجُلِ قيل : إِنّه لابنُ ثَأْدَاءِ .
( *!والثَّأَدَ ، محرّكَةً وتُسكّن : الأَمْرُ القَبِيحُ ) ، كذا عن ابن الأَعرابيّ ، ( و ) الثّأْد : ( البُسْر الَّلِّين ) ، عن أَبي حنيفةَ . ( والنَّباتُ النَّاعِمُ الغَضُّ ) ، ثَأُدٌ وثَعْدٌ ومَعْدٌ ، وقد ثَئِدَ إِذا نَدِيَ . وقد مرَّ ذالك عن زَيد بن كُثْوةَ .
( و ) من المَجاز : الثّأَد : ( المكانُ غَيرُ المُوَافِقِ ) . تقول أَقمت فُلاناً على ثأَدٍ ؛ لأَنَّ المكان النَّدِيَّ لا يَقرُّ عليه . ومنه قوله الشاعر :
زَجورٌ لنفْسي أَنْ تُقِيمَ على الهَوَى
على ثَأَدٍ أَو أَن نقول لها حِنِّي
ومنه أَيضاً : قولهم : *!لأُثْئِدَنَّ مَبْرَكَكَ ، كما في ( الأَساس ) .
( و ) يقال للمرأَة إِنَّهَا *!لَثَأَدةَ الخَلْق ، ( بهاءٍ ) ، أَي ( الكثيرةُ اللَّحْمِ ) ، كذا عن ابن شُمَيل . وفي بعض النُّسخ :
____________________

(7/461)


المُكتنِزة الَّلحْم . ( وفيها *!ثَآدةٌ كجَهالَةٍ ) ، أَي ( سِمَنٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الأَثْآدُ : العُيوب ، عن ابن الأَعرابيّ . وقال أَبو حنيفةَ ، إِذا نَعَتَّ غُضُوضَةَ النَّباتِ قلْتَ : مَعَدَ *!وثَأَدَ وَنَاعَمَ .
ثرد : ( ثرَدَ الخُبْزَ : فَتَّه ) ثم بَلَّه بمَرَقٍ ثمّ شَرَّفَه وَسْطَ القَصعةِ . وهو الثَّريدُ والثَّريدةُ والثُّرْدَةُ ، كما في ( الأَساس ) ، ( كاتَّرَدَه واثَّردَه ، بالتاءِ ) المثنّاة الفوقيّة ( والثاءِ ) المثلّثَة ( على افْتَعَله ) ، أَي بتشديد التاءِ والثَّاءِ ، أَي اتّخذَه . كان في أَصْله اثْتَرده على افتَعَل ، فلما اجتمَعَ حَرفانِ مَخْرجاهما مُتقارِبانِ في كلمةٍ واحدةٍ وَجَبَ الإِدغام ، إِلاّ أَن الثّاءَ لما كانت مهموسةً ، والتاء مجهورة لم يَصِحَّ ذالك ، فأَبدَلُوا من الأَول تاءً فأَدغموه في مثله . وناسٌ من العرب يُبدِلُون من التاءِ ثاءً فيُدغمون فيقولون اثَّرَدت ، فيكون الحرف الأَصليّ هو الظاهر ، كما في ( الصّحاح ) .
( و ) ثَرَدَ ( الثَّوْبَ : غَمَسَه في الصِّبْغ ) . وثَوبٌ مَثرُودٌ : مَغموسٌ فيه ، عن ابن شُمَيل . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها : ( فأَخَدَتْ خِمَاراً لها قد ثَرَدَته بزَعْفرانٍ ) ، أَي صَبَغَتْه .
( و ) ثَرَدَ ( الخُصْيَة : دلَكَهَا مَكَانَ الخِصاءِ ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) من المَجاز : ثَرَدَ ( الذَّبيحةَ ) ، إِذا ( قَتَلَهَا من غير أَنْ يَفرِيَ أَوْدَاجَها ) ، وذالك إِذا كانت مُدْيَتُه كالَّةً فَفَتَّ ولم يَفْرِ . وفي بعض النُّسخ ( يفدي ) بالدال المهملة وفي أُخرَى ( يبري ) بالمُوحدة والدَّاءِ ، وكلاهما تحريف ، ( كثَرّدَهَا ) تَثريداً . وفي الحديث سُئِلَ ابن عبّاسٍ عن الذَّبيحةِ بالعُود فقال : ( ما أَفْرَى الأَودَاجَ غير المثَرَّد فَكُلْ ) وقيل : التّثريد : أَن يَذبَحَ الذَّبِيحَةَ بشيْءٍ لاَ يَنْهَرُ الدّمَ
____________________

(7/462)


ولا يُسِيله . فهاذا المُثرَّدُ . وما أَفْرَى الأَودَاجَ من حديدٍ أَو لِيطَة أَو عُودٍ له حَدٌّ فهو ذَكيٌّ غيرُ مُثرَّد .
( و ) الثَّرْد : الهَشْم والكَسْر . ثرَدَ الخُبْزَ يَثْرُده ثَرْداً .
و ( المَثْرُودَة والثَّرُودَة ) ، بالفتْح ، وهاذه عن الصّاغانيّ ، ( والأُثْرُدَانُ كعُنْفُوانٍ ) ، قال الفرّاءُ : هو على لفْظ الايمر ثمّ زِيدت عليه أَلفٌ ونون ، فأَشبهَ الأَسماءَ وخَرَجَ من حَدِّ لفظِ الأَمر ، كلُّ ذلك اسمُ ( الثَّرِيدَة ) ، والاسم الثُّرْدة ، بالضّم . وأَنشد الفرّاءُ :
أَلاَ يا خُبْزَ يا ابْنَةَ أُثْرُدَانٍ
أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنَامُ
قال أُثْرُدَانٌ : اسمٌ كأُسحُلانٍ ، وأُلْعُبَانٍ ، فحكمه أَن يَنْصَرفَ في النَّكرة ولا ينصرف في المعرفة . قال ابن سيده : وأَظنّ أُثْرُدانَ اسماً للثَّريد أَو المثرود معْرفة ، فإِذا كان كذالك فحُكْمه أَن لا ينصرف ، لكنْ صَرَفه للضّرورة . ورواية ابن الأَعرابيّ ( يا ابنةَ يَثْرُدانٍ . قال يَثْرُدان : غُلامانِ كانا يَثرُدانِ ، فنَسَبَ الخُبزةَ إِليهما ، ولاكنه نَوَّنَ فصرَفَ للضرورة ، والوجْه في مثْل هشذا أَن يُحْكَى .
ويقال : أَكلنا ثَرِيدَةً دَسِمةً ، بالهاءِ على معنَى الاسم أَو القِطْعَة من الثَّريد . وفي الحديث : ( فَضْلُ عائشةَ على النِّسَاءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائر الطَّعام ) قيل لم يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيد وإِنما أَرادَ الطّعَام المتّخذَ من اللَّهْم والثَّريد معاً ، لأَنَّ الثَّرِيد غالباً لا يكون إِلاّ من لَحْم . ويقال : الثَّرِيد أَحدُ اللَّحْمَيْن .
( والثَّرْد : المَطَرُ الضَّعيفُ ) ، عن بن الأَعرابيّ . قال : وقيل لأَعرابيّ : ما مَطَرُ أَرضِك ؟ قال : مُرَكِّكَة فيها ضُرُوس ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقرِّحُ أَصلُه .
( و ) الثَّرْد : ( نَبْتٌ ) ضعيفٌ .
____________________

(7/463)



( و ) من المجاز الثَّرَد ، ( بالتحريك : تَشقُّقٌ في الشَّفَتين ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ ( ثَرَّدَ ) الرجلُ بالتَّسْدِيد ، وفي بعض الأُمَّهات بالتخفيف ، كعَلِمَ ، وهو الصواب ( مِنَ المَعْرَكَةِ : حُمِلَ ) منها ( مُرْتَثًّا ) ، نقلَه الصاغانِيّ .
( ومَثْرُودٌ جَدّ ) أَبي موسَى ( عيسَى ابن إِبراهيمَ الغَافِقيّ ) ، روَى عن ابنِ عُيينة وابنِ وَهْبٍ وعدّة ، وعنه أَبو داوود ، والنَّسائيّ ، وابن خُزَيمة . وثَّقُوه ، مات سنة 261 ، كذا في ( الكاشف ) للذهبيّ .
( وأَرْضٌ مَثْرودةٌ ومُثَرَّدة : أَصابَهَا تَثْرِيدٌ مِنْ مَطَرٍ ، أَي لَطْخٌ ) من الثَّرْد .
( والمثَرِّدُ : مَنْ يَذْبَح ) ذَبيحتَه ( بحَجَرٍ أَو عَظْم ) أَو ما أَشبَه ذالك ، وقد نُهِيَ عَنْه . ( أَو مَنْ حَديدَتُه غَيرُ حادَّة ) ، فهو يَفسَخُ اللحمَ . وهاذا عن ابن الأَعرابيّ ، وقد سبق ذالك ، ( واسم ذالك ) الحَجرِ أَو العظْمِ ( المِثْرادُ ) ، بالكسر . قال :
فلا تُدَمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرَادِ
( والثَّرِيدُ : كالذَّرِيرَةِ تَعْلُو الخَمْرَ ) ، وهو القُمُّحَانُ ، عن أَبي حنيفةَ .
( واثْرَنْدَى ) الرَّجلُ : ( كَثُرَ لحْمُ صَدْرِه ) ، عن اللِّحْيَانيّ . ورجلٌ مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ : مُخصِبٌ . وابْلَنْدَى ، إِذا كَثُرَ لحْمُ جَنْبَيْه وعَظُمَا . وادْلَنْظَى ، إِذا سَمِنَ وغَلُظَ .
( وأَبُو ثَرَادٍ ) ، كسَحَابٍ : ( عَوْذُ بن غالبٍ المِصْريّ ) الحجريّ ، ( مِن الصّالحين ) ، روَى عنه حَيْوَةُ بن شُرَيْح وغيره .
( ) ومما يستدرك عليه :
المِثْرَدَة : القَصْعَةُ . وثَرِيدَةُ غَسّانَ أَجمَعوا على أَنّهَا كانت من المُخِّ ، والمُحِّ ولا أَطيبَ منهما .
وعليّ بن ثَرْدَةَ الواعظُ الواسطيّ وَعَظَ بدمشقَ ، وسمعَ من الذَّهبيّ .
والثُّرْدُودُ بالضّمّ : المطَرُ الضَّعيفُ ، عن الصّاغانيّ .

____________________

(7/464)


ثرمد : ( ثَرْمَدَ اللَّحْمَ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغَانيّ : إِذا ( أَسَاءَ عَمَلَه ، و ) قيل : ( لم يُنْضِجْه . أَوْ ) ثَرمَدَه ، إِذا ( لَطَخَه بالرَّمَادِ ) ، يقال : أَتَانَا بشواءٍ قد ثَرْمَدَه بالرَّمَاد .
( والثَّرْمَدَة ) ، كذا عند أَبي حنيفةَ ، وعند ابن دُرَيد الثَّرْمَد ( : نَبَاتٌ من الحَمْضِ ) تَسمو دونَ الذِّراع . قال أَبو حنيفةَ : وهي أَغلظُ من القُلاَّم ، وهي أَغصانٌ بلا وَرَقٍ ، خَضْرَاءُ شديدةُ الخُضْرَة ، إِذا تقادَمَتْ سنَتَيْن غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذتْ أَمْشاطاً ، لجَوْدَتها وصَلابتها ، تَصْلُب حتَى تكادَ تُعجِزُ الحَديدَ ، ويكون طولُ ساقِها إِذا تقادمَتْ شِبْراً .
( وثَرْمَدَاءُ ) ، بالفتح والمدّ : ( ع ) خَصِيبٌ يُضرَب به المثَلُ لخِصْبه وكثْرةِ عُشْبِه فيقال : ( نِعْمَ مَأْوَى المِعْزَى ثَرمَداءُ ) كذا في ( مجمع الأَمثال ) وفي ( معجم البكريّ ) : هو مَوضعٌ في ديار بني نُمَيْرٍ أَو بني ظالمٍ من الوعشْمِ بناحيَةِ اليَمامَة . وقال عَلْقَمةُ :
وما أَنتَ أَمْ ما ذِكْرُهَا رَبعيّةً
يُخَطُّ لها من ثَرمَداءَ قَلِيبُ
( أَو ) ثَرْمَداءُ ( ماءٌ في دِيَارِ بني سَعْد ) في وادي السَّتَارَين . قل أَبو منصور : وقد وَرَدْته ، يُسْتَقَى منه بالعِقَال لقُرْب قَعْرِه .
( وثَرْمَدُ ) ، كجَعْفَر ( شِعْبٌ بأَجَأَ ) أَحدِ جَبَلَىْ طيِّىء ، لبني ثَعْلَبَةَ من بني سَلاَمَانَ من طَيِّىء . قال حاتمُ طيّىء :
إِلى الشّعْب من أَعْلَى مَشَارٍ فَثَرْمَدٍ
فيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَةِ الغَمْرِ
( ) ومما يستدرك عليه :
ثَرْمُدَ ، بالفتْح وضمّ الميم : مَوضعٌ في دِيار بني أَسدٍ ، ويُروَى بالمثنّاة الفوقيّة ، وقد سبق ذالك .
ثعد : ( الثَّعْدُ ) ، بالعين المهملة ( : الرُّطَبُ ، أَو بِسْرٌ غَلبَه الإِرْطَابُ ) ، قال الأَصمعيّ :
____________________

(7/465)


إِذا دَخَلَ البُسرَةَ الإِرْطَابُ وهي صُلْبَةٌ لم تَنهضِم بعْدُ ، فهي جُمْسَةٌ فإِذا لانَت فهي ثَعْدةٌ وجمْعها ثَعْدٌ .
( و ) الثَّعْدُ : ( الغَضُّ من البَقْل ) ، يقال بَقْلٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ ، أَي غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ ، والمعْدُ إِتباعٌ لا يُغرَد ، وبعضُهُم يفُرِدُه ، وقيل هو الكثَّعْد ، من غير إِتباع . وعن ابن الأَعرابيّ : رُطَبَة ثَعْدَةٌ مَعدَة : طَريَّة .
( وثَرًى ثَعْدٌ ) جَعْدٌ ، أَي ( ليِّنٌ ) .
( ومالهُ ثَعْدٌ ولا مَعْدٌ ، أَي قليلٌ ولا كَثِيرٌ ) والمعْدُ إِتباع .
( والمثْعَئِدُّ كالمُطْمئنّ : الغُلام النَّاعمُ ) ، وقال ابن شمَيل : هو المُثْمَعِدّ والمُثْمئدّ ، كما سيأْتي ، وحكَى بعضُهم : اثْمعَدَّ الشيْءُ ، إِذا لانَ وامتدّ ، ويقال إِن الميم فيه أَصليّة فيُذكر في الرُّباعيّ .
( ) وبقي عليه :
الثَّعْد بمعنَى الزُّبد ، في حديث بَكّار بن داوود قال : ( مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمبقَوم يَنالون من الثَّعْدِ والحُلْقَانِ وأَشْلٍ من لَحْم ، وينالون من أَسْقِيَةٍ لهم قد عَلاَهَا الطُّحْلُبُ فقال : ( ثَكِلَتْكُم أُمَّهَاتُكم ، أَلهاذا خُلِقْتم أَو بهاذا أَمِرْتم ، ثم جازَ عَنْهُمْ ، فنزَلع الرُّوح الأَمينُ وقال : يا محمَّد ، ربُّك يُقرِئك السلامَ ويقول : إِنَّمَا بَعثْتُك مُؤلِّفاً لأُمّتِك ولم أَبعثْكَ مُنفِّراً ، ارجِعْ إِلى عِبادي فقلْ لهم فلْيَعمَلوا ولْيُسَدِّدُوا وليُيَسِّرُوا ) . قال : الثَّعْدُ : الزُّبْد ، والحُلْقَانُ : البُسْرُ الذي قد أَرَطبَ بعضُه ، وأَشْلٍ من لحْم : الخَروف المشوِيّ . قال ابن الأَثير : كذا فسَّره إِسحاق بن إِبراههيم القُرشي أَحد رُواته .
ثغد : ( ) ومما يستدرك عليه قولهم :
لَيْس لَه ثَغْدٌ ولا مَغْدٌ ، أَي قليلٌ ولا كثيرٌ ، هاكذا ضبطَه الصاغانيّ بإِعْجَام الغين فيهما . والمصنّف أَورده في التركيب الذي قبله وهو تصحيف .
ثفد : ( الثَّفَافِيدُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هي ( سَحَائبُ بِيضٌ بعضُهَا فوقَ بَعضٍ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
____________________

(7/466)



( و ) الثَّفافِيدُ : ( بَطَائنُ ) كلِّ شيْءٍ من ( الثِّيَاب ) وغيرها ، ( كالمَثَافيدِ ) ، هاكذا هو في اليواقيت لأَبي عمرٍ و في ياقوتَة الصَّناديد ، واحدُهَا مُثْفَدٌ فقط . قال ابن سيده : ولن نسمع مِثفاداً ، فأَمّا مَثافيدُ باليَاءِ فشاذّ . ( أَو هِيَ ) أَي المثافِدُ والمثافِيد ( ضَرْبٌ من الثِّيَابِ ، أَو ) هي ( أَشياءُ خَفِيَّةٌ تُوضَع تحتَ الشَّيْءِ ) ، أَنشد ثعلب :
يُضِيءُ شمَاريخَ قَد بُطِّنَتْ
مَثَافِيدَ بِيضاً ورَيْطاً سِخَانَا
( أَو هِيَ الفثافِيدُ ) ، قاله أَبو العبّاس ، وهو هاكذا في ( التهذيب ) .
( و ) قد ( ثَفَّدَ دِرْعَه تَثْفيداً : بطَّنها ) ، عن ابن الأَعرابيّ . وفي بعض النُّسخ بَطَّنَه .
ثكد : ( ثَكْدٌ ) ، بفتح فسكون ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( ماءٌ لبنِي تَمِيمٍ ) . ونَصّ التكملة ( لبني نُمير ) ، ويُروَى بضمّ فسكون .
( و ) ثُكُدٌ ، ( بضمتين : ماءٌ آخَرُ ) بين الكوفة والشأْم . قال الأَخطل :
حَلّت صُبَيْرةُ أَمواهَ العِدادِ وقد
كانَت تَحُلُّ وأَدنَى دارِهَا ثُكُدُ
ثلد : ( ثَلَدَ الفيلُ يَثْلِد ) ثَلْداً ، من باب ضرب ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّاغَانيّ : إِذا ( سَلَح رقيقاً ) لغة في ثَلَط : بالطاءِ ، كما في التكملة .
ثمد : ( الثَّمد ) ، بفتح فسكون ( ويحَرّك ، و ) الثِّمَاد ( ككتَاب ) قال شيخنا : ظاهِرُه بل صَريحُه أَنّه مُفرد كالثَّمَدِ ، وصَرَّحَ غيره بأَنّه جمْع لثَمَدٍ المفتوحِ أَو المحرَّك ، والقياس لا يُنافيه . قلْت : ويَعضُدُه كلاَمُ أَئمّةِ الغريب : الثِّمَاد ، الحُفَر يكون فيها الماءُ القَليل . ولذالك قال أَبو عُبَيْدة : سُجِرَت الثِّمَادُ ، إِذا مُلِئَت من المطَرِ . غير أَنه لم يُفسَّرها ( : الماءُ القليلُ ) الذي ( لا مادَّةَ لَهُ ، أَو ما يَبْقَى في الجَلَدِ ) من الأَرض
____________________

(7/467)


قليلاً ، ( أَو ما يَظْهَرُ في الشِّتَاءِ ويَذهب في الصَّيْف ) . والجمْع أَثمادٌ . وعن ابن الأَعرابيّ : الثَّمَدُ : قَلْتٌ يَجتمِع فيه ماءُ السماءِ فيَشْرَبُ به النّاسُ شهرَين من المَصِيف ، فإِذا دَخَلَ أَوّلُ القَيْظِ انقطَعَ ، فهو ثَمَدٌ ، وجمْعه ثِمَادٌ . وقال أَبو مالك : الثَّمَد أَن يَعمِد إِلى مَوضع يُلْزم مَاءَ السَّمَاءِ ، يَجهله صِنْعاً ، وهو المكان يَجتمع فيه الماء ، وله مَسايِلُ مِنَ الماءِ ، وتُحْفَر في نَواحِيه رَكايَا فيَملؤهَا من ذالك الماءِ فيَشرب النَّاسُ الماءَ الظاهِرَ حتّى يَجِفّ إِذا أَصابَه بَوارِحُ القَيظِ ، وتَبقَى تِلك الرَّكَايَا فهي الثِّمادُ .
( وثَمَدَه ) يَثمُدُه ثَمْداً ، ( وأَثْمَدَهُ ) إِثماداً ، ( واستَثْمدَه : اتَّخَذَخ ثَمْداً ) : حفراً للماءِ ، الأَخير عن ابن السِّكِّيت .
( و ) ثَمَدَه وأَثمَدَه واستَثْمَدَه : نَبَثَ عنه التُّرَابَ ليخرُجَ ، و ( اثْتَمَدَ ) ، بتقديم المثلّثة على الفوقيّة ( واثَّمَدَ ) بالإِدغام ، كِلاهما ( على افْتَعَل : وَرَدَه ) ، أَي الثَّمدَ .
( والمَثْمُود : ماءٌ نَفِدَ ) ، أَي فَنِيَ ( من الزِّحام ) ، أَي من كَثرة الناسِ ( عليه إِلاّ أَقلَّه ) .
( و ) من المجاز ( رَجُلٌ ) مَثمودٌ : ( سُئِلَ ) فأُلِحَّ عليه فيه ( فأَفنَى ما عِنْدَهُ عَطَاءً ) .
( و ) من المَجاز : المَثمود : ( مَنْ ثَمَدَتْهُ النِّسَاءُ ، أَي نَزَفْنَ ماءَه ) من كثْرة الجِمَاعِ ولم يَبْقَ في صُلْبه ماءٌ .
( والإِثْمِدُ ، بالكسر : حَجَرُ الكُحْل ) وهو أَسودُ إِلى حُمْرَة ، ومعدنه بأَصبهانَ وهو أَجْوَدُه ، وبالمَغْرِب وهو أَصْلَبُ . وقال السّيرافيّ : الإِثْمدُ شَبِيهٌ بحجَرِ الكُحْلِ .
وأَثْمَدَ عَيْنَه : كَحَلهَا بالإِثْمِد .
( و ) أَثمَدُ ، ( كأَحْمَد ) ، ونقل فيه المثنّاة الفوقيّة أَيضاً ، وبهما رُوِيَ قولُ الشاعر :
تَطَاوَلَ لَيلُك بالأَثْمدِ
ونَامَ الخَلِيُّ ولم تَرْقُدِ
( ع ، ويُضمُّ الميم ) ، وهاذه عن الصاغانيّ فهي ثلاثُ لغات .
____________________

(7/468)



( وثَمَدَ ) الرَّجلُ ثَمْداً ( واثْمادَّ ) اثْمِيداداً كاثمأَدَّ : ( سَمِنَ ) ، ومنه الغُلامُ المُثْمَئِدُّ ، وهنا مَوضع ذِكْره كما صرَّحَ به ابن شُميل وغيره .
( و ) من المَجاز : ( اسْتَثْمَدَهُ : طَلَبَ مَعروفَه ) ، فثَمَدَه : أَعطاه .
( وثَمُودُ ) ، كصَبُور ، ابنُ عابَرَ بنِ إِرَمَ بن سَام ( قَبِيلَةٌ ) من العرب الأُوَل ، ويقال إِنّهُم من بَقِيَّة عادٍ ، وهم قَومُ صالحٍ عليه السلامُ ، بعثَه الله إِليهم ، وهو نَبيٌّ عربيّ ، يُصرَف ( و ) لا ( يُصْرَف ) . واختلف القُرّاءُ فيه ، فمَن صَرَفَه ذَهبَ به إِلى الحَيّ ، لأَنّه اسمٌ عربيّ مُذكّر سُمِّيَ بمذَكَّر ، ومن لم يَصرِفْه ذهبَ إِلى القَبِيلَةِ ، وهي مُؤنّثة . وفي ( المحكم ) وثَمُود اسمٌ . قال سيبويه : يكون اسماً للقبِيلة والحَيّ ، وكونه لهما سَواءٌ ( وتُضَمُّ الثَّاءُ ) المثلَّثَة ، ( وقُرِىء به أَيضاً ) ، قيل سُمِّيَت لقلّة مائها ، كأَنّه من الثَّمْد . وهو الماءُ القَليل . وبسَطَه في العنايَةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الثَّامِدُ من البَهْمِ حين قَرَمَ ، أَي أَكَلَ . ورَوْضعةُ الثَّمَدِ موضعٌ ، هاكذا في ( الصحاح ) وغيره . قلت : هو لبنِي جويرة بطْن من التَّيمْ .
وقال أَبو عَمرو : يقال للرَّجل يَسهَرُ لَيلَه سارِياً . وعامِلاً : فُلانٌ يَجعلُ الَّليل إِثْمِداً ، أَي يسهرُ ، فجعَلَ سَوَادَ الَّليْل لعَيْنيهِ كالإِثْمدِ . لأَنّه يَسير اللَّيْلَ كلَّه في طلَبِ المعَالي . وأَنشد :
كَمِيش الإِزارِ يَجْعَل اللَّيلَ إِثْمِداً
ويَغْدُو عَلَيْنَا مُشْرِقاً غيرَ وَاجِمِ
وأُثَامِدُ : وادٍ بينَ قُدَيدٍ وعُسْفَانَ . وبُرْقةُ الثِّمادِ أَو بُرْقةُ الأَثمادِ : مَوضع . قال رُدَيْح بن الحارث التّيميّ :
لمَن الدِّيَارُ ببُرْقَةِ الأَثْمادِ
فالجَلْهَتَيْنِ إِلى قِلاَتِ الوَادِي
ثمعد : ( المُثْمَعِدُّ ، كمُضْمَحِلَ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هو
____________________

(7/469)


( المُمتلىءُ المُخْصِب ) ، أَوردَه الأَزهريّ عنه ، وأَنشد :
فِيهنّ خَوْدٌ تَشْعَفُ الفُؤادَا
قد اثْمعَدَّ خَلْقُهَا اثمعْدَادَا
( و ) المُثْمَعِدُّ ( مِنَ الوُجُوه : الظَّاهِرَةُ البَشَرَةِ ) ، كذا في النُّسخ ، والصّواب ( الظَّاهِرُ البَشرة ) كما في التكملة ، ( الحَسَن السَّحْنَة ) ، أَي اللَّون .
( وغُلامٌ ثَمْعَدٌ ) ، كجعفر : سَمينٌ . والّذي قالَه النضْرُ بن شُميل هو المُثْمَعِدّ والمُثْمَئِدّ : الغلامُ الرَّيَّان النّاهِدُ السَّمِينُ .
ثمغد : ( المُثْمَغُدُّ ) ، بالضبْط السابق إِلاّ أَنّ الغينَ معجمةٌ ، أَهمله الجوهريّ . وقال الفرّاءُ : هو ( مِنَ الجِدَاءِ : المُمْتَلِىء شَحْماً ) ، ومن الغِلمان : الممتلىء سِمَناً يقال : أَتانَا بجَدْيٍ مُثْمَغِدَ شَحماً ، نقله الصغانيّ .
ثند : ( الثُّنْدُوَةُ ، ويُفتَح أَوّلُه : لَحْمُ الثَّدْيِ ) الّذي حولَه ، غير مهموز ، ومن همزها ضمَّ أَوَّلَها فقال : ثُنْدُؤة ، ومن لم يَهمزْ فَتَحَها : قاله ابن السِّكِّست ، ( أَو أَصْلُه ) . وقيل : الثُّنْدُوَة للرَّجُل ، والثَّدْيُ للمرأَة ، هاكذا ذكَره أَهلُ الغريب ، واختاره الحريري في دُرَّة الغَوَّاص . قال شيخنا : وفيه أَنّه وَرَدَ في حديث مُسلِمٍ استعمالُ الثَّدْي في الرَّجال ، ووَقَع في سنن أَبِي دَاوود استعمالُ الثُّنْدُوَة للنِّسَاءِ . ومالَ كثيرٌ من اللُّغَوِيِّين إِلى عَمون الثَّدْي ، انتهى .
( ) ومما يستدرك عليه :
الثُّنْدُوَة : رَوْثَةُ الأَنفِ ، وهي طَرَفُهُ ومُقَدَّمُه ، قاله ابن الأَثير في تفسير حديثِ عَمرِو بن العاص ( في الأَنْف إِذا جُدِع الدِّيَةُ كاملةً ، وإِن جُدِعَت ثُنْدُوَته فنِصْفُ العَقْلِ ) .
ثهد : ( الثَّوْهَدُ ) ، والفَوْهَدُ : ( الغُلامُ السَّمِينُ التَّامُّ الخَلْقِ المُرَاهِقُ ) للْحُلُم .
____________________

(7/470)


غُلامٌ ثَوْهَدٌ : جَسِيمٌ ، وقيل : ضَخْمٌ سَمينٌ ناعمٌ . ( وهي بِهَاءً ) ، يقال جاري ثَوْهَدَةٌ فَوْهَدَةٌ ، إِذا كانت ناعمةً .
وقال ابن سيده : جارِيةٌ : ثَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَّةٌ ، بتَشْدِيد الدالِ عن يعقوب ، وأَنشد :
نَوَّامَة وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ
شِفَاؤُها من دائِها الكُمْهَدَّهْ
فهو مُستدرَكٌ عليه .
ثهمد : ( الثَّهْمَدُ : العَظِيمَةُ السَّمِينَة ) من النّساءِ . ( و ) بلالام : ( ع ) .
وبُرْقَةُ ثَهْمَدٍ : مَوْضعٌ معروف في بلاد العرب لبني دارِمٍ ، قال طَرَفةُ :
لِخَوْلةَ أَطلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ
تَلوحُ كباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وفي ( معجم البكريّ ) : ثَهْمَدٌ : جبلٌ فارِدٌ من أَخْيِلة الحِمى ، حوله أَبارِقُ كثيرةٌ في دِيارِ غَنهيّ .
ثهود : ( الثَّهْوَدُ ) ، كجَعفَرٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصّغَانيّ : هو مقلوب ( الثَّوْهَد ) وَزْناً ومعنًى ، الأَوّل فَعْوَلٌ والثاني فَوْعَلٌ .
2 ( فصل الجيم ) مع الدال المهملة ) 2
جحد : ( جَحَدَه حَقَّهُ . و ) جَحَدَه ( بحَقِّه ، كمَنعَهُ ) يَتعدَّى إِلى المفعول الثاني تارةً بنفْسه وتارةً بحرف الجرّ ، وقال بعضهم : لا يَتعدّى بالبَاءِ إِلا بتضمين معنَى كَفَرَ ، أَو بحَمْلِه عليه ، قاله شيخنا يَجْحَده ( جَحْداً ) ، بفتح فسكون ، ( وجُحُوداً ) كَقُعُودٍ : ( أَنكَرَه معَ عِلْمِه ) ، قاله الجوهريّ ، أَي فهو أَحضُّ . ويقال له المكابَرَة . وقَد يُطلَق على مُطْلَق الإِنكارِ ، قاله شيخنا .
( و ) جَحَدَ ( فُلاناً : صادَفَه بَخِيلاً ) قَليلَ الخَيرِ . وفي ( الأَساس ) : وقِلّة الخعيْر ، على معنَيين : الشُّحِّ والفَقْر .
( و ) جَحِدَ ، ( كفَرِحَ : قَلَّ ) من كُلّ
____________________

(7/471)


شيْءٍ ( و ) جَحِدَ ( : نَكِدَ ) . يقالُ رجلٌ جَحِدٌ وجَحْدٌ ، كقولهم نَكِدٌ ونَكْد ونَكْداً له وجَحْداً ، دعاءٌ عليه ، ( و ) جَحِدَ ( النَّبتُ ) : قَلَّ ونَكِدَ و ( لَم يَطُلْ ) .
( والجحدُ ، بالفتح والضمّ والتحريك : قِلَّةُ الخَيْرِ ) والضِّيقُ في المَعيشة ، كالجُحُود .
( جَحِدَ ) عَيْشُهم ، ( كفَرِحَ ) جَحَداً ، إِذَا ضَاقَ واشتَدَّ . وأَنشدَ بعض الأَعرَاب في الجحد :
لئِن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيدَين مائِراً
لقد غَنِيَتْ في غَيْرِ بُوسٍ ولا جَحْدِ
( فهو جَحِدٌ ) ، ككَتفٍ . ( وجَحْدٌ ) ، بفتح فسكون ، ( وأَجْحَدُ ) .
( والجَحّادُ ) ، كشَدّادِ : الرجُلُ ( البَطيءُ الإِنزلالِ ) ، نقله الصغانيّ .
( والجُحَادِيُّ بالضّمّ : الضَّخْم من كلِّ شيْءٍ ) ، حكاه يعقوب . قال : والخاءُ لُغة .
( و ) قال شَمِرٌ : الجُحَادِيَّةُ ، ( بهاءٍ : القِرْبَةُ المملوءَةُ لَبَناً ) ، والغِرَارَةُ المملوءَةُ تَمْراً أَو حِنْطَةً . وأَنشد أَبو عُبيدةَ :
وحتّى تَرَى أَنَّ العَلاَةَ تَمُدُّها
جُحَادِيّةٌ والرَّائحاتُ الرَّواسمُ
( وفَرَسٌ جَحِدٌ ككَتِفٍ : غَليظٌ قَصِيرٌ . وهي بهاءٍ . ج ) جِحَادٌ ، ( ككِتَاب ) ، نقله الصغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَرضٌ جَحْدة : يابسةٌ لا خَيْرَ فيها . وقد جَحِدَت ، وعامٌ جَحِدٌ : قَليلُ المطَرِ . وعن أَبِي عَمرٍ و : أَجحَدَ الرَّجلُ وجَحَدَ ، إِذَا أَنفَضَ وذهَبَ مالُه .
وجُحَادَةُ اسمُ رَجلٍ .
وقال الزّجّاج : أَجْحَدْتُ فُلاناً : صادَفْتُه بَخيلاً .
جخد : ( الجُخَاديُّ بالضّمّ وتشديد الياء )
____________________

(7/472)


التّحتيّة ، أَهمله الجوهريّ وقال الصاغانيّ : هو ( الصَّحْنُ ) ، كذا في النُّسخ ، وفي التكملة الصّخْر ( يُحْلَبُ فيه . و ) الجُخَادِيّ : ( الضَّخْم من الإِبل ، أَو ) الضَّخْم ( من كلِّ شيْءٍ ) ، كما حكاه يعقوب في البدل .
( وأَبو جُخَادٍ كغُرَاب : الجَرَادُ ) ، وهو كُنْيته .
جدد : ( *!الجَدّ : أَبو الأَبِ وأَبو الأُمّ ) ، معروف . ( ج *!أَجدادٌ *!وجُدُودٌ *!وجُدُودَةٌ ) ، وهاذه عن الصغانيّ ، قال : هو مثْل الأُبُوّة والعُمومة .
( و ) فلانٌ صاعِدُ *!الجَدّ ، معناه ( البَخْتُ والخَطّ ) في الدُّنيا . وفلانٌ ذو جَدَ في كذا ، أَي ذو حَظَ . وفي حديث القيامة ( وإِذا أَصحابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ ) ، أَي ذوو الحَظّ والغِنَى في الدنيا ، وفي الدعاءِ : ( لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنك الجَدُّ ) ، أَي من كان له حَظٌّ في الدُّنيا لم يَنفعْه ذالك منه في الآخرة . والجمْع أَجْدادٌ *!وأَجُدٌّ *!وجُدُودٌ ، عن سيبويه . ورَجلٌ مَجْدُودٌ : ذو جَدِّ .
( و ) الجَدُّ : ( الحُظْوَة والرِّزْق ) ، ويقال : لفُلانٍ في هاذا الأَمرِ جَدٌّ ، إِذا كان مَرْزوقاً منه ، قاله أَبو عبيد . وعن ابنِ بُزُرْج : يقال : هم *!يَجَدُّون بهم ويَحَظُّونَ بهم ، أَي يَصِيرونَ ذَوِي حَظَ وغِنًى . وتقول : *!جَدِدْتَ يا فُلاَنُ ، أَي صِرْت ذا *!جَدٍّ ، فأَنت *!جَديدٌ : حَظِيظٌ ، *!ومَجدودٌ : محظوظٌ ، وعن ابن السِّكّيت *!وجَدِدْت بالأَمرِ *!جَدًّا : حَظِيتَ به ، خَيراً كان أَو شَرًّا .
( و ) الجَدُّ : ( العَظْمَة ) ، وفي التنزيل ، { 7 . 027 واءَنه تعالى جد ربنا } ( الجن : 3 ) قيل : *!جَدُّه : عَظَمتُه ، وقيل : غِنَاه . وقال مُجاهدٌ : *!جَدُّ رَبِّنا : جَلالُ رَبِّنا وقال بعضهم : عَظمةُ رَبِّنا ، وهما قَريبانِ من السَّوَاءِ . وفي حديث الدُّعاءِ تبارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَى *!جَدُّك ) أَي علاَ جَلالُكَ وعَظَمتُك . *!والجَدّ . الحَظّ والسعادَةُ والغِنَى . وفي حدِيث ( أَنَسٍ ) أَنه ( كانَ الرَّجُلُ مِنّا إِذا حَفِظَ البَقرةَ وآلَ عِمرانَ
____________________

(7/473)


زَرْع الشَّعير سوَاءً ، وله سُنْبلة كسُنْبلة الدُّخْنَةِ ، فيها حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ ، وهي مَسمَنَةٌ للمال جِدًّا ، عن أَبي حنيفة .
( وأُبَّدَةُ ، كقُبَّرةٍ : د ، بالأَندُس ) وصَرَّح الحافظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وغيرهما بأَنّ دال أُبَّدة معجمة ، وصَرَّحَ به البدْر الدّمامينيّ في ( حَواشِي المغنِي ) . قلت : وفي ( لُبّ اللُّباب ) و ( التكملة ) إِهمال الدال للمصنّف .
( ومَأْبِدٌ كمَسجِدٍ : ع ) بالسَّرَاة ، وهو جَبَلٌ ، ( وغلِطَ الجَوهريُّ فذكره في ( ميد ) ، وقد سَبقَه في هاذتا التغليط الصّاغانيّ في ( التكملة ) ، وقد ضبط بالتحتيّة على ما ذَهبَ إِليه الجوهريّ في ( المعجم ) وفي ( المراصد ) ، فلا غلطَ كما هو ظاهرٌ ، ( وتَصحَّفَ عليه في الشِّعر الذي أَنشدَه أَيضاً ) ، كما سيأْتي إِنشاده في ميد ، إِنْ شاءَ الله تعالى ، لأَبي ذُؤَيب الهُذليّ . وقد يقال : قد رُوِيَ بهما ، فلا غَلَطَ ولا وَهَم .
( و ) أَبِدَ الرَّجلُ و ( تَأَبَّدَ : تَوحَّشَ . و ) تأَبَّد ( المَنْزِلُ : أَقْفَرَ ) وأَلِفَتْه الوُحُوشُ . ( و ) تأَبَّدَ ( الوَجْهُ : كَلِفَ ) ونَمِشَ . ( و ) تأَبَّدَ ( الرَّجلُ : طالتْ غُرْبَتُه ) ، وفي نُسخة : عُزْبَته ، بالعَيْن المهملة والزّاي ، وهو الصواب ، ( وقَلَّ أَرَبُهُ ) ، أَي حاجتُه ( في النِّساءِ ) ، وليس بتصحيف تأَبَّلَ ، قاله الصّاغانيّ .
( وأَبَدَت البَهِيمةُ تَأْبِدُ ) ، بالكسر ، ( وتَأْبُدُ ) ، بالضّمّ ( : تَوَحَّشَت ) ، وكذا تأَبَّدَتْ . ( و ) أَبَدَ ( بالمَكَانِ يَأْبِدُ ) ، بالكسر ، ( أُبُوداً ) ، بالضّمّ ( : أَقامَ ) به ولم يَبرَحْهُ . وأَبَدْت به آبُدُ أُبُوداً ، كذالك ( و ) من المَجاز : أَبَدَ ( الشَّاعرُ ) يَأْبِدُ أَبُوداً ، إِذا ( أَتَى بالعَويصِ في شِعرِه ) وهي الأَوابدُ والغرائبُ ( وما لا يُعرَف مَعناهُ ) على بادِىءِ الرَّأْي .
و ( نَاقَةٌ مُؤبَّدة ، إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً ) ، من التأَبُّد وهو التّوحُّش .
( والتَّأْبِيد : التَّخْلِيد ) ، ويقال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً مُؤبَّداً ، إِذا جعَلَها حَبِيساً لا تباعُ ولا تُورَث .
( و ) من المَجاز : جاءَ فُلانٌ بآبِدة ،
____________________

(7/474)


*! أَجُدُّه ، بالضّمّ ، *!جَدًّا ، قطَعْته . وحَبْلٌ *!جَدِيدٌ : مَقطوعٌ . قال :
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا
وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً *!جَديدَا
قال شيخنا : وظاهرُ هاذا البَيتِ كالمتناقِض ، وهو في ( الصّحاحِ ) ( اللسان ) . وأَورده أَهل المعانِي ، انتهى .
ومنه مِلْحَفَةٌ *!جَديدٌ ، بلا هَاءٍ ، لأَنّها بمعنَى مفعُولَة .
( و ) عن ابن سيده : يقال : مِلْحَفَةٌ *!جَدِيدٌ *!وجَديدةٌ ، و ( ثَوْبٌ جَديدٌ كما *!جَدَّهُ الحائكُ ) ، وهو في معنى مَجدود ، يُرَاد به حين جَدّه الحائطُ ، أَي قَطَعه . ويقال : ثَوبٌ *!جَدِيدٌ : قِطَعَ حَديثاً ( ج *!جُدُدٌ كسُرُرٍ ) ، بضمّتين ، كقَضيب وقُضُبٍ ، قاله ابن قُتَيْبة ونقله ثَعلب . وحَكَى فتْح الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عن بعض العرب ، وحكَى المبرّد الوجهين ، والأَكثرون على الضّمّ .
( و ) *!الجَدُّ ، بالفتح : ( صِرَامُ النَّخْلِ ) وقد *!جَدّه *!يَجُدّه *!جَدًّا ، ( *!كالجِدَاد ) ، بالكسر ، ( *!والجَدَاد ) ، بالفتح ، عن اللِّحْيَانيّ . وقيل الحِدَاد بمهملتين قطْع النّخل خاصّة ، وبمعجمتين قطع جميع الثِّمار على جهة العموم ، وقيل هما سَواءٌ .
( *!وأَجَدَّ ) النّخْلُ : ( حَانَ ) له ( أَن *!يُجَدَّ ) . وفي ( اللسان ) : *!والجِدَاد أَوَانُ الصِّرَامِ . وقال الكسائيّ : هو *!الجِدَاد *!والجَدَادُ ، والحِصَاد والحَصَاد ، والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام .
( و ) *!الجُدُّ ، ( بالضّمّ : ساحلُ البَحْرِ ) المتّصل ( بمكّةَ ) زيدت شَرفاً ونَواحيها ( *!كالجُدَّة ) بالهَاءِ .
( *!وجُدّةُ ) بلا لام : اسمٌ ( لموضعٍ بعَينِهِ منه ) ، أَي من ساحل البحر . وفي حديث ابن سيرين ( كان يختار الصَّلاةَ على *!الجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه ) . قال ابن الأَثير : الجُدّ بالضّمّ : شاطىء النّهر ، *!والجُدّة أَيضاً ، وبه سُمِّيَت المدينةُ الّتي عند مَكَّةَ جُدَّة . قلت : وهي الآن
____________________

(7/475)


مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الواردة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وغيرها . 6 قال شيخنا : واختُلِف في سبب تَسميتها *!بجُدّة ، فقيل لكونها خُصَّت من جُدَّة البحر ، أَي شاطئه . وقيل سُمّيَت بجُدّة بن جَرْم بن رَبَّان لأَنّه نَزَلها ، كما في ( الرَّوْض ) للسُهَيْليّ ، وقيل غير ذالك . وقال البَكْريّ في ( المعجم ) : الصواب أَنّه هو الذي سُمِّيَ بها ، لولادته فيها .
( و ) الجُدُّ بالضّمّ : ( جانبُ كلِّ شيْءٍ و ) الجُدّ أَيضاً ( ، السِّمَنُ ، والبُدْنُ ) ، نقله الصغانيّ ( وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح ) ، وهو الجُدَادة ، وسيتأْتي قريباً . ( و ) الجُدّ ( البِئر ) الّتي تكون ( في مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ ) ، قال الأَعشَى يُفضِّل عامراً على عَلْقمة :
ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر
مِثْل الفُرَاتيّ إِذا ما طَمَى
يَقْذُف بالبُوصِيّ والمَاهرِ
( و ) الجُدّ : ( البِئر المُغْزِرَة ، و ) قيل هي ( القَلِيلةُ الماءِ ، ضِدٌّ . و ) الجُدّ ( الماءُ القَلِيل ، و ) قيل هو ( الماءُ في طَرَفِ فَلاَةٍ . و ) قال ثعلب : هو الماءُ ( القديمُ ) ، وبه فسِّر قول أَبي محمّد الحَذْلميّ :
تَرْعَى إِلى جُدَ لها مَكِينِ
والجمع من ذالك كلِّه أَجدادٌ .
( و ) الجِدَّ ( بالكسر : الاجتِهَادُ في الأَمْرِ ) ، وقد جَدّ به الأَمْرُ إِذا اجتهدَ . وفُلانٌ *!جادٌّ مجتهِد . وفي حديث أُحُدٍ ( لئن أَشْهَدَني اللَّهُ معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلمقَتْلَ المشرِكِينَ ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما *!أَجِدُّ ) ، أَي أَجتهد . ( و ) الجِدُّ ( نَقِيضُ الهَزْل ) ، وفي الحديث : ( لا يَأْخُذنَّ أَحدُكُم مَتاعَ أَخيه لاعباً *!جادًّا ) ، أَي لا يأْخذْه على سبيل الهَزل فيَصير جِدًّا . ( وقد جَدَّ ) في الأَمر ( يَجِدُّ ) ، بالكسر ، ( ويَجُدُّ ) ، بالضّمّ ، جَدًّا ، ( *!وأَجَدَّ ) يُجِدّ : اجتهدَ وحَقَّقَ وكذا جَدَّ به الأَمرُ وأَجَدّ ، وهو مَجاز . وقال الأَصمعيّ : أَجدَّ الرَّجلُ في أَمرِه يُجدّ ، إِذا بَلَغَ فيه جِدَّه ، وَجَدَّ
____________________

(7/476)


لغة ، ومنه يُقال فُلانٌ جادٌّ *!مُجِدُّ ، أَي مَجتهد . وقال : أَجَدَّ يُجِدّ ، إِذا صارَ ذا جِدَ واجتهاد .
( و ) الجِدُّ : ( العَجَلَةُ ) . وفلانٌ على جِدِّ أَمْرٍ ، أَي عَجَلةِ أَمْرٍ . وهو مَجاز . وفي الحديث : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلمإِذا جدَّ في السَّيْرِ جَمَعَ بينَ الصَّلاتَين ) ، أَي اهتمَّ به وأَسرَعَ فيه . ( و ) *!الجِدُّ : ( التَّحْقِيقُ ) ، وقد *!جَدّ *!يَجِدّ *!وَيجُدُّ *!وأَجَدَّ إِذا حَقَّقَ . ( و ) الجِدّ ( المُحقَّقُ المبالَغُ فيه ) ، وبه فُسِّر دَعاءُ القُنُوت ( ونَخْشَى عذابَك الجِدَّ ) .
( و ) الجِدّ : ( وَكَفَانُ البَيْتِ ) ، وقد ( *!جَدَّ *!يَجِدُّ ) ، بالكسر فقط ، وهو نصُّ ابن الأَعرابيّ ، كما تقدّم .
( *!والجَدَّة ) ، بالفتح : ( أُمُّ الأُمِّ وأُمُّ الأَبِ ) ، معروفَة ، وجمْعها جَدّاتٌ .
( و ) الجُدَّة ، ( بالضّمّ : الطَّرِيقَةُ ) من كلِّ شيْءٍ ، وهو مَجاز ، والجمْع *!جُدَدٌ ، كصُرَد . *!والجُدَّة : الطَّريقة في السَّمَاءِ والجَبلِ . قال الله تعالى : { *!جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ } ( فاطر : 27 ) أَي طَرائقُ تُخَالِف لَونَ الجَبَل . وقال الفرّاءُ : *!الجُدَد الخِطَط والطُّرُق . وقال الفرّاءُ : الجُدَد الخِطَط والطُّرُق تكون في الجِبَال بِيضٌ وسُودٌ وحُمْر ، واحدُها جُدّة .
( و ) *!الجُدَّة من كل شيْءٍ ( العَلاَمَةُ ) ، وهذه عن ثعلب . ( و ) في ( الصّحاح ) : الجُدَّةُ ( الخُطَّةُ ) الّتي ( في ظَهْرِ الحِمَارِ تُخَالِف لَونَه ) . وأَنشد الفرّاءُ قَولَ امرء القيس :
كأَنَّ سَرَاتَه وحُدّةَ مَتْنِه
كَنَائنُ يَجْرِي فَوقَهنَّ دَلِيصُ
( و ) جُدَّةُ : ( ع ) على السَّاحل .
( و ) من المَجاز : يقال : ( رَكِبَ ) فُلانٌ (*! جُدّة ) من ( الأَمرِ ، إِذا رَأَى فيه رَأْياً ) ، كذا قاله الزّجّاج .
( و ) الجِدَّة ، ( بالكسر : قِلاَدةٌ في عُنُقِ الكَلْبِ ) ، جمْعه جِدَدٌ ، حكاه ثعلب وأَنشد :
لو كُنْتَ كلْبَ قَنيص كُنْتَ ذَا *!جِدَدٍ
تَكون أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ
____________________

(7/477)



( و ) *!الجِدّة ، بالكسر : ( ضدُّ البِلَى ) ، قال أَبو عليّ وغيره : ( جَدّ ) الثَّوبُ والشيْءُ ( *!يَجِدُّ ) ، بالكسر ، ( فهو *!جَدِيدٌ ) ، والجمْع *!أَجِدّةٌ *!وجُدَدٌ *!وجُدَدٌ . ( *!وأَجَدَّه ) أَي الثَّوبَ ( *!وجَدّدَه *!واستَجَدَّه : صَيَّرَه ) أَو لَبِسَه ( *!جَدِيداً ،*! فتَجدَّدَ ) ، وأَصْلُ ذالك كُلّه القَطْع ، فأَمَّا ما جاءَ منه في غير ما يَقْبَل القَطْعَ فعلَى المثَل بذالك ، ويقال للرَّجل إِذا لبس ثَوباً جديداً : أَبْلِ *!وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ .
( و ) قولهم : ( أَجَدَّ بها أَمْراً ، أَي أَجَدَّ أَمرَهُ بها ) ، نُصبَ على التَّمييز ، كقَولك : قَررْتُ به عَيناً ، أَي قَرَّتْ عَيْني به وعن الأَسمعيّ أَجَدّ فُلانٌ أَمرَه بذِّلك ، أَي أَحْكمَه . وأَنشد :
أَجَدَّ بها أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لها أَو لأُخْرَى كالطَّحينِ تُرَابُهَا
قال أَبو نَصْر : حُكِيَ لي عنه أَنه قال : أَجَدَّ بها أَمراً ، معنا أَجَدَّ أَمْرَه . قال : والأَوّل سماعِي منه ، ويقال : جَدَّ فُلان في أَمْرِه ، إِذا كان ذا حَقِيقَةٍ ومَضاءٍ . وأَجدَّ فلانٌ السَّيْرَ ، إِذا انكمشَ فيه ، كذا في ( اللسان ) .
( و ) الجُدّادُ ، ( كرُمّان : خُلْقَانُ الثِّيَابِ ) ، معرّب كُداد بالفارسيّة جَزَمَ به الجوهَرِيّ . ( و ) الجُدّاد : ( كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه في بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن ) . قال الطِّرِمّاح :
تَجْتَنِي ثامِرَ جدّادِهِ
مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِ
( و ) *!الجُدَّاد : ( الجِبَال الصِّغارُ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و ، وبه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السابق ، قال : أَي تَجْتَنِي جُدّادَ هاذه الأَرضِ ، وفي بعض النُّسخ حِبال : بالحاءِ ، وهو تصحيفٌ .
( و ) *!الجَدّادُ : ( ككَتَّانٍ : بائعُ الخَمْرِ ) ، أَي صاحب الحانُوتِ الذي يَبِيع الخَمْرَ ، ( ومُعَالِجُهَا ) ، ذَكَرَه ابن سيده . وذَكرَه الأَزهريُّ عن اللَّيث .
____________________

(7/478)


وقال الأَزهريُّ : هذا حاقُّ التَّصْحِيفِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَت مَعرفتُه ، فكيف بمن يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبةَ وصوابه بالحاءِ .
( و ) *!الجِدَاد ، ( ككِتَاب : جمْع جَدُودٍ ) كقِلاَص وقَلُوص ( للأَتانِ السَّمِينَة ) ، قاله أَبو زيد . قال الشّمّاخ : قاله أَبو زيد . قال الشّمّاخ :
كأَنَّ قُتُودي فَوقَ جأْبٍ مُطَرَّدٍ
من الحُقْب لاحَتْه الجِدَادُ الغوارزُ
( *!والجَديدَانِ *!والأَجَدّانِ : اللَّيلُ والنَّهَار ) ، وذالك لأَنّهما لا يَبلَيانِ أَبداً . ومنه قول ابن دُريد في المقصورة .
إِنَّ *!الجَدِيدَيْن إِذا ما اسْتَوْلَيَا
على جَدِيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى
( *!والجَدْجَدُ ) كفَدْفَد : ( الأَرْضُ ) الملساءُ ، والغَليظة ، وفي ( الصّحاح ) ( الصُّلْبَةُ المُستوِيَة ) . وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ :
يجني بأَوظِفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا
صُمِّ السَّنَابكِ لا تَقِي *!بالجَدْجَدِ
وقال أَبو عَمرٍ و : *!الجَدْجَدُ : الفَيْفُ الأَملسُ .
( و ) الجُدجُد ، ( كهُدْهُد : طُوَيْئرٌ ) ، تَصغير طَائِرٍ ، يَصِرُّ باللَّيْل . وقال العَدَبَّسُ : هو الصَّدَى ، والجُنْدب : *!الجُدْجُد . والصَّرْصَر : صَيَّاحُ اللَّيلِ ، وقيل هو صَرّارُ اللَّيلِ . وهو قَفّازٌ وفيه ( شِبْه ) من ( الجَرَاد ) ، والجمْع الجَدَاجِد . وقال ابن الأَعرابيّ : هي دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه . ( و ) الجُدْجُد : ( بَثْرَةٌ تَخرُجُ في أَصْل الحَدَقة ) . وكلُّ بَثْرَةٍ في جَفْنِ العَين تُدْعَى الظَّبْظَاب . قال شيخنا : قالوا : هذا إِطلاقُ بني تَميم ، وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ ، قاله الجَواليقيّ ، قال ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع .
( و ) عن ابن سيده : الجُدْجُد : ( دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ ) إِلاّ أَنّها سُويداءُ قصيرة ، ومنها ما يَضْرِبُ إِلى
____________________

(7/479)


البياض ويسمى صَرْصراً . ( و ) الجُدْجُد ( : الحِرُ العَظِيمُ ) ، وهو تَصحيف فاحشٌ والصّواب ( الحَرُّ ) ؛ كذا في كُتب الغريب . وأَنشد للطِّرِمّاح :
حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ
نَوْرَ الرَّبيعِ ولاَحَهُنَّ الجُدْجُدُ
( *!والجَدَّاءُ ) : المرأَةُ ( الصَّغِيرةُ الثَّدْيِ ) وفي حديث عليَ في صِفة امرأَة ( قال : إِنها *!جَدَّاءُ ) أَي قَصيرةُ الثَّدْيَينِ . ( و ) الجَدَّاءُ من الغَنَم والإِبِل ( المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ . و ) قيل : الجَدّاءُ من كُلِّ حَلُوبة ( : الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ ) عن عَيْبٍ . *!والجَدُودَة : القليلةُ اللَّبَن من غَيرِ عَيبٍ . والجمْع *!جدائدُ *!وجِدَادٌ . ( و ) الجَدّاءُ : ( الفَلاةُ بلا ماءٍ ) . ومَفَازةٌ جَدّاءُ : يابسةٌ . قال :
وجَدَّاءَ لا يُرْجَى بها ذو قَرَابَةٍ
لِعَطْفٍ ولا يَخشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها
السُّمَاة : الصَّيَّادون . ورَبِيبُها : وَحْشُهَا ، قاله أَبو عليّ الفارسي .
( و ) جَدْاءُ : ( ة ، بالحِجاز ) ، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ :
بَغَيتُهُم ما بينَ جَدّاءَ والحَشَى
وأَورَدْتُهمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا
( و ) في ( التهذيب ) ، وقولهم : ( صَرَّحَت *!جِدّاءُ ) ، غير منصرف ، ( *!وبجِدٍّ ) ، منصرف ، ( *!وبجِدَّ ، ممنوعَةً ) من الصرف ، ( *!وبِجِدَّانَ ) ، بالدال المهملة ، وبجِذّانَ ، بالمعجمة ، وأَورده حمزة في أَمثاله ، وبقِدّانَ وبقِذّانَ وبجِلْدَانَ وجِلْدَا ، والأَخيران من مجمع الأَمثال . وبقِرْدَحْمَةَ وبقِرْذَحْمَةَ . وأَخْرَجَ اللَّبَنُ
____________________

(7/480)


رغوتَه ، كلّ ذلك ( يقال في شيْءٍ وَضَحَ بعدَ الْتباسِهِ ) ، ويقَال جِلْذَان وجِلْدَان صحراءُ . يَعنِي بَرَزَ الأَمرُ إِلى الصحراءِ بعدما كان كتوماً ، كذا في ( اللّسَان ) . قال الصغانيّ : ( وهو على الجملة اسمُ مَوْضعٍ بالطائف لَيِّن مُستوٍ كالرَّاحَة لا حَجَر ) ، كذا في النُّسخ ، والصَّواب ( لا خَمَرَ ) ، كما هو بخطّ الصاغانيّ ( فيهِ يُتَوارَى به . والتاءُ ) في صَرَّحَتْ ( عبَارَة عن القصَّة أَو الخُطَّة ) ، كأَنّه قِيل : صَرّحَت القِصَّة أَو الخُطّةُ أَو نحو ذالك مما يَقتضيه المقامُ . قال شيخنا : وهو مأْخُوذٌ من كلام الميدانيّ .
( و ) عن ابن السِّكِّيت : ( الجَدُودُ ) ، بالفتْح : ( النَّعْجَةُ ) الّتي ( قَلَّ لَبنُها ) من غير بأْسٍ ويقال للعَنْز : مَصُورٌ ولا يقال جَدُودٌ .
( و ) جَدُود : ( ع ) بعَيْنه من أَرض تَميم ، قَريب من حَزْن بني يَربوع بن حَنظَلَةَ ، على سَمْتِ اليَمامة ، فيه ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب ، وكانتْ فيه وَقْعَةٌ مرّتين يقال للكُلاَب الأَوّلِ يومُ جَدُود ، وَهي لتَغلِبَ على بَكْرِ بن وائِلٍ ، قال الشاعِر :
أَرَى إِبِلي عَافَتْ جَدُودَ فَلَم تَذُقْ
بها قَطْرَةً إِلاّ تَحِلّةَ مُقْسِمِ
( *!وتَجَدَّدَ الضَّرْعُ : ذَهَبَ لَبَنُه ) ، قال أَبو الهيْثَم : ثَدْيٌ أَجَدُّ ، إِذَا يَبِس . وجَدَّ الثّديُ والضَّرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً .
( والجَدَدُ ، محرّكةً ) : وَجْهُ الأَرض ، وقد تقدّم ، و ( ما اسْتَرقَّ من الرَّمْلِ ) وانحَدَرَ . وقال ابن شُميل : الجَدَدُ : ما استوَى من الأَرضِ وأَصحَرَ . قال والصَّحْرَاءُ *!جَدَدٌ ، والفضاءُ جَدَدٌ لا وَعْثَ فيه ولا جَبَلَ ولا أَكَمَةَ ، ويكون وسعاً وقَليلَ السَّعَةِ ، وهي أَجْدادُ الأَرضِ . وفي حديث ابن عُمَرَ ( كَانَ لا يُبالِي أَن يُصلِّيَ في المكانِ الجَدَدِ ) أَي المستوِي من الأَرض .
( و ) الجَدَدُ : ( شِبْهُ السِّلْعَة بعُنُقِ البَعِير . و ) الجَدَد : ( الأَرضُ الغَليظَةُ ) ،==

=============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...