Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 14. : تاج العروس من جواهر القاموس

 

كتاب 14: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

وقِيل : الأَرضُ الصُّلْبَة ، وقيل : ( المسْتَوِيَة ) ، وفي المثَل ( مَن سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثَارَ ) ، يريد : مَن سَلَكَ طَريقَ الإِجماعِ . فكَنَى عنه بالجَدَد .
( وأَجَدَّ : سَلَكَها ) ، أَي الجَدَدَ ، أَو صار إِليها .
وأَجَدَّ القَوْمُ عَلَوْا جديدَ الأَرضِ ، أَو رَكِبوا جَدَدَ الرَّمْل . وأَنشد ابن الأَعرابيّ .
*!أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ
وعارَضَتْهنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ
( و ) أَجَدَّ ( الطَّرِيقُ ) ، إِذا ( صَارَ جَدَداً ) .
( و ) قالوا : هاذا عربيٌّ جِدًّا ، نَصبُه على المصدر ، لأَنّه ليس من اسمِ ما قبله ولا هو هو . وقالوا : هذا العالِم جِدُّ العالِمِ ، وهاذا ( عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ ، بالكسر ) ، أَي ( مُتَنَاهٍ بالِغُ الغايَةِ ) فيما يُوصَفُ به من الخِلال .
( *!وجَادَّهُ ) في الأَمر *!مُجادَّةً ( حاقَقَه ) وأَجدَّ حَقُقَ ، وقد تَقَدّم .
( وما عليه جُدَّة ، بالكسر والضّمّ ) ، أَي ( خِرْقَةٌ ) . وحكَى اللِّحْيَانيّ : أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقَاناً ، وخَلقُهُم جُدُداً . أَرادَ : وخُلقَانهم *!جُدُداً فوضع الواحدَ مَوضِع الجمْع .
( *!وأَجَدَّتْ قَرُونِي منه ) ، بالفَتْ ، أَي نفْسي ، إِذا أَنتَ ( تَرَكْتَهُ ) .
( والجَدِيد ) : ما لا عَهْدَ لك به ، ولذالك وُصِفَ ( المَوْتُ ) بالجديد ، هُذليّة . قال أَبو ذُؤيب :
فقُلْتُ لقَلْبِي يا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وقال الأَحفش والمُغَافِص الباهليّ : جَديدُ الموت : أَوّلُه .
( و ) الجَديد : ( نَهرٌ باليَمامةِ ) أَحْدَثَهُ مَرْوَانُ بنُ أَبي الجنُوب .
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : ( أَجِدَّك لا تَفْعَلُ ) ، بفتح الجيم وكسرهَا ، والكسر أَفصح ، ولذالك اقتصرَ عليه ، معناهما : مالَك أَجِدًّا منك . ونصبهما على المصْدر . قال الجوهَرِيّ :
____________________

(7/482)


معناهما واحد ، و ( لا يُقال ) أَي لا يُتكلَّم به ولا يُستعمَل ( إِلاَّ مُضافاً ) ، وقال الأَصمعيّ : أَجِدَّك ، معناه أَبِجِد هاذا منك ، ونصبهما بطرْح الباءِ . ( و ) قال اللَّيث : ( إِذا كُسِرَ ) الجِيم ( استحلَفَهُ بحقيقته ) وَجهدِّه ، ( وإِذا فُتِحَ استحلفَه بِبَخْتِه ) وجَدّه . وفي حديث قُسَ :
أَجِدَّ كما لا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا
أَي أَبجِدَ منكما . وقال سيبويه : أَجِدَّك مصدر ، كأَنّه قال أَجِدًّا منك ، ولاكنه لا يُستعمَل إِلاَّ مضافاً . ( و ) قال ثعلب : ما أَتاك في الشّعر من قولك أَجِدَّك فهو بالكسر ، و ( إِذَا قُلْت بالواو فَتحْت : *!وَجَدِّكَ لا تَفْعَل ) وإِنّمَا وَجَبَ الفَتْح لأَنّه صار قَسَماً ، فكأَنّه حَلَف *!بجَدّه والدِ أَبِيه كما يَحلِف بأَبِيه . وقد يُرَاد القَسمُ بجَدِّه الذي هو بَخْتُه . وقال الشيخ ابن مالك في ( شرْح التسهيل ) : وأَمّا قولهم أَجِدَّك لا تَفعلْ ، فأَجازَ فيه أَبو عليّ الفارسيُّ تَقديرَين : أَحدهما أَن تكون لا تَفعل مَوضِع الحالِ ، والثاني أَن يكون أَصلُه أَجِدّك أَن لا تَفعل ، ثمّ حُذِفت أَنْ وبَطَلَ عَملُها . وزعم أَبو عليَ الشَّلوبِينُ أَنَّ فيه مَعْنَى القسَمِ . وفي الارتشاف لأَبي حَيّان : وها هُنَا نُكْتَة ، وهي أَنّ الاسمَ المضافَ إِليه جِدّ حَقُّه أَن يناسب فاعِلَ الفِعْل الذي بعدَه في التَّكلّم والخِطَاب والغَيْبَة ، نحو أَجِدّي لا أُكرِمك ، أَجِدَّك لا تَفعل ، وأَجِدَّه لا يَزورنا . وعلّة ذالك أَنَّه مصدر يُؤكِّد الجُملَة الّتي بعده ، فلو أَضفْته لغير فاعِله اختلَّ التَّوكيد . كذا نقلَه شيخُنا في شرحه .
( *!والجَادَّة : مُعْظَمُ الطَّرِيقِ ) ، وقيل سَواؤُه ، وقيل ، وَسَطُه ، وقيل : هي الطَّريق الأَعظمُ الّذي يَجمع الطُّرُقَ ولا بُدَّ من المُرور عليه . وقيل : *!جادّة الطريقِ : مَسلَكُه وما وَضَحَ منه . وقال أَبو حنيفَةَ : الجَادّةُ : الطَّريقُ إِلى الماءِ . وقال الزّجّاج كلّ طريقَةٍ *!جُدّةٌ *!وجَادّةٌ . وقال الأَزهريّ : وجَادّةُ الطَّريقِ سُمِّيَتْ جادّةً لأَنّهَا خُطَّةٌ مَلْحُوبَةٌ . ( ج *!جَوَادُّ ) بتشديد الدال . وقال اللَّيث : *!الجَادُّ
____________________

(7/483)


يُخفّف ويُثقّل ، أَما التَّخْفِيف فاشتقاقُها من الجَوَادِ إِذَا أَخرجَه على فِعْله ، والمشدَّد مَخرَجه من الطّرِيق الجَدَد الواضِح . قال أَبو منصور قد غلَطَ اللَّيثُ في الوجهين معاً ، أَمَّا التّخفيف فما عَلِمت أَحداً من أَئمّة اللُّغةِ أَجازَ ، ولا يجوز أَن يكون فِعلُه من الجَواد بمعنَى السَّخِيّ . وأَما قَوله : إِذا شُدِّد ، فهو من الأَرض الجَدَد ، فهو غير صحيح ، إِنّمَا سُمِّيَت المَحَجَّةُ المسلوكَةُ جادّةً لأَنّهَا ذَاتُ جُدّةٍ وجُدُود ، وهي طُرُقَاتُهَا وشُرُكُهَا المخطَّطَة في الأَرض ، وكذالك قال الأَصمعيّ ، وقال في قَول الرَّاعي :
فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العتَاقُ وقد بَدَا
لَهُنّ المَنَارُ والجَوَادُ اللَّوَائحُ
قال : أَخطأَ الرّاعي حيث خفَّفَ الجَوَادَ ، وهي جمّع الجَادّة من الطُّرق التي بها جُدَد .
( *!وجُدٌّ ، بالضّمّ : ع ) ، حكاه ابن الأَعرابيّ ، وهو اسم ماءٍ بالجَزيرة . وأَنشد :
فلو أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لقدْ نَهِلَتْ من ماءٍ جِدَ وعَلَّتِ
ويُرْوَى : من ماءِ حُدَ ، وسيأْتي .
( وجُدُّ الأَثَافِي وّجُدُّ المَوَالِي : مَوْضِعَان بعَقِيقِ المَدِينة ) ، على صاحِبها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام .
( *!وجُدَّانُ ، مُشدَّدةً : ع ) كأَنّه تَثنية جُدّ .
( و ) جُدّانُ ( بنُ جَدِيلَةَ بنِ أَسَد بن رَبيعَة ) الفَرَسِ أَبو بطْنٍ كَبير ، وهو بخطّ الصاغَانيّ بفتح الجيم .
( *!والجَدِيدَة قرْيتَان بمِصْرَ ) ، إِحداهما من الشَّرْقِيّة ، والثاني من المرْتاحيّة .
( ومُصَغَّرَةً : الجُدَيِّدةُ : قَلعَةٌ حَصِينةٌ قُرْبَ حِصْنِ كِيفَي ) ، وفي ( التكملة ) أَعمالُها متَّصلة بأَعمال حِصْن كِيفَى .
( و ) *!الجُدَيِّدة : ( ع بنجْد ، فيه
____________________

(7/484)


رَوْضَةٌ ) ومناقعُ ماءٍ ، وهو عامرٌ الآنَ بين الحَرَمين .
( و ) الجُدَيِّدَة : ( ماءٌ بالسَّمَاوَةِ ) لبنِي كَلْبٍ .
( وأَجْدَادٌ ) ، بلا لام ، والصواب الأَجدادُ ( ع ) لبني مُرّةَ وأَشْجَعَ وَفَزارةَ . قال عُرْوَةُ بن الوَرْد :
فلا وأَلَتْ تِلكَ النُّفُوسُ ولا أَتَتْ
على رَوْضَةِ الأَجدادِ وهْيَ جَميعُ
( وذُو الجَدَّينِ ) ، بالفتح ، ( عبدُ الله بن الحارثِ ) بن هَمَّام ، ( وعَمْرُو بنُ رَبيعة ) بن عَمرو ( فارسُ الضَّحْيَاءِ ) ، ويقال إِن فارسَ الضّحياءِ هو بِسْطَام بنَ قَيسِ بن مسعود بن قَيس بن خالدٍ الشَّيبانيّ ، وهما قولان .
( وكزُبَيرٍ : *!جُدَيدُ بنَ خَطّابٍ الكَلبيُّ ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْر ) ، وروَى عن عبد الله بن سَلاَمٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
هاذا الطَّريقُ أَجَدُّ الطّريقَيْنِ ، أَي أَوْطَؤُهما وأَشدُّهما استواءً وأَقلُّهما عُدَوَاءَ . *!وأَجدّتْ لك الأَرضُ ، إِذا انقطَعَ عنك الخَبَارُ ووَضَحَت .
قال أَبو عُبيدٍ : وجاءَ في الحديث ( فأَتَيْنَا عَلَى *!جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ ) قيل : الجُدْجُد ، بالضَّمّ : البِئرُ الكثيرةُ الماءِ . قال أَبو عُبيد : وهاذا لا يُعرف إِنّما المعروف الجُدّ ، وهي البئر الجَيِّدة الموضعِ من الكَلإِ . قال أَبو منصور وهاذا مِثلُ الكُمْكُمة للكُمّ ، والرَّفْرَفَة للرَّفّ .
وسَنةٌ جَدّاءُ : مَحْلَةٌ . وعامٌ أَجَدُّ . وشاةٌ جَدّاءُ : قليلةُ اللّبَن يابسَةُ الضَّرْع ، وكذالك النَّاقة والأَتانُ .
*!والجَدُودَة : القليلةُ اللَّبَنِ من غير عَيْب ، والجمْع جَدائدِ . وقال الأَصمعيّ : جُدّتْ أَخلافُ النّاقةِ ، إِذا أَصابَها شيْءٌ يَقطَع أَخلافَها . *!والمُجَدَّدة : المُصرَّمة الأَطباءِ . وعن شَمرٍ : الجَدّاءُ الشَّاةُ الّتي انقطَعَ أَخلافُهَا . وقال خالدٌ : هي المقطوعةُ الضَّرْعِ ، وقيل هي اليابسةُ الأَخلافِ إِذا كان الصِّرَارُ
____________________

(7/485)


قد أَضَرَّ بها . والجَدَّاءُ من الغَنم والإِبل : المقطوعةُ الأُذنِ .
وقولهم *!جَدّدَ الوضوءَ ، والعَهْدَ ، على المَثَلِ .
وكِساءٌ مُجَدَّدٌ : فيه خُطُوطٌ مختلِفة .
وفي حديث أَبي سُفيانَ ( جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك ) أَي قُطِعَا ، وهو دُعَاءٌ عليه بالقَطِيعة ، قاله الأَصمعيّ . وعنه أَيضاً : يقال للنّاقَة إِنّها *!لَمُجِدَّةٌ بالرَّحْل ، إِذا كانت جادّةً في السَّيْر . قال الأَزهريّ : لا أَدرِي أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة : فمن قال *!مِجَدَّة فهي من *!جَدّ *!يَجِدّ ، ومن قال *!مُجِدّة فهي من *!أَجدَّت .
وعن الأَصمعيّ : يقال : لفُلان أَرضٌ *!جادُّ مِائَةِ وَسْقٍ ، أَي تُخْرِجُ مِائَةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ . وهو كلامٌ عَربيّ . *!والجادُّ بمعنى المجدُود .
وقال اللِّحيانيّ : *!جُدَادَةُ النَّخْلِ وغيرِه : ما يُستأْصَل .
*!وجَدِيدَتَا السَّرْجِ والرَّحْلِ : اللِّبْدُ الّذي يَلزِق بهما من الباطِن . قال الجوهريّ : وهاذا مُوَلّد .
وقولهم : في هاذا خَطَرٌ جِدُّ عَظيم ، أَي عظيمٌ جِدًّا .
وجَدَّ به الأَمرُ : اشتَدَّ ، قَال أَبو سَهْم :
أَخالدُ لا يَرْضَى عن العَبْدِ رَبُّه
إِذَا جَدَّ بالشَّيخ العقُوقُ المُصمِّمُ
وعن الأَصمعيّ : أَجدَّ فُلانٌ أَمْرَه بذالك ، أَي أَحكَمَه . وأَنشد :
أَجَدَّ بها أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لَهَا أَوْ لأُخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُهَا
*!وجُدَّان بن جَدِيلة ، بالضّمّ : بطنٌ من ربيعة .
*!والجُدّاد كرُمْان : صِغَارُ العِضَاهِ . وقال أَبو حنيفة : صِغَارُ الطَّلحِ ، والواحدةُ جُدّادةٌ .
وفي الحديث : ( احُبِسِ الماءَ حَتَّى يَبلُغَ الجَدَّ ) ، قال ابن الأَثير هي ها هنا المُسنَّة ، وهو ما وقَعَ حَولَ المَزرعةِ
____________________

(7/486)


كالجِدَار ، وقيل هو لُغَةٌ في الجِدار ، ( ويُروَى الجُدُر ، بالضّمّ جمْع جِدار ) ويُروَى بالذّال وسيأْتي .
والجَدُّ بن قَيْسٍ له ذِكْر .
*!والجِدِّيّة بالكسر : قَرْيَة قُرْبَ رَشيد .
*!وجُدَادٌ كغُراب : بطنٌ من خَوْلان ، منهم اللَّيْثُ بن عاصم ، وأَخوه أَبو رَجب العَلاَءُ بن عاصم إِمام جَامِع مصر ، وجَدُّهما لأُمِّهما مِلْكَانُ بن سَعْد *!-الجُدَاديّ ، كان شريفاً بمصر . وأُسيد الخَولانيّ الجُدَاديّ ، شَهِدَ فتْحَ مصر وصَحِبَ عُمَر .
وعبد الملِك بن إِبراهِيمَ الجِدّي ، وقاسم بن محمد الجِدّي ، وحَفْص بن عُمَر *!-الجِدّيّ ، وأَحمد بن سَعِيد بن فَرْقَد الجِدّي ، وعبد الله بن إِبراهيم الجِدّي ، وعليّ بن محمّدٍ القَطّان الجِدّي ، كلّ هاؤلاءِ بكسرِ الجيم ، مُحدِّثُون .
وبفتح الجيم أَبو سعيد بن عَبْدُوس الجَدّي ، سمعَ من مالكٍ .
وأَبو عبد الله محمد بن عُمر *!-الجَدِيديّ ، من أَهلِ بُخَارَا ، زاهدٌ عابدٌ حدّثَ عنه أَبو منصورٍ النَّسفيّ .
وعبد الجبار بن عبد الله بن أَحمد بن الجِدّ الحربيّ ، بِكسر الجيم محدّث ، هكاذا ضبطه منصور بن سُليم .
وبنو جُدَيد ، كزُبير : بطنٌ من العرب .
جرد : ( الجَرَدُ ، محرّكَةً : فَضَاءٌ لا نباتَ فيه ) . قال أَبو ذُؤَيب يَصف حِماراً وأَنّه يأْتِي الماءَ ويَشرَبُ لَيْلاً :
يَقْضِي لُبَانَتَه باللَّيْل ثُمَّ إِذَا
أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلَه جَرَدُ
ومن المَجاز ( مَكَانٌ جَرْدٌ ) ، تَسمية بالمصدر ، ( وأَجْرَدُ وجَرِدٌ ) ، ككتِفَ : لا نَبَاتَ به . جَرِدَ الفَضاءُ ( كفَرِحَ ) جَرَداً . ( وأَرْضٌ جَرْدَاءُ وجَرِدَةٌ ، كفَرِحَة ) كذالك . وقد جَرِدَت جَرَداً . وجمْع الأَجْردِ الأَجارِدُ ، وقد جاءَ ذِكْره في الحديث . ( و ) قد ( جَرَدَهَا القَحْطُ ) جَرْداً ، هاكذا ضبطَ في سائر النُّسخ ،
____________________

(7/487)


والصواب جَرّدَها تجريداً ، كما في ( اللسان ) وغيره .
( وسَنَةٌ جَارُودٌ ) : مُقْحِطة شديدةُ المَحْلِ ، كأَنَّهَا تُهلِك النّاسَ ، وهو مَجَازٌ . وكذالك الجارودَة .
( وجَرَدَه ) ، أَي الشيْءَ يَجرُده جَرْداً ( وجَرَّدَه ) تَجريداً ( : قَشَرَه ) . قال :
كأَنّ فَدَاءَها إِذْ جَرَّدُوهُ
وطَافُوا حَولَهُ سُلَكٌ يَتيمُ
ويروى ( حَرَّدوه ) ، بالحاءِ المهملة وسيأْتي .
( و ) جَرَدَ ( الجِلْدَ ) يَجْرُدُه جَرْداً : ( نَزَعَ ) عنه ( شَعَرَه ) ، وكذالك جَرَّده تَجريداً . قال طَرفةُ :
كسِبْتِ اليَمَانِي شَعْرُه لم يُجَرَّدِ
( و ) جَرَدَ ( القَومَ ) يَجْرُدهم جَرْداً ( سَأَلَهُمْ فمَنَعُوه ، أَو أَعْطَوْه كارِهينَ . و ) جَرَدَ ( زَيْداً من ثَوْبهِ : عَرَّاه ) ، كجَرّده تجريداً . وحكَى الفارسيّ عن ثعلب : جَرَّده من ثَوبه وجَرّده إِيّاه ، ( فتجَرَّدَ وانْجَرَدَ ) ليست للمطاوَعة إِنَّمَا هي كفَعَلْتُ .
( و ) جَرَدَ القُطْنَ : حَلَجَه ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) من المجاز : ( ثَوْبٌ جَرْدٌ ) ، أَي ( خَلَقٌ ) قد سقَط زِئْبِرُه ، وقيل هو الذي بين الجَدِيد والخَلَق .
( و ) من المجاز : ( رجُلٌ أَجْرَدُ : لا شَعرَ عليه ) ، أَي على جَسَدِه . وفي صِفته صلى الله عليه وسلمأَنه ( أَجْرَدُ ذُو مَسْرَبة ) قال ابن الأَثير : الأَجرَدُ الّذي ليس على بَدَنِه شَعرٌ ، ولم يكن صلى الله عليه وسلمكذالك وإِنَّمَا أَراد به أَنَّ الشَّعرَ كمان في أَماكنَ من بَدَنِه كالمَسْرَبة والسَّاعدينِ والسَّاقَين ، فإِنَّ ضِدَّ الأَجردِ الأَشعرُ ، وهو الّذي على جميع بَدَنِه شَعرٌ . وفي حديث صِفة أَهل الجَنّة ( جُرْدٌ مُرْدٌ متكَحِّلون ) .
____________________

(7/488)



( و ) من المَجاز : ( فَرَسٌ أَجْرَدُ ) وكذالك غيره من الدّوابّ : ( قَصيرِ الشَّعرِ ) ، وزاد بعضُهم : ( رَقِيقُه ) . وقد ( جَرِدَ ، كفَرِحَ ، وانجَرَدَ ) . وذالك من علاماتِ العِتْق والكرَمِ . وقَولهم أَجْرَدُ القوائِمِ ، وإِنَّمَا يُريدونَ أَجْرَدَ شَعرِ القوائمِ ، قال :
كأَنّ قُتُودي والقِيانُ هَوَتْ بهِ
من الحَقْبِ جَرداءُ اليَديْن وَثِيقُ
( و ) تَجرَّدَ الفَرسُ وانجَردَ : تَقدَّمَ الحَلْبةَ فخرَجَ منها ، ولذالك قيل نَضَا الفَرسُ الخَيلَ ، إِذا تقدّمَها ، كأَنّه أَلقاها عن نَفْسِه كما يَنضُو الإِنسانُ ثَوْبَهُ عنه .
و ( الأَجْرَدُ : السَّبَّاقِ ) ، أَي الّذي يَسبِق الخَيلَ ويَنجردُ عنها لسُرْعَته ، عن ابن جنّي ، وهو مَجاز .
( و ) من المَجَاز أَيضاً ( جَرَدَ السَّيْفَ ) من غَمده كنَصَرَ ، وجَرّده تجريداً : ( سَلَّه ) . وسَيْفٌ مُجَرَّد : عُريانُ . ( و ) . جرَّدَ ( الكِتَابَ ) والمُصحفَ تَجريداً : ( لم يَضْبِطْه ) ، أَي عَرّاه من الضَّبط والزِّيادات والفَواتِح . ومنه قَولُ عبد الله بن مسعودٍ وقد قرأَ عنده رَجلٌ فقال : أَستعيذ بالله من الشَّيطان الرجيم ، فقال : ( جَرِّدُوا القُرْآنَ ليَرْبُوَ فيه صَغَيرُكم ، ولا يَنأَى عنه كَبيرُكُم ولا تُلْبِسُوا به شيئاً ليسَ منه ) وكان إِبراهِيم يقول : أَراد بقوله جَرِّدُوا القرآنَ من النّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهَهَا . وقال أَبو عبيد أَراد لا تَقْرِنُوا به شيئاً من الأَحاديث الّتي يَرْويها أَهلُ الكِتَاب ، ليكون وحدَه مُفرداً .
( و ) عن ابن شُميل : جَرَّدَ فُلانٌ ( الحَجَّ ) تَجريداً ، إِذا ( أَفْردَه ولم يَقْرِنْ ) ، وكذا تَجَرَّدَ بالحَجّ . قال السُّيُوطي : لم يَحْكِ ابنُ الجَوزيّ والزَّمخشريّ سواه كما نقله شيخنا .
( و ) جَرَّدَ الرَّجلُ تجرِيداً : ( لَبِسَ الجُرُودَ ) ، بالضّمّ ، اسمٌ ( للخُلْقَانِ ) من
____________________

(7/489)


الثِّياب ، يقال : أَثوابٌ جُرُودٌ . قال كُثَيّر عزَّةَ :
فلا تَبْعَدَنْ تَحتَ الضَّرِيحةِ أَعظُمٌ
رَمِيمٌ وأَثْوَابٌ هُناك جُرُودُ
( و ) التَجَرُّد : التَّعَرِّي . ويقال ( امرأَةٌ بضَّةُ الجخرْدَة ) بضمّ الجيم ، ( والمُجرَّدِ ) ، كمعظَّم ( والمُتجرِ دِ ) ، بفتح الراء المشدّدة وكسرها ، والفتح أَكثرُ ، ( أَي بَضّةٌ عند التّجرُّد ) . وفي صفته صلى الله عليه وسلم ( أَنّه كان أَنْوَرَ المتَجَرَّدِ ) أَي ما جخرِّدَ عنه الثِّيابُ من جَسَده وكُشِفَ ، يريد أَنّه كان مُشْرِقَ الجَسَدِ . ( والمُتَجرَّدُ ) على هاذا ( مَصدرٌ ) . ومثْل هاذا رَجُلُ حَرْبٍ أَي عند الحَرْب ، ( فإِنْ كَسَرْتَ الرّاءَ أَردْتَ الجِسْمَ ) ، وفي ( التهذيب ) : امرأَة بَضّةُ المُتجرَّدِ ، إِذا كانَت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذَا جُرِّدَت من ثَوبِها .
( وتَجَرَّد العَصِيرُ : سَكَنَ غَلَيَانُه . و ) تَجَرَّدتِ ( السُّنْبُلَةُ ) وانجَرَدَتْ ( خَرَجَتْ من لَفَائِفِها ) ، وكذالك النَّوْرُ عن كِمَامه .
( و ) من المَجاز : تجرّدَ ( زيدٌ لأَمْره ) ، إِذا ( جَدَّ فيه ) ، ومنه تَجَرَّدَ للعِبادة . وجَرَّدَ للقِيَام بكذا . وكذالك تجرَّدَ في سَيْرِه وانجَرَدَ ، وكذالك قالوا : شَمَّرَ في سَيْرهِ .
( و ) تَجرَّدَ ( بالحَجّ : تَشَبّهَ بالحاجّ ) ، مأْخُوذٌ ذالك من حديث عُمَرَ ( تجرَّدُوا بالحجّ وإِنْ لم تُحْرِموا ) . قال إِسحاق بن منصور : قلْت لأَحمدَ : ما قَوْلُه تَجرَّدوا بالحجّ ؟ قال : تَشبَّهُوا بالحاجّ وإِن لم تكونوا حُجّاجاً .
( و ) من المجاز ( خَمْرٌ جَرْدَاءُ : صافِيَةٌ ) ، منجرِدَةٌ عن خُثاراتِها وأَثفَالِهَا ، عن أَبِي حنيفةَ . وأَنشد لطِّرِمّاح :
فلمّا فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَتْ
وصَرَّحَ أَجْرَدُ الحَجَرَاتِ صَافِي
( وانْجَرَدَ به السَّيْلُ ) ، هاكذا باللاّم في سائِر النُّسخ ، والصَّواب على ما في ( الأَساس ) و ( اللّسّان ) وغيرهما من كُتب الغريب : انجَرَدَ به السَّيْر ( : امْتَدَّ وطالَ ) من غير لَيَ على شَيْءٍ . وقالُوا :
____________________

(7/490)


إِذا جَدَّ الرَّجُلُ في سَيْرِه فمضَى يقال : انجَرَدَ فذَهَبَ ، وإِذا جدَّ في القِيام بأَمْرٍ قيل : تَجرَّدَ .
( و ) انجَرَدَ ( الثَّوْبُ : انسَحَق ) ولاَنَ كجَرَدَ . وفي حديث أَبي بكرٍ ( ليسَ عِندَنَا من مالِ المُسْلِمين إِلاّ جَرْدُ هاذه القَطيفةِ ) أَي الّتي انجَرَدَ خَمْلُهَا وخَلَقَتْ .
( والجَرْدُ ) ، بفتح فسكون : ( الفَرْجُ ) ، للذّكر والأُنثَى . وفي بعضِ النُّسخ ( الفرخ ) ، بالخَاءِ المعجمة ، وهو تحريف ( والذَّكَر ) . قال شيخُنا : من عطْف الخاصّ على العامّ . ( و ) الجَرْد : ( التُّرْسُ ، والبَقِيَّةُ مِنَ المال ) .
( و ) في ( التهذيب ) : قال الرّياشيّ : أَنشدني الأَصمعيُّ في النون مع الميم :
أَلاَ لَها الوَيْلُ علَى مُبِينِ
على مُبِينِ جَرَدِ القَصِيمِ
الجَرَد ، ( بالتَّحْرِيك : د ) ، هاكذا في سائر النُّسخ . وفي ( الصّحاح ) : اسم مَوضعٍ ( بلادِ تَمِيمٍ ) ، والقَصِيمُ نَبْتٌ ، وقيل مَوضعٌ بعَينه مَعروف في الرِّمال المتَّصلة بجِبالِ الدَّهْنَاءِ .
( و ) الجَرَدُ ، محرّكَةً ( : عَيْبٌ ، م ) ، أَي معروف ( في الدَّوَابِّ ، أَو هو بالذَّال ) المعجمة ، وقد حكى ذالك . والفِعل منه جَرِدَجَرَداً . قال ابن شُميل : الجَرَدُ : وَرَمٌ في مُؤَخَّر عُرْقُوبِ الفَرَسِ يَعْظُم حتّى يَمنَعَهُ المَشْيَ والسَّعْيَ . وقال أَبو منصور : ولم أَسمعْه لغيره ، وهو ثِقَةٌ مأْمونٌ .
( والجَارُودُ : المشئومُ ) ، بالهمزة ، وفي بعض النّسخ ( المشتوم ) من الشَّتْم . وهو مَجَاز ، كأَنّه يَجْرُد الخَيْرَ لشُؤْمه .
وفي ( اللِّسان ) : الجَرْدُ أَخْذِكَ الشيْءَ عن الشَّيْءِ حَرْقاً وسَحْقاً ، ولذالك سُمِّيَ المشئومُ جاروداً . ( و ) الجارُودُ ( لَقَبُ بِشْرِ بن عَمرو ) بن حَنَش بن المُعَلَّى ، من بني عبد القيس ( العَبْديِّ الصحابيّ ) رضي الله عنه ، كُنْيته أَبو المُنْذرِ ، وقيل أَبو غِياث وهو أَصحُّ ، وضبطَه عبد الغَنيّ ، أَبو عَتّابٍ ، وذكرهما أَبو أَحمدَ الحَاكم ، له حديث ، وقُتِلَ
____________________

(7/491)


بفارِسَ ، في عقَبَةِ الطِّينِ سنةَ إِحدى وعِشرِين ، وقلي بنَهاوَنْدَ مع النُّعمَانِ بن المُقرِّن ، سُمِّيَ به ( لأَنَّه فَرَّ بإِبلِهِ الجُرْدِ ) ، أَي الّتي أَصابَهَا الجَرَدُ ( إِلى أَخوالِهِ ) من بني شَيبانَ ( ففَشَا ) ذالك ( الدَّارُ في إِبلِهِمْ فأَهْلَكَهَا ) . وفيه يقول الشاعر :
لقَدْ جَرَدَ الجارُودُ بَكْرَ بن وَائِلِ
ومعناهُ شُئِمَ عليهم ، وقيل : استأْصل ما عندَهم .
( والجَارُودِيَّة : فِرْقةٌ من الزَّيْديَّة ) من الشِّيعَة ( نُسِبَتْ إِلى أَبي الجارودِ زيادِ بن أَبي زِيادٍ ) ، وفي بعض النُّسخ ( ابن أَبي زِياد ) . وأَبو الجارود هو الّذي سمَّاه الإِمَامُ الباقرُ سُرحُوباً وفَسَّره بأَنّه شيطانٌ يَسكْن البَحْرَ . مِن مَذهَبِهِم النصُّ من النّبيِّ صلى الله عليه وسلمعلى إِمامة عليَ وأَولاده ، وأَنَّه وَصَفَهم وإِنّ لم يُسمِّهم ، وأَنَّ الصحابَةَ رضي الله عنه وحَماهم كَفَروا بمخالَفَتِه وتَرْكِهم الاقتداءَ بعليَ رضي الله عنه بعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم والإِمامةُ بعد الحَسن والحُسين شوُرَى في أَولادهما ، فمَن خَرَجَ منهم بالسَّيْف وهو عالمٌ شُجاعٌ فهو إِمامٌ . نقله شيخُنَا في شرْحه .
( و ) من المَجاز : ضرَبَهُ بجريدةٍ . ( الجَريدَةُ ) هي ( سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ ) ، قال الفارسيّ : ( أَو يابِسَة ) وقيل الجَريدةُ للنّخلةِ كالقَضِيب للشَّجرة ، ( أَو ) الجَريدةُ هي ( التي تُقَشَّرُ من حُوصِها ) كما يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه ، والجمعُ جَريدٌ وجرائدُ ، وقيل هي السَّعَفَة ما كانتْ ، بلُغةِ أَهْل الحِجاز . وفي ( الصّحاح ) : الجَريد : الذي يُجْرَد عنه الخُوصُ ، ولا يُسمَّى جَريداً ما دَامَ عليه الخُوصُ وإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفاً .
( و ) من المَجاز : الجَرِيدَةُ : ( خَيْلٌ لا رَجَّالَةَ فيها ) ولا سُقّاط . ويقال : نَدَبَ القائدُ جَرِيدَةً من الخَيل ، إِذا لم
____________________

(7/492)


يُنْهَضْ معهم راجلاً . قال ذو الرُّمَّة يَصفُ عَيْراً :
يُقَلِّب بالصَّمَّانِ قُوداً جَرِيدةً
تَرَامَى بهِ قِيعَانُه وأَخَاشِبُهْ
ويقال جَريدةٌ من الخَيْل للجَماعةِ جُردَت من سائرها لوَجْهٍ ، ( كالجُرْدِ ) بالضّمّ .
( و ) الجَرِيدة : ( البَقيَّةُ من المال ) .
( و ) من المَجاز : ( أَشأَمُ من جَرَادَةَ ) ( الجَرَادَةُ امرأَةٌ ) ، وهي قَيْنَةٌ كانت بمكّة ، ذكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجالاً بعَثَهُم عادٌ إِلى البَيت يَستسقون ، فأَلْهتهم عن ذالك ، وإِيّاها عنَى ابنُ مُقْبِلٍ بقوله :
سِحْراً كما سَحَرتْ جَرَادَةُ شَرْبَها
بغُرُورِ أَيّامٍ ولَهْوِ لَيالِي
( و ) الحَرَادَةُ : اسمُ ( فَرس عَبدِ الله بنِ شُرَحْبِيلَ ) ، سُمِّيَت بواحِدِ الجَرَادِ ، على التشبيه لها بها ، كما سمّاهَا بعضهم خَيْفَانَة . ( و ) الجَرَادَة أَيضاً فَرسٌ ( لأَبِي قَتَادَةَ الحَارثِ بن رِبْعِيَ ) السُّلَميّ الصّحَابِيّ ، تُوفِّيَ ، سنة أَربع وخمسين . ( و ) فرسٌ آخَرُ ( لسَلاَمَةَ بن نَهَارِ بن أَبي الأَسْود ) بن حُمْرانَ بن عَمْرو بن الحارث بن سَدوس . ( و ) آخَرُ ( لعامرِ بن الطُّفَيْل ) سيِّد بني عامر في الجاهليّة ، ( وأَخَذَهَا ) بعْدُ ( سَرْحُ بنُ مالكٍ ) الأَرْحَبِيّ كما نقلَه الصاغانيّ ، كلُّ ذالك على التَّشبيه .
( وجَرَادَةُ العَيَّارِ : فرَسٌ ) ، وأَنكرَه بعضُهم . وقال في قول ابن أَدهَمَ النّعاميّ الكَلبيّ :
ولقدْ لَقِيت فَوَارساً من رَهْطِنَا
غَنَظَوك غَنظَ جَرَادَةِ العَيّارِ
ما ذكَره المصنّف ، وقوله : ( أَو العَيّارُ ) اسمُ رَجلٍ ( أَثْرَم أَخَذَ جَرادةً ليأْكلَها فخَرَجَتْ من مَوضِعَ الثَّرَمِ بَعدَ مُكابَدَةِ العَنَاءِ ) فصار مَثلاً
____________________

(7/493)


قال الصّاغانيّ : وهو الصّواب .
( و ) في قِصّة أَبي رِغالٍ : فغَنَّتْه ( الجَرَادَتانِ ) ، وهما ( مُغنِّيتَانِ كانتا بمكّةَ ) في الجاهليّة مشهورتان بحُسْن الصَّوْتِ والغنَاءِ ، ( أَو ) أَنّهما كانتا ( للنُّعْمَانِ ) بن المُنْذر .
( و ) من المَجاز : ( يَومٌ جَريدٌ وأَجْردُ ) ، أَي ( تامٌّ ) ، وكذلك الشَّهر ، عن ثعلب وفي ( الأَساس ) : ويقال مَضَى عليه عامٌ أَجْرَدُ وجَرِيدٌ ، وسنة جَرَدَاءُ كاملة متجرِّدة من النّقص .
( والمجرَّدُ ) كمعظَّم ( والجُرْدانُ بالضّمّ ، والأَجْرَدُ : قَضِيبُ ذَوَاتِ الحافرِ ، أَو ) هو ( عامٌّ ) ، وقيل هو في الإِنسان أَصْلٌ وفيما سواهُ مُستعارٌ . ( ج ) أَي جمْع الجُردَانِ ( جَرَادينُ ) .
( و ) من المَجاز : ( ما رأَيْتُه مُذْ أَجْردَانِ وجَرِيدَانِ ) و ( مُذْ ) أَبْيضانِ ، يريد ( يَوْمَينِ أَو شَهْرينِ ) تامَّيْن .
( والجَرَّاد ) ، ككَتّان : ( جَلاَّءُ آنِيَةِ الصُّفْر ) .
( والإِجْرِدُّ ، بالكسر كإِكْبِرَ ) ، أَي مشدَّدة الراءِ ، ( وقد يُخفّف ) فيكون ( كإِثْمِدٍ : نَبتٌ يَدلُّ على الكَمْأَةِ ) . قال :
جَنَيْتُها من مُجْتَنًى عَوِيصِ
من مِنْبِتِ الإِجردِّ والقصيصِ
وقال النَّضر : الإِجرِدُّ : بَقلٌ له حَبٌّ كأَنّه الفُلْفُل .
( والجَرَاد ) ، بالفتح ، ( م ) أَي معروف ، الواحدة جَرَادةٌ ، ( للذَّكر والأُنثَى ) . قال الجوهريّ : وليس الجَرَادُ بذَكَرٍ للجَرَادة ، وإِنَّمَا اسمٌ للجِنْس ، كالبَقر والبَقرة ، والتَّمْرِ والتَّمرة ، والحَمَام والحَمَامة ، وما أَشبه ذالك ، فحَقُّ مُذكَّرِه أَن لا يكون مُؤَنّثُه من لفْظه ، لئلاَّ يَلتَبِس الواحدُ المذكَّر بالجمْع . قال أَبو عُبيد : قيل : هو سِرْوَةٌ ، ثمَّ دَبًى ، ثمّ غَوْغَاءُ ، ثمّ خَيفَانٌ ، ثمّ كُتْفَانٌ ، ثمّ جَرَادٌ . وقِيل : الجَرادُ الذَكرُ ، والجرادَة الأُنثَى . ومن كلامهم : رأَيْتُ جَرَاداً على جَرَادةٍ . كقَولهم : رأَيْت نَعَاماً على نَعامة .
____________________

(7/494)


قال الفارسيّ : وذالك موضوعٌ على ما يُحافِظون عليه ويَتركون غَيرَه الغالبَ إِليه من إِلزام المؤنَّث العلاَمَةَ ، المُشعِرة بالتأْنيث ، وإِن كان أَيضاً غيرُ ذالك من كلامهم واسعاً كثيراً ، يعنِي المُؤنّث الّذي لا علامةَ فيه ، كالعَيْن والقِدْر ، والمذكَّر الذي فيه علامة التأْنيث كالحَمَامَة والحَيّة . قال أَبو حنيفة : قال الأَصمعيّ : إِذا اصْفَرَّت الذُّكُور واسْودّت الإِناثُ ذَهَبَ عنها الأَسماءُ ، إِلاَّ الجَرَادَ ، يعني أَنَّه اسمٌ لا يُفارِقها . وذَهَبَ أَبو عُبيدٍ في الجَرَاد إِلى أَنه آخِرُ أَسمائِه .
( و ) جَرَادٌ : ( ع ، وجَبَلٌ ) ، قيل : سُمِّيَ الموضِع بالجَبَل ، وقيل بالعكس ، وقيل هما مُتباعدانِ ، ومنه قول بعض العرب : ( تَركْت جَرَاداً كأَنّهَا نَعامَةٌ باركة ) أَي كثيرَ العُشْب ، هاكذَا أَورده الميدانيّ وغيره .
( و ) جُرِدَت الأَرضُ فهي مجرودة ، إِذا أَكلَ الجَرادُ نَبْتَها . وجَرَدَ الجَرَادُ الأَرضَ يَجْرُدها جرْداً : احْتَنَكَ ما عليها من النَّبَات فلم يُبْقِ منه ، شيئاً ، وقيل : إِنَّما سُمّيَ جَرَاداً بذالك . قال ابن سيده : فأَمّا ما حكاه أَبو عُبيدة من قَولهم : ( أَرْضٌ مَجرودَةٌ ) فالوَجْه عندي أَن يكون مَفعولة ، من جَرَدَهَا الجَرادُ . والآخَرُ أَن يُعْنَى بها ( كَثِيرَتُه ) ، أَي الجَرَادِ ، كما قالوا أَرْضٌ مَوحوشَة : كثيرةُ الوَحْشِ ، فيكون على صِيغة مفعول من غير فِعْلٍ إِلاّ بِحُسَب التَّوَهُّمِ ، كأَنّه جُرِدَت الأَرْضُ ، أَي حَدَثَ فيها الجَرَادُ ، أَو كأَنَّهَا رُمِيَتْ بذالك .
( و ) جَرِدَ الرّجُلُ ، ( كَفَرِحَ ) ، جَرَداً ، إِذا ( شَرِيَ جِلْدُه مِنْ أَكْلِهِ ) ، أَي الجَرَادِ ، فهو جَرِدٌ . كذا وَقَعَ في ( الصّحاح ) و ( اللِّسان ) : وغيرهما ، وفي بعض النُّسخ ( عن أَكْله ) .
( و ) جُرِدَ الإِنسانُ : ( كعُنِيَ ) ، أَي مَبنيًّا للمجهول ، إِذا أَكلَ الجَرَادَ ( فشَكَا بَطْنَه عَنْ أَكْله ) ، فهو مجرود . ( و ) جُرِدَ ( الزَّرْعُ : أَصابَهُ ) الجَرادُ .
( و ) من المَجاز قولُهم : ( ما أَدرِي أَي جَرَادٍ ) ، هاكذا في ( الصّحاح ) . وفي
____________________

(7/495)


( الأَساس ) و ( اللسان ) : أَيُّ الجَراد ( عَارَه ، أَيْ أَيُّ النّاسِ ذَهَبَ به ) .
( والجُرَادِيّ ، كغُرَابيّ : ة بصَنْعاء ) اليَمَنِ ، نقله الصاغانيّ .
( والجُرَادَة ، بالضّمّ ) : اسم ( رَمْلَة ) بأَعلَى البادِيَةِ بينَ البَصرة واليَمامة .
( وجُرَادٌ ) ، كغُرَابٍ : ( ماءٌ ) أَو مَوضعٌ ( بديارِ بني تَميم ) ، بين حائل والمَرُّوت . ويقال هو جَرَدُ القَصيمِ ، وقيل : أَرضٌ بين عُلْيَا تَميمٍ وسُفْلَى قَيسٍ .
( و ) يقال : ( رُمِيَ ) فُلانٌ ( على جَرَدِهِ ، محرّكةً ، وأَجْرَدِهِ ، أَي ) ، على ( ظَهْرِهِ ) .
( ودَرَابُ ) كسَحَاب ( جِرْدَ ) ، بكسر فسكون : ( مَوْضِعَانِ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والّذي في ( اللسان ) وغيره ( مَوضع ) ، بالإِفراد . قال : فأَمّا قَول سيبويه : فدَرَاب جِرْد كدَجَاجَة ، ودَرَاب جِرْدَين كدَجاجتين فإِنَّه لم يُرِد أَنَّ هُناك دَرَاب جِرْدَين ، وإِنّما يُريد أَن جِرْد بمنزلةِ الهاءِ في دَجاجة ، فكما تجيءُ بعَلَم التثْنيةِ بعد الهاءِ في قَوْلك دَجاجَتَيْنِ كذالك تَجِيء بعَلَمِ التَّثْنِيَةِ بعد جِرْد ، وإِنَّمَا هو تَمثيلٌ من سيبويه ، لا أَنَّ دَرَاب جِرْدَين معروفٌ .
( وابنُ جَرْدَةَ ) ، بالفتح ، ( كان من مُتمَوِّلِي بَغْدَادَ ) ، وإِليه نُسبتْ خَرَابَةُ ابنِ جَرْدَةَ ببغدادَ ، نقله الصاغانيّ .
( وجُرَادَى ، كفُعَالَى ) ، وفي بعض النُّسخ ( كفُرَادَى ) ( ع ) ، عن ابن دُريد .
( وجُرْدَانُ ) ، كعُثْمَانَ : ( وادٍ بينَ عَمْقَيْنِ ) ووَادي حَبَّانَ من اليَمن ، كما هو نَصُّ التكملة ، وسياقُ المصنّف لا يخلو عن قُصور .
( والمتَجَرِّدةُ : اسمُ امرأَةِ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِر ) مَلِكِ الحِيرَة .
( وجَرُودٌ ) كصَبُورٍ : ( ع بدِمَشْقَ ) من شَرْقيِّهَا بالغُوطة .
( وأُجارِدُ بالضّمّ ) ، كأُباتر ، وهي من الأَلفاظ التسعة التي وَرَدَت على أُفاعِل ، بالضّمّ ، على ما قاله ابن القَطّاع ،
____________________

(7/496)


( وجارِدٌ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ التي بين أَيدينا ، ومثله في ( اللسان ) وغيره : ( مَوضِعَانِ ) ، وقد شَذّ شيخنا حيث جعلَه أَجارِد ، بزيادة الهمزة المفتوحة في أَوّله .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجُرَادة ، بالضمّ : اسمٌ لما جُرِدَ من الشيْءِ أَي قُشِرَ .
والجَرْدَة ، بالفتح : البُرْدة المُنْجرِدة الخَلَقَة ، وهو مَجاز . وفي ( الأَساس ) ، أَي لأَنّهَا إِذا أَخلَقَتْ انتفضَ زِئبرُها واملاسَّتْ . وفي الحديث : ( وفي يَدِهَا شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِهَا جُرَيْدَةٌ ) ، تصغير جَرْدَة ، وهي الخِرْقَة البالية .
والسَّمَاءُ جَرْدَاءُ إِذا لم يكنْ فيها غَيْم .
وفي الحديث : ( إِنَّكمْ في أَرضٍ جَرَدِيَّة ) قيل : هي منسوبة إِلى الجَرَدِ ، محرّكةً ، وهي كلُّ أَرض لا نَبَاتَ بها .
وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ : ( فَرَمَيْتُه على جُرَيْدَاءِ بَطْنِه ) أَي وَسَطِه ، وهو موضع القَفا المنجردِ عن اللَّحْم ، تصغير الجَرْدَاءِ .
ومن المَجاز : خَدٌّ أَجْرَدُ : لا نَبَاتَ به .
وكان للنّبيّ صلى الله عليه وسلمنَعْلانِ جَردَاوَانِ ، أَي لا شعرَ عَليهما .
والتّجريد : التّشذيب .
وعن أَبي زيد : يقال للرجل إِذا كان مُستحيِياً ولم يكن بالمنبسِط في الظُّهُور : ما أَنت بمنْجرِد السِّلْك ، وهو مَجَاز ، والَّذي في ( الأَساس ) : ( ما أَنت بمنْجرِد السِّلْك ) أَي لست بمشهور .
وانجرَدَت الإِبلُ من أَوْبَارِهَا ، إِذا سقَطَتْ عنها .
وتَجَرَّدَ الحِمَارُ : تَقدّمَ الأُتُنَ فخَرَجَ عنها .
ورَجلٌ مُجْرَدٌ ، كمُكْرَم : أُخرِجَ من ماله ، عن ابن الأَعرابيّ .
ويقال : تَنَقَّ إِبلاً جَرِيدةً ، أَي خِياراً شِدَاداً .
والمجرود : المقشور ، وما قُشِرَ عنه : جُرَادَةٌ .
ومن المَجازِ : قَلْبٌ أَجردُ ، أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشّ .
والجَرْداءُ : الصَّخرةُ الملساءُ .
____________________

(7/497)



ومن المَجاز : لَبنٌ أَجرَدُ : لا رغْوَةَ له ، قال الأَعشى :
ضَمِنَتْ لنا أَعْجازَه أَرْمَاحُنا
مِلْءَ المَرَاجلِ والصَّريحَ الأَجْرَدَا
وناقَةٌ جَرْداءُ : أَكولٌ .
وأَبو جَرَادةَ : عامرُ بن رَبيعةَ بن خُوْيَلد بن عَوْف بن عامرِ ، أَخي عُبَادةَ وعُمَر . وَوَالد خَفاجةَ بن عقيل أَخي قُشَيرٍ وجَعْدةَ والحَريشِ أَولادِ كَعْبٍ أَخي كِلاب ابني ربيعَةَ بن عَامر بن صَعْصعة ، صاحِب عليّ رضي الله عنه ، وهو جَدّ بني جَرَادَةَ بحَلَب .
وقرأْت في ( معجم شيوخ ) الحافظ الدِّمياطيّ قال : عيسَى بن عبد الله بن أَبي جَرادةَ ، نقل من البصرة مع أَبيه سنة إِحدى وخمسين ، في طاعونِ الجارف إِلى حَرّانَ ثم إِلى حَلَب ، فولَد بها موسى وولدَ موسى هارُونَ وعبدَ الله ، فهارُونُ جَدّ بني العَدِيم ، وعبدُ الله جَدّ بني أَبي جَرَادَة . انتهى .
وجردو : قَريَة بالفيّوم .
وجَرَدُ القَصِيم من القَريتين على مَرْحَلَةٍ ، وهما دون رَامَةَ بِمرْحَلةٍ ، ثم إِمَّرَة الحِمَى ثم طِخْفَة ثم ضَرِيّة .
والمِجْرَد كمِنْبَر : مِحْلَجُ القُطْنِ . وكمُعَظَّم : الذَّكَرُ ، كالأَجْرد .
والجَرَدَةُ ، محرّكَةً ، من نواحِي اليَمامَة ، وبالفتح نَهرٌ بمصر مخرجُه من النّيل .
والجَرْدَاءُ : فرسُ أَبي عَديّ بن عامر بن عُقَيْل .
والمجرود : مَن جَرَدَه السَّفَرُ أَو العَمَلُ .
والجَرْدَة والتَّجْرِيدة : الجَرِيدة من الخَيْل .
وتَجرِيدةُ عامرٍ : قَرْيةٌ بشرقيّةِ مصرَ .
وخُسْرُوجِرْد : قَرْيَة من ناحيةِ بَيْهقَ .
وبقِيَ من الأَمثال قَولهم ( أَحْمَى من مُجِير الجَرادِ ) وهو مُدْلِجُ بن سُوَيْدٍ الطائيّ .
وأَجَارِدُ ، بفتح الهمزة : اسم مَوضع ، كذا عن ابن القطّاع .
والجارُود بن المُنذر صحابيّ ، وهو غير الّذِي ذكرَه المصنّف ، روى عنه ابنِ سِيرين والحَسنُ شيئاً يَسيراً .
____________________

(7/498)



وجَرادٌ أَبو عبد الله العقيليّ ، وجَرَاد بن عَبْسٍ من أَعْراب البَصرة ، صحابِيَّانِ . وأَبو عاصمٍ الجَرَادِيُّ الزاهِدُ ، كان في عصْرِ مالِكِ بن دينارٍ ، نُسِبَ إِلى جَدَ له .
وجُرَادَةُ ، بالضمّ : ماءٌ في دِيار بني تَميم .
وجَرْدَانُ ، كسَحْبَانَ : بلدٌ قُرْبَ زَابُلِسْتانَ بين غَزْنَة وكابُلَ ، به يَصيف أَهْلُ أَلبَانَ .
والجِرَادُ ، كَكِتَاب : بادية بين الكوفة والشام .
جرهد : ( اجْرَهَدَّ ) الرَّجلُ في سَيْرِه ( أَسْرعَ . و ) اجْرَهَدّ الطّريقُ : ( امْتَدَّ . و ) اجْرَهَدّ اللَّيْلُ : ( طالَ . و ) اجْرَهَدّ في السَّيْر ( استَمَرّ . و ) اجْرَهَدَّ القَوْمُ : قَصَدُوا القَصْدَ . واجْرهَدّت ( الأَرضُ لم يُوجَد فيها نَبْتٌ ) ولا مَرْعًى . ( و ) اجْرَهَدّت ( السَّنَةُ : اشتَدَّت وصَعُبَتْ ) . قال الأَخطل :
مَسامِيحُ الشّتَاءِ إِذا جْرَهَدّتْ
وعَزَّتْ عندَ مَقْسَمِها الجَزورُ
أَي اشتدَّتْ وامتَدَّ أَمْرُهَا .
( والجَرْهَدَةُ : الوَحَاءُ في السَّيْر . و ) الجَرْهَدَة . ( جَرَّةُ الماءِ . ويقال ) هي جِرْهَدَّة ( كالمِرْزَبَّة ) ، بكسر الميم .
( والجرْهدُ ، كجعفَر وسُنْبُل : السَّيَّارُ النَّشِيطُ ) ، قاله أَبو عَمرو .
والمُجْرَهِدُّ : المُسْرِعُ في الذَّهَاب . قال الشَّاعِرُ :
لم تُراقِبْ هناك ناهِلةَ الوا
شِينَ لمّا اجْرَهَدّ ناهِلُهَا
( و ) به سُمِّيَ ( جَرْهَدُ بنُ خُوَيلِد ) وقيل ابنُ ازاح بن عدِيّ الأَسْلَميّ أَبو عبد الرحمان ، ( صَحابيٌّ ) من أَهْلِ الصُّفَّة شَهِدَ الحُدَيْبِيةَ ، رضي الله عنه .
جسد : ( الجَسَدُ ، مُحرَّكةً : جِسْمُ الإِنسانِ ) ، ولا يقال لغيره من الأَجسام المُغْتَذِيَة ، ولا يقال لغَير الإِنسان جَسدٌ من خَلْقِ الأَرض . ( و ) كلُّ خَلْقٍ لا يأْكُلُ ولا يَشْرَب من نحو ( الجِنِّ والمَلاكَةِ ) ممّا يَعقِل فهو جَسَدٌ . وفي كلام ابن
____________________

(7/499)


سيده ما يَقتضِي أَنّ إِطلاقَه على غَير الإِنسان من قبيل المَجاز .
( و ) الجَسَد : ( الزَعْفَرَانُ ) أَو العُصْفُر ، ( كالجِسَاد ، ككِتَابٍ ) ، قال ابن الأَعرابيّ ويقال للزَّعفران الرَّيْهُقَانُ والجادِيّ والجِسَادُ . وعن اللَّيْث : الجِسَادُ : الزَّعْفَرَانُ ونحوُه من الصِّبْغ الأَحمَر والأَصفَر الشَّديد الصُّفْرة . وأَنشد :
جِسَادَيْنِ من لَوْنَيْن وَرْسٍ وعَنْدَمِ
( و ) كان ( عِجْلُ بني إِسْرَائِيلَ ) جَسَداً يَصيح لا يَأْكل ولا يَشرب ، وكذا طَبِيعَةُ الجِنّ . قال عزّ وجلّ { 7 . 028 فاءَخرج لهم عجلا . . خوار } ( طه : 88 ) جَسَداً بَدَلٌ من ( عجلاً ) لأَنّ العِجل ها هنا هو الجَسَد ، وإِنّ شئت حَملْتَه على الحَذف ، أَي ذا جَسَدٍ ، والجمْع أَجسادٌ .
( و ) الجَسَد : ( الدَّمُ اليابِسُ ) ، وفي البارع : لاَ يقال لغيْرِ الحَيوانِ العاقِلِ جَسَدٌ إِلاّ للزَّعْفَرَانِ والدّم إِذا يَبِسَ ، ( كالجَسَدِ ) ، ككتِفٍ ، ( والجَاسِدِ والجَسِيدِ ) والجِسَادِ ، ككتاب ، الأَخير من رَوْض السُّهَيْليّ . وقال اللَّيْث : الجَسِدُ من الدّماءِ : ما قد يَبِس ، فهو جامِدٌ جَاسِد . قال الطَّرِمّاحُ يَصفُ سِهَاماً بنِصالِها :
فِرَاغٌ عَوَارِي اللِّيطِ يُكْسَى ظُبَاتُهَا
سَبَائِبَ منها جاسِدٌ ونَجِيعُ
وفي ( الصّحاح ) : الجَسَدُ : الدَّمُ ، قال النّابغة :
وما هُرِيقَ على الأَنصاب من جَسَدِ
( و ) الجَسَدُ ، محرّكةً : مصدر ( جَسِدِ الدُّمُ به ، كفَرِحَ ) ، إِذا ( لَصِقَ ) به ، فهو جاسِدٌ وجَسِدٌ .
( وثَوبٌ مُجْسَدٌ ) ، كَمُكْرَم ، ( ومُجَسَّدٌ ) كمعظّم : ( مَصْبوغٌ بالزَّعفَرَان ) أَو العُصْفُر ، كذا قاله ابنُ الأَثير . وقيل المُجسد : الأَحمرُ . ويقال على فُلان ثوبٌ مُشْبَع من الصِّبْغ ، وعليه ثَوبٌ مُفْدَمٌ . فإِذا قامَ قِيَاماً من
____________________

(7/500)


الصِّبْغ قيل : قد أُجْسِدَ ثَوبُ فُلانٍ إِجساداً فهو مُجْسَد .
( و ) المِجْسَد ، ( كمِبْرَدٍ ) ، وأَشهرُ منه كمِنْبَر : ( ثَوْبٌ يلِي الجَسَدَ ) ، أَي جَسَدَ المرأَةِ فتعْرَق فيه . وقال ابن الأَعرابيّ . ( ولا تخرجْنَ إِلى المَسَاجد في المَجَاسد ) : هو جمع مُجْسَد ، وهو القَميص الّذي يَلِي البَدَنَ ، وقال الفرّاءُ : المُجْسَد والمِجْسَد واحدٌ ، وأَصلُه الضّمّ لأَنّه من أُجسِدَ أَي أُلزِقَ بالجَسَد ، إِلاّ أَنّهم استثقَلوا الضّمّ فكسَروا الميمَ ، كما قالوا للمُطْرَف مِطْرَف ، والمُصْحَف مِصْحَف .
( و ) الجُسَادُ ، ( كغُرَاب : وَجَعٌ ) يأْخذُ ( في البَطْنِ ) يُسمَّى بيجيدق معرّب بيجيده .
( و ) قال الخَليل : يقال ( صَوْتٌ مُجسَّدٌ ، كمُعظَّم : مَرْقُومٌ على نَغَمَات ومِحْنَة ) ، هَكاذا في النُّسخ ، وفي بعضها ( مَرقومٌ على محسنة ونغم ) وهو خطأٌ .
( وجَسَدَاءُ ) ، محرَّكَةً ممدوداً : ( ع ببَطْنِ جِلِذَّان ) بكسر الجيم واللام وتشديد الدال المعجمة ، وفي ( التكملة ) : جُسَدَاءَ ، بضمّ الجيم وفتحها معاً ، مع المدّ : مَوضع . وكشط على قوله ببطن جلذان ، وكأَنّه لم يَثبت عنده ذالك .
( وذو المَجَاسِدِ ) لَقبْ ( عَامر بن جُشَمَ ) بنِ حَبِيب ، لأَنّه ( أَوّلُ مَن صَبَغَ ثِيَابَه بالزَّعْفرانِ ) ، فلُقّب به . ونقله الصاغانيّ .
( وذِكْرُ الجوهريِّ الجَلْسَدَ هنا غيرُ سَدِيدِ ) وقد ذكرَه غيره في الرُّباعيّ ، وتبعَه المصنّف كما سيأْتي فيما بعد . وإِذَا كانت اللاّم زائدة كما هو رأْي الجوهريّ ، وأَكثرِ الأَئمّة فلا وَجْهَ للاعتراض وإِيرادِه إِيَّاهَا فيما بعد بقَلمِ الحُمرة ، كما قاله شيخنا .
____________________

(7/501)



( ) ومما يستدرك عليه :
حكَى اللِّحيانيّ : إِنَّهَا لَحَسنَةُ الأَجسادِ ، كأَنّهُم جَعلُوا كلّ جُزْءٍ منها جَسَداً ، ثم جَمعوه على هاذا .
وتَجسَّدَ الرَّجلُ ، مثْل تَجسَّمَ ، والجِسْم البَدنُ .
ومَجْسَدٌ ، بالفتح : مَوضعٌ في شِعرٍ .
جضد : ( رَجُلٌ جَضْدٌ ) ، بفتح فسكون ، أَهملَه الجوهريّ ، وقال الفرّاءُ : أَي ( جَلْدٌ ، يُبدِلُونَ اللاّمَ ضاداً ) ، ورواه أَبو تُرابٍ أَيضاً .
جعد : ( الجَعْدُ من الشَّعَرِ : خِلاَفُ السَّبْطِ ، أَو ) هو ( القَصِيرُ منْه ) ، عن كُرَاع .
( جَعُدَ ) الشَّعرُ ، ( ككَرُمَ ، جُعُودةً ) بالضّمّ ، ( وَجَادةً ) ، بالفتح ، وجَعِدَ ، بالكسر ، جَعَداً ، كذا في الأَفعال ( وتجعَّدَ ، وجَعّدَه ) صاحبُه تجعيداً .
( وهو جَعْدُ ) الشَّعْرِ بَيِّنُ الجُعُودَةِ ( وهي بهاءٍ ) ، وجمْعهما جِعَادٌ . قال مَعقِلُ بن خُوَيلد :
وسُودٌ جِعَادٌ ( غِلاَظُ ) الرّقا
بِ مِثلَهُم يَرْهَبُ الرّاهِبُ
( وتُرَابٌ جَعْدٌ : نَدٍ ) وثَرٍ ى جَعْدٌ مثل ثَعْد إِذا كان لَيِّناً .
( و ) جَعِدَ الثَّرَى و ( تَجَعَّد : تَقَبَّضَ ) وتَعقَّدَ .
( وحَيْسٌ جَعْدٌ ومُجَعَّدٌ ) ، كمُعَظَّمٍ : ( غَليظٌ ) غَير سَبطٍ . أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
خِذَامِيّة آدَتْ لها عَجْوَةُ القُرَى
وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدَا
رَمَاهَا بالقَبِيح ، يقول : هي مُخلِّطة لا تَختار مَن يُواصلها .
( و ) من المجاز : ( رَجُلٌ جَعْدٌ ) ، أَي ( كَريمٌ ) جَوَادٌ ، كِنَايَةٌ عن كَوْنه عربيًّا سَخهيًّا ، لأَنّ العَربَ مَوصوفون بالجُعودة ، كذا في ( الأَساس ) .
( و ) رَجلٌ جَعْدٌ : ( بَخيلٌ ) لَئيمٌ . فهو من الأَضداد وإِنْ لم يُنبِّه . وفي
____________________

(7/502)


( اللسان ) : الجَعْد إِذَا ذُهِبَ به مَذْهَبَ المدْح فله مَعنيانِ مُستحبَّان : أَحدهما أَن يكون مَعصوبَ الجَوارِح شديدَ الأَسْرِ والخلْق غَيرَ مُسترْخٍ ولا مُضطَرب . والثاني أَن يكون شَعَرُه جَعْداً غَير سَبْطِ ، لأَنَّ سُبُوطَة الشَّعْرِ هي الغَالبةُ على شُعورِ العَجمِ من الرُّوم والفُرْس ، وجُعُودة الشَّعَرِ هي الغالبة على شُعور العَرَب . فإِذا مُدَحَ الرَّجُلُ بالجَعْد لم يَخرُجْ عن هاذين المَعنيَين . وأَمَّا الجَعْد المذموم فله أَيضاً مَعنيان كلاهما مَنْفِيٌّ عمن يُمْدَح ، أَحدهما أَن يقال رَجلٌ جَعْدٌ إِذا كان قَصيراً مُتردِّدَ الخَلْق . والثّاني أَن يقال رَجُلٌ جَعْدٌ ، إِذا كان بَخِيلاً لَئيماً لا يَبِضُّ حَجَرُه . وإِذا قالوا رَجلٌ جَعْدُ السُّبوطةِ فمَدْحٌ ، إِلاَّ أَن يكون قَطَطاً مُفَلْفَلاً كشَعرِ الزّنجِ والنُّوبَة فهو حينئذ ذَمٌّ . وفي حديث المُلاعَنَة : ( إِنّ جاءَت به جَعْداً ) قال ابن الأَثير : الجَعْد في صِفات الرِّجال يكون مَدْحاً وذَمًّا ، ولم يذْكر ما أَرادَهُ النّبيّ صلى الله عليه وسلمهل جاءَت به على صِفة المدْح أَو الذّمّ . ( كجَعْدِ اليَدَيْن ) وجَعْدِ الأَنامِلِ ، وهو البَخيلُ .
قال الأَصمعيّ : زَعَمُوا أَنَّ الجعْدَ السَّخيُّ . قال : ولا أَعرِف ذالك ، والجَعْدُ البَخيلُ ، وهو معروف ، قال كُثيِّر في السّخاءِ يمدح بعضَ الخلفاءِ :
إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابنِ عاتِكةَ الّذي
له فَضْلُ مُلْكٍ في البَرِيّة غالِب
قال الأَزهريّ : وفي شِعر الأَنصار ذِكْرُ الجَعْدِ ، وُضِعَ مَوضِعَ المدْح أَبياتٌ كثيرة ، وهم من أَكثرِ الشُّعراءِ مَدْحاً بالجَعْد .
( و ) من المَجاز : رَجلٌ ( جَعْدُ القَفَا ) ، إِذا كَانَ ( لَئيم الحَسَبِ ) . وفي ( المصباح ) يَرِد الجَعْدُ بمَعنَى الجَوادِ والكَريمِ والبَخيل واللَّئيم ، ويُقَابِل السَّبْط ، ويُوصف بقَطَطٍ كجَبَلٍ وكتِفٍ في الكُلُّ .
( و ) من المَجَاز رَجلٌ ( جَعْدُ الأَصابعِ ) ، إِذا كان ( قَصيرهَا ) وجَعْد الجَنَان ، للبَخيل .
____________________

(7/503)



( و ) الجُعُودة في الخَدّ : ضدُّ الأَسَالةِ ، وهو ذَمٌّ أَيضاً . يقال ( خَدٌّ جَعْدٌ ) ، أَي ( غَيْرُ أَسِيل ) .
( وبَعيرٌ جَعْدٌ : كَثِيرُ الوعبَرِ ) وقد يُكنَى البَعيرُ بِأَبي الجَعْدِ .
( و ) زَبَدٌ جَعْدٌ : مُتراكِبٌ مُجتمعٌ ، وذالك إِذا صار بعضُه فوق بعْضٍ على خَطْمِ البَعِير أَو النَّاقَة ، يقال ( جَعْدُ اللُّغَام ) ، بالضّمّ ، إِذا كَان ( مُتَرَاكم الزَّبَدِ ) ، قال ذو الرُّمّة :
تَنْجُو إِذا جَعَلَت تَدْمَى أَخِشَّتُها
واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَرَاطيمُ
وأَبُو جَعْدَةَ وأَبو جَعَادَةَ ، بفتْح فيهما ويُضمّ في الأَخير أَيضاً : ( كُنْيَةُ الذِّئب ) ، وفي بعض النُّسخ ( كُنْيتَا الذِّئبِ ) ، وليس له بِنْتٌ تُسمَّى بذالك ، قال الكُمَيْت يَصفه :
ومُسْتَطْعِمٍ يُكنَى بغَير بَنَاتِه
حَعْلُتُ له حظًّا من الزّادِ أَوْفَرَا
وقال عَبِيد بن الأَبرص :
وقالوا هي الخَمْرُ تُكنَى الطِّلا
كما الذِّئبُ يُكنَى أَبا جَعْدَةِ
أَي كُنَيْتُه حسنةٌ وعمَلهُ منْكرٌ . أَبو عُبيد : يقول : الذَّئب وإِنّ كُنِيَ أَبا جَعْدةَ ونُوِّه بهاذه الكُنْية فإِنْ فعْلَه غَيرُ حسن وكذالك الطِّلا وإِن كَان خاثِراً فإِنَّ فِعْلَهُ فِعْلُ الخَمْرِ لإِسكارِه شاربَه ، أَو كلامٌ هاذا معناه . وقيل : كُنِيَ بهما لبُخْله من قولهم : فُلانٌ جَعْدُ اليديْن ، إِذا كان بَخيلاً . نقلَه شيخنا .
( وبَنُو جَعْدَة : حَيٌّ ) من قَيس ، وهو أَبو حَيّ من العرب ، وهو جَعْدَةُ بن كَعْب بن رَبيعةَ بنِ عامر بن صَعصَةَ ( منهم النّابغةُ الجَعْدِيُّ ) الشاعرُ المشهور ، وسيأْتاي ذِكْر النَّوابِغِ في الغين إِن شاءَ الله تعالى .
( و ) من المَجاز ( وَجْهٌ جَعْدٌ ) ، أَي ( مُستدِيرٌ قَلِيلُ المِلْح ) ، كذا في ( الأُصول ) وهو الصّواب ، وفي بعض ( النُّسخ ) ( اللَّحْم ) بدل المِلْح .
____________________

(7/504)



( والجَعْدَة : الرِّخْلُ ) ، بكسر الراءِ وسكون الخاءِ المعجمة ، وكَكَتِفٍ : الأُنثَى من وَلَدِ الضَّأْن ، نقله الصّاغَانيّ . قيل : وبها كُنِيَ الذِّئب ، لأَنّه يَقْصِدها لضَعْفِها وطِيبها . كذا في ( مجمع الأَمثال ) .
( و ) قال النضْر : ( الجَعَادِيدُ ) والصَّغَارِير ( شيْءٌ أَصْفَرُ غَليظٌ يابسٌ فيه رَخَاوَةٌ وبَلَلٌ ) كأَنّه جُبْنٌ ، ( يَخْرُج من الإِحْلِيل أَوَّلَ ما يَنفتِحُ باللِّبَإِ ) مُدحرجاً ، وقيل يَخرُج اللِّبَأُ أَوّلَ ما يَخرُجُ مُصَمِّغاً ، وفي ( التهذيب ) الجَعْدَة : ما بين صِنْغَي الجَدْيِ من اللِّبإِ عند الوِلادة .
( وسَمَّوْا جَعْداً وجُعَيْداً ) ، وقيل هو الجُعَيد ، باللام .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَعْد من الرِّجال : المُجتمِعُ بعضُه إِلى بَعض . والسَّبطُ : الذي ليس بمجتمِع . وقيل : الجَعْدُ : الخَفيفُ من الرِّجال . وناقةٌ جَعْدَةٌ : مُجتمعةُ الخَلْق شديدةٌ . وقَدَمٌ جَعْدةٌ : قصيرةٌ من لُؤْمها ، وهو مَجاز . قال العجاج :
لا عاجِزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القَدَمْ
وصِلِّيَانٌ جَعْدٌ ، وبُهْمَى جَعْدَةٌ ، بالَغُوا بهما . والحَشيشَةُ تَنْبُتُ على شاطِىء الأَنهار وتَجْعُد . وقيل هي شَجرةٌ خضَراءُ تَنبُتُ في شِهَاب الجِبَالِ بنَجْد ، وقيل في القِعَان . وقال أَبو حنيفَةَ : الجَعْدَةُ خَضْرَاءُ وغَبراءُ تَنبُت في الجِبَال ، لها رَعْثةٌ مثْل رَعْثَةِ الديكِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ ، تَنبُت في الرَّبِيع وتَيْبَس في الشِّتَاءِ ، وهي من البُقول تُحشَى بها المَرافِقُ . قال الأَزهريّ : الجَعْدَة بقْلةٌ بَرِّيّة لا تَنْبُتُ على شُطوط الأَنهارِ ، وليس لهَا رَعْثَةٌ . قال : وقال النَّضْر بن شُمَيل : هي شَجَرةٌ طيِّبةُ الريح خَضراءُ لها قُضُبٌ في أَطْرافها ثمرٌ أَبيضُ تُحْشَى بها الوسائدُ لطِيبِ رِيحها ، إِلى المَرارة ما هي ، وهي جَهِيدةٌ يَصلُح عليها المالُ ، واحدتُها وجَماعَتُها جَعْدةٌ .
____________________

(7/505)



وفي حاشية شيخنا : الجَعْدةُ نَبْتةٌ طَيِّبةُ الرائِحةِ تَنبُت في الرَّبيعِ وتَجِفُّ سريعاً . وكذا الذّئب وإِن شَرُفَ بالكُنْية فإِنه يَغدِر سَريعاً ولا يَبقَى على حالةٍ واحدةً .
وُعَادَةُ : قبيلةٌ . قال جرير :
فَوَارِسُ أَبْلَوْا في جُعَادَةَ معصْدَقاً
وأَبكَوْا عُيوناً بالدُّمُوعِ السَّواجمِ
وجَعْدَةُ بنُ خالدِ بن الصِّمّة الجُشَميّ وجَعْدَة بن هانىء الخَضْرميّ ، وجعْدَةُ بن هُبَيْرةَ الأَشجعيّ ، وجَعْدَةُ بن هُبَيْرَةَ المخزوميّ : صحابيّون . وجَعْدَةُ كان له شَعْرٌ جَعْدٌ فسَمَّاه النّبيّ صلى الله عليه وسلمجَعْدَةَ ، في خَبرٍ لا يَصِحّ . كذا في التجريد .
وجُعَادَة بنُ بِلالٍ الثابتيّ وفَدَ على النّبيّ صلى الله عليه وسلمفي بني عَكَ . أَورده الناشيءّ النّسابَة في أَنسابِ البشر ، ولم يذكره الذَّهبيّ ولا ابنُ فَهد .
والجَعْد بن دِرْهمٍ مولى سُوَيْد بن غَفَلة ، صاحبُ رأْي أَخَذَ بِهِ جماعَةٌ بالجزيرة ، وإِليه نُسِبَ مرْوَان الحِمَار ، فيُقال له الجَعْديّ ، وكان إِذ ذاك والياً بالجزيرة .
وأَمّا يوسف بن يعقوب بن إِسحاق الجعْديّ فإِلى جَدّه شيخ نيسابوريّ مشهور .
( ) ومما يستدرك عليه :
جعفد : الجَعْفَدَة ، أَهمله الجماعة ، وذَكرَ ابن دِحْية في التّنوير أَنّه مَصدر مَنحوت من قولهم : جعلني الله فِداك . قال : وقولهم : ( جَعفَلة ) باللام خطأٌ ، نقله شيخنا .
جلد : ( الجِلْدُ ، بالكسر ) ، اقتصر عليه جَماهيرُ أَهلِ اللُّغَة ( والتَّحْرِيك ) مثل شِبْه وشَبَهٍ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ ، حكَاها ابن السِّكيت عنه . قال : وليس بالمشهورة ، وأَمّا قول عبد مَنَافِ بن رِبْعٍ الهُذَليّ :
إِذَا تَجاوب نَوْحٌ قامتَا معَهُ
ضَرْباً أَليماً بسِبْتِ يَلْعَج الجِلِدَا
____________________

(7/506)



فإِنما كسر اللام ضَرورَةً ، لأَنّ للشاعر أَن يُحرِّك السّاكنَ في القافِية بحركةِ ما قَبله ، كما قال :
عَلَّمَنا إِخوانُنا بنو عَجِل
شُرْبَ النّبيذِ واعْتقالاً بالرِّجِلْ
وكان ابن الأَعرابيّ يرويه بالفتح ( المَسْكُ ) ، بالفتح ، ( مِن كلِّ حَيوَانِ ) ، قال شيخنا : ولو قال هو معروف كان أَظهرَ ، ولذالك أَعرضَ الجوهريّ عن شَرْحِه . ( ج أَجْلادٌ وجُلُودٌ ) ، والجِلْدةُ أَخصُّ من الجِلْد . وفي ( المصباح ) : الجِلد من الحيوان : ظاهِرُ بَشَرتِه . وفي ( التهذيب ) الجِلْد عِشاءُ جَسَدِ الحَيوان . ويقال جِلْدَةُ العَينِ .
( وأَجْلاَدُ الإِنسانِ وتَجاليدُه : جَمَاعةُ شَخْصِهِ ، أَو جِسْمُهُ ) وبَدَنُه ، لأَنَّ الجلْد مُحيطٌ بهما . ويقال : فُلانٌ عظيمُ الأَجْلادِ والتَّجالِيدِ ، إِذا كان ضَخْماً قَوِيَّ الأَعضاءِ والجِسْم . وجمْع الأَجلادِ أَجالِدُ ، وهي الأَجسامُ والأَشخاص . ويقال : عَظِيمُ الأَجلادِ وضَئيلُ الأَجْلادِ وما أَشبَهَ أَجْلادَه بأَجْلادِ أَبيه ، أَي شَخْصَة وجِسْمَه . وفي الحديث : ( رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم ( رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم ) أَي عليهم أَنْفُسِهم . وفي حديث ابن سِيرِينَ : ( كان أَبو مَسعودٍ تُشْبِهُ تَجالِيدُه تَجاليدَ عُمرَ ) أَي جِسْمُه جِسْمَه .
( وعَظْمٌ مُجَلَّدٌ ، كمُعظَّمٍ : لم يَبْقَ عليه إِلاّ الجِلْدُ ) ، قال :
أَقولُ لحَرْفٍ أَذهبَ السَّيرُ نَحْضَهَا
فلم يَبْقَ منها غيرُ عَظْمٍ مُجلَّدِ
خِدِي بِي ابْتلاَك اللَّهُ بالشَّوْقِ والهوى
وشَاقَكِ تَحْنانُ الحَمَامِ المغرِّدِ
( و ) في ( التهذيب ) : التَّجْليد للإِبل بمَنْزلة السَّلْخ للشَّاءِ ، و ( تَجْليدُ الجَزُورِ : نَزْعُ جِلْدها ) ، يقال جَلَّدَ جَزورَه ، وقَلَّمَا يقال سَلَخَ . وعن ابن الأَعرابيّ : جَزَزْتَ الضَّأْنَ ، وحَلَقْت المِعْزَى ، وجَلَّدْت الجَمَلَ ، لا تقول العرب غير ذالك .
( وجَلَده يَجْلِدُه ) جَلْداً ، من حَدِّ
____________________

(7/507)


ضَرَبَ : ( ضَرَبَه بالسَّوْطِ ) ، وامرأَة جَلِيدٌ وجَلِيدةٌ ، كلتاهمَا عن اللِّحْيانيّ ، أَي مجلودةٌ من نِسْوَةٍ جَلْدَى وجَلاَئدَ . قال ابن سيده : وعندي أَنَّ جلْدَى جمعُ جَليدٍ ، وجَلائدَ جَمْعُ جَلِيدة .
( و ) جَلَدَه الحَدَّ جَلْداً ، أَي ضَربَه ، و ( أَصابَ جِلْدَهُ ) ، كقَولك : رأَسَه وبَطَنَه .
( و ) من المَجاز : جَلَدَه ( على الأَمْر : أَكْرَهَهُ ) عليه ، نقَله الصاغانيّ .
( و ) منه أَيضاً : جَلَد ( جاريَتَه : جامَعَها ) ، يَجلِدهَا جَلْداً .
( و ) جَلَدَت ( الحَيَّةُ : لَدَغَتْ ) ، وخَصَّ بعضُهُم به الأَسْوَدَ من الحَيّاتِ ، قالوا : والأَسْودُ يجْلِدُ بذَنَبه .
( والجلَدُ ، محرّكةً ) أَن يَسْلَخ جِلْدَ البعير أَو غيره من الدّوابّ فيُلْبِسَه غيرَه من الدَّوابِّ ، قال العجّاج يَصف أَسَداً :
كأَنّه في جَلَدٍ مُرَفَّلِ
والجَلَدُ ( : جِلْدُ البَوِّ يُحشَى ثُمَاماً ويُخَيَّلُ ) به ( للنَّاقَةِ فَتَرأَمُ بذالك غَيْرِ وَلَدِهَا ) ، وفي بعض النُّسخ ( على وَلَدِ غيرها ) ومثله في ( اللسان ) ، وفي عبارة بعضهم : الجَلَدُ : أَن يُسْلَخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمّ يُحْشَى ثُمَاماً أَو غَيرُ من الشَّجر ، وتُعطَف عليه أُمُّه فتَرْأَمه . ( أَو جِلْدُ حُوارٍ ) يُسْلخ و ( يُلْبَسُ حُوَاراً آخرَ لتَرْأَمنَه أُمُّ المَسْلُوخة ) . وعبارة الصّحاح : لتَشَمَّه أُمُّ المسلوخ فتَرْأَمَه . وجَلَّدَ البَوَّ : أَلْبَسه الجِلْدَ .
( و ) الجَلَدُ أَيضاً : ( الأَرْضُ الصُّلْبَة ) منه حديثُ سُراقَةَ ( وحلّ بي فرَسِي وإِني لَفِي جلَدٍ من الأَرض ) ( المُسْتَوِيةُ المَتْنِ ) الغليظةُ ، وكذالك الأَجْلَدُ ، وجمْع الجَلَدِ أَجلادٌ وجَمع الأَجْلَدأَجَالِدُ ( و ) الجَلَد : ( الشَّاةُ يموتُ ولدُها حِينَ تضَعُهُ كالجَلَدةِ ، محرَّكةً فيهما ) ، قال أَبو حنيفة : أَرْضٌ جَلدٌ ، بفتح اللام ، وجَلَدَةٌ ، بالهاءِ . وقال مرّةً : هي الأَجالِدُ . وقال اللَّيث : هاذه أَرضٌ جَلْدَةٌ وجَلَدَةٌ ومَكان جلَدٌ . والجميعِ الجَلدَات . وشاةٌ جَلَدَةٌ ، جمْعها جِلادٌ وجَلَدَاتٌ .
( و ) الجَلَد : ( الكِبَارُ من الإِبِل )
____________________

(7/508)


التي ( لا صِغَارَ فيها ) ، الواحدة بهاءِ . ( و ) الجَلَدُ ( من الغَنمِ والإِبلِ : ما لا أَوْلاد لها ولا أَلْبانَ ) ، كأَنّه اسمُ جمْع .
قال محمد بن المكرّم : قوله لا أَولادَ لها ، الظاهر منه أَن عرضَه لا أَولادَ لها صِغار تَدرّ عليها ولا تَدخُل في ذالك الأَولادُ الكِبَارُ . وقال الفراءُ الجلَدُ من الإِبل : التي لا أَولاد معها ، فتَصبِرُ على الحرِّ والبَرْد . قال الأَزهَريّ : الجَلَدُ : الّتي لا أَلبانَ لها وقد وَلَّى عنها أَوْلادُها . ويَدخُل في الجَلدَدِ بَناتُ اللَّبُون فما فَوْقَهَا من السِّنّ ، ويُجمع الجَلدُ أَجْلاداً وأَجاليدَ ، ويَدخُل فيها المَخاضُ والعِشَارُ والحِيَالُ ، فإِذا وَضعَت أَولادهَا زالَ عنها اسمُ الجلَدِ وقيل ( لها ) العِشَارُ واللِّقَاحُ .
( و ) الجَلَدُ : ( الشِّدَّة والقُوَّة ) والصَّبْرُ والصَّلاَبةُ . ( وهو جلْدٌ وجَلِيدٌ ) بيِّنُ الجَلَدِ والجلادةِ ، وربما قالوا جَضْدٌ ، يَجعلونع اللامَ مع الجيم ضاداً إِذا سكَنَت ، وقد تقدّم ، ( مِنْ ) قَوم ، ( أَجْلادٍ وجُلَدَاءَ ) بالضّمّ ففتْح ممدوداً ، ( وجلاد ) ، بالكسر ، ( وجُلُدٍ ) بضمّتين ، وفي بعض النُّسخ بضمِّ فسكون .
وقد ( جَلُدَ ، ككَرُمَ ، جَلاَدة ) ، بالفتْح ، ( وجْلْودةً ) ، بالضّم ، ( وجَلَداً ) ، محرّكةً ، ( ومَجلُوداً ) ، مصدر مثْل المَحلوف والمَعقول . قال الشاعر :
فاصْبرْ فإِنّ أَخا المَجلودِ مَن صبَرا
( وتَجلَّدَ ) الرَّجلُ للشَّامتِين ، ( تَكلَّفهُ ) ، أَي الجَلَد ، وتَجلَّدَ : أَظْهرَ الجَلَد . وقوله :
وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه
ولم يُقْتَلْ به الثأْرُ المُنِيمُ
عدَّاه بعن لأَنَّ فيه معنَى تَصَبّر .
( و ) الجِلاَدُ ، ( ككِتَاب : الصِّلاَبُ الكبَارُ من النَّخْل ) ، واحدَتُها جَلْدَة ، وقيل : هي الّتي تُبالي بالجَدْب ، قال سُوَيد بن الصَّامت الأَنصاريّ :
أَدِينُ ومَادَيْنِي عليكمْ بمعغُرَمٍ
ولاكنْ على الجُرْدِ الجِلاَدِ القَرَاوِحِ
( و ) الجِلاَدُ ( من الإِبلِ : الغَزِيراتُ
____________________

(7/509)


اللَّبَنِ ) ، والجِلادُ أَدْسَمُ الإِبلِ لَبَناً ، وعن ثعلب : ناقةٌ جَلْدَةٌ . مِدْرارٌ ، ( كَالمَجَالِيدِ ) ، جمْع مِجْلادٍ . ( أَو ) الجِلاَدُ من الإِبلِ ( ما لا لَبَنَ لها ولا نِتَاجَ ) ، قال :
وَحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكُنْ
لعُقْبَةِ قِدْرِ المُستعيرِينَ مَعْقِبُ
( و ) الْمِجلَد ، ( كمِنْبَر : قطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ تُمسِكُها النَّائِحَةُ ) بيدِها ( وتَلْدِمُ ) ، أَي تَلطِمُ ( بها ) وَجْهَهَا و ( خَدَّهَا . ج مَجَاليدُ ) ، عن كُراع . قال ابن سيده : وعندي أَن المَجاليد جمْعُ مِجْلادٍ ، لأَنَّ مفْعَلاً ومِفْعالاً يَعتقبانِ على هاذا النَّحْوِ كثيراً .
( و ) جَلَدْته بالسَّيْف والسَّوْط .
والمُجالدَةُ : المُبالطةُ . و ( جَالَدُوا بالسّيفِ : تَضَارَبُوا ) ، وكذا تَجالَدوا واجْتَلَدُوا .
( والجَلِيدُ : ما يَسْقُط ) من السَّماءِ ( علَى الأَرْضِ منَ النَّدَى فيَجْمُدُ ) . وقال الجوهريّ : هو الضِّريب والسَّقِيط . وفي الحديث : ( حُسْنُ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطَايَا كما تُذِيب الشَّمْسُ الجَلِيد ) . ( والأَرْضُ مَجلودَةٌ ) : أَصابَها الجَليدُ .
( وجَلِدَت ) الأَرضُ ، ( كفَرِحَ ، وأَجْلَدَت ) ، وهاذه عن الزّجّاج ، وأَجلَدَ النّاسُ . وجَلِدَ البَقْلُ ، ويقال في الصقِيع والضَّريب مثْله ، ( والقَومُ أُجْلِدُوا ) ، على ما لم يُسَمَّ فَاعِلُه : ( أَصابَهُم الجَلِيدُ ) ، هو الماءُ الجامدُ من البَرد .
( و ) من المَجاز . ( إِنَّهُ ليُجْلَدُ بكلِّ خَيرٍ ) ، أَي ( يُظَنُّ ) به ، ورواه أَبو حاتم يُجلَذ ، بالذّال المعجمة .
( وقَول ) الإِمام محمّد بن إِدريسَ ( الشّافعيّ ) رضي الله عنه : ( كَانَ مُجَالِدٌ يَجْلَدُ ، أَي يُكذَّب ) ، أَي يُتَّهَم ويُرْمَى بالكذب ، فكأَنّه وَضَعَ الظّنَّ مَوضع التُّهمَةِ .
( وجُلِدَ بِه ، كعُنِي . سَقَطَ ) إِلى الأَرض من شِدّة النَّوم ، ومنه الحديث : ( أَنَّ رَجلاً طَلَب إِلى النبيّ صلى الله عليه وسلمأَن يُصلِّيَ معَه باللَّيْلِ فأَطَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في
____________________

(7/510)


الصَّلاَة فجُلِدَ بالرَّجُلِ نَوماً ) ، أَي سقَطَ من شِدّة النَّوْم . وفي حديث الزُّبير : ( كنتُ أَتَشدَّد فيُجلَدُ بي ) أَي يغلِبني النّومُ حتَّى أَقَعَ .
( واجْتَلَد ما في الإِناءِ : شَرِبَه كُلَّه ) . قال أَبو زيد : حَمَلْت الإِناءَ فاجتَلَدْته : واجتَلَدْت ما فيه ، إِذا شَرِبْتَ كُلَّ ما فيه .
( و ) قُولهم ( صَرّحَتْ بجِلْدَانَ ) ، بكسر الجيم ، ( وجِلْدَاءَ ) ، ممدوداً ( بمعنَى جِدَّاء ) ، وقد تقدّم بيانُه . يُقال ذلك في الأَمر إِذا بَان . وقال اللِّحيانيّ . صِرّحَتْ بجِلْدَان أَي بجِدّ .
( وبنو جَلْدٍ ) ، بفتح فسكون : ( حَيٌّ ) من سَعد العَشيرَة .
( و ) جَلُودُ ، ( كقَبُول : ة بالأَندلُس ) ، وقيل بإِفْريقية ، قاله الن السِّكّيت وتِلميذه ابنُ قُتيبة . وفي شُروح الشِّفَاءِ : هي قَرْيَةٌ ببغدادَ أَو الشامِ ، أَو مَحَلّة بنَيْسَابُورَ ( مِنه ) ، هاكذا بتذكير الضَّمِيرِ كَأَنَّه باعتبار المَوضع ( حَفْصُ بن عاصِمٍ ) الجَلُودِيّ ، وقد أَنكرَ ذالك عليُّ ابنُ حمزَةَ ، كما سيأْتي . ( وأَمَّا ) الإِمام أَبو أَحمدَ محمّدُ بن عيسى بن عبد الرحمان بن عَمْرَويه بن منصور ( الجُلُوديّ ) النَّيسابوريّ الزّاهِدُ الصُّوفيُّ ( رَاوِيَةُ ) صحيح الإِمام ( مْسْلم ) بن الحَجّاجِ القُشَيْريّ ( فبالضّمّ لا غَيرُ ) ، قال أَبو سعيد السمعانيّ : نِسْبة إِلى الجُلُود جمْع جِلْد . وقال أَبو عَمرو بن الصّلاح : عندي أَنه مَنسوب إِلى سِكَّة الجُلُودِيِّين بنَيْسابُورَ الدارِسةِ . وفي التَّبصير للحافظ : وقد اختُلف في جيم راوي صحيح مُسْلم ، فالأَكثر على أَنّه بالضّمّ ، وقال الرُّشَاطيّ : هو بالفتح على الصّحيح وكذا وَقعَ في رِواية أَبي عليّ المطريّ . وتعقَّبه القاضي عياضٌ بأَنَّ الأَكثر على الضّمّ ، وأَنَّ من قالَه بالفتح اعتمدَ على ما قاله ابن السِّكّيت . قلْت : وهو عَجيبٌ ؛ لأَنَّ أَبا أَحمدَ من نَيسابورَ لا من إِفريقية ، وعَصرُه متأَخِّر عن عصْرِ الفرّاءِ وابن السِّكّيت بمدّة ، فكيف يُضبَط من لم يجىء بعدُ . والحَقُّ أَن راوِيَ مسلمٍ منسوب إِلى سِكَّة الجُلُودِ بنَيسابور ، فهو بالضّمّ ، انتهى .
____________________

(7/511)



قلت : ومنها أَيضاً أَبو الفضْل أَحمدُ بن الحَسن بن محمّد بن عليَ الجُلُودي المُفسِّر ، رَوَى عن أَبي بكرِ بن مردويْه وغيره ، قرَأْت حديثَه في الجزءِ الثاني من ( ووَهم الجوهَرِيُّ في قوله : ولا تَقل الجُلُوديّ ، أَي بالضمّ ) . وفي التبصير للحافظ ابن حجر : وقال أَبو عُبيد البكريّ : جلُودُ ، بفتح أَوَّلِه ، على وزْن فَعُول قرْيَةٌ من قُرَى إِفريقية ، يقال فُلانٌ الجَلُوديّ ، ولا يُقَال بالضّمّ إِلاّ أَن يُنسب إِلى الجُلُودِ : قال : وهاذا إِنَّما يَتمُّ إِذَا غَلَبَت وصارَت بالاسم نحو الأَنصار والشعوب . وقال الجوهريّ في ( الصّحاح ) : فُلانٌ الجَلُودِي ، بفتح الجيم ، قال الفرّاءُ : هو منسوب إِلى جَلُودَ قرْيَةٍ من قُرَى إِفْرِيقية ، ولا يقال بالضّمّ . وتَعقَّب أَبو عبدِ الله بنُ الجلاَّب هاذا بأَنّ عليّ بن حمزةَ قال : سأَلّت أَهلَ إِفرِيقية عن جَلُودَ هاذه فلم يَعرفوها . انتهى كلامُه .
( والجِلْدُ الذَّكرُ ) ، قالَه الفرّاءُ وبه فسّر قوله تعالى : { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } ( فصلت : 21 ) قيل : { 7 . 029 اءَي لفروجهم } كنِيع عنها بالجُلُود ، كما قال عزّ وجلّ : { 7 . 029 اءَو جاء اءَحد . . الغائط } ( النساء : 43 ) و ( المائدة : 6 ) والغائط : الصّحراءُ ، والمرادُ من ذالك : أَو قَضَى أَحدٌ منكم حاجةً . وقال ابن شيده : وعندي أَن الجُلود هنا مُسُوكُهُم الَّتي تُبَاشِر المَعاصِيَ .
( وأَجْلدَه إِليه ، أَي أَلجأَه وأَحْوَجه ) كأَدْمَغَه وأَدْغَمَه ، قاله أَبو عَمْرو .
( والمُجَلَّدُ : مَنْ يُجَلِّدُ الكُتُبَ ) ، وقد نُسِبَ إِليه جماعَةٌ من الرُّوَاة ، منهم شَيخُ مشايخنا الوَجيهُ عبد الرحمان بن أَحمد السّليميّ الحَنَفيّ الدِّمشقيّ المعمَّر ولد سنَة 1046 وحدّث عن الشيخ عبد الباقي البَعليّ الأَثرِيّ وغيره وتُوفِّيَ بِدِمَشق سنة 1140 .
( و ) المُجَلَّدُ ، ( كمعَظَّمٍ : مِقْدارٌ من الحِمْلِ مَعلومُ الكَيْلِ والوَزْن ) ، ونَصُّ التكملة : أَو الوَزن .
( وفَرَسٌ مُجَلَّدٌ : لا يفْزَعُ ) . وفي
____________________

(7/512)


بعض النسخ لا يَجْزَع . ( مَن الضَّرْب ) أَي من ضَرْب السَّوط .
( والجَلَنْدَي والجَلَنْدَد ) ، بفتحهما : ( الفاجِرُ ) الذي يتبع الفُجُورَ . أَورده الأَزهريّ غي الرّبَاعيّ وأَنشد :
قامَتْ تُنَاجِي عامراً فأَشهَدَا
وكان قِدْماً ناجِياً جَلَنْدَدَا
قد انتَهَى لَيْلَتَه حتَّى اغْتَدَى
( والعَاجزُ ) ، بالعين والزاي ( تَصْحِيفٌ ) ، هاكذا نقله الصاغَانيّ . ونقل شيخُنَا عن سيِّدي أَبي عليّ البوسيّ في حواسي الكُبْرَى أَنّه صرّحَ بأَنّه يُطلَق على كلَ منهما ، قال : وعندي فيه تَوقُّف ، فتأَمّلْ .
( والمُجْلَنْدي ، كالمِعْرَنْدِي ) : البعير ( الصُّلب ) الشَّديد .
( وجُلَنْدَاءُ ، بضمّ أَوّله وفتح ثانيه ممدودَةً ، وبضمِّ ثانيه مقصورَةً : اسمِ مَلكِ عُمَانَ ) ، وفي كلام الخَفاجيّ في شرْح الشِّفَاءِ ما يقتضِي أَنّه أَبو جُلَنْدَاءَ ، بالكُنْية ، والمشهور خِلافه ، وقد صرّحَ النَّوويّ وغيره بأَنّه أَسلم ، والله أَعلم . وفي ( شرح المفصَّل ) لابن الحاجب : الأَوْلَى أَن لا تَدخل عليه أَل ، ومعناه القَوِيّ المتحمِّل ، مِن الجلاَدة ، كما قاله المعرّيّ في بعض رسائله . ( ووَهِمَ الجوهريُّ فقَصَرَه مع فتح ثانيه . قال الأَعشى :
وجُلَنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً ثمَّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنيفِ ) ويقال إِنَّ بيت الأَعشى هاذا الذي استدلّ به لا دليل فيه ، لجواز كونه ضرورةً . وقد رُوِيَ .
وجُلُنْدَى لَدَى عُمَانَ مقيماً
( وسَمَّوْا جَلْداً ) ، بفتح فسكون ، ( وجُلَيداً ) ، مُصغَّراً ، ( وجِلْدةَ ، بالكسر ، ومُجَالِداً ) قال :
نكِهْتُ مُجَالِداً وشَممْتُ منه
كَرِيح الكَلْبِ ماتَ قريبَ عهْد
فقُلْتُ له متَى استَحْدثْتَ هاذا
فقال : أَصابَني في جَوْف مَهْدِي
____________________

(7/513)



( وعَبْد الله بن محمَّد بن أَبي الجَلِيدِ ، كأَمِير ، محدِّثٌ ) ، روَى عن صَفوانَ بن صالحٍ المؤذّن ، كذا في ( التبصير ) للحافظ . وعبّاس بن جُلَيْد . كزْبَيْر ، رَوَى عن ابن عُمَر . والجُلَيْد . كزُبَيْر ، رَوَى عن ابن عُمَر . والجُلَيْد بن شعوة وفدَ على عُمَر .
( ) ومما يستدرك عليه :
قومٌ من جِلْدَتِنا ، أَي من أَنفسنا وعَشيرتنا .
وجَلدْتُ به الأَرضَ أَي صَرَعْته . وجَلَدَ به الأَرضَ : ضرَبَها .
وفي الحديث : ( فنَظَر إِلى مُجْتلَد القَوْم فقال : الآن حَمِيع الوَطِيسُ ) أَي إِلى موْضع الجِلادِ ، وهو الضَّرب بِالسّيف في القتال .
وفي حديث عليّ كرّم الله وَجهَه ( كنْت أَدْلُو بتمْرَة أَشترِطُها جِلْدَة ) الجِلْدة ، بالفتح والكسر ، هي اليابسة اللِّحاءِ الجَيِّدة . وتَمْرة جَلْدَةٌ : صُلْبَةٌ مكتنزة .
وناقةٌ جَلْدَةٌ : صُلْبه شديدةٌ ، ونُوقٌ جَلْدَات ، وهي القوِيَّة على العمل والسَّيْر . ويقال للنّاقة النّاجِيَةِ إِنّهَا لجَلْدةٌ وذاتُ مَجلود ، أَي فيها جلاَدة . قال الأَسود بن يعفر :
وكنْت إِذا ما قُدِّم الزَّادُ مُولَعاً
بكُلِّ كُمْيَتٍ جَلْدةٍ لم تُوَسَّفِ
وقال غيره :
مِن اللَّواتِي إِذا لانتْ عَريكتُها
يَبقَى لها بعْدَها أَلٌّ ومَجلودُ
قال أَبو الدُّقيش : يعني بَقِيّة جلدها .
وناقةٌ جَلْدةٌ لا تُبالِي البَرْدَ . وجَلْدات المَخاض : شِدَادها وصِلابها . وقد جاءَ في قول العجّاج .
وقال سَلمة : القُلْفَةُ والقَلَفَة والرُّغْلة
____________________

(7/514)


والرَّغَلة والجُلْدَة ، كلُّه الغُزْلة . قال الفرزدق :
منْ آل حَوْرانَ لم تَمْسَسْ أَيُورَهُم
مُوسَى فتُطْلعْ عليها يابسَ الجُلَد
والجَلِيديّة من طَبَقَاتِ العَين .
وأَبو جلْدَة ، بالكسر : مُسْهِر بن النُّعْمَان بن عَمْرِو بن رَبيعَةَ ، من بني خُزَيْمَةَ بن لُؤَيّ بن غالب ، وأَبو جِلْدَة اليَشْكريُّ شاعر ، وآخَرُ من بني عِجْل ، ذكَره المشتغفريّ . وجَوَّزَ الأَمير أَنّه الذي قَبْلَه ، قاله الحافظ ، وأَبو الجِلْد : جيلان بن فَرْوَة الأَسديّ ، بصْرِيُّ رَوَى عنه عِمرَانُ الجَوْنيّ وغيره .
والجَلاَّد : من يَضْرب بالسِّياط ، وأَيضاً بائعُ الجُلود .
جلبد : ( جَلْبَدةُ الخَيْلِ ) ، أَهمله الجوهريّ وقال الصّغانيّ هي ( أَصْوَاتُها ) كالجَلَبة والجَلْفدة .
جلحمد : ( الجَلَحْمَدُ ، كسَفْرْجَلٍ ) ، أَهمَله الجوهَريّ والصاغانيّ . وقال المفضّل : هو الرّجل ( الغلِيظُ ) الضَّخْم ، كالجلنْدح ، نقَله الأَزهريّ في الخُماسِيّ عنه .
جلخد : ( المُجْلخدُّ كمُسْبَطرَ : المستَلْقِي ) الّذي قد رَمى بنَفْسه وامْتَدّ ، كذا عن الأَصمعيّ . قال ابن أَحمر :
يَظَلُّ أَمَامَ بيْتِك مُجْلَخِدًّا
كما أَلْقيْتَ بالسَّنَدِ الْوَضِينَا
وقال اللّيث : المُجْلَخِدُّ : المضطَجِع . وأَنشدَ يَعقوبُ لأَعْرَابِيّة تَهجُو زَوْجَهَا :
إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكدْ يُراوِحُ
هلْبَاجَةٌ حَفيْسَأٌ دُحَادِحُ
أَي ينام إِلى الصُّبح لا يُرَاوِحُ بين جَنْبَيْه ، أَي لا يَنْقلِب من جَنْبٍ إِلى جٍ نْب .
( و ) يقال ( رَجُلٌ جَلَخْدَي : لا غَنَاءَ عندَه ) ، وهاذه عن الصّاغانيّ .

____________________

(7/515)


جلسد : ( جَلْسَدٌ ) ، بلا لام ، ( والجَلْسَدُ ) ، باللام : ( اسمُ صَنمٍ ) كان يُعبد في الجَاهليّة . وذكره الجوهريْ في ترجمة جسد على أَنّ اللام زائدة ، قال الشاعر :
فباتَ يَجْتاب شُقَارَى كما
بَيْقر مَن يَمشِي إِلى الجلْسدِ
قال ابن بَرِّيّ : البيت للمثقِّب العبْديّ : قال : وذكر أَبو حنيفة أَنّه لعَديّ بن وَداع .
جلعد : ( الجلْعَدُ الصُّلْبُ الشَّديدُ ) . قال حُميد بن ثعور :
فحمّلَ الهَمَّ كِنازاً جَلْعَدا
( و ) الجَلْعَد ( من الحُمُرِ : القصيرُ ) الغليظُ . ( و ) الجَلْعَدُ ( من النِّسَاءِ : المُسنّة ) الكبيرة .
( و ) جَلْعَدٌ : ( ع ) ببلاد قَيس .
( والجَلْعَدةُ : السُّرْعَة في الهَرَب ) .
( واجْلَعَدَّ ) الرَّجلُ ، إِذا ( امْتدَّ صريعاً . وجَلْعَدْتُه ) أَنا . وقال جَندل ابن المُثَنَّى :
كانُوا إِذا ما عايَنُوني جُلْعِدُوا
وضَمَّهُم ذو نَقِمَات صِنْدِدُ
وفي النَّوادر : يقال : رَأَيتهُ مُجْرَعِبًّا ومُجْلَعِبًّا ومُجْلَعدًّا ومُسْلَحِدًّا ، إِذا رأَيْته مَصروعاً مُمتدًّا .
( و ) الجَلْعَد و ( الجُلاعِدُ ، كعُلابِطٍ : الجَمَلُ الشَّديدُ ) . وأَنشد الجوهريّ للفَقعسيّ :
صوَّى لها ذا كدْنَةِ جُلاعِدَا
لم يَرْعَ بالأَصْياف إِلا فارِدَا
____________________

(7/516)



وهاكذا أَنشده أَبو عُبيدٍ في المصنّف . و ( ج ) جَلاعِدُ ، ( بالفتح ) .
والجُلاعِد أَيضاً : الصُّلْبُ الشديدُ .
جلفد : ( الجَلْفَدَة ) أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هي ( الجَلَبَةُ التي لا غَناءَ لها ) ، الفاءُ مبدلة عن الباءِ .
جلمد : ( الجَلْمَدُ : الصَّخْر ) ، وفي ( المحكم ) : الصَّخْرة ، ( كالجُلْمُودِ ) ، بالضّمّ . وقيل : الجَلمَدُ والجُلْمود أَصغرُ من الجَنْدل قَدْرَ ما يُرمَى بالقَذَّافِ . وعن ابن شُميل . الجلمود مثلُ رأْس الجَدْيِ ودون ذالك ، شيْءٌ تحمِله بيدِك قابضاً على عرْضِه ولا تَلتَقِي عليه كَفّاك جميعاً يُدقُّ به النَّوى وغيرُه . وقال الفرزدق :
فجاءَ بجُلْمودٍ له مثْلُ رأْسِه
ليُسْقِي عليه الماءَ بينَ الصَّرائِمِ
( و ) الجَلْمَد : ( الرَّجُل الشِّدِيدُ ) الصَّوتِ ( كالجَلْمَدة ) ، بزيادة الهاءِ ، قاله اللَّيْث . ( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : الجَلْمَدَةُ ( البَقَرةُ ) . وفي بعض نسخ النوادر : هي الجلمدة .
( و ) الجَلْمَد : ( القطِيعُ الضَّخْمُ من الإِبل ، أَو المَسانُّ منها ، كالجُلْمود ) . بالضّمّ .
( و ) الجَلْمَد : ( الزَّائدُ على مِائَةٍ من الضَّأْن ) ، يقال : ضَأْن جَلْمدٌ ، إِذا كان كذالك .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ الجِلْمِدُ ، ( كِزْبرِجٍ : أَتَانُ الضَّحْلٍ ) ، بفتح فسكون ، وهي الصَّخْرَة الّتي تكون في الماءِ القليل ، ( و ) قيل الجَلاَمدُ كالجَراوِل .
و ( أَرضٌ جَلْمدةٌ : حَجرةٌ ) ، ونصّ ابن دُريد : ذات حِجَارة .
( و ) عنْ كُرَاع : يقال : ( أَلقَى عليهِ جلامِيدَهُ ) ، أَي ( ثِقَلَهُ ) .
( وذاتُ الجَلامِيدِ : ع ) ، سُمِّيَ بتلك الصُّخورِ .

____________________

(7/517)


جمد : ( جَمَد الماءُ وكلُّ سائلٍ ، كنَصَرَ وكَرُمَ ) ، يَجْمُد ( جَمْداً ) ، أَي قام ، وهو ( ضِدُّ ذابَ ) وكذالك غيرُه إِذا يَبِسَ ، ( فهو جامدٌ وجَمْدٌ ) ، الأَخير بفتح فسكون ، ( سُمِّيَ بالمصْدر ) .
( وجَمَّد ) الماءُ والعُصارةُ ( تَجميداً : حاول أَن يجْمُدَ ) .
( والجَمَدُ ، محرّكَةً ، الثَّلجُ . و ) الجَمَدُ ( جمْعُ جامدٍ ) ، مثْل خادِمٍ وخَدَمٍ ، ( و ) الجَمَد : ( الماءُ الجامد ) .
( و ) من المجاز : ( الجَمَادُ ) ، كسَحابٍ ( : الأَرْضُ ، والسَّنَةُ لم يُصِيْهَا مَطرٌ ) ، قال الشاعر :
وفي السَّنةِ الجَمَاد يكونُ غَيْثاً
إِذا لم تُعْطِ دِرَّتها العَصُوبُ
وفي ( التهذيب ) : سنة جامدة : لا كَلأَ فيها ولا خِصْبَ ولا مَطَرَ . وأَرْضٌ جَمادٌ : يابِسة لم يُصِبْهَا مَطرٌ ولا شيءَ فيها ، قال لبيد .
أَمْرَعَتْ في نَدَاه إِذْ قَحطَ القَطْ
رُ فأَمُسَى جَمَادُها مَمطورَا
وأَرض جَمادٌ : لم تُمطَر ، وقيل هي الغَليظة .
( و ) الجَمَاد : ( النَّاقَةُ البَطيئةُ ) ، قال ابن سِيده : ولا يُعجبني ( و ) الصحيح أَنَّهَا ( التي لا لبَنَ لها ) ، وهو مَجاز . وكذالك شاةٌ جَمَادٌ . وفي ( التهذيب ) : الجَمَادُ : البَكِيئة ، وهي القليلةُ اللّبن ، وذالك من يُبُوسَتها . جَمَدتْ تَجمُد جُمُوداً .
( و ) الجَمَادُ ( ضَرْبٌ من الثِّياب ) والبُرُودِ ، ( ويُكسر ) . قال أَبو دُواد :
عَبِق الكِباءُ بهنَّ كلَّ عَشِيَّةٍ
وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جِمَادِ
( ويقال للبخيل جَمَادِ ) له ، ( كقَطامِ ، ذَمًّا ) ، أَي لا زالَ جامدَ الحالِ ، وإِنّما بُنِيع على الكسْر لأَنّه
____________________

(7/518)


مَعدولٌ عن المصْدر ، أَي الجمود ، كقولهم فَجارِ . ( أَو هو ) ، أَي البخيلُ ( جَمَادُ الكَفِّ ) والجامد . ( و ) قد ( جَمد ) يَجْمُد ، إِذا ( بَخِلَ ) ، وهو مَجَاز . ومنه الحديث : ( إِنّا والله ما نَجْمُد عِنْد الحقِّ ، ولا نَتدَفَّقُ عندَ الباطلِ ) ، حكاه ابن الأَعرابيّ . وهو جامدٌ ، إِذا بَخِلَ بما يَلْزَمُه من الحقّ . . . وجَمادِ : نقيضُ قَولهم حَمَاد ، بالحاءِ في المدْح ، وسيأْتي . قال المتَلمِّس :
جَمَادِ لها جَمادِ ولا تَقولَنْ
لها أَبداً إِذا ذُكِرَتْ حَمَادُ
( و ) جُمَادَى ، ( كحُبَارى : مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُور ) العرَبيَّة . وهما جُمَادَيانِ ، فُعَالى من الجَمْد ، ( مَعْرفَةٌ ) لكونها علَماً على الشَّهْر ( مُؤنَّثَة ) ، سُمِّيَتْ بذالك لجمُودِ الماءِ فيها عند مَسمِيةِ الشُّهُورِ . قال الفرَّاءُ : الشُّهُور كلّها مُذَكّة إِلاّ جُمادَيَينِ فإِنّها مُؤنّثان . قال بعضُ الأَنصار :
إِذا جُمَادَى مَنعَتْ قَطْرَها
زَانَ جِبَانِى عَطَنٌ مُغْضِفُ
يَعني نَخْلاً . يقول : إِذا لم يكن المطرُ الّذي به العُشبُ يَزِين مَواضعَ النّاسِ فجِنَاني مُزيَّنة بالنَّخل . قال الفرَّاءُ : فإِنْ سمِعتَ تذكيرَ جُمَادَى فإِنَّما يُذهب به إِلى الشهْر . ( ج جُمَادَيَاتٌ ) . على القياس ، ولو قيلَ جِمَادٌ لكان قِياساً .
( و ) روِي عن أَبي الهَيْثم ( جُمَادَى ) ( الأُولَى ) ، وهي الخامِسة من أَوَّل شُهور السَّنَة ، ( وجُمَادَى سِتَّةٍ ) ، هي جَمادَى ( الآخِرَةُ ) ، وهي تَمامُ سِتّة أَشهُرٍ من أَوّل السَّنة ، ورَجَب هو السّابعُ ، قال لبيد :
حتَّى إِذا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ
جَزَآ فطَالَ صِيَامهُ وصِيامُهَا
هي جُمادَى الآخِرةُ . وفي شرْح شَيْخِنا ناقلاً عن الغَنَويّ عن ابن الأَعرابيّ بإِضافة جُمادَى إِلى سِتّة وقال
____________________

(7/519)


أَرادَ سِتَّةَ أَشْهرِ الشِّتاءِ ، وهي أَشهُرُ النَّدَى . وكان أَبو عَمْرٍ و الشّيبانيّ يُنشده بخفضِ سِتَّةٍ ويقول : أَرادَ جُمَادَى سَتَّةِ أَشْهُر ، فعرّف بجُمادَى . ورَوَى بُنْدَار بنصب ( سِتّة ) على الحال ، أَي تتمّة سِتَّةٍ ، أَراد الآخِرَة . وقال أَبو سَعيد : الشتاءُ عند العرب جُمَادَى ، لجُمود الماءِ فيه . وأَنشد للطِّرِمّاح .
لَيلةٌ هاجَت جُمادِيّةٌ
ذَاتُ صِرَ جِرْبِياءُ النِّسَامْ
أَي ليلة شَتْوِيَّة .
( و ) عن الكسائيّ : ( ظَلَّت العينُ جُمَادى ) ، أَي ( جامِدَةً لا تَدْمَعُ ) ، وأَنشد :
مَن يَطْعَمِ النَّوم أَو يَبِتْ جَذِلاً
فالعيْنُ منِّي للْهَمِّ لم تَنَمِ
تَرْعَى جُمَادَى النَّهاءَ خاشعةً
والليلُ منها بَوادِقٍ سَجِمِ
أَي تَرعَى النهار جامدةً ، فإِذا جاءَ الليلُ بَكتْ .
( وعَينٌ جمُودٌ ) ، كصَبور : لا دَمْعَ لها .
( ورَجلٌ جامِدُ العَينِ ) : قليلُ الدَّمعِ ، وهو مَجاز .
( و ) في ( المحكم ) : ( الجُمْدُ ، بالضّمّ وبضمّتين ) مثْل عُسْر وعُسُر ، ( و ) الجَمَد ، ( بالتحريك : ما ارْتَفعَ من الأَرضِ . ج أَجمادٌ وجِمادٌ ) ، الأَخير بالكسر ، مثْل رُمْح وأَرمَاح ورِمَاح . ومَكانٌ جُمُدٌ : صُلْبٌ مُرتَفِع . قال امرؤ القَيْس :
كأَن الصُّوار إِذْ يُجاهِدنَ غُدْوَةً
على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولُ بأَجْلالِ
والجُمُد : مَكانٌ حَزنٌ : وقال الأَصمعيّ : هو الماكن المرتفع الغليظ . وقال ابن شُميل : الجُمُد قارَةٌ ليست بطويلة في السّماءِ ، وهي غليظةٌ تَغلظُ مرّةً وتَلِينُ أُخْرَى ، تُنبت الشّجرَ ، ولا تكون إِلاّ في أَرضٍ غليظَة ، سُمِّيتْ جُمُداً من جُمودها ، أَي من يُبْسها ، والجُمُد أَصغرُ الآكامِ ، يكون مُستديراً صغيراً ،
____________________

(7/520)


والقَارَةُ مستديرَةٌ طويلةٌ في السماءِ ، ولا يَنْقادانِ في الأَرض ، وكِلاهما غَليظُ الرأْسِ ، ويُسمَّيان جميعاً أَكَمةً . قال : وجماعة الجُمُدِ جِماد ، يُنْبت البقْلَ والشَّجرَ . قال : وأَمّا الجُمُودُ فأَسْهَلُ من الجُمُدِ وأَشدُّ مُخالطةً للسُّهُول ، ويكون الجُمُودُ في ناحِيةِ القُفّ وناحيَةِ السُّهولِ ، كذا في ( اللسان ) .
( وأَجْمَدُ ) ، كأَحْمدَ ، ( بنُ عُجَيَّانَ ) ، مُصغَّراً ، وضبطه ابن القَرَّاب على وَزْن سُفيان ، ( صَحابيٌّ فَرْدٌ ) ، من بني هَمْدَانَ ، له وِفادة ، وخطّته معروفةٌ بجِيزةِ مصر ، قاله ابن يونس ، كذا في التجريد للذهبي .
( و ) الجامد : الحَدُّ بين الدارَين ، وجَمْعه جَوامِدُ . وقال ابن الأَعرابيّ : ( الجَوَامدُ ) الإِرَفُ وهي ( الحُدُود بين الأَرضينَ ) ، واحدها جامدٌ . وفي الحديث : ( إِذا وقَعَت الجَوَامِدُ فلا شُفْعةَ ) ، هي الحدود .
( وجَمْد الكنديُّ صَحابيٌّ ) ، لهُ ذِكْر في حديثِ مُرْسَل يَرويه عاصم بن بَهْدَلَةَ عنه ، كذا في ( التَّجريد ) . ( و ) جَمْدُ ( بنُ مَعدِيكَرِبَ ، من ملوك كنْدَةَ ) ، كذا ضبطعه ابن ناصرٍ وصَوَّبه ، ( أَو هو بالتَّحريك ) ، كذا ضبَطه ابن الأَثير . قال الحافظ : وبنْته آمِنَةُ كانَتْ زَوْجَ الأَشعَتِ بن قَيسٍ .
( و ) جِمَادٌ ، ( ككِتَابٍ : محدِّثٌ ) وهو جِمَادُ بن أَبي أَيُّوب ، شيخٌ لحفْصِ ابن غِياثٍ .
( و ) جُمُدٌ ، ( كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد ) ، مثَّلَ به سيبويه ، وفسَّرَه السِّيرَافيّ . قال أُميّة بن أَبي الصَّلت :
سُبحانَه ثم سُبحاناً يَعُودُ له
وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ
ومنهم من ضبطَه محرّكةً أَيضاً . ونَسَب ابنُ الأَثير عَجُزَ هاذا البَيت لوَرقَةَ بنِ نَوْفل .
( و ) يقال إِنّ جَمداً ( كَجَبَلٍ : ة
____________________

(7/521)


ببَغْدَادَ ) من قُرَى دُجَيْل وأَنشدوا البيتَ السابقَ .
( و ) رَوَى مُسلمٌ في صحيحه ( هذا جُمْدَانُ ، سَبَقَ المُفَرّدون ) هو ( كعُثْمان جَبَلٌ بطريقِ مكّة ) شَرَّفها الله تعالى ( بَيْنَ يَنْبُعَ والعِيصِ ) وقيلَ بينَ قُدَيد وعُسْفانَ ، ويقال على لَيْلَةٍ من المدينة المشرَّفَة ، مَرَّ عليه سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال حسّان :
لقدْ أَتَى عن بَنِي الجرْباءِ قَوْلُهمُ
ودُونَهمْ دفُّ جُمْدَانٍ فمَوضوعُ
( و ) جُمْدَانُ أَيضاً : ( وادٍ بين أَمَجٍ وثَنِيّةِ غَزَالٍ ) .
( و ) من المَجاز : مازِلْت أَضرِبُه حتّى جَمَدَ .
( جَمَدَه : قَطعَه . و ) منه ( سَيْفٌ جَمَّادٌ ) ، ككَتَّان : ( صارِمٌ ) قَطاعٌ ، عن أَبي عمرٍ و . وأَنشدَ :
والله لو كُنْتُمْ بأَعْلَى تَلْعةٍ
من رَأْس قُنفُذ أَو رُؤُوسِ صِمَادِ
لسَمعْتمُ من وَقْعِ حَرِّ سُيوفِنا
ضَرْباً بكلِّ مُهنَّدٍ جمَّادِ
وفي ( الأَساس ) : من المَجاز سَيفٌ جمَّاد : يَجْمُدُ مَنْ يُضْرَبُ به .
( و ) من الماجز : لك ( جامِدُ ) هاذا ( المالِ وذَائبُه ) ، أَي ما جَمَدَ منه وما ذابَ ، ( و ) قيل : أَي ( صامِتُه وناطِقُه ) ، وقيل : حَجَرُه وشَجَرُه .
( و ) من الماجز ( جَمَدَ ) لي عليه ( حَقِّي ) وذابَ ، أَي ( وَجَبَ . وأَجْمدْتُه ) عليه : أَوْجَبْته .
( والمُجْمِدُ ) ، كمُحْسِنٍ ( : البَخِيلُ ) الشّحيح ، قاله خالد . ( و ) قال ابن سيده : المُجْمِدُ : البعخيلُ ( المُتشدِّدُ ، و ) قيل هو ( الأَمينُ في القِمَارِ ) ، وبه فُسِّر بيتُ طرَفةَ بنِ العبد .
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظرتُ حَوِيرَه
على النّارِ واستودعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ
____________________

(7/522)



( أَو ) المجْمِدُ : الأَمينُ ( بَيْنَ القعوم ) ، وهو الذي لا يَدْخُلُ في المَيْسر ، ولكنَّه يَدْخل بين أَهل الميسر فَيضرب بالقِداح وتُوضَع على يديه ويُؤتَمَن عليها ، فيُلْزِمُ الحَقَّ مَن وَجبَ عليه ولَزِمَه . وقيل : هو الذي لم يَفُزْ قِدْحُه في الميسر . وفي ( التهذيب ) : أَجْمَد يُجْمِد إِجماداً فهو مُجْمِد ، إِذا كان أَميناً بين القوم . وقال أَبو عبيد : رجل مُجمِد أَمينٌ من شُحَ لا يُخدَع . وقال أَبو عمرٍ و في تفسير بيت طَرفة : استودعْت هاطا القِدْحَ رَجُلاً يأْخُذُ بكلْتَا يديه فلا يَخْرُجُ من يديه شيءٌ . ( و ) كان الأَصمعيُّ يقول : المُجْمِد في بيت طرفةَ هو ( الدّاخلُ في جُمادَى ) ، وكان جُمادَى في ذالك الوقْتِ شهْرَ بَرْدٍ ( و ) قيل : المُجْمِد ( القليلُ الخَيْرِ ) . وقد أَجَمَدُ القَوْمُ إِجْمَاداً إِذا قلَّ خَيْرُهُم وبَخِلُوا ، وهو مَجاز .
( و ) يقال : ( هو مُجامِدِي ) أَي ( جارِي بيتَ بَيْتَ ) ، وكذالك مُصاقِبي ومُوَارِفِي ومُتَاخِمي .
( وسَعيدُ بن أَبي سعيد ) وفي ( التبصير ) : سعيدُ بن أَبي سعد ( الجامديُّ ، زاهدٌ ، وله رِواية ) عن الكروخيّ ، توفِّيَ سنة 603 ، ترجمه الذهبيّ في التاريخ . وأَبو يَعلَى محمد بن عليّ بن الحسين الجَامدِيّ الواسطيّ ، حَدثَ عن الحلابيّ بالأَجازة ، ومات سنة 618 قاله الخافظ ،
( ) ومما يستدرك عليه :
مُخّةٌ جامدةٌ ، أَي صُلْبَة . وعن الفرّاءِ : الجِمَاد : الحِجَارَة ، واحدها جَمَدٌ .
والجامد : ما لا يُشتقّ منه ، والبَليدُ .
ورَجُلٌ جَميدُ العَيْنِ وجَمَادُها كجامدها .
ودَارةُ الجُمُدِ ، بضمّتين : مَوضعٌ ، عن كُرَاع ، وسيأْتي في الراءِ .
محمد بن أَحمدَ الجَمَديُّ ، محرّكةً ، سمعَ عبدَ الوهّاب الاينماطيّ . وابنه أَحمدُ سمع أَبا المعالي أَحمدَ بن عليّ بن السّمين .
وجُمْدَان ، كعُثْمان : أَميرٌ كان بمصْر في دَوْلَة العادِلِ كَتبغا ، ذَكره الحافظ .
جمعد : ( الجَمْعدُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وفي
____________________

(7/523)


التكملة : هي ( الحجارَةُ المجموعة ) ، عن كُراع ، ( أَو هو تَصحيفٌ من ابنِ عبّادِ ) صاحب البحرِ المحيط ، والصحيح الجَمْعَرة ، بالراءِ .
جند : ( الجُنْد ، بالضمّ : العَسْكَرُ والأَعوانُ ) والأَنْصار ، والجمعُ الأَجْنَادُ والجُنُودُ ، والواحدُ جُنْديٌّ ، فالياءُ للوَحْدة ، مثل رُوم ورُوميّ ، كذا في ( المصباح ) .
( و ) الجُنْد : ( المَدينَةُ ) ، وجمعُها أَجنادٌ . وخَصّ أَبو عُبيدة به مُدُنَ الشَّأْم . وأَجنادُ الشأْم خَمْسُ كُوَر : دمَشق ، وحمْص ، وقنَّسرينُ ، والأُردُنّ ، وفِلَسطِين ، يقال لكُلِّ مدينةٍ منها جُنْد . وفي حديث عُمرَ ( أَنّه خَرجَ إِلى الشّأْم فلقيَه أُمراءُ الأَجنادِ ) وهي هاذه الخمسةُ أَماكن ، كلُّ واحد منها يُسمَّى جُنْداً ، أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين .
( و ) كلُّ ( صنف مِن الخلْقِ ) جُنْدٌ ( على حِدةٍ ) والجمع كالجمْع .
( وفي المثَل ( إِنَّ للهِ جُنُوداً منها العَسَلُ ) ) قال شيخنا في هذا المثَل : ( إِنّه لمعاويةَ رضي الله عنه ، قاله لمَّا سمع أَن الأَشترَ سُقِيَ عَسلا فيه سمٌّ فماتَ . يُضرَب عند الشَّماتة بما يُصيب العَدوَّ ، وقاله الميدانيّ والزمخشريّ . ووقع في تاريخ المسعودي : ( إِنَّ لله جُنْداً في العَسَل ) .
( و ) الجَنَدُ ( بالتِّ حْرِيك : الأَرضُ الغلِيظة . و ) قيل : هي ( حجَارةٌ تُشبِهُ الطِّينَ . و ) الجَنَدُ : ( د ، باليمن ) بين عَدَنَ وتَعِزَّ ، وهو أَحَدُ مَخاليفها المشهورة ، نزَلها مُعَاذُ بن جبَلٍ رضي الله عنه .
( و ) الجَندُ ( بنُ شَهْرَانَ : بَطنٌ من المَعَافر ) ، منهم شرَفُ بن محمّد بن الحَكَم ابن أَخي يَحيَى بن المحَكَم المَعَافرِيّ .
( و ) جَنْدٌ ، ( كنجْمَ : د . على ) نَهرِ ( سَيْحُونَ ) ، منه القاضي الشاعر يعقوب بن فاضلٍ ، قدِم خُوارَزْمَ سنة 548 .
( وخَلاّد بن ) عبد الرّحمان ( بن ) ( جُنْدَةَ ) الصاغانيّ ( بالضّمّ ) ، عن سعيد بن المُسيّب وغيره ، وعنه
____________________

(7/524)


ابن أَخيه القاسم بن الفيّاض بن عبد الرحمان وغيره .
( والهَيْثَم بن جَنّادٍ ، ككتّان ، وعليُّ بن جَنَدٍ ، محرّكةً ، محدِّثون ) ، الأَخير يُعرف بالطّائفيّ : عن عمْرِو بن دِينَار .
( وجُنَادَةُ ) بالضّم ، ابن أَبي أُمَيَّةَ الأَزْديّ ، وابن جَراد الغَيْلانيّ الأَسَديّ ، وابن زيد الحارثي ، وابن سفيان أَخو جابرٍ ، وابنُ عبد الله بن عَلْقَمة بن عبد المطلب ، وابن عوفٍ وابنُ مالكٍ ( صحَابِيُّون ) رضي الله عنهم .
( وجُنيْدُ بن عبد الرحمان ) بن عوف بن خالدٍ العامريّ ( وجخميدٌ أَخوه ، صَحابيَّان ) .
( وأَجْنَاديْن ) بفتح الأَلف ، وفتْح الدّال وكسرها ، وفي اللسان وأَجْنَادَيْنُ وأَجْنادان مَوضعٌ ، النُّونُ مُعْرَبةٌ بِالرَّفْع . قال ابن سيده : وأُرى البِناءَ قد حُكِيَ فيهما . والأَخير من الوجهين ذَكره الكبريّ في ( المعجم ) ، كأَنّه تثنية أَجناد ، وبه جزمَ ابن الأَثير وقيَّده ابن إِسحاق . وقال السُّهَيليّ : كذا سمعْت الشيخ الحافظ أَبا بكرٍ يعنطق به ، وقيَّدناه عن أَبي بكر بن طاهرٍ عن أَبي عليَ الغَسْانيّ بكسر أَوله وفتح الدال : ( ع ) مشهورٌ من واحي دِمَشق الشأْم ، كانت فيه الوقْعة العظيمةُ بين الرُّوم والمسلمين .
( وجُنْدَيْسابُورُ ) . بالضّمّ ، موضعٌ ( آخَرُ ) ، ولفظُه في الرّفع والنّصب سواءٌ لعُجمَته ، وهو من كُوَرِ الأَهواز .
( والجُنيْدُ ، كزُبير : لَقَبُ ) سيِّد الأَقطاب ( أَبي القاسم سعيد بن عُبَيْدٍ ) وفيل هو الجُنيْدُ بن محمّد بن الجُنيد الخزَّاز القَوَاريريّ ( سُلطانُ الطَّائفة الصُّوفيّة ) ، وسيَّدُهم ، صَحبَ سريًّا السَّقَطيَّ والحارِثَ المحاسبيّ ، وسمع الحسن بنَ عَرفةَ ؛ وعنه جعفرٌ الخلْدِيّ
____________________

(7/525)


وتَفقَّه على أَبي ثَورٍ صاحبِ الشافعي ، وأَفتَى في حَلْقته ، وكان شيخ وَقْته وفَريدَ عصره حالاً وقالاً . توفِّيَ سنة 298 ودُفِنَ عند شيخِه سَرِيّ بالشُّونِيزيّة ببغدادَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جُنْدٌ مُجنَّدٌ ، أَي مجموعٌ . ( والأَرواحُ جُنودٌ مُجنَّدةٌ ) أَي مجموعة . وهاذا كام يقال أَلْفٌ مُؤلَّفَةٌ ، وقَنَاطيرُ مُقَنْطَرةٌ أَي مُضعَّفة .
وجَنْد ، بفتْح فسكون : ناحيةٌ بسَوادِ العِراقِ بين فَم النِّيل والنُّعمانيّة .
والهَيْثم بن محمّد بن جَنّادِ ، ككَتّان ، الجُهنيّ ، مُحدّث .
والجَنَادِيّ : جِنْسٌ من الأَنماط أَو الثِّياب يُسترُ بها الجُدرانُ .
وتَجنّدَ : اتخذَ جُنداً .
وجُنادَة ، بالضّمّ : حَيٌّ .
والجُنْد بالضّمّ : جَبلٌ باليمن .
وجُنيد بن سميع المُزنيّ ، ذكرَه العقيليُّ في ( الصحابة ) .
والقاسم بن فيّاض بن عبد الرحمان بن جُمْدة ، صَنعانيٌّ ، يْعدّ من أَهل اليمن .
ومحمّد بن عبد الله بن الجُنَيد الجُنيديّ . ومحمّد بن يوسف بن الجُنَيد الجُنيديّ الكَشّيّ الجُرحانيّ . وأَبو محمدٍ حَيْدر بن محمّد بن أَحمد بن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاء إِلى جَدِّهم الجُنيْد .
وأَما أَبو عبد الله محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد .
وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عِيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ .
جود : ( *!الجَيِّدُ ، ككَيِّس : ضِدُّ الرَّديءِ ) ، على فَيْعل ، وأَصلُه جَيْوِد ، قلبت الواو ياءً لانكسارها ومجاورتها الياءَ ، ثمّ أُدغِمت الياءُ الزائدة فيها . ( ج
____________________

(7/526)


*!جِيادٌ ، *!وجِياداتٌ ) جمعُ الجمعِ . أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
كمْ كانَ عِندَ بَنِي العوّامِ مِن حسَب
ومن سُيوفٍ *!جِيَاداتٍ وأَرماحِ
( و ) في ( الصّحاح ) في جمعه ( *!جَيائِدُ ) بالهمز على غير قياس .
( *!وجاد ) الشّيْءُ ( *!يَجُود *!جُودةً ) ، بالضّمّ ( *!وجَودَة ) ، بالفتح : ( صار *!جَيِّداً . *!وأَجادَهُ غيْرُه ) فجادَ . والتجويدُ مثْلُه .
( و ) قد قالوا ( *!أَجْوَدَهُ ) ، كما قالوا : أَطالَ وأَطْولَ ، وأَطابَ وأَطْيَبَ ، وأَلانَ وأَلْيَنَ ، على النُّقْصَان والتَّمام . ويقال هاذا شيءٌ بَيِّنُ *!الجُودةِ *!والجَوْدة .
( و ) قد ( جاد ) *!جودةً ، ( وأَجاد : أَتَى بالجَيِّد ) من القَول أَو الفِعل . ويقال أَجادَ فُلانٌ في عَمله *!وأَجْوَدَ ، وجَادَ عَملُهُ *!يَجُودُ *!جودَةً ، وجُدْت له بالمال *!جُوداً ( فهو *!مِجْوادٌ ) ، بالكسر ، *!ومُجِيدُ ، أَي يُجِيد كثيراً . وصانعٌ مِجْوَادٌ ومُجيدٌ . وأَنشدَ رَجلٌ رجزاً فقيل أَجاد ، فقيل إِنّه كان مِجْوَاداً ، وهُم *!مَجَاوِيدِ .
( *!واستجادَهُ : وَجَدَه ) *!جَيِّداً أَو عَدَّه جيِّداً ( أَو طَلَبَه جيِّداً ) ، وتَخيَّرَه ، *!كتَجَوَّده . وفي ( الأَسَاسِ ) : *!وأَجَدْتُك ثَوْباً : أَعطيْتُكَه جَيِّداً :
( *!والجَوَاد ) ، بالفتحِ ( : السَّخِيّ والسَّخِيَّة ) ، أَي الذَّكر والأُنثَى سواءً . واستدَلُّوا بقول أَبي شِهَابٍ الهُذلّي :
صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكْرِهَا
*!جَوَادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرْقُ زاخرُ
وقيل : الجَوَاد : هو الّذي يُعطِي بلا مَسأَلة صيانةً للآخِذ من ذُلِّ السُّؤالِ . وقال :
وما الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا ما سأَلْتَه
ولاكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال
وقال الكرمانيّ : *!الجُود : إِعطاءُ ما يَنبغِي لمن يَنبغِي . وعبارةُ غيرِه : الجُودُ صفَةٌ هي مبْدأُ إِفادة ما يَنبغِي لمن
____________________

(7/527)


ينبغي لا لعَوضٍ . فهو أَخصُّ من الإِحسان .
( ج *!أَجْوادٌ ) ، كَسَّروا فَعَالاً على أَفْعالٍ ، حتَّى كأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَسَّروا فَعَلاً .
( و ) الكثيرُ ( *!أَجَاوِدُ ) ، على غير قياس ، ( *!وجُودٌ ) بضمّتين ، ( كقُذُل في قَذَال ) . وفي بعض النُّسخ بضمّ فسكون . ونِسْوَةٌ *!جُودٌ مثْل نَوَارٍ ونُورٍ . قال الأَخطلُ .
وهن بالبذْل لا بُخْلٌ ولا جُودُ
وإِنّما سُكِّنت الواوُ لأَنها حرْف عِلّة ( *!وجُودَاءُ ) ، بضمَ ممدوداً ، *!وجُودةٌ أَلحقوا الهاءَ للجمْع ، كما ذهبَ إِليه سيبويه .
( وقد جادَ ) الرَّجلُ ( جُوداً ) ، بالضّمّ .
( *!واستجادَه : طلَبَ *!جُودَه ؛ *!فأَجادَهُ درْهَماً : أَعطاهُ إِيَّاه ) .
( وفَرَسٌ جَوَادٌ ) ، للذَّكر والأُنثَى . قال :
نَمَتْهُ جَوادٌ لا يُبَاعُ جَنينُها
( بيِّن الجُودة ، بالضّمّ ) ، أَي ( رائعٌ . ج *!جِيَادٌ ) *!وأَجيادٌ ، *!وأَجاوِيدُ . وفي حديث الصِّراط : ( ومِنهمْ من يَمُرُّ *!كأَجاوِيدِ الخيْل ) . هي جَمْعُ أَجْوَادٍ ، وأَجْوَادٌ جمْع جَوادٍ ، وكان القِيَاس أَن يقال جِوَادٌ ، فتصحّ الواو في الجمع لتحرُّكها في الواحدِ الذي هو جَواد ، كحرَكتها في طوِيل ، ولم يُسمَع مع هاذا عنهم جِواد في التكسير البتَّةَ ، فأَجْروْا واو جَوَادٍ ، لوقوعها قبل الأَلف ، مُجْرَى الساكنِ الّذي هو واوُ ثَوْبٍ وسوْط ، فقالوا جياد ، كما قالوا حِياض وسياط ولم يقولوا جِوَاد كما قالوا قوَام وطوال .
( وقد جادَ ) الفرسُ ( في عَدْوه ) : صارَ رائعاً ، يَجُود ( جُودةً ) ، بالضّمّ ، وعليه اقتصَر في ( اللسان ) ، ( وجَوْدةً ) ، بالفتح ، كما في بعض النُّسخ ( وجوَّدَ ) تجْويداً ، ( وأَجْوَدَ ) ، كما قالُوا أَطالَ وأَطْولَ ، وقد تقدَّمَ .
( واستجادَ الفرَسَ ) ، إِذا ( طَلَبه جَواداً ) .
____________________

(7/528)



( و ) يقال : ( جاد ، وأَجْوَدَ ) ، إِذا ( صار ذا ) دابَّةٍ ( *!جَوَادِ ) أَو فرَسٍ جَوَاد ، فهو مُجِيدٌ ، من قَومٍ *!مَجاوِيدَ . قال الأَعشى :
فمثْلِك قد لَهَوتُ بها وأَرْضِ
مَهَامِهَ لا يَقُودُ بها *!المُجيدِ
( و ) في حديث الاستسقاءِ ( ولم يأْتِ أَحدٌ من ناحِيَةِ إِلا حَدّثَ *!بالجَوْد ) ( الجَوْدُ : المطرُ ) الواسِعُ ( الغزِيرُ ) . وفي ( المحكم ) : الّذِي يرْوِي كلَّ شيْءٍ ، ( أَو ) الجَوْد من المطر : ( الذي لا مطر فوْقَهُ ) البَتّة . ( جمعُ *!جائدٍ ) مثْل صاحبٍ وصَحْبٍ . *!وجادهم المطرُ *!يجُودهم جَوْداً . ومَطر *!جَوْدٌ بَيِّنُ الجوْد . قال أَبو الحسن : فأَمَّا ما حكَى سيبويه من قولهم : أَخذتْنا *!بالجَوْد وفَوْقَه ، فإِنما هي مبالغةٌ وتشنيع ، وإِلاّ فليس فوق الجَوْدِ شيْءٌ ، قال ابن سيده : هذا قولُ بعضهم .
( و ) سماءٌ *!جَوْدٌ ، وُصِفت بالمصدر . وفي كَلام بعْضِ الأَوائل : ( هَاجتْ ) بنا ( سماءٌ جوْدٌ ) ، وكان كذا وكذا وسحابةٌ جوْدٌ كذالك ، حكاه ابن الأَعرابيّ . ( ومَطَرَتانِ *!جَوْدانِ ) .
وقد *!جِيدُوا ، أَي مُطِرُوا مَطَراً *!جَوْداً . ( *!وجِيدَت الأَرضُ ) : سَقاها الجَوْدُ . وقال الأَصمعيّ : الجَوْد : أَن تُمْطَرَ الأَرضُ حتَّى يَلْتقِيَ الثَّرَيَانِ . ( *!وأُجِيدَتِ ) الأَرضُ كذالك ، وهاذه عن الصاغاني . ( فهي *!مَجُودةٌ ) . أَصابَها مَطرٌ جَوْدٌ . ( و ) قَولُ صخْرِ الغَيّ :
يُلاعِبُ الرِّيحَ بالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ
والوابُلُونَ وتَهْتَانُ ( *!التَّجَاوِيدِ )
يكون جَمْعاً ( لا واحدَ له ) ، كالتَّعَاجِيب والتّعَاشِيب والتَّبَاشير ، وقد يكون جَمْعَ *!تَجْوَادٍ .
( وَجَادَت العَيْنُ ) تَجُود ( جَوْداً ) ، بالفتح ، ( وجُؤُوداً ) ، كقُعُودٍ ، ( : كَثُرَ دَمْعُهَا ) ، عن اللِّحْيَانيّ .
( و ) جادَ المَريضُ ( بِنَفْسِهِ ) عند
____________________

(7/529)


الموْت يَجُود جَوْداً وجُؤُوداً ( قَارَبَ أَن يَقْضِيَ ) ، يقال هو يَجُود بنَفْسِه ، إِذا كَان في السِّياق . والعرب تقول : هو يَجُود بنَفْسه ، أَي يُخرِجها ويَدْفعها كما يَدْفَع الإِنسانُ مالَه ، وهو مَجاز .
( وحَتْفٌ مُجِيدٌ ) ، أَي ( حاضِرٌ ) . وهو مَجاز ، قيل أُخِذَ من جَوْدِ المَطَر . قال أَبو خِراش :
غَدَا يَرْتَادُ في حَجَرَات غَيْثٍ
فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ
( *!والجُوَادُ ، كغُرابٍ : العَطَش أَو شِدَّتُه ) ، قال الباهليّ :
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّي بَطِيءٌ
كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِي *!جُوَادَا
( *!والجَوْدَة : العَطْشَةُ ) . قال ذو الرُّمَّة :
تُعَاطِيهِ أَحْيَاناً وقد جِيد جَوْدَةً
رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ
وفي ( التهذيب ) ( *!جِيدَ ) الرّجلُ ( *!يُجَادُ ) جُوَاداً وجَوْدَةً ( فهو *!مَجُودٌ ) إِذا عَطِش ، أَوْ *!جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاَكِ ) ، كأَنّ الهلاكَ جادَه ، قال خِدَاش بن زُهَير :
تَرَكْتُ الوَاهبِيَّ لَدَى مَكَرَ
إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَ
( و ) الجُوَاد : ( النُّعَاس . وجادَه الهَوَى : شاقَهُ ، و ) النُّعَاسُ : ( غَلَبَه ) ، فهو مَجودٌ ، كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه . والمَجُودُ : الذي يُجهَد من النُّعاس وغيرِه ، عن اللِّحْيَانيّ ، وبه فُسِّر قول لَبِيد :
*!ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى
عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
وقيل : معنَى مَجُود أَي شَيِّق . وقال الأَصمعيّ : معناه صُبّ عليه من جَودِ المَطَر ، وهو الكَثِير منه .
____________________

(7/530)



( و ) *!جَاوَدَ ( فلانٌ فَلاناً ) *!فَجَادَه ، إِذا ( غَلَبَهُ *!بالجُودِ ) ، كما يقال : ماجَده ، من المجد .
( و ) من المجاز : ( إِنِّي *!لأُجَادُ إِليْكَ ) أَي إِلى لِقائك ، أَي ( أَشْتَاق وأُسَاقُ ) ، كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ ، أَي مَطَره . وإِنه *!ليُجاد إِلى كلّ شيءٍ يَهُوله .
( والجُودُ ، بالضّمّ : الجُوعُ ) ، كالجُوسِ ، لغة هُذليّة ، يقال جُوداً له وجُوساً له . قال أَبو خِراش الهُذليّ يرقي زُهَير بن العَجْوَة :
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه
من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُ
ويُروَى ( من القُرّ لمَّا اسْتَدْلَقَتْه ) أَي استخَرجَته من حَيث كان . والشمائلُ جمع الشَّمأَل أَيضاً : الأَريحيَّة ، أَي هَزّته شمائلُه . وقال : كاد يُعطِي إِزاره ، وكَرِه أَن يقول أَعطَى إِزارَه فيكون قد وصفَه بالأَفْن والجُنون . ويفسَّر الجُود أَيضاً في البيت بالسَّخاءِ ، عن الأَصمعيّ .
( و ) الجُود : اسمُ ( قَلْعَةٍ ) في جَبَلِ شَطِبٍ ، نقله الصاغانيّ .
( *!وجُودَةُ ) ، بالضمّ : ( وادٍ باليَمَنِ ) والصواب أَنه قعلْتٌ في وادٍ باليمن ، كذا صرّحَ به أَبو عُبَيْد .
( *!-والجُودِيُّ ) ، بالضّمّ وتشديد الياءِ : موضِع ، وقال الزَّجّاج : هو ( جَبَلٌ ) بآمِدَ وقيل جَبَلٌ ( بالجَزِيرةِ ) قُرْبَ الموْصِلِ ، وقِيل بالشأْم ، وقيل بالهِنْد ، ( اسْتَوَتْ عليه سَفِينةُ نُوحٍ عليه ) وعلى نبيِّنا أَفضلُ الصّلاة و ( السَّلام ) ، وكان ذالك يومَ عاشوراءَ من المحرّم . وقرأَ الأَعمش : { وَاسْتَوَتْ عَلَى *!-الْجُودِيّ } ( هود : 44 ) بإِرسال الياءِ ، وذالك جائز للتخفيف . ( و ) الجُودِيُّ : ( جَبَلٌ بأَجَأَ ) ، وقال أُميَّة بن ( أَبي ) الصلت :
سُبْحَانَه ثُمّ سُبحاناً يعود له
وقَبْلَنا سبَّحَ الجُوديّ والجُمُدُ

____________________

(7/531)


( وأَبُو الجُودِيُّ : تابِعيٌّ لا يُعرف اسمه ) ولا يُعرف إِلاّ بكُنْيتِه ، قاله الصاغانيّ . ( و ) أَبو الجُودِيّ : كُنْية سَكَنَ وَاسِطَ ، روَى عن سَعِيدِ بن المُهَاجِر الحِمْصيّ ، قاله المِزّيّ ، قال الصاغانيّ : هو متأَخّر ، ( شَيخُ شُعْبَةَ بنِ الحَجّاج ) العَتَكيّ .
( *!-والجَادِيُّ : الزَّعْفَرانُ ) . قال كُثيِّر عزّةَ :
يُباشِرْن فأَرَ المِسْك في كلِّ مَهْجَعٍ
ويُشْرِقُ جادِيٌّ بهن مَفِيدُ
أَي مَدُوف ، كذا في ( الصّحاح ) .
( و ) يقال : ( أَجادَ ) فُلانٌ ( بالوَلَد ) إِذا ( وَلدَهُ *!جَوَاداً ) ، وكذَا أَجَادَ به أَبَواهُ . قال الفرزدق :
قَومٌ أَبوهمْ أَبو العاصِي أَجَادَ بِهم
قَرْمٌ نجيبٌ لِجَدَّاتِ مَناجِيب
( *!وتَجَاوَدُوا : نَظَرُوا أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً ) قال أَبو سعيد : سَمعْتُ أَعرابِيًّا قال : كنْتُ أَجلِس إِلَى قَوْم يَتجاوبون *!ويَتَجاوَدُون . فقلْت له : ما يَتجاوَدونَ ؟ فقال : يَنظُرون أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً .
( *!والجُودِياءُ ) ، بالضّمّ ، ( الكِساءُ ) نَبطيّة أَو فارسيّة ، وعَرّبه الأَعشى فقال :
وبَيدَاءَ تحسَبُ آرامَها
رجالَ إِيادٍ *!بأَجْيَادِهَا
وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيد الطَّائيّ في صِفة الأَسَدِ :
حتّى إِذا مَا رَأَى الأَبْصَارَ قد غَفَلَتْ
واجْتَابَ من ظُلْمَةٍ جُودِيَّ سَمُّورِ قال :*!-جُوديّ بالنبظية هي جودساء أرادحبة سمور
( *!وأَجادَهُ النَّقْدَ : أَعطاهُ *!جِيَاداً ) .
( وشاعِرٌ مِجْوَادٌ ) ، أَي ( مُجِيدٌ ) يُجِيد كَثيراً .
____________________

(7/532)



( والجِيدُ ) ، بالكسر ، ( يائيٌّ ) ، وسيأْتي ذكره قريباً .
(*! ويَجُودَةُ ) ، بفتح التّحيّة وضم الجيم : ( ع ببلادِ تميم ) وقد تقدّم في الموحّدة بدل التحتية ذِكْر *!بَجُودات بلفْظ الجمْع ، وأَنّه موَاضِعُ في دِيار بني سَعْد ، وربَّما قالوا *!بَجُودة ، وبنو سَعْدٍ قومٌ من تميم ، فتأَمَّلْ .
( وجَوُّ *!جَوَادَةَ ) ، بفتح الجيمين : موضعٌ ( ببلادِ طَيْءٍ ) لبني ثُعَلَ منهم .
( و ) قولهم : ( وَقَعُوا في أَبي جَادٍ ، أَي بَاطِلٍ ) ، عن أَبي زيد ، وهو كُنْيَة رجلٍ من مُلوك حِمْيَر ، وقد تقدَّم بيانه .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!تَجوّدْتُهَا لك ، أَي تَخَيَّرتُ الأَجودَ منها . *!وأَجْوَاد العرب مذكورون . وجاد إِليه : مالَ .
*!وأَجْيَادٌ : جَبَلٌ بمكَّةَ شرّفَها الله تعالى ، ويقال *!أَجْيادِين ، بفتح الهمزَةِ وكسر منهم من يُصحِّفه بالنّون ، سُمِّيَ بذالك لموضِع خَيْلِ تُبّع ، كما سُمِّيَ قُعَيْقِعَانُ لموضِع سِلاَحه .
وعَدَا عَدْواً جَوَاداً ، وسارَ عُقْبَةً جَوَاداً ، أَي بَعِيدَةً حَثِيثَةً ، وعُقْبتَيْنِ *!جَوَادَيْن ، وعُقْباً *!جِياداً *!وأَجْوَاداً ، كذالك ، إِذا كانت بعيدةً .
ويقال : *!جَوَّدَ في عَدْوِهِ *!تَجويداً ، *!وأَجادَه : قَتَلَه .
*!وجَوْدَانُ : اسم .
*!وتَجوّدَ في صَنْعته : تَنَوَّقَ فيها .
*!وجَوَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ وَديعةَ بن شَلخب الأَكبر : بطْن من حَضرموت ، منهم *!جَوّاد بن أَجير بن جَوّاد *!-الجَوَّاديّ .
____________________

(7/533)



*!وجَوْدَانُ بن عَبد الله البصْريّ ، عن جريرِ بن حازِمٍ . وجَوْدَانُ قبيلةٌ من الجَهَاضِم .
وكسَحَابٍ : جَوَادُ بنُ عَمْرِو بن محمّد الصَّدفيّ ، الذي نُسِبَ إِليه سَقيفةُ جَوادٍ بمصْر ، روى عنه ابنُ عُمير ، توفِّيَ سنة 80 ، ذكره ابن يونس .
ويقال للذي غلبه النَّومُ : *!مَجُودٌ ، كأَنَّ النَّومَ جَادَه أَي مَطَره ، قال لبيد :
*!ومَجُودٍ من صُبَاباتِ الكَرَى
عاطِفِ النُّمْرقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
وأَبو الجُودِيّ : راجز مشهور ، قيل فيه :
لو قد حَدَاهُنَّ أَبو *!-الجُودِيِّ
بَرَجَزٍ مُسحَنْفِرِ الرَّوِيِّ
أَنشده المبرِّد في كتاب ما اتَّفَق لفظُه واختلفَ معناه .
ولَيلَى بنت الجُودِيّ التي عَشِقها عبد الرحمان بن أَبي بكر الصّديق وتَزوّجها ، وله فيها شِعْرٌ وخبرٌ مشهور .
وأَبو البركات محمّد بن عاسر الأَجدابيّ الجُوديّ ، نسب لخدْمة بدْر الدِّين جُودِي القيمديّ ، أَجاز له الكاشغريّ وطبقتُه ، وهو جَدّ العلاّمة مُغُلْطاي لأُمّه ، نقلَه الحافظ .
جهد : ( الجَهْدُ ) ، بالفتح : ( الطَّاقَةُ ) والوُسْع ، ( ويُضَمّ . و ) الجَهْد ، بالفتح فقط : ( المَشَقَّة ) . قال ابن الأَثير : قد تكرَّرَ لفْظ الجَهْد والجُهْد في الحديث ، وهو بالفتح المَشقَّة ، وقيل المُبالغةُ والغاية . وبالضّمّ : الوُسْعُ والطّاقَةُ ، وقيل : هما لغتانِ في الوُسْع والطّاقَة ، فأَمّا في المَشقّة والغايةِ فالفحُ لا غَيرُ ، ويريدُ به في حديث أُمّ مَعْبد في الشَّاةِ الهُزالَ . ومن المضموم حديثُ الصَّدَقة : ( أَيُّ الصَّدَقة أَفضل ؟ قال : جُهْدُ المُقِلّ ) أَي قَدْرُ ما
____________________

(7/534)


يَحتمله حالُ القليلِ المالِ . ( و ) في التنزيلِ { 7 . 030 والذين لا يجدون الا جهدهم } ( التوبة : 79 ) قال الفراءُ : الجُهْد في هاذه الآيةِ الطاقَةُ ، تقولُ : هاذَا جُهْدِي ، أَي طَاقَتي . وقُرِىء { 7 . 030 والذين لا يجدون الا جهدهم } و { جُهْدَهُمْ } ، بالضّمّ والفتح ، الجُهْد ، بالضّمّ : الطَّاقَة ، والجَهْد ، بالفتح ، من قولك ( اجَهَدْ جَهْدَك ) في هاذا الأَمْرِ ، أَي ( ابلغْ غايَتَك ) ، والكلام في هاذا المَحلّ طَويلُ الذَّيْلِ ، ولاكن اقتصرنا على هاذا القَدْرِ لئلاَّ يُمَلَّ منه .
( وجَهَدَ ، كمنَعَ ) ، يَجْهَد جَهْداً : ( جَدَّ ، كاجْتَهَدَ . و ) جَهَدَ ( دَابَّتَه ) جَهْداً ( : بَلَغَ جَهْدَهَا ) ، وحَمَل عليها في السَّيْر فوقَ طاقتِها ، ( كأَجْهَدَهَا ) . وفي ( الصّحاح ) : جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنًى . قال الأَعشى :
فجَالَتْ وَجَالَ لَهَا أَرْبَعٌ
جَهَدْنَ لها مَعَ إِجْهَادِهَا
( و ) جَهَدَ ( بزَيْدٍ : امتَحَنَه ) عن الخَيْر وغيره . ( و ) جَهَدَ ( المعرضُ فُلاناً ) وكذا التّعَبُ والحُبُّ يَجْهَده جَهْداً : ( هَزَله . و ) من المجاز : جَهَدَ ( اللَّبَنَ ) فهو مجهودٌ ، أَي ( أَخْرَجَ زُبْدَه كُلَّه ) . وفي ( الأَساس ) : يقال : سقاهُ لبناً مَجهوداً ، أَي منزوعَ الزُّبْد أَو أَكثرُه ماءٌ . يقال : لا تَجْهَد لَبنَك ومَرقَتَك . ومَرَقةٌ مجهودةٌ .
( و ) جَهَدَ ( الطّعَامَ : اشْتَهَاه ، كأَجْهَدَه ) والمجهود : المُشتَهَى من الطَّعَام واللَّبَن . قال الشَّمَّاخ يَصف إِبلاً بالغَزَارة :
تُضْحِي وقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهَا غُرَقاً
من ناصِع اللَّون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجهودِ
فمَن رَواه هاكذا أَراد بالمجهود المُشْتَهَى الّذي يُلَحُّ عليه في شُرْبِه
____________________

(7/535)


لطِيبِه وحَلاَوتِه ، ومن رواه ( حُلْوٍ غيرِ مجهود ) فمعناه أَنَّهَا غِزَارٌ لا يُجهدُهَا الحلَبُ فينهك لَبَنَها . وقال الأَصمعيّ في قوله : ( غير مجهود ) : أَي أَنّه لا يُمْذَق ، لأَنّه كثير . قال الأَصمعيّ كل لَبنٍ شُدَّ مَذْقُه بالماءِ فهو مَجهود .
( و ) جَهَدَ الطَّعَامَ : ( أَكثَرَ مِنْ أَكلِهِ ) ، وغَرْثَانُ جاهدٌ : شَهْوَانُ يَجْهَد الطّعَامَ لا يَترُكُ من شيئاً ، وهو مَجاز .
( وجَهِدَ عَيْشُه ، كفَرِح : نَكِدَ واشتَدَّ ) ، وعَيشٌ مَجهود .
( و ) في الحديث ( أَعوذُ باللَّهِ من ( جَهْدِ البَلاَءِ ) ودَرْكِ الشّقاءِ ، وسُوءِ القَضَاءِ ، وشَمَاتةِ الأَعداءِ ) ، قيل إِنّها هي ( الحَالَة ) الشَّاقَةُ ( الّتي ) تأْتِي على الرَّجل ( يَخْتَارُ عَليها الموتَ ، أَو ) هو ( كَثْرةُ العيَالِ والفَقْرُ ) وقِلَّةُ الشيْءِ .
( وجَهْدٌ جاهِدٌ ، مُبالغةٌ ) ، كما قالوا شِعْرٌ شاعِرٌ ولَيلٌ لائِلٌ .
( و ) في الحديث ( أَنّه صلى الله عليه وسلمنزَلَ بأَرْضٍ جَهَادِ ) ، الجَهَادُ ، ( كسَحَاب : الأَرضُ الصُّلْبَةُ ) ، وقيل : هي التي ( لا نَبَاتَ بها ) ، وقيل : هي المُستَوهيَة ؛ وقيل الغَليظَة . وتُوصَفُ به فيقال : أَرْضٌ جَهَادٌ ، وعن ابنِ شُميل : الجَهَادُ : أَظْهَرُ الأَرضِ وأَسْوَاها ، أَي أَشدُّهَا استواءً ، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُت ، ليس قُرْبَه جَبَلٌ ولا أَكمةٌ . والصَّحْرَاءُ جَهَادٌ . وأَنشد .
يَعُودُ ثَرَى الأَرضُ الجَهَادَ ويَنبُت ال
جَهَادُ بها والعُودُ رَيَّانُ أَخضَرُ
وعن أَبي عَمْرٍ و : الجَمَادُ والجَهَادُ : الأَرضُ الجَدْبَة التي لا شَيءَ فيها ، والجماعَة جُمُدٌ وجُهُدٌ ، قال الكُميت :
أَمْرَعَتْ في نَدَاه إِذْ قَحَطَ القَطْ
رُ فأَمْسَى جَهَادُهَا مَمطورَا
وقال الفرّاءُ : أَرْضٌ جَهَادٌ وفَضَاءٌ وَبَرَازٌ بمعنًى واحدٍ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الجَهَاضُ
____________________

(7/536)


والجَهَادُ : ( ثَمَرُ الأَرَاكِ ) ، وهو البَرِيرُ والمَرْدُ ، أَيضاً .
( و ) الجِهَادُ ، ( بالكسر : القِتَالُ معَ العَدُوِّ ، كالمُجَاهَدة ) ، قال الله تعالى : { وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ } ( الحج : 78 ) يقال جَاهَدَ العَدوَّ مُجاهدةً وجِهَاداً : قاتَلَه . وفي الحديث ( لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ولاكنْ جِهَادٌ ونِيّةٌ ) . الجِهَادُ : مُحَاربةُ الأَعداءِ ، وهو المبالغةُ واستفراغُ ما في الوُسْعِ والطاقَةِ من قَوْلٍ أَو فِعْلٍ ، والمراد بالنِّيّة إِخلاصُ العَمَلِ لله تعالى . قال شيخنا : والإِتيان ب ( مع ) فيه من لحْنِ العامّة كما نَصُّوا عليه . وحَقيقة الجِهاد كما قال الرّاغب : استفراغُ الوُسْع والجُهْد فيما لا يُرْتَضَى وهو ثلاثةُ أَضْرُبٍ : مُجاهدةُ العَدُوِّ الظاهِرِ ، والشيطانِ ، والنَفْسِ . وتدخل الثلاثةُ في قوله تعالى : { وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } ( الحج : 78 ) .
( و ) من المجاز : ( أَجْهَدَ ) فيه ( الشَّيْبُ ) إِجْهَاداً ، إِذا بدَا و ( كَثُر وأَسْرَعَ ) وانتشَر . قال عدِيُّ بن زيد :
لا يُوَاتِيكَ إِذْ صَحَوْتَ وإِذْ أَجْ
هَدَ في العَارِضَيْنِ مِنك قَتِيرُ
( و ) أَجْهَدَتْ لك ( الأَرْضُ ) : بَرَزَتُ . و ) أَجْهَدَ لك الطّريقُ . وأَجهَدَ لك ( الحَقُّ ) ، أَي بَرَزَ و ( ظَهَرَ وَوَضَحَ . و ) أَجْهَدَ ( في الأَمْرِ : احتَاطَ ) وهو مُجْهِدٌ لك : مُحتَاطٌ . قال :
نازعْتُها بالهَيْنَمَانِ وغَرَّها
قِيلِي ، ومَنْ لكِ بالنَّصيح المُجْهدِ
( و ) أَجهَدَ ( الشَّيءُ : اخْتَلَطَ ) ، نقلَه الصاغانيّ :
( و ) أَجَهَد ( مَالَه : أَفْنَاه وفَرَّقَه ) . وفي حديث الحسن ( لا يجْهد الرّجُلُ مالَه ثُمَّ يَقْعُدُ يَسأَلُ النّاسَ ) قال النِّضر : قوله لا يجْهد الرجلُ مالَه ،
____________________

(7/537)


أَي يعطيه ويُفرِّقه جَميعَه ها هنا ، وها هنا . ولاكن الذي ضبطه الصاغَانيّ بخطّه في الحديث ( لا بَجْهَد الرَّجُل ) ، من حَدّ ضَرَبَ وذكَر المعنَى المذكور عن النَّضْر ، فتأْمَّلْ .
( و ) أَجْهَدَ علينا ( العَدُوُّ ) ، إِذ ( جَدَّ في العَداوة . و ) عن أَبي عَمحرٍ و : يقال : أَجَهدَ ( لي القَوْمُ ) ، أَي ( أَشْرَفُوا . و ) قال أَبو سعيد : يقال : أَجهَدَ ( لك الأَمْرُ ) فارْكَبْه ، أَي ( أَمكَنَك ) وأَعْرَضَ لك .
( وجُهَادَاكَ ) ، بالضّمّ ، ( أَنْ تَفعَلَ ) : أَي ( قُصَارَاكَ ) وغايَةُ أَمْرِك .
( وبنو جُهَادَةَ ) ، بالضّمّ : ( بَطْنٌ منهم ) ، أَي من العرب .
( و ) قولُهم : لأَبْلُغَنَّ جُهَيْدَاك في هذا الأَمرِ ، ( الجُهَيْدَى ) ، بالضّمّ ( مخفَّفَة : الجَهْد ) كالعُهَيْدَى من العَهْد ، والعُجَيلَى من العجَلَة .
( و ) من المجاز ( مَرْعًى جَهِيدٌ : جَهَدَهُ المالُ ) وأَرْضٌ جَهَيدةُ الكَلإِ . وعن أَبي عَمْرٍ و : هاذه بقْلَةٌ لا يَجْهَدُها المالُ ، أَي لا يُكْثِر منها . وهاذا كلأُ يَجْهَدُه المالُ ، إِذا كَانَ يُلِحُّ على رِعْيَته .
( و ) في المشارِق لعياضٍ نقلاً عن ابن عَرَفَة : الجُهْد ، بالضّمّ الوُسْع والطّاقَة ، والجَهْد المبالغةُ والغاية ، ومنه ( قوله تعالى : { جهد اءَيمانهم } ( المائدة : 53 ) أَي بالَغُوا في اليَمِينِ واجْتَهَدُوا ) فيها .
( والتَّجاهُد : بَذْلُ الوُسْعِ ) والمَجهودِ ، ( كالاجْتِهادِ ) ، افتعالٌ من الجَهْدِ : الطَّاقةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
جُهِدَ الرّجلُ ، كغُنِيَ : بُلِغَ جُهْدُه ، وقيل غُمَّ . وفي ( التَّهْذِيب ) : الجَهْدُ : بلوغك غايَة الأَمرِ الذي لا تَأْلو على الجَهْدِ فيه ، تقول : جَهَدْت جَهْدي وأَجْهَدتُ رأْيي
____________________

(7/538)


ونَفْسِي حتَّى بَلَغْتُ مَجهودي ، وجَهَدْت فُلاناً ، إِذَا بَلَغتَ مَشقَّتَه ، وأَجْهَدْتُه على أَن يَفْعَل كذا وكذا . وفي حديث الغُسْل : ( إِذا جَلَسَ بين شُعَبِهَا الأَربعِ ثُمَّ جَهَدَهَا ) أَي دَفَعَهَا وحَفَزَها . وقيل : الجَهْد من أَسماءِ النِّكاح . والجُهْد الشيءُ القليلُ يَعيش به المُقِلّ على جَهْد العَيْش . وقال أَبو عَمْرو بن العلاءِ : حَلَف بالله فأَجْهَدَ ، وسارَ فأَجْهَدَ ، ولا يَكون فَجَهَدَ .
والمُجْهِد كمُحْسِن : المُعْسِر . وجُهِدَ النّاس فهم مجهودون ، إِذا أَجدَبُوا . وأَما أَجْهَدَ فهو مُجهِدٌ فمعناه ذو جَهْدٍ ومَشَقّةٍ ، أَو هو من أَجْهَدَ دَابَّتَه ، إِذا حَمَلَ عليها في السَّيْر فوقَ طاقَتِها . ورَجلٌ مُجْهِدٌ ، إِذا كان ذا دابّةٍ ضَعيفةً من التَّعب ، فاستَعَاره للحالِ في قلّة المال . واجهِدَ فهو مُجْهَد ، كمُكْرَم ، أَي أَنّه أُوقِعَ في الجَهْد ، أَي المَشقّة . وفي حديثِ مُعَاذٍ : ( أَجْتَهِدُ رَأْيي الاجتهادُ : بَذْلُ الوُسْع في طَلبِ الأَمر ، والمراد به رَدُّ القَضِيَّة مِن طَرِيق القِيَاسِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة . وهو مَجاز ، كما في ( الأَساس ) .
( والجَهْدَانُ ، كسَحْبَانَ : مَن أَصابَه الجَهْدُ ، أَي المَشَقّة ) .
وسَمَّوْا مُجَاهِداً .
جيد : ( *!الجِيدُ ، بالكسر : العُنُقُ ) ، قال السُّهيليّ . الجِيد إِنّمَا يُستعمل في مَقَام المَدْح ، والعُنُق في الذّمِّ ، فتقول : صَفَعْتُ عُنُقَه ، ولا تقول صَفَعت*! جِيدَه . قال : وقوله تعالى : { فِى *!جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } ( المسد : 5 ) إِنّمَا جاءَ على طريق التَّهَكُّم والتمليح ، بجعل الحَبْلِ كالعِقْد . وتَعقَّبه الشِّهابُ في شرح الشّفاءِ . ( أَو مُقَلَّدُه ، أَو مُقَدَّمُه ) وقد غَلَب على عُنُق المرأَة . قال سيبويه : يجوز أَن يكون فِعْلا وفُعْلا كُسِرَت فيه الجيم كَراهِيَة الياءِ بعد الضّمّة .
____________________

(7/539)


فأَمّا الأَخفشُ فهو عنده فِعْل لا غير . ( ج *!أَجْيَادٌ *!وجُيُودٌ ) .
( و ) *!الجَيَدُ ، ( بالتَّحْرِيكِ : طُولُها ) وحُسْنُها ، ( أَو دِقَّتُهَا مَعَ طُولٍ ) . *!جَيِدَ *!جَيَداً ( وهو *!أَجْيَدُ ) . وحكَى اللِّحْيَانيّ : ما كان *!أَجْيَدَ ولقد *!جَيِدَ *!جَيَداً . يذهب إِلى النّقلة . قال : وقد يُوصَف العُنق نفْسُه *!بالجَيَد ، فيقال عُنُقٌ *!أَجْيَدُ ، كما يقال عُنُقٌ أَوْقَصُ .
( وهي *!جَيْدَاءُ ) : طوِيلةُ العُنُقِ حَسَنتُه ، لا يُنعَت به الرَّجلُ . وقال العجّاج :
تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذَ مَا وَسْوَسَا
وارْتَجَّ في *!أَجْيَادهَا وأَجْرَسَا
جَمَعَ *!الجِيدَ بما حَوْلَهُ .
( و ) امرأَةٌ (*! جَيْدَانَةٌ ) : حَسَنَةُ *!الجِيد . ( ج *!جُودٌ ) ، بالضّمّ .
( *!والجِيدُ : أَيضاً : المِدْرَعَةُ الصَّغِيرةُ ) ، نقله الصَّاغانيّ .
( *!وأَجْيَدُ بنُ عَبْد الله ) بن بشْرٍ الكِنْديُّ ( مُحدِّثٌ ) ، عن سعيد بن أَيوب ، وأَحمدَ بنِ زُهير بن كثير ، وغيرِهما ، قاله الحافظ .
( *!وأَجْيَادُ ) : اسمُ ( شاة . و ) أَجْيَادُ : ( أَرْضٌ بمكّةَ ) شَرَّفَها الله تعالى . قال الأَعشى :
ولا جَعَلَ الرَّحْمانُ بَيتَك في الذُّرَا
*!بِأَجْيَادَ غَرْبِيَّ الصَّفَا والمُحَرَّمِ
( أَو جَبَلٌ بها ، لكَونه مَوضِعَ خيْلِ تُبَّعٍ ) ، وقال السُّهَيْليّ في الرُّوض : وأَمَّا أَجيَاد فلم تُسَمَّ بأَجياد من أَجْل جِيادِ الخَيْل ، أَي كما تَوهَّمَه جَماعةٌ كالمصنّف ، لأَنّ جِيادَ الخَيلِ لا يقال فيها أَجْياد ، أَي بالأَلْفِ ، وإِنّما أَجياد جمْع جِيدٍ . وذَكَر أَصحابُ الخَبر أَنّ مُضَاضاً ضَرَبَ في ذالك الموضع
____________________

(7/540)


أَجيادَ مِائَةِ رجلٍ من العَمالقة ، فسُمِّيَ الموضعُ بأَجْيَاد . وهاكذا ذكر ابنُ هِشامٍ . ووَقَعَ في النّهاية وغيره أَنّه جِيادٌ ، من غير أَلف ، وذكَرَه غيره بالوَجهين ، وعليه جَرَى في المَرَاصد .
*!وجَيْدَةُ ، بفتح فسكون : ناحيَةٌ بالحِجاز .
ومحمّد بن أَحمد بن جِيدَة ، بالكسر سمعَ أَبا سعيد بن الأَعْرَابيّ ، وعنه أَبو عَمْرٍ و محمَّد بن أَحمد المسمِلي وشيخ مشايخنا الإِمام المؤقت بالقروِّيين ، أَبو جِيدَةَ الفاسيّ ، بالكسر ، مات سنة 1145 حدَّث عنه محمد بن الطالب بن سردة وغيره .

____________________

(7/541)


2 ( فصل الحاء ) المهملة مع الدال ) 2
حتد : ( حَتَدَ بالمكانِ يَحْتِدُ ) ، بالكَسْرِ حَتْداً : ( أَقَامَ ) به وثَبَتَ . مُماتَةٌ .
( وعَيْنٌ حُتُدٌ ، بضمْتين : لا يَنْقَطع ماؤُهَا ) ، وعليه اقتصر في التهذيب ( وليس من عُيونِ الأَرضِ ) الّتي تَجرِي ( وإِنّما هي الجارِحَةُ ( أَرادَ عَيْنَ الرّأْسِ ، كذا حقْقَه الأَزْهَرِيُّ ) وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ رَحِمَه اللّهْ تعالَى ) حيثُ قيَّدها بعُيونِ الأَرضِ ، وأَقرَّه الزُّبَيْديُّ في مختصر العَينِ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : الحُتُدُ : العُيُونُ المُنْسَلِقَةُ واحِدتُها حَتَدٌ وحَتُودٌ ، والانْسلاقُ لا يكون لعُيونِ الماءِ ، قاله الصُّغانيّ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ ( المَحْتِدُ ) كَمَجْلِسٍ : ( الأَصلُ ) وكذا المَحْفِد والمَحْقِد والمَحْكِدُ ، قال : إِنه لكَريمُ المَحْتِدِ ، قال شيخنا نقلاً عن الشهاب الخَفاجيِّ ما نَصُّه : ظاهرُ كلامِ الثعَالبيّ أَن المَحْتِدَ الأَصْلُ في النَّسب لا مُطلقاً ، قال فكأَنّه مْشتَرَكٌ ، قال شيخُنَا : وقد صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّةِ .
( و ) المَحْتِدُ أَيضاً : ( الطّبْعُ ) ، ويقال رَجَعَ إِلى مَحْتِدِ ، إِذا فَعَلَ شيْئاً من المعروفِ ثم رَجَع عنه .
( و ) الحَتُدُ ، ( ككتِفٍ : الخالِصُ الأَصْلِ من كُلِّ شَيْءٍ ) . قال الراعي حَتى أُنِيخَتْ لَدَى خَيْرِ الأَنَامِ مَعاً :
مِن آلحَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِدُ
( وقد حَتِدَ ) يَحتَدُ حَتَداً ( فَرِحَ ) وهو حَتِدٌ .
( و ) الحُتُدُ ( كعُنُقٍ : العُيُونُ المِنْسَلِقَةُ ) وفي بعض النُّسخ المُتَسَلِّقَة ، وقد ذُكِر قَرِيباً عن ابن الأَعرابيّ . وفي المجمل لابن فارِس أَنّ الحُتُدَ بضمّتين العَيْنُ النَّائِيةُ الماءِ ( الواحِدُ حَتَدٌ محرَّكةٌ ،
____________________

(8/5)


وحَتُودٌ ) ، كصَبُورٍ ، ( و ) الحُتُدُ : ( جَوْهَرُ الشيْءِ وأَصلُه ) ، نقله الصاغانيّ .
( وحَتَّدُته تَحْتِيداً ( أَي ( اخْتَرْتُه لخُلُوصِهِ وفَضْلِه ) ، نقله الصاغانيّ .
( والحُتُودُ ) بالضَّمّ : ( المَشَارِعُ ) من الطريق ، نقله الصاغانيّ .
ومما يستدرك عليه :
حثرد : ( الحِثْرِدُ ، كزِبْرِجٍ الثّاءُ مُثَلَّثَةٌ : الغُثَاءُ اليابِسُ في أَسفَل الكُرِّ وفي قَعْرِ العَيْنِ ، هكذا ذكرَهُ الصّاغَانيُّ في التكملة .
حدد : ( *!الحَدُّ ) : الفَصْلُ ( الحِاجِزُ بَيْنَ ) الشيئين لئلّا يَختلِط أَحدُهما بالآخَرِ ، أَو لئلّا يَتعدَّى أَحدُهما على الآخَرِ ، وجمعُه حُدُودٌ . وفَصْلُ ما بَيْنَ كُلِّ ( شَيْئَيْنِ ) *!حَدٌّ بينهما . ( و ) الحَدُّ : ( مُنْتَهَى الشَّيْءِ ) ، ومنه أحدُ *!حُدودِ الأَرضين *!وحُدُود الحَرَم ، وفي الحدِيثَ فِي صِفَة القُرآنِ ( لكُلّ حَرْفٍ حَدٌّ ، ولكُلِّ حَدَ مَطْلَعٌ ) قيل : أَراد 2 لكُلِّ مُنْتَهًى لَه نهَايَةٌ .
( و ) الحَدُّ ( مِنكُلّ شَيْءٍ : حِدَّتُه ) ، ومنه حديثُ عُمَر ( كُنْتُ أُدَارِي من أَبي بَكْرٍ بَعْضَ الحَدِّ ) وبعضهم يَرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدّ الهَزْلِ . *!وحَدُّ كلِّ شيْءٍ : طَرَفُ شَبَاتِه ، كحَدِّ السِّكّينِ السَّيْفِ والسِّنَانِ والسَّهْمِ ، وقيل : الحَدُّ مِن كُلِّ ذلكَ : مَارَقّ منْ شَفْرَتِه ، والجمْع حُدودٌ .
( و ) الحَدُّ ( منْكَ : بَأْسُكَ ) ونَفَاذُكَ في نَجْدَتِك ، يقال : إِنه لَذُو *!حَدّ ، وهو مَجازٌ .
( و ) الحَدُّ ( من ) الخَمْرِ و ( الشَّرَابِ : سَوْرَتُه ) وصَلابَتُه . قال الأَعشى :
وكأْسٍ كعَيْنِ الدِّيكِ بَاكَرْتُ *!حَدَّهَا
بِفْتِيَانِ صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ
( و ) الحَدُّ : ( الدَّفْعُ والمَنْعُ ) ، وحَدَّ
____________________

(8/6)


الرَّجُلَ عن الأَمْر *!يَحُدُّه *!حَدًّا : مَنَعَهُ وحَبَهُ ، تقول : *!حَدَدْتُ فُلاناً عن الشّرِّ أَي مَنَعْتُ ، ومنه قولُ النابغة :
إِلَّا سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلاهُ لَهُ
قُمْ في البَرِيَّةِ *!فاحْدُدْهَا عَنِ لفَنَدِ
( *!كالحَدَدِ ) ، محرَّكَةً ، يقال : دُونَ ما سَأَلْتَ عنه حَدَدٌ ، أَي مَنَعٌ . ولا *!حَدَدَ عنِه ، أَي لا مَنْ ولا دَفْعَ ، قال زيدُ بنُ عَمْرو بن نُفَيْلٍ :
لَا تَعْبُدُونَّ إِلاهاً غَيْرَ خَالِقِكمْ
وإِنْ دُعِيتُم فقُولُوا دُونَه *!حَدَدُ
وهذا أَمْرٌ حَدَدٌ أَي مَنِيعٌ حرامٌ لا يَحِلُّ ارْتكابُه .
( و ) الحَدُّ : ( تَأْدِيبُ المذْنِبِ ) ، كالسارِق والزَّانِي وغيرِهما ( بما يَمْنَعُه ) عن المُعَاوَدَةِ ( و ) يَمنَعُ أَيضاً ( غَيْرَه عن ) إِتْيَانِ ( الذَّنبِ ) ، وجَمْعُه حُدُودٌ . وحَدَدْتُ الرَّجُلَ : أَقَمْتُ عَلَيْهِ الحَدَّ . وفي التهذيب : فَحُدُودُ اللّهِ عزّ وجلّ ضَرْبَانِ : ضَرْبٌ منها حُدودٌ *!حدَّها للنّاسِ في مَطَاعِمِهم ومَشارِبِهم ومَنَاكِحِهِم وغيرها ممّا أَحَلّ وحَرَّم ، وأَمَرَ بالانتِهَاءِ عمّا نَهَى عنه منها ونَهَى عن تَعَدِّيهَا ، والضَّرْب الثانِي عُقوباتٌ جُعِلَتْ لمنْ رَكِبَ ما نَهَى عنْه ، كحَدّ السّارِق وهو قَطْعُ يَمِينِه في رُبْع دِينارٍ فصاعداً ، وكحَدِّ الزَّانِي البِكْر ، وهو جَلْدُ مائةِ وتَغْرِيبُ عامٍ ، وكحَدِّ المُحْصَنِ إِذَا زَنَى وهو الرَّجْمُ ، وكحَدِّ القاذِف وهو ثَمَانُونَ جَلْدَةً . سُمِّيَتْ حُدوداً لأَنَّهَا تَحُدُّ أَيّ تَمْنَع مِن إِتيانِ ما جُعِلَتْ عُقوباتٍ فيها ، وسُمِّيَت الأُولى *!حُدوداً ، لأَنها نهاياتٌ نَهَى اللّهُ عن تَعدِّيها .
( و ) الحَدُّ : ( ما يَعْتَرِي الإِنْسانَ من الغَضَبِ والنَّزَقِ ، كالحِدَّةِ ) بالكَسر ، ( وقد حَدَدْتُ عليه أَحِدُّ ) ، بالكسر ، حِدَّةً وحَدًّا ، عن الكسائيّ . وفي الحديث ( الحِدَّةُ تَعتَرِي خِيارَ أُمَّتي ) ، الحِدَّةُ ، كالنشاطِ والسُّرْعَةِ في الأُمورِ والمضَاءِ فيها ، مأْخوذٌ من حدِّ السَّيْفِ ، والمُرَاد *!بالحِدَّة هنا المَضَاءُ في الدِّين والصَّلابةُ والمَقْصِد إِلى الخَيْرِ ، ويقال :
____________________

(8/7)


هو من أَحدِّ الرجال ، وله *!حَدٌّ *!وحِدَّةٌ ، *!واحْتَدَّ عليه ، وهو مجازٌ .
( و ) الحَدُّ : ( تمْيِيزُ الشَّيْءِ عَن الشَّيْءِ ) وقد *!حَدَدتُ الدَّارَ *!أَحُدُّهَا حَدًّا ، *!والتَّحْدِيدُ مثلُه ، وحَدِّ الشيءَ من غَيْرِه*! يَحُدُّه *!حَدًّا *!وحَدَّدَه : مَيَّزَه ، وحَدُّ كُلِّ شيْءٍ مُنتهاه ، لأَنّه يَرُدُّه ويَمنَعه عن التّمادِي ، والجَمْع *!الحُدُودُ ، وفي حاشيةِ لبَدْرِ القَرَاقِيّ : لو قال : تَمْيِيزُ شيْءٍ عن شيْءٍ كانَ أَوْلَى ، لأَن المعرفةَ إِذا أُعِيدتْ كانتْ عَيْناً فكأَنّه قال تمييزُ الشيْءِ عن نَفْسِه ، بخلاف النَّكِرةِ ، فإِنها تكون غيْراً . انتهى .
( و ) يقال : فلانٌ *!حَدِيدُ فُلانٍ ، إِذا كانَ دَارُه إِلى جانبِ دَارِه أَو أَرْضُه إِلى جانبِ أَرْضِه .
و ( دَارِي *!حَدِيدَةُ دَارِه ومُحَادَّتُهَا ) ، إِذا كان ( *!حَدُّهَا *!كحَدِّهَا ) .
( *!والحَدِيدُ ، م ) ، أَي معروفٌ وهو هذا الجَوهرُ المعروفُ ، لأَنه مَنِيعٌ ، القِطْعَةُ منه حَديدةٌ : ( ج *!حَدائدُ *!وحَدِيدَاتٌ ) ، هكذا في النُّسخ ، والصواب *!حَدَائِداتٌ ، وهو جمعُ الجمعِ ، قال الأَحْمَرُ في نَعْتِ الخَيْلِ :
وهُنَّ يَعْلُكْن *! حَدَائِدَاتِهَا
( والحَدَّادُ ) ، ككَتَّان : ( مُعَالِجُ ) ، أَي الحدِيدِ ، أَي يُعالج ما يَصْطَنِعُه مِن الحِرَفِ . ( و ) من المَجاز . الحَدَّادُ : ( السَّجَّانُ ) لانّه يَمنع من الخُرُوج ، أَو لأَنّه يعَالِج الحَديدَ مِن القُيُودِ ، قال :
يَقُولُ ليَ الحَدَّادُ وهْوَ يَقُودُني
إِلى السِّجْنِ لا تَفْزَعْ فَما بِكَ مِنْ بَاسِ
( و ) الحَدَّادُ : ( البَوَّابُ ) ، لأَنّه يَمنَع مِن الخُروج ، وهو مَجاز أَيضاً .
( و ) الحَدَّادُ : ( البَحْرُ . و ) قيل
____________________

(8/8)


( نَهْرٌ ) بعَيْن ، قال إِياسُ بنُ الأَرَتِّ :
ولو يكونُ عَلَى الحَدَّادِ يَمْلِكُه
لمْ يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ مِن مَائِه الجَارِي
( و ) في الحديث ( حينَ قَدِمَ منْ سَفَرٍ فأَرادَ النَّاسُ أَنْ يَطْرُقُوا النِّساءَ لَيْلاً فقال : أَمْهِلُوا كي تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ *!وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ ) قال أَبو عُبَيْدٍ :
( *!الاسْتِحدادُ ) استفعالٌ من *!الحَدِيدَةِ ، يعني ( الاحْتِلَاق *!بالحَديدِ ) استعمله على طريقِ الكِناية والتَّوْرِيَة .
( *!وحَدَّ السِّكِّينَ ) والسَّيْفَ وكُلَّ كَلِيلٍ *!يَحُدُّهَا حَدًّا ( *!وأَحَدَّهَا ) *!إِحدَاداً ( *!وحَدَّدَهَا ) ، شَحَذَها و ( مَسَحَهَا بحَجَرٍ أَو مِبْرَد ) ، وحَدَّدَه فهو *!مُحَدَّدٌ مثْلُه ، قال اللِّحْيَانيّ : الكلام : أَحَدَّها بالأَلف ، واقتصر القَزَّازُ على الثُّلاثيّ والرُّباعي بالأَلف ، وأَغْفَلَ الجوهَرِيُّ الثلاثيّ ، واقتصَر ابنُ دُريد على الثُّلاثيّ فقط ، ( فَحَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً ) ، المُتَعدِّي منهما كنَصَر ، واللازم كضَرَبَ ، ( *!واحْتَدَّتْ فهي حَدِيدٌ ) بغير هاءٍ ، وبهاءٍ كما في اللسان .
( وحُدَادٌ ، كغُرَاب ) ، نقلَه الجوهري عن الأَصمعيّ . وزعمَ ابنُ هِشَامٍ أَنَّ *!الحِدَادَ جَمْعٌ*! لحَدِيدٍ كظَرِيف وظِرَاف وكَبِيرٍ وكِبَار . قال : وما أَتى على فَعِيلٍ فهذا معناه ، وضَبطَه ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيُّ في شَرْح الفَصِيح بالكَسْرِ ككِتَابٍ ولِبَاس ، ( و ) حكى أَبو عَمْرٍ و : سَيْفٌ *!حُدَّادٌ ، مثل ( رُمّانٍ ) ، وقد حكاهماابنُ سيدَهْ في المُحْكَم وابنُ خَالَوَيْه في الاُفق واللّبْلّى في شرح الفصيح ، قال ابنُ خالوَيْه : ولا يُقال سِكِّينٌ *!حَادٌّ ، وهو قولُ الأَكثَر ، قال شيخُنَا وجَوَّزه بعض قياساً .
( ج حَدِيدَاتٌ وحدائدُ وحِدَادٌ ) .
*!وحَدَّ نَابُه *!يَحِدُّ *!حدة ( ونَابٌ حَدِيد *!وحَدِيدَةٌ ) ، كما تقدَّم في السِّكّين ، ولم يُسْمَع فيها *!حُدادٌ . وَحدّ السيفُ*! يَحِدّ *!حِدَّة *!واحتَدَّ فهو *!حادٌّ حديدٌ ، *!وأَحدَدْته وسُيوف *!حِدَادٌ وأَلسِنة *!حِدادٌ ( ورَجُلٌ
____________________

(8/9)


حَدِيدٌ *!وحُدَادٌ ) كغُرَابٍ ، ( مِن ) قَوْمٍ ( *!أَحِدَّاءَ *!وأَحِدَّة *!وحِدَاد ) ، بالكسر ، ( يكون في اللَّسَنِ ) ، محرَّكَةً ، ( والفَهْمِ والغَضَبِ ) . والفِعْل من ذلك كُلِّه حَد *!يَحِدّ *!حِدَّة ، ( وحَدَّ عَلَيْه يَحِدُّ ) ، من حَدِّ ضَرَبَ ( *!حَدَداً ) محرّكَةً ، ( *!وحَدَّدَ ) مشدّداً ، وقد سقط هذا من بعض النسخ ( *!واحْتَدَّ ) فهو مُحْتَدٌّ ، ( *!واسْتَحَدَّ ) إِذا ( غَضِبَ ) .
( *!وحادَّه ) *!مُحَادَّةً : ( غاضَبَه وعَادَاه ) مثل شاقَّه ( وخالَفَه ) ونازَعَ ومَنعَ ما يَجِبُ عَلَيْه *!كتحادَّه ، وكأَنّ اشتقاقَه من الحَدّ الّذي هو الحَيِّزُ والنّاحِيَةُ ، كأَنه صارَ في الحَدّ الّذي فيه عَدُوّه ، كما أَن قولَهُم : شاقَّه : صارَ في الشِّقِّ الّذي فيه عَدُوّه . وفي التهذيب *!اسْتَحدَّ الرَّجلُ *!واحْتَدّ *!حِدَّةً ، فهو *!حَدِيدٌ ، قال الأَزهريّ : والمسموع في *!حِدَّةِ الرّجلِ وطَيْشِه *!احْتَدَّ ، قال : ولم أَسمعْ فيه *!اسْتَحَدَّ ، إِنما يقال *!اسْتَحدَّ واستَعَان ، إِذا حلَق عَانَتَ .
( ونَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ ) ، بكسر الجيم ، إذا كان ( يُوجَد منها ) ، أَي الجرَّةِ ( رائحةٌ *!حادَّةٌ ) ، وذلك ممّا يُحمَد . وقولهم : رائحةٌ حادَّةٌ ، ( أَي ذَكِيَّةٌ ) ، على المَثل .
( وحَدَّدَ الزَّرْعُ تَحدِيداً ) إِذا ( تَأَخَّرَ خُروجُه لِتَأَخُّرِ المَطَرِ ) ، ثم خَرجَ ولم يُشَعِّبْ ، ( و ) حَدَّدَ ( إِليه وله : قَصَدَ ) ويُقال حَدَّدَ فُلانٌ بَلداً ، أَي قَصَدَ حُدُودَه ، قال القُطَامِيّ :
محَدِّدِينَ لِبَرْق صابَ مِنْ خَلَلٍ
وبالقُرَيَّةِ رَادُوهُ بِرَدَّادِ
أَي قاصِدينَ .
( *!وحَدَادِ *!حُدَيَّة ) مبنيًّا على الكسْرِ ( كَقَطَامِ ، كلمةٌ تُقَالُ لمَنْ تُكْرَه طَلْعَتُه ) ، عن شَمِرٍ ، وقولهم :
حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ
وقال مَعقِل بنُ خُوَيلدٍ الهُذليّ :
عُصَيْمٌ وعَبْدُ اللّهِ والمَرْءُ جَابِرٌ
*!-وحُدِّي حَدَادِ أَجْنحَةِ الرُّخْمِ
____________________

(8/10)



أَراد : اصْرِفِي عَنَّا شَرَّ أَجْنحة الرَّخَم ، يَصفه بالضَّعْفِ واستِدْفاعِ شَرِّ أَجْنحة الرَّخمِ على ما هي عليه من الضَّعّفِ .
( و ) الحَدُّ الصَّرْفُ عن الشَّيْءِ مِن الخيرِ والشَّرِّ .
و ( *!المحدود ( المحروم و ) المَمْنُوع من الخَيْرِ ) وغيرِه ، وكُلُّ مصْرُوفٍ عن خيرٍ أَو شَرَ مَحدودً ( *!كالحُدِّ ، بالضّمّ ، وعن الشَّرِّ ) ، وقال الأَزهريّ : المَحْدُودُ : المَحْرُومُ ، قال : ولم أَسمعْ فيه : رَجُلٌ حُدٌّ ، لغير اللّيْث ، وهو مثل قولهم رَجُلٌ جُدٌّ إِذا كان مَجدوداً . وقال الصّاغَانيّ : هو ازْدِوَاجٌ لقولِهِم رَجلٌ جُدٌّ .
( *!والحَادُّ ) ، من حَدَّتّ ثُلاثيًّا ، ( *!والمُحِدُّ ) ، مِنْ أَحَدَّتْ رُبَاعِيًّا ، وعلى الأَخِيرِ اقتصرَ الأَصمعيُّ ، وتَجْرِيدُ الوَصفينِ عن هَاءِ التأْنيثِ هو الأَفصحُ الّذي اقتصرَ عليه في الفَصِيح وأَقرّه شُرَّاحُه . وفي المصباح : ويقال *!مُحِدَّةٌ ، بالهاءِ أَيضاً : ( تَارِكَةُ الزِّينَةِ ) والطِّيب ، وقال ابن دُريد : هي المرأَةُ التي تَتركُ الزِّينةَ والطِّيبَ بعد زَوْجِها ( لِلْعِدَّةِ ) ، يقال ( *!حَدَّتْ *!تَحِدُّ ) ، بالكسر ، ( *!وتَحُدُّ ( بالضَّمّ ، ( *!حَدًّا ) ، بالفَتح ، ( *!وحِدَاداً ) ، بالكسر ، وفي كتاب اقتطاف الأَزَاهِرِ للشِّهاب أَحمدَ بنِ يُوسفَ بن مالكٍ عن بعض شُيُوخ الأَندلُس أَنْ حَدَّت المرأَةُ على زَوْجها بالحاءِ المهملة والجيم ، قال : والحاءُ أَشهرُهما ، وأَما بالجيم فمأْخُوذٌ من جَدَدْتُ الشَّيءَ ، إِذا قَطَعْتُه ، فكأَنها أَيضاً قد انقطعتْ عن الزِّينةِ وما كَانَتْ عَلِيه قبل ذلك . ( *!وأَحَدَّتْ ) *!إِحداداً ، وأَبَى الأَصمعِيُّ إِلّا *!أَحَدَّتْ *! تُحِدُّ فهِي *!مُحِدٌّ ، ولم يَعْرِف حَدَّتْ . وفي الحديث ( لا *!تُحِدُّ المرْأَةُ فوقَ ثلاثٍ ولا تُحِدُّ إِلّا على زَوْج ) قال أَبو عُبيد : وإِحدادُ المرأَةِ على زَوْجها : تَرْكُ الزِّينةِ . وقيل : هو إِذَا حَزِنَتْ عليه ولَبِسَتْ ثِيَابَ الحُزْنِ وتَركَتِ الزّينةَ والخِضَابَ ، قال أَبو عُبيدِ : ونُرَى أَنّه مأْخُوذٌ من المَنْعِ ، لأَنْهَا
____________________

(8/11)


قد مُنِعَتْ من ذلك ، ومنه قيل للبوّابِ حَدَّادٌ لأَنّه يَمْنَع النَّاسَ من الدُّخولِ وقال اللِّحيانيّ في نوادره : ومن أَحدّ بالأَلف ، جاءَ الحديثُ ، قال وحكَى الكسائيُّ عن عُقَيْلٍ : أَحَدَّتِ المرأَةُ على زَوْجها بالأَلف . قال أَبو جعفرٍ : وقال الفَرَّاءُ في المصادر ، وكان الأَوَّلون منَ النَّحْوِيّين يؤثِرون أَحَدَّت فهي مُحِدٌّ ، قال : والأُخْرَى أَكثَرُ في كلامِ العَربِ .
( وأَبو*! الحَدِيدِ رَجلٌ من الحَرُورِيَّةِ ) قَتَل امرَأَةً مِن الإِجماعِيّينَ كانت الخَوَارِجُ قد سبَتْهَا فغَالَوْا بها لحُسْنِهَا ، فلما رأَى أَبو الحَدِيد مُغَالاتَهم بها خَافَ أَن يَتفاقَم الأَمْرُ بينهم ، فوَثب عليها فقَتَلَهَا . ففي ذلك يقولُ بعضُ الحَرورِيَّةِ يَذكُرها :
أَهَابَ المُسلمونَ بهَا وقالُوا
عَلَى فَرْط الهَوَى هَلْ مِن مَزِيدِ
فزَادَ أَبو الحَدِيدِ بنَصْلِ سَيْفٍ
صَقيلِ الحَدِّ فِعْلَ فَتًى رَشِيدِ
( وأُمُّ الحَدِيدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ ) الراجزِ كجعْفَرٍ ، وإِيّاهَا عَنَى بقوله :
قَدْ طَرَدتْ أُمُّ الحَدِيد كَهْدَلَا
وابْتَدَرَ البَابَ فكَانَ الأَوَّلَا
( وحُدٌّ بالضّمّ : ع ) بِتِهامَةَ ، حكاه ابنُ الأَعرابيّ ، وأَنشدَ :
فلَوْ أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لَقَدْ نَهِلَتْ مِن ماءٍ حُدَ وعَلَّتِ
( و ) عن أَبي عمرو : ( الحُدَّةُ ) ، بالضّمَ ؛ ( الكُثْبَةُ والصُّبَّةُ ) .
( و ) يقال ( دَعْوَةٌ *!حَدَدٌ ، محرَّكَةٌ ) ، أَي ( باطِلَةٌ ) . وأَمْرٌ حَدَدٌ : مُمتَنِعٌ باطلٌ ، وأَمْرٌ حَدَدٌ . لا يَحِلّ أَن يُرْتَكَبَ .
( *!وحَدَادَتُك ) ، بالفتح ، ( امْرأَتُك ) ، حَكاه شَمِرٌ .
( *!وحُدادُكَ ) ، بالضّمّ ، ( أَنْ تَفْعَل كذا ) ، أَي ( قُصَارَكَ ) ومُنْتَهَى أَمْرِك .
( ومالِيَ عَنْ *!مَحَدٌّ ) ، بالفتح ، كما هو بخطّ الصاغانيّ ، ويوجد في بعض النُّسخ بالضّمّ ، ( *!ومُحْتَدٌّ ) ، وكذا حَدَدٌ
____________________

(8/12)


ومُلْتَدٌّ ، ( أَي بُدٌّ ومَحِدٌ ) ومَصْرِفٌ ومَعْدِلٌ ، كذا عن أَبي زيد وغيرِه .
( وبَنُو *!حَدَّانَ بنِ قُرَيْعِ ) بن عَوْفِ بن كَعْبٍ ، جاهلِيٌّ ( ككتّانٍ : بَطْنٌ مِن تَمِيمٍ ) من بني سَعْدٍ ( منهم أَوْسُ ) بْنُ مَغْرَاءٍ ( *!-الحَدَّانِيُّ الشاعر ) ، قاله الدّارقُطْنِيّ والحافظُ . ( وبالضَّمِّ الحَسَنُ بنُ *!حُدَّانَ المُحَدِّث ) الرّاوِي عن جَسْرِ بن فَرْقَدٍ ، وعنه ابن الضَّرِيسِ .
( وذُو حُدّانَ بنُ شَرَاحِيلَ ) في نَسب هَمْدَانَ ( و ) في الأَزْدِ حُدَّان ( بن شَمْس ) بضم الشّين المُعجمة ، ابن عَمْرِو بن غالِبِ بن عَيْمَانَ بن نَصْر بن زَهرانَ ، هكذا في النُّسخ وقيَّدَه الحافظُ وغيرُه .
( وسَعِيدُ بنُ ذِي حُدَّانَ التّابِعِيّ ) يَرْوِي عن عليَ رضي الله عنه .
( *!وحُدَّانُ بنُ عَبْدِ شَمْس ) حَيٌّ بن الأَزد ، وأَدخَل عليه ابنُ دُرَيدٍ اللَّام قلْتُ هو بعَينِه حُدَّان بن شمْسٍ الّذي تقدّم ذِكْرُه ( وذُو حُدَّان أَيضاً في ) أَنْسَابه ( هَمْدَان ) ، وهو بِعَيْنِه الّذي تقدَّم ذِكْرُه آنِفاً ، قال ابنُ حبيب : وإِليه يُنْسَب *!الحُدَّانِيُّون .
( *!وَحَدَّةُ ، بالفتح : ع بين مَكَّة ) المشَرَّفةِ ( وجُدَّةَ ، وكانَتْ ) قَبْلُ ( تُسَمَّى *!حَدَّاءَ ) وهو وَادٍ فيه حِصْنٌ ونَخْلٌ . قال أَبو جُنْدَب الهُذَلِيّ :
بَغَيْتُهُمُ ما بَيْنَ حَدَّاءَ والحَشَى
وأَوْرَدْتُهُمْ مَاءَ الأُثَيْل فَعَاصِمَا
( و ) حَدَّة : ( ة قُرْبَ صَنْعَاء ) اليمنِ نقلَه الصاغانيّ ، ووَادٍ بتِهَامَةَ .
( *!والحَدَادَةُ : ة بين بَسْطَامَ ودَامِغَانَ ) ، وقيل بين قومِسَ والرّيّ مِن منازِل حاجِّ خُرَاسَانَ ، منها عليُّ بنُ محمَّد بنِ حاتمِ بن دِينَارٍ القُومِسيّ *!-الحَدَادِيُّ ، عن جَعفَرِ بنِ محمّدٍ الحَدَادِيّ ، وعنه ابنُ عَدِيَ والإِسماعيليّ ، وأَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمْدِ بنِ أَحمدَ بنِ نصرٍ الحَدَادِيّ
____________________

(8/13)


صاحب كتابِ عُيون المجالس ، رَوَى عن الفقيه أَبي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيّ ، وعنه كثيرون ، والحسنُ بن يُوسف الحَدَادِيّ ، عن يُونس بنِ عبدِ الأَعْلَى وغير هاؤلاءِ ، وقد استوفاهم الحافظُ في التَّبْصِير .
( *!-والحَدَّادِيَّةُ : لا بِوَاسِط ) العراقِ ، وأُخْرى من أَعمالِ مِصر .
( *!وحَدَدٌ ، محرّكةً : جَبَلٌ بتَيْمَاءَ ) مُشْرِفٌ عليها يبتدِىءُ به المُسَافر ، ( وأَرْضٌ لكلْبٍ ) ، نقله الصاغانيّ .
( *!وحَدَوْدَاءُ ) ، بفتح الحاءِ والدّالِ وتُضمّ الدّال أَيضاً : ( ع ببلادِ عُذْرَة ) ، وضبطه البَكريّ بدالين مفتوحتين . وفي التكملة : *!حَدَوْدَى *!وحَدْوَدَاء ، أَي بالقصر والمَدّ ، والدالاتُ مفتوحة فيهما ، فتأَمَّلْ .
( *!والحَدْحَدُ ، كفَرْقَد : القَصيرُ ) من الرِّجالِ أَو الغَلِيظُ .
ومما يستدرك عليه :
*! الحَدَّادُ : الزّرّادُ ، عن الأَصمعيّ استَحَدّ الرَّجلُ ، إِذا أَحَدَّ شَفْرَتَه*! بحَديدةٍ وغيرِهَا ، *!وحَدَّ بَصرَه إِليه *!يَحُدُّه *!وأَحَدَّه ، الأُولَى عن اللِّحْيَانيّ ، كلاهما حَدَّقَه إِليه ورَمَاه به ، ورجلٌ حَدِيدُ الناظِر ، على المثَل ، لا يُتَّهَمْ برِيبَة فيكون عليه غَضَاضَةٌ فيها فيكون كما قال تعالى : { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ } ( الشورى : 45 ) *!والحَدّادُ الخَمّارُ ، قال الأَعشى يصف الخمْر والخَمّارَ :
فقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ دِيكُنَا
إِلى حوْنَةٍ عنْد *!حَدَّادِهَا
فإِنّه سمَّى الخَمَّارَ حدَّاداً ، وذلك لمَنعِه إِيّاهَا وحِفْظِه لها وإِمْسَاكِهِ لها حتّى يُبْذل له ثَمَنُها الذي يُرْضِيه .
*!وحُدَّ الإِنسانُ : مُنِعَ من الظَّفَرِ .
وقوله تعالى : { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ( قلله : 22 ) أَي رأْيُك اليومَ نافِذٌ .
( *!وحَدَّ اللّهُ عنَّا شَرَّ فُلانٍ *!حَدًّا : كَفّا وصَرَفَه ، ويُدْعَى علَى الرّجُلِ فيُقَال :
____________________

(8/14)


اللّهُمْ *!احْدُدْهُ ، أَي لا تُوَفِّقْه لإِصابَةٍ . وفي التهذيب : تقول للرّامِي : اللّهمّ احْدُدْه ، أَي لا تُوفِّقْه للْإِصابةِ .
وقال أَبو زيدٍ : تَحَدَّدَ بهم ، أَي تَحَرَّش .
*!والحِدَادُ : ثِيابُ المأْتم السُّودُ .
ويقال : *!حَدَداً أَنْ يكون كذا ، كقولِك : معاذَ اللّهِ ، وقد حدَّد اللهُ ذلك عَنَّا .
وفي الأَمثال ( الحديدُ *!بالحديدِ يُفْلَح ) .
وبنو حديدةَ قبيلَةٌ من الأَنصار .
*!والحُديدةُ ، مصغَّراً : قريةٌ على ساحلِ بحْرِ اليمن ، سمعْتُ بها الحديث .
وأَقام حدَّ الرَّبِيع : فَصلَه ، وهو مجاز .
وفي عبد القيس حَدَّادُ بنُ ظالم بن ذُهْلٍ ، وعبدُ المَلكِ بن شَدّادٍ *!-الحَدِيدِيّ شيخٌ لعَفّانَ بنِ مُسلِم ، وأَبو بكرِ بنُ أَحمد بنِ عثمانَ بن أَبي الحَدِيد وآلُ بيتِه بدِمشْق . وأَبو عليَ الحَدَّادُ الأَصبهانيّ وآلُ بيتِه مَشهورُون .
حدبد : ( لَبَنٌ حُدَبِدٌ كعُلَبِط ) ، أَهملَه الجوهرِيّ ، وقال كُرَاع : أَي ( خاثِرٌ ) كهُدَبِدٍ .
( والحدنْبَدَى ) بفتح الحاءِ والدّالِ وسُكونِ النون : ( العجَبُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد لسالمِ بنِ دَارَةَ :
حَدَنْبدَى حَدنْبدَى حَدَنْبدَانْ
حَدَنْبدَى حَدنْبَدَى يا صِبْيانْ
وقد تقدّم في ح د ب .
حدرد : ( أَبُو حَدْرَدٍ ) ، كجَعْفر ، سَلَامَةُ بن
____________________

(8/15)


عُميرِ بن أَبي سَلَمَة ( الأَسْلَمِيُّ صَحَابِيُّ ) وولَدُه عبدُ اللّهِ صحابيٌّ أَيضاً ، ( ولم يَجِيء فَعْلَعٌ بتكرِيرِ العَيْنِ غَيرُه ) ، ولو كان فَعْلَلاً لكان من المضاعَفِ . لأَنّ العين واللّامَ من جِنسٍ واحد ، وليس منه .
( والحَدْرَدُ : القَصِيرُ ، كذا في شَرْح التَّسْهِيلِ ) لمصنّفه ولأَبِي حَيّان ، فإِنه مذكورٌ فيهما جميعاً ، وأَورده ابن القَطّاعِ أَيضاً في تصرِيفه .
حرد : ( حَرَدهُ يَحْرِدُهُ ) ، بالكسر ، حَرْداً : ( قَصدَهُ ومنَعَهُ ) ، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ ، وقد فُسِّرَ بهما قوله تعالى : { وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ } ( القلم : 25 ) : ( كَحرَّدَهُ ) تَحريداً ، قال :
كأَنَّ فَداءَهَا إِذ حَرَّدُوهُ
أَطافُوا حوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمُ
وقال الفرّاءُ : تقول للرَّجل : قد أَقبلْتُ قِبَلَكَ ، وقَصَدتُ قَصْدَك ، وحرَدْتُ حَرْدَك .
( و ) حرَدَه : ( ثَقَبَهُ ، ورجُلٌ حَرْدٌ ) ، كعَدْ ، ( وحارِدٌ ، وحَرِدٌ ) ، ككَتِفٍ ، ( وحَرِيٌ ، ومُتَحَرِّدٌ ) ، وحَرْدانُ ، ( من قَوْمٍ حِرَادٍ ( بالكسر ، جمع حَرِدٍ ككَتِفٍ ، ( وحُرَدَاءَ ) ، جمع حَرِيدٍ : ( مَعْتَزِلٌ مُتَنَحَ ) ، وامرأَة حَرِيدةٌ ، ولم يقولوا : حَرْدَى ، ( وحَيٌّ حَرِيٌ : مُنْفَرِدٌ ) مُعْتَزلٌ من جماعة القَبِيلةِ ، ولا يُخالِطهم في ارْتحاله وحُلُوله ؛ ( إِمَّا لِعِزَّتِهِ ، أَو لِقِلَّتِهِ ( وذِلَّته . وقالوا : كلُّ قليلٍ في كثير حَرِيدٌ ، قال جَرِير :
نَبْنِي عَلَى سنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنا لا نَسْتجِيرُ ولا نَحُلُّ حَرِيدَا يعني أَننا لا نَنْزِل في قَوْمٍ من ضَعْف وذِلّة ، لما نَحن عليه من القُوَّةِ والكَثْرة .
وقد ( حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً ) إِذا تَنَحَّى واعْتزلَ عن قَوْمه ونَزلَ مُنْفرِداً لم يُخَالِطْهم ، قال الأَعشَى يَصِف رَجُلاً
____________________

(8/16)


شَديد الغَيْرةِ على امرأَته ، فهو يَبْعُد بها إِذا نَزَل الحيُّ قريباً من ناحِيَتهِ :
إِذا نَزَل الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش
حرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًّا غَيُورَا
والجَحِيشُ : المتنَحِّي عن الناسِ أَيضاً .
وفي حديثِ صَعْصَعَةَ : ( فرُفعَ لي بَيْتٌ حَرِيدٌ ) أَي مُنْتبِذٌ مُتْنَحَ عن النّاسِ .
( و ) حَرَدَ عَلَيه ( كضَرَبَ وسَمِعَ ) ، حَرَداً ، محرّكةً ، وحَرْداً ، كلاهما : ( غَضِبَ ) ، وفي التهذيب : الحَرْد ، جَزْمٌ ، والحَرَدُ ، لغتانِ ، يقالَ : حَرِدَ الرجلُ إذا اغتاظَ فتحرَّشَ بالّذِي غاظَه وهَمَّ به ، ( فهو حارِدٌ وَحرِدٌ ) ، وأَنشد :
أُسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّة
تَسَاقَيْنَ سُمًّا كُلُّهُنَّ حَواردُ
قال ابن سِيدَه : فأَمّا سيبويه ، فقال : حَرِدَ حَرْداً ورجل حَرِدٌ وحاردٌ ( غضْبانُ ) قال أَبو العباس ، وقال أَبو زيد ، والأَصمعيّ ، وأَبو عُبَيْدَةَ : الذي سمِعْنَا من العرب الفُصحاءِ ، في الغضب : حَرِدَ يَحْرَد حَرَداً ، بتحريك الرّاءِ ، قال أَبو العَبّاس : وسأَلْت ابنَ الأَعرابيّ عنها فقال : صَحِيحَةٌ ، إِلّا أَن المُفَضَّل رَوَى أَنّ من العَرب من يقول : حَدَ حَرَداً وحَرْداً ، والتسكين أَكثر ، والأُخْرَى فَصيحةٌ قال : وقَلَّمَا يَلْحَن النّاسُ في اللُّغَة .
وفي الصّحاح : الحَرَدُ : الغَضَبُ ، وقال أَبو نعصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتمٍ ، صاحبُ الأَصمعيّ : هو مُخَفَّف ، وأَنشد للأَعْرَج المَعْنِيّ :
إِذا جِيادُ الخَيْلِ جاءَت تَرْي
مَمْلوءَةً من غَضَبٍ وحَرْدِ
وقال الآخَر :
يَلُوكُ من حرْد عَلَيَّ الأُرَّما
وقال ابن السّكّيت : وقد يُحَرَّك فيقال منه : حَرِدَ ، بالكسر ، فهو حارِدٌ ( وحَرْدانُ ) ، ومنه قيل : أَسَدٌ حارِدٌ ، ولُيوثٌ حَوارِدُ .
____________________

(8/17)



وقال ابن بَرِّيّ : الَّذِي ذَكَرَه سيبويه : حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً ، بسكونِ الراءِ ، إِذا غَضبَ ، قال : وهاكذا ذَكَرَه الأَصمعيّ وابن دريد وعليُّ بن حَمْزَة ، قال : وشاهده قولُ الأَشهَبِ بن رُمَيْلةَ :
أُسودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِمَاءَ الأَساوِدِ
( والحِرْدُ ، بالكسر : قِطْعَةٌ من السَّنَامِ ) ، قال الأَزهَرِيّ : ولم أَسمعْ بهاذا لغير اللّيْث ، وهو خطأٌ ، إِنما الحِرْدُ : المِعَى .
( و ) الحِرْد . بالكسر : ( مَبْعَرُ البَعِيرِ والنّاقَةِ ، كالحِرْدَة ، بالكسر ) أَيضاً . وهاذه نقلها الصاغانيّ ، والجمع حُرُودٌ .
وأَحرادُ الإِبل : أَمعاؤُهَا ، وخَلِيقٌ أَن يكون واحدُها حِرْداً كوَاحِدِ الحُرودِ الّتي هي مَبَاعِرُهَا ، لأَن المَبَاعِرَ والأَمعاءَ متقارِبَةٌ .
وقال الأَصمعيّ : الحُرُودُ مَباعِرُ الإِبلِ ، واحِدُهَا حِرْدٌ وحِرْدَةٌ ، قال شَمِرٌ : وقال ابنُ الأَعرابيّ : الحُرُود : الأَمعاءُ ، قال : وأَقرَأَنَا لابنِ الرِّقاع :
بُنِيتْ على كَرِش كأَنَّ حُرُودَها
مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ أُمِرَّ قُوَاها
( وزيادُ ) بنُ الحرِد ، كَكَتِف ، مَولَى عمْرِو بن العاصِ ) ، روى عن سَيِّده المذكورِ .
( وحاردَتِ الإِبِلُ ) حِرَاداً : ( انقَطعَتْ أَلبانُها أَو قلَّتْ ) ، أَنشد ثعلب :
سَيَرْوِي عقيلاً رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبَةٌ
تَمطَّتْ به مَصلوبةٌ لم تُحارِدِ
واستعاره بعضهم للنساءِ فقال :
وبِتْنَ علَى الأَعضادِ مُرْتفِقاتِها
وحارَدْنَ إِلَّا ما شَرِبْن الحَمائِمَا
يقول : انقَطعَتْ أَلبانُهنّ إِلّا أَن يَشرَبْن الحَمِيمَ ، وهو الماءُ يُسَخِّنَّه فيشْرَبْنَهُ ، وإِنَّمَا يُسَخِّنَّهُ لأَنهنّ إِذا شَرِبْنَه بارِداً على غيرِ مأْكُول عَقَرَ أَجوافَهُنّ .
____________________

(8/18)



( و ) ومن المجاز : حارَدَت ( السَّنَةُ : قَلَّ ماؤُها ) ومَطَرُهَا ، وقد استُعِير في الآنِيَة إِذَا نَفِدَ شَرَابُهَ قال :
ولنا باطِيَةٌ مَمْلوءَةٌ
جَوْنَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزِينُهَا
فإِذا ما حاردَتْ أَو بَكَأَتْ
فُتَّ عن حاجِبِ أُخْرَى طِينُهَا
البِرْزِينُ : إِنَاءٌ يُتَّخَذُ مِن قِشْرِ طَلْعِ الفُحَّالِ ، يُشْرَب به .
( و ) يقال : ( ناقةٌ حَرُودٌ ) ، كصَبُور ، ( ومُحَارِدٌ ، ومحَارِدَةٌ ، بيْنَةُ الحِرَاد ) شَدِيدَته ، وهي القليلةُ الدَّرِّ .
( والحَرَدُ ، محرّكةً داءٌ في قَوائم الإِبِلِ ) إِذا مَشَى نَفَضَ قَوَائِمَه فضَرَب بهنَّ الأَرضَ كثيراً .
( أَو ) هو داءٌ يأْخُذ الإِبلَ من العِقَالِ ( في اليَدَيْنِ ) دُون الرِّجْلَيْن ، بعيرٌ أَحرَدُ ، وقد حَردَ حَرَداً ، بالتحريك لا غيرُ .
( أَو ) الحَرَدُ ( يُبْسُ عَصَبِ إِحداهُما ) أَي إِحدى اليدين ( من العِقال ) ، وهو فَصيلٌ ( فيَخْبِطُ بِيَدَيْه ) الأَرضَ أَو الصَّدْرَ ( إِذا مَشَى ) ، وقيل : الأَحْرَد : الذي إِذا مَشَى رَفَعَ قَوائمَه رَفْعاً شَديداً ووضَعَهَا مكانَها من شِدِّة قَطَافَت ، يكون في الدَّوَابِّ وغيرهَا ، والحَرَدُ مَصْدَره .
وفي التهذيب : الحَرَد في البعير حَادِثٌ ليس بِخِلّقه . وقال ابن شُميلٍ : الحَرَد أَن تَنْقَطِعَ عَصَبَةُ ذِراعِ البَعِيرِ فتَسترْخِيَ يدُه ، فلا يَزال يَخْفِق بها أَبَداً ، وإِنما تَنقطِع العَصَبةُ من ظاهِرِ الذِّراع فترَاهَا إِذا مَشَى البَعيرُ كأَنَّها تَمُدُّ مدًّا من شِدَّة ارتفاعها من الأَرض ورِخَاوَتِهَا .
( و ) الحَرَدُ : ( أَن تَثْقُلَ الدِّرْعُ على الرَّجُلِ فلَم ) يستَطع ولم ( يَقْدِرْ على الانْتِشَاطِ ) وفي بعض النُّسخ : الانْبِسَاط . وهو الصواب ( في
____________________

(8/19)


المشْي ) وقد حَرِدَ حَرَداً ، ورَجلٌ أَحْرَدُ ، وأَنشد الأَزهَريّ :
إِذَا ما مَشَى في دِرْعِهِ غَيْرَ أَحْرَدِ
( و ) الحَرَدُ : ( أَن يكون بَعْضُ قُوَى الوَتَرِ أَطْوَلَ من بَعضٍ ) وقد حَرِدَ الوَتَرُ .
( وفِعْلُ الكُلّ ) حَرِدَ ( كفَرِحَ ، فهو حَرِدٌ ) ككَتِف .
( والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ ، بضمّهما ، حِيَاصَةُ الحَظِيرَةِ ) التي ( تُشَدّ على حائِط القَصَبِ ) عَرْضاً ، قال ابنُ دريد : هي نَبَطيَّة . وقد حَرَّده تَحريداً ، والجمع الحَرَادِيُّ .
وقال ابن الأَعرابيّ : يقال لخَشَبِ السَّقْف : الرَّوَافِدُ ، ولِما يُلقَى عليها من أطيان القَصبِ : حَرادِيُّ . وغُرْفَةٌ مُحَرَّدةٌ : فيها حَرَادِيُّ القَصبِ عَرْضاً . ولا يقال الهُرْديّ .
( والمُحَرَّد ، كمُعَظَّم : الكُوخُ المُسنَّم ) وبَيْت مُحَرَّد . مُسَنَّم . والكُوخ فارسيّته لأَنه ذُكِر في الخاءِ المعجمة : الكُوخ والكَاخ : بَيتٌ مُسَنَّم من قَصَبٍ بلا كُوَّةٍ ، فذِكْرُ المُسَنَّمِ بعد الكُوخ كالتكرار .
( و ) المُحَرَّد من كلِّ شيْءٍ : ( المُعْوَجُّ ) وتَحْرِيدُ الشيْءِ : تَعويجه كهَيئة الطَّاق .
( و ) المُحَرَّد اسم ( البَيْتِ فيه حَرادِيُّ القَصَبِ ) عَرْضاً . وغُرْفَة مُحَرَّدة كذلك ، وقد تقدّم .
( و ) حَبْلٌ مُحَرَّدٌ ، إِذا ضُفِرَ فصارَتْ له حُروفٌ لاعْوِجاجِه .
و ( حَرَّدَ الحَبْلَ تَحريداً : أَدْرَج فَتْلَه فجاءَ مُستديراً ) ، حكاه أَبو حنيفةَ . وقال مَرَّةً : حَبْلٌ حَرِدٌ مِن الحَرَدِ : غيرُ مُسْتَوِي القُوَى .
وقال الأَزهريُّ : سَمِعْتُ العَرَبَ تقول لِلْحَبْلِ إِذا اشتدَّتْ إِغارة قُوَاهُ حَتَّى تَتَعَقَّد وتَتراكَب : جاءَ بِحَبْلٍ فيه حُرُودٌ .
( و ) حَرَّدَ ( الشَّيْءَ : عَوَّجه ) كهيئةِ الطَّاق .
( و ) في التهذيب : وحَرَّدَ ( زَيْدٌ )
____________________

(8/20)


تَحْرِيداً ، إِذا ( أَوَى إِلى كُوخٍ ) ، هاكذا نَصُّ عبارتِهِ .
كتاب م كتاب وأَمّا قول المصنّف : ( مُسَنَّم ) ، فليسَ في التهذيب ، ولا في غَيْره . ومَرَّ الكلامُ عليه آنِفاً .
( وتَحَرَدَ الأَدِيمُ : أُلْقِيَ مَا عَلَيْهِ من الشَّعَر ) .
( و ) قولُهُم : ( قَطاً حُرْدٌ ) ، أَي ( سِرَاعٌ ) ، فقد قال الأَزهريُّ : هاذا خَطأٌ . والقَطَا الحُرْد : القِصَارُ الأَرْجلِ . وهي مَوْصُوفةٌ بذالك .
( والحَرِيد : السَّمَك المُقَدَّد ) ، عن كُراع .
( وأَحْرَدَهُ : أَفْرَدَهُ ) ونَحَّاه ، عن الزَّجَّاج .
( و ) أَحَرَدَ ( في السَّيْرِ : أَغَذَّ ) ، أَي أَسْرَعَ .
( و ) من المجاز : ) الأَحْرَدُ : البَخِيلُ ) من الرجال ، ( اللَّئيمُ ) .
قال رؤبة :
وكُلّ مِخلافٍ ومُكْلَئِزِّ
أَحْرَدَ أَو جَعْدِ اليَدَينِ جِبْزِ
ويقال له : أَحْردُ اليَدَيْنِ أَيضاً ، أَي فيهما انقِبَاضٌ عن العَطَاءِ . كذا في التهذيب .
وفي الأَساس : حردَ زيدٌ : كان يُعطِي ثم أَمسَكَ .
( والحُريْدَاءُ : رَمْلَةٌ ببلاد بني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابِ ) بن ربيعةَ ، نقله الصاغانيّ ، و ) الحُرَيْدَاءُ ( عَصَبَةٌ تكون في مَوْضِع العِقَال تَجعَل الدّابَّةَ حَرْدَاءَ ) تَنْفُض إِحدَى يَدَيْهَا إِذا مَشَتْ وقد يكون ذالك خِلْقَةً .
( و ) يقال جاءَ بِحَبْل فيه حُرُودٌ ، ( الحُرُود ) ، بالضَّمّ : ( حُرُوفُ الحَبْلِ ، كالحَرادِيدِ ) ، وقد حَرَّدَ حَبْلَه .
( والمَحَرِدُ : المَشَافِر ) ، نقله الصاغانيّ .
( وانْحَرَدَ النَّجْمُ : انْقَضَّ ) ، والمُحَرِدُ : المُنْفَرِد ، في لُغَة هُذَيل ، قال أَبو ذُؤَيب :
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ بالجَوِّ مُنحَرِدُ
____________________

(8/21)



ورواه أبو عَمْرٍ و بالجيم ، وفسَّره بمنفرد ، وقال : هو سُهَيْل .
وفي الصّحاح : كوكب حَرِيدٌ : مُعْتَزِلٌ عن الكَوَاكِب .
( و ) حُرْدَانُ ( كعُثْمَانَ : ة بدِمَشْقَ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) روى أَن بَرِيداً من بعضِ المُلوكِ جاءَ يسأَلُ الزُّهْرِيَّ ، عن رَجلٍ ، معه ما مع المرأَةِ : كيف يُوَرَّث . قال : مِن حيْثُ يخرجُ الماءُ الدّافقُ ، فقال في ذالك قائلُهم :
ومُهِمَّة أَعْيَا القُضَاةَ قَضاؤُهَا تَذَرُ الفَقِيهَ يَشُكُّ مثلَ الجاهِلِ
عَجَّلتَ قبلَ حَنيذِها بشِوائها
وقَطعْتَ مَحْرِدَهَا بحُكْمٍ فاصِلِ
المَحْرِد ( كمَجْلِس مَفْصِلُ العُنُقِ أَو مَوضِع الرَّحْل ) . يقال : حَرَدْتُ من سَنامِ البَعيرِ حَرْداً ، إِذا قَطَعْت منه قِطْعةً ، أَرادَ أَنَّك عَجَّلْتَ الفَتْوَى فيها ولم تَسْتَأْنِ في الجَوابِ ، فشبَّهه برَجُلٍ نَزلَ به ضَيْفً فعجَّلَ قِراهُ مما قَطَعَ له مِن كَبِدِ الذَّبِيحة ولَحْمِها ، ولم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والشِّواءِ ، وتَعجِيلُ القِرَى عندهُم مَحمودٌ ، وصاحبُه مَمْدُوحٌ .
( و ) الحَرْدَاءُ ، ( كصَحْرَاءَ : لَقَبُ بني نَهْشَلِ بن الحَارِثِ ) ، قاله أَبو عُبَيْد ، وأَنشد للفرزْدَقِ :
لَعَمْرُ أَبيكَ الخَيْرِ ما رَغْمُ نَهْشَلٍ
عَلَيَّ ولا رْدَاؤُها بِكَبِيرِ
وقد عَلِمَتْ يومَ القُبَيْبَاتِ نَهْشَلٌ
وأَحْرَادُها أَن قد مُنُوا بِعَسيرِ
( والحِرْدَة ، بالكسر : د ، بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ ) ، أَهله ممَّن سارَعَ إِلى مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ . وقيل بِفَنْح الحاءِ .
وممَّا يستدرك عليه :
الحَرْدُ : الحِدُّ ، وهاكذا فَسَّرَ اللبثُ
____________________

(8/22)


في كتابِه الآية { عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ } ( القلم : 25 ) قال : على جِدَ من أَمْرِهم . قال الأَزهريُّ وهاكذا وَجدْتُه مُقَيَّداً . والصَّوابُ على حَدَ ، أَي مَنْعٍ ، قال : هاكذا قاله الفَرَّاءُ . ورُوِيَ في بعض التفاسير أَن قَرْيَتهم كان اسمُها : حَرْداً . ومثله في المراصد .
وتَحْريد الشِّر : طلوعه منفرداً ، وهو عيب ، لأَنه بُعْدٌ وخِلافٌ للنَّظِير .
والمُحَرَّد ، كمُعَظَّم ، من الأَوتارِ : الحَصَدُ الّذي يظْهَرُ بَعْضُ قُوَاه على بَعْض ، وهو المُعَجَّر .
ورجل حُرْدِيٌّ ، بالضّمّ : واسِعُ الأَمعاءِ .
وقال يونُسُ : سَمِعْت أَعرابيًّا يَسْأَل ويَقُول : مَنْ يَتَصَدَّق على المسكِينِ الحَرِدِ ، أَي المُحْتَاجِ .
وككِتَاب ، حِرَادُ بن نَداوةَ بن ذُهْلٍ ، في مُحَارِبِ خَصَفَةَ . وحِرَاد بن شَلخَت الأَكبر في حَضْرَمَوْتَ .
وكغُراب . حُرَادُ بنُ مالِكِ بن كِنانة بن خُزَيمة .
وحُرَاد بن نَصْر بن سَعْد بن نَبْهَانَ في طَيِّىء .
وحُرَادُ بن مَعْن بن مالِك في الأَزْد . وحُرَادُ بنُ ظالِم بن ذُهلٍ في عبد القَيْس ، قاله الحافظُ .
وأَححَاد وأُمُّ أَحْراد : بِئرٌ قَدِيمةٌ بمكةَ ، احتَفَرها بنو عبْدِ الدَّارِ ، لها ذِكْرٌ في الحَدِيثِ .
وذكر القاليُّ في أَماليه من معانِي الحقْد : القِلّة والحقْد . وزاد غيره : السُّرْعَة .
قال شيخُنَا : ومن غريب إِطلاقاته ما رَوَاه بَعْضُ الأَئِمْةِ عن الشّيْبَانِيّ ، أَنَّه قال : الحَرْدُ : الثَّوْبُ ، وأَنشد لتأَبَّطَ شَرًّا :
أَترَكْتَ سَعْداً للرِّمَاحِ دَرِيئةً
هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ حَرْدٍ تَرْقَعُ .
____________________

(8/23)



وقال الفَسَويُّ : الحَرْدُ في هذا البيتِ : الثَّوبُ الخَلَقُ . واستَبْعَده غيرُهما وقال : إِنه في البيت بالجِيم ، قال البكريُّ في شرح الأَماليّ ؟ وهو المعروفُ في الثَّوْبِ الخَلَقِ .
قال شيخُنَا : هو كذلك ، إِلّا أَنَّ الرِّوَايَة مُقدَّمَةٌ ، والحافظُ حُجَّةٌ .
ومن الأَمثال قولهم : ( تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حتى تُدْرِكَ حَقَّك ) أَي دُمْ على غَيْظِكَ .
ومن المجاز : حارَدَتْ حالِي ، إِذا تَنَكَّدَتْ . كذا في الأَساس .
حرفد : ( الحَرَافِدُ ) ، بالفَاءِ ، أَهمله الجوهرِيّ ، والصاغانيّ ، وفي اللسان : هي ( كِرَامُ الإِبِلِ ) واحدها ، حَرْفَدَةٌ .
حرقد : ( الحرْقَدَة ) بالقاف : ( عُقْدَة الحُنْجُورِ ) ، جمْعه حَرَاقِدُ .
( و ) الحِرْقدُ ، ( كزِبْرِج ) كالحِرْقِدة : ( أَصْلُ اللِّسَانِ ) قاله ابنُ الأَعرابيِّ ( والحَراقِدُ : الحَرافِدُ ) ، وهي النُّوق النَّجِيبةُ .
حرمد : ( الحرْمد ، كجَعْفَر ، وزِبْج ) الأَخيرةُ عن الصاغانيّ : الحَمْأَة ، وقيل : هو ( الطّينُ الأَسْودُ المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ ) وفي بعض النسخ : والمُتِغَيِّرُ اللَّوْنِ ، بزيادةِ الواوِ ( والرائِحةِ ) ، وقيل : الشّديدُ السَّوادِ منه ، قال أُمَيَّةُ :
فَرَأَى مغِيبَ الشَّمْس عندَ مَسائَها
في عَيْنِ ذِي خلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ
وعن ابن الأَعرابيّ : يقال لطين البحر : حَرْمَدٌ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : الحَرْمدَةُ : الحَمْأَةُ .
( وعَيْنٌ مُحَرْمِدَةٌ ، بكسر الميم : كَثِيرةُ الحَمْأَةِ ) ، يعني عَيْنَ الماء ، نقله الصاغانيّ .
ومما يستدرك عليه :
الحِرْمِدَةُ ، بالكسر : الغَرينُ ، وهو التَّفْنُ في أَسْفَلِ الحَوْض .
وقال الأَزهري : الحَرْمَدةُ في الأَمر : اللَّجاجُ ، والمَحْكُ فيه .

____________________

(8/24)


حزد : ( الحَزْدُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ والأَزهريّ والصاغانيّ . وقال ابن سيده هي لُغة في ( الحَصْد ) . كذا في المحكم .
حسد : ( حَسَدَهُ الشيءَ وعليه ) ، وشاهِدُ الأَول قولُ شَمِرِ بنِ الحارِثِ الضَّبّيِّ يَصف الجِنَّ :
أَتَوْا نارِي فقلتُ مَنُونَ أَنتُمْ
فقالُوا الجِنُّ قلتُ عمُوا ظَلَامَا
فقُلْتُ إِلى الطَّعَامِ فقال مُنْهُمْ
زَعِيمٌ نَحِسُد الإِنسَ الطَّعَامَا
( يَحْسِدُه ) بالكسر ، نقلَه الأَخفشُ عن البعضِ ، ( ويَحْسُده ) بالضّمّ ، هو المشهور ، ( حَسَداً ) ، بالتحريك ، وجَوَّز صاحب المصباح سُكونَ السّينِ . والأَولُ أَكثرُ ، ( وحُسُوداً ) ، كقُعُود ، ( وحَسَادةً ) بالفتح ، ( وحَسَّدهُ ) تَحْسِيداً ، إِذا ( تَمَنَّى أَن تَتَحَوَّلَ إِليه ) ، وفي نسخة : عنه ( نِعْمَتُ وفَضِيلتُه أَو يُسْلَبَهُمَا ) هو ، قال :
وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ
شَتْمَ الرِّجالِ وعِرْضُهُ مَشْتُومُ
وفي الصحاح : الحَسَدُ أَن تَتَمَنَّى زَوالَ نِعْمَة المَحْسود إِليكَ .
وفي النهاية الحَسَدُ : أَن يَرى الرجلُ لأَخيه نِعْمَةٌ فيَتمنَّى أَن تَزُولَ عنه ، وتكونَ له دُونَهُ . والغَبْطُ ، أَن يتَمَنَّى أَن يكونَ له مِثلُها ولا يتمنَّى زَوالَهَا عنه .
وقال الأَزهَرِيُّ : الغَبْطُ ضَرْبٌ من الحَسَد ، وهو أَخَفُّ منه ؛ أَلَا تَرى ( أَنّ النبيَّ ، صلَّى اللّهُ عليّه وسلّم ، لمَّا سُئل : هل يَضرُّ الغَبْطُ ؟ فقال : نعم ، كما يَضُرُّ الخَبْطُ ) وأَصل الحَسَد القَشْرُ كما قاله ابن الأَعرابيّ .
وفي ( شرح الشفاءِ ) للشِّهاب : أَقْبَحُ الحَسَدِ مَنِّي زَوَالِ نِعْمَةٍ لغَيْرِه لا تَحْصُل له . وفي الأَساس : الحَسَدُ تَمَنِّي زَوَالِ نِعمةِ المَحْسُودِ . وحَسَدَه على نِعْمَةِ اللّهِ ، وكلُّ ذي نِعْمَة
____________________

(8/25)


مَحْسُودٌ ، والحَسَدُ يأْكُلُ الجَسَدَ ، والمَحْسَدَةُ مَفْسَدَةُ .
( وهو حاسِدٌ من ) قوم ( حُسَّد ، وحُسَّادٍ ، وحَسَدَة ) ، مثل حامِلٍ وحَمَلَة ، ( وحَسُودٌ ، من ) قوم ( حُسُد ) ، بِضَمَّتَيْنِ والأُنثَى بغير هاءٍ .
( و ) قال ابن سيده : وحكَى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : ( حَسَدنِي اللّهُ إِنْ كُنْتُ أَحْسُدُكَ ) ، وهاذا غَرِيبٌ . قال : وهاذا كما يقولون : نَفِسَها اللّهُ عليَّ إِن كنتُ أَنفَسُها عليك . وهو كلامٌ شَنِيع ، لأَنّ الله عزّ وجلّ يَجِلُّ عن ذالك .
والذي يَتَّجهِ هاذا عَلَيْه أَنَّه أرادَ ( أَي عَاقَبَني ) اللّهُ ( على الحَسَدِ ) ، أَو جازاني عليه ، كما قال : { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ } ( آل عمران : 54 ) .
( وتَحَاسدُوا : حَسَدَ بَعْضُهُم بعضاً ) .
ومما يَسْتَدْرَك عليه :
الحِسْدِلُ ، بالكسر : القُراد ، واللام زائدة ، حكاه الأَزهريُّ عن ابن الأَعرابِيّ .
وصَحِبْتُه فأَحْسَدتُه ، أَي وجدتُه حاسِداً .
حشد : ( حَشَد ) القَوْمَ ( يَحْشِدُ ) هُمْ ، بالكَسْر ( ويَحْشُدُ ) هُمْ ، بالضّمّ : ( جَمَعَ ) .
( و ) حَشَد ( الزَّرْعُ : نَبَتُ كُلُّه ، و ) حَشَدَ ( القَوْمُ : حَفُّوا ) ، بالحَاءِ المهملة ، وبالخاءِ المعجمة ، ( في التعاوُنِ ، أَو ) ، وفي بعض النسخ أَي ، والأَول أَكثر ( دُعُوا فأَجابُوا مسرعينَ ) ، هاذا فِعْلٌ يُستَعْمَلُ في الجَمِيع ، وقلَّمَا يُقَالُ للواحِدِ : حَشَدَ . ( أَو ) حَشَد القَومُ يَحْشِدُون ، بالكسر ، حَشْداً : ( اجْتَمَعُوا لأَمرٍ واحدٍ ، كأَحْشَدُوا ) ، وكذالك حَشَدا عليه ، ( واحتَشَدوا ، وتحاشَدوا ) .
وفي حديثِ سورة الإِخلاص : ( احْشِدوا فإِنِّي سَأَقْرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرْآنِ ) أَي اجْتَم 2 وا .
واحتَشَدَ القَوْمُ لفُلان ، إِذا أَرَدْتَ أَنَّهم تَجَمَّعوا له ، وتأَهَّبوا .
____________________

(8/26)



( و ) حَشَدَت ( النّاقةُ ) تَحْشُد حشوداً ( حَفَّلَت اللَّبَنَ في ضَرْعِها ، و ) منه ( الحَشُود ) ، كصَبورٍ : ( ناقَةٌ سَرِيعةُ جَمْعِ اللَّبَنِ ) في ضَرْعها . ( والتي لا تُخْلِفُ قَرْعاً واحِداً أَن تَحْمِلَ ) ، نقلهما الصاغانيُّ .
( والحَشدُ ) بفتح فسكون ، ( ويحَرَّك ) ، وهاذه عن ابن دريد : ( الجماعةُ ) يَحتشدون ، وفي حديث ( عمَرَ قال في ) عثمانَ : ( إِني أَخاف حَشْدَه ) . وعند فلان حَشْدٌ من الناسِ ، أَي جماعةٌ .
( و ) الحَشِدُ ( ككَتِفٍ : مَنْ لا يَدَعُ عند نَفْسِهِ شيئاً من الجَهْد والنُّصْرَة والمالِ ، كالمُحْتَشِدِ ) والحاشِدِ ، وجمعُه : حُشُدٌ ، قال أَبو كَبِير الهُذَلِيُّ :
سُجَراءَ نفسي غير جَمْعِ أُشَابَةٍ
حُشُداً ولا هُلْكِ المَفَارِشِ عُزَّلِ
( و ) الحَشَاد ، ( كَسَحَابٍ : الأَرْضُ تَسِيلُ من أدنى مَطَرٍ ) ، وكذالك زَهَادٌ وسَحَاحٌ ونَزْلَةٌ ، قاله ابن السِّكِّيت .
وقال النَّضْر : الحَشَادُ من المَسَايِلِ ، إِذا كَانَتْ أَرضٌ صُلْبَةٌ سَرِيعَةُ السَّيْلِ ، وكَثُرَتْ شِعَابُها في الرَّحَبة وحَشَدَ بَعْضُها بَعْضاً .
( أَو ) الحَشَاد ( أَن لا تَسِيلَ إِلَّا عن دِيمةٍ ) ، أَي مطَرٍ كثيرٍ ، كما في الصّحاح وهاذا يُخالِف ما ذَكره ابنُ سيده وغيره ، فإِنه قال : حَشَادٌ ؛ تَسيل من أَدْنَى مَطرٍ ، كما عرَفْتَ . ( ووادٍ حَشِدٌ ، ككَتِف ، كذالك ، ( وهو الذي يُسِيله القَليلُ الهَيِّنُ من الماءِ .
( وعَيْنٌ حَشِدٌ : لا ينْقَطعُ ماؤُهَا ) ، قال ابن سيده : وقيل إِنما هي حُتُدٌ . قال : وهو الصحيح .
قلت : وقد تَقدَّم قريباً .
( والحاشِدُ من لا يُفَتِّر حَلْبَ الناقَة والقِيَامَ بذالك ) ، قال الأَزهريُّ : المعروف في حَلْبِ الإِبل : حاشِكٌ ، بالكاف ،
____________________

(8/27)


لا حاشِدٌ ، بالدال . وسيأْتِي ذِكْرُه في موضعه ، إلّا أَن أبا عُبَيْدٍ قال : حَشَدَ القوْمُ ، وحَشَكُوا ( وتَحرَّشوا ) بمعنًى واحدٍ ، فجمع بين الدّالِ والكافِ في هاذا المعنَى .
( و ) الحاشِدُ : ( العِذْقُ الكثيرُ الحَمْلِ ) .
( و ) حاشدٌ ( حيٌّ ) من هَمْدَان ، يُذكَر مع بَكِيلٍ ، ومُعْظمهم في اليمن .
( و ) حَشَّادٌ ، ( كَكَتَّان : وَادٍ ) ، عن الصاغانيّ .
( ورَجُلٌ نَحْشُود ) مَحْفودٌ : ( مُطاعٌ ) في قومه ( يَخِفُّون لخِدْمَتِه ) ويَجْتَمعُونَ إِليه . وقد جاءَ ذِكْرُه في حديثِ أُمِّ مَعْبَد .
ومِمَّا يستدرك عليه :
الحُشَّد : جَمْعُ حاشِدٍ ، جاءَ ذِكْرُه في حديثِ وَفْدِ مَذْحِج . وفي حديث الحَجّاج : ( أَمِنَ أَهْلُ المَحَاشدِ والمَخاطِبِ ) . أَي مَواضِع الحَشْد والخَطْب ، وقيل هما جمع الحَشْد والخطْب ، على غير قِياس ، كالمَشابِهِ والمَلامح ، ويقال جاءَ فُلانٌ حافِلاً حاشِداً ، ومُحْتَفِلاً مُحتَشِداً ، أَي مْستعِدًّا متأَهِّباً ، ورجل مَحْشُودً : عنده حَشدٌ من الناسِ ؛ ويقال للرَّجل إِذا نَزَلَ بقومٍ فأَكْرَمُوه ، وأَحْسَنُوا ضِيافَتَهُ : قد حَشَدُوا . وقال الفَرَّاءُ : حَشَدوا له وحَفَلُوا له ، إِذا اختَلَطُوا له ، وبالغوا في إِلطافه وإِكرامه .
ومن المجاز : بَتُّ في ليلة تحْشُدُ عَلَيَّ الهُمُومَ . كذا في الأَساس .
حصد : ( حصَد الزَّرْعَ و ) غيرَه من ( النَّبَاتِ يَحْصِدُه ) ، بالكسر ، ( ويَحْصُدُه ) ، بالضّمّ ، ( حَصْداً ) ، بفتح فسكود ، ( وحَصَاداً ) ، بالفتح ، ( وحِصَاداً ) . بالكسر ، عن اللَّحْيانيّ : ( قَطَعَه بالمِنْجَل ) .
وأَصل الحَصَاد في الزَّرع ،
____________________

(8/28)


( كاحْتَصَده ) قال الطِّرِمّاح :
إِنّمَا نَحْنُ مِثْلُ خَامَةِ زَرْعٍ
فمتَى يأْنِ يأْتِ مُحْتَصِدُهْ
( وهو حاصِدٌ ، من ) قوم ( حَصَدَةٍ ) ، محرّكةً ، ( وحُصَّادٍ ) ، بضمّ فتشديد .
( والحَصَادُ ) ، بالفتح : ) أَوَانُه ، ويُكْسَر ) .
( و ) الحَصَاد : ( نَبْتٌ ) يَنْبُتُ في البَرَّاقِ على نِبْتَةِ الخافُورِ ( يَخْبِطُ الْغَنَمُ ) ، وفي بعض النُّسخ : يُخْبَطُ لِلْغَنَمِ .
وقال أَبو حنيفة : الحَصَادُ يُشْبِه السَّبَطَ .
ورُوِيَ عن الأَصمعيّ : الحَصَادُ : نَبْتٌ له قَصَبٌ يَنبسط في الأَرض ، وُرَيْقُه على طَرَفِ قَصَبِهِ .
وفي الصّحاح : الحَصَاد كالنَّصِيِّ .
( و ) الحَصَاد : ( الزَّرْعُ المحصودُ ، كالحَصَدِ ) ، محرّكةً ، ( والحَصيدِ ) ، كأَمِيرٍ ، ( والحَصِيدةِ ) ، بزيادة الهاءِ ، وأَنشد :
إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بالضُّحَى
عليهِنَّ رَفْضاً من حِصَادِ القُلَاقِلِ
أَراد بحَصادِ القُلَاقِل : ما تَنَاثَرَ منه بعدَ هَيْجِه .
( وأَحْصَدَ ) البُرُّ والزَّرْعُ : ( حان أَن يُحْصَدَ ، كاسْتَحْصَد ) ، قاله ابن الأَعرابيّ . وقيل استَحْصَد : دعَا إِلى ذالك من نفسه .
( و ) أَحْصَدَ ( الحَبْلَ : فَتَلَهُ ) فَتْلاً مُحْكَماً .
( والحَصِيدَةُ : أَسَافِلُ الزَّرْعِ الّتي ) تَبْقَى ( لَا يَتَمَكَّنُ منها المِنْجَلُ ) .
( و ) الحصِيدُ : ( المَزْرَعةُ ( لأَنّهَا تُحْصَدُ . وقال الأَزهَرِيّ : الحَصِيدةُ المَزْرَعَةُ إِذا حُصِدَت كُلُّهَا . والجمعُ الحَصائِدُ . والحَصِيدُ : الّذي حَصَدَتُه الأَيدِي . قالَه أَبو حنيفَةَ . وقيل هو
____________________

(8/29)


الّذِي انتزعتْه الرِّياحُ فطارَتْ به .
( والمُحْصَد ، كمُجْمَل : ما جَفَّ وهو قائمٌ ) .
( والحَصَدُ ، مُحَرَّكةً : نَبَاتٌ ) ، واحدتُه حَصَدَة ، أَو شَجَرٌ ، قال الأَخطل :
تَظَلُّ فيه بنَاتُ الماءِ أَنْجِيَةً
وفي جَوَانِبِ اليَنْبُوتُ والحَصَدُ
( و ) الحَصَد : ( ما جَفَّ من النَّبَات ) وأَحْصَدَ ، قال النابغةُ :
يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ
فيهِ حُطَامٌ من اليَنْبُوتِ والحَصَدِ
( و ) الحَصَد : ( اشتِدَادُ الفَتْلِ ، واسْتِحْكَامُ الصِّناعةِ في الأَوتارِ والحِبَالِ والدُّرُوعِ ) ، يقال ؛ ( حَبْلٌ أَحْصَدُ وحَصِدٌ ) . ككَتِف ، ( ومُحْصَدٌ ) ، كمُكرَم ، ( ومُسْتَحْصِدٌ ) على صيغة اسم الفاعل ، وقال الليث : الحَصَدُ مَصدَرُ الشَّيْءِ الأَحصَدِ ، وهو المُحْكَمُ فَتْلُه وصَنْعَته ، وحَبْلٌ مُحْصَدٌ ، أَي مُحْكَمٌ مَفْتُولٌ ، ووَتَرٌ أَحْصَدُ : شَديدُ الفَتْلِ .
( ودِرْعٌ حَصْدَاءُ : ضَيِّقَةُ الحَلَقِ مُحَكَمَةٌ ) صُلْبَةٌ شديدةٌ .
( وشَجَرَةٌ حَصْدَاءُ : كَثيرَةُ الوَرَقِ ) ، نقلهما الصاغانيّ .
( وحَصَدَ ) الرَّجلُ : ( مات ) ، حكاه اللِّحيانيّ عن أَبي طَيْبَةَ ، وقال : هي لُغتنا . ولُغَةُ الأَكثرِ : عَصَدَ ، بالعين المهملة .
( واستَحْصَد ) الرّجلُ : ( غَضِبَ ) ، أَو اشْتدَّ غَضَبُه ( و ) استحْصَد ( القوْمُ : اجتمَعُوا وتَضَافَرُوا ) .
( و ) استَحْصَدَ ( الحَبْلُ استَحْكَمَ ) ، وكذالك أَمْرُ القَوْمِ ، كاستحْصَفَ .
( و ) المِحْصَد ( كمِنْبَرٍ : المِنْجَل ) الّذي يُحَزُّ به الزَّرع .
( و ) من المجاز : رَجُلٌ ( مُحْصَدُ
____________________

(8/30)


الرَّأْيِ ، كمُجْملٍ : سَديدُه ) مُحْكَمُه ، على التَّشْبيه بالحَبْل المُحْصَدِ ورأْيٌ مُسْتَحْصَدٌ : مُحْكم .
ومما يستدرك عليه :
حَصَادُ البُقُولِ البَرِّيَّة : ما تَناثرَ من حِبَّتها عند هَيْجِها .
{ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } ( قلله : 9 ) مِمّا أخضِيفَ إلى نَفْسه ، وقال الليث : أَراد حَبَّ البُرِّ المَحْصُودِ .
ومن المجاز : حَصَدَهم بالسَّيْفِ يَحْصُدُهُم حَصْداً : قَتَلَهم ، أَو بالَغَ في قَتْلِهِمْ ، واستأْصلَهم ، مأْخُوذٌ مِن حَصْدِ الزَّرع .
وفي التهذيب : وحَصادُ البَرْوَقِ : حِبَّةٌ سَوْدَاءُ ، ومنه قولُ ابنِ فَسْوَةَ :
كأَنَّ حصَادَ البَرْوَقِ الجَعْدِ جائِلٌ
بذِفْرَى عفَرْناة خِلَافَ المُعَذَّرِ
وحصائِدُ الأَلْسنة : أَي ما قالَتْه الأَلْسِنَة ، وهو ما يَقتَطِعُونه من الكلامِ الّذي لا خيرَ فيه ، واحِدَتها حَصيدَةٌ ، تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزَّرْع إِذا جُزَّ ، وتَشْبِيهاً لِلِّسَانِ وما يَقتطِعُ من القَوْل بِحَدِّ المِنْجلِ الّذي يُحْصَدُ به .
وحكى ابنُ جِنِّي عن أَحمدَ بن يحْيى : حاصُودٌ وَحواصِيدُ ، ولم يُفَسِّره . قال ابن سيده : ولا أَدري ما هو .
ومن المجاز : ( مَن زَرَع الشَّرَّ حَصَدَ النَّدامةَ ) .
حضد : ( الحُضُدُ ، بضمّتين : وكَصُرَد ) أَهمله الجوهريّ . وقال الفرّاءُ في نوادرِه : هو ( الحُضُضُ ) وذَكَر اللُّغَتَيْن .
حفد : ( حَفَد يَحْفِد ) من حَدّ ضَرَبَ ،
____________________

(8/31)


( حَفْداً ) ، بفتح فسكون ، ( وحَفَدَاناً ) . محرّكةً : ( خَفَّ في العَمَلِ وأَسْرَعَ ) .
وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه ، وذُكِرَ ( له ) عثمانُ للخلافَةِ ، قال : ( أَخْشَى حَفْدَه ) أَي إِسراعَه في مَرْضَاةِ أَقارِبه . ( كاحْتَفَد ) .
قال الليث : الاحْتِفَادُ : السُّرعةُ في كلِّ شيْءٍ .
وحفَد واحْتَفَدَ بمعنى الإِسراع ، من المجاز ، كما في الأَساس .
( و ) من المجاز أَيضاً : حَفَدَ يَحْفِد حَفْداً : ( خَدَمَ ) ، قال الأَزهريّ : الحَفْد في الخِدْمة والعَمَلِ : الخِفَّةُ .
وفي دعاءِ القُنُوتِ : ( وإِليكَ نَسْعَى ونَحْفِد ) أَي نُسْرِع في العَمل والخِدْمَة .
وقال أَبو عُبَيْد : أَصلُ الحَفْدِ : الخِدْمَةُ والعَمَلُ .
( والحَفَدُ ، محرَّكةً ) والحَفَدَةُ : ( الخَدَمُ والأَعوانُ ، جمْعُ حافِد ) ، قال بن عَرفة : الحَفَدُ عند العرب : الأَعوانُ ، فكلّ من عَمِل عَمَلاً أَطاعَ فيه وسارَ ، فهو حافدٌ .
( و ) الحَفَدُ ، محرّكةً ( مَشْيٌ دُونَ الخَبَبِ ) ، وقد حَفَدَ البَعِيرُ والظَّلِيمُ ، وهو تَدارُكُ السَّيْرِ ، ( كالحَفَدَانِ ) ، محرَّكةً ، والحَفْدِ ، بفتح فسكون ، وبعيرٌ حَفَّادٌ .
( و ) قال أَبو عُبَيْد : وفي الحَفَد لُغَة أُخْرَى ، وهو ( الإِحفادُ ) ، وقد أَحْفَد الظَّلِيمُ .
وقيل : الحَفَدَانُ فَوْقَ المَشْيِ كالخَبَب .
( و ) من المجاز : ( حَفَدَةُ الرَّجُلِ : بناتُه أَوْ أَولادُ أَولادِه ، كالحَفِيد ) وهو واحدُ الحَفَدَةِ ، وهو وَلَدُ الوَلَدِ ، والجمعُ حُفَدَاءُ .
ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالى : { بَنِينَ وَحَفَدَةً } ( النحل : 72 ) أَنهم الخَدَمُ ( أَو الأَصهارُ ) . رُوِيَ عن عبد الله بن مسعود ، أَنه قال لزِرَ : هلْ تَدرِي ما الحَفَدَةُ ؟ قال : نعم ، حُفَّاد الرّجُلٍ
____________________

(8/32)


من وَلَدِه ووَلَدِ وَلَدِه . قال : لا ولاكنَّهم الأَصهارُ . قال عاصمٌ : وزعَمَ الكَلْبِيٌّ أَن زِرًّا قد أَصاب . قال سُفيانُ : قالوا وكَذَب الكَلْبِيّ . وقال الفرَّاءُ : الحَفَدَةُ : الأَخْتَانُ ، ويقال : الأَعوانُ .
وقال الحَسَن . ( البَنِينَ ) : بَنُوك وبنو بَنِيكَ .
وأَما الحَفَدة فما حَفَدَك مِن شيْءٍ ، وعَمِل لك وأَعانك . وروى أَبو حمزةَ عن ابن عبّاس في قوله تعالى : { بَنِينَ وَحَفَدَةً } ( النحل : 72 ) . قال : مَن أَعانك فقَدْ حفَدَك . وقال الضّحّاك : الحَفَدَةُ : بنو المرأَةِ من زوْجها الأَوَّل . وقال عِكْرِمةُ : الحفدة منْ خدَمكَ من وَلَدِكَ ، وولَدِ وَلَدِكَ . وقيل : المراد بالبنات في قول المصنِّف هُنَّ خَدمُ الأَبَوَيْن في البَيْت .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الحَفَدَةُ ( صُنَّاعُ الوَشْيِ ) والحَفْد : الوَشْيُ .
( والمحْفد ، كمَجْلِسَ أَو مِنْبَر ) ، وعلى هاذه اقتصر الصاغانيّ : ( شَيْءٌ يُعْلَف فيه الدَّوَابُّ ) كالمِكْتَلِ . ومنهم مَنْ خَصَّ الإِبلَ ، قال الأَعشى ، يَصِفُ ناقَتَه :
بَناها الغواديّ الرِّضِيخُ مَع الخَلَا
وسَقْيِي وإِطْعَامِي الشَّعِيرَ بِمَحْفِدِ
الغواديّ : النَّوَى ، والرّضيخ : المرضوخ ، وهو النَّوى يُبَلُّ بالماءِ ثم يُرْضَخ . وقد رُوِيَ بيتُ الأَعشى بالوجْهيْن مَعاً ، فمن كسر الميم عَدَّه مما يُعْتَملُ به ، ومن فَتَحها فعلَى توَهُّمِ المكانِ أَو الزَّمان .
( و ) المِحْفَد ( كمِنْبَر : طَرفُ الثَّوبِ ) ، عن ابن شُميل .
( و ) رَوى ابنُ الأَعرابيّ عن أَبي قَيس : ( قَدَحٌ يُكالُ بِهِ ) واسمه المِحْفَد وهو القَنْقَلُ .
( و ) المَحْفِد ( كمَجْلِس ) الأَصْلُ ) عامَّةً ، كالمَحْتِد ، والمَحْكِد ، والمَحْقِد ، عن ابن الأَعرابيّ
____________________

(8/33)


والمَحْفِدُ : السَّنَامُ ( و ) في المحكم : ( أَصلُ السَّنَامِ ) ، عن يعقوب ، وأَنشد لزُهَيْرٍ :
جُمَالِيَّةٌ لم يُبْقِ سَيْرِي ورِحْلتي
على ظهْرِها مِنْ نِيّهَا غيرَ مَحْفِدِ .
( و ) المَحْفِد : ( وَشْيُ الثَّوْبِ ) ، جمْعه : المحافِدُ .
( و ) مَحْفِد كمجْلِس ( ة باليمن ) من مَيْفَعة .
( و ) المَحْفَد ( كمَقْعَد : ة بالسَّحُول ) بأَسفَلها .
( وسَيْفٌ مُحْتَفِدٌ : سَرِيعُ القَطْعِ ) ، قال الأَعشَى ، يَصِف السَّيفَ :
ومُحْتَفِدُ الوقْع ذُو هَبَّةٍ
أَجادَ جِلَاهُ يَدُ الصَّيْقَلِ
قال الأَزهريُّ : وروى : ومُحْتَفِل الوَقْع ، باللام ، قال : وهو الصّوَابُ .
( وأَحفَدَهُ : حمَلَهُ على ) الحَفْدِ وهو ( الإِسْرَاعُ ) قال الراعي :
مَزَايِدُ خَرْقَاءِ اليدَيْنِ مُسِيفةٍ
أَخَبَّ بهِنَّ المُخْلِفَانِ وأَحفَدَا
وفي التهذيب . أَحفدا ، خَدَما ، قال : وقد يكون أَحفدَا غيرَهما .
( و ) من المجاز : ( رجل مَحْفُودٌ ) أَي ( مَخْدُوم ) ، يخدُمه أَصحابُه ويُعظِّمونه ، ويُسْرِعُون في طاعته ، يقال : حَفَدْت وأَحفدْت ، وأَنا حافِدٌ ومَحْفُودٌ . وقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ أُمّ مَعْبد .
وممَّن اشتَهر بالحفِيدِ : أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله بن يُوسفَ ، النَّيْسَابُوريُّ ، ابنُ بنت العبَّاس بن حَمْزَة ، الفقيه الواعظِ .
حفرد : ( الحِفْرِد كزِبْرِج ) أَهمله الجوهريُّ والصاغانيُّ ، وعن كُراع هو : ( حَبُّ الجَوْهَر ، و ) الحِفْرِد : ( نَبْتٌ ) ، كذا في اللّسَان .
____________________

(8/34)



والحِفْرِد : ضَرْبٌ من الحَيَوَان ، حكاه ابن خَرُوف ، عن اللِّحْيَانيّ ، وأَبي حاتم . نقله شيخُنا . وهو مستدرك عليه .
حفند : ( الحَفَنْدَد كسَفَرْجل ) ، أَهمله الجوهريّ والجماعة وهو : ( صاحب المالِ ، الحَسَنُ القِيَامِ عليه ) والمُرَاد بالمالِ : الإِبلُ .
ومما يُسْتَدْركُ عَلَيْه .
حفلد : ( الحَفَلَّد كعَمَلّسٍ هو الحَقَلَّدُ ، بالقاف ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ذَكَرَه الأَزهَريُّ .
حقد : ( حَقد عليه ، كضَربَ ، وفَرِح ، حِقْداً ) ، بالكسر ( وحَقْداً ) ، بالفَتح ، وهاذه عن الصّاغَانيّ ( وحَقَداً ) ، محرَّكَةً مصدر حقِدَ كفرِحَ ، ( وحَقِيدَةً ) ، فهو حاقدٌ : ( أَمسَك عَداوتَهُ في قَلْبهِ وتربَّص لفُرْصَتِها ) .
وقيل : الحَقْد الفعْل ، والحِقْد الاسم ، ( كتَحقَّدَ ) ، قال جَرِير :
باعَدْنَ إنَّ وِصَالهُنَّ خِلَابَةٌ
ولَقَد جَمعْنَ مع البِعَاد تَحَقُّدَا
( والحَقد ) ، كصبور : ( الكَثِيرُ الحِقْدِ ) ، أَي : ضِّغْنِ ، على ما يُوجِبُ هاذا الضَّرْبُ من الأَمثلة . ( وجَمْعُ الحِقْد أَحْقادٌ وحُقُودٌ وحَقَائِدُ ) ، قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ :
وَعدِّ إِلى قوْمٍ تَجِيشُ صُدُورُهمْ
بِغِشِّيَ لا يُخْفُون حَمْلَ الحَقائِدِ
( وأَحْقَدَه ) الأَمر ( صيَّرَهُ حاقِداً ) ، وأَحْقَدَهُ غيرُه . ( وحَقِدَ المَطَرُ ، كفَرِحَ ، واحْتَقَدَ ) ، وأَحْقَد : ( احْتَبَس . و ) كذالك ( المَعْدِن ) إِذا ( انقَطَعَ فلم يُخْرِجْ شَيْئاً ) .
قال ابن الأَعرابيّ : حَقِدَ المَعْدِنْ ، وأَحقَدَ ، إِذا لم يَخْرُج منه شيءٌ ،
____________________

(8/35)


وذهبَتْ مَنَالتُه . ومَعدِنٌ حاقِدٌ ومُحْقِد ، إِذا لم يُنِل شيئاً .
( وحَقَدت النَّاقةُ ) حَقْداً ( امتلأَت شَحْماً ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) قال الجوهَريُّ : ( أَحْقَدُوا : طَلَبُوا من المَعْدِن شَيْئاً فلم يَجِدُوه ) ، قال : وهاذا الحرفُ نقَلْتُه من كلامٍ ، ولم أَسمعه .
( والمَحْقِدُ ) كمَجْلِس : الأَصلُ ، وهو ( المَحْتِدُ ) والمَحْفِد ، والمَحْكِد .
ومما يستدرك عليه :
حَقِدَت السماءُ وحَقِبَتْ ، إِذا لم يكُنْ فيها قَطْرٌ .
والحقُود والمِحْقَد : النّاقَةُ التي تُلْقِي وَلَدَهَا . وعليه شَعرٌ ، نَقَلَه الصاغانيُّ .
حقلد : ( الحقَلَّد ، كَعَمَلَّسٍ : الضَّيِّقُ البخِيلُ ) ، كذا في الصّحاح ، وقيل : هو الضَّيِّقُ الخُلُقِ ، قاله أَبو عُبيد . ونقلَه الصاغانيّ في العُبَاب ( والضِّعيفُ ) ، قال شيخُنَا ، وهو معْنًى صَحيحٌ أَوردَه غيرُ واحد وتَبِعَهُم المصنِّفُ .
قلت : أَوردَه الصاغَانيّ في التكملة ، وبه فسَّر أَيضاً قولَ زُهير الآتي . ( وفي قَوْلِ زُهَيْر ) الشاعر :
تَقِيٌّ نَقِيٌّ لمْ يُكَثِّرْ غَنِيمةً
بِنهْكَةِ ذِي قُرْبَى ولا بحَقَلَّدِ
( الآثِمُ ) ، بالمد ، اسم فاعل من أَثِم كفَرحَ ، لا مصْدَر كما تَوهّمه ابن المُلّا الحَلَبيّ في شَرْحه على المُغنِي . قاله شيخنا وهاكذا هو في النسخ .
قلت : وهو قَوْل أَبي عُبَيْد واستصوبَه شَمِرٌ .
( أَو ) الحقَلَّدُ هو ( الحِقْدُ والعَدَاوَة ) ، وبه فَسَّرَ الأَصمعيُّ البيتَ المذكورَ .
والقولُ مَنْ قَال إِنه الآثمُ . وقولُ الأَصمعيِّ ضعيفٌ ، قاله شَمِرٌ . ورواه ابن الأَعرابِيّ : ولا بحَفَلَّدِ ، بالفاءِ ، وفسَّره بأَنّه البَخيلُ ، وهو الذي لا تراه إِلّا وهو يُشارُّ الناسَ ويُفْحِشُ عليهم .

____________________

(8/36)


قال أَبو الهَيْثَمِ : وهو باطِلٌ ، والرواة مُجْمعُون على القاف .
( و ) الحِقْلِد ، ( كَزِبْرِجٍ : السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) ومنهم من قَيَّده بالبَخيلِ .
( و ) هو أَيضاً : ( الثَّقيلُ الرُّوحِ ) ، مثل : الحِلْقِد . نقله الصاغانّي .
ومما يُسْتَدْركُ عليه :
الحَقَلَّد ، كعَمَلَّس : عَملٌ فيه إِثمٌ ، وقيل : هو الآثمُ بِعَيْنِهِ ، وبه فُسّر قول زهير أَيضاً . وأَيضاً : الصَّغِيرُ ، كما في اللسان ، وأَيضاً : الثَّقِيلُ .
حكد : ( حَكَدَ إِلى أَصْلِهِ ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال الصّاغانيّ : حَكَدَ إِلى أَصْلِه ( يَحْكِدُ ) من حدّ ضَرَبَ : ( رَجَع ) .
( وأَحْكَدَ إِليه تَقاعَس ) كأَخْلَدَ إِليه ، ( واعتَمَدَ ، كحَاكَدَ ) ، راجِعٌ للمعنَى الأَخِير فقط .
( والمَحْكِدُ ) كمَجْلِس : ( المَحْتدِ ) ، عن ابن الأَعرابِيّ ، يقال هو في مَحْكِدِ صِدْقٍ ، ومَحْتِدِ صِدْقٍ . وقال المَيْدَانيُّ : لُغَة عُقَيْل ، وبالتاءِ لُغَة كِلابٍ .
( و ) المَحْكِد : ( المَلْجَأُ ) ، حكاه ثَعْلَبٌ ، وأَنشد لحُمَيد الأَرقطِ :
ليس الإِمامُ بالشَّحِيحِ المُلْحِدِ
ولا بِوَبْرٍ بالحِجازِ مُقْرِدِ
إِن يُر يَوْماً بالفَضَاءِ يُصْدَدِ
أَوْ يَنْجَحِرْ فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ
ومن المجاز : إِذا فَعلَ شَيْئاً من المعروفِ ثم رجعَ عنه يقال : رَجَع إِلى مَحْكِدِه .
ومن الأَمثال ( حُبِّبَ إِلى عَبْدِ ( سَوْءٍ ) مَحْكِدُه .
حلبد : ( الحِلْبِدُ ، كزِبْرِج ) ، أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( من الإِبِلِ : القَصيرُ ، وهي بهاءٍ ) ، كما في العباب .
____________________

(8/37)



( و ) يقال ( ضَأْنٌ حُلَبِدَة ، كعُلَبِطة : ضخْمَة ) ، كما في التكملة .
حلقد : ( الحِلْقِد كزِبْرِج ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن الأَعرابيّ : هو ( السَّيِّىءُ الخُلقِ الثَّقِيلُ الرُّوحِ كالحِقْلِد . كذا في التهذيب ، والتكملة .
حلد : ( إِبلٌ مَحالِيدُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، والجماعة ، أَي ( وَلَّت أَلبانُها ) .
قلت : وقد تقدَّم له هاذا المعنى بعينه : إبِلٌ مَجالِيدُ . فإِن لم يكن تَصحيفاً من بعض الرُّواةِ فلا أَدْرِي .
حمد : ( الحَمْدُ ) : نَقِيض الذَّمِّ ، وقال اللِّحيانيُّ : الحَمْدُ ؛ ( الشُّكْرُ ) ، فلم يُفرّق بينهما .
وقال ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عن يَد ، وعن غير يَدٍ ، والشُّكْرُ لا يكون إِلّا عن يَد .
وقال الأَخفشُ : الحَمْد لله : الثَّنَاءُ .
وقال الأَزهريُّ : الشُّكْر لا يكون إِلا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا ، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ ، ويكون ابتداءً للثّناءُ على الرَّجل . فحَمَدُ الله : الثَّنَاءُ عيه ، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه التي شَمِلَت الكُلّ . والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر .
وبما تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورُ ، كما قاله شيخُنَا ، فإِنه تَبِع اللِّحْيَانِيَّ في عدَمِ الفَرْقِ بينهما . وقد أَكثَر العلماءُ في شرحهما ، وبيانهما ، وما لَهُما ، وما بينَهما من النَّسب ، وما فيهما من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو المدلول ، وغير ذالك ، ليس هاذا محلَّه .
( و ) الحَمْدُ : ( الرِّضَا ، والجَزاءُ ، وقَضَاءُ الحَقِّ ) وقد ( حَمِدَه كسَمِعَه ) : شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه ، ( حَمْداً ) ، بفتح فسكون ( ومَحْمِداً ) بكسر الميم الثانِية ، ( ومَحْمداً ) ، بفتحها ، ( ومَحْمِدَة ومَحْمدَةً ) ، بالوَجْهين ، ومَحْمِدَةٌ ، بكسرها نادرٌ . ونقلَ شيخُنا عن الفناريّ
____________________

(8/38)


في أَوائلِ حاشية التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بكسر الميم الثانية مصدر ، وبفتحها خَصْلَة يُحْمَد عليها . ( فهو حمُودٌ ) ، هاكذا في نسختنا . والذي في الأُمَّهات اللُّغَوية : فهو مَحمود ، ( وحَمِيدٌ ، وهي حَمِيدةٌ ) ، أَدخلوا فيها الهاءَ ، وإِن كانت في المعنَى مفعولاً ، تَشبيهاً لها برَشيدة ، شَبَّهوا ما هو في معنَى مفعولٍ بما هو في معنَى فاعِلٍ ، لتقاربِ المَعْنيَيْنِ .
والحَمِيدُ ، من صفاتِ الله تعالى بمعنى المَحْمُودِ على كلّ حال ، وهو من الأَسماءِ الحُسْنَى .
( وأَحْمَدَ ) الرَّجُلُ : ( صار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ ، أَو ) أَحْمَدَ : ( فَعَلَ ما يُخْمَدُ عليه .
( و ) من المجاز يقال : أَتَيْتُ موْضِعَ كذا فأَحْمَدْتُ ، أَي صادَفْتُه مَحموداً موافِقاً ، وذالك إهذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه .
وأَحْمَدَ ( الأَرْض : صادَفَهَا حَمِيدةً ) ، فهاذه اللُّغَةُ الفصيحة ( كحَمِدَها ) ، ثُلاثيًّا . ويقال : أَتيْنا فُلاناً فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه ، أَي وجدْناه محموداً أَو مذْموماً .
( و ) قال بعضهم : أَحْمَدَ ( فُلاناً ) إِذا ( رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه ولم يَنْشُرْهُ للنّاسِ ، و ) أَحْمَدَ ( أَمْرَهُ : صار عنده مَحْمُوداً .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( رجُلٌ ) حَمْدٌ ( ومَنْزِلٌ حَمْدٌ ) ، وأَنشد :
وكانَتْ من الزَّوجات يُؤْمَنُ غَيْبُهَا
وتَرْتَادُ فيها العَيْنُ مُنْتَجَعاً حَمْدَا
( وامرَأَةٌ ) حَمْدٌ و ( حَمْدَةٌ ) ومَنزِلةٌ حَمْدٌ ، عن اللِّحْيَانيّ : ( مَحْمُودةٌ ) مُوافِقةٌ .
( والتَّحْمِيدُ حمْدُ ) كَ ( اللّهَ ) عزّ وجَلّ ( مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة ) ، وفي التهذيب : التَّحميد : كَثْرَةُ حَمْدِ اللّهِ سبحانَه ) بالمحامد الحَسَنة ، وهو أَبلغُ من الحَمْدِ ، ( وإِنَّهُ لحمَّادٌ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ ) .
( ومنه ) أَي من التَّحميد ( مُحَمَّد ) ، هاذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَماً عليه
____________________

(8/39)


صَلَّى اللّهُ عليّه وسلّم ، وهو أَعظم أَسمائه وأَشهرُهَا ( كأَنْ حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة ) أُخْرَى .
( و ) قول العرب : ( أَحْمَدُ إِليكَ الله ) ، أَي ( أَشكُرُه ) عندكَ . وفي التهذيب أَي أَحمدُ معكَ اللّهَ . قلت : وهو قولُ الخليل . وقال غيره : أَشكُر إِليكَ أَيادِيَه ونعَمَ . وقال بعضُهم : أَشكُر إِليك نِعَمَ وأُحدِّثُك بها .
( و ) قولهم ( حَمَادِ لَهُ ، كقَطَامِ ، أَي حَمْداً ) له ( وشكْراً ) .
وإِنما بُنِيَ على الكَسر لأَنه مَعْدول عن المصدر ، قال المُتَلمِّسُ :
جَمَادِ لَهَا جَمَادِ ولا تَقُولي
طَوَالَ الدَّهْرِ ما ذُكِرَتْ حَمادِ
( و ) قال اللِّحيانيّ : ( حُمَاداكَ ) أَن تفْعَلَ كذا ، ( وحُمَادَيَّ ) أَنْ أفعلَ كذا ( بضمّهما ) ، وحَمْدُكَ أَن تَفْعَلَ كذا أَي مَبْلَغ جُهْدِك . وقيل : ( غايَتُكَ وغَايَتِي ) .
وعن ابن الأَعرابيّ : قُصَاراك أَن تَنْجُوَ منه رَأْساً برأْس ، أَي قَصْرُك وغَايَتُكَ .
وقالَت أُمُّ سَلَمَة ( حُمَادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الطَّرْفِ ) معناه غايةُ ما يُحْمَدُ منهُنَّ هاذا .
وقيل غُنَامَاك مثل حُمَاداك ، وعُنَاناك مِثْلُه .
( و ) قد ( سَمَّت ) العَرَبُ ( أَحْمَدَ ) ، ومُحَمَّداً ، وهما ، من أَشرف أَسمائه ، صلَّى اللّهُ عليّه وسلّم ، ولم يُعرَف مَن تَسَمَّى قبلَه صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم بأَحْمَدَ ، إِلّا ما حُكيَ أَنَّ الخَضِرَ عليه السلامُ اسمُه كذالك . ( وحامِداً ، وحَمَّاداً ) كَكَتَّان ، ( وحَمِيداً ) ، كأَمِير ( وحُمَيْداً ) ، مصغَّراً ( وحَمْداً ) بفتح فسكون ، ( وحَمْدُونَ ، وحَمْدِينَ ، وحَمْدَانَ ، وحَمْدَى ) ، كسَكْرَى ( وحَمُّوداً ، كتَنُّورٍ ، وحَمْدَوَيْهِ ) ، بفتح الدَّال والواو ، وسكون الياء عند النُّحاة والمُحدِّثون يضمُّون الدّالَ ويسكنون الواو ويفتحون الياءَ .
____________________

(8/40)



والمُحَمَّد ، كمُعَظَّم : الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودَةُ ، قال الأَعشى :
إِليكَ أَبَيْتَ الَّلْنَ كانَ كَلَالُها
إِلى المَاجِدِ القَرْمِ الجَوَادِ المُحمَّدِ
قال ابنُ بَرِّيَ : ومن سُمِّيَ بمحمّد في الجاهلية سَبعَةٌ : مُحَمَّد بنُ سُفْيان بن مُجَاشِع التَّمِيميُّ ، ومحمّد بنُ عِتْوَارَةَ اللَّيْثيّ الكِنَانِيّ ، ومحمّد بن أُحَيْحةَ بن الجُلَاح الأَوْسِيُّ ، ومُحمّد بن حُمْرَانَ بنِ مالِكٍ الجُعْفِيّ المعروف بالشوَيْعر ، ومحمّد بن مَسْلَمَةَ الأَنصاريّ ، ومحمّد بن خُزَاعِيّ بن عَلقمةَ ، ومحمّد بن حِرْمَازِ بن مالِكٍ التِميميّ .
( ويَحْمَدُ كيَمْنَع ، و ) يقال فيه يُحْمِدُ ( كيُعْلِم آتِي ) أَي مُضارِعُ ( أَعْلَمَ ) ، كذا ضَبَطَه السِّيرافيّ : ( أَبو قَبِيلَة ) من الأَزْد ( ج اليَحامِدُ ) .
قال ابن سيدَه : والذي عندي أَن اليَحَامدَ في معنَى اليَحْمَديّين واليُحْمِديّين ، فكان يجب أَن تلحقه الهاءُ عوَضاً عن ياءِ النّسب كالمَهَالبة ، ولاكنه شَذَّ ، أَو جُعِلَ كلُّ واحدٍ منهم يَحْمَدُ أَو يُحْمد .
( وحَمَدةُ النَّار ، مُحَرَّكَةً : صَوتُ التِهَابِها ) كحَدَمَتهَا ( و ) قال الفرّاءُ : للنّار حَمَدَةٌ .
و ( يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ ) ومُحْتَدِم : ( شَدِيدُ الحَرِّ ) ، واحتَمَدَ الحَرُّ ، قَلْبُ : احْتَدَمَ .
( و ) حَمَادَةُ ( كحَمَامَة ناحيَةٌ باليَمَامَة ) ، نقله الصاغانيُّ .
( والمُحَمَّدِيَّة ) عِدَّةُ مواضِعَ ، نُسِبَتْ إِلى اسم مُحَمَّدٍ بانِيهَا ، منها : ( ة بنَوِاحِي بَغْدَاد ) ، من طريق خُرَاسَانَ ، أَكثَر زَرْعِهَا الأُرزُ .
( و ) المُحمَّديّةُ : ( بلَدٌ ببَرْقَةَ ، من ناحية الإِسكَنْدَرِيّةِ ) ، نقله الصاغَانيّ .
( و ) المحَّمديةُ : ( د بنواحي الزَّابِ ) من أَرْضِ المغْرِب ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) المُحمَّديةُ ؛ ( بَلَدٌ بكِرْمَانَ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) المُحَمَّدِيَّةُ : ( ة قُرْبَ تُونُسَ ، و ) المِحَمَّديّة : ( مَحَلَّة بالرَّيِّ ) ، وهي
____________________

(8/41)


التي كتب ابنُ فارِسٍ صاحبُ ( المُجملِ ) عِدَّةَ كُتُبٍ بها .
( و ) المُحَمَّدِيَّةُ : ( اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ ، بالمَغْرِب أَيضاً ) اختَطَّها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم .
( و ) المُحَمَّديَّة : ( ة باليَمَامَة ) .
( و ) يقال : ( هو يَتَحَمَّدُ عليَّ ) ، أَي ( يَمْتَنُّ ) ، ويقال فُلان يتَحَّمدُ النّاسَ بجُودِه ، أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ .
وم أَمثالهم : ( مَنْ أَنفَق مالَه على نَفْسِه فلا يَتَحَمَّدُ به إِلى النّاسِ ) والمعنى : أَنه لا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه ، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس .
( و ) رجلٌ حُمَدةٌ ، ( كهُمَزَةٍ : مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ ) ، ورجلٌ حَمَّادٌ ، مثله .
( و ) في النوادر : حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَداً ( كفَرِح ) إِذا ( غَضِبَ ) ، كضَمِدَ له ضَمَداً ، وأَرِمَ أَرَماً .
( و ) مِنَ المَجَازِ : قولهم : ( العَوْدُ أَحْمَدُ ، أَي أَكْثَرُ حَمْداً ) ، قال الشاعر :
فلم تَجْرِ إِلّا جِئتَ في الخَيْرِ سابقاً
ولا عُدْتَ إِلّا أَنتَ في العَوْدِ أَحمَدُ
كذا في الصحاح : وكُتُب الأَمثال ( لأَنَّكَ لا تَعود إِلى الشَّيْءِ غالباً إِلّا بَعْدَ خِبْرَتِه ، أَو معناه : أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ ، فإِذا عادَ كان أَحْمَدَ ، أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ له ، أَو هو أَفْعَلُ ، من المفعول ، أَي الابتداءُ محمودٌ ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه ) وفي كُتب الأَمثالِ : بأَنّ يُحْمدَ مَنه . وأَولُ من ( قاله ) ، أَي هاذا المَثَلَ ( خِدَاشُ بنُ حَابِسٍ ) التَّمِيميُّ ( في ) فَتاةِ من بَنِي ذُهْلٍ ثم من بني سَدُوس ، يقال لها ( الرَّبَاب ، لَمَّا ) هَام بها زَماناً و ( خَطبا فَرَدَّهُ أَبواها ، فأَضْرَبَ ) ، أَي أَعرضَ ( عنها زَماناً ، ثم أَقبَلَ ) ذاتِ ليلةِ راكِباً ( حتْى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ ) أَي مَنْزِلِهِمْ
____________________

(8/42)


( مُتَغَنِّياً بأَبيات ، منه :
) هاذا البيتُ :
( أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ مَتَى أَرَى لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شِفَاءً فأَشْتَفِي )
وبعده :
فقد طَالَمَا غَيْبَتِنِي وَرَدَتْنِي
وأَنتِ صَفيِّي دُونَ مَن كُنْتُ أَصْطَفِي
لَحَى اللّهُ مَنْ تَسْمُو إِلى المالِ نَفْسُهُ
إِذا كانَ ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي
فَيُنْكِحُ ذا مالٍ ذَمِيماً مُلَوَّماً
ويَتْرُكُ حُرًّا مثْلَه ليس يَصْطَفِي
( فسمِعَت ) الرَّبابُ وعَرفته ( وحَفِظَت ) الشِّعْر ( و ) أَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِداشٌ و ( بعثَتْ إِليه : أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ ) على أَبي ( خاطِباً ) ، وَرَجَعَتْ إِلى أُمها ( ثم قالت لأُمِّها ) : يا أُمَّهُ : ( هل أَنْكِحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى ، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى ؟ قالَت : بَلَى ) ، فما ذالك ؟ ( قالت : فأَنْكِحيني خِداشاً . قالت ) : وما يدعوك إِلى ذالك ( مع قِلْةِ مالِه ؟ قالت : إِذا جمَع المالَ السيِّيءُ الفِعالِ ، فقُبْحاً للمال ) ، فأَخْبرَت الأُمُّ أَباهَا بذالك ، فقال : أَلمْ نكن صَرَفناه عنّا ؟ فما بَدَاله ؟ ( فَأَصْبَحَ خِداشٌ ) ، وفي ( مجمع الأَمثال ) : فلما أَصبحوا غَدا عليهم خِداشٌ ( وسَلَّم عليهم ، وقال : العَوْدُ أَحْمَدُ ، والمَرْأَة تُرْشَد ، والوِرْدُ يُحْمَد ) ، فأَرسلها مَثَلاً . قاله الميدانيُّ ، والزّمَخْشَرِيُّ ، وغيرهما .
( ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ في القرآنِ العزِيزِ ) في قصّة أَبْرَهةَ الحَبَشِيّ ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفًى في مَحَلّه .
( و ) أَبو بكرٍ ( أَحمدُ بنُ محمّدِ ) بنِ أَحمدَ ( بنِ يعقُوبَ بنِ حُمَّدُويَهْ ، بضم الحاءِ وشَدَّ الميم وفتحها ) ، وضم الدال وفَتْح الياءِ : ( محَدِّثٌ ) ، آخرُ من حَدَّث عن ابن شمعونَ . هاكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الحافظ .
( أَو هو حُمَّدُوهْ ، بلا ياءِ ) ، كذا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين البغداديّ
____________________

(8/43)


المُقْرِيءُ الرَّزَّازُ ، من أهل النَّصرِيّة . وُلِدَ في صفر سنة 381 ه روَى عنه ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ في ذي الحجّة سنة 469 ه .
( وحَمْدُونةُ ، كزَيْتُونَة : بِنتُ الرَّشيد ) العبّاسيّ . وكذا حَمْدونةُ بنت غَضِيضٍ ، كأَمير ، أُمُّ ولد الرَّشيد ، يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بنِ الصباح الغَضِيضيّ .
( و ) حَمدُونُ ( بنُ أَبي لَيْلى مُحَدِّث رَوَى عن أَبِيه ، وعنه أبو جعفر الحبيبيّ ( وحَمَديَّةُ ، مُحَرَّكَةً ، كعَرَبِيَّة : جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمَّد ) بن أَحمدَ بن حَمَدِيَّةَ ( راوي المُسْنَد ) للإِمام أَحمَدَ بنِ حَنْبَل رضي الله عنه ، وكذَا أَخوه عبد الله ، كلاهما وروياه ( عن أَبي لحُصيْنِ ) هِبَةِ اللّهِ بن محمّدِ بن عبد الواحد أَبي القاسم الشَّيبانيّ ، وماتَا معاً في صفر سنة 592 ه .
ومما يستدرك عليه :
أَحمَدَه : استبانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ للحَمْد . وتَحمَّدَ فُلانٌ : تكلَّفَ الحَمْدَ ، تقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّداً مُتَشَكِّراً . واسْتَحْمَدَ اللّهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عليهم .
و ( لِواءُ الحَمْد ) : انفِرادُه وشُهْرَتُ بالحَمْد في يوم القيامة .
والمَقَامُ المَحْمُودُ . هو : مَقَامُ الشَّفاعةِ . وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ : جمْع الحَمْد على أَحْمُد كأَفْلُسٍ ، وأَنشد :
وأَبيضَ مَحمود الثَّنَاءِ خَصَصْتُهُ
بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي
نَقَلَه السَّمينُ .
وفي حديثِ ابنِ عَبَّاس : ( أَحْمَدُ إِليكُم غَسْلَ الإِحْلِيل ) أَي أَرْضاهُ لكم وأَتقدَّم فيه إِليكم .
ومن المجاز : أَحْمَدْتُ صَنِيعَه .
والرِّعاءُ يَتحامَدون الكَلأَ .
وجاورتُه فما حَمدْت جِوارَه .
وأَفْعَالُه حَميدةٌ .
وهاذا طَعامٌ ليستْ عنده مَحْمِدَةٌ ، أَي
____________________

(8/44)


لا يَحْمَدُه آكِلَه ، وهو بكسر الميم الثانية ، كما في المفصَّل .
وزيادُ بن الرَّبيع اليُحْمِديّ بضم الياءِ وكسر الميم ، مشهور ، وسعيد بن حِبّانَ الأَزديّ اليحْمدِيّ عن ابن عبّاس ، وعُتبة بن عبد الله اليحْمدِيّ ، عن مالك ومالك بن الجَليل اليحْمدِيّ ، عن ابن أَبي عَدِيَ ، مشهور ، وحَمَدَى بن بَادى ، محرّكَةً : بطْنٌ من غَافق بمصر ، منهم مالِك بن عُبَادَة أَبو موسى الغافقيّ الحَمَدِيّ ، له صُحْبَةٌ .
وفي الأَسماءِ : أَبو البركات سعدُ الله بن محمّد بن حَمَدَى البغداديّ ، سمع ابن طَلْحَة النقاليّ ، تُوفِّي سنة 557 . وابنه إِسماعيل ، حدث عن ابن ناصرٍ ، مات سنة 614 ه قاله الحافظ . وعبد الله بن الزُّبَير الحمَيْدِيّ ، شيخ البُخَاريّ . وأَبو عبد الله الحُمَيْدِيّ صاحب ( الجمع بين الصَّحِيحَيْن ) ، وبالفَتْح أَبو بكرٍ عتِيقُ بن عليّ الصِّنهاجِيّ الحميديّ ، ولي قضاءَ عَدنَ ، ومات بها ، وآل حَمْدانَ ، من رَبِيعةِ الفرَسِ ، والحُمَيداتُ من بني أَسدِ بن غري ينسبون إِلى حُمَيْد بن زُهَيْر بن الحارث بن راشد ، كما في ( التوشيح ) .
ومن أَمثالهم ( حَمْدُ قطَاةٍ يَسْتمِي الأَرانبَ ) . قال الميدانيّ : زعموا أَن الحَمْد فَرْخُ القطَاةِ ( ولم أَرَ له ذِكْراً في الكُتُبِ واللهُ أَعلم بِصحَّته ) ، والاسْتِمَاءُ : طَلَبُ الصَّيْدِ . أَي فَرْخُ قطاة يطلُب صَيْدَ الأَرانبِ ، يضرب للضّعيف يَرومُ أَن يَكِيدَ قَوِيًّا .
وحَمَّادُ ، جدُّ أَبي عليَ الحسنِ بنِ عليِّ بن مَكِّيّ بن عبد الله بن إِسرافِيلَ بن حَمَّادٍ النّخشبيّ ، تَفَقَّه عليه عامَّةُ فُقَهاءِ نَخْشب ، ورَوى وحدَّث . وحمَّادُ بن زَيدِ بن دِرْهَمٍ وحَمَّادُ بن زيد بن دِينار ، وهما الحَمَّادانِ .
حمرد : ( الحِمْرِدَةُ ، كسِلْسِلةٍ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ . وقال الصاغانيُّ : هي الحَمْأَة .
____________________

(8/45)


وقيل هو ( الغِرْيَنُ ) وهو بقيَّةُ الماءِ الكَدِرِ يَبْقَى ( في أَسْفَلِ الحَوْض ) كالحِرْمِدة . وقد تَقدَّم .
حمشد : ( ومما يستدرك عليه :
حمشاد : جدّ أَبي عليّ الحسن بن أَحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاد النّيسابوري ، سَمِع أبا طاهرِ بن خُزَيْمةَ .
حند : ( الحُنُد ، كعُنُق ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الأَعرابيِّ : هي ( الاَّحْسَاءُ ) ، وهي الأَبيارُ والرَّكَايا ، ( الواحد ) حَنُود ، ( كقَبُول ) . قال الأَزهريّ : رواه أبو العبّاس عنه . قال : وهو حرْفٌ غريٌ وأَحسبها الحُتُدَ ، من قولهم : عَيْنٌ حُتُدٌ : لا ينقطِعُ ماؤهَا .
قلت : وقد تقدّم ذِكْرُه في حشد ، وفي : حتد ، فراجِعْه .
ومما يستدرك عليه :
مُظفَّر بن محمَّد بن عبد الباقي بن حُنَّدٍ ، كسُكَّر ، سمِع أَبا طالبِ ابنَ يُوسَف ، مات سنة 70 ه ، وابنُ عمِّه بقاءُ بن حُنَّدٍ ، سَمِعَ من ابن الحُصين ومات سنة 600 ه .
حنجد : ( الحُنْجُد ، كقُنْفُذ ) أَهمله الجوهريّ وقال أَبو عَمْرو : هو ( الحَبْلَ من الرَّمْل الطَّوِيلُ ) ، كذا في التكملة .
( و ) الحُنْجُود ( كزُنْبُورٍ : الحَنْجَرةُ ) كالحُنْجورِ ، بالرّاءِ ، نقله الصاغانيُّ .
( وقارُورَة طَويلةٌ للذَّرِيرَة ووعاءٌ كالسَّفَطِ الصَّغير ) .
ومما يستدرك عليه :
الحُنْجود : دُوَيْبَةٌ . وليس بثَبت .
وحُنجودٌ اسمٌ ، أَنشد سيبويه :
أَليسَ أَكْرَمَ خَلْقِ اللّهِ قد عَلِمُوا
عِنْدَ الحِفاظِ بَنُو عَمْرِو بنِ حُنْجُودِ
حود : ( *!حاد *!يَحُود ، *!كيَحِيد ) ، وسي قريباً .
( *!وحاوِدٌ ) اسمٌ ، وهو ( أَبو قَبِيلةٍ من ) بني ( حُدَّانَ ) ، وقد تقدّم ذِكْره في ح د د .
____________________

(8/46)



( و ) قال يونس : يقال : فُلانٌ ( *!تُحَاوِدُهُ الحُمَّى ) ، أَي ( تَتَعَهَّدُهُ ) ، وهو ي*!يُحاوِدنا بالزِّيارة ، أَي يزورنا بين الأَيّام ، ومنه*! المُحاوَدَة للتَّأَنِّي في الأَمر ، تستعمله العامّة .
( و ) *!حُودٌ ، ( كَهُودٍ : ع ) إِن لم يكن مُصَحَّفاً عن الجيم .
حيد : ( *!حاد عنه *!يحِيد *!حَيْداً ) ، بفتح فسكون ، ( *!وَحَيَدَاناً ) ، محرّكةً على الأَصل في المصادر ( *!ومَحِيداً ) تقول مالِي عليه مَزِيد ، ولا عنه مَحِيد ( *!وحُيُوداً ) ، كقُعُود ( *!وحَيْدةً ) ، بفتح فسكون ( *!وحَيْدُودةً ) ، كصَيْرُورة ، عن اللِّحْيانيّ ، وهو من المصادر القليلةِ : ( مال ) وعَدَلَ ، ونقل ابن القطّاع عن الفرّاءِ في قول العرب . طار طيْرُورةٌ ، *!وحاد *! حَيْدوُدَة ، وصار صَيْرُورَة : هو خاصٌّ بذوات الياءِ من بين الكلام إِلّا في أَربعة أَحرُف من ذوات الواو ، وهي : كيْنُونة ، ودَيْمُومة ، وهَيْعُوعة وسَيْدودة . وإِنما جُعِلت بالياءِ وهي من الواو ، لأَنها جاءَت على بناءٍ لذوات الياءِ ليس للواو فيه حظٌّ فقيلت بالياءِ .
( *!والحَيْدُ : ما شَخَصَ من نَوَاحي الشَّيْءِ ) ، ومن الرأْسِ : ما شَخَصَ من نواحِيه ، يقال : ضَرَبَهُ على حَيْدَة رأْسه *!وحَيْدَى رأْسه وهما العُجْرتانِ في جانبيه .
( و ) يقال : قَعَدَ تَحت *!حَيْدِ الجَبلِ ، *!الحَيْدُ ( من الجَبَلِ ) : حَرْفٌ ( شاخِصٌ ) يَخرج منه فيتقدَّم ( كأَنِ جَناحٌ ) ، قاله ابن سيده .
وفي التهذيب : الحَيْد : ما شخَصَ من الجَبل واعوَجَّ ، يقال جَبَلٌ ذو *!حُيُودٍ *!وأَحْيَادٍ ، إِذا كانت له حُرُوفٌ ناتئة في أَعْراضِه ، لا في أَعاليه .
( وكلُّ ضِلَعٍ شَدِيدةِ الاعْوِجاجِ ) حَيْدٌ . وكذالك من العَظْم . ( و ) الحَيْد : ( العُقْدَة في قَرْنِ الوَعِلِ ) ويقال : قَرْنٌ ذو *!حِيَدٍ ، أَي ذو أَنابِيبَ مُلْتَوِية *!وحُيودُ القَرْن : ما تَلَوَّى منه . وقال اللَّيْث : *!الحَيْدُ : كلُّ حَرْفٍ من الرَّأْس ، ( وكُلُّ نُتُوءٍ في قَرْنٍ أَو جَبَل ) وغيرهما
____________________

(8/47)


( ج *!حُيُود ) ، بضمّ وروى بالكسر أَيضاً ، قال العجّاج يصف جَمَلاً :
في شَعْشَعانٍ عُنُقٍ يمْحُورِ
حابِ *!الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُورِ
( *!وأَحْيَادٌ *!وحِيَدٌ ، كعِنَبٍ ) وبَدْرة وبِدرٍ ، قال مالِكُ بنُ خالِدٍ الخُناعيّ الهُذليّ :
تاللّهِ يَبقَى على الأَيامِ ذو حِيَدٍ
بمُشْمَخِرَ به الظَّيَّانُ والآسُ
أَي لا يَبقَى ( و ) الحَيْد : ( المثْلُ والنَّظِير ، ويُكْسَر ) ، ويقال : هاذا نِدُّه ونَدِيدُه ، وبِدُّه وبَدِيدُه ، *!وحَيْدُه *!وحِيدُه ، أَي مثلُه .
( *!والحَيْدانُ ، كسحْبَانَ : ما حادَ مِن الحَصَى عن قوائِمِ الدَّابَّةِ في السَّيْرِ ) وأَورده الأَزهريُّ في حدر ، وقال : الحَيْدارُ من الحَصَى : ما صَلُبَ واكتَنَزَ ، واستشهد عليه ببيتٍ لابن مُقْبِل :
تَرْمِي النِّجادَ بحَيْدَارِ الحَصَى قُمَزاً
في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطاً أَفأْنِينَا
ورواه الأَصمعيُّ بالجيمِ ، وسيذكر إِن شاءَ الله تعالى .
( والحَيَدُ ، مُحَرَّكَةً ) ، والذي ياللسان وغيره : الحَيَاد : ( الطَّعَامُ ) ، وأَنشد :
وإِذا الرِّكَابُ تَرَوَّحَتْ ثُمَّ اغْتَدَتْ
بعدَ الرَّواح فلم تَعُجْ *!لِحَيَادِ
( و ) يقال : اشتَكَت الشاةُ *!حَيَداً ، وذالك ( أَن يَنْشَبَ وَلدُ الشَّاةِ ولم يَسْهُلْ مَخْرَجُهُ ) ، نقله الصاغانيّ .
( *!والحَيَدَى ، كجَمَزَى : مشْيَةُ المُخْتَالِ ، وحِمَارٌ *!حَيَدَى ، *!وحيَدٌ ككَيِّس ) ، وبهما رُوِيَ بيت الهُذليّ الآتي ذِكْره ، أَي ( *!يَحِيدُ عن ظِلِّه نَشَاطاً ) ، ويقال كَثيرُ *!الحُيُود عن الشيْءِ ، والرَّجْلُ *!يَحِيد عن الشيْءِ إِذا صَدَّ عنه خَوْفاً وأَنَفةً ( ولم يوصَفْ مُذَكَّرٌ على فَعَلَى غَيْرُهُ ) . وعبارةُ الصحاح : ولم يجيءْ في نُعوتِ المذكَّر شيْءٌ على فَعَلَى غيره ، قال
____________________

(8/48)


أُميَّة بنُ أَبي عائِذٍ الهذليُّ :
أَوَ اصحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ
حَزَابِيَةٍ حَيدَى بالدِّحَالِ
قال ابن جنِّي : جاءَ *!بِحَيَدَى للمذَكّرِ وقد حَكَى غيره : رَجُلٌ دَلَظَى ، للشديدِ الدَّفْع ، إِلّا أَنه قد رُوِيَ موضع *!حَيَدَى : *!حَيِّدٌ ، يجوز أَن يكون هاكذا رواه الأَصمعيُّ ، لا حَيَدَى . وكذالك أَتانٌ حَيَدَى عن ابن الأَعرابيِّ .
وقال الأَصمعيُّ : لا أَسمع فَعَلَى إِلا في المؤنَّث ، إِلّا في قول الهُذليّ ، وأَنشد :
كأَنِّي ورحْلِي إِذا رُعْتُها
على جَمَزَى جازِيءٍ بالرِّمَالِ
وسُمِّي جَدُّ جَرِيرٍ الخَطَفي بِبَيت قاله :
وعَنَقاً بعد الكَلالِ خَطَفَى
واستدرك شيخنا : وَقَرَى ، لراعِي الوَقِيرِ ، وهو القَطِيع من الغَنم ورجل قَفَطَى ، أَي كثيرُ النّكاح ، قاله عبد الباسط البلقينيّ .
( وسَمَّوْا *!حَيْدَةَ ) ، بفتح فسكون ( *!وحِيداً ، بالكسر ، *!وأَحْيَدَ ) ، كأَحْمَد ، ( *!وحَيَادَةَ ) بالفتح ، ( *!وَحَيْدَانَ ) ، كسَحْبان .
قال سيبويه : *!حَادَانُ فَعْلانُ منه ، ذَهَب به إِلى الصَّفة ، اعتَلَّت ياؤُه ، لأَنهم جَعلوا الزيادةَ في آخرِه بمنزلة ما في آخرِه الهاءُ ، وجَعَلُوه معتلًّا كاعتلاله ، ولا زيادةَ فيه ، وإِلا فقد كان حُكْمه أَن يَصِحّ كما صحَّ الجَوَلَانُ .
( *!وحَيْدُ عُوَّرٍ ) ، بفتح فسكون وضمّ العَين المهملة وتشديد الواو ( أَو ) هو حَيْدُ ( قُوَّرٍ ) بالقاف ، ( أَو ) حَيدُ ( حُوَّرٍ ) ، بالحاءِ المهملة : ( جلٌ باليَمَنِ ) بين حَضْرَمَوتَ وعُمَانَ ( فِيه كَهْفٌ يُتَعَلَّمُ فيه ال ) فيما يقال ، نقله الصاغانيّ .
( *!وحايَدَهُ *! مُحَايَدَةً *!وحِياداً ، بالكسر : ( جانَبَهُ ) ، وفي الأَساس : مالَ عنه . وزاد في مصادره : *!حيُوداً ، بالضّمّ .
____________________

(8/49)



( و ) قولهم : ( مَا تَرَك ) له ( حَيَاداً ) ولا لَيَاداً ، ( كسَحَابٍ فيهما ، أَي ( شَيْئاً أَو شَخْباً من اللَّبَنِ ) ، وهاذا قد ضَبَطَه الصاغانيُّ بالضّمّ ، فقال : ويُقَالُ ما رأَيْتُ بإِبلِكم *!حُيَاداً ، أَي شُخْباً من اللَّبَن ، ففي سياقِ المُصنّف قُصورٌ لا يَخفَى .
( و ) ما نَظَر إِليَّ إِلَّا نَظَرَ ( الحَيْدَة ) بفتح فسكون ، أَي ( نَظَر سَوْءٍ ) فيه *!حَيْدُودةٌ .
( *!وحِيدى *!حَيَادِ ) ، أَمرٌ *!بالحَيْدُودَة والرَّوَغان ، وفي ( شرح نَهْج البلاغة ) لابن أَبي الحَديد : وهي كلمة يقولها الهاربُ ( كفِيحِي فَيَاحِ ) ، أَي اتْسعي ، وصَمِّي صمَامِ أَي اتَّسِعي يا داهيةُ ، وأَصلُ حِيدي من حَاد إِذا انْحَرَفَ ، وحيادِ مبنيّةٌ على الكسر كبَدَادِ .
( و ) يقال ( قَدَّ ) فِلانٌ ( السَّيْرَ *!فحَيَّدَهُ ) وحَرَّدَه ، إِذا ( جعَلَ فيه *!حُيُوداً ) . ويقال : في هاذا العُودِ *!حُيودٌ وحُرُودٌ د ، أَي عُجَرٌ .
ومما يستدرك عليه :
*!الحَيُود ، وهو من أَبنية المبالغة ، وقد جاءَ في كلام عليَ ، رضي الله عنه ، يذُمّ الدنْيَا ( هي الجَحُود الكَنُود الحَيُود المَيُود ) .
*!وحُيُودُ البعيرِ ، بالضّمّ ، مثل الوَرِكَين والسّاقَيْن ، قال أَبو النّجم يَصف فحْلاً :
يقودُهَا ضَافِي الحُيُودِ هَجْرَعُ
مُعْتَدلٌ في ضَبْرِهِ هَجَنَّعُ
أَي يَقودُ الإِبل فحْلٌ بهاذه الصَّفةِ .
ويقال : اعْلُوا بِنا ذُلَّ الطَّريقِ ولا تَعْلُوا بنا *!حَيْدتَه ، أَي غِلَظَه .
*!وَحَيْدَة : أَرضٌ ، قال كُثَيِّر :
ومرَّ فأَرْوَى يَنبعاً فجُنُوبَهُ
وقد حِيدَ منه حَيْدةٌ فعَبَاثرُ
وبنو *!حَيْدان : بَطْنٌ ، قال ابن الكلبِيُّ : هو أَبو مَهرَة بن *!حَيْدَان .
وحَيْد بن عليَ البَلْخيّ ، كان في حدود الثلاثمائة .
____________________

(8/50)



ومحمد بن عليّ بن حَيْد ، له جُزْءٌ معروف ، عن الأَصمّ . وابنه أَبو منصورِ بن حَيْد ، حدَّثَ .
*!وحيَادة بن يَعْرُب بن قَحطانَ ، ذكرَه الأَميرُ .
*!وحائِدُ بن شَالُوم الذي نُسِبَ إِليه حديثُ النِّيل ، لم يَثْبُتْ .
2 ( فصل الخاء ) المعجمة مع الدّال المهملة ) 2
خبند : ( اخْبَنْدَى البَعِيرُ ) ، أَهمله الجوهَريّ في هاذا التركيب . وقال الصاغانيّ : أَي ( عَظُم وصَلُب ) واشتَدَّ ، كابْخَنْدَى وهو مُخْبَنْدٍ .
( و ) قال الأَصمعيّ : ( جارِيَةٌ خَبَنْدَاةٌ : تامَّةُ القَصَبِ . أَو تَارَّةٌ مُمْتَلِئةٌ ) ، كالبَخَنْدَاةِ . وقيل تامَّةُ الخَلْقِ كلِّه . ( أَو ثَقِيلَةُ الورِكَيْنِ ) ، وخَبَنْدَى : فَعَنْلَل ، وهو واحدٌ ، والفِعْل اخْبَنْدَى .
( وساقٌ خَبَنْدَاةٌ : مُسْتَدِيرةٌ مُمْتَلِئةٌ . و ) يقال : ( رَجُلٌ خَبَنْدَى ) وخَبَنْدَدٌ ، إِذا تَمَّ قَصَبُه . ( ج خَبانِدُ وخَبَنْدَيَاتٌ ) عن اللَّيْث .
وقَصَبٌ خَبَنْدَى : ممتليءٌ رَيَّانُ . واخْبَنْدت الجارِيةُ ، واخْبَدَّت . ( واخْبَنْدَى ) واخْبَدَّ : ( تَمَّ قَصَبُهُ ) ، عن اللّيث .
ومما يستدرك عليه :
خجد : ( خُجَادة كَثُمَامة : قَرْيَةٌ ببُخَارَى ، منها : أَبو بكرٍ محمدُ بنُ عبد الله بن عُلَاثَى التميميّ ، روى له المالينيّ .
وخُجَنْدَة ، بضمّ ففتح : مدينة كبيرةٌ ، بطرف سَيْحُون ، نُسبَ إليها جماعةٌ من المُحَدِّثين . واستدرك الأَخيرةَ شيخُنَا في آخِرِ الفصل .
قلتُ : وقد ذكَره الجَوهَرِيُّ في : بخند ، فلا يكون مستدركاً عليه . ولاكنه لا يُستَغْنَى عن ذكْره هنا .
____________________

(8/51)



خدد : ( *!الخَدَّانِ ) بالفتح ، ( *!والخُدَّتانِ بالضم ) ، عن ابن دُريد ، وهو قليل : ( ما جاوَزَ مُؤَخَّرَ العيْنَيْنِ إِلى مُنْتَهَى الشِّدْقِ ) .
( أَو ) الخَدَّانِ : ( اللَّذَانِ يَكْتَنِفَانِ الأَنف عن يمِينٍ وشِمَالٍ ) .
( أَو ) الخَدَّانِ من الوَجْه : ( من لَدُنِ المَحْجِرِ إِلى اللَّحْي ) من الجانِبَيْنِ جميعاً . ومنه اشتُقَّ اسمُ *!المِخَدَّةِ كما سيأْتي . قال اللِّحْيَانيُّ : هو ( مُذَكَّر ) لا غيرُ . والجمع : *!خُدُودٌ ، لا يُكَسَّر على غير ذالك .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!الخَدُّ : الطَّرِيقُ ) الدَّخُّ : الدُّخَانُ : جاءَ به بفتح الدال .
( و ) الخَدُّ : ( الجَماعةُ ) من النّاسِ ومَضَى *!خَدٌّ من النّاس ، أَي قَرْنٌ . ورأَيت *!خَدًّا من النّاس ، أَي طَبقةً وطائفةً . وقَتلَهم *!خَدًّا . *!فَخَدًّا ، أَي طَبَقَة بعد طَبقة ، وهو مَجاز ، قال الجَعْدِيُّ :
شَراحِيلُ إِذْ لا يَمْنَعُون نِساءَهُمْ
وأَفْنَاهُمُ *!خَدًّا *!فخَدًّا تَنَقُّلَا
( و ) الخَدُّ : ( الحُفْرَةُ المُسْتَطيلةُ في الارْضِ ، *!كالخُدَّة ، بالضّمّ ، *!والأُخْدودِ ) ، بالضّمّ أَيضاً .
ولو أَخَّرَ قولهُ : بالضّمّ ، وقال : بضمهما ، كان أَوْلَى .
وجمع *!الخُدَّة : *!خُدَدٌ ، قال الفرزدقْ :
وبِهِنْ يُدْفَعُ كَرْبُ كُلِّ مُثَوِّبٍ
وتَرَى له *!خُدَداً بكلِّ مَجال
وفي التهذيب : الخَدّ : جَعْلُك *!أُخدوداً في الأَرض ، تَحْفِرُه مُستطيلاً ، يقال : *!خَدَّ *!خَدًّا ، والجمْع : *!أَخادِيدُ ، وأَنشد :
رَكِبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ
ضَاحِي *!الأَخاديدِ إِذا اللَّيْلُ ادْلَهَمّ
أَراد *!بالأَخاديدِ : شرَكَ الطّريق .
*!والخَدُّ *!والأُخْدُودُ : شَقّانِ في الأَرض
____________________

(8/52)


غامِضَانِ مُستطيلانِ . قال ابن دُرَيْدٍ : وبه فَسَّرَ أَبو عُبيد قوله تعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ *!الأخْدُودِ } ( البروج : 4 ) وكانوا قَوماً يعبدون صَنَماً ، وكان معهم قَوْمٌ يعبدون اللّهَ عزّ وجلّ ويُوَحِّدونه ويَكْتُمون إِيمانَهم ، فعَلِمُوا بهم ، فَخَدُّوا لهم *!أُخدوداً وملؤوه ناراً ، وقذَفُوا بهم في تلك النّارِ ، فتقحَّموها ولم يَرْتَدُّوا عن دِينهم ، ثُبوتاً على الإِسلام ، ويَقِيناً أَنّهم يصيرون إِلى الجَنّة . فجاءَ في التفسير أَن آخرَ مَنْ أُلْقِيَ منهم امرأَةٌ معها صَبِيٌّ رَضِيع ، فَلَمَّا رَأَت النّارَ صَدَّتْ بوَجهِهَا وأَعرضَت ، فقال لها : يا أُمَّتَاه ، قِفي ، ولا تُنَافِقي وقيل : إِنه قال لها : ما هي إِلّا غُمَيْضَةٌ . فَصَبَرَتْ فأُلْقيَت في النارِ . فكان النبيُّ صلَّى اللّهِ عليْه وسلّم إِذا ذَكَرَه أَصحاب الأُخدود تَعوَّذَ بالله من جَهْد البلاءِ . ونقل شيخنا في شَرْحه : أَن صاحب الأُخدود هو ذو نُوَاسٍ أَحدُ أُذْواءِ اليَمَنِ ، ورُوِيَ عن جُبَيْرِ بن نُفير ، أَنه قال : الذين خَدُّوا الأُخدودَ ثلاثَةٌ : تُبَّعٌ صاحِبُ اليَمَن ، وقُسْطَنْطِينُ ، ملكُ الرُّوم ، حين صَرَف النَّصَارَى عن التوْحيد ودينِ المَسيحِ إِلى عبادَة الصَّليب وبُخْتَنَصَّرُ ، من أَهل بابل ، حين أَمَر الناسَ بالسّجود إِليه ، فأَبى دَنِيالُ وأَصحابُه ، فأَلقاهم في النّار ، فكانت عليهم بَرْداً وسلاماً .
( و ) الخَدّ : ( الجَدْوَلُ ) .
( و ) الخَدُّ ( صَفِيحَةُ الهَوْدَجِ ) .
وفي الأَساس : ومن المجَاز أَصْلِحْ خُدُودَ الهَوَادِجِ ، وهي صَفائحُ الخَشَبِ في جَوانِب الدَّفَّتينِ .
وقال الأَصمعيّ : الخُدُودُ في الغُبُطِ والهَوَادِجِ : جَوَانبُ الدَّفَّتَيْنِ ، عن يَمِينٍ وشِمالٍ ، وهي صفائحُ خَشَبِهما ، الواحدُ خَدٌّ ( ج *!أَخدَّةٌ ) ، على غير قياسٍ ، ( و ) الكثير ( *!خِدَادٌ ) ، بالكسر ، ( *!وخِدَّانٌ ) ، بالكسر أَيضاً .
( و ) *!الخَدُّ : ( التأْثيرُ في الشَّيْءِ ) يقال : *!خَدَّ الدَّمْعُ في *!خَدِّه ، إِذا أَثَّرَ
____________________

(8/53)


*!وخَدَّ الفَرَسُ الأَرضَ بحَوافره : أَثَّرَ فيها .
كتاب م كتاب ( *!والأَخادِيدُ : آثارُ السِّياطِ ) ، ويقال : *!أَخادِيدُ السِّياطِ في الظَّهْر ما شُقَّت منه . وأَخاديدُ الأَرْشِيَةِ في البئر : تأْثيرُ جَرِّها فيه .
( و ) ومن المجاز : ( خَدَّدَ لَحْمُهُ *!وتَخَدَّدَ : هُزِلَ ونَقَصَ ) ، وقيل : *!التَّخْدِيد : من *!تَخْدِيد اللَّحْم ، إِذا ضُمِّرَت الدَّوَابُّ ، قال جَريرٌ يَصف خَيْلاً هُزِلَت :
أحْرى قلائدَها *!وخَدَّد لَحْمَها
أَلّا يَذُقْنَ مع الشَّكائِمِ عُودَا
*!والمُتَخدِّد : المَهْزُول ، رَجلٌ *!مُتخدِّدٌ وامرأَةٌ *!مُتَخَدِّدةٌ : مَهزولٌ قيلُ اللَّحْمِ ، وامرأَةٌ *!مُتخَدِّدَة ، إِذا نَقَصَ جِسْمُها ، وهي سَمينةٌ .
( *!وخَدِّدْهُ السَّيْرُ ) ، إِذا أَضْمرَه وأَضْناه .
*!وخَدَّدَه سُوءُ الحالِ . كما في الأَساس . وهو مجاز ، ( لازِمٌ مُتَعَدَ ) .
( *!وخَدَّاءُ : ع ) ، عن ابن دُريد .
( *!والخُدُودُ ، بالضّمّ : مَخْلَافٌ بالطَّائف عن الصاغانيّ .
وقال البكريّ : وأظنّه الخُدَد ، وقيل : خِدَادٌ .
( *!وخَدُّ العَذرَاءِ ) لَقَبُ ( الكُوفَة ) ، لحُسنها وبَهجتها . وفي التكملة : لنزَاهَتها وطِيبِها .
( و ) *!خُدَدُ ، ( كزُفَرَ : ع لِبَنِي سُلَيْمٍ ) يُشْرِف عليه حِصْنٌ يُذكر مع جِلْذَانَ بالطَّائف .
( و ) *!خُدَدُ أَيضاً : ( عَيْن ) ماءٍ ( بِهَجَرَ ) ، ذكره البكريّ وغيره .
( و ) *!الخِدَاد ، ( ككتابٍ : مِيسَمٌ في *!الخَدِّ ) ، يقل : بَعِيرٌ *!مَخْدُودٌ : مَوسومٌ في *!خَدِّه ، وبه *!خِدَادٌ .
( و ) *!الخِدَاد : ( ع ) ، جاءَ في الشْعر ، ذو نَخْلٍ ، أُرِيدَ به فيما يُظَنُّ : *!الخُدَد الّذي تقدَّم .
( و ) *!الخُدُخدُ ( كهُدْهُدٍ وعُلَبِطٌ ) ، ويقال : *!خُدْخُودٌ ، كسُرْسُورٍ : ( دُوَيْبَّة ) ، عن الصاغانيّ .
____________________

(8/54)



( و ) من المجاز : ( *!خادَّهُ ) إِذا ( حَنِقَ عَلَيْهِ فعارَضَهُ في عَمَلِهِ ) ، عن الصاغانيّ . *!وتَخَادَّا : تَعَارَضَا .
( *!وتَخَدَّدَ ) اللَّحْمُ : اضطَرَبَ من الهُزَل و ( تَشَنَّجَ ) ، *!كخَدَّدَ ، وقد تقدَّمَ . وهو مَجاز .
ومما يستدرك عليه :
*!المِخدَّة ، بالكسر ، وهي المِصْدَغة ، لأَن *!الخَدَّ يُوضَعُ عليها ، والجمع : *!مَخَادُّ ، كَدَوَابَّ ، كما في المصباح ، واللّسَان .
وفي الأَساس : وطَرَحوا النَّمَارِقَ *!والمَخادَّ .
*!وخدد . دَخَلَ عليه فأَظْهَرَ له المودَّةَ ( وأَلْقَى له *!المِخَدّة ) وخَدَّ السَّيْلُ في الأَرض ، إِذا شَقَّهَا بجَرْيِه .
*!والمِخَدَّة ، بالكسر : حَدِيدَةٌ *!تُخَدُّ بها الأَرضُ ، أَي تُشقُّ .
وضَرْبَةٌ*! أُخْدودٌ ، أَي خَدَّت في الجِلْد . وهو مَجاز .
ويقال *!تَخدَّدَ القَوْمُ ، إِذا صارُوا فِرَقاً .
*!وخَدَدُ الطَّرِيقِ : شَرَكُه ، قاله أَبو زيد .
*!والمِخَدَّانِ : النّابانِ .
وإِذا شَقَّ الجَمَلُ بنابِه شَيْئاً قيل : خَدَّه .
وعن ابن الأَعرابيّ : *!أَخدَّه *!فخَدَّه ، إِذا قَطَعَه .
ومن المجاز : عارَضَه خَدٌّ من القُفِّ : جانِبٌ منه .
وسَهْلُ بن حَسَّانَ بن أَبي خَدَّوَيْه ، مُحدِّث .
خداند : قَرْيةٌ بِسَمَرْقَنْدَ ، منها أَحمدُ بنُ محمّدٍ المطوعيّ .
خرد : ( الخَرِيدُ و ) الخَرِيدةُ ( بِهاءٍ ، والخَرُودُ ) ، كصَبُور ، فهي ثلاثُ لُغَاتٍ ، من النّسَاءِ : ( البِكْرُ ) التي ( لم تُمْسَسْ ) قَطُّ ، ( أَو الخَفِرَةُ ) الحَيِيَّةُ ( الطَّوِيلَةُ السُّكُوتِ ، الخافِضةُ الصَّوْتِ ، المُتَسَتِّرَةُ ) ، قد جَاوَزَتِ الإِعصارَ
____________________

(8/55)


ولم تَعْنَس ، ( ج : خَرائدُ وخُرُدٌ ) بضمْتَيْن ، ( وخُرَّدٌ ) بضمّ فتشديد ، الأَخيرة نادرةٌ ، لأَن فَعِيلَة لا تُجْمَع على فُعَّل ، ( وقد خَرِدَتْ كفَرِحَ ) ، خَرَداً ، ( وتَخَرَّدَت ) ، قال أَوْس يذكر بِنْت فَضَال لتي وَكَّلَها أَبوها بإِكرامه ، حين وَقَعَ من راحِلَته فانكسر :
لم تُلْهِها تِلْك التَّكاليفُ إِنَّها
كما شِئتَ مِنْ أُكْرومة وتَخَرُّدِ
( وصوتٌ خَرِيدٌ : لَيِّنٌ عليه أَثَرُ الحَياءِ ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ :
منَ البِيضِ أَما الدَّلُّ منها فكامِلٌ
مَلِيحٌ وأَمّا صوتُها فخَرِيدُ
( وخَرْدٌ ) ، بفتح فسكون : ( لَقَبُ سعْدِ بنِ زَيْدٍ مَناةَ ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) الخَرَدُ ، ( بالتحريك : طُولُ السُّكُوتِ ، كالإِخْراد ) .
والمُخْرِد : الساكتُ من ذُلَ لا حياءٍ . وأَخْرَدَ : أَطالَ السُّكوتَ .
ونصُّ أَبي عمرو : الخارِدُ : الساكتُ مِن حياءٍ لا ذُلّ ، والمُخرِد : الساكت من ذُلَ لا من حَياءٍ . وفي سياق المصنِّف قُصورٌ لا يَخْفَى .
( و ) من المجاز : الخَرِيدَةُ : اللُّؤْلؤَةْ لم تُثْقَبْ ) ، نقله الليث عن أَعرابيٌّ من كَلب . وكلُّ عذراءَ : خرِيدَةٌ ، وقد أَخْرَدَت إِخراداً .
( وأَخْرَدَ : اسْتَحْيَا ) ، والذي قاله ابن الإِعرابيّ : خَرِدَ ، إِذا ذَلَّ ، وخَرِدَ إِذا استحْيَا .
( و ) أَخْرَدَ ( إِلى اللَّهْوِ : مالَ ) .
( و ) أَخْرَدَ ؛ ( سَكَتَ من ذُلَ لا حَيَاءٍ ) والذي في الأَساس : وأَخْرَد : سَكَتَ حياءً ، وأَقْرَدَ : سَكَتَ ذُلًّا .
ومما يستدرك عليه :
خَردٌ ، بالفتح : جدُّ مالكِ بن صَخرٍ الجاهليّ . ذكره ابن ماكولا .
والحَرِدُ ، ككَتِفٍ لقبُ جماعة .
وخربنده ملِكُ العراقِ ، فارسيّة ، أَي عبد الحمار .

____________________

(8/56)


خربد : ( الخُرَبِدُ ، كعُلَبِط ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو ( اللّبَنُ الرَّائِبُ الحامِضُ الخاثِرُ ) ، كهُدَبِدٍ .
خرمد : ( المُخَرْمِدُ ، بكسر الميم ) الثانيةِ وضمّ الميم الأُولى ، أَهمله الجوهريّ ، والصاغانيّ ، وقال كُراع : هو ( المُقِيمُ ) في مَنْزِله ، ( و ) أَيضاً : ( المُطْرِقُ السَّاكتُ ) عن حَياءٍ أَو ذُلَ أَو فِكْرٍ .
خزمد : ( خُوَيْزِمَنْدَادُ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، والجماعة . وقال أَئمّة الأَنساب هو : ( بِضَمِّ الخاءِ ( وفتْحِ الواوِ وسكون التّحتيّة ( وكسر الزَّاي وفتح الميم ) وقد تُكْسَر ، وقد تُبدَل باءَ موحَّدَةً ، كلاهما عن الحافظ أَبي عُمَرَ بنِ عبد البَرِّ : والمشهور ما ذَكَرَه المصنف ، كما قاله البدرُ الزَّرْكَشيّ ( وسكون النُّون ) فدالَين مهملتين ، بينهما أَلفٌ ، وقيل : مُعجمتين ، وقيل : الأُولَى مهملةٌ ، وقيل : بالعكس . كذا في ( شرْح الشِّفَاءِ ) للشهابِ ، وفي حواشي شيخ الإِسلام زكريّا على ( جمْع الجوامع ) : أَنه بإِسكان الزّاي وفتْح الميمِ وكَسْرها : لَقَبُ ( والِد الإِمامِ أَبِي بَكْرٍ ) ، وقيل أَبي عبد الله محمّد بن أَحمدَ بنِ عبد الله ( المالِكِيِّ الأُصُولِيّ ) تلميذ الأَبْهَريّ ، تُوُفِّيَ في حدود الأَربِعِمائَة ، وهو من أَهلِ البصرَةِ . كما في التمهيد لابن عبد البَرّ .
ومما يستدرك عليه :
خشد : ( الإِخْشِيد ، بالكسر : مَلِكُ المُلُوكِ ، بلُغةِ أَهلِ فَرغانةَ . ذكرَه السيوطيّ في ( تاريخ الخلفاءِ ) .
وكافور الإِخشيديّ ، إِلى الإِخشيدِ بن طغج .
خضد : ( خَضَدَ العُود رَطْباً أَو يابِساً ) ، وكذالك الغُصنَ ، ( يَخْضِدُهُ ) خَضْداً ( كَسَرَهُ ، ولم يَبِنْ ) ، فهو مَخضودٌ ، وخَضِيدٌ ، ( فانُخَضَدَ وتَخَضَّدَ ) ،
____________________

(8/57)


وخَضَدْتُ العُودَ فانخَضَدَ ، أَي ثَنَيْته فانْثَنَى من غير كَسْرٍ . وعن أَبي زيدٍ : انخَضَد العُودُ انخضاداً ، وانْعَطَّ انْعِطَاطاً إِذا تَثَنَّى من غير كَسْرٍ يَبِينُ ، ( و ) خَضَدَه : ( قَطَعَهُ ) ، وكلُّ رَطْب قَضَبْتَه فقد خضَدْتَ . وكذالك التَّخضيد .
وأَصْلُ الخَضْدِ : كسرُ الشْيءِ اللَّيِّن من غير إِبانَة له ، وقد يكون بمعنَى القَطْع .
( و ) من المجاز : خَضَدَ ( البَعِيرُ عُنُقَ ) بعيرٍ ( آخَرَ ) : قاتَلَه . كذا قاله اللَّيْث ، ومثلُ في الأَساس واللِّسَان : وخَضَدَ البعيرُ عنُقَ صاحِبِه يَخْضِدها كسَرها : و ( ثَنَاهُ ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصواب : ثَناها .
( و ) خَضَدَ ( الشَّجَرَ : قَطَعَ شَوْكَهُ ) ، قال الله عزّ وجلّ : { فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } ( الواقعة : 28 ) هو الذي خُضِد شَوْكُه ، فلا شَوْكَ فيه . قال الزّجَّاجُ والفَرّاءُ : قد نُزِعهَ شَوْكّه .
( و ) من المجاز : خَضَدَ ( زَيْدٌ : أَكَلَ أَكْلاً شَدِيداً ) ، وهو يَخْضِد خَضْداً : اشتدَّ أكْلُه ، ( أَو ) خَضَدَ إِذا أَكَلَ ( شَيْئاً رَطْباً كالقِثَّاءِ والجَزَرِ ) وما أَشبهَهما . وقيل لأَعرابيَ ، وكان مُعْجباً بالقِثَّاءِ : ما يُعجِبُك منه ؟ قا : خَضْدُه أَي مَكْسِرُه كما في الأَساس .
والحَضَدُ ، مُحَرَّكَةً : ضُمُورُ الثِّمارِ وانْزِواؤُهُ ) هاكذا في سائر النُّسخ التي بأَيْدِينا والصّوابُ : انْزِوَاؤُهَا ، أَي الثمارِ : بتأْنيث الضمير ، يقال خَضِدَت الثَّمرةُ ، إِذا غَبَّتْ أَيَّاماً ، فضَمَرَتْ وانْزَوَتْ .
( و ) الخَضَدُ : ( وَجَعٌ يُصِيبُ ) الإِنسانَ في ( الأَعْضاءِ ، لا يَبْلُغُ أَن يكونَ كَسْراً ) ، قال الكُمَيْتُ :
حتى غَدَا ورُضابُ الماءِ يَتْبَعُهُ
طَيَّانَ لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَدُ
( كالخَضَادِ ، بالفتحِ ) ، نقله الصاغانيّ .
____________________

(8/58)



( و ) الخَضَدُ : ( كُلُّ ما قُطِعَ من عُودٍ رَطْبٍ ) ، قال الشاعر :
أَوْجَرْتُ جَفْرَته خِرْصاً فمالَ بهِ
كما انْثَنَى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّالِ
( أَو ) الخَضَدُ : اسمٌ لما تَكَسَّرَ من شَجَرٍ ) ونُحِّيَ عنه ، ( كاليَخْضُودِ ) ، وفي اللسان : الخَضَد : ما تكسَّرَ وتَرَاكَمَ من الَرْدِيّ وسائِرِ العِيدانِ الرَّطْبَة ، قال النّابغة :
فيه رُكَامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ
( و ) الخَضَدُ : ( نَبْتٌ ) أَو هُوَ شَجَرٌ رِخْوٌ بلا شَوْك .
( و ) الخَضَدُ : ( التَّوَهُّنُ والضَّعْفُ في النَّبَاتِ .
( و ) الخَضِد ( كَكَتِفٍ : العاجِزُ عن النُّهُوضِ ) من خَضَدٍ في بَدَنِهِ ، وهو التكسُّرُ والتَّوَجُّعُ مع الكسلِ ، ( كالمَخْضُود ) .
( و ) من المجاز : في حديث مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد ( أَنه قال لِعَمْرِو بن العاص : إِنّ ابنَ عَمِّكَ هاذا لَمِخْضَدٌ ) ، ( كمِنْبَرٍ ) ، من الخَضْد ، أَي ( الشَّدِيدُ الأَكْل ) ، يأْكل بجفاءٍ وسُرْعة .
( و ) الخَضَاد ، ( كسيَحَاب ) من ( شَجَرِ ) الجَنْبَةِ ، وهو مثْلُ النَّصِيّ ، ولَورقِه حُرُوفٌ كحُروفِ الحَلْفَاءِ .
( والأَخْضَدُ : المُتَثَنِّي ، كالمُتخَضِّد ) ، مأْخُوذٌ من خَضَد الغُصْنَ ، إِذا ثَنَاه .
( وأَخْضَدَ المُهْرُ ) بالضّمّ ، الصَّغِيرُ من الخَيْل : ( جاذَبَ المِرْوَدَ ) ، بالكسر ، حَديدَةٌ تَدُورُ في اللِّجام ( نَشَاطاً ومَرَحاً ، أي خِفَّة . ( واخْتَضَدَ البَعِيرَ ) : أَخذَه من الا ) ، بل ، وهو صَعْبٌ لم يُذَلَّلْ ف ( خَطَمَه لِيَذِلَّ وَرِكبَهُ ) ، حكاها اللِّحْيَانيُّ . وقال الفارسيُّ : إِنما هو اختَضَر .
( و ) يقال : ( انُخَضَدَت الثِّمَارُ ) الرَّطبةُ ، إِذا حُمِلَت من موضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ ف ( تَشَدَّخَتْ ) ، كتَخضَّدَت .
____________________

(8/59)



ومنه قولُ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ ، حين ذَكَر الكوفَة ، وثِمَارَ أَهْلِهَا ، فقال : ( تأْتِيهِمْ ثِمارُهم لم تُخْضَدْ ) أَراد أَنها تأْتيهم بطرَاءَتِها لم يُصِبْها ذُبولٌ ولا انعصَارٌ ، لأَنها تُحْمَل في الأَنهار الجارِيَة فتُؤَدِّيها إِليهم .
ومما يستدرك عليه :
سِدْرٌ خَضيدٌ ومُخَضَّد . وبَعيرٌ خَضَّاد . وخَضَد الفَرَسُ يَخْضِد ، مثل قَضِمَ وهي خَضُودٌ . ومن المجاز :
خَضَدُ السَّفَرِ ، وهو التّعب والإِعياءُ الّذي يَحصُل للإِنسان منه .
ورَجل مَخُضُودٌ : مُنْقَطِعُ الحُجَّةِ ، كأَنّه مُنكسرٌ .
خفد : ( خَفِدَ ، كنَصَر وفَرِحَ ) ، يَخْفد ( خَفَداً ) محرّكة ( وخَفْداً ) بفتح فسكون ( وخَفَدَاناً ) محرّكَةً ؛ ( أَسْرَعَ في مَشْيِهِ كحفَدَ ، بالمهملة ، وقد تقدَّم .
( والخَفَيْدَدُ ) والخَفَيْفَدُ : ( السَّرِيعُ ) ، مَثَّلَ بهما سيبويْه صِفَتَيْنِ ، وفسَّرهما السّيرافيُّ .
( و ) الخَفَيْدَدُ : ( الظَّلِيمُ ) الخَفِيفُ ، وقيل : هو الطويلُ الساقَيْن ، وإِنما سُمِّيَ به لسُرْعته . وفيه لُغَةٌ أُخْرَى : خَفَيْفَدٌ ، وهو ثلاثيٌّ من خفد ، أُلْحِق بالرباعيْ ( ج : خَفاددُ ) ، قال اللَّيْث : إِذا جاءَ اسمٌ على بناءِ فَعالِلَ مِمَّا آخِرُه حَرفانِ مِثْلانِ ، فإِنهم يَمُدُّونه ، نحو خَفيْدَد ( وخَفادِيد ، و ) قد جاءَ في جمع خَفَيْدد ( خَفَيْدَدَاتٌ ) أَيضاً .
( و ) الخَفَيْدَدُ اسمُ ) فَرَس أَبي الأَسْوَدِ ) ، وفي بعضِ الأُمهات : الأَسود ( بْنِ حُمْرانَ ) بن عَمْرٍ و .
____________________

(8/60)



( و ) الخُفْدُود ، ( كبُهْلُول : الخُفَّاشُ ) ، سُمِّي بذالك لأَنه يَختَفِي بالنهار ويبْدُو باللّيْل ، ويقال خَفِيَ وخفت وخَفَدَ ، بمعنًى ، قاله شيخُنا نَقْلاً عن بعض أَئمّة الاشتقاق . يقال : ( أَبصَرُ من خُفْدُودٍ ) ، ( كالخُفْدُد ) ، كهُدْهُد .
( و ) الخُفْدُود : ( طائِرٌ آخَرُ ) يُشْبِه ، عن ابن دريد .
( وأَخْفَدَت النَّاقَةُ ) إِذا ( أَخْدَجَتْ ) ، أَي أَلقَتْ وَلدها لغيرِ تَمامٍ قبل أَن يَستبِينَ خَلْقُهُ ( فهي خَفُودٌ ) ، ونظيره أَنْتَجَتْ فهي نَتُوج إِذا حَمَلت ؛ وأَعَقَّت الفَرَسُ فهي عَقُوق ، إِذا لمْ تَحْمِل ، وأَشَصَّتْ النّاقَة ، وهي شَصُوصٌ ، إِذا قَلَّ لَبَنُهَا ( أَوْ ) أَخْفَدَت النَّاقةُ ، إِذا ( أَظْهَرَتْ أَنَّهَا حامِلٌ ولم تَكُنْ ) كذالك ، وهي مُخْفِدٌ .
( و ) خَفَدَانٌ ( كسَرَطانٍ : ع ) ، عن ابن دُريد .
ومما يستدرك عليه :
عن ابن الأَعرابي : إِذَا أَلْقَت المرأَةُ وَلَدَهَا بِزَحْرَة قيل : زَكَبَت به ، وأَزْلَخَت به ، وأَمصَعَتْ به ، وأَخْفَدَت به ، وأَسْهَدَتْ به ، وأَمْهَدَت به .
خلد : ( الخُلْدُ ، بالضّمّ : البَقَاءُ الدَّوَامُ ) في دارٍ لا يَخْرُج منها ، ( كالخُلُود ) ، ودارُ الخُلْدِ : الآخِرَةُ ، لبقاءِ أَهْلِها ، ( و ) الخُلْد من أَسماءِ ( الجَنَّة ) ، وفي التهذيب : من أَسماءِ الجِنَان .
( و ) الخُلْد ( ضَرْبٌ مِنَ القُبَّرَةِ ، والفَأْرةُ العَمْيَاءُ ، ويُفْتَحُ ) ، قال ابن الأَعرابيّ : من أَسماءِ الفأْرِ : الثُّعْبَة والخَلْد والزَّبَابَة .
( أَو ) الخُلْد ( دَابَّةٌ عَمْيَاءُ ) ، وهي ضَرْب من الجُرْذَان ( تَحْتَ الأَرض ) لم تُخْلَق لها عُيونٌ ، ( تُحبُّ رائحَةَ البَصَلِ والكُرَّاثِ ، فإِنْ وُضِعَ على جُحْرِه خَرَجَ له فاصْطيدَ . ( و ) من خواصّه ( تَعْلِيقُ شَفَتِهِ العُلْيَا على
____________________

(8/61)


المَحْمُومِ بالرِّبْعِ يَشْفيه ، ودِماغُه مَدُوفاً بِدُهْنِ الوَرْدِ يُذْهِبُ البَرَصَ والبَهَقَ والقَوَابِيَ والجَرَبَ والكَلَفَ والخَنَازِيزَ وكُلَّ ما يَخْرُجُ بالبَدَنِ طِلَاءً ) ، قال اللّيث : واحِدُهَا خِلْدٌ ، بالكسر ، والجمع خِلْدَانٌ . وفي التهذيب : واحدتها خِلْدَةٌ ، بالكسر ، والجمع خِدَانٌ ، وهو غَريبٌ ، ونقل الكسْرَ شيخُنا عن صاحب ( الكفاية ) عن الخليل ، واستغرَبه جدًّا ، ) ، ج : مَنَاجِذ ) هكذا بالذال المعجمة في آخره . وفي بعض النسخ بالمهمة ( من غَيْرِ لَفْظِه ) ، أَي الواحِدِ ، ( كالمَخَاضِ ) من الإِبلِ ( جَمْعُ خَلِفَةِ ) ، بفتح فكسر .
( و ) الخُلْد : ( السِّوارُ والقُرْطُ كالخَلَدَةَ مُحَرَّكَةً ) ، وهاذه عن الصاغانيّ ، ( ج : كقِرَدة ) .
وعن أَبي عَمْرٍ و : خَلَّد جارِيتَه ، إِذا حَلَّاها بالخَلَدة ( وجمعها : خِلَدٌ ) وهي القرَطَة .
( و ) الخُلْدُ ( لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمان الحِمْصِيِّ التَّابِعِيِّ ) ، هاكذا ذَكَرَه الصاغَانيّ .
( و ) الخُلْدُ : ( قَصْرٌ للمنصور ) العبّاسيّ ، على شاطىء دِجْلة ، وكان موضعَ المارستانِ العضُدِيّ اليوم ، وُنِيتْ حوالَيه منازلُ ، ( خَرِبَ ، فصارَ موْضعُهُ مَحَلَّةً ( كبيرَةً عُرِفَتْ بالخُلْد . والأَصلُ فيه القصرُ المذكور . وقد نُسِب إليها جماعةٌ منهم : صُبْح بن سَعِيد الخُلْدِيّ وغيره .
( و ) أَمّا أَبو محمّد ( جَعْفَرُ ) بن محمّدِ بن نخصير ( الخُلْدِيُّ ) الخَوَّاص ، أَحد مشايخ الصُّوفية فإِنه ( غَيْرُ مَنْسُوب إِليه ) أَي إِلى ذالك القصرِ ( بل لَقَبٌ له ) ، قيل لأَن
____________________

(8/62)


الجُنَيْد سُئلَ عن مسأْلَةٍ فقال له : أَجب ، فأَجاب . فقال : يا خُلْدِيّ من أَين لك هاذه الأَجوبةُ ؟ فبَقِيَ عليه .
( و ) الخلَدُ ، ( بالتَّحْرِيكِ : البالُ والقَلْبُ والنَّفْسُ ) ، وجمعه أَخلادٌ ، يقال : وَقَعَ ذالك في خَلَدِي ، أَي رُوعِي وقَلْبِي . وقال أَبو زيد : من أَسماءِ النَّفْس الرُّوعُ والخَلَدُ ، وقال : البال : النَّفْس ، فإذاً التفسير متقارِبٌ .
( وخَلدَ ) يَخْلُدُ ( خُلُوداً ) بالضّمّ : ( دام ) ، وبَقِيَ ، وأَقام .
( و ) خَلَدَ يَخْلِد ، من حَدّ ضَرَب ، ( خلْداً ) ، بفتح فسكون ، ( وخُلُوداً ) ، كقُعُود : ( أَبْطَأَ عنه الشَّيْبُ وقد أَسَنَّ ) كأَنما خُلِقَ ليَخْلُد .
وفي التهذيب : ويقال للرّجلِ إِذا بَقِيَ سَوادُ رأْسِه ولِحْيتِه ، على الكِبَرِ ، إِنه لمُخْلِدٌ . ويقال للرّجل ، إِذا لم تَسقُط أَسنانُه من الهرَمِ : إِنه لمُخْلِدٌ . وهو مَجازٌ : وزاد في الأَساس : وقيل : هو بفتح اللّام ، كأَن الله أَخْلَده عليها .
( و ) خَلَدَ ( بالمكانِ ) يخلُد خُلُوداً ، ( و ) كذا خَلَدَ ( إِليه ) ، إِذَ بَقِيَ و ( أَقام كأَخْلَدَ ، وخَلَّد ، فيهما ) . قال الصاغانيّ : خَلَدَ إلى الأَرض خُلُوداً وَخلَّد إليها تَخْلِيداً ، لُغتانِ قَلِيلتانِ في أَخْلَد إِليها إِخلاداً . وسَوَّى لزّجّاج بين خَلَّدَ وأَخْلَدَ ، يقال : خلَّدَه اللّهُ تَخْلِيداً ، وأَخلَدَه إِخلاداً . وأَهلُ الجَنَّة خالِدونَ مُخَلَّدون ، وأَخلَد اللّهُ أَهْلَ الجنَّة إِخلاداً .
وقوله تعالى : { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } ( الهمزة : 3 ) أَي يَعْمَلُ عَمَلَ مَن لا يَظُنُّ مع يَسارِه أَنه يموت .
( والخَوالِدُ : الأَثَافِيُّ ) في مواضعها .
( و ) الخَوَالِدُ : ( الجِبَالُ والحِجَارَةُ ) والصُّخورُ ، لطولِ بَقائها بعد دُرُوس الأَطلالِ ، وقال :
إِلَّا رَمَاداً هامِداً دَفَعَتْ
عَنْهُ الرِّياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ
قال الجوهريُّ : قيل لأَثافِي
____________________

(8/63)


الصخور : والدُ لطُولِ بقائِها بعد دُروس الأَطلالِ .
( و ) عن ابن سيده : ( أَخْلَدَ ) الرَّجلُ ( بصاحبه : لَزِمَهُ ) ، وقال أَبو عَمرٍ و : أَخْلَدَ به إِخلاداً ، وأَعْصَمَ به إِعصاماً ، إِذَا لَزِمَه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَخلد ( إِليه : مالَ ) وَرضِيَ به .
وفي حديث عليَ كَرّم الله وَجْهَه يذُمُّ الدُّنيا : ( مَن دانَ لها وأَخْلَدَ إليها ) أَي رَكَنَ إِليها ولَزِمها . ويقال : خَلَدَ إِلى الأَرضِ ، بغير أَلف ، وهي قليلةٌ ، وعن الكسائيّ : خَلَدَ ، وأَخْلَدَ ، وخَلَّد إِلى الأَرض ، وهي قَليلة .
( و ) قوله تعالى : { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُّخَلَّدُونَ } ( الواقعة : 17 ) ، أي ( مُقَرَّطُون ) بالخِلَدة ، وهي جماعة الحَلْي . وقال الزّجَّاج : مُحَلَّوْن ، ( أَو مُسَوَّرُون ) ، يَمانِيَةٌ ، قاله أَبو عُبَيْدة وأَنشد :
ومُخَلَّدَاتٌ باللُّجَيْنِ كأَنَّمَا
أَعْجَزُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبانِ .
( أَو ) مُخَلَّدون ( لا يَهْرَمُون أَبداً ) ، يقال للّذي أَسَنَّ ولم يَشِبْ : كأَنه مُخَلَّدٌ .
( و ) قيل : معناه يَخدُمهم وُصفاءُ ( لا يُجاوِزُونَ حَدَّ الوَصَافَة ) .
وقال الفَرَّاءُ في قوله : { إِذَا رُجَّتِ الاْرْضُ رَجّاً } : إنهم على سِنَ واحد لا يتَغيَّرون .
( وخالِدٌ وخُوَيلدٌ وخَالِدَةُ و ) مَخْلَدٌ ، ( كمَسْكَنٍ ، و ) خُلَيْدٌ ، ويَخْلُد ، وخَلَّادٌ ، وخَلْدَةُ وخُلَيْدَةُ مثل ( زُبَيْرٍ ويَنْصُرَ وكَتَّانٍ وحَمْزَةَ وجْهَيْنَةَ ، أَسماءٌ ) .
( ومَسْلَمَةُ بن مُخَلَّدٍ ، كمُعَظَّمٍ ) ابن الصّامِت الخَزْرَجِيّ السّاعِديّ ، ( صحَابِيٌّ ) ، وله رِواية يَسيرةٌ ، كذا في ( التجريد ) .
( والخالِدَانِ ) من بني أَسد ، وهما : خالدُ ( بنُ نَضْلة بنِ الأَشْتَرِ ) بن جَحْوَانَ بن فقْعَس ، ( و ) خالِدُ ( بنُ قَيْسِ بْنِ المُضَلَّلِ ) بن مالِكِ بن الأَصغرِ بن مُنْقِذ بن طرِيف بن
____________________

(8/64)


عمْرِو بن قُعيْنٍ ، قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ :
وقبْلَى ماتَ الخالدانِ كِلاهُما
عَميدُ بني جَحْوان وابن المُضَّلِ
ومما يستدرك عليه :
الخالِديُّ : ضرْبٌ من المكايِيل ، عن ابن الأَعرابيّ .
والخُويْلِديّة من الإِبِلِ نُسِبت إلى خُوَيْلِد من بني عقيل .
وأَبو خالدٍ : كُنْية الكلْبِ ، والثَّعْلبِ ، كما في ( المزهر ) . وكُنْية البحْرِ أَيضاً كما في ( الرَّوض ) للسُّهيليّ .
وخَلاد بنُ سُويدِ بن ثعلبةَ . وخَلَّادُ بنُ رافعٍ أَبو يَحْيَى . وخلَّادُ بن عَجْلَانَ ، وخلَّاد بنُ عَمْرو بن الجَموحِ ، وخَلَّادٌ الأَنصاريّ ، وخَلْدةُ الأَنصاريّ ، وخُليْد الحضرميّ وخُليْد بن قيسٍ : صحابيّون .
والمُسَمَّى بخالِدٍ من الصحابة ثلَاثَ وسبعون نفْساً ، ليس هاذا مَحَلَّ كْرهم ، وكذَا المُكنَّى بأَبي خَالدٍ ، منهم ستَّةُ أَنفارٍ ، راجِعْهم في ( التجريد ) .
الخالِديَّان : لشاعرانِ : أَبو عثمان سعيدٌ ، وأَبو بكرٍ محمّدٌ ، ابنا هاشمِ بنِ وعْلَةَ المَوْصلِيَّان ، مَنسوبان إِلى جَدِّهما : خالِد بن عبْدِ عنْبَسَةَ بنِ عبد القيس ، وقيل إِلى الخالِدِيَّة : قرْيَةٍ بالموصل .
وفي طيءٍ : خالدُ بن الأَصْمَعِ ، أَخو سَدُوس ، منهم جوّابُ بن نَبِيط بن أَنس بن خالد الشاعرُ ، وأُنَيْف بن منيع بن أَنس ، ارتَدَّ ، ولم يرتَدَّ من طيِّىءٍ غيرُه ، قاله ابن الكلبيّ .
وخَلْد بن سَعدِ العَشيرةِ ، بالفتح : بَطْنٌ .
وخلْدَةُ بن مُخلَّدٍ : جَدُّ جماعةٍ من البَدْرِيّين .
وثابِتُ بنُ مُخلّد ، قُتِل يوم الحرَّة .
____________________

(8/65)



والحارث بن مُخَلَّدٍ ، عن أَبي هُريرة .
وعامِرُ بن مُخلّدِبن الحارثِ أَنصاريٌّ بدريُّ .
وقيس بن مُخَلَّد المازنيّ الأَنصاريّ ، قُتل يوم أُحُد .
خمد : ( خَمَدَتِ النَّارُ كنصَر وسَمِع ) ، تخْمُدُ ( خَمْداً ) بفتح فسكون ، ذَكَرَه ابنُ القطَّاع ، ( وخُمُودا ) ، كقُعُود : ( سَكَن لَهَبُهَا ولم يَطْفَأْ جمْرُهَا ) ، وهَمَدَتْ هُمُوداً ، إِذا طَفِيءَ جمرُهَا البتَّةَ ( وأَخْمَدْتُهَا ) أَنا ( و ) الخَمُّود ، ( كتَنُّور : مَدْفَنُها لِتَخْمَد فِيهِ ) .
( و ) من المجاز : ( خَمَدَ المرِيضُ ) إذا ( أُغْمِيَ عَلَيْهِ ) أَو مات .
( و ) خَمدَت ) ، ( الحُمَّى ) : سَكَنت أَو ( سَكَنَ فَورانُها ) . وهو مَجَازٌ أَيضاً ( وأَخْمدَ : سَكَنَ وسَكَتَ ) . وهو مُخْمِد : ساكنٌ قد وَطَّنَ نَفْسَه على أَمر .
وفي نوادر الأَعراب : تقول رَأَيْتُه مُحْمِدا ومُخْبِتاً ، ومُخْلِداً ، ومُخْبِطاً ، ومُسْبِطاً ومُهْدِياً ، إِذا رأَيته ساكناً لا يتَحَرَّك .
وقومٌ خامدونَ : لا تَسْمع لهم حِسًّا .
وقال الزّجَّاج في قوله تعالى : { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } ( يللهس : 29 ) : فإِذا هم ساكتون ، قد ماتوا ، صاروا بمنزِلةِ الرَّماد الخامد الهامِدِ ، قال لَبِيد :
وَجَدْتُ أَبِي ربِيعاً لليَتَامَى
وللضِّيفانِ إِذ خَمدَ الفَئيدُ
ومما يستدرك عليه :
يقال : كيفَ يَقُوم خِنْدِيدُ طَيِّىءٍ بفَحْلِ مُضَرَ ، هو الخَصيُّ من الخَيْرِ . أَوردَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس .

____________________

(8/66)


خود : ( *!الخَوْدُ ) الفتاةُ ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ ) ، بفتح فسكون ، ( الشَّابَّةُ ) ما لم تَصِر نَصَفاً .
( أَو ) هي : الجارِيَةُ ( الناعِمَةُ ، ج *!خَوْدَات *!وخُودٌ ) ، بالضّمّ في الأَخير ، مثل : رُمْح لَدْن ورِماح لُدْن ، ولا فِعْل له .
( *!والتَّخْوِيد : سُرْعةُ السَّيْرِ ) ، وقيل : سُرْعَ سَيْرِ البَعيرِ ، يقال : *!خَوَّدَ البَعِيرُ : أَسرَعَ وزَجَّ بقوائمه ، وقيل : هو أَن يَهتَزَّ كأَنّه يَضطرِب . وكذالك الظَّليمُ . وقد يُستعمَل في الإِنسان .
وفي الحديث : ( طافَ عُمَرُ رضي الله عنه بين الصَّفا والمرْوَة فَخَوَّد ) ، أَي أَسرَعَ .
( و ) *!التخويد : ( إِرسالُ الفَحْلِ في الإِبلِ ) ، عن اللَّيْث ، وأَنشد للبيد :
*!وخَوِّدْ فَحْلَها من غَيْرِ شَلَ
بِدَارَ الرِّيحِ *!تَخْوِيدَ الظَّلِيمِ
( و ) *!التخويد :(نيل شيئ من الطعام(و) في الأَساس والتكملة ، يقال (*! تَخَوَّدَ الغضن ) إِذا ( تَثَنَّى ) ومال .
( *!وخَوَّدُ ) كشَمَّرَ : ع ) ، قال ذو الرُّمّة :
وأَعْيُنَ العِينِ بأَعْلَى خَوَّدَاء
نقله ابن بَرِّيَ عن ابن الجَواليقيّ . وقد مَرَّتْ نظائِرُهُ في توَّجَ .
( *!وخوَّدَ من هاذا الطَّعَامِ شيئاً : نال مِنْهُ ) ، وقد ذكرَ هاذا فهو تكرار .
( وحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ *!خَودٍ ) الحرْبِيّ بفتح فسكون ، كذا ضَبطه الحافظ في ( التبصير ) ، أَو بتشديد الواو ، كذا ضُبط عندنا ، ( مُحَدِّثٌ ) يَروِي عن سعيد بن أَحمد بن البنَّاءِ وغيرِه .

____________________

(8/67)


خيد : ( *!الخِيدُ كَمِيلٍ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال اللّيث هي : ( الرَّطْبَةُ ) ، فارسية ( عَرَّبُوهَا وغَيَّرُوهَا ) وحَوَّلوا الذَّالَ دالاً ( وأَصلُها ) خيذ كما هو نَصُّ الليثِ ، وتَبعِه الأَزهريُّ .
وقال الصاغانيُّ : الذي أَعرفه من هاذه اللّغةِ للرَّطْبَةِ ( خِوِيذٌ ) بالكَسْر ، والذال المعجمة .
2 ( فصل الدال ) المهملة مع نفسها ) 2
دأَد : ( *!دأَدَدَ ) الرجلُ ، أَهمله الجوهريُّ .
وقال اللّيْث : إِذا أَرادُوا اشتقاقَ الفِعْل من ددد لم يَنْقَدْ ، لكثرة الدّالات ، فيفصِلون بين حَرْفَي الصَّدْرِ بهمْزَةٍ فيقولون : *!دَأْدَدَ ( *!يُدَأْدِدُ *!دَأْدَدَةً : لَهَا ولَعِب ) ، قال : وإِنما اخْتَارُوا الهمزَةَ لأَنهَا أَقوَى الحروف .
قال شيخُنَا : وَبَقِيَ عليه مِمَّا يُذكر هنا *!دَأدٌ ، بالفتح : اسم لآخِرِ يومٍ من الشَّهْر ، وجمعه : *!دآد ، وهي الثلاثة الأَخِيرةُ من الشهر . قاله أَبو حَيَّان في باب العدد من ( شرح التسهيل ) . وأَشار إِليه المصنّف في : ددأَ ، من الهمزة وأَغفله هنا .
قلت : ومن سجَعات الأَساس : وتقول ابنَ آدَ أَنتَ في الدَّوَادِي ، وما بَقِي مِن عُمُر 2 إلاّ *!-الدَّآدِي ؛ وهي ليالِي المُحَاق ، والدَّوادِيّ : المَرَاجِح وسيأْتي .
دد : ( *!الدَّدُ ) ، مخفّف : ( اللَّهْوُ اللَّعِبُ ) ، ومنه الحديث : ( ما أَنا مِن *!دَدٍ ، ولا
____________________

(8/68)


الدَّدُ مِنِّي ) وفيه أَربع لغات : تقول ( هاذا دَدٌ ) ، كَيَدٍ ، ( *!ودَداً ، كقَفاً ) ومثَّله الدَّمامِيني بعَصاً ، ( *!ودَدَنٌ ) ، بالنُّون ثالثةً ، *!ودَدَدٌ ، بثلاث دالاتٍ . كذا في شَرْح التسهيل للدّمامينيّ .
( و ) *!الدَّدُ : ( ع ، و ) اسم ( امْرَأَة ، و ) *!الدُّدُ : ( الحِينُ من الدَّهْرِ ) ، نقله الصاغانيّ ، ( و ) قد يُعَادُ في *!دَدَى ، ( أَعني المعتلْ اللّام ، وفي النون أَيضاً ( إِن شاءَ اللّهُ تَعالَى ) وَسنُلِمُّ عليه بالكلام هناك .
ددد : ( *!الدَّدِدُ ، كَكَتِفٍ ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وهاذه هي اللُّغة الرابعَة الّتي سبقت الإِشارةُ إِليها ، وقد جاءَ ( فيقول الطِّرِمَّاح ) بنِ حَكِيمٍ الشاعِرِ ، فيما أَنشده بعضُ الرُّواة ، قاله اللَّيْث :
( واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا أَحْزَأَلَّ بِهِمْ آلُ الضُّحَى ناشِطاً من دَاعِبٍ *!دَدِدِ )
قال الليث : وإِنَّما قال *!دَدِدِ ، لأَنّه لَمَّا جَعَلَه نَعْتاً لداعِبٍ ( كَسَعَهُ ) ، أَي أَتبعَه ( بدالٍ ثالثةٍ ) ، وإِنما عَبَّرَ بالكَسْعِ إَغراباً وإِيماءً إِلى وُقُوعِ مثلِه في كلامِ بعضِ الأَقدمين من الصَّرْفِيّين . قاله شيخُنَا . ( لأَن النَّعْتَ لا يَتَمَكَّن حتى يَتِمَّ ثلاثةُ أَحْرُفٍ ) فما فوقها ، فصار *!دَدِداً . انتهى نصّ الليث . قال شيخُنَا : وفيه نَظرٌ . و ( أَرادَ بالنَّاشِطِ الشَّوْقَ النَازعَ ) ، أَي الجاذِبَ ، وهاذا من جُمْلةِ مقالة اللَّيْث .
قال الصاغانيّ : ويُرْوَى : مِن دَاعِبَات ددِ .
درد : ( الدَّرَدُ ، مُحَرَّكةً : ذهابُ الأَسنانِ ) ، دَرِدَ دَرَداً ، ورَجلٌ أَدْرَدُ : ليس في فَمه سِنٌّ ، بَيِّنُ الدَّرَدِ ، والأُنثَى درْدَاءُ ، ورِجال دُرْدٌ .
وفي الحديث ( أُمِرْتُ بالسِّواكِ حتى خِفْتُ لأَدْرَدَنْ ) وفي رواية . ( حَتَّى خَشِيتُ أَن يُدْرِدَنِي ) ، أَي يَذهب بأَسناني .
____________________

(8/69)



و ( ناقةٌ دَرْدَاءُ ودِرْدِمٌ ، بالكسر وزيادةِ الميمِ ) كما قالوا الدَّلْقَاءِ : دِلْقِم ، وللدَّقْعاءِ : دِقْعِمٌ : ( مُسِنَّةٌ ) . ( أَو ) الدَّرْداءُ هي التي ( لَحِقَتْ أَسْنَانُها بِدُرْدُرِها ) من الكِبَرِ .
( و ) قول النابِغَةِ الجَعْدِيّ :
ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً
بما كان في ) الدَّرْدَاءِ ) رَهْناً فأُبْسِلَا
قال أَبو عُبَيْدَة : ( كَتِيبَةٌ كانت لهم ) تُسَمَّى الدَّرْدَاءَ .
( ودُرْدِيُّ الزَّيْتِ ) ، بالضّمّ : ( ما يبْقَى أسْفَلَهُ ) .
وفي حديث الباقر : ( أَتجْعَلُونَ في النَّبِيذ الدُّرْدِيَّ ؟ قيل : وما الدُّرْدِيُّ ؟ قال : الرَّوْبَةُ ) أَراد بالدُّرْدِيّ الخَمِيرَةَ التي تُتْرَكُ على العَصِيرِ والنَّبِيذِ ليتخمّر ، وأَصلهما يَرْكُدُ في أَسفلِ كُلِّ مائعٍ كالأَشربة والأَدْهَان .
( ودُرَيْدٌ ) : اسمٌ ، وهو ( مُصَغَّرُ أَدْردَ ، مُرَخَّماً .
( و ) حَكيمُ هاذه الأُمّة : ( أَبو الدَّرْدَاءِ ) ، عُوَيْمِرُ بن مالكٍ من بني الحارث بن الخَزْرج ، نَزلَ دِمشقَ .
( وأُمُّ الدَّرّدَاءِ ) الكُبْرَى ، خَيْرَة بنت أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَميّ ، نَزَلتَ الشّام ، وتُوفِّيَتْ في إِمْرَةِ عثمانَ : ( مِنَ الصَّحَابَةِ ) ، رضي الله عنهم ، وأَمّا أُم الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى واسمُها هُجْيمَةُ فالصحيح أَنه لا صُحْبَةَ لها ، وذِكْرُها وَهَمٌ ، كذا في ( التجريد ) .
ومما يستدرك عليه :
الدَّرَدُ : الحَرَدُ . ورجلٌ دَرِدٌ : حَرِدٌ .
ومما يستدرك عليه أَيضاً :
دربد : ( دَرْبود : اسمٌ للناقةِ الذّلول ، قيل أَصلٌ ، وقيل لُغَةٌ في تَرْبوتٍ نقلَه شيخُنا .
ومما يستدرك عليه أَيضاً :
دربند : ( دَرَبَنْد ، وهو مَدِينةُ بابِ الأَبوابِ
____________________

(8/70)


وقد ذَكَرَه السِّلَفِيُّ في معجم البلدَان .
ومما يستدرك عليه أَيضاً :
درورد : ( *!الدَّرَاوَرْديّ ، قال أَبو حاتم عن الأَصمعيّ : هو منسوب إِلى دَرَابْ جِرْد بالكسر ، على غير قياس وقياسه دَرابِيٌّ أَو جِرْدِيٌّ . والأَوّل أَكثر . ودَرابْ جِرْد : قد مرّ للمصنّف في ج ر د . ولاكن لا يُستَغْنَى عن معرفة الدَّراوَرْدِيّ .
دعد : ( دَعْدٌ : لَقَبْ أُمّ حُبَيْنٍ ) حُكِيَ ذالك عن بعض الأَعراب . قال أَبو منصور : ولا أَعرفه ، ( و ) دَعْد : ( اسمُ امرأَةٍ ) ، معروفٌ ، يُصرَف ( ويمنع ، ج : دُعُودٌ ، ودَعْدَاتٌ ، وأَدْعُدٌ ) ، قال جرير :
يا دارُ أَقْوَت بجانِبِ اللَّبَبِ
بَيْنَ تلَاع العَقِيقِ فالكُثُبِ
حَيْثُ استَقَرَّتْ نَوَاهُمُ فَسُقوا
صَوْبَ غَمَامٍ مُجَلْجِلٍ لَجِبِ
لم تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِهَا
دَعْدٌ ولم تُغْدَ دَعْدُ بالعُلَبِ
أَي ليستْ دَعْد هاذه ممّن تَشْتَمل بثوْبها ، وتَشرب اللّبنَ بالعُلْبَة ، كنساءِ الأَعراب الشَّقِيَّات ، ولكنَّها ممَّن نَشَأَ في نعْمَة ، وكُسِيَ أَحْسَنَ كُسْوَةٍ .
دنبد : ( دُنْبَاونْدُ : ( أَهمله الجوهريّ والجماعة وهو ( بالضّمّ ) وسكون النُّونين ، وفتح الواو : ( جَبَلٌ بِكِرْمَان ) مشهور .
( والعامَّةُ تقول : دَمَاوَنْدُ ) بفتح ادّال والميم . ( وجَبَلٌ ) آخرُ ( شاهِقٌ بنواحِي الزِّيِّ غَرَّب إِليه ) أَميرُ المؤمنين ( عثمانُ ) رضي الله عنه ( أَبا الحُنْكَةِ ) ، بضمّ فسكون ( لمُعَاناةِ النِّيرَنْج ) ، بكسر النون ، وهو من أَنواع السِّحْر .

____________________

(8/71)


دود : ( *!الدُّودة : م ، ج : *!دُودٌ *!ودِيدَانٌ ) *!ودُودَانٌ ، والتصغير : *!دُوَيْد ، وقياسه *!دُوَيْدَة .
قال ابن بَرِّيّ : قاله الجوهريّ ، وهو وهَمٌ منه ، وقياسه دُوَيد ، كما صغَّرَتْه العرب ، لأَنه جنسٌ بمنزلةِ تَمْر وقَمْح جمع تَمْرة وقَمْحة ، فكما تقول في تصغيرهما : تمَيْرٌ وقُمَيْحٌ ، كذالك تقول في تصغير *!دُودٍ :*! دُوَيْد .
وقد ( *!دادَ الطَّعَامُ *!يَدَاد *!دَوْداً ) ، كخَاف يَخَاف خَوْفاً ، ( *!وأَدَادَ ) يُدِيد إِدادةً ، ( *!ودَوَّدَ ) *!تَدْوِيداً ، ( *!ودَيَّدَ ) *!تَدْيِيداً . وفي بعض النّسخ : *!دِيدَ ، بالكسر ، مبنيًّا للمفعول : ( صارَ فِيهِ *!الدُّودُ ) ، فهو مَدُودٌ ، كلّه بمعنَى : إِذا وَقَع فيه السُّوسُ .
وفي الحديث : ( إِنَّ المُؤذِّنِينَ لا*! يُدَادُونَ ) أَي لا يأْكُلُهُمُ *!الدُّودُ .
( *!ودُودانُ ، بالضّمّ : وادٍ ) ، وضبطه البكريّ بالفتح .
( و ) *!دُودانُ ( بنُ أَسدِ ) بنِ خُزَيمة : ( أَبو قَبِيلةٍ ) من أَسَدٍ .
( وأَبو *!دُوَادٍ ، بالضّمّ : شاعرٌ من ) بني ( إِيادٍ ) .
قلت : إِن أراد به جُوَيْرِيَة بنَ الحَجَّاج فهو تكرار ، وإِن أَراد ، غَيْره فلا أَدري .
والذي ذكره : الأَمير : دُوَد بن أَبي دُوَادٍ : شاعر .
وقال الحافظ ابن حَجَر : ولا أَدري : ابنُ مَن هو من هاذه الثلاثةِ أَي المذكورين فيما بعد ، فليُنظَرْ .
( *!والدُّوادُ ) ، كَرُمَّانٍ ، هاكذا ضُبِط في نُسْخَتنا . والصواب كغُرَاب : ( صِغارُ الدُّودِ ، أَو ) هو ( الخَضْفُ ) بفتح وسكون ( يَخْرُج من الإِنسان ) ، قيل : وبه كُنِيَ أَبو دُوَاد الإِياديُّ . كذا في اللسان .
( و ) *!الدُّوَاد . ( الرَّجُلُ السَّرِيعُ ) ، لَعلَّه تشبيهاً بصِغار الدُّود .
____________________

(8/72)



( والقاضي أَحمدُ بنُ أَبي دُوَادِ ) كغُرَابٍ ( م ) ، معروف ، وهو القاضي الإياديّ الجَهْمِيّ وابناه : جرير وقد ذكَره الأَمير ، وله رِوَايَة وأَبو الوليد محمّد ، له ذِكْر . ومن وَلدِ الأَخيرِ مُكرمُ بنُ مسعود بن حمّاد بن عبد الغفّار بن سَعادةَ بن مُقبِل بن عبد الحميد بن أَحمد بن أَبي الوليد محمّد بن أَحمدَ بن أعبي دُوَاد الإِياديّ ، يُكنى أَبا الغَنائِم الأَبْهَرِيّ . انتهَى . قاله الحافظ .
( وأَبو دُوَادٍ يَزِيدُ الرّاسِيُّ ) هاكذا في النُّسخ ، والصواب : الرُّوَاسيّ ، كما فيٌ التبصير وهو يزيد بن مُعَاوِيَةَ ، شاعِر فارسٌ .
( وجُوَيْرَية بنُ الحَجَّاج ) الإِياديُّ من قدماءِ الشعراءِ .
( وعَدِيُّ بن الرِّقاعِ ) العامِلِيّ من فحول الشعراءِ في دَوْلة بني أُميّة : ( شُعراءُ ) .
( و ) أَبو بكر ( مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبي دُوَاد ) الإِياديّ ( مُحَدِّثٌ ) فَقِيهٌ ثِقَة ، عن زكريَّا بنِ يحيَى الساجِيّ وعنه الدَّارَقُطْني .
وأَما عليّ بن دواد الناجي أَبو المتوكّل صاحب أَبي سعيد الخُدرِيّ ، فقيل فيه : عليُّ بن دُوَاد أَيضاً .
( *!ودَاوُودُ ) اسم ( أَعْجَمِيٌّ لا يُهْمَزُ ) ، وهو اسمُ النبيّ صلَّى اللّهُ عليّه وعلى نبيّنا وسلَّم .
( *!والدَّوْدَاةُ : الجَلَبَةُ ) ، عن الفرَّاءِ . ( والأُرْجُوحَة ) ، وقيل هي صوتُ الأُرجوحةِ ، والجمع : *!-دَوَادِيّ .
وقال الأَصمعيّ : *!-الدوَادِيّ : آثارُ أَراجِيحْ الصِّبيانِ ، واحدتها دَوْداةٌ ، وقال :
كَأَنّني فَوْقَ *!دَوْدَاةٍ تُقَلِّبُنِي
( *!ودَوَّدَ ) الرجُلُ : ( لَعِبَ بها ) ، أَي *!بالدَّوْدَاة .
( *!ودُوَيْد بنُ زَيْدٍ ) مُصَغَّراً ، من الجاهلية ، ( عاش أَربَعَمِائَةِ سَنَةٍ وخَمسينَ سنةً ، وأَدرَك الإِسلامَ مُسِنًّا
____________________

(8/73)


( وهو لا يَعْقِلُ ، وارتَجز مُخْتَضَراً بقوله ) .
( اليَوْمَ يُبْنَى *!لِدُوَيْدٍ بَيْتُهُ ) .
يعني القَبر .
( لَوْ كَانَ للدَّهْرِ بِلًى أَبْلَيْتُهُ ) .
أَي لكثرةِ ما عاشَ .
( أَو كَانَ قِرْنِي واحداً كَفَيتُه ) .
القِرْن بالكسر النَّدِيدُ :
( يا رُبَّ نَهْبٍ صالحٍ حَوَيْتُهُ ورُبَّ غَيْلٍ حسنٍ لَوَيْتُهُ ومِعْصَمٍ مُخْضَّب ثَنَيْتُهُ )
( *!ودُوَيْدُ بنُ طارِقٍ : مُحَدِّثٌ ) روى عنه عليُّ بنُ عاصم .
*!ودُويْدٌ : جَدُّ أَبي بكرٍ محمّدِ بن سَهْلِ بن عَسْكَرٍ البخاريّ ، مُحدِّث .
2 ( فصل الذال ) المعجمة مع الدال المهملة ) 2
ذرد : ( ذِرْوَ كَدِرْهَمٍ ) ، أَهمله الجماعة وقال ياقوت : هو ( جَبَلٌ ) ، كذا في المعجم .
ذود : ( *!الذَّوْدُ : السَّوْقُ ، والطَّرْدُ ، والدَّفْعُ ) تقول *!ذُدْتُه عن كذا ، *!وذَادَه عن الشَّيْءِ ذَوْداً ، (*! كالذِّيادِ ) ، بالكسر .
وفي حديث الحوض : ( *!ليُذَادَنَّ رجال عن حَوضِي ) ، أَي ليُطْرَدَنَّ . *!والتّذويد مثلُه ، ( وهو *!ذَائِدٌ ، مِنْ ) قوم ( *!ذُوَّدٍ *!وذُوَّادٍ *!وذادَةٍ ) ، الأَخِير كقَادَة .
قال شيخنا : هو مستدرك ، لأَنه التزم في الخُطْبة أَن لا يَذْكُر مِثْلَه ، وجعلَ ذالك من قواعِدِه .
قلْت : وقد جاءَ في الحديث : ( وأَمّا إِخْوَانُنا بَنُو أُمَيَّةَ فَقَادَةٌ *!ذادَةٌ ) . قيل : أَرادَ أَنَّهُم *!يَذودُونَ عن الحَرَمِ .
( و ) *!الذَّوْد ( ثَلاثةُ أَبْعِرَةٍ إِلى ) التّسعة ، وقيل إِلى ( العَشَرَةِ ) ، قال أَبو منصور : ونحو ذالك حَفِظْته عن العرب وهو قول الأَصمعيّ .
____________________

(8/74)



( أَو ) من ثلاثٍ إِلى ( خمْسَ عَشْرَةَ ) ، وهو قَولُ ابن شُمَيْلٍ . وقال أَبو الجَرّاح ؛ كذلك قال ، والناس يقولون إِلى العَشْر . ( أَو ) إِلى ( عِشْرِينَ ) وفُوَيْق ذالك ( أَو ) ما بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى ال ( ثَّلاثِينَ أَو ما بين الثِّنْتَيْنِ والتِّسْعِ ) .
وأَشهر الأَقوال من ذالك هو القَوْلُ الأَوّلُ . وهو الذي صَدَّرَ به الجوهريُّ وصاحِبُ الكِفَاية ، ونقله ابن الأَنباريِّ عن أَبي العَبَّاس ، واقتصر عليه الفارابِيُّ .
وقال في البارع ، الذَّوْد ( مُؤَنَّثٌ ، ولا يكون إِلَّا من الإِناثِ ) دون الذُّكُور .
وفي الحديث : ( لَيْسَ فيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ من الإِبل صَدَقةٌ ) .
قال أَبو عُبَيْدٍ : والحديث عامٌّ لأَنَّ مَن مَلَكَ خَمْسَةً من الإِبل وجَبَتْ فيها الزَّكاةُ ، ذُكُوراً كانت أَو إِناثاً .
قال ابن سِيده : الذَّوْد مُؤَنّث ، وتصغيرهُ بغَير هاءٍ ، على غير قياس ، تَوَهَّموا أَنه المصدر ( وهو واحِدٌ وجَمْعٌ ) ، كالفُلْك ، قاله بعض اللُّغَويين ( أَو جَمْعٌ لا وَاحدَ لَهُ ) من لفظِه كالنَّعَم . وقد جَزَمَ به الأَكْثَرُ ( أَو واحِدٌ ) و ( ج : *!أَذْوادٌ أَنشد ابنُ لأَعرابيِّ :
وما أَبْقَتِ الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا سِوَى جِذْمِ أَذْوادٍ مُحْذَّفَةِ النَّسْلِ وقالوا : ثلاثُ *!أَذوادٍ ، وثلاثُ ذَوْدٍ ، فأَضافوا إِليه جميع أَلفاظ أَدنَى العَددِ ، جعلوه بدَلاً من أَذوادٍ . قال الحُطيئة :
ثلاثةُ أَنفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ عَلَى عِيالِي ونظيره : ثلاثةُ رَحْلَةٍ ، جعلوه بدلاً من أَرحال . قال ابن سيده : هاذا كلّه قولُ سيبويه ، وله نظائر . وقد قالوا : ثَلاثُ ذَوْد ، يعنون ثلاثَ أَيْنُقٍ .
( وقولُهُم : ( *!الذَّوْدُ إِلى الذَّوْدِ إِبِلٌ ) )
____________________

(8/75)


مَثَلٌ مشهور أَورده الزمخشريُّ والميدانيُّ وغيرهما ، وهو ( يَدُلُّ على أَنَّها في مَوْضِعِ اثْنَتَيْنِ ، لأَن الثِّنْتَيْنِ إِلى الثِّنْتَيْنِ جَمْعٌ ) ، قال شيخُنا . وفي هذه الدّلالة نَظَرٌ ، والمُصَرَّح به خِلافُه . واختلف في : ( إِلى ) ، فقيل : هي بمعنى مع ، أَي إِذا جَمَعْت القليلَ إِلى الكثير صار كثيراً ، ويجوز أَن تَبقى على بابِها بإِدخال الطّرَفَيْن ، كما صَرَّح به جماعةٌ ، وأشار غيرُ واحد أَنَّ مُتعلَّق ( إِلى ) محذوفٌ ، أَي الذَّوْد مضموم إِلى الذود أَو مجموع ، أَو نحو ذلك .
( و ) *!المِذْودَ ( كَمِنْبَرٍ : اللّسانُ ) ، لأَنّه *!يُذَاد به عن العِرْض ، قال عَنْتَرَةُ :
سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي وإِن كنتُ نائياً
دُخَانُ العَلَنْدَى دُونَ بَيْتِيَ *!مِذْوَدُ
قال الأَصمعيّ : أَراد *!بمذوده : لسانَه . وببَيْتِهِ شَرَفَه .
وقال حَسَّان بن ثابت :
لِسانِي وسَيْفي صارِمَانِ كِلَاهُما
ويَبلُغُ ما لا يَبْلُغُ السيفُ *!-مِذْوَدِي
وهو مَجَاز .
( و ) *!المِذْود : ( مُعْتَلَفُ الدَّابَّةِ ) ، هاكذا في النّسخ ، وفي بعضها : مِعْلَف الدَّابّة . وهو نَصُّ التَّكملة .
( و ) *!المِذْوَد ( من الثَّوْرِ : قَرْنُهُ ) ، وهو يَذود عن نفْسه به ، وهو مَجاز .
( و ) المِذْوَد . ( جَبَلٌ ) عن الصاغانيّ .
( *!والذُّائِدُ : فَرَسٌ ) نجيبٌ جدًّا ( مِن نَسْلِ الحَرُونِ ) ، قال الأَصمعيّ : هو الذَّائد بن بُطَيْن بن بِطَانِ بن الحَرُون .
( و ) *!الذائد : اسم ( سَيْف خُبَيْبِ بنِ إِسافٍ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( و ) الذائد : ( الرَّجُلُ الحامِي الحَقِيقَةِ ) الدَّفَّاعُ عن عِرْضهِ ( *!كالذَّوَّادِ ) ، كشَدَّاد .
( و ) الذائد : ( لَقبُ امْرِيءِ القَيْسِ بن بَكْر ) بن امرىء القيس بن الحارث
____________________

(8/76)


بن معاويةَ الكِنْديّ ، وهو جاهليّ ، لُقِّب به ( لقوله :
أَذُودُ القَوَافِيَ عَنْيِ *!ذِيَادَا *!ذِيادَ غُلامً غَوِيَ جَرَادَا )
نقله الصاغانيُّ .
( و ) *!الذَّوَّاد ( كَكَتَّانٍ : سَيْفُ ذِي مَرْحَبٍ القَيْلِ ) الحَضْرَمِيّ . نقله الصاغانيُّ .
( و ) الذَّوَّاد : اسم ( شاعِرٍ ) ، وهو الذَّوَّاد بن أَبي الرَّقْرَاق الغَطَفانِيّ .
( *!وذَوَّادُ بن عُلَيَّةَ : مُحَدِّثٌ ) كُنْيته أَبو المُنْذِر . وولداه مُزاحِمٌ وإِسماعيلُ ، كتب عنهما أَبو كُرَيْب .
( و ) *!ذَوَّاد ( بنُ المُبَاركِ ، له ذِكْرٌ ) حَكَى عنه العبّاس العكليّ ، ( وأَبو الذَّوَّادِ ) كبير متأَخِّر ( رَوَى ) ، ولَقَبْه : إِقبالُ الدَّوْلة .
وفاتَهُ : الذَّوَّادُ بنُ عبد الله بن الحسين البصريّ ، ذكره ابن منْده في تاريخِ أَصبَهان .
وذوَّاد بن مَحفوظٍ القُرَيعيّ رَوَى عن أخيه رَوّاد .
( والمُجَذَّرُ بنُ ذِيَادٍ ) ، بالكسر ، ويقال : ابن *!ذَيّاد كَكَتَّان ، والأَول أَكثرُ ، البَلَوِيُّ ( الصَّحابِيُّ ) ، والمجذَّر هو الغَلِيظ الضّخْم ، لُقِّبَ به ، واسمه عبدُ الله ، قَتَلَ يومَ بدرٍ أَبا البَخْتَرِيّ بنَ هِشَامٍ ، والمُجذَّر هو القاتلُ سُوَيْدَ بنَ الصامِتِ في الجاهِليَّةِ فهاجَ قتُلُه وَقْعَةَ بُعاثٍ ، ثم استُشهِد يوم أُحُد ، قتلَه الحارثُ بن سُوَيدِ بن الصامِت بأَبيه ، وارتَدَّ ولَحِقَ بمكَّة ، ثم أَتى مسُلِماً بعد الفَتْح ، فقتلَه النبيّ صلَّى اللّهُ عليّه وسلّم بالمُجْذَّر ، بأَمرِ جِبريلَ فيمَا وَرَدَ ، كما في مُعجَم ابن فهْد .
( *!وذِيَادُ بنُ عَزِيزٍ ) وقيل : ذِيادُ بن زَيْد بن الحُوَيرِث بن مالكِ بن واقدٍ : ( الشَّاعِرُ ، بالكسْرِ ) ، أَورده أَبو الطّيّب اللُّغَويّ في ( طَبَقَات الشُّعَراءِ ) .
( وعبدُ اللّهِ بنُ مَعْقِل ) ، وفي نسخة مُغَفَّل ابن عبْد نُهْم بن عَفِيفِ بن
____________________

(8/77)


سُحَيْم بن رَبِيعَةَ بن عَدِيّ بن ثَعْلَبَة ( بن *!ذُوَيد ) بن سعد بن عدِيّ بن عثمانَ بن عمرِو بن أُدِّ بن طابخةَ ( صحابيّ ) جليلٌ ، مات أَبوه بمكّةَ سنة عثمانٍ قبْل الفتْحِ بقليل .
( وعبدُ اللّهِ بنُ ذُوَيْدٍ شيخٌ للولِيد بن مُسْلِمٍ ) الدِّمشقيّ .
( وفرْوةُ بنُ مُسَيْكِ ) بن الحارثِ بن سَلمَةَ بن الحارث ( بنِ ذُوَيْدِ ) بن مالكٍ المُرَاديّ ) صَحَابِيٌّ ) .
( *!والمَذَادُ : المَرْتَعُ ) ، قاله ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
لا تحْبِسَا الحَوْسَاءَ في *!المَذَادِ
قال شيخنا : وفي بعض النسخ ، المُرْتَبع ، والأَول أَكثر .
( *!وأَذَدْتُه : أَعنْتُه على ذِيَادِ أَهلِهِ ) ، وهاذا كقولك : أَطْلَبْتُ الرَّجلَ إِذا أَعَنَتْه على طلِبَتِه ، وأَحْلَبْته : أَعَنْته على حَلْب ناقتِه .
*!والمُذِيد : هو المُعِين لك على ما *!تَذُودُ ، قال الشاعر :
ناديْتُ في القومِ أَلَا *!مُذِيدَا
ومما يستدرك عليه :
فلانٌ *!يَذودُ عن جِسْمه ، *!وذادَ عنّى الهّمَّ ، والفارسَ *!بمِذْوَدِه ، وهو مِطْرَدُه ، ورجالٌ *!مَذَاوِدُ *!ومَذاويدُ . كلّ ذالك من المجاز .
*!وذُوَيْد بن نَهْدٍ أَحدُ المُعَمَّرين في الجاهلِيَّة ، قاله شيخُنا . وأَنا أَخشَى أَن يكون هاذا هو دُوَيد الذي ذكره المصنّف في المهملة ، فليُنْظَر .
*!والمَذَاد ، كسَحابٍ : موضعٌ بالمدينة وقد جاءَ ذِكْره في شعْر كعْب بن مالك :
فلْيَأْت مَأْسَدَةً تُسنُّ سُيوفُنا
بيْنَ المَذَادِ وبَيْنَ جِزْعِ الخَنْدَقِ
قال البكريُّ في المعجم : المذَادُ هو الموضع الذي حفر فيه رسولُ اللّهِ صلّى اللّهِ عيّه وسلّم الخَنْدَق .
____________________

(8/78)



وقال السيوطيُّ : هو أُطُمٌ بالمدينة .
وقال تلميذه الشاميُّ في سيرته : هو لبني حَرامٍ غربيَّ مساجدِ الفَتْح ، سُمُيَت به الناحيةُ . ونقلَه في شرح شواهِدِ الرَّضِيّ . وزاد في المراصد أَنه اسم وادٍ بين سَلْع وخَنْدَق المَدينة . قاله شيخنا .
*!وذَوَّاد العقيليّ ، تابعيّ ، يَروِي عن سعدِ بن أَي وَقَّاص . وعنه مَعْمَرُ بن راشدِ . كذا في كتاب ( الثِّقات ) لابن حِبَّانَ .
2 ( فصل الراءِ ) مع الدال المهملة ) 2
رأَد : ( *!الرِّئْدُ بالكسر ) مهموزاً : ( اتِّرْبُ ) ، تقول : هاذا *!-رِئْدِي ، أَي قِرْني في السِّنّ ، وهو مَجَاز ، كما في الأَساس . وربما لم يُهمز فذَكروه في الياءِ .
وفي اللسان : *!ورِئْد الرِّجل : تِرْبُه وكذالك الأُنثَى ، وأَكثَرُ ما يكون في الإِناث ، قال :
قالتْ سُلَيْمى قَوْلَةً *!لِرِيدِهَا
أَراد الهمز فخفَّفَ ، وأَبدلَ طلباً للرِّدْف ، والجمع : *!أَرْآد . وقال كُثَيِّر ، فلم يهمز :
وقَد دَرَّعُوها وهي ذاتُ مُؤَصَّدٍ
مَجُوبٍ ولَمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ *!رِيدُهَا
( و ) *!الرِّئْد ؛ ( الضِّيقُ ) ، ولم أَجِدْه فيما لديَّ من أُمّهات اللغة .
( و ) الرِّئْد : ( فَرْخْ الشَّجَرَةِ ) ، وقيل : هو ما لَانَ من أَغصانِها والجمع *!رِئدانٌ .
( و ) الرَّأْدُ ( بالفتح و ) *!الرُّؤْد ب ( الضَّمِّ و ) *!الرَّأْدة *!والرُّؤْدةُ ، ( بهاءٍ فيهما ) ، فهي أَربعُ لُغَاتٍ : ( الشَّابَّةُ ) الناعمة ( الحَسَنَةُ ) السريعة الشَّباب ، مع حُسْنِ غذاءٍ . والجمع : أَرْآد ، ( *!كالرَّؤُودَةِ ) ، على فَعُولة . وهاذه عن الصاغانيّ ، ( *!والرَّادَة ) ، بتسهيل الهمزة ، فهي ستُّ لُغَاتٍ .
____________________

(8/79)



( *!والرَّؤُودة : أَصلُ اللَّحْيِ ) ، كذا في النسخ التي بأَيْدِينا ، وفي بعضِها : *!والرودة وأَصل اللَّحْى ، بناءً على أَن الرودة مسهلَّة عن الهمزة ، معطوفة على ما قبلَها . وأَصل اللَّحْيِ كلامٌ مستقِلٌّ فتكون اللُّغَاتُ سبعة . قال شيخنا : وبعضُهم أَوصلها إِلى ثمانية ، بتجريد المُسهَّل من الهاءِ أَيضاً .
قلْت : وهو يشير إِلى ما ذكرنا . ثمَّ إِن الذي في الأَساس وغيره : أَن قولَه مجاريةٌ *!رَأْدةٌ من المَجاز ، تقول : امرأَةٌ *!رَادَة ، غير رَادةٍ : ناعمةٌ غير طَوَّافة ، تخفيفُ الأَوّل جائز ، والثاني واجب .
وفي اللّسان : الغُصن : الذي نَبتَ من سَنتِه أَرْطَب ما يكون وأَرْخَصَه : *!رُؤْدٌ ، والواحدةُ : *!رُؤْدَة . وسُمِّيَت الجارية *!رُؤْداً ، تَشبيهاً به .
ومن المجاز : ضَرَبَه في *!رَأْدِه ، الرَّأْد *!والرُّؤْد ، بالفَتح والضَّم : أَصْلُ اللَّحْيِ الناتىء تحتَ الأُذن ، وقيل : أَصْلُ الأَضراسِ في اللَّحْيِ . وقيل الرَّأْدانِ : طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ الدَّقيقانِ اللَّذَانِ في أَعلاهما ، وهما المُحَدَّدانِ الأَحْجَنانِ المُعلَّقَانِ في خُرْتَيْن دون الأُذُنَيْن .
وقيل : طَرَفُ كلِّ غُصن : *!رُؤْدٌ والجمع أَرْآدٌ ، وأَرَائدُ نادِرٌ وليس بجمعِ جَمْعٍ ، إِذ لو كان ذالك لقيل : *!أَرائِيدُ . أَنشدَ ثعلب :
تَرَى شُئونَ رأْسِهِ العَوارِدَا
الخَطْمَ واللَّحْيَيْنِ *!والأَرَائدَا
( و ) *!الرُّؤْد ( بالضَّمّ : التُّؤَدَة ) ، قال :
كأَنَّه ثَمِلٌ يَمْشِي على *!رُودِ
احتاج إِلى الرِدْفِ فخفف هَمزَة *!الرُّؤْد ، ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يَجعلْ أَصلَه الهمزةَ .
____________________

(8/80)



ورواه أَبو عُبَيْدٍ :
كأَنَّها مِثْلُ مَنْ يَمْشِي على رُودِ
فقلب ( ثمل ) وغيَّرَ بناءَه . قال ابنُ سيده : وهو خَطأٌ .
( و ) من المجاز : (*! تَرَأدّ ) الرَّجلُ *!تَرَؤُدّاً : ( اهتَزَّ نَعْمَةً ) وتَثَنَّى . وكذا*! تَرأدَّت لجَارِيَةُ *!تَرَؤُدّاً ( *!كارتأَدَ ) *!ارتِئاداً .
( و ) *!تَرَأدَّت ( الرِّيحُ : اضْطَرَبَتْ ) وتَمَايَلَتْ يَميناً وشِمالاً .
( و ) من المجاز : *!تَرَأدَّ ( زَيْدٌ : قام فأَخذَتْه رِعْدَةٌ ) ، وتَمَيَّلَ عِنْدَ قِيام .
( و ) تَرَأدَّ ( الغُصْنُ : تَفَيَّأَ وتَذَبَّلَ ) وتَثَنَّى ( و ) تَرأدَّ ( العُنُقُ : الْتَوَى ) والشَّيْءُ : ذَهَبَ وجاءَ .
( و ) من المجاز : لَقِيتُه رَأْدَ الضُّحَى ، و ( رائِدَ الضُّحَى ) ، وهاذه عن الصاغانيِّ ( وَرَأْدُه : ارتِفاعُهُ ) حين يَعلُو النَّهَارُ ، الأَكثرُ يَمضِي من النَّهَارِ خُمُسُه وفَوْعَةُ النّهارِ بعْدَ الرَّأْدِ .
والرَّأْدُ : رَوْنَقُ الضُّحَى وقيل هو بَعْدَ انْبِسَاطِ الشمْسِ ، وارتفاعِ النَّهَر . وقد *!تَرَاءَد ( *!وترأدَّ ) .
( *!ورَأْدُ الأَرضِ : خَلَاؤُهَا ) ، يقال ذَهَبْنا في رَأْدِ الأَرضِ . نقله الصاغانيُّ .
وَمما يستدرك عليه :
*!تَرَأدَّت الحيَّةُ اهتَزَّتْ في انْسِيَابِهَا ، وأَنشد :
كَأَن زِمامَها أَيْمٌ شُجَاعٌ
تَرَأدَّ في غُصُونٍ مُغْضَئلَّهْ
وهو مجاز ، كما في الأساس .
ربد : ( رَبَدَ ) ، كنصر ، بالمكان ( رُبُوداً ) بالضّمّ ، إِذا ( أَقام ) فيه ، ومنه أُخِذَ المِرْبَد .
( و ) رَبَدَ رُبُوداً : ( حَبَسَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . قيل ( و ) منه أُخذ المِرْبَد ( كمِنْبَر : المَحْبَس ) .
وفي حديثِ النّبيّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم : ( أَن مَسْجِده كان مِرْبَداً ليَتِيمَيْنِ في حِجْر مُعاذِ بنِ عَفْراءَ ، فجَعَلَه
____________________

(8/81)


للمُسلمين ، فبناه رسولُ اللّهُ صلَّى اللّهِ عليّه وسلّم مَسْجِداً ) .
قال الأَصمعيّ : المِرْبَد : كلّ شيءٍ حُبِسَتْ به الإِبلُ والغنمُ ولهاذا قيل مِرْبَدُ النَّعَمِ الذي بالمدينة . ( و ) المِرْبَد : ( الجَرِينُ ) الذي يُوضَع فيه التَّمْرُ بعد الجَدَاد ليَيْبَسَ . قال سيبويهِ : هو اسم كالمِطْبخ .
وقال أَبو عُبيد : المِرْبَد ، بلُغةِ أَهلِ الحِجاز . والجَرِين لهم أَيضاً ، والأَنْدَرُ ، لأَهْلِ الشأْم . والبَيْدَرُ لأَهل العراق .
قال الجوهريُّ : وأَهلُ المدينةِ يُسَمُّون الموْضِعَ الذي يُجَفَّف فيه التَّمْرُ لِيَنْشَف : مِرْبَداً ، وهو المِسْطَح ، والجَرِينُ . والمِرْبَد للتَّمْرِ كالبَيْدَرِ للحِنْظة .
وفي الحديث : ( حتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزارِهِ ) ، يعني مَوضِع تَمْرِه ( و ) به سُمِّيَ مِرْبَدٌ : ( ع بالبَصْرَة ) ، وقيل : لأَنه كان تُحْبَسُ به الإِبِلُ .
( والرُّبْدَة بالضّمّ ) الغُبْرَة ، أَو ( لَونٌ إِلى الغُبْرَةِ ) ، وقال أَبو عُبَيْدةَ : هو لَوْنٌ بين السَّوادِ والغُبْرَة ، ( وقد ارْبَدَّ ) ارْبِدَاداً ( وارْبادَّ ) ارْبيداداً ، كاحمَرَّ ، واحْمَارٌ ، فهو مُرْبَدُّ وُرْبَادٌّ .
ومنه الحديث . ( وآخَر أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كالمُوزِ مُجَخِّياً ) .
( و ) من المجاز :
داهِيَةٌ رَبْدَاءُ . ( الرَّبْداءُ المُنْكَرَةُ . و ) الرَّبداءُ ( من المَعَزِ : السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ ) ، وهي المُنقَّطة المَوْسومةُ مَوْضِعَ النِّطاقِ منها بحمرة ، وهي من شِيَاتِ المَعز خاصَّةً ، وشاةٌ رَبداءُ : منقَّطَةٌ بحُمْرة ، وبَياضٍ ، أَو سَواد .
( والأَرْبَدُ : حَيَّةٌ خَبِيثةٌ ) ، وقيل ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ يَعَضُّ الإِبِلَ .
( و ) الأَرْبَد : ( الأَسَدُ ، كالمُتَرَبِّدِ ) ، عن الصاغانيّ .
____________________

(8/82)



( و ) أَرْبَدُ ( بنُ ضَابِيءٍ ) الكلابِيُّ .
( و ) أَرْبدُ ( بنُ شُرَيْحٍ ) المازِنِيّ .
( و ) أَرْبَدُ ( بنُ رَبِيعَةَ ) ، وهو أَخو لَبِيدٍ الشاعرِ : ( شُعَراءُ ) .
( و ) قال ابن شُمَيل لمّا رآني ( تَرَبَّدَ ) لَوْنُ ، وتَرَبُّدُه : تَلَوّنه ، تَراه أَحْمَرَ مرَّةً ، وأَصفَرَ مرَّةً ، وأَخْضَرَ مَرَّة ، ويَتَرَبَّدُ لَوْنُه من الغَضَبِ ، أَي يَتلوَّن . وتَرَبَّدَ وَجْهُه : ( تِغيَّرَ ) ، وقيل : صارَ كَلَوْن الرَّمَادِ كارْمَدَّ . وإِذا غَضِبَ الإِنسانُ تَرَبَّدَ وَجْهُه ، كأَنّه يَسوَدُّ منه مواضِعُ . وفي الحديث : ( كان إِذا نَزَلَ عليه الوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُهُ ) ، أَي تَغَيَّر إِلى الغُبْرَة .
وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ : ( أَنّه قام من عندِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الوَجْهِ في كلامٍ أَسْمَعَه ) .
( و ) تَرَبَّدَت السَّمَاءُ : تَغَيَّمَتْ ) ، وهي مُتَرَبِّدة : مُتغَيِّمة .
( و ) تَبَّد الرَّجلُ ( تَعَبَّس ) .
( و ) في مَتْنِه رُبَدٌ ، الرُّبَدُ ، ( كَصُرَدٍ : الفِرِنْدُ ) ، هُذَلِيَّةٌ . قال صَخْرُ الغَيِّ :
وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ
وسيْفٌ ذو رُبَدٍ إِذا كُنتَ تَرَى فيه شِبْهَ غُبَارٍ ، أَو مَدَبّ نَمْلٍ يكون في جَوهَرِه .
( والرَّبِيدُ ) كأَمِيرٍ : ( تَمْرٌ مُنَضِّدٌ ) في الجِرَارِ أَو في الحُبِّ ، ثم ( نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ ) .
وفي بعض الأُمَّهات : ثم نُضِحَ بالماءِ .
( و ) الرَّبِيدة ( بهاءٍ : قِمَطْرُ المَحَاضِرِ ) ، وهي السِّجِلَّاتُ .
( والرَّابِدُ : الخازِنُ ) ، وقد رَبَدَ الرّجلُ إِذَا كَنَزَ التَّمْرَ في الرَّبائِد ، وهي الكَرَاحَات .
( و ) قال أَبو عدنان : ( المُرْبَدّ ) : كمُحْمَرّ : ( المُوَلَّع بسَوادٍ وبَياضٍ ،
____________________

(8/83)


وقد ارْبَدَّ وارْبَادَّ ، كاحْمَرَّ واحْمَارَّ ) ، وتَرَبَّد ، كلّ ذالك إِذا احمَرَّ حُمْرَةً فيها سَوَادٌ .
( وأَرْبَدَةُ ) ، بفتح فسكون ، وفي ( التقريب ) : بكسر فسكون ، ومُوَحّدة مكسورة ، ( أَوْ أَرْبَدُ ) ، بحذف الهاءِ ، ( التَّمِيمِيُّ ) المُفَسِّر ( تَابِعِيٌّ ) صَدُوقٌ ، من الثالثة .
( ومهْبَدُ النَّعَمِ ، كمِنْبَرٍ : ع قُرْب المَدِينَةِ ) على لَيْلَتين منها ، وهو مُتَّسَع كانت الإِبلُ تُرْبَدُ فيه ، أَي تُحْبَس للبَيْع ، وهو مُجْتَمَعُ العرب ومُتَحَدَّثُهم ، كذا في الأَساس ، وهو قول الأَصمعيّ .
ومما يستدرك عليه :
الرُّبْدة بالضّمّ ، والرُّبْد في النعام : سَوادٌ مُختلط ، وقيل : هو أَن يكون لونُها كُلُّه سَواداً ، عن اللِّحْيَانِّي ، ظليم أَرَبَدُ ، ونَعَامة رَبْدَاءُ ، ورَمْدَاءُ : لونُها كلَوْنِ الرَّمادِ والجمعُ : رُمْدٌ . قال اللّحيانيُّ : الرَّبْدَاءُ : السَّوْداءُ ، وقال مرَّةً : هي التي في سَوادِها نُقَذٌ بِيضٌ وحُمْرٌ .
وربَّدَت الشاةُ ورَمَّدتْ ، وذالك إِذا أَضْرَعَتْ فتَرَى في ضَرْعها لُمَعَ سوادٍ وبَياضٍ ، وتَرَبَّدَ ضَرْعُهَا ، إِذا رأَيْت فيه لُمْعاً من سوادٍ ببَيَاضٍ خَفِيَ .
والرُّبْدة : غُبْرَةٌ في الشَّفَةِ ، يقال : امرأَةٌ رَبْدَاءُ ، ورجلٌ أَرْبَدُ ، ويقال للظَّيم : الأَرْبَدُ ، لِلَوْنِه .
والمِرْبَد ، بالكسر : خشبَةٌ أَو عصاً تَعترِضُ صُدورَ الإِبلِ ، فتَمنَعُهَا عن الخروج ، قال :
عَوَاصِيَ إِلّا ما جَعَلْتُ وَرَاءَها
عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُوراً وأَذْرُعَا
قيل يعني بالمِرْبَدِ هنا عَصاً جَعَلَها مُعترِضَةً على الباب ، تَمنعُ الإِبلَ من الخُروج ، سَمَّاها مِرْبداً لهاذا .
قال أَبو منصور : وقد أَنكر غيره ما قالَ ، وقالَ : أَرادَ عصاً مُعْتَرِضَة على بابِ المِرْبَد
____________________

(8/84)


فأَضاف العَصَا المُعْتَرِضَة إِلى الْمِرْبَد ، ليس أَنَّ العَصا مِرْبَدٌ .
والرَّبَد ، محرَّكةً : الطِّين . وقد جاءَ في حديثِ صالحِ بن عبد الله بن الزُّبير أَنَّه كان يعْمَل رَبَداً بِمَكَة ) والرَّبَّادُ : الطَّيَّانُ أَي بِناءً مِن طِين كالسِّكْرِ ويُرْوَى بالزاي والنون ، كما سيأْتي .
وأَبو علي الحسن بن محمد بن رُبْدة ، بضمّ فسكون ، القَيْرَوَانِيّ ، حَدَّث عن عليّ بن مُنيرٍ الخَلَّال .
ورَبْدَاءُ بنتُ جَرِيرِ بن الخَطَفي ، الشاعِرِ ، لها ذِكْر .
وأَبو الرَّبْداءِ البَلَوِيّ ، واسمه ياسِرٌ ، صحابيٌّ . قال ابن يونس : صحَّفه بعضُ الرُّواة فقال أَبو الرَّمْداءِ ، بالميم . ومن ولَدِه : شُعَيْبُ بنُ حُمَيد بن أَبي الرَّبْداءِ ، كان على شُرْطة مِصْر ، وعاش إِلى بعدِ المائةِ ، قاله الحافظ .
والمِرْبَدانِ في قَول الفرزدق :
عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَدانِ كِلاهُمَا
عَجَاجَ مَوْتٍ بالسُّيوفِ الصَّوَارِم
هما : المِرْبَد بالبَصْرة ، والسِّكَّة التي تليها من ناحية بني تميم ، جعلهما المِرْبَدَيْنِ ، كما يقال الأَحْوصان ، للأَحوصِ ، وعوف بن الأَحوص .
والمِرْبَدُ أَيضاً : فَضاءٌ وَراءَ البُيُوتِ يُرْتَفَقُ به . والمِرْبَد : كالحُجْرَة في الدّار .
وأَرْبَدَ الرجلُ : أَفسدَ مالَه ومَتَاعَه ، وبَدْتُ الإِبلَ ربَطْتُها ، وتَمْرٌ أَرْبَدُ .
من المجاز : عامٌ أَرْبَدُ : مُقْحِطٌ .
وأَرْبَدُ بن حمْيَر من مُهاجِرِي الحَبَشةِ .
وأَرْبَدُ ، اسمُ خادِمِ رَسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليه وسلّم ، استدركه أَبو موسى .
وأَرْبَدُ بن مَخْشيّ ، ذَكَرَه أَبو معشر في شُهداءِ بَدْرٍ .
وأَربَدُ بنُ قَيْسٍ أَخو لَبيدِ بن رَبِيعةَ لأُمِّه : شاعِرٌ مشهور ، وذكَره أَبو عُبَيْدٍ
____________________

(8/85)


البَكريُّ في شرْحه لأَمالي القالي ، وأَوردَه الجَوْهَرِيُّ .
والرُّبَيْدَنُ : نَبْتٌ .
رثد : ( رَثَدَ المَتاعَ ) يَرْثُده رَثْداً : ( نَضَدَهُ ) ووضَعَ بَعْضَه فوق بَعْض ، أَو إِلى جَنْب بَعْضٍ ، ( كارْتَثَدَه ) ، وفي بعض النسخ : كأَرْثَدَه ، ( فهو رَثِيدٌ ، ومَرْثُودٌ ، وَرثَدٌ ، مُحَرَّكةً ) .
وفي حديث عُمر : ( أَن رَجُلاً ناداه فقال : هل لك في رَجُلٍ رَثَدْتَ حاجَتَهُ وطالَ انتظارُه ) أَي دافَعْتَ بحوائِجه ( ومَطلْتَه ) . فأَوْقَعَ المُفْرَدَ مَوقِعَ الجَمْع .
( والرِّثْدُ ، بالكَسْرِ ) ، والرِّثْدَة ، واللِّثْدَة : ( الجماعَةُ ) الكثيرةُ من الناس ، وهم ( المُقيمُونَ ) ولا يَظعنون . ( وقد أَرْثَدُوا ) : أَقاموا .
( و ) الرَّثَدُ ، ( بالتَّحْرِيك : ضَعَفَةُ النَّاسِ ) ، يقال تَرَكْنا على الماءِ رَثَداً ما يُطِيقُون تَحَمُّلاً . وأَمّا الذين ليس عندهم ما يَتَحَمَّلون عليه فهم مُرْتِثِدُون ، وليسوا بِرَثَد ، كما سيأْتي .
( و ) رَثِدَ الرَّجُلُ ، ( كَفَرِحَ : كَدِرَ ، كَأَرْثَدَ .
( و ) مَرْثَدٌ ، ( كمَسْكَن : الرَّجُلُ الكَرِيمُ ) ، قال ابن السِّكِّيت : مأْخوذ من أَرْثَدَ القَوْمُ ، إِذا احْتَفروا حتى بَلَغوا الثَّرَى .
( و ) المَرْثَد : اسمٌ ن أَسماءِ الأَسَدِ .
( و ) مَرْثَدٌ : ( اسمُ ) رجلٍ .
( و ) مَرْثَدٌ ( مَلِكٌ لليَمَنِ مَلَكَها سِتَّمِائَةِ سَنَةٍ .
وتَرَكْتُهم مُرْتَثِدِينَ ما تَحَمَّلُوا بَعْدُ ، أَي ناضِدِين مَتَاعَهُمْ .
( و ) عن الكسائيّ : يقال : ( احتَفَر حتى أَرْثَدَ ) ، إِذا ( بَلَغ الثَّرَى ) ، ومنه اشْتُقَّ مَرْثَدٌ .
( و ) يَرثَدُ ( كيَمْن : وادٍ ) ، والذي
____________________

(8/86)


في اللسان : أَرْثَدُ ، بالأَلف ، قال :
أَلَا تَسْأَلُ الخَيْمَاتِ مِنْ بَطْنِ أَرْثَدِ
إِلى النَّخْلِ من وَدَّانَ ما فَعَلَتْ نُعْمُ
ومما يستدرك عليه :
طَعَامٌ رَثِيدٌ ومَرْثُودٌ . والخُبْزُ عندهم رَثيدٌ . ورُثِدَت القَصْعَةُ بالثَّرِيدِ : جُمِعَ بعضُه إِلى بعض وسُوِّيَ . والثَّرِيد فيها رَثِيدٌ . وقال ثَعْلَبَةُ بن صُعَيْرٍ المازِنيّ ، وذكَرَ الظَّلِيمَ والنعَامَةَ ، وأَنهما ذَكَرا بَيضَهُمَا في أُدْحِيِّها ، فأَسْرَعَا إِليه :
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَمَا
أَلقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَها في كافِرِ
وَرَثَدُ البَيْتِ : سَقَطُه .
ورَثَدَت الدَّجاجةُ بيضَها : جمعتْه . عن ابن الأَعرابيّ .
ومن المجاز : الخَيْر عنده رَثيدٌ ، والمالُ في بيته نَضيدٌ .
ومَرْثَد بنَ جابرٍ الكِنْديّ . ومَرْثَد بنُ رَبيعَةَ ، ومَرْثَدُ بنُ الصَّلت الجُعْفيّ . ومَرْثَدُ بنُ ظَبْيَانَ السَّدُوسيّ ، ومَرْثَد بنُ عامر الثَّعْلبيّ . ومَرْثَد بنُ عَديَ الكنْديّ ، ومَرْثَد بن عياضٍ ، أَو عياض بنُ مَرْثَدٍ . ومَرْثَد بنُ أَبي مَرْثَدٍ كَنَّازٍ الغَنَويّ ، ومَرْثَدُ بن مُحِبَ الفَزاريّ . ومَرْثَدُ بنُ وَدَاعَةَ أَبو قُتَيْلَةَ الحمْصيّ الكِنديّ : صحابيّون ، رضي الله عنهم ، مع اختلاف في البعض .
وَرَثَدَ الماءُ : كَدِرَ ، عن الصاغانيّ .
رجد : ( رُجِدَ ) رَأْسُه ، ( كَعُنِيَ ، رَجْداً ، بالفتح ) فالسكون ( ورُجِّدَ ) ، مبنيّا للمفعول ، من رَجَّدَ ، ( تَرْجِيداً ) وأُرْجِد : الثلاثة عن ابن الأَعرابيّ بمعنَى : ( ارْتَعَشَ ، و ) قد ( أُرْجِدَ ) إِرْجاداً ، و ( أُرْعِد ) بمعنًى .
و ( الرَّجاد ) ككَتَّان : ( نَقَّالُ السُّنْبُل إِلى البَيْدَرِ ) ، وهو الجَرِين ، ( وقد رَجَدَ ) الرَّجُلُ ( رَجَاداً ) بالفتح .

____________________

(8/87)


رخد : ( الرَّخْوَدَةُ ) ، بالفتح : ( اللِّينُ ، والنُّعُومَةُ ، والخِصْبُ ، وسَعَةُ العَيْشِ ) ، وهم في رخْوَدَةٍ من العَيْش ، ( و ) يقال : ( هو رِخْوَدٌّ ) ، بالكسر ، ( كإِرْدَبَ ) .
قال أَبو الهيثم : الرخْوَدُّ : الرِّخْوُ ، زيدَت فيه دالٌ وشُدِّدت ، مَكْسُوعاً بها ، كما يقال فَعْمٌ وفعْمَدٌّ ، ( وهي بهاءٍ ) : رِخْوَدَّة . ويقال : رَجُلٌ رِخْوَدُّ الشَّباب : ناعمُه ، وامرَأَةٌ رِخْوَدَّةٌ : ناعمةٌ . وقيل رجلٌ رِخْوَدٌّ : ( لَيِّنُ العِظَامِ ، سَمِينٌ ) ، كثيرُ اللَّحْمِ ، رِخوٌ . وجمعُ رِخْوَدَّة : رَخَاوِيدُ ، قال أَبو صخر الهذليُّ :
عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطْلَالاً بِذِي البِيدِ
قَفْراً وجاراتِهَا البِيضِ الرَّخَاويدِ
ردد: ( رَدَّهُ ) عن وَجْهه يَرُدُّه ( رَدًّا وَمَرَدًّا ) ، كلاهما من المصادر القياسيّة ، ( ومَرْدُوداً ) ، من المصادر الواردة على مَفْعول ، كمَحْلوفٍ ومَعقولٍ ، ( ورِدِّيدَي ) ، بالسكر مشدَّداً كَخِصِّيصَى ، وخِلِّفَى ، يُبنَى للمبالغة : ( صَرَفَهُ ) وَرَجَعَه ، ويقال رَدَّه عن الأَمر ولَدَّه ، أَي صَرَفَه عنه برِفْق .
وأَمرُ اللّهِ لا مَرَدَّ له . وفي التنزيل : { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } ( الرعد : 11 ) وفيه { يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ } ( الروم : 43 ) قال ثعلب : يعني يَوْمَ القِيَامةِ ، لأَنه شيْءٌ لا يُرَدُّ .
وفي حديث عائشة . ( مَن عَمِلَ عَمَلاً ليس عليه أَمْرُنا فهوَ رَدٌّ ) أَي معْدُودُ عليه ، يقال أَمْرٌ رَدٌّ ، إِذا كان مُخَالفاً لما عَليه السُّنَّة ، وهو مَصْدرٌ وُصِفَ به .
ورُوِيَ عن عُمَرَ بن عبدِ العَزِيز أَنه قال : ( لارِدِّيدَي في الصَّدَقَة ) أَي لا تُؤْخَذُ في السَّنَةِ مَرَّتينِ ، والاسمُ ) رَدَادٌ ، ورِدَادٌ ، ( كسَحَاب وكِتَابٍ ) ، وبهما جَميعاً رُوِيَ قولُ الأَخطَلِ :
وما كُلُّ مَغْبُونٍ ولو سَلْفَ صَفْقُهُ
برَاجعِ ما قَدْ فاتَهُ بِرَدَادِ
____________________

(8/88)



( و ) رَدَّ ( عليه ) الشيءَ ، إِذا ( لَمْ يَقْبَلُهُ ، و ) كذالك إِذا ( خَطأَهُ ) .
ونقل شيخُنا عن جماعةٍ من أَهلِ الاشتقاقِ والتصرِيفِ أَن ردَّ يَتَعَدَّى إِلى المفعولِ الثاني بإِلى ، عند إِرادةِ الإكرام ، وبِعَلَى ، للإِهانة ، واستدلُّوا بنحو قوله تعالى : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمّهِ } ( القصص : 13 ) و { يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } ( آل عمران : 149 ) ونقله الجَلالُ السُّيُوطِيُّ وَسَلَّمه ، فتأَمَّله ، فإِن الاستقراءَ رُبّما يُنافِيه .
( و ) من المجاز : أَيضاً : امرأَةٌ مَرْدُودةٌ ، وهي : ( المُطَلَّقَةُ ، كالرُّدى ، كالحُمَّى ) ، الأَخيرةُ عن أَبي عَمْرٍ و .
وفي حديث الزُّبَيْرِ ، في دارٍ له وَقَفَهَا فكَتَب . ( ولِلْمَرْدُودةِ من بَنَاتِهِ أَن تَسْكُنَها ) . لأَن المُطَلَّقَةَ لا مَسْكَنَ لها على زوْجها .
( والرَّدُّ ) ، بالفتح : الشيءُ ( الرَّدِيءُ ) وهو مجاز ، ودِرْهَمٌ رَدٌّ : لا يَرُوجُ ، ورُدُودُ الدَّراهِمِ ، واحدُهَا : رَ ، وهو مازِيفَ فرُدَّ علَى ناقِدِه ، بعدَما أُخِذ منه . وكلُّ ما رُدَّ بعدَ أَخْذٍ : رَدٌّ .
( و ) الرَّدُّ ( في اللِّسَانِ : الحُبْسَةُ ) وعَدَمُ الانطلاقِ .
( و ) الرِّدُّ ، ( بالكسر : عِمَادُ الشَّيءِ ) الذي يدفَعُه ويَرُدّه ، قال :
يا ربِّ أَدعوكَ إِلهاً فَرْدَا
فكُنْ لَهُ من البَلايَا رِدَّا
أَي مَعْقِلا يَرُدُّ عنه البَلاءَ .
وقولهُ تعالى : { رِدْءاً يُصَدّقُنِى } ( القصص : 34 ) فيمَنْ قَرَأَ بِه يجوز أَن يكون من الاعتمادِ ، وأَن يكون على اعتقادِ التَّثْقِيل في الوَقْفِ ، بعد تخفِيفِ الهمزةِ .
( و ) يقال : في لسانه رَدَّةٌ ، أَي حُبْسَة ، وفي وَجْهِهِ رَدَّة ، ( الرَّدَّةُ ) بالفتح : ( القُبْحُ ) مع شيْءٍ من الجَمالِ ، يقال :
____________________

(8/89)


في وَجْهِهِ رَدَّةٌ ، وهو رَادٌّ ، وقال ابن دُرَيد :
في وَجْهِهِ قُبْحٌ وفيهِ رَدَّة
أَي عَيْبٌ .
وقال أَبو ليلَى : في فُلان رَدَّة ، أَي يَرْتَدُّ البَصَرُ عنه في قُبْحِه ، قال : وفيه نَظْرةٌ ، أَي قُبْحٌ .
وقال اللَّيْث : يُقَالُ للمرأَةِ إِذا اعْتَراها شيءٌ من خَبَالٍ ، وفي وَجُهِهَا شيءٌ من قَباحَةٍ : هي جَمِيلَةٌ ، ولكن في وَجْهِها بَعْضُ الرَّدَّة ، وهو مجازٌ .
( و ) الرِّدَّةُ ، ( بالكسر : الاسمُ مِنَ الارْتِدادِ ) وقد ارْتَدَّ ، وارتَدَّ عنه : تَحوَّلَ ، ومنه الرِّدّة عن الإِسلامِ ، أَي الرجوعُ عنه ، وارتَدَّ فُلانٌ عن دِينِه ، إِذَا كَفَرَ بعد إِسلامِهِ .
( و ) في الصّحاح : الرِّدّة : ( امْتِلاءُ الضَّرْعِ من اللَّبَنِ قَبْلَ النِّتَاجِ ) ، عن الأَصمعيّ ، وأَنْشَدَ لأَبي النَّجْم :
تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ
مَشْيَ الرَّوَايَا بالمَزَادِ المُثْقِلِ
وفي اللسان : الرِّدَّة : أَي يُشْرِقَ ضَرْعُ النَّاقَةِ ، ويَقَعَ فيه اللَّبَنُ . وقد أَرَدَّتُ .
( و ) الرِّدَّة : ( تَقَاعسٌ في الذَّقَنِ ) إِذا كان في الوَجْه بعْضُ القباحَة ، ويعتريه شيءٌ من الجَمَال ، وهو مَجاز .
( و ) مِنَ المَجَازِ أَيضاً : سَمِعت رِدَّةَ الصَّدَى ، وهو ما يَرُدُّ عليك من ( صَدَى الجَبَلِ ) أَي صَوْته .
( و ) الرِّدَّة والرَّدَدُ : ( أَن تَشْرَب الإِبِلُ ) الماءَ ( عَلَلاً ) فتَرْتَدَّ الأَلبانُ في ضُروعها .
( والتَّرْدادُ ) بالفتح : بناءٌ للتَّكثير ، قال ابن سيده ، قال سيبويه هاذا بابُ ما يُكَثَّر فيه المَصْدَر من فَعَلْتُ فتُلْحِقُ الزّائدَ وتبنيه بناءً آخَر ، كما أَنّك قلتَ في فَعَلْتُ : فَعَّلْتُ ، حين كثَّرْتَ الفِعْلَ . ثم ذَكَر المصادِرَ التي جاءَتْ على التَّفْعَال : كالتَّرْدادِ ، والتَّلْعَاب ، والتَّهْذارِ ، والتَّصْفاق ،
____________________

(8/90)


والتَّقْتال ، والتَّسْيَار ، وأَخواتِها ، قال : وليس شيءٌ من هاذا مَصْدَرَ أَفْعَلْت ، ولاكن لَمَّا أَرَدْتَ التكثير بَنيتَ المَصدرَ على هاذا ، كما بَنَيْتَ فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ . انتهى .
وأَما ( التَّرْدِيدُ ) فإِنه قياسٌ من رَدَّدَه ، كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ . ويقال : ردَّدَه تَرْدِيداً وتَرْداداً فهو مُرَدَّدٌ ، ورجلٌ مُرَدَّدٌ .
( والمُرَدَّدُ ) ، كمُعَظَّم ؛ ( الحائِر البائِرُ ) ، وهو مَجاز ) والارْتِدادُ : الرُّجُوعُ ) ، ومنه المُرْتَدُّ ، ( ورادَّهُ الشيْءَ ) ، أَي ( رَدَّهُ عليه ) ، ورادَّه القَوْلَ : رَاجَعه ، وهما يَتَرادَّانِ البَيْعَ ، من الرَّدِّ والفَسْخ .
( وهاذا ) الأَمْرُ ( أعرَدُّ ) عليه ، أي ( أَنْفَعُ ) له .
( و ) هاذا الأَمرُ ( لا رَادَّةَ فيه ) ، أَي ( لا فائِدَةَ ) له ، وما يَرُدُّك هاذا : ما ينفَعُكَ . وهو مَجاز ، ( كلَا عَدَّةَ ) ، ضَبْطَه الصاغاني ، بضمّ الميم وكسر الراءِ .
( والمُرِدُّ ) ، على صيغة اسم الفاعِل ( الشَّبِقُ . و ) البَحْرُ المُرِدّ : ( المَوَّاجُ ) ، أَي كثيرُ الماءِ ، قال الشاعر :
رَكِبَ البَحْرَ إِلى البَحْرِ إِلى
غَمَرَاتِ المَوْتِ ذي المَوْج المُرِدّ .
وأَرَدَّ البَحْرُ : كَثُرَتْ أَمواجُه وهَاجَ .
( و ) المُرِدُّ : ( الغَضْبانُ ) ، يقال جاءَ فلانٌ مُرِدَّ الوجْهِ ، أَي غَضبانَ . وأَرَدَّ الرجُلُ : انتفخَ غَضَباً ، حكاها صاحِبُ ( الأَلفَاظ ) قال أَبو الحسن : وفي بعض النسخ : ارْبَدَّ .
( و ) المُرِدّ : الرجل ( الطَّوِيلُ العُزُوبةِ . أَو ) الطَّوِيلُ ( الغُرْبَة ) ، فترادَّ الماءُ في ظَهْره ، قال الصاغانيُّ : والأَول أَصحّ ، لأَنه يترادُّ الماءُ في ظَهْرِه ، ( كالمَزْدُودِ ) .
( و ) المُرِدُّ ( نَاقةٌ انتَفَخَ ضَرْعُها وعياؤُها لبُروكها على نَدًى ) ، وقد
____________________

(8/91)


أَردَّت ، وكلّ حاملٍ دَنَتْ وِلادتُها فعَظُمَ بطْنُها وضَرْعها : مُرِدٌّ . وقال الكسائيّ : ناقةٌ مُرْمِدٌ ، على مثال مُكرِم ، ومُرِدٌّ ، مثال مُقِلَ ، إِذا أَشرقَ ضَرْعُها ، ووقَع فيه اللَّبَنُ . وقد تقدّم . وقيل هو وَرَمُ الحياءِ من الضَّبَعَة ، وقيل : أَردَّت النّاقَةُ هي مُرِدٌّ : وَرِمَتْ أَرفاغُها وحَياؤُهَا من شرْب الماءِ .
( و ) المُرِدّ : ( شَاةٌ أَضْرعَتْ ) ، وقد أَردَّتْ .
( و ) ناقةٌ مُرِدٌّ ، وكذا ( جَمَلٌ ) مُرِدٌّ ، إِذا ( أَكْثَرَ من شرْب الماءِ فثَقُلَ ، ج مَرَادُّ ) ، نُوقٌ مَرادُّ ، وجِمَالٌ مَرادُّ .
( و ) عن ابن الإِعرابيّ ( الرُّدُود ، كعُنُقٍ : القِباحُ من النَّاس ) جَمْع رَدَ . وقد تقدّم .
( و ) الرَّديدُ ، ( كأَمير ) : الشيءُ المَردود ، قال :
فَتًى لم تَلدْهُ بنْتُ عَمَ قَريبةٌ
فيَضْوَى وقد يَضْوَى رَديدُ الغَرَائب
والرَّدِيدُ : الجَفْلُ من ( السَّحاب هُرِيقَ ماؤُهُ .
( واستَرَدَّهُ ) الشيءَ : ( طَلَبَهُ وسأَلَه رَدَّهُ ) ، أَي أَن يَرُدَّه عليه . كارتَدَّه .
( وَرَدَّاذٌ ) ، ككَتَّانٍ : ( اسمُ مُجَبِّرٍ ، م ) ، أَي معروفٌ ( يُنسَب إِليه ) المُجَبِّرون ، ( فيقال لكُلِّ مُجَبِّرٍ رَدَّادِيٌّ ) ، لذالك .
ورُئِي رَجلٌ يومَ الكُلَابِ يَشُدُّ على قَوْمٍ ويقول : أَنا أَبو شَدَّادٍ . ثم يَرُدُّ عليهم ويقول : أَنا أَبو رَدَّادٍ .
( والرَّادَّةُ : خَشَبَةٌ قد مُقَدَّمِ العَجَلَة تُعَرَّضُ بَيْنَ النَّبْعَيْنِ ) .
ومما يستدرك عليه :
ارتَدَّ الشيءَ : رَدَّه ، قال مُلَيح :
بعَزْمٍ كَوَقْعِ السَّيْفِ لا يَسْتَقِلُّهُ
ضَعِيفٌ ولا يَرْتَدُّهُ الدَّهْرَ عاذِلُ
وارتَدَّ عن هِبَتِهِ : ارتَجَعها ، قال
____________________

(8/92)


الزمخشريُّ : كذا سمعته عن العرب ، وأَنشد :
فيا بَطْحاءَ مَكَّةَ خبِّرِنِي
أَمَّا تَرْتَدُّنِي تِلْك البِقاعُ
ورَدَّ إِليه جَواباً : رَجَعَ ، وارتَدَّ الشيءَ : طلَبَ رَدَّه عليه ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
وما صُحْبَتِي عَبْدَ العَزيزِ ومِدْحَتِي
بعارِيَّةٍ يَرْتَدُّهَا مَن يُعِيرُهَا
وهاذا مردُودُ القولِ ، وَرديدُه .
ورَدَّدَ القولَ كَرَّرِ .
ولا خَيْرَ في قولٍ مَرْدُود ، ومُرَدَّد .
ورادَّه القَوْلَ : رَاجعَه .
وتَرادَّا القَوْلَ .
ورادَّه البَيْعَ : قَايَلَه .
وتَرادَّ الماءُ : ارتَدَّ عن مَجرَاه لحاجزٍ .
والرِّدُّ ، بالكسر : الكَهْف ، عن كُراع . وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى : { فَأَرْسِلْهِ مَعِىَ رِدْءاً } ( القصص : 34 ) .
وفي الحديث . ( رُدُّوا السَّائِلَ ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ ) . أَي أَعطوه ، ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمَانِ والمنْع ، كقولك : سَلَّمَ فَرَدَّ عليه ، أَي أَجابه . وفي حديث آخَرَ : ( لا تَرُدُّوا السَّائِلَ ولو بِظِلْف ) أَي لا تَرُدُّوه رَدَّ حِرْمَانٍ بلا شيءٍ ، ولو أَنه ظِلْفٌ .
وقول عُرْوَةَ بن الوَرْد :
وزَوَّدَ خَيْراً مالِكاً إِنَّ مالكاً
له رَدَّةٌ فِينا إِذا العَمُّ زَهَّدُوا
قال شَمِرٌ : الرَّدَّة : العَطْفة عليهم ، والرَّغْبَة فيهم .
وفي حديث الفِتن : ( ويكون عند ذالِكُم القِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ) . وهو بالفتح ، أَي عَطْفَة قَويَّة .
وتَردَّدَ وتَرادَّ ، تَرَاجَعَ .
وتَردَّدَ في الجواب : تَعثَّرَ لسانُه .
وهو يَتَرَدَّدُ بالغَدَوَات إِلى مَجَالس العِلْم ، ويَخْتَلِفُ إِليها .
____________________

(8/93)



والرِّدُّ ، بالكسر : الحَمُولَةُ من الإِبل . قال أَبو منصور : سُمِّيَت رِدًّا لأَنها تُرَدُّ من مَرْتَعِها إِلى الدّار يوم الظَّعْن .
ورجُلٌ مُتَرَدِّدٌ : مُجْتَمِعٌ قصير ليس بَسبْطِ الخَلْقِ . وفي صفته صلّى اللّه عليْه وسلْم : ( ليس بالطَّوِيلِ البائِنِ ولا القَصير المُتَرَدِّدِ ) أَي المتناهِي في القِصَرِ ، كأَنَّه تَرَدَّدَ بَعْضُ خَلْقِه على بَعْض وتدَاخَلَتْ أَجزاؤُه .
وعُضْوٌ رَدِيدٌ : مُكْتَنِزٌ مُجتمِعٌ ، قال أَبو خِراش :
تَخاطَفُه الحُتُفُ فهُوَّ جَوْنٌ
كِنَازُ اللَّحْمِ فائِلُهُ رَدِيدُ
والرِّدَّة : البَقِيَّة ، قال أَبو صَخْر الهُذَليّ :
إِذا لم يَكُنْ بين الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ
سِوَى ذِكْره شَيْءٍ قد مَضَى دَرَس الذِّكْرُ
ومَرْدودٌ : فرسُ زِيادٍ أَخِي مُحرِّق الغسّانيّ .
والرَّوْدَدُ ، كجَوْهرٍ : العاطِفُ ، قال رُؤبةُ :
وإِنْ رَأَيْنَا الحِجَجَ الرَّوادِدَا
قَوَاصِراً بالعُمْرِ أَو مَوادِدَا
أَورده الصاغانيُّ في تركيب : رود . ورجلٌ مِرَدٌّ ، بالكسر : كثيرُ الرَّدِّ والكَرِّ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
مِرَدٌّ قد نَرَى ما كَانَ منهُ
ولَكنْ إِنمَا يُدْعَى النَّجِيبُ
وفي المصباح : تَردَّدْت إِليه : رَجَعْتُ مرَّة بعدَ أُخرَى .
ومن المجاز : ضَيْعَةٌ كثيرةُ المَرَدِّ والرَّدّ ، أَي الرَّيْع .
والرَّدَّادُ بنُ قَيسِ بن مُعَاويَة بن حَزْنٍ : بَطْنٌ .
وأَبُو الرَّدّاد عَمْرُو بن بِشْرٍ القَيسيّ ، عن بُرْد بن سِنانِ .
ومحمّد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد ،
____________________

(8/94)


عن يَحيى بن سَعيد الأَنصاريّ ، ضعيفٌ .
وهِلالُ بن رَدّادٍ الكِنَانيّ عن الزُّهْرِيّ وابنُه محمد ، سمع أَباه .
ومحمّد بن الخَضِرِ بن رَدَّاد الدِّمشقيّ ، عن عليّ بن خَشرمٍ ، وأَبو الرَّدَّاد عبدُ الله بن عبد السلام المصريّ المُؤذّن ، صاحب المِقْيَاس . وفي ولدِه أَمرُ المقْيَاس إِلى الآن .
ومحمد بنُ طَرخان بن رَدَّاد المَقْدسيّ ، من شُيوخ منصور بن يسلم .
رشد : ( رَشَد كنَصَرَ ) يَرْشُد ، وهو الأَشهر ، والأَفصح ، ( و ) رَشِدَ يَرْشَد ، مثل ( فَرِح ، رُشْداً ) بضمّ فسكون ، مصدر رَشَدَ كنَصر ، ( ورَشَداً ) محرَّكَةً ( وَرَشَاداً ) كسَحَاب ، مصدر رَشِدَ ، كفَرِحَ : ( اهْتَدَى ) وأَصابَ وَجْهَ الأمر والطَّريق ، فهو رَشيدٌ وراشدٌ . والرَّشَاد نَقيضُ الضَّلال ونقل شيخُنا عن بعض أَرباب الاشتقاق أَن الرُّشْد يستعمل في كُلّ ما يُحْمَد ، والغَيّ في كلّ ما يُذَمّ . وجماعةٌ فَرَّقوا بين المضموم والمحرّك فقالوا : الرُّشْد ، بالضّمّ يكون في الأُمور الدُّنيوية والأُخْرَوِيّة ، وبالتحريك إِنما يكون في الأُخرويّة خاصَّة ، قال وهاذا لا يوافقه السَّماع ، فإِنهم استعملوا اللُّغَتين ، وورَدَت القرَاءَات بالوَجْهَيْن ، في آيات مُتَعَدِّدة . والله أَعلم ( واسْتَرْشَدَ ) هُ : ( طَلَبَهُ ) ، أَي طلب منه الرّشدَ ، ( والرَّشَدَى ) ، محرَّكةً ( كجَمَزَى : اسم منه ) ، أَي من الرّشد . عن ابن الأَنباريّ قال : ومثله امرأَة غَيَرَى من الغَيْرة ، وحَيَرَى من التَّحيُّر . وأَنشد الأَحمر :
لانَزَلْ كَذَا أَبَداً
ناعِمِينَ في الرَّشَدَى
( وأَرْشَدَهُ اللّهُ ) تعالى ورَشَّدَه : هَدَاه .
( والرُّشْد ) ، بالضّم : ( الاستقامةُ على طَريق الحَقِّ مع تَصَلُّبٍ فيه ) .
( والرَّشيدُ في صفات الله تعالى
____________________

(8/95)


الهادي إِلى سَواءِ الصِّراط ) فَعيل بمعنى مُفْعِل .
( و ) الرَّشيد أَيضاً : هو ( الذي حَسُنَ تَقْديرُهُ فيما قَدَّرَ ) ، أَو الذي تَنْسَاقُ تَدبيراتُه إِلى غَاياتِها على سَبيلِ السَّدادِ من غير إِشارةِ مُشيرٍ ولا تَسْدِيدِ مُسدِّد .
( ورَشِيدُ : قرْب الإِسكنْدريَّةِ ) وقد دَخَلْتُهَا ، وهي مدينَةٌ معمورة ، حَسنة العِمَارةِ ، على بَحْرِ النيل . وقد نُسبَ إِليهَا بعضُ المتأَخْرِين من المحدِّثينَ .
( والرَّشِيدِيَّةُ : طعامٌ . م ) كأَنّه منسوبٌ إِلى الرَّشِيد ، في الظاهر ، وليس كذالك ، وإِنا هو مُعرَّبٌ ( فارِسِيَّتُه رِشْتَه ) ، بفتح الراءِ وكسرها .
( و ) يقال : هو يَهْدِي إِلى ( المَرَاشِد ) أَي ( مَقاصِد الطُّرُقِ ) ، قال أُسامةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذليّ :
تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ ومَنْ لم يَكُنْ لَهُ
مِنَ اللّهِ واق لم تُصِبْهُ المَراشِدُ
وليس له واحدٌ ، إِنما هو من باب : مَحَاسِنَ ومَلامِحَ .
( و ) من المجاز : ( وُلِدَ ) فُلانٌ ( لِرَشْدَةٍ ) ، بفتح الراءِ ، ( ويُكْسَر ) ، .
ومن المجاز : ذا صَحَّ نَسَبُه ، ( ضِدُّ لِزَنْيَة ) .
وفي الحديث : ( مَن ادَّعَى وَلَداً لغَيْر رِشْدَةٍ فلا يَرِثُ ولا يُورَثُ ) يقال : هاذا وَلَدُ رِشْدَةٍ إِذا كان لنِكَاح صَحيحٍ ، كما يقال في ضِدّه : وَلَدُ زِنْيَةٍ ، بالكسر فيهما . ويقال بالفتح ، وهو أَفصح اللُّغَتَيْن .
قال الفرّاءُ في كتاب المصادر : وخلِدَ فُلانٌ لغيرِ رَشْدَة ووُلِدَ لغَيَّةٍ ولزَنْيةٍ كلّها بالفتح .
وقال الكسائيّ : يجوز لرِشْدة زِنْيَة ، قال : وهو اختيارُ ثَعلب في ( الفصيح ) ، فأَمّا غَيَّة فهو بالفتح .
وقال أَبو زيد والفَرَّاءُ : هما بالفَتح . ونحو ذالك قال اللَّيْث . وأَنشد أَبو زَيدٍ هاذا البيتَ بالفتح :
لِذي غَيَّةٍ من أُمِّهِ ولرَشْدَةٍ
فيَغْلِبُهَا فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ
____________________

(8/96)



وكذالك قول ذي الرُّمَّة :
وكائِنْ تَرَى مِن رَشْدةِ في كَرِيهَة
ومِن غَيَّةٍ تُلْقَى عليها الشَّراشِرُ
يقول : كم رُشْد لَقِيتَه فيما تَكْرَهه ، وكم من غَيَ فيما تُحِبّه وتَهْوَه ، والشّرائر : النّفس والمَحَبّة .
إِذا عرفت هاذا فقولُ شيخنا : والفتحُ لُغَةٌ مَرْجوحَة ، محلُّ تأَمُّل .
( وأُمُّ راشِدٍ ) : كُنْيَةُ ( الفَأْرة ) .
( وسَمَّوْا راشِداً ورُشْداً ) ، ورَشِيداً ، ورُشَيْداً ، ورَشَداً ، ورَشْدَانِ ، ورَشَاداً ، ومَرْشَداً ، ومُرْشِداً ( كقُفْل وأَمِير وزُبَيْر وجَبَلٍ وسَحْبَانَ وسَحَابٍ ومَسْكَن ومُظْهِرٍ ) .
( والرَّشَادَةُ : الصَّخْرَةُ ) .
( و ) قال أَبو منصور : سَمِعت غير واحد من العرب يقول : الرَّشادَةُ ( الحَجَرُ الذي يَمْلأُ الكَفَّ ، ج : رَشَادٌ ) قال : وهو صحيحٌ .
( و ) قال أَيضاً ) حَبُّ الرَّشَادِ : الحُرْفُ ) ، كَقُفْلٍ ، عند أَهل العراق ، ( سَمَّوْهُ بِهِ تَفاؤُلاً ، لأَن الحُرْفَ مَعْناه الحِرْمَانُ ) ، وهم يَتطيَّرون به .
( والرَّاشِدِيَّةُ : لا ببغدادَ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وبَنُو رَشْدَانَ ) بالفتح ، ( ويُكْسَر : بَطْنٌ ) من العرب ( كانوا يُسَمَّوْن بَنِي غَيَّانَ ، فَغَيَّرَه النّيُّ صلَّى اللّه ) تعالى ( عليه وسلَّم ) ، وسمَّاهم بني رَشْدَانَ ، ورواه قوم بالكسر . وقال لرَجل : ما اسْمُك ؟ قال : غَيَّانُ . فقال : بل رَشْدَانُ ) ( وفتح الرّاءِ لتُحَاكِي غَيَّانَ ) قال ابن منظور : وهاذا واسع في كلاب العرب ، يحافظون عليه ، ويَدَعونَ غيره إِليه ، أَعني أَنهم قد يُؤْثِرُون المُحَاكَاةَ ، والمُنَاسَبَةَ بين الأَلفاظ ، تارِكينَ لطرِيق القياس . قال ونَظِير مُقَابَلة غَيَّان بِرَشْدَان ، ليوفَّق بين الصِّيغتين استجازتُهم تَعليق فِعْل على فاعل لا يَلِيق به ذالك الفِعْلُ ، لتقدُّمِ تَعْلِيقِ فِعْل على فاعل يَيقُ به ذالك الفِعْلُ . وكلُّ ذالك
____________________

(8/97)


على سبيلِ المُحاكاة ، كقوله تعالى : { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ( البقرة : 14 ، 15 ) والاستهزاءُ من الكُفَّار حَقيقةٌ وتَعليقُه باللهِ عزّ وجلّ مَجازٌ ، جَلَّ ربُّنا وتقدَّس عن الاستهزاءِ ، بل هو الحَقُّ ، ومنه الحقُّ ومنه الحقُّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رشِدَ أمرَهُ : رَشِدَ فيه . وقيل : إِنما يُنْصَب على تَوَهُّمِ : رَشَدَ أَمْرَه ، وإِن لم يُستعمل هاكذا . ونظيره بَطِرْتَ عَيْشَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك .
والطريق الأَرْشد نحو الأَقصد ويقَال يا رَاشدينُ ، بمعنى : يا راشدُ . ورِشْدِينُ بنُ سعد ، مُحَدِّث .
والرَّشَّاد ، كَكتَّانٍ . كثيرُ الرُّشْد ، وبه قُرىءَ في الشواذِّ { إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ } ( غافر : 29 ) عن ابن جنّى .
وبَنُو رَشْدَةَ : بطنٌ من العرب .
ورُشَيْد بنُ رُمَيض مصغرَيْن : شاعِرٌ .
( والرَّواشِدُ بَطْن من العرب ، ومُنْيَةُ مُرْشِدٍ قَريَةٌ بمصْر . والرّاشِدِيّة : أُخْرَى بها ، وقد دَخَلْتُ كُلًّا منهما .
والرَّشِيد ؛ لَقَبُ هَارُونَ الخلِيفةِ العَبّاسيّ . وكذا الراشد ، والمسترشِد ، من أَلقابهِم .
وَرَاشدَةُ بن أَدب قبيلةٌ من لَخْم .
( والرُّشَيْدِيّة ، مُصغّراً : طائفةٌ من الخوارج .
وأَبو رَشِيدٍ ، كأَميرٍ ، محمْدّ بنُ أَحمدَ الأَدميّ ، شيخ للخطيب .
وأَبو رشيدٍ أَحمدُ بن محمّد الخَفيفيّ عن زاهرِ بن طاهر .
وعبد اللّطيف بن رَشيد التِّكريتيّ ، التاجر ، حدَّث عن النَّجيب الحَرانيّ .
وأَحمد بن رَشَدبن خَيْثم الكوفيّ ، محرَّكَةً ، عن عَمّه ، وعنه أَبو حاتم وغيْرُه ، قاله ابن نقطة .
رصد : ( رَصدَهُ ) بالخير وغيرِه ، يَرْصُده ( رَصْداً ) ، بفتح فسكون ، على القياس ( وَرَصَداً ) ، محرَّكَةً ، على غير قياس ،
____________________

(8/98)


كالطَّلَبِ ونحوهِ : ( رقَبَهُ ) ، فهو راصِدٌ ، ( كَتَرَصَّدَهُ ) ، وارْتَصَدَه . ( والرَّاصِدُ ) بالشيْءِ : الراقِبُ له ، ولذالك سُمِّيَ به ( الأَسَدُ ) .
( والرَّصِيدُ : السَّبُعُ ) الّذِي ( يَرْصُدُ الوُثُوبَ ) ، أَي يترقَّبُ ليَثِبَ .
( والرَّصُودُ ) ، كَصَبُور : ( نَاقَةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا ) من الإِبل ( لِتَشْرَبَ هِي ) ، وفي الأَساس ، والمحكم : ثم تَشرَبُ هي .
( و ) رَوَى أَبو عُبَيْد ، عن الأَصمعيِّ ، والكسائيّ : رَصَدْت فُلاناً أَرصُده ، إِذا تَرَقَّبْته .
و ( أَرْصَدْتُ له : أَعْدَدْتُ ) .
قلتُ : وبه فَسَّر بعضُ المُفَسِّرين قولَه تعالى : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } ( التوبة : 107 ) .
قالوا : كان رجُلٌ يقال له أَبو عامر الراهبُ ، حاربَ النبيَّ ، صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، ومَضى إِلى هِرَقْلَ ، وكانَ أَحَدَ المناقين ، فقال المنافقون الّذينَ بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار : نَقضي فيه حاجَتَنَا ، ولا يُعَاب علينا ، إِذا خَلَوْنا ، ونَرْصُدُه لأَبي عار مَجيئَه من الشام أَي نُعدّه .
قال الأَزهريُّ : وهاذا صحيح من جهة اللّغَة .
وقال الزجّاج : أَي ننتظر أَبا عامر حتى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فيه . والإِرْصاد : الانتظار .
( و ) من المجاز : أَرْصدتُ له : ( كافَأْتُهُ بالخَيْر ) ، هاذا هو الأَصل ، ( أَو بالشَّر ) ، جعلَه بعضُهُم فيه أَيضاً . وأَنشد لعبد المطّلب حين أَرادت حَليمةُ أَن تَرْحلَ بالنّبي ، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم ، إِلى أَرضها :
لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ
احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ
وحَيَّةٍ تُرْصِدُ في الهَواجِرِ
فالحيّة لا تُرصِد إِلّا بالشّرّ .
ويقال : أَنا لك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك به .
____________________

(8/99)



قال الليث : ( و ) المَرْصَدُ ، كمَذْهَب ، و ( المِرْصَادُ ) كمِفْتَاح ( الطَّرِيقُ ) ، كالمُرْتَصَدِ .
قال الله عزّ وجلّ : { وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ } .
قال الفَرَّاءُ : معناه اقعُدوا هم على طَريقِهم إِلى البيتِ الحَرام . وقال أَبو منصور : على كلِّ طريق .
وقال الله عزّ جلّ : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } ( الفجر : 14 ) معناه لَبِالطرِيق ، أَي بالطريق الذي مَمَرُّك عليه . وقال الزّجَّاج : أَي يَرْصُد من كَفَر به وصَدَّ عنه بالعذاب . وقال ابن عَرَفَةَ : أَي يَرْصُد كلَّ إِنسان حتى يُجازيَه بفعْله .
( و ) عن ابن الأَنباريّ : المِرْصادُ : ( المكان ) الذي ( يُرْصَدُ فيه العَدُوُّ ) ، كالمضْمَار ، المَوْضع الذي يُضَمَّر فيه الخيل من ميدان السِّباق نحْوه . وجمع المَرْصَد : المَرَاصد .
وقال الأَعمش في تفسير الآية : المِرْصَاد ثَلاثة جُسور خَلْفَ الصِّراط : جِسْرٌ عليه الأَمانَة ، وجِسْرٌ عليه الرَّحِم ، وجِسْرٌ عليه الرَّبُّ .
( والرُّصْدَة ، بالضّمّ : الزُّبْيَة ) .
( و ) الرُّصْدَة ( حَلْقَةٌ منْ صُفْر أَو فِضَّة في حمائلِ السَّيْف ) ، يقال : رَصَدْت لها رُصْدَةً .
( و ) قال أَبو عُبَيْدٍ : كان قَبْلُ هذا المَطَرُ له رَصْدةٌ . الرَّصْدة ( بالفتح : الدُّفْعَة من المَطَر ) والجمع : رِصَادٌ .
( والرصَدُ ، مُحَرَّكةً ) الرَّاصدُون ) ، ويقال المُرْتَصِدون ، وهو اسمٌ للجمع .
وفي التنزيل : { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } أَي إِذا نَزلَ المَلَك بالوَحْي أَرسلَ الله معه رصَداً ، يحفظون المَلَك من أَن يأْتيَ أَحدٌ من الجنّ فيَستمعَ الوَحْيَ فيُخْبرَ به
____________________

(8/100)


الكَهَنَةَ ويُخْبِروا به النَّاسَ ، فيُساوُوا الأَنبياءَ .
وقَومٌ رَصَدٌ ، كحَرَس ، وخَدَم ، وفُلانٌ يَخاف رَصَداً من قُدَّامه وطَلَباً من وَرائه : عَدُوًّا يَرْصُده .
( و ) الرَّصَدُ : ( القليل من الكَلإِ ) ، كماقاله الجوهريّ . وزاد ابن سيده : في أَرض يُرْجَى لها حَيَا الرَّبيع .
( و ) الرَّصَد أَيضاً : القليل من ( المَطَرِ ) ، كالرَّصْد ، بفتح فسكون ، وقيل : هو المطرُ يأْتي بعد المَطَرِ ، وقيل : هو المطرُ يَقَع أَوَّلاً لما يأْتي بعدَه ، وقيل : هو أَوَّل المَطَر .
وقال الأَصمعيّ : من أَسماءِ المَطَرِ الرَّصْد . وعن ابن الأَعرابيّ : الرَّصَدُ : العِهَادُ تَرْصُد مَطَراً بعدَها ، قال : فإِن أَصابَها مَطَرٌ فهو العُشْب ، واحدتها عِهْدة واحدته رَصَدة ورَصْدة الأَخيرة عن ثعلب ( ج : أَرصاد ) ، عن أَبي حنيفة وفي بعض أُمَّهاتِ اللغة ، عن أَبي عُبيْدٍ : رِصَادٌ ، ككِتَابٍ .
( و ) يقال : ( أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ ، كمُحْسِنة : بها شيءٌ مِن رَصَدٍ ) ، أَي الكلإِ ، ويقال : بها رَصَدٌ من حَياً .
( أَو ) المُرْصِدة : هي ( التي مُطِرَتْ ، وتُرْجَى لأَنّ تُنْبِتَ ) ، قاله أَبو حنيفةَ . ويقال : رُصِدَت الأَرضُ فهي مَرصودة أَيضاً : أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ .
وقال ابن شُمَيْل : إِذا مُطِرَتْ ، وتُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ ) ، قاله أَبو حنيفةَ . ويقال : رُصِدَت الأَرضُ فهي مَرصودة أَيضاً : أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ .
وقال ابن شُمَيْل : إِذا مُطِرت الأَرض في أَوَّل الشتاءِ فلا يقال لها : مَرْتٌ ، لأَن بها حينئذٍ رَصْداً ، والرَّصْدُ حينئذٍ : الرّجاءُ لها ، كما تُرجَى الحامِل .
وقال بعض أَهلِ اللغَةِ : لا يقال مَرْصودَةٌ ولا مُرْصَدَة ، إِنما يقال : أَصابَها رَصُد ( ورَصَدٌ ) .
( ورُصِّدُ ، بضمّ الراءِ ، وسكون الصّاد المشدَّدة ) ، هاكذا في النُّسخ . والصواب : كسر الصاد المُشَدّدة ، كما هو نصّ
____________________

(8/101)


التكملة : ( ة باليمن من أعمال بَعْدَانَ .
وممَّا يستدرك عليه :
الرَّصِيد : الحَيَّةُ الْتي تَرصُدُ المارَّةَ على الطَّرِيقِ لتَلْسَعَ .
وفي الحديث . ( فأَرْصَدَ اللّهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً ) أَي وَكَّلَه بِحِفْظها .
ترَصَّدَ له : قَعَدَ له على طَرِيقه .
وراصَدَه : رَاقَبَه .
والمَرْصَد : موضع الرَّصْد . وقَعَد له بالمَرْصَد ، والمرتصَد ، والرَّصَد ، كالمِرْصاد . ومَرَاصِدُ الحَيّات مكَامُنْها .
وقال عرَّام : الرَّصائد والوصائد : مَصايدُ تُعَدُّ للسِّباع . ومن المجاز قولُ عَدِيّ :
وإِنَّ المَنَايا للِرِّجالِ بمَرْصَدِ ومن المجاز أَيضاً : أَرْصَدَ الجَيْشَ للقِتَال ، والفَرسَ للطِّراد ، والمالَ لأَدائه الحقِّ : أَعدَّه لذالك .
وارتَصدَ لك العقوبة .
ويَرْصُد الزكاةَ في صِلَة إِخوانه : يَضَعُهَا فيها على أَنّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهِم من الزّكاة .
ولا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرَ : أَكافئك بما كان منك . وهي المَرَّات من الرَّصد الذي هو مصدر ، أَو جمع الرَّصْدة الي هي المَرَّة . كما في الأَساس .
ونقل شيخُنا عن العناية : وإِرصادُ الحِسَابِ : إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارهُ ، انتهى .
ورُوِيَ عن ابن سِيرِينَ أَنه قال : كانوا لا يَرْصُدون الثِّمارَ في الدَّيْنِ ، وينبغي أَن يُرْصَد العَيْنُ في الدَّينِ . وفسَّره ابنُ المبارك فقال : مَن عليه دَيْن ، وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عليه الزَّكاةُ ، وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً ، ففيها العُشْرُ .
رضد : ( رَضَدَ المَتَاعَ ) ، أَهمله الجوهريّ : وفي نوادر الأَعراب : رَضَدَ المَتَاعَ
____________________

(8/102)


إِذا ( رَثَدَهُ فارتَضَدَ ) كرَضمه فارْتَضم .
نقله الأَزهريّ ، والصاغانيّ .
كتاب م كتاب
رعد : ( الرَّعْدُ : صَوْتٌ ) يُسمَع من ( السَّحابِ ) ، كما زمه أَهلُ البادية ، هاكذا قاله الأَخفش .
قلت : وهو يَمِيل إِلى قَوْل الحُكماءِ .
( أَو ) الرَّعْدُ : ( اسمُ مَلَك يَسُوقُه كما يَسوقُ الحادِي الإِبِلَ بِحُدائه ) ، قاله ابن عباس . ومثلَه قال الزجَّاج ، قال : وجائزٌ أَن يكون صَوْتُ الرَّعد تَسبيحَه ، لأَن صَوت الرَّعدِ من عظيم الأَشياءِ .
وسُئل وَهْب بن مُنَبّه عن الرَّعد فقال : الله أعلم . قالوا : وذِكْرُ الملائكة بعد الرَّعْد في قوله عزّ وجلّ : { وَيُسَبّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلْائِكَةُ } ( الرعد : 13 ) يدل على أَن الرَّعْدَ ليس بملَك . وقال الذين قالوا الرَّعْدُ مَلَكٌ : ذُكِرَ الملائكةُ بعد الرَّعد ، وهو من الملائكة ، كما يُذْكَر الجِنْسُ بعد النَّوع . وسُئل عليٌّ ، رضي الله عنه عن الرَّعد فقال : مَلَكٌ ، وعن البرق فقال : مَخَارِيقُ بأَيدي الملائكةِ ، من حَدِيد ، ( وقد رَعَدَ كمَنَع ونَصَر ) يَرْعَد ، ويَرْعُد ، الأُولى عن الفرّاءِ ، ( و ) رَعَدَت السَّمَاءُ تَرْعُد وتَرْعَد رَعْداً ورُعُوداً وأَرْعَدَت : صَوَّتَت للإِمطار .
وفي المثل : ( رُبَّ ( صَلَفٍ تَحْتَ الرَّاعِدَةِ ) ) وفي ( النهايةِ في مادة : سلف أَنه حديثٌ ولفظُه : ( كم منْ صَلَفَ تَحْتَ الرَّاعِدَةِ ) يُضْرَب ( لمِكْثَارٍ ) ، أَي الذي يُكْثِر الكلامَ و ( لا خَيرَ عِنْدَهُ ) . وذَكَرَه ابنُ سيده هاكذا ، وأَغفلَه الأَكثرون . وفي النِّهاية : يُضْرَب لمَن يُكثِر قَوْلَ ما لمْ يَفْعَل ، أَي تحتَ سَحابٍ تَرْعُدُ ولا تُمْطِر . وهو مَجاز ، كما في الأَساس .
( و ) من المجاز : ( رَعَدَ زَيْدٌ وَبَرَقَ : تَهدَّدَ ) ، قال ابنُ أَحمَرَ :
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عَليْك بلادُنا
وطِلَابُنا فابرُقْ بأَرضكَ وارْعُدِ
____________________

(8/103)



وعن الأَصمعيّ : يقال : رَعَدَت السَّمَاءُ وَبَرَقتْ ، ورَعَدَ له وبَرَق له ، إِذا أَوْعَدَه . ولا يُجيز أَرْعَدَ ولا أَبْرَق ، في الوعيد ، ولا في السماءِ .
وقال لفرّاءُ : رَعَدَت السّمَاءُ وبَرَقت رَعْداً ، ورُعُوداً ، وبَرْقاً وبُرُوقاً ، بغير أَلف .
وقال الفرّاءُ : رَعَدَت السّمَاءُ وبَرَقت رَعْداً ، ورُعُوداً ، وبَرْقاً وبُرُوقاً ، بغير أَلف .
وفي حَديث أَبي مُليكة : ( إِنَّ أُمَّنا ماتتْ حِين رَعَدَ الإِسلامُ وبَرَقَ ) ، أَي حين جاءَ بوَعِيده وتَهدُّدِه .
( و ) من المجاز : رعَدَتْ لي ( هي ) ، أَي المرأَة ، وبَرَقت ، إِذا ( تحَسَّنتْ وتَزيَّنتْ ) وتعَرَّضتْ ، كأَرْعَدَتْ .
( و ) ومن المَجَاز : رَعَدَ لي بالقَوْل يَرْعُد رَعْداً ، و ( أَرْعَدَ : أَوْعَدَ ، أَو تَهَدَّدَ ) ، وكان أَبو عبيدة يقول : رَعَدَ وأَرْعَدَ وَبَرَقَ وأَبْرَقَ ، بمعنًى واحد ، ويَحْتجُّ بقول الكُمَيْت :
أَرْعِدْ وأَبْرِقْ يا يَزي
دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ
ولم يكنْ الأَصمعيُّ يَحتجُّ بقول الكُميت .
ويقال للسماءِ المُنتظرة ، إِذا كثُرَ الرَّعْدُ البَرْقُ قبل المَطر : قد أَرْعَدَتْ وأَبْرَقتْ . ويقال في ذالك كلّه . رَعَدَتْ وَبَرَقتْ .
( و ) أَرْعَدَ : ( أَصابَهُ رَعْدٌ ) ، قاله اللِّحْيَانيُّ . ويقال أَرْعَدَ ، إِذا سمع الرَّعْدَ . ورُعِدَ ، مَبنيًّا للمفعول : أَصابه الرَّعْدُ .
( و ) تقول : أَرْعَدَه ف ( ارْتعَدَ ) ، أَي ( اضْطرَب ، والاسم : الرَّعْدَ ، بالكسر ويفتح ) ، وهي النافض تكون من الفزع وغيره . ( و ) قد ) أُرْعِدَ بالضمّ ) ، أَي مبنيًّا للمفعول ، فارْتعَد وتَرَعْدَدَ : ( أَخذَتْهُ ) الرِّعْدَة ، وأُرعِدَت فَرَائصُه عند الفَزَع .
( و ) من المجاز ، عن ابن الأَعرابيِّ : ( كَثيبٌ مُرْعَدٌ ) أَي ( مُنْهالٌ . وقد أُرْعِدَ ) مبنيًّا للمفعول ، إِرعاداً . وأَنشد :
وَكَفَلٌ يَرْتَجُّ تَحْتَ المُجْسَدِ
كالغُصْنِ بينَ المُهَدَاتِ المُرْعَدِ .
____________________

(8/104)



أَي ما تَمهَّدَ من الرَّمْل .
( والرِّعْديدُ ) ، بالكسر : ( الجَبَانُ ) يُرْعَد عند القِتال جُبْناً ، ( كالرِّعْديدَة ) ، الهاءُ للمبالغة ، والتِّرعيد والرِّعْشيش ، قال أَبو العيال :
ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْدي
دَةٌ رَعِشٌ إِذا رَكِبُوا
ورجلٌ رِعْشيشٌ . وسيأْتي . والجمع رَعاديدُ ، ورَعَاشيشُ ، وهو يَرْتَعِد ويَرْتَعِش .
( و ) ومن المجاز : الرِّعديد : ( المرْأَةُ الرَّخْصَةُ ) يرَجْرَجُ لَحْمُها من نَعْمَتِهَا ، والجَمْع رَعاديدُ .
( و ) من المجاز : قيل لأَعرابيَ : أعرف ( الفَالُوذَ ) ؟ فقال : نعم ، أَصْفَر رِعْديدٌ .
وجاريةٌ رِعْديدةٌ : تارَّةٌ ناعمَةٌ وجَوَارٍ رَعَادِيدُ .
( والرَّعَّادُ ، كَكَتَّانٍ ) : ضَرْبٌ ن ( سَمَك ) البحر ، ( مَن مَسَّهُ خَدِرَتْ يَدُهُ ) وعَضُدُه ( وارْتَعَدَتْ ما حَيَّ السَّمَكُ ) ، أَي مُدَّةَ حَيَاته .
( و ) الرَّعَادَ : الرَّجلُ ( الكَثيرُ الكَلَامِ ) ، كالرَّعَادة .
( والرُّعَيْداءُ من الطَّعَام : ما يُرْمَى به إِذا نُقِّيَ ) كالزُّؤَان ونَحْوه ، هكذا ذَكَرَه الفرّاءُ بالعين المهملة ، وهي في بعض نُسخ ، ( المُصَنَّف ) رعيْدَاءُ ، والعَيْن أَصَحُّ .
( والرَّعَوْدَدُ : اسمُ ناقة ) ، عن الصاغانيّ .
( والمُرَعْدِدُ : المُلْحِفُ في السؤال ) ، وهو يُرَعدِدُ ، إِذا كان يُاْ في السُّؤال .
( و ) مِنَ المَجَازِ قولهم : ( جَاءَ بذاتِ الرَّعْدِ والصَّليلِ ، أَي الحَرْبِ ) ، وفي الأَساس : أَي الدَّاهِيَة .
( وذاتُ الرَّواعِد : الدَّاهِيَةُ ) ، وفي الأَساس : الدَّواهِي .
( و ) من المجاز : ( تَرَعَّدَت الأَلْيَةُ : تَرَجْرَجَتْ ) ، وفي بعضِ الأُمَهات :
____________________

(8/105)


تَرَعْدَدَت ، وهو الصواب . وكذلك كلُّ شيء يَتَرَجْرَجُ كالقَرِيس ، والفالُوذِ ، والكَثيب ، ونحوها .
ومما يستدرك عليه :
نباتٌ رِعْديدٌ : ناعمٌ ، عن ابن الأَعرابيّ .
وسحابَةٌ رَعَّادَةٌ : كثيرةُ الرَّعْد . وقال اللِّحْيَانيّ : قال الكسائيّ : لم نَسمعهم قالوا رَّعَادَّةٌ .
والذي في الأَساس : سَحابةٌ رَاعِدة وَسَحَابٌ رَواعدُ .
ومن المَجَاز : في كتَابِهِ رُعودٌ وبُرُوق ، أَي كلماتُ وَعيد .
وبنو رَاعدٍ بَطْنٌ ، وفي الصّحاح : بنو راعِدَةَ .
رغد : ( عِيشَةٌ رَغْدٌ ) ، بفتح فسكون ، ( وَرغَدٌ ) ، محرَّكَةً ، قال أَبو بكر : وهما لغتان : ( واسعة طَيِّبَةٌ ) ، وكذالك عَيشٌ رَغيدٌ ، وراغدٌ وأَرْغَدُ ، الأَخيرة عن اللِّحيانيّ ، أي مُخْصِب رَفِيهٌ غَزيرٌ ( والفعْل كسَمعَ وكَرُمَ ) ، تقول : رَغِد عَيْشُهم ورَغُدَ . ( وقَوْمٌ رَغَدُ ونِسْوةٌ رَغَدٌ ، مُحَرَّكتَيْن ) : مُخْصِبون مُغْزِرون .
( وأَرْغَدوا مَوَاشيَهُمْ : تَركوها وسَوْمَها ، و ) أَرْغَدوا : ( أَخْصَبُوا ) وأَصابوا عَيْشاً واسعاً ، أَو صاروا في عَيْش رَغْد ، وأَرغَد اللّهُ عَيْشَهُم .
( و ) تقول : الأَمْنُ في المَعيشة الرَّغيدة أَطْيَبُ من البَرْنيِّ بالرَّعيدة ، ( الرَّغيدةُ ) : لَبَنٌ ( حَليبٌ يُغْلَى ويُذَرُّ عليه دَقيقٌ ) حتى يَختلِط ( فَيُلْعَقُ ) لَعْقاً . وفسّره الزَّمخشري بالزُّبْدة وجَمْعُهُ : رغَائدُ ، تقول : هم في العَيْش الرَّاغد ، في الرُّطَب والرَّغائد وارْغادَّ اللَّبَنُ ارْغيدَاداً : اختلطَ بعْضُه ببعْض ، ولم تَتمَّ خُثُورَتُه بعْدُ .
( والمُرْغَادُّ ) ، بضمّ الميم ( مُشدَّدة الدَّال : الغَضْبانُ ) المُتَغيِّرُ اللَّوْنِ غَضَباً ، وقيل : هو الذي ( لا يُجيبُكَ ) من الغَيْظ .
( و ) المُرْغَادّ أَيضاً : هو ( المَريضُ
____________________

(8/106)


لم يُجْهَدْ . و ) قيل : ارغْادَّ المريضُ ، إِذا عُرِفَت ( فيه ضَعْضَعَةٌ ) من هُزَال ، وقال النَّضر : ارْغَادَّ الرَّجلُ ارْغيداداً ، فهو مُرْغَادٌّ ، وهو الذي بَدَأَ به الوَجَع فأَنْت تَرَى فيه خُمْصاً ويُبْساً وفَتْرَةً ، ( و ) المُرْغادُّ أَيضاً : ( النائمُ ) الذي ( لم يَقْضِ كَرَاهُ ) فاستَيْقَظَ وفيه ثَقَلَةٌ .
( و ) المُرْغَادّ أَيضاً : ( الشَّاكُّ في رَأْيه لا يَدْرِي كيف يُصْدِرُهُ . وكذالك ) الارْغِيدادُ ( لكُلُّ مُخْتَلِط ) بعضُه في بعض ( والمصدر ) من المُرْغادِّ ( الارْغِيدَادُ ) .
( والرُّغَيْدَاءُ ) ، بالغين ، لغة في ( الرُّعَيْداءِ ) بالمهملة ، عن أَبي حنيفة وقد تقدّمت الإِشارة في رعد .
ومما يستدرك عليه :
انزِلْ حيثُ يُسْتَرْغَدُ العَيْشُ .
والرَّغْد : الكثيرُ الواسعُ الذي لا يُعْيِيك من مالٍ ، أَو ماءٍ ، أَو عَيشٍ ، أَو كَلإٍ .
والمَرْغَدة : الرَّوْضة .
والمُرْغادُّ اللبَنُ الذي لا تَتِمَّ خُثُورتُه .
( ارْغَلَدَّ افْعَلَلَّ من الرَّغَد ) ، قال الصاغانيّ : اللام زائدة ، انتهى ، فلا تُجْعَل حينئذٍ تَرجمةً على حِدَة ، ولا تُكتب بالحُمْرَة ، كما هو ظاهر ، ولذا أَورده الصاغانيُّ في آخر تركيب : ر غ د .
رفد : ( الرِّفْدُ ، بالكسر : العَطَاءُ والصِّلَةُ ) ومنه الحديث : ( من اقْتراب السَّاعَةِ أَن يكونَ الفَيءُ رِفْداً ) أَي صِلَةً وعَطيَّةً ، يُريدُ أَن الخَرَاجَ والفَيْءَ الذي يَحْصُل وهو لجمَاعَة المسلمينَ أَهْل الفَيْءِ يصير صِلَاتٍ وعَطَايا ، ويُخَصُّ به قَوْمٌ دُونَ قَوْم على قَدْر الهَوَى ، لا بالاستحقاق ، ولا يُوضَعُ مَوَاضعَه .
( و ) الرَّفْد ، ( بالفتح ) ، العُسُّ ، وهو ( القَدَحُ الضَّخْمُ ) يُرْوِي الثّلاثةَ والأَربعةَ ، والعِدَّةَ وهو أَكبَرُ من الغُمَر ، والرَّفْد أَكبرُ منه ، وعَمّ بعضُهم به القَدَحَ أَيَّ قَدْرٍ كان ( ويُكسر ) .
____________________

(8/107)



( و ) الرَّفْد بالفتح ( مَصدرُ رَفَدَه يَرْفِدُهُ ) رَفْداً ، من حَدّ ضَرَب : ( أَعْطَاهُ . والإِرْفَادُ : الإِعَانَةُ والإِعْطاءُ ) ، وقد رَفَده وأَرْفَدَه : أَعانَهُ ، والاسم منهما الرِّفْد .
( و ) الإِرفاد : ( أن تَجْعَلَ للدَّابَة رِفَادَةً ) ، قاله الزّجّاج ، ( كالرَّفْد ) ، بالفتح ، قاله أَبو زيد ، رَفَدْتُ على البعير أَرْفِد عليه رِفْداً ، إِذا جَعَلْت له رِفادَةٌ ، ( وهي ) دِعَامَة السَّرْجِ والرَّحْل ، وغيرهما .
وقال الأَزهَريّ : هي ( مثْل جَدْيَة ، السَّرْج ) وقال الليْث : رَفَدْت فلاناً مَرْفَداً ، ومن هذا ، أَخذتْ رِفادَة السَّرْج مِن تحته حتى يَرتفع .
( و ) الرِّفَادة ( أَيضاً : خِرْقةٌ يُرْفَدُ بها الجُرْحُ ) وغيرُه .
( و ) الرِّفادَة : ( شيْءٌ ) كانت ( تَترَافدُ به قُرَيشٌ في الجَاهليّة ) ( فتُخْرج فيما بينهَا ) كُلُّ إِنسان ( مالاً ) بقَدر طاقَته و ( تَشترِي به للحَاجِّ طَعاماً وزَبيباً للنَّبيذ ، فلا يَزالون يُطْعِمون لنَّاسَ حَتَّى تَنقضِيَ أَيّامُ مَوْسِم الحَجِّ . وكانت الرِّفادةُ والسِّقايةُ لبني هاشمٍ ، والسِّدانةُ واللِّوَاءُ لبنِي عبد الدَّار ، وكان أَوّل قائم بالرِّفادة هاشم بن عبد مَناف ، وسُمِّيَ هاشماً لهَشْمه الثَّريدَ .
( و ) من المجاز : نَهرٌ له رَافدانِ نَهْرَانِ يَمُدّانه و ( الرّافدانِ : دِجْلة والفُراتُ ) ، لذالك ، قال الفرزدق يُعاتب يَزيدَ بن عبد المَلك في تقديم أَبي المُثَنَّى عُمَرَ بن هُبَيْرَة الفزاريّ على العراق ، ويَهْجُوه :
بَعَثْتَ إِلى العِرَاقِ ورافدَيْه
فَزَارِيًّا أَحذَّ يَدِ القَمِيصِ
أَراد أَنه خَفيفٌ ، نَسبَه إِلى الخِيانة .
( والارْتفادُ : الكَسْبُ ) وارتفدَ المالَ : اكتسَبَه ، قال الطِّرِمَّاح :
عَجَباً ما عَجِبتُ مِن واهِبِ الما
لِ يُبَاهِي به ويَرْتفِدُهْ
ويُضِيُع الّذِي قَدَ أوجَبَهُ اللّهُ
عَليْهِ فليسَ يَعْتمِدُهْ
____________________

(8/108)



وفي الأَساس : ارتَفدْت منه : أَصَبْت من رِفْده .
( والاسْتِرْفاد : الاسْتعَانة ) يقال اسْتَرْفدْته فأَرفدَنِي .
( والتَّرَافُدُ : التَّعاوُن ) والمُرَافَدة : المُعَاوَنة . ( سقط :
( و ) من المجاز : رَفَّدُوا فلاناً ورَفَّلُوه ، ( التَّرْفيد ) والتَّرْفيل ( : التَّسْويدُ والتَّعْظيم ) ورُفِّد فلانٌ : سُوِّدَ وعُظِّم ، ورَفَّدُوه : مَلَّكُوه أمرَهم .
( و ) التَّرفِيد : ( شبْهُ الهَرْوَلَة ) ، وفي بعض الأُمَّهات : شِبْهُ الهَمْلَجِة ، وقال أُمَيَّة بن عائِذٍ الهُذَلِيّ :
وإنْ غُضَّ من غَرْبهَا رَفَّدَتْ
وَشِيجاً وأَلْوَتْ بجَلْسٍ طُوَالِ
أَراد بالجَلْسِ أَصْلَ ذَنَبها
( و ) المِرْفَدُ ، ( كَمِنْبَرٍ : العُظَّامَةُ ) تتَعظَّم بها المَرأَةُ الرّسحاءُ .
( و ) مَلأَ رِفْدَه ومِرْفَدَه ، تقدّم ذِكْرُ الِرَّفْد هو و المِرْفَد : ( القَدَحُ الضَّخْمُ ) الذي يُقْرَى فيه الضَّيفُ ، ولو قال عند ذكر الِرَّفْد : كمِرْفَدٍ ، كمِنْبَرٍ ، لسَلِمَ من التّكْرَار .
( والمَرافيدُ : الشَّاءُ لا يَنْقَطِعُ لَبَنُها ) صيفاً ولا شِتاءً .
( والرَّفُود ) كصَبورٍ : ( ناقةٌ تَمْلأُ الَّرِفدَ ) ، بالكسر والفتح ، أي القَدَحَ ( بحَلْبةٍ واحدةٍ ) ، وقيل : هي الدائمةُ على مِحْلَبِها ، عن ابن الأَعرابِيّ . وقال مَرَّةً : هي الّتي تُتَابِع الحَلَبَ ، والجمْع رُفُدٌ ، وفي حديثِ حَفْرِ زَمْزَمَ :
أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ
حَرِ المِذْلاَقَةَ الرُّفُدَا
( و ) في الحديث : ' أَنه قال للْحَبَشَة : دُونَكُمْ يا بني أَرْفدَةَ ' ) بَنُو أَرْفَدَةَ كأَزْفَلَةَ ) مقتضاه أَن يكون بفتح الفاءِ وهو مَرْجُوح ، والكسر هو الأَكثر كما في ' النهاية ' ، و ' شرح الكِرْماني ' على البخاريّ : ( جِنْسٌ من الحَبَشَةِ ) كما في ' توشيح الجلال ' ، أَو لَقَبٌ لهم ، أَو اسمُ أَبِيهم الأَكبرِ ، يُعْرَفُون به .
____________________

(8/109)



( والرَّفْدَة ) ، بفتح فسكون : ( مَاءَةٌ السَّوارقِيَّة ) في سَبَخَةٍ .
( ورُفَيْدَةُ ) مُصغَّراً : أَبو ( حَيٍّ ) من العرب ، ( ويقال لهم الرُّفَيْدَاتُ ) ، كما يقال لآل هُبَيْرَةَ : الهُبَيْرَات .
( وسَمَّوْا ، رافِداً ، و ) رُفَيْداً ومُرفِداً ( كَزُبَيْر ومُظْهِرٍ ) .
( و ) من المَجَاز : ( هُرِيقَ رِفْدُهُ ) ، إذا ( ماتَ ) أَو قُتِل ، كما يقال : صَفِرَتْ وِطَابُه ، وكُفِئتْ جَفْنَتُه .
( والرَّوافِدُ : خَشَبُ السَّقْفِ ) ، وأَنشد الأَحمر :
رَوَافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِداتِ
بَخٍ لكَ بَخَ لِبَحْرٍ خِضَمْ
ومما يستدرك عليه :
الرَّافِدُ هو الذِي يَلِي المَلِكَ ويَقُوم مَقَامَه إِذا غَابَ ، أَورَدَه ابنُ بَرّيّ في حَواشِيه ، وأَنشد قول دُكَيْن :
خيرُ مرىءٍ جاءَ من مَعَدِّهِ
مِنْ قَبْلِهِ أَو رافداً مِن بَعْدِهِ
والرَّافِدةُ : فاعِلة من الرَّفْد ، وهو الإِعانة ، يقال : رَفَدْته : أَعَنْتُه . ولا أَقومُ إِلّا رِفْداً ، أَي إِلَّا أَن أُعانَ على القِيَام . وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ : ( حَيٌّ حُشَّدٌ رُفَّدٌ ) ، جمع حاشِدٍ وَرافِدٍ ، والرَّفْد : النَّصِيب . وقال الزَّجَّاج : كلُّ شيْءٍ جعلتَه عَوْناً لشيْءٍ أَو استَمْدَدْتَ به شيئاً فقد رَفَدْتَه ، يقال عَمَدْتُ الحائِطَ وأَسْنَدْته ، ورَفَدْتُه ، بمعنًى واحدٍ ، وهو مَجَاز .
وفُلانٌ نِعْمَ الرافِدُ ، إِذا حَلَّ به الوافِدُ .
والرَّافِدة : العُصْبَة من النّاس .
والتَّرْفيد : العَجِيزة ، اسمٌ كالتَّمْتِينِ ، والتَّنْبِيتِ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها
ذَاتُ وِشَاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُهَا
متَى تَرَانَا قائمٌ عَمُودُهَا
أَي نُقيم فلا نَظْعَن ، وإِذا قامُوا قَامَت
____________________

(8/110)


عُمُدُ أَخبِيَتِهِم ، فكأَنَّ هاذه الخَوْدَ مَلَّت الرِّحْلَةَ لِنَعْمَتِهَا ، فسأَلْت متى تكون الإِقامَةُ والخَفْضُ .
وفُلانٌ يَمُدُّ البَرِيَّةَ رافِداه : يداه وهو مجاز .
وهو رِفَادَةُ صِدْقٍ لي ، ورَفِيدَةُ صِدْقٍ : عَوْنٌ .
ومَدَّ فُلانٌ بأَرْفادي : نَصَرَنِي وأَعانَنِي . وكل ذالك مجاز .
رقد : ( الرَّقْدُ ) ، بفتح فسكون ؛ ( النَّومُ كالرُّقَادِ والرُّقُود ، بضمْهما ) والرَّقْدَة : النَّوْمةُ ، ( أَو الرُّقَاد خاصٌّ باللَّيْلِ ) ، عن اللَّيْث . وهو قَوْلٌ ضَعِيف .
وفي التهذيب عن اللَّيث : لرُّقُود النَّوْمُ باللَّيْل ، والرُّقَاد النَّوْم بالنَّهَار . قال الأَزهَرِيّ : الرُّقَاد ، والرُّقُود ، يكون باللَّيْل والنَّهار ، عند العرب .
قلت : ومثله في المصباح وغيره ، ويدُلّ على ذالك قوله تعالى : { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ } ( الكهف : 18 ) ورَقَدَ يَرْقُد ، رَقْداً ، ورُقُوداً ، ورُقَاداً : نامَ . ( وقَوْمٌ رُقُودٌ ورُقَّدٌ ) بمعنًى واحد .
( ورَجُلٌ يَرْقُودٌ ) ، على يَفْعول ( يَرْقُدُ كثيراً ) .
( و ) سَقَاه ( المُرْقِد ) ، وهو ( بالضّمّ : دَواءٌ يُرْقِدُ شارِبَه ) ويُنَوِّمُه .
( و ) المُرْقِد : ( البَيِّنُ من الطَّرِيقِ ) ، أَي الواضحُ ، كذا رُوِيَ عن الأَصمعيّ ، مُخَفَّفاً ، قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هو .
وقال غيره : هو المُرَقِّدُ ، مشدَّداً ، ( و ) بعثه من مَرْقَدِه ، ( كمَسْكَن : المَضْجَع ) جمْعه مَراقِدُ .
وقوله تعالى : { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا } ( يللهس : 52 ) يحتمل أَن يكون المَضْجع ، والنَّوْم أَخو المَوْت ، وأَن يكون مَصدراً .
( وأَرْقَدَه : أَنامَهُ ) ، وأَرْقَدَت المرأَةُ وَلَدَها : أَنامَتْه .
____________________

(8/111)



( و ) ومن المجاز : أَرْقَدَ ( المكانَ : أَقَامَ بِهِ ) ، وعن ابن الأَعرابِيّ : أَرقَدَ الرّجلُ بأَرْضِ كذا إِقَاداً ، إِذا أَرقامَ بها .
( والرَّقَدَانُ ، مُحَرَّكَةً : الطَّفْرُ نَشَاطاً ) ومَرَحاً ، ومنه طَفْرُ الجَدْي والحَمَلِ ونحوِهِما من النَّشاط .
( والارْقِدَادُ ) والارمِداد : السَّيْر ، وكذالك الإِغذاذ .
وقال ابن سيده : الارقداد : ( الإِسراعُ ) في السَّيْرِ ، وقيل : الارْقداد : عَدْوُ النَّاقِزِ ، كأَنه نَفَرَ من شَيْءٍ فهو يَرْقَدُّ . ويقال أَتيتك مُرْقَدًّا ، وقيل : هو أَن يَذهْب على وَجْهِه ، قال العجَّاج يَصِف ثَوراً :
فظَلَّ يَرقَدُّ من النَّشاطِ
كالبَرْبَرِيّ لَجَّ في انخراطِ
( وَرجُلٌ مِرْقِدَّى كَمِرْعِزَّى ) . يَرْقَدُّ ، أَي ( يُسْرِعُ في أُمورِهِ ) ورَجل رَقُودٌ ، ومِرْقِدَّى : دائم الرُّقادِ ، وأَنشد ثعلب :
ولقد رَقَيْتَ كِلَابَ أَهْلِكَ بالرُّقَى
حَتى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودَا
( والرَّاقُودُ : دَنٌّ كَبِيرٌ ، أَو ) هُو : دَنٌّ ( طَوِيلُ الأَسْفَلِ ) كَهيئةِ الإِرْدَبَّةِ ( يُسَيَّع داخِلُه بالقَارِ ) والجمع : الرَّواقيدُ ، مُعَرَّب ، وقال ابن دُرَيد : لا أَحسَبه عربيًّا .
وفي حديث عائشة ( لا يُشْرَب في رَاقُودٍ ولا جَرَّةٍ ) الرَّاقُود : إِناءٌ من خَزَفٍ مُستطيل مُقَيَّر ، والنَّهْي عنه كالنَّهْي عن الشُّرب في الحَنَاتِم ، والجِرَارِ المُقَيَّرةِ .
( و ) الرَّاقود : ( سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ ) تكونُ في البَحْر .
( والرُّقَيْدَاتُ : ماءٌ لبنِي كَلْب ) بن وعبرَةَ بالشام .
( ورَقْد ) ، بفتح فسكون : ( جَبلٌ ) وَرَاءَ إِمَّرةَ ، في بلادِ بنِي أَسَد ، وقيل : هو جَبَلٌ ( تُنْحَتُ منه الأَرْحِيَةُ ) ، قال ذو الرُّمّة :
تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِرَاتٍ وَقِيعة
كأَرْحَاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْهَا المَنَاقِرُ
____________________

(8/112)



وقيل : رَقْدٌ : وادٍ في بلادِ قَيْس .
( و ) من المجاز : ( أَصابَتْنَا رَقْدَةٌ مِن حَرَ ، أَيْ قَدْرُ عَشَرَةِ أَيّام ) . وفي الأَسَاس : هي أَن تَدُوم نِصْفَ شَهْر ، أَو أَقَلّ .
وفي اللسان : الرَّقْدَةُ : أَن يُصِيبَكَ الحَرُّ بَعْدَ أَيّامِ رِيحٍ وانكسارٍ من الوَهَجِ .
( والتَّرْقِيُ : ضَرْبٌ من المَشْيِ ) ، نقله الصاغانيّ . ( و ) رُقَادٌ ، ورَاقِدٌ ( كَغراب ، وصاحبٍ ، اسمانِ ) قال :
أَلَا قُل للأَميرِ جُزِيتَ خَيْراً
أَجرْنا من عُبَيْدةَ والرُّقَادِ
ومما يستدرك عليه :
تَرَاقَدَ : تَنَاوَمَ .
واسْتَرقَدْتُ فما أَدرَكْتُ الجماعَةَ ، إِذَا غَلَبَكَ الرُّقاد . وبين الدّنيا والآخرة هَمْدة ورَقْدَةٌ .
ورقَدَ الحَرُّ : سَكَنَ .
ومن المجاز : رَقَدَ الثَّوْبُ رَقْداً وَرُقَاداً : أَخْلَقَ . ولم يَبْقَ فيه مُسْتمتَع .
وحكى الفارسيّ ، عن ثعلب : رَقَدَت السُّوقُ : كسَدَتْ ، وهو كقَوْلَهُم في هذا المعنى : نامَتْ .
ورقَدَ عن ضَيْفِه لم يَتعَهَّدْه .
وامرأَةٌ رَقُودُ الضُّحَى : مُتنَعِّمة .
ورَقَدَ عن الأَمر : قَعَدَ وتأَخَّرَ . وكلّ ذالك مَجَاز .
ركد : ( الرُّكُودُ ) ، بالضّمّ : ( السُّكُونُ ، والثَّبَاتُ ) ، وكُلّ ثابتٍ في المكان فهو رَاكِدٌ .
ورُوِيَ عن النّبيّ ، صلّى اللّهُ عليْه وسلّم : ( أَنه نَهَى أَن يُبَالَ في المَاءِ الرَّاكِدِ ثم يُتَوضَّأَ منه ) . قال أَبو عُبَيْد : الرَّاكِد هو الدائمُ الساكنُ الذي لا يَجْرِي ، يقال رَكَدَ الماءُ رُكوداً ، إِذا سَكَنَ . ورَكَدَ القَوْمُ يَركُدون رُكُوداً : هَدَءُوا وَسَكَنُوا . ورَكَدَ الماءُ والرِّيح : سَكَنَ . وريحٌ راكدةٌ ، ورِيَاح رَوَاكِدُ ،
____________________

(8/113)


ورَكَدَت السَّفِينةُ : أَرْسَتْ . ورَكَدت الشَّمْسُ ، إِذا قامَ قائِمُ الظَّهِيرةِ . وفي الأَساس : دامتْ حِيالَ رَأْسكَ ، كأَنَّهَا لا تَبْرَحُ . وهاذه مَرَاكِدُهم ومَرَاكِزُهم ، وهي المواضعُ الّتي يَرْكُد فيها الإِنسانُ وغيرُه .
( و ) من المجاز : ناقَةٌ مَلُودٌ رَكُودٌ ، ( كَقَبُول ) ، وهي ( النّاقَةُ يَدُومُ لَبَنُها ولا يَنقَطعُ ) ، كما في الأَساس والتكملة .
( و ) من المجاز أَيضاً : الرَّكُودُ هي ( الجَفْنَةُ المَلْأَى ) الثقيلةُ ، قال :
المُطْعمِينَ الجَفْنَةَ الرَّكُودَا
وَمَنَعُوا الرَّيْعانَةَ الرَّفُودَا : ناقَةً فَتِيةً يُرْفَد أَهْلُهَا بكثرةِ لَبنها .
( وَرَكَدَ المِيزَانُ ) ، إِذا ( اسْتَوَى ) ، وأَنشدوا :
وقوّم المِيزان حين يَركُدُ
هاذا سميريٌّ وهاذا مولدُ
قال : هما دِرْهَمانِ .
ومِمَّا يُستدرك عليه :
ركَد العَصِيرُ من العِنَبِ : سكَنَ غَلَيَانُه .
والرَّواكِدُ الأَثافِيّ ، سُمِّيَت لثَباتِها . ورَكَدَت البَكْرَةُ : ثَبَتَتْ وَدَارَتْ ، وهو ضِدٌّ . أَنشد الأَعرابيّ :
كمَا رَكَدَتْ حَوَّاءُ أُعْطِيَ حُكْمَهُ
بها القَيْنُ من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ
ثم فَسَّرَه فقال : رَكَدَت ( دَارَتْ ) ويكون بمعنَى : وَقَفَت ، يَعنِي ( بالحواءِ ) بَكْرَةً ( صُنِعتْ ) من عُودٍ ( أحْوَى ) والقَيْن : العامِل .
والمَرَاكِدُ : مَغَامِضُ الأَرضِ ، قال أُسامةُ بنُ حَبيب الهُذَلِيُّ ، يَصِف حِمَاراً طَرَدتْه الخَيْلُ فلَجَأَ إِلى الجِبَال
____________________

(8/114)


في شِعَابِهَا ، وهو يَرَى السَّمَاءَ طَرَائِقَ :
أَرَتْهُ مِن الجَرْبَاءِ في كُلِّ مَوْطِنٍ
طِبَاباً فَمثْواهُ النَّهارَ المَرَاكِدُ
ومن المجاز : رَكَدَتْ رِيحُهم ، أَي زالَتْ دَوْلَتُهم وأَخَذَ أَمرُهم يَتراجَع ، وطَفِقَت رِيحُهم تَتَرَاكَدُ ، كما في الأَساس .
ركند : ( ورُكَنْدُ ، بضمّ ففتح فسكون : قرية بسَمَرْقَنْدَ .
رمد : ( الرِّمْدِدَاءُ ، بالكسر ) ممدوداً : الرَّمَاد . ) ( والأَرمِداءُ ، كالأَرْبِعاءِ ) ، واحدُ ( الرَّمَاد ) ، كالأَرْمِدَةِ .
وروى عن كُراعٍ : الإِرمِداءُ ، بكسر الهمزة ، وهو اسمٌ للجمع . قال ابن سيده : ولا نظير لإِرْمِداءَ الْبَتَّةَ .
ونقل شيخنا عن ابن القَطّاع فتْحَ العين فيهما ، أَي الأَرمَداءِ الأَربَعاءِ . قال في الأَوزان : ولا ثالث لهما .
والرَّمَاد : دُقاقُ الفَحْمِ من حُراقة النار ، وماهَبا من الجَمْر فطارَ دُقَاقاً والطائفة منه : رَمَادةٌ .
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( زَوْجي عَظِيمُ الرَّمَادِ ) ، أَي كَثِيرُ الأَضيافِ ، لأَن الرَّمَادَ يَكْثُر بالطَّبْخ .
( والأَرْمَدُ : ما على لَوْنِهِ ) ، أَي الرَّمَادِ ، وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرةٌ ( ومِنْهُ قِيلَ للنَّعامَةِ : رَمْدَاءُ ) ، لما فيها من سَوادٍ مُنْكَسِفٍ كلَون الرَّماد . . وظَلِيمٌ أَرْمَدُ كذلك ، ( ولِلْبَعُوض : رُمْدٌ ، بالضّمّ ) ، قال أَبو وَجْزَةَ ، يصِف الصائِدَ :
تَبِيتُ جارَتَهُ الأَفعَى وسامِرُهُ
رُمْدٌ به عاذِرٌ منهنَّ كالجَرَبِ
وزعمَ اللِّحْيَانِيُّ أَنَّ الميم بَدلٌ عن الباءِ .
( وَرَمَادٌ أَرمَدُ ، ورِمْدَدٌ ، كَزِبْرِج ودِرْهَم ) ، الأَخِير من الشّواذِّ ، أَو هو مُخفّف من المكسور ، كما صرَّحَ به أَئمّة الصَّرف ( و ) كذالك رَمادٌ ( رِمْدِيدٌ ) ،
____________________

(8/115)


بالكسر ، أَي ( كَثِيرٌ دَقِيقٌ جِدًّا ) .
وفي حديث وافِدِ عاد : ( خُذْهَا رَمَاداً رِمْدِداً ، لا تَذَرْ من عادٍ أَحَداً ) . قال ابن الأَثير : الرِمْدِدُ ، بالكسر : المتناهي في الاحتراقِ والدِّقَّة ، يقال يَومٌ أَيْوَمُ ، إِذا أَرادُوا المبالغةَ .
وقال سيبويه : إِنما ظَهَر المِثلانِ في رِمْدِد ، لأَنه مُلْحَقٌ بِزِهْلِق . وصار الرَّمادُ رِمْدداً ، إِذا هَبَا وصارَ أَدَقَّ ما يكون .
( أَو ) رَمَادٌ رِمْدِدٌ : ( هالِكٌ ) جعَلُوه صِفَةً . قاله الجوهَرِيُّ .
( وأَرْمَدَ ) الرَّجلُ إِرماداً : ( افْتَقَرَ . و ) أَرْمَدَ ( القَومُ : أَمْحَلُوا ) ، كأَسنَتُوا . ( و ) أَرْمَدُوا ، إِذا جَهِدُوا و ( هَلَكَتْ مَواشِيهِم ) من الجَدْب .
( و ) أَرْمَدَت ( النَّاقَةُ : أَضْرَعَتْ ) ، وكذالك البقرةُ والشَّاةُ ، وهي مُرْمِدٌ ، ( كَرَمَّدَتْ ) تَرْمِيداً .
وعن ابن الأَعرابيّ : والعرب تقول . رَدَت الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ ، ورَمَّدَت المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنِّقْ ، أَي هَيِّىء للأَرْباق لأَنه إِنما تُضْرِعُ على رأْس الوَلَدِ .
( والرَّمِدُ ، كتِف : الآجِنُ ) المُتَغَيِّر ( من المياهِ ) ، ومثله في الأَساس . ونقل ابن منظور عن اللِّحْيَانيِّ : ماءٌ مُرْمِدٌ ، إِذا كَان آجِناً .
( و ) الرَّمَدُ ( بالتحريك : هَيَجَانُ العَيْنِ ) وانتفَاخُها ، ( كالارْمِدادِ ) ، وارمدَّتْ عينُه ، وارمَدَّ وَجْهُه ، واربَدَّ . ( وقد رَمِدَ ) كفَرِحَ يَرْمَد رَمَداً ، ( وأَرمَدَ ) إِرماداً . وفي بعض النُّسخ : وارْمَدَّ ، أَي كالحْمَرَّ ، وهو الصواب ، ما هو بِخَطّ الصاغَانيّ . ( وهو رَمِد ) ، ككتِف ( وأَرمَدُ ومُرْمَدٌّ ) كمُكْرِم ومُحْمَرَ ، والأُنثى رَمْدَاءُ ، وعين رَمداءُ وَرمِدة ، وَرمِدتْ تَرْمَد رَمَداً . ( و ) قد ( أَرْمَد اللّهُ تعالى عَيْنَهُ ) فِي رَمِدةٌ ، وأَرمَدَ عَيْنَه البكاءُ .
( وبَنُو الرَّمْدِ ) ، بفتح فسكون ، عن
____________________

(8/116)


ابن دريد . وفي بعض النسخ : كَتِف ، ( وبنو الرّمْدَاءِ : بَطْنانِ ) من العرب .
( وأَو الرَّمْدَاءِ البَلَوِيُّ : صَحابِيٌّ ) مَوْلَى امرأَة كان يَرعَى لها ، فمَرَّ به النّبيُّ ، صلَّى اللّهُ عليّه وسلّم ، ويقال فيه : أَبو الرَّبْداءِ ، كذا في التجريد ، ا ه . وقد تقدَّم في : ربد .
والرَّمْد : الهلاكُ الرَّمَاد : الهَلَكةُ ( ورمَدت الغَنَمُ تَرْمِد ) ، من حدّ ضَرب : ( هَلَكتْ مِن بَرْدٍ أَو صَقِيعٍ ) ورَمَدَ القوْمُ رَمْداً : هَلَكُوا ، قال أَبو وَجزةَ السَّعْدِيُّ :
صَبَبْتُ عليكُم حاصِبِي فتَرَكتُكُمْ
كأَصْرامِ عادٍ حِين جَلَّلها الرَّمْدُ
هاكذا أَنشدَهُ الجوهريُّ له . وقال الصاغانيُّ : ليس لأَبي وَجْزة على هذا الرَّويّ شيءٌ . وقد ذكره أَبو عُبَيْد في ( المصَنَّف ) له .
( ومنه عامُ الرَّمَادَ في أَيامِ ) أَميرِ المؤمنين ( عُمَرَ ) بنِ الخطَّابِ ( رضي اللّهُ عنه ) ، وكان ذالك سنةَ سبْعَ عَشرَةَ أَو ثمانِ عَشْرَة من الهِجْرَةِ ، سُمِّيَ به لأَنه ( هَلَكتْ فيه الناسُ والأَموالُ ) كثيراً . وليل هو لجَدْبٍ تتابَعَ فصَيَّرَ الأَرضَ والشَّجَرَ مثلَ لوْنِ الرَّمَادِ . والأَوّل أَجْودُ .
( والمُرْمَئِدُّ : الماضِي الجادُّ ) ، عن ابن دُرَيْد .
( والرَّمَادَة : ع باليمن ) وقد رأيتُه ، ونُسِب إِليه جَمَاعَة من أَهلِ العِلْم ، منهم : أَحمد بن منصور ، كذا نسَبَهُ ابنُ الأَثير ، ونسبه غيْرُه إِلى رَمادَةِ بَرْقةَ .
( و ) موضع ( بِفِلَسْطِين ) ، منه عبيد اللّهِ بن رُمَاحِسٍ القيسيّ الرمليّ .
( و ) آخَرُ ( بالمغرب ) وهي رَمادَةُ بَرْقَةَ .
( و ) الرَّمَادة : ( د ، بين مكَّةَ والبَصْرَةِ ) من وراءِ القَرْيَتَيْنِ ، وهي
____________________

(8/117)


مَنْصَفٌ بين مكَّةَ والبَصْرَةِ ، قال ذو الرُّمّة :
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بالرَّمَادَ قد مَضَى
لها زَمَنٌ ظَلَّت بكَ الأَرضُ تَرْجُفُ
( و ) الرَّمَادَة : ( مَحَلَّة بحَلَبَ ) ، بظاهِرِهَا ، كبيرةٌ .
( و ) الرَّمَادَةُ : ( ة بِبَلْخَ ) ، عن الصاغانيّ . ( و ) الرَّمَادةُ : ( ة ، أَو مَحَلَّة بنَيْسابُورَ ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) الرَّمَادَة : ( د ، بَيْنَ بَرْق والإِسكندرِيَّة ) منه يُوسفُ بنُ هارُونَ الكِنْديّ أَبو عُمَر ، شاعِرٌ من طيّىء كثيرُ الشعر ، سَريع القَوْلِ ، كان بعضُ أَجداده من الرَّمَادَة .
( وَرَمادَانُ ) ، وفي بعض النسخ : رَمْدَانُ ، كسَحْبَان . والأَول أَصوب : ( ع ) قال الراعي :
فحَلَّت نَبِيًّا أَو رَمَادانَ دُونهَا
رِعَانٌ وقِيعَانٌ من البِيدِ سَمْلَقُ
( و ) قولهم : ( ما ترَكُوا إِلّا رِمْدَةَ حَتَّانٍ ، ككِسْرَة ) ، وحَتَّان بالفتح ، ( أَيْ لم يَبْق منهم إِلَّا ما تَدْلُكُ بِهِ يَدَيْك ثم تَنْفُخُه في الرِّيحِ بَعْدَ حَتِّهِ ) ، أَي كسْرِهِ . نقله الصاغانيُّ .
ومما يستدرك عليه :
ثَوْبٌ رَمِدٌ وأَرْمَدُ : وَسِخٌ ، وثيابٌ رُمْدٌ ، وهي الغُبْرُ فيها الكُدورةُ .
والرَّمَادِيُّ : ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف ، أَسْوَدُ أَغْبَرُ .
وَمَّدَهم اللّهُ ، وأَرْمَدَهم : أَهْلكَهم ، وقد ردَهم يَرْمِدُهم ، قال ابن السِّكِّيت : قال : قد رَمَدْنا القوْمَ نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهُم رَمْداً أَي أَتَيْنا عليهم . وفي النهايَة . رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهْلَكَهُ وصَيَّرَه كالرَّمَادِ . وَرمِدَ وأَرْمَدَ ، إِذا هَلَكَ . ويقال أَرْمَدَ عَيشُهُم ، إِذا هَلَكُوا . وقال أَبو عُبَيْد : رَمِدَ القَوْمُ بكسر الميم ، وارْمَدُّوا ، بتشديد الدال ،
____________________

(8/118)


قال : والصحيحُ : رَمَدُوا وأَرْمَدُوا .
وعن ابن شُمَيْل : يقال للشيْءِ الهالِكِ ( مِن الثياب ) خَلوقةً : قد رَمَدَ وَهَمَدَ وبادَ . والرامِد : البالي الذي ليس فيه مَهَاهٌ ، أَي خَيرٌ وبَقِيّةٌ . وقَد رَمَدَ يَرْمُد رُمودةً .
ورَمَّدت الشَّاةُ والناقَةُ وهي مُرَمِّدٌ : استَبَانَ حَمْلُهَا ، وعَظُمَ بَطْنُها ووَرِمَ ضَرْعُهَا وحاؤُها . وقيل : هو إِذا أَنزلَتْ شيْئاً عند النَّتاج أَو قُبَيْلَه . وفي التهذيب : إِذا أَنْزلتْ شيْئاً قليلاً ( من اللبن ) عند النَّتاج .
والارْمِدَادُ : سُرْعَةُ السَّيْر ، وخَصَّ بعضُهُم به النَّعَامَ . وفي الأَساس : ومنه قيل : ارْمَدَّ ، أَي عَدَا عَدْوَ الرَّمِدِ .
وعن أَبي عمرو : ارْقدَّ البَعيرُ ارقدَاداً ، وارمَدَّ ارْمِدَاداً ، وهو شِدَّة العَدْوِ .
وقال الأَصمعيّ : ارْقَدَّ وارْمَدَّ ، إِذا مَضَى على وَجْهِهِ وأَسرَعَ .
وبالشَّوَاجِنِ ماءٌ يقال له : الرَّمَادَة . قال الأَزهريُّ : وشَرِبْتُ من مائِهَا فوَجَدْتُه عَذْباً فُرَاتاً .
ومن المجاز : سُفِيَ الرَّمَادُ في وَجْهِه : تَغيَّرَ .
وبَكتُ عَليْه المكارِمُ حتى رَمِدَتْ عُيونُها : وقَرحَت جُفُونُها .
ورَمَّدَ الشِّوَاءَ تَرمِيداً : أَصابَه بالرَّمادِ .
وفي المثل : ( شَوَى أَخُوكَ حتَّى إِذا أَنْضَجَ رَمَّدَ ) يُضرَب للرَّجل يَعود بالفَسادِ على ما كان أَصلحَهُ ، وقد وَرَدَ ذالك في حديث عُمر ، رضي الله عنه . قال ابن الأَثير : هو مَثَلٌ يُضرَب للذِي يَصْنَعُ المَعْرُوفَ ثم يُفْسِدُه بالمِنَّةِ ، أَو يَقْطَعه .
ورَمَّدَ الشِّواءَ : مَلَّه في الجَمْر . والمُرَمَّد من اللَّحْم : المَشْوِيّ الّذي يُمَلّ في الجَمْر .
والرَّمْدُ : بفتح فسكون : ماءٌ أَقْطَعَه النبيُّ صلَّى للّهُ عليْه وسلّم جَمِيلاً العُذْرِيَّ ، حين وَفدَ عليه . وله ذِكْرٌ في الحديث .
____________________

(8/119)



وفي المراصد : الرَّمْد : رِمَالٌ بأَقبال الشِّيحَة ، وهي رَمْلَةٌ بين ذات العُشَر وبين اليَنْسُوعَة .
ودارُ الرَّمَادِ . قَرْيَةٌ بالفَيُّوم .
رند : ( الرَّنْدُ : شَجَرٌ ) بالبادية ( طَيِّبُ الرَّائِحَةِ ) يُستاك به ، وليس بالكبير ، وله حبٌّ يُسَمَّى الغَارَ ، واحدته : رَنْدَةٌ .
( و ) قال أَبو عُبَيْدَة : ربما سَمَّوا ( العُودَ ) الّذِي يُتَبَخَّر به رَنْداً ، ( و ) رُوِي عن أَبي العبَّاس أَحمد بن يَحيَى أَنه قال : الرَّنْد : ( الآسُ ) ، عند جَمَاعَةِ أَهلِ اللُّغَةِ إِلّا أَبا عَمْرٍ والشيْبَانيَّ وابنَ الأَعْرَابيّ ، فإِنهما قالا : الرَّنْد الحَنْوَةُ ، وهو طَيِّبُ الرَّائحةِ .
قال الأَزهَرِيّ : ( و ) الرَّنْد عند أَهل البَحْرَين ؛ ( شِبْهُ جُوَالِقٍ صغيرٍ ) واسع الأَسفلِ ، مَخْرُوط الأَعلى ( يُسَفُّ ) ( من ، الخُوص ) ، يُخَيَّطُ ويُضرَّب بالشُّرُط المفتوله من اللِّيْف ، حتى يَتَمَتَّن فيَقوم قائماً ، ويُعرَّى بِعُراً وَثِيقَةٍ ، يُنْقَلُ فيه الرُّطَب أَيامَ الخِرَافِ ، يُحْمَل منه رَنْدَانِ على الجَمَلِ القَوِيّ . قال : ورأَيت هَجَرِيًّا يقول له : النَّرْد ، وكأَنّه مَقْلُوبٌ . ويقال له القَرْنَةُ . أَيضاً .
( وذُ ورَنْد : ع . بجادَّةِ حاجِّ البَصْرةِ ) بين فَلْجَةَ والزُّجَيْج ، ( منه ) أَبو حفص ( عُمَرُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ شَبِيب ) الرَّنْديّ ، عن إِسحاقَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ الخَلِيل ، وعنه أَبو عُمَر بن عبد الوهّاب السُّلَمِيّ .
( ورُنْدَة ، بالضّمّ : حِصْنٌ من تَاكُرُنَّى بالأَندلس ، منها خَطِيبُها ) البليغُ المُفَوَّه ( عُبَيْدُ اللّهِ بنُ عَاصم ) القَيْسِيّ الرُّنديّ ، عالِي السَّنَدِ ، مات سنة 649 ه .
ومحمّد بن عاصِمِ بن عُبَيْد الله بن محمّد بن عُبَيْدِ الله القَيْسِيّ الرُّنْديّ ، سمِعَ محمّداً وأَحمدَ ، ابنيْ محمّد بن الحُسَيْن بن عَتِيقِ بن رَشِيقٍ ، وغيرهما .
( وأَحمد بن أَبي العافِيَةِ ) الرُّنْدِيّ ، ( شَيْخٌ لمشايخِنا ) ، حَدَّث عن التاج الغَرافي وغيرِه .
____________________

(8/120)



ويبقى بن خَلَفِ بنِ سُليمانَ الأَندلسيّ الرُّنْدِيّ ، حدَّثَ عن السِّلَفِيِّ .
رهد : ( رَهَدَهُ ) ، أَي الشيْءِ ( كمَنَعَهُ ) يَرْهَدُه رَهْداً . أَهمله الجوهَرِيُّ ، وفي التكملة : أَي ( سَحَقه ) سَحْقاً ( شَدِيداً ) ، والكاف أَعرف .
( والرَّهَادَة ) ، بالفتحِ : ( النَّعْمةُ ) والرَّخَاصةُ ، عن اللّيث .
( و ) الرَّهِيد الناعِمُ الرَّخْص .
و ( الرَّهِيدَةُ : الشَّابَّةُ الرَّخْصَةُ الناعِمَةُ من النّساءِ .
( و ) الرَّهِيدَة : ( البُرُّ يُدَقُّ ويُصَبُّ عليه لَبَنٌ ) فيؤْكل .
( والرَّهْوَدِيَّةُ ) ، بفتح وضمّ : ( الرِّفْقُ ) والسُّكون ، يقال : ما عندي في هاذا الأَمْرِ رَهْوَدِية ولا رَخْوَدِيَّة ، أَي ليس عندي فيه رِفْقٌ ولا مهَاوَدَةٌ .
( وَرهَّدَ تَرْهِيداً : أَتى بالحَمَاقَة العَظيمَةِ ) المُحْكَمَةِ . وفي التكملة : إِذا حَمُقَ حَمَاقَةً مُحْكَمَةً .
( وأَمْرٌ مَرْهُودٌ : لم يُحْكَمْ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( وتَركتُهُمْ مَرْهُودِينَ : غَيْرَ عازِمِينَ على أَمْرٍ ) ولا جازِمِينَ به . نقله الصاغَانيّ .
رود : ( *!الرَّوْدُ : الطَّلَبُ ) ، مصدرُ رادَ *!يَرُود ، ( *!كالرِّيادِ ) ، بالكسر ، ( *!والارتيادِ ) *!والاسترادة ، ويقال : رادَ أَهلَه *!يَرُودُهم مَرْعًى ، أَو مَنزِلاً ،*! رِيَاداً ، *!وارتادَ لهُم *!ارْتِيَاداً . ومنه الحديث : ( إِذا أَرادَ أَحَدُكُمْ أَن يَبُول *!فلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ ) أَي يَرتاد مكاناً دَمِثاً ليِّناً منْدِراً لئلا يَرْتدَّ عليه بَوْلُه ويَرْجع عليه رَشاشُه .
( و ) *!الرَّوْد : ( الذَّهَابُ والمَجيءُ ) ، يقال : *!رادَ *!يَرُود ، إِذا جاءَ وذَهَبَ ولم يَطْمئنّ . ومالِي أَراك *!تَرُودُ منذُ اليوم ، ومصدره *!الرَّوَدَانُ ( *!والمُرَاوَدَةُ *!والرِّوَادُ ،
____________________

(8/121)


*!والرِيدُ ، بكسرهما ) ، كذا في النُّسخ . وفي التّكملة ؛ *!الرِّيدةُ . قال والأَصل رِوْدة .
( *!والإِرادةُ : المَشِيئةُ ) ، وأَرادَ الشَّيْءَ : شاءَهُ .
*!وراوَدْتُه على كذا *!مُرَاودَةً *!ورِوَاداً أَي *!أَرَدْته ، قال ثعلب : *!الإِرادَةُ تكون مَحبّةً غيرَ مَحبّة ، *!وأَرادَه على الشَّيْءِ كأَداره . *!وأَرَدتُه بكلِّ *!رِيدة ، وهو اسمٌ يُوضع مَوضِع *!الارتيادِ *!والإِرادة ، أَي بكلّ نوْع من أَنْوَاع *!الإِرادَةِ .
والرْق بين الطَّلب *!الإِرادة : أَن *!الإِرادة قد تكون مُضمرةً لا ظاهرةً ، والطَّلب لا يكون إِلّا لِمَا بَدا بفِعْل أَو قوْل ، كما في شرح أَمالي القالّي ، لأَبي عُبَيْد البكريّ .
وهل مَحلّ *!الإِرادة الرأْسُ أَو القلبُ ؟ فيه خِلافٌ ، انظره في ( التوشيح ) .
وفي اللسان : والإِرادة : المَشِئةُ ، وأَصلُه الواو ، لقولك : *!رَاوَدَه ، أَي أَرادَه على أَن يفعل كذا ، إلّا أَن الواو سَكنتْ فنُقِلت حَركتُها إِلى ما قبلَها ، فانقَلَبَتْ في المَاضي أَلِفاً ، وفي المستقبل ياءً ، وسقَطَتْ في المصدر ، لمجاوَرتِها الأَلفَ الساكنَةَ وعُوِّض منها الهاءُ في آخرِه .
( *!والرَّائدُ : يَدُ الرَّحَى ) ، وقال ابن سيده : مَقْبِضُ الطاحِن من الرَّحَى .
( و ) الرائدُ : ( المُرْسَلُ في ) الْتِمَاس النُّجْعَة و ( طَلَبِ الكَلإِ ) ومساقط الغَيْث ، والجمعُ : *!رُوَّادٌ ، مثل زائر وزُوَّار . وفي حديث عليَ في صِفة الصحابةِ ، رِضي الله عنهم : ( يَدْخلُون*! رُوَّاداً ويَخْرُجُونَ أَدِلَّةً ) أَي يَدْخُلُونَ طالِبينَ للعِلْم مُلْتَمِسِينَ للحِلْم من عِنْدِهِ ، ويَخرجون أَدِلَّةً هُدَاةً للناسِ .
( *!ورِيادُ الإِبلِ : اختلافُها في المَرْعَى ، مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً ) ، وقد *!رَادَت *!تَرُود . قاله أَبو حنيفةَ . ( والمَوْضِعُ ) من ذلك : ( مَرَادٌ *!ومُسْتَرادٌ ) ، وقال *!استَرَادَت الدَّوَابُّ : رَعَتْ . وكذالك مَرَادُ الرِّيح ، وهو المكانُ الذي
____________________

(8/122)


يُذْهَب فيه ويُجَاءُ ، قال جَنْدَلٌ :
والآلُ في كلّ مَرادٍ هَوْجَلِ
وفي حديث قُسَ :
وَمرَاداً لِمَحْشَرِ الخَلْقِ طرَّا
( و ) عن الأَصمعيّ : يقال : ( امرأَةٌ *!رادَةٌ ، بلا هَمْز ) ، التي *!تَرودُ وتَطُوف ، وبالهمزة : السريعةُ الشَّبَابِ . وقد تقدَّمَ في موضعه ( و ) امرأَة *!رادٌ *!وروادٌ ، بالتخفيف ، غير مهموز و ( *!رُوَادةٌ ، كَثُامَة ، *!ورائِدةٌ ) *!ورُؤُدٌ ، الأَخيرُ عن أَبي عليَ : ( طَوَّافَةٌ في بُيُوتِ جاراتِها ، وقد رَادَتْ ) *!تَرُود *!رَوْداً و ( *!رَوَادَاناً ) محرَّكَةً ، فهي رَادَةٌ ، إِذا أَكْثَرَت الاختِلافَ إِلى بُيوت جاراتِها .
( ورجُلٌ *!رادٌ ( أَي (*! رائِدٌ ) ، وقد جاءَ في هُذيل ، رادَ رادُهم ، وبَعثوا *!رادهم ، قال أَبو ذُؤَيب يَصف رَجُلاً حاجًّا طلَبَ عَسَلاً :
فباتَ بِجَمْعِ ثُمَّ تَمَّ إِلى مِنًى
فأَصبَحَ راداً يَبتَغِي المزْجَ بالسَّحْل
أَي طالباً ، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهَبَتْ عينُه ، أَو أَنّ ( أَصلَه ردٌ : فَعَلٌ ) مُحرّكةً ( بمعنى فاعلٍ ) ، وعلى الأَخير ، إِنما هو على النَّسَب ، لا على الفعْل .
( و ) في حديث ماعز : كما يَدْخُل ( *!المِرْوَدُ ) في المُكْحُلة . هو بالكسر : ( المِيلُ ) الذي يُكْتَحَلُ به .
( و ) دار المُهْرُ والبازِي في المِرْوَد ، وهي ( حَدِيدةٌ ) مَشدودةٌ بالرَّسَن ( تَدُور ) معه ( في اللِّجَامِ ) .
( و ) المِرْوَد : ( مَحْوَرُ البَكْرَةِ ) إِذا كان ( مِن حَديد ) .
( و ) قولهم : ( امْشِ عَلى *!رُودَ ، بالضّمّ أَيْ مَهَلٍ ) ، قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ : :
تكادُ لا تَثْلِمُ البَطْحَاءَ وَطْأَتُها
كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَى رُودِ .
____________________

(8/123)



( تصغيره *! رُوَيْد ) : قال أَبو عُبَيْد عن أَصحابه : تكبير *!رُوَيْد :*! رَوْدٌ ، ( و ) تقول منه ( قد *!أَرْوَدَ ) في السَّيْر ( *!إِرْوَاداً *!ومُرْوَداً ) كمُكْرَمٍ ، قال امرؤ القَيْس :
وأَعْدَدْت للخَيْرِ وَثَّابةً
جَوَادَ المَحَثَّةِ *!والمُرْوَدِ
( *!ومَرْوَداً ) : بفتح الميم ، كالمَخْرَج ، ( *!ورُوَيْداً ، *!ورُوَيْداءَ ) ، الأَخير بالمدّ ، ( *!ورُوَيْدِيَةً ) ، الأَخيرتان عن الصاغانيّ ، إِذا ( رَفَقَ . و ) الإِرواد : الإِمهالُ ، ولذالك قالوا : ( *!رُوَيْداً ، مهلاً ) بدَلاً من قولهم : *!إِرواداً التي بمعنَى أَرْوِدْ ، فكأَنه تصغيرُ التّرخيم بطَرْح جميعِ الزوائد . وهاذا حُكْم هاذا الضرْبِ من التحقير .
قال ابن سيده : وهاذا مذهب سيبويه في رُوَيْد ، لأَنه جعَله بَدَلاً من أَرْوِد ، غير أَن رُوَيْداً أَقرَبُ إِلى إِروادٍ منها إِلى أَرْوِدْ ، لأَنها اسم مثل *!إِرواد .
وذهَبَ غيرُ سيبويه إِلى أَن رُوَيداً تصغير *!رُود . كما تقدَّم . قال : وهاذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضَع مَوْضِعَ الفعْل ، كما وُضِعَت *!إِرواد ، بدليل *!أَرْوِدْ .
( و ) قالوا ( *!رُوَيْدَكَ عَمْراً ) ، أَي ( أَمْهِلْهُ ) ، فلم يَجعلوا للكاف مَوضعاً ، وإِنما هي للخِطاب . ( وإِنَّما تَدخله الكافُ إِذا كان بمعنَى أَفْعِلْ ) دون غيرِه ( ويكون ) حينئذٍ ( لوجوهٍ أَربعة ) :
الأَوّل : أَن يكون ( اسمَ فِعْل ) ، تقول ( رُوَيْدَ زَيداً ) ، أَي أَرْوِدْ زَيْداً بمعْنَى ( أَمْهِله ) .
( و ) الثاني : أَن يكون ( صِفةً ) ، تقول ( سارُوا سَيْراً رُوَيْداً ) ، قاله سيبويه .
( و ) الثالث : أَن يكون ( حالاً ) ، نحو قولك : ( سارَ القَومُ رُوَيْداً اتَّصل بالمعرِفَة فصار حالاً لها ) كقال الأَزهريُّ : ومن ذالك قولُهم : ضَعْه رُوَيْداً ، أَي وَضْعاً رُوَيْداً ، ومن ذالك قولُ الرَّجلِ يُعالِج الشيءَ ( رُوَيْداً ) ، إِنما يريد أَن يقول : عِلاجاً رُوَيداً ، قال : فهاذا على وَجْهِ
____________________

(8/124)


الحال إِلّا أَن يَظهر الموصوفُ به فيكون على الحالِ ، وعلى غيرِ الحال .
( و ) الرابع : أَن يكون ( مَصدراً ) نحو قولك : ( *!رُوَيْدَ عَمْرٍ و ، بالإِضافة ) كقوله تعالى : { فَضَرْبَ الرّقَابِ } ( محمد : 4 ) .
ونقلَ الأَزهريُّ عن اللَّيْث : إِذا أَرَدْت *!بِرُوَيْدَ : الوَعيدَ ، نَصبتَها بلا تَنوين . وأَنشد :
رُوَيْدَ نُصاهِلُ بالعِراقِ جِيادَنا
كأَنَّكَ بالضَّحَّاكِ قد قامَ نادِبُهْ
قال الأَزهريُّ : وإِذا أَردْت *!برُويد المهْلَةَ *!والإِروادَ في الشيْءِ فانْصِب ونَوِّنْ ، تقول : امْش رُوَيْداً . قال : وتقول العربُ : أَرْوِدْ ، في معنى رُوَيْداً المَنصوبة . قال ابن كَيسان في باب رُوَيداً : كأَنَّ *!رُوَيْداً من الأَضداد ، تقول رُوَيْداً ، إِذا أَرادوا : دَعْه وخَلِّه ، وإِذا أَرادوا : ارفُقْ به وأَمْسِكْه قالوا : رُوَيْداً زَيْداً . قال : وَتَيْدَ زَيْداً ، بمعناها .
( ويقال ) للمذكر : ( *!-رُوَيْدَكَنِي ، ولها ) ، أَي للمؤنث : ( رُوَيْدَكِنِي ) ، بكسر الكاف ، ( و ) في المثنّى : ( *!-رُوَيْدَكُمانِي ( و ) في جمع المذكر : (*!- روَيْدَكُموني ، و ) في جمع المؤنث : ( *!-رُوَيْدَكُنَّنِي ) ، قال الأَزهريُّ ، عند قوله : فهاذه الكافُ الّتي أُلحقت لتَبْيِينِ المخاطبِ في رُوَيْداً ، قال : وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رُوَيْداً قد يَقع للواحد ، وللجَمْع والذّكَر والأُنثى ، فإِنما أُدخل الكاف حيث خِيفَ الْتِبَاسُ مَن يُعْنَى مِمَّن لا يُعْنَى وإِنما حذفت في الأَول استغناءً بعلْم المخاطب ، لأَنه لا يُعْنَى غَيْرُه . وقد يقال : رُوَيْداً ، لمن لا يُخَاف أَن يَلْتَبِس بمن سِوَاه ، تَوْكِيداً . وهاذا كقولهم : النَّجَاءَكَ والوَحَاكَ ، تكون هاذه الكاف عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيّين .
( و ) رَادت الرِّيحُ تَرُود رَوْداً ، ورُؤداً وَرَوَدَاناً : جالَتْ . وفي التهذيب : تَحَرَّكتْ تَحرُّكاً خَفيفاً . ويقال ( ريحٌ *!رَوْدٌ ) *!ورُوَاد ( *!ورائدَةٌ ) ، أَي
____________________

(8/125)


( لَيِّنَةُ الهُبُوب ) ، قال جريرا أَصَعْصَعَ إِنَّ أُمَّكَ بعْدَ لَيْلَى
*!رُوَادُ اللَّيْل مُطْلَقَةُ الكِمَامِ
وريحُ رَادَةٌ ، إِذا كانت هَوْجاءَ ، تَجيءُ وتَذْهَب ، ومَرَادُ الرِّيح ، حيث تَجِيءُ وتَذهَب .
( *!وماتُريدُ ) ويقال فيه ما تُريتُ : ( مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ ) ، إِليها يُنسب أَبو منصور *!الماتُريديّ المُتكلِّم . وقد سَبَقَ في فصل الفوقية .
( *!والرِّوَنْدُ الصِّينيُّ ، كَسِبَحْل : دواءٌ ، م ) ، وهو أَنواعٌ أَربعةٌ ، أَعلاها الصِّينيّ ، ودونه الخُرَاسانيّ ، ويعرف *!برَاوَنْدِ الدَّوابّ ، تستعمله البياطرةُ ، وهو خَشَبٌ أَسودُ مُرَكَّبُ القُوَى ، إِلّا أَن الغالب عليه الحَرُّ واليُبْس ( والأَطبَّاءُ يَزيدُونَها أَلفاً ) فيقولون : رَاوَنْد .
والذي في اللسان : *!الرِّيوَنْدُ الصِّينيّ دَواءٌ باردٌ جيِّد الكَبد ، وليس بعربيّ مَحْض .
( *!وَرَاوَنْدُ : ع ) ، أَو قَرْيةٌ بقَاشَانَ ( بنَواحِي أَصْبَهَانَ ) ، قال رجلٌ من بني أَسد اسمُه نَصْرُ بن غالب يَرثي أَوْسَ بنَ خالد وأُنَيْساً :
أَلَمْ تَعْلَما مالِيَ *!برَاوَنْدَ كُلِّها
ولا بخُزاقٍ من صَديقٍ سِوَاكُما
قلت : وهي المشهورة الآن بأَرْوَنْد ، وأَهلُهَا شِيعَةٌ ، منها أَبو حيَّانَ بن بشْرِ بنِ المُخَارِق الضَّبّيّ الأَسَدي القاضي بأَصبَهان ، روى عن أَبي يُوسفَ القاضيِ وغيرِه ، ومات سنة 238 ه ، قاله السّمعاني .
قلت : ومنها الإِمامُ المُحَدِّث ضياءُ الدِّينِ فَضْلُ اللّهِ بنُ عليّ بنِ عُبيدِ الله *!-الرَّاوَنْدِيّ ، وولَدُه الشريفُ العلّامةُ على ابنُ فَضلِ الله ، صاحب كتاب ( نثْر اللآلىء ) ، وله عَقِبٌ .
( و ) أَمَّا أَبو الفضل وأَبو الحُسَين ( أَحمد بنُ يَحْيَى الرَّاوَنْدِيّ ) فإِنه ( من أَهلِ مَرْوِ الرُّوذِ ) المدينةِ المشهورةِ ، قاله الصاغانيّ هاكذا .
____________________

(8/126)



ومما يستدرك عليه :
إِنَّا قَوْمٌ *!رادَةٌ ، جمْعُ رائد كحَاكة ، جمعُ حائِك . وقد جاءَ ذالك في حديث وَفْدِ عبدِ القَيْسِ . وفي حديث مَعْقِل بن يَسشار : ( *!فاسْتَرادَ لأَمرِ اللّهِ ) ، أَي رَجَعَ ولَانَ وانقادَ .
ومن أَمثالهم ( الرّائدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ ) يُضْرَب مَثلاً للَّذي لا يَكْذِب إِذا حَدَّثَ .
والرَّائدُ : الَّذِي لا مَنْزِل له .
و ( الحُمَّى رائِدُ المَوْتِ ) ، أَي رَسولُه الّذي يتقدَّمُه كرائدِ الكلإِ ، وهو مجاز .
ومنه أَيضاً :
أُعيذك بالواحِدِ
مِن شَرِّ كُلِّ حاسِد
وكُلِّ خَلْقِ رَائِدِ
أَي الذي يتقدَّم بمكروه .
ومن المجاز : قولهم فلانٌ مُسْترادٌ لمثلِه ، وفُلانَةُ مسترادةٌ لمثْلِها ، أَي مِثْلُه ومِثْلُهَا يُطْلَب ويُشَحُّ به لِنَفَاسَته ، وقيل : معناه مُسترادُ مِثْلِهِ أَو مِثْلِها ، واللام زائدة ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ولكنَّ دَلًّا *!مُسْتراداً لمثلِهِ
وضَرْباً لَيْلَى لا تَرَى مثلَه ضَرْبَا
ورادَ الدَّارَ يَرُودُها : سأَلَها ، قال يَصِف الدارَ :
وقَفْتُ فيها رائداً *!أَرُودُهَا
ورادَت الدَّوابُّ *!رَوْداً *!وَرَوَدَاناً ، واسترادَت : رَعَتْ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
وكَانَ مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً
حَيْثُ *!استَرادَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ
*!والروائد : المختلفةُ من الدّوابّ ، وقيل : *!الرّوائدُ منها : الّتي تَرعَى مِن بَيْنِهَا ، وسائِرُهَا مَحبوسٌ عن المَرْتَع أَو مَرْبُوطٌ .
وفي التهذيب : *!والرّوائدُ من الدّوابّ : الّتي تَرْتَعُ .
ورائِدُ العين : عُوَّارُها الذي *!يَرُود فيها . ويقال : باتَ *!رائدَ الوِسادِ ، ورجلٌ رائِدُ الوِسَادِ ، إِذا لم يَطمئنَّ
____________________

(8/127)


عليه لِهَمَ أَقلَقَه ، وأَنشد :
تَقُولُ له لمّا رأَتْ خَمْعَ رِجْلِهِ
أَهاذا رَئِيسُ القَوْمِ رادَ وِسَادُها
دعا عليها بأَنْ لا تَنَام فيطمَئنّ وِسادُها .
*!والرِّيَادُ وذَبُّ الرِّيَادِ : الثَّورُ الوَحشيّ ، سُمِّيَ بالمصدر ، قال ابنُ مُقْبل :
يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّهُ
فتًى فارِسِيٌّ في سَرَاوِيلَ رامحُ
*!وأَرادَهُ إِلى الكلام ، إِذا أَلْجَأَه إِليه .
ومن المجاز : قولُهُ تعالى : { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً *!يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ } ( الكهف : 77 ) أَي أَقَامَه الخَضِرُ . وقال ( يريد ) ، *!والإِرادة إِنما تكون من الحَيَوَانِ ، والجِدَارُ لا يريد ، إِرادةً حَقِيقِيَّة ، لأَنّ تَهَيُّؤَه للسُّقوطِ قد ظَهَرَ كما تَظهَرُ أَفعالُ المُرِيدينَ ، فوصَفَ الجِدَارَ بالإِرادةِ إِذ كانَت الصُّورتانِ واحدةً ، ومثلُ هاذا كثيرٌ في اللُّغَة والشِّعر .
وفي حديث عَليَ : ( إِن لِبَنِي أُمَيَّة *!مَرْوَداً يَجْرُون إِليه ) وهو مَفعَلٌ من *!الإِرواد ، الإِمهال ، كأَنَّه شبَّه المُهْلة الّتي هُمْ فيها بالمِضْمارِ الّذِي يَجْرُون إِليه ، والميم زائدة .
قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللِّحْيانيّ من قولهم : هَرَدْتُ الشيْءَ أهَرِيدُه هِرَادَةٌ ، فإنّمَا هُوَ على البَدل .
*!وراوَدَ جارِيَتَه عن نفْسها ، وراودَتْه هي عن نَفْسِه ، إِذا حاولَ كلُّ واحد من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ ، ومنه قوله تعالى : { *!تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ } ( يوسف : 30 ) فجعَلَ الفِعْلَ لها .
*!والمُرَاوَدَة : المُراجَعَةُ والمُرَادَدَةُ .
*!وراوَدْتُه عن الأَمْرِ وعليه : دَارَيْتُه .
*!والمِرْوَد : المَفْصِلُ . والمِرْوَد : الوَتِدُ ، حكاه السهَيْلِيُّ في ( الرَّوض ) .
ومن الأَمثال : ( الدَّهْر *!أَرْوَدُ مُسْتَبِدٌّ )
____________________

(8/128)


أَي لَيِّنُ المعاملةِ غالِبٌ على أَمْرِه .
( والدَّهْرُ أَرْوَدُ ذُو غِيَر ) أَي يَعمَلَ عَمَلَ في سكون لا يُشْعَرُ به .
وقولهم : ( إِن كنْتِ *!تُرِيدِينني ، فأَنَا لكَ *!أَرْيَدُ ) قال الأَخفَشُ : هذا مَثَل ، وهو مقلوب ، وأَصله : *!أَرْوَد .
*!والرائد : الجاسوس :
*!والرُّوَيْدة : قرية بالصعيد .
*!ورَوَّاد ، وأَبو *!الرّوَّاد : من الأَعلام .
وأَبو سعيد بِشْرُ بن إلياس *!الرِّيوَدي ، بكسر ، فسكون ، ففتح ، هكذا ضبطه الحافظ ، حدَّث عن حامد بن شَبِيب وغيره .
ريد : ( *!الرَّيْدُ : الحَرْفُ الناتِيءُ مِن الجَبَلِ ، ج :*! رُيُودٌ ) .
وقال ابن سيده : *!الرَّيْد : الحَيْدُ في الجبل كالحائط ، وهو الحَرْفُ الناتِيءُ منه ، قال أَبو ذُؤَيْب ، يصف عُقاباً :
فَمَرَّت على *!رَيْد وأَعْنَتْ ببعضِها
فخَرَّ على الرِّجْلَيْنِ أَخْيَبَ خائِبِ
والجمع *!أَرْيَادٌ قال صَخْرُ الغَيِّ :
بِنا إِذا اطَّرَدَتْ شَهْراً أَزِمَّتُها
وازَنَتْ من ذُرَا فَوْد *!بأَرْيَادِ
والجمع الكثير : *!رُيودٌ .
( ورِيحٌ *!رَيْدَةٌ *!ورَادَةٌ *!ورَيْدَانَةٌ ) : لَيّنة الهُبوبِ ، مثل ( *!رَوْد ) ، وأَنشد :
هاجَتْ بِهِ *!رَيْدَانةٌ مُعَصْفَرُ
وأَنشد الليث :
إِذا *!رَيْدَةٌ مِن حَيثُما نَفَحَتْ له
أَتَاهَا بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُوَاصِلُهْ
وأَنشد الجوهريُّ لِهِمْيَانَ بنِ قُحافةَ :
جَرَّت عليا كُلَّ ريحٍ رَيْدَهْ
هوجَاءَ سَفْواءَ نَؤوجِ العَوْدَهْ
____________________

(8/129)



( *!ورَيْدةُ : د ، باليمن ) ذُو كُروم وعُيونٍ ، بينها وبين صَنْعَاءَ يومٌ ، ومنه البُرُدُ الرَّيْدِيّة .
( و ) رَيْدَةُ : ( ة ، بالصَّعِيدِ ) بالأَشْمُونِين .
( و ) رَيْدة : ( قَرْيَتان بِحَضْرَمَوْت ) اليَمَن ، ويقال لهم : الرَّيْدانِ وهما بالقُرْب من ظَفَارِ .
( و ) رَيْدَة : ( ة بِقِنَّسْرِينَ ) ، وضَبطه الحافظ في ( التبصير ) بزاي وموحَّدة مفتوحتين ، هاكذا هو في التكملة أَيضاً . وقد صحَّفه المصنِّف .
( *!ورَيْدانُ : حِصْنٌ بها ) ، أَي بِقِنَّسْرِينَ . ، وهو بالفتح ، كما يؤخذُ من إِطلاقه .
ومما يستدرك عليه :
*!الرِّيدُ : التِّرْب ، قال كُثيّر :
وقد دَرَّعُوهَا وهْي ذَاتُ مُؤَصَّدٍ
مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُهَا
فلم يهمز . والرِّيدُ أَيضاً : الأَمرُ الّذِي تُرِيده وتُزاوله .
*!والرَّيْدَة اسمٌ يُوضَع مَوضِع الارتياد والإِرادة .
*!ورَيْدَانُ ، كسَحْبانَ : أُطُمٌ من آطام المدينة لآلِ حارِثةَ بنِ سَهْل ، من الأَوْسِ . وقَصْرٌ عظِيمٌ بِظَفَارِ من اليمن ، يَجْرِي مَجْرَى غُمْدَانَ ، وأَشباهِه .
*!ورِيوَنْد : من قُرَى نَيْسَابُورَ ، منها أَبو سعيد سَهْلُ بن أَحمدَ بن سَهْل النَّيْسَابُوريّ ، مات سنة 350 ه .
ومن الأَمثال ( تَهْوِيد على *!رُيُود ) يضرب لمن شَرَ في أَمرٍ وَخِيمِ العاقِبَةِ .
وعبد الخالِق بن صالحٍ المَكّيّ ، يُعرف بابن *!رَيْدان ، كسَحْبان ، سمعَ السِّلفِيَّ ومات سنة 614 ه .
وعبد العزيز بن رَيْدان النَّحْويّ الفاسِيّ ، من شيوخ أَبي عبد الله بن النُّعمانِ ، قَيّده منصورُ بن سُليْم .
*!والرَّيْدَانِيّة موضعٌ خارِجَ مِصر .

____________________

(8/130)


2 ( فصل الزاي ) مع الدال المهملة ) 2
زأَد : ( *!زأَدَهُ ، كمَنعَه ) *!يَزْأَدُه *!زأْداً *!وزأَداً : ( أَفْزعَه ) ، وقيل : اسْتخَفَّه .
( و ) عن الكسائيّ : ( *!زُئِدَ ) الرَّجلُ ( كعُنِيَ ) *!زُؤُوداً ( فهو *!مَزْؤُودٌ ) ، أَي ( مَذْعور ) إِذا فَزِعَ .
وفي الحديث : فزُئِدَ ، أَي فَزِعَ ، وسُئِفَ الرجلُ سَأْفاً ، مثله . ( *!والزُّؤْد ، بالضّمّ ) ، مخفف ، عن اللِّحْيَانيّ ( و ) *!الزُّؤُد ، ( بضمّتين الفَزَعُ ) ، قال :
يضحي إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نِكايَتَها
خَرْقاءَ يَعْتادُهَا الطُّوفانُ *!والزُّؤُدُ
وقال أَبو حِزام العُكْلِيّ :
بَلَى زُؤُداً تَفشَّغُ في العَوَاصِي
سَأَفْطِس منه لا فَحْوَى البَطِيطِ
ومن سَجات الأَساس : شِعارُ الزّهْد ، استِشْعَارُ *!الزُّؤْد .
ومن المجاز : بات في ليلةٍ *!مزءُودةٍ .
زبد : ( الزَّبَدُ ، مُحَرَّكةً ، للماءِ وغيرهِ ) كالبعيرِ . والفِضَّة ، وغيرِهَا . والزَّبَد : زَبَدُ الجَمل الهائِجِ ، وهو لُغَامُه الأَبيضُ الّذي تَتلطَّخ به مَشافِرُه إِذا هاج ، وللبحرِ زَبَدٌ إِذا هاج مَوْجُه .
( و ) زَبَدٌ : ( جَبَلٌ باليَمَن ) ، عن ابن حَبيب .
( و ) زَبَدُ : ( ة ، بقنَّسْرِينَ ) لِبنِي أَسد ، كما في التكملة ، والتبصير . وهي الّتي أَوردها المصنّف في ر ى د .
( و ) زَبَدٌ ( اسْمُ حِمْصَ ) القديمُ ، وبه فُسِّرَ قَول صَخْرِ الغيِّ :
مآبُهُ الرُّومُ أَو تنوخُ أَو الْ
آطامُ من صَوَّرانَ أَو زَبَدُ
( أَو ) زَبَدُ : ( ة ، بهَا ) ، أَي بقُرْبها ، ويُرْوى بالنون أَيضاً .
( و ) الزَّبَد : ( ع غَرْبِيَّ بَغْدَادَ ) .
( وقد أَزْبَدَ البحرُ ) إِزباداً فهو مُزْبِدٌ ،
____________________

(8/131)


قاله اللَّيْث ، وبَحْر مُزْبِدٌ ، أَي مائج يُقذِف بالزَّبَد ، وزبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعَابِ : طُفَاوَتُه وقَذَاه ، والجمْع : أَزْبَادٌ .
( و ) ومن المجاز : أَزْبَدَ ( السِّدْرُ ) إِزباداً ، إِذا ) ثَوَّرَ ) أَي طَلعَتْ له ثَمرةٌ بيضاءُ كالزَّبَد على الماءِ ، وزَبَّدَ القَتَادُ وأزْبدَ : نَدَرَتْ خُوصَتُه واشْتدَّ عُودُه ، واتَّصلتْ بَشرَتُه وأَثمرَ ، قال أَعرابيّ : تَركْت الأَرضَ مُخضَرَّة كأَنها حُوَلاءُ ، بها فَصِيصَةٌ رقطاءُ ، وعَرْفجَة خاضِبة ، وقَتَادة مُزْبِدَةٌ ، وعَوْسَجٌ كأَنّه النَّعَامُ من سَواده . وكلّ ذلك مُفسَّرٌ في مواضعه . كذا في اللسان .
( والزُّبْدُ ، بالضّمّ ، وكرُمَّان ) ، الأَخيرة عن الصاغانيّ : ( زُبْدُ ) السَّمْنِ قبل أَن يُسْلأَ والقِطْعَة منه زُبْدَةٌ ، وهو ما خَلَصَ من اللَّبَن إِذا مُخِضَ . وزَبَدُ ( اللَّبَنِ ) : رَغْوَتُه .
وفي المحكم : الزُّبْدُ : خُلَاصة اللَّبَنِ ، والزُّبْدَةُ أَخصُّ من الزَّبَد . وقد زَبَّدَ اللَّبَنُ . ( وزَبدهُ ) يَزْبِدُه زَبْداً : ( أَطْعَمَه إِيَّاهُ ) ، أَي الزُّبْدَ ( و ) زَبَدَ ( السِّقَاءَ : مَخَضَه ليَخْرُجَ زُبْدُه . والمُزْدَبِدُ : صاحِبُهُ . وزَبَدَ لهُ يَزْبِدُه ) زَبْداً : ( رَضَخَ له من مالِهِ ) ، والزَّبْد ، بفتْح فسكون : الرِّفْد والعَطاءُ .
وفي الحديث : ( أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِين أَهْدَى إِلى النبيّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم هَدِيَّةً فرَدَّها ، وقال : إِنّا لا نَقْبَل زَبْدَ المُشْرِكين ) . أَي رِفْدَهم .
وقال الأَصمعيُّ : يقال زَبَدْت فلاناً أَزْبِدُه ، بالكسر ، زَبْداً ، إِذا أَعْطَيْته ، فإِن أَعْطَيْته زُبْداً قلت : أَزْبُدُهُ زَبْداً ، بضمّ الباءِ من أَزْبُدُه ، أَي أَطْعَمْته الزُّبْدَ .
وقال اللِّحْيَانيُّ : وكلّ شيْءَ إِذا أَردْت أَطعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم ، قلْت : فعَلْتهم ( بغير أَلف ) وإِذا أَردت أَن
____________________

(8/132)


ذالك قد كَثُر عندهم قلت : أَفْعَلوا .
( و ) تَزَبَّدَ الإِنسانُ ، إِذا غَضِبَ وظَهَرَ على صِمَاغيْهِ زَبَدَتانِ .
و ( زَبَّدَ شِدْقُهُ تَزْبِيداً : تَزبَّدَ ) ، وتَزَبَّدْت السَّوِيقَ زَبَدْته أَزبِدُه ، وسَوِيقٌ مزبودٌ .
( و ) الزُّبَّاد والزُّبَّادَى ( كرُمَّان وحُوَّارَى : نَبْتٌ ) سُهْلِيٌّ ، له وَرَقٌ عِراضٌ وسِنْفَةٌ ، وقد يَنبُت في الجَلَدِ ، يأْكله النّاسُ ، وهو طَيِّبٌ . وقال أَبو حنيفة : له وَرَقٌ صغيرٌ منْقبِضٌ غبْرٌ مثْل وَرَقِ المَرْزَنْجُوش ، تَنفرِش أَفنانُه قال : وقال أَبو زيد : الزُّبَّاد من الأَحرار ، كالزَّبَادِ ، كسَحاب .
( وزُبَّادُ اللَّبَنِ ) ، كرُمَّان : ( ما لَا خيْرَ فيه ) .
وقالوا في مَوضع الشِّدَّة ( اخُتلط الخاثِرُ بالزُّبَّادِ ) أَي اختلطَ الخَيرُ بالشَّرّ ، والجَيِّدُ بالرديءِ ، والصّالجُ بالطالِحِ ، وذالك إِذا ارتَجَنَ يُضرب مَثلاً لاختلاطِ الحقِّ بالباطلِ .
( و ) مُزبِّدٌ ، ( كمُحَدِّثٍ : اسم ) رَجلٍ صاحِب النّوادرِ ، وضبطه عبدُ الغنيّ وابن ماكولا : كمعظَّم ، وكذا وُجِدَ بخطّ الشَّرف الدِّمياطيّ وقال : إِنه وَجَدَه بخطِّ الوزير المغربيّ . قال الحافظ : ووُجِدَ بخطّ الذَّهَبِيّ ساكن الزّاي مكسور الموحّدة .
( و ) زُبَيْد ( كزُبَيْرٍ ، ابن الحارِثِ ) أَبو عبد الرَّحمان اليامِيّ ، نِسْبَة إِلى يَامٍ القبِيلةِ ، مات سنة 126 م ( وليس في الصَّحِيحَيْنِ غَيرُهُ ) .
وفي أَسماءِ رِجالِ الصَّحيحَيْن للبراويّ : وليس في الصَّحيح زُبَيْدٌ غيره .
( و ) زُبَيْد ( بَطْنٌ من مَذْحِجٍ ) . وهو مُنبِّه الأَكبر بن صَعْب بن سَعْد العَشيرةِ بن مالِك ، وهو جِمَاع مَذْحِج . وزُبَيْد الأَصغرُ هو مُنبّه بن رَبِيعة بن سَلَمَة بن مازِن بن رَبيعة بن زُبَيْد الأَكبرِ . قال ابن دُريد : زُبَيْد تصغيرُ زَبْد وهو العَطِيّة . وهم ( رَهْط عَمْرِو بن مَعْدِ يكرِبَ ) بن عبدِ الله بن عَمْرِو بن عُصْمِ بن عَمْرِو بن زُبَيْد الأَصغر ،
____________________

(8/133)


كُنْيَته أَبو ثَوْر ، قَدِم في وفْد زُبَيْد وأَسلَمَ سنةَ تِسْع ، وشَهِدَ الفُتوحَ ، وقُتِل بالقادسيَّةِ ، وقيل بنَهَاوَنْدَ ، رضي الله عنه .
( منهم : مُحَمَّدُ بن الوَلِيدِ ) بن عامر الزُّبَيْدِيّ القاضي أَبو الهُذيْل الحِمْصِيّ ( صاحِبُ ) محمّد بن شِهَاب ( الزَّهْريِّ ) قال أَحمد بن عوف : هو من ثِقاتِ المسلمين ، مات سنة 148 ه عن سبعين سنةً .
( ومَحْمِيَّة بنُ جَزْء ) بن عبد يَغوث بن جريج بن عَمرو بن زُبيد الأَصغر . قال الكلبيّ : حَليفُ بنِي جُمَحَ ، وقيل بني سَهْمٍ . قال أَبو عمرو : هو عمّ عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ ، قَدِيم الإِسلامِ من مهاجرة الحَبشة .
( ومحمد بن الحُسَيْن ) الأَندلسيّ صاحب القاليّ ( وابناهُ اللُّغَوِيُّونَ ) وفي نسخة الزُّبَيْدِيُّون ومنهم محمد بن عبيد الله بن مَذْحج بن محمد بن عبد الله بن بشر الزُّبيْدي الإِشبيليّ اللغويّ نزيل قرطبة .
( و ) زَبِيدٌ ، ( كأَمِير : د ، باليمن ) مشهور ، اختَطّه محمد بن زياد مولى المهديّ في زمن الرّشيد العَبّاسيّ إِذ بعَثَه إِلى اليمن فاختار هذه البُقْعَةَ ، واختَطَّ بها هاذه المدينَةَ المباركةَ ، وَسَّورَها ، وجعلَ لها أَبواباً ثم مات سنة 245 ه . ثم خلَفَه ابنُه إبراهِيمُ بن زِيادٍ ، واستَمرّ إِلى سنة 289 ه . وخلَفَه ابنُه زِيَادُ بن إِبراهِيمَ ، ثم أَخوه إِسحاق ومات سنة 391 ه . ثم ابنُه زياد وهو طِفْل فوزَّرَ له حُسين بن سَلامة ، وهو بانِي السُّورِ ، ثم أَدار عليها سُوراً ثانياً الوزيرُ أَبو منصور الفاتكيّ ، ثم أَدار عليها سُوراً ثالثاً سيفُ الإِسلام طغتكين بن أيّوب في سنة 589 ه وهو الذي ركَّبَ على السور أَربعةَ أَبواب . قال ابن المُجَاوِر : عَددتُ أَبراجَ مَدينة زَبِيدَ فوجدتُهَا مائةَ
____________________

(8/134)


بُرْجٍ وسَبْعَةَ أَبراجٍ ، بين كلّ بُرْجٍ وبُرْج ثمانون ذراعاً . قال ويَدخل في كلّ بُرْج عشرون ذِراعاً ، فيكون دور البلد عشرة آلاف ذراعٍ وتِسْعَمائةُ ذِراعٍ . وقد تكفّلَ بتفصيل أَخبارها ابنُ سمرة الجنديّ في ( تاريخ اليمن ) وكذا صاحب المفيد في تَاريخ زَبِيد . ( منه موسَى بنُ طارِقٍ ) أَبو قُرَّةَ قاضي زَبِيدَ ، روى عن إِسحاقَ بن راهَوَيه ، وابنِ جُرَيج ، والثَّوْرِيّ . ( ومحمدُ بن يُوسُف ) كُنْيَتُه أَبو حَمَّةَ ، رَوَى عن موسى بن طارق وغيرِه . ( و ) تلميذُه : ( محمَّد بن شُعَيْب ) بن الحَجّاج شيخ للطَّبرانيّ : ( المُحدِّثون ) .
وقد بَقِيَ عليه من نُسِبَ ، إِلى زَبيد : موسى بن عيسى شيخٌ للطبرانيّ ، وقد وَهِمَ فيه ابن ماكولا فسمّاه مُحمَّداً ، نَبَّه على ذلك ابنُ نقطةَ . ومحمّد بن يحيَى بن مهرانَ شيخُ مُسْلم ، ذكرَ ابنُ طاهر أَنه من زبِيدِ اليمنِ . ومحمّد بن يحيى بن عليّ بن المسلم الزَّبِيديّ الزاهد ، نزيلُ بغدادَ ، وأَولاده إِسماعيلُ وعمرُ ومباركٌ ، حَدّثوا . والحسن والحسين ابنا المبارك الزَّبِيديّ ، سمعَا من أَبي الوَقت صحيحَ البخاريّ ، واتصل عنه بالعُلّو بالديار المصرية والشاميّة من طريقِ الحسين ، وابن أَخيهما عبد العزيز بن يحيَى بن المبارك الزَّبِيدي ، سمعَ منه منصورٌ وذكرَه في الذّيل وأَبوه يحيى سمعَ أَبا الفُتوح الطائيّ ، وأَخواه أَحمد ومحمد ابنَا يحيى ، وإِسماعيل ابن محمّد ، وإِبراهيم بن أَحمد بن محمد بن يحيى ، حدّثوا كلّهم . وأَحمد وإِسماعيل بنا عبد الرحمان بن إِسماعيلَ الزَّبِيديّ ، سمعَا إِسماعِيلَ بنَ الحَسن بن المبارك الزَّبِيديّ ، ذَكَرَه أَبو العلا الفَرَضيّ . وأَبو بكر بن المضرب الزَّبِيديّ ، انتشر عنه مذهب الشافعي باليمن على رأْس الأَربعمائة . والحسن بن محمد بن أَبي عَقَامة الزَّبِيديّ قاضي اليمن زمن الصُّليحيّ ، وابن أَخيه أَبو الفتوح بن عبد الله بن أَبي عَقَامة أَوْحَدُ عَصرِهِ ، نقلَ عنه صاحبُ البيان . وآل بيته وهم أَجلُّ بيتٍ بِزَبيد
____________________

(8/135)


وعبد الله بن عيسى بن أَيمنَ الهرميّ من جِلَّة فقهاءِ زَبِيدَ ، كان يحفظ ( المهذب ) وعلي بن القاسم بن العليف الحكميّ الزَّبِيديّ صاحب ( مشكلات المهذب ) ، يقال خَرجَ من تلامذته ستّون مدرساً ، توفي سنة 640 ه ، وتلميذه محمد بن أَبي بكر الزَّوقريّ الحطّاب الزَّبيديّ ، وأَبو الخير بن منصور بن أَبي الخير الشَّماخ الزَّبِيدِيّ السَّعْدِيّ ، سمعَ من ابن الجُمّيزيّ ، وكان حَسن الضَّبْط توفي سنة 680 ه . وابنه أَحمد سمع عليه الملك المؤيد داوود ، سننَ أَبي داوود وتُوفِّيَ سنة 729 ه كذا في ( التبصير ) للحافظ .
( وزَيْبُدانُ كفَيْعُلَان ، بضمّ العين ع ) ، قال القرافيّ : في قوله بضمّ العين غِنًى عن قوله كفَيْعُلان ، لأَن الباءَ عَيْن الكلمة .
( و ) زَبَادٌ ( كسَحاب : طِيبٌ م ) مفرد يَتوَلَّد من السِّنَّورِ الآتي ذِكْرُه ( وغَلِطَ الفقهاءُ واللّغوِيُّون في قولهم : الزَّبَاد دَابَّة يُحْلَب منها الطِّيب ) ، قال القَرافيّ : ولك أَن تقول إِما سَمَّوا الدَّابّة ، باسم ما يَحْصل منها ومثْلُ ذالك لا يُعَدّ غَلَطاً ، وإِنمَا هو مَجَاز ، علاقَتُه المجاورةُ ، كما في قوله تعالى : { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً } ( عبس : 27 ، 28 ) انتهى .
قلت : وقد وقع التعبير بهاذا في كلام الثِّقَات ، كالزمخشريّ وأَضرابِه من أَئمّة اللِّسَان ، وقال ابنُ أَبي الحَدِيد في ( شرح نهج البلاغَة ) : قال الزَّمَخْشَرِيّ الزَّبَادُ : هِرَّةٌ . ويقال للزَّيْلَع ، وهم الّذين يَحْلبون الزَّبَاد : يا زَيْلَع : يا زَيْلَع ، الزَّبَادَةُ ماتتْ . فيغْضَب ( وإِنّمَا الدَّابَّةُ : السِّنَّوْرُ ) أَي البَرِّيّ ، وهو كالأَهليّ ، لاكنه أَطولُ منه وأَكبرُ جُثةً ، وَوَبَرُه أَمْيَلُ إِلى السَّواد ، ويُجْلَبُ من بلاد الهِند والحَبشة . وفي كتاب ( طبائع الحيوان ) : ومن السَّنانير ما يقال له الزَّبَادَةُ .
( والزَّبَادُ : الطِّيبُ وهو رَشْحٌ ) شَبِيهٌ بالوَسَخ الأَسودِ اللَّزِجِ ( يَجْتَمعُ تَحْتَ ذَنَبِها على المَخْرَجِ ) ، وفي باطِنِ أَفخاذِهَا أَيضاً . كما في ( عين الحياة )
____________________

(8/136)


للدّمامينيّ ( فَتُمْسَكُ الدَّابّةُ وتُمْنَعُ الاضْطِرَابَ ويُسْلَبُ ذالك الوَسَخُ المُجْتَمِعُ هُنَاكَ بِلِيطَةٍ ) أَو مِلْعَقَة ، وهو الأَكثر ( أَو خِرْقَة ) أَو دِرْهَم رقيق ، وقد نَظرَ القَرَافيُّ في قوله ( على المخرج ) بقوله : إِذ لو كان كذالك لكان مُتنجِّساً . وفي كتاب طبائع الحيوان : وإِذا تُفُقِّدَتْ أرفاغُه ومغابِنُه وخَواصِرُه وُجِدَ فيها رُطُوبةٌ تُحَكُّ منها فتكون لها رائحةُ المِسْكِ الذَّكِيّ ، وهو عَزِيزُ الوُجُودِ .
وفي اللسان : الزَّبَاد مِثْلُ السِّنَّور الصغيرِ ، يُجلَب من نواجِي الهندِ ، وقد يأْنس فيُقْتَنى ويُحتَلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد يَظْهَر على حَلَمَته بالعصْر ، مثْل ما يَظهر على أُنوفِ الغِلْمَان المراهِقين ، فيَجْتَمع وله رائحةٌ طَيِّبة ، وهو يَقَعُ في الطِّيب . كلّ ذالك عن أَبي حنيفَةَ .
( وزَبَادُ : د ، بالمَغْرِب ) ، منه مالك بن خَيْر الإِسكندرانيّ ، قاله أَبو حاتم بن حِبَّان .
( و ) زَبَادُ ( بنُ كَعْبٍ ) جاهليٌّ . وقال عبد الغنيّ بن سعيدٍ : زَبَادٌ : بطْن من وَلدِ كَعْبِ بن حجر بن الأَسود بن الكَلَاعِ ، منهم خالدُ بن عبد الله الزَّبَادِيّ .
( و ) زَبَاد ( بِنْتُ بِسْطَامِ بْنِ قَيْس ) ، وهي امرأَةُ الوَليدِ بن عبدِ الملك التي قال فيها الشاعر :
لَعَمْرُ بَنِي شَيْبَانَ إِذ يُنْكِحُونَه
زَبَادَ لقد ما قَصَّروا بِزَبَاد
ذكره المبرّد في ( الكامل ) .
( ومُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ زَبَادٍ ) المَذَارِيّ ، عن عَمْرِو بن عاصم ( أَو زَبْدَاءَ . والثاني أَشْهَرُ ) ، وهاكذا ذَكره الحافظ في ( التبصير ) ، نقلاً عن أَبي بكرِ بنِ خُزيمةَ . وأَحمد بن يحيَى التُّسْتَرِيّ وآخَرينَ ، وقد وقع في مُسنَد البَزَّار : حدَّثنا محمّد بن زَبَادٍ عن عَمْرو بن عاصمٍ .
____________________

(8/137)



( وأَبو الزُّبْدِ ، بالضّمّ : مُحَمّد بن المُبَارَكِ ) بن أَبي الخَير ( العامِرِيُّ ) ، هاكذا ضبطَه الحافظ في ( التبصير ) والصاغانيُّ .
( وَتَزَبَّدَه ابْتَلَعَهُ ) ابتلاعَ الزُّبْدةِ ، كقولِهِم : ( حَذَّهَا حَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَةَ ) ( أَو ) تَزَبَّده : ( أَخَذ صَفْوَتَهُ ) ، وكلّ ما أُخِذَ خالِصُه فقد تُزُبِّد ، وإِذا أَخَذَ الرَّجلُ صَفْوَ الشيْءِ قيل تَزَبَّدَه .
( و ) عن أبي عَمْرو : تَزَبَّدَ فُلانٌ ( اليَمِينَ ) فهو مُتَزبِّد ، إِذَا حَلَفَ بها و ( أَسرعَ إِليها ) ، وأَنشد :
تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعْلَم أَنَّه
هو الكاذِبُ الآتِي الأُمُورَ البَجَارِيَا
الحَذَّاءُ : اليمينُ المُنْكَرةُ .
( و ) الزَّبِدُ ( كَكَتِف ) اسم ( فَرَس الحَوْفَزَانِ ) بن شَرِيكٍ . واسم الحَوْفَزَانِ : الحارث . والزَّعْفَرَان أَيضاً له . وهو الزَّعْفَرَان بن الزَّبِدِ .
( وزُبْدَة بنت الحارِثِ ، بالضّمّ ) أُمّ عليَ أُخت بِشْر الحافِي قُدِّس سِرُّه .
( والحَسَن بنْ مُحَمّد بن زُبْدَة ) ، بالضّمّ : ( مُحَدِّث ) كُنيته أَبو عليّ القَيرَوانيّ ، عن عليّ بن مُنِير الخَلَّال .
( وزَبْدُ بنُ سِنَانٍ ، بالفتح ) فالسكون ، وقال الحافظ : ومنهم من ضَبطَه بالتحتية .
( و ) زَبَدٌ ( بالتحريك ) : اسم ( أُمّ وَلَدِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ ) ، رضي الله عنه .
( وزُبَيْدَةُ ) ، مصغّراً ، لَقَبُ ( امرأَة الرَّشِيدِ ) الخليفةِ العباسِيّ ، لنَعْمَةٍ كانت في بَدَنِهَا ، وهي ( بِنْتُ جَعْفَر بنِ المَنْصُورِ ) وأُمُّ الأَمِينِ محمَّدِ بن هارونَ .
وزُبَيْدةُ بنت إِسماعيلَ بنِ الحسنِ البغدادِيّة ، أَجازَ لها أَبو الوَقْت ، تُوفِّيَتْ سنة 628 ه .
( والزُّبَيْدِيَّةُ ) ، بالضَّمِّ : ( بِرْكَةُ ) ماءٍ ( بطرِيقِ مَكَّةَ ) المَشرَّفة ، ( قُرْبَ ) المُغيثَة .
____________________

(8/138)



( و ) الزُّبَيْدِيّة : ( ة ، بالجِبَال ، و ) أُخرَى ( بوَاسِطَ . و ) هي أَيضاً ( مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ وأُخْرَى أَسْفَلَ مِنْهَا ) ، نِسْبَةُ كلَ منها إِلى زُبَيْدَةَ المذكورة 2 .
ومما يستدرك عليه :
من الأَمثال : ( قد صَرَّحَ المَحْضُ عن الزَّبَدِ ) في الصِّدْق يحصُل بعد الخَبَرِ المظنون .
ويقال : ( ارْتَجَنَت الزُّبْدةُ ) إِذا اختلَطَتْ باللَّبن ، فلم تَخلُصْ منه . يُضْرَب في الأَمرِ المُشْكل لا يُهتَدَى لإِصلاحه .
وتَزَبَّدَ الإِنسانُ ، إِذا غَضِبَ وظَهَر على صِمَاغَيْه زَبَدَتانِ .
وأَزْبَدَ الشَّرابُ .
ومن المجاز : زَبَّدَت المرأَةُ القُطْنَ : نَفَشَتْه وَجوَّدَتْه حتّى يَصْلُح لأَن تَغْزِلَهُ والتَّزْبِيد : التنفيش . وكان لقاؤُك زُبْدَةَ العُمُرِ .
وزَبَّدتُه ضَرْبَةً أَو رَمْيَةً ؛ عجَّلتُهَا له ، كَأَنّى أَطعَمْتُه بها زُبْدةً وفلانٌ يُزَابِدُ فُلاناً : يُقَارِضُه الكلامَ ويوازِرُه به . وأَزْبدَ ( الشيءُ ) اشتدَّ بَيَاضُه ، وأَبيضُ مُزْبِدٌ ، نَحْو يَقَقٍ ، وكلُّ ذالك مَجَاز .
وزَبِيدُ ، كأَمير : قَرْيَةٌ من بلاد أَفريقيَّة بساحلِ المَهْدِيَّة . وزُبْدَان ، كعُثْمَانَ : مَنزِلٌ بينَ بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ ، والزَّبْدَانِيّ ، بفتح فسكون : نَهْرٌ من أَنهار دِمَشْقَ .
وأَبو طالبٍ يحيَى بن سعيدِ بنِ زَبَادَةَ ، كسَحابَةَ : شيخُ الإِنشاءِ ، مات سنة 594 ه . > < > وهِبَةُ اللّهِ بن محمّد بن جَرِير الزَّبَدَانِيّ ، محرَّكَةً ، روَى عن ابن مُلاعبٍ حُضوراً .
وهِبَةُ اللّهِ بن محمّد بن جَرِير الزَّبَدَانِيّ ، محرَّكَةً ، روَى عن ابن مُلاعبٍ حُضوراً .
وإِبراهِيمُ بنُ عبد الله بن العَلَاءِ بن زَيْدٍ الزَّبيديّ ، بفتح فسكون : محدِّث .
والمنسوب إِلى الزُّبْد المأْكول : الشَّمْسُ عليُّ بنُ سُلَيْمَانَ بن الزُّبْدِيّ
____________________

(8/139)


البغداديّ ، سَمعَ من عبد الصّمد بن أَبي الجَيش . وتُوفِّيَ سنة 666 ه .
والأَنجب بن أَبي مَنصورٍ الزُّبْديّ ، روَى عن أَبي الحُسَينِ بنِ يوسفَ .
وأَمينُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عليّ بن يُوسفَ الزُّبْديّ ، رَوَى عنه قُطْبُ الدِّينِ الحَلبيّ .
والزِّبْدِيَّة ، بالكسر : صَحْفةٌ من خَزَف ، والجمع . الزَّبادِيُّ .
زبرجد : ( الزَّبَرْجَدُ ) والزَّبَرْدَجُ : ( جَوْهَرٌ ، م ) ، أَي معروف ، وهو من أَنواع الزُّمُرّد ، ( ولُقِّب به قَيْسُ بنُ حَسّان ) بنِ عمرِو بن مَرْثَدٍ ، ( لِكَمَالِهِ ) وأَنشدوا :
تَأْوِي إِلى مِثْلِ الغَزَاله الأَغْيَدِ
خُمْصَانةٌ كالرَّشَإِ المُقلَّدِ
دُرًّا مَعَ اليَاقُوتِ والزَبَرْجَدِ
زرد : ( زَرِدَ اللَّقْمةَ ، كَسمِعَ : بَلِعها ) ، زَرَداً ، محرَّكةً ( كازْدرَدَها ) ازْدِرَاداً : ابتَلَعَها ، وَتَزَرَّدَها ، كما في الأَساس . وزَرَدَهَ ، كَكَتَب ، زَرْداً ، بفتح فسكون ، وزَرَدَاناً ، محرّكةً ، نقلَه ابنُ دُرَيد في الجَمْهَرة ، وابن سيده في المحكم ، وابن القَطّاع في الأَفعال ، وغيرُ واحد . وإِن أَنكره ثعلبٌ ونسبَه شُرَّاحُه إِلى العامة وقالوا : ازْدَارَها بمعنى ازْدَرَد ، وهي أَغْرَبُها ، حكاها أَبو عُمرَ المَطَرّز .
وقال أَبو عبيد : سَرَطْت الطَّعَامَ زَرَدْتُه وازْدَرَدْته ازْدِراداً .
( والمَزْرَدُ ) بالفتح : ( الحَلْق ) والبُلْعُوم .
( و ) المِزْردُ والزِّرَاد ( كمِنْبَر وكِتَاب خَيْطٌ يُخْنَقُ به البَعِيرُ لئلَّا يَدْسَعَ ) ، أَي يَدْفَع ( بِجِرَّتِهِ ) هو بالكسْر ما يَفيض به البَعِير فيأْكله ثانيةً ( فَيَمْلأَ راكِبَه .
( و ) المُزَرِّد بن ضِرَارٍ ( كمُحَدِّث : لقبُ أَخِي الشَّمَّاحِ ) الشاعِرِ .
( و ) زَرَدَه ( كنَصَرَه ) وضَرَبَه يَزْرُدُه ويَزْرِده زَرْداً : ( خَنَقَهُ ) فهو مَزْرُودٌ : مخنوقٌ .
وفي الأَساس : زَرَدَ حَلْقَه : عَصَرَه ،
____________________

(8/140)


وهو زَرَّادٌ نَّاقٌ ، ومنه قيل للهَنِ الضَّيق زَرَدَانٌ ، كأَنه يَخْنُق صاحِبَه .
( و ) زَردَ ( الدِّرْعَ : سَرَدَهَا ) ، وقيل الزاي في ذالك كلِّه بَدلٌ من السين ، والزَّرْد مثل السَّرْد ، وهو تَدَاخلُ حَلَقِ الدِّرع ، بعْضِها في بعْض .
( وزَرْدُ ) ، بفتح فسكون : ) ، ة بِأَسْفِراينَ ) منها : أَبو عمرو أَحمدُ بن محمّد بن عبد الله ، اللُّغَوِيّ الأَديب العلَّامَة ، سمعَ منه الحاكمُ ، تُوفِّيَ سنة 338 ه .
( وزَرْدَةُ : قَلْعَةٌ ) حَصينَةٌ ( بدَرِتَنْكَ ) بفتح الدّال المهملة ، وكسر الرّاءِ ، وفتح المثناة الفوقيّة ، وسكون النُّون ، والكاف . هاكذا أَورده الصاغانيُّ .
( و ) زَرْدَةُ : ( حَبَلٌ بشِيرَازَ ) ، كأَنْه لِصُفْرَةِ لَوْنه ، فإِن زَرْد بالفَارسيّة هو اللَّوْنُ الأَصفَرُ .
( و ) الزَّرِدُ ، ( ككَتِفٍ : السَّرِيعُ الابتلاعِ ) .
وفي التكملة : الازْدرادِ ، ومنه الرَّجز الذي يُعْزَى إِلى الضَّبِّ :
أَصبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا
إِلَا عَرَاداً عَرِدَا
وصِلِّيَاناً زَرِدَا
والّذي في نوادِرِ الأَعرَاب : طَعَامٌ ذَمِطٌ ) وزَرِدٌ ، أَي لَيِّنٌ ، سريعُ الانخدارِ .
( والزَّرَدَانُ ، مُحَرَّكةً : الحِرُ ) ، قال بعضُهم : سُمِّيَ به ( لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيُورَ ) ، أَي يَسْتَرِطها ، وقالت جِلْفَة ، من نساءِ العَرب :
إِنّ هَنِي لزَرَدَانٌ مُعْتَدِلْ
____________________

(8/141)



( أَو لأَنّه يَزْرُدُهَا ) كينصُر ، أَي يَخْنُقها ، أَي الأُيُورَ ( لِضِيقِه ) ، نقله الصاغانيُّ .
ولَبِسُوا الزَّرْدَ ، بفتح فسُكُون ، تَسْمِيَة بالمصدر ، ( والزَّرَد ، محرَّكَةً : الدِّرْع المَزْرُودَة ) فَعَلٌ بمعنى مفعول وجَمْعُ الزَّرَدِ : زُرُودٌ ، ( والزَّرَّادُ : صانِعُهَا ) ، كالسَّرَّادِ ، جَيِّدُ الزِّرَادةِ والسِّرادة .
( و ) الزِّرَاد ، ( ككِتَاب : المِخْنَقَةُ ) ، وقد تقدّم في كلامه قريباً ، فهو تَكرار .
( وزَرَنْدُ كَمَرَنْد : د ، م ) ، أَي معروف ن أَعيان مُدُنِها ، وهي بلْدَة قَديمةٌ ( بكِرْمانَ ) ، وفي ( الدرر الكامنة ) للحافظ ابن حجر أَنه من أَعمال الرَّيّ .
( و ) زَرَنْدُ : ( ة ) ، وفي ( المراصد ) : بُلَيْدةٌ ( بأَصفَهانَ ) ، بينها وبين سَاوَةَ ، ( منها ) أَبو عبد الله ( محمّدُ بنُ العَبّاسِ ) بنِ أَحمدَ بن محمّدِ بن خالدِ بن يَزيدَ الشِّيرَازي : ( النّحويُّ ) ، روَى عن أَبي الحسن أَحمدَ بن إِبراهيمَ بن أَحمدَ العَبْقسيّ ، وأَبي الحسن الخَرْكُوشيّ وعنه أَبو محمّد عبد العزيز بن محمّد النَّخْشبيّ .
( و ) زَرَنْد : ( ع قرب المدينة ) بل مَحَلّة من مَحَلَّاتها نُسِبَتْ إِلى الزَّرَنْديّ الأَنصاريّ المشهور ، لا أَنه من مواضِع العَرب القديمةِ ، كما صَرَّحَ به شيخُنَا . ( والزَّرَوَنْدُ : دَواءٌ ، م ) عند الأَطباءِ ( وهو نوعانِ : طَوِيلٌ ومُذَحْرَجٌ ) ، فالطّويل هو الذَّكَر ، والمُدَحرَجُ هو الأُنثَى ، وأَجودُهما الأَحمَرُ ، حارٌّ يابسٌ بقِسْمَيْه ، الأَوّلُ يُدِرُّ الحيْضَ ويُخْرِج الجَنِينَ ، وإِذا طُلِيَ به البَدَنُ مع الدُّهْن قَتلَ القَمْلَ . والثاني يَنفع القُرُوحَ الخَبِيثَةَ ، ويُنبِتُ اللَّحْمَ ، ويُقَوِّي السَّمْعَ ، ويَنفع من الصَّرع والوسْواس ، وتَفْصيلُه في ( المنهاج ) و ( التَّذْكرة ) .
ومما يستدرك عليه :
زَرَدَه : أَخَذَ عُنُقَه .
والزَرَدَانُ : الضيف وقد تقدَّم .
____________________

(8/142)



ومن سجعات الأَساس : قد تبَيَّن فيه الدَّرَدُ ، فأَطْعِمْهُ ما يُزْدَرَدُ . ودواءٌ صَعْبُ المُزْدَرَد .
ومن المجاز : أَخذ بمَزْرَدِه : ضَيَّق عليه ، كأَخذ بمُخَنَّقه .
وزرَّدَ عَيْنَه على صاحبه : غَضِبَ عليه وتَجَهَّمَه . ومعناه ضَيَّقَهَا عليه لا يَفْتَحُهَا حتّى يملأَها منه .
وظَنَّ فُلانٌ أَنِّي زُرْدَةٌ له ، أَي أُكْلةٌ . وتقول للحالِف : تَزَرَّدْهَا حَصَّاءَ ، وتَزَبَّدْها حَذَّاءَ .
وأَبو الطَّيِّب محمّد بن جعفر بن إِسحاقَ الزَّرَّاد ، محدِّث .
وأَبو بكر أَحمد بن محمّد بن سفيان بن أَبي الزَّرَدِ الزَّرَديّ ، إِلى جَدِّه ، محدِّث .
وزَرُودُ كصَبُور : اسم رَمْل ، مؤنَّث ، قال الكَلْحبَةُ اليَرْبُوعيُّ :
فقلْتُ لكأْس أَلْجِمِيها فإِنَّمَا
حَلَلْتُ الكَثيبَ من زَورُودَ لأَفْزَعا
وهو في الصّحاح .
وزرنباد : عُروق تُجْلَب من الصِّين تُشْبه السّعْد ، لاكنه أَعظمُ وأَقلُّ عِطْريَّةً ، وله خَواصُّ مذكورة في كتب لطِّبّ .
ومما يستدرك عليه :
زعد : ( الزَّعْدُ ) ، وهو الفَدْ الغَبيّ . كذا في اللسان . ويروى بالغين .
زغد : ( زَغَدَ البَعيرُ ، كمنَعَ ) يَزْغَد زَغْداً : ( هَدَرَ ) هَديراً كأَنّه يَعْصِره أَو يَقْلَعه ، والزَّغْد : الهَدير ، وهو الزّغَادِبُ والزَّغْدَبُ . وقيل الزَّغْد من الهَدير : الَّذي لا يَكاد يَنقطع . وقيل : زَغَدَ زَغْداً : هَدَرَ ( شديداً ) ، وقيل الزَّغْد : ما رُدِّدَ في الغَلْصَمة .
وقال الأَصمعيُّ : إِذا أَفصح الفحْلُ بالهَدير ، قيل : هَدَرَ يَهْدِرُ هَديراً ،
____________________

(8/143)


فإِذا جَعَل يَهدِر هَديراً كأَنّه يَعْصِرُهُ قيل : زَغَدَ يَزْغَد زَغْداً ، وقَول العَجَّاج :
يَمُدُّ زأْراً وهَديراً زَغْدَبَا
قال ابن سيده : ذهَب أَحمد بن يحيى إِلى أَن الباءَ فيه زائدةٌ ، وذالك أَنه لمّا رآهم يقولون هَديرٌ زَغْدٌ وزَغْدَبٌ اعتقدَ زيادَةَ الباءِ في زغْدَب .
قال ابن جنّى : وهاذا تعَجرُفٌ منه ، وسوءُ اعتقاد . ويَلزم من هاذا أَن تكون الراءُ في سِبطْر ودِمَثرٍ زائدة ، لقولهم سَبِط ودَمِث قال : وسَبيلُ ما كانت هاذه حاله أَلَّا يُحفَل به .
( و ) زَغَدع ( سِقَاءَهُ ) يَزْغُدُه زَغْداً : ( عَصَرَهُ حتّى يَخْرُج الزُّبْدُ من فَمه ) وقد تَضايَق به ، وكذالك العُكّة ، ( وذلك الزُّبْدُ زَغِيدٌ ) ، ويقال للزُّبْدة : الزَّغِيدةُ والنَّهِيدةُ ، ويقال : زَغَدَ الزُبْدَ ، إِذ عَلا فَمَ السِّقاءِ فعَصَرَه حتّى يَخرج . ( و ) زَغَد ( فُلاناً : عَصَرَ حَلْقَهُ ) ، كزرَدَه .
( و ) من المجاز : زَغَدَه ( بالكلام : حَرَّشَهُ ) .
( و ) يقال ( نَهرٌ زَغَّادٌ ) ، ككَتَّان ، أَي ( زَخَّارٌ كَثِيرُ الماءِ ) ، وقد زَغَدَ وزخَرَ وزَغَرَ ، بمعنًى واحد . قال أَبو الصَّخْر :
كأَنَّ مَنْ حَلَّ في أَعْياصِ دَوْحَتهِ
إِذا تَوالَجَ في أَعْيَاصِ آسادِ
إِنْ خَافَ ثَمَّ رَوَايَاه علَى فَلَج
من فَضْلِهِ صَخِبٍ الآذِيِّ زَغَّاد
( وأَزْغَدَه : أَرضَعَهُ ) .
( و ) من المجاز : ( المُزْغَئِدُّ : الغَضْبَانُ ) كأَنّه نَهر يَتدفَّقُ .
( والزَّغَدُ ) ، محرّكةً : ( العَيْشُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ : وفي بعضها والرَّغِدُ العَيْشِ ، بالإِضافة والراءِ ، أَي المُزْغَئِدُّ هو الرجلُ الرَّغِدُ العَيْشِ ، أَي واسِعُه . وهو الصَّواب .
وفي التكملة : والمُزْغَئِدّ من النَّعْمَةِ : الرَّغيدُ .
____________________

(8/144)



ومما يستدرك عليه :
هَدِيرٌ زَغَّاد . وتَزَغَّدَت الشِّقُشقَةُ في الفَمِ : ملأَته . وقيل ذَهَبَتْ وجاءَتْ . والاسم الزَّغد .
وفي التهذيب : الزَّغْد : تَزَغُّد الشِّقْشِقة ، وهو الزَّغْدَبُ . ورجل زَغْدٌ : فَدْمٌ غَبِيٌّ .
زغبد : ( الزَّغْبَدُ ) ، كجعفر ، أَهمله الجوهريّ . وقال اللَّيْثُ هو : ( الزُّبْدُ ) . وفي التهذيب وأَنشد أَبو حاتم :
صَبَّحُونا بزَغْبَدٍ وحَتِيَ
بَعْدَ طِرْمٍ وتَامِكٍ وثُمَاله
زغرد : ( الزَّغْرَدَةُ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابن دُرَيْد : ( هَدِيرٌ للإِبِل يُرَدِّدُه ) الفَحْلُ ( في جَوْفِهِ ) ، وفي اللسان : في حَلْقِهِ .
قلت : ومنه زَغْرَدَةُ النِّسَاءِ عند الأَفراحِ ، وقد استَخْرَج لها بعضُ العلماءِ أَصلاً مِنَ السُّنَّة .
زفد : ( زَفَدَهُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وفي نوادر الأَعراب : إِذا ( مَلأَه ) ، كذلك زَكَتَهُ . ( و ) زَفَدَ ( فلانٌ فَرَسَهُ شَعيراً أَكثَرَ عَلَيْه ) ، كذا في نوادر الأَعراب ، أَيضاً .
زمرد : ( الزُّمُرُّد ) ، بالضّمّ ، أَهمله الجوهريُّ وقال أَبو عَمْرٍ و ( فائت الجمهرة ) هو : ( الزُّمُرّد ) ، بالذال المعجمة ، قال : الدال والذال يتعاقبان . قال : ابن ماسويه : إِنه يَنْفَع من نَفْث الدَّم وإِسهاله ، إِذا عُلِّق على مَن به ذالك ، كذا في ( المنهاج ) .
( والزُّماوَرْدُ ) ، بالضم : دواءٌ معروفٌ ، سيُذْكَر ( في وَرَد ) فيما بعدُ ، إِن شاءَ اللّهُ تعالَى .
زند : ( الزَّنْدُ ) ، بالفتح : ( مَوْصِلُ طَرَف
____________________

(8/145)


الذِّراعِ في الكَفِّ ، وهما زَنْدَان ) : الكُوعُ ، والكُرْسوعُ ، فطَرف الزَّنْدِ الّذي يَلِي الإِبهامَ هو الكُوعُ ، وطَرفُ الزَّنْدِ الذي يلي الخِنْصَرَ كُرسوعٌ . والرُّسْغُ : مُجتَمع الزَّنْدَيْنِ ، ومن عنْدهما تُقطَع يدُ السارق .
وفي الأَساس : أَنَّ الزَّنْدَيْن بهاذا المعنى مَجَاز ، تشبيهاً بزَنْدَي القَدْح .
( و ) الزَّنْد : ( العُودُ الّذي يُقْدَحُ به النَّارُ ) ، وفي بعض الأُمَّهَات : يُستَقدَح ، وهو الأَعلَى ، ( والسُّفْلَى زَنْدةٌ ) ، بالهاءِ ، وفيها الفُرْضَةُ ، وهي الأُنثَى ، وإِذا : اجتماع قيل : زَنْدَانِ ، ( ولا يُقَال ، زَنْدَتَانِ ) .
قال شيخُنَا : لأَنها من التثنية الواردة على طَريقة التَّغْليب ، والمعروف فيه تَغليبُ المذكَّر على المؤنَّث لا العَكْسُ ، كما هو ظاهرٌ ( زِنَادٌ ) بالكسر قياساً ( وأَزْنُدٌ ) مثلُه في أَوزان القِلَّة ، كفَلْسِ وأَفْلُسٍ . ( و ) أَما ( أَزْنادٌ ) فشاذٌّ ولا نَظيرَ له ، إِلّا فَرْخٌ وأَفْرَاخٌ ، وحَمْل وأَحْمَال ، لا رابعَ لها كما قاله ابنُ هشام ؛ وزُنُودٌ ، وأَزانِدُ جَمْعُ الجَمْع ، قال أَبو ذُؤَيْب :
أَقبَّا الكُشُوح أَبْيضانِ كِلَلاهُما
كعَالِيَة الخَطِّيِّ وَارِي الأَزانِدِ
وقد زَنَدَ النَّارَ يَزْندِها قدَحَها ، وزَنَدُوا نارَ الحَرْبِ .
( وتقول لِمَنْ أَنْجَدَكَ وأَعانَك : وَرَتْ بِكَ زِنَادِي ) ، وهو مَجاز ، والزِّنَادُ كالزَّنْد ، عن كُرَاع . ( وإِنّه لَوَارِي الزَّنْدِ ) يُضْرَب في الكَرَمِ وغيرِه من الخِصَالِ المحمودةِ ( و ) الزَّنْد : ( شَجَرةٌ شَاكَةٌ . و ) الزَّنْدُ : ة ( ببخارَى ، منها أَبو بكر أَحمدُ بنُ محمّدِ بن حَمْدَانَ بنِ عازِمٍ ) ، هاكذا في النُّسخ ، والّذي في التبصير ) وغيره : أَبو بكرٍ محمَّدُ بن أَحمدُ بن حَمْدَانَ بن عازمٍ ، كتَبَ عنه أَبو عبد الله الحافظُ غُنْجار ، وجَدّه حَمدانُ رَوَى عن خَلف بن هِشام البَزَّارِ .
قلْت : هنا ذكَره ابنُ ماكولا ، وتَبِعَه الحافظ .
____________________

(8/146)



وأَما أَبو كامل البصيرُ البُخَاريُّ فإِنه ذَكَرَه في زَنْدَنة ، ( ومنه ثَوْب زَنْدَنِيجِيٌّ ) ، قيل : الصّوابُ أَنّ الثيابَ الزَّنْدَنِيجِيَّة إِنَّما تُنْسَبُ إِلى : زَنْدَنَة ، الآتي ذكرها ، كما صرّح به الصاغاني ، وغيرُ واحد من المؤرِّخين وأَهلِ الأَنساب .
( و ) الزَّنْد ( جَبَلٌ بنَجْد ) .
وزَنَدَنْة : ة أُخرى ببُخارَى . منها : أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ سعيدِ بن حاتم بن عَطِيَّةَ بنِ عبد الرَّحمان البُخَارِي ، الزَّنْدَنِيّ ، من المحدِّثين مات سنة 320 ه ، حدَّثَ عن عُبيد الله بن واصل . وأَحمد بن موسى بن حاتم الزَّنْدَنيّ ، عن سهْل بن حاتِم . والعلَّامة تاجُ الدّين محمّد بن محمّد الزَّنْدَنِيّ مُقرِيءُ ما وراءَ النَّهْرِ ، كَهْلٌ ، أُخذَ عَنْه أَبو العلاءِ الفَرَضِيّ وعظَّمه . وأَبو طاهر نُصَير بن عليّ بن إِبراهيمَ الزَّنْدنيّ ، عن أَبي عليَ الكشانيّ .
( وزَنْدَرُودُ ) ، بفتح الزاي وضمّ الراءِ : ( نَهر أَصْبَهَانَ ) ، وقد رُوِي بالذال المعجمة فِي آخِرِه ، وهو الصواب .
وقال ابن خلِّكانَ : وقولهم الزَّنْدَرُوذ نَهر كبيرٌ بباب أَصبَهان : هذه العبارةُ ليست جيِّدة ، فإِن الرُّوذ هو النّهْر بالفارسيّة . والظاهر أَنَّ الزَّندَ اسمُ قَرْيَة ، أُضيفت إِليه ، كقولهم : مَرْوُ الرُّوذِ .
وقد نُسِبَ إِلى الزَّنْدرُود يوسف بن محمّد ، ومَولِدُه سنة 206 ه .
( وزَنْدَوَرْد ) ، بفتْح الزاي والواو : ( د ، قُرْبَ واسِطَ ، خَرِبَ ) بِعِمَارة واسِطَ ، منه أَبو الحسن حَيْدرَةُ بن عَمْرٍ و ، عنه أَخذ البغداديّون مذْهَب دَاوود .
( وزَنْدَةُ : د ، بالرُّوم ) ، من فتوح أَبي عُبيْدَة رضي الله عنه .
( وزَنْدُ بنُ الجَوْنِ أَبو دُلَامَةَ الشاعرُ ) وفي بعض النسخ : حَزْن بدل الجَوْن .
( و ) زَنْدُ ( بن بَرَى بنِ أَعْرَاقِ
____________________

(8/147)


الثَّرَى ) ، في نسب عَدْنَانَ . وبَرَى : هاكذا هو بالموحّدة عندنا ، وفي بعضها : بالتحتيّة .
( و ) زَنَدَ ، ( بالتحريك : ع ) ، عن الصاغانيّ ، ( و ) الزَّنَد : ( الدُّرْجَة ) بالضّمّ ، وهي حَجَرٌ تُلَفُّ عليه خِرَقٌ و ( تُدَسُّ ) ويُحْشَى بها ( في حَياءِ النَّاقَة ) وفيه خَيْطٌ فإِذا أَخذَهَا لذالك كَرْبٌ جَرُّوه فأَخرَجُوه ، فتَظُنُ أَنها وَلَدَتْ ، وذالك ( إِذا ظُئِرَتْ على وَلَد غيرهَا ) ، فإِذا فُعِلَ ذالك بها عَطفَت ، كذا قالَه أَبو عُبَيْدةَ وغيره . وقد زَنَدَت زَنداً ، قال أُوس :
أَبَنِي لُبَيْنَى إِنّ أُمَّكُمُ
دَحَقَت فَخَرَّقَ ثَفْرَهَا الزَّنَدُ
وقال ابنُ شُمَيْل : زَنَدَت الناقَةُ إِذا كان في حَيَائِها قَرَنٌ ، فثَقَبُوا حَيَاءَهَا من كُلّ ناحِية ، ثمّ جَعلوا في تلك الثُّقُبِ سُيوراً ، وعَقَدوها عَقْداً شَديداً ، فذالك التَّزْنِيد .
( و ) المُزَنَّدُ ، ( كمُعَظَّم : البَخيلُ الضَّيِّقُ ) المُمْسِك لا يَبِضُّ بشْيءٍ .
( و ) المُزَنَّد أَيضاً : اللَّئيم ، وقيل هو ( الدَّعِيُّ ) في النَّسب .
( و ) المُزَنَّد : ( الثَّوبُ ) الضَّيِّقُ ( القليلُ العَرْضِ ) القَصِيف .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( زَنَّدَ ) الرّجلُ ( تَزنيداً ) إِذَ ( كَذَبَ ، و ) زَنَّدَ إِذا بَخِلَ ، وزَنَّد ، إِذا ) عاقَبَ فَوْقَ حَقِّه ) ، وفي الأُمّهات اللُّغَويةِ : فوقَ مالَهُ .
( و ) زَنَّدَ ( السِّقَاءَ ) تَزنيداً : ( مَلأَ ) ه ، ( كَزَنَدَ ) هُ زَنْداً . وكذالك الحَوْضُ والإِناءُ ، وملأَ .
( و ) زَنَّدَ تَزنيداً ( أَوْرَى زَنْدَه ) .
( وأَزْنَدَ ) الرَّجلُ : ( زاد ، و ) أَزْنَدَ ( في رَجعِه : رَجَع ) ، وفي التكملة . وفي وَجَعِه .
____________________

(8/148)



( و ) زَنِدَ الرجلُ ( كفَرِحَ : عَطِشَ ، و ) سألْته مسأَلةً ف ( تَزَنَّدَ ) ، إِذا ( ضَاقَ بالجَوَابِ ) ، أَي عَنْهُ ، وحَرِجَ صَدْرُه : ( و ) تَزَنَّدَ الرّجُلُ : ( غَضِبَ ) وتَحزَّقَ ، قال عَدِيٌّ :
إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ
وقُلْ مثْلَ ما قالُوا ولا تَتَزَنَّدِ
وقد رُوِيَ بالياءِ . وسيأْتي ذِكْرُه .
( و ) أَصلُ ( التَّزْنيد أَن تُخَلَّ أَشاعِرُ النَّاقَةِ بأَخِلَّة صغارٍ ، ثم تُشَدَّ بشَعرٍ ، وذالك إِذا انْدَحَقَتْ ) ، أَي اندَلَقَت ( رَحِمُهَا بعْدَ الوِلادَة ) ، عن ابن دُريد بالنون والباءِ .
( و ) عن أَبي عَمرو : ( ما يُزْنِدُكَ أَحدٌ عليه ) ، أَي على فَضْل زَيْد ، ( وما يُزَنِّدُك ) بالتشديد أَي ( ما يَزيدُكَ ) .
( وزَنْدِينَا ) ، بفتح الزّاي فسكون النُّون وكسْر الدال ، ثم ياءٍ تحتيّة ساكنة : ( لا بنَسَفَ ) ، منها الحاكم أبو الفوارس عبدُ الملك بن محمّد بن زَكَريّا بن يَحيَى النَّسَفيّ ، توفِّيَ سنة 495 ه .
( وزَنْدنُ ) كسَحْبان : ( لا بمالِينَ من أَعمال هَرَ ) .
( و ) زَنْدَنُ أَيضاً : ( ة بمَرْوَ ) ، ولم يُنسب إِليها أَحدٌ ونَاحيَة بالمَصِيصَة ) غَرَاهَا ابن أَبي سَرْح سنة إِحدَى وثلاثين .
ومما يستدرك عليه :
عطاءٌ مُزَنَّدٌ : قليلٌ ( مُضَيَّق ) .
وفلان زَنْد ، أَي مَتين .
ومَزَادةٌ مُزَنَّدَةٌ : دَقيقَةٌ في طُولٍ ، بينما تَرى فيها شيئاً إِذ لا شيْءَ فيها .
وزَنَّدَ على أَهْله ؛ شَدَّدَ عليهم .
وتَزنَّدَ فُلانٌ : ضاقَ صَدْرُهُ .
ورَجلٌ مُزَنَّدٌ : سَريعُ الغَضب .
وللفرس مَنْخَرٌ لم يُزَنَّد : لم يُضَيَّق حين خُلِقَ .
وأَبو الزِّنَاد : من أَتْبَاع التابعين .
والزِّنَاد اسمٌ .
____________________

(8/149)



والزَّنَد محرّكةً : المُسَنَّاة من خَشَبٍ وحِجَارة ، يُضَمُّ بعضُهَا إِلى بعضٍ ، وأَثبته الزَّخشريُّ بسكون النون ، وجعله مَجازاً ، ويروى بالراءِ والباءِ . وقد تقدَّم .
ومن المجاز : أَنا مُقْتَدِحٌ بزَنْدِك ، وكلُّ خَيْرٍ عندي من عنْدِك .
والزِّنْد ، بالكسر : كتابُ ماني المَجوسيّ ، والنِّسبة إِليه زِنْديٌّ وزِنْديقٌ .
ومما يستدرك عليه :
زنمرد : ( زنْمردة ) ، بفتح الزّاي والميم ، وبكسرهما ، وبكَسْر الميم مع فتح الزّاي ، ويقال : زِمَّرْدَة كعلَّكْدَة ، أَهمله الجماعةُ . وقال ابنُ بَرِّيّ ، وأَبو سَهْل الهَرَويُّ : هي المرأَة المُشبَّهة بالرِّجال ، وأَنشد الجوهريُّ لأَبي المغطش الحنفيّ ، في : ك د ش :
مُنيتُ بزَنْمَرْدَة كالعَصَا
أَلصَّ وأَخبثَ منكُنْدُش
فانظره في ك د ش .
زهد : ( زَهَدَ فيه ) وعَنْهُ ، ( كمَنَعَ ) ، وهو أَعلَى ، خلافاً لا قالَه شيخُنا ( وسَمِعَ ) : يَزْهَدُ ، فيهما . ( و ) زاد ثعلب : زَهْدَ ، مثل ( كَرُمَ ) ولا يُعبَأُ بما قَالَه شيخُنَا : أَنكَرها الجماهيرُ . وتكلَّف حتَّى جعلَه من نَقْل الفِعْل إِلى فَعُلَ لإِرادة المَدْح ، وكمال التوصيف ( زُهْداً ) بالضّمّ ، هو المشهور ، وزَهَداً ، الفتح عن سيبويه ، ( وزَهَادَةً ) كسَحَابة ، فهو زاهدٌ ، من قَوم زُهَّاد ، ( أَو هي ) أَي الزَّهادةُ : ( في الدُّنْيا ) .
( و ) لا يقال ( الزُّهْد ) إِلَّا ( في الدِّين ) خاصَّةً ، وهاذا التفصيل نقله أَئمَّةُ
____________________

(8/150)


اللُّغة عن الخليل ، ( ضدُّ رَغِبَ ) .
وفي المصباح : زَهَدَ فيه ، وعنه ، بمعنَى تَرَكَ وأَعرَض عنه .
وقال اللّهُ تعالى : { وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزهِدِينَ } ( يوسف : 20 ) .
قال ثعلبٌ : اشتَرَوْه على زُهْد فيه .
وفي حديث الزُّهْريّ ، وسُئلَ عن الزُّهْد في الدُّنْيَا فقال : ( هو أَلَّا يَغْلبَ الحَلَالُ شُكْرَه ولا الحَرَامُ صَبْرَه ) أَراد أَن يَعْجزَ ويَقْصُرَ شُكْرَه على ( ما رزقه الله من ) الحَلال ولا صَبْرَه عن تَرْك الحَرَام .
ونقل شيخُنَا عن بعض الأَئمّة : أَصْوَب ما قيل فيه أَنه : أَخْذُ أَقَلِّ الكِفَايَة ممّا تُيُقِّنَ حِلُّه ، وتَرْكُ الزائد على ذالك لله تعالى .
( و ) من المجاز : زَهَدَ النَّخْلَ ، ( كمَنَعَه ) يَزْهَدُه زَهْداً : ( حَزَرَهُ ، وخَرَصَهُ ، كأَزْهَدُه ) إِزهاداً . وهاذه عن الصاغانيّ ، وزهَّده تَزْهيداً .
( و ) من المجاز : مالَكَ تَمْنَعُ ( الزَّهَد ، محرّكةً : الزَّكاةَ ) ، حكاه أَبو سعيد عن مُبتَكرٍ البَدويّ ، قال أَبو سَعيد : وأَصلُه من القِلَّة لأَنّ زكاةَ المال أَقلُّ شيْءٍ فيه . وفي الأَساس : لأَن رُبْع العُشْر قليلٌ .
( والزَّهِيدُ ) كأَمير : الحقيرُ و ( والقَلِيلُ ) ، وعطاءٌ زَهِيدٌ : قليلٌ ورَجل زَهِيدٌ : قليلُ الخَيْر ، وهو مَجاز .
( و ) الزَّهِيد : ( الضَّيِّقُ الخُلُقِ ) من الرِّجالِ ، والأُنثَى زَهِيدةٌ ، قاله اللِّحْيَانيُّ ، ( كالزَّاهِدِ ) ، وفلان زاهدٌ زَهِيدٌ ، بَيِّنُ الزَّهادة والزُّهْد . أَنشد أَبو طَيْبة :
وتَسْأَلِي القَرْضَ لَئيماً زاهدَا
( و ) الزَّهيد : ( القليلُ الأَكلِ ) .
وفي التهذيب : رجَلٌ زَهِيدٌ ، وامرأَةٌ زَهيدَةٌ ، وهما القليلَا الطُّعْمِ ، وفيه في موضع آخَرَ : وامرأَةٌ زَهيدَةٌ : قليلةُ الأَكْل ، ورَغيبة : كَثيرةُ الأَكل ، ورَجلٌ زَهيدُ الأَكل .
____________________

(8/151)



ويُفهم من عبارة الأَساس أَن مصدرهُ : الزَّهادةُ والزُّهْدُ .
( و ) الزَّهيد : ( الوَادِي الضَّيِّقُ ) القَليلُ الأَخْذِ للماءِ ، وزَهيدُ الأَرْض : ضَيِّقُها ، لا يَخْرُج منها كثيرُ ماءٍ ، وجَمعه : زُهْدَنٌ .
وقال ابن شُمَيْل : الزَّهيد من الأَوْديَة : القليلُ الأَخْذِ للماءِ النَّزِلُ الذي يُسِيله الماءُ الهَيّن لو بالَتْ فيه عَنَاقٌ سالَ ، لأَنه قاعٌ صُلْبٌ ، وهو الحَشَادُ والنَّزِلُ .
( وازْدَهَدَهُ ) ، أَي العَطَاءَ : استَقَلَّه ، أَي ( عَدَّهُ قليلاً ) ، قال ابن السِّكّيت : فلان يَزْدَهِدُ عَطَاءَ مَنْ أَعطاه أَي يَعُدُّه زَهيداً قليلاً .
( والتَّزهيدُ ، فيه وعنه ، ضِدُّ التَّغريب ) ، وزَهَّدَه في الأَمر : رَغَّبَه .
( و ) من المجاز : التّزهيد : ( التَّبْخِيلُ ) ، والناس يُزَهِّدُونَهُ ويُبَخِّلُونَه ، قال عَديُّ بن زَيْد :
ولَلْبَخلةُ الأُولَى لمَن كانَ يَا خلاً
أَعفُّ ومَنْ يَبْخَلْ يُلَمْ أَو يُزَهَّدِ
أَي يُبَخَّل ، ويُنْسَب إِلى أَنه زَهيدٌ لَئيمٌ .
( وتَزَاهَدُوهُ ) ، في حَديث خالد : ( كَتَبَ إِلى عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ الناسَ قد انْدَفَعُوا في الخَمْر وتَزَاهَدُوا الحَدَّ ) أَي ) ، احْتَقَرُوهُ ) ورأَوه زَهيداً .
( وزاهدُ بنُ عبد الله ) بن الخَصِيب ، ( وأَبو الزّاهد المَوْصليُّ : مُحَدِّثانِ ) .
ومما يستدرك عليه :
المُزْهِدُ كمُحْسِن : القليلُ المالِ . وهو مُؤْمنٌ مُزْهِدٌ ، لأَن ما عنده من قلَّته يُزْهَدُ فيه ، قال الأَعشى ، يمدح قوماً بحُسْن مُجاورتهم جارَةً لهم :
فَلَنْ يَطْلُبوا سِرَّها للْغِنَى
ولنْ يَتْركوها لإِزهادهَا
يقول : لا يَتركُونها لإِزْهادِهَا ، أَي قِلَّةِ مالهَا .
وأَزْهَدَ الرَّجُلُ إِزهَاداً ، إِذا كان مُزْهِداً ، لا يُرْغَبُ في ماله لقِلَّته .
ورَجلٌ زَهيدٌ وزاهدٌ : لَئيمٌ مَزْهودٌ
____________________

(8/152)


فيما عنده . وأَنشد اللِّحْيَانيُّ :
يا دَبْلُ ما بِتُّ بلَيْلِي هاجدَا
ولا عَدَوْتُ الرَّكْعَتَيْن ساجدَا
مَخَافَةً أَن تُنْفذِي المَزَاوِدَا
وتَغْبِقي بَعْدِي غَبُوقاً بارداً
وتَسأَلي القَرْضَ لَئيماً زاهداً
ويقال : خُذْ زَهدَ ما يَكْفيك ، أَي قَدْرَ ما يَكْفيك ، وهو مَجازٌ .
وقال الأَزهَريُّ : رجل زَهيدُ العَيْنِ ، إِذا كَان يُقْنِعه القَليلُ ، ورَغِيبُ العَيْنِ ، إِذا كَان لا يُقْنِعُه إِلّا الكَثيرُ ، وهو مَجازٌ : وله عَينٌ زَهيدَةٌ وعينٌ رَغيبةٌ .
وزَهَادُ التِّلاع ، بالفتح : صِغَارها ، يقال : أَصابَنَا مَطرٌ أَسَالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ ، أَي الشِّعَاب الصِّغار من الوادِي .
واشتَهَر بالزّاهد ، المُحَدِّثُ الرحَّالُ أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ داوود بن سُليمانَ النَّيسابوريُّ ، تُوفِّي سنة 342 ه ومن المتأَخِّرين : أَبو العباس أَحمدُ بنُ سليمانَ القادِرِيّ بمصر ، صاحب الكَرامات .
زود : ( *!الزَّوْدُ : تَأْسيسُ *!الزَّادِ ) *!والزَّادُ طَعامُ السَّفَر والحَضَر جَميعاً ، والجمع : *!أَزوادٌ *!وأَزْوِدَةٌ ، الأَخيرةُ على غير قياس .
وقد جاءَ في الحديث .
( و ) *!المِزْوَد ، ( كمِنْبَر : وِعَاؤُه ) ، أَي الزادِ ، ( و ) يقال ( *!أَزَدْتُه ) إِزواداً ، وهاذه عن الصاغَانيّ : ( *!زَوَّدْته ، *!فتَزَوَّدَ ) : اتَّخَذَ *!زاداً ، قال أَبو خِراشٍ :
وقد يأْتِيكَ بالأَخبارِ مَن لا
تُجَهِّزُ بالحِذَاءِ ولا *!تُزِيدُ
( ورِقابُ *!المَزاوِدِ : لَقَبٌ للعَجَمِ ) ، سُمُّوا به لطُولِ رِقَابِهِم ، كذا في حاشِيةِ القرافيّ ، أَو لِضخامَتها ، كأَنها مَلأَى ، كما في شرح شيخِنا .
( و ) من المجاز قولُهم : ( هَيْهَاتَ ، إِنَّ زُبَيْدَه ، لا تُشَبَّهُ *!بِزُوَيْدَه ) ( *!زُوَيْدة كجُهَيْنَة : امرأَةٌ من المَهالِبة ) آلِ أَبي صُفْرةَ الأَزْدِيّ .
____________________

(8/153)



( و ) *!زَوَّادٌ ، ( كَكَتَّان : ابنُ عَلْوانَ ) ، وفي بعض النُّسخ ، عَلُّون ، وهو الصّواب ( الحَدِيثِيُّ ) ، عن أَبي عليِّ بنِ الصّواف .
( و ) زَوَّادُ ( بنُ مَحْفُوظ القُرَيْعيُّ ) البصريُّ ، عن الحِرْمازِيِّ ، وعنه أخو ذَوَّاد : ( مُحَدِّثان ) .
( و ) من المجاز : هو زاد الرَّكْب ، و ( *!أَزْوادُ الرَّكْبِ ) لقبُ ثَلاثة من قُريش : ( مُسَافرُ بنُ أَبي عَمْرو ) بنِ أُمَيَّة ، ( وزَمْعَةُ بنُ الأَسْودِ ) بن المطَّلب بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَيَ ، ( وأَبو أُمَيَّةَ بنُ المُغِيرَةِ ) بنِ عبد الله بنِ عَمْرو بن مَخزوم والد أُمِّ المؤمنين أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها .
سُمُّوا بذالك ( لأَنّه ) ، وفي نسخة : لأَنهم ، ( لم يَكُنْ *!يَتَزَوَّدُ مَعَهُم أَحَدٌ في سَفَر ، يُطْعمونه وَيَكْفُونه *!الزَّادَ ) ويُغْنُونَه ، وذَلك خُلُقٌ من أَخُلاقِ قُريشٍ ، ولاكن لم يُسَمَّ بهاذا الاسم غيرُ هاؤلاءِ الثلاثةِ .
وورَد في الأَمثال : ( أَقْرَى مِن زَادِ الرَّكْبِ ) فقيل هو واحدٌ منهم ، وقيل : الكُلُّ .
( *!وزادُ الرَّكْبِ : فَرَسٌ ) معروف ، من الخيل التي وَصفَهَا الله ، عزَّ وجلَّ بالصافِنات الجِيَادِ .
سُمِّيَ به ، لانه كان يَلْحَق الصَّيْد ، فكان الوَفدُ إِذا نزَلُوا رَكِبه أَحدُهم فصادَ لهم ما يَكْفِيهم ، ( أَعطاهُ سُليمانُ ، صَلَوَاتُ اللّهِ عليه ) وسلامُه وعلى نَبيِّنا ، ( للأَزْد ) القَبيلة المشهورة ( لمَّا وَفَدُوا عَلَيْه ) ، فتنَاسلَ عندَهم وأَنجبَ ، قاله أَبو الثدي قيل : ومنه أَصْلُ كلِّ فرس عَربيِّ .
( وذُو *!زُودٍ ، بالضّمّ ، اسمُه سَعيدٌ ) ، وهو من أَقْيَال حِمْير ، ( كَتَب إِليه أَبو بَكْرٍ رَضيَ الله عَنْه ، في شأْن الرِّدَّة الثانيَة من أَهْل اليَمَن ) ، نقله الصاغانيُّ .
ومما يستدرك عليه :
كلُّ عَملٍ انقُلِبَ به من خير أَو شَرَ ، عَمَلٍ أَو كَسْبٍ ، *!زادٌ ، على المَثَل .
____________________

(8/154)



وفي التنزيل العزيزِ { *!وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } ( البقرة : 197 ) *!وتَزوَّدَ من الدُّنْيا للآخرة . *!وزوَّدْته كِتاباً ، *!وتَزوَّدَ من الأَمير كِتاباً لعامِله ، *!وتَزَوَّدَ منّي طَعْنَةً بين أُذُنَيْه ، وسِمَةً فاضحَةً بينَ عَيْنَيْه .
زيد : ( *!الزّيدُ ، بالفتح ، والكسر ، والتحريك ) قال شيخنا : ولو قال : *!الزَّيْد ، ويُكسر ويُحرّك ، كان أَخصر ، وأَوْفَقَ بقواعده ، ( *!والزِّيادةُ ) ، بالكسر ( *!والمَزِيدُ ) ، *!والمَزَادُ ، ( *!والزَّيْدَانُ ) ، بفتح فسكون ، كلّ ذالك ( بمعنًى ) ، أَي بمعنَى النُّمُوِّ والزَّكَاءِ .
( الأَخير شاذٌّ كالشَّنْآن ) ، ولذالك قالوا ؛ الشَّنْآن واللَّيَّان ، لا ثالثَ لهما ، وعلى ما للمصنّف *!يُزَادُ : *!زَيْدَانُ .
ويقال هم *!زَيْدٌ على المِائَة *!وزِيدْ ، بالكسر والفتح ، وبهما ، رُوِيَ قولُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانِيِّ :
وأَنتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِائَةٍ
فأجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرًّا فكِيدُونِي
*!وزِدْتُه أَنا أَزِيده *!زِيادةً : جَعَلْت فيه الزِّيادة ( وأَمَّا الزُّوَادَة ) ، بالضّمّ ، ( فتَصْحيفٌ من الجَوْهَريّ ، وإِنما هي الزُّوَارَة والزِّيارة ، بالراءِ ، بلا ذِكْر النُّمُوِّ ) ، نبَّه عليه الصاغانيّ في تكملته ، وعبارة الجَوْهريّ إِنما هو نَقْلٌ عن يَعقُوبَ ، عن الكِسَائيّ ، عن شُيوخه ، فلا أَدري كيف يُنْسَب الغلَطُ إِلى الناقل فتأَمَّلْ .
( *!وزادَه اللّهُ خَيْراً *!وزَيَّدَه ) خَيْراً ، إِشارةٌ إِلى أَن *!زَاد يتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَين ثانيهمَا : خَيْراً ، ومنه قولُه تعالى : { *!فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } ( البقرة : 10 ) وأَمثاله ، ولا عبرةَ بمن أَنكَره ( *!فَزادَ ) ، وقد يَتعدَّى لواحد ، ومطاوعُه : زاد ، لازماً ، ( *!وازدَاد ) ، ومُطَوعه المتعدِّي لاثنين يَعدَّى لواحدٍ نحو زادَ كذَا *!وازدادَ .
____________________

(8/155)



وفي ( العِنايَة ) أَن *!ازدادَ يَرِدٌ في كلامهم لازماً ومتعدِّياً باتْفاق أَهل اللُّغة ، وقالوا إِن *!الازديادَ أَبلغُ من الزِّيادة ، كالاكتساب والكَسْب ، كذا قاله شيخنا .
( و ) من المجاز : ( *!استزادهُ : استقصَرَه ) وشَكَاه ، أَي عتب عليه في أَمرٍ لم يَرْضه ( وطَلبَ منه الزِّيادة ) ، ويقال : لا *!مُستزادَ على ما فعَلْت ، ولا مَزِيدَ عَليْه ، وهو *!يَستزِيد في حَدِيثه .
( *!والتَّزيُّدُ : الغَلَاءُ ) في السِّعْر ، *!كالتَّزايُدِ ، *!وتَزايَدُوا في الثَّمَن حتى بَلغَ مُنتهاه ، كما في الأَساس .
وفي اللسان : *!تَزايَدَ أَهلُ السُّوقِ على السِّلْعةِ ، إِذا بِيعَتْ فيمَنْ *!يَزِيدُ ، ( و ) *!التَّزيُّد : ( الكَذِبُ ) في الحَدِيث .
( و ) التَّزيُّد : ( سَيْرٌ فوق العَنَقِ ) ، يقال تَزيَّدَت الإِبلُ في سَيْرها : تكلَّفتْ فوق طاقَتها .
وفي الأَساس : *!تَزيَّدَت النّاقةُ : مَدَّت بالعُنُق ، وسارَت فوق العَنَقِ ، كأَنَّهَا تَعوم براكِبها . وكذالك الفرَسُ .
( و ) التزّيُّد : ( تَكلُّفُ *!الزِّيادةِ ، في الكَلامِ وغيرِه ) ، أَي الفعْلِ ، وإِنسانٌ *!يَتَزيَّد في حَدِيثِه وكلامِه ، إِذا تَكلَّف مُجاوَزةَ ما يَنْبَغِي . وأَنشد :
إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ
وقُلْ مِثْلَ ما قالُوا ولا *!تَتَزَيَّدِ
ويُروَى بالنون . وقد تقدَّم . ( *!كالتَّزايُدِ ) فيه ، وفي الغلاءِ ، كما مَرَّت الإِشارةُ إِليه . يقال فيهِما : *!تَزَيَّدَ *!وتَزايَدَ .
( *!والمَزَادَةُ : الرَّاوِيَةُ ) .
قال شيخُنا : وإِطلاقُ *!المَزَادَة على الرَّاوِيَةِ ، وبالعكس ، إِنما هو مَجازٌ في الأَصحّ . قالوا سُمِّيَت رَاوِيَةً مجازاً ، للمُجاورة ، إِذ الرَّاوِيَةُ هي الدَّابَّةُ التي تَحْمِلُها ، وهو الّذِي جَزَم به في ( المِفْتَاح ) وزَعم طائفةٌ من أَهلِ اللُّغَة ، منهم أَبو منصور ، أَن عَيْنَ المَزادَةِ واوٌ ، وأَنَّها من الزَّوْد ، وبه جَزَمَ صاحبُ المِصْباحِ وأَرودَه صاحبُ اللسان في الواو والياءِ ،
____________________

(8/156)


وهو وَهَمٌ . قال الخَفَاجِيُّ في ( شرح الشفاءِ : هي من الزيادة ، لأَنه يُزادُ فيها جِلْدٌ ثالثٌ ، كما قاله أَبو عُبَيْدَةَ ، لا من الزَّادِ كما تَوهَّمَ . وقال السيد في ( شرح المفتاح ) : ومن فَسَّرَ المزادةَ بما جُعِل فيها الزّادُ فقدْسَهَا . . ( أَو ) المَزَادة ( لا تكون إِلّا من جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بثالثٍ بينهما لِتَتَّسِعَ ) ، وكذالك السَّطِيحةُ ، ) ، ج : *!مَزَادٌ *!ومَزَايِدُ ) ، قاله أَبو عُبَيدَةَ : والظاهر من عبارة المصنّف أَنهما قولانِ ، والمعروف أَن الثانِيَ بيانٌ للأَوّل ، كما قاله شيخُنا . وفي المحكم : *!والمَزَادَةُ التي يُحمَل فيها الماءُ ، وهي ما فُئِمَ بجِلْدٍ ثالثٍ بين الجِلْدَيْنِ ، لتتَّسِعَ ، سُمِّيَ بذالك لمَكَانِ *!الزِّيادة ، وقيل : هي المَشْعُوبة من جانبٍ واحدٍ ، فإِن خَرَجَتْ من وَجْهَيْنِ فهي شَعِيبٌ . وقالوا : البَعيرُ يَحمِل الزَّادَ والمَزَادَ ، أَي الطَّعَامَ والشَّرَابَ *!والمَزادةُ بمنزلةِ رَاوِيةٍ لا عَزْلاءَ لها .
قال أَبو منصور : المَزَادُ ، بغير هاءٍ ، هي الفَرْدةُ التي يَحْتَقِبها الرَّاكبُ بِرَحْلِه ، ولا عزلاءَ لها .
وأَما الرَّاوِيةُ فإِنها تَجْمَع بين المَزادتينِ يُعكَمانَ على جَنْبَيِ البَعِير ، ويُرَوَّى عليهما بالرِّواءِ ، وكلّ واحدة منهما مَزَادةٌ ، والجمع مَزايِدُ . وربما حذَفُوا الهاءَ فقالوا : مَزَادٌ .
وقال ابن شُمَيْل : السَّطِيحة جِلْدَان مُقابَلَانِ ، والمَزَادةُ تكون من جِلْدِين ونِصْف : وثَلاثةِ جُلود ، سُمِّيَتْ لأَنها *!تَزِيد على السَّطِيحَتَيْن .
قال شيخُنا : والمعروفُ في *!المَزَادةِ فتْح الميم . وقال صاحب المصباح : القِياسُ كسرُها ، لأَنها آلة يُستقَى فيها الماءُ قلت : ويخالِفُه قولُ السيد في ( شرح المفتاح ) : إِنها ظَرْفٌ للماءِ ، وعليه فالقِيَاسُ الفتْح ، ويؤيِّده قولُه بعدُ : يُستَقى فيها ، إِذ لو كانَتْ آلةً لقال يُسْتَقَى بِهَا . فتَأَمَّلْ . والله أَعلم .
( *!والزَّوائِدُ : زَمَعَاتٌ في مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ ) *!زيادتِها .
( وذ *!الزَّوَائد : الأَسَدُ ) ، سُمِّيَ به
____________________

(8/157)


*!لتَزيُّده في هَدِيره وزَئِيره وصَوْتِه ، قاله ابن سيده ، وأَنشد :
أوْ ذِي *!زَوَائدَ لا يُطافُ بأَرضِهِ
يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ
( و ) ذو الزَّوائد : ( جُهَنِيٌّ ، صَحابِيٌّ ) سَكَن المدينة .
وعن أَبي أُمامةَ بن سَهْل قال : هو أَوّل من صَلى الضُّحَى ؛ كذا في مُعْجَم بن فَهْد ، ( والتَّجْرِيد ) للذَّهَبِيّ ، ( والاستيعاب ) ( والإِصابة ) . ولم يذكروا اسمه . وقال ابنُ عبد البَرّ : له رِوايةٌ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حَجَّةِ الوداع .
( وسَمَّوْا : *!زَيْداً ) *!ويَزِيدَ ، سمَّوُه بالفِعْل المستقبَل مُخَلَّى من الضمير ، كيَشْكُر ويَعْصُر ، ( وَزُبَيْداً ) كزُبَيْر ، ( *!وزِيَاداً ) ككِتاب ، ( *!وزَيَّاداً ) ، ككتَّان ، ( *!وَزيْدَكاً ) ، بزيادة الكاف . رَوَى المدائنيُّ عن أَبي سعيد القُرَشيّ عن *!زَيْدَكٍ خبَراً ، ذكرَه الحافظُ ، ( *!ومَزِيداً ) كمَصِيرٍ ( *!وزَيْدَلاً ) بزيادة اللام ، كزِيادتِها في عَبْدَل للفعْليَّة . قال الفارسيُّ : وصَحّحوه ، لأَن العَلم يَجُوز فيه ما لا يَجُوز في غيْرِه ، ومن ذالك العلاءُ بن *!زَيْدلٍ ، عن أنسٍ ، وَاهٍ . ( *!وزَيْدَوَيه ) ، بضمّ الدّال اسمٌ مركَّب ، كقولهم : عَمْرَوَيْه . ووُجِدَ في بعض النُّسخ ، بعد *!زِيَادٍ *!وزيّاد : *!وزِيَادَة . وبعد *!زَيْدَل : *!ومَزْيُودَة .
( *!وزِيَادَانُ ) ، بالكسر : ( نَهْرٌ ، وناحِيَةٌ بالبصرةِ ) ، الصواب في هاذا السياق أَن يقول : *!وزِيَادَانِ : ناحِيَةٌ بالبصرة وأَما نهر البصرة فنهرُ زِيَادٍ لا *!زِيادان .
وقد أَخذه من سِياق الصاغانيّد ، ونصّه : *!زِيادَانُ ناحيَةٌ ، ونهرٌ بالبصرة ، يُنسب إِلى زِيَاد مَوْلى بني الهُجَيم ، فتأَمَّلْ .
( *!وزَيْدَانُ ) كسَحْبَانَ : ( د ) ، بل
____________________

(8/158)


صُقْعٌ متَّسعٌ متَّصلٌ بنهْر موسَى بنِ محمّد الهاشميّ ( من عَمَله الأَهْوازِ ) ، كذا في معْجم البكريّ .
( و ) *!زَيْدَانُ ( قَصْرٌ ) بِظَفارِ من اليَمَن . والصواب أَنه بالراءِ .
وقد استدركنا به في ر ى د .
( و ) زَيْدَانُ : ( ع بالكُوفة ) ، ويقال فيه صَحراءُ زَيدان ، منه أَبو الغنائمِ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عليّ بن جَناحٍ الهَمْدَانِيّ ، توفِّي سنة 537 ه .
( وأَبو زَيْدَانَ : دَوَاءٌ ، م ) ، أَي معروف ، وهو المشهور عند الأَطِبّاءِ بالفاوَانيا ، وعُود الكهنيا ، وعُود الصّليب ، وبجزيرة إِقريطش : بعبد السلام ، وهو أَصْل شرة . ولهم في ذالك تفصيلُ مُودعٌ في ( التذكرة ) وغيرها .
( *!وزَيْدَوَانُ ) بفتح الدّال : ( ة بالسُّوسِ ) منها : أَبو يَعقوبَ إِسحاقُ بنُ إِبراهِيم بنِ شادَان السُّوسيّ من شيوخ أَبي بكرِ بن المُقْرِي .
( ويَزِيدُ : نهرٌ بدِمشقَ ) يُنْسَب إِلى *!يَزِيدَ بن مُعَاوِيَة بن أَبي سُفْيَان ، مَخْرَجُه ومَخْرَجُ البَرَدَى واحدٌ إِلّا أَنّ هاذا يَجِيىءُ في لِحْفِ جَبلٍ بينه وبين الأَرضِ نحوُ مِائَتيْ ذِراعٍ أَو نحوها ، يَسْقِي ما لَا يَصِلُ إِليه مِياهُ بَرَدَى ولا ماءُ ثوْرَا .
( *!واليَزِيدَانُ نهرٌ بالبصرة ) ، منسوبٌ إِلى يزيد بن عَمرٍ و الأُسيّديّ ، وكان رجُلَ أَهلِ البصرة في زمانِه .
قال ياقوت : وهاذا اصطلاحُ أَهل البصر ، يَزيدون في الاسم أَلفاً ونوناً ، إِذا نسبوا أَرضاً إِلى رَجل .
( *!واليَزِيدِيَّةُ : اسمُ مدينة ) ولاية ( شَرَوَانَ ) وهي المشهورة بشَمَاخِي أَيضاً عن السِّلَفِيّ . قاله ياقوت .
( *!والزَّيْدَى ) ، كسَكْرَى ، كذا في النُّسخ : ( ة ، باليَمَامَة ) ، وضبطه الصاغانيُّ : بكسر الدال ، وتشديد الياءِ . .
( *!والزَّيْدِيَّةُ : ببغداد ) بالسَّوَادِ ، منها أَبو بكرٍ محمَّدُ بنُ يحيَى بن محمَّد
____________________

(8/159)


الشَّوْكيّ ، روى عنه الخطيبُ ، توفِّي سنة 48 ه .
( و ) *!الزَّيْدِيَّة : ( ماءٌ لبني نُمَيْرٍ ) .
( *!والزَّيْدِيّون من المُحدِّثين : جَماعَةٌ ) كثيرةٌ ( مَنسوبَة إِلى ) الإِمام الشهيد صاحب المَذهب ( زيدِ بن عليّ ) بن الحُسَين بن عليّ بن أَبي طالب ، رضي الله عنهم وأَرضاهم عنا ( مَذْهَباً أَو نَسَباً ) ، وهم أَوْلُ خوارج غَلَوْا غيرَ أَنهم يَروْن الخُروجَ مع كلّ خارجٍ ، وطائفةٌ منهُم امتحنوه ، فرأَوه يَتولَّى أَبا بكرِ وعُمر فرَفَضوه ، فسُمُّوا رافِضةً .
فمن الذين جَمَعُوا بين النَّسَب والمذهب أَبو البركات عُمرُ بن إِبراهيم بن محمّد بن أَحمدَ بن عليّ بن الحُسَيْن بن حَمزة بن يحيَى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحُسَيْن بن عليّ بن أَبي طالبٍ ، الشّرِيف ، الحُسَيْنيّ ، الزَّيْديّ ، نَسباً ومَذْهَباً . قال ابن الأَثير : كوفيٌّ حدَّثَ عن الخَطِيب أَبي بكرٍ الحافظِ وأَبي الحُسَيْن بن النّقور ، وعنه أبو سَعْد السّمعَانيّ وأَبوه ، وعُمِّرَ حتى أَلْحَق الأَحفادَ بالأَجدادِ . وقد أَعقَب زيدٌ الشَّهيدُ من ثلاثَة : عيسَى مُؤْتِم الأَشبالِ والحُسَيْن صاحب العَبْرَةِ . ويَحيى . ونِسْبَتِي بحمْد الله تعالَى متَّصلة إِلى عيسى مُؤْتِم الأَشبالِ وقد بَيَّنتُ ذالك في شَجر الأَنساب .
( *!وزَيْدُ بنُ عبدِ الله ) بن خارِجَة ( *!-الزَّيْدِيُّ ) روَى عنه عبد العزيز الإِدريسيُّ ( من وَلَدِ ) فَرضِيِّ الأُمَّةِ كاتِبِ الوَحْيِ ( زَيْدِ بن ثابِت ) الصحابيّ ، رضي الله عنه ، من بني مالك بن النَّجّار .
( وحُروفُ *!الزيادةِ ) عَشَرةٌ ، ( ويجمَعُها ) قولك : ( اليومَ تَنْساهُ ) وقد سَقطت هاذا العبارةُ من نُسخ كثيرة ، ولذا استدركه شيخُنا .
وفي اللسان : وأَخرَج أَبو العَبَّاسِ الهَاءَ من حُروفِ الزيادةِ ، وقال : إِنّما تأْتي ( منفصلَةً لبيانِ الحَرَكَةِ والتأْنيثِ ، وإِن أَخْرَجْتَ من هاذه الحروف السِّينَ واللّام ، وضمَمْتَ إِليها الطّاء ، والثاءَ والجيم ، صارت أَحَدَ عَشَرَ حرفاً تُسَمَّى : حُرُوفَ البَدَلِ .
____________________

(8/160)



قال شيخُنا : وقد أَورَدَ هاذه الحروفَ العُلماءُ في كُتبهم ، وجمعوها في تراكِيبَ مختلفة ، أَوْصَلُوهَا إِلى نحوِ مائةٍ ونَيّف وثلاثين تَركيباً .
ومن أَحسن ضَوَابطِها : قول أَبي محمد عبدِ المَجيد بن عَبدُونَ الفِهْرِيّ :
سَأَلْتُ الحُروفَ *!الزَّائداتِ عنِ اسْمِها
فقالَتْ ولم تَكْذِب : أَمانٌ وتَسْهِيلُ
قال : ومن ضوابطها : أَهْوَى تِلِمْسَانَ ونظَمَه الإِمام أَبو العباس أَحمد المقري في قوله :
قَالَتْ حُرُوفُ *!زِيَادَاتٍ لسائِلِهَا
هَوِيت من بَلْدةٍ : أَهْوَى تِلِمْسَانَا
قال : وجَمعها الشيخُ ابنُ مالِك أَربَع مرّاتٍ في أَربعةِ أَمثلة بلا حَشْو ، في بيتٍ واحِد ، مع كمالِ العُذُوبة ، فقال :
هَنَاءٌ وتَسْلِيمٌ ، تَلَا يَوْمَ أُنْسِهِ
نِهَايَةُ مَسْئولٍ ، أَمانٌ وتَسْهِيل
وحُكِيَ أَنَّ أَبا عُثمانَ المازنيّ سُئل عنها فأَنْشَدَ :
هَوِيتُ السِّمانَ فَشَيَّبْنَنِي
وَقَدْ كُنْتُ قِدْماً هَوِيتُ السِّمَانا
فقيل له : أَجِبْنَا فقال : أَجبتكم مَرَّتين . ويروى أَنه قال : سَأَلْتُمونِيها ، فأَعطيتكم ثلاثةَ أَجوبَة .
قال شيخُنَا : ومن ضوابِطِها : اليَومَ تَنْساه . الموتُ يَنساه . أَسلمَنِي وتَاهَ . هم يتَسَاءَلُون . التَّنَاهِي سُمُوّ ، تَنمِي وَسائِله . تَهَاوُني أَسلَمُ . ما سأَلتَ يَهُونُ . نَوَيْتُ سُؤالهم . نَوَيت مَسائِلَه سأَلْتُم هَوَانِي . تأَمَّلَهَا يُونُس . أَنَمَى تَسهِيل . سأَلتَ ما يَهُونَ . وسُليمانُ أَتاه . هو استَمَالَنِي . وَهَيّنٌ ما سأَلت .
وهي كثيرة ، جمع منها ابنُ خَروف نحو اثنين وعشرين ضابطاً ، ونَظمَها جماعٌ . وهاذه زُبْدة ذالك . انتهى .
قلْتُ : وقد خَطَرَ ببالي في أَثناءِ هاذا المَقَامِ بعضُ كلمات مُركّبة من حُروف *!الزيادةِ ، لا بأْسَ بإِيرادِها هُنا ، وهي أَحدٌ وعشرون تركيباً .
منها : تَيَّمَني وسَلَاه . . ومَن سَلَاتَيّاهٌ . تَيمَّن لي وَسهَا . هُولى استأْمَن . واستئمِن له . يوم نلْت ساه . ناوِي
____________________

(8/161)


أَتسَلَّاه . وهي لامَسَتْني أَو هي لَمَستْنِي . أُنْسِي له يوم . آه لو مَسَّتني . السَّنَام وَهَي . سَمِّ ولا تَنْهى . السَّنا يَؤُمُّهُ تسمَّى نوائِلُه . تَسالمِي أَهْون . ونهى ما تسأَل . وإِنّي سأَلْتهم . أَو تسهى نميل . وهي أَسلمتني . هم السوى وأَنت .
وعند إِعمالِ الفِكر تَظهر أَلفاظ كثيرة ، ليس هاذا محلَّها وفي هذا القدر كفايةٌ .
( *!والزَّيَادِيَّةُ ) ، بالكسر والتخفيف ( مَحَلَّة بالقَيْرَوَانِ ) من إِفريقية .
( *!وزَيْدٌ ) مصروفاً : ( ع ) من مَرْج حَسّانَ بالجزيرة ، كانت به الوَقْعةُ .
( *!وتَزِيدُ بنُ حُلْوانَ ) بنِ عِمْرَان بن الْحَافِ بن قُضَاعةَ ، هاكذا بالمثنّاة الفوقيّة ، وفي نُسختنا : بالفوقيّة ، والتحتية : ( أَبو قَبِيلَة . ومنه البُرُود *!التَّزِيدِيَّة ) ، قال عَلْقَمَةُ :
رَدَّ القِيَانُ جِمالَ الحَيِّ فاحتَمَلُوا
فكلُّهَا *!بالتَزَيِدِيَّات مَعْكُومُ .
وهي بُرُودٌ ( فِيهَا خُطوطٌ حُمْرٌ ) يُشبَّه بها طَرائِقُ الدَّمِ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّبَات كَأَنَّمَا
كُسِيَتْ بُرُودَ بنِي تَزِيدَ الأَذْرُعُ
قال أَبو سَعِيد السُّكَّرِيُّ : العامَةُ تقول : بني *!تَزيد . ولم أَسْمعْها هاكذا .
قال شيخُنا : قيل : وصوابه تَزيد بن حَيْدَانَ ، كما نَبَّهَ عليه العَسكريُّ في التصحيف في ( لحن الخاصَّة ) .
وفي كتاب ( الإِيناس ) للوزير المَغْربِيّ : في قُضاعةَ تَزِيدُ بنُ حُلوانَ . وفي الأَنصار تَزِيدُ بن جُشَمَ بن الخَزْرجِ بن حارثَةَ . وسائر العرب غير هاذين بالياءِ المنقوطة من أَسفر .
وقال السّهَيْليّ في ( الرَّوْضه ) ؛ إِن في بني سَلِمَةَ من الأَنصار سارِدَةَ بن تَزِيدَ بنِ جُشَمَ ، بالفَوْقِيّة ، ولا يُعْرَفُ في العَرَبِ تزيدُ إِلّا هاذا ، وتَزِيدُ بن الْحافِ بن قُضَاعَةَ ، وهم الّذِين تُنْسَب إِليهم الثِّيَابُ *!التَّزِيدِيَّةُ .
____________________

(8/162)



قلت : وبه قال الدَّارِقُطنيُّ ، والحَقّ بيده ، ووافَقه على ذالك أَئِمَّةُ النسَب ، كابنِ الكَنْبيّ ، وأَبي عُبَيْد ، ومن المتأَخِّرين الأَميرُ ابنُ ماكُولا ، وابن حَبِيب .
وذَهب السمعانيُّ وابنُ الأَثيرِ وغيرُهما إِلى أَنَّ تَزِيدَ بَلْدَةٌ باليمن ، يُنْسَج بها البُرودُ ، منها عَمْرُو بن مالِكٍ الشاعِرُ القائِلُ :
ولَيْلَتُنا بآمِدَ لم نَنَمْها
كلَيْلَتِنَا بِمَيَّا فَارِقِينَا
ونَقَلَ شيخُنا عن بعض العلماءِ أَن بني يَزيدَ بالتحتيّة تُجَّارٌ كانوا بمكّةَ ، إِليهم نُسِبَت الهَوَادِجُ *!اليَزِيدِيَّة . وقد غَلِطَ الجوهريّ ، وتَبِعَهُ المصنّف . قاله العسكريُّ في تَصحيف الخاصّة .
( وإِبِلٌ كَثِيرَةُ *!الزّيَائِد ، أَي ) كثيرة ( *!الزِّيادَات ) قال :
بِهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَينَ الحاسِدِ
ذَاتِ سُرُوحٍ جَمَّةِ *!الزَّيائِدِ
ومن قال الزّوائِد ، فإِنما هي جماعَةُ *!الزائدة وإِنما قالوا : *!الزَّوائد ، في قَوَائم الدَّابَّةِ ، كذا في اللسان .
ومما يستدرك عليه :
يقال يُعطَى شيئاً : هل *!تَزدادُ ؟ المعنى هل تَطْلُب زِيادةً على ما أَعْطَيْتُك :
وتقول : افْعل ذالك *!زيادةً ، والعَّامة تقول : *!زائدةٌ .
وتقول : الوَلَدُ كَبِدُ ذي الوَلَد ، وَوَلَدُ الوَلدِ زِيادةُ الكَبِد . وهو من سَجَعَات الأَساس .
*!وزيادة الكَبِد : هَنَةٌ متعلِّقَة منها لأَنها تَزيد على سَطْحها ، وجَمعُها *!زَيائِد . وهي *!الزائدة ، وجمعها *!الزّوائِدُ .
وفي التهذيب : *!زائدةُ الكبِدِ جَمْعُها زَيائِدُ .
وقال غيره : *!وزائدةُ الكبِدِهُنيَّةٌ منها صغيرةٌ إلى جَنْبِهَا مُتنحِّيَة عنها ، وزائدةُ السَّاقه شَظِيَّتُها .
وكان سَعِيد بن عُثمان يُلقّب
____________________

(8/163)


*!-بالزَّوَائِدِيّ ، لأَنه كان له ثلاثُ بَيْضات زَعَموا . وهو في الصّحاح .
*!والزِّيادة : فَرسٌ لأَبي ثَعْلَبَةَ .
*!وزَيدُ الخَيْلِ بن مُهَلْهِل الطائِيّ ، مشهورٌ ، سَمَّاه النّبيّ ، صلَّى الله عليه وسلم ، زَيْدَ الخَيْرِ .
وأَبو *!زِيَادٍ : كُنْيَةُ الذَّكرِ ، قال أَبو حليمةَ :
وضَاحِكَةٍ إِليَّ من النِّقَابِ
تُطَالِعُنِي بِطَرفٍ مُسْتَرابِ
تُحاوِلُ ما يقومُ أَبو زِياد
ودُونَ قِيَامِهِ شَيْبُ الغُرابِ
أَتَتْ بجِرابِهَا تَكْتَالُ فِيهِ
فعادَتْ وهيْ فارِغَةُ الجِرابِ
واستدرك شيخُنا : بني كعب بن عُلَيم بن جَنَاب ، يقال لهم بنو زَيْدَ ، غير مصروف ، عُرِفُوا بأُمِّهم : زَيْد بنت مالك . وزَيْدُ في أَعْلامِ النساءِ قليلٌ والجماهيرُ على منْعه من الصرف ، على ما هو الأَعرفُ في مثْله ، للتَّمييز بينه وبين عَلَم الذَّكر . ولاكن جَوَّزَ المبرّد فيه وفي أَمثاله الصرْفَ أَيضاً ، كما حقّقَ في مصنَّفات العربيّة .
قال القَلْقَشَنْدِيُّ : وفي مَذْحجٍ زيدُ اللّهِ بنُ سَعْدِ العَشِيرةِ .
قال أَبو عُبَيْدٍ ، وقد دَخَلوا في جُعْفِيّ .
وقال أَبو عَمرو : هو زَيدُ اللَّاتِ .
وأَبو أَحمدَ حامدُ بنُ محمّدٍ *!-الزَّيْدِيّ ، إِلى زَيْدِ بن أَبي أنيسَةَ ، مات ببغداد سنة 329 ه .
وزيد بن عَمْروِ بن ثُمامَةَ بنِ مالِك بن جَدعَاءَ بطْن من طَيِّىءٍ ، منهم صُهَيْب بن عبْد رِضَا بنِ حُوَيْص بن زيدٍ الزَّيديّ الشاعر الطائيّ .
وأَبو المغيرةِ زِيَادُ بنُ سَلْم بن زِيادٍ *!-الزِّيادِيّ ، إِلى زِيادِ ابن أَبيه ، وكان يَقال له زياد ابن سُمَيَّة .
وفي مَذْحجٍ زِيَادُ بن الحارِث بن مالِك بن رَبيعةً ، منهم عبد لله بن قُرَادٍ الصحابيّ ، ذكرَه خليفةُ .
وعبد الحجر بن عبد المَدَان بن الدَّيّان بن قَطَن بنِ زِياد ، وَفَدَ على
____________________

(8/164)


النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم فسمّاه عبدَ الله .
وأَبو حَسَّان الحسن بن عثمانَ الزِّيَاديّ ، إِلى جِدِّه زِيَاد . وجعفَر بن محمد بن الليث الزِّياديّ البصريّ ، وأَبو طاهرٍ محمد بن محمد بن مَحْمِش الزِّياديّ ، الفَقِيه النَّيْسَابُوريّ : مُحَدِّثُون .
وأَبو عَوْنٍ محمّد بن عَوْن الزِّيادِيّ ، إِلى ولاءِ زِيَاد ابن أَبيه .
وأَبو محمدٍ الفضْلُ بنُ محمَّدٍ الزِّياديّ ، إِمام سَرَخْسَ في عصرِه ، عنه السمعانيّ وغيره ، قدِمَ بغدادَ مَرَّتَيْن ، توفِّي سنة 505 ه بسَرَخْس .
*!والزِّيَاديَّةُ من الخواج : فِرقة ، نُسِبوا إِلى زِيادِ بن الأَصفَر ، ويقال لهم : الصُّفْريّة أَيضاً .
وفي قبائل الأَزدِ : زِيَادُ بن شَمْسِ بن عَمْرو بن غانِمِ بنِ غالبِ بن عُثمانَ بنِ نصْرِ بن زَهرانَ ، يُنسب إِليه برير بن شمس بن عَمرو بن عائد بن عبد الله بن أَسَد بن عائد بنِ زِيَاد ، الموصليّ الزِّياديّ ، فارس مشهور .
وأَبو زَيدٍ سعيدُ بن الرَّبِيع الهَرَويّ البصريّ .
وسعيد بن زياد الأَنصاريّ .
وسعيد بن زيد بن دِرهم الأَزدي .
وزِياد بن أَيُّوبَ أَبو هاشمٍ البغداديّ .
وزِيَاد بن جُبَير بن حيَّة الثَّقفيّ .
وزِيادُ بن حَسَّن الأَعلم .
وزِياد بن الرَّبِيع أَبو خِدَاش .
وزِياد بن سعد الخُرَاسانيّ .
وزِياد بن عبد الله الكبائيّ .
وزِياد بن علاقة أَبو مالك الكوفيّ .
وزِياد بن فيروز أَبو العالية .
وزِياد بن نافع الأَوَّابيّ ، من رجال الصحيحَيْن .
*!والزَّيْدِيَّة : طائفةٌ من العرب بجِيزة مصر ، ينتسبون إِلى أَبي زيدٍ الهِلاليّ .
*!والزَّيَّادِيَّة ، بفتح وتشديد ، ومَحَلّة زَيَّاد ككَتَّان : قريتانِ بمصر .
وتبيت الفقيه الزَّيبدية مدينة باليمن .
*!وزُيَيْد بن الصَّلْت : تابعيِّ ، عن
____________________

(8/165)


عُمَر . وابنُه الصَّلْتُ بن *!زُيَيْد شيخٌ لمالك .
وعبد الله بن زُبَيْد ، أَخو عليّ بن محمد بن الحسين ، لأُمّه ، محدِّث .
وفَرْوَة بن زُبَيْد المَدِينيّ ، ذكره الأَميرُ .
2 ( فصل السين ) مع الدال المهملتين ) 2
سأَد : ( *!الإِسآد ) كالإِكرام : ( الأَغْذاذ في السَّيْرِ ) ، وسيأْتي أَغذّ ، في المعجمة .
( أَو ) الإِسآد : ( سَيْرُ اللَّيْلِ ) كلّه ( بلا تَعْرِيس ) فيه ، كما أَن التأْويبَ سَيْرُ النهارِ لا تعريجَ فيه .
قلت : هو قول المبرّد قال الجوهريّ وهو أَكثرُ ما يُستعمَل ، وأَنشد قول لَبِيد :
*!يُسْئِدُ السَّيْرَ عليها راكِبٌ
رابِطُ الجَأْشِ على كُلِّ وَجَلْ
ومن سجعات الأَساس : أَسْعَدَ يَوْمَهُ إِسْعَاداً ، مَنْ *!أَسْأَدَ لَيلَتهُ *!إِسْآداً .
( أَو ) الإِسْآد : ( سَيرُ الإِبِلِ اللَّيْلَ مَع النَّهَارِ ) : وهو قول أَبي عَمْرو .
( *!وسَئِدَ كفَرِح : شَرِبَ ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) *!سَئِدَ ( جُرْحهُ ) انتقَضَ ) ، *!يَسْأَد *!سَأَداً ( فهو *!سَئِدٌ ) ، عن أَبي عَمْرو . وأَنشد :
فبِتُّ من ذَاكَ سَاهراً أَرِقاً
أَلْقَى لِقَاءَ اللَّاقِي من *!السَّأَدِ
( و ) *!سأَدَه ، ( كمَنَعه *!سَأْداً ) ، بفتح فسكون ، على القياس ( *!وسَأَداً ) ، محرَّكةً على غير قياسٍ : ( خَنَقَه ) .
( و ) يقال للمرأَة : إِنّ ( بها ) أَي فيها ( *!سُؤْدَة ، بالضّمّ ، أَي بَقِيّة من الشَّبابِ ) والقُوّة .
( و ) في الصّحاح : ( *!المِسْأَدُ ، كمِنْبَرٍ : نِحْيُ السَّمْنِ ) 5 العَسَلِ ، يُهْز ولا يُهْمَز ، فيقال : مِسَادٌ ، فإِذا هُمِز فهو مِفْعَلٌ ، إِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ .
____________________

(8/166)



وقال الأَحمرُ : *!المُسْأَدُ من الزِّقَاق أَصغَرُ من الحَمِيت .
وقال شَمِر : الذي سَمِعْنَاه المُسْأَب ، بالباءِ : الزِّقُّ العَظِيم .
( و ) بَعير به *!سُؤَادٌ ، ( كغُرَاب : داءٌ يأْخُذُ الإِنسانَ ) ، هاكذا في النُّسخ ، وفي بعض الأُمَّهات : الناسَ ، وهو الصواب . ( والإِبِلَ والغنمَ مِنْ شُرْبِ ) وفي بعضِ الأُمّهاتِ : على ( الماءِ المِلْح ) وقد ( *!سُئِدَ ، كعُنِيَ ، فهو *!مَسْؤُودٌ ) ، إِذا أَصابه ذالك الدَّاءُ .
ولم يذكر المصنِّف *!السَّأْد ، وهو المَشْي . قال رُؤبة :
من نَضْوِ أَوْرَمٍ تَمشَّتْ *!سَأْدَا
وقال الشّمّاخُ :
حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إِلَّا تَلَفُّتَها
باللَّيْلِ في سَأَدٍ مِنها وإِطراقِ
*!وأَسأَد ، السَّيْرَ ؛ أَدْأَبَه . أَنشدَ اللِّحْيَانيُّ :
لم تَلْقَ خَيْلق قَبْلَهَا ما لَقَيَتْ
مِن غِبِّ هَاجرةٍ وسَيْرٍ *!مُسْأَدٍ
سبد : ( السَّبْدُ ) ، بفتح فسكون ؛ ( حَلْقُ الشَّعَرِ ) واستئصالُه ، ( كالإِسْبدِ ، والتَّسْبِيدِ ) .
وقال أَبو عَمرٍ و : سَبَدَ شَعرَه وسَبَّدَه وأَسْبَدَه وسَبَّتَه ، إِذا حَلَقَه .
( و ) السِّبْد بالكسر : الذِّئْبُ ) أَخَذَه منقول المُعَذَّل بن عبدِ الله :
من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَهُ
يُصَفُ سِبْداً في العِنَانِ عَمَرَّدَا
ويروى سِيداً .
( و ) السِّبْد : ( الدَّاهِيَةُ ) ، كالسِّبْدةِ .
( و ) يقال : ( هو سِبْدُ أَسْبَادٍ ) ، أَي ( دَاهِيَةٌ ) ، وفي بعض الأُمهات : دَاهٍ ( في اللُّصُوصِيَّةِ ) .
( و ) السَّبَد ، ( بالتَّحْرِيك ؛ القليلُ من الشَّعَرِ ، و ) من ذالك قولهم : فُلانٌ ( مَالَهُ
____________________

(8/167)


سَبَدٌ ولَا لَبَدٌ ، محرَّكتانِ ، أَي لا قَليلٌ ولا كثيرٌ ) ، وهاذا قَولُ الأَصمعيّ . وهو مَجاز ، أَي لا شيءَ له .
وفي اللسان : أَي ماله ذو وَبَرٍ ولا صُوفٍ مُتلبّد ، يُكنَى بهما عن الإِبل والغَنَم ، وقيل يُكْنَى به عن المَعز والضَّأْن ، وقيل يُكْنَى بِهِ عن الإِبل والمعز ، قفال وعبر للإِبل والشَّعَر للمَعز .
وقيل : السَّبَد من الشَّعر ، واللَّبَد من الصُّوف .
وبهذا الحديث سُمِّي المالُ سَبَداً .
( و ) السُّبَدَةُ ، والسُّبَدُ ( كصُرَد : العَانةُ ) ، لكونها مَنْبِت الشَّعر ، من سعَّدَ رأْسَه ، إِذا جَزَّه ، كما في الأَساس .
( و ) السُّبَدُ : ( ثَوحٌ يُسَدُّ به الحَوْضُ ) المَرْكُوُّ ( لئلا يتكدَّرَ الماءُ ) ، يُفْرَش فيه وتُسْقَى الإِبلُ عليه ، وإِياه عَنَى طُفيْلٌ الغَنوِيّ :
تَقْرِيبُهَا المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتدِلٌ
كأَنهُ سُبَدٌ بالماءِ مَغسُولُ
المَرَطَى : ضرْبُ من العَدْوِ ، والجَوْزُ : الوَسَط .
( و ) سُبَد ( ع قُرْبَ مَكَّة ) شرَّفها الله تعالى . أَو جَبْل ، أَو وادٍ بها ، كما في معجم البكريّ .
( و ) قال بعضُهم : السُّبَد في قول طُفيل : ( طائِرٌ لَيّنُ الرِّيش إِذا وَقعَ عليه ) ، أَي على ظَهْره ( قَطْرَتانِ ) ، وفي بعض الأُمهات : قَطْرَة ، ( من الماءِ جَرَى ) من فَوْثقِهِ لِلِينِه ، وأَنشد قول الراجز :
أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلِي
حَتَّى تَرَى المِئْزَرَ ذا الفُضُولَ
مثْلَ جَناحِ السُّبَدِ المَغْسُولِ
والعرب تُسمِّي الفرَسَ به إِذا عَرِق وقيل : السُّبَدُ : طائرٌ مثْلُ العُقاب . وقيل : ذَكَرُ العِقْبَان ، وإِيّاه عَنَى ساعدةُ بقوله :
كأَنَّ شُؤُونَهُ لَبَّاتُ بُدْن
غَدَاةَ الوَبْلِ أَو سُبَدُ غَسِيلُ
وجَمعه : سِبْدَانٌ . وحكَى أَبو مَنْجُوفٍ
____________________

(8/168)


عن الأَصمعيّ ، قال : السُّبَد : هو الخُطَّاف البَرِّيّ . قال أَبو نصْر : هو مثْل الخُطَّاف ، إِذا أَصابَه الماءُ جَرَى عنه سريعاً .
قلت : وهاكذا في شرح أَبي سَعِيد السُّكَّريّ لأَشعارِ هُذَيْل عن الأَصمعيِّ ، وقبله :
إِذا سَبَلُ العَمَاءِ دَنَا عليه
يَزِلُّ بِرَيْدِه ماءٌ زَلُولُ
وغَسِيلٌ : أَصابَه المَطَرُ .
( و ) السُّبَد : ( الشُّؤْمُ ) ، حكاه اللَّيْثُ عن أَبي الدُّقَيْش في قول أَبي دُوَاد الإِياديّ :
امرؤُ القيسِ بن أَرْوَى مُولِياً
إِنْ رَآنِي لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ
قُلْتَ بُجْراً قُلْتَ قولاً كاذِباً
إِنّمَا يَمْنَعْنِي سَيْفِي ويَدْ
( و ) سُبَدُ ( بنُ رِزَامِ بنِ مازِن ) بن ثَعْلَبَ بنِ ذُبْيَانَ ، في أَنساب قيس .
( و ) السَّبِد ، ( ككَتِف : البَقِيَّةُ من الكَلإِ .
والتَّسْيدُ : ( التَّشعِيث و ) تَرْكُ الأَدِّهانِ وبه فُسِّرَ الحديثُ في حَقِّ الخَوَارج : ( التَّسْبِيدُ فيهم فاشٍ ) حكاه أَبو عُبيد ، عن أَبي عُبيدةَ . وقال غيرُه : هو الحَلْق . واستئصال الشَّعَر . وقال أَبو عُبَيْدٍ : وقد يكون الأَمرانِ جَميعاً . وفي حديثٍ آخَرَ : ( سِيمهُم التَّحْلِيقُ والتَّسْبِيد ) . وروى عن ابن عبّاس ، رضي الله عنهما : ( أَنَّهُ قَدِم مَكَّةَ مُسَبِّداً رَأْسَهُ فأَتَى الحَجَرَ فَقَبَّلَهُ ) قال أَبو عُبيد : فالتَّسْبِيد هنا تَرْكُ التَّدَهُّنِ والغَسْلِ . وبعضهم يقول : التَّمسيد ، بالميم . ومعناهما واحدٌ .
( و ) التَّسبيد : ( بُدُوُّ رِيشِ الفَرْخِ ) وتَشْوِيكُه ، قال النابغة :
مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قَوادِمُهُ
في حاجِبِ العَيْنِ مِن تَسْبِيدِهِ زَبَبُ
( و ) التسبيد : بُدُوُّ ( شَعَرٍ الرَّأْسِ ) ، يقال سَبَّدَ شَعرَه ، استأْصَلَه حتّى أَلْزقَه
____________________

(8/169)


بالجِلْد ، وأَعفاه جميعاً ، فهو ضِدٌّ .
وقال أَبو عُبيد : سَبَّدَ شَعرَه وسَمَّده ، إِذا استأْصَلَه حتى أَلْحَقَه بالجِلْد ، قال : وسَبَّد شَعرَه ، إِذا حَلقَه ثم نَبتَ منه الشيءُ اليسيرُ .
( و ) التَّسبِيدُ ) ( نَبَاتُ حدِيثِ النَّصِيِّ في قَديمِه ، كالإِسباد ) ، وقد سَبَّدَ ، وأَسْبَدَ .
( و ) التَّسْبِيد : ( أَن تُسَرِّحَ ) شَعرَ ( رَأْسكَ وتَبُلَّهُ ثُمَّ تَتْرُكَهُ ) ، قاله أَبو تُرابِ عن سُليمانَ بنِ المُغِيرة .
( والأَسْبادُ ) ، بالفتح : ( ثِيابٌ سُودٌ ) ، جمْع سَبَد ، ( و ) الأَسْبَاد ( من النَّصِيِّ : رُؤُوسُها أَوَّلَ ما تَطْلُع ) ، جمع سَبَدٍ . قاله أَبو عَمرٍ . وأَنشد قولَ الطِّرِمَّاح يصف قِدْحاً فائزاً :
مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُسْتَلِبٌ
خَصْلَ الجَوَارِي طَرَائِفٌ سَبَدُهْ
أَراد أَنه مُسْتَطْرَفٌ فَوزُه وكَسْبُكه .
ويقال : بأَرْضِ بني فُلانٍ أَسبادٌ ، أَي بَقايَا من نَبْتٍ ، واحدُهَا : سَبِدٌ ، ككَتِفٍ ، وقال لَبِيد :
سَبِداً من التَّنُّومِ يَخبِطُهُ النَّدَى
ونَوادِراً من خَنْظَلٍ خُطْبانِ
والاسَّبَدُ : ما يطلع من رؤُوس النَّبَات قبل أَن يَنْتَشِرَ .
( والسَّبَنْدَى ) بفتحتين ؛ ( الطَّوِيلُ ) ، في لُغَة هُذَيل . ( و ) قيل : ( الجَريُّ ) . وقل : هو الجَريءُ ( من كلِّ شَيْءٍ ) على كلِّ شيْءٍ ، هُذَلِيّة .
وأَورده الأَزهريُّ في الرُّباعيّ . وكلُّ جَرِيءٍ سَبَنْدَى وسَبَنْتَى . وقيل : هي اللَّبْوَةُ الجَرِيئةُ . وقيل : هي النّاقةُ الجَرِيئةُ الصَّدرِ ، وكذالك الجَمَلُ ، قال :
عَلَى سَبَنْدَى طالَمَا اعتَلَى بِهْ
( و ) السَّبَنْدَى : ( النَّمِرُ ) ، وقال أَبو
____________________

(8/170)


الهَيثم : السَّبْنْتاةُ النَّمِر ، ويوصف بها السَّبُع .
والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتَى : النَّمرُ ، وقيل : الأَسَدُ ، أَنشدَ يَعقُوب :
قَرْمٌ جَوادٌ من بَنِي الجُلُنْدَى
يَمْشِي إِلَى الأَقْرَانِ كالسَّبَنْدَى
( ج : سَبانِدُ وسَبَانِدَةٌ .
أَو هي الفُرَّاغُ وأَصحابُ اللَّهْوِ والتَّبَطُّلِ ) ، كالسَّنادِرة كما في نوادر الأَعراب .
ومما يستدرك عليه :
السَّبُّود كسَفودٍ : الشَّعرُ ، نقله ابن دُرَيْد عن بعض أَهل اللُّغَة ، قال وليس بثَبتٍ .
وسُبَدُ كزُفَرَ : بَطْنٌ من قُريش .
وسَبَدٌ ، محرَّكةً : جَبَلٌ أَو وادٍ ، أَظُنّه حِجَازِيًّا . كذا في المعجم .
وسَبَدَ شارِبُهَ : طالَ حتى سَبَغَ على الشَّفَة .
الإِسْبيدة ، بالكسر : داءٌ يأْخُذُ الصّبيَّ من حُموضَةِ اللَّبَن والإِكثَارِ منه ، فيَضْخُم بطنهُ لذالك ، يقال : صَبِيٌّ مَسْبودٌ . نقلَهُ الصاغانيُّ .
سبرد : ( سَبْرَدَ شَعرَهُ ) ، أَهمله الجوهريّ . وقال ابن الأَعرابيّ أَي ( حَلَقُه ) .
( و ) سَبْرَدَت ( النَّاقَةُ ) ، إِذا ( أَلْقَتْ وَلَدَها لا شَعرَ عليه ، وهي مُسَبْرِدٌ ) وهو مُسَبْرَدٌ . نقل الصاغانيُّ .
ستد : ( ساتِيدَا ) ، أَهمله الجماعَةُ وهو ( في قول يَزِيدَ بنِ مُفَرِّغ ) الشاعر :
( فَدَيْرُ سُوَى فَسَاتِيدَا فَبُصْرَى فَحُلْوانُ المَخَافَةِ فالجِبَالُ : اسمُ جَبَل ) بَيْنَ مَيَّا فارِقِينَ وسعرت ، قاله أَبو عُبَيْد .
____________________

(8/171)



و ( أَصله : ساتِيدَ ما ) وإِنما ( حَذَف الشاعرُ مِيمَه ، فينبغي أَن يُذكَرَ هُنا ويُنَبَّهَ على أَصْلِهِ ) .
وفي المراصِدِ : قيل هو جَبَلٌ بالهِند ، وقيل هو الجبل المُحِيطُ بالأَرضِ ، وقيل نَهْرٌ بقُرب أَرْزن ، وهاذا هو الصحيح .
وقولهم : إِنه جَبَلٌ بالهند غَلطٌ . وقيل : إِنّه وادٍ يَنصبُّ إِلى نَهرٍ بينَ آمِدَ ومَيَّافارِقِينَ ، ثم يَصُبّ في دِجْلَةَ . قال شيخُنا : وكلامهم صريحٌ في أنه أَعجَمِيُّ اللفْظِ والمكانِ ، فلا تُعْرَفُ مادَّته ولا وَزْنُه . والشعراءُ يَتلاعبون بالكلامِ ، على مقتضَى قرائِحِهِم وعَرّفاتهم ، ويَحذفون بحسَب ما يَعْرِض لهم من الضَّرائِر ، كما عُرِفَ ذالك في مَحلّه ، فلا يكون في كلامهم شاهدٌ على إِثبات شيْءٍ من الكلمات العَجَمِيّة .
وقوله : ينبغي أَن يذكر هنا إِلى آخره ، بناءً على أَن وزنَه فاعيلَ ما ، وأَن مادّته : ستد . وليس الأَمر ، كذالك بل هاذه المادّةُ مه ملةٌ في كلامِهِم ، وهاذا اللفْظَةُ عَجَمِيَّةٌ لا أَصلَ لهَا ، وذِكرُهَا إِن احتاج إِليهاالأَمرُ ، لوُقوعِهَا في كلام العرب ، ينبغِي أَن يكونَ في الميم ، أَو في باب المعتَلّ ، لأَن وَزْنَهَا غيرُ معلوم لنا ، كأَصْلِهَا ، على ما هو المقرَّرُ المصرَّح به في كلام ابن السرَّاج وغيرِه من أَئِمَّةِ الاشتقاق ، وعلماءِ التصريف . انتهى . واللّهُ أَعلم .
سجد : ( سَجَدَ : خَضَعَ ) ، ومنه سُجُودُ الصَّلاةِ ، وهو وَضْعُ الجَبْهةِ على الأَرض ، ولا خُضُوعَ أَعظمُ منه ، والاسم : السِّجْدة ، بالكسر .
( و ) سَجَدَ : ( انتَصَبَ ) .
( في لُغَة طَيّىءٍ قال الأَزهريُّ : ولا يُحْفَظُ لغير الليث ، ( ضِدٌّ ) كقال شيخنا : وقد يقال لا ضِدِّيَّة بين الخُضوع والانتصاب ، كما لا يَخْفَى . قال ابن سيده : سَجَدَ يَسجُد سُجُوداً : وَضَعَ جَبْهَتَه على الأَرضِ ، وقَوْمٌ سُجَّدٌ وسُجُودٌ .
____________________

(8/172)



( و ) قال أَبو بكر : سَجَدَ ، إِذا انْحَنى وتَطَامَنَ إِلى الأَرضِ .
و ( وأَسْجَدَ : طَأَطَأَ رأْسَهُ ( وانحنى ) ) وكذلك البَعِيرُ ، وهو مَجاز . قال الأَسديُّ أَنشده أَبو عُبيدةَ :
وقُلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فأَسْجَدَا
يَعْنِي بَعيرَها أَنه طأَطأَ رأْسَه لِتَرْكَبه ، وقال حُمَيْد بن ثَوْر يَصف نساءً :
فلَمَّا لَوَيْنَ علَى مِعْصَمٍ
وَكفَ خَضِيبٍ وإِسوارِها
فُضُولَ أَزِمَّتِها أَسْجَدَتْ
سُجُودَ النَّصارَى لأَحْبارِهَا
يقول : لما ارْتَحَلْن ولَوَيْن فُضولَ أَزِمَّةِ جِمالِهِنّ على مَعاصمِهِنّ أَسْجَدَتْ لَهُنَّ . وسَجَدتْ وأَسجَدَت ، إِذا خَفَضَتْ رأْسَها لتُرْكَ .
وفي الحديث : ( كانَ كِسْرَى يَسْجُدُ للطَّالعِ ) أَي يَتَطَامَنُ ويَنحنِي والطَّالِع : هو السَّهمُ الذي يُجَاوِزُ الهَدَف من أَعلاه ، وكانوا يَعُدُّونَه كالمُقَرْطِس ، والذي يقع عن يَمينه وشماله يقال له : عاصِدٌ . والمعنى أَنه كان يُسْلِم لراميه ويَسْتَسْلِم . وقال الأَزهَرِيُّ : معناه أَنه كان يَخفِض رأْسه إِذا شخَص سَهْمُه وارتفعَ عن الرَّمِيَّة لِيَتَقوَّمَ السَّهمُ فيصيب الدَّارةَ .
( و ) من المجاز : أَسجَدَ : ( أَدامَ النَّظَرَ ) مع سُكون . وفي الصّحاح : زيادةُ ( في إِمراضِ ) بالكسر ( أَجْفَانٍ ) ، والمرادُ به ؛ النَّظَرُ الدَّالُّ على الإِدلال ، قال كُثيِّر :
أَغرَّكِ مني أَنَّ دَلَّكِ عِندَنَا
وإِسجادَ عينكِ الصَّيُودَيْنِ رَابِحُ
( والمَسْجَد ، كمَسْكَن : الجَبْهَةُ ) حيث يُصِيب الرجلَ نَدَبُ السُّجودِ . وهو مَجاز ، ( والآرابُ السَّبعةُ مَساجِدُ ) قال الله تَعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } ( الجن ، الآية : 18 ) وقيل : هي مَوَاضِعُ السُّجودِ من الإِنسانِ :
____________________

(8/173)


الجَبْهَةُ ، والأَنْف ، واليَدَانِ ، والرُّكْبتانِ والرِّجْلانِ .
وقال اللَّيْث : السُّجود ، مواضِعُه من الجَسَدِ والأَرْضِ : مَساجِدُ ، وحِدُهَا مَسْجَد ، قال : والمَسْجِد اسمٌ جامعٌ حَيث سجدَ عليه .
( والمَسْجِد ) بكسر الجِيم : ( م ) ، أَي مَوضِعُ السُّجُود نَفْسه . وفي كتاب ( الفروق ) لابن بَرّيّ : المَسْجِد : البَيْتُ الذي يُسْجَد فيه ، وبالفتح : مَوضع الجَبْهَةِ .
وقال الزَّجَّاج : كلّ مَوضع يُتَعَبَّد فيهِ فهو مَسْجِد ، ( ويُفتح جِيمُه ) .
قال ابن الأَعرابيّ : مَسْجَد ، بفتح الجيم ، مِحْرَابُ البيتِ ومُصَلَّى الجَماعاتِ .
( و ) في الصّحاح : قال الفرّاء ( المَفْعَل من باب نَصر ، بفتح العَيْن ، اسماً كان أَو مصدراً ) ، لا يَقَع فيه الفَرْق ، مثل دَخَلَ مَدْخَلاً ، وهاذا مَدْخَلُه ( إلا أَحْرُفاً ) من الأَسماءِ ( كمَسجِد ، ومَطْلِع ، ومَشْرِق ، ومَسْقِط ، ومَفْرِق ، ومَجْزِر ، ومَسْكن ، ومَرْفق ، ومَنْبِت ، ومَنْسِك ) فإِنهم ( أَلزموها كسْرَ العينِ ) وجَعلوا الكسر علامَةَ الاسمِ .
( والفتحُ ) في كلّه ( جائزٌ وإِن لم نَسمَعْه ) ، فقد رُوِيَ مَسْكَنٌ ومَسْكِن وسُمِعَ المَسْجَد والمَسْجِد ، والمَطلَع والمَطْلِع .
قال ( وما كان من باب جَلَسَ ) يَجلِس فالموضع بالكسر ، والمصدر بالفتح ) ، للفرق بينهما ، تقول ( نَزل مَنْزَلا ) . بفتح الزاي ، ( أَي نُزُولاً ، و ) تقول ( هاذا مَنزِله ، بالكسر ، لأَنه بمعنى الدَّارِ ) .
قال : وهو مَذْهَبٌ تَفَرَّد به هاذا البابُ من بين أَخواته ، وذالك أَن المواضع والمصادِر في غير هاذا البابِ يُرَدُّ كلُّهَا إِلى فتح العين ، ولا يقع فيها الفرق ، ولم يُكْسَر شَيْءٌ فيما سِوَى المَذكورِ إِلّا الأَحرف الّتي ذكرناها ، انتهى نصُّ عِبَارَة الفَرّاءِ .
( و ) من المَجاز : ( سَجِدَتْ رِجْلُه ، كفَرِحَ ) ، إِذا ( انتفَخَتْ ، فهو ) أَي الرَّجُلُ ( أَسْجَدُ ) .
____________________

(8/174)



( والأَسجاد ) بالفتح ( في قول الأَسْوَد بن يَعْفُر ) النَّهْشَليّ من ديوانه ، رواية المفضّل :
( مِن خَمْرِ ذي نَطَفٍ أَغَنَّ مُنَطَّق وَافَى بها كَدَرَاهِمِ الأَسْجَادِ )
هم ( اليَهُودُ والنّصَارَى ، أَو معناه الجِزْيَة ) ، قاله أَبو عُبَيْدَةَ ، ورواه بالفَتح . ( أَو دَراهِم الأَسجادِ ) هي دراهمُ الأَكاسرةِ ( كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسجُدون لها ) ، وقيل : كانت عليها صُورَةُ كسرى فمَنْ أَبصرَها سَجَدَ لها ، أَي طَأَطَأَ رَأْسَه لهَا وأَظهَرَ الخُضُوعَ ، قاهل ابن الأَنباريّ ، في تفسير شِعْرِ الأَسود بن يَعْفُر ( ورُوِي بكسر الهمزة ، وفُسِّر ، باليهود ) وهو قول ابن الأَعرابيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الإِسجاد : فتُورُ الطَّرْفِ ، و ( عَيْنٌ ساجِدَةٌ ) إِذا كانت ( فاتِرة ) ، وأَسجَدَتْ عينَها غَضَّتْها .
( و ) مِنَ المَجَازِ أَيضاً : شَجَرٌ ساجدٌ ، وسَواجِدُ ، و ( نَخْلةٌ ساجِدةٌ ) ، إِذا ( أَمالَهَا حَمْلُهَا ) ، وسَجَدَت النَّخْلَةُ : مالَتْ ، ونَخلٌ سَاجِدُ : مائلةٌ ، عن أبي حنيفةَ ، قال لبيد :
بَينَ الصَّفَا وخَلِيجِ العَيْنِ ساكِنَةٌ
غُلْبٌ سَواجِدُ لم يَدْخُلْ بها الحَصَرُ
( وقول تعالى ) : { سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ } ( النحل : 48 ) أَي خُضَعَاءَ مُتسخِّرةً لما سُخِّرتْ له .
وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } ( الرحمن : 6 ) معناه : يَستقبلانِ الشَّمسَ ويَمِيلانِ مَعَها حتى ينْكَسرَ الفيْءُ .
وقولُه تعالى : { وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا } ( يوسف : 100 ) سُجودَ تَحِيَّةٍ لا عبادةٍ . وقال الأَخفش معنى الخُرورِ في هاذه الآية : المرورُ لا السُّقوطُ والوقوعُ .
وقال ابن عبَّاس في قوله تعالى : { وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا } ( البقرة : 58 ) أَي رُكَّعا ) ، وقال : باب ضيّق . وسُجُودُ المَواتِ
____________________

(8/175)


مَحْمَلُه فيالقرآنِ طَاعَتُه لما سُخِّرَ له ، وليس سُجُودُ المَواتِ لله بأَعجبَ من هُبوطِ الحِجَارةِ من خَشْيَةِ الله ، وعلينا التّسليمُ لله ، والإِيمانُ بما أَنزَلَ من غير تَطَلُّبِ كَيفِيِّة ذالك السُّجُودِ ، وفِقْهِه .
ومما يستدرك عليه :
المَسْجِدانِ : مَسْجِدُ مَكَّةَ ، ومسجِدُ المدينةِ ، شرَّفهما الله تعالى ، قال الكُمَيْتُ ، يمدح بني أُمَيَّةَ :
لَكُمْ مَسْجِدَا اللّهِ المَزُورَانِ والحَصَى
لَكُمْ قِبْضُهُ ما بَيْنَ أَثْرَى وأَقْتَرَا
والمِسْجَدة ، بالكسر ، والسَّجَّادة : الخُمْرَة المَسْجُود عليها ، وسُمِع ضمّ السين ، كما في الأَساس .
ورجلٌ سَجَّاد ، ككَتَّان ، وعلَى وَجْهِهِ سَجَّادَة : أَثرُ السُّجُودِ .
والسَّوَاجِد : النَّخِيل المتأَصِّلة الثابتة . قاله ابن الأَعرابيّ وبه فُسِّر قولُ لبيد .
وسُورة السَّجْدة ، بالفتح .
ويكون السُّجود بمعنَى التَّحْتِيَّة .
والسَّفِينة تَسجُد للرِّيح ، أَي تَمِيل بمَيْله ، وهو مَجَاز ، ومنه أَيضاً فلانٌ ساجِدُ المَنْخِر ، إِذا كان ذَلِيلاً خاضعاً .
والسَّجَّاد : لَقَبُ عليِّ بنِ الحُسَين بن عليّ ، وعليّ بن عبد الله بن عبّاس ، ومحمّد بن طَلْحَةَ بنِ عبد الله التَّيْمِيّ ، رضي الله عنهم .
سجرد : ( ساجِرْدُ ، بكسر الجيم ) أَهمله الجماعةُ ، وهي : ( ة قُرْبَ قاشانَ ) بديار العجم . ( و ) قَرْيَة ( أُخْرَى بِبُوشَنْجَ ) من مُضَافات هَرَاةَ .
ومما يستدرك عليه :
ساسَنْجِرْد : قرية بمَرْو ، منها
____________________

(8/176)


بَسّام بن أَبي بَسّام ، ومحمودُ بنُ والان ، من مشاهير الأَئمّة ، وغيرهما .
سحد : ( السُّحْدُدُ كَقُنْفُذ ) ، أَهمله الجوهريّ وقال الصاغانيُّ : هو ( الشَّدِيدُ المارِدُ ) من الناس ، كالسُّخْدُدِ ، بالمعجمة ، والسُّخْتُتِ .
سخد : ( السَّخْد ) ، بفتح فسكون : ( الحارُّ ) يقال : يَوْمٌ سَخْدٌ .
( و ) السُّخْد ( بالضمّ : ماءٌ أَصْفَرُ غليظٌ يَخْرُج مع الوَلَدِ ) ، كالسُّخْت . قاله ابنُ سيده . وقيل : هو ماءٌ يَخْرُج مع المَشِيمة ، قيل : هو للنّاسِ خاصَّةً ، وقيل هو للإِنسانِ والماشِيَةِ .
وفي حديث زيد بن ثابت : ( كانَ يُحْيِي لَيْلَةَ سَبْعَ عَشرةَ من رَمضانَ وكأَنَّ السُّخْدَ على وَجْهِهِ ) . شبهَ ما بوَجْهه من التَّهيُّج بالسُّخْد في غِلَظهِ من السَّهَرِ .
( والسُّخْدُود ) ، بالضّم : ( الرَّجلُ الحَدِيدُ ) ، كالسُّخْتُوت والسُّحْدُود .
( والمُسَخَّد ، كمُعظَّم ) : الثقيلُ ( الخَاثِرُ النَّفْسِ ) ، عن الصاغانيّ ( والمُصْفَرُّ ( الثَّقِيلُ ) المورّم ) من مَرضٍ أَو غيره .
( وسُخِّدَ وَرَقُ الشَّجَرِ ، بالضَّمّ ، تَسخيداً : نَدِيَ وَرَكِبَ بعضُه بعضاً ) .
( و ) يقال ( شَبَابٌ سَخْوَدٌ ، كجَعفر : ناعِمٌ ) ، نقلَه الصاغانيّ .
ومما يستدرك عليه :
السُّخْد ، بالضجمّ : هَنَةٌ ، كالكبد أَو الطِّحَال ، مُجتمِعة ، تكون في السَّلَى ، وربما لَعِبَ بها الصِّبْيَان . وقيل : هو نَفْسُ السَّلَى .
والسُّخْد : بَوْلُ الفَصِيل في بَطْن أُمّه .
والسُّخْد : الرَّهَلُ ، والصُّفرة في الوَجْهِ ، والصاد في كلّ ذالك لغةٌ ، على المضارَعَةِ .
سدد : ( *!سَدَّدَه *!تَسديداً ) أَي الرُّمْحَ : ( قَوَّمَهُ ) كذا في الصّحاح .
وقال أَهلُ الأَفعال : *!سَدَّدَ سَهْمَه إِلى المَرْمَى : وَجَّهَه .
____________________

(8/177)



زاد في ( التوشيح ) : وبالشين المعجمة ، لغة فيه .
وقالوا سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ *!وسَدَّ الثَّلْمَ : أَصْلَحه وأَوْثَقَه .
( و ) سَدَّدَه : ( وَفَّقَه *!للسَّدادِ ) ، بالفتح ( أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل ) والقَصْدِ منهما . والإِصابة في المَنطق : أَن يكون الرَّجلُ *!مَسَدَّداً . ويقال : إِنّه لذُو *!سَدَاد في مَنطِقه وتَدْبِيرِه . وكذالك في الرَّمْي . ومنه : اللّهُمّ *!-سَدِّدْني ، أَي وَفِّقْنِي .
( *!وَسدَّ ) الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفْسه والرُّمحُ ( *!يَسدُّ بالكسر ، إِذا ( صار *!سَدِيداً ) وكذا القوْلُ والعمل ، يقال : إِنه *!لَيَسِدُّ في القَوْل ، وهو أَن يُصِيبَ *!السَّدَادَ . وسَهْمٌ *!سَدِيدٌ : مُصِيبٌ ، ورُمْحٌ سَدِيدٌ : قَلَّ أَنْ تُخْطِىءَ طَعْنَتُه ، ورَجُلٌ سَدِيدٌ *!وأَسَدُّ ، من *!السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ ، وأَمرٌ سَدِيدٌ *!وأَسَدُّ : قاصدٌ .
( *!وسَدَّ الثُّلْمَةَ ) ، بضمّ المثلّثَة ، وهي الفُرْجَة ، ( كمَدَّ ) ، *!يَسُدُّ بالضّمّ ، *!سَدًّا : رَدَمَهَا و ( أَصلَحَها ووَثَّقَهَا ) ، وفي بعض النُّسخ : أَوْثقَها ، *!كسَدَّدَها *!فانْسَدَّتْ *!واسْتَدَّت وهاذا *!سدَادُها ، بالكسر ، ( *!واستَدَّ ) الشَّيْيءُ : ( استقامَ ) *!كأَسَدَّ *!وتَسدَّدَ ، وقال :
أُعَلِّمُه الرِّمَايَةَ كلَّ يَومٍ
فَلَمَّا *!اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي
قال الأَصمعيّ : اشتَدَّ بالشين المعجمةِ ليس بشيْءٍ .
قال ابن بَرِّيّ : هاذا البيت يُنْسَب إِلى مَعْن بن أَوْس ، قاله في ابن أُخت له ، وقال ابن دُرَيْد : هو لمالكِ بن فَهْم الأَزْدِي ، وكان اسمُ ابْنه سُلَيْمَة ، رَماه بِسَهْم فقتلَه ، فقال البيت .
قال ابن بَرِّيّ : ورأَيته في شعر عَقِيلِ بن عُلَّفة يقوله في ابنه عُمَيس ، حينَ رمَاه بِسَهْم ؛ وبعده :
فلا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حين تَرْمِي
وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ
( *!وأَسَدَّ ) الرَّجلُ : ( أَصابَ *!السَّدَادَ ) ، أَي القَصْدَ والاستقامةَ ، ( أَو ) *!أَسَدَّ الرَّجلُ : ( طَلَبَهُ ) ، أَصابَ أَو لم يُصِبْ .
____________________

(8/178)



ويقال : *!أَسِدَّ يا رجلُ ، وقد *!أَسْدَدْت ما شِئتَ ، أَي طَلَبْتَ السَّدَادَ والقَصْدَ ، أَصَبْتَه أَو لم تُصِبْ . قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ :
*!أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَرِيَ
يُطَوِّف حَوْلَنا وله زَئِيرُ
يقول : اقْصِدِي له يا مَنِيَّةُ حتّى يموت .
( والسَّدَدُ ) ، محرَّكةً : القَصْد و ( الاستِقَامَةُ *!كالسَّدَادِ ) ، بالفتح ، الأَوّل مقصورٌ من الثاني ، يقال : ( قل ) قَولاً *!سَدَداً *!وسَدَاداً *!وَسَدِيداً ، أَي صَواباً ، قال الأَعشى :
مَاذَا عَلَيْهَا وماذَا كان يَنْقُصاها
يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا *!سَدَدَا
( *!وسَدَادُ بنُ سعِيدٍ ) ، كسَحَابٍ ، ( السَّبْعِيُّ ، حَدَّثَ ) ، وهو شَيْخٌ لمُحَمَّد بن الصَّلْت .
( و ) قال أَبو عُبيدة : كلُّ شَيْءٍ *!سَدَدْتَ به خَلَلاً فهو *!سِدَادٌ ، بِالكسر ، ولهاذا سُمِّيَ ( *!سِدَادُ القَارُورَةِ ) وهو صِمَامُها ، لأَنه *!يَسُدُّ رَأْسَها .
( و ) منها *!سِدَادُ ( الثَّغْرِ ) إِذا*! سُدَّ بالخَيْلِ والرِّجال ( فبالكسر فقط ) لا غير ، وأَنشد للعَرْجِيّ :
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا
لِيَوْم كَرِيهةٍ *!وسِداد ثَغْرِ
( و ) ومن المجاز : فيه ( سِدَادٌ مِن عَوَز ، و ) أَصَبْتُ به سِدَاداً من ( عَيْشٍ ، لما *!تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ ) أَي الحَاجَة ، ويُرْمَقُ به العَيْشُ ، فيُكْسَر ، ( وقد يُفْتَحُ ) ، وبهما قال ابن السِّكِّيت ، والفارَابيُّ ، وتَنبِعَه الجوهَريُّ ، والكسر أَفصحُ . وعليه اقتصرَ الأَكثرُون ، منهم ابن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ ، والأَزْهَريُّ ، لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَةِ فلا يُغَيَّر .
وفي حديث النَّبيّ ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، في السُّؤَال أَنَّه قال : ( لا تَحِلُّ المَسْأَلةُ إِلَّا لثلاثَةٍ ، فذَكَر منهم رجلاً أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالَهُ ،
____________________

(8/179)


فيَسْأَلُ حَتَّى يُصيبَ *!سِدَاداً مِن عَيْش ، أَو قِوَاماً ) ، أَي ما يَكْفِي حاجَته . قال بو عُبَيْدَة : قولُه سِداداً من عَيْش ، أَي قوَاماً ، هو بكسر السِّين . وكلُّ شيْءٍ سَدَدْت به خَلَلاً فهو سِدَادٌ ، بالكسر ، ( أَو ) الفتحُ في سداد من عَوَز ( لَحْنٌ ) ليسَ من كلامِ العرب . وفيه إِشارةٌ إِلى قِصَّة المازنيِّ ، أَوردَهَا الحَرِيريُّ في ( دُرَّة الغَوَّاص ) .
وعن النضر بن شُمَيْل : سِدَادٌ من عَوَزٍ ، إِذا لم يكن تامًّا ، ولا يجزُ فتْحُه .
ونقل ( البارع ) عن الأَصمعيّ : سدَادٌ من عَوَزٍ ، بالكسر ، ولا يقال بالفتح . ومعناه : إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه ففي هاذا ما يَسُدُّ بعضَ الأَمْر .
( *!والسَّدُّ ) بالفتح : ( الجَبَلُ ، و ) *!السَّدُّ : ( الحاجزُ ) ، كذا في التهذيب ( ويُضَمُّ ) فيهما ، صَرَّحَ به الفَيُّوميُّ وغيره . قال ابن السّكّيت : يقال لكل جَبَل *!سَدٌّ *!وسُدٌّ ، وصَدٌّ وصُدٌّ ( أَو بالضمّ : ما كَانَ مَخْلُوقاً لله عزّ وجلّ ، وبالفَتْح ، من عَملِنا ) ، حكاه الزَّجّاج . وعلى ذالك وَجْهُ قِراءَةِ مِن قَرَأَ : { بَيْنَ *!السَّدَّيْنِ } ( الكهف : 93 ) *!والسُّدَّيْن ، ورواه أَبو عبيدةَ . ونحو ذالك قال الأَخفش وقَرَأَ ابن كَثِير وأَبو عمرو { بَيْنَ السَّدَّيْنِ } . { وَبَيْنَهُمْ *!سَدّا } ( الكهف : 94 ) بفتح السين .
وقرآ في يللهس : { مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ *!سُدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } ( يللهس : 9 ) بضمّ السِّين .
وقرأَ نافع وابن عامر ، وأَبو بكر عن عاصم ، ويعقوب : بضمّ السِّين في الأَربعة المواضع ، وقرأَ حمزةُ والكسائيّ : { بَيْنَ السَّدَّيْنِ } بضمّ السِّين .
( و ) عن أَبي زيد : السُّدُّ ، ( بالضّمّ ) ، من ( السَّحَاب ) : النَّشْءُ ( الأَسودُ ) من أَيِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ ، ( ج *!سُدودٌ ) وهي السَّحائبُ السُّودُ . وهو مَجَاز ، لكونه حَجزاً بين السماءِ والأَرض .
وفي المحكم : السُّدُّ : السَّحَاب المرتَفِع
____________________

(8/180)


*!السادُّ للأُفُقِ . والجَمْع : *!سُدُودٌ . قال :
قَعَدْتُ له وَشَيَّعَني رِجَالٌ
وقد عثُرَ المَخَايِلُ *!والسُّدودُ
وقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ .
( و ) السُّدُّ بالضّمّ : ( الوادِي فيه حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماءُ فيه زَماناً ، ج : *!سِدَدَةٌ ، كقِرَدَةٍ ) كجُحْرٍ وجِحَرة ، كما في الصّحاح . وقيل : أَرْضٌ بها *!سَدَدة ، والواحد *!سُدَّة .
( و ) من المجاز : السُّدُّ ، بالضّم ( الظِّلُّ ) ، عن ابن الأَعرَابيّ ، وأَونشد :
قَعَدْتُ له في *!سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ
لذالكَ في صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها
أَي جَعلْته سُتْرةً ( لي ) من أَن يَراني .
( و ) السُّدُّ ، بالضّمّ : ( ماءُ سَماءٍ في ) حَزْمِ بني عُوَالٍ ( جُبَيْلٍ لِغَطَفَانَ ) أَمرَ رَسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم *!بِسَدِّهِ .
( و ) السُّدُّ ، بالضّمّ : ( حِصْنٌ باليَمَنِ ) وقيل : قَرْيَةٌ بها .
( و ) السُّدُّ أَيضاً : ( الوادِي ) ، لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم . وكلُّ بِناءٍ *!سُدَّ به موضعٌ فهو *!سُدٌّ *!وسَدٌّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( جَرادٌ *!سُدٌّ ) بالضّمّ ، أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفُقَ ) ، ويقال : جاءَنا *!سُدٌّ من جَرادٍ ، وجاءَنا جَرادٌ *!سُدٌّ ، إِذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته .
( *!وسُدُّ أَبي جِرَابٍ ) ، بالضّمّ : موضع ( أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنْي دُونَ القُبُورِ عن يَمينِ الذَّاهِبِ إِلى مِنًى ) ، منسوبٌ إِلى أَبي جِرَابٍ عبدِ الله بنِ محمّدِ بن عبد الله بن الحارث بن أُمَيَّةَ الأَصغر .
( وسُدُّ قَنَاةٍ ) ، بالضّمّ : ( وادٍ يَنْصَبُّ في الشُّعَيْبَةِ ) تَصغيراً لشُعْبة .
( و ) *!السِّدُّ ، ( بالكسر : الكَلامُ ) السَّدِيد المستقيم ( الصَّحِيحُ ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) من المَجَاز : السَّدّ ( بالفتح : العَيْبُ ) كالوَدَس ، قاله الفرّاءُ . ( ج *!أَسِدَّةٌ ) ، نادرٌ على غير قياس ، ( والقِياسُ ) الغالبُ : ( *!سُدُودٌ ) ، بالضَّمّ ، أَو *!أَسُدٌّ . وفي التهذيب : القياس أَن يُجمَع سَدٌّ *!أَسُدًّا أَو *!سُدُوداً .
____________________

(8/181)



وفي التهذيب : السُّدُّ كلُّ بِناءٍ سُدَّ به مَوضِعٌ . والجمْع *!أَسِدَّةٌ *!وسُدُودٌ . فأَمّا *!سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ ، وأَمَّا *!أَسِدّةٌ فشاذٌّ .
قال ابن سيده : وعندي أَنه جمع *!سِدَادٍ .
( و ) عن أَبي سَعِيد : يقال : ما بفُلانٍ *!سَدَادَةٌ يَسُدّ فَاه عن الكلام ، أَي ما به عَيْبٌ ، ومنه ( قولُهُم : لا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَس 2 دَّةَ ، أَي لا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ فَتسكُت عن الجوَابِ كمَن به عَيب ، من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ ) . قال الكميت :
وما بِجَنْبِيَ من صَفحٍ وعائِدةٍ
عِنْدَ *!الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ
يقول : ليس بي عِيٌّ ولا بَكَمٌ عن جَوابِ الكاشح ، ولاكنِّي أَصفح عنه ، لأَنّ العِيّ عن الجوَاب كالعَضْب وهو قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ ، والعائدة : العَطْفُ .
( و ) السَّدُّ بالفتح : ( شيْءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانٍ ) ، هاكذا في سائر النسخ .
والصواب : سَلَّة من قُضْبانٍ ، كما في سئر أُصول الأُمهات ( له أَطْبَاقٌ ) والجمع : سِدَادٌ وسُدُود . وقال اللَّيث السُّدُود : السِّلَال تُتَّخذ من قُضْبان لها أَطْبَاق ، والواحدة سَدَّةٌ . وقال غيره : السَّلَّة يقال لها السَّدَّة والطَّبْل .
( *!والسُّدَّةُ ، بالضَّمِّ : بابُ الدَّارِ ) والبيتِ كما في التهذيب . يقال : رأَيتُه قاعِداً *!بِسُدَّةِ بابِه ، *!وبِسُدَّةِ دارِه .
وقيل هي السَّقيفة .
وقال أَبو سعيد : السُّدّة في كلام العرب : الفِنَاءُ ، يقال لبَيْت الشَّعرِ وما أَشبَهه . والَّذِين تَكلَّموا *!بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحابَ أَبْنِيَة ولا مَدَرٍ ، ومن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّة ، أَو كالسَّقِيفَة ، فإِنما فَسَّره على مذْهب أَهل الحَضَرِ .
وقال أَبو عمرو : السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بين يَدَي البَيتِ . والظُّلَّة تكون لِبابِ الدَّارِ ، ( ج : سُدَدٌ ) ، بضمّ ففتْح . وفي بعض النُّسخ : بضمّتين .
وفي حديث أَبي الدرداءِ : ( أَنّه أَتى
____________________

(8/182)


بابَ مُعاوِية فلم يأْذَنْ له ، فقال : مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ ) .
( و ) سُدَّةُ المسْجِدِ الأَعظمِ ما حَوْلَه من الرُّوَاق ، وسُمِّيَ أَبو محمد ( إِسماعيلُ ) ابنُ عبد الرحمان الأَعور الكوفيّ : التابعي المشهور ، ( *!السُّدِّيّ ) ، روى عن أَنَس وابنِ عَبَّاس وغيرهما ، ( لِبَيْعِهِ المقَانِعَ ) والخُمُرَ على باب مَسْجِد الكوفَةِ . وفي الصّحاح : ( في *!سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ ، وهي ما يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ ) .
قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُهم يَجْعَل *!السُّدَّةَ البَابَ نَفْسَه ، ومنه حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ : أَنها قالت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلى البَصْرَةِ ( إِنك *!سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم وبين أُمَّتِهِ ) أَي بابٌ . وقَال الذَّهَبِيُّ : لقَعوده في باب جامِعِ الكُوفَة . وقبل اللَّيْث :*!- السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلى قَبِيلَة من اليمن . قال الأَزهَرِيُّ . إِن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيَّ فقد غَلِطَ ، لا يُعْرَف في قبائِلِ اليمنِ : سُدٌّ ولا سُدَّة . وأَغْرَبَ أَبو الفتح اليَعْمُرِيّ فقال : كان يَجْلِس في المدينةِ ، في مكانٍ يقال له : السُّدّ ، فنُسِب إِليه .
والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابن مُعين ووثَّقه الإِمامُ أَحمد ، واحتَجَّ به مُسْلمٌ . وفي ( التَّقْرِيب ) أَنّه صَدُوقٌ . مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة ، وروَى له الجماعةُ إِلّا البخاريَّ . وقال الرُّشاطيّ : وليس هو صاحبَ التفسير ، ذاك محمّدُ بن مروانَ الكوفيّ ، يُعرف *!-بالسُّدّيِّ ، عن يحيَى بن عبيد الله ، والكلبيّ ، وعنه هِشَامُ بنُ عبد الله ، والمحاربيّ . وقال جرير : هو كذَّاب .
( و ) *!السُّدَّة ، بالضمّ : ( داءٌ في الأَنف ) *!يَسُدُّه ، يأْخذ بالكَظَمِ ، ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ ، ( *!كالسُّدَادِ ، بالضّمّ ) أَيضاً ، مثل العُطَاس والصُّدَاع .
( و ) *!السُّدُّ ، بالضّمّ ، ذهَابُ البَصرِ .
وعن ابن الأَعرابيّ : ( *!السُّدُد ، بضمتين ؛ العُيُونُ المُفَتَّحَةُ
____________________

(8/183)


لا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيًّا ) ، وهو مجاز .
( و ) يقال منه ( هي عَينٌ *!سادَّةٌ ، أَو ) عَيْن *!سادَّةٌ وقائمة : هي ( الّتي ابْيَضَّت ولا يُبْصَر بها ، ولم تَنْفَقِيء بَعْدُ ) ، قاله أَبو زيد .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!السّادةَّ ) هي ( النّاقَةُ الهَرِمَةُ ) وهي سادَّةٌ وسَلِمَةٌ ، وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ .
( و ) من المَجَاز : السّادَّة : ( ذُؤابةُ الإِنسان ( تَشْبيهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : هو من أُسْدِ ( *!المَسَدِّ ) ، وهو موضعٌ بمكةَ عنتد ( بُسْتَانِ ابنه عامر ) ، وذالك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ ، قال أَبو ذُؤيب :
أَلفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِي ) دَ النَّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ
( لا ) بُسْتان ابن ( مَعْمَرٍ ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ) .
قال الأَصمعيّ : سأَلْت ابن أَبِي طَرفَةَ عن المَسَدِّ فقال : هو بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَر الّذِي يقول فيه الناس : بُستان ابنِ عامر . هاذا نصُّ عبارة الجوهريّ ، فلا وَهَمَ فيه ، حيث بَيَّن الأَمريْنِ ، ولم يُخَالِفْه فيما قاله أَحدٌ ، بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيرُه ، بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ ، غَلَطٌ ، صوابُه ابن مَعْمَرٍ . وسيأْتي في الراءِ ، إِن شاءَ اللّهُ تعالى ( وسِدِّينُ كَسِجِّين : د ، بالسَّاحل ) قريبٌ ، يسكنه الفُرْسُ . كذا في المعجم .
( و ) السِّدَادُ ، ( كَكِتَابِ ) : الشيْءُ من ( اللَّبَن يَيْبَسُ في إِحْليلِ النّاقة .
( و ) سِدَادُ ( بنُ رَشِيد الجُعْفِيُّ ، مُحدِّثٌ ) ، روَى عن جَدَّت أُرْجُوانةَ ، وعنه ابنُه حُسَيْن ، وأَبو نُعَيم ، وابنُه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوَى عن جابرِ بن الحُرّ .
( و ) قولهم :
( ضُرِبَتْ عليه الأَرضُ *!بالأَسْدادِ )
أَي ( *!سُدَّتْ علي الطُّرُقُ وعَمِيَتْ
____________________

(8/184)


عليه مَذَاهِبُهُ ) ، وواحد ا*!لأَسدادِ : *!سُدٌّ ، ومنه أُخذَ *!السُّدُّ بمعنى ذَابِ البَصَرِ . وقد تقدَّم .
( و ) تقول صَبَبْت في القِرْبَةِ ماءً ف ( *!اسْتَدَّتْ ) به ( عُيونُ الخُرَزِ ) و ( *!انْسدَّت ) ، بمعنًى واحدٍ .
ومما يستدرك عليه :
*!سَدُّ الرَّوْحاءِ *!وسَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينةِ .
وفي الحديث : ( كان له قَوْسٌ يُسَمَّى *!السَّدَادَ ) سَمِّيَتْ به تَفَاؤُلاً بإِصابة ما رُمِيَ عنها .
وعن ابن الأَعرابيّ : رَمَاه في *!سَدِّ ناقَتِه ، أَي في شَخْصِهَا ، قال والسَّدُّ ، والدَّرِيئة ، والدَّرِيعَة : النَّاقَة التي يَسْتَتِر بها الصَّائِدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ ، وأَنشد لأَوْس :
فمَا جَبُنُوا أَنَّا نَسُدّ عَلَيهمُ
ولاكنْ لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قال الأَزهريّ : قرأْ بخطّ شَمِرٍ في كتابه : يقال *!سَدَّ عليك الرَّجلُ *!يَسِدُّ *!سَدًّا ، إِذا أَتَى *!السَّدادَ .
وفي حديث الشَّعْبِيّ : ( ما *!سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ ) قال شَمِرٌ : زَعَمَ العترِيفِيُّ : أَي ما قَطَعتُ عليه ، فأَسُدَّ كلَامَه .
وقال شَمِرٌ : ويقال : *!سَدِّدْ صاحِبَك ، أَي علِّمه واهدِهِ . *!وسَدِّدْ مالَكَ ، أَيَ أَحْسِن العَمَلَ به .
*!والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَهَا لكلّ مَكانِ مَرْعًى ، وكلّ مكانِ لَيانٍ ، وكلِّ مكانِ رَقَاق ، *!والمُسَدَّدُ : المُقَوَّم .
وفي الحديث : ( قال لعليَ : سَلِ الله السَّدادَ ، واذكُرْ بالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ ) أَي إِصابَةَ القَصْد به .
وفي صِفَة متعلّم القرآن : ( يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إِذا كانا *!مُسَدَّدَينِ ) أَي لازِمَي الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ . ويُروَى بكسر الدال .
____________________

(8/185)



وقال أَبو عدْنَانَ : قال لي جابِرُ : البَذِخُ الّذِي إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عليهم كلَّ شيْءٍ قالوه ، قلت : وكيف*! يُسَدِّدُ عليهم ؟ قال : يَنْقُضُ عليهم كلَّ شيْءٍ قالُوه .
وفي المثل : ( *!سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ ) وسيأْتِي .
ومن المجاز : هو *!يَسُدُّ *!مَسَدَّ أَبيه ، *!ويسُدُّونَ *!مَسَدَّ أَسلافِهم .
وسِدَادُ البَطْحَاءِ ، بالكسر : لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ ، وهو أَخو هاشمٍ والدِ عبد المطلب . وقد انقرضَ وَلَدُه .
وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم : مِن قَصْدِهَا . وهو مَجَازٌ .
*!وسُدُودُ ، بالضّمّ ، أَنَّه جمْع *!سدّ : قَرْيَة بِفِلَسْطِين ، وأُخْرَى بمصْر ، في المُنُوفِيَّةِ . ويقال في الأَخيرة : *!أُسْدُودُ أَيضاً .
ورجُل *!سَدَّادٌ ، ككَتَّان : مُستقيمٌ .
*!والمَسَدّ : قَرْيَة بالمغرِب .
*!وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق .
وسَدِيدَةُ بنتُ أَبي المُظفَّر الشاشيّ .
سمع منهما أَبو المحاسن القُرَشيّ .
والسُّدُّ ، بالضّمّ : ماءُ سَماءٍ ، جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلٌّ عليه ، نقلَه الصاغانيُّ . وهو غير الذي لِغَطفانَ .
سرد : ( السَّرْدُ : الخَرْزُ في الأَدِيم ) والنَّعْل وغيرِهِمَا ، والسَّرَّاد : الخَرَّاز . والخَرْزُ مَسُرودٌ ومُسَرَّدٌ .
وسَرَدَ خُفَّ البَعِيرِ سَرْداً : خَصفَه بالقِدِّ ( كالسِّرَاد ، بالكسر ، و ) السَّرْدُ : ( الثَّقْبُ ) وأَنشد ابن السِّيد في ( الفَرْق ) :
كأَنَّ فُروجَ الَّأْمةِ السَّرْدِ شَدَّهَا
عَلى نَفْسِهِ عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ مُخْدِرُ
( كالتَّسْرِيد ، فيهما ) والإِسرادِ في الأَخير فقط ، تقول : سَرَدَ الشيْءَ سَرْداً ، وسَرَّدَه وأَسْرَدَه ، إِذا ثَقَبَه .
( و ) السَّرْد : ( نَسْجُ الدِّرْعِ ) ، وهو
____________________

(8/186)


تَداخُلُ الحَلَقِ بعْضِها في بعْضٍ .
( و ) السَّرْد : ( اسمٌ جامِعٌ للدُّروع وسائِرِ الحَلَقِ ) وما أَشبهَها من عَمَلِ الحلق ، وسُمِّيَ سَرْداً لأَنه يُسْرَد فيُثْقَب طَرَفَا كُلِّ حَلْقَة بالمِسمَار ، فذالك الحَلَق المِسْرَدُ . والمِسْرَدُ هو المِثْقَب ، وهو السِّرَاد ، بالكسر .
وقوله عزَّ وجلّ : { وَقَدّرْ فِى السَّرْدِ } ( سبأ : 11 ) قيل هو أَلَّا يَجْعَل المِسْمَارَ غليظاً ، والثُّقْبَ دَقِيقاً فيفْصِمَ الحَلَق ، ولا يَجْعَل المسمارَ دَقيقاً والثقبَ واسِعاً ، فيتَقَلْقَل أَو يَنْخَلع أَو يَتقَصَّف ، اجْعَلْه على القَصْد ، وقَدْرِ الحاجة . وقال الزّجّاج : السَّرْد : السَّمْرُ وهو غيرُ خارجٍ من اللّغَة ، لأَن السرْد تَقْدِيرُك طَرَفَ الحَلْقَة إِلى طَرَفِها الآخَر . ( و ) من المجاز : السَّرْد : ( جَوْدَةُ سِيَاق الحَدِيث ) ، سَرَد الحَديثَ ونَحْوَه يَسرُدُه سَرْداً ، إِذا تابَعه ، وفلانٌ يَسرُد الحَدِيثَ سَرْداً وتَسَرَّدَه ، إِذا كان جَيِّدَ لسياقِ . وسَرَدَ القرآنَ : تابعَ قِرَاءَتَه في حَدْرٍ ، منه .
( و ) السَّرْد : ( ع ببلاد أَزْدٍ ) ، جاءَ ذِكْرُه في الشِّعْرِ مع أَبارع .
( و ) السَّرْد : ( مُتَابَعةُ الصَّومِ ) ومُوالاتُه ( وسَرِدَ ) فلانٌ ، ( كفَرِحَ : صارَ يَسْرُدُ صَوْمَهُ ) ويُوَالِيه ويُتابِعُه .
وفي الحديث : ( أَنّ رَجلاً قال له يا رسولَ اللّهِ : إِني أَسْرُدُ الصَّيَامَ في السَّفَرِ ، فقال : إِن شِئت فَصُمْ ، وإِن شئت فأَفْطِرْ ) .
( والسَّرْنْدَى ، كسَبَنْتَى ) : الجَرِيءُ ( السريعُ في أُمُورِهِ ) إِذا أَخذ فيها ، عن ابن دُرَيْد . ( و ) قيل : ( الشَّدِيدُ ) والأُنثى سَرَنْداة .
وقال سيبويه ؛ رَجُلٌ سَرَنْدَى مُشْتَقٌّ من السَّرْد ، ومعناه الذي يَمضِي قُدُماً ( و ) السَّرَنْدَى : سمُ رَجلٍ ، وهو
____________________

(8/187)


( شاعِرٌ ) من بني ( التَّيْمِ ) كان يُعِينُ عُمَرَ بنَ لَجإٍ ، قال ابنُ أَحمرَ :
فَخَرَّ وجَالَ المُهْرُ ذاتَ شِمَالِهِ
كَسَيْفِ السَّرَنْدَى لاحَ في كَفِّ صاقِل
( واسرَنْدَاهُ ) الشَّيءُ : غَلَبَه و ( اعْتَلاه ) والمُسْرَنْدِي : الّذي يَعْلُوك ويَغْلِبك . قال :
قد جَعَلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِيني
أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِينِي
( واغْرَنْدَاهُ ) مثلُه بمعنَى عَلَاه وغَلَبَه وسيأْتي . والياءُ فيهما للإِلْحَاق بافْعَنْلَلَ . وقد قيل إِنه لا ثالثَ لهما ، ويقال : إِنّ اغْرنداه : علَاه بالشَّتْم .
( و ) السَّرَاد ( كَسَحَابٍ : الخَلَالُ الصُّلْبُ ) ، الواحد سَرَادَةٌ ، عن افرّاءِ ، وهي البُسْرَةُ تَحْلُو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بَلَحَةٌ . وقال أَبو حَنيفَةَ : السَّرَاد : الذي يَسْقط من البُسْرِ قبل أَن يُدْرِكَ وهو أَخضر . ( وقد أَسْرَدَ النْخُل ، و ) السَّرَاد ( ما أَضَرَّ بِهِ العَطَشُ من الثَّمَرِ ) فيَبِسَ قَبلَ يَنْعِه . نقله الصاغانيُّ .
( وسرْدد ، كقُنْفُذ وجُنْدَب وجَعْفَر ) ، الأَخيرة عن الأَصمعيّ . قال الصاغانيُّ : والمسموع من العرب الوَجْهُ الثَّاني : ( وادٍ ) مشهورٌ متَّسعٌ ( بتِهَامة ) اليمن ، مُشتمِل على قُرًى ، ومُدُن ، وضِياع ، قال أَبو دَهْبَلٍ الجُمَحيّ :
سَقَى اللّهُ جازاناً فمن حَلَّ وَلْيَهُ
فكُلَّ مَسِيلٍ من سَهَامٍ وسُرْدُدِ
قال ابن سيده : سُرْدُد : موضع ، هاكذا حَكاه سيبويهِ متمثِّلاً به بضم الدالِ وعَدَلَه بِشُرْنُب ، قال : وأَما ابن جِنِّي فقال : سُرْدَد ، بفتح الدّال ، قال أُمَيَّةُ بن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ :
تَصَيَّفْتُ نَعْمَانَ واصْيَّفَتْ
جِبَالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَدِ
____________________

(8/188)



قال ابن جِنِّي : إِنّمَا ظَهَر تَضْعيف سُرْدَد ، لأَنه مُلْحق بما لم يَجِيء ، وقد عَلِمْنا أَن الإِلْحاق إِنما هو صَنْعةٌ لَفْظِيَّة ، ومع هاذا لم يظهر ذالك الّذي قَدَّرَه هاذا مُلحقاً فيه ، فلولا أَن ما يقوم الدليلُ عليه بما لم يظهر إِلى النُّطق بمنزلةِ المَلفوظ به لما أَلْحقوا سُرْدَداً وسُودَداً بملم يَفُوهوا به ، ولا تَجَشَّموا استعمالَه . انتهى .
( وسارِدَةُ بن تَزِيدَ ) ، بالمثنّاة الفوقيّة والتحتيّة معاً ، نسختان ، ( ابن جُثَمَ ) بنِ الخَزْرج ، ( في نَسب الأَنصارِ ) ، من وَلِده سَلِمةُ بن سَعْد بن عليّ بن أَسد بن سارِدَةَ ، ذكره ابنُ حبَيبِ .
( و ) من المجاز : يقال ( و ابنُ مِسْرَدٍ ، كمِنْبَرٍ ) وفي الأَساس : ابنُ أُمِّ مِسْرَدٍ ، ( أَي ابنُ أَمَةٍ أَو قَيْنَة ) ، عن الصاغانيّ ، لأَنها من الخَوَارِزِ ، كما في الأَساس ، ( شَتْمٌ لهم ) يتشاتمون به بينهم ومِنْبَر : ( الإِشْفَى ) الّذِي في طَرَفه خَرْق وهو المِخْصَف .
( وسَرْدَانِيَّةُ ) بالفتح : ( جَزِيرةٌ كبيرةٌ ببَحْر المَغْرِب ) بها قُرًى وعَمَائر ، عن الصاغانيِّ . ( وسَرْدَرُودُ : ة ، بهَمَذَانَ ) ، وهي مُركَّبة من سَرْد ورُود . ومعناها : النَّهَرُ البارِدُ .
ومما يستدرك عليه :
السَّرْد : تَقْدِمةُ شيْءٍ إِلى شَيْءٍ تأْتِي به مُتَّسِقاً بعْضُه في إِثرِ بعْضٍ مُتتابِعاً .
وقيل لأَعرابيَ . أَتعرف الأَشهُرَ الحُرُمَ ؟ فقال : نعمْ . واحدٌ فَرْدٌ وثلاثةٌ سَرْدٌ . فالفَرْدُ : رَجَبٌ ، لأَنه يأْتِي بعدَه شعبانُ ، وشهرُ رمضانَ ، وشَوَّال . والثلاثة السَّرْد : ذو القَعْدَة ، وذو الحِجَّة ، والمُحَرَّم . وهو مَجَاز .
والسِّرَاد ، والمِسْرَد : المِثْقَب .
والمِسْرَد ؛ اللِّسَانُ ، يقال فُلانٌ يَخْرِق الأَعراضَ بِمِسْرَدِه ، أَي بلِسانه . وهو مَجَازٌ .
والمِسْرَد : النَّعْلُ المَخُصوفَةُ اللسانِ .
____________________

(8/189)



والسِّرَاد والمِسْرَد : المِخْصَف ، وما يُخْرَزُ به . والخَرْزُ مَسرود ومُسَرَّد .
والمَسرودة : الدِّرْع المَثقوبة .
والسارِد : الخَرّاز ، قاله أَبو عَمرو .
ودِرْعٌ مسرود ، ولَبُوس مُسَرَّد ، ولأْمَةٌ سَرْدٌ .
ومِنَ المَجَازِ : السَّرْدُ : الحَلَقُ ، تَسْمِيَة بالمصْدر .
ونُجُومٌ سَرَدٌ : مُتتابِعَةٌ . وتَسَرَّدَ الدُّرُّ : تتابَع في النِّظَام ، ولؤلؤ مُتَسرِّد ، وتَسَرَّدَ دَمْعُه ، كما يتَسَرَّدُ اللُّؤْلُؤ ، وماشٍ مُتَسَرِّد : يُتابِع خُطاه في مَشْيِه .
والسَّردِيَّة : قبيلةٌ من العرب . ومُسَرَّد ، كمُعَظَّم : كوفيٌّ ، رَوَى عن سعدِ بنِ أَبي وقَّاص .
ومما يستدرك عليه :
سربد : ( سربد ) ، يقال منه : حاجِبٌ مُسَرْبَدٌ : لا شَعرَ عليه ، عن كُراع . وقد تقدَّم سبرد . ولعلّ هاذا مقلوبُه ، كما هو ظاهرٌ .
سرمد : ( السَّرْمَدُ : الدائِمُ ) ، قاله الزّجاج . وعليه اقتصر الجوهريّ وغيره وفي حديث لقمانَ : ( جَوَّابُ ليلٍ سَرْمَد ) السَّرْمَد : الدائم الّذِي لا يَنْقَطِع . ومثله في النهاية .
وقال الخليل : السَّرْمَدُ : هو دَوَامُ الزَّمَانِ ، واتِّصالُه من لَيْلٍ أَو نارٍ . قله المرزُوقيُّ في ( شرْح الحماسة ) . ومثله في اللِّسَان .
( و ) السَّرْمَدُ : ( الطَّوِيلُ مِنَ اللَّيَالِي ) ، يقال ليلٌ سَرْمَدٌ ، أَي طويلٌ .
وفي التنزيل العزيز : { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً } ( القصص : 72 ) وفسَّره الزجَّاج بما تقدَّم .
( و ) سَرْمَد : ( ع من عَمَلِ حَلَبَ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
وسَرْمَدٌ : جَدُّ أَبي الحُسَيْن أَحمدَ بن عبد الله بن محمدّ بن سَرْمَد الكرابِيسيّ
____________________

(8/190)


النَّيسابوريّ ، توفِّي سنة 366 ه .
ونقل شيخُنا عن الفخْر الرازيّ أَن اشتقاقَ السَّرْمد من السَّرْد ، وهو التَّوالي والتعاقُب . ولمَّا كان الزمانُ إِنما يَبْقَى بِتعاقُبِ أَجزائِه وكان ذالك مُسَمًى بالسَّرْد ، أَدْخلوا عليه الميمَ الزائدة ، ليُفِيدَ المُبالغَةَ في ذلك ؛ انتهى ، قال : وعليه ، فَوَزْنُ : فَعْمَلٌ ، وموضعه سَرَدَ .
سرند : ( السَّرَنْدَى ) : الجريءُ الشَّدِيدُ ، قد ذُكِرَ ( في س ر د ) بِناءً على أَن النون زائدة . وقد تقدّم النقل فيه عن سيبويه ، ( وهاذا مَوْضِعُهُ ) ، لأَنّ سَرْنَد بعد سَرْمَد .
وسَيْفٌ سَرَنْدى : ماضٍ في الضَّريب ولا يَنْبُو .
ومَن جَعَل سَرَنْدًى فَعَنْلَلاً صَرَفَه ، ومن جَعَلَه ، فَعَنْلَى لم يَصْرِفه . وقد تقدَّم .
سرهد : ( سَرْهَدَ الصِّبِيَّ : ( سَرْهَدَةً : ( أَحسنَ غِذَاءَهُ .
( و ) سَرْهَدَ ( السَّنَامَ : قَطَعَهُ ) ، ومنه قيل : سَنَامٌ مُسَرْهَدٌ ، أَي مُقَطَّعٌ قِطَعاً .
( والمُسَرْهَدُ ) : المُنَعَّم المُغَذَّى ، وامرأَةٌ مُسَرْهَدَةٌ ، سَمِينَةٌ مَصْنعة ، وكذالك الرَّجلُ .
والمُسَرْهَد أَيضاً : ( السَّمِينُ من الأَسْنِمَةِ ) ، يقال سامٌ مُسَرْهَدٌ ، أَي سَمِينٌ ، ورُبما قيل لشَحْمِ السَّنَامِ : سَرْهَدٌ ، وماءٌ سَرْهَدٌ ، أَي كثير .
( ومُسَدَّدٌ ، كمُعَظَّم ، ابنُ مُسَرْهَدِ بن مُجَرْهَدِ بن مُسَرْبَلِ ) ، وقيلَ أَرْمل ( بن مُغَرْبَلِ بن مُرَعْبَلِ بن مُطَرْبَلِ بن أَرَنْدَلِ بن سَرَنْدَلِ بن عَرَنْدَلِ بن ماسِكِ المُسْتَوْرِدِ الأَسَدِيُّ ) البَصْرِيّ ، من بني أَسَدِ بن شُرَيْك ، بالضّمّ ، ابن مالك بن عَمْرو بن مالِك بن فَهْم بن دَوْس بن عُدْثانَ بن عبد الله بن زَهْرَان بن كَعْب بن الحارث بن كَعْب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأَزْد : ( مُحَدِّثٌ ) . قال أَبو زُرْعَةَ ، قال أَحمد : مُسَدَّدٌ صَدُوقٌ . وقال ابن
____________________

(8/191)


القراب : مات أَبو الحسن مُسَدَّد ، لِسِتَّ عَشْرَةَ ليلةً خَلَتْ من رمضانَ سنةَ ثَمَانٍ عشرين ومِائتين .
قال شيخُنَا : صرَّح جماعةٌ من شُرَّاحِ الصَّحيحين ، وغيرِهما من أَرباب الطبقات ، بأَن هاذه الأَسماءَ إِذا كُتِبَت وعَلِّقتْ على مَحْمُوم كانت من أَنفعَ الرُّقَى ، وجُرِّبَت فكانت كذالك .
سعد : ( سَعَدَ يَومُنا ، كنَفَع ) يَسْعَد ( سَعْداً ) ، بفتح فسكون ، ( وسُعُوداً ) كقُعُودٍ : ( يَمِنَ ) وَيَمَن وَيَمُنَ ( مُثَلَّثةً ) ، يقال : يومٌ سَعْدٌ ، ويومٌ نَحْسٌ .
( والسَّعْدُ : ع قُرْبَ المدينةِ ) على ثلاثةِ أَميالٍ منها ، كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه ، ( و ) السَّعْد : ( جَبَلٌ بالحِجَاز ) ، بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلاً ، عنده قَصْرٌ ، ومنازِلُ ، وسُوقٌ ، وماءٌ عذْبٌ . ، على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إِلى المَدينة .
( و ) السَّعْد : ( د ، يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ ) ، السَّعْدِيَّة ، نِسْبَة إِليه ( وقيل ) السَّعْد : ( قَبِيلة ) نُسِبَت إِليها الدُّروعُ .
( و ) لسَّعْد ( ثُلُثُ اللَّبِنَةِ ) ، لَبِنَةِ القَمِيصِ ( و ) السُّعَيْد ( كَزُبَيْر : رُبْعُها ) ، أَي تِلك اللَّبِنَة . نقله الصاغانيُّ .
( واستَسْعَدَ بِهِ : عَدَّهُ سَعِيداً ) وفي نُسخة : سَعْداً . ( والسَّعادةُ : خلافُ الشَّقاوةِ ) ، والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة ، ( وقد سعِدَ كعَلِمَ وعُنِيَ ) سَعْداً وسَعَادَة ( فهو سَعِيدٌ ) ، نقيضُ شَقِيَ ، مثل سَلِمَ فهو سَلِيم ( و ) سُعِد بالضّمّ سَعَادة ، فهو ( مَسْعُودٌ ) والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ .
قال الأَزهريُّ : وجائزٌ أَن يكون سَعِيدٌ بمعنَى مَسعودٍ ، من سَعَدَه اللّهُ ،
____________________

(8/192)


ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد ، فهو سَعِيدٌ . وقد سَعَده اللّهُ ، ( وأَسْعَده اللّهُ ، فهو مَسْعُود ) وسَعِدَ جَدُّه ، وأَسْعَده : أَنْمَاه . والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ( ولا يقال مُسْعَدٌ ) كمُكْرَم ، مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ ، بل يُقْتَصَر على مَسْعود ، اكتفاءً به عن مُسْعَد ، كما قالوا : مَحبوبٌ ومَحْمُوم ، ومَجْنُون ، ونحوها من أَفعلَ رُبَاعِيًّا .
قال شيخنا : وهاذا الاستعمالُ مشهور ، عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين باباً يَخُصُّه ، وقالوا : ( باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول ) . وساقَ منه في ( الغريب المصنَّف ) أَلفاظاً كثيرة ، منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذالك ، وذالك لأَنّهُم يقولون في هاذا كُلِّه قد فُعِل ، بغير أَلف ، فبُنِيَ مفعولٌ على هاذا ، وإِلّا فلا وَجْهَ له . وأَشار إِليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية ، ويَعقُوبُ ، وابن قُتيبةَ ، وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة .
( و ) الإِسعادُ ، والمساعدَةُ : المُعاونة . وساعَدَه مُساعدةٌ وسِعاداً و ( أَسْعده : أَعَانه ، و ) رُوِيَ عن النّبيّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم : ( أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة : ( لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ ) والعيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ والشَّرُّ ليس إِليك ) .
قال الأَزهريُّ : وهو خَبَرٌ صَحِيح ، وحاجَةُ أَهْلِ العِلْم إِلى تفسيره ماسَّةٌ .
فأَمّا لَبَّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان ، وأَلَبَّ ، أَي أَقامَ به ، لَبًّا وإِلْباباً ، كأَنَّه يقول : أَنا مُقِيمٌ على طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ، ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة .
وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك : تأْويلُه إِلباباً لك بعد إِلبابٍ ، ( أَي ) لُزُوماً لِطاعتك بعد لزوم ، و ( إِسعاداً بعد إِسعاد ) وقال أَحمد بن يحيى : سَعْدَيْك ، أَي مُساعدةً لك ، ثم مُساعدة ، وإِسعاداً لأَمْرك بعد إِسعاد . وقال ابن الأَثير أَي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعْدَ مساعدة
____________________

(8/193)


وإِسعاداً بعد إِسعادً ، ولهاذا ثُنِّيَ ، وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال . قال الجَرْمِيّ : ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفرداً . قال الفرّاءُ : لا واحدَ لِلَبَّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة . قال الفرّاءُ : وأَصلُ الإِسْعَادِ والمُساعدةِ ، مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربِّه ورِضَاه . قال سيبويه : كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد ، غير أَنا هاذا الحرْفَ جاءَ مُثَنَّى على سَعْدَيْك ، ولا فِعْلَ له على سَعد .
قال الأَزْهَرِيُّ : وقد قُرِىءَ قولُه تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ } ( هود : 108 ) وهاذا لا يكون إِلَّا مِن سَعَدَه اللّهُ ، وأَسْعَدَه ، أَي أَعانَه وَوَفَّقَه ، لا مِن أَسْعَدَه اللْهُ .
وقال أَبو طالب النّحويّ : معنَى قوله لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ، أَي أَسْعَدَني اللهُ إِسعاداً بعدَ إِسعادٍ .
قال الأَزهريّ : والقول ما قاله ابنُ السِّكِّيت ، وأَبو العباسِ ، لأَن العَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّه ، ويَذْكُرُ طاعهُ ولُزُومَه أَمْرَه ، فيقول : سَعْدَيْكَ ، كما يقول لَبَّيْكَ ، أَي مُساعَدةً لأَمْرِك بعد مُساعدة . وإِذا قيل أَسعَدَ اللّهُ العَبْدَ ، وسَعَدَه ، فمعناه : وَفَّقَه الله لما يُرْضِيه عنه ، فيَسْعَدُ بذالِك سَعادةً . كذا في اللِّسَان .
( و ) السُّعُد ، والسُّعُود ، الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس ، كلاهما : ( سُعُودُ النُّجُومِ ) : وهي الكواكب التي يُقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا ، وهي ( عَشَرَة ) أَنجمٍ ، كلّ واحد منها سَعْدٌ : ( سَعْدُ بُلَعَ ) قال ابن كُنَاسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . قال أَبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِينَ قال الله تعالى : { ياأَرْضُ ابْلَعِى مَآءكِ } ( هود : 44 ) ويقال إِنما سُمِّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ .
( وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ) : ثَلاثةُ كَواكبَ
____________________

(8/194)


على غيرِ طَرِيقِ السُّعود ، مائلةٌ عنها ، وفيها اختلافٌ ، وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ، ولا مُضِيئة مُنِيرَة ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهَوَامُّها من جِحَرَتِهَا ، جُعِلَت جِحَرَاتُهَا لها كالأَخْبِيَة . وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمَ ، كأَنَّهَا أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن .
( وسَعْدُ الذَّابِحِ ) ، قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبان مُتَقَاربانِ ، سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً ، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه ، والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلاً .
( وسَعْدُ السُّعودِ ) كوْكبَانِ ، وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ، ولذالك أُضِيف إِليها ، وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه . وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد .
( وهاذه الأَربعة ) منها ( من مَنَازِلِ القمرِ ) يَنْزِل بها ، وهي في بُرْجَي الجَدْيِ والدَّلْو .
( و ) من النُّجُوم : ( سَعْدُ ناشِرةَ ، وسَعْدُ المَلِكِ ، وسَعْدُ البِهَامِ ، وسَعْدُ الهُمَامِ ، وسَعْدُ البارِعِ ، وسَعْدُ مَطَرٍ . وهاذه ال ليستْ من المنازل ، كُلُّ ) سَعْدٍ ( منها كَوْكَبَانِ ، بينهما في المَنْظَرِ نَحْوُ : وهي مُتَناسِقةٌ .
( و ) في الصّحاح : ( في العَرب سُعُودٌ ) ، قبائِلُ ، ( كَثِيرَةٌ ) ، منها : ( سَعْدُ تَمِيمٍ ، وسَعْدُ قَيْس ، وسَعْدُ هُذَيْلٍ ، وسَعْدُ بَكْرٍ ) ، وأَنشد بيت طَرَفة :
رَأَيْتُ سُعُوداً مِن شُعُوبٍ كَثِيرةٍ
فلم تَر عَيْنِي مِثْلَ سَعْدِ بن مالِكِ
قل بن بَرِّيّ : يقول : لم أَرَ فيمن سُمِّيَ سَعْداً أَكرمَ من سَعْدِ بن مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ ، ( وغيرُ ذلك ) ، مثل : سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلَانَ ، وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض ، وسَعْدِ بن عَدِيِّ بنِ فَزَارةَ ، وسَعْدِ بن بكْر بن هَوازِنَ ، وهم الّذِين أَرْضَعُوا النّبيِّ ، صلَّى اللّهُ عليّه وسلّم . وسَعْد
____________________

(8/195)


بن مالك بن سعْد بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَةَ بن دُودانَ ، وسعْدُ بن الحارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَةَ بن دُودان .
قال ثابتٌ : كان بنو سعْد بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم .
وفي قيسِ عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر ، وفي قضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ ، ومنها سَعْدُ العَشِيْرةِ وهو أَبو أكثرِ قَبَائلِ مَذْحِج .
( ولمَّا تَحَوَّلَ الأَضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من ) ، وفي نسخة : عن ( قَوْمِهِ ) و ( انتقلَ في القبائِلِ ، فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إِلى قَوْمه وقال : ( بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ ) ) فذَهَبَ مَثَلاً . ( يعني سَعْدَ بنَ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيم ) ، وأَما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم .
( وبنو أَسْعَدَ : بَطْنٌ ) من العرب ( وهو تَذكيرُ سُعْدَى ) ، وأَنكرَه ابن نِّي وقال : لو كان كذالك حَرِيَ أَن يَجِيءَ به سَمَاعٌ ، ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى ، وإِنما هاذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هاذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَي اللَّفْظِ ، كما يَقَع هاذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى .
( و ) في الصحاح : وفي المثلِ ( قولهمٌ : أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ ) ) ، كأَمِير هاكذا هو مضبوط عندنا . وفي سائر الأُمهات اللغَوِية : كزُبَيْرٍ ، وهو الصواب ، إِذا سُئِلَ عن الشَّيْءِ ، ( أَي ) هو ( مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهُ ) .
وفي خُطْبَة الحَجَّاجِ : ( انْج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْدٌ ) هذا مَثَلٌ سائِر ( وأَصْله أَن ابْنَيْ ضَبَّةَ بنِ أُدَ خَرجَا ) في طَلب إِبِلٍ لهما ( فرَجَعَ سَعْدٌ وفُقِدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إِذا رَأَى سَوَاداً تَحْتَ اللَّيْلِ قال : ( أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ ) هاذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذالك اللَّفْظُ منه ، و ( صار يُتَشَاءَمُ به ) ، وهو يُضرَب مَثَلاً في العِنَايَة بذِي الرَّحِمِ ، ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأَمْرينِ : الخَيْرِ والشَّرّ ، أَيها وَقعَ . وهو مَجَاز .
( و ) يقال بَرَكَ البَعِيرُ على
____________________

(8/196)


( السَّعْدَانَةِ ) ، وهي ( كِرْكِرَةُ البَعِيرِ ) ، سُمِّيَت لاستداراتها .
( و ) السَّعْدَانَةُ : ( الحَمَامَةُ ) قال :
إِذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ
عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا
( أَو ) السَّعْدانَةُ ( سمُ حَمَامَة ) خاصَّة ، قاله ابن دُرَيْد ، وأَنشد البيت المذْكورَ .
قال الصاغانيّ : وليس في الإِنشاد ما يَدُلّ على أَنَّها اسمُ حمامةٍ ، كأَنَّه قال : حَمامةُ السَّعَفَات ، اللّاهُمَّ إِلا أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إِليه اسماً لحَمامةٍ ، فيقال : سَعْدانةُ السَّعَفاتِ : .
( و ) يقال : عَقَدَ سَعْدَانَةَ النَّعْلِ ، وهي : ( عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى ) مِمَّا يَلِي الأَرْضَ والقِبَالَ ، مِثْل الزِّمامِ ، بين الإِصْبَعِ الوُسطَى والتي تَليها .
( و ) السَّعْدَانةُ ( من الإِسْتِ ) : ما تَقَبَّضَ من ( حِتَارِهَا ) ، أَي دائِر الدُّبُرِ ، وسيأْتي .
( و ) السَّعْدَانة ( من المِيزانِ : عُقْدَةٌ ) في أَسْفَلِ ( كِفَّتِهِ ) ، وهي السَّعْداناتُ .
( والسَّعْدانَات ) أَيضاً : ( هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَايَةِ ) ، بالضّمّ ، عَصَب مُرَكَّب فيه فُصُوصٌ من عِظَام ، كما سيأْتِي ، ومنهم من ضَبَطَه بالموحَّدة ، وهو غَلَطٌ ( كَأَنَّهَا أَظْفَارٌ ) .
( و ) يقال : شَدَّ اللّهُ عَلَى ساعكَ وسواعِدِكُم ، ( ساعِدَاكَ : ذِرَاعاكَ ) ، والساعِد : مُلْتَقَى الزَّنْدَيْنِ من لَدُنِ المِرْفَقِ إِلى الرُّسْغِ . والساعِدُ : الأَعْلَى من الزَّنْدَيْن في بعْضِ اللغَات ، والذِّراعُ : الأْسفلُ منهما .
قال الأَزهريّ : والسَّاعِدُ : ساعِدُ الذِّراع ، وهو ما بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ والمِرْفَق ، سُمِّيَ ساعِداً لمُسَاعدَته الكَفَّ إِذا
____________________

(8/197)


بَطَشَتْ شَيئاً ، أَو تناوَلَتْه ، وجمْع السّاعدِ : سَواعِدُ .
( و ) السَّاعِدانِ ( من الطائِرِ : جَنَاحَاهُ ) يَطِير بهما ، وطائِرٌ شَدِيدُ السواعِدِ ، أَي القوادِمِ ، وهو مَجَاز .
( والسَّوَاعِدُ : مَجَارِي الماءِ إِلى النَّهْر أَو إِلى البَحْر ) .
وقال أَبو عَمرو : السواعِدُ : مَجارِي البَحْرِ الَّتي تَصُبّ إِليه الماءَ ، واحدُهَا ساعِدٌ ، بغير هاءٍ .
وقال غيرُهُ : الساعِدُ مَسِيلُ الماءِ إِلى الوادِي والبَحْرِ . وقيل : هو مَجْرَى البَحرِ إِلى الأَنهار . وسَوَاعِدُ البِئرِ : مخَارِجُ مائِها ومَجَارِي عُيُونِها .
( و ) السَّواعِدُ : ( مَجَارِي المُخِّ في العَظْمِ ) ، قال الأَعْلَم يَصف ظَلِيماً :
على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ ال
سَّواعِدِ ظَل في شَرْيٍ طِوالِ
عنَى بالسوَاعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام ؛ وزَعموا أَن النعَامَ والكَرَى لا مُخَّ لهما .
وقال الأَزهريُّ في شَرْح هاذا البيتِ : ساعِدُ الظَّلِيم أَجْنِحَتُه ، لأَن جَناحَيه ليسا كاليَدَيْنِ ، والزَّمُخَرِيّ في كلِّ شيْءٍ : الأَجْوَف مثْل القَصَبِ . وعِظامُ النَّعَامِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها . والحَتُّ : السَّرِيعُ . والبُرَايَة : البَقِيَّةُ . يقول : هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ ، أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه .
( والسُّعْدُ ، بالضّمّ ) : من الطِّيب . ( و ) السُّعَادَى ، ( كحُبَارَى ) مثْلُه ، وهو ( طِيبٌ م ) أَي معروف .
وقال أَبو حنيفة : السُّعْد من العُرُوقِ : الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرُومةٌ مُدَحْرَجَة ، سَودَاءُ صُلْبَة كأَنهَا عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة ، والجمْع سُعْدٌ . قال : ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى ، والجَمْع : سُعَادَيَات .
وقال الأَزهريُّ : السُّعْد : نَبْت له
____________________

(8/198)


أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ ، أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ .
والسُّعَادَى نَبت آخَرُ . وقال الليث : السُّعَادَى : نَبْتُ السُّعْدِ . ( وفيه مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا ) ، كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ .
( وساعِدَةُ : اسم ) من أَسماءِ ( الأَسَد ) معرِفَة لا يَنصرف ، مثل أُسَامَةَ ، ( وَرَجُلٌ ) أَي عَلَمُ شَخْص عليه .
( وبنو ساعدةَ : قومٌ من ) الأَنصار من بني كَعْبِ بن ( الخَزْرَجِ ) بن ساعِدةَ ، منهم سعْدُ بن عُبَادَةَ ، وسَهْل بن سَعْدٍ ، الساعِدِيَّانِ ، رضِيَ الله عنهما ، ( وسَقِيفَتُهُ بِمَكَّةَ ) ، هاكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ ، والأُصول المقروءَة .
ولا شَك في أَنه سَبْقُ قَلَمٍ ، لأَنه أَدرَى بذالك ، لكثرةِ مجاوَرتِهِ وترُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفين . والصّواب أَنها بالمَدِينة . كما وجدَ ذالك في بعض النُّسخ علَى الصواب ، وهو إِصلاحٌ من التلامذة . وقد أَجمعَ أَهْلُ الغريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السَّيَرِ أَنَّها بالمدينة ، لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ ، وهي ( بمنزِلَةِ دارٍ لهم ) وَمَحَلّ جتماعاتهم . ويقال : كانوا يَجتمعون بها أَحياناً .
( والسَّعِيد ) كأَمير : ( النَّهْرُ ) الّذي يَسقِي الأَرضَ بظواهِرها ، إِذا كان مُفْرَداً لها . وقيل هو النَّهر الصغير ، وجمْعه : سُعُدٌ ، قال أَوْسُ بن حَجَر :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً
نَخْلٌ مَواقِرٌ بَيْنَها السُّعُدُ
وسَعِيدُ المَزْرَعَةِ : نَهرُهَا الّذي يَسقِيها . وفي الحديث : ( كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ ) .
( و ) السَّعِيدَةُ ، ( بهاءٍ : بَيت كانَت ) رَبيعةُ من ( العربِ تَحُجُّه بِأُحُدٍ ) في الجاهليّة . هاكذا في
____________________

(8/199)


النُّسخ . وهو قول ابن دُريد قال : وكان قريباً من شَدَّاد .
وقال ابن الكَلبيّ : على شاطىءِ الفُرات ، فقولُه : بأُحُدٍ ، خَطأٌ .
( والسَّعِيدِيَّة : لا بمصر ) نُسِبتْ إِلى المَلِك السَّعِيد .
( و ) السَّعِيد ( و ) السَّعِيديّة : ( ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ ) ، كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى بني سَعِيد .
( وسَعْدٌ : صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ ) بنِ كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ ، مِمَّا يَلِي جُدَّة ، قال الشاعر :
وهل سَعْدُ إِلَّا صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ
من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيَ ولا رُشْدِ
ويقال : كانت تَعبده هُذَيْلٌ في الجَاهِلِيّة .
( و ) سُعْدٌ ، ( بالضّمّ : ع قُرْبَ اليَمَامَةِ ) ، قال شيخُنَا : زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ : قُرْبَ المدينة .
( و ) سُعْدٌ : ( جَبَلٌ ) بجَنْبهِ ماءٌ وقَرْيَةٌ ونَخْلٌ ، من جانِب اليمَامَةِ الغَربيّ .
( و ) السُّعُد ، ( بضمّتين : تَمْرٌ ) ، قال :
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً
نَخْلٌ بزَارةَ حَملُهُ السُّعُدُ
هاكذا فسَّرَه أَبو حَنيفةَ .
( و ) السَّعَد ، ( بالتحريك ) ، وبخطّ الصاغانيِّ : بالفتح ، مجوَّداً : ( ماءٌ كان يَجرِي تَحْتَ جَبَلِ أَبي قُبَيْس ) يَغْسِل فيه القَصَّارون . ( وأَجمَةٌ م ) معروفة ، وفي قوله : معروفة ، نَظرٌ .
( والسَّعْدانُ ) بالفتح : ( نَبْتٌ ) في سُهولِ الأَرْض ( من أَفْضَلِ ) ، وفي الأُمَّهات : من أَطْيب ( مَرَاعِي الإِبلِ ) ما دَام رَطْباً . والعرب تقول : أَطْيَبُ الإِبلِ لَبَناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ .
وقال الأَزهريُّ في تَرْجَمَة صفع : الإِبل تَسْمَن على السَّعدان ، وتَطيب عليها أَلبانُها ، واحدتُه سَعْدانةٌ ،
____________________

(8/200)


والنون فيه زائدة ، لأَنه ليس في الكلام فَعْلال غيرُ خَزْعَال وقَهْقَار ، إِلا من المضاعف .
وقال أَبو حنيفة : من الأَحرار السَّعْدَانُ ، وهي غُبْرُ اللَّوْن ، حُلْوةٌ يأْكلُها كلُّ شيْءٍ ، وليستْ بكبيرة ، وهي من أَنجَعِ المَرْعَى .
( ومنه ) المثل : ) ( مَرْعًى ولا كالسَّعْدانِ ) وماءٌ ولا كَصَدَّاءَ ) ، يُضْرَبان في الشيْءِ الذي فيه فضلٌ وغيرُه أَفضلُ منه . أَو للشيْءِ الذي يُفَضَّل على أَقرانه .
وأَولُ من قَالَه : الخَنساءُ ابنةُ عَمْرِو بن الشَّرِيد .
وقال أَبو عُبيد : حَكَى المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَة من طَيِّىء . ( وله شَوْكٌ ) كأَنَّه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فيُنْظَر إِلى شَوْكه كالِحاً إِذا يَبِس . وقال الأَزهريُّ : يقال لِشَوْكه : حَسَكَةُ السَّعْدَانِ . و ( يُشَبَّهُ به حَلَمَةُ الثَّدْيِ ، فيقال لها سَعْدَانَةُ الثُّنْدُؤَةِ ) ، وخلَطَ اللَّيْث في تفسير السَّعْدَانِ ، فجَعَلَ الحَلمَةَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ ، وجعلَ له حَسَكاً كالقُطْبِ . وهاذا كلُّه غَلَطٌ . والقطْبُ شَوْكٌ غيرُ السَّعْدَان ، يُشْبِه الحَسَكَ . وأَما الحَلَمَةُ . فهي شَجَرَةٌ أُخَرى . ولَستُ من السَّعْدان في شيْءٍ .
( وتَسَعَّدَ ) الرَّجلُ : ( طَلَبَه ) ، يقال : خَرَجَ القَومُ يَتَسَعَّدون ، أَي يرتادُون مَرْعَى السَّعْدانِ ، وهو من خَيْر مَراعِيهم أَيَّامَ الرَّبِيع ، كما تَقدَّم .
( و ) سُعْدان ، ( كسُبْحَانَ : اسمٌ للإِسْعَادِ ، و ) يقال : ( سُبْحَانَهُ وسُعْدَانَهُ ، أَي أُسَبَّحُهُ وأُطِيعُهُ ) ، ما سُمِّيَ التسبيح بِسُبْحَانَ ، وهُمَا عَلَمَانِ كعُثْمانَ ولُقْمانَ .
( والساعِدَةُ : خَشَبَةٌ ) تُنْصَب ( تُمْسِكُ البَكَرَةَ ) ، جمْعُها السَّوَاعِد .
( وسَمَّوْا سَعِيداً ، ومَسْعُوداً ، ومَسْعَدةَ ) ، بالفتح ، ( ومُسَاعِداً ، وسَعُدُونَ ، وسَعدَانَ ، وأَسْعَدَ ، وسُعُوداً ) ، بالضم . ( وللنِّساءِ : سُعَادُ ) وسُعْدَى ، بضَمِّهِما ،
____________________

(8/201)


( وسَعْدَةُ وسَعِيدَةُ ) ، بالفتح ، ( وسُعَيْدة ) بالضمّ .
( والأَسْعَدُ : شُقَاقٌ كالجَرَبِ يَأْخُذ البَعِيرَ فيَهرَمُ منه ) ويَضعُف .
( و ) سَعَّادٌ ، ( ككَتَّانٍ ، ابنُ سُلَيْمَانَ ) الجُعْفِيّ ( المُحَدِّثُ ) ، شَيْخ لعبد لصَّمَد بن النعْمَان . وسَعَّادُ بنُ راشدَةَ في نَسبِ لَخْم ، من وَلده حاطبُ بن أَبي بَلْتَعَةَ الصَّحَابيُّ .
واختُلِفَ في عبد الرحمان بن سعاد ، الراوي عن أَبي أَيُّوبَ ، فالصَواب أَنه كسَحَاب ، وقيل كَكَتَّان ، قاله الحافظُ . .
( والمَسْعُودةُ : مَحَلَّتانِ ببغْدادَ ) ، إِحداها بالمأْمونية ، والأُخرَى في عقارِ المَدْرَسَة النّظاميّة .
( وبنو سَعْدَمٍ ) كجَعْفَر : بَطْن ( من مالِكِ بنِ حَنْظَلةَ ) من بني تَمِيم ( والميمُ زائدةٌ ) ، نقله ابنُ دُرَيْد في كتاب ( الاشتقاق ) .
ودَيْرُ سَعْدٍ : ع ) ، بين بلادِ غَطَفَانَ والشَّام .
( وحَمَّامُ سَعْد : ع بطريق حاجِّ ، الكوفةِ ) ، عن الصاغانيّ .
( ومَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ ) على ستَّ أَميال من الزُّبَيديّة ( بين المُغِيثَةِ والقَرْعَاءِ ) ، منسوب إِلى سَعْدِ بن أَبي وَقَّاصِ .
( والسَّعْدِيَّةُ : منزِلٌ ) منسوبٌ ( لبني سَعْدِ بنِ الحارِثِ ) بن ثَعْلَبَةَ ، بطَرَفِ جَبَلٍ يقال له : النُّزَف : ( و ) السَّعْدِيَّة : ( ع لبني عَمْرِو بنِ ساعِدَةَ ) ، هاكذا في النُّسخ . واصّواب : عَمْرو بن سَلِمَة وفي الحديث : ( أَن عَمْرَو بن سَلمَةَ هاذا لمّا وَفَدَ على النّبيّ ، صلّى اللّهُ عليْه وسلّم ، استقْطَعه ما بينَ السَّعْدِيَّة والشَّقراءِ ، وهُما ماءَانِ .
( و ) السَّعْدِية : ( ع لبنِي رِفَاعَةَ باليمامة ) .
( و ) السَّعْدِيَّة : ( بِئْرٌ لبني أَسَدٍ ) في مُلتَقَى دارِ مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ ، ودارِ غَطَفَانَ ، من سُرَّةِ الشَّرَبَّة . ( وماءٌ في ديارِ بني كِلَابٍ ، وأُخْرَى لبني
____________________

(8/202)


قُرَيْظٍ ) من بني أَبي بكرِ بنِ كِلاب .
( و ) السَّعدِيّة ( قَرْيَتَانِ بحَلَبَ ، سُفْلَى وعُلْيَا .
( والسَّعْدَى ) كسَكْرَى : ( ة أُخْرَى بِحَلَبَ ، و : ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ ) بالعِرَاق .
( وقولُ ) أَميرِ المُؤمنين ( عليّ ) بن أَبي طالبٍ رضي الله عنه :
( أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ )
ما هاكذَا يا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِلُ
فسيأْتي ( في ش ر ع ) .
( والسَّعْدَتَيْنِ ) ، كأَنَّه تَثنِيَةُ سَعْدَة . كذا في النُّسخ المُصحَّحة : ( ة قُرْبَ المَهْدِيَّة ) بالمَغْرِب ( منها : ) وفي نُسخَةِ القَرَافي ، وضع ، بدل : قرية . ولذا قل : والأَوْلَى ( منه ) أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَيْن .
قلت : وعلَى ما في نسختنا فلا يَرِد على المُصَنِّف شيْءٌ ( خَلَفٌ الشاعرُ ) .
ومما يستدرك عليه :
يومٌ سَعْدٌ وكَوْكَبٌ سَعْدٌ ، وُصِفَا المصدر ، وحكَى ابنُ جِنّي : يومٌ سَعْدٌ ، ولَيْلَةٌ سَعْدةٌ . قال : وليسا من بابِ الأَسْعَد والسُّعْدَى ، بل من قَبيل أَنَّ سَعْداً وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلى مِنْهاجٍ واستمرارٍ ، فسَعْدٌ مِن سَعْدةٍ كجَلْدٍ من جَلْدةٍ ، ونَدْبٍ من نَدْبَةٍ ، أَلَا تَرَاكَ تقول : هاذا يومٌ سَعْدٌ ، ولَيْلَة سَعْدَةٌ ، كما تقول ، هاذا شَعرَ جَعْدٌ ، وجُمَّةٌ جَعْدَةٌ .
وساعِدَةُ لساقِ : شَظِيَّتُهَا .
والساعد : إِحْلِيلُ خِلْفِ النَّاقةِ ، وهو الذِي يَخْرُج منه اللَّبَنُ . وقيل : السَّوَاعِد : عُرُوقٌ في الضَّرْعِ يجيءُ منه اللَّبَنُ إِلى الإِحْلِيلِ . وقال الأَصمعيُّ : السَّواعد : قَصَبُ الضَّرْعِ وقال أَبو عَمْرو : هي العُروق التي يَجِيءُ منهااللَّبَنُ ، سُمِّيَتْ بسواعدِ البحر ، وهي مَجَارِيه . وساعِدُ الدَّرِّ : عِرْقٌ يَنْزِل الدَّرُّ منه إِلى الضَّرْع من النَّاقَة ، وكذالك العِرْقُ الذِي يُؤدِّي
____________________

(8/203)


الدَّرَّ إِلى ثَدْيِ المرأَةِ ، يُسَمَّى ساعداً ، ومنه قوله :
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحادِيثَ في غَدغ
وبَعدَ غَد يا لُبن أَلْبُ الطَّرائِدِ
وكُنْتُم كَأُمَ لعبَّةٍ ظَعَنَ ابنُها
إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ
وفي حديث سعد : ( كُنَّا نَكْرِي الأَرضَ بما على السَّواقِي وما سَعِد من الماءِ فيها ، فنهانا رسولُ اللّهِ ، صلّى اللْهُ عليْه وسلّم ، عن ذلِكَ ) قوله : ما سَعِد من الماءِ ، أَي : ما جاءَ من الماءِ سَيْحاً لا يحتاج إِلى داليةٍ ، يجيئه الماءُ سَيْحاً ، لأَن معنَى ما سَعِد : ما جاءَ من غير طَلَبٍ .
والسَّعْدانةُ الثَّنْدُوَةُ ، وهو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمةِ .
وقال بعضهم : سَعْدانةُ الثَّدْيِ : ما أَطافَ به كالفَلْكَةِ .
والسَّعدانةُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْيَةِ الفَرَسِ .
والسَّعْدانُ : شَوْكُ النَّخْلِ ، عن أَبي حنيفةَ .
وفي الحديث ( أَنه قال : لا إِسْعادَ ولا عَقْرَ في الإِسلام ) : هو إِسعادُ النِّساءِ في المَنَاحَاتِ ، تَقوم المَرأَةُ . فتقُومُ معها أُخرى من جاراتِهَا فتُسَاعِدُها على النِّيَاحة . وقد وَرَدَ في حديث آخر : ( قالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ : إِنَّ فُلانةً أَسْعَدَتْنِي فأُرِيدُ أُسْعِدُهَا ، فما قال لها النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم شَيْئاً ) . وفي روايةٍ : ( قال : فاذْهَبي فأَسْعِدِيهَا ثم بايِعِيني ) قال الخَطابيُّ : أَما الإِسعادُ فخاصٌّ في هذا المعنى ، وأَما المُسَاعدةُ فعامَّةٌ في كلِّ مَعُونَة قال إِنما سُمِّيَ المساَعدةَ المعاوَنَةُ ، من وَضْعِ الرَّجُلِ يَدَه على سَاعدِ صاحِبِه ، إِذا تَمَاشَيَا في حاجَة ، وتعاوَنَا على أَمْر .
ويقال : ليس لبني فُلانٍ ساعِدٌ ، أَي ليس لهم رَئِيسٌ يَعتمدونَه وساعدُ
____________________

(8/204)


القَومِ : رَئيسُهُم ، قال الشاعر :
وما خَيرُ كَفَ لا تنوءُ بساعِدِ
وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ : بَطْنَانِ .
قال اللِّحْيَانيُّ : وجَمْع سَعِيد : سَعِيدُونَ وأَساعِدُ . قال ابن سِيدَه : فلا أَدري أَعنَى الاسمَ أَم الصِّفَة ، غير أَنَّ جَمْعَ سَعِيد على أَساعِدَ شاذٌّ .
والسَّعْدَانِ : ماءٌ لبني فَزارةَ ، قال القَتَّال الكِلابِيُّ :
رَفَعْنَ مِن السَّعْدَينِ حتَّى تفاضَلَتْ
قَنَابِلُ من أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ
وسُعْد ، بالضّمّ : موضع بنَجْد . قال جَرِير :
أَلَا حَيِّ الدِّيارَ بِسُعْدَ ، إِنِّي
أُحِبُّ لِحُبِّ فاطِمَةَ الدِّيارَا
وساعِدُ القَيْنِ : لُغةٌ في سَعْدِ القَيْنِ . قال الأَصمعيّ : سمِعت أَعربِيًّا يقول كذالك . وسيأَتي في د ه د ر .
ويقال : أَدركَه اللّهُ بسَعْدةٍ ورَحْمَة .
والمَسَاعِيد : بطْن من العرب .
والسَّعْدَان : موضع .
ومدرسة سَعَادةَ من مدارِس بغداد .
وسَعْدُ القَرْقَرَةِ : ضْحِك النُّعْمَان بن المُنْذِر .
وسَعْدانُ بن عبد الله بن جابر مولَى بني عامر بن لُؤَيّ : تابِعيُّ مشهور ، من أَهل المدينة ، يَرْوِي عن أَنَسٍ وغيره .
واستدرك شيخُنَا .
قولهمُ : بِنْتُ سَعْدٍ ، استعملوها في الكِنَايَة عن البَكَارَةِ ، قال أَبو الثَّنَاءِ محمود في كتابه : ( حُسْن التوسُّل في صناعة الترسُّل ) : ومن أَحْسَنِ كِنَايَات الهِجَاءِ قول الشاعِرِ يهجو شَخْصاً يَرمِي أُمَّه بالفجور ويَرْمِيه بداءِ الأَسد :
أَراكَ أَبُوكَ أُمَكَّ حِينَ زُفَّتْ
فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّكَ بِنْتُ سَعْدِ
أَخُو لَخمٍ أَعارَكَ منه ثَوْباً
هَنِيئاً بالقَميص المُسْتَجَدِّ
أَراد ببِنْت سَعْد : عُذْرةَ ، وبقوله : أَخو لَخْم : جُذَاماً ، فإِنه أَخوه .
____________________

(8/205)



ومن المجَاز : أَمرٌ ذو سَواعِدَ ، أَي ذو وُجوه ومَخارِجَ .
وأَبو بكر محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ وَرْدَانَ ، البُخَارِيّ . وأَبو منصور عَتِيقُ بن أَحمدَ بنِ حامدٍ السَّعْدَانِيّ : مُحَدِّثانِ .
وسَعدُونُ : جدُّ أَبي طاهرٍ محمّدِ بن الحسن بن محمد بن سَعدونَ الموصلّي المحدِّث .
وخالدُ بن عَمرٍ و الأُمويّ السَّعِيدِيّ ، إِلى جَدِّه سَعيدِ بن العاص . رَوَى عن الثَّوريّ ، لا يَحِلّ الاحتجاج به .
وأَسْعَدُ بنُ همام بن مُرَّة بن ذُهْلٍ جَدُّ الغَضْبَانِ بن القَبَعْثَرَى .
سعرد : ( إِسْعِرْدُ ، بالكسر ) أَهمله الجوهَريّ ، وقال الصاغانيّ هو : ( د ) ، ويقال فيه أَيضاً : سعرْت ، ( منْهُ : المُسْنِدَةُ زَينبُ بنتُ المُحَدِّثِ سُلَيْمَانَ ) بنِ إِبراهيمَ ( بنِ هِبَةِ الله ) الإِسْعِرْدِيّ ، ( خَطِيب بيتِ لَهْيَاءَ ) ، قَرْيَة بالشَّام : حدَّثَتْ عن أَبي عبد الله الحُسَيْنِ بن المُبَارَك الزّبيدِيّ وغير وعنها التقِيُّ السُّبْكِيُّ وغيرُه .
وأَبو القاسم عُبَيْد الله بن محمّد بنّ عبّاس الأُسْعِرْدِيّ : حدَّث عن أَبي عليَ الحسنِ بنِ ناصِرِ بن عليَ الحضْرَمِيّ وغيره .
سغد : ( السُّغْد ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال الصاغانيُّ هي : ( بَساتِينُ نَزِهَةٌ وأَماكِنُ مُثْمِرةٌ بِسَمَرْقَنْدَ ) ، قاله ابنُ الأَثير .
وهو أَحدُ مُتَنَزَّهاتِ الدُّنيا ، على ما حَكَاه المؤرِّخُون ، من فُتُوح قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم . ( منه كاملُ بن مُكْرَمٍ ) أَبو العلاءِ ، نَزِيلُ بُخَارَى ، حدَّثَ عن الرَّبِيع المُرَادِيّ . ( و ) القاضي أَبو الحسن ( عليُّ بنُ الحُسَيْن ) بن محمّد إِمامٌ فاضلٌ ، سكَنَ بُخَارَى ، مات سنة 461 ه رَوَى عن إِبراهيمَ بنِ سَلمةَ البخاريّ ( وأَحمدُ بن حاجِب ) الحافظُ قال الذَّهَبِيّ : روَى عن أَبي حاتِمٍ ويَحيَى بنِ أَبي طالبٍ ، مات
____________________

(8/206)


بعد سنة 433 ه : السُّغْدِيُّون ( المُحَدِّثُونَ ) .
وفاتَهُ :
ذِكْرُ أَبي العباس الفَضْل بن محمّد بن نَصر السُّغْدِيّ ، شيخٌ للإِدريسيّ . وعليّ بن أَحمد بن الحُسَيْن السُّغْدِيّ ، شيخ لأَبي سَعْد بن السّمعانيّ . ومن القدماءِ : أَيوب بن سليمانَ السُّغْديّ عن أَبِي اليَمان .
( وسُغِدَ ) الرَّجلُ ، ( كَعُنِيَ : وَرِمَ ) .
( و ) في التهذيب : في ( النوادر ) : فِصَالٌ ساغِدةٌ ومُسْغَدَةٌ ، بفتح الغين ) ، ونصّ ( النودار ) : ( ومُسْغَدَةٌ و ) مُسَاغَدَة : ( رِواءٌ من اللَّبَنِ سِمَانٌ ) ، وكذا مُمْغَدةٌ ، وَمَمَاغِيدُ ، ومُسْمَغِدَّة .
( و ) سُغْدَانُ ، ( كسُلْطَان : لا ببُخَارَى ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) سُغَادَى ، ( كسُكارَى : نَبْتٌ .
( و ) يقال : ( أَغَضَّه اللّهُ تعالى بسَغْدٍ مَغْدٍ ) ، بتسكين الغين ، ( أَي بمَطَر لَيِّن ) ومَغْد : تأْكيدٌ .
ومما يستدرك عليه :
سَغَدَت الفِصَال أُمَّهاتِها ، ومَغَدَتْها ، إِذا رَضَعَتْها . كذا في ( النوادر ) .
سفد : ( سَفدَ الذَّكَر على الأُنْثَى ، كضَرَب وعَلِمَ ) يَسْفِدُهَا ويَسْفَدُهَا سَفْداً ، وسافَدَهَا ( سِفَاداً بالكسر ) فيهما جميعاً : ( نَزَا ) ، ويكون في الماشي والطائر ، وقد جاءَ في الشّعر : في السابح . وقال الأَصمعيُّ : يقال للسِّباعِ كُلِّهَا : سَفَدَ أُنثاه ، وللتَّيْس والثَّورِ ، والبَعِير ، والسِّبَاع ، والطَّيْرِ .
( وأَسْفَدْتُهُ ) ، ويقال أَسْفِدْنِي تَيْسَك ، عن اللِّحْيَانيّ ، أَي أَعِرْنِي إِيَّاه ليُسْفِدَ عَنْزِي . واستعارَه أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْت للزَّنْد ، فقال :
والأَرْضُ صَيَّرَهَا الإِلاهُ طَرُوقَةً
للْمَاءِ حَتّى كُلُّ زَنْدِ مُسْفِدْ
____________________

(8/207)



( وتَسَافَدَ السِّبَاعُ ) والطُّيُورُ . ويكْنَى به عن الجِمَاع .
وقال الأَصمعيُّ : إِذا ضَرَبَ الجَمَلُ النّاقة قيل : قَعَا وقَاعَ ، وسَفِدَ يَسْفَدُ . وأَجاز غيره : سَفَد يَسْفِدُ .
( و ) سَفُّودٌ ( كَتَنُّورٍ ) ، ويُضمّ : ( حَدِيدةٌ ) ذاتُ شُعَبٍ مُعَقَّفَة ( يُشْوَى بها وفي بعض النُّسخ : بِهِ ، اللَّحْمُ وجَمْعه : سَفافِيدُ . ( وتَسْفِيدُ اللَّحْمِ ) نَظْمُهُ فيها للاشْتِوَاءِ ) ، وجعلَه الزَّمَخْشري من المَجَاز ، حيث قال : ويُكْنَى به عن الجِمَاع ، ومنه السَّفُّود ، لأَنه يَعْلَق بما يُشْوَى عليه عُلُوقَ السَّافِدِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( اسْتَسْفَدَ بَعِيرهُ ) إِذا ( أَتاه من خَلْفِهِ فرَكِبَه . وتَسفَّده ) ، أَي فَرسَه ، واستَسْفَدَها ، الأَخيرةُ عن الفارسيّ ؛ ( تَعَرْقَبَهُ ) ، أَي رَكِبَه من خَلْف .
( والإِسْفَنْد ، وتُكْسَر الفاءُ : الخَمْرُ ) وزعم أَربابُ الاشتقاق أَن الدال بَدَلٌ من الطّاءِ في الإِسْفَنْط الّذي هو من أَسماءِ الخَمْر ، كما سيأْتي .
ومما يستدرك عليه :
السَّفُودُ من الخَيْل ، كصَبُور : الّتي قُطِعَ عنها السِّفَادُ حتى تَمَّتْ مُنْيَتها ، ومُنْيَتُهَا عشرون يوماً ، عن كُراع .
وفي التَّهْذِيب في ترجمة جعر : لُعْبَ يقال لها : سَفْدُ اللِّقَاح ، وذالك انتظامُ الصِّبيانِ بعضهم في إِثْر بعضٍ ، كلُّ واحِدٍ آخِذٌ بحُجْزة صاحِبِه من خَلْفِه .
سفرد : ( سُفْرُدان ، بضمّ فسكُون : قَرْيَة ببُخارَى ، منها أَبو الحسن عليّ بن المهديّ البخَارِيّ ، رَوَى وحَدَّثَ .
سقد : ( السُّقْدُد ، كَقُعْدُد ) ، أَهمله الجوهَريُّ وقال أَبو عَمرٍ و هو : ( الفَرَسُ المُضَمَّر ) ، كذا في التهذيب في الرُّباعيّ ، وكذالك السِّلْقِدُ . وي غيره : السُّقْدُ ، بغير تكرار الدال ، ( وأَسْقَدَه ) إِسقاداً وسَقَده ( يَسْقِده ) ، سَقْداً ( وسَقَّده تَسْقِيداً ) وسَلْقَده : ( ضَمَّرَه ) .
____________________

(8/208)



( والسُّقْدَة ، بالضم ) ، ومنه قَوْلُ عبدِ الله بن مُعَيْزٍ السَّعْدِيّ : خَرَجْتُ سَحَراً أُسَقِّدُ بفَرَس لي ، فمررَتُ على مَسْجِد بني حَنِيفَةَ فسَمعتُهم يَذكرون مُسَيْلِمةَ الكَذَّابَ ، ويَزعمون أَنه نَبِيٌّ ، فأَتيْت ابنَ مَسعُودٍ فأَخْبَرتُه ، فبَعَثَ إِليهم الشُّرَطَ ، فجاءُوا بهم فاستتابَهُم فتابُوا ، فخَلَّى عنهم ، وقَدِمَ ابنُ النَّوَّاحَة فضَرَبَ عُنُقَه . والباءُ في أُسَقِّد بفرس مثل ( في ) ، في قَوْل ذي الرُّمَّة :
وإِنْ تَعْتَذِرْ بالمَحْلِ مِن ذِي ضُرُوعِها
إِلى الضَّيْفِ يَجْرَحْ في عَراقِيبِها نَصْلِي
والمعنَى : أَفْعَلُ التَّضْمِيرَ بفَرَسِي .
( وكَجُهَيْنة : الحُمَّرَةُ ) ، طائرٌ معروفٌ ، ( ج سُقَدٌ ) ، بضم ففتح ، أَو بضمتين ، ك هو مضبوط بهما في النسخ المُصحَّحة . ( وسُقَيْدات ) : جمْعُ سُقَيْدة .
سكد : ( سَكْدَة ، كحْزَة ) ، أَهمله الجوهريُّ ، والجماعة . وقال الصاغانيُّ هو ) : د ، بساحِلِ بَحْرِ أَفْرِيقِيَّةَ ) ، كذا في التكْمِلةِ .
وسُكُنْدانُ ، بضمتينِ : لا ، بِمَرْو ) ، منها أَبو يحيَى أَشْعَثُ بنُ بُرَيْدةَ ، مات سنة 260 ه .
سكلكند : ( سَكَلْكَنْدُ ) أَهمله الجوهريُّ ، والجماعةُ ، و هو بالفتح وكسر : ( كُورةٌ بِطُخارَسْتانَ ) من بَلخ ، وقد يقال : اسْكَلكَنْد ، بزيادة الأَلف ، ( منها ، عليُّ بن الحُسَيْن السَّكَلْكَنْدِيُّ الفقيهُ ) ، وأَبو عليّ عِصْمةُ بن عاصمٍ ، الحافِظ السَّكَلْكَنْدِيّ ، وغيرهما .
سلخد : ( السِّلَّخْدُ والسَّلَخْدَاةُ ، كجِرْدَحْلٍ وَخَبَنْداةٍ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، والجماعة ، وقال الصاغانيّ : هي ( الناقَةُ القَوِيةُ . ج : سَلَاخِدُ ) ، كذا في التكملة .
سلغد : ( السِّلَّغُخْد ، كجِرْدَحْل وقِرْشَبَ ) الأَخيرة عن الصاغانيِّ : ( الأَحْمَقُ ) ،
____________________

(8/209)


قال الكُمَيتُ ، يهجو بعضَ الوُلاةِ :
وِلَايَةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّهُ
من الرَّهَقِ المَخْلوطِ بالنُّوكِ أَثوَلُ
يقول : كأَنه مِن حُمْقه وما يَتَنَاولُه من الخَمْرِ تَيْسٌ مجنونٌ .
وهو في الصحاح : السِّلْغَدّ ، مثل قِرْشَبَ ( و ) السِّلَّغْد : ( الرِّخْو من الرِّجالِ ) .
( و ) من المجاز : السِّلَّغُد ( الغَضْبانُ ) فإِنه إِذا غَضِبَ احمَرَّ وَجْهُه ، يقال أَحْمَرُ سِلَّغْدٌ : شيدُ الحُمْرَة ، عن اللِّحْيانيّ .
( و ) يقال : السِّلَّغْد : ( الذِّئبُ ، والأَشقَر من الخَيْلِ ) الذي خَلَصَتْ شُقْرتُه . وأَنشد أَبو عُبَيْدة :
أَشْقَرُ سِلَّغْدٌ وأَحْوَى أَدْعَجُ
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : السِّلَّغْدُ : ( الأَكُولُ الشَّرُوبُ ) من الرِّجالِ .
ورَجل سِلَّغْدٌ : لَئيمٌ ، عن كرَاع وهو مستدرك عليه ، ( وهي بهاءٍ ) في الكُلّ .
سلقد : ( السِّلْقِدُ ، أَهملُوه ) ، هاكذا بصيغة الجمع ، وهو غَريب ، فإِن الصاغانيَّ ذكره في : س ق د وكأنّه عنَى بذالك ، أَي في هاذا التركيب ، وهو ( كزِبْرِجٍ : الفَرَسُ المُضَمَّرُ ) عن ، أَبي عَمرٍ و .
وفي التهذيب ، في الرباعيّ : السِّلْقِد : الضَّاوِي المَهْزُول .
( وسَلْقَدَه : ضَمَّرَه ) ، ومنه قول ابن مُعَيْز : خَرَجْتُ أُسَلْقِد فَرَسِي ، أَي أُضَمِّره .
قال الصاغانيُّ : اللام في سَلْقَد محكومٌ بزيادَتها ، مثْلها في كَلْصَم بمعنى كَصَم ، إِذا فَرَّ ونَفَرَ . ولعلّ الدَّالَ في هاذا التركيبِ مُعَاقِبٌ للطّاءِ ، لأَن التضمير إِسقاطٌ لبعض السِّمَنِ ، إِلّا أَن الدَّال جُعِلَت لها خُصوصِيَّة بهاذا الضَّرْب من الإِسقاط .
سمد : ( سَمَدَ سُمُوداً ) ، من حَدِّ كَتَبَ :
____________________

(8/210)


( رَفَعَ رأْسه تَكَبُّراً ) ، وكلُّ رافعٍ رأْسَهُ فهو سامِدٌ .
( و ) سَمَدَ يَسْمُد سُمُوداً : ( عَلَا ) .
( و ) سَمَدَت ( الإِبِلُ : جَدَّتْ في السَّيْرِ ) ولم تَعرِف الإِعياءَ .
( و ) سَمَدَ يَسْمُد سُمُوداً ( دَأَبَ في ) السَّيْرِ و ( العَمَلِ ) .
والسَّمْدُ : السَّيْرُ الدائمُ .
( و ) سَمَدَ سُمُوداً : ( قامَ مُتَحَيِّراً ) قال المبرّد : السّامِدُ : القائِمُ في تَحَيُّرٍ ، وأَنشد لهُزَيْلةَ بنت بَكْرٍ تبكِي عاداً :
قَيْلُ قُمْ فنْظُرْ إِليهمْ
ثُمَّ دَعْ عنكَ السُّمُودَا
وبه فُسِّرت الآية : { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } ( النجم : 61 ) .
وفي حديث عَليَ : ( أَنّه خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ ، والنّاسُ يَنتظرونَه للصّلاة قِياماً ، فقال : مالي أَراكُمْ سامِدِينَ . قال ابن الأَثير : السامِد : المُنْتَصِبُ إِذا كان رافعاً رَأْسَهُ ، ناصِباً صَدْرَه . أَنكر عليهم قِيامَهم قبل أَن يَرَوْا إِمَامَهُم .
( و ) السُّمُود : اللَّهْوُ ، وقد سَمَدَ يَسْمُدُ ، إِذا ( لَهَ ) ، وغَفَلَ ، وذَهَبَ عن الشيْءِ . وسَمَّده تَسْمِيداً : أَلهَاه . وبه فَسَّرَ بعضٌ الآيةَ المتقَدّمة . وقال ابنُ عَبَّاسٍ : سامِدُون : مُستكبِرون . وقال اللَّيْث : سامِدُون : ساهُون .
( و ) قيل : ( السمُودُ يكون حُزْناً وسُرُوراً ) ، وأَنشد في الحُزن لعبْدِ الله بن الزَّبِير الأَسديِّ :
رمى الحَدَثانُ نُسْوَةَ آلِ سَعْدٍ
بأَمْرٍ قد سَمَدْنَ له سُمُيودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً
ورَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودَا
وقال ابن الأَعرابيّ : السامد : اللّاهِي ، والسامِدُ : الغافِلُ ، والسامِدُ : السَّاهِي ، والسامِد : المُتَكَبِّر ، والسامِد : القائِم ،
____________________

(8/211)


والسامِدُ : الُمتَحَيِّرُ شَراً وبَطَراً .
( وسَمَّدَ الأَرْضَ تَسْمِيداً : جعلَ فيها السَّمادَ ) ، كسحاب ، ( أَي السِّرْقِينَ بِرَمادٍ ) يُسَمَّد به النَّباتُ ليَجُودَ .
وفي حديث عُمَرَ ( أَنَّ رَجُلاً كان يُسَمِّد أَرْضَه بِعَذِرَةِ الناسِ فقال : أَمَا يَرْضَى أَحَدُكُمْ حَتَّى يُطْعِمَ النَّاسَ ما يَخْرُجُ منه ) . السَّمَادُ . ( و ) سَمَّدَ ( الشَّعرَ ) تَسْمِيداً : ( استأْصَله ) وأَخَذَه كُلَّهُ ، لُغَةٌ في : سَبَّدَ .
( وقَوْلُ رُؤْبَةَ ) بن العَجَّاج يَصف إِبلاً :
قَلَّصنَ تَقْلِيصَ النَّعَامِ الوَّخَادْ
( سَوامِدُ اللَّيْلِ خِفَافُ الأَزْوَادْ أَي ( دَوائِمُ السَّيْرِ ) يقال : سَمَدَ يَسمُد سُمُوداً ، إِذا كَانَ دائِماً في العَمَلِ .
وفي اللِّسَان : أَي دَوائِبُ .
( وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ ، بما في بُطونِها ) ، أَي ليس في بُطونها ( عَلَفٌ ) ، نَبَّهَ عليه الصاغانيّ في تكملته . وهو تَفسيرُ قولِه : خِفَاف الأَزْواد . كما صرَّحَ به ابنُ منظورٍ وغيرُه . ويَلزم من خِفَّةِ العَلَفِ أَن يكون ذالك أَدْوَمَ لها على السَّير ، فيكون تَفسيراً للسَّوَامِد ، بطريق اللُّزوم ، كما صَرَّحَ به أَربابُ الحواشي ، ونقلَه شيخُنَا . فلا غَلَطَ حينئذٍ يُنْسَبُ إِلى الجوهريِّ ، كما هو ظاهر . وقيل : معنَى خِفاف الأَزواد : ليس على ظُهُورها زادٌ للرَّاكِبِ .
وقال الصاغانيُّ : يريد لا زادَ عليها مع رِحَالِها .
( و ) سَمَدَ : ثَبَتَ في الأرضِ ، ودامَ عليه .
و ( هُوَ لَكَ ) أَبداً ( سَمْداً ، أَي سَرْمَداً ) ، عن ثَعلب . ولا أَفعَلُ ذالك أَبداً سَمْداً : سَرْمَداً .
( و ) هو يأْكُل ( السَّمِيدَ ) كأَمِير : ( الحُوَّارَى ) ، وعن كُراع : هو الطَّعَامُ ، وقال : هي بالدّال غير معْجمة ( وبالذَّالِ أَفصحُ ) وأَشهَرُ .
____________________

(8/212)



والإِسْميدُ الّذي يُسَمَّى بالفارسيّة : السَّمد ، معرّب . قال ابن سيدَه : لا أَدرِي أَهو هاذا الذي حكاه كُرَاع ، أَم لا . وقد نُسِبَ إِليه أَبو محمّد عبدُ الله بن محمّد بن عليّ بنِ زِيادٍ ، العَدْلُ المُحَدِّثُ .
( واسْمَدَّ ) الرَّجلُ ( اسمِداداً . و ) كذا ( اسْمادَّ اسْمِيداداً : : وَرِمَ ) وقيل : وَرِمَ ( غَضَباً ) ، وقال أَبو زيد : وَرِم وَرَماً شَدِيداً . واسْمَادَّت يَدُه وَرِمَتْ . وفي الحديث : ( اسمادَّت رِجْلُهَا ) انتفَخَتْ وَورِمَت . وكلُّ شيْءٍ ذَهَبَ أَو هَلَكَ فقد اسمَدَّ واسْادَّ . وسْمَدَّ من الغَضَبِ ، واسْمَادَّ الشيْءُ : ذَهَبَ .
( وسَمَدَانُ ، محرّكةً : حِصْنٌ باليَمَنِ عظيمٌ ) .
وممَّا يُستدرك عليه :
يقالُ للفَحْل إِذا اغتَلَم : قد سَمَدَ .
ووَطْبٌ سامِدٌ : مَلْآنُ مُنْتَصِبٌ . وهو مَجاز .
وسَمَدَ سُمُوداً : غَنَّى ، قال ثعلب : وهي قليلةٌ .
وقوله عَزَّ وجَلَّ : { 8 . 013 51 ؟ 61 } ( النجم : 61 ) فُسِّر بالغِناءِ . ورُوِي عن ابن عَبّاس أَنه قال : السُّمُودُ : الغِنَاءُ ، بلُغَة حِمْيَر . وزاد في الأَساس : لأَن المُغَنِّيَ يَرفَعُ رأْسَهُ ويَنْصِبُ صَدْرَه . ويقال للِقْقَيْنَة : أَسْمِدينا ، أَي أَلْهِينا بالغِنَاءِ ، وهو مَجاز .
وسَمَدَ الرّجلُ سُمُوداً : بُهِتَ .
وسَمَدَه سَمْداً قَصَدَه ، كصَمَدَه .
وسَمَدَ الأَرضَ سَمْداً : سَهَّلَها .
وسَمَّدها : زَبَّلَها . والمِسْمَد : الزَّبِيلُ عن اللِّحْيَانيّ . واسمَادَّ الشيْءُ : ذَهَبَ .
وسَمَدُون ، مُحَرَّكةً : قَرْيَةٌ بمصر ، في المُنوفِيَّةِ .
سمرد : ( السُّمْرُود ، بالضّمّ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو : ( الطّوِيلُ ) من الرِّجال . كذا في التكملة .
سمعد سمغد : ( اسْمَعَدّ ) الرجلُ ( اسْمِعْداداً ) ، أَهمله
____________________

(8/213)


الجوهَرِيّ . وقال الصاغانيّ : إِذا ( امتلأَ غَضَباً ) ، كاسْمَعَطَّ واشْمَعَطّ .
( و ) اسمَعَدَّت ( أَنَامِلُه : تَوَرَّمَتُ ) ، وكذا الرِّجلُ واليَدُ .
( كاسْمَغَدَّ ) ، بالمعجمة ( فيهما ) . وفي الحديث أَنَّهُ صَلَّى حَتَّى اسْمَغَدَّتْ رِجْلَاهُ ) ، أَي تَوَرَّمَتَا وانتَفَخَتَ .
( والسِّمَغْد كحِضَجْر : الطويلُ ) من الرجال ( الشديدُ الأَركانِ ) ، قاله أَبو عَمرو ، وأَنشد لإِياس بن خَيْبَرِيّ :
حتّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدَا
وكان قد شَبَّ شَباباً مَغْدا
( و ) السِّمَغْد . أَيضاً : ( الأَحمقُ ) الضَّعِيفُ ( و ) السِّمَغْدُ أَيضاً : ( المُتَكَبِّرُ ) المُنْتَفِخُ غَضَباً . هكذا في النسخ . والصواب فيه : السِّمَّغْد ، كقِرْشَبَ كما هو بخطّ الصاغانيّ .
ومما يُستَدْرك عليه :
المُسْمَغِدُّ ، كمُقْشَعِرَ : الناعِمُ ، وقيل : الذَّاهِب . وأَيضاً : الشَّدِيدُ القَبْضِ حتَّى تَنتَفِخَ الأَنامِلُ . وأَيضاً : المُتَكَبِّرُ . وأَيضاً : الوارِمُ . واسْمَغَدَّت أَنامِلُه : تَوَرَّمَتْ . واسمَغَدّ الجُرْحُ ، إِذا وَرِمَ .
وعن ابن السِّكِّيت : رَأَيْتُه مُغِدًّا مُسْمَغِدًّا ، إِذا رَأَيْتَه وارِماً من الغَضَب . وقال أَبو سُوَاجٍ :
إِنَّ المَنِيَّ إِذا سَرَى
في العَبْدِ أَصبحَ مُسْمَغِدَّا
سمند : ( السَّمَنْد ) ، بفتحتين وسكون ، أَهمله الجماعة . وهو : ( الفَرَسُ ، فارِسِيَّةٌ ) ، ورُدَّ بأَنّه : فَرَسٌ له لوْن مخصوصٌ ، إِذ يقال : أَسْب سَمَنْد . كذا في ( شفاءِ الغليل ) . فقد أَصاب المصنِّف في كونه فارِسِيًّا . وأَخطأَ في تفسيره بالفَرس . كذا قاله بعضُهم . ونقله عنه شيخُنَا . وقال الصاغانيُّ :
____________________

(8/214)



السَّمَنْد : كلمةُ فارسيّة . ولم يزد على ذالك .
( وسَمَنْدُو : قَلْعَة بالرُّوم ) ، وهي المعرُوفَة الآن بِبِلغراد ، كذا رأَيته في بعض المجاميع .
وطائر أَو دُوَيْبّة ، ويقال فيه : سَمَنْدَر ، وسَمَنْدَل . كما في ( العناية ) . وقالوا : سَمَيْدَر ، بالتحتيّة .
( وبزيادة راءٍ آخِرَهُ : د ، قُرْبَ مُلْتَانَ ) على البحر .
ومما يستدرك عليه :
أُسْمند ، بضم فسكن : قرية بِسَمَرْقَنْد ، منها أَبو الفتح محمد بن عبد الحَمِيد ، الفَقِيهُ الحَنَفِيُّ ، من فُحول الفقهاءِ ، ورَد بغدادَ حاجًّا ، وترجمَه ابن النجَّار ، في تاريخه .
سمهد : ( السَّمْهَدُ ، كجَعْفَرٍ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال اللّيث هو : ( الشيءُ اليابِسُ الصُّلْبُ ) ، قال : ( و ) السَّمْهَدُ ، و ( السَّمَهْدَدُ ) : الكثيرُ اللَّحْمِ ، ( الجَسِيمُ من الإِبِلِ ، و ) يقال من ذالك : ( اسْمَهَدَّ سَنَامُه ) إِذا ( عَظُمَ ) .
وسَمْهود : يأْتي ذِكرُه في : سمِط .
سنجرد : ( سنجورد ) : محلة ببَلُخَ ، منها أَبو جعفرٍ محمد بن مانك البَلْخِيّ السنجورديّ .
ومما يستدرك عليه :
سند : ( السَّنَدُ ، مُحَرَّكَةً : ما قابَلَكَ من الجَبَلِ ، وعَلَا عن السَّفْح ) ، هذا نصُّ عبارة الصّحاح .
وفي التهذيب ، والمحكم : السَّنَدُ : ما ارتفعَ من الأَرض في قُبُل الجَبَلِ ، أَو الوادي . والجمْع أَسنادٌ ، لا يُكَسَّر على غير ذالك .
( و ) السَّنَدُ : ( مُعْتَمَدُ الإِنسان ) كالمُسْتَنَدِ . وهو مَجاز . ويقال : سَيِّدٌ سَنَدٌ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : السَّنَد : ( ضَرْبٌ من البُرُودِ ) اليَمانِية ، وفي الحديث ( أَنه رأَى على عائشةَ رضيَ اللّهُ عنها أَربعةَ أَثْوَابٍ سَنَدٍ )
____________________

(8/215)


( ج : أَسْنَاد ) ، وقال ابن بُزُرْج : السَّنَدُ : واحدُ الأَسْنَادِ من الثِّيَاب ، وهي من البُرودِ ، وأَنشد :
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها
لم يَضْرِب الخَيَّاطُ فيها بالإِبَرْ
قال : وهي الحَمْرَاءُ من جِبَابِ البُرُود .
وقال الليْث : السَّنَدُ : ضَرْبٌ من الثِّيابِ ، قَمِيصٌ ثم فَوْقَه قَمِيصٌ أَقصرُ منه . وكذالك قُمُصٌ قِصَارٌ مِن خِرَق مُغَيَّبٍ بعضُها تحتَ بَعْض . وكلُّ ما ظَهَرَ من ذالك يُسَمَّى سِمْطاً . قال العجّاج يَصف ثَوْراً وَحْشِيًّا :
كأَنَّ من سَبَائِب الخَيَّاطِ
كَتَّانها أَو سَنَدٍ أَسْماطِ
( أَو الجَمْعُ كالواحِدِ ) ، قاله ابن الأَعرابي . ( و ) عنه أَيضاً : ( سَنَّدَ ) الرَّجلُ ( تَسْنيداً : لَبِسَهُ ) ، أَي السَّنَدَ .
( وسَنَدَ إِليه ) يَسْنُد ( سُنُوداً ) بالضمِّ ، ( وتَسانَد ) وأَسْنَد : ( استَنَد ) ، وأَسندَ غيرَه .
( و ) قال الزجّاج : سَنَدَ ( في الجَبَلِ ) يَسْنُد سُنوداً : ( صَعِدَ ) ورَقِيَ .
وفي حديث أُحُدٍ : ( رأَيتُ النساءَ يَسْنُدْنَ في الجَبَلِ ) أَي يُصَعِّدن . ( كأَسْنَد ) ، وفي حديث عبد الله بن أنيس : ( ثم أَسنَدُوا إِليه في مَشْرُبة ) أَي صَعِدُوا . وهو مَجَاز ، ( وأَسْنَدتُ أَنا ، فيهما ) أَي في الرُّقِيِّ والاستناد .
( و ) من المجاز : ( سَنَدَ للِخَمْسينَ ) ، وفي بعض النسخ : في الخَمْسِين ، والأُولَى : الصوابُ ، إِذا ( قَارَبَ لهَا ) مُثِّل بِسُنودِ الجَبَلِ ، أَي رَقِيَ .
( و ) سَنَدَ ( ذَنَبُ الناقَة : خَطَرَ فضَرَب قَطَاتَها يَمْنَةً ويَسْرَةً ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : حَدِيثٌ مُسْنَدٌ ، وحديث قَوِيُّ السَّنَدِ . والأَسَانِيدُ : قوائِمُ الأَحادِيثِ . ( المُسْنَدُ ) ، كمُكْرَم ( ن الحَدِيثِ : ما أُسْنِدَ إِلى قائِلِهِ )
____________________

(8/216)


أَي اتَّصَلَ إِسنادُه حَتَّى يُسْنَد إِلى النّبيّ صلَّى الله عليْه وسلّم ، والمُرْسَل والمُنْقَطِعُ : ما لم يَتَّصِل . والإِسناد في الحديث : رَفْعُه إِلى قائِلِه ، ( ج : مَسانِدُ ) ، على القياس ، ( ومَسَانِيد ) بزيادة التحتيّة إِشباعاً ، وقد قيل إِنه لُغة . وحكَى بعضُهم في مثلِه القياسَ أَيضاً . كذا قاله شيخُنا ( عن ) الإِمام مُحمدِ بنِ إِدْرِيسَ ( الشَّافِعِيِّ ) المُطَّلبيّ ، رضي الله عنه .
( و ) يقال : لا أَفْعَلُه آخِرَ المُسْنَدِ ، أَي ( الدَّهْرِ ) ، وعن ابن الأَعْرَابيّ : لا آتِيه يَدَ الدَّهْرِ ، ويَدَ المُسْنَدِ ، أَي لا آتِيهِ أَبداً .
( و ) المُسْنَدُ : ( الدَّعِيُّ ، كالسَّنِيدِ ) ، كأَمِيرٍ ، وهاذه عن الصاغانيِّ . قال لبيد :
وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ منهمْ
كَرِيمٌ لا أَجَدُّ ولا سَنِيدُ
ويروى :
رئيسٌ لا أَلَفُّ ولا سَنيدُ
ويُرْوَى أَيضاً : لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ .
( و ) يقال : رَأَيْتُ بالمُسْنَد مَكتوباً كَذَا ، وهو ( خَطٌّ بالحِمْيَرِيِّ ) مُخَالِفٌ لِخَطِّنا هاذا ، كانوا يَكْتبونَه أَيّامَ مُلْكِهم فيما بينهم . قال أَبو حاتم : هو في أَيْدِيهِم إِلى اليومِ باليَمَنِ في حديث عبد الملك : ( أَنَّ حَجَراً وُجِدَ عليه كِتَابٌ بالمُسْنَدِ ) ، قال : هي كِتابةٌ قَدِيمةٌ . وقيل هو خَطُّ حِمْيَر . قال أَبو العبَّاس : المُسْنَد : كَلامُ أَولادِ شِيث . ومثلُه في ( سِرّ الصناعة ) لابن جِنّي .
( و ) المُسْنَدُ : ( جَبَلٌ م ) معروف ، ( وعبدُ اللّهِ بنُ محمدٍ المُسْنَدِيُّ ) الجُعْفِيّ البُخَارِيّ ، وهو شيخُ البُخَارِيّ ، إِنَّما لُقِّب به ( لِتَتَبُّعِهِ المَسَانِدَ ) ، أَي الأَحادِيثَ المُسْنَدَةَ ، ( دُونَ المَرَاسِيلِ والمَقَاطِيعِ ) منها ، في حَدَاثَتِهِ وأَوْلِ أَمْرِه . ماتَ يَومَ الخَمِيس ، لِسِتِّ ليالٍ بَقِينَ من ذي القَعْدة ، سنةَ تِسع عشرين ومائتين . ومن المُحَدِّثين مَن يكسر النون .
( و ) سُنَيْدٌ ( كَزُبَيْرٍ ) ، لقبُ الحُسَيْن بن داوودَ المَصِيصِيّ ، ( مُحَدِّثٌ ) ،
____________________

(8/217)


روَى عنه البُخَارِيُّ ، وله تفسير مُسْنَد مشهور ، وولده جَعفَرُ بن سُنَيْد حَدَّث عن أَبيه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( هُم مُتَسانِدُون ، أَي تَحتَ راياتٍ شَتَّى ) ، كلٌّ على حِيَاله ، إِذا خَرَجَ كلُّ بنِي أَبٍ على راية ، ( لا تَجْمَعُهُم رَايةُ أَميرٍ واحدٍ ) .
( والسِّنَادُ ، بالكسر : الناقَةُ القَوِيَّةُ ) الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ ، قال ذو الرُّمّة :
جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها
وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْ وِظَمْآنُ سَهْوَقُ
قاله أَبو عَمْرٍ و . وقيل : ناقَةٌ سِنَادٌ : طَوِيلةُ القوائِمِ ، مُسْنَدةُ السَّنَامِ . وقيل : ضامِرةٌ . وعن أَبي عُبَيْدة : هي الهَبِيطُ الضَّامِرَةُ . وأَنكَرَه شَمِرٌ .
( و ) قال أَبو عُبيدَة من عُيوب الشِّعْرِ السِّنَادُ ، وهو : ( اختِلافُ الرِّدْفَيْنِ ) ، وفي بعض الأُمَّهات : الأَردافِ ( في الشِّعْر ) قال الدّمَامِينِيُّ : وأَحسَنُ ما قيل في وَجْهِ تَسمِيَتِهِ سِنَاداً أَنَّهم يقولون : خَرَجَ بنو فلانٍ مُتَسَانِدين ، أَي خَرجوا على راياتٍ شَتَّى ، فهم مُخْتَلِفُون غيرُ مُتَّفِقِينَ . فكذالك قَوَافِي الشِّعْرِ المُشْتَملِ على السِّنادِ ، اختَلَفَتْ ولم تأْتَلِف بحَسب مَجارِي العادةِ في انْتِظَامِ القوافِي .
قال شيخُنا : وهاذا نَقَله في ( الكافي ) عن قُدَامَةَ ، وقال : هو صادقٌ في جَميع وُجُوهِ السِّنَادِ ، ثم إِن السِّنَادَ كونُه اختلافَ الأَردافِ فقط هو قولُ أَبي عُبيدَةَ ، وقيل : هو كلُّ عَيْبٍ قَبْلَ الرَّوِيّ ، وهاذا قول الأَكثر .
وفي شرح ( الحاجبية ) : السِّنادُ أَحَدُ عُيوبِ القَوافِي .
وفي شرح الدّمَاميني على ( الخَزرَجِيّة ) قيل : السِّنَاد : كُلُّ عَيْبٍ يَلحَق القافِيَةَ ، أَيَّ عيبٍ كان . وقيل : هو كلُّ عَيْبٍ سِوَى الإِقواءِ ، والإِكفاءِ ، والإِيطاءِ ، وبه قال الزَّجَّاجُ . وقيل : هو اختلافُ ما قَبْلَ الرَّوِيِّ وما بَعْدَه ، من حَرَكَة أَو حرْفٍ ، وبه قال الرُّمَّانِيُّ ، ( وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في المِثَالِ والرِّوْايةِ )
____________________

(8/218)


الصحيحةِ ، في قول ععبِيدِ بن الأَبرص :
( فقد أَلِجُ الخُدُورَ على العَذَارَى كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيونُ عِينِ )
ثم قال :
( فإِن يَكُ فاتَنِي أَسَفاً شَبَابِي وأَصْبَحَ رَأْسُهُ مِثلَ اللَّجِينِ )
( اللَّجِينُ ، بفتح اللام ، لا بِضَمّه ) ، كما ضَبَطَه الجَوهَريُّ ( فلا إِسنادَ ) حينئذٍ ( و ) اللَّجِين ( هو : الخِطمِيُّ المُوخَفُ وهو يُرْغِي ويَشهَابُّ عِندَ الوَخْفِ ) ، وسيأْتي الوَخْفُ . والذي ذكَرَه المُصنِّف من التصويب ، للخُرُوجِ من السِّنَادِ هو زَعمُ جماعة . والعرب لا تَتحاشَى عن مِثله فلا يكون غلطاً منه ، والرِّواية لا تُعَارَضُ بالرواية .
وفي اللسان ، بعدَ ذِكْرِ البيتين : هذا العَجُز الأَخير غَيَّره الجوهريُّ فقال :
وأَصبَحَ رأْسُهُ مِثْلَ اللُّجَيْنِ
والصحيح الثابت :
وأَضْحَى الرَّأْسُ مِني كاللَّجِينِ
والصواب في إِسنادِهما تَقْدِمُ البيتِ الثاني على الأَوّل . وقد أَغفلَ ذالك المصنِّفُ . ورُوِيَ عن ابن سَلَّامٍ أَنه قال : السِّنَاد في القوافي مثل : شَيْبٍ وشِيبٍ ، وسانَدَ فلانٌ في شِعْرِه . ومن هاذا يقال : خَرَجَ القَوْمُ مُتَسَانِدِينَ . وقال ابن بُزُرْج ؛ أَسْنَدَ في الشِّعْر إِسناداً بمعنى سَانَد ، مثل إِسْنادِ الخَبَرِ ، ( و ) يقال ( سانَدَ الشاعِرُ ) ، إِذا ( نَظَم كذالكَ ) وعن ابن سيده : سانَدَ شِعْرَه سِنَاداً ، وسانَدَ فيه ، كلاهما خَالَفَ بين الحَرَكَاتِ الّتي تَلِي الأَرْدافَ .
قال شيخُنَا : وقد اتَّفَقُوا على أَن أَنواعَ السِّنَادِ خمسةٌ : أَحدُها : سِنَادُ
____________________

(8/219)


الإِشباعِ ، وهو اختلاف حرَكةِ الدَّخِيل ، كقول أَبي فِراسٍ :
لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ
فَيُسْعَدَ مَهْجُورٌ ويُسْعَدَ هاجِرُ
ثم قال :
إِذا سَلَّ سَيْفُ الدَّوْلةِ السَّيْفَ مُصْلَتاً
تَحَكَّمَ في الآجالِ يَنْهَى ويأمُرُ
فحركة الدَّخِيل في هاجِر : كسرة . وفي يأمُرُ : ضَمّة . وهاذا مَنعَه الأَخفَشُ ، وأَجازه الخللُ ، واختاره ابنُ القَطَّاع .
وثانيها : سِنعادُ التَّأْسِيس ، وهو تَرْكُه في بيتٍ دونَ آخَرَ ، كقول الشاعِرِ الحَمَاسِيّ :
لوَ انَّ صُدُورَ الأَمْر يَبْدُونَ للفَتَى
كأَعْقَابِهِ لم تُلْفِهِ يَتَنَدَّمُ
إِذا الأَرْضُ لم تَجْهَل عليَّ فُرُوجُها
وإِذْ لِيَ عن دَارِ الهَوَان مُرَاغَمُ
حَرَكةِ ما قبلَ الرِّدْف ، كقوله :
كأَنَّ سُيوفَنا مِنَّا ومِنْهُمْ
مَخَارِيقٌ بأَيْدِي اللَّاعِبِينا
مع قوله :
كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتونَ غُدْرِ
تُصَفِّقُها الرياحُ إِذا جَرَيْنا
ورابعها : سِنَاد الرِّدْف ، وهو تَرْكُه في بيت دُونَ آخَرَ ، كقوله :
إِذا كُنْتَ في حاجَة مُرْسِلاً
فأَرْسِلْ لَبِيباً ولا تُوصِه
وإِنْ بابُ أَمر عليكَ الْتَوَى
فشاوِرْ حكيماً ولا تَعْصِهِ
وخامسها : سِنادُ التَّوْجِيه ، وهو تَغَيَّر حَرَكَ ما قَبْلَ الرَّوِيّ المُقَيَّدِ ، أَي السّاكن ، بفتحةٍ مع غيرِهَا ، وهو أَقبحُ الأَنواعِ عند الخَليل ، كقول امرىء القيس :
فلا وأَبيكِ ابنةَ العامِريّ
لا يَدَّعِي القَوْمُ أَنِّي أَفِرْ
تميمُ بنُ مُرَ وأَشياعُها
وكِنْدَةُ حَوْلى جَميعاً صُبُرْ
____________________

(8/220)



إِذا رَكِبوا الخيلَ واسْتَلأَمُوا
تَحَرَّقَ الأَرضُ واليومُ قَرْ
( و ) يقال : سانَدتُه إِلى الشيْءِ ، فهو يَتسانَدُ إِليه ، أَي أَسْنَدتُه إِليه : قال أَبو زيد . وسانَدَ ( فلاناً : عاضَدَهُ وكانَفَه ) ، وسُونِدَ المَرِيضُ ، وقال : سانِدُوني .
( و ) سانَدَه ( على العَمَلِ : كافأَه ) وجازَاه .
( وَسِنْدَادُ ، بالكسر ) على الأَصل ، ( والفتح ) فتكون النون حينئذٍ زائدةً ، إِذ ليس في الكلام فَعْلَال ، بالفتح : ( نهرٌ ، م ) معروف ، ومنه قولُ الأَسودِ بن يَعْفُرَ :
ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آله مُحَرِّقٍ
تَرَكُوا منازِلَهُم وَبعدَ إِيادِ
أَهْلِ الخَوَرْنَقِ والسَّدِيرِ وبارِقٍ
والقصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنْدادِ
وفي ( سِفر السعادة ) للعَلَم السَّخَاوِيّ أَنه موضع ( أَو ) اسمُ ( قَصْرٍ بالعُذَيْبِ ) وبه صَدَّر في ( المراصد ) . وقيل : هي من مَنازِلَ لإِيادٍ أَسفلَ سَواده الكُوفة ، وكان عليه قَصْرٌ تَحُجُّ العَربُ إِليه .
( وسَندَانُ الحَدَّادِ ، بالفتح ) معروف .
( وكذا ) سَنْدانُ : ( وَلَدُ العَبّاس المُحَدِّث ) ، كذا في النُّسخ . والصّوَاب والِدُ العَبّاس ، كما هو نصّ الصاغانيّ . روَى العبّاس هاذا عن سَلَمَةَ بن وَرْدَانَ بخبَرٍ باطلٍ . قال الحافظ : الآفةُ ممَّن بَعْدَه .
( و ) السِّندَان ( بالكسرِ : العظيمُ الشَّدِيدٌ من الرِّجالِ و ) من ( الذِّئَابِ ) ، يقال : رَجُلٌ سِنْدانٌ ، وذِئْب سِنْدانٌ أَي عَظِيمٌ شديدٌ . نقله الصاغاني .
( و ) السِّندانةُ ( بهاءٍ ) هي : ( الأَتانُ ) نقله الصاغانيّ .
( والسِّنْد ) ، بالكسر : ( بلادٌ ، م ) معروفة ، وعليه الأَكثرُ ، ( أَو ناسٌ ) ، أَو أَنَّ أَحدَهما أَصلٌ للآخَر . واقتصر في ( المراصد ) على أَنَّه بلادٌ بين الهِند
____________________

(8/221)


وَكِرْمَان وسِجِسْتان ، والجمع . سُنودٌ وأَسْنَادٌ . ( الواحد : سِنْدِيٌّ ) و ( ج : سِنْدٌ ) مثل زِنْجِيَ وزِنْجٍ .
كتاب م كتاب ( و ) السنْد : ( نَهْرٌ كبيرٌ بالهِنْدِ ) ، وهو غير بلاد السِّنْد . نقله الصاغانيُّ ( و ) السِّنْد : ( ناحيةٌ بالأَندَلُسِ ، و ) السِّنْد : ( د ، بالمَغْرب أَيضاً ) .
( و ) السَّنْد ( بالفتح : د ، بِبَاحَةَ ) من إِقليمِها . نقلَهُ الصاغانيّ .
( والسِّنْدِيُّ ، بالكسر ) اسم ( فَرَسِ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِك ) بن مَرْوَانَ .
( و ) السِّنْدِيّ ( لَقَبُ ابنِ شَاهَكَ صاحبِ الحَرَسِ ) ببغدادَ أَيّامَ الرَّشِيدِ ، وهو القائل :
والدَّهْرُ عرْبٌ لِلْحَيِ
يّ وَسِلْمُ ذِي الوَجْهِ الوَقاحِ
وَعلَيَّ أَن أَسعَى ولَي
سَ عَلَيَّ إِدْرَاكُ النَّجَاحِ
ومن وَلَده : أَبو عَطاءٍ السِّنْديُّ الشَّاعِرُ المشهور ، ذكَرَهُ أَبو تَمَّام في ( الحماسة ) .
( والسِّنْدِيَّةُ : ماءَةُ غربيَّ المُغِيثة ) على ضَحْوَةٍ من المُغِيثَة ، والمُغِيثَة على ثلاثةِ أَميالٍ من حَفِير .
( و ) السِّنْدِيَّة : ( ة ببغدادَ ) علَى الفُراتِ : نُسِبَت إِلى السِّنْدِيّ بن شاهَكَ ، ( منها المُحَدِّثُ ) أَبو طاهرٍ ( محمّدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ السِّنْدِوَانِيُّ ) ، سكَنَ بغدادَ ، روَى عن أَبي الحَسَن عليّ بن محمّد القَزْوِينِيِّ الزَّاهِد ، وتُوفِّي سنة 503 ه وإِنما ( غَيَّرُوا النِّسْبَة ، للفَرْقِ ) بينِ المنسوب إِلى السِّنْد ، وإلى السِّنْدِيّة .
( و ) من المجاز : ( ناقَةٌ مُسَانِدَةُ ) القَرَا : صُلْبَتُه ، مُلاحِكَتُه ، أَنشد ثَعْلَب :
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانِدَةُ القَرَا
جُمَالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثم تُنِيبُ
وقال الأَصمعيُّ : ناقةٌ مَسَانِدةٌ : ( مُشْرِفةُ الصَّدْرِ والمُقَدَّمِ ، أَو ) ناقَةٌ مسانِدةٌ : ( يُسانِدُ بَعضُ خَلْقِها بَعْضاً ) ، وهو قَول شَمِرٍ .
( وسِنْدَيُونُ ، بكسر السين ) وسكون النُّون ( وفتْح الدال وضمّ المُثَنَّاة
____________________

(8/222)


التَّحْتِيَّة : قَرْيتانِ بمصر ، إِحداهما بِفُوَّةَ ) ، في إِقلِيم المزاحمتين على شَطِّ النِّيلِ ( والأُخْرَى بالشَّرْقِيَّةِ ) قَرِيبَة من قَلْيُبَ . وقد دَخلتُهما .
ومما يستدرك عليه :
المَسانِدُ جمع مِسْنَد ، كمِنْبر ، ويفتح : اسمٌ لما يُسنَد إليه .
و { خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } ( المنافقون : 4 ) شُدِّد للكَثْرَةِ .
وأَسْنَدَ في العَدْوِ : اشتَدَّ وجَدَّ .
الإِسناد : إِسناد الرَّاحِلةِ في سَيْرِهَا ، وهو سَيْرٌ بَيْنَ الذَّمِيلِ والهَمْلَجَة .
والسَّنَد : أَن يَلْبَس قَمِيصاً طَوِيلاً ، تَحْتَ قَمِيصٍ أَقْصَرَ منه . قال اللّيْث : وكذالك قُمُصٌ صِغَارٌ من خِرَق مُغَيَّب بعضُها تَحْتَ بَعْضٍ . وكُلُّ ما ظَهَرَ من ذالك يُسَمَّى سِمْطاً .
وفي حديث أَبي هُرَيْرَة ( خرَجَ ثُمامَةُ بنُ أُثَالٍ وفُلانٌ مُتَسَانِدَيْن ) أَي مُتَعَاوِنَيْنِ ، كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يُسْنِد على الآخَر وَيَسْتَعِينُ به .
وقال الخَلِيل : الكلامُ سَندٌ ومُسْنَدٌ إِليه ، فالسَّنَدُ كقولك : عبدُ اللّهُ رَجُلٌ صالِحٌ ، فعبدُ اللّهِ : سَندٌ . ورجلٌ صالِحٌ : مُسْنَدٌ إِليه .
وغيرِه يقول : مُسْنَدٌ ومُسْنَدٌ إِليه .
وسَنَدٌ ، محرَّكَةً : ماءٌ معروفٌ لبني سَعْدٍ .
وسَنْدَة ، بالفتح : قَلْعَةٌ : جَدُّ عبد الله بن أَبي بكر بن طُلَيْب المحدِّث ، عن عبد الله بن أَحمد بن يوسف .
وفي الأَساس : ومن المجاز : أَقبلَ عليه الذِّئبانِ مُتسانِدَيْنِ ، وغزَا فُلانٌ وفُلانٌ مُتَسَانِدَيْنِ .
وعن الكسائيّ : رَجُلٌ سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأُوَةٌ ، وهو الخفيف . وقال الفرَّاءُ : هي من النّوقِ : الجَرِيئةُ . وقال أَبو
____________________

(8/223)


سَعِيدٍ : السِنْدَأُوَةُ : خِرْقَةٌ تكونُ وِقَايَةً ، تَحْت العِمَامَةِ ، من الدُّهْنِ .
والأَسنادُ : شَجَرٌ . قلت : والمعروف : السِّنْدِيانُ .
والسَّنْدَن : الصَّلَاءَةُ .
والمُسَنَّدةُ والمِسْنَدِيَّةُ : ضرْبٌ من الثِّيَاب .
وسَنَادِيدُ : قريةٌ بمصر ، من أَعمال الكُفُورِ الشَّاسِعة .
والسَّنَدُ ، محرّكَةً بلدٌ معروفٌ في البادية ، ومنه قوله :
يا دَارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسَّنَدِ
أَقْوَتْ وطالَ عليها سالِفُ الأَمَدِ
وسَنْدَانُ ، بالفتح : قَصَبَةُ بلاده الهِند ، مقصودٌ للتجارة .
وسِنْدان ، بالكسر : وادٍ في شِعْر أَبي دُوَاد . كذا في معجم البكريّ .
سود : ( *!السُّودُ ، بالضّمّ ) ، وهو غريبٌ نقلَهُ الصاغانيّ ، عن الفَرّاءِ ، ( *!والسُّودُدُ ) بضم السّين ، مع فتح الدال وضمّها ، غير مهموز ( *!والسُّؤْدُدُ ، بالهمز ، كَقُنْفُذٍ ) قال الأَزهريُ : وهي لغة طَيّىء وكَجُنْدَب ، فهي أَربعُ لُغَات ، أَغفَلَ المصنِّفُ الأَخيرَةَ . وذكرها غير واحدٍ من أَئمّة اللُّغَة ، واشتهر عند العامَّةِ فَتحُ السين و ( *!السِّيَادةُ ) : الشرفُ ، يقال *!ساد *!يَسُود *!سُوداً ، *!وسُؤْدُداً *!وسِيادَةً ، *!وسَيْدُودَةً ، هاذِه قد ذَكَرَها الجوهريُّ وغيره .
وفي المصباح : سادَ *!يَسُودُ *!سِيَادَةً ، والاسمُ *!السُّودَد ، وهو المَجْدُ والشَّرفُ ، فهو *!سَيِّدٌ ، والأُنثى *!سَيِّدةٌ .
( *!والسائِدُ : *!السَّيِّدُ ، أَو دُونَه ) .
قال الفرَّاءُ : يقال هاذا *!سَيِّدُ قَومِه اليومَ ، فإِذا أَخبرْتَ أَنَّهُ عن قليلٍ يكون *!سيِّدَهم قلتَ : هو سائدُ قَوْمِهِ عن قليلٍ .
*!وسَيِّدٌ ( ج : *!سادَةٌ ) مثل : قائِد وقادَةٍ ، وذائِد وذَادَة . ونظَّرَه كُرَاع بقَيِّم وقامَة ، وعَيِّل وعالَة .
قال ابن سِيدَه : وعندي أَنَّ سادَة
____________________

(8/224)


جمعُ *!سائِدٍ ، على ما يَكثُر في هاذا النَّحْو . وأَمّا قامةٌ وعالَةٌ فجمعُ قائم وعائلٍ ، لا جَمْعُ قَيِّمٍ وعَيِّلٍ كما زَعَمَ هو ، وذلك لأَنَّ فَيْعِلاً لا يُجمَع على فَعَلةٍ إِنَّمَا بابُه الواو والنُونُ ، وربما كُسِّرَ منه شيءٌ على غَيْرِ فعَلَة ، كأَمواتٍ وأَهْوِناءَ .
( و ) في الصّحاح ، نقلاً عن أَهل البصرة : وقالوا إِنما جَمَعَت العربُ الجَيِّد *!والسَّيِّد على جَيَائِدَ و ( سَيَائِد ) ، على غير قِياس ، لأَن جمْعَ فَيْعِل فَياعِلُ ، بلا هَمْز .
*!والسَّيِّد هو : الرَّئيسُ . وقال ابن شُمَيل : *!السَّيِّد : الّذِي فاق غيْرَه بالعَقْل والمال ، والدَّفْعِ والنَّفْعِ ، المُعْطِي مالَهُ في حُقُوقِه ، المُعِينُ بنَفْسه .
وقال عِكْرِمةُ : *!السَّيِّد الّذِي لا يَغْلِبُه غَضَبُه .
وقال قَتَادةُ : هو العابِدُ ، الوَرِعُ ، الحَلِيمُ . وقال أَبو خَيْرَةَ : سُمِّيَ *!سَيِّداً لأَنّه *!يَسُودُ *!سَوَادَ الناسِ .
وعن الأَصمعيّ : العرب تقول : السَّيِّد كُلُّ مقهورٍ مَعْمُورٍ بحِلْمِهِ . وقيل السيِّد : الكريم .
وفي الحديث : ( قالوا فما في أُمَّتِكَ مِن *!سَيِّدٍ ؟ قال : بَلَى ، مَن آتاه اللّهُ مالاً ورُزِقَ سَمَاحةً فأَدَّى شُكْرَه وقَلَّتْ شِكَايَتُهُ في النَّاسِ ) . وفي الحديث : ( كُلُّ بَنِي آدمَ سَيِّدٌ ، فالرجلُ سَيِّدُ أَهلِ بيتِه ، والمرأَةُ *!سَيِّدةُ أَهْلِ بَيتِها ) . وفي حَديثهِ للأَنصار قال : ( مَنْ *!سَيِّدُكُمْ ؟ قالوا : الجَدُّ بنُ قَيْسٍ ، على أَنَّا نُبَخِّلُهُ . قال : وأَيُّ داءٍ أَدْوَى مِن البُخْلِ ؟ ) وعن الفرّاءِ : السَّيِّد : المَلِك ، والسَّيِّدُ : السَّخِيُّ . وسَيِّدُ العَبْدِ : مَوْلاه . وسَيِّدُ المرأَةِ : زَوْجُهَا ، وبذالك فسَّروا قولَه تعالى : { األفيا *!سيدها لدى الباب} ( يوسف : 25 ) .
وكل ذلك لم يتعرض له المصنف مع أن ذلكواجب الذكر
( *!وأساد ) الرجل ( *!وأسود ) بمعني (ولد له غلاما *!سيدا أو )ولد(غلاما أسود )اللون ( ضِد ) .
____________________

(8/225)



قال شيخُنَا ، نقْلاً عن بعض أَئِمَّة التَّحقيق : إِنّه لا تَضادَّ بينَهما إِلَّا بِتَكَلُّفٍ بَعيدٍ . وهو أَنَّ السَّيِّدَ في الغالِب أَبيضُ ، والعَبْد في الغالِب *!أَسْوَدُ ، وبينَ *!السَّوادِ البَيَاضِ تَضَادٌّ ، كما بين السَّيِّدِ والعَبْدِ . فتأَمَّلْ .
( و ) قد *!سَوِدَ الشيْءُ ، بالكسر ، وسادَ ، و ( *!اسوَدَّ *!اسوِدَاداً ، *!واسوادَّ *!اسْوِيداداً ) كاحمَرَّ واحمارَّ : ( صار أَسْوَد ) ، ويجوز في الشِّعْر : *!اسْوَأَدّ ، تُحَرَّك الأَلِفُ ، لَئلَّا يُجْمَع بين ساكنين ويقال : *!اسوادَّ ، إِذَا صارَ شَديدَ*! السَّوادِ ، وهو *!أسودُ ، والجمع : *!سُودٌ *!وسُودانٌ . *!وسَوَّدَه : جعلَه *!أَسْوَدَ ، والأَمر منه *!اسوادِدْ ، وإِن شئت أَدْغمْت .
( *!والأَسْوَدُ : الحَيَّةُ العَظِيمةُ ) وفيها *!سَوادٌ ، والجمع *!أَسْوَداتٌ ، *!وأَساوِدُ ، *!وأَساوِيدُ ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماءِ والأُنثى : *!أَسْوَدَةٌ ، نادرٌ .
وإِنما قيل *!للأَسْودِ : أَسْوَدُ سالِخٌ . لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كُلِّ عامٍ ، وأَما الأَرقَمُ فهو الّذي فِيه سَوادٌ وبياضٌ . وذُو الطُّفْيَتَيْنِ . الّذِي له خَطَّانِ *!أَسْودانِ .
قال شَمِرٌ : الأَسودُ : أَخْبَثُ الحَيَّاتِ ، وأَعظمُها ، وأَنكاها ، وهي من الصِّفة الغالبة ، حتّى استُعْمِل استعمالَ الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها ، وليس شيْءٌ من الحَيَّاتِ أجرأَ منه ، وربما عارَضَ الرُّفْقَةَ ، وتَبِعَ الصَّوْتَ ، وهو الّذِي يطلُبُ بالذَّحْلِ ، ولا يَنجو سَلِيمُه . ويقال : هاذا أَسْودُ ، غَيْرُ مُجْرًى .
( و ) الأَسودُ : ( العصْفُورُ ، *!كالسَّوَادِيَّةِ ) *!والسُّودانَةِ *!والسُّودانِيَّة ، بضمّ السِّين فيهما ، وهو طُوَيْئِرٌ كالعُصْفور ، قَبْضَةَ الكَفِّ ، يأْكل التَّمْرَ ، والعِنَبَ ، والجراد .
( و ) الأَسود ( من القَومِ : أَجَلُّهُم ) .
وفي حديثِ ابنِ عُمَر : ( ما رأَيتُ بعْدَ رَسولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم أَسودَ مِن مُعَاوِيَةَ ، قيل : ولا عُمَرَ ؟ قال : كانَ عُمَرُ خَيْراً منه ، وكان هو أَسْوَدَ مِن عُمَرَ ) قيل ؛ أَراد أَسْخَى وأَعطى للمال . وقيل : أَحْلَمَ منه .
( و ) من المجاز : ما طَعَامُهُمْ إِلّا ( *!الأَسْوَدانِ ) ، وهما : ( التَّمْرُ والماءُ ) قاله الأَصمعيُّ والأَحمَرُ ؛ وإِنما الأَسودُ
____________________

(8/226)


التَّمْرُ ، دون الماءِ ، وهو الغالبُ على تَمْر المدينةِ ، فأُضِيفَ الماءُ إِليه ، ونُعِتَا جَميعاً بِنَت واحد إِتْباعاً ، والعَربُ تفعل ذالك في الشَّيْئَيْنِ يَصْطَحِبانِ ويُسَمَّيان معاً بالاسْمِ الأَشهرِ منهما ، كما قالوا : العُمْرَانِ ، لأَبي بَكْر عُمَرَ ، والقَمَرَانِ ، للشَّمْس والقمر .
( و ) في الحديث أَنهُ أَمَرَ بقَتْلِ *!الأَسْوَدَيْنِ ) . قال شمِر : أَراد *!بالأَسوَدينِ : ( الحَيَّة والعَقْرَبَ ) ، تغْلِيباً .
( *!واسْتادُوا بَنِي فُلانٍ ) *!اسْتِيَاداً ، إِذا ( قَتلُوا *!سَيِّدَهُم ) ، كذا قاله أَبو زيد ، ( أَو أَسَرُوه ، أو خَطبُوا إِليهِ ) ، كذا عن ابن الأَعرابيِّ ، أَو تَزوَّج *!سيِّدةً من عقائِلهم ، عنه أيضاً ، *!واستادَ القوْمَ ، واستادَ فيهم : خَطَب فيهم سَيِّدَةً ، قال :
تَمَنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفَاهَةُ كاسْمِهَا
*!لِيَسْتَادَ مِنَّا أَنْ شَتَوْنَا لَياليَا
أَراد : يتزوَّجُ مِنَّا سَيِّدةً لِأَنْ أَصابَتْنَا سَنَةٌ . وقيل اسْتَادَ الرَّجلُ ، إِذا تَزَوَّجَ في *!سادةٍ .
( و ) من المجاز : يقال : كَثَّرْتُ *!سَوَادَ القَومِ *!-بِسَوادِي ، أَي جَماعَتَهم بشَخْصي ( *!السَّوادُ : الشَّخْصُ ) ، لأَنه يُرَى مِن بَعيدٍ أسْوَدَ . وصرَّحَ أَبو عبيد بأَنه شَخْصُ كُلِّ شَيْءٍ من مَتاع وغيرِهِ ، والجمع *!أَسْوِدَةٌ ، *!وأَساوِدُ جَمْعُ الجمْعِ وأَنشد الأَعشى :
تَنَاهَيْتُمُ عَنَّا وقد كَانَ فِيكُمُ
*!أَساوِدُ صَرْعَى لم يُوسَّدْ قَتِيلُها
يعني *!بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلَى .
وقال ابنُ الأَعربيّ في قولهم : لا يُزَايِلُ *!-سَوادِي بَياضك ، قال الأَصمعيّ : معناه لا يُزايِلُ شخْصِي شَخُصَك . السَّوادُ ، عند العرب : الشَّخْصُ ، وكذالك البياضُ .
وفي الحديث : ( إِذا رَأَى أَحَدُكُمْ *!سَواداً بِلَيْل فلا يَكُنْ أَجْبَنَ *!السَّوَادَيْن فإِنَّه يَخافُكَ كما تَخَافُهُ ) أَي شَخْصاً
____________________

(8/227)


( و ) عن أَبي مالِكٍ : السَّوادُ : ( المالُ ) ولفُلانٍ سَوادٌ ، المالُ ( الكَثِيرُ ) ، ويقال : سَوادُ الأَميرِ : ثَقَلُه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : السَّوادُ ( من البَلْدَةِ : قُرَاها ) ، وقد يقال : كُورَة كذا وكذا ، *!وسَوادُهَا ، إِلى ما حوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطَاطِهَا ، من قُرَاهَا ورَسَاتِيقها . *!وسَوادُ البصرةِ والكُوفَة : قُرَاهما .
( و ) من المجاز : عليكُم بالسَّواد الأَعظم ، السَّوادُ : ( العَدَدُ الكثيرُ ) من المُسْلِمِين تَجمَّعَت على طاعةِ الإِمام .
( و ) السَّواد ، ( من النَّاسِ : عامَّتُهُم ) ، وهم الجُمْهُورُ الأَعظم ، يقال أَتانِي الْقَوم *!أَسْوَدُهم وأَحمرُهم ، أَي عربُهم وعَجَمُهم . ويقال : رأَيتُ سَوادَ القَومِ ، أَي مُعْظَمَهم .
وسَوادُ العَسْكَرِ : ما يَشْتَمِل عليه من المَضَارِبِ ، والآلات ، والدّوابِّ ، وغيرها .
ويقال : مَرَّتْ بنا *!أَسْوِدَاتٌ من الناسِ ، *!وأَساوِدُ ، أَي جماعاتٌ .
( و ) من المجاز : اجْعَلْهم في سَوَادِ قَلْبِكَ ، *!السوادُ ( من القَلْبِ : حَبَّتُهُ ) ، وقيل : دَمُه ، ( *!كسَوْدائِهِ *!وأَسْوَدِهِ ) ، يقال ؛ رَمَيْتُه فأَصَبْتُ سَوادَ قَلْبِهِ ، ( و ) إِذا صَغَّروه رَدُّوه إِلى *!سُوَيْدَاءَ ، يقال : أَصاب في ( *!سُوَيْدائِهِ ) ، ولا يقولون سَوْداءَ قَلْبِه ، كما يقولون : حَلَّق الطائرُ في كَبِد السَّماءِ ، وفي كُبَيْدِ السماءِ .
( و ) السَّوَاد : ( اسمٌ ) ، وهو في الأَعلام كَثيرٌ ، كسَوادِ بن قارِب وغيره .
( و ) السَّوَادُ : ( رُسْتَاقُ العِرَاقِ ) وسَوادُ كلِّ شيءٍ : كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتِيقِ ، وعُرِف به أَبو القاسِمِ عُبَيْدُ اللّهِ بنُ أَبي الفَتْح أَحمد
____________________

(8/228)


بن عثمان البَغْدَادِي الإِسكافيّ الأَصل ، *!-السَّوَاديّ .
( و ) السَّواد : ( ع قُرْبَ البَلْقَاءِ .
( و ) من المجاز : *!السِّواد ( بالكسر : السِّرَارُ ) . *!سادَ الرجلَ *!سَوْداً *!وسَاوَدَه *!سِواداً ، كلاهما سارَّهُ فأَدْنَى *!سَوَادَه من *!سَوادِهِ ، ( ويُضَمُّ ) فيكون إسماً ، قاله ابن *!سيده .
وعند أَبي عُبَيْدٍ ، *!السُّوَاد ، بالكَسْر ، والضّمّ إسمان . وقد تقدَّم في مِزَاح ومُزاح . وأَنكر الأَصمعيُّ الضَّمَّ ، وأَثبته أَبُو عُبيدٍ وغيرُه .
وقال الأَحمر : هو من إِدناءِ *!سَوَادِكَ من *!سَوادِه ، أَي شَخْصَكَ من شَخْصِه . قال أَبو عُبَيْد : فهذا من السَّرَار ، لأَن السِّرار لا يكون إِلَّا من إِدناءِ السَّوَادِ .
وقيل لابنةِ الخُسِّ : لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سَيِّدَهُ قَومِكِ ؟ فقالت : قُرْبُ الوِساد ، وطُولُ السِّوَاد . قال اللِّحيانيّ : السِّوادُ هنا : المُسارَّةُ ، وقيل : المُرَاوَدةُ ، وقيل : الجِمَاعُ ، بعَينه .
( و ) السُّوَاد ، ( بالضّمّ : داءٌ للغَنَمِ ) *!تَسْوادُّ منه لُحومُها فتَموتُ ، وقد يُهمز فيقال : (*! سُئِدَ ، كَعُنِيَ ، فهو *!مَسْؤُودٌ ) . وماءٌ مَسْوَدَةٌ : يأْخُذُ عليه *!السُّؤَادُ . وقد ساد يَسُود : شَرِبَ *!المَسْوَدةَ ، ( و ) *!السوَاد : ( داءٌ في الإِنسان ) ، وهو وَجَعٌ يَأْخُذ الكَبِدَ من أَكْل التَّمْرِ ، وربَّمَا قَتَل .
( و ) السُّوَاد : ( صُفْرةٌ في اللَّوْنِ وخُضْرَة في الظُّفُرِ ) يُصيب القَوْمَ من الماءِ المِلْحِ ، وهاذا يُهْمَز أَيضاً .
( *!والسِّيد بالكسر : الأَسَدُ ) ، في لغَة هُذَيْل ، قال الشاعر :
*!كالسِّيدِ ذي اللِّبْدةِ المُسْتأْسِدِ الضَّارِي
وهنا ذَكَرَه لجَوهريُّ وغيرهُ ، وهو قولُ أَكثرِ أَئِمَّة الصَّرْف .
قال ابن سيده : وحملَه سيبويه على أَن عَينَه ياءٌ ، فقال في تحقيرِهِ : سُيَيْد كَذُيَيْل . قال ؛ وذالكَ أَنَّ عينَ الفِعْلِ لا يُنْكَرُ أَن تكون ياءً ، وقد
____________________

(8/229)


وُجِدت في سِيدٍ ، ياءٌ ، فهي على ظاهِر أَمْرِهَا إِلى أَن يَرِدَ ما يَسْتَنْزِلُ عن باديءِ حالِها .
( و ) في حديثِ مسعودِ بنِ عمرٍ و : ( لكَأَنِّي بِجُنْدَب بنِ عمرٍ و أَقبل *!كالسِّيد ) أَي ( الذِّئْب ) يقال : سِيدُ رَمْلٍ ، كما في الصحاح ، والجمع *!سُودان ، ( *!كالسِّيدَانةِ ) ، بالكسر . وامرأَة *!سِيدَانةٌ : جَرِيئةٌ . ومنهم من جَعلَ *!السِّيدانةَ أُنثَى السِّيد ، وهو ظاهرُ سِياقِ الصاغانيّ .
ثم إِن ظاهرَ عبارةِ المصنِّف أَنَّ إِطلاق السِّيد على الأَسد أَصالة ، وعلى الذِّئب تَبعاً ، والمعروف خلَافه ؛ ففي الصّحاح : السِّيد : الذِّئبْ ويقال : سِيدُ رَمْلٍ ، والجمع *!سِيدَانٌ ، والأُنثَى : *!سِيدَةٌ ، عن الكسائيّ . وربما سُمِّيَ به الأَسد وهو الّذي جَزَم به غيرُه .
( و ) السّيّد . ( ككَيس وإِمَّع : المُسِن من المَعْزِ ) ، الأُولَى عن الكسائيّ ، والثانيةُ عن أَبي عليَ ، ومنه الحَديث ( ثَنِيُّ الضَّأْنِ خَيْرٌ من السّيّد المَعْزِ ) قال الشاعر :
سَوَاءٌ عليهِ شَاةُ عامٍ دَنَتْ لَه
لِيَذْبَحَهَا للضَّيْفِ أَم شَاةُ سَيِّدِ
كذا رواه أَبو عليّ عنه ، وقيل هو الجَلِيل وإِن لم يكن مُسِنًّا . وقَيِّده بعضٌ بالتَّيْسِ وهو ذَكَر المَعْز . وعَمَّمَ بعضُهم في الإِبِل والبَقَرِ بما جاءَ عن النّبيِّ ، صلَّى الله عليْه وسلْم : ( أَن جِبريلَ قال لي : اعلَمْ يا محمدُ أَن ثَنِيَّة من الضَّأْنِ خَيْرٌ من السَّيِّد من الإِبِلِ والبَقَرِ ) .
( *!والسُّوَيْدَاءُ : ة بِحَوْرانَ . منها ) أَبو محمد ( عامِرُ بنُ دَغَشِ ) بن حِصْن بن دَغَش الحَوْرانِيّ ( صاحِبُ ) الإِمامِ أَبي حامِدٍ ( الغَزَالِيِّ ) رضي الله عنه ، تفَقَّه به ، وسمعَ أَبا الحُسَيْنِ بنَ الطُّيُوريّ ، وعنه ابنُ عساكر ، توفِّيَ سنة 530 ه .
( و ) *!السُّوَيْداءُ : ( ع قخرْبَ المدينةِ ) على ساكنها أَفضلُ الصّلاة والسَّلام . .
____________________

(8/230)



( و ) السُّوَيْداءُ : ( د ، بين آمدَ وحَرَّانَ ) .
( و ) السُّوَيْداءُ : ( ة ، بين حِمْصَ وَحَماةَ ) .
( و ) في الحديث : ( ما مِن داءٍ إِلّا في ( الحَبَّة السَّوداءِ ) له شفاءٌ إِلّا السَّامَّ ) أَراد به ( الشُّونِيز ) ، ويقال فيه السُّوَيْداءُ أَيضاً .
قال ابن الأَعرابيِّ : الصّواب الشِّينِيز قال : كذالك تقول العربُ . وقال بعضُهم : عَنَى به الحَبَّةَ الخَضْراءَ ، لأَنَّ العَرَب تُسمِّي الأَسودَ أَخْضَرَ ، والأَخضرَ أَسْوَدَ . ( *!والتِّسَوُّد : التّزوُّج ) وفي حديث عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، رضي الله عنه : ( تَفَقَّهُوا قبلَ أَن *!تَسَوَّدُوا ) . قال شَمِرٌ : معناه تَعلَّموا الفِقْه قبلَ أَن تَزَوَّجُوا فتَصِيرُوا أَربابَ بيوت فتشتغلوا بالزَّواجِ عن العِلْمِ ، من قولهم ؛ استادَ الرَّجلُ ، إِذا تَزوَّجَ في سادة .
( وأُمَّ *!سُوَيْدٍ ) : من كُنَى ( الإِسْت ) .
( *!والسَّوْدُ ، بالفتح : سَفْحٌ ) من الجَبَلِ مُسْتَدِقٌّ في الأَض ، ( مُسْتَوٍ كثيرُ الحِجَارةِ السُّودِ ) خَشِنُهَا ، والغالِبُ عليها لَوْنُ السَّوادِ ، وقَلَّمَا يكون إِلَّا عِنْدَ جَبَل فيه مَعْدِنٌ . قاله اللَّيْث . والجَمْع : *!أَسوادٌ . و ( القِطْعَةُ منه بهاءٍ ، ومنه سُمِّيَت المَرْأَةُ *!سَوْدَةَ ) ، منهن : *!سَوْدَةُ بنت عَكِّ بن الدِّيث بن عَدْنَان : أُمّ مُضَرَ بن ن 2 ار ، وسَوْدَةُ بنْت زَمْعَةَ ، زوجُ النَّبيّ ، صلَّى الله عليْه وسلَّم .
( و ) السَّوْد في شِعْر خِداشِ بنِ زُهَيْرٍ العامريّ :
لهم حَبَقٌ والسَّوْدُ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ
يَدِي لَكُمُ والزّائراتِ المُحَصَّبَا
هاكذا أَنشده الجوهريُّ ، وفي بعض
____________________

(8/231)


نُسَخ الصّحاح : يَدَيَّ لكُمْ .
قال الصاغاني : وكلُّ تصْحِيفٌ . والرِّواية :
بِذِي بُكُمٍ العَاِيَاتِ المُحَصّبَا
وبُكُمٌ بضمتين هو : ( جِبَالُ قَيْسٍ ) ، وفي حديث أَي مِجْلَز : ( خَرَجَ إِلى الجُمُعَةِ وفي الطّرِيقِ عَذِراتٌ يابِسَةٌ ، فجعل يَتَخَطَّاهَا ويقول : ما هاذه *!الأَسْوَداتُ ) هي جَمع سَوْدَات . *!وسَوْداتٌ جَمْع *!سَوْدة ، وهي القِطْعَةُ من الأَرض فيها حِجَارةٌ سُودٌ خشِنَةٌ ، شَبَّهَ العَذِرَةَ اليابِس بالحِجَارةِ السُّودِ .
( *!والتَّسْوِيدُ : الجُرْأَةُ . و ) *!التَّسْوِيدُ : ( قَتْلُ السّادةِ ) ، قال الشاعر :
فإِنْ أَنتُمُ لم ثْأَرُوا وتُسَوِّدوا
فكُونُوا بَغَايَا في الأَكُفِّ عِيَابُها
يعني عَيْبةَ الثِّيْابِ . وقال الأَزهريُّ : *!تُسَوِّدُوا : تَقْتُلوا .
( و ) التَّسْوِيدُ : ( دَقُّ المِسْحِ البالِي ) من الشِّعرِ ( ليُدَاوَى به أَدْبَارُ الإِبِلِ ) ، جمعُ دَبَرٍ ، مُحَرَّكةً ، قاله أَبو عُبَيْدٍ . وقد سَوَّد الإِبِلَ تسْوِيداً ، إِذا فَعَلَ بها ذالك .
( و ) من المجاز : رَمَى فلانٌ بِسَهْمِه الأَسودِ ، وسَهْمِهِ المُدَمَّى : ( السَّهْم الأَسودُ ) هو ( المُبَارَكُ ) الّذي ( يُتَيَمَّنُ بِهِ ) ، أَي يُتَبَرَّك ، لكَوْنه رُمِيَ بِهِ فأَصابَ الرَّمِيَّةَ ، ( كأَنه *!اسوَدَّ ) من الدَّم ، أَو ( من كَثْرةِ ما أَصابَهُ اليَدُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ . والصواب : أَصَابَتُه اليدُ . ونَصُّ التكملة : ما أَصابه من دَمِ الصَّيْدِ . قال الشاعر :
قالتْ خُلَيْدةُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها
هَلَّا رَمَيْتَ ببعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ
____________________

(8/232)



( وأَسْوَدُ العَيْنِ ، وأَسْوَدُ النَّسَا ، وأَسْوَدُ العُشَارَيَاتِ ) ، كذا في النسخ . والصواب العُشَارَات ( وأَسْوَدُ الدَّمِ وأَسْوَدُ الحِمَى : جِبَالٌ ) .
قال الهَجَرِيُّ : أَسْوَدُ العَيْنِ في الجَنُوب من شُعَبَى . وقال النَّابغةُ الجَعْدِيُّ في أَسوَدِ الدَّم :
تَبَصَّر خَليلِي هَل تَرَى من ظَعَائِن
خَرَجْنَ بنِصْف اللَّيْلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ
وقال الصاغانيُّ : أَسْوَدُ العُشَارَات في بلادِ بَكْرِ بن وائِلٍ ، وأَسْوَدُ النَّسا ، ( جَبَلٌ ) لأَبي بكر بن كِلاب . وأَنشد شاهداً *!لأَسودِ العَيْن :
إِذا زالَ عنكُم أَسودُ العَيْنِ كُنْتُمُ
كِراماً وأَنتُم ما أَقَامَ لِئامُ
أَي لا تكونون كِراماً أَبداً .
( *!وأَسْوَدَةُ : موضِعٌ للضِّبَابِ ) ، وهو اسمُ جَبَلٍ لهم .
( وسُودٌ ، بالضَّمّ ، اسم ) .
( وبنو *!سُودٍ بُطونٌ من العَرب ) .
( *!وسِيدَانُ بالكسر ) : اسْمُ ( أَكَمَة ) ، قال ابن الدُّمَيْنة :
كأَنَّ قَرَا السِّيدانِ في الآلِ غُدْوَةً
قَرَا حَبَشِيَ في رِكَابَيْنِ واقِفِ
( و ) *!سِيدانُ ( بنُ مُضارِبٍ : مُحَدّثٌ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( المُسَوَّد ، كمُعَظَّم : أَن تَأْخُذَ المُصْرَانَ فتُفْصَدَ فيها النّاقةُ ، ويُشَدَّ رأْسُها ، وتُشْوَى وتُؤْكَلَ ) ، هاذا نصّ عبارة ابن الأَعرابيّ ، وقد تَبِعه المصنّف ، فلا يُعَوَّل بما أَوردَهُ عليه شيخُنا من جعْله المُصْرانِ هو نَفْس المسوَّد .
( *!وساوَدَهُ : كابَدَهُ ) ، كذا في النُّسخ . وفي التكملة : كابَدَه ، بالتحتية ، أَو راودَه ، وقد تقدَّم .
____________________

(8/233)



( و ) سَاوَدَه : ( غالَبَه في *!السُّودَدِ ) . أَو في *!السَّواد ) . في الأَساس : *!ساوَدْتُه *!فَسُدْتُه : غَلَبْتُه في *!السُّودَدِ . وفي اللسان : *!وسَاوَدْتُ فلاناً *!فسُدْتُه ، أَي غَلَبْتُه *!بالسَّوادِ ، ( من سَوادِ اللون ) *!والسودَدِ جَمِيعاً .
( *!والسَّوَادِيَّةُ : ة بالكوفة ) ، نُسِبتْ إِلى سَوَادَةَ بنِ زَيْدِ بنِ عَديَ .
( *!والسَّوْداءُ : كُورةٌ بِحِمْصَ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( *!والسَّوْدَتانِ : ع ) ، نقله الصاغانيُّ .
( *!وأُسَيِّدٌ مُصغَّراً ) عن *!الأَسْودِ ، وإِن شِئْت *!أُسَيْوِد : ( عَلَمٌ ) : قالوا : هو تَصْغِير تَرْخِيمٍ ، ونَبَّهَ عليه الجوهريُّ وغيرُه ، قالوا : هو أُسَيِّد بن عَمْرِو بن تَمِيم ، نقلَه الرطاشيّ . وذَكر منهم من الصحابة . حَنْظَلة بن الرَّبِيع بن صَيْفِيَ الأُسَيِّديّ ، وهو ابن أخِي أكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ . وزَعَمَتْ تَمِيمٌ أَن الجِنَّ رَثَتْه ، وأَمَّا النِّسْبَة إِلى جَدَ فأَبُو بَكْرٍ محمد بن أَحمد بن أُسَيد بن محمد بن الحَسَن بن أُسَيد بن عاصم المَدِينيّ توفِّي سنة 468 ه : يُشَدِّدها المحدِّثون . والنُّحْاة يُسكِّنونها .
( *!وأُسَيِّدة ابنةُ عمرِو بن ربَابةَ ) نقلَه الصاغانيُّ .
( و ) يقال : ( ماءٌ *!مَسْوَدَةٌ ، كمَفْعَلة . يُصاب عليه السُّوادُ ، بالضمّ ) ، أَي من شرْبِه ، ( وساد يَسودُ : شَرِبَها ) ، أَي *!المَسْوَدةَ ، وقد تقدَّم .
( وعُثْمَان بن أَبي *!سَوْدَةَ ) ، بالفتح : ( مُحَدِّثٌ ) ، نقله الصاغانيُّ .
ومما يستدرك عليه :
سَوِدَ الرَّجل ، كما تقول : عَوِرَتْ عَيْنه ، *!وسَوِدْت أَنا ، قال نُصَيْب :
سَوِدْتُ فلَمْ أَملِكْ سَوَادِي تَتَه
قَمِيصٌ من القُوهِيِّ بِيضٌ بَنَائِقُهْ
____________________

(8/234)



*!وسَوَّدْت الشَّيْءَ ، إِذا غَيَّرْت بياضَه *!سَوَاداً . *!وسَاوَدَه *!سِوَاداً : لَقِيَهُ في سَوادِ اللَّيْل .
وقال : كَلَّمْته فما رَدَّ عليَّ سَوْدَاءَ ولا بيضاءَ ، أَي كلمةً قَبِيحَةً ولا حَسَنةً ، أَي ما رَدَّ عليَّ شيئاً . وهو مَجاز .
والسَّوَادُ : جَماعَةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ ، لخُضْرته *!واسْوِدادِه ، وقيل : إِنما ذالك لأَن الخُضْرَةَ تقارِبُ السَّوادَ .
والسَّوَادُ *!والأَسْوِدَاتُ *!والأَسَاوِدُ : الضُّرُوبُ المُتَفرِّقُونَ .
*!والأَسْوَدَانِ : الماءُ واللَّبَنُ ، وجعلَهَما بعضُ الرُّجّزِ : الماءَ والفَثَّ ، وهو ضَرْبٌ من البَقْلِ يُخْتَبَزُ فيُؤْكَل ، قال :
*!الأَسْوَدانِ أَبْردَا عِظَامِي
الماءُ والفَثُّ دَوَا أَسْقَامِي
*!والأَسودَانِ : الحَرَّةُ واللَّيلُ ، *!لاسْوِدَادِهما .
والوَطْأَةُ السَّوْدَاءُ : الدَّارسةُ . والحَمْراءُ : الجَدِيدةُ .
وما ذُقْتُ عندَه من سُوَيْدٍ قَطْرَةً ، وما سَقَاهم من *!سُوَيْدٍ قَطْرةً ، وهو الماءُ نَفْسُه ، لا يُستعمل كذا إِلَّا في النَّفْي .
ويقال للأَعداءِ : *!سُودُ الأَكبادِ ، وهو *!أَسْوَدُ الكَبِدِ : عَدُوٌّ ، قال :
فما أُجْشِمْتِ من إِتيانِ قَوْمٍ
هُمُ الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ
وفي الحديث : ( فأَمَرَ *!بسَوَادِ البَطْنِ فَشُوِيَ لَهُ ) ( أَي ) الكَبِد .
والمَسُود : الذي سنادَه غيرُه ، *!والمُسَوَّد : السَّيِّدُ . وفي حديث قَيْس ( اتَّقُوا اللّهَ *!وسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ) .
وسيِّدُ كلِّ شيْءٍ : أَشرَفُه وأَرفَعُه . وعن الأَصمعيّ : يقال جاءَ فُلانٌ بِغَنَمِهِ سُودَ البُطُونِ ، وجاءَ بها حُمْرَ الكُلَى ، معناهما : مَهازِيل .
والحِمارُ الوَحشيُّ سَيِّدُ عانَتِه . والعَرَب تقول : إِذا كَثُرَ البَياضُ قَلَّ
____________________

(8/235)


السَّوادُ . يَعنُونَ بالبياضِ اللَّبَن ، وبالسَّوَاد التَّمْر .
وفي المَثَل : ( قالَ لِي الشَّرُّ أَقِمْ *!سَوَادَكَ ) أَي اصْبِرْ .
والمِسَاد ككِتَاب : نِحْيُ السَّمْن أَو العَسَلِ .
والأَسْوَدُ علَمٌ في رأْسِ جَبل ، قال الأُعشَى :
كَلَّا يَمينُ اللّهِ حتى تُنْزِلُوا
مِن رأْسِ شاهِقةٍ إِلينا *!الأَسْودَا
*!وأَسْوَدَةُ : اسم جَبَلٍ آخَرَ . وهو الّذِي ذَكَرَ فيه المصنِّفُ أَنه مَوضِعٌ للضِّباب .
وأَسْوَدُ ، والسَّوْدُ : موضعانِ .
والسُّوَيداءُ : طائر ، والسُّوَيْدَاءُ ، أَيضاً : حَبَّةُ السَّوْدَاءِ .
وأَسْوَدَانُ : أَبو قَبيلةٍ وهو نَبْهَانُ .
*!وسُوَيْدٌ وَ*!سَوَادَةُ : إسمانِ .
والأَسْوَد : رَجُلٌ .
وبنو السيِّدِ : بطنٌ من ضَبَّةَ ، واسمه : مازِنُ بنُ مالِكِ بن بَكْرِ بنِ سعْدِ بن ضَبَّةَ ، منهم الفَضْلُ بن محمّد بن يَعْلَى ، وهو ضَيفُ الحَدِيثِ .
*!وسِيدَانُ : اسم رَجلٍ .
وقال السُّهَيْليُّ في ( الرَّوْض ) : *!السُّودانُ هاذا الجِيلُ من النّاسِ ، هم أَنْتَنُ النَّاسِ آباطاً وَعَرَقاً ، وأَشدُّهم في ذالك الخِصْيانُ .
*!ومَسْيِد : لُغَة في : مَسْجِد ، ذَكَرَه الزَّرْكَشِيُّ قال شيخنَا : الظَّاهِرُ أَنه مُوَلَّد . وبلغة المغرب المَسْيِد : المكْتَب .
*!وسادَتْ ناقَتِي المَطَايا ؛ خَلَّفَتْهُنّ ، وهو مَجاز .
*!والسَّوَادَة : مَوضِعٌ قريبٌ من البَهْنَسا وقد رَأَيته ومُنْية *!مُسَوّد : قَرية بالمُنوفيّة ، وقد دخلْتها .
وفي قُضَاعة : *!سُوَيْدُ بن الحارث بن حِصن بن كَعْب بن عُلَيْم ، منهم الأَحمرُ بن شُجَاعِ بن دِحْيةَ بن قَعْطل بن سُوَيدٍ ، من الشُّعَراءِ . ذَكَرَه الآمدي
____________________

(8/236)


في ( المؤتلف والمختلف ) . وسُوَيْد بن عبد العزيز الحدثانيّ : مُحدِّثٌ رحَلَ إِليه أَبو جعفرٍ محمّدُ بن النّوشجان البغداديُّ فنسب إِليه .
*!والسُّودان ، بالضّمّ : قَرْية بأَصْبَهانَ .
ومُنية *!السُّودان بالمنوفيّة .
ومحمد بن الطالب بن *!سَوْدَة ، بالفتْح : شيخُنَا المحدِّث ، الفقيه المغربيّ ، وَرَدَ علينا حاجًّا ، وسمِعْنا منه .
*!والسِّيدانُ ، بالكسر : ماءٌ لبني تَمِيم .
وعبد الله بن *!سِيدان المُطْرَوْريّ : صحابيّ ، رَوَى عن أَبي بكرٍ قالِب ان شاهين .
وككَتَّانٍ : عَمْرُو بن *!سَوَّادٍ صاحب ابن وَهْبٍ ، وآخرون .
وكغُرَاب . *!سُوَادُ بن مُرَيِّ بن إراشة ، من وَلدِه جابِرُ بن النُّعمان وكَعْب بن عُجْرَة الصّحابيّان ، وعِدادُهما من الأَنصار .
*!والأَسودَانِ : الحيَّة والعَقْربُ .
وأَمّا قول طرفة :
أَلَا إِننِي سُقِّيت أَسْوَدَ حالِكاً
أَلَا بَجَلِي من الشَّرابِ أَلَا بَجَلْ
قال أَبو زيد : أَراد الماءَ . وقيل : أَراد سُقِّيت سُمَّ أَسْوَدَ .
والسَّيِّدُ : الزَّوج ، وبه فُسِّرَ قوله تعالى : { وَأَلْفَيَا *!سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } ( يوسف : 25 ) .
وكَلْبٌ *!مُسْوِدةٌ ، كمُحْسِنة : غَنَمُها سُودٌ .
وذو *!سِيدَانَ ، من حِمْيَر .
*!وسُوَادة ، كثُمَامة ؛ فَرَسٌ لبني جَعْدةَ ، وهي أَمُّ سَبَلٍ .
سهد : ( السُّهْدُ ، بالضَّمِّ ) ، كالسُّهَاد ، كغُراب : ( الأَرَق ) ، قال الأَعشى :
أَرِقْت وما هاذَا السُّهَادُ المُؤَرِّق
____________________

(8/237)



كذا قاله اللَّيْث . يقال : في عَيْنه سُهْد وسُهَاد . وفي الصّحاح : السُّهاد : الأَرَق .
فالعَجَبُ من المصنّف كيف تَرك ذِكْرَ السهَادِ ، مع وجوده في الصّحاح ( وقد سَهد كَفَرِحَ ) يَسْهَد سَهَداً وسُهْداً وسُهَاداً : لم يَنَمْ .
( والسُّهُدُ . بضمّتين : القليل النَّومِ ) أَو القَلِيل من النَّوم ، كما في اللِّسَان . ورَجُلٌ سُهُدٌ : قَلِيل النَّوْمِ ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلي :
فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً
سُهُداً إِذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ
وعين سُهُدٌ كذالك .
( وسَهَّدته فهو مُسَهَّد ) ، وسهَّدَه الهَمُّ والوَجَعُ ، وأَسهَدَه . وهو مُسَهَّدٌ وسُهُدٌ : قليل النَّوْمِ . وهاذه عبارة الأَساس .
( و ) من المجاز : ( ما رأَيت منه سَهْدَةً ) ، بالفتح ، أَي نبْهَةً للخَير ورَغَبَةً فيه ، كما في الأَساس . وفي اللسان ؛ أَي ( أَمراً يُعتَمَدُ عليه من كلام ) مُقْنِع ( أَو خَيرٍ ) أَو بَرَكَة .
( و ) في باب لإِتباع ( شيْءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ ) ، أَي ( حَسَنٌ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
( و ) من المجاز : ( هو ذو سَهْدَة ) ، بالفتح ، أَي ذو ( يَقَظَة ، وهو أَسهَدُ رأْياً مِنك ) ، أَحْزَم وأَيْقَظ ، وهو مَجاز . ورجلٌ مُسَهَّدٌ وسُهُدٌ : يَقِظٌ وحَذِرٌ .
( و ) يقال : ( غُلامٌ سَهْوَدٌ ، غَضّ حَدَثٌ ) ، قاله شَمِرٌ ، وأَنشد :
ولَيْتَه كان غُلاماً سَهْوَدَا
إِذا عَسَتْ أَغصنُه تَجَدَّدا
( أَو ) غلامٌ سَهْودٌ : ( طَوِيلٌ ، شَدِيدٌ ) ، قاله ابنُ دُرَيْدِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( أَسْهَدَتْ بالوَلَدِ : وَلَدَتْه بِزَحْرَةٍ واحدة ) ، كأَمْصعَتْ به ، وأَخْفَدَت به ، وأَمْهَدَت به ، وحَطَأَت به .
____________________

(8/238)



كتاب م كتاب ( وسَهْدَدُ ) ، كجَعفر : ( جَبَلٌ ، لا ينصرف ) ، قاله الليثُ : كأَنَّهُم يَذهبون به إِلى الصَّخْرَة ، أَو البُقْعَة .
ويقال فلان يُسَهَّدُ ، أَي لا يُتْرَكُ أَن يَنامَ ، ومنه قولُ النابغةِ :
يُسَهَّدُ مِن نَوْمِ العِشَاءِ سَليمُها
لِحَلْيِ النِّسَاءِ في يَدَيْها قَعَاقِعُ
ومما يستدرك عليه :
سهرد : ( سُهْرَوَرْدُ ) ، بضمّ السّين ، وسكون الهاءِ ، وفتح الرّاءِ : مدينة بين زِنْجَارَ وهَمَذانَ ، منها : أَبو النَّجِيب عبد القاهر ، وابن أَخيه الشِّهَاب عُمَر بن محمّد : السّهْرَوَرْدِيَّانِ ، حَدَّثَا .
سيد : ( *!سَيَدٌ محرَّكةً : لا بأَبِيوَرْدَ ) وقد ذكرها المصنِّف ، في سعبَدَ ، بالموحدة بعد السين . وسيأْتي أَيضاً ذِكْرُهَا في : سبذ ، بالذال المعجمة . ونُسِب إِليها جماعةٌ من المحدِّثين .
2 ( فصل الشين ) المعجمة مع الدال المهملة ) 2
شحد : ( الشُّحْدُود كسُرْسُور ) ، أَهمله الجوهريُّ . قال اللَّيْثُ هو : ( السَّبِّيءُ الخُلقِ ) ، قالت أَعرابِيّةٌ وأَرادت أَن تَرْكَب بَغْلاً : لعَلَّه حَيُوص ، أَو قَمُوص ، أَو شُحْدُودٌ . قال الأَزهريُّ : وجاءَ به غير اللَّيْث .
شخد : ( شَخْدَدٌ ، كَجَعْفَر ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابن دُرَيْد : هو ( اسمُ ) مأْخوذ من السَّوادِ .
شدد : ( *!الشِّدَّةُ ، بالكسر ، اسم من *!الاشْتِدادِ ) وهي الصَّلَابةُ تكون في الجَواهِرِ والأَعراضِ ، والجمْع : *!شِدَدٌ ، عن سيبويه ، قال : جاءَ على الأَصل لأَنه لم
____________________

(8/239)


يُشْبِه الفعل ، وقد شَدّه يَشُدُّه ويَشِدُّه *!شَدًّا *!فاشتَدَّ ، وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد شُدَّ ، *!وشُدِّدَ ، *!وشَدَّدَ هو ، *!وتَشادَّ ، وشيْءٌ *!شَديدٌ : بَيِّنُ *!الشِّدَّةِ ، وشيْءٌ *!شديدٌ : *!مُشْتَدٌّ قوِيٌّ .
وفي الحديث : لا تَبِيعُوا الحَبَّ حتَّى *!يَشْتَدَّ ) ، أَي يَقْوَى .
( و ) *!الشَّدَّة ، ( بالفتح : الْحَمْلةُ ) الواحدة ، *!والشَّدُّ : الحَمْلُ . *!وشَدَّ على القَوْم ( في الحَرْبِ ) *!يَشُدَّ *!ويَشِدُّ *!شَدًّا *!وشُدُوداً : حَمَلَ . وفي الحديث : ( أَلَا *!تَشِدُّ *!فَنَشِدَّ مَعَكَ ) ، يقال *!شَدَّ في الحَرب ، *!يَشِدُّ ، بالكسر ، ومنه الحديث : ( ثُمَّ *!شَدَّ عليه فكَان كأَمْسِ الذَّاهِبِ ) أَي حَمَلَ عليه فقَتَله . *!وشَدَّ فُلانٌ على العَدُوَّ *!شَدَّةً واحدة ، *!وشَدَّ *!شَدَّاتٍ كَثيرةً ، *!وشَدَّ الذِّئبُ على الغَنَمٍ شَدًّا وشُدُوداً ، كذلك .
ورُئِي فارِسٌ يَومَ الكُلَاب من بنِي الحارِث *!يَشِدُّ على القَوْم فرُدُّهم ويقول : أَنا أَبو *!شَدَّادٍ . فإِذا كَرُّوا عليه رَدَّهم وقال : أَنا أَبو رَدَّاد .
( *!والشَّدُّ ) بالفتح : الحُضْر و ( العَدْوُ ) ، والفِعْل *!اشْتَدَّ ، أَي عَدَا ، قال ابنُ رُمَيْض العَنْبَرِيّ :
هاذا أَوَانُ الشَّدِّ *!فاشْتَدِّي زِيَمْ
وزِيَمُ : اسمُ فَرَسِه . وفي حديث القِيامة : ( كحُضْرِ الفَرَسِ ثم كَشَدِّ الرَّجُلِ الشَّدِيدِ العَدْوِ ) ، ومنه حديث السَّعْيِ : ( لا يَقْطَعُ الوادِيَ إِلَّا *!شَدًّا ) أَي عَدْواً ، وفي حديث أُحُدٍ : ( حتّى رأَيتُ النّسَاءَ *!يَشْتَدِدْنَ في الجَبلِ ) أَي يَعْدُون .
وشدَّ في العَدْوِ *!شَدًّا *!واشْتَدَّ : أَسرع وعَدَا ، وقال عَمْرٌ و ذو الكَلْب :
فَقُمْتُ لا *!يَشْتَدُّ *!-شَدِّي ذو قَدَمْ
____________________

(8/240)



جاءَ بالمصْدر على غير الفِعل ، ومثْله كثير .
( و ) الشَّدُّ ( في النّارِ : ارتفاعُها ) ، هاكذا في النُّسخ التي بأَيدينا ، وهو غلطٌ ، والصواب على ما في الأُمَّهَات : والشَّدُّ في النَّهار ارْتفاعُه . وشَدَّ النهارُ : ارتفَعَ ، وكذالك شَدَّ الضُّحَى ، يقال جِئْتُك شدَّ النَّهَارِ ، وفي شَدِّ النَّهَار ، وفي شَدِّ النَّهَار ، وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضُّحَى . ويقال لَقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ ، وهو حين يَرتفع ، وكذالك امْتَدَّ ، وأَتانا مَدَّ النَّهَارِ ، أَي قبْلَ الزَّوالِ حين مَضَى من النَّهَار خَمْسَةٌ . وفي حديث عِتْبَان بنِ مالكٍ : ( فغَدَا عَلَيَّ رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلّم بعْدَما اشْتَدَّ النَّهَارُ ) أَي علا وارتفعتْ شَمسُه ، ومنه قول كعب :
شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ
قامَتْ فَجاوبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
أَي وَقْتَ ارتِفاعِهِ وعُلُوِّه .
( و ) الشَّدُّ : ( التَّقْوِيَةُ ) تقول : شَدَّ اللّهُ مُلْكَه ، وشدَّدَه ، أَي قَوَّاه . وقوله تعالى : { *!وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } ( صلله : 20 ) أَي قوَّيناه ، وشَدَّ على يَدِه : قَوَّاه وأَعانه ، قال :
فإِنّي بِحَمْدِ اللّهِ لا سَمَّ حَيَّةٍ
سَقَتْنِي ولا *!شَدَّتْ على كَفِّ ذابِحِ
وشَدَّ عَضُدَه : قَوَّاه ، *!واشتَدَّ الشّيْءُ ، من الشِّدَّة .
( و ) الشَّدُّ : ( الإِيثاقُ ) وشَدَّهُ : أَوْثَقَه . يَشُدُّه ويَشِدُّه أَيضاً ، وهو من النوادر قَال الفرّاءُ : ما كان من المُضَاعَف على فعَلْت غيرَ واقِعٍ فإِن يَفْعِل منهُ مكسورُ العَيْنِ ، مثل : عَفّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفّ ، وما أَشبَهَه . وما كان واقِعاً مثْل : مَدَدْت فإِن يَفْعُل منه مضمومٌ إِلّا ثلاثةَ أَحْرُفٍ . شَدَّه يَشُدُّه *!ويَشِدُّه ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلّه ، من العَلَلِ ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمّه ويَنِمُّه . فإِن جاءَ مثْلُ هاذا مِمَّا لم نَسمعْه ، فهو قليلٌ ،
____________________

(8/241)


وأَصلُه الضّمّ . قال : وقد جاءَ حرفٌ واحِد بالكسر ، من غير أَن يَشرَكه الضمّ ، وهو حَبَّه يَحِبُّه . وقال غيره ؛ شَدَّ فُلانٌ في حُضْرِه . وقد حقَّقْنا ذالك في مؤلْفاتنا التصريفيّة . قال الله تعالى : { *!فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ } ( محمد : 4 ) : وقال تعالى : { *!اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى } ( طه : 31 ) ( *!واشْتَدَّ ) الرَّجلُ : ( عَدَا ) ، كشَدَّ ، وقد تقدّم .
( *!والمُشادَّةُ ) في الشيْءِ : ( *!التَّشَدُّدُ ) فيه والمغالبة ، ( ومنه ) الحديث : ( ( لن يُشَادَّ الدِّينَ أَحدٌ إِلّا غَلَبَهُ ) ) أَراد غَلَبَهَ الدِّينُ ، أَي مَنْ يقوِمُه ويُقاوِيه ويُكَلِّف نفْسَه من العِبَادة فوق طاقته . وشادَّه *!مُشادَّة *!وشِدَاداً : غالبَه ، وهو مِثْل الحديث الآخَر : ( إِنَّ هاذا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرِفْقٍ ) .
( *!والمُتَشَدِّدُ : البَخِيلُ ) ، *!كالشَّدِيدِ ، قال طَرفَةُ :
أَرَى المَوْتَ يَعتامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مالِ الفَاحِشِ *!المُتَشَدِّدِ
( و ) *!الأَشُدُّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ ، قال الله تعالى : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ *!أَشُدَّهُ } ( الأحقاف : 15 ) وقال الأَزهريّ : *!الأَشُدُّ في كتابِ الله تعالى على ثلاثةِ معانٍ يَقرب اختلافُهَا : فأَمّا قوله في قصّة يوسُفَ عليه السَّلام { وَلَمَّا بَلَغَ *!أَشُدَّهُ } ( يوسف : 22 ) فمعناه الإِدراكُ والبُلُوغُ ، وحينئذٍ راودَتْه امرأَةُ العزيزِ عن نفْسه . وكذالك قوله تعالى : { حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } ( الأنعام : 15 ) بفتْح فضَمّ ، ( ويضَمُّ أَوَّلُهُ ) وهي قليلةٌ ، حكَاها السّيرَافيُّ . قال الزَّجَّاجِ : معناه احفَظُوا عليه مالَهُ حتّى يَبلُغَ أَشُدَّه ، فإِذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إِليه مالَه . قال : وبُلوغُه أَشُدَّه : أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَنَ يكون بالِغاً . قال : وقال بعضُهم { حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } حتَّى يَبلُغ ثَمانِيَ عَشرةَ سَنةً ، قال أَبو إِسحاقَ : لسْتُ أَعرِف ما وَجْهُ ذالك ، لأَنه إِن أَدْرَكَ قبلَ ثمانِي عَشَرةَ سَنةً وقد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالِه إِليه
____________________

(8/242)


وَجَبَ له ذالك . قال الأَزهريُّ : وهاذا صحيح ، وهو قولُ الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلِ العِلم . وفي الصّحَاح { حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } ( أَي قُوَّتَهُ ، وهو ما بينَ ثَمَانِي عَشْرَةَ إِلى ثَلاثِينَ سَنَةً ) ، وقال الزَّجّاج : هو من نَحو سَبْعَ عَشْرةَ إِلى الأَربعينِ ، وقال مرَّةً : هو ما بين الثلاثين والأَربعين ، وهو مُذكَّر ومُؤَنّث ، وفي التهديب : وأَما قولُه تعالى ، في قصّة موسى عليه السلام : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } ( القصص : 14 ) فإِنَّه قَرَنَ بُلُوغَ *!الأَشُدِّ بالاستواءِ ، وهو أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه ، ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه .
وأَمّا قولُه تعالَى في سورة الأَحقاف . { حَتَّى إِذَا بَلَغَ *!أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً } ( الأحقاف : 15 ) فهو أَقصَى نِهَايَةِ بُلُوغِ الأَشُدِّ ، وعند تمامها بُعِثَ محمّدٌ ، صلَّى الله عليّه وسلّم ، نَبِيًّا . وقد اجتمعَت حُنْكَتُه وتَمَام عَقْلِه ، فبُلوغُ *!الأَشُدِّ محصورُ الأَولِ ، محصورُ النِّهَايَةِ ، غيرُ محصورِ ما بينَ ذالك . قال الجوهَرِيُّ : وهو ( واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ ، كآنُكٍ ) ، وهو الأُسْربُّ ( ولا نَظِير لَهُما ) .
قال شيخُنا : ولعلّ مرادَه : من الأَسماء المُطلقة التي استعملَتُها العربُ ، فلا يُنافِي وُرُودَ أَعْلامٍ ، على بلادٍ ، ككَابُل وآمُل ، وما يُبْديه الاستقراءُ ( أَو جَمعٌ لا واحِدَ له من لَفْظِهِ ) مثل أَبابيلَ وعَبابِيدَ ومَذاكِير ، ذَهبَ إِليه أَحمدُ بن يَحيى ، فيما رواه عن أَبي عُثمانَ المازنِيِّ . كذا في المحكم . وقاله السّيرافي أَيضاً . ( أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ ، بالكسر ) كنِعْمة وأَنْعُمٍ ، نقله الجوهريُّ عن سيبويه ، وهو حَسنٌ في المعنَى ، يقال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه . وقال أَبو الهَيْثَم : واحِدة الأَنْعُم نِعْمَة وواحدة *!الأَشُدّ *!شِدَّة . ( مع أَن ) ، وفي نصّ عبارة سيبويْه : ولكنَّ ( فِعْلَة ) بالكسر ) لا تُجمَع على أَفْعُل ، أَو ) واحده ( شَدٌّ ، ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ ) ، وقال السّيرافيّ : القِيَاس : *!شَدٌّ *!وأَشُدٌّ ، كما يقال : قَدٌّ وأَقُدٌّ ، ( أَو ) واحده : ( *!شِدٌّ ، كذِئْبٍ وأَذُؤُبٍ ) ، قال أَبو الهَيثم : وكأَنَّ الهاءَ في النِّعمة
____________________

(8/243)


*!والشِّدة لم تكن في الحرف ، إِذ كانت زائدةً ، وكأَنَّ الأَصل : نِعْم *!وشِدّ ، فجُمعا على أَفعُل ، كما قالُوا رجل ، وأَرجُل ، وضِرْس وأَضْرُس . وقال أَبو عُبَيْد : واحدها شَدٌّ ، في القِياسِ . ولم أَسمَع لها بواحدة .
وقال ابن جِني : جاءَ على حذف التّاءِ كما كان ذالك في نِعْمَة وأَنعُمٍ ونقل ابن جِنّي عن أَبي عبيد : هو جمع أَشَدَ على حذف الزيادة ، قال وقال أَبو عبيد : رُبما استُكْرِهُوا على حذْفِ هاذه الزيادةِ في الواحد ، وأَنشد بيت عَنْتَرَةَ :
عَهْدِي به شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا
خُضِبَ اللَّبَانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ
أَي أَشَدَّ النَّهارِ ، يعني أَعلاه وأَمْتَعَ ( وما هُمَا ) أَي *!شَدًّا *!وشِدًّا ( بمسموعَيْنِ ) عن العرب ( بل قياسٌ ) ، كما يقولون في واحد الأَبابيل : إِبَّوْل ، قياساً على عِجَّوْل ، وليس هو شيئاً سُمِع من العرب ، كما سبَقَت الإِشارة إِليه .
قال الفرَّاءُ : *!الأَشُدُّ واحدُهَا شَدٌّ ، في القِياس ، قال : ولم أَسمع لها بواحد . ومثْله عن أَبي عُبيد .
( و ) *!الشِّدَّةُ : النَّجْدةُ وثَبَاتُ القَلْب و ( *!الشَّدِيدُ : الشُّجَاعُ ) والقَوِيُّ من الرجال ، والجمع : *!أَشِدَّاءُ *!وشِدَادٌ *!وشُدُدٌ ، عن سيبويه ، قال جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبه الفعل ، وقد شَدَّ يَشِدُّ بالكسر لا غير .
( و ) الشَّدِيد : ( البَخِيلُ ) ، وفي التنزيل العزيز : { وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ *!لَشَدِيدٌ } ( العاديات : 100 ) قال أَبو إِسحاق : إِنه من أَجْلِ حُبِّ المالِ لَبَخِيلٌ . وقال أَبو ذُؤَيب :
حَدَرْناهُ بالأَثْوَابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ
*!شَدِيدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُهَا
أَراد : شَحِيحٍ على ذالك .
( و ) الشَّدِيدُ : ( الأَسَدُ ) ، لِقُوته وجَلادَتِه .
( و ) *!الشَّديد : اسم ( مَوْلًى لأَبي بكرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْه ) مذكُور في حديث
____________________

(8/244)


إِسماعيلَ بن أَبي خالدٍ عن قَيْس بن أَبي حازِمٍ ( و ) الشَّدِيدُ ( بن قَيْسٍ المُحَدِّثُ ) البِرْتيّ روَى عنه يَزيدُ بن أَبي حَبِيب ، وكان شريفاً بمصر ، وَلِيَ بحْرَ مِصر .
( و ) *!شُدَيْد ، ( كزُبَيْرٍ : شاعِرٌ ) وهو شُدَيْد بن شَدَّاد بن عامِر بن لَقِيطٍ العَامِريّ ، في زَمن بني أُمَيّة .
( و ) *!شَدَّاد ، ( كَكَتَّانٍ : اسمُ ) جَماعَةٍ .
( والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ ) ثمانِيةٌ وهي الهمزة ، والجيم ، والدال ، والتاءُ ، والطاءُ ، والباءُ ، والقاف ، والكاف قال ابن جِنِّي : ويجمعها في اللفظ قَوْلُك : ( أَجَدْتَ طَبَقَكَ ) ، وقولهم : أَجِدُكَ طَبَقْتَ ، أَو أَجِدُك قَطَّبْتَ . والحروف التي بين الشّديدة والرِّخوة ثمانية ، يجمعها في اللفظ قولك : ( لم يُرَوّعْنَا ) وإِن شئت : قلت ( لم يَرعَوْنا ) .
ومعنى الشديد أَنه الحرف الذي يمنَعُ الصوت أَن يَجْريَ فيه ، أَلَّا تَرَى أَنَّكَ لو قلْت الحقّ والشَّطّ ، ثم رُمْت مَدَّ صَوْتِكَ في القاف والطاءِ لكان ممتنِعاً .
( *!وأَشَدَّ ) الرَّجلُ ( *!إِشْداداً ، إِذا كانَت معه دابَّةٌ *!شَدِيدَةٌ ) ، وفي الحديث : ( يَرُدُّ *!مُشِدُّهم على مُضْعِفِهِمْ ) . *!المُشِدُّ : الّذِي دَ قَوِيَّةٌ ، والمُضْعِفْ : الّذِي دَوَابّه ضعيفةٌ ، يريد أَنَّ القَوِيَّ من الغُزَاة يُسَاهِم الضَّعيفَ فيما يَكْسِبهُ من الغَنيمة .
( ويقال : أَشَدُّ لقد كان كذا ، *!وأَشَدُ مُخَفَّفةً ، أَي أَشْهَدُ ) وهو غَريب نقَلَه الصاغانيُّ .
( *!وأَشَدُّ ) ، على صيغةِ أَفْعَل التفضيل : ( أَخُو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عليه السّلامُ ) . أَورده تلميذه الحافظ في ( التبصير ) وذَكَرَ الجوَّانيُّ في المقدّمة الفاضِلِيَّة إِخوةَ سيِّدِنا يوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هاكذا : كاد ، وبِنْيامِين ، ويَهوذا ، ونفتالي ، وزبولون ، وشَمعون ، وروبين ، ويساخا ، ولاوى ، ودان ، وياشير . فلم يذكر فيهم أَشَدَّ .
____________________

(8/245)



( وأَبو *!الأَشَدِّ : من الأَبطالِ وآخَرُ حَدِّثٌ ، أَو هو بالسّين ) ، هاكذا في النُّسح . في بعضها : وسِنَانُ بن خالد الأَشَدّ ، من الأَبطال . وأَبو الأَشدّ السلَميّ : مُحَدِّث ، أَو هو بالسين ، وهاذا هو الصواب ، فإِن الفارسَ البطلَ هو سِنان بن خالدٍ ، يُعْرَف بالأَشدِّ ، لا بأَبي الأَشدِّ ، والمحدّثُ هو أَبو الأَشدّ ، يقال بالشين وبالسين ، وعلى رواية المهملة فبسكونها ، وهو الذي وقع في المسند ، وعلى رواية المعجمة وهو الراجح فبتشديد الدال ، وهو شيخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ ، فتأمّل .
ومما يستدرك عليه :
عن ابن الأَعرابيّ : يقال ( حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ ) أَي استَعَنْتَ بمن يَقُوم بأَمر 2 ، ويُعْنَى بحاجَتِكَ . وقال أَبو عُبَيْد : يقال ( حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشدِّ ) أَي حين لم أقْدِر على الرِّفْق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة .
ومن أمثالهم في الرجل يُحْرِز بعضَ حاجته ويَعْجِزُ عن تمامها : ( بَقِيَ أَشَدُّه ) قال طالِب : يقال إِنه كان فيما يُحْكَى عن البهائِمِ أَنَّ هِرًّا كان قد أَفنَى الجُرْذانَ ، فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بِحِيلة لهاذا الهِرِّ ، فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل في رَقبته ، فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ ، فهرَبْن منه فجِئن بجُلجُلٍ ، *!وشَدَدْنه في خَيْطٍ ، ثم قُلْن : مَن يُعَلِّقه في عُنُقِه ؟ فقال بعضُهن : ( بَقِيَ أَشَدُّه ) . وقد قيل في ذلك :
أَلَا امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ
ويقال للرَّجل إِذا كُلِّف عَمَلاً : ( ما أَمْلِك شَدًّا ولا إِرْخَاءً ) أَي لا أَقْدِرُ على شيْءٍ ، وقال أَبو زيد : أَصابَتْنِي *!شُدَّى . على فُعْلَى ، أَي شِدَّةٌ .
ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَة : قَوِيُّها ذَكِيُّهَا . ورجل شَدِيدُ العَيْنِ : لا يغْلِبه
____________________

(8/246)


النَّوم ، وقد يُستعار ذالك في النّاقَة قال الشّاعر :
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ
شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرائِرِ
وقوله تعالى : { *!وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ } ( يونس : 88 ) أَي اطْبَع على قلوبهم .
*!والشِّدَّةُ : المَجَاعَةُ . والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ . والشِّدَّة : صُعوبَةُ الزَّمنِ ، وقد اشْتَدَّ عليهم . والشِّدَّة والشَّدِيدَة : من مكارِهِ الدَّهْر وجمعها ، شدائِدُ ، فإِذا كان جمْع شديدة فهو على القياس ، وإِذا كان جمّع شِدَّة ، فهو نادر .
*!وشِدَّةُ العَيْش : شَظَفُه .
وفي المثل : ( رُبَّ شَدَ في الكُرْز ) وذالك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً له ، فَرَمَت بِسَخْلَتا ، فأَلْقاهَا في كُرْزٍ بين يَدَيْه ، وهو الجُوَالِق ، فقال له إِنسان : لِمَ تَحْمِلُه ؟ ما تَصنَع به ؟ فقال : ( رُبَّ *!شَدّ في الكُرْزِ ) يقول هو سَرِيعُ *!الشَّدِّ كَأُمِّه ، يُضرَب للرجلِ يُحْتقَر عندك ، وله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت .
قال سيبويْه : وقالوا : *!شَدَّ ما أنَّك ذاهِبٌ ، كقولِك : حَقًّا أَنَّك ذاهِبٌ ، قال . وإِن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ ، كما تقول : نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ . وقال أَبو زيد : خِفْت *!شُدَّى فُلانٍ ، أَي *!شِدَّتَه ، وأَنشد :
فإِنّى لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى
ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَدِيدِ
*!والأَشَدُّ : لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَار بن فَقْعَسٍ الأَسديّ ، جاهليّ .
وفي حديث قِيام شهرِ رمضانَ : ( أَحيا اللَّيْلَ *!وشَدَّ الْمِئزَر ) ، هو كِنايةٌ عن اجتنابِ النِّساءِ ، أَو عن الجِدّ والاجتهادِ في العَمَل ، أَو عنهما معاً . *!وتَشدَّدت القَيْنَة ، إِذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ ، ومنه قول طرفة :
إِذا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرتْ لَنا
عَلَى رِسْلِهَا مَطْروقَةً لم *!تَشَدَّدِ
____________________

(8/247)



وبنو *!شَدَّادِ وبنو *!الأَشدِّ : بَطْنانِ .
*!والأَشِدَّاءُ : بَطنٌ من آلِ عليّ بن أَبي طالبٍ .
ومما يستدرك عليه :
شجرد : ( شاجِرْدَى ) . وقد جاءَ في شعر الأَعشى :
وما كنتُ شاجِرْدَى ولاكِنْ حَسِبْتُني
إِذا مِسْحَلٌ سَدَّى ليَ القَوْلَ أَنْطِقُ
شَرِيكَانِ فيمَا بَينَنا من هَوَادَةٍ
صَبِيَّانِ جِنِّيٌّ وإِنْسٌ مُوَفَّقُ
قال البكريُّ : ورواه أَبو عبيدة : شاقِرْدَى ، وهو المتعلِّم . ومِسْحَلٌ : شيطانُه وحَسِبْتُنِي هنا بمعنى اليقين ، أَورده شيخُنا هاكذا . واستدركه في آخِرِ المادة .
قلت : وهو معرَّب عن شاكِرْد ، بكسر الكاف ، بالفارسية ، وهو المتعلِّم .
شرد : ( شَرَدَ ) البعيرُ والدَّابَّةُ يَشرُد شَرْداً ، و ( شُروداً ) ، كقُعُود ، ( وشُرَاداً ) ، كغُرَاب ، ( وشِرَاداً ، بالكسر : نَفَرَ ، فهو شارِدٌ وشَرُودٌ ) ، كصَبُورٍ ، في المذكَّر والمؤَنَّث ( ج شَرَدٌ وشُرُدٌ كخَدَمٍ وزَبُرُ ) ، في خادِمٍ وزَبُور ، قال :
ولا أُطِيقُ البرَاتِ الشَّرَدَا
قال ابن سيده : هاكذا رواه ابنُ جِنِّي : ( شَرَدا ) ، على مثال عَجَلٍ وكُتُبٍ ، استَعْصَى وذَهَب على وَجْهه .
وفي الصّحاح : وجمع الشَّرُود : شُرُدٌ ، مثْلَ زَبُور وزُبُر . وأَنشد أَبو عُبَيْدةَ لعبدِ مَناف بن رِبْع الهُذَلِيّ :
حَتّى إِذا أَسْلَكُوهُمْ في قُتَائِدَةٍ
شَلًّا كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا
ويُروَى : الشَّرَدا .
وفَرسٌ شَرُودٌ ، وهو المستعصِي على صاحِبه .
____________________

(8/248)



وفي الحديث : ( لتَدْخُلُنَّ الجَنَّةَ أَجمَعُون أَكْتَعُونَ إِلَّا مَن شَرَدَ عَلَى الله ) أَي خَرجَ عن طاعته ، وفازقَ الجَماعَةَ .
وشَرَدَ الرَّجلُ شُرُوداً : ذَهَبَ مَطْروداً ، ( والتَّشْرِيدُ : الطَّرْدُ ، والتَّفْرِيقُ ) ، وقوله عزَّ وجلَّ : { فَشَرّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } ( الأنفال : 57 ) أَي فَرِّق وبَدِّد جَمْعَهم . وقال الفرَّاءُ : نَكِّل بهم مَنْ خَلْفَهم مِمَّن تَخَافُ نَقْضَه للعَهْدِ ، لعلَّهم يَذَّكَّرون فلا يَنْقُضون العَهْدَ . وقيل : معناه سَمِّع بهم مَن خَلْفَهُم . وقيل : فَزِّعْ بهم مَنْ خَلْفَهُم .
( و ) يقال : ( شَرَّدَ بِهِ ) تَشْرِيداً : ( سَمَّعَ الناسَ بعُيُوبِهِ ) ، قال :
أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْمٍ
مَخَافَةَ أَن يُشَرِّدَ بي حَكِيمُ
معناه : يُسَمِّع بي . وحَكِيمٌ : رجل من بني سُلَيْمٍ ، كانت قُرَيشٌ وَلَّتْه الأَخْذَ على أَيدِي السُّفَهَاءِ .
( وأَشْرَدَه ) وأَطْرَدَه : ( جَعَلَه شَرِيداً ، أَي طَرِيداً ) لا يُؤْوَى . وشَرَدَ الجَملُ شُرُوداً ، فهو شارِدٌ ، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَرِيدٌ طَرِيدٌ . وشَرَد الرجلُ شُروداً : ذَهَب مَطْروداً . وأَشْرده ، وشَرَّدَه : طرَّده تَطْرِيداً .
وقال أَبو بكر ، في قولهم : طَرِيدٌ شَرِيدٌ : أَما الطَّرِيدُ فمعناه المَطْرودُ ، والشَّرِيدُ فيه قولان : أَحدُهما الهارِب ، مِن قولهم : شَرَدَ البَعيرُ وغيرُه ، إِذا هَرَب . وقال الأَصمعيُّ : الشَّرِيدُ المُفْرَد . وأَنشد اليَمَامِيُّ :
تَراهُ أَمامَ النَّاجِيَاتِ كأَنَّهُ
شَرِيدُ نَعَامٍ شَذَّ عَنْهُ صَواحِبُهْ
( وبَنُو الشَّرِيدِ ) ، كأَمِير : ( بَطْنٌ ) من سُلَيْمٍ ، منهم صَخْرٌ أَخو الخَنْسَاءِ ، وفيهم تقول :
أَبَعْدَ ابنِ عمرٍ و مِنَ الِ الشَّرِي
دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثقالَها
( و ) من المجاز : ( قافِيَهْ شَرُودٌ ) ، كصَبُورٍ ، عائِرةٌ ( سائِرةٌ في البلادِ ) ،
____________________

(8/249)


تَشْرُد كما يَشْرُد البَعيرُ ، قال الشاعر :
شَرُودٌ إِذا الرَّاؤُون حَلُّوا عِقَالَهَا
مُحَجَّلَةٌ فيها كَلامٌ مُحَجَّلُ
ومما يستدرك عليه :
تَشَرَّدَ القَوْمُ : ذَهَبُوا .
والشَّرِيد : البَقِيَّةُ من الشيْءِ . ويقال : في إِداوَتِهم شَرِيدٌ من ماءٍ ، أَي بَقِيَّةٌ . وأَبْقَتْ السَّنَةُ عليهم شَرَائِدَ من أَموالِهِم ، أَي بقَايَا ، فإِمَّا أَن يكون شرائِد جَمْعَ شَرِيدٍ ، على غير قياسِ ، وإِما أَن يكون شَرِيدةٌ لُغَةٌ في شَرِيد . كما في اللسان .
ومن الكناية . ( قال رسولُ اللّهِ ، صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم لخَوَّاتٍ : أَمَا يَشْرُد بك بَعِيرُك ؟ قال أَمَّا منذُ قَيَّدَهُ الإِسلامُ فلا ) . كما في الأَساس .
قلت وهو إِشارة إِلى قِصّة مَرْوِيَّةٍ لخَوَّاتٍ غير قِصّةِ ذاتِ النِّحْيَيْنِ . وقد وَهِمَ الهَرَوِيُّ ، والجَوْهَرِيُّ ، ومن فَسَّره بذالك . وفي آخِرها : ( ما فَعَلَ شِرَادُ الجَمَل ؟ فقلْت : والذي بَعَثَك بالحق ما شَرَدَ ذالك الجَملُ منذ أَسلَمْت ) فراجِعْه في لسان العرب .
ومما يستدرك عليه :
شرزد : ( شرزد ) : ومنه شِيرَازاد ، بالكسر ، جدّ أَبي محمّد عبد الله بن يحيى بن موسى بن داوود بن عليّ بن داوود بن عليّ بن إِبراهِيم بن شِيرازاد ، قاضي طَبَرِسْتانَ . حَدَّثَ . توفِّي سنة 300 ه .
ومما يستدرك عليه :
شعبد : ( المُشَعْبِدُ ) : الهازِيءُ ، كالمُشَعْوِذِ ، وسيأْتي في الذال المعجمة .
شفند : ( وأُشْفَنْد ) ، بضمّ فسكون ففتح : ناحيَة كبيرة مُتَّسِعَة بنَيسابور . وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من أَهل العِلْم .
شقد : ( الشِّقْدَةُ ، بالكسر ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال اللّيث : هي ( حَشِيشَةٌ كثيرةُ
____________________

(8/250)


الإِهَالةِ واللَّبَنِ ) ، كالقِشْدَة ، إِما مقلوبةٌ وإِمّا لغةٌ . قال الأَزهريُّ : لم أَسمع الشِّقْدَة لغير اللَّيث قال : وكأَنّه في الأَصل : القِسْدَة والقِلْدة .
شكد : ( الشَّكْدُ ) ، بالفتح : ( الإِعطاءُ ) شَكَدَه يَشْكُده وَشْكِدُه شَكْداً ؛ أَعطاه ، أَو مَنَحَه .
( و ) الشُّكْد ، ( بالضَّمّ : العَطَاءُ ) وما يُزَوَّدُه الإِنسانُ ، من لَبَن أَو أَقِط أَو سَمْنٍ أَو تَمْر ، فيخْرُجُ به من منازلهم .
( و ) الشُّكْد : ( الشُّكْرُ ) يَمانيَة ، يقال : إِنه لشاكِرٌ شاكِدٌ .
( وأَشْكَدَ ) إِشكاداً : ( أَعْطَى ، كشَكَّدَ ) ، بالتشديد ، كما في النُّسخ . والصواب : بالتخفيف . وقال ابن سِيده : أَشْكَدَ لُغة ليست بالعاليةِ ، قال ثعلب : العَرَبُ تقول : مِنَّا مَن يَشْكُدُ وَيَشْكُمُ ، والاسم الشُّكْد ، وجمعه : أَشكاد .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : أَشْكَدَ الرجلُ ، إِذا ( اقْتَنَى رُذَالَ المالِ ) ورَدِيئَه ، وكذالك : أَسْوَكَ ، وأَكْوَسَ ، وأَقْمَزَ ، وأَغْمَزَ .
ومما يستدرك عليه :
جاءَ يَسْتَشْكِدُ ، أَي يَطلب الشُّكْدَ .
وأَشكَدَ الرَّجلَ : أَطعَمَه ، أَو سَقاه من اللَّبَنِ بعدَ أَن يكون موضوعاً .
والشُّكْدُ : ما كان مَوْضوعاً في البَيْت من الطَّعامِ والشَّرَاب .
والشُّكْد : ما يُعْطَى من التَّمْرِ عند صِرَامِه ، ومن البُرِّ عندَ حَصَادِهِ ، والفِعْلُ كالفِعْل .
والشُّكْدُ : الجزاءُ .
والشُّكْد ، عند أَهل اليمن : ما أَعِطَيْت من الكُدْسِ عند الكَيْلِ ، ومن الحُزُمِ عند الحَصاد يقال : اءَ يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدتُه .
شمرد : ( الشَّمَرْدَى ، كحَبَرْكَى ) ، أَهمله
____________________

(8/251)


الجوهَريُّ ، وقال ابن الأَعرابيّ في قول الشاعر :
لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَمَرْدَى بأَرؤُسٍ
عِظَامِ اللِّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازمِ
قيل هو : ( نَبْتٌ أَو شَجَرٌ ) ، ويقال فيه الشَّبَرْدَى أَيضاً ، بالباءِ الموحدّة ، فقيل : أصلٌ ، وقيل : بَدَلٌ ، وأَلِفُه للإِلحاقِ ، ولذالك لحقَتْه هاءُ التأْنِيث .
( والشَّمَرْداةُ : الناقَةُ السَّرِيعَةُ ، كالشَّمَرْذاة ) ، بالذال المعجمة ، ولم يذكره صاحب اللسان .
ومما يستدرك عليه :
شمعد : ( شمعد ) من اللسان : قال الأَزهريُّ : اسْمَعَدَّ الرجلُ ، واشْمَعَدَّ ، إِذا امتلأَ غَضَباً ، وكذالك اسْمَعَطّ واشمَعَطَّ .
شمهد : ( والشَّمْهَدُ ) من الكلام الخفيفُ ، وقيل الحَدِيدُ ، قال الطِّرِمَّاح يَصِف الكلابَ :
شَمْهَدٌ أَطرافُ أَنيابِهَا
كَمَنَاشِيلِ طُهَاةِ اللِّحامْ
وقال أَبو سعيد : كَلْبَةٌ شَمْهَدٌ ، أَي خفِيفةٌ حَدِيدَةُ أَطرافِ الأَنيابِ .
والشَّمْهَدَةُ : التَّحْديدُ ، يقال شَمْهَدَ حَدِيدَتَهُ ، إِذا رَقَّقَهَا وحَدَّدها . وسيأْتي في الذال المعجمة .
شهد : ( الشَّهَادةُ خَبَرٌ قاطعٌ ) ، كذا في اللِّسَان ، والأَساس . ( وقد شَهُدَ ) الرجلُ على كذا ، ( كعَلِم وكَرُم ) شَهَداً وشَهادةً ، ( وقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ ) للتخفيف عن الأَخفش . قال شيخنا : لأَن الثلاثي الحَلقيَّ العينِ الذي على فَعُل بالضّمّ ، أَو فعِلَ بالكسر ، يجوز تسكينُ عينِه تخفيفاً مُطلقاً ، كما في ( الكفاية ) المالكية ( والتسهيل ) وشروحِهما ، وغيرها ، بل جَوَّزوا في ذالك أَربعَ لُغاتٍ : شَهِدَ ، كفَرِح ، وشَهْد ، بسكون
____________________

(8/252)


الهاءِ مع فتح الشين ، وشِهْدَ ، بكسرِها أَيضاً مع سكون الهاءِ ، وشِهِدَ بكسرتين ، وأَنشدوا :
إِذا غابَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا
وإِن شِهْدَ أَجْدَى خَيْرُهُ ونوافِلُهْ
( وشَهِدَه كسَمِعَه شُهُوداً ) أَي ( حَضَره ، فهو شاهِدٌ ، ج شُهودٌ ) ، أَي حُضُورٌ ، وهو في الأَصل مصدر ، ( وشُهَّدٌ ) أَيضاً ، مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ .
( و ) يقال : ( شَهِدَ لزيد بكذا شَهَادةً ) ، أَي ( أَدَّى ما عِندَهُ من الشَّهَادةِ ، فهو شاهِدٌ ج شَهْدٌ ، بالفتح ) ، مثل صاحِب وصَحْب ، وسافِرٍ وسَفْر ، وبعضهم يُنكِره . وهو عند سيبويهِ اسمٌ للجَمْع ، وقال الأَخفشُ هو جَمعٌ ، و ( جج ) ، أَي جمع الجمْع : ( شُهُودٌ ) ، بالضمّ ( أَشْهَادٌ ) ، ويقال إِن فَعْلاً بالفَتْح لا يُجمَع على أَفعال إِلّا في الأَلفاظ الثلاثة المعلومة لا رابعَ لها ، نقله شيخُنَا .
( واستَشْهَدَهُ : سأَله الشَّهَادةَ ) ، ومنه لا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً . وفي القرآن : { وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ } ( البقرة : 282 ) واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ : سأَلْته إِقامَةَ شَهادةٍ احتَمَلها . وأَشهَدّت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ ، واستَشهَدْته ، بمعنًى واحدٍ . ومنه قوله تعالى : { وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ } ( البقرة : 282 ) أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ .
( والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه ) قالَ اللّيْث : وهي لُغَة بني تميم ، وكذا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ ، سواءٌ كان وصفاً كهاذا ، وإسماً جامداً كرغِيف وبعِير . قال الهَمْدانيُّ في ( إِعراب القرآن ) : أَهلُ الحجاز وبنو أَسَدٍ يقولون : رَحِيم ورَغيف وبَعير ، بفتح أَوائِلِهِنَّ . وقَيس ، ورَبِيعَة ، وتَمِيم ، يقولون : رِحِيم ورِغِيف وبِعِير ، بكسر أَوائلهنّ . وقال السُّهَيْلِيُّ في ( الروض ) : الكسر لغةُ تَمِيمٍ في كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فِعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق ، فيكسرون أَوّله ، كرِحِيم وشِهِيد . وفي ( شرح الدُّرَيْدِيَّة ) لابن خالويه :
____________________

(8/253)


كل اسمٍ على فَعِيل ثانيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فيه إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ ، كبِعِير وشِعِير ورِغِيف ورِحِيم . وحكى الشيخُ النّووِيُّ في ( ترحيره ) عن الليث : أَنَّ قوْماً من العرب يقولون ذالك وإِن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق ، ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل ونحْوِه . قلت : وهم بَنُو تَمِيم . كما تقدَّم . ( الشَّاهِدُ ) وهو العالِم الّذي يُبيِّنُ ما عَلِمَه . قاله ابن سيده .
( و ) الشَّهِيدُ ، في أَسماءِ الله تعالى : ( الأَمينُ في شَهادَةٍ ) ، ونص التكملة : في شهادَتِه . قاله أَبو إِسحاق ( و ) قال أَيضاً : وقيل : الشَّهِيد ، في أَسمائِهِ تعالى : ( الذي لا يَغِيبُ عن عِلْمه شَيْءٌ ) والشَّهِيدُ : الحاضِرُ . وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ في فاعِل ، إِذا اعتُبِر العِلمُ مطْلَقاً فهو العَلِيمُ ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فهو الخَبِيرُ ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فهو الشَّهِيدُ . وقد يُعْتَبَرُ مع هاذا أَن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة .
( و ) الشَّهِيد ، في الشَّرْعِ ؛ ( القَتِيل في سَبِيلِ اللّهِ ) واختُلِف في سبب تَسميته فقيل : ( لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ ) ، أَي تَحْضُر غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلى الجَنَّة ، ( أَو لأَنَّ اللّهَ وملائِكَتَه شُهودٌ لهب الجَنَّةِ ) ، كما قاله ابن الأَنباريّ . ( أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القِيَامَةِ ) مع النّبيِّ ، صلَّى الله علياه وسلّم ( على الأُمَمِ الخالِيَةِ ) التي كَذَّبت أَنبياءَها في الدُّنيا . قال الله عزَّ وجلَّ : { لّتَكُونُواْ شُهَدَآء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } ( البقرة : 143 ) وقال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج : جاءَ في التفسير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ في الآخرةِ مَن أُرسِلَ إِليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم ، هاذا فيمن جَحَدَ في الدُّنْيا منهم أَمْرَ الرُّسلِ ، فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمّدٍ صلَّى الله عليْه وسلّم بصِدْق الأَنبياءِ ، وتَشْهَدُ عليهم بتَكْذِيبِهم ، ويَشهَدُ النَّبيُّ ، صلَّى الله عليْه سلّم ، لهاذه الأُمَّةِ بصِدْقِهِم . قال أَبو منصور : والشَّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّة ، فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ في سبيلِ  ==--------

===============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...