كتاب 16. : تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني-أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي
----
== الكلامِ
الفصيحِ ، فتقول : هاذا كَلاَمٌ سَمِينٌ ، أَي جَيِّد وقالوا : شِعْرٌ قُصِّدَ ،
إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّب ، وقيل : سُمِّيَ الشِّعْرُ التامُّ قَصيداً لأَن
قائلَه جَعَلَه مِن بَالِه فَقَصَدَ له قَصْداً ولم يَحْتَسه حَسْياً على ما خَطَر
بِبَالِه وجَرَى على لِسَانِه ، بل رَوَّى فيه خاطِرُه . واجْتَهَد في تَجْوِيده ،
ولم يَقْتَضِبْهُ اقْتِضَاباً ، فهو فَهيلٌ مِن القَصْدِ ، وهو الأَمُّ ، ومنه
قولُ النابِغَةِ :
وقَائِلَةٍ مَنْ أَمَّهَا واهْتَدَى لَهَا
زِيَادُ بْنُ عَمْرٍ و أَمَّهَا وَاهْتَدَى لَهَا
أَرادَ قَصِيدَته التي يقول فيها :
يا دَارَميصةَ بِالعَلْياءِ فَالسَّنَدِ
والقَصِيدةُ : المُخَّةُ إِذا خَرَجَتْ مِنَ العَظْمِ ، وإِذا انْفَصلَتْ مِن
مَوْضعِها أَو خَرجتْ ، قيل : انْقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ ، وقد قَصَدَهَا قَصْداً ،
وقَصَّدَهَا : كَسَرَهَا . ( أَو دُونَ ، كالقَصُودِ ) ، بالفتح ، قال أَبو
عُبَيْدة : مُخُّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ ، وهو دونَ السَّمِين وفوقَ المَهْزُولِ ، ( و
) القَصِيد ( : العَظْمُ المُمِخُّ ) ، وعَظْمٌ قَصِيدٌ : مُمِخٌّ ، أَنشد ثلعبٌ :
وهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ
هُزَالاً وكانَ العَظْمُ قَبْلُ قَصِيدَا
أَي مُمِخًّا ، وإِن شِئتَ قُلتَ : أَرادَ ذَا قَصِيدٍ ، أَي مُخَ . ( و ) عن
الليث : القَصِيدُ ( : اللَّحْمُ اليَابِسُ ) ، وأَنشد قولَ أَبي زُبَيْدِ :
وإِذَا القَوْمُ كَازَادُهُمُ اللَّحْ
مَ قَصِيداً مِنْهُ وغَيْرَ قَصِيدِ
وقيل : القَصِيدُ : السَّمِين ها هُنَا وأَنشدَ غيرُه للأَخْطَل :
وَسِيرُوا إِلَى الأَرْضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُ
يَكُنْ زَادُكُمْ فِيها قَصِيدَ الأَباعِرِ
( و ) القَصِيدُ من الإِبل ( : النَّاقَةُ السَّمِينةُ ) المُمْتَلِئةُ
الجَسِيمَةُ التي ( بِهَا
____________________
(9/41)
نَقْيٌ
) ، بالكسر ، أَي مُخٌّ ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
وخَفَّتْ بَقَايَا النِّقْيِ إِلاَّ قَصِيبَةً
قَصِيدَ السُّلاَمَى أَوْ لَمُوساً سَنَامُها
وقال الأَعشى :
قَطَعْتُ وصَاحِبِي سُرُحٌ كِنَازٌ
كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قَصِيدُ
( و ) القَصِيد ( : العَصَا ) ، والجَمْعُ القَصَائِدُ ، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ :
فَظَلَّ نِسَاءُ الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً
رُؤُوسَ عِظَامٍ أَوْ ضَحَتْهَا القَصَائدُ
وفي اللسان : سُمِّيَ بِذالك لأَن بها يُقْصَدُ الإِنْسانُ ، وهي تَهْدِيه
وتَؤُمُّه ، كقولِ الأَعْشَى :
إِذَا كَانَ هَادِي الفَتَى فِي البِلاَ
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا
( كالقصِيدَة ، فِيهِمَا ) ، أَي في الناقَةِ والعَصَا ، أَما الناقَة فقد جاءَ
ذالك عنِ ابنِ شُمَيْلٍ ، يقال : ناقَةٌ قَصِيدٌ وقَصِيدَةٌ . وأَما في العَصَا
فلم يُسْمَع إِلاَّ القَصِيد .
( و ) القَصِيد : ( السَّمِينُ مِنَ الأَسْنِمَةِ ) ، قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ
:
وأَيْقَنْتُ إِنْ شاءَ إِلاهُ بِأَنَّه
سَيُبْلِغُنِي أَجْلاَدُهَا وقَصِيدُهَا
( و ) القَصِيد ( مَنَ الشِّعْرِ : المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ ) المُهَذَّب ، الذي
قد أَعْمَلَ فيه الشاعرُ فِكْرتَه ولم يَقْتَضِبْه اقْتِضَاباً ، كالقَصِيدة ، كما
تقدَّمَ .
( و ) في الأَفعال لابن القطَّاع : ( أَقْصَدَ ) السَّهْمُ : أَصَابَ فَقَتَلَ
مَكَانَه .
( و ) أَقْصَدَ الرجلُ ( فُلاناً : طَعَنَه ) أَو رَماه بسَهْمٍ ( فلمْ يُخْطِئْهُ
) ، أَي لم يُخْطِىءُ مَقَاتِلَه ، فهو مُقْصَدٌ ، وفي شعر حُمَيدِ بن ثَورٍ :
أَصْبَح قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا
إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدَا
( و ) أَقْصَدَته ( الحَيَّةُ : لَدَغَتْ فقَتَلَتْ ) ، قال الأَصمعيُّ :
الإِقصادُ :
____________________
(9/42)
أَنْ
تَضْرِبَ الشَّيْءَ أَو تَرْمِيَه فيَمُوتَ مَكَانَه ، وقال الأَخْطَلُ :
فإِنْ كُنتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيْتِنِي
بِسَهْمَيْكِ فَالرَّامِي يَصِيدُ ولا يَدْرِي
أَي ولا يَخْتلُ . وفي حديثِ عَلِيَ : ( وأَقْصَدَتْ بأْسْهُمِها ) . وقال الليث :
الإِقصادُ هو القَتْلُ علَى المَكَانِ ، يقال : عَضَّتْه حَيَّةٌ فأَقْصَدَتْه .
( والمُقَصَّدَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ : سِمَةٌ للإِبِلِ في آذَانِهَا ) ، نقَلَه
الصاغانيّ .
( و ) المُقْصَد ، ( كمُكْرَمٍ : مَنْ يَمْرَضُ سَرِيعاً ) ، وفي بعض الأُمهات :
ثمَّ يَموت .
( والمَقْصَدَةُ كالمَحْمَدَةِ : المَرْأَةُ العَظيمةُ التَّامَّةُ ) ، هاكذا في
سائر النسخ التي بأَيدينا ، والذي في السان وغيرِه : العَظِيمةُ الهامَةِ التي (
تُعْجِبُ كُلَّ أَحَدٍ ) يَرَاها .
( و ) لمَقْصَدَةُ ، وهاذه ضَبَطَهَا بعضُهُم كمُعَظَّمةٍ ، وهي المرأَة ( التي )
تَمِيل ( إِلى القِصَر ) .
( والقَاصِدُ : القَرِيبُ ) ، يقال : سَفَرٌ قاصِدٌ ، أَي سهْلِ قَرِيبٌ . وفي
التزيلِ العَزيزِ { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا
لاَّتَّبَعُوكَ } ( سورة التوبة ، الآية : 42 ) قال ابن عَرَفَة : سَفَراً قاصِداً
، أَي غَيْرَ شَاقَ ولا مُتَنَاهِي البُعْدِ ؛ كذا في البَصَائِر ، وفي الحديث
عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِداً ) أَي طَرِيقاً ( مُعْتَدِلاً ) وفي الأَفعال لابن
القَطَّاع . وقَصَدَ الشيءُ : قَرُبَ .
( و ) من المجاز ، يقال : ( بَيْنَنَا وَبَيْنَ الماءِ لَلَةٌ قاصِدَةٌ ) ، أَي (
هَيِّنَةُ السَّيْرِ ) لا تَعَبَ ولا بُطءِ ، وكذالك لَيَالٍ قَواصِدُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قَصُدَ قَصَادَةً : أَتَى .
وأَقْصَدَني إِليه الأَمْرُ .
وهو قَصْدُك وقَصْدَكَ أَي تُجَاهَكَ ، وكونُه اسماً أَكْثَرُ في كلامهِم ،
وقَصَدْتُ قَصْدَه ، ( نَحَوْتُ ) . نَحْوَه .
وقَصَدَ فُلاَنٌ في مَشْيِه ، إِذا مَشَى مُسْتَوِياً .
____________________
(9/43)
واقْتَصَد في أَمْرِه : استَقَامَ . وقال ابنُ بُزُرْجِ : أَقْصَدَ الشاعِرُ ،
وأَرْمَلَ ، وأَهْزَج وأَرْجَزَ . منِ القَصِيدِ والرَّمْلِ والهَزَجِ والرَّجَزِ
.
وعن ابن شُمَيْلٍ : القَصُودُ من الإِبِل ( الجامِسُ المُخِّ .
والقَصْدُ : اللَّحْمُ اليابِسُ ، كالقَصِيد .
والقَصَدَةُ ، مُحَرَّكَةً : العُنُق ، والجمْع أَقْصَادٌ ، عن كُراع ، وهاذا
نادِرٌ قال ابن سِيدَه . : أَعْنِي أَن يَكون أَفْعَالٌ جَمْعَ فَعَلَةٍ إِلاَّ
عَلَى طَرْحِ الزائدِ ، والمَعروف القَصَرَةُ .
وعن أَبي حَنيفة : القَصْدُ يَنْبُتُ في الخَرِيف إِذا بَرَدَ الليْلُ من غَيْرِ
مَطَرٍ .
وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : تَقَصَّدَ الشيْءُ ، إِذا ماتَ ، وفي اللسان :
تَقَصَّدَ الكَلْبُ وغيرُه ، أَي مَاتَ ، قال لَبِيدٌ :
فَتَقَصَّدَت مِنْهَا كَسَابِ وَضُرِّجَتْ
بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحَامُهَا
وفي البصائر : سَهْمٌ قاصِدٌ ، وسِهَامٌ قَوَاصِدُ : مُسْتَوِيَةٌ نَحْوَ
الرَّمِيَّةِ ، ومثلُه في الأَساس .
وبابُك مَقْصِدِي . وأَخَذْت قَصْدَ الوادِي وقَصِيدَه .
وأَقْصَدتْه المَنِيَّةُ .
وشِعْرٌ مُقَصَّد ومُقَطَّع ، ولم يُجْمَع في المُقَطَّعَات كما جَمَعَ أَبو
تَمَّام ، ولا في المُقَصَّدَات كما جَمَع المُفَضَّل .
ومن المجاز : عَلَيْكَ بما هو أَقْصَدُ وأَقْسَطُ ، كُل ذالك في الأَساسِ .
قعد : ( القُعُودُ ) ، بالضمّ ، ( والمَقْعَدُ ) ، بالفتح ( : الجُلُوسُ ) . قَعَد
يَقْعُد قُعُوداً ومَقْعَداً ، وكَوْنُ الجُلُوس والقُعود مُترادِفَيْنِ اقتصرَ
عليه الجوهريُّ وغيرُه ، ورَجَّحه العلاَّمة ابنُ ظفَر ونقلَه عن عُرْوَةَ بنِ
الزُّبيرِ ، ولا شكَّ أَنَّه مِن فُرْسَانِ الكَلاَمِ ، كما قالَه شيخُنا . ( أَو
هُوَ ) أَي القُعُود ( مِنَ القِيَامِ ، والجُلُوسُ مِنَ الضَّجْعَةِ ومِنَ
السُّجودِ ) ، وهذا قد صَرَّحَ به ابنُ خَالَوَيْهِ وبعضُ أَئمَّة الاشتقاق ،
____________________
(9/44)
وجَزَم
به الحَرِيريُّ في الدُّرَّة ، ونَسَبَه إِلى الخَليل بن أَحمدَ ، قال شيخُنا :
وهناك قولٌ آخَرُ ، وهو عَكْسُ قولِ الخَلِيل ، حكاه الشَّنَوانيُّ ، ونقلَه عن
بعض المُتَقدِّمِين ، وهو أَن القُعُود يكون من اضْطجَا . وسُجود ، والجُلوس يكون
مِن قِيامٍ ، وهو أَضْعَفُهَا ، ولستُ منه عَلى ثِقَةٍ ، ولا رأَيْتُه لِمَن
أَعتمدهُ ، وكثيراً ما يَنْقُل الشَّنَوَانيُّ غَرَائبَ لا تَكاد تُوجَدُ في
النَّقْلِيَّاتِ . فالعُمْدَة على نَحْوِه وآرائِه النَّظَرِيَّة أَكثرُ . وهناك
قولٌ آخرُ رابعٌ ، وهو أَن القُعُودَ ما يكون فيه لُبْثٌ وابقامةٌ مَا ، قال
صاحِبُه : ولذا يُقَال قَوَاعِدُ البَيْتِ ، ولا يُقَال جَوَالِسُه . والله أعلم .
تابع كتاب ( وقَعَدَ به : أَقْعَده . والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ : مَكَانُه ) أَي
القُعودِ . قال شيخُنا : واقْتِصارُه على قَوْلِه ( مَكَانُه ) قُصُورٌ ، فإِن
المَفْعَل مِن الثلاثيِّ الذي مُضَارِعه غيرُ مكسورٍ بالفَتْحِ في المَصْدَرِ ،
والمكانِ ، والزَّمَانِ ، على ما عُرِف في الصَّرْفِ . انتهى . وفي اللسان : وحَكى
اللِّحيانيُّ : ارْزُنْ في مَقْعَدِك ومَقْعَدَتِك ، قال سيبويهِ : وقالوا : هو
مِنّي مَقْععدَ القَابِلَة ، أَي في القُرْبِ ، وذالك إِذا دَنَا فَلَزِقَ مِن
بَيْنه يَديْكَ ، يريد : بِتِلْكَ المَنْزِلَة ، ولاكنه حذف وأَوْصَلَ ، كما قالوا
: دَخَلْت البيتَ ، أَي في البيْتِ .
( والقِعْدَةُ ، بالكسر : نَوْعٌ منه ) ، أَي القُعُودِ ، كالجِلْسَةِ ، يُقَال :
قَعَدَ قِعْدَةَ الدُّبِّ ، وثَرِيدَةٌ كقِعْدَةِ الرَّجُلِ . ( و ) قِعْدَةُ
الرَّجُل ( : مِقْدَارُ ما أَخَذَه القَاعِدَ مِن المَكَانِ ) قعوده . ( ويُفْتَح
) ، وفي اللسان : وبالفَتْحِ المَرَّةُ الواحِدَةُ . قال اللِّحيانيُّ : ولها
نَظائرُ . وقال اليَزيدِيُّ : قَعَدَ قَعْدَةً واحِدَةً وهو حَسَنُ القِعْدَة .
( و ) القِعْدَةُ ( : آخِرُ وَلَدِكَ ) ، يقال ( للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ )
، نقلَه الصاغانيّ .
( و ) يقال : ( أَقْعَدَ البِئرَ : حَفَرَهَا قَدْرَ قِعْدَةٍ ) ، بالكسر ، ( أَوْ
) أَقْعَدَها ، إِذا
____________________
(9/45)
(
تَرَكَها عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ولَمْ يَنْتَهِ بها المَاءَ ) . وقال الأَصمعيُّ :
بِئْرٌ قِعْدَةٌ ، أَي طُولُها طولُ إِنسانٍ قاعِدٍ ؛ وقال غيره عُمْقُ بِئْرِنا
قِعْدَةٌ وقَعْدَةٌ ، أَي قَدْرُ ذالك ، ومرَرْتُ بماءٍ قِعْدَةَ رَجُلٍ ، حكاه
سِيبويهِ ، قال : والجَرُّ الوَجْهُ ، وحكى اللِّحْيَانيُّ : ما حَفَرْتُ في
الأَرْضِ إِلاَّ قِعْدَةً وقَعْدَةً . فظهر بذالك أَن الفَتْحَ لُغَةٌ فيه .
فاقتصارُ المصنِّف على الكَسْرِ : قُصورٌ ، ولم يُنَبّه على ذالك شَيْخُنا .
( وذو القَعْدَةِ ) ، بالفتح ( ويُكْسَر : شَهْرٌ ) يَلِي شَوَّالاً ، سُمِّيَ به
لأَن العرَبَ ( كانوا يَقْعُدُونَ فِيه عَنه الأَسْفَارِ ) والغَزْوِ والمِيرَةِ
وطَلَبِ الكَلإِ ويَحُجُّون في ذي الحِجَّةِ ، ( ج ذَوَاتُ القَعْدَةِ ) يعني :
بجمْع ذي وإِفراد القَعْدَة ، وهو الأَكثر ، وزاد في المِصْباح : وذَوَات
القَعَدَاتِ . قلت : وفي التهذيب في ترجمة شعب ، قال يونس : ذَوَات القَعَدَاتِ ،
ثم قال : والقِيَاس أَن يقول : ذَوَاتُ القَعْدَة .
( والقَعَدُ ، مُحَرَّكَةً ) ، جمعُ قاعدٍ ، كما قالوا حَارِسٌ وحَرَسٌ ، وخادِمٌ
وخَدَمٌ . وفي بعض النسخ : القَعَدةُ . بزيادة الهاءِ ومثله في الأَساس ، وعبارته
. وهو من القَعَدَةِ قَوْمٍ من ( الخَوَارِج ) قَعَدُوا عن نُصْرَةِ عَلَيَ
كَرَّمَ الله وَجْهَه و ( عن ) مُقَاتَلَتِه ، وهو مَجاز . ( ومَنْ يَرَى
رَأَيَهُمْ ) أَي الخوارِجِ ( قَعَدِيٌّ ) ، مُحَرَّكَةً كَعَرَبِيَ وعَرَبٍ ،
وعَجَمِيَ وعَجَمٍ ، وهم يَرَوْنَ التَّحْكِيمَ حَقًّا ، غيرَ أَنّهُمْ قَعَدُوا
عَن الخُرُوجِ على الناسِ ؛ وقال بعضُ مُجَّان المُحْدَثِينَ فيمَن يَأْبَى أَنْ
يَشْربَ الخَمْرَ وهو يَسْتَحْسِن شُرْبَها لِغَيْرِه ، فشَبَّهه بالذي يَرَى
التَّحْكِيمَ وقد قَعَد عنه فقال :
فَكَأَنِّي وَمَا أُحَسِّن مِنْهَا
قَعَدِيُّ يُزَيِّنُ التَّحْكِيمَا
( و ) القَعَدُ : ( الذينَ لا دِيوانَ لَهُمْ ، و ) قيل : القَعَدُ ( : الذين لا
يَمْضُونَ إِلى القِتَالِ ) ، وهو اسمٌ للجَمْع ، وبه سُمِّيَ قَعَدُ
الحَرُورِيَّة ، ويقال : رَجُلٌ قاعِدٌ عن الغَزْوِ وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعِدُون ،
وعن ابنِ الأَعرابيّ : القَعَدُ : الشُّرَاةُ الذين
____________________
(9/46)
يُحَكِّمُونَ
ولا يُحَارِبُون ، وهو جمعُ قاعدٍ ، كما قالُوا حَرَسٌ وحارِسٌ .
( و ) قال النضْرُ : القَعَدُ : ( العَذِرةُ ) والطَّوْفُ .
( و ) القَعَدُ : ( أَن يَكونَ بِوَظِيفِ البَعِير تَطَامُنٌ واسْتِرْخَاءٌ ) ،
وجملٌ أَقْعَدُ ، من ذالك ، ( و ) القَعَدَة ، ( بِهَاءٍ : مَرْكَبٌ للنِّساءِ ) ،
هاكذا في سائر النُّسخ التي عندنا ، والصواب على ما في اللسان والتكملة : مَرْكَب
الإِنسان ، وأَمّا مَرْكَب النِّساءِ فهو القَعِيدةُ ، وسيأْتي في كلام المصنف
قريباً . ( و ) القَعَدَةُ أَيضاً ( الطِّنْفسَةُ ) التي يُجحلسَ عليها وما
أَشبهَها .
( و ) قالوا : ضَرَبَه ضَرْبَة ( ابْنَة اقْعُدى وقُومِي ) أَي ضَرْبَ ( الأَمَة )
، وذالك لقُعودِهَا وقِيامِها في اخِدْمَة مَوالِيها ، لأَنها تُؤْمَر بذالك ، وهو
نَصُّ كلامِ ابنِ الأَعرابيّ .
( و ) أُقْعِد الرَّجُلُ : لم يَنْهَضْ ، وقال ابنُ القَطَّاع : مُنِعَ القِيَامَ
، و ( به قُعَادٌ ) ، بالضمّ ، ( وإِقْعَادٌ ) أَي ، ( دَاءٌ يُقْعِدُه ، فهو
مُقْعَدٌ ) ، إِذا أَزْمَنَه دارٌ في جَسَدِه حتى لا حَرَاكَ به ، وهو مَجَازٌ .
وفي حديث الحُدُودِ : ( أُتِيَ بامرأَةٍ قد زَنَتْ ، فقال : مِمَّنْ ؟ قالت : من
المُقْعَد الذي في حائِطِ سَعْدٍ ) ، قال ابنُ الأَثير : المُقْعَد : الذي لا
يَقْدِر على القِيَامِ لِزَمَانَةٍ به ، كأَنَّه قد أُلْزِم القُعُودَ ، وقيل : هو
من القُعَادِ الذي هو الدَّاءُ يأْخُذُ الإِبلَ في أَوْرَاكِها فيُمِيلُها إِلى
الأَرض .
( و ) من المَجاز : أَسْهَرَتْنِي ( المُقْعَدَاتُ ) ، وهي ( الضَّفَادِعُ ) ، قال
الشَّمَّاخُ :
تَوَجَّسْنَ وَسْتَيْقَنَّ أَنْ لَيْسَ حَاضِراً
عَلَى المَاءِ إِلاص المُقْعَدَاتُ القَوَافِزُ
( و ) جَعل ذُو الرُّمَّةِ ( فِرَاخ القَطَا قَبحلَ أَنْ تَنْهَضَ ) للطَّيَرانِ
مُقْعَدَاتٍ فقال :
إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بِالضُّحَى
عَلَيْهِنَّ رَفْضاً مِنْ حَصَادِ القَلاَقِلِ
____________________
(9/47)
( و ) قال أَبو زيدٍ ( قَعَدَ ) الرجلُ ( : قَامَ ) ، وروى أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ (
عن النبيّ صلى الله عليه وسلمأَنّه قَرَأَ { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ
أَن يَنقَضَّ } ( سورة الكهف ، الآية : 77 ) فهدَمه ثُمَّ قَعَدَ يَبْنِيه ، قال
أَبو بكرٍ : معناه ثُمَّ قامَ يَبنيه ) وقال اللَّعِين المِنْقَرِيّ واسمُه
مُنَازِلٌ ، ويُكنى أَبا الأُكَيْدِر :
كَلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ يا كَعَابُ
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
ويَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
أَي يَقُوم . وقَعَد : جَلَس ، فهو ( ضِدٌّ ) . صَرَّح به ابنُ القَطَّاع في
كتابِه ، والصَّاغانيُّ وغيرُه .
( و ) من المجاز : قَعَدت ( الرَّخَمَةُ ) ، إِذا ( جَثَمَتْ ، و ) من المَجَازِ :
قَعَدَت ( النَّخْلَةُ : حَمَلَتْ سَنَةً ولمْ تَحْمِلْ أُخْرَى ) ، فهي قاعِدَةٌ
، كذا في الأَساس ، وفي الأَفعال : لم تَحْمِل عَامَهَا .
( و ) قَعَدَ فُلانٌ ( بِقِرْنةِ : أَطَاقَهُ ) و ( قَعَد ) بَنُو فُلانٍ لِبَني
فُلانٍ يَقْعُدُون : أَطاقُوهُم وجَاءُوهم بأَعْدَادِهِمِ .
( و ) من المَجاز : قَعَدَ ( للحَرْبِ هَيَّأَ لَهَا أَقْرَانَها ) ، قال :
لأُصْبِحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَبَاعِيَةً
فَاقْعُدْ لَهَا وَدَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينَا
وقوله :
سَتَقْعُدُ عَبْدُ الله عَنَّا بِنَهْشَلٍ
أَي سَتُطِيقُها بأَقْرَانِهَا فتَكْفِينا نحن الحَرْبَ .
( و ) من المجاز : قَعَدَت ( الفَسِيلَةُ : صَارَ لَهَا جذْعٌ ) تقْعُد عَلَيْه .
( والقَاعِدُ هي ) ، يقال : في أَرْض فُلانٍ مِن القاعِدِ كذا وكذا أَصْلاً ،
ذَهَبُوا به إِلى الجِنْسِ ، ( أَو ) القاعِدُ من النَّخْل ( : التي تَنَالُها
اليَدُ ، و ) قال ابنُ الأَعرابيّ في قول الراجز :
تُعْجِلُ إِضْجَاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ
قال : القاعِدُ ( : الجُوَالِقُ المُمْتَلِىءُ
____________________
(9/48)
حَبًّا
) كأَنَّه من امتلائه قاعِدٌ . والجَشِير : الجُوَالِق .
( و ) من المجاز : القَاعِدُ من النساءِ ( : التي قَعَدَتْ عَنِ الوَلَدِ و ( عَن
) الحَيض و ( عن ) الزَّوْجِ ) ، والجمْعُ قَوَاعِدُ . وفي الأَفعال : قَعَدت المرأَةُ
عن الحَيْضِ : انقَطَعَ عنهَا ، وعن الأَزواجِ : صَبَرتْ ، وفي التنزيل {
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَآء } ( سورة النور ، الآية : 60 ) ، قال الزجَّاجُ : هن
اللواتي قَعَدْنَ عن الأَزواجِ ، وقال ابن السّكّيت : امرأَةٌ قاعِدٌ . إِذا
قَعَدَتْ عن المَحيضِ ، فإِذا أَرَدْتَ القُعُودَ قلت : قاعِدَةٌ . قال : ويقولون
: امرأَةٌ واضِعٌ ، إِذا لم يكن عليها خِمَارق ، وأَتَانٌ جامِعٌ إِذا حَمَلَت ،
وقال أَبو الهيثم : القواعِدُ من ( صِفات ) : الإِناث ، لا يقال : رِجَالٌ قواعدُ
. ( و ) في حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّةِ : ( إِنَّا مَعاشِرَ النِّسَاءِ
مَحْصوراتٌ قَوَاعِدُ بُيُوتِكم ، وحَوَامِلُ أَوْلادِكم ) قال ابن الأَثير :
القواعِدُ : جمع قاعِدٍ ، وهي المرأَةُ الكبيرةُ المُسِنَّةُ ، هاكذا يقال بغير
هاءٍ ، أَي أَنها ذاتُ قُعُودٍ ، فأَمَّا قاعِدةٌ فهي فاعِلَة من قولِك ( قَدْ قَعَدَتْ
قُعُوداً ) ، ويجمع على قواعِدَ أَيضاً . ( وقَوَاعِدُ الهَوْدَجِ : خَشَبَاتٌ
أَرْبَعُ ) مُعْترِضَة ( تَحْتَه رُكِّب فِيهِنَّ ) الهَوْدَجُ .
( ورَجُلٌ قِعْدِيٌّ ، بالضمّ والكسر : عاجِزٌ ) ، كأَنه يُؤْثِر القُعُودَ ،
وكذالك ضُجْعِيٌّ وضِجْعِيّ ، إِذا كان كثير الاضْطِجَاعِ .
( و ) يقال : فلانٌ ( قَعِيدُ النَّسَبِ ) ذو قُعْدُدٍ ( و ) رجل ( قُعْدُدٌ ) بضم
الأَوّل والثالث ( وقُعْدَدٌ ) بضمّ الأَوّل وفتح الثالث ، أَثبتَه الأَخْفَشُ ولم
يُثْبِته سيبويه ( وأَقْعَدُ ، وقُعْدُودٌ ) ، بالضمّ ، وهاذه طائِيَّةٌ ( :
قَرِيبُ الآباءه مِنَ الجَدِّ الأَكْبَرِ ) ، وهو أَمْلَكُ القَرَابَةِ في النَّسب
، قال سيبويه : قُعْدُدٌ مُلْحَقِ بِجُعْشُهمٍ ، ولذالك ظَهر في المِثْلاَن .
وفلان أَقْعَدُ من فُلاَنٍ ، أَي أَقْرَبخ منه إِلى جَدِّه الأَكبر ، وقال
اللِّحْيَانيُّ ؛ رجلٌ ذو قُعْدُدٍ ، إِذا كان قريباً مِن القبيلةِ والعَدَدُ فيه
قِلِّةٌ . يقال : هو
____________________
(9/49)
أَقْعَدُهم
، أَي أَقرَبُهُم إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ . وأَطْرَفُهُم وأَفْسَلُهم ، أَي
أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأَكبرِ ، ويقال : فلانٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرَافَةِ
إِذَا كَان كثيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ ، ليس بذي قُعْدُدٍ ، وقال ابنُ
الأَعرابيّ : فلانٌ أَقْعَدُ من فُلانٍ أَي ايقل آباءً والإِقعادُ : قِلَّةُ
الآباءِ والأَجدادِ . ( والقُعْدُدُ : البَعِيدُ الآباءِ مِنْه ) ، أَي من الجَدِّ
الأَكبرِ وهو مَذمومٌ ، والإطْرَافُ كَثْرَتُهم ، وهو محمودٌ ، وقيل : كلاهُمَا
مَدْحٌ . قال الجوهريّ : وكان عبدُ الصَّمدِ بنُ عَلِيّ بن عبد الله الهاشميُّ
أَقْعَدَ بني العَبَّاسِ نَسَباً في زَمانِه ، وليس هاذا ذَمًّا عندهم ، وكان يقال
له : قعدُد بني هاشمٍ ، ( ضِدٌّ ) ، قال الجوهريُّ : ويُمْدَح به مِنْ وَجْهٍ
لأَنّ الوَلاَءَ لِلْكُبْرِ ، ويُذمُّ به مِن وَجْهٍ لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى ،
ويُنْسَب إِلى الضَّعْفِ ، قال الأَعشى :
طَرِفُونَ وَلاَّدُونَ كُلَّ مُبَارَكٍ
أَمِرُونَ لاَ يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
أَنْشَدَه المَرحزُبانيُّ في مُعْجَم الشعراءِ لأَبِي وَجْزَة السَّعْدِيّ في آلِ
الزُّبَيْرِ . ورَجُلٌ مُقْعَدُ النَّسبِ : قَصِيرُه ، من القُعْدُدِ ، وبه فَسَّر
ابنُ السِّكيتِ قَوْلع البَعِيثِ :
لَقًى مُقْعَدُ الأَنْسَابِ مُنْقَطَعٌ بِهِ
وقوله : مُنْقَطَعٌ به : مُلْقًى ، أَي لا سَعْيَ له إِن أَرادَ أَنْ يَسْعَى لم
يَكُنْ به عَلَى ذالك قُوَّةُ بُلْغَةٍ ، أَي شَيْءٍ يَتَبَلَّغُ به ، وي ال :
فُلانٌ مُقْعَدُ الحَسَبِ ، إِذا لمْ يَكن له شَرَفٌ ، وقد أَقْعَدَه آباؤُه
وتَقَعَّدُوه ، وقال الطِّرِمَّاح يَهجو رجُلاً :
ولاكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأَيَهُ
لِئَامُ الفُحُولِ وارْتِخَاصُ المَنَاكِحِ
أَي أَقْعَدَ حَسَبَهَ عَن المكارمِ لُؤْمُ آبائِه وأُمَّهَاتِه ، يقال : وَرِثَ
فلانٌ بالإِقْعَادِ ، ولا يُقَال : وَرهثَ بالقُعودِ .
( و ) القُعْدَدُ : ( : الجَبَانُ اللّئيمُ ) في حَسَبهِ ( القَاعِدُ عَن )
الحَرْبِ و ( المَكارِم )
____________________
(9/50)
وهو
مَذمومٌ ( و ) القُعْدَدُ ( : الخَامِلُ ) قال الأَزهريُّ : رَجلٌ قُعْدُدٌ
وقُعْدَدٌ : إِذا كان لئيماً ، مِنَ الحَسَبِ المُقْعَد . والقُعْدَد : الذي
يَقْعُد به أَنْسَابُه . وأَنشد :
قَرَنْبَي تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ
لَئِيمٍ مَآثِرُهُ قُعْدُدِ
ويقال : اقتَعَدَ فُلاناً عن السَّخاءِ لُؤْمُ جِنْثِه ، ومنه قولُ الشاعرِ :
فَازَ قِدْحُ الْكَلْبِيِّ واقْتَعَدَتْ مَعْ
زَاءَ عَنْ سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ
( و ) رجل ( قُعْدِيٌّ وقُعْدِيَّةٌ ، بضمِّهما ، ويُكْسَرانِ ) الأَخيرة عن
الصاغانيّ ( و ) كذالك رجل ( ضُجْعِيٌّ ) بالضمّ ( ويُكْسَرُ ، ولا تَدْخُلُه
الهاءُ ، وقُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ ، كهُمَزَةٍ ) . أَي ( كَثِيرُ القُعُودِ
والاضْطِجَاعِ ) ، وسيأْتي في العين إِن شاءَ الله تعالى .
( والقُعُودُ ) ، بالضمّ ( : الأَيْمَةُ ) ، نقَلَه الصاغانيّ ، مصدر آمَتِ
المرأَةُ أَيْمَةً ، وهي أَيِّمٌ ، ككَيِّس ، من لا زَوْجَ لها ، بِكْراً كانت أَو
ثَيِّباً ، كما سيأْتي .
( و ) القَعُودُ ، ( بالفتح ) : ما اتَّخذه الراعِي للرُّكوب وحَمْلِ الزَّادِ
والمَتَاع وقال أَبو عبيدةَ : وقيل : القَعُودُ ( من الإِبل ) هو الذي (
يَقْتَعِدُه الرَّاعِي في كُلِّ حاجَةٍ ) ، قال : وهو بالفَارِسِيّة رَخْتْ (
كالقَعُودَةِ ) ، بالهَاءِ ، قاله الليثُ ، قال الأَزهريّ : ولم أَسْمَعْه لغيرِه
. 6 قلت : وقال الخليلُ : القَعُودَةُ من الإِبل : ما يَقْتَعِدُه الراعي لحَمْلِ
مَتاعِه . والهاءُ للمبالَغَةِ ، ( و ) يقال : نِعْمَ ( القُعْدَة ) هاذا ، وهو (
بالضمّ ) المُقْتَعَدُ .
( واقْتَعَدَهُ : اتَّخَذَه قُعْدَةً ) ، وقال النضْر : القُعْدَة : أَن
يَقْتَعِدَ الراعِي قَعُوداً مِن إِبلِه فيَرْكَبه ، فجَعَل القُعْدَةَ والقَعُودَ
شيئاً واحداً ، والاقْتِعَادُ : الرُّكوبُ ، ويقول الرجُلُ للراعي : نَسْتَأْجِرْك
بكذا ، وعلينا قُعْدَتُك . أَي عَلَيْنا مَرْكَبُك ، تَرْكَبُ من الإِبل ما شِئْتَ
____________________
(9/51)
ومتَى
شِئْت . ( ج أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ ) ، بضمتين ( وقِعْدَانٌ ) ، بالكسر ، ( وقعائِدُ
) ، وقَعَادِينُ جَمْعُ الجَمْعِ .
( و ) القَعُود : ( القَلُوصُ ) ، وقال ابن شُمَيْل : القَعُودُ ، من الذُّكور ،
والقَلُوص ، من الإِناث ، ( و ) القَعود أَيضاً ( البَكْرُ إِلى أَن يُثْنِيَ ) ،
أَي يَدخل في السَّنَة الثانية .
( و ) القَعُود أَيضاً ( : الفَصِيلُ ) ، وقال ابنُ الأَثير : القَعُود من
الدَّوَابِّ : ما يَقْتَعِده الرجُلُ للرُّكُوب والحَمْلِ ، ولا يَكُونُ إِلاَّ
ذَكَراً ، وقيل : القَعُودُ ذَكَرق ، والأُنثَى قَعُودَةٌ . والقَعُود من الإِبل :
ما أَمْكَن أَنْ يُرْكَبَ ، وأَدْنَاه أَن يَكُون له سَنَتَانِ ، ثم هود قَعُودٌ
إِلى أَن يُثْنِيَ فيَدْخُل في السَّنَةِ السَّادِسَة ، ثم هو جَمَلٌ . وذكر
الكِسَائيُّ أَن سَمِعَ مَن يقول قَعُودَةٌ للقَلُوصِ ، وللذَّكر قَعُودٌ . قال
الأَزهريّ : وهاذا عند الكسائيّ مِن نوادِرِ الكَلاَمِ الذي سَمِعْتُه من بعضهم .
وكلامُ أَكثرِ العَرَبِ عَلَى غَيرِه ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هي قَلُوصٌ
للبَكْرَة الأُنْثَى ، وللبَكْر قَعُودٌ مِثْل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنهيَا ، ثم
هو جَمَلٌ ، قال الأَزهَرِيّ : وعلى هاذا التفسيرِ قولُ مَن شاهَدْتُ من العَربِ ،
لا يكون القَعُودُ إِلاَّ البَكْر الذَّكَر ، وجَمْعُه قِعْدَانٌ ، ثم
القَعَادِينُ جَمْعُ الجمْعِ . وللبُشْتِيّ اعتراضٌ لَطِيفٌ على كلام ابنِ
السِّكيتِ وقد أَجابَ عنه الأَزهرُّ وخَطَّأَه فيما نسَبَه إِليه . راجِعْه في
اللسان .
( والقَعِيدُ : الجَرَادُ ) الذي ( لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحُه ) ، هاكذا في سائر
النُّسخ بالإِفراد ، وفي بعض الأُمهات : جَناحَاه ( بَعْدُ ) .
____________________
(9/52)
( و ) القَعِيد ( : الأَبُ ، ومنه ) قولهم ( قَعِيدَكَ لَتَفْعَلَنَّ ) كذا ، (
أَي بِأَبِيكَ ) قال شيخنا : هو مِن غَرائِبه انفرَدَ بِهَا ، كحَمْلِه في القَسَم
على ذالك ، فإِنه لم يَذْكُره أَحدٌ في معنى القَسَمِ وما يتعلّق به ، وإِنما
قالوا إنه مَصْدَر كعَمْرِ الله . قلت : وهاذا الذي قاله المصنّف قولُ ايبي
عُبَيْدٍ . ونَسَبَه إِلى عَلْيَاءِ مُضَرَ وفسَّره هاكذا . وتَحَامُلُ شيخِنا
عليه في غيرِ مَحلّه ، مع أَنه نقل قول أَبي عُبَيْدٍ فيما بعْدُ ، ولم يُتَمِّمْه
، فإِنه قالَ بعد قوله عَلْياء مُضَر . تقولُ قَعِيدَك لتَفْعَلَنَّ . القَعِيدُ :
الأَبُ ، فحذف آخرَ كلامِه . وهاذا عجيبٌ . ( و ) قولهم ( قَعِيدَك الله ) لا
أَفعل ذالك ( وقِعْدَك الله ، بالكَسْرِ ) ، ويقال بالفتح أَيضاً ، كما ضَبَطَه
الرِّضِيُّ وغيرُه ، قال مُتَمِّم بنُ نُوَيْرةَ :
قَعِيدَكِ أَنْ لا تُسْمِعِيني مَلاَمَةً
ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ فَيَيجَعَا
( استعطافٌ لا قَسَمٌ ) ، قاله ابنُ بَرِّيَ في الحواشِي في تَرْجَمَةِ وجع في
بَيت مُتَمّم السابِق ، وقال : كذا قالَه أَبو عليَ ، ثم قال ( بِدليل أَنّه لم
يَجِيىءْ جَوابُ القَسَمِ ) . ونصُّ عبارَة أَبي عَلِيَ : والدليلُ على أَنه لي
بقَسم كَوْنُه لم يُجَبْ بِجَوابِ القَسَمِ . ( وهو ) أَي قَعيدَك الله ( مَصْدَرٌ
واقِعٌ مَوْقِعَ الفِعْل بمنزلَة عَمْرَك الله ) في كونِه يَنْتَصِب انتصابَ
المَصَادِرِ الواقِعَةِ مَوْقِعَ الفِعْلِ ( أَي عَمَرْتُكع الله ، ومعناه :
سأَلْتُ الله تَعْمِيرَكَ ، وكذالك قِعْدَكَ الله ) بالكسر ( تَقْديره قِعْدك الله
) ، هاكذا في سائر النّسخ . ونصّ عبارة أَبي عَليَ : قَعَّدْتُك الله ( أَي سأَلتُ
الله حِفظَك ) ، من قوله تعالى : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّمَالِ قَعِيدٌ } (
سورة ق ، الآية : 17 ) أَي حفيظ ، انتهت عبارَةُ ابْنِ بَرِّيّ نقلاً عن أَبي
عَلِيّ . فإِذا عَرَفْتَ ذالك فقولُ شيخنا : وقولُه استعطاف لا قَسَمٌ مُخَالهفٌ
للجمهور ، تَعَصُّبٌ على المصنّف وقُصُور .
( و ) قال أَبو الهَيْثم : القَعِيدُ : ( المُقَاعِدُ ) الذي يُصاحِبك في
____________________
(9/53)
قُعُودِك
، فَعِيل بمعنى مُفَاعِل ، وقَاعَدَ الرجُلَ : قَعَدَ معه ، وأَنشد للفرزدق :
قَعِيدَكُما الله الذي أَنْتُمَا لَه
أَلَمْ تَسْمَعَا بِالبَيْضَتَيْنه المُنَاديَا
( و ) القَعِيد : ( الحَافِظ ، للواحِدِ والجَمْعِ والمُذكّر والمُؤنَّث ) بلفظٍ
واحِدٍ ، وهما قَعِيدَانِ وفَعِيلٌ وفَعُول ممَّا يَستوِي فيه الواحِدُ والاثنانِ
والجمعُ ، كقوله تعالى : { إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ } ( سورة الشعراء ،
الآية : 16 ) . وكقوله تعالى : { وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ } ( سورة
التحريم ، الآية : 4 ) وبه فسِّر قولُه تَعالَى : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ
الشّمَالِ قَعِيدٌ } ( سورة ق ، الآية : 17 ) وقال النحويّون : معناه : عن
اليَمِين قَعِيدٌ وعن الشضمالِ قَعِيدٌ ، فاكْتُفِي بذِكْرِ الواحدِ عن صاحِبِه ،
وله أَمثِلَةٌ وشواهدُ . راجع في اللسان وأَنشد الكسائيُّ لِقُرَيْبَةَ
الأَعرابيّة .
قَعِيدَكِ عَمْرَ الله يا بِنْتَ مَالِكٍ
أَلَمْ تَعْلَمِينَا نِعْمَ مَأْوَى المُعَصِّبِ
قال : ولم أَسْمَعْ بيتاً اجْتَمَعَ فيه العَمْرُ والقَعِيد إِلاّ هاذا . وقال
ثعلبٌ : إِذا قُلْتَ قَعِيدَكُما الله . جاءَ مَعه الاستفهامُ واليمين ،
فالاستفهامُ كقوله : قَعِيدَكُما الله أَلَمْ يَكنْ كَذا وكذا ؟ وأَنشد قَوْلَ
الفَرزدقِ السابِقَ ذِكْرُه . والقَسمُ قَعِيدَكَ الله لأُكْرِمَنَّكَ ، ويقال :
قعِيدَكَ الله لا تَفْعَلْ كذا ، وقَعْدَكَ الله بفتح القافه ، وأَمَّا قِعْدَكَ
فلا أَعْرفه ، ويقال : قَعَدَ قَعْداً وقُعُوداً ، وأَنشد :
فَقَعْدَكِ أَنْ لاَ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً
وقال الجوهريّ : هي يَمِينٌ للعربِ وهي مصادرُ استُعْمِلت مَنصوبةً بفعْلٍ مُضمَرٍ
.
( و ) القَعِيدُ ( : ما أَتاكَ منْ وَرَائِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طائرٍ ) يُتَطَيَّرُ
منه ، بخلافِ
____________________
(9/54)
النَّطِيح
، ومنه قول عَبِيد بن الأَبْرَصِ :
ولَقَدْ جَرَى لَهُمُ ولَمْ يَتَعَيَّفُوا
تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ
ذكره أَبو عُبَيْد في بابه السَّانِح والبَارِح .
( و ) القَعِيدعة ( بهاءٍ : المرأَةُ ) ، وهي قَعِيدَةُ الرّجلِ وقَعِيدَةُ
بَيْتِه ، قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ :
لاكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنَا مَجْفُوَّةٌ
بَادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِهَا ولَهَا غِنَى
والجمعُ قَعَائدُ ، وقَعِيدةُ الرجُلِ : امرأَتُه ، قال :
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِى
إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكَاعِ
تابع كتاب وكذالكِ قِعَادُه ، قال عبدُ الله بن أَوْفَى الخُزَاعِيّ في امرأَتِه :
مُنَجَّدَةٌ مِثْلُ كَلْبِ الهِرَاشِ
إِذَا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ تَهْجَعِ
فَلَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَماً
وَلَوْ حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَع
فَبِئْسَتْ قِعَادُ الفَتَى وَحْدَهَا
وبِئْسَتْ مُوَفِّيَة الأَرْبَعِ
( و ) القَعيدَة أَيضاً ( شيْءٌ ) تَنْسُجُه النساءُ ( كالعَيْبَةِ يُجْلَسُ عليه
) ، وقد اقْتَعَدَها ، جمْعُها قَعَائدُ ، قال امرُؤُ القَيْس :
رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعَائِداً
وحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِرَاقِ المُنَمَّقِ
( و ) القَعِيدة أيضاً ( : الغِرَارَةُ أَو شِبْهُها يكونُ فيها القَدِيدُ
والكَعْكُ ) وجَمعُها قَعائدُ ، قال أَبو ذُؤَيْب يَصف صائداً :
لَهُ مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجَاتٌ
قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ
والضمير في كَسْبِهنّ يَعود عَلَى سِهامٍ ذَكَرها قَبْلَ البيتِ . ومُعَذْلَجَاتٌ
: مَمْلُوآت . والوَشِيق : ما جَفَّ مِن اللْحْمِ وهو القَدِيدُ .
____________________
(9/55)
(
سقط :
( و ) القَعِيدَةُ ( من الرَّمْلِ : التي ليسَتْ بمُسْتطيلةِ ، أو ) هي ( الحَبْل
اللاطِئُ بالأَرْضِ ) ، بفتح الحاءِ المُهملة وسكون المُوَحَّدة ، وقيل هو ما
ارْتكمَ منه .
( وتَقَعَّدَهُ : قَامَ بأَمْرِه ) ، حكاه ثعلب وابن الأَعرابيّ .
) ( و ) تَقَعَّدَه ( : رَيَّثَه عَنْ حَاجَتِه ) وعَاقَه .
( و ) تَقَعَّدَ فُلانٌ ( عن الأَمْرِ ) إِذا ( لم يَطْلُبْهُ ، و ) قال ثعلب : (
قَعْدَك الله ) بالفتح ( ويُكْسَر ) ، كما تقدّم ، وبهما ضبطَ الرضيُّ وغيره ،
وزعم شيخُنا أَن المصنف لم يذكر الكسر فنسبه إِلى القصور ( وقَعِيدَك الله ) لا
آتيك ، كلاهُما بمعنى ( نَاشَدْتُك الله ، وقيل ) قَعْدَك الله وقَعِيدَك الله أَي
( كأَنَّه قاعِدٌ مَعَك بِحفْظِهِ ) ، كذا في النُّسخ ، وفي بعض الأُمَّهَاتِ يحفظ
( عَلَيْكَ ) قَوْلَك قال ابن منظور : وليس بِقَوِيَ ، قال أَبو عُبَيْدٍ : قال
الكسَائيُّ : يقال قِعْدك الله أَي الله مَعَك ( أَو مَعْنَاهُ بِصَاحِبِك الذي هو
صاحِبُ كلِّ نَجْوَى ) كما يقال ، نَشَدْتُك الله ، وكذا قولهم قَعِيدَك لا آتيكَ
وقِعْدَك لا آتيك ، وكلّ ذالك في الصّحاح . وقد تقدّم بعضُ عِبارته ، قال شيخُنَا
: وصَرَّح المازنيُّ وغيره بأَنَّه لا فِعْلَ لقَعيدٍ ، بخلاف عَمْرَكَ الله ،
فإِنهم بَنَوْ منه فِعْلاَ ، وظاهرُ المُصَنِّف بل صَريحُه كجَماعةٍ أَنه يُبْنَى
مِن كُلَ منهما الفِعْلُ . وفي شُرُوحِ الشواهِد : وأَمَّا قِعْدَك الله وقَعيدَك
الله فقيل : هما مَصدرانِ بمعنى المُرَاقَبَةِ ، وانتصابُهما بتقدير أُقْسم
بمُراقَبتِك الله ، وقيل : قَعْد وقَعِيد بمعنى الرَّقيب والحفيظ ، بالمَعْنِيُّ
بهما الله تعالى ، ونَصبهما بتقدير أُقْسِم ، مُعَدًّى بالباءِ . ثم حُذف الفِعل
والباءُ وانتصبا وأُبْدِلَ منهما الله .
( و ) عن الخليل بن أَحمد ( المُقْعَدٌ مِن الشِّعْرِ : كُلُّ بيتغ فيه زِحَافٌ )
ولم يَرِد به إِلاَّ نُقصانُ الحَرْفِ من الفاصلة ( أَو ما نُقِصَتْ مِنْ عَروضه
قُوَّةٌ )
____________________
(9/56)
كقول
الرَّبيع بن زِيادٍ العَبْسِيّ :
أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْر
تَرْجُو النِّسَاءُ عَوَاقِبَ الأَطْهَارِ
والقول الأَخير قاله ابنُ القَطَّاع في الأَفعال له ، وأَنشد البيت ، قال أَبو
عبيدة : الإِقواءُ نُقْصَانُ الحُرُوفِ من الفاصلة فَتَنْقُص مِن عَرُوض البيتِ
قُوَّةٌ ، وكان الخليلُ يُسَمِّي هاذا : المُقْعَدَ ، قال أَبو منصورٍ : هاذا
صحيحٌ عن الخليل ، وهذا غيرُ الزِّحافِ ، وهو عَيْبٌ في الشِّعْر ، والزِّحَافُ
ليس بعَيْب . ونقلَ شيخُنا عن علماءِ القوافي أَنّ الإِقْعَادَ عِبَارَةٌ عن
اختلافِ العَرُوض مِن بَحْرِ الكامِل ، وخَصُّوه به لكثرةِ حَرَكاتِ أَجزائه ، ثم
أَقامع النَّكِير على المُصَنِّف بأَن الذي ذَهَبَ إِليه لم يُصَرِّحْ به أَحدٌ من
الأَئمّة ، وأَنه أَدْخَل في كِتابه مِن الزِّيادَة المُفْسِدة التي يَنْبَغِي
اجتنابُها ، إِذ لم يَعْرِفْ مَعناها ، ولا فَتَحَ لهم بابَها ، وهاذا مع ما
أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عن أَبي عُبَيْدَة والخَليلِ وهُمَا هُمَا مِمَا يَقْضِي به
العَجَبُ ، والله تعالَى يُسامِح الجميعَ بفَضْلِه وكَرَمِه آمِين .
( و ) المُقْعَدُ اسم ( رَجُل كانَ يَرِيشُ السِّهَامَ ) بالمَدينة ، وكان
مُقْعَداً ، قال عاصِم بنُ ثابِتٍ الأَنصاريُّ رَضِيَ الله عنه ، حين لَقِيَه
المُشْرِكون ورَمَوْه بالنَّبْل :
أَبُو سُلَيْمَانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ
وَمُجْنَأٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرِ أَجْرَد
وَضَالَةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ
وصَارِمٌ ذُو رَوْنَقٍ مُهَنَّدِ
وإِنما خُفِض مُهَنَّد على الجِوار أَو الإِقواءِ ، أَي أَنا أَبو سليمان ، ومعي
سِهامٌ رَاشَهَا المُقْعَدُ . فما عُذْرِي أَن لا أُقاتل ؟ قال الصاغانيّ :
ويُرْوَى المُعْقَد ، بتقديم العين ( و ) قيل : المُقْعَدُ ( : فَرْخُ النَّسْرِ )
، ورِيشُه أَجْوَدُ الرِّيشِ ، قاله أَبو العباس ، نقلاً عن ابنِ
____________________
(9/57)
الأَعرابيّ
( و ) قيل : المُقْعَد ( : النَّسْرُ الذي قُشِبَ له فصِيدَ وأُخذَ رِيشُه ) وقيل
: المُقْعَدُ : فَرْخُ كُلِّ طائر لَمْ يَسْتَقِلَّ ، ( كالمُقَعْدِدِ ، فيهما )
أَي في النَّسْرِ وفَرْخِه ، والذي ثَبتَ عن كُراع : المُقَعْدَدُ : فَرْخ
النَّسرِ .
( و ) من المَجاز : المُقْعَدُ ( مِن الثَّدْيِ : ) الناتىءُ على النَّحْرِ مِلْءَ
الكَفِّ ، ( النَّاهِد الذي لم يَنْثَنِ ) بَعْدُ ولم يَتَكَسَّرْ ، قال النابِغَة
:
والبَطْنُ ذُو عُكَنٍ لَطِيفٌ طَيُّهُ
والإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ
( و ) من المجاز ( رَجُلٌ مُقْعَدُ الأَنْفِ ) إِذا كان ( في مَنْخِرَيْهِ سَعَةٌ
) وقِصَرٌ .
( و ) المُقْعَدَة ( : بئر حُفِرَتْ فَلَمْ يَنْبُطْ ماؤُها وتُرِكَتْ ) ، وهي
المُسْهَبَةُ عندهم .
( والمُقْعَدَانُ ، بالضمّ : شَجرةٌ ) تَنْبُتُ نَبَاتَ المَقِرِ ولا مَرارةَ لها
، يَخرُجُ في وَسَطِها قَضيبٌ يَطولُ قامَةً ، وفي رأْسِهَا مثْل ثَمَرَة
العَرْعَرةِ صُلْبَةٌ حمراءُ يتَرامَى بها الصِّبيَانُ و ( لا تُرْعَى ) . قاله
أَبو حنيفة .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( حَدَّدَ شَفْرَتَه حَتَّى قَعَدَتْ كأَنَّهَا
حَرْبَةٌ ، أَي صَارَتْ ) وهو مَجازٌ . ولما غفلَ عنه شيخُنَا جعَلَه في آخرِ
المادّة من المُسْتَدْرَكَات .
( و ) قال ابن الأَعْرَابيّ أَيضاً ( ثَوْبَكَ لا تَقْعُدْ تَطِيرُ به الرِّيحُ ،
أَي لا تَصِيرُ الرِّيحُ طائرَةً بهِ ) ونَصب ثوبَكَ بفعلٍ مُضْمعر ، أَي احفظْ
ثوبَك وقال أَيضاً : قعَدَ لا يسْأَله أَحدٌ حاجَةً إِلاَّ قَضَاهَا . ولم
يُفَسِّره ، فإِن عنَى به صارَ فقد تَقدَّم لها هاذه النظائر ، واسْتَغْنى بتفسير
تلك النظائرِ عن تفسيرِ هاذه ، وإِن كان عنَى القُعُودَ فلا معنَى له ، لأَن
القُعُود ليست حالٌ أَوْلَى به من حالٍ ، أَلاَ ترَى أَنك تقول : قَعَدَ لا
يَمُرُّ به أَحَدٌ إِلاَّ يَسبُّه ، وقَعَدَ
____________________
(9/58)
لا
يَسْأَلُه سائلٌ إِلاَّ حَرَمَه ، وغير ذالك مما يُخْبَر به من أَحوالِ القاعد ،
وإِنما هو كقولِك : قَامَ لا يُسْأَلُ حاجَةً إِلاَّ قَضاها . قلت . وسيأْتي في
المستدركات ما يتعلَّق به .
( والقُعْدَةُ ، بالضمّ : الحِمَارُ ، ج قُعْدَاتٌ ) ، بضمّ فسكون ، قال عُرْوَةَ
بن مدِيكربَ :
سَيْباً عَلَى القُعْدَاتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُمْ
رَايَاتُ أَبْيَضَ كالفَنِيقِ هِجَانِ
( و ) القُعْدَةُ ( : السَّرْجُ والرَّحْلُ ) يُقْعَد عليهما ، وقال ابنُ دُرَيد :
القُعْدَات : الرِّحَالُ والسُّرُوجُ ، وقال غيره : القُعَيْدَات .
( وأَقْعَدَه ) ، إِذا ( خَدَمَه ) ، وهو مُقْعِدٌ له ومُقَعِّد ، قاله ابنُ
الأَعرابيّ وأَنشد :
ولَيْسَ لِي مُقْعِدٌ في البَيْتِ يُقْعِدُنِي
وَلاَ سَوَامٌ ولاَ مِنْ فِضِّةِ كِيسُ
وأَنشد للآخَر :
تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّدُهْ
وفي الأَساس : ما لفلان امرأَةٌ تُقْعِده وتُقَعِّده .
( و ) من المَجاز : أَقْعَدَ ( أَباهُ : ) كَفَاهُ الكَسْبَ وأَعانَه ، (
كَقَعَّدَه تَقْعِيداً ، فيهما ) ، وقد تقدَّمَ شاهده .
( واقْعَنْدَدَ بالمكانِ : أَقامَ به ) ، وقال ابنُ بُزْرْج يقال : أَقْعَدَ
بِذالك المكانِ ، كما يُقالُ : أَقَامَ ، وأَنشد :
أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا
ولاَ غَداً ولاَ الَّذِي يَلِي غَدَا
( والأَقْعَادُ ، بالفَتْح ، والقُعَادُ ، بالضمّ : دَارٌ يأْخُذُ في أَوْرَاكِ
الإِبلِ ) والنَّجَائبِ ( فَيْميلُها إِلى الأَرْضِ ) . وفي نصّ عِبارة ابنِ
الأَعرابيّ : وهو شِبْهُ مَيْلِ العَجْزِ إِلى الأَرض ، وقد أُقْعِدَ البَعِيرُ
فهو مُقْعَد . كتاب الأَفعال لابن القطّاع : وأُقْعِد الجَمَلُ : أَصابَه القُعَاد
، وهو اسْتِرْخاءُ الوَرِكَيْنِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَقْعَدَة : السَّافِلة .
____________________
(9/59)
والمَقَاعِدُ : موضِع قُعود النَّاسِ في الأَسْوَاقِ وغيرِهَا .
وعن ابنِ السِّكّيت : يقال : ما تَقَعَّدَنِي عن ذالك الأَمْرِ إِلاَّ شُغُلٌ ،
أَي ما حَبَسَني .
وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : قَعَد عن الأَمْرِ : تَأَخَّر . وبي عَنْك شُغلٌ
حَبَسَني . انتهى .
والعرب تدعو على الرّجل فتقول : حَلَبْتَ قاعِداً وشَرِبْتَ قائماً ، تقول : لا مَلَكْت
غيرَ الشَّاءِ التي تُحْلَبُ مِن قُعُودٍ ولا مَلَكْتَ إِبلاً تَحْلُبُها قائماً ،
معناه ذَهبَتْ إِبلُكَ فصِرْتَ تَحْلُبُ الغَنَم ( لأَنَّ حالبَ الغَنم لا يكون
إِلاَّ قاعداً ) والشَّاءُ مَالُ الضُّعفاءِ . والأَذلاَّءِ . والإِبلُ مالُ
الأَشرافِ والأَقوِيَاءِ .
ويقال : رجلٌ قاعدٌ عن الغَزْوِ ، وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعِدُونَ .
وتقَاعَدَ به فُلانٌ ، إِذا لم يَخْرُج إِليه منْ حَقَّه .
وما قَعَّدَك واقْتَعَدك : ما حَبَسَك .
والقَعَدُ : النَّخْلُ ، وقيل : صِغارُ النَّخْلِ ، وهو جمع قاعِدٍ ، كخادمٍ
وخَدَمٍ .
وفي المثل : ( اتَّخذوه قُعَيِّدَ الحاجات ) تصغير القَعُود ، إِذا امْتَهنُوا
الرَّجُلَ في حَوائجهم .
وقاعَدَ الرَجُلَ : قَعَدَ معه .
والقِعَادَةُ : السَّريرُ ، يَمانِيَة .
والقاعِدَة أَصْلُ الأُسِّ . والقَوَاعِدُ الإِسَاسُ وقَوَاعِدُ البيت إِسَاسُه ،
وقال الزَّجّاج : القَوَاعِد : أَساطِينُ البِنَاءِ التي تَعْمِدُه ، وقولُهم :
بَنَى أَمْرَه على قَاعِدَةٍ ، وقَوَاعِدَ ، وقاعدَةُ أَمْرِك وَاهِيَةٌ ، وتَركوا
مقاعِدَهم : مَرَاكِزَهم ، وهو مَجازق ، وقواعِدُ السَّحاب : أُصولُها
المُعْتَرِضة في آفاق السماءِ ، شُبِّهَتْ بقواعِدِ البِنَاءِ ، قاله أَبو
عُبَيْدٍ ، وقال ابنُ الأَثير : المُرَاد بالقواعِدِ ما اعترَضَ منها وسَفَلَ ،
تَشْبِيهاً بقَوَاعد البِنَاءِ .
ومن الأَمثَال : ( إِذا قام بك الشَّرُّ فاقْعُدْ ) قال ابنُ القَطَّاع في
الأَفعال : ( إِذا نَزَل بك الشرُّ ) بدل ( قام ) . وقوله
____________________
(9/60)
فاقْعُدْ
. أَي احْلُم . قلت : ومعناه ذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ ، وله معنًى ثَانٍ ، أَي
إِذا انْتَصَب لك الشّرُّ ولم تَجِدْ منه بُدًّا فانْتَصِبْ له وجاهدْه ، وهاذا
مما ذَكَرَه الفَرَّاءُ .
وفي اللسان والأَفْعَالِ : الإِقْعَادُ في رِجْلِ الفَرس : أَن تُفْرَشَ جدًّا فلا
تَنْتَصِب .
وأُقْعِدَ الرَّجلُ : عَرَجَ ، والمُقْعَد : الأَعْرَجُ .
وفي الأَساس : من المَجازِ : قَعَدَ عن الأَمْرِ : تَرَكَه . وقَععد يَشْتُمُني :
أَقْبَلَ . انتهى . والذي في اللسان : الفَرَّاءُ : العَرَبُ تقول : قَعَدَ فُلانٌ
يَشْتُمني ، بمعنى طَفِقَ وجَعَل ، وأَنشد لبعض بني عامر :
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ ولا الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
وَيَقْعُدَ الايْرُ لَهُ لُعَابُ
ورَحًى قاعِدَةٌ : يَطْحَن الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بِيَدِه .
ومن المَجاز : ما تقَعَّدَه وما اقْتَعَده إِلاَّ لُؤْمُ عُنْصُرِه .
ورجُلُ قُعْدُدَةٌ . جَبَانٌ .
والمُقْعَنْدَدُ : موضِعُ القُعود . والنون زائدة قال :
أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا
وقد أَقْعَدَ بالمكان وأُقْعِد .
وورِثَ المال بالقُعْدَى ، كبُشْرَى ، أَي بالقُعْدُد .
والقَعُود ، كصَبور : أَربعَةُ كَواكِبَ خَلْفَ النَّسْرِ الطائِرِ تُسَمَّى
الصَّلِيب . والقُعْدُد من الجَبَل : المُسْتَوِي أَعلاه .
ويقال : اقْتَعَد فُلاناً عن السَّخَاءِ لُؤْمُ جِنْثِه ، قال :
فَازَ قِدْحُ الكَلْبِيِّ وَاقْتَعَدَتْ مَعْ
زَاءَ عَنْ سَعْيهِ عُرُوقُ لَئِيمٍ
واقْتَعَدَ مَهْرِيًّا : جعلَه قَعُوداً له .
____________________
(9/61)
وفي الحديث ( نَهَى أَنْ يُقْعَد على القَبْر ) . قيل : أَرادَ القُعودَ
للتَّخَلِّي والإِحْدَاثِ ، أَو القُعودَ للإِحْدادِ ، أَو أَرادَ تَهْوِيلَ
الأَمْرِ ، لأَن في القُعُودِ عليه تَهاوُناً بالمَيت والمَوْتِ .
وسَمَّوْا قِعْدَاناً ، بالكسر .
وأَخَذَه المُقِيمُ المُقْعِد .
وهاذا شَيءٌ يَقْعُدُ به عليك العَدُوُّ يَقومُ .
( ) ومما استدْرَكه شيخُنا :
التَّقَعْدُدُ : التَّثَبُّتُ والتَّمَكُّن ، استعمله القاضي عياضٌ في الشفاءِ ،
وأَقَرَّه شُرَّاحُه .
والمُقَعَّد ، كمُعَظَّم : ضَرْبٌ من البُرُود يُجْلَب مِن هَجَرَ .
قفد : ( قَفَدَه ، كضَرَبَه : صَفَع قَفَاه ) ، وفي الأَفْعَال لابن القطّاع : ضَرَب
رأْسَه ( بِبَاطِنِ كَفِّه ) وفي حديث مُعَاويةَ ( قال ابنُ المُثَنَّى : قُلْتُ
لأُمَيَّةَ : ما حَطَّأَنِي حَطْأَةً ؛ فقال : قَفَدَنِي قَفْدَةً ) القَفْدُ :
صَفْعُ الرَّأْس بِبَسط الكَفِّ مِن قِبَلِ القفا . ( و ) قَفَدَ قَفْداً ( عَمِلَ
العَمَلَ ) ، يقال : ما زِلْتُ أَقْفِدُكَ منذُ اليومِ . أَي أَعْمَل لك العَمَل ،
نقله الصاغانيّ .
( و ) في الأَفْعال لابن القطاع : قَفِدَ ، كفَرِح ، كلُّ ذي عُنُقٍ قَفَداً :
استَرْخَى عُنُقُه ، ومنه ( الأَقْفَدُ ) وهو ( المُسْتَرْخِي العُنُقِ ) من الناس
والنَّعَامِ ، ( أَو ) هو ( الغَلِيظُهُ ) أَي العُنُقِ . ( و ) قِيل : الأَقْفَد
من الناس ( : مَنْ ) يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْهِ مِنْ قِبَلِ الأَصابِعِ ولا
تَبْلُغُ عَقِبَاهُ الأَرْضَ .
( و ) عَبْدٌ أَقْفَدُ ( : كَزُّ اليدَيْن والرِّجْلَينِ القَصيرُ الأَصَابِعِ ) ،
الذي في عَقبه استِرْخاءٌ من الناس ، والظَّليمُ أَقْفَدُ ، وامرأَة قَفْدَءُ .
والأَقْفَد من الرِّجال : الضَّعيف الرِّخْوُ المَفَاصِل .
( قَفِدَ كفَرِحَ ) قَفَداً . ( والقَفَدُ أَيضاً ) ، أَي محركة ( : أَن يَمِيلَ
خُفُّ البَعِيرِ ) مِن اليَدِ أَو الرِّجْل ( إِلى الجانبِ الإِنْسِيِّ ) ، فإِن
مالَ إِلى الوَحْشِيِّ فهو
____________________
(9/62)
صَدَفٌ
والبعير أَصْدَفُ ، قال الراعي :
مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ بِاللُّؤْمِ أَعْيُنُهمْ
قُفْدِ الأَكُفِّ لِئَامٍ غَيْرِ صُيَّابِ
وقيل : القَفَدُ : أَنْ يُخْلَقَ رَأْسُ الكَفِّ والقَدَمِ مائلاً إِلى الجانِبه
الوَحْشِيّ . هاذا في البَهَائمِ . ( و ) القَفَدُ ، محركَةً ، ( فِينَا : أَنْ
يُرَى مُقَدَّمُ رِجْلَيْهِ من مُؤَخَّرِهما منْ خَلْفٍ ) . أَنشد ابنُ الأَعرابيّ
:
أُقَيْفِذُ حَفَّادٌ عليهِ عَبَاءَةٌ
كَسَاهَا مَعَدَّيْهِ مُقَاتَلَةُ الدَّهْرِ
والقَفَدُ في الإِبل : يُبْسُ الرِّجْلَيْنه من خِلْقةٍ ، وفي الخيل : ارتفاعٌ من
العُجَايَةِ وإِليَةِ الحافِرِ ، ( و ) القَفَد أَيضاً ( : انْتِصَابُ الرُّسْغِ
وإِقْبَالُه على الحَافِرِ ) ولا يَكون ذالك إِلاَّ في الرِّجْلِ ، قَفِدَ قَفَداً
وهو أَقْفَدُ ، وهو عَيْبٌ في الخَيْل ، وزاد في الأَفْعَال : كالقُوَامِ في
الأَيْدِي . وقال ابن شُمَيْلٍ : القَفَدُ : يُبْسٌ يكون في رُسْغِه كأَنَّه
يَطَأُ على مُقَدَّم سُنْبُكِه . ( و ) القَفَدُ أَيضاً ( : أَن يَلُفَّ
عِمَامَتَهُ ولا يَسْتُدُ عَذَبَتَه ) . وقال ثعلب : هو أَن يَعْتَمَّ عَلَى
قَفْدِ رَأْسِهِ ، ولم يُفَسِّر القَفْدَ . ( وكذا القَفْدَاءُ ) ، وفي الأَفعال :
وقَفِدَ الرَّجُلَ : تَعَمَّمَ القَفْدَاءَ ، إِذا لم يَسْدُل ذُؤَابَةً . وفي
التهذيب : العِمَّة القَفْدَاءُ مَروفةٌ ، وهي غيرُ المَيْلاءِ . قال : وكان
مُصْعَب بنُ الزُّبير يَعْتَمُّ القَفْدَاءَ ، وكان محمّد بن سَعْد بن أَبي
وَقَّاصٍ الذي قَتَله الحَجَّاجُ يَعْتَمُّ المَيْلاَءَ .
( والقَفَدَانَةُ ، مُحَرَّكَةً : غِلافُ المُكْحُلَةِ ) يُتَّخَذُ مِن مَشَاوِبَ
أَي يُتّخَذ مُخَطَّطاً بحُمْرَةٍ وخُضْرة وصُفْرة ، وربّما اتُّخِذ من أَدِيمٍ .
( و ) القَفَدَانَةُ والقَفَدانُ ( : خَرِيطَةٌ مِنْ أَدَمٍ ) تُتَّخَذ ( للعِطْرِ
وغَيْرِه ) فارسيّ مُعَرَّب ، وقال ابنُ دُرَيد : هي خَريطة العَطَّارِ . قال
يَصفُ شِقْشِقَةَ البَعِير :
فِي جَوْنَةٍ كَقَفَدانِ العَطَّارْ
عَنَى بالجَوْنَة ها هنا الحَمراءَ .
قفعد : ( القَفَعْدَدُ ، كسَفَرْجَلٍ ) ، أَهمله
____________________
(9/63)
الجَوْهَريُّ
، وفي الأَبْنِيَّةِ : هو ( القَصِيرُ ) مثَّلَ به سيبويهِ وفسَّره السيرافيُّ ،
كذا في اللسان والتكملة .
قفند : ( القَفَنَّدُ ، كعَمَلَّسٍ ) ، أَهمله الجوهريُّ . وقال الليثُ : هو (
الشَّدِيدُ الرأْسِ ) ، كذا في التهذيب في الرباعيّ ( أَو العَظِيمُه ) ، أَي
الرأْسِ .
( والقَفَنْدَدُ ) ، بقلب إِحدى النونين دالاً ( : العَظِيمُ الأَلْوَاحِ مِنَّا )
، أَي من الرِّجال ، ( ج قَفَانِدُ ) ، جمع تكسير ، ( وقَفَنْدَدُونَ ) ، جمع
سلامة .
قلد : ( قَلَدَ الماءَ في الحَوْضِ ، واللَّبَنَ في السِّقَاءِ ) ، والسَّمْنَ في
النِّحْيِ ، ( والشَّرَابَ في البَطْنِ ، يَقْلِدُه ) ، بالكسر ، قَلْداً ( :
جَمَعَه فيه ) ، قال ابن الأَعْرابيّ : قَلَدْت اللَّبَنَ في السّقاءِ وقَرَيْتُه
: جَمَعْتُ فيه ، وعن أَبي زيد : قَلَدْتُ الماءَ في الحَوْض ، وقَلَدْتُ
اللَّبَنَ في السِّقَاءِ ، أَقْلِده قَلْداً ، إِذا قَدَحْتَ بِقَدَحِك مِن الماءِ
ثم صَبَبْتَه في الحَوْضِ أَو في السِّقَاءِ . وقَلَدَ مِن الشَّرابِ في جَوْفِه ،
إِذا شَرِب منه ، كذا في الأَفعال . ( و ) قلَدَ ( الشَّيْءَ على الشَّيْءِ :
لَواهُ ) كإِدَارَة القُلْبِ علَى القُلْبِ مِن الحُلِيِّ . وكُلُّ مالُوِيَ على
شيْءٍ فقد قُلِدَ . ( و ) قَلَدَ ( الحَبْلَ : فَتَلَه ) وعن ابن الأَعرابيّ :
يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ قد قُلِدَ حَبْلُه ، أَي فُتِلَ فلا يُلْتَفتُ إِلى
رَأْيِه . وكُلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ مِن الحَبْلِ عَلَى قُوَّةٍ فهو قَلْدٌ .
والجمع أَقْلادٌ وقُلُودٍ ، قال ابنُ سِيده : حكاه أَبو حَنِيفَة ( فهو ) أَي
الحبل ( قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ ) .
( و ) يقال : قَلَدَت ( الحُمَّى فُلاناً : أَخذَتْه كُلَّ يَوْمٍ ) ، تَقْلِدُه
قَلْداً . ( و ) قَلَدَ ( الزَّرْعَ : سَقَاهُ ) ، يَقْلِدُه قَلْداً ، قال
الأَزهريُّ : القَلْدُ المَصْدَرُ ، والقِلْدُ الاسم ، وسيأْتي . ( و ) قَلَدَ (
الحَدِيدَةَ : رَقَّقَهَا ولَوَاهَا ) على مِثْلِهَا أَو ( عَلَى شَيْءٍ ، و ) من
ذالك ( سِوَارٌ مَقْلُودٌ ) ، وهو ذو قُلْبَيْنِ مَلْوِيَّيْنِ .
____________________
(9/64)
( و ) سِوارٌ ( قَلْدٌ ، بالفَتْحِ ) ، أَي ( مَلْوِيٌّ ) .
( والإِقْلِيدُ ) بالكسر ، واعتمد الشُّهْرة فلم يَضْبِطه كما هو سَنَنُه المأْلوف
، إِذ لا أَفعيل بالفتح ، على الأَصح ، قاله شيخُنَا ، ثم رأَيت المَناوِيَّ قال
في أَحكام الأَساس : وفَتح البابَ بالأَقْلِيد ، بفتح الهمزة : المِفْتَاح ،
فليُنْظَر : ( بُرَةُ النَّاقَةِ ) يُلْوَى طَرفاها . ( و ) الإِقْليد ( :
المِفْتَاحُ ) ، قاله أَبو الهَيْثَم ، وقيل : الإِقْليد مُعَرَّب وأَصْلهُ كِلِيد
. وفي حديث قَتْل ابنِ أَبي الحُقَيق : ( فَقُمْتُ إِلى الأَقَالِيد فأَخَذْتُها )
هِي جمْع إِقْيلِدٍ ، وهي المَفَاتِيحُ ، وقيل : الإِقليد يَمانِيَة ، وقال
اللِّحْيَانيّ : هو المِفْتاحُ . ولم يَعْزُها إِلى اليمَن . وقال تُبَّع حينَ
حَجَّ البيتَ :
وأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الدَّهْرِ سَبْتاً
وجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا
سَبْتاً : دَهْراً ، ورُوِيَ : سِتًّا ، أَي سِتَّ سِنين . وفي شرْح شيخنا : وقيل
لُغة رُومِيَّة مُعَرّب إِقْلِيدِس ، وجَمْعه أَقاليد ( كالمِقْلاَدِ والمِقْلَدِ
) والمِقْلِد . عن أَبي الهَيْثَم . والإِقْلاد . وهاذه في اللسان ، كلّ ذالك
بالكسر . وفي اللسان والمِقْلَدُ : مِفْتَاحٌ كالمِنْجَل ؛ وفي كتاب البصائر :
والإِقلِيد : المِفْتَاحُ ، وجَمْعه المَقَالِيدُ ، كما قالوا مَلاَمِح ومَحَاسِن
ومَشَابِه ومَذَاكِير .
( و ) الإِقليد ( : شَرِيطٌ يُشَدُّ به رَأْسُ الجُلَّةِ ) ، بضمّ الجيم : وِعاء
من خُوصٍ كما سيأْتي .
( و ) الإِقليد ( : شَيْءٌ يُطَوَّلُ مِثْلَ الخَيْطِ من الصُّفْرِ يُقْلَدُ على
البُرَةِ ) التي يُشَدُّ بها زِمَامُ الناقةِ ، وهو طَرَفُها يُثْنَى عَلى
طَرَفِها ويُلْوَى لَيًّا حَتَّى يَسْتَمْسِكَ ، ( و ) يُقثْلَد أَيضاً ( عَلَى
خَوْق القُرْطِ ) أَي حَلْقَتِه وشِنْفِه ، وفي بعض النُّسخ : خَرْق القُرْطِ ، (
كالقِلاَدِ ) بالكسر ، وبعضهم يقول له ذالك ، يُقْلَد أَي يُقَوَّى ، كما في
اللسان .
تابع كتاب ( و ) الإِقليد ( : العُنُقُ ، وجَمْعُه أَقْلاَدٌ ) ، وهو نادرٌ ، وبه
فُسِّر قولُ رُؤْبَة :
بِخَفْقِ أَيْدينا خُيُوطَ الأَقْلاَدْ
____________________
(9/65)
أَي الأَعناق ، قال الصاغانيّ : وهي مُسْتَعَارَة من القِلاَدَة .
( و ) من ذالك قولهم ( نَاقَةٌ قَلْدَاءُ : طَوِيلَتُهَا ) ، أَي العُنُقِ .
( و ) القِلِّيدُ والمِقْلاَدُ ، ( كسِكِّيتٍ ومِصْبَاح : الخِزَانَةُ ) ، وجَمعه
مَقالِيدُ ، وقولُه تَعالى : { لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ } ( سورة
الزمر ، الآية : 63 ) يجوز أَن تكون المَفَاتِيحَ ، وهو قولُ مُجاهدٍ ، واحِدها
إِقْلِيدٌ ، ويجوز أَن تكونَ الخَزَائنَ ، وهو قَوْل السّدِّيّ ، كذا في البصائر ؛
وقال الزجَّاجُ : معناه أَن كلَّ شيْءٍ من السَّماوات والأَرض فالله خالِقُه
وفاتِحُ بابِه ؛ وقال الأَصمعيُّ : المَقَالِيدُ لا واحدَ لها ؛ ونَقَل شيخُنا عن
الشِّهاب في العِنَايةِ . أَو جمع مِقْلِيدٍ أَو مِقْلادٍ أَو مِقْلَدِ .
( و ) من المَجاز : أُلْقِيَتْ إِليه مَقَاليدُ الأُمورِ ، و ( ضَاقَتْ
مَقَالِدُهُ ومَقَالِيدُه : ضاقَتْ عليه أُمورُه ) . وقال الشهاب : والمِقْلَدُ :
الحَبْل المَفْتُولُ ومنه : ضاقَتْ مَقَالِيدُه ، أَي أُمُورُه قلت : وهاذا
نَظَراً إِلى أَنَ المَقَالِيدَ بمعنى القَلائدِ ، ولم يَثْبُت استعمالُه ،
فليُنْظَر .
( و ) المِقْلَدُ ، ( كمِنْبَرٍ : الوِعَاءُ ، والمِخْلاَةُ ، والمِكْيَالُ ، و )
المِقْلَدُ ( : عَصاً في رأْسِهَا اعْوِجَاجٌ ) يُقْلَد بها الكَلأُ ، كما
يُقْتَلَد القَتُّ إِذا جُعِل حِبالاً ، أَي يُفْتَل ، والجمْع المَقالِيدُ .
( و ) المِقْلَدُ ( : مِفْتَاحٌ كالمِنْجَلِ ) أَو هو المِنْجَلُ بِنَفْسِه
يُقْطَع به القَتُّ ، قال الأَعشى :
لَدَى ابنِ يَزِيدَ أَو لَدَى ابْنِ مُعَرِّفٍ
يُقَتُّ لَهَا طَوْراً وطَوْراً بِمِقْلَدِ
( و ) من المجاز ( القِلْدُ ، بالكسر : قَوَافِلُ مَكَّةَ ) المُشْرَّفةِ ( إِلَى
جُدَّةَ ) ، سُمِّيت قِلْداً بما بعدَه ، ( و ) هو أَي القِلْدُ ( يَوْمُ إِتْيَان
الحُمَّى أَو حُمَّى الرِّبْعِ ) ، وهو الوَقْت المَعْرُوف الذي لا يَكاد
يُخْطِىءُ ، والجمع أَقْلاَدٌ . وقال الأَصمعيّ : القِلْدُ : المَحْمُومُ يومَ
تأْتِيه الرِّبْعُ .
( و ) القِلْدُ ( : الحَظُّ مِن المَاءِ ) . واستَوفَى قِلْدَهُ من الماءِ :
شِرْبَهُ ، واستَوفَوا
____________________
(9/66)
أقلادَهم
، وأَقَمْت إِقْلِيدي إِذا سَقَى أَرْضَه بِقِلْدِه . كذا في الأَساس .
( و ) القِلْدُ : الرُّفْقَةُ من القَومِ ، وهي ( الجَمَاعَةُ ) منهم .
( و ) القِلْدُ ( : قَضِيبُ الدَّابَةِ ، و ) القِلْدُ ( : سَقْيُ الماءِ كُلَّ
أُسبوع ) يقال : سَقَى إِبلَه قِلْداً . قاله الفَرَّاءُ . ويقال : كَيْفَ قِلْدُ
نَخْلِ بني فُلانٍ ؟ فيقال : تَشرَب في كُلِّ عَشْر مَرَّةً . وما بَيْن
القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ . وفي حديث عبد الله بن عَمْرٍ و ( أَنه قال لِقَيِّمه على
الوَهْط : إِذا أَقَمْتَ قِلْدَك من الماءِ فاسْقِ الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ ) .
أَراد بقِلْدِه يومَ سَقْيِه مَالَه ، أَي إِذا سَقيْتَ أَرْضَكَ فأَعْطِ مَنْ
يَلِيكَ .
( و ) القِلْدُ : ( شِبْهُ القَعْبِ ) ، عن أَبي حنيفةَ .
( و ) من المَجاز : ( أَعْطَيْتُه قِلْدَ أَمْرِي : فَوَّضْتُه إِليه ) ، كذا في
الأَساس . ( و ) القِلْدَةُ ، ( بهاءٍ : القِشْدَةُ ) ، وهي ثُفْل السَّمْنِ وهي
الكُدَادَة . ( و ) القِلْدَةُ ( : التَّمْرُ والسَّوِيقُ يُخَلَّصُ به السَّمْنُ
) .
( والقَلِيدُ ) كأَمِيرٍ ( : الشَّرِيطُ ) ، عَبْدِيَّة ، أَي لغة عبد القيس .
( والقلاَدَةُ ) ، بالكسر ، وإِنما لم يَضْبِطه اعتماداً على الشُّهْرةِ خلافاً
لمن وَهِمَ فيه ( : ما جُعِلَ في العُنُقِ ) ، يكون للإِنسان والفَرَس والكَلْبِ
والبَدَنَة التي تُهْدِي ونَحْوِهَا . وقال الشِّهَابُ في العناية : ذَهب بعضُ
عُلَمَاءِ اللغةِ إِلى أَنّ هَيْئة الكلمة قد تَدُلُّ على مَعانٍ مَخْصُوصةًّ ،
وإِن لم تَكن مُشْتَقَّة نحو فِعَال ، أَي بالكسر إِنْ لم تلحقه الهاءُ فهي اسم
لما يُجْعَل به الشيءُ كالآلة ، كإِمام ورِكَاب وحِزَام ، لما يُؤْتَمُّ به ، ولما
يُرْكَب بهِ ولما يُحْزَم ويُشَدُّ بهِ ، فإِن لحقته الهاءُ فهو اسمٌ لما
يَشْتَمِل على الشيْءِ ويُحِيط به ، كاللِّفافة والعِمَامَة والقِلادَة . وهذا في
غير المَصادِر ، وأَما فيها فقال أَبو عليَ الفارسيُّ في كتابه الحُجَّة في سورة
الكهف : فِعَالَةٌ ، بالكسر . في المصادر ، يَجىءُ لما كان
____________________
(9/67)
صَنْعَةً
ومَعْنًى مُتَقَلَّداً ، كالكِتَابة والإِمارة والخِلاَفَة والوِلاَيَة ، وما
أَشبهَ ذلك ، وبالفَتْح في غيرِه . ومن أَشهرِ الأَمثال ( حَسْبُك مِنَ القِلاَدةِ
ما أَحاطَ بالعُنُقِ ) . وهو في مَجمع الأَمثالِ والمُسْتَقْصَى وغيرِهما .
( وتَقَلَّدَ ) الرجُلُ ( : لَبِسَهَا ) ، وفي الأَساس : قَلَّدْتُه السَّيفَ :
أَلْقَيت حِمالَتَهُ في عُنُقِه فتَقَلَّده ، وفي اللسان : قال ابنُ الأَعرابيّ :
قيل لأَعرابيَ : ما تَقُول في نِساءِ بني فُلاَنٍ ؟ قال : قَلائدُ الخَيْلِ ، أَي
هُنَّ كِرَامٌ ، ولا يُقَلَّد مِن الخَيْل إِلاَّ سايقٌ كَريمِ ، كذا في البصائر ؛
وفي الحَدِيث ( قَلِّدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلِّدوهَا الأَوْتَارَ ) أَي
قَلِّدُوهَا طَلَبَ أَعداءِ الدِّين والدِّفَاعَ عن المُسْلِمين ، ولا
تُقَلِّدُوها طلَبَ أَوْتَارِ الجاهِلِيَّة . وقيل غير ذالك .
( وذُو القِلاَدَةِ : الحارِثُ بنُ ضُبَيْعَةَ ) ، قال شيخُنا هو ابنُ رَبيعةَ ،
وزاد في البصائر : هو ابنُ نِزارٍ ، ( والمُقَلَّدُ ، كمُعَظَّمٍ موضِعُها ) أَي
القِلاَدَة .
( و ) المُقَلَّدَ ( : السابِقُ من الخَيْلِ ) ، كان يُقَلَّدُ شَيْئاً لِيُعْرَف
أَنه قد سَبَقَ . ( و ) المُقَلَّد ( : مَوْضِعُ ) نِجَادِ السَّيْفِ علَى
المَنْكِبَيْنِ .
( ومُقَلَّدُ الذَّهَبِ : مِنْ سَادَاتِ العَرَبِ ) يُعْرَف بذالك ، نَقَلَه
الصاغانيّ .
( وبنو مُقَلَّدٍ : بَطْنٌ ) من العرب نقلَه الصاغانيّ .
( ومُقَلَّدَات الشِّعْرِ ، وقلائِدُه : البَوَاقِي على الدَّهْرِ ) .
( و ) عن أَبي عمرٍ و : هم ( يَتَقَالَدُونَ المَاءَ ) وَيتهاجَرُون
ويَتَفَارَصُون ويَتَرَافَصُون أَي ( يَتَنَاوَبُونَه ) ، وكذالك يَتفارَطون
ويَتَرقَّطُون .
( و ) من المَجاز : ( أَقْلَدَ البَحْرُ عليهمْ ) ، أَي ضُمَّ عليهم و (
أَغْرَقَهُمْ ) كأَنه أُغْلِقَ عَليهم وجَعَلهم في جَوْفه ، وعِبَارة الأَساس :
وأَقْلَدَ البَحْرُ على خَلْق كثير : أُرْتِجَ عليهم وأَطْبَقَ لَمَّا غَرِقُوا
فيه ، قال أُمَيّة بنُ أَبي الصَّلْتِ :
تُسَبِّحُه النِّينَانُ والبَحْرُ زاخِراً
وَمَا ضَمُّ مِنْ شَيْءٍ ومَا هُو مُقْلِدُ
____________________
(9/68)
( واقْلَوَّدَه النُّعَاسُ ) اقْلِيدَداً ( : غَشِيَهُ ) وغَلَبَه ، قال الراجز :
والقَوْمُ صَرْعَى مِنْ كَرًى مُقْلَوِّدِ
( والاقْتِلاَدُ : الغَرْفُ ) ، نقله الصاغانيّ .
( وقَلَّدْتُها قِلاَدَةَ ) ، بالكسر ، وقِلاداً ، بحذف الهاءِ ( : جَعَلْتُهَا في
عُنُقِهها ) فتَقَلَّدَت ، ( ومنه ) التّقْلِيد في الدِّين ، و ( تَقْلِيدُ
الوُلاةِ الأَعمالَ ) وهو مَجاز ، ( و ) منه أَيضاً ( تَقْلِيدُ البَدَنَةِ ) :
أَن يَجْعَلَ في عُنقِها ( شَيْئاً يُعْلَمُ به أَنَّهَا هَدْيٌ ) ، قال الفرزدق :
حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى
وأَعْنَاقِ الهَدِيِّ مُقَلَّدَاتِ
وفي التهذيب : وتَقليدُ البَدَنَةِ أَن يُجْعَل في عُنُقِها عُرْوَةُ مَزَادَةٍ
أَو خَلَقُ نَعْلٍ فيُعْلَم أَنها هَدْيٌ ، قال الله تعالى : { وَلاَ الْهَدْىَ
وَلاَ الْقَلَائِدَ } ( سورة المائدة ، الآية : 2 ) قال الزَّجَّاجُ : كانُوا
يُقَلِّدونَ الإِبلَ بِلِحَاءٍ شَجَرِ الحَرَمِ ، ويَعْتَصِمُون بذالك من أَعدائهم
، وكان المُشْرِكُون يَفعَلُون ذالك ، فأُمِرَ المُسْلِمُونَ بأَن لا يُحِلُّوا
هاذه الأَشياءَ التي يَتَقَرَّب بها المُشْرِكون إِلى الله تعالى ، ثم نُسِخَ ذالك
.
( ) ومما يستدرك عليه :
رجُلٌ ، مِقْلَدٌ ، كمِنْبرٍ ، أَي مَجْمَع ، عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
جَانِء جَرَادٍ فِي وِعَاءٍ مِقْلَدَا
وقَلَّدَ فُلاناً عَملاً تَقليداً فتَقَلَّدَه ، وهو مَجازٌ ، قال ابنُ سيدَه :
وأَمّا قولُ الشاعر :
لَيْلَى قَضيبٌ تَحْتَه كَثِيبُ
وفِي القِلاَدِ رَشَأٌ رَبِيبُ
فإِمَّا أَن يكون جَعَل قِلاداً من الجَمْع الذي لا يُفَارِق واحِدَه إِلاَّ
بالهَاءِ ، كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ ، وإِما أَن يكون جَمَع فِعَالَة على فِعَال ،
كدِجَاجة ودِجَاج ، فإِذا كان ذالك فالكَسْرَة التي في الجمع غيرُ الكَسْرة التي
في الواحد ، والأَلف غير الأَلف . وقد قَلَّدَها وتَقَلَّدها .
وقَلَّده الأَمْ أَلْزَمه إِيَّاه ، وهو مَجَازٌ .
____________________
(9/69)
وتَقَلَّد الأَمْرَ : احْتَمَلَه ، وكذلك تقلَّد السَّيْفَ ، وقوله :
يَالَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا
مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحَا
أَي وحامِلاً رُمْحاً .
والقِلَّوْدُ : البئرُ الكثيرةُ الماءِ .
والقِلْد : سَقْيُ السَّماءِ ، وقد قَلَدَتْنا وسَقَتْنَا السَّمَاءُ قَلْداً في
كُلِّ أُسبوع ، أَي مَطَرَتْنَا لِوَقْتغ ، وفي حَديث عُمَر ( أَنّه اسْتَسْقَى ،
قال : فَقَلَدَتْنَا السَّمَاءُ قَلْداً كلّ خَمْسَ عَشَرةَ ليلةً ) أَي
مَطَرَتْنَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ، مأْخوذٌ مِنْ قِلْدِ الحُمَّى ، وهو يَوْمُ
نَوْبَتِها .
ويقال : صَرَّحَتْ بِقِلِنْدَانٍ ، أَي بِجِدَ ، عن اللِّحيانيّ .
قال : وقُلُودِيَّةُ : من بلادِ الجَزيرة .
وفي التهذيب : قال ابنُ الأَعرابيّ : هي الخُنْعُبَةُ ، والنُّونَةُ ، والثُّومَةُ
، والهَزْمَةُ ، والوَهْدَةُ ، والقَلْدَةُ ، والهَرْثَمَةُ . والحِثْرِمَةُ ،
والعَرْتَمَةُ . قال الليث : الخُنْعُبَةُ : مَشَقُّ ما بَيْنَ الشَارِبَيْنِ
بِحيالِ الوَتَرَةِ .
وفي الأَساس : من المَجاز : قُلِّدَ فُلانٌ قِلادَةَ سَوْءٍ : هُجِي بما بَقِي
عليه وَسْمُه . وَقَلَّدَهُ نعْمَةً ، وتَقَلَّدَها طَوْقَ الحَمَامةِ . ولي في
أَعناقهم قلائِدُ : نِعَمٌ رَاهِنَة . ونِعْمَتُك قِلادَةٌ في عُنُقي لا
يَفُكُّهَا المَلَوَانِ .
قلعد : ( اقْلَعَدَّ ) الرجُلُ . أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ دُريد : إِذا (
مَضَى عَلَى وَجْهِه في البِلادِ ) .
( و ) اقْلَعَدَّ ( الشَّعرُ : اشتَدَّتْ جُعُودَتُه ) كاقْلَعَطَّ ، وسيأْتي ،
وفي الأَفعال : اقْلَعَطَّ الشَّعرُ واقْلَعَدَّ ، إِذا كان جَعْداً .
قلقشند : ( قَلْقَشَنْدَةُ ) أَهمله الجماعة ،
____________________
(9/70)
وهو
بفتح فسكون ، وقد تُبْدل اللامُ راءف ، وهو الشمهور ( : ة بِمِصْرَ ) من أَعمال
قَلْيُوبَ ، وفيها وُلِدَ الإِمامُ الليثُ بن سَعْدٍ رضي الله عنه ، وخَرج منها
أَكَابِرُ العلماءِ والمُحَدِّثين ، منهم العَشَرَةُ من أَصحابِ الحافظِ ابنِ
حَجَرٍ ، وهاذه القريةُ قد ورَدْتُ عليها مَرّاتٍ ، يتولاَّها أُمراءُ الحَاجِّ .
قمحد : ( القَمَحْدُوَةُ : الهَنَةُ الناشِزَةُ فوْقَ القَفَا ) ، وهي بين
الذُّؤَابَةِ والقَفَا مُنْحَدِرَةٌ عن الهَامَة ، إِذا استلقَى الرجُلُ أَصَابَت
الأَرضَ مِن رأْسه . ( و ) القَمَحْدُوَةُ أَيضاً ( : أَعْلَى القَذَالِ خَلْفَ
الأُذُنَيْنِ ) وقال أَبو زيد : القَمَحْدُوَ ما أَشْرَفَ عَلَى القَفَا مِن
عَظْمِ الرأْسِ ، والهَامَةُ فَوْقَهَا ، والقَذَالُ دُونَهَا مِمَّا يَلِي
المَقَذَّ . ( و ) في التهذيب : القَمَحْدُوَةُ ( : مُؤَخَّرُ القَذَالِ ) وهي
صَفْحَةُ ما بَيْن الذُّؤَابَةِ وفَاسِ القَفَا . ( ج قَمَاحِدُ ) ، القال الشاعر
:
فَإِنْ يُقْبِلُوا نَطْعَنْ ثُغُورَ نُحُورِهِمْ
وإِنْ يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعَالِي القَمَاحِدِ
ويُجْمَع أَيضاً على قَمَاحِيدَ وقَمَحْدُوَات ( وفي ذِكْرِ الجَوْهَرِيِّ
إِيَّاهَا في قَحَدَ ) بناءً على أَنَّ الميم زائدة ( نَظَرٌ ) ، أَي والصوابُ
ذِكْرُها هنا ، فإِن الميم أَصْلِيَّة ، وذهبَ أَبو حَيَّان إِلى زيادَتها ،
فليتأَمَّلْ .
( ) ومما يستدرك عليه :
القِمَحْدَة ، كسِبَحْلَةٍ ، لُغة في القَمَحْدُوَةِ ، عن الصاغانيّ .
قمد : ( القَمْدُ ) والقُمُود : شِبْهُ العُسُوِّ من شدَّةِ ( الإِبَاءِ
والتَّمَنُّع ) ، يقال : قَمَدَ يَقْمَدُ قَمْداً وقُمُوداً ، قاله ابنُ سِيده . (
و ) القَمْدُ ( : الإِقَامَةُ في خَيْر أَو شَرَ ) .
( و ) القَمَدُ ( بالتَّحْرِيكِ ) مصدر قَمِدَ يَقْمَدُ ، وهو ( الطُّولُ )
عامَّةً ، ( أَو ) هو ( ضِخَمُ العُنُقِ في طُولٍ ، والنعْتُ أَقْمَدُ ، وهي
قَمْدَاءُ ، وقُمُدٌّ ) كعُتُلَ ، ( وقُمُدَّةٌ ) ، بزيادة الهاءِ ، (
وقُمُدَّانِيَّةٌ ) .
( و ) يقال ( ذَكَرٌ قُمُدٌّ ، كعُتُلَ : شَدِيدُ الإِنْعَاظِ ) صُلْبٌ . وقيل
القُمُدُّ اسمٌ
____________________
(9/71)
له
. ( ورَجُلٌ قُمُدٌ ، مخَفَّفَةً ، وقُمُدٌّ ) كعُتُلَ ( وقُمَادٌ ، كغُرابٍ ،
وقُمْدُودٌ ) وقُمْدُدٌ ( وقُمَادِيٌّ وقُمخدَّانٌ وقُمُدَّانِيٌّ ) بالضمّ في
الكُلِّ : قَلأِيٌّ ( شَدِيدٌ ) ، كما فسّره الليث ، وقال : ويقال إِنه لَقُمُدٌّ
قُمْدُدٌ ، وامرأَة قُمُدَّةٌ . ( أَو ) صُلْبٌ ( غَلِيظٌ ) ، والأُنثى
قُمُدَّانَةٌ وقُمُدَّانِيَّةٌ .
( وأَقْمَدَ ) الرجلُ ( : طَمَحَ بعُنُقِه . و ) أَقْمَدَ : ( أَنْعَظَ ، و )
أَقْمَدَ ( : أَسالَ ) . كل ذالك عن الصّاغانيّ .
( واقْمَهَدَّ ، ليس من قَمَدَ ، ووَهِمَ الجوهريُّ ) في ذكره هنا ، والصواب ذكره
في قمهد وسيأْتي .
( ) ومما يستدرك عليه :
القُمُدُّ ، كعُتُلَ : الذَّكَر ، وقيل : الغليظُ الصُّلْبُ من الأُيور ، وقَمَدَ
يَقْمُدُ ( قَمْداً و ) قُمُوداً : جامع في كلِّ شيْءٍ .
وقُمْدُ الأَقْمَاد : غُلْبُ الرِّقَابِ ، وقد جاءَ في قولِ رُؤْبَةَ .
وقَمَدَ الشيءُ قُمُوداً : صَلُبَ ، كما في الأَفعال لابن القطاع .
والقاضي مُحمّد بن محفوظ القَمُودِيّ إِلى قَمُودَةَ ، قال اليَعقوبيّ : قَرية
بالقَيْرَوَانِ على مسافةِ يومين ؛ مات بإفريقية سنة 307 .
قمعد : ( الْمُقْمَعِدُّ ، كمُشْمَعِلَ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الأَزهريّ :
هو ( الذي تُكَلِّمه بِجَهْلِكع ولا يَلِينُ لك ولا يَنقادُ ) وقد كلَّمْتُه
فاقْمَعَدَّ اقْمِعْدَاداً . ( و ) المُقْمَعِدُّ أَيضاً ( : من عَظُمَ أَعلَى
بَطْنِه واسْتَرْخَى أَسْفَلُه ) . وعبارة ابنِ القطّاع في الأَفعال : اقْمَعَطَّ
الرجلُ واقْمَعَدَّ : عَظُمَ أَسفَلُ بَطْنِه وخَمُصَ أَعلاَه ، وأَيضاً : عَسُرَ
، فليتأَمَّل .
قمهد : ( القَمْهَدُ ) ، كجَعْفَر ، بتقديم الميم على الهاءِ ( : اللَّئيمُ
الأَصْلِ القبيحُ
____________________
(9/72)
الوَجْهِ
) من ارجال ، قاله الأُمويّ ، ( وبالضَّمِّ : المُقِيمُ ) في مكان واحد ( الذي لا
يَبْرَحُ ) ، نقله الصاغانيُّ .
( واقْمَهَدَّ ) الرجلُ اقْمِهْدَاداً ( : رَفَعَ رَأْسَه ) ، وكذالك البعيرُ . (
و ) اقْمَهَدَّ ( بالمكانِ : أَقامَ ) فلم يَبْرَحْ ، أَنشد أَبو عمرو :
فإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدَّ مَكَانِيَا
( وهو ) أَ الاقْمِهْدَادُ المفهوم من اقْمَهَدّ ( : شِبْهُ ارْتِعَادٍ في
الفَرْخِ إِذَا زُقَّ ) ، أَي زَقَّه أَبواهُ ، فتراه يَكْوَهِدّ إِليهما
ويَقْمَهدُّ نحوَهما .
( ) ومما يستدرك عليه :
اقْمَهَدَّ الرجلُ ، إِذا مات ، وبه فُسِّر قولُ الشاعر :
فَإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدَّ مَكانِيَا
أَورده ابنُ القطّاع في الأَفعال ، وابن منظور في اللسان .
واقْمَهَدَّ : أَسرَعَ . قال الصاغانيّ ؛ وإِطباقُ الخليلِ والأَزهريِّ وابنِ
دُريدٍ عَلى إِيراد اقمهدّ في الرباعيّ يَرُدُّ ما قاله الجوهريّ من زيادة الهاءِ
فهي .
قند : ( القَنْدُ والقَنْدَةُ ) ، بالفتح فيهما ، ( والقِنْديدُ ) ، بالكسر ،
وإِما أَطلقَه اعتماداً على الشُّهرة : عُصَارَةُ ، وقيل ( : عَسَلُ قَصَبِ
السُّكَّرِ إِذا جَمَدَ ) جُمُوداً ، أَو جُمِّد تَجميداً ، ومنه يُتَّخَذُ
الفَانِيذُ ، وهو ( مُعَرَّب ) كَنْد ، ( و ) يقال ( : سَوِيقٌ مُقَنَّدٌ ) ،
كمُعَظّم ، ( ومَقْنُودٌ ومُقَنْدًى ) ، إِذا كان مَعْمُولاً بالقِنْدِيد . قال
ابنُ مُقْبِل :
أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَناتٍ ونِسْوَةٍ
بِكِرْمَانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا
( والقِنْدِيدُ ) ، بالكسر ( : الوَرْسُ ) الجَيِّدُ . ( و ) القِنْدِيد ( :
الخَمْرُ ) ، قال الأَصمعيُّ : هو مثل الإِسْفِنْطِ ، وأَنشد :
كأَنَّهَا في سَيَاعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ
( و ) هو ( عَصِيرُ ) عِنَب يُطْبَخ و ( يُجْعَلُ فِيه أَفواهٌ ) مِن الطِّيبِ (
ثم يُفْتَقُ ) . نقلَه الأَزهريّ في الرُّباعيّ عن ابن جِنّي ، ويقال : إِنه ليس
بخمْر
____________________
(9/73)
وقال
أَبو عَمرو : هي القِنْدِيدُ ، والطَّابَةُ ، والطَّلَّةُ ، والكَسِيس ، والفَقْدُ
، وأُمُّ زَنْبَق ، وأُمُّ لَيلى ، والزَّرْقَاءُ ، للخمر ، وعن ابنِ الأَعرابيّ :
القَناديد : الخُمورُ . ( و ) القِنْدِيد أَيضاً ( : العَنْبَرُ ) ، عن كُرَاع ، (
و ) زاد غيره ( : الكَافُورُ ، والمِسْكُ ) ، وبقول كُراع فُسِّر قولُ الأَعشى :
بِبَابِلَ لَمْ تُعْصَرْ فَسالَتْ سُلاَفَةٌ
تُخَالِطُ قِنْدِيداً ومِسْكاً مُخَتَّمَا
( و ) القِنْدِيد ( : طِيبٌ يُعْمَلُ بالزَّعْفَرَانِ ) أَو الوَرْسِ ( و )
القِنْدِيد ( : حالُ الرَّجُلِ حَسَنَةً ) كانت ( أَو قَبِيحَةً ) . جَمْعه
القَنَادِيدُ ، عن ابن الأَعرابيّ ، ( كالقِنْدِدِ ) ، كزِبْرِجٍ .
( والقِنْدَأْوُ ) ، مَرَّ ذِكْره ( في الهَمْزِ ) ، قال الفرَّاءُ : هي من
النُّوق : الجَرِيئةُ ، يُهمَز ولا يُهمز ، وقد تقدَّم الاختلاف فيه .
( وسَمَرْقَنْدُ ) ، بفتح السين والميم وسكون الراءِ ، هاذا هو الصواب ، وسمِعْنَا
بعضَ مشايخِنا المغاربة يَنطق بسكون الميم ، ويستند إِلى الشُّهرة عندهم بذالك ،
قال الصاغانيُّ : وقد أُولِع أَهل بغدادَ بإِسكان الميم وفتح الراءه ، وسيأْتي
البحث عنه ( في ) باب ( الراءِ ) وفصل الشين المعجمة ، لأَن الكلمة مُرَكّبة من
شمر وكند ، أَي حفرها شَمِرُ ، اسمٌ لملك غَسَّان ، وحيث إِنها أَعجميّة كان ينبغي
أَن يُنَبّه عليها في السين المهملة مع الدال المهملة ، كما هو عادَته في ذِكْر
البلاد الأَعجميّة ، تقريباً على المبتدِي وتسهيلاً ، فإِني أَسمَع غالِبَ من لا مَعْرفَة
له بضَوابطِ هاذا الكتاب يقول إِن المصنِّف لم يَذكرْ سمرقند في كتابه ، والله
أَعلم .
( وقَنَادٌ ، كسحابٍ : ع شَرْقِيَّ وَاسِط ) العِرَاق .
( ومُحَمّد بنُ سَعيدِ بن قَنْدٍ ، مُحَدِّثٌ ) بُخارِيٌّ ، روَى عن ابن
السُّكَيْن زكرِيّا بن يحيعى الطائيّ ، ووالدُ قَنْدٍ اسمُه بَابِي .
( وقَنْدَةُ الرِّقَاعِ : تَمْرٌ ) ، وهو ضَرْبٌ منه ، عن أَبي حنيفةَ .
____________________
(9/74)
( وأَبُو القُنْدَيْنِ بالضمِّ ) كُنية ( الأَصْمَعِيّ ) عبد المَلِك بن قُرَيْب
الإِمام المشهور ، قالوا : ( كُنِيَ به لِعِظَم قُنْدَيْهِ ، أَي خُصْيَيْهِ ) قال
ابن سِيده : لم يُحْكَ لنا فيه أَكثر من ذلك ، والقَضِيَّةُ تُؤذن أَنّ القُنْدَ :
الخُصْيَةُ الكَبِيرَةُ .
( و ) يقال : ( جاءَ بالأَمْرِ على قَنَادِيدِه ، أَي ) على ( وَجْهِهِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم بَيْنَ فَكَّيْه حُسامٌ مُهَنَّد ، يَقْطُر منه كَلاَمٌ مُقَنَّد ، ورجُلٌ
مَقْنُودُ الكَلامِ ، وهو مَجاز .
لغاية ص 75
تابع كتاب والقَنْد في تاريخ سَمَرْقَند ، تأْليف الإِمام أَبي حفص عمر بن أَحمد
المتوفى سنة 537 .
وأَبو حَمَّاد طلْحة بن عَمْرو القَنَّاد ، ككَتَّان ، كُوفِيٌّ عن الشَّعْبِيّ
وعِكْرِمةَ وابن جُبَيْرِ .
وحَبِيبٌ القَنَّادُ ، بَصرِيُّ ، عنه أَيُّوب السَّخْتِيَانِيّ .
وأَبو القاسم عبدُ الملك بن محمّد بن عبد الله القَنْدِيّ الواعِظ ، إِلى بَيْعِه
، صَدُوقٌ ثَبتٌ .
وأَقْنَدْتُ السَّوِيقَ : أَلقيْت فيه القَنْدَ ، كذا في الأَفعال لابن القطاع .
وقَنَادٌ كسَحابٍ : موضعٌ شَرْقِيَّ واسِطَ قُرْبَ الحَوْزِ .
قنفد : ( القُنْفُدُ ) ، أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ ، وقال كراع : هي لغة في (
القُنْفُذ ) ، بالذال المعجمة ، ولذا أَطلقَه ولم يَضْبِطه ، حكى ذالك عن قُطْرُب
.
( ) وبقي عليه :
القُنْفُدَة : ناحيةٌ من بَحْرِ عَدَنَ بين جَبلينِ ، وقريةٌ بِسواحِلِ مَكَّةَ ،
وماءٌ من مِياه بني نُمَيْرٍ . كذا في المَرَاصِد .
وقُنْفُدُ بنُ عُمَيْرِ بنِ جُدْعَان ، له صُحَبَةٌ ، وَلاَّه عُمَرُ مَكَّةَ ثم
عَزَله ، وروَى عنه سَعِيدُ بن أَبي هِنْد ، وهو تَيْمِيٌّ ، كذا في المعجم .
____________________
(9/75)
قود
: ( *!القَوْدُ : نَقِيضُ السَّوْقِ ) ، *!يَقود الدَّابّة مِن أَمامها ، ويَسوقها
من خَلْفِها ، ( فهو ) أَي القَوْدُ ( مِن أَمَامٍ ، وذاك ) أَي السَّوْقُ ( مِنْ
خَلْفٍ ، *!كالقِيَادَةِ ) ، بالكسر ، ( *!والمَقَادَةِ ) ، بالفتح ، (
*!والقَيْدُودَةِ ) . وقد مَرَّ الكلامُ فيه في حاد ، وقدّ ، وسيأْتي في طار ،
وكان ، إِن شاءَ الله تعالى ، ( *!والتَّقْوَادِ ) بالفتح ، قال حَسّانُ ابن ثابت
:
والله لَولاَ مَا أَصابَ نُسُورَهَا
بِجُنُوبِ سَايَةَ أَمحسِ *!بالتَّقْوَادِ
سَايَةُ : وادٍ قُرْبَ قُدَيدٍ . ( *!والاقْتِيَادِ *!والتَّقْوِيدِ ) . *!قُدْتُ
الفَرَس وغيرَه *!أَقُودُه *!قَوْداً ، *!وقادَ البعيرَ *!واقْتَادَه : جَرَّه
خَلْفَه . وفي حديث الصلاة : ( *!اقْتَادُوا رَوَاحِلَهُم ) *!والاقتيادُ
*!والقَوْدُ واحدٌ ، *!واقْتَادَه *!وقَادَه بمعنًى ، *!وقَوَّده ، شُدِّدَ
للكثرةِ . ففي الأَساس : *!قَوَّدَ فَرَسَه : أَكْثَرَ *!قِيَادَه ، وإِذَا
نَزَلْتَ عَن فَرسِك *!فَقَوِّدْهُ .
( و ) القَوْدُ ( : الخَيْلُ ) أَو جَماعةٌ من الخيْلِ ، يقال : مَرَّ بنا
*!قَوْدٌ مِن خَيْلٍ ، ( أَو التي *!تُقَادُ *!بِمَقَاوِدِهَا ولا تُرْكَب ) ،
وتكونُ مُودَعَةً مُعَدَّةً لوقْتِ الحَاجَة إِليها ، يقال : هاذه ( الخيلُ )
*!قَوْدُ فُلانٍ *!القائدِ . ( والدَّابَّةُ *!مَقُودَةٌ *!ومَقْوُودَةٌ )
بالإِعلال وبغيره ، والأَخيرة نادِرة ، وهي تَميميّة . ( *!واقْتَادَها
*!فاقْتَادَتْ ) *!واستقَادَتْ ، الأَخيرةُ من الأَساس . ( ورَجُلٌ *!قائِدٌ مِن
*!قُوَّد *!وقُوَّادٍ *!وقَادَة ) وفي اللسان : جمع قائدِ الخيلِ *!قَادَةٌ
*!وقُوَّادٌ ، وهو قائدٌ بَيِّنُ *!القِيَادَةِ ، وهو من *!قُوَّادِ الخَيْلِ ،
واستعمَل أَبو حنيفَة *!القِيَادَ في اليَعَاسِيبِ فقال في صِفاتِهَا : وهي مُلُوك
النَّحْل *!وقَادَتُها . وفي حديث عَلِيَ ( قُرَيْشٌ *!قَادَةٌ ذَادَةٌ ) أَي
*!يَقُودون الجُيُوشَ ، ورُوِيَ أَن قُصَيًّا قَسَمَ مَكَارِمَه ، فَأَعْطَى
*!قَوْدَ الجُيُوشِ عَبْدَ مَنَافٍ ، ثم وَلِيهَا عَبْدُ شَمْسٍ ثم أُمَيَّةُ ثم
حَرْبٌ ثم أَبو سُفْيانَ .
( *!وأَقَادَه خَيْلاً : أَعطاهُ *!لِيَقُودَهَا ) ، وكذا *!أَقادَه مالاً .
____________________
(9/76)
( و ) *!أَقادَ ( القاتِلَ بالقَتِيلِ : قَتَلَهَ به ) يُقِيده إِقادَةً .
( و ) من المَجاز : أَقادَ ( الغَيْثُ ) ، إِذا ( اتَّسَعَ ) ، فهو *!مُقَيدٌ ،
وقد *!قَادَتْه الرّيحُ ، قال تَمِيمُ نُ مُقْبِلٍ يصف الغَيْثَ :
سَقَاهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا بَخِيلَةً
أَغَرُّ سِمَاكِيٌّ أَقَادَ وأَمْطَرَا
قيل في تفسِيرِ أَقادَ : اتَّسَعَ ، وقيل : أَقادَ : صارَ له قائدٌ مِن السحابِ
بيْن يَديْهِ ، كما قال ابنُ مُقْبِلٍ أَيضاً :
لَهُ قَائدٌ دُهْمُ الرَّبَابِ وخَلْفَه
رَوَايَا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرَا
( و ) من المَجاز أَقادَ ( فُلانٌ ) إِذا ( تَقَدَّمَ ) ، وهو ممّا ذُكِر ، كأَنّه
أَعْطَى *!مَقَادَتَه الأَرْضَ فأَخَذَتْ منها حَاجَتَها .
( *!والمِقْوَدُ ، بالكسر : ما *!يُقَادُ به ، *!كالقِيادِ ) ، بالكسر أَيْضاً ،
وفي الصّحاح : *!المِقْوَدُ : الحَبْلُ يُشَدُّ في الزِّمام أَو اللِّجَامِ
*!تُقَادُ به الدَّابَّةُ . *!والمِقْوَدُ : خَيْطٌ أَو سَيْرٌ يُجْعَل في عُنُق
الكَلْبِ أَو الدَّابَّة يُقَادُ بِه .
( وأَعْطَاهُ *!مَقَادَتَه انْقَادَ له ) . *!والانْقِيَاد : الخُضوعُ ، تقول :
*!قُدْتُه *!فانْقَادَ ، *!واسْتَقَادَ لي ، إِذا أَعطاكَ *!مَقَادَتَه .
( وفَرَسٌ ( وبَعِيرٌ ) *!قَؤُودٌ ، ) كصَبُور ، ( *!وقَيِّدٌ *!وقَيْدٌ ،
كمَيِّتٍ ومَيْت ، و ) كذالك فرسٌ ( *!أَقْوَدُ ) ، أَي سَلِسٌ ( ذَلُولٌ
*!مُنْقَادٌ ) والاسمُ من ذالك كلِّه *!القِيَادَةُ ، ويقال : اجْعَلْ في أَوِّل
قِطَارِك بَعيراً قَيِّداً . وقال الكسائيُّ : فرسٌ *!قُوُودٌ ، بلا هَمزٍ : الذي
*!يَنْقَادُ ، والبعيرُ مثلُه . ( وجعَلَتْهُ مَقَادَ المُهْر ، أَي عن ) ، وفي
بعض الأُمّهات : على ( اليَمِينِ ) ، لأَن المُهْرَا أَكثرُ ما *!يُقَادُ عَلَى
اليمين ، قال ذو الرُّمَّة :
وقَدْ جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عَنْ يَمينٍ
*!مَقَادَ المُهْرِ وَاعْتَسَفُوا الرِّمَالاَ
( *!والقَائدُ مِن الجَبَلِ : أَنْفُه ، وكُلُّ مُسْتَطهيل مِنْ أَرضٍ أَو جَبَلٍ
على وَجْه الأَرْضِ ) *!قائِدٌ ، وهو مَجاز . وفي التهذيب : *!والقِيادَةُ مصدرُ
*!القائِدِ ، وكُلُّ شيْءٍ مِن حَبل أَو مُسَنَّاةٍ كان
____________________
(9/77)
مُستطيلاً
على وَجْهِ الأَرض فهو قائدٌ .
( و ) القائد ( : أَعْظَمُ فُلْجَانِ الحَرْثِ ) قال ابن سِيده : وإِنما حملناه
على الواو لأَنها أَكثرُ من الياءِ فيه . ( و ) القائد ( : الأَوَّلُ مِن بَنَاتِ
نَعْشٍ الصُّغْرَى ) وهي من الكواكب الشَّامِيّة ، وهي أَقربُ مَشاهيرِ الكَوَاكبِ
من القُطْبِ الشَّمَاليِّ ، وعَدَدُ كَواكِبها سَبْعَةٌ ، على شِبْه بَنَاتِ نَعْش
الكُبْرى ، إِلا أَنها أَصغَرُ قَدْراً وأَلْطَفُ نُجوماً ، فمن الأَربعَة
الفَرْقَدان ، وهما المُتَقَدِّمانِ المُضيئانِ ، بينهما قَدْرُ ذِرَاعٍ ،
والآخرَانِ اللَّذَانِ وَرَاءَهما خَفِيَّانِ . ومن البَنَاتِ الجَدْيُ ، وهو
المُضيءُ الذي في آخرِهَا ، والاثنانِ الآخرانِ خَفِيَّانِ ، وإِنَّمَا يُعْرَف
الجَدْيُ بالفَرْقَدَيْنِ ، هذا هو المعروفُ عند أَئمّةِ الفَلَكِ ، والذي ذهبَ
إِليه المُصَنّف أَنَّ الأَوَّل من البناء ( الذي هُوَ آخِرُهَا قائِدٌ ،
والثَّاني عَنَاقٌ ) ، فإِنما هو في بناتِ نَعْش الكُبْرَى ، وهي في جانبٍ من
الصُّغْرَى ، وعدَدُ نُجومها سَبْعَةٌ مُضيئةٌ ، أَربعةٌ منها النعْشُ ، وثلاثَةٌ
البَناتُ . وهي التي ذكرت آنِفاً ، ثم قال ، ( وإِلى جَانِبِه قائدٌ صَغيرٌ ،
وثانِيه عَنَاقٌ ) ، بالفتح ، ( وإِلى جَانِبه الصَّيْدَقُ ) وهو كوكبٌ خَفِيٌّ في
وَسط البناتِ ( وهو السُّهَى ) ويقال له نَعْشٌ أَيضاً ( والثالثُ الحَوَرُ ) وهو
يلي النَّعْشَ ، ويقال : القوائد من الشاميّة عن يسار النَّسْرِ الواقعِ فيما بينه
وبين بَناتِ نَعْشٍ ، وهنّ أَربعةُ كواكِبَ على تَربِيعٍ مُختَلِف ، وفيخا
تَفَاوُتٌ ، وفي الوَسَط نجم خَفِيٌّ شبيه باللَّطْخَةِ ويُسَمَّى الرُّبَعَ ،
شُبِّهْنَ بأَيْنُقغ مع رُبْعٍ . ( *!والقَيَادِيدُ : الطِّوَالُ من الأُتُنِ
وغيرِها ، الواحِدَةُ قَيْدُودٌ ) ، وفَرسٌ *!قَيْدُودٌ : طويلةُ العُنقِ في
انْحِنَاءٍ ، قال ابنُ سِيدَه : ولا يُوصَف به المُذَكَّر ، وأَنشد لذي الرُّمَّة
:
رَاحَتْ يُقْحِّمُهَا ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ
لَه الفَرَائِشُ والقُبُّ *!القَيَادِيدُ
وهي الأُتُن ، قال شيخنا : وفي أَبنِية
____________________
(9/78)
ابنِ
القطَّاع : فَرَسٌ *!قَيْدُودٌ : سَهْلُ القِيَادِ ، أَصلها قَيْوَدُودٌ على
فَيْعَلُول ، لأَنه من قَادَ يقود ، وهاذا مَذهب البصريينَ ، وأَما الكوفيّون
فوزْنه عندهم فَعْلُول والياءُ مُبْدَلةٌ من الواو . قلت : وقد تقدّم شيْءٌ من
هاذا في قدّ ، وسيأْتي في طار إِن شاءَ الله تعالى .
( *!والقِيدُ ، بالكسر ، *!والقَادُ : القَدْرُ ) تقول هو مِني *!قِيدَ رُمْحٍ
*!وقَادَ رُمْحٍ أَي قَدْرَه ، وفي حديث الصلاةِ ( حينَ مَالتِ الشمْسُ قِيدَ
الشِّرَاكِ ) وأَراد به الوقْتَ الذي لا يَجوز لأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمه في
صَلاَةِ الظُّهْرِ ، يَعنِي فوق ظِلِّ الزَّوالِ ، فَقَدَّرَه بالشِّرَاكِ
لدِقَّتِه ، وهو أَقلُّ ما تَبِينُ به زِيادَةُ الظِّلِّ حتّى يُعْرَف مِنه مَيْلُ
الشمْسِ عن وَسَط السماءِ ، وفي الحديث رِواية أُخرى ( حتَّى تَرْتَفِع الشمسُ
قِيدَ رُمْح ) وفي حديث آخرٍ ( لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم مِن الجَنَّةِ أَوْ قِيدُ
سَوْطِه خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا ومَا فِيها ) . ( *!والأَقْوَدُ : ) الطَّوِيلُ
العنق والظَّهرِ من الإِبل والدَّوَابِّ ، وفَرَسٌ *!أَقْوَدُ بَيِّنُ القَوَدِ ،
ونَاقَةٌ *!قَوْدَاءُ وفي قَصِيدِ كَعْبٍ :
وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ
ومنه ، رَمْلٌ *!مُنْقَادٌ ، أَي مُستَطِيلٌ . وخَيْلٌ قُبٌّ *!قُودٌ ، وقَد
*!ْقَوِدَ *!قَوَداً . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الأَقْوعدُ من الخيْلِ : الطويلُ
العُنقِ العَظِيمُه . *!والأَقْوَدُ مِن الرِّجال : ( الشَّدِيدُ العُنُقِ ) ،
سُمِّي بذالك لِقِلَّةِ الْتِفَاتِه . ( و ) من ذالك سُمِّيَ ( البَخيلُ علَى
الزَّادِ ) أَقْوعد ، لأَنه لا يَلْتَفِتُ عند الأَكْل لئلاَّ يَرَى إِنْساناً
فيَحْتاجَ أَن يَدْعُوَه . ورجُلٌ أَقْوَدُ : لا يَلْتَفِت . ( و ) الأَقوَدُ ( :
الجَبَلُ الطويلُ ) في السَّماءِ ( *!كالمُقَوَّدِ ، كمُعَظَّمٍ ) ، وضَبطه
الصاغانيُّ كمُكْرَمٍ ، وهو الصواب . ( و ) في التهديب : والأَقْوَدُ من الناس ( :
مَنْ ) إِذا ( أَقْبَلَ على شَيْءٍ ) بِوَجْهِه ( لَمْ يَكَدْ يَنْصَرِفُ عنه ) ،
وأَنشد :
إِنَّ الكَرِيمَ مَنْ تَلَفُّتَ حَوْلَهُ
وإِنَّ اللَّئِيمَ دَائمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ
( *!والقَّوَدُ ، مُحرَّكَةً : ) قَتْلُ النَّفْس
____________________
(9/79)
بالنَّفْسِ
، شاذٌّ كالحَوَكَةِ والخَوَنَةِ ، وقد *!اسْتَقْدْتُه فأَداني ، وفي الصحاح ، هو
( القِصَاصُ ) ، وفي الحديث : مَنْ قَتَلَ عَمْداً فهو *!قَوَدٌ ) .
( و ) *!القَوَدُ ( : طُولُ الظَّهْرِ والعُنُقِ ) ، ومنه قالوا : نَاقَةٌ
قَوْدَاءُ وجَمَلٌ *!أَقْوَدُ ، وقَدْ *!قَوِدَ *!قَوَداً ، كحَوِرَ حَوَراً ،
صحَّ في الفِعْل والصِّفَةِ ، قال الخليلُ : ناقَةٌ *!قَوْدَاءُ : طَويلةُ
الظَّهْرِ والعُنُقِ ، وفي الرَّوضِ : نَاقَةٌ قَوْدَاءُ : طويلةُ العُنُقِ . وقيل
: هي الطويلةُ ، بلا قَيْدٍ ، وهو *!أَقْوْدُ ، وهُنُّ قُودٌ ، وقد تقدَّم قريباً
.
( *!وانْقَادَ ) الرجلُ ( : خَضع وذَلَّ ) ، *!قُدْتُه *!فانْقَاد . وانْقَادَ
الرَّمْلُ : اسْتطالَ ، وانْقَادَ الطَّرِيقُ : سَهُلَ واستَقَامَ .
( و ) من المَجاز *!انْقَادَ ( لِي الطَّرِيقُ إِلَيْه : وَضَحَ ) واسْتَبانَ .
قال ذُو الرُّمَّة في ماءٍ وَرَدَه :
تَنَزَّلَ عَنْ زِيزَاءَة القُفِّ وَارْتَقَى
مِنَ الرَّمْلِ *!فَانْقَادَتْ إِلَيْهِ المَوَارِدُ
قال أَبو منصور : سأَلت الأَصمعيَّ
عن معنَى : *!انْقَادَتْ إِليه الموارد ، قال : تتابعت إِليه الطُّرُقُ .
( *!والقَوْدَاءُ : الثَّنِيَّةُ العَالِية ) الطويلةُ في السَّماءِ . وقُلَّةٌ
*!قَوْدَاءُ : طَوِيلةٌ ، وهو مَجاز .
*!والقَوَّادُ ، كَكَتَّانٍ : الأَنْفُ ، ( حِمْيَرِيَّةٌ ) أَي لغةُ بني حِمْيَرَ
، قال رُؤْبة :
أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ *!قَوَّادْ
ويقال في تفسيره : مُتَقَدِّمٌ .
( والأَحْمَرُ بنُ *!قُوَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ ) ، كأَنه تصغير *!قَوَدٍ ، ( م ) أَي
معروف .
( *!والمَقَادُ ، بالفتح : جَبَلٌ بالصَّمَّانِ ) ، نقلَه الصاغانيّ .
( *!والقائِدَةُ : الأَكَمَةُ تَمتَدُّ على ) وَجْه ( الأَرْضِ ) والجَبَلُ
*!أَقْوَدُ ، وقد تقدّمَ .
( و ) يقال : ( *!قِيدَ الدَّقِيقُ ) إِذا ( طُبِخَ وَتَكَتَّلَ وتَكَبَّبَ ) .
وذِكر المُصنِّف إِيّاه هنا يدُلّ على أَنه واوِيٌّ من القَوَد ، فليُراجع .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : فلانٌ سَلِسُ *!القِيَادِ ، وصَعْبُه ،
____________________
(9/80)
وهو
على المَثَل ، أَي يُتَابِعُك على هَواكَ ، كما في الأَساس ، وفي حديث عليَ رضي
الله عنه : ( فَمَن اللَّهِجُ بالَّلذَّةِ السَّلِسُ القِيَادِ ) .
وفي حديث السقيفة : ( فانْطَلَق أَبو بكْرٍ وعُمَرُ *!يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى
أَتَوْهُم ) . ايي يَذهَبَانِ مُسْرِعَيْنه كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما *!يَقُودُ
الآخَرَ لِسُرْعَته .
*!وقادَت الرِّيحُ السَّحابَ ، على المَثَلِ . قالت أُمُّ خالدٍ الخَثْعَمِيَّةُ :
لَيْتَ سِمَاكِيًّا يَحَارُ رَبَابُه
يُقَادُ إِلَى أَهْل الغَضَي بِزِمَامِ
*!والقَوَّادُ : المُتَقَدِّم ، كما تَقَدَّمَ في تفسير قولِ رُؤْبَةَ .
*!والقَوَّادُ الدَّيُّوثُ . وقَادَ على الفاجِرَةِ *!قِيَادَةً ، كما في الأَساس
.
*!والقائِدَةُ من الإِبل التي تَقْدَّمُ الإِبلَ وتَأْلَفُهَا الأَفْتَاءُ .
*!والقَيِّدَةُ من الإِبل : التي *!تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها ، وهي
اللدَّرِيئَة ، وأَصْلُهَا قَيُوِدَة . وحكى ابنُ سيده عن ثلعب هي التي يُسْتَتَرُ
بها من الرَّمِيَّة ثم تُرْمَى .
ومَرَّ وفُلانٌ *!يُقَاوِدُه : يُساوِقُه .
*!واستَقادَ الرَّجُلُ : ذَلَّ وخَضَعَ .
وظَهْرٌ مِن الأَرْضِ *!يَقودُ *!ويَنْقَادُ *!ويَتقاوَدُ كذا وكذَا مِيلاً .
*!واسْتَقَدْت الإِمامَ مِن القاتِل فأَقادَني ، أَي سَأَلْته أَن *!يُقِيدَ
القَاتِلَ بالقَتيلِ .
وقال الليث : وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخَرَ أَمْراً فانْتَقَمَ منه بِمِثْلها قيل
: *!استَقَادَها منه .
وهاذا مَكانٌ يَقُودُ مِن الأَرْضِ كذا وكذا ، *!ويَقْتَادُه ، أَي يُحاذِيه .
ومن المَجاز : *!اقْتَادَ النَّبْتُ الثَّوْرَ : وَجَدَ رِيحَه فهَجمَ عليه .
وأَصْبَحْتُ *!يُقَادُ بِيَ البَعيرُ : شِخْتُ وهَرِمْتُ .
*!وتَقَاوَدَ المَكَانُ : اسْتَوَى ، كما في الأَساس .
____________________
(9/81)
قهد
: ( القَهْدُ : النَّقِيُّ اللَّوْنِ ، و ) القَهْدُ ( : الأَبْيَضُ ) ، وخَصَّ
بعضُهم ( به ) البِيضَ مِن أَودِ الظِّبَاءِ والبَقَرِ ، كالقَهْبِ ، وقوله (
الأَكْدَرُ ) ، في الصحاح : القَهْدُ مِثْلُ القَهْبِ ، وهو الأَبْيَضُ الكَدِرُ .
وقال أَبو عُبيد : أَبْيَضُ ، وقَهْبٌ ، وقَهْدٌ ، بمعنًى واحدٍ ، وقال لَبِيدٌ :
لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ
غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها
وَصَفَ بَقَرةً وَحْشِيَّةً أَكَلَ السِّبَاعُ وَلَدَهَا ، فجعَلَه قَهْداً
لِبَيَاضِهِ . ( و ) قيل : القَهْدُ ( : ضَرْبٌ من الضَّأْن تَعْلُوه حُمْرَةٌ
وتَصْغُرُ آذانُه ، أَو ) القَهْدُ من الضأْنِ ( : الأُحَيْمِرُ الأُكَيْلِبُ ) .
هاكذا في سائر النُّسخ بالباءِ الموحْدة ، وصوابه الأُكَيْلِفُ ( الوَجْهِ )
بالفَاءه ، كما في اللسان وغيرِه ، وزاد فيه : وهو من شاءِ الحِجازِ سُكُّ
الأَذْنابِ ، أَنشدَ الأَصمعِيُّ للحُطَيْئَة :
أَتَبْكِي أَنْ يُسَاقَ القَهْدُ فِيكُمْ
فَمَنْ يَبْكهي لِأَهْلِ السَّاجِسِيَ
( ج قِهَادٌ ) ، بالكسر ، ( أَو ) القَهْدُ ( : الذي لا قُرُونَ له ) ، قاله ابنُ
جَبَلَة ، ( و ) القَهْدُ ( : الجُؤْذَرُ ) ، عن أَبي عبيدة ، قال الرّاعِي :
وَسَاقَ النِّعَاجَ الخُنْسَ بَيْنهي وَبَيْنَهَا
بِرَعْنِ أَشَاءٍ كُلُّ ذِي جُدَدٍ قَهْدِ
وقيل : القَهْدُ : وَلَدُ الضأْنِ إِذا كان كذالك ، ( و ) قيل : القَهْدُ : غَنَمٌ
سُودٌ باليَمَن ، وهي ( الخَذْفُ ) بفتح الخاءِ وسكون الذال المعجمتين وآخره فاءٌ
، هكذِّا في النسخ ، وفي بعضها الخَرْف بالراءِ بدل الذال ، ومثله في اللسان ، وكل
ذالك ليس بِوَجْهٍ ، والصواب الحَذَفُ ، بالمهملة ثم المعجمة مُحرَّكَةً ، كما هو
نصُّ الصاغانيّ . ( و ) يقال : القَهْدُ ( : القَصِيرخ الذَّنَبِ . و ) قيل :
القَهْدُ ( : الصَّغِيرُ اللَّطِيفُ ) الجِسْمِ ( مِنَ البَقَرِ ) ، ويقال لوَلَدِ
البَقَرةِ : قَهْدٌ ، أَيضاً . وجَمْع الكُلِّ قِهَادٌ ، ولا وَجْهَ لِتخصيصِ
المُصنّف ببعضٍ دونَ بَعْضٍ .
____________________
(9/82)
( و ) القَهْدُ ( : النَّرْجِسُ إِذا ) كان جُنْبُذاً ( لمْ يَتَفَتَّحْ ) ، فإِذا
تَفَتَّح فهي التَّفَاتِيحُ والتَّفَاقِيحُ والعُيُونُ .
( و ) قَهَدٌ ، ( بالتَّحْرِيك : ع ) ، عن الصاغانيّ .
( و ) قُهَيْدٌ ، ( كَزُبَيْرٍ : ابنُ مُطَرِّفٍ ) أَو ابنُ أَبي مُطَرِّفٍ (
الغِفَارِيُّ ) ، كان يَسْكن ببادِيَةِ الحِجَاز ( اخْتُلِفَ في صُحْبَتِهِ ) ،
فإِنه رُوِيَ له حَدِيثٌ في مُسنَد أَحمَد ، وله عِلَّةٌ ، فإِنه رُوِيَ عنه
أَيضاً عن أَبي هريرةَ ، فكأَنّه تابعيٌّ ، كذا في معجَم ابنِ فهد .
( و ) في التهذيب : ( قَهَدَ في مِشْيَتِه ، كمَنَعَ ) ، إِذا ( قَارَبَ في
خَطْوِه ولمْ يَنْبَسِطْ في مَشْيِهِ ) ، وهو من مَشْيِ القِصَارِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ابن قَهْدٍ : رَجُلٌ من أَهلِ اليَمَن ، قرأْتُ في المُوطَّإِ في باب العَزْلِ ،
عن الحَجَّاجِ بن عمرِو بن غُزَيَّة أَنه كان جالِساً عند زَيْدِ بن ثابِتٍ ،
فجاءَه ابنُ قَهْد ، رجلٌ من اليمن . ويروى بالفاءِ ، كذا رأَته ، هاكذا ضَبطه
ابنُ الحَذَّاءِ بالقاف ، وجَوَّز أَن يكون قَيسَ بنَ قَهْدٍ ، وله صُحْبةٌ . قال
الحافظ : وفيه بُعْدٌ .
ومحمد بن عبد الرحمان بن سَعْد بن غالب بن قَهْدٍ المَذْحَجِيّ المَالَقِّي ، مات
بعد الثلاثين وخَمسمائة ، روى عن أَبي مَروانَ بن سراج .
والقِهَادُ : موضعٌ .
قهمد : ( القَهْمَدُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجوهَري والجماعَةُ ، وهو الرجُلُ (
اللَّئيمُ الأَصْلِ الدِّنِىءُ ، و ) قيل هو ( الدَّمِيمُ الوَجْه ) كالقَمْهَد .
قيد : ( *!القَيْدُ ، م ) ، أَي معروف ، ( ج *!أَقْيَادٌ *!وقُيُودٌ ) . وتقول :
ظُوهِرَتْ عَلَيْه *!القُيُودُ *!والأَقْيَادُ ( و ) *!القيد ( : ما ضَمَّ
العَضُدَيْنِ ) ، وفي بعض الأُمّهات : العَضُدَتَيْنِ ( مِنَ المُؤَخِّرَتَيْنِ )
، وفي بعض النّسخ بإِسقاطِ من ، أَي من أَعلاهما مِن القِدِّ . ( و )
____________________
(9/83)
*!القَيْدُ
( : قِدٌّ ) ، بالكسر ، ( يَضُمُّ عَرْقُوَتَيِ القَتَبِ ) .
( و ) *!قَيْدٌ ( : فَرَسٌ ) كان ( لبني تَغْلِبَ ) بنِ وائل القبيلة المشهورة ،
وهاذا عن الأَصمعيّ ، ونقله الجوهريّ .
( و ) *!القَيْدُ ( من السَّيْف : ذاك المَمْدُودُ في أُصولِ الحَمَائِلِ
تُمْسِكُه البَكَرَاتُ ) ، محرَّكةً .
( *!وقَيْدُ الأَسْنانِ : اللِّثَةُ ) ، قال الشاعر :
لِمُرْتَجَّةِ الأَطْرَافِ هيفٍ خُصورُهَا
عِذَابٍ ثَنَايَاهَا عِجَافٍ قُيودُهَا
يعني اللِّثَاتِ وقِلَّةَ لَحْمِهَا ، وقال ابن سِيده : *!وقُيُودُ الأَسْنَانِ :
عُمُورُهَا ، وهي الشُّرُفُ السَّابِلَةُ بين الأَسنانِ ، شُبِّهَتْ*! بالقُيُودِ
الحُمْرِ مِن سِمَات الإِبل ( *!وَقَيْدُ الفَرَسِ : سِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ )
علَى صورَة *!القَيْدِ ، كذا في الصّحاح وأَنشد الأَحمرُ :
كَومٌ عَلَى أَعْنَاقِهَا *!قَيْدُ الفَرَسُ
تَنْجُو إِذَا اللَّيْلُ تَدَانَى وَالْتَبَسْ
وفي الحديث ( أَنه أَمر أَوْسَ بنَ عبدِ الله الأَسْلَمِيَّ أَن يَسِمَ إِبلَه في
أَعْنَاقهَا *!قَيْدَ الفَرس ) ، وصُورَتُها حَلْقَتَانِ بينهما مَدَّةٌ ، كذا في
النهاية ، وقال ابنُ سيده : *!والقَيْدُ : من سِمَات الإِبل ( وَقَيْدُ الفَرَسِ :
سِمَةٌ في عُنُقِ البَعِيرِ ) علَى صُورَة القَيْدِ ، كذا في الّصحاح وأَنشد
الأَحمرُ :
كُومٌ عَلَى أَعْنَاقِهَا قَيْدُ الفَرَسْ
تَنْجُو إِذَا اللَّيْلُ تَدَانَى وَالْتَبَسْ
وفي الحديث ( أَنه أَمر أَوْسَ بنَ عبدِ الله الأَسْلَمِيَّ أَن يَسِمَ إِبلَه في
أَعْناقهَا قَيْدَ الفَرس ) ، وصُورَتُها حَلْقَتَانِ بينهما مَدَّةٌ ، كذا في
النهاية ، وقال ابنُ سيده : والقَيْدُ : من سِمَاتِ الإِبلِ وَسْمٌ مُستطيلٌ مِثلُ
القَيْدِ في عُنُقِهه ووَجْهِه وفَخذِه ، عن ابن حَبِيب من تَذكرة أَبيه عَلِيَ .
( و ) من المَجاز ( يُقال للفَرَسِ : قَيْدُ الأَوَابِدِ ) ، أَي ( لأَنَّه
يَلْحَق الوُحوشَ بِسُرْعَتِه ) ، والأَوَابِدُ : الحُمُرُ الوَحْشِيَّة ، قال
سيبويهِ : هو نَكِرَة وإِن كان بِلَفْظِ المَعْرِفة ، وأَنشد قَوْلَ امرِىء
القَيْسِ :
وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا
بِمُنْجَرِدٍ *!قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ
وأَنشد له أَيضاً :
بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ لاَحَهُ
طِرَادُ الهَوَادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ
قال ابنُ جنّي : أَصلُه *!تَقْيِيدُ الأَوَابدِ ثم حذف زِيَادَتَيه ، فجاءَ على
الفِعْلِ ، وإِن شئت قُلْتَ وصْفٌ بالجَوْهِر لما
____________________
(9/84)
فيه
من معنى الفِعْل نحو قوله :
فَلَوْلاَ الله والمُهْرُ المُفدَّى
لَرُحْتَ وأَنْتَ غِرْبَالُ الإِهَابِ
وضَعَ ( غِرْبَال ) مَوْضِع المُخَرَّق . وفي التهذيب : يقال للفَرسِ الجَوَاد
الذي يَلْحَق الطرائدَ من الوَحش : قَيْدُ الأَوَابِدِ ، معناه أَنه يَلْحَقُ
الوَحْشَ لِجَوْدَته ، ويَمْنَعُ مِن الفَوَاتِ بسُرْعَتِه ، فكأَنَّهها
*!مُقَيَّدة له لاَ تَعْدُو .
( و ) القَيْد ( : المِقْدَارُ ، *!كالقَادِ ) *!والقِيدِ بالكسر .
تابع كتاب ( *!وقِيدَ ) *!قَيْداً بالكسر ، منبيًّا للمجهول ( *!قُيِّدَ ) تَقييداً
، وقد *!قَيَّدَه ، *!وقَيَّدْت الدَّابَّةَ .
( و ) يقال : فَرَسٌ عَبْلُ *!المُقَيَّدِ طَوهيل المُقَلَّد ، ( المُقَيَّد ،
كمُعَظَّم : مَوْضِع القَيْدِ مِن رِجْلِ الفَرَسِ ، و ) المُقَيَّدُ ( : مَوْضِعُ
الخَلْخَالِ مِن المرأَةِ . و ) المُقَيَّدُ ( : ما*! قُيِّدَ مِن بعيرٍ ونَحْوِ ،
ج *!مَقَايِيدُ ) ، وهاؤلاءِ أَجْمَالٌ مَقَايِيدُ ، أَي *!مُقَيَّدَاتٌ . قال
ابنُ سِيدَه إِبِلٌ *!مَقايِيدُ : *!مُقَيَّدَةٌ . حكاه يعقوب وليس بشيْءٍ ،
لأَنّه إِذا ثَبَتَتْ *!مُقَيَّدَةٌ فقَد ثَبَتَتْ مَقَايِيدُ . ( و ) في حديث قَيْلَةَ
( الدَّهْنَاءُ *!مُقَيَّدُ الجَمَلِ ) أَي أَنَّهَا مُخْصِبَةٌ مُمْرِعَةٌ ،
والجَمَلُ لا يَتَعَدَّى مَرْتَعِ ، *!والمُقَيَّد هنا ( المَوْضعُ الذي
*!يُقَيَّدُ فيه الجَمَلُ ويُخَلَّى ) ، أَي أَنه مَكانٌ يَكون الجَمَلُ فيه ذا
قَيْد .
( و ) *!القَيِّدُ ، ( كَكَيِّسٍ : مَنْ سَاهَلَكَ إِذا *!قُدْتَه ) ، قال :
وشَاعِرِ قَوْمٍ قَدْ حَسَمْتُ خِصَاءَهُ
وكَانَ لَهُ قَبْلَ الخِصَاءِ كَتِيتُ
أَشَمَّ خَبُوطٍ بِالفَرَاسِنِ مُصْعَبٍ
فَأَصْبَحَ منِّي *!قَيِّداً تَرَبُوتُ
____________________
(9/85)
( و ) *!القِيَادُ ( ككِتَابٍ : حَبْلٌ *!يُقادُ به ) الدابَّةُ ، وقد تقدَّمَ .
( *!والتَّقْيِيدُ : التَّأْخِيذُ ) ، وهو مَجَازٌ ، وقالت امرأَةٌ لعائشةَ رضي
الله عنها : ( *!أَأُقَيِّدُ جَمَلِي ) ؟ أَرادت بذالك تَأْخِيذَها إِيَّاهُ من
النساءِ سِوَاهَا . فقالت لها عائشةُ بعد ما فَهِمَتْ مُرَادَها : وَجْهِي من
وَجْهِك حَرامٌ . كذا في التكملة . قال ابنُ الأَثير : أَرادَتْ أَنها تَعْمَل
لزَوْجِهَا شيئاً يَمْنَعُهُ عن غيرِهَا من النساءِ ، فكأَنَّهَا تَرْبِطُه
*!وتُقَيِّدُه عن إِتيانِ غَيْرِهَا .
( و ) عن ابن بُزُرْج ( *!تُقَيِّدُ : كمُضَارِعِ *!قَيَّدْتَ : أَرْضٌ حَميضَةٌ )
سُمِّيتْ لأَنَّها *!تُقَيِّد ما كان بها من الإِبل ، تَرْتَعِيهَا لكَثْرَة
حَمْضِهَا وخُلَّتِهَا .
( و ) من المجاز ( *!تَقْيِيدُ الكتَابِ : شَكْلُه ) ، *!وتَقْيِيدُ العِلْمِ
بالكتابِ ضَبْطُه ، وكتابٌ *!مُقَيَّدٌ : مَشْكُولٌ ، وما على هاذا الحَرْفِ
*!قَيْدٌ : شَكْلَةٌ .
( *!ومُقَيَّدَةُ الخِمَارِ : الحُرَّةُ ) : هاكذا في سائر النسخ بكسر الخاء
المعجمة ، والمعنى أَنّ الخِمَار قَيْدٌ لها ، والذي في لسان العرب بِكَسْر الحاءِ
المُهْمَلَة ، وقال : لأَنَّهَا تَعْقِلُه فكأَنَّها قَيْدٌ له .
( وبنو *!مُقَيِّدَةَ : العَقَارِبُ ) كذا في سائر النُّسخ الموجودة ، والذي في
اللسان : وبنو *!مُقَيِّدَةِ الحمَارِ : العَقارِبُ ، وقال بعد إِنشاد قول الشاعر
:
لَعَمْرُك مَا خَشِيتُ عَلَى عَدِيَ
سُيُوفَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ
ولاكِنِّي خَشِيتُ عَلَى عَديَ
سُيُوفَ القَوْمِ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ
عَنَى بِبَنِي مُقَيِّدَةِ الحمَارِ العَقَارِبَ ، لأَنَّها هناكَ تكون . قلت :
وهو أَقربُ إِلى الصَّوابِ ، وقد ذُهبَ على المصنِّف سَهْواً ، والله أَعلم .
( و ) في الحديث ( ( *!قَيَّدَ الإِيمانُ
____________________
(9/86)
الفَتْكَ
) أَي ) أَنّ الإِيمان ( يَمنَعُ من الفَتْكِ بالمُؤْمِنِ كما يَمْنَعُ ذا العَيْث
مِن الفَسَادِ ) قَيْدُه الذي *!قُيِّدَ به . وفي عبارة ابن الأَثير : كما
يَمْنَعُ *!القَيْدُ عن التَّصَرُّف ، فكأَنّه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً . قلت :
فهو مَجاز .
( *!والقِيدُ ، بالكَسْر : القَدْرُ ) *!كالقَادِ *!والقَيْدِ ، وقد تقدَّم
شاهِدُه في الحديث .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!القَيْدُ : كِنايَةٌ عن المرايةِ ، كالغُلّ . *!وقَيْدُ الرَّحْل : قِدٌّ
مَضفورٌ بين حِنْوَيْهِ من فَوْق ، ورُبَّمَا جُعِل للسَّرْجه قَيْدٌ كذالك ،
وكذالك كُلُّ شيْءٍ أُسِرَ بعضُه إلى بَعْضٍ ، *!وتَقييد الخَطِّ : ضَبْطُه
وإِعجامُه وشَكْلُه .
*!والمُقَيَّدُ من الشِّعْر خِلافُ المُطْلَق ، قال الأَخْفَش : *!المُقَيَّدُ على
وَجْهَيْنِ : إِما *!مُقَيَّدٌ قد تَمَّ ، نحو قوله :
وقَاتمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْ
قال : فإِن زِدْتَ فيه حَرَكَةً كان فَضْلاً على البَيْت ، وإِمَّا مُقَيَّد قَدْ
مُدَّ عَلَى ما هُو أَقْصَرُ مِنه ، نحو فَعُولْ في آخرِ المُتَقَارِب ، مُدَّ
عَنُ فَعُلْ فَزِيَادَتُه على فَعُل عِوَضٌ له من الوَصْلِ .
*!والقَيِّدَة : التي يُسْتَتَر بها من الرَّمِيَّة ، حكاه ابنُ سيدَه عن ثعلبٍ .
وابنُ *!قَيْدٍ : من رُجَّازِم ، عن ابن الأَعرابيّ .
*!والقِيد ، بالكسر : السَّوْطُ المُتَّخَذ مِن الجِلْدِ ، وهاذا الأَخير من شَرْح
شَيْخنا .
ومن المَجاز : نَاقَةٌ شكلة *!مُقَيَّدة ، أَي كَالَّةٌ لا تَنْبَعِثُ .
*!وقَيَّدَها الكَلاَلُ . *!وقَيَّدُه بالإِحْسانَ .
وتُقُول : إِن *!قُيُودَ الأَيَاد ، أَوْثَقُ *!الأَقْيَادِ ، كما في الأَساس .
*!وقَيْدٌ الفَزارِيُّ والدُ أَبي صالح مَسعودِ الشاعِر اسمُه عُثْمَانُ .
____________________
(9/87)
2
( فصل الكاف مع الدال المهملة ) 2
كأَد : ( *!كَأَدَ ) الرجلُ ، ( كَمَنَع : كَئِبَ ) ، هاكذا في النُّسخ ، والذي في
النوادر : كَأَدَ ، وكأَبَ ، وكَأَنَ ، ثلاثتها في مَعنَى الشِّدَّةِ والصُّعُوبَة
.
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : ( *!الكَأْدَاءُ : الشِّدَّةُ ، و ) ، الكَأْدَاءُ :
( الظُّلْمُ ) ، وهاذا ليس في نصّ ابنِ الأَعْرَابيّ ، ( والحُزْنُ ) هاكذا في
النسخ ، والذي في نَصِّ ابن الأَعرابيّ : والخَوْف ، ( والحِذَارُ ) ، ويقال :
الهَوْلُ ، ( واللَّيْلُ المُظْلِمُ ) .
( *!والكَؤُودَاءُ : الصُّعَدَاءُ ) . يأْتِي بَيانُه في شَرْحِ حَدِيث أَبي
الدَّرْدَاءِ قريباً .
( *!وتَكَأْدَ الشَّيْءَ : تَكَلَّفَه ) ، و ( *!تَكأدَ ) الأَمْرَ ( : كَابَدَه ،
وصَلِيَ بِهِ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
( *!-وتَكَأدَنِي الأَمْرُ : شَقَّ عَلَيَّ ، *!-كتَكَاءَدَنِي ) تَفاعَلَ
وتَفَعَّل بمعنًى واحد ، وفي حديثِ الدُّعاءِ ( ولا *!يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عن
مذْنِب ) ، أَي لا يَصعُبُ عليك ولا يَشُقُّ . قال عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله
عنه . ( ما*!تَكَأدَنِي شيءٌ مَاتَكَأدَنِي خُطْبَةُ النِّكاح ) أَي صَعُب عليَّ
وثَقُلَ قال سُفَيانُ بن عُيَيْنَةَ : عُمَر رَحمه الله يَخْطُب في جَرَادَةٍ
نَهاراً طَوِيلاً ، فكيْفَ يُظَنُّ أَنه يَتَعَايَا بِخُطْبَةِ النِّكاح ؟ ولاكنه
كَرِه الكَذِبَ . وعن أَبي زيد : *!تَكَأَدْتُ الذَّهَابَ إِلى فُلانِ
*!تَكَؤُّداً ، إِذا ما ذَهَبْتَ إِليه على مَشَقَّةِ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ويَوْمُ عَمَاسٍ *!تَكَأدْتُه
طَوِيلَ النَّهَارِ قَصِيرَ الغَدِ
____________________
(9/88)
( وعَقَبَةٌ *!كَؤُودٌ *!وكَأَدَاءُ ) شَاقَّةُ المَصْعَد ( صَعْبَة ) المُرْتَقَى
، قال رُؤْبَةُ :
وَلَمْ *!تَكَأدْ رُجْلَتِي كَأْدَاؤُهُ
هَوْلٌ ولا لَيْلٌ دَجَتْ أَدْجَاؤُهُ
هَيْهَاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاَةِ مَاؤُهُ
وفي حَديث أَبي الدَّرْدَاءِ ( أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً *!كَؤُوداً لاَ
يَجُوزُهَا إِلاَّ الرَّجلُ المُخِفُّ ) ، ويقال : هي *!الكُؤَدَاءُ ، وهي الصّعَدَاءُ
، *!والكَؤُودُ : المُرْتَقَى الصَّعْبُ ، وهو الصَّعُودُ .
( *!واكْوَأَدَّ الشَّيْخُ : أُرْعِدَ كِبَراً ) وضَعْفاً ، كاكْوَهَدَّ ،
واكْمَهَدَّ .
( *!والمُكْوَئِدُّ : الشيْخُ المُرْتَعِشُ ) مِنَ الكِبَرِ ، وكذالك الفَرْخُ ،
وسيأْتي .
كبد : ( الكَبْدُ بالفتح ) مع السكون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ . (
والكسر ) مع السكون ، وهو أَيضاً مُخَفَّف من الذي بَعْدَه ، كالكِذْبِ والكَذِب ،
( و ) اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ ، ( كَكَتف ) ، وبه صَدَّرَ
الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئمَّةِ اللّغَةِ . بل أَغْفَلاَ اللّغَةَ
الأُولَى ، وإِنما ذكَرَه صاحبُ اللِّسَانِ ، فكان ينبِغي للمصنّف أَن يُقَدِّم
اللُّغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِها ، ( م ) أَي مَعْرُوفَة ، وهي من
السَّحْرِ في الجانب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ ، أُنْثَى ( وقد تُذَكَّر ) ،
قال ذالك الفرّاءُ وغيرُهُ . قال ابنُ سِيده : وقال اللِّحْيَانيُّ : هي
مُؤَنَّثَةٌ فقط . ( ج أَكبَادٌ ، وكُبُودٌ ) قَلِيلاً ، تقول : هو يأْكُلُ
كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا .
و ( كَبَدَهَ يَكْبِدُه ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، ( و ) كَبَدَه ( يَكْبُدُهُ ) ، من
حَدِّ نَصَرَ ( : ضَرَبَ ) ، وفي الأَفعال لابن القطّع : أَصابَ ( كَبِدَه ) .
وقال أَبو زيد : كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ ، وكَلَيْتُه أَكْلِيه ، إِذا أَصَبْتَ
كَبِدَه وكُلْيَتَه .
( و ) كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً ( : قَصَدَه ) ، كَتَكَبَّدَه .
( و ) كَبَدَ ( البَرْدُ القَوْمَ : شَقَّ عليهم
____________________
(9/89)
وَضيَّقَ
) ، وفي حديث بِلالٍ : ( أَذَّنْتُ في ليلةٍ باردةٍ فلمْ يَأْتِ أَحَدٌ ، فقال
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا لَهمْ يا بِلاَلُ ؟ قلت : كَبَدَهم البَرْدُ )
أَي شَقَّ عليهم وضَيَّقَ ، من الكَبَدِ وهي الشّدَّة والضِّيقُ ، أَو أَصابَ
أَكْبَادَهم ، وذالك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ ، لأَن الكَبِدَ مَعحدِنُ
الحَرَارَةِ والدَّمِ ، ولا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ . قلت :
وتَمام الحَدِيث في البصائر ( فَلَقَدْ رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى )
يريد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ .
( و ) الكُبَاد ، ( كغُرَابٍ : وَجَعُ الكَبِدِ ) أَو داءٌ ، قال كُرَاع : ولا
يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوه إِلاّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ
مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ . وفي الحديث ( الكُبَادُ مِنَ العَبِّ )
وهو شُرْبُ الماءِ من غير مَصَ .
( و ) كَبِدَ ، ( كَفَرِحَ ) ، كَبَداً ( : أَلِمَ من وَجَعِها ) .
( و ) كُبِدَ ، ( كعُنِيَ ) ، كُبَاداً ( : شَكَاهَا ) أَي كَبِدَه فهو مَكْبُودٌ
.
( و ) ربّمَا سُمِّيَ ( الجَوْفُ بِكَمَالِه ) كَبِداً ، حكاه ابن سِيده عن كُراع
أَنه ذَكرَه في المُنَجَّد ، وأَنشد :
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ
إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءَ أَوْ كَفَلٍ نَهْدٍ
وإِذَا عَلِمْتَ ذالك فقولُ شيخنَا : قلتُ هو مستدرك ، لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ
المادَةَ ، فهو غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقُ قلَمٍ واضِحٌ ، ليسَ بِسَديدِ ، ولَيتَ
شِعْرِي كيف لمْ يَرَ فَرْقاً بين اللَّحْمَةِ السوداءِ وبين الجَوْفِ بِكمالِه ،
ولاكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ ، والله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه .
( و ) الكَبِدُ ( : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه ) ، وفي الحديث ( في كَبِدِ جَبَل
) أَي في جَوْفِه منْ كَهْفٍ أَو شِعْب . وفي
____________________
(9/90)
حديث
موسى والخَضِرِ عليهما وعلى نَبِيِّنا الصلاة والسلامُ : ( فوَجَدْتُه عَلَى
كَبِدِ البَحْرِ ) ، أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئِهِ . وانْتَزَعَ
سَهْماً فوضَعَه في كَبِدِ القِرْطَاسِ . ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ : وَسَطُها ،
كُلُّ ذالك مَجازٌ ( و ) من المَجاز : الكَبِدُ ( مِنَ القَوْسِ : ما بَيْنَ
طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا ) . وفي التهذيب : هو فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَعُ
السَّهْمُ ، يقال : ضَعِ السَّهْمَ على كَبِدِ القَوْسِ ، وهي ما بَيْنَ طَرَفَيْ
مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمه منها . قال الأَصمعيُّ : في القَوْسِ كَبِدُهَا ،
وهو ما بين طَرَفَيِ العلاَقَةِ ، ثمّ الكُلْيَةُ تَلِي ذالك ، ثم الأَبْهَرُ يَلِي
ذالك ، ثمّ الطَّائِفُ ، ثمّ السِّيَةُ ، وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا ، ( أَو
قَدْرُ ذرَاعٍ من مَقْبِضِهَا ) ، وقيل : كَبِدَاهَا : مَعْقَدَا سَيْرِ
عِلاَقَتِهَا .
( و ) كَبِدٌ ( : جَبَلٌ أَحمَرُ لبَني كلاَبٍ ) ، قال الراعي :
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدُّ يُعَالِجُهُ
عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ
وفي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ
.
( و ) من المجاز : الكَبِدُ ( : الجَنْبُ ) ، وفي الحديث ( فوَضع يَدَه عَلَى
كَبِدي ) ، وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر ، وقيل : أَي ظاهِر جَنْبِي
ممّا يَلِي الكَبِدَ . وفي الأَساس : ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده : على ما
يُقَابِلُ الكَبِدَ ، مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ .
( و ) الكَبِدُ ( لَقَبُ ) أَبي زيد ( عَبْدِ الحَميد بن الوَليد ) بن المُغِير
مَوْلَى أَشْجَع ( المُحَدَّث ) ، روَى عن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ . وكان
أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً ، قال ابن يُونس : سُمِّيَ كَبِداً ( لِثِقَلِهِ ) .
( ودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ ) لأَبي بَكْرِ ابن كِلابٍ ، وهي الهَضْبَة
الحَمْرَاءُ المذكورة .
( وكَبِدُ الوِهَاد : ع بِسَمَاوَة ) كَلْبِ ،
____________________
(9/91)
وضبطه
الصاغانِيُّ بكسر الكافِ وسكون الباءِ .
( وكَبِدُ قُنَّةَ ) موضع ( لِغَنِيِّ ) بن أَعْصُرٍ .
( وكَبِدُ الحَصَاةِ ) لَقُب ( شاعِر ) .
( و ) الكَبَدُ ، ( بالتحريك : عِظْمُ البَطْنِ ) من أَعْلاَه . وكَبَدُ كُلِّ
شَيْءٍ : عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه ، كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ .
( و ) الكَبَدُ ( : الهَوَاءُ ) ، وقال اللِّحْيَانيّ : هو الهَوَاءُ واللُّوحُ
والسُّكَاكُ والكَبَدُ .
( و ) الكَبَدُ ( : الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ ) ، وهو مَجازٌ ، وبه فُسِّر قوله
تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ } ( سورة البلد ، الآية : 4 )
وقال الفرَاءُ : يقول : خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدلاً . ( ويقال : في كَبعدٍ
أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ ) وقيل :
خُلِق مُنْتَصِباً يَمحشِي على رِجْلَيْه ، وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ
مُنتصِبٍ ، وقيل : في كَبَدٍ : خُلِقَ في بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها
، فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل ، قال
المُنْذِرِيّ : سمِعْت أَبَا طَالِبٍ يقول : الكَبَدُ : الاستواءُ والاستِقَامَةُ
. وقال الزَّجَّاجُ : هذا جَوابُ القَسَمِ ، المَعْنَى أُقْسِمُ بهاذه الأَشياءِ
لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ .
( و ) الكَبَدُ ( : وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ ) ومُعْظَمُهَا ، (
كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ ) ، هاكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة ، كما في سائر
النُّسخ ، والصواب بالمُطَوَّلَة كما في الصحاح وغيره ( والكَبْدَاءِ والكَبْدِ )
بفتح فسكون فيهما ، كذا هو مضبوط ، والصواب والكَبِد ككَتِف ، وفي الصحاح
وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جَمَعوا . وكَبِدُ السماءِ
: وسَطها الذي تقوم فيه الشمسُ عند الزَّوالِ ، فيقال عند انْحِطاطها : زالَتْ
ومَالَتْ . قلت : وقولهم : بَلَغَتْ كَبَدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ
مَجَازٌ ، كما في الأَساس . وقال الليث : كَبِدُ
____________________
(9/92)
السماءِ
: ما استقْبَلكَ مِن وَسَطِها ، يقال : حَلَّق الطائرُ حتى صار في كَبِدِ السماءِ
وكُبَيْدَاءِ السماءِ ، إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ ، وكذالك يقولون في
سُوَيْدَاءِ القَلْبِ ، قال : وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عن العرب هاكذا . قلت :
وكلام الأَئمَّة ، صَريحٌ في أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ ، وهاذا
خلافُ ما مشَى عليه المُصنّف ، فلينظر ذالك مع تأْمُّلٍ ، وأَشار إِليه شيخنا
كذالك في شرحه ، وذَهبَ إِلى ما أَشَرْتُ إِليه ، وتَوقَّف في كونِ كَبدِ السماءِ
مُحَرَّكة اللّهم إِلاّ أَن يجعلع قوله فيما بعد : والكَبِد بفتح فكسر ، كما لا
يخفَى ، والله أَعلم ، ثم رأَيتُ الصاغانيَّ ذكَرَ في تكملته أَن كَبَدَ السماءِ ،
بالتحريك ، لغةٌ في كسْرِ الباءِ .
( وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ : صَارَتْ في كُبَيْدَائِها ) . وفي الصحاح : في
كَبِدِهَا ( كَكعبَّدَتْ تَكْبِيداً ) في التهذيب : كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ
، أَي تَوسَّطَها .
( و ) تَكَبَّدَ ( الأَمْرَ : قَصَدَهُ ) ، ومنه قولُه :
يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ
( و ) من المَاز تَكبَّدَ ( اللَّبَنُ ) وغيرُه من الشَّراب : غَلُظَ ( خَثُرَ ) ،
واللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ : الذي يَخْثُر حتَّى يَصيرع كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ
.
( وسُودُ الأَكبادِ : الأَعْدَاءُ ) ، قال الأَعشى :
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ
هُمُ الأَعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ
يَذْهبون إِلى أَنَّ آثارَ الحِقْدِ أَحْرَقَتْ أَكْبَادَهُم حتى اسْوَدَّت ، كما
يُقَال لهم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذالك ، والكَبِدُ مَعْدِنُ
العَدَاوَةِ .
( والكَبْدَاءُ : رَحَى اليَدِ ) ، وهي التي تُدَارُ باليَدِ ، سُمِّيَت كَبْدَاءَ
لما في إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ ، قال :
بُدِّلْتُ مِنح وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ
كَبْدَاءَ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ
____________________
(9/93)
تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ
يَعْنِي رَحَى اليَدِ ، أَي في يَد رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها . وقال الآخر
، وهو راجزُ بني قَيْسٍ :
بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِ
يَعْنِي رَحًى . والكَوَاكِبُ : جِبَالٌ طِوَالٌ .
( و ) الكَبْدَاءُ ( : القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها ) ، وهو مَجاز ، وقيل
: قَوْسٌ كَبْدَاءُ : غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها . وفي الأَساس : قَوْسٌ
كَبْدَاءُ : يَمْلأُ عِجْسُها الكَفَّ ( و ) الكَبْدَاءُ ( : المَرْأَةُ
الضَّخْمَةُ الوَسَطُ البَطِيئةُ السَّيْر ) ، وقيل : امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ
الكَبَدِ ، بالتحريك .
( والرَّجُلُ أَكْبَدُ ) ، وهو الضَّخْمُ الوَسَطِ ، ولا يكون إِلاَّ بَطِىءَ
السَّيْرِ .
( و ) الكَبْدَاءُ ( : الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ ) ، وناقَةٌ كَبْدَاءُ ،
كذالك ، قال ذو الرُّمَّة :
سِوَى وَطْأَة دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍ
ثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ
( و ) من المَجاز ( كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً ) ، الأَخير بالكسر ( :
قَاسَاهُ ، والاسم الكابِدُ ) كالكاهِل والغارب ، قال ابنُ سِيده : أَعْنِي به
أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ ، قال العَجَّاج :
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّتِ
بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ
أَي طَالَتْ . وقال الليثُ : الرجُلُ يُكَابِد اللّيلَ ، إِذا رَكِبَ هَوْلَه
وصُعُوبَتَه . ويقال ، كابَدْتُ ظُلْمَةَ هاذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً ،
وهو مَجاز .
( والأَكْبَدُ : طائرٌ . و ) الأَكْبَدُ ( : مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ ) ،
وفي اللسان : هو الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ ، قال رُؤبةُ يَصِف
____________________
(9/94)
جَمَلاً
مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ :
أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا
( والكَبْدَةُ ، بالفتح ) فالسكون ( خَرَزَةُ الحُبِّ ) ، نقله الصاغانيّ .
( و ) قولهم : فُلانٌ ( تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ ، أَي يُرْحَلُ إِليه في
طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ : بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّأْنُ ، لها
زَهْرَةٌ غَبراءُ في بُرْعُومَةِ مُدَوَّرةٍ ، لها وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ ،
سُمِّيتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ . نقله ابنُ سيده
عن أَبي حنيفة .
وكَبدُ الأَرْضِ : ما في مَادنِها من الذَهَبه والفِضَّةِ ونحوِ ذالك ، قال ابنُ
سيده : أُرَاه على التِّشبِيه ، والجَمْعُ كالجَمْعِ . وفي حديثٍ مَرفوعٍ ( وتُلْقِي
الأَرضُ أَفْلاذع كَبِدها ) أَي تُلْقِي ما خُبِىءَ في بَطْنها من الكُنُوزِ
والمَعَادِنِ ، فَاسْتَعَارَ لها الكَبِدَ .
وفي حديث الخَنْدَق ( فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ ) هي القِطْعَة الصُّلْبَةُ
من الأَرض ، والمعروف ( كُدْيَةٌ ) باليَاءِ ، قاله ابنُ الأَثير .
تابع كتاب والكَبَدُ : الاسْتواءُ والاستقامَةُ .
وتَكَبَّد الفَلاةَ ، إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها .
وكَابهدٌ ، في قولِ العجاج ، مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم .
وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضِ ، قال أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ :
لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً
بِأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ
والكَبَّادُ ، ككَتَّانٍ : نوعٌ من اللَّيْمُونِ .
والكَبُود ، كصَبُورٍ : قَبِيلَةٌ باليمن .
وكَبِنْدَةُ ، بفتح الكافوكسرا ملوحّدة وسكون النون : من قُرَى نَسَفَ ، منها أَبو
بإسحاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ
____________________
(9/95)
الضَّبِّيُّ
، عن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه .
كتد : ( الكَتَدُ ، مُحركَةً : نَجْمٌ ) ، وهو كاهلُ الأَسَد ، أَنشدَ ثعلب :
إِذَا رَأَيْتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ
جَبْهَتِهِ أَو الخَرَاةِ والكَتَدْ
بَالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَدْ
وطَابَ أَلْبَانُ اللِّقَاحِ فَبَرَدْ
( و ) الكَتَدُ ( : جَبَلٌ بِمَكَّةَ ، حَرسها الله تعالى بطَرَفِ المُغَمَّسِ ) ،
نقله الصاغانيّ .
( و ) الكَتَدُ : ( مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ من الإِنسانِ والفَرسِ ، كالكَتِد )
ككَتِفٍ ، وقيل : هو أَعلى الكَتف ، ( أَوهُما الكاهلُ ) ، وعليه اقتصر صاحِبُ
الكِفَايَة ، ( أَو ) هما ( مَا بَيْنَ الكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ ) ، والثَّبَجُ
مِثلُه ، وقيل : الكَتَدُ مِن أَصْلِ العُنُقِ إِلى أَسْفَلِ الكَتِفيْنِ ، وهو
يَجْمَع الكَاثِبَةَ والثَّبَجَ والكاهِلَ ، كلُّ هاذا كتَدٌ ، وقيل : الكَتَدُ :
ما بين الثَّبَجِ إِلى مُنَصَّفِ الكاهِلِ ، وقد يكون من الأَسَدِ الذي فهو
السَّبُع ، ومن الأَسَدِ الذي هو النَّجْم ، على التشبيه ( ج أَكْتَادٌ وكُتُودٌ )
، ومنه حديث ( كُنَّا يَوْمَ الخَنْدَقِ نَنْقُلُ التُّرابَ عَلَى أَكْتَادِنَا )
وفي حديث حُذَيْفَةَ في صِفَة الدَّجَّالِ ( مُشْرِفُ الكَتَدَ ) . وفي صفته صلى
الله عليه وسلم ( جَلِيلُ المُشَاشِ والكَتَدِ ) . ومن سَجعات الأَساس : نَحْمِله
على الأَكْبَاد ، فَضْلاً عن الأَكْتَاد . وَولَّوهُم أَكتافَهم وأَكْتادَهم :
أَدْبَروا عنهم وانْهَزَموا .
( والأَكْتَ : المُشْرِفُهُ ) أَي الكَتَدِ .
( وتَكْتُدُ : كتَنْصُرُ : ع ) في ديَارِ بني سُلَيْمٍ ، ويقال تَقْتُدُ ، بالقاف
، وتَقَدَّم .
( و ) ( هُمْ أَكْتَادٌ ، أَي جَمَاعَاتٌ ) وبه فُسِّر قولُ ذي الرُّمَّة :
وإِذْ هُنَّ أَكْتَادٌ بِحَوْضَى كَأَنَّمَا
زَهَا الآلُ عَيْدَانَ النَّخِيلِ البَوَاسِقِ
____________________
(9/96)
( أَو ) أَكْتَادٌ في قَول ذي الرُّمَّة ( : أَشْبَاهٌ ) ، لا اخْتِلاف بينهم ،
ولم يَذْكر الواحِدَ . يقال : مَررْتُ بِجماعَةٍ أَكْتَادٍ ، ( أَوْ سِرَاعٌ
بَعْضُها ( في ) إِثْرِ بَعْضٍ ) ، قاله أَبو عَمرو ، ( لا واحِدَ لَها ) ، وفي
نوادر الأَعرابِ : يقال : خَرَجُوا عَلَيْنَا أَكْتَاداً وأَكْداداً ، أَي فِرَقاً
وأَرْسَالاً ، وقيل : أَصلُه بالدال ، والتاءَ لُثْغَةٌ أَو لُغة ، ولذالك أَوردَه
الجوهريُّ هناك ، فتأَمّلْ ، قاله شيخُنا .
( ) ومما يستدرك عليه :
كُتُنْدَة لُغَةٌ في قُتُنْدَةَ ، بالأَندلس .
كدد : ( *!الكَدُّ : الشِّدَّةُ ) في العَمل ، ومنه المَثَل ( بِجَدِّك لا*!
بِكَدِّك ) .
( و ) الكَدُّ ( : الإِلْحَاحُ ) في مُحَاولة الشيْءِ .
( و ) الكَدُّ : ( الطَّلَبُ ) أَي طَلَبُ الرِّزق .
( و ) الكَدُّ ( : الإِشَارَةُ بالإِصْبَعِ ) ، يقال : هو *!يَكُدُّ *!كَدًّا ،
وأَنشد للكُمَيْت :
غَنِيتُ فَلَمْ أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ
وحُجْتُ فَلَمْ *!أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابعِ
( و ) الكَدُّ ( مَشْطُ الرَّأْسِ ) ، وقد *!كَدَدْت رَأْسي .
( و ) الكَدُّ ( : ما يُدَقُّ فِيه ) الأَشياءُ ( كالهَاوُنِ ) ، ( و ) قد (
*!كَدَّه ) *!يَكُدُّه *!كَدًّا . ( *!واكْتَدَّه : طَلَب مِن *!الكَدَّ ،
*!كاستَكَدَّه ) وأَتعَبَه ، ورجل *!مَكْدُودٌ : مَغْلُوب ، قال الأَزهريّ : سمعتُ
أَعرابيًّا يقول لعبد له : *!لأَكُدَّنَّكَ *!كَدَّ الدَّبِرِ ، أَراد أَنهُ
يُلِحُّ عليه فِيمَا يُكَلِّفه مِن العَملِ الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبه كما
____________________
(9/97)
أَنَّ الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عليه ورُكِبَ أَتْعَب البَعِيرَ . وفي الحديث ( أَنَّ
المَسَائِلَ *!كَدٌّ *!يَكدُّ بها الرَّجُلُ وَجْهَه ) وفي حديث جُلَيْبِيب ( ولا
تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا *!كَدًّا ) .
( و ) كَدَّ ( : نَزَعَ الشيْءَ بِيَدَهِ ) *!يَكُدُّه ، *!كاكْتَدّه ، ( يكون )
ذالك ( في الجَامِدِ والسائِلِ ) ، وأَنشد ثعلبٌ :
أَمُصُّ ثِمَادِي والمِيَاهُ كَثِيرَةٌ
أُحَاوِلُ مِنْهَا حَفْرَها *!واكْتِدَادَهَا
يقول : أَرْضَى بالقليلِ وأَقْنَعُ به .
( *!والكَدَدَةُ ، مُحَرَّكَةً ، و ) *!الكُدَدَةُ ( كهُمَزَةٍ ، و )
*!الكُدَادَةُ ، مثل ( سُلاَلَةٍ : ما يَبْقَى ) في ( أَسْفَل القِدْرِ )
مُلْتَزِقاً به بعدَ الغَرْفِ منها ، قال الأَزهريُّ : إِذا لَصِقَ الطَّبيخُ
بأَسفلِ البُرْمَة فكُدَّ بالأَصابِع فهي الكُدَادةُ ( و ) في الصّحاح : الكُدَادة
، ( كُسَلاَلةٍ : القِشْدَةُ ) ، وما يَبْقَى في أَسفلِ القِدْرِ من المَرقِ ،
والكُدَادَة : ثُفْلُ السَّمْنِ .
( و ) الكُدَادَةُ ( : ع بالمَرُّوتِ لبني يَرْبُوعِ ) بن حَنظلَةَ ، كذا في
المَراصد .
( *!والكَدِيدُ : المِلْحُ الجَرِيشُ ، و ) *!الكَدِيدُ أَيضاً : ( صَوْتُه إِذَا
صُبَّ ) بعضُه على بعضٍ ، وقد *!كَدَّدَ الرجلُ ، إِذا أَلْقَى *!الكَدِيدَ بَعْضَه
على بَعْضِ .
( و ) الكَدِيدُ ( : ماءٌ بَيْنَ الحَرَمَينِ ) الشَّريفينه ( شَرَّفَهما الله
تعالَى ) ، وفي المَراصد : مَوضِعٌ بالحِجَازِ على اثنينِ وأَربعين مِيلاً من
مَكَّةَ بين عُسْفَانَ ورَابِغٍ ، وهو الذي جَزَم به عِياضٌ في المَشارهق وتلميذُه
ابن قَرقول في المَطَالع ، وله ذِكْر في صحِيح البخاريّ ، وذكر بعضُ الشُّرَاح
أَنه بين عُسْفَانَ وقُدَبْد ، بينه وبين مَكَّةَ ثلاثُ مَراحِلَ أَو اثنانِ ، كذا
نقَلَه شيخُنا . قلت : والذي في مُعجَم البكرِيّ : الكُدَيْد ، مُصغَّراً ، هاكذا
ضبطه ، بين مكَّة والمَدِينة بَيْنَ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ وأَمَجَ ، وأَمصا بفتح
الكاف وكَسر الدال ، ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بن ذُبْيَانَ بِرَحْرَحَانَ ،
فليُنْظَر هاذا مع ما قبله .
( و ) الكَدِيدُ ( : البَطْنُ الوَاسِع من الأَرْضِ ) خُلِقَ خَلْقَ الأَوْدِيَةِ
إِلاَّ أَنَّه
____________________
(9/98)
أَوْسَعُ
منها ، عن أَبي عُبَيْدة .
( و ) الكَدِيدُ أَيضاً ( : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ ، *!كالكِدَّةِ ، بالكسر ) ،
لأَنها *!تَكُدُّ الماشيَ فيها ؛ وفي حديث خالد بن عبد العُزَّى ( فَحَصَ
*!الكِدَّةَ بِيَده فانْبَجَس الماءُ ) ، هي من ذالك .
( ويَوْمُ *!الكَدِيدِ ، م ) أَي معروفٌ من أَيامهم .
( و ) *!الكُدَادُ ( كثُمَامٍ : حُسَافُ الصِّلِّيَانِ ) ، وهو الرِّقَةُ يُؤكَل
حين يَظْهَر ولا يُتْرَك حتى يَتِمَّ .
( و ) *!الكُدادُ اسم ( فَحْلٍ تُنْسَب إليه الحُمُرُ ) ، يقال : بَنَاتُ
*!كُدَادٍ ، وأَنشد الجوهريُّ :
وعَيْرٌ لَها مِنْ بَنَاتِ الكُدَادِ
يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ
قال الصاغانيّ : والرِّوَايَة : حِمارٌ لهم ، على الجمع ، ويروى حِصَانٌ ، والبيت
للفَرَزْدَق .
( *!والأَكِدَّةُ : بَقَايَا المَرْتَعِ الذي قد أُكِلَ ) ، يقال : بَقِيَتْ مِن
الكَلإِ *!كُدَادَةٌ ، وهو الشيءُ القليلُ .
( ورأَيتُهم *!أَكْدَاداً *!وأَكَادِيدَ : فِرَقاً وأَرْسَالاً ) ، لا واحِدَ لها
، وحكَى الأَصمعيُّ : قَوْمٌ *!أَكْدَادٌ ، أَي سِرَاع .
( *!والكَدْكَدَةُ : الإِفراطُ في الضَّحِك ) . كالكَتْكَتَةِ والكَرْكَرَة
والطَّخْطَخَة والطَّهْطَهَة ، ( *!كالكِدْكَادِ ، بالكسرِ ) ، وهو مُطاوِع
*!الكَدْكَدَة ، وأَنشد الليث :
ولاَ شَديدٍ ضِحْكُهَا *!كِدْكَادِ
حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ
( و ) الكَدْكَدَةُ ( : ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ عَلَى السَّيْفِ إِذا جَلاَهُ
. و ) *!الكَدْكَدَةُ ( : التَّثَاقُلُ في المَشْيِ ) ، وهو العَدْوُ البَطِىءُ ،
كما في الأَفعال لابن القطّاع .
( *!وأَكَدَّ ) الرجلُ ( *!واكْتَدَّ ) ، إِذا ( أَمْسَكَ ) .
( و ) من المَجاز ( هو *!كَدُودٌ ) : لا يُنَالُ دَرُّه وخَيْرُه إِلاَّ بِعُسْرٍ
. وكان ابنُ هُبَيرَة
____________________
(9/99)
يقول
: *!-كُدُّونِي فَإِنّي *!مُكِدٌّ ، أَي سَلُوني فإِني أُعطِي على السُّؤال .
( و ) من المَجاز أَيضاً ، يقال ( بِئْرٌ *!كَدُودٌ ) ، إِذا ( لم يُنَلْ مَاؤُها
إِلاَّ بِجَهْدٍ ) ومَشقَّة .
( *!والكُدَيْدَةُ كجُهَيْنَةَ : ماءٌ لبني أَبي بَكْرِ بن كِلابٍ ) ، وهي والضمة
ماءَانِ مِلْحَانِ خَشِنَانِ بالهَرْدَةِ لهم . كذا في المعجم .
( *!وكُدَدٌ ، كصُرَدٍ : ع قُرْبَ البَصْرَة ) على أَيامٍ يَسيرةٍ منها .
( و ) كَدَدٌ ، ( كجَبَلٍ : ع ) أَو وادٍ أَو جَبَلٌ ( في دِيارِ بني سُلَيْمٍ ) .
( و ) *!الكَدَدُ ( لُغَةٌ في الكَتَدِ ) أَو لُثْغَة .
( *!والمِكَدُّ ) بالكسر ( : المُشْطُ ) والمِحَكُّ .
( *!وكَدَّدَه *!وكَدْكَدَهُ *!وتَكَدْكَدَهُ : طَرَدَه طَرْداً شَديداً ) ،
وعبارة النوادرِ : *!وكَدَّنِي ، *!وكَدْكَدَنِي ، *!-وتَكَدَّدَني ، وتَكَرَّدَني
، أَي طَرَدني طَرْداً شديداً .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الكَدِيدُ : الأَرضُ *!المَكْدُودةُ بالحوافِرِ .
*!والكَدِيد : التُّرابُ الدِّقُّ *!المَكدودُ المُرَكَّل بالقوائمِ ، قال امرُؤ
القَيْس :
مِسَحَ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلى الوَنَى
أَثَرْنَ الغُبَارَ *!بِالكَدِيدِ المُرَكَّلِ
والكَدِيد : تُرَاب الحَلْبَةِ .
*!وكَدْكَدَ عليه ، أَي عَدَا عَليه .
*!وكَدَّ : تَعِبَ ، وكَدَّ : أَتْعَبَ ، لازِمٌ ومتعدَ .
*!وكَدَّ لِسانَه بالكلامِ وقَلْبَه بالفِكْر ، وهو مجازٌ .
*!والكَدُّ : الحَكُّ ، وفي حَدِيث عائشةَ رضي الله عنها ( كُنْتُ أَكُدُّه مِن
ثَوْبِ رَسول الله صلى الله عليه وسلم تَعْنِي المَنِيَّ .
*!وكدَدْتُ رأْسي وجِلْدي بالأَظفار : حَكَكْتُ بها حَكًّا بإِلحاح ، وهو مَجاز .
*!والمَكْدُود : المَغلُوب .
*!والكَدُّ : السَّعْيُ والاجتهادُ .
____________________
(9/100)
ورَجُلٌ *!كَدودٌ : شَغَلَ نَفْسَه في تَعَبٍ ، وناقَةٌ *!كَدُودٌ ، على المَثَل .
*!وكُدَادَةُ الكَلإِ : القَلِيلُ منه .
وعن أَبي عَمرو : *!الكُدَّدُ : المُجاهدون في سبيل الله تعالى .
*!والكَدْكَدَةُ : حِكَايَةُ صَوْتِ شَيْءٍ يُضْرَب على شيْءٍ صُلْب ، وهاذا من
كتاب الأَفعال .
*!والكَدُّ : إِناءٌ من الخَزَف على هيْئةِ الأَوانِي المَجْلُوبة من دَيْرِ
البَلاَّص إِلى مصْر يُمْلأُ فيه المَاءُ ، والجَمْعُ *!الكِدَّانُ ، يمانِيَة ،
ولقد استظرف البَدْرُ الدِّمامينيُّ حيث قال :
رَعَى الله مِصْراً إِنَّنَا فِي ظِلاَلِها
نَرُوح ونَغْدُو سَالِمينَ مِنَ الكَدِّ
ونَشْرَبُ مَاءَ النِّيلِ بالكَأْسِ صَافِياً
وأَهْلُ زبِيدٍ يَشْرَبُونَ مِنَ *!الكَدِّ
*!وكادَّه *!مُكَادَّةً : غَالَبَه .
وظَبْيَانُ بن *!كدادة ، قاله أَبو عُمَر ، وابن الأَثير ويقال ابن كرادة له
وِفَادَةٌ وخَبَرٌ لا يَصِحُّ .
*!وكدادة : بطْن من مُرادٍ ، وهو كدادة بن مُفرِّج بن ناجِيَة بن مُرَادٍ واسم
كدادة الحارث ، ويقال إِنه من الأَزد ، وهو الحارث بن مُفرِّج بن مالك بن زَهرانَ
بن كَعْب بن الحارث بن كَعْب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأَزد ، قاله ابنُ
الكلبيّ .
*!والمُكَدَّد لقبُ شُرَيح بن مُرَّة بن سَلَمَة الكِنْدِيّ الصحابيّ ، لُقِّب به
لقوله .
سَلُونهي *!-وكُدُّوني فإِنِي لَبَاذِلٌ
لَكُمْ مَا حَوَتْ كَفَّايَ فِي العُسْرِ واليُسْرِ
ورَأَيْتُ القَوْمَ *!أَكداداً *!وأَكادِيدَ ، أَي مُنهَزِمين .
*!والكِدَّةُ : الأَرْضُ الغليظةُ .
وسعدُ الله بن بَقِيَّة الله بن *!كَدْكَدَة .
____________________
(9/101)
ودُلَفُ
بن أَبي نَصْر بن كَدْكَدَة ، مُحدِّثان .
كرد : ( الكَرْدُ : العُنُقُ ) ، لُغَة في القَرْدِ ، فارِسِيّ مُعَرَّب ، قال
الشاعر :
فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ
فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ
وقال آخر :
وكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه
ضَرَبْنَاهُ دُونَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
( أَو أَصْلُها ) ، وهو مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق ، وتأْنيثُ الضَّمير على
لغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز ، فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ ، وهي مَرجُوحةٌ ، قاله
شيخُنا . وفي اللسان : والحَقيقة في الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ .
( و ) الكَرْدُ ( : السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ ) كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً :
ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم ، وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ في
الحَمْلَةِ . وفي حديثِ عُثْمَانَ رضي الله عنه لمَّا أَرادوا الدُّخول عليه لقتله
( جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه )
أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم .
( و ) الكَرْدُ ( : القَطْعُ ، ومنه : شَارِبٌ مَكْرُودٌ ) ، أَي مقطوع .
( و ) الكُرْدُ ( بالضمَّ : جِيلٌ م ) معروف وقبائلُ شَتَّى ، ( ج أَكْرَادٌ )
كقُفْل وأَقْفَالٍ ، ( و ) اختُلف في نَسبهم ، فقيل ( جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍ و
مُزَيْقَاءَ ) وهو لَقَبٌ لِعَمْرٍ و ، لأَنه كان كلَّ يوم يَلْبَس حُلَّةً ،
فإِذا كان آخر النهار مَزَّقها لئلا تُلْبَسِ بعدَه ، ( ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ
السَّماءِ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ والصواب أَنّ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر ،
ويَدُلُّ له قولُ الشاعرِ :
أَنَا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٍ و وجَدِّي
أَبوه عامرٌ ماءُ السَّماء
____________________
(9/102)
هكذا رواه أَهلُ الأَنْسَاب ، كابن حَزْمٍ وابن رَشِيق والسُّهَيليّ ، ويرويه
النحويّون ) أَبُوه مُنْذِرٌ ، بدل ( عامر ) وهو غَلَطٌ ، قاله شيخُنا ، وإِنما
لُقِّب به لأَنه كان إِذا أَجْدَب القَوْمُ وحَلَّ بهم المَحْلُ مَانَهم وقامَ
بِطَعَامِهِم وشرابهمِ حتى يَأْتِيهَم المَطَرُ ، فقالوا له : ماءُ السماءِ . قلت
: وعامرٌ ماءُ السماءِ أَعْقَب عِمْرَانَ بن عامِر وعَمْراً مُزَيْقِياءَ ، فهما
ابنا عامرٍ ماءِ السماءِ ابن حارِثَةَ الغِطْرِيفِ بنِ امرِىء القيس الغِطريفِ بن
ثَعْلَبة البُهْلول بن مازن السِّراج بن الأَزد ، والعَقِب من عمرٍ و مُزيقياءَ في
سِتَ أَبْطُمٍ : ثَعْلَبَة العَنْقَاء ، وحارِثَة ، وجَفْنَة ، وعِمْرَان ،
ومُحَرِّق ، وكَعْب . أَولاد عَمْرو ، ومن ثَلبةَ العنقاءِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ ،
كما حقّقناه في مُؤلّفاتنا في هاذا الفن ، وهاذا الذي ذهب إليه المُصنّف هو الذي
جَزم به ابنُ خِلِّكان في وَفَيات الأَعيان ، في ترجمة المُهلَّب بن أَبي صُفْرة .
قال : إِن الأَكْرَاد من نَسْل عَمْرٍ و مُزيقياءَ ، وَقَعَوا إلى أَرْض العَجَم
فتَنَاسَلُوا بها وكَثُر وَلَدُهم ، فَسُمُّوا الأَكرادَ ، قال بعضُ الشعراءِ :
لَعَمْرُكَ مَا أَلاكْرَادُ أَبْنَاءُ فَارِسٍ
ولاكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرِ
هاكذا زَعمَ النسّابون . وقال ابنُ قُتَيبة في تكابِ المَعَارِف : تَذْكُر
العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طعام بَيورَاسفَ . وذالك أَنه كان يَأْمُر أَن
يُذْبَح له كخلَّ يوم إنسانان ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما ، وكان له وزيرٌ يقال له
أَرياييل ، فكان يذبَح واحداً ويُبْقِي واحداً يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى
جَبله فَارِس ، فتوالَدوا في الجِبال وكَثُروا . قال شيخنا : وقد ضَعَّفَ هاذا
القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنسابِ . قلت : وبيوراسف هذا هو الضَحَّاك المارِي ،
مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ ، وفي مفاتيحِ العُلومِ هو
مُعَرَّب دِهْ آك ، أَي ذو عَشْرِ آفاتٍ ، وقيل معرَّب أَزدها ، أَي التّنِّينُ ،
للسَّلَعَتَيْنِ اللَّتين كانَتَا له ، وقال أَبو
____________________
(9/103)
اليقظان
: هو كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ ( بن عامر ) بن صَعْصَعَةَ ، وقد
أَلَّفَ في نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلاَّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ ،
وذكر فيه أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ ، وخَبَطَ فيه خَبْطَ
عَشْوَاءَ ، ورَجَّح فيه أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح ، وهم
قبائلُ كثيرةٌ ، ولاكنهم يَرجِعُون إِلى أَربعةِ قبائلَ : السوران والكوران
والكلهر واللّر . ثم إِنّهم يتشَعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لا
تُحْصَى ، مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم . ثم نَقَلَ عن مناهج الفكر ومباهج
العبر للكُتْبِيّ ما نَصُّه : أَمَّا الأَكرادُ فقال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهرة :
الكُرْدُ أَبو هاذا الجِيلِ الذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد ، فزعمَ أَبو اليَقظانِ
أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عامر ( بن : ربيعةَ بنِ عامر ) بن صَعْصَعَةَ . وقال (
ابن ) الكلبِيِّ : هو كُرْد بن عمرو مزيقياءَ . وقعوا في نَاحيَة الشَّمَال لَمَّا
كان سَيْلُ العَرِم ، وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا . وقال المسعوديُّ :
ومن الناس مَن يَزعم أَن الأَكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نزارٍ ، ومنهم مَن يزعم
أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ ، ومنهم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن
كَنْعَانَ بن كُوش بن حام . والظاهر أَن يكونوا من نَسْلِ سامٍ ، كالفُرْسِ ، لما
مَرَّ من الأَصْل ، وهم طوائف شَتَّى ، والمعروف منهم السورانية والكورانية
والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية
والهارونية واللرية ، إِلى غير ذالك من القبائل التي لا تُحْصَى كَثْرَةً ،
وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل ، انتهى
____________________
(9/104)
كلامُ
المسعوديّ ونقله هاكذا العلامة محمد أَفندي الكُرديّ في كتابه . قلت : والذي نقل
البُلبيسيّ عن المسعوديّ نصّ عبارته هاكذا تنازعَ الناس في بدءِ الأَكراد ، فمنهم
من رأَى أَنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل ، انفردوا في الجبال قديماً لحالٍ
دعتهم إِلى ذالك ، فجاوروا الفُرس فحالت لغتهم إِلى العَجمة ، وولدَ كلّ نوع منهم
لغة لهم كُردية ، ومنهم من رأَى أَنهم من ولد مضر بن نزار ، وأَنهم من ولد كُرد بن
مرد بن صعصعة ( بن هوازن ) انفردوا قديماً لدماءٍ كانت بينهم وبين غسّانَ ، ومنهم
من رأَى أَنهم من ولد ربيعة بن مضر اعتصموا بالجبال طلباً لمياه والمرعى ، فحالوا
عن الرعبية لمن جاورهم من الأُمم ، وهم عند الفُرس من ولد كرد ابن إِسفنديار بن
منوجهر ، ومنهم من أَلحقهم بإِماءِ سليمان عليه السلام حين وقع الشيطانُ المعروف
بالجَسد على المنافقات فعِلقن منه وعُصِمَ منهن المؤمنات ، فمال وضعْن قال :
اكردوهن إِلى الجبال . منهم ميمون بن جابان أَبو بصير الكدري قاله الرشاطي عن
أَبهي ، انتهى . ثم قال محمد أَفندي المذكور : وقيل أَصل الكرد من الجنّ ، وكل
كرديّ على وجه الأَرض يكون رُبعهو جِنيًّا ، وذلك لأَنهم من نسل بِلْقيس ، وبلقيس
بالاتفاق أُمها جِنيّة ، وقيل : عصى قوم من العرب سليمانَ عليه السلام وهربوا إِلى
العجم ، فوقعوا في جَوَارٍ كان اشتراها رجل لسليمان عليه السلام ، فتناسلت منها
الأَكراد ، وقال أَبو المعين النفسيّ في بحر الكلام : ما قيل إِن الجنّي وصل إلى
حرم سليمان عليه السلام وتصرف فيها وحصل منها الأَكراد باطلٌ لا أَصل له ، انتهى .
قلت : وذكر ابن الجواني النسّابة في آخر المقدمة الفاضليّة عند ذِكر ولد شالخ بن
أَرفخشد ما نصُّه : والعقب من فارسان بن أَهلو بن أَرم بن أَرفخشذ
____________________
(9/105)
أَكراد
بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأَكراد ، هذا على أَحد الأَقوال ، وأَكثر من
يَنسبهم إِلى قيس ، فيقول كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن
هَوَازن بن منصور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن
عدنان ، ويُجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم في خروجه إِلى بلاد
العجم مغاضِباً لأَهله ، فأَوْلد فيها ما أَوْلد . قال : وعليه اعتمد الأَرقطيّ
النسابة في شجرته . ومن أَراد الزيادة على ذالك فعليه بكتاب الجوهر المكنون في
القبائل والبطون لابن الجواني المذكور ، وفيما ذكرنا كفاية ، والله أَعلم .
( و ) الكُرْدُ ( : الدَّبْرَةُ مِن المَزَارِعِ ) معرب ، وهي المَشَارات ، أَي
سَواقيها ، ( الواحدة بهاءٍ ) والجمع كُرُودٌ ، قال الصاغانيّ : وهو مما وافق
كلامَ العرب من كلام العجم ، كالدِّشْتِ والسَّخْت .
( و ) الكُرْدُ ( : ة بالبيضاءِ ) بفارسَ ، منها أَبو الحسن عليّ بن الحسن بن عبد
الله الكُرْدِيّ .
( و ) كُرْدُ ( بنُ القاسم ) ، وأَظُّن هاذا تصحيفاً في كُرْدِين بن القاسم (
مُحَدِّثٌ ، وكذا محمّد بن كُرْدِ الإِسْفَرَايِنِيّ . ومُحَمد بن ) عَقيل المعروف
بابن ( الكُرَيْدِيِّ ) بالتّصغير . ( وكُرْدِينُ ) لقب ( واسمه عبدُ الله بنُ
القاسِمِ ) مُحَدّث ، هاكذا ساق هاذه الأَسماءَ الصاغانيُّ في تَكملته ، وقلَّده
المصنف ، والذي في التبصير للحافظ أَن المُسَمَّى بعبد الله بن القاسم يعرف
بكُورِين ، ويكنى أَبا عبيدة ، وأَما ابن كخرْدِين فاسمه مِسْمع ، فتنبَّهْ لذالك
.
( والكِرْدِيدَةُ ، بالكسر : القطْعَةُ العَظِيمةُ من التَّمْرِ ، و ) هي أَيضاً (
جُلَّتُه ) ، أَي التَّمرِ ، عن السيرافيّ ، قال الشاعر :
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له كِرْدِيدَهْ
يأْكُلُ منْهَا وهْوَ ثَانٍ جِيدَهْ
____________________
(9/106)
أَنشد أَبو الهيثم :
قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَهْ
وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ
( أَو ) الكِرْدِيدَلآُ ( : ما يَبْقَى في أَسْفَلِها ) أَي الجُلَّةِ ( مِنْ
جَانِبَيْهَا مِن التَّمْرِ ) ، كذا في الصحاح ، ( ج كَرَادِيدُ وكِرَادٌ ) ،
الأَخير بالكسر ، قال الشاعر :
القاعِدَات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ
والآكِلاَت بَقِيَّاتِ الكَرَادِيدِ
( كالكِرْدِيَةِ ) ، بالكسر ، عن الصاغانيّ ( وعبدُ الحَمِيدِ بنُ كَرْدِيدٍ
مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ ) ، وهو صاحب الزِّيَاديّ .
( وكارَدَهُ : طارَدَهُ ودَافَعَه ) ، قيل : ومنه اشتقاق الكُرْدِ الطائفَة
المشهورة .
( ) ومما يستدرك عليه :
يقال : خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه ، أَي بقَفَاه ، أَورده الأَزهري في رباعيّ
التهذيب .
وأَبو عليّ أَحمد بن محمد الكَرْدِيّ ، بفتح الكاف ، هاكذا ضبطه حمزة ابن يوسف السهميّ
، مُحدّث ، روَى عن أَبي بكر الإِسماعيليّ .
وجابر بن كُرْدِيّ الواسِطيّ ، بالضمّ ثِقَةٌ ، عن يَزيدَ بن هارونَ .
والكَرْد ، بالفتح : ماءٌ لبني كِلاب في وَضحِ حِمَى ضَرِيَّه .
ومحمّد بن أَحمد بن كردان ، محدِّث .
وعُمر بن الخليل أَبو كِرْدِينِ ، بالكسر ، وَلَى قضاءَ أَصبهانَ ، وحدّث عن حمّاد
بن مَسْعَدة ، ذكره أَبو نُعيم في تاريخه .
وأَبو الفضل أَحمد بن عبد المنعم ابن الكِرْدِيديّ ، وأَبو بكر أَحمد بن بدران
الكِرْدِيدِيّ ، وعُمر بن عبد الله بن إِسحاق الكِرْدِيديّ ، مُحَدّثون .
كربد : ( كَرْبَدَ في عَدْوِه ) كَرْبَدَةً ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ،
وقال
____________________
(9/107)
الصاغانيّ
: إِذا ( جَدَّ فِيه ) وأَسْرَعَ ، أَو قارَبَ الخَطْوَ ، كدَرْبَكَ .
كرمد : ( كَرْمَدَ في آثارِهِم ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ
، إِذا ( عَدَا ) ، قلت : الميمُ مُنقلبة عن الباءِ كدَرْمَك .
كركد : ( الكِرْكِيدَةُ ، بالكسر ) ، أَهمله الجوهريّ والجماعةُ ، وقال الصاغانيُّ
استطراداً ، في تركيب ك ر د : إِنها لغة في ( الكِرْدِيدَةُ ) وهي القِطْعَةُ
العظيمةُ مِن التَّمْرِ ، كما تَقدَّمَ .
كزد : ( كَزْدٌ ، بالفتح ) أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُرَيد هو ( : ع ) قال :
ولا أَدري ما حَقِيقَلآُ عَربِيَّتِه .
كسد : ( كَسَبُد ) المتَاعُ وغيرُه ، ( كنَصَر وكَرُم ) ، اللغة الأُولى هي
المتداولَة المشهورة والفعل يَكحسُد ، ( كَسَاداً ) بالفتح ، ( وكُسُوداً ) ،
بالضم ( : لم يَنْفُقْ ) ، وفي التهذيب : أَصل معنَى الكَسَاد هو الفَساد ، ثم
استعملوه في عَدَم نَفَاق السِّلَعِ والأَسْواقِ ، ( فهو كاسِدٌ وكَسِيدٌ )
وسِلْعَةٌ كاسِدَةٌ ( و ) كَسَدت السُّوقُ تَكحسُد كَسَاداً ، و ( سُوقٌ كاسِدٌ )
، بلا هاءه ، وكأَنهم قصَدوا النَّسبَ ، أَي ذات كَسَادٍ ، ( وأَكْسَدَ ) في سائر
النُّسخ بالرفع ، بناءً على أَنه معطوف على ما قبله ، والصواب أَنه جُملةٌ
مستقِّلة مستأْنَفة ، أَي وأَكسدَ القَوْمُ : كَسَدَتْ سُوقهم ، كذا في اللسان ،
وعبارة ابن القطاع : أَكْسَد القومُ : صاروا إِلى الكَساد ، ( و ) كذا قولهم (
أَكْسَدَتْ سُوقُهم ) وهذا خلاف ما عليه الأَئمة ، فإِنهم صرَّحوا : أَكسدَ القوم
رباعيًّا ، وكسَدَتْ سوقهم ثُلاثيًّا .
____________________
(9/108)
( والكَسِيدُ : الدُّونُ ) ، وبه فُسّر قول الشاعر :
إِذْ كُلُّ حَيت نَابِتٌ بِأُرُومَلآغ
نَبْتَ العِضَاةِ فَمَاجِدٌ وكَسِيدٌ
قال ابن بَرّيّ : البيت لمُعَوِّد الحُكَماءِ .
( والكُسْدُ ) بالضمّ ( : القُسْطُ ) ، لغة فيه ، عن الصاغانيّ .
( وانْكَسَدَت الغَنَمُ إِلى الغَنَمِ : رجَعَتْ إِليها ) ، عن الصاغانيّ .
كشتغد : ( كُشْتَغْدَى ) بن عبد الله ( الخَطَّابِيُّ ) الصّيرفيّ أَبو محمد ، (
بالضمِّ ) فسكون ففتح المثناة الفوقيّة وسكون الغين وفتح الدال المهملة ، أَهمله
الجماعة ، وهو مُحَدِّث ، ( وابْنُه ) محمد ، ( رَوَيَا ) ، روى عن إِسماعيل بن
أَبي اليُسْر ، والنَّجِيب الحَرّانيّ ، وغيرهما وتُوُفِّيَ بالقاهرة سنة 717 ذكره
التّقى السُّبْكيّ في مُعجم شُيوخه ، ( رَوَيْنَا عن أَصحابِهما ) ، روى عن محمّد
بن كُشْتَغْدَى شيخُ الإِسلام سراجُ الدين عُمَرُ البَلْقِينيّ ، وهو شيخ المصنّف
، كما أَشار إليه في بَلْقِين ، وكذا السُّبْكيُّ ، وهو شيخه أَيضاً ، وأَبو
العباس أحمد بن كُشْتَغْدَى . حَدَّث عن النَّجيب ، كأَخيه ، وعنه أَبو المعالي
الحَلاوِيّ ، وروى أَبو الفرج بن الشِّحْنَة عن محمّد وأَحمد ابنيْ كُشْتَغْدَى ،
وهما عن النَّجيب ، ثم إِن هاذه اللفظة تُركيّة ، وحقُّ تركيبها قوش دوغدي أَي
وُلِد في الصّباح ، ثمّ صارت إِلى ما تَرى .
كشد : ( كَشَدَه يَكْشدُه ) كَشْداً ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُريد أَي : (
قَطَعَه بأَسْنَانِهِ ) قطْعاً ( كقَطْعِ الجَزَرِ ) والقِيَّاءِ ونحوِهما .
( و ) كَشَدَ ( الناقة : حَلبَها بِثلاث أَصابِعَ ) ، قاله الليثُ ، وقال ابنُ
شُمعيل : الكَشْدُ ، والفَطْرُ ، والمَصْرُ ،
____________________
(9/109)
سواءٌ
، وهو الحَلْبُ بالسّبَّابة والإِبهام .
( والكَشْدُ ) ، بفتح فسكون ( : حَبٌّ يُؤْكَلُ ) ، عن ابن رُديد .
( والكَشُودُ ) ، كصَبور ( : ناقَةٌ تُكْشَدُ ) ، أَي تُحْلَب ، كَشْداً (
فَتَدِرُّ ) اللَّبَنَ .
( و ) الكَشُودُ أَيضاً ( : الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيلِ ) من النُّوق ( القَصِيرَةُ
الخِلْفِ ) ، قاله ابنُ شُمَيل .
( و ) عن ابنِ الأَعرابيِّ : ( الكُشُدُ ) ، بضمتين ( : الكَثِيرُو الكَسْبِ ،
والكادُّونَ علَى عِيَالِهم ) ، وقد سقطت الواو من بعض النُّسخ ، ( الوَاصِلُونَ
أَرْحَامَهم ، الواحِدُ كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ ) ، الأَخير مُحَرَّكَة .
( وأَكْشَدَ : أَخْلَصَ ) الكِشْدَة ، وهي الكِشْطَة ، أَي ( الزُّبْدَة ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكُشْدَانِيُّونَ ، بالضمّ : طائفةٌ من عَبدَة الكَواكبِ ، استدركه شيخُنا رحمه
الله تعالى .
وكُوشِيد ، بالضمّ وكسر الشين : جَدُّ قاشم بن مَنْده الأَصبهانيّ المُحَدّث .
كعد : ( الكَعْدُ ) ، بالفتح ، أَهمله الجوهريّ ، وفي اللسان ( : الجُوَالِقُ ، و
) الكَعْدَة ( بهاءٍ : طَبَقُ القَارُورَةِ ) ، وهاذه ضَبطها الصاغانيُّ بالضمّ .
كغد : ( الكَاغَدُ ) ، بفتح الغين ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو ( :
القِرْطَاسُ ) فارسيٌّ ( مُعَرَّب ) ، وسيأْتي اللامُ عليه إِن شاءَ الله تعالى . كلد
: ( الكَلْدُ : جَمْعُ الشيءِ بَعْضِه عَلَى ) وفي بعض النُّسخ إِلى ( بَعْضٍ ،
كالتَّكْلِيدِ ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
فلمَّا ارْجَعَنُّوا واشْتَرَيْنَا خِيَارَهُمْ
وسَارُوا أُسَارَى في الحَدِيدِ مُكَلَّدَا
( و ) الكَلَدُ ( بالتَّحْرِيك ) والكَلَنْدَي ( : المَكَانُ الصُّلْبُ بلا حَصًى
) ، كالكَلَدَةِ ، والعرب تقول : ضَبُّ
____________________
(9/110)
كَلَدَةٍ
، لأَنَّهَا لا تَحْفِر جُحْرَهَا إِلا في الأَرْض الصُّلْبَةِ ( و ) الكَلَدُ ( :
النَّمِرُ ) ، وهي بهاءٍ ( و ) الكَلَد ( : الآكَامُ ، أَو ) هو ( الأَرَاضِي
الغَلِيظَةُ ) أَو قِطْعَةٌ منها غَلِيظَة ، ( واحِدُها ) كَلَدَة ، ( بهاءٍ ) .
( وأَبُو كَلَدَة ) ، بالتحريك ، ( كُنْيَةُ الضِّبْعَانِ ) ، جَمع ضَبُعٍ ،
الحيوان المعروف .
( وكَلَدَةُ بْنُ حَنْبَلٍ ) الغَسَّانيّ ، وقيل الأَسلميّ ، أَخو صَفْوَان بن
أُمَيَّة لأُمِّهِ وكان أَسودَ ، خدَمَ صفوانَ وأَسلمَ بُعَيْدَه ، له حديث في
جامع التِّرمذيّ وغيره .
( والحَارِث بن كَلَدَة ) بن عَمرو بن عِلاَجٍ الثَّقفيّ مولَى أَبي بَكرةَ
الثقفيّ ، ( صَحابِيَّانِ ) ، واختُلف في الثاني ، وهو المشهور بالطبّ ، لأَنَّه
سافَرَ إِلى فارسَ ، وتَعلّم هناك الطِّبَّ ، واشتهر فيه ، ونال به مالاً ،
وأَدركَ الإِسلامَ .
( و ) الحارث بن كَلَدَة ( طَبِيبٌ للعَربِ ) ، وفي مختصر الاستيعاب هو الحارث بن
الحارث بن كَلَدَة ، وهو من المُؤلَّفَة قُلوبُهم ، وكان من أَشراف قَومه ، وهو
أَيضاً صحابيٌّ .
( ) وفاته :
الحارث بن حسّان بن كَلَدَة البَكْريّ الرَّبَعِيّ الذُّهْلِيّ ، نزلَ الكُوفةَ ،
له صُحْبةٌ ، روعى عنه أَبو وائِلٍ وسِمَاك ابن حَرْب .
( وضِرَارُ بنُ فُضَالَةَ بن كَلَدَةَ ، ثَلاثَتُهم شُعراءُ ) ، هو وأَبوه وجَدُّه
.
( والكَلَنْدَي : الأَكَمَةُ ) ، كالكَلَدَةِ . ( و ) الكَلَنْدَي ( : ع )
بعُمَانَ قال سَوَّارُ بن المُضَرَّب :
فلا أَنْسَى لَيَالِيَ بِالكَلَنْدَي
فَنِينَ وكُلُّ هاذا العَيْشِ فَانِ
( والمُكْلَنْدِدُ : الشَّديدُ ) الخَلْقِ ( العَظِيمُ ، كالمُكْلَنْدِي ) ،
باليءِ بدل الدال .
( و ) عن اللِّحْيَانيّ ( اكْلَنْدَي ) الرجُلُ واكْلَنْدَد ، إِذا ( غَلُظَ
واشْتَدَّ ( كَتَكَلَّدَ ) )
____________________
(9/111)
واكْلَنْدَى
البعيرُ واكْلَنْدَدَ ، إِذا غَلُظَ ، كاعْلَنْدَى .
( واكْلَنْدَدَ علَيه : أَلْقَى عليه بِنَفْسه ، و ) اكْلَنْدَدَ واكْلَنْدَى ( :
صَلُبَ ) واشْتَدَّ ، وبَعيرٌ مُكْلَندٍ ومُكْلَنْدِدٌ وعَمَّم به بعضُهم فقال :
المُكَلَنْدِى : الشديد .
( و ) اكْلَنْدَدَ الرجلُ ( : تَقَبَّضَ وامْتَنَعَ ) ، ذَكرَهُ الأَزهريّ في
الرباعيّ أَيضاً .
( وذِيخٌ كَالدٌ : قَدِيمُ ) هاكذا ذكروه .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَكَلَّدَ الرَّجلُ : غَلُظَ لَحمُه وتَغَزَّرَ .
والإِكْلِيد ، بالكسر : المِفْتَاح أَو الخِزَانَةُ ، كالإِقْلِيد ، وقد تقدّمَ .
وكَلْوَادَ ، بالتفح ، ومنهم من ضبطه بإِعجام الذال ، قال المسعودِيّ : دارُ
مَملكة الفُرْس بِالعراق ، قال الرّشاطيّ : ويقال : كَلُودا ، منها أَبو محمد
حَيُّوس بن رِزْق الله بن بَيَّان ، وُلِد بمصر ، ثِقَةُ ، عن عبد الله بن صالح
كاتب اليْث وغيره .
وزياد بن أبي سفيان الكَلَدِيّ ، محرَّكة ، نسبْة إِلى مَوْلَى أُمِّه سُمَيَّةَ ،
وكانت جاريةَ طَبيبه العَرب المَذْكُور ، وكذلك أَبو بكرةَ نُفَيْع بن الحارث أَخو
زياد لأُمّه سُمَيصة ، ويقال له الكَلَديّ أَيضاً لذالك .
والكُلْدَانِيُّون ، بالضمّ : طائفةٌ من عَبَدَة الكواكب .
وكَلاَبَادَ : قرية بِبُخَارَا ، وبالضّمّ محلَّة بمدينة كَرْمِينِيَةَ قُرْبَ
سَمَرْقَنْد .
كلهد : ( أَبو كَلْهَدَةَ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الأَزهريّ : هو ( من
كُنَاهُمْ ) ، وكَلْهَدَة اسمُ رَجلٍ .
كمد : ( الكُمْدَةُ ، بالضمّ والكَمْدُ ، بالفتح ، و ) الكَمَدُ ( بالتَّحْرِيك :
تَغَيُّرُ اللَّوْنِ وذَهَابُ صَفَائه ) وبقاءُ أَثَرِه ، وفي حديث عائشةَ رضي
الله عنها ( كانَتْ إِحْدَانا تَأْخُذُ الماءَ بيَدِهَا
____________________
(9/112)
فتَصُبُّ
على رأْسِها بِإِحدَى يَدَيْهَا فتُكْمِدُ شقَّها الأَيْمَن ) .
( و ) الكَمَدُ ، مُحَرَّكَةً ( : الحُزْنُ الشديد ) لا يُستطاعُ إِمْضَاؤُه . وفي
الصحاح والأَساس : الحُزْن المَكْتوم ، وفي المحكم : هو أَشدُّ الحُزْنِ . ( و )
الكَمَدُ ( : مَرَضُ القَلْبِ مِنْهُ ) أَي من الحُزْن الشديد ، ( كَمِدَ ،
كفَرِحَ ) ، كَمَداً ( فهو كامِدٌ وكَمِدٌ ) عابِسٌ مَهْمُوم ، ( و ) زاد ابن
سِيدَه : ( كَمِيدٌ ) .
( وأَكْمَدَه ) الحُزْنُ : غَمَّهُ ( فهو مَكْمودٌ ) ، نادِرٌ ، وشيْءٌ أَكْمَدُ
اللونِ .
( و ) في الأَساس : كَمِدَ ( الثَّوْبُ أَخْلَقَ وامْلاَسَّ ) فتغيَّرَ لَوْنُه .
( و ) كَمَدَ القَصَّارُ ، ( كَنَصَرَ ) ، كَمْداً وكُمُوداً ( : دَقَّ الثَّوْبَ
، والاسم الكِمَادُ ، ككِتَاب ، وهي ) أَي الكِمَادُ ( أَيضاً خِرْقَةٌ وَسخَةٌ )
دَسِمَةٌ ( تُسَخَّنُ وتُوضَعُ على المَوْجُوعِ ) ، أَي عَلَى مَوْضع وَجَعِه (
يَشْتَفِي بها ) ، أَي بتلك الخِرْقَةِ ( من ) شِدّةِ ( الرِّيحِ ووَجَع البَطْن )
، وقد أَكمَدَه فهو مَكمودٌ ، نادرِ ، هاذا محلّه ، واسْتَعْمله المُصنّف بمعنى
المَهْمُوم ، كما سبق ( كالكمَادَةِ ) ، بزيادة الهاءِ ، ( وتَكْمِيدُ العُضْوِ :
تَسْخِينُه بها ) ، أَي بالكِمَادَةِ ونحْوِها ، يقال كَمَّدْتُ فُلاناً إِذا
وَجعَ بعضُ أَعضائِه فسَخَّنْتَ له ثَوْباً أَو غَيْرَه وتابَعْتَ على مَوْضع
الوَجَع فيَجِد له راحَةً . وفي حديثِ جُبَيْرِ بن مُطْعِم ( رَأَيْتُ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وسلمعادَ سَعيدَ بن العاصِ فكَمَّدَه بِخرْقَةٍ ) وفي الحديث (
الكِمَادُ أَحَبُّ إِليَّ مِن الكَيِّ ) وقال شَمِرٌ . الكِمَادُ : أَن تُؤْخَذَ
خِرْقَةٌ فَتُحْمَى بالنّارِ وتُوضَع على مَوْضِع الوَرَمِ ، وهو كَيٌّ من غيرِ إِحْرَاقٍ
.
( والكُمُدَّةُ كغُلُبَّةٍ : الذَّكَرُ ) .
وَذَكَرٌ كُمُدٌّ : غَليظ .
وأَكْمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثَّوْبَ ، إِذا لم يُنَقِّهِ ، كذا في اللسان
والأَساس .
____________________
(9/113)
كمرد
: ( كَمْرَدُ ، كجَعْفَر ) ، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسانِ ، وقال الصاغانيّ هي (
: ة بِسَمَرْقَنْدَ ) ، منها أَبو جَعفر الكَمْرَدِيّ ، عن حِبّان بن مُوسى ، وعنه
أَبو نَصْر الفَتْحُ بن عبد الله الواعظي السَّمَرْقَنْدِيّ .
كمهد : ( الكُمْهُدُ ، كقُنْفُذٍ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال أَبو عَمرو : هو ( :
الغَلِيظُ العَظِيمُ ) الكبير ( الكُمَّهْدَةِ ) بالضمّ وتَشديد المِيم المفتوحة
وسكون الهاءِ وفتح الدال ، ( أَي الكَمَرَة ) ، وهي الكَوْسَلَةُ ، عن كراع ، (
أَو الفَيْشَلَة ) ، وهي الحَشَفَة ، وتشديدُ الدال لُغَةٌ فيه قال الشاعر :
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ
شِفَاؤُهَا مِنْ دَائها الكُمْهَدَّهْ
وقد يجوز أَن يكون غُيِّر للضرورة .
( واكْمَهَدَّ الفَرْخُ : اقْمَهَدَّ ) واكْوَهَدَّ ، وذالك إِذا أَصابَه مثلُ
الارْتِعادِ إِذَا زَقَّه أَبوه .
( ) ومما يستدرك عليه :
اكْمَهَدَّ الرجُلُ : ارْتَعَشَ كِبَراً .
كنبد : ( وَجْهٌ كُنَابِدٌ ، بالضمّ ) ، أَهمله الجوهريُّ والجَماعَة ، أَي (
قَبِيحٌ ) مَنْظَرهُ ، وذكره الأَزهريُّ في الذال المعجمة ، وسيأْتي .
كند : ( الكُنُودُ ) ، بالضمّ ( : كُفْرَانُ النِّعْمَةِ ) مَصْدَر كَنَدَها
يَكْنُدُها ، كدَخَل . كما في الأَساس ، وضبطه في البصائر بالكَسْر ، من حَدِّ
ضَرَب ، وتقول : فلان إِن سأَلْته نَكَد ، وإِن أَعْطَيْته كَنَد . وإِنه لكَنُودٌ
وكَنَّادٌ . ( و ) قال الله تعالى في كتابه العزيز : { إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبّهِ
لَكَنُودٌ } ( سورة العاديات ، الآية : 6 ) هو ( بالفتح ) ، أَي لَجَحُودٌ ، قال
ابنُ منظور : وهو أَحسن ، وقال الكلبيّ : معناه ( الكَفُورُ ) بالنِّعْمَة (
كالكَنَّادِ ، و ) قال الزّجّاج ،
____________________
(9/114)
لَكَنُودٌ
، معناه : لَكَفُورُ ، يعنِي بذالك ، ( الكاَافِر ، و ) قال الحَسَنُ : هو (
اللَّوَّامُ لِرَبِّه تعالى ) يَعُدُّ المُصِيبات ويَنْسَى النِّعَم . ( و ) في
لغة بني مالك هو ( البَخِيلُ ، و ) في لغة كِنْدَة هو ( العاصِي ) ، كما نقلَه
البَيضاوِيُّ وغيرُه من المفسِّرين .
( و ) من المَجاز : الكَنُودُ ( : الأَرْضُ لا تُنْبِتُ شيئاً ، و ) قال الخليل :
الكَنُودُ في الآية ( : الذي يَأْكُلُ وَحْدَه ، ويَمْنَعُ رِفْدَه ، ويَضْرِب
عَبْدَه ) كما عَزاه في البصائر ، قال ابنُ سِيده : ولا أَعْرِف له في اللغة
أَصْلاً ، ولا يَسوغ أَيضاً مع قوله لِرَبِّه . ( و ) الكَنُودُ ( : المَرْأَةُ
الكَفُورُ لِلْمَوَدَّة والمُوَاصَلَة ) ، كالكُنُدِ ، بصمّتين ، قاله الأَصمعيّ ،
قال النَّمِرُ بن تَوْلَب يَصف امرأَتَه :
فَقُلْتُ وكَيْفَ صَادَتْني سُلَيْمَى
ولَمَّا أَرْمِهَا حَتَّى رَمَتْنِي
كَنُودٌ لا تَمُنُّ ولا تُفَادِي
إِذا عَلِقَتْ حَبائلُها بِرَهْنِ
( و ) كَنُودٌ ( : عَلَمٌ ) وكذلك كَنَّادٌ وكُنَادَةُ .
( وكُنْدَةُ ، بالضمّ : ة بِسَمَرْقَنْدَ ) منها ، أَبو المجاهد محمّد بن عبد
الخالق بن عبد الوهّاب الكُنْدِيّ ، فقيهٌ فاضِل ، روى عنه أَبو سعد السمعانيّ .
( و ) كَنْدَة ( بالفتح : ناحِيَةٌ بِخُجَنْدَ ) من فَرْغَانَةَ ( تُوصَف
نِسَاؤُهَا بالحُسْنِ ) والجمال ، وإِليها نُسِب أَبو إِبراهيم إِسماعيل بن إِسحاق
بن إِبراهيم بن يحيَى الكَنْدِيّ الفَرْغَانيّ روى له المالينيّ عن أَنس .
تابع كتاب ( و ) الكِنْدَة ( بالكسر : القِطْعَةُ من الجَبَل ) .
( و ) كَنَّاد ( ككَتَّان : ابنُ أَوْدَعَ الغافِقِيُّ ، وَفدَ على النبيّ صلى
الله عليه وسلم ، هاكذا في سائر النُّسخ ، ومثله في التكملة . والصواب على ما في
كُتب الأَنساب أَن الذي وفدَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلمحَفِيدُه مالكُ بن
عُبَادَة بن كَنَّاد ، ويقال فيه مالك بن عبد الله ، كُنيته أَبو موسى ، وهو من
____________________
(9/115)
بني
الجَمَدِ بَطْن من العَتَاقَةِ من غافِق ، له صُحْبة ، ويقال فيه : عبدُ الله بن
مالك أَيضاً ، مِصرِيٌّ ، ويقال : شاميّ ، شهد فَتْحَ مصر ، وحديثه عند المصريين ،
مات سنة ثمان وخمسين . وقال الذّهبيّ وابن فهد : مالك بن عُبَادة بن كَنَّاد بن
أَوْدَعَ الغَافِقِيُّ ، مِصريٌّ له صُحْبَة ، روى عنه وَدَاعة ابن حُمَيْد
الجَمَدِيّ ، وثَعلبةُ بن أَبي الكَنُود ، ويَحيى بن مَيْمُون .
( وكِنْدَةُ ، بالكسر ) ، هاذا هو المشهور المُتَدَاول ، وعليه اقتصر الجمهورُ ،
قال شيخنا : ورأَيت مَنْ ضَبَطَه بالفتح أَيضاً في كُتب الأَنساب .
قلت : وسمعت أَهل عُمَان والبَحْرَيْنِ والكِنْدِيِّين يقولون : كُنْدَة ، بالضمّ
( ويقال : كِنْدِيٌّ ) أَيضاً ، أَي بياءِ النِّسبة ، وهو ( لَقَبُ ثَوْره بنِ
عُفَيْرِ ) بن عَدِيّ بن الحارث بن مُرَّة بن أُدَد ( أَبو حَيَ من اليَمنِ ) ،
كذا لابن الكلبيّ والرّشاطيّ ، وقال الهَمْدَانِيّ : وهو ثَوْرُ ابن مُرَتِّعِ بن
معاوية ، وقيل : ثور بن عُبَيد بن الحارث بن مُرَّة ، وفي شرح الشفاءِ للخفاجيّ
نقلاً عن العُباب : ثَوْر بن عَنْبَس بن عَدِيَ ، وفي رَوْضِ السُّهَيليّ أَن
كِنْدة بنو ثَوْر بن مُرَّة بن أُدَدَ بن زَيْد ، ويقال إِنهم بنو مُرَتِّع بن
ثَوْر ، وقد قيل إِن ثَوْراً هو مُرَتِّع ، وكندة أَبوه ، وقال ابن خلِّكان إِنّ
مُرَتِّعاف ، كمُحَدِّث ، هو والد ثَور ، وإِن ثَوْر بن مُرَتِّع هو كِنْدة ، وفي
الصحاح : هو كِنْدَة بن ثَوْر ، قال شيخنا : والذي جَزم به أَكثرُ شُرَّاح
الحمَاسَة وديوان امرىءِ القيس أَن ثَوْراً وَلَدُ كِنْدَةَ لا لَقَبُه ، والله
أَعْلم . قال ابنُ دُرَيْد : سُمِّي به ( لأَنّه كَنَدَ أَبَاه النِّعْمَةَ ) أَي
كَفَرَها ( ولَحِقَ بأَخْوَالِه ) . وقال أَبو جعفر : أَصلُهُ من قولهم أَرْضٌ
كَنُودٌ ، أَي لا تُنْبِت شيئاً ، وقيل : لكونه كان بَخِيلاً ، وقيل : لأَنّه
كَنَدَ أَباه ، ايي عَقَّه .
( والكَنْدُ : القَطْعُ ) ، وقد كَنَدَه .
____________________
(9/116)
( ) ومما يستدرك عليه :
قال الأَعشى :
أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الفُؤَادِ
وَصُوله حِبَالٍ وكَنَّادِهَا
أَي قَطَّاعها .
وثَعْلَبَة بن أَبي الكَنُود مُحعدِّث .
وقال الليث : كُنْدُدُ البَازِي ، كقُنْفُذٍ : مَجْثَمٌ يُهَيَّأُ له من خَشَبٍ
أَو مَدَرٍ ، وهو دَخِيل ليس بعربيَ ، نقله الصاغانيُّ .
كنعد : ( الكَنْعَدُ : سَمَكٌ بَحْرِيٌّ ) كالكَنْعَت ، وأُرى تاءَه بدلاً ،
وأَنشد :
قُلْ لِطَغَامِ الأَزدِ لا تَبْطَرُوا
بِالشِّيمه والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ
وقال جرير :
كَانُوا إِذَا جَعَلُوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلاً
ثُمَّ اشْتَوْوا كَنْعَداً منْ مَالِح جَدَفُوا
كود : ( *!الكَوْدُ : المَنْعُ ) ، ومنه حديث عمرو بن العاص ( ولكنْ ما قَوْلُكَ
في عُقُولٍ *!كَادَهَا خَالِقُهَا ) ، قال ثعلب أَي مَنَعَهَا .
( و ) يقال ( *!كَادَ ) زَيْدٌ ( يَفْعَل ) كذا . ( و ) حكى أَبو الخَطّاب أَن
ناساً من العرب يقولون ( *!كِيدَ ) زَيْدٌ يَفْعل كذا ، وما زِيلَ يَفْعل كذا ،
يريدون كَادَ وزَالَ ، وقد رُوِيَ بَيْتُ أَبي خِرَاش :
*!وكِيدَ ضِيَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي
وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذالِكَ يَيْتَمُ
( *!كَوْداً ) بالواو ، *!وكاداً ، بالأَلف ، وكِيداً بالياءِ ( *!ومَكَاداً
*!ومَكَادَةً ) ، هاكَذَا سَرعدَ ابنُ سِيدِ مصادِرَ ، أَي هَمَّ و ( قَارَبَ ولمْ
يَفْعَل ) ، وقال الليث : الكَوْدُ مصدرُ *!كادَ *!يَكُودُ *! كَوْداً *!ومَكَاداً
*!ومَكَادَةً ، *!وكِدْت أَفْعَل كذا ، أَي هَمَمْتُ ، ولغة بني عَدِيَ بالضَّمّ ،
وحكاه سيبويه عن بعضِ العربِ .
____________________
(9/117)
وفي
الأَفعال لابن القَطَّاع : *!كادَ *!يَكَادُ *!كَاداً *!وكَوْداً ، هم وأَكثرُ
العَرَب على *!كِدْت ، أَي بالكسر ، ومنهم من يقول *!كُدْتُ ، أَي بالضمّ ،
وأَجمعوا على *!يَكَادُ ، في المستقبل ، ونقل شيخنا عن تصريف الميدانيّ أَنه قد
جاءَ فيه فَعُلع أَي بالضم يَفْعَل بالفتح ، على لغة من قال *!كُدْتَ *!تَكادُ ،
بضم الكاف في الماضي قال شيخُنا : وذكر غيرهُ : وقالوا : هو مما شَذَّ في باب
فَعُلَ بالضمّ ، فإِن مضارعه لا يكون إِلاْ يَفْعُلُ بالضمْ ، وقد سبق أَنه شَذَّ
، لَبَّ وما مَعَهُ ، وهاذا مما زادوه ، كما في شروح اللامِيّة . وقال الزمخشريّ :
قد حَوَّلُوا عند اتصال ضميرِ الفَاعِل فَعَل من الواو إِلى فَعُل ، ومن الياءِ
إِلى فَعِل ، ثم نقلت الضمّة والكسرة إِلى الفاءِ ، فيقال قُلْت وقُلْن ، وبِعْث
وبِعْنَ ولم يحوِّلوا في غير الضمير إِلاَّ ما جاءَ في قول ناسٍ من العرب كِيدَ
يَفْعَل ومَا زهيلَ . قلت : وأَورد هاذا البحثَ أَبو جعفرٍ اللّبْلِيّ في بُغْية
الآمال ، وأَلْمَمنا ببعضه في ( التعريف بضروريّ اللغة والتصريف ) فراجعه . وفي
اللسان : كاد وُضِعتْ لمُقَارَبة الشيْءِ فُعِلَ أَو لم يُفْعَل ( مُجَرَّدَةً
تُنْبِىءُ عن نَفْيِ الفِعْلِ ، ومَقْرُونَةً بالجَحْدِ تُنْبِىءُ عن وقُوعهِ )
أَي الفعل ، وفي الإِتقان للسليوطيّ : كادَ فِعْلٌ ناقِصٌ أَتى منه الماضي
والمضارع فقط ، له اسمٌ مَرفوع وخبرٌ مُضارع مُجَرَّد من أَنْ ، ومعناها : قارَبَ
، فَنَفْيُهَا نَفْيٌ للمُقَارَبَة ، وإِثباتها إِثباتٌ للمُقَارَبة ، واشتهر على
أَلسنة كثيرٍ أَن نَفْيَها إِثباتٌ وإِثباتَها نَفْيٌ ، فقولك : كاد زيدٌ يَفْعَل
، معناه لم يَفْعل ، بدليل { 9 . 012 وإن *!كادوا يفتنونك } ( سورة الإسراء ،
الآية : 73 ) . وما كاد يفعل ، معناه فَعَل ، بدليل { وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
} ( سورة البقرة ، الآية : 71 ) أَخرجَ ابنُ أَبي حاتمٍ من طريق الضَّحَّاك ، عن
ابنِ عبَّاس قال : كُلّ شيْءٍ في القرآن كادَ *!وأَكَادُ ويَكادُ ، فإِنه لا يَكون
أَبداً ، وقيل : إِنها تُفيد الدّلالة على وُقوعِ الفِعْل بِعُسْرٍ ، وقيل :
نَفْيُ
____________________
(9/118)
الماضي
إثباتٌ ، بدليل { 9 . 012 } وما *!كادوا يفعلون ونفى المضارع نَفيٌ بدليل { لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا } ( سورة النور ، الآية : 40 ) ونفى المضارع نَفيٌ بدليل { لَمْ
*!يَكَدْ يَرَاهَا } مع أَنه لم يَرَ شيئاً . والصحيح الأَوّل ، أَنها كغيرها ،
نَفْيها نَفيٌ وإِثباتُها إِثباتٌ ، فمعنى كادَ يَفعل : قارَبَ الفِعْل ولمْ
يَفْعَل . وما كادَ يَفْعَل : ما قَارَب الفِعْل فَضْلاً عنْ أَنْ يَفْعَل ،
فنَفْيُ الفِعْلِ لازِمٌ مِن نَفْيِ المُقَارَبَة عَقْلاً . وأَما آية {
فَذَبَحُوهَا وَمَا *!كَادُواْ يَفْعَلُونَ } ( سورة البقرة ، الآية : 71 ) فهو
إِخبار عن حالهم في أَوّلِ الأَمر ، فإِنهم كانُوا أَوَّلاً بُعدَاءَ مِن
ذَبْحِهَا ، وإِثبات الفِعْل إِنما فُهِم من دَلِيل آخرَ ، وهو قوله تعالى : {
فَذَبَحُوهَا } وايما قوله { لَقَدْ *!كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } ( سورة
الإسراء ، الآية : 74 ) مع أَنّه صلى الله عليه وسلملم يَرْكَنْ لاَ قَليلاً ولا
كثيراً ، فإِنه مَفهومٌ مِن جِهَةِ أَنّ لَوْلاَ الامتناعِيَّةَ تقتضِي ذالك ،
انتهى . وفي اللسان : وقال أَبو بكر في قولهم : قَدْ كَادَ فُلاَنٌ يَهْلِك :
معناه : قد قَارَبَ الهَلاَكَ ولم يَهْلِك ، فإِذا قُلتَ ما كَادَ فُلانٌ يَقُوم ،
فمعناه : قامَ بعد إِبطاءِ وكذالك ، كاد يَقوم معناه قاربَ القِيَامَ ولم يَقُمْ .
قال : وهاذا وَجْهُ الكلام ، ثم قال ( وقَد تَكون ) كاد ( صِلَةً للكلامِ ) ،
أَجاز ذالك الأَخْفَشُ وقُطْرُبٌ وأَبو حاتمٍ ، واحتجّ قُطربٌ بقولِ زيدِ الخَيْلِ
:
سَرِيعٍ إِلى الهَيْجَاءِ شَاكٍ سلاحُهُ
فَما إِنْ *!يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ
معناهُ ما يَتَنَفَّسُ قِرْنُه . وقال حَسَّان :
وَ*!تَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجهىءَ فِرَاشَهَا
فِي لِينِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوَامِ
معناه وتَكسل ، ( ومنه ) قوله تعالى : { لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } ( سورة النور ،
الآية : 40 ) أَي لمْ يَرَهَا ولم يقارب ذالك ، وقال بعضُهم : رَآهَا مِن بَعْدِ
أَن لم *!يَكَدْ يَراهَا مِن شِدَّةِ الظُّلْمَة . فاتَّضَح بذلك أَن قولَ شيخِنَا
: كَوْن كاد صِلَةً للكلام لا قائلَ به إِلا ما وَرَد عن ضَعَفَةٍ
____________________
(9/119)
المُفَسِّرين
، تَحَامُلٌ على المُصنِّف وقُصُورٌ لا يَخْفَى . وقال الأَخْفَشُ في قوله تعالى :
{ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } حَمْلٌ على المَعنَى ، وذالك أَنه لا يراها ، وذلك أَنك
إِذا قلت كاد يَفْعل إنما تَعنِي قَارَب الفِعْل ، على صِحَّةِ الكَلاَمِ ، وهاكذا
معنى هاذه الآية ، إِلاّ أَنّ اللغة قد أَجازَتْ : لم يَكَدْ يَفْعَل وقد فعَل
بَعْدَ شِدَّة ، وليس هاذا صَحَّةَ الكلامِ ، لأَنه إِذا قال : كادَ يَفْعل ،
فإِنما يعنِي قارَبَ الفِعْل ، وإِذا قال ، لم يَكد يَفْعل ، يقول : لم يُقَارِب
الفِعْلَ ، إِلاَّ أَن اللُّغَة جاءَت على ما فُسِّرَ . وقال الفَرَّاءُ :
كُلَّمَا أَخْرَجَ يَدَه لمْ يَكد يَرَاهَا مِن شِدَّة الظُّلمَةِ ، لأَن أَقَلَّ
مِن هذه الظُّلمةِ لا تُرَى اليَدُ فيه ، وأَما لم يَكَد يَقُوم ، فقَدْ قَام ،
هاذا أَكْثَر اللُّغَة .
( و ) قد ( تكون ) كاد ( بمعنى أَرادَ ) ، ومنه قوله تعالى : { كَذالِكَ *!كِدْنَا
لِيُوسُفَ } ( سورة يوسف ، الآية : 76 ) وقوله تعالى : { 9 . 012 *!أكاد اخفيها }
( سورة طه ، الآية : 15 ) أَي أَردنا ، و ( أُرِيدُ ) وأَنشد أَبو بَكْرٍ
للأَفْوَه :
فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وأَعْمِدَةٌ
وسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الذي *!كَادُوا
أَراد : الذي أَرادوا ، وأَنشد الأَخفشُ :
*!كَادَتْ *!وكِدْتُ وتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ
لَوْ كَانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى
قال : معناه أَرادَتْ وأَردْت ، وقال الأَخفش في تفسير الآية : مَعناه :
أُخْفِيهَا . وفي تَذكرةِ أَبي عَلِيَ أَن بعضَ أَهلِ التأْوِيل قالوا : { أَكَادُ
أُخْفِيهَا } مَعْنَاه : أُظهِرُها ، قال شَيْخُنَا : والأَكثر على بقائها على
أَصْلِها ، كما في البحْر والنَّهْرِ وإِعْرَابِ أَبي البقاءِ والسَّفاقِسيّ ، فلا
حاجةَ إِلى الخُروج عن الظاهر ، والله أَعلم ، قال السيوطيّ : وعكسه كقوله تعالى :
{ يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } ( سورة الكهف ، الآية : 77 ) أَي يكاد قلت : وفي اللسان
: قال بعضهم في قوله تعالى : { أَكَادُ أُخْفِيهَا } ( سورة طه ، الآية : 15 )
أُريد
____________________
(9/120)
أُخفيها
، فكما جاز أَن تُوضَع أُريد مَوْضِعَ أَكاد في قوله : { جِدَاراً يُرِيدُ أَن
يَنقَضَّ } فكذلك أَكادُ ، فتأَمَّلْ . وقال ابنُ العَوَّام : كاد زَيْدٌ أَن
يَمُوتَ . ( وأَن ) لا تَدخل مَع كادَ ولا مع ما تَصرّف مِنها ، قال الله تعالى :
{ *!وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى } ( سورة الأعراف ، الآية : 150 ) وكذلك جميع ما في
القُرآن ، قال : وقد يُدْخِلون عليها أَنْ ، تَشْبِيهاً بِعَسَى ، قال رؤبة :
قَدْ كَادَ مِنْ طُوله البِلَى أَنْ يَمْصَحَا
( و ) من ذالك قولهم : ( عَرَفَ ) فلان ( مَا يُكَادُ مِنْه ، أَي ) ما ( يُرَادُ
) ، وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ : ( مَا قَوْلُك في عُقُولٍ *!كَادَهَا خَالِقُهَا
) وفي روايةٍ ( تِلْكَ عُقولٌ كادَهَا بَارِئُها ) أَي أَرادَها بِسُوءٍ .
( و ) قال الليث : الكَوْدُ مصْدر كادَ يَكُود كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً ،
تقول لِمَن يَطلُب إِليك شيئاً ولا تُريد أَن تُعْطِيَه تقول : لا و ( لاَ
مَهَمَّةَ ولا مَكادَةَ ) . ولا كَوْداً ولا هَمًّا ، ولا مَكَاداً ولا مَهَمًّا ،
( أَي لا أَهُمُّ ولا أَكادُ ) .
( *!ويَكُودُ ) على صِيغة المضارع ( : ع ) عن الصاغانيّ ، ولم أَجده في معجم
ياقوتٍ ، مع استيعابه .
( وهو *!يَكُودُ بِنَفْسِه ) كَوْداً ، عن الصاغانيّ ، لُغَة في يَكِيد كَيْداً ،
أَي ( يَجُود ) بها ويسوق ، وذكره غالبُ اللغويين في الياءِ ، وسيأْتي .
( *!واكْوَأَدَّ ) الفَرْخُ والشَّيْخُ ( : شَاخَ وارْتَعَشَ ) ، كاكْوَهَدَّ .
( *!والكَوْدَةُ : ) كلّ ( ما جَمَعْتَ من تُرَابٍ ) وطعام ( ونَحْوِه )
وجَعَلْتَه كُثْباً ، ( ج *!أَكْوَادٌ ) .
( *!وكَوَّدَه ) أَي الترابَ ( : جَمَعَه وجعَله كُثْبَةً واحدةً ) ، يمانية .
( *!وكُوَادٌ ، *!وكُوَيْدٌ ، كغُرَابٍ وزُبَيْرٍ : اسمانِ ) .
كهد : ( كَهَدَ ) في المَشْيِ ، ( كمَنَع ، كَهْداً
____________________
(9/121)
وكَهَدَاناً
) ، الأَخير محرّكة ، ( : أَسْرَعَ . وكَهَدْتُه ) د هكذا في النّسخ ثُلاثِيًّا ،
وفي الصّحاح : كَهَدَ الحِمَارُ كَهَدَاناً ، أَي عَدَا ، وأَكْهَدته ( أَنا ) ،
وهو الصواب ومنه قولُ الفَرزدق يهجو جَرِيراً وبني كُلَيْبٍ :
ولاكِنَّهم يُكْهِدُونع الحَمِيرَ
رُدَافَى عَلَى العَجْبِ والقَرْدَدِ
( و ) كَهَدَ ، إِذا ( أَلَحَّ في الطَّلَبِ ، و ) كَهَدَ إِذا ( تَعِبَ ) بنفسه (
وأَعْيَا ) .
( وأَتانٌ كَهُودُ اليَدَيْنِ : سَرِيعَةٌ ) ، وبه فُسِّرَ قولُ الفرزدق :
مُوَقَّعَةٍ ، بِبَيَاضِ الرُّكُودِ
كَهُودِ اليَدَيْنِ مَعَ المُكْهِدِ
أَرادَ بِكَهُودِ اليَدَيْنِ الأَتانَ السَّرِيعَة .
( والكَوْهَدُ ) ، كجَوْهَرٍ ( : المُرْتَعِشُ كِبَراً ) ، يقال : شَيْخٌ كَوْهَدٌ
.
( والكَهْدَاءُ : الأَمَةُ ) ، لِسُرْعَتها في الخِدْمَةِ ، وقد كَهَدَ وأَكْهَدَ
.
( وأَكْهَدَ : تَعِبَ وأَتْعَبَ ) ، ولَقِيَني كاهِداً قد أَعْيَا ومُكْهِداً ،
وأَكْهَدَ وكَهَدَ ، وكَدَه وأَكْدَهَ ، كلّ ذالك إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوبُ . وقد
تقدم الشاهد في قول الفرزدق ، وهو المُكْهِد أَي المُتْعِب وأَراد به العَيْرَ .
( واكْوَهَدَّ ) الشيْخُ والفَرْخُ ( كاقْمَهَدَّ ) واكْوِهْدَادُ الفَرْخِ :
ارْتِعَادُه إِلى أُمِّه لِتَزُقَّه .
( و ) يقال ( أَصابَهُ جَهْدٌ وكَهْدٌ ) بمعنًى واحد .
كيد : ( *!الكَيْدُ : المَكْرُ والخُبْثُ ، *!كالمَكِيدَةِ ) ، قال الليث :
*!الكَيْدُ مِن *!المَكِيدة ، وقد *!كَادَه *!يَكِيدُه *!كَيْداً *!ومَكِيدَةً .
قالل شيخُنا : وظاهِرُ كلامِهِمْ أَنْ الكَيْدَ والمَكْرَ مُترادفانِ ، وهو الظاهر
، وقد فَرَّق بينهما بعضُ فُقَهَاءِ اللُّغَة ، فقال : *!الكَيْدُ : المَضَرَّة ،
والمَكْرُ : إِخفاءُ الكَيْدِ وإِيصالُ المَضَرَّة ، وقيل : الكَيْدُ : الأَخْذُ
على خَفَاءٍ ، ولا يُعْتَبر فيه إظهارُ
____________________
(9/122)
خِلاَفِ
ما أَبْطَنَه ، ويُعْتَبر ذالك في المَكْرِ . والله أَعلم .
( و ) الكَيْدُ ( : الحِيلَةُ ) ، وبه فُسِّر قَولُه تعالى : { فَجَمَعَ
*!كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى } ( سورة طه ، الآية : 60 ) وقوله تعالى : {
*!فَيَكِيدُواْ لَكَ *!كَيْدًا } ( سورة يوسف ، الآية : 5 ) أَي فَيحْتَالوا
احتِيَالاً . وفلانٌ *!يَكِيدُ أَمْراً ما أَدْرِي ما هو ، إِذا كان يُرِيغُه
ويَحتال له ، ويَسْعَى له ويَخْتِله ، وكلّ شيْءٍ تُعالِجه فأَنت *!تَكِيدُه .
( و ) الكَيْد : الاحتيالُ والاجتهاد ، وبه سُمِّيت ( الحَرْبُ ) كَيْداً ،
لاحتيالِ الناسِ فيها ، وهو مَجاز ، وفي الأَساس : ومن المجاز غَزَا فَلَمْ يَلْقَ
*!كَيْداً ، أَي لم يُقَاتلْ ، انتهى . قلت : وهو في حديث ابن عمر . وفي حديث
صُلْحِ نَجَرانَ ( إِنْ كانَ باليَمَنِ *!كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ ) أَي حَرْبٌ ،
ولذالك أَنَّثَها .
( و ) *!الكَيْدُ ( : إِخرَاجُ الزَّنْدِ النَّارَ ؛ و ) الكَيْدُ ( : القَيْءُ )
، ومنه حَديث قَتَادَة ( إِذا بَلَغ الصائمُ الكَيْدَ أَفْطَر ) حكاه الهَرَويّ في
الغَريبينِ وابنُ سِيده .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الكَيْدُ ( : اجْتِهَادُ الغُرَابِ في صِياحِه ، و ) قد
( كَادَ ) الرجُلُ إِذا ( قَاءَ ) .
( و ) من المجازِ : كادَ ( بِنَفْسِه ) *!كَيْداً ( : جَادَ ) بها جَوْداً ،
وسَاقَ سِياقاً . وفي الأَساس : رأَيتُه *!يَكِيد بِنَفْسِه : يُقَاسِي
المَشَقَّةَ في سِيَاقه . وفي الحديثِ ( أَن النبيّ صلى الله عليه وسلمدَخَلَ على
سَعْدِ بن مُعَاذٍ وهو *!يَكِيدُ بِنَفْسِه فقال : جَزَاكَ الله مِنْ سَيِّدِ
قَوْمٍ ) . يريد النَّزْعَ .
( و ) *!كادَت ( المَرْأَةُ ) *!تَكِيد كَيْداً ( : حَاضَتْ ) ، ومن حَديث ابنِ
عبَّاس ( أَنه نَظَر إِلى جَوَارٍ قَدْ *!كِدْنَ في الطَّرِيقِ ، فأَمرَ أَن
يَتَنَحَّيْنَ ) معناه : حِضْنَ . *!والكَيْدُ : الحَيْضُ .
( و ) *!كَادَ ( يَفْعَلُ كذا : قَارَبَ وهَمَّ ) قال الفَرَّاءُ : العَرب تَقولُ
مَا *!كِدْت أَبْلُغ إِليكَ وأَنت قد بَلَغْتَ . قال : وهذا هو وجه العَرَبِيَّة ،
ومن العرب
____________________
(9/123)
مَنْ
يُدخِل *!كاد *!وَيكادُ في اليَقِينِ ، وهو بمنزلة الظِّنَّ ، أَصْلُه الشَّكُّ ،
ثُمَّ يُجْعَل يَقيناً . ( *!كَكِيدَ ) ، في لُغة بعضِ العَرب ، كما تَقدَّم ، وهو
على وَجْهِ الشُّذُوذِ ، وإِنما اسْتَطْرَده هنا مع ذِكْرِه أَوَّلاً في كود
إِشارةً إِلى أَنه واويّ ويائيّ ، وهو صَنيع غالِبِ أَئمّة اللُّغَة ، ومنهم من
اقتصر على أَحدهما .
( وفيه *!تَكَايُدٌ ) ، أَي ( تَشَدُّدٌ ) ، وبه فَسَّر السكَّرِيُّ قولَ أَبي
ضَبَّةَ الهُذَلِيّ :
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنَانَ فَكَبَّه
مِنِّي *!تَكَايُدُ طَعْنَةٍ وتَأْيُّدُ
( و ) قولهم : لا أَفعل ذالك و ( لا *!كَيْداً ولا هَمًّا ) ، أَي ( لا *!أَكادُ
ولا أَهُمُّ ) ، كقولهم : لا *!مَكَادَةَ ولا *!مَهَمَّةَ ، وقد تَقَدَّم ، وهاذه
قِطْعَة مِن عِبارة ابنِ بُزُرْج ، كما سيأْتي بَيانُها ، فلو أَخَّرَها فيما
بَعْدُ كان أَلْيَقَ بالسَّبْكِ وأَنْسَبَ .
( *!واكْتَادَ ، افْتَعَلَ من *!الكَيْدِ ، و ) قال ابنُ بُزُرْج : يقال مِنْ
كَادَ : ( هُمَا *!يَتَكَايَدَانِ ) ، أَي بالياءِ ( ولا تَقُلْ ) أَي أَيُّهَا
النحويّ : ( يَتَكَاوَدَانِ ) ، أَي بالوَاو ، فإِنه خَطَأٌ ، لأَنهم يقولون إِذا
حُمِلَ أَحدُهُمْ على ما يَكْرهُ : لا والله ولا كَيْداً ولا هَمًّا ، يريد : لا
*!أُكَادُ ولا أُهَمُّ ، وحكَى ابنُ مُجاهدٍ عن أَهل اللغةِ كَادَ*! يَكَادُ ، كان
في الأَصلِ كَيِدَ يَكْيَدُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!كادَه : عَلَّمَه الكَيْدَ ، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : { كَذالِكَ كِدْنَا
لِيُوسُفَ } ( سورة يوسف ، الآية : 76 ) أَي عَلَّمْنَاه الكَيْدَ على إِخْوَتِه .
*!وكادَه : أَرادَه بِسُوءٍ . وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : { *!لاكِيدَنَّ
أَصْنَامَكُمْ } ( سورة الأنبياء ، الآية : 57 ) .
*!وكَيْد الله للكُفَّار هو استِدْراجُهم من حيث لا يَعْمَلُون .
*!والمُكَايَدَةُ : المُخَاتَلَة .
*!وكَيْدَانُ ، بالفتح : قَرْيَةٌ بِفَارِسَ .
( *!وأَكْيَادُ ) مِنْ قُرَى مِصْرَ ، وتُضَاف إِليها دِجْوَة ، وقَرْيَة أُخرى
تُسَمَّى *!بأَكْيَادِ العَتَاوِرَةِ .
____________________
(9/124)
2
( فصل اللام مع الدال المهملة ) 2
لبد : ( لَبَدَ ) بالمكان ( كنَصَر وفَرِحَ ) يَلْبُدُ ويَلْبَدُ ( لُبُوداً ) ،
بالضمّ مصدر الأَوّل ، ( ولَبَداً ) ، مُحَرّكةً ، مصدر الثاني ( : أَقَامَ ) به (
ولَزِقَ ، كأَلْبَدَ ) ، رُباعِيًّا ، فهو مُلْبِدٌ به . ولَبِدَ بالأَرض وأَلْبَد
بها ، إِذا لَزِمَها فأَقَام ، ومنه حَديث عَلِيت رضي الله عنه لرجلينِ جَاءَ
يَسأَلاَنهِ ( أَلْبِدَا بالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما ) أَي أَقِيمَا ، ومنه قولُ
حُذيفة حين ذَكَر الفِتْنَة قال ( فابن كان ذالك الْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي
عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لا يَذْهَبُ بكم السَّيْلُ ) أَي اثْبُتُوا
والْزَمُوا مَنَازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثابتاً لا يَبْرَح ،
واقْعُدوا في بُيُوتِكم لا تَخْرُجوا منها قَتَهْلِكُوا وتَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ به
السَّيْل . ( و ) من المجاز : اللُّبَدُ واللَّبِدُ مِن الرجال ، ( كصُرَدٍ
وكَتِفٍ : من لا ) يُسافر ولا ( يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ ولا يَطْلُبُ مَعاشاً ) ، وهو
الأَلْيَسُ ، قال الراعي :
مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ
بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ
تابع كتاب ويُرْوَى ( اللَّبِدُ ) بالكسرِ . قال أَبو عُبَيد ، والكَسْر أَجْوَدُ
، ( و ) منه ( أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد ) وهو ( كَصُرَدٍ ) اسمُ ( آخِر نُسُورِ
لُقْمَانَ ) بن عادٍ ، لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فلا يَمُوت . كذا في الأَساس . وفي
اللسان : سَمَّاه بذالك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت ، كاللَّبِدِ
مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لا يُفَارِقه . ولُبَدٌ يَنْصَرِف لأَنه ليس
بمعدُولٍ ، وفي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة : كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ
اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الذي كان على عَهْدِ دَاوودَ عليه
السلامُ . وفي الصّحاح : تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هو الذي ( بَعَثَتْهُ
عَادٌ ) في وَفْدِهَا ( إِلى الحَرَمِ يَسْتَسْقِي لها ) ، زاد ابنُ الشِّحْنَة :
مع مَرْثَد بن سَعْد ، وكان
____________________
(9/125)
مُؤْمِناً
، فلمّا دَعَوْا قيل : قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم ، فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم ، فقال
مَرْثَد : أَعْطِنهي بِرًّا وصِدْقاً ، واختار قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه ما أَصابَ
قَوْمَه . ( فَلَمَّا أُهْلِكُوا ) هاكَذَا في سائر النُّسخ ، وفي بعض منها فلما
هَلَكُوا ( خُيِّرَ لُقْمَانُ ) ، أَي قال له الله تَعالى اخْتَرْ ولا سَبيلَ إِلى
الخُلُود ( بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ ) ، هاكذا في نُسختنا بالعين ، ويوجد
في بعض نسخ الصحاح بَقَرات بالقاف ( سُمْرٍ ) صهفَة لِبعرات ( مِن أَظْبٍ ) جمع
ظِباءٍ ( عُفْرٍ ) صِفة لها ، قال شيخُنَا : والذي في نُسخ القامُوس هو الأَشْبَ ،
إِذ لا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ ، ولا تكون منها ، ( في جَبَلٍ وَعْرٍ ،
لا يَمَسُّهَا القَطْرُ ، أَو بَقَاءَ سَبْعَة أَنْسُرٍ ) ، وسياأتي للمُصنّف في
العين المهملة مع الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ منها فُرْزُعَ وقال : هو أَحدُ
الأَنسارِ الثمانِيَة ) وهو غَلطٌ ، كما سيأْتي ( كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلَفَ
بَعْدَه نَسْرٌ ، فاختار ) لُقْمَانُ ( النُّسُورَ ) ، فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ
حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حتى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه . وكان يَعِيشُ كلُّ
نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً ( وكان آخِرُها لُبَداً ) ، فلما ماتَ ماتَ لُقْمَانُ ،
وذالك في عَصْرِ الحارث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن ، وقد ذَكَرَه الشُّعراءُ ،
قال النابِغَةُ :
أَضْحَتْ خَلاَءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
( ولُبَّدَي ولُبَّادَي ) ، بالضمّ والتشديد ، ( ويُخَفَّفُ ) ، عن كُراع ( :
طائِرٌ ) على شَكْلِ السُّمَانَى إِذا أَسَفَّ على الأَرْضِ لَبِدَ فلم يَكَدْ
يَطِير حتى يُطَارَ ، وقيل : لُبَّادَى : طائر ( يُقَالُ له : لُبَادَى الْبُدِي )
لا تَطِيري ، ( ويُكَرَّرُ حتَّى يَلْتَزِقَ بالأَرْض فيُؤْخَذَ ) وفي التكملة :
قال الليثُ : وتقول صِبْيَانُ الأَعْرَابِ إِذا رَأَوا السُّمَانَي : سُمَانَى
لُبَادَى الْبُدِي لا تُرَيْ . فلا تزال تَقولُ ذالك ، وهي لا بِدَةٌ بالأَرْضِ
____________________
(9/126)
أَي
لاصِقَة وهو يُطِيفُ بها حتى يَأْخُذَهَا . قلت : ومثلُه في الأَساس ، وأَوردَه في
المَجاز .
( والمُلْبِدُ : البَعيرُ الضارِبُ فَخِذَيْه بِذَنْبِه ) فيَلْزَق بهما ثَلْطُه
وبَعْرُه ، وخَصَّصَه في التهذيب بالفَحْلِ من الإِبِل . وفي الصحاح : وأَلْبَدَ
البَعِيرُ ، إِذا ضَرَب بِذَنَبِهِ على عَجُزِه وقد ثَلَطَ عليه وبَالَ فيَصِير
على عَجُزه لُبْدَةٌ مِن ثَلْطِه وبَوْلِه .
( وتَلَبَّدَ ) الشَّعْرُ و ( الصُّوفُ ونَحْوُه ) كالوَبرِ كالْتَبَدَ ( :
تَدَاخَلَ ولَزِقَ بَعضُه ببعْضٍ ، و ) في التهذيب : تَلَبَّدَ ( الطائر بالأَرْض
) أَي ( جَثَمَ عَلَيْهَا ، وكُلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ ) وفي بعض النسخ
ملْتَبِد أَي بعضُه على بعْضٍ ، فهو ( لِبْدٌ ) ، بالكسر ، ( ولِبْدَةٌ ) ، بزيادة
الهاءِ ( ولُبْدَةٌ ) ، بالضَّم ، ( ج أَلْبَادٌ ولُبُودٌ ) ، على تَوهُّمِ طَرْح
الهاءِ ( واللَّبَّادُ ) ككَتَّان ( عامِلُها ) ، أَي اللُّبْدَةِ . ( و ) من
المَجاز : هو أَجْرَأُ من ذي لِبْدَة وذي لِبَدٍ ، قالوا ( اللِّبْدَةُ بالكسر :
شَعَرٌ ) مُجْتَمِعٌ علَى ( زُبْرَةِ الأَسَدِ ) ، وفي الصّحاح الشَّعر
المُتَراكِب بين كَتِفَيْه ، وفي المقل ( هو أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ )
والجمعُ لِبَدٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ ، ( وكُنْيَتُهُ ) أَي لَقَبُه ( ذو لِبْدَة )
وذُو لِبَدٍ ، ( و ) اللِّبْدَةُ ؛ ( نُسَالُ الصِّلِّيَانِ ) والطَّرِيفَة ، وهو
سَفاً أَبيضُ يَسقُط منهما في أُصولِهما وتَستَقْبِلُه الرِّيحُ فتَجْمَعُ حتُّى
يَصيرَ كأَنّه قِطَع الأَلْبَادِ البِيضِ إِلى أُصوله الشَّعَر والصِّلِّيَانِ
والطَّرِيفَة ، فيَرْعَاه المَالُ ويَسْمَنُ عليه ، وهو مِن خَيْرِ ما يُرْعَى مِن
يَبِيسِ العِيدَانِ ، وقيل : هو الكَلَأُ الرَّقيقُ يَلْتَبِد إِذا أَنْسَلَ
فيَخْتَلِط بالحِبَّةِ . ( و ) اللِّبْدَة ( : دَاخِلُ الفَخِذِ . و ) اللِّبْدَة
( : الجَرَادَةُ ) ، قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنه على التِّشْبِيه ، أَي بالجماعة
____________________
(9/127)
من
الناسِ ، يُقِيمُون وسائرُهم يَظْعَنُون ، كما سيأْتي . ( و ) اللِّبْدَة ( :
الخِرْقَةُ ) التي ( يُرْقَعُ بها صَدْرُ القَمِيصِ ) . يقال : لَبَدْت القَمِيصَ
ايلْبُدُه ، ( أَو ) هي ( القَبِيلَةُ يُرْقَعُ بها قَبُّهُ ) ، أَي القَمِيصِ ،
وعبارة اللسان : ( ويقال للخِرْقَة التي يُرْقَع بها صَدْرُ القميص : اللِّبْدَة ،
و ) التي يُرْقَع بها قَبُّهُ : القَبِيلَةُ . وفي سياق المُصَنِّف نَظَرٌ ظاهِرٌ
، فإِنه فسَّر اللِّبْدَة بما فَسَّر به غيرُهُ القَبِيلَة .
( و ) اللِّبْدَة ( : د ، بين بَرْقَةَ وأَفْرِيقِيَّة ) ، وهي مَدِينَة عَجِيبةٌ
من بلادِ ايفْرِيقِيَّةَ ، وقد بالَغَ في وَصْفِها المُؤَرِّخونَ ، وأَطالوا في
مَدْحِها .
( و ) اللِّبْدُ ( بلا هَاءٍ : الأَمْرُ ) ، وهو مجاز ، ومنه قولُهُم : فُلانٌ لا
يَجِفُّ لِبْدُه ، إِذا كان يَتَرَدَّدُ ، ويقال : ثَبَتَ لِبْدُك ، أَي أَمْرُك (
و ) اللِّبْد ، ( : بِسَاطٌ م ) ، أَي معروف ، ( و ) اللِّبْدُ أَيضاً ( : ما
تَحْتَ السَّرْجِ . وذُو لِبْدٍ : ع ببلادِ هُذَيْلٍ ) ، ضبطه الصغاغانيّ بكسر
فَفَتْحٍ .
( و ) اللَّبَد ، ( بالتَّحْرِيك : الصُّوفُ ) ، ومنه قولهم ( مالَه سَبَدٌ ولا
لَبَدٌ ) وهو مَجاز ، والسَّبَدُ من الشَّعر ، وقد تَقَدَّمِ ، واللَّبَدُ من
الصوفِ ، لَتَلَبُّدِه ، أَي مالَه ذُو شَعَرٍ ولا ذُو صُوفٍ ، وقيل : مَعْنَاه :
لا قَلِيلٌ ولا كثيرٌ ، وكان مالُ العَرب الخَيْلَ والإِبلَ والغَنَمَ والبقَرَ ،
فَدَخَلَتْ كُلُّهَا في هاذا المَثَلِ . ( و ) اللَّبَد مصدر لَبِدَت الإِبلُ
بالكسر تَلْبَد ، وهو ( دَغَصُ الإِبلِ من الصِّلِّيَانِ ) وهو الْتِوَاءٌ في
حَيَازِيمِها وفي غَلاصِمِها ، وذالك إِذا أَكْثَرَتْ مِنْهُ فتَغَصُّ به ولا
تَمْضِي ، قاله ابنُ السِّكِّيت .
( و ) يقال ( أَلْبَدَ السَّرْجَ ) إِذا ( عَمِلَ ) له ( لِبْدَهُ ) . وفي
الأَفعال : لَبَدْت السَّرْجَ والخُفَّ لَبْداً وأَلْبَدْتُهما : جَعَلْتُ لهما
لِبْداً . ( و ) أَلبَدَ ( الفَرَسَ : شَدَّه )
____________________
(9/128)
عليه
، أَي وضعَه على ظَهْرِه ، كما في الأَساس ، ( و ) أَلْبَدَ ( القِرْبَةَ :
جَعَلَهَا ) وصَيَّرَهَا ( في ) لَبيدٍ ، أَي ( جُوَالِقٍ ) ، وفي الصّحاح : في
جُوالِقٍ صَغيرٍ ، قال الشاعر :
قُلْتُ ضَعِ الأَدْسَمَ فِي اللَّبِيدِ
قال : يريد بالأَدْسَمِ نِحْيَ سَمْنٍ ، واللَّبِيدُ لِبْدٌ يُخَاطُ عليه .
( و ) من المَجاز : أَلْبَدَ ( رَأْسَه : طَأْطَأَهُ عندَ الدخولِ ) بالبابِ ،
يقال أَلْبِدْ رَأْسَكَ ، كما في الأَساس .
( و ) أَلبَدْت ( الشْيءَ بالشَّيْءِ : أَلْصَقْتُه ) كَلَبَدَهُ لَبْداً ، ومن
هاذا اشتقاقُ اللُّبُودِ التي تُفْرَش ، كما في اللسان . ( و ) أَلبَدَت ( الإِبلُ
: خَرَجَتْ ) ، أَي من الرَّبيع ( أَوْبَارُهَا ) وأَلوانُهَا وحَسُنَتْ
شَارَتُهَا ( وتِيَّأَتْ للسِّمَنِ ) ، فكأَنها أُلْبِسَتْ مِن أَوْبَارِهَا
أَلْبَاداً . وفي التهذيب : وللأَسد شَعَرٌ كثيرٌ قد يَلْبُد على زُبْرَتِه ، قال
: وقد يكون مثلُ ذالك على سَنامِ البَعِير ، وأَنشد :
كَأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ
( و ) أَلْبَدَ ( بَصَرُ المخصَلِّي : لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجُودِ ) ، ومنه حَديث
قَتَادَةَ في تفسير قولِه تَعَالى : { الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ
} ( سورة المؤمنون ، الآية : 2 ) قال : الخُشُوع في القَلْبِ وإِلْبَادِ البَصرِ
في الصلاةِ أَي إِلزَامِه مَوْضِعَ السُّجودِ من الأَرض .
( واللُّبَّادَةُ ، كرُمَّانَةٍ ) : قَبَاءٌ من لُبُودٍ ، و ( ما يُلْبَسُ من
اللُّبُودِ للمَطَرِ ) ، أَي للوِقَايَة منه .
( واللَّبِيدُ : الجُوَالِقُ ) ، وفي الصحاح وكتاب الأَفعال : الجُوالِقَ الصغير .
( و ) اللَّبِيدَة ( : المِخْلاَةُ ) ، اسمٌ ، عن كُراع .
( و ) لَبِيد ( بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكٍ )
____________________
(9/129)
العَامرِيُّ
، ( و ) لبيد ( بنُ عُطَارِدِ بن حَاجِب ) بن زُرَارَةَ التَّمِيميُّ ، ( و ) لبيد
( بن أَزْنَمَ الغَطَفَانِيّ ، شُعَرَاءُ ) ، وفي الأَوَّل قولُ الإِمَام الشافعيّ
:
وَلَوْلاَ الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي
لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ
( و ) لبيد ( كزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ : طائرٌ ) ، وعلى الأَوّل ، اقتصرَ ابنُ مَنْظور
.
( وأَبو لُبَيْدِ بن عَبَدَةَ ) ، بضم اللام ، وفتح الباءِ في عَبَدَة ( شاعرٌ
فارِسٌ ) .
وأَبو لَبِيدٍ كأَمِيرٍ ، هشامُ بن عبد الملك الطَّيَالِسيُّ مُحَدِّث .
( ولَبَدَ الصوفَ ، كضَرَبَ ) يَلْبِدُ لَبْداً ( : نَفَشَه وبَلَّه بماءٍ ثمَّ
خَاطَه وجَعَلَه في رَأْسِ العَمَدِ ) ليكون ( وِقَايَةً لِلبِحادِ أَنْ
يَخْرِقَهُ ، كلَبَّده ) تَلْبِيداً ، وكلُّ هاذا من اللزُوقِ .
( و ) من المَجاز : ( مالٌ لُبَدٌ ولاَ بِدٌ ولُبَّدٌ : كَثِيرٌ ) ، وفي بعض
النُّسخ مال لُبَدٌ كصُرَدٍ ، ولا بِدٌ ، كثيرٌ . وفي الأَساس واللسان : مال
لُبَدٌ : كَثِيرٌ لا يُخافُ فَنَاؤُ لِكَثْرَتِه ، كأَنَّه الْتَبَدَ بعضُه على
بعضٍ . وفي التنزيل العَزِيز : { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } ( سورة
البلد ، الآية : 6 ) أَي جَمًّا ، قال الفَرَّاءُ : اللُّبَدُ : الكَثِيرُ ، وقال
بعضُهم : واحدَته لُبْدَةٌ ، ولُبَدٌ جِمَاعٌ ، قال : وجعلَه بعضُهم على جِهَة
قُثَمٍ ، وحُطَمٍ ، واحِداً ، وهو في الوجهين جَمِيعاً : الكثيرُ . وقرأَ أَبو
جَعْفَرٍ ( مَالاً لُبَّداً ) مُشدَّدَا ، فكأَنه أَرادَ مالاً لا بِداً ، ومالانِ
لاَبِدَانِ ، وأَمْوَالٌ لُبَّدٌ ، والأَمْوَالُ والمالُ قد يَكُونانِ في مَعْنًى
واحدٍ . وفي البصائر : وقرأَ الحسن ومُجَاهِد : لُبُداً ، بضمتين جَمْع لابدٍ .
وقرأَ مُجَاهِدٌ أَيضاً بسكون الباءِ ، كَفَارِهٍ وفُرْهٍ وشارِفٍ وشُرْفٍ . وقرأَ
زيدُ بن عَليّ وابنُ عُمَيْرٍ وعاصِمٌ : لِبَداً مِثال عَنِبٍ جَمْع لِبْدَة أَي
مُجتَمِعاً .
( واللُّبَّدَي : القَوْمُ المُجْتَمِعُ ) كاللِّبْدَة ، بالكسر ، واللُّبْدَة ،
بالضمّ ، كأَنهم بِجَمْعِم تَلَبَّدُوا ، ويقال :
____________________
(9/130)
النَّاسُ
لُبَدٌ ، أَي مُجتمِعون ، وفي التنزيل العزيز : { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ
اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } ( سورة الجن ، الآية :
19 ) قال الأَزهريُّ : وقُرىء { لِبَداً } والمعنى أَنَّ النبيّ صلى الله عليه
وسلملمَّا صلَّى الصُّبْح بِبَطْنِ نَخْلَةَ كادَ الجنُّ لمَّا سَمِعُوا القرآنَ
وتَعَجَّبُوا منه أَن يَسْقُطُوا عليه ، أَي كالجَرَادِ ، وفي حديث ابن عبّاسٍ {
كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضهم على بعضٍ ،
واحدتها لِبْدَةٌ ، ومعنى لَبِدٍ : يَركبُ بعضُهم بعضاً .
وكلُّ شَيءٍ أَلْصَقْتَه بشيءٍ إلصاقاً شديداً فقد لَبَّدْته .
( والتَّلْبِيدُ : التَّرْقِيعُ ، كالإِلْبَادِ ) وكِسَاءٌ مُلَبَّدٌ ( وإِذا
رُقِعَ الثَّوْبُ فهو مُلَبَّدٌ ) ومُلْبَدٌ . وَثَوْبٌ مَلْبُودٌ ، وقَدْ
لَبَّدَه إِذا رَقَعَه ، وهو مما تَقَدَّم ، لأَن المُرَقَّع يَجتمعُ بعضُه إِلى
بَعْضٍ ويَلْتَزِق بعضُه ببعضٍ ، وقيل المَلَبَّد الذي ثَهُنَ وَسَطُه وَصَفِقَ
حتى صارَ يُشْبِه اللِّبْدَ .
( و ) في الصّحاح : التَّلْبِيدُ ( : أَنْ يَجْعَلَ المُحْرِمُ في رأْسِهِ شَيْئاً
مِن صَمْغٍ لِيَتَلبَّدَ شَعرُهُ ) بُقْيَا عَلَيْه لئلا يَشعَثَ في الإِحرام ،
ويَقْمَلَ ، إِبْقَاءً على الشَّعرِ ، وإِنما يُلَبِّد مَنْ يَطُولُ مُكْثُه في
الإِحرام . وفي حَدِيث عُمَر رضي الله عنه أَنَّهُ قال ( مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ
أَو ضَفعر فعلَيْه الحَلْقُ ) قال أَبو عبيد : قوله لَبَّدَ ، أَي جَعَلَ في
رَأْسهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ أَو غَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعرُه ولا يَقْمَلَ ، قال
الأَزهريُّ : هاكذا قال يَحْيى بن سَعِيد ، قال : وقال غيرُه : إِنما التَّلْبِيدُ
بُقْيَا علَى الشَّعر لئلا سَشْعَثَ في الإِحرام ، ولذالك أَوْجَبَ عليه الحَلْقَ
كالعُقُوبَةِ له ، قال : قال ذلك سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ ، قيل : ومنه قيل
لِزُبْرَةِ الأَسدِ لِبْدَةٌ ، وقد تَقدَّم .
( واللَّبُودُ ) ، كصَبورٍ ، وفي نسختنا بالتَّشْدِيد ( : القُرَادُ ) ، سُمِّيَ بذالك
لأَنه يَلْبَدُ بالأَرض أَي يَلْصَق .
____________________
(9/131)
( والْتَبَدَ الوَرَقُ تَلَبَّدَتْ ) ، أَي ، تَلَبَّدَ بعضُه على بعضٍ . ( و )
التَبَدَت ( الشَّجَرَةُ : كَثُرَتْ أَوْرَاقُها ) ، قال الساجع :
وعَنْكَثَا مُلْتَبِدَا
( واللاَّبِدُ ، والمُلْبِد وأَبو لُبَد كصُرَدٍ وعِنَبٍ : الأَسَدُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
( ما أَرَى اليَوْمَ خَيْراً مِن عِصَابَة مُلْبِدَةٍ ) يعني لَصِقُوا بالأَرْضِ
وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُم ، وو من حديث أَبي بَرْزَةَ وهو مَجاز ، وفي الأَساس
عِصَابَةٌ مُلْبِدَةٌ : لاصِقَةٌ بالأَرض من الفَقْرِ ، وفُلانٌ مُلْبِدٌ :
مُدْقِعٌ وفي حديث أَبي بَكْرٍ ( أَنه كان يَحْلُب فيول أَأُلْبِدُ أَمْ أُرْغِي ؟
فإِن قالوا : أَلْبِدْ أَلْزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْعِ فَحلَبَ ولا يَكون لذالك
الحَلَبِ رَغْوةٌ ، فإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَا الشَّخْبُ بِشِدَّة وُقُوعِه في
العُلْبَةِ ) .
والمُلَبِّدُ من المَطَرِ : الرَّشُّ وقد لَبَّدَ الأَرْضَ تَلْبِيداً ،
وتَلَبَّدت الأَرْضُ بالمطرِ . وفي الحديث ( في صِفَة الغَيْثِ ) ( فَلَبَّدَته
الدِّمَاثَ ) أَي جَعَلَتْهَا قَوِيَّةً لا تَسوخ فيها الأَقدامُ ، والدِّمَاثُ :
الارَضُونَ السَّهْلَةُ . وفي حديث أُمّ زَرْعٍ ( لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل ،
ولا لَه عِنْديِ مُعَوَّل ) أَي لَيْس بِمُسْتَمْسِكِ مُتَلَبِّد فيُسْرَع
المَشْيُ فِيه ويُعْتَلَى .
ولَبَّدَ النَّدَى الأَرْضَ . وفي صِفَة طَلْحِ الجَنَّة ( إِنّ الله تعالى
يَجْعَل مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَة التَّيْس المَلْبُودِ )
أَي المُكْتَنِز اللَّحْم الذي لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً فتَلَبَّد .
وفي التهذيب في تَرجمة بلد : وقولُ الشاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ :
وَمُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ ومَهْلكَةٍ
جَاوَزْتُه بِعَلاَةِ الخَلْقه عِلْيَانِ
قال : المُبْدِدُ : الحَوْضُ القَديم هُنا ،
____________________
(9/132)
قال
: وأَراد مُلْبِد فقَلَب ، وهو اللاَّصِقُ بالأَرض .
وقال أَبو حَنيفة : إِبِلٌ لَبِدَةٌ ولَبَادَى : تَشَكَّى بُطُونَهَا عن القَتَادِ
( وقَدْ لَبِدَتْ لَبَداً ) وناقَةٌ لَبِدَةٌ .
ومن المجاز : أَثْبَت الله لِبْدَكَ ، وجَمَّل الله لِبْدَتكَ .
وفي المثل ( تَلَبَّدِي تَصَيَّدِي ) كقولهم ( مُخْرنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ ومنه قيل :
تَلَبَّدَ فُلانٌ : ( إِذَا رأَى و ) تَفَرَّسَ ، كما في الأَساس .
وفي الحديثِ ذِكْرُ ( لُبَيْدَاء ) ، وهي الأَرْضُ السابِعَةُ .
ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أَسماءٌ .
واللِّبَدُ : بطونق من بني تَميمٍ ، وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : اللِّبَدُ بنو
الحارث بن كَعْب أَجمعونَ ما خَلاَ مِنْقَراً .
ومحمّد بن إِسحاق بن نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيّ اللَّبّاد ، وأَبو عَليَ الحسن بن
الحُسَيْنِ بن مَسعُود بن اللَّبَّاد المُؤَدّب البُخَارهيّ ، محدِّثَان .
وسِكَّة اللَّبَّادين مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنَد ، منها القاضي محمد بن طاهر بن عبد
الرحمن بن الحسن بن محمّد السّعيدءَ السَّمَرْقَنْدِيّ ، عن أَبي اليخسْرِ
البَزْدَوَيّ وغيرِه . ولَبِيد بن عَلِيّ بن هَبَة بن جَعْفَر بن كِلاب : بَطْنٌ ،
ومن وَلدِه فائدٌ وسَلاَّم ، وهم بمصر . ولَبِيد : بَطْن من حَرْبٍ ولهم
شِرْذَمَةٌ بالصعيد ، ولَبِيد : بَطْنٌ مِن سُلَيْم ، منهم قُرَّة بن عِياضٍ .
ولَبِيدة : قَرْيَة بالقَيْرَوَانِ ، منها أَبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن
محمّد بن عبد الرحمان الحَضْرَمِيّ اللَّبِيدِيّ ، من فقهاءِ القَيْرَوَان .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَبِيدَة : قَرْية من قُرَى تُونِس ، ويقال بالذّال المُعجمة أَيضاً ، فتُعاد
هُنَاك ، انتهى .
واللُّبَدُ ، كَصُرَد : قَرْيَة من قُرَى نَابُلسَ .
____________________
(9/133)
لتد
: ( لَتَدَه بِيَدِه يَلْتِدُه ) لَتْداً ، من حدِّ ضرَب ، أَهمله الجوهَرِيُّ ،
وقال أَبو مالكٍ : ايي ( لَكَزه ) ، وفي اللسان والتكملةِ وأَفعالِ ابن القَطَّاع
: وَكَزَه .
لثد : ( لَثَدَ القَصْعَةَ بالثَّرِيدِ يَلْثِدُهَا ) لَثْداً ، من حدِّ ضَرَب ،
أَهمله الجوهريُّ وقال الأَزهريُّ إِذا ( جَمَعَ بَعْضَه على ) وفي بعض النّسخ
إِلى ( بَعْضٍ وسَوَّاهُ ) مثل رَثَدَ ، ( و ) لَثَدَ ( المَتَاعَ ) يَلْثِدُه
لَثْداً ، مثل ( رَثَدَهُ ) ، فهو لَثِيدٌ وَرَثِيدٌ ، ومثلُه في الأَفْعَال ،
وقال رُؤبة :
وإِنْ رَأَيْتَ مَنْكِباً أَوْ عَضْدَا
مِنْهُنَّ تُرْمَى بِاللَّكِيكِ لَثْدَا
( واللِّثْدَةُ ، بالكسر : الجماعَةُ المُقيمونَ ) في مَحلِّهم و ( يَظْعَنُونَ )
واللِّلبْدَة ، كالرِّثْدَة ، وقد تقدَّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
اللَّثِيدُ هو الرَّثِيد .
( ) ومما يستدرك عليه :
لجد : لجد الكلب الإِناءَ لَجْداً إِذا لحَسه ، أَهملَه الجماعةُ وأَورده في
اللسان في تركيب لسد عن أَبي خالدٍ في كتاب الأَبواب .
لحد : ( اللَّحْدُ ) ، بالتفح ( ويُضَمُّ ) ويُحَرّك كذا في البصائر ( : الشَّقُّ
) الذي ( يَكونُ في عُرْضِ القَبْرِ ) مَوْضِع المَيتِ ، لأَنه قد أُمِيلَ عن
وسَطِه إِلى جانِبهِ ، والضَّرِيحُ والضَّرِيحَةُ : ما كان في وَسَطِه ، وهو مَجاز
، كما حَقَّقه شَيْخُنا ، وظاهرُ كلامِ الزَّمَخْشَرِيّ أَنه فيه حَقِيقَةٌ ، (
كالمَلْحُودِ ) ، صِفَةٌ غالبةٌ ، قال :
حَتَّى أُغَيَّبَ في أَثْنَاءِ مَلْحُودِ
وقَبْرٌ مَلْحودٌ ومُلْحَدٌ . ( ج أَلْحَادٌ ولُحُودٌ ) .
____________________
(9/134)
( ولَحَدَ القَبْرَ ، كمنَع ) يَلْحَدُه لَحْداف ، ( وأَلْحَدَه ) ولَحَدَ لَه ( :
عَمِلَ له لَحْداً ) ، وكذالك لَحَدَ المَيتَ يَلْحَدُه لَحْداً ، ( و ) قيل :
لَحَد ( المَيتَ : دَفَنَه ) . وفي حديث دَفْنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (
أَلْحِدُوا لِي لَحْدَا ) وفي حديث دَفْنه أَيضاً ( فَايرْسَلُوا إِلى الَّلاحِدِ
والضَارِح ) أَي الذي يَعْمَل اللَّحْد والضَّرِيح .
تابع كتاب ( و ) من المَجاز : لَحَدَ ( إِليه : مَالَ كالْتَحَدَ ) الْتِحَاداً .
( و ) قيل : لَحَدَ في الدِّين يَلْحَد ، و ( أَلْحَدَ : مَالَ وعَدَلَ ) وقيل
لَحَدَ : مَالَ وجَارَ ، وقال ابنُ السِّكّيت : المُلْحِدُ ، العادِلُ عن الحَقِّ
المُدْخِلُ فيه ما ليس فيه ، يقال : قد أَلْحَدَ في الدِّين ولَحَدَ ، أَي حَادَ
عنه ، وقُرِىءَ { لّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ } ( سورة النحل ، الآية :
103 ) والْتَحَد مِثْلُه ، ( و ) رُوِيَ عن الأَحْمَرِ : لَحَدْتُ : جُرْتُ
ومِلْتُ . وأَلْحَدْتُ : مَا رَيْتُ وجَادَلْتُ . وأَلْحَدَ ( : مَارعى وجَادَلَ ،
و ) قوله تعالى : { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } ( سورة الحج ،
الآية : 25 ) والباءُ زائدة ، أَي إِلحاداً بِظُلْمٍ ، وقد أَلْحَد ( في الحَرَمِ
: تَرَكَ القَصْدَ فيما أُمِرَ به ) ومالَ إِلى الظُّلْمِ ، وأَنْشَد :
لَمَّا رَأَى المُلْحِدُ حِينَ أَلْحَمَا
صَوَاعِقَ الحَجَّاجِ يَمْطُرْنَ الدَّمَا
كذا في التهذيب ، وهو مَجازٌ ، ( أَو ) أَلْحَدَ في الحَرَم ( : أَشْرَكَ بالله )
تعالى ، هاكذا في سائِر النُّسخ التي بأَيدينا ، ونقَلَه المصنِّف في البصائرِ عن
الزَّجَّاج ، والذي في أُمَّهات اللغةِ : وقيل : الإِلْحَادُ فيه : الشَّكُّ في
الله ، قاله الزَّجَّاجُ ، هاكذا نقلَه في اللسان ، فلْيُنْظَر ، ( أَو ) أَلْحَدَ
في الحَرَمِ ( : ظَلَمَ ) ، وهو أَيضاً قولُ الزَّجَّاج ( أَو ) أَلْحَدَ في الحَرَمِ
( : احْتَكَرَ الطَّعَامَ ) فيه ، وهو مأْخُوذ من الحَدِيث عن عُمَر رضي الله عنه
( احْتِكَارُ الطَّعَامِ في الحَرَمِ إِلحَادٌ فِيه ) . وفَسَّرُوه وقالوا : أَي
ظُلْمٌ وعُدْوَانٌ . وأَصْلُ الإِلحادِ المَيْلُ والعُدُولُ عن
____________________
(9/135)
الشيْءِ
. قلْت : ولا يَخْفَى أَنه رَاجِعٌ إِلى معنَى الظُّلْمِ ، فلا يكون وَجهاً
مُسْتَقِلاًّ وبَقيَ عليه من معنَى الإِلْحَاد في الحَرَمِ الاعْتِرَاضُ ، قاله
الفَرَّاءُ .
( و ) ألحَدَ ( بِزَيْدٍ : أَزْرَى به ) ، وفي التكملة : أَلْحَدْتُ الرجُلَ :
أُزْرَيْتُ بن ، وفي اللسان : أَلْحَدَ بِزَيْدٍ : أَزْرَى بِحِلْمِه ، كأَلْهَدَ
. ( و ) أَلْحَدَ به ( : قَال عليهِ بَاطِلاً ) ، وهو من ذالك .
( وقَبْرٌ لاحِدٌ ومَلْحُودٌ ) ، أَي ( ذو لَحْدٍ ) . أَنشد لذي الرُّمة :
إِذَا اسْتَوْحَشَتْ آذَانُها اسْتَأْنَسَتْ لَهَا
أَنَاسِيُّ مَلْحُودٍ لَهَا فِي الَوَاجِبِ
شَبَّه إِنسانَ العَيْنه تَحْتَ الحاجِب باللَّحْدِ ، وذالك حين غَارَتْ عُيُونُ
الإِبِلِ مِن تَعَبِ السَّيْرِ .
( وَرَكِيَّةٌ لَحُودٌ ) ، كصَبور ( : زَوْرَاءُ ) ، أَي ( مُخَالِفَةٌ عن
القَصْدِ ) مائِلَةٌ عنه ، وقال ابن سيده : اللَّحُودُ من الآبارِ ، كالدَّحُولِ
أُرَاه مَقْلُوباً . قلت : فهو يَدُلّ أَنَّ اللّحُودِ بِصيغَةِ الجَمْعِ .
( واللُّحَادَةُ ) ، بالضمّ : ( اللُّحَاتَةُ ) بالتاءِ ( والمُزْعَةُ من اللحْمِ
) ، يقال : ما على وَجْهِ فُلانٍ لُحَادَةُ لَمٍ ولا مُزْعَةُ لَحْم ، أَي ما عليه
شيْءٌ مِن اللَّحْمِ لِهُزَالِه . وفي الحديث ( حَتَّى يَلْقَى الله وما عَلَى
وَجْهِه لُحَادَةٌ مِنْ لَحْمٍ ) أَي قِطْعَةٌ . قال الزمخشريُّ : وما أُراهَا
إِلاَّ لُحَاتَةً ، بالتاءِ ، مِن اللَّحْتِ ، وهو أَن لا بَدَعَ شيئاً عند الإِنسان
إِلاَّ أَخَذَه ، وقال ابنُ الأَثير : وإِن صَحَّت الرّوايَة بالدَّال فتكون
مُبْدَلَة من التاءِ . كدَوْلَجٍ في تَوْلَجٍ .
( ولاَحَدَ ) فُلانٌ ( فُلاناً : اعْوَجَّ كُلٌّ منهما على صَاحِبِهِ ) ومَالاَ عن
القَصْدِ .
( والمُلْتَحَدُ : المُلْتَجَأُ ) ، وفي بعض النُّسخ المَلْجَأُ ، أَي لأَن
اللاجىءَ ، يَميل إِليه ، قال الفَرصاءُ في قَلأحله : { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ
مُلْتَحَداً } إِلاَّ بَلاَغاً
____________________
(9/136)
مِّنَ
اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ( سورة الجن ، الآيتان : 22 و 23 ) أَي مَلْجَأً ولا سَرَباً
أَلْجَأُ إليه .
لدد : ( *!اللَّدِيدَانِ ) : جانِبَا الوادِي . و ( صَفْحَتَا العُنُقِ دُونَ
الأُذُنَيْنِ ) ، وقيل مَضِيغَتاهُ وعُرْشَاهُ قال رؤبة :
عَلَى *!-لَدِيدَيْ مُصْمَئلَ صِلْخَادْ
*!ولَدِيدَا الذَّكَرِ : نَاحِيَتَاه ، ( و ) قيل : هما ( جانِبَا كُلِّ شَيْءٍ ،
ج *!أَلِدَّةٌ ) ، وعن أَبي عَمْرٍ و : *!اللَّدِيدُ : ظاهِرُ الرَّقَبة ، وأَنشد
:
كلُّ حُسَامٍ عَلَمُ التَّهْبِيدِ
يَقْضِبُ بِالهَزِّ وبالتَّحْرِيدِ
سَالِفَةَ الهَامَةِ *!واللَّدِيدِ
( و ) من المَجاز : (*! تَلَدَّدَ ) فُلانٌ ، إِذا ( تَلفَّتَ يَميناً وشِمالاً
وتَحَيَّر مُتَبَلِّداً ) مأْخوذٌ من *!-لَدِيدَيِ الوَادِي أَي جانِبَيْهِ ، وفي
حديث عُثْمَانَ *!فَتَلدَّدْتُ *!تَلَدُّدَ المُضْطَرِّ ) ، أَي تَحَيَّرْتُ .
( و ) *!تَلدَّدَ الرجُلُ ( : تَلَبَّثَ ) ، وفي الحديث حين صُدَّ عن البَيْتِ : (
أَمَرْتُ النَّاسَ فإِذَا هُمْ *!يَتَلَدَّدُونَ ) ، أَي يَتَلَبَّثُون .
( و ) مِن المَجازِ : يقال : ضَرَبَه على *!مُتَلَدَّدِه . ( *!المُتَلَدَّدُ ،
بفتح الدالِ : العُنُقُ ) قال الشاعرِ يَصهفُ ناقَةً :
بَعِيدَةُ بَيْنِ العَجْبِ *!والمُتَلَدَّدِ
أَي أَنَّها بَعِيدةُ ما بين الذَّنَبِ والعُنُقِ .
( و ) قولهم : ( مَالَه عنه ) مُحْتَدُّ ، ولا ( *!مُلْتَدٌّ ، أَي بُدٌّ ) .
( *!واللَّدُودُ ، كصَبُورٍ ) اسم ( مَا يُصَبُّ بالمُسْعُطِ مِن ) السَّقْيِ و (
الدَّاوَءِ ، في أَحَدِ شِقَّيَ الفَمِ ، *!كاللَّدِيدِ ، ج *!أَلِدَّةٌ ) ، وفي
الحديث أَنه قال ( خَيْرُ ما تَدَاوَيْتُمْ
____________________
(9/137)
به
*!اللَّدُودُ والحِجَامَةُ والمَشِيُّ ) ويقال : أُخِذ اللَّدُودُ مِن لَدِيدَيِ
الوَادِي . ( وقد *!لَدَّه ) يَلُدُّه ( *!لَدًّا ) ، بالفتح ، ( *!ولُدُوداً ) بالضمّ
عن كُراع ، إِذا سَقَاه كذالك ، وقال الفَرَّاءُ : *!اللَّدُ . أَن يُؤْخَذَ
بِلِسانِ الصِيّ فَيُمَدَّ إِلى إِحْفَى شَقَّيْه يُوجَر في الآخَرِ الدَّوَاءُ في
الصَّدَف بين اللسانِ وبين الشِّدْقِ . ( *!ولَدَّه إِيَّاه *!وأَلَدَّه )
*!إِلداداً ، ( و ) قد ( *!لُدَّ ) الرجُلُ ( فهو مَلْدُودٌ ) ، وفي الحديث (
أَنّه *!لُدَّ في مَرَضِه فلَمَّا أَفاقَ قالَ : لاَ يَبْقَى في البيتِ أَحَدٌ
إِلاَّ لُدَّ ) فَعَلَ ذالك عُقوبةً لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذْنِه . وفي المثل
( جَرَى مِنْه مَجرَى *!اللَّدُودِ ) قال :
*!لَدَدْتُهُمْ النَّصِيحَةَ كُلَّ *!لَدٍّ
فَمَجُّوا النُّصْحَ ثُمَّ ثَنَوْا فَقَاءُوا
استعمله في الأَعْرَاضِ ، وإِنما هو في الأَجْسَام ، كالدَّوَاءِ والماءِ .
( و ) *!اللَّدُود ( : وَجَعَ يَأْخُذُ في الفَمِ والحَلْقِ ) ، فيُجْعَل عليه
دَوَاءٌ ويُوضع على الجَبْهَة مِنْ دَمِهِ .
( *!ولَدَّه ) *!يَلُدُّهُ *!لَدًّا ( : خَصَمَهُ ، فهو *!لادٌّ *!ولَدُودٌ ) ،
قال الراجِز :
*!أَلُدُّ أَقْرَانع الخُصُومِ *!اللُّدِّ
وقد *!لَدَدْت يا هاذا *!تَلُدُّ *!لَدَداً . *!ولَدَدْتُ فُلاناً *!أَلُدُّه إِذا
جادَلْتَه فغَلَبْتَه .
( و ) *!لَدَّه عن الأَمْرِ *!لَدًّا ( : حَبَسَه ) ، هُذَلِيّة .
( *!والأَلَدُّ : الطَّوِيلُ الأَخْدَعِ من الإِبلِ ) .
( و ) في التنزيل العَزِيز : { وَهُوَ *!أَلَدُّ الْخِصَامِ } ( سورة البقرة ،
الآية : 204 ) *!الأَلَدُّ ( الخَصْمُ ) الجَدِلُ ( الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ
إِلى الحَقِّ ) ، وقال أَبو إِسحاق : مَعْنَى الخَصمِ الأَلَدِّ في اللغة :
الشَّدِيد الخُصُومَةَ الجَدِل ، واشتقاقُه من لَدِيدَيِ العُنُق ، وهما
صَفْحَتَاه ، وتأْويله أَن خَصْمَه أَيَّ وَجْهٍ أَخَذَ مِنْ وُجُوهِ الخُصُومَةِ
غَلَبَه في
____________________
(9/138)
ذالك
، يقال : رجُلٌ أَلَدُّ بَيِّنُ *!الَّلدَدِ ، شَدِيدُ الخُصُومة ، (
*!كالأَلَنْدَدِ *!واليَلَنْدَدِ ) أَي الشَّدِيد الخُصُومة ، قال الطِّرِمَّاح
يَصِفُ الحِرْبَاءَ :
يُضْحِي عَلَى سُوقِ الجُذُولِ كَأَنَّهُ
خَصْمٌ أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ *!يَلَنْدَدُ
قال ابنُ جِنّى : هَمْزَة *!أَلَنْدَد وياءُ يَلَنْدَد كِلْتاهما للإِلْحَاقِ ،
فإِن قلتَ : فإِذا كان الزائد إِذا وقعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق ، فكيف
أَلْحَقُوا الهمزةَ والياءَ في *!أَلَنْدَد *!ويَلَنْدَد ، والدليلُ على صِحَّةِ
الإِلْحاقِ ظُهورُ التِّضعيفِ ؛ قيل : إِنهم لا يُلْحِقون بالزائد من أَوَّلِ
الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائدٌ آخَرُ ، فلذالك جاز الإِلحاقُ بالهَمْزَةِ
والياءِ في *!أَلَنْدَد *!ويَلَنْدد لما انْضَمّ إِلى الهمزةِ والياءِ من النون .
وتصغِير أَلَنْدَدٍ *!أُلَيْدٌ ، لأَن أَصلَه أَلد فَزَادُوا فيه النونَ
لِيُلْحِقُوه ببناءِ سَفَرْجَلٍ ، فلما ذَهبت النونُ عَاد إِلى أَصلِه .
( *!ولَدَدْتُ ) يا رجل ( *!لَدًّا ) هاكذا في النُّسخ ، وفي اللسان وكتاب
الأَفعال لَدَداً ( : صِرْتَ *!أَلَدَّ ) ، قال ابنُ القَطَّاع : هو العَسِرُ الخُصُومَةِ
الشَّدِيدُ الحَرْبِ . واللَّدَدُ : الخُصومة الشديدةُ ، ومنه حديث عَلِيَ كرَّم
الله وَجْهَه ( رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلمفي النَّوم فقلت : يا رسولَ
الله ، ماذَا لَقِيتُ بَعْدَك مِن الأَوَدِ *!واللَّدَدِ ) . ( ج *!لُدٌّ
*!ولِدَادٌ ) الأَول بالضمّ ، والثاني بالكسر ، ومن الأَول قوله تعالى : {
وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً *!لُّدّاً } ( سورة مريم ، الآية : 97 ) قيل معناه
خُصَمَاءُ عُوجٌ عن الحَقِّ وقيل : صُمٌّ عنه ، وقال مَهْدِيّ بن مَيمونٍ : قلت
للحسن : قوله { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } قال : صُمًّا . ومن الثاني قولُ
عُمَر رضي الله عنه لأُمِّ سَلَمَة : ( فأَنَا مِنْهُم بين أَلْسِنَةٍ *!لِدَادٍ
وقُلُوبٍ شِدَادٍ وسُيُوفٍ حِدَادٍ ) .
( *!واللَّدِيدُ : ماءٌ لبني أَسَد ) بن خُزَيْمَةَ بن مُدْركَة بن الياس بن مُضر
.
____________________
(9/139)
( و ) *!اللَّدِيدَةُ ( بهاءٍ : الرَّوْضَةُ ) الخَضراءُ ( الزَّهْرَاءُ ) ، عن
ابن الأَعرابيّ .
( *!والمِلَدُّ ، بالكسر : اسم ) رجل ، ( و ) اسم ( سَيْف عَمْرِو بنِ عَبْدِوُدَ
) القرشيّ .
( *!واللَّدُّ ) ، بالفتح : ( الجُوَالِقُ ) كاللَّبِيدِ ، وقد تقدَّم ، قال
الراجز :
كَأَنَّ لَدَّيْهِ عَلَى صَفْح جَبَلْ
( *!ولُدُّ ، بالضَّمّ ) ، والمشهور على أَلْسِنَةِ أَهلها الكسر : مَوْضِعٌ
بالشَّامِ . وفي التهذيب : اسمُ رَمحلَة بالشامِ ، وقيل ( ة ، بِفِلَسْطِينَ )
بالقُرْبِ من الرَّمْلَةِ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
فَبِتُّ كَأَنَّتِي أُسْقَى شَمُولاً
تَكُرُّ غَرِيبَةً مِنْ خَمْرِ *!لُدِّ
وفي الحديث ( ( يَقْتُلُ عِيسَى عليه السَّلامُ الدَّجَّالَ عِنْدَ بَابِهَا ) ) ،
وهو الذي جَزَمَ به أَقْوَامٌ كثيرُونَ مِمّن أَلَّفَ في أَحوالِ الآخِرَة
وشُرُوطِ الساعةِ ، وادَّعى قومٌ أَن الواردَ في بعضِ الأَحادِيث أَنه يَقْتُله
عند مُحَاصَرَتِه المَهْدهيَّ في القُدْسِ ، واعتمده القارِي في النَّاموس . كذا
قاله شيخُنَا . قلت : ويقال فيها أَيضاً *!اللدّ ، أَي باللام قال جَميلٌ :
تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى *!اللُّدِّ دُونَه
وهَضْبٌ لَتِيْمَا والهِضَابُ وُعُورُ
وقد نُسِبَ إِليها أَبو يَعقُوبَ إِسحاق ابنُ سَيَّارٍ ، مُحَدِّث .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابيّ : يقال : ( *!لَدَّدَ بِه ) و ( نَدَّدَ ) به ، إِذا
سَمَّعَ به .
( *!والْتَدَّ ) هو *!الْتِدَاداً ( : ابْتَلَعَ *!اللَّدُودَ ) ، قال ابنُ أَحْمر
:
شَرِبْتُ الشُّكَاعَى *!وَالْتَدَدْتُ *!أَلِدَّةً
وَأَقْبَلْتُ أَفْوَاهَ العُرُوقِ المَكَاوِيَا
( و ) *!الْتَدَّ ( عنه : زَاغَ ) ومال .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!أَلدَدْتُه : صَادَفْتُه *!أَلَدَّ .
*!وأَلْدَدْتُ به : عَسُرْتُ عليه في الخُصُومِة .
____________________
(9/140)
وتَصْغِير *!اللُّدِّ جَمْعُ *!أَلَدَّ *!أُلَيْدُّونَ عن الصاغانيّ .
*!والمُلاَدَّة : الخُصومةُ .
ويقال : ما زِلْت *!أُلاَدُّ عَنْك ، أَي أُدافِع .
*!وأَلْدَدْتُ به : مَطَلْتُه ، كذا في الأَفْعال لابن القّطاع .
وفي الأَساس : هو شَدِيدٌ *!لَدِيدٌ .
وبنو *!اللَّدِيد ، كأَمِيرٍ : بُطَيْنٌ من العرب .
( ) واستدرك شيخنا هنا :
لزورد : اللاَّزَوَرْد : الحجر المَعْرُوف ، وذَكَرَ خَوَاصَّه .
لسد : ( لَسِدَ الطَّلَي أُمَّه كفَرِحَ ) لَسَداً . بالتَّحْريك : رَضِعها ، حكاه
أَبو خالدٍ في كِتَابِ الأَبواب ، مثل لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ لَجَذاً كذا في
اللسان ، والذي في كتاب الأَفعال لابن القطاع لَسِدَ ، أَي بالكسر لَسَداً ، في
الطَّلَى ، إِذا رَضِع ، انتهى . ( و ) المشهور فيه لَسَدَهَا يَلْسِدُهَا من حَدْ
( ضَرَبَ ) ، صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّة ، فكان ينبغِي تَقديمُها ،
لكونِهَا الفُصْحَى . وقيل : لَسَدَها ( رَضِعَ ما في ضَرْعِها كُلَّه ) ، وعبارة
الأَفعال : رَضِعَ جَميعَ لَبنِهَا ( و ) لَسَدَ الكَلْبُ ( الإِنَاءَ : لَحِسَه )
، وقال ابن القَطَّاع ، ولَسَدَ الإِنسانُ : لَحِسَ ما في الإِناءِ ولَسَدْت
العَسَلَ : لَعِقْتُه وكُلُّ لَحْسٍ لَسْدٌ ولَسَدَت الوَحْشِيَّةُ وَلَدَها :
لَعِقَتْه ( وفَصِيلٌ مِلْسَدٌ ، كمنْبَرٍ : كَثيرُ اللَّسدِ ) ، بفتح فسكون ،
وبالتحريك أَيضاً ، أَي الرَّضْعِ ، وأَنشد النِّضْرُ :
لاَ تَجْزَعَنَّ عَلَى عُلاَلَةِ بَكْرَةٍ
بِسْطٍ يُعَارِضُها فَصِيلٌ مِلْسَدُ
والمِلْسَدُ : الذي يَرْضَعُ من الفُصْلانِ كذا في اللسان .
____________________
(9/141)
لغد
: ( اللُّغْدُ واللُّغْدُودُ ، بضمّهما ، واللِّغْدِيد ) ، بالكسر ( : لَحْمَةٌ في
الحَلْقِ ) ، أَ التي بين الحَنَكِ وصَفْحَةِ العُنُق ، ( أَو ) هي (
كالزَّوَائِدِ من اللَّحْم ) تَكون ( في باطِنه الأُذُنِ ) مِن داخلٍ ، وفي بعض
الأُمهات : الأُذُنَيْنِ ، ( أَو ) هي ( ما أَطَافَ بِأَقْصَى الفَمِ إِلى
الحَلْقِ من اللَّحْمِ ) ، أَو هي ( في ) موضع النَّكَفَتَيْنِ عند أَصْلِ العُنق
، ( ج ) أَي جمع اللُّغْدِ ( أَلْغَادٌ ) كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ، ( و ) جمع
اللّغدُودِ واللِّغْدِيد ( لَغَادِيدُ ) ، وقيل : الأَلْغَادُ واللَّغَادِيدُ :
أُصولُ اللَّحْيَيْنِ ، وقال الشاعر :
أَيْهاً إِلَيْكَ ابنَ مِرْدَاسٍ بِقَافِيَةٍ
شَنْعَاءَ قَدْ سَكَنَتْ مِنْهُ اللَّغَادِيدا
وقال آخرُ :
وإِنْ أَبَيْتَ فإِنِّي واضِعَ قَدَمِي
عَلَى مَرَاغِمِ نَفَّاخِ اللَّغَادِيدِ
قال أَبو عُبَيْد : الأَلْغَادُ : لَحْمَاتٌ تكون عند اللَّهَواتِ ، واحدها لُغْدٌ
، وهي اللَّغَانِينُ ، واحدها لُغْنُون . وفي الأَساس : عِلْجٌ ضَخْمُ
اللَّغادِيدِ والأَلْغَادِ ، وتقول : هو من الأَوْغَاد ، ضَخْمُ الأَلْغَاد .
وتقولُ : سَبَّني حتى أَحْمَى لُغْدَه ، إِذا احْمَرَّ غَضَباً .
قلت : وأَنشَدَنا شيخُنَا :
أَتَزْعُمُ يَا ضَخْمع اللَّغَادِيدِ أَنَّنَا
ونَحْنُ أُسودُ الحَرْبِ لا نَعْرِفخ الحَرْبَا
( أَو اللُّغْدُ ) ، بالضمّ ( : مُنْتَهَى شَحْمَةِ الأُذُنِ من أَسْفَلِها ) وهي
النَّكَفَةٌ ، قاله أَبو زيد . قال : واللَّغانِينُ : لَحْمٌ بين النَّكَفَتَيْنِ
واللِّسَانِ من باطنٍ ، ويقال لها مِن ظاهِرٍ : لَغَادِيد .
( ولَغَدَ الإِبِلَ ) العَوَانِدَ ( ، كَمَنَعَ : رَدَّها إِلى القَصْدِ
والطَّرِيقِ ) . وفي التهذيب : اللَّغْدُ : أَن تُقِيمَ الإِبلَ علَى الطرِيقِ ،
يقال : قد لَغَدَ الإِبلَ ، وجَادَ ما يَلْغَدُهَا منْذُ الليلِ ، أَي يُقِيمُها
للقَصْدِ ، قال الراجز :
____________________
(9/142)
هَلْ يُورِدَنَّ القَوْمَ ماءً بَارِدَا
باقِي النَّسِيمِ يَلْغَدُ اللَّوَغِدَا
( و ) من المجاز : لَغَدَ ( أُذنَه ) ، إِذا ( مَدَّهَا لِتَستقيم ) ، عن
الصاغانيّ . ( و ) لَغَدَ ( فُلاناً عن حاجَتِهِ : حَبَسَه ) ، نقلَه الصاغانيُّ ،
( و ) اءَ مُتَلَغِّداً ، ( المُتَلَغِّدُ ، المُتَغَيِّظُ ) المُتَغَضِّب الحَنِق
.
( ولاَغَدَه والْتَغَدَه : أَخَذَ على يَدِه دُونَ ما يرِيده ) ، نقله الصاغانيّ .
( ولُغْدَةُ ) بن عبدِ الله ، ( بالضمّ ) ويقال لُكْدَةُ ، بالكاف بدل الغين ( :
أَدِيبٌ نَحْوِيٌّ أَصْبَهَانِيٌّ ) ، أَخذ عن مشايخِ أَبي حَنيفةَ الدِّينَوَرِيّ
، وتَصَدَّر بمِصْر ، وأَفَادَ ، وله كتابُ نَقْضِ عِلَلِ النَّحْو والردّ على
الشعراءِ ، كذا في البُلْغَة في تراجم أَئمّة النحْوِ واللُّغَة ، للمصنّف .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَغَدهَ لَغْداً : أَصَابَ لُغْدُودَه ، عن ابنِ القَطَّاع .
( ) ومما يستدرك عليه :
لقد : لَقَدْ ، قال الفَرّاءُ : ظنَّ بعضُ العرب أَنّ اللام في لَقَدْ أَصلِيَّةٌ
، فأَدْخَل عليها لاَماً أُخْرَى فقال :
لَلَقَدْ كَانُوا عَلَى أَزْمَانِنَا
لِلصَّنِيعَيْنِ لِبَاسٍ وَتُقَى
قال الصاغانيّ : وهو مما صَحَّفَه النحويّونَ ، والرواية : فَلَقَدْ .
لكد : ( لَكِدَ عليه الوَسَخُ كفَرِحَ : لَزِمَه ولَصِقَ به ) ، قاله الأَصمعيّ ،
وقال غيرُه : لَكِدَ الشيءُ بِفِيه لَكَداً إِذا أَكلَ شَيْئاً لَزِجاً فَلَزِقَ
بفيه مِن جَوْهَرِه أَو لَوْنِه ، وفي حديث عطاءٍ ( إِذا كان حَوْلَ الجُرْحِ
قَيْحٌ وَلَكِدَ فأَتْبِعْهُ بِصُوفَةٍ فيها ماءٌ فاغْسِلْه ) . يقا لَكِدَ
الدَّمُ بالجِلْدِ ، إِذا لَصِقَ .
( و ) لَكَدَه لَكْداً ، ( كَنَصَرَهُ : ضَرَبَهُ بيدِه أَو دَفَعَه ) ،
والعَامَّة تقولُ : لَكَدَه ، بِرجْلِه .
____________________
(9/143)
( و ) المِلْكَدُ ، ( كمِنْبَرٍ : شِبْهُ مِدَقَ يُدَقُّ به ) .
( والأَلْكَدُ : اللَّئيمُ المُلْصَقُ بِقَوْمِهِ ) . وفي اللسان : بالقَوْم ،
وأَنْشَ الليث :
يُنَاسِبُ أَقْوَاماً لِيُحْسَبَ فِيهمُ
ويَتْرُكُ أَصْلاً كانَ مِنْ جِذْمِ أَلْكَدَا
( و ) لَكَّادٌ ، ( كَكَتَّان : اسْم ) رجل ، ( و ) رَجُلٌ لَكِدٌ : نَكِدٌ ، (
كَكَتِفٍ ) وهو ( اللَّحِزُ ) العَسِيرُ ، قال صَخْرُ الغَيِّ :
والله لَوْ أَسْمَعَتْ مَقَالَتَها
شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ رَأْسُهُ لَبِدُ
لَفَاتَحَ البَيْعَ يَوْمَ رُؤيَتِها
وكَانَ قَبْلُ انْبِيَاعُه لَكِدُ
( والمَلاَكِدُ : مَنْ إِذا مَشَى في القَيْدِ نازَعَه القَيْدُ ) خُطَاه ، ( فهو
يُعَالِجُه ) ، ويقال : إِن فُلاَناً يُلاَكِد الغُلَّ لَيْلَتَه ، أَي يُعَالِجُه
، قال أُسَامَةُ الهُذَلِيَّ يَصِفُ رَامِياً :
فَمَدَّ ذِرَاعَيْهِ وَأَجْنَأَ صُلْبَهُ
وفَرَّجَهَا عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاَكِدُ
( و ) مُلاَكِدٌ ( اسْم ) رجل .
( و ) عن الأَصمعيّ . ( تَلَكَّدَه ) تَلَكُّداً ( : اعْتَنَقَه ) .
( و ) تَلَكَّدَ ( فُلانٌ : غَلُظَ لَحْمُه ) واكْتَنَزَ .
( و ) تَلَكَّدَ ( الشَّيْءُ : لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الْتَكَدَهُ : لَزِمَه فلم يُفَارِقْه . وعُوتِبَ رَجُلٌ من طيِّىءٍ في امرأَته
فقال : إِذا الْتَكَدَتْ بِمَا يَسُرُّنِي لَمْ أُبَالٍ أَنْ أَلْتَكِدَ بما
يَسُوءُهَا ، حكاه ابنُ سيدَه عن ابنِ الأَعرابيّ .
وَرَأَيْتُ فُلاناً مُلاَكِداً ، أَي مُلازماً .
ولَكِدَ شَعَرُه ، إِذا تَلَبَّدَ .
____________________
(9/144)
ولُكدَة ، بالضمّ : اسم رجُلٍ ، وهو الذي تقدَّم في لغد .
لمد : ( اللُّمْدُ ) ، أَهملَه الليثُ والجوْهَرِيّ وروَى أَبو عَمْرو : اللَّمْدُ
( : التَّوَاضُعه بالذُّلِّ ، و ) من ذالك ( اللَّمْدَانُ ) كسَحْبَان ( :
الذَّلِيلُ ) الخاضعُ يقال : ما حَمْدَانُ إِلا لَمْدَانُ .
( ولَمَدَهَ : لَدَمَهُ ) ، يَعني ضَرَبه ، كأَنه مَقلوب منه .
( ) ومما يستدرك عليه :
الأَلْمَدُ : الذَّلِيلُ .
لود : ( *!الأَلْوَدُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الليث : هو من ارجال ( :
مَنْ لا يَمِيلُ إِلى عَدْلٍ ولا يَنْقَادُ لأَمْرٍ ) ولا إِلى حَقّ ، ( وقد
*!لَوِدَ ، كفَرِحَ ) *!يَلْوَد *!لَوَداً ، ( ج ) *!أَلْوَادٌ ، قال الأَزهَرِيُّ
: هاذه كلمة نادرةٌ ، وقال رؤبة :
أَسْكَتَ أَجْرَاسَ القُرُومِ *!الأَلْوَادْ
الضيْغَمِيَّاتِ العِظَامِ الأَلْدَادْ
( و ) قال أَبو عَمرو : *!الأَلْوَد ( : الشَّدِيدُ ) الذي ( لا يُعْطِي طَاعَتَه
) ، وقَوْمٌ *!أَلْوَاد ، وأَنشد :
أَغْلَبَ غَلاَّباً *!أَلَدَّ أَلْوَدَا
تابع كتاب ( و ) *!الأَلْوَدُ ( : العُنُق الغَلِيظُ ) ، يقال : عُنُق أَلْوَدُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!لَوِدَ *!لَوَداً : لم يَتَفَقَّدِ الأَمْرَ ، فهو *!أَلْوَدُ . والجَمْع
*!أَلْوَادٌ ، على غيرِ قِياسٍ ، نقله ابنُ القَطَّاع .
لهد : ( لَهَدَه الحَمْلُ ، كمنَعَه ) يَلْهَدُه لَهْداً فهو مَلْهُود ولَهِيدٌ (
: أَثْقَلَه ) وضَغَطَه .
والبَعِيرُ اللَّهِيدُ : الذي أَصابَ جَنْبَه ضَغْطَةٌ مِنْ حِمْلٍ ثَقِيلٍ
فَأَوْرَثَه داءً أَفْسَد عَليه رِئَتَه ، فهو مَلْهُودٌ ، قال الكُمَيْتُ :
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِنَ الكُو
مِ وَلَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزْورَا
وإِذا لُهِدَ البَعِيرُ أُخْلِيَ ذالك الموضعُ
____________________
(9/145)
مِنْ
بِدَادَيِ القَتَب كَيْلاَ يَضْغَطَه الحِمْلُ فيَزْدَاد فَساداً ، وإِذا لم
يُخْلَ عنه تَفَتَّحَت اللَّهْدَةُ فصارَتْ دَبَرَةً .
( و ) لَهَدَ ( دَابَّتَه : جَهَدَهَا وأَحْرَثَهَا ) فهي لَهِيدٌ ، قال جَرِير :
ولَقَدْ تَرَكْتُكَ يَا فَرَزْدَقُ خَاسِئاً
لَمَّا كَبَوْتَ لَدَى الرِّهَانِ لَهِيدَا
أَي حَسِيراً .
( و ) لَهَد ( الشيْءَ : أَكَلَه أَو لَحِسَه ) ، وعبارة اللّحيانِيّ في النوادِر
: ولَهَدَ مَا في الإِناءِ يَلْهَدُه لَهْداً : لَحِسَه وأَكله ، قال عَدِيّ :
وَيَلْهَدْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يَلِتْ
كَأَنَّ بِحَافَاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
( و ) لَهَدَ ( فُلاناً ) لَهْداً ولَهَّدَهُ ، الأَخير عن ابن القطّاع ، أَي (
دَفَعَه دَفْعَةً ، لِذُلِّه ) فهو مَلْهُود .
وقال الليث : اللَّهْدُ : الصَّدْمة الشديدةُ في الصَّدْرِ . وفي حديثِ ابنِ عُمَر
رضي الله عنه ( لَوْ لَقِيتُ قاتِلَ أَبِي في الحَرَمِ ما لَهَدْتُه ) أَي مَا
دَفَعْتُه ، ويروى ( ما هِدْتُه ) أَي حَرَّكْتُه . ( أَو ) لَهَدَه ( : ضَرَبَه )
في أُصُولِ ثَدْيَيْهِ أَو أُصُولِ كَتِفَيْهِ ، أَو لَهَدَه لَهْداً ( : غَمَزَه
، كَلَهَّدَه ) تَلْهِيداً ( فيهما ) ، أَي في الغَمْز والدَّفْعِ قال طرفة :
بَطِىءٍ عَنِ الجُلَّي سَرِيعٍ إِلَى الخَنَى
ذَلِيلٍ بِإِجْمَاعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
( واللَّهْدُ : انْفِرَاجٌ يُصِيب الإِبلَ في صُدورِهَا مِن صَدْمَةٍ ونَحْوِهَا )
، كضَغْطِ حِمْلٍ ، قال :
تَطْلَعُ مِنْ لَهْدٍ بِهَا ولَهْدِ
( و ) قيل : اللَّهْدُ ( : وَرَمٌ في الفَرِيصَةِ ) مِنْ وِعَاءٍ يَلِحٌ على
ظَهْره البَعِيرِ فَيَرِمُ ، وأَنشد الأَزهريّ :
تَظْلَعُ مِنْ لَهْدٍ بها ولَهْدِ
الأَوَّل الداءُ والثاني الإِجهادُ في
____________________
(9/146)
الحَرْثِ
. ( و ) اللَّهْدُ أَيضاً ( دَاءٌ ) يُصِيب ( في أَرْجُلِ النَّاسِ وأَفُخَاذِهِم
) وهو ( كالانْفِرَاجِ . و ) من المَجاز : اللَّهْدُ ( : الرَّجُلُ الثَّقِيلُ
الجِبْسُ ) الذَّلِيلُ .
( وأَلْهَدَ ) الرجلُ ( : ظَلَمَ وجَارَ . و ) أَلْهَدَ ( به ) إِلهاداً ( :
أَزْرَى ) ، قال :
تَعَلَّمْ هَدَاك الله أَنَّ ابْنَ نَوْفَلٍ
بِنَا مُلْهِدٌ لَوْيَمْلِكُ الضَّلْعَ ضَالعُ
( و ) أَلْهَد ( إِلى الأَرْضِ : تثَاقَلَ إِليها . و ) أَلهَدَ ( بفُلان )
إِلهاداً ، إِذا ( أَمْسَكَ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ وخَلَّى الآخَرَ عليه ) وهو (
يُقَاتِلُه ) ، قال : فإِن فَطَّنْتَ رَجُلاً بِمُخَاصَمَةِ صاحِبِه أَو بِمَا
صَاحِبُه يُكَلِّمُه ، ولَحَنْتَ له ولَقَّنْتَ حُجَّتَه فقَد أَلْهَدْتَ به ،
وإِذَا فَطَّنْتَه بِمَا صَاحِبُه يُكَلِّمه قال والله ما قُلْتَها إِلاَّ أَنْ
تُلْهِدَ عَلَيَّ ، أَي تُعِين عَلَيَّ . كذا في اللسان .
( و ) قال ابنُ القَطَّاع : أَلْهَدَ ( اللَّهِيدَة ) : صَنَعَهَا مِن أَطْعِمة
العَرَبِ ، وهي ( العَصِيدَةُ الرِّخْوَةُ ) ليست بِحِسَاءٍ فَتُحْسَى ولا
غَلِيظَة فتُلْتَقَم ، وهي التي تُجَاوِز حَدَّ الحَرِيقَةِ والسَّخِينةِ
وتَقْصُرُ عن العَصِيدة ، كذا في الصّحاح .
( و ) اللّهَادُ ، ( كغُرَابٍ : الفُوَاقُ ) ، عن الصاغانيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال الهَوَازِنِيُّ : رَجُلٌ مُلَهَّد ، أَي كمُعَظَّم : مُسْتَضْعَفٌ ذَلِيلٌ
مُدَفَّع عن الأَبواب .
وناقَة لَهِيدٌ : غَمَزَهَا حِمْلُهَا فَوثَأَهَا .
وأَلْهَدْتُ به : قَصَّرْتُ به ، قاله ابن القَطَّاع .
والأَلْهَاد : الأَوْرَام ، عن الصاغانِيّ :
ليد : ( ما تَرَكْتُ له *!لَيَاداً ، بالفتح ) ، كسَحَاب ، أَهمله الجوهَرِيُّ ،
وقال
____________________
(9/147)
الصاغانيُّ
: أَي ( شَيْئاً ) ، وكذالك حَيَاداً ، وهو حَرْفٌ غَرِيبٌ .
2 ( فصل الميم ) 2
2 ( مع الدال المهملة ) 2
مأَد : ( *!مَأَدَ النَّبَاتُ ، كمَنَع ) ، *!يَمَأَدُ *!مَأْداً ( : اهْتَزَّ
وتَرَوَّى وجَرَى فيه الماءُ ) ، ويقال للغُصْن إِذا كان نَاعِماً يَهْتَزّ : هو
*!يَمْأَدُ مَأْداً حَسَناً . ( و ) قيل : *!مَأَدَ النبَاتُ والشَّجرُ ( :
تَنَعَّمَ ولاَنَ ، و ) قد ( *!أَمَأَده الرِّيُّ ) والرَّبِيعُ ، *!ومَأَدَ العُودُ
*!يَمْأَدُ *!مَأْداً ، إِذا امْتَلأَ مِنَ الرِّيِّ في أَوِّل ما يَجْرِي الماءُ
في العُودِ ، فلا يَزال *!مائِداً ما كان رَطْباً .
( ورَجُلٌ ) *!مَأْدٌ *!ويَمْؤُودٌ ( وغُصْنٌ *!مَأْدٌ *!ويَمْؤُودٌ ) : ناعِمٌ ،
وهي *!مَأْدَةٌ *!ويَمْؤُودَةٌ : شابَّةً ناعِمَةٌ . ويقال للجارِية : إِنها
*!المَأْدَةُ الشَّبَابِ ( وهي *!يَمْؤُودٌ *!ويَمْؤُودة . و ) قيل : ( *!المَأْدُ
: الناعِمُ من كُلِّ شيْءٍ ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
*!مَادُ الشَّبَابِ عَيْشَها المُخَرْفَجَا
غير مهموزٍ ( و ) *!المَأْدُ ( : النَّزُّ ) الذي يَظْهَرُ في الأَرْض ( قَبْلَ
أَنْ يَنْبَعَ ) ، شامِيَّةٌ .
( *!ويَمُؤود : بئرٌ ) ، قال الشَّمَّاخ :
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ كَمَا غَدَتْ
عَلَى مَاءِ *!يَمْؤودَ الدِّلاءُ النَّوَاهِزُ
( أَو ) هو اسم ( ع ) ، قاله الجوهَرِيّ ، وأَنشد للشَّمَّاخ :
فَظَلَّت *!بِيَمُؤُودٍ كَأَنَّ عُيُونَها
إِلى الشَّمْسِ هَلْ يَدْنُو رُكِيٌّ نَوَاكِزُ
وقال زُهَيْر :
كَأَنَّ سَحِيلَهُ فِي كُلِّ فَجْرٍ
عَلَى أَحْسَاءِ *!يَمْؤودٍ دُعَاءُ
قال ابنِ سِيدَه في قولِ الشَمَّاخ :
عَلَى مَاءِ *!يَمْؤودَ الدِّلاَءُ النَّواهِزُ
قال : جعلَه اسْماً للبِئرِ فلم يَصْرِفْه ، قال : وقد يجوز أَن يُريد
____________________
(9/148)
الموضِعَ
وتَرك صَرْفهَ ، لأَنه عنَى به البُقْعَةَ أَو الشَّبَكَةَ ، قال ، أَعْنِي
بالشَّبَكَةِ الآبارِ المُقْتَرِبَةَ بَعْضُهَا من بعضٍ .
( *!وامْتَأَدَ ) فلانٌ ( خَيْراً ) أَي ( كَسَبَهُ ) .
( وجَارِيَةٌ *!مَأْدَة ) شَابَّة ( ناعِمَةٌ ) ، *!كَيَمُؤْودَةٍ .
( *!والمَئِيدُ ) كأَميرًّ ، ( : الناعِمُ ) من الأَغصانِ *!كالمائِدِ .
وغُصْن *!مَأْدٌ : لَيِّنٌ ناعمٌ ، وكذالك النَّبَاتُ ، قال الأَصمعيُّ : قيل
لبعْضِ العَرب : أَصِبْ لنَا مَوْضِعاً . فقال رائدُهُم : وَجدْتُ مكاناً ثَأْداً
*!مَأْداً . *!ومَأْدُ الشَّبابِ : نَعْمَتُه .
( ) ومما يستدرك عليه :
غُصُونٌ مِيدٌ .
*!المُمْأَدُ . كمُكْرَمٍ : المُرْتَوِي من النَّبَاتِ .
وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ومَاكِدٍ *!يَمْأَدُه مِنْ بَحْرهِ
يَضْفُو ويُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ
فسَّرُوه وقالوا :*! يَمْأَدُه : يَأْخُذُه في ذالك الوَقْت .
مبد : ( مَأْبِد ، كمَنْزِل : د ، بالسَّرَاةِ ) ، وفي المعجم : جَبَلُ السَّرَاةِ
، وقال الباهليُّ : هو مَوضِع . قال أَبو ذُؤَيب :
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مَأْبِدٍ
وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ
ويُروَى هاذا البيت ( مَظّ مَائِدٍ ) قال شيخنا : ذِكْرُه هنا صَرِيح في أَنّ
الميم أَصْلِيَّة ووزنُه بمنزل صَريحٌ في خِلافه ، وفي المراصد أَنه بالمُوَحَّدة
بالتحتيّة ، ووجد هنا في بعض النُّسخ بعد قولِه بالسَّرَاة : وفي شعرِ أَب ذُؤَيب
:
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مأْبِدٍ
وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ
اسم جَبَلٍ صَحَّفه الجوهريُّ فَرَواهُ
____________________
(9/149)
بالمُثَنَّاة
تَحْت بدون همْزة . قلْت : وقد سقطتْ هاذه العِبارة من غالِب النُّسخ .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَيْبُدٌ . بالفتح وضمّ الموحّدة : بلد بفارِسَ مشهورٌ ، صَحَّفَه المعْرَانيّ ،
كما سيأْتي .
متد : ( مَتَدَ بالمكانِ مُتُوداً ) ، بالضمّ ، أَهمله الجوهريّ . وقال ابنُ
دُرَيْد : إِذا ( أَقام ) به ، فهو ماتِدٌ ، وقال أَبو منصور : ولا احْفَظُه
لغيرِه .
مثد : ( مَثَدَ بين الحِجَارةِ ) يَمْثُدُ ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الأَزهريّ ،
إِذا ( اسْتَتَرَ ) بها ( ونَظَرَ بِعَيْنَيْهِ من خِلالها إِلى العَدُوِّ
يَرْبَأُ للقَوْمِ ) على هاذه الحالِ ، أَنشد ثعلب :
مَا مَثَدَتْ بُوصَانُ إِلاَّ لِعَمِّها
بِخَيْلِ سُلَيْمٍ فِي الوَغَي كَيْفَ تَصْنَعُ
( ومَثَدْتُه أَنا ) أَي ( جَعَلْتُه ماثِداً أَي رَبِيئةً ) ودَيْدَبَاناً ،
ولابِداً ، عن أَبي عمرو .
مجد : ( المَجْدُ : نَيْلُ الشَّرَفِ ) ، وقيل : هو الأَخْذ مِن الشَّرف
والسُّودَدِ ما يَكْفِي . ( و ) المَجْدُ : المُروءَةُ والسَّخَاءُ و ( الكَرَمُ )
. قال ابنُ سِيدَه : ( أَو لا يَكُون إِلاَّ بالآباءِ ) ، قال ابنُ السِّكّيت :
الشَّرَفُ والمَجْد يَكُونَان بالآباءِ ، يقال : رَجُلٌ شَرِيف ماجِدٌ : له آباءٌ
متقدِّمون في الشَّرَف ، قال : والحَسَبُ والكَرَمُ يكونان في الرجُلِ وإِن لم يكن
له آباءٌ لهم شَرَفٌ . ( و ) في المحكم : وقيل : المجْد : ( كَرَمُ الآباءِ
خاصَّةً ) ، وقيل : المَجْدُ كَرَمُ الفِعَال ، وقيل : إِذَا قَارَنَ شَرَفُ
الذَّاتِ حُسْنَ الفِعَالِ سُمِّيَ مَجْداً ، وكان سَعْدُ بن عُبَادَة يقول :
اللهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً لا مَجْدَ إِلاَّ بِفِعَالٍ ولا فِعَالَ
إِلاَّ بِمَالٍ ، اللهمّ لا يُصْلِحُني ، إِلاَّ هو ،
____________________
(9/150)
ولا
أَصلُح إِلاَّ عَلَيْه . وفي الأَساس : ومن المَجَاز ( مَجَدُ ) الرجُلُ ( كنَصَر
) وهاذه عن الصاغانيّ ( وكَرُمَ ) ، يَمْجُد وَيَمْجُد ( مَجْداً ) مَصْدَرُ
الأَوّل ، ( ومَجَادَةً ) مصدر الثاني ( فهو ماجِدٌ ) من الأَول ، ( ومَجِيدٌ ) من
الثاني .
( و ) من المَجار : ( أَمْجَدَه ومَجَّدَه ) ، كِلاهما ( : عَظَّمَه وأَثْنَى عليه
) .
وأَمّد الله فُلاناً ومَجَّدَه كَرَّمَ فِعَالَه .
( و ) يقال : أَمْجَدَ فلانٌ ( العَطَاءَ ) ومَجَّدَ ، إِذا ( كَثَّرهَ ) ، وقال
عَدِيُّ بن زَيْدٍ :
فَاشْتَرَانهي واصْطَفَانِي نِعْمَةً
مَجَّدَ الهَنْءَ وَأَعْطَانِي الثَّمَنْ
ويروى : أَمْجَدَ الهَنْءَ .
( وتَمَاجَدَ ) الرجلُ ( : ذَكَرَ مَجْدَه ) أَي حُسْنَ فِعَالِه أَو شَرَفَ
آبائِه .
( ومَاجَدَه مِجاداً ) ، بالكسر ( : عَارضَهُ بالمَجْدِ ) .
وما جَدهُ ( فَمَجَدَهُ ، غَلَبَه ) بالمَجْدِ ، وهو مَجاز .
( والمَجهيدُ ) فَعِيلٌ مِن المَجْدِ للمبالغَةِ ، وهو في أَسمائه تَعالى يَجْمَع
مَعْنى الجَلِيل والوَهَّابِ . وفي التنزيل العزيز : { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ }
( سورة البروج ، الآية : 15 ) قال الأَزهريّ : الله تعالى هو المَجهيد ، تَمَجَّدَ
بِفِعَالَه ، ومَجَّدَه خَلْقُه لعظَمته . وقوله تَعالى : { ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ } قال الفرَّاءُ : خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه ، ما قال { بَلْ هُوَ
قُرْءانٌ مَّجِيدٌ } ( سورة البروج ، الآية : 21 ) فوصف القرآن بالمَجادَة ، وقيل
: يُقْرَأُ : بل هو قُرآنُ مَجهيدٍ ، أَي قُرآنُ رَبَ مَجيدٍ . قال ابن الأَعرابيّ
: المَجيدُ : ( الرَّفيعُ ) . وقوله تعالى : { ق وَالْقُرْءانِ الْمَجِيدِ } (
سورة ق ، الآية : 1 ) يريد بالمَجِيدِ الرَّفِيع ( العالِي . و ) قال أَبو إِسحاق
: معنى المَجيد ( الكَرِيمُ ) ، فمن خَفَض المَجِيد فمِنْ صِفَة العَرْشِ ، ومن
رَفع فمِنْ
____________________
(9/151)
صِفَة
ذو . ( و ) قيل : المَجِيد : الكَرِيمُ المِفْضَالُ ، في صفات الله تعالى .
والمَجِيدُ أَيضاً ( : الشَّرِيفُ ) الذاتِ الحَسَن ( الفِعَالِ ) .
( ومَجَدَت الإِبلُ ) تَمْجُدُ ( مَجْداً ومُجُوداً ) ، الأَخير بالضمّ ، وهي
مَواجِدُ ومُجَّدٌ ومُجُدٌ ، ( وأَمْجَدَتْ ) ، إِذا ( وقَعَتْ في مَرْعًى كَثيرٍ
) واسعٍ . وأَمْجَدَهَا الراعِي ، وأَمْجَدْتُها أَنا ، وهاذا قولُ ابنِ
الأَعرابيّ ، ( أَو ) مَجَدَتْ وأَمْجَدَت ، إِذا ( نَالَتْ مِن الخَلَى ) ، بفتح
المُعْجَمَة واللامِ ، وفي بعض النُّسخ : من الحِليّ ، بكسر الحاءِ المهملة واللام
وتشديد الياءِ ، وفي غيره من الأُمَّهَات : مِن الكَلإِ ( قَرِيباً من الشِّبَعِ )
وعُرِفَ ذالك في أَجْسَامها . ( و ) قد ( مَجَدَها ) مَجْداً ( وأَمْجَدَها )
راعيها ، ( ومَجَّدَها ) تَمِجِيداً ( : أَشْبَعَها ) وذالك في أَوَّلِ الربيع ، (
أَو ) أَمْجَدَ الإِبلَ ( : عَلَفَها مَلْءَ بَطْنِها ) وأَشْبَعَهَا ، ولا فِعْل
لها هي في ذلك ، فإِن أَرْعَاهَا في أَرْضٍ مُكْلِئةٍ فرَعَتْ وشَبِعَت فَمَجَدت
تَمْجُد مَجْداً ومُجُوداً ، ولا فِعْل لك في هاذا . قاله الإِمام أَبو زيد . (
أَو ) مَجَدَ النَّاقَة ، مُخَفَّفاً ، إِذا عَلَفَهَا مِلْءَ بُطونِها ، رواه
أَبو عُبَيْدٍ عن أَبي عُبَيْدَة عن أَهلِ العَالِيَةِ ، وقال : وأَهلُ نَجْدٍ
يَقولُون مَجَّدَها تَمْجِيداً ، مُشَدَّداً ، إِذا عَلَفها ( نِصْفَ بَطْنِها ) ،
وقال ابنُ شَمَيْل : المَجْدُ نَحْوٌ مِن نِصْفِ الشِّبَعِ .
( ومَجِيد ) ، كأَميرٍ ، ( ابنُ حَيْدَةَ بن مَعَدّ ) بن عَدْنَان ( أَبو بَطْنغ
من الأَشْعَرِيِّينَ ) ، وقال الهَمْدَانِيّ : وممَّنْ أَخَلَّتْ به النُّسَابُ من
قُضَاعةَ مَجِيدُ بن حَيْدانَ ، وَهُمُوا فأَدْخَلُوهم في بُطُونِ الأَشْعَرِ لِقُرْبِ
الدَّارِ من الدّارِ .
( و ) مُجَيْد ، ( كَزُبَيْرٍ : اسم ) رجل أَواسم فَحْلٍ ، إِلى أَحَدِهما نُسِبَت
الإِبلُ المُجَيْدِيَّة ، أَورَدَها الفيوميُّ في المِصباح . قال شيخُنَا : وهي من
غرائبه ، قال الأَزهريُّ : وهي من إِبل اليمن .
( ومَجْد ) ، ممنوعاً من الصَّرْف ، عَلَمٌ على ( بنْت تَمِيمِ بنِ غالِبِ بن
فِهْرٍ ) ، والذي في اللسانِ : بِنْتُ تَمِيمِ
____________________
(9/152)
بن
عامِرِ بن لُؤَيَ ( وقَدْ تُصْرَف ، ومنه بنو مَجْدٍ ) وهم كِلاَبٌ وكَعْبٌ
وعامِرٌ وكُلَيْبٌ ، بنو رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بن صَعْصَعَة ، نِسْبَة إِلى أُمِّهم
، وقد ذَكَرَها لَبِيدٌ فقال يفتخرُ بها :
سقَى قَوْمِي بَنِي مَجحدٍ وأَسْقَى
نُمَيْراً والقَبَائلَ مِنْ هِلاَلِ
( ومَجْدُوانُ ) ، بفتح الميم وضمّ الدال ( : لا بِنَسَفَ ) ، منها أَبو جعفر
محمّد بن النّضْر بن رمَضَانَ المؤدِّب الزاهدُ أَديبٌ ، سمِع غريبَ الحدِيث لأَبي
عُبَيْد من أَبي الحسن محمد بن طالِبِ بن عَلِيَ النَّسفِيِّ وغيرِ ، وعنه أَبو
العَبصاس المُسْتَغْفِرِيّ .
( ومَمِجْدُونُ ، ويكسر أَوَّلُهَا : ة ، بِبُخَارَا ) منها أَبو محمّد عبد الله
بن محمد االأَزديُّ المُؤَذِّن ، روَى عنه الغُنْجَارُ وغيرُ .
( وذو ماجِدٍ : ة باليمن ) من قُرى ذَمَارٍ .
( والماجِدُ : الكَثِيرُ ) الخَيْرِ الشريفُ المَفْضَال ، ( و ) قال ابنُ شُمَيْل
: الماجِدُ : ( الحَسنُ الخُلُقِ السَّمْحُ ) ، ورجُل ماجِدٌ ومَجِيدٌ ، إِذا كان
كريماً مِعْطَاءً . وفي حديث عَلِيَ رضي الله عنه ( أَمَّا نَحْنُ بنو هاشمٍ
فأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ ) أَي أَشرافٌ كِرَامٌ ، جمع مَجِيدٍ أَو ماجِدٍ ،
كأَشْهَادٍ في شَهِيدٍ أَو شاهِدٍ .
( و ) ماجِدٌ ( اسْمٌ ) .
( و ) من المَجاز في المثَل ( في كُلِّ شَجَرِ نَارٌ . و ( اسْتَمْجَدَ المَرْخُ
والعَفَارُ ) ) اسْتَمْجَد : اسْتَفْضَلَ ، أَي ( استَكْثَرَا من النَّارِ )
كأَنّهما أَخَذَا مِن النارِ ما هو حسْبُهُمَا فصَلَحَا للاقتداحِ بهما ، ويقال :
لأَنهما يُسْرِعَانِ الوَرْيَ ، فشُبِّهَا بمن يُكحثِر من العَطَاءِ طَلَباً
للمَجْدِ .
( وأَبو ماجِدةَ الحنَفِيّ تابِعَيٌّ ) ، ويقال أَبو ماجدٍ ، ويقال العِجْلِيّ
الكُوفِيّ ، قال أَبو حاتمٍ : اسمه عائذُ بنُ نَضْلَةَ ، عن أَبي مسعودٍ ، وعنه
يحيى بن عبد الله الجابر ، قاله المِزِّيّ .
( وتَمَاجَدُوا : تَفَاخَرُوا . و ) تَمَاجَدوا
____________________
(9/153)
(
: أَظْهَرُوا مَجْدَهُمْ ) فيما بَيْنَهم ، وهو مَجاز .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّمْجِيد : أَن يُنْسَب الرَّجُلُ إِلى المَجْد ، والمَجْدُ : الشَّرَفُ
الواسِعُ .
وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها ( نَاوِلِيني المَجِيدَ ) أَي المُصْحف .
وفي الأَساس المَجْدُ : أَكْلُ الغَنَمِ البَقْلَ ، يقال : مَجَدَتْ الغَنَمُ
مُجُوداً : أَكَلت البَقْلَ حَتَّى هجَعَ غَرَثُها .
ومن المَجازِ : تَمَجَّدَ الله بِكَرَمِه . وعِبَادُه يُمَجِّدُونَه .
وهو أَهلُ التَّمَاجِيدُ ، أَي الثَّنَاءِ بالمجْدِ .
وَنَزَلوا بهم فأَمْجَدُوهم .
وأَمْجَد فُلانٌ وَلَدَه ولِوَلَدِه : تَخَيَّرَ له الأُمَّهاتِ ، و ( هؤلاءِ )
قَومٌ أَمْجَدَهُم أَبوهم ، كما في الأَساس ، وقال أَبو حَيَّة يَصهف امرأَةً :
ولَيْسَتْ بِمَاجدةٍ للطَّعَامِ ولا للشَّراب
أَي ليست بكثيرةِ الطعامِ ولا الشرابِ : ويقال : أَمْجَدَنا فُلانٌ قَرًى ، إِذا
آتَى ما كَفَى وفَضَلَ .
وماجنْدَانُ : من قُرَى سَمَرْقَنْد .
وقال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : وأَمْجَد الرجُلَ سَبًّا وذَمًّا ، إِذا أَكثرَ
له منهما .
ومَجْد آباد . من قُرَى هَمَذَان .
وأَبو ماجِدَةَ السَّهْمِيُّ ، وقيل : ابن ماجِدَة ، وقيلَ : علِيّ بنُ ماجِدَةَ ،
عبد الرحمان .
مخد : ( المَخَدَةُ ، بالتحريك ) ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ، وقال ابنُ
الأَعرابيّ ، هي ( المَعُونَةُ ) ، كذا في التكملة .
____________________
(9/154)
مدد
: ( *!المَدّ شُ : السَّيْلُ ) ، يقال *!مَدّ النَّهْرُ *!ومَدَّه نَهْرٌ آخَرُ ،
قال العجّاج :
سَيْلٌ أَتِيٌّ *!مَدَّهُ أَتِيُّ
غِبَّ سَماءٍ فَهْوَ رَقْرَاقِيُّ
( و ) من المَجاز : *!المَدُّ ( : ارْتفَاعُ النَّهارِ ) والظِّلّ ، وقد *!مَدَّ
*!وامتَدَّ ، ويقال : جِئْتُك مَدَّ النَّهَاره وفي *!مَدِّ النهارِ ، وكذالك
مَدَّ الضُّحى ، يَضعون المَصْدَر في كُلِّ ذالك موضعَ الظَّرْف .
تابع كتاب ( و ) *!المَدُّ ( *!الاسْتِمْدَادُ مِن الدَّوَاةِ ) ، ومعنى
*!الاستمدادِ منها أَن *!يَسْتَمِدَّ منها *!مَدَّةً واحِدةً .
( و ) *!المَدُّ ( : كَثْرَةُ الماءِ ) أَيّامَ *!المُدُودِ ، وجمعه *!مُدُودٌ ،
وقد *!مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ .
( و ) *!المَدُّ ( : البَسْطُ ) . قال اللِّحيانيُّ : *!مَدَّ الله الأَرْضَ
*!مَدًّا : بَسطَها وسَوَّاها . وقوله تعالى : { وَإِذَا الاْرْضُ *!مُدَّتْ } ( سورة
الانشقاق ، الآية : 3 ) أَي بُسِطَتْ وسُوِّيت .
( و ) *!المَدُّ ( : طُموحُ البَصَرِ إِلى الشيءِ ) ، يقال : مَدَّ بصرَه إِلى
الشيءِ إِذا طَمَح به إليه . وفي البصائر والأَفعا : *!مَدَدْت عَيني إِلى كذا :
نَظرْتُه رَاغِباً فيه ، ومنه قولُه تعالَى : { وَلاَ *!تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ
إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ } ( سورة طه ، الآية : 131 ) ( و ) *!المَدُّ ( :
الإِمْهَالُ ، *!كالإِمْدَادِ ) يقال : *!مَدَّه في الغَيِّ والضَّلالِ *!يَمُدُّه
*!مَدًّا ، *!ومَدَّ له : أَمْلَي له وتَرَكه ، وقوله تعالى : { *!وَيَمُدُّهُمْ
فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ( سورة البقرة ، الآية : 15 ) أَي يُمْلِي لهم
ويُلِجُّهم ويُطِيل لهم المُهْلَة ، وكذالك ، مَدَّ الله له في العَذَابِ مَدًّا ،
وهو مَجاز . *!وأَمَدَّه في الغَيِّ ، لغةٌ قليلةٌ ، وقوله تعالى : {
وَإِخْوانُهُمْ *!يَمُدُّونَهُمْ فِى الْغَىِّ } ( سورة الأعراف ، الآية : 102 )
قراءَة أَهل الكوفة والبَصْرة يَمُدُّونَهم ، وقرأَ أَهلُ المَدينة *!يُمِدُّونَهم
.
( و ) *!المَدُّ ( : الجَذْبُ ) ، *!ومَدَدْت الشيءَ *!مَدًّا : جَذَبْتُه ، قاله
ابنُ القَطَّاع .
____________________
(9/155)
(
و ) *!المَدُّ ( : المَطْلُ ) وقال المُصنّف في البصائر : أَصْلُ *!المَدّ جَرُّ
شيءٍ في طُولِ ، واتِّصالُ شيءٍ بشيءٍ في استطالَة ، ( *!مَدَّهُ ) *!يَمُدُّه
*!مَدًّا ، ( و ) *!مَدَّ ( به ، *!فامْتَدَّ ، *!ومَدَّدَه ) *!فتَمَدَّد (
*!وتَمَدَّدَه ) *!كتَمَدُّدِ السِّقَاءِ ، وكذالك كلُّ شيءٍ يَبْقَى فيه سَعَةُ
المَدِّ .
*!وتَمَدَّدْنَاه بيننا :*! مَدَدْنَاهُ .
( *!ومادَدَه ) وفي بعض النسخ مَادَّة ( *!مُمَادَّةً *!ومِدَاداً *!فَتَمَدَّدَ )
، وقال اللِّحْيَانيُّ : *!مَدَدْتُه *!ومَدَّني ، وفلانٌ *!يُمَادُّ فُلاناً ،
أَي يُمَاطِلُه ويُجَاذِبُه .
*!وتَمَدَّد الرجُلُ ، أَي تَمَطَّى .
( *!ومَدَّ النَّهَارُ ) ، إِذا ( ارْتَفَعَ ) ، وهو مَجاز ، وقال شَمِرٌ : كلُّ
شيْءٍ امتلأَ وارْتَفعَ فقد *!مَدَّ ، وقد *!أَمْدَدْته أَنا .
( و ) عن أَبي زيدٍ : *!مَدَّ ( زَيْدٌ القَوْمَ ) أَي ( صارَ لَهُمْ *!مَدَداً )
، *!وأَمَدَّه بغيره .
( و ) يقال : هناك قطعةٌ من الأَرض ( قَدْرُ *!مَدِّ البَصَرِ ، أَي مَدَاهُ ) وقد
يأْتي له في المعتلّ أَنه لا يقال مَدُّ البَصَرِ ، مُضَعَّفاً وإِنما يقال مَدَاه
، معتلاًّ ، وأَصله للحريريِّ في دُرَّة الغواصِ وانتقدوه بأَنه وَرد في الحديثِ
مَدُّ صَوْتِ المُؤَذِّن ، كَمَدَاه ، كما حَقَّقه شيخُنَا ، قلت : والحديث
المُشَار إِليه ( أَنَّ المُؤَذِّن يُغْفَر له *!مَدَّ صَوْتِه ) ، يريد به قَدْرَ
الذُّنُوبِ ، أَي يُغْفَر له ذالك إِلى مُنْتَهَى *!مَدِّ صَوْته ، وهو تَمثيلٌ
لِسَعَةِ المَغْفِرَة ، ويُروَى ( مَدَى صَوْتِهِ ) .
( *!والمَدِيدُ : *!المَمْدُودُ ، و ) المَدِيد ( : الطَّوِيلُ ) ، ورجُلُ مَدِيدُ
الجِسْمِ : طَوِيل ، وأَصلِ في القِيَامِ . وَقَدّ *!مَدِيدٌ ، وهو من أَجْمَلِ
الناسِ *!وأَمَدِّهِم قَامَةً ، وهو مَجاز ، كما في الأَساس ، ( ج مُدُدٌ ) . قال
سيبويهِ : جاءَ على الأَصْل ، لأَنه لم يُشْبِه الفِعْلَ . والأُنثى *!مَديدَةٌ .
وفي حديث عُثْمَانَ قال لبعض عُمَّاله : ( بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ امرأَةً
*!مَدِيدةً ) . أَي طَوِيلة . ورَجُلٌ *!مَدِيدُ القامةِ : طَوِيلُهَا .
( و ) *!المَديد : البَحْرُ الثاني من
____________________
(9/156)
(
العَرُوض ) ، والأَوَّلُ الطويلُ ، سُمِّيَ بذالك لامتداد أَسْبَابِهه وأَوْتَاده
وقال أَبو إِسحاق : سُمِّيَ*! مَدِيداً لأَنه *!امتد سَبَباهُ فصارَ سَبَبٌ في
أَوَّله وسَبَبٌ بعد الوَتِد ، ووزنه فاعلاَتُنْ فاعلُنْ .
وقوله تعالى : { فِى عَمَدٍ *!مُّمَدَّدَةِ } ( سورة الهمزة ، الآية : 9 ) فسّره
ثعلب فقال : معناه في عَمَدٍ طِوَالٍ .
( و ) *!المَدِيد ( : ما ذُرَّ عليه دَقِيقٌ أَو سِمْسِمٌ ) أَو سَوِيقٌ ( أَو
شَعِيرٌ ) جُشَّ ، قال ابنُ الأَعرابيّ : هو الذي ليس بِحَارَ ، أَو خَبَطٌ كما
قاله ابن القطاع . ( لِيُسْقَى الإِبِلَ ، و ) قد ( *!مَدَّهَا ) *!يَمُدُّهَا
*!مَدًّا ، إِذا ( سَقَاهَا إِيَّاه ) ، وقال أَبو زيد : مَدَدْتُ الإِبِلَ
*!أَمُدُّهَا *!مَدًّا ، وهو أَن تَسْقِيَهَا المَاءَ بالبِزْرِ أَو الدَّقِيقِ
أَو السِّمْسِم . وقال في موضع آخَرَ : المَدِيدُ : شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلّ
فَيُضْفَزُ البَعِيرَ : ومَدَدْتُ الإِبل *!وأَمْدَدْتُهَا بِمَعْنًى ، وهو أَن
يَنْثُر لها على الماءِ شيئاً من الدَّقيقِ ونحوِه فَيَسْقِيَهَا ، والاسم
المَدِيدُ .
( و ) المَديد ( : ع قُرْبَ مَكَّةَ ) شَرّفها الله تعالى ، عن الصاغانيّ .
( و ) قيل : المَدِيد ( : العَلَفُ ) ، وقد *!مَدَّهُ به *!يَمُدُّه *!مَدًّا .
( *!والمَدِيدَانِ : جَبَلاَنِ ) في ظَهْرِ الخَالِ وهو ( ظَهْر عَارِضِ
اليَمَامَةِ ) ، عن الصاغانيّ .
( *!والمِدَادُ ) ، بالكسر : ( النِّقْسُ ) ، بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة ،
هاكذا عَبَّروا به في كُتب اللغة ، وهو مِن شَرْحِ المَعْلُومِ المَشْهُور
بالغَرِيب الذي فيه خَفَاءٌ ، وهو الذي يُكْتَب به . قال ابنُ الأَنبارِيّ :
سُمِّيَ *!المِدَادُ *!مِدَاداً *!لإِمْدَادِه الكاتِبَ ، من قولِهِم *!أَمْدَدْتُ
الجَيْشَ *!بِمَدَد .
( و ) *!المِدَادُ ( : السِّرْقِينُ ) الذي
____________________
(9/157)
يُصْلَح
به الزَّرْعُ ، ( وقد *!مَدَّ الأَرْضَ ) *!مَدًّا ، إِذَا زَاد فيها تُرَاباً أَو
سَمَاداً من غيرِهَا ليكون أَعْمَرَ لها وأَكْثَرَ رَيْعاً لِزرَعِهَا ، وكذالك
الرِّمَال ، والسَّمَاءُ مِدَادٌ لها .
( و ) *!المِدَادُ ( : ما *!مَدَدْتَ به السِّرَاجَ مِنَ زَيْتٍ ونَحْوِه ) ،
كالسَّلِيطِ ، قال الأَخطل :
رَأَوْا بَارِقَاتٍ بِالأَكُفِّ كَأَنَّهَا
مَصَابِيحُ سُرْجٌ أَوقِدَتْ *!بِمِدَادِ
أَي بِزَيْتٍ *!يُمِدُّهَا . ونقل شيخُنَا عن قُدَمَاءِ أَئمَّةِ اللغةِ أَنَّ
*!المِدَادَ ، بالكسر : هو كلُّ ما *!يُمَدُّ به الشيءُ أَي يُزَادُ فيه لِمَدِّه
والانتفاعِ بهِ كحِبْرِ الدَّواةِ وسَلِيطِ السِّراجِ وما يُوقَد به من دُهْنٍ
ونَحْوِه ، لأَن وضْعَ فِعَالٍ ، بالكسر ، لما يُفْعَل به كالآلةِ ، ثم خُصَّ
المِدَادُ في عُرْفِ اللغةِ بالحِبْرِ .
( و ) المِداد ( : المِثَالُ ) ، يقال : جاءَ هاذا على *!مِدَادٍ واحدٍ ، أَي على
مِثَالٍ واحدٍ ، وقال جَنْدَلٌ :
لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ وَلَمْ أُسَانِدِ
ولَمْ أَرِشْهُنَّ بِرِمَ هَامِدِ
عَلَى *!مِدَادٍ وَرَوِيَ وَاحِدِ
( و ) *!المِدَاد ( : الطَّرِيقَةُ ) ، يقال : بَنَوْا بُيُوتَهم على *!مِدَادٍ
واحدٍ ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَة .
( و ) في التهذيب . ( *!مِدَادُ قَيْسٍ : لُعْبَةٌ لهم ) أَي لِصبيانِ العَرب .
ويقال : وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا ، أَي يَزِيد فيه . ويقال منه : قَلَّ ماءُ
ركِيَّتِنا *!فَمَدَّتْها رَكِيَّةٌ أُخْرَى فهي *!تَمُدُّهَا مَدًّا .
*!ومَدَّ النَّهْرُ النَّهْرَ إِذا جَرَى فيه . وقال اللِّحيانيّ : يقال لكلّ شيْءٍ
دَخَل فيه مِثْلُه فَكثَّرَهُ *!مَدَّه *!يَمُدُّه *!مَدًّا . وفي التنزيل العزيز
: { 9 . 016 والحبر يمده من بعده سبعة اءَبحر } ( سورة لقمان ، الآية : 27 ) أَي
يَزِيد فيه ماء مِن خَلْفِه تَجُرُّه إِليه وَتُكَثِّرهُ . ( وفي ) حديث ( الحَوْض
) يَنْبَعِث فيه
____________________
(9/158)
(
مِيزَابَانِ مِدَادُهُما ) أَنهارُ ( الجَنَّة ، أَي تَمُدُّهما أَنْهَارُها ) .
وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : { وَالْبَحْرُ *!يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ } قال : يكون *!مِدَاداً *!كالمِدَادِ الذي يُكْتَبُ به ، والشيءُ إِذَا
مَدَّ الشيءَ فكان زِيَادَةً فيه فهو *!يَمُدُّه . تقول : دَجْلَة تَمُدُّ (
تَيَّارَنَا و ) أَنْهَارَنَا ، والله يَمُدُّنَا بها .
( *!والمَدْمَدُ ) كجَعْفَر ( : النَّهْرُ ، و ) المَدْمَدُ : ( الحَبْلُ ) ، قاله
الأَصمعيّ ، وفي بعض النُّسخ الجَبَلُ ، والأَوَّل الصوابُ . ونَصُّ عِبَارَة
الأَصمعيّ : *!والمَدُّ : *!مَدُّ النَّهْرِ ، *!والمَدُّ : *!مَدُّ الحَبْلِ
*!والمَدّ أَن *!يَمُدَّ الرَّجُلُ ( الرَّجُلَ ) في غَيِّه . قلت : فهي تَدُلُّ
صَرِيحاً أَنّ المَدَّ هُهنا ثُلاثيٌّ لا رُبَاعيٌّ مُضَاعَفٌ كما توَهَّمَه
المصنِّف .
( *!والمُدُّ ، بالضمّ : مِكْيَالٌ ، وهو رِطْلانِ ) عند أَهل العِرَاق وأَبي
حَنيفةَ ( أَو رِطْلٌ وثُلُثٌ ) عند أَهلِ الحِجَازِ والشافعيِّ ، وقيل : هو
رُبْعُ صَاعٍ ، وهو قَدْرُ *!مُدِّ النبيّ صلى الله عليه وسلم والصَّاعُ خَمْسَةُ
أَرطَالٍ وأَرْبَعَةُ *!أَمْدَادٍ قال :
لَمْ يَغْدُهَا مُدُّ وَلاَ نَصِيفُ وَلاَ تُمَيْرَاتٌ وَلاَ تَعْجِيفُ
وفي حديث فَضْلِ الصَّحَابَةِ : ( مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدهِم ولاَ نَصِيفَهُ )
وإِنّمَا قَدَّرَهُ به لأَنّه أَقَلُّ ما كانُوا يَتَصَدَّقُون به في العَادَة . (
أَو مِلْءُ كَفَّيِ الإِنسانِ المُعْتَدِلِ إِذا مَلأَهُمَا ومَدَّ يَدَه بهما ،
وبه سُمِّيَ *!مُدًّا ) ، هاكذا قَدَّرُوه ، وأَشار له في اللّسَان . ( وقد
جَرَّبْتُ ذالِك فَوَجَدْتُه صَحِيحاً ، ج *!أَمْدَادٌ ) ، كَقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ،
( *!ومِدَدةٌ ) *!ومِدَدٌ ، ( كعِنَبةٍ ) وعِنَبٍ ، في القليل ، ( *!ومِدَادٌ ) ،
بالكسر في الكثير ، قال :
كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالغَبُوقِ
كَيْلَ *!مِدَادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ
( قِيل : ومنه : سُبْحَانَ الله مدَادَ كَلِمَاتِه ) ، ومِدَادَ السَّماواتِ
ومَدَدَها ، أَي
____________________
(9/159)
قَدْرَ
ما يُوازِيها في الكَثْرَة عِيَارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عَدَدٍ أَو ما أَشْبَهه
مِن وُجُوه الحَصْرِ والتقديرِ ، قال ابنُ الأَثير : وهذا تَمْثِيلٌ يُرَادُ به
التقديرُ ، لأَن الكلام لا يَدْخل في الكَيْلِ والوَزْنِ ، وإِنما يَدْخُل في
العَددِ ، *!والمِدَاد مَصْدَرٌ *!كالمَدَدِ ، يقال : *!مَددْت الشيءَ *!مَدًّا
*!ومِدَاداً ، وهو ما يُكْثَّر به ويُزَاد .
( *!والمُدَّةُ ، بالضَّم : الغايَةُ من الزَّمانِ والمَكَانِ ) ، ويقال : لهاذه
الأُمَّةِ *!مُدَّةٌ أَي غايَةٌ في بَقَائِها ، ( و ) *!المُدَّة ( : البُرْهَةُ
من الدَّهْرِ ) . وفي الحديثِ ( المخدَّة التي *!مَادَّ فيها أَبا سُفْيَان ) قال
ابن الأَثير : المُدَّة : طائفةٌ مِن الزَّمانِ تَقَعُ على القَليله والكَثيرِ .
ومَادَّ فيها أَي أَطَالَها .
( و ) المُدَّة ( : اسْمُ ما ستَمْدَدْتَ بِه مِن المِدَاد عَلَى القَلَمِ ) ،
والعَامَّة تقول بالفتح والكسر ، ويقال *!-مُدَّني يا غلامُ *!مُدَّةً منِ
الدَّوَاة . وإِن قلتَ : *!-أَمْدِدْني *!مُدَّةً ، كان جائزاً ، وخُرِّج على
مَجْرَى المَدَد بها والزِّيادة .
( و ) *!المِدَّةُ ( بالكسر : القَيْحُ ) المُجْتَمِع في الجُرْح .
( *!والأُمْدُودُ ، بالضمّ : العَادَة ) .
( *!والأَمِدَّةُ ، كالأَسِنَّةِ ) جَمْعِ *!مِدَاد ، كسِنَانٍ ، وضبطه الصاغانيُّ
بكسر الهمزة بِخَطِّ ، ه ، فليس تَنظيرُه بالأَسِنَّة بصحيحٍ ( : سدَى الغَزْلِ ،
و ) هي أَيضاً ( المِسَاكُ في جَانِبَيِ الثَّوحبِ إِذا ابتُدِىءَ بِعَمَلِه ) ،
كذا في اللسان .
( والإِمِدَّانُ بِكسرتينِ ) . وفي بعض النسخ : كعِفِتَّانٍ ( الماءُ المِلْحُ ،
كالمِدَّانِ ، بالكسر ) ، هذه عن الصاغانيّ ، وقيل : هو الشديدُ المُلُوحَةِ ،
وقيل : مِيَاهُ السِّيَاخِ ، قال : وهو أَفْعِلاَنٌ ، بكسر الهمزة ، وقال زيدُ
الخَيْلِ ، وقيل : هو لأَبي الطَّمَحَانِ :
فَأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَيْنَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ
حِيَاضَ *!الإِمْدَّانِ الظِّباءُ القَوامِحُ
( و ) *!الإِمِدَّانُ ( : النَّزُّ ، وقد تُشَدَّد المِيمُ وتُخفَّف الدالُ ) ،
وهو قولٌ آخرُ أَوردَه صاحبُ اللسان ، وموضعه أَ م د .
____________________
(9/160)
( و ) من المَجاز قولهم : ( سُبحانَ الله مِدَادَ السَّماوَاتِ ) ومِدَادَ كلماتِه
ومَدَدَهَا ( أَي عَدَدَهَا وكَثْرَتَها ) ذكره ابنُ الأَثير في النّهايَة .
( *!والإِمْدادُ : تأْخِير الأَجَلِ ) والإِمهالُ ، وقد أَمَدَّ له فيه :
أَنْسَأَه .
( و ) الإِمداد : ( أَن تَنْصُرَ الأَجْنَادَ بِجَمَاعةٍ غَيْرَكَ ) ، والمَدَدُ :
أَن تصير لهم ناصراً بنفْسِك .
( و ) *!الإِمدادُ ( : الإِعطاءُ والإِغاثَةُ ) ، يقال : مَدَّه *!مِدَاداً وأَمَدَّه
: أَعطاه ، وحكى اللِّحْيَانيّ : أَمَدَّ الأَميرُ جُنْدَه بالخيلِ والرِّجالِ
وأَعانهم وأَمَدَّهم بمالٍ كثيرٍ وأَغَاثَهُم ، قال : وقال بعضهم : أَعْطَاهم ،
والأَوّل أَكْثَرُ ، وفي التنزيل العزيز : { *!وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوالٍ
وَبَنِينَ } ( سورة الإسراء ، الآية : 6 ) ( أَو ) ما كان ( في الشَّرِّ ) فإِنك
تقول ( *!مَدَدْتُه ، و ) ما كان ( في الخَيْرِ ) تقول ( *!أَمْدَدْتُه ) بالأَلف
، قاله يُونُس ، قال شيخُنا : هو على العَكْس في وَعَدَ وأَوْعَدَ ، ونقَلَ
الزمخشريُّ عن الأَخفش : كُلُّ ما كان من خَيْرٍ يقال فيه : *!مَدَدْتُ ، وما كان
مِن شَرَ يقال فيه : *!أَمْدَدْت ، بالأَلف . قلت : فهو عكس ما قاله يُونُس . وقال
المُصنّف في البصائر : وأَكثَرُ ما جاءَ *!الإِمداد في المَحْبُوب ، والمَدَد في
المَكْرُوه ، نحو قوله تعالى : { *!وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا
يَشْتَهُونَ } ( سورة الطور ، الآية : 22 ) .
{ *!وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ *!مَدّاً } ( سورة مريم ، الآية : 79 ) .
( و ) *!الإِمداد : ( أَن تُعْطِيَ الكاتِبَ *!مُدَّةَ قَلَمٍ ) أَو *!مُدَّةً
بقلم ، كما في بعض الأُمَّهاتِ ، يقال : *!-مُدَّني يا غلامُ *!-وأَمْدِدْنِي ،
كما تقدّم .
( و ) *!الإِمداد ( في الجُرْحِ : أَن تَحْصُلَ فيه *!مِدَّةٌ ) ، وهي غَثِيثَتُه
الغَلِيظَة ، والرَّقيقةُ : صَدِيدٌ ، كما في الأَساس ، قال الزمخشريّ : *!أَمَدَّ
الجُرْحُ ، رُبَاعِيًّا لا غيرُ ، ونقلَه غير واحدٍ .
( و ) الإِمدادُ ( في العَرْفَجِ : أَن
____________________
(9/161)
يَجْرِيَ
الماءُ في عُودِهِ ) ، وكذا الصِّلِّيَان والطَّرِيفة .
( *!والمَادَّةُ : الزِّيادَةُ المُتَّصِلَةُ ) . *!وَمَادَّةُ الشيْءِ : ما
*!يَمُدُّه ، دَخلتْ فيه الهاءُ للمبالغة . والمَادَّةُ : كُلُّ شَيْءٍ يكونُ
مَدَداً لغيرِهِ ، ويقال : دَعْ في الضَّرْع مَادَّةَ اللَّبنِ . فالمَتْرُوك في
الضَّرْع هو الدَّاعِيَةُ ، وما اجتمع إِليه فهو المَادَّة .
( *!والمُمَادَّةُ : المُمَاطَلَةُ ) وفُلانٌ *!يُمَادُّ فُلاناً ، أَي يماطِله
ويُجَاذِبه . وفي الحديث ( إِن شَاءُوا *!مَادَدْنَاهُم ) .
( *!والاسْتِمْدادُ : طَلَبُ *!المَدَدِ ) *!والمُدَّةِ .
( و ) في التهذيب في ترجمة دمم : دَمْدَمَ إِذا عَذَّبَ عَذَاباً شَدِيداً ، و (*!
مَدْمَدَ ) إِذا ( هَرَبَ ) ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!مَدَّ الحَرْفَ *!يَمُدُّه *!مدًّا : طَوَّلَه . قال ثعلب : كُلُّ شيْءٍ
*!مَدَّه غَيْرُه فهو بأَلفٍ ، يقال *!مَدَّ البَحْرُ *!وامْتَدَّ الحَبْلُ ، قال
الليث : هاكذا تقول العرب .
وفي الحديث ( *!فَأَمَدُّها خَوَاصِرَ ) ايي أَوْسَعُها وأَتَمُّها .
والأَعرابُ أَصْلُ العَربِ *!ومَادَّةُ الإِسلامِ ، وهو مَجَازٌ أَي لِكَوْنِهم
يُعِينُونَ ويُكَثِّرُونَ الجُيُوشَ ويُتَقَوَّى بِزكاةِ أَمْوَالِهم . وقد جاءَ
ذالك في حديث سيّدنا عُمَر رضي الله عنه .
*!والمَدَدُ : العساكر التي تَلْحَق بالمَغَازهي في سَبِيلِ الله ، قال سيبويهِ :
والجَمْع *!أَمْدَادٌ ، قال : ولم يُجَاوِزُوا به هاذا البِنَاءَ ، ومن ذالك
الحَديثُ ( كان عُمَرُ رضي الله عنه إِذا أَتَى *!أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ
سأَلَهم : أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ ) . وفي حديث عَوْف بن مالك (
وَرَافَقَنِي *!-مَدَدِيّ من اليَمَنِ ) هو مَنْسُوبٌ إِلى المَدَدِ .
وكُلُّ ما أَعَنْتَ به قَوْماً في حَرْبٍ أَو غيرِه فهو مادَّة لَهم .
وفي حَدِيثِ الرَّمْيِ ( مُنْبِلُه *!والمُمِدُّ به ) أَي الذي يَقُوم عند
الرَّامِي
____________________
(9/162)
فيُنَاوِلُه
سَهْماً بعد سَهْم أَو يَرُدُّ عَلَيْه النَّبْلَ من الهَدَفِ ، يقال *!أَمَدَّه
*!يُمِدُّه فهو *!مُمِدٌّ .
وفي حديث عليَ كَرَّمَ الله وَجْهَه : ( قائلُ كَلِمَةِ الزُّورِ والذي *!يَمُدُّ
بِحَبْلِهَا في الإِثْمِ سَوَاءٌ ) مَثَّلَ قائِلَها بالمَائحِ وحاكِيَهَا
بالماتِح الذي يَجْذِب الحَبْلَ على رَأْسِ البِئرِ *!ويَمُدُّه ، ولهذا يقال :
الرَّاوِيَةُ أَحَدُ الكَاذِبَيْنِ .
*!ومَدَّ الدَّوَاةَ ، *!وأَمَدَّها : زاد في مائِها ونِقْسِهَا ، *!ومَدَّهَا
*!وأَمَدَّها : جَعَلَ فيها *!مِداَداً ، وكذالك *!مَدَّ القَلَمَ *!وأَمَدَّه ،
*!واسْتَمَدَّ من الدَّواة : أَخَذ منها *!مِدَاداً . *!والمَدَّة ، بالفتحِ
الوَاحِدَةُ ، مِن قَوْلِك *!مَدَدْتُ الشيْءَ .
ومن المَجاز : *!مَدَّ الله في عُمرِك ، أَي جعَل لِعُمْرِك *!مُدَّةً طَوِيلَةً ،
*!ومَدَّ في عُمْرِه بشيْءٍ *!وامْتَدَّ عُمرُه ، *!ومَدَّ الله الظِّلَّ ،
*!وامْتَدَّ الظِّلُّ والنَّهارُ ، وظِلٌّ *!مَمْدُودٌ . *!وامْتَدَّتِ العِلَّة .
وأَقمْتُ *!مُدَّةً *!مَدِيدَةً . كل ذالك في الأَساس .
وقال ابنُ القطاع في الأَفعال : *!مَدَّ الله تعالى في العُمْرِ : أَطالَه ، وفي
الرِّزْقِ : وَسَّعَه . والبَحْرُ والنَّهْرُ : زَادَ ، *!ومَدَّهُمَا غَيْرُهما .
وفي اللسان *!امْتَدَّ النهارُ : تَنَفَّس ، وامْتَدَّ بهم السَّيْرُ : طَالَ ،
ومَدَّ في السَّيْرِ : مَضَى .
وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : *!وأَمَدَّ الله تعالى في الخَيْرِ : أَكْثَرَه .
*!ومَدَّ الرَّجُلُ في مِشْيتِه : تَبَخْتَر .
*!ومُدَّ الإِنسانُ *!مَدًّا : حَبِنَ بَطْنُه .
وفي الأَساس : وهاذا *!مَمَدُّ الحَبْلِ . وطِرَازٌ *!مُمَدَّد . قلت : أَي
*!مَمدود بالأَطْنَاب ، شُدِّد للمبالغَة . *!ومادَّهُ الثَّوْبَ *!وتَمَادَّاهُ ،
ومن المَجازِ : مَدَّ فُلانٌ فِي وُجُوهِ المَجْدِ غُرَراً ، وله مالٌ مَمْدُودٌ :
كثير .
واستدرك شيخنا هنا نَقْلاً عن بعض أَربابِ الحواشي : تَمَادى به الأَمْر
____________________
(9/163)
أَصلُه
تَمادَدَ ، بدالَيْنه مُضَعَّفاً ، ووقَع الإِدال ، كتَقَضَّى ونَحْوِه ، وقيل .
من المَدَى ، وعليه الأَكْثَر ، فلا إِبدالَ ، وموضِعه المعتلُّ . قلت : وفي
اللسان ، قال الفرزدق :
رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجَلاَمِيدِ فَتَّحَتْ
أَحَالِيلَها لَمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذُورُها
قيل في تفسيره : اتمأَدَّت ، قال ابنُ سهيده : ولا أدرِي كيف هاذا اللهُمَّ إِلاّ
أَن يريد *!تَمَادَّتْ فسَكَّنَ التَّاءَ واجْتَلَب للساكِن أَلِفَ الوَصْلِ كما
قالوا : { ادكر } و { ادارأتم فيها } وهَمَز الأَلف الزائدة كما هَمز بعضُهم أَلِف
دَابَّة فقال دَأَبَّة .
*!ومُدُّ ، بالضمّ ، اسم رجُلٍ من دارِمٍ ، قال خالدُ بن عَلْقَمَة الدَّارِمِيّ
يَهجو خُنْشُوشَ بن مُدَ :
جَلإَى الله خُنْشُوشَ بنَ مُدَ مَلاَمَةً
إِذَا زَيَّنَ الفَحْشَاءَ للنَّاسِ مُوقُها
وأَرْضٌ *!مَمْدُودَةٌ : أُصْلِحَتْ بالمِدَادِ . *!والمَدَادِينُ جَمْع
*!مِدَّانٍ ، للمِيَاه المِلْحَةِ .
*!والمَدَّادُ ، ككَتَّانٍ : الحَبَّارُ ، وهو *!المَدَّادِيُّ أَيضاً ، والولِيدُ
بن مُسْلِم المَدَّادِيّ من شُعَرَاءِ الأَندلس في الدَّولَةِ العامِرِيّة .
وقد سَمَّوْا *!مَمْدُوداً .
مذد : ( ) ومما يستدرك عليه :
مَذَادٌ ، كسَحابٍ : وادٍ بين سَلعٍ والخَنْدَقه ، وله ذِكْرٌ في الحديث ، هنا
ذَكَره غيرُ واحدٍ من أَئمّة الغريبِ ، وقد أَشرنا له في ذود آنفاً فراجعْه .
مرد : ( مَرَدَ ) على الأَمْر ( كنَصَرَ وكَرُم ) يَمْرُد ( مُرُوداً ومُرُودَةً )
، بضمّهما ( ومَرَادَةً ) ، بالفتح . ( فهو مارِدٌ ومَرِيدٌ ، و ) تَمَرَّدَ فهو (
مُتَمَرِّدٌ : أَقْدَمَ ) ، وفي اللسان : أَقْبَلَ ( وعَتَا ) عُتُوًّا ، وقال
ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : مَرَدَ الإِنسانُ والسلطَانُ أَي كنصر مَرَادَةً :
عَتَا وعَصَى ، ومَرُدَ أَيضاً كذالك ، وفي
____________________
(9/164)
الأَساس
: المارِد : هو العاتِي وهو مَارِدٌ مِن المُرَّادِ ، وتَمَرَّدَ ، وشَيْطَانٌ
مَرِيدٌ ومِرِّيدٌ ونقَل شَيْخُنا عن بعضِ أَئمّة اللُّغَة مَرُدَ ، كخَبُثَ
وَزْناً ومَعْنًى ، ( أَو هُوَ ) أَي المُرُودُ تَأْوِيلُه ( : أَن يَبْلُغَ
الغَايَةَ التي يَخْرُجُ بها مِن جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذالك الصِّنْفُ ، ج ) ،
مُحَرَّكةً ، جمع مارِدٍ ، ( ومُرَدَاءُ ) جمع مَرِيدٍ كحُنْفَاءَ ، وشَيْطَانٌ
مَرِيد ومارِدٌ واحِدٌ ، وهو الخَبِيثُ المُتَمَرِّدُ الشِّرِّير ، وفي حديث رمضان
( وتُصَفَّدُ فيه مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ) .
ومَرَد على الشَّرِّ وتَمَرَّدَ : عَتَا وطَغَا ، ( و ) قال أَبو تُراب : سمعْت
الخُصَيْبِيَّ يقول : ( مَرَدَه ) وهَرَده ، إِذا ( قَطَعَه ، و ) هَرَطه ( :
مَزَّقَ عِرْضَهُ ) ، كَهَرَدَه .
( و ) مَرَدَ ( على الشيْءِ ) مُرُوداً ( : مَرَنَ واستَمَرَّ ) ، ومَرَدَ على
الكلامِ ، أَي مَرَن عليه لا يَعْبَأُ به ، وأَصلُ معنَى التَّمرُّدِ التَّمَرُّنُ
، أَي الاحَتِيَادُ ، كما نقلَه بعضهم ، قال الله تعالى : { وَمِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفَاقِ } ( سورة التوبة ، الآية : 101 ) قال
الفَرَّاءُ : يُريد : مَرَنُوا عليه ( وجُرِّبوا ) ، كقولك : تَمَرَّدُوا . وقال
ابنُ الأَعرابيّ : المَرْدُ : التَّطَاوُلُ بالكِبْرِ والمَعَاصِي ومنه قوله تعالى
: { مَرَدُواْ عَلَى النّفَاقِ } ، أَي تَطَاوَلُوا . وفي المُفْرَدات للرَّاغِب :
هو مِن قَوْلِهم : شَجَرَةٌ مَرْدَاءٌ ، أَي لا وَرَقَ عليها ، أَي أَنَّهُم
خَلَوْا عن الخَيْرِ .
( و ) مَرَدَ الصَّبيُّ ( الثَّدْيَ ) ، أَي ثَدْيَ أُمِّه مَرْداً ( : مَرَسَه )
، وفي الأَفعال لابن القطّاع : مَصَّه .
تابع كتاب ( و ) مَرَدَ ( الخُبْزَ ) والتَّمْرَ في الماءِ يَمْرُدُه مَرْداً ،
أَي ( مَاثَه حتى يَلِينَ ) . وفي المحكم : أَنْقَعَهُ ، وهو المَرِيدُ ، وقال
الأَصْمَعِيُّ : مَرَذَ فُلانٌ الخُبْزع في الماءِ ، أَيضاً ، بالذال المعجمة ،
ومَرَثَه ، إِذا لَيَّنَه وفَتَّتَه .
____________________
(9/165)
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : المَرَدُ : نَقَاءُ الخَدَّيْنِ مِن الشَّعر ، ونَقَاءُ
الغُصْنِ مِن الوَرَقِ ، و ( الأَمْرَدُ : الشابُّ ) الذي ( طَرَّ شَارِبُه ولمْ
تُنْبُتْ ) وفي ، بعض الأُمهات : ولم تَبْدُ ( لِحْيَتُه ) بَعْدُ ، وقد ( مَرِدَ
كفَرِحَ مَرَداً ومُرُودَةً . وتَمَرَّدَ : بَقِيَ زَماناً ثم الْتَحَى ) بعد ذالك
وخَرَجَ وَجْهُه ، وفي حديث مُعَاوِيَة ( تَمَرِّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً ،
وجَمَعْتُ عِشرِينَ ، ونَتَفْتُ عِشرِين وخَضَبْتُ عِشْرِين ، وأَنا ابنُ
ثَمَانينَ ) أَي مَكَثْتُ أَمْرَدَ عشرينَ سَنَةً ثم صِرْتُ مُجْتَمِعَ
اللِّحْيَةِ عشرِينَ سنَةً .
( و ) من المَجاز ( المَرْدَاءُ : الرَّمْلَةُ ) المُتَسَطِّحَةُ ( لا تُنْبِتُ .
و ) المَرْدَاءُ ، بِعَيْنِهَا ( رَمْلَةٌ بِهَجَرَ ) لا تُنْبِتُ شيئاً ، قال
أَبو النَّجْمِ :
هلا سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْدَاءٍ هَجَرْ
وزَمَنَ الفِتْنَةِ مَنْ سَاسَ البَشَر
مُحَمَّداً عَنَّا وعَنْكُمْ وعُمَرْ
وقال ابنُ السِّكّيت : المَرَادِي : رِمَالٌ بِهَجَرَ مَعروفَةٌ ، واحدتها
مَرْدَاءُ ، قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاهَا سُمِّيت بِذلك لِقِلَّة نَبَاتِها ، قال
الراعِي :
فَلَيْتَكَ حَالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كُلُّه
ومَنْ بِالمَرَادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَمَا
وقال الأَصمعيّ : أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادٍ وهي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة لا
يُنْبَتُ فيها ، ومنها قيل للغلامِ أَمْرَدُ ، وقال الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابن
السِّكِّيت .
( و ) من المَجاز : المَرْدَاءُ ( : المَرْأَةُ لا اسْتَ لَهَا ) ، هاكذا بالهمزة
والسين المهملة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة في نُسختنا ، ويُؤَيّده أَيضاً قولُ
الزمخشريِّ في الأَساس : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لم يُخلَق لها اسْتٌ . وهو تصحيف ،
والذي في اللسان والتكملة : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لا إِسْبَ لهَا . بالبَاءِ
الموحّدة . ثم قال : وهي شِعْرَتُها . وفي الحديث : ( أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ
مُرْدٌ ) .
( و ) من المجاز : المَرْدَاءُ ( : الشَّجَرَةُ لا وَرَقَ عَلَيْهَا ) وغُصْنٌ
أَمْرَدُ ، كذالك ،
____________________
(9/166)
وقال
أَبو حنيفة : شجَرةٌ مَرْدَاءُ : ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ ، وغُلامٌ أَمردُ
بَيِّنُ المَرَدِ ، بالتحريك ، ولا يقال : جارِيَةٌ مَرْدَاءُ ، ويقال : شَجَرَة
مَرْدَاءُ ، ولا يُقال غُصْنٌ أَمحرَدُ ، وقال الكسائيُّ : شَجَرةٌ مَرداءخ ،
وغُصنٌ أَمْرَدُ : لا وَرَقَ عليهما . قلت : وإنكارُ غُصن أَمْرَد روِي عن ابنِ
الأَعرابيّ .
( و ) مَرْدَاءُ ( : ة بنَابُلُسَ ، ويُقْصَرُ ) ، كما هو المشهور على الأَلْسِنة
، خرج منها الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون ، منهم العَلاَّمة قاضي القُضَاةِ جَمَالُ
الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف
الأَحكام ، وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر بن سالمِ بن سَلْمَان
المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ ، من شيوخ التَّقِيِّ السُّبْكِيّ ، تُوفّيَ
بِمَرْدَا سنة 719 ، وكذلك أَبو بكر كان من المحدِّثين .
( ومُرَيْدَاءُ ) ، مُصَغَّرَّا ممدوداً ( : ة بالبَحْرَينِ ) .
( والتَّمْرِيدُ في البِنَاءِ : التَّمْلِيسُ والتَّسْوِيَةُ ) والتَّطْيِينُ .
( وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ ) ، كمُعَظَّمٍ ( : مُطَوَّلٌ ) وقال أَبُو عُبَيْدٍ :
المُمَرَّد : بِنَاءٌ طَوهيلٌ . قال أَبو منصور : ومنه قوله تعالى : { صَرْحٌ
مُّمَرَّدٌ مّن قَوارِيرَ } ( سورة النمل ، الآية : 44 ) وقيل : المُمَرَّد :
المُمَلَّس ، ومنه الأَمْرَد ، لِلِينِ خَدَّيْهِ ، كذا في زوائد الأَمَالِي
للقالي .
( والمارِدُ : المُرْتَفِعُ ) م ن الأَبْنِيَةِ .
( و ) المارِد ( : العَاتِي ) ، وفي حيثِ العِرْبَاضِ ( وكانَ صاحِبُ خَيْبَرَ
رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً ) ، أَي عاتِياً شَديداً . وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ
والشياطينِ .
( و ) مارِدٌ ( : قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافه خَيَاشِيمِ الجَبَلِ
المَعْرُوفِ بالع 2 ارِض ) باليَمَامَةِ ، وفي المَرَاصد : مارِدٌ : مَوْضِعٌ
باليمامة .
( و ) مَارِدٌ ( : حِصْنُ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ ، والأَبْلَقُ : حِصْنٌ
بِتَيْمَاءَ ) كِلاهما بالشَّام ، كذا في المحكم ، وفي التهذيبِ : وهما حِصْنَانِ
في بِلادِ العَربِ ، قال المفَضَّلُ : ( قَصَدَتْهُمَا
____________________
(9/167)
الزَّبَّاءُ
فعَجَزَتْ ) عن قِتَالِهِما ( فقالَتْ : ( تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ )
) وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ عَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ ، وهو مَجَازٌ وأَورده المَيْدَاني
في مَجمَعِ الأَمثالِ وقال : مارِدٌ : حِصْنُ دومَةِ الجَنْدَلِ ، والأَبْلَقُ :
حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا ، قيل : وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ
مُخْتَلفَة بأَرْض تَيْمَاءَ ، وهما حِصْنَانِ عَظِيمانه قَصَدَتْهُمَا
الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فلم تَقْدِر عليهما فقالتْ ذالك ، فصارَ مَثَلاً
لكُلِّ ما يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه ، وقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى
في بلق .
( والتِّمْرَادُ ، بالكسر : بَيْتٌ صَغِيرٌ ) يجْعَل ( في بَيْتِ الحَمَامِ )
بالتخفيف ( لِمَبْيَضِهِ ، فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فهو التَّمَارِيدُ
، وقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرهيداً وتَمرَاداً ) بفتح التاءِ ، والتِّمْرَاد ،
بالكسر الاسم .
( المَردُ ) ، بفتح فسكونٍ ( : الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ ، أَو نَضِيجُه ) ،
وقيل : هَنَوَاتٌ منه حُمْرٌ ضَخْمَةٌ ، أَنشد أَبو حنيفةَ :
كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها
أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَا
الواحِدة مَرْدَةٌ . وفي التهذيب : البَرِيرُ : ثَمَرُ الأَراكِ ، فالغَضُّ منه
المَرْدُ ، والنَّضِيجُ الكَبَاثُ .
( و ) المَرْدُ ( : السصوْقُ الشديدُ ، و ) المَرْدُ ( : دَفْعُ المَلاَّحِ
السفينةَ بالمُرْدِيِّ ، بالضمِّ ) اسم ( لِخَشَبَةٍ ) أُعِدَّت ( للدَّفْعِ ) ،
والفِعْل يَمْرُد ، وفي الأَفْعَال ، وهي المجْدَافُ ، قال رؤبة :
إِذَا أَصْمَأَكَّ أَخْدَاهُ ابْتَدَّا
صَلِيفَ مُرْدِيَ ومُصْلَخِدَّا
( ومُرَادٌ ، كغُرَابٍ : أَبو قَبِيلَةٍ ) من اليمن ، وهو مُرَاد بن مالِكِ بن
زيدَ ابن كَهْلاَن بن سَبَإٍ وكان اسْمُه يَحَابِرِ فَسُمِّيَ مُرَاداً ( لأَنّه
تَمَرَّدَ ) ، وقال ابنُ دُرَيْد : يَحَابِر جمْع يَحْبُورَة ،
____________________
(9/168)
وسُمِّيَ
مُرَاداً لأَنّه أَوَّل مَن مَرَدَ باليَمَن .
وفي المصباح ، مُرَاد قَبِيلةٌ مِن مَذْحِج . قلت ومَذْحج هو مالك بن زَيْد
المُتَقدّم ذِكْرُه في التهذيب ، وقيل إِن نَسبهم في الأَصل من نِزار .
( و ) المَرادُ ( كسَحَابٍ وكَتَّانٍ العُنُقُ ) ، وعلى الأَوّل اقتصرَ
الجَوْهَرِي ( ج مَرارِيدُ ) .
( ومَارِدُونَ : قَلْعَةٌ م ) أَي معروف على قُنَّةِ جَبَل الجزِيرة مُشْرِفَة على
بلادٍ كثيرة ، وفضاءٍ واسِعٍ ، تَحْتَهَا رَبَضٌ عَظِيم فيه أَسواقٌ ومَدارِسُ
ورُبُطٌ ، ودُورُهم كالدَّرَجِ ، وكلُّ دَرْبٍ يُشْرِف على ما تَحْتَه من الدُّورِ
، والماءُ عندهم قليلٌ ، وأَكثرُ شُرْبِهم من الصهاريج التي يُعِدُّونها في
بُيوتهم ، كذا في المراصد . ( و ) تقول ( في النَّصْب والخَفْض مَارِدِينَ ) ، أَي
إِنه مُلْحَق بجمع المُذكّر السالم في الإِعراب ، كصِفِّين وفِلَسْطِينَ
ونَحْوِهما .
قال شيخنا : ومنهم من يُلْزِمُها اليَاءَ ، كحِينٍ ، ومنهم من يُلْزِمها الواوَ
وفتحَ النون .
( والمَريدُ ) ، كأَمير ( : التَّمْرُ يُنْقَعُ في اللَّبَنِ حتى يَلِينَ ، و ) قد
مَرِدَ ( كفَرِح : دَامَ على أَكحلِه ) ، وقال الأَصمعيُّ : ويقال لِكُلِّ شيْءٍ
دُلِكَ حتّى اسْتَرْخَى : مَرِيدٌ ، والتمْرُ يُلْقَى في اللَّبَن حَتَّى يَلِينَ
ثم يُمحرَدُ باليَدِ : مَريدٌ . ( و ) المَرِيدُ أَيضاً ( : الماءُ بِاللَّبَنِ )
وبه فُسِّرَ قولُ النابِغَة الجَعْدِيّ :
فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَنْزِعَ القَوْدُ لَحْمَه
نَزَعْتُ المَدِيدَ والمَرِيدَ لِيَضْمُرَا
( و ) المرِّيد ( كسِكِّيتٍ : الشديدُ المَرَادَةِ ) ، أَي العُتُوِّ ، مثل
الخِمِّيرِ السِّكِّير .
( و ) مُرَيْدٌ ، ( كزُبَيْرٍ : ع بالمدينة ) شرَّفها الله تعالى ، وهي أَطَمَةٌ
بها لِبَنِي خَطْمَةَ ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث .
____________________
(9/169)
( ومُرَيْدٌ الدَّلاَّلُ ) أَبو حاتمٍ ، روى عن أَيُّوبَ السِّخْتِيَانيّ ، وعنه
ابنُه حاتِم بن مُرَيْد . ( وعَبْدُ الأَوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ ) من بني أَنْفِ
النَّاقَةِ ، روَى عنه محمّد بن الحسن بن دُرَيد . ( وَرَبِيعَةُ بنْتُ مُرَيْدٍ )
روَى عنها المُنْتَجِعُ بن الصَّلْت ( وأَحْمَدُ بن مُرادٍ ) الجُهَنِيّ (
مُحَدِّثُونَ ) .
( ومَارِدَةُ : كُورَةٌ ) واسِعَة ( بالمَغْرِب ) من أَعمالِ قُرْطُبة ، وهي
مَدِينة رائعةٌ كثيرةُ الرُّخَامِ عَاليَة البِنْيَانِ ، بَينها وبين قُرْطُبَة
سِتَّةُ أَيّام .
( و ) في الحديث ذكر ( ثَنِيَّة مَرْدَانَ ) ، بفتح فسكون ، وهي ( بينَ تَبُوكَ
والمَدِينةِ ) وبها مَسْجِدٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم
( ) ومما يستدرك عليه :
المَرُود ، كصَبُورٍ ، والمارِدُ : الذي يَجِىءُ ويَذْهَب نَشاطاً ، قال أَبو
زُبَيْد :
مُسْنِفَاتٌ كَأَنَّهُنَّ قَنَا الهِنْ
دِ ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرُودِ
ومَرِدَ ، كفرِحَ : تَطَاوَل في المَعَاصِي لُغَة في مَرَدَ كنَصر ، عن الصاغانيّ
.
ومُرَاد : حِصْن قريبٌ من قُرْطُبة ، وعبدُ الله بن بكر بن مَرْدَان شَيْخٌ
لغُنْجَار ، ومَرْدَان لَقَبُ مُقَاتِل بن رَوْحٍ المَرْوَزِيّ والد محمدٍ شيخِ
البخارِيّ ، وأَبو محمّدٍ عبدُ الله بن محمّد بن مَكِّيَ المعروفُ بابنه مارِدَةَ
المَارِدِيُّ نُسب إِلى جَدِّه ، مات ببغداد سنة 444 .
ومَرَدْت الشيءَ ومَرَّدْته : لَيَّنْتُه وصعقَلْتُه .
والمَرْدُ : الثَّرْدُ .
ومَرَدَ الشيءَ في الماءِ : عَرَكَه .
ومَرَدَ الغُصْنَ : أَلْقَى عنه لِحَاءَه ، كمَرَّدَه .
ومَرِدَت الأَرضُ مَرَداً ، لم تُنْبِتْ إِلاَّ نَبْذاً . ومَرِدَ الفَرَسُ ، لم
يَنْبُتْ على ثُنَّته شَعْرٌ . كذا في الأَفعال .
والمِرَادُ ، ككِتَابٍ : ثَنِيَّةٌ في جَبلٍ تُشْرِف على الحُدَيْبِيَة ، كما في
الرَّوْض .
وعَشائرُ بن محمّد بن ميمون بن
____________________
(9/170)
مَرَّاد
التميميُّ ، ككَتَّانٍ ، أَبو المعالي الحِمْصِيّ ، من شيوخ السَمْعَانيّ .
ومُرَيْد قَبيلة من بَلِيَ ، وهم حُلفاءُ بني أُمَيَّةَ بن زيد ، ويقال لهم
الجَعَادِرَة ، منهم امرأَةٌ مُسْلِمَةٌ لها شِعْرٌ في السِّيرة .
ومَرُودةُ ، مُخَفَّفاً ، جَدُّ أَبي الفضل محمّد بن عثمان بن إِسحاق بن شُعَيبِ
بن الفضل بن عامصغ النَّسَفِيّ المَرُودِيّ ، أَثْنَى عليه المخسْتغفِرِيّ ،
ورَوَى عنه .
وقالت امرأَةٌ لِزَوْجِهَا : يا شيخُ ، فقال لها : مِنْ أَيْنَ ( لي ) لك
أُمَيْرِدٌ ) فصارَ مَثَلاً .
ومن المجاز : جَبَلٌ مُتَمَرِّد . وجِبَالٌ مُتَمَرِّدَاتٌ .
وميردةُ : من قُرَى أَصْفَهَان ، نزَلَها أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن محمّد بن
الحسين الأَصفهانيْ ، سمع أَبا الشيخِ وغيره .
مرند : ( مَرَنْدُ ) ، بفتحتين وسكون النون ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيُّ :
هو ( د ، بِأَذْرَبِيجانَ ) على عَشْرَةِ فراسِخَ من تبْرهيزَ ، تُجْلَب منه
الطَّنَافِسُ ، ومنه أَبو الوفاءِ الخَلِيلُ بن الحسن بن محمّد المَرَنْدِيّ
الشافِعِيّ ، تَفَقَّه ببغدادَ على أَبي أَسحاق الشِّيرازِيّ ، وسمع ابنَ
النَّقُور وابنع النَّرْسِيّ ومات ، ببغداد سنة 512 .
مرخد : ( امْرَخَدَّ الشيْءُ ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ والصاغانيُّ . وفي اللسان :
إِذا ( اسْتَرْخَى ) .
مزد : ( ما رَأَيْنَا مَزْداً في هاذا العامِ ) أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال
اللَّيْثُ : ( أَي بَرْداً ) ، أَبدل الزايَ من الصادِ ، وعبارة اللسانِ : ما
وَجَدْنَا لَهَا العَامَ مَزْدَةً ، كمَصْدَةٍ ، أَي لم نَجِدْ لها بَرْداً .
____________________
(9/171)
( والمَزْدُ : ضَرْبٌ من النِّكاح ) ، لغة من المصْد كما سيأْتي .
مسد : ( المَسْدُ : الفَتْلُ ) ، مَسَدَ الحَبْلع يَمْسُدُه مَسْداً : فَتَله ،
وقال ابنُ السِّكِّيت : مَسَدَه مَسْداً : أَجَادَ فَتْلَه .
( و ) المَسْدُ ( إِدْآبُ السَّيْرِ ) في اللَّيْلِ ، وأَنشد الليثُ :
يُكَابِدُ اللَّيْلَ عَلَيْهَا فَسْدَا
وقيل هو السَّيْرُ الدّائِمُ ، لَيْلاً كان أَو نَهَاراً ، قال العَبْدِيُّ يَذْكر
ناقَةً شَبَّهها بثورٍ وَحْشِيّ :
كَأَنَّهَا أَسْفَعُ ذُو جدَّةٍ
يَمْسُدُه القَفْرُ ولَيْلٌ سَدِى
كَأَنَّمَا يَنْظُرُ من بُرْقُعٍ
مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ
قوله يَمْسُده ، أَي يَطْوِيه ، يَعِني الثَّوْرَ . لَيْلٌ سَدٍ أَي نَدٍ ، وجعل
الليث الدَّأَبَ مَسْداً لأَنَّه يَمْسُد خَلْقَ مَنْ يَدْأَبُ فَيَطْوِيه
ويُضَمِّره .
( و ) المَسَدُ ( مُحَرَّكَةً : المِحْوَرُ ) يكون ( من الحَدِيدِ ) .
( و ) المَسَدُ : اللِّيف ، وبه فُسِّر قوله تعالى : { حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } (
سورة المسد ، الآية : 5 ) في قول : والمَسَدُ ( : حَبْلٌ مِن لِيف ) النَّخْل (
أَو لِيفٍ المُقْلِ ) قاله الزجَّاج ، ( أَو ) من خُوصٍ أَو شَعْرٍ أَو وَبَرٍ أَو
صُوفغ أَو جُلُودِ الإِبل أَو ( مِن أَيِّ شَيْءٍ كانَ ) قاله ابنُ سِيدَه وأَنشد
:
يَا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي
إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً فَإِنّي
مَا شِئْتَ مِنْ أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ
قَال : وقد يَكون مِن جُلُود الإِبل
____________________
(9/172)
لا
مِنْ أَوْبَارِها ، وأَنشدَ الأَصْمعيُّ لعُمَارَةَ بنِ طارِقٍ .
فَاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طَارِقِ
ومَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ
لَيْسَ بِأَنْيَابٍ وَلاَ حَقَائِقِ
يقول : اعْجَلْ بِدَلْوٍ مِثْلِ دَلْوِ طارِق ومَسَدٍ فُتِلَ مِن نُوقٍ ليستْ
بِهَرِمَةٍ ولا حَقَائِقَ ، جمع حِقَّةٍ وهي التي دَخَلَتْ في الرابِعَةِ وليس
جِلْدُها بالقَوِيّ ، يريد : ليس جِلْدُها من الصغيرِ ولا الكبيرِ . بل هو من
جِلْدِ ثَنِيَّة أَو رَبَاعِية أَو سَدِيسٍ أَو بازِل ، وخصّ به أَبو عبيد الحَبْل
من اللّيف ، ( أَو ) هو الحَبْل ( المَضْفُورُ المُحْكَمُ الفَتْلِ ) ، من جميعِ
ذالك ، كما تقول نَفَضْتُ الشجرةَ نَفْضاً وما نُفِضَ فهو نَفَضٌ . وفي الحديث (
حَرَّمْتُ شَجَرَ المَدينةِ إِلاَّ مَسَدَ مَحَالَةٍ ) المَسَدُ : الحَبْلُ
المَفْتُول من نَبَاتٍ أَو لِحَاءِ شَجَرٍ ، وقال الزَّجَّاجُ في قوله عزَّ وجَلَّ
: { فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } ( سورة المسد ، الآية : 5 ) جاءَ في
التفسير أَنَّهَا سِلْسِلَة طُولُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً يُسْلَك بها في النَّارِ ،
( ج مِسَادٌ ) ، بالكسر ، ( وأَمْسَادٌ ) . وفي التهذيب : هي السِّلْسِلَة التي
ذكرها الله عَزَّ وجلَّ في كِتابه فقال : { ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } ( سورة
الحاقة ، الآية : 32 ) وحَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ، أَي حَبْلَ مُسِدَ أَيَّ مَسْدٍ ،
أَيْ فُتِلَ فَلُوِيَ ، أَي أَنَّها تُسْلَك في النارِ ، أَي في سِلْسِلَة
مَمْسودةٍ وفُتلتْ من الحديد فَتْلاً مُحْكَماً ، كأَنّه قِيل : في جِيدِهَا
حَبْلُ حَدِيدِ قد لُوِيَ لَيًّا شديداً .
( و ) من المَجاز : ( رَجُلٌ مَمْسُودٌ ) ، إِذا كان ( مَجْدُول الخَلْقِ ) ، أَي
مَمْشُوقاً ، كأَنَّه جُدِلَ ، أَي فُتِل ، ( وهي بهاءٍ ) ، يقال : جَارِيَةٌ
مَمْسُودَةٌ : مَطْوِيّة
____________________
(9/173)
مَمشوقَةٌ
، وامرأَةٌ مَمسودةُ الخَلْقِ ، إِذا كانَتْ مُلْتَفَّةَ الخَلْقِ ليس في خَلْقِها
اصْطِرَابٌ ، وجارِيَةٌ حَسَنَةٌ المَسْدِ والعَصْبِ والجَدْلِ والأَرْمِ ، وهي
مَمْسُودة ، ومَعْصوبة ، ومَجْدُولة ، ومَأْرومة .
( والمِسَادُ ، ككِتَابٍ ) لغة في ( المِسْأَب ) ، كمِنْبَرٍ ، وهو نِحْيُ
السَّمْن ، وسِقَاءُ العَسَلِ ، ومنه قولُ أَبي ذُؤَيب :
غَدَا فِي خَافَةٍ مَعَهُ مِسَادٌ
فَأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ
قال أَبو عمروٍ : المِسَادُ غَيْرُ مَهْموزٍ : الزِّقُّ الأَسْوَد .
( و ) في النوادِر : ( هو أَحْسَنُ مِسَادَ شِعْرٍ مِنْكَ . يُرِيد : أَحْسَنُ
قِوَامَ شِعْرٍ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَسَدُ : المُغَارُ : الشَّدِيدُ الفَتْلِ .
وبَطْنٌ مَمْسُودٌ : لَيِّنٌ لَطيفٌ مُسْتَوٍ لا قُبْحَ فيه .
وساقٌ مَسْدَاءُ : مُستَوِيَةٌ حَسَنَةٌ .
والمَسَد : مِرْوَدُ البَكَرَةِ الذي تَدُور عليه .
ومَسَدَه المِضْمارُ : طَوَاه وأَضْمَرَه .
والمَسِيد ، كامِيرٍ ، لغةٌ في المَسْجِد في لُغَة مِصر ، وفي لغة الغَرْبِ هو
الكِتَاب ، أَشار له شيخنا في س ج د . وفي قول رؤبة :
يَمْسُدُ أَعْلَى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ
أَي اللَّبن يَشُدُّ لَحْمَه ويُقَوِّيه ، يقول : البَقْلُ يُقَوِّي ظَهْرَ هاذا
الحِمَارِ ويَشُدُّه .
مصد : ( المَصْدُ : ) ضَرْبٌ من ( الرَّضَاع ) ، قاله الليثُ .
( و ) المَصْدُ ( : الجِماعُ ) ، يقال :
____________________
(9/174)
مَصَدَ
الرجُلُ جَارِيَتَه وعَصَدَهَا ، إِذا نَكَحَهَا ، وأَنشد :
فَأَبِيتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ وأَنْتَفِي
عَنْ مَصْدِهَا وَشِفَاؤُها المَصْدُ
( و ) المَصْدُ ( : المَصُّ ) ، قال ابنُ الأَعرابيّ ، مَصَدَ جارِيَتعه ومَصَّهَا
ورَشَفَهَا ، بمعنًى واحدٍ .
( و ) المَصْدُ ( : الرَّعْدُ ) والمَطَر .
( و ) المَصْدُ : البَرْدُ ، قاله الرِّياشيُّ ، وقال كُراع : ( شِدَّةُ البَرْدِ
، ويُحَرَّك ) ، وهاذه عن الصاغانيّ ، ( و ) أَيضاً شِدَّة ( الحَرِّ ، ضِدٌّ ) ،
وقال أَبو زيد : يُقال ، مالَهَا مَصْدَةٌ ، أَي ما للأَرضِ قُرٌّ ولا حَرٌّ .
( و ) المَصْدُ : ( التَّذْلِيل ) . والمَصْدُ ( و ) المَزْدُ ( : الهَضْبَةُ
العَالِيَةُ ) الحَمْرَاءُ ، ( كالمَصَدِ ) ، مُحَرَّكَةً ، ( والمَصَادِ )
كسَحابٍ ، ( ج أَمْصِدَةٌ ومُصْدَانٌ ) بالضمّ ، قال الأَزهريّ : ميم مَصاد ميم
مَفْعَل ، وجُمِع على مُصْدَانٍ ، كما قالوا مَصيرٌ ومُصْرَانٌ ، على تَوَهُّم أَن
الميمَ فاءُ الفِعْلِ .
( و ) قولهم : ( ما أَصَابتْنَا ) العَامَ ( مَصْدَةٌ ) ومَزْدَةٌ ، على البَدَل ،
أَي ( مَطَرَةٌ ) .
تابع كتاب ( و ) المَصَادُ ، ( كسَحابٍ : أَعْلَى الجَبَلِ ) ، قال الشاعر :
إِذَا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعَابَ فَإِنَّهُمْ
مَصَادٌ لِمَنْ يَأْوهي إِليْهمْ ومَعْقِلُ
والجمع أَمْصِدَةٌ ومُصْدَانٌ ، كما في الصّحاح ، قال الصاغانيُّ : تَوهم أَنَّ
ميم مَصَادٍ أَصْلِيَّة ، ولعلّه أَخذَه من كِتَاب ابنِ فارس ، والبيت لأَوْسِ بن
حجر . انتهى ، ويقال : هو لقومِه مَعْقِلٌ ومَصَادٌ . وقال الأَصمعيُّ :
المُصْدَانُ : أَعَالِي الجِبَالِ ، واحدُهَا مَصَادٌ ، ( و ) مَصَادٌ اسمُ (
جَبَل ) بِعَيْنِهِ .
( و ) مَصَادٌ اسمُ ( فَرَس نَبَيْشَةَ بنِ حَبِيبٍ ) نقله الصاغانيّ .
( و ) مَصَادٌ ( : اسْم ) رجُلٍ ، ( ويُضَمُّ ) فبالفَتح مَصَادُ بنُ عُقْبَة ، عن
محمّد بن
____________________
(9/175)
عَمْرٍ
و ، وعنه عُمعر بن أَيّوب المَوْصِلِيّ وبالضمّ بشْرُ بن عِصْمَةَ بن مُصَاد
المُزَنِيّ ، كان مع عَلِيَ بِصِفِّينَ .
مضد : ( المَضْدُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ دُريد : لغة في ( ضَمْد
الرَّأْسِ ) ، يَمَانِيَة .
( و ) المَضَدُ ( بالتحريك : الحِقْدُ ) ، كالضَّمَد .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَضَدَ ، إِذا جَمَعَ ، كنَضَدَ ، عن الليث .
معد : ( مَعَدَه ) ، أَي الشيْءَ ، مَعْداً ، ( كمَنعَه : اخْتَلَسَه ) وقيل :
اخْتَطفَه فَذَهَبَ به ، قال :
أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
لا يَحْسِبَانِ الله إِلاّ رَقَدَا
أَ اخْتَلَسَاهَا واخْتَطَفَاهَا .
( و ) مَعَدَ الشيءَ مَعْداً ( : جَذَبَه بِسُرْعَةٍ ) ، ومَعَدَ الدَّلْوع
مَعْداً ومَعَدَ بِهَا : نَزَعَها وأَخْرَجَها من البئرِ ، وقيل : جَذَبَها ، (
كامْتَعَد ، فيهما ) . ونَزْعٌ مَعْدٌ : يُمَدُّ فيه بالبَكرَةِ ، قال أَحمَر ابن
جَنْدَل السَّعديُّ :
يَا سَعْدُ يَا ابْنَ عُمَرٍ يَا سَعْدُ
هَلْ يُرْوِيْنَ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ
وسَاقِيَانٍ ، سَبِطٌ وجَعْدُ
وقال ابن الأَعْرَابيّ : نَزْعٌ مَعْدٌ : سَرِيعٌ ، وبعضٌ يقول : شَديدٌ ،
وكأَنَّه نَزْعٌ من أَسْفَلِ قَعْرِ الرَّكِيَّةِ .
( و ) مَعَدَه ( : أَصابَ مَعِدَتَه ) ، نقلَه ابن التيانيّ في شَرْح الفصيح .
( و ) مَعَدَ ( في الأَرضِ ) يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُوداً ، إِذا ( ذَهَبَ ) ،
الأَخيرة عن اللِّحْيَانيِّ .
( و ) مَعَدَ ( لَحْمَه : انْتَهَسَه ) .
( و ) مَعَدَ ( الشَّيْءُ : فَسَدَ ) .
( و ) مَعَدَ ( بالشيْءِ : ذَهَبَ ، مَعْداً ومُعُوداً ) ، ومن ذالك مَعَدَ
بِخُصْيَيْهِ
____________________
(9/176)
مَعْداً
: ذَهَبَ بهما ، وقيل : مَدَّهُما ، وقال اللِّحيانيُّ : أَخذَ فُلانٌ
بِخُصْيَتَيْ فُلانٍ فَمَعَدَهما ، ومَعَدَ بهما ، أَي مَدَّهما واجْتَذَبهما .
( والمَعْدُ : الضخمُ الغليظُ ) ، وشيءٌ مَعْدٌ : غَلِيظٌ . ( و ) المَعْدُ ( :
الغَلِيظُ ) ، قيل : ومنه أُخِذ تَمَعْدَدُوا ، كما سيأْتي .
( و ) المَعْدُ ( : البَقْلُ الرَّخْصُ ) .
( و ) المَعْدُ ( : الغَضُّ من الثَّمَرِ ) ، وفي اللسان : من الثِّمار .
( و ) المَعْدُ ( : السَّرِيعُ من الإِبِلِ ) ، يقال : بَعِيرٌ مَعْدٌ ، أَي
سَريعٌ ، قال الزَّفَيَانُ :
لَمَّا رَأَيْتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى
أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدَا
( و ) مَعْدُ ( بنُ مالِكٍ الطائيُّ ، و ) مَعْدُ ( بن الحارث الجُشَمِيُّ ) ، كذا
في النُّسخ ، والصواب الخَثْعَمِيُّ ، كذا في التَّكْمِلَة .
( و ) المَعْدُ : ضَرْبٌ من الرُّطَب ، يقال : ( رُطَبَةٌ مَعْدَةٌ ومُتَمَعِّدَةٌ
: طَرِيَّةُ ) ، عن ابنِ الأعرابيّ ، ( ورُطَبٌ ) ، وفي اللسان : بُسْرٌ ( ثَعْدٌ
مَعْدٌ ) ، أَي رَخْصٌ ، وبَعضهم يقول هو ( إِتْبَاعٌ ) ، لا يُفْرَد .
( والمَعِدَةُ ، ككَلِمَةٍ ) ، وهي اللُّغَة الأَصلِيَّة ، ( و ) يقال فيها :
المَعْدَةُ ( بالكسر ) ، والفتح ، كلاهما للتخفيف ، والكَسْر نَقَلَه ابنُ
السِّكِّيت عن بعض العَربِ ، ويقال أَيضاً المِعِدَة ، بكسر الميم والعين ، فهي
أَربعُ لُغَاتٍ ، نقلها شُرَّاحُ الفَصِيحِ وغيرُهُم ( : مَوضِعُ الطَّعامِ قَبْلَ
انْحِدَاره إِلى الأَمْعَاءِ ) ، وقال الليث : التي تَستَوْعَبِ الطَّعَامَ من
الإِنسان ( وهو لنا بمنزِلةِ الكَرِشِ ) لِكُلِّ مُجْتَرَ ، كما في الصحاح ، وفي
المحكم : بمنزلة الكَرِشِ ( لِلأَظْلاَفِ والأَخْفَافِ ) أَي لِذَوَاتِهَا ( ج
مَعِدٌ ) ومِعَدٌ ( ككَتِفٍ وعِنَبٍ ) ، تُوهِّمَتْ فيه فِعَلَةُ ، وأَما ابن
جِنِّي فقال في جمع مَعِدَةٍ مِعَدٌ ، قال : وكان القياسُ أَن يقولوا مَعَدٌ ،
____________________
(9/177)
كما
قالوا في جَمع نَبِقَةٍ نَبِقٌ ، وفي جمع كَلِمَةٍ كَلِمٌ ، فلم يقولوا ذالك
وعَدَلُوا عنه إِلى أَن فَتحوا المَكْسور وكَسَروا المفتوح ، قال : وقد علمنا
أَنَّ مِن شَرْطِ الجَمْعِ بِخَلْعِ الهاءِ أَن لا يُغَيَّر مِن صيغة الحُرُوفِ
والحَركاتِ شيءٌ ولا يُزاد على طَرْحِ الهاءِ ، نحو تَمْرَة وتَمْر ونَخْلَة
ونَخْل ، فلولا أَن الكَسْرَة والفَتْحَة عندهم تَجْرِيَانِ كالشيْءِ الواحِد .
لَما قالُوا مَعِدٌ ونَقِمٌ في جمع مِعْدَةٍ ونِقْمَةٍ . وقياسه نِقْمٌ ومِعْدٌ ،
ولاكنهم فعلوا هاذا لِقُرْبِ الحالَيْنِ عليهم ، ولِيُعْلِمُوا رَأَيَهم في ذالك
فيُؤْنِسُوا به ويُوَطِّئُوا بِمكَانه لِمَا وراءَه . كذا في اللسان .
( ومُعِدَ ) الرجلُ ، ( بالضمِّ ) فهو مَمعودٌ ( : زَرِبَتْ مَعِدَتُه فلم
تَستَمْرِىء ) ما يَأْكلُه من الطَّعَام ، وحكى ابنُ طَرِيفٍ . مُعِدَ الرجُلُ ،
على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه ، إِذا وَجِعَتْه مَعِدَتُه ، وحكى ابنُ القَطَّاع في
الأَفعال مَعِدَ ، كفَرِحَ مَعَداً ومَعْداً وقال ابن سيده في العَوِيص : اشتقاقُ
المَعِدَةِ من قولهم شيءٌ مَعْدٌ ، أَي قَوِيٌّ غَلِيظ ، وحكاه القَزَّازُ أَيضاً
، قال : وقيل : إِن اشتقاقها من قولهم مَعَدَ بِخُصْيَيْهِ إِذا معدَّهما ، فكأَن
المَعِدَةَ سُمِّيَتْ بذالك لامتِدادِها .
نقله شيخنا .
( والمَعَدُّ ، كمَرَدَ : الجَنْبُ ) من الإِنسان وغيرِه ، وهما المدَّانِ ،
وأَفردَه اللِّحْيَانيُّ ، وأَنشد شَمِرٌ في المَعَدِّ من الإِنسان :
وَكَأَنَّمَا تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلَةٌ
يَنْفِي رُقَادَكَ سَمُّها وسَمَاعُها
يَعنِي الحَيَّة ، ( و ) المَعَدُّ ( : البَطْنُ ) ، عن أَبي عَلِيَ ، وأَنشد :
أَبْرَأْتَ مِنِّي بعرَصاً بِجِلْدِي
مِنْ بَعْدِ مَا طَعَنْتَ فِي مَعَدِّي
( و ) قيل المَعَدُّ ( : اللَّحْمُ ) الذي ( تَحْتَ الكَتِفِ ) أَو أَسْفَلَ منها
قليلاً ، وهو من أَطْيَبِ لَحْم الجَنْبِ ،
____________________
(9/178)
قال
الأَزهَرِيُّ : وتقول العربُ في مثلٍ يَضْرِبونَ ( قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ
أَكْلَ السُّوءِ ) قال : هو في الاشتقاقِ يخرج عَلَى مَفْعَلٍ ويخرج على فَعَلَ ،
على مثال عَلَدَ ، ولم يُشتَقَّ منه فِعْلٌ .
( و ) المَعَدُّ ( : مَوْضِعُ عَقهبِ الفَارهس ) ، وقال اللِّحيانيّ : هو مَوْضِع
رِجْلِ الفارِس من الدَّابّة ، فلم يَخُصَّ عَقِباً من غيرِها ، ومن الرَّجُلِ
مثلُه .
( و ) المَعَدُّ ( : عِرْقٌ في مَنْسِجِ الفرَسِ . والمَعَدَّانِ مِن الفَرَسِ :
ما بَيْن رُؤُوس كَتِفَيْه إِلى مُؤَخَّرِ مَتْنِهِ ) ، قال ابنُ أَحْمَر
يُخَاطِبُ امرأَتَه :
فَإِمَّا زَالَ سَرْجِي عَنْ مَعَدَ
وأَجْدِرْ بِالحَوَادِثِ أَنْ تَكُونَا
فَلاَ تَصِلِي بِمَطْرُوقٍ إِذَا مَا
سَرَى فِي القَوْمِ أَصْبَحَ مُسْتَكِينَا
يقول : إذا زالَ عَنْكِ سَرْجهي فبِنْتِ بِطَلاقٍ أَو بِمَوْتٍ فلا تَتَزَوَّجهي
بعْدِي . هاذا المطروقَ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : معناه إِن عُرِّيَ فَرَسِي مِن
سَرْجِي ومِتُّ :
فَبَكِّى يَا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيَ
مِنَ الفِتْيَانه لا يُمْسِي بَطِينَا
وقيل : المَعَدَّانِ من الفرس : ما بَيْنَ أَسْفَلِ الكَتِفِ إِلى مُنْقَطَعِ
الأَضلاعِ ، وهما اللَّحْمُ الغَلِيظُ المُجْتَمع خَلْفَ كَتِفَيْهِ ، ويُستَحَبُّ
نُتُوءُهُما ، لأَن ذشلك المَوْضِعَ إِذا ضَاقَ ضَغَطَ القَلْبَ فغَمَّه . كذا في
اللسان .
( ومَعَدٌّ : حَيٌّ ) سُمِّيَ بأَحَدِ هاذه الأَشياءِ . ( ويُؤَنَّثُ ) ، وغَلَب
عليه التَّذْكِيرُ ، وهو مما لا يُقَال فيه : من بني فُلانغ ، وما كان على هاذه
الصُّورَةِ فالتذكيرُ فيه أَغْلَب ، وقد يكون اسْماً للقبيلةِ ، أَنشد سِيبَوَيْهِ
:
ولَسْنَا إِذَا عُدَّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ
وإِنَّ مَعَدَّ الْيَوْمَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها
( وهو مَعَدِّيٌّ ) ، في النسب ، ( ومنه ) المثل ( ( تَسْمَع بالمُعَيْدِيّ )
خَيْرٌ من أَن تَراه ) . وكان الكسائيّ يَرَى التَّشْدهيدَ في الدال فيقول :
المُعَيْدِّيّ ، ويقول : إِنما
____________________
(9/179)
هو
تَصْغِير رَجُلٍ مَنسوبٍ إِلى مَعَدَ . يُضْرَب مَثلاً لِمَن خَبَرِ خَيْرٌ مِن
مَرْآتِه ، وكان غيرُ الكسائيّ يُخَفِّف الدالَ ويُشَدِّد ياءَ النِّسبة ، وقال
ابنُ السِّكّيت : هو تصغير مَعَدِّيّ ، إِلاّ أَنّه إِذا اجتمعت تَشْدِيدَة الحرف
، وتشديدة ياءِ النِّسبة خُفِّفَت ياءُ النِّسْبَة ، قال الحافظ : يقال : أَوَّل
من قالَه النّعْمَان للِصَّقْعَبِ ابن زُهَيْرٍ النَّهْدِيّ ، ( وذُكِر ) المثل
والحي ( ف ع د د ) ، فراجعه واسْتَفِد . ( وتَمَعْدَدَ ) الرجلُ ( : تَزَيصا
بِزِيِّهِمْ ) ، ومنه حديثُ عُمَر رضي الله عنه ( اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ) ،
هاكذا رُوِيَ من كلام عُمَر ، وقد رَفَعه الطَّبرانيُّ في المُعْجَم عن أَبي
حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيّ ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال بعضُهم : يقال في قوله
( تَمَعْدَدُوا ) : تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدِّ بن عَدْنَان ، وكانوا أَهْلَ
قَشَبٍ وغِلَظٍ في المَعَاش ، يقول : فكُونُوا مِثْلَهم ودَعُوا التَّنْعِيمَ
وزِيَّ العَجَمِ ، وهاكذا هو في حَدِيثِه الآخَرِ ( عَلَيْكُمْ بِاللِّبْسَةِ
المَعَدِّيَّةِ ) ، أَي خُشُونَةِ اللِّبَاس . % ويقال : التَّمَعْدُدُ :
الصَّبْرُ عَلَى عَيْشِ مَعَدَ ، وقيل : التَّمَعْدُد : التَّشظّفُ ، مُرْتَجَلٌ
غيرُ مُشْتَقَ . وتَمَعْدَدَ : صَارَ فِي مَعَدَ .
( و ) تَمَعْدَدَ ( المَرِيضُ : بَرَأَ ، و ) تَمَعْدَدَ ( المَهْزُولُ : أَخَذَ
في السِّمَنِ ) .
( و ) يُقَال : ( ذِئْبٌ مِمْعَدٌ ، كمِنْبَرٍ ) ، وماعِدٌ ، إِذا كان ( يَجْذِبُ
العَدْوَ جَذْباً ) ، قال ذُو الرُّمّة يَذكر صائداً شَبَّهه في سُرْعَته
بالذِّئْب :
كأَنَّمَا أَطْمَارُه إِذَا عَدَا
جُلِّلْنَ سِرْحَانَ فَلاَةٍ مِمْعَدَا
( ) ومما يستدرك عليه :
تَمَعْدَدَ : غَلُظَ وَسَمِنَ ، عن الّلحيانيّ قال :
رَبَّيْتُه حَتَّى إِذَا تَمَعْدَدَا
وهو مَجازٌ ، وفي الأَساس : تَمَعْدَدَ الصَّبِيُّ : غَلُظَ وصَلُبَ وذَهَبَ عنه
رُطوبةُ الصِّبَا ، قال أَبو عبيد : ومنه
____________________
(9/180)
الحديث
( تَمَعْدَدُوا ) وقال الليث : التَّمَعْدُدُ : الصَّبْرُ على عَيْشِ مَعَدَ في
السَّفَر والحَضَرِ ، قال : وإِذا ذَكَرْت أَن قَوْماً تَحَوَّلُوا عن مَعَدَ إِلى
اليَمَن ثم رَجَعُوا قلْت : تَمَعْدَدُوا .
وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدِه : اسْتَلَّه واخْتَرَطَه .
ومَعَدَ الرُّمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه : انْتَزَعه مِن مَرْكَزِ ، وهو من
الاجْتِذَاب ، وقال اللِّحيانيُّ : مَرَّ بِرُمْحِه وهو مَركوزٌ فامْتَعَدَه ثم
حَمَلَ ، أَي اقتلَعَه .
وامْتَعَد لَحْمَه : نَهَسَه .
والمُتَمَعْدِدُ : البَعِيد ، وتَمَعْدَدَ : تَباعَدَ ، قال مَعْنُ بن أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّهَا أَمْسَتْ قِفَاراً ومَنْ بِهَا
وإِنْ كَانَ مِنْ ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا
أَي تَبَاعَدَ ، قال شَمِرٌ : المُتَمَعْدِدُ : البَعِيدُ ، لا أَعْلَمْه إِلاَّ
مِن مَعَدَ في الأَرْض ، إِذا ذَهب فيها ، ثم صَيَّرَه تَفَعْلَل منه .
والمَعْدُ : النَّتْفُ ، كالمَغْدِ ، بالغين المعجمة .
ومَعْدِيٌّ ومَعْدَانُ ، اسْمَانِ .
ومَعْدِي كَرِبُ ، اسمٌ مُرَكّب ، قال ابنُ جِنِّي : من رَكَّبه ولم يُضِفْ
صَدْرَه إِلى عَجُزِه يُكْتَب مُتَّصِلاً ، فإِذا كان يُكْتَب كذالك مع كونه اسماً
ومن حكم الأَسْمَاءِ أَنْ تُفْرَد ولا تُوصَل بغيرِها لِقُوَّتها وتَمَكُّنها في
الوَضْع ، فالفِعْلُ في قَلَّمَا وطَالَمَا لاتِّصَالِه في كَثِيرٍ من المَوَاضِع
بما بَعْدَه ( نحو ضربت وضربنا ولتَبلوُنَّ وهما يقومان وهم يَقعدون وأَنت تذهبين
ونحو ذالك مما يَدُلّ على شدّة اتصال الفعل بفاعله ) ، أَحْجَى بِجَوازِ خَلْطِه
بِمَا وُصِلَ به في طَالَمَا وقَلَّمَا كذا في اللسان .
وأَحمد بن سَعيد بن أَبي مَعْدَانَ صاحب تارِيخ المَرَاوِزَة . مُحَدِّث ، وأَبو
مُعَيْدٍ أَحمد بن حَمزة بن بَرِيمٍ الهَمْدَانِيُّ ، في هَمْدَان ، ومن وَلده
أَبو جعفر أَحمد بن مُحمّد بن الضحّاك بن العباس بن سعيد بن قيس بن أَبي مُعَيْدٍ
المُعَيْدِيّ .
____________________
(9/181)
ومُعَيْد بن عُثَيْم جعدُّ جَريرٍ الشاعِرِ لأُمّه ، وفيه يقولُ الشاعِرُ يُخَاطِب
جَرِيراً :
سَتَعْلَمُ مَا يُغْنِي مُعَيْدٌ ومُعْرِضٌ
إِذَا مَا سَلِيطٌ غَرَّقَتْكَ بُحُورُهَا
وأَبو مُعَيْد حَفْصُ بن غَيْلاَنَ ، وعبدُ الله بن مُعَيْدٍ ، مُحَدِّثانِ .
مغد : ( مَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه ، كمَنَعَ ) ، يَمْغَدُهَا مَغْداً : لَهَزَها و
( رَضِعَها ) وكذالكَ السَّخْلَةُ ، وهو يَمْغَدُ الضَّرْعَ مَغْداً :
يَتَنَاوَلُه ، كمَعَذَ ، بالعين المهملة والذال المعجمة ، كذا في الأَفعال ( و )
مَغَدَ ( الشَّيْءَ : مَصَّه ) ، يقال : وجَدْت صَرَبَةً فَمَغَدْت جَوْفَها ، أَي
مَصِصْتُه ، لأَنّه قد يكون في جَوْفِ الصَّرَبَةِ شيءٌ كأَنه الغِرَاءُ
والدِّبْسُ . والصَّرَبَةُ صَمْغُ الطَّلْحِ ، وتُسَمَّى الصَّرَبَةُ مَغْداً .
( و ) مَغَدَ ( البَدَنُ : سَمِنَ وامتَلأَ مَغْداً ) ، بفتح فسكون ، ( و ) مَغِدَ
، كفَرِح ، ( مَغَداً ) ، مُحَرَّكَة ، ( ومَغَدَهُ العَيْشُ ) الناعمُ ( :
غَذَاهُ ونَعَّمَه ، و ) قال أَبو مالك : مَغَدَ ( النَّبَاتُ وغيرُهُ ) ،
كالرَّجُلِ وكلّ شيْءٍ ، إِذا ( طَالَ ، و ) مَغَدَ . الرَّجخلُ في ناعِمِ عَيْشٍ
( يَمْغَدُ مَغْداً ) ( : عَاشَ وتَنَعَّمَ ) ، قاله أَبو زيد وابنُ الأَعرابيّ ،
وقال النِّضْرُ : مَغَدَه الشَّبَابُ ، وذالك حين استقامَ فيه الشَّبَابُ ولم
يَتَنَاهَ شَبَابُه كُلُّه . وإِنه لفِي مَغْدِ الشَّبَابِ ، وأَنشد :
أَراهُ فِي مَغْدِ الشَّبَابِ العُسْلُجِ
( و ) مَغَدَ الرَّجلُ ( جارِيَتَه ) يَمْغَدُهَا ( : جَامَعَهَا ) .
( والمَغْدُ : النَّاعِمُ ) ، وشَبَابٌ مَغْدٌ : ناعِمٌ ، قال إِياسٌ
الخَيْبَرِيُّ :
حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدَا
وكَانَ قَدْ شَبَّ شَبَاباً مَغْدا
والسِّمَغْدُ : الطويلُ .
وعَيْشٌ مَغْدق : ناعِمٌ ، ( و ) المَغْدُ
____________________
(9/182)
الجِسْمِ
هو ( البَعِيرُ التَّارُّ اللَّحِيمُ ، و ) قيل : هو ( الضَّخْمُ الطَّوِيلُ من
كُلِّ شَيْءٍ ) ، كالمَعْدِ ، وقد تقدّم .
( و ) المَغْدُ في النَّاصِيَة ، كالخَرْقِ ، وهو ( انْتِتَافُ مَوْضِعِ الغُرَّةِ
من الفَرَسِ حَتّى تَشْمَطَ ) .
ومَغَدَ شَعرَه يَمْغَدُه مَغْداً : نَتَفَه ، كمَعَدَه ومَعَذَه ، قال :
يُبَارِي قُرْحَةً مِثْلَ الْ
وَتِيرَةِ لَمْ تَكُنْ مَغْدا
وأُرَاهُ وضَعَ المَصْدَر مَوحضِعَ المَفْعُول . والمَغْدَةُ في غُرَّة الفَرَسِ
كأَنَّها وَارِمَةٌ ، الشَّعر يُنْتَتَفُ لِيَنْبُتَ أَبيضَ . والوَتِيرَةُ :
الوَرْدَةُ البيضاءُ ، أَخبرَ أَن غُرَّتَهَا جِبَلَّةٌ لَمْ تَحْدُثْ عن عِلاجِ
نَتْفٍ .
( و ) المَغْدُ ( : جَنَى التُّنْضبِ ) كَقُنْفُذٍ ، شَجَرٌ ، وقد مَرَّ ذِكْرُه ،
وجَنَاه : ثَمَرُه .
( و ) المَغْدُ ( : الدَّلْوُ العَظِيمةُ ) عن الصاغانيّ ، وكأَنه لُغة في المهملة
.
( و ) المَغْدُ هو ( اللُّفَّاحُ ) البَرِّيّ ، ( و ) قيل : المَغْدُ : هو (
البَاذِنْجَانُ ) ، وقيل : هو شَبِيهٌ به ، يَنْبُتُ في أَصْلِ العِضَهِ ، (
ويُحَرَّكُ ) في الأَخير ، قال ابنُ دُرَيْد . والتَّحْرِيك أَعْلَى ، وأَنْكَره
ابنُ سِيدَه حيث قال : ولمْ أَسْمَع مَغَدَةً . قال : وعسى أَن يكون المَغَدُ
بالفَتْح اسماً لِجَمْعِ مَغْدَة ، بالإِسكان ، فتكون كحَلْقَةٍ وحَلَقٍ ،
وفَلْكَة وفَلَك ( و ) ، عن أَبي سعيدٍ : المَغْدُ ( ثَمَرٌ يُشْبِه الخِيَارَ ) ،
وعن أَبي حنيفة : المَغْدُ : شَجَرٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ أَرَقُّ من الكَرْمِ
، وَوَرَقَه طِوَالٌ دِقَاقٌ نَاعِمَةٌ ويُخْرِجُ جِرَاءً مِثْلَ جِرَاءِ المَوْزِ
إِلاّ أَنّه أَرَقُّ قِشْراً وأَكْثَرُ مَاءً ، حُلْوٌ لا يُقْشَرُ ، ( وله حَبٌّ
كحَبِّ التُّفَّاح ) والناسُ يَنْتَابُونَه ويَنْزِلُون عليه فَيأْكُلُونَ ،
ويَبْدأُ أَخْضَرَ ثمّ يَصْفَرُّ ثم يَخْضَرُّ إِذا انْتَهَى ، قال راجزٌ من بني
سُوَاءَةَ :
نَحْنُ بَنِي سُواءَةَ بنِ عَامِرِ
أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغَافِرِ
____________________
(9/183)
( وأَمْغَدَ ) الرَّجلُ إِمْغَاداً ( : أَكْثَرَ مِن الشُّرْبِ ) ، وقال أَبو
حَنِيفة : أَمْغَدَ الرجلُ : أَطالَ الشُّرْبَ .
( و ) أَمْغَدَ ( الصَّبِيَّ : أَرْضَعَه ) وكذلك الفَصِيلَ ، وتقولُ المرأَةُ :
أَمْغَدْتُ هذا الصَّبِيَّ فَمَغَدَنِي ( أَي رَضَعَنِي ) .
( ومَغْدَانُ ) لُغَة في بَغْدَان و ( بَغْدَاد ) عن ابنِ جِنِّي ، قال ابنُ سِيدَ
، وإِن كانَ بدَلاً فالكَلِمَة رُبَاعِيَّة .
( ) ومما يستدرك عليه :
المَغْدُ : الصَّرَبَةُ ، وصَمْغُ سِدْرِ البَاديَة ، قاله أَبو سعيد ، قال جَزْءُ
بن الحارث .
وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السِّدْرِ يُنْظَرُ نَحْوَه
ولا يُجْتَنَى إِلاَّ بِفَأْسٍ ومِحْجَنِ
مقد : ( المَقَدِيُّ ، مخفَّفَةَ الدَّالِ : شَرابٌ ) يُتَّخذ ( من العَسلِ ) ،
كانت الخُلفاءُ من بني أُمَيصة تَشْرَبُه ، وهو غير مُسْكِر ، ورَوعى الأَزهريُّ
بسنده عن مُنْذِرٍ الثوريِّ قال : رأَيتُ محمّد بن عليَ يشرب الطِّلاَءَ
المَقَدِيَّ الأَصْفَر ، كان يَرزُقُه إِيّاه عبدُ الملك ، وكان في ضِيَافَته
يَرزقُه الطِّلاءَ وأَرْطَالاً من لَحْمٍ ) ( وهو غَيْرُ مَنسوبٍ إِلى ) المَقعدِ
اسم ( قَرْيَةٍ بالشَّامِ ، ووَهِمَ الجوهَرِيُّ ، لأَنَّ القَرْيَةَ
بالتَّشْدِيدِ ) ، قال شَمِرٌ : سمعْت أَبا عُبَيْدٍ يَروِي عن أَبي عمرٍ و :
المَقَدِيّ : ضَرْبٌ من الشَّراب ، بتخفيف الدال ، قال : والصحيح عندي أَن الدالَ
مُشَدَّدَة ، قال : وسَمعتُ رَجَاءَ بن سَلَمَة يقول : المَقَدِّي ، بتشديد الدال
: الطِّلاَءُ المُنَصَّف ، مُشَبَّه بما قُدَّ بِنِصْفَيْنِ قال : ويُصَدِّقه قولُ
عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِبَ :
وَهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا
وَهُمْ شَغَلُوهُ عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ
____________________
(9/184)
قال ابن سِيده : أُنْشِد بغيرِ ياءٍ ( قال : وقد يجوز أَن يكون أَراد المقَدِّي ،
فحذف الياءَ ) قال ابن بَرِّيِّ : ( وجعل الجوهريّ المَقَدِي ، مخفَّفاً ، وهو
المشهور عند أَهل اللغة ) ، وقد حكاه أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه مُشَدَّدَ الدَّالِ ،
رواه ابنُ الأَنْبَارِيّ ، واستشْهدَ على صِحَّته ببيت عَمْرِو بن مَعْدِ يكربَ ،
حكَى ذالك عن أَبيه عن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ ، وأَنَّ المَقَدِّيَّ مَنْسُوبٌ
إِلى مَقَدّ ، وهي قَرْيَةٌ بِدِمَشْق في الجَبَل المُشْرِف على الغَوْرِ ،
فهؤلاءِ جُمْلَةُ مَن ذهب إِلى التَّشديد ، وقال أَبو الطَّيِّبُ اللغَويّ : هو
بتخفيف الدالِ لا غيرُ ، مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدَ ، قال : وإِنما شدَّده عَمرُو بن
مَعد يكربَ للضّرورة ، قال : وكذا يَقْتَضِي أَن يكون عنده قولُ عَدِيِّ بن
الرِّقاع في تَشديد الدال أَنه للضرورة ، وهو :
فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ لَعِبَتْ بِهِ
عُقَارٌ ثَوتْ فِي سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا
مَقَدِّيَّةٌ صَهْبَاءُ بَاكَرْتُ شُرْبَهَا
إِذَا مَا أَرَادُوا أَنْ يَرُوحُوا بِهَا صَرْعَى
تابع كتاب قال : والذي يَشْهَد بِصِحَّة قول أَبي الطَّيْبِ قول أَبي الأَحْوَص .
كَأَنَّ مُدَامَةً مِمَّا
حَوَى الحَانُوتُ مِنْ مَقَدِ
يُصَفَّقُ صَفْوُهَا بِالمِسْ
كِ والكَافُورِ والشَّهَدِ
وكذلك قَوْلُ العَرْجِيّ :
كَأَنَّ عُقَاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً
أَبَى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خَادِعُ
وأَنشد الليث :
مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ الله لِلنَّا
سِ شَرَاباً وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ
وقال آخر :
عَلِّلِ القَوْمَ قَلِيلاً
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ
____________________
(9/185)
إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا اليَوْ
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ
( وقد تقدَّمَ ) البحث فيه ( ف ق د د ) فراجِعْه .
( والمَقَدِيَّةُ ) بالتخفيف ( : ثِيَابٌ م ) معروفة ، قال ابنُ دُريد : ضَرْبٌ من
الثِّيَابِ ، ولا أَدرِي إِلى ما يُنْسَب ، ويقال ثوْبٌ مَقَدِيٌّ .
( و ) المَقَدِيَّةُ ( : ة ) بالشام مِن عَمَل الأُرْدُنِّ ، وإِليها نُسِب
الشَّرَابِ ، ويقال إِنها مَقَدٌ ، وقد جاءَ ذِكْرُهَا في الأَشْعَار .
مكد : ( مَكَدَ ) بالمكانِ ( مَكْداً ومُكُوداً : أَقامَ ) به ، وثَكَم يَثْكُم
مِثْلُه ، ورَكَدَ رُكُوداً ومَكَتَ مُكُوتاً . ( و ) عن الليث : مَكَدَت (
الناقَةُ ) إِذا ( نَقَصَ لَبَنُهَا من طُولِ العَهْدِ ) وأَنشد :
قَدْ حَارَدَ الخُورُ وَمَا تُحَارِدُ
حَتَّى الجِلاَدُ دَرُّهُنَّ مَاكِدُ
( و ) من ذلك ( المَكُودُ : الناقَةُ الدائِمَةُ الغُزْرِ ، و ) الناقَةُ (
القَلِيلَةُ اللَّبَنِ ، ضِدٌّ ، أَو هاذه من أَغاليطِ اللَّيْثِ ) ، قال أَبو
منصور : وإِنما اعْتَبَرَ الليثُ قولَ الشاعرِ :
حَتَّى الجِلاَدُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ
فظَنَّ أَنه بمعنى الناقِصِ ، وهو غَلَطٌ ، والمعنى : حَتَّى الجِلادُ اللَّوَاتِي
دَرُّهُنّ ماكِدٌ ، أَي دائِمٌ قد حَارَدْنَ أَيضاً ، والجِلاَدُ : أَدْسَمُ
الإِبِل لَبَناً ، فليْسَتْ في الغَزَارَةِ كالخُورِ ، ولاكنّها دائمةُ الدَّرِّ ،
واحدتُها جَلْدَةٌ ، والخُورُ في أَلْبَانِهِنَّ رِقَّةٌ مع الكَثْرَة . ( وقول
الساجع : مَا دَرُّها بِمَاكِد . أَي ما لبنُها بدائم ) ومثلُ هاذا التفسير
المُحَال الذي فسّره الليثُ في مَكَدَتِ الناقَة مِمّا يَجِبُ على ذَوِي المَعرِفة
تَنْبِيهُ طَلَبَةِ هاذا البابِ مِن عِلْم اللُّغَة عليه لئلا يتعثَّر فيه مَن لا
يَحْفَظ اللّغَةَ تَقْلِيداً لِلَّيْثِ ، قال : ( و ) الصحيح أَن يقال (
المَكْدَاءُ والمَاكِدَةُ ) والمَكُود ،
____________________
(9/186)
هي
الدَّائمةُ الغُزْرِ ( الكَثِيرَتُهُ ) ، والجَمْعُ مُكُدٌ ، وإِبلِ مَكَائِدُ ،
وأَنشد :
إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ
فَاعْمِدْ بَرَاعِيسَ أَبُوهَا الرَّاهِمُ
وناقَة بِرْعِيسٌ ، إِذا كانتْ غَزِيرَةً .
( ولماكِدُ : ) الماءُ ( الدائمُ الذي لا يَنْقَطِعُ ) ، قال :
ومَاكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِهِ
يَضْفُو وَيُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ
تَمْأَدُه : تَأْخُذُه في ذالك الوَقْتِ ، وقد تَقَدَّمَ .
( ومَكَّادَةُ كجَبَّانَةٍ : د ، بالأَندَلُسِ ) من نَوَاحِي طُلَيْطِلَة ، وهي
الآن لِلفِرِنْج ، منه سَعِيدُ بن يُمْنِ بن مُحَمَّد المُرَادِيّ ، يكنى أَبا
عُثْمَان ، وأَخوه مُحَمَّد بن يُمْن ، دخلَ المَشْرِق ، رَوَيَا ، كذا في مُعجم
ياقوت .
( والْمِكْدُ ، بالكسرِ : المُشْطُ ) .
( و ) المُكُدُ ، ( بالضَّمّ ، جَمْعُ مَكُودٍ ) كصَبُورٍ ، نُوقٌ مُكُدٌ
ومَكَائدُ ، وهي الغُزْرُ اللَّبَنِ ، كذا في الرَّوْضِ ، وقال ابنُ السَّرَّاج ،
لأَنَّه من مَكَد بالمكَانِ ، إِذا أَقامَ ، قال شيخُنَا : وفي التَّعْلِيل نوعٌ
مِن المَجَازِ ، فإِن في دلالةِ الإِقامَة على الكَثْرَة ما لا يَخْفَى ، ولو جعله
مِن الماءِ المَاكِدِ الذي هو الدائم لا يَنقطع كانَ أَظْهَر في الدلالة .
( والأَمَاكِيدُ : بَقَايَا الدِّيَاتِ ) ، نقله الصاغانيُّ ، كأَنّه جَمْع
أُمْكُودٍ ، بالضمّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
بئر ماكِدَةٌ ومَكُودٌ : دائمةٌ لا تَنْقَطع مادَّتُها . وَرَكِيَّةٌ مَاكِدَةٌ ،
إِذا ثَبَتَ ماؤُهَا لا يَنْقُص ، على قَرْنٍ واحِدٍ لا يَتَغَيَّر ، والقَرْن
قَرْنُ القَامَة .
ودَرٌّ مَاكِدٌ : لا يَنْقَطع ، على التَّشْبِيه بذالك ، ومنه قولُ أَبي صُرَدَ
لِعُيَيْنَة بن حِصْنٍ وقد وَقَع في سُهْمَتِه عَجُوزٌ مِن سَبِيْ هَوازِنَ :
خُذْها إِلَيْكَ ، فوالله ما فُوهَا بِبَارد ، ولا ثَدْيُها بِنَاهِد ، ولا
دَرُّها بِمَاكِد ، ولا بَطْنُها بِوَالِد ،
____________________
(9/187)
ولا
شَعْرُهَا بِوَارِد ، ولا الطالِبُ لها بِوَاجِد .
( ) واستدرك شيخنا :
بني مَكُودٍ ، كصَبُورٍ : قبيلةٌ من البَرْبَر ، منهم الشيخ عبد الرحمن
المَكُودِيّ شارِح الأَلْفِيَّة وصاحبُ البَسْط والتَّعْرِيف والمَقْصُورة وغيرِها
من المصنّفات ، وشُهْرَته كافِيَةٌ ، وقَبْرُهُ يُزَار بِفَاس في جِهِة الحَارَةَ
المَشْهُورة بالحَفَّارِين ، رحمه الله تعالى ونَفَعَ به ، آمين .
ملد : ( مَلَدَهُ : مَدَّهُ . وتَمْلِيدُ الأَدِيمِ تَمْرِينُه ) .
( والمَلَدُ والمَلَدَانُ ، مُحَرَّكتينِ : الشَّبَابُ والنَّعْمَةُ ) بفتح النون
، ( والاهْتِزَازُ ) ، أَي اهتزازُ الغُصْنِ ، وقد مَلِدَ الغُصْنُ مَلَداً :
اهْتَزَّ .
( والمَلْدُ ) ، بفتح فسكون ، ( والأُمْلُود ) ، بالضم ، ( والإِمْلِيدُ ) بالكسر
( والأُمْلُدَانُ ) كأُقْحُوانٍ ( والأُمْلُدَانِيُّ ) ، بياءِ النِّسبةِ (
والأَمْلَدُ ) كأَحْمَر ( والأُمْلُدُ ) كقُنْفُذٍ ( : الناعِمُ اللَّيِّنُ مِنَّا
ومن الغُصونِ ) وأَنشد :
بَعْدَ التَّصَابِي والشَّبَابِ الأَمْلَدِ
وجمع المَلْدِ أَمْلاَد وجمع الأُمْلُود والإِمْلِيد أَمالِيد ، وقال شَبَانَةُ
الأَعرابيُّ : غُلامٌ أُمْلُوٌ وأُفْلُود ، إِذا كانَ تَماماً مُحْتَلِماً شَطْباً
، وقال غيره : المَلَدَانُ : اهتزازُ الغُصْنِ ونَعْمَتُ ، وغُصْنٌ أُمْلودٌ
إِمْلِيدٌ : ناعمٌ ، وقد مَلَّدَه الرِّيُّ تَملِيداً ، وقال شيخُنَا نقلاً عن
أَئِمَّة الاشتقاق : إِن الأُمحلُود أَصْلٌ في الأَغْصَانِ مَجازٌ في بني آدَمَ ،
ورجَّحَه بعضٌ . قلت : وقد صرَّح الزَّمخشريُّ بذلك في الأَساس فقال : ومن المجاز
شَابٌّ أُمْلُود وشُبَّانٌ أَمالِيدُ ، ( والمَرْأَةُ أُمْلُودٌ
وأُمْلُودَانِيَّةٌ ومَلْدَانِيَّةٌ ) بحذف الأَلف وفتح الميم ، وفي اللسان
أُمْلُدَانِيَّة ( وأُمْلُودَةٌ ) ، كأُحْدُوثةِ ، ( ومَلْدَاءُ ) كحمراءَ
ناعِمَةٌ مُسْتَوِيَةُ القَامَةِ ، وشابٌّ أَمْلَدُ وجارِيَةٌ مَلْدَاءُ بَيِّنَا
المَلَدِ ، قال ابنُ
____________________
(9/188)
جِنِّي
: هَمزَة أُمْلُودٍ وإِمْلِيد مُلْحَقَةٌ ببناءِ عُسْلُوجٍ وقِطْمِيرِ ، بدليل ما
انضافَ إِليها من زيادَةِ الواو والياء مَعَهَا .
( والمَلْدُ ) بفتح فسكون ( : الغُولُ ) بالضمّ ، السِّعْلاَةُ ، أَو ساحرَة
الجِنِّ ، كما سيأْتي .
( ومَلُودٌ ، كصَبُورٍ ، أَو ) هو ( بالذال ) المعجمة ( : ة ، بأُوزْجَنْدَ )
بترْكُستان مما وراءَ النهر .
( و ) قال أَبو الهيثَم : ( الإِمْلِيدُ ) بالكسر ( من الصَّحَارى : الإِمْلِيسُ )
، واحد ، وهو الذي لا شيْءَ فيه ، وبه فسّر قول أَبي زُبَيْد :
فَإِذَا مَا اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمَادَ النَّ
ارِ قَفْراً بِالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ
( ) ومما يستدرك عليه :
رجُلٌ أَمْلَدُ : لا يَلْتَحِى ، أَورده الزمخشريّ .
وفي معجم ياقوت مُلُونْدَة :
حِصْنٌ بِسَرَقُسْطَة بالأَنْدَلس .
ممد : ( *!إِمِّدانُ ) ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال الصاغانيُّ : هو ( بِكَسْر
الهَمزةِ والمِيمِ المشدَّدَةِ كإِفْعِلانٍ : ع ) ، قال شيخُنَا : هذا هو الموضع
الثالث الذي ذكره فيه المصنف ، وقد مَرَّ البحث فيه أَ م د ، و ، م د د ، فراجِعْه
.
مند : ( مُنْدُ ، بالضَّمّ ) أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الصّاغانيّ ( : ة من
صَنْعَاءِ اليَمَنِ ) في مِخْلاَف صُدَاءَ ، كذا في مُعجم ياقوت .
( ومُنْدَدٌ ) ، بضمّ الأَوّل وفتح الثالث ( : ع ) ذكره تَمِيم بن أُبَيّ بن
مُقْبِل فقال :
عَفَا الدَّارَ مِنْ دَهْمَاءَ بَعْدَ إِقَامَةٍ
عَجَاجٌ بِخَلْفَيْ منْدَدٍ مُتَنَاوِحُ
____________________
(9/189)
كذا في التهذيب .
( وخُوَيْزَمَنْدَادُ ) مَرّ ذِكْره ( في فصل الخاءِ ) المُعجمة ، ومَرَّ الكلام
عليه .
( ومَيْمَنْدُ ) ، بفتح الميمَين ، والمشهور ضمّ الثانية ، وضبطه ياقوت بكسر
الأُولَى وفتْح الثانية ( : ة قُرْبَ فَيْروزَابَادَ ) ، قال ياقوت : رُسْتَاقٌ
بفارِسَ ، ( وأُخْرَى بِغَزْنَةَ ) ، بَين بَامِيَانَ والغَوْر ، ( منها ) الكاتب
الماهر المُدَبِّر أَبو الحسن ( عَلِيُّ بن أَحْمَدَ ) المَيْمَنْدِيّ ( وَزِيرُ )
السلطانِ الغازِي مَحمودِ ( بنِ سُبَكْتَكِينَ ) ، أَنار الله بُرهانَه ،
وأَخْبَارُه في التاريخ اليَمِينيّ ، قال أَبو بكر بن العَمِيد يهجوه :
يَا عَلِيّ بنَ أَحْمَدٍ لا اشْتِيَاقَا
وأَنَا المَرْءُ لاَ أُحِبُّ النِّفَاقَا
لَمْ أَزَلْ أَكْرَهُ الفِرَاقَ إِلَى أَنْ
نِلْتُهُ مِنْكَ فَارْتَضَيْتُ الفِرَاقَا
حَسْبُنَا بِالخَلاَصِ مِنْكَ نَجَاحاً
وكَفَى بِالنَّجَاةِ منْك خَلاَقَا
( ) ومما يستدرك عليه :
مَنِيدُ ، كأَمِير : موضعٌ بفارِسَ عن العِمرانيّ ، قال ياقوت : هو تصحيف مَيْبُدَ
.
مهد : ( المَهْدُ : ) المَوْضِعُ يُهَيَّأُ للصَّبِيِّ ويُوَطَّأُ لِينَام فيه ،
وفي التنزيل : { مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً } ( سورة مريم ، الآية : 29 ) (
و ) المَهْدُ ( : الأَرْضُ ، كالمِهَادِ ) ، بالكسر ، قال الأَزهريّ : المِهَادِ
أَجْمَعُ من المَهْدِ ، كالأَرْضِ جعلَهَا الله تَعَالَى مِهَاداً للعِبَادِ ، ( ج
) أَي جمع المَهْدِ ( مُهُودٌ ) ، ونقَلَ شيخُنا عن بعضِ أَهْلِ التحقيق أَنَّ
المَهْدَ والمِهَادَ مَصدرَانِ بمعنًى ، أَو المَهْدُ الفَعْلُ والمِهَادُ الاسْمُ
، أَو المَهْدُ مُفْرَد والمِهَاد جَمْعٌ كفَرْخٍ وأَفْرَاخٍ ، قاله السصمين
أَثناءَ طاه .
( و ) المُهْدُ ، ( بالضَّمِّ : النَّشَزُ من الأَرْضِ ) ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ
، وأَنشد
إِن أَبَاكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ
إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتُورَ المُهْدِ
____________________
(9/190)
( أَو ) المُهْدُ ( : ما انْخَفَضَ منها ) ، أَي من الأَرْض ، ( في سُهولَةٍ
واسْتِوَاءٍ د كالمُهْدَةِ ، بالضمّ ) أَيضاً ، وهاذه عن ابن شُمَيْلٍ ، ( ج
مِهَدَةٌ وأَمْهَادٌ ) ، الأَول كعِنَبِةٍ ، وهاذه الجُموع فيها مَحَلُّ تأَمُّلٍ
وإِيهام ، وقد أَشار لذالك شيخنا . قلت : الجمع الثاني لا إِيهام فيه ، فإِنه
جَمْعُ مُهْدٍ بالضمّ ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ .
( ومَهَدَه ) أَي الفِرَاشَ ( كمَنَعَه : بَسَطَه ) ووَطّأَه ، ( كَمَهَّدَه )
تَمْهِيداً ، وأَصل المَهْدِ التَّوْثِيرُ ، يقال : مَهَدْتُ لنِفْسِي ومَهَّدْت ،
أَي جعلتُ لي مكاناً وَطيئاً سَهْلاً .
( و ) مَهَدَ لِنَفْسِه يَمْهَد مَهْداً ( : كَسَب وعَمِلَ ، كامْتَهَدَ ) ، يقال
: مَهَدَ لِنَفْسِه خَيْراً وامْتَهَدَه : هَيَّأَه وتَوَطَّأَه ، ومنه قوله تعالى
: { فَلاِنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } ( سورة الروم ، الآية : 44 ) أَي يُوَطِّئونَ ،
قال أَبو النّجم :
وامْتَهَدَ الغَارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ
( والمَهِيدُ ) ، كأَمِيرٍ ( : الزُّبْدُ الخَالِصُ ) ، وقيل : هي أَزْكَاه عنْد
الإِذَابَة وأَقَلُّه لَبَناً .
( و ) المِهَادُ ، ( ككِتَابٍ ، الفِرَاشُ ) وَزْناً ومعْنًى ، وقد يُخَصُّ به
الطِّفْلُ ، وقد يُطْلَق على الأَرْضِ ، ويقال للفِراش : مِهَادٌ ، لِوَثَارَتِه ،
وقال الله تعالى : { لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } (
سورة الأعراف ، الآية : 41 ) ( ج أَمْهِدَةٌ ومُهُدٌ ) ، بضمّ فسكون وبضمَّتين ، (
و ) قوله تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ مِهَاداً } ( سورة النبأ ، الآية : 6
) أَي بسَاطاً مُمَكَّناً سَهْلاً ( للسُّلُوكِ ) في طُرُقها ، وقوله تعالى : {
وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } ( سورة البقرة ، الآية : 206 ) قيل في معناه : ( أَي
بِئْسَ ما مَهَّدَ لِنَفْسِه في مَعَادِه ) . قال شيخنا : لم يَلْتَفِت للفظ الآية
{ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } ( سورة الرعد ، الآية : 18 ) فلو
قال : بِئْسَ ما مَهَدُوا لأَنْفُسهم لكان أَوْلَى ، قله عبد الباسط ، ثم قال :
قُلْت : وقد يُقال : لم يَقْصِد المُصَنِّف إِلى هاذه ، بل لعلَّه قصَد آيةَ
البقرة { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } ( سورة البقرة ، الآية :
206 ) .
____________________
(9/191)
قلت : والجواب كذالك ، وقد اشتَبهَ عَلى البَلْقينِيّ ويَدُلّ على ذلك أَن سائر
النّسخ الموجودة فيها ( لَبِئس ) باللام .
( وَمَهْدَدُ ) ، كجَعْفَرٍ ( من أَسمائِهِنَّ ) ، قال ابنُ سِيده : وإِنما قضيتُ
على مِيمٍ مَهْدَد أَنها أَصْلٌ لأَنها لو كانت زائدةً لم تكن الكَلِمة مَفْكُوكَة
، وكانت مُدْغَمَةً ، كمَسَدّ ومَرَدّ ، وهو فَعْلَلٌ ، قال سيبويهِ : الميم من
نَفْس الكلمة ، ولو كانت زائدةً لأُدْغِم الحَرْفُ مِثل مَفَرّ ومَرَدّ ، فثبت أَن
الدالَ مُلْحَقة ، والمُلْحَق لا يُدْغَم .
( والأُمْهُودُ ، بالضمِّ : القُرْمُوصُ للصَّيْدِ ولِلْخَبْزِ ) ، وهو الحُفْرَةُ
الواسِعَةُ الجَوْفِ الضَّيِّقةُ الرأْسِ ، يَسْتَدْفِىءُ فيها الصُّرَدُ ، كما
سيأْتي للمصنِّف ، ولاكن لم يذكر القُرمُوص بالضمّ ، فتأَمَّل .
( و ) من المَجاز : ( تَمْهِيدُ الأَمْرِ : تَسْوِيَتُه وإِصْلاحُه ) ، وقد
مَهَّدَ الأَمْرَ : وَطَّأَه وسَوَّاه ، قال الراغب : ويُتَجَوَّزُ به عن بَسْطَةِ
المالِ والجَاهِ ، ( و ) منه أَيضاً تَمْهِيدُ ( العُذْرِ : بَسْطُهُ وقَبُولُه )
، وقد مَهَّدَ له العُذْرَ تَمْهِيداً : قَبِلَه . ( و ) منه أَيضاً ( مَاءٌ
مُمَهَّدٌ ) ، كمُعَظَّم ( : لا حَارٌّ ولا بَارِدٌ ) ، بل فاتِرٌ ، كما في
الأَساسِ والتكملة .
( وتَمَهَّد ) الرجلُ ( : تَمَكَّنَ ) .
وامْتَهَدَ السَّنَامُ : انْبَسَطَ في ارتفاعٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
سَهْدٌ مَهْدٌ : حَسَنٌ . إِتباع .
وعن أَبي زيد : يقال : ما امْتَهَدَ فُلانٌ عندي يَداً ، إِذا لم يُولِكَ نِعْمَةً
ولا مَعروفاً ، وو مَجاز ، وروَى ابنُ هانىء عنه : يقال : ما امْتَهَدَ فلانٌ
عِنْدي مَهْدَ ذالك ، يقولها الرجلُ حين يُطْلَب إِليه المَعروفُ بِلاَ يَدٍ
سَلَفَتْ منه إِليه ، ويقولها أَيضاً للمُسِىءِ إِليه حين يَطْلُب مَعْرُوفه ، أَو
يَطْلُب له إِليه .
وتَمَهَّدْت فِراشاً ، واسْتَمْهَدْتُه .
ومن المَجاز : مَهَّدَ له مَنْزِلَةً سَنِيَّةً . وتَمَهَّدَتْ له عندي حَالٌ
لَطِيفَةٌ . كما في الأَساس .
ميد : ( *!مَادَ ) الشيءُ (*! يَمِيدُ *!مَيْداً *!ومَيَدَاناً )
____________________
(9/192)
محرَّكَةً
( : تَحَرَّكَ ) بِشِدَّة ، ومنه قوله تعالى : { أَن *!تَمِيدَ بِكُمْ } ( سورة
النمل ، الآية : 15 ) أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شديدةً
، كذا في البصائر .
( و ) *!ماد الشيْءُ *!يَمِيدُ *!مَيْداً : مَالَ و ( زَاغَ وزَكَا ) ، وفي الحديث
( لَمَّا خَلَقَ الله الأَرْضَ جَعَلَتْ *!تَمِيدُ فَأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ ) .
وفي حَدِيثِ ابن عَبَّاس ( فَدَحَا الله الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا *!فَمَادَتْ ) .
وفي حدِيثِ عَلِيَ ( فَسَكَنَت منَ *!المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ ) .
( و ) مَادَ ( السَّرابُ ) *!مَيْداً ( اضْطَرَبَ ) .
( و ) *!مادَ ( الرَّجُلُ ) *!يَمِيدُ ، إِذا انْثَنَى و ( تَبَخْتَرَ ) .
( و ) *!مادَهُم *!يَمِيدُهم ، إِذا ( زَارَ ) هُمْ ، قيل : وبه سُمِّيَت
*!المائدةُ ، لأَنه يُزَار عَلَيْهَا .
( و ) *!مَادَ ( قَوْمَه ) غَارَهُم ، ومَادَهم يَمِيدُهم ، لغةٌ في ( مَارَهم )
من المِيرَةِ ، *!المُمْتَاد ، مُفْتَعَلٌ منه ، وهو مجاز ، قيل : ومنه سُمِّيت
المائدةُ .
( و ) من المَجاز : *!مَادَ الرجلُ *!يَمِيدُ فهو *!مائِدٌ ( : أَصَابَه غَثَيَانٌ
و ) حَيْرَةٌ و ( دُوَارٌ مِن سُكحرغ أَو رُكُوبِ بَحْرٍ ) ، مِن قَوْمٍ *!مَيْدَى
، كرَائِبٍ ورَوْبَى ، وفي البصائر : مَيْدَى كحَيْرَى .
*!ومادَ الرَّجُلُ : تَحَيَّرَ .
وروى أَبو الهيثم : *!المائدُ : الذي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من
نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حتى يُدَارَ به ويَكَاد يُغْشَى عليه ، فيقال : مادَ به
البَحْرُ *!يَمِيدُ به *!مَيْداً ، وقال الفَرَّاءُ : سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول :
*!المَيْدَي : الذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ ، وفي حديثِ أُم حَرامٍ )
( المائدُ في البَحْر له أَجْرُ شَهيدٍ ، هو الذي يُدَارُ بِرَأْس مِن رِيحِ
البَحْرِ واضْطرابِ السَّفِينِة بالأَمْواجِ .
( و ) *!مَادَتِ ( الحَنْظَلَةُ ) *!تَمِيدُ ( : أَصَابَها نَدًى ) أَو بَللٌ (
فَتَغَيَّرتْ ) ، وكذالك التَّمْرُ .
( *!والمائدةُ : الطَّعَامُ ) نَفْسُه ، من *!مَادَ
____________________
(9/193)
إِذا
أَفْضَل ، كما في اللسان ، وهاذا القولُ جَزمَ به الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ ، أَي
وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ ، كما في التقريب واللسانِ ، وصرَّح به ابنُ سِيدَه في
المحكم ، ونقَلَه في فَتْح البارِي ، قال شيخُنا : والآيةُ صَرِيحَةٌ فيه ، قالَه
أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ ، ( و ) قيل : المائدة ( : الخوَانُ عليه الطّعامُ )
، قال الفارسيّ : لا تُسَمَّى مائدةً حتى يَكون عليها طَعَامٌ ، وإِلاَّ فهي
خِوَانٌ ، قلت : وقد صرَّح به فقهاء اللُّغَةِ ، وجزمَ به الثَّعالبيُّ وابنُ فارس
، واقتصر عليه الحريريُّ في دُرَّة الغَوَّاص ، وزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ
الخَوَاصّ ، وذكر شيخُنا في شَرْحِها أَنه يجوز إطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ
مُجَرَّداً عن الطعامِ ، باعتبار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع . وقال ابنُ ظَفَرٍ :
ثَبَت لهَا اسمُ المائدة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا ، كما قيل لِقْحَةٌ بعد
الوِلاَدة ، قال أَبو عُبَيْد : وفي التنزيل : { رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا
*!مَائِدَةً مّنَ السَّمَآء } ( سورة الحاقة ، الآية : 21 ) ، المائدة في المعنَى
مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة ، وهي مثل { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } ( سورة الحاقة ،
الآية : 21 ) وقيل : من مَادَ إِذا أَعْطَى ، يقال ، مادَ زَيْدٌ عَمحراً ، إِذا
أَعطاه ، وقال أَبو إِسحاق ، الأَصل عندي في مائدة أَنها فَاعِلَة من مَاد يَمِيد
إِذَا تَحَرَّك ، فكأَنَّهَا تَمِيدُ بما عَلَيْهَا ، أَي تَتحَرَّكُ ، وقال أَبو
عُبيدة : سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها ، أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل
عليه بها ، وفي العِنَاية : كأَنَّها تُعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عليها
، وفي المصباح : لأَ المالكَ مَادَهَا للناسِ ، أَي أَعطاهم إيَّاها ، ومثلُه في
كتاب الأَبْنية لابن القطّاع ، ( *!كالمَيْدَةِ ، فِيهما ) ، أَي في الطَّعام
والخِوَانِ ، قاله الجَرْمِيُّ وأَنشد :
*!ومَيْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ
تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِ
( و ) المائدة ( : الدائِرَةُ من الأَرضِ ) ، على التشبيهِ بالخِوان .
( وفَعَلَه *!مَيْدَى ذالك ) ، أَي ( من
____________________
(9/194)
أَجْلِه
) . والذي في اللسان *!مَيْدَ ذالك ، قال : ولم يُسْمعَ : مِنْ مَيْدَي ذلك ،
*!ومَيْدٌ بمعنَى غير أَيضاً ، وقيل هي بمعنَى ( عَلَى ) كمَا تَقَدَّم في (
بَيْدَ ) قال ابنُ سِيدَه : وعسَى أَن يكون مِيمُه بَدَلاً من باءِ بَيْد ، لأَنها
أَشهر .
( *!ومِيدَاءُ الشيْءِ ، بالكسر والمَدّ : مَبْلَغُه وقِيَاسُه . ومن الطَّرِيقِ :
جَانِبَاهُ وبُعْدُهُ ) وسَنَنُه ، يقال : لم أَدْرِما مِيدَاءُ ذالك ، أَي لم
أَدْر ما مَبْلَغُه وقِيَاسُه ، وكذالك مِيتَاؤُه ، أَي لم أَدْرِ ما قَدْرُ
جَانَبِيْهِ وبُعْده ، وأَنشد :
إِذَا اضْطَمَّ *!مِيدَاءُ الطَّرِيق عَلَيْهِمَا
مَضَتْ قُدُماً مَوْجَ الجِبَالِ زَهُوقُ
ويُروَى ( مِيتَاءُ الطَّرِيق ) . والزَّهْوق : المُتَقَدِّمة من النّوق ، قال
ابنُ سيده : وإِنما حملْنا مِيدَاءَ وقَضَيْنَا بأَنَّهَا يَاءٌ على ظاهرِ اللفْظِ
مع عَدَمِ م و د .
ويقال : بَنَوْا بُيوتَهم على *!مِيدَاءٍ واحِدٍ ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ ،
وقال الصاغانيُّ : إِن كان سُمِع : مِيدَاءُ الطَّرِيقِ ، على طَرِيقِ
الاعْتِقَابِ لِمِئْتَائِه فهو مَهْمُوزٌ مِفْعَالٌ من أَدَّاه كذا إِلى كذا ،
وموضعه ( أَبواب ) المعتلّ كمَوْضِع المِئتَاءِ ، وإِن كان بناءً مُسْتقِلاًّ فهو
فِعْلاَلٌ ، وهاذا مَوْضِعُه .
( و ) يقال : ( هاذا *!مِيدَاؤُهُ ، *!وبِمِيدَائِه ، *!وبِمِيدَاهُ ، أَي
بِحِذَائِه ) ، ويُرَى *!بِمَيْدَى دَارِه . مفتوح الميم مقصور ، أَي بِحِذَائِها
، عن يعقوب .
( *!ومَيَّادَةُ ، مُشدَّدَةً ) ، اسم ( أَمَة سَوْدَاء ، وهي أُمُّ الرَّمَّاح )
، ككَتَّانٍ ( بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ ) ، وفي بعض النسخ الثَّرْبَان (
الشاعِرِ ، نُسِب إِليها ) ، فيقال له : ابنُ مَيَّادَة ، وزَعموا أَنه كان
يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه ويقول :
اعْرَنْزِمِي *!مَيَّادَ لِلْقَوَافِي
( *!والمَيْدَانُ ) ، بالفتح ( ويُكْسَر ) ، وهاذه عن ابن عَبَّاد ، ( م ) أَي
معروف ، ( ج المَيَادِينُ ) ، قال ابنُ القَطَّاع في كتاب الأَبنية : اخْتُلِف في
وَزْنِه ، فقيل
____________________
(9/195)
فَعْلاَن
، من *!مَاد *!يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ ، ومعناه أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فيه
وتَتَثَنَّى مُتعطِّفَةً وتَضْطَرِبُ في جَوَلاَنِها ، وقيل وزنه فَلْعَانُ من
المَدَى وهو الغايةُ ، لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فيه إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ
والجَوَلاَنِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فصار
مَيْدَاناً ، كما قيل في جَمْعِ بَازغ بِيزَانٌ ، والأَصل بِزْيَانٌ ، ووزن بازٍ
فَلْعٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ ، وقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا
أَقامَ ، فتكون الياءُ والأَلف فيه زائدتينِ ، ومعناه أَن الخَيل لزِمَت
الجَوَلاَنَ فيه والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه .
( و ) المَيْدَانُ ( : مَحَلَّةٌ بِنَيْسابُورَ ) وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ ،
( منها أَبو الفَضْلِ محّمدُ بن أَحمدَ ) *!-المَيْدَانِيُّ ، هاكذا في النُّسَخ ،
والذي قاله ابنُ الأَثير : أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محمّد بن أَحمد بن إبراهيم
النَّيْسَابُوري ، أَديبٌ فاضل ، صَنَّف في اللُّغَة ، وسمع الحديثَ ، ومات سنة
518 ، والظاهر أَن في عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً ، والصَّوابُ كما في التّبصير
لللحافظِ وغيرِه . : منها أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ
العَرَبِيَّةِ بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب ( مَجْمَع الأَمْثَال ) وغيره ، مات
سنة 518 وابنه أَبو سعيد سعد بن أَحمد الأَديب ، له تَصانِيفُ ، كتَبَ عنه ابنُ
عَساكِرَ . وأَو عَلِيَ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّيْسابوريّ ، سمعَ
محمّد بن يحيى الذُّهليّ ، وهاكذا ذكرَه ياقوت في المعجم ، فكأَنَّ أَصلَ
العِبَارةِ : منها أَبو الفضل أَحمد بن محمّد ، وأَبو عَلِيَ محمّد بن أَحمد ،
فتأَمَّل ، قال يقوت : ومنها أَيضاً الإِمام أَبو الحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد
بن حَمْدَان المَيدانيّ ، انتقل منِ نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمْذَانَ واسْتَوْطَنَهَا
وتَزَوَّج من أَهْلِهَا ، وكان يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفينَ بعِلْم الحَدِيثِ
والوَرَعه ، قال شيرَوَيْه : لم تَرَ عَينَايَ مِثْلَه . وقال غيرُه : لم يَرَ
مِثْلَ نَفْسِه ، توفِّيَ ببغداد سنة 471 . قلت : ومنها أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن
منصور المَيْدَانيّ ، عن إِبراهيم بن الحارث البغداديّ ، وعنه الحاكِمُ .
____________________
(9/196)
( و ) المَيْدَانُ ، أَيضاً : ( مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ . منها أَبو الفَضْلِ )
هاكذا في النُّسخ : والصَّواب كما في معجم ياقوت : أَبو الفَتْح ( المُطَهَّرُ بنُ
أَحْمَد ) المُفِيد ، ورَدَّ ذالك عليه أَبو موسى وقال : لا أَعلم أَحداً نَسَبُه
بهاذا النَّسَب . قال أَبو مُوسى : *!ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ
، منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المدينيّ المَيْدَانِيّ ، حدثني
عنه والدي وغيرُه ، وجعله أَبو موسى ثالثاً . قلت : ونسبه ابنُ الأَثير إِلى
مَحَلَّةِ نَيْسَابُور وقال : ومنها أَبو الفتح المُطَهَّر بن أَحمد بن جعفر
المُفيد عن أَبي نُعَيْم الحافظ وغيرِه .
( و ) المَيْدَانُ أَيضاً ( مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ ) مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ ،
ويُعرَف بشارع المَيْدَان . ( منها عبدُ الرحْمانِ بن جامع ) بن غُنَيْمَة
المَيْدَانيّ ، وكان يكتب اسمه غُنَيْمَة ، سمع أَبا طالبٍ يُوسف وأَبا القاسم بن
الحُصَين وغيرَهما ، وتوفّيَ سنة 582 . ( وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ )
المَيدانيّ ، سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل ، وتوفّيَ سنة 608 . ( وجَمَاعَةٌ )
آخَرون ، مثل أَبي عبد الله محمد بن إِسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عن
القَنْبِيّ ويحيى بن يحيى ، وعنه أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الحسن البزَّار
، ذَكرَه الأَمير .
( و ) المَيْدَانُ أَيضاً ( : مَحَلَّةٌ عَظِيمة بِخُوَارَزْمَ ) ، خَرِبَتْ .
ومَيْدَان : مدينةٌ في أَقصَى بلادِ ما وراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ .
( وشَارِعُ المَيْدَانِ : مَحَلَّةٌ كبيرة بِبغْدَادَ ، خَرِبَتْ ) ، وقال ياقوت :
هي هاذه التي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ باب الأَزَج .
( و ) المَيْدَانُ ( : شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ ) ، في بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ .
( *!والمُمْتَادُ ) ، مُفْتَعِل ، من مَادَهُم يَمِيدُهم ، إِذا أَعطاهم ، وهو (
المُسْتَعْطِي ) . يقال : *!امتَادَه *!فمَادَه ، ( و ) *!المُمْتَادُ أَيضاً ( :
المُسْتَعْطَى ) ، وهو المسؤول
____________________
(9/197)
المطلوب
منه العَطَاءُ المُتَفضِّل على الناسِ ، قال رُؤبَة :
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ
إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ *!المُمْتَادْ
هاكذا أَنشده الأَخْفَش ، قاله الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ والرِّوايةُ :
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَادْ
مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
إِلَى أَميرِ المُؤْمِنين المُمْتَادْ
( وقولُ الجوهَرِيِّ *!مائدٌ ) في شعر أَبي ذُؤَيْب :
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ
وآلع قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ
( اسمُ جَبَلٍ ، غَلَطٌ صَرِيحٌ ) ، كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيَ ونقله
الصاغانيُّ في التكمل . ( والصَّوَابُ ) مَظّ ( مَأْبِد ، ) بالباءِ المُوَحَّدةِ
كمَنْزِلٍ ، في اللُّغَة وفي البَيْتِ المذكورِ ، ولا يخفَى أَنّ مثلَ هاذا لا
يُعَدُّ غَلَطاً ، وإِما هو تَصْحِيف ، وهاكذا قالَه الصاغانيُّ في التكملة أَيضاً
، وقد تقدَّم الكلام عليه في م ب د .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!مِدْتُه *!وأَمَدْتُه : أَعْطَيْتُه .
*!وامْتَادَه : طَلَب أَن يَمِيدَه .
*!ومَادَ إِذا تَجِرَ .
ومَادَ : أَفْضَلَ .
*!-ومَادَنِي فُلانٌ *!-يَمِيدُني ، إِذا أَحْسَن إِليَّ .
وفي حديث عَلِيَ رضي الله عنه يَذُمُّ الدُّنيا ( فَهِيَ الحَيُودُ *!المَيُودُ )
. فَعُولٌ من *!مادَ إِذَا مَال . *!ومادَ *!مَيْداً : تَمَايَلَ ، *!ومادَت
الأَغصانُ : تَمَايَلَتْ . وغُصنٌ *!مائدٌ *!ومَيَّادٌ : مائلٌ ، وغُصونٌ *!مِيدٌ
.
قال الأَزهريّ : ومن المقلوب : *!المَوائد والمَآوِد : الدَّوَاهِي ، وقال ابنُ
أَحْمَر : وصَادَفَتْ نَعِيماً *!ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا
____________________
(9/198)
قالوا
: يَعْنِي ناعِماً ، هاكذا أَنشَده الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ : وهو غَلَطٌ
وتَحْرِيف ، والرواية ( أَغْيَدَا ) والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه :
أَأَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ
ومَيْدٌ لُغة في بَيْدٍ بمعنى غَيْرٍ ، وقيل : معناهما ( عَلَى أَنَّ ) ، وفي
الحديث ) ( أَنَا أَفْصَحُ الَعرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ في بني
سَعْدِ بن بَكْر ) وفَسَّرَه بعضهم ، من أَجلِ أَنِّي ، وفي الحديث ( نَحْنُ
الآخرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم ) .
ومن المَجاز : *!مادَت المرأَةُ ، وماسَتْ *!وتَمَيَّدَت ، وتَمَيَّسَتْ .
*!ومادَتْ به الأَرْضُ : دَارَتْ . ورجلٌ *!مائِدٌ : يُدَارُ به . والمَطْعُوهن
*!يَمِيدُ في الرُّمْحِ ، كما في الأَساس .
( ) واستَدْرَكَ شيخُنَا :
*!مَيْدَان الخُلَفاءِ ، وهو في المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ ، وهو عند أَهل
الأَخبار من عشرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ ، كأَنّه كِنَايَة عن اسم
مُدَّةِ الخِلافة .
قلت :
ومَيْدَان الغَلَّةِ : مَحَلَّةٌ بِمصرَ .
*!والمَيْدَانانِ : مَحَلَّتَانِ بِبُخارَا .
والمَيْدَانُ بِدِمَشْقَ اثنانِ .
2 ( فصل النون مع الدال المهملة ) 2
نأَد : ( *!النَّآدُ ، كَسَحَابٍ ، *!والنَّآدَى ، كحَبَالَى ) ، عن كراع ، (
*!والنَّؤُودُ ) ، كصَبُورٍ ، اسم ( الدَّاهِيَة ) ، قال الكُمَيت :
فَإِيَّاكُمْ ودَاهِيَةً *!نَآدَى
أَظَلَّتْكُمْ بِعَارِضِها المُخِيلِ
____________________
(9/199)
نَعَتَ به الدَّاهِيَة ، وقد يكون بَدَلاً ، وأَنشد :
أَتَانِي أَنَّ دَاهِيَةً *!نَآداً
أَتَاكَ بِهَا عَلَى شَحْطٍ مَيُونُ
قال أَبو منصور : ورواه غيرُ الليثِ : أَنّ دَاهيَةً *!نَآدَى . على ، فَعَالى كما
رواه أَبو عُبَيْدٍ ( *!والنَّأْدُ ، بالفَتْحِ ) ، قال شيخنا : ذِكرُ الفَتْحِ
مُستدرك ( : النَّزُّ ) ، وقيل : لُثْغَة ، قاله ابنُ دُريدٍ ( و ) *!النَّأْدُ (
: الحَسَدُ ،*! نَأَدَه ، كَمَنَعَه : حَسَدَه . و ) *!نَأْدَتِ ( الأَرْضُ :
نَزَّتْ . و ) *!نَأَدَتِ ( الدَّاهِيَةُ فُلاَناً : دَهَتْهُ ) ، وفي الأَساس :
فَدَحَتْه وبَلَغَتْ منه . وفي حديث عُمَر والمَرْأَةِ العَجُوزِ ( أَجَاءَتْنهي *!النّائِدُ
، إِلى اسْتِيشَاءِ الأَبَاعِدِ ) *!النّائد : الدَّواهِي ، جَمْعُ *!نَآدَى ،
تريد أَنَّهَا اضْطَرَّتها الدّواهي إِلى مسأَلة الأَباعِد :
( ) ومما يستدرك عليه :
نبد : نَبِدَ الشيْءُ ، كفَرِحَ : سَكَنَ ، عن الزُّمخشريّ ، وبه رَوَى حدث عُمَر
الآتي :
والنَّبَادِيَّةُ : جَرَّةُ الخَمْرِ والخَلّ ، عَامِّيَّة .
تابع كتاب نثد : ( نَثِدَ ) الشيْءُ ، ( كَفَرِحَ ) ، نُثُوداً ، كنَثَطَ نُثُوطاً
، أَهْمَلَه الجوهريّ ، وقال الصاغانيُّ : أَي ( سَكَنَ ورَكَدَ ) ونَثَدْتُه
ونَثَطْتُه : سَكَّنْتُهُ ، هاكذا في الأَفعال لابن القطَّاعِ ، وكلامه يقتضي أَن
يكون من حَدّ نَصَر ، وفي النهاية وفي حديث عُمرَ وحَضَر طعَامُه فجاءَت