Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

3.كتاب تاج العروس من جواهر القاموس

 

3.كتاب :3. تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف : محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ، أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

كأَمِير : الهَلاَكُ والخُسْرَانُ ، ( *!والتَّتْبِيبُ ) تَفْعِيلٌ ( : النَّقْصُ والخَسَارُ ) المُؤَدِّي للْهَلاَكِ ، كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ الأَثِيرِ ، وفي التنزيل العزيز : { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ *!تَتْبِيبٍ } ( هود : 101 ) قال أَهلُ التفسيرُ : غيرَ تَخْسِيرٍ ، ومنه قولُهُ تعالى : { وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى *!تَبَابٍ } ( غافر : 27 ) أَيْ فِي خسْرَانٍ .
( *!وتَبًّا لَهُ ) عَلَى الدُّعَاءِ ، نُصِيبَ لأَنَّه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه ، كَمَا تَقُولُ : سَقْياً لفُلاَنٍ ، مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلاَنٌ سَقْياً ، ولمْ يُجْعَلِ اسْماً مُسْنَداً إِلى ما قَبْلَهُ ( *!وتَبًّا *!تَبِيباً ، مُبَالَغَةٌ ) *!وتَبَّ *!تَبَاباً ، ( *!وتَبَّبَهُ : قَالَ له ذالِكَ ) أَيْ تَبًّا ، كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّرَه تقول : تَبًّا لِفُلاَن ، ونَصْبُهُ عَلَى المَصْدَرِ بإِضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ أَلْزمه اللَّهُ خُسْراناً وهَلاكاً ، *!وتَبَّبُوهُمْ *!تَتْبِيباً : أَهْلَكُوهُمْ . ( و ) *!تَبَّبَ ( فُلاَناً : أَهْلَكَهُ ) .
( و ) في التنزيل العزيز : { 2 . 005 *!تَبَّتْ يدا اءَبي لهب } ( المسد : 1 ) يقالُ ( تَبَّتْ يَدَاهُ ) أَي ( ضَلَّتَا وخَسِرَتَا ) قال الراجزُ :
أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتَقَلْ
تَبَّتْ يَدَا صَافِقِهَا مَاذَا فَعَلْ
ونَقَلَ شيخُنَا عن المصباح : تَبَّتْ يَدُهُ *!تَتِبُّ ، بالكَسْرِ : خَسرَت ، كِنَايَة عنِ الهَلاَكِ ، وهو ظاهرٌ في المَجَازِ كما صَرَّح به الزمخشريُّ وغيرُه من الأَئمَّةِ .
( *!والتَّابُّ ) بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة ( : الكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ ) والأُنْثَى : *!تابَّةٌ ، عن أَبي زَيْدٍ . وفي الأَساس : ومنَ المَجَاز : *!تَبَّ الرَّجُلُ : شَاخَ ، وكُنْت شَابًّا فَصِرْت *!تَابًّا شُبِّه فَقْدُ الشَّبَابِ *!بالتَّبَابِ ، وشَابَّةٌ أَمْ *!تَابَّةٌ ( و ) قيلَ : *!التَّابُّ : الرَّجُلُ ( الضَّعيفُ ، و ) التَّابُّ أَيْضاً ( : الجمَلُ ، والحِمَارُ قَدْ دَبِرَ ) ، بالكَسْرِ ، ( ظَهْرُهُمَا ) يُقَالُ : حِمَارُ *!تَابٌّ وجَمَلٌ تَابٌّ ( ج *!أَتْيَابٌ ) ، هُذَلِيّة نَادِرَة .
( *!وتَبَّ الشَّيْءَ : قَطَعَهُ ) وتَبَّ إِذَا قَطَعَ ( و ) منه ( *!التَّبُّوبُ كالتَّنُّورِ )
____________________

(2/56)


وضَبَطَه الصاغَانيُّ كصَبُورٍ ( : المَهْلَكَةُ ) يُقَال : وَقَعُوا فِي *!تَبُّوبٍ مُنْكَرَة أَيْ مَهْلَكَةٍ . ( و ) التَّبُّوبُ كَتَنُّورٍ ( : ما انْطَوَتْ علَيْهِ الأَضْلاَعُ ) كالصَّدْرِ والقَلْبِ ، نَقَلَه الصاغانيّ .
قلت : والصَّحِيحُ في المَعْنَى الأَخِيرِ أَنَّه البَتُّوت : بالتَّاءَيْنِ آخِرَه ، وقد تَصَحَّفَ عَلَيه ، وقَلَّدَهُ المُصَنِّف .
*!واسْتَتَبَّ الأَمْرُ : تَهَيَّأَ واسْتَوَى ، واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلاَنٍ ، إِذَا اطَّرَدَ واسْتَقَامَ وتَبَيَّنَ ، وأَصْلُ هذَا منَ الطَّرِيقِ *!المُسْتَتِبِّ ، وهو الَّذِي خَدَّ فيه السَّيَّارَةُ أُخْدُوداً فَوَضَحَ واسْتَبَانَ لمَن يَسْلُكُهُ ، كأَنَّهُ *!تُبِّبَ بكَثْرَةِ الوَطْءِ وقُشِرَ وَجْهُهُ فَصَارَ مَلْحوباً بَيِّناً مِنْ جَمَاعَةِ ما حَوَالَيْهِ مِنَ الأَرْضِ ، فشُبِّه الأَمْرُ الوَاضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ به ، وأَنْشَدَ المَازِنيُّ في ( المَعَانِي ) :
ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُهُ
يَشْكُو الكَلالَ إِلَيَّ دَامِي الأَظْلَلِ
أَوْدَى السُّرَى بِقتَالِه ومِرَاحِهِ
شَهْراً نَوَاحِيَ *!مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ
نَهْجٍ كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَهُ
ضَاحِي المَوَاردِ كالحَصِيرِ المُرْمَلِ
نَصَبَ نَواحِيَ لأَنَّه جَعَلَهُ ظَرْفاً ، أَرَادَ في نَوَاحِي طَرِيقٍ مُسْتَتِبَ ، شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ من الشَّرَكِ والطُّرُقَاتِ بآثَارِ السِّنِّ ، وهو الحَدِيدُ الذِي تُحْرَثُ به الأَرْضُ ، وقال آخَرُ في مِثْلِه :
أَنْصَبْتُهَا مِنْ ضُحَاهَا أَوْ عَشِيَّتِهَا
فِي مُسْتَتِبَ يَشُقُّ البِيدَ وَالأَكَمَا
أَيْ في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ أَيْ شُقُوقٍ مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ ، وفي حدِيثِ الدُّعَاءِ ( حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ في أَعْدَائِك ) أَيِ اسْتَقَامَ واسْتَمرَّ ، كُلُّ هذَا في ( لسان العرب ) . ومُقْتَضَى كَلاَمِهِ أَنَّه من المَجازِ ، وهكذا صرَّحَ به الزمخشريُّ في الأَساس ، والمُؤَلِّفُ أَعْرَضَ عن ذِكْرِ *!الاسْتِتْبَابِ وتَرَكَ ما اشْتَدَّ إِليه
____________________

(2/57)


الاحْتيَاجُ لأُولِي الأَلْبَابِ ، وأَشَار شيخُنَا ، إِلى نُبْذَةٍ منه من غَيْرِ تَفْصِيلٍ ، ناقلاً عنِ ابنُ فَارِسِ وابن الأَثيرِ ، وفيما ذَكَرْنَا مَقْنَعٌ للحاذِق البَصِير ، ويُفْهَمُ من تقرِير الشَّرِيشيِّ شارحِ المقَامَاتِ عند قول الحَرِيرِيِّ في ( الدِّينَارِيَّةِ ) : كَمْ آمِر به *!اسْتَتَبَّتْ إِمْرَتَهُ ، أَي اسْتَتَمَّتْ ، الميمُ بَدَلُ البَاءِ وأَنَّ نَفْي النَّفْيِ إِثْبَاتٌ .
( *!والتِّبَّةُ بالكَسْرِ ) وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَةِ ( : الحَالَةُ الشَّدِيدَةُ ) : وفي التَكْمِلَةِ : يقالُ : هُوَ *!بِتِبَّةٍ أَيْ حَال شَدِيدَةٍ .
( و ) يُقَالُ : ( أَتَبَّ اللَّهُ قُوَّتَهُ ) أَيْ ( أَضْعَفَهَا ) هُوَ مَجَازٌ .
( *!وَتَبْتَبَ ) ، كَدَحْرَجَ ( : شَاخَ ) مِثْلُ تَبَّ ، نَقَله الصاغانيّ ، وهو مَجَاز .
( *!والتِّبِّيّ ) بالفَتْح ( ويُكْسَرُ : تَمْرٌ ) بالبَحْرَيْنِ ( كالشِّهْرِيزِ ) بالبَصْرَة ، وهو الغَالِبُ على تَمْرِهِم ، يَعْنِي أَهْلَ البَحْرَينِ وفي ( التهذيب ) رَدِيءٌ يأْكُلُهُ سُقَّاطُ النَّاسِ ، قَالَ الجَعْدِيُّ :
وأَعْرَضَ بَطْناً عنْد دِرْعٍ تَخَالُهُ
إِذَا حُشيَ *!التَّبِّيَّ زِقًّا مُقَيَّرَا
تجب : ( التِّجَابُ كَكِتَاب ) أَهمله الجَوهريّ هنا ، وقال الليث : هو ( مَا أُذِيبَ مَرَّةً من حِجَارَةِ الفِضَّةِ وقَدْ بَقِي فيه مِنْها ) ، أَي الفِضَّة ، ( والقطْعَة ) منه ( تِجَابَةٌ ) ، هذا نَصُّ ابن سيده في المُحْكَم ، وقَدْ خالَفَ قاعِدَته هُنا في ذِكْرِه الوَاحِد بِهَاءٍ ، وقال ابنُ جهْوَر : التُّجِيبَةُ : قِطْعَةُ الفِضَّةِ النَّقِيَّةُ ، ( و ) قال ابن الأَعْرَابيّ : ( التِّجْبَابُ ) ، بالكسْرِ على تِفْعَالٍ ( : الخَطُّ منَ الفضَّة ) يَكونُ ( في حَجَرِ المَعْدِنِ ) ، وهذه المادة ذكرها الجوهَرِيُّ في ( جوب ) بِنَاءً على أَنَّ التَّاءَ زائدةٌ والمؤلفُ جَعَلها أَصْلِيَّةً ، فأَوْرَدَهَا هُنَا بالحُمْرَة ، ولاَ اسْتِدْرَاكَ ولاَ زِيادة ، قالهُ شيخُنا .
( وتُجيبُ بالضَّم ) ، كَمَا جَزَمَ به
____________________

(2/58)


أَهْلُ الحَدِيثِ ، وأَكْثَرُ الأُدباءِ ( ويُفتح ) كَمَا مَالَ إِليه أَهْلُ الأَنسابِ ، وفي اقْتبَاسِ الأَنْوَار : كذا قَيَّدَه الهَمْدَانِيُّ ، وقالَ القَاضِي عياضٌ : وبِه قَيَّدْنَاهُ عن شُيُوخِنَا ، وكان الأُسْتَاذُ أَبو مُحَمَّد بنِ السيدِ النَّحْوِيُّ يَذْهَبُ إِلى صِحَّةِ الوَجْهَيْنِ ، وتَاؤُه أَصْلِيَّةٌ على رِأْيِ المُصَنِّف تَبعاً للخليل في العَيْنِ ، وتَعقَّبَه أَئمَّةُ الصَّرْفِ ، وعندَ الجَوْهريِّ وابنِ فارسٍ وابنِ سِيدَه زائدةٌ ، فذكروه في ( ج وب ) وارتَضَاهُ ابنُ قَرقول في المَطَالعِ والنَّووِيُّ وابنُ السيد النَّحوِيِّ ، وصَرَّحُوا بِتَغْلِطِ صَاحبِ العَيْنِ ( : بَطْنٌ مِنْ كِنْدَة ) ، قال ابنُ قُتَيْبَةَ : يَنْتَسِبُونَ إِلى جَدَّتِهِم العُلْيَا ، هِيَ تُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بنِ سُلَيْم بن مَذْحِجٍ ، وقال ابنُ الجوّانيّ : هِيَ تُجِيبُ بنْتُ ثَوْبَانَ بنَ سُلَيْم بن رُهَاءِ بن مُنَبِّه بنِ حُرَيْثِ بنِ عِلَّة بن جَلْدِ بنِ مذحِجٍ وهيَ أُم عَدِيّ وسَعْدٍ ابْنَيْ أَشْرَسَ بنِ شَبِيبِ بنِ السَّكُونِ ، قال ابنُ حَزْم : كُلُّ تُجِيبِيَ سَكُونِيٌّ وَلاَ عَكْس ( مِنْهُمْ كِنَانَةُ بنُ بِشْر التُّجيبِيُّ قَاتِلُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ( عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ) .
( وتَجُوبُ : قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرَ منْهُمْ ) عَبْدُ الرَّحْمَنِ ( بنُ مُلْجَم ) الشَّقِيُّ المُرَادِيُّ الحِمْيَرِيُّ ( التَّجُوبِيُّ ) مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ حِمْيَر ( قَاتِلُ ) أَمِيرِ المُؤْمِنينَ ( عَلِيِّ ) بنِ أَبِي طَالِب ( رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ، وغَلِطَ الجَوْهَريُّ فَحَرَّفَ بَيْتَ الوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ ) السَّكُونِيِّ :
( أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلاَثَةٍ
قَتِيلُ التُّجِيبِيّ الّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ )
وأَنْشَدَه الجوهريُّ قَتِيلُ ( التَّجُوِبِيّ ، ظَنًّا ) منه ( أَنَّ الثَّلاَثَةَ ) هُم ( الخُلَفَاءُ ، وإِنَّمَا هُم ) أَي الثَّلاَثَة ( النبيُّ صلى الله عليه وسلموالعُمْرَانِ ) : الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ والفَارُوقُ ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ، قال ابنُ فارس في المجمل : وقول الكُمَيْت : قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ هو ابنُ مُلْجَمٍ ، وكان من وَلَدِ ثَوْرِ بنِ كنْدَةَ ، فَرَوَى الكَلْبِيُّ أَنَّ ثَوْرا هذا أَصَابَ دَماً في قَوْمِهِ ، فَوَقَع إِلى مُرَاد فقال : جِئْتُ
____________________

(2/59)


أَجُوب إِليكم الأَرْضَ ، فسُمِّيَ تَجُوب .
والتُّجِيبِيُّ : قَاتِلُ عُثْمَانَ ، وهو كِنَانَةُ بن فلان ، بَطْنٌ لهُمْ شَرَفٌ ، وليست التَّاءُ فيهما أَصليّةً ، انتهى ، فالجوهريّ تَبِعَ ابنَ فارسٍ فيما ذهب إِليه ، مع موافقته لرأْي أَئمة الصَّرْفِ ، فلا وهَمَ ولا غَلَطَ . مع أَن المؤلف ذكر القَبِيلَتَيْن في ج وب ، غير مُنَبِّه عليه ، ورأَيتُ في حاشيةِ كتاب القاموس بخطِّ بعضِ الفضلاء ، عند إِنشاد البيتِ المتقدم ذِكْرُه ما نصّه : قال الشيخ محمد النُّوَاجيّ : كذا ضبَطه المصنفُ بخطّه ( مُضَر ) بضادٍ مُعْجمَة ، كعُمَرَ ، وصوابه ( مِصْرِ ) بِمُهْمَلَةٍ ، كقِدْر ، والقَافِيَةُ مَكْسُورَةٌ لأَن بعدَه :
ومَالِيَ لاَ أَبْكِي وتَبْكِي قَرَابَتِي
وقَدْ غَيَّبُوا عَنَّا فُضُولَ أَبِي عَمْرِو
وكذا رواهُ المَسْعُودِيُّ في مُرُوجِ الذَّهَبِ ، لكن نَسَبَها لنَائِلَةَ بنتِ الفَرَافِصَةِ بنِ الأَحْوصِ الكَلْبِيَّة زَوْجِ عُثمَانَ ، وكذَا رأَيْتُهُ بحاشية بخَطِّ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ شَيْخِ أَبِي حَيَّانَ على حاشية ابن بَريّ على الصّحَاح ، نقلاً عن أَبِي عُبَيْدٍ البَكرِيِّ في كتابه ( فَصْل المَقَالِ في شَرْح الأَمْثَالِ ) لأَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بن سَلام . انتهى .
قُلْت : وَكَوْنُ الإِنْشَادِ لِنَائِلَةَ الْكَلْبِيَّة هُوَ الأَشْبَهُ ، وقوله في البَيْتِ الأَخِيرِ : ( فُضُول أَبِي عَمْرِو ) يَعْضُدُ مَا ذَهَبَ إِليه المُؤَلِّفُ ، فإِنَّهُ كُنْيَةُ ثَالثِ الخُلَفَاءِ ، ( ونسْبَتُه ) أَي الجَوْهَرِيِّ البَيْتَ السَّابِقَ ( إِلى ) أَبِي المُسْتَهِلِّ ( الكُمَيْتِ ) بنِ زَيْدٍ ( وَهَمٌ ) من الجوهَرِيّ ( أَيضاً ) . قَد تقدم أَنه تَبِعَ ابنَ فارس في المُجْمَل . ( هنا ) أَيْ مادة ( ت ج ب ) ( وضعه ) : الإِمَامُ ( الخَلِيلُ ) بنُ أَحْمَد في كِتَابِه العَيْنِ ، وقد تَقَدَّم أَنَّهم تَعَقَّبُوهُ وغَلَّطُوهُ في ذلك .
( ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
تُجِيبُ ، بالضَّمِّ : مَحَلَّةٌ بِمصْرَ ، اسْتَدْرَكَه شيخُنَا نقلاً عن المراصد ولُبِّ اللبَابِ .
قلْتُ : وهِيَ خِطَّةٌ قَدِيمةٌ نُسِبَتْ إِلى بَنِي تُجِيبَ ، ذَكَرها ابنُ الجَوَّانِيِّ النَّسَّابَةُ ، والْمَقْريزِيُّ في الخطَط .
____________________

(2/60)



وقال ابنُ هِشَام : التُّجِيبُ : عُرُوقُ الذَّهَبِ ، هكذَا نَقَلَه المَقَّرِيُّ ، ورأَيته بخَطِّه ، قال : وفي ذلك يقُولُ أَبُو الحَجَّاجِ الطُّرطُوشِيُّ يُخَاطبُ التُّجِيبِيَّ صَاحِبَ الفِهْرِسْتِ :
لِي فِي التُّحيبِيِّ حُبٌّ مُبْرمُ السَّبَبِ
جَعَلْتُهُ لِمَفَازِ الحَشْرِ مِنْ سَبَبِي
نَعْمَ الحَبِيبُ حَوَى المَجْدَ الَّذِي خَلَصَتْ
لَهُ جَوَاهِرُهُ مِنْ مَعْدِنِ الحَسَبِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ مجْداً فِي أُرُومَتِه
يَكُونُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ أَوْ ذَهَبِ
حَتَّى رَأَيْتُ ( تُجِيباً ) قِيلَ فِي ذهَبٍ
وفضَّةٍ لُغَةً فِي أَلْسُنِ العَرَبِ
قَالُوا التُّجِيبَةُ يَعْنُونَ السَّبيكَةَ مِن
عَالِي اللُّجَيْنِ فَقُلْ فِيهَا كَذَا تُصِبِ
كذَا العُرُوقُ مِنَ العِقْيانِ قِيلَ لَهَا
هُوَ التُّجِيبُ رَوَى هذَا أُولُو الأَدَبِ
يَا حَائِزَ المَعْدِنَيْنِ الأَشْرَفَيْنِ لَقَدْ
بَاءَا بِأَطْيَبِ ذَاتٍ طَيِّبِ النَّسَبِ
تخرب : ( التَّخْرَبُوتُ بالفَتْحِ ) والمُثْنَّاةِ في آخره ، كَذَا في نُسْخَتِنَا ، وهو الذي جَزَمَ به أَبُو حيَّانَ وغيرُه ، وعليه جرى العَلَمُ السَّخَاوِيُّ في سِفْر السَّعَادة فَقَالَ : تَخْرَبُوتٌ ، قال الجَرْمِيُّ : هُوَ فَعْلَلُوت ، وفي نسْخَة شيخِنَا بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ في آخرِه ، فوزنه فَعْلَلُولٌ ، وجَزَم غيرُه بأَن وَزْنَه تَفْعَلُول بِنَاءً على زِيَادَةِ التَّاءِ ( : الخِيَارُ الفَارِهَةُ من النُّوقِ ، هذَا ) أَيْ فَصْلُ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ ( مَوْضِعُهُ ) بناءً على أَن التَّاءَ أَصليّةٌ فوزنه فعْلَلُولٌ ، قال ابنُ سيِدَه ( لأَنَّ التَّاءَ لاَ تُزَادُ أَوَّلاً ) إِلاّ بِثَبتٍ ، فَقَضَى عليْهَا بالأَصالةِ ( وَوَهِم الجَوهرِيُّ ) ولكِنْ صوَّبَ أَبُو حَيَّانَ وغيرُه أَنَّ التَّاءَ هي الزَّائِدةُ في هذَا اللفْظِ ، وأَن القولَ بأَصَالَتهَا خَطَأٌ لا يُسَاعِدُهُ القِيَاسُ وَلاَ السَّمَاعُ ، قالَهُ شيخُنَا .
قُلْتُ : وصَوَّبَه الصَّاغَانيُّ وغيرُه .
( والنَّخَاريبُ ) سيأْتي ذكره ( في نخرب ) والأَوْلَى أَنَّ مَحلَّهُ خرب كما ستأْتي الإِشارة إِليه في مَحَلِّه .
تذرب ( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : تَذْرَبُ : مَوْضعٌ قالَه ابن سِيدَه ، والعِلَّةُ في أَنَّ تَاءَهُ
____________________

(2/61)


أَصْلِيَّةٌ ما تَقَدَّمَ في تَخْربَ علَى قَوْلِ ابنِ سِيدَه ، كذا في ( لسان العرب ) ، وهذا مَحَلُّ ذِكْرِهِ ، وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّفُ .
ترب : ( التُّرْبُ والتُّرَابُ والتُّرْبَةُ ) بالضَّمِّ في الثلاثة ، وإِنما أُغْفِلَ عَنِ الضِّبْطِ للشُّهْرَةِ ( والتُّرْبَاءُ ) كَنُفَسَاء ( والتَّيْرَبُ ) كصَيْقَل ( والتَّيْرَابُ ) بزِيادَة الأَلِفِ ، وتُقَدَّمُ الرَّاءُ عَلَى اليَاءِ فَيُقَالُ تَرْيَابٌ ( والتَّوْرَبُ ) كجوهَر ( والتَّوْرَابُ ) بزيادة الأَلِفِ ( والتِّرْيَبُ ) كَعِثْيَرٍ ، وقولُ شيخنا كمرْيَمَ في غير مَحَلِّه ، أَوْ هُو لُغَةٌ فيه وقِيلَ بكَسْرِ اليَاءِ وفَتْحِهَا ( والتَّرِيبُ ) كأَمِيرٍ ، الأَخيرُ عن كُرَاع ( م ) وكُلُّهَا مستعملٌ في كلام العَرَبِ ، ذكرها القَزَّازُ في الجامع والإِمَامُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ في سِفْرِ السَّعَادَة وذكرَ بعضَها ابنُ الأَعرابيّ وابن سِيدَه في المخصّصِ وحكى المطرّز عن الفراء قال : التُّرَابُ : جِنْسٌ لاَ يُثَنَّى وَلاَ يُجْمَعُ ، ويُنْسَبُ إِليه تُرَابِيُّ ، وقال اللِّحْيَانِيُّ في نَوَادِرِه : ( جَمْعُ التُّرَابِ أَتْرِبَةٌ وتِرْبَانٌ ) بالكَسْرِ وحُكِيَ الضَّمُّ فيه أَيضاً ( ولم يُسْمَعْ لسَائرِهَا ) أَي اللُّغَاتِ المذكورةِ ( بِجَمْعِ ) ، ونقل بعضُ الأَئمّة عن أَبي عليَ الفَارِسِيِّ أَنَّ التُّرَابَ جَمْع تُرْب ، قال شيخُنا : وفيه نَظَرٌ ، وعَنِ الليْثِ : التُّرْبُ والتُّرَابُ وَاحِد ، إِلاَّ أَنَّهُمْ إِذَا أَنَّثُوا قَالُوا التُّرْبَة ، يُقَالُ : أَرْض طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ ، فإِذا عَنَيْتَ طَاقَةً وَاحِدَةٍ مِنَ التُّرَابِ قُلْتَ تُرَابَة ، وفي الحَدِيثِ ( خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ) يعني الأَرْضَ . وتُرْبَةُ الإِنْسَانِ : رَمْسُهُ وتُرْبَةُ الأَرْضِ : ظَاهِرُهَا ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، ( و ) عن الليث : ( التَّرْبَاءُ ) : نَفْسُ التُّرَابِ ، يُقَالُ : لأَضْرِبَنَّهُ حَتَّى يَعَضَّ بِالتُّرَابِ ، وهي ( الأَرْضُ ) نَفْسُهَا ، وفي الأَسَاس : مَا بَيْنَ الجَرْبَاءِ والتَّرْبَاءِ ، أَي السَّمَاءِ والأَرْضِ .
( وتَرِبَ ، كَفَرِحَ : كَثُرَ تُرَابُهُ ) ومَصْدَرُهُ ) التَّرَبُ ، كالفَرَح ، وَمَكَان تَرِبٌ ، وثَرًى تَرِبٌ : كَثِيرُ التُّرَابِ ، ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبَةٌ : تَسُوقُ التُّرَابَ ورِيحٌ تَرِبَةٌ : حَمَلَتْ تُرَاباً ، قال ذو الرُّمّة :
____________________

(2/62)



مَرًّا سَحَابٌ وَمَرًّا بَارِحٌ تَرِب
ورِيَاحٌ تَرِبٌ : تَأْتِي بالسَّافِيَاتِ .
كذا في الأَساس ، وفي ( لسان العرب ) : ريحٌ تَرِبَةٌ : جاءَتْ بالتُّرَابِ . وتَرِبَ الشَّيْءُ : أَصَابَهُ التُّرَابُ ، ولَحْمٌ تَرِبٌ : عُفِّرَ بِهِ .
( و ) تَرِبَ الرَّجُلُ ( : صَارَ في يَدِهِ التُّرَابُ : و ) تَرِبَ تَرَباً ( : لَزِق ) ، وفي نسخة لَصِقَ ( : بالتُّرَابِ ) من الفَقْرِ ، وفي حدِيثِ فَاطِمَةَ بنتِ قَيْس : وأَمَّا مُعَاويَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لاَ مَالَ لَهُ . أَي فقِيرٌ ( و ) تَرِبَ ( : خَسِرَ وافْتَقَر ) فَلَزِقَ بالتُّرَابِ ( تَرَباً ) ، مُحَرَّكَةً ، ( وَمَتْرَباً ) كمَسْكَنٍ ، ومَتْرَبَةً ، بزيادة الهاء ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : { 2 . 006 اءَو مسكينا ذا متربة } ( البلد : 16 ) وفي الأَسَاسِ : تَرِبَ بَعْدَ مَا أَتْرَبَ : افْتَقَرَ بَعْدَ الغِنَى .
( و ) تَرِبَتْ ( يَدَاهُ ) ، وهو على الدُّعَاءِ ، أَي ( لاَ أَصَابَ خَيْراً ) ، وفي الدُّعَاءِ تُرْباً لَهُ وجَنْدَلاً ، وهُوَ مِنَ الجَوَاهِرِ التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصَادِرِ المَنْصُوبَةِ على إِضْمَارِ الفِعْلِ غَيْر المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه في الدُّعاءِ ، كأَنَّه بَدَلٌ من قولهم تَرِبَتْ يَدَاهُ وجَنْدَلَتْ ، ومن العرب مَنْ يَرْفَعُه ، وفيه مع ذلك معنى النَّصْبِ ، وفي الحديث أَن النبيّ صلى الله عليه وسلمقال : ( تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِميسَمِهَا ولمَالِهَا ولحسَبِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) قال أَبو عُبيد : يقال للرَّجُلِ إِذَا قَلَّ مَالُهُ : قَدْ تَرِبَ ، أَيِ افْتَقَرَ حتَّى لَصِقَ بالتُّرَابِ ، قال : ويَرَوْنَ واللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلملمْ يَتَعَمَّدِ الدُّعَاءَ عليهِ بالفَقْرِ ، ولكنها كَلمةٌ جَارِيَةٌ على أَلْسِنَة العَرَبِ يقولونَهَا وهم لا يُرِيدُون بها الدُّعَاءَ على المُخَاطَب
____________________

(2/63)


ولا وُقُوعَ الأَمْرِ بها ، وقيلَ : معناها : لِلَّهِ دَرُّكَ ، وقيلَ : هُوَ دُعَاءٌ على الحَقِيقَةِ ، والأَولُ أَوْجَهُ ، ويَعْضُلُ قولُه في حديث خُزَيْمَةَ ( أَنْعِمْ صَبَاحاً تَرِبَت يَدَاكَ ) وقال بعضُ الناسِ : إِنَّ قولَهم : تَرِبَت يَدَاكَ ، يُرِيدُ بِهِ اسْتَغْنَت يَدَاكَ ، قال : وهَذَا خَطَأُ لا يَجُوزُ في الكَلامِ ، ولو كانَ كما قَال لَقَالَ أَترَبَت يَدَاكَ ، وفي حديث أَنَسٍ ( لَم يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمسَبَّاباً وَلاَ فَحَّاشاً ، كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عندَ المُعَاتَبَةِ : تَرِبَت جَبِينُه ) قِيلَ أَرَاد بِهِ دُعَاءً له بكَثْرَةِ السُّجُودِ ، فأَمَّا قولُه لبعض أَصْحَابه ( تَرِبَتْ نَحْرُكَ ) فَقُتِلَ الرَّجُلُ شَهِيداً ، فإِنَّه مَحْمُولٌ على ظَاهِره .
وقَالُوا : التُّرَابُ لَكَ ، فَرَفَعُوه وإِنْ كانَ فيه مَعْنَى الدُّعَاء لأَنه اسمٌ وليس بمَصْدَرٍ وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : التُّرَابَ لِلأَبْعَد ، قَالَ : فَنُصِبَ ، كَأَنَّهُ دُعَاءٌ .
والمَتْرَبَةُ : المَسْكَنَةُ والفَاقَةُ ، ومِسْكِينٌ ذُو مَتْرَبَةٍ أَي لاَصِقٌ بالتُّرَابِ وفي الأَسَاسِ : ومنَ المَجَازِ تَرِبَتْ يَدَاكَ : خِبْتَ وخَسِرْتَ ، وقَالَ شيخُنا عند قوله وتَرِبَ افْتَقَرَ : ظَاهِرُه أَنَّه حَقِيقَةٌ ، والذِي صَرَّح به الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه أَنه مَجَازٌ ، وكذَا قولُه لاَ أَصَبْت خَيْراً ، انتهى .
( وأَتْرَبَ ) الرَّجُلُ ( : قَلَّ مَالُه ) . وأَتْرَبَ فَهُوَ مُتْرِبٌ إِذَا اسْتَغْنَى ( وَكَثُرَ ) مَالُهُ فَصَارَ كالتُّرَابِ ، هذه الأَعْرَفُ ، ( ضِدٌّ ) ، قال اللِّحْيَانِيُّ : قال بعضُهم : التَّرِبُ : المُحْتَاجُ ، وكُلُّه من التُّرَابِ ، والمُتْرِبُ : الغَنِيُّ ، إِمَّا عَلَى السَّلْبِ وإِمَّا عَلَى أَنَّ مَالَهُ مِثْلُ التُّرَابِ ( كَتَرَّبَ ) تَتْرِيباً ( فِيهِمَا ) أَيِ الفَقْرِ والغِنَى ، وهذَا ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ ، وغَلِطَ شَيْخُنَا فَظَنَّهُ ثُلاَثِيًّا فاعْتَرَضَ على المؤلِّف وقال : كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ كَفَرِحَ وإِنّ ظاهِرَه كَكَتَبَ ، وهذَا عَجِيبٌ منه جدًّا ، فإِنه لم يُصَرِّحْ أَحدٌ باستعمال ثُلاثِيِّه
____________________

(2/64)


في المَعْنَيَيْنِ ، فكيف غَفَلَ عن التضعيف الذي صرَّح به ابنُ مَنْظور والصاغانيّ مع ذكر مصدره ، وغيرُهُما من الأَئمة ، فافْهَمْ .
( و ) أَتَرْبَ الرَّجُلُ ، إِذا ( مَلَكَ عَبْداً ) قَدْ ( مُلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ) ، عن ثَعْلَبٍ .
( وأَتْرَبَهُ ) أَيِ الشَّيءٍ ( وتَرَّبَهُ : جَعَلَ ) وَوَضَعَ ( عَلَيْهِ التُّرَابَ ) ، فَتَتَرَّبَ أَيْ تَلَطَّخ بالتُّرَابِ ، وتَرَّبْتُه تَتْرِيباً ، وتَرَّبْتُ الكِتَابَ تَتْرِيباً ، وتَرَّبْتُ القِرْطَاسَ فَأَنا أُتَرِّبُه تَتْرِيباً ، وفي الحَدِيثِ ( أَتْرِبُوا الكِتَابَ فإِنَّه أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ ) .
وتَتَرَّبَ : لَزِقَ بِهِ التُّرَابُ ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَصَرَعْنَهُ تَحْتَ التُّرَابِ فَجَنْبُهُ
مُتَتَرِّبٌ ولِكُلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
وتَتَرَّبَ فُلانٌ تَتَرُّباً إِذَا تَلَوَّثَ بالتُّرَاب . وتَرَبَتْ فُلاَنَةُ الإِهَابَ لِتُصْلِحَهُ وتَرَبْتُ السِّقَاءَ ، وكُلُّ مَا يُصْلَحُ فهو مَتْرُوبٌ ، وكُلُّ ما يُفْسَدُ فهو مُتَرَّبٌ ، مُشدَّداً ، عَنِ ابْنِ بُزُرْجَ .
( وجَمَلٌ ) تَرَبُوتٌ ، ( ونَاقَةٌ تَرَبُوتٌ ، مُحَرَّكَةً : ذَلُولٌ ) فإِمَّا أَنْ يَكُونَ من التُّرَابِ لِذِلَّتِه ، وإِمَّا أَن تَكُونَ التَّاءُ بَدَلاً من الدَّالِ في دَرَبُوت ، مِنَ الدُّرْبَة . وهو مَذْهَبُ سيبويهِ ، وهو مذكور في موضعِه ، قال ابن بَرِّيّ : الصَّوَابُ مَا قَالَهُ أَبو عليّ في تَرَبُوت إِنّ أَصْلَه دَرَبُوت ، فأُبْدِلَتْ دالُه تاءً ، كما فَعَلُوا في تَوْلَجٍ ، أَصْلُهُ دَوْلَجٌ ، لِلْكِنَاسِ الذي يَلِجُ فيه الظَّبْيُ وغيرُه من الوَحْشِ ، وقال الحيانيّ : بَكْرٌ تَرَبُوتٌ : مُذَلَّلٌ فَخَصَّ به البَكْرَ ، وكذلك نَاقَةٌ تَرَبُوتٌ ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بمشْفَرِهَا أَو بهُدْبِ عَيْنِهَا تَبِعَتْكَ ، وقال الأَصمعيُّ : كُلُّ ذَلُول منَ الأَرْضِ وغيرهَا تَرَبُوتٌ ، وكُلُّ هذَا مِنَ التُّرَاب ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فيه سَوَاءٌ .
( والتَّرِبَةُ ، كفَرِحَة : الأُنْمُلَةُ ) وجَمْعُهَا : تَرِبَاتٌ : الأَنَاملُ . ( و ) التَّرِبَةُ أَيْضاً ( : نَبْتٌ ) سُهْلِيّ مُقَرَّضُ
____________________

(2/65)


الوَرَق ، وقيلَ : هي شَجَرَةٌ شَاكَةٌ وثَمَرَتُهَا كأَنَّهَا بُسْرَةٌ مُعَلَّقَةٌ ، مَنْبتُهَا السَّهْلُ والحَزْن وتِهَامَةٌ ، وقال أَبو حنيفةَ : التَّرِبَةُ خَضْرَاءُ تَسْلَحُ عَنْهَا الإِبِلُ ، ( وهي ) أَيِ النَّبْتُ أَوِ الشَّجَرَةُ ( التَّرْبَاءُ ) ، كصَحْرَاء ، و ( التَّرَبَةُ ، مُحَرَّكَةً ) .
وفي ( التهذيب ) في تَرْجَمَة ( رتب ) عنِ ابن الأَعرابِيّ : الرَّتْبَاءُ : النَّاقَةُ المُنْتَصِبَةُ في سَيْرِهَا ، والتَّرْبَاءُ النَّاقَةُ المُنْدَفِنَة : وفي الأَساس : رَأَى أَعْرَابِيٌّ عَيُوناً يَنظُر إِبلَه وهو يَفُوقُ فُوَاقاً من عَجَبِه بها ، فَقَال : فُقْ بِلَحْم حِرْبَاءَ لا بلَحْم تَرْبَاءَ . أَي أَكَلْتَ لَحْمَ الحرْبَاءِ لاَ لَحْمَ نَاقَة تَسْقُطُ فَتُنْحَرُ فيَتَتَرَّبُ لحْمُهَا .
( والتَّرَائبُ ) قِيلَ هِيَ ( : عظَامُ الصَّدْرِ أَو مَا وَلِيَ التَّرْقُوَتَيْنِ منْه ) أَيْ مِنَ الصَّدْرِ ( أَوْ مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ والتَّرْقُوَتَيْنِ ) قَالَ أَبُو عُبَيْد : التَّرْقُوَتَانِ : العَظْمَانِ المُشْرِفَانِ في أَعْلَى الصَّدْرِ من رَأْسَي المَنْكِبَيْنِ إِلى طَرَف ثُغْرَة النَّحْرِ وبَاطِنِ التَّرْقُوَتَيْنِ ، يُقَالُ لَهُمَا القَلْتَانِ وهُمَا الحَاقِنَتَانِ ، والذَّاقنَةُ : طَرَفُ الحُلْقُومِ ( أَوْ أَرْبَعُ أَضْلاَعٍ من يَمْنَة الصَّدْرِ ، وأَرْبَعٌ من يَسْرَتِهِ ، أَوِ اليَدَانِ والرِّجْلاَنِ والعَيْنَانِ ، أَوْ مَوْضِعُ القِلاَدَة ) من الصَّدْرِ ، وهو قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَجْمَعِينَ ، وأَنْشَدُوا لاِمْرِىءِ القَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَة
تَرَائبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ
وَاحِدُهَا : تَرِيبٌ كَأَمير ، وصَرَّحَ الجَوْهَرِيُّ أَنَّ وَاحدَهَا تَرِيبَةٌ كَكَرِيمة وقيلَ التَّرِيبَتَان : الضِّلْعَانِ اللَّتَانِ تَليَان الترَّقُوَتَيْنِ ، وأَنشدَ :
وَمِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ عَلَى تَرِيبٍ
كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ لَهُ غُضُونُ
وقَالَ أَبُو عُبَيْد : الصَّدْرُ فيه النَّحْرُ ، وهُوَ مَوْضِعُ القلاَدَةِ ، واللَّبَّةُ : مَوْضِعُ
____________________

(2/66)


النَّحْر ، والثُّغْرَةُ : ثُغْرَةُ النَّحْرِ ، وهيَ الهَزْمَةُ بيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
والزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائبِهَا
شَرِقٌ بِه اللَّبَاتُ والنَّحْرُ
قال ابْنُ الأَثِيرِ : وفي الحَديثِ ذِكْرُ التَّرِيبَةِ ، وهِيَ أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسَانِ تحْتَ الذَّقَنِ ، جَمْعُهَا : تَرَائبُ ، وتَرِيبَةُ البَعِيرِ : مَنْحَرُهُ ، وقال ابنُ فارس في المُجْمَلِ : التَّرِيبُ : الصَّدْرُ ، وأَنشد :
أَشْرَفَ ثَدْيَاهَا عَلى التَّرِيبِ
قُلْتُ : البَيْتُ للأَغْلَبِ العِجْلِيّ ، وآخِرُه :
لَمْ يَعْدُوَ التَّفْلِيكَ بِالنُّتُوبِ
قالَ شَيْخُنَا : والتَّرَائِبُ : عَامٌ في الذُّكُورِ والإِنَاثِ ، وجَزَمَ أَكْثَرُ أَهْل الغَرِيبِ أَنَّهَا خَاصٌّ بالنِّسَاءِ ، وهُوَ ظَاهِرُ البَيْضَاوِيّ والزَّمخْشَرِيِّ .
( والتِّرْبُ : بِالكَسْرِ : اللِّدَةُ ) وهُمَا مُتَرَادِفَانِ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذلكَ سَوَاءٌ ، وقِيلَ : إِنَّ التِّرْبَ مُخْتَصٌّ بالأُنْثَى ، ( والسِّنُّ ) يُقَالُ : هذه تِرْبُ هذِهِ أَيْ لِدَتُهَا ، وجَمْعُهُ أَتْرَابٌ . في الأَسَاس : وهُمَا تِرْبَان ، وهُمْ وهُنَّ أَتْرَابٌ ، ونَقَلَ السَّيُوطِيُّ في ( المُزْهِرِ ) عن ( التَرْقيص ) للأَزْديِّ : الأَتْرَابُ : لاَ يُقَالُ إِلاَّ لِلإِنَاثِ ، ويُقَالُ للذُّكُورِ : الأَسْنَانُ والأَقْرَانُ ، وأَمّا اللِّدَاتُ فإِنَّهُ يكُونُ للذُّكُورِ والإِنَاث ، وقد أَقَرَّه أَئِمَّةُ اللِّسَانِ عَلَى ذلك . ( و ) قِيلَ : التِّرْبُ ( مَنْ وُلِدَ مَعَك ) ، وأَكْثَرُ ما يكون ذلك في المُؤَنثِ ، ( و ) يقال : ( هِيَ تِرْبِى ) وتِرْبُهَا ، وهُمَا تِرْبَانِ ، والجَمْعُ أَتْرَابٌ ، وغَلطَ شيخُنَا فَضَبَطَهُ تِرْبَى ، بالقَصْرِ ، وقال : على خلاَف القيَاس ، وقال عندَ قوله والسِّنُّ : الأَلْيَقُ تَرْكُهُ وما بَعْدَه . وقالَ أَيضاً فيما بَعْدُ : عَلَى أَنَّ هذَا اللَّفظَ من إِفْرَاده ، لا يُعْلَمُ لأَحَد من اللغويين ولا في كلام أَحدٍ من العرَب نَقْلٌ انتهى ، وهذَا الكَلاَمُ عَجِيبٌ من شيخنا ، وغَفْلَةٌ وقُصُورٌ ، وقال أَيضاً : وظاهِرُه أَنّ الأُولى تَخْتَصُّ بالذكورُ ، وهو غَلَطٌ ظاهرٌ بدليل : { 2 . 006 وعندهم قاصرات
____________________

(2/67)


الطرف اءَتراب } ( ص : 52 ) قُلْتُ : فَسَّر ثعلب في قَوْله تَعالَى : { 2 . 006 عربا اءَترابا } ( الواقعة : 37 ) أَن الأَتْرَابَ هُنَا الأَمْثَالُ ، وهو حسنٌ ، إِذ ليست هناك وِلادَةٌ .
( وتَارَبَتْهَا ) أَيْ ( صَارَتْ تِرْبَهَا ) وخادَنَتْهَا كما في الأَسَاسِ قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
تُتَارِبُ بِيضاً إِذَا اسْتَلْعَبَتْ
كَأُدْمِ الظِّبَاءِ تَرُفُّ الكَبَاثَا
( والتَّرْبَةُ بالفَتْح ) فالسُّكُونِ احْتَرَازٌ مِنَ التَّحْرِيك ، فلا يَكُونُ ذكْرُ الفَتْح مُسْتَدرَكاً كما زَعَمَه شَيخُنا ( : الضَّعْفَةُ ) بالفَتْح أَيضاً ، نقله الصاغانيّ .
( و ) بِلاَ لاَمٍ ( كَهُمَزَةٍ : وَادٍ ) بقُرْبِ مَكَّةَ علَى يَوْميْنِ منها ( يَصُبُّ في بُسْتَانِ ابْنِ عامِرٍ ) حَوْلَهُ جِبَالُ السَّراة ، كذَا في ( المراصد ) ، وقيل : يُفْرِغُ في نَجْرَانَ ، وسُكِّنَ رَاؤُه في الشِّعْر ضَرُورَةً ، كَذَا في كتاب ( نَصْر ) ، وفي ( لسان العرب ) : قَالَ ابنُ الأَثير في حديث عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنه ذِكْرُ تُرَبَةَ ، مِثَالُ هُمَزَةٍ : وَادٍ قُرْب مكَّةَ على يَوْميْنِ منها . قُلْتُ : ومِثْلُهُ قَالَ الحَازِمِيّ ، ونَقَلَ شيخُنَا عن السُّهَيْلِيّ في الرَّوْضِ في غَزْوَةِ عُمَرَ إِليها أَنَّهَا أَرْضٌ كانت لِخَثْعَمَ ، وهكذا ضَبَطَه الشَّامِيّ في سيرَتِه ، وقال في العُيُونِ : إِنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمأَرْسَلَ عُمَرَ إِليها في ثَلاَثينَ رَجُلاً ، وكان ذلك في شَعْبَانَ سنَةَ سَبْعٍ ، وقال الأَصمعيُّ : هِيَ وَادٍ للضِّبَابِ طُولُه ثلاَثُ لَيَال ، فيه نَخْلٌ وزُرُوعٌ وفَوَاكِهُ : وقد قَالوا : إِنَّهُ وَاد ضَخْمٌ ، مَسِيرَتُه عشْرُونَ يَوْماً أَسفله بنجد وأَعلاه بالسَّراةِ وقَالَ الكَلْبِيُّ : تُرَبَةُ : وَادٍ وَاحِدٌ يَأْخُذُ منَ السَّرَاة ويُفْرِغُ في نَجْرَانَ ، وقِيلَ : تُرَبَةُ مَاءٌ في غَرْبِيِّ سَلْمَى ، وقال بعضُ المحَدِّثينَ : هي علَى أَرْبَعِ لَيَالٍ مِنْ مَكَّةَ ، قاله شيخُنَا ، قُلْتُ : ويَعْضُدُه
____________________

(2/68)


مَا في الأَسَاسِ : وَطِئْتُ كُلَّ تُرْبَة في أَرْض العَرَب ، فَوَجَدْتُ تُرَبَةَ أَطْيَبَ التُّرَب ، وهيَ وادٍ على مَسيرَة أَرْبَعِ لَيَالٍ منَ الطَّائفِ ، ورأَيْتُ ناساً من أَهْلهَا .
وفي ( لسان العرب ) : وتُرْبَةُ ، أَيْ كقُرْبَة ، وَادٍ مِنْ أَوْديَة اليَمَنِ ، وتُرْبَةُ مَوْضعٌ مِنْ بِلاَدِ بَنِي عَامرِ بنِ كلاَبٍ ، ومِنْ أَمْثَالِهِمْ ( عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبَةَ ) يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَصِيرُ إِلى الأَمْرِ الجَلِيِّ بَعْدَ الأَمْرِ المُلْتَبِس ، والمَثَلُ لعامر بن مالكٍ أَبِي البَرَاءِ .
قُلْتُ : وذَكَرَه السُّهَيْلِيُّ فِي تُرَبَةَ كهُمَزَةٍ ، فلْيُعْلَمْ ذلكَ ، وبه تَعْرِفُ سُقُوطَ ما قالَه شيخُنَا ، وليس عنْدَ الحَازِمِيِّ تُرْبَة سَاكِنَ الرَّاءِ اسْم مَوْضعٍ من بِلاَد بَنِي عَامر بنِ مَالكٍ ، كَذَا قيلَ ، على أَنَّ بَعْضَ ما ذَكَرَه في تُرَبَةَ كهُمَزَةٍ تَعْرِيفٌ لِتُرْبَة ، يَظْهَرُ ذلكَ عندَ مُرَاجَعَةِ كُتُبِ الأَمَاكنِ والبِقَاع .
والتُّرَبَةُ ، كهُمَزَة ، بالَّلام ، والتَّرْبَاءُ كصَحْرَاءَ : مَوْضعَانِ ، وهُوَ غَيْرُ تُرَبَة كَهُمَزَةٍ بلاَ لاَم ، كذا في ( لسان العرب ) .
( وتُريْبَةُ كجُهيْنَةَ : ع باليَمَن ) وهي قَرْيةٌ من زَبيد ، بها قَبْرُ الوَلِيِّ المَشْهُور طَلْحَةَ بنِ عيسَى بن إِقْبَال ، عُرفَ بالهِتَار ، زُرْتُهُ مِرَاراً ، وله كَرَامَاتٌ شَهيرَةٌ .
( و ) تُرَابَةُ ( كقُمَامَةَ : ع به ) أَيضاً . والنِّسْبَةُ إِليهمَا تُرَيْبِيٌّ وَتُرَابِيّ .
( وتُرْبَانُ بالضَّمِّ : وَادٍ بَيْنَ الحَفِيرِ والمَدينَةِ ) المُشَرَّفَة وقيلَ : بَيْنَ ذَاتِ الجَيْشِ والمَلَلِ ، ذاتِ حِصْن وقُلَل ، على المَحَجَّة ، فيها مِيَاهٌ كثيرة ، مرَّ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلمفي غَزَاة بَدْرٍ . وفي حديث عائشةَ : ( كُنَّا بتُرْبَانَ ) قالَ ابنُ الأَثير : هو مَوْضعٌ كَثيرُ المِياه ، بينَه وبين المَدينة نَحْوُ خَمْسَةِ فَرَاسخَ ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، وتُرْبَانُ أَيضاً : قَرْيةٌ على خَمْسَةِ فَرَاسخَ من سمَرْقَنْدَ ، قاله ابنُ الأَثير ، وإِليها
____________________

(2/69)


نُسِبَ أَبُو عَليَ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ بن إِبْرَاهِيمَ التُّرْبَانِيُّ الفَقيهُ المُحَدِّثُ . وقَالَ أَبُو سَعْدٍ المالينيّ : قَرْيَةٌ بمَا وَرَاءَ النَّهْر فيمَا أَظُنُّ ، وقيلَ : هو صُقْعٌ بَيْنَ سَمَاوَةِ كَلْبٍ والشَّأْمِ ، كذا في المَرَاصِد والمُشْتَرَك لياقوت ، قاله شيخُنَا .
( وأَبُو تُرَابٍ ) كُنْيَةُ أَميرِ المُؤْمنينَ ( عَليّ بن أَبي طَالب رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ ) وقيلَ : لَقَبُه ، على خِلاَف في ذلك بَيْن النُّحَاةِ والمُحَدِّثينَ ، وَأَنْشَدَنَا بَعْضُ الشُّيُوخ :
إِذَا مَا مُقْلَتِي رَمِدَتْ فَكُحْلِي
تُرَابٌ مَسَّ نَعْلَ أَبي تُرَابِ
وأَنْشَدَ المُصَنِّفُ في ( البَصَائر ) .
أَنَا وَجَميعُ مَنْ فَوْقَ التُّرَابِ
فِدَاءُ تُرَابِ نَعْلِ أَبي تُرَابِ
( و ) أَبُو تُرَابٍ ( : الزَّاهدُ النَّخْشَبِيُّ ) منْ رجَال ( الرَّسَالَة القُشَيْريَّة ) ونَخْشَبُ : هيَ نَسَفِ .
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ الحَسَنِ الأُسَاميّ الخَطِيب العَدْل ، تُوُفِّيَ سنة 490 .
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ عُمَرَ بنِ مُوسَى الرَّبَعيّ الحَرَّانِيُّ .
، ، ) حَيْدَرَةُ بنُ عَلِيّ القَحْطَانيُّ .
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ أَبي القَاسِم الكَفْرُ طَابِيّ :
أُدَبَاءُ مُحَدِّثُونَ .
وأَبُو تُرَابٍ : عَبْدُ البَاقي بنُ يُوسُفَ بن عَليَ المَرَاغِيُّ الفَقيهُ المُتَكَلِّمُ ، تُوُفِّيَ سنة 492 .
وأَبُو تُرَابٍ عَليُّ بنُ نَصْرِ بن سَعْدِ بن مُحَمَّد البَصْريُّ وَالدُ أَبي الحَسَن عَليَ الكاتِب ( والمُحَمَّدَانِ ابْنَا أَحْمَدَ المَرْوَزِيَّانِ ) وهُمَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن حُسَيْنٍ المَرْوَزِيُّ شَيْخٌ لأَبي عَبْد الرَّحْمان السُّلَمِيّ ، ومُحَمَّدُ بن أَحْمَد المَرْوَزِيُّ شَيْخٌ لأَبي سَعْد الإِدْرِيسيِّ ( وعَبْدُ الكَريم بن عَبْد الرَّحْمَن ) بن التُّرَابيِّ المَوْصِليّ أَبُو مُحَمَّد نَزيلُ مِصْرَ ، سَمِعَ شَيْخَه خَطِيبَ المَوْصِل بفَوْت منه . وعنه الدِّمْيَاطيُّ . ( ونَصْرُ بنُ يُوسُفَ ) المُجَاهِديُّ ،
____________________

(2/70)


قَرَأَ علَى ابن مُجَاهد ، وعنه ابنُ غَلْبُونَ ، قاله الذَّهَبيُّ ( و ) أَبُو بَكْر ( مُحَمَّدُ بنُ أَبي الهَيْثَمِ ) عَبْدِ الصَّمَد بنِ عليَ المَرْوَزيُّ ، حَدَّثَ عن أَبي عَبْد الله بن حَمويه السَّرَخْسيِّ ، وعنه البَغَوِيُّ والسمْعَانيُّ ، وتُوُفِّي سنة 436 ، وَفَاتَه مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن الحَسَيْن الحَدَّادُ التُّرَابيُّ ، عن الحَاكم ، وعنه مُحْيِى السُّنَّةِ البَغَوِيُّ ، ( التُّرَابيُّونَ مُحَدِّثُونَ ) نِسْبَة إِلى سُوقٍ لهم يَبيعُونَ فيه الحُبُوبَ والبُزُورَ ، كَذَا في أَنْسَاب البُلْبَيْسيّ .
( وإِتْرِيبُ كَإِزْمِيل : كُورَةٌ بمِصْرَ ) وضَبَطَهُ في ( المُعْجَم ) بفَتْح الأَوَّل ، وهيَ في شَرْقيِّ مِصْرَ ، مُسَمَّاةٌ بإِتْريبَ بن مِصْرَ بنِ بَيْصَرَ بن حَامِ بن نُوحٍ وقَصَبَةُ هذه الكُورَةِ : عَيْنُ شَمْسَ ، وعَيْنُ شَمْسٍ خَرَابٌ لمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاّ الآثَارُ .
قُلت : وقَدْ دَخلتُ إِتْرِيب .
( والتِّرَابُ ، بالكَسْر ) ككتَاب ( : أَصْلُ ذِرَاع الشَّاةِ ) ، أُنْثَى ، ( ومنْهُ ) فَسَّرَ شمِرٌ قَوْلَ عَليَ كَرَّم اللَّهُ وجْهَه ( لئن وَليتُ بَني أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ ( التِّرَابَ الوَذِمَةَ ) ) قالَ : وعَنَى بالقَصَّاب هُنَا السَّبُعَ ، والتِّرابُ : أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاةِ ، والسَّبُعُ إِذا أَخذ شاةً قبَض عَلَى ذلكَ المَكَانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ ، وسيأْتي في قصب ، ( أَوْ هِيَ ) أَي التِّرَابُ ( جَمْعُ تَرْب ) ، بفَتْح فَسُكُون ( مُخَفَّف تَرِبٍ ) كَكَتِفٍ ، قاله ابن الأَثير ، يُريدُ اللُّحُومَ التي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطهَا في التُّرَاب ، والوَذِمَةُ : المُتَقَطِّعةُ في الأَوْذَام ، وهيَ السُّيُورُ التي تُشَدُّ بها عُرَى الدَّلْو ، ( أَو الصَّوَابُ ) قَالَ الأَزْهريُّ : طعَامٌ تَرِبٌ ، إِذَا تَلَوَّثَ بالتُّرَاب قَالَ : ومنه حَديثُ عليَ رِضْوانُ الله عليه ( نَفْضَ القَصَّابِ ( الوِذَامَ التَّرِبة ) ) ، التِّرَاب : التي سَقَطَتْ في التُّرَاب فتَتَرَّبَتْ ، فالقَصَّابُ يَنْفُضُهَا . قال الأَصمعيُّ : سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنِ هذا الحَرْفِ فقَالَ : لَيْسَ هوَ هكَذَا ، إِنَّما هُوَ ( نَفْضَ القَصَّابِ الوِذَامَ التَّرِبَة ) ، وهي التي قد سقَطَت في التُّرَاب ، وقيلَ
____________________

(2/71)


الكُرُوشُ كلُّهَا تُسَمَّى تَرِبة ، لأَنَّهَا يَحْصُلُ فيها التُّرَابُ منَ المَرْتَع ، والوَذِمَةُ التي أُخْمِلَ بَاطِنُهَا ، والكُرُوشُ وَذِمَّةٌ لأَنَّهَا مُخْمَلَةٌ ويُقَالُ لِخَمْلِهَا الوَذَمُ ، ومَعْنَى الحَديث : لَئنْ وَلِيتُهُمْ لأُطَهِّرَنَّهُمْ منَ الدَّنَس و ( لأُطَيِّبَنَّهم من ) الخَبَث .
( والمُتَارَبَةُ ) : المُحَاذَاةُ و ( مُصَاحَبَةُ الأَتْرَابِ ، وقد تَقَدَّمَ في تَارَبَتْهَا ، فإِعادَتُه هنا كالتَّكْرَارِ .
( ومَاتِيرَبُ ، بالكَسْر : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ ) ، نُسبَ إِليهَا جَمَاعَةٌ منَ المُحَدِّثينَ .
( والتُّرْبِيَّةُ بالضَّمِّ ) مع تَشْديد اليَاءِ ، كَذَا هو مَضْبُوطٌ ( : حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ ) وسُنْبُلُهَا أَيضاً أَحْمَرُ نَاصِعُ الحُمْرَة وهيَ رَقيقَةٌ تَنْتَشِرُ مَعَ أَدْنَى رِيحٍ أَوْ بَرْد ، حَكَاهُ أَبُو حَنيفَة .
وَأَتَارِبُ : مَوْضعٌ ، وهو غَيْرُ أَثَارِبَ بالثَّاءِ المُثَلَّثَة ، كما سيأْتي .
( وَيَتْرَب ) بفَتْح الرَّاءِ ( كيَمْنَعُ : ع ) أَي موضعٌ ( قُرْبَ اليَمَامَةِ ) ، وفي المَراصد : هي قَرْيَة بها عندَ جَبَلِ وَشْمٍ ، وقيلَ : مَوضعٌ أَو مَاءٌ في بلاد بَني سَعْدٍ بالسُّودَة ، وقيَلَ مدينةٌ بحَضْرَمَوْتَ يَنزلُها كِنْدَةُ ( وهو ) أَي الموضعُ المذكورُ ( المُرَادُ بقوله ) أَي الأَشْجَعيِّ ، كما في ( لسان العرب ) ، وقيل هو الشَّمَّاخُ كما صَرَّح به الثَّعَالِبِيُّ ، ورواه ابنُ دُرَيْد غيرَ منسوبٍ :
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً
( مَوَاعِيدَ عُرْقُوب أَخَاهُ بيَتْرَبِ )
قال ابنُ دُرَيْد : وهو عُرْقُوبُ بنُ مَعَدَ من بَني جُشَمَ بن سَعْدٍ . وفي ( لسان العرب ) : هكذا يَرْويه أَبُو عُبَيدٍ وأَنْكَرَ من رَوَاهُ ( بيَثْرِب ) بالثَّاءِ المُثَلَّثَة . وقال : عُرْقُوبٌ منَ العَمَالِيق ، ويَتْرَبُ من بلادهم ، ولم يَسْكُن العَماليقُ يَثْرِبَ ، ولكنْ نُقِلَ عن أَبي مَنْصُور
____________________

(2/72)


الثَّعَالِبيِّ في كتاب ( المُضَاف والمَنْسُوب ) أَنه ضَبَطَه بالمُثَلَّثَة وأَن المُرَادَ به المَدينَةُ .
قَال شيخُنَا : ورُبَّمَا أَخَذُوه من قوله إِن عُرْقَوباً من خَيْبَرَ ، واللَّهُ أَعْلَمُ .
( والحُسَيْنُ بنُ مُقْبِل ) بن أَحمدَ الأَزَجِيُّ ( التُّرَبيُّ ) بفَتحِ الرَّاءِ وسُكُونِهَا ، نُسِبَ إِليها ( لإِقَامَته بتُرْبَة الأَمير قَيْزَانَ ) ببغدادَ ، كسَحْبَانَ ، ويقال فيه : قَازَان ، من الأُمَرَاءِ المَشْهُورينَ ، رَوَى و ( حَدَّثَ ) عن ابن الخَيْرِ ، وعنه الفَرَضيُّ .
وأَبُو الخَيْرِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ الله الحُسَاميُّ التُّرَبي ، إِلى خدْمَةِ تُرْبَتِه صلى الله عليه وسلم مُحَدِّثٌ .
وفي الأَساس : وعنْدَنَا بمَكَّةَ التُّرَبيُّ المُؤْتَى بَعْضَ مَزَامِيرِ آل دَاوُودَ .
قُلْتُ : والتُّرَابِيُّ في أَيّام بَني أُمَيَّةَ : مَنْ يمِيلُ إِلى أَمير المُؤْمنينَ عَليَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، نسْبَةٌ إِلى أَبِي تُرَابٍ .
ترتب : ( ) تُرْتُبٌ ، بضَمِّ التَائَيْنِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْد : هو الأَمْرُ الثَّابِتُ ، وقال ابنُ الأَعْرابيّ : التُّرْتُبُ : التُّرَابُ ، والتُّرْتُبُ : العَبْدُ السُّوءُ ، هذا مَحَلُّ ذكْرِه ، كما في ( لسان العرب ) ، وغَفَلَ عنه المصنّفُ وعلى قول ابن الأَعرابيّ مُسْتَدُرَك على أَسْمَاءِ التُّرَابِ التي ذكرهَا .
ترعب : ( تَرْعَبٌ وتَبْرَعٌ ) أَهْمَلَهُمَا الجَوْهَريُّ وقال ابنُ دريدُ ( : مَوْضعَان ، بَيَّنَ صَرْفُهُمَا ) أَيْ صَرْفُهُمْ إِيَّاهُمَا ( أَصَالَةَ التَّاءِ ) فيهما ، وسيأْتي له ذكْر تَبْرَع في موضعه .
تعب : ( تعبَ كفَرِحَ : ضدّ اسْتَراحَ ) ، والتَّعَبُ : شدَّةُ العَنَاءِ ضدُّ الراحَة ، تَعب يَتْعَبُ تَعَباً : أَعْيَا ( وأَتْعَبَهُ ) غَيْرُهُ ( وهُوَ تَعبٌ ومُتْعبٌ ) ، كَكَتف ومُكْرَم ، و ( لاَ ) تَقُلْ ( مَتْعُوبٌ ) ، لمخالفَة السَّمَاع والقيَاس ، وقيلَ : بل هو لَحْنٌ ، لأَنَّ الثلاثيَّ لازمٌ ، واللازمُ لا يُبْنَى منه المَفْعُولُ ، كذا قاله شيخُنَا ، وفي
____________________

(2/73)


الأَساس : تقولُ : اسْتخْرَاجُ المُعَمَّى مَتْعَبَةٌ للْخَوَاطر ، وأَتْعَبَ فلانٌ نفْسه في عَملٍ يُمَارسُه ، إِذا أَنْصَبَهَا فيمَا حَمَّلهَا وأَعْمَلَهَا فيه ، وأَتْعَبَ الرَّجُلُ رِكَابَه ، إِذا أَعْجَلَهَا في السَّوْقِ أَوِ السَّيْرِ الحَثيث ( و ) في الأَسَاس : منَ المَجَازِ ( أَتْعَبَ العَظْمَ : أَعْتَبَهُ بَعْدَ الجَبْرِ ) ، أَيْ جَعَلَ له عَتَباً ، وهو العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ على وَجْه العُود ، وسيأْتي ، وبَعِيرٌ مُتْعَبٌ : انْكَسَرَ عَظْمٌ من عظَامِ يَدَيْه أَو رِجْلَيْه ثم جُبرَ فلم يَلْتَئِمْ جَبْرُه ، ثم حُمِلَ عليه في التَّعَبِ فوقَ طاقَته فَتَتَمَّمَ كَسْرُهُ ، قال ذو الرَّمة :
إِذَا نَالَ منْهَا نَظْرَةً هِيضَ قَلْبُهُ
بِهَا كانْهِيَاض المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ
ومن هذا قولُهم : عَظْمٌ مُتْعَب ، ( و ) من المَجَاز أَيضاً : أَتْعَبَ ( إِنَاءَهُ ) وَقَدَحَه ( : مَلأَهُ ) ، فهو مُتْعَبٌ ، يُقَالُ : أَتْعِب العَتَادَ وَهَاته ، أَيِ امْلإِ القَدَحَ الكَبِيرَ ، وبَنُو فُلانٍ يَشْرَبُونَ المَاءَ المُتْعَب أَيِ المُعْتَصَرَ منَ الثَّرَى .
( و ) أَتْعَبَ ( القَوْمُ : تَعَبَتْ مَاشِيَتُهُمْ ) ، عن الزَّجَّاجِ .
( ) وممَّا يُسْتَدْرَك عليه :
المَتَاعِبُ : الوِطَابُ المَمْلُوءَةُ ، نقله الصاغانيّ .
تغب : ( التَّغْبُ : القَبِيحُ والرِّيبَةُ ) ، قالَ المُعَطَّلُ الهُذَلِيُّ :
لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْلَنْتَ خرْقاً مُبَرَّأً
منَ التَّغْبِ جَوَّابَ المَهَالك أرْوَعَا
أَعْلَنْتَ : أَظْهَرْتَ مَوْتةُ ، والتَّغْب : القَبِيحُ والرِّيبَةُ ، الوَاحدةُ تَغْبَةٌ ، وقَدْ تَغَبَ يَتْغَبُ .
( و ) التَّغَبُ ( بالتَّحْرِيك : الفَسَادُ ) وفي بعض الأَخبار : لاَ تُقْبَلُ شَهَادَةُ ذي تَغْبَة . هو الفَاسدُ في دينه وعَمَله وسُوءِ أَفْعَاله ، ( و : الهَلاكُ ) ، وتَغبَ الرَّجُلُ يَتْغَبُ تَغَباً فَهُوَ تَغبٌ : هَلَكَ في دِين أَوْ دُنْيَا ، وكَذالكَ الوَتَغُ ( و : الوَسَخُ والدَّرَنُ والقَحْطُ
____________________

(2/74)


والجُوعُ ) اليَرْقُوعُ وهو الشَّدِيدُ ، كلاَهُمَا تَغَبَةٌ ، ( و : العَيْبُ ) يقال : ( تَغبَ كفَرِحَ ) تَغَباً : صار فيه عَيْبٌ ، ( وأَتْغَبَه غيرهُ ) فهو مُتْغب ، ومَا فيه تَغْبَةٌ أَي عَيْبٌ تُرَدُّ به شَهَادَتُه قال الزمخشريّ : ويُرْوى : تَغبَّة ، مُشَدَّداً ، قالَ ولا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ تَغِبَّة ، مُشَدَّداً ، قالَ : ولا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ تَغِبَّة تَفْعلَةً منْ غَبَّ ، مُبَالغَةً في غَبَّ الشَّيْءُ ، إِذَا فَسَدَ ، أَو من غَبَّبَ الذئبُ في الغَنَم ، إِذَا عَاثَ فيها .
تلب : ( التَّلْبُ : الخَسَارُ ) ، عن الليث ، يقال : ( تَبًّا لَهُ وتَلْباً ) ، يُتْبِعُونَهُ التَّبَّ ، والمَتَالبُ : المَقَاتلُ .
( و ) التَّلبُ ( ككَتف ) ، ضَبَطَه ابن مَاكُولاَ ، وسيأْتي في الثاء المثلّثة أَنه بكسر أَوله وسكون ثانيه .
( و ) التِّلبُّ بكَسْرِ أَوَّله وثَانِيه وتشديدِ البَاءِ مثل ( فِلِزَ ) رَجُلٌ من بَني تَمِيمٍ ، كُنْيَتُه أَبُو هلْقَامٍ ، وهو التِّلبُّ ( ابنُ أَبي سُفْيَانَ اليَقظانِ بنِ ثَعْلَبَةَ ، صَحَابِيٌّ عَنبريّ ) وقد رَوَى عن النبيّ صلى الله عليه وسلمشيئاً ، هكذا في نسختنا وهو عبارةُ الخَطِيبِ في التاريخ ، وفي بعض النسخ : التِّلبّ بنُ ثَعْلَبَةَ ، قَالَ في ( الإِصابَة ) : التِّلِبُّ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ رَبِيعَةَ بن عَطِيَّةَ بنِ أَخْيَفَ بنِ كَعْب بن العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بن تَمِيم السُّلَمِيُّ العَنْبَرِيُّ ، قيلَ هو أَخُو زُبَيْب بنِ ثَعْلَبَةَ وقيل في نَسَبِه غيرُ ذلك ، لَهُ صُحْبَةٌ ، وأَحَادِيثُ ، رَوَى له أَبُو دَاوُود والنَّسَائِيُّ وابنُ مَاجَه ، وعنه ابنُهُ هلْقَامٌ ، وكان شُعْبَةُ يقولُه بالمُثَلَّثَةِ في أَوّله ، والأَوَّلُ أَصَحُّ ، قال أَحْمَدُ : كَانَ في لسَانِ شُعْبَةَ لُثْغَةٌ ، وهذه النسخة هي الصوابُ ، لأَنه الذي في الاسْتِيعَابِ وأُسْد الغَابَة وغيرهِما .
( و ) التِّلبُّ ( كَفلِزَ : ع ) نَقَلَه الصاغانيُّ ( وشَاعِرٌ عَنْبَرِيٌّ جَاهلِيٌّ ) عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
لاَهُمَّ إِنْ كَانَ بَنُو عَمِيرَهْ
رَهْطُ التِّلبِّ هاؤُلاَ مَقْصُورَهْ
قَدْ أَجْمَعُوا لغَدْرَةٍ مَشْهُورَهْ
فَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سَنَةً قَاشُورَهْ
تَحْتَلِقُ المَالَ احْتلاَقَ النُّورَهْ
____________________

(2/75)



أَيْ خَلَصُوا فَلَمْ يُخَالطْهُمْ غَيْرُهُمْ من قَوْمهِم ، هَجَا رَهْطَ التِّلبِّ بسَبَبِه ( أَوْ هو ) أَي الشَّاعرُ ( كَكَتِفٍ أَيْضاً ) مِثْل الصَّحَابِيِّ ، ( أَوْ هُمَا ) أَي الصَّحَابِيُّ والشَّاعرُ ( وَاحدٌ ) ، وصَوَّبَ الصَّاغَانِيّ المُغَايَرَةَ بَيْنَهُمَا .
( والتَّوْلَبُ : ) وَلَدُ الأَتَان مِنَ الوَحْشِ إِذا اسْتَكْمَلَ الحَوْلَ ، وفي الصَّحَاح ، والتَّوْلَبُ : الجَحْشُ ، وحُكِي عن سيبويهِ أَنَّه مَصْروفٌ ، لأَنه فَوْعَلٌ ، ويقال للأَتَان : أُمُّ تَوْلَب ، وقد يُستَعَار للإِنْسَان ، قال أَوْسُ بنُ حَجَر يَصفُ صَبِيًّا :
وذَاتُ هدْمٍ عارٍ نَوَاشرُهَا
تُصْمتُ بالمَاءِ تَوْلَباً جَدعَا
وإِنَّمَا قُضىَ عَلَى تَائهِ أَنَّهَا أَصْلٌ وَوَاوِه بِالزِّيَادَة لأَنَّ ( فَوْعَلاً ) في الكَلام أَكْثَرُ منْ تَفْعَل ، كذَا في ( لسان العرب ) ونقلَ شيخُنَا عن السُّهيْليِّ بأَنَّ التاءَ بدَلٌ عنِ الوَاوِ ، وعَلَيْه فالصَّوَابُ ذكْرُه في ( ولب ) وسيأْتي .
والنَّمرُ بنُ تَوْلَبِ بنِ أُقَيْش الشَّاعرُ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ ، كَانَ جَاهِليًّا ثم أَدْرَكَ الإِسْلاَمَ .
( واتْلأَبَّ الأَمْرُ ) عَلَى وَزْن افْعَلَلَّ ( اتْلِئْبَاباً ، والاسْمُ التُّلأْبِيبَةُ ) مِثْلُ الطُّمَأْنينَةِ ( : اسْتَقَامَ ، و ) قِيلَ ( : انْتَصَبَ ، و ) اتْلأَبَّ ( الحِمَارُ : أَقَامَ صَدْرَهُ ورَأْسَهُ ) ، قال لبِيد :
فَأَوْرَدَها مَسْجُورةً تَحْتَ غَابَةٍ
منَ القُرْنَتَيْنِ واتْلأَبَّ يَحُومُ
هذه الترجمةُ ذكرها الجوهريُّ في أَثْنَاءِ ( تلب ) ، وتَبِعه المُؤَلِّفُ وغَلَّطَه الشيخُ أَبُو مُحَمَّد بنُ بَرِّيّ في ذلك وقَالَ : حقُّ اتْلأَبَّ أَن يُذْكَرَ في فصْل تلأَب ، لأَنَّه رُباعِيٌّ ، والهمزُ الأُولَى وَصْلٌ والثانيةُ أَصْلٌ ، ووزنُه افْعَلَلَّ مثلُ اطْمَأَنَّ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) في الأَساس : مَرُّوا فاتْلأَبَّ بِهِمُ ( الطَّرِيقُ ) أَيِ اطَّرَدَ و ( اسْتَقَامَ ) وانْتَصَب
____________________

(2/76)


( وامْتَدَّ ) ، واتْلأَبَّ أَمْرُهُمْ ، قِيَاسٌ مُتْلَئِّبٌّ : مُطَّرِدٌ ، انتهى ، وذَكَر الأَزْهريُّ في الثُّلاَثيِّ الصَّحيح عنِ الأَصمعيِّ : المُتْلَئِّبُّ : المُسْتَقِيمُ ، قَالَ : والمُسْلَحبّ مثْلُه ، وقال الفَرَّاءُ : التُّلأْبِيبَةُ من اتْلأَبَّ إِذَا امْتَدَّ ، والمُتْلَئِّبُّ : الطَّرِيقُ المُمْتَدُّ .
تنب : ( تِنَّبٌ كَقِنَّبٍ ) أَهْمَله الجوهريُّ وصاحبُ اللسانِ ، وقال الصاغانيُّ ( : ع ) وفي نُسْخَة : ة ( بالشَّامِ ) ، في ( المراصد ) إِنَّهَا من قُرَى حَلَبَ . قُلْتُ : وقيلَ : هي نَاحِيَةٌ بَيْنَ قِنَّسْرِينَ والعَوَاصمِ ( منْهُ ) الضَّمِيرُ للمَوْضِع ، وفي نُسْخَة ( مِنهَا ) وغَفَلَ شيخُنَا فأَوْرَد على المُؤَلِّف في تَذكير الضَّمِير ، وإِنَّمَا هو راجعٌ إِلى الموضع ، كما هو نُسَخ صحيحة ، فَخْرُ الدِّينِ ( مُحَمِّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيل المُحَدِّثُ الكَاتِبُ الفَائقُ ) رَوَى عنِ المُوَفِّقِ بنِ قُدَامَةُ ، ( وَصَالِحٌ التِّنَّبِيُّ ، رَوَى أَيْضاً ) عن الصَّاحِبِ كَمَال الدِّينِ بن العَدِيم ، وعنه ابنُ القُوطِيّ .
وَفَاتَهُ الحُسَيْنُ بنُ زَيْدِ التِّنَّبِيُّ ، رَوَى عنه أَبُو طاهِرٍ الكِرْمَانيُّ شَيْخُ أَبِي سَعْدِ المالينيّ .
وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ :
( و ) التَّنُّوبُ ( كَالتَّنُّورِ : شَجَرٌ عِظَامٌ ) ، الأَوْلَى ( عَظِيمٌ ) قاله شيخُنَا ، نَصَّ الدِّينَوَرِيّ : يَعْظُمُ جِدًّا ، وَمَنَابِتُهُ ( بالرُّومِ ) ، اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ ، ( مِنْهُ يُتَّخَذُ أَجْوَدُ ( القَطرَانِ ) .
توب : ( *!تَابَ إِلى اللَّهِ ) تَعَالَى مِنْ كَذَا ، وعَنْ كذَا ، ( *!تَوْباً *!وتَوْبةً *!ومتَاباً *!وتَابَةً ) ، كغَابَةِ ، قَال الشَّاعرُ :
*!تُبْتُ إِلَيْكَ فَتَقَبَّلْ *!-تَابَتِي
وصُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّلْ صَامَتِي
( *!وَتَتْوِبَةً ) عَلَى تَفْعلَة ، شَاذٌّ مِنْ كِتَاب سيبويه : أَنَاب و ( رَجَعَ عنِ المَعْصيَة ) إِلَى الطَّاعَةِ ، ( وهُو *!تَائِبٌ ، *!وتَوَّابٌ ) : كَثيرُ التَّوْبَةِ والرُّجُوع ، وَقوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ : { غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ *!التَّوْبِ } ( غافر : 3 ) يَجُوزُ أَنْ يكُونَ عَنَى به المصْدَرَ ،
____________________

(2/77)


كالقَوْلِ ، وأَنْ يَكُونَ جَمْع *!تَوْبَة ، كَلَوْزٍ ولَوْزَةٍ وَهُوَ مَذْهَبُ المُبَرِّدِ ، وقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ : أَصْلُ *!تَابَ : عادَ إِلى اللَّهِ ورَجَعَ وأَنَابَ ( *!وتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) أَيْ عَاد بالمَغْفرةِ أَوْ ( وَفَقَّهُ *!للتَّوْبَة أَوْ رَجَعَ به مِن التَّشْديد إِلى التَّخْفِيف ، أَوْ رجَع عليه بفَضْلِه وَقَبُولِه ) وكُلُّهَا معان صَحِيحَةٌ وَارِدَةٌ ، ( وهُوَ ) أَي اللَّهُ تَعَالى ( تَوَّابٌ ) ، *!يَتُوبُ ( عَلَى عِبَادِه ) بفَضْله إِذَا تَابَ إِليه منْ ذَنْبِه .
( و ) أَبُو الطَّيِّبِ ( أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوبَ *!التَّائِبُ ) الأَنْطَاكِيُّ ( مُقْرِىءٌ كَبِيرٌ مُتَقَدِّمٌ ) منْ طَبَقَةِ ابنِ مُجَاهِدِ ، سَمِعَ أَبَا أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيَّ ، وقَرَأَ بالرِّوَايَات وَبَرَعَ فيهَا ، والتَّائِبُ لَقَبُهُ .
والشِّهَابُ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عِيسَى الشَّابُّ التَّائِبُ ، حدَّثَ ووَعِظَ ، مِنْ مُتَأَخِّرِي الوَفَاة ، ذَكَره الخُضَيريّ في طَبَقَاتهِ .
( وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي التَّائبِ : مُحَدِّثٌ مُتَأَخِّرٌ ) ، قَالَ الذَّهَبيُّ : شَيْخٌ مُعَمَّرٌ في وَقْتِنَا شَاهِدٌ يَرْوِي الكَثِيرَ ، قَالَ الحَافظُ : وأَخُوهُ إِسْمَاعيلُ وجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ حَدَّثُوا .
( *!وتَوْبَةُ اسْم ) ، مِنْهُمْ تَوْبَةُ البَاهِلِيُّ العَنْبَرِيُّ بَصْرِيٌّ مِنَ التَّابِعِينَ ، وغَيْرُهُ .
( وتَلُّ تَوْبَةَ : قَرْيَةٌ قُرْبَ المَوْصِلِ ) بأَرْضِ نِينَوَى ، فيه مَشْهَدٌ يُزَارُ ، قيلَ إِنَّ أَهْلَ نِينَوى لَمَّا وَعَدَهُمْ يُونُسُ العَذَابَ خَرَجُوا إِلَيْهِ فَتَابُوا ، فَسُمِّيَ بذلكَ ، نقله شيخُنَا عن المراصد .
( *!واسْتَتَابَه ) : عَرَضَ عَلَيْهِ التَّوْبَةَ مِمَّا اقْتَرَفَ ، أَيِ الرُّجوعَ والنَّدَمَ عَلَى مَا فَرَطَ منه ، والمُرْتَدُّ يُسْتَتَابِ ، كَذَا في الأَسَاس وغيرهِ ، واسْتَتَابَهُ أَيْضاً ( : سَأَلَه أَنْ يَتُوبَ ) ( و ) ذَكَرَ الجَوْهَريُّ في هاذهِ التَّرْجَمَة ( *!التَّابُوت : ) هو الصُّنْدُوقُ ، فَعْلُوتٌ من التَّوْبِ ، فإِنَّه لاَ يَزَالُ يَرْجِعُ إِليه مَا يَخْرُجُ منه ، قَالَهُ أَبُو عَلِيَ الفَارِسِيُّ وابنُ جِنِّي وتَبِعَهما الزمخشريّ ، وقيلَ : هو الأَضْلاَعُ وما تَحْوِيه من قَلْب وغيرِه ، ويُطْلق عَلَى الصُّنْدُوقِ ، نقله في التوشيح ، كذا قاله شيخُنَا ، ( أَصْلُه تَأْبُوَةٌ كتَرْقُوَةٍ ) ، وهو فَعْلُوَةٌ ( سُكِّنت
____________________

(2/78)


الوّاوُ فَانْقَلَبَتْ هَاءُ التَّأْنِيث تَاءً ) وقال القَاسِمُ بنُ مَعْن : لَمْ تَخْتَلِفْ لُغَةُ قُرَيْشٍ والأَنْصَارِ في شَيْءٍ منَ القُرْآنِ إِلاَّ في التَّابُوتِ فلُغَةُ قُرَيْش بالتَّاءِ ( ولُغَة الأَنْصَارِ التَّابُوهُ ، بالهَاءِ ) قال ابنُ بَرِّيّ : التَّصْرِيفُ الذي ذكره الجوهريُّ في هذه اللَّفْظَة حَتَّى رَدَّهَا إِلى تَابُوت تصريفٌ فاسدٌ ، قال : والصَّوَابُ أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصليّةٌ ووزْنُه فاعُولٌ ، مثل عَاقُول وحَاطُوم ، والوقفُ عليها بالتَّاءِ في أَكثرِ اللغاتِ ، ومَنْ وَقَفَ عليها بالهاءِ ، فإِنه أَبْدَلَها منَ التَّاءِ ، كما أَبدلها في الفُرَات حينَ وقفَ عليها بالهاء ، وليست التاء في الفُرَاتِ بتاءِ تأْنِيث ، وإِنما هي أَصليّةٌ من نَفْسِ الكَلمةِ ، وقال أَبو بكرِ بنُ مُجَاهِدِ : التَّابُوتُ بالتَّاء قراءَةُ الناسِ جميعاً ، ولغةُ الأَنصارِ : التَابُوهُ ، بالهاءِ ، هذه عبارة لسان العرب ، قال شيخنا : والذي ذكره الزمخشريُّ أَنَّ أَصْلَهُ تَوْبُوتٌ ، فَعْلُوتٌ ، تَحَرَّكَتِ الوَاوُ وانْفَتَحَ مَا قَبْلها فقُلِبَت أَلِفاً ، أَقْربُ للقَوَاعد ، وأَجْرَى عَلَى الأُصُولِ ، وتَرَجَّحَتْ لُغَةُ قُريشٍ ، لأَنَّ إِبدالَ التَاءِ هاءٍ إِذا لم تكن للتأْنيث كما هو رأْيُ الزمخشريّ شَاذٌّ في العربية ، بخلاف رأْس المصنِّف والجوهريِّ وأَكثر الصرفيّين .
تيب : ( *!يَتِيبُ ، كيَغِيبُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، ورجَّح شيخُنَا نقلاً عن الأَعْلام المُطابَة للمصنِّف أَنه بالمُثَنَّاة الفَوْقِيَّة من أَوله بَدَلَ اليَاءِ التَّحْتيَّة . ورأَيْت في كتاب نَصْر بالفَوقية ثم المُوَحَّدَة ( : جَبَلٌ بالمَدينَة ) علَى سَمْتِ الشَّام وقد ، شُدِّدَ وَسَطُهُ للضرورة ، أَي على القَوْل الأَخير ، وأَما الذي ذَكَره المُؤَلِّفُ فَمَوْضِعٌ آخَرُ جاءَ ذكرُه في شِعْرٍ .
( *!والتَّابَةُ ) ، كالغَابَة ، وقد تقدَّمَ في ذكر المَصَادر أَنه بمعنى ( التَّوْبَة ) ، وتقدَّمَ الإِنْشَادُ أَيضاً ، فَلاَ أَدْرِي ما سبب إِعَادَتِه هنا ، أَوْ أَنه أَشارَ إِلى أَنَّ
____________________

(2/79)


أَلِفه منقلبةٌ عن يَاءٍ ، فليس له دليلٌ عليه ، ولا مادَّةٌ ولا أَصلٌ يُرْجَعُ إِليه . كذا قالَه شيخُنا .
2 ( فَصْلُ الثَّاءِ ) مَعَ البَاء ) 2
ثأَب : ( *!ثُئِبَ كَعُنِيَ ) ، حَكَاهَا الخَليلُ في العَيْنِ ، ونَقَلَهَا ابنُ فارسه وابنُ القَطَّاعِ *!وثَئِبَ أَيْضاً ، كفَرِحَ ، كذا في ( لسان العرب ) ، ونقَلَهَا ابنُ القُوطِيَّة ، واقْتَصَرَ عليهَا ، ونَقَلَهَا جَمَاعَةٌ عن الخليل ( *!ثَأْباً فهو *!مَثْؤُوبٌ ، *!وَتَثَاءَبَ ) على تَفَاعَل بالهَمْز ، هي اللُّغَة الفُصْحَى التي اقتصر عليها في الفَصيح وغيره ، ومَنَعُوا أَن تُبْدَلَ همزتُه واواً ، قال في المصباح إِنَّها لُغَةُ العَامَّةِ ، وصرَّحَ في المُغْرِب بأَنَّها غَلَطٌ ، قالَه شيخنا ، ونقل ابن المُكَرَّم عن ابن السِّكِّيت : *!تَثَاءَبْتُ ، علَى تَفَاعَلْت ، ولا تَقُلْ : تَثَوَبْتُ ( *!وتَثَأَّبَ ) بتَشْديد الهَمْزَة ، على تَفَعَّلَ ، حَكَاها صاحبُ المُبرز ، ونَقَلَهَا الفِهْريُّ في شَرْح الفَصْيح ، وابنُ دُرَيْد في الجَمْهَرَة : قَال رُؤبَةُ :
وَإِنْ حَدَاهُ الحَينُ أَوْ تَذَأَبَا
أَبْصَرَ هِلْقَاماً إِذَا *!تَثَأَّبَا
وفي الحديث : ( إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُطْبِقْ فَاهُ ) قَال الوَلِيُّ العِرَاقيُّ في ( شَرْح التِّرْمِذيِّ ) : تَثَاوَبَ في أَصْلِ السَّمَاعِ بالوَاو ، وفي بَعْض الرِّوَايَاتِ بالهَمْز والمَدِّ ، وهي روَايَة الصَّيْرَفيِّ . وقد أَنكَرَ الجَوْهَريُّ والجُمْهُورُ كَوْنَه بالوَاو ، وقَال ابنُ دُرَيْد وثَابتٌ السَّرَقُسْطيُّ في ( غَريب الحَديث ) : لا يُقَالُ تَثَاءَب المَدِّ مُخَفَّفا بل تَثَأَبَ بالهَمْز مُشَدَّداً . قلْتُ : وهذا غَريبٌ في الرِّواية ، فإِنَّا لا نَعْرفُ إِلاَّ المَدَّ والهَمْزَ ، نقله شيخُنا ، ( : أَصَابَهُ كَسَلٌ و ) تَوْصِيمٌ ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، وقال الأَصمعيُّ : أَصَابَتْهُ ( فَتْرَةٌ كفَتْرَةِ النّعَاسِ ) من غَيْرِ غَشْيٍ يَغْشَى عليه من أَكْلِ شَيْءٍ أَوْ شُرْبه ، قال أَبُو زَيْدٍ : *!تَثَأَّبَ *!يَتَثَأَّبُ *!تَثَؤُّباً ، من *!الثُّؤَبَاءِ في كتاب الهَمْز ، ( وهيَ *!الثُّؤَابَاءُ ) بضَمِّ المُثَلَّثَة ، وَفَتْح الهَمْزَة مَمْدُودَةً ، ونَقَلَ صَاحبُ المُبرز عن أَبي
____________________

(2/80)


مِسْحَل أَنَّهُ يقالُ : *!ثُؤْبَاءُ ، بالضَّمِّ فالسكُون ، نَقَلَه الفِهْريُّ وَغَيْرُه ، وهو غَريبٌ ، نَقَلَ شيخُنَا عن شَرْح الفَصيحِ لابن دَرَسْتَوَيْه : هيَ ما يُصيبُ الإِنْسَانَ عندَ الكَسَل والنُّعَاس والهَمِّ منْ فَتْحِ الفَمِ والتَّمَطِّي ، وقال التّدْميريّ في شَرْح الفَصيح : هي انْفتَاحُ الفَمِ بريح يَخْرُجُ منَ المَعِدَة لغَرَضٍ من الأَغْرَاض يَحْدُثُ فيها فيُوجِبُ ذلك ، وفي ( لسان العرب ) : *!الثُّؤَبَاءُ من *!التَّثَاؤُبِ كالمُطَوَاءِ منَ التَّمَطِّي ، قال الشَّاعرُ في صِفَة مُهْرٍ :
فَافْتَرَّ عَنْ قَارِحِه *!تَثَاؤُبُهْ
وفي المَثَل ( أَعْدَى منَ الثُّؤَبَاءِ ) أَيْ إِذَا تَثَاءَبَ إِنْسَانٌ بحَضْرَةِ قَوْمٍ أَصَابَهُمْ مثْلُ مَا أَصَابَهُ .
وقال شَيْخُنَا نَقْلاً عن صَاحب المبرز : الثُّؤَبَاءُ في المَثَل يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ ، وقال ابن دَرَسْتَوَيْه : عَدَمُ الهَمْز للعَامَّة ، وقَالَ غيرُهُ : هُوَ خَطَأٌ ، انتهى ، وفي الحديث : ( التَّثَاؤُبُ منَ الشَّيْطَان ) قيلَ : وإِنَّمَا جَعَلَه منَ الشَّيْطَان كَرَاهِيَةً له ، وإِنَّمَا يَكُونُ منْ ثِقَل البَدَنِ ومَيْلِه إِلى الكَسَلِ والنوم ، فَأَضَافَه إِلى الشَّيْطَان لأَنَّهُ الذي يَدْعُو إِلى إِعْطَاءِ ، النَّفْس شَهْوَتَهَا ، وأَرَادَ به التَّحْذيرَ منَ السَّبَب الذي يَتَوَلَّدُ منهُ ، وهو التَّوَسُّعُ في المطْعَم والشِّبَع فَيثْقُلُ عن الطَّاعاتِ ويكْسَلُ عن الخَيْرَاتِ .
( *!والثَّأَبُ ، مُحَرَّكَةً ) جَاءَ في شعْرِ الأَغْلَب ، اسْمُ فَلاَةٍ باليَمَامَة ، وسيأْتي في أَثْأَب وكَأَنَّه سَقَطَ ذِكْرُ العَيْن المُهْملَة بمَعْنَى الموْضع منْ هُنَا ، وإِلاَّ فَلاَ مَحَلَّ له هُنَا إِنْ كانَ مَعْطُوفاً على ما قَبْلَه أَو ما بَعْدَهُ معطوفاً عليه ، فتأَمّل .
( *!والأَثْأَبُ ) عَلَى مِثَال أَفْعَل ( : شَجَرٌ ) يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْديَة بالبَادية ، وهُوَ عَلَى ضَرْبِ التِّينِ ، يَنْبُتُ نَاعماً ، كأَنَّه على شاطىء نَهْر . وهُوَ بَعيدٌ من المَاءِ ، و ( وَاحدَتُهُ ) *!أَثْأَبَةٌ ( بهَاءٍ ) ، قال الكُمَيْتُ :
____________________

(2/81)



وغَادَرْنَا المَقَاوِلَ في مَكَرَ
كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرِسِينَا
قَالَ اللَّيْثُ : هيَ شَبيهَةٌ بشَجَرَة يُسَمِّيهَا العَجَمُ النَّشْكَ ، وأَنشد :
في سَلَمٍ أَوْ *!أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ
قَالَ أَبُو حَنيفَة : *!الأَثْأَبَةُ : دَوْحَةٌ مِحْلاَلٌ واسعةٌ يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا الأُلُوفُ مِنَ النَّاس تَنْبُتُ نَبَاتَ شَجَرِ الجوْز ، وَورقُها أَيضاً كنَحْوِ وَرقِه ، ولَها ثَمرٌ مِثْلُ التِّين الأَبْيض يُؤْكَلُ ، وفيه كَراهةٌ وله حَبٌّ مثْلُ حَبِّ التِّينِ ، وزِنَادُهُ جَيِّدةٌ ، وقيلَ : الأَثْأَبُ : شِبْهُ القَصَبِ لهُ رُؤُوسٌ كرؤوسِ القَصَب ، فَأَمَّا قولُه :
قُلْ لاِءَبي قَيْسٍ خَفيفِ *!الأَثَبَه
فعلَى تَخْفيف الهَمْزَة ، إِنَّما أَراد *!الأَثْأَبَةَ ، وهذَا الشَّاعرُ كأَنَّه ليْس منْ لُغَتِه الهمْزُ ، لأَنَّه لوْ هَمزَ لَمْ يَنْكَسر البَيْتُ ، وظَنَّهُ قَوْمٌ لُغَةٌ وهُو خَطَأٌ ، وقَالَ أَبُو حَنيفَةَ : قال بَعْضُهُمْ : الأَثْبُ ، فاطَّرَحَ ( الهمزةَ ) وأَبْقَى الثَّاءَ علَى سُكُونها ، وأَنشد :
ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ
مُضْطَرِبِ البَانِ أَثيثِ الأَثْبِ
( و ) *!أَثْأَبُ كأَحْمَدَ ( : ع ) لَعَلَّهُ وَاحدُ *!الأَثْأَبَاتِ ، وهي فَلاَةٌ بنَاحِيَةِ اليَمَامَةِ ، ويقالُ فيه : ثَأْبٌ ، أَيْضاً ، كَذَا في كتَاب نَصْر .
( وتَثَأَبَ الخَبَرَ ) إِذَا ( تَجَسَّسَهُ ) نَقَله الصاغَانيّ .
ثبب : ( *!ثَبَّ ) ، أَهْمَلَه الجوهَريُّ ، وقال ابن الأَعْرَابيّ : *!ثَبَّ *!ثَبَاباً بالفَتْحِ إِذا ( جَلَسَ ) جُلُوساً ( مُتَمَكِّناً *!كَثَبْثَبَ ) عَلَى وَزْنِ دَحْرَجَ ، عَنْ أَبي عَمْرٍ و .
( و ) *!ثَبَّ ( الأَمْرُ : تَمَّ ) .
( *!والثَّابَّةُ : الشَّابَّةُ ) ، قيلَ : هي لُثْغَةٌ .
ثخب : ( ثَخْبٌ ) ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ وهُوَ
____________________

(2/82)


( جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَني كلاَب ) بنِ عَامرِ بن صَعْصَعَةَ ، أَيْ في دِيَارهمْ ( عنْدَهُ مَعْدَنُ ذَهَب ومَعْدِنُ جَزْعٍ ) كَذَا في المراصد وغَيْره ، وزَادَ المُصَنف ( أَبْيَض ) .
ثرب : ( الثَرْبُ : شَحْمٌ رَقيقٌ يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعَاءَ ) وقيلَ : هُوَ الشَّحْمُ المَبْسُوطَةُ عَلَى الأَمْعَاءِ والمَصَارِينِ ، وفي الحَديث : ( إِنَّ المُنَافِقَ يُؤخِّرُ العَصْرَ حَتَّى إِذا صَارَتِ الشَّمْسُ كَثَرْبِ البَقَرَةِ صَلاَّهَا ) ( ج ثُرُوبٌ ) ، بالضَّمِّ في الكَثْرَة ، ( وأَثْرُبٌ ) كأَيْنُقٍ ، في القِلَّةِ ، ( وأَثَارِبُ جج ) أَيْ جَمْعُ الجَمْعِ ، وفي الحَديث : ( نَهَى عَن الصَّلاَة إِذَا صَارَت الشَّمْسُ كَالأَثَارِب ) ، أَيْ إِذَا تَفَرَّقَتْ وخَصَّتْ مَوْضعاً دُونَ مَوْضعٍ عندَ المَغيب ، شَبَّهَهَا بالثُّرُوب ، وهي الشَّحْمُ الرَّقيقُ الذي يُغَشِّي الكعرِشَ والأَمْعَاءَ .
( والثَّرَبَاتُ ، مُحَرَّكَةً : الأَصَابعُ ) وتَقَدَّم له في ترب : والتَّرِبَاتُ بكَسْرِ الرَّاءِ الأَنَاملُ ، فتأْملْ .
والتَّثْرِيبُ ، كالتَّأْنِيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصَاءِ في اللَّوْم ( ثَرَبَهُ يَثْرِبُهُ ) منْ بَاب ضَرَبَ ( وَثَرَّبَهُ ) ، مُشَدَّداً ، ( و ) كَذَا ثَرَّبَ ( عَلَيْه وأَثْرَبَهُ ) ، إِذَا وبَّخَهُ و ( لاَمَه وعَيَّرَه بذَنْبِه ) وذَكَّره بِهِ . والثَّارِبُ : المُوَبِّخُ قَالَ نُصَيبٌ :
إِنِّي لأَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ مِنَ الَّذِي
يُؤْذِيكَ سُوءَ ثَنَائِهِ لَمْ يَثْرِبِ
( والمُثْرِبُ ) ، كَمُحْسِنٍ ( : القَلِيلُ العَطَاءِ ) وهُوَ الَّذِي يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى ، قَالَ نُصَيْبٌ :
أَلاَ لاَ يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ تِلاَدِهِ
سَوَامُ أخٍ دَانِي الوَسِيطَةِ مُثْرِبِ
وَثَرَّبْتُ عَلَيْهِم وَعَرَّبْتُ عَلَيْهِم بِمَعْنًى : إِذَا قَبَّحْتَ عَلَيْهِم فِعْلَهُمْ . ( و ) المُثَرِّبُ ، ( بالتَّشْدِيدِ ) : المُعَيِّرُ ، وقِيلَ : ( المُخَلِّطُ المُفْسِدُ ) ، والتَّثْرِيبُ : الإِفْسَادُ والتَّخْلِيطُ ، وفي التَّنْزِيل العَزِيزِ : { لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ } ( يوسف : 92 ) قال الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ لاَ إِفْسَادَ عليكم ، وقال
____________________

(2/83)


ثَعْلبٌ : معناهُ : لاَ تُذْكَرُ ذُنُوبُكُم ، وفي الحَدِيثِ : ( إِذَا زَنَتْ أمَةُ أحَدِكُمْ فَلْيَضْرِبْهَا الحَدَّ وَلاَ يُثَرِّبْ ) قال الأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ : وَلاَ يُبَكِّتْهَا وَلاَ يُقَرِّعْهَا بَعْدَ الضَّرْبِ ، والتَّقْرِيعُ : أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي وَجْهِ الرَّجُلِ عَيْبَهُ ، فَيَقُولَ فَعَلْتَ كَذَا وكَذَا ، والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ مِنْهُ ، وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ : لاَ يُوَبِّخْهَا وَلاَ يُقَرِّعْهَا بالزِّنَا بَعْدَ الضَّرْبِ ، وقِيلَ : أَرَادَ : لاَ يَقْنَعْ فِي عُقُوبَتِهَا بالتَّثْرِيبِ بَلْ يَضْرِبْها الحَدَّ ، فَأَمَرَهُمْ بِحَدِّ الإِمَاءِ كَمَا أَمَرَهُمْ بِحَدِّ الحَرَائِرِ .
( وثَرَبَ المَرِيضَ ) مِنْ حَدِّ ضَرَبَ ( يَثْرِبُهُ : نَزَعَ عَنْهُ ثَوْبَهُ ) .
( وثَرِبٌ كَكَتِفٍ ) وضَبَطَه الصاغانيّ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ ( : رَكِيَّةٌ ) أَيْ بِئْرٌ ( لمُحَارِبٍ ) ، قَبِيلَةٍ ، ورُبَّمَا وَرَدَهَا الحَاجُّ ، وهي مِنْ أَرْدَإِ المِيَاهِ ، وفي ( اللسان ) : الثَّرْبُ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ : أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حِجَارَةُ الحَرَّةِ إِلاَّ أَنَّهَا بِيضٌ .
( وثَرَبَانُ مُحَرَّكَةً : حِصْنٌ ) مِنْ أَعْمَالِ صَنْعَاءَ ( باليَمَنِ ) ، كَذَا في المَرَاصِدِ .
وثَرِبَان بكَسْرِ الرَّاءِ : جَبَلاَنِ فِي ديَار بَني سُلَيْم ذَكَره شَيْخُنَا .
( وأَثْرَبَ الكَبْشُ : ) صَارَ ذَا ثَرْب ، وذالِك إِذَا ( زَادَ شَحْمُهُ ) فَهُوَ أَثْرَبُ ، ( وشَاةٌ ثَرْبَاءُ ) : عَظِيمَةُ الثَّرْبِ ، أَيْ ( سَمينَة ) .
( وأَثَاربُ : ة بِحَلَبَ ) قالَ في ( المعجم ) كَأَنَّهُ جَمْعُ أَثْرَب : مِنَ الثَّرْب وهو الشَّحْمُ ، لمَّا سُمِّيَ به جُمِعَ جَمْعَ مَحْضِ الأَسْمَاءِ ، كما قال :
فَيَا عَبْدَ عَمْرٍ و لَوْ نَهَيْتَ الأَحَاوِصَا
وهي قَرْيَةٌ معروفة بين حَلَبَ وأَنْطَاكِيَّةَ ، بينها وبين حَلَبَ نحوُ ثلاثةِ فراسخَ ، يُنْسَبُ إِليها أَبُو المَعَالي مُحَمَّدُ بنُ هَيَّاج بن مُبَادِرِ بنِ عليَ الأَثَارِبيُّ الأَنْصَارِيّ ، وهذه القَلْعَةُ الآنَ خَرَابٌ ، وتَحْتَ جَبَلِهَا قَرْيَة تسَمَّى بِاسْمِهَا فيُقَالُ لها : الأَثَارِبُ ، وفيها يَنُولُ مُحَمَّدُ بن نَصْرِ بنِ صَغَيرٍ القَيْسَرَانِيُّ .
____________________

(2/84)



عَرِّجَا بِالأَثَارِبِ
كَيْ أُقُضِّي مَآرِبِي
وَاسْرِقَا نَوْمَ مُقْلَتِي
مِنْ جُفُونِ الكَوَاعِبِ
وَاعْجَبَا مِنْ ضَلاَلَتِي
بَيْنَ عَيْنٍ وحَاجِبِ
وقَرَأْتُ في تَارِيخ حَلَبَ للأَدِيبِ العَالِمِ المُحَدِّثِ ابنِ العَديمِ : الأَثَاربُ منْهَا أَبُو الفَوَارِس حَمْدَانُ بنُ أَبِي المُوفَّقِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ حَمْدَانَ التَّمِيمِيُّ الأَثَارِبيُّ ، وذكَر له تَرْجَمَةً وَاسِعَةً ، وكانَ طَبِيباً مَاهِراً ، وسيأَتي ذكْره في مَعْرَاثا .
( ويَثْرِبُ ) كيَضْرِب ( وأَثْرِبُ ) ، بإِبْدَالِ اليَاءِ هَمْزَةً لُغَةٌ في يَثْرِبَ ، كذا في ( معجم البلدان ) : اسْمٌ للنَّاحِيَة التي منها المَدِينَةُ وقِيلَ للنَّاحِيَةِ مِنها ، وقيل : هي ( مَدِينَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُمِّيَتْ بأَوَّلِ مَنْ سَكَنَهَا مِنْ وَلَدِ سَامِ بنِ نُوحٍ ، وقِيلَ باسْمِ رَجُلٍ مِن العَمَالِقَةِ وقيلَ : هو اسْمُ أَرْضِهَا ، ورُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلمأَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْربُ وسَمَّاهَا طَيْبَة وطَابَةَ ، كأَنَّهُ كَرِهَ الثَّرْب ، لاِءَنَّهُ فَسَادٌ في كَلاَم العَرَبِ ، قال ابنُ الأَثير : يَثْرِبُ : اسْمُ مَدِينَةِ النبيّ صلى الله عليه وسلمقديمة ، فغَيَّرَهَا وسَمَّاهَا طَيْبَةَ وطَابَةَ ، كَرَاهِيَةَ التَّثْرِيب وهُوَ اللَّوْمُ والتَّعْيِيرُ ، قال شيخُنَا : ونَقَل شُرَّاحُ المَوَاهِبِ أَنه كانَ سُكَّانِها العَمَالِيق ، ثُمَّ طَائِفَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، ثم نَزَلَهَا الأَوْسُ والخَزْرَجُ لَمَّا تَفَرَّقَ أَهْل سَبَإٍ بسَيؤْلِ العَرِم ( وهُوَ يَثْربِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ بفَتْحِ الرَّاءِ وكَسْرِهَا فِيهِمَا ) ، في ( لِسَانِ العَرَبِ ) : فَفَتَحُوا الرَّاءَ اسْتَثْقَالاً لِتَوَالِي الكَسَرَاتِ ، أَيْ فالقِيَاسُ الفَتْحُ مُطْلَقَاً ، ولذلك اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عليه نقْلاً عن الفَرَّاءِ ، قَاله شَيْخُنَا ، قُلْتُ ، وَوَجْهُ الكَسْرِ مُجَارَاةٌ عَلَى اللَّفْظِ .
( واسْمُ أَبِي رِمْثَةَ ) بكَسْرِ الرَّاءِ ( البَلَوِيِّ ) ويُقَالُ : ( التَّمِيمِيّ ، ويُقَالُ :
____________________

(2/85)


التَّيْمِيُّ مِن تَيْم الرِّبَابِ ( يَثْرِبِيُّ ) ابنُ عَوْفٍ ، وقيلَ : عُمَارَةُ بنُ يَثْرِبِيّ ، وقيل غير ذلك ، له صُحْبَةٌ ، رَوَى عنه إِيَادُ بنُ لَقِيطٍ ، ( أَوْ ) هو ( رِفَاعَةُ بنُ يَثْرِبِيَ ) وقَالَ التِّرْمِذِيُّ : اسْمُه : حَبِيبُ بنُ وَهْبٍ .
( وعَمْرُو بنُ يَثْرَبِيَ صَحَابِيٌّ ) الضَّمْرِيُّ الحِجَازِيُّ أَسْلَمَ عَامَ الفَتْحِ وله حدِيثٌ فِي مُسْنَد أَحْمَدَ ، ولِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ لِعُثْمَانَ ، كذا في ( المعجم ) ( وعَمِيرَة بنُ يَثْربِيَ تَابِعِيٌّ ) .
وَيَثْرِبِيُّ بنُ سِنَانِ بنِ عُمَيْرِ بنِ مُقَاعسٍ التَّمِيمِيُّ جَدُّ سُلَيْكِ بنِ سُلَكَةَ .
( والتَّثْرِيبُ : الطَّيُّ ) ، وهو البِنَاءُ بالحِجَارَةِ ، وأَنَا أَخْشَى أَنَّهُ مُصَحَّفٌ مِنَ التَّثْوِيبِ ، بِالواو ، كما يأْتي .
ثرقب : ( الثُّرْقُبِيَّةُ بالضَّمِّ ) ، أَهْمَله الجَوهريُّ ، وقال ابنُ السِّكِّيتِ : هِيَ وَكَذَا الفُرْقُبِيَّةُ ( : ثيَابٌ بِيضٌ مِن كَتَّانٍ ) حَكَاهَا يَعْقُوبُ في البَدَلِ ، وقيل مِن ثِيَابِ ( مِصْرَ ) يقال : ثَوْبٌ ثْرْقُبِيٌّ وفُرْقُبِيٌّ .
ثطب : ( الثُّنْطُبُ ، كَقُنْفُذٍ ) أَهْمَله الجَوْهريُّ ، وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : هو ( مِجْوَابٌ ) وهو آلَةُ الخَرْقِ الَّتِي يَخْرِقُ بِهَا ( القَفَّاصُ ) الجَرِيدَ والقَصَبَ ونَحْوَه للاشْتغَالِ ، ولم يَذْكُرْهُ المُصَنِّفُ في جوب ، كأَنَّهُ لِشُهْرَتِه ، قاله شَيْخُنَا ، واللَّهُ أَعْلَمُ .
ثعب : ( ثَعَبَ المَاءَ والدَّمَ ) ونَحْوَهما ( كَمَنَعَ ) يَثْعبُه ثَعْباً ( : فجَرَه ، فَانْثَعَب ) كما يَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْفِ ، ومنه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المَطَرِ ، وفي الحديث : ( يَجِيءُ الشَّهِيدُ يَوْمَ القِيَامَةِ وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَماً ) أَيْ يَجْرِي ، ومنه حدِيث عُمَرَ ( صَلَّى وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَماً ) وحَديثُ سَعْدِ ( قُطِعَتْ نَسَاهُ فَانْثَعَبَتْ ( جَدِيَّةُ ) الدَّمِ ) أَيْ سَالَتْ ويُرْوَى : ( فَانْبَعَثَتْ ) وانْثَعَبَ المَطَرُ كَذَلِكَ .
( ومَاءٌ ثَعْبٌ ) بفَتْحٍ فَسُكُون ، ( وثَعَبٌ ) مُحَرَّكَةً ، ( وأُثْعُوبٌ وأُثْعُبَانٌ )
____________________

(2/86)


بالضَّمِّ فِيهِمَا ( : سَائِلٌ ، وكَذَلِك الدَّمُ ، الأَخِيرَةُ مَثَّلَ بهَا سيبويه ، وفسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ ، وقَالَ اللِّحْيَانِيُّ : الأُثْعُوبُ : مَا انْثَعَبَ . وفي الأَسَاس : تقولُ : أَقْبَلَتْ أَعْنَاقُ لسَّيْلِ الرَّاعِبِ ، فَأَصْلِحُوا خَرَاطِيمَ المَثَاعِب ، وسَالتِ الثُّعْبَان ، كما سَال الثُّعْبَانُ ، وهُوَ السَّيْلُ .
والثَّعْبُ : شَجَرٌ ، كَذَا في ( لسان العرب ) ( والثَّعْبُ ) أَيضاً ( : مَسِيلُ الوَادِي ) كذا في النّسَخِ ، وفي بعضِهَا المَثْعَبُ ، كَمَقْعَدِ ، وهُوَ خَطَأٌ ، وسيأْتي ( ج ثُعْبَانٌ ) كبُطْنَانٍ ، قال اللَّيْثُ : والثَّعْبُ : الذي يَجْتَمعُ فِي مَسيل المَطَرِ مِن الغُثَاء ، قال الأَزْهَرِيُّ : لَمْ يُجَوِّد اللَّيْثُ في تَفْسِيرِ الثَّعْبِ ، وهو عِنْدِي المَسِيلُ نَفْسُه لا ما يَجْتَمِعُ في المَسِيلِ مِن الغُثَاءِ .
والمَثْعَبُ ، بالفَتْحِ : وَاحِدُ مَثَاعِبِ الحِيَاضِ ( و ) منْه ( مَثَاعِبُ المَدِينَةِ ) أَي : ( مَسَايِلُ مَائهَا ) وبِهِ ظَهَرَ سُقُوطُ قَوْل شَيْخِنَا ، فَإِنَّ المَثْعَبَ الْمرِزَابُ لاَ المَسِيلُ .
( والثُّعْبَةُ بالضِّمَّ ) قالَ ابنُ المُكَرَّمِ : وَرَأَيْتُ في حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ من الصَّحاحِ مَوْثُوقٍ بها ما صُورَتُه : قال أَبُو سَهْلٍ : هكذا وَجَدْتُه بِخَطِّ الجوهريِّ : الثُّعْبَةُ ، بِتَسْكِينِ العَيْنِ ، والذِي قَرَأْتُه على شَيْخي في الجَمْهَرَة بفَتْح العَيْنِ ، وهو مُرَادُ المُصَنِّفِ مِن قَوْلِهِ ( أَوْ كَهُمَزَةٍ ) أَي الصَّوَابُ فِيهِ ، ( وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ) أَي فِي تَسْكِينِ عَيْنِهِ لا أَنَّهُ فِي عَدَمِ ذِكْرهِ رِوايَةَ الفَتْحِ كما زَعَمَه شَيْخُنَا ، كما يظْهَرُ بالتَّأَمُّلِ ، ( : وَزَغَةٌ خَبيثَةٌ خَضْرَاءُ الرَّأَسِ ) والحَلْقِ جَاحِظَةُ العَيْنَيْنِ ، لاَ تَلْقَاهَا أَبَداً إِلاَّ فَاتِحَةً فَاهَا ، وهي مِنْ شَرِّ الدَّوَابِّ ، تَلْدَغُ فلا يَكَادَ يَبْرَأُ سَلِيمُهَا ، وجَمْعُهَا ثُعَبٌ ، وقال ابْنُ دُرَيْد : الثُّعْبَةُ : دَابَّةٌ أَغْلَظُ مِن الوَزَغَةِ ، تَلْسَعُ ورُبَّمَا قَتَلَتْ ، وفِي المَثَلِ ( ما الخَوَافِي كالقِلَبَة ، ولا الخُنَّازُ كَالثُّعَبَة ) . فالخَوَافِي : السَّعَفَاتُ اللَّوَاتِي يَلينَ القِلَبَةَ ، والخُنَّازُ : الوَزَغَةُ .
( و ) الثُّعْبَةُ ( : الفَأْرَة ) قاله ابنُ الأَعرَابِيّ
____________________

(2/87)


وهي العَرِمَةُ ( و ) الثُّعْبَةُ ( : شَجَرَةٌ ) شَبِيهَةٌ بالثُّوَعَةِ إِلاَّ أَنَّهَا أَخْشَنُ وَرَقاً ، وسَاقُهَا أَغْبَرُ ولَيْسَ لها حَمْلٌ ولا منْفَعَةَ فيهَا ، وهِيَ مِنْ شَجَرِ الجَبَلِ ، ولهَا ظلٌّ كَثِيفٌ . كُلُّ هذَا عنْ أَبِي حَنِيفَةَ .
( والثَّعْبَانَ : الحَيَّةُ الضَّخْمَةُ الطَّوِيلَةُ ) تَصِيدُ الفَأْرَ ، قَاله شَمِرٌ : قال : وهي بِبَعْضِ المَوَاضِعِ تُسْتَعَارُ لِلْفَأْرِ ، وهو أَنْفَعُ في البيتِ مِن السَّنَانِيرِ ، وقَال حُميْدُ بنُ ثَوْر :
شَدِيدٌ تَوَقِّيهِ الزِّمَامَ كَأَنما
نَرَى بِتَوقِّيهِ الخِشَاشَة أَرْقَمَا
فَلَمَّا أَتَتهُ أَنْشَبَتْ فِي خِشَاشِهِ
زِمَاماً كَثْعْبَانِ الحَمَاطَةِ مُحْكَمَا
( أَوْ ) هو ( الذَّكرُ ) الأَصْفَرُ الأَشْقَرُ ( خَاصَّةً ) ، قاله قُطْرَبٌ ( أَو ) هو ( عَامٌّ ) سَوَاءٌ فيه الإِنَاثُ والذُّكُورُ والكِبَارُ والصِّغَارُ ، قَالَهُ ابن شُمَيْلٍ ، وقيلَ : كُلُّ حَيَّةٍ : ثُعْبَانٌ ، والجَمْعُ ثَعَابِينُ ، وبه ظَهَرَ سُقُوطُ قَوْلِ شَيْخِنَا : وهو مُسْتَدْرَك . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { 2 . 008 فاذا هي . . مبين } ( الأَعراف : 107 ) و ( الشعراء : 32 ) قَالَ الزَّجَّاج : أَرَادَ الكَبِيرَ مِنَ الحعيَّاتِ ، فَإِنْ قال قَائِلٌ : كَيْفَ جَاءَ { 2 . 008 فاذا هي ثعبان مبين } أَيْ عَظِيمٌ وفي مَوْضِعٍ آخَرَ { 2 . 008 تهتز كاءَنها جان } ( النمل : 10 ) و ( القصص : 31 ) الجَانُّ : الصغِيرُ مِن الحَيَّاتِ : فَالجَوابُ عن ذلِكَ أَنَّ خَلْقَهَا خَلْقُ الثُّعْبَانِ العَظِيم ، واهْتِزَازَهَا وحَرَكَتَهَا وخِفَّتَهَا كاهْتِزَازِ الجَانِّ وخِفَّتِهِ .
( والأَثْعَبِيُّ بالفَتْحِ ، والأُثْعْبَان ، والأُثْعُبَانِيُّ ، بضَمِّهِما : الوَجْهُ الفَخْمُ ) وَوَقَع في بَعْضِ نُسَخِ التَّهذيب : الضَّخْمُ بالضَّاد المُعْجَمَة ( في حُسْن وبَيَاضٍ ) ، قاله الأَزهريُّ ، وفي بَعْضِ نُسَخِ التهذيب فِي حُسْنِ بَيَاض مِن غَيْرِ وَاو العَطْفِ ، قَالَ : ومنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : وَجْهٌ أُثْعُبَانِيٌّ .
( و ) قَوْلُهُمْ ( فُوهُ ) أَيْ فَمُهُ ، وبه وَرَدَ في الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ ، ( يَجْرِي ثَعَابِيبَ ) ، كَسَعَابِيبَ ، وقيل هو بَدَلٌ ، وغَفَلَ عنه شَيْخُنَا ( أَيْ ) يعجْرِي منه ( مَاءٌ صَافٍ مُتَمَدِّدٌ ) أَيْ فِيه تَمَدُّدٌ ،
____________________

(2/88)


عَزَاهُ فِي الصَّحَاحِ إِلَى الأَصْمَعِيِّ .
( والثَّعُوبُ ) ، عَلَى فَعُول ( : المِرَّةُ ) بكَسْرِ المِيمِ .
والثُّعْبَانُ بالضَّمِّ : مَاءٌ ، الوَاحِدُ : ثَعْبٌ ، قَالَهُ الخَلِيلُ وقَالَ غَيْرُهُ هُوَ : الثَّغْبُ بالمُعْجَمَةِ .
وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ : صَاحَ بِهِ فَانْثَعَبَ إِلَيْهِ : وثَبَ يَجْرِي .
وشَدٌّ أُثْعُوب .
ثعلب : ( الثَّعْلبُ ) مِنَ السِّبَاعِ ( م ، وهِيَ الأُنْثَى أَو ) الأُنْثَى ثَعْلَبَةٌ و ( الذَّكَرُ ثَعْلَبٌ وَثُعْلُبَانٌ بِالضَّمَّ ، واسْتشْهَادُ الجَوْهَرِيِّ ) في أَنَّ الثُّعْلْبَانَ بالضَّمِّ هو ذَكَرُ الثَّعْلَبِ ( بِقَوْلِهِ أَي الرَّاجِزِ وهو غَاوِي بنُ ظَالمٍ السُّلَمِيُّ وقِيلَ : أَبُو ذَرَ الغِفَارِيُّ وقيل : العَبَّاسُ بنُ مرْدَاس السُّلَمِيّ :
( أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بَرَأْسِه )
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
كذا قاله الكِسَائيُّ إِمَامُ هذا الشِّأْنِ واسْتَشْهَدَ به وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ ، وكَفَى بهما عُمْدَة ، ( غَلَطٌ صَرِيحٌ ) ، خَبَرُ المُبْتَدَإِ ، قال شَيْخُنَا : وهَذَا منه تَحَامُلٌ بَالِغٌ ، كَيْفَ يُخْطِّىءُ هاذَيْنِ الإِمَامَيْنِ ، ثِمَّ إِنَّ قَوْلَهُ ( وهُوَ ) أَي الجَوْهَرِيّ ( مَسْبُوقٌ ) ، أَيْ سَبَقَهُ الكِسَائِيُّ فِي الغَلَطِ ، كالتَّأْيِيد لِتَغُليطِهِ ، وهو عَجِيبٌ ، أَمَّا أَوَّلاً فَإِنَّه نَاقِلٌ ، وهو لا يُنْسَبُ إِلَيْهِ الغَلَطُ ، وثَانِياً فَالكِسَائِيُّ ممَّنْ يُعْتَمَدُ عليه فيما قاله ، فكَيْفَ يَجُعَلُهُ مَسْبُوقاً في الغَلَطِ ، كما هو ظَاهِرٌ عند التَّأَمُّلِ ، ثمَّ قال : ( والصَّوَابُ فِي البَيْت فَتْحُ الثَّاءِ ) المثَلَّثَةِ مِن الثُّعْلُبانِ ( لأَنَّهُ ) على ما زَعَمَهُ ( مُثَنَّى ) ثَعْلَبٍ ، ومِن قِصَّتِه . ( كان غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى ) وَقِيلَ : غاوِي بنُ ظَالِم ، وقيلَ : وَقَعَ ذلك للْعَبَّاس بن مرْدَاس ، وقيل لأَبِي ذَرَ الغِفَارِيِّ ، وقد تَقَدَّمَ ، ( سَادناً ) أَيْ خَادماً ( لصَنَمٍ ) هو سُواعُ ، قاله أَبُو نُعَيمٍ ، وكانتْ ( لبَني سُلَيْمِ ) بنِ مَنْصُور ، بالضَّمِّ القَبيلَة المَعْرُوفَةُ ، وهذا
____________________

(2/89)


يُؤَكِّدُ أَنَّ القِصَّةَ وقَعَتْ لاِءَحَدِ السُّلَمِيَّيْنِ ، ( فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَه إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبَانِ ، يشْتَدَّانِ ) أَيْ يَعْدُوَانِ ( حَتَّى تَسَنَّمَاهُ ) : عَلَيَاهُ ، ( فَبَالاَ عَلَيْهِ ، فقال ) حِينَئذ ( البَيْتَ ) المَذْكُورَ آنِفاً ، اسْتَدَلَّ المُؤَلِّفُ بهذه القِصَّة على تَخْطِئَةِ الكِسَائِيِّ والجَوْهَرِيِّ ، والحَدِيثُ ذَكَرَهُ البَغَوِيُّ في مُعْجَمِهِ ، وابنُ شَاهِينَ وغَيْرُهُمَا ، وهو مَشْرُوحٌ في دلائِلِ النُّبُوَّة لاِءَبِي نُعَيم الأَصْبَهَانِيِّ ونَقَلَهُ الدَّمِيرِيُّ في حَيَاة الحَيَوَان ، وقال الحَافِظُ ابن ناصِرٍ : أَخْطَأَ الهَرَوِيُّ في تَفْسِيرِهِ وصَحَّفَ في رِوَايَتِهِ ، وَإِنَّمَا الحَدِيث : فجَاءَ ثُعْلُبَانٌ ، بالضَّمِّ ، وهو ذَكَرُ الثَّعَالبِ اسْمٌ له مُفْرَدٌ لاَ مُثَنًّى ، وأَهْلُ اللُّغَة يَسْتَشْهِدُونَ بالبَيْتِ للْفَرْق بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنْثَى ، كما قَالُوا : الأُفْعُوَانُ : ذَكَرُ الأَفَاعِي ، والعُقْرُبَانُ : ذَكَرُ العَقَارِبِ ، وحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عن الجَاحِظِ أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي البَيْتِ إِنَّمَا هي بالضَّمِّ على أَنَّه ذَكَرُ الثَّعَالبِ ، وصَوَّبَهُ الحافِظُ شَرَفُ الدَّينِ الدِّمْيَاطيُّ وغَيْرُه مِنَ الحُفَاظِ ، وَرَدُّوا خِلاَفَ ذلكَ ، قالهُ شَيْخُنَا ، وبه تعلَمُ أَنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ : الصَّوَابُ ، غَيْرُ صَوَاب . ( ثُمَّ قال : يا مَعْشَرَ سُلَيمْ ، لا وَاللَّهِ ) هذَا الصَّنَمُ ( لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ ، ولا يُعْطِي ولاَ يَمْنَعُ . فَكَسرَهُ ولَحِقَ بالنَّبِبِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْح ، ( فقال ) النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( مَا اسْمُكَ ؟ فقال : غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى ، فقال : بَلْ أَنْتَ رَاشِدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ ) وعَقَدَ له على قَومِهِ . كذَا في التَّكْملَةِ . وفي طَبَقَات ابْنِ سَعْد : وقال ابن أَبِي حَاتِمٍ : سَمَّاهُ رَاشدَ بنَ عَبْد الله .
( وهي ) أَي الأُنْثَى ( ثَعْلَبَةٌ ) ، لا يَخْفَى أَنَّ هَذَا القَدْرَ مَفْهُومٌ منْ قَوْلِهِ أَو الذَّكَرُ إِلخ ، فذِكْرُه هنا كالاسْتدْرَاكِ مع مُخَالَفَته لقَاعدَتِهِ ، وقال الأَزْهَرِيُّ : الثَّعْلَبُ الذَّكَرُ ، والأُنْثَى ثُعَالَةُ ( ج ثَعَالبُ وثَعَالٍ ) عن اللِّحْيَانِيِّ ، قال ابنُ سِيدَه : ولا يُعْجِبُنِي قَوْلُهُ ، وأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يِجزْ ثَعَالٍ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ كَقَوْله رَجُلٍ منْ يَشْكُرَ :
____________________

(2/90)



لهَا أَشَاريرُ مِنْ لَحْم تُتَمِّرُهُ
مِنَ الثِعَالِي ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
وَوَجَّهَ ذلك فقال : إِنَّ الشَّاعرَ لَمَّا اضْطُرَّ إِلَى اليَاءِ أَبْدَلَهَا مَكَانَ البَاءِ ، كما يُبْدِلُهَا مَكَانَ الهَمْزَةِ .
( وَأَرْضٌ مَثْعَلَةٌ ) كَمَرْحَلَة ( ومُثَعْلِبَةٌ ) بِكَسرِ : اللاَّمِ ذَاتُ ثَعَالِبَ أَيْ ( كَثيرَتُهَا ) . في ( لسان العرب ) : وأَمَّا قَوْلُهُمْ : أَرْضٌ مَثْعَلَةٌ فَهُوَ مِن ثُعَالَةَ ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ منْ ثَعْلَب ، كما قالُوا مَعْقَرةُ : لأَرْضٍ كَثِيرَةِ العَقَارِب .
( و ) الثَّعْلَبُ ( : مَخْرَجُ المَاءِ إِلَى الحَوْضِ ) هاكَذَا في النُّسَخِ ، والذي في ( لسان العرب ) : مِنَ الحَوْضِ . ( و ) الثَّعْلَبُ ( : الجُحْرُ ) الذي ( يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ ) ، والثَّعْلَبُ : مَخْرَجُ المَاءِ ( مِنَ الجَرينِ ) أَيْ جَرِينِ التَّمْرِ ، وقِيلَ : إِنَّهُ إِذَا نُشرَ التَّمْرُ في الجَرِينِ فَخَشُوا عَلَيْهِ المَطَرَ عَمِلُوا لَهُ حَجَراً يَسيلُ مِنْه مَاءُ المَطَر ، وفي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلماسْتَسْقَى يَوْماً ودَعَا ، فقَامَ أَبُو لْبَابَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ التَّمْرَ فِي المَرَابِدِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللاهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزَارِهِ ، أَوْ رِدَائهِ ، فَمُطِرْنَا حَتَّى قَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ ) . والمِرْبَدُ : مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ ، وثَعْلَبُه : ثُقْبُهُ الذي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ .
( و ) الثَّعْلَبُ ( : طَرَفُ الرُّمْحِ الدَّاخِلُ في جُبَّةِ السِّنَانِ ) منه .
( و ) الثَّعْلَبُ ( : أَصْلُ الفَسِيل إِذَا قُطِعَ مِنْ أُمِّه ، أَو ) هو ( أَصْلُ الرَّاكُوبِ فِي الجِذْعَ ) مِن النَّخْلِ ، قَالَهُما أَبُو عَمْرٍ و .
( و ) الثَّعْلَبَةُ ( بهاءٍ : العُصْعُصُ ) ، بالضَّمِّ ، ( و ) الثَعْلَبَةُ ( : الاسْتُ ، و ) بِلاَ لاَم ( اسْمُ خَلْقٍ ) لاَ يُحْصَوْنَ عَدًّا من العُلَمَاءِ والمُحَدِّثينَ ، قَال السُّهَيْليُّ في الرّوْض : ثَعْلَبَةُ في العَرَب
____________________

(2/91)


في الرِّجَالِ ، وقَلَّمَا سَمَّوْا بِثَعْلَب ، وإِنْ كان هُوَ القِيَاسَ ، كَمَا سَمَّوْا بِنَمِرٍ وذِئُب وسَبُعٍ ، لكن الثَّعْلَب مُشْتَرَكٌ إِذْ يُقَالُ : ثَعْلَبُ الرُّمْحُ وثَعْلَبُ الحَوْضِ ، فَكَأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْهُ لهذا الاشْتِرَاكِ ، نَقَلَه شيْخُنَا ( و ) بَنُو ثَعْلَبَةَ ( قَبَائِلُ ) شَتَّى ، خَبَرُ مُبْتَدَإٍ أَوْ مَعْطُوفٌ عَلَى خَلق ، ويُقَالُ لهم : الثَّعَالِبُ ، فَثَعْلَبَةُ في أَسَدٍ ، وثعْلَبَةُ في تَمِيمٍ ، وثَعْلَبَةُ في رَبِيعَةَ ، وثَعْلَبَةُ في قَيْسٍ ، ( و ) منْهَا ( الثَّعْلَبَتَان : ) قَبِيلَتَانِ مِن طَيِّىءٍ وهما ثَعْلَبَةُ ( بنُ جَدْعَاءَ ) بنِ ذُهْلِ بنِ رُومَانَ بنِ جُنْدَبِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَة بنِ طِيِّىءٍ ( و ) ثَعْلَبةُ ( بنُ رُومَانَ ) بن جُنْدَبٍ المذْكُورِ ، وهكذا في المُزْهِر فِيمَا ثِنِّىَ مِنْ أَسْمَاءِ القَبَائِلِ ، وقَرَأْتُ في أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ : الثَّعَالِبُ فِي طَيِّىءٍ ، يقال لهم : مَصَابِيحُ الظَّلاَمِ ، كالرَّبَائِعِ في تَمِيم ، قال عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ :
يَا أَوْسُ لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا
كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِى بِهِ الهَاوِيَهْ
يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي
قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ
وأُمُّ جُنْدَبٍ : جَدِيلَةُ بْنتُ سُبَيْع بْنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَر ، وإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ ، وفي الرَّوْضِ الأُنُفِ : وأَمَّا القَبَائِلُ ففيهم : ثَعْلَبَةُ بَطْنٌ مِن رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ ، وفِيهِم بغَيْرِ هَاءٍ : ثَعْلبُ بنُ عَمْرو ، مِن بَنِي شَيْبَانَ حَلِيفٌ في عَبْد قِيْسٍ ، شَاعرٌ ، قال شَيْخنا ، والنحْوِيُّ صاحبُ الفَصِيحِ هو أبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَب ( وثَعْلَبَةُ : اثْنَانِ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا ) قد أَوْصَلَهُمُ الحَافِظُ بنُ خَجَرٍ في الإِصَابَةِ ، وتِلْمِيذُهُ الحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ فَهْد في المُعْجَم إِلى مَا يُنيفُ على الأَرْبَعِينَ مِنْهُم ، ( و ) ثعْلَبَةُ ( بنِ عِبَاد ) كَكِتَاب العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ ثِقَة ، مِن الرَّابِعَةِ ، ( و ) ثَعْلَبَةُ ( بنُ سُهَيْل الطُّهَوِيُّ أَبُو مَالِكٍ الكُوفِيُّ ، سَكَنَ الرَّيَّ ، صَدُوقٌ ، مِنَ السَّابِعَةِ ( و ) ثَعْلَبَة ( بنُ مُسْلمٍ ) الخَثْعَميُّ الشَّامِيُّ مَسْتُورٌ ، من الخَامسَة ( و ) ثَعْلَبَةُ ( بنُ يَزِيدَ ) ، كَذَا في
____________________

(2/92)


نسختنا ، وفي بعضها بُرَيد الحَمّانِيّ ، كُوفِيّ صَدُوقٌ شِيعِيٌّ مِنَ الثَّالِثَة ( مُحَدِّثِونَ ، و ) أَما ( أَبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنيُّ ) مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّهِ خُشَيْنِ بنِ لأْيٍ ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ ، فَاخْتُلِفَ في اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ اخْتِلاَفاً كثيراً ، فقيلَ : هو ( جُرْثُومُ بنُ يَاسِر ) وفي نسخة نَاشِر ، ( أَو ) هو ( نَاشِبٌ أَو لابِسٌ أَو نَاشِمٌ أَو ) أَنَّ ( اسْمَهُ جُرْهُمٌ ) بالضَّمِّ ، ( صَحَابِيٌّ ) ، رَوَى عنه أَبُو إِدْريسَ الخَوْلاَنِيُّ . وأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ والأَشجَعِيُّ والثَّقَفِيُّ أَيْضاً صَحَابِيُّونَ كذا في ( المعجم ) ، ثمَّ إِنَّ قَوْلَهُ : وأَمَّا أَبُو ثَعْلَبَةَ إِلَى قَوْلهِ : صَحَابِيٌّ ، ثَابِتٌ فِي نُسْخَتِنَا ، قَالَ شَيْخُنَا : وكذَا في النُّسْخَةِ الطَّبلاوِيَّةِ ، والنُّسَخ المَغْرِبِيَّةِ ، وكَذَا في غَالِبِ الأُصُولِ المَشْرِقِيَّةِ ، وقد سَقَطَ في بعض من الأُصُولِ .
( وَدَاءُ الثَّعْلَبِ : ) عِلَّةٌ ( م ) يَتَنَاثَرُ مِنْهَا الشَّعْرُ : ( وعِنَبُهُ ) أَيِ الثَّعْلَبِ ( نَبْتٌ قَابِضٌ مُبَرِّدٌ ، وابْتِلاَعُ سَبْعِ ) وفي نُسْخَةِ : تِسْعِ ( حَبَّاتٍ مِنْهُ شِفَاءٌ للْيَرَقَانِ ) ، مُحَرَّكَةً : دَاءٌ مَعْرُوفٌ ، ( وقَاطعٌ للْحَبَلِ ) كَحَبِّ الخِرْوَعِ فِي سَنَتهِ ، وقِيلَ مُطْلَقاً ، ( مُجَرَّبٌ ) أَسَارَ إِلَيْهِ الحَكِيمُ دَاوُودَ في تَذْكِرَتِهِ ، وَسَبَقَه ابنُ الكُتْبِيّ ، في مَا لاَ يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه ، قَالَ شَيْخُنَا : والتَّعَرُّضُ لِمِثْلِ هؤلاءِ عُدَّ مِنَ الفُضُولِ ، كَمعا نَبَّه عليه العَامِليُّ في كَشْكُوله . ( وحَوْضُهُ ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وفي أُخْرَى بالمُعْجَمَةِ أَمَّا بالمُهْمَلَةِ ( : ع خَلْفَ عُمَانَ ) كَذَا فِي المراصد وغيرِه ، وأَمَّا بالمُعْجَمَة فمَوْضِعٌ آخَرُ وَرَاءَ هَجَرَ .
( وذُو ثُعْلُبَانَ بالضَّمَّ ) ، وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا فاعْتَرَضَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنَّ إِطْلاَقَهُ يَقْضِي أَنَّهُ بالفَتْحِ ، وضَبَطَهُ أَهْلُ الأَنْسَابِ بالضِّمَّ ، والشُّهْرَةُ هُنَا غَيْرُ كَافِيَةٍ ، لأَنَّ مِثْلَهُ غَرِيبٌ ( : مِنَ الأَذْوَاءِ ) ، وهُمْ فَوْقٍ الأَقْيَالِ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ قَالَ الصَّاغَانِيُّ : واسْمُهُ دَوْسٌ .
( وثُعَلِبَاتٌ ) كَذَا هُوَ في ( لسان العرب ) وغَيْرِه ( أَوْ ثُعَالبَاتٌ ، بضَمِّهمَا : ع ) وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ :
فرَاكِسٌ فَثُعْلِبَاتٌ
فذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالقَليبُ
____________________

(2/93)



( وقَرْنُ الثَّعَالِبِ ) هُوَ ( قَرْنُ المَنَازِلِ ) وهو ( مِيقَاتُ ) أَهْلِ ( نَجْدٍ ) ومَنْ مَرَّ عَلَى طَرِيقهِم بالقُرْب من مَكَّةَ ، وقَرْنُ الثَّعَالِبِ في طَرَف وأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى عَرَفَاتٍ ، وسيأْتي في ( قرن ) مَا فِيهِ مَزِيدٌ ، ويقال : إِنَّ ( قَرْنَ المَنَازِلِ ) جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ يُحْرِمُ مِنْهُ حَاجُّ اليَمَنِ .
( ودَيْرُ الثَّعَالِبِ : ع بِبَغْدَادَ ) .
( والثَّعْلَبِيَّةُ أَنْ يَعْدَوَ الفَرَسُ كَالكَلْبِ ) .
( و ) الثَّعْلَبِيّة : ( : ع بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ) عَلَى جَادَّتِهَا مِن الكُوفَةِ مِنْ مَنَازِلِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
ثَعْلَبَ الرَّجُلُ مِنْ آخَرَ ، إِذَا جَبُنَ ورَاغَ ، وقِيلَ : إِنَّ صَوَابَهُ تَثَعْلَبَ ، أَيْ تشَبَّهَ بالثَّعْلَبِ فِي رَوَاغَانِهِ قَالَ رُؤْبةُ :
فَإِنْ رَآنِي شَاعِرٌ تَثَعْلَبَا
وإِنْ حَدَاهُ الحَيْنُ أَوْ تَذَأَبَا
نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
وأَيْت ثعالب : مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ ، وإِلَيْهِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو مَهْدِيّ عِيسَى بنُ مَحَمَّدِ بنِ عَامِرٍ الثَعَالِبِيُّ الجَعْفَرِيُّ ، ممَّنْ أَجَازَهُ البَابِلِيُّ وغَيْرُهُ ، وقَدْ حَدَّثَ عنه شُيُوخُ مَشَايِخِنَا ، تُوَفِّيَ بِمَكَّةَ سنة 1080 .
ثغب : ( الثَّغْبُ : ) هُوَ ( الطَّعْنُ والذَّبْحُ ) ( نَقَلَهُ الصَاغَانِيُّ ، ( و ) الثَّغْبُ ( : أَكْثَرُ مَا بَقِيَ مِنَ المَاءِ فِي بَطْنِ الوَادِي ) وقِيلَ : هُوَ بَقيَّةُ المَاءِ العَذْبِ فِي الأَرْضِ ، وقِيل : هُوَ أُخْدُودٌ تَحْتَفِرُه المَسَايِلُ مِنْ عَلُ ، فإِذَا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمْثَالَ القُبُورِ والدَّبَارِ ، فَيَمْضِي السَّيْلُ عَنْهَا ويُغَادرُ المَاءَ فِيهَا فَتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُدُ ، فَلَيْسَ شَيءٌ أَصْفَى مِنْه وَلاَ أَبْرَدَ ، فَسْمِّيَ المَاءُ بذَلكَ المَكَانِ ، ( ويُحَرَّكُ ) ، وهُوَ الأَكْثَرُ ، ( ج ثِغَابٌ ) ، بالكَسْرِ ، وهو القِيَاسُ في المَفُتُوح والمُحَرَّك ، ( وأَثْغَابٌ ) جَمْعُ المُتَحَرَّكِ ، ( وثِغْبَانٌ بالكَسْرِ ) مثْل شَبَث وشِبْثَانٍ ( والضَّمِّ ) مثْلُ حَمَلٍ
____________________

(2/94)


وحُمْلاَنٍ ، قَالَ الأُخْظَلُ :
وَثَالِثَةٍ مِنَ العَسَلِ المُصَفَّى
مُشَعْشَعَةٍ بثِغْبَانِ البِطَاحِ
ومنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ : بِثُغْبان ، بالضِّمد وهُوَ عَلَى لُغَةِ ثَغْبٍ بالأَكْكَان ، كعَبْدٍ وعُبْدَانِ ، وقِيلَ : كُلُّ غَدِيرٍ ثَغْبٌ ، وعَنِ اللّيْثِ : اللثَّغْبُ : مَا صَارَ في مُسْتَنْقَعٍ في صَخْرَةٍ ، وفي حَديث ابنِ مَسْعُودٍ ( مَا شَبَّهْتُ مَا غَبَرَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَ بِثَغْبٍ قَدْ ذَهَبَ صَفْوُهُ وبَقِيَ كَدَرُهُ ) وعن أَبِي عُبَيْد : الثَّغْبُ ، بالفَتْحِ والسُّكُونِ : المُطْمَئنُّ منَ المَوَاضِعِ في أَعْلَى الجَبَل يَسْتَنْقعُ فيه مَاءُ المَطَرِ ، قَالَ عَبيد :
وَلَقَدْ تَحُلُّ بِهَا كَأَنَّ مُجَاجَهَا
ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوُهُ بِمُدَامِ
وقيل هو غَديرٌ فِي غَلْظٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ عَلَى صَخْرَةِ ، ويكونُ قَليلاً ، وفي حَدِيث زِيَادٍ ( فُثِئَتْ بِسُلاَلَةٍ مِنْ معاءِ ثَغْب ) . وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : الثَّغَبُ : مَا اسْتَطَالَ في الأَرْض ممَّا يَبْقى من السَّيْل إِذَا انْحَسَرَ يَبْقَى منه في حَيْد منَ الأَرْضِ فَالمَاءُ بمَكَانِهِ ذلك ثَغَبٌ ، قَالَ واضْطُرَّ شَاعر إِلى إِسْكَان ثَانيه فَقَال :
وَفِي يَدِي مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ ذُو شُطَب
أَنِّى بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمرُ
شَبَّهَ السَّيْفَ بذلك المَاءِ في رِقَته وصَفَائِهِ ، وأَرَادَ : لاِءَنِّي ، وقَالَ ابنُ السِّكِّيت : الثَّعْبُ تَحْتَبِرُهُ المَسَايِلُ مِنْ عَلُ فالمَاءُ ثَغْبٌ ( والمكانُ ثَغْبٌ ) وهُمَا جَمِيعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ ، قَالَ الشَّاعرُ :
وَمَا ثَغَبٌ بَاتَتْ تُصَفِّقُهُ الصَّبَا
قَرَارَةَ نِهْيِ أَتْأَقَتْهَا الرَّوَائِحُ
( و ) مِنَ المَجَازِ ( تَثَغَّبَتْ لِثَتُهُ بالدَّم سالَتْ ، والثَّغَبُ مُحَرَّكَةً : ذَوْبُ الجَمَدِ ) والجَمْعُ ثُغُبَانٌ ، كعُثْمَانَ ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الثُّغْبَانُ : مَجَارِي المَاءِ ، وبَيْنَ كِلَّ ثَغْبَيْنِ طَرِيقٌ ، فإِذا زَادَت المِيَاهُ ضَاقَتِ المَسَالِكُ فَدَقَّتْ ، وأَنشد :
____________________

(2/95)



مَدَافعُ ثُغْبَانٍ أَضَرَّ بِهَا الوَبُلُ
( و ) قِيلَ الثَّغَبُ هُوَ ( الغَدِيرُ ) يَكُونُ ( في ظِلِّ جَبَلٍ ) لاَ تُصِيبُهُ الشَّمْسُ فَيَبْرُد مَاؤُهُ وجَمْعُهُ ثُغْبَانٌ .
وفي الأَساس : وثَغَبَ البَعِيرُ شَفَتَه : أَخْرَجَهَا .
ورُضَابٌ كالثَّغْبِ وهُوَ المَاءُ المُسْتَنْقَعُ فِي صَخْرَةٍ . وقد تَقَدَّم في المُهْمَلَةِ : أَنَّ الثُّعْبَان : اسْمُ مَاءٍ .
ثغرب : ( الثِّغْرِبُ ) أَهْمَلَه الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ هو ( بالكَسْرِ ) وفي بعض النُّسَخِ بالضَّمِّ والكَسْرِ ( : الأَسْنَانُ الصُّفْرُ ) قَالَ :
ولا عَيْضَمُوزٌ تُنْزِرُ الضَّحْكَ بَعْدَمَا
جَلَتْ بُرْقُعاً عَنِ ثِغْرِبٍ مُتَنَاصِل
ثقب : ( الثَّقْبُ : الخَرْقُ النَّافِذُ ) ، بالفَتْحِ ، قِيلَ هُوَ مُقَابِلُ الشَّقِّ ( ج أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ ) وقد ( ثَقَبَهُ ) يَثْقُبُهُ ثَقْباً ( وثَقَّبَهُ ) ، شُدِّدَ للُكَثْرَةِ ( فَانْثَقَبَ وتَثَقَّبَ ، وتَثَقَّبْتُه ) مِثْلُ ثَقَبْتُه ، قال العَجَّاجُ :
بِحَجنات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
ودُرٌّ مُثَقَّبٌ ، أَيْ مَثْقُوبٌ ، وثَقَّبَ الَّلآّلُ ، الدُّرَّ ، وعنْدَهُ دُرُّ عَذَارَى لَمْ يُثَقَّبْنَ .
وحنَّ كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ .
( والمِثْقَبُ آلَتُهُ ) التي يَثْقُبُ بِهَا ولُؤْلُؤَاتٌ مَثَاقِيبٌ ، وَاحِدُهَا : مَثْقُوبٌ ،
( و ) المِثْقَبُ ( : طَريقُ العِرَاقِ مِنَ الكُوفَة إِلَى مَكَّةَ ) ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، وفي ( لسان العرب ) : طَرِيقٌ فِي حَرَّةٍ وغَلْظٍ ، وكان فيمَا مَضَى طَريقٌ بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَةِ يُسَمَّى مِثْقَباً .
وفي الأَساس : ومنَ المَجَازِ : وهُوَ طَلاَّعُ المَثَاقبِ ، أَيِ الثَّنَايَا ، الوَاحدَةُ مِثْقَبٌ ، لأَنَّهُ يَنْفُذُ فِي الجَبَلِ فَكَأَنَّهُ
____________________

(2/96)


يَثْقُبُهُ ، ومنه سُمِّيَ طَرِيقُ العِرَاقِ إِلَى مَكَّةَ المِثْقَبَ ، يُقَالُ : سَلَكُو المِثْقَبَ أَيْ مَضَوْا إِلَى مَكّةَ ، انتهى ، قَالع شَيْخُنَا : والذي ذَكَره البَكْرِيُّ وصَاحبُ المَرَاصِدِ أَنَّهُ سُمِّيَ لِمُرُورِ رَجُلٍ بِهِ يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ ، قَالَ في المراصد : سُمِّيَ بِذَلكَ لاِءَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ حِمْيَرَ بَعَثَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ عَلَى جَيْشٍ كَثيرٍ إِلَى الصِّينِ ، فَأَخَذَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ فَسُمِّيَ بِهِ ، وقِيلَ : إِنَّهُ طَرِيق مَا بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَة .
قُلْتُ : وقَالَ ابنُ دُرَيْد : مِثْقَبٌ : طَرِيقٌ كَانَ بَيْنَ الشَّامِ والكُوفَةِ ، وكَانَ يُسْلَكَ فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ .
( و ) المُثَقِّبُ ، ( كَمُحَدِّثٍ : لَقَبُ عَائِذ بنِ مِحْصَنٍ ) العَبْدِيِّ ( الشَّاعِر ) مِنْ بَني عَبْدِ القَيْس بنِ أَفْصَى ، سُمِّيَ به لِقَوْلِهِ .
ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلْنَ رَقْماً
وَثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ للْعُيُون
الوَصَاوِصُ : جَمْعُ وَصْوَصٍ ، وهو ثُقْبٌ فِي السِّتْرِ وغَيْرِهِ على مِقْدَارِ العَيْنِ تَنْظُرُ منه . وفي الأَساس : وثَقَّبْن البَرَاقِعَ لِعُيُونِهِنَّ ، وبِهِ سُمِّي الشَّاعِرُ .
( و ) المَثْقَبُ ( كَمَقْعَد : الطَّرِيقُ ، العَظِيمُ ) يَثْقُبهُ النَّاسُ بِوَطِءِ أَقْدَامِهِمْ قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و ، ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ المَنْقَبِ ، بالنُّونِ ، وهُوَ مَجَازٌ .
( وتثقبت النَّارُ ثُقُوباً ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ ، والصَّوَابُ مَا فِي ( لسان العرب ) : وثَقَبَتِ النَّارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً ونَقَابَةً ( : اتَّقَدَتْ ، وثَقَّبَهَا هُوَ ) بالتَّشْدِيدِ ( تَثْقِيباً ، وأَثْقَبَهَا وتَثَقَّبَهَا ) ، قَالَ أَبُو زَيْد : تَثَقَّبْتُ النَّارَ فَأَنَا أَتَثَقَّبْهَا تَثَقُّباً ، وأَثْقَبْتُهَا إِثْقَاباً ، وثَقَّبْتُ بِهَا تَثْقِيباً ، ومَسَّكْتُ بِهَا تَمْسِيكاً ، وذلك إِذَا فَحَصْتَ لَهَا فِي الأَرْضِ ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَيْهَا بَعْراً وَضِرَاماً ثُمَّ دَفَنْتَهَا فِي التُّرَابِ ، ويُقَالُ تَثَقَّبْتُهَا تَثَقُّباً ، حينَ تَقْدَحْهَا .
( والثَّقُوبُ كَصَبُورٍ ، و ) ثِقَابٌ مِثْلُ
____________________

(2/97)


( كِتَابٍ : مَا أَثْقَبَهَا بِهِ ) وأَشْعَلَهَا بِهِ مِنْ دِقَاقِ العِيدَانِ ، ويُقَالُ : هَبْ لِي ثَقُوباً ، أَيْ حُرَاقاً ، وهُوَ مَا أَثْقَبْتَ بِهِ النَّارَ أَيْ أَوْقَدْتَهَا بِهِ ، والثُّقُوبُ : مَصْدَرُ النَّارِ الثَّاقِبَةِ ، والكَوْكَبِ الثَّاقِبِ ، وتَثْقِيبُ النَّارِ تَذْكيَتُهَا ، وفي الأَسَاس : ومنَ المَجَازِ أَثْقِبْ نَارَكَ بِثَقُوبٍ ، وهُوَ ما يُثُقَبُ به مِن نَحْوِ حُرَاقٍ وَبَعْرٍ .
قُلْتُ : والعَرَبُ تَقُولُ : أَثْقِبْ نَارَكَ أَيْ أَضِئْهَا ، للمُوقِد .
( و ) مِنَ المَجازِ ثَقَبَ ( الكَوْكَبُ : ثُقُوباً ( : أَضَاءَ ) وشِهَابٌ ثَاقِب ، أَيْ مُضِيءٌ وفي الأَساس : كَوْكَبٌ ثَاقِبٌ ودُرِّيءٌ شَديدُ الإِضاءَة والتَّلأْلُؤِ كَأَنَّه يَثْقُبُ الظُّلْمَةَ فَيَنْفُذُ فِيهَا وَيَدْرَؤُهَا ، وكَذَا السِّرَاجُ والنَّارُ وَثَقَّبْتُهُمَا وأَثْقَبْتُهُمَا .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ثَقَبَتِ ( الرَّائحةُ : سَطَعَتْ وهَاجَتْ ) أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ .
بِرِيحِ خُزَامَى طَلَّة مِنْ ثِيَابِهَا
وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّد المِسْكِ ثَاقِبِ
( و ) ثَقَبَتِ ( النَّاقَةُ ) تَثْقُبُ ثُقُوباً وهي ثاقبٌ ( : غَزُرَ لَبَنُهَا ) ، عَلَى فَاعِلٍ ، ويقالُ إِنَّهَا لَثَقيبٌ مِنَ الإِبلِ ، وهِيَ الَّتِي تُحَالِبُ غِزارَ الإِبلِ فَتَغْزُرُهُنَّ ، ونُوقٌ ثُقُبٌ ، وهُوَ مَجَازٌ ، كذَا في الأَساس .
( و ) ثَقَبَ ( رَأْيُهُ ) ثُقُوباً ( : نَفَذَ ) ، وقَوْلُ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ .
ونَشَّرْتُ آيَاتٍ عَلَيْهِ ولَمْ أَقُلْ
مِنَ العِلْمِ إِلاَّ بالَّذِي أَنَا ثَاقبُهْ
أَرَادَ ثَاقِبٌ فِيهِ ، فَحَذَفَ ، أَوْ جَاءَ بِه عَلَى : يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( وهُوَ مِثْقَبٌ ، كَمِنْبَرٍ ، نَافِذُ الرَّأْيِ ) ، والمِثْقَبُ أَيْضاً : العَالِمُ الفَطِنُ ، ومِنْه قَوْلُ الحَجَّاجِ لابنِ عَبَّاسٍ : إِنْ كَانَ لَمِثْقَباً ، أَيْ ثَاقبَ العِلْمِ مُضيئَهُ .
( و ) رَجُلٌ ( أُثْقُوبٌ ) بالضَّمِّ ( : دَخَّالٌ في الأُمُور ) وفي ، الأَسَاس : ومنَ المَجَازِ : رَجُلٌ ثَاقبٌ الرَّأْيِ إِذَا كَانَ جَزْلاً نَظَّاراً ، وأَتَتْنِي عَنْكَ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ : خَبَرٌ يَقينٌ ، انتهى .
____________________

(2/98)



( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ثَقَّبَهُ الشَّيْبُ تَثْقِيباً ) وَخَطَهُ ، ( وَثَقَّبَ فيه ) ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ( : ظَهَرَ ) عَلَيْهِ ، وقِيلَ : هُوَ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الثَّقِيبُ ، كأَمِير : والثَّقِيبَةُ ( : الشَّدِيدةُ الحُمْرَةِ ) مِنَ الرِّجَال والنِّساءِ ، يُشَبَّهَان بِلَهَبِ النَّارِ فِي شِدَّةَ حُمْرَتِهِمَا ، ( ثَقُبَ كَكَرُمَ ) يَثْقُبُ وفيهما ، ( ثَقَابَةً : و ) الثَّقِيبُ ( : الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ النُّوقِ ، كَالثَّاقِبِ ) قَالَهُ أَبُو زَيْد ، وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً .
( وثَقْبُ : ة باليَمَامَةِ ، و ) ثَقْبُ ( بنُ فَرْوَةَ ) بنِ البَدَن السَّاعدِيّ ، وفي نُسْخَةٍ أَبُو فَرْوَةِ ، وهُوَ خَطَأٌ ، ( الصَّحَابِيُّ أَوْ هُوَ ) أَيِ الصَّحَابِيُّ ثُقَيْبٌ ( كَزُبَيْر ) قَالَهُ ابنُ القَدَّاحِ ، وهُوَ الذِي يُقَالُ لَهُ الأَخْرَسُ ، ويُقَالُ : ثَقْفُ ، وبالبَاءِ أَصَحُّ ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ ، وهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الأَنْصَارِ .
وقيلَ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي أُسَيْد السَّاعِدِيّ ، قُتِلَ بِأُحُدٍ ، كَذَا فِي ( المعجم ) .
( وثَقْبَانُ ) بالفَتْحِ ( : ة بالجَنَدِ ) بِاليَمَنِ ، بِهَا مَسْجِدُ سَيِّدِنَا مُعَاذ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه .
( ويَثْقُبُ كَيَنْصُرُ ) ورُوِيَ الفَتْحُ في القَافِ ( : ع بالبَادِيَةِ ) ، قال النَّابغةُ :
أَرَسْماً جَدِيداً مِنْ سُعَادَ تَجَنَّبُ
عَفَتْ رَوْضَةُ الأَجْدَادِ مِنْهَا فَيَثْقُبُ
كذا في ( المعجم ) وقَالَ عَامِرُ بنُ عمْرٍ و المُكَارِي :
وأَقْفَرَتِ العَبْلاءُ والرَّسُّ مِنْهُمُ
وأَوْحَشَ مِنْهُمْ يَثْقُبٌ فَقُرَاقرُ
( و ) ثُقَيْبٌ ( كَزُبَيْر : طَرِيقٌ مِن أَعْلَى الثَّعْلَبِيَّةِ إِلَى الشَّأْمِ وقِيلَ : هُوَ مَاءٌ ، قَالَ الرَّاعِي :
أَجَدَّتْ مَرَاغاً كالمُلاءِ وأَرْزَمَتْ
بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائقُهْ
( ) ومما يستدرك عليه :
____________________

(2/99)



ثَقَبَ القَدَّاحُ عَيْنَهُ لِيُخْرِجَ المَاءَ النازِلَ ، وَثَقَّبَ الحلَمُ الجِلْد فَتَثَقَّبَ ، وتَثَقَّبَ الجِلْدِ إِذَا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ ، وإِهَابٌ مُتَثَقِّب وفيه ثَقْبٌ وثُقْبةٌ وثُقُوبٌ وثُقَبٌ ، ويُقَالُ : ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُبُ ثُقُوباً إِذَا سَقَطَتِ الشَّرَارَةُ ، وأَثْقَبْتُهَا أَنَا إِثْقَاباً ، وزَنْدٌ ثَاقِبٌ هو الَّذِي إِذَا قُدِحَ ثَارتْ نَارُهُ ، ومِن المَجَازِ : حسَبٌ ثَاقبٌ ، إِذَا وُصِفَ بِشُهْرَتِهِ وارْتِفَاعِهِ ، قاله اللَّيْثُ ، وقال الأَصْمَعِيُّ : حَسَبٌ ثَاقبٌ : نعيِّرٌ مُتَوَقِّدٌ ، وعِلْم ثاقِبٌ ، مِنْه .
ومِنَ المَجَازِ : ثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ : مُطِرَ فَلاَنَ عُودُهُ ، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل : قد قَمِلَ ، فإِذَا زَادَ قَلِيلاً قيل : قد أَدْبَى ، وهو حِينَئذ يَصْلُحُ أَنْ يُؤْكَلَ ، فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل : قد أَخْوَصَ ، ( و ) في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ } ( الطارق : 2 ، 3 ) أَي ( المُرْتَفِعُ على النُّجُومِ ) والعَرَبُ تقول لِلطَّائِرِ إِذَا حَلَّقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ قد ثَقَبَ ، وفي الأَساس : وثَقَّبَ الطَّائِرُ : حَلَّقَ كَأَنَّه يَثْقُبُ السُّكَاكَ ، وهو مَجَازٌ ، وقال الفَرَّاءُ : الثَّاقبُ : المُضِيءُ ( أَوْ ) هُوَ ( اسْمُ زُحَلَ ) وكُلُّ ذلك جَاءَ في التَّفْسيرِ ، كذا في ( لسان العرب ) .
ثلب : ( ثَلَبَه يَثْلِبهُ ) ثَلْباً مِن بَابِ ضَرَبَ ( : لاَمَهُ وعَابَهُ ) وصَرَّحَ بِالعَيْبِ ، وقال فيه ، وتَنَقَّصَهُ ، قالَ الرَّاجِزُ :
لاَ يُحْسِن التَّعْريضَ إِلاَّ ثَلْبَا
وقيل : الثَّلْب : شِدَّةُ اللَّوْم والأَخْذُ بِاللِّسَان ( وهي المَثْلَبَةُ ) بفَتْحِ اللاَّمِ ( وتُضَمُّ اللاَّمُ ) وجَمْعُهَا المَثَالبُ وهي العُيُوبُ ، وما ثَلَبْتُ مُسْلِماً قَطُّ ، ومَالَكَ تَثْلِبُ النَّاسَ وتَثْلِمُ أَعْرَاضَهُمْ ، وما اشْتَهَى الثَّلْبَ ، إِلاَّ مَنْ أَشْبَهَ الكَلْبَ ، وما عَرَفْتُ فِي فلاَنِ مَثْلَبَةً ، وفُلاَنٌ مَثْلُوبٌ وذُو مَثَالِبَ ، ومَا أَنْتَ إِلاّ مِثْلَبٌ ، أَي عَادَتُكَ الثَّلْبُ : وَمَثَالِبُ الأَميرِ والقَاضِي : مَعَايِبُهُ .
____________________

(2/100)



( و ) ثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً ( : طَرَدَهُ ، و ) ثَلَبَ الشَّيْءَ ( : قَلَبَهُ ، و ) ثَلَبَهُ ( ثَلَمَهُ ) ، على البَدَلِ .
( والثِّلْبُ بالكَسْرِ : الجَمَلُ ) الذي ( تَكَسَّرَتْ أَنْيَابُهُ هَرَماً وتَنَاثَرَ هُلْبُ ذَنَبِهِ ) أَي الشَّعَرُ الذي فيه ( ج أَثْلاَبٌ وثَلَبَةٌ ، كَقِردَة ) وقِرْد ( وهي ) ثِلْبَةٌ ( بِهَاءٍ ) ، تقولُ منه : ثَلَّبَ البَعِيرُ تَثْلِيباً ، عن الأَصْمَعِيِّ قاله في كتاب الفَرْق ، وفي الحديث ( لهم مِنَ الصَّدَقَةِ الثِّلْبُ والنَّابُ ) الثلْبُ مِن ذُكُور الإِبلِ الذي هَرِمَ وتَكَسَّرَتْ أَنْيَابُهُ ، والنَّابُ : المُسِنَّةُ من إِنَاثهَا . ( و ) مِن المَجَازِ الثَّلْبُ بالكَسْرِ بمَعْنَى ( الشَّيْخِ ، هُذَليَّةٌ ، قال ابنُ الأَعْرَابيِّ : هو المُسنُّ ، ولَمْ يَخُصَّ بهذه اللَّغَة قَبِيلَةً من العَرَبِ دُونَ أُخْرَى وأَنشد :
إِمَّا تَرَيْني اليَوْمَ ثَلْباً شَاخصَا
ورَجُلٌ ثِلْبٌ : مُنْتَهَى الهَرَمِ مُتَكَسِّرُ الأَسْنَان ، والجَمْعُ أَثْلاَبٌ والأُنْثَى ثِلْبَةٌ ، وأَنْكَرَهَا بَعْضُهُمْ وقال : إِنَّمَا هي ثِلْبٌ ، وقَدْ ثَلَّبَ تَثْلِيباً ، وفي حَدِيثِ ابنِ العَاصِ كَتَبَ إِلى مُعَاويَةَ : إِنَّكَ جَرَّبْتَني فَوَجَدْتَني لَسْتُ بِالغُمْرِ الضَّرَعِ ولا بِالثِلْبِ الفَانِي ( و ) الثِلْبُ ( البَعِيرُ ) إِذَا ( لَمْ يُلْقِحْ ) وهو حَقِيقَةٌ فيه ، وفي الشَّيْخُ الخَرَمِ مَجَازٌ ، ( و ) الثِّلْبُ : لَقَبُ رَجُل وهو أَيْضاً ( صَحَابِيٌّ أَوْ هُو بالتَّاءِ ) الفَوْقيَّةِ ( و ) قد ( تَقَدَّمَ ) الكَلاَمُ عليه ، حُكِيَ ذلكَ عن شُعْبَةَ ، ورأَيْتُ في طُرَّةِ كتاب المعجم لابنِ فَهْدٍ أَنَّ شُعْبَةَ كَانَ أَلْثَغَ ، فعلى هذا قَلَبَ التَّاءَ ثَاءٍ هُنَا لُثْغَةً لاَ لُغَةً .
( و ) الثَّلِبُ ( كَكَتِفٍ : المُتَثَلِّمُ مِن الرِّمَاحِ ) قال أَبو العِيَال الهُذَلِيُّ : وَقَدْ ظَهَرَ السَّوَابغُ فِيهمُ والبَيْضُ واليَلَبُ ومُطَّرِدٌ مِنَ الخَطِّيِّ لاَ عَارٍ وَلاَ ثَلِبُ .
ومِنْ سَجَعَات الأَساس : ثِلْبٌ عَلَى ثِلْب وبِيده ثَلِبٌ .
( و ) الثَّلَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : التَّقَبُّضُ ) قَالَ الفَرَّاءُ : يقال : ثَلِبَ جِلْدُهُ ،
____________________

(2/101)


كَفَرِحَ إِذَا تَقَبَّضَ ، ( و ) الثَّلَبُ أَيضاً ( : الوسَخُ ) ، يُقَالُ : إِنَّهُ لَثَلِبُ الجلدِ ، عن الفراءِ .
( والأَثْلَبُ ، ويُكسرُ : التُّرَابُ والحِجَارَةُ أَو فُتَاتُهَا ) أَي الحِجَارَة ، وكَذَا فُتَاتُ التُّرَابِ ، فالأَوْلَى تَثْنِيَةُ الضَّمِيرِ ، وقال شَمرٌ : الأَثْلَبُ بلُغَة أَهله الحجَازِ : الحَجَرُ وبلُغَة بنِي تَميم : التُّرابُ ، وبِفِيهِ الإِثْلبُ أَيِ التُّرَابُ والحجَارَةُ ، قَالَ رُؤْبَةُ :
وَإِنْ تُناهبْهُ تَجِدْهُ مِنْهَبَا
يَكْسُو حُرُوفَ حَاجبَيْهِ الأَثْلَبَا
وهُوَ التُّرَابُ ، وحكَى اللحْيَانِيّ : الأَثْلَبَ لَكَ أَيِ التُّرَابَ ، نَصَبُوهُ كأَنَّهُ دُعَاءٌ ، يُريدُ كَأَنَّهُ مَصْدَرٌ مَدْعُوٌّ بِهِ وإِنْ كَانَ اسْماً ، وفي الحديثِ ( الوَلدُ للْفرَاش وللْعَاهِرِ الإِثْلَبِ ) الإِثْلبُ بكَسْرِ الهمْزَة والَّلامِ وفَتْحهِمَا ، والفَتْحُ أَكْثَرُ : الحَجرُ ، وقيلَ : هُوَ التُّرَابُ ، وقيلَ دُقَاقُ الحجَارة ، والأَثْلَمُ كالأَثْلَبِ ، عن الهَجَريِّ قَالَ : لاَ أَدْري أَبَدَلٌ أَمْ لُغَةٌ وأَنشد :
أَحْلفُ لاَ أُعْطِي الخَبِيثَ دِرْهِمَا
ظُلْماً وَلاَ أُعْطِيهِ إِلاَّ الأَثْلَمَا
( والثَّليبُ ) كَأَمِير ( : الكَلأُ الأَسْوَدُ القَدِيمُ ) ، عَنْ كُرَاع ( أَوْ كَلأُ عَامَيْنِ ) أَسوَدُ ، وهُوَ الدَّرينُ ، حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ عَنْ أَبِي عَمْرو ، وأَنْشَدَ لعُبَادةَ العُقَيْليِّ :
رَعيْنَ ثَليباً ساعَةً ثُمَّ إِنَّنا
قَطَعْنَا عَلَيْهِنَّ الفِجَاجَ الطَّوَامسَا
( و ) الثَّليبُ ( : نَبْتٌ ) وهُو ( مِنْ نَجِيلِ ) : بالجِيمِ ( السِّبَاخِ ) عَنْ كُرَاع ، وبِرْذَوْنٌ مُثَالبٌ : يَأْكُلُهُ ) أَيِ النَّبْتَ المَذْكُورَ .
والثلَبُوتُ كَحَلَزُون إِشَارَة إِلى أَنَّ التَّاءَ أَصْليَّة ، وقَالَ شَيْخُنَا في شَرْحِ المُعَلَّقَات : الثَّلَبُوتُ مُحَرَّكَةً كَمَا في القَامُوس والمَرَاصد وغيرِهما ، وقَوْلُ
____________________

(2/102)


الفَاكِهيِّ في شَرْحِه : إِنَّ اللاَّمَ سَاكنَةٌ غَلَطٌ ، انتهى ، وأَجَازَ ابنُ جنِّي زِيَادَةَ تَائهَا حَمْلاً عَلَى جَبَرُوتٍ وإِخْوَته لفَقْدِ مَادّةِ ( ثلبت ) دُونَ ( ثلب ) قال أَبُو حَيَّانَ : وهُوَ الصَّحيحُ ، وهُوَ رَأْيُ ابنُ عُصْفُورٍ في المُمتع ، فموضعُ ذكْرِهَا التَّاءُ ، قَالَ شَيْخُنَا ولكنّ المُصَنِّفَ جَرَى على رَأْيِ أَبِي عَلِيَ الفَارِسِيِّ ، وهُوَ مُخْتَارُ أَبي حَيَانَ ( : وَادٍ ) كَذَا في ( الصحاح ) ( أَوْ أَرْضٌ ) كَذَا في ( لسان العرب ) ، واسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ لبيد :
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا
قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفَهَا آرَامُهَا
وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : ثَلَبُوتٌ : أَرضٌ ، أَسْقَطَ الأَلفَ واللاَّمَ ، ونَوَّنَ ، وقِيلَ : الثَّلَبُوتُ : اسْمُ وَادٍ ( بَيْنَ طَيِّىءٍ وذُبْيَانَ ) كَذَا في المَرَاصِد ، وقيلَ لِبَنِي نَصْرِ بنِ قُعَيْنٍ فيهِ ميَاهٌ كَثيرَةٌ ، وقيلَ لبَنِي قُرَةَ مِنْ بَني أَسَد ، وقِيلَ : ميَاهٌ لرَبِيعَةَ بنِ قُرَيْطٍ بِظَهْرِ نَمَلَى ، ( و ) منْ قَوْلِهِمْ : رُمْحٌ ثَلبٌ ( امْرَأَةٌ ثَالِبَةُ الشَّوَى ) أَيْ ( مُتَشَقِّقَةُ القَدَمَيْنِ ) قَالَ جَرِيرٌ :
لَقَدْ وَلَدَتْ غَسَّانَ ثَالِبَةُ الشَّوَى
غَدُوسُ السُّرَى لاَ يَعْرِفُ الكَرْمَ جِيدُهَا
ورَجُلٌ ثِلْبٌ بِالكَسْرِ وثَلِبٌ كَكَتِف ) أَيْ ( مَعِيبٌ ) ، وهُوَ مَجَازٌ .
ثوب : ( *!ثَابَ ) الرَّجُلُ *!يَثُوبُ *!ثَوْباً *!وثَوَبَاناً : رجع بَعْدَ ذَهَابِهِ ، ويُقَالُ : ثَابَ فُلاَنٌ إِلى اللَّهِ وتَابَ ، بالثَّاءِ والتَّاءِ ، أَيْ عَادَ وَرَجَعَ إِلى طَاعَتِه ، وكذلك أَثَابَ بمَعْنَاهُ ، ورَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابٌ *!ثَوَّابٌ مُنِيبٌ بِمَعْنًى وَاحد ، وثَابَ النَّاسُ اجْتَمَعُوا وجَاءُوا ، وثَابَ الشيءُ ( ثَوْباً *!وثُؤُوباً ) أَيْ ( رَجَعَ ، *!كَثَوَّبَ *!تَثْوِيباً ) ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لرَجُلٍ يَصِفُ سَاقيَيْن :
إِذَا اسْتَرَاحَا بَعْدَ جَهْدٍ *!ثَوَّبَا
( و ) من المَجَازِ : ثَابَ ( جِسْمُهُ ثَوَبَاناً ، مُحَرَّكَةً ) ، *!وأَثَابَ ( : أَقْبَلَ ) ، الأَخيرَةُ عن ابنِ قُتَيْبَةَ ، وأَثَابَ الرَّجُلُ :
____________________

(2/103)


ثَابَ إِلَيْهِ جِسْمُهُ وصَلَحَ بَدَنُهُ ، وأَثَابَ اللَّهُ جِسْمَهُ ، وفي ( التهذيب ) : ثَابَ إِلى العَليلِ جِسْمُهُ ، إِذا حَسُنَتْ حَالَهُ بَعْدَ نُحُوله ورَجَعَتْ إِلَيْهِ صِحَّتُهُ . ( و ) من المَجَازِ : ثَابَ ( الحَوْضُ ) يَثُوبُ ( ثَوْباً وثُؤُوباً : امْتَلأَ أَوْ قَارَبَ ، *!وأَثَبْتُهُ ) أَنَا ، قَالَ :
ثَدْ ثَكِلَتْ أُخْتُ بَنِي عَدِيَ
أُخيَّهَا في طَفَلِ العَشِيِّ
إِنْ لَمْ *!يَثُبْ حَوْضُكِ قَبْلَ الرِّيِّ
( و ) من المَجَازِ ( *!الثَّوَابُ ) بمَعْنَى ( العَسَلِ ) أَنْشَدَ ابْنُ القَطَّاعِ :
هِيَ أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ إِذَا مَا
ذُقْتُ فَاهَا وبَارِيءِ النَّسَمِ
( و ) الثَّوَابُ ( : النَّحْلُ ) لأَنّهَا تَثُوبُ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
مِنْ كُلِّ مُعْنِقَةِ وكُلِّ عَطَافَةٍ
مِنْهَا يُصَدِّقُهَا ثَوَابٌ يَرْعَبُ
وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً ، كَمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ ثَوَاباً ، يُقَالَ : أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ ، ( و ) الثَّوَابُ ( : الجَزَاءُ ) ، قَالَ شَيْخُنَا ظَاهِرُهُ كالأَزْهَرِيِّ أَنَّهُ مُطْلَقٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ لاَ جَزَاءُ الطَّاعَةِ فَقَطْ ، كَمَا اقْتَصَر علَيْهِ الجَوْهَرِيّ ، واسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { هَلْ *!ثُوِّبَ الْكُفَّارُ } ( المطففين : 36 ) وقد صَرَّح ابنُ الأَثِيرِ في النهاية بِأَنَّ الثوَابَ يَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ ، قَالَ ، إِلاَّ أَنَّهُ فِي الخَيْرِ أَخَصُّ وأَكْثَرُ استِعْمَالاً ، قلْتُ : وكذَا في ( لسان العرب ) .
ثُمَّ نقل شَيْخُنَا عن العَيْنِيِّ في شَرْح البُخَارِيِّ : الحَاصِلُ بِأُصُولِ الشَّرْع والعِبَادَاتِ : ثَوَابٌ ، وبالكَمَالاتِ : أَجْرٌ لاِءَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً ، بَدَلُ العَيْنِ ، والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَة ، إِلى هُنَا وَسَكَتَ عَلَيْهِ ، مَع أَنَّ الذِي قاله من أَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ في الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّةِ فَلْيُعَلَمْ ذلكَ ، ( *!كَالمَثُوبَةِ ) قَالَ اللَّهُ تَعَالى { *!لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ } ( البقرة : 103 )
____________________

(2/104)


( *!والمَثْوَبَةِ ) قال اللِّحْيَانِيُّ : ( *!أَثَابَه اللَّهُ ) مَثُوبَةً حَسَنَةً ، ومَثْوَبَةٌ بِفَتْحِ الواوِ شَاذٌّ ، ومنه قَرَأَ مَنْ قَرأَ { لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ } *!وأَثَابَهُ اللَّهُ *!يُثِيبُهُ *!إِثَابَةً : جَازَاهُ ، والاسْمُ الثَّوَابُ ، ومنْهُ حَدِيثُ ابْنِ التَّيِّهَان ( *!أَثِيبُوا أَخَاكُمْ ) أَيْ جَازُوهُ على صَنِيعِهِ ( و ) قد ( *!أَثْوَبَهُ ) اللَّهُ مَثُوبة حَسَنَةً ومَثْوَبَةً ، فأَظْهَرَ الوَاوَ عَلى الأَصْل ، وقال الكلاَبيُّونَ : لاَ نَعرِف المَثْوَبَةَ ولكن المَثَابةَ ( و ) كذا ( ثَوَّبَهُ ) اللَّهُ ( مَثُوبَتَهُ : أَعْطَاهُ إِيَّاهَا ) وثَوَّبهُ من كذَا : عَوَّضَهُ .
( *!ومَثَابُ ) الحَوْضِ *!وثُبَتُهُ : وَسَطُه الذي يَثُوبُ إِليه الماءُ إِذا اسْتُفْرِغَ .
*!والثُّبَةُ : ما اجْتَمَعَ إِليهِ المَاءُ في الوَادِي أَو في الغَائِطِ ، حُذفَتْ عَيْنُهُ وإِنَّمَا سُمِّيَتْ *!ثُبَةً لاِءَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إِلَيْهَا ، والهَاءُ عِوَضٌ عن الوَاوِ الذّاهِبَةِ من عَيْنِ الفِعْلِ ، كما عَوَّضُوا من قَوْلِهِمْ أَقَامَ إِقَامَةً ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، ولم يَذْكُر المُؤَلِّفُ ثُبَةً هنا ، بل ذكره فِي ثَبى مُعْتَلِّ الَّلامِ ، وقد عَابُوا عَلَيْهِ في ذلك ، وذكرهُ الجَوْهَرِيّ هنا ، ولكنْ أَجَادَ السَّخَاوِيُّ في سِفْرِ السَّعَادَةِ حَيْثُ قال : الثّبَةُ : الجَمَاعَةُ فِي تَفَرُّقٍ ، وهي مَحْذُوفَةُ الَّلامِ ، لأَنَّهَا من ثَبَيْتُ أَي جَمَعتُ ، وَوَزْنُهَا على هذا فُعَةٌ ، والثُّبَةُ ، أَيْضاً : وَسَطُ الحَوْضِ ، وهُوَ مِن ثَابَ يَثُوبُ ، لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إِليها أَي يَرْجِعُ ، وهِي مَحْذُوفَةُ العَيْنِ ووَزْنَهَا فُلَةٌ . انْتَهَى ، نقله شَيْخُنَا .
قُلْتُ : وأَصْرَحُ مِنَ هذَا قَوْلُ ابْنِ المُكَرَّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ : الثُّبةُ : الجمَاعةُ مِنَ النَّاس ويُجْمَعُ عَلَى *!ثُبًى ، وقد اختلَفَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي أَصْلِهِ فَقَال بَعْضُهُمْ : هي من ثَابَ أَي عَادَ ورجعَ ، وكان أَصْلِهَا ثُوَبَةً ، فَلَمَّا ضُمَّت الثاءُ حُذِفَتِ الوَاو ، وتَصْغِيرُهَا ثُوَيْبَةٌ ، ومن هذا أُخِذَ ثُبَةُ الحَوْضِ وهو وَسَطَهُ الذي يَثُوبُ إِليه بَقِيَّةُ المَاءِ وقولُه عزَّ وجلَّ : { فَانفِرُواْ *!ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً } ( النساء : 71 ) قال الفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ فانْفِرُوا عُصَباً إِذَا دُعيتُمْ إِلى السَّرَايا أَو دُعِيتُم لتَنْفِرُوا جَمِيعاً ، ورُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَّمٍ سأَلَ
____________________

(2/105)


يُونُسَ عن قَوْلِه عزَّ وجلَّ : { فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً } قال : ثُبَةٌ وثُبَاتٌ أَي فرْقَةٌ وفِرَقٌ ، وقال زُهَيْرٌ :
وَقَدْ أَغْدُوا عَلَى ثُبَة كِرَامٍ
نَشَاوَى وَاجِدينَ لمَا نَشَاءُ
قال أَبو مَصورٍ : *!الثُّبَاتُ : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ ، وكلُّ فرْقَة : ثُبَةٌ ، وهَذَا مِن ثاب ، وقال آخَرُون : الثُّبَةُ من الأَسْمَاءِ النَّاقصَة ، وهو في الأَصْل ثُبَيَة ، فالسَّاقطُ لاَمُ الفعْلِ في هذا القَوْل وأَما في القول الأَولِ فالسّاقِطُ عَيْنُ الفعْلِ ، انْتَهَى ، فإِذا عَرَفْتَ ذلك عَلمْتَ أَنَّ عَدَم تَعَرُّض المُؤَلِّفِ لثُبَة بمعْنَى وَسَط الحَوْض في ثَابَ غَفْلَةٌ وقُصُورٌ .
*!وَمَثَابُ ( البِئْرِ : مَقَامَ السَّاقِي ) مِنْ عُرُوشهَا على فَمِ البِئرِ ، قال القُطَامِيُّ يَصفُ البِئرَ وتَهَوُّرَهَا :
وَمَا *!لِمَثَابَاتِ العُرُوش بَقيَّةٌ
إِذَا اسْتُلَّ منْ تَحْت العُرُوشِ الدَّعَائِمُ
( أَوْ ) *!مَثابُ البِئْرِ ( : وَسَطُهَا ، *!ومَثَابَتُهَا : مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا ، و ) *!مَثَابَتُهَا ( : مَا أَشْرَفَ مِن الحِجَارَةِ حَوْلَهَا ) يَقُومُ عليها الرَّجُلُ أَحْيَاناً كَيْلاَ يُجَاحِفَ الدَّلْوَ أَو الغَرْبَ ( أَو ) مَثَابَةُ البِئرِ : طَيُّهَا ، عن ابْنِ الأَعْرَابيِّ ، قال ابنُ سِيدَهْ : لاَ أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا ( مَوْضِعَ طَيِّهَا ) أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذي هو بِنَاؤُهَا بِالحِجَارَةِ ، قال : وقَلَّمَا يَكُونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَراً ، ( و ) المَثَابَةُ ( : مُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهم ، *!كالمَثَابِ ) ورُبَّمَا قالوا لِمَوْضِع حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ ، قال الرَّاجِزُ :
حَتَّى مَتَى تَطَّلعُ *!المَثَابَا
لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصَاباً
يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ . والمَثَابَةُ : المَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إِلَيْهِ أَي يُرْجَعُ إِليه مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، ومنه قولُه تَعَالَى : { 2 . 009 واذ جعلنا البيت . . واءَمنا } ( البقرة : 125 ) وإِنَّمَا قيلَ للْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ لاِءَنَّ أَهْلَهُ
____________________

(2/106)


يَتَصَرَّفُونَ في أُمُورِهم ثُمَّ يَثُوبُونَ إِليهِ ، والجَمْعُ المَثَابِ ، قال أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ : الأَصْلُ في مَثَابَة مَثْوَبَةٌ ، ولكن حَرَكَة الواوِ نُقِلَتْ إِلى الثاءِ ونَبِعَتِ الواوِ الحَرَكَةَ فَانْقَلَبَتْ أَلفاً ، قال : وهذا إِعْلاَلٌ بِاتِّبَاع بَابِ ثَابَ ، وقِيلَ المَثَابَةُ والمَثَابُ وَاحدٌ ، وكذلك قال الفَرَّاءُ : وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ :
*!مَثَاباً لاِءَفْنَاءِ القَبَائِلِ كُلِّهَا
تَخُبّ إِلَيْهَا اليَعْمَلاَتُ الذَّوَامِلُ
وقال ثَعْلَبٌ : البَيْتُ : مَثَابَةٌ ، وقال بَعْضُهُمْ : مَثُوبَةٌ ، ولَمْ يُقْرَأْ بها .
قلتُ : وهَذَا المَعْنَى لم يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ مع أَنَّهُ مَذْكُورٌ في الصّحاحِ ، وهو عَجِيبٌ ، وفي الأَساس : ومنَ المَجَازِ : ثَابَ إِليه عَقْلُهُ وحِلْمُهُ ، وجَمَّتْ مَثَابَةُ البِئْرِ ، وهي مُجْتَمَعُ مَائهَا وبِئرٌ لَهَا *!ثائِبٌ أَيْ مَاءٌ يَعُودُ بَعْدَ النَّزْح وقَوْمٌ لهم ثَائِبٌ ، إِذا وَفَدُوا جَمَاعَةً بَعْدَ جَمَاعَةٍ .
وثَابَ مَالُهُ : كَثُرَ واجْتَمَعَ ، والغُبَارِ : سَطَعَ وكَثُرَ . *!وثُوِّبَ فُلانٌ بَعْد خَصَاصَةِ . وجَمَّتْ مَثَابَةُ جَهْلِهِ : اسْتَحْكَمَ جَهْلُهُ ، انتهى ، وفي ( لسان العرب ) قال الأَزهريُّ وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ : المَلأُ بِمَوْضع كَذَا وكَذَا مِثْلُ ثَائبِ البَحْرِ ، يَعْنُونَ أَنَّهُ غَضٌّ رَطْبٌ كَأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إِذَا فَاضَ بَعْدَ جَزْر . وثَابَ أَي عَادَ ورَجَعَ إِلى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ أَفْضَى إِليه ، ويُقَالُ : ثَابَ مَاءُ البِئرِ ، إِذَا عَادَتْ جُمَّتُهَا ، وما أَسْرَع *!ثَائِبَهَا ، وثَابَ المَاءُ إِذا بَلَغَ إِلى حاله الأَوَّل بَعْدَ ما يُسْتَقَى ، وثَابَ القَوْمُ : أَتَوْا مُتَوَاترِينَ ، وَلاَ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ ، وفي حَديث عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً انْتَقَصَ من سُبُلِ النَّاسِ إِلى *!مَثَابَاتِهِم
____________________

(2/107)


ْشَيْئاً ) قال ابنُ شُمَيْل إِلى ( مثاباتِهم أَيْ إِلى ) مَنَازِلِهِمْ ، الوَاحدُ مَثَابَة ، قال : والمَثَابَةُ : المَرْجِعُ ، والمَثَابَةُ : المُجْتَمَعُ ، والمَثَابَة : المَنْزِلُ ، لأَنَّ أَهْلَهُ يَثُوبُونَ إِليه أَي يَرْجِعُونَ ، وأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً اقْتَطَعَ شَيْئاً مِنْ طُرِقِ المُسْلمينَ وأَدْخَلَهُ دَارَه . وفي حَديثِ عَمْرِو بنِ العَاص ( قِيلَ له فِي مَرَضه الذي مَاتَ فيه : كَيْفَ تَجِدُك ؟ قال : أَجِدْنِي أَذُوبُ وَلاَ *!أَثُوبُ ) أَي أَضْعُف ولا أَرْجِعُ إِلى الصِّحَّة ، وعن ابن الأَعرابيّ : يُقَالُ لأَسَاس البَيْت : مَثَابَات ، ويُقَالُ لتُرَابِ الأَسَاسِ : النَّثِيلُ ، قَالَ : وثَابَ إِذَا انْتَبَه ، وآبَ ، إِذَا رَجَعَ ، وتَابَ إِذَا أَقْلَعَ . والمَثَابُ طَيُّ الحجَارَة يَثُوبُ بَعْضُهَا على بَعْض من أَعْلاَهُ إِلى أَسْفَله ، والمَثَابُ : المَوْضعُ الَّذي يَثُوبُ منه المَاءُ ، ومنه : بِئرٌ مَالَهَا ثَائبٌ ، كذا في ( لسَان العَرَبِ ) .
( *!والتَّثْوِيبُ : التَّعْوِيضُ ) يُقَالُ ثَوَّبَهُ مِن كَذَا : عَوَّضَهُ ، وقدْ تَقَدَّمَ ، ( و ) *!التَّثْوِيبُ ( الدُّعَاءُ إِلَى الصَّلاة ) وغَيْرهَا ، وأَصْلُه أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ مُسْتَصْرخاً لَوَّحَ بِثَوْبِهِ ليُرى وَيَشْتَهِرَ ، فكان ذلك كالدُّعَاءِ ، فسُمِّيَ الدُّعَاءُ *!تَثْوِيباً لِذالك ، وكُلَّ داعٍ *!مُثَوِّبٌ ، وقِيلَ : إِنَّمَا سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً من ثَابَ يَثُوبُ إِذا رَجَعَ ، فهو رُجُوعٌ إِلى الأَمْرِ بالمُبَادَرَةِ إِلى الصَّلاةِ ، فإِنَّ المُؤَذِّنَ إِذا قال : حَيَّ على الصَّلاَة ، فَقَدْ دَعَاهُمْ إِليهَا ، فإِذا قال بَعْدَهُ : الصَّلاَةُ خَيرٌ مِن النَّوْمِ ، فقد رَجَعَ إِلى كَلاَمٍ مَعْنَاهُ المُبَادَرَةُ إِليها ، ( أَو ) هو ( تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ أَو ) هو ( أَن يَقُولَ في أَذَانِ الفَجْرِ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِن النَّوْمِ ، مَرَّتَيْنِ ، عَوْداً على بَدْءٍ ) ، وَرَدَ في حَدِيثِ بِلاَل ( أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلمأَنْ لا *!أُثَوِّبَ في شَيْءٍ من الصَّلاةِ إِلاَّ في صَلاَةِ الفَجْرِ ، وهو قَوْلُهُ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ ، مَرَّتَيْنِ . ( و ) التَّثْوِيبُ ( : الإِقَامَةُ ) أَي إِقَامَةُ الصَّلاةِ ، جَاءَ في الحديث : ( إِذَا *!ثُوِّبَ بِالصَّلاَة فَأْتُوهَا وعَلَيْكُمُ السَّكينَةُ والوَقَارُ ) قال ابْنُ الأَثير : التَّثْويبُ هُنَا : إِقَامَةُ الصَّلاَةِ . ( و ) *!التَّثْوِيبُ ( : الصَّلاَةُ بَعْدَ الفَريضَة ) حَكَاهُ يُونُسُ ، قَالَ : ( و ) يُقال :
____________________

(2/108)


( *!تَثَوَّبَ ) إِذَا تَطَوَّعَ أَي ( تَنَفَّلَ بَعْدَ ) المَكْتُوبَةِ ، أَي ( الفَرِيضَةِ ) وَلاَ يَكُونُ التَّثْوِيبُ إِلاَّ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ ، وهو العَوْدَ للْصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ . ( و ) تَثَوَّبَ ( : كَسَبَ الثَّوَابَ ) قال شَيْخُنَا : وَجَدْتُ بِخَطِّ والدي : هذا كُلُّه مُوَلَّد لا لُغَوِيٌّ .
( والثَّوْبُ : اللِّبَاسُ ) مِن كَتَّانٍ وقُطْن وصُوفٍ وخَزَ وفِرَاءٍ وغَيْرِ ذلكَ ولَيْسَتِ السُّتُورُ مِن اللِّبَاسِ ، وقَرَأْتُ في مُشْكِل القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ : وقد يَكْنُونَ بِاللِّبَاسِ والثْوبِ عَمَّا سَتَرَ وَوَقَى ، لأَنَّ اللِّبَاسَ *!والثَّوْبَ سَاتِرَانِ وَوَاقِيَان قَال الشَّاعرُ :
*!كَثَوْبِ ابْنِ بَيْض وَقَاهُمْ بِهِ
فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِنَ السَّبِيلاَ
وسيأْتي في ( بيض ) . ( ج *!أَثْوُبٌ ، و ) بَعْضُ العَرَبِ يَهْمِزُهُ فيقولُ ( *!أَثْؤُبٌ ) لاسْتثْقَالِ الضَّمَّةِ على الوَاوِ ، والهَمْزَةُ أَقْوَى على احْتِمَالِهَا منها ، وكذلك دَارٌ وأَدْؤُرٌ ، وسَاقٌ وأَسْؤُقٌ وجَمِيعُ ما جَاءَ على هذا المِثَالِ ، قَالَ مَعْرُوفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا
حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعَا أَشْيَبَا
أَمْلَحَ لاَ لَذًّا وَلاَ مُحَبَّبَا
ولعَلَّ ( أَثْؤُب ) مَهْمُوزا سَقط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَنَسَبَ المُؤلِّفَ إِلى التَّقْصِيرِ والسَّهْوِ ، وإِلاَّ فهوَ مَوْجُودٌ في نُسْخَتِنَا المَوْجُودَةِ ، وفي ( التهذيب ) : وثَلاَثَةُ أَثْوُبٍ ، بِغَيْرِ هَمْزٍ ، حُمِلَ الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَّوْبِ نَفْسِهَا ، والواوُ تَحتملُ الصَّرْفَ من غير انْهِمَازٍ ، قال : ولو طُرِحَ الهَمْزُ من أَدْؤُر أَو أَسْؤُق لجاز ، على أَنْ تُرَدَّ تلك الأَلفُ إِلى أَصْلِهَا ، وكان أَصلُهَا الواو ، ( وأَثْوَابٌ ، وثِيَابٌ ) ، ونقل شيخُنَا عن رَوْضِ السُّهَيْلِيِّ ، أَنه قد يُطْلَقُ الأَثْوَابُ على لاَبِسيها ، وأَنْشَدَ :
رَمَوْهَا بأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلاَ تَرَى
لَهَا شَبهاً إِلاَّ النَّعَامَ المُنَفَّرَا
____________________

(2/109)



أَي بأَبْدَان . قلت : ومثْلُه قولُ الراعي :
فَقَامَ إِليها حبْتَرٌ بسِلاَحِهِ
وللَّهِ *!ثَوْبَا حَبْتَرٍ أَيِّمَا فَتَى
يريدُ ما اشتمل عليه ثَوْبَا حَبْتَرٍ من بَدَنِه ، وسيأْتي .
( وبَائِعُه وصَاحِبُه : *!ثَوَّابٌ ) ، الأَوَّلُ عَنْ أَبي زيد ، قال شيخنا : وعلى الثاني اقتصر الجوهريّ ، وعَزَاه لسيبويهِ ، قلت : وعلى الأَول اقتصرَ ابن المُكَرَّمِ في ( لسان العرب ) ، حيث قال : ورَجُلٌ ثَوَّابٌ ، للذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ ، نَعَمْ قال في آخِرِ المادّة : ويُقَالُ لصاحب *!الثِّيَابِ : ثَوَّابٌ .
( و ) أَبُو بَكْرٍ ( محمدُ بنُ عُمَرَ *!الثِّيَابِيُّ البُخَارِيُّ ( المَحَدِّثُ ) رَوَى عنه مُحَمَّد وعمرُ ابْنَا أَبِي بكرِ بنِ عُثْمَانَ السِّنْجِيّ البخاريّ ، قاله الذهبيّ ، لُقِّب به لأَنّه ( كان يَحْفَظُ الثِّيَابَ في الحَمَّامِ ) كالحُسين بن طَلْحَةَ النَّعَّالِ ، لُقِّب بالحَافِظِ لحفظه النِّعَال ، ( وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ ) التَّمِيمِيُّ ، وكان يُلَقَّب مُجِيرَ الطَّيْرِ ، وهو الذي ( أَسَر حَاتِمَ طَيِّىءٍ ) زعموا ، ( و ) ثَوْبُ ( بنُ النَّارِ شاعرٌ جاهليٌّ ، و ) ثوبُ ( بن تَلْدَة ) بفتح فسكون ( مُعَمَّرٌ له شِعْرٌ يومَ القَادِسيَّةِ ) وهو من بني وَالِبَةَ .
( و ) من المَجَازِ : ( لِلَّهِ *!ثَوْبَاهُ ) ، كما تقول : لِلَّه تِلاَدُهُ أَي ( لِلَّه دَرُّهُ ) ، وفي الأَساس : يريدُ نَفْسَه ومن المجاز أَيضاً : اسْلُلْ ثِيَابَك مِن ثَيَابِي : اعْتَزلْني وفَارِقْنِي ، وتَعلَّقَ بِثِيَابِ اللَّهِ : بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ ، كذَا في الأَسَاس .
( وثَوْبُ المَاءِ ) هو ( السَّلَى والغِرْسُ ) ، نقله الصَّاغَانِيّ ، وقولهم ( وَفِي *!-ثَوْبَيْ أَبِي ) ، مُثَنًّى ، ( أَنْ أَفِيَهُ ، أَيْ في ذِمَّتِي وذمَّةِ أَبي ) ، وهذَا أَيضاً من المجاز ، ونقله الفرّاءُ عن بَني دُبَيْرٍ ، وفي الخُدْرِيِّ لمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا *!بثيَاب جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ، ثم ذَكَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : ( ( إِنَّ المَيِّتَ لَيُبْعَثُ ) وفي رواية : يُبْعَثُ ( فِي *!ثِيابِه ) التي يَمُوتُ فيها ) قال الخَطَّابِيُّ : أَمَّا
____________________

(2/110)


أَبُو سَعيد فقد استعملَ الحديثَ على ظاهرِه ، وقد رُوِيَ في تَحْسِينِ الكَفَنِ أَحاديثُ ، وقد تأَوَّلَه بعضُ العلماءِ على المعنى فقال : ( أَيْ أَعْمَاله ) التي يُخْتَمُ له بها ، أَو الحالة التي يَمُوتُ عليها من الخَيْر والشَّرِّ ، وقد أَنكرَ شيخُنَا على التأْوِيل والخروجِ به عن ظاهرِ اللفظِ لغيرِ دليل ، ثمّ قال : على أَنّ هذا كالذي يُذْكَر بعده ليس من اللغة في شيء ، كما لا يخفى ، وقوله عزّ وجلّ : { *!وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ } ( المدثر : 4 ) قال ابنُ عبّاس : يقول : لاَ تَلْبَسْ *!ثِيَابَكَ على مَعْصِيَةٍ ولاَ على فُجُورٍ ، واحتجَّ بقول الشاعر :
وإِنّي بحَمْدِ اللَّهِ لاَ ثَوْبَ غَادِر
لَبِسْتُ وَلاَ مِنْ خَزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ
و ( قيلَ : قَلْبَكَ ) ، القَائِلُ : أَبو العبّاس ، ونقل عنه أَيضاً : الثِّيَابُ : اللِّبَاسُ ، وقال الفرّاء ، أَي لاَ تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثِيَابَكَ ، فإِنّ الغادرَ دَنسُ الثِّيابِ ، ويقال : أَي عَمَلَكَ فَأَصْلحْ ، ويقال : أَي فَقَصِّرْ ، فإِنّ تَقصيرَها طُهْرٌ ، وقال ابنُ قتيبةَ في مشكل القرآن : أَي نَفْسَكَ فَطَهِّرْهَا منَ الذُّنُوبِ ، والعَرَبُ تَكْنِي *!بالثِّيَابِ عن النفْس لاشتمالها عليها ، قالت لَيْلَى وذَكَرَت إِبلا :
رَمَوْهَا *!بِأَثْوَاب خِفَافِ فَلاَ تَرَى
البَيْتُ قد تقدَّم ، وقال :
فَسُلِّي *!-ثِيَابِي عَنْ *!ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وفُلاَنٌ دَنِسُ الثِّيَابِ ، إِذَا كَان خَبِثَ الفِعْلِ والمَذْهَبِ خبيثَ العِرْض قال امرؤُ القيس :
*!ثِيَابُ بَنِي عَوف طَهَارَى نَقِيَّةٌ
وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ
وقال آخر :
لاَ هُمَّ إِنَّ عَامِرَ بْن جهْمِ
أَوْ ذَمَ حَجًّا في ثِيَابٍ دُسم
____________________

(2/111)



أَي مُتَدَسِّم بالذُّنُوبِ ، ويقولون : قَوْمٌ لِطَافُ الأُزُرِ أَي خِمَاصُ البُطُونِ ، لأَنَّ الأُزُرَ تُلاثُ عليها ، ويقولون : فِداً لَكَ إِزَارِي ، أَي بَدَنِي ، وسيأْتي تحقيقُ ذلك .
( وسَمَّوْا ثَوْباً *!وثُوَيْباً وثَوَاباً كسَحَابٍ *!وثَوَابَةَ كسَحَابَةٍ ) *!وثَوْبَانَ *!وثُوَيْبَةَ ، فالمُسَمَّى *!بثَوْبَانَ في الصَّحَابة رَجُلاَنِ : ثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدٍ مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثَوْبَانُ أَبو عبدِ الرحمن الأَنْصَارِيُّ ، حَديثُه في إِنشَادِ الضَّالَّةِ ، وثَوْبَانُ : اسْمُ ذِي النُّونِ الزَّاهِدِ المِصْرِيّ ، في قول عن الدَّارَقُطْنِيِّ ، وثَوْبَانُ بن شَهْرٍ الأَشْعَرِيُّ ، يَرْوِي المَرَاسِيلَ ، عِدَادُه في أَهلِ الشأْمِ ، *!وثُوَيْبٌ أَبُو رشيدٍ الشامِيُّ .
وثُوَيْبَةُ مَوْلاَةُ أَبِي لَهَبٍ ، مُرْضِعَةُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلمومرضعة عمِّه حمزةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ، قال ابنُ مَنْدَه : إِنَّهَا أَسلمتْ ، وأَيَّده الحافظ ابنُ حَجَر .
( *!وَمَثْوَبُ كمَقْعَدٍ : د باليَمَنِ ) ، نقله الصاغانيّ .
( *!وثُوَبُ كزُفَرَ ) ، وفي نسخة كصُرَدٍ ( ابنُ مَعْنٍ الطَّائِيُّ ) ، من قُدَماءِ الجاهليّةِ ، وهو جَدُّ عَمْرِو بنِ المُسَبِّح ابن كَعْب ، ( وزُرْعَةُ بنُ *!ثُوَبَ المُقْرِىءُ ) تابعيٌّ ، كذَا في النسخ ، والصواب المُقْرَائِيّ ( قاضي دِمَشْقَ ) بعدَ أَبي إِدريسَ الخَوْلاَنِيِّ ( وعَبْدُ الله بن ثُوَبَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ ) ويقال : أَثَوْبَ ، سَكنَ بِدَارِيَّا الشَّام ، لَقِيَ أَبَا بكرٍ الصدِّيقَ ، ورَوَى عن عوفِ بنِ مالكٍ الأَشّعيِّ ، وعنه أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ ، كذا في ( التهذيب ) للمِزّيّ . ( وجُمَيْحُ ) ، بالحَاءِ المهملة مُصَغَّراً ، هكذا في النسخ ، والصَّوَاب : جَمِيعُ بالعين ، كأَمير ، والحَاء تصحيفٌ ( أَو ) هو ( جُمَيْعُ ) بالعين المهملة مُصَغَّراً ( ابْنُ ثُوَبَ ) ، عن خالدِ بن مَعْدَانَ ، وعنه يحيى الوُحَاظِيّ ( وَزَيْدُ بنُ
____________________

(2/112)


وَبَ ) رَوَى عنه يوسفُ بنُ أَبي حَكِيمٍ مُحَدِّثُونَ ) . وفَاتَه ثُوَبُ بنُ شريد ليافِعيّ ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ .
وأَبُو سَعْدٍ الكَلاَعِيُّ ، اسمُه عبدُ الرحمن بنُ ثُوَبَ ، وغيرُهُما ( والحارِثُ بن ثُوَبَ ، أَيضاً ) كزُفَرَ ( لاَ *!أَثْوَبَ ) بالأَلف ( وَوَهِمَ فيه ) الحافظُ ( عَبْدُ الغَنِيّ ) المَقْدِسِيُّ ، خَطَّأَهُ ابن مَاكُولاَ ، وهو ( تَابِعيّ ) ، رأَى عليًّا رضي الله عنه ( *!وأَثْوَبُ بنُ عُتْبَةَ ) ، مقبولٌ ، ( مِنْ رُوَاةِ حَدِيثِ الدِّيكِ الأَبْيَضِ ) ، وقيل : له صُحْبَة ، ولا يَصِحُّ ، رَوَاهُ عبدُ الباقي بنُ قافع في مُعجمه ، وفَاتَه : أَثْوَبُ بن أَزْهَرَ ، أَخْو بني جَنَاب ، وهو زَوْجُ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمَةَ الصَّحَابِيَّةِ ، ذَكره ابنُ مَاكُولاَ .
( *!وثَوَابٌ ) اسمُ ( رَجُلٍ ) كَان يُوصَف بالطَّوَاعِيَةِ ، ويُحْكَى أَنه ( غَزَا أَو سَافَرَ ، فانقطع خبرُه ، فَنَذَرَتِ امرأَتُه لَئِنِ اللَّهُ رَدَّهُ ) إِليها ( لَتخْرِمَنَّ أَنْفَهُ ) أَي تجعل فيه ثُقْباً ( وتَجُنُبَنَّ ) أَي تَقُودَنَّ ( بِهِ ) وفي نسخة : تجِيئَنَّ به ( إِلى مَكَّةَ ) ، شُكْراً لِلَّه تعالى ، ( فلما قَدِمَ أَخْبَرَتْهُ به ، فقال ) لَهَا : ( دُونَكِ ) بمَا نَذَرْتِ ، ( فقِيلَ : أَطْوَعُ مِنْ ثَوَاب ) ، قال الأَخْنسُ بنُ شِهَابٍ :
وكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى
فَصِرْتُ اليوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ
( و ) من المجاز : ( *!الثَّائِبُ : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ ) التي ( تَكُونُ في أَوّلِ المَطَرِ ) .
وفي الأَساسِ : نَشَأَتْ *!مُسْتَثَابَاتُ الرِّيَاح : وهي ذَوَاتُ اليُمْنِ والبَرَكَةِ التي يُرْجَى خَيْرُهَا ، سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ ، وهو العَسَلُ ، ثَوَاباً ، ( و ) الثَّائِبُ ( مِن البَحْرُ ماؤهُ الفَائِضُ بَعْدَ الجَزْرِ ) ، تقول العَرَبُ : الكَلأُ بِمَوْضِعِ كَذَا مِثْلُ ثَائِبِ البَحْرِ : يَعْنُونَ أَنَّه غَضٌّ طَرِيٌّ ، كأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إِذَا فَاضَ بَعْدَ مَا جَزَرَ .
( *!وثَوَّابُ بنُ عُتْبَةَ ) المَهْرِيّ البَصْرِيّ ( كَكَتَّانٍ : مُحَدِّثٌ ) عن ابن بُرَيْدَةَ ، وعنه أَبُو الوَلِيدِ ، والحَوْضِيُّ .
____________________

(2/113)



( و ) ثَوَّابُ ( بنُ حُزَابَةَ ) كدُعَابة ( له ذكْرٌ ) ، وابنه قُتَيْبَةُ بن ثَوَّاب له ذِكْر أَيضاً .
( و ) ثَوَابٌ ، ( بالتَّخفيف : جَمَاعَةٌ ) من المُحَدِّثين .
( *!واسْتَثَابَه : سَأَله أَنْ *!يُثِيبَهُ ) أَي يُجَازِيَه . ( و ) يقال : ذَهَبَ مالُ فلانٍ *!فاستَثابَ ( مالاً ) ، أَي ( اسْتَرْجَعَه ، وقال الكُمَيْت :
إِنَّ العَشِيرَةَ *!تَسْتَثِيبُ بمالِه
فتُغِيرُ وهو مُتَوفِّرٌ أَمْوالَها
*!وأَثَبْتُ الثَّوْبَ *!إِثَابَةً إِذا كَفَفْتَ مَخَايِطَه ، ومَلَلْتُه : خِطْتُه الخِيَاطَةَ الأُولى بغيرِ كَفَ .
وعمُودُ الدِّينِ لا *!يُثَابُ بالنِّسَاءِ إِنْ مَال ، أَي لا يُعَادُ إِلى استِوائه ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) *!ثُوَيْبٌ ( كزُبَيْرٍ ، تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ ) وهُمَا اثنانِ ، أَحَدُهُمَا ( كَلاَعِيٌّ ) يُكنَى أَبا حامدٍ شيْخٌ ، روى عن خالد بن مَعْدَانَ ( وآخَرُ بِكَاليٌّ ) حِمْصِيٌّ ، يكنى أَبا رَشيد ، روى عن زيدِ بن ثابتٍ ، وعنه أَبو سَلَمَةَ ، ( وزِيَادُ بن ثوَيْبٍ ) عن أَبي هُرَيْرَةَ ، مقبولٌ ، من الثالثة ، ( و ) أَبو مُنْقِذٍ ( عبُد الرحمن بن ثُوَيْب ، تابِعِيَّانِ ) ، وحيث إِنَّهُمَا تَابِعِيَّانِ كان الأَليَقُ أَن يقولَ : تابِعِيُّونَ ، لأَن اللَّذَيْن تقدَّمَا تابعيَّانِ أَيضاً ، فتأَمّلْ .
وثَوْبَانُ بن شِهْمِيلٍ بطن من الأَزْد .
وأَبو جَعْفَر *!-الثَّوَابِيُّ محمدُ بن إِبرَاهِيم البِرْتيّ الكاتب : مُحَدِّثٌ .
ثيب : ( *!ثِيبَانُ ككِيزان : اسم كُورَةٍ ) نقله الصاغانيّ .
( *!والثّيِّبُ ) ، كصَيِّب ، من النساء ( : المرأَةُ ) التي تزوّجت و ( فَارَقَت زَوْجَهَا ) ، قال أَبو الهيْثَم : امرأَةٌ *!ثَيِّب كانت ذاتَ زَوْجٍ ثم مات عنها زوْجُهَا
____________________

(2/114)


أَو طُلِّقت ثم رَجعتْ إِلى النِّكَاح ، وقال الأَصمعيُّ : امرأَةٌ ثَيِّبٌ ، ورجُل ثَيِّبٌ إِذا كان قد دُخِل به ( أَو دُخِلَ بها ) الذكرُ والأُنثى في ذلك سَوَاءٌ ، ( أَو لا يقال ) ذلك للرجُل إِلاّ في قولك : وَلَدٌ *!الثّيِّبَيْنِ ) وَوَلَدُ البِكْرَيْنِ ، قالَه صاحب العَيْن ، وجاءَ في الخَبَرِ ( *!الثَّيِّبَانِ يُرْجَمَانِ ، والبِكْرَانِ يُجْلَدَانِ ويُغَرِّبَانِ ) وقد *!ثُيِّبَتِ المرأَةُ ( وهي *!مُثَيَّبٌ كمُعَظَّم ، وقد *!تَثَيَّبَتْ ) . في ( التهذيب ) ، يقال : *!ثُيّبَتِ المرأَةُ *!تَثْيِيباً ، إِذا صارَتْ *!ثَيِّباً ، وجَمْع *!الثَّيِّب من النساء *!ثيِّباتٌ ، قال الله تعالى : { 2 . 010 ثيبات واءَبكارا } ( التحريم : 5 ) ( وفي الحديث : ( الثّيِّب *!بالثَّيِّب جَلْدُ مِائةٍ ورَجْمٌ بالحِجارة ) وقال ابنُ الأَثير : الثِّيِّبُ : مَنْ ليس بِبِكْرٍ ، قال : ويُطْلَقُ الثَّيِّبُ على المرأَة البالغة وإِن كانت بِكْراً مَجَازاً واتّسَاعاً ، قال : والجَمع بين الجَلْدِ والرَّجْمِ مَنْسُوخٌ ، ( وذِكْرُهُ في ثوب وَهم ) ، قال شيخُنا : ليْس كذلك ، بل جَزَم كثيرون أَن أَصلَه وَاوِيّ .
قلتُ : وقال ابن الأَثيرِ : وأَصْلُ الكلمةِ الواوُ ، لأَنه من ثَابَ يَثُوب إِذا رجع ، كأَن الثِّيِّبَ بصَدَدِ العَوْد والرجوعِ ، فإِنما الوَاهِمُ ابنُ أُخْتِ خالَتِه .
ومما ذكره ابنُ منظور في ثوب عن ( التهذيب ) قولُهم : وبِئْرٌ ذَاتُ ثَيِّبٍ وغيِّثٍ إِذا استُقِي منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَرُ ، أَي مِن ثابَ الماءُ : بلغ إِلى حالِه الأَول بعدما يُسْتَقَى ، ثم قال : *!وثَيِّبٌ كان في أَصله ثَيْوِب ، ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوّلَ الشيءِ حتى يَعود مَرّةً أُخرَى ، ويقال : بِئرٌ *!ثَيِّبٌ ، أَي يَثُوبُ الماءُ فيها .

____________________

(2/115)


2 ( فصل الجيم ) مع المُوَحَّدَة ) 2
جأَب : ( *!الجَأْبُ : الحِمَارُ الغَلِيظُ ) ، مُطْلقاً ، ( أَو مِن وَحْشِيِّه ) يُهْمَزُ ولا يُهمز ، عن أَبي زيدٍ وابن فارس في المُجمل ، والجمع *!جُؤُوبٌ . ( و ) *!الجَأْبُ ( : السُّرَّةُ ، و ) *!الجَأْب ( : الأَسَدُ ، ذكره الصاغانيّ ، ( وكُلُّ جَافٍ ) هكذا في النسخ ، وفي ( لسان العرب ) : وكاهلٌ *!جَأْبٌ : ( غَلِيظ ) وخَلْقٌ جَأْبٌ : ( جافٍ ) غَلِيظٌ قال الراعي :
فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ آلُ كُلِّ نَجهيبَةٍ
لَهَا كاهِلٌ جَأْبٌ وصُلْبٌ مُكَدَّحُ
( و ) الجَأْبُ ( : ع ) ، وعن كُرَع أَنه ماء لبني هُجَيْمَ ( و ) الجَأْب ( : المَغْرَةُ ) ، في المُجمل : يُهمَز ولا يُهمز ، والمَغْرَةُ ، بِسكون الغين المعجمة وفتحها ، وأَمّا الميم مفتوحة في جميعِ النُّسخ ، ونقل شيخُنا عن بعض الحواشي نِسْبَةَ ضَمِّها إِلى خَطِّ المُؤلّف ، وهو خَطَأٌ .
( *!والجُؤُوبَةُ : كُلُوحُ الوَجْهِ ) نقله الصاغانيُّ .
( و ) عن ابن بُزُرْجَ ( *!جَأْبَةُ البَطْنِ ) *!وجَبْأَتُهُ ( مَأْنَتُه ) هو ما بين السُّرَّةِ والعَانَةِ . ( و ) يقال : ( الظَّبْيَةُ أَولَ ما طَلَعَ قَرْنُهَا ) أَي حين يَطلع ( : جَأْبَةُ المِدْرَى ) ، وأَبو عُبيدة لا يَهْمزه ، قال بِشْرٌ :
تَعَرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرَى خَذُولٍ
بصَاحَةَ في أَسِرَّتِها السَّلاَمُ
وصَاحَة : جَبَلٌ ، والسَّلاَمُ : شَجَرٌ ، وفي المجمل أَنه غير مهموز ، وإِنما قيل : جَأْبَةُ المِدْرَى ( لأَنَّ القَرْنَ أَوّلَ طُلُوعِه غَلِيظٌ ثمّ يَدِقُّ ) ، فنَبَّه بذلك على صِغَرِ سِنِّهَا .
ويقال : فلانٌ شَخْتُ الآلِ جَأْبُ الصَّبْرِ ، أَي دقيقُ الشَّخْصِ غَلِيظُ الصَّبْرِ في الأُمُورِ .
( و ) الجَأْبُ : الكَسْبُ .
و ( جَأْبَ كَمَنَعَ ) يَجْأَبُ *!جَأْباً ( : كَسَبَ المَالَ ) ، قال العَجاج :
____________________

(2/116)



واللَّهُ رَاعٍ عَمَلِي وجَأْبِي
هكذا أَنشده الجوهريّ ، والرِّوَايةُ :
والغِنْمُ أَنَّ اللَّهَ وَاعٍ *!-جَأْبِي
بالواو .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : جَأَبَ وَجَبَأَ إِذا ( بَاع ) الجَأْبَ ، وهو ( المَغْرَة ) .
( *!والجَأْيَبَانِ : ع ) ( ودَارَةُ الجَأْبِ : ع ) عن كُراع ، وسيأْتي في ذِكر الدَّارَات .
جأَنب : ( *!الجَأْنَبُ ، كجفرٍ ) ، والصواب أَن وزْنه فَعْنَلٌ ، والنُونُ زَائِدةٌ ، ولذا ذكره الصاغانيّ في جأَب ، وقال هو : ( القَصِيرُ القَمِيءُ ) ، قد تقدم معنى القَمِىءِ ، ( مِنَّا ومنَ الخَيلُ ) يقال : فَرَسٌ *!جَأَنَبٌ ، وفي التهذيب ، في الرباعي عن الليث : رجل جأنب : قصير ، (وهي)
*!جَأَنَبَةٌ ( بهاءٍ ، و ) جَأْنَبٌ ( بغير هاء ) ، قال امرؤ القيس :
عَقِيلَهُ أَخْدَانٍ لَهَا لا ذَمِيمةٌ
وَلاَ ذَاتُ خَلْقٍ إِن تَأْمَّلْتَ ، جَأْنَبِ
جبب : ( *!الجَبُّ : القَطْعُ ) ، *!جَبَّهُ *!يَجُبُّه *!جَبًّا ( *!كالجِبَابِ بالكَسْر ، *!والاجْتِبَّابِ ) من اجْتَبَّه ( و ) *!الجِبَابُ *!والاجْتِبَابُ ( : اسْتِئصالُ الخُصْيَةِ ) ، *!وجَبَّ خُصَاهُ *!جَبًّا اسْتَأْصَلَهُ ، وخَصِيٌّ *!مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبَابِ ، وقَدْ *!جُبَّ *!جَبًّا ، وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ ( فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ ، وفي حديث زِنْبَاعٍ ( أَنَّهُ *!جَبَّ غُلاَماً لَهُ ) ( و ) *!الجِبَابُ ( : تَلْقِيحُ النَّخْلِ ) ، جَبَّ النَّخْلَ : لَقَّحَهُ ، وزَمَنُ الجِبَابِ : زَمَنُ التَّلْقِيحِ للنَّخْل ، وعن الأَصمعيّ : إِذا لَقَّحَ الناسُ النخيلَ قيل : قد *!جَبُّوا ، وقد أَتانا زَمَنُ الجِبَابِ ، قال شيخُنا : ومنه المَثَلُ المشهورُ : ( *!جِبَابٌ فَلاَ تَعَنَّ أَبْراً ) الجِبَابُ : وِعَاءُ الطَلْعِ جَمْع جُبَ ، وجُفٌّ أَيْضاً ، والأَبْرُ : تَلْقِيحُ النَّخْلِ وإِصْلاَحُهُ ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ القَلِيلِ خَيْرُهُ ، أَيْ هُوَ جِبَابٌ لاَ خَيْرَ فِيهِ وَلاَ طَلْعَ ، فلا تَعَنَّ ، أَيْ لا تَتَعَنَّ ، أَي لا تَتْعَبْ في إِصْلاَحِهِ .
____________________

(2/117)



قلت : ويَأْتِي ذِكْرُ الجَبِّ عند جَبِّ الطَّلْعَةِ .
( و ) *!الجَبُّ ( : الغَلَبَةُ ) ، *!وجَبَّ القَوْمَ : غَلَبَهُمْ ، *!وجَبَّتْ فُلاَنَةُ النِّسَاءَ *!تَجُبُّهُنَّ *!جَبًّا : غَلَبَتْهُنَّ من حُسْنِهَا ، وقيل : هو غَلَبَتُكَ إِيَّاهُ في كُلِّ وَجْهٍ ، من حَسَب أَو جَمَالٍ أَو غَيْرِ ذلك ، وقَوْلِهُ :
*!جَبَّتْ نهسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
هذه امرأَةٌ قدَّرَت عَجِيزَتَهَا بخَيْطٍ وهو السَّبَبُ ، ثم أَلْقَتْه إِلى نِسَاءِ الحَيِّ ليفْعَلْنَ كما فَعَلتْ ، فَأَدَرْنَه على أَعْجَازِهِنَّ فَوَجَدْنَه فَائِضاً كثيراً ، فَغَلَبَتْهُنَّ ، ويأْتي طَرَفٌ من الكلام عند ذكر الجِبَاب والمُجَابَّةِ ، فإِن المؤلّف رحمه الله تعالى فَرَّقَ المادة الواحدة في ثلاثةِ مواضِع على عادته ، وهذا من سوءِ التأْليف ، كما يَظهرُ لك عند التأْمُّل في المَوَادِّ .
( *!والجَبَبُ ، مُحَرَّكَةً : قَطْعٌ ) في ( السَّنَامِ ، أَو أَنْ يَأْكُلَهُ الرَّحْلُ ) أَو القَتَبُ ( فَلاَ يَكْبُرَ ، يقال : ( بَعِيرٌ *!أَجَبُّ ، ونَاقَةٌ *!جَبَّاءُ ) بَيِّنُ الجَبَب ، أَي مقطوعُ السَّنَامِ ، *!وجَبَّ السَّنَامَ *!يَجُبُّه *!جَبًّا : قَطَعَه ، وعن الليث : الجَبُّ : اسْتِئصَال السَّنَامِ من أَصْلِه ، وأَنشد :
ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ
*!أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْس له سَنَامِ
وفي الحديث : ( أَنَّهُمْ كانُوا يَجُبُّون أَسْنَمَةَ الإِبِلِ وهي حَيَّةٌ ) وفي حديث حَمزةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( أَنَّهُ *!اجْتَبَّ أَسْنِمَةَ شَارِفَيْ عليَ رضي الله عنه لمَّا شَرِب الخَمْرَ ) افْتَعَلَ من الجَبِّ وهو القَطْعُ . *!والأَجَبُّ من الأَرْكَابِ : القَلِيلُ اللَّحْمِ ، ( وهي ) أَي *!الجَبَّاءُ ( : المَرْأَةُ ) التي ( لا أَلْيَتَيُنِ لَهَا ) ، وعن ابن شُمَيْل : امْرَأَةٌ *!جَبَاءُ ، أَي رَسْحَاءُ ، ( أَو التي لم يَعْظُمْ صَدْرُهَا وثَدْيَاهَا ) قال شَمِرٌ : امرأَةٌ جَبَّاءُ ، إِذا لم يَعْظُمْ ثَدْيُهَا ، وفي الأَسَاس أَنه اسْتُعِيرَ من ناقة جَبَّاءَ .
قلت : فهو مجازٌ ، قال ابنُ الأَثيرِ : وفي حديث بعض الصحابة ، وسُئلَ عن امْرَأَة تزوَّجَ بها : كيفَ وَجَدْتَهَا ؟
____________________

(2/118)


فقال : كالخَيْرِ من امرأَةٍ قَبَّاءَ جَبَّاءَ . قَالُوا : أَو لَيْسَ ذلك خَيْراً ؟ قالَ : ما ذَاكَ بأَدْفَأَ للضَّجِيعِ ولاَ أَرْوَى للرَّضِيع ) ، قال يريدُ بالجَبَّاءِ أَنها صغيرَةُ الثَّدْيَيْنِ ، وهي في اللُّغَة أَشْبَهُ بالتي لا عَجُزَ لها ، كالبَعِيرِ الأَجَبِّ الذي لا سَنَامَ له .
قلت : بيَّنه في الأَسَاس بقوله : ومنه قولُ الأَشْتَرِ لعليَ كرّم الله وجهه صَبِيحَةَ بِنَائِهِ بالنَّهْشَلِيَّةِ : كَيْفَ وَجَدَ أَمِيرُ المؤمنينَ أَهْلَهُ ؟ قَالَ : قَبَّاءَ جباءَ ، ( أَو التي لا فَخِذَيْ لَهَا ) أَي قليلةَ لحْمِ الفَخِذَيْنِ ، فكأَنها لا فخِذَيْ لها ، وحَذْفُ النونِ هنا وإِثباتُها في الأَلْيَتَيْنِ تَنَوُّعٌ ، أَشار له شيخُنَا .
( *!والجُبَّةُ ) بالضم ( : ثَوْبٌ ) من المُقَطَّعَاتِ يُلْبَسُ ( م ، ج *!جُبَبٌ *!وجِبَابٌ ) كقُبَب وقِباب .
( و ) الجُبَّةُ ( : ع ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
لاَ مَالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ
مَشْرَبُهَا *!الجُبَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ
كذا في ( لسان العرب ) ، وظاهره أَنه اسمُ ماءٍ .
( و ) الجُبَّةُ ( : حَجَاجُ العَيْنِ ) بكسر الحاءِ المهملة وفتحها .
( و ) الجُبَّةُ من أَسماءِ ( الدِّرْع ) وجمعها جُبَبٌ ، وقال الراعي :
لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالٌ
بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا
( و ) الجُبَّة ( : حَشْوُ الحَافِرِ أَو قَرْنُه ، أَو ) هي من الفَرسِ : مُلْتَقَى الوَظِيفِ على الحَوْشَبِ من الرُّسْغِ ، وقيل : هي ( مَوْصِلُ ما بينَ الساقِ والفَخِذِ ) ، وقيل : مَوْصِلُ الوَظِيفِ في الذِّراع ، وقيل : مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافِرِ ، وعن الليث : الجُبَّةُ : بَيَاضٌ يَطَأُ فيه الدابّة بحافِره حَتَّى يَبلغَ الأَشَاعِرَ ، وعن أَبي عُبَيدَة : جُبَّةُ الفَرَسِ : مُلْتَقى الوَظِيفِ في أَعْلَى الحَوْشَبِ ، وقال مَرةً : مُلْتقَى ساقَيْه وَوَظِيفَيْ رِجْلَيْه ، ومُلْتَقَى كلِّ عَظْمَيْنِ إِلاَّ عَظْمَ الظَهْر .
____________________

(2/119)



( و ) الجُبَّةُ ( من السِّنَانِ : ما دَخَلَ فيه الرُّمْحُ ) ، والثَّعْلَبُ : ما دَخَلَ من الرُّمْحِ في السِّنَان ، وجُبَّةُ الرُّمحِ : ما دخل من السِّنَان فيه .
( و ) الجِبَّةُ ( : ة بالنَّهْرَوَانِ من عَمَلِ بَغْدَادَ ، و : ة ) أُخْرَى ( ببغدادَ ، منها ) أَبُو السَّعَادَاتِ ( مُحَمَّدُ بن المُبَارَك ) بنِ محمد السُّلَمِيّ ( *!الجُبَّائِيُّ ) عن أَبي الفَتْح ابن شَابِيل ، وأَبُوه حَدَّثَ بغَرِيب الحديث عن أَبي المَعَالي السَّمِين .
قلت : والصوابُ في نَسَبِه : *!-الجُبِّيُّ ، إِلى الجُبَّةِ : قَريةٍ بخُرَاسَانَ ، كما حقَّقه الحَافظُ . ( و ) أَبُو مُحَمَّد ( دَعْوَانُ بنُ عَلِيِّ ) بن حَمَّادٍ ( الجُبَّائِيُّ ) ، ويقال له : الجُبِّيُّ أَيضاً ، وهو الضَّرِيرُ ، نسبة إِلى قرية بالنَّهْرَوَانِ ، وهو من كبار قُرَّاءِ العِرَاق مع سبط الخَيَّاط ، وأَخَوَاه حُسَيْنٌ وسَالِمٌ رَوَيَا الحديثَ ، وهم من الجُبَّةِ : قريةٍ بالسَّوَاد ، وقد كرره المصنف في مَحَلَّيْنِ .
( و ) الجُبَّةُ ( : ع بِمصْرَ ، و : ع بين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ ، ومَاءٌ بِرَمْلِ عالِجٍ و : ة بِأَطْرَابُلُسَ ) ، قال الذَّهَبِيّ : ( منها عبدُ اللَّهِ بن أَبي الحَسَنِ الجُبَّائِيُّ ) نَزَل أَصْبَهَانَ ، وحدَّث عن أَبي الفَضْل الأُرْمَوِيّ ، وكان إِماماً مُحدِّثاً ، مات سنة 605 .
( وفَرَسٌ *!مُجَبَّبٌ ، كمُعظَّم : ارْتَفَعَ البياضُ منه إِلى الجُبَبِ ) فما فوقَ ذلك ، ما لمْ يَبْلُغِ الرُّكْبَتينِ ، وقيل : هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه ، وقيل : الذي بلَغَ البياضُ منه رُكْبَة اليَدِ وعُرْقوبَ الرِّجُلِ أَو رُكْبَتَي اليَدَيْنِ وعُرْقُوبَيِ الرِّجْلَيْنِ ، والاسمُ : الجَبَبُ ، وفيه *!تَجْبِيبٌ ، قال الكُميت :
أُعْطِيتَ مِنْ غُرَرِ الأَحْسَابِ شَادِخَةً
زَيْناً وفُزْتَ منَ التَّحْجِيلِ بالجَبَبِ
وعن الليث : *!المُجَبَّبُ : الفَرَسُ الذي يَبلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكبتَيْه .
( والجُبُّ ، بالضم : البِئْرُ ) ، مُذَكَّرٌ ، ( أَو ) البئرُ ( الكَثِيرَةُ الماءِ البعيدةُ
____________________

(2/120)


القَعْرِ أَو ) هي ( الجَيِّدَة المَوْضِعِ من الكَلاَ ، أَو ) هي ( التي لمْ تُطْوَ ، أَو ) لا تَكُونُ *!جُبًّا حتى تكونَ ( مما وُجِدَ ، لا مِمَّا حَفَرَهُ النَّاسُ ، ج *!أَجْبَابٌ *!وجِبَابٌ ) بالكسر ، ( *!وجِبَبَةٌ ) كقِرَدة ، كذَا هو مضبوطٌ ، وقال الليث : الجُبُّ البِئْرُ غيرُ البَعِيدَةِ ، وعن الفَرّاء : بئرٌ مُجَبَّبَةُ الجوْفِ ، إِذا كان في وسطها أَوسعُ شيءٍ منها ، مُقَبَّبَةً ، وقالَت الكِلاَبِيَّةُ : الجُبُّ : القَلِيبُ الواسِعةُ الشَّحْوَةِ ، وقال أَبو حبيب : الجُبُّ : رَكِيَّةٌ تُجَابُ في الصَّفَا ، وقال مُشَيِّعٌ : الجُبُّ : الرَّكِيَّةُ قبْلَ أَنْ تُطْوى ، وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ : جُبُّ الرَّكِيَّةِ : جِرَابُها ، وجُبَّةُ القَرْن : الذي فيه المُشَاشَةُ . وعن ابن شُمَيل : الجِبَابُ : الرَّكَايَا تُحْفَرُ يُغْرَسُ فيها العِنَبُ كما يُحفَر للفَسِيلَةِ من النخل ، والجُبُّ : الوَاحدُ .
( و ) الجُبُّ في حديث ابن عباس ( نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلمعن الجُبِّ ) فقيلَ : ومَا الجُبُّ ؟ فَقَالَت امْرَأَةٌ عِنْدَهُ : هُوَ ( المَزَادَةُ يُخَيَّطُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ ) كَانُوا يَنْتَبِذُونَ فِيهَا ، حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتْ الانْتِبَاذَ فيها واشْتَدَّتْ عليه ، ويقال لها : *!المَجْبُوبة أَيضاً .
( و ) الجُبُّ ( : ع بالبَرْبَرِ تُجْلَبُ منه الزَّرَافَة ) ، الحَيَوَان المعروف ( و ) الجُبُّ : ( مَحْضَرٌ لِطَيِّىء ) بِسَلْمَى ، نقله الصاغانيُّ ، ( ومَاءٌ لِبَنِي عَامِرِ ) بن كِلابٍ ، نقله الصاغانيّ ( وَمَاءٌ لِضَبَّةَ بن غَنِيَ ) ، والذي في التكملة أَنه ماءٌ لبني ضَبِينَة ، ويقال : الأَجْبَابُ أَيضاً ، كما سيأْتي ، ( و : ع بَيْنَ القَاهِرَةِ وبُلْبَيْسَ ) يقالُ له : جُبُّ عَمِيرة ( و : ة بحَلَبَ ، وتُضَافُ إِلى ) لفْظِ ( الكَلْب ) فيقال : جُبُّ الكَلْبِ ، ومن خُصُوصِيَّاتِهَا أَنه ( إِذا شَرِبَ منها المَكْلُوبُ ) ، الذي أَصَابه الكَلْبُ الكَلِبُ ، وذلك ( قَبْلَ ) استكمالِ ( أَرْبَعِينَ يَوْماً بَرَأَ ) من مَرَضه بإِذنِ الله تعالى .
____________________

(2/121)



( *!وَجُبُّ يُوسُفَ ) المذكورُ في القرآن { 2 . 010 واءَلقوه في غيابة الجب } ( يوسف : 10 ) وسيأْتي في غيب ( عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً منْ طَبَرِيَّةَ ) وهي بَلْدَةٌ بالشأْم ( أَو ) هو ( بَيْنَ سَنْجَلَ ونَابُلُسَ ) على اختلاف فيه ، وقد أَهمل المصنف ذكر نَابُلُسَ في موضعه ، ونبهْنَا عَليْه هنا .
( ودَيْرُ الجُبِّ بالمَوْصِلِ ) شَرْقِيَّهَا ( و ) في حديث عائشة رضي الله عنها ( أَنَّ دَفِينَ سِحْرِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلمجُعِلَ في ( جُبِّ الطَّلْعَةِ ) والرُّوَايَةُ : ( جُبّ طَلْعَةٍ ) مَكانَ : جُفِّ طَلْعَة ، وهُمَا مَعاً وِعَاءُ طَلْعِ النخْل ، قال أَبو عُبَيْد : جُبُّ طَلْعَةٍ غيرُ مَعْرُوفٍ ، إِنما المعروفُ جُفُّ طَلْعَة ، قال شَمِرٌ ، أَرادَ ( داخلَهَا ) إِذا أُخْرجَ منها الكُفُرَّى ، كما يقال لداخل الرَّكِيَّةِ من أَسْفَلهَا إِلى أَعلاها : جبٌّ ، يقال : إِنَّهَا لَوَاسعَةُ الجُبِّ ، سوَاءٌ كانَتْ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْويةٍ .
( والتَّجْبِيبُ : ارْتِفَاعُ التَّحْجِيلِ ) إِلى الجُبَبِ ) ، قد تقدَّم معناهُ في فَرَس مُجَبَّب ، وذِكْرُ المَصْدَرِ هُنَا ، وذكْرُ الوَصْفِ هُنَاكَ مِنْ تَشْتِيتِ الفِكْرِ كمَا تَقَدَّمَ .
( و ) *!التَّجْبِيبُ ( النِّفَارُ ) أَي المُنَافَرَةُ باطنِاً أَو ظاهِراً ، ففي حديث مُوَرِّق ( المُتَمَسِّك بطاعةِ الله إِذا جَبَّبَ الناسُ عنها كالكَارِّ بعدَ الفَارِّ ) أَي إِذا ترك الناسُ الطاعات ورَغِبوا عنها ، ( والفرارُ ) يقال : جَبَّبَ الرَّجُلُ *!تَجْبِيباً ، إِذا فَرَّ ، وعَرَّدَ ، قال الحُطيئة :
ونَحْنُ إِذَا جَبَّبْتُمُ عَنْ نِسَائِكمْ
كَما *!جَبَّبَتْ مِنْ عِنْدِ أَوْلاَدِهَا الحُمُرْ
ويقال : جَبَّ الرَّجُلُ ، إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا م الشيءِ ، فظَهَر بِمَا ذَكَرْنا سقوطُ ما قاله شيخُنَا أَنّ ذِكْرَ الفِرَار مستدركٌ ، لأَنه بمعنى النِّفار ، وعطف التفسير غير محتاج إِليه .
قلت : ويجوز أَن يكون المرادُ من النِّفَار المُغَالبَة في الحُسْنِ وغيرِه ، كما يأْتي ، فلا يكون الفِرَارُ عطفَ تفسير له .
( و ) التَّجْبِيبُ ( : أَرْوَاءُ ) الجَبُوب ويُرَادُ به ( المَال ، *!والجَبَاب ، كسَحَابٍ )
____________________

(2/122)


قال ابن الأَعرابيّ : هو ( القَحْطُ الشَّديدُ ) .
( و ) *!الجِبَابُ باللاَّمِ ( بالكَسْر : المُغَالَبَةُ في الحُسْنِ وغَيْرِه ( كالحَسَب والنَّسَبِ ، *!جَابَّنِي *!فَجَبَبْتُهُ : غَالَبَني فَغَلَبْتُهُ ، *!وجَابَّتِ المَرْأَةُ صَاحِبَتَهَا *!فَجَبَّتْهَا حُسْناً أَي فَاقَتْهَا بحُسْنهَا .
( و ) *!الجُبَابُ ( بالضَّمِّ : القَحْطُ ) ، قد تقدم أَنه بالكَسْرِ ، فكان ينبغي أَن يقول هناك ويُضَمُّ ، رعايةً لطريقته من حُسْن الإِيجازِ ، كما لا يخفى ( والهَدَرُ السَّاقِطُ الذي لا يُطْلَبُ ، و ) هو أَيضاً ( ما اجْتَمَعَ من أَلْبَانِ الإِبلِ ) فيصيرُ كأَنه زُبْدٌ ولاَ زُبْدَ للإِبِل ) أَي لأَلْبَانها قال الراجز :
يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ ععصْبِ
عَصْبَ الجُبَابِ بِشِفَاهِ الوَطْبِ
وقيل : الجُبَابُ لِلإِبل كالزُّبْدِ للغَنَمِ والبَقَرِ ، ( وقَدْ *!أَجَبَّ اللَّبَنُ ) ، وفي ( التهذيب ) : *!الجُبَابُ : شِبْهُ الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلْبَانَ يَعْنِي أَلْبَانَ الإِبل إِذا مَخض البَعِيرُ السَّقاءَ وهو مُعَلَّقٌ عليه ، فيَجْتَمعُ عند فَم السِّقاءِ ، ولَيْسَ لأَلْبانِ الإِبلِ زُبْد إِنّمَا هو شَيءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ .
( *!والجَبُوبُ ) بالفَتْح هي ( الأَرْضُ ) عَامَّةً ، قاله اللِّحْيَانيُّ وأَبو عمرو وأَنشد :
لاَ تَسْقِهِ حَمْضاً وَلاَ حَلِيبَا
إِنْ مَا تَجِدْهُ سَابِحاً يَعْبُوبَا
ذَا مَنْعَة يَلْتَهِبُ *!الجَبُوبَا
ولا يُجْمَع ، قاله الجوهريّ ، وتارةً يُجْعَل عَلَماً ، فيقال : *!جَبُوبُ ، بلا لام ، كشَعوبَ ، ونقل شيخُنا عن السُّهيليّ في رَوْضِهِ : سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنَّهَا تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فيها ، أَي تَقْطَعُهُ ، ثم قال شيخُنَا ، ومنه قيل : *!جَبَّانٌ *!وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ التي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى ، وهي فَعْلانٌ من *!الجَبِّ والجَبُوب قاله الخَلِيلُ ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ ، ( أَوْ وَجْهُهَا ) ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ ، قاله ابنُ شُمَيْل ، وبه صَدَّرَ في لسان العرب ( أَو غَلِيظُهَا ) ، و ( نقله القُتَيْبِيُّ عن الأَصمعيِّ ، ففي
____________________

(2/123)


حديث عَليَ ( رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلميُصَلِّي ويَسْجُدُ عَلى الجَبُوبِ ) قال ابن الأَعرابيّ : الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ ، لا من الطِّينِ ( أَو ) الجَبُوبُ ( التُّرَابُ ) ، قاله اللِّحْيَانيّ ، وعَدَّهَا العَسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ ، وأَمَّا قولُ امرىء القيس :
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا
وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي
فيحتمل هذا كلّه .
( و ) الجَبُوبُ ( : حِصْنٌ باليَمَن ) والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسُنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كما سمعتُهم ، ( و : ع بالمَدِينَةِ ) المنورة ، على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام ( و : ع ببَدْرٍ ) ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَديث ( أَنَّ رَجُةً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ ) .
( و ) *!الجَبُوبَةُ ( بهاءٍ : المَدَرَةُ ) ، مُحَرَّكَةً ، ويقال لِلْمَدَرَةِ الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ : جَبُوبٌ : وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الجَبُوبُ : المَدَرُ المُفَتَّتُ ، وفي الحديث : ( أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا ) ، وفي حديث عُمَرَ ( سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ : عَنَّتْ لِي عكْرِشَةٌ فشنَقْتُها بجبُوبَةٍ ) أَي رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ ، وفي حديث أَبِي أُمَامَةَ قال : لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلمفي القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ : سُدُّوا الفُرَجَ ) ، وقال أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً .
رَأَتْ قَنَصاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ
إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا
فَلاَقَتْهُ بِبَلْقَعَةٍ بَرَاحٍ
تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا
( *!والأَجَبُّ : الفَرْجُ ) مِثْلُ الأَجَمِّ ، نقله الصَّاغانيُّ .
( *!وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ ، كثْمَامَة شَاعِرٌ لِصٌّ ) مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ ، نقله الصاغانيُّ والحافظُ .
____________________

(2/124)



( و ) *!جُبَيْبٌ ( كزُبَيْر : صَحَابِيّ ) فَرْدُ ، هو جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ ، قالت عائشة إِنه قال : يا رسول الله ، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب .
( و ) جُبَيْبٌ أَيضاً ( : وادٍ بِأَجَأَ ) من بلاد طيِّىءٍ .
( و ) جُبَيْبٌ ( : وادٍ بكَحَلَةَ ) مُحَرَّكَةً : ماءٍ لِجُشَمَ .
( *!وجُبَّى بالضَّمِّ ) والتشديد ( والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ ، منها ) الإِمَامُ ( أَبو عَلِيّ ) المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاَتِ المُعْتَزِلَةِ ( وابْنُه ) الإِمَامُ ( أَبُو هَاشِم ) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ ( وثلاثمائة ) ببغدادَ وهما شيخا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة ( و ) جُبَّى ( : ة بالنَّهْرَوَانِ ، منها أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بن حَمَّادٍ المُقْرِىءٌ ) الضَّريرُ ، وهو بِعَيْنِه دَعْوَا بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فهو مُكَرَّرٌ مع ما قبلَهُ ، فليُتأَمَّل ( و ) جُبَّى ( : ة قُرْبَ هِيتَ ، منها محمدُ بن أَبي العِزَّ ) ويقال في هذه القرية أَيضاً الجُبَّةُ والنسبة إِليها *!-الجُبِّيُّ ، كما حققه الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ ، له تصانيف ومات سنة 658 وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرحمن كان شيخ رِبَاط العميد ، مات سنة 671 ( و ) جُبَّى ( : ة قربَ بَعْقُوبَا ) بفتح الموحدة مقصورةً قَصَبَةٍ بطريق خُرَاسَانَ بينها وبين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ ، ويقال فيها : بَا بَعْقُوبا ، كذا في المراصد واللُّبّ ، ولم يذكرهُ المؤلّفُ في مَحَلّه . قلت : وهذه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً ، وقال الحافظُ : هي بخراسان ، واقتصر عليه ولم يذكُر جُبَّى كما ذَكَره المصنف ، وإِليها نُسِبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الذي تقدّم ذِكرُه وكذا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الآتي ذِكْرُه .
وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ المِصْرِيّ الملقّبُ سِيبويهِ ، يقالُ له : الجُبِّيّ ، ويأْتي
____________________

(2/125)


ذِكرُه في سيب ، وهو من هذه القريةِ على ما يقتضي سياقُ الحافظ ، ويقال : إِلى بَيْعِ الجِبَابِ فتأَمَّل ، ( والنِّسْبَةُ ) إِلى كلّ ما ذُكِرَ ( *!-جُبَّائِيُّ ) .
( و ) *!جَبَّى ( كحَتَّى : ة في اليَمَنِ ) منها الفقيهُ أَبو بكرِ بنُ يَحيى بن إسحاق ، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن قاسمِ بن محمدِ بن أَحمدَ بن حسّانَ ، وإِبراهيمُ بنُ القاسمِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ حَسَّانَ ، ومحمدُ بن القاسم المُعَلِّمُ ، *!الجَبَّائِيُّونَ ، فُقَهَاءُ مُحَدِّثُونَ ، تَرْجَمَهُمْ الخَزْرَجِيُّ والجنديّ ، ولكن ضبطَ الأَميرُ القَريةَ المذكورة بالتَّخْفِيفِ والقَصْرِ وصَوَّبَه الحافظُ ، قلت : وهو المشهورُ الآنَ ، و ( منها ) أَيضاً ( شُعَيْبُ ) بن الأَسْوَدِ ( *!-الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ ) من أَقْرانِ طَاوُوسَ ، وعنه محمدُ بنُ إِسحاقَ ، وسَلَمَةُ بنُ وَهْرَامَ ( و ) قال الذَّهَبِيُّ : أَبُو الحُسَيْنِ ( أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللَّهِ ) المُقرِىء ( الجُبِّيُّ ، بالضَّمِّ ويُقَالُ ) فيهِ ( *!-الجِبَابِيُّ ) ، وإِنما قيل ذلك ( لِبَيْعِه الجِبَابَ ، مُحَدِّث ) شيخٌ للأَهْوَازِيِّ ( ومُحَمَّدٌ وعُثْمَانُ ابْنَا محمودِ ابنِ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصْبهَانِيَّانِ ) رَوَيَا عن أَبي الوَقْتِ وغيرِه ( ومحمدُ بنُ *!جَبُّويَةَ الهَمَذَانِيّ ) عن محمودِ بنِ غَيْلاَنَ .
وفَاتَه : محمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصبَهَانيُّ عَمُّ الأَخَوَيْنِ ، سَمعَ يَحْيَى بنَ مَنْدَه ، ومات سنة 565 .
( و ) أَبُو البَرَكَاتِ ( عَبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّابِ كَكَتَّان ) المِصْرِيُّ ( لِجُلُوسِ جَدِّهِ ) عَبْدِ اللَّهِ ( في سُوقِ الجِبَابِ ، والحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ ) بنِ يَزِيدَ ( الجَبَّابُ ) كُنْيَتُه أَبُو عُمَرَ ، أَنْدَلُسِيٌّ ، قالَ الذهبيُّ : هو حافِظُ الأَنْدَلُسِ ، تُوُفِّيَ بقُرْطُبَةَ سنة 322 قال الحَافظُ : سَمِع بَقِيَّ بن مَخْلَدٍ وطَبقَته ، قال وَأَوَّلُهُم عَبْدُ الرحمنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله بنِ أَحْمَدَ التَّمِيميُّ السَّعْدِيُّ أَبُو القَاسِمِ ، حَدَّثَ عن محمدِ بنِ أَبي
____________________

(2/126)


بكر الرَّضِيّ الصِّقِلِّيّ ، وابنُه إِبراهيمُ حَدَّث عن السِّلَفِيّ ، وعبدُ العزيزِ بنُ الحسينِ حَدَّثَ أَيضاً ، وابْنُهُ عَبْدُ القَوِيِّ ، وهو المذكور في قول المصنِّف ، كان المُنْذِرِيُّ يَتكلَّم في سَمَاعِهِ للسِّيرةِ عن ابنِ رِفَاعَةَ ، وكانَ ابنُ الأَنْمَاطِي يُصَحِّحُه ، وابنُ أَخِيهِ أَبُو الفَضْل أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ ، وأَبُو إِبْرَاهِيمَ بنُ عبدِ الرحمنِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ بنِ الجَبَّابِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ أَيْضاً ، أَخَذَ عَنْهُمَا الدِّمْيَاطِيُّ ، وأَجَازَا للدَّبُّوسِيِّ .
قلت : وأَبو القاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَبَّاب من شُيُوخِ ابن الجوَّانيّ النَّسَّابَةِ ( مُحَدِّثُونَ ) .
( *!والجُبَابَاتُ بالضَّمِّ : ع قُرْبَ ذِي قَارٍ ) نقله الصاغانيُّ .
( *!والجَبْجَبَةُ ) قال أَبو عبيدةَ : هو ( أَتَانُ الضَّحْلِ ) وهي صَخْرَةُ المَاءِ وسيأْتي في ( ضحل ) وفي ( أَتن ) ( و ) *!الجُبْجُبَةُ ( بضَمَّتَيْنِ ) : وِعَاءٌ يُتَّخذ من أَدَمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ ، ويُنقَع فيه الهَبِيدُ ، *!والجُبْجُبَة ( : الزَّبِيلُ من جُلُود ) يُنْقَلُ فيه التُّرَابُ ، والجَمْعُ *!الجَبَاجِبُ ، وفي حديث عُرْوَةَ ( إِنْ مَاتَ شيءٌ منَ الإِبل فخُذْ جِلْدَهُ فاجْعَلْهُ *!جَبَاجِبَ ) أَيْ زُبُلاً ، وفي حديث عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ ( أَنَّهُ أَودَع مُطْعِمَ بنَ عَدِيَ ، لمَّا أَرَادَ أَنْ يُهَاجِر ، جُبْجُبَةً فيها نَوًى من ذَهَب ) هي زِنْبِيلٌ لَطِيفٌ من جُلُودٍ ، ورَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بالفَتْحِ ، والنَّوَى : قِطَعٌ من ذَهَبٍ ، وزْنُ القِطْعَةِ : خَمْسَةُ دَرَاهِمَ ( و ) الجَبْجبَةُ ( بفَتْحَتَيْنِ وبِضَمَّتَيْنِ ) والجُبَاجِبُ أَيضاً كما في ( لسان العرب ) ( : الكَرِشُ ) كَكَتِفٍ ( يُجْعَلُ فيه اللَّحْمُ ) يُتَزَوَّدُ به في الأَسْفَارِ ، وقد يُجْعَل فيه اللَّحْمُ ( المُقَطَّع ) ويُسَمَّى الخَلْعَ ، ( أَو هي الإِهَالَةُ تُذَابُ و ) تُحْقَن أَي ( تُجْعَلُ في كَرِشٍ ، أَو ) هي عَلى ما قالَ ابنُ الأَعرابيّ ( : جِلْدُ جَنْبِ البَعِيرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخَذُ فيه اللَّحْمُ )
____________________

(2/127)


الذي يُدْعَى الوَشِيقَةَ ، *!وتَجَبْجَبَ ، واتَّخَذَ *!جَبْجَبَةً إِذَا اتَّشَقَ ، والوَشِيقَةُ : لَحْمٌ يُغْلَى إِغْلاءَةً ثم يُقَدَّدُ ، فهُوَ أَبْقَى مَا يَكُون ، قال حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيُّ :
إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ
فَلاَ تُهْدِ مِنْهَا واتِّشِقْ *!وتَجَبْجَبِ
وقال أَبو زيد : *!التَّجَبْجُبُ أَنْ تَجْعَلَ خَلْعاً في *!الجُبْجُبَةِ ، وأَمَّا ما حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ مِنْ قَوْلِهِمْ : إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبَانٌ جُبْجُبَةٌ ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ *!بالجُبْجُبَة التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ ، شبَّهه بها في انْتِفَاخِه وقِلَّة غِنَائِه .
( *!وجُبْجُبٌ ، بالضَّمِّ : مَاءٌ ) معروفٌ ، نقله الصاغانيُّ هكذا ، وزادَ المصنفُ ( قُرْبَ المَدِينَةِ ) ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، قال :
يَا دَارَ سَلْمَى بِجُنُوبُ يَتْرَبِ
*!بجُبْجُبٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ جُبْجُبِ
ويَتْرَبُ ، على ما تقدّم ، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ : موضعٌ باليَمَامة ، وكأَنّ المصنفَ ظنّه يَثْرِب بالمثلثّة ، فلذا قال قربَ المدينة ، وفيه نَظَرٌ .
( وماءٌ *!جَبْجَابٌ ) بالفَتْحِ ، ( *!وجُبَاجِبٌ ) ، بالضَّمِّ ( : كَثِيرٌ ) قال أَبو عبيدة : وليسَ جُبَاجِبٌ بِثَبْت ، كذا قاله ابنُ المُكَرَّم ، ونقله الصاغانيُّ عن ابن دريد ، وأَهمله الجوهريّ ، ( *!والجَبْجَبُ ) بالفَتْحِ ، كذا في نسختنا ، وضبطه في لسان العرب بالضمَّ ( : المُسْتَوِي منع الأَرضِ ) ليْسَ بحَزْنٍ ، ( وَبَقِيعُ الجَبْجَبِ : ) مَوْضِع ( بالمَدِينةِ ) المُشَرَّفَةِ ، ثبت في نسختنا ، وكذا في النسخة الطَّبلاويَّةِ ، كذا قال شيخنا : ومُقْتَضَى كلامه أَنه سَقَطَ مما عدَاهَا من النسخ ، واللفظُ ذكره أَبو دَاوُودَ في سُنَنِه ، والرواةُ على أَنه بجِيمَيْنِ ( أَو هو بالخَاء ) المعجمة في ( أَوَّلِهِ ) ، كما ذكره السُّهَيْلِيُّ وقال : إِنه شجرٌ عُرِف به هذا الموضِعُ .
قلت : فيكونُ نِسْبةُ البَقِيعِ إِليه كنِسْبته إِلى الغَرْقَدِ ، ويَنبغِي ذِكرُه في فصل الخَاء ، قال شيخنا : وقد ذكره صاحب المراصد بالجيم ، وأَشار إِلى الخلاف .
____________________

(2/128)



( والجَبَاجِبُ : الطَّبْلُ ) في لغة اليَمَنِ ، نقله الصاغانيّ ، ( و ) قال الزُّبير بن بكّار : الجَبَاجِبُ ( : جِبَالُ مَكَّةَ ، حَرَسَهَا الله تعالى ، أَو أَسواقُها ، أَو مَنْحَرٌ ) ، وقال البرقيُّ : حَفَرٌ ( بِمِنًى كان يُلْقَى به الكُرُوشُ ) أَي كُرُوشُ الأَضَاحي في أَيام الحَجِّ ، أَو كان يُجْمَع فيها دَمُ البُدْنِ والهَدَايَا ، والعَرَبُ تُعَظِّمُهَا وتَفْخَرُ بِهَا ، وفي الناموس : الأَوْلَى تَعْبيرُ النّهَاية بأَصْحَابِ الجَبَاجِبِ ، هي أَسماءُ منازِلَ بمِنًى إِلى آخِرها ، وقد كفَانَا في الردِّ عليه بما يَلِيقُ به شيخُنَا الإِمَامُ ، فلا يحتاج إِلى إِعادةِ تَجْرِيعِ كَأْسِ المَلامِ ، وأَما الحديث الذي عُنيَ به مُلاَّ عَلِيّ فَفِي غيرِ كتب الحديث في بَيْعَةِ الأَنْصَارِ : نَادَى الشَّيْطَانُ بِأَصْحَاب الجَبَاجِبِ ، قال أَبو عُبيدة : هي جَمْعُ جُبْجُبٍ بالضَّمِّ ، وهو المستَوِي من الأَرْضِ ليْسَ بحَزْن ، وهي هاهنا أَسماءُ منازلَ بمِنًى ، سُمِّيَت به لأَن كُرُوشَ الأَضَاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ الحجِّ ، والذي ذكره شيخُنَا عن ابن إِسحاقَ ناقلاً عن ابن بحر ، وذكر في آخرِه أَنه خَلَتْ منه زُبُرُ أَكثرِ اللُّغَوِيّين ، فقد أَشرنا إِليه آنِفاً عن الأَزهريّ ، ففيه مَقْنَعٌ لكلّ طالبٍ راغب .
( و ) الجَبَاجِب كالبَجَابِج ( : الضِّخَامُ مِنَ النُّوقِ ) قاله أَبو عمرو ، ورَجُلٌ جُبَاجِبُ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ ، ونُوقٌ جَبَاجِبُ ، قال الراجز :
جَرَائِعٌ جَبَاجِبُ الأَجوَافِ
حُمُّ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَنْوَافِ
وإِبل *!مُجَبْجَبَةٌ : ضَخْمَةُ الجُنُوبِ ، أَنشد ابن الأَعرابيِّ لصَبِيَّة قالت لأَبِيها :
حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ
فَحَسِّنَنْهَا يَا أَبَهْ
كَيْمَا تَجِىءَ الخَطَبَهْ
بِإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ
لِلْفَحْلِ فيها قَبْقَبَهْ
ويروى مُخَبْخَبَهْ ، تريد مُبَخْبَخة ،
____________________

(2/129)


أَي يقال لها : بَخٍ بَخٍ ، إِعْجَاباً بها ، فقُلِبَ ، كذا في ( لسان العرب ) ، وهذا التحقيقُ أَحْرَى بقولِ شيخِنا السابقِ ذِكرُه : أَنَّه خَلَت منه زُبُرُ الأَكْثَرِينَ .
( *!والمُجَابَّةُ ) مُفَاعَلَةٌ ( : المُغَالَبَة في الحُسْنِ و ) غيرهِ من حَسَبٍ وجَمَالٍ ، وقَدْ *!جَابَّتْ جِبَاباً *!ومُجَابَّةً ، وقِيلَ هُوَ ( في الطَّعَامِ ) : أَنْ يَضَعَهُ الرَّجُلُ فَيَضَعَ غَيْرُه مِثْلَهُ ، نقله الصاغانيّ .
( *!والتَّجَابُّ ) مِنْ بَابِ التَّفَاعُلِ أَنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلاَنِ أُخْتَيْهِمَا ) نقله الصاغانيُّ .
( *!وجَبَّانُ مشددةً : ة بالأَهْوَازِ ) نقله الصاغانيُّ .
( و ) قَدْ ( *!جَبْجَبَ ) إِذَا سَمِنَ ، *!وجَبْجَبَ إِذَا ( سَاحَ في الأَرْضِ ) عِبَادَةً ، وجَبْجَبَ إِذَا اتَّجَرَ في الجَبَاجِبِ .
( وأَحْمَد بن *!الجَبَّاب مُشَدَّدَة : مُحَدِّثٌ ) ، لا يخفى أَنَّه الحافِظُ أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ خالدٍ الأَنْدَلُسيُّ المتقدِّمُ ذِكرُه فذِكرُه ثانياً تكرارٌ .
( و ) جُبَيْبٌ ( كزُبَيرٍ ) هو ( أَبو جُمِعَةَ الأَنْصَارِيُّ ) ، ويقال الكِنَانِيُّ ويقال القارِيُّ قيل : هو جُبَيْبُ بنُ وَهْبٍ ، بالجيم وقيل : ابن سَبُعٍ ، وقيل : ابن سِبَاعٍ ، قال أَبو حاتم : وهذا أَصَجُّ ، له صُحْبَةٌ ، نزل الشام ، روى عنه صالحُ بن جُبَيْرٍ الشامِيّ ، ( أَو هو بالنُّونِ ) ، كما قاله ابن ماكُولاَ وخَطَّأَ المستغفريَّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ابنُ *!الجُبَيْبِيِّ ، نِسْبةٌ إِلى جَدِّه جُبَيْبٍ ، هو أَبو جعفر حَسَّانُ بنُ محمدٍ الإِشبِيلِيُّ شَاعِرُ غَرْنَاطَةَ .
والجُبَّةُ : مَوْضِعٌ في جَبلِ طَيِّىءٍ جاءَ ذِكرُهَا في قول النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ .
وحَبَابٌ كسَحابٍ : مَوضعٌ في دِيَارِ أَوْدٍ .
*!واسْتَجَبَّ السِّقَاءُ : غَلُظَ ، واسْتَجَبَّ الحُبُّ إِذا لم يَنْضَحْ وضَرِيَ .
____________________

(2/130)



وجُبَيْبُ بنُ الحارِث ، كزُبَيرٍ : صَحَابيٌّ فَرْدٌ .
*!والأَجْبَابُ : وَادٍ ، وقيل : مِيَاهٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ تَلِي مَهَبَّ الشَّمَالِ ، وقال الأَصمعيّ : هي من مياهِ بَنِي ضَبِينَةَ ، ورُبَّمَا قِيلَ له : الجُبُّ ، وفيه يقول الشاعر :
أَبَنِي كِلابٍ كَيْفَ يُنْفَى جَعْفَرٌ
وَبَنُو ضَبِينَةَ حَاضِرُو *!الأَجْبَابِ
*!والجُبَاجِبَةُ : مَاءَةٌ في دِيارِ بنِي كلابِ ابنِ ربيعةَ بنِ قُرْطٍ عليها نَخْلٌ ، وليس على مِياهِهم نَخْلٌ غيرُها وغيرُ الجَرْوَلَةِ .
جتب : ( جُتَاوِبُ بالضَّمِّ وبالمُثَنَّاةِ ) الفَوْقِيَّةِ ، أَهمله الجَمَاعَةُ ، وقال الصاغانيّ : هو ( ع قُرْبَ مَكَّةَ حَرَسَهَا الله تعالى ) ، وقال اللَّهَبِيّ .
فالْهَاوَتَانِ فَكَبْكَبٌ فُجُتَاوِبٌ
فالبَوْصُ فالأَفْرَاعُ مِن أَشْقَابِ
جحجب : ( جَحْجَبَ العَدُوَّ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دريد أَي ( أَهْلَكَهُ ) قال رُؤْبَة :
كَمْ مِنْ عِداً جَمْجَمَهُمْ وجَحْجَبَا
( و ) حَحْجَبَ ( في الشيء : تَرَدَّدَ ، وُ ) جَحْجَبَ الرجلُ ( : جَاءَ وذَهَبَ ) ، نقله ابنُ دُريد في كتاب ( الاشتقاق ) له .
( و ) بَنُو ( جَحْجَبَى ) بن كُلْفَة بنِ عَوْفِ بنِ عمرِو بنِ عوفِ بن مالك بن الأَوْسِ ، وهو جَدُّ أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاَحِ اليَثْرِبِيّ ( : حَيٌّ من الأَنْصَارِ ) ثمَّ من الأَوْسِ ، وأَنشد العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْرِ السَّعَادة .
____________________

(2/131)



بَيْنَ بَنِي جَحْجَبَى وبَيْنَ بَنِي
زَيْدِ فَأَنَّى لِجَارِيَ التَّلَفُ
قلت : البَيْتُ لمالكِ بنِ العَجْلاَنِ الخَزْرَجِيِّ ، ويروى : وبَيْنَ بَنِي عَوْف .
( ) ومما يستدرك عليه :
جَحْجَبٌ كجعفر اسمٌ ، عن ابن دُريد .
جحدب : ( الجَحْدَبُ : القَصِيرُ ) يقال : رَجُل جَحْدَب ، أَي قَصير ، عن كُرَاع ، قال : وَلاَ أَحُقُّهَا ، إِنما المعروفُ : ) جَحْدَرٌ بالراء ، وسيأْتي ذِكْرِها ، كذا في ( لسان العرب ) .
قلت : فكان ينبغي للمؤلّف الإِشارَةُ إِليه ، وأَعجبُ من هذا ما نَقله شيخُنَا من هَمْعِ الهَوَامعِ في أَبواب الأَبْنيَة أَنَّ الجَحْدَبَ بجيمٍ فحاءٍ ودالٍ مهملتين فموحَّدةٍ : نوعٌ من الجَرَادِ ، فانظره ، مع قول المصنف : القَصِير ، مُقْتَصِراً عليه ، وهذا وهمٌ من كاتب نسخة هَمْعِ الهَوَامِع أَو من شيخنا ، فإِنما هو جُخْدَب بالخاءِ المعجمة ، وقد ذكره المصنف بلغاته بعد هذه المادة بقليل ، فالعَجَب منه كيف لم يتنبهْ ، وسنشرحه إِن شاءَ الله تعالى ، إِذا أَتينا هناك ، بما يُثْلِجُ الصدور : وتعلم به أَن ما ذَهَب إِليه من أَوْهَامِ السُّطُور .
( ) ومما يستدرك عليه :
عبدُ الرحمنِ بنُ جَحْدَبٍ : مُحَدِّثٌ : عن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدِ .
جحرب : ( الحَجْرَبُ ) بالفتح ، أَهمله الجوهريّ وقال ابنُ دُريْد : الجَحْرَبُ ( ويُضَمُّ ) هو ( القَصيرُ الضَّخْمُ الجِسْمِ ) وقيلَ الوَاسعُ الجَوْفِ ، عن كُرَاع ، وقيل : هو الضَّخْمُ الجَنْبَيْنِ ، كما هو نَصُّ ابن دُريد ، ( و ) يقال : ( فَرَسٌ جَحْرَبٌ وجُحَارِبٌ ) بالضَّمِّ ( : عَظِيمُ الخَلْقِ ) ، وفي ( لسان العرب ) : رأَيتُ في بعض نسخ الصحاح ( حاشية ) : رَجُلٌ جَحْرَبَةٌ : عَظِيمُ البَطنِ .
( والجُحْرُبَانِ ، بالضَّمِّ ) ، مُثَنَّى
____________________

(2/132)


جُحْرُبٍ ( : عِرْقَانِ في لِهْزِمَتَي الفَرَسِ ) نقله الصاغانيُّ .
جحنب : ( الجَحْنَبُ ، بالفَتْحِ ) مع تخفيف النونِ ، قال شيخنا : هو مستدرك .
قلت : إِنما ذَكَرَه لِرعاية ما بعدَه ، وهُو قولُه :
( و ) جَحَنَّبٌ ( كجَهَنم ) ، وقد أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبُو عَمْرو : الجَحْنَبُ كجَعْفَرٍ ، ولم يذكر جَحَنَّب ، بالتَّشْدِيدِ ، هو ( القصِيرُ ) ، من غير أَن يُقيّد بالقِلَّة ، ( أَو ) هو ( القَصِيرُ القَلِيلُ كالجُحَانِبِ ) بالضم ، وهذه عن أَبي عمرٍ و ، وقيل : هُوَ القَصيرُ المُلَزَّزُ ، وأَنشد :
وصاحِبٍ لي صَمْعَرِيَ جَحْنَبِ
كاللَّيْثِ خِنَّابٍ أَشَمَّ صَقْعَبِ
( و ) قيل : هو ( الشَّدِيدُ ) من الرِّجال قاله اللَّيْثُ ، وأَنشد القولَ المذكورَ .
( و ) الجَحْنَبُ ( : القِدْرُ العَظِيمَةُ ) ، قالَهُ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل وأَنشد :
مَا زَالَ الهِيَاطِ والمِيَاطِ
حَتَّى أَتَوْا بِجَنْبٍ قُسَاطِ
قال ابنُ المُكَرَّمِ : وذَكَرَ الأَصمعيُّ في الخُمَاسِيِّ الجَحَنْبَرَةُ من النساء : القصيرةُ : وهو ثلاثيُّ الأَصلِ أُلْحِقَ بالخُمَاسِيِّ لتكرارِ بعضِ حُرُوفِه .
جخب : ( الجخابَةُ ، كسَحَابَةٍ وكِتَابَةٍ وجَبَّانَة ) هو ( الأَحْمَقُ ) الذي لا خَيْرَ فيه ، الفتْحُ والكسرُ عن أَبي الهَيْثَم ، والتَّشْدِيدُ عن شَمِرٍ ، ( و ) هو أَيضاً ( : الثَّقِيلُ اللَّحِيمُ ) ، أَي كَثِيرُ اللَّحْم ، يقال إِنه لَجَخَابَةٌ هِلْبَاجَة .
( والجَخْبُ بالفَتْحِ ) هو ( المَنْهُوكُ ) الجِسْمِ ( الأَجْوَفُ ) .
( و ) الجِخَبُّ ( كَهِجَفَ : ) هو
____________________

(2/133)


( البَعيرُ العظِيم ، والصِّنْدِيدُ ، والضَّعِيفُ ) نقله الصاغانيُّ ، ولم يذكر الضعيفَ .
جخدب : ( الجُخْدُبُ بالضَّمِّ ) ، هذا وما يأْتي بعده من قوله بضمهما تقييدٌ في غير مَحَلَ ، فإِن الأَلفاظَ التي سَرَدَهَا كُلَّهَا مضمومةٌ ، فَمَا وَجْهُ التخصيصِ في البَعْضِ : فلوْ تَرَكَه وأَبقاها على إِطلاقِهِ والمشهورِ من ضَبْطِه ، أَو يذكُرُ بعد الكُلّ : ( بالضَّمِّ في الكُلِّ ) كَانَ أَوْلَى ، وقد نَبَّه على ذلك شيخُنَا ، كما نَبَّه على فَتحِ الدّالِ أَيضاً عند كلام المُؤلّف فيما بعدُ ، فكيف يكون منه الإِهمالُ ، فتأَمَّلْ ، ( والجُخَادِبُ والجُخَادِبَةُ والجُخَادِبَاءُ ) بالمَدِّ ( ويُقْصَرُ ) والجَخْدَبُ كجَعْفَرٍ ، من ( لسان العرب ) ( وأَبُو جُخَادِبٍ وأَبو جُخَادِبَى ) بالقَصْرِ و ( بضمِّهِمَا ) الأَخِيرَة عن ثعلب ، وأَبو جُخَادِبَاءَ ، بالمدّ ، من ( لسان العرب ) ( : الضَّخْمُ الغَلِيظُ ) من الرِّجَال والجِمَالِ ، والجَمْعُ جَخَادِبُ ، بالفَتْح ، قال رؤبة :
شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جَخْدَبَا
قال ابن بَرِّيّ : هذا الرَّجَزُ أَوردَه الجوهريُّ على أَنَّ الجَخْدَب : الجَمَلُ الضَّخْمُ ، وإِنما هو صفةُ فَرَس ، وقبله :
تَرَى له مَنَاكِباً ولَبَبَا
وكَاهِلاً ذَا صَهَوَاتٍ شَرْجَبَا
وعن الليث : جَمَلٌ جَخْدَبٌ ، وهو العَظِيمُ الجِسْمِ عَرِيضُ الصَّدْرِ ( و ) الجُخْدَب ، بِلُغَاتِهِ المذكورةِ ( ضَرْبٌ مِنَ الجَنَادِبِ ) قاله ثعلب ، والجَنَادِبُ يَأْتِي بيانُهَا ، وقال شَمِرٌ : الجُخْدُبُ والجُخَادِبُ : الجُنْدَبُ : الضَّخْمُ ، وأَنشد :
لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ
تَرْمَضُ الجُخْدُبُ فيه فَيَصِرّ
كذا قَيَّدَه شَمِرٌ الجُخْدَب هنا
____________________

(2/134)


( و ) الجُخَادِبُ والجُخْدُبُ وأَبُو جُخَادبَاءَ ( منَ الجَرَادِ ) أَخضَرُ طويلُ الرّجلين ، وهو اسمٌ له مَعْرِفَة ، كما يقال للأَسَد : أَبُو الحَارث ، تقول : هَذَا أَبُو جُخَادِبٍ قد جاءَ ، وقيل : هو ضَخْمٌ أَغْبَرُ أَحْرَش ، وقال الليث : جُخَادَى وأَبُو جُخَادَى مِنَ الجَنَادِب ، اليَاءُ مُمَالَةٌ ، والاثْنَانِ : أَبُو جُخَادَيَيْنِ لم يَصْرِدُوه وهو الجَرَادِ الأَخْضَرُ ، وهو الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ ، ويقال له ، أَبُو خُجَادِبٍ ، بالباءِ ، وقال الراجز :
وعَانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخَادِبَا
قال ابن الأَعْرَابيّ : أَبُو جُخَادِب : دَابَّةٌ ، واسْمُهُ الحُمْطُوط ، والجُخَادِبَاء أَيضاً : الجُخَادِبُ ، عن السيرافيّ ، وأَبُو جُخَادِبَا : دَابَّةٌ نَحْوُ الحرْبَاءِ وهو الجُخْدُبُ أَيضاً ، وجَمْعُهُ جَخَادِبُ ، ويقالُ للواحدِ : جُخَادبٌ ( و ) الجُخْدَب ( مِنَ الخُنفُسَاءِ : ضَخْمٌ ) قال :
إِذَا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْلِ طَعَامَهَا
إِذَا خُنْفُسَاءُ ضَخْمَةٌ وجُخَادِبُ
كذا أَنشده أَبُو حَنيفَةَ ، عَلَى أَنْ يكونَ قولُه : فُسَاءِ ضَخْ : مَفَاعِلنْ ، وتَكَلَّفَ بعضُ مَنْ جَهِلَ العَرُوضَ صَرْفَ خُنْفُسَاءَها هنا لِيتمَّ به الجُزْءُ فقال : خُنْفُسَاءٌ ضَخْمَةٌ .
والجَخْدَبَةُ : السُّرْعَةُ والجُرْأَةُ ( و ) منه ) ( الجُخْدُبُ كقُنْفُذٍ وجُنْدَب : الأَسَدُ ) لسُرْعَتِه وجُرْأَته .
( و ) جَخْدَبٌ ( كجَعْفَرٍ : اسمْ أَبِي الصَّلْتِ ) كذا في النسخ ، والصواب أَبي الصَّقْعَبِ ، كما قَيَّدة الحافظ وغيرُه ، ابن جَرْعَبِ بنِ أَبي قِرْفَةَ بن زاهِر بنِ عامرِ بنِ قَامِشَةَ بنِ وَائِلَةَ ( الكُوفِيُّ النَّسَّابَةُ ) الشاعرُ ، وفيه يقول جَرير :
قَبَحَ الإِلاهُ وَلاَ يُقَبِّحُ غَيْرَه
بَظْراً تَفَلَّقَ عَنْ مَفَارِقِ جَخْدَبِ
وكان ذا قَدْرٍ بالكوفةِ وعِلْمٍ ،
____________________

(2/135)


لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فقال : مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ الأَكْرَمِينَ ، ولا سَعْدٍ الأَكْثَرِينَ ، وَلاَ عَمْرٍ و الأَغَرِّينَ ، وَلاَ من ضَبَّةَ الأَكْيَاسِ ، ومَا في أُدِّخَيْرٌ بعدَ هاؤلاءِ ، فقال جَخْدَبٌ : ولستَ في قُرَيْشٍ من أَهلِ نُبُوَّتِهَا ، ولا من أَهل خِلاَفَتِهَا ، ولا من أَهْلِ سِدَانَتِهَا ، وما في قُرَيْش خَيْرٌ بعدَ هؤلاءِ .
قلت : وهو يروى عن عطَاءٍ ، وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، كما نقله الحافظُ .
جدب : ( الجَدْبُ : المَحْلُ ) نقيضُ الخُصْبِ ( : والعَيْبُ ) فهو مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كما أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ ، قاله شيخُنَا ، وجَدَبَ الشيْءَ ( يَجْدُبُهُ ) كيَنْصُرُهُ ( ويَجْدِبُهُ ) كيَضْرِبُه : عَابَهُ وذَمَّهُ ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثاني ، وفي الحديث ( جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ ، قال ذو الرُّمّة :
فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ
رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ
كذا في ( المحكم ) ، يقُولُ : لَمْ يَجهدْ فيه مَقَالاً وَلاَ يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ ، وبالشيءٍ يقولُه وليس بعَيْبٍ ( والجَادِبُ : الكَاذِبُ ، في ( المحكم ) : قال صاحبُ العين : وليس له فِعْلٌ ، قال : وهو تَصْحِيفٌ ، قال أَبو زيد : وأَما الجَادِبُ بالجيم : العَائِبُ .
( والجُنْدُبُ ) بضم الدال ( والجُنْدَبُ ) بفتحها مع ضمّ أَوّلهما ( والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ ) ، حكاه سيبويه في الثُّلاَثِيِّ ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب ، كذا في ( المحكم ) ، وهي أَضْعَفُ لُغَاتِه ، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ ، حتى قال أَئمّةُ الصَّرْفِ : إِنه لم يَرِدْ منه إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة ، وهو الذي نقلَه الجوهريُّ عن الخَليل ، قال شيخُنَا : ثم اختلفَ الصرفيّونَ في نونه إِذا كان مفتوح الثالث ، فقيل : إِنها زائدة ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ ، وقيل : أَصليّة ، وهو مُخَفَّفٌ من الضَّمّ ، والأَول أَظهَرُ ، لتصريحهم بزيادة نونه في جميع لُغَاته ، وفي كلام الشيخ أَبي حَيَّانَ أَن
____________________

(2/136)


نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ ، ولزوم هذه النون البنَاءَ ، إِذ لا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول ، ولمجيء التضعيفِ في قُنْبَر ، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ ، وما جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على ما ثَبَتَ تصريفُه ، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ في جُنْدَبِ بفتح الدال ، ثَبَتَتْ في مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ ، لأَنهما بمعنًى هذا كلام أَبي حَيَّان ، ومثلُه في المُمْتعِ ، انتهى كلام شيخنا : جَرَادٌ م ) وقال اللحْيَانيّ : هو دَابَّةٌ ، ولم يُحَلِّهَا ، كذا في ( المحكم ) ، وقيل : هو الذَّكَرُ من الجَرَادِ ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بالليل ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ ، وفي ( المحكم ) : هو أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ في البَرَارِيِّ ، قال : وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله :
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
وقال الأَزهَرِيّ : والعَرَبُ تقولُ : ( صَرَّ الجُنْدُبُ ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ ، والأَصل فيه أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ في شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً ، وقيلَ : هو الصغيرُ من الجَرَاد .
وفي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ : جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله ، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير ، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ ، رضي الله عنهم ، وقال غيرُه : هو ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ ( واسْمٌ ) ، وفي حديث ابن مسعود ( كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ ) أَي تَثِبُ .
وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هو جُنْدبُ الخَيرِ ، وفي التَّابِعِينَ : جُنْدب بنُ كَعْبٍ ، وجُنْدب بن سَلاَمَةَ ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ .
____________________

(2/137)



( و ) يقال : وَقَعَ فلانٌ في ( أُمِّ جُنْدَبٍ ) إِذَا وَقَعَ في ( الدَّاهِيَةِ ، و ) قيلَ ( : الغَدْرِ ، و ) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب ، إِذَا رَكبَ ( الظُّلْمَ ) ، الثلاثة من المحكم ( و ) يقال : ( وَقَعُوا في أُمِّ جُنْدَب ، أَي ظُلمُوا ) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة ، ويقال : وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب ، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ ، قال الشاعر :
قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ
جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ به أُمَّ جُنْدَبِ
أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ .
وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فيه بَيْضَهُ ، والمَاشي في الرَّمْلِ وَاقعٌ في شَرِّهِ .
وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء ، هو الرابع من وَلَد وَلَد طَيِّىء ، وأُمُّهُ : جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و ، مِنْ حمْيَر ، وفيه قال عَمْرُو بن الغَوْث ، وهو أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ في طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء :
وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا
وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
كذا في ( المعجم ) .
( وأَجْدَبَ الأَرْضَ : وَجَدَهَا جعدْبَةً ) وكذلك الرجُلَ ، يقال : نَزَلْنَا فلاناً فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ ( و ) أَجْدَبَ ( القَوْمُ ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ ) .
( و ) في المُحْكَم : ( مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ ، قال سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ :
كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ
بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ
كذا في المحكم ( وَجَدِيبٌ ) أَي ( بَيِّنُ الجُدُوبَةِ ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ ) وجَدْبٌ وعليه اقتصر ابنُ سِيده : مُجْدِبَة ، والجَمْعُ جُدُوبٌ ، ( و ) قد قالُوا : ( أَرَضُونَ جُدُوبٌ ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ منها جَدْباً ثم جمعوه على هذا ، ( و ) أَرَضُونَ ( جَدْبٌ ) كالواحد ، فهو
____________________

(2/138)


على هذا وصفٌ للمصدر ، والذي حكاه اللحيانيّ : أَرْضٌ جُدُوبٌ ، ( وقَدْ جَدُبَ ) المَكَانُ ( كَخَشُنَ ، جُدُوبَةً ، وجَدَبَ ) ، بالفتح ، ( أَجْدَبَ ) رُبَاعِيًّا ، والأَجْدَبُ : اسمٌ للمُجْدِب ، كذا في ( المحكم ) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ : صَارَ فيهَا جَدْبٌ .
وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لا تأْكل إِلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ ، دَرِينَ الثُّمَامِ ، فيقال لهَا حينَئذٍ : جَادَبَتْ ، وفي ( المحكم ) : في الحَدِيثِ ( وكَانَتْ فِيهِ ) ، وفي نسخة : فيها ، ومثلُه في ( المحكم ) ( أَجَادِبُ ) أَمْسَكَتِ المَاءَ ، ( قِيلَ : ) هي ( جَمَعُ أَجْدُب ) الذي هو ( جَمْعُ جَدْب ) بالسكون كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ ، قال ابن الأَثير في تفسير الحديث : الأَجَادبُ : صِلاَبُ الأَرْضِ التي تُمْسِكُ المَاءَ ولا تَشْرَبُه سريعاً ، وقيل : هي الأَرْضُ التي لا نَبَاتَ بها ، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وهو القَحْطُ ، قال الخَطَّابِيُّ : وأَمَّا أَجَادبُ فهو غَلَطٌ وتَصْحيفٌ ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ ، قال : وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ ، قال : وقد رُوِي أَحَادِبُ ، بالحَاء المُهْمَلَةِ ، قال ابن الأَثيرِ : والذي جاءَ في الرِّوَايَة أَجَادِبُ بالجيم ، قال : وكذا جاءَ في صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ ، انتهى ، قال شيخُنَا : قلتُ : أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه ، ولا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ ، ثم نَقَل عن عِيَاضٍ في المَشَارِق ، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول في المطالِع : أَجَادِبُ ، كذا رَوَيْنَاه في الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بلا خِلاَفٍ ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ ، قالُوا : هو جَمْعُ جَدْب ، على غيْرِ قِياسٍ ، كَمَحَاسِنَ ، جَمْع حَسَنٍ ، ورَوَى الخَطَّابيُّ : أَجَاذِبُ ، بالذال المعجمة ، وقال بعضهم : أَحَازِبُ بالحاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ ، ورواهُ بعضُهُمْ : إِخَاذَاتٌ ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ ، بكسر الهمزة بعدها خاءٌ معجمة مفتوحة خفيفة وذال معجمة ، وهي الغُدْرَانِ التي تُمْسكُ ماءَ السماءِ ، ورواهُ بعضُهُم : أَجَارِدُ ، أَي مواضعُ
____________________

(2/139)


مُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ ، انتهى كلامُ شيخنا .
( و ) في ( المحكم ) : ( فَلاَةٌ جَدْبَاءُ : مُجْدِبَةٌ ) ليس بها قليلٌ ولا كثيرٌ ولا مَرْتَعٌ ولا كَلأٌ قال الشاعر :
أَوْفِي فعلاً قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ
مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس
وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فهي مُجْدِبَةٌ ، وجَدُبَتْ .
( والمجْدَابُ ) ، كمِحْرَابٍ ( : الأَرْض التي لا تنَكَادُ تُخْصِبُ ) ، كالمِخْصَاب وهي الأَرضُ التي لا تكادُ تُجْدبُ ، وفي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ ( هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلاَدُ ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار .
( وجِدَبٌّ : كَهِجَفَ ) وجَدَبٌّ في قول الراجز مما أَنشده سيبويه :
لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا
في عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا
فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ ، ( اسمٌ لِلْجَدْبِ ) بمعنى المَحْلِ . في ( المحكم ) : قال ابنُ جِنِّي : القَوْلُ فيه أَنَّهُ ثَقَّلَ ( البَاء ) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ في عَيْهَلّ ، في قوله :
بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ
فلم يُمْكنْه ذلك حتى حَرَّكَ الدالَ لما كانت ساكنةً لا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثم أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ ونحوها ، ويُرْوَى أَيْضاً : جَدْبَبَّا ، وذلك أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ ، والدَّالُ قبلها ساكنةٌ ، فلم يُمْكنه ذلك ، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ ، لأَنَّ في ذلك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا ، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن ، وهذه عبارة المحكم ، وقد أَطَالَ فيها فراجِعْه ، وأَغْفَلَه شيخُنا .
( ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ ) أَي ( مَا أَسْتَوخِمُ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وأَجْدَابِيَّةُ ) بتشديد الياء التحتية ، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة ، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن
____________________

(2/140)


يكونَ إِنْ كان عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة ، ثم نَزَّلُوه مَنْزلةَ المُفْرَدِ ، لكونه عَلَماً ، فَنَسبوا إِليه ثم خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لكثرة الاستعمالِ ، والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ ، وهو ( : د قُرْبَ بَرْقَةَ ) بينها وبين طَرَابُلسِ المغربِ ، بينه وبين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً ، على ما قاله ابن حَوْقَلٍ ، وقال أَبو عُبَيْد البكريُّ : هي مدينةٌ كبيرةٌ في صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفاً وآبارُها مَنْقُورَةٌ في الصَّفَا ، لها بَسَاتينُ ونخلٌ ، كثيرةُ الأَرَاك ، وبها جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ ( أَبو ) القاسمِ بن المَهْدِيّ ، وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ ، وحَمَّامَاتٌ ، وفَنَادِقُ كَثِيرَةٌ ، وأَسواقٌ حافلة ، وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ ، أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ ، ولهَا مَرْسٍ ى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ ، على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً منها ، وهي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ ، فَتَحَهَا مع بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ ، وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا ، يُنْسَبُ إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسِيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ ، وغيره كذا في ( المعجم ) لياقوت .
قلت : وأَبُو السَّرَايَا عامرُ بنُ حَسَّانَ بنِ فِتْيَان بنِ حَمّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ ، عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ ، من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ ، وتوفي سنة 654 كذا في ذَيْلِ الإِكمَالِ للصَّابُونِيّ .
جذب : ( جَذَبَهَ ) أَي الشَّيْءَ ( يَجْذِبُهُ ) ، بالكسْرِ ، جَذْباً ، وجَبَذَهُ ، عَلَى القَلْبِ لُغَةُ تَمِيم ( : مَدَّهُ ، كاجْتَذَبَه ) وقد يكونُ ذلك في العَرضِ ( و ) رُوِيَ عن سيبويهِ : جَذَبَ ( الشَيءَ : حَوَّلَهُ عن مَوْضِعِه ) واجْتَذَبَهُ : اسْتَلَبَه ، كذا في المحكم ، وجَذَبَه ( كَجَاذَبَه ) ، وقولُ الشاعر :
ذَكَرْتُ والأَهْوَاءُ تَدْعُو لِلْهَوَى
والعيسُ بالرَّكْبِ يُجَاذبْنَ البُرَى
____________________

(2/141)



يَحْتَمِلُ أَن يكونَ بمعنى يَجْذِبْنَ أَو بمعنى المُبَارَاةِ والمُنَازَعَة ، كذا في ( المحكم ) ، ( وقد انْجَذَبَ وتَجَاذَبَ ) ، نَصّ ابن سيده في ( المحكم ) : وجَذَبَ فُلاَنٌ حَبْلَ وِصَالِهِ : قَطَعَهُ . وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : جَذَبَ فلانٌ الحَبْلَ بَيْنَنَا : قَاطعَ . ( و ) جَذَبَتِ ( النَّاقَةُ ) إِذا غَرَزَت و ( قَلَّ لَبَنُهَا ) تَجْذِبُ جِذَاباً ( فهي جَاذِبٌ وجَاذِبَةٌ وجَذُوبٌ ) جَذَبَتْ لَبَنَهَا من ضَرْعِهَا فذَهَبَ صاعِداً ، وكذلك الأَتَانُ ، وفي الأَساس ، ومن المَجَازِ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ : مَدَّتْ حَمْلَهَا إِلى أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً . قال الحطيئةُ يهجو أُمَّه :
لِسَانُكِ مبْرَدٌ لَمْ يُبْقِ شَيئاً
وَدَرُّكِ دَرُّ جَاذبَةٍ دَهِينِ
الدَّهِينُ مثْلُ الجاذِبَةِ ( ج جَوَاذِبُ وجِذَابٌ ، كنِيَام ) ونَائهم ، قال الهُذَليّ :
بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً
جَوَاذِبُهَا تَأْبى عَلَى المُتَغَبِّرِ
قال اللَّحْيَانيّ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ ، إِذا جَرَّتْ فَزَادَتْ عَلَى وَقْتِ مَضْرِبِهَا .
( و ) من المَجَازِ : جَذَبَ ( الشَّهْرُ ) يَجْذِبُ جَذْباً ( مَضَى عَامَّتُهُ ) ، أَكْثَرُه ، ومن المَجَازِ : جَذَبَ الشَّاةَ والفَصِيلَ عَنْ أُمِّهِمَا يَجْذِبُهُمَا جَذْباً : قَطَعَهُمَا عنِ الرَّضَاعِ ( و ) كذلك ( المُهْرَ : فَطَمَهُ ) قال أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَساً :
ثُمَّ جَذَبْنَاهُ فِطَاماً نَفْصِلُهْ
نَفْرَعُهُ فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُهْ
أَي نَفْرَعُه بالِّجَام ونَقْدَعُه ، ونَعْتِلُهُ أَي نَجْذِبُه جَذْباً عَنِيفاً . وقال اللّحيانيّ وجَذَبَتِ الأُمُّ ولَدَهَا تَجْذِبُه : فَطَمَتْهُ ، ولمْ يَخُصَّ مِنْ أَيِّ نوع هُوَ ، قالَهُ ابن سيده ، وفي ( التهذيب ) : يقال : للصَّبِيِّ أَو للسَّخْلَةِ إِذَا فُصِلَ : قَدْ جُذِبَ ، انتهى .
( و ) من المَجَازِ : جَذَبَ ( فُلاَناً يَجْذُبُه ، بالضَّمّ ) إِذا ( غَلَبَه في المُجَاذَبَةِ ) ومن المَجَازِ : جَاذَبَتِ المَرْأَةُ الرَّجُلَ :
____________________

(2/142)


خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ كَأَنَّه بان ( منها ) مَغْلُوباً ، كذا في ( المحكم ) ، وفي ( التهذيب ) . وإِذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فَرَدَّتْه قِيلَ جَذَبَتْهُ وَجَبَذَتْهُ ، قال : وكأَنَّه مِنْ قَوْلِكَ جَاذَبْتُهُ فجذَبْتُه ، أَي غَلَبَتُهُ فبَانَ مِنْهَا مَغْلُوباً .
( وجَذَابِ ) مَبْنِيَّةً ( كَقَطَامِ ) هي ( المَنِيَّةُ ) ، لأَنَّهَا تَجْذِبُ النُّفُوسَ ، قاله ابنُ سيده .
والانْجِذَابُ : سُرْعَةُ السَّيْرِ ، ومن المَجَازِ : قَدِ انْجَذَبُوا في السَّيْرِ ، وانْجَذَبَ بِهِمُ السَّيْرُ : ساروا ( مَسِيراً ) بعيداً .
( وسَيْرٌ جَذْبٌ : سَرِيعٌ ) قال الشاعر :
قَطَعْتُ أَخْشَاهْ بِسَيْرٍ جَذْبَ
أَيْ حَالَةَ كَوْنِي خَاشِياً لَه ، قَالَهُ ابنُ سِيدَهْ . والجَذْبُ أَيضاً : انْقِطَاعُ الرِّيقِ .
( و ) عن ابن شُميل : يُقَالُ : بَيْنَنَا وبَيْنَ بَنِي فُلاَنٍ نَبْذَةٌ وجَذْبَةٌ ، أَيْ هُم منَّا قَرِيبٌ ، و ( بَيْنَهُ وبَيْنَ المَنْزِلِ جَذْبَةٌ ) أَيْ ( قِطْعَةٌ بَعِيدَةٌ ) ، ويُقَالُ : جَذْبَةٌ من غَزْلٍ ، لِلْمَجْذُوبِ منه مَرَّةً ، ومن المَجَازِ يقال : مَا أَعْطَاهُ جَذْبَةَ غَزْلٍ ، أَي شيئاً ، كذا في الأَساس .
( والجَذَبُ مُحَرَّكَةً : ) الشَّحْمَةُ التي تكون في رأْس النَّخْلَة يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ فتُؤكَلُ ، كأَنَّها جُذِبَت عن النَّخْلَةِ ، وهو أَيضاً ( جُمَّارُ النَّخْلِ ، أَو ) ، وفي بعض النسخ بحذف أَو ، ومثله في ( المحكم ولسان العرب ) ( : الخَشِنُ منه ) أَي الذي فيه الخُشُونَةُ ، وأَمَّا أَبو حنيفةَ فإِنه عَمَّ وقال : الجَذَبُ : الجُمَّارُ ، ولم يَزِدْ شيئاً ، كذا في ( المحكم ) ، وفي الحديث ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلميُحبُّ الجَذَبَ ) هو بالتحريك : الجُمَّارُ ، ( كالجِذَاب بالكَسْرِ ، الوَاحدَةُ ) جَذَبَةٌ ( بهاءٍ ) .
( وجَذَبَ النَّخْلَةَ يَجْذِبُهَا ) بالكَسْرِ ، جَذْباً ( : قَطَعَ جَذَبَهَا ليَأْكُلَهُ ، هذه عن أَبي حَنِيفَةَ .
____________________

(2/143)



( و ) من المَجَازِ : جَذَبَ ( منَ الماءِ نَفَساً ) أَو نَفَسَيْنِ ، إِذا ( كَرَعَ فيهِ ) أَي في الإِناءِ الذي فيه الماءُ .
وفي الأَسَاس : ونَاقَةُ فلانٍ تَجْذِبُ لَبَنَهَا إِذَا حُلِبتْ ، أَي تَسْرِقُه ( والجُوذَابُ ، بالضَّمِّ : طَعَامٌ يُتَّخَذُ ) أَي يُصْنَعُ ( من سُكَّر ورُزَ ولَحْم ) ، كذا في ( المحكم ) .
قلت : ولعَلَّه لِمَا فيه من الجَوَاذِب ، وربما يَسْبِق إِلى الذِّهْنِ أَنه مُعَرَّبُ جوزهْ آبْ ، وليس كذالك ، وسيأْتي في ذوباج .
( وجَاذَبَا : نَازَعَا ) وجَاذَبْتُه الشيءَ : نَازَعْتُهُ إِيَّاهُ ( وتَجَاذَبَا : تَنَازَعَا ) ، والتَّجَاذُبُ : التَّنَازُعُ ، وبه فُسِّرَ أَيضاً قولُ الشاعرِ الماضي ذكرُه :
يُجَاذِبْنَ البُرَى
بمعنى المباراةِ والمنازعة .
( واجْتَذَبَه : سَلَبَه ) قال ثعلب عن مُطَرِّفٍ : وَجَدْتُ الإِنْسَانَ مُلْقَى بَيْنَ الله وبَيْنَ الشَّيْطَان فإِنْ لم يَجْتَذِبْهُ إِليه جَذَبَه الشيطانُ ، وهو قِطْعَة من كلام ابنِ سيدَهْ في ( المحكم ) ، وقوله : اجْتَذَبَه : سَلَبَه ، من بقية كلامِ سيبويه المتقدّم .
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : وتَجَاذَبُوا أَطْرَافَ الكَلاَمِ ، وكانتْ بَيْنَهُمْ مُجَاذَبَاتٌ ثُمَّ اتَّفَقُوا .
( والجَذَّابَةُ ) لم يذكره صاحبُ اللسان ، وهي ( مُشَدَّدَةٌ : هُلْبَةٌ ) ، بالضَّمِّ وهي شَعَرٌ يُرْبَطُ ويُجْعَلُ آلة للاصْطِيَاد ( يُصْطَادُ بها القَنَابِرُ ) جمعُ قُنْبَرٍ : عن أَبي عمرو : يقال : مَا أَغْنَى عَنِّي جِذِبَّاناً وَلاَ ضِمْناً ، ( الجِذِبَّانُ ) ، بالكَسْرِ وتَشْدِيدِ البَاءِ المُوَحَّدَةِ المَفْتُوحَة ( كعِفِتَّانٍ ) وهو ( زِمَامُ النَّعْلِ ) ، والضِّمْنُ : هو الشِّسْعُ .
( و ) عن النَّضْرِ بنِ شُمَيْل ( تَجَذَّبَهُ ) أَيِ اللَّبَنَ ، إِذا شَرِبَهُ ) ، قالَ العُدَيْلُ :
دَعَتْ بالجِمَالِ البُزْلِ لِلْطَّعْنِ بَعْدَمَا
تَجَذَّبَ رَاعِي الإِبلِ ما قَدْ تَحَلَّبَا
____________________

(2/144)



( و ) منَ الأَمثالِ المشهورةِ ( أَخَذَ ) فُلانٌ ( في وَادِي جَذَبَاتٍ ، مُحَرَّكَةً ) وفي مجمَعِ الأَمْثَالِ للميدانيّ : ( وَقَعُوا ) يُضْرَبُ في الرجُلِ ( إِذَا أَخْطَأَ ولَمْ يُصِبْ ) ، قِيلَ : من جُذِبَ الصَّبِيُّ : فُطِمَ ، وَرُبَّمَا يَهْلِكُ ، ويُفهم من كلام الأَساس أَنه مأْخوذ من قولهم : انْجَذَبُوا في السَّيْرِ ، وانْجَذَبَ بهم السَّيْرُ : ساروا بعيداً . فيُنظرُ مع تفسير المُؤلّف ، ورواه بعضُهم بالدّال المهملة ، ونقل شيخنا : والأَصوبُ قولُ الأَزهريّ عن الأَصمعيّ خَدَبَاتٍ أَي بالخَاء المعجمة ، جمع خَدْبَة فَعْلَة مِن خَدَبَتْهُ الحَيَّةُ : نَهَشَتْهُ ، يُضْرَب لواقعٍ في هَلَكَةٍ ، وللجَائرِ عن قَصْدِه ، ويأْتي للمصنِّف ، ونقل شيخُنَا أَيضاً أَنه أُخِذَ من كلام الميدانيّ أَنه يقالُ جُذِبَ الصَّبِيُّ إِذا فُطِم ، وظاهِرُ المصنّفِ كالجَوْهَرِيِّ أَنه يكونُ للمُهْرِ ، لأَنه ذَكرَه مَقيَّداً به .
قلت : وقد أَسْبَقْنَا النقْلَ عن ( التهذيب ) في ذلك ما يُغنِي النقل عن معنى المَثل .
جرب : ( الجَرَبُ مُحَرَّكَةً م ) خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ من مُخَالَطَةِ البَلْغَم المِلْحِ للدَّمِ ، يكونُ معه بُثُورٌ ، ورُبَّمَا حَصَل معه هُزَالٌ لكَثْرَتِهِ ، نقله شيخُنا عن المصباح ، وأَخْضَرُ من هذا عبارةُ ابنِ سيده : بَثْرٌ يَعْلُو أَبْدَانَ النَّاسِ والإِبلِ ، وفي الأَساس : وفي المَثَلِ ( أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ ) ( جَرِبَ ، كَفَرِحَ ) يَجْرَبُ جَرَباً ( فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبَانُ وأَجْرَبُ ) المعروفُ في هذه الصفاتِ الأَخِيرُ ( ج جُرْبٌ ) كأَحْمَرَ وحُمْرٍ ، وهو القِيَاسُ ، ( وجَرْبَى ) كقَتْلَى ، ذَكَرَهُ الجوهَرِيُّ وابنُ سِيدَه ، وهو يَحْتَمِلُ كونَه جمْعَ أَجْرَبَ أَو جَرْبَانَ كَسَكْرَان ، القِيَاسِ ، ( وجِرَابٌ ) بالكسر ، يجوزُ أَن يكون جَمْعَاً لأَجْرَبَ كأَعْجَف وعِجَافٍ ، كما جَزَم به في المصباح وصرح به أَنه على غيرِ قِياس ، وزَعَم الجوهَرِيُّ أَنهُ جَمْعُ جُرْبٍ الذي هو جمع أَجْرَبَ ، فهو عنده
____________________

(2/145)


جَمْعُ الجَمْعِ ، وهو أَبْعَدُهَا ، كذا قاله شيخُنا ، ( وأَجَارِبُ ) ، ضَارَعُوا به الأَسماءَ كأَجادِلَ وأَنَامِلَ .
( وأَجْرَبُوا : جَرِبَتْ أَبِلُهُمْ وهو ) أَي الجَرَبُ على ما قال ابنُ الأَعرابيّ ( : العَيْبُ ، و ) قال أَيضاً : الجَرَبُ ( : صَدَأُ السَّيْفِ ، و ) هو أَيضاً ( كالصَّدَا ) مقصور ( يَعْلُوا باطِنَ الجَفْنِ ) ورُبَّمَا أَلْبَسَه كُلَّه ، ورُبما رَكِبَ بَعْضَه ، كذا في ( المحكم ) .
( والجَرْبَاءُ : السَّمَاءُ ) سُمِّيَت بذلك لموضع المَجَرَّةِ ، كأَنَّهَا جَرِبَتْ بالنُّجُوم قاله الجوهَرِيُّ ، وابنُ فارِسٍ ، وابنُ سِيدعه ، وابن منظور ، ونقله شيخنا عن الأَوَّلين ، زَادَ ابنُ سيده : وقال الفَارِسِيُّ : كَمَا قِيلَ لِلْبَحْرِ أَجْرَدُ ، وكما سَمَّوُا السَّمَاءَ أَيضاً : رَقِيعاً ، لأَنَّها مَرْقُوعَةٌ بالنجُوم ، قال أُسَامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ :
أَرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
طِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ
( أَو ) الجَرْبَاءُ : ( : النَّاحِيَةُ ) من السماء ( التي يَدُورُ فيها فَلَكُ الشَّمْسِ والقَمَرِ ) كذا في ( المحكم ) قال : وجِرْبَةُ مَعْرِفَةً : اسْمٌ للسَّمَاء أُرَاهُ مِنْ ذلكَ ، ولم يَتعرَّضْ له شيخُنا ، كما لم يتعرضْ لمادَّة جذب إِلا قليلاً ، على عادَتِه ، وقال أَبو الهَيْثَمِ : الجَرْبَاءُ والمَلْسَاءُ : السَّمَاءُ الدُّنْيَا : ( و ) الجَرْبَاءُ ( : الأَرْضُ ) المَحْلَةُ ( المَقْحُوطَةُ ) لا شَيْءَ فيها ، قاله ابن سيده ، ( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : الجَرْبَاءُ ( : الجَارِيَةُ المَلِيحَةُ : ) سُمِّيَت جَرْبَاءَ لاِءَنَّ النِّسَاءَ يَنْفِرْنَ عَنْهَا لِتَقْبِيحها بِمَحَاسِنِهَا مَحَاسِنَهُنَّ ، وكان لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ المُرِّيِّ بنْتٌ يقالُ لَهَا الجَرْبَاءُ ، وكانت من أَحْسَنِ النِّسَاءِ .
( و ) الجَرْبَاءُ ( : ة بجَنْبِ أَذْرُحَ ) بالذَّالِ المُعْجَمَةِ والرَّاءِ والحَاءِ المُهْمَلَتَيْنِ ، قال عياضٌ : كذا للجمهُور ، ووقع للعذيريّ في رواية مُسْلِم ضبطُهَا بالجيمِ ، وهو وَهَمٌ ، وهُمَا : قَرْيَتَانِ بالشَّأْمِ ، ثُمَّ إِنّ صَرِيحَ
____________________

(2/146)


كلامِ المُؤَلِّفِ دَالٌّ عَلَى أَنَّهَا ممدودةٌ ، وهو الثابتُ في الصَّحِيحِ ، وجَزَمَ غَيْرُهُ بكَوْنِهَا مَقْصُورَةً ، كذا في المطالع والمشارق ، وفيهما نسبة المَدِّ لِكِتَابِ البُخَارِيِّ ، قال شيخُنَا : قلت : وقد صَوَّبَ النَّوَوِيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ القَصْرَ قالَ : وكذالك ذَكَره الحَازِمِيُّ والجُمْهُور ( وغَلِطَ ) ، كَفَرِحَ ، وفي نسخة ، مُشَدَّداً مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ( مَنْ قَالَ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ) ، وهو قولُ ابنِ الأَثِيرِ ، وقَدْ وَقَعَ في روايةَ مُسْلِمٍ ، وَنَبَّهَ عليه عِيَاضٌ وغَيْرهُ وقالوا : الصَّوَابُ ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ ( وإِنَّمَا الوَهَمُ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ مِنْ إِسْقَاطِ زِيَادَةٍ ذَكَرَهَا الإِمَامُ ( الدَّارَقُطْنِيُّ ) في كِتَابِهِ ( وهِي ) أَي تِلْكَ الزيادةُ ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي ) أَي مقدارُ ما بينَ حَافَتَيِ الحَوْضِ ( مَمَا بَيْنَ المدينةِ و ) بين هذينِ البَلَدَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ ( جَرْبَاءَ وأَذْرُعَ ) ومنهم مَنْ صَحَّحَ حَذْفَ الوَاوِ العَاطِفَةِ قَبْلَ أَذْرُحَ ، وقَالَ ياقوتٌ : وحَدَّثَنِي الأَميرُ شَرَفُ الدِّينِ يعقوبُ بنَ محمد الهَذَبَانِيّ قال : رأَيْتُ أَذْرُحَ والجَرْبَاءَ غيرَ مَرَّةٍ وبينهما مِيلٌ واحد أَو أَقلُّ ، لأَنَّ الواقِفَ في هذه يَنْظُرُ هذِهِ ، واسْتَدْعَى رَجُلاً من تلك الناحِيةِ ونحن بِدِمَشْقَ ، واسْتَشْهَدَهُ على صِحَّةِ ذلك فشَهِدَ به ، ثم لَقِيتُ أَنا غيرَ واحدٍ من أَهل تلك النَّاحِيَةِ وسَأَلْتُهُمْ عن ذلكَ فكُكٌّ قالَ مثلَ قَوْلِه ، وفُتِحَتْ أَذْرُحُ والجَرْبَاءُ في حَيَاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلمسَنَةَ تِسْعٍ ، صُولِحَ أَهْلُ أَذْرُحَ على مَائَةِ دِينَارٍ جِزْبَةً .
( والجَرِيبُ ) مِنَ الأَرْضِ والطَّعَامِ مِقْدَارٌ مَعْلُومُ الذِّرَاعَ والمِسَاحَةِ ، وهو عَشْرَةُ أَقْفِزَةٍ ، لكُلِّ قَفِيزٍ منها عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ ، فالعَشِيرُ : جُزءٌ من مائة جُزْءٍ من الجَرِيبِ ، ويقال : أَقْطَعَ الوَالِي فُلاناً جَرِيباً منَ الأَرْضِ ، أَي مَبْرَزَ جَرِيبٍ ، وهو مَكِيلةٌ معروفَةٌ ، وكذلك أَعْطَاهُ صَاعاً من حَرَّةِ الوَادِي أَي مَبْرَزَ صَاعٍ ، وأَعطاهُ قَفِيزاً ، أَي مَبْرزَ قَفِيزٍ ، ويقال : الجَرِيبُ ( مِكْيَالٌ قَدْرُ أَرْبَعَةِ أَقْفِزَةٍ ) قاله ابنُ سيده ، قال شيخُنَا : وقال بَعْضُهُم : إِنَّهُ يَخْتَلِف
____________________

(2/147)


باختلافِ البُلْدَانِ كالرَّطْلِ والمُدِّ والذِّرَاعَ ونحوِ ذلك ، ( ج أَجْرِبَةٌ وجُرْبَانٌ ) كرَغِيفٍ ورُغْفَانٍ وأَرْغِفَة ، كِلاَهُمَا مَقِيسٌ في هذا الوَزْنِ ، وَزَعَمَ بَعْضٌ أَنَّ الأَوَّلَ مسموعٌ لا يقاسُ ، والثاني هو المَقِيسُ ، وزَادَ العَلاَّمَة السُهَيْلِيُّ في الروض جَمْعاً ثالثاً وهو جُرُوبٌ على فُعُول ، قاله شيخُنَا ( و ) قِيلَ : الجَرِيبُ ( : المَزْرَعَةُ ) ، وقال شيخنا : هو إِطْلاَقٌ في مَحَلِّ التَّقْيِيدِ ، ونقل عن قُدَامَةَ الكاتِب أَنَّهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وسِتُّمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وقد تَقدّم آنِفاً ما يَتعلّق بذلك ، ( و ) الجَرِيبَ ( : الوَادِي ) مطلقاً ، وجَمْعُه أَجْرِبَةٌ عن الليث ، ( و ) الجَرِيبُ أَيضاً ( وَادٍ ) مَعْرُوفٌ في بلادِ قيسٍ ، وحَرَّةُ النَّارِ بحِذَائِهِ قال :
حَلَّتْ سُلَيْمَى جَانِبَ الجَرِيبِ
بِأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
مَحَلَّ لا دَانٍ ولا قَرِيبِ
والجَرِيبُ : قَرِيبٌ من الثُّعْلِ ، وسيأْتي بيَانُه في أَجَلَى وفي أَخْرَاب إِن شاءَ الله تعالى ، وقال الراعي :
أَلَمْ يَأْتِ حَيًّا بالجَرِيبِ مَحَلُّنَا
وحَيًّا بأَعْلَى غَمْرَةٍ فالأَبَاتِرِ
وبَطْنُ الجَرِيبِ : مَنَازِلُ بَنِي وَائِل بكْرٍ وتَغْلبَ .
( والجهرْبَةُ ، بالكَسْرِ ) كالجَرِيبِ ( : المَزْرَعَةُ ) ، ومنه سُمِّيَتِ الجِرْبَةُ المَزْرَعَةُ المعروفةُ بوادي زَبِيد ، وأَنشد في ( المحكم ) لِبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ :
تَحَدُّرَ مَاءِ البِئرِ عن جُرَشِيَّةٍ
عَلَى جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُهَا
الدَّبْرَةُ : الكَرْدَةُ من المَزْرَعَةِ والجَمْعُ الدِّبَارُ ( و ) الجِرْبَةُ ( : القَرَاحُ منَ الأَرضِ ) قال أَبو حنيفة : واستعارها امرؤ القيس للنخل فقال :
كَجِرْبَةِ نَخلٍ أَو كَجَنّةِ يَثْرِبِ
____________________

(2/148)



( أَو ) الجِرْبَة هي الأَرْض ( المُصْلَحَةُ لزرْعٍ أَو غَرْسِ ) حكاها أَبو حنيفةَ ، ولم يَذكر الاستعارة ، كذا في ( المحكم ) ، قال : والجَمْعُ : جِرْبٌ كسِدْرَة وسِدْرٍ وتِبْنَةٍ وتِبْن ، وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الجِرْبُ القَرَاحُ وجَمْعُهُ جِرَبَةٌ ، وعن الليث : الجِرْبَةُ : البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبَاتِ وجمعُهَا جِرَبٌ ، قال الشاعر :
وَمَا شَاكِرٌ إِلاَّ عَصَافِيرُ جِرْبَةٍ
يَقُومُ إِلَيْهَا قَارِحٌ فَيُطِيرُهَا
والذي في ( المحكم ) ( شارح ) بَدَلَ ( قَارح ) يجوزُ أَنْ يكونَ الجِرْبَةُ ها هنا أَحَدَ هذه الأَشياءِ المذكورة ، كذا في ( لسان العرب ) ( و ) الجِرْبَةُ ( : جِلْدَةٌ أَوْ بارِيَّةٌ تُوضَعُ على شَفِيرِ البِئرِ لِئلاَّ يَنْتَثِرَ ) ، بالثاء المثلثة وفي نسخة بالشين المعجمة ، كذا نَصّ ابن سِيده في ( المحكم ) ( المَاءُ في البِئرِ ، أَو ) هي جِلْدَةٌ ( تُوضَعُ في الجَدْوَلِ لِيَتَحَدَّرَ عَلَيْهَا المَاءُ ) ، وعبارة المحكم : يتحدر عليه الماء .
( و ) جَرْبَةُ ، بِلاَ لاَمٍ ، كَمَا ضَبَطَهَا ابنُ الأَثيرِ ( بالفَتْح : ة بالمَغْرِبِ ) ، كذا قاله ابنُ منظور أَيضاً ، وقال شيخُنَا : هَذِهِ القَرْيَةُ بَلْدَةٌ عَظِيمَةٌ بإِفْرِيقِيَّةَ في جزيرة البَحْرِ الكَبيرِ ، ليست من أَرْضِ المَغْرب المنسوبة إِليها ، وأَهلْ المَغْربِ يَعُدُّونها من بلاد الشَّرْق ، وليست منها ، بل هي جزيرة في وسط البَحْرِ في أَثْنَاءِ بحرِ إِفريقِيّةَ .
قلت : وقد ذكر ابنُ مَنْظُور أَنه جاءَ ذِكرُهَا في تَرْجَمَةِ رُوَيْفِعِ بنِ ثابتٍ في الاسْتِيعَابِ وغيره . وَرُوَيْفِعُ ابنُ ثابِتٍ هذا جَدُّ ابنِ مَنْظُور ، وقد سَاقَ نَسَبَه إِليه .
( والجِرَابُ ) ، بالكَسْرِ ( وَلاَ يُفْتَحُ أَو ) الفَتْحُ ( لُغَيَّةٌ ) إِشَارَة إِلى الضَّعْفِ ( فيما حَكَاه ) القَاضي ( عِيَاضُ ) بنُ موسى اليَحْصَبِيُّ في المشارق عن القَزَّازِ ( وغيرِه ) كابن السكِّيت ، ونسبَه الجوهريّ وابنُ منظور للعامَّةِ ( : المِزْوَدُ أَوِ الوِعَاءُ ) ، معروف ، فهو أَعَمُّ من المِزْوَدِ ، وقيل : هو وِعَاءٌ من إِهابِ
____________________

(2/149)


الشَّاءِ لاَ يُوعَى فيه إِلاَّ يَابِسٌ ، وقد يُسْتَعْمَلُ في قِرَابِ السَّيْفِ مَجَازاً ، كما أَشار له شيخُنَا ، ( ج جُرُبٌ ) ككِتاب وكُتُبٍ ، على القياس ( وجُرْبٌ ) بضَمّ فسكُونٍ ، مُخَفَّف من الأَول ، ذكره ابنُ منظور في ( لسان العرب ) وغيرُه ، فانظره مع قول شيخنا : الأَوْلَى عَدَمُ ذكره ، إِلى أَن قال : ولذا لم يذكره أَئمّة اللغة ولا عَرَّجُوا عليه ، ( وأَجْرِبَةٌ ) قال الفَيُّومِيُّ : إِنَّه مَسْمُوعٌ فيه ، وحكاه الجوهري وغيرُه .
( و ) الجِرَابُ ( : وِعَاءُ الخُصْيَتَيْنِ ، و ) الجِرَابُ ( مِنَ البِئْرِ : اتّسَاعُهَا ) ، وفي ( المحكم ) ، وقِيلَ : جِرَابُهَا : مَا بَيْنَ جَالَيْهَا وحَوَالَيْهَا مِنْ أَعْلاَهَا إِلى أَسْفَلِهَا ، وفي الصحاح : جَوْفُهَا من أَعلاهَا إِلى أَسْفَلَهَا ، ويقال : اطْوِ جِرَابَهَا بالحِجَرَةِ . وعن الليث : جوفُهَا من أَوَّلِهَا إِلى آخِرِها .
( و ) الجِرَابُ ( : لَقَبُ يَعْقُوبَ بنِ إِبراهِيمِ البَزَّازِ ) البَغْدَادِيِّ ( المَحَدِّثِ ) عن الحسنِ بن عَرَفَةَ ، وولدُه إِسماعيلُ بن يعقوبَ حدَّثَ عن أَبي جعفرٍ محمدِ بن غالبٍ تَمْتَامٍ والكُدَيْميّ ، مات سنة 345 .
( وأَبُو جِرَابٍ ) كُنْيَةُ ( عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ القُرَشِيِّ ) ، عن عَطَاءٍ .
( و ) الجُرَابُ بالضَّمِّ ( كغُرَابٍ : السَّفِينَةُ الفَارِغَةُ ) من الشَّحْنِ .
( و ) جُرَابٌ بِلاَ لاَمٍ ( : مَاءٌ بِمَكَّةَ ) مِثْلُهُ في ( الصحاح والروض ) للسُّهَيْلِيِّ ، وقال ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ ذكرُه في الحَدِيثِ ، وهي بِئْرٌ قَدِيمٌ ة كَانَت بمَكَّةَ .
( والجَرَبَّةُ مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً : جَمَاعَةُ الحُمُرِ ، أَو ) هي ( الغِلاَظُ الشِّدَادُ منها ) أَي الحُمُرِ ( و ) قد يقالُ : للأَقْوِيَاء ( منا ) إِذا كَانُوا جَمَاعَةً مُتَسَاوِينَ : جَرَبَّةٌ ، قال :
جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبكِّ
لاَ ضَرَعٌ فينَا وَلاَ مُذَكِّي
كذَا في ( المحكم ) ، يَقُولُ : نَحْنُ جَمَاعَةٌ مُتَسَاوُونَ وليس فينا صَغِيرٌ وَلاَ مُسِنٌّ .
والأَبَكُّ : مَوْضِعٌ .
____________________

(2/150)



( و ) الجَرَبَّةُ أَيضاً بمعنى ( الكَثِيرِ ، كالجَرَنْبَةِ ) قال شيخُنا : صَرَّحَ أَبو حَيَّانَ وابنُ عُصفورٍ وغيرُهما بأَن النُّون زائدة ، كما هو ظاهرُ صنِيعِ المؤلِّفِ ، انتهى ، ويُوجَد هنا في بعض النسخ : كالجَرْبَةِ بِفَتْحٍ وسُكُونٍ ، وهو خَطَأٌ ، وفي ( المحكم ) : يقال عليه عِيَالٌ جَرَبَّةٌ ، مثَّلَ به سيبويهِ ، وفَسَّرَه السِّيرافِيُّ ، وإِنما قالوا : جَرَنْبَة ، كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ ( و ) الجَرَبَّةُ ( : جَبَلٌ ) لِبَنِي عامرٍ ، ( أَوْ هُوَ بضَمَّتَيْنِ ، كالحُزُقَّةِ ) وهكذا ضَبَطه الصاغانيّ ، وقال ابن بُزُرْجَ : الجَرَبَّة : الصُّلامَة من الرِّجَال الذينَ لا سَعْيَ لهم ، وهم مع أُمِّهِم ، قال الطِّرِمَّاحُ :
وحَيَ كَرِيمٍ قَدْ هَنَأْنَا جَرَبَّةٍ
ومَرَّتْ بهِمْ نَعْمَاؤُنَا بالأَيَامِنِ
( و ) يُقَالُ : الجَرَبَّةُ ( : العِيَالُ يَأْكُلُونَ ) أَكْلاً شَدِيداً ( وَلاَ يَنْفَعُونَ ) ، كذا في ( المحكم ) .
( و ) عن أَبي عمرو : الجَرَبُّ ( بغير هَاءٍ ) هو ( القَصيرُ ) من الرِجَالِ ( الخَبُّ ) اللَّئِيمُ الخَبِيثُ ، وقال عَبَايَةُ السُّلَمِيُّ :
إِنَّكَ قَدْ زَوَّجْتَهَا جَرَبَّا
تَحْسَبُهُ وهْوَ مُخَنْذٍ ضَبَّا
لَيْسَ بِشَافِي أُمِّ عمرٍ و شَطْبَا
( والجِرِبَّانَةُ كَعِفِتَّانَةٍ ) ومَثَّلَهُ في ( اللسان ) بِجِلِبَّانَةٍ ، ويقال : امْرَأَةٌ جِرِبَّانَةٌ ، وهي ( الصَّخَابَةُ البَذِيئَةُ ) السَّيِّئةُ الخُلُقِ ، حَكَاهُ يعقوبُ ، قالَه ابنُ سيده ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ :
جِرِبَّانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَا
بِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْهَا الجَلاَمِدُ
ومنهم مَنْ يَرْوِي : تُخْطِي خِمَارَهَا والأَوَّلُ أَصَحّ ، ويُرْوَى ( جِلِبَّانَةٌ ) وليْسَت راءُ جِرِبَّانَةٍ بدلاً من لامِ جِلِبَّانَةٍ ، إِنّما هي لُغَةٌ ، وهي مذكُورَةٌ في موضِعِهَا ، وقيل : الجِرِبَّانَةُ : الضَّخْمَةُ .
( والجِرْبِيَاءُ ) بالكَسْرِ والمَدِّ
____________________

(2/151)


( كَكِيمِيَاءَ ) قيلَ : هي من الرِّيَاح ( الشَّمْأَلُ ) ، كذا في ( الكامل والكِفَايَة ) وهو قولُ الأَصمعيّ ، ونَقَله الصاغانيُّ : وقال الليث : الجِرْبِيَاءُ شَمْأَلٌ بَارِدَةٌ ( أَو ) جِرْبِيَاؤُهَا ( بَرْدُهَا ) ، نقله الليثُ عن أَبي الدُّقَيْشِ ، فَهَمَزَ ( أَو ) هي ( الرِّيحُ ) التي تَهُبُّ ( بينَ الجَنُوبِ والصَّبَا ) كالأَزْيَبِ ، وقيل ، هي النَّكْبَاءُ التي تَجْرِي بين الشَّمَالِ والدَّبُورِ ، وهي رِيحٌ تَقْشَعُ السَّحَابَ ، قال ابنُ أَحْمَرَ :
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَى
تَهَادَى الجِرْبِيَاءُ به الحَنِينَا
قاله الجوهريّ وفي ( لسان العرب ) ورَمَاهُ بالجَرِيبِ ، أَي الحَصَى الذي فيه التُّرَابُ ، قال وأُراه مُشْتَقًّا منَ الجِرْبِيَاءِ ، وقِيلَ لاِبْنَةِ الخُسِّ : مَا أَشَدُّ البَرْدِ ؟ فَقَالَتْ شَمْأَلٌ جِرْبِيَاءُ ، تَحْتَ غبِّ سَمَاءٍ . ( و ) الجِرْبِيَاءُ أَيضاً ( : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ ) ، واسمٌ للأَرْضِ السابعةِ كما أَنّ العرْبِيَاءَ اسمٌ للسماء السابعة ، ( وجُرِبَّانُ القَمِيص ، بالكَسْرِ والضَّمِّ ) أَي في أَوَّلِه مع سُكُونِ الراء كما هو المُتَبَادِرُ من عبارته ، ومِثلُه في الناموس ، قال شيخنا : والمشهور فيه تشديدُ الباءِ ، وضبطُ الرَّاء تابعٌ للجيم إِن ضُمَّ ضُمَّت وإِن كُسِرَ كُسِرَت ، والذي في ( لسان العرب ) : وجِرِبّان الدِّرْعِ والقميصِ أَي كسحبان ( : جَيْبُه ) ، وقد يقال بالضمّ ، وبالفارسية كَرِيبَان ، وجُرُبَّانُ القَمِيصِ بالضم ، أَي مع تشديد الراءِ : لَبِنَتُهُ ، فارسيٌّ مُعَرَّب ، وفي حديث قُرَّةَ المُزَنِيِّ ( أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمفَأَدْخَلْتُ يَدي في جُرُبَّانِهِ ) ، بالضم ، أَي مشدَّداً هو جَيْبُ القَمِيصِ ، والأَلفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ ، وفي ( المجمل ) : الجِرِبَّانُ بكسر الجيم والرَّاءِ وتشديد البَاءِ ، للقميصِ ، قال شيخُنَا : والذِي في أُصولٍ صحيحةٍ من القَامُوس : جرباء ممدوداً في الأَول ، وبالنون بعد
____________________

(2/152)


الأَلف في الثاني ، ثم قال بعدما نَقَلَ من ( الصحاح والمجملِ ) : إِنَّ المَدَّ تصحيفٌ ظاهرٌ ، فلم أَجد في النُّسخ مع كثرتها وتعدُّدِها عندي ، لا في نسخة صحيحةٍ ، ولا سقيمة ، فضلاً عن الأُصول الصحيحة ، وأَظن واللَّهُ أَعلمُ هذا من عِنْدِيَّاتِه ، أَو سهوٌ من ناسخِ نُسْخته ، وأَنت خبير بأَن هذا وأَمثال ذلك لا يُؤَاخذ به المؤلفُ ، ثم قال : وأَغْرَبُ منه قولُ الخَفَاجِيّ في العِنَايَةِ : جَرِبَّانُ القَمِيصُ أَي طَوْقُه ، بفتح الجيم وكَسْرِ الراءِ وشَدِّ الباءِ ، فإِنه إِنْ صَحَّ فَقَدْ أَغْفَلَه أَربابُ التأْليفِ ، وإِلا فهو سَبْقُ قَلَم ، صوابُه بكسر الجيم إِلخ .
قلت : القِيَاسُ مع الخَفَاجِيِّ ، فإِنه هكذا هو مضبوط بالفَارسيّة على الأَفصح كَرِبيان بفتح الأَول وكسر الثاني ، فلما عُرِّبَ بَقى مَضبوطاً على حالِه ، ثم رأَيْتُ في ( المحكم ) مثلَ ما ذكرنا ، والحمد لله على ذلك .
( وجُرْبَانُ السَّيْفِ ) كعُثْمَان ( وجُرُبَّانُه ) مضموماً مُشَدَّداً ( : حَدُّه ، أَو شيءٌ ) مَخْرُوزٌ ( يُجْعَلُ فيه السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمَائِلُه ) وعلى الأَوّلِ أَنشد للراعي :
وعَلَى الشَّمَائِلِ أَن يُهَاجَ بِنَا
جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدِ عَضْبِ
وقال الفرّاءُ : الجُرُبَّانُ أَي مضموماً مُشدداً : قِرَابُ السَّيفِ الضِّخْمُ ، يكون فيه أَداةُ الرَّجُلِ وسَوْطُه وما يَحْتَاج إِليه وفي الحديث ( والسَّيْفُ في جُرُبَّانِهِ ) أَي غِمْدِه ، كذا في ( لسان العرب ) .
( وجَرَّبَهُ ) تَجْرِيباً ، على القياس و ( تَجْرِبَةً ) غيرَ مَقِيسٍ ( : اخْتَبَرَه ) وفي ( المحكم ) : التَّجْرِبَةُ منَ المَصَادِرِ المَجْمُوعَةِ ويجمع على التَّجَارِب والتجارِيب ، قال النابغة :
إِلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ
وقال الأَعشى :
كَمْ جَرَّبُوهُ فَما زَادَتْ تَجَارِبُهُم
أَبَا قُدامَةَ إِلاَّ المَجْدَ والفَنَعَا
____________________

(2/153)



فإِنه مَصدرٌ مجموع مُعْمَلٌ في المفعول به ، وهو غَريبٌ ، كذا في ( المحكم ) ، وقد أَطَالَ في شرح هذا البيت فَرَاجِعُه .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ مُجَرَّبٌ ، كمعَظَّم : ) قَدْ ( بُلِيَ ) كعُنِيَ ( ما عِنْدَهُ ) أَي بَلاَهُ غيرُهُ ، ( ومُجَرِّبٌ ) على صِيغَة الفاعِل كمُحَدِّثٍ : قد ( عَرَفَ الأُمورَ ) وجَرَّبَهَا ، فهو بالفَتْحِ مُضَرَّسٌ قد جرَّبَتهُ الأَمورُ وأَحْكَمَتهُ ، وبالكَسر فاعل ، إِلا أَن العَرَبَ تَكلَّمت به بالفَتْح ، وفي ( التهذيب ) : المُجَرَّبُ : الذي قد جُرِّب في الأَمُور وعُرفَ ما عنْدَه ، قال أَبو زيد : مِنْ أَمْثَالِهِمْ ( أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ ) قالَتْهُ امْرَأَةٌ لرجلٍ سَأَلَهَا بَعْدَ ما قَعَدَ بيْنَ رِجْلَيْهَا : أَعْذَرَاءُ أَنْتِ أَمنْ ثَيِّبٌ قالت له : ( أَنْتَ عَلَى المُجَرَّب ) يقالُ عندَ جَوَابِ السَّائِلِ عَمَّا أَشْفَى عَلَى عِلْمِه ، وفي الأَسَاس ، وفي المَثَلِ ( لاَ إِلاهَ لِمُجْربٍ ) قالوا كأَنَّهُ بَرِىءَ مِنْ إِلاهِه لكَثْرَةِ حَلِفِه به كاذِباً ( أَنه لا هِنَاءَ عندَه إِذَا طُلِبَ إِليه ) ( وَدَرَاهِمُ مُجَرَّبَةٌ ) أَيْ ( مَوْزُونَةٌ ) ، عن كُرَاع ، وقالت عجوزٌ في رَجُلٍ كان بينه وبينه خُصُومةٌ فبلغها مَوْتُه :
سَأَجْعَلُ لِلْمَوْتِ الذي الْتَفَّ رْوحَهُ
وأَصْبَحَ في لَحْدٍ بِجُدَّةَ ثَاوِيَا
ثَلاَثِينَ دِينَاراً وسِتِّينَ دِرْهَماً
مُجَرَّبَةً نَقْداً ثِقَالاً صَوافِيا
وقال العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ :
إِنِّي إِخَالُ رَسُولَ اللَّهِ صَبَّحَكُمْ
جَيْشاً له في فَضَاءِ الأَرْضِ أَرْكَانُ
فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيْمٌ لَيْسَ تَارِكَكُمْ
والمُسْلِمُون عِبَادُ اللَّهِ غَسَّانُ
وَفِي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أَسَد
( والأَجْرَبَانِ : بَنُو عَبْسٍ وذُبْيَانُ
فالصَّوابُ على هذا رَفْع ذُبيانَ معطوفٌ على قوله بَنُو عَبْسٍ ، كذا قاله ابنُ بَرِّيّ ، وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : تَأْلَّبَ عَلَيْهِ الأَجْرَبَانِ ، وهُمَا عَبْسٌ وذُبْيَانُ .
____________________

(2/154)



( والأَجَارِبُ : حَيٌّ من بَنِي سَعْدِ ) بن بَكْرٍ من قَيْسِ عَيْلاَنَ .
( وجُرَيْبٌ ، كزبير : وادٍ باليَمَنِ و : ة بِهَجَرَ ، و ) جُرَيْبُ ( بنُ سَعْدٍ ) نَسَبُهُ ( في هُذَيْلٍ ) وهو أَبُو قَبِيلَةٍ ، والنِّسبةُ إِليه جُرَبِيٌّ كقُرَشِيَ ، على غير قِياسٍ ، منهم عبدُ مَنَافِ بنُ رِبْعٍ بالكسر ، شاعرٌ جاهِلِيٌ ، ( و ) جُرَيْبٌ أَيضاً ( جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ إِسماعِيلَ الزَّاهِدِ ) الكِلاَبِيِّ البَلْخِيّ ، حَجَّ بَعْدَ العِشْرِينَ وأَربعمائةٍ ، وحَدَّثَ .
( وجُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَم شَاعِرٌ ) من شُعَرَائِهِم ، ( وجُرَيْبَةُ شاعِرٌ آخَرُ ) مِنْ بَنِي الهُجَيْمِ ومِنْ قَوْلِهِ :
وَعَلَيَّ سَابِغَةٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا
حَدَقُ الأَسَاوِدِ ، لَوْنُهَا كالمِجْوَلِ
( وأَبُو الجَرْبَاءِ : عاصِمُ بنُ دُلَفَ ) وهو الذي يقولُ :
أَنَا أَبُو الجَرْبَاءِ واسْمِي عَاصِمُ
الْيَوْمَ قَتْلٌ وغَداً مَآثِمُ
وهو ( صَاحِبُ خِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ ) الصِّدِّيقَةِ رضي الله عنها ( يَوْمَ الجَمَلِ ) .
( وجَرِب كَفَرِحَ : حَلَكَتْ أَرْضُهُ ، و ) جَرِبَ ( زَيْدٌ ) أَي ( جَرِبَتْ إِبلُه ) وسَلِمَ هُوَ ، وقولُهُم في الدُّعاءِ على الإِنْسَانِ : مَالَهُ جَرِبَ وحَرِبَ يَجُوزُ أَنْ يكونُوا دَعَوْا عليه بالجَرَبِ ، وأَن يكونُوا أَرَادُوا أَجْرَبَ ، أَيْ جَرِبَتْ إِبلُه فقالُوا حَرِبَ إِتْبَاعاً لِجَرِبَ وهُمْ مِمَّا قَدْ يُوجِبُونَ الإِتْبَاعَ حُكْماً ، ويجوزُ أَن يكونُوا أَرادُوا جَرِبَتْ إِلُه ، فحذَفُوا الإِبلَ وأَقَامُوهُ مُقَامَها ، كذا في ( لسان العربِ ) .
( والمُجَرَّبُ ، كمُعَظَّمٍ ) من أَسْمَاءِ ( الأَسَدِ ) ، ذَكَرَه الصاغانيّ .
( والجَوْرَبُ ) كجَعْفَرٍ ( : لِفَافَةُ الرِّجْلِ ) مُعَرَّب ، وهو بالفَارِسِيَّة كَوْرَب ، وأَصْلُه كوربا ، مَعْنَاهُ : قَبْرُ الرِّجْل ، قَالَهُ ابن إِياز عن كِتَابِ المُطَارَحَةِ كما نقله شيخنا عن شفاءِ الغليل للخفاجيّ ، ومثله لابن سيده ،
____________________

(2/155)


وقال أَبو بكرِ بنُ العَرَبِيِّ : الجَوْرَبُ : غِشَاءانِ لِلْقَدَمِ مِنْ صُوفٍ يُتَّخَذُ للدِّفْءِ ، وكذا في ( المِصْبَاحِ ) ( ج جَوَارِبَةٌ ) زادُوا الهاءَ لمكان العُجْمَةِ ، ونظيرُه من العرَبِيَّةِ : القَشَاعِمَةُ ، ( و ) قد قالوا ( جَوَارِبُ ) كما قالُوا في جمِيعِ الكَيْلَجِ كَيَالِجُ ، ونظيرُه من العربية الكواكِبُ ، وفي الأَسَاس : وهُوَ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الجوْرَبِ ، وجَاءُوا في أَيْدِيهِمْ جُرْبٌ وفي أَرْجُلِهِم جَوَارِبُ ، ولهم موارِقة وجَوَارِبةٌ ( و ) استعملَ ابنُ السكِّيت منه فِعْلاً ، فقال يَصِفُ مُتَقَنِّصَ الظِّبَاءِ : قد ( تَجَوْرَبَ ) جَوْرَبَيْنِ : لَبَسَهُمَا ، وتَجَوْرَبَ : ( لَبَسَهُ ، وجَوْرَبْتُه ) فَتَجَوْرَبَ أَيْ ( أَلْبَسْتُهُ إِيَّاهُ ) فَلَبسَهُ .
( وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ ) من شيوخ المَحَامِلِيّ ( وابنُ أَخِيهِ أَحمدُ بن مُحَمَّدِ ) بنِ أَحمدَ من شيوخ الطَّبرَانِيِّ ( ومحمَّدُ بنُ خَلَفٍ ) شيخٌ للمَحَامِلِيّ أَيضاً ، ( الجَوَارِبِيُّونَ ) نِسبةٌ إِلى عَمَلِ الجَوَارِبِ ( مُحَدِّثُونَ ) ، وكذا أَبو بكرٍ محمدُ بنُ صالحِ بنِ خَلَفِ بنِ دَاوودَ الجَوَارِبِيُّ بَغْدَادِيّ صَدُوقٌ ، رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي تُوُفِّيَ سنة 321 .
( واجْرَأَبَّ ) مثلُ ( اشْرَأَبَّ ) وَرْناً ومَعْنًى .
( والاجْرِنْنَاءُ : النَّوْمُ بِلاَ وِسَادَة ) إِلى هُنَا تَمَّتِ المادةُ ، كذا في بعض الأُصولِ ويوجدُ في بعض النسخِ زيادةٌ ، وهي مأْخوذةٌ من كلامِ ابن بَرِّيّ ، ( وإِنْشَادُ ) وفي نسخة وأَنْشَدَ ، نقله شيخُنَا ( الجَوْهَرِيِّ بَيْتَ ) سُوَيْدِ بنِ الصَّلْتِ ، وقيلَ هو لِعُمَيْر وفي نسختِنا ( عَمْرِو بن الحُبَابِ ) ، قال ابن بَرّيّ : وهو الأَصَحُّ وفي نسخة : الخَبَّابِ بالخَاءِ المعجمةِ كشَدَّادٍ :
وفِينَا وإِنْ قِيلَ اصْطَلَحْنَا تَضَاغُنٌ
( كَمَا طَرَّ أَوْبَارُ الجِرَابِ عَلَى النَّشْرِ
( وتَفْسِيرُه ) أَي الجَوْهَرِيِّ ( أَنَّ جِرَاباً جَمْعُ جُرْبِ ) كرُمْح
____________________

(2/156)


ورِمَاحٍ ، وتَبِعَه الصَّفَدِيُّ ، وهو ( سَهْوٌ ) منه ، ( وإِنما جِرَابٌ جَمْعُ جَرِبٍ كَكَتِفٍ قال شيخُنَا : فُعْلٌ بِالضَّمِّ جُمِعَتْ منه أَلْفَاظ على فِعَالٍ ، كرُمْحٍ ورِمَاحٍ ودُهْن ودِهَانٍ ، بَلْ عَدَّهُ ابنُ هِشَامٍ وابنُ مَالِكٍ وأَبُو حَيَّانَ مِنَ المَقِيسِ فيه بخِلاَفِ فَعِلٍ كَكَتِفٍ فإِنَّه لم يَقُلْ أَحَدٌ من النُّحَاة ولا أَهلِ العربية إِنه يُجْمَع على فِعَالٍ بالكسر ( يَقُولُ ) الشاعرُ في مَعْنَى البَيْتِ ( ظَاهِرُنَا عِنْدَ الصُّلْحِ حَسَنٌ ، وقُلُوبُنَا مُتَضَاغِنَةٌ ، كما تَنْبُتُ ) وفي نسخة حَلِّ الشَّوَاهِدِ نَبَتَتْ ( أَوْبَارُ الإِبِلِ الجَرْبَى عَلَى النَّشْرِ ) ، وتَحْتَهُ : دَاءٌ فِي أَجْوَافِهَا ، و ( عَلَى ) تَعْلِيلِيَّةٌ ، لاَ لِلاسْتِعْلاءِ ( وهُوَ ) أَيِ النَّشْرُ ( نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسِهِ ) في ( دُبُرِ الصَّيْفِ ) ، أَي عَقِبِه ، وذلكَ لِمَطَرٍ يُصِيبُه ، وهو ( مُؤْذٍ لِرَاعِيَتِهِ ) إِذا رَعَتْهُ .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
الأَجْرَبُ : مَوْضِعٌ يُذْكَرُ مَعَ الأَشْعَرِ من مَنَازِلِ جُهَيْنَةَ بناحِيَة المَدِينَةِ .
وأَجْرُبٌ كأَفْلُسٍ : موضِعٌ آخَرُ بنَجْدٍ ، قالَ أَوْسُ بنُ قَتَادَةَ بنِ عمرِو بن الأَخْوَصِ :
أَفْدِي ابْنَ فَاخِتَةَ المُقِيمَ بِأَجْربٍ
بَعْدَ الطِّعَانِ وكَثْرَةِ الأَزْجَالِ
خَفِيَتْ مَنِيَّتُهُ ولَوْ ظَهَرَتْ لَهُ
لَوَجَدْتَ صَاحِبَ جُرْأَةٍ وقِتَالِ
نَقَلَه ياقوت .
والجَرَبُ مُحَرَّكَةً : قَرْيةٌ بأَسفَلِ حَضْرَمَوْتَ .
والجُرُوبُ : اسْمٌ لِلْحِجَارَةِ السُّودِ ، نقله أَبُو بَحْر عن أَبِي الوَلِيدِ الوَقْشِيِّ .
والجِرِنْبَانَةُ ، بالكَسْرِ : السَّيِّئةُ الخُلُقِ ، نَقَلَه الصاغانيُّ .
ويُقَالُ : أَعْطِني جُرْبَانَ دِرْهَمٍ ، بالضَّمِّ أَيْ وَزْنَ دِرْهَم .
ومحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الجَرِبِ ، ككتِفٍ : مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ ، رَوَى عنه ابنُ أَبِي داوُودَ .
وأَبُو بَكْرٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ
____________________

(2/157)


أَحمدَ الجِرَابِيُّ ، بالكسر ، عن أَبِي رَشِيدٍ الغَزَّال ، وعنه ابن النَّجَّاريّ .
وكَمرْحَلَةٍ : مَجْرَبَةُ بنُ كِنَانَةَ بن خُزَيْمَةَ .
ومَجْرَبَةُ بنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ ، مِن وَلَدِه : المُسَيَّبُ بنُ شَرِيك ، ونَصْرُ بنُ حَرْبِ بنِ مَجْربَةُ .
جرثب : ( جَرْثَبٌ كجَعْفَرٍ أَوْ ) هُو جُرْثُبٌ مثْلُ ( قُنْفُذٍ ) أَهْمَله الجوهَرِيُّ ، وقال ابن دريد : هو ( : ع ) هكذا ذَكَرَ فيه الوَجْهَيْنِ ، نقله الصاغانيُّ .
جِرجب : ( جَرْجَبَهُ ) أَيِ الطَّعَامَ ، وَجَرْجَمَهُ ( : أَكَلَهُ ) ، الأَخِيرَةُ على البَدَلِ : ( ( والإِنَاءَ : أَتَى على ما فيه ) ) .
( والجُرْجُبُّ ، كطُرْطُبَ ) : البَطْنُ ، نقله الصاغانيّ .
( والجُرْجُبَانُ : الجَوْفُ ) . يُقَالُ : مَلأَ جَرَاجِبه .
( والجَراجِبُ : الإِبِل العِظَامُ ) قال الشاعر :
يَدْعُو جَرَاجِيبَ مُصَوَّيَاتِ
وعبَكَرَاتٍ كالمُعَنَّسَاتِ
لَقِحْنَ لِلْقِنْيَةِ شَاتِيَاتِ
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
جَرْجَبْتُ القَدَحَ : أَتَيْت عَلَى مَا فِيهِ .
جردب : ( جَرْدَبَ ) عَلَى الطَّعَامِ : ( أَكَلَ وَنَهِمَ ) أَي حَرَصَ فيه ، ( و ) جَرْدَبَ : ( وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ ) يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى الخِوَانِ ( لِئلاَّ يَتَنَاوَلَهُ غَيْرُه ) وقَالَ يَعْقُوبُ : جَرْدَبَ في الطَّعَامِ وجَرْدَمَ ، وهُو أَنْ يَسْتُرَ ما بَيْنَ يَدَيْهِ منَ الطَّعَامِ بشِمَالِهِ لِئلاَّ يَتَنَاوَلَهُ غَيْرُه ، ( أَوْ ) جَرْدَبَ ، إِذَا ( أَكَلَ بِيَمِينِهِ وَمَن بشِمَالِه ) قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وهو مَعْنَى قولِ الشاعر :
____________________

(2/158)



وكُنْتَ إِذَا انْعَمْتَ في النَّاسِ نِعْمَةً
سَطَوْتَ عَلَيْهَا قَابِضاً بِشِمَالِكَا
وقال شَمِرٌ : هُوَ يُجَرْدِبُ ويُجَرْدِمُ مَا في الإِنَاءِ ، أَيْ يَأْكُلُهُ ويُفْنِيهِ ، ( فَهوَ جَرْدَبَانُ ) بالفَتْح ( وجُرْدُبَانُ ) بالضم وهذه عن ابنِ دريدٍ ( وجَرْدَبِيٌّ كجَعْفَرِيَ ( ومُجَرْدِبٌ ) على صِيغَة اسم الفاعل ، قال الشاعر :
إِذَا مَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ شَهَاوَى
فَلاَ تَجْعَلْ شِمَالَكَ جَرْدَبَانَا
رُوِيَ بالفَتْح ، وقال بعضُهم : جُرْدُبَانَا ، أَيْ بِالضَّمِّ ، ورَوَى الغَنَوِيُّ :
فَلاَ تَجَعْلَ شِمَالَكَ جَرْدَبِيلاَ
قال : مَعْنَاهُ أَنْ يأْخُذَ الكِسْرَةَ بِيَده اليُسْرَى ، ويَأْكُلَ بِيَدِه اليُمْنَى ، فإِذا فَنِيَ مَا في يَدِ القَوْمِ أَكَلَ ما في يَدِه اليُسْرَى ، ويقالُ : رَجُلٌ جَرْدَبِيلٌ إِذا فَعَلَ ذلك ( وجَرْدَبَانُ : مُعَرَّبُ كَرْدَهْ بَانْ ) بالكسر ( أَيْ حَافِظُ الرَّغِيفِ ) ، وهو الذي يَضَعُ شِمَالَه على شيءٍ يكونُ على الخِوَانِ كَيْلاَ يَتَنَاوَلَهُ غيرهُ ( أَو الجَرْدَبَانُ ، والجَرْدَبِيُّ : الطُّفَيْلِيُّ ) مَجَازاً ، لِنَهْمَتِهِ وإِقْدَامِهِ .
( والجِرْدَابُ ، بالكَسْرِ : وَسَطُ البَحْرِ ، مُعَرَّبُ ) كِرْدَبَ قاله ابنُ الأَعرابيّ :
جرسب : ( ( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
الجَرْسَبُ : الطَّوِيلُ ، عن الأَصمعيّ ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، وقَدْ أَهْمَلَه الجوهريُّ والصاغانيُّ .
قُلْتُ : وهو مَقْلُوب الجَسْرَب .
جرشب : ( جَرْشَبَ ) الرَّجُلُ : ( هُزِلَ ) ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، ( أَوْ مَرِضَ ثُمَّ انْدَمَلَ ) ، وكذلك : جَرشَمَ .
( و ) جَرَشَبَتِ ( المَرْأَةُ ) إِذَا ( وَلَّتْ وَبَلَغَتِ الهَرَمَ ) قالَه ابنُ شُمَيْل ، وجَرْشَبَتِ المَرْأَةُ ، إِذا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ ( أَو خَمْسِينَ ) إِلى أَن تَمُوتَ ، وامرأَةٌ جَرْشَبِيَّةٌ ، قال الشاعر :
____________________

(2/159)



إِنَّ غُلاَماً غَرَّهُ جَرْشَبِيَّةٌ
عَلَى بُضْعِهَا مِنْ نَفْسِهَا لَضَعِيفُ
مُطَلَّقَةً أَوْ مَاتَ عَنْهَا حَلِيلُهَا
يَظَلُّ لِنَابَيْهَا عَلَيْهِ صَرِيفُ
( والجُرْشُبُ بالضَّمِّ : القَصِيرُ ) السَّمِينِ ، عن ابن الأَعرابيّ .
جرعب : ( الجَرْعَبُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجوهريُّ وقال ابنُ دريد : هو ( الجَافِي ، كالجِرْعِيبِ ، بالكَسْرِ . و ) الجَرْعَبُ ( : الغَلِيظُ ) وفي ( لسان العرب ) هو الجَرْعَبِيبُ ، كخَنْظَلِيل ( و ) الجَرْعَبيبُ ( : الشَّدِيدَةُ مِنَ الدَّوَاهِي ) .
( و ) جَرْعَبٌ ( وَالِدُ جَخْدَبٍ النَّسَّابَةِ ) الكُوفِيّ ، وقد مَرَّ ذِكْرُهُ .
( وجَرْعَبَ المَاءَ : شَرِبَهُ ) شُرْباً جَيِّداً .
( والجُرْعُوبُ ) بالضَّمِّ : الرَّجُلُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ الجَرْعِ لِلْمَاءِ .
( و ) قال الأَزِريُّ : اجْرَعَنّ وارْجَعَنَّ و ( اجْرَعَبَّ ) واجْلَعَبَّ إِذا ( صُرِعَ ) وامْتَدَّ علَى وَجْهِ الأَرْضِ .
جزب : ( الجِزْبُ بالكَسْرِ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ دريد : هُوَ ( النَّصِيبُ ) مِنَ المَالِ . والجَمْعُ : أَجْزَابٌ ، وقال ابن المُسْتَنِيرِ : الجِزْبُ والجِزْمُ : النَّصِيبُ .
قال : ( و ) الجُزْبُ ( بالضَّمِّ : العَبِيدُ .
وبَنُو جُزَيْبَةَ كَجُهَيْنَةَ : قَبِيلَةٌ ) مِنَ العَرَبِ ( فُعَيْلَةٌ مِنهُ ) أَي مِنَ الجُزْبِ قال الشاعر :
ودُودَانُ أَجْلَتْ عَنْ أَبَانَيْنِ والحِمَى
فِرَاراً وقَدْ كُنَّا اتَّخَذْنَاهُمُ جُزْبَا
( و ) عن ابن الأَعرابيّ ( المِجْزَبُ كَمِنْبَرٍ ) هُوَ ( الحَسَنُ السّبُرِ ) ، بكسرِ السين المهملة ، وفتحها ، وهو الاخْتِبَارُ ، ( الطَّاهِرُةُ ) أَي السّبْرِ ، وفي نُسْخَةِ : السَّيْرُ بالياءِ التحتية بَدَلَ المُوَحَّدَةِ ، ووَقَع في نسخة ( اللسان ) : الحَسَنُ السِّيرَةِ الطَّاهِرَةِ .

____________________

(2/160)


جسرب : ( الجَسْرَبُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجَمَاعَةُ ، وقال الأَصمعيّ : هُوَ ( الطَّوِيلُ ) القَامَةِ ، وقد تَقَدَّم في ( جرسب ) ، وأَحَدُهُما مَقْلُوبٌ عنِ الثَّانِي .
جشب : ( جَشبَ الطَّعَامُ كَنَصَرَ وَسمِعَ فَهوَ ) أَي الطَّعَامُ ( جَشْبٌ ) بفَتْح فسُكُونٍ ( وجَشِبٌ ) كَكَتِفٍ ( ومِجْشَابٌ ) كمِحْرَابٍ ( وجَشِيبٌ ) كأَمِيرٍ ( ومَجْشُوبٌ ، أَي غَلِيظٌ ) خَشِنٌ ، بَيِّنُ الجُشُوبَةِ ، إِذا أُسِيءَ طَحْنُه حَتَّى يَصِيرَ مُفَلَّقاً ، ( أَو ) هُوَ الَّذِي ( بِلاَ أُدْمٍ ، وجَشْبُهُ ) أَي الذَّعَامِ ( : طَحْنُهُ جَرِيشاً ) وطَعَامٌ مَجْشُوبٌ ، وقَدْ جَشَبْتُه ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابيّ :
لاَ يَأْكُلُونَ زَادَهُمْ مَجْشُوبَا
وفي الحديث ( أَنه صلى الله عليه وسلمكَانَ يَأْكُلُ الجَشِبَ ) وهو الغَلِيظُ الخَشِنُ مِنَ الطَّعَامِ ، وقيلَ : غَيْرُ المَأْدُوم ، وكُلُّ بَشِعِ الطَّعْمِ فهو جَشِب ، وفي حديث عُمَرَ ( كَان يَأْتِينَا بِطَعَامٍ جَشِبٍ ) وفي حديث صَلاَةِ الجَمَاعَةِ ( لَوْ وَجَدَ عَرْقاً سَمِيناً أَوْ مِرْمَاتَينِ جَشِبَتَيْنِ لأَجَابَ ) قال ابن الأَثيرِ : هكَذَا ذَكَرَ بعضُ المتأَخرين في حرف الجيم ( لَوْ دُعِي إِلَى مِرْمَاتَيْنِ جَشِبَتَيْنِ لأَجَابَ ) وقال : الجَشِبُ : الغَلِيظُ واليَابِسُ ، والمِرْمعاةُ : ظِلْفُ الشَّاةِ لآنَّه يُرْمَى به قال ابنُ الأَثيرِ : والذي قَرَأْنَاه وسَمِعْنَاهُ ، وهُوَ المُتَدَاوَلُ بينَ أَهلِ الحديث : ( مِرْمَاتَينِ حَسَنَتَيْنِ ) ، مِنَ الحُسْنِ والجَوْدَةِ ، لأَنَّه عَطَفَهُمَا عَلَ العَرْقِ السَّمِينِ ، قال : وقد فَسَّرَه أَبو عُبَيْدٍ ومَنْ بَعْدَهُ منَ العُلَمعاءِ وَلم يَتَعَرَّضُوا إِلى تَفْسِيرِ الجَشِبِ في هذا الحدِيثِ ، قال وقَدْ حَكَيْتُ ما رَأَيْتُ والعُهْدَةُ عليه ، وقال الأَزهريّ : ولو قيلَ اجْشَوْشِبُوا ، كما قيل : اخْشَوْشِبُوا بالخاءِ لم يَبْعُدْ ، قال : إِلاَّ أَنِّي لم أَسْمَعْهُ بالجيم ، ونُقِلَ عن
____________________

(2/161)


ابن السكِّيت : جَمَلٌ جَشِبٌ أَي ضٍ خْمٌ شَدِيدٌ ، قال رؤبة :
بِجَشِبٍ أَتْلَعَ في إِصْغَائِهِ
جَاءَ وقَدْ زَادَ عَلَى أَظْمَائِه
( و ) جَشَبَ ( اللَّهُ شَبَابَهُ : أَذْهَبَهُ أَوْ رَدَّأَهُ وأَقْمَأَهُ ) .
( والجَشُوبُ ) كصَبُورٍ ( : الخَشِنَةُ ) ، وقِيلَ : هِيَ ( القَصِيرَةُ ) ، أَنشد ثعلبٌ :
كَوَاحِدَةِ الأُدْحِيِّ لاَ مُشْمَعِلَّةٌ
ولا جَحْنَةٌ تَحْتَ الثِّيَابِ جَشُوبُ
( والجَشِيبُ ) كَأَمِير ( : الخَشِنُ الغَلِيظُ البَشِعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ ) ، والجَشِيبُ مِنَ الثِّيَابِ : الغَلِيظُ .
وجَشِبُ المَرْعَى : يابِسُه .
وجَشَبَ الشَّيْءُ يَجْشُبُ كَنَصَرَ : غَلُظَ .
( و ) الجَشِيبُ : الرَّجُلُ ( السَّيِّىءُ التَأْكَلِ ، وقَدْ جَشُبَ ، كَكَرُمَ ، جُشُوبَةً ) بالضَّمِّ .
( وبَنُو جَشِيبٍ ، كَأَمِيرٍ : بَطْنٌ ) مِنَ العَرَبِ ، عن ابن دُريد .
( و ) قال ابنُ الأَعرابيّ : المِجْشَب ( كَمِنْبَرٍ : الضَّخْمُ الشُّجَاعُ ) نَقَله الصاغانيُّ .
( و ) رَجُلٌ مُجَشَّبٌ ( كَمُعَظَّم : الخَشِنُ المَعِيشَةِ ) قاله شَمِرٌ ، قال رؤبة :
وَمِنْ صبَاحٍ رَامِياً مُجَشَّبَا
( والجُشْبُ بالضَّمِّ ) فالسُّكُونِ ( : قُشُورُ الرُّمَّانِ ) لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ .
( ) ومِما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الجَشَّابُ كَكَتَّانٍ : النَّدَى الذي لا يَزَالُ يَقَعُ على البَقْلِ ، قال رؤبة يَصِفُ الأَتَانَ :
وهْيَ تَرَر لَوْلا تَرَى التَّحْرِيمَا
رَوْضاً بِجَشَّابِ النَّدَى مَأَدُوما
وسِقَاءُ جَشِيبٌ : غَلِيظٌ خَلَقٌ ، وكَلاَمٌ جَشِيبٌ . جَافٍ خَشِنٌ ، قال :
____________________

(2/162)


لَهَا مَنْطِقٌ لاَ هِذْرِيَانٌ طَمَا بِهِ
سَفَاهٌ وَلاَ بَادِي الجَفَاءِ جَشِيبُ
والجَشْبُ والمِجْشَاب : الغَلِيظ ، الأُولَى عن كُرَاع ، وأَنشد الأَزهريُّ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ :
تُولِيكَ كَسْحاً لَطِيفاً لَيْسَ مِجْشَابَا
وجَشِيبَةُ ابنُ المُخَزَّمِ ، كسَفِينَة : بَطْنٌ مِنْ سَامَةَ بنِ لُؤَيَ ، منهم المُسْتَوْرِدُ بنُ جَحْنَةَ الجَشِيبِيُّ ، أُمُّه مِنْهُم ، وجَشِيبَةُ أَيضاً : جَدُّ وَالِدِ خُنَيْسِ بنِ عامرِ بنِ يَحيى المَعَافِرِيّ ، مِصْرِيٌّ عن ابن قُنْبُلٍ المَعَافِرِيّ ، تُوُفِّيَ سنة 183 ذكره ابن يُونُسَ .
وجَشِيبٌ الشَّامِيّ ، عن أَبِي الدَّرْدَاءِ .
وجَشُبَ الطَّعَامُ كَكَرُمَ جَشَابَةً : خَشُنَ .
جعب : ( الجَعْبَةُ : كِنَانَةُ النُّشَّابِ ، ج جِعَابٌ ) ، قال شيخُنا : وقد فَرَّقَ بعضُ اللغويينَ الفُقَهَاءٍ الِّلسَانِ فقالوا : الجَعْبَةُ لِلنُّشَّاب ، والكِنَانَةُ للنَّبْلِ ، كَذَا في المُزْهِرِ ، قال : وقَدْ تُطْلَقُ الجَعْبَةُ على أَكْبَرِ أَوَانِي الشُّرْبِ ، كما يأْتي في شَرِبَ ، انتهى ، وفي الحديث ( فانْتَزَعَ طَلَقاً مِنْ جَعْبَتِهِ ) قال ابن شُمَيل : ( الجَعْبَةُ : المُسْتَدِيرَةُ الوَاسِعَةُ التي على فَمِهَا طَبَقٌ مِنْ فَوْقِهَا ، قال : والوَفْضَةُ : أَصْغَرُ منها ، وأَعْلاَهَا وأَسْفَلُها مُسْتَوٍ ، وأَمَّا الجَعْبَةُ فَفِي أَعْلاَهَا اتِّسَاعٌ وفي أَسْفَلِهَا تَبْنِيقٌ ويُفَرَّجُ أَعْلاَهَا لِئَلاَّ يَنْتَكِثَ رِيشُ السِّهَامِ ، لاِءَنَّهَا تُكَبُّ في الجَعْبَةِ كَبًّا فَظُبَاتُهَا في أَسْفَلِهَا ، ويُفَلْطَحُ أَعْلاَهَا مِنْ قِبَلِ الرِّيشِ ، وكِلاَهُمَا مِنْ شَقِيقَتَيْن من خَشَبٍ . ( وَجَعَبهَا : صَنَعَهَا ، والجَعَّابُ ) كشَدَّادٍ ( صَانِعُهَا ) أَيِ الجِعَابِ ، وَوَقَعَ في نسخة شيخنا بتذكير الضمير ، ومثلُه في نسخة الأَساس ، وهو بَعِيدٌ ( والجِعَابَةُ ) كَكِتَابَةٍ ( صِنَاعَتُهُ ) أَيِ الجَعَّابِ بالتشديد ، ووقع في نسخة ( لسان العرب ) بتأْنيث الضمير هنا أَي الجَعْبَةِ .
____________________

(2/163)



( و ) الحَافِظُ ( أَبُو بَكْرٍ ) مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ سالِمٍ التَّمِيمِيُّ ( بن الجِعَابِيِّ ، مُحَدِّثٌ ) مَشْهُورٌ ، تَوَلَّى القَضَاءَ بالموْصِلِ ، وكان يَتَشَيَّعُ ، وله تَصَانِيفُ ، أَخَذَ الحِفْظَ عن أَبي عُقْدَةَ رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِيُّ وتُوُفِّيَ ببغدادَ سنة 335 وفي الأَساس : تقول : نَكَبُوا الجِعَابَ وسَكَبُوا النُّشَّابَ ، ومَعَهُ جَعْبَةٌ فيها بَنَابُ المَوْتِ ، وهو جَعَّابٌ حَسَنُ الجِعَابَةِ ، وجَعَّبَ لِي فَأَحْسَنَ .
( وجَعَبَه كَمَنَعَه ) جَعْباً ( : قَلَبَه ، و ) جَعَبَه جَعْباً ( : جَمَعَه ) وأَكْثَرُهُ في الشَّيْءِ اليَسِيرِ : ( و ) ضَرَبَه فَجَعَبَه جَعْباً وجَعَفَه إِذا ( صَرَعَه ) وضَرَبَ به الأَرْضَ ، ( كجَعَّبَه ) بالتَّثْقيلِ تَجْعِيباً ( وجَعْبَأَه ) جَعْبَأَةً ( فانْجعب وتَجَعَّبَ وتَجَعْبَى ) وجَعْبَيْتُه جِعْبَاءً فَتَجَعْبَى : يَزِيدُونَ فيه اليَاءَ كما قالوا سَلْقَيْتُه من سَلَقَه وجَعَبَ .
( والجَعْبُ ) بفَتْح فسُكُونٍ ، كذا في الأُصول ، والذي في نسخة ( لسان العرب ) : الجَعْبَةُ ( : الكُثْبَةُ ) ، وفي نسخة ( الكُثَيْبَةُ ) بالتصغير ، ( من البَعْرِ ) تَقُولُ العرَبُ : واللَّهِ لاَ أُعْطِيهِ جَعْباً ، إِذا أَومِؤُوا إِلى الشَّيْءِ اليَسِيرِ .
( و ) الجُعْبُ ( بالضَّم : ما انْدَالَ ) أَي خَرَجَ ( من تَحْتِ السُّرَّةِ إِلى القُحْقُحٍ ) ، كهُدْهُدٍ .
( والجَعْبِيُّ ) ، بالفَتْح : ضَرْبٌ من النَّمْلِ ، قال الليث : هو ( نَمْلٌ أَحْمَرُ ، جَعْبِيَّاتٌ : وبِخَطِّ بَعْضِهِم ) مِنَ المُقَيِّدِينَ ( الجُعَبَى كالأُرَبَى ) أَي بالضَّمِّ فالفَتْح ، قال شيخُنَا : وهو الذي صحَّحَه ابن سِيدَه ، وعَلَى هذا ( ج جُعَبَيَات ، و ) الجِعِبَّى ( كالِزِّمِكَّى ويُمَدُّ ) فَيُقَالُ : الجِعِبَّاءُ ، وكذا ، الجَعْرَاءُ والنَّاطِقَةُ الخَرْسَاءُ ( : الاسْتُ ) ونحوُ ذلكَ أَي ليَشْمَلَ العَظْمَ المُحِيطَ به ، كَذَا فَسَّره
____________________

(2/164)


الجوهريُّ ، وفَسَّرَه بالعَجُزِ كُلِّه أَيضاً كذا في حاشية شيخِنا ، ( كالجِعِبَّاءَةِ ) بزيادة الهَاءِ ( والجَعْبَاء ) كالصَّحْرَاءِ .
( والمِجْعَبُ كَمِنْبَرِ ) مِنَ الرِّجَالِ .
( ( الصِّرِّيعُ ) الذي ) يَصْرَعُ و ( لاَ يُصْرَعُ ) .
( والأَجْعَبُ : ) الرَّجُلُ ( البَطِينُ ) الضَّخْمُ ( الضَّعِيفُ العَمَلِ ) . نقله الصاغانيّ
( والمُنْجَعِبُ ) وفي نسخة ( المُتَجَعِّبُ ) ( : المَيِّتُ ) .
( والجُعْبُوبُ ) بالضَّمِّ : ( : الضَّعِيفُ ) الذي ( لاَ خَيْرَ فيه ، أَو ) الجُعْبُوبُ ( : النَّذْلُ ، أَو ) هو مِثْلُ دُعْبُوبٍ وجُعْسُوسٍ ( : القَصِيرُ الدَّمِيِمُ ) وجَمْعُه جَعَابِيبُ أَنْشَد ابنُ بَرِّيَ لسَلاَمَة بنِ جَنْدَلٍ :
لا مُقْرِفينَ ولا سُودٍ جَعَابِيبِ
وقيلَ : هو الدَّنِىءُ من الرِّجَالِ .
( و ) في النوادر للِّحْيانيّ : ( جَيْشٌ يَتَجَعْبَى ) ويَتَجَرْبى وَيَتَقَبْقَبُ وَيَتَدَرْبَى ويَتَهَبْهَبُ ( : يَرْكَبُ بعضُه بعضاً ) .
( والجَعْبَاءُ : الضَّخْمعةُ الكَبِيرَةُ ) يَحْتَمِلُ أَن يكونَ صفةً للمرأَةِ وللاسْتِ والنَّمْلَةِ والناقةِ والشاةِ .
جعتب . جعثب : ( جُعْثُب كقُنفُذٍ ) أَهمله الجوهريُّ ، وهو بالمثلثة في سائر النسخ ، وقال ابن دريد : هو بالتاء المُثَنَّاةِ الفوقيةِ ( اسْمٌ ) مأْخوذٌ من فِعْلٍ مُمَاتٍ .
( والجَعْثَبَةُ : الحِرْصُ والشَّرَهُ ) والنَّهْمَةُ ، عن ابن دريد .
جعدب : ( الجُعْدُبَةُ بالضَّمِّ ) كالكُعْدُبَةِ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هي ( نُفَّخَاتُ المَاءِ ) التي تكونُ من مَاءِ المَطَرِ ( و ) قِيلَ : الكُعْدُبَةُ
____________________

(2/165)


والجُعْدُبَةُ ( : بَيتُ العَنْكَبُوتِ ) ، عن أَبي عمرٍ و ، وأَثْبَتَ الأَزهريُّ القَوْلَيْنِ مَعاً ، وفي ( لسان العرب ) : الجُعدُبَة : الحَجعاةُ والحَبَابَةُ ، وفي حديث عَمْرٍ و ( أَنَّه قال لِمُعَاوِيَةَ : لَقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِرَاقِ وإِنَّ أَمْرَكَ كَحُقِّ الكَهْدَلِ أَو كالجُعْدُبَةِ أَو كالكُعْدُبَةِ ) ( و ) الجُعْدُبَةُ ( : ما بَيْنَ صِمْغَيِ الجَدْيِ منَ اللِّبَإِ عندَ الوِلاَدَةِ ، و ) قال الأَزهريُّ : جُعْدُبَةُ ( بِلاَ لامٍ : رَجُلٌ مَدَنِيٌّ . و ) جُعْدُبٌ ( بِلاَ هَاءٍ اسمٌ ) وفي ( لسان العرب ) الجِعْدُبَةُ ( من الشيء : ) المُجْتَمِعُ منه .
جعشب : ( الجَعْشَبُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ ) أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال ابن دريد : هُوَالرَّجُلُ ( الطَّوِيلُ الغَلِيظُ ) ، نقله الصاغانيُّ .
جعنب : ( الجَعْنَبُ ) ، أَهْمله الجوهريُّ ، وقال ابن دريد : هو ( القصيِرُ ) ، ويقال : الجَعْنَبَةُ : الحِرْصُ عَلَى الشَّيْءِ ، نقله ابن منظور ، وهو تَصْحِيفُ الجَعْثَبَة ، بالمُثَلَّثَة ، وقد تقدَّم قريباً .
وجُعْنُبٌ كقُنْفُذٍ : اسمٌ ، كذا في ( لسان العرب ) ، قلت : ولعلَّه مُصَحَّفٌ عن جُعْثُب ، بالثاءِ المثلثة ، وقد تقدَّم
جغب : ( جَغِبٌ كَكَتِفٍ ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دريد : هو ( إِتْبَاعٌ لشَغِبٍ ، وَلاَ يُفْرَدُ ) يقال : رَجُلٌ شَغِبٌ جَغِبٌ ، لا يُتَكَلَّمُ به مُفْرَداً ، كذا في ( التهذيب ) و ( التكملة ) .
جلب : ( جَلَبَهُ يَجْلِبُهُ ) ، بالكسرِ ، ( ويجْلُبُه ) بالضمِ ، ( جَلْباً وجَلَباً ) محَركَةً ( واجْتَلَبَه : سَاقَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى آخَرَ ) وجَلَبْتُ الشَّيْءَ إِلى نَفْسِي واجْتَلَبْتُه بمَعْنىً ، واجْتَلَبَ الشاعرُ ، إِذا
____________________

(2/166)


اسْتَوقَ الشِّعْرَ من غَيْرِه واسْتَمَدَّه قال جرير :
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القوَافِي
فَلاَ عِيَا بِهِنَّ وَلاَ اجْتِلاَبَا
أَي لا أَعْيَا بالقوافي ولا أَجتلبهُنَّ ممن سِوَايَ ، بل لي غِنىً بما لديَّ منها ( فجَلَبَ هُوَ ) أَي الشيءُ ( وانْجَلَبَ واسْتَجْلَبَهُ ) أَي الشيءَ : ( طَلَبَ أَنْ يُجْلَبَ لَهُ ) ايو يَجْلِبَه إِلَيْه .
( والجَلَبُ ، محَرَّكَةً ) قال شيخُنَا : والمَوْجُودُ بِخَطِّ المصَنِّف في أَصْلِه الأَخِيرِ : الجَلَبَةُ ، بها التأْنيثِ ، وهو الصوابُ ، وجَوَّزَ بعضُهم الوجهينِ ، انتهى ، زَادَ في ( لسان العرب ) : وكَذَا الأَجْلاَبُ : هُمُ الذين يَجْلُبُونَ الإِبِلَ والغنمَ للبَيْعَ .
والجَلَبُ أَيضاً : ( : ما جُلِبَ مِنْ خَيْلٍ وغَيْرِهَا ) كالإِبِلِ والغَنَمِ والمَتَاعِ والسَّبْيِ ، ومثله قال الليث : الجَلَب : مَا جَلَبَهُ القَوْمُ مِنْ غَنَم أَوْ سَبْيٍ ، والفِعْلُ يجْلِبُونَ ، ويقالُ : جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً ، والمَجْلُوبُ أَيضاً جَلَبٌ ، وفي المَثَلِ ( النُّفَاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ ) أَي أَنَّه إِذا نَفَضَ القَوْمُ أَي نفِدَتْ أَزْوَادُهُمْ قَطَّرُوا إِبلَهُمْ لِلْبَيْعَ ، ( كالجلِيبةِ ) قال شيخُنا ، قال ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شرح نهج البلاغة : الجَلِيبَةُ تُطْلَقُ على الخُلُقِ الذي يتَكَلفُه الشخْصُ ويسْتَجْلِبُه ، ولم يَتَعَرَّض له المؤلف ، ( والجَلُوَبةِ ) ، وسيأْتي ما يتعلَّق بها ( ج أَجْلاَبٌ ) .
( و ) الجَلَبُ : الأَصْوَاتُ ، وقيلَ ( اخْتِلاَطُ الصَّوْتِ كالجَلَبَةِ ) ، مُحَرَّكَةً ، وبه تَعْلَمُ أَنَّ تَصْوِيبَ المؤلّفِ في أَول المادة في الجَلَبَةِ وَهَمٌ وقد ( جَلَبُوا يَجْلِبُونَ ) بالكَسْرِ ( وَيجْلُبُونَ ) بالضَّمِّ ، ( وأَجْلَبُوا ) ، مِنْ بَابِ الإِفْعَالِ ، ( وجَلَّبُوا ) ، بالتِّشْدِيدِ ، وهما فِعْلاَنِ من الجَلَبِ بمَعْنَى الصِّيَاحِ وجَمَاعَةِ النَّاسِ .
____________________

(2/167)



( و ) في الحَدِيثِ المَشْهُورِ والمُخَرَّج في ( المُوَطَّإِ ) وغَيْرِه من كُتُبِ الصِّحَاحِ قولُه صلى الله عليه وسلم ( لاَ جَلَبَ وَلاَ جَنَبَ ) مُحَرَّكَةً فيهِمَا . قال أَهْلُ الغَريبِ : ( الجَلَبُ ) أَنْ يَتَخلَّفَ الفَرَسُ في السِّبَاقِ فيُحَرَّكَ ورَاءَهُ الشَّيْءُ يُسْتَحَثُّ به ، فيَسْبِقَ ، والجَنَبُ : أَنْ يُجْنَبَ مَعَ الفَرَسِ الذي يُسَابَقُ به فَرسٌ آخَرُ فيُرْسَلَ ، حتَّى إِذا ( دنا ) تَحَوَّل راكبُه على الفرسِ المجْنُوبِ فأَخذَ السَّبْقَ ، وقِيل : الجَلَبُ ( : هُو أَنْ يُرْسَلَ ( في الحَلْبة ) فتَجْتمعَ له جَماعةٌ تصِيحُ به لِيُرَدَّ ) ، بالبِناءِ للمفعول ، ( عنْ وجْهِهِ ) .
والجَنَبُ : أَنْ يُجُنب فَرسٌ جامٌّ فيُرْسَلَ مِنْ دُونِ المِيطَانِ ، وهو الموْضِعُ الذي تُرْسلُ فيه الخيْلُ .
( أَوْهُو ) أَيِ الجَلَبُ : ( أَنْ لا تُجْلَبَ الصَّدَقةُ إِلَى المِيَاهِ و ) لاَ إِلى ( الأَمْصَارِ ، ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَرَاعِيهَا ) ، وفي ( الصحاح ) : والجَلَبُ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عنه هُوَ أَنْ لاَ يَأْتِيَ المُصَدِّقُ القَوْمَ في مِيَاهِهِم لاِءَخْذِ الصَّدَقَاتِ ، ولَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَلْبِ نَعَمِهِمْ إِليْهِ ، وهو المُرَادُ من قول المُؤلّفِ ( : أَوْ أَنْ يَنْزِلَ العَامِلُ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ منْ يجْلُبُ ) بالكَسْرِ والضَّمِّ ( إِلَيْهِ الأَمْوَالَ من أَماكِنِها لِيأْخَذَ صَدَقَتَهَا ) ، وقيل الجَلَبُ : هُوَ إِذا رَكِب فَرساً وقَادَ خَلْفَه آخَرَ يَسْتَحِثُّه ، وذلك في الرِّهانِ ، وقيل : هُوَ إِذا صَاح به منْ خَلْفه واسْتَحَثَّه للسَّبْقِ ، ( أَو ) هُوَ ( : أَنْ ) يُرْكِب فَرسَهُ رجُلاً فإِذَا قَرُبَ من الغَايةِ ( يَتْبَع الرَّجُلُ فَرَسَهُ فَيرْكُض خَلْفَهُ ويزْجُره ويُجلِّب علَيْهِ ) ويَصِيح به ، وهو ضَرْبٌ مِنَ الخَدِيعَةِ ، فالمؤلّفُ ذَكَر في مَعْنعى الحديثِ ثَلاَثَةَ أَقوالٍ ، وأَخْصَرُ منها قولُ أَبِي عُبَيْدٍ : الجَلَبُ في شَيْئيْنِ : يَكُونُ في سِبَاقِ الخَيْلِ ، وهُوَ أَنْ يَتْبَعَ الرَّجُلُ فَرَسَهُ فيَزْجُرَهُ فَيُجَلِّبَ عَلَيْهِ أَوْ يَصِيحَ حَثًّا لَهُ ، فَفِي ذلكَ مَعُونَة لِلْفَرَسِ عَلَى الجَرْيِ ، فنُهيَ عن ذلك ،
____________________

(2/168)


والآخَرُ أَن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ عَلَى أَهْلِ الزَّكَاةِ فَيَنْزِلَ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ إِليهم مَنْ يَجْلُبُ إِليه الأَمْوَالَ مِنْ أَمَاكِنِهَا ، فنُهِيَ عن ذلكَ ، وأُمِرَ أَنْ يَأَخُذَ صَدَقَاتِهِمْ في أَمَاكِنِهِم ، وعَلَى مِيَاهِهِم ، وبأَفْنِيَتِهِم وقد ذُكِرَ القَولانِ في كلامِ المصنّف ، وقال شيخُنا : قال عِياض في المشارق ، وتَبِعه تِلميذُه ابنُ قَرقُول في المَطالع : فسَّرَه مالكٌ في السِّباقِ ، وكلامُ الزمخشريِّ في الفائقِ ، وابنِ الأَثيرِ في النهاية ، والهروِيِّ في غرِيبيْهِ يرْجِعُ إِلى ما ذَكرْنا من الأَقْوالِ .
( وجَلَبَ لأَهْلِه ) يَجْلُبُ : ( كَسَبَ وطَلبَ واحْتالَ ، كأَجْلَبَ ) ، عن اللحيانيّ .
( و ) جَلَبَ ( على الفَرسِ ) يَجْلِبُ جَلْياً : ( زَجَرَه ) ، وهي قلِيلةٌ ، ( كجَلَّبَ ) بالتَّشْدِيدِ ( وأَجْلَبَ ) ، وهُما مُسْتعْملانِ وقِيل : هو إِذا ركِب فَرساً وقادَ خَلْفه آخَرَ يسْتحِثُّهُ ، وذلك في ( الرَّهانِ ) ، وقدْ تقدَّم في معْنى الحدِيث 8
( وعَبْدٌ جَلِيبٌ ) أَي ( مَجْلُوبٌ ) ، والجَلِيبُ : الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ بَلدٍ إِلى غيْرِه : ( ج جَلْبَى وجُلَباءُ كقَتْلَى وقُتَلاءٍ ، و ) قال الِّلحيانيُّ ( : امْرأَةٌ جَلِيبٌ ، مِنْ ) نِسْوةٍ ( جَلْبَى وجَلائِبَ ) قال قَيسُ بنُ الخَطِيم :
فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ
ومَنْ خَرَّ إِذْ يَحْدُونهُمْ كالجَلائِبِ
( والجَلُوبةُ ) ما يُجْلَبُ لِلْبَيْع ، وفي ( التهذيب ) : ما جُلِبَ لليع نحو النَّابِ والفَحْلِ والقَلُوصِ ، فأَمَّا كِرامُ الإِبلِ الفُحُولةُ التي تُنْتَسلُ فليستْ من الجَلُوبَة ، ويقالُ لصاحبِ الإِبلِ : هَلْ لك في إِبِلِك جَلُوبَةٌ ؟ يَعْنِي شيئاً جَلَبَه للبيْع ، وفي حديث سالِمٍ ( قدِمَ أَعْرابِيٌّ بِجَلُوبةٍ ، فنَزَل علَى طَلْحَةَ ، فقالَ طَلْحَةُ : نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلمأَنْ يَبيعَ حاضرٌ لِبادٍ ) قال : الجَلُوبةُ ، بالفَتْحِ : ما يُجْلَبُ لِلْبَيْع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، والجَمْعُ
____________________

(2/169)


الجلاَئِبُ ، وقِيلَ : الجلاَئِبُ : الإِبِل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجُلِ النَّازِلِ علَى المَاءِ لَيْسَ له ما يَحْتَمِلُ علَيْهِ ، فيَحْملونه عليها قال : والمُرَادُ في الحديثِ الأَوَّلِ كأَنَّه أَرَادَ أَن يبِعَهَا له طَلْحَةُ ، قال ابنُ الأَثير : كَذَا جاءَ في كِتَابِ أَبِي مُوسَى في حرْفِ الجِيمِ قال : والذي قَرأْنَاهُ في سُنَنِ أَبِي دَاوُودَ ( بِحَلُوبةٍ ) وهي النَّاقَةُ التي تُحْلَبُ ، وقِيلَ : الجَلُوبةُ ( : ذُكُورُ الإِبِلِ . أَو التي يِحْمَلُ عليها مَتَاعُ القَوْمِ ، الجمْعُ والوَاحِدُ ) فيه ( سَواءٌ ) ويُقَالُ لِلْمُنْتِج : أَأَجْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ ؟ أَيْ أَولَدَتْ إِبِلُكَ جَلُوبةً أَمْ وَلَدَتْ حَلُوبةً ، وهي الإِنَاثُ ، وسيأْتى قريباً .
( ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ ) كَمُحَدِّثٍ ( مُصَوِّتٌ ) ، وغَيْثٌ مَجَلِّبٌ كَذالِكَ قال :
خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا
خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ عَشِيَ مُجَلِّبِ
وفي الأَساس : وَذَا مِما يَجْلُبُ الإِخْوانَ ، ولُكِّلِ قَضَاءٍ جَالِب ، ولِكُلِّ دَرَ حَالِب ، انتهى ، وفي ( لسان العرب ) وقَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ :
بِحَيَّةِ قَفْرٍ في وِجَارٍ مُقِيمَةٍ
تَنَمَّى بِهَا سَوْقُ المَنَى والجَوَالِبِ
أَرَادَ سَاقَتْهَا جَوالِبُ القَدَرِ ، وَاحِدَتُهَا : جَالِبَةٌ .
( و ) يقَالُ : ( امْرَأَةٌ جَلاَّبَةٌ ومجَلِّبَةٌ ) كمُحَدِّثَةٍ ( وجِلِبَّانَةٌ ) بكسر الجِيمِ واللام وتشديد المُوَحَّدَةِ ، وبِضمِّ الجِيمِ أَيضاً ، كَمَا نَقَلَه الصاغانيّ ( وجِلِبْنَانَةٌ ) بقَلْبِ إِحدَى البَاءَيْنِ نُوناً ( وجُلُبْنَانَةٌ ) بضَمِّهِما وكذا تِكِلاَّبَة ، أَيْ ( مُصَوِّتَةٌ صَخَّابَةٌ مِهْذَارَةٌ ) أَي كَثِيرَةُ الكَلاَم ( سَيِّئةُ الخُلُقِ ) صاحِبَةُ جَلَبَةٍ ومُكَالَبَةٍ ، وقولُ شيخِنا بَعْدَ قولِه ( مُصَوِّتَةٌ ) : وما بَعْدَه تَطْوِيلٌ قد يُسْتَغْنَى عنه ، مما يقضي منه العَجَبُ ، فإِنَّ كُلاًّ منَ الأَوْصَافِ قائمٌ بالذَّاتِ في الغالبِ . وقيلَ : الجُلُبَّانَة
____________________

(2/170)


منَ النِّسَاءِ : الجَافِيَةُ الغَلِيظَةُ ، قال ابنُ مَنْظُورٍ : وَعَامَّةُ هذِه اللُّغَاتِ عنِ الفَارِسِيِّ ، وأَنشدَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ ، وقد تَقَدَّمٍ في ( جرب ) أَيضاً :
جِلِبْنَانَةٌ وَرْهَاءُ تخْصِى حِمَارَهَا
بِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْهَا الجَلاَمِدُ
قال : وأَمَّا يَعْقُوبُ فإِنه روَى جِلِبَّانَةٌ ، قال ابنُ جِنِّي : ليست لاَمُ جِلِبَّانَة بدَلاً من راءِ جِرِبَّانَةٍ ، يَدُلُّك على ذلكَ وجُودُكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما أَصْلاً وَمُتَصَرَّفاً واشْتقَاقاً صَحيحاً ، فأَما جِلِبَّانَة فمنَ الجَلَبَةِ والصِّيَاحِ لاِءَنَّهَا الصَّخَّابَة ، وأَمَّا جِرِبَّانَة فمن : جَرَّبَ الأُمورَ وتَصَرَّفَ فيها ، أَلاَ تَرَاهُمْ قالوا : تخصِى حِمارها ؟ فإِذا بَلَغَت المرأَةُ من البِذْلَةِ والحُنْكَةِ إِلى خِصَاءِ عَيْرِهَا فَنَاهِيكَ بِهَا في التَّجْرِبَةِ والدُّرْبَةِ ، وهذا وقْتُ الصَّخَبِ والضِّجَرِ ، لأَنَّه ضِدُّ الحَيَاءِ والخَفَرِ .
( ورَجُلٌ جُلُبَّانٌ ) ، بضمّ الجيم واللام وتشديد الموحدة ( وجَلَبَّانٌ ) ، بفتهما مع تشديد الموحدة ( : ذُو جَلَبَةٍ ) أَي صِيَاح .
( وجَلَبَ الدَّمُ ) وأَجْلَبَ ( : يَبِسَ ) رَوَاهُ الِّلحْيَانيّ .
( و ) جَلَبَ الرَّجُلُ يَجْلُبُهُ ، إِذا ( تَوَعَّدَ ) هُ ( بِشَرَ أَوْ جَمَعَ الجَمْعَ ، كَأَجْلَبَ ، في الكُلِّ ) مما ذكر ، وفي التنزيل : { 2 . 013 واءَجلب عليهم . . ورجلك } ( الإِسراء : 64 ) ، أَي اجْمَعْ عَلَيْهِم وتَوَعَّدْهُمْ بالشَّرِّ ، وقَدْ قُرِىءَ ( واجْلُبْ ) .
( و ) جَلَّبَ ( عَلَى فَرَسِهِ ) ، كأَجْلَب ( : صَاحَ ) به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّهُ للسَّبْق ، قال شيخُنا : وهُوَ مَضْرُوبٌ عليه في النسخة التي بخطِّ المصنّفِ ، وضَرْبُه صَوَابٌ ، لأَنَّه تقدَّم في كَلاَمِه : جَلَّبَ على الفَرَسِ إِذا زَجَرَه ، قلتُ : وفيه تَأَمُّلٌ .
( و ) قَدْ جَلَبَ ( الجُرْحُ : بَرَأَ يَجْلِبُ ) بالكَسْرِ ( ويَجْلُبُ ) بالضَّمِّ
____________________

(2/171)


( في الكُلِّ ) مما ذُكِرَ ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ : مِثْلُه ، كَذَا في ( لسان العرب ) ، وعن الأَصمعيّ : إِذا عَلَتِ القُّرْحَةَ جِلْدَةُ البُرْءِ قِيلَ : جَلَبَ ، وقُرُوحٌ جَوَالِبُ وجُلَّبٌ ، أَي كَسُكَّرٍ وأَنشد :
عَافَاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ
وفي الأَساس : وجُلَبُ الجُرُوح : قُشُورُهَا .
( و ) جَلِبَ ( كسَمِعَ ) يَجْلَبُ ( : اجْتَمَعَ ) ومنه في حديث العَقَبَة ( إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَ مُحَمَّداً عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا العَرَبَ والعَجَمَ مُجْلِبَةً ) أَي مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَرْبِ ، ومنهُمْ مَن رواهُ بالتَّحْتِيَّةِ بَدَلَ المُوَحَّدَةِ ، وسيأْتي .
( والجُلْبَةُ بالضِّمَّ ) هِيَ ( القِشْرَةُ ) التي ( تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرْءِ ) ومنه قَوْلُهُم : طَارَتْ جُلْبَةُ الجُرْحِ .
( و ) الجُلْبَةُ ( : القِطْعَةُ منَ الغَيْم ) يُقَالُ : مَا في السَّمَاءِ جُلْبَةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا ، عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
إِذا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبَةِ
كَجِلْدَةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُهَا
ومَعْنَى تُنِيرُهَا ، أَي كَأَنَّهَا تَنْسِجُهَا بنِيرٍ . ( و ) الجُلْبَةُ في الجَبَلِ ( : الحِجَارَةُ تَرَاكَمَ بَعْضُهَا عَلى بَعْضِهَا . فلم يَبْقَ فيها طِرِيقٌ لِلدَّوَابِّ ) تَأْخُذُ فيه ، قاله الليث ، ( و ) الجُلْبَةُ أَيضاً ( : القِطْعَةُ المتَفَرِّقَةُ ) ليستْ بمتَّصِلة ( مِنَ الكَلاَ ، و ) الجُلْبَة ( : السَّنَة ) الشَّدِيدَة ، و ) الجُلْبَة ( : العِضاهُ ) بكسْرِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ ( المُخْضَرَّةُ ) الغَلِيظَةُ عُودُهَا ، والصُّلْبَةُ شَوْكُهَا ( و ) قِيلَ : الجُلْبَةُ ( : شِدَّةُ الزَّمَانِ ) مثْلُ الكُلْبَة : يقالُ : أَصَابَتْنَا جُلْبَةُ الزَّمَانِ ، وكُلْبَةُ الزَّمَانِ ، قال أَوْس بنُ مَغْرَاءَ التَّمِيمِيُّ :
لاَ يَسْمَحُونَ إِذَا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ
وليْسَ جارُهُمُ فِيها بِمُخْتَارِ
( و ) الجُلْبَةُ : شِدَّةُ الجُوعِ وقيلَ : الجُلْبَةُ : الشدَّة والجَهْدُ و ( الجُوعُ )
____________________

(2/172)


قال مالكُ بنُ عُوَيْمِرِ بن عثْمَانَ بنِ حُنَيْشٍ الهُذَلِيُّ وهو المُتَنَخِّلُ ، ويُرْوَى لأَبِي ذُؤَيْبٍ والصَّحِيحُ الأَوَّلُ :
كَأَنَّمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ
مِنْ جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ
قال ابن بَرّيّ : الجَيَّارُ : حَرَارَةٌ من غَيْظِ يكونُ في الصَّدْرِ ، والإِرْزِيزُ : الرِّعْدَةُ .
والجَوَالِبُ : الآفَاتُ والشَّدَائِدُ ، وفي الأَساس : ومنَ المَجَازِ : جَلَبَتْه جَوالبُ الدَّهْرِ .
( و ) الجُلْبَةُ ( : جِلْدَةٌ تُجْعَلُ عَلَى القَتَبِ ، والجُلْبَةُ ) : حَدِيدةٌ تكونُ في الرَّحْلِ ، ( و ) الجُلْبَةُ ( : حَدِيدَةٌ ) صَغِيرَةٌ ( يُرْقعُ بها القَدَحُ ، و ) الجُلْبَةُ ( : العُوذَةُ تُخْرَزُ علَيْهَا جِلْدَةٌ ) ، وجَمْعُهَا الجُلَبُ ، قاله الليث ، وأَنْشَدَ لِعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يَصِفُ فَرَساً :
بِغَوْجٍ لَبَانُهُ يُتَمُّ بَرِيمُه
عَلَى نِفْثِ رَاقٍ خَشْيَةَ العَيْنِ مُجْلِبِ
والمُجْلِبُ : الذي يَجْعَلُ العُوذَةَ في جِلْدٍ ثم يَخيط ( عليها فيعلّقها ) علَى الفَرَسِ ، والخَيْطُ الذي تُعْقَد عليه العُوذَةُ يُسَمَّى بَرِيماً ( و ) الجُلْبَة ( من السِّكِّينِ : ) التي تَضُمُّ النِّصَابَ علَى الحَدِيدَةِ ، و ) الجُلْبَة ( : الرُّوبَة ) بالضَّمِّ هِيَ خَميرَةُ اللَّبَنِ ( تُصَبُّ على الحَليب ) لِيَتَرَوَّبَ ، ( و ) الجُلْبَة ( : البُقْعَة ) ، يُقَال : إِنَّه لَفِي جُلْبَة صِدْقٍ ، أَيْ في بُقْعَةِ صِدْقٍ ، ( و ) الجخلْبَةُ ( : بَقْلَةٌ ) ، جَمْعُهَا الجُلَبُ .
( والجَلْبُ ) بالفَتْح ( : الجِنَايَةُ ) على الإِنْسَانِ وقد ( جَلَبَ ) عليه ( كَنَصَرَ ) : جَنَى .
( و ) الجِلْبُ ، ( بالكَسْرُ ) وبالضَّمِّ . كذا في ( لسان العرب ) ( : الرَّحْلُ بِمَا فيهِ ، أَوْ ) جِلْبُ الرَّحْلِ ( : غِطَاؤُهُ ) . قاله ثعلب ، وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : عِيدَانُه ، قال العجّاج وشَبَّهَ بَعِيرَهُ بِثَوْرٍ وَحْشِيَ رَائِح وقَدْ أَصَابَهُ المَطَرُ :
____________________

(2/173)



عالَيْتَ أَنْسَاعِي وجِلْبَ الكُورِ
عَلَى سَرَاةِ رائِحٍ مَمْطُورِ
قال ابن بَرّيّ : والمشهور في رَجزه :
بل خِلْتُ أَعْلاَقِي وجِلْبَ كُورِي
أَعْلاَق : جَمْعُ عِلْقٍ ، وهو النَّفِيسُ من كلّ شَيْءٍ ، والأَنْسَاعُ : الحِبَالُ ، وَاحِدُهَا : نِسْعٌ ، والسَّرَاةُ : الظَّهْرُ ، وأَرَادَ بالرَّائِحِ المَمْطُورِ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ .
وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : أَحْنَاؤُه ، ( و ) قِيلَ : جِلْبُهُ وجُلْبُهُ : ( خَشَبُهُ بِلاَ أَنْسَاعٍ وَأَدَاةٍ ) ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ : خَشَبَةٌ بالرَّفْع ، وهو خَطَأٌ .
( و ) الجُلْبُ ( بالضَّمِّ ويُكْسَرُ : السَّحَابُ ) الذي ( لاَ مَاءَ فيهِ ) وقِيلَ : سَحَابٌ رَقِيقٌ لاَ مَاءَ فيهِ ، ( أَو ) هُوَ السَّحَابُ ( المُعْتَرضُ ) تَرَاهُ ( كأَنَّه جَبَلٌ ) قال تَأَبَّطَ شَرًّا :
ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ
وَلاَ بِصَفاً صَلْدٍ عَنِ الخَيْرِ مَعْزِلِ
يَقُولُ : لَسْتُ بِرَجُلٍ لاَ نَفْعَ فيهِ ، ومع ذلك فيه أَذًى ، كذلك السَّحَابِ الذي فيه رِيحٌ وقُرٌّ وَلاَ مَطَرَ فِيهِ ، والجَمْعُ أَجْلاَبٌ .
( و ) الجُلْبُ ( بالضَّمِّ : سَوَادُ الَّليْلِ ) قال جِرانُ العَوْدِ :
نَظَرْتُ وصُحْبَتِي بِخُنَيْصِراتٍ
وجُلْبُ الَّليْلِ يَطْرُدُهُ النَّهَارُ
( و ) الجُلْبُ ( : ع ) مِنْ مَنَازِل حاجِّ صَنْعَاءَ ، علَى طَرِيقِ تِهَامَةَ ، بيْنَ الجَوْنِ وجازَانَ .
( والجِلْبَابُ ، كَسِرْدَابٍ ، و ) الجِلِبَّابُ ( كَسِنِمَّارٍ ) مثَّلَ به سيبويهِ ولم يُفَسِّرْه أَحدٌ ، قال السيرافيّ : وأَظُنُّه يعْنِي الجِلْبَاب ، وهو يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ ( : القَمِيصُ ) مُطْلَقاً ، وخَصَّه بعضُهم بالمُشْتَمِلِ على البدَنِ كُلِّه ، وفَسَّره
____________________

(2/174)


الجوهريُّ بالمِلْحَفَةِ قاله شيخُنا ، والذي في ( لسان العرب ) : الجِلْبَابُ : ثَوْبٌ أَوْسعُ مِنَ الخِمَارِ دُونَ الرِّدَاءِ ، تُغَطِّي به المرْأَةُ رأْسَها وصدْرَها ، ( و ) قيلَ : هو ( ثَوْبٌ واسعٌ للمرأَةِ دُونَ المِلْحَفَةِ ) ، وقيل : هو المِلْحَفَةُ ، قالت جَنُوبُ أُخْتُ عمْرٍ و ذِي الكَلْبِ تَرْثِيهِ :
تَمْشِي النُّسْورُ إِلَيْهِ وَهْيَ لاَهِيَةٌ
مَشْيَ العَذَارَى علَيْهِنَّ الجَلاَبِيبُ
أَيّ أَنَّ النُّسُورَ آمِنَةٌ مِنْه لا تَفْرَقُه لِكَوْنِهِ مَيْتاً ، فهي تَمْشِي إِليه مَشْيَ العَذَارَى ، وأَوَّلُ المَرْثِيَةِ :
كُلُّ امْرِىءٍ بِطُوَالِ العَيْشِ مكْذُوبُ
وكُلُّ مَنْ غَالَبَ الأَيَّامَ مغْلُوبُ
وقال تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } ( الأَحزاب : 59 ) ، وقيل : هو ما تُغطّي بهِ المرْأَةٌ ( أَو ) هو ( ما تُغطِّي به ثِيابَها مِن فَوْقُ ، كالمِلْحَفةِ ، أَو هو الخِمارُ ) كذا في ( المحكم ) ، ونقلَه ابنُ السكّيت عن العامِريَّة ، وقيل : هو الإِزارُ ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، وقد جاءَ ذِكرُه في حديثِ أُمِّ عَطِيَّةَ ، وقيل : جِلْبابُها : مُلاءَتُها تَشْتمِل بِها ، وقال الخفاجِيُّ في العِناية : قِيل : هو في الأَصْلِ المِلْحَفَةُ ثم اسْتُعِير لِغَيْرِهَا منَ الثِّيَابِ ، ونَقَلَ الحافظُ ابنُ حَجرٍ في المُقَدَّمة عن النَّضْرِ : الجِلْبَابُ : ثَوْبٌ أَقْصرُ مِنَ الخِمَارِ وأَعْرضُ منه ، وهو المِقْنَعَة ، قاله شيخُنا ، والجمْعُ جَلاَبِيبُ ، وقَدْ تَجعلْبَبْتُ ، قال يَصِفُ الشَّيْبَ :
حتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعاً أَشْهَبَا
أَكْرَهَ جلْبَابِ لِمَنْ تَجَلْبَبا
وقال آخَرُ :
مُجَلْبَبٌ مِنْ سَوَادِ الَّليْلِ جِلْبَابَا
والمصْدَرُ : الجَلْبَبَةُ ، ولَمْ تُدْغَمْ لاِءَنَّهَا مُلْحَقَةٌ بدَحْرَجَةِ ، ( وجَلْبَبَه ) إِيَّاهُ ( فَتَجَلْبَبَ ) ، قال ابنُ جِنِّي : جَعلَ الخَلِيلُ باءَ جَلْبَبَ الأُولَى كوَاوِ
____________________

(2/175)


جَهْوَرَ ودَهْوَرَ ، وجَعَلَ يُونُسُ الثَّانِيَةَ كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ : وكان أَبُو عَلِيَ يَحْتَجُّ لِكوْنِ الثَّانِي هو الزَّائِدَ باقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ ، وَوَجْهُ الدَّلالةِ من ذلك أَنَّ نون افْعنْلَلَ بابها إِذا وَقَعتْ في ذَوَاتِ الأَرْبعَةِ أَن تكونَ بين أَصْلَيْنِ نحو احْرنْجَمَ واخْرنْطَمَ واقْعَنْسَسَ ، مُلْحَقٌ بذلك ، فيجبُ أَن يُحْتَذَى به طَرِيقُ ما أُلْحِقَ بمِثَالِه ، فلْتَكُنِ السِّينُ الأُولَى أَصْلاً ، كَمَا أَنّ الطَّاءَ المُقَابِلَةَ لها من اخْرَنْطَمَ أَصْلٌ ، وإِذا كانت السينُ الأُولَى من اقْعَنْسَس أَصلاً كانت الثانيةُ الزائدةَ من غير ارْتِيَابٍ ولا شُبْهَةٍ ، كَذا في ( لسان العرب ) ، وأَشَار لمثلِه الإِمامُ أَبو جعفرٍ الَّلبْلِيّ في ( بُغْيَة الآمال ) ، والحُسامُ الشريفيّ في ( شرح الشافية ) وفي حديث عليَ رَضِيَ اللَّه عنهُ ( من أَحبَّنَا أَهْلَ البيْتِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً ) قال الأَزهريُّ : أَي ليَزْهَدْ في الدُّنْيَا ( و ) ليَصْبُرْ علَى الفَقْرِ والقِلَّةِ ، كَنَى به عن الصَّبْرِ لأَنه يَسْتُرُ الفقْرَ كما يَسْتُر الجِلْبابُ البَدنَ ، وقيل غيْرُ ذلك من الوُجُوهِ التي ذُكرت في كتاب ( اسْتِدْراكِ الغلَط ) لأَبي عُبيْدٍ القاسمِ بن سلاَّم .
( و ) الجِلْبابُ ( : المُلْكُ ) .
( والجَلنْبَاةُ ) كحَبَنْطاةٍ : المَرْأَةُ ( السَّمِينَةُ ) ويُقالُ : ناقَةٌ جَلَنْبَاةٌ ، أَي سَمِينَةٌ صُلْبةٌ ، قال الطِّرِمَّاحُ :
كَأَنْ لَمْ تَخِدْ بِالوصَْلِي يا هِنْدُ بيْنَنَا
جَلَنْبَاةُ أَسْفَارٍ كَجَنْدَلَةِ الصَّمْدِ
( والجُلاَّبُ ، كزُنَّارٍ ) . وسَقَطَ الضبطُ من نُسخةِ شيخنا فقال : أَطْلقَه ، وكان الأَوْلى ضبْطُه . وَقَعَ في حديث عاءشة رَضِيَ اللَّهُ عنها ( كان النبيّ صلى الله عليه وسلمإِذا اغْتَسَل مِن الجَنابةِ دَعا بِشيْءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ فأَخذَ بِكفِّهِ فبدأَ بِشِقِّ رأْسِهِ الأَيْمنِ ثُمَّ الأَيْسرِ ) قال أَبو منصور : أَرادَ بالجُلاَّبِ ( ماءَ الورْدِ ) ، وهو
____________________

(2/176)


فارِسِيٌّ ( مُعرَّبٌ ) وقال بعضُ أَصحاب المعَانِي والحديثِ كأَبي عُبَيدٍ وغيرِه إِنَّما هُوَ الحِلابُ بكسْرِ الحاءِ المهملة لا الجُلاَّب ، وهو ما يُحْلبُ فيه لبَنُ الغَنمِ كالمِحْلَبِ سَوَاءٌ ، فصحّف فقال جُلاَّب ، يَعْنِي أَنه كان يَغْتَسِلُ من الجَنَابةِ في ذلك الحِلابِ ، وقيل : أُرِيدَ به : الطَّيبُ أَوْ إِناءُ الطَّيبِ ، وتفْصِيلُه في ( شرح البُخارِيِّ ) للحافظِ ابن حَجَزٍ رحمه الله تعالى .
( و ) الجُلاَّبُ ( : ة بالرُّهَى ) نَواحِي دِيارِ بَكْرٍ ، ( و ) اسمُ ( نَهْرِ ) مدِينةِ حَرَّانَ ، سُمِّيَ باسم هذه القَرْيةِ .
( و ) أَبُو الحَسنِ ( علِيُّ بنُ مُحَمَّدِ ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ الطَّيِّب ( الجُلاَّبِيُّ عالِمٌ ( مُؤرِّخٌ ) ، سمِع الكثيرَ من أَبِي بَكْرٍ الخَطيبِ ، وله ذيْلُ تارِيخِ واسِطَ تُوُفّيَ سنة 534 وابنُهُ مُحمَّدٌ صاحب ذاك الجُزْءِ مات سنة 543 .
( و ) قدْ ( أَجْلَبَ قَتَبَه ) محرَّكةً ، أَي ( غَشَّاهُ ) بالجُلْبَةِ ، وقِيل غَشَّاهُ ( بالجِلْدِ الرَّطْبِ ) فَطِيراً ثم تَركَه عليه ( حتى يَبِسَ ) ، وفي ( التهذيب ) الإِجْلاَبُ : أَنْ تأْخُذَ قِطْعَةَ قِدَ فَتُلْبِسَها رأْسَ القَتَبِ فتَيْبَسَ عليه ، قال النابغةُ الجَعْدِيُّ :
أُمرَّ ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِهِ
كتَنْحيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ
( و ) أَجْلَبَ ( فُلاناً : أَعانَه ، و ) أَجْلَبَ ( القَوْمُ ) عليهِ ( : تَجَمَّعُوا ) وتَأَلَّبُوا ، مثلُ أَحْلَبُوا ، بالحاءُ المُهْملَةِ قال الكُميْتُ :
عَلى تِلْكَ إِجْرِيَّايَ وَهْيَ ضَرِيبَتِي
ولَوْ أَجْلَبُوا طُرًّا عَلَيَّ وأَحْلبُوا
( و ) أَجْلَبَ ( : جَعلَ العُوذَةَ في الجُلْبَةِ ) فهو مُجْلِبٌ ، وقد تقدّم بيانُه آنفاً ، وتقدَّم أَيضاً قولُ عَلْقَمَةَ بنِ
____________________

(2/177)


عَبَدَة ، ومَنْ رَواهُ مُجْلَب بفتح اللام أَراد أَنَّ على العُوذَةِ جُلْبَةٍ .
( و ) أَجْلَبَ الرَّجُلُ إِذا نُتِجتْ ناقَتُه سَقْباً ، وأَجْلَبَ : ( ولَدَتْ إِبِلُهُ ذُكُوراً ) لأَنَّه يَجْلِبُ أَوْلادَها فَتُبَاعُ ، وأَحْلَبَ بالحاء ، إِذا نُتِجَتْ إِنَاثاً ، ويَدْعُو الرجُلُ على صاحبِه فيقولُ : أَجْلَبْتَ ولاَ أَحْلَبْتَ ، أَي كان نِتَاجُ إِبِلِكَ ذُكوراً لا إِنَاثاً لِيَذْهبَ لَبنُه .
( وجِلِّيبٌ كَسِكِّيتٍ : ع ) قال شيخُنا ، قال الصاغانيّ : أَخْشَى أَنْ يَكُون تَصْحِيفَ حِلِّيت ، أَي بالحاءِ المُهْملةِ والفَوْقِيَّةِ في آخِرِه ، لأَنَّه المشهورُ ، وإِن كان في وَزْنه خِلافٌ ، كما سيأْتي ، ونقَلَه المقْدِسِيُّ ، وسلَّمه ، ولم يذكره في ( المراصد ) .
قُلْتُ : ونَقَلَه الصاغانيُّ في التكملة عن ابن دُريد ، ولم يذْكُرْ فيه تصحيفاً ، ولعلَّه في غير هذا الكِتَابِ .
( والجُلُبَّانُ ) بضَمِّ الجيمِ واللام وتشديدِ المُوحَّدَةِ ، وهو الخُلَّرُ كسُكَّرٍ : وهو ( نَبْتٌ ) يُشْبِهُ الماشَ ، الواحِدةُ : جُلُبَّانةٌ . وفي ( التهذيب ) : هُو حَبٌّ أَغْبَرُ أَكْدَرُ على لوْنِ الماشا إِلاَّ أَنَّه أَشدُّ كُدْرَةً منه ، وأَعْظمُ جِرْماً ، يُطْبَخُ ، ( ويُخَفَّفُ ) ، وفي حديث مالكٍ ( تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مِنَ الجُلْبَانِ ) هو بالتَّخْفِيفِ : حَبٌّ كالمَاشِ ، والجُلْبَانِ منَ القَطَانِي معروفٌ ، قال أَبو حنيفةَ : لَمْ أَسْمَعْهُ من الأَعراب إِلا بالتَّشْدِيدِ ، ومَا أَكْثَرَ مَنْ يُخَفِّفُه ، قال : ولَعَلَّ التخفيفَ لغةٌ ، ( و ) الجُلبانُ ، بالوَجْهَيْنِ ( كالجِرَابِ من الأَدَمِ ) يُوضَعُ فيه السَّيْفُ مَغْمُوداً ويَطْرَحُ فيه الراكبُ سَوْطَهُ وأَدَاتَه يُعَلِّقُه من آخِرَةِ الكُورِ أَو في واسِطَتِه ، واشتقاقُه من الجُلْبَةِ وهي الجِلْدَةُ التي تُجْعَلُ فوقَ القَتَبِ ( أَو ) هو ( قِرَابُ
____________________

(2/178)


الغِمْدِ ) الذي يُغْمَدُ فيه السَّيْفُ ، وقد رَوَى البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنه قال : لَمَّا صَالَحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمالمُشْرِكِينَ بالحُدَيْبِيَةِ صالَحَهم على أَن يَدْخُلَ هو وأَصحابُه من قابلٍ ثلاثَةَ أَيام ولا يَدخلونها إِلاّ بجُلُبَّانِ السَّلاَحِ . وفي رواية فسأَلتُه : ما جُلُبَّانُ السلاح ؟ قال : القِرَابُ بِمَا فيهِ ، قال أَبو منصور : القِرَابُ : هو الغِمْدُ الذي يُغْمَدُ فيه السيفُ ، ففي عبارة المؤلّف تَسامُحٌ ، وفي ( لسان العرب ) : ورواه القُتَيْبِيُّ بالضم والتشديد قال : أَوْعِيَةُ السّلاحِ بما فيها ، قال : ولا أَراه سُمِّيَ به إِلاَّ بجَفَائِه ، ولذلك قيل للمرأَة الغَليظَةِ الجافِيَةِ : جُلُبَّانَة ، وفي بعض الروايات ( ولا يدخُلُها إِلاّ بجُلُبَّانِ السَّلاحِ ) ، السَّيْفِ والقَوْسِ ونحوِهِما ، يريدُ ما يُحْتَاجُ إِليه في إِظْهَارِه والقتالِ به إِلى مُعَانَاةٍ ، لا كالرِّماحِ فإِنَّهَا مُظْهَرةٌ يُمْكِنُ تَعْجِيلُ الأَذَى بها ، وإِنَّمَا اشترطوا ذلك ليكونَ عَلَماً وأَمَارَةً له لسَّلْم ، إِذ كانَ دخولُهم صُلْحاً ، انتهى ، ونَقَلَ شيخُنا عن ابن الجَوْزِيِّ : جِلِبَّار بكسر الجيم واللام وتشديد المُوَحَّدة أَيضاً ، ونقله الجَلالُ في الدُّرِّ النَّثِيرِ وقد أَغْفله الجماهيرُ .
( والْيَنْجَلِبُ ) على صيغة المضارع ( : حَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ ) أَي يُؤَخَّذُ بها الرِّجَالُ ، ( أَو ) هي ( لِلرُّجُوع بَعْدَ الفِرَارِ ) ، وقد ذكرها الأَزهريّ في الربَاعيِّ فقال : ومن خَرَزَاتِ الأَعراب : اليَنْجَلِب ، وهو للرُّجُوعِ بعد الفِرَارِ ، وللعَطْفِ بَعْدَ البُغْضِ ، وحكى اللَّحْيَانِيّ عن العَامِرِيَّةِ : إِنَّهُنَّ يَقُلْنَ :
أَخَّذْتُهُ بِاليَنْجَلِبْ
فَلاَ يَرِمْ وَلاَ يَغِبْ
وَلاَ يَزَلْ عِنْدَ الطُّنُبْ
قلتُ : وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ ، قال : تَقُولُ العربُ .
أُعِيذُهُ باليَنْجَلِبْ
إِنْ يُقِمْ وإِنْ يَغِبْ
( والتَّجْلِيبُ : المَنْعُ ) ، يقال : جَلَّبْتُه عن كذَا وكَذَا تَجْلِيباً ، أَي
____________________

(2/179)


مَنَعْتُه . ( و ) التَّجْلِيبُ ( : أَنْ تُؤْخَذَ صُوفَةٌ فتُلْقَى عَلَى خِلْفِ ) بالكسر ( النَّاقَةِ فتُطْلَى بِطِينٍ أَو نحْوِه ) كالعَجِينِ ( لِئلاَّ يَنْهَزَه ) ، وفي نُسخة ( لسان العرب ) : لِئَلاَّ يَنْهَزَهَا ( الفَصِيلُ ) ، يقال : جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتِكَ .
والتَّجَلُّبُ : الْتِمَاسُ المَرْعَى ما كَانَ رَطْباً ، هكذا رُوِيَ بالجيم .
( والدَّائِرَةُ المجْتَلَبَة ، ويقال : دائِرَةُ المُجْتَلَبِ مِنْ دَوَائِرِ العَرُوضِ ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ أَبْحُرِهَا ) لاِءَنَّ الجَلْبَ مَعْنَاهُ الجَمْعُ ( أَوْ لاِءَنَّ أَبْحرَهَا مُجْتَلَبَةٌ ) أَي مُسْتَمَدَّةٌ ومُسْتَوِقَة . وقد تقدَّم .
( وجُلَيْبِيبٌ ) مُصَغَّراً ( كَقُنَيْدِيلٍ ) ، وفي نسخة شيخنا جِلْبِيبٌ مُكَبَّراً كقِنْدِيلٍ ، ولذا قال : وهذا غَرِيبٌ ، ولعلَّه تَصَحَّفَ على المصنّف ، وإِنما تَصَحَّفَ على ابنِ أُخْتِ خَالَتِه ، فإِنّه هكذا في نُسَخِنَا وأُصولِنا المُصَحَّحَةِ مُصَغَّراً ( : صَحَابِيٌّ ) ، وفي عبارة بعضهم أَنْصَارِيٌّ ذكره الحافظُ بن حَجَر في ( الإِصابة ) وابن فهد في ( المعجم ) وابن عَبْدِ البَرِّ في ( الاستيعاب ) ، جاءَ ذكره في ( صحيح مسلم ) .
وذَكَرَ شيخُنَا في آخر هذه المادة تَتِمَّةً ذكر فيها أُموراً أَغْفَلَها المصنفُ فذكر منها المَثَلَ المشهور الذي ذكره الزمخشري والميداني ( جَلَبَتْ جَلْبَةً ثُمَّ أَمْسَكَتْ ) قالوا : ويُرْوَى بالمُهْمَلَةِ أَي السَّحَابَةُ تُرْعِدُ ثُمَّ لا تُمْطِرُ ، يُضْرَبُ للجَبَانِ يَتَوَعَّدُ ثم يَسْكُتُ ، ومنها أَن البَكْرِيَّ في شرح أَمالي القالي قال : جِلِخْ جِلِبْ : لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ العَرَبِ .
ثم ذَكَر : رَعْدٌ مُجَلِّبٌ ، ومَا في السَّمَاءِ جُلْبَةٌ ، أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا ، واليَنْجَلِبَ ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هذا الذي ذكره وأَمثالَه مذكورٌ في كلام المؤلّف نَصًّا وإِشارةً فكيفَ يكونُ من الزِّيَادَات ؟ فتأَمَّل .
جلحب : ( الجِلْحَابِ بالكسر ، و ) الجِلْحَابَةُ ( بهاءٍ ) هو ( الشَّيْخُ الكَبِيرُ ) المُوَلِّي
____________________

(2/180)


الهَرِمُ ، وقيل : هُوَ القَدِيمُ ( الضَّخْمُ الأَجْلَحُ ، كالجَلْحَبِ ) مثل جَعفرٍ ( والجُلاحِبِ ) بالضمّ ، نقله ابن السكّبت ( و ) جُلْحَبٌّ ( كقِرْشَبَ ) هو الرجلُ ( الطويلُ ) القَامَةِ ، قالَه أَبو عمرٍ و ، والجِلْحَبُّ أَيضاً : القَوِيُّ الشَّدِيدُ ، قال :
وَهْيَ تُرِيدُ العَزَبَ الجِلْحَبَّا
يَسْكُبُ مَاءَ الظَّهْرِ فيهَا سَكْبَا
والمُجْلَحِبُّ : المُمْتَدُّ ، قال ابن سِيده : وَلاَ أَحُقُّه ، وفي ( التهذيب ) : الجِلْحَابُ : فُحَّالُ النَّخْلِ .
( و ) يقال ( إِبِلٌ مُجْلَحِبَّةٌ ) أَي ( مُجْتَمِعَةٌ ) نقله الصاغانيُّ .
( وجَلْحَبٌ ) كجَعفرٍ ( اسمٌ ) من أَسمائهم .
جلخب : ( اجْلَخَبَّ ) بالخاءِ المُعْجَمَةِ ، أَهمله الجوهريُّ والصاغانيُّ ، وفي ( اللسان ) : يقال : ضَرَبَهُ فاْلَخَبَّ أَي ( سَقَطَ ) على الأَرضِ .
جلدب : ( الجَلْدَبُ كجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ دريدٍ هو ( الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) من كلِّ شيءٍ ، كما يُفْهَم من الإِطلاقِ .
جلعب : ( الجَلْعَبُ ) كجَعْفَرٍ ( والجَلْعَابَةُ بفَتْحِهِمَا والجَلَعْبَى كَحَبَنْطَى ويُمَدُّ ) ، كُلُّه بمعْنَى الرَّجُلِ ( الجَافِي الشِّرِّيرِ ) أَي الكثيرِ الشرِّ ، قال ابن سِيده ( و ) هِيَ ( مِنَ الإِبِلِ : ما طَالَ في هَوَجٍ ) مُحَرَّكَةً ، ( وعَجْرَفَةٍ وهَيَ ) أَيِ الأُنْثَى جَلَعْبَاةٌ ( بِهَاءٍ ، و ) قال الفرّاءُ : رَجُلٌ ( جَلَعْبَى العَيْنِ ) عَلَى وَزْنِ القَرَنْبَى أَي ( شَدِيدُ البَصَرِ ) والأُنثى جَلَعْبَاةٌ ، قال الأَزهريّ : وقال شَمِرٌ : لا أَعرفُ الجَلَعْبَى بما فسَّرها الفرّاءُ .
( والجَلَعْبَاةُ ) أَيضاً : ( النَّاقَةُ الشديدةُ في كلِّ شيءٍ ) قاله ابنُ سِيده ، ( و )
____________________

(2/181)


قيل هي ( الهَرِمَةُ التي ) قد ( قَوَّسَتْ ) ، وفي نسخة : تَقَوَّسَتْ ( وَوَلَّتْ كِبَراً ) وفي ( لسان العرب ) : دَنَتْ من الكِبَرِ .
( والجِلِعْبَانَةُ بكسر الجيمِ واللام ) وسكون العَيْنِ المهملةِ هي ( الجُلُبَّانَة ) وقد تقدّم معناها .
( واجْلَعَبَّ ) الرجلُ اجْلِعْبَاباً ، واجْرَعَنَّ واجْرَعَتبَّ ، إِذا صُرِعَ وامْتَدَّ على وَجْهِ الأَرْضِ ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، وقيل : إِذا ( اضْطَجَعَ وامْتَدَّ ) وانْبَسَط ( و ) اجْلَعَبَّ ( : ذَهَبَ ، و ) اجْلَعَبَّ ( : كَثُر ، و ) اجْلَعَبَّ ( : جَدَّ ) ومَضَى ( في السَّيْرِ ) واجْلَعَبَّ الفرسُ : امْتَدَّ مع الأَرضِ ، ومنه قولُ الأَعرابيِّ يَصِفُ فَرَساً :
وإِذَا قِيدَ اجْلَعَبّ
واجْلَعَبَّ : اسْتَعْجَلَ ، واجْلَعَبَّتِ الإِبِلُ : جَدَّتْ في السَّيْرِ .
( والمُجْلَعِبُّ : ) المَصْرُوعُ : إِمَّا مَيْتاً وإِمَّا صَرْعاً شَدِيداً ، والمُجْلَعِبُّ : المُسْتَعْجِلُ المَاضِي ، والمُجْلَعِبُّ ( : المَاضِي ) في السَّيْرِ ، قاله الأَزهريّ ، وقال في مَحَلَ آخَرَ : المُجْلَعِبُّ مِنْ نَعْتِ الرَّجُلِ الشِّرِّيرِ وأَنشد :
مُجْلَعِبًّا بَيْنَ رَاوُوقٍ وَدَنّ
وقال ابن سِيده : المُجْلَعِبُّ : المَاضِي ( الشِّرِّيرُ ) ، والمُجْلَعِبّ : هُوَ المُضْطَجعُ ، فهو ضِدٌّ ، والمُجْلَعِبُّ : المُمْتَدّ ، والمُجْلَعِبُّ : الذَّاهِبُ ، ( و ) المُجْلَعِبُّ ( مِنَ السُّيُولِ ) : الكَبِيرُ وقِيلَ : ( الكَثِيرُ القَمْشِ ) ، بالفتح ، وهو سيَلٌ مُزْلَعِبٌّ أَي مُجْلَعِبٌّ .
والجَلْعَبَةُ مِنَ النُّوقِ : الطَّوِيلَةُ .
وفي الحديث ( كَانَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَجُلاً جِلْعَاباً ) أَي طَوِيلاً ، ورُوِيَ جِلْحَاباً ، بالحاءِ المهملة ، أَي الضَّخْم الجَسِيم ، وقد تَقَدَّم .
( وجَلْعَبٌ ) كجَعفر ( : جَبلٌ بالمدينة ) المشرَّفَة على ساكنها أَفضلُ الصلاة وأَتمّ التسليم ، وقيل : هو اسمُ موضعٍ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( ودارةُ الجَلْعَبِ ) من دُورِ العرب ، يأَتي ذِكْرُه في حرف الراءِ المهملةِ .
( و ) جِلَعْبٌ ( كَسِبَجْلٍ : ع ) .
____________________

(2/182)



جلنب : ( جلنب ، هنا ذكره في ( لسان العرب ) ، وفي ( التهذيب ) في الرباعيّ : نَاقَةٌ جَلَنْبَاةٌ أَيْ سَمِينَةٌ صُلْبَةٌ ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ لِلطِّرِمَّاح :
كَأَنْ لَمْ تَخِدْ بالوَصْلِ يا هِنْدُ بيْنَنَا
جَلَنْبَاةُ أَسْفَارٍ كجَنْدَلَةِ الصَّمْدُ
قلتُ : قد ذكره المؤلّف في الثلاثيّ ، وتقدم ، وإِنما ذكرتُه هنا لأَجْلِ التنبيه .
جلهب : ( الجُلْهُوبُ بالضَّمِّ ) أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هِي ( المرْأَةُ العَظِيمةُ الرَّكَبِ ) أَيِ الفَرْجِ .
( والجِلْهَابُ بالكسر : الوادِي ) هكذا نقله الصاغانيّ .
جنب : ( الجَنْبُ ، والجانِبُ والجَنَبَةُ مُحرَّكَةً : شِقُّ الإِنْسَانِ وغَيْرِه ) ، وفي ( المصباح ) : جَنْبُ الإِنْسَانِ : ما تَحْت إِبْطِه إِلى كَشْحِه ، تقول : قَعَدْتُ إِلى جَنْبِ فلانِ وجانِبِه ، بمعنًى ، قال شيخُنا : أَصْلُ معْنَى الجَنْبِ : الجارِحةُ ، ثم استُعِيرَ للناحيةِ التي تَليها ، كاستعارة سائرِ الجَوارِحِ لذلك ، كاليَمِينِ والشِّمالِ ، ثم نقل عن المصباح : الجانِبُ : الناحيةُ ، ويكون بمعنى الجَنْبِ أَيضاً ، لأَنه ناحيةٌ من الشخصِ ، قلتُ : فإِطلاقُه بمعنَى خُصُوصِ الجَنْبِ مجازٌ ، كما هو ظاهرٌ ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ في أَنه حقيقةٌ ، انتهى ، ( ج جُنُوبٌ ) بالضم كفَلْسٍ وفُلُوسٍ ( وجَوانِبُ ) نقله ابن سيده عن اللحيانيّ ( وجَنَائِبُ ) الأَخيرةُ نادرةٌ ، نبَّه عليه في ( المحكم ) ، وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ في الرَّجُلِ الذي أَصابتْه الفَاقَةُ ( فَخَرَجَ إِلى البرِّيّةِ فَدَعا فإِذَا الرَّحا تَطْحَنُ والتَّنُّورُ ممْلُوءٌ جُنُوبَ شِواءٍ ) هي جمْعُ جَنْبٍ ، يريدُ جَنْبَ الشَّاةِ ، أَي أَنَّه كانَ في التَّنُّورِ جُنُوبٌ كَثِيرةٌ لاَ جَنْبٌ واحِدٌ ، وحكى اللحيانيّ : إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ ، قال : وهو منَ الواحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ جَمْعاً .
____________________

(2/183)



( وجُنِبَ ) الرَّجُلُ ( كَعُنِيَ ) أَي مبْنِيًّا للمفعول ( : شَكَا جَنحبهُ ، ورجُلٌ جَنِيبٌ ) كأَميرٍ وأَنشد :
رَبَا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ حتَّى كَأَنَّه
جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ
أَي جاع حتى ( كأَنَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّباً ) ، بالباء المُوحَّدةِ ، كذا في ( النُّسخ ) عن ابن الأَعرابيّ ومثله في ( المحكم ) ، وفي ( لسان العرب ) متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ ، وقَالوا : الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ ، أَي ناحِيَتَيْهِ ، وهو أَشَدُّ الحَرِّ .
( وجانَبَه مُجَانَبةً وجِنَاباً ) بالكسر ( : صارَ إِلى جَنْبِه ) ، وفي التنزيل : { 2 . 014 اءَن تقول نفس . . ا } ( الزمر : 56 ) أَي جانِبِه وحقِّهِ ، وهو مجازٌ كما في الأَساس ، وقال الفرّاءُ : الجَنْبُ : القُرْبُ ، وفي جَنْبِ اللَّهِ أَي في قُرْبِه وجِوارِه ، وقال ابن الأَعرابيّ : في جَنْبِ الله أَي في قُرْبِ اللَّهِ مِنَ الجَنَّةِ ، وقال الزجّاج : في طَرِيقِ الله الذي دَعَانِي إِليه ، وهو تَوْحِيدُ اللَّهِ والإِقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ( و ) جانَبَه أَيضاً ( : باعَدَه ) أَي صار في جانبٍ غيرِ جانِبِ فهو ( ضِدٌّ ، و ) قَوْلهم ( اتَّقِ اللَّهَ في جَنْبِهِ ) أَي فلانِ ( ولاَ تَقْدَحْ في ساقِهِ ) أَي ( لا تَقْتُلْهُ ) كذا في ( النُّسخ ) من القَتْلِ ، وفي ( لسان العرب ) : لاَ تَغْتَلْهُ مِنَ الغِيلَةِ ، وهو في مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ ( ولاَ تَفْتِنْه ) ، وهو على المثَل ( وقَدْ فُسِّر الجَنْبُ ) : ها هنا ( بالوَقِيعَةِ والشَّتْمِ ) وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
خَلِيلَيَّ كُفَّا واذْكُرَا اللَّهَ فِي جَنْبِي
أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ ، قال شيخُنَا نَاقِلاً عن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ : لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ :
أَلاَ تَتَّقِينَ اللَّهَ في جَنْبِ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَيْكِ تَقَطَّعُ
وقال في شطر ابنِ الأَعرابيّ : أَي في أَمْرِي ، قلتُ : وهذا الذي ذهبَ إِليه صحيحٌ ، وفي حديث الحُديْبِيَةِ
____________________

(2/184)


كأَنَّ اللَّهَ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَة ، يقالُ ما فَعلتَ في جَنْبِ حاجتِي ، أَي في أَمْرِهَا ، كذا في ( لسان العرب ) ، ( و ) كذلك ( جارُ الجَنْبِ ) أَيِ ( الَّلازِقُ بكَ إِلى جَنْبِكَ ، و ) قِيلَ ( الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ ) هو ( صاحِبُكَ فِي السَّفَرِ ) وقِيلَ : هو الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِكَ ، وفُسِّر أَيضاً بالرَّفِيقِ في كلّ أَمرٍ حَسَنٍ ، وبالزَّوْجِ ، وبِالمرْأَةِ ، نَصَّ على بعضِه في ( المحكم ) ( و ) كذلك : جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةً مِنْ قومٍ آخَرِينَ ، ويضافُ فيقال : جارُ الجُنُبِ ، وفي ( التهذيب ) ( الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِ ) هو ( جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ ) وفي نسخة ( التهذيب ) : مَنْ جَاوَركَ ونَسَبُهُ في قَوْم آخَرِينَ ، وقيل هو البعِيدُ مُطْلَقاً ، وقِيلَ : هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ له حقِيقَةً ، قاله شيخُنا .
( وجَنَابَتَا الأَنْفِ وجَنْبَتَاهُ ) بسُكُونِ النُّونِ ( ويُحرَّكُ : جَنْبَاهُ ) وقال سيبويهِ : هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ ، والجمْعُ : جَنَائِبُ .
( والمُجَنَّبةُ ) بفَتْح النونِ أَي مع ضَمِّ الميم على صِيغةِ اسم المفعول ( : المُقَدَّمةُ ) من الجيْشِ ( والمُجَنِّبَتَانِ بالكسر ) ، مِنَ الجَيْشِ : ( المَيْمِنَةُ والمَيْسَرةُ ) وفي حديث أَبي هُريرةَ ( أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلمبعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبَةِ اليُمْنَى ، والزُّبَيرَ علَى المُجَنِّبَةِ اليُسْرَى ، واسْتَعْمَلَ أَبا عُبَيدةَ علَى البَيَاذِقَةِ ، وهُمُ الحُسَّرُ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : يقالُ : أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ ، أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا ( ناحِيَتِي الطريقِ ، و ) جَنْبَتَا الوادِي : ناحِيَتَاهُ ، وكَذَا جانِبَاه ، والمُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هي مَيْمَنَةُ العسْكَرِ ، والمُجَنِّبَةُ اليُسْرَى هي المَيْسَرةُ ، وهُمَا مُجنِّبَتَانِ ، والنُّونُ مكْسُورةٌ ، وقيلَ هي الكَتِيبَةُ التي تأْخُذ إِحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ ، قال : والأَوَّلُ أَصحُّ ، والحُسَّرُ :
____________________

(2/185)


الرَّجَّالَةُ . ومنه حديث ( الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وهُنَّ مُعقِّبَاتٌ وهُنَّ مُجَنِّبَاتٌ ) .
( وجَنَبَهُ ) أَي الفَرسَ والأَسِيرَ يَجْنُبُه ( جَنَباً مُحرَّكَةً ومَجْنَباً ) مصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَي ( قَادهُ إِلَى جَنْبِهِ فهُو جَنِيبٌ ومجْنُوبٌ ومُجَنَّبٌ ) كمُعَظَّم قال الشاعر :
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلاَلٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجنَّبِ
المُجَنَّبُ : المجْنُوبُ أَيِ المعقُودُ .
( وخَيْل جَنَائِبُ وجَنَبٌ مُحرَّكَةً ) ، عن الفارسيِّ ، وقيل : مُجَنَّبةٌ ، شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ .
والجَنِيبةُ : الدَّابَّةُ تُقَادُ .
وكُلُّ طَائِع مُنْقَادٍ : جَنِيبٌ .
ومن المجَازِ : اتَّقِ اللَّهَ الَّذِي لاَ جَنِيبَةَ لهُ . أَي لاَ عَدِيلَ ، كَذَا في الأَساس ويقالُ : فُلاَنٌ تُقَادُ الجَنَائِبُ بَيْنَ يدَيْهِ ، وهُو يَرْكَبُ نَجِيبَةً ويقُودُ جَنِيبَةً .
( و ) جَنَبَه ، إِذا ( دَفَعَه و ) جانَبَه ، وكذا ضَرَبَه فَجَنَبَه أَي ( كَسرَ جَنْبَهُ ) أَو أَصابَ جَنْبَهُ ( و ) جَنَبَه وجانَبَه ( : أَبْعَدَهُ ) كأَنَّه جعلَه في جانِبٍ ، إِذا ( اشْتَاقَ ) إِليه .
( و ) جَنَبَ فُلانٌ في بنِي فلانٍ يَجْنُبُ جَنَابَةً ويَجْنِبُ إِذا ( نَزَلَ ) فيهم ( غَرِيباً ) .
( و ) هذا ( جُنَّابُكَ ، كَرُمَّانٍ ) أَي ( مُسَايِرُكَ إِلى جَنْبِكَ . وجَنِيبَتَا البعِيرِ : ما حُمِلَ على جَنْبَيْهِ ) .
وجَنْبَتُه : طائفَةٌ من جَنْبِه .
( والجانِبُ والجُنُبَ بضَمَّتَيْنِ ) وقد يُفْرَدُ في الجميع ولا يُؤَنَّثُ ( و ) كذلك ( الأَجْنَبِيُّ والأَجْنَبُ ) هو ( الذي لا يَنْقَادُ ، و ) هو أَيضاً ( الغَرِيبُ ) يقال : رجُلٌ جانِبٌ وجُنُبٌ أَي غَرِيبٌ ، والجمْعُ أَجْنَابٌ ، وفي حديثِ مُجَاهدٍ في تفسير السَّيَّارَة قال : ( هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ ) يَعْنِي الغُرَباءٍ ، جمْعُ جُنُبٍ ، وهو الغَرِيبُ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ في الأَجْنَب :
____________________

(2/186)



هَلْ في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ
وأَمِنْتُمُ فَأَنَا البعِيدُ الأَجْنَبُ
وفي الحديث ( الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ ) أَي أَنَّ الغَرِيبَ الطَّالِبَ إِذا أَهْدَى إِلَيْكَ هَدِيَّةً لِيَطْلُبَ أَكْثَرَ منه فأَعْطِهِ في مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ ، والمُسْتَغْزِرُ : هو الذي يطْلُبُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى ، ويقال : رجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبِيٌ ، وهو البعِيدُ منكَ في القَرابةِ ، وفي حديث الضَّحَّاكِ ( أَنَّه قَالَ لِجَارِيَةَ : هَلْ منْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ قال علَى جانِبِ الخَبَرُ ) أَي على الغَرِيبِ القَادِمِ ، ويُجْمَع جانِبٌ على جُنَّابٍ كرُمَّانٍ ( والاسْمُ الجَنْبَةُ ) أَي بسكون النون مع فتح الجِيم ( والجَنَابةُ ) أَي كسَحابة ، قال الشاعر :
إِذَا ما رَأَوْنِي مُقْبِلاً عنْ جَنَابةِ
يقُلُونَ مَنْ هاذَا وقَدْ عَرفُونِي
ويقال : نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ ، أَي لجَارِ الغُرْبَةِ ، والجَنَابَةُ : ضِدُّ القَرابة ، وقال عَلْقَمةُ بن عَبَدَةَ :
وفِي كُلِّ حَيَ قَدْ خَبَطْتُ بِنِعْمَةٍ
فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَدَاك ذَنُوبُ
فَلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ
فإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ
( عَنْ جَنابةٍ ) أَي بُعْدٍ وغُرْبةٍ يُخاطِبُ به الحارِث بنَ جَبَلَةَ ، يمْدَحُه وكان قد أَسرَ أَخَاهُ شَأْساً فأَطْلَقَه مع جُمْلَةٍ من بني تَميمٍ ، وفي الأَساس : ولاَ تَحْرِمني عن جَنَابةٍ ، أَي من أَجْلِ بُعْدِ نَسبٍ وغُرْبةٍ ، أَي لا يصْدُر حِرْمانُكَ عنها ، كقوله : { 2 . 014 وما فعلته عن اءَمري } ( الكهف : 82 ) انتهى ، ثم قال : ومن المجازِ : وهُو أَجْنَبِيٌّ عن كَذَا ، أَي لا تَعَلُّقَ له به ولا معْرفَةَ ، انتهى . والمُجَانِبُ : المُساعِدُ ، قال الشاعر :
____________________

(2/187)



وإِنِّي لِمَا قَدْ كانَ بيْنِي وبيْنَهَا
لَمُوفٍ وإِنْ شَطَّ المَزَارُ المُجانِبُ
( وجَنَّبهُ ) أَيِ الشيءَ ( وتَجَنَّبهُ واجْتَنَبه وجانَبَه وتَجَانَبَه ) كُلُّهَا بمعْنَى ( : بَعُدَ عَنْهُ ، و ) جَنَبْتُهُ الشيءَ . و ( جَنَّبهُ إِيَّاهُ ، وجَنَبهُ كنَصَره ) يجْنُبُه ( وأَجْنَبَهُ ) أَي نَحَّاهُ عنه ، وقُرِىءَ ( وأَجْنِبْني وبنِيَّ ) بالقَطْع ، ويقال : جَنَبْتُه الشرَّ ، وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه بمعنًى واحدٍ ، قاله الفرَّاءُ والزَّجاج .
( ورجُلٌ جَنِبٌ ككَتِفٍ : يَتَجَنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مَخَافَةَ ) طُرُوقِ ( الأَضْيَافِ ، و ) رجُلٌ ذُو جَنْبةٍ ( الجَنْبَةُ : الاعتزال ) عن الناس ، أَي ذو اعْتِزَالٍ عن الناسِ مُتَجَنِّبٌ لهم ، ( و ) الجَنْبةُ أَيضاً : ( : النَّاحيةُ ) يقال : قَعَدَ فلانٌ جَنْبةً ، أَي ناحِيةً واعْتَزَلَ الناسَ ، ونَزَلَ فُلانٌ جَنْبَةً : ناحِيةً ، وفي حديث عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( علَيْكُمْ بالجَنْبة فإِنَّهَا عَفَافٌ ) قال الهَرَوِيُّ : يقول : اجْتَنِبُوا النِّسَاءَ والجُلُوسَ إِلَيْهِنَّ ولا تقْرَبُوا ناحِيَتَهُنَّ ، وتَقُولُ ، فُلانٌ لاَ يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا ، قال ابنُ بَرّيّ : هكذا قال أَبو عبيدةَ بتحْرِيكِ النُّونِ ، قال : وكذا رَوُوهُ في الحديثِ ( وعلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحَةٌ ) وقال عُثْمَانُ بنُ جِنِّي : قَدْ غَرِيَ النَّاسَ بقولهم : أَنَا في ذَرَاكَ وجَنَبَتِك ، بفتح النون ، قال : والصوابُ إِسْكانُ النون ، واستشهد على ذلك بقول أَبِي صَعْتَرَة البَوْلانِيِّ :
فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْ
بِهِ جَنْبَتَا الجُودِيِّ واللَّيْلُ دامِسُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها وما ذُقْتُ طَعْمَهُ
ولاكِنَّنِي فِيما تَرَى العيْنُ فَارِسُ
مُتَفَرِّسٌ ، ومعْنَاهُ : اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّتِهِ وصَفَائِهِ علَى عُذُوبتِه وبَرْدِهِ . وتقولُ : مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ أَي ناحِيَتَيْهِ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) الجَنْبَةُ ( : جِلْدٌ ) ، كذا في النسخِ كُلِّها ، وفي ( لسان العرب ) : جُلْدةٌ ( لِلْبعِيرِ ) أَي من جَنْبِهِ يُعْملُ منها
____________________

(2/188)


عُلْبَةٌ ، وهِي فَوْقَ المِعْلَقِ مِنَ العِلاَبِ ودون الحَوْأَبَةِ يقال : أَعْطنِي جَنْبَةً اتَّخِذْ منها عُلْبَة ، وفي ( التهذيب ) : أَعْطِنِي جَنْبةً ، فَيُعْطِيهِ جِلْداً فَيتَّخِذُه عُلْبةً .
والجَنْبةُ أَيضاً : البُعْدُ في القَرابةِ ، كالجَنَابةِ .
( و ) الجنْبَةُ ( : عامَّةُ الشجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في ) زَمَانِ ( الصَّيْفِ ) ، وقال الأَزهريُّ : الجَنْبةُ : اسمٌ لنُبُوتٍ كثيرةٍ وهي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عن الشجَر الكبار وارتفعتْ عن التي لا أُرُومةَ لها في الأَرض ، فمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُولِ ، قال : وهذا كله مسموعٌ من العرب ، وفي حديث الحَجّاج ( أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبةِ ) ، هي رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ ، وقيل : هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ ، وقيل : هو كلّ نَبْتٍ يُورِقُ في الصِّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ ( وأَو ) هي ( ما كان بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ ) وهُمَا مما يَبْقَى أَصْلُه في الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه ، قاله أَبو حنيفةَ . ويقالُ : مُطِرْنا مَطَراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ ، وفي نُسْخَةٍ : نَبَتَتْ عنه الجَنْبَةُ .
( والجَانِبُ : المُجْتَنَبُ ) بصيغة المفعول ( المحْقُورُ ) ، وفي بعض النسخ المهقور .
( و ) الجانِبُ ( : فَرسٌ بعِيدُ ما بيْنَ الرِّجْلَيْنِ ) من غَيْرِ فَحَجٍ ، وهو مَدْحٌ وسيأْتي في التَّجْنِيبِ ، وهذا الذي ذَكره المؤلّف إِنما هو تعريف المُجنَّبِ كمُعظّم ، ومقتضى العطف يُنافي ذلك .
( والجَنَابةُ : المَنِيُّ ) وفي التنزيل العزيز : { 2 . 014 وان كنتم جنبا فاطهروا } ( المائدة : 6 ) ( وقَدْ أَجْنَبَ ) الرَّجُلُ ( وجَنِبَ ) بالكَسْرِ ( وجَنُبَ ) بالضَّمِّ ( وأُجْنِبَ ) ، مبنيًّا للمفعول ، ( واسْتَجْنَبَ ) وجَنَبَ
____________________

(2/189)


كنَصْر ، وتَجَنَّبَ ، الأَخِيرانِ من ( لسان العرب ) ، قال ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه على قوله : جَنُبَ بالضم ، قال : المعروفُ عند أَهلِ اللغة أَجْنَبَ ، وجَنِبَ بكسر النون ، وأَجْنَبَ أَكْثَرُ من جَنِبَ ، ومنه قولُ ابن عباسٍ ( الإِنْسانُ لاَ يُجْنِبُ والثَّوْبُ لاَ يُجْنِبُ والماءُ لاَ يُجْنِبُ والأَرْضُ لا تُجْنِبُ ) وقد فسَّر ذلكَ الفقهاءُ وقالوا : أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاهُ ، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسه الجُنُبُ لم ينْجُسْ ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَسَ الجُنُبُ فيه يدَه لم ينْجُسْ ، يقول : إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يَحْتاجُ إِلى الغَسْلِ لِمُلاَمسة الجُنُبِ إِيَّاهَا ، ( وهو ) أَي الرجلُ ( جُنُبٌ ) بضمتين ، من الجَنَابَةِ ، وفي الحديث ( لاَ تَدْخُلُ الملاَئِكَةُ بيْتاً فيه جُنُبٌ ) قال ابنُ الأَثير : الجُنُبُ : الذي يَجِبُ عليه الغُسْلُ بالجِماع وخُرُوجِ المَنِيِّ ، وأَجْنَب يُجْنِبُ إِجُنَاباً ، والاسْمُ الجَنَابةُ ، وهي في الأَصْلِ : البُعْدُ ، وأَراد بالجُنُبِ في هذا الحديث الذي يَتْرُكُ الاغتسالَ من الجَنَابَةِ عادةً فيكونُ أَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ جُنُباً ، وهذا يدُلُّ على قِلَّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه ، وقيلَ : أَراد بالملائكة ها هنا غَيْرَ الحفَظَةِ ، وقيل : أَرادَ لا تَحْضُرُه الملائكةُ بِخَيْرٍ ، وقد جاءَ في بعضِ الروايات كذلك ، ( يسْتَوِي للواحِدِ ) والاثْنَيْنِ ( والجمِيع ) والمؤنثِ ، فيقال : هذا جُنُبٌ ، وهذَانِ جُنُبٌ ، كما يقال : رجُلٌ رِضاً وقَوْمٌ رِضاً ، وإِنّما هو على تَأْويلِ ذَوِي جُنُبٍ . كذا في ( لسان العرب ) ، فالمَصْدرُ يقُومُ مَقَامَ ما أُضِيفَ إِليه ، ومن العرب منْ يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعلُ المصْدرَ بمنزِلَةِ اسمِ الفاعلِ ، وإِليه أَشار المؤلف بقوله : ( أَو يُقالُ جُنُبانِ ) في المُثَنَّى ( وأَجْنَابٌ ) وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ في المجْمُوع وحكى الجوهريّ : أَجْنَبَ وجَنُبَ بالضم قال سيبويهِ : كُسِّرَ على
____________________

(2/190)


أَفْعَالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه ، حينَ قالوا أَبْطَالٌ ، كما اتَّفَقا في الاسم عليه ، يعني نحو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنابٍ و ( لا ) تَقُلْ ( جُنُبَةٌ ) في المؤنثِ ، لأَنه لم يُسْمَعْ عنهم .
( والجَنَابُ ) بالفتح كالجانِب ( : الفِنَاءُ ) بالكسر ، فِنَاءُ الدَّارِ ( : والرَّحْلُ ) يقال : فُلاَنٌ رَحْبُ الجَنَابِ أَيِ الرَّحْلِ ( : والنَّاحِيَةُ ، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القَوْمِ ، والجمع : أَجْنِبَةٌ ، وفي حديثِ رُقَيْقَةَ ( اسْتَكَفُّوا جَنَابَيْهِ ) أَي حَوَالَيْهِ ، تَثْنِيَةُ جَنَابٍ وهي النَّاحِيَةُ ، وفي حديث الشَّعْبِيّ ( أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ ) . ( و ) الجَنَابُ ( جَبَلٌ ) على مَرْحَلَةٍ من الطَّائِفِ ، يقال له : جَنَابُ الحِنْطَةِ ( وعَلَمٌ ، و ) أَبُو عبْدِ اللَّهِ ( مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عِنْرَانَ الجَنَابِيُّ مُحَدِّثٌ ) روى عنه أَبُو سَعْدِ بنُ عَبْدويه شيخُ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ ، وضبَطَه الأَمِيرُ بالتَّثْقِيلِ ، ويقال : أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ ، بفتح الجيم ، أَي ما حَوْلَهُم ، وفلانٌ خَصِيبُ الجَنَابِ ، وجَدِيبُ الجَنَابِ ، وهو مجاز ، وفي الأَساس : وأَنا في جَنَابِ زَيْدِ أَي فِنَائِه ومَحَلَّتِه ، ومَشَوْا جَانِبَيْهِ وجَنَابَيْهِ ( وجَنَابَتَيْه ) وجَنْبَتَيْهِ ، انتهى ، ويقال كُنَّا عنهم جَنَابِينَ وجَنَاباً أَي مُتَنَحِّينَ .
( و ) الجَنَابُ ( : ع ) هو جَنَابُ الهَضْبِ الذي جاءَ ذِكْره في الحديث .
( و ) الجُنَابُ ( بالضَّمِّ : ذَاتُ الجَنْبِ ) أَيّ الشِّقَّيْنِ كَانَ ، عن الهَجَرِيّ ، وزَعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صَاحِبَهُ قال :
مَرِيضٌ لاَ يَصِحُّ وَلاَ يُبَالِي
كأَنَّ بِشِقِّهِ وَجَعَ الجُنَابِ
وجُنِبَ ، بالضم : أَصَابَه ذَاتُ الجَنْبِ ، والمَجْنُوبُ : الذي به ذَاتُ الجَنْبِ ، تقول منه : رَجُلٌ مَجْنُوبٌ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِه ، وهي عِلَّةٌ صَعْبَةٌ تَأْخُذُ في
____________________

(2/191)


الجَنْبِ ، وقال ابن شُميل : ذَاتِ الجَنْبِ هي الدُّبَيْلَةُ وهي قَرْحَةٌ تَنْقُبُ البَطْنَ ، وإِنما كَنَوْا عنها فقالوا : ذَات الجَنْبِ ، وفي الحديث ( المَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) ويقال أَراد به : الذي يَشتَكي جَنْبَه مطلقاً . وفي حديث الشُّهَدَاءِ . ( ذَاتُ الجَنْبِ شَهَادَةٌ ) وفي حديثٍ آخَرَ ( ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ ) هو الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الذي يَظْهَرُ في باطنِ الجَنْبِ ويَنْفَجِرُ إِلى داخِلٍ ، وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحِبُهَا ، وذُو الجَنْبِ : الذي يَشْتَكِي جَنْبَه بسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ إِلا أَن ( ذُو ) للمذكر و ( ذات ) للمؤنث وصارتْ ذَاتُ الجَنْبِ عَلَماً لها وإِن كانت في الأَصْلِ صِفَةً مضافةً ، كذا في ( لسان العرب ) . وفي الأَساس : ذَاتُ الجَنْبِ : دَاءُ الصَّنَادِيدِ .
( و ) الجِنَابُ ( بالكسر ) يقال ( فَرَسق طَوْعُ الجِنَابِ ) وطَوْعُ الجَنَبِ إِذا كان ( سَلِسَ القِيَادِ ) أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقَاداً ، وقولُ مَرْوانَ بنِ الحَكَم : لا يكون هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا ، لم يُفسرْه ثعلب : قال : وأُرَاهُ من هذا ، وهو اسمٌ للجَمْع ، وقوله :
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلالٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجَنَّبِ
المُجَنَّبُ : المَجْنُوبُ ، أَي المَقُودُ ، ويقال : جُنِبَ فلانٌ ، وذلك إِذا ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ . ( و ) في الأَساس : ويقال ( لَجَّ ) زَيْدٌ ( في جِنَابٍ قَبِيح ، بالكَسْر أَي ) في ( مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ ) .
والجِنَابُ بكَسْرِ الجِيم : أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ بنَجْدٍ ، وفي حديث ذي المِعشار ( وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ ) هو بالكَسْرِ : اسمُ موضع ، كذا في ( لسان العرب ) .
( والجَنَابَة كسَحَابة ) كالجَنِيبَةِ : العَلِيقَةُ وهي ( النَّاقَةُ ) التي ( تُعْطِيهَا ) أَنْتَ ( القَوْمَ ) يَمْتَارُونَ عليها ، زادَ في المحكم ( مَعَ دَرَاهِمَ لِيُمِيرُوكَ عَلَيْها ) قال الحَسَنُ بنُ مُزَرِّدٍ :
____________________

(2/192)



قَالَتْ لَهُ مَائِلَةُ الذَّوَائِبِ
كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوَائِبِ
أَخوكَ ذُو شِقَ على الركائبِ
رِخْوُ الحِبَالِ مَائِلُ الحعقَائِبِ
رِكَابُهُ في الحَيِّ كالجَنَائِبِ
يَعْنِي أَنَّهَا ضَائِعَةٌ . كالجَنَائِبِ التي ليس لها رَبٌّ يَفْتَقِدُهَا . تقول : إِنَّ أَخَاكَ ليْسَ بمُصْلِح لِمَالِهِ ، فمَالُه كمَالٍ غَابَ عنه رَبُّه وسَلَّمُه لِمَنْ يَعْبَث فيه ، ورِكَابُه التي هو مَعَهَا كأَنَّها جَنَائبُ في الضُّرِّ وسُوءِ الحَالِ .
( والجَنِيبَةُ ) أَيضاً ( : صِوفُ الثَّنِيِّ ) ، عن كُراع ، قال ابنُ سِيدَه : والذي حكاه يعقوبُ وغيرُه من أَهل اللغة : الخَبيبةُ : صُوفُ الثَّنِيِّ ، مثل الجنِيبةِ ، فثبتَ بهذا أَنهما لُغَتَانِ صحِيحتَانِ ، وقد تأْتي الإِشارة إِليه هناكَ ، والعَقِيقَة : صُوفُ الجَذَع . والجَنِيبةُ منَ الصُّوفِ : أَفْضَلُ من العَقِيقَةِ وأَنْقَى وأَكْثَرُ .
( والَمِجْنَبُ كمِنْبَرٍ ومَقْعَدٍ ) حكى الوَجهينِ الفارسيُّ وهو الشيءُ ( الكثيرُ من الخَيْرِ والشِّرِّ ) وفي ( الصحاح ) : الشيءُ الكثيرُ ، يقال : إِنَّ عِنْدَنا لخيْراً م 2 جْنَباً ، وشرًّا مَجْنبَاً أَي كثيراً ، وخصَّ أَبو عبيدةَ به الكَثيرَ منَ الخَيْرِ ، قال الفارسيُّ : وهُو مِمَّا وَصفُوا به فقالُوا خَيْرٌ ( مَجْنَبٌ ) : كثير وأَنشد شَمِرٌ لكُثَيِّر :
وإِذْ لاَ تَرَى في النَّاسِ شيئاً يَفُوقُهَا
وفيهنَّ حُسْنٌ لَوْ تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ
قال شَمِرٌ : ويقال في الشَّرِّ إِذا كَثُر . وطَعامٌ مَجْنَبٌ : كَثِيرٌ .
( و ) المِجْنَبُ بالكسر ( كمِنْبرٍ ) السِّتْرُ ) وقد جَنَبَ البيْتَ إِذا ستَرهُ بالمِجْنَبِ ، ( و ) المِجْنَبُ : شيْءٌ ( مِثْلُ البابِ يقومُ عليه مُشْتَارِ العَسلِ ) ، قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
____________________

(2/193)



صَبَّ الَّلهِيفُ لها السُّبُوبَ بِطَغْيَة
تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ
عَنَى بالَّهِيفِ : المُشْتارَ ، وسُبُوبُه : حبالُهُ التي يتَدَلَّى بها إِلى العَسلِ ، والطَّغْيَةُ : الصَّفَاةُ المَلْساءُ .
( و ) المِجْنَبُ ( : أَقْصى أَرْضِ العَجم إِلى أَرضِ العَربِ ) وأَدْنَى أَرضِ العربِ إِلى أَرض العجم ، قال الكُميت :
وشَجْوٍ لِنَفْسِيَ لَمْ أَنْسَهُ
بِمُعْتَرَكِ الطَّفِّ والمِجْنبِ
( و ) المِجْنَبُ ( : التُّرْسُ ) لأَنه يَجْنُبُ صاحهبَه أَي يِقِيهِ ما يَكْرَهُ كأَنه آلةٌ لذلك ، كذا في الأَ ( وتُضَمُّ مِيمُه ، و ) المِجْنَبُ الكسر ( شَبَحٌ كالمُشْطِ ) إِلاَّ أَنَّه ( بلا أَسْنَانٍ ) وطَرَفُه الأَسفلُ مُرْهَفٌ ( يُرْفَعُ به التُّرابُ على الأَعْضَادِ والفِلْجَانِ ) وقد جَنَبَ الأَرضَ بالمِجْنَبِ .
( والجَنَبُ مُحَرَّكَةً ) مَصْدَرُ جَنِبِ البعِيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً ، وهو ( شِبْهُ الظَّلَعِ ) وليس بظَلَعٍ . ( و ) الجَنَبُ أَيضاً ( : أَن يَشْتَدَّ العَطَشُ ) أَي يعْطَشَ عطَشاً شديداً ( حتى تَلْزَقَ الرِّئَةُ بالجَنْبِ ) أَي من شِدَّةِ العطَسِ ، قال ابن السكّيت : وقالت الأَعرابُ : هو أَنْ يلْتَوِيَ من شِدَّةِ العطَسِ ، قال ذو الرّمّة يصف حِماراً :
وَثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عانَاتِ مَعْقُلَةٍ
كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ
والمُسَحَّجُ : حِمارُ الوَحْشِ ، والهَاءُ في ( كأَنه ) تعودُ على حمارِ وَحْشٍ تقَدَّم ذِكْرُه ، يقول : كأَنه من نَشَاطِه ظَالِعٌ أَو جَنِبٌ ، فهو يمْشِي في شِقَ ، وذلك من النَّشَاطِ ، يُشَبِّه ناقَتَه أَو جَمَلَه بهذا الحِمارِ وقال أَيضاً :
هاجَتْ به جُوَّعٌ غُضْفٌ مُخَصِّرةٌ
شَوازِبٌ لاَحَهَا التَّقْرِيبُ والجَنَبُ
ويقال : حِمارٌ جَنِبٌ . وجَنِبَ البعِيرُ : أَصابهُ وَجَعٌ في الجَنْبِ من
____________________

(2/194)


شِدَّةِ العطَشِ ( و ) الجَنَبُ : ( : القَصِيرُ ) وبه فُسِّر بيتُ أَبِي العِيالِ :
فَتًى ما غَادرَ الأَقْوَا
مُ لا نِكْس وَلاَ جَنَبُ
وفي نخسة ( الفَصِيلُ ) بَدَلَ ( القَصِيرِ ) وهو خطأٌ ، وفي ( لسان العرب ) : و ( الجَنِبُ ) ، أي ككَتِفٍ : الذِّئْبُ ، لَتَظَالُعِه كَيْداً ومَكْراً ، مِنْ ذلك .
والجَأْنَبُ بالهَمْزِ : القَصِيرُ الجَافِي الخِلْقَةِ ، وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبيحاً كَزًّا .
( و ) الجَنَبُ ، التَّحْرِيكِ ، الذي نُهِيَ عنه في حديث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ ، وهو ( أَن يَجْنُبَ فَرَساً ) عُرْياً في الرِّهَانِ ( إِلى فَرَسِه ) الذي يُسَابِقُ عليه ( في السِّبَاقِ ، فإِذا فَتَرَ المَرْكُوبُ ) أي ضَعْفَ ( تَحَوَّلَ ) وانْتَقَلَ ( إِلى الفَرَسِ ) ( المَجْنُوبِ ) أي المَقُودِ ، وذلك إِذا خعافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوْل . ( و ) الجَنَبُ المَنْهِيّ عنه ( في الزَّكَاةِ : أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأْقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثم يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إِليه ) ، وقد مرَّ بَيانُ ذلك في جلب ( و ) قِيلَ : هو ( أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أي يُبْعِدَهُ عن موْضِعِه حتى يَحْتَاج العاملُ إِلى الإِبْعَادِ في ) اتِّبَاعِه و ( طَلَبِه ) .
( والجَنُوبُ ) كصَبُورٍ ( : رِيحٌ تُخَالِفُ ) وفي لَفْظِ ( الصحاح ) : تُقابِلُ ( الشَّمَالَ ) تأْتِي عن يمِينِ القِبْلَةِ ، وقال ثعلب : الجَنُوبُ من الرِّياح : ما اسْتَقْبلَكَ عن شِمَالِكَ إِذا وقَفْتَ في القِبْلَةِ ، وقال ابن الأَعرابيّ : الجَنُوبُ ( مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلع الثُّرَيَّا ) ، وعن الأَصمعيّ : الجَنُوبُ : ما بين مَطْلَع سُهَيْلٍ إِلي مَطلعِ الشَّمْسِ في الشِّتَاءِ ، وقال عُمَارةُ : مَهبّ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَع سُهَيلٍ إِلى مَغْرِبه ، وقال الأَصمعيّ : إِذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ معها خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ ، وإِذَا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ ، وتقول العربُ للاثْنَيْنِ إِذا كانا مُتَصَافِيَيْنِ : رِيحُهُمَا
____________________

(2/195)


جَنُوبٌ ، وإِذا تَفَرَّقَا قِيلَ : شَمَلَتْ رِيحُهُمَا ، ولذلك قال الشاعر :
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ
شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ
وقولُ أَبِي وَجْزَةَ :
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا
مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشِّطْبِ والقَصَبِ
قال ابن الأَعرابيّ : يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مع الجَنُوبِ ، ويذْهبُ أُنْسُهَا مع الشَّمَال ، وفي ( التهذيب ) الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ : حارَّةٌ ، وهي تَهُبُّ في كلّ وَقْتٍ ، ومَهبُّها ما بيْنَ مَهَبَّىِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّا يَلِي مَطلَع سُهيلٍ ، وحكى الجوهريُّ عن بعض العرب أنه قال : الجَنُوبُ حارَّةٌ في كلّ مَوضع إِلاّ بنَجْدٍ فإِنها باردةٌ ، وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ له :
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسَّهَا
لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ
وهي تكون اسْماً وصِفَةً عند سيبويه ، وأَنشد :
رِيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمَالِ وتَارةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ
وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عند أَبي عُثْمَانَ ، قال الفارسيّ ( ليس بدليلٍ ، أَلاَ تَرى إِلى قول سيبويه إِنه قد يكون حالاً ) ما لا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم .
( ج جنَائِبُ ) ، زاد في ( التهذيب ) : وأَجْنُبٌ ، وقد ( جَنَبَتِ ) الرِّيحُ تَجْنُبُ ( جُنُوباً ) وأَجْنَبَتْ أَيْضاً ، أَي هَبَّتْ جَنُوباً ( وجُنِبُوا بالضَّمِّ ) أَي ( أَصْابتْهُمُ ) الجَنُوبُ ، فَهُمْ مجْنُوبُونَ ، وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ ، أَي في أَمْوالِهِم ، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعَ ثَمَانِياً
يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
أَي أَصابتْه الجَنُوبُ ، كذا في ( لسان العرب ) ، وكذلك القولُ في الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ ، وجَنِبَتِ الرِّيحُ
____________________

(2/196)


بالكسر ، إِذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً ( وأَجْنَبُوا ) إِذا ( دخَلُوا فِيهَا ) أَي ريحِ الجنُوبِ .
( وجَن 2 بَ إِلَيْهِ ) أَي إِلى لِقَائِه ( كنَصَر وسمِع ) ، كذا في النسخة ، وفي أُخرى كسمِع ونَصَر ( : قَلِقَ ) ، الكَسْرُ عن ثعلب والفَتْحُ عن ابن الأَعرابيّ ، تقولُ ، جَنِبْتُ إِلى لِقائِكَ وغَرِضْتُ إِلى لِقَائِكَ ، جَنَباً وغَرَضاً ، أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إِليكَ .
( والجنْبُ ) : النَّاحِيةُ ، وأَنشد الأَخفش :
النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ
كأَنَّهُ عَدلَه بجميع الناسِ ، والجَنْبُ أَيضاً ( : مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه ) ومنه قولُهم : هذا قَلِيلٌ في ( جَنْبِ مَودَّتِكَ ) ، وفي ( لسان العرب ) : الجَنْبُ : القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيراً منه .
( و ) جَنْبٌ بلاَلاَم : بَطْنٌ من العرب ، وقيل : ( حَيٌّ منَ اليمَنِ ، أَو ) هو ( لَقَبٌ لهم لاَ أَبٌ ) ، وهم : عبْدُ اللَّهِ وجُعْفِيٌّ والحَكَمُ وجِرْوَةُ ، بَنُو سَعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحَجٍ ، سُمُّوا جَنْباً لأَنَّهُم جَانَبُوا بَنِي عَمِّهِمْ صُدَاءَ ويَزِيدَ ابْنَيْ سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحُجٍ ، قاله الدَّارَقُطْنِي ، ونقله السُّهَيْلِيُّ في ( الروض ) ، قال : وذَكرَ في موضعٍ آخَرَ خِلافاً في أَسمائهم ، وذكر منهم بَنِي غِلِيَ ، بالغين ، وليس في ( العرب ) غِلِيٌّ غيره ، قال مهلهل :
زَوَّجَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ في
جَنْبٍ وكانَ الحِبَاءُ مِنْ أَدِمِ
( و ) جَنْبُ بنُ عبدِ الله ( مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ ) له رِوَاية .
( وجَنَّبَ تَجْنِيباً ) إِذا ( لَمْ يُرْسِلِ الفَحْلَ في إِبِله وغنَمِه ، و ) جَنَّبَ القَوْمُ فهم مُجَنِّبُونَ ، إِذا ( انْقَطَعَتُ أَلْبَانُهم ) أَو قَلَّتْ ، وقيلَ إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ ، وجَنَّبَ الرجُلُ ، إِذا لم يَكنْ في إِبِله ولاَ غَنَمِه دَرٌّ ، وهو عَامُ تَجْنِيبٍ ، قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذٍ : يذكرُ أَمرأَتَه :
____________________

(2/197)



لَمَّا رَأَتْ إِبِلى قَلَّتْ حَلُوبَتْهَا
وكُلُّ عَامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنِيبِ
يقول : كلُّ عامٍ يَمرُّ بها فهو عامُ تَجْنِيبٍ ، وقال أَبو زيد : جَنَّبَتِ الإِبِلُ ، إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلاّ النَّاقَةُ والنَّاقَتَانِ ، وحَنَّبَهَا هو بشَدِّ النُّونِ أَيضاً ، وفي حديث الحارث بن عَوْفٍ ( إِنَّ الإِبِلَ جَنَّبَتْ قِبَلَنَا العَامَ ) أَي لم تَلْقَحْ فيكونَ لها أَلْبَانٌ .
( وجَنُوبُ : امْرَأَةٌ ) وهي أُخْتُ عَمْرٍ و ذِي الكَلْبِ الشَّاعِرِ . قال القَتَّالُ الكِلاَبِيُّ :
أَبَا كِيَةٌ بَعْدِي جَنُوبُ صَبَابَةً
عَلَيَّ وأُخْتَاهَا بِمَاءٍ عُيُونِ
وفي ( لسان العرب ) : وجَنبَت الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً ، إِذا انْقَطَعَتْ منها وَذَمَةٌ أَو وَذَمَتَانِ فمَالَتْ .
( والجَنَابَاءُ ) بالمَدِّ ( و ) الجُنَابَى ( كسُمَانَى ) مُخَفَّفاً مَقْصُوراً ، هكذا في النسخة التي رَأَينَاهَا وفي ( لسان العرب ) بالضمّ وتشديد النون ، ويدلّ على ذلك أَنّ المؤلّف ضبَط سماني بالتشديد في سمن ، فليكُنْ هذا الأَصحّ ، ثم إِنّه في بعض النسخِ المَدُّ في الثاني ، وكذا في ( لسان العرب ) أَيضاً والذي قيَّده الصاغانيُّ بالضمّ والتخفيف ككُسالَى ، وقال ( : لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ ) يَتَجَانَبُ العُلاَمَان فيعتَصمُ كلُّ واحدِ منَ الآخَرِ .
( والجَوَانِبُ : بِلاَدٌ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) جُنَّبٌ ( كقُبَّرٍ : نَاحِيَةٌ ) وَاسِعَةٌ ( بالبَصْرَةِ ) شَرْقِيَّ دِجْلَةَ مما يَلِي الفُرَاتَ .
( و ) جُنَبَةٌ ( كهُمَزَةٍ : ما يُجْتَنَبُ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وجَنَّابَةُ مُشَدَّدَةً : د ) أَي بَلَدٌ ( يُحَاذِي ) يُقَابِلُ ( خَارَكَ ) بساحلِ فارسَ ( مِنْهُ القَرَامِطَةُ ) الطائفةُ المشهورةُ كَبِيرهُم أَبُو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ بَهْرَامَ الجَنَّابِيّ ، قُتِلَ سنةَ إِحدى وثلاثمائة ، ثم وَلِي الأَمرَ بعدَه ابنُه أَبو طاهرٍ
____________________

(2/198)


سُلَيْمَانُ ، ومنهم : أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي سعيد المعروفُ بالأَعْصَمِ ، حاصَرَ مصرَ والشامَ ، تُوُفِّيَ بالرَّمْلَةِ سنة 366 جَرَت بينهم وبين جَوْهرِ القائِد حُروبٌ إِلى أَن انْهَزَم القَرْمَطِيُّ بعَيْنِ الشِّمْسِ ، وقد استوفَى ذِكرَهم ابنُ الأَثير في ( الكامل ) ( و ) إِليه نُسِبَ المحدّثُ أَبْو الحَسَنِ ( عليُّ بنُ عبدِ الواحدِ الجَنَّابِيُّ يَروِي عن أَبي عُمر الهَاشِمِيِّ ، وعنه أَبو العِزِّ القَلاَنسِيُّ .
( و ) يُقَالُ ( سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ ) ، إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوبُ ) وهي الرِّيحُ المعروفة .
( والتَّجْننِيبُ : انْحِنَاءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَسِ ) وهو ( مُسْتَحَبٌّ ) ، قال أَبو دُوَادٍ :
وَفِي اليَدَيْنِ إِذَا مَا المَاءُ أَسْهَلَهَا
ثَنْيٌ قَلِيلٌ وفي الرِّجْلَيْنِ نَجْنِيبُ
قال أَبو عبيدة : التَّجْنِيبُ أَن يَحْنهيَ يَدَيْهِ في الرَّفْعِ والوَضْعِ ، وقال الأَصمعيّ : التَّجْنِيبُ ، بالجِيمِ ، في الرِّجْلَيْنِ ، والتَحْنِيبُ ، بالحَاءِ ، في الصُّلْبِ واليَدَيْنِ .
( وجَنْبَةُ بنُ طارِقِ ) بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطِ بنِ سَلْمَى ابنِ هَرْمِيّ بنِ رِيَاح ( مُؤَذِّنُ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَةِ ) الكَذَّابَةِ ( وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَنْبَةَ شَيْخُ ) أَبِي العَبَّاسِ ( المُبَرّدِ ) النَّحْوِيِّ .
( و ) في الحديث ( بعٍ الجَمْعَ بالدَّرَاهِم ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيباً ) ( الجَنِيبُ ) كأَمِيرٍ ( تَمْرٌ جَيِّدٌ ) معروفٌ من أَنْوَاعِه ، والجَمْعُ : صُنُوفٌ من التَّمْرِ تُجْمَع ، وكانوا يَبيعُونَ صَاعَيْن من التَّمْرِبصاعٍ من الجَنِيبِ : فقال ذلك تَنْزِيهاً لهم عن الرِّبَا .
( وجَنْبَاءُ ) كصَحْرَاءَ ( : ع ببلاد ) بَنِي ( تَمِيمٍ ) ، نقله الصاغانيّ . قلتُ : وهو على لَيْلةٍ من الوَقْبَاءِ ( وآبَاءُ جَنَابٍ ) بالتخفيف ( التَّمِيميُّ والقَصَّابُ وابنُ أَبِي حَيَّةَ ) الأَوَّلُ شيخٌ لِيَحْيَى القَطَّانِ ، والثاني . اسْمُه عَوْنُ بنُ ذَكُوَانَ ، والثالث اسمُه يَحْيَى وهو الكَلْبِيُّ ، رَوَى عن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِم ، وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ( و ) كذا
____________________

(2/199)


( جَنَابُ بنُ الحَسْحَاسِ ) روى عنه عبدُ اللَّهِ بنُ معاويةَ الجُمَحِيُّ ( و ) جَنَابُ بنُ ( نِسْطَاسٍ ) عن الأَعْمَشِ ، وابنُه محمدُ بنُ جَنَابٍ رَوَى عن أَبِيهِ ( و ) أَبُو هَانِىءٍ جَنَابُ بنُ ( مَرْثَدٍ ) الرُّعَيْنِيُّ تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ ، وقيل : صَحَابِيٌّ ، ( و ) جَنَابُ بنُ ( إِبْرَاهِيمَ ) عن ابن لَهِيعَةَ ( مُحَدِّثُونَ ، و ) جَنَابُ ( بنُ مَسْعُودٍ ) العُكْلِيُّ ( و ) جَنعابُ بنُ ( عَمْرٍ و ) والصوابُ : بن أَبِي عَمْرٍ و السَّكُونِيّ ( شاعِرَانِ ) والأَوّلُ فارِسٌ أَيضاً .
( و ) جَنَّابٌ ( بالتَّشْدِيدِ منه ، الوَلِيُّ المَشْهُورُ ( أَبُو الجَنَّابِ ) أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله الصُّوفِيُّ ( الخِيَوَقِيُّ ) بالكَسْرِ الخُوَارَزْمِيُّ ( نَجْمُ الكُبَرَاءِ ) وفي نَفَحَات الأُنْس لعبد الرحمن الجَامِي أَنه نَجْمُ الدِّين الطَّامَّة الكُبْرَى ، وهذه الكُنْيَةُ كَناهَا له النبيّ صلى الله عليه وسلمفي المَنَام ، من كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ ، انْتَهَت إِليه المَشْيَخَةُ بخُوَارَزْمَ وما يَلِيها ، سَمِعَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ ، وبتَبْرِيزَ محمدَ بن أَسْعَدَ العطاريّ وبأَصْبَهَانَ أَبَا المَكَارِمِ الَّلبَّانَ ، وأَبَا سَعِيدٍ الرارانيّ ، ومُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكرانيّ ، ومَسْعُودَ بنَ أَبِي مَنْصُورٍ الجَمَالِيُّ وأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ ، وغَيْرَهُم ، حَدَّثَ بِخُوَارَزْمَ ، وسَمِعَ منه أَبُو مَحِمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ هِلاَلٍ الأَنْدَلُسِيُّ ، وذَكَرَه ابنُ جَرادة في تاريخ حَلَبَ ، وقال قَدِمَ حَلَبَ في اجْتِيَازِهِ من مِصْرَ قُتِلَ بخُوَارَزْمَ سنة 618 على يَد التَّتَارِ شَهيداً .
( و ) جُنَيْبٌ ( كزُبَيْرٍ : أَبُو جُمْعَةَ الأَنْصَارِيُّ ) منَ الصَّحَابَةِ ( أَو هُوَ بالبَاءِ ) وقد تَقَدَّم ذِكْرُه في جبب .
وأَبُو الجَنُوبِ اليَشْكُرِيُّ اسمُه عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ ، رَوَى عن عَلِيَ ، وعنه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغَزِّيُّ ،
وجِنَابٌ بالكعسْرِ : مَوْضعٌ لِبَنِب فَزَارَةَ .
جنحب : ( الجِنْحَابُ بالكَسْرِ وبالمُهْمَلَةِ ) أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسانِ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : هُوَ ( القَصِيرُ المُلَزَّزُ ) ، هكذا أَوردَه الصاغانيّ .

____________________

(2/200)


جوب : ( *!الجَوْبُ : الخَرْقُ ) والنَّقْبُ ( *!كالاجْتِيَابِ ) *!جَابَ الشيءَ *!جَوْباً *!واجْتَابَه : خَرَقَه ، وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وَسَطَه فَقَدْ *!جُبْتَهُ ، *!وجَابَ الصَّخْرَةَ *!جَوْباً : نَقَبَها ، وفي التنزيل العزيز : { وَثَمُودَ الَّذِينَ *!جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } ( الفجر : 9 ) قال الفراءُ : جَابُوا : خَرَقُوا الصِّخْرَ فاتَّخَذُوهُ بُيُوتاً ونحوَ ذلك . قال الزجّاج : واعتبره بقوله : { 2 . 015 وتنحتون من . . فرهين } ( الشعراء : 149 ) ( و ) الجَوْبُ ( : القَطْعُ ) جَابَ *!يَجُوبُ جَوْباً قَطَعَ وخَرَقَ ، وجَابَ النَّعْلَ جَوْباً : قَدَّهَا ، *!والمِجْوَبُ : الذي *!يُجَابُ به ، وهي حَدِيدةٌ يُجَابُ بهَا أَي يُقْطَعُ ، وجَابَ المَفَازَةَ والظُّلْمَةَ جَوْباً واجْتَابَهَا : قَطَعَهَا ، وجَابَ البِلاَدَ *!يَجُوبُهَا جَوْباً : قَطَعهَا سَيْراً ، *!وجُبْتُ البِلاَدَ *!واجْتَبْتُهَا : قَطَعْتُهَا ، وجُبْتُ البِلاَدَ *!أَجُوبُهَا *!وَأَجِيبُهَا وفي حديث خَيْفَانَ ( وأَما هَذَا الحَي مِن أَنْمَارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وَأَوْلاَدُ عَلَّةٍ ) أَي أَنَّهُم من أَبٍ واحدٍ وقِطِعُوا منه ، وفي ( لسان العرب ) : الجَوْبُ : قَطْعُكَ الشيءَ كما يُجَابُ *!الجَيْبُ ، يقال : *!جَيْبٌ *!مَجُوبٌ *!ومُجَوَّبٌ ، وكُلُّ مُجوَّف وَسَطُه فَهُو مُجوَّبٌ ، وفي حديث أَبِي بكَرِ رَضِيَ اللَّه عنهُ ( قَالَ لِلأَنْصارِ يوْم السَّقِيفَةِ : وإِنَّما *!جِيبَتِ العربُ عنَّا كَمَا جِيبَتِ الرَّحا عنْ قُطْبِها ) أَي خُرِقَتِ العربُ عنَّا فكُنَّا وَسَطاً وكانتِ العربُ حَوَالَيْنَا كالرَّحا وقُطْبِهَا الذي تَدُورُ عليه .
( و ) الجَوْبُ ( : الدَّلْوُ العظِيمةُ ) وفي بعض النسخِ : الضَّخْمةُ ، حُكِي ذلك عن كُراع .
والجَوْبُ كالبَقِيرةِ ( و ) قيل : هو ( دِرْعٌ لِلْمرْأَةِ ) تَلْبَسُهَا .
( و ) الجَوْبُ *!والجَوْبةُ : ( التُّرْسُ ) وجمْعُه *!أَجْوَابٌ . ( *!كالمِجْوَبِ كمِنْبَرٍ ) قال لَبيد :
فَأَجَازَنِي مِنْهُ بِطِرْسٍ نَاطِقٍ
وبِكُلِّ أَطْلَسَ *!جَوْبُهُ فِي المَنْكِبِ
____________________

(2/201)



يَعِنِي بِكُلِّ حَبَشِيَ جَوْبُهُ في مَنْكِبَيْهِ ، وفي حديث غَزْوةِ أُحُدٍ ( وأَبُو طَلْحةَ مُجَوِّبٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلمبِحَجَفَةِ ) أَيْ مُتَرِّس علَيْهِ يقِيهِ بِهَا .
( و ) الجَوْبُ ( : الكَانُونُ ) قال أَبُو نَخْلَةَ :
*!كالجَوْبِ أَذْكَى جَمْرَهُ الصَّنَوْبَرُ
ويقال : فُلاَنٌ فيه *!جَوْبانِ مِنْ خُلُقٍ أَي ضَرْبانِ ، لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ ، قال ذو الرمة :
*!جَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ
أَي تَسْمُعُ ضَرْبَيْنِ من أَصْواتِ الغِلاَنِ ، *!والجُوَبُ : الفُرُوجُ ، لاِءَنَّهَا تُقْطَعُ مُتَّصِلاً . والجَوْبُ : فَجْوَةُ ما بيْنَ البُيُوتِ .
( و ) الجَوْبُ اسْمُ ( رجُلٍ ) وهو جَوْبُ بنُ شِهابِ بنِ مالكِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ صَعْبِ بنِ دَوْمان بْنِ بَكِيل .
( و ) الجَوْبُ ( : ع ) ، وقَبِيلَةٌ من الأَكْرادِ ، ويقال لهم : الَّتوْبيّة أَيضا ، منها : أَبُو عِمْرانَ مُوسى بنُ مُحمَّدِ بنِ سعِيدٍ *!-الجَوْبِيُّ ، كَتَب عنه السِّلَفِيّ في ( معجم السَّفر ) بدِمشْقَ ، قال أَبُو حامِدٍ ، وله اسْمانِ وكُنْيتانِ : أَبُو عِمْرانَ مُوسى ، وأَبُو مُحمَّدٍ عبْدُ الرَّحْمنِ .
وشِهابُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ أَحمد بنِ خَليلٍ الجَوْبِيُّ ، وُلِد في رجب سنة 636 ورحلَ إِلى بغدادَ وخُراسانَ ، وأَخَذ عن القُطْبِ الرَّازِيِّ وغيرِه ، وروَى عن ابن الحاجِبِ وابنِ الصَّابُونِيِّ ، وتَولَّى القَضَاءَ بالقاهرةِ ثم القُدْسِ ثم دِمشقَ وتُوُفِّي سنة 693 كذا قاله عليُّ بنُ عبد القادر الطُّوخِيُّ في تاريخ قُضَاةِ مِصْرَ .
وفي أَسماء الله تعالى *!المُجِيبُ ، وهو الذي يُقَابِلُ الدعاءَ والسُّؤَالَ بالعطَاءِ والقَبُولِ ، سبحانه وتعالى ، وهو اسمُ فاعلٍ من *!أَجاب *!يُجِيب ، قال الله تعالى { 2 . 015 *!أُجِيبُ دعوة . . *!فَلْيَسْتَجِيُبوا لي } ( البقرة : 186 ) أَي *!فَلْيُجِيبُونِي ، وقال الفراءُ يقال : إِنَّها التَّلْبِيَةُ ،
____________________

(2/202)


والمصْدرُ : *!الإِجابةُ ، والاسْمُ *!الجَابَةُ بمَنْزِلَةِ الطَّاعةِ والطَّاقَةِ .
( *!والإِجابُ *!والإِجابَةُ ) مصْدرانِ ( و ) الاسمُ من ذلك ( الجَابَةُ ) كالطَّاعةِ والطَّاقَةِ ( والمَجُوبةُ ) بضم الجيم ، وهذه عن ابن جِنّي ( و ) يقالُ : إِنَّهُ لَحَسَنُ ( *!الجِيبَةِ ، بالكَسْرِ ) كلُّ ذلكَ بمعنى ( *!الجَوَاب ) .
*!والإِجَابَةُ : رَجْعُ الكَلاَمِ . تقولُ : أَجَابَ عن سُؤَالِهِ . ( و ) في أَمْثَالِ العَرَبِ ( أَساءَ سَمْعاً فَأَساءَ إِجَابةً ) هكذا في النسخِ التي بأَيدِينا ( لا ) يُقَالُ فيه ( غَيْرُ ) ذلكَ وفي نسخة الصحاح جَابَة بغير همْزٍ ، ثم قال : وهكذا يُتَكَلَّم بن ، لأَنَّ الأَمْثَالَ تُحْكَى علَى مَوْضُوعَاتِهَا ، وفي الأَمثال للميدانيُّ روايةٌ أُخْرَى وهي ( ساءَ سَمْعاً فأَساءَ أَجَابةً ) ، وأَصل هذا المثَلِ علَى ما ذَكَر الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ أَنَّه كان لسِهْلِ بنِ عمْرٍ و ابنٌ مَضْفوفٌ فقالَ له أَنْسَانٌ : أَيْنَ أَمُّكَ ؟ أَي أَيْنَ قَصْدُكَ ، فظَنَّ أَنَّه يقولُ لَهُ أَيْنَ أُمُّكَ ، فقال : ذَهَبَتْ تَشْتَرِي دَقِيقاً ، فقالَ أَبُوه : ( أَسَاءَ سَمْعاً فَأَسَاءَ جَابةً ) وقال كُراع : *!الجَابةُ : مصْدرٌ كالإِجابةِ ، قال أَبو الهَيْثَم : جابةٌ اسْمٌ يقُومُ مَقَام المصْدرِ ، وقد تَقَدَّم بيَانُ ذلك في ساء فَرَاجعْ .
( *!والجَوْبَةُ : ) شِبْهُ رَهْوَةٍ تكونُ بينَ ظَهْرَانَيْ دُورِ القَوْم يسِيلُ فيها ماءُ المَطَرِ ، وكُلُّ مُنْفَتِقٍ مُتَّسعٍ فهي جَوْبةٌ ، وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ ( حتَّى صارتِ المدِينَةُ مِثْلَ الجَوْبةِ ) قال في ( التهذيب ) : هي ( الحُفْرَةُ ) المُسْتَدِيرةُ الواسِعةُ ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا بِنَاءٍ جَوْبَةٌ ، أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحَابُ مُحِيطاً بآفاقِ المدينة ، والجَوْبةُ : الفُرْجَةُ في السَّحَابِ وفي الجِبالِ ، وانْجَابَتِ السَّحَابَةُ : انْكَشَفَتْ ، وقال العجاج :
حتَّى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ *!جَوَّبَا
لَيْلاً كأَثْنَاءِ السُّدُوسِ غَيْهَبَا
____________________

(2/203)



أَي نَوَّر وكَشَفَ وجَلَّى ، وفي الحديث ( *!وانْجابَ السَّحَابُ عن المَدِينَةِ حتى صار كالإِكْلِيلِ ) أَيِ انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعْضٍ وانْكَشَفَ عنها . ( و ) قال أَبُو حنِيفَةَ : الجَوْبةُ مِنَ الأَرْضِ : الدَّارَةُ وهي ( المكَانُ ) *!المُنْجابُ ( الوطِىءُ ) منَ الأَرْضِ القَلِيلُ الشَّجرِ ، مِثْلُ الغَائِطِ المُسْتَدِيرِ ، لا يكونُ في رَمْلٍ ولا حَبْلٍ إِنما يكونُ ( في جَلَدٍ ) مِنَ الأَرْضِ ورَحْبِهَا ، سُمِّي جَوْبةً *!لانْجِيَابِ الشَّجرِ عنها ( و ) الجَوْبَةُ *!كالجَوْبِ ( : فَجْوَةُ ما بيْنَ البُيُوتِ ) وموْضِعٌ *!يَنْجابُ في الحَرَّةِ ( و ) الجَوْبَةُ ( : فَضَاءٌ أَمْلَسُ ) سَهْلٌ ( بيْنَ أَرْضَيْنِ ، ج ) *!جَوْبَاتٌ ، و ( *!جُوَبٌ كَصُرَدٍ ) ، وهذَا الأَخِيرُ ( نَادِرٌ ) .
قال سيبويهِ : أَجَابَ من الأَفْعَالِ التي اسْتُغْنِيَ فيها بِمَا أَفْعَلَ فِعْلَه ، وهُوَ أَفْعَلُ فِعْلاً عمَّا أَفْعَلَهُ ، وعنْ : هُو أَفْعَلُ مِنْكَ ، فَيقُولُونَ : ما أَجْوَدَ *!جوابَهُ ، وهُو أَجْوَدُ *!جَواباً ، ولاَ يُقَالُ : ما أَجْوَبَه ، ولا هُو أَجْوَبُ مِنْكَ ، وكذلكَ يقْولُونَ : أَجْوِدْ *!بِجوابِهِ ، ولاَ يُقَالُ : أَجْوِبْ ( به ) ( و ) أَمَّا ما جاء في حديث ابْنِ عُمر ( أَنَّ رجُلاً قَالَ يا رسُولَ اللَّهِ ( أَيُّ الَّليْلِ *!أَجْوَبُ دَعْوةً ) فَقَال جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرِ ) فإِنَّه ( إِمَّا مِن جُبْتُ الأَرْضَ ) إِذا قَطَعْتَهَا بالسَّيْرِ ( علَى معْنَى : أَمْضَى دَعْوَةً وأَنْفَذَ إِلى مظَانِّ الإِجابةِ ) أَو من جابَتِ الدَّعْوَةُ بوزن فَعُلَتْ بالضَّمِّ كطَالَتْ ، أَي صارت مُسْتَجَابةً ، كقولهم فيي فَقِيرٍ وشَدِيد كأَنهما من فَقُر وشَدُد ، حُكِي ذلك عن الزمخشريِّ ، وليس ذلك بمُسْتَعْمَلٍ ( أَوْ ) أَنَّ أَجْوَب بمعنى أَسْرَع إِجابةً كما يقال : أَطْوَعُ من الطَّاعةِ ، عزَاهُ في المحكم إِلى شَمِرٍ ، قال : وهُو عِنْدِي مِنْ بابِ أَعْطَى لِفَارِهةٍ { 2 . 015 واءَرسلنا الرياح لواقح } ( الحجر : 22 ) وما جاءَ مثلُه ، وهذا على المجازِ ، لأَن الإِجابةَ ليست لِلَّيْلِ ، إِنَّمَا هي لِلَّهِ تَعَالَى فيهِ ، فمعْنَاهُ : أَيُّ الَّليْلِ اللَّهُ أَسْرَعُ إِجابةً
____________________

(2/204)


فيهِ مِنْهُ في غَيْرِه ، وما زَاد على الفِعْلِ الثُّلاَثِيِّ لاَ يُبْنَى منه أَفْعَلُ مِنْ كَذَا إِلاَّ في أَحْرُفٍ جاءَتْ شَاذَّةً ، كذا في ( لسان العرب ) ، ونُقِلَ عن الفراءِ : قِيلَ لاِءَعْرابيَ : يا مُصابُ ، فَقَالَ : أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي ، والأَصْلُ : الإِصابةُ مِنْ صَاب يَصُوبُ إِذا قَصَد .
( *!والجوائِبُ : الأَخْبارُ الطَّارِئَةُ ) لاِءَنَّهَا تَجُوبُ البِلاَد ( و : قَوْلُهُمْ : هلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبرٍ و ( هلْ مِنْ *!جائِبةِ خبرٍ أَي طَرِيفَةٍ خَارِقَةٍ ) أَو خَبرٍ يجُوبُ الاإِرْضَ من بلَدٍ إِلى بلَدٍ ، حكاه ثعلبٌ بالإِضافة قال الشاعر :
يَتَنَازَعُونَ *!جوائِب الأَمْثالِ
يعْني سوائِرَ تَجُوبُ البِلاَدَ .
( *!وجَابَةُ المِدْرَى ) من الظِّباءِ بلا همْزٍ ، وفي بعض النسخ الجَابةُ المِدْرَى ( لُغَةٌ في جَأْبتِه ) أَي المِدْرَى ( بالهمْزِ ) أَي حِينَ جابَ قَرْنُهَا أَي قَطَع اللَّحْمَ وطَلَع ، وقِيلَ : هي الملْساءُ الَّليِّنَةُ القُرُونِ ، فإِن كان كذلك ليس لها اشتقاقٌ ، وفي ( التهذيب ) عن أَبي عبيدَة : جَابةُ المِدْرَى مِن الظِّباء ، غيرُ مهموزٍ : حين طَلَعَ قَرْنُه ، وعن شَمِرٍ : جَابةُ المِدْرَى حينَ جابَ قَرْنُهَا الجِلْدَ وطَلَعَ ، وهو غَيْرُ مهموز ، وقد تَقَدَّم طَرَفٌ من ذلك في درأَ فراجعْ .
( *!وانْجابَتِ النَّاقَةُ : مَدَّتْ عُنُقَهَا لِلْحَلْبِ ) كأَنها أَجابتْ حالِبَها على إِناء ، قال الفراءُ : لمْ نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجاب ، قال أَبو سعيدٍ : قال أَبو عمرِو بنُ العلاءِ : اكْتُبْ لِي الهَمْزَ ، فكَتَبْتُهُ لَهُ ، فقالَ لِي : سَلْ عنِ انْجابتِ النَّاقَةُ ، أَمهْمُوزٌ أَمْ لا ؟ فَسأَلْتُ فلَمُ أَجِدْهُ مهْمُوزاً .
( و ) قَدْ *!أَجَابَ عن سُؤَالِهِ *!وأَجَابَه و ( *!اسْتَجْوَبَه *!واسْتَجَابَه *!واسْتَجَابَ لَهُ ) قال كَعْبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ أَبَا المِغْوَارِ :
____________________

(2/205)



وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ *!يُجِيبُ إِلَى النَّدَا
فَلَمْ *!يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ *!مُجِيبُ
فَقُلْتُ ادْعُ أُخْرَى وارْفَع الصَّوْتَ رَفْعَةً
لعَلَّ أَبَا المَغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
*!والإِجَابَةُ *!والاسْتِجَابَةُ بِمَعْنًى ، يقالُ : *!اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَه ، والاسْمُ : *!الجَوَابُ ، وقد تقدَّم بقيّةُ الكلامِ آنِفاً .
( و ) *!المُجَاوَبةُ *!والتَّجَاوُبُ : التَّجَاوُزُ : و ( *!تَجَاوَبُوا : *!جَاوَبَ بعضُهُمْ بَعْضاً ) واستعملَه بعضُ الشَّعَرَاءِ في الطَّيْرِ فقالَ جَحْدَرٌ :
وَمِمَّا زَادَنِي فَاهْتَجْتُ شَوْقاً
غِنَاءُ حَمَامَتَيْنِ *!تَجَاوَبَانِ
*!تَجَاوَبَتَا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيَ
عَلَى غُصْنَيْنِ مِنْ غَرَبٍ وبَانِ
واستعمله بعضُهم في الإِبِلَ والخَيْلِ فقالَ :
تَنَادَوْا بِأَعْلَى سُحُرَةٍ *!وتَجَاوَبَتْ
هَوَادِرُ في حَافَاتِهِمْ وصَهِيلُ
وفي حديث بِنَاءِ الكَعْبَةِ ( فَسَمِعْنَا *!جوَاباً مِنَ السَّمَاءِ فإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ ) الجَوَابُ : صَوْتُ الجَوْبِ وهو انْقِضَاضُ الطَّيْرِ ، وقولُ ذِي الرُّمَّةِ :
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا *!تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
أَرَادَ ( تَرْنِيمَانِ ) تَرْنِيمٌ مِن هذَا الجَنَاح وترنيم من هذا الآخَرِ ، وفي الأَساس : ومِنَ المَجَازِ : وكَلاَمُ فلانٍ مُتَنَاسِبٌ *!مُتَجاوِبٌ ، *!ويَتَجَاوَبُ أَوَّلُ كَلاَمِهِ وآخِرُهُ .
( *!والجَابَتَانِ : مَوْضِعَانِ ) قال أَبو صَخر الهذليّ :
لِمَنِ الدِّيَارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ
*!بِالجَابَتَيْنِ فَرَوْضَةِ الحَزْمِ
( *!وجَابَانُ ) اسمُ ( رَجُل ) كُنْيَتُهُ : أَبُو مَيْمُونٍ ، تَابِعِيٌّ يَرْوِي عن عبدِ اللَّهِ ابنِ عُمرَ ، أَلِفُه مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، كَأَنَّهُ جَوَبَانُ فقُلبَت الوَاوُ قَلْباً لِغَيْرِ عِلَّة وإِنّمَا قِيلَ إِنَّهُ فَعَلاَنُ ولم يُقْلَ فيه إِنَّه
____________________

(2/206)


فَاعَالٌ من جبن لقول الشاعر :
عَشَّيْتُ *!جابَانَ حتّى اشْتَدَّ مَغْرِضُهُ
وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلاَ أَنَّهُ اطَّافَا
قُولاَ *!لِجَابَانَ فَلْيَلْحَق بِطِيَّتِهِ
نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرَافُ
فَتَرَكَ صَرْفَ جَابَانَ ، فَدَلَّ ذلكَ على أَنَّه فَعَلاَنُ .
( و ) جَابَانُ ( : ة بوَاسِطِ ) العِرَاق منها ابنُ المُعَلِّم الشَّاعِرُ .
( و ) جَابانُ ( : مِخْلاَفٌ باليَمَنِ ) .
( *!وتَجُوبُ : قَبِيلَةٌ مِن ) قَبَائِلِ ( حِمْيَرَ ) حُلَفَاء لمُرَادٍ ، منهم ابنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ تعالَى ، قال الكُمَيْت :
أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النَّاس بَعْدَ ثَلاَثَةٍ
قَتيلُ *!-التَّجُوبِيِّ الَّذُي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
هذا قولُ الجوهريّ ، قال ابن بَرِّيّ : البيتُ للوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ ، وليس للكميت كما ذَكَر ، وصوابُ إِنْشَادِه :
قَتِيلُ *!التُّجِيبيِّ الذي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
وإِنَّمَا غَلَّطَهُ في ذلك أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ الثلاثَةَ أَبُو بَكُرٍ ، وعُمَرُ وعُثْمَانُ ، رَضِيَ اللَّه عنهم ، فظن أَنه عَلِيٌّ رَضِيَ الله عنه ، فقال التَّجُوِبى بالواو ، وإِنما الثلاثةُ سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكرٍ ، وعمرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، لأَنَّ الولِيدَ رَثَى بهذَا الشِّعْرِ عُثْمَانَ بنَ عَفَّان رَضِيَ الله عنه ، وقَاتِلُه كِنَانَةُ بنُ بِشْرٍ التُّجِيبِيُّ ، وأَمَّا قَاتِلُ عَلِيَ رَضِيَ الله عنهُ فَهُوَ التَّجُوبِيُّ ، ورأَيْتُ في حاشِيةٍ ما مِثَالُه ، أَنشد أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ رحمه الله تعالى في كتابه ( فَصْل المَقَالِ في كتاب الأَمثال ) هذا البيت الذي هو :
أَلا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعِدَ ثَلاَثَةٍ
لِنَائِلَةَ بنتِ الفَرَافِصَةِ بنِ الأَحْوَصِ الكَلْبِيَةِ زَوْجِ عثمَانَ رضي الله عنه تَرْثِيهِ ، وبَعْدَه :
____________________

(2/207)



ومَالِيَ لا أَبْكِي وتَبْكِي قَرابَتِي
وقَدْ حُجِبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبِي عَمْرِو
كذا في ( لسان العرب ) .
( *!وتُجِيبُ ) بالضَّم ( ابنُ كِنْدَةَ ) بن ثَوْرٍ ( بَطْنٌ ) معروف ، وكان يَنْبَغِي تأْخِيرُ ذِكْرهه إِلى جيب كما صَنَعَه ابنُ منظورٍ الإِفريقِيُّ وغيرُه . ( و ) تُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بِنِ سُلَيْم ) بنِ رَهَاءِ بنِ مُنَبِّهِ بنِ حَرْبِ بنِ عِلَّةَ بنِ جَلْدِ بنِ مَذْحُجٍ ، وهي أُمُّ عَدِيَ وسَعْدٍ ابْنَىْ أَشْرَسَ ، وقد سبق في ت ج ب .
( *!واجْتَابَ القَمِيصَ : لَبِسَهُ ) قال لَبيد :
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعْ بالضُّحَى
واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
قوله : فَبِتِلْكَ ، يَعْنِي بِنَاقَتِهِ التي وصَفَ سَيْرهَا ، والبَاءُ في بِتاك متعلِّقةٌ بقوله أَقْضِي ، في البيت الذي بعدَه وهو :
أَقْضِي اللُّبَانَةَ لاَ أُفَرِّطُ رِيبَةً
أَوّ أَنْ تَلُومَ بِحَاجَةٍ لُوَّامُهَا
وفي ( التهذيب ) : واجْتَابَ فلانٌ ثَوْباً ، إِذَا لَبِسَه ، وأَنشد :
تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهُ فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَةَ
وفي الحديث : ( أَتَاهُ قَوْمٌ *!-مُجْتَابِي النِّمَارِ ) أَي لاَبِسيهَا ، يقالُ : *!اجْتَبْت القَمِيصَ والظَّلاَمَ أَي دَخَلْتُ فيهما ، وفي الأَساس : ومن المجاز : جَابَ الفَلاَةَ *!واجْتَابَهَا ، وجَابَ الظَّلاَمَ ، انتهى .
واجْتَابَ : احْتَفَرَ ، كاجْتَافَ بالفَاءِ قال لبيد :
*!تَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
يَصِفُ بَقَرَةً احْتَفَرَتْ كِنَاساً تَكْتَنّ فيه من المَطَرِ في أَصْلِ أَرْطَاةِ ( و ) منه اجْتَابَ ( البِئرَ : احْتَفَرَهَا ) وسيأْتي في جَوَّاب .
( *!وجُبْتُ القَمِيصَ ) بالضَّم : قَوَّرْتُ جَيْبَه ( *!أَجُوبُه وأَجِيبُه ) قال شَمهرٌ : *!جُبْتُهُ وجِبْتُهُ ، قال الراجز :
____________________

(2/208)



بَاتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ
جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
قال : وليس من لفظ الجَيْبِ ، لأَنه من الواو ، والجَيْب من اليَاءِ . وفي بعض النسخ من الصحاح : جِبْتُ القَمِيصَ ، بالكسر ، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَهُ ، وجَيَّبْتُهُ ( وجَوَّبْتُه : عَمِلْتُ لَهُ جَيْباً ) وفي ( التهذيب ) كُل شيءٍ قُطِعَ وَسَطَه فَهُوَ *!مَجُوبٌ *!ومُجَوَّبٌ ، ومنه سَمِّي جَيْبُ القَمِيصِ ، وفي حديثِ عليّ رضي الله عنه ( أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً *!فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ وأَدْخَلْتُه في عُنُقي ) وعن ابنِ بُزُرْجَ : جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه .
( وأَرْضٌ *!مُجَوَّبَةٌ ، كمُعَظَّمَةٍ ) أَي ( أَصَابَ المَطَرُ بَعْضَهَا ) ولم يُصِبْ بَعْضاً .
( *!والجَائِبُ العَيْنِ : ) مِنْ أَسْمَاءِ ( الأَسَد ) .
( *!وجَوَّابٌ ، كَكَتَّانٍ : لَقَبُ مَالِكِ بنِ كَعْبٍ ) الكِلاَبِيِّ ، قال ابن السكّيت : سُمِّيَ *!جَوَّاباً ، لأَنَّه كان لا يَحْفِرُ بِئراً وَلاَ صَخْرَةً إِلاَّ أَمَاهَهَا .
ورَجُلٌ *!جَوَّابٌ إِذا كان قَطَّاعاً للبِلاد سَيّاراً ، ومنه قولُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ :
جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمَدْ
أَرَادَ أَنَّهُ يَسْرِي لَيْلَهُ كُلَّهُ لاَ يَنَامِ ، يَصِفُه بالشَّجَاعَةِ ، وفلانٌ جَوَّابٌ جآبٌ أَيْ يَجُوبُ البِلاَدَ وَيَكْسِبُ المَالَ ، وجَوَّابُ الفَلاَةِ : دَلِيلُهَا ، لِقَطْعِهِ إِيَّاهِا .
( *!وجُوَبانُ : بالضَّمِّ : ة بِمَرْوِ ) الشَّاهِجَانِ ( مُعَرَّبُ كُوبَان ) مَعْنَاهُ حَافِظُ الصَّوْلَجَانِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!جُوبَانُ بالضم : جَدُّ الشيخِ حسن بنِ تمرتَاشَ صَاحِب المَدْرَسَةِ بِتِبْرِيزَ .
*!ومُجْتَابُ الظَّلاَمِ : الأَسَدُ .
*!وجُوبة صَيْبَا بالضم من قُرَى عَثَّرَ .
وأَبُو الجَوَابِ الضَّبِّيُّ اسْمهُ الأَخْوَصُ بن *!جَوابٍ رَوَى عن عَمَّارِ بنِ زُرَيْق
____________________

(2/209)


وعنه الحَجَّاجُ بنُ الشَّاِر .
جهب : ( *!الجَهْبُ ) أَهْمَلَهُ الجوهَرِيّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( الوَجْهُ السَّمِجُ الثَّقِيلُ ، و ) روى أَبو العبّاس عن ابنِ الأَعْرَابيّ : ( *!المِجْهَبُ ، كمِنْبَرٍ : ) هو ( القَلِيلُ الحَيَاءِ ، و ) قال النَّضْر : ( أَتَاهُ *!جَاهِباً وجَاهِياً ) أَي ( عَلاَنِيَةً ) ، قال الأَزهَرِيّ : وأَهمله الليث .
جيب : ( *!جِيبٌ بالكَسْرِ : حِصْنَانِ بَيْنَ القُدْسِ ونَابُلُسَ ) الفَوْقَانِيّ والتَّحْتَانِيّ من فُتُوحَات السلطانِ صلاحِ الدين يُوسُفَ بنِ أَيّوب ، نُسِبَ إِلى أَحَدِهِمَا الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبو محمدٍ عبدُ الوَهَّابِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ حريز المَقْدِسيُّ المَنْصُورِيُّ *!-الجِيبِيُّ ولد سنة 543 وتوفي بمصر سنة 636 ذكره الحافظُ أَبو الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ في معجم شيوخه ، وقد أَهمل المصنفُ نَابُلُسَ في موضعه .
( *!وجَيْبُ القَمِيص ونحوِه ) كالدِّرْع ( بالفتح : طَوْقُه ، قيل : هذا موضع ذِكرِه ) لاجوب ، ( ج *!جُيُوبٌ ) بالضمِ والكسر وفي التنزيل العَزيز : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى *!جُيُوبِهِنَّ } ( النور : 31 ) .
( *!وجِبْتُ القَمِيصَ ) بالكسر ( *!أَجِيبُه : ) قَوَّرْتُ *!جَيْبَه ، *!وجَيَّبْتُه : جَعَلْتُ له جَيْباً ، وأَما قولهم : جُبْتُ *!جَيْبَ القَمِيصِ بالضم فليس ( جُبْت ) من هذا البَابِ ، لأَنَّ عَيْنَ جُبْتُ إِنما هو من جَابَ يَجُوب والجَيْبُ عَيْنُه يَاءٌ ، لقولهم جُيُوبٌ ، فهو على هذا من بابِ سَبِطٍ وسِبَطْرٍ ودَمِثٍ ودِمْثَرٍ وأَنَّ هذه أَلفاظٌ اقْتَرَبَتْ أُصُولُهَا واتَّفَقَتْ مَعَانِيهَا ، وكلَّ واحِدٍ منها لفظُه غيرُ لفظِ صاحِبه ، ( كأَجُوبُه ) وقد تقدّم بيانُه آنِفاً ، *!وجَيَّبْتُ القَمِيصَ *!تَجْيِيباً : عَمِلْتُ له *!جَيْباً . ( وهُوَ نَاصِحُ *!الجَيْبِ أَيِ القَلْبِ والصَّدْرِ ) يَعْنِي أَمِينَهُمَا قال :
وخَشَّنْتِ صَدْراً *!جَيْبُهُ لَكِ نَاصِحُ
____________________

(2/210)



( وجَيْبُ الأَرْضِ : مَدْخَلُهَا ) والجَمْعُ : جُيُوبٌ . قال ذو الرّمة :
طَوَاهَا إِلى حَيْزُومِهَا وانْطَوَتْ لَهَا
جُيُوبُ الفَيَافِي حَزْنُهَا ورِمَالُهَا
وفي الحديث في صِفَةِ نَهْرِ الجَنَّةِ ( حَافَتَاهُ الياقُوتُ *!المُجَيَّبُ ) قال ابن الأَثير : الذي جاءَ في كتاب البُخَارِيّ ( اللَّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ ) وهو معروفٌ ، والذِي جاءَ في سُنَنِ أَبِي دَاوُودَ ( المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّفُ ) بالشَّكِّ . والذي جَاءَ في مَعَالِمِ السُّنَنِ ( المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ ) بالباء فيهما ، على الشَّكِّ ، وقال : معناه : الأَجْوَفُ ، وأَصْلُهُ من جُبْتُ الشيءَ إِذا قَطَعْتَهُ ، والشيءُ مَجُوبُ أَو *!مَجِيبٌ ، كما قالُوا : مَشِيبٌ ومَشُوبٌ ، وانْقِلاَبُ الوَاوِ عن اليَاءِ كثيرٌ في كلامِهِم ، وأَمَّا *!مُجَيَّبٌ مُشَدَّداً فهو من قولهم : جَيْبٌ مُجَيَّبٌ أَي مُقَوَّرٌ ، وكذلك بالواو .
*!وتُجِيبُ بنُ كِنْدَةَ ، ذَكَرَه المُؤَلِّفُ في الوَاوِ ، وهذا موضعُ ذِكْرِهِ .
وأَبُو هِلاَلٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيّ *!-التُّجِيبِيُّ من القَيْرَوَانِ شَاعِرٌ أَدِيبٌ .
( وحَمْزَةُ بنُ حُسَيْنُ المِصْرِيُّ الجَيَّابُ كَكَتَّانٍ ، مُحَدِّثٌ ) عن أَبِي الحَسَنِ المُهَلَّبِيِّ ، قاله السِّلَفِيُّ ، وفَاتَه : أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ *!الجَيَّابِ ، رَوَى عن أَبي جَعْفَرِ بن الزُّبَيْرِ ، وعنه ابنُ مَرْزُوقٍ ، وهو ضَبَطَهُ كما نَقَلَه الحافظ من خَطِّه . ( ومُحَمَّدُ بنُ *!مُجِيبٍ ) الثَّقَفِيُّ الصَّائغُ الكُوفِيُّ ( مُحَدِّثٌ ) سَكَنَ بَغْدَادَ وَحَدَّث بها ، قال أَبو حاتم : شَيْخٌ بَغْدَادِيٌّ ذَاهِبُ الحَديث ، كذا في ذَيْل البُنْدَاريِّ .
قلتُ : وقَدْ رَوَى عن لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ .
وفَاتَهُ : مُجِيبٌ شَيْخٌ لاِءَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ ، وسُفْيَانُ بنُ مُجِيبٍ : صَحَابِيٌّ ، ومُحَمَّدُ بنُ مُجِيبٍ : صَحَابِيٌّ ، ومُحَمَّدُ بنُ مُجِيبٍ المَازِنِيُّ ، عن أَبِيهِ .
2 ( فصل الحاء ) المُهْمَلَة ) 2
حأَب : ( *!الحَوْأَبُ ، كَكَوْكَبٍ : الوَاسِعُ من الأَودِيَةِ ) يقالُ : واد *!حَوْأَبٌ ، وقال الأَزهريّ : الحَوْأَبُ وَاد في وَهْدَةٍ من الأَرْضِ وَاسِعٌ ( و ) الحَوْأَبُ : الوَاسِعُ
____________________

(2/211)


من ( الدِّلاَءِ ) ، يقال : دَلْوٌ حَوْأَبٌ ، ( و ) الحَوْأَب ( : المُقَعَّبُ من الحَوَافِرِ و ) الحَوْأَبُ ( : المَنْهَلُ ) . عن كُرَاع ، قال ابنُ سِيده : ولا أَدْرِي أَهو جِنْسٌ عندَه ؟ ( أَو ) هو ( مَنْهَلٌ ) معروفٌ . ( و ) الحَوْأَبُ ( : ع بالبَصْرَةِ ) قريبٌ منها ، ويقال له أَيضاً الحَوْآبُ . وعن الجوهريّ : الحَوْأَبُ ، قال : هو مَنْزِلٌ بينَ البَصْرَةِ ومَكَّةَ ، وهو الذي نَزَلَتْه عائشةُ لما جَاءَتْ إِلى البَصْرَةِ في وَقْعَةِ الجَمَلِ . وفي ( التهذيب ) الحَوْأَبُ مَوْضِعُ بِئرٍ نَبَحَتْ كِلاَبُهُ أُمَّ المُؤْمِنِين مُقْبَلَهَا من البَصْرَةِ قال الشاعر :
مَا هِيَ إِلاَّ شَرْبَةٌ بِالْحَوْأَبِ
فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِهَا أَوْ صَوِّبِي
( و ) الحَوْأَبُ ( بِنْتُ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ ) ، وإِليها نُسِبَ المَوْضِعُ المذكورُ .
( و ) *!الحَوْأَبَةُ ( بِهَاءٍ : ) أَوْسَعُ وقيل : ( أَضْخَمُ ) ما يكونُ من ( العِلاَبِ ) ، جمع عُلْبَةٍ ، ( والدِّلاَءِ ) جمع دَلْوٍ ، عن ابن الأَعْرَابيّ وابن دُرَيد لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
بِئْس مُقَامُ العَزَبِ المَرْمُوعِ
*!حَوْأَبَةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ
أَي تَسْمَعُ للضُّلُوع نَقيضاً مِنْ ثِقَلِها ، وقيلٍ : هي الحوْأَبُ ، وإِنما أَنّث على معنى الدَّلْوِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جَوْفٌ حَوْأَبٌ : وَاسعٌ ، قال رُؤبَة :
سَرْطاً فَمَا يَمْلأُ جَوْفاً حَوْأَبَا
*!والحَوْأَبُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ، قال رؤبة أَيضاً :
أَشْدَقَ هِلْقَاماً قُبَاباً *!حَوْأَبَا
*!والحَوْأَبَةُ : الغِرَارَةُ الضخْمَةُ .
حبب : ( *!الحُبُّ : ) نَقِيضُ البُغْضِ ، *!والحُبّ : ( الوِدَادُ ) *!والمَحَبَّةُ ، ( *!كالحِبَابِ )
____________________

(2/212)


بِمَعْنَى *!المُحَابَّةِ والمُوَادَّةِ والحُبِّ ، قال أَبو ذُؤيب :
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَدِيدِ *!حِبَابُهَا
وقال صَخْرُ الغَيّ :
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِهَا الزُّؤُدُ
( والحِبّ ، بكَسْرِهِمَا ) حُكِيَ عن خَالِدِ بنِ نَضْلَةَ : مَا هَذَا *!الحِبُّ الطَّارِقِ . ( والمَحَبَّةِ ، *!والحُبَابِ بالضَّمِّ ) ، قَالَ أَبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ :
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَصَادِقٌ
أَدَاءٌ عَرَانِي مِنْ *!حُبَابِكِ أَمْ سِحْرُ
قال ابن بَرِّيّ : المَشْهُورُ عند الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ ، بكسر الحاءِ ، وفيه وَجْهَانِ ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ *!حَابَبْتُه *!مُحَابَّةً *!وحِبَاباً ، والثاني أَن يَكُونَ جَمْعَ *!حُبٍّ ، مثل عُشّ وعِشَاش ، ورواهُ بعضُهُم : من جَنَابِكَ ، بالجيم والنون ، أَي من نَاحِيَتِك وقال أَبو زيد : ( *!أَحَبَّه ) اللَّهُ ، ( وهو ) *!مُحِبٌّ بالكَسْرِ ، و ( *!مَحْبُوبٌ على غير قياسٍ ) هذَا الأَكثرُ قال : ومِثْلُهُ مَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ . وذلك أَنهم يقولون : قَد فُعِلَ . بغير أَلِفٍ في هذا كله ، ثم بُنِيَ مفْعِولٌ على فُعِلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ له ، فإِذَا قالُوا أَفْعَلَه اللَّهُ فهو كله بالأَلف ، وحكى اللِّحْيَانِيُّ عن بني سُلَيمَ : ما *!أَحَبْتُ ذلكَ أَي ما *!أَحْبَبْتُ ، كما قالوا : ظَنْتُ ذلك ، أَي طَنَنْتُ ، ومثلُه ما حكاه سيبويه من قولهم : ظَلْتُ ، وقال :
فِي سَاعَةٍ *!يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أَي *!يُحَبُّ فِيهَا ( و ) قد قِيلَ ( *!مُحَبٌّ ) بالفَتْح على القياسِ وهو ( قليلٌ ) قالَ الأَزهريُّ : وقد جاءَ *!المُحَبُّ شاذًّا في قولِ عنترةَ :
ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
( و ) حكى الأَزهريُّ عن الفراء قال :
____________________

(2/213)


و ( *!حَبَبْتُه *!أَحِبُّه بالكَسْرِ ) لُغَةٌ ( *!حُبًّا بالضِّمَّ والكَسْرِ ) فهو مَحْبُوبٌ ، قال الجوهريّ : وهو ( شَاذٌّ ) لاِءَنَّهُ لا يَأْتِي في المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلاّ ويَشْرَكُه يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كان مُتَعَدِّياً ، ما خَلا هذَا الحَرْفَ ، وكَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه وأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح ، وهو قولُ غَيْلاَنَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ :
أَحِبُّ أَبَا مَرْوَانَ مِنْ أَجْلِ تَمْرِهِ
وأَعْلَمُ أَنَّ الجَارَ بالجَارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلاَ تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ
وَلاَ كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وكان أَبو العباس المبرِّدُ يَرْوِي هذا الشْعَرَ :
وَكَانَ عِيَاضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقِ
وعَلَى هذه الرِّوَاية لا يكون فيه إِقْوَاءٌ . ( و ) حكى سيبويه : حَبَبْتُهُ و ( *!أَحْبَبْتُهُ ) بِمَعْنًى ( *!واسْتَحْبَبْتُهُ *!كَأَحْبَبْتُهُ ، *!والاسْتحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ .
( *!والحَبِيبُ *!والحُبَابُ بالضِّمِّ ، و ) كَذَا ( *!الحِبّ بالكَسْرِ ، *!والحُبَّةُ بالضَّمِّ ) مع الهاء ، كُلُّ ذلك بمعنى ( *!المَحْبُوبِ وهي ) أَي *!المَحْبُوبَةُ ( بهاء ) ، *!وتَحَبَّب إِليه : تَوَدَّدَ ، وامرأَةٌ *!مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ، *!ومُحِبٌّ أَيضاً ، عن الفراء ، وعن الأَزهريّ : *!حُبَّ الشَّيْءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا تَقُلْ : حَبَبْتَهُ ، كما قالوا جُنَّ فهو مَجْنُونٌ ، ثم يقولون : أَجَنَّه اللَّهُ ، *!والحِبُّ بالكَسْرِ : *!الحَبِيبُ ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ ، وكان زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى *!حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والأُنْثَى بالهاء ، وفي الحديث ( ومَنْ يَجْتِرِىءُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَي *!مَحْبُوبُهُ ، وكان صلى الله عليه وسلم *!يُحِبُّه كَثِيراً ، وفي حديث فاطمةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالَ لَهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ( عن عائشة ) ( إِنَّهَا *!حِبَّةُ أَبِيكِ ) الحِبُّ بالكسر : المَحْبُوبُ والأُنْثَى : حِبَّةٌ ( وجَمْعُ *!الحِبِّ ) بالكسر ( *!أَحْبَابٌ *!وحِبَّانٌ ) بالكسر ( *!وحُبُوبٌ *!وحِبَبَةٌ ) بالكسر
____________________

(2/214)


( مُحَرَّكَةً ، وحُبٌّ بالضم ) وهذه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ ( عَزِيزٌ أَو ) أَنها ( اسمُ جَمْعٍ ) ، وقال الأَزهريّ : يُقَالُ للحَبِيبِ : *!حُبَابٌ ، مُخَفَّفٌ ، وقال الليث : الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبَةِ والحَبِيبِ ، وحكى ابن الأَعرابيُّ : أَنَا حَبِيبُكُمْ أَي مُحبُّكُم ، وأَنشد :
وَرُبَّ حَبِيبٍ ( ناصحٍ ) غَيْرِ مَحْبُوبِ
وفي حديث أُحُدٍ ( هُوَ جَبَلٌ *!يُحِبُّنَا *!ونُحِبّهُ ) قال ابن الأَثير : وهذا محمولٌ على المجازِ ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنَا أَهْلُهُ *!ونُحِبُّ أَهْلَهُ ، وهُم الأَنْصَارُ ، ويجوزُ أَن يكونَ من باب المَجَاز الصَّريحِ ، أَي أَنَّنَا نُحِبُّ الجَبَلَ بِعَيْنِه ، لأَنَّه في أَرْضِ مَنْ نُحِبُّ ، وفي حديث أَنَسٍ ( انْظُرُوا حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ ) وفي روايةٍ بإِسْقَاطِ انْظُرُوا ، فيجوزُ أَن تكونَ الحَاءُ مكسورةً بمعنَى المَحْبُوبِ أَي مَحْبُوبُهُمُ التَّمْرُ ، فعلَى الأَوّلِ يكون التمرُ منصوباً ، وعلى الثاني مرفوعاً .
( *!وحُبَّتُكَ ، بالضَّمِ : ما أَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ ) واخْتَرْ *!حُبَّتَكَ *!ومَحَبَّتَكَ أَي الذي تُحِبُّه ( و ) قال ابن بَرِّيّ : ( الحَبِيبُ ) يجىءُ تَارَةً بمعنى ( المُحِبِّ ) كقول المُخَبَّلِ :
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ *!حَبِيبَها
ومَا كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي *!مُحِبَّهَا ، ويجىءُ تارةً بمعنى المَحْبُوبِ كقول ابنِ الدُّمَيْنَةَ :
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى
إِلَىَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ *!لَحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ :
( و ) حَبِيبٌ ( بلا لامٍ خَمْسَةٌ وثَلاَثُون صَحَابِيًّا ) وهم حَبيبُ بنُ أَسْلَمَ مَوْلَى آلِ جُشَمَ ، بَدْرِيٌّ ، رُوِيَ عنه ، وحَبِيبُ بنُ الأَسْوَدِ ، أَوْرَدَه أَبُو مُوسَى ، وحَبِيبُ بنُ أَسِيد بنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ ، وَحبِيبُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ ، وحَبِيبُ بنُ تَيْمٍ ، وحَبِيبُ بنُ حَبيبِ بنِ مَرْوَانَ ، لَهُ وِفَادَةٌ ، وحبيبُ بنُ الحَارِث ، له وِفَادَةٌ ، وحَبِيبُ بنُ
____________________

(2/215)


حُبَاشَةَ ، وحَبِيبُ بنُ حِمَارٍ ، وحَبِيبُ بن خِرَاشٍ العصريّ ، وحَبِيبُ بنُ حَمَامَةَ ، ذَكَره أَبُو مُوسَى ، وحَبِيبُ بنُ خِرَاش التَّمِيمِيُّ ، وحبيبُ بن خماسة الأَوْسِيّ الخطميّ وحبيبُ بنُ رَبِيعَةَ بن عَمْرو ، وحبيبُ بن رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ ، قاله المزّيّ ، وحَبِيبُ بن زيدِ بنِ تَيْمِ البَيَاضِيّ ، اسْتُشْهَدَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وحَبِيبُ بن زَيْدِ بن عاصمٍ المَازِنِيُّ الأَنْصَاريُّ ، وحَبِيبُ بنُ زَيْدٍ الكمِنْدِيُّ ، وحبيبُ بنُ سَبْعٍ أَبو جُمُعَةً الأَنْصَارِيُّ ، وحَبيبُ بنُ سبيعة ؛ أَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وحَبِيبُ بُنُ سَعْدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ ، وحَبِيبٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ ، وحَبِيبُ بنُ سَنْدَر وحَبِيبُ بنُ الضَّحَّاكِ ، رضي الله عنهم .
( و ) حَبِيبٌ أَيضاً ( جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ ) وأَبُو حَبيبٍ : خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ .
( ومُصَغَّراً ) هو ( حُبَيِّبُ بنُ حَبِيب أَخُو حمْزَةَ الزَّيَّاتِ ) المُقرِىء ( و ) حُبَيِّبُ ( بنُ حَجْرٍ ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ بَصِرِيُّ ( و ) حُبَيِّبُ ( بُن عَلِيَ ، مُحَدِّثُونَ ) ، عن الزّهْرِيِّ .
وفاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُبَيِّب ابنُ أَخي حَمْزَةَ الزَّيَاتِ ، رَوَتْ عنه بِنْته فَاطِمَةُ ، وعنه جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ ، وحَبِيب بن فَهْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيز ، الثَّانِي شَيْخٌ لِلإِسْمَاعِيلِيِّ وحَبِيب بنُ تَمِيمٍ المُجَاشِعِيُّ ، شَاعِرٌ ، وحَبِيب بنُ كَعْبٍ بنِ يَشْكُرَ ، قَدِيم ، وحَبِيب بنُ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ جَدّ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتَ وحُبَيِّب بن الحارث في ثَقِيفٍ ، وذَكَرَ الأَصْمَعيُّ أَنَّ كُلَّ اسمٍ في العَرَب فهو حَبِيبٌ بالفَتْحِ إِلاّ الذي في ثَقِيفٍ وفي تَغْلِب وفي مُرَادٍ ، ذَكَره الهَمْدَانيُّ .
( و ) *!حُبَيْبٌ ( كزُبَيْرٍ ابنُ النُّعْمَانِ ، تَابِعِيّ ) عن أَنَس ، لَهُ مَنَاكِيرُ ( وهُوَ غَيْرُ ) حُبَيْب بنِ النّعْمَانِ الأَسَدِيِّ ) الذي رَوَى ( عن خُرَيْمِ بن فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ ، فإِنَّ ذَاكَ بالفَتْحِ وهو ثِقَةٌ .
( و ) قَالُوا ( حَبَّ بِفُلاَنٍ أَي مَا أَحَبَّهُ ) إِلَيَّ ، قَالَهُ الأَصمعيُّ ، وقال أَبو عبيدٍ : مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلاَنٍ بضَمِّ البَاءِ ثم سُكِّنَ وأُدْغِمَ في الثانيةِ ، ومثلُه قال الفراءُ ، وأَنشد :
____________________

(2/216)



وزَادَهُ كَلَفا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ
*!وَحَبَّ شَيْئاً إِلى الإِنْسَانِ ما مُنِعَا
قال : ومَوْضِعُ ( مَا ) رَفْعٌ ، أَرَادَ *!حَبُبَ ، فأَدْغَمَ ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
*!ولَحَبَّ بِالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيَالاَ
أَي مَا *!أَحَبَّه إِلَيَّ ، أَيْ *!أَحْبِب بِهِ .
( *!وحَبُبْتُ إِلَيْهِ كَكَرُمَ : صِرْتُ *!حَبِيباً لَهُ ، ولا نَظِيرَ له إِلاَّ شَرُرْتُ ) ، مِنَ الشَّرِّ ( و ) ما حَكَاه سيبويه عن يُونُسَ من قولهم ( لَبُبْتُ ) مِنَ اللُّبِّ وتقول : مَا كُنْتَ حَبِيباً ولَقَدْ حَبِبْتَ ، بالكَسْرِ ، أَي صِرْتَ حَبِيباً .
( *!وحَبَّذَا الأَمْرُ ، أَيْ هُوَ حَبِيبٌ ) قال سيبويه : جُعِلَ حَبَّ وذا ) أَي مَعَ ذَا ( كَشَيْءٍ وَاحِدٍ ) أَي بِمَنْزِلَتِهِ ( وهُوَ ) عِنْدَه ( اسْمٌ وما بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِه ولَزِمَ ذَا حَبَّ وجَرَى كالمَثَلِ ، بِدَليلِ قَوْلِهِمْ في المُؤَنَّثِ حَبَّذَا ) و ( لا ) يقولونَ ( حَبَّذِهْ ) بكسر الذالِ المعجمة ، ومنه قولُهم : حَبَّذَا زَيْدٌ ، *!فَحَبَّ فِعْلٌ مَاضٍ لاَ يَتَصَرَّفُ ، وأَصْلُهُ *!حَبُبَ ، عَلَى ما قَالَهُ الفرّاءُ ، وذَا فَاعِلُهُ ، وهو اسْمٌ مُبْهَمٌ من أَسْمَاءِ الإِشَارَةِ ، جُعِلاَ شَيئاً واحداً فصارَا بمَنْزِلَةِ اسمٍ يَرْفَعُ ما بَعْدَه ، وموضِعُه رَفْعٌ بالابْتِدَاءِ وزيدٌ خَبَرُه ولا يجوز أَن يكونَ بَدَلاً مِنْ ذَا ، لأَنَّكَ تقولُ : حَبَّذَا امْرَأَةٌ ، ولو كان بَدَلاً لقلتَ حَبَّذِهِ المَرْأَةُ ، قال جرير :
يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ بَلَدٍ
وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانا
وحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ
تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا
وقال الأَزهريّ : وأَمّا قولُهم : حَبَّذَا كَذَا وكَذَا فَهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا ، يُقَالُ : حَبَّذَا الإِمَارَةُ ، والأَصْلُ : حَبُبَ ذَا ، فأُدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَيْنِ في الأُخْرَى وشُدِّدَتَا ، وذَا إِشَارةٌ إِلى ما يَقْرُبُ مِنْك ، وأَنشد :
حَبَّذَا رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَيْهَا
فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الإِزَارَا
____________________

(2/217)



كأَنَّه قال : حَبُبَ ذَا ، ثُمَّ تَرْجَمَ عن ذَا فقال : هو رَجْعُهَا يَدَيْها إِلَى حَلِّ تِكَّتِهَا ، أَي مَا أَحَبَّه ، وقال ابنُ كَيْسَانَ : حَبَّذَا كَلِمَتَانِ جُمِعَتَا شيئاً واحداً ولم تُغَيَّرَا في تَثْنِيَةٍ وَلا جَمعٍ ولا تَأْنِيثٍ ، ورُفعَ بها الاسم ، تَقُولُ : حَبَّذَا زَيْدٌ وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ ، وحَبَّذَا الزَّيْدُونَ ، وحَبَّذَا هنْدٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُمَا وأَنْتُم ، يُبْتعدَأُ بها ، وإِن قُلْتَ : زَيْدٌ حَبَّذَا فهِيَ جَائِزَةٌ وهي قَبِيحَةٌ ، وإِنَّمَا لَمْ تِثَنَّ ولَمْ تُجْمَع ولَمْ تُؤَنَّثْ ، لأَنَّك إِنَّمَا أَجْرَيْتَهَا على ذِكْرِ شَيءٍ سَمِعْتَ فكأَنَّكَ قُلْتَ حَبَّذَا الذَّكْرُ ذِكْرُ زَيْدٍ ، فصارَ زَيْدٌ مَوْضِعَ ذِكْره ( وصار ذا ) مُشَاراً إِلى الذِّكْرِ به ، كذا في كتب النحو ( وحَبَّ إِليَّ هَذَا الشَّيْءُ ) يَحَبُّ ( حُبًّا ) قال ساعِدَةُ :
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ
وَعَدَتْ عَوَاد دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهريّ :
دَعَانَا فَسمَّانَا الشِّعَارَ مُقَدِّماً
*!وحَبَّ إِلينا أَن يكونَ المُقَدَّما
ويقال : *!أَحْبِبْ إِلَيَّ بِه ، وروى الجوهريّ في قول ساعِدةَ : *!وحُبَّ ، بالضمِّ ، قال : أَراد *!حَبُب فأَدْغَمَ وَنَقَلَ الضمةَ إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ ، ونَسبَ هذا القولَ لابن السكّيت .
( *!وحَبَّبهُ إِلَيَّ : جَعلَنِي *!أُحِبُّهُ ) وحَبَّبَ اللَّهُ إِليه الإِيمانَ ، وحَبَّبه إِليَّ إِحسانُه ، وحَبَّ إِلَيَّ بِسُكْنَى مكَّةَ ، وحَبَّ إِليَّ بأَن تَزورني .
( و ) قولُهُم : ( *!حَبَابُكَ كَذَا ) بالفَتْح ، وحَبَابُكَ أَنْ يكُونَ ذلكَ ، أَو حَبَابُكَ أَن تَفْعلَ ذلكَ ( أَي غَايَةُ *!مَحبَّتِكَ أَو ) معناه ( مبْلَغُ جُهْدِكَ ) الأَخِيرُ عن للِّحْيَانيّ ، ولم يذْكُرِ : الحُبَّ ، ومثلُه : حُمَادَاك ، أَي جُهْدُكَ وغَايَتُكَ .
( و ) يقال ( *!تَحَابُّوا : أَحبَّ بعْضُهُمْ بعْضاً ) وهما يَتَحابَّانِ ، وفي الحديث
____________________

(2/218)


( تَهَادَوْا تَحابُّوا ) أَي يُحِبّ بَعْضُكُمْ بعْضاً .
( و ) *!التَّحبُّبُ : إِظْهَارُ الحُبِّ ، يقال ( *!تَحَبَّبَ ) فلانٌ ، إِذا ( أَظْهرَهُ ) أَي الحُبَّ ، وهو *!يَتَحَبَّبُ إِلى الناسِ ، *!ومُحَبَّبٌ إِليهم أَي *!مُتَحَبِّبٌ ( *!وَحَبَّانُ *!وحُبَّانُ *!وحِبَّانُ ) بالتثليث ( *!وحُبيِّبٌ مُصغَّراً ) قد سبق ذكرُه ، فَسردُه ثانياً كالتكرارِ ( و ) *!حُبَيْبٌ ( كَكُمَيْت ) كذلك تقدَّمَ ذِكرُه ( و ) *!حَبِيبةُ ( كَسَفِينَةٍ ، و ) *!حُبَيْبة ك ( جُهَيْنَةَ و ) *!حَبَابةُ مثلُ ( سَحابةٍ و ) *!حَبَابٌ مثلُ ( سَحَابٍ و ) *!حُبَابٌ مِثْلُ ( عُقَابٍ وحَبَّةُ بالفتح وحُبَاحِبُ بالضم ) وقد يأَتي ذكره في الرباعيّ ( أَسْمَاءٌ ) مَوْضوعةٌ من الحُبِّ .
( وحَبَّانُ بالفَتْحِ : وَادٍ باليَمَنِ ) قريبٌ من وَادِي حَبْقٍ ( و ) حَبَّانُ ( بنُ مُنْقِذِ ) بنِ عمرٍ و الخَزْرَجِيُّ المازنيُّ شَهد أُحُداً ، وتُوُفِّي في زَمنِ عثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( صَحابِيٌّ ) وابْنُه سعيدٌ له ذِكْرٌ ( و ) حَبَّانُ ( بنُ هِلاَلٍ و ) حَبَّانُ ( بنُ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ ) الحارِثِيُّ الأَنْصارِيُّ من أَهْلِ المدِينَةِ ، يَرْوِي عن أَبِيه ، وعنه ابنُ لَهِيعةَ ( وسَلَمةُ بنُ حَبَّانَ ) شيخٌ لأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ ( مُحَدِّثُونَ ) .
( و ) سِكَّةُ حِبَّانَ ( بالكَسْرِ : مَحَلَّةٌ بنَيْسابُور ) منها محمدُ بن جعفرِ بنِ أَحمد الحِبَّانِيّ ، ( و ) حِبَّانُ ( بنُ الحكمَ السُّلَمِيّ ) من بَنِي سُلَيْمٍ ، قِيلَ كانت معه رايةُ قَوْمِهِ يومَ الفَتْحِ ( و ) حِبَّانُ ( بنُ بُجَ الصُّدَائِيُّ ) له وِفَادةٌ ، وشَهِد فَتْحع مِصْرَ ( أَوْ هُوَ ) حَبَّانُ ( بالفَتْحِ ) قاله ابن يُونُس ، والكَسْرُ أَصحّ ( و ) كذا حِبَّانُ ( بنُ قَيْسٍ أَو هُوَ ) أَي الأَخِيرُ ( بالياءِ ) المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ ، وكذا حِبَّانُ أَبُو عقيلٍ الأَنْصارِيُّ ، وحِبَّانُ بن وَبرَة المرّيّ ( صحابِيُّونَ و ) حِبَّانُ ( بنُ مُوسى ) المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ ( و ) حِبَّانُ ( بنُ عَطِيَّةَ ) السُّلَمِيُّ ، لَهُ ذِكْرٌ في الصَّحِيحِ ، في حديث عليّ رضي الله عنه في قِصَّةِ حاطِبٍ ، ووَقَع في رِوَايَةِ
____________________

(2/219)


أَبِي ذَرَ الهَرَوِيّ حَبَّانُ بالفَتْحِ . ( و ) حِبَّنُ ( بنُ عَلِيَ العَنَزهيُّ ) من أَهلِ الكوفَة ، روى عن الأَعْمَشِ والكُوفيْينَ مات سنة 173 وكان يَتَشَيَّع ، كذا في ( الثِّقَاتِ ) .
قلتُ : هو أَخُو مَنْدَل ، وابْنَاهُ : إِبراهيمُ وعبدُ الله حَدَّثَا ( و ) حِبَّانُ ( بنُ يَسَارٍ ) أَبُو رَوْحٍ الكِلاَبِيُّ يَرْوِي عن العِقَارقِيِّينَ ، ( مُحَدِّثُونَ ) .
( وحُبَّانُ ) بالضمِّ ابنُ مَحْمُودِ بن محموية ( البَغْدادِيّ ) قال عَبْدُ الغَنِيِّ : حَدَّثْتُ عَنْهُ ومُحَمَّدُ بنِ بَكْرِ ) بن عَمْرٍ و بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ ، رَوَى عن سَلَمَةَ بنِ الفَضْلِ وعنه الطَّبَرَانِيُّ ، والجِعَابِيّ ولهم آخر : مُحَمَّدُ بنُ *!حُبَّانَ اخْتُلفَ فيه ، قيلَ بالفَتْح ، واسم جَدِّه أَزْهَرُ ، وهو باهِلِيٌّ ، رْوِي عن أَبِي الطَّاهِرِ الذّهْلِيِّ ، وقيل : هُمَا واحِدٌ ، رَاجِع ( التَبْصِير ) للحافظ ( رَوَيَا ) وحَدَّثَا .
( *!والمُحَبَّةُ *!والمَحْبُوبَةُ ) حَكَاهُمَا كُرَاع ( و ) كذا ( *!المُحَبَّبَةُ *!والحَبِيبَةُ ) جميعاً من أَسماءِ ( مَدِينَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقد أَنْهَيْتُهَا إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً ، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك *!لحُبِّ النبيّ صلى الله عليه وسلموأَصحابه إِياها .
( *!ومَحْبَبٌ كمَقْعَدٍ اسْمٌ ) عَلَمٌ جَاءَ على الأَصْلِ لمكان العَلَمِيَّةِ ، كما جاءَ مَزْيَدٌ ، وإِنَّمَا حَمَلَهُمْ على أَن يَزِنُوا *!مَحْبَباً بمَفْعَلٍ دُونَ فَعْلَلٍ لأَنهم وَجَدُوا ما تركَّب من حبب ولم يَجِدُوا محب ولَوْلاَ هذا لكان حَمْلُهُم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَوْلَى ، لأَنَّ ظُهُورَ التضعيفِ في فَعْلَل هو الق 2 اسِ والعُرْفُ كَقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ .
( وأَحَبَّ البَعِيرُ : بَرَكَ فلَمْ يَثُرْ ) وقيلَ : *!الإِحْبَابُ في البَعِيرِ كالحِرَانِ في الخَيْلِ ، وهو أَن يَبْرُكَ ، قال أَبُو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيُّ :
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبَا
ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ : السَّوْطُ ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قوله تعالى : { 2 . 016 اني اءَحببت حب الخير عن
____________________

(2/220)


ربي } ( ص : 32 ) أَي لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فاتَتْنِي الصَّلاةُ ( أَوْ ) أَحَبَّ البَعِيرُ *!إِحْبَابا ( : أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ ) قال ثعلبٌ : ويقال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ : مُحِبُّ ، وأَنْشَدَ يَصِفُ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا .
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلّهُنَّ كالمُحِبّ
وقال أَبُو الهَيْثَمِ : الإِحْبَابُ : أَنْ يُشْرِفَ البَعيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ ، قال الراجز :
مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحِبَ بَارِك
أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ وَهْوَ هَالِكْ
( و ) الإِحْبَابُ : البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ ، يقال : أَحَبَّ ( فُلاَنٌ ) إِذا بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ ، و ) أَحَبَّ ( الزَّرْعُ ) وَأَلَبَّ ( صَارَ ذَا حَبَ ، و ) وذَلِكَ إِذا ( دَخَلَ فيه الأُكْلُ ) وتَنَشَّأَ الحَبُّ واللُّبُّ فيه .
( *!واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ ) إِذَا ( أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا ، وإِنما يكون ذلك إِذَا لتَقَتِ الصَّرْفَةُ والجَبْهَة وطلعَ مَعهما سُهيل .
( والحَبَّةُ : وَاحِدَةُ الحَبِّ ) ، والحَبُّ : الزَّرْعُ صغيراً كان أَو كبيراً ، والحَبُّ : معروفٌ مستعملٌ في أَشياءَ ( جَمَّة ) حَبَّةٌ مِنْ بُرَ ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ ، حَتَّى يقولوا : حَبَّةٌ من عِنَبٍ ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوهِمَا ( ج *!حَبَّاتٌ ) *!وحَبٌّ ( *!وحُبُوبٌ *!وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ ) في تَمْرٍ وهذه الأَخيرةُ نادرةٌ ، لأَنَّ فَعْلَة لا يُجْمَعُ على فُعْلاَنٍ إِلا بَعْدَ ( طَرْح ) الزَّائِدِ .
( و ) *!الحَبَّةُ ( : الحَاجَةُ ) .
( و ) *!الحُبَّةُ ( بالضَّمِّ : المُحَبَّةُ ) وقد تقَدَّمَ ، ( : وعَجَمُ العِنَبِ ، و ) قد يُخَفَّفُ ) فيقال *!الحُبَةُ كثُبَةٍ .
____________________

(2/221)



( و ) *!الحِبَّةُ ( بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ و ) رَوَى الأَزهريّ عن الكِسَائيِّ : الحِبَّة : حَبُّ ( الرَّيَاحِينِ ) ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ ( أَو ) هِيَ ( نَبْتٌ ) يَنْبُتُ ( في الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو ) هي ( الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شيءٍ ) وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ ( فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ *!الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ) والحَمِيلُ : ما يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ ، والجَمْعُ *!حِبَبٌ ، وقِيلَ : مَا كَانَ له حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّةُ ( أَو ) هي ما كانَ من ( بَزْرِ العُشْبِ ) قاله ابن دريد ( أَو ) هي ( جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ ) قاله أَبو حنيفَةَ ، وقيل : الحبَّةُ بالكسر : بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ ( وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ : بالكَسْرِ ، وحَبَّةٌ ( بالفَتْحِ ) عن الكسائيِّ ، قال : فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلاَّ الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ ، وإِنَّمَا افْتَرَقَا في الجَمْع ، وقال الجوهريّ : الحَبَّةُ : وَاحِدَةُ حَبّ الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ ، ( أَو ) الحِبَّةُ بالكسرِ ( بَزْرُ ) كلِّ ( ما نَبَتَ ) وَحْدَه ( بِلاَ بَذْرٍ ، و ) كُلُّ ( مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ و ) قال أَبُو زِيَادٍ : الحِبَّةُ بالكسرِ ( اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ ) بعضُه على بعضٍ ، رواه عنه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ :
تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ
فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قال الأَزهريّ : ويقال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ ، أَي بالكسر ، والوَاحِدَةُ منها حَبَّةٌ أَي بالفتح ( أَو ) الحِبَّة ( : يابسُ البَقْل ) والحِبَّة حَبُّ البَقْلِ الذي يَنْتَثِرُ ، قال الأَزهَرِيّ ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ رَعَيْنَا الحِبَّةَ ، وذلك في آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا ، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عليها قال : ورأَيتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيمِ ، قال : وَلاَ يَقَعُ
____________________

(2/222)


اسْمُ الحِبَّةِ إِلاَّ على بُزُورِ العُشْبِ ، وقد تقَدَّم ، والبُقُولِ البَرِّيَةِ ومَا تَنَاثَرَ من وَرَقِهَا فاخْتَلَطَ بها ، مثل القُلْقُلاَنِ ، والبَسْبَاسِ ، والذُّرَقِ ، والنَّفَلِ ، والمُلاَّحِ وأَصْنَافِ أَحْرَارِ البُقُولِ كُلِّهَا وذُكُورِهَا .
( و ) يُقَالُ : جَعَلَه في حَبَّةِ قَلْبِهِ وأَصَابَتْ فُلاَنَةُ حَبَّة قَلْبِهِ ( حَبَّةُ القَلْبِ : سُوَيْدَاؤُهُ ، أَو ) هي ( مُهْجَتُه ، أَو ثَمَرَتَهُ أَو ) هي ( هَنَةٌ سَوْدَاءُ فيهِ ) وقيل : هي زَنَمَةٌ في جَوْفِهِ قال الأَعشى :
فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وطِحَالَهَا
وعن الأَزهريّ : حَبَّةُ القَلْبِ : هِي العَلَقَةُ السَّوْدَاءُ التي تكونُ دَاخِلَ القَلْبِ وهي حَمَاطَةُ القَلْبِ أَيضاً ، يقالُ : أَصَابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلاَنٍ ، إِذا شَغَفَ قَلْبَهُ حُبُّهَا ، وقال أَبو عمرٍ و : الحَبَّةُ : وَسَطُ القَلْبِ .
( وحَبَّةُ ) بِنْتُ عبدِ المُطَلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ تَابِعِيَّةٌ :
وحَبَّةُ اسمُ ( امْرَأَةٍ عَلِقَهَا ) : عَشِقَهَا ( مَنْظُورٌ الجِنِّيُّ فكَانَتْ ) حَبَّةُ ( تَتَطَّبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُهَا مَنْظُورٌ ) قالَه ابنُ جِنِّي ، وأَنشد :
أَعَيْنَيَّ سَاءَ اللَّهُ مَنْ كَانَ سَرَّه
بُكَاؤُكُمَا أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذَاكُمَا
ولَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِمَا
لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذَاكُمَا
وحَبَّةُ بنُ الحَارِثِ بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىءٍ هو الذي سَارَ مع أُسَامَة بنِ لُؤَيّ بنِ الغَوْثِ خَلْفَ البَعِيرِ إِلى أَنْ دَخَلاَ جَبَلَيْ أَجَإِ وسَلْمَى .
( *!وحَبَابُ المَاءِ والرَّمْلِ ) وكَذَا النَّبِيذِ كسَحَابٍ ( : مُعْظَمُه ، كَحَبَبِهِ ) مُحَرَّكَة ( وحِبَبِهِ ) بالكسرِ ، واختص بالثالث أَولهما قال طرفة :
بَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ
فَدَلَّ على أَنه المُعْظَمُ ، قلتُ : ومنهُ حديثُ عليَ رضي الله عنه قال لأَبي
____________________

(2/223)


بكرٍ رضي الله عنه ( طِرْتَ بِعُبَابِهَا وفُزْتُ بِحَبَابِهَا ) أَي مُعْظَمِهَا ، ( أَو ) حَبَابُ المَاءِ ( طَرَائِقُه ) كأَنَّهَا الوَشْيُ ، قاله الأَصمعيّ وأَنشد لجريرٍ .
كَنَسْجِ الرِّيحِ تَطَّرِدُ الحَبَابَا
( أَوْ ) حَبَابُ المَاءِ نُفَّاخَاتُه و ( فَقَاقِعُه التي تَطْفُو كَأَنَّهَا القَوَارِيرُ ) وهي اليَعَالِيلُ ، يقالُ : طَفَا الحَبَابُ عَلَى الشَّرَابِ ، وقال ابنُ دُرَيْد : حَبَبُ المَاءِ : تَكَسَّرُهُ ، وهو الحَبَابُ وأَنشد الليثُ :
كَأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِينَ قَامَتْ
حَبَابُ المَاءِ يَتَّبِعُ *!الحَبَابَا
ويُرْوَى : حِينَ تَمْشِي ، لَمْ يُشَبِّهَ صَلاَهَا ومَآكِمَهَا بالفَقَاقِيع وإِنَّما شَبَّهَ مَآكمَهَا *!بالحَبَابِ الذِي عليه ، كأَنَّهُ دَرَجٌ في حَدَبَةٍ ، والصَّلاَ : العَجِيزَةُ ، وقيلَ : حَبَابُ المَاءِ : مَوْجُهُ الذي يتبعُ بعضُه بَعْضاً ، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد شَمِرٌ :
سُمُوّ حَبَابِ المَاءِ حالاً عَلَى حَالِ
( *!والحُبُّ ) بالضَّمِّ ( : الجَرَّةُ ) صَغِيرَة كانت أَو كبيرةً ( أَو ) هي ( الضَّخْمَة منها ) أَو الحُبُّ : الخَابِيَةُ ، وقال ابن دُريد : هو الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ ، فلم يُنَوِّعْهُ ، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ ، قال : وقال أَبو حاتم : أَصْلُهُ حُنْبُ ، فعُرِّب ، والحُبَّةُ بالضَّمِّ : الحُبُّ ، يُقَالُ : نَعَم وحُبَّةٍ وكَرَامَةً أَوْ يُقَالُ في تَفْسِيرِ الحبِّ والكَرَامَةِ : إِن الحبَّ : ( الخَشَبَاتُ الأَرْبَعُ ) التي ( تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ ، و ) إِن ( الكَرَامَةَ غِطَاءُ الجَرَّةِ ) من خَشَبٍ كانَ أَو من خَزَفِ ( ومنه ) قولُهُم ( حُبَّا وكَرَامَةً ) نقله الليثُ ( ج *!أَحْبَابٌ *!وحِبَبَةٌ *!وحِبَابٌ ) بالكسر .
( و ) الحِبُّ ( بالكَسْرِ : ) الحَبِيبُ مثل خِدْن وخَدِينٍ ، قال ابن برّيّ : والحَبِيبُ يجيءُ تارةً بمعنى ( المُحِبِّ ) كقولُ المُخَبَّلِ .
____________________

(2/224)



أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها
وَما كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّهَا ، ويجيءُ تارةً بمعنى المَحْبُوبِ كقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ .
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى .
إِلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ
وقد تَقَدَّم .
( و ) الحِبُّ ( القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ ) قال ابن دريد : أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي :
تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنه
مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا
ما الحِبُّ : فقال : القُرْطُ ، فقال خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ ، قال الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ في هذا البيتِ الحَبِيبَ ، قال : وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ ، وقوله ( كالحِبَابِ بالكسْر ) صَرِيحُه أَنه لغةٌ في الحِبِّ بمَعْنَى القُرْط ولم أَرَه في كُتُبِ اللُّغةِ ، أَو أَنه لُغَةٌ في الحِبِّ بمعنى المُحِبِّ وهو كَثِيرٌ ، وقد تقدم في كلامِه ، ثم إِنّي رأَيتُ في ( لسان العرب ) بعد هذه العبارة ما نَضُّه : والحُبَابُ كالحِبِّ ، ولا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ ، فتأَمَّلْ .
( و ) الحُبَابُ ( كغُرَابٍ : الحَيَّة ) بِعَيْنِهَا وقيل : هي حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم . ( و ) الحُبَابُ ( : حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ ، و ) حُبَابٌ ( اسْمُ ) رَجلٍ منَ الأَنْصَارِ ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ ( و ) حُبَابٌ ( جَمْعُ *!حُبَابَةٍ ) اسْم ( لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِبَّةٍ ، و ) حُبَابٌ ( اسْمُ شَيْطَانٍ ) ، وفي الحديث ( الحُبَابُ شَيْطَانٌ ) قال ابن الأَثير هو بالضَّمِّ اسمٌ له ، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضاً ، كما يقالُ لها : شَيْطَانٌ ، فهما مُشْتَرِكَانِ ، ولذلك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ ، وقال أَبو عُبيدٍ : وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن
____________________

(2/225)


الحَيَّةَ يقال لها شَيْطَانٌ ، قال الشاعر :
تُلاَعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيَ كَأَنَّهُ
تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وبه سُمِّي الرَّجُلُ ، انتهى .
( وأُمُّ حُبَابٍ ) مِن كُنَى ( الدُّنْيَا ) .
( و ) حَبَابٌ ( كَسَحَاب اسمٌ ) .
وقَاعُ الحَبَابِ : مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان .
وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ ، مُحَدِّثٌ ، وهو شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ ، ذَكَره في الذَّيْلِ .
( و ) الحَبَابُ بالفَتْحِ ( : لطَّلُّ ) على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عليه ، قالَه أَبو عمرٍ و ، وفي حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ ( يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ ) قال ابنُ الأَثيرِ : الحَبَابُ بالفَتْحِ : الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ ، شَبَّهَ به رَشْحَهُم مَجَازاً ، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ ، لِيُثْبِتَ له طِيبَ الرَّائِحَةِ ، قال : ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وهي نُفَّاخَاتُه التي تَطْفُو عليه ، وفي الأَساس : ومن المَجَازِ قولُه :
تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا
إِلى سُوقِ أَعْلاَهَا جُمَاناً مُبَدَّدَا
أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ ، سَمَّاهَا حَبَاباً استعارة ، ثم شَبَّهَهَا بالجُمَان .
( و ) الحِبَابُ ( كَكِتَابٍ : المُحَابَبَةُ ) والمُوَادَّةُ ، والحُبُّ ، قال أَبو ذؤيبٍ :
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ لِلْمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وقال صخْرُ الغَيِّ :
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ ما أَجِدُ
عَاوَدَتِي مِنْ حِبَابِهَا الزُؤُدُ
____________________

(2/226)



وزَيْدٌ يُحَابُّ عَمْراً : يُصَادِقُهُ .
وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ : انْتَفَخَ كالحُبِّ ، ونَظِيرُه : حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وهو الجُوَالِقُ ، كما في الأَساس .
( والتَّحَبُّبُ : أَوَّلُ الرِّيِّ ) وتَحَبَّبَ الحِمَارُ وغيرُه : امْتَلأَ منَ الماءِ ، قال ابن سيده : وأُرَى حَبَّبَ معقُولَةً في هذا المَعْنَى ، وَلاَ أَحُقُّهَا ، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيًّا ، وعن أَبي عمرٍو : *!حَبَّبْتُه *!فَتَحَبَّبَ ، إِذا مَلأْتَه ، للسِّقَاءِ وغيرِه .
( *!وحُبَابَةُ السَّعْدِيُّ ، بالضمِّ : شَاعِر لِصٌّ ) هكذا ضَبَطَه الذَّهْبِيُّ ، وضبطَه الحافظ بالجِيمِ .
( وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ ) ، عَنْ عَلِيَ ( و ) كَذَا ( أُمُّ حَبَابَة ) بِنْتُ حَيَّانَ ، عن عائشَةَ ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ ( تَابِعِيَّتَانِ ، وحَبَابَةُ : شَيْخَةٌ لاِءَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ ) رَوَى عنها ، ( و ) أَبُو القَاسِمِ ( عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ حَبَابَةَ ) مُحَدِّثٌ ( سَمعَ ) أَبَا القَاسِمِ ( البَغَوِيَّ ) وغَيْرَه .
( ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ : حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً ) وهو كثيرٌ .
( *!والحَبْحَبَةُ : جَرْيُ المَاءِ قَلِيلاً ) قَلِيلاً ( *!كالحَبْحَبِ ) عن ابن دُريد ( و ) الحَبْحَبَةُ ( : الضَّعْفُ ، وسَوْقُ الإِبلِ ، و ) الحَبْحَبَةُ ( مِنَ النارِ اتِّقَادُهَا ، و ) الحَبْحَبَةُ ( : البَطِّيخُ الشَّامِيُّ الذي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ ، والفُرْسُ ) تُسَمِّيهِ ( الهِنْدِيَّ ) لِمَا أَنّ أَهلَ العرَاق يأْتيهم من جِهةِ الهِنْدِ ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ ، قال الصاغانيّ : وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ . قلتُ : ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلاَّعَ ، كرُمَّانٍ ( ج حَبْحَبٌ ) .
( *!والحَبْحَابُ ) ويروى بمثلَّثتينِ ( صَحَابِيٌّ ، و ) الحَبْحَابُ : الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَام ، وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ *!حَبْحَاباً ، والحَبْحَابُ ( : القَصِير ) قِيل : وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ ( و : الدَّمِيمُ و ) قِيلَ : الصَّغِيرُ في قَدْرٍ ، و ( : السِّيِّىءُ الخُلُقِ ) والخَلْقِ ( و ) : الحَبْحَابُ ( : سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ ) ( : سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ ) وبِهِ قَتَلَ
____________________

(2/227)


النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ ( و ) الحَبْحَابُ ( : الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئِيلُ ) الجِسْمِ ، وقِيلَ : الصَّغِير ، ( كالحَبْحَب *!-والحَبْحَبِيِّ ) بزِيَادَةِ الياءِ .
( و ) الحَبْحَابُ ( وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ ) المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عن أَنْسٍ وأَبِي العَالِيَةِ ، وعنه : يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ .
( والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ ) هو ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بن كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر ( بالضَّمِّ ) شَهِدَ بَدْراً وكَانَ يقال له ذُو الرَّأْيِ ، وهو القَائل :
( أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ) ماتَ كَهْلاً في خِلاَفَةِ عُمَرَ ، رضي الله عنهما ( و ) الحُبَابُ ( بنُ قَيْظِيّ ) ابنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ ابنِ التَّيِّهَانِ ، قِتُلَ يَوْمَ أُحُدٍ ( و ) الحُبَابُ ( ابنُ زَيْدِ ) بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ ، شَهِدَ أُحُداً وقُتِلَ باليَمَامَةِ ( و ) الحُبَابُ ( بنُ جَزْءِ ) بنِ عَمرٍ و الأَنْصَارِيُّ ، أُحُدِيٌّ ( و ) الحُبَابُ ( بنُ جُبَيْرٍ : حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّة ، ذكره أَبو عُمر ، ( و ) الحُبَابُ ( بنُ عَبْدِ اللَّهِ ) بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ ، سَمَّاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلمعَبْدَ اللَّهِ ( صَحَابِيّونَ ) والحُبَابُ بنُ عَمْرٍ و أَهُو أَبِي اليُسْرِ ، صَحَابِيٌّ ، قِيلَ اسْمُه : الحُتَاتُ ، ولذا لم يذكرْه المؤلفُ .
( *!والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ : السَّيِّىءُ الغِذَاءِ ) .
*!والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ ، وفي المَثَلِ ، قال بَعْضُ العَرَبِ ( أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِياً ( وجِئْتَ بِهَا ) وفي ( التَّكْمِلَةِ ) بِسَائِرِهَا ( حَبْحَبَةً ) ) . والحَبْحَبَةُ : الضَّعُف ( أَي مَهَازِيلَ ) يُقَالُ ذلك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلاَفِ لِمَالِهِ ، وعن ابن الأَعرابيّ : إِبلٌ *!حَبْحَبَةٌ : مَهَازِيلُ .
( *!والحَبَاحِبُ : السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ ، والصِّغَارُ ، جَمْعُ الحَبْحَاب ) قال حُبَيْبٌ الأَعْلَمُ :
____________________

(2/228)



وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ
تُ أَلَنْ تُبَلِّغَنِي مَآرِبْ
دَلَجِي إِذا ما اللَّيْلُ جَ
نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ
قال ابن بَرِّيّ : المُقَرَّنَةُ : آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ ، ودَلَجِي فاعِل تُبَلِّغُنِي ، وقال السُّكَّرِيُّ : الحَبَاحِبُ : السَّرِيعَةِ الخَفِيفَةِ ، قال يَصِفُ جِبَالاً كأَنَّهَا قُرِّنَتْ لِتَقَارُبِهَا .
( و ) الحَبَاحِبُ ( : د ) أَو موضعٌ .
ومن المجاز : فخلانٌ بَغَيضٌ إِلى كُلِّ صَاحِب ، لاَ يُوقِدُ إِلاَّ نَارَ الحُبَاحِب . ( و ) الحُبَاحِبُ ( بالضَّمِّ : ذُبَابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ ) كأَنَّهُ نَارٌ ( لَهُ شُعَاعٌ كالسِّرَاجِ ) . وهو مَثَلٌ في النَّكَدِ وقِلَّةِ النَّفْعُ ، كما في الأَساس ، قال النابغةُ يَصِفُ السُّيُوفَ :
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ
وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ
وفي ( الصحاح ) : ( ويُوقِدْنَ والصُّفَّاحُ : حَجَرٌ عِرِيضٌ ( ومِنْهُ نَارُ الحُبَاحِبِ ) وعن الفرّاء : يقال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّارَ بحَوَافِرِهَا : هِيَ نَارُ الحُبَاحِبِ ( أَو هِيَ ) أَي نارُ الحُبَاحِبِ ( : مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ في الهَوَاءِ من تَصَادُمِ الحِجَارَةِ ، أَو ) كَانَ الحُبَاحِبُ رَجُلاً مِنْ أَحْيَاءِ العَرَب ، وكانَ من أَبْخَلِ النَّاسِ فَبَخِلَ حتَّى بَلَغَ به البُخْلُ أَنَّه كان لاَ يُوقِدُ نَاراً بَلَيْل ، فإِذَا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ لِيَقْتَبِسَ منهَا أَطْفَأَهَا ، فكذلك ما أَوْرَتِ الخَيْلُ لاَ يُنْتَفَعُ بهِ ، كَمَا لا يُنْتَفعُ بنارِ الحُبَاحِبِ ، قاله الكَلْبِيُّ ، أَو ( كان أَبُو حُبَاحِبٍ ) رَجُلاً ( مِنْ مُحَارِب ) خَصَفَةَ ( وكَانَ ) بَخِيلاً ( لاَ يُوقِدِ نَارَهُ إِلاَّ بالحَطَبِ الشَّخْتِ لِئَلاَّ تُرَى ) وقِيلَ : اسمُه حُبَاحِبٌ فضُرِبَ بِنَارِهِ المَثَلُ ، لأَنَّه كان لا يُوقِدُ إِلاَّ ناراً ضَعِيفةً مَخَافَةَ الضِّيفَانِ ، فَقَالُوا : نَارُ الحُبَاحِبِ لِمَا تَقْدَحُه الخَيلُ بحوافِرِهَا ،
____________________

(2/229)


قال الجوهريُّ : ورُبَّما قالوا : نَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ : وهو ذُبَابٌ يَطِيرُ بالليلِ كأَنَّه نارٌ ، قال الكُمَيْتُ وَوَصَفَ السُّيُوفَ :
يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا
كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا
وإِنَّمَا تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنَّه جَعَلَ حُبَاحِبَ اسْماً لِمُؤَنَّثٍ ، ( أَو هِيَ ) مُشْتَقَّةٌ ( من *!الحَبْحَبَةِ ) التي هي ( الضَّعْفُ ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ ، ( أَوْ هِيَ ) : أَي نَارِ حُبَاحِب ونَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ ( : الشَّرَرَةُ ) التي ( تَسْقُطُ مِنَ الزِّنَادِ ) : قال النابغة .
أَلاَ إِنَّمَا نِيَرَانُ قَيْسٍ إِذَا شَتَوْا
لِطَارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نَارِ الحُبَاحِبِ
قال أَبو حنيفةَ : لاَ يُعْرَفُ حُبَاحِبٌ وَلاَ أَبُو حُبَاحِبٍ ، وقال : ولم ، نَسْمَعْ فيه عن العربِ شيئاً ، قال : ويَزْعُمُ قَوْقٌ أَنَّه اليَرَاعُ ، واليَرَاعُ : فَرَاشَةٌ إِذا طَارَتْ في الليل لمْ يَشُكَّ مَنْ لمْ يَعْرِفْهَا أَنَّها شَرَرَةٌ طارتْ عن نارٍ ، وقالَ أَبُو طَالِبٍ يَحْكى عن الأَعْرَابِ : إِنَّ الحُبَاحِبَ : طَائِرٌ أَطْوَلُ منَ الذُّبَابِ فِي دِقَّةٍ ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ ، كأَنَّه شَرَارَةٌ ، وقال الأَزهريُّ : وهذا معروفٌ ، وقولُه :
يُذْرِينَ جَنْدَلَ حَائِرٍ لِجُنُوبِهَا
فكَأَنَّمَا تُذْكِي سَنَابِكُهَا الحُبَا
إِنَّمَا أَرَادَ الحُبَاحِبَ ، أَي نَارَ الحُبَاحِب ، يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصَى في جَرْيِهَا جُنُوبَهَا ، ورُبَّمَا جَعَلُوا الحُبَاحِبَ اسْماً لِتِلْكَ النَّارِ قال الكُسَعِيُّ :
مَا بَالُ سَهْمِي تُوقِدُ الحُبَاحِبَا
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَائِبَا
وأُمُّ حُبَاحِبٍ : دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَب تَطِيرُ ، صَفْرَاءُ خَشْرَاءُ رَقْطَاءُ ، بِرَقَطِ صُفْرَةٍ ، وخُضْرَةٍ ، ويقولونَ إِذَا رَأَوْهَا : ( أَخْرِجِي ) بُرْدَيْ أَبِي حُبَاحِبٍ فَتَنْشُر
____________________

(2/230)


جَنَاحَيْهَا وهُمَا مُزَيَّنَانِ بِأَحْمَرَ وأَصْفَرَ .
*!وحَبْحَبٌ : اسْمٌ مَوْضِعٍ قال النابِغَة :
فَسَاقَانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فَجَنْبَا حِمًى فالخَانِقَانِ *!فَحَبْحَبُ
وحُبَاحِبٌ : اسْمُ رَجُل قال :
لَقَدْ أَهْدَتْ حُبَابَةُ بِنْتُ جَلَ
لاِءَهْلِ حُبَاحِبٍ حَبْلاً طَوِيلاَ
( وذَرَّى حَبًّا : لَقَبُ ) رَجُلٍ قال :
إِنَّ لَهَا لَرَكَباً إِرْزَبَّا
كَأَنَّهُ جَبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا
( والحَبَّةُ الخَضْرَاءُ : البُطْمُ ) وهو الكِبَارُ منها ، وقد يُسمى الكِبَارُ منها أَيضاً الضَّرْوَ ، وصَمْغُهُ أَجْوَدُ الصُّمُوغِ بَعْد المَصْطَكَى ( و ) الحَبَّةُ ( السَّوْدَاءُ : الشُّونِيزُ ) وهي الحَبَّةُ المُباركَةُ مشهورةٌ وسيأَتي في شنز ( والحَبَّةُ : القِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ ) .
ويقال لِلْبَرَدِ : حَبُّ الغَمَامِ ، وحَبُّ المُزْنِ ، وحَبُّ قُرَ ، وفي صفته صلى الله عليه وسلم ( ويَفْتَرُّ عنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمَامِ ) يعْنِي البَرَدَ ، شَبِّهَ به ثَغْرهُ في بَياضِهِ وصَفَائِهِ وبرْدِهِ .
وجابِرُ بنُ حَبَّةَ : اسْمٌ لِلْخُبْزِ : قاله ابنُ السَّكّيت ، وقال الأَزهريّ : الحَبَّةُ : حَبَّةُ الطَّعَامِ ، حَبَّةٌ مِنْ بُرَ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ ورُزَ ، وكلّ ما يَأْكُلُهُ النَّاسُ ، ( و ) الحَبَّةُ ( من الوَزْنِ م ) سيأَتي ( في مكك ) .
( و ) حَبَّةُ ( بِلاَ لاَمَ ) اسْمُ ( أَبِي السَّنَابِلِ ( بنُ بَعْكَكِ ) بنِ الحَجَّاجِ . وقيلَ اسمُه : عَمْرٌ و ، مِنَ المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ . ( و ) حَبَّةُ ( بنُ حَابِسٍ ) كذا قال ابن أَبي عاصم ، تابعيٌّ ، عن أَبِي ، وله صُحْبة ( أَو هو بالياءِ ) التحتية وهو الصواب ( صَحَابِيَّانِ ) وحَبَّةُ بنُ خالدِ الخُزَاعيُّ أَخُو سَوَاءٍ صحابِيٌّ نَزَلَ الكوفةَ ( وحَبَّةُ بنُ أَبِي حَبَّةَ ) عن عاصمِ
____________________

(2/231)


بن حَمْزَةَ ( و ) حَبَّةُ ( بنُ مُسْلِم ) في الشِّطْرَنْجِ تَابعيٌّ ( و ) أَبُو قُدامةَ حَبَّةُ ( بنُ جُوَيْنٍ ) البَجَلِيُّ ثم ( العُرَنِيُّ ) نَزَلَ الكوفَةَ ، تابعيٌّ ( و ) حَبَّةُ ( بنُ سَلَمَة ) أَخُو شَقِيقٍ ( التابعيُّ ) روى عن ابن مسعود ( وعبُد السَّلامِ بنُ أَحمد بن حَبَّةَ ) التَّغْلِبَيّ ، روى النَّرْسِيُّ عن رَجل عنه . ( و ) أَبُو ياسِرٍ ( عبْدُ الوهَّابِ بنُ هِبَةِ اللَّهِ ) بنِ عبدِ الوهاب ( بن أَبِي حَبَّةَ ) العَطَّار ، وقد نُسِبَ إِلى جَدِّه ، روى عن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ المُسْنَدَ والزُّهْد ، وكانَ يَسْكُنُ مَرَّانَ على رأْسِ السِّتِّمَائَةِ وقد يَلْتَبِسُ بعبدِ الوهابِ بن أَبي حَيصةَ بالياء التَّحْتِيَّةِ ، وهو غيرُه ، وسيأْتي في موْضعه إِن شاءَ الله تعالى ( مُحَدِّثُونَ ) وفَاتَه حَمْزَةُ بنُ سَعِيدِ بنِ ( أَبِي حَبَّةَ ، مُحدِّثٌ .
( وبالكَسْرِ يَعْقُوبُ بنُ حِبَّةَ ، روى عنِ ) الإِمامِ ( أَحْمد ) بنِ حنْبلٍ الشَّيْبانِيّ ، قَيَّدهُ الصُّورِيُّ هكذا .
( وحَبّ قَلْعَةٌ بِسبإِ ) مأْرِب ( و ) حَبّ أَيضاً ( جَبلٌ بحَضْرَمَوْتَ ) يُعْرفُ الأَوَّلُ بحِصْنِ حَبّ ، وقد نُسِب إِليه جماعةٌ من الفقهاء والمُحَدِّثينَ .
( و ) يقال ( سَهْمٌ *!حَابٌّ ) إِذا ( وَقَعَ حَوْلَ القِرْطَاسِ ) الذي يُرْمَى عليه ( ج *!حوَابُّ ، و ) عن ابن الأَعرابيّ ( حَبَّ : وَقَفَ ، و ) حُبَّ ( بالضَّمِّ ) إِذا ( أُتْعِب ) هكذا نقله ثعلب عنه .
( *!والحَبَبُ ، مُحَرَّكَةً و ) *!الحِبَبُ ( كعِنَبٍ ) الأَخِيرُ لغةٌ عن الفرّاء ( : تَنَضُّدُ الأَسْنَانِ ) ، قال طَرَفَةُ :
وإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً
كرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قال ابن بَرِّيّ : وقال غيرُ الجوهريّ : الحَبَبُ : طَرائِقُ مِنْ رِيقِها ، لأَنَّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عند تَغَيُّرِ الفَم ، ورُضَابُ المِسْكِ : ( قِطَعُهُ ( و ) الحِبَبُ بالكَسْرِ ( : ما جرى علَيْها ) أَيِ الأَسْنَانِ ( مِنَ الماءِ كقِطَعِ القَوارِيرِ ) وكذل هو مِنَ الخَمْرِ ، حكاه أَبو حنيفةَ ، وأَنشد قولَ ابنِ الأَحْمرِ :
____________________

(2/232)



لها حِبَبٌ يرَى الرَّاؤُونَ مِنْهَا
كَما أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزَالاَ
وقال الأَزهريّ : حَبَبُ الفَمِ : ما يَتَحبَّبُ مِنْ بياضِ الرِّيقِ علَى الأَسْنَان .
( *!وحُبَّى كَرُبَّى ) اسمُ ( امرأَةٍ ) قال هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ :
فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
وَلاَ وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمِّ كِلاَبِ
قلتُ : وهي حُبَّى ابْنَةُ الأَسْوَدِ من بَنِي بُحْتُرِ بن عُتُودٍ ، كَانَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّابٍ الطَّائِيُّ الشاعرُ يَهُوَاهَا فَخَطَبهَا ، ولَمْ تَرْضَهْ وتَزَوَّجَتْ غِيْرَه من بَنِي ثُعَلَ ، فطَفِقَ يَهْجُو بَنِي ثُعَل . أَوْهِيَ غَيْرُهَا .
( و ) حُبَّى ( : ع ) تِهَامِيٌّ ، كان دَاراً لأَسَدٍ وكِنَانَةَ .
( وأُمُّ مَحْبُوبٍ ) مِنْ كُنَى ( الحَيَّةِ ) نقلَه الصاغانيّ .
( *!والحُبَيِّبَةُ ، مُصَغَّرَةً : ة باليَمَامَةِ ) نقلة الصاغانيُّ ، ( وإِبْرَاهِيمُ بنُ *!حُبَيِّبَةَ ) الأَنْطَاكِيُّ ( و ) إِبْرَاهِيمُ ( بنُ مُحَمَّدِ بنُ يُوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ مُحَدِّثَانِ ) هكذا هو في سائر النُّسَخِ ، وهو غَلَطٌ ، والصوابُ أَنهما واحدٌ كما حَقَّقَه الحافظُ ، وقد روى عن عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ ، وعنه ابن جميع ، فتارةً نَسَبَه هكذا ، وتارةً أَسْقَطَ اسمَ أَبيه وجَدِّه ، وقد سَمِعَ عبدَ الغنيّ عن واحدٍ عنه ، فتأَمل ، قال الحافظ : ومِثْلُه : حُبَيِّبةُ بِنْتُ عَتِيق ، وكان أَبوها شاعِراً في زمن عليَ رضي الله عنه .
( و ) *!حُبَيْبَةُ ( كجُهَيْنَةَ : ع ) بالعِرَاقِ ( من نَوَاحِي البَطِيحَةِ متَّصلٌ بالبَادِيَةِ قَريبٌ من البَصرة .
( و ) يقالُ ( امْرَأَةٌ مُحِبٌّ ) بصِيغَةِ التَّذْكِيرِ أَي ( منُحِبَّةٌ ) وعِبَارَةُ الفرّاء : وامرأَة مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ومُحِبٌّ أَيضاً ، قال ثعلب : ( و ) يُقَالُ ( بَعِيرٌ مُحِبٌّ ) أَي ( حَسِيرٌ ) وأَنشدَ يَصِفُ امرأَةً قاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ به إِلى أَقْرَانِهَا .
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ
____________________

(2/233)



*!والتَّحَبُّبُ : التَّوَدُّدُ ، *!وحَبَّ إِذَا تَوَدَّدَ ، وهو *!يَتَحَبَّبُ إِلى النَّاسِ ، وهو *!مُتَحَبِّبٌ إِليهم ، وأُوتِيَ فُلاَنٌ *!مَحَابَّ القُلُوب ، ( *!والتَّحَابُّ : التَّوَادُّ ومنه الحديثُ ( تَهَادَوْا تَحَابُّوا ) .
( *!واسْتَحَبَّهُ عليه : آثْرَهُ ) *!والاستِحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ و { 2 . 017 *!اسْتَحَبُّوا الكفر على الايمان } ( التوبة : 23 ) آثَرُوهُ ، وهو في الإِساس .
( *!وأَحْبَابُ ) جَمْعُ حَبِيبٍ ( : ع ) وفي ( المعجم ) أَنَّه بَلَدٌ في جَنْب السُّوَارِقِيَّة من نَوَاحِي المَدِينَةِ ( بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ ) له ذُكْرٌ في الشِّعْرِ .
( *!والحُبَّابِيَّةُ بالضَّمِّ : قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ ) .
( وبُطْنَانُ حَبِيبٍ : د بالشَّأْمِ ) .
( والحُبَّةُ بالضَّمّ : الحَبِيبَةُ ) أَيضاً ( ج ) حُبَبٌ ( كَصُرَدٍ ) .
( ومَحْبُوبٌ ) جَدُّ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التاجِر ، رَاوِيَةُ سُننِ التِّرْمِذِيّ .
( *!وحَبُّوبَةُ : لَقَبُ إِسماعيلَ بنِ إِسحاق الرَّازِيّ ) كذا في النسخ ، وفي كتاب ( الذَّهَبِيّ ) : لَقَبُ إِسحاق بنِ إِسماعيلَ الرَّازيِّ ، ( و ) *!حَبُّوبَةُ ( جَدُّ ) أَبا بِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيّ ، وجَدٌّ ( لِلْحَافِظِ ) الشَّهِيرِ المُكْثِرِ أَبِي نَصْرٍ ( الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ ) بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيَ ( اليُونَارِتِيِّ ) الأَصْبَهَانِيِّ نَسَبَهُ مِنْ خَطِّهِ ، وقد ضَبَطَه .
( و ) حَبَابٌ ( كَسَحَابٍ ابنُ صَالِحٍ الوَاسِطِيّ ) شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ .
( و ) أَبُو بَكْرٍ ( أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَبَابٍ ) الخُوَارَزْمِيُّ ( *!-الحَبَابِيُّ ) نِسْبَةٌ لِجَدِّهِ ( مُحَدِّثُونَ ) الأَخِيرُ شَيْخٌ للبِرْقَانِيّ .
( ) ومِمَّا يِسْتَدْرَكُ عليه :
حَبَّانُ بنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ ، شِيعِيّ ، وحَبَّانُ بنُ أَبِي مُعَاوهيَةَ شِيعِيٌّ أَيْضاً ، وحَبَّانُ الأَسَدِيُّ عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ ، وعنه : حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حَبَّانَ الأَزْدِيّ عن أَنَسٍ ، وعنه : عيسى بن حَبَّانَ الأَزْدِيّ عن أَنَسٍ ، وعنه : عيسى بنُ عُبَيْدٍ ، ومحمّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَبَّانَ ، سمع بَقِيَّة ، مشهور ، وحَبَّانُ بنُ عبد الله شامِيٌّ ، عن عبدِ الله بن عمرٍ و ، رَوَى عنه العَلاَءُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ رَافِعٍ ، هؤلاءِ كُلُّهُمْ بالفَتْحِ ، وذُكر في الفتح
____________________

(2/234)


حَبَّانُ بن وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ .
قلتُ : وابنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن حَبَّانَ من شيوخِ مالِكٍ . وأَبُوه عن ابنُ عُمَرَ وابنِ عباسٍ ، وعنه ابنُه محمدٌ وابنُ أَخِيهِ وَاسِعٌ ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ ، ويُوسُفَ القَاضِي ، وهو غيرُ الذي ذَكَره المصنّفُ ، فَرَّقَ بينهما عبدُ الغَنِيّ ، وجَوَّزَ الأَمِيرُ أَنْ يَكُونَا واحِداً ، وحَبَّانُ بنُ المحشر رَوى عنه حَفِيدُه قَبِيصَة بنُ عَبّاد بنِ حَبَّانَ ، وحَبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ صاحبُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ ، وحُمَيْدُ بنُ حَبَّانَ بنِ أَرْبَدَ الجَعْفَرِيّ كوفيّ ، رَوَى عنه سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ ، قال الأَمير : وصحف فيه غيرُ واحدٍ .
ومما فاتَه في الكَسْرِ حِبَّانُ الصائِغُ ، عن أَبي بكرٍ الصدِّيقِ ، وعنه الرَّبيع بن صُبَيْح ، وحِبَّانُ بنُ يوسفَ الصَّدَفيّ ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ ، ذكرهُ ابن يُونُسَ ، وابنُه عبدُ اللَّهِ ، جَالَس عبدَ اللَّهِ بن عمرو ، وحِبَّانُ بنُ الحارث أَبو عقيل كُوفِيٌّ ، عن عليَ ، وعنه شَبِيب بن غَرْقَدة ، وحِبَّانُ صاحب الدُّثَيْنة ، رَوَى عن ابن عمر ، وعنه رَزِين بن حَكيم ، وحِبَّانُ بنُ عاصِمٍ العَنْبَرِيُّ ، بَصْرِيٌّ عن جَدِّه حَرْمَلَةَ بنِ إِيَاسٍ ، وله صُحْبَةٌ ، وعنه ابنُ عَمِّه عبدُ اللَّهِ بنُ حَسَّانَ بنت حَرْمَلَةَ ، وحِبَّانُ بن جَزْءٍ أَبو خُزَيْمة عن أَبيه وأَخيه ، ولَهُمَا صُحْبَةٌ ، وهو الذي روى عن أَبي هريرَةَ رضي الله عنهما وعنه زَيْنَبُ بنت أَبي طليق ، قاله الأَميرُ ، وتَرَدَّدَ الدارقطنيّ في كونهما اثنَيْنِ ، وحِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبيّ تَابِعِيٌّ . وحِبَّانُ بنُ أَبِي جَبَلَة تابعيٌّ أَيضاً عن عَمْرِو بنِ العاصِ وغيره ، وحِبَّان بن مهير العبديّ ، سَمعَ عطاءٌ قوله ، وحِبَّانُ بنُ النَّجَّارِ عن أَبيه النجّار ، عن جدِ أَنَسِ بنِ مالكٍ ، وعنه ابنه إِبراهيم بن حِبَّانَ ، وحِبَّانُ أَبُو مَعْمَرٍ ، بَصْرِيٌّ شَيْخٌ لاِءَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسِيّ ، وحِبَّانُ صَاحِبُ العَاجِ ، رَوَى عنه الأَصمعيُّ ، وحِبَّانُ بن حِبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ ، رَوَى عنه حَفِيدُه
____________________

(2/235)


العَبَّاسُ بنُ محمدِ بنِ حِبَّان ، وحِبَّانُ الأَغْلَبُ بنُ تَمِيمٍ ، بَصْرِيٌّ عن أَبِيه ، وعنه إِسحاق بنُ سَهيَّارٍ ، وحِبَّانُ بنُ نافع بن صَخْرِ بنِ جُوَيريةَ ، بَصْرِيٌّ ، سَكَنَ مِصْرَ ، رَوَى عن سَعِيدِ بن سالمٍ القَدَّاحِ ، وعنه القُتبيّ ، وحِبَّانُ بنُ عَمَّار بَصْرِيٌّ ، عن يحيى بن أَبِي كَثِيرٍ ، وحِبَّانُ بنُ عَمَّارٍ ، بَغْدَادِيٌّ عن عَبَّاد بن عَبَّاد ، وعنه عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ ابنِ عَبْدَوَيُه ، وابنُه الحُسَيْنُ بنُ حِبَّانَ ، رَوَى التاريخَ عن يحيى بن مُعِين ، وحَفِيدُه عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ رَوَى عن أَحمدَ بنِ الدَّوْرَقِيِّ ، وحِبَّانُ بنُ إِسحاق بنِ محمدِ بن حِبَّانَ الكَرَابِيسيّ البَلْخِيّ عن ابن نُوحٍ ، وحِبَّانُ بن عَبْدِ القَاهرِ بنِ حِبَّانَ المصْرِيّ ، وابْنُه عبدُ المَلِكِ بنُ حِبَّانَ المُرَادِيّ من أَهل مهصْرَ ، رَوَى عنه أَبُو سَعْدٍ المَالِيني ، وحِبَّانُ بنُ بَشِيرِ بنِ سَبْرَةَ العَنْبَرِيّ شَاعِرٌ فَارِسٌ ، وحِبَّانُ بنُ العَرِقَةِ الذي رَمَى سَعْدَ بنَ مُعَاذ يومَ الخَنُدَقِ ، وصَحَّفَهُ مُوسَى بن عُقْبَةَ فقالَ : جبار ، بالجيم والموحدة والراءِ ، والأَولُ أَصحُّ وحِبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ ، عن أَبِي عَوَانَةَ ، وقِيلَ بالفَتْحِ ، وحِبَّانُ بنُ مَرْصَدٍ ، عن علِيَ ، وسَلْمَانَ ، وقيلَ : هو بالفَتْحِ واليَاءِ التَّحْتِيَّة . وأُمُّ حِبَّانَ بِنْتُ عامِرِ بنِ نَابِي الأَنْصَارِيَّةُ صَحَابِيَّةٌ ، وقيل : هي أُمُّ حبال ، وعَمْرُو بن حِبَّانَ شَيْخٌ لابنِ أَبِي الدُّنْيَا ، وأَحْمَدُ بنُ سِنَانِ بنِ حِبَّانَ القَطَّانُ الحَافِظُ المَشْهُورُ صاحبُ المُسْنَدِ ، وإِسماعيلُ بنُ حِبَّانَ الوَاسِطِيُّ ، عن زَكَرِيَّا بنِ عَدِيَ ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حِبَّانَ بنِ إِبراهِيمَ ، مَوْلَى آلِ أَبِي الكَنُودِ ، مِصْرِيٌّ عن عَمْرِو بنُ حكّام ، وعنه ابنُه عبدُ الكَرِيمِ ، وعنه : أَهْلُ مِصْرَ ، وأَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ بنِ مُعَاذٍ التَّمِيمِيُّ الدَّارِمِيُّ البُسْتِيُّ ، صاحِبُ التَّصَانِيفِ ، وعُبَيْدُ بنُ حِبَّانَ شَامِيٌّ ، رَوَى عن مالِكٍ ، وزَيْدُ بنُ حِبَّانَ الرَّقِّيّ ، رَوَى عن أَيُّوبَ ، وأَخُوهُ بِشْرُ بنُ حِبَّانَ ، رَوَى عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقيل ، وجَعْفَرُ بنُ حِبَّانَ عنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ
____________________

(2/236)


وعنه الإِسْمَاعِيلِيُّ ، وبُنْدَارُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حِبَّانَ الجُرْجَانِيُّ الفَقِيهُ ، عنِ البَغَوِيِّ ، وابنِ صَاعِدٍ .
فَهؤُلاءِ كُلُّهُمْ بالكَسْرِ .
وقال الكسائيّ : لَكَ عِنْدِي مَا أَحَبْتَ ، أَيْ أَحْبَبْتَ .
ويقالُ : سِرْنَا قَرَباً *!حَبْحَاباً ، أَي جَادًّا ، مثلَ حَثْحَاثٍ .
*!وحَبْحَبٌ كجَعْفَرٍ : مَوْضِعٌ .
ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ بالفَتْحِ : أَبو مِسْعَرٍ ، رَاجِزٌ .
*!والحَبَّانِيَّةُ ، بالفَتْحِ : مَحَلَّةٌ بمِصْرَ .
والحِبَّةُ ، بالكَسْرِ : الحَبِيبَةُ .
وحَبَّبْتُ القِرْبَةَ إِذا مَلأْتَهَا .
والحَبَابُ بالفَتْحِ : الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على الشَّجَرِ .
وأُلاتُ الحُبِّ ، بالضَّمِّ : عَيْنٌ بِإِضَمٍ من ناحيَةِ المَدِينَةِ .
والحَبْحَابُ ، بالفَتْحِ : السَّيِّىء الغِذَاءِ .
وحَبِيبٌ ، كَأَمِيرٍ : جَبَلٌ حِجَازِيُّ ، وحَبِيبٌ أَيضاً : قَبِيلَةٌ ، قال أَبُو خِرَاشٍ :
عَدَوْنَا عَدْوَةً لاَ شَكَّ فِيها
فَخُلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا
وذُؤيْبَةُ : قَبِيلَةٌ أَيضاً .
وحُبيبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ اسْمُ الأَعْلَمِ الشَّاعِرِ .
وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ محمد بن حَبِيبٍ الرَّافِقِيُّ مُحَدِّثٌ ، وابنْ حَبِيب ، نَسَّابَةٌ وحبيب هذه أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُه .
وبَنُو المُحِبِّب : حُفَّاظُ الشَّأْمِ ، وأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بن المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيُّ مُحَدِّثٌ وأَبُو الفُتُوح محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمْرُوسٍ البَكْرِيُّ عُرِفَ بابنِ المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيِّ ، مَشْهُورٌ ، تُوُفِّي سنة 615 ذَكَره الصَّابونيُّ في ( الذَّيْلِ ) .
والمُحَبُّ بفَتْحِ الحاء : ابنُ حَذْلَمٍ المِصْرِيُّ الزَّهِدُ ، عن سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ ، وقال عبدُ الغَنِيّ : عن مُوسَى بنِ وَرْدَانَ ، وأَوْبَرُ بنُ عَلِيِّ بن مُحَبِّ بنِ حازمِ بن كُلْثُومٍ التُّجِيبِيُّ ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُسَ .
____________________

(2/237)



*!ومُحَبَّةُ بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الحَاءِ أَيضاً : تَابِعِيَّةٌ ، عَنْ عائِشَةَ ، وعنها ، أَبُو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ ، وأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ الدَّلاَل كَمُحَمَّدٍ : مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ ، ومثلُه مُحَبَّبُ بنُ إِبراهيمَ العَبْدِيُّ ، عن ابنِ راهَوَيْهِ ، وابنْهُ إِبراهيمُ بنُ مُحَبَّبٍ النَّيْسَابُورِيّ عن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ البُوشَنْجِيّ .
*!والحَبَّابُ كَكَتَّانٍ : مَنْ يَبِيعُ الحِنْطَةَ ، وَقَدْ نُسِبَ كذلكَ جَمَاعَةٌ .
ويقال في الحُبَّى المَذْكُورِ في المَتْنِ أَيضاً : *!الحُبَيَّا بالتصغير لِمَوُضِعٍ بالحِجَازِ ، وأَبو الحُبَاب : سَعِيدُ بنُ سَيَّارٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، وعنه سعيد المَقْبُرِيّ ، وأَبو حَبِيب بن يَعْلَى بن مُنْيَة التميميّ ، عن ابن عباس ، ومحمّد بن *!حُبَيْبات شاعر في الدولة العبّاسية ، *!وحُبَيْبَات بن نُهَيْل بن عبد مَناف بن هِلال بن عامر بن صَعْصَة جاهليّ ، من ولده مِسْعَر بن كِدَامٍ وغيره .
وحَبٌّ بالفَتْحِ : لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ أَسَدٍ المُتَوَكِّلِيّ البَلْخِيّ ، كان في حُدُودِ الثلاثمائة ، هكذا قَيَّدَه الحافظُ .
وعن اللِّحْيَانيّ : *!حَبْحَبْتُ بالجَمَلِ *!حِبْحَاباً وحَوَّبْتُ به تَحْوِيباً إِذا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ ، وهو زَجْرٌ .
حترب : ( الحَتْرَبُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهملَهُ الجَوهريّ وقال ابن دريد : هو الرَّجُلُ ( القَصِيرُ ) قال : وأَحْسَبُه مَقْلُوباً عن حَبْتَرٍ .
حثرب : ( حَثْرَبَ المَاءُ ) ، أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابن السكّيت : أَي ( كَدُرَ و ) كَذَا حَثْرَبَتِ ( البِئرُ ) والقَلِيبُ إِذا ( كَدُرَ مَاؤُهَا واخْتَلَطَ بالحَمْأَةِ ) وفي التكملة : اخْتَلَطَتْ بهِ الحَمْأَةُ ، وأَنشد :
لَمْ تَرْوَ حَتَّى حَثْرَبَتْ قَلِيبُهَا
نَزْحاً وخَافَ ظَمَأً شَرِيبُهَا
( والحِثْرِبَةُ بالكَسْرِ ) لُغَةٌ في ( الحِثْرِمَةِ ) ، قال ابن دُريد : المِيمُ بَدَلٌ عنِ الباءِ ، وهي النَّاتِئةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا منَ الإِنْسَانِ .
____________________

(2/238)



( و ) الحُثْرُبُ ( كبُرْقُعٍ ) مثلُ الحُرْبُث ( : نَبَاتٌ سُهْلِيٌّ أَو ) الذي ( لاَ يَنْبُتُ إِلاّ في جَلَدٍ ) من الأَرْضِ ( و ) الحُثْرُب أَيضاً ( : المَاءُ الخَاثِرُ ) ، نقله الصاغانيّ ، ( و : الوَضَرُ ) مُحَرَّكَةً ( يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ ) .
حثلب : ( الحِثْلِبُ بالكَسْرِ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ دريد : هو ( عَكَرُ الدُّهْنِ أَوِ السَّمْنِ ) في بعض اللُّغَاتِ ، كالحِثْلِمِ ، وسيأْتي .
حجب : ( حَجَبهُ ) يَحْجُبُه ( حَجحباً وحِجَاباً : سَتَرَهُ ، كَحجّبَهُ ، وقَدِ احْتَجَبَ وتَحَجَّبَ ) : إِذا اكْتَنَّ من وَرَاءِ الحِجَابِ وامرأَةٌ محْجُوبَةٌ ، ومُحَجَّبةٌ للمُبالَغَةِ ، قَدْ سُتِرتْ بِسِتْرٍ ، وهو محْجُوبٌ عنِ الخَيْرِ ، وضَرَبَ الحِجَابَ علَى النِّسَاءِ .
( والحَاجِب : البَوَّابُ ) صِفَةٌ غَالبةٌ ( ج حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ ، وخُطَّتُهُ ) ، بالضَّمِّ ، ( الحِجَابَةُ ) وحَجَبَهُ أَي مَنَعَهُ من الدخُولِ ، وفُلانٌ يَحْجُبُ لِلأَمِيرِ أَي حاجِبُهُ ، وإِلَيْهِ الخَاتَمُ والحِجَابَةُ ، وهو حَسَنُ الحِجْبَةِ ، وهُمْ حَجَبَةُ البَيْتِ وفي الحديث ( قالتْ بَنُو قُصَيَ فِينا الحِجَابةُ ) يَعْنُونَ حِجَابةَ الكَعْبةِ ، وهي سِدانَتُها ، وتَولِّي حِفْظِهَا وهمُ الذينَ بأَيْدِيهِم مفَاتِيحُهَا .
( والحِجَابُ ) اسْمُ ( ما احْتَجِب بِه ، ج حُجُبٌ ) لاَ غَيْرُ ( و ) الحِجابُ . ( : مُنْقَطَعُ الحرَّةِ ) قال أَبو ذؤيب :
فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ
شَرَفُ الحِجَابِ ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وقِيلَ : إِنَّمَا يُرِيدُ حِجَابَ الصَّائِدِ لاِءَنَّهُ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَسْتَتِر بشيءٍ ( و ) الحِجابُ ( : ما اطَّرَد مِنَ الرَّمْلِ وطَالَ ، و ) الحِجابُ ( : ما أَشْرَفَ مِنَ الجَبلِ ) ، عن أَبِي عَمرٍ و ، ( و ) الحِجَابُ ( مِنَ الشَّمْسِ : ضَوْؤُهَا ) ، أَنشد الغَنَوِيُّ لِلقُحيْفِ العُقَيْلِيِّ :
إِذَا ما غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً
هَتَكْنَا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرتْ دَما
____________________

(2/239)



قال : حِجَابُهَا : ضَوْؤُهَا ( أَوْ نَاحِيَةٌ مِنْهَا ) وفي حَدِيثِ الصَّلاَةِ ( حينَ تَوَارَتْ بالحِجَابِ ) الحِجَابُ هُنَا الأُفُقُ يريد : حِينَ غابَتِ الشَّمْسُ في الأُفُقِ واسْتَتَرَتْ بِه ، ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى { حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ } ( ص : 32 ) ( و ) الحِجَابُ : كُلُّ ( مَا حَالَ بَيْنَ شَيْئيْنِ ) جمْعُهُ حُجُبٌ ، وفي الحديثِ ( مَا لِدَعْوةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ ) ولَهُ دَعَوَاتٌ تَخْرِق الحُجُبَ ( و ) الحِجَابُ ( : لَحْمَةٌ رَقِيقَةٌ ) كأَنَّهَا جِلْدَةٌ قد اعْتَرَضَتْ ( مُسْتَبْطِنَةٌ بين الجَنْبَيْنِ تَحُولُ بينَ السَّحْرِ والقَصَبِ ) . وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : هَتَكَ الخَوْفُ حُجَابَ قَلْبِهِ ، وهو جِلْدَةٌ تَحْجُبُ بَيْنَ الفُؤَادِ والبَطْنِ ، وخَوْفٌ يَهْتِكُ حُجُبَ القُلُوبِ ، انتهى ، وكُلُّ شَيءٍ مَنَعَ شيئاً فقد حَجَبَهُ كَمَا تَحْجُبُ الإِخْوَةُ الأُمَّ عَنْ فَرِيضَتِهَا ، فإِنَّ الإِخْوَةَ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عنِ الثُّلُثِ ( إِلى السُّدُس ) كذا في الأَساس ( و ) الحِجَابُ ( : جَبَلٌ دُونَ جَبَلِ قَافٍ ) المُحِيطِ بالدُّنْيَا ، وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى : { حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ } ( و ) الحِجَابُ ( : أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ ) وهِيَ ( مُشْرِكَةٌ ) كأَنَّهَا حُجِبَتْ بالمَوتِ عن الإِيمَانِ ( ومنه ) حديثُ أَبي ذَرَ رضي الله عنه أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلمقال : ( إِنَّ الله ( يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ ) قِيلَ : يا رسولَ اللَّهِ ، وما الحِجَابُ ؟ قَالَ : أَنْ تَمُوت ) إِلخ ، قال أَبو عَمْرو وشَمِرٌ : حديثُ أَبي ذَرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرَّحْمَةَ فِيهما دُونَ الشِّرْكِ ، وقال ابنُ شُمَيْلٍ في حديث ابن مسعود ( مَن اطَّلَعَ الحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ ) قال : إِذا مات الإِنْسَانُ واقَعَ ما وَرَاءَ الحِجَابَيْنِ حِجَابِ الجَنَّةِ وحِجَابِ النَّارِ ، لأَنَّهُمَا قد خَفِيَا ، وقيل : اطِّلاعُ الحِجَابِ : مَدُّ الرَّأْسِ ، لاِءَنَّ المُطَالِعَ يَمُدُّ رَأْسَهُ يَنْظُر مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ وهُوَ السِّتْرُ .
( والحَجَبُ مُحَرَّكَةً : مَجْرَى النَّفَسِ )
____________________

(2/240)


نقلُه الصاغانيُّ .
( و ) الحَجِبُ ( كَكَتِفٍ : الأَكَمَةُ ) وفي التكملة : الأَجَمَةُ .
( والحَاجِبَانِ : العَظْمَانِ ) اللَّذَانِ ( فَوْقَ العَيْنَيْنِ بِلَحْمِهِمَا وشَعَرِهِمَا ) صِفَةٌ غَالِبَةٌ : ( أَو الحَاجِبُ ) هُوَ ( الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى العَظْمِ ) ، سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّه يَحْجُبُ عن العَيْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ ، قال اللِّحْيَانيّ : وهو مُذَكَّرٌ لا غَيْرِ ، وحُكيَ : إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَاجِبِ ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منه حَاجِباً ، قال : وكذلك يقالُ في كُلِّ ذي حاجبٍ وقال أَبو زيد : فهي الجَبِينِ : الحَاجِبَانِ ، وهُمَا مَنْبِتُ شَعرِ الحَاجِبَيْن من العَظْمِ ( ج حَوَاجِبُ ، و ) الحَاجِبُ ( من كُلِّ شيءٍ : حَرْفُهُ ، و ) الحَاجهبُ ( مِن الشَّمْسِ ) وكذا القَمَرِ ( : ناحِيَةٌ منها ) قال :
تَرَاءَتْ لَنَا كالشَّمْسِ تَحْتَ غَمَامةٍ
بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وضَنَّتْ بِحَاجِبِ
وحَوَاجِبُ الشَّمْسِ : نَوَاحِيهَا ، وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ ، أَي حَرْفُهَا ، شُبِّهَ بِحَاجِبَيِ الإِنْسَانِ ، ولاَحَتْ حَوَاجِبُ الصُّبْحِ : أَوَائِلُهُ ، انتهى ، وعن الأَزْهَرِيّ : حَاجِبُ الشَّمْسِ : قَرْنُهَا ، وهو ناحِيَةٌ من قُرصِهَا حينَ تَبدأُ في الطُّلُوعِ ، يقال : بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ والقَمَرِ ، وذَكَرَ الأَصمعيُّ أَنَّ امْرَأَةً قَدَّمَتْ إِلى رَجُلٍ خُبْزَةً أَوْ قُرْصَةً ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْ وَسَطِهَا ، فقالتْ لَهُ : كُلْ مِن حَوَاجِبِهَا ، أَي حُرُوفِهَا ، وهو مَجَازٌ ، كما في الأَساس وفي اللسان : قالَ الأَزهريّ : العَتَبَةُ في البَابِ هِيَ الأَعْلَى ، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى : الحَاجِبُ . ( وحَاجِبُ الفِيلِ شَاعرٌ ) مِنْ شُعَرَائِهِمْ ، وحَاجِبٌ اسْمٌ ، وأَوْسٌ أَبُو حَاجِبٍ الكِلاَبِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ رَوَى عنه ابْنُهُ حَاجِبٌ ، وأَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ بن ترجمَ بنِ سُفْيانَ ، وأَبُو عَلِيَ إِسْمَاعِيلُ بنُ مَحَمَّدِ بن ( أَحمد ابن ) حاجِبٍ الكُشَانِيّ رَاوِيَةُ البِخَارِيِّ عن الفِرَبْرِيّ .
وحَاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ :
____________________

(2/241)


مُحَدِّثُونَ ( و ) حاجبُ ( بنُ يَزِيدَ ) الأَشْهَلِيُّ حِلْفاً ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ اليَمَامَةِ ( و ) حاجبُ ( بنُ زَيْدِ ) بنِ تَيْمٍ الخَزْرَجِيُّ البَيَاضِيُّ ، شَهِدَ أُحُداً ، وهو أَخُو الحِبَابِ ( وعُطَارِدُ بنُ حاجبِ ) بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ ، لَهُ وفَادَةٌ ، منْ وَلَدِهِ : عُطَارِدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ عُطَارِدٍ ، والقَعْقَاعُ بنُ ضِرَارِ بنِ عُطَارِدِ بن عُمير ومحمد بن عُمير ، ولَقِيطُ بنُ عُطَارِدِ بنِ حاجبٍ ، وهم أَشْرَافُ بَنِي تَمِيمٍ ، وجاجِبٌ هذَا : هو أَبُو الوَفَاءِ صَاحِبُ القَوْسِ المُودَعَةِ عِنْدَ كسْرَى في قِصَّةٍ مَشْهُورَةٍ ، سَاقَهَا الحَلَبِيُّ وغَيْرُه ، وإِليهِ يُشِيرُ القَائِلُ :
تَاهَتْ عَلَيْنَا بِقَوْسِ حَاجِبِهَا
تِيهَ تَمِيمٍ بقَوْسِ حَاجِبِهَا
( صَحَابِيُّونَ ) .
( والمَحْجُوبُ : الضَّرِيرُ ) .
ومَلِكٌ محْجُوبٌ ، ومُحَجَّبٌ ، ومُحْتَجِبٌ ، واحْتَجَبَ عنِ الناسِ .
( وذُو الحَاجِبَيْنِ : قَائِدٌ فَارِسِيٌّ ) ويقالُ له : ذُو الحَاجِبِ أَيضاً ، له ذِكْرٌ في السِّيَرِ .
( والحَجَبَتَانِ ، مُحَرَّكَةً : حَرْفَا الوَرِكِ المُشْرِفَانِ على الخَاصِرَةِ ) ، قال طُفَيْلٌ :
وِرَاداً وحُوًّا مُشْرِفاً حَجَبَاتُهَا
بَنَاتُ حِصَانٍ قَدْ تُعُولِمَ مُنْجِبِ
( أَو ) هما ( العَظْمَانِ فوق العَانَةِ المُشْرِفَانِ على مَرَاقِّ البَطْنِ من يَمِينٍ وشِمَالٍ ) وقيل : هما رُؤُوس عَظْمَيِ الوَركَيْنِ مِمَّا يَلِي الحَرْقَفَتَيْنِ ، والجَمْع الحَجَبُ وثَلاَثُ حَجَبَاتٍ قَال امرؤ القَيْس :
لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ
( و ) الحَجَبَتَانِ ( من الفَرَسِ : ما أَشْرَفَ على صِفَاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ ) وفي الأَساس : وفَرَسٌ مُشْرِفٌ الحَجَبَةِ : رَأْسِ الوَرِكِ .
( والحَجِيبُ ) كأَمِيرٍ ( : ع ) .
وَحَجَبَ الحَاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً . ( واسْتَحْجَبَهُ : وَلاَّهُ الحِجَابَةَ ) وفي نسخة : الحِجْبَة . ( و ) يقال ( احْتَجَبَتِ المَرْأَةُ بِيَوُمٍ ) من تَاسِعِهَا ، وبِيَوْمَيْنِ
____________________

(2/242)


مِنْ تَاسِعِهَا ، يقال ذلك للمرأَةِ الحَامِلِ إِذَا ( مَضَى يَوْمٌ من تاسِعِهَا ) يَقُولُونَ أَصْبَحَتْ محْتَجِبَةً بيَوْمٍ من تاسِعِهَا ، هذا كلامُ العرب .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : حَجَبَ صَدْرُهُ ، أَي ضاقَ .
وأَبُو عَمْرِو بنُ الحَاجِبِ : نَحْوِيٌّ أُصُولِيٌّ مَشْهُورٌ كَانَ أَبُوهُ يَتَوَلَّى الحِجعابَةَ عِنْدَ بَعْضِ المُلِوكِ .
والمَحْجُوبُ : لَقَبُ القُطْبِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمدٍ المِكْنَاسِيِّ نَزِيلِ مَكَّةَ ، من أَقْرَانِ التشاشي وُلِدَ بمِكْنَاسَةَ سنة 1043 وتوفي بمكة سنة 1085 وله أَحوالٌ مشهورةٌ ، أَخَذَ عنه شُيُوخُ مَشَايِخِ مَشَايِخِنَا .
والمُحَجَّب كمِعَظَّمَ : لَقَبُ جَمَاعَة منهم شَيْخُنَا الصالحُ الصُّوفِيُّ صَفِيُّ الدينِ أَحْمَدُ بن عبدِ الرحمنِ المَخَائِيّ ، اشْتَغَلَ بالحَديث قليلاً وأَجازَنَا .
وأَبُو الحَوَاجِبِ كُنْيَةُ عِيسَى بنِ نَجْمٍ القُرَشِيّ ابن عَمِّ البُرْهَانِ الدُّسُوقِيّ .
وبَنُو حَاجِبِ البَابِ : بَطْنٌ من العَلَوِيِّين .
وامْرَأَةٌ مُحَجَّبَةٌ ، كمعظَّمة ، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ : كَمُخَدَّرَةٍ ومُخَبَّأَةٍ .
والحَجَبِيُّونَ ، مُحَرَّكَةً : بَنُو شَيْبَةَ لَتَوَلِّيهِم حِجَابَةَ البَيْتِ الشَّرِيفِ .
وأَبُو حَاجِبٍ : سَوَادَةُ بنُ عَاصِمٍ العَنَزِيّ ، رَوَى عنه عاصِمٌ الأَحْوَلُ .
والمِحَوْجِبُ : العَظِيمُ الحَاجِبِ .
حدب : ( الحَدَبُ مُحَرَّكَةً ) هو خُرُوج الظَّهْرِ ودُخُولُ الصَّدْرِ والبَطْنِ ) بخلافِ القَعَسِ ، وقد ( حَدِبَ كفَرِحَ ) حَدَباً ( وأَحْدَبَ ) اللَّهُ زَيْداً ، ( واحْدَوْدَبَ وتَحَادَبَ ) ، قال العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ :
رَأَتْنِي تَحَادَبْتُ الغَدَاةَ ومَنْ يَكُنْ
فَتًى قَبْلَ عَامِ المَاءِ فَهْوَ كَثِيرُ
( وهُوَ أَحْدَبُ ) بَيِّنُ الحَدَبِ ( وحَدِبٌ ) الأَخِيرَةُ عن سيبويهِ . ( و ) الحَدَبُ
____________________

(2/243)


( : حُدُورٌ ) وفي بعض النسخ : حُدُوبٌ بالبَاء الموحدة بدلَ الراءِ ورَجَّحَهُ شيخُنَا ، وأَنْكَرَ الرَاءَ ، وجَعَله تصحيفاً ، مع أَنَّه الثابتُ في الأُصولِ المَقْرُوَّة ، والنُّسَخِ الصحِيحَةِ المَتْلُوَّةِ ، ومِثْلُهُ في ( لسان العرب ) وعبارتُه : والحَدَبَ : حُدُور ( فِي صَبَبٍ كَحَدَبِ المَوْجِ ) وفي بعض النسخ : الرِّيحِ ( والرَّمْلِ ، و ) الحَدَبُ ( : الغلَظُ المُرْتَفعُ منَ الأَرْضِ ) والجَمْعُ أَحْدَابٌ وحِدَابٌ ، قال كعبُ بن زُهَير :
يَوْماً تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ يَرْفَعُهَا
مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ
والحَدَبَة ، مُحَرَّكَةً : مَوْضِع الحَدَب في الظَّهْرِ النّاتِىءِ ، قاله الأَزْهَرِيّ ، ومِنَ الأَرْضِ : مَا أَشْرَفَ وغَلُظ وارْتفعَ ، وَلا تَكُونُ الحَدَبَةُ إِلاَّ في قُفَ أَوْغِلَظِ أَرْضٍ ، وفي الأَساسِ : ومن المجاز : نَزَلُوا في حَدَبِ منَ الأَرْضِ وَحَدَبَةٍ ، وهِيَ النِّشْزُ ومَا أَشْرَفَ مِنْهُ ، ونَزَلُوا في حِدَابٍ ، وفي التنزيل : { وَهُمْ مّن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } ( الأَنبياء : 96 ) يُرِيدُ يَظْهَرُونَ مِنْ غَلِيظ الأَرْضِ ومُرْتَفِعِها ، وقال الفرّاء : من كُلِّ أَكَمَةٍ ، أَي من كُلِّ موضعٍ مُرْتَفِعٍ .
( و ) الحَدَبُ ( مِنَ المَاءِ : تَرَاكُبُهُ ) وفي نسخة : تَرَاكُمُهُ ( فِي جَرْيِهِ ) وقِيلَ مَوْجُهُ ، وقال الأَزهريّ : حَدَبُ المَاءِ مَا ارْتَفَع مِنْ أَمْوَاجِهِ ، قال العجَّاج :
نَسْجَ الشِّمَالِ حَدَبَ الغَدِيرِ
قال ابن الأَعرابيّ ، ويقال : حَدَبُ الغَدِيرِ : تَحَرُّكُ المَاءِ ، وأَمْوَاجُه .
ومن المجاز : جَاءَ حَدَبُ السَّيْلِ بالغُثَاءِ ، وهُوَ ارْتِفَاعُهُ وكَثْرَتُهُ ، ونَظَرَ إِلى حَدَبِ الرَّمْلِ ، وهُوَ ما جَاءَ به الرِّيحُ فارْتَفَع .
( و ) الحَدَبُ ( : الأَثَرُ ) الكَائِنُ ( فِي الجِلْدِ ) كالحَدَرِ ، قاله الأَصمعيّ ، وقال غيرُه الحَدَرُ : السِّلَعُ قال الأَزهريّ : وصوابُه ( الجَدَر ) بالجيم .
( و ) الحَدَبُ ( : نَبْتٌ أَو ) هو
____________________

(2/244)


النَّصِيُّ ، وأَرْضٌ حَدِبَةٌ : كَثِيرَتُهُ ) أَي النَّصِيِّ .
( و ) الحَدَبُ ( : مَا تَنَاثَرَ مِنَ البُهْمَى فَتَرَاكَمَ ) قال الفرذدق :
غَدَا الحَيُّ مِنْ بَيْنِ الأُعَيْلاَمِ بَعْدَمَا
جَرَى حَدَبُ البُهْمعى وهَاجَتْ أَعَاصِرُهْ
قال ابن الأَعْرَابِيّ : حَدَبُ البُهْمَى : مَا تَنَاثَرَ منه فَرَكِبَ بعضُه بعْضاً كحَدَبِ الرَّمْلِ ، وهو مَجَازٌ .
( و ) الحَدَبُ ( مِنَ الشِّتَاءِ : شِدَّةُ بَرْدِهِ ) يقال : أَصَابَنَا حَدَبُ الشِّتَاءِ ، وهو مجازٌ ، في الناموس : لكَوْنِهَا السَّبَب لِقعْدَةِ الأَحْدَبِ ، قال شيخنا : وهَذَا السَّبَبُ مِمَّا يُقْضَى له العَجَبُ ، وقال ابن أَحْمَرَ في صفة فَرَسٍ :
لَمْ يَدْرِ مَا حَدَبُ الشِّتَاءِ ونَقْصُهُ
ومَضَتْ صَنَابِرُهُ ولَمْ يَتَخَدَّدِ
( واحْدَوْدَبَ الرَّمْلُ : احْقَوْقَفَ ) .
( وحُدْبُ الأُمُورِ ) بالضَّمَّ ( : شَوَاقُّهَا ) جَمْعُ شَاقَّةٍ ، وهو الأَمْرُ الذي فيه مَشَقَّة ( واحِدَتُهَا : حَدْبَاءُ ) وهو مجازٌ قال الراعي :
مَرْوَانُ أَحْزَمُهَا إِذَا نَزَلَتْ بِه
حُدْبُ الأُمُورِ ، وخَيْرُهَا مَأْمُولاَ
والأَحْدَبُ : الشِّدَّةُ ، وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ ، وأُمُورٌ حُدْبٌ ، وسَنَةٌ حَدْبَاءُ : شَدِيدَةٌ بارِدَةٌ ، شُبِّهَتْ بالدَّابَّةِ الحَدْبَاءِ ( والأَحْدَبُ : عِرْقٌ مُسْتَبْطِنٌ عَظْمَ الذِّرَاعِ ) وقيلَ : الأَحْدَبَانِ فِي وَظِيفَىِ الفَرَسِ : عِرْقَانِ ، وأَمَّا العُجَايَتَانِ فَالعَصَبَتَانِ تَحْمِلانِ الرِّجْلَ كُلَّهَا .
( و ) الأَحْدَبُ ( : جَبَلٌ لِفَزَارَةَ ) في دِيَارِهِم ، أَو هو أَحَدُ الأَثْبِرَةِ ( بمَكَّةَ حَرَسَهَا الله تعالى ) أَنشد ثعلب :
أَلَمْ تَسَلِ الرَّبْعَ القَوَاءَ فَيَنطِقُ
وهَلْ تُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْدَاءُ سَمْلَقُ
فَمُخُتَلَفُ الأَرْيَاحِ بَيْنَ سُوَيْقَةٍ
وأَحْدَبَ كَادَتْ بَعْدَ عَهْدِكَ تُخْلِقُ
والذي يَقْتَضِيهِ ذِكْرُه في أَشْعارِ بَنِي فَزَارَةَ أَنَّه في دِيَارِهِم ، ولعَلَّهُمَا جَبَلاَنِ يُسَمَّى كلُّ واحدٍ منهما بأَحْدَبَ .
( والأُحَيْدِبُ ) مُصَغَّراً ( : جَبَلٌ بالرُّوم ) مُشْرِفٌ على الحَدَثِ الذي غَيَّرَ بِنَاءَهُ
____________________

(2/245)


سَيْفُ الدَّوْلَةِ ، ذَكَرَه أَبُو فِرَاسِ بن خمْدَان فقالَ :
ويومٍ عَلَى ظَهْرِ الأُحَيْدِبِ مُظْلِمٍ
جَلاَهُ بِبِيضِ الهِنْدِ بِيضُ أَزَاهِرُ
أَتَتْ أُمَمُ الكُفّارِ فيه يَؤُمُّها
إِلى الحَيْنِ مَمْدُودُ المَطَالِبِ كافِرُ
فَحَسْبِي به يَوْمَ الأُحَيْدِبِ وَقْعَةً
عَلَى مِثْلِهَا في العِزِّ تُثْنَى الخَنَاصِرُ
وقال أَبو الطيِّب المتنَبِّي :
نَثَرْتَهُمُ يَوْمَ الأُحَيْدِبِ نَثْرَةً
كَمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدَّرَاهِمُ
( وحَدَابِ كقَطَامِ ) مَبْنِيٌّ على الكَسْرِ ( : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ ) الشَّدِيدَةُ القَحْطِ ، ( و ) حَدَابِ ( : ع ، ويُعْرَبُ ) أَي يُسْتَعْمَلُ مُعْرَباً أَيضاً ، نَقَلَه الفراء ، وهو المعروفُ المشهورُ ، قال جرير :
لَقَدْ جُرِّدَتْ يَوْمَ الحِدَابِ نِسَاؤُكمْ
فَسَاءَتْ مَجَالِيهَا وقَلَّتْ مُهُورُهَا
( و ) الحِدَابُ ( كَكِتَابٍ : ع بِحَزْنِ بَنِي يَرْبُوعٍ ، لَهُ يَوْمٌ ) مَعْرُوفٌ ( و ) قالَ أَبُو حَنِيفَة : الحِداب : ( جِبَالٌ بالسَّرَاةِ ) يَنْزِلُهَا بَنُو شَبَابةَ ، قَومٌ مِنْ فَهْمِ بنِ مالكٍ .
( والحُدَيْبِيَةُ ) مُخَفَّفَةً ( كدُوَيْهِيَةٍ ) نقَلَه الطُّرْطُوشِيُّ في ( التفسير ) ، وهو المنقول عن الشافعيّ ، وقال أَحْمَدُ بنُ عِيسَى : لاَ يَجُوزُ غيرُهُ ، وقال السُّهَيْلِيُّ : التَّخُفِيفُ أَكْثَرُ عندَ أَهلِ العربية ، وقال أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ : سأَلتُ كلَّ مَنْ لَقيتُ ممن وَثِقْتُ بعِلْمِه من أَهلِ العَرَبِيّة عنِ الحُدَيْبِيةِ فلم يَخْتَلِفوا علَى أَنَّهَا مُخففَةٌ ، ونقَلَه البَكْرِيُّ عنِ الأَصمعيِّ أَيضاً ، ومِثْلُه في المَشَارِق والمَطَالع ، وهو رأْسُ أَهْلِ العِرَاقِ ( وقَدْ تُشَدَّدُ ) يَاؤُهَا ، كما ذَهَب إِليه أَهلُ المَدِينَةِ ، بَلْ عامَّةُ الفُقَهَاءِ والمُحَدِّثِينَ ، وقال بعضُهُم : التَّخْفيفُ هو الثَّابِتُ عند المُحَقِّقِينَ ، والتثقيلُ عندَ أَكْثَرِ المُحَدِّثِينَ ، بل كثيرٌ من اللُّغوِيِّينَ والمُحَدِّثِينَ أَنْكَرَ التخفيفً ، وفي ( العناية ) : المُحَقَّقُونَ على التَّخْفِيفِ كما قاله الشافعيُّ وغيرُه ، وإِن جَرى
____________________

(2/246)


الجمهورُ على التشديدِ ، ثم إِنهم اختلفوا فيها ، فقال في ( المصباح ) إِنَّهَا ( بِئرٌ قُرْبَ مَكَّةَ ، حَرَسَهَا الله تعالى ) ، على طَرِيقِ جُدَّةَ دُونَ مَرْحَلَةٍ ، وجمَ المُتَأَخِّرُونَ أَنها قَرِيبَةٌ من قَهْوَة الشُّمَيْسِيّ ، ثم أُطلِق على المَوْضِعِ ، ويقال : بعضُها في الحِلِّ وبعضُهَا في الحَرَمِ ، انتهى ، ويقال : إِنَّهَا وادٍ بَيْنَهُ وبنَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَميالٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلاً ، على طريق جُدَّةَ ، ولذا قيل : إِنَّهَا على مَرْحَلَة من مَكَّةَ أَو أَقلَّ من مَرْحَلَةٍ ، وقيل : إِنها قَرْيَةٌ ليست بالكَبِيرَةِ سُمِّيَتْ بالبِئرِ التي هُنَاكَ عندَ مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ ، وبينَهَا وبينَ المَدِينَةِ تِسْعُ مَرَاحِلَ ، ومَرْحَلَةٌ إِلى مكةَ ، وهي أَسْفَل مَكَّةَ ، وقال مالك : وهي من الحَرَمِ ، وحَكَى ابنُ القَصَّارِ أَنَّ بعضَها حلٌّ ، ( أَو ) سُمِّيَتْ ( لِشَجَرَةٍ حَدْبَاءَ كانت هُنَاكَ ) ، وهي التي كانت تَحْتَهَابَيْعَةُ الرِّضْوَانِ .
( والحُدَيْبَاءُ ) تَصْغِيرُ الحَدْبَاءِ ( : مَاءٌ لِجَذِيمَةَ ) .
( وتحَدَّبَ بِهِ : تَعَلَّقَ ) ، والمُتَحَدِّبُ المُتَعَلِّقُ بالشَّيْءِ المُلازِمُ له .
( و ) تَحَدَّبَ ( عَلَيْهِ : تَعَطَّفَ ) وحَنَا ، ( و ) تَحَدَّبَتِ ( المَرْأَةُ ) أَي ( لم تَتَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ ) أَي أَقَامَتْ من غيرِ تَزْوِيجٍ وعَطَفَتْ ( عَلَى وَلَدِهَا ، كحَدِبَ بالكَسْرِ ) يَحْدَبُ ، مَفْتُوحَ المُضَارِعِ ، حَدَباً ، فهو حَدِبٌ ( فيهما ) أَي في المعنيينِ ، وحَدِبَتِ المَرْأَةُ على وَلَدِهَا كتَحَدَّبَتْ ، قال أَبُو عَمْرٍ و : الحَدَأَ : مِثْلُ الحَدَبِ ، حَدِئْتُ عَلَيْهِ حَدَأَ وَحَدِبْتُ عَلَيْهِ حَدَباً أَي أَشْفَقْتُ عليه ، وفي حديث عليَ يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنهما ، ( وأَحْدَبُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ ) أَيْ أَعْطَفُهُمْ وأَشْفَقُهُم ، مِنْ حَدِبَ عَلَيْهِ يَحْدَبُ إِذَا عَطَفَ ، ومنه قولُهم : الحَدَبُ عَلَى حَفَدَةِ العِلْمِ والأَدَب .
( والحَدْبَاءُ ) في قصيدة كَعْبِ بن زُهير :
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ
يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
____________________

(2/247)



يُرِيدُ على النَّعْشِ ، وقيل : أَرادَ بالآلَةِ الحَالَةَ ، وبالحَدْبَاءِ الصَّعْبةَ الشَّدِيدَةَ ، ويقالُ : المُرْتَفِعَة .
ومن المَجَازِ : حُمِلَ عَلى آلَةٍ حَدْبَاءَ ، وكَذَا سَنَةٌ حَدْبَاءُ : شَدِيدَة بَارِدَةٌ ، وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ .
والحَدْبَاءُ أَيْضاً ( : الدَّابَّةُ ) التي ( بَدَتْ حَرَاقِفُهَا ) وعَظْمُ ظَهْرِهَا ، والحَرَاقِفُ : جَمْعُ حَرْقَفَةٍ ، وهي رَأْسُ الوَرِكِ ، وفي الأَساس : ومن المجاز : دَابَّةٌ حَدْبَاءُ : بدَتْ حَرَاقِفُهَا مِنْ هُزَالِهَا ، انتهى ، وفي ( اللسان ) : وكذلكَ يقالُ : حَدْبَاءُ حِدْبِيرٌ وحِدْبَارٌ ، ويقال هُنَّ حُدْبٌ حَدَابِيرُ ، انتهى ، أَي ضُمَّ إِلى حُرُوفِ . ( الحدب ) حَرْفٌ رابعٌ فَرُكِّبَ منها رُبَاعِيٌّ ، كذا في الأْساس .
وَوَسِيقٌ أَحْدَبُ : سَرِيعٌ ، قال :
قَرَّبهَا ولَمْ تَكُنْ تُقَرَّبُ
مِنْ أَهْلِ نَيَّانَ وَسِيقٌ أَحْدَبُ
كذا في ( اللسان ) .
والحَدْبُ : المُدَافَعَةُ ، يقالُ حَدَبَ عَنْهُ كَضَرَبَ إِذَا دَافَعَ عنه ، ومَنَعَه ، حَكَاهُ غَيْرُ واحِدٍ ، نَقَلَه شيخُنَا ( و ) قال الشيخُ ابنُ بَرِّيّ : وَجَدْتُ حَاشِيَةً مَكْتُوبَةً لَيْسَتْ من أَصْلِ الكِتَابِ ( حَدَبْدَبَى ) اسْمُ ( لُعْبَةٍ لِلنَّبِيطِ ) وأَنْشَدَ لِسَالِمِ بنِ دَارَةَ يَهْجُو مُرَّةَ ابنَ رافِعٍ الفَزَارِيَّ .
حَدَبْدَبَى حَدَبْدَبَى يَا صِبْيَانْ
إِنَّ بَنِي فَزَارَةَ بنِ ذُبْيَانْ
قَدْ طَرَّقَتْ نَاقَتْهُمْ بِإِنْسَانْ
مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْقِ الرَّحْمَنْ
قال الصاغانيّ : والعَامَّةُ تجعلُ مكانَ الباءِ الأُولى نُوناً ، ومكانَ الباءِ الثانيةِ لاماً ، وهو خَطَأٌ ، وسيأْتي في حدبد
( ) ومما يستدركْ عليه :
حُدْبَانُ بالضَّمِّ : جَدُّ رَبِيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ كَذَا ضبَطه الحافظُ
حدرب : وحِدْرِبٌ بالكسر أَبو : قَبِيلَةٍ من
____________________

(2/248)


كُبَرَاءِ سَوَاكِنَ ومُلُوكِهَا ، والنِّسْبَة : حِدْرِبِيٌّ ، والجَمْعُ : حَدَارِبَةٌ ، وقدِ انْقَرَضَتْ دَوْلَتُهُمْ بعد السِّتِّين وتِسْعِمَائة ، ذَكَره شيخُنَا والمقريزي .
حرب : ( الحَرْبُ ) نَقِيضُ السَِّلْمُ ( م ) لِشُهْرَتِهِ ، يَعْنُونَ به القِتَال ، والذي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْبَ هو التَّرَامِي بالسِّهَامِ ، ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ ، ثمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوفِ ، ثِمَّ المُعَانَقَةُ ، والمُصَارَعَةُ إِذا تَزَاحَمُوا ، قاله شيخنا ، وفي ( اللسان ) : والحَرْبُ أُنْثَى وأَصْلُهَا الصِّفَةُ ، هذَا قَوْلُ السِّيرَافِيّ ، وتصغيرُهَا حُرَيْبٌ ، بغيرِ هَاءٍ ، روايةً عن العرب لأَنَّهُ في الأَصل مصدرٌ ومِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقِوَيْسٌ وفِرَيْسٌ ، أُنْثَى ، كل ذلك يُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ ، وحُرَيْبٌ : أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الوَزْنِ ( وقَدْ تُذَكَّرُ ) حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ ، وأَنشد :
وهْوَ إِذَا الحَرْبُ هَفَا عُقَابُهُ
كَرْهُ اللِّقَاءِ تَلْتَظِى حِرَابُهُ
قال : والأَعْرَفُ تَأْنِيثُهَا ، وإِنَّما حِكَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيّ نادِرَةٌ ، قال : وعندي ( أَنه ) إِنَّمَا حَمَلَه على مَعْنَى القَتْلِ أَوِ الهَرْجِ و ( ج حُرُوبٌ ) ويقال : وَقَعَتْ بَيْنَهُم حَرْبٌ ، وقامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ ، وقال الأَزهريّ : أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذهبوا بها إِلى المَحَارَبَةِ وكذلك السِّلْمُ ، والسَّلْمُ ، يُذْهَبُ بهما إِلى المُسَالَمَةِ فتُؤَنَّثُ .
( وَدَارُ الحَرْبِ : بِلاَدُ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا ) مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ ( وَبَيْنَهُمْ ) ، وهو تَفْسِيرٌ إِسْلاَمِيٌّ .
( وَرَجُلٌ حَرْبٌ ) كَعَدْلٍ ( وَمِحْرَبٌ ) بكسر الميم ( ومِحْرَابٌ ) أَي ( شَدِيدُ الحَرْبِ شُجَاعٌ ) ، وقيل : مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ : صاحِبُ حَرْبٍ ، وفي حديث عليّ كرْم الله وجهه ( فابْعَث عَلَيْهِمْ رَجِلاً مِحْرَاباً ) أَي معروفاً بالحَرْبِ عارفاً بِهَا ، والمِيمُ مكسورةٌ ، وهو من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ كالمِعْطَاءِ مِنَ العَطَاءِ ، وفي حديث ابنِ عباسٍ قال في عَلِيَ :
____________________

(2/249)


( مَا رَأَيْتُ مِحْرَباً مِثْلَهُ ) ورَجُلٌ مِحْرَبٌ : مْحَارِبٌ لِعَدُوِّهِ ، ( و ) يقالُ : ( رَجُلٌ حَرْبٌ ) لي ، أَي ( عَدُوٌّ مُحَارِبٌ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِباً ) ، يُسَتَعْمَلُ ( للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ والوَاحِدِ ) قال نُصَيْبٌ .
وَقُولاَ لَهَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ خُلَّتِي
أَسِلْمٌ لَنَا فِي حُبِّنَا أَنْتِ أَمْ حَرْبُ
( وقَوْمٌ ) حَرْبٌ و ( مِحْرَبَةٌ ) كَذَلِكَ ، وأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنِي ، أَي عَدُوٌّ ، وفِلاَنٌ حَرْبُ فُلاَن ، أَي مُحَارِبُهُ ، وذَهَبَ بعضُهم إِلى أَنَّه جَمْعُ حَارِبٍ أَوْ مُحَارِبٍ على حَذْفِ الزَّوَائِدِ ، وقولُه تعالى : { 2 . 018 فاءْذنوا بحرب . . ورسوله } ( البقرة : 279 ) أَي بقَتْلٍ ، وقولُه تعالى : { الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } ( المائدة : 33 ) أَي يَعْصُونَهُ .
( وَحَارَبَهُ مُحَارَبَةً وحِرَاباً ، وتَحَارَبُوا واحْتَرَبُوا ) وحَارَبُوا بِمَعْنًى .
( والحَرْبَةُ ) بفَتْحٍ فسُكُونٍ ( : الآلَةُ ) دُونَ الرُّمْحِ ( ج حِرَابٌ ) قال ابنُ الأَعرابيِّ : ولا تُعَدُّ الحَرْبَة في الرِّمَاحِ ، وقال الأَصمعيُّ : هو العَرِيضُ النَّصْلِ ، ومثلُه في ( المَطَالع ) .
( و ) الحَرْبَةُ ( : فَسَادُ الدِّينِ ) ، بكسر المُهْمَلَةِ ، وحُرِبَ دِينَهُ أَيْ سُلِبَ يَعْنِي قَوْلَهُ : ( فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه ) .
( و ) الحَرْبَةُ ( : الطَّعْنَةُ : و ) الحَرْبَةُ ( : السَّلَبُ ) بالتَّحْرِيك .
( و ) حَرْبَةُ ( بِلاَ لاَمٍ : ع ببلادِ هُذَيْلٍ ) غَيْرُ مَصْرُوفٍ قال أَبو ذؤيب :
في رَبْرَبٍ يَلَقٍ حُورٍ مَدَامِعُهَا
كَأَنَّهُنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبَةَ البَرَدُ
( أَوْ ) هُوَ مَوْضِعٌ ( بالشَّام ، و ) حَرْبَةُ مِنَ أَسَامِي ( يَوْمِ الجُمُعَةِ ) لاِءَنَّهُ زَمَانُ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ ، كذا في ( الناموس ) قُلْتُ : وقال الزجّاج : سُمِّيَت يوم الجُمُعَةِ حَرْبَةً لأَنَّهَا في بَيَانِهَا ونُورِهَا كالحَرْبَةِ ( ج حَرَبَاتٌ ) مُحَرَّكَةً ( وحَرْبَاتٌ ) بسُكُونِ الرَّاءِ ، وهو قَلِيلٌ ، قاله الصاغانيّ
( و ) الحِرْبَةُ ( بالكَسْرِ : هَيئَةُ الحَرْبِ )
____________________

(2/250)


عَلَى القِيَاسِ .
( وحَرَبَهُ ) يَحْرُبُهُ ( حَرَباً كَطَلَبه ) يَطْلُبُه ( طَلَباً ) ، وهو نَسُّ الجوهريّ وغيرِه ، ومثلُه في ( لسان العرب ) ، ونقلَ شيخُنا عن ( المصباح ) أَنَّه مِثْلُ تَعِبَ يَتْعَبُ ، فَهُمَا ، إِنْ صَحَّ ، لُغَتَانِ ، إِذا ( سَلَبَ ) أَخَذَ ( مَالَهُ ) وتَرَكَه بلا شَيءٍ ( فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ ) ، و ( ج حَرْبَى وحُرَبَاءُ ) ، الأَخيرةُ على التَّشْبيه بالفَاعِل ، كما حكاه سيبويه ، من قولهم : قَتِيلٌ وقُتَلاَءُ ، كذا في ( لسان العرب ، وعُرِف معه : أَنَّ الجَمْعَ راجعٌ للأَخير ، فإِنَّ مفعولاً لا يُكَسَّر ، كما قاله ابن هشامٍ نَقَلَه شيخُنا .
والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ : أَن يُسْلَبَ الرَّجُلُ مَالَهُ .
( وَحَرِيبَتُهُ : مَالُهُ الذي سُلِبَهُ ) ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، لاَ يُسَمَّى بذلكَ إِلاَّ بَعْدَمَا يُسْلَبُهُ ، ( أَو ) حَريبَةُ الرَّجُلِ ( : مَالُهُ الَّذِي يَعِيشُ بِهِ ) ، وقيلَ : الحَرِيبَةُ : المَالُ مِنَ الحَرْبِ ، وهو السَّلَبُ ، وقال الأَزهريّ يقال : حَرِبَ فلانٌ حَرَباً أَي كَتَعِبَ تَعَباً ، فالحَرَبُ : أَنْ يُؤْخَذَ مالُه كُلُّه ، فهو رَجُلٌ حَرِبٌ ، أَي نَزَلَ به الحَرَبُ ، فهو مَحْرُوبٌ حَرِيبٌ ، والحَرِيبُ : الذي سُلِبَ حَرِيبَتَهُ ، وفي الأَسَاس : أَخذت حَرِيبته وحرَابته : ماله الذي سُلِبَه ، والذي يَعِيشُ به ، انتهى ، وفي حديث بَدْرٍ ( قَالَ المُشْرِكُونَ : اخْرُجُوا إِلَى حَرَائِبِكُمْ ) قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض الروايات بالباء المُوَحَّدَة جمع حَرِيبَةٍ ، وهو مالُ الرجلِ الذي يقومُ به أَمْرُه ، والمعرُوفُ بالثَّاء المثلثة ( حَرَائِثِكُمْ ) وسيأْتي ، وعن ابن شُميل في قوله : ( اتصقُوا الدَّيْنَ فإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وآخِرَهُ حَرَبٌ ) قال : تُبَاعُ دَارُهُ وعَقَارُه ، وهُوَ من الحَرِيبَةِ ، وقد رُوِيَ بِالتَّسْكِينِ أَي النِّزَاع وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ ( وإِلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ ) أَي مَسْلُوبِينَ مَنْهُوبِينَ ، والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ : نَهْبُ مَالِ الإِنْسَانِ ، وتَرْكُه لا شَيْءَ ( له ) .
والمَحْرُوبَةُ مِنَ النِّسَاءِ : التي سُلِبَتْ
____________________

(2/251)


وَلَدَهَا ، وفي حديث ( المُغِيرَةِ ( طَلاَقُهَا حَرِيبَة ) أَي لَهُ منها أَوْلاَدٌ إِذَا طَلْقهَا حُرِبُوا وفُجِعُوا بِهَا ، فكأَنَّهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا ، وفي الحديث ( الحَارِبُ المُشَلِّحُ أَي الغاصبُ النَّاهِبُ الذي يُعَرِّي النَّاسَ ثِيَابَهُم .
( و ) قال ثعلب : ( لَمَّا مَاتَ حَرْبُ ابنُ أُمَيَّةَ ) بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ بالمَدِينَة ( قَالُوا ) أَي أَهلُ مَكَّةَ يَنْدُبُونَه : ( وَاحَرْبَا ، ثُمَّ نَقَلُوا ) وفي نسخة ثَقَّلُوا ( فقالوا واحَرَبَا ) بالتَّحْرِيكِ ، قال ابن سيده : وَلاَ يُعْجِبُنِي . وهذه الكَلِمَةُ اسْتَعْمَلُوهَا في مَقَامِ الحُزْنِ والتَّأَسُّفِ مُطْلَقاً ، كمَا قَالُوا : وا أَسَفَا ، قال :
وَالَهْفَ قَلْبِي وهَلْ يُجْدِي تَلَهُّفُهْ
غَوْثاً وَوَا حَرَبَا لَوْ يَنْفَعُ الحَرَبُ
وهو كثيرٌ حتى تُنُوسِيَ فيه هذا المَعْنَى ، قيل : كان حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ إِذَا مَاتَ لاِءَحَدٍ مَيتٌ سَأَلَهُمْ عن حَالِهِ ونَفَقَتِهِ وكُسْوَتِهِ وجَمِيعِ ما يَفْعَلُه ، فَيَصْنَعُهُ لاِءَهْلِهِ وَيَقُومُ بِهِ لَهُمْ ، فكانُوا لاَ يَفْقِدُونَ مِنْ مَيِّتِهِمْ إِلاَّ صَوْتَهُ فَيَخِفُّ حُزْنُهُم لذلك ، فَلَمَّا مَاتَ حَرْبٌ بَكَى عليه أَهْلُ مَكَّةَ ونَوَاحِيهَا ، فَقَالُوا : واحَرْبَاهُ بالسُّكُونِ ، ثم فَتَحُوا الراءَ ، واسْتَمَرَّ ذَلِكَ في البُكَاءِ في المَصَائِبِ ، فقَالُوه في كُلِّ ميتٍ يَعِزُّ عليهم ، قاله شيخُنَا ( أَوْ هِيَ مِنْ حَرَبَهَ : سَلَبَهُ ) فهُوَ مَحُرُوبٌ وحَرِيبٌ ، وبه صَدَّر في ( لسان العرب ) وَوَجَّهَهُ أَئمّةُ اللغةِ ، فلا يُلتَفتُ إِلى قولِ شيخنا : اسْتَبْعَدُوهُ وضَعَّفُوهُ .
( وحَرِبَ ) الرَّجُلُ بالكسْرِ ( كَفَرِحَ ) يَحْرَبُ حَرَباً : قَالَ وَاحَرَبَاهُ ، فِي النُّدْبَةِ ، و ( كَلِبَ ، واشْتَدَّ غَضَبُهُ ، فَهُوَ حَرِبٌ ، مِن ) قَوْمٍ ( حَرْبَى ) مِثْلُ كَلْبَى ، قال الأَزهريّ : شُيُوخٌ حَرْبَى ، والوَاحَد : حَرِبٌ ، شَبِيهٌ بالكَلْبَى والكَلِبِ ، وأَنشد قولَ الأَعشى :
وشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطَّىْ أَرِيكٍ
وَنسَاءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعَالِى
قال : ولَمْ أَسْمَعِ الحَرْبَى بمَعْنَى الكَلْبَى إِلاَّ هاهنا ، قال : ولعلّ شَبَهَهُ
____________________

(2/252)


بالكَلْبَى أَنَّهُ على مِثَالِه وبِنَائِه .
( وحَرَّبْتُهُ تَحْرِيباً ) أَغْضَبْتُه ، مِثْلُ : حَرَّبْتُ علَيْهِ غَيْرِي ، قال أَبو ذُؤيب :
كَأَنَّ مُحَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ
يْنَازِلُهُمْ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ
وفي حديث عَلِيَ أَنه كتب إِلى ابن عباس رضي الله عنهم : ( لَمَّا رَأَيْتُ العَدُوَّ قَدْ حَرِبَ ) أَي غَضِبَ ، ومنه حديث عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ ( حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الحَرَبِ والحُزْنِ مَا أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِي ) وفي حديث الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ :
فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وحَرَبْ
أَي بخُصُومَةٍ وغَضَبٍ . وفي حديث ابنِ الزُّبَيْرِ عند إِحْرَاقَ أَهْلِ الشَّامِ الكَعْبَةَ ( يُرِيدُ أَنْ يُحَرِّبَهُمْ ) أَيْ يَزِيدَ فِي غَضَبِهِم عَلَى ما كَان من إِحْرَاقِهَا ، وفي الأَساس : ومن المجاز : حَرِبَ الرَّجُلُ : غَضِبَ ، فَهُوَ حَرِبٌ ، وحَرَّبْتُهُ ، وأَسَدٌ حَرِبٌ ، ومُحَرَّب ، شُبِّهَ بِمَنْ أَصَابَه الحَرَب في شِدَّةِ غَضَبِهِ ، وبَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ وحَرْبٌ انتهى .
قُلْتُ : والعَرَبُ تَقُولُ في دُعَائِهَا : مَالَهُ حَرِبَ وجَرِبَ ، قد تَقَدَّم في جرب .
( والحَرَبُ مُحَرَّكَةً : الطَّلْعُ ) ، يَمَانِية ( واحِدتَهُ : حَرَبَةٌ ) ( و ) قَدْ ( أَحْرَبَ النخْلُ ) إِذا أَطُلَعَ ، وحَرَّبَهُ نَحْرِيباً ) إِذا ( أَطْعَمَهُ إِيَّاهُ ) ، أَي الحَرَبَ ، وعن الأَزهريّ : الحَرَبَةُ الطَّلْعَةُ إِذا كانت بقشْرهَا ( ويقال لقِشرها ) إِذا نُزِع القَيْقَاءَةُ .
وسِنَانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ ، إِذا كان مَحَدَّداً . مُؤَلَّلاً ( و ) حَرَّبَ ( السِّنَانَ : حَدَّدَهُ ) مثلُ ذَرَّبَه ، قال الشاعر :
سَيْصْبِحُ فِي سَرْح الرِّبَابِ وَرَاءَهَا
إِذَا فَزِعَتْ أَلْفَاسِنَانٍ مُحَرَّبِ
____________________

(2/253)



( والحُرْبَةُ بالضِّمَّ : وِعَاءٌ كالجُوَالِقِ أَو ) الحُرْبَةُ هَيَ ( الغِرَارَةُ ) السَّوْدَاءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
وصَاحِبٍ صَاحَبْتُ غَيْرِ أَبْعَدَا
تَرَاهُ بَيْنَ الحُرْبَتَيْنِ مُسْنَدَا
( أَو ) هي ( وِعَاءٌ ) يُوضَعُ فيه ( زَادُ الرَّاعِي ) .
( والمِحْرَابُ : الغُرْفَةُ ) والموضِع العالِي ، نقلَه الهَرَوِيُّ في غَريبه عن الأَصمعيّ ، قال وَضَّاحُ اليَمَن :
رَبَّة مِحْرَابٍ إِذَا جِئءْتُهَا
لَمْ أَلْقَهَا أَوْ أَرْتَقِي سُلَّمَا
( و : صَدْرُ البَيْتِ ، و : صَدْرُ البَيْتِ ، و : أَكْرَمُ مَوَاضِعِه ) وقال الزجّاج في قوله تعالى : { 2 . 018 وهل اءَتاك . . المحراب } ( ص : 21 ) قال : المِحْرَابُ : أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدارِ ، وأَرْفَعُ مكانٍ في المَسْجِدِ ، قال : والمِحْرَابُ ها هنا كالغُرْفَةِ ، وفي الحديث أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم ( بَعَثَ عُرْوَةَ بنَ مَسْعُودٍ إِلى قَوْمٍ له بالطَّائِفِ ، فأَتَاهُمْ ، وَدَخَلَ مِحْرَاباً لَه ، فَأَشرفَ عَلَيْهِم عِنْدَ الفَجْرِ ، ثُمَّ أَذَّنَ للصَّلاَةِ ) قال : وهذا يَدُلُّ على أَنَّه الغُرْفَةُ يُرْتقَى إِليها ، وقال أَبو عبيدة : المَحْرَابُ : أَشْرَفُ الأَمَاكِنِ وفي ( المصباح ) : هو أَشْرَفُ المَجَالِسِ ، ( و ) قال الأَزهريّ : المِحْرَابُ عندَ العَامَّةِ الذي يفهَمُه الناسُ : ( مَقَامُ الإِمَامِ مِنَ المَسْجِدِ ) قال ابن الأَنباريّ سُمِّيَ مِحْرَابُ المَسْجِدِ لاِنْفِرَادِ الإِمَامِ فيه وبُعْدِه مِنَ القَوْمِ ، ومنه : يُقَالُ : فُلاَنٌ حَرْبٌ لِفُلاَنٍ إِذا كان بينَهُمَا بُعْدٌ وتَبَاغُضٌ ، وفي ( المصباح ) : ويقال : هُوَ مَأْخُوذٌ من المُحَارَبَةِ ، لاِءَنَّ المُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ ، ويُحَارِبُ نَفْسَهُ بِأَحْضَارِ قَلْبِهِ ، ( و ) قِيلَ : المِحْرَابُ ( : المَوْضِعُ ) الذي ( يَنْفَرِدُ بهِ المَلِكُ فَيَتَبَاعِدُ عنِ النَّاسِ وفي ( لسان العرب ) : المَحَارِيبُ : صُدُورُ المَجَالِسِ ، ومنه مِحْرَابُ المَسْجِدِ ، ومنه : مَحَارِيبُ
____________________

(2/254)


غُمْدَانَ باليَمَنِ ، والمِحْرَابُ : القِبْلَةُ ، ومِحْرَابُ المَسْجِدِ : أَيْضاً : صَدْرُهُ ، وأَشْرَفُ مَوْضِعٍ فيه ، وفي حديث أَنَسٍ : ( أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ ) أَي لم يَكُنْ يُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ في صَدْرِ المَجْلِسِ ويَتَرَفَّع عَلَى النَّاسِ ، وقولُه تَعَالَى : { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ } ( مريم : 11 ) قالُوا : مِنَ المَسْجِدِ ، والمِحْرَابُ : أَكْرَمُ مَجعًّلِسِ المُلُوكِ ، عن أَبُي حنيفةَ ، وقال أَبو عبيدة : المِحْرَابُ : سَيِّدُ المَجَالِسِ ومُقَدَّمُهَا وأَشْرَفُهَا ، قال : وكذلكَ هُوَ من المَسَاجِدِ ، وعن الأَصمعِيّ : العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْرَاباً لِشَرَفِهِ ، وأَنشد :
أَوْ دُمْيَة صُوِّرَ مِحْرَابُهَا
أَوْ دُرَّصلى الله عليه وسلمشِيفَتُ إِلَى تَاجِرِ
أَرَادَ بالمِحْرَابِ القَصْرَ وبالدُّمْيَةِ الصُّورةَ ، وروى الأَصمعيُّ عن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ : دَخَلْتُ مِحْرَاباً من مَحَارِيبِ حِمْيَر فَنَفَحَ فِي وَجْهِي رِيحُ المِسْكِ ، أَرادَ قَصْراً أَو مَا يُشْبِهُهُ ، وقال الفراء في قوله عز وجل : { مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ } ( سبأ : 13 ) ذُكِرع أَنهَا صُوَرُ المَلاَئِكَةِ والأَنبِيَاءِ كانت تُصَوَّرُ في المَسَاجِدِ لِيَرَاهَا النَّاسُ فيَزْدَادُوا اعتباراً ، وقال الزجّاج : هي واحدة المِحْرَاب الذي يُصلَّى فيه ، وقيلَ : سُمِّيَ المِحْرَابُ مِحْرَاباً لاِءَنَّ الإِمَامَ إذا قَامَ فيه لَمْ يَأْمَنْ أنْ يَلْحَنَ أَو يُخْطِىءَ ، فهو خائف مكاناً كَأَنَّهُ مَأْوَى الأَسَدِ ( و ) المِحْرَابُ : ( : الأَجَمَة ) هي مَأْوَى الأَسَدِ ، يُقَالُ دَخَلَ فلانٌ على الأَسَدِ في مِحْرَابِه وغِيلِه وعَرِينِه ، ( و ) عن الليث : المِحْرَابُ ( : عُنُقُ الدَّابَةِ ) قال الراجِز :
كَأَنَّهَا لَمَّا سَمَا مِحْرَابُهَا
أيْ عُنُقُهَا .
( وَمَحَارِيبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) هي ( مَسَاجِدُهُم ) التي كانُوا يَجْلِسُونَ فيها )
____________________

(2/255)


كأَنَّه لِلْمَشُورَةِ في أَمْرِ الحَرْبِ . وفي ( التهذيب ) : التي يَجْتَمِعُونَ فيها للصَّلاَةِ ، ومثلُه قولُ ابنِ الأَعْرَابيّ : ( المِحْرَابُ ) : مَجْلِسُ النَّاسِ ومُجْتَمَعُهُم .
( والحِرْباءُ بالكَسْرِ : مِسْمَارُ الدِّرْعِ أَو ) هو ( رَأْسُهُ في حَلْقَةِ الدِّرُعِ ) والجَمْعُ الحَرَابِيُّ ، وهي مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ ( و ) الحِرْبَاءُ ( : الظَّهُرُ ، أَو ) حِرْبَاءُ المَتْنِ ( : لَحْمُه أَوْ سِنْسِنُه ) أَي رَأْسُ فَقَارِهِ ، والجَمْعُ : الحَرَابِيُّ ، وفي ( لسان العرب ) : حَرَابِيُّ المَتْنِ : لَحْمُهُ ، وَاحِدُهَا : حِرْبَاءُ ، شُبِّهَ بِحِرْبَاءِ الفَلاَةِ فَيَكُونُ مَجَازاً ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
فَفَارَتْ لَهُمْ يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ قدْرُهَا
تَصُكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ
قال كُرَاع : وَاحِدُ حَرَابِيِّ الظُّهُورِ : حِرْبَاءُ ، على القِيَاسِ ، فَدَلَّنا ذلك على أنَّه لا يُعْرَفُ له واحدٌ من جِهَةِ السَّمَاع .
( و ) الحِرْبَاءُ : ( : ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ ) ، حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ ( أَوْ دُوَيْبَّةٌ نحْوُ العَظايَةِ ) أَو أَكْبَرُ ( تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ ) وفي نسخة تُقَابلُ ( برَأْسهَا ) كأَنَّهَا تُحَاربُهَا وتكونُ معها كيف دَارَتْ ، يقال : إِنه إنَّمَا يَفْعَلُ ( ذلك ) لِيَقِيَ جَسَدَهُ بِرَأْسِهِ ، وتتلوَّن أَلْوَاناً بحَرِّ الشَّمْسِ ، والجَمْعُ الحَرَابِيُّ ، والأُنْثى : الحِرْبَاءَة ، يقال : حِرْبَاءُ تَنْضُبَ ، كما يقال : ذِئْبُ غَضًى ، ويُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ في الرَّجُلِ الحَازِمِ ، لاِءَنَّ الحِرْبَاءَ لاَ تُفَارِقُ الغُصْنَ الأَوَّلَ حتى تَثْبُتَ على الغُصْنِ الآخَرِ ، والعَرَبُ تقولُ : انْتَصَبَ العُودُ في الحِرْبَاءِ ، على القَلْبِ ، وإِنما هو انْتَصَبَ الحِرْبَاءُ في العُودِ ، وذلك أَن الحِرْبَاءَ تَنْتَصِبُ على الحِجَارَةِ ، وعلى أَجْذَالِ الشَّجَرِ ، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ ، فإِذا زالت زَالَ معهَا مقابلاً لها ، وعن الأَزهريّ : الحِرْبَاءُ : دُوَيْبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ذَاتُ قَوَائِمَ أَرْبَعٍ ، دَقِيقَةُ الرَّأْسِ مُخَطَّطَةُ الظَّهْرِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ نَهَارَهَا ، قال : وإِنَاثُ الحَرَابِيِّ يُقَالُ لهَا أُمَّهَاتُ حُبَيْنٍ ، الوَاحِدَةُ : أُمُّ حُبَيْنٍ ، وهِيَ قَذِرَةٌ لاَ يأْكُلُهَا العَرَبُ البَتَّةَ ( وأَرْضٌ مُحَرْبِئةٌ : كَثِيرَتُهَا ) ، قال : ( و ) أَرَى
____________________

(2/256)


ثَعْلَباً قال : الحِرْبَاءُ : النَّشْزُ مِنَ ( الأَرْضِ ) وهي ( الغَلِيظَةُ ) الصُّلْبَةُ ، وإِنما المَعْرُوفُ الحِزْبَاءُ بالزَّاي .
( و ) حَرْبَي ( كَسَكْرَى : ة ) على مَرْحَلَتَيْنِ ( و ) قِيلَ : بَلْ ( : د بِبَغْدَادَ ) وهي الأَخنونيّة .
( والحَرْبِيَّةُ : مَحَلَّةٌ بِهَا ) بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ ( بَنَاهَا حَرْبُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيُّ قَائِدُ ) الإِمَامِ ( المَنصُورِ ) باللَّهِ العَبَّاسِيِّ ، وبِهَا قَبْرُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ ، ومَنْصُورِ بنُ عَمَّارٍ ، وبِشْرٍ الحَافِي ، وأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ ، قال السمْعَانِيُّ : سَمِعْتُ محمدَ بنَ عبدِ الباقي الأَنْصَارِيَّ يقولُ : إِذَا جَاوَزْتَ جامعَ المَنْصُورِ فَجَمِيعُ المَحَالِّ يقالُ لها : الحَرْبِيَّةُ ، وقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من أَشْهَرِهم أَبُو إِسْحَاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسحاقَ الحَرْبِيُّ ، صاحِبُ غَرِيب الحديثِ تُوُفِّي سنة 385 .
( وَوَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ ) قاتلُ سَيِّدِنَا حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ رضي الله عنه ( صَحَابِيٌّ ) وابنُه حَرْبُ بنُ وَحْشِيَ تابعيٌّ ، روى عنه ابنُه وَحْشِيٌّ بنُ حَرْبٍ وقد ذكره المصنف أَيضاً في وحش .
( وحَرْبُ بنُ الحارث تابِعِيٌّ ) ، وهذا الأَخِيرُ لم أَجد في كتاب الثِّقَاتِ لابنِ حبّان .
وحَرْبُ بن ناحدة ، وابنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وابنُ حِلاَلٍ وابنُ مَخْشِيّ تَابِعِيُّون .
( وعَلِيٌّ وأَحْمَدُ ومُعَاوِيَةُ أَوْلاَدُ حعرْبِ ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حبَّانِ بنِ مازنٍ المَوْصِلِيِّ الطَّائِيِّ ، أَمَّا عليٌّ فمِنْ رِجَالِ النَّسَائِيِّ صَدُوقٌ ماتَ سنةَ خَمْسٍ وسِتِّينَ ، وقد جاوز التِّسْعِينَ ، وأَخُوه أَحْمَدُ من رِجَالِ النَّسَائِيِّ أَيضاً مات سنة ثلاثٍ وستينَ عن تِسْعِينَ ، وأَمَّا عليُّ بنُ حَرْبِ بن عبد الرحمنِ الجُنْدَ يَسَابُورِيُّ فليس من رجال السِّتَّة .
ولَمْ أَجِدْ لِمُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ ذِكْراً .
( وحَرْبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ ) كذا في النُّسَخِ ، والصواب : عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عُمَيْر الثَّقَفِيّ ، لَيِّنُ الحديثِ ( و ) حَرْبُ بنُ ( قَيْسٍ ) مَوْلَى يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ مِن أَهْلِ المَدِينَةِ ، يَرْوِي عن نافِعٍ ( و )
____________________

(2/257)


حَرْبُ بنُ ( خالدِ ) بنِ جابرِ بنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ ، مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ ، يَرْوِي عن أَبِيه ، عن جَدِّه ، وعنه زَيْدُ بنُ الحُبَاب ( و ) أَبُو الخَطَّابِ حَرْبُ بنُ ( شَدَّادٍ ) العَطَّار اليَشْكُرِيّ من أَهلِ البَصْرَةِ يَرْوِي عنِ الحَسَنِ ، وشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ مَات سنة 151 ( و ) أَبُو سُفْيَانَ حَرْبُ بنُ ( شُرَيْحِ ) بنِ المُنْذِرِ المِنْقَرِيُّ البصرِيُّ ، صَدُوقٌ ، وهو بالشِّينِ المُعْجَمَةِ مُصَغَّراً وآخرُه حاءٌ مهملةٌ ، كذا في نسختنا ، وضبَطَه شيخُنا بالمُهْمَلَةِ والجِيمِ ، وهو الصَّوَابُ ( و ) أَبُو زُهَيْرٍ حَرْبُ بنُ ( زُهَيْرٍ ) المِنْقَرِيُّ الضُّبَعِيُّ ، يَرْوِي عن عَبْدِ بن مُريدَةَ ( و ) أَبُو مُعَاذٍ حَرْبُ بنُ ( أَبِي العالِيَةِ ) البصريُّ ، واسمُ أَبِي العَالِيَةِ : مِهْرَانُ يَرْوِي عنِ ابنِ الزُّبَيْرِ ، وعنهُ أَبو دَاوُودَ الطَّيَالِسِيُّ ( ( و ) حرب بن ( صُبيح ) ) ( و ) أَبو عبدِ الرحمنِ حَرْبُ بنُ ( مَيْمُونٍ ) الأَصْغَرِ البَصْرِيِّ ( صاحِبِ الأَعْمِيَةِ ) مَتْرُوكُ الحَدِيثِ مع كَثْرَةِ عِبَادَتاِهِ ، كذا في ( التقريب ) والأَعْمِيَة مضبوطٌ عندنا بالعين المهملة ، وضبطه شيخُنَا بالمعجمة ، وهكذا ضبطه الحافظ ، وقال كأَنَّه جَمْع غِماءٍ ككِسَاء ، وهي السُّقُوفُ ( و ) حَرْبُ ( ابنُ مَيْمُونٍ ) الأَكبَرِ ( أَبِي الخَطَّابِ ) الأَنْصَارِيّ ، مَوْلاهُمْ البَصْرِيُّ صَدُوقٌ ، من السابعةِ ، وفي بعض النسخ : زيادةُ ابن بين ميمون وأَبي الخطاب ، وهو غلط ، ( وهذا ) أَي ما ذُكِرَ من ابن مَيْمُونٍ الأَصغرِ والأَكبرِ ( مِمَّا وَهِمَ فيه البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ ) رضي الله عنهما ( فَجَعَلاَهُما واحِداً ) كأَنهما تَبِعَا مَن تَقَدَّمهُمَا من الحُفَّاظِ ، فحصل لهما ما حَصَلَ لغيرهما من التَّوْهِيمِ ، والصحيحُ أَنِما اثنانِ ، فالأَكبَرُ أَخرج له مسلمٌ والترمذيُّ ، وأَما الأَصغرُ فإِنما يُذْكَر للتمييز ، ( مُحَدِّثُونَ ) .
( وحَارِبٌ : ع بِحِوْرَانِ الشَّامِ ) .
( وأَحْرَبَهُ ) : وَجَدَهُ مَحْرُوباً ، وأَحْرَبَه ( : دَلَّهُ عَلَى ) مَا يُحْرِبُهُ ، وأَحْرَبْتُه : دَلَلْتُه على ( ما يَغْنَمُهُ مِن عَدُوَ ) يُغير عليه ( و ) أَحْرَبَ ( الحَرْبَ : هَيَّجَهَا ) وأَثَارَهَا ، ( والتَّحْرِيبُ : التَّحْرِيشُ
____________________

(2/258)


والتَّحْدِيدُ ) يقال : حَرَّبْتُ فلاناً تَحْرِيباً ، إِذا حَرَّشْتِهُ فأُولِعَ به وبعَدَاوَتِهِ ، وحَرَّبْتُه : أَغْضَبْتُه وحَمَلْتُه على الغَضَبِ ، وعَرَّفْتُه بِمَا يَغْضَبُ منه ، ويروى بالجيمِ والهَمْزَةِ .
( والمُحَرَّبُ كَمُعَظَّمَ والمُتَحَرِّبُ ) مِنْ أَسَامِي ( الأَسَدِ ) ، ومنه يقال : حَرِبَ العَدُوُّ : تسْتَحْرَبَ واسْتَأْسَدَ ، والمِحْرَابُ : مَأْوَاهُ .
( و ) بَنُو ( مُحَارِبٍ : قَبَائِلُ ) منهم : مُحَارِبُ ( بن ) خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ ، ومُحَارِبُ بنُ فِهْرٍ ، ومُحَاربُ بنُ عَمْرِو بنِ وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ عبدِ القَيْسِ .
( والحارث الحَرَّابُ ) بنُ معاويةَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعِ بنِ ثَوْرٍ ( مَلِكٌ لكِنْدَةَ ) ومِنْ وَلَدِهِ : مُعَاوِيَةُ الأَكْرَمِينَ بنِ الحارثِ بنِ معاويةَ بنِ الحارث ، قال لبيد :
والحارثُ الحَرَّابُ حَلَّ بِعَاقِلٍ
جَدَثاً أَقَامَ بِهِ فَلَمْ يَتَحَوَّلِ
( وعُتَيْبَةُ ) مُصَغَّرا ( ابن الحرَّابِ ) الخَثْعَمِيُّ ( شَاعِرٌ ) فَارِس .
( وحُرَب كَزُفَرَ ابنُ مَظَّةَ في ) بَنِي ( مَذْحِجٍ ، فَرْدٌ ) لم يُسَمَّ به غيرُه ، وهو قولُ ابنِ حَبِيبٍ ، ونَصّه : كُلُّ شيءٍ في العَرَبِ فإِنه حَرْبٌ إِلاَّ في مَذْحَجٍ فَفِيهَا حُرَبُ بنُ مَظَّةَ يَعْنِي بالضَّمِّ الرَّاءِ ، قال الحافظُ : وفي قِضَاعَةَ : حُرْبُ بنُ قَاسِطٍ ، ذكره الأَميرِ عن الآمِدِيِّ مُتَّصِلاً بالذي قَبْلَهُ .
قلت : فإِذاً لاَ يَكونُ فَرْداً ، فتأَمَّل .
( و ) قال الأَزهريّ في الرُّباعِيّ : ( احْرَنْبَى ) الرجُلُ وازبَأَرَّ مثلُ ( احْرَنْبَأَ ) بالهمز ، عن الكسائيّ : إِذا تَهَيَّأَ للغضَبِ والشَّرِّ ، والياءُ للإِلحاقِ بافْعَنْلَلَ ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهرُّ ، وقِيلَ : احْرَنْبَى : إِذَا اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ورَفَعَ رِجْلَيْهِ نحوَ السَّمَاءِ ، والمُحْرَنْبِىءُ : الذِي يَنَامِ على ظهْرِهِ ويَرْفَعُ رِجْلَيْهِ إِلى السَّمَاءِ ، واحْرَنْبَأَ المكانُ : اتَّسَعَ ، وشَيْخٌ مُحْرَنْبٍ : قدِ اتَّسَعَ جِلْدُهُ ، ورُوِيَ عَن الكسائيّ أَنه قالَ : مَرَّ أَعْرَابيٌّ بآخَرَ وقد خَالَطَ
____________________

(2/259)


كَلْبَةً ، وقَدْ عَقَدَتْ عَلَى ذَكَرِهِ ، وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ نَزْعُ ذَكَرِهِ مِنْ عُقْدَتِهَا ، فقَال : جَأْجَنْبَيْهَا تَحْرَنْبِ لَكَ ، أَيْ تَتَجَافَى عَنْ ذَكَرِكَ ، فَفَعَلَ وَخَلَّتْ عَنْهُ . والمُحْرَنْبىءُ : الذي إِذا صُرِعَ وَقَعَ على أَحَدِ شِقَّيْهِ ، أَنْشَدَ جابِرٌ الأَسَدِيُّ :
إِنّي إِذَا صُرِعَتُ لاَ أَحْرَنْبِى
وقال أَبو الهَيْثَمِ في قول الجَعْدِيّ :
إِذَا أَتَى مَعْرَكاً منها تَعرَّفُهُ
مُحْرَنْبِئاً عَلَّمَتْهُ المَوْتَ فانْقَفَلا
قال : المُحْرَنْبِىءْ : المُضْمِرُ علَى دَاهِيَةٍ في ذاتِ نَفْسِه ، ومَثَلٌ للعَرَبِ : تَرَكْتُهُ مُحْزَنْبِئاً لِيَنْبَاقَ ، كل ذلك في ( لسان العرب ) ، وقد تقدم شيء منه في باب الهمزة .
( ومما بَقِي على المؤلف :
حَرْبُ بنُ أَبِي حَرْبٍ أَبُو ثَابِتٍ ، وحَرْبُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مُجَاشعٍ ، وحَرْبُ بنُ مَيْسَرَةَ الخُرَاسَانِيُّ ، وحَرْبُ بن قَطَنِ بنِ قَبِيصةَ ، مُحَدِّثُونَ ، وشُجَاعُ بنُ سَتكين الحَرَابِيُّ بالفَتْحِ مُخَفَّفاً عن أَبِي الدُّرِّ ياقوتٍ الرُّومِيِّ ، وعنه أَبو الحَسَنِ القَطِيعِيُّ ، وبالكَسْرِ أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الحِرَابِيُّ بَغْدَادِيٌّ ، رَوَى عن مُحَمَّدِ بنِ صالحٍ ، ومُحْرِزُ بنُ حُرَيْبٍ الكَلْبِيُّ كزُبَيْرٍ الذي اسْتَنْقَذَ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ يَوْمَ المَرْجِ .
والحَرَّابةُ : الكَتِيبَةُ ذاتُ انْتِهَابٍ واسْتِلاَبٍ ، قال البُرَيْق :
بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابَةٍ
لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الأَوْرَمُ
وحَرْبُ بنُ حُزَيْمَة : بَطْنٌ بالشَّأْمِ ، ذَكَرَه السُّهَيليُّ ، وفي ( شرح أَمَالي القَالِي ) : بنو حَرْبٍ : عَشَرَةُ إِخْوَةٍ مِنْ بَنِي كاهِلِ بنِ أَسَدٍ ، وحَرْبٌ : قَبِيلَةٌ بالحِجَازِ ، وقَبِيلَةٌ باليَمَنِ ، وقَبِيلَةٌ بالصَّعِيدِ ، ومَنَازِلُهُمْ تِجَاه طَهْطَا .
وأَحَارِبُ كَأَنَّه جَمْعُ أَحْرَب اسماً
____________________

(2/260)


نحوُ أَجَادِل وأَجْدَل أَو جَمْعُ الجَمْعِ نحو أَكَالِب وأَكْلُب : مَوْضِعٌ في شعر الجَعْدِيِّ :
وكَيْفَ أُرَجِّي قُرْبَ مَنْ لاَ أَزُورُهُ
وقَدْ بَعِدَتْ عَنِّي مَزَاراً أَحَالِبُ
نَقَله ياقوت .
ورجُلٌ محْرَابٌ : صَاحِبُ حَرْبٍ ، كمِحْرَبٍ ، نَقَلَه الصاغانيّ .
وأَبُو حَرْبِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤلِيّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وأَبُو حَرْبِ بنِ زَيْدِ بنِ خالدٍ الجُهَنِيُّ ، عن أَبِيه أَيضاً .
حردب : ( الحَرْدَبُ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال أَبو حنيفةَ : هو ( حَبُّ العِشْرِقِ ) ، بالكَسْرِ ، وهو مِثْلُ حَبِّ العَدَسِ .
( و ) حَرْدَبٌ ( اسْمُ رَجُلٌ ) ، عنِ ابنِ دريد ، وأَنشد سيبويه :
عَلَيَّ دِمَاءُ البُدْنِ إِنْ لَمْ تُفَارِقِي
أَبَا حَرْدَبٍ لَيْلاً وأَصْحَابَ حَرْدَبِ
قال : زَعَمَتِ الرُّوَاةُ أَنَّ اسْمَه كانَ حَرْدَبَةَ ، فرَخَّمَهُ اضْطِرَاراً في غير النِّدَاءِ ، على قَوْلِ من قالَ يَا حَارِ .
( والحَرْدَبَةُ : خِفَّةٌ ونَزَقٌ ، و ) حَرْدَبَةُ ( اسْمٌ ، وأَبُو حَرْدَبَةَ ) ويقال : حَرْدَبَةُ زَعَمَ ثعلب أَنَّه ( مِنْ لُصُوصِهِم ) المشهورينَ ، قال الراجز :
اللَّهُ نَجَّاكَ مِنَ القَصِيمِ
وبَطْنِ فَلْجٍ مِنْ بَنِي تَمِيمِ
ومِنْ غُوَيْثٍ فَاتِح العُكُومِ
ومِنْ أَبِي حَرْدَبَةَ الأَثِيمِ
حزب : ( الحِزْبُ : الوِرْدُ ) وَزْناً ومَعْنًى ، والوِرْدُ ، إِمَّا أَنَّه النَّوْبَةُ في ورُودِ المَاءِ ، وهو أَصْلُ معناهُ ، كذا في المَطَالع والمشارق والنِّهَايَةِ ، أَو هو وِرْدُ الرَّجُلِ منَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ ، كذا في الأَساس و ( لسان العرب ) وغيرِهما ، وإِطلاقُ الحِزْبِ على ما يَجْعَلُه الإِنسانُ على نَفْسِه في وقتٍ مما ذُكِرَ مجازٌ ، على
____________________

(2/261)


ما في المطالع والأَساس ، وفي الغَرِيبَيْنِ والنهاية : الحِزْبُ : النَّوْبَةُ في وِرْدِ المَاءِ . وفي ( لسان العرب ) : الحِزْبُ الوِرْدُ ، وَوِرْدُ الرَّجُلِ مِنَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ : حِزْبُه ، انْتَهَى ، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ من قولِ المؤلفِ الوِرْدُ هو النَّوْبَةُ فِي وِرْدِ المَاءِ لاِءَصَالَتِهِ ، فَلاَ إِهْمَالَ منَ الجوهَريِّ والمَجْدِ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا . وفي الحَدِيث ( طَرَأَ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا . وفي الحَدِيث ( طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ القُرْآنِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ ) طَرَأَ عَلَىَّ يُرِيدُ أَنَّهُ بَدَأَ في حِزْبِه كأَنَّهُ طَلَعَ عليه ، من قولك طَرَأَ فلانٌ إِلى بَلَدِ كَذَا وكذا فهو طارِىءٌ إِليه ، أَي طَلَعَ إِليه حديثاً غَيْرتانٍ فيه ، وقدْ حَزَّبْتُ القُرْآنَ : جَعَلْتُه أَحْزَاباً ، وفي حَدِيثِ أَوْسِ بنُ حُذَيْفَةَ ( سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمكَيْفَ تُحَزِّبُونَ القُرآنَ ) وكُلُّ ذلكَ إِطْلاَقٌ إِسْلاَمِيٌّ ، كَمعا لاَ يَخْفَى ( و ) الحِزْبُ ( : الطَّائِفَةُ ) ، كما في الأَساس وغيره . وفي ( لسان العرب ) : الحِزْبُ : الصِّنْفُ مِنَ الناس { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } ( الروم : 32 ) أَي كُلُّ طَائِفَةٍ هَوَاهُمْ وَاحِدٌ . وفي الحديث ( اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ وزَلْزِلْهم ) . الأَحزابُ : الطوائف من الناسِ جَمْعُ حِزْبٍ بِالكَسْرِ ، ويمكن أَن يكون تسميةُ الحِزْبِ من هذا المَعْنَى ، أَي الطَّائِفَةِ التي وَظَّفَهَا على نَفْسِهِ يَقْرَؤُهَا ، فيكون مَجَازاً ، كما يُفُهَمُ من الأَساس .
( و ) الحِزْبُ ( : السِّلاَحُ ) ، أَغْفَلَه في ( لسان العرب ) و ( الصحاح ) ، وأَورده في ( المحكم ) ، والسِّلاَحُ : آلَةُ الحَرْبِ ونَسَبَه الصاغانيُّ لِهُذَيْلٍ وقال : سَمَّوُهُ تَشْبِيهاً وسَعَةً . ( و ) الحِزْبُ ( : جَمَاعَةُ النَّاسِ ) ، والجَمْع أَحْزَابٌ ، وبه صَدَّرَ ابنُ مَنْظُورٍ ، وأَوردَه في الأَسَاس ، وغيره من كتب اللغة ، وليس بتَكْرَارٍ مع ما قَبْلَهُ ولا عَطف تَفْسِيرٍ كما زَعَمَه شيخُنَا ، ويظهرُ ذلك بالتأَمل ( والأَحْزَابُ جَمْعُهُ ) أَي الحِزْبِ ( و ) تُطْلَقُ عَلَى ( جَمَعٍ ) أَيِ الحِزْبِ ( و ) تُطْلَقُ عَلَى ( جَمَعٍ ) أَيْ طَوَائِفَ ( كَانُوا تَأْلَّبُوا وتَظَاهَرُوا عَلَى حَرْبِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي الصحاح علَى مُحَارَبَةِ
____________________

(2/262)


الأَنْبِيَاءِ عليهمُ السلام ، وهُوَ إِطْلاقٌ شَرْعِيٌّ . والحِزْبُ : النَّصِيبُ ، يُقَال : أَعْطِنِي حِزْبِي مِنَ المَالِ أَيْ حَظِّ ونَصِيبِي ، كما في المصباح والصُّرَاح ولعَلَّ إِغْفَالَ الجوهريّ والمَجْدِ إِيّاهُ لِمَا ذَهَبَ إِليه ابنُ الأَعرابيّ ، ونَقَلَ عنه ابنُ مَنْظُورٍ : الحِزْبُ : الجَمَاعَةُ . والحِزْبُ بالجِيمِ : النَّضِيبُ ، وقد سَبَقَ ، فلا إِهْمَال حينئذٍ كما زعمه شيخُنا ( و ) الحِزْبُ : ( جُنْدُ الرَّجُلِ ) ، جَمَاعَتُهُ المُسْتَعِدَّةُ لِلْقِتَالِ ونحوِهِ ، أَوْرَدَهُ أَهْلِ الغَرِيبِ وفَسَّرُوا به قولَه تَعَالى : { 2 . 019 اءَولئك حزب الشيطان } ( المجادلة : 19 ) أَيْ جُنْدُه ، وعليه اقْتَصَرَ الجوهَريُّ . ( و ) حِزْبُ الرَّجُلِ ( : أَصْحَابُه الذينَ على رَأْيِه ) والجَمْعُ كالجَمْعِ ، والمَنَافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ، وكُلُّ قَوْمٍ تَشاكَلَتْ قُلُوبُهُمْ وأَعْمَالهُمْ فَهُمْ أَحْزَابٌ وإِنْ لَم يَلْقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، كَذَا في ( المعجم ) . ( و ) في التَّنْزِيلِ { 2 . 019 اني اءَخاف عليكم . . الاءَحزاب } ( غافر : 30 ) فهُمْ قَوْمُ نُوح وعادٌ وثَمُودُ ومَنْ أَهْلَكَه اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ) مثل فِرْعَوْنَ ، أُولَئك الأَحزاب . وفي الحديث ذكر يَوْم الأَحزابِ هُوَ غَزْوَةُ الخَنْدَقِ ، وسُورَةُ الأَحزَاب مَعْرُوفَةٌ ، ومَسْجِدُ الأَحْزَابِ من المساجدِ المعروفةِ التي بُنِيَتْ على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنشد ثعلب :
إِذْ لاَ يَزَالُ غَزَالٌ فيه يَفْتِنُنِي
يَأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأَحْزَابِ مُنْتَقِبَا
قُلْتُ : البَيْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْلِمِ بنِ جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ ، وكان من قِصَّتِهِ أَنَّه لَمَّا وَلِي الحَسَنُ بنُ يَزِيدَ المَدِينَةَ مَنَعَ المَذْكُورَ أَن يَؤُمَّ بالنَّاسِ في مَسْجِدِ الأَحْزَابِ فَقَالَ له : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ لِمَ مَنَعْتَنِي مُقَامِي ومُقَام آبَائِي وأَجْدَادِي قَبْلِي ؟ قالَ مَا مَنَعَك منه إِلاَّ يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ ، يُرِيدُ قَوْلَه :
يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَمَا
يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا
____________________

(2/263)



إِذْ لاَ يَزَال ، إِلخ ، كَذَا في ( المعجم ) . ودَخَلْتُ عليه وعنده الأَحزابُ ، وقد تَبجَّحَ شَيْخُنَا في الشرح كثيراً ، وتصدى بالتعرض للمؤلف في عبارته ، وأَحال بعض ذلك على مُقَدَّمَةِ شَرْحِه للحِزب النَّوَوِيِّ وتاريخ إِتمامه على ما قَرَأْت بخطه سنة 1163 بالمدينة المنوَّرة ، على ساكنها أَفضل الصلاة والسلام ، وقرأْت المقدمة المذكورة فرأَيته أَحال فيها على شرحه هذا ، فما أَدْرِي أَيهما أَقدمُ ، وقد تَصَدَّى شيخُنا العلامة عبدُ الله بن سُلَيْمَان الجرهزيّ الشافعيّ مُفْتِي بَلَدِنا زَبِيدَ حَرَسَهَا الله تعالى للرَّدِّ على المَجْد ، وإِبْطَالِ دَعَاوِيهِ النَّازِلَةِ بكُلِّ غَوْرٍ ونَجْد ، والله حَكِيمٌ عَلِيمٌ .
( وحَازَبُوا وتَحَزَّبُوا : صَارُوا أَحْزَاباً ) ، وحَزَّبَهُمْ فَتَحَزَّبُوا ، أَي صَارُوا طَوَائِفَ . وفُلاَنٌ يُحَازِبُ فُلاَناً ، أَي يَنْصُرُه ويُعَاضِدُه ، كذا في الأَساس . قُلت : وفي حديث الإِفْكِ ( وطَفِقَتْ حَمْنَةُ تَحَازَبُ لهَا ) أَيْ تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَمَاعَتِهَا الذين يَتَحَزَّبُونَ لَهَا ، والمَشْهُورُ بالرَّاءِ .
وتَحَزَّبَ القَوْمُ : تَجَمَّعُوا ( وقَدْ حَزَّبْتهُمْ ) أَيِ الأَحْزَابَ ( تَحْزِيباً ) أَيْ جَمَعْتَهُمْ ، قال رؤبَة :
لقدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعِبَا
حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبَا
كذا في ( المعجم ) .
( وحَزَبَهُ الأَمْرِ ) يَحْزُبُه حَزْباً ( : نَابَه ) أَيْ أَصَابَهُ ( واشْتَدَّ عليه ، أَوْ ضَغَطَهُ ) فَجْأَةً ، وفي الحديثِ ( كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى ) أَيْ إِذَا نَزَلَ به مُهِمٌّ وأَصَابَه غَمٌّ ، وفي حَدِيثِ الدُّعَاءِ ( اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حُزِبْتُ ) ، ( والاسْمُ الحُزَابَةُ ، بالضَّمِّ ، والحَزْبُ أَيْضاً ) بفَتْحٍ فسُكُونٍ ( كالمَصْدَرِ ، و ) يقال : ( امْرٌ حَازِبٌ وحَزِيبٌ : شَدِيدٌ ) . والحَازِبُ من الشُّغْلِ : مَا نَابَكَ ( ج حُزْبٌ ) بضَمَ فسُكُونٍ ، كَذَا في نُسْخَتِنَا وضَبَطَه شيخُنَا بضَمَّتَيْنِ ، وفي حَدِيثِ عَلِيَ ( نَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ وحَوَازِبُ الخُطُوبِ ) جَمْعُ حَازِبٍ ، وهو الأَمْرُ الشديدُ . وفي الأَساس : أَصَابَتْهُ الحَوَازِبُ .
____________________

(2/264)



( والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ ) بكَسْرِ المُوَحَّدَةِ فيهما ( مُخَفَّفَتَيْنِ ) مِنَ الرِّجَالِ والحَمِيرِ ( : الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ ) مَا هُوَ ، وعبارة الصحاح : الغَليظُ القَصِيرُ ، رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ وَزَاوَزٍ وَزَوَازِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ ، وَرجلٌ هَوَاهِيَةٌ إِذَا كَانَ مَنْخُوبَ الفُؤَادِ ، وَبَعِيرٌ حَزَابِيَةٌ إِذا كانَ غَلِيظاً ، وحِمَارٌ حَزَابِيَةٌ : جَلْدٌ ، ورَكَبٌ حَزَابِيَةٌ : غَلِيظ ، قالتِ امْرَأَةٌ تَصِفُ رَكَبَهَا .
إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ
إِذَا قَعَدْتُ فَوْقَهُ نَبَا بِيَهْ
ويقال : رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلى القِصَرِ ، واليَاءُ لِلإِلْحَاقِ كالفَهَامِيَةِ والعَلاَنِيَةِ ، من الفَهْم والعَلَنِ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذ الهُذَلِيُّ .
كَأَنِّي وَرَحْلِي إِذَا رُعْتُهَا
عَلَى جَمَزَى جَازِيءٍ بالرِّمَالِ
أَوَ اصْحَمَ حامٍ جَرَامِيزَهُ
حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ
يُشَبِّهُ نَاقَتَهُ بحِمَارِ وَحْشٍ ، وَوَصَفَه بجَمَزَى وهو السَّرِيعُ ، وتقديرُه عَلَى حِمنَارٍ جَمْزَى ، وقال الأَصمعيُّ : لَمْ أَسْمَعْ بفَعَلَى في صِفَةِ المُذَكَّرِ إِلاَّ في هَذَا البَيْتِ ، يَعْنِي أَنَّ جَمَزَى وزَلَجَى ومَرَطَى وبَشَكَى وما جَاءَ على هذا البابِ لا يكونُ إِلاّ مِن صِفَةِ الناقةِ دُونَ الجَملِ ، والجَازِىءُ : الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماءِ ، والأَصْحَمُ : حِمَارٌ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ والصُّفْرَةِ ، وَحَيَدَى : يَحِيدُ عن ظِلِّه لنَشَاطِه ، حَامٍ نفسَه من الرُّمَاةِ ، وجَرَامِيزه : نَفْسُه وجَسَدُه ، والدِّحَال : جَمْعُ دَحْلٍ ، وهو هُوَّةٌ ضَيِّقَةُ الأَعْلَى وَاسِعَةُ الأَسْفَلِ . كَذَا في ( لسان العرب ) ، ( كالحِنْزَابِ ) كقِنْطَار ، وفي نسخة كمِيزَابٍ ، وفي أُخرَى كقِتَال ، وكلاهما تَصْحِيفٌ وغَلَطٌ .
( والحِزْب والحِزْبَاءَةُ ، بكَسْرِهِم : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ ) الشَّدِيدَةُ الحَزْنَةُ ، وعن ابن شُميل : الحِزْبَاءَةُ مِنْ أَغْلَظ القُفِّ مرتفعٌ ارتفاعاً هَيِّناً في قُفَ
____________________

(2/265)


أَيَرَّ شَدِيدٍ ، وأَنشد :
إِذَا الشَّرَكُ العَادِيُّ صَدَّ رأَيْتَهَا
لِرُوسِ الحَزَابِيّ الغِلاَطِ تَسُومُ
( ج حِزْبَاءٌ وحَزَابِي ) وأَصْلُهُ مُشَدَّدُ كما قِيلَ الصَّحَارِي : وفي بَعْضِ أَقْوَالِ الأَئِمَّةِ : الحِزْبَاءَةُ : مَكَانٌ غَلِيظٌ مُرْتَفِعٌ ، والحَزَابِي : أَمَاكِنُ مُنْقَادَةٌ غِلاَظٌ مُسْتَدِقَّةٌ .
( وأَبُو حُزَابَةَ بالضَّمِّ ) فيما ذَكَر ابنُ الأَعرابيّ ( : الوَلِيدُ بنُ نَهِيكٍ ) أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ ، وقال البَلاَذُرِيّ : هو الوَلِيدُ بن حَنِيفَةَ بنِ سُفْيَانَ بن مُجَاشِعِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ وهبِ بن عَبَدَةَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ الذي يقول :
أَنَا أَبُو حُزَابَةَ الشَّيْخُ الفَانْ
وكانَ يَقُولُ : أَشْقَى الفِتْيَانِ المُفْلِسُ الطَّرُوبُ ، ( وَثوَّاب ) كَكَتَّانٍ ( ابن حُزَابَةَ ، له ذِكْرٌ ) وكَذَا ابنُه قُتَيْبَةُ بنُ ثَوَّابٍ له ذِكْرٌ في ( ثوب ) ( وبالفَتْح ) أَبو بَكْر ( مُحَمَّدُ بنُ محمد بن أَحْمَدَ بن حَزَابَةَ ) الإِبْرَيْسَمِيّ ( المُحَدِّثُ ) ماتَ قبلَ الستينَ وثلاثمائَة بسَمَرْقَنْدَ .
( و ) حَزُّوبٌ ( كَتَنُّورٍ ) اسم .
( وحَازَبْتُه : كنتُ من حِزْبِهِ ) أَبوْ تَعَصَّبْتُ له .
( والحِنْزَابُ بالكَسْرِ ) ، كقِنطار ( : الدِّيكُ ) ونونُه زائدةٌ ، وقل إِن موضعه في حنزب بناءٍ على أَصالَةِ النون ( و : جَزَرُ البَرِّ ، و : ضَرْبٌ مِنَ القَطَا ) .
( وذَاتُ الحِنْزَابِ : ع ) ، قال رؤبة :
يَضْرَحْنَ مِنْ قِيعَانِ ذَاتِ الحِنْزَابْ
في نَحْرِ سَوَّارِ اليَدَيْنِ ثَلاَّبَ
( والحُنْزُوبُ بالضَّمِّ : نَبَاتٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الحَيْزَبُونُ : العَجُوزُ ، ونُونُه زائدةٌ ، كما زيدت في الزَّيْتُونِ ، أَو التي لا خَيْرَ فيها ، وهذا مَحَلُّ ذِكره ، صرَّح به الجوهريُّ وقَاطِبَةُ أَئِمَّةِ النحو كذا في ( لسان العرب ) ، وتَبِعه شيخُنا ،
____________________

(2/266)


وقد أَهملَه المصنف تقصيراً ، وقيل : الحَيْزَبُونُ : الشَّهْمَةُ الذَّكِيَّةِ ، قال الهُذَلِيّ :
يَلْبِطُ فِيهَا كُلُّ حَيْزَبُونِ
وبَنُو حِنْزَابَةَ بالكَسْرِ : بَنُو الفُرَاتِ ، ولا يَكَادُونَ يَخْفَوْنَ عَلَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ ، ذَكَرَه البرازنيّ في مَشْيَخَتِهِ .
حسب : ( حَسَبَهُ ) كنَصَرَهُ يَحْسُبُه ( حِسَاباً ) عَلَى القِيَاسِ ، صَرَّحَ به ثَعْلَبٌ والجوهريُّ ، وابن سِيدَه ( وحُسْبَاناً بالضَّمِّ ) نقله الجوهَرِيُّ ، وحكاه أَبُو عُبَيْدةَ عن أَبي زيد ( و ) في ( التهذيب ) حَسَبْتُ الشَّيءَ أَحْسُبُهُ ( حِسْبَاناً ) بالكسر ، وفي الحديث ( أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ لاَ يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إِلاَّ اللَّهُ ) الحُسْبَانُ بالضَّمِّ : الحِسَابُ ، وفي التَّنْزِيلِ : { الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } ( الرحمن : 5 ) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ ومَنَازِلَ ) لاَ تَعْدُوَانِهَا ، وقال الزَّجَّاجُ : بِحُسْبَانٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ والسِّنِينَ وجَمِيعِ الأَوْقَاتِ ، وقال الأَخْفَشُ في قَوْلِه : { وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً } ( الأَنعام : 96 ) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ فَحَذَفَ البَاءَ . وقال أَبو العَبَّاسِ : حُسْبَاناً مَصْدَرٌ ، كما تقول : حَسَبْتُهُ أَحْسُبُهُ حُسْبَاناً وحِسْبَاناً ، وجعَلَهُ الأَخْفَشُ جَمْعَ حِسَابٍ ، وقالَ أَبو الهَيْثَمِ الحُسْبَانُ : جَمْعُ حِسَابٍ ، وكذا أَحْسِبَةٌ مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَان ، وحُسْبَانُكَ على اللَّهِ أَيْ حِسَابُكَ ، قَالَ :
عَلَى اللَّهِ حُسْبَانِي إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ
عَلَى طَمَعٍ أَوْ خَافَا شَيْئاً ضَمِيرُهَا
( وحِسَاباً ) ، ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وغيرُه ، قال الأَزهريُّ : وإِنّمَا سُمِّيَ الحِسَابُ في
____________________

(2/267)


المُعَامَلاَتِ حِسَاباً لاِءَنَّهُ يُعْلَمُ به ما فيه كِفَايَةٌ ليس فيهَا زِيَادَةٌ على المِقْدَار ولا نُقْصَانٌ ، وقد يَكُونُ الحِسَابُ مَصْدَرَ المُحَاسَبَةِ ، عن مَكِّيّ ، ويُفْهَمُ مِنْ عِبَارَةِ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ . وقولُه تعالَى : { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ( البقرة : 202 ) أَي حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ ، وكُلُّ وَاقِع فهو سَرِيعٌ ، وسُرْعَةُ حِسَابِ اللَّهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ ، لأَنَّه سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ولا شَأْن عن شَأْنٍ ، وقولُه تعالى : { يَرْزُقُ مَن يَشَآء بِغَيْرِ حِسَابٍ } ( البقرة : 212 ) أَي بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ ولا تَضْيِيقٍ ، كقولك : فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، أَيْ يُوَسَّعُ النَّفَقَةَ ولاَ يَحْسُبُهَا ، وقد اخْتُلِفَ في تفسيرِه فقال بعضُهُم : بغَيُرِ تقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ ، وقال بعضُهم : بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ ، أَي لاَ يَخَافُ أَنْ يُحَاسِبَهُ أَحَدٌ عليه ، وقِيلَ : بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً ، مِن حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ ، وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ أَحْسُبُ ، أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ . كذا في ( لسان العرب ) ، وقد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا . ( و ) حَسَبَهُ أَيْضاً ( حِسْبَةً ) مِثْل القِعْدَةِ والرِّكْبَةِ ، حَكَاهُ الجوهريُّ ، وابنُ سِيدَه في ( المحكم ) ، وابنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وصاحِبُ الوَاعِي ، قال النابغةُ :
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا
وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذلك العَدَلِ
أَيْ حِسَاباً ، ورُوِيَ الفَتْحُ ، وهو قَلِيلٌ ، أَشَار له شَيْخُنَا .
( و ) الحِسَابُ والحِسَابَةُ : عَدُّكَ الشَّيءَ وحَسَبَ الشيءٍ ، يَحْسُبُهُ حَسْباً وحِسَاباً و ( حِسَابَةً ) أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وابنُ القَطَّاع والفِهْرِيُّ ( بِكَسْرِهِنَّ ) أَي في المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ ما عَدَا الأَوَّلَيْنَ ( : عَدَّهُ ) أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ :
____________________

(2/268)



يَا جُمْلُ أُسْقِيَتِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ والخِلاَبَهْ
وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ : يا جُنْلُ أَسْقَاكِ والصَّوَابُ ما ذَكَرْنَا ، والرِّبَابَةُ بالكسْرِ : القِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ بإِصلاحِهِ وتَرْبِيَتِه ، وحَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ . ورَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَحُسَّابِ ( والمَعْدُودُ : مَحْسُوبٌ ) يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ .
( و ) على ( حَسَب ، مُحَرَّكَةً ) وهو فَععلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ ، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ ، وصَرَّحَ به كُرَاع في المُجَرَّدِ ( ومنه ) قَوْلُهُمْ : لِيَكُمْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ ، أَي على قَدْرِهِ وعَدَدِهِ ، و ( هذَا بِحَسَبِ ذَا أَي بِعَدَدِهِ وقَدْرِهِ ) وقال الكِسَائِيُّ : ما أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ أَيْ ما قَدْرُهُ ، ( وَقَدْ يُسَكَّنُ ) في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : ومَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ وحَسْبِ الحَصَى ، والأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي قَدْرِهَا . وفي ( لسان العرب ) : الحَسَبُ : العدد المعدود . والحَسَبُ والحَسْبُ : قَدْرُ الشَّيْءِ كقَوْلك : الأَجْرُ بِحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِهِ ، وكَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إِلَيَّ شُكْرِي لك . يقول : أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عندي أَي على قَدْرِ ذلك .
( والحَسَبُ ) مُحَرَّكَةً ( : مَا تَعُدُّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ ) . قاله الجَوْهَرِيُّ وعليه اقْتَصَرَ ابن الأَجْدَابِيّ في الكفايَةِ ، وهو رَأْيُ الأَكْثَرِ ، وإِطْلاَقُه عليه على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ ، وقال الأَزهريُّ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَسَاعِي الرَّجُل ومَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لاِءَنَّهُمْ كانوا إِذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ منهم مَنَاقِبَهُ وَمآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبَهَا ، ( أَو ) الحَسَبُ ( : المالُ ) والكَرَمُ : التَّقْوَى ، كَمَا وَرَدَ في الحَدِيثِ يَعْنِي : الذي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ والسَّرَاوَةِ إِنَّمَا هو المَالُ ، كذا في ( الفائِقِ ) ، وفي الحَدِيثِ ( حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ ) أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حيث هو دَلِيلُ الثَّرْوَةِ والجِدَةِ ( أَوِ ) الحَسَبُ : ( الدِّينُ ) ، كِلاَهُمَا عن كُرَاع ، ولاَ
____________________

(2/269)


فِعْلَ لهما ، ( أَو ) الحَسَبُ ( : الكَرَمُ أَو ) هو ( الشَّرَفُ في الفِعْلِ ) حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ ، وتَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ : في العَقْلِ واحْتَاجَ إِلى التَّكَلُّفِ ( أَو ) هو ( الفَعَالُ الصَّالِحُ ) ، وفي نُسْخَةٍ : الفِعْلُ ، والنَّسَبُ : الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ والشَّجَاعَةِ وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفَاءِ . وفي الحَدِيثِ ( تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِمَالِهَا وحَسَبِهَا ومِيسَمِهَا ودِينِهَا ، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ هَا هُنَا : الفَعَالُ الحَسَنُ ، قال الأَزهريُّ : والفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إِلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ به مَهْرُ مِثْلِ المَرْأَةِ إِذَا عُقِدَ النِّكَاحُ على مَهْرٍ فَاسِدٍ ( أَو ) هو ( الشَّرَفُ الثابِتُ في الآبَاءِ ) دون الفِعْلِ . وقال شَمر في غَرِيبِ الحَدِيثِ : الحَسَبُ الفَعَالُ الحَسَنُ له ولآبَائِه ، مَأْخُوذٌ من اتلحِسَابه إِذا حَسَبُوا مَنَاقِبَهم ، وقال المُتَلَمِّسُ :
ومَنْ كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ ولَمْ يَكنْ
لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئيمَ المُذَّمَّمَا
فَفَرَّقَ بين الحَسَبِ والنَّسَبِ ، فَجَعلَ النَّسَبَ عَدَدَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ إِلى حَيْثُ انْتَهَى ، ( أَو ) الحَسَبُ هو ( البَالُ ) : أَي الشَّأْنُ ، وفي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنهُ أَنَّهُ قال : ( حَسَبُ المَرْءِ دِينُهُ ، ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ ، وأَصْلُهُ عَقْلُهُ ) وفِي آخَرَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمقال : كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ ، ومُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ ، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ ) وَرَجُلٌ شَرِيفٌ ورَجُلٌ مَاجِدٌ لَهُ آبَاءٌ مُتَقَدِّمُونَ في الشَّرفِ ، ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ ، قال الأَزهريُّ : أَرَادَ أَنَّ الحَسَبِ يَحْصُلُ لِلرَّجُلِ بِكَرَمِ أَخْلاَقِهِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ لَه نَسَبٌ ، وإِذَا كان حَسِيبَ الآبَاءِ فَهُو أَكْرَمُ له ( أَو الحَسَبُ والكَرَمُ قَدْ يَكُونَانِ لِمَنْ لا آبَاءَ له شُرَفَاءَ ، والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يَكُونَانِ إِلاَّ بهم ) قاله ابنُ السِّكّيت واخْتَارَه الفَيُّوفِيُّ ، فَجَعَلَ المَالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ والآبَاءِ ، والمَعْنَى أَنَّ الفَقِيرَ ذَا الحَسَبِ لا يُوَقَّرُ ولا يُحْتَفَلُ به ، والغَنِيُّ الذي لا حَسَبَ له يُوَقَّرُ ويُجَلُّ في العيونِ ، وفي حَدِيثِ وَفْدِ
____________________

(2/270)


هَوَازِنَ قال لهم ( اخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا المالَ وإِمَّا السَّبْيَ ، فَقَالُوا : أَمّا إِذْا خَيَّرْتَنَا بَيْنَ المَالِ والحَسَبِ فإِنَّا نَخْتَارُ الحَسَبَ ) ، فاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُمْ ونِسَاءَهُمْ ، أَرَادُوا أَنَّ فَكَاكَ الأَسْرَى وإِيثَارَه على اسْتِرْجَاعِ المَالِ حَسَبٌ وفَعَالٌ حَسَنٌ ، فهو بالاخْتِيَارِ أَجْدَرُ ، وقيل : المُرَادُ بالحَسَبِ هنا عَدَدُ ذَوِي القَرَابَاتِ ، مَأْخوذٌ من الحِسَابِ ، وذلكَ أَنَّهُمْ إِذا تَفَاخَرُوا عَدُّوا مَنَاقِبَهُمْ وَمَآثِرَهُمْ ، وفي التوشيح : الحَسَبُ : الشَّرَفُ بالآبَاءِ والأَقَارِبِ ، وفي الأَساس : وفُلانٌ لاَ حَسَبَ له ولاَ نَسَبَ : وهو مَا يَحْسُبُهُ ويَعُدُّهُ من مَفَاخِرِ آبَائِهِ ، قال شيخُنَا : وهذه الأَقوَالُ التي نَوَّعَ المُصَنِّفُ الخِلاَفَ فِيهَا ، كُلُّها وَرَدَتْ في الأَحَادِيثِ ، وكَأَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلملَمَّا عَلِمَ مِنْ اعْتِنَائِهِمْ بالمُفَاخَرَةِ والمُبَاهَاةِ كان يُبَيِّنُ لهم أَنَّ الحَسَبَ ليس هو ما تَعُدُّونَهُ من المَفَاخِرِ الدُّنْيَوِيَّةِ والمَنَاقِبه الفَاتِيَةِ الذَّاهِبَةِ ، بَل الحَسَبُ الذي يَنْبَغِي للْعَاقِلِ أَنْ يَحْسُبَهُ ويَعُدَّهُ في مُفَاخَرَاتِهِ هُوَ الدِّينُ ، وتَارَةً قال : هو التَّقْوَى ، وقَال لآخَرَ : الحَسَبُ العَقْلُ ، وقال لآخَرَ ممن يُرِيدُ ما يَفخَرُ به في الدُّنْيَا : المَالُ ، وهكذا ، ثم قال : وكان بَعْضُ شُيُوخِنَا المُحَقِّقِينَ ، يقول : إِنَّ بَعْضَ أَئِمَّةِ اللَّغَةِ حَقَّقَ أَنَّ مَجْمُوعَ كَلاَمِهِمْ يَدُلُّ على أَنَّ الحَسَبَ يُسْتَعْمَلُ على ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا أَنْ يَكُونَ مِن مَفَاخُرِ الآبَاءِ ، كما هُوَ رَأْسُ الأَكْثَرِ ، الثَّانِي أَنْ يَكُونَ من مَفَاخِرِ الرَّجُلِ نَفْسِهِ ، كما هو رَأْيُ ابنِ السكيت ومَنْ وَافَقَهُ ، الثَّالِثُ أَنْ يَكُونَ أَعَمَّ منهما من كخلِّ مَا يَقْتَضِي فَخْراً لِلْمُفَاخِرِ بأَيِّ نَوْع من المَفَاخِرِ ، كما جَزَمَ به في المغرب ونَحْوِه ، فقول المُصَنِّفِ : مَا تَعُدُّهُ مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِكَ هو الأَصْلُ والصَّوَابُ المَنْقُولُ عن العَرَبِ ، وقَوْلُهُ أَوِ المَالُ إِلى الشرف ، كُلُّهَا أَلْفَاظٌ وَرَدَتْ في الحَدِيثِ على جهةِ المَجَازِ لاِءَنَّهَا مِمَّا يُفْتَخَرُ بِهِ في الجُمْلَةِ ، فلا يَنْبَغِي عَدُّهَا أَقْوَالاً ولا من المَعَانِي الأُصولِ ، ولِذَا لم يَذْكُرْهَا أَكْثَرُ اللُّغَويِّين ، وأَشَار الجوهريُّ إِلى التَّمَجُّزِ فيها أَيضاً . انتهى .
____________________

(2/271)


( وقد حَسُبَ ) الرجُل بالضمِّ ( حَسَابَة ) بالفَتْحِ ( كخَطُبَ خَطَابَة ) ، هكذا مَثَّلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغةِ كابنِ مَنْظُورٍ والجَوهْري وغَيْرِهِمَا . وتَبِعَهُمُ المَجْدُ ، فلا يَتَوَجَّهُ عليه قَوْلُ شَيْخِنَا : ولو عَبَّرَ بكَرُمَ كَرَامَةً كان أَظْهَرَ ، ( وحَسَباً ، مُحَرَّكَةً ، فَهُوَ حَسِيبٌ ) أَنشد ثعلبٌ :
ورُبَّ حَسِيبِ الأَصْلِ غَيْرُ حَسِيبِ
أَي له آبَاءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُهُ هو ، ورَجُلٌ كرِيمُ الحَسَبِ ( من ) قَوْمٍ ( حُسَبَاءَ ) .
( وحَسْبُ ، مَجْزُومٌ ، بمَعْنى كَفَى ) ، قال سيبويهِ : وأَمَّا حَسْبُ فمَعْنَاهَا الاكْتِفَاءُ ، و ( حَسْبُكَ دِرْهَمٌ ) أَي ( كَفَاكَ ) ، وهو اسْمٌ ، وتَقُولُ ) حَسْبُكَ ذلك ، أَي كفاك ذلك ، وأَنشد ابن السِّكِّيتِ :
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ . .
إِلاَّ صَلاصلَ لاَ يُلْوَى عَلَى حَسَبِ
قَوْلُهُ لاَ يُلْوَى على حَسَب ، أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّةِ ولا يُؤْثَرُ به أَحَدٌ ، وقيل : ( لاَ يُلْوَى على حَسَب ) أَي لا يُلْوَى على الكِفَايَةِ لِعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِهِ ، ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي أَي كَفَانِي ، كذا في الأَساس وفي ( لسان العرب ) وسيأْتي .
( وشَيْءٌ حِسَاب : كافٍ ، ومنه ) في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ { عَطَآء حِسَاباً } ( النبأَ : 36 ) أَي كَثِيراً كافِياً ، وكُلُّ مَن أُرْضِيَ فقد أُحْسَبَ ، ( وهَذَا رجل حَسْبُكَ من رَجُلٍ ) ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِن رَجُلٍ . مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ ، لأَنَّ فيه تَأَوِيلَ فِعْلٍ ( كأَنَّهُ قال : مُحْسِبٌ لك ( أَي كَافٍ لَك ) أَو كَافِيكَ ( مِن غَيْرِهِ ، لِلْوَاحِدِ والتَّثْنِيَةِ والجَمْعِ ) لأَنَّهُ مَصْدَر وتقول في المَعْرِفَةِ : هذا عَبْدُ اللَّهِ حَسْبَك مِنَ رَجُلٍ ، فَتَنْصِبُ حَسْبَكَ على الحَالِ وإِنْ أَرَدْتَ الفِعْلَ في حَسْبَكَ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِرَجلٍ في حَسْبَكَ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِرَجلٍ أَحْسَبَكَ مِن رَجُلٍ ، وبِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ ، وبِرجَالٍ أَحْسَبُوكَ ، ولكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِحَسْ مُفْرَدَةً ، تقول : رَأَيْتُ زَيْداً حَسْبُ ، كَأَنَّكَ قُلْتَ
____________________

(2/272)


حَسْبِي أَوْ حَسْبُكَ ، وقَالَ الفَرَّاءُ في قَوْلِهِ تَعَالَى { 2 . 019 يا اءَيها النبي حسبك . . المؤمنين } ( الأَنفال : 64 ) أَي يَكْفِيكَ اللَّهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ ، قالَ : ومَوْضِعُ الكَافِ في حَسْبُكَ ومَوْضِعُ مَنْ نَصْبٌ علَى التَّفْسِيرِ كَمَا قال الشاعِرَ :
إِذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا
فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
( و ) قولهم : ( : حَسِيبُكَ اللَّهُ ) أَي كَأَمِيرٍ ، كذا في النُّسَخِ ، وفي ( لسان العرب ) : كحَسْبُكَ اللَّهُ ( أَيِ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْكَ وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : { وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } ( النساء : 6 ) وقَوْلُه تَعَالَى : { 2 . 020 ان ا كان . . حسيبا } ( النساء : 86 ) ( أَيْ مُحَاسِباً ، أَو ) يَكُونُ بمَعْنَى ( كَافِياً ) أَي يُعْطِي كُلَّ شَيْءٍ من العِلْمِ والحِفْظِ والجَزَاءِ بمِقْدَارِ ما يحْسُبُه ، أَيْ يَكْفِيهِ ، تَقُولُ حَسْبُكَ هذا أَي اكتَفِ بهَذَا ، ( و ) في الأَساس : مِنَ المَجَازِ : الحِسَابُ ( كَكِتَابٍ ) : هو ( الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ ) تقول : أَتَانِي حِسَابٌ من النَّاسِ كما يُقَالُ : عَدَدٌ منهم وعَدِيدٌ . وفي ( لسان العرب ) : لُغَةُ هُذَيْلٍ ، وقَالَ سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
فَلَمْ يَنْتَبِهْ حَتَّى أَحَاطَ بِظَهْرِهِ
حِسَابٌ وَسِرْبٌ كَالجَرَادِ يَسُومُ
وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ ( هَذَا ما اشْتَرَى طَلْحَةُ مِن فُلاَنٍ فَتَاهُ بِكَذَا بِالحَسَبِ والطِّيبِ ) أَي بالكَرَامَةِ مِن المُشْتَرِي والبَائع والرَّغْبَةِ وطِيبِ النَّفْسِ منهما ، وهو مِن حَسَّبْتُهُ إِذَا أَكْرَمْتَهُ ، وقيل : مِن الحُسْبَانَةِ ، وهي الوِسَادَةُ ، وفي حَدِيث سِمَكٍ ، قال شُعْبَةُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( مَا حَسَّبُوا ضَيْفَهُمْ شَيْئاً ) أَي ما أَكْرَمُوهُ كَذَا في ( لسان العرب ) .
( وعَبَّادُ بنُ حُسْيِبٍ ، كزُبَيْرٍ ) كُنْيَتُهُ
____________________

(2/273)


( أَبُو الخَشْنَاءِ ، أَخْبَارِيٌّ ) والذي في التَّبْصِيرِ للحَافِظِ أَنَّ اسْمَهُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ ، فَتَأَمَّلْ .
( والحُسْبَانُ بِالضَّمِّ ، جَمْعُ الحِسَابِ ) قاله الأَخفَشِ ، وتَبِعَهُ أَبو الهَيْثَمِ ، نقله الجوهريُّ والزَّمخشَرِيّ ، وأَقَرَّه الفِهْرِيُّ ، فهو يُسْتَعْمَلُ تَارَةً مُفْرَداً ومصْدَراً ، وتَارَةً جَمْعاً لِحِسَابٍ إِذا كان اسْماً لِلْمَحْسُوبِ أَو غَيْرِه ، لأَنَّ المَصَادِرَ لا تُجْمَعُ . قال أَبو الهَيْثَمِ : ويُجْمَعُ أَيضاً على أَحْسِبَةٍ . مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَانٍ ، ومِن غَرِيبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الحُسْبَانَ في قوله تعالى : { 2 . 020 والشمس والقمر بحسبان } ( الرحمن : 5 ) اسمٌ جَامِدٌ بِمَعْنَى الفلكِ مِنْ حساب الرَّحَا ، وهُوَ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِهَا المُسْتَدِيرَةِ ، قَالَهُ الخَفَاجِيُّ ونَقَلَه شيخُنا .
( و ) الحُسْبَان ( : العَذَابُ ) ، قال تعالى : { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء } ( الكهف : 40 ) أَي عَذَاباً ، قاله الجَوْهَريُّ ، وفي حديث يَحْيَى بن يَعْمَرَ ( كان إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ يقول : لا تَجْعَلْهَا حُسْبَاناً ) أَي عَذَاباً ( و ) قال أَبُو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ : الحُسْبَانُ : ( البَلاَءُ والشَّرُّ ، و ) الحُسْبَانُ ( : العَجَاجُ والجَرَادُ ) نَسَبَه الجوهَرِيُّ إِلى أَبِي زِيَادٍ أَيْضاً ، والحُسْبَانُ النَّارُ ، كذا فَسَّرَ به بعضُهم ، ( و ) الحُسْبَانُ ( : السِّهَامُ الصِّغَارُ ) يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفَارِسِيَّةِ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : هو مُوَلَّدٌ ، وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الحُسْبَانُ : سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ في جَوْفِ قَصَبَةٍ يَنْزِعُ في القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ منْهَا فلا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ عَقَرَتْهُ مِن صَاحِبِ سِلاَحٍ وغَيْرِه ، فإِذا نَزَعَ في القَصَبَةِ خَرَجَتِ الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَيْبَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ . وقال ثَعْلَب : الحُسْبَانُ المَرَامِي وهي مِثْلُ المَسَالِّ ، رَقِيقَةٌ فيهَا شَيْءٌ من طُولٍ لا حُرُوفَ لَهَا ، قال : والمقدَح بالحَدِيدَةِ مِرْمَاةٌ . وبالمَرَامِي فُسِّر قولُهُ تعالى : { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء } ( الكهف : 40 ) ( والحُسْبَانَةُ
____________________

(2/274)


وَاحِدُهَا ، و ) الحُسْبَانَةُ ( : الوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ ) تقول مِنْهُ : حَسَّبْتُهُ ، إِذَا وَسَّدْتَهُ ، قال نَهِيكٌ الفَزَارِيُّ يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ :
لَتَقِيتَ بِالْوَجْعَاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ
حَرّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ
الوَجْعَاءُ : الاسْتُ ، يقول : لو طَعَنْتُكَ لَوَلَّيْتَنِي دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بِوَجْعَائِكَ ولَثَوَيْتَ هَالِكاً غَيْرُ مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنٍ ( كَالْمَحْسَبَةِ ) وهي وِسَادَةٌ ولا مُكَفَّنٍ ( كَالْمَحْسَبَةِ ) وهي وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ ، وحَسَّبَهُ : أَجْلَسَهُ عَلَى الحُسْبَانَةِ ، أَو المَحْسَبَةِ ، وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : يُقَالُ لِبِسَاطِ البَيْتِ : الحِلْسُ ، ولِمخَادِّهِ : المَنَابِذُ ، ولِمَسَاوِرِهِ : الحُسْبَانَاتُ ، ولحُصْرِهِ : الفُحُولُ ، ( و ) الحُسْبَانَةُ ) ( النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ ، و ) الحُسْبَانَةُ ( : الصَّاعِقَةُ ، و ) الحُسْبَانَةُ : ( السَّحَابَةُ ، و ) الحُسْبَانَةُ ( : البَرَدَة ) ، أَشَارَ إِليه الزجاجُ في تفسيره .
( ومُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ ) وفي نُسْخَةٍ أَحْمَدُ ( بنُ حَمْدَوَيْهِ الحَسَّابُ ، كَقَصَّابٍ ) البُخَارَيُّ الفَرَضِيُّ ، مات سنة 339 ، ( و ) مُحَمَّدُ ( بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ ) الغُبْرِيّ البَصْرِيُّ ( كَكِتَابٍ مُحَدِّثَانِ ) الأَخِيرُ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ .
( والحِسْبَةُ بالكَسْرِ ) هُوَ ( الأَجْرُ ، واسْمٌ مِنْ الاحْتِسَابِ ) : كالعِدَّةِ مِنْ الاعْتِدَادِ ، أَي احْتِسَابِ الأَجْرِ على اللَّهِ ، تقول : فَعَلْتُهُ حِسْبَةً . واحْتَسِبْ فِيهِ احْتِسَاباً ، والاحْتِسَابُ : طَلَبُ الأَجْرِ ( ج ) حِسَبٌ ( كعِنَبٍ ) وسيأْتِي ما يَتَعَلَّقُ به قريباً ، ( و ) يُقَالُ : هُوَ حَسَنُ الحِسْبَةِ ) أَي ( حَسَنُ التَّدْبِيرِ ) والكِفَايَةِ والنَّظَرِ فِيهِ ، ولَيْسَ هو مِن احْتِسَابِ الأَجْرِ .
( وأَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ ) بنُ أَكْيَسَ ( الشَّامِيُّ تَابِعِيٌّ حَدَّثَ عَنْهُ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍ و .
( و ) أَبُو حِسْبَةَ اسْم .
( والأَحْسَبُ ، بَعِيرٌ فيه بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ ) وَسوَادٌ والأَكْلَفُ نَحْوُه ، قالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ ، تقول منه : احْسَبّ
____________________

(2/275)


البَعِيرُ احْسِيبَاباً ( و ) الأَحْسَبَ ( رَجُلٌ في شَعِرِ رَأْسِهِ شُقْرَةٌ ) ، كذا في ( الصّحَاحِ ) ، وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَابِسٍ الكِنْدِيِّ :
أَيَا هِنْدُ لاَ تَنْكَحِي بُوهَةً
عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ أَحْسَبَا
يَصِفُهُ باللُّؤْمِ والشُّحِّ ، يقول كأَنَّهُ لم تُحْلَقْ عَقِيفَتُهُ في صِغَرِه حتى شَاخَ ، والبُوهَةُ : البُومَةُ العَظِيمَةُ تُضْرَبُ مَثَلاً لِلرَّجُلِ الذِي لا خَيْرَ فيه ، وعَقِيقَتُهُ : شَعَرُه الذي يُولدُ به ، يقول : لا تَتَزَوَّجِي منْ هذه صِفَتُهُ ، ( و ) قيلَ هو ( مَن ابيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِن دَاءٍ فَفَسدَتْ شَعْرَتُهُ فَصَارَ أَبْيَضَ وأَحْمَرَ ) يكون ذَلِكَ في النَّاسِ وفي الإِبِلِ ، ( و ) قال الأَزْهَرِيُّ عنِ الليثِ : إِنَّ الأَحْسَبَ هو ( الأَبْرَصُ ) وقال شَمِرٌ : هو الذي لاَ لَوْنَ له الذي يُقَال ( فيه ) : أَحْسَبُ كَذَا وأَحْسَبُ كذا ( والاسْمُ من الكُلِّ الحُسْبَةُ ، بالضَّمِّ ) قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحُسْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ ، والكُرْبَةُ : صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ ، والكُرْبَةُ : صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ ، والقُهْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ ، والشُّهْبَةُ : سَوَادٌ وَبَيَاضٌ ، والجُلْبَةُ : سَوَاد صِرْفٌ ، والشُّرْبَةُ : بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ ، واللُّهْبَةُ : بَيَاضٌ نَاصِعٌ قَوِيٌّ .
والأَحَاسِبُ : جَمْعُ أَحْسَبَ : مَسَايِلُ أَوْدِيَةٍ تَنْصَبُّ مِن السَّرَاةِ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ ، إِن قِيل : إِنما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفَاعِلَ في الصِّفَاتِ إِذَا كان مُؤَنَّثُهُ فُعْلَى مثل صَغِيرٍ وأَصْغَرَ وصُغْرَى وأَصَاغِرَ ، وهذا مُؤَنَّثُهُ حَسْبَاءُ ، فَيجِب أَنْ يُجْمَعَ على فُعْلٍ أَوْ فُعَلاَءَ ، الجَوَابُ أَنَّ أَفْعَلَ يُجْمَعُ عَلَى أَفَاعِلَ إِذَا كَانَ اسْماً عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وهَاهُنَا ، فكَأَنَّهُمْ سَمَّوْا مَوَاضِعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنِا أَحْسَبَ ، فَزَالَتِ الصِّفَةُ بِنَقْلِهِمْ إِيَّاهُ إِلى العَلَمِيَّة فتَنَزَّل مَنْزِلَةِ الاسْمِ المَخْضِ ، فَجَمَعُوه على أَحَاسِبَ ، كما فَعَلُوا بأَحَاوِصَ
____________________

(2/276)


وأَحَاسِنَ في اسْمِ مَوْضِعٍ ، وقد يأْتِي ، كذا في ( المعجم ) .
( وحَسِبَهُ كَذَا كَنَعِمَ ) يَحْسِبُهُ ويَحْسَبُه ( فِي لُغَتَيْهِ ) بالفَتحِ والكَسْرِ ( والكَسرُ ) أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ ، حِسَاباً و ( مَحْسَبَةً ) بالفَتْح ( ومَحْسِبَةً ) بالكسْر ( وحِسْبَاناً : ظَنَّهُ ) ، ومَحْسِبَةٌ بكَسْرِ السِّينِ مَصْدَرٌ نَادِرٌ على مَنْ قَالَ يَحْسَبُ بِالفَتْحِ ، وأَمَّا مَن قال يَحْسِبُ فكَسَرَ فَلَيْسَ بِنَادِرٍ ( و ) تَقُولُ : ( مَا كَانَ في حِسْبَانِي كذا ، ولا تَقُل ) : مَا كَانَ ( في حِسَابِي ) ، كذا في ( مُشْكِلِ القُرْآنِ ) لاِبْنِ قُتَيْبَةَ ، وفي ( الصحَاحِ ) : ويقال : أَحْسِبُهُ : بالكَسْرِ ، وهو شَاذٌّ لاِءَنَّ كُلَّ فِعْلٍ كان مَاضِيهِ مَكْسُوراً فَإِنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يَأْتِي مَفْتُوحَ العَيْنِ نَحْو عَلِمَ يَعْلَمُ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ ، حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ ( ويَبِس يَيْبَس ويَيْبِسَ ) وَيَئِسَ يَيْأَسُ وَيَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ ، فإِنَّهَا جَاءَتْ مِن السَّالِمِ بالكَسْرِ والفَتْحِ ، ومِن المُعْتلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ والفَتْحِ ، ومِن المُعْتَلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ : وَمِقَ يَمِقُ وَوَفِقَ يَفِقُ وَوَرِعَ يَرِعُ وَوَرِمَ يَرِمُ وَوَرِثَ يَرِثَ ، وَوَرِيَ الزَّنْدُيَرِي وَوَلِيَ يَلِي ، وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ تَحْسَبَنَّ } ( آل عمران : 169 ) و { لاَ تَحْسَبَنَّ } وقولُه تَعَالى : { 2 . 020 اءَم حسبت اءَن . . والرقيم } ( الكهف : 9 ) وَوَرَوى الأَزْهريُّ عن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمقَرَأَ : { 2 . 020 يحسب اءَن ماله اءَخلده } ( الهمزة : 3 ) .
( والحِسْبَةُ ) والحَسْبُ ( والتَّحْسِيبُ : دَفْنُ المَيِّتِ فِي الحِجَارَةِ ) قَالَه الليثُ ( أَوْ مُحَسَّباً بِمَعْنَى ( مُكَفَّناً ) وأَنْشَدَ :
غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ
أَي غَيْرَ مَدْفُونٍ وقيل ، غيرَ مُكَفَّنٍ وَلاَ
____________________

(2/277)


مُكَرَّمٍ ، وقيل : غَيْرَ مُوَسَّدٍ ، والأَوَّلُ أَحْسَنُ ، قال الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ التَّحْسِيبَ بمَعْنَى الدَّفْنِ في الحِجَارَةِ ولا بِمَعْنَى التَّكْفِينِ ، والمَعْنَى في قَوْلِهِ غَيْرَ مُحَسَّبِ أَيْ غَيْرَ مُوَسَّدٍ ، وقد أَنْكَرَهُ ابنُ فَارسٍ أَيضاً كالأَزْهَرِيِّ ، ونقَلَه الصاغانيُّ . ( وَحَسَّبَهُ تَحْسِيباً : وَسَّدَهُ ، و ) حَسَّبَهُ ( : أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى شَبِعَ وَرَوِي ، كَأَحْسَبَهُ ، وتَحَسَّبَ ) الرجلُ ( : تَوَسَّدَ و ) من المَجَازِ : تَحَسَّبَ الأَخْبَارَ ( : تَعَرَّف وتَوَخَّى ) وَخَرَجَا يَتَحَسَّبَانِ الأَخْبَارَ : يَتَعَرَّفَانِهَا ، وعن أَبِي عُبَيْدِ : ذَهَبَ فُلانٌ يَتحَسَّبُ الأَخْبَارَ أَي يَتَحَسَّسُهَا وَيَتجَسَّسُهَا بالجِيمِ يَطْلُبهَا ، تَحَسُّباً ، وفي حَدِيثِ الأَذَانِ ( أَنهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلاةَ فَيَجِيئونَ بلا دَاعٍ ) أَيْ يَتَعَرَّفُونَ وَيَتَطَلَّبُونَ وَقْتَهَا وَيتَوَقَّعُونَهُ ، فَيَأْتُونَ المَسْجِدَ قَبْلَ الأَذَانِ ، والمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ ( يَتَحَيَّنُونَ ) أَي يَطْلُبُونَ حِينَهَا ، وفي حديث بَعْضِ الغَزَوَاتِ ( أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبَارَ ) أَي يَتَطَلَّبُونَهَا ( و ) تَحَسَّبَ الخَبَرَ ( : اسْتَخْبَرَ ) عنه حِجَازِيَّةٌ ، وقَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسَدِيُّ ، ويُقَال إِنَّهُ هُجَيْمِيٌّ :
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي
بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ
يَقُولُ تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ وهو الأَسَدُ نَاقَتِي فَظَنَّ أَنّى أَتْرُكُهَا له ولا أُقَاتِلُهُ .
( واحْتَسَبَ ) فُلاَنٌ ( عَلَيْهِ : أَنْكَرَ ) عليه قَبِيحَ عَمَلِه ( ومنه المُحْتَسِبُ ) ، يُقَالُ : هُوَ مَحْتَسِبُ البَلَدِ ، وَلاَ تَقْلُ مُحْسِبُه ، ( و ) احْتَسب ( فلانٌ ابْناً ) لَهُ ( أَوْ بِنْتاً إِذَا مَاتَ كَبِيراً ، فإِنْ مَاتَ صَغَيراً ) لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ ( قيل : افْتَرَطَهُ ) فَرَطاً ، وفي الحَدِيثِ ( مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَهُ ) أَي احْتَسَبَ الأَجْرَ بِصَبْرِهِ على مُصِيبَتِه ، مَعْنَاهُ اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُمْلَةِ بَلاَيَا اللَّهِ التي يُثَابُ على الصَّبْرِ عليها ( واحْتَسَبَ بكَذَا أَجْراً عندَ اللَّهِ : اعْتَدَّهُ ، يَنْوِي به وَجْهَ اللَّهِ ) وفي الحَدِيثِ ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِسَاباً ) أَيْ طَلَباً لوَجْهِ الله تعالَى وثَوَابِه ، وإِنما قيل لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وَجْهَ اللَّهِ احْتَسَبَهُ لاِءَنَّ له حِينَئذ
____________________

(2/278)


أَنْ يَعْتَدَّ عَمَلَه ، فَجُعِلَ في حالِ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ كأَنَّه مُعْتَدٌّ بهِ . وفي ( لسان العرب ) : الاحْتِسَابُ في الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وعند المَكْرُوهَاتِ هو البِدَارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيلِهِ بالتَّسْلِيمِ والصَّبْرِ ، أَو باسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرِّ والقِيَامِ بها على الوَجْهِ المَرْسُومِ فيها طَلَباً للثَّوَابِ المَرْجُوّ منها ، وفي حديث عُمَرَ ( أَيهَا النّاسُ احْتَسِبُوا أَعْمَالَكُمْ فإِنَّ مَنِ احْتَسَبَ عَمَلَهُ كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِهِ وأَجْرُ حِسْبَتِهِ ) ( و ) في الأَسَاس : ومنَ المَجازِ : احْتَسَبَ ( فُلاَناً : اخْتَبَرَ ) وسَبَرَ ( ما عنْدَهُ ) ، والنِّسَاءُ يَحْتَسِبْنَ ما عند الرِّجَالِ لهنَّ ، أَي يَخْتَبِرْنَ ، قاله ابنُ السّكِّيتِ .
( وزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّابي ، بالفَتْحِ مُشَدَّدة ) من شُيُوخِ النّبِيليّ ، ( و ) أَبُو منْصُورٍ ( مَحْمُودُ بنُ إِسْمَاعِيلَ ) الصَّيْرَفِيُّ ( الحِسَابِيُّ بالكَسْرِ مُخَفَّفَةً ، مُحَدِّثَانِ ) الأَخِيرُ عن ابنُ فادشَاه وغيرِه .
وإِبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الحُسْبَانيّ الإِرْبَلِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ وُلُدَ سَنَةَ 670 وتَوَلَّى قضَاءَ حُسْبَان وتُوُفِّيَ سَنَةَ 755 ، كَذَا في طَبَقَاتِ الخيضري والحَافِظُ المُحَدِّثُ قَاضِي القُضَاةِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ الحُسْبَاني ، ولد سنة 749 وتوفِّي سنة 815 تَرْجَمَهُ ابن حُجّي وابْنُ حَجَرٍ والخيضريّ .
وقد سمت حَسِيباً وحُسَيْباً .
( وأَحْسَبَهُ ) الشَّيْءُ إِذا كَفَاهُ ، ومنه اسْمُهُ تَعَالَى الحَسِيبُ ، هو الكَافِي ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعِلٍ ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي ، أَي كَفَانِي ، قَالَتِ امْرَأَةٌ من بَنِي قُشَيْرٍ :
ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إِن كَانَ جَائِعاً
ونُحْسِبُهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ
أَي نُعْطِيهِ حتى يقول حَسْبِي ، ونُقْفِيهِ نُؤْثِرُهُ بالقَفِيَّةِ والقَفَاوَةِ ، وهِيَ مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ ، وتقول : أَعْطَى فَأَحْسَبَ ، أَي أَكْثَرَ حتى قال حَسْبِي ، وقال أَبو زَيْدٍ : أَحْسَبْتُ الرَّجُلَ أَعْطَيْتُه حتى قال حَسْبِي ، والإِحْسَابُ : الإِكْفَاءُ ،
____________________

(2/279)


وقَالَ ثَعْلَب : أَحْسَبَهُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ : أَعْطَاهُ حَسْبَهُ وما كَفَاه ، وأَبلٌ مُحْسِبَةٌ : لها لَحْمٌ وشَحْمٌ كَثِيرٌ ، وأَنشَد :
ومُحْسِبَةٌ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غيْرَهَا
تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُهَا فَهْيَ كَالشَّوَى
وقالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى : سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عن قَوْلِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ :
ومُحَسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَا
البَيْتَ ، فقال : المُحْسِبَةُ بِمَعْنَيَيْنِ : مِن الحَسَبِ وهو الشرفُ ، ومِن الإِحْسَابِ وهو الكِفَايَة ، أَيْ أَنَّهَا تُحْسِبُ بِلَبَنِهَا أَهْلَهَا والضَّيْفَ و ( ما ) صِلَةٌ . ( المعنى ) أَنَّها نُحِرَتْ هِي وسَلِمَ غَيْرُهَا . وقال بَعْضُهُمْ : لأُحْسِبَنَّكم مِن الأَسْوَدَيْنِ ، يَعْنِي التَّمْرَ والمَاءَ ، أَي لأُوَسِّعَنَّ عَلَيْكُمْ ، وأَحْسَبَ الرَّجُلَ وحَسَّبَهُ : أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حتى شَبِعَ . وقدْ تَقَدَّمَ ، وقيل : أَعْطَاهُ حتى ( أَرْضَاهُ ، واحْتَسَبَ انْتَهَى ) . واحْتَسَبْتُ عليه بالمَالِ ، واحْتَسَبْتُ عنده اكْتَفَيْتُ ، وفُلاَنٌ لا يُحْتَسَبُ : لاَ يُعْتَدَّ به ، ومن المَجَازِ : اسْتَعْطَانِي فَاحْتَسَبْتُهُ : أَكْثَرْتُ له ، كذا في الأَساس . وفي شِعْرِ أَبِي ظَبْيَانَ الوَافِدِ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
نَحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسِبَهْ
وهو يَوْمٌ كان بينهم بالسَّرَاةِ وسيأَتِي أَوَّلُ الأَبْيَاتِ في ( لهب ) .
حشب : ( الحَشِيبُ ) والحشب والحشيب بكسر أَوّلهما ( : الثَّوْبُ الغَلِيظ ) قَالَه أَبُو السَّمَيْدَعِ الأَعْرَابِيُّ .
( والحَوْشَبُ : الأَرْنَبُ ) الذَّكَرُ ( و ) قيل : هو ( العِجْلُ ) وهو وَلَدُ البَقَرِ ، قال الشاعر :
____________________

(2/280)



كَأَنَّهَا لَمَّا ازْلأَمَّ الضُّحَى
أَدْمَانَةٌ يَتْبَعُهَا حَوْشَبُ
( و ) مِمَّا يُذْكَرُ مِن شِعْرِ أَسَدِ بنِ نَاعِصَةَ التَّنُوخِيّ :
وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمَانُهُ
يُجَاوِبُ حَوْشَبَهُ القَعْنَبُ
فَقِيلَ : القَعْنَبُ هو ( الثَّعْلَبُ الذَّكَرُ ) والحَوْشَبُ : الأَرْنَبُ الذَّكَرُ ، كما تَقَدَّمَ ، وقد عَرَفْتَ أَنَّ عِبَارَةَ المُؤَلِّفِ فيها ما فيها ، فإِنَّه خَلَطَ القَعْنَبَ بالحَوْشَبِ . ( و ) الحَوْشَبُ ( : الضَّامِرُ ) فِي قَوْلِ بَعْضِهِم :
فِي البُدْنِ عِفْضَاجٌ إِذَا بَدَّنْتَهُ
وإِذَا تُضَمِّرُهُ فَحَشْرٌ حَوْشَبُ
( و ) الحَوْشَبُ : العَظِيمُ البَطْنِ ، وقيل : هو العظِيمُ الجَنْبَيْنِ ، وفي قول سَاعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ :
فَالدَّهْرُ لاَ يَبْقَى عَلَى حَدَثَانه
أَنَسٌ لَفِيفٌ ذو طَرَائِفَ حَوْشَبُ
قال السُّكَّرِيُّ : ( و ) الحَوْشَبُ ( المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ ) ، فاسْتَعَارَ ذلك لِلْجَمْعِ الكَثِيرِ ، وهو ( ضِدٌّ ) ، والأُنْثى بالهاءِ ، قال أَبو النَّجْمِ :
لَيْسَتْ بِحَوْشَبَةٍ يَبِيتُ خِمَارُهَا
حَتَّى الصَّبَاحِ مُثَبَّتاً بِغِرَاءِ
يقول : لا شعرَ على رَأَسِهَا فهي لا تَضَعُ خِمَارَهَا ، ( و ) قيل : الحَوْشَبُ ( : مَوْصِلُ الوَظِيفِ في رُسْغِ الدَّابَّةِ ، أَو ) الحَوْشَبُ كالحَشِيبِ والحَشِيبِيِّ ( : عَظْمٌ فِي بَاطِنِ الحَافِرِ بَيْنَ العَصَبِ والوَظِيفِ ) فِي طَرَفِهِ ( ومُسْتَقَرِّ الحَافِرِ ) مِمَّا يَدْخُلُ فِي الجُبَّةِ ، والجُبَّةُ الذي فيه الحَوْشَبُ ، والدَّخِيسُ بَيْنَ اللَّحْم والعَصَبِ ، قال العَجَّاجُ :
مُسْتَبْطِناً مَعَ الصَّمِيمِ عَصَبَا
( أَوْ عَظْمُ الرُّسْغِ ) ، كذا في ( التهذيب ) ولِلفَرَسِ حَوْشَبَانِ ، وهما عَظْمَا الرُّسْغِ .
( و ) حَوْشَبٌ ( رَجُلٌ ، و ) قال المُؤرِّجُ
____________________

(2/281)


الحَوْشَبُ ( : الجَمَاعَةُ ) مِن النَّاسِ ، ( كالحَوْشَبَةِ ) ، بالهَاءِ .
( و ) حَوحشَبٌ ( : مِخْلاَفٌ باليَمَنِ ) نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ مِن الفُضلاءِ .
( وشَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ ) الأَشْعَرِيُّ الشَّامِيُّ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بنِ السَّكَنِ ، صَدُوقٌ كَثِير الإِرْسَالِ ، يَأْتِي ذِكْرُهُ في ( شهر ) ( وخَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ ) الكوفِيُّ ثِقَةٌ ، مِن السَّادِسَةِ ، مات بعد الأَرْبَعِينَ ، ( والعَوَّامُ بنُ حَوحشَبِ ) بن يزيدَ أَبو عيسَى الوَاسِطيُّ ثِقَةٌ ثَبَتٌ من السَّادِسَة ، وابْنُ أَخيه شِهَابُ بنُ خِرَاشِ بنِ حَوْشَبٍ رَوَى عن عَمِّهِ ( مُحَدِّثُونَ ) ،
( و ) قال المُؤَرِّجُ : ( احْتَشَبُوا ) احْتِشَاباً ( : تَجَمَّعُوا ) ، وفي بعض النُّسَخِ اجْتَمَعُوا ، ( و ) يقال : ( أَحْشَبَهُ ) إِذا ( أَغْضَبَهُ ) كَأَحْشَمَه ، نقَلَه الصاغانيُّ .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
حَوْشَبُ بنُ سَيْفٍ أَبو رَوْحٍ السّكْسكِيّ ، وحَوْشَبُ بنُ أَبي زِيَادٍ تَابِعِيَّانِ ، وحوْشَبٌ أَبو بِشْرِ ، وحَوْشَبُ بنُ مُسْلهم الثَّقَفِيُّ ، وحَوْشَبُ بنُ عَقِيل أَبو دِحْيَةَ ، وحَوْشَبٌ الشَّيْبَانِيُّ ، مُحَدِّثُونَ .
حصب : ( الحَصْبَةُ ويُحَرَّكُ ، و ) الحَصِبَةُ ( كَفَرِحَةٍ ) وهذه عن الفَرَّاءِ ( : بَثْرق يَخْرُجُ بالجَسَدِ ، و ) منه تقول : ( قد حُصِبَ ، بالضَّمِّ ) ، كما تقول : قد جُدِرَ ، ( فهو مَحْصُوبٌ ) ومَجْدُورٌ ( وحَصِب كَسَمعَ ) يَحْصَبُ فهو مَحْصُوبٌ أَيضاً ، والمُحَصَّبُ كَالمُجَدَّرِ وفي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ ( أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ فِي مُجدَّرِينَ ومُحَصَّبينَ ) هم الَّذِينَ أَصَابَهُمْ الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ .
( والحَصَبُ ، مُحَرَّكَةً ، والحَصْبَةُ ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ ( : الحِجَارَةُ ، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ ، مُحَرَّكَةً ) كَقَصَبَةٍ وهو ( نَادِرٌ ) وحَصَبْتُه : رَمَيْتُهُ بها ، والحَجَرُ المَرْمِيُّ به حَصَبٌ ، كما يقال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً ، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ، ( و ) الحَصَبُ ( : الخَطَبُ ) عَامَّةً وقَال الفَرَّاءُ : هي لُغَةُ اليَمَنِ ( و ) كُلُّ ( مَا يُرْمَى به في النَّارِ ) من حَطَبٍ وغَيْرِه فهو ( حَصَبٌ )
____________________

(2/282)


وهو لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ ، كما رُوِيَ عن الفَرَّاءِ أَيضاً ، ( أَوْ لاَ يَكُونُ الحَطَبُ حَصَباً حَتَّى يُسْجَرَ به ) ، وفي التنزيل { 2 . 020 انكم وما تعبدون . . جهنم } ( الأَنبياء : 98 ) ورُوِيَ عنْ عَليَ كعرَّمَّ الله وجهَه أَنه قرأَه ( حَطَبُ جَهَنَّمَ ) . وحَصَبَ النَّارَ بالحَسَبِ يَحْسُبُهَا حَصْباً : أَضْرَمَهَا ، وقال الأَزهَرِيُّ الحَصَبُ : الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّورٍ أَوْ في وَقُودٍ فأَمَّا مَا دَامَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُورِ فلا يُسَمَّى حَصَباً ، وقال عِكْرِمَةُ : حَصَبُ جَهَنَّمَ هو حَطَبُ جَهَنَّمَ بالحَبَشِيَّةِ ، قال ابْنُ عَرَفَةَ : إِنْ كان أَرَادَ أَنَّ العَرَب تَكَلَّمَتْ به فَصَارَ عَرَبِيَّةً وإِلاَّ فليس في القُرْآنِ غَيْرُ العَرَبِيّةِ .
( والحَصْبَاءُ : الحَصَى ، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ ) مُحَرَّكَةً ( كَقَصَبَة ) ، وحَصْبَاءُ كقَصْبَاءَ ، وهو عندَ سيبويهِ اسمٌ للجَمْعِ ، وفي حَدِيثِ الكَوْثَرِ ( فَأَخْرَجَ من حَصْبَائِهِ فَإِذَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ ) أَي حَصَاهُ الذي في قَعْرِه ، وفي الحديث ( أَنَّهُ نَهَى عن مَسِّ الحَصْبَاءِ في الصَّلاَةِ ) كَانُوا يُصَلّونَ على حَصْبَاءِ المَسْجِدِ ولا حَائِلَ بين وُجُوهِهِمْ وبينها ، فكانوا إِذَا سَجعدُوا سَوَّوْهَا بِأَيْدِيهِمْ ، فَنُهُوا عن ذلك لأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْ ( غير ) أَفعالِ الصَّلاَةِ ، والعَبَثُ فيها لا يَجُوزُ وتَبْطُلُ به إِذَا تَكَرَّرَ ، ومنه الحَدِيثُ ( إِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنْ مَسِّ الحَصْبَاءِ فَوَاحدَةً ) أَي معرَّةً وَاحهدٍ ةً رُخِّصَ له فِهَا لاِءَنَّهَا غَيْرُ مُكَرَّرَةٍ .
( وأَرْضٌ حَصِيبَةٌ ، كَفَرِحَةٍ ومَحْصَبَةٌ ) بالفعتْحِ ( : كَثِيرَتُهَا ) ، أَي الحَصْبَاءِ وقَال الأَزهريُّ : مَحْصَبَةٌ : ذَاتُ حَصْبَةٍ ومَجْدَرَةٌ : ذَاتُ جُدَرِيَ ، وَمَكَانٌ حَاصِبٌ ذو حَصْبَاءَ ، كَحَصِبٍ ، على النَّسَبِ ، لأَنَّا لم نَسْمَعْ له فِعْلاً ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَكَرَعْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْب بارِدٍ
حَسِبَ البِطَاحِ تَغِيبُ فِيهِ الأَكْرُعُ
( و ) الحَصْبُ : رَمْيُكَ بِالْحَصْبَاءِ ، ( حَصَبَهُ ) يَحْصُبُهُ حَصْباً ( : رَمَاهُ بها ) وفي حَدِيثِ ابن عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلَيْنِ
____________________

(2/283)


يَتَحَدَّثَانِ والإِمَامُ يَخْطُبُ فَحَصَبَهُمَا ) أَي رَجَمَهَا بِالحَصْبَاءِ ( و ) حَصَبَ ( المَكَانَ ) بَسَطَهَا فيه ) أَيْ أَلْقَى فِيهِ الحَصْبَاءَ الصِّغَارَ وفَرَشَهُ بالحَصْبَاءِ وفي الحديثِ ( أَنَّهُ حَصَبَ المَسْجِدَ وقَالَ : هُوَ أَغْفَرُ للنُّخَامَةِ ) أَيْ أَسْتَرُ لِلْبُزَاقَةِ إِذَا سَقَطَتْ فِيهِ ( كَحَصَّبَهُ ) ، في الحَدِيثِ ( أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه أَمَرَ بِتَحْصِيبِ المَسْجِدِ ) .
والحَصْبَاءُ هو الحَصَى الصِّغَارُ
( و ) حَصَبَ ( عن صَاحِبِهِ : تَوَلَّى ) عنه مُسْرِعاً ، كَحَاصِبِ الرِّيحِ ( كَأَحْصَبَ ) ، وفي الأَرْضِ : ذَهَبَ فيها .
( و ) في الحَدِيثِ الذي جَاءَ في مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قال : ( إِنَّهُمْ ( تَحَاصَبُوا ) فِي المَسْجِدِ حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَدِيمُ السَّمَاءِ ) أَي ( تَرَامَوْا بهَا ) والحَصْبَاءُ : صِغَارُهَا وكِبَارُهَا .
( و ) الإِحْصَابُ : أَن يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوِهِ ، وقال اللِّحْيَانِيُّ : يكون ذلك في الفَرَسِ وغيرِه مِمَّا يَعْدُو ، تَقُولِ منه : ( أَحْصَبَ ) الفَرَسُ وغَيْرُه إِذَا ( أَثَارَ الحَصْبَاءَ فِي جَرْيِهِ ) ، وفَرَسٌ مُلْهِبٌ مُحْصِب .
( وَلَيْلَةُ الحَصْبَةِ بِالفَتْحِ ) فالسُّكُونِ هي اللَّيْلَةُ ( الَّتي بعد أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، و ) قال الأَزهريُّ : ( التَّحْصِيبُ : النَّوْمُ بِالمُحَصِّبِ ) اسْمِ ( الشِّعْبِ الذي مَخْرَجُهُ إِلى الأَبْطَحِ ) بينَ مَكَّةَ ومِنًى يُقَامُ فيه ( سَاعَةً مِن اللَّيْلِ ) ثمَّ يُخرَج إِلى مَكَّةَ ، سُمِّيَ به لِلْحَصْبَاءِ الذي فيه ، وكان مَوْضِعاً نَزَلَ بِهِ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلممِن غَيْرِ أَنْ سَنَّهُ لِلنَّاسِ ، فَمَنْ شَاءَ حَصَّب ومَمنْ شَاءَ لم يُحَصِّبْ . ومنه حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عنها ( لَيْسَ التَّحْصِيبُ بشَيْءٍ ) أَرَادَتْ به النَّوْمَ بالمُحَصَّبِ عند الخُرُوج مِن مَكَّةَ سَاعَةً والنُّزُولَ به ، ورُوِيَ عن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَنْفِرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ حَصِّبُّوا ) أَي أَقِيمُوا بالمُحَصَّبِ ، وقال أَبو عُبَيْدٍ : التَّحْصِيبُ إِذَا
____________________

(2/284)


نَفَرَ الرَّجُلُ مِن مِنًى إِلى مَكَّةَ لِلتَّوْدِيعِ أَقَامَ بالأَبْطَحِ حتى يَهْجَعَ بها سَاعَةً مِن اللَّيْلِ ، ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ ، قال : وهذَا شيءٌ كان يُفعَلُ ثُمَّ تُرِكَ ، وخُزَيْمَةُ هم قُرَيْشٌ وكِنَانَةُ ، وليس فيهم أَسَدٌ ، وقال القَعْنَبِيّ : التَّحْصِيبُ : نُزُولُ المُحَصَّبِ ، بِمَكَّةَ ، وأَنشد :
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ
أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ المُحَصَّبِ
( أَو ) هو ، أَي ( المُحَصَّبُ : مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمَارِ بِمِنًى ) قاله الأَصْمَعِيُّ ، وأَنشد :
أَقَامَ ثَلاَثاً بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى
ولَمَّا يَبِنْ لِلنَّاعِجَاتِ طَرِيقُ
قال الرَّاعي :
أَلَمْ تَعْلَمِي يا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّنِي
بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِنْدَ المُحَصَّبِ
يُرِيدُ مَوْضِع الجِمَارِ ، ويقال له أَيضاً : حِصَابٌ بِكَسْرِ الحَاءِ .
( والحَاصِبُ رِيحٌ ) شَدِيدَةٌ ( تَحْمِلُ التُّرَابَ ) والحَصْبَاءَ ( أَو هو ما تَنَاثَرَ مِن دُقَاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ ) ، وفي التَّنْزِيلِ { 2 . 020 انا اءَرسلنا عليهم حاصبا } ( القمر : 34 ) وكذلك الحَصِبَةُ قَالَ لَبِيدٌ :
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وقوله : { 2 . 020 انا اءَرسلنا عليهم حاصبا } ( القمر : 34 ) أَي عَذَاباً يَحْصِبُهُمْ ، أَي يَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ، وقيل : حَاصِباً ، أَي رِيحاً تَقْلَعُ الحَصْبَاءَ لِقُوَّتِهَا ، وهي صِغَارُهَا وكِبَارُهَا ، وفي حدِيثِ عليَ رَضِيَ الله عنه قَالَ لِلْخَوَارِجِ ( أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ ) أَي عَذَابٌ مِن اللَّهِ ، وأَصْلُهُ رُمِيتُمْ بالحصْبَاءِ مِن السماءِ ، ويقال لِلرِّيح التي تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصى : حَاصِبٌ ( و ) الحَاصِبُ ( : السَّحَابُ ) لأَنَّهُ ( يَرْمِي بِهِما ) أَي الثَّلْجِ والبَرَدِ رَمْياً ، وقال الأَزهريُّ : الحَاصِبُ : العدَدُ الكَثِيرُ مِن الرَّجَّالةِ ، وهو مَعْنَى قولَ الأَعشى :
____________________

(2/285)



لَنَا حَاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى
وقِيل المُرَادُ بِهِ الرُّمَاةُ ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الحَاصِبُ مِنَ التُّرَابِ مَا كَانَ فيه الحَصْبَاءُ . وقال ابن شُمَيْلٍ : الحَاصِبُ : الحَصْبَاءُ في الرِّيحِ ، كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ ، وَرَيحٌ حَاصِبٌ وحَصِبَةٌ : فِيهَا حَصْبَاءُ ، قال لبيد :
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيالَهَا كْلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وتقول : هُوَ حَاصِب ، ليسَ بِصَاحِب .
( والحَصَبُ ، مُحَرَّكَةً ) ، وضَبَطَهُ الصاغانيُّ بالفَتْحِ ( : انْقِلاَبُ الوَتَرِ عن القَوْسِ ) قال :
لاَ كَزَّةِ السَّيْرِ وَلاَ حَصُوبِ
ويقَال : هو وَهَمٌ إِنَّمَا هو الخَضْبُ ، بالضَّادِ المُعْجَمَةِ لا غيرُ ، كما سَيَأْتِي .
( و ) حَصَبَةُ ( بِهَاءٍ ) مِنْ غَيْرِ لاَم ( اسْمُ رَجُلٍ ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
أَلَسْتَ عَبْدَ عَامِرِ بنِ حَصَبَهْ
وحَصَبَةُ مِنْ بَنِي أَزْنَمَ ، جَدُّ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ اليَرْبُوعِيُّ ، له ذِكرٌ في السِّيَرِ .
( و ) الحَصِبُ ( كَكَتِفٍ ) هو ( اللَّبَنُ ) لا يَخْرُجُ زُبْدُهُ ، مِنْ بَرُدِهِ ) .
( و ) حُصَيْبٌ ( كَزُبَيْرٍ : ع باليَمَنِ ) وهو وَادِي زَبِيدَ حَرَسَهَا اللَّهُ تعالى وسَائِرَ بِلاَد المُسْلِمِينَ ، حَسَنُ الهَوَاءِ ( فَاقَتْ نِسَائْهُ حُسْناً ) وجَمَالاً وظَرَافَةً ورِقَّةً ، ( ومنه ) قَوْلُهُمُ المَشْهُورُ ( إِذَا دَخَلْتَ أَرْضَ الحُصَيْبِ فَهَرْوِلْ ) أَي أَسْرِعْ في المَشْيِ لِئَلاَّ تُفْتَنَنَ بِهِنَّ .
( ويَحْصَبُ ) بنُ مَالِكٍ ( مُثَلَّثَةَ الصَّادِ : حَيٌّ بِهَا ) أَيْ باليَمَنِ ، وهو من حِمْيَرَ ، ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ حَزْمٍ في جَمْهَرَةِ الأَنْسَاب أَنَّ يَحْصِبَ أَخُوذِي أَصْبَحَ جَدِّ الإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه وقيل هي يَحْصُبُ ، نُقِلَتْ مِن قَوْلكَ : حَصَبَهُ بالحَصَى يَحْصُبُه ، وليس بِقَوِيَ ( والنِّسْبَةُ ) إِليها ( مُثَلَّثَةٍ ) أَيْضاً لا بالفَتْحِ فقط ، كما زَعَمَ الجَوْهَرِيُّ
____________________

(2/286)


وعِبَارَتُهُ في ( الصّحَاح ) : ويَحْصِبُ ، بالكَسْرِ : حَيٌّ من اليَمَنِ ، وإِذَا نَسَبْتَ إِليه قلت : يَحْصَبِيٌّ ، والفَتْحِ مِثْل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيَ ، وهكذا قالَهُ أَبُو عُبَيْد .
قُلْت : ونَقَلَ شَيْخُنَا عن ابنِ مَالِك في شَرْحِ الكَافِيَةِ ما نَصُّهُ : الجَيِّدُ في النَّسَبِ إِلى تَغْلِبَ ونَحْوِه من الرُّبَاعِيِّ السَّاكِنِ الثَّانِي المَكْسُورِ الثَّالثِ إِبْقَاءُ الكَسْرَةِ ، والفَتْح عنْدَ أَبي العَبَّاسِ ، وهو مَطَّرِدٌ ، وعِنْدَ سيبويهِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ ، ومن المَنْقولِ بالفَتْحِ والكَسْرِ تَغْلَبِيٌّ ويَحْصِبَيُّ ويَثْرِبِيٌّ ، انْتَهَى ، ونَقَلَ عنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ فَتحَ العَيْنِ المَكْسُورَةِ من الرُّبَاعِيِّ شَاذُّ يُحْفَظْ ما وَرَدَ منهُ ولا يُقَاسُ عَلَيْهِ ، صَحَّحَهُ بَعْضٌ ، وقَالُوا : هو مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ والخَلِيلِ ، وقال بَعْضٌ : إِنَّهُ يُقَاسُ ، وعُزِيَ لِلْمُبَرّدِ وابنِ السَّرَّاجِ والرُّمّانِيِّ والفَارِسِيِّ ، وتَوَسَّطَ أَبو مُوسَى الحَامِضُ فقال : المُخْتَارُ أَنْ لا يُفْتَحَ ، ونَقَلَ أَبُو القَاسِمِ البَطَلْيَوسِيُّ أَنَّ جَوَازَ الوَجْهَيْنِ فيه مَذْهَبُ الجُمْهُورِ ، وإِنَّمَا خَالَفَ فيه أَبُو عَمْرٍ و ، فالجَوْهَرِيُّ إِنَّمَا ذَكَرَ ما صَحَّ عِنْدَهُ كما هو مِن عادَتِهِ ، وهو رأْي المُبَرِّدِ ومَن وَافَقَهُ ، ويَعْضُدُهُ النَّظَرُ ، وهو أَنَّ العَرَبَ دائِماً تَمِيلُ إِلى التَّخْفِيفِ ما أَمكنَ ، فَحَسْبُ المَجْدِ أَنْ يُقَلِّدَهُ لأَنَّهُ في مَقَامِ الاجْتِهَادِ وَالنَظَّرِ ، وهو كَلامٌ ليس عَلَيْهِ غُبَارٌ .
( و ) يَحْصِبٌ ( كَيَضْرِب : قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ ) . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بها مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ ، فكان الظاهر فيه التَّثْلِيث أَيضاً كما جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ ، ( منها سَعِيدُ بن مَقُرُونِ ) بنِ عَفَّانَ ، له رِحْلَةٌ وَسَمَاعٌ ، ( والنَّابِغَةُ بنُ إِبْرَاهِيمَ ) بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ ، ( المُحَدِّثَانِ ) رَوَى الأَخِيرُ عن مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ ، ومَاتَ سنة 313 والقَاضِي عِيَاضُ بنْ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ صَاحِبُ الشِّفَاءِ والمطالع في اللُّغَةِ ، وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ اليَحْصِبَيُّ الأَنْدَلُسِيُّ ، كَتَبَ عنه السِّلَفِيُّ ، وكذَا أَخُوهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ ، مُحَدِّثُون ، ذَكَرَهُمَا الصَّابُونِيُّ .
( وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ كَزُبَيْرٍ ) بنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِيُّ
____________________

(2/287)


أَبو الحُصَيْبِ ( صَحَابِيٌّ ) ، دُفِنَ بِمَرْوَ ( ومُحَمَّدُ بنُ الحُصَيْبِ ) بنِ أَوْسِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ ( حَفَيدُهُ ) ، وجَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ دُفِنَ بِجَاوَرْسَةَ إِحْدَى قُرَى مَرْوَ .
( وتَحَصَّبَ الحَمَامُ : خَرَجَ إِلى الصَّحْرَاءِ لطَلَبِ الحَبِّ ) .
ومن المجاز : حَصَبُوا عنه : أَسْرَعُوا في الهَرَبِ ، كما في الأَساس .
والأَحْصَبَانِ : تَثْنِيَةُ الأَحْصَبِ ، قال أَبو سَعِيدٍ : اسْمُ مَوْضعٍ باليَمَنِ ، يُنْسَبُ إِليه أَبو الفَتْحِ أَحمدُ بنُ عبدِ الرحمن بن الحُسَين الأَحْصَبِيُّ الوَرَّاقُ ، كذا في ( المعجم ) .
ويَحْصِبُ أَيضاً : مِخْلاَفٌ فيه قَصْرُ زَيْدَانَ ، يَزْعُمُون أَنه لم يُبْنَ قَطُّ مِثْلُه ، وبينَهُ وبينَ ذَمَارِ ثمانيةُ فراسخَ .
ويقال له : عِلْوُ يَحْصِبَ ، وبينه وبين ( قَصْرِ ) السَّمَوْأَل ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ ، وسِفْلُ يَحْصِب : مِخْلاَفٌ آخَرُ كذا في ( المعجم ) .
حصرب : ( الحَصْرَبَةُ ) أَهمله الجماعةُ وقال الصاغانيّ هو ( الضِّيقُ والبُخْلُ ) كالحَطْرَبَةِ .
حصلب : ( الحِصْلِبُ ، بالكَسر ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو ( التُّرَابُ ) كالحِصْلِمِ ، ومنه قولُهُمْ : بفيه الحِصْلِبُ ، ومنه حديث ابن عباس ( أَرْضُ الجَنَّةِ مَسْلُوفَةٌ ، وحِصْلِبُهَا الصُّوَارُ ، وهَوَاؤْهَا السَّجْسَجُ ، وبُحْبُوحَتُهَا رَحْرَاحَانِيَّةٌ ، وَوَسَطُهَا جَنَابِذُ من فِضَّةٍ وذَهَبٍ ) .
حضب : ( الحِضْبُ بالكَسْرِ ويُضَمُّ ) معاً ( : صَوْتُ القَوْسِ ، ج أَحْضَابٌ ) قال شَمِرٌ ، يقال : حِضْبٌ وحِبْضٌ .
( و ) الح 2 ضْبُ ( بالفَتْح ويُكْسَرُ : حَيَّةٌ ، أَو ) هو ( ذَكَرُهَا الضَّخْمُ ) ، وكُلُّ ذَكَرٍ من الحَيَّاتِ : حِضْب ، قال أَبو سَعِيدٍ : وهو بالضَّادِ مُعْجَمَةً ، وهو كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ ونَحْوِهِمَا ، ( أَوْ أَبْيَضُهَا ، أَوْ دَقَيقُهَا ) يقال : هو حِضْبُ
____________________

(2/288)


الأَحْضَابِ ، قال رؤبة :
وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انْطِوَاءَ الحِضْبِ
بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ وشِقْبِ
يجوزُ أَن يكونَ المرادُ به الوتَرَ ، وأَن يكونَ أَرادَ الحَيةَ .
( و ) الحِضْبُ ( بالكسْرِ : سَفْحُ الجَبَلِ وجَانِبُهُ ) ، والجَمْعُ أَحْضَابٌ ، ( و ) قال الأَزهريّ : الحَضْبُ ( بالفَتْحِ : انْقِلاَبُ الحَبْلِ حتى يَسْقُط ، و ) الحَضْبُ أَيضاً ( : دُخُولُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكْرَةِ و ) هو مِثْلُ المَرَس ، تقول ( حَضِبَتِ البَكْرَةُ كَسَمِعَ ) ومَرِسَتْ ، وتَأْمُرُ فَتَقُولُ : أَحْضِبْ بمَعْنَى أَمْرِسْ أَيْ رُدَّ الحَبْلَ إِلى مَجْرَاهُ ( و ) روى الأَزهريّ عن الفِرَاءِ : الحَضْبُ بالفَتْحِ : ( سُرْعَةُ أَخْذِ الطَّرْقِ ) بالفَتْحِ ( الرَّهْدَنَ إِذا نقَرَ الحَبَّةَ ) والطَّرْقُ : الفَخُّ ، والرَّهْدَنُ : القُنْبَرُ ، كذا في ( لسان العرب ) ، وبه عَبَّر جماعةٌ من أَئمة اللغة ، ثم فَسَّرُوا ، وليس المصنفُ بمُبْدِعٍ لهذه العبارةِ حتَّى يُقيمَ عليه شيخُنَا النَّكِيرَ والنفِيرَ ، فإِن كان ، فعلى الأَزهريِّ والفَرَّاءِ وكما يَدِينُ الفَتَى يُدَانُ ، وليس مِن الجَزَاءِ مَفَرُّ .
( والحَضَبُ مُحَرَّكَةً ) لُغَةٌ في ( الحَصَبِ ) ، ومنه قرأَ ابن عباس { 2 . 021 حضب جهنم } ( الأَنبياء : 98 ) مَنْقُوطَةً ، وقال الفراء : يُرِيدُ الحَصَبَ ، والحَضَبُ : الحَطَبُ في لُغَةِ اليَمَنِ ( وقد يُسَكَّن ، وقيل : هو كُلّ ما أُلْقِيَ في النارِ من حَطَبٍ وغيرِه يُهَيِّجُهَا به ( وحَضَبَ النَّارَ يَحْضِبُهَا : رَفَعَهَا ، أَو ) حَضَبَ النَّارَ إِذا خَبَتْ ثُمَّ ( أَلْقَى عَلَيْهَا الحَطَبَ ) لِتَقِدَ ، عن الكسائيّ ، ( كأَحْضَبهَا ، والمِحْضَبُ المِسْعَرُ ) وهو عُودٌ تُحَرَّكُ به النَّارُ عند الاتِّقَادِ ، قال الأَعشى :
فَلاَ تَكُ في حَرْبِنَا مِحْضَباً
لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا
وكذلك في ( المُجْمَل ) ، قالَهُ شَيْخُنَا ، وقال الفراء : هو المِحْضَبُ والمِحْضَاءُ
____________________

(2/289)


والمِحْضَجُ والمِسْعَرُ بمعنًى واحدٍ ( و ) حَكَى ابنُ دريدٍ عن أَبي حاتمٍ ، قال : يُسَمّى ( المِقْلَى ) المِحْضَبَ ، كذا في ( لسان العرب ) ( وأَحْضَبَ ) مِثْلُ حضب بمَعْنَى ( ردَّ الحَبْلَ مِنَ البَكْرَةِ إِلى مَجْرَاهُ ، وتَحَضَّبَ : أَخَذَ في طَرِيقٍ حَزْنٍ قَرِيبٍ ) وتَرَكَ البَعِيدَ ، مَأْخُوذٌ منَ الحِضْبِ وهوَ سَفْحُ الجَبَلِ وجَانِبُه ، كما تَقَدَّم .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
يَحْضَبُ كيَمْنَع قَبِيلَةٌ مِن حِمْيَرَ ، هكذا ذكره الرُّشَاطِيُّ عنِ الهَمْدَانِيِّ مع المُهْمَلَة ، كذا في ( التَّبْصِير ) .
حضرب : ( حَضْرَبَ ) أَهْمَلَه الجماعَةُ وقال الصاغانيّ : حَضْرَبَ حَبْلَه وَوَتَرَه : شَدَّهُ أَوْ شَدَّ فَتْلَه ، وكُلُّ مَمْلُوءٍ : مُحَضْرَبٌ ) ، والظَّاءُ أَعْلَى .
حطب : ( الحَطَبُ مُحَرَّكَةً ) مَعْرُوفٌ ، ومثلُه في ( الصحاحِ والمُجْمَلِ والخُلاصَةَ ) ، وقال ابنُ سِيدَه : الحَطَبُ ( : مَا أُعِدَّ من الشَّجَرِ شَبُوباً ) للنَّارِ ، ( حَطَبَ كضَرَبَ ) يَحْطِب حَطْباً وحَطَباً ، والمُخَففُ مَصْدَرٌ ، وإِذَا ثُقِّلَ فهو اسْمٌ ( : جَمَعَهُ ، كاحْتَطَبَ ) احْتِطَاباً ( و ) حَطَبَ ( فلاناً ) يَحْطِبُه ، واحْتَطَبَ له ( : جَمَعَه له وأَتَاهُ به ) قال الجوهريّ : وحَطَبَنِي فلانٌ ، إِذا أَتاكَ بالحَطَبِ ، قال ذو الرُّمَّة :
وهَلْ أَحْطِبَنَّ القَوْمَ وهْيَ عَرِيَّةٌ
أُصُولَ أَلاَءٍ في ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ
وقال الشَّمَّاخ :
خِبٌّ رُوزٌ وإِذَا جَاعَ بَكَى
لاَ حَطَبَ القَوْمَ وَلاَ القَوْمَ سَقَى
قال ابنُ بَرِّيّ : الخِبُّ : اللَّئيمُ ، والجَرُوزُ : الأَكُولُ .
ويقالُ للذي يَحْتَطِبُ الحَطَب فيَبِيعُه : حَطَّابٌ ، يقال : جاءَتِ الحَطَّابَةُ ، وهم الذين يَحْتَطِيبُونَ ، وإِمَاءٌ حَوَاطِبُ ، وفُلانٌ يَحْطِبُ رُفَقَاءَهُ
____________________

(2/290)


ويَسْقِيهِم .
( وأَرْضُ حَطِيبَةٌ ) : كَثِيرَةُ الحَطَبِ ( و ) مِثْلُهُ ( مَكَانٌ حَطِيبٌ ) ووادٍ حَطِيبٌ قال :
وَادٍ حَطِيبٌ عَشِيبٌ لَيْسَ يَمْنَعُه
مِنَ الأَنِيسِ حِذَارُ المَوْتِ ذِي الرَّهَجِ
( وقَدْ حَطَبَ ) الرَّجُلُ ( وأَحْطَبَ ، و ) من المَجَازِ قولُهم ( هو حَاطِبُ لَيْلٍ ) ، يَتَكَلَّمُ بالغَثِّ والسَّمِينِ ( مُخَلِّطٌ في كَلاَمِهِ ) وأَمْرِه ، لا يَتَفَقَّدُ كلامَه ، كالحاطِبِ باللَّيْلِ الذي يَحْطِبُ كُلَّ رَدِيءٍ وَجَيِّدٍ ، لأَنَّه لا يُبْصِرُ مَا يَجْمَعُ في حَبْلِهِ ، وقال الأَزهريّ : شُبّه الجانِي على نَفْسِهِ بِلسَانِه بِحاطبِ الليلِ ، لأَنه إِذا حَطَبَ ليْلاً رُبَّمَا وَقَعَتْ يدُه على أَفْعَى فَنَهَشَتْهُ ، وكذلك الذي لا يَزُمُّ لِسَانَه ويَهْجُو الناسَ ويَذُمُّهُمْ ربَّمَا كان ذلك سبباً لحَتْفِه . وفي أَمْثَال أَبي عُبَيْدِ : ( المِكْثَارُ حَاطِبُ ليلٍ ) وأَوَّل من قاله أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيّ ، أَورده المَيْدَانِيُّ في حَرْف المِيمِ ، والثَّعالبيُّ في المُضَاف والمَنْسُوبِ .
( واحْتَطَبَ ) البَعِيرُ ( : رَعَى دِقَّ الحَطَبِ ) ، قال الشاعر ، وذَكَرَ إِبِلاً :
إِنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ ما حَوْلَ مَبْرَكِهَا
زَيْناً وتُجْدِبُ أَحْيَاناً فَتَحْتَطِبُ
( وبَعِيرٌ حَطَّاب : يَرْعَاهُ ) ، وَلاَ يكونُ ذلكَ إِلاَّ من صِحَّةٍ وفَضْلِ قُوَّةٍ ، والأَنْثَى : حَطَّابَةٌ .
( والحِطَابُ كَكِتَابٍ : ) هو ( أَنْ يُقْطَعَ الكِرْمُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى حَدِّ ما جَرَى فيه الماءُ ) .
( و ) من المَجَازِ ( اسْتَحْطَبَ العِنَبُ : احْتَاجَ أَنْ يُقْطَعَ ) شيءٌ من ( أَعَالِيهِ ) .
وفي الأَساس : وأَحْطَبَ عِنَبُكُمْ واسْتَحْطَبَ : حَانَ أَنْ يُقْنَبَ انتهى . وحَطَبُوهُ : قَطَعُوه ، وأَحْطَبَ الكَرْمُ : حَانَ أَنْ يُقْطَعَ منه الحَطَبُ ، وقال ابن
____________________

(2/291)


شُمَيْل : العِنَبُ كُلَّ عَامٍ يُقْطَعُ من أَعَالِيه شيءُ ، ويُسَمّى ما يُقْطَعُ منه الحِطَابُ ، يقال : قَدِ اسْتَحْطَبَ عِنَبُكُمْ فاحْطِبُوه حَطْباً ، أَي اقْطَعُوا حَطَبَه .
( والمِحْطَبُ : المِنْجَلُ ) الذي يُقْطَعُ به .
( و ) من المجاز ( حَطَبَ ) فلانٌ ( بِهِ ) أَي ( سَعَى ) ومنه قولُه تعالى : { 2 . 021 وامراءَته حمالة الحطب } ( المسد : 4 ) قيل : هو النَّمِيمَةُ ، وقيل : إِنها كانت تَحْمِلُ الشَّوْكَ شَوْكَ العِضَاهِ فَتُلْقِيهِ على طَرِيقِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأَزْهَرِيّ : جاءَ في التفسير أَنَّهَا أُمّ جَمِيلٍ ، وكانت تَمْشِي بالنَّمِيمَةِ ، ومن ذلك قولُ الشاعر :
مِنَ البِيضِ لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرِ لأَمَةٍ
ولَمنْ تَمْشِ بَيْنَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ
يَعْنِي بالحَطَبِ الرَّطْبِ : النَّمِيمَةَ . ( والأَحْطَبُ ) ، قال الجوهريّ : هو الرَّجُلُ ( الشَّدِيدُ الهُزَالِ ، كالحَطِبِ ، كَكَتِفٍ ، أَو ) هو ( المَشْؤُومُ ) ، وفي بعض النسخ : المَوْسُومُ ، ( وهيَ حَطْبَاءُ .
( و ) من المجاز : ( حَطَبَ في حَبْلِهِمْ يَحْطِبُ : نَصَرَهُمْ ) وأَعَانَهُمْ ، وإِنَّكَ تَحْطِبُ في حَبْلِه وتَمِيلُ إِلى هَوَاهُ ، كما في الأَساس .
( والحَطُوبَةُ ) شِبْهُ حُزْمَةٍ من حَطَبٍ ) ، وهي الضِّغْثُ .
( وحُوَيْطِبْ بنُ عَبْدِ العُزَّى ) القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ وقيل أَبو الإِصْبَعِ ( وحَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ ) عمرو بن عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ اللَّخْمِيُّ ، حلِيفُ بَنِي أَسَدِ بن عبدِ العُزَّى ، وهو المُرَادُ من قولهم : ( صَفْقَةٌ لَمْ يَشْهَدْهَا حَاطِبٌ ) وكان حَازِماً ، ( صحَابِيَّانِ ) وحاطِبُ بنُ عَمْرو بن عَتِيكٍ الأَنْصارِيُّ الأَوْسِيُّ ، وحاطِبُ بنُ الحارِث ، وحاطبُ بن عَمرو ، وحاطبُ بنُ عبد العزى العَامِرِيَّانِ ، القُرَشِيُّون ، وحاطبُ بن الحارث بنِ قَيْسٍ ، وإِليه نُسِبَتْ حَرْبُ حَاطِب ، كانت بين الأَوْسِ والخزْرَجِ ، قاله السُّهَيْليُّ في ( الرَّوْضِ الأُنفِ ) .
( وحَطَّابُ بنُ حَنَشٍ ) الجُهَنِيُّ
____________________

(2/292)


( كَقَصَّابٍ ، فَارِسٌ ) مَشْهُورٌ ( و ) حَطَّابُ ( ابنُ الحَارِثِ ) بنِ مَعْمَرٍ الجُمَحِيُّ ، هَاجَرَ مع أَخِيهِ حاطِبٍ إِلى الحَبَشَةِ فماتَ في الطريق ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ، وابنُه عبد الحميد بنُ حَطَّابٍ له ذِكْرٌ ( صَحَابِيٌّ ، أَو هو بالخاءِ ) المُعْجَمَةِ ، القَوْلانِ حكَاهُمَا الحُفَّاطُ وصحَّحُوا أَنَّهُ بالحَاءِ المُهْمَلَةِ ، وهو قُرَشِيٌّ جُمَحِيٌّ ، كما في ( الإِصَابَةِ ) وحَطَّابٌ التَّمِيمِيُّ اليَرْبُوعِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ، ( ويُوسُفُ بنُ حَطَّابٍ ) المَدَنِيُّ ( شَيْخُ شَبَابَةَ ) ، هكذا ذَكره الحافِظُ ، ( وعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ عَتَّابٍ الحَطَّابُ مُقْرِىءُ العِرَاقِ ) قَرَأَ على أَبِي العَلاَءِ الوَاسِطِيّ وغيرِه ، ( وعَبْدُ اللَّهِ بنُ مَيْمُونٍ الحَطَّابُ شَيْخٌ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ ) بن حَنْبَلٍ ، رضي الله عنه ، روى عنه في الزُّهْدِ ، وهو يَرْوِي عن أَبِي المُلَيْحِ الرَّقِّيّ .
وفَاتَه مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله الحَطَّابُ ، رَوَى عنه أَبو حَفْصِ بنُ شاهينَ ، في مُعْجَمِه وأَبو طاهِر بنُ أَحْمَدَ بنِ قَيْدَاسٍ الحَطَّابُ ، شيخٌ للسِّلَفيّ ، والحسَنُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الحَطَّابُ شيخٌ لأَبِي إِسحاقَ الحبَّال ، وسالِمُ بنُ أَبِي بكرٍ الحَطَّابُ ، عن أَبي السَّعَادَاتِ بنِ القَزَّازِ ، وابنُهُ عَلِيٌّ : سمِعَ منه ابنُ نُقْطَةَ ، ومحمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ الحَطَّابِ التَّمِيمِيُّ اليَمَنِيُّ مات بِزَبيدَ سنة 665 يأْتي ذكره في ( زقر ) ( وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ ) محمدُ بنُ أَبِي العَبَّاسِ أَحمد بن إِبراهيمَ بنِ أَحمدَ المَعْرُوفُ بابنِ ( الحَطَّابِ الرَّازِيّ ) الفقيه الشَّافعيّ ، توفِّي والدُه بالإِسكندريةِ سنة 491 وقد أَجَازَ لوَلَدِه هَذَا جَمِيعَ سَمَاعَاتِهِ ورِوَايَاتِه ، نقلت مِنْ خَطِّ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صالحٍ النَّابُلْسِيِّ كما نقله عن خَطِّ الحَافِظِ عبدِ العَظِيمِ المُنْذِرِيِّ ، وهو ( صَاحِبُ المَشْيَخَةِ ) المُشْتَمِلَةِ على سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ شَيْخاً ، مِمَّنَ سَمِعَ عليهم الحَدِيثَ والقُرْآنَ من أَهل مِصْرَ ومَن قَدِم عليها من الوَارِدِينَ ، وهي انْتِقَاءُ الحافظِ ابن طاهِرٍ السِّلَفيِّ وقد أَتَمَّهَا في سنةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وخَمْسِمائة بثَغْرِ الإِسكندَرِيَّة ، وأَبُو عَلِيَ عِلاَّنُ بنُ إِبرَاهِيمَ الحَطَّابُ الفَامِيُّ البَغْدَادِيُّ ، وأَبُو بَكْرٍ عبدُ اللَّهِ بنُ إِبرَاهِيمَ الحَطَّابِيُّ
____________________

(2/293)


مُحَدِّثَانِ ( والسُّدَاسِيَاتِ ) ، نُسْخَةٍ مَشْهُورَةٍ ، وهي رِوَايَةُ أَبي طاهر الشَّفِيقيّ وأَبِي القَاسم بن المُوَقَّا ، وقد مَلَكْتُهَا بحَمْدِ اللَّهِ تعالى كما مَلَكْتُ المَشْيَخَةَ ، ( مُحدِّثِون ) .
( و ) عن الأَزهريّ : قال أَبو تُرَابٍ : سمعتُ بعضَهم يقول : ( احْتَطَبَ عَلَيْهِ في الأَمْرِ ) و ( احْتَقَبَ ) بمعنًى واحدٍ ، ( و ) احْتَطَبَ ( المَطَرُ : قَلَعَ أُصُولَ الشَّجَرِ ) .
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ مُحَاطِبةٌ : تَأْكُلُ الشَّوْكَ اليابِسَ ) .
( وبَنُو حَاطِبَةَ : بَطْنٌ ) من العَرَبِ .
( و ) حَطِيبٌ ( كأَمِيرٍ : وَادٍ باليَمَنِ ) نَقَلَه الصاغانيُّ .
( وحَيْطُوبٌ : ع ) .
حطرب : ( الحَطْرَبَةُ ) أَهملَه الجماعةُ ، وقال الصاغانيُّ : الحَطْرَبَةُ بالطاء المهملةِ ( والخَطْرَبَةُ ) بالخَاءِ ، كلاهما بمعنى ( الضِّيقِ ) ، عن ابن دُريد .
حظب : ( حَظَبَ يَحْظِبُ ) حَظْباً و ( حَظُوباً ) من بابِ ضَرَبَ ( وحَظِبَ كفَرِحَ ) حظابَةً ، وهذه عن الفرّاءِ ( و ) حَظَبَ حُظُوباً من باب ( نَصَرَ ) مثل كَظَبَ كُظُوباً ( : سَمِنَ ، و ) قيلَ : ( امْتَلأَ بَطْنُه ) ، وعن الأُمَويّ : مِنْ أَمْثَالِهِم في بَابِ الطَّعَامِ ( اعْلُلْ تَحْظُبْ ) أَي كُلْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى تَسْمَنْ ، وقيل أَي اشْرَبْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ تَسْمَنْ ، وحَظَبَ من الماءِ : تَمَلأَ ، وقال الفراءُ : حَظَبَ يَحْظِبُ حُظُوباً وكَظَبَ إِذا انْتَفَخ ، ( فهو حاظِبٌ ومُحْظَئبٌّ ، كمُطْمَئِنَ ) هو السَّمِينُ ذُو البِطْنَةِ ، وقيل : هو الذي قد امتلأَ بطنُه ، وقال ابنُ السكِّيت رأَيتُ فلاناً حاظِباً ومُحْظَئباً ، أَي مُمْتَلِئاً بَطِيناً .
( ورَجُلٌ حَظِبٌ كَكَتِف و ) حُظُبٌّ مثلُ ( عُتُلَ قَصِيرٌ بَطِينٌ ) ، أَي عَظِيمُ
____________________

(2/294)


البَطْنِ ، وامْرَأَةٌ حَظِبَةٌ وحِظَبَّةٌ وحُظُبَّةُ كذلك ( و ) حُظُبٌّ ( كَعُتُلَ : الجَافي الغَلِيظُ الشَّدِيدُ ) يُقَالُ : وَتَرٌ حُظُبٌّ : جَافٍ غَلِيظٌ شَدِيدٌ ( و ) الخُظُبُّ ( : البَخِيلُ ) ، عن أَبِي حَيَّانَ ( و ) رَجخلٌ حُظُبٌّ وحُظَبَّةٌ : حُزُقَّةٌ وهو ( الضَّيِّقُ الخُلُقِ ) قاله الأَزهريُّ ، وأَنشدَ في الحُظُبِّ لهُدْبَةَ بنِ الخَشْرَمِ :
حُظُبًّا إِذا مَازَحْتِهِ أَوْ سَأَلْتِهِ
قَلاَكِ وإِنْ أَعْرَضْتِ رَاءَ وسَمَّعَا
( و ) حِظَبٌّ ( كهِجَفَ ) هو ( السَّرِيعُ الغَضَبِ ، كالحُظِبَّةِ ) بالضَّمِّ ، وهذه عن الفراء .
( والمُحْظَئِبُّ والمُحْظَنْبِىءُ ) الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيّ ، وفَسَّرَهُ بالمُمْتَلِىءِ غَضَباً ، ومَحَلُّه حرفُ النُّون كما يأْتِي .
( والحُظُبَّى ، كَكُفُرَّى : الظَّهْرُ ) وقِيلَ : عِرْقٌ في الظَّهْرِ ( أَو الجِسْمُ ) أَوْ صُلْبُ الرَّجُلِ ، وبالمَعَانِي الثَّلاَثَةِ فُسِّرَ قَوْلُ الفِنْدِ الزِّمَّانِيِّ ، واسْمِهُ شَهْلُ بنُ شَيْبَانَ :
ولَوْلاَ نَبْلُ عَوْضٍ فِي
حُظُبَّايَ وأَوْصَالِي
لَطَاعَنْتُ صُدُورَ الخَيْ
لِ طَعْناً لَيسَ بِالآلِي
قال كُراع : لا نَظِيرَ لها ، وقال ابن سِيده : وعندي أَنَّ لها نَظَائِرَ : بُذُرَّى مِنَ البَذْرِ ، وحُذُرَّى منَ الحَذَرِ ، وغُلُبَّى من الغَلَبَةِ ، وحُظُبَّاهُ : صُلْبُه ( كالحُظُنْبَى فيهما ) أَي بالنُّونِ ، روى ابن هانىءٍ عن أَبي زيد في المَعْنَى الأَولِ ، ويُرْوَى بَيْتُ الفِنْدِ :
في حُظُنْبَائِي وأَوْصَالِي
وَرَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الفراءِ : مِنْ أَمْثَالِ بَنِي أَسَدٍ ( اشْدُدْ حُظُبَّى قَوْسَكَ ) يُرِيدُ اشدد يا حُظُبّى قَوْسَك ، وهو اسمُ رَجُل ، أَي هَيِّىءْ أَمْرَك ، كذا في ( لسان العرب ) .
( و ) قال اللحيانيّ : ( الحُنْظُبُ كقُنْفُذٍ : ذَكَرُ الجَرَادِ وذَكَرُ الخَنَافِسِ ) وقال الأَزهريّ عن الأَصمعيّ في تَرْجَمَةِ
____________________

(2/295)


عنظَب : الذَّكَرُ من الجَرَادِ هو الحُنْظُبُ والعُنْظُبُ ، قال أَبو عَمرو : هو العُنْظُبُ فأَمَّا الحُنْظُبُ فالذكَرُ من الخَنَافِسِ : والجَمْعُ الحَنَاظِبُ ، وفي حديث ابن المُسَيِّبِ سأَلَه رَجُلٌ فقالَ : قَتَلْتُ قُرَاداً أَو حُنْظُباً . فقال : تَصَدَّقْ بِتَمْرَة ) الحُنْظُبُ بضمِّ الظاءِ وفَتْحِهَا : ذَكَرُ الخَنَافِسِ والجَرَادِ ، وقال ابنُ الأَثِير : وقد يقال بالطَّاءِ ، ونُونُه زائدةٌ عند سيبويهِ ، لأَنه لم يُثبِت فُعْلَلاً بالفَتْحِ ، وأَصليةٌ عند الأَخْفَشِ ، وفي روايةٍ مَنْ قَتَلَ قُرَاداً أَوْ حُنْظُبَاناً وهُوَ مُحْرِمٌ تَصَدَّقَ بِتَمْرَةٍ أَو تَمْرَتَيْنِ ) الحُنْظُبَانُ هو الحُنْظُبُ ( أَو ضَرْبٌ منه ) ، كذا في ( النسخ ) ، فالضمير راجع إِلى الجرادِ ، أَو أَنَّهُ إِلى ذكرِ الخَنَافِسِ ، والذي في ( لسان العرب ) وغيره من أُمَّهَاتِ اللغة أَنَّه في قولٍ : ضَرْبٌ من الخَنَافِس ( طَوِيلٌ ) قال حسّان بن ثابت :
وأُمُّكَ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ
كأَنَّ أَنَامِلَهَا الحُنْظُبُ
( أَو دَابَةٌ مِثْلُه ) أَي مثلُ ذَكَرِ الخَنَافِسِ ( كالحُنْظَبِ ) بفَتْحِ الظَّاءِ ، وهذه نقلها أَبو حَيَّانَ ( والحُنْظُبَاءِ ) بضم الظاءِ ( والحُنْظَبَاءِ ) بفتح الظاءِ ، أَي مع المَدِّ فيهما ، وقال اللِّحْيَانيّ : الحُنْظُبَاءُ ) : دَابَّةٌ مِثْلُ الخُنْفُسَاءِ ، قال زِيَادٌ الطَّمَاحِيّ يَصِفُ كَلْباً أَسْوَدَ .
أَعْدَدْتُ لِلذِّئْبِ وليْلِ الحَارِسِ
مُصَدَّراً أَتْلَعَ مِثْلَ الفَارِسِ
يَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ بِأَنْفٍ خَانِسِ
في مِثْلِ جِلْدِ الحُنْظُبَاءِ اليَابِسِ
( و ) الحُنْظُوبُ ( كزُنْبُورٍ ) هي ( المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الرَّدِيئة القَلِيلَةُ الخَيْرِ ) قاله ابنُ مَنْظُورٍ وغيرُه .
( والحِنْظَابُ بالكَسْرِ ) هو ( القَصِيرُ الشَّكِسُ ) كَكَتِفٍ ، هو الصَّعْبُ ( الأَخْلاَقِ ، و ) الحِنْظَابُ ( بنُ عَمْرٍ و الفَقْعَسِيُّ ) إِلى فَقْعَسِ بنِ طَرِيفِ بنِ عَمرِو بنُ قُعَيْنِ بنِ الحارث بن ثَعْلَبَةَ بن دُودَانَ بنِ أَسدٍ وفي نسخة القَعْنَبِيّ .
حظرب : ( حَظْرَبَ قَوْسَهُ ) إِذا ( شَدَّ تَوْتِيرَهَا ،
____________________

(2/296)


و ) حَظْرَبَ ( السِّقَاءَ : مَلأَهُ ، فتَحَظْرَبَ ) امُتَلأَ ، ( والمُحَظْرَبُ ) كالمُخَضْرَمِ ( : الشَّدِيدُ الفَتْلِ ) يُقَالُ : حَظْرَبَ الحَبْلَ والوَتَرَ : أَجَادَ فَتْلَهُ ( و ) المُحَظْرَبُ : ( الرَّجُلُ الشَّدِيدُ ) الشَّكِيمَة ، وقيلَ : شَدِيدُ ( الخَلْقِ ) والعَصَبِ مفْتُولُهُمَا ( و ) رَوَى الأَزهريّ عن ابن السكّيت أَنه هو ( الضَّيِّقُ الخُلُقِ ) ، قال طَرَفَةُ بن العَبْدِ :
وأَعْلَمُ عِلْماً ليْسَ بالظَّنِّ أَنه
إِذَا ذَلَّ مَوْلَى المَرءِ فَهُو ذَلِيلُ
وأَنَّ لِسَانَ المرْءِ ما لمْ يكنْ له
حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِه لدَليلُ
وكَائِنْ تَرَى مِنْ لَوْذَغِيَ مُحَظْرَبٍ
وليسَ لَهُ عِنْدَ العَزِيمَةِ جُولُ
وضَرْعٌ مُحَظْرَبٌ : ضَيِّقُ الأَخْلاَفِ .
( وتَحَظْرَبَ ) الرَّجُلُ ( : امْتَلأَ عَدَاوَةً أَو طَعَاماً وغَيْرَه ) ، وقال اللِّحْيَانيّ : التَّحَظْرُبُ : امْتِلاءُ البطن ، كذا في ( لسان العرب ) .
حظلب : ( الحَظْلَبَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الأَزهريّ عن ابن دريد : هو العَدْوُ ، ويقال هو ( السُّرْعَةُ في العَدْوِ ) ونَقَله الصاغانيّ وأَبو حيّانَ هكذا .
حقب : ( الحَقَبُ مَحَرَّكَةً : الحِزَامُ ) الذي ( يَلِي حَقْوَ البَعِيرِ ، أَو ) هو ( حَبْلٌ يُشَدُّ بهِ الرَّحْلُ في بَطْنِهِ ) أَي البَعِيرِ مِمَّا يَلِي ثِيلَهُ لِئلاَّ يُؤْذِيَهُ التَّصْدِيرُ يَجْتَذِبَه التصدِيرُ فيُقَدِّمَه .
( وحَقِبَ ) بالكَسْرِ ( كفَرِحَ ) إِذَا ( تَعَسَّرَ عليه البَوْلُ من وُقُوعِ الحَقَبِ على ثِيلِه ) أَي وِعَاءِ قَضِيبِه ، ورُبَّمَا قَتَلَه ، ولا يقال : نَاقَةٌ حَقِبَةٌ ، لأَن الناقَةَ ليس لها ثِيلٌ ، بلْ يقال : أَخْلَفْت عن البعيرِ ، لأَنَّ بَوْلَهَا من حَيَائِهَا ، ولا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحياءَ ، فالإِخْلاَفُ عنه أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيُجْعَلَ ما بين خُصْيَتَي البَعِيرِ ، ويقال : شَكَلْتُ
____________________

(2/297)


عن البَعِيرِ ، وهو أَن تَجْعَلَ بين الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ خَيْطاً ثم تَشُدَّه لِئلاَّ يَدْنُوَ الحَقَبُ من الثِّيلِ ، واسْمُ ذلكَ الخَيْطِ : الشِّكَالُ ، وقال الأَزهريّ : مِنْ أَدَوَاتِ الرَّحْلِ : الغَرْضُ والحَقَبُ ، فأَمَّا الغَرْضُ فهو حِزَامُ الرَّحْلِ : الغَرْض والحَقَبُ ، فأَمَّا الغَرْضُ فهو حِزَامُ الرَّحْلِ ، وأَمّا الغَرْضُ فهو حِزَامُ الرَّحْلِ ، وأَمّا الحَقَبُ فهو حَبْلٌ يَلِي الثِّيلَ ، وفي حديث عُبَادَةَ بنِ أَحْمَرَ ( ورَكِبْتُ الفَحْلَ فَحَقِبَ فَتَفَاجَّ يَبُولُ فَنَزَلْتُ عَنْهُ ) حَقِبَ البَعِيرُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه ( و ) حَقِبَ ( المَطَرُ وغيرُه ) حَقَباً ( : احْتَبَسَ ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، ويقال : حَقِبَ العَامُ ، إِذا احْتَبَسَ مَطَرُه ، وهو مَجَازٌ ، كما في الأَساس ، ومثله في الروض للسهيلي ، وفي الحديث : ( حَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ ) أَي فَسَدَ واحْتَبَسَ ، من قولهم : حَقِبَ المَطَرُ ، أَي تَأَخَّرَ واحْتَبَس ، كذا في ( لسان العرب ) ، ( و ) حَقِبَ ( المَعْدِنُ ) إِذا ( لَمْ يُوجَدْ فيه شيءٌ ) وهو أَيضاً مجاز كما قَبْلَه ، وَحَقِبَ نَائِلُ فلانٍ ، إِذا قَلَّ وانْقَطَعَ ، ( كَأَحْقَبَ ) في الكُلِّ ، والحَاقِب : هو الذي احْتَاجَ إِلى الخَلاَءِ فلمن يَتَبَرَّزْ وحَصَرَ غَائِطَه ، شُبِّهَ بالبَعِيرِ الحَقِبِ الذي قد دَنَا الحَقَبُ من ثِيلِه فَمَنَعَه من أَن يَبُولَ ، وجاء في الحديث ( لاَ رَأْيَ لِحَازِقِ وَلاَ حَاقِبٍ وَلاَ حَاقِنٍ وفي آخَرَ ( نُهِيَ عَن صَلاَةِ الحَاقِبِ والحَاقِنِ ) .
( والحِقَابُ كَكِتَابٍ : شَيْءٌ تُعَلِّقُ به المَرْأَةُ الحَلْيَ وتَشُدُّهُ في وَسَطِهَا ) وقيل : شيءٌ مُحَلًّى تَشُدُّهُ المَرْأَةُ في وَسَطِهَا ، وقال الليثُ : الحِقَابُ : شيء تَتَّخِذُهُ المَرْأَةُ تُعَلِّقُ به مَعَالِيقَ الحُلِيِّ تَشُدُّهُ على وَسَطِهَا ، وقال الأَزْهَرِيّ : الحِقَابُ هو البَرِيمُ إِلاَّ أَنَّ البَرِيمَ يكونُ فيه أَلْوَانٌ من الخُيُوطِ تَشُدُّه المرأَةُ على حَقْوَيْهَا . ( كالحَقَبِ ، مُحَرَّكَةً ) قال الأَزِريّ : الحَقَبُ في النَّجَائِبِ : لِطَافَةُ الحَقْوَيْنِ وشِدَّةُ صِفَاقِهِمَا ، وهِيَ مِدْحَةٌ ( ج ) حُقُبٌ ( كَكُتُبٍ ، و ( الحِقَابُ أَيضاً ) : البَيَاضُ الظَّاهِرُ في أَصْلِ الظُّفْرِ ، و ) الحِقَابُ
____________________

(2/298)


( خَيْطٌ يُشَدُّ في حَقْوِ الصَّبِيِّ لِدَفْعِ العَيْنِ ) ، قالَه الأَزهريُّ ، ( و ) الحِقَابُ ( : جَبَلٌ بِعُمَانَ ) وفي نسخةٍ بنَعْمَانَ ، قال الراجز يَصِفُ كَلْبَةً طَلَبَتْ وَعِلاً مُسِنًّا في هذَا الجَبَلِ :
قَدْ قُلْتُ لَمَّا جَدَّتِ العُقَابُ
وَضَمَّهَا والبَدَنَ الحِقَابُ
جِدِّي لِكُلِّ عَامِل ثَوَابُ
الرَّأْسُ والأَكْرُعِ والإِهَابُ
البَدَنُ : الوَعِلُ المُسِنُّ ، والعُقَابُ اسْمُ كَلْبَةٍ ، وروى الجوهري : قَدْ ضَمَّهَا . والوَاوُ أَصَحُّ ، قاله ابنُ بَرِّيّ ، أَي جِدِّي في لَحَاقِ هَذَا الوَعِلِ لِتَأْكُلِي الرَّأْسَ والأَكْرُعَ والإِهَابَ .
( والأَحْقَبُ : الحِمَارُ الوَحْشِيّ الذي في بَطْنِهِ بَيَاضٌ ، أَو ) هو ( الأَبْيَضُ مَوْضِعِ الحَقَبِ ) والأَوَّلُ أَقْوَى ، وقيل : إِنَّمَا سُمِّيَ لِبَيَاضٍ في حَقْوَيْهِ ، والأُنثَى : حَقْبَاءُ ، قال رؤْبَةُ بن العجاج :
كَأَنَّهَا حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ
أَوْ جَادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
( و ) في الحديث ذكر الأَحْقَبِ ، زَعَمُوا أَنَّهُ ( اسْمُ جِنِّيَ من ) النَّفَرِ ( الذينَ ) جاءَوا إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلممن جِنِّ نَصِيبِينَ ( اسْتَمَعُوا القُرْآنَ ) من النبيّ صلى الله عليه وسلم قاله ابنُ الأَثيرِ وغيرُه ، ويقال : كَانُوا خَمْسَةً : خَسَا ومَسَا وشاصة وباصَة والأَحْقَب .
( والحَقِيبَةُ ) كالبَرْذَعَةِ تُتَّخَذُ لِلْحِلْسِ والقَتَبِ ، فأَمَّا حَقِيبَةُ القَتَبِ فمن خَلْفُ ، وأَمَّا حَقِيبَةُ الحِلْسِ فَمُجَوَّبَةٌ عن ذِرْوَةِ السَّنَامِ ، وقالَ ابن شُمَيْلٍ : الحَقِيبَةُ تكونُ على عَجُزِ البَعِيرِ تَحْتَ حِنْوَيِ القَتَبِ الآخَرَيْنِ ، والحَقَبُ : حَبْلٌ تُشَدُّ به الحَقِيبَةُ ، والحَقِيبة : ( الرِّفَادَةُ في مُؤَخَّرِ القَتَبِ ) والجَمْعُ الحَقَائِبِ ، ومن المجاز مَا جَاءَ في
____________________

(2/299)


صِفَةِ الزُّبَيْرُ ( كان نُفُجَ الحَقِيبَةِ ) أَي رَابِيَ العَجْزِ نَاتِئَهُ ، وهو بِضَمِّ النُّونِ والفَاءِ ، ومنه : انْتَفَحَ جَنْبَا البَعِيرِ : ارْتَفَعَا ، وفُلاَنٌ احْتَمَلَ حَقِيبَةَ سُوءٍ .
والبِرُّ خَيْرُ حَقِيبَةِ الرَّحْلِ
( وكُلُّ مَا ) أَي شَيءٍ ( شُدَّ في مُؤَخَّرِ رَحْلٍ أَو قَتَبٍ فقد احْتُقِبَ ) وفي التكملة : فقد اسْتَحْقَبَ ، وأَنشد للنابغة : مُسْتَحْقِبُو حَلَقِ المَاذِيِّ خَلْفَهُمُ
شُمُّ العَرَانِينِ ضَرَّابُونَ لِلْهَامِ
وفي حديث حُنَيْن ( ثمَّ انْتَزَعَ طَلْقاً مِنْ حَقَبِهِ ) أَي منَ الحَبْلِ المَشْدُودِ على حَقْوِ البَعِيرِ أَو من حَقِيبَتِه ، وهي الرِّفَادَةُ التي تُجْعَلُ في مُؤخَّرِ القَتَبِ وَالوِعَاءُ الذي يَجْعَلُ فيه الرَّجُلُ زَادَهُ .
( والمُحْقِبُ ) كمُحْسِنٍ : ( المُرْدِفُ ) ، وأَحْقَبَه : أَرْدَفَهُ ، وفي حديث ابن مَسْعُودٍ ( ( الإِمَّعَة ) فيكمُ اليوْمَ المُحْقِبُ النَّاسَ دِينَهُ ) أَرَادَ الذي يَجْعَلُ دِينَه تابعاً لدِينِ غَيْرِهِ بلا حُجَّةٍ ولا بُرْهَانٍ وَلا رَوِيَّةٍ ، وهو من الإِرْدَافِ عَلَى الحَقِيبَةِ .
( و ) المُحْقَبُ ( بفَتْحِ القَافِ : الثَّعْلَبُ ) لِبَيَاضِ إِبْطَيْهِ ، وأَنْشَدَ بَعضُهم لاِمِّ الصَّرْيحِ الكِنْدِيَّةِ ، وكانَتْ تَحْتَ جَرِيرٍ فَوَقَعَ بَيْنَهَا وبَيْنَ أُخْتِ جرير لِحَاءٌ وفخَارٌ فقالَتْ :
أَتَعْدِلِينَ مُحْقَباً بِأَوْسِ
والخَطَفَى بِأَشْعَثَ بنِ قَيْسه
مَا ذَاكِ بالحَزْمِ وَلاَ بالكَيْسِ
عَنَتْ بذلكَ أَنَّ رِجَالَ قَوْمِهَا عِنْدَ رِجَالِهَا كالثَّعْلَبِ عند الذِّئْبِ ، وأَوْسٌ هو الذِّئْبُ .
( واحْتَقَبَهُ ) على ناقَتِه : أَرْدَفَهُ خَلْفَهُ على حَقِيبَةِ الرَّحْلِ ، وهو مَجَازٌ ، واحْتَقَبَ فلانٌ الإِثْمَ : جَمَعَهُ ، واحْتَقَبَه من خَلْفِهِ ، وقال الأَزهريّ : الاحْتِقَابُ : شَدُّ الحَقِيبَةِ من خَلْفٍ ، وكذلك ما حُمِلَ
____________________

(2/300)


من شيءٍ مِن خَلْفِ ، يقال احْتَقَب واسْتَحْقَبَ ، واحْتَقَبَ خَيْراً أَوْ شَرًّا .
( واسْتَحْقَبَه : ادَّخَرَه ) ، على المَثَلِ ، لأَنَّ الإِنسانَ حامِلُ لِعَمَلِه ومُدَّخِرٌ له ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : احْتَقَبَهُ واسْتَحْقَبَهُ أَي احْتَمَلَهُ ، قال الأَزهريّ : ومِنْ أَمْثَالِهِم ( اسْتَحْقَبَ الغَزْوُ أَصْحَابَ البَرَازِينِ ) يقالُ ذلكَ عند تَأْكِيدِ كُلِّ أَمْرٍ ليس منه مَخْرَجٌ .
( والحِقْبَةُ ، بالكَسْرِ ، من الدَّهْرِ : مُدَّةٌ لا وَقْتَ لها ، والسَّنَةُ ، ج ) حِقَبٌ ( كعِنَبٍ ، و ) حُقُوبٌ مِثْلُ ( حُبُوبٍ ) كحِلْبَةٍ وحُلِيَ .
( و ) الحُقْبَةُ ( بالضَّمِ : سُكُونُ الرِّيحِ ) ، يَمَانِيَةٌ ، يقال : أَصَابَتْنَا حُقْبَةٌ في يَوْمِنَا .
( والحُقْبُ بالضَّمِ و ) الحُقُبُ ( بِضَمَّتَيْنِ : ثَمَانُونَ سَنَةً ) والسَّنَةُ ثَلاَثمَائَة وسِتُّونَ يَوْماً ، اليَوْمُ منها : أَلْفُ سَنَةٍ من عَدَدِ الدُّنْيَا ، كذا قالَهُ الفَرَّاءُ في قوله تعالى : { 2 . 021 لابثين فيها اءَحقابا } ( النبأَ : 23 ) ومثلُه قال الأَزهريُّ ، ( أَوْ أَكْثَرُ ) من ذلك ، ( و ) الحُقْبُ : ( الدَّهْرُ و ) الحُقْبُ : ( السَّنَةُ أَو السِّنُونَ ) ، وهما لِثَعْلَبٍ ، ومنهم من خَصَّصَ في الأَوْل لُغَةَ قَيْسٍ خَاصَّةً ( ج ) الحُقْبِ : حِقَابٌ ، مِثْلُ قُفَ وقِفَاف ، وجَمْعُ الحُقُبِ بضَمَّتَيْنِ ( أَحْقَابٌ وأَحْقُبٌ ) حَكَاهُ الأَزهريُّ ، وقال : الأَحْقَابُ : الدُّهُورُ ، وقِيلَ : بل الأَحْقَابُ والأَحْقُبُ جَمْعُهُمَا .
( والحَقْبَاءُ : فَرَسُ سُرَاقَةَ بنِ مِرْدَاسٍ ) أَخِي العَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ ، لِمَا بِحَقْوَيْهَا مِن البَيَاضِ ( و ) الحَقْبَاءُ ( القَارَة ) المَسْتَرِقَّة ( الطَّوِيلَةُ في السَّمَاءِ ) قال امرؤ القَيْسِ :
تَرَى القُبَّةَ الحَقْبَاءَ مِنْهَا كَأَنَّهَا
كُمَيْتٌ تُبَارِي رَعْلَةَ الخَيْلِ فَارِدُ
في ( لسان العرب ) : وهَذَا البَيْتُ مَنْحُولٌ ، قال الأَزهَرِيّ : ( و ) قَالَ بعضُهُم : لا يُقَالُ حَقْبَاءُ إِلاَّ ( وَقَدِ الْتَوَى السَّرَابُ بِحَقْوَيْهَا ، أَو ) القَارَةُ الحَقْبَاءُ هِيَ ( الَّتِي في وَسَطِهَا تُرَابٌ أَعْفَرُ بَرَّاقٌ )
____________________

(2/301)


تراه يَبْرُقُ لبياضه ( مَع بُرْقَةِ سَائِرِه ) وهُو قولُ الأَزهريّ .
( ) ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
الحَاقِبُ : هو الذي احْتَاجَ إِلى الخَلاَءِ يَتَبَرَّزُ وقد حَصَرَ غائطَه ، ومنه الحَدِيثُ ( لاَ رَأْيَ لِحَاقِنٍ وَلاَ حَاقِبٍ وَلاَ حَازِقٍ ) نقله الصاغانيّ .
حقطب : ( الحَقْطَبَةُ ) أَهمله الجَوهريّ ، وقال الأَزْهريّ عن أَبي عَمْرٍ و : هُوَ ( صِيَاحُ الحَيْقُطَانِ ) وهو اسْمٌ ( لِذَكَرِ الدُّرَّاجِ ) وقال الصَّاغانيّ : ذَكَرها ثَعْلَبٌ في ياقوتة الثعلبة .
حلب : ( الحَلْبُ ويُحَرَّكُ ) كالطَّلَبِ ، رَوَاهُ الأَزْهريُّ عن أَبي عُبَيْدٍ ( : اسْتِخْرَاجُ مَا فِي الضَّرْعِ منَ اللَّبَنِ ) يَكُونُ في الشَّاءِ والإِبلِ والبَقَرِ ، ( كالحِلاَبِ ، بالكَسْر ، والاحْتِلاَبِ ) ، الأُولَى عن الزجّاجيِّ ، حَلَبَ ( يَحْلُبُ ) بالضم ( ويَحْلِبُ ) بالكَسْر ، نقلهما اوصمعيّ عن العرب ، واحْتَلَبَهَا ، وهو حَالِبٌ ، وفي حدِيث الزَّكَاةِ ( ومِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا عَلَى المَاءِ ) وفِي رواية ( حَلَبُها يَوْمَ وِرْدِهَا ) يقالُ : حَلَبْتُ الناقةَ والشاةَ حَلَباً بفتح اللام ، والمرادُ يَحْلُبُهَا على الماءِ لِيُصيبَ الناسُ من لَبَنِهَا ، وفي الحديث ( أَنَّهُ قَالَ ( لِقَوم ) لاَ تَسْقُونِي حَلَبَ امْرَأَةٍ ) وذلك أَن حَلَبَ النِّسَاءِ غيرُ حبِيبٍ عندَ العَرَبِ يُعَيَّرُونَ به ، فلذلك تَنَزَّه عنه .
( والمِحْلَبُ والحِلاَبُ ، بكَسْرِهِمَا : إِنَاءٌ يُحْلَبُ فيهِ ) اللبنُ ، قال إِسماعيلُ بنُ بَشَّارٍ :
صاحِ هَلْ رَيْتَ أَو سَمِعْتَ بِراعٍ
رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى فِي الحِلاَبِ
هكذا أَنشده ابن منظور في ( لسان العرب ) ، والصاغانيّ في ( العباب ) وابن دريد في ( الجمهرة ) إِلاّ أَنه قال : العِلاَب بَدَلَ الحِلاَب ، وأَشار له في ( لسان
____________________

(2/302)


العرب ) والزمخشريُّ شاهداً على قِرَاءَةِ الكسائيّ ( أَرَيْتَ الَّذِي ) بحذف الهمزة الأَصلية ، والجار بردى في ( شرح الشافية ) ، وأَنشده الخفاجيّ في ( العناية ) ( عمْرَكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ ) ، إِلخ .
ورواه بعضهم : ( صاحِ أَبْصَرْتَ أَوْ سَمِعْتَ ) إِلخ . والحِلاَبُ : اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه ، وبه فُسِّرَ قوله صلى الله عليه وسلم ( فإِنْ رَضِيَ حِلاَبَهَا أَمْسَكَهَا ) وفي حديثٍ آخَرَ ( كان إِذَا اغُتَسَلَ بَدَأَ بِشَيءٍ مِثْلِ الحِلاَبِ ) قال ابن الأَثِير : وقد رُويت بالجيم ، وحكى عن الأَزهريّ أَنه قال : قال أَصْحَابُ المَعَانِي : إِنَّه الحِلاَبُ ، وهُوَ مَا تُحْلَبُ فيه الغَنَمُ كالمِحْلَبِ ( سَوَاءً ) فَصُحِّفَ ، يَعْنُونَ أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلاَبِ ، أَي يَضَعُ فيه المَاءَ الذي يَغْتَسِلُ منه ، قال : واخْتارَ الجُلاَّبَ بالجيم وفَسَّرَه بمَاءِ الوَرْدِ ، قال : وفي هذا الحديث في كتاب ( البخاريّ ) إِشْكَالٌ ، ورُبَّمَا ظُنّ أَنه تأَوَّلَهُ على الطِّيبِ فَقَالَ ( بابُ مَنْ بَدَأَ بالحلابِ والطِّيبِ عند الغُسْلِ ) قال : وفي بعض النسخ أَو الطَيبِ ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث أَنه كان إِذا اغتسل دعا بشيءٍ مثل الحِلاَبِ ، قال : وأَمَّا مُسْلِمٌ فجَمَع الأَحَاديثَ الواردةَ في هذا المعنى في موضعٍ واحدٍ ، وهذا الحديثُ منها ، قال : وذلك من فِعْلِه يَدُلّك على أَنه أَرَادَ الآنِيَةَ والمَقَادِيرَ ، قال : ويَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ البخَارِيُّ ما أَرَادَ إِلاَّ الجُلاَّبَ بالجِيم ، ولهذا تَرْجَمَ البَاب به وبالطِّيبِ ، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنّمَا هو بالحَاءِ ، وهو بها أَشْبَهُ ، لأَنَّ الطِّيبَ لمن يَغْتَسِلُ بعد الغُسْلِ أَلْيَقُ منه قَبْلَهُ وأَوْلَى ، لأَنه إِذا بَدَأَ به واغْتَسَلَ أَذْهَبَهُ الماءُ ، كُلُّ ذلكَ في ( لسان العرب ) ، وفي الأَساس يقال : حَلُوبَةٌ تَمْلأُ الحِلاَبَ ومِحْلَباً ومِحْلَبَيْنِ وثَلاَثَةَ ( مَحَالِبَ ) وأَجِدُ مِنْ هَذَا المِحْلَبِ رِبحَ المَحْلَبٍ ، وسيأْتي بيانُه .
( و ) أَبو الحَسَنِ ( عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ ) أَبِي يَاسِرِ بنِ بُنْدَارِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ
____________________

(2/303)


بُنْدَارٍ ( الحِلاَبِيُّ ) وفي نسخةٍ ابن الحِلاَبِيّ ( مُحَدِّثٌ ) ، هكذا ضبطه الذَّهبيّ والحافظ ، وضبطه البُلْبَيْسِيُّ بفتح فتشديد ، وقال : إِنَّهُ سَمعَ ببغدادَ أَبَاهُ وعَمَّه أَبَا المَعَالِي ثَابِتَ بن بِنْدَارٍ وعنه أَبُو سَعْدٍ السّمْعَانِيُّ ، مات بغَزْنَةَ سنة 540 .
( والحَلَبُ ، مُحَرَّكَةً ، والحَلِيبُ : اللَّبَنُ المَحْلُوبُ ) ، قالَه الأَزهريّ ، تقولُ : شَرِبْتُ لَبَنَاً حَلِيباً وحَلَباً ، وأَنشد ثعلبٌ :
كَانَ رَبِيبَ حَلَبٍ وقَارِصِ
قال ابنُ سِيده : عِنْدِي أَنَّ الحَلَبَ هُنَا هو الحلِيبُ ، لمعادَلَتِهِ إِيَّاهُ بالقَارِصِ كأَنَّه قال : كَانَ ( رَبِيبَ ) لَبَنٍ حَلِيبٍ ، ولَبَنٍ قَارِصٍ ، ولَيْسَ هُوَ الحلَبَ الذي هو اللَّبَنُ المَحْلُوبُ ، ( أَو الحَلِيبُ : ما لمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) ، واعْتَبَرَ هذَا القَيْدَ بعضُ المُحَقِّقِينَ ، ( و ) الحَلِيبُ ( : شَرَابُ التَّمْرِ ) مجازاً قال يَصِفُ النخْلَ :
لَهَا حلِيبٌ كَأَنَّ المِسْكَ خَالَطَهُ
يغْشَى النَّدَامَى عليه الجُودُ والرَّهَقُ
وفي المثَلِ ( حُلِبَتْ صُرَامُ ) يُضْرَبُ عِنْدَ بُلُوغِ الشَّرِّ حَدَّهُ ، والصُّرامُ آخِرُ اللَّبَنِ ، قاله المَيْدَانِيُّ .
( والأَحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ ، بكَسْرِهِمَا : أَنْ تَحْلِ بَ ) بضم اللام وكسرها ( لاِءَهْلِكَ وأَنْتَ في المَرْعَى ) لَبَناً ثُمَّ تَبْعَثَ بِهِ إِليْهِم ) وقَدْ أَحْلَبْتُهُمْ ( واسْمُ اللَّبَنِ الإِحْلاَبَةُ أَيضاً ) ، قال أَبو منصور : وهذا مسموغٌ عن العرب صحيحٌ ، ومنه الإِعْجَالَةُ والإِعْجَالاَتُ ( أَو ) الإِحْلاَبَةُ : ( مَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ مِن اللَّبَنِ ) إِذا جاءَ به الرّاعِي حِينَ يُورِدُ إِبلَهُ وفيه اللَّبَنُ ، فَمَا زَادَ عَلَى
____________________

(2/304)


السِّقَاءِ فهو إِحْلاَبَةُ الحَيِّ ، وقِيلَ : الإِحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ مِنَ اللَّبَنِ : أَنْ تَكونَ إِبلُهُم في المرَاعِي ، فمَهْمَا حَلَبُوا جَمَعُوا فَبَلغَ وَسْقَ بَعِيرٍ حَمَلُوهُ إِلى الحَيِّ ، تَقُولُ منه : أَحْلَبْتُ أَهْلِي ، يُقَالُ : قدْ جَاءَ بِأَحْلاَبَيْنِ وثَلاَثَةِ أَحَالِيبَ ، وإِذَا كَانُوا في الشَّاءِ والبَقَرِ فَفَعَلُوا ما وَصَفْت قالُوا : جاءُوا بِإِمْخَاضَيْنِ وثَلاَثَةِ أَمَاخِيضَ ، وتقول العربُ : ( إِنْ كُنْتَ كَاذباً فَحَلَبْتَ قَاعِداً ) يُرِيدُونَ أَنَّ إِبِلَه تَذْهَبُ فيَفْتَقِرُ فيصيرُ صاحبَ غَنَم ، فبَعْدَ أَنْ كانَ يَحْلُبُ الإِبلَ قائَماً صارَ يَحْلُبُ الغَنَمَ قاعداً ، وكَذَا قَوْلُهُم ( مَالَهُ حَلَبَ قَاعِداً وأَصبحَ بَارِداً ) أَيْ حَلَبَ شاةً وشَرِبَ مَاءً بارداً لاَ لَبَناً حَارًّا ، وكذا قولُهُم : ( حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَه ) أَي اخْتَبَرَ خَيْرَ الدَّهْرِ وشَرَّهُ ، كل ذلك في ( مجمع الأَمثال ) للميدانيّ ، والحَلُوبُ : ما يُحْلَبُ ، قال كعبُ ابن سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ .
يَبِيتُ النَّدَى يَا أُمَّ عَمْرٍ و ضَجِيعَهُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ في المُنْقِيَاتِ حَلُوبُ
في جُمْلَةِ أَبياتٍ له ، والمُنْقَياتُ جَمْعُ مُنْقِيَةٍ ، ذات النِّقْيِ ، وهو الشَّحْمُ ، وكذلك الحَلُوبَةُ ، وإِنما جاءَ بالهَاءِ لأَنك تُرِيدُ الشيءَ الذي يُحلَب ، أَي الشيءَ الذي اتخَذُوه لِيَحْلُبُوهُ ، وليس لتكثِيرِ الفِعْلِ ، وكذلك : الرَّكُوبَةُ وغيرُهَا ( ونَاقَةٌ حَلُوبَةٌ وحَلُوبٌ ) للَّتي تُحْلَبُ ، والهَاءُ أَكْثَرُ ، لأَنها بمعنى مَفْعُولَة ، قال ثعلب : نَاقَةٌ حَلُوبَة : ( مَحْلُوبَةٌ ) وفي الحديث ( إِيَّاكَ والحَلُوبَ ) أَي ذاتَ اللَّبَنِ ، يقالُ : نَاقَةٌ حَلُوبٌ ، أَي هي مِمَّا تُحْلَبُ ، والحَلُوبُ والحَلُوبَةُ سواءٌ ، وقيل : الحَلُوبُ الاسمُ ، والحَلُوبَةُ الصِّفَةُ ( وحلُوبَةُ الإِبِلِ والغَنَم الواحِدَةُ ( منه ) فَصَاعِداً ) قالِ اللِّحْيَانيّ ، ومنه حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ ( ولا حَلُوبَةَ في البَيْتِ ) أَي شَاة تُحْلبُ ( ورَجُلٌ حَلُوبٌ : حَالِب ) أَي فهو على أَصْلِه في المُبَالَغَة ، وقد أَهمله الجوهريُّ في ( لسان العرب ) : وكذلك كُلُّ فَعُولٍ إِذا كان في مَعْنَى مَفْعُولٍ تَثْبُتُ فيه الهَاءُ ، وإِذَا كان في
____________________

(2/305)


مَعْنَى فاعِلٍ لم تثبُتْ فيه الهاءُ ( ج ) أَي الحَلُوبَةِ ( حَلاَئِبُ وحُلُبٌ ) ، بضمتين قال اللِّحْيَانيّ : كلُّ فَعُولَةٍ من هذَا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئتَ أَثْبَتَّ فيه الهَاءَ وإِنْ شئتَ حَذَفْتَ ، وَقَال ابن بَرِّيّ : ومن العرب مَنْ يَجْعَلُ الحَلُوبَ واحدةً ، وشاهدُه بيت الغَنَويِّ يَرْثِي أَخَاهُ ، وقد تَقَدَّم ، ومنهم من يَجْعَلُه جَمْعاً ، وشاهدُه قَوْلُ نَهِيكِ بنِ إِسَافٍ الأَنْصَارِيِّ :
تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلُوبِي كَأَنَّمَا
تَقَسَّمَهَا ذُؤبَانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ
أَي تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلاَئِبِي ، وزَوْرٌ ومَنْوَرٌ : حَيَّانِ منْ أَعْدَائِهِ ، وكذلك الحَلُوبَةُ تكون واحدةً وجمْعاً ، والحَلُوبَةُ لِلْوَاحِدَة ، وشاهدُه قولُ الشاعر :
مَا إِن رَأَيْنَا في الزَّمَانِ ذي الكَلَبْ
حَلُوبَةً واحدةً فتُحْتَلَبْ
والحَلُوبَةُ للجَمْع شاهدُهُ قولُ الجُمَيْج بنِ مُنْقِذٍ :
لَمَّا رَأَتْ إِبِلِي قَلَّتْ حَلُوبَتُهَا
وكُلُّ عَامِ عَلَيْهَا عَامُ تَجْنِيبِ
وعن اللِّحْيَانيّ : هذه غَنَمٌ حَلْبٌ بسكون اللام ، للضأْنِ والمَعِزِ ، قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حَلَبٍ ، وناقةٌ حَلُوبٌ : ذاتُ لَبَن ، فإِذا صَيَّرْتَهَا اسْماً قلتَ : هذه الحَلُوبَةُ لفُلاَنٍ ، وقد يُخْرِجُونَ الهَاءَ من الحَلُوبَةِ وهم يَعْنُونَهَا ، ومِثْلُه الرَّكُوبَةُ والرَّكُوبُ لِمَا يَرْكَبُونَ ، وكذلك الحَلُوبَةُ والحَلُوبُ لِمَا يَحْلُبُونَ ومِن الأَمْثَالِ : ( حَلُوبَةٌ تُثْمِلُ وَلاَ تُصَرِّحُ ) قال المَيْدَانِيُّ : الحَلُوبَة : نَاقَةٌ تُحْلَبُ للضَّيْفِ أَو لأَهْلِ البيتِ وأَثْمَلَتْ إِذا كَثْرَ لَبَنُهَا ، وصَرَّحَتْ إِذا كان لَبَنُهَا صُرَاحاً ، أَي خالصاً ، يُضْرَبُ لِمَنْ يَكْثُرُ وَعْدُهُ ، ويَقِلُّ وَفَاؤُه ، ويقال : دَرَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ ، إِذَا حَسُنَتْ حُقُوقُ بَيْتِ المَالِ ، أَوْرَدَهُ السُّهَيْلِيُّ ، كذا نَقَلَه شيخُنَا .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : ( نَاقَةٌ حَلْبَانَةٌ وحَلْبَاةٌ ) زاد ابن سِيدَه ( وحَلَبُوتٌ مُحَرَّكَةً )
____________________

(2/306)


كما قالُوا : رَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ أَي ( ذَاتُ لَبَنٍ ) تُحْلَبُ وتُرْكَبُ ، قال الشاعر يَصِفُ ناقَةً :
أَكْرِمْ لَنَا بناقَةٍ أَلُوف
حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ صَفُوفِ
تَخْلِطُ بَيْنَ وَبَرٍ وصُوفِ
رَكْبَانَة : تَصْلُحُ للرُّكُوبِ ، وصَفُوف أَي تَصُفُّ أَقْدَاحاً من لَبَنِهَا إِذَا حُلِبَتْ لكَثْرَةِ ذلك اللَّبَنِ ، وفي حَدِيثِ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ ( أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً ) أَي غزِيرَةً تُحْلَب ، وذَلَولا تُرْكَب ، فهي صالحة لِلأَمْرَيْنِ ، وزِيدَتِ الأَلِفُ والنُّونُ في بِنَائِهِمَا للمُبَالَغَةِ ، وحَكَى أَبو زيدٍ : ناقَةٌ حَلَبَاتٌ ، بلفظ الجمْعِ ، وكذلك حَكَى : نَاقَةٌ رَكَبَاتٌ ( وشَاةٌ تِحْلاَبَةٌ بالكَسْرِ وتُحْلُبَةٌ ، بضم التاء واللام و ) تَحْلَبَةٌ ( بفتحهما ) أَي التاء واللام ( و ) تِحْلِبَةٌ ( بكسرهما ) أَي التاء واللام ، ( و ) تُحْلَبَةٌ مع ( ضم التاء وكسرها مع فتح اللام ) ذكر الجوهريّ منها ثلاثاً ، واثنانِ ذكرهما الصاغانيّ وهما كَسْرُ التَّاء وفتحُ اللامِ فصاء المجموعُ سِتَّةً ، وزاد شيخُنَا نقلاً عن الإِمامِ أَبي حَيَّانَ ضَمَّ التَّاءِ وكَسْرَ اللام ، وفَتْحَ التَّاءِ مع كَسْرِ اللام ، وفَتْحَ التاءِ مع ضمِّ اللامِ ، فصار المجموعُ تِسْعَةً : ( إِذَا خَرَجَ من ضَرْعها شيء قبلَ أَنْ يُنْزَى عليها ) وكذلك الناقةُ التي تُحْلَبُ قبل أَن تَحْمِلَ ، عن السيرافيّ ، وعن الأَزْهَرِيّ : بَقَرَةٌ مُحَلٌّ وشَاةٌ مُحَلٌّ وقَدْ أَحَلَّتْ إِحْلاَلاً إِذا حَلَبَتْ ، أَي أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ قَبْلَ وِلاَدِهَا .
( وحَلَبَهُ الشَّاةَ والنَّاقَةَ : جَعَلَهُمَا له يَحْلُبُهُمَا ، كأَحْلَبَهُ إِيَّاهُمَا ) قال الشاعرُ :
مَوَالِيَ حِلْفٍ لاَ مَوَالِي قَرَابَةٍ
ولكنِ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيَا
جَعَلَ الإِحْلاَبَ بمنزلة الإِعْطَاءِ ، وعَدَّى يُحْلَبُونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَون ، وحَلَبْتُ الرَّجُلَ أَي حَلَبْتُ له ، تقول منه احْلُبْنِي أَي اكْفِنِي الحَلْبَ ( وأَحْلَبَهُ ) رُبَاعِيًّا ( : أَعَانَه على الحَلْبِ ) وأَحْلَبْتُهُ : أَعَنْتُه ، مجاز ، كذا في
____________________

(2/307)


الأَساس ، وسيأْتي ( و ) أَحْلَبَ ( الرَّجُلُ : وَلَدَتْ إِبلُهُ إِناثاً ( و ) أَجْلَبَ ( بالجيم ) إِذا وَلَدَت له ( ذُكُوراً ) ، وقد تقدمتِ الإِشارةُ إِليه في حرف الجيم ( ومنه ) قولُهُم ( أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ ) رُبَاعِيَّانِ ، كذا في الأُصولِ المُصَحَّحَةِ ومثلُه في ( المحكم ) وكتاب ( الأَمثال ) للميدانيّ و ( لسان العرب ) ويوجد في بعض النسخ ثُلاَثِيَّانِ ، كذا نقله شيخُنا ، وهو خطأٌ صريحٌ لا يُلْتَفَتُ إِليه ، فمعنى أَأَحْلَبْتَ : أَنُتِجَتْ نُوقُكَ إِنَاثاً ، ومَعْنَى ( أَمْ أَجْلَبْتَ ) أَمْ نُتِجَتْ ذُكُوراً ، ويقالُ : مَالَهُ أَجْلَبَ وَلاَ أَحْلَبَ ، أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كُلُّهَا ذُكُوراً ولا نُتِجَتْ إِنَاثاً ( وقَوْلُهُمْ : مَالَهُ لاَ حَلَبَ وَلاَ ) عن ابن الأَعْرعابيّ ، ولم يُفَسِّرْهُ ( قِيلَ دُعاءٌ عليه ، وهو المشهور ( وقيل : لاَ وَجْهَ له ) ، قاله ابنُ سيده ، ويدعو الرجل على الرجل فيقول ، مالَهُ لاَ أَحْلَبَ ولاَ أَجْلَبَ ، ومَعْنعى أَحْلَبَ أَي وَلَدَتْ إِبلُه الإِنَاسَ دونَ الذكورِ ، ولا أَجْلَبَ إِذَا دَعَا لإِبلِه أَنْ لاَ تَلِدَ الذكورَ ، لأَنه المَحْقُ الخَفِيُّ ، لذهاب اللَّبَنِ وانقِطَاعِ النَّسْلِ .
( والحَلْبَتَانِ : الغَدَاةُ والعَشِيُّ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وإِنما سُمِّيَا بذلك لِلْحَلَب الذي يكون فيهما ( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : ( حَلَبَ ) يَحْلُبُ حَلْباً إِذَا ( جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ ) ، ويقال الحَلْب : الجُلُوسُ على رُكْبةٍ وأَنت تَأْكُلُ يقال احْلُبْ فكُلْ ، وفي الحديث ( كان إِذا دُعيَ إِلى الطَّعَامِ جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ ) وهو الجُلُوسُ على الرُّكْبَة لِيَحْلُبَ الشاةَ ، يقال : احْلُبْ فكُلْ ، أَي اجلسْ ، وأَرَادَ به جُلُوسَ المُتَوَاضِعِينَ ، وذكره في الأَساس في ( المجاز ) وفي ( لسان العرب ) : ومن أَمْثَالِهِم في المَنْعِ ( ليس في كلِّ حِينٍ أُحْلَب فأَشْرَب ) قال الأَزهريّ : هكذا رواه المُنْذريّ ، عن أَبي الهَيْثم ، قال أَبو عُبَيْد : وهذا المَثَلُ يُرْوَى عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ ، قاله في حديثٍ سُئلَ
____________________

(2/308)


عنه ، وهو يُضْرَبُ في كل شيءٍ يُمْنَعُ ، قال : وقد يقال : ( ليس كلَّ حِينٍ أَحْلُبُ فَأَشْرَب ، وعن أَبي عمرٍ و : الحَلْبُ : البُرُوكُ . والشَّرْبُ : الفَهْمُ ، يقال : حعلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ ، وشَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذَا فَهِمَ ، ويقال لِلبَلِيدِ : احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ . وقدْ حَلَبَتْ تَحْلُبُ إِذا بَرَكَتْ على رُكْبَتِهَا .
( و ) حَلَبَ ( القَوْمُ ) يَحْلُبُونَ ( حَلْباً وحُلُوباً : اجْتَمَعُوا ) وتَأَلَّبُوا ( مِن كُلِّ وَجْهٍ ) وأَحْلَبُوا عَلَيْكَ : اجْتَمَعُوا وجاءوا من كُلِّ أَوْبٍ . وفي حديث سَعْدِ ابنِ مُعاذٍ ( ظَنَّ أَنَّ الأَنْصَارَ لاَ يَسْتَحْلِبُونَ لَهُ على ما يُرَيدُ ) أَي لا يَجْتَمِعُونَ ، يقال : أَحْلَبَ القَوْمُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرَةِ والإِعَانَةِ ، وَأَصْلُ الإِحْلاَبِ : الإِعَانَةُ عَلَى الحَلْبِ ، كما تقدّم ، وقال الأَزهريّ : إِذَا جَاءَ القَوْمُ من كل وَجْهٍ فاجْتَمَعُوا لِلْحَرْبِ أَو غيرِ ذلك قيل : قد أَحْلَبُوا ، وأَنشد :
إِذا نَفَرٌ منهم دويَّة أَحْلَبُوا
على عامِلٍ جاءَت مَنِيَّتُهُ تَعْدُو
وعن ابن شُميل : أَحْلَبَ بَنُو فلانٍ مع بَنهي فلانٍ إِذا جاءوا أَنْصَاراً لَهُم ، وحَالَبْتُ الرَّجُلَ إِذا نَصرْتَه وعَاوَنْتَه ، وفي المَثَلِ ( لَيْسَ ( لها ) رَاعٍ ولاكِنْ حَلَبَة ) يُضرَب للرجُلِ يَسْتَعِينُكَ فتُعِينُه ولا مَعُونَةَ عنده ، ومن أَمثالهم : حَلَبْتَ بالسَّاعِدِ الأَشَدِّ ) أَي استعنتَ بمن يقومُ بأَمْركَ ويُعْنعى بحاجَتِكَ ، ومن أَمثالهم ( حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا ثُمَّ أَقْلَعَتْ ) يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ثُمَّ يَسْكُتُ من غيرِ أَن يكونَ منه شيءٌ غير جَلَبَتِهِ وصِيَاحِه . هذا محلُّ ذِكْرِه ، لا كما فَعَلَه شيخُنَا في جُمْلة استدراكاتِه على المجْدِ في حرف الجيم .
( و ) من المجاز ( يَوْمٌ حَلاَّبٌ كشَدَّادٍ ) ويَوْمٌ هَلاَّبٌ ويَوْمٌ هَمَّامٌ يوْمٌ صَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ ، فَأَمَّا الهَلاَّبُ فاليابِس بَرْداً ، وأَمَّا الهَمَّامُ فالَّذِي قَدْ هَمَّ بَرْداً
____________________

(2/309)


وأَمَّا الحَلاَّبُ فالذي ( فيه نَدًى ) ، قاله شَمِرٌ ، كذا ( لسان العرب ) ، ( وحَلاَّبٌ ) أَيضاً ( فَرَسٌ لبَنِي تَغْلِبَ ) ابنِ وائلٍ ، وفي ( التهذيب ) : حَلاَّبٌ من أَسماء خَيْلِ العَرب السابقةِ ، وعن أَبي عُبيدة : حَلاَّبٌ من نِتَاجِ الأَعْوَجِ ( و ) أَبُو العَبَّاسِ ( أَحْمَدُ بنُ مْحَمَّدٍ الحَلاَّبِيُّ ، فَقِيهٌ ) ، مَا رَأَيْتُ بهذا الضَّبْطِ إِلاَّ عليَّ بنَ أَحمدَ المتقدم بذكره ، وهو منسوب إِلى جَدِّهِ .
( وهَاجِرَةٌ حَلُوبٌ : تَحْلُبُ العَرَقَ ) .
( وتَحَلَّبَ العَرَقُ : سَالَ و ) تَحَلَّبَ ( بَدَنُهُ عَرَقاً : سَالَ عَرَقُهُ ) أَنشد ثعلب :
وَحَبَشِييْنِ إِذَا تَحعلَّبا
قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبَا
تَحَلَّبَا : عَرِقَا ( و ) تَحلَّبَ ( عَيْنُه وفُوهُ : سَالاَ ) ، وكذا تَحَلَّبَ شِدْقُه ، كذَا في الأَساس ، وفي ( لسان العرب ) ، وتَحَلَّبَ النَّدَى إِذا سَالَ ، وأَنشد :
وظَلَّ كَتَيْسِ الرَّبْلِ يَنْفُضُ مَتْنَه
أَذَاةً بِهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ
شَبَّهَ الفَرَسَ بالتَّيْسِ الذي تَحَلَّبَ عليه صَائِكُ المَطَرِ من الشَّجَرِ ، والصَّائِكُ : الذي تَغَيَّرَ لونُه ورِيحُه . وفي حديث ابنِ عُمَرَ ( رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَحَلَّبُ فُوهُ فَقَالَ أَشْتَهِي جَرَاداً مَقْلُوًّا ) أَي يَتَهَيَّأُ رُضَابُهُ للسَّيَلاَنِ ، ( كانْحَلَبَ ) ، يقال : انْحَلَبَ العَرَقُ : سَالَ ، وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ : سَالَتَا . قال :
وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ طُولِ الأَسَى
وكُلُّ ذلك مجازٌ .
( ودَمٌ حَلِيبٌ : طَرِيٌّ ) ، عن السُّكَّرِيِّ قال عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ :
هُدُوءًا تَحْتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفَ
يُضِيءُ عُلاَلَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ
( و ) من المجاز : السُّلْطَانُ يَأْخُذُ الحَلَبَ على الرَّعِيَّةِ ، وذَا فَيْءُ المُسْلِمِينَ وحَلَبُ أَسْيَافِهِم ، وهو ( مُحَرَّكَةً مِنَ الجِبايَةِ مِثْلُ الصَّدَقَةِ ونَحْوِهَا مِمَّا لا يَكُونُ وَظِيفَةً ) ، وفي بعض النسخ ، ( وظيفته ) ( مَعْلُومَةً ) ، وهي الإِحْلاَبُ
____________________

(2/310)


في دِيوَانِ السُّلْطَانِ ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ .
( و ) حَلَبُ كُلِّ شيءٍ قِشْرُه . عن كُرَاع و ( بِلاَ لاَمٍ : د ، م ) من الثُّغُورِ الشامِيَّة ، كذا في ( التهذيب ) ، وفي ( المراصد ) للحَنْبَلِيِّ : حَلَبُ بالتَّحْرِيكِ : مدينةٌ مشهورةٌ بالشام ، واسعةٌ كثيرةُ الخَيْرَاتِ ، طيبة الهواءِ ، وهي قَصَبَةُ جُنْدِ قِنَّسْرِينَ ، وفي ( تاريخ ابن العَدِيم ) : سُميت باسم تَلِّ قَلْعَتِهَا ، قِيلَ : سُمِّيَتْ بمَن بَنَاها من العَمَالِقَةِ ، وهم ثلاثةُ إِخوةٍ : حَلَب وبَرْدَعَةُ وحِمْصٌ ، أَولاد المهر ابن خيض بن عِمْلِيقَ ، فكلٌّ منهم بنى مدينةً سُمِّيَت باسمِه . منها إِلى قِنَّسْرِينَ يَومٌ ، وإِلى المَعَرَّةِ يَومانِ ، وإِلى مَنْبِجَ وبَالِسَ يومانِ ، وقد بَسَطَ ياقوتٌ في ( معجمه ) ما يطولُ علينا ذِكرُه هنا ، فراجعْهُ إِنْ شئتَ ، ( و ) حَلَبُ ( مَوْضِعَانِ مِنْ عَمَلِهَا ) أَي مدينةِ حَلَبَ ، ( و ) حَلَبُ ( كُورَةٌ بالشَّامِ ، و ) حَلَبُ ( : ة بها ، و ) حَلَبُ : ( مَحَلَّةٌ بالقَاهِرَةِ ) ، لأَنَّ القائدَ لَمَّا بَنَاهَا أَسْكَنَهَا أَهْلَ حَلَبَ فسُمِّيَتْ بهم .
ومن المَجَاز : فلانٌ يَرْكُضُ في كُلِّ حَلْبَةٍ من حَلَبَاتِ المَجْدِ ( والحَلْبَةُ بالفَتْحِ : الدَّفْعَةُ مِن الخَيْلِ في الرِّهَانِ ) خاصَّةً ، ( و ) الحَلْبَةُ : ( خَيْلٌ تَجْتَمِعُ للسِّبَاقِ من كُلِّ أَوْبٍ ) وفي ( الصحاح ) : من إِصْطَبْلٍ واحدَ ، وفي ( المصباح ) أَي لا تَخْرُجُ من موضع واحدٍ ولكن من كلّ حَيَ ، وأَنشد أَبو عُبيدَة :
نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا
الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا
وهو كما يقالُ للقومِ إِذا جاءُوا من كل أَوْبٍ ( للنُّصْرَةِ ) قدْ أَحْلَبُوا ، وقال الأَزهريُّ : إِذا جاءَ القَوْمُ من كلِّ وَجْهٍ فاجتَمَعُوا للحَرْبِ أَو غيرِ ذلك قِيلَ قد أَحْلَبُوا ، ( ج حَلاَئِبُ ) ، على غير قِيَاسٍ ، وحِلاَب كضَرَّةٍ وضِرارٍ ، في المضاعف فقط نُدْرَة ، وفلان سابقُ الحلائبِ ، قال الأَزهَرِيّ : ولاَ يُقالُ
____________________

(2/311)


للوَاحِدِ ( منها ) حَلِيبَةٌ ولا حِلاَبَةٌ ، ومنه المَثَلَ :
لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
وأَنْشَدَ البَاهِلِيُّ للجَعْدِيِّ :
وبَنُو فَزَارَةَ إِنَّهُ
لاَ تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلاَئِبْ
حكى عن الأَصمعيّ أَنه قال : لاَ تُلْبِثُ الحَلاَئِبَ حَلَبَ نَاقَةٍ حتى تَهْزِمَهُمْ ، قالَ : وقالَ بعضُهم : لاَ تُلبِثُ الحَلاَئِبَ أَن تُحْلَبَ عليها ، تُعَاجِلُهَا قبلَ أَن تَأْتِيَهَا الأَمْدَادُ ، وهذا زَعَمَ أَثْبَتُ .
( و ) الحَلْبَةُ : ( : وَادٍ بِتِهَامَةَ ) ، أَعْلاَهُ لهُذَيْلٍ ، وأَسفَلُه لكِنَانَةَ ، وقيل بين أَعْيَار وعُلْيَب يُفْرِغُ في السُّرَّيْنِ ، ( و ) الحَلْبَةُ ( مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ ، ( منها ) أَبُو الفَرَجِ ( عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ مَحَمَّدِ ) بنِ عُرُنْدَةَ ( الحَلَبِيُّ ) البَغْدَادِيُّ ، سَمِعَ أَحْمَدَ بنَ صِرْمَا ، وعليَّ بْنَ إِدْرِيسَ ، وعنه الفَرَضِيُّ .
( و ) الحُلْبَةُ ( بالضَّمِّ : نَبْتٌ ) له حَبٌّ أَصْفَرُ يُتَعَالَجُ به ، ويَنْبُتُ فيُؤْكَلُ ، قاله أَبو حنيفةَ ، والجَمْعُ حُلَبٌ ، وهو ( نافعٌ للصَّدْر ) أَي أَمْرَاضها ، و ( السُّعَال ) بأَنوَاعِه ( والرَّبْوِ ) الحَاصِلِ من البَلاغِم ، ( و ) يَسْتَأْصِلُ مَادَةَ ( البَلْغَمِ والبَوَاسِيرِ ، و ) فيه مَنَافِعُ لِقُوَّةِ ( الظَّهْرِ ، و ) تَقْرِيحِ ( الكَبِدِ ، و ) قُوَّةِ ( المَثَانَةِ ، و ) تحْرِيكِ ( البَاءَةِ ) مُفْرَداً ومُرَكَّباً ، عَلى ما هو مَبْسُوطٌ في التَّذْكِرَةِ وغيرها من كتب الطِّبِّ ، وهو طعامُ أَهلِ اليمنِ عَامَّة ، وفي حديث خَالدِ بنِ مَعْدَانَ ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في الحُلْبَةِ لاشْتَرَوهَا ولَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً ) قال ابن الأَثير : الحُلْبَةُ : حَبٌّ مَعْرُوفٌ .
قلتُ : والحديثُ رواهُ الطَّبَرَانِيُّ في الكبِيرِ من طريق مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ، ولكنَّ سَنَدَه لا يَخْلُو عن نَظَرٍ ، كذا
____________________

(2/312)


في المقاصِدِ الحَسَنَة .
( و ) الحُلْبَة ( : حِصْنٌ باليَمَنِ ) في جَبَلِ بُرَعَ .
( و ) الحُلْبَةُ ( : سَوَادٌ صِرْفٌ ) ، أَي خَالِصٌ ، ( و ) الحُلْبَةُ ( : الفَرِيقَة ) : كَكِنِيسَةٍ ، طَعَامُ النُّفَسَاءِ ( كالحُلُبَةِ بضَمَّتَيْنِ ) ، قاله ابن الأَثير ، ( و ) الحُلْبَةُ : ( : العَرْفَجُ والقَتَادُ ) قالَهُ أَبو حنيفة ، وصَارَ وَرَقُ العِضَاهِ حُلْبَةً إِذا خَرَجَ وَرَقُه وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه ، وقال ابن الأَثير : قيل : هو من ثَمَرِ العِضَاهِ ، قال : وقد تُضَمُّ اللاَّمُ ، ( و ) من أَمثالهم .
( لَبِّثْ قَلِيلاً تَلْحَقِ الحَلاَئِبُ
يَعْنِي ( الجَمَاعَات ، و ) حَلاَئِبُ الرجُلِ : أَنْصَارُه من ( أَوْلاَدِ العَمِّ ) خاصَّةً ، هكذا يقولُه الأَصمعيّ ، فإِنْ كانُوا من غير بَنِي أَبِيه فَلَيْسُوا بحَلاَئِبَ ، قال الحَارث بن حِلِّزَةَ :
ونَحْنُ غَدَاةَ العَيْنِ لَمَّا دَعَوْتَنَا
مَنَعْنَاكَ إِذَا ثَابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ
( و ) من المجاز ( حَوَالِبُ البِئْرِ و ) حَوَالِبُ ( العَيْنِ ) الفَوَّارَةِ والعَيْنِ الدَّامِعَةِ ( : مَنَابِعُ مَائِهَا ) ومَوَادُّها ، قال الكميت :
9 تَدَفَّق جُوداً إِذَا ما البِحَا
رُ غَاضَتْ حَوَالِبُهَا الحُفَّلُ
أَي غارَتْ مَوَادُّهَا .
قلتُ : وكَذَا حَوَالبُ الضَّرْعِ والذَّكَرِ والأَنْفِ ، يقال : مَدَّتِ الضَّرْعَ حَوَالِبُهُ ، وسيأْتي قولُ الشَّمَّاخِ .
( والحُلَّبُ كسُكَّرٍ : نَبْتٌ ) يَنْبُتُ في القَيْظِ بالقِيعَانِ وشُطْآنِ الاوْدِيةِ ، ويَلْزَقُ بالأَرْضِ حتى يَكادَ يَسُوخُ ولا تأْكُلُه الإِبلُ ، إِنَّمَا تَأْكُلُه الشَّاءُ والظِّبَاءُ ، وهي مَغْزَرَةٌ مَسْمَنَةٌ ، وتُحْتَبَلُ عليها الظِّبَاءُ ، يقال : تَيْسُ حُلَّبٍ وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ ، وهي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غَبْرَاءُ في خُضْرَةٍ تَنْبَسِطُ على الأَرْضِ يَسِيلُ منها اللَّبَنُ إِذا قُطِعَ منها شيءٌ ، قال النابغة يَصِفُ فَرَساً :
بِعَارِي النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبِي
نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِي الحُلَّبِ
____________________

(2/313)



ومنه قولُه :
أَقَبّ كتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوَانِ
وقال أَبو حنيفة : الحُلَّبُ : نَبْتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرْضِ وتَدُومُ خُضْرَتُه ، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ ، ويُدْبَغُ به ، وقال أَبو زياد : مِن الخِلْفَةِ : الحُلَّبُ ، وهي شَجَرَةٌ تَسَطَّحُ على الأَرض لاَزِقَةٌ بها شديدةُ الخُضْرَةِ ، وأَكثرُ نَبَاتِهَا حينَ يشتدُّ الحَرُّ ، قال : وعَنِ الأَعْرَاب القُدُمِ : الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ في الأَرضِ له وَرَقٌ صِغَارٌ ، مُرٌّ ، وأَصْلٌ يُبْعِدُ في الأَرْضِ ، وله قُضْبَانٌ صِغَارٌ ، وعن الأَصْمعيّ : أَسْرَعُ الظِّبَاءِ تَيْسُ الحُلَّبِ ، لأَنه قد رَعَى الرَّبِيعَ والرَّبْلَ ، والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ مِنَ الرَّيِّحَةِ في أَيَّامِ الصَّفَرِيَّةِ وهِي عِشْرُونَ يَوْماً من آخِرِ القَيْظِ والرَّيِّحَةُ تكونُ من الحُلَّبِ والنَّصِيِّ والرُّخَامَى والمَكْرِ ، وهو أَنْ يَظْهَرَ النَّبْتُ في أُصُولِهِ ، فالتي بَقِيَتْ من العامِ الأَولِ في الأَرّضِ تَرُبُّ الثَّرَى ، أَي تَلْزَمُه . ( وسِقَاءٌ حُلَّبِيٌّ ومحْلُوب ) ، الأَخِيرَةُ عن أَبي حنيفةَ ( : دُبِغَ به ) ، قال الراجزُ :
دَلْوٌ تَمَأَى دُبِغَتْ بالحِلَّبِ
تَمَأَى أَيِ اتَّسَعَ .
( و ) الحُلُبُ بضَمَّتَيْنِ ( كجُنُبٍ : السُّودُ مِنْ ) كُلَّ ( الحَيَوَانِ ، و ) الحُلُبُ ( : الفُهَمَاءُ مِنَّا ) أَي بَنِي آدَمَ ، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ .
( وحُلْبُبٌ كَشُرْبُبٍ : ثَمَرُ نَبْتٍ ) قِيلَ : هُوَ ثَمَرُ العِضَاهِ .
( وحَلَبَانُ مُحَرَّكَةً : ة باليَمَنِ ) قربَ نَجْرَانَ ، ( ومَاءٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ ) ، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ :
صَرَمُوا لاِءَبْرَهَةَ الأُمُورَ مَحَلُّهَا
حَلَبَانُ فَانْطَلَقُوا مَعَ الأَقْوَالِ
( ونَاقَةٌ حَلَبَى رَكَبَى ، وحَلَبُوتَى رَكَبُوتَى ، وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ ) ، وحَلَبَاتٌ رَكَبَاتٌ ، وحَلُوبٌ رَكُوبٌ : غَزِيرَةٌ ( تُحْلَبُ ، و ) ذَلُولٌ ( تُرْكَبُ ) ، وقد تَقَدَّمَ .
____________________

(2/314)



والمَحْلَبُ : شَجَآٌ لَهُ حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ والعِطْر ، واسْمُ ذلك الطِّيب المَحْلَبِيَّةُ ، علَى النَّسَبِ إِليه ، قاله ابن دُرُسْتَوَيْهِ ، ومثله في المصباح والعَيْنِ وغيرِهِمَا ، قال أَبو حنيفةَ : لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّهُ يَنْبُتُ بشيْءٍ من بلادِ العَرَبِ ، ( و ) حَبُّ المَحْلَبِ ، على ما في ( الصحاح ) : دَوَاءٌ مِنَ الأَفَاوِيهِ ، ومَوْضِعُه ( المَحْلَبِيَّهُ ) وهِيَ ( : د قُرْبَ المَوْصَلِ ) ، وقال ابنُ خَالَوَيْهِ : حَبُّ المَحْلَبِ : ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ ، وقال ابنُ الدَّهَّانِ : هو حَبُّ الخِرْوَعِ ، على ما قيلَ ، وقال أَبُو بكرِ بنُ طَلْحَةَ : حَبُّ المَحْلَبِ : هو شَجَرٌ له حَبٌّ كحَبِّ الرَّيْحَانِ ، وقال أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ : هو الأَرَاكُ ، وهو المَحْلَبخ ، وقيل : المَحْلَبُ : ثَمَرُ شَجَرِ اليُسْرِ الذي تقول له العَرَبُ الأُسْرُ بالهَمْزِ لا باليَاءِ ، وقال ابن دُرُسْتَوَيه : المَحْلَبُ أَصْلُهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ : حَلَبَ يَحْلُبُ مَحْلَباً ، كما يقال : ذَهَبَ يَذْهَبُ مَذْهَباً ، فأُضِيفَ الحَلْبُ الذِي يُفْعَلُ بهِ هذَا الفِعْلُ إِلى مَصْدَرِهِ ، فَقِيلَ : حَبُّ المَحْلَبِ ، وشَجَرَةُ المَحْلَبِ ، أَي حبُّ الحَلْبِ ، وشَجَرَةُ الحَلْبِ ، فَفُتِحَتِ المِيمُ في المَصْدَرِ ، وقال ابن دُريد في ( الجمهرة ) : المَحْلَبُ : الحَبُّ الذي يُطَيَّبُ بهِ فجَعلَ الحبَّ هُوَ المَحْلَب ، على حَدِّ قَوْلِهِ ( حَبل الوَرِيدِ ) وقال يَعْقُوبُ في إِصلاَحِهِ : المَحْلَبُ ، وَلاَ تَقُلِ المِحْلَب بكَسْرِ المِيمِ ، إِنَّمَا المِحْلَبُ : الإِنَاءُ الذي يُحْلَبُ فيه ، نقلَه شيخُنَا في شَرْحه مُسْتَدْرِكاً على المؤلف .
( والحُلْبُوبُ ) بالضمِّ : اللَّوْنُ الأَسْوَدُ ، قال رؤبة :
واللَّوْنُ في حُوَّتِه حُلْبُوبَ
قالَهُ الأَزْهَرِيّ ، ويقال : الحُلْبُوبُ : ( الأَسْوَدُ منَ الشَّعَرِ وغَيْرِه ) ، هكذا في ( لسان العرب ) وغيره ، في ( الصحاح ) وغيرِه يقال : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حَالِكٌ ، وعن ابن الأَعرابيّ : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبِيبٌ ، وأَنشد :
أَمَا تَرَانِي اليَوْمَ عَشًّا نَاخِصَا
أَسْوَدَ حُلْبُوباً وكُنْتُ وَابِصَا
____________________

(2/315)



وبِهذَا عَرفتَ أَنْ لاَ تَقُصِيرَ في كلام المؤلف في المَعْنَى ، كما زَعَمه شيخُنَا ، وأَمَّا اللَّفْظِيُّ فَجَوَابُه ظاهِرٌ وهو عَدَمُ مجيءِ فَعْلُولٍ بالفَتْحِ ، والاعتمادُ على الشُّهْرَةِ كافٍ .
وَقَدْ ( حَلِبَ ) الشِّعَْرُ ( كَفَرِحَ ) إِذَا اسْوَدَّ .
( والحِلْبَابُ ، بالكَسْرِ : نَبْتٌ ) .
( و ) أَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحَابَهُمْ : أَعَانُوهُمْ ، وأَحْلَبَ الرَّجُلُ غَيْرَ قَوْمِهِ : دَخَلَ بَيْنَهُمْ وأَعَانَ بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ ، وهو ( المُحْلِبُ كمُحْسِنٍ ) أَيِ ( النَّاصِرُ ) قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ :
ويَنْصُرُهُ قَومٌ غِضَابٌ عَلَيْكُمُ
مَتَى تَدْعُهُمْ يَوْماً إِلى الرَّوْعِ يَرْكَبُوا
أَشَارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمِّ فأَقْبَلُوا
عَرَانِينِ لاَ يَأْتِيهِ للنَّصْرِ مُحْلِبُ
في ( التهذيب ) : قولُهُ : لاَ يَأْتِيهِ مُحْلِبٌ أَي مُعينٌ من غيرِ قومِه ، وإِن كان المُعِينُ من قومِه لم يكنْ مُحْلِباً ، وقال :
صَرِيخٌ مُحْلِبٌ مِنْ أَهْلِ نَجْد
لِحَيَ بَيْنَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ
( و ) مُحْلِبٌ ( : ع ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
يا جارَ حَمْرَاءَ بِأَعْلَى مُحْلِبِ
مُذْنِبَةٌ والقَاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ
لاَ شَيْءَ أَخْزَى مِنْ زِنَاءِ الأَشْيَبِ
( و ) المَحْلَبُ ( كمَقْعَدٍ : العَسَلُ ) .
( و ) مَحْلَبَةُ ( بهاءٍ : ع ) .
( والحِلِبْلاَبُ بالكَسْرِ ) : نَبْتٌ تَدُومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ ، وله وَرَقٌ أَعْرَضُ مِنَ الكَفِّ تَسْمَنُ عليه الظِّبَاءُ والغَنَمُ ، وهو الذي تُسَمِّيه العامَّةُ ( اللَّبْلاَب ) الذي يَتَعَلَّقُ على الشَّجَرِ ، ومثلُه قال أَبو عَمرٍ و الجرْمِيّ ، ونقله شيخُنَا ، ويقال : هو الحُلَّبُ الذي تَعْتادُه الظِّباءُ ، وقيلَ : هو نَباتٌ سُهْلِيٌّ ، ثُلاَثِيٌّ كَسِرِطْرَاطٍ ، وليس بُربَاعِيَ ،
____________________

(2/316)


لأَنه ليسَ في الكَلام كَسِفِرْجَالٍ .
( و ) حَلَبَهُ : حَلَبَ لَهُ : و ( حَالَبَهُ : حَلَبَ مَعَهُ ) ونَصَرَه وعَاوَنَهُ .
( و ) منَ المجاز : اسْتَحْلَبَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ ، و ( اسْتَحْلَبَهُ ) أَيِ اللَّبَنَ ، إِذَا ( اسْتَدَرَّهُ ) وفي حديث طَهْفَةَ ( ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ ) أَيْ نَسْتَدِرُّ السَّحَابَ .
( والمَحالِب : د باليَمَنِ ) .
( والحُلَيْبَةُ كَجُهَيْنَةَ : ع دَاخلَ دَارِ الخِلاَفَةِ ) بِبَغْدَادَ ، نَقَلَه الصاغانيُّ .
ومن المجاز : دَرَّ حَالِبَاهُ ، الحَالِبَانِ : هُمَا عِرْقَانِ يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ مِنْ ظاهِرِ البَطْنِ ، وهُمَا أَيْضاً عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ يَكْتَنِفَانِ السُّرَّةَ إِلى البَطْنِ ، وقِيل هُمَا عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْنِ ، قال الأَزْهَرِيّ ، وأَمَّا قولُ الشماخ :
تُوَائِلُ مِنْ مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ
حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ
فإِنَّ أَبَا عَمرٍ و وقال : أَسْهَرَاهُ : ذَكَرُهُ وأَنْفُه ، وحَوالِبُهُما : عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِينَ مِنٍ الأَنْفِ ، والمَذْئَ مِن قَضِيبِهِ ، ويُرْوَى حَوَالِبُ أَسْهَرَتْهُ ، يَعْنِي عُرُوقاً يَذِنُّ مِنْهَا أَنْفُه ، كذا في ( لسان العرب ) ، وفي ( الأَساس ) ، يقالُ : دَرَّ حالِبَاهُ : انْتَشَرَ ذَكَرُه ، وهُمَا عِرْقَانِ يَسْقِيَانِهِ ، وقَدْ تَعَرَّض لِذِكْرِهِمَا الجوهريُّ وابنُ سِيدَه والفارابيُّ وغيرُهُمْ ، واستدْرَكَهُ شيخُنَا ، وقد سَبَقَهُ غيرُ واحدٍ .
( والحُلُّبَانُ كجُلُّنَار : نَبْتٌ ) يَتَحَلَّبُ ، هكذا نقله الصاغانيّ .
ومِنَ الأَمْثَالِ ( شَتَّى حَتَّى تَؤُوبَ الحَلَبَة ) ولا تَقُل الحَلَمَة ، لأَنهم إِذا اجْتَمَعُوا لحَلْبِ النُّوقِ اشْتَغَلَ كلُّ وَاحِدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِهِ وحَلاَئِبِه ، ثمَّ يَؤوبُ الأَوَّلُ ، فالأَوَّلُ منهم ، قال الشيخ أَبو محمد بن بَرِّيّ : هذا المَثَلُ ذكره الجوهريّ ( شَتَّى تَؤُوبُ الحَلَبَةُ ) وغَيَّرَه ابنُ القَطَّاعِ فَجَعَلَ
____________________

(2/317)


بَدَلَ شَتَّى حَتَّى ، ونَصَبَ بِهَا يَؤُوبُ ، قال : والمعروفُ هو الذي ذكره الجَوْهريُّ ، وكذلك ذكره أَبو عُبيدٍ والأَصمعيُّ ، وقال : أَصْلُهُ كانُوا يُورِدُونَ إِبِلَهُم الشَّرِيعَةَ والحَوْضَ جَمِيعاً ، فإِذا صَدَرُوا تَفَرَّقُوا إِلى مَنَازِلِهِم ، فحَلَبَ كُلُّ واحِدٍ منهم في أَهْلِهِ على حِيَالِه ، وهذا المَثَلُ ذَكَره أَبو عُبيدٍ في باب أَخْلاَقِ النَّاسِ في اجْتِمَاعِهِم وافْتِرَاقِهِم .
والمُحَالَبَةُ : المُصَابَرَةُ في الحَلْبِد قال صَخْرُ الغَيِّ :
أَلاَ قُولاَ لِعَبْدِ الجَهْلِ إِن الصَّ
حِيحَةَ لاَ تُحَالِبُهَا الثَّلُوثُ
أَرَادَ : لاَ تُصَابِرُهَا في الحَلْبِ . وهذَا نادِرٌ ، كذا في ( لسان العرب ) .
والحَلَبَةُ مُحَرَّكَةً : قَرْيَةٌ بالقَلْيُوبِيَّةِ .
والحَلْبَاءُ : الأَمَةُ البَارِكَةُ مِنْ كَسَلِهَا ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
حلتب : ( حَلَتَبٌ ) كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُريد : هو ( اسْمٌ يُوصَفُ به البَخِيلُ ) ، كذا في ( لسان العرب ) والتكملة .
حنب : ( التَّحْنِيبُ : احْدِيدَابٌ في وَظِيفَيْ ) يَدَيِ ( الفَرَسِ ) ، وليس ذلك بالاعوِجَاج الشَّدِيدِ ، وقيلَ هو اعْوِجَاجٌ في الضُّلُوعِ ، وقيلَ : التَّحْنِيبُ في يَدِ الفَرَسِ : انْحِنَاءٌ ( و ) تَوْتِيرٌ في ( صُلْبِهَا ) ويَدَيْهَا ، ( و ) التَّجْنِيبُ ( بالجِيمِ ) وفي بعض نسخ الصحاح بالباء وهو غَلَطٌ ( في الرِّجْلَيْن ) ، وقد أَشَرْنا لذلك في موضعه ، وقيل : التَّحْنِيبُ : تَوْتِيرٌ في الرِّجْلَيْنِ ( أَو ) هُو ( بُعْدُما بين الرِّجْلَيْنِ بلا فَحَجٍ ) ، وهو مَدْحٌ ، ( أَو ) هو ( اعْوِجَاجٌ في السَّاقَيْنِ ) وقيل : في الضُّلِّوعِ ، قال الأَزهريّ : والتَّحْنِيبُ في الخَيْلِ مما يوصَفُ صاحبُه بالشَّدِّةِ ، ( كالحَنَبِ ، مُحَرَّكَةً ، وهو مُحَنَّبٌ ، كمُعَظَّمٍ ) قال امرؤُ القيس : فَلاَءْياً بِلاْيٍ ما حَمَلْنَا وَلِيدَنَا .
عَلَى ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّرَاةِ مُحَنَّبِ
قال ابن شُمَيْل : المُحَنَّبُ مِن الخَيْلِ المُنْعَطِفُ العِظَامِ ، وتقولُ في الأُنْثَى :
____________________

(2/318)


حُنْبَاءُ . قال الأَصمعيّ : وهي المُعْوَجَّةُ السَّاقَيْنِ في اليَدَيْنِ ، قال : وهي عند ابن الأَعْرَابيّ : في الرِّجْلَيْنِ ، وقال في موضع آخَرَ : الحَنْبَاءُ : مُعْوَجَّةُ السَّاقِ ، وهو مَدْحٌ في الخَيْلِ ، ( وحَنَّبَ ) الكِبَرُ ( تَحْنِيباً ) وحَنَاهُ إِذَا ( نَكَّسَ ، و ) يقال حَنَّبَ فلانٌ ( أَزَجاً ) مُحَرَّكَةً ( : بَنَاهُ مُحْكَماً فَحَنَاهُ ) ، نقله الصاغانيّ ( والمُحَنَّبُ كَمُعَظَّم ) هو ( الشَّيْخُ المُنْحَنِي ) مِنَ الكِبَرِ ، وأَنْشَدَ الليثُ :
يَظَلُّ نَصْباً لِرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُهُ
قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفَاتِ والسَّقَمِ
( و ) مُحَنِّبٌ ( كمُحَدِّثٍ : بِئرٌ أَو أَرْضٌ بالمدينةِ ) على ساكِنِهَا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ . ( وتَحَنَّبَ ) فلانٌ ، أَي ( تَقَوَّسَ ) وانْحَنَى ، ( و ) تَحَنَّبَ ( عَلَيْهِ ) إِذا ( تَحَنَّنَ ) ، مجازٌ .
( وأَسْوَدُ حُنْبُوبٌ ) كَحُلْبُوبٍ وَزْناً ومَعْنًى ، أَي ( حُلْكُوكٌ ) والنُّونُ لغةٌ في اللام .
( ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
حِنَّبَا بكَسْرٍ فَنُونٍ مشدَّدَةٍ مفتوحَةٍ : ناحِيَةٌ من نَوَاحِي زَاذَانَ من شَرْقِيِّ دِجْلَةَ مِن سَوَادِ العِرَاقِ .
حنجب : ( الحُنْجُبُ ، بالضَّمِّ ) أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال ابن دُريد : هو ( اليَابِسُ ) من كُلِّ شيءٍ ، خكذا نقله الصاغانيُّ :
حنطب : ( الحَنْطَبُ ) ، كجَعْفَرٍ ، هكذا في النسخ التي بأَيدينا ، وكان ينبغي أَن يُذْكَرَ بعد حنزب كما هو ظاهر ، وقال ابن بَرِّيّ : أَهمله الجوهَرِيّ ، وهي لَفْظَةٌ قد تَصَحَّفَهَا بعضُ المُحَدِّثينَ فيقول حَنْظَبٌ ، وهو غَلَطٌ ( : مِعْزَى الحِجَازِ ، و ) قال ابن دُريد : هو ( اسمٌ ، و ) عَبْدُ اللَّهِ بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ ، ذكره البَغَوِيُّ ، وقال أَبو عليِّ بنُ رَشِيقٍ : حَنْطَبٌ هذا من مَخْزُومٍ ، وليس في العربِ حَنْطَبٌ غيرُه ، حَكَى ذلكَ عنه الفَقِيهُ السَّرَقُوسِيُّ ،
____________________

(2/319)


وزعم أَنه سَمِعَهُ مِن فِيهِ و ( المُطَّلِبُ بنُ ) عَبْدِ اللَّهِ ( بنِ حَنْطَبِ ) ، هَذَا أُمُّهُ بِنْتُ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ ، ومَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ خَالُهُ ، قال الشاعر :
مِنَ الحَنْطَبِيِّينَ الذينَ وُجُوهُهُمْ
دَنَانِيرُ مِمَّا شِيفَ في أَرْضِ قيْصَرَا
( وحَنْطَبُ بن الحَارث ) بنِ عُبَيدِ بنِ عُمر بنِ مخزوم ، ويُسْتَدْرَكُ به على ابن رَشِيقٍ ( صَحَابِيَّانِ ) ذكرهما في ( الإِصابة ) .
( والحَنْطَبَةُ : الشَّجَاعَةُ ) قال أَبو عَمرٍ و : ( و ) الحَنْطَبَةُ : ( جِنْسٌ من أَحْنَاشِ الأَرْضِ ) أَي حَشَرَاتِها ، ذَكرَه ابنُ دريد في كتاب ( الاشتقاق ) . والحَنْطَبُ ذَكَرُ الخَنَافِسِ والجَرَادِ ، لغةٌ في الظاء المُشَالَةِ ، قاله ابن الأَثير ، وقد تقدم في حظب .
حنزب : ( الحِنْزَابُ كقِرْطَاسٍ : الحِمَارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ ، و ) الحِنْزَابُ : ( القَصِيرُ القَوِيُّ ، أَو ) هو الرَّجُلُ القَصِيرُ ( العَرِيضُ ) ، قاله ثَعلبٌ ، ( و ) قيلَ : هُو ( الغَلِيظُ ) القَصِيرُ ، قال الأَغلَبُ العِجْلِيُّ يَهْجُو سَجَاحِ .
قَدْ أَبْصَرَتْ سَجَاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَى
تَاحَ لَهَا بَعْدَك حِنْزَابٌ وَزَا
أَيِ الشَّديدُ القَصِيرُ .
مُلَوَّحاً في العَيْنِ مَجْلُوزَ القَرَا
دَامَ له خُبْزٌ ولَحْمٌ ما اشْتَهَى
خَاظِي البَضِيعِ لَحْمُهُ خَظَابَظَا
الخَاظِي : المُكْتَنِزُ ، ولحمه خَظَابَظَا ، أَي مكْتَنِزٌ ، قال الأَصمعيّ ، هذه الأُرجوزة كان يقال في الجاهلية إِنَّها لجُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ .
( و ) الحِنْزَابُ : ( جَمَاعَةُ القَطَا ) ، وقيل : ذَكَرُ القَطَا ، ( كالحُنْزُوبِ بالضَّمِّ ) ، والحُنْزُوبُ : ضَرْبٌ من النَّبَاتِ .
( و ) الحِنْزَابُ ( : الدِّيكُ ، و ) الحِنْزَابُ والحُنْزُوبُ ( : جَزَرُ البَرِّ ) ، واحدتُه حِنْزَابَةٌ : ولم يُسْمَعْ حُنْزُوزبَةٌ ، والقُسْطُ : جَزرُ البَحْرِ ( وهذا موضِعُ
____________________

(2/320)


ذِكرهِ ) ، وإِنما أَعاده المؤلف في ( حزب ) لأَجل التَّنبيه فقط .
حوب : ( *!الحَوْبُ *!والحَوْبَةُ الأَبوَانِ ) ، قاله الليث ، ( و ) قيلَ : هما ( الأُخْتُ والبِنْتُ ، و ) قيل : ( لِي فيهم *!حَوْبَةٌ *!وحُوبَةٌ *!وحِيبَةٌ ) قُلِبَتِ الواوُ ياءً لانكسار ما قبلَها ، أَي ( قَرَابَةٌ مِنْ ) قِبَلِ ( الأُمِّ ) ، وكذلك كُلُّ ذي رَحِمٍ ، قاله أَبو زيد ، وقال ابن السكّيت : هِيَ كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ مِنْ أُمَ أَوْ أُخْتٍ أَوْ بِنْتٍ أَو غَيْرِ ذلك من كُلِّ ذَاتِ رَحِمٍ .
( والحَوْبَةُ : رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ ) قال الفرزدق :
فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيهِ مِنَّةً
*!لِحَوْبَةِ أُمَ مَا يَسُوغُ شَرَابُهَا
*!وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلَى وَلَدِهَا : *!تَحَوُّبُهَا ورِقَّتُهَا وتَوَجُّعُهَا ، وفي الحديث ( أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلمقالَ أَتَيْتُكَ لاِجَاهِدَ مَعَكَ ، قال : أَلَكَ حَوْبَةٌ ؟ قالَ : نَعَمْ ، قالَ : ففيها فَجَاهِدْ ) قال أَبو عُبَيْد : يَعْنِي بالحَوْبَةِ مَا يَأْثَمُ إِنْ ضَيَّعَهُ مِنْ حُرْمَةٍ ، قال : وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَتَأَوَّلَهُ على الأُمِّ خَاصَّةً ، قال : وهي عِنْدِي كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ إِنْ تَرَكَهَا مِنْ أُمَ أَوْ أُخْتٍ أَوِ ابنَةٍ أَوْ غَيْرِها . ( و ) الحَوْبَةُ ( : الحَاجَةُ ) والمَسْكَنَةُ والفَقْرُ ، كالحَوْبِ ، وفي حديث الدعاء ( إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي ) أَي حَاجَتِي ، وفي الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ ( أَلْحَقَ اللَّهُ به الحَوْبَةَ ) أَيِ الحَاجَةَ والمَسْكَنَة والفَقْرَ ، ( و ) الحَوْبَةُ ( : الحَالَةُ ، كالحِيبَةِ ، بالكَسْرِ فِيهِمَا ) يقالُ : باتَ فلانٌ *!بحِيبَة سُوءٍ *!وحَوْبَةِ سُوءٍ ، أَي بحالِ سُوءٍ ، وقيلَ : إِذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحَالَةٍ سَيِّئةٍ ، لا يقالُ إِلاَّ في الشَّرِّ ، وقد اسْتُعْمِلَ منه فِعْلٌ ، قَالَ :
. . . وَإِنْ قَلُّوا *!وحَابُوا
وفي حديث عُرْوَةَ ( لَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ *!حِيبَةٍ ) أَيْ بِشَرِّ حَالٍ ، *!والحِيبَةُ : الهَمُّ والحُزْنُ ،
____________________

(2/321)


*!والحيبَةُ : الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ ، قال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلاَ أَبُثُّكَ حِيبَتِي
رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ
( و ) الحَوْبَةُ ( : الرَّجُلُ الضِّعِيفُ ، ويُضَمُّ ) والجَمْعُ *!حُوَبٌ ؛ وكذلك المَرْأَةُ إِذَا كانت ضَعِيفَةً زَمِنَةً ، ويقال : إِنَّمَا فلانٌ حَوْبَةٌ ، أَي ليسَ عندَه خَيْرٌ ولاَ شَرٌّ ، ( و ) الحَوحبَةُ : ( الأُمُّ ) : خاصَّة ، وقد تقدَّم بيانُ بعضِ تأْوِيلِ أَهلِ العلم به ، ( و ) الحَوْبَةُ ( : امْرَأَتُكَ وسُرِّيَّتُك ) مِلْكُ يَمِينِكَ ، وفي الحدِيث ( اتَّقُوا اللَّهَ فِي *!الحَوْبَاتِ ) يُرِيدُ النِّسَاءَ المُحْتَاجَاتِ اللائِي لاَ يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يَقُومُ عليهِنَّ وَيَتَعَهَّدُهُنَّ ، وَلاَ بُدَّ في الكَلاَمِ من حَذْفِ مضافٍ تقدِيرُه : ذَات *!حَوْبَاتٍ ، و ) الحَوْبَةُ ( : الدَّابَّة ) ، كذا في النسخ بالموحَّدَة المُشَدَّدَةِ ، وفي التكملة : الدَّايَةُ بالتَّحْتِيَّةِ ( و ) الحَوْبَةُ ( وَسَطُ الدَّارِ ) لعَلَّ البَاءَ بدلٌ عنِ المِيمِ ، ويقال : نَزَلْنَا بحِيبَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، وحُوبَةٍ بالضَّمِّ أَي بِأَرْضِ سُوءٍ ( و ) الحَوْبَةُ : ( الإِثْم ) ، في ( التهذيب ) : رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ *!-حَوْبَتِي ، قال أَبو عُبيد : حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثَمَ ، بِفَتْحِ الحَاءِ وتُضَمُّ ، وهو من قوله عَزَّ وجَلَّ : { 2 . 023 انه كان *!حُوباً كبيرا } ( النساء : 2 ) قال : وكلُّ مَأْثَمٍ *!حُوبٌ وحَوْبٌ ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ ، وبه أَيضاً فُسِّرَ الحَدِيثُ المُتَقدِّمُ ( أَلَكَ حَوْبَةٌ ؟ قال : نَعَمْ ) ( كالحَابَةِ والحَابِ والحَوْبِ ويُضَمُّ ) ، فالحَوْبُ بالفَتْحِ لاِءَهْلِ الحِجَازِ ، والحُوبُ بالضَّمِّ لِتَمِيمٍ ، والحَوْبَة : المَرَّةُ الوَاحِدَةُ منه ، قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ :
فَلاَ تَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةٌ
يَقُومُ بِهَا يَوْماً عَلَيْكَ حَسِيبُ
*!والحِيبَةُ : مَا يُتَأْثَّمُ منه ، قال :
وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِنَ المَاءِ غَائِرٌ
بِهِ كَفَّ عَنْهُ *!الحِيبَةَ *!المُتَحَوِّبُ
وكُلُّ مَأْثَم حُوبٌ وحَوْبٌ ، قاله أَبو عبيدٍ : ( و ) قَدْ ( *!حَابَ بِكَذَا ) يَحُوبُ
____________________

(2/322)


( : أَثِمَ ، حَوْباً ويُضَمُّ ، وحَوْبَةً *!وحِيَابَةً ) ، وفي نسخة : *!حِيَاباً ، *!وحِيبَةً ، *!وحُبْتُ بِكَذَا : أَثِمْتُ ، قال النابغةُ :
صَبْراً بَغِيضُ بنَ رَيْثٍ إِنَّهَا رَحِمٌ
*!حُبْتُمْ بِهَا فَأَناخَتْكُمْ بِجَعْجَاعِ
وفُلانٌ أَعَقُّ *!وأَحْوَبُ ، قال الأَزهَريّ : وبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ : *!الحَائِبُ ، للقاتِلِ ، وقد حَابَ يَحُوبُ ، وقال الزجّاج : الحُوب : الإِثمُ ، والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ ، تقولُ : حَابَ *!حَوْباً ، كقولك خانَ خَوْناً ، وفي حديث أَبي هُرَيرةَ ( أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ : الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْباً ، أَيْسَرُهَا مِثْلُ وُقُوعِ الرَّجُلِ عَلَى أُمِّهِ ، وأَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ المُسْلِم ) قال شَمِرٌ : قوله حَوْباً ، كأَنَّه سَبْعُونَ ضَرْباً مِنَ الإِثْمِ ، وقال الفراء في قوله تعالى : { 2 . 023 انه كان حوبا } ( النساء : 2 ) الحُوبُ : الإِثْمُ العَظِيمُ ، وقَرَأَ الحَسَنُ ( إِنَّه كانَ *!حَوْباً ) وَرَوى سَعِيدٌ عن قَتَادَةَ أَنَّه قال : ( إِنَّهُ كانَ حُوباً ) أَي ظُلْماً ، وفي الحَديث ( كَانَ إِذَا دخَلَ إِلَى أَهْلِهِ قال : تَوْباً تَوْباً لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْباً ) .
( والحَوْبُ : الحُزْنُ و ) قِيلَ : ( : الوَحْشَةُ ، ويُضَمُّ فيهما ) ، الأَخِيرُ عن خالِدِ بنِ جَنبَة ، قال الشاعر :
إِنَّ طَرِيقَ مِثْقَبٍ *!لَحُوبُ
أَيْ وَعْثٌ صَعْبٌ ، وقيل في قول أَبِي دُوَادٍ الإِيَادِيِّ .
يَوْماً سَتُدْرِكُهُ النَّكْبَاءُ والحُوبُ
أَيِ الوَحْشَةُ ، وبه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ قَولَهُ صلى الله عليه وسلملاِءَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، وقَدْ ذَهَبَ إِلى طَلاَقِ أُمِّ أَيُّوبَ ( إِنَّ طَلاَقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ ) التفسيرُ عن شَمِرٍ ، قال ابنُ الأَثِيرِ : أَي لوَحْشَةٌ أَوْ إِثْمٌ . وإِنَّمَا أَثَّمَه بِطَلاَقِهَا لاِءَنَّهَا كانَتْ مُصْلِحَةً له في دِينِه .
( و ) الحَوْبُ ( : الفَنُّ ) ، يقال : سَمِعْتُ مِنْ هاذَا *!حَوْبَيْنِ ، ورأَيْتُ منه حَوْبَيْنِ ، أَي فَنَّيْنِ وضَرْبَيْنِ ، قال ذو الرمّة :
____________________

(2/323)



تَسْمَعُ مِنْ تَيْهَائِهِ الأَفْلالِ
عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ
*!حَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ
( و ) الحَوْبُ ( : الجَهْدُ ( والمَسْكَنَةُ ) ) والحَاجَةُ ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
وصُفَاحَة مِثْل الفَنِيقِ مَنَحْتها
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْهُ أَقَارِبُهْ
( و ) قال مَرَّةً : ابنُ حَوْبٍ رَجُلٌ مَجْهُودٌ مُحْتَاجٌ ، لا يَعْنِي في كُلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه ، إِنَّمَا يُرِيدُ هذا ( النَّوَع ، و ) الحَوْبُ ( : الوَجَعُ ) ويوجدُ في بعض النسخ هُنَا الرُّجُوعُ ، وخَطَأٌ .
( و ) الحَوْبُ ( : ع بِدِيَارِ رَبِيعَة ) .
( و ) الحَوْبُ ( : الجَمَلُ ) الضَّخْمُ ، قاله الليث ، وأَنشد للفرزدق :
وَمَا رَجَعَتْ أَزْدِيَّةٌ في خِتَانِهَا
وَلاَ شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ
قال : وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْرِهِ ، كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِهِ ، وسُمِّيَ الغُرَابُ غاقاً بصَوْتِهِ ، وقال غيرُه : الحَوْبُ : الجَمَلُ ( ثُمَّ كَثُرَ ) استعمالُه ( حَتَّى صار زَجْراً له ) ، وعن الليث : الحَوْبُ : زَجْرُ البَعِيرِ لِيَمْضِيَ ( فَقَالوا : حَوْبُ مُثَلّثَةَ البَاءِ وحابِ بكسْرِهَا ) وللناقَةِ : حَلْ وحَلٍ وحَلَى ، وقال ابن الأَثير : حَوْب زجرٌ لذكورِ الإِبلِ ، مِثْل حَلْ لإِنَاثِهَا ، وتُضَمُّ الباءُ وتُفْتَحُ وتُكْسَرُ ، وإِذا نُكِّرَ دَخَلَه التنوينُ ، وفي الحديث ( أَنَّهُ كانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ : آيِبُونَ تَائِبُونَ ، لِرَبَّنَا حَامِدُونَ : حَوْباً حَوْباً ) كأَنَّهُ لمّا فَرَغَ من كلامِه زَجَرَ بعيرَه ، *!فحَوْباً حَوْباً بمنزلة سَيْراً سَيْراً .
( والحُوبُ بالضَّمِّ : الهَلاَكُ ) ، قال الهُذَلِيُّ ، وقِيلَ لاِءَبِي دُوَادٍ الإِيادِيِّ :
وكُلُّ حِصْنٍ وإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ
يَوْماً سَيُدْرِكُهُ النَّكْرَاءُ والحُوبُ
____________________

(2/324)



أَي كُلُّ امرِىءٍ يَهْلِكُ وإِن طالتْ سلامَتُه . ( و ) الحُوبُ : الغَمُّ والهَمُّ و ( البَلاَءُ ) ، عن ابن الأَعرابيُّ ، ويقال : هؤلاَءِ عِيَالُ ابنِ حَوْب ( والنَّفْسُ ) قاله أَبو زيد ( والمَرَضُ ) والظُّلْمُ .
( *!والتَّحَوُّبُ : التَّوَجُّعُ ) والشَّكُوَى والتَّحَزُّنُ ، ويقال : فلانٌ *!يَتَحَوَّبُ مِنْ كَذَا أَي يَتَغَيَّظُ منه وَيَتَوَجَّعُ ، وفي الحديث ( مَا زَالَ صَفْوَانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا ) ، التَّحَوُّبُ : صَوْتٌ مَعَ تَوَجُّعٍ ، أَرَادَ به شِدَّةَ صِيَاحِهِ بالدُّعَاءِ ، ورِحَالنا منصوبٌ على الظَّرْفِ . وقال طُفَيْلٌ الغَنَويّ :
فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ
مِنَ الغَيْظِ في أَكْبَادِنَا والتَّحَوُّبِ
وقال أَبو عُبيد : *!التَّحَوُّبُ في غيرِ هذا : التَّأَثُّمُ مِن الشيْءِ ، وفلانٌ يَتَحَوَّبُ من كذا أَي يَتَأَثَّمُ ، *!وتَحَوَّبَ : تَأَثَّمَ ، وهو من الأَوَّل ، وبعضُهُ قريبٌ من بعضٍ ، ويقالُ لابْنِ آوَى : هُوَ يَتَحَوَّبُ ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك ، كأَنَّه يَتَضَوَّرُ ، وتَحَوَّب في دُعَائِهِ : تَضَرَّعَ ، والتَّحَوُّبُ أَيضاً : البُكَاءُ في جَزَعٍ وصِيَاحٍ ، ورُبَّمَا عُمَّ به الصِّيَاحُ ، قال العجّاج :
وصَرَّحَتْ عنه إِذَا تَحَوَّبا
رَوَاحِبُ الجَوْفِ السَّجِيلَ الصُّلَّبَا
( و ) التَّحَوُّبُ أَيضاً ( : تَرْكُ الحُوبِ عن نَفْسِه ، وهو الإِثْمُ ( كالتَّأَثُّم ) والتَّحَنُّثِ ، وهو إِلْقَاءُ الإِثْم والحِنْثِ عن نفسه بالعِبَادَةِ ، ويقال : تَحَوَّبَ إِذَا تَعَبَّدَ ، قاله ابن جِنّي ، فهو من بابِ السَّلْبَ ، وإِن كانت ( تَفَعَّلَ للإِثْبَاتِ أَكْثَرَ منها للسَّلْبِ .
( *!والمُتَحَوِّبُ *!والمُحَوِّبُ كمُحَدِّثٍ ) وضَبَطَ الصاغانيّ كمُحَمَّدٍ ( : مَنْ يَذْهَبُ مَالُهُ ثُمَّ يَعُودُ ) ، ومثلُه في ( لسان العرب ) .
( *!والحَوْبَاءُ ) مُمْدُوداً ( : النَّفْسُ ) قاله أَبو زيد ، ( ج *!حَوْبَاوَاتٌ ) قال رُؤبة :
____________________

(2/325)



وَقَاتِلٍ *!حَوْبَاءَهُ مِنْ أَجْلِي
لَيْسَ لَهُ مِثْلِي وأَيْنَ مِثْلِي
وقيلَ : *!الحَوْبَاءُ : رُوحُ القَلْبِ قال :
ونَفْسٍ تَجُودُ بِحَوْبَائِهَا
وفي حديث ابنِ العَاصِ ( فَعَرَفَ أَنَّهُ يُرِيدُ حَوْبَاءَ نَفْسِهِ ) قال شيخُنَا : وجَزَمَ أَبُو حَيَّانَ في بَحْثِ القَلْبِ من ( شرح التسهيل ) أَنَّهَا مقلوبة من حَبْوَاء ، وعليه فموضعُه في المُعْتَل ، وسيأْتي .
( *!وحَوْبَانُ : ع باليَمَنِ ) بَيْنَ تَعِزّ والجَنَدِ .
( *!وأَحْوَبَ : صَارَ إِلى ) الحُوبِ ، وهو ( الإِثْمُ ) ، نقله الزجَّاج .
( *!وحَوَّبَ *!تَحْوِيباً : زَجَرَ بِالجَمَلِ ) أَي قال له : حَوْبِ حَوْبِ ، والعَرَبُ تجُرُّ ذلكَ ، ولو رُفِعَ أَو نُصِبَ لكانَ جائزاً ، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكَايَاتِ تُحَرَّكُ أَوَاخِرُهَا على غيرِ إِعْرَابٍ لازمٍ ، وكذلك الأَدَوَاتُ التي لا تَتَمَكَّنُ في التَّصْرِيفِ ، وإِذا حُوِّلَ من ذلك شيء إِلى الأَسْمَاء حُمِلَ عليه الأَلِفُ واللام فأُجْرِيَ مُجْرَى الأَسماءِ ، كقول الكُميت :
هَمَرْجَلَة الأَوْبِ قَبْلَ السِّيَا
طِ والحَوْبُ لَمَّا يُقَلْ والحَلُ
وحُكِيَ : حَبْ لا مَشَيْتَ ، وحَبٍ لاَ مَشَيْتَ ، وحَابٍ لا مَشَيْتَ ، وحَابِ لا مَشَيْتَ .
وابْنَةُ حَوْبٍ : الكِنَانَةُ قال :
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسْعِينَ آزَرَتْ
أَخَا ثِقَةٍ تَمْرِي جَبَاهَا ذَوَائِبُهْ
يَصِفُ كِنَانَةً عُمِلَتْ مِنْ جِلْدِ بَعِيرٍ وفيها تِسْعُونَ سَهُماً ، وقولُه : أَخَائِقَةٍ ، يَعْنِي سَيْفاً ، وجَبَاهَا : حَرْفُهَا ، وفي كَلامِ بعضِهم : حَوْبُ حَوْبُ ، إِنَّهُ يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْبٍ لاَ لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ .
( والحَوْأَبُ ) ذَكَرَه الجوهريُّ هُنَا ،
____________________

(2/326)


قال ابن بَرِّيّ : وحقُّه أَنْ يُذْكَرَ في ( حَأَب ) وقد ذكر ( في أَوَّلِ الفَصْلِ ) وتقدم في الشرح ما يَتَعَلَّق به هناكَ ، وفي المَثَل ( *!حَوْبَكَ هَلْ يُعْتَمُ بالسَّمَارِ ) أَي ازْجُرْ زَجْراً فعِلْ يُبْطَأُ بِالسَّمَارِ ، كسَحَابٍ : لَبَنٌ كَثُرَ مَاؤُه ، أَي إِذا كانَ قِرَاكَ سَمَاراً فَمَا الإِبْطَاءُ ؟ يُضْرَبُ لِمَنْ يَمْطُلُ ثُمَّ يُعْطِي قَلِيلاً ، استدْرَكَه شيخُنا .
2 ( فَصْلُ الخَاءِ ) 2
خبب : ( *!الخَبُّ ) بالفَتْحِ ( : الخَدَّاعُ ) وهو ( الجُرْبُزُ ) كقُنْفُذٍ ، الذي يَسْعَى بيْنَ الناسِ بالفَسَادِ ، ورَجُلٌ *!خَبٌّ ، وامْرأَةٌ *!خَبَّةٌ ( ويُكْسَرُ ) أَوَّلُه ، وأَمَّا المَصْدَرُ فبالكَسْرِ لاَ غَيْرُ ، وقولُ شيخنا : صريحُ إِطلاقِ المصنفِ كما يقتضيهِ اصطلاحُه أَن الخَبَّ إِنما يقالُ بالفَتْحِ وصرَّح الجوهريّ بأَنه يقال بالفَتْح والكسْرِ ، ففي كلامه قُصُورٌ ، عجيبٌ ، وكأَنَّه سَقَط من نسخته قولُه : ويكسر ، كما هو ظاهرٌ ، وفي ( لسان العرب ) : رَجُلٌ خَبُّ وخِبٌّ : خَدَّاعٌ جُرْبُزٌ خَبِيثٌ مُنْكَرٌ ، وهو الخِبُّ *!والخَبُّ ، قال الشاعر :
وَمَا أَنْتَ *!بالخَبِّ الخَتُورِ وَلاَ الذِي
إِذَا اسْتُوْدِعَ الأَسْرَارَ يَوماً أَذَاعَهَا
وفي الحديث ( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ خَبٌّ ولاَ خَائِنٌ ) وفي آخَرَ ( المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ والكَافِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ ) فالغِرُّ : الذي لا يَفْطُنُ للشَّرِّ ، والخَبُّ ضِدُّ الغِرِّ وهو الخَدَّاعُ المُفْسِدُ ، ورَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ ، ويقالُ : مَا كُنْتُ *!خَبًّا ، وقال ابنُ سِيرِينَ : إِنِّي لَسْتُ *!بِخَبٍّ ولكنَّ الخَبَّ لا يَخْدَعُنِي .
( و ) *!الخَبُّ ( : الحَبْلُ ) بالحاءِ المهملةِ ، ويُوجدُ في بعض النسخ بالجيم وهو غَلَطٌ ، ( مِنَ الرَّمُلِ الَّلاطِيءُ ) اللاصقُ ( بالأَرْضِ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) الخَبُّ ( : سَهْلٌ بين حَزْنَيْنِ تكونُ فيه الكَمْأَةُ ) ، قاله أَبو عمرو ، وأَنْشَدَ لعَدِيِّ بنِ زيدٍ قال لنَدِيمِه عَبدِ هِنْد بنِ لَخْمٍ .
____________________

(2/327)



تُجْنَى لَكَ الكَمْأَةُ رِبْعِيَّةً
بالخَبِّ تَنْدَى في أُصولِ القَصِيصْ
( و ) *!الخُبُّ ( بالضَّمِّ ) لغةٌ في الخَبِّ بالفَتْحِ ، كما نقله شيخُنا عن بعض شيوخه المُحَقِّقِينَ ( : لِحَاءُ الشَّجَرِ ، والغَامِضُ من الأَرْضِ ) والجَمْعُ : *!أَخْبَابٌ *!وخُبُوبٌ .
( و ) الخِبُّ ( بالكَسْرِ : ع ) كذا ضبطه الصاغانيُّ ، وأَعَادَه المصنفُ فيما بعدُ أَيضاً ، وضبطه غيرُه بالفَتْحِ ، وقال : هو ماءٌ لِغَنِيَ بالكُوفَةِ ، ( و ) هو أَيضاً ( : هَيَجَانُ البَحْرِ ) واضْطِرَابُه يقال : أَصَابَهُمْ خبٌّ ، إِذَا *!خَبَّ بهمُ البَحْرُ ، خَبَّ يَخِبّ ، في ( التهذيب ) يقال أَصَابَهُمْ الخِبُّ ، إِذا اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُ البَحْرِ ، والْتَوَتِ الرِّيَاحُ في وَقْتٍ معلوم تَلْجَأُ السُّفُنُ فِيه إِلى الشَّطِّ ، أَو يُلْقَى الأَنْجَرُ ، ( *!كالخِبَابَ ، بالكَسْرِ ) وهو ثَوَرانُ البَحْرِ ، قالَهُ ابن الأَعْرَابيّ ، وفي الحَدِيث ( أَنَّ يُونُسَ عليهِ وعلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام لَمَّا رَكِبَ البَحْرَ أَخَذَهُمْ خِبٌّ شَدِيدٌ ) يقال : خَبَّ البَحْرُ إِذا اضْطَرَبَ ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : حَبَّ البَحْرُ : هَاجَ وأَصابَهُمُ الخِبُّ : الْتَوَتْ عليهمُ الرِّيحُ واضْطَرَبَ المَوجُ .
( و ) الخِبُّ بالكسر ( الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ ) والفَسَادُ ، *!كالخَبَبِ مُحَرَّكَةً في قول ابن الأَعْرَابِيّ ، وقد خبَّ *!يَخِبُّ *!خِبًّا ، وهو بَيِّنُ الخِبِّ وقد ( *!خَبِبْتَ ) يا رَجُلُ *!تَخَبُّ خِبًّا ( كعَلِمْتَ ) تَعْلَمُ عِلْماً ، ورَجُلٌ *!مُخَابٌّ : مُدْغِلٌ ، كَأَنَّهُ عَلَى *!خَابَّ ، وفي حديث عُمَرَ ( مَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ بالفَارِسِيَّةِ إِلاَّ *!خَبَّ ) .
( *!وخَبَّبَهُ ) : خَدَعَهُ ، *!والتَّخْبِيبُ : إِفْسَادُ الرَّجُلِ عَبْداً أَوْ أَمَةً لِغَيْرِه ، ويقالُ *!خَبَّبَهَا ، فَأَفْسَدَهَا ، *!وخَبَّبَ فلانٌ غُلاَمِي ، أَي خَدَعَهُ ، وقال أَبو بكر في قولهم : *!خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَدِيقَه : مَعْنَاهُ : أَفْسَدَهُ عليهِ ، وأَنشد :
أُمَيْمَة أَمْ صَارَتْ لِقَوْلِ المُخَبِّبِ
( *!والخَبَبُ ، مُحَرَّكَةً : ضَرْبٌ مِنَ
____________________

(2/328)


العَدْوِ ) أَي الإِسْرَاعِ في المَشْيِ ، ( أَو ) هو ( كالرَّمَلِ ) ، مُحَرَّكَةً ، قاله بعضُ اللُّغَوِيِّينَ ( أَو ) هو ( أَنْ يَنْقُلَ الفَرَسُ أَيَامِنَهُ جَمِيعاً وأَيَاسِرَه جَمِيعاً ، أَو ) هو ( أَنْ يُرَاوِحَ بين يَدَيْهِ ) ورِجْلَيْهِ ، وكذلك البَعِيرُ ، والمُرَاوَحَةُ : أَنْ يَقُومَ على إِحْدَاهُمَا مَرَّةً ، وعلى الأُخْرَى مَرَّةً ( و ) قِيلَ : *!الخَبَبُ : ( هُوَ السُّرْعَة ) ، وقد ( خَبَّ ) يَخُبُّ ، بالضَّم ، على غيرِ قِيَاسٍ ، وقال شيخُنَا : لأَنَّ القاعدةَ في الفِعْلِ المُضَاعَفِ أَنْ يكونَ مضارِعُه بالكَسْرِ إِلاَّ ما شَذَّ فجاءَ بالضَّمِّ على خِلاَفِ القِيَاسِ ، وهي ثمَانِيَة وعِشْرُونَ فِعْلاً منها : خبَّ يَخُبُّ إِذا عَدَا ( *!خَبًّا *!وخَبِيباً *!وخَبَباً ، *!واخْتَبَّ ) حكاه ثعلبٌ وأَنشد :
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ القَرا
جُمَالِيَّةٌ *!تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ
( و ) قد ( *!أَخَبَّهَا ) صاحِبُهَا ، ويقال جَاءُوا : *!مُخِبِّينَ ، *!تَخُبُّ بِهِم دَوَابُّهُمْ ، وفي الحديث ( أَنَّهُ كَانَ إِذَا طَافَ *!خَبَّ ثَلاَثاً ) وهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ ، وفي الحَدِيث ( وسُئلَ عَنِ السَّيْرِ بالجَنَازَةِ فقَالَ : ما دُونَ *!الخَبَبِ ) وفي حديث مُفَاخَرَةِ رِعَاءِ الإِبلِ والغَنَمِ ( هَلْ *!تَخُبُّونَ أَو تَصِيدُونَ ) أَرَادَ أَنَّ رِعَاءَ الغَنَمِ لا يَحْتَاجُونَ أَنْ *!يَخُبُّوا في آثَارِهَا ، ورِعَاءَ الإِبِلِ يَحْتَاجُونَ إِليه إِذَا ساقُوهَا إِلى المَاءِ .
( *!والخَبَّةُ مُثَلَّثَةً : طَرِيقَةٌ مِنْ رَمْل أَو سَحَابٍ ) ، وفي جِلْدٍ : من ذَهَابِ اللَّحْم ، ( أَوْ خِرْقَةٌ ) طَوِيلَةٌ ( كالعِصَابَةِ ، *!كالخَبِيبَةِ ) ، والخُبُّ بالضَّمِّ ، وهذه عن اللِّحْيَانيّ ، وأَنشد :
لَهَا رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ *!بِخُبٍّ
وأُخْرَى ما يُسَتِّرُهَا أُجَاحُ
وقال أَبو حنيفةَ : *!الخُبَّةُ مِنَ الرَّمْلِ كهَيْئَةِ الفَالِقِ غيرَ أَنَّهَا أَوْسَعُ وأَشَدُّ انْتِشَاراً ، وليْسَتْ لها جِرَفَةٌ ، وهي *!الخِبَّةُ *!والخَبِيبَةُ ، وقال غيرُه : الخِبَّةُ بالكَسْرِ : الطَّرِيقَةُ منَ الرَّمْلِ والسَّحَابِ ، وهي من الثَّوْبِ : شِبْهُ الطُّرَةِ ،
____________________

(2/329)


وقال الأَصْمَعيّ : الخِبَّةُ والطِّبَّةُ والخَبِيبَةُ والطِّبَابَةُ : كُلُّ هذَا طَرَائِقُ مِنْ رَمْلٍ وسَحَابٍ ، وأَنشدَ قولَ ذي الرمّة :
مِنْ عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاءٌ لَهَا *!خِبَبُ
وَرَوَاهُ غيرُه : لَهَا حِبَبُ ، وهي الطَّرَائِقُ أَيضاً ، وقد تقدَّم ذكرُه في مَحلّه ، *!واخْتَبَّ مِنْ ثَوْبه *!خُبَّةً أَي أَخْرَجَ ، وقال شَمِرٌ : خُبَّةِ الثَّوْبِ : طُرَّتُه .
( وثَوْبٌ *!أَخْبَابٌ *!وخِبَبٌ ، كعِنَبٍ ) : خَلَقٌ ( مُتَقَطِّعٌ ) ، عن اللِّحْيَانيّ ، *!وخَبَائِبُ أَيْضاً ، مثلُ هَبَائِب ، إِذا تَمَزَّقَ . في ( الأَساس ) ( خبب ) : اعْصِبْ يَدَكَ *!بالخُبَّةِ ، وهي شِبْهُ طِيَّةٍ منَ الثوْبِ مُسْتَطِيلَةٍ ، وثَوْبٌ *!خَبَائِبُ .
( *!والخَبِيبَةُ : الشَّرِيحَةُ مِنَ اللَّحْمِ ) ، وقيلَ : الخَصِيلَةُ منه يَخْلِطُهَا عَقَبٌ ، وقِيلَ : كُلُّ خَصِيلَةٍ : خَبِيبَةٌ ، وخَبَائِبُ المَتْنَيْنِ : لَحْمُ طَوَارِهِمَا ، قال النابغة :
فأَرْسَلَ غُضْفاً قد طَوَاهُنَّ لَيْلَةً
تَقَيَّظْنَ حَتَّى لَحْمُهُنَّ خَبَائِنُ
*!والخَبَائِبُ : *!خَبَائِبُ اللَّحْمِ : طَرَائِقُ تُرَى في الجِلْدِ مِنْ ذَهَابِ اللَّحْمِ ، يقال : لَحْمُهُ خَبَائِبُ أَيح كُتَلٌ وزِيمٌ وقِطَعٌ ونحوُه ، وقال أَلأَسُ بن حَجَرٍ :
صَدًى غائِرُ العَيْنَيْنِ خَبَّبَ لَحْمَهُ
سَمَائِمُ قَيْظٍ فَهْزَ أَسْوَدُ شَاسِفُ
قال : خَبَّبَ لَحْمَهُ ، وخَدَّدَ لَحْمَهُ أَي ذَهَبَ فَرِيئتْ له طَرَائِقُ في جِلْدِه ، وقال أَبو عبيدة : الخَبِيبَةُ : كُلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ مِنَ اللَّحْمِ ، قال : وكُلُّ خَبِيبَةٍ مِنْ لَحْم فهو خَصِيلَةٌ ، وفي ذِرَاعٍ كانتْ أَو غَيْرِها ، ويقال : أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذِ ، ولَحْمُ المَتْنِ ، وقال الفراءُ : الخَبِيبَةُ : القِطْعَةُ من الثَّوْبِ ، وقال غيرُه : الخَبيبَةُ : هِيَ العِصَابَةُ ، وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : قَطَعَ *!خُبَّةً مِنَ اللَّحْم أَي شَرِيحَةً منه ، ( و ) الخَبِيبَةُ عَلَى مَا عَرَفْتَ ( لَيْسَ بِصُوفٍ ، وغَلِطَ الجوْهَرِيُّ ، وإِنَّمَا ) هو الجنيبة بمعنَى ( الصُّوف ، بالجيم والنون ) والباءِ الموحَّدةِ ، وقد تقدَّمَ ذِكرُهُ في مَحَلِّه ، وهذا...

==========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...