Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

ج.11.تاج العروس من جواهر القاموس

 

ج.11.تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسين أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

وفَرَجَ فاه : فَتَحَه للمَوْت . قال ساعدَةُ بنُ جُؤَيّةَ :
صِفْرِ المَبَاءَةِ ذي هِرْسَيْنِ مُنْعَجفٍ
إِذا نَظَرْتَ إِليه قْلْتَ قد فَرَجَا
وأَفْرَجَ الغُبَارُ : أَجْلَى .
والمَفَارِجُ : المَخَارجُ .
وفَرُّوجٌ ، كَتَنُّورٍ : لَقبُ إِبراهيمَ بن حَوْرانَ ، قال بعضُ الشُّعَراءِ يهجوه .
يُعرِّض فَرّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه
كما عُرِّضتْ للمُشْتَرينَ جَزُورُ
لَحَا اللَّهُ فَرُّوجاً وخَرَّب دارَه
وأَخْزَى بني حَوْرَانَ خِزْيَ حَمِيرِ
وفَرَجٌ وفَرّاجٌ ومُفَرِّجٌ : أَسماءٌ .
( ) واستدرك شيخُنا :
الفَيْرَجُ لضَرْبٍ من الأَصْباغ ، عن المحكم ، قلت : هاكذا في نُسختنا ، ولعلْه الفَيْرُوزَجُ ؛ وسيأْتي .
فربج : ( افْرَنْبَج جِلْدُ الحَمَلِ ) ، بالحاءِ المهملة محرّكَةً ( : شُوِيَ فيَبِسَ ) ، وهاكذا في ( الصّحاح ) ، وفي بعض الأُمّهات ( أَعَالِيهِ ) . قال السَّاعر يَصِف عَنَاقاً شَوَاها وأَكَلَ منها .
فآكُلُ من مُفْرَنْبِجٍ بين جلْدِهَا
فرتج : ( الفِرْتاجُ ، بالكسر : سِمَةٌ للإِبل ) ، حكاه أَبو عُبَيْدٍ ولم يُحَلِّ هاذه السِّمَةَ .
( و ) فِرْتاج : ( ع ، قيل : ) ببلادِ طَيِّىءٍ ، أَنشد سيبويه .
أَلَمْ تَسْأَلْ فتُخْبِرَك الرُّسُومُ
عَلَى فِرْتَاجَ والطَّلَلُ القديمُ
وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
قلتُ لِحَجْنٍ وأَبي العَجّاجِ
أَلاَ الْحَقَا بطَرَفَيْ فِرْتاجِ
فرحج : ( فَرْحَجَ في مِشْيَته : تَفَحَّجَ ) .
____________________

(6/149)



( والفَرْحَجَى في المشْي : شبه الفَرْشَحَة ) .
فرزج : ( ) ومما يستدرك على المصنّف هنا :
الفَيْرُوزَجُ : وهو ضَرْبٌ من الأَصْباغِ . قلت : ويُطْلَق على الحَجَر المعروفِ . وذَكر له الأَطبَّاءُ خَواصَّ . وجعله شيخنا ( الفَيْرَج ) كصَيْقَل ، واستدركه في فرج ، وهو وَهَمٌ .
والفَرْزَجة : شَيْءٌ تَتَّخِذُه النِّساءُ للمُداواةِ .
فردج : وفِرْدَاجُ : جَدّ أَبي بكرٍ محمّدِ بنِ بَرَكَةَ بنِ الفِرْدَاجِ القِنَّسْرِيّ الحَلَبِيّ ، عن أَحمدَ بنِ هاشمٍ الأَنطاكيّ ، وعنه أَبو بكرِ بنُ المُقْرِي .
فرنج : ( الإِفْرَنْجَةُ : جِيلٌ ، مُعَرَّبُ إِفْرَنْك ) هاكطا بإِثبات الأَلِفِ في أَوّله . وعَرّبَه جماعةٌ بحَذْفها وفي شِفَاءِ الغَليل :فرنج : معرّبُ فَرَنْك ، سُمُّوا بذالك لأَنّ قاعِدةَ ملكهم فَرَنْجَة ، ومَلِكها يقال له الفَرَنْسيس ، وقد عَرّبوه أَيضاً .
( والقِيَاس كَسر الرَّاءِ ، إِخراجاً له مُخْرَجَ الإِسْفِنْط ) اسمٍ للخَمْر ( على أَنّ فَتْح فائِها ) أَي الإِسفِنْطِ ( لغةٌ ) صحيحةٌ ، ( و ) لكن ( الكَسْر أَعْلَى ) عند الحُذّاق .
فسج : ( الفَاسِجُ ) ، بالسّين المهملة و ( الفاثِج ) بالمثلَّقة ، بمعنى واحدٍ . وقيل : هي اللاّقِحُ مع سِمَنٍ . والجمع فَواسِجٌ ، قال :
والبَكَرَاتِ الفُسَّجَ العَطَامِسَا
( و ) الفاسِجَةُ من الإِبل : ( التي أَعْجَلَهَا الفَحْلُ فَضَرَبَهَا قَبْلَ وَقْتِ الضِّرَابِ ) . فَسَجَتْ تَفْسُج فُسُوجاً ؛ قاله اللّيْث . وقال في الشّاءِ ، وهي في النُّوقِ أَعْرَفُ عند العَرَب . ( و ) عن أَبي عَمرٍ و : هي ( النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ الشَّابّةُ ) . وعن النَّضْر بنِ شُمَيلٍ : التي حَمَلَتُ
____________________

(6/150)


فزَمَّت بأَنْفها واستكبرَتْ . وقال الأَصمعيّ : الفاسِجُ والفاثجُ : العَظِيمةُ كم الإِبلِ . قال : وبعضُ العرب يقول : هما الحامل .
وفِسِنْجَانُ ، بالكسر : بلدةٌ بفارِسَ منها أَبو الفضل حَمّادُ بنُ مُدْرِكِ بن حَمّادٍ ، مُحَدِّث .
وفُوسِجُ ، كقُومِسَ : بَلدٌ بالهَراةِ ؛ استدركَه صاحبُ النَّاموس ، و هو هَرَوِيّ . وأَنا أَخشى أَن يكون تَحْرِيف فُوشَنْج ، الآتي ذِكْرُه .
( والتَّفْسِيج ) و ( التَّفْشيج ) : كلاهما بمعنًى .
( وأَفْسَجَ عَنّي : تَرَكَني وخَلَّى عنّي ) .
فشج : ( فَشَجَ يَفْشِجُ ) من حَدّ ضَرَب : إِذَا ( فَرَّجَ بين رِجْلَيْه ليَبُولَ ) . وفي الحديث : ( أَنّ أَعْرَابِيًّا دخلَ مسجدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلمفَفَشَج فبَالَ ) ، قال أَبو عُبَيْد : الفَشْج : تَفْرِيجُ ما بين الرِّجْلينِ دون التَّفَاجِّ ، ( كفَشَّجَ ) مشدَّداً . قال الأَزهريّ : وهاكذا رواه أَبو عُبَيْد .
وفَشَجَت النَّاقَةُ وتَفَشَّجَتْ وانْفَشَجَتْ : تَفاجَّتْ وتَفَرْشَحَتْ لتُحْلَبَ أَو تَبُولَ . وفي حديث جابِرٍ : ( تَفَشَّجَتْ ثم بَالَتْ ) يعني النّاقَةَ ، كذا رواه الخَطّابيّ .
والتَّفْشيجُ : أَشَدُّ من الفَشْج ، وهو تَفْرِيجُ ما بَين الرِّجْلَيْنِ .
( والتَّفَشُّجُ : التَّفَحُّج ) . وتَفَشَّجَ الرّجلُ : تَفَحَّجَ . وقال اللَّيث : التَّفَشُّج : التَّفَحُّج على النَّارِ ؛ كذا في ( اللسان ) .
فشنج : وفُوشَنْجُ ، بالضّمّ ، ويقال : بُوشَنْكُ وبُوشَنْجُ : مدينةٌ قُرْبَ هَرَاةَ ، كمخا أَبو نُعَيمٍ حَمزةُ بنُ الهَيْضَمِ التّميميّ . قال ابنُ حِبّان : رَوَى عن جَرِيرِ بنِ عبد الحَميد ، وعنه عبدُ المَجِيد بن إِبراهِيمَ الفُوشَنْجِيّ .
فضج : ( تَفَضَّجَ عَرَقاً ) : سالَ . وفلانٌ
____________________

(6/151)


يَتَفَضَّجُ عَرَقاً : إِذا ( عَرِقَت أُصولُ شَعَرِه ولم يَبْتَلَّ ) ، وفي نسختنا : ولم تَسِلْ ، بالسّين ، وهو وَهَمٌ ينبغِي التّنبُّه لذالك ، ( كانْفَضَجَ ) فُلانٌ بالعَرَق : إِذا سال به ، قال ابنُ مُقْبِل :
ومُنْفَضِجَاتٍ بالحمِيمِ كأَنَّمَا
نُضِحَتْ جُلُودُ سُروجِها بذِنَابِ
( و ) تَفَضَّجَ ( جَسَدُه ) ، وفي بعض الأُمّهات : بَدنُه ( بالشَّحْم ) : تَشقَّقَ ، وذالك إِذا ( أَخَذَ مَأْخَذَه فانْشَقَّتْ عُرُوقُ اللَّحْمِ في مَداخِل الشَّحْم ) بين المَضَابِعِ ، ( و ) تَفَضَّجَ ( بَدَنُ النّاقَةِ ) ، إِذا ( تَخَدَّدَ لَحمُهَا ) أَي تَشقَّقَ من السِّمَن . ( و ) تَفَضَّجَ ( الشيْءُ ) ، إِذا ( تَوَسَّعَ ) . وكلُّ شيْءٍ تَوسَّعَ فقد تَفضَّج ، ومثله انْفَضَجَ . قال الكُمَيْت :
يَنْفَضِجُ الجُودُ مِنْ يَدَيْهِ كَمَا
يَنْفَضِجُ الجَوْدُ حين يَنْسَكِبُ
وقال ابن أَحْمَر :
أَلم تَسْمَعْ بفاضِجَةَ الدِّيارَا
أَي حيث انْفَضَجَ واتَّسَعَ .
( وانْفَضَجَت القُرْحَةُ : انْفَرَجَت ) وانْفَتَحَتْ . ( و ) قال ابن شُميل : انْفَضَجَ ( الأُفُقُ ) : إِذا ( تَبَيَّنَ ) وظَهَرَ . ( و ) يقال : انْفَضَجَت ( السُّرَّةُ ) ، إِذا ( انْفَتَحَتْ . و ) انْفَضَجَت ( الدَّلْوُ ) بالجيم إِذا ( سَالَ ما فيها ) ، كذا عن شَمِرٍ . وقال الأَزهَرِيّ : ويقال بالخاءِ أَيضاً .
( و ) انْفَصَجَ ( الأَمْرُ : اسْتَرْخَى وضَعُفَ ) . وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ أَنه قال لمُعَاويَةَ ( لقد
____________________

(6/152)


تَلافَيْتُ أَمْرَك وهو أَشدّ انْفِضَاجاً من حُقّ الكَهُولِ ) ، أَي أَشدُّ استرخاءً وضَعْفاً من بيتِ العَنْكَبُوتِ .
( و ) انْفَضَجَ ( البَدَنُ : سَمِنَ جِدًّا ) .
( والفَضِيجُ ) ، كأَمِيرٍ ( : العَرَقُ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : ( المِفْضَاجُ ) و ( العِفْضَاجُ ) بمَعْنًى ، وهو العَظيمُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيه .
ويقال : انْفَضَجَ بَطْنُه : إِذا اسْتَرْخَتْ مَرَاقُّه . وكُلُّ مَا عَرُضَ ، كالمَشْدُوخِ ، فقد انْفَضَجَ . وقد تقدّم في ( عفضج ) فراجِعْه .
فلج : ( الفَلْجُ ) بفتحٍ فسكونٍ ( : الظَّفَرُ والفَوْز ) ، هاذا هو المنقول فيه ، ( كالإِفْلاجِ ) رُبَاعيًّاً . صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع في الأَفْعَال ، والسَّرَقُسْطيّ ، وصاحِبُ الواعِي ، وثابتٌ ، وأَبو عُبَيْدَةَ ، وقُطْربٌ في فَعَلْت وأَفْعَلت ، وغيرُهم . واقتصرَ ثعلبٌ في الفَصِيح على الثلاثيّ ، ومُقْتَضَى كلامِه أَن يكون الرباعيُّ منه غيرَ فصيحٍ . ولم يُتَابَعْ على ذالك . يقال : فَلَجَ الرَّجلُ على خَصْمِه وأَفْلَجَ إِذا عَلاهُم وفاتَهم . وكذالك فَلَجَ الرّجُلُ أَصحابَه . وفَلَجَ بحُجَّته ، وفي حُجَّتِه ، يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً ، كذالك . وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ فازَ . وأَفْلَجَه اللَّهُ عَلَيْه فَلْجاً وفُلُوجاً .
( والاسم ) للمصدر من كلّ ذالك الفُلْجُ ، ( بالضّمّ ) فالسكون ، ( كالفُلْجَة ) بزيادة الهاءِ . وهاذا الّذي ذكرَه المصنِّف من الضّمّ في اسم المصدر هو المعروف في قواعِد اللُّغويّين والصَّرفيّين . وحكَى بعضٌ فيه الفَلَجَ ، محرَّكَةً ، فهو مستدرك عليه .
قال الزَّمَخْشَريّ في شرخ مقاماته : الفُلْجُ والفَلَجُ كالرُّشْد والرَّشَد : الظَّفَر . ومِثْلُه في ( الأَساس ) . ونَقَلَه شُرّاحُ الفَصِيح .
وفي ( اللسان ) : والاسمُ من جميع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ ، يقال : لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ .
قلت : هو نص عِبارةِ اللِّحْيَانيّ في النَّوادر . وقال كُراع في المُجرَّد : يقال
____________________

(6/153)


في المصدر من فَلَجَ : الفُلْج ، بضمّ الفاءِ وتسكين الّلام ، والفَلَجُ ، بفتح الفاءِ واللاّم .
قلت : وقد أَنكرَه الدَّمَامِينيّ ، وتَبِعَه غيرُ واحِدٍ ، ولم يُعوَّل عليه .
( و ) الفَلْجُ : القَسْمُ ، في ( الصّحاح ) : فَلَجْتُ الشْيءَ أَفْلِجْه ، بالكسر ، فَلْجاً : إِذا قَسَمْته .
وفي ( المحكم ) و ( اللسان ) : فَلَجَ الشَّيْءَ بينهما يَفْلِجُه ، بالكسر ، فَلْجاً : قَسَمَه بِنصْفَيْن . وهو التَّفْريق و ( التَّقْسِيم ، كالتَّفْليجِ ) ، ومنهم من خَصَّه بالمال ، باللاَّمِ ، وآخرون بالماءَ الجارِي ؛ والكلُّ صحيحٌ . قال شَمِرٌ : فَلَّجْتُ المالَ بينهم : أَي قَسَمْته . وقال أَبو دُواد :
فَفريقٌ يُفْلِّجُ اللَّحْمَ نيئاً
وفَرِيقٌ لِطَابِخِيهِ قُتَارُ
وهو يُفَلِّجُ الأَمْرَ ، أَي يَنظر فيه ويُقَسِّمه ويُدَبِّره ؛ كذا في ( اللسان ) و ( المصباح ) ، وسيأْتي القولُ الثاني .
( و ) الفَلْجُ أَيضاً : ( الشَّقُّ نِصْفَيْنِ ) يقال : فَلَجْت الشيْءَ فِلْجَيْن ، أَي شَقَقْته نِصْفَيْن ، وهي الفُلُوجُ ، الوَاحِد فَلْج وفِلْجٌ .
( و ) الفَلْجُ : ( شَقُّ الأَرْضِ للزِّراعَة ) ، يقال ؛ فَلَجْت الأَرْضَ للزِّراعَة ، وكلُّ شَيْءٍ شَقَقْتَه فقد فَلَجْتَه .
( و ) الفَلْجُ ( في الجِزْيَة : فَرْضُهَا ) ، وفي نُسخة شيخنا التي شَرَحَ عليها ( والجِزْيَةَ : فَرَضَهَا ) ثمّ نقلَ عن شفاءِ الغليل : أَنه مُعَرَّب . وفي حديث عُمَرَ ( أَنه بَعثَ حُذيفَةَ وعُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ إِلى السَّوَادِ ففَلَجَا الجِزْيَةَ على أَهْلِهَا ) فَسَّرَه الأَصمعيّ فقال : أَي قَسَماها ، وأَصلُه من الفِلْج ، وهو المِكْيَالُ الذي يُقَال له : الفَالِجُ . قال : وإِنّمَا سُمِّيَت القِسْمَةُ بالفَلْجِ لأَنّ خَرَاجَهُم كان طعاماً .
وفي ( الأَساس ) : وفَلَجُوا الجِزْيَةَ بينَهُم قَسَمُوهَا . وفَلِّجْ بين أَعْشِرائِك لا تَخْتَلِطْ ، أَي فَرِّقُ .
____________________

(6/154)



وفي ( المحكم ) و ( التهذيب ) و ( اللسان ) فَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القَوْمِ : إِذا فَرَضْتَهَا عليهم . قال أَبو عُبيد : هو مأْخُوذٌ من القَفيزِ الفالِجِ .
وفَلَجَ القَوْمَ ، وعَلَى القَوْمِ ، ( يَفْلُجُ ويَفْلِج ) ، بالضّمّ والكسر ، فَلْجاً ، واقتصر الجماهيرُ على أَن الفِعْل الثلاثيَّ منه كنَصَرَ لا غيرُ ، وبه صَرَّحَ في ( الصّحاح ) وغيره ، قاله شيخُنَا .
ثم إِن هاذا الذي ذَكرْناه من الوَجُهَيْن إِنما هو في : فَلَج القَوْمَ : إِذا ظَفِرَ بهم . والمصنِّف يدَّعي أَنه ( في الكُلّ ) من فَلَجَ : إِذا ظَفِرَ ، وفَلَجَ : إِذا قَسَمَ ، وفَلَجَ : إِذا شَقّ ، وفَلَج : إِذا فَرَض . ولم يُصَرِّحْ بذالك أَربابُ الأَفعال . فالمعروف في فَلَجَ : إِذا قَسَمَ ، أَنه من حَدِّ ضرَب لا غيرُ ، وما عَدَاهَا كنَصَرَ لا غَيْرُ ، فلتُرَاجَعْ في مَظَلِّهَا . ثم إِنه لم يتعرَّض لتَعْدِيَتِه بنفْسِه أَو بأَحَدِ الحُرُوف . فالمشهورُ الذي عليه الجمهورُ أَنه يتَعَدَّى بَعَلَى ، واقتصر عليه في الفصيح ونَظْمه . وصَرَّحَ ابنُ القَطَّاع بتعْدِيَته بنفْسه ، وتابَعَه جماعةٌ .
( و ) عن ابن سيده : الفَلْجُ : ( : ع ، بين البَصْرَة و ) حِمَى ( ضَرِيَّةَ ) مُذكَّر . وقيل : هو وَادٍ بطريقِ البَصْرةِ إِلى مكَّة ، ببطْنِه منازلُ للحَّاجِّ ، مَصْرُوفٌ . قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة :
وإِنّ الّذي حَانَتْ بفَلْجٍ دِمَاؤُهمْ
هُمُ القَوْمُ كلُّ القَوْمِ يا مَّ خالدِ
وقيل : هو بَلدٌ . ومنه قِيل . لطريقٍ مأْخَذُهُ من البَصرَةِ إِلى اليمامَةِ : طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ . قال ابن بَرّيّ : النّحويّون يستشهدون بهاذا البيت على حذف النّون من ( الذين ) لضرورة الشِّعْر ، والأَصل فيه : ( وإِنّ الّذِين ) فحذَفَ النّونَ ضرورةً .
( و ) الفِلْج ، ( الكسْر : مِكْيَالٌ ) ضَخْمٌ ( م ) ، أَي معروف يُقْسَم به ويقال له : الفَالِجُ . وقِيل : هو
____________________

(6/155)


القَفِيزُ . وأَصلُه بالسُّرْيَانِيَّة : ( فالغَاءُ ) فعُرِّبَ . قال الجَعْدِيّ يَصف الخَمْر .
أُلْقِيَ فيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قلت : ومن هنا يُؤْخَذ قولهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرَهَا ( فِلْجَان ) والعَامّة تقول : فِنْجَان ، وفِنْجَال ، ولا يصحّانِ .
( و ) الفِلْج من كل شْيءِ : ( النِّصْفُ ) ، وقد فَلَجَه : جعلَه نِصْفَين . ( ويُفْتَح ) في هاذه ، ( و ) يقال : ( هُمَا فِلْجَانِ ) . وقال سِيبويه : الفِلْج : الصِّنْف من الناس ، يُقَال : الناسُ فَلْجَانِ : أَي صِنْفَانِ من داخلٍ وخارجٍ . وقال السِّيرَافيّ من داخلٍ وخارجٍ . وقال السِّيرَافيّ الفِلْج : الّذي هو النِّصْف والصِّنْف مُشْتَقّ من الفِلْج الّذي هو القَفيز ، فالفلْج على هاذا القَوْل عربيّ ، لأَن سيبويه إِنما حَكَى الفلْج على أَنه عربيّ ، غير مشتقّ من هاذا الأَعجميّ : كذا في اللسان .
( و ) الفَلَجُ ، ( بالتحريك : تَبَاعُدُ ما بين القَدَمَيْنِ ) أُخُراً . وقيل : الفَلَجُ اعْوجاجُ اليَدَيْنِ ، وهو أَفْلَجُ ، فإِن كان في الرِّجْلَيْن فهو أَفْحَجُ ، ( و ) قال ابن سيده : الفَلَجُ : ( تَبَاعُدُ ) ما بين السّاقَيْنِ ، وهو الفَحَجُ ، وهو أَيضاً تَبَاعُدخ ( ما بينَ الأَسنانِ ) ، فَلِجَ فَلَجاً وهو أَفْلَجُ ، وثَغْرٌ مُفَلَّجُ أَفْلَجُ ، ورجُلٌ أَفْلَجُ : إِذا كان في أَسنانِه تَفرُّقٌ ، وهو التَّفْليجُ أَيضاً . وفي التّهذيب والصّحاح : الفَلَجُ في الأَسنانِ : تَباعُدُ ما بينَ الثَّنَايَا والرَّبَاعِيَاتِ خِلْقَةً ، فإِنْ تُكُلِّفَ فهو التَّفْلِيج . ( وهو أَفْلَجُ الأَسنانِ ) وامرأَةٌ فَلْجَاءُ الأَسنانِ . قال ابن دُريد : ( لا بُدَّ من ذِكْر الأَسنانِ ) ، نقله الجوهَرِيّ . وقد جاءَ في وَصْفه صلى الله عليه وسلم ( كان أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ ) ، وفي روايةٍ : ( مُفَلَّجَ الأَسنانِ ) ، كما في الشَّمائل . وفي الشِّفَاءِ ( كان أَفْلَجَ أَبْلَجَ ) قال شيخنا : وإِذا عَرفتَ هاذا ، ظهرَ لك أَن ما قالَه ابنُ دُرَيْدٍ : إِنْ أَراد لا بُد من ذكر الأَسنان وما بمعناها كالثَّنَايَا كان على طريقِ التَّوْصِيف ، أَو لأَخفّ الأَمرِ ، ولَّكنه غيرُ مسلَّم
____________________

(6/156)


أَيضاً ، لمَا ذَكَره أَهلُ اللّغَة من أَن في الجمهرة أُموراً غير مُسلَّمة . وبما ذُكِرَ تَبَيَّن أَنه لا اعتراضَ على ما في الشّفاءِ ، ولا يَأْبَاه كونُ أَفلَجَ له معنًى آخَرُ ، لأَن القَرِينَةَ مُصَحِّحةٌ للاستعمال . انتهى . ثم إِن الفَلَجَ في الأَسنان إِن كَانَ المرادُ تَبَاعُدَ ما بينها وتَفْرِيقَها كلَّهَا فهو مذمومٌ ، ليس من الحُسْنِ في شَيْءٍ ، وإِنما يَحْسُن بين الثنايا ، لتفصيلِه بين ما ارْتَصَّ من بَقِيَّة الأَسنان وتَنَفُّسِ المتكلِّم الفَصِيح منه ، فَلْيُحَقَّقْ كلامُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجمهرةِ .
وفي ( الأَساس ) : استَقَيْتُ الماءَ من الفَلَجِ : أَي الجَدْوَلِ .
قال السُّهَيْليّ في ( الرَّوْض ) : الفَلَجُ : العَيْنُ الجارِيَةُ ، والماءُ الجارِي ، يقال ماءٌ فَلَجٌ ، وعَيْنٌ فَلَجٌ ، والجمع فَلَجَاتٌ وقال ابن السِّيد في الفَرق : الفَلَج : الجارِي من العين . والفَلَج : البِئْرُ الكبيرة ، عن ابن كُنَاسة . وماءٌ فَلَجٌ : جارٍ . وذكره أَبو حنيفة الدِّينَوريّ بالحاءِ المهملة ، وقال في موضع آخَر : سُمِّيَ الماءُ الجاري فَلَجاً ، لأَنه قد حَفَر في الأَرضِ وفَرَّقَ بينَ جانِبَيْهَا ، مأْخُوذٌ من فَلَجِ الأَسنان ، قلتُ : فهو إِذنْ من المجاز .
( و ) في ( اللسان ) : الفَلَج ، بالتَّحْرِيك ( : النَّهْرُ ) ، عن أَبي عُبَيْدٍ . وقيل : هو النَّهْرُ ( الصَّغِيرُ ) ، وقيل : هو الماءُ الجَارِي . قال عَبِيدٌ :
أَو فَلَج ببَطْنِ وادٍ
للماءِ من تَحْتِه قَسِيبُ
قال الجوهريّ : ( ولو رُوِيَ : ( في بطون وادٍ ) ، لاسْتَقَامَ وَزْنُ البيتِ . والجمعُ أَفلاجٌ . وقال الأَعشى :
فما فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى
له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كُلِّ مَوُرِدِ
( وغَلِطَ الجوهَريّ في تسكين لامه ) . نَصُّه في صحاحه : والفَلْج : نَهرٌ صغيرٌ . قال العَجّاج :
فَصَبَّحَا عَيْناً رِوًى وفَلْجَا
____________________

(6/157)



قال : والفَلَجُ ، بالتحريك ، لغة فيه . قال ابن بَرِّيّ : صوابُ إِنشادِه :
تَذَكَّرَا عَيْناً رِوًى وفَلَجَا
بتحريك اللام . وبعده :
فرَاحَ يَحْدُوهَا وبَاتَ نَيْرَجَا
والجمع أَفْلاَجٌ . قال امرؤ القَيْس :
بعَيْنَيّ ظُعْنُ الحَيِّ لمَّا تَحَمَّلوا
لَدَى جانِبِ الأَفْلاَجِ مِن جَنْب تَيْمَرَا
وقد يُوصَف به ، فيقال : ماءٌ فَلَجٌ ، وعَيْنٌ فَلَجٌ . وقيل : الفَلَج : المَاءُ الجارِي من العَين ؛ قاله اللّيث . وقال ياقوت في معجم البلدان : الفَلَجُ : مدينةٌ بأَرضِ اليَمَامة لبنِي جَعْدَةَ وقُشَيْرٍ ابْنَيْ كَعْبِ بن رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعةَ ، كما أَن حَجْراً مدينةٌ لبني رَبِيعَةَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدّ بنِ عَدْنَانَ ، قال الجَعْدي :
نَحْنُ بنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قلت : وأَنشد ابنُ هِشَام في ( المُغْني ) قول الرّاجز :
نحن بنو ضَبَّةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قال البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شرْحه : إِنّ التحريكَ غيرُ معروف ، وإِنه وقعَ للرَاجز على جِهة الضرورة والإِتباع للفَتْحة . قال شيخُنا : وهذا منه قُصورٌ وعدمُ اطّلاع ، واغترارٌ بما في ( القَامُوس ) و ( الصّحاح ) من الاقتصار الّذي يُنافي دَعْوَى الإِحاطَةِ والاتّساع ، ثم قال : وما قَاله الدّمامينيّ مَبْنيٌ على شَرْح الفَلْج بالظَّفَرِ ، وشَرَحه غيرُهُ بأَنه اسمُ مَوضعٍ . انتهى .
و ( الأَفْلَج : البَعيدُ ما بين اليَدَيْنِ ) .
وفي ( اللسان ) : وقيل الأَفلجُ : الّذي اعْوِجاجُه في يَدَيْه ، فإِن كان في رِجْليه فهو أَفْحَجُ .
( وغَلِطَ الجوهريّ في قوله : البعيدُ ما بين الثَّدْيَيْنِ ) .
وفي ( اللسان ) : الأَفلجُ أَيضاً من الرجال : البَعيدُ ما بين الثَّدْيَينِ . قال شيخُنا : وقد تَعَقَّبوه بأَنّ المعنى واحدٌ ، وهو
____________________

(6/158)


المقصود من التعبير ، وقالوا : يَلزمُ عادَةً من تَبَاعُدِ ما بين الثَّدْيَين تباعُدُ ما بَيْن اليَدَينِ ، والثَّدْيُ عامٌّ في الرِّجال والنِّسَاءِ ، كما تقدّم ، فلا غلطَ .
( و ) الفَلْجُ والفَالِجُ : البَعِيرُ ذو السَّنامَيْن ، وهو الّذي بين البُخْتِيّ والعَرَبيّ ، سُمِّي بذِّلك لأَن سَنامه نِصْفَانِ ، والجمع الفَوَالِجُ . وفي ( الصّحَاح ) ( الفالِجُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ذو السَّنامَيْن يُحْمَل من السِّنْدِ ) البلادِ المعروفةِ ( للفِحْلَةِ ) ، بالكسر . وقد ورد في الحديث : ( أَنّ فالِجاً تَردَّى في بِئرٍ ) . وقيل : سُمِّيَ بذالك لأَن سَنَامَيْه يَخْتلِف مَيْلُهما .
والفَلْج والفُلْج : القَمْر .
والفَالِجُ في حديث عليّ رضي الله عنه : اللَّهُن المُسْلِمَ ما لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ وتُغْرِي به لِئَام النّاسِ كاليَاسِرِ الفالِجِ ) اليَاسِرُ المُقَامِرُ ( و ) عنهُ الفالِجُ : ( الفائزُ من السِّهَام ) . سَهْمٌ فَالِجٌ : فائزٌ . وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى أَصحابه ، إِذا غَلَبَهُم . وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَيُّنَا فَلَجَ أَصحابَه ) . وفي حديث سعدٍ : ( فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ ) : أَي القامِرَ الغالِبَ . قال : ويجوز أَن يكون السّهْمَ الّذي سَبَقَ به في النِّضَال .
( و ) الفالجُ : مَرَضٌ من الأَمراضِ يَتَكوَّنُ من ( اسْتِرْخَاءِ ) أَحدِ شِقَّيِ البَدَنِ طُولاً ؛ هاذا نَصُّ الزَّمَخْشَريّ في ( الأَسَاس ) . وزاد في شَرْحِ نَظْمِ الفصيح : فيَبحطُلُ إِحساسُه وحَرَكَتُه ، وربما كان في عُضْوٍ وفي ( اللسان ) هو رِيحٌ يأْخُذُ الإِنسانَ فَيَذْهَب بشِقِّه . ومثلُه قول الخَليل في كتاب العَين . وقد يَعْرِض ذالك ( لأَحَدِ شِقَّيِ البَدَنِ ) ويَحْدُث بَغْتَةً ( لانْصِبابِ خِلْطٍ بَلْغَمِيّ ) ، فأَوّلُ ما يُورِث أَنه ( تَنْسَدّ منه مَسَالِكُ الرُّوحِ ) ، وهو حاصلُ كلامِ الأَطباءِ . وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( الفالِجُ داءُ الأَنبياءِ ) : وقال التَّدْمُريّ في ( شرح الفصيح ) : الفالِج : داءٌ
____________________

(6/159)


يُصيب الإِنسانَ عند امتلاءِ بُطُون الدِّماغ من بعضِ الرُّطوبات ، فيَبْطُل منه الحِسُّ وحَركاتُ الأَعضاءِ ، ويَبْقَى العَليلُ كالمَيْتِ لا يَعْقِل شيئاً .
والمَفْلُوجُ : صاحبُ الفالِج .
وقد ( فُلِجَ كعُنِيَ ) اقتصر عليه ثعلبٌ في الفَصِيح ، وتَبعَه المشاهيرُ من الأَئمّة ، زاد شيخُنَا : وبَقِيَ على المصنّف أَنه يقال : فَلِجَ ، بالكسر ، كعَلِمَ ؛ حكاهَا ابنُ القَطَّاع والسَّرَقُسْطِيّ وغيرُهُمَا ( فهو مَفْلُوجٌ ) ، قال ابن دُرَيْد : لأَنّه ذَهَبَ نِصْفُه . وقال ابن سيده : فُلِجَ فالِجاً ، أَحَدُ ما جاءَ من المصادرِ على مِثَالِ فاعِلٍ .
( و ) بلا لامٍ : ( ابنُ خلاوَةَ ) الأَشْجَعِيّ ، اسمُ رَجلٍ ، ( و ) كان في قِصَّته أَنه ( قِيلَ له يَوْمَ الرَّقَم ) محرّكةً من أَيّامهم المشهورة ( لمّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرَى ) ، هاكذا في نسختنا ، وفي بعضها : لمّا قتلَ أَنيسٌ الأَسَديّ ، ولا يصحّ ( : أَتَنْصُر أُنَيْساً ؟ فقال : إِنه منه بَرِيءٌ . ومَنه قولُ المُتَبَرِّىءِ من الأَمْر ) : فُلانٌ يَدَّعِي عَلَيَّ فَوْدَيْن وغِلاوَةً و ( أَنا منه فالِجُ بنُ خَلاَوَة ) : أَي أَنا منه بَرِىءٌ ؛ قاله الأَصمعيُّ ، وعن أَبي زيدٍ : يقال للرجل إِذا وَقَعَ في أَمْرٍ قدْ كان منه بمَعْزِلٍ : كنتَ من هذَا فالِجَ بنَ خَلاَوَةَ ، يا فَتى . وفي ( اللّسَان ) : ومثلُه قول الأَصمعيّ : لا نَاقَةَ لي في هاذا ولا جَمَلَ ؛ رواه شَمهرٌ لابنِ هانِىءٍ ، عنه .
( والفَلُّوجَةُ ، كسَفُّودَة : القَرْيَةُ من السَّوَادِ و ) هي أَيضاً ( الأَرضُ المُصْلَحَةُ ) الطّيِّبَةُ البيضاءُ المُسْتَخْرَجَةُ ( للزَّرْع ) ، و ( ج فَلالِيجُ . و ) منه سْمِّيَ ( ع ) : مَوْضِعٌ ( بالعِراق ) فَلُّوجَة . وفي ( اللسان ) : ( بالفُرات ) بدل : ( العِراق ) .
( و ) قال ابن دُريد في المفلوجِ : سُمِّيَ به لأَنه ذَهَب نِصْفُه .
ومنه قيلَ :
الفَلِيجَةُ ، ( كسَفِينَة ) ، وهو ( شُقَّةٌ من شُقَق ) البَيتِ . وقال الأَصمعيّ : من شُقَقِ ( الخِبَاءِ ) . قال :
____________________

(6/160)


ولا أَدرِي أَين تكون هي . قال عُمَر بن لَجَإٍ :
تَمَشَّى غَيرَ مُشْتَمِل بثَوْبٍ
سِوَى خَلِّ الفَلِيجَةِ بالخِلاَلِ
وفي ( المُحْكَم ) : وقول سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَليّ :
لَظَلَّتْ عليه أُمُّ شِبْل كأَنَّها
إِذا شَبِعَتْ منه فَلِيجٌ مُمَدَّدُ
يجوز أَن يكون أَراد : فَلِيجَةً ممدَّدَةً ، فحذَف ، ويجوز أَن يكون ممّا يقال بالهاءِ وبغير الهاءِ ، ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يُفَارقُ واحِدَه إِلاّ بالهاءِ .
( و ) في قول ابن طُفَيْل .
تَوَضَّحْنَ في عَلْيَاءَ قَفْرٍ كأَنّها
مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعَارِضْنَ تالِيَا
قال ابنُ جَنْبَةَ : هو ( كالتَّنُّورِ : الكاتِبُ ) قلت : ويُطْلَق على المدبِّر الحاسِبِ ، من قَوْلِهم : هو يُفلِّج الأَمْرَ ، أَي ينظر فيه ويُقَسِّمه ويدَبِّره .
( و ) فَلُّوجٌ : ( ع ) .
( و ) يقال : ( أَمْرٌ مُفَلَّجٌ ، كمُعَظَّم : غيرُ مُستقيمٍ ) على جِهَته ( ورَجلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا ) وفَلِجُها أَي ( مُتَفَرِّجُها ) ، الأَخيرة من الأَساس ؛ هكذا في النّسخ ، وفي بعضها : مُنْفَرِجُها ، من بابِ الانفعال ، وهو خلافُ المُتَراصّ الأَسنانِ . وفي صِفته صلى الله عليه وسلم ( أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ ) ، وفي روايةٍ : ( أَفْلَجَ الأَسنانِ ) ، وفي أُخْرَى : ( أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن ) .
( وإِفْلِيجِ ، كإِزْمِيل : ع ) .
( وفُلْجَةُ ) ، بالتسكين ( : ع بَين مَكَّةَ والبَصرَةِ ) ، وقيل : هو الفَلَج ، المتقدّم ذِكْرُه .
( و ) في المثل : ( مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ ) .
____________________

(6/161)



و ( أَفْلَجَه ) اللَّهُ عليه فَلْجاً وفُلُوجاً : ( أَظْفَره ) وغَلَّبَه وفَضَّلَه . ( و ) أَفْلَجَ اللَّهُ ( بُرْهَانَه : قَوَّمَه وأَظْهَرَه ) . والاسم من جميع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ ، يقال : لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ وفي حديث مَعْنِ بن يَزِيد : ( يابَعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلموخاصمتُ ( إِليه ) فَأَفْلَجَني ) أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمي .
( وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه ) : إِذا ( تَشَقَّقتْ ) .
( ) ومما يستدرك عليه من هاذه المادّة :
امرأَة مُتفلِّجَة : وهي الّتي تَفعل ذالك بأَسنانها رَغْبَةً في التَّحسين . ومنه الحديث ( أَنه لَعَنَ المُفتَفلِّجاتِ للحُسْن ) .
والفَلَج ، محَرَّكةً : انْقِلابُ القَدَم على الوَحْشِيّ وزَوَالُ الكَعْب .
وهن أَفلج : مُتَبَاعِدَ الاسْكتيْن . وفَرَسٌ أَفْلَجُ : متباعِدُ الحَرْقَفتَين . ويقال من ذالك كلّه : فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجَةً ، عن اللَّحْيَانيّ :
والفِلْجَةُ : القِطْعَة من البِجَادِ .
وتَعَالَ : أُفَالِجْك أُموراً من الحَقِّ ، ( أَي ) أُسَابِقك إِلى الفَلَج لأَيِّنا يكون ، من فالَجَ فُلاناً ففَلَجه يَفْلُجه : خاصَمَه فخَصَمَه وغَلَبَه .
ورجلٌ فالِجٌ في حُجَّتِه وفَلْجٌ ، كما يقال بالِغٌ وبَلْغٌ ، وثابِتٌ وثَبْتٌ .
والفُلُجُ ، بضمّتين : السّاقِيَةُ الّتي تَجْرِي إِلى جَميعِ الحائطِ .
والفُلْجَانِ : سَوَاقِي الزَّرْعِ .
والفَلَجَاتُ : المَزَارِعُ . قال :
دَعُوا فَلَجَاتِ الشَّأْمِ قدْ حالَ دُونَهَا
طِعَانٌ كأَفْوَاهِ المَخَاضِ الأَوَراكِ
وهو مذكور في الحاءِ .
والفَلَج : الصُّبْح . قال حُميدُ بنُ ثَوْرٍ :
عن القراميصِ بأَعْلَى لا حِبٍ
مُعبَّد من عَهْدِ عاد كالفَلَجْ
____________________

(6/162)



وانْفَلَجَ الصُّبْحُ كانْبَلَجَ .
واسْتَفْلَجَ فُلانٌ بأَمْرِه بالجيم والحاءِ مَلَكَه .
وفَلجَتْ فُلاَنَةُ بقَلْبي : ذَهَبَتْ به ، وهاذه وما قبلها من الأَساس .
وفي الحديث ذِكْرُ فَلَجَ ، وهو محرَّكةً : قَريةٌ عظيمةٌ من ناحيةِ اليَمامة ، ومَوضعٌ باليَمن من مساكنِ عادٍ ؛ كذا في أَنساب أَبي عِبيدٍ البَكْرِيّ . قلت : ومن الأَخير ابنُ المُهَاجِر ؛ ذَكَرَ ذالك الهَمْدَانيُّ في أَسماءِ الشُّهُور والأَيّام .
وفَالُوجَةُ : قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينع .
وفَالِجٌ : اسْمٌ . قال الشّاعِر :
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فَالِجٍ
فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ
وفالجانُ : قريةٌ بتُونسَ .
فنج : ( الفُنُج ، بضمتّين : تلفُجُجُ ) ، وهم ( الثُّقَلاءُ ) من الرِّجال ؛ عن ابن الأَعْرَابيّ . قال شيخنا : وكونه جمعاً أَو اسمَ جَمْعٍ ، أَو له مُفردٌ أَو لا مُفرَدَ له ، ممّا يَحتاجُ للبَيان ، وقد أَغْفَلَه ، ومع ذالك لا إِخالُه عَربيًّا : فتأَمّلْ .
( و ) فَلجٌ ( كَبَقَّمٍ : تابِعِيٌّ ، روى عنه وَهْب بن مُنَبِّه ) شيخٌ اليَمَنِ . ( و ) اسمُ ( محَدِّث ) .
( و ) فَنَجٌ ( كَجَبَلٍ : مُعَرَّبُ فَنك ) وهو دابّة يُفْتَرَى بجِلْدِه ، أَي يُلْبَس منه فِرَاءٌ .
( ) واستدرك شيخنا هنا :
ابن فَنْجُويَهْ أَحدُ المُحَدّثين ، مَذْكُورٌ في أَوّل المَوَاهب اللَّدُنيّة . قلت : وهو الحافِظُ أَبو عبد الله الحُسين بنُ محمّدِ بنِ الحُسينِ بنِ محمّدِ بنِ عبدِ الله بنِ صالحِ بنِ شُعَيْبِ بن فَنْجُوَيْه الثَّقَفِيُّ الدِّينَوَريّ ، ذكره عبدُ الغافرِ الفارسيّ في تاريخ نَيْسَابُورَ ، وأَثنَى عليه . مات بنَيْسَابُورَ سنة 414 .
فندرج : فُنْدُورَجُ ، من قُرَى نَيْسَابورَ ، ومنها
____________________

(6/163)


أَبو الحَسن عليُّ بنُ نَصر بن محمّد بن عبد الصّمد الأَديب ، سمع أَبا بكرٍ عبدَ الغافر الشِّيرُوئِيّ ، وعنه أَبو سَعد السّمعانيّ ، وكتب الإِنشاءَ بديوان السُّلطان .
فنزج : ( الفَنْزَجُ ) والفَنْزَجَةُ : النَّزَوَانُ . وقيل : هو اللَّعِبُ الذي يُقَال له الدَّسْتَبَنْد ، يُعْنَى به رَقْصُ المَجوس . وفي ( الصّحاح ) ( رَقْصٌ للعَجَم يَأْخُذ بَعضهم بيَدِ بَعضٍ ) ، مُعرب بنجه وأَنشد قول العجّاج :
عَكْفَ النَّبِيطِ يَلْعبونَ الفَنْزَجَا
وقال ابن السِّكّيت : هي لُعْبة لهُم تُسَمَّى بَنْجَكان ، بالفارِسية ، فعُرِّب . وعن ابن الأَعْرَابيّ : الفَنْزَجُ : لَعِبُ النَّبِيطِ إِذا بَطِرُوا . وقيل : هي الأَيّامُ المُسْتَرَقَةُ في حِسابِ الفُرْسِ .
فوج : ( *!الفَوْجُ ) والفائِج : القَطِيعُ من النّاس . وفي ( الصّحاح ) و ( النّهَايَة ) : ( الجَمَاعَة ) من النّاس . وقيل : أَتباعُ الرُّؤساءِ . ومن سَجَعات الأَساس : وأَقبلوا *!فَوْجاً ( فَوْجاً ) يَمُوجُ بهم الوادِي مَوْجاً . ( ج *!فُوُوجٌ ) ، حكاه سيبويه ، ( *!وأَفْوَاجٌ ) ، و ( جج ) ، أَي جمعُ الجمع ( *!أَفاوِجُ ) ، ويقال : *!أَفَائِجُ ( *!وأَفاوِيجُ ) .
( *!وفَاجَ المِسْكُ ) : سَطَعَ . وفَاجَ : مِثْل ( فَاحَ ) ، قال أَبو ذُؤيب :
عَشِيَّةَ قامتْ في الفنَاءِ كأَنّهَا
عَقِيلَةُ سَبْءٍ تُصْطَفَى *!وتَفوجُ
وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حتى كأَنّها
آسِي علَى الدِّماغِ حَجِيجِ
( و ) *!فاجَ ( النَّهَارُ ) : إِذا ( بَرَدَ ) ، وهاذا على المَثل .
( *!وأَفَاجَ : أَسْرَعَ ، وعَدَا ) ، قال
____________________

(6/164)


الراجز يَصف نَعْجَةً :
لا تَسْبِقُ الشصيْخَ إِذا *!أَفَاجَا
قال ابن بَرِّيّ : الرَّجز لأَبي محمد الفَقْعَسيّ ، وقَبْلَه :
أَهْدَى خَلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجَا
وقيل : أَفاجَ القَوْمُ في الأَرضِ : ذهَبُوا وانْتَشَروا . وأَفاج في عَدْوِهِ : أَبْطأَ ؛ كذا في ( اللسان ) ( و ) أَفاجع ، إِذا ( أَرْسَلَ الإِبلَ على الحَوْضِ قِطْعَةً قِطْعَةً ) .
و ( *!الفَائِجَةُ ) من الأَرض : ( مُتَّسَعُ ما بينَ كلِّ مُرْتَفِعَيْن ) من غُلَظٍ أَو رَمْلٍ ، وهو مذكورٌ في فيج أَيضاً . وعن ابن شُمَيْلٍ : *!الفائجةُ كهيْئةِ الوادِي بين الجَبَلَيْن أَو بين الأَبرَقَيْن كهيئةِ الخَلِيفِ ، إِلاّ أَنّها أَوسَعُ ، والجمعُ فَوَائِجُ . ( و ) الفائجة : ( الجَمَاعَة ) ، *!كالفَوْجِ .
( والفَيْجُ ) : رَسُولُ السُّلطانِ على رِجْلِه ، فارِسيّ ( مُعَرَّبُ بَيْك ) والجمع فُيُوجٌ ، ومثلُه في معرّب ابنِ الجَوالِيقيّ وزادَ : وليس بعربيّ صحيحٍ . وفي النِّهاية : الفَيْج : المُسْرعُ في مَشْيِه الذي يَحْمِل الأَخبارَ من بَلدٍ إِلى بَلدٍ . وفي العُبَاب : *!الفَيْج : الذي يُسمِّيه أَهلُ العراقِ الرِّكاب والسَّاعي ؛ نَقَله الطِّيبيّ أَوَّلَ البقرةِ ، نقله شيخنا . ثم قال : هو ثابتٌ عند كَثِيرٍ ، وأَهملَه المصنّفُ تقصيراً . قلت : المصنّف لم يُهمِلُ لأَنه لما صرَّحَ بتَعْرِيبه ظَهَرَ معناه لشُهْرَتِه عندهم . ( و ) الفَيْج أَيضاً : ( الجماعَةُ من النَّاس ) كالفَوْجِ ، والفائجةِ ، جاءَ في شعرِ عَدِيّ بن زيدٍ :
وَبَدَّلَ الفَيْجَ بالزَّرافَةِ وال
أَيَّامُ خُونٌ جَمٌّ عَجَائبُهَا
قال العَلاّمة ابنُ لُبّ : الفَيْجُ ، في قوله هاذا : المُنْفَرِدُ في مَشْيِه ، والزَّرافةُ : الجَماعةُ . قال شيخُنا : وإِذا صحّ النَّقْلُ كَان من الأَضداد .
( و ) أَبو المعالي ( أَحمدُ بنُ الحَسنِ )
____________________

(6/165)


بنِ أَحمدَ بن طاهرٍ ( الفَيْجُ ) ، بغداديّ ، عن أَبي يَعْلَى بن الفَرّاءِ ، وأَبي بكرٍ الخَطيب ، وعنه أَبو الحُسين ( عليّ ) هِبةُ الله بن الحسن الأَمين الدِّمشقيّ ، مات في رجب سنة 513 ، ( ( وهِبَةُ اللَّهِ الفَيْجُ ) وأَبو رَشيدٍ الفَيْجُ ، وأَحمدُ بنُ محمّدٍ الأَصْبَهَانيّ بن *!الفَيْج ، مُحَدِّثُون ) .
( و ) في ( التهذيب ) : ( أَصْلُه : *!فَيِّج ، ككَيِّس ) ، من *!فاجَ *!يَفُوجُ ، كما يقال : هَيَّن ، من هانَ يَهُون ، ثم يُخفَّف فيقال : هَيْنٌ وفَيْجٌ .
( أَو *!الفُيُوجُ ) في قول عَدِيَ .
أَمْ كَيْفَ جُزْتَ فُيُوجاً حَوْلَهُمْ حَرَسٌ
ومُتْرَصاً بابُه بالسَّكِّ صَرّارُ
هم الذين يَدْخُلون السِّجْنَ ويَخرُجون ويَحرُسون ، وفي بعض الأُصول : يحرسون ، بإِسقاط واو العطف .
( وتقول ) وفي نسخة : ويُقال : ( لسْتُ برائجٍ حتى *!أُفَوِّجَ ، أَي أَبَرِّدَ على نَفْسي ) ، وفي نسخة : عن نفسي .
( *!واسْتُفِيجَ فُلانٌ : اسْتُخِفّ ) به ؛ وهاذه والتي قَبْلَهَا من زياداته .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : مَرَّ بنا *!فائِجُ وَلِيمَةِ فُلانٍ : أَي فَوْجٌ ممن كان في طَعامه .
ونَاقَةٌ فائِجٌ : سَمِينةٌ . وقيل : هي حائِلٌ سَمِينةٌ ، والمعروف فاثِجٌ .
فهج : ( الفَيْهَج ) ، من أَسماءِ ( الخَمْر ) الصّافي . وقيل : هو من صِفاتِها . قال :
أَلاَ يا أَصْبَحِينا فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً
بماءِ سَحاب يَسْبِقُ الحَقَّ باطِلِي
____________________

(6/166)



وقيل : هو فارسيّ معرّب . وقال ابن الأَنباريّ : الفَيْهَج : اسمٌ مُخْتَلَقٌ للخَمْر ، وكذلك القِنْدِيدُ وأُمّ زَنْبَقٍ . ( و ) قيل : الفَيْهَج : رضي الله عنه مِكْيَالُهَا ، فارسيّ مُعرّب ( و ) قيل : ( المِصْفاةُ ) لها .
فهرج : ( فَهْرَج ، كجعْفرٍ : د ، بكُورَةِ إِصْطَخْرَ ) من بلادِ فارِسَ ( على طَرَفِ المَفازَةِ ) ، وهو ( مُعَرَّب فَهْرَه ) .
فيج : (*! الفَيْجُ ) بالفتح ، *!والفِيجُ ، بالكسر : الانتشارُ . *!وأَفَاج القومُ في الأَرضِ : ذبُوا وانتشروا . و ( الوَهْدُ المُطْمَئِنّ من الأَرض ) .
وعن الأَصمعيّ : *!الفَوَائِجُ : مُتَّسَعُ ما بين كلِّ مُرْتَفِعَيْنِ من غِلَطٍ أَو رَمْل ، واحِدتُها *!فائِجةٌ . وعن أَبي عمرٍ و : الفائجُ : البِسَاط الواسِعُ من الأَرضِ . قال حُمَيْدٌ الأَرقَطُ :
إِليكَ رَبَّ النّاسِ ذي المَعَارِجِ
يَخْرُجْنَ من نَخْلَة ذي المَضَارِجِ
من *!فائجٍ *!أَفْيَجَ بَعْدَ *!فائجِ
*!وفاجَت النّاقَةُ برِجْلَيْهَا *!تَفِيجُ : نَفَحَت بهما من خَلْفِهَا . ونَاقَةٌ فَيّاجَةٌ : تَفِيجُ برِجْلَيْها . قال :
ويَمْنَح *!الفَيَّاجَةَ الرَّفُودَا
وكلُّ ذالك يَنبغي أَن يُذكَر فِي الياءِ . وكلامُ شيخِنا : وإِذا قيل : إِنها أَعجميّة ، كما صرَّحَ به الجَوَالِقيّ وغيرُه ، فلا دليلَ على الأَصالَة التي ليستْ في اللّفْظ كما لا يَخْفَى ، محلُّ تأَمُّلِ ، فإِنّ الجواليقيّ إِنما صَرَّحَ كغيرِهِ بتَعريبِ الفَيْج الذي هو بمعنى السّاعِي لا أَن المادّة كلَّهَا مُعرَّبَة ، كما هو ظاهر .
*!وفايِجان : قَرْية بأَصْبهَانَ
____________________

(6/167)


منها أَبو عليّ الحسن بن إِبراهيم بن يَسارٍ ، مولى قرش ، ثِقَة مات سنة 301 ، وأَبو موسى عيسى بنُ إِبراهِيمَ بنِ صالِحِ بن زِيَادٍ العُقَيْليّ ، وابنُ بِنْتِه أَبو محمدٍ عبدُ الله بن محمد بن إِبراهيم بن إِسحاق *!الفايجاني ، محدّثون .
2 ( فصل القاف ) مع الجيم ) 2
قبج : ( القَبجُ ) بفتح فسكون كما هو مقتضى عادته ، ومِثْلُه في ( اللسان ) وغيره ، وأَنكره شيخُنَا فقال : لا قائلَ به بل هو مُحَرَّكاً : ( الحَجَلُ ) وَزْناً ومَعْنى ، وهو أَيضاً الكَرَوانُ ، وهو بالفَارسيّة كَبْج ، معرّب ، لأَن القاف والجيم لا يجتمعانِ في كلمة واحدة من كلامِ العرب ؛ كذا في ( اللسان ) . قال شيخنا : وشاع بحيث إِن كثيراً من الأَئمَّة نقلَه كأَنَّه عربيّ ، واستعمله القدماءُ في أَشعارهم .
( والقَبَجَة تَقَعُ على الذَّكَر والأُنثى ) حتى تقول : يَعْقُوبٌ ، فيختصّ بالذَّكَرِ ، لأَنّ الهاءَ إِنّمَا دخلتْه على أَنّه الواحدُ من الجِنْس ، وكذلك النّعَامَة حتى تقول : ظَلِميٌ ، والنَّحْلَة حتى تقول : يَعْسُوب ، والدُّرّاجة حتى تقول : حَيْقُطَانٌ ، والبُومَة حتى تقول : صَدًى ، ومثله كثير .
( ) والقَبْج : جَبَلُ بعَيْنه ، قال :
لوْ زَاحَمَ القَبْجع لأَضْحَى مائِلاَ
كذا في ( اللّسَان ) ، وهذا مستدرَك عليه .
قجقج: ( *!القَجّقَجَة ؛ لُعْبةٌ ) لهم ( يُقَال لها : عَظْمُ وَضَّاحٍ ) ، معرّب ، وإِن لم يُصرِّح بذالك ، للقاعدة السابقة .
قرج : والقَرْحُ ، بفتح فسكون : قَرْيَة
____________________

(6/168)


بالرَّيّ ، فيما يَظُنُّ السّمعانيُّ ، منها أَيّوبُ بن عُرْوَةَ ، كوفيّ .
قربج : ( القُرْبَج ، كقُرْطَق : الحَانوت ) ، وهو بالفارسية كُرْبق ، وسيأْتي في كربج المزيد في ذالك .
قرعج ، قزعج : ( المُقَرْعَج ، كمُسَرْهَد ) هاكذا بالرّاءِ عندنا في النسخ ، وفي ( اللسان ) بالزّاي ( : الطَّويلُ ) عن كُراع .
قطج : ( القِطَاجُ ، كسَحَبٍ ، وكِتَابٍ : قَلْسُ السَّفينةِ ) ، عن أَبي عمرٍ و . ( والقَطْجُ : إِحْكَامُ فَتْلهِ ) ، أَي القَلْسِ ، ( أَو الاسْتقاءُ من البِئرِ به ) ، يقال فيهما : قَطَجَ قَطْجاً .
قلج : ( القُول 2 نْجُ ) عَجَميّة ، ( وقد تكسر لامه ، أَو هو مكسور الّلام ، ويُفْتَح القافُ ويُضَمّ : مَرَضٌ ) مشهور ( مِعَويّ ) منسوب إِلى المِعَى ( مُؤْلِم ) جدًّا ( يَعْسُرُ معه خُرُوجُ الثُّفْلِ والرِّيحِ ) .
قنج : ( قِنَّوج كسِنَّوْر ) ، ومنهم من يُبدل النُّونَ ميماً . في ( التهذيب ) أَنه مَوضِعٌ في بَلدِ الهِنْدِ . والصَّواب أَنه ( د ، بالهند ) كبيرةٌ متّسعة ذاتُ أَسوَاقٍ ، تُجلَب إِليها البضائعُ الفاخرة ، ( فَتَحَه ) السّلطانُ المجاهد ( محمودُ بنُ سُبُكْتِكِين ) الغَزْنَوِيّ بعد محاصرةً شديدة . وقرَأْتُ في الإِصابَة للحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلانيّ ، في القسم الثالث من السين المهملة ، ما نَصّه : روى أَبو موسى في الذَّيل ، من طريقِ عُمر بن أَحمدَ الإِسْفَرايِنيّ : حدثنا مكّيْ بن أَحمدَ البَرْدَعِيّ : سمعْت إِسحاقَ بنَ إِبراهِيمَ الطُّوسيّ يقول وهو ابن سبع وتسعين سنةً قال : رأَيت سَرْباتك ملكَ الهِند في بلدةٍ تسمى قِنَّوجْ ، وقيل بالميم ، بدل النُّون ، فقلت : كم أَتَى عليك من السِّنين . . إِلى آخر الحديث ، فراجِعْه .
قنفج : ( القِنْفِج ، بالكسر ) ويُوجد في
____________________

(6/169)


بعض أُمهات اللغة ضبطه بالضّمّ : ( الأَتَانُ العَرِيضة السَّمينة ) ، ويقال : القَصِيرَة ، بدل ( العريضة ) ، كذا في ( اللسان ) .
قوج : ( أَحمدُ بنُ *!قَاجٍ : مُحدِّثٌ ) .
2 ( فصل الكاف ) مع الجيم ) 2
كأَج : ( *!كَأَجَ كمَنَع ) ، في ( التهذيب ) : أَهْمَلَه اللَّيث . وروى أَبو العبّاس عن ابن الأَعرابيّ قال : *!كَأَجَ الرَّجُل : ( ازْدادَ حُمْقُه ) .
( *!والكِئاجُ ، بالكسر : الحَماقَةُ والفَدَامَةُ ) .
كثج : ( كَثَجَ من الطَّعامِ يَكْثِجُ ) ، بالكسر : إِذا ( أَكلَ منه ما يَكْفيه ) ؛ كذا في ( التهذيب ) ، ( أَو ) كَثَجَ : إِذا ( امْتَارَ منه فأَكْثَرَ ) ، فهوَ يَكْثِج ؛ وهذا عن ابن السِّكِّيت . وقال ابن سِيده : كَثَجَ من الطَّعامِ : إِذا أَكْثَرَ منه حتَّى يمتلِىء .
كجج : ( ا*!لكُجَّة ، بالضّمّ : لُعْبَةٌ ) لهم ، ( يأْخذُ الصَّبيّ خِرْقةً فيُدَوِّرُها ) ويجعلها ( كأَنَّها كُرَةٌ ) ثم يَتقامَر بها .
( *!وكَجَّ ) الصَّبِيُّ : ( لَعِبَ بها ) . وفي حديث ابن عباس : ( في كلِّ شَيْءٍ قِمَارٌ حتى في لَعبِ الصِّبيان*! بالكُجَّة ) ؛ حكاه الهَرَوِيّ في الغَريبَين .
( *!والكَجْكَجَةُ : لُعْبَةٌ تُسمَّى اسْتَ الكَلْبةِ ) . وفي الحَضَر يقال لها : البُكْسَة ؛ كذا في ( التهذيب ) .
( وقُتَيبة بن *!كُجٍّ ، بالضّمّ ، بُخَاريٌّ
____________________

(6/170)


مُحدِّث ) رَوعى ، وحَدَّث ، مات سنة 292 .
*!والكُجّ : هو الجُصّ ، مُعرَّب .
وأَبو مُسلم إِبراهيم بن عبد الله بن مُسْلم *!الكُجِّيّ ، بَنى دَاراً بالبَصْرة بالكُجِّ فقيل له : الكُجِّيّ ، لإِكثاره ذِكْرَه . وأَما نَسبُه إِلى الكُشّ ، فإِن جدَّه مُسْلِماً هو ابنُ باغر بن كُشّ ، فهو الكُشّي الكُجِّيّ فليُتَنَبَّه لذالك ، فإِنه رُبما يَتوهَّمُ مَنْ لا معرفةَ له أَن الكُشّ تَعريب كُجّ .
( و ) أَبو القاسم ( يوسفُ بنُ أَحمدَ بنِ *!كَجّ القاضي ، بالفتح ) : أَحد أَئمَّة الشّافعيّة ، لما انصرفَ الحافظُ أَبو عَلّي السِّنجيّ من عند أَبي حامدٍ الإِسْفَرايِنيّ ، اجتازَ به ، فرأَى عِلْمَه وفَضلَه . فقال : يا أُستاذ ، الاسمُ لأَبي حامدٍ ، والعِلْمُ لك ؟ فقال : رَفَعتْه بَغدادُ ، وحَطَّتْني الدِّينَوَرُ . قَتَله العَيْارون بها سنة 405 .
كدج : ( كَدَجَ ) ، بالكاف والدّال المهملة . قال الأَزهريّ : أَهْمله اللّيث . وقال أَبو عمرٍ و : كَدَج ( الرَّجُلُ ) ، إِذا ( شَرِبَ من الشَّرَاب كِفَايَتَه ) .
كذج : ( الكَذَج ) ، بالذّال المعجمة ( محرَّكةً ) حِصْنٌ معروفٌ ، وجَمْعُه كَذَجَاتٌ . وفي ( التهذيب ) : أُهْمِلت وُجوه الكاف والجيم والذّال إِلاّ الكَذَج بمعنى ( المَأْوَى ) وهو ( مُعرَّب كَذَه ) . ويقال : مِيكَذَه ، أَي مَأْوَى الخَمْر .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكَيْذَجُ : بمعنى التُّراب ، عن كُراع ؛ ذَكَره في ( التهذيب ) في آخر ترجمة كثج .
كرج : ( الكَرَجُ ، محرَّكَة : بَلَد ) الأَميرِ المشهورِ بالجُود والشَّجاعة ( أَبي دُلَف )
____________________

(6/171)


بن عيسى بنِ إِدريسَ بن مَعْقِلِ بنِ شَيْخِ بن عُمَيرٍ ( العِجْلِيّ ) ، بكسر العين ، منسوب إِلى عِجْلِ بنِ لُجَيمٍ : قبيلةٍ ، وهو أَبو دُلَف الذي قِيل فيه :
إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبو دُلَفٍ
بين بَادِيهِ ومُحُتَضَرِهْ
فَإِذَا وَلَّى أَبو دُلَفٍ
وَلَّتِ الدُّنْيَا على أَثَرِه
وتوفي سنة 225 ، وبين الكَرَجِ ونَهَاوَنْدَ مَرّحلتانِ . ونُسب إِليها أَبو الحُسين محمّدٌ الأَصَمُّ ، وأَبو العبّاس القاضي المُقيم بمكَّةَ ؛ ذكرهم عبد الغنيّ . وقال ابن الأَثير : هي معدينة بالجَبَل بين أَصبهانَ وهَمَذَانَ ، ابتدأَ بعِمارتها عيسى بنُ إِدريسَ ، وأَتَمَّها ابنُه أَبو دُلَف . ( و : ة ، بالدِّينَوَرِ ) . وفي ( التهذيب ) : اسم كُورةٍ معروفة . والكَرَجُ أَيضاً : موضع .
( و ) والكُرَّجُ ، ( كقُبَّرٍ : المُهْرُ ) الّذي يُلْعَبَ به ، ( مُعرَّبُ كُرَّهْ ) . وقال اللّيث : يُتَّخذ مهثْلَ المُهْرِ يُلْعَب عليه ، وهو دَخيل لا أَصلَ له في العربيّة . قال جرير :
لَبِسْتُ سِلاَحي والفَرَزْدَقُ لُعْبَةٌ
عليها وِشَاحَا كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ
وقال :
أَمْسَى الفَرزْدقُ في جَلاجلِ كُرَّجٍ
بعْدَ الأُخَيْطلِ ضَرَّةً لجَريرِ
( والكُرَّجِيّ : المُخنَّث ) .
( والكَرارِجَة : سَمَكٌ خُضْرٌ قِصارٌ ، كالكُرَيْرِجِ ، كقُذَعْمِلٍ ) .
والكُرْجُ ، بالضّمّ : جِيلٌ من النَّصارَى . ومنهم من جَعلَها ناحيةً من الرُّوم بثُغورِ أَذْرَبيجانَ .
( وكَرِجَ الخُبْزُ ، كفَرِحَ ، وأَكْرَجَ وكَرَّجَ ) ، بالتشديد ( وتَكرَّجَ ) ، أَي ( فَسَدَ وعَلَتْه خُضْرةٌ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : كَرِجَ الشيءُ ، إِذا فَسَدَ .
____________________

(6/172)



والكارِجُ : الخُبْزُ المُكرَّجُ .
وتَكَرَّجَ الطَّعامُ : إِذا أَصابه الكَرَجُ .
كركانج : ( ) ومما يستدرك عليه :
الكُرْكَانْجُ ، بالضّمّ والنّون والجيم : مَدِينة بخُوارَزْمَ ، منها أَبو حامدٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عليَ المُقرىء ، صاحب المصنَّفات ، ذَكَرَه المَدِينيّ في ( طبقات القُرَّاءِ ) ، تُوُفِّيَ سنة 481 .
كربج : ( الكُرْبجُ ، كقُرْطَق ) وقُنْفُذ : ( الحانوتُ ) : الدُّكَّان ، ( أَو مَتاعُ حانوتِ البَقَّالِ ) . وقيل : هو موضعٌ كانت فيه حانوت مَوْردةٌ . قال ابنُ سيده : ولعلّ الموضِع إِنما سُمِّيَ بذالك ، وأَصلُه بالفارسيّة كُرْبُق . قال سيبويه : والجمع كَرَابجَةٌ ، أَلحَقوا الهاءَ للعُجْمة . قال : وهاكذا وُجِدَ أَكثرُ هاذا الضَّرْب من الأَعجميّ ؛ وربما قالوا : كَرابجُ . ويقال للحانوت كُرْبُجٌ وكُرْبُق وقُرْبُقٌ وقُرْبُجٌ .
والكُرَابجُ ، بالضّمّ : لَقَبُ الجَمَالِ يُوسُفَ بنِ محمّدِ بن عبدان المُؤدِّب المُحدِّث ، تُوفّي سنة 295 ؛ كذا في ( معجم الذُّهبيّ ) .
كسج : ( الكَوْسَجُ ) ، بالفتح ، وعليه اقتصر ثعلب في الفصيح ، وأَكثرُ شُرّاحِه ، وهو الذي في ( الصّحاح ) و ( المِصْباح ) ، ( ويُضَمّ ) ، وهاذا أَنكره يَعقوبُ بنُ السِّكِّيت وابنُ دُرُسْتَوَيْه . وقال ابن خالَوَيْه : كَلامُ العرب : الكَوْسَج ، بالفتح . قال : وقال الفَرّاءُ : من العرب من يقول : كُوسَج ، فيأْتي به على لفّظ الأَعجميّ . وزاد ابنُ هِشام اللَّخْميّ أَنه يقال : كُوسُج ، بضمّ السّين . قال شيخنا : وهو أَغْربُها . ثم قال : وبما نقله المصنّف من ضمّ أَوّله يُتعقَّب قولُ أَبي حَيَّانَ : ليس لهم فُوعَل إِلا صُوبَج وسُوسَن ، لا ثالث لهما ( : م ) أَي معروف . وفي ( المحكم ) هو الذي لا شَعَر على عارِضَيْه ، وهو الأَثَطُّ . وفي شروح الفصيح أَنه النَّقيُّ الخَدَّينِ من الشَّعرِ .
____________________

(6/173)



( و ) الكَوْسَج : ( سَمَكٌ ) في البَحر ( خُرْطومه كالمِنْشَارِ ) ، يأْكلُ النّاسَ ، ويُسمَّى اللُّخْم .
( و ) قال الأَصمعيّ : هو ( النّاقسُ الأَسنانِ ) . قال سيبويه : أَصلُه بالفارسيّة كُوزَه . ونقل شيخنا عن رجُلٍ : أَن امرأَته قالت له : أَنت كَوْسَج . فقال لها : إِنّ كنتُ كَوْسَجاً فأَنت طالق ، فسأَل عن ذالك إِمامَ العِراق وشَيْخَ الكوفة الإِمامَ أَبا حَنيفة رضي الله عنه . فقال : تُعَدّ أَسنانُه ، فإِنْ كانت ثمانياً وعشرين فهو كَوْسَج ، وتُطلَّق عليه ؛ وإِنْ كانت اثنتين وثلاثين فَلا ، ولا تُطلَّق . فعُدَّت ، فوُجِدت اثنتَين وثلاثين .
( و ) الكَوْسَج : ( البَطِيءُ من البَراذين ) . وهاذه من الأَساس .
وفي ( التهذيب ) : الكاف والسين والجيم مهملة غيرَ الكَوْسج . قال : وهو مُعرَّبٌ لا أَصلَ له في العربيّة . ( و ) في ( شِفاءِ الغليل ) : الكَوْسَجُ عَجميّ مُعرَّب ، واشتقّوا منه فِعْلاً وقالوا : ( كَوْسَجَ ) الرَّجُلُ : إِذا ( صار كَوْسَجاً ) . وقالوا : مَنْ طالتْ لِحْيَتُه تَكَوْسَجَ عَقْلُه .
والكَوْسَجُ : لَقَبُ أَبي يَعقوبَ إِسحاقَ بنِ منصورِ بن بهْرَامَ المَرْوَزيّ ، وأَبي سَعِيدٍ الحَسن بن حَبيبٍ البصيّ ، وعبد ربه بنِ بارِقٍ الحَنَفيّ اليَماميّ ، وهم مُحدِّثون .
كسبج : ( الكُسْبُجُ ، كبُرْقُعٍ : الكُسْبُ ) ، بلغةِ أَهل السَّواد ، ( مُعَرَّبٌ ) .
كستج : ( الكُسْتِيجُ ، بالضّمّ : خَيْطٌ غليظٌ يَشُدُّه الذِّمِّيُّ فوقَ ثِيابه دُون الزُّنّارِ ) ، وقد تكرّر ذِكْرُه في كُتب الفِقه ، وهو ( معرّبُ كُسْتِي ) .
( والكُسْتَجُ ) ، بضمّ أَوّله وفتح ثالثه : ( كالحُزْمَةِ من اللِّيف ، مُعرَّبُ ) كُسْتَه .

____________________

(6/174)


كشعثج و كشعظج : ( الكَشَعْثَجُ ، كسَفَرْجَلٍ ) : بالشين والثَّاءِ المثلّثة بينهما عين مهملة ، ( و ) كذا ( الكَشَعْظَج ) بالظّاءِ بدل المثلّثة : لفظانِ ( مُوَلَّدانِ ) ، ولاكنه لم يَذكُرْ على أَيّ شيْءٍ أَطْلَقَهما المُوَلَّدون لأَجل الفائدة ، وأَما بغير التعريفِ بحالِهما فعَدَمُ ذِكْرهما أَوْلَى .
كلج : ( الكَلَجُ ، محرّكةً ) ، أَهملَه اللّيث . وقال غيرُه : هو ( الكَريمُ الشُّجاعُ ، ورَجلٌ كريمٌ من ضَبَّةَ ) بنِ أُدَ ، كان شُجاعاً .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الكُلُج ، ( بضَمَّتَيْن : الرِّجالُ الأَشِدَّاءُ ) .
( و ) عنه أَيضاً ، ( الكيْلَجَة ) بكسر الكاف وفتح الّلام ، ومثلُه في ( المِصباح و ( المغرب ) و ( شرح التقريب ) للحافظ السّخاويّ ، ولكنه خلافُ قاعدته السابقة . وزاد في ( شفاءِ الغليل ) أَنه يقال لها أَيضاً : كيلَقَة وكيلَكَة ، والكُلّ صحيح : ( مِكْيال ، م ) معروف ( ج ، كَيالجَةٌ ) ، الهاءُ للعُجْمة ( وكَيالِجُ ) .
( وكيلَجَةُ ) بالضّبط السابِق : ( لقبُ محمَّد بنِ صالحٍ ) .
كمج : ( الكَمَجُ ، مُحَرَّكةً ) ، أَهمله اللّيث . ورُوِيَ هاذا البَيتُ لطَرَفة :
وبفَخْذَيْ بَكْرةٍ مَهْريَّةٍ
مثْلِ دِعْصِ الرَّمْلِ مُلْتَفِّ الكَمَجْ
قيل : هو ( طَرَفُ مَوْصلِ الفَخِذِ من العَجُزِ ) ؛ كذا في ( اللسان ) .
كمرج : ( ) ومما يستدرك عليه :
كَمَرْجَةُ ، بالفتح : وهي قَرية بصُغْدِ سَمَرْقَنْدَ ، منها محمّد بنُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ الإِسْكَافُ المُؤذِّنُ الكَمَرْجيّ ، رَوَى عن
____________________

(6/175)


محمّدِ بن مُوسى الزَّكانيّ ، وعنه أَبو سَعد الإِدريسي .
كندج : ( الكَنْدُوجُ ) ، بالفتح : ( شِبْهُ المَخْزَنِ ) . وفي ( المصباح ) : وضُمَّت الكافُ لأَنه قياسُ الأَبنية العربيّة . وهي الخِزانة الصَّغيرةُ ( مُعَرَّبُ كَنْدُو ) .
( وكَنْدَجَةُ البَانِي في الجُدْرانِ والطِّيقانِ مُولَّدةٌ ) ، لأَنَّ الكافَ والجيمَ لا يجتمعانِ في كَلمةٍ عربيّةٍ إِلاَّ قَوْلهم رجلٌ جَكِر ، كذا في ( المِصباح ) .
وكِنْدَاجُ ، بالكسر : جَدّ أَبي عبد الله الحُسينِ بنِ المُظَفَّر بن أَحمدَ بن عبد الله بن كِنْدَاجَ ، رَوَى وحَدَّث ، تُوفِّيَ سنة 401 ، كذا في تاريخ الخطيب .
كنج : ( الكَاكَنَجُ ) ، بفتح الكاف والنُّون : ( صَمْغُ شَجرةٍ ) ، وسبقَ له في ( عبب ) أَنه شَجرٌ فتَأَمَّلْ ؛ قاله شيخنا ، ( مَنْبِتُها بجِبالِ هَرَاةَ ) وهو ( من أَلْطَفِ الصُّموغ ، حُلْوٌ ، فيه بُرودَةٌ كافوريَّة ، يُليِّنُ الطَّبْعَ ، ويَنفَعُ من قُورحِ المَثَانةِ ومن الأَوْرَامِ الحَارَّةِ ) . ومِثْلُه في التَّذْكِرة ، وقَسَّمَه ابنُ الكُتبيّ فيما لا يَسَع الطبيبَ جَهْلُه صِنْفَيْنِ .
كنفج : ( الكُنَافِج ، بالضّمّ : الكثيرُ من كلِّ شَيْءٍ ) ، قال أَبو منصور : أَنشدني أَعرابيٌّ بالصَّمّان :
تَرْعَى منَ الصَّمّان رَوْضاً آرِجَا
ورُغِلاً باتَتْ به لَواهجَا
والرِّمْثُ من أَلْوَادِهِ الكُنَافِجَا
( و ) قال شَمِرٌ : الكُنَافِجُ : ( السَّمينُ المُمْتَلىءُ والمُكْتنِز من السَّنابِلِ ) . وعن ابن سيده : وقيل : هو الغَليظُ النَّاعمُ .
____________________

(6/176)



قال جَنْدلُ بنُ المُثَنَّى :
يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنَافِجِ
كيج : ( ) ومما يستدرك عليه :
*! الكِياجُ وهي الفَدَامةُ والحَمَاقَة ، لغة في الهمزة ؛ هنا أَوردَه ابن منظور ثانياً .
كندج : وكُنْدَايج ، بالضمّ : قريةٌ بأَصْبهانَ منها أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ عبد الله بن مُوسى المَدينيّ الفَقيه .
كوج : *!وكُوجٌ ، بالضَمّ : لقبُ جَدّ أَبي العبْاس أَحمدَ بنِ أَسدِ بن أَحمد بن باذلٍ الصّوفيّ ، شيخ الحَرَم ، روى عن أَبي الحُسين مُحمّدِ بن الحُسين بن التّرْجُمان الصُّوفيّ بالرَّمْلة ، وعنه أَبو القاسم هِبةُ الله بنُ عبد الوارث الشِّيرازيّ ، ومات سنة 460 .
كونج : *!وكَونْجان ، بالفتح والكسر ، من قُرَى شِيرازَ ، منها أَبو عبد الله محمّدُ بنُ أَحمدَ بن حَيّويَهْ الشِّيرازيّ المؤدِّب ، مات سنة 363 .
كنج : وكَنجة ، بالفتح : مَدينةٌ عَظيمة بفارسَ .
واستدرك شيخُنا : الكَنْج ، بفتح فسكون : وهو من أَنواع الحَرير المَنسوج ، والنِّسْبة كِنْجيّ ، بالكسر على غير قياسٍ ، وهو في نَوَاحِي المَشرق أَكثرُ استعمالاً منه في نَواحي المَغرب .
2 ( فصل اللام ) مع الجيم ) 2
لبج : ( لَبَج به الأَرضَ ) ولَبَطَ : ( صَرَعَه ) ورَماه وجَلَدَ به الأَرْضَ .
____________________

(6/177)



( و ) لَبَجه ( بالعَصا : ضَرَبه ) ، وقيل : هو الضَّرْبُ المُتتابعُ فيه رَخاوَةٌ .
ولَبَجَ البَعيرُ بنفْسِه : وَقَعَ على الأَرضِ . قال أَبو ذُؤيب :
كَأَنَّ ثِقَالَ المُزْن بينَ تُضارِعٍ
وشَابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ
ولُبِجَ بالبَعير والرَّجُلِ فهو لَبيجٌ : رَمَى على الأَرضِ بنَفْسهِ من مَرضَ أَو إِعياءٍ .
( وبَرْكٌ لَبيجٌ ) : وهو إِبلُ الحَيِّ كُلِّهم إِذا أَقامَتْ ( بارِكةً حَوْلَ البَيْتِ ) كالمَضْروبِ بالأَرض . وقال أَبو حَنيفَة اللَّبِيجُ : المُقيمُ .
ولَبَجَ بنفْسِه الأَرضَ فنامَ ، أَي ضَرَبَها بِهِا .
( واللُّبْجَة ، بالضّمّ وبضمّتين وبالتَّحريك ) ، لم يَذكُرْ منها أَئمّةُ اللُّغةِ إِلاّ الضَّمَّ والتَّحريك : ( حَدِيدةٌ ذاتُ شُعَبٍ ) كأَنّها كَفٌّ بأَصابعها ( يُصَادُ بها الذِّئبُ ) ، وذالك أَنها تَفَرَّجُ . فيوضَعُ في وَسَطها لَحْم ، ثمّ تُشَدّ إِلى وَتِدٍ ، فإِذا قَبَضَ عليها الذِّئبُ الْتَبَجَتْ في خَطْمِه فقَبضَتْ عليه وصَرَعتْه . والْتَبَجَت اللُّبْجَةُ في خَطْمِه : دَخَلَت وعَلِقَتْ . ( ج ، لَبَجٌ ) محرَّكةً ( ولُبْجٌ ) بضمَ فسكون .
( واللِّبَاج ، بالكسر : الأَحمقُ الضَّعيفُ ) ، فهو لم يَزَلْ كالمصروعِ المُقيمِ اللاَّصق بالأَرض ، إِن لم يكن مُصحَّفاً من الكِياج بالكاف .
( و ) قال أَبو عُبيدٍ : ( لُبِجَ به كعُنِيَ ) : إِذا ( صُرِعَ ) به ، لَبْجاً . ولُبِجَ به ولُبِطَ : إِذا صُرِعَ وسَقَطَ من قِيام . وفي حديث سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ لمّا أَصابه عامرُ بنُ رَبيعةَ بعَيْنه ( فلُبِجَ به حتى ما يَعْقِل ) أَي صُرِعَ به .
( ) ومما يستدرك عليه :
اللَّبَجُ : الشَّجَاعَةُ ؛ حكاه الزمخشريّ .
____________________

(6/178)



وفي الحديث : ( تَباعَدتْ شَعُوبُ من لَبَجٍ فعَاشَ أَيَّاماً ) هو اسم رجُلٍ ؛ كذا في ( اللسان ) .
لجج : (*! اللَّجَاجُ *!واللَّجَاجَةُ ) *!واللَّجَجُ محرَّكةً عن ابن سيده والزّمخشريّ ، والمُلاَجَّةُ : التَّمادِي في ( الخُصُومة ) . وقيل : هو الاستمرارُ على المُعارَضةِ في الخِصام . وفي التَّوشيح : *!اللَّجَاجُ : هو التَّمادِي في الأَمر ولو تَبيَّنَ الخَطَأَ .
يقال : (*! لَجِجْت ، بالكسر ، *!تَلَجُّ ) ، بالفتح ، ( *!ولَجَجْت ) ، بالفتح ، ( *!تَلِجّ ) ، بالكسر : إِذا تَمادَيْتَ على الأَمرِ وأَبَيْتَ أَن تَنصرِف عنه ؛ كذا في ( المحكم ) . وقال اللّيث : *!لَجَّ فُلانٌ *!يَلِجّ *!ويَلَجّ ، لغتانِ . وقال اللِّحيانيّ في قوله تعالى : { وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ( البقرة : 15 ) أَي *!يُلِجُّهم . قال ابن سيده : فلا أَدرِي أَمِن العَرب سمعَ ( *!يُلِجُّهم ) أَم هو إِدلالٌ من اللِّحيانيّ وتَجاسُرٌ . قال : وإِنّما قلتُ هاذا لأَني لم أَسمعْ *!أَلْجَجْتُه .
( وهو *!لَجُوجٌ *!ولَجُوجَةٌ ) ، الهاءُ للمُبالغةِ ( *!ولُجَجَةٌ ، كهُمَزةٍ ) ، نقله الجوهريّ عن الفرَّاءِ ، والأُنثى *!لَجُوجٌ وقرأْت في ديوان الهُذليّين قول أَبي ذؤيب :
فإِنّي صَبَرتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبسٍ
وقَدْ لَجَّ مِن ماءٍ الشُّؤُونِ لَجُوجُ
قال الشارح : لَجُوجٌ : اسمٌ ، مثلُ سَعُوطٍ ووَجُورٍ ، أَرادَ : وقد *!لَجَّ دَمْعٌ لَجوجٌ . وفي اللِّسان : وقد يُستعمَل في الخَيّل ، قال :
من المُسْبَطِرّاتِ الجيادِ طِمِرَّةٌ
لَجُوجٌ هَواهَا السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ
( ) ورجُل*! مِلْجَاجٌ : *!كلَجُوجٍ ، كذا في ( اللِّسان ) و ( الأَساس ) ، فهو مستدرك على المصنّف ، قال مُلَيحٌ :
من الصُّلْب *!مِلْجَاجٌ يُقطِّعُ رَبْوَها
بُغَامٌ ومَبْنيُّ الحَصيرَيْنِ أَجْوفُ
( *!واللَّجْلَجةُ ) عن اللّيث : أَن يَتكلَّمَ الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِ بَيِّنٍ . واللَّجْلَجَةُ أَيضاً : ثِقَلُ اللِّسانِ ونَقْصُ الكَلامِ ،
____________________

(6/179)


وأَن لا يَخْرُجَ بَعضُه في إِثْر بعضٍ .
( *!والتَّلَجْلُجُ ) *!واللَّجْلَجَةُ ( : التّردُّدُ في الكلام ) .
ورجلٌ*! لَجْلاجٌ ، وقد *!لَجْلَجَ *!وتَلَجْلَجَ . وقيل لأَعرابيّ : ما أَشدُّ البَرْدِ ؟ قال : إِذا دَمَعَت العَينان ، وقَطَرَ المَنْخِرَان ، *!ولَجْلَجَ اللِّسان . وقيل : *!اللَّجْلاجُ : الّذي يَجولُ لِسانُه في شِدْقِه . وفي ( التهذيب ) : اللَّجْلاَجُ : الذي سَجيَّةُ لِسانِه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه .
وفي ( الصّحاح ) و ( الأَساس ) : *!يُلَجْلِجُ اللُّقْمَةَ في فيه ، أَي يُرَدِّدها فيه للمَضْغ .
وعن أَبي زيدٍ : يقال : الْحَقُّ أَبْلَج ، والباطل *!لَجْلج ، أَي يُرَدَّدُ من غير أَنْ يَنْفُذَ . *!واللَّجْلَجُ : المُختلِط الذي ليس بمستقيمٍ . والإِبلَجُ : المُضيءُ المُستقيمُ ، وكلُّ ذالك مُستدرَك على المصنّف ، فإِنّ تَرْكَ ما هو الأَهَمُّ غيرُ مَرْضيَ عند النُّقَّاد .
( *!واللُّجّ ، بالضَّمّ : الجَماعَةُ الكثيرةُ ) على التَّشبيه بلُجَّة البَحْر ، فهو مستدرك على الزّمخشَريّ ، حيث لم يَذْكُرْه في ( مَجاز الأَساس ) .
( و ) *!اللُّجّ : ( مُعظَمُ الماءِ ) وخَصَّ بعضُهم به مُعظَمَ البَحْرِ . وفي ( اللسان ) : لُجُّ البَحْرِ : الماءُ الكثيرُ الَّذي لا يُرَى طَرفاه ، ( *!كاللُّجَّة ) بالضَّمّ ( فيهما ) . ولا يُنظَر إِلى مَنْ ضبَطَه بالفتح نَظراً إِلى ظاهرِ القاعدة ، فإِنّ الشُّهرةَ كافيَةٌ ، وقد كفانا شيخُنا مُؤْنَةَ الرّدّ على مَن ذَهب إِليه ، فرحمه اللَّهُ تعالى وأَحسنَ إِليه .
وفي ( شَرْح ديوان هُذيلٍ ) : *!اللُّجَّةُ : الماءُ الكثيرُ الّذي لا يُرَى طَرفاه . وفي ( اللسان ) *!ولُجَّةُ البَحْرِ : حيثُ لا يُدْرَكُ قَعْرُه .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!لُجُّ البَحْرِ : عُرْضُه .
*!ولُجَّةُ الأَمرِ : مُعْظَمه . وكذالك لُجَّةُ الظَّلامِ . والجمعُ لُجٌّ *!ولُجَجٌ *!ولِجَاجٌ ، بالكسر في الأَخير . أَنشد ابن الأَعرابيّ :
وكيفَ بِكُمْ يا عَلْوُ أَهْلاً ودُونَكُمْ
*! لِجَاجٌ يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ وبِيدُ
____________________

(6/180)



واستعار حِماسُ بنُ ثَاملٍ *!اللُّجَّ لِلَّيْل فقال :
ومُسْتَنْبِحٍ في *!لُجِّ لَيْلٍ دَعَوْتُه
بمَشْبوبَةٍ في رَأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ
يَعني مُعْظَمَه وظُلمَه . *!ولُجَّ اللَّيلِ : شِدّةُ ظُلّمَتِه وسَوادِه . قال العَجّاجُ يَصف اللَّيْلَ :
ومُخْدِرُ الأَبصارِ أَخْدَرِيُّ
( حَوْمٌ غُدَافٌ هَيْدَبٌ حُبْشيُّ )
لُجٌّ كأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ
أَي كأَنَّ عِطْفَ اللَّيل مَعطوفٌ مرَّةً أُخْرَى فاشتدَّ سَوادُ ظُلمتِه . فهاذا وأَمثالُه كلُّه ممّا يَنبغِي التّنبيهُ عليه .
( ومنه ) أَي من مَعنَى *!اللُّجَّةِ : ( بَحْرٌ ) *!لُجَاجٌ ، و ( *!-لُجِّيٌّ ) ، بالضّمّ فيهما ، ( ويُكْسَر ) في الأَخير اتِّباعاً للتّخفيف : أَي واسعُ اللُّجِّ ، قال الفرَّاءُ : كما يقال : سُخْرِيّ وسِخْرِيّ . ويقال : هاذا لُجُّ البَحْرِ ، ولُجَّةُ البَحرِ .
( و ) من المجاز : اللُّجّ ( السَّيْفُ ) ، تَشبيهاً *!بلُجِّ البَحْر . وفي حديث طَلْحةَ بن عُبيد ( اللَّهِ ) : ( إِنهم أَدخلوني الحَشَّ وقَرَّبوا فوَضَعُوا *!اللُّجَّ على قَفَيَّ ) قال ابن سيده : فأَظنّ أَنّ السَّيف إِنما سُمِّيَ لُجًّا في هاذا الحديث وَحدَه . وقال الأَصمعيّ : نُرَى أَنّ اللُّجَّ اسْمٌ يُسَمَّى به السَّيفُ ، كما قالوا : الصَّمْصامَةُ ، وذو الفَقَار ونَحْوه . قال : وفيه شَبَهٌ *!بلُجَّة البَحر في هَوْلِه . ويقال : اللُّجُّ : السَّيفُ ، بلغة طَيِّىءٍ . وقال شَمِرٌ ، قال بعضُهم : اللُّجّ : السَّيّفُ ، بلُغة هُذَيلٍ وطَوائفَ من اليعمن .
( و ) اللُّجّ : ( جانبُ الوادِي ، و ) هو أَيضاً ( المَكانُ الحَزْنُ من الجَبَل ) دُونَ السَّهْل .
( و ) اللُّجُّ ( : سَيْفٌ عَمْرِو بن العَاص ) بن وائلٍ السَّهْميّ . إِنْ صَحَّ فهو سَيْفُ الأَشْتَرِ النَّخَعيّ ، فقد نَقَلَ ابنُ الكَلْبيّ أَنه كان للأَشْتر سَيْفٌ يُسمِّيه اللُّجَّ واليَمَّ ، وأَنشد له :
ما خَانَني اليَمُّ في مَأْقِط
ولا مَشْهدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإِزَارَا
____________________

(6/181)



ويروى : ما خَانني اللُّجُّ .
( *!واللَّجَّةُ ) ، بالفتح : ( الأَصواتُ ) والضَّجَّةُ . ( و ) في حديث عِكْرمَة : ( سَمِعْت لهم *!لَجَّةً بآمينَ ) يعني أَصواتَ المُصلِّينَ . واللَّجَّةُ : ( الجَلَبَةُ ) وقد تكون اللَّجّةُ في الإِبل . وقال أَبو محمّدٍ الحَذْلَميّ :
وجَعَلتْ *!لَجَّتُها تُغنِّيه
يعني أَصواتَها ، كأَنّها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمه ليُوردَها الماءَ .
( و ) في ( الأَساس ) : ومن المجاز : وكأَنه يَنظُر بمثْل *!اللُّجَّتَيْن . *!اللُّجّة ( بالضّمّ المِرْآة . و ) تُطْلَقُ على ( الفِضَّةِ ) أَيضاً ، على التَّشبيه .
( *!ولَجَّجَ ) السَّفِينُ ( *!تَلْجيجاً : خاضَ *!اللُّجَّةَ ) . ولَجُّوا : دخلوا في *!اللُّجِّ . *!وأَلجَّ القَومُ *!ولَجَّجُوا : رَكِبوا اللُّجَّةَ . ( و ) في شِعر حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ :
لا تَصْطَلِي النّارَ إِلاّ مِجْمَراً أَرِجاً
قد كَسَّرَتْ مِنْ يَلَنْجُوجٍ له وَقَصَا
( *!يَلَنْجُوجُ *!ويَلَنْجَجُ *!وأَلَنْجَجُ ) ، بقلب الياءِ أَلفاً ( *!والأَلَنْجُوجُ *!واليَلَنْجَجُ ) *!والأَلَنْجَجُ ( *!واليَلَنْجوجُ ) *!والأَلَنْجيجُ ( *!-واليَلَنْجُوجيّ ) ، على ياءِ النِّسبة : ( عُودُ ) الطِّيبِ ، وهو ( البَخُور ) ، بالفتح : ما يُتبخَّرُ به . قال ابن جنِّي : إِنْ قيلَ لك : إِذا كان الزائد إِذا وَقَعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق ، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنَّجَج ، والياءِ في يَلَنْجَج ، والدّليل على صِحَّةِ الإِلحاق ظُهُورُ التَّضعيف ؟ قيل : قد عُلِم أَنّهم لا يُلحِقون بالزّائد من أَوَّل الكلِمةِ ، إِلاّ أَن يكون معه زائدٌ آخَرُ ، فلذالك جازَ الإِلحاقُ بالهمزة والياءِ في أَلَنْجَج ويَلَنْجَج ، لمّا انضم إِلى الهمزة والياءِ النُّونُ ؛ كذا في ( اللّسان ) : وقال للّحيانيّ : عُودٌ *!يَلَنْجُوجٌ *!وأَلَنْجُوجٌ *!وأَلَنجِيجٌ ، فوَصَفَ بجميع ذالك . وقد ذَكَرَ هاذه الأَوزانَ ابنُ القَطّاع في الأَبنية ، فراجِعْها . وهو ( نافعٌ للمَعِدَةِ
____________________

(6/182)


المَسْترْخِيةِ ) أَكْلاً ، ومن أَشهر مَنافِعه للدّماغ والقَلْب بَخُوراً وأَكْلاً .
( و ) *!اللَّجْلَجَةُ : اختلاطُ الأَصواتِ .
و ( *!الْتَجَّت الأَصواتُ ) : ارتفعَتْ ف ( اختَلَطْت ) .
( *!والملْتَجَّةُ من العُيون : الشَّديدةُ السَّوادِ ) .
وكأَنّ عَيْنَه لُجَّةٌ ، أَي شديدةُ السَّوادِ . وإِنّه لشديدُ الْتجاجِ العَيْنِ : إِذا اشتَدّ سَوادُها .
( و ) من المجاز : المُلْتَجَّة ( من الأَرَضينَ : الشَّديدةُ الخُضْرةِ ) ، يقال : الْتَجَّت الأَرْضُ : إِذا اجتمَعَ نَبْتُها وطالَ وكَثُرَ . وقيل : الأَرضُ *!المُلَتجَّةُ : الشَّديدةُ الخُضرةِ ، الْتَفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ . وأَرْضٌ بَقْلُها *!مُلْتَجٌّ : مُتكاثِفٌ .
( و ) *!أَلَجَّ القَوْمُ : إِذا صاحوا .
*!ولَجَّ القَوْمُ *!وأَلَجَّوا : اختلَطَتْ أَصواتُهم .
و ( *!أَلَجَّت الإِبلُ ) والغَنمُ : ( صَوّتَتْ ورَغَتْ ) .
( و ) عن ابن شُمَيلٍ : ( *!اسْتَلَجَّ مَتَاعَ فُلانٍ *!وتَلجَّجَه : إِذا ادَّعاه . و ) من المَجاز في الحديث : ( إِذا ( *!اسْتَلَجّ ) أَحدُكم ( بِيَمِينه ) فإِنه آثَمُ ) ( له عند الله من الكَفَّارَة ) ) وهو استَفْعَلَ من اللَّجَاجِ ، ومعناه : ( لَجَّ فيها ولم يُكفِّرْها زاعِماً أَنه صادقٌ ) فيها مُصيبٌ ؛ قاله شَمِرٌ . وقيل : معناه أَنّه يَحْلِف على شيْءٍ ويَرَى أَنّ غيرَه خيرٌ منه ، فيُقيمُ على يَمِينه ولا يَحْنَثُ ، فذَاك آثَمُ . وقد جاءَ في بعض الطريق : ( إِذا *!اسْتَلْجَجَ أَحدُكم ) ، بإِظهارِ الإِدغامِ ، وهي لُغَةُ قُريشٍ ، يُظهرونَه مع الجزم .
( *!وتَلَجْلَجَ دَارَه منه : أَخَذَها ) ، هاذه العبارةُ هاكذا في نُسختنا ، بل وفي سائر النُّسخ الموجودة بأَيدينا ، ولم أَجِدْها في أُمَّهات اللُّغة المشهورة . والذي رأَيت في ( اللسان ) ما نَصُّه : وتَلَجْلَجَ بالشَّيْءِ : بادر . *!ولَجْلَجَه عن الشَّيْءِ : أَدارَه ليأْخذَه منه . فالظاهر أَنه سَقطَ
____________________

(6/183)


من أَصْل المُسوَّدَة المنقولِ عنها هاذه الفُروع ، أَو تصحيفٌ من المصنّف ، فليُنظَرْ ذالك .
( وفي فُؤادِه *!لَجَاجَةٌ : خَفَقَانٌ من الجُوعِ ) .
( وجَمَلٌ أَدْهَمُ *!لُجٌّ ، بالضَّمّ ، مُبالَغةٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!اسْتلجَجْتُ : ضَحِكْتُ ؛ عن ابن سيده ، وأَنشد :
فإِنْ أَنا لَمْ آمُر ولمْ أَنْهَ عنكُما
تَضاحَكْتُ حتّى *!يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشْرِي
*!والْتَجّ الأَمرُ : إِذا اعَظُمَ واختَلَطَ ، وكذا المَوْجُ . والْتَجّ البَحْرُ : تَلاطَمتْ أَمْواجُه . وفي ( الأَساس ) : عَظُمت *!لُجَّتُه وتَموَّجَ . ومنه الحديث : ( مَنْ رَكِبَ البَحْرَ إِذا *!الْتَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ ) ، هنا ذكرَه ابنُ الأَثير ، وقد سبقَت الإِشارَةُ في ( رَجّ ) . قال ذو الرُّمّة .
كأَنَّنا والقِنَانَ القُودَ نَحْمِلْنا
مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ
وفُلانٌ *!لُجَّةٌ واسِعةٌ : وهو مَجاز ، على التّشبيه بالبَحر في سَعَته .
*!والْتَجَّ الظَّلامُ : الْتَبَسَ واخْتَلَطَ . *!والْتَجَّت الأَرضُ بالسَّرابِ : صارَ فيها منه كاللُّجّ . ومنه : الظُّعْنُ تَسْبَحُ في لُجِّ السَّرابِ . وهُما من المَجاز . وقال أَبو حاتمٍ : الْتَجَّ : صارَ له *!كاللُّجّ من السَّرابِ .
وفي حديث الحُدَيْبِيَة : قال سُهَيلُ بنُ عَمْرٍ و : ( قد *!لَجَّت القَضِيَّةُ بيني وبينك ) : أَي وَجَبَتْ ؛ هاكذا جاءَ مَشروحاً . قال الأَزهريُّ : ولا أَعرِف أَصْلَه .
ومن المَجاز : لَجَّ بهم الهَمُّ والنِّزاعُ .
وبَطْنُ *!لُجّانَ : اسمُ مَوضعٍ ، قال الرّاعي :
فقلتُ والحَرَّةُ السَّوْداءُ دُونَهُمُ
وبَطْنُ لُجَّانَ لمَّا اعْتَادَني ذِكَرِي
وفي تَميمٍ *!اللَّجْلاَجُ بنُ سَعْدِ بنِ سَعِيدِ بن مُحمَّدِ بن عُطَارِدِ بن حَاجبِ بن
____________________

(6/184)


زُرَارَةَ ، بَطْنٌ ، منهم قَطَنُ بن جَزْلِ بن اللَّجْلاَج الجَيَّانيّ ، وَلاَّه الحَكَمُ بنُ هِشامٍ بقُرْطُبةَ ؛ أَوْرَدَه ابنُ حِبَّانَ . وفي الصَّحابَة المُسمّى *!باللَّجْلاجِ رَجُلانِ من الصَّحابَة .
لحج : ( لَحِجَ السَّيفُ ) وغيرُه ( كفَرِحَ ) يَلْحَجُ لَحَجاً : ( نَسِبَ في الغِمْد ) فلم يَخْرُجْ ، مِثْل لَصِبَ . وفي حديث عليَ رَضيَ اللَّهُ عنه ، يوم بَدْرٍ : ( فَوَقَعَ سَيْفُه فلَحِجَ ) أَي نَشِبَ فيه . يقال : لَحِجَ في الأَمر يَلْحَجُ ، إِذا دَخَلَ فيه ونَشِبَ . وكذا لَحِجَ بينهم شَرٌّ ، إِذا نَشِبَ . ولَحِجَ بالمكان : لَزِمَه .
( ومَكَانٌ لَحِجٌ ، ككَتِفٍ : ضيِّقٌ ) لَحِجَ الشيْءُ ، إِذا ضَاقَ .
( و ) منه ( المَلاحجُ ) : وهي ( المَضايِقُ ) . والمَلاحِيجُ : الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ في الحِبال ، ورُبما سُمِّيَت المَحاجِمُ مَلاحِجَ .
( و ) اللَّحجُ ، بالسُّكون : المَيْلُ .
ومن ذالك ( المَلْحَجُ ) ، للَّذي يُلْتَجأُ إِليه . قال رُؤبةُ :
أَو يَلْحَجُ الأَلْسُنُ منها مَلْحَجَا
أَي يَقولُ فينا ، فتَميلُ عن الحَسَن إِلى القَبيح .
( و ) أَتى فُلانٌ فُلاناً فلم يَجِدْ عنده مَوْؤِلاً ولا مُلْتَحَجاً . قال الأَصمعيّ : ( المُلْتَحَجُ : المَلْجَأُ ) ، مثل المُلْتَحَد . وقد الْتَحَجه إِلى ذالك الأَمْرِ ، أَي أَلْجَأَه والْتَحَصه إِليه .
( ولَحَجَه ) بالعَصا ( كَمَنَعَه : ضَرَبَه ) بها . ( و ) لَحَجَه ( بعَيْنه ) : إِذا ( أَصَابَه بها و ) يقال : لَحَجَ ( إِليه ) ، أَي ( مالَ ) .
( وأَلْحَجَه إِليه ) : أَمَاله .
( و ) الْتَحَجَ إِليه : مالَ . و ( الْتَحَجَه : أَلْجَأَه ) والْتَحَصه إِليه .
( ولَحْجٌ ) ، بِفتح فسكون ( : د ، بعَدَنِ أَبْيَنَ ، سُمِّيَ بلَحْجِ بنِ وائل بنِ ) الغَوْثِ بن ( قَطَن ) بن عَرِيب بن زُهَير
____________________

(6/185)


بن أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَع بن حِمْيَر بن سَبَإٍ ؛ قاله ابن الأَثير . منه عليُّ بنُ زِيادٍ الكنانيّ ، رَوَى الحُرُوفَ عن مُوسى بن طارقٍ عن نافع ، وعنه المُفضَّلُ بن مُحمَّدٍ الجَنَديُّ ؛ ذكَرَه أَبو عُمَرَ .
( و ) اللُّحْج ( بالضّمّ : زاوِيةُ البيتِ . وكِفَّةُ العَيْنِ ) وهي غارُها ( ووَقْبَتُها ( ويُفْتَح ) ) الّذي نَبَت عليه الحاجِبُ . وقال الشَّمّاخ :
بخَوْصَاوَيْن في لُحْجٍ كَنِينِ
( و ) اللُّحْج : كلُّ ناتىءٍ من الجَبَلِ يَنْخَفِضُ ما تَحتَه . واللُّحْج : الشَّيْءُ يكون في الوادِي مثل ( الدَّحْل ) في أَسفلِ البئر والجَبل ، كأَنه نَقْبٌ .
( ج ) أَي الجمع من كلِّ ذالك ( أَلْحاجٌ ) ، لم يُكسَّر على غير ذالك . وفي ( اللِّسان ) أَلْحاجُ الوادِي : نَواحِيه وأَطرافُه ، واحدها لُحْجٌ . ويقال لزَوايا البيتِ الأَلْحاجُ والأَدْحالُ والجَوازِي والحَراسِمُ والأَخْصامُ والأَكْسارُ ( والمَزْوِيّات ) .
( و ) اللَّحَجُ ( بالتّحريك ) : من بُثور العَيْن ، شِبْهُ اللَّخَصِ إِلاّ أَنّه من تِحْت ومن فَوْق . واللَّحَجُ : ( الغَمَصُ ) . وقد لَحِجَتْ عَينُه .
( ولَحْوَجَ عليه الخَبَرَ لَحْوَجَةً ، ولَحَّجَه تَلْحيجاً : خَلَّطَه ) عليه ( فأَظْهرَ ) وفي بعض النّسخ بالواو ( غيرَ ما في نَفْسِه ) . وفَرَّقَ الأَزهريّ بينهما فقال : لَحْوَجْتُ عليه الخَبَرَ خَلَطْتُه . ولَحَّجَه تَلْحيجاً : أَظْهَر غيرَ ما في نَفْسهِ .
( و ) من زيادات المصنّف : ( بَيْعٌ أَو يَمِينٌ ما فيها لُحَيجَاءُ ) ، بالتصغير ، ( أَي ما فيها مَثْنَويَّةٌ ) أَي استثناءٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَحْيٌ أَلْحَجُ : مُعْوَجٌّ . وقد لَحِجَ لَحَجاً .
وتَلحَّجَ عليه الأَمْرَ : مثل لَحْوَجَه .
____________________

(6/186)



والمَلاحِجُ : المَحاجِم .
وخُطَّة ( مَلْحوجةٌ : مُخلَّطة ) عَوْجاءُ .
وفي ( الأَساس ) : لَحِجَ الخَاتَمُ في الإِصبع : واسْتَلْحَجَ البابُ . وقُفْلٌ مُسْتَلْحَجٌ لَم يَنفَتِح .
لخج : ( اللَّخَجُ ، محرَّكةً ) ، قال الأَزهريّ : قال ابن شُمَيل : هو ( أَسْوَأُ الغَمَصِ . و ) تقول : ( عَيْنٌ لَخِيجَةٌ ) لَزِقَةٌ بالغَمَص . ( أَو الصّواب ) ما قاله أَبو منصور : لَخِخَتْ عَينُه ، ( بمُعْجَمتين ) ، أَمّا الأَوّل فإِنّه شبيهٌ بالتّصحيف ، وكذا لَحِحَتْ عينُه ، بحاءَيْن : إِذا التَصَقَتْ بالغَمَص . قال : قال ذالك ابنُ الأَعرابيّ وغيرُه . وأَمّا اللَّخَج فإِنه غير معروفٍ في كلام العرب ، ولا أَدري ما هو .
لذج : ( لَذَجَ الماءَ ) في حَلْقه ، على مثال ذَلَجَ ، لغة فيه ( : جَرِعَه ) ، وقد تقدّم في موضعه . ( و ) لَذَجَ ( فُلاناً : أَلحَّ عليه في المسْأَلة ) .
لرج : ( ) ومما يستدرك عليه :
لارْجَانُ : بُلَيْدة بين الرَّيّ وطَبَرِسْتَانَ ، منها أَبو القاسم محمّدُ بنُ أَحمدَ بن بُنْدَارَ الفقيهُ الحَنفيّ ، وُلد بعد سنة 500 ، وحَدَّث .
لزج : ( لَزِجَ ) الشَّيْءُ ( كفَرحَ : تَمَطَّطَ وتَمَدَّدَ ) ، ابن سيده : لَزِجَ الشيْءُ لَزَجاً ولُزُوجةً وتَلَّزجَ عليه .
وشَيْءٌ لَزِجٌ بَيِّنُ اللُّزُوجة : مُتَلزِّجٌ . يقال بَلْغَمٌ لَزِجٌ ، وزَبيبٌ لَزِجٌ .
( و ) لَزِجَ ( به : غَرِيَ ) .
ويقال : أَكلْتُ لَبَناً فلَزِجَ بأَصابعي أَي عَلِقَ ؛ هاذه عبارة الأَساس . ونصّ عبارة اللّسان : وأَكلْت شيئاً لَزِجَ بإِصبَعي يَلْزَجُ ، أَي عَلِقَ وزَبيبةٌ لَزِجَةٌ .
____________________

(6/187)



( و ) دَقَقْتُ الوَرَقَ حتّى تَلزَّجَ . و ( تَلزَّجَ النَّباتُ ) : اللَّهُذا ( تَلَجَّنَ ) ، ويأْتي له في النُّون : وتَلجَّنَ النَّباتُ : تَلزَّجَ . قلت : وذالك إِذا كان لَدْناً فمَالَ بعْضُه على بعْضٍ . قال رُؤبةُ يَصِفُ حِماراً وأَتاناً :
وفَرَغَا من رَعْيِ ما تَلَزَّجَا
قال الجوهريّ : لأَنّ النّبات إِذا أَخَذَ في اليُبْس غَلُظَ مَاؤُه فصارَ كلُعاب الخِطْميّ . والذي في ( المحكم ) وغيره : ويقال للطّعام أَو الطِّيب إِذا صار كالخِطْميّ : قد تَلَزَّج . ( و ) تَلَزَّجَ ( الرّأْسُ ) : إِذا ( غَدَا غَيرَ نَقِيَ عن الوَسَخ ) ، وذالك إِذا غَسَله فلم يُنْقِ وَسَخَه ؛ عن يَعقوبَ .
( و ) من زياداته : ( رَجُلٌ لَزْجَةٌ ) ، بفتح فسكون ، ( ولَزِجَةٌ ) كفَرِحَة ( ولَزِيجَةٌ : مُلازِمٌ ) مكانَه ( لا يَبْرَحُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّلزُّجُ : تَتَبُّعُ الدَّابَةِ البُقُولَ .
لعج : ( لَعَجَ في الصَّدْرِ كَمنَعَ : خَلَجَ ، و ) لَعَجَ ( الجِلْدَ : أَحْرَقَه ) . وهو ضَرْبٌ لاعِجٌ . ( و ) لَعَجَ ( البَدَنَ ) بالضَّرّب : ( آلَمَه ) وأَحْرَقَ جِلْدَه . واللَّعْجُ : أَلَمُ الضَّرْب ، وكلُّ مُحْرقٍ ، والفِعْل كالفعْل . قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلّي :
ماذا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهما
لا تَرقُدانِ ولا بُؤْسَى لمَنْ رَقَدَا
إِذا تَأْوّبَ نَوْحٌ قامَتا مَعَه
ضَرْباً أَليماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلدَا
يَغِير ، أَي يَنفع . والسِّبْت : جُلُودُ البَقر المدبوغةُ . قلت : ولم أَجدْ هاذه الأَبياتَ في أَشعارِ الهُذليّين في ترجمته ، وإِنما نَسبوها لساعِدةَ بن جُؤَيّة .
( ولاعَجَه الأَمرُ : اشتَدَّ عليه ) .
( والْتَعَجَ ) الرَّجلُ : ( ارْتَمضَ من هَمَ ) يُصِيبه .
____________________

(6/188)



( وأَلْعَجَ النَّارَ في الحَطَب : أَوْقَدَها ) ، قال الأَزهريّ : وسمعتُ أَعرابيًّا من بني كُلَيب يقول : لمّا فَتَح أَبو سعيدٍ الْقَرْمَطيّ هجَرَ سَوَّى حِظَاراً من سَعَفِ النَّخْلِ ، وملأَه من النِّساءِ الهَجَريَّات ، ثم أَلْعَجَ النَّارَ في الحِظَارِ ، فاحترقْنَ .
( والمُتَلَعِّجَة : الشَّهْوانِيّة ) ، وفي بعض الأُمّهات : الشَّهْوَى من النِّساءِ ، و ( المُتَوهِّجَةُ الحَارَّةُ الفَرْجِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
اللّعِجُ ، على فاعِلٍ ، وهو مَعدودٌ من المَصادر الواردة على فاعلٍ ، واللاّعِجُ في معناه كاللَّوْعَةِ . وفي كِفايةِ المُتَحفِّظ : اللاَّعِج : الهَوَى المُحرِق . وذَكرَه الجوهريّ وغيره . قلت : وصَدّرَ به صاحبِ اللِّسان فقال : اللاَّعِجُ : الهَوَى المُحْرِقُ . يقال : هَوًى لاعِجٌ ، لحُرْقَةِ الفُؤادِ من الحُبّ .
ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤادَه يَلْعَجُ لَعْجاً : اسْتَحَرَّ في القَلْب .
واللَّعْجُ : الحُرْقَةُ . قال إِيَاسَ بنُ سَهْمٍ الهُذلي :
تَرَكْنَك منْ عَلاَقتهنَّ تَشكُو
بهنَّ منَ الجَوَى لَعْجاً رَصِينَا
وفي ( الأَساس ) : وبه لاعجُ الشَّوْقِ ولَوَاعِجُه .
لفج : ( الرَّجُلُ ، إِذا ( أَفْلَسَ ، فهو مُلْفَجٌ ، بفتح الفاءِ ، نادرٌ ) مُخالِفٌ للقياس المَوضوع ؛ قالَه ابن دريد ، لأَنّ اسم الفاعِل فيه وردَ على صيغةِ اسمِ المفعولِ . ونقل الجوهريّ عن ابن الأَعرابيّ : كلامُ العرب أَفْعَلَ فهو مُفْعِلٌ إِلاّ ثلاثةَ أَحْرُف : أَلْفَجَ فهو مُلْفَجُ ، وأَحْسَنَ فهو مُحْصَنٌ ، وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ؛ فهاذه الثّلاثةُ جاءَت بالفتح نَوَادِرِ .
قُلْت : وقال ابنُ القَطّاع في كتاب الأَبْنِية وكلُّ فِعْلٍ على أَفْعَلَ ، فاسم الفاعل منه مُفْعِلٌ بكسر العين ، إِلاّ أَربعةَ أَحرُفَ جاءَت نَوادرَ على مُفْعَلٍ ، بفتح العين : أَحْسَنَ الرَّجُلُ فهو
____________________

(6/189)


مُحْصَنٌ ، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَج ، وأَسْهَبَ في الكلام فهو مُسْهَبٌ ، وأَسْهَمَ فهو مُسْهَمٌ إِذا أَكْثَرَ . اه .
وفي كتاب ( التَّوْسعة ) لابن السِّكِّيت : رجل مُلْفَجٌ ومُلْفِجٌ ، للفقير ، ورجُلٌ مُسْهبٌ ومُسْهِبٌ ، للكثير الكلام . وقد سبق في ( سهب ) مزيدُ البَيان ، فانظُرْه إِن كُنتَ من فُرْسانٍ المَيْدان .
وأَلْفَجَ الرَّجلُ وأُلْفَجَ الرَّجلُ وأُلْفِج : لَزقَ بالأَرْض من كَرْبٍ أَو حاجةٍ . وقيل : المُلْفَج : الذي أَفْلَس وعليه دَيْنٌ . وجاءَ رَجلٌ إِلى الحَسن فقال : أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امرأَتَه ؟ أَي يُماطِلُها بمَهْرها . قال : نعم ، إِذا كان مُلْفَجاً . وفي روايةٍ : لا بَأْسَ به إِذَا كان مُلْفَجاً ، أَي يُماطِلُها بمَهْرها إِذا كان فَقيراً . قال ابنُ الأَثير : المُلْفِج ، بكسر الفاءِ ، أَيضاً : الذي أَفلَس وعليه الدَّيْن ) وجاءَ في الحديث : ( أَطْعِمُوا مُلْفَجِيكم ) أَي فُقراءَكم ، وقرأْت في ( شرح ديوان هُذيل ) لأَبي سَعيدٍ السُّكَّريّ : قال أَبو عَمرو الشَّيبانيّ : المُلْفَج : المِسكين . وقد أَلْفَجَ الرَّجلُ . وفي الحديث : ( أَطْعَمُوا مُلْفَجِيكم ) . وفي ( اللسان ) : ( وأَلْفَجَ الرَّجلُ ، فهو مُلْفَجٌ : إِذا ذَهَبَ مالُه . قال أَبو عُبيدٍ : المُلْفَج : المُعْدِمُ الذي لا شَيْءَ له . وأَنشد :
أَحْسَابُكمْ في العُسْر والإِلْفاج
شِيبَتْ بعَذْبٍ طَبِّبِ المِزاجَ
فهو مُلْفَجٌ ، بفتح الفاءِ . قلت : هو لرُؤبَةَ ، نَسبَه الجَوهريّ . وفي ( شَرْح ديوان هذيل ) :
عَطاؤكُمُ في العُسْر والإِلْفَاجِ
ليسَ بتَعْذيرٍ ولا إِزْلاجٍ
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( اللَّفْجُ : الذُّلّ ) .
( والإِلْفَاجُ : الإِلْجَاءُ ) والإِحْوِاجُ بالسُّؤالِ ( إِلى غَير أَهْلِه ) فهو مُلْفَجٌ . قال أَبو زيدٍ : أَلْفَجَني إِلى ذالك الاضْطرارُ إِلْفاجاً .
____________________

(6/190)



( و ) قد اسْتَلْفَج . و ( المُسْتَلْفَج : المُلْفَج ) ، أَي فالسِّين والتّاءُ زائدتان ، كما في يَستجِيب ويُجِيب . قال عَبْدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذليّ :
ومُستلفَجٍ يَبغِي المَلاجِي لنَفْسِه
يَعُوذُ بجَنْبَىْ مَرْخَةٍ وجَلائلِ
قال أَبو سعيد السُّكّريّ : المُسْتَلْفَج : المُضطَرّ ، ( والذَّاهبُ الفؤادِ فَرَقاً ) ، أَي خوفاً . ( و ) المُسْتَلْفَج أَيضاً : ( اللاصِق بالأَرض هُزالاً ) ، أَو كَرْباً أَو حَاجةً ، كالمُلْفَج .
( ) ومما يستدرك عليه :
اللُّفْج : مَجْرَى السَّيْلِ .
لمج : ( اللَّمْجُ : الأَكْلُ بأَطرافِ الفَم ) ، في ( التهذيب ) : اللَّمْج : تَناوُلُ الحَشيشِ بأَدْنَى الفَمِ . وقال ابن سيده : لَمَجَ يَلْمُج لَمْجاً : أَكَلَ . وقِيل : هو الأَكْلُ بأَدْنَى الفَمِ . قال لَبيدٌ يَصفُ عَيْراً :
يَلْمُج البارِضَ لَمْجاً في النَّدَى
من مَرَابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ
قال أَبو حَنيفةَ : قال أَبو زيد : لا أَعرف اللَّمْجَ إِلاَّ في الحَمير . قال : وهو مِثْلُ اللَّمْسِ أَو فَوْقَه .
( و ) اللَّمْج : ( الجمَاعُ ) . يقال : لَمَجَ المَرأَةَ : نَكَحَها . وذكَرَ أَعرابيٌّ رجُلاً فقال : مالَه ، لَمَج أُمَّه فَرفَعوه إِلى السُّلطان . فقال : إِنّما قلت : مَلَجَ أُمَّه . فخَلَّى سبيلَه . مَلَجَ أُمَّه : رَضَعَها .
( والمَلامِجُ : المَلاغَمُ وما حَوْلَ الفَمِ ) قال الراجز :
رأَتْه شَيْخاً خَثِرَ المَلاَمِجِ
( واللَّمَاجُ ، كسَحَاب : أَدْنَى ما يُؤْكَل ) . وقولُهم : ما ذُقْتُ سَمَاجاً ولا لَمَاجاً ، وما تَلمَّجّتُ عنده بلَمَاجٍ . أَي ما ذُقْت شيئاً . واللَّمَاجُ : الذَّوَاقُ ، وقد يُصْرَف في الشَّرَابِ .
( و ) ما تَلمَّجَ عندهم بلَمَاجٍ ولَمُوجٍ ولُمْجَةٍ ، أَي ما أَكَلَ . ( اللُّمْجَة ، بالضّمّ . ما يُتَعلَّل به قَبلَ الغَدَاءِ ) .
وقد لَمَّجَه تَلْميجاً ولَهَّنَه . بمعنًى
____________________

(6/191)


واحدٍ . وهو مما رُدّ به على أَبي عُبيد في قوله : لَمَجْتُهم . ( وتَلمَّجَها : أَكَلها ) قال أَبو عَمرٍ و : التَّلَمُّجُ : مثلُ التَّلمُّظِ . ورأَيته يَتلَمَّجُ بالطَّعام : أَي يَتلمَّظُ . والأَصمعيُّ مِثله .
( واللمِيجُ : الكثيرُ الأَكْل . و ) اللَّمِيجُ : ( الكَثيرُ الجماعِ ، كاللاّمِج ) وقد لَمَجَها .
( و ) رجُلٌ ( سَمْجٌ لَمْجٌ ) ، بالتسكين ( وسَمِجٌ لَمُجٌ ) ، بالكسر ، ( وسَمِيجٌ لَمِيجٌ ، إِتباعُ ) أَي ذَوّاقٌ ؛ حكاه أَبو عُبيدةَ ، كذا في ( الصّحاح ) .
( و ) من زياداته : ( رُمْحٌ مُلَمَّج مُمَرَّنٌ ) أَي ( مُمَلَّسٌ ) .
لمهج : ( لَبَنٌ سَمْهَجٌ لَمْهَجٌ ) ، أَي ( دَسِمٌ حُلْوٌ ) ، وقد تقدّم في سمهجم .
لنج : وذكر هنا ابن منظور في ( اللّسان ) ( لنج ) وأَورد عن اللِّحيانيّ وابن السِّكِّيت ، اليَلَنْجُوج ولُغاته ؛ وقد تَقدَّم بيانُه .
لهج : ( لَهِجَ به ) ، أَي بالأَمر ، ( كفَرِحَ ) ، لَهَجاً محرَّكةً ولَهْوَجَ وأَلْهَجَ : ( أُغْرِيَ به ) وأُولِعَ ( فثابَرَ عليه ) واعتادَه .
وأَلْهَجْتُه به . ويقال : فُلانٌ مُلحَجٌ بهاذا الأَمْرُ : أَي مُولَعٌ به . وأَنشد :
رَأْساً بتَهْضَاضِ الأَمور مُلْهَجَا
واللَّهَجُ بالشيْءِ : الوَلُوعُ به .
( وأَلْهَجَ زيدٌ : إِذا لَهِجَتْ فِصَالُه برَضَاعِ أُمّهاتِها ) فيَعْمَل عند ذالك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلاّ يَرْتضِعَ الفَصيلُ . قال الشَّمّاخُ يَصف حِمارَ وَحْشٍ :
رَعَ بَارِضَ الوَسْمِيِّ حَتَّى كأَنَّمَا
يَرَى بسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ
في ( اللسان ) : وهاذه ( أَفْعَلَ ) التي لإِعْدامِ
____________________

(6/192)


الشيْءِ وسَلْبِه . قال أَبو منصور : المُلْهِج : الرّاعي الذي لَهِجَتْ فِصالُ إِبلِه بأُمّهاتِها فاحتاجَ إِلى تَفْليكها وإِجْرارها يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي صاحبُ الإِبل فهو مُلْهِجٌ . والتَّفْليكُ : أَن يَجعَلَ الرَّاعي من الهُلْبِ مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَل ، ثم يُثْقَبَ لِسانُ الفَصيلِ فيُجعَلَ فيه لئلاّ يَرْضَعَ . والإِجرارُ : أَن يُشَقَّ لِسانُ الفَصيل لئلاّ يَرْضَع ، وهو البَدْحُ أَيضاً . وأَمّا الخَلُّ : فهو أَن يَأْخُذَ خِلاَلاً فيجعَلَه فوقَ أَنْفِ الفَصيل يُلْزِقه به ، فإِذا ذَهَب يَرْضَع خِلْفَ أُمِّه أَوْجَعها طَرَفُ الخِلاَل ، فزَبَنَتْه عن نَفْسها . ولا يقال : أَلْهَجْتُ الفَصيلَ ، إِنّما يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي ، إِذا لَهِجَتْ فِصالُه . وبيت الشَّمَّاخ حُجَّةٌ لما وَصَفْته . . . والبارِضُ : أَوّلُ النَّبْتِ حتى يَسَقَ وطَال ، ورَعَى البُهْمَي فَصارَ سَفَاها كأَخِلَّةِ المُلْهِجِ فتَركَ رَعْيَها . قال الأَزهريّ : هاكذا أَنشدَه المُنْذِريّ ، وذكر أَنّه عَرَضَه على أَبي الهَيثم . . . قال : وشَبَّهَ شَوْكَ السَّفَى لَمَّا يَبِسَ بالأَخِلْةِ التي تُجعَل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ ويُغْرَى بها . قال : وفَسَّرَ الباهليُّ البَيتَ كما وَصفْته .
( واللَّهْجَةُ ) ، بالتسكين ، ( ويُحرَّك : اللِّسانُ ) . وقيل : طَرَفُه ، كما المِصْباج واللسان .
وهو لَهِجٌ .
وقَومٌ مَلاهيجُ بالخَنَا .
وفي الحديث : ( ما مِن ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبي ذَرًّ ) وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبي ذَرَ ) .
واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ : جَرْسُ الكَلامِ ، والفَتْحُ أَعلَى . وفي ( الأَساس ) : وهو فَصيحُ ( اللَّهْجَةِ ) ويقال فُلانٌ فَصيحُ اللَّهْجةِ واللَّهَجَةِ : وهي لُغَتُه الّتي جُبِلَ عليها واعتادَها ونَشأَعليها . وبهاذا ظهرَ أَنَ إِنكارَ شَيخنا علَى مَن فَسَّرها باللُّغة لا الجَارِحة وجَعْله من الغرائب قُصورٌ ظاهرٌ . كما لا يَخْفَى .
____________________

(6/193)



( والْهَاجَّ ) الشَّيْءُ كاحْمارّ ( الْهيجاجاً : اختلَطَ ) ، عامٌّ في كلّ مُختلِطٍ . يقال على المَثَل : رأَيتُ أَمرَ بني فُلانٍ مُلْهَاجًّا ، ( و ) أَيْقَظَه حين الْهاجَّتْ ( عَينُه ) : وذالك إِذا ( اختلَطَ بها النُّعاسُ . و ) الْهَاجَّ ( اللَّبَنُ خَثَرَ حتى يَختلِطَ بعضُه ببعضٍ ولم تَتِمَّ خُثورَتُه ) ، أَي جُمودُه ، كما في بعض نُسخ ( الصّحاح ) ، وهو مُلْهاجّ .
( و ) عن أَبي زيدٍ : ( لَهْوَجَ ) الرَّجلُ ( أَمْرَه ) ؛ إِذا ( لم يُبْرِمْه ) ولم يُحْكِمه . ورأْيٌ مُلَهْوَجٌ ، وحَديثٌ مُلَهْوَجٌ ، وهو مَجاز . ( و ) لَهْوَجَ ( الشِّواءَ : لم يُنْضِجْه ، أَو ) لَهْوجَ اللَّحْمَ : إِذا ( لم يُنْعِمْ طَبْخَه ) وشَيَّه . قال ابنُ السِّكِّيت طَعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ ، وهو الّذي لم يُنْضَجْ . وأَنشد الكِلابيّ :
خيرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ
قد هَمّ بالنُّضْج ولمَّا يَنْضَجْ
وقال الشَّمّاخ :
وكنتُ إِذا لاقَيْتُها كان سِرُّنا
وما بَيْننا مثْلَ الشِّواءِ المُلَهْوَجِ
وقال العَجّاج :
والأَمرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا
يُضْوِيكَ ما لمْ تَجْنِ منه مُنْضَجَا
ولَهْوَجْت اللَّهْمَ وتَلَهْوَجْته : إِذا لم تُنْعِمْ طِبْخَه . وثَرْمَلَ الطعامَ : إِذا لم يُنضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضْه من الرَّماد إِذْ مَلَّه ، ويُعتذَرُ إِلى الضَّيْف فيقال : قد رَمَّلْنَا لك العَمَلَ ، ولم نَتَنَوَّقْ فيه للعَجَلة . وقوله : ( تَلَهْوَجْته ) مستدرَك على المصنّف ، وهو في ( الصحاح ) وغيره .
( واللُّهْجة ) والسُّلْفة و ( اللُّمْجة ) : بمعنًى واحدٍ .
( ولَهَّجَهم تَلْهيجاً : أَطْعَمَهم إِيّاها ) ، قال الأُمويّ : لَهَّجْتُ القَوْمَ ، إِذا عَلَّلْتهم قبلَ الغَدَاءِ بلُهْنة يَتعلّلون بها .
____________________

(6/194)



وتقول العربُ : سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجوه ولَهِّجوه ولَمِّكوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه ( وعَيِّروه ) وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه ، بمعنًى واحدٍ .
( والمُلَهَّج ، كمحمَّد : مَن ينام ويَعْجِز عن العَمل ) ، وهذا من زياداته .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَصيل يَلْهَجُ أُمَّه : إِذا تَناوَلَ ضَرْعَها يَمْتَصُّه . ولَهِجَت الفِصالُ : أَخذَتْ في شُرْبِ اللَّبنِ . ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمِّه يَلْهَجُ : إِذا اعتاد رضَاعَها . فهو فَصيلٌ لاهجٌ ، وفَصيلٌ راغلٌ : لاهِجٌ بأُمِّه . وزاد في ( الأَساس ) : وهو لَهُوجٌ . وفِصالٌ لُهْجٌ .
وتَلَهْوَجَ الشَّيْءَ : تَعجَّلَه إِنشد ابن الأَعرابيّ :
لوْلا الإِلاهُ ولوْلاَ سَعْيُ صَاحبِنا
تَلَهْوَجُوَها كما نَالُوا من العِيَرِ
( ) ومما يستدرك على المصنف :
لهمج : طريق لَهْمَجٌ ولَهْجَمٌ : مَوْطوءٌ مُذلَّلٌ مُنْقَادٌ . واللَّهْمَجُ : السابقُ السَّريعُ . قال هِمْيانُ :
ثُمَّتَ يُرْعِيها لها لَهامِجَا
ويقال تَلَهْمَجه : إِذا ابتلَعه ، كأَنه مأْخوذٌ من اللَّهْمَة أَو من تَلَمَّجَه ؛ كذا في ( اللسان ) .
لوج : ( *!لَوَّجَ بَنا الطَّريقَ *!تَلْويجاً : عَوَّجَ . *!واللَّوْجاءُ ) : الحاجَةُ ، عن ابن جنّى : يقال : ما في صَدْره حَوْجاءُ ولا *!لَوْجاءُ إِلاّ قَضَيتُها .
( *!واللُّوَيْجاءُ ) والحُوَيجاءُ ، بالمدّ . قال اللِّحيانيّ : مالي فيه حَوْجَاءُ ولا *!لَوْجَاءُ ، ولا حُوَيجاءُ ولا *!لُوَيجاءُ ، أَي مالي فيه حاجَةٌ . وقد سبق ( في ح و ج ) .
ويقال : مالي عليه حِوَجٌ ولا *!لِوَجٌ .
( وهما ) أَي *!اللَّوْجاءُ *!واللُّوَيجاءُ ( من *!لُجْتُه *!أَلُوجُه *!لَوْجاً : إِذا أَدَرْتَه في فيكَ ) وفي هاذا إِشارةٌ إِلى أَنّ المادّة واويّة .
وقد ذكر شيخنا هنا قاعدةً ، وهي :
____________________

(6/195)


أَن الفِعْل المُسندَ إِلى ضمير المتكلِّم : إِذا فُسِّر بفعل آخرَ بعدَه مَقْروناً بإِذا وجب فتح التّاءِ مطلقاً ، وإِذا قُرِن بأَيْ تَبعِ ما قبلَه ، كما نبَّهَ عليه ابنُ هِشام والحَريريّ .
2 ( فصل الميم ) مع الجيم ) 2
مأَج : ( *!المَأْجُ : الأَحمقُ المُضْطَرِبُ ) ، كأَنَّ فيه ضَوًى ، كذا في ( التهذيب ) ( و ) المأْجُ : ( القِتالُ والاضْطرابُ ) ، مصدر *!مَأَجَ *!يَمْؤُجُ . ( و ) المَأْجُ أَيضاً : ( الماءُ الأُجاجُ ) ، أَي المِلْح . في ( التهذيب ) ( *!مَؤُجَ ككَرُمَ )*! يَمْؤُجُ ( *!مُؤُوجَةً فهو*! مَأْجٌ ) . وأَنشد الجوهريّ لابن هَرْمةِ :
فإِنّكَ كالقَريحةِ عامِ تُمْهَى
شَرُوبُ الماءِ ثمَّ تَعودُ *!مَأْجَا
قال ابن بَرِّيّ : صوابه ( *!مَاجَا ) بغير هَمزٍ ، لأَنّ القصيدةَ مُرْدَفه بأَلف ، وقبلَه :
نَدِمْتُ فلم أُطِقْ رَدًّا لشِعْري
كمَا لا يَشْعَبُ الصَّنَعُ الزُّجَاجَا
والقَرِيحةُ : أَوَّلُ ما يُستَنْبَطَ من البِئر . وأُمِيهَت البِئرُ : إِذا أَنْبَطَ الحافرُ فيها الماءَ . وعن ابن سيده : *!مَأَجَ *!يَمْأَج *!مُؤُوجةً . قال ذو الرُّمَّة :
بأَرْضٍ هِجَانِ اللَّوْنِ وَسْمِيّة الثَّرَى
عَذَاةٍ نَأَتْ عنها *!المُؤُوجَةُ والبَحْرُ
( *!ومأْجَجُ : ع ) ، وهو على وَزْن ( فَعْلَل عند سيبويه ) مُلْحَق بجَعْفر كمَهْدَد ، فالميم أَصليّه ، وهو قَليل . وخالَفَه السِّيرافيّ في شرح الكِتَاب ، وزعمَ أَنّ المِيمَ في نحوِ *!مَأْجَج ومَهْدَد زائدة ، لقاعِدَة أَنّها لا تكون أَصْلاً وهي متقدِّمةٌ على ثلاثةِ أَحرُفٍ . قال : والفَكّ أَخفُّ لأَنه كثير في الكلام بخلاف غيره . قال شيخُنا : وأَغفل الجوهريّ
____________________

(6/196)


التكلُّمَ على هاذا اللَّفظِ وما هو مبسوط في مُصنَّفات التَّصريف ، وأَورده أَبو حَيَّانَ وغيرُه .
متج : ( سِرْنا عُقْبَةً ) هاكذا بضمّ العين وسكون القاف عندنا في النُّسخ ، وفي بعضها مُحرَّكةً ، وهو الأَكثر ( مَتُوجاً ) ، بالفتح ، كما يَقتضيه قاعدةُ الإِطلاق : أَي ( بَعيدةً . عن أَبي السَّمْيدَعِ ) قال : وسمعت مُدْرِكاً ومُبْتكِراً الجَعْفَرِيَّيْنِ يَقولانِ : سِرْنا عَقَبَةً مَتُوجاً ومَتُوحاً ومَتُوخاً : أَي : بَعِيدةً . فإِذاً هي ثلاثُ لُغاتٍ .
وبهاذا عُلِمَ أَنَ ما ذكره شيخُنَا من إِيراده على المصنّف في هاذا التركيب وعَدم إِبدالِه بنحو ( رَقينا ) أَو ( صَعدنا ) مما يقال في العَقَبة ، وضبطَ مَتوج بالموحّدة عن بعضهم ، أَوْهَامٌ لا يُلتفَت إِليها ، لأَنه في صَدَدِ أَيرادِ كلامِ أَئمَّة اللُّغةِ كما نَطقوا واستعملوا ؛ فتأَمَّلْ .
( ومِتِّيجَةُ ، كسِكِّينة : د ، بأَفْرِيقِيَّةَ ) وضَبَطها الصّابونيّ في التكملة بالفتح ، ونَسبَ إِليها أَبا محمّد عبدَ الله بنَ إِبراهيمَ بنِ عيسى ، تُوُفِّيَ سنة 636 بالإِسكندريّة ، وولدُه أَبو عبد اللَّهِ محمَّدٌ سَمِعَ بالإِسكندريّة من شيوخِ الثَّغْر والقادِمين عليه ، وحَدَّث ، وتُوُفِّيَ سنة 659 .
مثج : ( مَثَجَ ) الشيْءَ ، بالمثلَّثة : إِذا ( خَلَطَ . و ) مَثَجَ : إِذا ( أَطْعَم . و ) مَثَجَ ( البِئْر : نَزَحَها ) وهذا في ( التهذيب ) والذي في ( اللسان ) : مُثِجَ بالشيْءِ ، إِذا غُذِّيَ له . وبذالك فَسَّرَ السُّكَّرِيّ قولَ الأَعْلَم :
والحِنْطِىءُ الحِنْطِيُّ يُمْ
ثَجُ بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ
____________________

(6/197)



وقيل : يُمْثَج : يُخْلَط .
قلتُ : وقرأْتُ في شِعر الأَعلَم هاذا البيتَ ، ونَصُّه :
الحِنْطِىءُ المِرّيحُ يِمْ
نَحُ بالعَظيمةِ والرَّغائبْ
وأَوّلُه :
دَلَجِى إِذا ما اللَّيْلُ جَنَّ
عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ
وفي شرح السُّكَّريّ : الحِنْطِىءُ : المنتفِخُ . ولم يَعرف الأَصمعيُّ هاذا البيْتَ ، فليُنظَرْ .
مجج : (*! مَجَّ ) الرَّجُلُ ( الشَّرابَ ) والشيءَ ( مِن فِيهِ ) *!يَمُجُّه *!مَجًّا ، بضمّ العين في المضارع كما اقتضتْه قاعدته ، ونقل شيخُنا عن شرْح الشِّهاب على الشِّفاءِ : أَن بعضَهم جَوَّزَ فيه الفَتحَ ، قال : قلْت وهو غيرُ معروف ، فإِن كان مع كسرِ الماضي سَهُلَ ، وإِلاَّ فهو مَردودٌ دِرايةً وروايةً .
*!ومَجَّ به : ( رَمَاه ) ، قال رَبيعةُ بن الجَحْدَر الهُذَليّ :
وطَعْنةِ خَلْسٍ قد طَعَنْتُ مُرِشَّةٍ
*!يَمُجُّ بها عِرْقٌ مِن الجَوْفِ قالِسُ
أَراد : يَمُجُّ بدَمِها . قلتُ : هاكذا قرأْتُ في شِعرِه في مَرْثِيَةِ أُثَيْلَةَ بنِ المُتنخِّل .
وفي ( اللسان ) : وخَصّ بعضُهم به الماءَ . قال الشاعر :
ويَدعُو ببَرْدِ الماءِ وهو بَلاؤُه
وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرَا
هاذا يَصِف رجُلاً به الكَلَبُ . والكَلِبُ إِذا نَظَر إِلى الماءِ تَخيَّلَ له فيه ما يَكرَهه فلم يَشْرَبْه .
ومَجَّ بريقِه يَمُجُّه : إِذا لَفَظَه .
وقال شيخنا حقيقةُ *!المَجِّ هو طَرْحُ المائعِ من الفَمِ . فإِذا لم يكن ما في الفَمِ مائعاً قيل : لَفَظَ . وكثيراً ما يَقعُ في عِبارات المصنِّفين والأُدباءِ : هذا كَلامٌ *!تَمُجُّه الأَسماعُ . فقالوا : هو من قبيل الاستعارة ، فإِنه تَشبيهُ اللّفظِ بالماءِ لرِقّته ، والأُذنِ بالفَمِ ، لأَنّ كُلاًّ منهما
____________________

(6/198)


حاسَّةٌ ، والمعنى : تَتْرُكُه . وجَوّزوا في الاستعارة أَنّها تَبَعيّة أَو مَكْنِيّة أَو تَخْييليّة . . . وقال جماعة : يُستعمل *!المَجّ بمعنى الإِلقاءِ في جميع المُدْرَكاتِ مَجازاً مُرْسلاً . ومنه حديث : ( وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هاذه الآيةَ *!فمَجَّ بها ) ، أَي لم يَتَفكَّر فيها ، كما نقله البَيْضاوِيّ والزَّمخشريّ ، وعَدَّوْه بالباءِ لما فيه من معنى الرَّمْىِ . انتهى .
( *!وانْمَجَّت نُقْطَةٌ من لقَلَم : تَرَشَّشَتْ ) .
وفي الحديث : ( أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمأَخذَ من الدَّلْوِ حُسْوةَ ماءٍ ، *!فمَجَّها في بِئْرٍ ففاضَت بالماءِ الرَّوَاءِ ) . وقال شَمِرٌ : مَجّ الماءَ من الفَمِ : صَبَّه من فَمِه قَريباً أَو بعيداً ، وقد مَجَّه . وكذالك إِذا مَجَّ لُعابَه . وقيل : لا يكون *!مَجًّا حتى يُباعِدَ بِه . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قال في المَضْمَضةِ للصَّائمِ : ( لا *!يَمُجُّه ولاكنْ يَشْرَبُه ( فإِنْ أَوَّلَه خَيْرُه ) ) أَراد المَضمضةَ عِند الإِفطارِ ، أَي لا يُلْقِيه مِن فِيه فيَذْهب خُلُوفُه . ومنه حديث أَنَسٍ : ( *!فمَجَّه ( في ) فيه ) . وفي حديث محمودِ بنِ الرَّبيع : ( عَقَلْتُ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم *!مَجَّةً *!مَجَّها في بِئْرٍ لنا ) . وفي حديثِ الحَسنِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( الأُذُن *!مَجّاجَةٌ ولِلنَّفْس حَمْضةٌ ) معناه أَنّ للنَّفْسِ شَهْوةً في استماعِ العِلْمِ ، والأُذُنُ لا تَعِي ما تَسْمَعُ ولاكنها تُلْقِيه نِسْياناً كما *!يُمَجّ الشَّيْءُ من الفَمِ .
( *!والمَاجُّ : مَنْ يَسِيلُ لُعَابُه كِبَراً وهَرَماً ) ، كعَطْفِ التّفسير لما قَبْلَه . قال شيخنا ولو حذفَ كِبَراً لأَصابَ المَحَزّ ،
وفي ( الصّحاح ) : وشَيْخٌ *!مَاجٌّ :*! يَمُجّ رِيقَه ولا يَستطيع حَبْسَه من كِبَرِه .
( و ) *!المَاجُّ : ( النّاقةُ الكَبيرةُ ) الّتي من كِبَرِها *!تَمُجّ المَاءَ من حَلْقِها . وقال ابن سيده : *!والمَاجُّ من النَّاسِ والإِبلِ : الّذي لا يَستطيع أَن يُمسِكَ رِيقَه من الكِبَر .
____________________

(6/199)



والمَاجُّ : الأَحمقُ الّدي يَسيلُ لُعابه . قلتُ : وهذا مَجازٌ . يقال أَحمَقُ مَاجٌّ . وقيل : هو الأَحمَقُ مع الهَرَمِ .
وجمعُ الماجِّ من الإِبل *!مَجَجَةٌ . وجَمْعٌ الماجّ من النّاس *!مَاجُّونَ ؛ كِلاهما عن ابن الأَعرابيّ . والأُنثى منهما بالهاءِ .
والمَاجُّ : البَعيرُ الّذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابُه .
قُلْت : وجمعُ الماجِّ من النّاس أَيضاً المُجّاجُ : بالضّمّ والتّشديد ، لما في الحديث : ( أَنّه رَأَى في الكَعبةِ صُورَةَ إِبراهيمَ فقال : مُرُوا المُجَّاجَ *!يُمَجْمِجون عليه ) : وهو جَمْعُ *!مَاجَ ، وهو الرَّجُلِ الهَرِم الّذي يَمُجّ رِيقَه ولا يَستطيع حَبْسَه .
( و ) *!المُجَاجُ ( كغُرَابٍ : الرِّيقُ تَرْمِيه مِن فِيكَ . و ) *!المُجَاجَةُ : الرِّيقَةُ . في الحديث : ( أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلمكان يأْكُلُ القِثّاءَ *!بالمُجَاجِ : ) وهو ( العَسَلُ ) ، لأَنّ النَّحْلَ تَمْجّه ، وحَمَلَه كثيرونَ على أَنه مَجاز . ( وقد يُقال له ) لأَجلِ ذالك : ( *!مُجَاجُ النَّحْلِ ) وقد *!مَجَّتْهُ *!تَمُجُّه . قال :
ولا ما *!تَمُجّ النَّحْلُ مِن مُتَمنِّعٍ
فقَدْ ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفَا لِيَا
ويقال له أَيضاً : مُجَاجُ الدَّبَى . قال الشّاعر :
وماءٌ قَدِيمٌ عَهْدُه وكأَنّه
مُجَاجُ الدَّبَى لاَقَتْ بِهاجِرَةٍ دَبَى
( و ) من المَجاز : ( مَزَجَ الشَّرابَ *!بمُجَاجِ المُزْنِ ) . مُجَاجُ المُزْنِ : المَطَرُ .
( و ) عن ابن سيده : ( خَبَزَ *!مُجَاجاً ) هاكذا بالضّمّ : ( أَي خَبَزَ الذُّرَةَ ) ، عن الخَطّابيّ ، وقد وُجِدَ ذالك في بعض نُسَخ المَتْن .
( و ) المَجَاجُ ( بالفتح : العُرْجُونُ ) ، قاله الرِّياشيّ ، وأَنشد :
نَقائِلٌ لُفَّتْ على المَجَاجِ
قال : النَّقائلُ : الفَسِيل . قال : هاكذا قَرأْتُ بفتح الميم . قال : ولا أَدري أَهو صحيحٌ أَم لا .
____________________

(6/200)



( *!ومَجْمَجَ ) الرَّجلُ ( في خَبَرِه ) : إِذا ( لمْ يُبَيِّنْه ) . وفي ( الأَساس ) : لم يَشْفِ .
( و )*! مَجْمَجَ ( الكِتابَ : ثَبَّجَه ولمْ يُبيِّنْ حُروفَه ) . وفي ( الأَساس ) : ومَجمَج خَطَّه : خَلّطَه . وخَطٌّ *!مُمجْمَجٌ : لم تَتبيَّنْ حُروفُه . وما يُحْسِن إِلاّ المَجْمَجةَ .
وفي ( اللسان ) : *!ومَجْمَج الكِتَابَ : خَلَّطَه وأَفْسَدَه بالقَلم ؛ قاله الليث .
( و ) عن شُجاعٍ السُّلَميّ : مَجْمَجَ ( بفُلانٍ ) وبَجْبَجَ ، إِذَا ( ذَهَبَ في الكَلام مَعه ) ، وفي بعض الإِمهات : به ، ( مَذْهَباً غير مُستقيمٍ فَرَدَّه ) وفي بعض الأُمهات : ورَدّه ( من حالٍ إِلى حالٍ ) . وقال ابنُ الأَعرابيّ : مَجَّ وبَجَّ بمعنى واحد .
( *!وأَمَجَّ الفَرسُ ) : جَرَى جَرْياً شَديداً . قال :
كأَنّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجَا
فَوْقَ الجَلاذِيِّ إِذَا ما *!أَمْجَجَا
أَراد : أَمَجَّ ، فأَظهر التَضعيفَ للضّرورة . وعن الأْصمعيّ ، إِذا ( بَدأَ ) الفَرسُ ( بالجَرْيِ قَبْلَ أَن يَضْطرِمَ ) جَرْيُه قيل : *!أَمَجَّ *!إِمْجاجاً .
( و ) يقال : أَمجَّ ( زَيْدٌ ) ، إِذا ( ذَهَبَ في البِلاد ) . *!وأَمَجَّ إِلى بَلدِ كذا : انْطلقَ .
( و ) من المَجاز : أَمجَّ ( العُودُ ) ، إِذا ( جَرَى فيها الماءُ ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!المُجُجُ ، بضمّتين : السُّكَارَى ، و ) المُجُجُ أَيضاً : ( النَّحْلُ ) .
( و ) المَجَجُ ، ( بفتحتين ) وكذالك المَجُّ : ( اسْتِرْخاءُ الشِّدْقَيْنِ ) نَحْوَ ما يَعْرِضُ للشّيخ إِذا هَرِمَ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : المَجَجُ : ( إِدْرَاكُ العِنَبِ ونُضْجُه ) . وفي الحديث : ( لا تَبع العِنَبَ حتى يَظْهَر *!مَجَجُه ) : أَي بُلوغُه .
*!مَجَّجَ العِنبُ*! يُمَجِّج إِذا طابَ
____________________

(6/201)


وصار حُلْواً . وفي حديث الخُدْرِيّ : ( لا يَصْلُح السَّلَفُ في العِنب والزَّيتون ( وأَشباه ذلك ) حتى*! يُمَجِّجَ ) .
( *!والمَجْمَاجُ ) : الرَّهِلُ ( المُسْترخِي ) . ورَجلٌ *!مَجْماجٌ ، كبَجْباجٍ : كثيرُ . اللَّحمِ . غَليظُه .
( وكَفَلٌ *!مُمَجْمَجٌ ، كمُسَلْسل ) : أَي : ( مُرْتَجٌّ ) من النَّعْمَةِ ، ( وقد *!تَمَجْمَجَ ) . وأَنشد :
وكَفَلٍ رَيّانَ قد*! تَمَجْمَجاً
وكَذا لَحْمٌ *!مُمَجْمَجٌ : إِذا كان مكتنِزاً .
( ومَجَّجَ *!تَمْجيجاً : إِذا أَرادَك ) وفي بعضِ النُّسخ : إِذا أَراده ( بالعَيْب ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، ولم أَدرِ ما معناه . وقد تَصفَّحت غالبَ أُمَّهاتِ اللُّغة وراجعتْتُ في مَظانِّها فلم أَجِدْ لهاذه العِبارةِ ناقلاً ولا شاهداً ، فليُنْظَر .
( والمَجُّ ) والمُجَاجُ ( حَبٌّ ) كالعَدَس إِلاّ أَنّه أَشدُّ استدارةً منه . قال الأَزهريّ : هاذه الحَبَّة التي يقال لها ( المَاشُ ) ، والعربُ تُسَمّيه الخُلَّرَ ( والزِّنَّ ) وصَرَّحَ الجوهريّ بتعريبه ، وخالَفه الجَوالِيقيّ . وقال أَبو حنيفة : *!المَجَّةُ : حَمْضَةٌ تُشبِهُ الطَّحْماءَ غيرَ أَنّها أَلطفُ وأَصغرُ .
( و ) المُجُّ ( بالضَّمّ : نقط العسلِ على الحِجارة ) .
( وآجُوجُ ويَمْجُوجُ : لُغتانِ في يأْجوجَ ومأْجوجَ ) ، وقد تقدّم ذِكرُهما مُستطرَداً في أَوّل الكتاب ، فراجِعْه .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!مُجَاجَةَ الشَّيْءِ : عُصارَتُه ؛ كذا في ( الصّحاح ) . *!ومُجَاجُ الجَرادِ : لُعَابُه . ومُجَاجُ فَمِ الجارِيةِ : رِيقُها . ومُجَاجُ العِنَبِ : ما سالَ من عَصيرِه ؛ وهو مَجاز .
*!والمَجّاجُ : الكاتب ، سُمِّيَ به لأَنّ قلَمه *!يَمُجّ المِدَادَ ، وهو مَجاز .
____________________

(6/202)



والمُجُّ : سَيْفٌ من سُيوف العَرب ؛ ذكرَه ابن الكَلْبيّ . والمُصنّف ذَكَره في حَرْفِ الباءِ . فقال : ( البُجُّ سيفُ ابنِ جَنَاب ) ، والصّواب بالميم . والمُجّ : فَرْخُ الحَمامِ ، كالبُجِّ . قال ابنُ دريد : زعموا ذالك ولا أَعرف صِحَّته .
ومن المَجاز : قَوْلٌ مَمْجوجٌ . وكَلامٌ تَمُجّه الأَسماعُ . *!ومَجّتِ الشَّمسُ رِيقَتها . والنَّباتُ يَمُجُّ النَّدَى ؛ كذا في ( الأَساس ) . وفي ( اللّسان ) : والأَرضُ إِذا كانت رَيَّا من النَّدَى فهي *!تَمُجُّ الماءَ *!مَجًّا .
واستدرك شيخنا : *!مَجَاج ، ككِتاب وسَحابٍ : اسم موضع بين مكّةَ والمدينة ؛ قاله السُّهَيليّ في الرَّوض . قلت . والصّواب أَنه محاج ، بالحاءِ ، كما سيأْتي في التي تليها .
محج : ( مَحَجَ اللَّحْمَ ، كَمَنَعَ ) ، يَمْحَجُه مَحْجاً ، وكذالك العُودَ : ( قَشَرَه . و ) مَحَجَ ( الحَبْلَ ) الأَوْلَى : الأَديمَ ، كما في سائر الأُمّهات يَمْحَجُه مَحْجاً ( دَلَكَه لِيَلِينَ ) ويَمْرُنَ . ( و ) قال الأَزهريّ : مَحَجَ ، عند ابن الأَعرابيّ ، له مَعنيانِ : أَحدهما مَحَجَ بمعنى ( جامَعَ ، و ) الآخرُ مَحَجَ بمعنى ( كَذَبَ ) . يقال : مَحَجَ المَرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً : نَكَحَها ، وكذالك مَخَجها . قال ابن الأَعرابيّ : اختصم شَيخانِ : غَنَوِيّ وباهِليّ . فقال أَحدُهما لصاحبه : الكاذِبُ مَحَجَ أَمَّه ، فقال الآخَر : انظُروا ما قال لي : الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه ، أَي ناكَ أُمّه . فقال له الغَنويّ : كَذَب ، ما قُلتُ له هاكذا ، ولاكنّي قلت : مَلَجَ أُمّه ، أَي رَضعَها .
____________________

(6/203)



ابن الأَعرابيّ : المَحّاجُ : الكَذّلب . وأَنشد :
ومَحّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي
( و ) مَحَجَ ( اللَّبَنَ ) ومَخَجَه ، إِذا ( مَحَضَه ) ، بالخاءِ المعجمة وبالحاءِ معاً .
( و ) مَحَجَ مَحْجاً : ( مَسَحَ شيئاً عن شَيْءٍ ) حتى يَنالَ المَسْحُ جِلْدَ الشيءِ لشدِّةِ مَسْحِك .
( والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ ) مَحْجاً : ( تَذْهَبُ بالتُّراب حتى تَتناوَلَ مِن أَدَمَتِها تُرَابَها ) . وفي ( اللّسان ) : حتى تَنَاوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ . قال العَجّاجُ :
ومَحْجَ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبَا
أَغْشَيْنَ معْروفَ الدِّيَار التَّيْرَبَا
( وما حَجَهُ مُمَاحَجَةً ومِحَاجاً : ما طَلَه ) .
( و ) يقال : ( عُقْبَة مَحُوجٌ ) ، أَي ( بَعِيدَةٌ ) ، كمَتُوجٍ .
( و ) مَحَاج ( ككِتابٍ ) وقَطَامِ : اسمُ فَرسٍ مَعروفةٍ من خَيل العَرب ، وهي ( فَرَسُ مالكِ بنِ عَوْفٍ النَّصْريّ ) ، بالصّاد ، المهملةِ أَو المعجمة ، قال :
أَقدِمْ مِحَاجُ إِنه يَوْمٌ نُكُرْ
مِثْلِي على مِثْلِك يَحِمي ويكُرّ
( و ) مِحَاج أَيضاً : اسم ( فَرس أَبي جَهْلٍ لعنَه الله ) تعالى .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَحَجَ مَحْجاً : أَسْرَعَ . ومَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً : خَضَخَضَها كمَخَجَها ، عن اللِّهيانيّ ، والإِعجامُ أَعْرَف وأَشْهَرُ . ومَحَاج : اسمُ موضعٍ . أَنشد ثعلب :
لَعَنَ اللَّهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً
ومَحَاجاً فلا أُحِبُّ مَحَاجَا
مخج : ( مَخَجَ ) بالدَّلْوِ وغيرِها مَخْجاً ومَخَجَها : خَضْخَضَها . وقيل : مَخَجَ ( الدَّلْوَ ، كمَنَعَ : جَذَبَ بها ونَهَزَها
____________________

(6/204)


حتّى تَمتلِىءَ ) ، وهاذا نقله الجوهريّ عن أَبي الحسن اللِّحيانيّ ، وأَنشد :
فَصبَّحَتْ قَلَيْذَماً هَمُومَا
يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلاَ جُمُومَا
( و ) عن الأَصمعيّ : مَخَجَ ( المَرأَةَ ) يَمْخَجُها مَخْجاً : ( جامَعَها ) .
( و ) عن الأَصمعيّ : مَخَجَ ( المَرأَةَ ) يَمْخَجُها مَخْجاً : ( جامَعَها ) .
( و ) عن أَبي عُبيد : ( تَمخَّجَ الماءَ : حَرَّكَه ) قال :
صافِي الجِمامِ لم تَمَخَّجْه الدِّلاَ
أَي لم تُحرِّكْه .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَمخَّجَ بالدَّلْوِ وتَمَاخَجَ ، وتَمخَّجَها وتَماخَجَها : مثلُ مَخَجَها . ومَخَجَ البِئْرَ ومَخَضَها بمعنًى واحدٍ . ومَخَجَ البِئْرَ يَمْخَجُها مَخْجاً : أَلَحَّ عليها في الغَرْب .
مدج : ( مُدَّجٌ ، كقُبَّرٍ : سَمَكَةٌ بَحْرِيَّة ) ، قال اللّيث : وأَحسبه مُعرَّباً . وأَنشد أَبو الهيثم في المُدَّج :
يُغْنِى أَبَا ذرْوَةَ عن حَانُوتِها
عن مُدَّجِ السُّوقِ وأَنْزَرُوتِها
وقال : مُدَّجٌ : سَمَكٌ . ( وتُسمَّى المُشَّق ) . وأَنْزروتُها : يريد عَنْزَرُوتها .
مدلج : ( المُدْلُوجُ ، بالضّمّ ) : مقلوب ( الدُّمْلُوج ) .
مذج : ( تَمَذَّجَ البطِّيخُ : نَضِجَ ) ، هاذه المادّة لم يَذكرها الجوهريّ ولا ابن منظور . ( و ) تَمَذَّجَ ( الأَناءُ : امتلأَ . و ) تَمَذَّجَ ( الشْيءُ : انتفَخَ واتَّسَعَ و ) منه ( مَذَّجَه تَمْذِيجاً ) ، إِذا ( وَسَّعه ) .
مذحج : ( مَذْحِجٌ ، كمَجْلِسٍ ) : أَبو قبيلةٍ
____________________

(6/205)


من اليَمين ، وهو مَذْحِجُ بن يُحَابِرَ بنِ مالِكِ بنِ زَيدِ بن كَهْلانَ بن سَبَإٍ ، تقدّم بيانه ( في زحج ) وسبَق الكلامُ هناك . ( ووَهِمَ الجوهريّ في ذِكْرِه هنا ) بناءً على أَن ميمه أَصليّة ( وإنْ نَسَبه إلى سِيبويه ) . ورأَيت في هامش ( الصّحاح ) ما نَصُّه : ذِكْرُه مَذْحِج خَطأُ من وَجهين : أَوَّلاً قوله : مَذْحُج مِثال مَسْجِد ، يدلّ على أَنّ الميم زائدة ، لأَنه ليس في الكلام جَعْفِر ، بكسر الفاءِ ، وفيه مَفْعِل ، مثل مَسْجِد ، فدلّ على زيادة الميم ؛ فكان الواجب أَن يورده في ( ذحج ) . وإن كانت الميم أَصليّة كما ذكره عن سيبويه ، فكيف يقال : مثل مسجد ؟ وثانياً إذا ثَبت أَنّ الميم أَصليّة ، وَجبَ أَن يكون ( مَذْحَج ) مثل جَعْفَرٍ ، وهذا لم يَقُلْه أَحدٌ . بل تعرّض لِما أَوردَه سيبويه ، فإنه قد رُوِيَ في كتاب سيبويه ( مأْجَج ) فصحّفه بمَذْحِج . وميم ( مَأَجَج ) أَصليّة ، وهو اسم موضع .
وذكر ابن جِنّي في كتابه المُنْصِف كلاماً مثل هاذا فقال : وقد قال بعضُهم إنّ ( مَذحِج ) قبائلُ شَتَّى ، مَذْحَجَت أَي اجْتَمعت . فإنْ كان هاطا ثَبْتاً في اللّغة ، فلا بُدّ أَن تكون الميم زائدةً ، وتكون الكلمةُ مَفْعِلا ، لأَنّهم قد قالوا مَذْحِج . فإن جَعلت الميم أَصلاً كان وَزْنُ الكلمة فَعْلِلاً ، وهذا خطأُ لأَنه ليس في الكلام اسم مثل جَعْفِر . فثبت أَنه مَفْعِل مثل مَنْهِج ، ولهاذا لم يُصْرَف ( نَرَجِسُ ) اسم رَجل ، لأَنه ليس في الأَصول مثل جَعْفِر ، وقُضِيَ بأَن النُّونَ زائدةٌ مثلها في ( نَضْرِب ) .
وقد تحامل شيخُنا هنا على المَجْد تَحامُلاً كُلِّيًّا ، وانتصر للجوهريّ بِملْء شِدْقِه ، وخَرقَ الإِجماعَ . وقد سبق الرّدّ عليه في ذخج والتنبيه على هامش الحاشية حين كتابتي في هاذا المَحلّ . والله الموفِّق .

____________________

(6/206)


مرج : ( المَرْجُ ) : الفَضَاءُ ، وأَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها الدَّوابُّ .
وفي ( التّهذيب ) : أَرضٌ واسعةٌ فيها نَبْتٌ كَثيرٌ تَمْرُجُ فيها الدَّوابُّ .
وفي ( الصّحاح ) : ( المَوْضِع ) الّذي ( تْرْعَى فيه الدَّوابُّ ) .
وفي ( المصباح ) : المَرْجُ : أَرْضٌ ذاتُ نَباتٍ ومَرْعًى ، والجمع مُروجٌ .
قال الشاعر :
رَعَى بها مَرْجَ رَبِيعٍ مُمْرِجَا
( و ) المَرْجُ : مصدر مَرَجَ الدّابَّة يَمْرُجُها ، وهو ( إِرسالُها للرَّعْيِ ) في المَرْج . وأَمْرَجَها : تَرَكَها تَذهَبُ حيثُ شاءَتْ . وقال القُتَيْبِيّ : مَرَجَ دَابَّتَه : خَلاّها ، وأَمْرَجَها : رَعَاهَا .
( و ) من المَجاز : المَرْجُ : ( الخَلْطُ . و ) منه قوله تعالى : { ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } ) يَلْتَقِيَانِ ( الرحمن : 19 ) العَذْبَ والمِلْحَ ، خَلَطَهما حتّى الْتقيَا . ومعنى : { 6 . 011 لا يبعيان } ( الرحمن : 20 ) أَي لا يَبغِي المِلْحُ على العَذْب فيخْتَلط وهاطا قولُ الزّجّاج . وقال الفرَّاءُ : يقول : أَرْسَلهما ثم يَلتقيانِ بعدُ . قال وهو كلامٌ لا يَقولُه إلاّ أَهلُ تِهَامَة . ( و ) أَمّا النَّحويّون فيقولون : ( أَمْرَجَهما ) : أَي ( خَلاَّهما ) ثم جَعَلهما ( لا يَلتبِس أَحدُهما بالآخَرِ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : المَرْجُ : الإِجراءُ . ومنه { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } أَي أَجراهما . قال الأَخفش : ويقول قَومٌ : أَمْرَجَ البَحرينِ مثل مَرَجَ البَحْرَينِ ، فعَل وأَفْعَل بمعنًى .
( ومَرْجُ الخُطباءِ ، بخُراسان ) في طَريق هَرَاةَ ، يقال له : ( بل طم ) وهو قَنْطَرةٌ . ووجدت في هامش ( الصّحاح ) بخطّ أَبي زَكريّا : قال أَبو سَهْلٍ : قال لي أَبو محمّد : قال الجوهريّ : مَرْجُ الخُطباءِ على يَوْمٍ من نَيْسابُورَ ، وإنّما سُمِّيَ هاذا الموضِعُ بالخُطباءِ ، لأَنّ الصَّحابَة لما أَرادوا فَتْحَ نَيسابورَ اجتمعوا وتَشاوَرُوا في ذالك ، فخَطَب كلُّ واحدٍ منهم خُطبةً .
____________________

(6/207)



( و ) مَرْجُ ( راهِطٍ بالشَّام ) ومنه يوم المَرْجِ ، لمَرْوانَ بنِ الحَكَم على الضَّحّاكِ بن قَيْسٍ الفِهْريّ ( و ) مَرْجُ ( القَلْعَةِ ) ، محرَّكَة منزلٌ ( بالبادِيَة ) بين بَغدادَ وقَرْمِيسِينَ .
( و ) مَرْجُ ( الخَليجِ : من نواحي المَصِّيصَةِ ) بالقُرْب من أَذَنَةَ ( و ) مَرْحُ ( الأَطْراخُونِ ، بها أَيضاً . و ) مَرْجُ الدِّياجِ : بقُرْبِها أَيضاً . ( و ) مَرْجُ ( الصُّفَّرِ ، كقُبَّرٍ : بدِمَشْقَ ) ، بالقُرب من الغُوطَةِ . ( و ) مَرْجُ ( عَذْراءَ بها أَيضاً . و ) مَرْجُ ( فِرِّيشَ ) كسِكّين ( بالأَنْدَلُس ) ، ولها مُروجٌ كثيرةٌ . ( و ) مَرْجُ ( بني هُمَيمٍ ) ، كزُبَيْر ، بن عبد العُزَّى بن رَبيعة بن تَميم بن يَقْدُمَ بن يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ ، ( بالصَّعيد ) الأَعلى . ( و ) مَرْجُ ( أَبي عَبَدَةَ ) محرَّكةً ، ( شَرْقِيَّ المَوْصِلِ . و ) مَرْجُ ( الضَّيازِنِ قُرْبَ الرَّقَّةِ . و ) مَرْجُ ( عبدِ الواحِدِ : بالجَزِيرةِ ؛ مَوَاضِعُ ) ، والمُروجُ كثيرة فإذا أُطلِقَ فالمرَاد مَرْجُ راهِطٍ .
ومما فاته من المروج : مَرْجُ دَابِقٍ : بالقُرْبِ من حَلَبَ ، المذكور في النِّهاية ، وتاريخ ابن العَدِيم . ومَرْجُ فَاس . والمَرْجُ : قرْيَةٌ كبيرةٌ بين بغدادَ وهَمَذانَ ، بالقُرْب من حُلْوانَ . ونَهرُ المَرْجِ : في غَربيّ الإِسحاقيّ ، عليه قُرًى كثيرةٌ . والمَرْجُ : صُقْعٌ من أَعمالِ المَوْصِل ، في الجانب الشرقيّ من دِجْلَةَ ، منها الإِمام أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عبدِ الله المَرْجيّ ، سَكنَ المَوْصِلَ .
( والمَرَجُ ، مُحرَّكةً : الإِبلُ ) إذا كانت ( تَرْعَى بلا راعٍ ) . ودَابّةٌ مَرَجٌ ( للواحدِ والجميه ) .
( و ) المَرَجُ : ( الفَسادُ ) . وفي الحديث ( كيفَ أَنتم إذا مَرِجَ الدِّينُ ) : أَي فَسَدَ .
( و ) المَرَجُ : ( القَلَقُ ) . مَرِجَ الخَاتَم في إِصْبعي . وفي ( المحكم ) : في يدي ، مَرَجاً : أَي قَلِقَ ، ومَرَجَ ؛ والكسرُ أَعلَى
____________________

(6/208)


مثلُ جَرِجَ ومَرِجَ السَّهمُ : كذالك . ( و ) المَرَج : ( الاختلاطُ والاضطِرابُ ) . ومَرِجَ الدِّينُ : اضْطَربَ والْتَبَسَ المَخْرَجُ فيه . وكذالك مَرَجُ العُهُودِ واضطْرابُها : قِلَّةُ الوَفاءِ بها . ومَرِجَ النَّاسُ : اخْتَلَطُوا . ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ : فَسَدَ . ومَرِجَ الأَمرُ : اضْطَرَبَ . قال أَبو دُوَادٍ :
مَرِجَ الدِّينُ فأَعدَدْتُ لهُ
مُشْرِفَ الحَارِكَ مَحْبُوكَ الكَتَدْ
هكذا في نُسح الصّحاح . ووجَدْت في المقصور والممدود لابن السِّكِّيت ، وقد عَزاه إِلى أَبي دُوَادٍ :
أَرِبَ الدَّهرُ فأَعددتُ له
وقد أَوردَه الجوهريّ في أَرب فانْظُرْه .
( و ) يقال : ( إِنَما يُسكَّن ) 012 فهم في اءَمر مريج } ( ق : 5 ) : يقول في ضَلالٍ . وأَمْرٌ مَريجٌ : ( مُخْتلِطٌ ) ، مَجازٌ . وقال أَبو إِسحاقَ : ( في أَمرٍ مريج ) : مُتلِفٍ مُلتبِسَ عليهم .
( وأَمْرَجَتِ النّاقةُ ) وهي مُمْرِجٌ : إِذا ( أَلقَتْ وَلَدَها ) بعد ما صار ( غِرْساً ودَماً ) . وفي ( المحكم ) : إِذا أَلقتْ ماءَ الفَحْلِ بعدما يكون غِرْساً ودَماً .
( و ) أَمْرَجَ ( دَابَّتَه : رعَاهَا ) في المَرْجِ ، كمَرَجَها . ( و ) أَمْرَجَ ( العَهْدَ : لم يَفِ به ) وكذا الدَّيْنَ . ومَرَجُ العُهُودِ : قِلَّةُ الوفَاءِ بها ، وهوَ مجاز .
( و ) المارِجُ : الخِلْطُ . والمارجُ : الشُّعْلَةُ السَّاطِعةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّديدِ . وقوله تعالى : { وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مّن نَّارٍ } ( الرحمن : 15 ) : مَجاز . قيل : معناه الخِلْطُ . وقيل : معناه الشُّعْلَةُ . كُلُّ ذالك من باب الكاهِلِ والغَارِب . وقيل : المارِجُ : اللَّهَبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ . وقال الفَرَّاءُ : المارِجُ هنا : نارٌ دونَ
____________________

(6/209)


الحِجابِ ، منها هاذه الصَّواعِقُ . وقال أَبو عُبيد : ( من مَارجٍ ) : من خِلْطٍ مِن نارٍ . وفي ( الصّحاح ) : ( أَي نَار بلا دُخَانٍ ) خُلِق منها الجَانّ .
( و ) من المجاز : ( المَرْجانُ ) بالفتح : ( صِغَارُ اللَّؤلُؤِ ) أَو نَحْوُه قال شيخنا : وعليه فقَوْلُه تعالى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } ( الرحمن : 22 ) من عطف الخاصّ على العامّ . وقال بعضُهم : المَرجان : البُسَّذُ ، وهو جَوْهَرٌ أَحْمَرُ . وفي ( تهذيب الأَسماءِ واللُّغات ) : المَرْجَانُ ، فسَّره الواحِديُّ بِعِظَامِ اللُّؤلُؤِ ، وأَبو الهيثمِ بصغارِها ، وآخَرون بخَرَزٍ أَحمَرَ ، وهو قولُ ابنِ مَسعودٍ ، وهو المشهور في عُرْفِ النّاس . وقال الطُّرْطُوشيّ : هو عُرُوقٌ حُمْرٌ تعطْلُعُ في البَحر كأَصابعِ الكَفّ . قال الأَزهريّ : لا أَدري أُرباعيٌّ هو أَم ثُلاثيّ ، وأَورده في رُباعيّ الجيم .
قلت : صَرَّحَ ابنُ القَطَّاع في الأَبنية بأَنه فَعْلاَنٌ من ( مرج ) كما اقتضاه صَنيع المُصنّف ؛ قاله شيخنا .
( و ) قال أَبو حَنيفةَ في كتاب النّبات : المَرْجان : ( بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ ) تَرتَفع قِيسَ الذِّراعِ ، لها أَغصانٌ حُمْرٌ ، ووَرق مُدَوَّرٌ عَريضٌ كَثيفٌ جِدًّا رَطْبٌ رَوِيّ ، وهي مَلْبَنَةٌ ( واحِدتُها بهاءٍ ) .
( وسَعيدُ بنُ مَرْجَانَةَ : تابِعيّ ، وهي ) أَي مَرْجانَةُ اسمُ ( أُمُّه ، و ) أَمّا ( أَبوه ) فإِنه ( عبد الله ) ، وهو مولَى قُريش ، كُنيته أَبو عُثمانَ ، كان من أَفاضلِ أَهلِ المدينةِ ، يَرْوِي عن أَبي هُريرةَ ، وعنه محمّدُ بنُ إِبراهيمَ ، مات بها ستة 96 ، عن سبع وسبعين ؛ قاله ابن حِبّان .
( و ) يقال : ( نَاقَةٌ مِمْرَاجٌ ) ، إِذا كانَت ( عادتُها الإِمراجُ ) وهو الإِلقاءُ .
( و ) مَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه : ضَيَّعَه .
و ( رجل مِمْراجٌ : يَمْرُجُ أُمورَه ) ولا يُحْكِمُها .
( و ) في ( التهذيب ) : ( خُوطٌ مَرِيجٌ ) : أَي غُصْنٌ مُلْتَوٍ ، له شُعَبٌ صِغارٌ
____________________

(6/210)


قد الْتَبَست شَناغِيبُه ، فبِذالك هو ( مُتداخِلٌ في الأَغصان ) . وقال الدَّاخِلُ الهُذليّ :
فَراغَتْ فالْتَمَستُ به حَشَاهَا
فخَرَّ كأَنَّه خُوطٌ مَرِيجُ
قال السُّكَّريّ : أَي انْسَلّ فَمرِجَ مَرَجاً ، أَي تَقَلْقَلَ واضْطَربَ ؛ ومَرَّ .
( والمَرِيجُ ) ، كالأَمير : ( العُظَيمُ ) تَصغير العَظْمِ ( الأَبيضُ ) الناتِيءُ ( وَسَطَ القَرْنِ ، ج أَمْرِجةٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَمْرَجَه الدَّمُ : إِذا أَقْلَقَه .
وسَهْمٌ مَرِيجٌ : قَلِقُ . والمَرِيجُ : المُلْتَوِي الأَعوَجُ .
ومَرَجَ أَمْرَهُ : ضَيَّعَه .
والمَرَجُ : الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ .
والمَرْجُ : الإِجْرَاءُ .
ومَرَجَ السُّلطانُ النّاسَ .
ورَجُلٌ مارِجٌ : مُرْسَلٌ غيرُ ممنوعٍ .
ولا يَزال فلانٌ يَمْرُجُ علينا : يأَتِينا مُفاجِئاً . ومن المجاز : مَرَجَ فُلانٌ لِسانَه في أَعراضِ النّاس وأَمْرَجَه .
وفلان سَرّاجٌ مَرّاجٌ : كَذَّابٌ . وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً . وفي ( اللسان ) : رَجُلٌ مَرّاجٌ : يَزِد في الحديث .
ومَرَجَ الرَّجلُ المَرأَةَ مَرْجاً : نَكَحَها ؛ روى ذالك أَبو العلاءِ ، يَرفعُه إِلى قُطْرُبٍ . والمعروف : هَرَجَها يَهْرُجها .
والمُرَيجُ بنُ مُعاوِيَةَ ، مُصغَّراً ، في قُشَيرٍ ، منهم عَوْسَجَةُ بن نَصْرِ بن المُرَيج ، شاعر .
ومَرْجَة والأَمْراجُ : مَوضعانِ . قال السُّلَيكُ بنُ السُّلَكةِ :
وأَذْعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَه
ومَرْجَةُ لمَّا أَقْتَبِسْها بمِقْنَب
وقال أَبو العِيَال الهُذليّ :
أَنّا لَقِينا بَعْدَكُمْ بدِيارِنا
مِن جَانبِ الأَمْراجِ يَوماً يُسْأَل
____________________

(6/211)



أَراد يُسْأَلُ عنه . ومَرْجُ جُهَيْنةَ : من أَعمالِ المَوْصِل .
مرتج : ( المَرْتَجَ ) : تَعرِيب مَرْتَك ، وهو نَوْعَانِ : فِضِّيٌّ وذَهبيٌّ . وهو ( المُرْدَارْسَنْجُ ، وليس بتَصحيفِ مِرِّيخٍ ) كسِكِّينٍ كما زُعِمَ . ( والوَجْهُ ) في ذالك ( ضَمّ مِيمِه لأَنه مُعرَّب مُرْدَه ) ، وهو المَيتُ . وهاذا القَوْلُ فيه تَأَمُّلٌ .
مردرسنج ، مردسنج : ( المُرْدَارْسَنْجُ ، م ) وهو بضَمّ الميم ، ( وقد تَسقُط الرّاءُ الثّانيةُ ) تَخفيفاً ، وهو ( مُعرَّب مُرْدارْسَنْك ) ، ومعناه الحَجَرُ الميت .
ومُرْدَا سَنْجَه بإِسقاط الرّاءِ الثّانية : لقبُ جدِّ أَبي بكرٍ محمدِ بنِ المبارَكِ بن محمد السّلاميّ ، شيخٌ مُستورٌ ، بغداديّ ، روي عن أَبي الخطّاب بن البَطِر ، وعنه أَبو سعدٍ السَّمْعانيّ .
مزج : ( المَزْجُ : الخَلْطُ ) بالشَّيْءِ ، مَزَجَ الشَّرَابَ : خَلَطَه بغَيرِه . ومَزَجَ الشَّيْءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ : خَلَطَه . ( و ) من المَجاز : المَزْجُ : ( التَّحْرِيش ) تقول : مَزَجْتهُ على صاحِبه : إِذا غِظْته وحَرَّشْته عليه ؛ كذا في ( الأَساس ) .
( و ) المِزْج ( بالكسر : اللَّوْزُ المُرُّ ) ، قال ابن دُريد : لا أَدري ما صِحَّتهُ ، وقيل : إِنما هو المُنْج ، ( كالمَزيج ) ، كأَميرٍ ؛ الأَخير من الأَساس . ( و ) المِزْجُ ، بالكسر : ( العَسَلُ ، وفي ( التّهذيب ) : الشَّهْدُ . قال أَبو ذُؤيب الهُذليّ .
فجَاءَ بمِزْجٍ لمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَه
هُوَ الضَّحْكُ إِلاّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ
قال أَبو حَنيفة : سُمِّيَ مِزْجاً لأَنّه مِزاجُ كُلِّ شَرَابٍ حُلْوٍ طَيِّب به . وسَمَّى أَبو ذُؤيبٍ الماءَ الّذي تُمْزَجُ به الخَمْرُ مِزْجاً . لأَنّ كلّ واحدٍ من
____________________

(6/212)


الخَمْرِ والماءِ يُمازِجُ صَاحِبَه ، فقال :
بمِزْجٍ مِنَ العَذْبِ عَذْبِ الفُرَاتِ
يُزَعْزِعُه الرِّيحُ بَعْدَ المَطَرْ
( وغلِطَ الجوهريّ في فَتْحِه ) فإِن أَبا سعيدٍ السُّكَّريَّ قَيَّدَه في شَرْحهِ بالكسر عن ابن أَبي طَرَفَة ، وعن الأَصمعيّ وغيرهما ، وكفَى بهم عُمْدةً ، ( أَو هي لُغَيَّة ) ذَكرها صاحبُ ديوان الأَدَب في باب ( فَعْل ) بفتح الفاءِ ، وتبعه ابنُ فارس والجَوهريّ . وهاكذا وُجدَ بخَطّ الأَزهريّ في التّهذيبِ مضبوطاً .
( و ) مِزَاجُهُ عَسَلَ . ( مِزَاجُ الشَّرابِ : ما يُمْزَجُ به ) ، وكلُّ نَوعين امتزاجَا فكلُّ واحدٍ منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ .
( و ) المِزَاجُ ( من البَدَنِ : ما رُكِّبَ عليه من الطَّبائع ) الأَرْبَع : الدَّمِ والمِرَّتَيْن والبَلْغَمِ ، وهو عند الحُكماءِ كيْفِيَّة حاصلَة من كَيْفِيَّاتٍ مُتضادَّةٍ وفي ( الأَساس ) : يقال : هو صَحيحُ المِزاجِ وفاسِدُه ، وهو ما أُسِّسَ عليه البدَنُ من الأَخْلاط وأَمْزِجةُ الناس مختلفةٌ .
( و ) النِّساءُ يَلْبَسْنَ ( المَوْزَجَ ) : وهو ( الخُفّ ، مُعرَّبُ ) مُوزَه ، ( ج مَوازجَةٌ ) مِثالُ الجَوْرَب والجَواربَة ، أَلحقوا الهاءَ للعُجْمَة . قال ابنُ سيده : وهاكذا وُجِدَ أَكْثَرُ هاذا الضَّرْب الأَعجميّ مُكَسَّراً بالهاءِ فيما زَعَمَ سيبويهِ ، ( و ) إِن شِئت حَذَفْتها وقلت ( مَوازِجُ ) . ومن سَجَات الأَساس : فُلانٌ يَبيع المَوازجَ ، ويأْخذُ الطَّوازجَ ) .
( والتَّمْزيجُ : الإِعطاءُ ) ، قال ابن شُمَيلٍ : يَسْأَل السائلُ فيُقال : مَزِّجوه ، أَي أَعْطوه شيئاً . ( و ) من المجاز : التَّمْزيجُ ( في السُّنْبُل ) والعِنَب : ( أَن
____________________

(6/213)


يُلَوِّن من خُضْرَةٍ إِلى صُفْرةٍ ) . وقد مَزَّجَ : اصْفَرَّ بعدَ الخُضْرة ؛ ومثلُه في ( التّهذيب ) .
( والمِزَاجُ ، ككِتَابٍ : ناقةٌ . و : ع شَرْقيَّ المُغِيثَةِ ) بين القادسِيّة والقَرْعاءِ ( أَو يَمِينَ القَعْقَاعِ ) ، وفي نسخة : أَو بمَتْنِ القَعْقَاعِ .
( ومازَجَه ) مُمازَجَةَ . وتَمازَجَا وامْتَزَجَا . ومن المجاز : مازَجَ : ( فاخَرَه . و ) قَوْلُ البُرَيق الهُذليّ :
أَلَمْ تَسْلُ عن لَيلَى وقدْ ذهَبَ الدَّهرُ
وقد أَوحَشَتْ منها المَوازِجُ والحَضْرُ
قال ابنُ سيده : أَظنّ ( المَوازِج ، ع ) ، وكذالك الحَضْرُ . قلْت : وهاكذا صَرَّحَ به أَبو سعيد السُّكَّريّ في شرحه .
( ) وممّا يُستدرَك عليه :
شَرابٌ مَزْجٌ : أَي مَمْزوج .
ورجل مَزّاجٌ ومُمزِّجٌ : لا يَثبُت على خُلُقٍ إِنّما هو ذُو أَخلاقٍ . وقيل : هو المُخلِّطُ الكَذَّابُ ؛ عن ابن الأُعرابيّ وأَنشد لمَدْرَجِ الرِّيحِ :
أَنّي وَجَدْتُ إِخاءَ كُلِّ مُمزِّجٍ
مَلِقٍ يَعودُ إِلى المَخافةِ والقِلَى
ومن المجاز : تَمازَجَ الزَّوْجَانِ تَمَازُجَ الماءِ والصَّهْباءِ .
وطَبْعُ عُطارِد مُتمزِّجٌ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
ومِزَاجُ الخَمْرِ كافورُه : يَعني رِيحَها لا طَعْمَها .
مشج : ( مَشَجَ ) بينهما : ( خَلَطَ . وشيْءٌ مَشِيجٌ ) ومَشَجٌ ( كَقتِيلٍ وسَبَبٍ ، وكَتِفٍ في لُغَتيه ) ، بفَتْح فسكون وكسر : وو كلُّ لَوْنينِ اختلَطَا . وقيل : هو ما اخْتلَطَ من حُمْرةٍ وبياضٍ . وقيل : هو كلُّ شَيئينِ مُخَتلِطَيْنِ . ( ج أَمْشاجٌ ) مِثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ ، وسَبَب وأَسْبابٍ ، وكَتِف وأَكْتاف .
____________________

(6/214)


قال زُهَيْرُ بن حَرام الدّاخِلُ الهُذَلّي :
كَأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منه
خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشِيجُ
أَي كأَنّ الرِّيشَ والفُوقَيْن من النَّصل خِلافَ النَّصْل . سِيطَ ، أَرادَ خُلِطَ بهما مَشِيجٌ . قد دَمِيَ الرِّيشُ والفُوقانِ ، قاله السُّكَّريّ ؛ وهاذه رواية أَبي عُبيدةَ . ورَواد المُبرّدُ :
كأَنّ المَتْنَ والشَّرْجَيْن منه
خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشِيجِ
( و ) في التنزيل العزيز : { وَالَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } ( وَءامَنُواْ بِمَا ) { نُزّلَ } ( الإِنسان : 2 ) قال الفَرَّاءُ : الأَمشاجُ : هي الأَخْلاطُ : ماءُ الرجل وماءُ المرأَةِ ، والدَّمُ والعَلَقةُ . وقال ابن السِّكِّيت : الأَمشاجُ : الأَخلاطُ ، يريد النُّطْفَة ، لأَنها مُمتزِجَةٌ من أَنواعٍ ، ولذالك يُولَد الإِنسان ذا طبائعَ مُختلفةِ . وقال أَبو إِسحاقَ : أَمْشاجٌ : أَخْلاَطٌ من مَنِيَ ودَمٍ ، ثم يُنقَل مِن حالٍ إِلى حالٍ . ويقال : نُطْفَةٌ أَمْشاجٌ ، أَي ( مُختلِطَةٌ بماءِ المَرأَةِ ودَمِهَا ) . وفي الحديث في صِفةِ المولود : ( ثُمَّ يَكون مَشِيجاً أَرْبعينَ ليلةً ) .
( والأَمشاجُ : الّتي تَجتمِعُ في السُّرَّة ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن أَبي عُبيدةَ : وعليه أَمْشاجُ غُزُولٍ : أَي داخِلةٌ بعضُها في بَعْض ، يعني البُرودَ فيها أَلوانُ العُزُولِ . وقال الأَصمعيّ : أَمْشاجُ وأَوْشاجُ غُزُولٍ : داخلٌ بعضُها في بعضٍ ؛ كذا في ( اللِّسان ) .
معج : ( مَعَجَ ) السَّيْلُ ( كَمَنَع ) يَمْعَجُ : ( أَسْرَعَ ) . والمَعْجُ : سُرْعَةُ المَرِّ . ورِيجٌ مَعُوجٌ : سَريعةُ المَرِّ . قال أَبو ذُؤيب .
تُكَرْكِرُه نَجْدِيّة وتَمُدُّه
مُسَفْسِفةٌ فَوْقَ التُّرابِ مَعُوجُ
( و ) مَعَجَ ( المُلْولَ ) ، بالضّمّ ، ( في المُكْحُلَةِ ) ، إِذا ( حَرَّكَه ) فيها .
____________________

(6/215)


( و ) مَعَجَ : ( جامَعَ ) . يقال : مَعَجَ جاريَتَه يَمْعَجُهَا : إِذا نَكَحَها .
( و ) مَعَجَ ( الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه ) يَمْعَجُه مَعْجاً : ( لَهَزَه و ) قَلَّبَ أَي ( فَتَحَ فاهُ في نَواحِيه ليَسْتَمْكِنَ ) ، وفي أَخرى : ليتمكَّن في الرَّضاع . وقد رُوِيَ : مَغَجَ الفَصيل ، بالإِعجام أَيضاً .
( والمَعْجُ : القِتالُ والاضْطرابُ ) . وفي حديثِ معاويةَ ( فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفرَّقَ لها السُّفُنُ ) ، أَي ماجَ واضظربَ .
( و ) المَعْجَمَةُ ، ( بهاءٍ : العُنْفُوانُ ) من الشَّباب . قال عُقْبةُ بنُ غَزْوَانَ : فَعَلَ ذالك في مَعْجَةِ شَبَابِه ، وغَلْوَةِ شَبَابِه ، وعُنْفُوانِه . وقال غيرُه : في مَوْجَةِ شَبَابِهِ ، بمعْنًى .
( والتَّمَعُّجُ : التَّلَوِّي والتَّثنِّي ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَج : تَفنَّنَ . وقيل : المَعْجُ : أَن يَعْتَمِدَ الفَرُسُ على إِحْدَى عُضادَتَي العِنَانِ ، مرَّةً في الشِّقّ الأَيمَنِ ، ومرَّةً في الشِّقِّ الأَيسرِ .
وفَرَسٌ مِمْعَجٌ : كَثيرُ المَعْجِ ؛ ومَعُوجٌ .
وحِمَارٌ مَعّاجٌ : يَسْتَنُّ في عَدْوِه يَميناً وشِمالاً .
ومَعَجَت النَّاقةُ مَعْجاً : سارت سَيْراً سَهْلاً ؛ قاله ثعلب . ومَعَجَ في سَيْرِه ، إِذا سار في كُلّ وَجْهٍ ، وذالك من النَّشاط . ومَرَّ يَمْعَجُ : أَي ( مَرَّ ) مَرًّا سَهْلاً . وقال ابن الأَثير : المَعْجُ : هُبوبُ الرِّيحِ في لِينٍ . والرِّيحُ تَمْعَجُ في النَّباتِ : تَقْلِبهُ يَميناً وشِمالاً . قال ذو الرُّمَّة :
أَو نَفْحَةٌ من أَعالِي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ
فيها الصَّبَا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهُومُ
مغج : ( مَغَجَ ) ، كمَنَعَ إِذا ( عَدَا . و ) مَغَجَ : إِذا ( سَارَ ) ، نَقَله الأَزهريّ في
____________________

(6/216)


( التّهذيب ) عن أَبي عَمْرٍ و ، قال : ولم أَسمَعْ مَغَجَ لغيره . ومَغَجَ الفَصيلُ أُمَّه : لَهَزَها ، لُغَةٌ في المُهملة ؛ نقلَه غيرُ واحدٍ من الأَئمّة .
مفج : ( الرَّجُلُ : إِذا حَمُقَ ) ، حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبينِ .
( ورَجلٌ مَفَاجَةٌ كثَفَاجَةٍ ، زِنَةً ومَعْنًى ) ، أَي أَحمقُ مائِقٌ .
ملج : ( مَلَجَ الصَّبيُّ أُمَّه ، كنَصرَ وسَمِع ) يَمْلُجها ويَمْلَجها مَلْجاً : إِذا رَضَعها . وقيل : ( تَناوَلَ ثَدْيَها بأَدْنَى فَمِه ) ، وهو نَصُّ عِبارةِ ( الصّحاح ) .
( وامْتَلَجَ ) الفَصِيلُ ما في الضَّرْعِ من ( اللَّبن : امْتَصَّه ) .
( وأَمْلَجَه : أَرْضَعَه ) ، وفي الحديث : ( لا تُحَرِّم الإِمْلاجَةُ ولا الإِمْلاجَتانِ ) يعني أَن تُمِصَّه هي لَبنَها . والإِمْلاجَة : المَرّةُ من ملجَتْهُ أُمُّه : أَرْضَعتْه ، يعني أَنّ المَصَّةَ والمَصَّتينِ لا يُحرِّمانِ ما يُحرِّمه الرَّضَاعُ الكاملُ .
( والمَلِيجُ : الرَّضيعُ ) .
( و ) المَليجُ : ( الرَّجُلُ الجَليلُ ) .
( و ) مَليجُ : ( : ة بريفِ مِصْرَ ) قُرْبَ المَحلَّة ، منها أَبو القاسِم عِمرانُ بنُ مُوسى بن حُمَيْدٍ ، عُرِفَ بابْنِ الطَّيِّب ، رَوَى عن يَحْيَى بنِ عبدِ الله بن بُكَيْرٍ وعَمْرِو بن خالدٍ ، وعنه أَبو بكرٍ النَّقَّاش المُقْرِىء ، مات بمصرَ سنة 275 ، ذكره ابنُ يونس . وعبد السلام بن وُهَيب المَلِجيّ قاضِي قُضاةِ مِصْرَ ، كان عارفاً بالخِلافِ والكلامِ ، ذكرَهما الأَميرُ ؛ ومُنِيفُ بنُ عبدِ الرَّحْمان المَليجيّ ، دَرَسَ بالفَخْرِيّة ، وتُوُفِّيَ بمصرَ سنة 724 .
( والأَمْلَجُ : الأَسْمَرُ ) . وفي ( نوَادرِ الأَعرابِ ) : أَسْودُ أَمْلَجُ أَلْعَسُ ، وهم
____________________

(6/217)


المُلْجُ . يقال : وَلَدتْ فُلانةُ غُلاماً فجاءَتْ به أَمْلَجَ ، أَي أَصْفَرَ ، لا أَبيضَ ولا أَسوَدَ .
( و ) الأَمْلَجُ : ( القَفْرُ لا شَيْءَ فيه ) من النَّباتِ وغيره .
( و ) الأَمْلَجُ : ( دَواءٌ ) ، فارِسيٌّ ( مُعرَّب أَمْلَه ) ، أَجْوَدُه الأَسودِ ، بارِدٌ في الدَّرَجة الثَّانية ، وهو يابِسٌ بلا خِلافِ ، وهو قابِضٌ ، يُسوِّد الشَّعرَ ويُقوّيه ، ( باهِيّ ، مُسْهِلٌ للبَلْغَم ، مُقَوَ للقَلْب ) والعَصَبِ ( والعَيْنِ والمَعِدَةِ ) ، وسَقطَتْ هِّذه من بعض النُّسخ ، وفي بعضها : ( المَقْعَدة ) بدل المَعِدة ، وهو أَيضاً صَحيحٌ ، لأَنّه يَشُدُّها : ويُشَهِّي الطَّعامَ ، ويَنْفع من البَوَاسير ، ويُطفِىء حَرارةَ الدَّم ؛ كذا في ( طيب الأَشباح ) لابن الجَوزيّ .
وفي ( اللّسان ) : والأَمْلَجُ : ضَرْبٌ من العَقاقيرِ ، سُمِّيَ بذالك لِلَوْنه .
( ورجل مَلْجَانُ ) ، مَصَّانُ ، بالفتح ( : يَرْضَعُ إِبلَه ) أَو غَنَمِ من شُروعِها ولا يَحْلُبها لِئلاَّ يُسمَع ، ( لُوءْماً ) منه .
( و ) عن أَبي زيد : ( المُلُجُ ، بالضّمّ : نَوَاةُ المُقْلِ ) ، والجمع أَمْلاجٌ . ( و ) المُلْجُ : ( ناحيةٌ ) متّسعةٌ من الأَحْساءِ بين السِّتارِ والقَاعَةِ .
( و ) المُلُجُ ( بضمَّتينِ : الجِدَاءُ الرُّضَّعُ ) ، وهي صِغَارُ الخِرْفانِ .
( والمَالَجُ ، كآدَم : الذي يُطَيَّن به ) ، فارِسي معرّب .
( و ) مالَجُ : لَقبُ ( جَدِّ ) أَبي جعفرٍ ( مُحَمْدِ بنِ مُعاوِيَةَ ) بن يَزيدَ الأَنْمَاطيّ ( المُحدِّث ) ، بَغداديّ لا بأَسَ به ، روى عن إِبراهيمَ بنِ سَعْدِ الزُّهْريّ وابنِ عُيَيْنة ، وعنه عبدُ الله بنُ محمَّد بنِ ناجِيَةَ ، ومحمَّدُ بنُ جَريرٍ الطَّبريّ ويَحيَى بنُ محمَّدِ بنِ صَاعدٍ .
( والأُمْلُوجُ ) ، بالضّمّ ، جاءَ في حَديث طَهْفَةَ ( أَنّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه
____________________

(6/218)


وسلم دَخلَ عليه قَوْمٌ يَشْكونَ القَحْطَ ، فقال قائِلهم : سَقَطَ الأُمْلُوجُ ، ومات العُسْلُوجُ ) . الأُمْلوجُ : الغُصْنُ النَّاعِمُ . وقيل : هو العِرْقُ من عُروقِ الشَّجَرِ يُغْمَس في الثَّرَى لِيَلِين . وقيل : هو ضَرْبٌ من النَّبات وَرَقُه كالعِيدانِ . وقيل : هو ( وَرَقٌ ) مِن أَوراقِ الشَّجرِ ، ليس بالعَريضِ ( كَورَقِ السَّرْوِ ) والطَّرْفاءِ ؛ حكاه الهَرويّ في الغَريبَيْنِ . ( و ) الأَمْلُوجُ أَيضاً : ( لشَجرٍ بالبادِيَة ، ج الأَماليجُ ) . وفي رِواية : ( سَقَطَ الأُمْلوجُ مِن البِكَارة ) : وهو جمعُ بَكْرٍ ، وهو الفَتِيُّ السَّمينُ من الإِبلِ ، أَي سقَط عَنْها ما عَلاها مِن السِّمَن بِرَعْيِ الأُمْلوجِ ، فسَّمى السِّمَنَ نفسَه أُمْلوجاً على سبيل الاستعارة ، نسبه ابن الأَثير إِلى الزمخشريّ . ( و ) الأُمْلوجُ أَيضاً : ( نَوَى المُطلِ ) .
( ومَلِجَ ) الرجلُ ( كَسمِع ) : إِذا ( لاَكَه ) أَي الأُملوجَ ( في فَمِه ) .
( ومِلَنْجَةُ ، بكسر الميم وسكون النُّون ) : قَريةٌ . وقيل : ( مَحَلَّةٌ بأَصْبَهَانَ ) ، منها أَبو عَبدِ الله أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسنِ بن بردة الأَصبهانيّ ، عن أَبي بكرٍ القَبّابّ وأَبي الشيخِ الحافِظ ، وعنه أَبو بكرٍ الخَطيبُ ، تُوَفِّيَ سنة 437 ؛ وأَبو عبد الله محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبي القاسمِ المُؤذِّن ، سمع أَبا الفضائِل بن أَبي الرَّجاءِ الضَّبابي ، وأَبا القاسم ، إِسماعيلَ بنَ عليّ الحَمَّاميّ ، وقدم بغدادَ حَاجًّا ، وحَدَّث بها ، وعاد إِلى بَلده ، ومات سنة 612 ، كذا في ( معجم ياقوت ) .
( ومَلَجَتِ النَّاقةُ : ذَهَبَ لَبنُها وبَقِيَ شَيْءٌ يَجِدُ مَن ذَاقَه طَعْمَ المِلْح ) في فَمه .
( و ) يقال ( امْلاَجَّ الصَّبيُّ ) ، كاحْمَارّ ( وامْلأَجّ ) ، كاقْشَعَرّ : ( طَلَعَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَلَجَ المَرأَةَ : كلَمَجها : نَكَحَها ، كذا في ( اللسان ) . وفي ( الأَساس ) : اسْتَعْدَى أَعرابيٌّ الواليَ فقال : قال لي : مَلَجْتَ
____________________

(6/219)


أُمَّك . قال : كَذَبَ ، إِنما قلتُ : لَمَجَ أُمَّه : أَي رَضعَها . قلت : وهذه الحكاية سبقت لنا في ( لمج ) ، فيُنظَر ذالك .
وفي ( معجم ياقوت ) : مِلْجَتانِ ، بالكسر ، تثنية مِلْجة من : أَوْدِيةِ القِبْلِيّة ، عن جارِ الله عن عُلَيّ .
منج : ( التَّمْرُ تَجْتَمع منه اثنتانِ وثَلاثٌ يَلْزَق بعضُها ببعضٍ ، و ) هو أَيضاً ( مُعرَّب مَنْك ) اسم ( لِحَبَ مُسْكِرٍ ) يُغيِّر عَقْلَ آكِلِه . ( وبالضّمّ : المَاشُ الأَخضرُ ) . وقال أَبو حنيفةَ : هو اللَّوْزُ الصِّغارُ . وقال معرصةً : المُنْجُ : شَجرٌ لا وَرَقَ له ، نَباتُه قُضْبانٌ خُضْرٌ في خُضْرَةِ البَقْل ، سُلُبٌ عارِيَةٌ ، تُتَّخذ منها السِّلالُ ،
( ومَنُوجَانُ : د ) بكِرْمانَ . وفي ( المعجم ) ، هو ( مَنُوقانُ ) بالقاف .
( ومَنْجَانُ ) ، بالفتح ( : ة بأَصْفَهَانَ ) ، منها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن أَبْجَه بن أَعصر ، روى عن محمّدِ بنِ عاصمٍ الأَصبهانيّ ، وعنه أَبو إِسحاقَ السِّيرَجَانيّ ، وذَكَره ياقوت في معجمه .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَنْجُويَهْ : جَدُّ أَبي بكرٍ أَحمدَ بنِ عليِّ بن محمَّدِ بنِ إِبراهيمَ الحافظ الأَصبهانيّ ، روى عن أَبي بكرٍ الإِسماعيليّ والحاكم ، وعنه أَبو بكر الخَطيب .
موج : ( *!المَوْجُ ) : ما ارتفعَ مِن الماءِ فوقَ الماءِ ، ماجَ المَوْجُ .
( والمَوْجُ : اضْطرابُ *!أَمواجِ البَحْرِ ) وقد *!مَاجَ *!يَمُوجُ *!مَوْجاً *!ومَوَجَاناً *!ومُؤُوجاً *!وتَموَّجَ : اضْطَرَبَتْ *!أَمواجُه . *!ومَوْجُ كلِّ شيْءٍ *!ومَوَجَانُه ؛ اضْطِرابُه . وعن ابن الأَعرابيّ : *!ماجَ *!يَمُوجُ : إِذا اضطربَ وتَحَيَّرَ .
( و ) مَوْجُ بنُ قَيسِ بنِ مازِنٍ ابنُ أُختِ القُطَامِيّ ، ( شاعِرٌ تَغْلَبِيٌّ ) خَبيثُ ، أَو هو *!مَوْجُ بنُ أَبي سَهْم ،
____________________

(6/220)


أَخو بني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ ، شاعر أَيضاً ؛ كذا نقلَه شيخنا عن المُختلِف والمُؤتلِف للآمديّ .
( و ) من المجاز : المَوْجُ : ( المَيْلُ ) . يقال :*! مَاجَ ( عن الحَقِّ ) : مَالَ عنه ، من الأَساس .
( و ) من عُقْبَةَ بنِ غَزْوَانَ : ( مَوْجَةُ الشَّبابِ : عُنْفُوانُه ) .
( و ) من المجاز : ( نَاقَةٌ مَوْجَى ، كَسَكْرَى ) ، أَي ( ناجيَةٌ قد جَالتْ أَنْسَاعُها لاختلافِ يَدَيْها ورِجْلَيْها ) .
( و ) من المجاز : ( ماجَتِ الدّاغِصَةُ ) والسَّلْعَة ( مُؤُوجاً ) ، بالضّمّ ( : مارَتْ بين الجِلْدِ والعَظْمِ ) ، وفي نسخةٍ : ( اللَّحم ) بدل ( العظم ) .
( *!وماجَهْ ) بسكون الهاءِ ، كما جَزَمَ به الشَّمُسُ ابنُ خِلِّكانَ : ( لقب والدِ ) الإِمام الحافِظ أَبي عبدِ الله ( محمَدِ بن يَزيدَ ) الرَّبَعِيّ ( القَزْوينيّ ، صاحِب ) التفسير والتاريخ و ( السُّنَن ) ، وُلِد سنة 209 ، عن إِبراهيمَ بنِ محمّدٍ الشافعيّ وأَبي بكرِ بنِ أَبي شَيْبَة ، وعنه محمَّدُ بنُ عِيسى الأَبْهَرِيّ وعليُّ بنُ إِبراهيمَ القَطّانُ ، مات لثمانٍ بَقينَ من رَمضان سنة 273 ، وصلّى عليه أَخوه أَبو بكرٍ ، ( لا جَدّه ) أَي لا لَقبُ جَدِّه ، كما زعمه بعضٌ . قال شيخُنا : وما ذَهبَ إِليه المُصنّف ، فقد جَزَم به أَبو الحسن القَطَّان ، ووافقَه على ذالك هِبَةُ الله بنُ زَاذانَ وغيرُه ، قالوا : وعليه فيُكتَب ( ابن *!ماجه ) ، بالأَلف لا غير . وهناك قول آخرُ ذَكره جماعةٌ وصَحَّحوه ، وهو أَن ( ماجَه ) اسمٌ لأُمّه ؛ والله أَعلم .
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ *!مائِجٌ ، أَي مُتموِّجٌ . وبَحرٌ مائِجٌ ، كذالك .
*!وماجَ أَمْرُهم : مَرِجَ .
وفَرسٌ غَوْجٌ*! مَوْجٌ ، إِتباعٌ ، أَي
____________________

(6/221)


جَوَادٌ . وقيل : هو الطَّويلُ القَصَبِ . وقيل : هو الذي يَنْثِني فيَذهَبُ وَيِجىءُ .
ومن المجاز : *!ماجَتِ النَّاسُ في الفِتْنة ، وهم *!يَمُوجون فيها .
مهج : ( المُهْجَة ) ، بالضّمّ ، وإِنما أَطْلَق لشُهرَتِه ( : الدَّمُ ) . وفي ( الصّحاح ) : حُكِيَ عن أَعرابيّ أَنه قال : دَفَنْتُ مُهْجَتَه : أَي دَمَه ؛ هاكذا في النُّسخ . ووجدت في هامشه أَنه تصحيف ، والذي ذَكرَه ابنُ قتيبة وغيرُه في هاذا : ( دَفَقَتْ مُهْجَتُه ) بالفاءِ والقاف . قلت : ومثله في نُسخ الأَساس ، وهو مَجاز . ( أَو دَمُ القَلْبِ ) ، ولابقاءَ للنَّفْسِ بعدما تُرَاق مُهْجتُها . ( والرُّوحُ ) ، يقال : خَرَجَتْ مُهْجَتُه ، أَي رُوحُه ، وهو مجَاز . وقيل : المُهْجةُ : خالِصُ النَّفْسِ . وقال الأَزهريّ : بذَلْتُ له مُهْجَتي ، أَي نَفْسِي وخالِصَ ما أَقْدِر عليه . ومُهْجَةُ كلِّ شَيْءٍ خالِصُه .
( ولأُمْهُجِ ولأُمْهُجَانُ ، بضَمِّهما ) : اللَّبَنُ الخالِصُ من الماءِ ، مُشتَقٌّ من ذالك . ولَبَنٌ أُمْهُجانُ ، إِذا سَكَنَتْ رَغْوَتُه وخَلَصَ ولم يَخْثُر .
( والماهِجُ : الرَّقيقُ من اللَّبَنِ ) ما لم يَتَغيَّرْ طَعمُه .
ولبَنٌ أُمْهُوجٌ ، مثلُه .
( و ) الأُمْهُجُ : ( الشَّحْمُ ) الرَّقيقُ . وعن ابن سيده : شَحْمٌ أُمْهُجٌ : نِيءٌ ، وهو من الأَمثلة الّتي لم يَذكُرْها سيبويه . قال ابنُ جِنّي : قد حَظَر في الصّفة ( أُفْعُل ) ، وقد يمكن أَن يكون مَحذوفاً من أُمْهُوجٍ كأُسْكُوبٍ . قال : ووَجدْت بخطّ أَبي عليَ عن الفَراءِ : ( لبنٌ أُمْهُوجٌ ) ، فيكون أُمْهُجٌ هاذا مَقصوراً ؛ هاذا قولُ ابن جِنِّي .
( ومَهَجَ ، كمَنَعَ ) يَمْهَجُ مَهْجاً : ( رَضِعَ ) .
( و ) مَهَج ( جاريَتَه : نَكَحها ) .
( و ) عن أَبي عمرٍ و : مَهَجَ : إِذا ( حَسُنَ وَجْهُ بعد عِلَّةٍ ) .
( و ) من المجاز في ( الأَساس ) :
____________________

(6/222)


( امْتُهِج ) الرَّجلُ : إِذا ( انتُزِعَت مُهْجتُه ) .
( ومَمْهُوجُ البَطْنِ ) ، إِذا كان ( مُسْتَرْخِيه ) .
ميج : (*! المَيْجُ : الاخْتِلاطُ ) ، كذا في ( التهذيب ) ، وهو واويٌّ ويائيّ ؛ كذا في ( الناموس ) . ونقل عن ابن الأَعرابيّ : ماجَ في الأَمرِ ، إِذا دارَ فيه .
( *!ومِيجَى ، كمِينَى ) ، بالكسر : ( جَدٌّ للنُّعمانِ بن مُقَرِّنٍ ) المُزَنِيّ ( الصَّحابيّ ) ، رضي الله عنه ، كان معه لِواءُ مُزَينةَ يومَ الفَتْحِ ، هاجَرَ هو وإِخوتُه التِّسعَةُ .
مينج : ( ) واستدرك عليه :
*!مَيَانَجُ ، بالفتح في حروفه كلّها : قال ياقوت في ( المعجم ) : أَعجميٌّ لا أَعرف معناه . قال أَبو الفضل : هو مَوْضِعٌ بالشام ، وليست أَعرِف في أَيّ موضعٍ هو منه . يُنسَب إِليه أَبو بكر يوسفُ بنُ القاسمِ بنِ يُوسفَ المَيَانَجيّ ، سمع محمَّدَ بنَ عبدِ الله السَّمَرْقَنْديّ *!بالمَيَانَجِ ، ووَليَ القضاءَ بدمشقَ ، وتُوُفِّيَ سنة 375 ؛ وأَبو مسعودٍ صالحُ بن أَحمدَ بنِ القاسمِ المَيَانَجيّ ، وأَبو عبد الله أَحمد بن طاهر بن المُنَجّم *!-المَيَانَجيّ ، كلّ هاذا عن ابن طاهرٍ . قال : وقد يُنْسَب إِلى مَيانَه : *!-مَيَانَجيّ ، وهو بلدٌ بأَذْرَبِيجانَ ، منها القاضي أَبو الحسين عليّ بن الحَسن الميَانَجيّ ، قاضي هَمَذانَ ، وولدُه أَبو بكرٍ محمّدٌ ، وحفيدُه عَيْنُ القُضاةِ عبدُ الله بن محمّد ؛ وكلّهم فُضلاءُ بُلَغاءُ .
2 ( فصل النون ) مع الجيم ) 2
نأَج : ( *!نأَجَ في الأَرضِ ، كمَنَعَ ) ، *!يَنْأَجُ ( *!نُؤُوجاً ) ، بالضّم : إِذا ( ذَهَبَ ) .
____________________

(6/223)


وفي ( التهذيب ) : *!ونَأَجَ الخَبَرُ : أَي ذَهَبَ في الأَرض . ( و ) *!نأَجَتِ ( الرِّيحُ ) *!تَنْأَجُ (*! نَئِيجاً : تَحرَّكَتْ ، فهي*! نَؤُوجٌ ) : شديدةُ المَرِّ ، لها حَفيفٌ ، والجمع *!نَوائِجُ .
( و ) *!نأَجَ ( إِلى اللَّهِ )*! يَنْأَجُ : إِذا ( تَضرَّعَ ) في الدُّعاءِ . وفي الحديث ( ادْعُ رَبَّك ب*!بأَنْأَجِ ما تَقْدِرُ عليه ) ؛ أَي بأَبْلَغِ ما يكون من الدُّعاءِ وأَضْرَع . وتقول : بِتُّ أُناجِي رَبِّي *!وأَنْأَجُ إِليه .
( و ) نَأَجَ ( البُومُ ) *!يَنْأَجُ *!نَأْجاً : ( نَأَمَ ) أَي صاحَ ، وكذالك الإِنسانُ .
( و ) نَأَجَ ( الثَّوْرُ ) يَنْأَجُ *!ويَنْئِجُ نَأْجاً *!ونُؤَاجاً : ( خارَ ) . وثَور *!نَئّاجٌ : كثير النَّأْجِ . ورجلُ *!نَئّاجٌ : رفيعُ الصَّوْتِ .
( *!ونَئِجَ كسَمِعَ : أَكَلَ أَكْلاً ضَعيفاً ) .
( وللرِّيحِ *!نَئِيجٌ : أَي مَرٌّ سَريعٌ بِصَوتٍ ) .
*!ونَأَجَت الرِّيحُ المَوْضِعَ : مَرَّتْ عليه مَرًّا شديداً .
( *!ونُئِجَ القَوْمُ ، كعُنِيَ : أَصابَتْهم ) *!النَّؤُوجُ . قال الشاعر :
*!وتُنْأَجُ الرُّكْبانُ كلَّ*! مَنْأَجِ
به نَئجِ كلِّ رِيحٌ سَيْهَجِ
( و ) أَنشد ابن السِّكيت :
قد عَلِمَ الأَحماءُ والأَزاوِيجْ
أَنْ ليس عنهنّ حَديثٌ *!مَنْؤُوجْ
( الحديث *!المَنْؤُوجُ : المَعْطوفُ ) ، هاكذا فسّره .
( *!ونائِجاتُ الهَامِ : صَوائِحُها ) ، قال العجّاج :
واتَّخَذَتْه *!النَّائجاتُ *!مَنْأَجَا
*!والنَّائجاتُ أَيضاً : الرِّياحُ الشَّديدةُ الهُبُوبِ .
( *!والنَّئّاجُ ) كشَدّاد : السَّريعُ . و ( الأَسدُ ) ، لسُرْعَةِ وُثُوبِه .
*!ونَأَجَتِ الإِبلُ في سَرْها . ومن المجاز : *!نَأَجَت الرَّائحةُ ، أَي عَجَّتْ .

____________________

(6/224)


نبج : ( النَّبّاج : الشَّديدُ الصَّوْتِ ) ، وقد نَبَجَ يَنْبِج نَبيجاً . ( و ) نَبَجَ ، إِذا خَاضَ سَوِيقاً أَو غيرَه . قَال المفضَّل : العرب تقول للمِخْوَض ( المِجْدَحُ ) والمِزْهَف والنَّبَّاجُ ، ( للسَّوِيق ) وغيرِه . وفي ( كتاب ليس ) لابن خالَوَيْه ، يقال : نَبَجْتُ اللَّبَنَ الحَليبَ : إِذا جَدَحْتَه بعُودٍ في طَرَفِه شِبْهُ فَلْكَةٍ حتى يُكَرْفِيء ويَصير ثُمالاً فيُؤكَل به التَّمْرُ يُجْتَحف اجْتِحافاً . قال : ولا يَفعل ذالك أَحدٌ من العرب إِلاَّ بنو أَسد . يقال : لَبَنٌ نَبيجٌ ومَنبوحٌ ، واسم ما يُنْبَجُ به النَّبَّاجةُ .
( و ) النَّبَّاجة : ( بهاءٍ : الاسْتُ ) . والنَّبْج : ضَرْبٌ من الضَّرْط . يقال : كَذَبَتْ نَبّاجَتُك ، إِذا حَبَقَ .
( و ) النِّبَاجُ ( ككِتَابٍ : ة ، بالبادية ) على طريقِ البَصْرَةِ ، يقال له نِبَاجُ بني عامِر بنِ كُرَيزٍ ، وهو بحِذاءِ فَيْدِ . وفي ( المعجم ) : قال أَبو عُبيدِ الله السَّكونِيّ : النِّبَاجُ : من البَصرة على عشرةِ مَراحلَ ، به يومٌ من أَيّام العَرب مشهورٌ ، لتميم على بكرِ بنِ وائلٍ . قال : والنِّبَاجُ هاذا كُرَيزٍ ، شَقَّقَ فيه عُيوناً ، وغَرَس نَخْلاً . ووَلَدُه به ، وساكَنَه رَهْطُه بن كُرَيزٍ ومن انضَمَّ إِليهم من العَرب ، ومِنَ وراءِ النِّبَاجِ رِمالٌ أَقْوَازٌ صِغَارٌ يَمْنةً ويَسْرةً على الطَّريق ، والمَحَجَّة فيها أَحياناً لمَنْ يُصعِدُ إِلى مَكَّة رَمْلٌ وقِيعانٌ ، منها قاعُ بَوْلاَنَ والقَضيم . قال أَعرابيّ :
أَلاَ حَبَّذَا رِيحُ الأَلاءِ إِذا سَرَتْ
به بعد تَهْتانٍ رِياحٌ جَنائِبُ
أَهُمُّ بُبغْضِ الرَّملِ ثُمَّتَ إِنَّني
إِلى الله مِن أَن أُبْغَضَ الرَّملَ تائبُ
وإِني لَمَقْدورٌ ليَ الشَّوْقُ كُلَّما
بَدَا ليَ مِن نَخْلِ النِّباجِ العَصائبُ
( منها الزّاهِدانِ : يَزيدُ بنَ سَعيدٍ )
____________________

(6/225)


سمِع مالكَ بنَ دِينارٍ ، وعنه رَجاءُ بنُ محمَّدِ بنِ رَجاءٍ البَصْريّ ، ذكرَه ابنُ الأَثير ؛ ( و ) أَبو عبد الله ( سَعيدُ بنُ بُرَيدٍ ، كزُبَير ) ، ذكرَه الأَمير . ( و : ة ، أَخرَى ) ، وتُعرَف بِنِبَاج بني سَعْدٍ بالقَرْيَتينِ ، بينه وبين اليَمامةِ غِبّانِ لبكر بن وائل ، والغِبّ : مَسيرةُ يَوْمَينِ . وقولُ البُخْتَريّ :
إِذا جُزْتَ صَحراءَ النِّباجِ مُغرِّباً
وجَازَتْك بَطْحاءُ السَّواجِيرِ يا سَعْدُ
فقُلْ لِبَني الضَّحّاكِ مَهْلاً فإِنّني
أَنا الأُفْعُوانُ الصِّلُّ والصِّيْغَمُ الوَرْدُ
قال في ( المعجم ) : السَّواجِيرُ : نَهْرُ مَنْبِجَ ، فيقتَضِي ذالك أَن يكون النِّبَاجُ بالقُرْب منها ، ويبعد أَن يُريدَ نِبَاجَ البَصْرةِ ، وبين مَنْبِجَ وبينها أَكثرُ من مَسيرةِ شَهرينِ .
( و ) النُّبَاجُ : ( كغُرَابٍ : الرُّدامُ ) . قال أَبو تُرابٍ : سأَلت مُبتكِراً عن النّبَاج ، فقال : لا أَعرِف النُّبَاجَ إِلا الضُّراطَ .
( ونُبَاجُ الكَلْبِ ونَبِيجُه : نُباحُه ) ، لُغة فيه .
( و ) يقال : ( كَلْبٌ نَبّاجٌ ) ، بالتشديد ( ونُبَاجِيّ ) بالضّمّ : ( نَبَّاحٌ ) ضَخْمُ الصَّوْتِ ؛ عن اللِّحيانيّ .
( وَمَنْبِجُ كمَجْلِس : ع ) ، قال اليَعقوبيّ : من كُوَرِ قِنِّسْرِينَ . وقال غيره : بعُمانَ . وفي ( المعجم ) : هو بلدٌ قديمٌ ، وما أَظنُّه إِلاّ رُوميًّا ، إِلاّ أَن اشتقاقه في العربيّة يُجَوِّز أَن يكون من أَشياءَ ، فذَكَرها . وذكر بعضُهم أَنّ أَوّل مَن بناها كِسْرَى لمّا غلَب على الشام ، وسمّاها ( مَنْ بَه ) أَي أَنا أَجود ، فعُرِّبت . والرَّشيد أَوّلُ من أَفْردَ العَواصِمَ ، وجعلَ مدَينتهَا مَنْبِج ، وأَسْكَنها عبدَ الملك بنَ صالحِ بن عليّ بن عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ . وقال بطليموس : بينها وبين حَلَبَ عَشْرَةُ فَراسِخَ ، وإِلى الفراتِ ثَلاثةُ فراسِخَ . وبخطّ ابن
____________________

(6/226)


العَطَّار : مَنْبِجُ بَلْدَةُ البُحتُريّ وأَبي فِراسٍ .
ويُنسَب إليها جَماعةٌ : عُمَرُ بنُ سَعيدِ بن أَحمدَ بنِ سِنانٍ أَبو بَكرٍ الطائيّ وأَبو القاسم عَبْدانُ بنُ حُمَيدِ بن رَشِيدٍ الطائيّ ، وأَبو العبّاس عبدُ الله بن عبد المَلك بن أَبي الإِصبع المَنبِجِيُّون ، مُحدِّثون ؛ كذا في ( المعجم ) . ( و ) في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) : قال سيبويه : الميم في مَنْبِجَ زائدةٌ بمنزلةِ الأَلفِ ، لأَنّها إنّما كَثْرَتْ مَزيدةً أَوّلاً ، فمَوضِعُ زيادتِها كمَوضع الأَلف ، وكَثْرتُها ، إذا كانت أَوَّلاً في الاسم والصفة . فإذا نَسَبْتَ إليه فتحت الباءَ ، قلت : ( كِساءٌ مَنْبَجانيّ ) ، أَخرجوه مُخْرَج مَخْبَرَانيّ ومَنْظَرانيّ . ( و ) زاد المصنّف ( أَنْبَجانيّ ، بفَتحِ بائِهما ، نِسبةٌ ) إلى مَنْبِجَ ( على غيرِ قياسٍ ) ، ومثله في كتاب ( المحيط ) . وقال ابنُ قُتَيبة في أَدب الكاتبِ : كساءٌ مَنْجَانيٌّ ، ولا يقال : أَنْبَجانيّ ، لأَنه أُخْرِجَ مُخْرَجَ مَنْظَرانِيّ ومَخْبَرَانِيّ . قال ياقوت قال أَبو محمَد البَطَلْيَوْسيّ في تفسيره لهاذا الكتاب : قد قيل أَنَبجانيّ وجاء ذالك في بعض الحديث . وقد أَنشد أَبو العبّاس مُبرّد في الكامل في وصف لحية :
كالأَنْبَجانيّ مَصْقولاً عَوارِضُها
سَوْدَاءَ في لِينِ خَدِّ الغَادَةِ الرُّودِ
ولم يُنكر ذلك . وليس مَجيئُه مخالفاً لِلَفْظ مَنْبِجَ ممّا يُبْطِل أَن يكون مَنسوباً إليها ، لأَنّ المنسوبَ يَرِدُ خارجاً عن القياس كثيراً كَمرْوَزِيّ ودَرَا وَرْدِيّ ورازِيّ . قلت : دَرَاوَرْديّ منسوب إلى دَارَابْجِرْد . والحديث الذي أَشار إليه هو ( ائْتُونِي بأَنْبَجَانِيّةِ أَبي جَهْمٍ ) . قال ابنُ الأَثير : المحفوظ بكسر الباءِ ويُروَى بفتْحها . يقال : كساءٌ أَنْبَجانيّ منسوبٌ إلى مَنْبِجَ ، فُتِحت الباءُ في النّسب ، وأُبدِلت الميمُ هَمزةً ، وقيل
____________________

(6/227)


منسوبةٌ إلى مَوضعٍ اسمه أَنْبِجَان ، وهو أَشْبَهُ ، لأَنّ الأَوّل فيه تَعسُّفٌ ، وهو كِساءٌ من الصُّوف له خَمْلٌ ولا عَلَمَ له ، وهي من أَدْوَنِ الثِّيابِ الغَليظةِ . قال : والهَمزةُ فيها زائدةٌ ، في قول . انتهى .
( و ) يقال أَيضاً : ( ثَرِيدٌ أَنْبَجانيّ ) بفتح الباءِ : أَي ( به سُخونةٌ ) .
( و ) يقال : ( عَجِينٌ أَنْبَجَانٌ ) ، بفتح الباءِ : أَي ( مُدْرِكٌ مُنتِفخٌ ) حامِضٌ . قال : الجوهريّ : وهاذا الحرف في بعض الكتب الخاءِ معجمةً ، وسماعي بالجيم عن أَبي سعيدٍ وأَبي الغَوث وغيرهما . ( وما لَها أَختٌ سِوَى أَرْوَنَانٍ ) ، يقال : يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ ؛ وسيأَتي .
( و ) المِنْبَجُ ( كمِنْبَرٍ : المُعْطِي بِلسانِه ما لا يَفعلُه ) .
( و ) قال أَبو عَمْرٍ و : نَبَجَ : إذا قَعَد على ( النَّبَجَة ) ، وهي ( مُحرَّكةً : الأَكمَةُ ) ، ومنهم مَن جعلَ مَنْبِجاً مَوضِعاً من هذا قياساً صحيحاً ، ورُدّ بأَنّها على بَسيط من الأَرضِ لا أَكَمةَ فيه .
( والنابِجَة : الدَّاهِيَةُ ) ، والصَّواب أَنه البائِجة ، وقد تقدّم في الموحَّدة ، فإني لم أَجِدْها في الأَمَّهات فتَصحَّف على المصنّف . ( و ) عن أَبي عمرٍ و : هو ( طعامٌ جاهلِيٌّ كان ) يُتَّخذ في أَيّاتم المَجاعةِ ( يُخاضُ الوَبَرُ باللَّبَن فيُجْدَحُ ) ويُؤكَل ( كالنَّبِيج ) . قال الجَعْديّ يَذكر نساءً :
تَرَكْنَ بَطَالةً وأَخَذْنَ جِذًّا
وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيجِ
قال ابن الأَعرابيّ : الجِذّ : طَرَفُ المِرْوَدِ .
( والأَنْبَجُ ، كأْحمَدَ ، وتُكْسَر باؤه : ثَمَرةُ شَجرةٍ هِنديةّ ) يُربَّب بالعَسَل ، على حِلْقَةِ الخَوْخِ ، مُحرَّفُ الرأَسِ ، يُجلَب إلى العراق ، في جَوْفِه نَواةٌ كنَواةِ الخَوْخِ فمن ذالك اشتَقُّوا اسمَ الأَنْبجات الّتي تُربَّب بالعَسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَجِ ونحوِه ؛ كذا في
____________________

(6/228)


( اللسان ) و ( الأَساس ) ، وهو ( مُعرَّب أَنْبَ ) . قل أَبو حنيفةَ : شَجرُ الأَنْبَجِ كثيرٌ بأَرضِ العربِ من نَواحي عُمَانَ ، يُغْرَس غَرْساً ، وهو لَوْنانِ : أَحدُهما ثَمرتُه في مثلِ هَيْئةِ اللَّوْزِ ، لا يزال حُلْواً من أَوّل نَباتِه ، وآخرُ في هَيْئة الإِجّاصِ يَبدوا حامِضاً ثم يَحْلُو إذا أَيْنَعَ ، ولهما جميعاً عَجْمَةٌ ورِيحٌ طَيِّبة ، ويُكبَس الحامض منهما وهو غَضٌّ في الجِبَاب حتّى يُدْرِكَ فيكون كأَنَه المَوْزُ في رائحته وذطَعمِه ، ويَعظُم شَجرُه حتّى يكون كشَجَرِ الجَوُزِ ، وورَقُه كوَرقِه ، وإذا أَدرك فالحُلْوُ منه أَصفَرُ ، والمُزّ منه أَحمر .
( وأَنْبَجَ ) الرَّجلُ : إذا ( خَلَّطَ في كَلامه ) .
( و ) أَنْبَجَ ( قَعَدَ على النِّبَاج ) اسْم ( للآكامِ ) العالِيَة ؛ وهاذا عن ابن الأَعرابيّ .
( والنُّبُجَ ، بضمّتين : الغَرَائرُ السُّودُ ) كالنِّبَاج ، كما في ( المعجم ) لياقوت .
( ونَبَجَت القَيْحَةُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ الموجودة بأَيدِينا ، بالقاف والتّحتيّة ، وهو غلطٌ ، والصّواب ( القَبْجَةُ ) بالموحّدة ، وهو ذَكَرُ الحَجَلِ : ( خَرَجَت ) من جُحْرها . وقد تقدّم مثل هذا أَيضاً في بنج ، فلا أَدري أَيّهما أَصحّ ، فليُنظَر .
( وتَنبَّجَ العَظْمُ : تَورَّمَ ، كانْتَبَجَ ) .
( والنَّبَجَانُ ، محرَّكةً : الوَعيدُ ) .
( والنَّبْجُ ) ، بفتح فسكونٍ : ( البَرْدِيّ يُجعَل بين لَوْحَيْنِ من أَلواحِ السَّفينةِ ) .
( ونَابَاجُ : لَقَبُ عبدِ الله بنِ خالد ، ولَقَبُ والدِ عليِّ بنِ خَلَفٍ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
إنّه نَفّاجٌ نَبّاجٌ : ليس معه إلاّ الكلامُ . والنَّبّاج : المُتكلِّمُ بالحُمْق . والنَّبّاجُ : الكَذَّابُ ؛ وهاذه عن كُراع .
____________________

(6/229)



والنَّبْج : نَباتٌ ؛ قاله ابن منظور ، وأَنا أَخشَى أَن يكون مُصحَّفاً عن البَنْجِ ؛ وقد تقدّم .
نبرج : ( النِّبْرِيجُ ، بالكسر : الكَبْشُ الّذي يُخْصَى فلا يُجَزُّ له صُوفٌ أَبداً ) فارسيّ ( مُعرَّب نَبْرِيدَهْ ) أَي غير مَجزوزٍ ، لأَن النُّون علامة النَّفْيِ ، وبُريده ، بالضّمّ : هو المقطوع ، ويُطلَق على المَجْزوز . قلت : ومُقتضى التعريب أَن يكون ( نِبْرِيدَج ) إِلاّ أَن يكون خُفِّف .
نبهرج : ( النَّبَهْرَج ) كسَفَرْجَل : كالبَهْرَج ، وهو ( الزَّيْف الرَّديءُ ) . وفي المُغْرِب هو الباطِل الرّدِيءُ من الشْيءِ . والدِّرْهَم النَّبَهْرَجُ : ما بَطَل سِكّتُه . وقيل : فِضَّةٌ رَدِيئةٌ . وهو مُعرَّب نَبَهْرَهْ . واستَظهرَ الشيخُ أَبو حَيَّانَ زِيادَة نُونِه ، لقولهم بمعناه : بَهْرَج . وقال أَبو حَيَّانَ : الأَصالةُ مُحتَملة ، ويكون كسَفَرْجَل . وقد تقدَّم الكلامُ في ( بهرج ) فراجِعْه .
نتج : ( تْتِجت النّاقةُ ) والفَرسُ ( كعُنِيَ ) ، صَرَّحَ به ثعلبٌ والجوهريّ ، نَتْجاً و ( نِتَاجاً ) ، بالكسر ، ( وأُنْتِجت ) بالضّمّ : إِذا وَلَدَت . وبعضُهم يقول : نَتَجَتْ ، وهو قليلٌ . وعن ابن الأَعرابيّ : نُتِجَت الفَرسُ والنَّاقةُ : وَلَدت ، وأُنْتِجت : دَنَا وِلاَدُها ؛ كلاهما فِعْلُ ما لم يِسمَّ فاعلُه . وقال : ولم أَسمعْ نَتَجَتْ ولا أَنْتَجتْ على صيغة فِعْلِ الفاعلِ . ( وقد نَتَجها أَهلُها ) يَنْتِجُها نَتْجاً ، وذالك إِذا وَلِيَ نَتَاجَها ، فهو ناتِج ، وهي مَنْتُوجة . وفي ( التهذيب ) الّناتِج
____________________

(6/230)


للإِبلِ : كالقابِلة للنِّساءِ . وفي حديث أَبي الأَحوص : ( هل تَنْتِجُ إِبلَك صِحاحاً آذانُها ) ؟ : أَي تُوَلِّدها وتَلِي نَتَاجَها .
( وأَنتَجَت الفَرَسُ ) : إِذا حَمَلَت و ( حَانَ نَتَاجُها ) . قال أَبو زيدٍ : ( فهي نَتُوجٌ ) ومُنْتِج : إِذا دَنا وِلادُها وعَظُمَ بَطْنُها . وقال يَعقوبُ : إِذا ظَهَرَ حَمْلُها . قال : وكذالك النصاقَة . و ( لا ) يُقال : ( مُنْتِجٌ ) وعن الليث : لا يُقال : نَتَجَتِ الشَّاةُ إِلاَّ أَن يكون إِنسانٌ يَلِي نَتَاجَها ، ولاكن يقال : نُتِجَ القَوْمُ : إِذا وَضَعَتْ إِبلُهم وشَاؤُوهم ، قال : ومنهم من يقول : أَنْتَجتِ النّاقةُ : إِذا وَضَعَت . وقال الأَزهيّ : هاذا غلطٌ ، لا يُقال : أَنْتَجَت ، بمعنى وَضَعَتْ . قال : ويقال نُتِجَت : إِذا وَلَدَت ، فهي مَنْتوجة ؛ وأَنْتَجَت : إِذا حَمَلَت ، فهي نَتُوجٌ ، ولا يُقال : مُنْتِجٌ . وقال الَّليث : النَّتُوجُ : الحامِلُ من الدَّوابِّ ، فَرَسٌ نَتُوجٌ : في بَطْنِها وَلَدٌ قد استَبانَ ، وبها نِتَاجٌ ، أَي حَمْل . قال : وبعضٌ يقول للنَّتوجِ من الدَّوابّ : قد نَتَجَت ، بمعنى حَمَلت ، وليس بعامّ . وقال كُراع : نُتِجَت الفَرسُ ، وهي نَتُوجٌ . ليس في الكلام فُعِل وهي فَعُولٌ إِلاّ هاذا ، وقَوْلُهم : بُتِلَت النَّخلةُ عن أُمِّها وهي بَتُولٌ : إِذا أُفْرِدَت . وقال مَرَّةً : أَنْتَجَت النَّاقةُ فهي نَتَوجٌ : إِذا وَلَدَتْ . ليس في الكلام أَفْعَلَ وهو فَعَولٌ إِلاّ هاذا ، وقولهم : أَخْفَدَت النصاقةُ وهي خَفُودٌ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها قبل أَن يَتِمّ ، وأَعَقَّت الفَرسُ فهي عَقُوق : إِذا لم تَحْمِل ، وأَشَصَّت النَّاقةُ وهي شَصُوصٌ : إِذا قَلَّ لَبنُها . ونَاقَةٌ نَتِيجٌ كنَتُوجٍ ؛ حكاها كُراع أَيضاً .
( و ) أَتَت النَّاقةُ على مَنْتِجِها ، ( المَنْتِجُ ، كمَجْلِس : الوَقْتُ الذي نُنْتَج فيه ) .
( و ) عن يُونُسَ : يقال للشَّاتَيْنِ إِذا كانتا سِنًّا واحدةً : هما نَتِيجةٌ ، وكذالك ( غَنَمِى نَتائِجُ : إِذا كانَتْ في سِنَ واحدة ) .
( و ) يقال : ( انْتَتَجَتِ النَّاقةُ ) ، من باب الافتعال ، إِذا ( ذَهبت على
____________________

(6/231)


وَجْهِها فولَدَتْ حيث لا يُعْرَفُ مَوْضِعُها ) . قال يَعقوبُ : وإِذا ولَدَت النَّاقةُ من تِلْقَاءِ نَفْسِها ولم يَلِ نَتَاجَها أَحدٌ قيل : قد انْتَتَجَتْ . وقد قال الكُميت بَيتاً فيه لفظٌ ليس بالمستفيضِ في كلام العرب ، وهو قوله :
لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعد فِتْنَة
والمعروف من الكلام : ليَنْتِجوها .
( وتَنَتَّجَت ) النَّاقةُ : إِذا ( تَزَحَّرَت لِيَخْرُجَ وَلَدُها ) . كذا في ( الأَساس ) .
( وأَنْتَجوا : أَي عِندَهُم إِبلٌ حَواملُ تُنْتَج ) . وأَنْتَجوا : تُتجَت إِبلُهم وشَاؤُهم .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَناتَجتِ الإِبلُ : إِذا انْتُتِجَت .
ونُوق مَناتِيجُ .
ومن المجاز : الرِّيح تُنْتِجُ السحَابِ : تَمْرِيه حتى تُخرِجَ قَذْرَه .
وقال أَبو حنيفة : إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ النَّاسُ ووَلَّدوا ، واجْتُنِيَ أَوّلُ الكَمْأَةِ ؛ هاكذا حكاه نَتَّجَ ، بالتّشديد ، يَذهب في ذالك إِلى التّكثير . وفي مَثَل : ( العَجْزُ والتَّوانِي تَزَاوَجَا فأَنْتَجَا الفَقْرَ ) . وهاذه المُقدِّمة لا تُنْتِج نَتيجةً صادِقةً : إِذا لم يكن لها عاقِبَةٌ محمودةٌ .
ويقال : هذا الوَلدُ نَتِيجُ وَلَدى : إِذا وُلِدَا في شهْرٍ أَو عامٍ واحد .
وهاذه نَتيجةٌ من نَتائجِ كَرَمِك .
وقَعَدَ مِنْتَجاً : قاضِياً حاجتَه ، جُعِل ذالك نِتاجاً ( له ) كذا في ( الأَساس ) .
نثج : ( والمِنْتَجَةُ والمِنْثَجة ، كمِكْنَسة : الاسْتُ ) سُمِّيَت ( لأَنها تَنْثِج أَي تُخرِجُ ما في البَطْن ) قاله ابن الأَعرابيّ ؛ كذا في ( التهذيب ) : / / / /
( و ) من المجاز : ( خَرَج فُلانٌ مِنْثَجاً ، كمِنْبَر : أَي خَرَجَ وهو يَسْلَحُ سَلْحاً ) ، والّذي في ( الأَساس ) ( مِنْتَجاً )
____________________

(6/232)


بالمُثَنّاة الفوقيّة ، أَي قاضِياً حاجَته ، كما تقدّم قريباً .
( ونَثَجَ بَطْنَه بالسِّكِّين يَنْثِجُه ) ، بالكسر ، إِذا ( وَجَأَه ) .
( والنِّثْج ، بالكسر : الجَبَانُ لا خَيْرَ فيه ) .
( و ) النُّثُجُ ، ( بضَمَّتين : أُمَّاتُ سُوَيْدٍ ) .
( و ) في ( اللسان ) : ( يُقال لأَحدِ العِدْلَيْن إِذا استَرْحَى : قد اسْتَنَثَجَ ) ، قال هِمْيانُ :
يَظلُّ يَدْعُوِ نيبَه الضِّماعِجَا
بصَفْنَةٍ تَزْفِي هَدِيراً ناثِجَا
أَي مُستَرْخِياً .
نجج : ( *!نَجَّت القُرْحَةُ *!تَنِجّ ) ، بالكسر ، ( *!نَجًّا *!ونَجِيجاً ) : إِذا رَشَحَت ، وقيل : ( سالَت بما فيها ) . قال الأَصمعيّ : إِذا سالَ الجُرْحُ بما فيه قيل : نَجَّ *!يَنِجُّ *! نَجيجاً . قال القَطِرانُ :
فإِنْ تكُ قُرْحَةٌ خَبُثَت *!ونَجَّتْ
فإِنّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ
وهاذا البيتُ أَورَده الجَوهريّ مَنسوباً لجرير ، ونَبَّه عليه ابنُ بَرِّيّ في أَماليه أَنه للقَطِران ، كما ذَكره ابنُ سيده . قلت : وهاكذا في كتاب ( الأَلفاظ ) لابن السّكّيت : يقال خَبُثَت القُرْحَةُ : إِذا فَسَدَتْ وأَفسَدتْ ما حَوْلَها ، يريد أَنّها وإِن عَظُم فَسادُها فإِن الله قادرٌ على إِبرائها .
وفي حديثِ الحَجَّاج : ( سأَحمِلُكَ على صَعْبٍ حَدْباءَ حِدْبارٍ *!يَنِجّ ظَهْرُها ) أَي : يَسِيل قَيْحاً . وكذالك الأُذنُ إِذا سالَ منها الدَّمُ والقَيْحُ .
( *!ونَجْنَجَ ) فُلاناً عن الأَمرِ : كَفَّه و ( مَنَعَ . و ) *!نَجْنَجَ : إِذا ( حَرَّكَ ) وقَلَّبَ . ويقال : *!نَجْنِجْ أَمرَك فلعلَّك تَجِدُ إِلى الخُروج سبيلاً . ( و ) نَجْنَحَ ( الأَمرَ ) : إِذا ( هَمْ به ولم يَعْزِم عليه ) ، أَو رَدّدَ أَمْرَهُ ولم يُنفِّذه . ( و ) نَجْنَجَ ( الإِبلَ ) : إِذا رَدّها عن الماءِ . وعبارة الجوهريّ : نَجْنَجَ إِبلَه : إِذا ( رَدَّدَها على الحَوْض ) وأَنشد بَيتَ ذِي الرُّمَّة :
حتَّى إِذَا لم يَجِدْ وَغْلاً *!ونَجْنَجَها
مَخَافةَ الرَّمْيِ حتَّى كلُّها هِيمُ
____________________

(6/233)



( و ) عن الليث : نَجْنَجَ ، إِذا ( جالَ عند الفَزعِ ) و ( نَجْنَجَ ) القَومُ : ( صافُوا في المَرْبَعَ ) ؛ هاكذا بالموحْدة ، وفي أُخرَى بالمثنّاة الفوقيّة ، ( ثُمَّ عَزَموا على تَحَضُّرِ المِياهِ ) .
( و ) يقال : (*! تَنَجْنَجَ ) ، إِذا ( تَحرَّكَ ) .
( و ) نَجْنَجَ في رأْيه *!وتَنَجْنَجَ : ( تَحيَّرَ ) واضطَربَ .
( وقولُ الجوهريّ : ) تَنَجْنَجَ لَحمُه ، أَي كَثُرو ( اسْتَرخى ، غَلَطٌ ، وإِنما هو تَبَجْبَجَ ، بباءَينِ ) موحّدتين وقد تقدّم ، وهذا الذي ردّ به عليه هو قول الهَرويّ بعينه ، كذا وُجِد بخطّ أَبي زكريّا فقي هامش ( الصّحاح ) .
( *!ونَجَّ : أَسْرَعَ ، فهو*! نَجوجٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
نَجَّ الشَّيْءَ مِن فيه *!نَجًّا : كمَجَّه .
وعن أَبي تُرابٍ : قال بعض غَنِيّ : يقال : لَجْلَجْتُ اللُّقْمةَ ونَجْنَجْتُهَا : إِذا حَرَّكْتَها في فيك ورَدَّدتها فلم تَبتلِعْها . وعن شُجاعٍ السّلَميّ : مَجْمَعَ بي *!ونَجّنَج : إِذا ذَهَبَ بك في الكلامِ مَذْهباً على غير استقامةٍ ، ورَدَّك من حال إِلى حالٍ .
وعن ابن الأَعرابيّ : مَجّ ونَجّ ، بمعنًى واحدٍ . وقال أَوْسٌ :
أُحاذِرُ *!نَجَّ الخَيْلِ فَوْقَ سَرَاتِهت
ورَبًّا غَيُوراً وَجْهُهُ يَتَمعَّرُ
نَجَّتُهت : إِلقاؤُها عن ظُهورِها .
*!والنَّجْنَجَةُ : الحَبْسُ عن المَرْعَى ونَجْنَجَتْ عَينُه : غارَتْ .
*!واليَنْجُوجُ *!والأَنْجُوجُ : عُودُ البَخُورِ . قال أَبو دُوَادٍ .
يَكْتَبِينَ *!الأَنْجُوجَ في كَبَّة المَشْ
تَى وبُلْهٌ أَحْلاَمُهُمنّ وِسامُ
وفي حديث سَلْمان : ( أُهْبِطَ آدَمُ من الجَنَّة وعليه إِكليلٌ ، فتَحَاتَّ منه عُودُ *!الأَنْجْوجِ ) ، والمشهور فيه *!أَلَنْجُوج *!ويَلَنْجُوج ، وقد تقدّم .
____________________

(6/234)



( ) ومما يستدرك عليه :
*!النَّجَجُ : كِنَايةٌ عن النِّكاحِ ، والخاءُ لغة .
نخج : ( النَّخْج ، كالمَنْه : المُباضَعَة ) ونَخَجَها يَنْخُجها . ( و ) نَخَجَ ( السَّيْلُ ) في الوادي يَنْخِج ، بالكسر ، نَخْجاً : صَدَمَه . ( و ) نَخْجُه : ( تَصْوِيتُه في سَنَدِ الوَادِي . و ) النَّخْج : صَوْتُ ( خَضْخَضَةِ الَّدلْوِ ) يقال : نَخَجَ الدَّلْوَ في البِئْرِ نَخْجاً ، ونَخَجَ بها : حَرَّكَها في الماءِ لتمتلىء ، لغة في مَخَجَها . وزعم يعقوبُ أَنّ نون ( نخج ) بدل من ميم ( مخج ) . ( و ) من المجاز : النَّخْجُ : ( صَوْتُ الاسْتِ ) .
( واسْتَنْخَجَ ) الرّجلُ : ( لانَ ) .
( و ) النَّخْجُ : أَن تضَعَ المَرأَةُ السِّقاءِ على رُكْبتَيْها ثم تَمْخَضَه . . وقيل : النَّخْج : أَن تَأَخُذَ اللَّبَنَ وقد رَابَ ، فتَصُبَّ لَبناً حَليباً فتَخْرُجَ الزُّبْدَةُ فَشْفاشَةً ليستْ لها صَلابةٌ .
وعن ابن السِّكِّيت : ( النَّخِيجَةُ : زُبُدٌ يَخرجُ من السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعدَما يُنْزَعُ ) أَيْ يُخْرَجُ ( زُبُدُه الأَوّلُ ) فيِمْخَض فيخْرُجُ منه زُبْدٌ رَقيقٌ . وقال غيره : هو النَّخِيجُ ، بغير هاءٍ . وزاد في ( الصحّاح ) : ويقال النَّجِيخَة ، بتقديم الجيم ، ولا أَدري ما صِحَّته .
( ) ومما يستدرك عليه :
فُلانٌ مَميونُ العَريكةِ والنَّخيجَةِ والطَّبيعةِ . بمعنًى واحدٍ .
نرج : ( النَّوْرَجُ : سِكَّةُ الحَرَّاثِ ، كالنَّيْرَجِ ) ، بالفتح أَيضاً ؛ كذا في نوادر الأَعراب .
( و ) النَّوْرَجُ ( السَّرَابَ ) يُظَنّ أَنه ماءٌ وليس بماءٍ ، من النوادر .
ونرج : دَاسَ الطَّعامَ بالنَّيْرَجِ .
( و ) النَّوْرَجُ ، والنُّورَجُ ، الأَخيرة يمانِيَة ، ولا نَظيرَ له ، كلّ ذالك ( ما يُداسُ بع الأَكْداسُ ) ، جمع كُدْسٍ ، وهي الصُّبْرَةُ الكَبيرةُ من الزَّرْعِ ، ( من خَشبٍ
____________________

(6/235)


كانَ أو حَديدٍ ) ، بيانٌ لما يُداسُ به . وفي سِفْر السَّعادة : النَّيْرَجُ : خاذا الّذي يُدْرَسُ به الحَبُّ ، من حديدٍ وخَشبٍ ، والجمعُ النَّوارِجُ ، قال : أَيَا لَيتَ لي نَجْداً وطِيبَ تُرابِها .
وهاذا الذي تَجْرِي عليه النَّوارِجُ .
( والنَّوْرَجَة والنَّيْرَجَة : الاختلافُ إِقْبالاً وإِدْباراً ، وكذا ) النَّوْرَجَةُ ( في الكلامِ : وهي النَّميمةُ والمَشْيُ بها ) .
( و ) من ذالك قيل : ( النَّيْرَجُ : النَّمّامُ . و ) النَّيْرَجُ : ( النَّاقةُ الجَوَادُ ) لسُرْعتها في عَدْوِها .
( و ) فلانٌ ( عَدَا عَدْواً نَيْرَجاً ، أَي بسُرعةٍ وتَردُّدٍ ) ، يقال : أَقْبَلَت الوَحْشُ والدّوَابُّ نَيْرَجاً ، وهي تَعْدُو نَيْرَجاً : وهي سُرْعَةٌ في تَردُّد . وكلُّ سريعٍ نَيْرَجٌ . قال العَجّاجُ :
ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّتْ نَيْرَجَا
( و ) من المجاز : ( نَيْرَجَها : جامَعَها ) .
( و ) عن الليث : ( النِّيرَنْجُ ، بالكسر ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والمنقول عن نَصِّ كلامِ الليث : النِّيرَجُ ، بإِسقاط النون الثانية : ( أُخَذٌ ) ، بضمَ ففتح ( كالسَّحْر ، وليس به ) . أَي ليس بحقيقتِه ولا كالسِّحر ، إِنّما هو تَشْبيهٌ وتَلْبيسٌ ، وهي النِّيرَنْجِيّات .
( والنّارَنْج : ثَمَرٌ ، م ) ، فارسيّ ( مُعرَّبُ نارَنْك ) ، أَنشد شيخنا قال : أَنشدنا الإِمام محمد بن المسناويّ :
وشَادِنٍ قُلتُ له صِفْ لنا
بُسْتانَنا الزّاهِي ونارَنْجَنَا
فقَالَ لي : بُستَانُكم جَنّةٌ
ومَنْ جَنَى النَّارَنْجَ ناراً جَنَى
وأَنشدنا شيخنا نورُ الدّين محمد القَبُولِيّ المُتوفَّى بحضرةِ دِهْلِي سنة 1159 :
إِنّ في بُسْتانِنا نارَنْجَنا
مَنْ جَنَى نارَنْجنَا ناراً جَنَى
____________________

(6/236)



( ) ومما يستدرك على المصنّف :
ريح نَيْرَجٌ ونَوّرَجٌ : عاصِفٌ . وامرأَةٌ نَيْرَجٌ : داهِيةٌ مُنْكَرَةٌ ، كلاهما من نوادر الأَعراب . والنَّيْرَجُ : ضَرْبٌ من الوَشْيِ ؛ من سِفرْ السّعادة .
ونَارجَةُ قَريةٌ كبيرةٌ بالأَندلس من أَعمال مالَقَة .
نزج : ( نَزَجَ ) ، بالزّاي بعد النُّون : ( رَقَصَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) وقال غيره : ( النَّيْزَجُ ) بالفتح : ( جَهَازُ المَرأَةِ إِذا كان نَازِيَ البَظْرِ طَويلَه ) ، وأَنشد :
بذاك أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجَامَا
نسج : ( نَسَجَ ) الحائكُ ( الثَّوْبَ يَنسِجُه ) ، بالكسر ، ( ويَنْسُبه ) ، بالضّمّ ، نَسْجاً . فانْتَسَجَ . والنَّسْجُ معروفٌ . ونَسَجَت الرِّيحُ الوَرَقَ والهَشِيمَ : جَمَعتْ بَعْضهُ إِلى بَعْضٍ . قيل : ونَسَجَ الحائكُ الثَّوْبَ . من ذالك ، لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة ( فهو ناسِجٌ ، وصَنْعَتُه النِّسَاجةُ ) ، بالكسر ، ( والموضِع ) منه ( مَنْسَجُ ومَنْسِجٌ ) ، كمَقْعَد ومَجْلِس . ( و ) من المجاز : نَسَجَ ( الكَلامَ ) . إِذا ( لَخَّصَه ) ، والشّاعرُ الشِّعْرَ : نَظَمَه وحَاكَه . ( و ) الكَذّابُ الزُّورَ : ( زَوّرَه ) ولَفَّقَه .
( و ) المِنْسَج ( كمِنْبَرٍ ) والمِنْسِج بكسرهما : قال ابن سيده : خَشَبَةٌ و ( أَداةٌ ) مُستعمَلَةٌ في النِّساجة التي ( يُمَدّ عليها الثَّوْبُ ليُنْسَجَ ) . وقيل : المِنْسَج ، بالكسر لا غيرُ : الحَفُّ خاصَّةً . وقال الأَزهريّ : مِنْسَجُ الثَّوْبِ ، بكسر الميم ، ومَنْسِجه : حيث يُنْسَج ؛ حكاه عن شَمِرٍ .
( و ) المِنْسَج ( من الفَرَسِ : أَسْفَلُ مِن ) حارِكِه وكذا المَنْسِج ، بفتح الميم وكسر الشين . وقيل : هو ما بين العُرْفِ ومَوْضِع اللِّبْد . قال أَبو ذُؤيب :
مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ تَجْرِي فَوْقَ مَنْسِجِه
إِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُدُ
____________________

(6/237)



وفي ( التهذيب ) : المِنْسَج : المُنْتَبِر من كاثِبَةِ الدَّابَّةِ عند مُنتَهَى مَنْبِتِ العُرْفِ تحت القَرَبُوسِ المُقَدَّمِ . وقيل : سُمِّيَ مِنْسَجُ الفَرسِ لأَنّ عَصَبَ العُنُقِ يَجيءُ قبلَ الظَّهْر ، وعَصَبَ الظَّهْر يَذْهب قِبَلَ العُنُقِ ، فَينْسِج على الكَتِفَيْنِ . وعن أَبي عُبيد : المَنْسِج والحارِكُ : ما شَخَصَ من فُرُوعِ الكَتِفيْنِ إِلى أَصْلِ العُنُق إِلى مُسْتَوَى الظَهْرِ ، والكاهِلُ : خَلْف المَنْسِج . وفي الحديث : ( رِجالٌ جاعِلُو رِمَاحِهم على مَناسِجِ خُيُولِهم ) . وفيل : المِنْسَج للفَرَس : بمنزِلةِ الكاهِلِ من الإِنسانِ ، والحارِكِ من البَعير .
( و ) من المجاز : ( هو نَسِيجُ وَحْدِه ) ، قال ثعلب : الّذي لا يُعْمَل على مِثَالِه مِثْلُه ، يُضْرَب مَثَلاً لكلِّ مَن بُولِغَ في مَدْحِه ، وهو كقولك : فلانٌ واحِدُ عَصْرِه ، وقَريعُ قَوْمِه . فنَسيج وَحْدِه : أَي ( لا نَظيرَ له في العِلْم وغيرِه ) وأَصلُه في الثَّوْبِ ( وذالك لأَنّ الثَّوبَ إِذا كان رَفيعاً ) وفي بعض الأَمهات : كريماً ( لم يُنْسَجْ على مِنوالِه غَيْرُه ) لدِقَّته ، وإِذا لم يَكن كَريماً نَفيساً دَقيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدّةِ أَثوابٍ ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعولٍ ، ولا يقال إِلاّ في المَدْحِ . وفي حديث عائشةَ : أَنها ذكرت عُمرَ تَصِفُه ، فقالت : ( كان واللَّهِ أَحْوَذِيًّا نَسيجَ وَحْدِه ) ، أَرادت أَنه كان مُنقطِعَ القَرِينِ .
( و ) من المجاز : نَسَجَت النَّاقةُ في سَيْرِها تَنْسِجُ ، وهي نَسُوجٌ : أَسْرَعَتُ نَقْلَ قَوائِمها . وقيل : ( ناقَةٌ نَسُوجٌ ) : التي ( لا يَضْظرِب عَليها الحِمْلُ ) ، هاكذا في سار النُّسخ ، ولا أَدْرِي كيف ذالك ، والذي صَرَّح به غيرُ واحد من الأَئمّة : الدَّرُجُ من الإِبل : التي لا يَثْبُت حِمْلُها ولا عليها إِنّما هو مَضْطَرِبٌ . وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وتَسِجُ في سَيْرها ، وهو سُرعةُ نَقْلِها قَوَائِمَها . ( أَو ) النَّسُوجُ من الإِبل : ( التي تُقدِّمه ) أَي الحِمْلَ ( إِلى كاهِلِهَا لِشدّةِ سَيْرِها ) ، وهاذا عن ابن شُمَيْل .
____________________

(6/238)



( و ) من المجاز : ( نَسْجُ الرِّيحِ الرَّبْعَ : أَنْ يَتَعاوَرَه رِيحان طُولاً وعْرْضاً ) لأَتّ النّاسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجةَ فيُلْحِنُ ما أَطالَ من السَّدَى .
( والنَّسّاج : الزَّرّادُ ) ، هو الّذي يَعمل الدُّروعَ ، رُبما سُمِّيَ بذالك .
( و ) من المجاز : النَّسّاج : ( الكَذّابُ ) المُلفِّقُ .
( والنُّسُج ، بضمَّتينِ : السَّجّادَاتُ ) ، نقَله ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
نَسَجَت الرِّيحُ التُّرابَ : سَحَبَتْ بَعْضَه إِلى بَعْضٍ . والرِّيحُ تَنْسِجُ التُّرابَ ، إِذا نَسَجَت المَورَ والجَوْلَ على رُسومِها . والرِّيح تَنْسِجُ الماءَ ، إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طَرائقُ كالحُبُك ، قال زُهَيْرٌ يَصِفُ وادياً :
مُكلَّلٌ بِعَمِيمِ النصبْتِ يَنْسِجُه
رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مائِه حُبُكُ
ونَسَجَ العَنكبوتُ نِسْجَها ، والشاعر يَنسِجُ الشِّعْرَ ويَحوكُه ، ونَسَجَ الغَيْثُ النَّباتَ ، كلّ ذالك على المَثَل . وفي حديث جابرٍ : ( فقام في نِساجة مُلْتحِفاً بها ) . قال ابن الأَثير : هي ضَرْبٌ من المَلاحِفِ منسوجة ، كأَنها سُمِّيَتْ بالمَصدر .
نشج : ( النَّشَجُ ، محرَّكةً : مَجْرَى الماءِ ، ج أَنْشاجٌ ) ، قاله أَبو عَمروٍ ، وأَنشد شَمِرٌ :
تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنْهمُ فعُتائِدُهْ
فذُو سَلَمٍ أَنْشاجُهُ فسَواعِدُهْ
والنَّشِيجُ : صَوْتُ الماءِ يَنْشِج ، ونُشُوجُه في الأَرضِ : أَن يُسْمَعَ له صَوْتٌ . ( ونَشَجَ الباكِي يَنْشِج ) ، بالكسر ، نَشْجاً و ( نَشِيجاً ) ، إِذا ( غُصَّ بالبُكاءِ في حَلْقِه من غير انْتحابٍ ) . وقال أَبو عُبيد : النَّشِيجُ :
____________________

(6/239)


مثلُ بُكاءِ الصَّبيّ إِذا ضُرِبَ فلم يَخْرُجْ بُكاؤه ورَدَّدَه في صَدْرِه . وعن ابن الأَعرابيّ : النَّشِيجُ مِن الفَمِ ، والنَّخِيرُ من الأَنفِ . وفي ( التهذيب ) : وهو إِذا غَصّ البُكاءَ في حَلْقِه عندَ الفَزْعَةِ . ( و ) من المجاز : ( الحِمارُ ) يَنْشِجُ نَشيجاً عند الفَزَعِ . وقال أَبو عُبيدٍ : هو صَوْتُ الحِمَارِ . من غير أَن يَذكُر فَزَعاً . ونَشَجَ الحِمارُ نَشيجاً : ( رَدَّدَ صَوْتَه في صَدْرِه . و ) كذالك نَشَجَ ( القِدْرُ والزِّقُّ ) والحُبُّ : إِذَا ( غَلَى ما فيه حتى سُمِعَ له صَوْتٌ ) وهو مَجازٌ . ( و ) نَشَجَ ( المُطْرِبُ ) يَنْشِجَ نَشيجاً : إِذا ( فَصَلَ بين الصَّوْتينِ ومَدَّ . و ) نَشَجَ ( الضِّفْدَعُ ) يَنْشِج ، إِذا ( رَدّدَ نَقِيقَه ) ، قال أَبو ذُؤْيب يَصف ماءَ مَطَرٍ :
ضَفادَعُه غَرْقَى رِواءٌ كأَنّها
قِيَانُ شُرُوبٍ رَجْعُهنَّ نَشيجُ
( والنُّوشَجَانُ ) بضمّ النُّون وفتح الشِّين : ( قبيلةٌ ، أَوْ : د ) ، أَي بَلَدٌ . قال ابنُ سِيده : وأُراه فارسيًّا ؛ كذا في ( اللّسان ) . وقرأَت في ( المعجم ) لياقوت : نُوشَجَانُ مَدينةٌ بفارِسَ ، عن السّمعانيّ . وقال ابنُ الفَقيِه : وهُمَا العُلْيَا والسُّفْلَى ومن نُوشَجانَ الأَعلَى إِلى مدينة خَاقَانَ التغزغز مَسيرةِ ثلاثةِ أَشْهُرٍ في قُرًى كِبارٍ ( ذات ) خِصْبٍ ظَاهرٍ ، وأَهلُها أَتراكٌ ، منهم مَجوسٌ ومنهم زَنادِقةٌ مانَوِيَّةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّشيجُ : الصَّوْتُ . والنَّشيجُ : مَسِيلُ الماءِ .
وعَبْرَةٌ نُشُجٌ : لها نَشِيجٌ .
ومن المجاز : الطَّعْنةُ تَنْشِجُ عند خُروجِ الدَّمِ : تَسْمَعُ لها صَوْتاً في جَوْفِها .
نشستج : والنَّشَاسْتَجُ : ضَيْعَةٌ أَو نَهرٌ بالكُوفةِ ،
____________________

(6/240)


كانت لطَلْحَةَ بنِ عُبيدِ الله التَّيْمِيّ ، أَحدِ العَشْرةِ ، وكانتْ عَظيمةً كثيرةَ الدَّخْل ؛ كذا في ( المعجم ) .
نضج : ( نَضِجَ الثَّمَرُ ) والعِنَبُ والتَّمْرُ ( واللَّحْمُ ، كسَمِع ) ، قَدِيداً أَو شِوَاءً ، يَنْضَجُ ( نُضْجاً ) ، بالضِّمّ ( ونَضْجاً ) ، بالفتح ( : أَدْرَكَ ) ، والنُّضْجُ الاسْمُ ، يقال : جادَ نُضْجُ هاذا اللَّهْمْ . وقد أَنْضَجه الطَّاهِي ، وأَنْضَجَه إِبَّانُه ، ( فهو ) مُنْضَجٌ ، و ( نَضِيجٌ وناضِجٌ ، وأَنضجْتُه ) أَنا ، والجمع نِضَاجٌ ، وفي حديث لُقمانَ : ( قَريبٌ مِن نَضِيجٍ بَعيدٌ من نِىءٍ ) النَّضِيجُ : المَطبوخُ ، أَرادَ أَنّه يأْخُذُ ما طُبِخَ لإِلْفِه المَنْزِلَ وطُولِ مُكْثِه في الحَيِّ ، وأَنّه لا يأْكُلُ النِّىءَ كما يأْكل من أَعْجَله الأَمرُ عن إِنضاجِ ما اتَّخَذَ ، وكما يأْكُل مَنْ غَزا واصْطادَ . قال ابنُ سيده : واسْتَعملَ أَبو حَنيفةَ الإِنضاجَ في البَرْدِ ، في كتابه الموسوم ( بالنَّبات ) : المَهْرُوء : الّذي قد أَنْضَجَه البَرْدُ ، قال : وهاذا غريبٌ ، إِذا الإِنضاجُ إِنّما يكون في الحَرِّ فاستعملَه هو في البَرْد .
( و ) من المجاز : ( هو نَضيجُ الرَّأْيِ ) : أَي ( مُحكَمُهُ ) ، على المَثَل .
( و ) من المجاز ( نَضِجَت النَّاقةُ بوَلدِها ونَضَّجَت ) : جَاوَزَت الحَقّ بشَهرٍ ونحْوه ، أَي زَادت على وَقُتِ الوِلادة . ونَصُّ عبارةِ الأَصمعيّ : إِذا حَملَت النَّاقَةُ ف ( جازَتْ السَّنَةَ ) من يَوْم لَقِحَت ( ولم تُنْتَج ) ، بضمْ الأَوّل وفتح الثالث ، والسَّنَةُ مرفوع ومنصوب كذا هو مُقَيَّد في نسختنا ، قيل : أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ ، وقد جَازَت الحَقَّ ، وحَقُّها : الوَقْتُ الذي ضُرِبت فيه ، ( فهي ) مِدْرَاجٌ و ( مُنَضِّجٌ ) . وقد استعملَ ثعلب ( نَضِّجته ) في المَرْأَة ، فقال في قوله :
تَمَطَّت به أُمُّه في النِّفاسِ
فليس بِيَتْنٍ ولا تَوْأَمِ
يريد أَنّها زَادَت على تِسْعةِ أَشهر حتى نَضَّجته . وفي ( اللسان ) : والمُنضِّجة :
____________________

(6/241)


التي تأَخَّرَت ولادتُها عن حينِ الوِلادةِ شهراً ، وهو أَقْوَى للوَلَد .
( والمِنْضاجُ : السَّفُّودُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
من المجاز : أَمْرٌ مُنْضَج .
وأَنْضِجْ رأَيَك .
وهو لا يَسْتَنْضِجُ كُراعاً ، والكُراعُ : يَدُ الشَّاةِ ، أَي إِنه ضعيفٌ لا غَناءَ عنده .
ونوُقٌ مُنَضِّجاتٌ .
ونَضِّجَت الناقةُ بلَبَنها : إِذا بَلَغَت الغَايَةَ . قال ابنُ سيده : وأُراه وَهَماً ، إِنما هو نَضَّجَت وَلَدَها .
نعج : ( النَّعَجُ ، محرّكةً والنُّعُوجُ ) ، بالضّم : ( الابْيِصَاص الخالِصُر ، والفِعْلُ كطَلَبَ ) ، نَعَجَ اللَّوْنُ الأَبيضُ يَنْعُج نَعَجاً ونُعوجاً فهو نَعِجٌ : خالِصٌ بَياضُه . قال العَجّاج يَصِفُ بقَرَ الوَحْسِ :
في نَعِجَاتٍ مِنْ بَياضٍ نَعَجَا
كما رَأَيتَ في المُلاَءِ البَرْدَجَا
ثم إِن قوله : ( والفعل كطلب ) هاكذا في سائر نُسخ ( الصحّاج ) ، وهاكذا وُجِدَ مضبوطاً بخطّ أَبي سَهْلٍ . وفي نسْخةٍ مقروءَةٍ على الشيخ أَبي محمّد بنِ بَرِّيّ رحمه الله في المتن : وقد نعِجَ اللَّوْنُ يَنْعَج نَعَجاً مثل صَخِب يَصْخَب صَخَباً . وعلى الحاشية : قال الشيخ : ورأَيت بخطّ الجوهريّ : وقد نَعَجَ اللَّوْنُ يَنْعُج نَعَجاً مثل طَلَب يَطْلُبُ طَلَباً . انتهى .
ومن سَجَعات الأَساس : نِساءٌ نُعْجُ المَحاجِرِ ، دُعْجُ النَّواظِرِ .
( و ) النَّعَج : ( السِّمَن ) . نَعِجَت الإِبلُ تَنْعَج : سَمِنَت . قال الأَزهريّ : قال أَبو عَمرٍ و : وهو في شِعرِ ذي الرُّمَّة .
____________________

(6/242)


قال شَمِرٌ : نَعِجَت : إِذا سَمِنَت ، حَرْفٌ عريبٌ . قال : فَتَّست شِعْرَ ذِي الرُّمة فلم أَجدْ هاذه الكلمة فيه . فال الأَزهريّ : نَعِجَ بمعنَى سَمِنَ حَرْفٌ صحيحٌ ، ونَظَرَ إِليَّ أَعرابيُّ كان عَهْدُه بي وأَنا ساهِمٌ الوَجهِ ثم رآني وقد ثابَتْ إِليّ نَفْسي فقال : نَعِجْتَ أَبا فلانٍ بعدما رأَيتُك كالسَّعَفِ اليَابِس . أَراد سَمِنْا وصَلَحْتَ . يقال : قد نَعِجَ هاذا بعدي : أَي سَمِنَ . والنَّعَج : أَن يَرْبُوَ ويَنْتَفِخَ . وقيل : النَّهَجُ مِثلُه .
( و ) النَّعَجُ : ( ثِقَلُ القَلْبِ من أَكْلِ لَحْمِ الضَّأْنِ ، والفِعْل ) نَعِجَ الرَّجلُ نَعَجاً ، ( كفَرِحَ ) فهو نَعِجٌ . قال ذو الرُّمَّة :
كأَنَّ القَوْمَ عُشُّوا لَحْمَ ضَأْنٍ
فَهُمْ نَعِجونَ قد مَالتْ طُلاَهمْ
يريد أَنهم قد أُتْخُموا من كثيرةِ أَكلهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاَهم . والطُّلَى : الأَعْناق .
( والنُّاعِجةُ : الأَرضُ السَّهْلةُ ) المُستوية المُكْرمَةُ للنَّبات تُنْبِت الرِّمْثَ ؛ قاله أَبو خَيْرَة .
( و ) الناعجة : النّاقةُ البيضاءُ ( اللّوْنِ الكَريمةُ . وجَمعلٌ ناعِجٌ ) : حَسَنُ اللَّوْنِ مُكْرَمٌ . ( و ) النَّاعجةُ أَيضاً : ( السَّريعةُ ) من الإِبل . وقد نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً : وهو ضَرْبٌ من سَيْرِ الإِبل . وفي ( اللسان ) : النَّواعِجُ من الإِبل : السِّراعُ . وقد نَعَجَت النَّاقةُ في سَيْرِها ، بالفتح : أَسرعَت ، لغة في مَعَجَت .
( و ) النَّاعِجَةُ أَيضاً : النَّاقةُ ( التي يُصادُ عليها نِعَاجُ الوَحْشِ ) . قال ابنُ جِنّي : وهي من المَهْرِيّة . وفي شِعْرِ خُفَافِ ابن نَدْبَة :
والنَّاعِجَاتِ المُسْرِعات للنَّجَا
يعني الخِفافَ من الإِبل ، وقيل : الحِسَان الأَلوانِ .
( والنَّعْجة : الأُنثَى من الضَّأْن ) والظِّباءِ والبَقرِ الوَحْشِيّ والشَّاءِ الجَبَلِيّ ، ( ج نِعَاجٌ ) ، بالكسر ، ( ونَعَجَاتٌ ) مُحرَّكةً . وقرأَ الحسن : { 6 . 013 ولى نعجة
____________________

(6/243)


واحدة } ( ص : 23 ) فعسى أَن يكون الكسر لُغةً .
( وأَنْعَجوا ) إِنْعَاجاً : نَعِجَتْ ، أَي ( سَمِنَت إِبلهُم ) .
( ونِعَاجُ الرَّمْلِ : البَقَرُ ، الواحِدةُ نَعْجَةٌ ) ، والعرب تَكْنِى بالنَّعْجةِ والشَّاةِ عن المرأَةِ ، ويُسَمُّون الثَّوْرَ الوَحْشيَّ شاةً . قال أَبو عُبيدٍ : ( ولا يُقال لغيرِ البَثرِ مِن الوَحْش ) نِعاجٌ . وقال الفارِسيّ : العرب تُجرِي الظِّباءَ مُجْرَى المَعْزِ ، والبَقَرَ مُجْرَى الضِّأَنِ . ويَدلُّ على ذالك قولُ أَبي ذُؤيب .
وعَادِيةٍ تُلْقِي الثِّيَابَ كَأَنَّها
تُيُوسُ ظِبَاءٍ مَحْصُها وانْتِبارُها
فلو أَجْرَوُا الظِّباءَ مُجْرَى الضِّأْنِ لقال : كِبَاشُ ظِباءٍ . ومما يَدلّ على أَنهم يُجرُون البَقَرَ مُجْرَى الضَّأْنِ قولُ ذي الرُّمَّة :
إِذَا ما رَآها رَاكِبُ الصَّيْفِ لم يَزَلْ
يَرَى نَعْجَةً في مَرْتَعٍ فيُثِيرُها
مُوَلَّعةً خَنْساءَ لَيْسَتْ بنَعْجِةٍ
يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِيَاهِ وَقيرُها
فلم يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الّذي هو النَّعْجة ، ولكنه نفاه بالوَصْف ، وهو قولُه : يُدَّمِّن أَجوافَ المِياه وَقِيرُها
يقول : هي نَعجةٌ وَحْشِيَّة لا إِنسِيّة ، تأْلَف أَجوافَ المِياهِ أَولادُها ، ولا سِيّما وقد خَصَّها بالوَقِيرِ ، ولا يَقعُ الوَقيرُ إِلاَّ علَى الغَنم الّتى في السَّوَادِ والأَرْيافِ والْحضَرِ .
( وأَبو نَعْجَةَ صالحُ بنُ شُرَحْبِيلَ ، والأَخْنَسُ بنُ نَعْجَةَ الكلبيّ : شاعرانِ ) .
( ومَنْعِجٌ ، كمَجْلِسٍ : ع ) وهو وادٍ يأَخذ بين حَفْرِ أَبي موسى . والنِّباجِ ، ويَدْفَع في بَطْنِ فَلْج ويومُ مَنْعِجٍ من أَيامِ العربِ لبني يَرْبوعِ بنِ حَنْظلةَ بنِ مالكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ ابنِ تَميم على بَني كِلاَبٍ ، قال جَرير :
لَعَمْرُك لا أَنْسَى ليالِيَ مَنْعِجٍ
ولا عَاقِلاً إِذ مَنْزِلُ الحيِّ عاقلُ
____________________

(6/244)



( ووَهِمَ الجوهريّ في فَتْحه ) ووُجِدَ بخط أَبي زكريَّا ، في ( هامش الصّحاح ) : إِنما هو مَنْعِجٌ ، بالكسر . وحاول شيخُنا في انتصار الجوهريّ فقال : إِنّما مرادُه بالفتح أَوّلُه ويبقى غيرُه على العُموم . وأَنت خبيرٌ بأَنّه غيرُ ظاهر ، وأَبو زكريَّا أَعْرف بمُرادِه من غيره ، والمَجْدُ تَبِعَه في ذالك . وإِنّما يقال : إِنّ الجوهريّ إِنّما ضبَطَه بالفتح لأَنّ قِياسَ المكانِ فَتْحُ العَين ، لفَتْح عَيْنِ مُضارعِ ، ومَجِؤُه مكسوراً يُنافِيه ، فالمجْدُ بَنَى على الكَسْرِ لكونِه مشهوراً ، والجوهريُّ نَظَر إِلى أَصْل القاعدةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
امرأَةٌ ناعِجةٌ : حَسَنةُ اللَّونِ . ويومُ ناعِجةَ : من أَيّامِ العربِ .
نفج : ( نَفَجَ الأَرنَبُ ) : اللَّهُذا ( ثارَ ) ونَفَجْتُه أَنا فثارَ مِن جُحْرِه . وفي حديث قَيْلةَ : ( فانْتَفَجَتْ منه الأَرنْبُ ) ، أَي وَثَبَتْ . ومنه الحديث : ( فانْتَفَجْنا أَرْنباً ) ، أَي أَثَرْناها . وفي حديث آخَرَ أَنه ذَكَر فِتْنَتَينِ فقال : ( ما الأُولَى عندَ الآخِرَةِ إِلاّ كنَفْجَةِ أَرْنَبٍ ) أَي ككَثْبَتِه من مَجْثَمه ، يُريد تَقليلَ مُدَّتها . وكلُّ ما ارتفَعَ فقد نَفَجَ وانْتَفجَ ، وتَنَفَّجَ ونَفَجَه هو يَنْفُجُه نَفْجاً .
( و ) نفَجَتِ ( الفَرُّوجةُ : خَرَجتْ من بَيْضَتِها ) .
( و ) نَفَجَ ( الثَّدْيُ ) أَي ثَدْيُ المرأَةِ ( القَميصَ ) : إِذا ( رَفَعَه ) .
( و ) من المَجاز : نَفَجَت ( الرِّيحُ جاءَتْ ) بَغْتةً . وقيل : نَفَجَت الرِّيحُ : إِذا جاءَتْ ( بقُوّةٍ ) .
( و ) من المَجاز : ( النَّفّاجُ : المُتكبِّرُ ) أَي صاحبُ فَخْرٍ وكِبْرٍ ، عن ابن سِّكِّيت . وقيل : رَجلٌ نَفَّاجٌ : يَفْخَر بما ليس عنده ، وليستْ بالعالِيَة ، ( كالمُنْتفِج ) . وفي حديثِ عَلّي : ( إِنّ هاذا البَجْباجَ النَّفّاجَ لا يَدْرِي ما اللَّهُ ) . النَّفّاجُ : الّذي يَتمدَّحُ بما ليس فيه ، من الانْتِفاج : الارتفاعِ .
____________________

(6/245)


ورجلٌ نَفّاجٌ : ذو نَفْجٍ ، يَقول ما لا يَفْعَل ويَفخَر بما ليس له ولا فيه .
( و ) النِّفِّيج ( كسِكِّيت : الأَجنبيُّ ) الّذي ( يَدْخُل بين القَوْمِ ) ويُسْمِلُ بينهم ( ويُصْلِحُ ) أَمْرَهم ؛ كذا عن الأَعرابيّ ، ( أَو الّذي يَعْترِض ) بين القَوْمِ ( لا يُصْلِحُ ولا يُفسِد ) ، قاله أَبو العبّاس ، ( ج نُفُج ) بضمَّتين .
( والنَّافِجَةُ : السَّحابَةُ الكَثيرةُ المَطرِ ) ، وهو مَجازٌ ، سُمِّيَت بالرِّيح التي تَأْتِي بشدَّةٍ ، كما يُسْمَّى الشَّيْءُ باسمِ غيرِه لكَوْنه منه بسَبَبٍ . قال الكُمَيْت :
راحَتْ له في جُنُوحِ للَّيْلِ نافِجَةٌ
لا الضَّبُّ مُمْتَنِعٌ منها ولا الوَرَلُ
ثم قال :
يَسْتَخْرِجُ الحَشَرَاتِ الخُشْنَ رَيِّقُها
كأَنَّ أَرْؤُسَها في مَوْجِهِ الخَشَلُ
( و ) النَّافِجَةُ : ( مُؤخَّرُ الضُّلوعِ ) ، كالنَّافِجِ ، جَمْعُه النَّوافِجُ . ( و ) كانت العرب تقول في الجاهليَّةِ للرَّجُلِ إِذا وُلِدت له بِنْتٌ : هَنيئاً لك النَّافِجةُ ، أَي ( البِنْتُ ) ، وإِنّما سُمِّيَت بذالك ( لأَنّها تُعظِّمُ مالَ أَبِيها ) ، وذالك أَنّه يُزوِّجُها فَيأْخُذُ ( بمَهْرِها ) من الإِبِل فيضُمُّها إِلى إِبِله فيَنْفُجُها ، أَي يَرْفَعُهَا ؛ ومنهم مَنْ جَعَلَه من المَجاز .
( و ) النَّافِجَةُ : ( وِعَاءُ المِسْكِ ) ، مجازٌ . ( مُعرَّبٌ ) عن نافَهْ . قال شيخُنا : ولذالك جَزَمَ بعضُهم بفتحِ فائها ، ونقله التُّمُرْتَاشِيّ في ( شرحَ تُحْفةِ المُلوك ) ، عن أَكثر كُتب اللّغة . وجزم الجَواليقي في كتابه بأَنَّه مُعرّب ، وهو الصَّحيح ، جَمعُه نَوافِجُ . وزَعمَ صاحبِ المِصباح أَنها عَربيّة ، سُمِّيَتْ لِنفَاسَتها ، من نَفَجْتُه إِذا عَظَّمتَه ؛ وهو مَحَلُّ تَأَمُّل . .
( و ) النَّافِجةُ : ( الرِّيحُ تَبدَأُ بِشِدَّةٍ ) . وقيل : أَوَّلُ كلِّ رِيحٍ تَبْدَأُ بِشِدَّةٍ . قال الأَصمعيّ : وأَرى فيها بَرْداً . قال أَبو حَنيفةَ : رُبما انْتَفَجَت الشَّمَالُ على النَّاس بعدما يَنَامون فَتكادُ تُهْلِكهم بالقُرِّ من آخِرِ لَيلتهِم ، وقد كان أَوَّلُ ليلتِهم دَفيئاً . وقال شَمِرٌ : النَّافِجَةُ
____________________

(6/246)


من الرِّياح : الّتي لا تَشْعُر حتى تَنْتَفِجَ عليك ، وانتفاجُها : خُروجُها عاصِفةً عليك وأَنت غافهلٌ .
( والنَّفِيجَة ، كسَفينةٍ : القَوْسُ ) وهي شَطِيبةٌ من نَبْعٍ . قال الجوهريّ : ولم يَعرِفه أَبو سعيدٍ إِلاّ بالحاءِ . وقال مُلَيحٌ الهُذليّ .
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجِيفِ كأَنّها
نَفائِجُ نَبْعٍ لم تَريَّعْ ذَوابِلُ > < >
( و ) من المجاز : ( النِّفَاجَة ، بالكسر : رُقْعةٌ مُربَّعةٌ تَحتَ الكُمِّ ) من الثَّوْب .
( و ) من المجاز : النُّفَّاجَةُ والنُّفْجَةُ ( كرُمّانَةٍ وصُبْرَةٍ : رُقْعَةُ الدِّخْرِيصِ ) بالكسر يُتَوسَّع بها .
( والنُّفُجُ ، بضمَّتين : الثُّقلاءُ ) من النَّاس .
( والتَّنافِيجُ : الدَّخارِيصُ ) ، سُمِّيَت لأَنها تَنْفُجُ الثَّوْبَ فتُوسِّعُه .
( و ) في حديث أَبي بكرٍ أَنه كان يَحْلُب لأَهلِه بعيراً ، فيقول : ( أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ ) . ( الإِنْفاج : إِبانةُ الإِناءُ عن الضَّرْع عند الحَلْب ) حتى تَعْلُوَه الرَّغْوَةُ . والإِلباد : إِلْصاقُه بالضَّرْع حتّى لا تكونَ له رَغوةٌ .
( والأَنْفَجانيّ ) ، بفتح الفاءِ ، ( كأَنَبَجانيَ ) : هو ( المُفْرِطُ فيما يقول ) ، والمُفتخِرُ بما ليس له .
( والمَنافِجُ : العُظّاماتُ ) .
( وامرةٌ نُفُجُ الحَقيبةِ ) ، بضَمَّتين ، إِذا كانت ( ضَخْمَة الأَردافِ والمآكِمِ ) ، وأَنشد :
نُفُجُ الحَقيبةِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
____________________

(6/247)



وفي الحديث في صفة الزُّبَير ( أَنه كان نُفُجَ الحَقِيبةِ ) ، أَي عظيمَ العَجُزِ .
( وصوتٌ نافِجٌ : غليظٌ جافٍ ) ، قال الشاعر :
تَسْمعُ للأَعْبُد زَجْراً نَافِجَا
مِن قولِهمْ أَيَا هَجَا أَيَا هَجَا
وقيل : أَرادَ بالزَّجْر النَّافِجِ الَّذِي يَنْفُجُ الإِبلَ حتى تَتَوسَّعَ في مَراتِعها ولا تَجتَمِع .
( وتَنفَّجَ ) الرَّجلُ وانْتَفَجَ : إِذا ( افْتَخَر بأَكثرَ ممّا عندَه ) ، أَو بما ليس له ولا فيه .
( و ) عن ابن سيده : أَنْفَجَه الصّائدُ واسْتَنْفجه ، الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابيّ ، أَي اسْتَخْرَجه ، من ذالك ، يقال : ( ما الذي اسْتَنْفَجَ غَضَبَك ) ، أَي ( أَظْهَره وأَخْرَجه ) ، وأَنشد :
يَسْتَنفِجُ الخِزّانَ مِنْ أَمْكائِها
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّفْجَة : الوَثْبة .
ونَفَجَ اليَربوعُ يَنْفِج ويَنفُجُ نُفُوجاً وانْتَفجَ عَدَا وقيل : أَرْخَى عَدْوِه مِن الأَساس .
وانْتَفَج جَنْبَا البَعيرِ : إِذا ارْتفعَا وعَظُمَا خِلْقَةً ، ومنه ( انْتِفاجُ الأَهِلَّةِ ) في حديث الأَشْراطِ . ورجل مُنتفِجُ الجَنْبَين ، وبَعيرٌ مُنتفِجٌ : إِذا خَرَجَتْ خَواصِرُه .
ونَفَجْت الشَّيْءَ فانْتَفَجَ ، أَي رَفَعْتُه وعَظَّمْته .
وفي حديث عليَ ( نافِجاً حِضْنَيهِ ) كَنَى به عن التَّعاظُم والخُيَلاءِ .
ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً : مَلأَه .
والنَّافِجةُ : الإِبلُ التي يَرِثُها الرَّجلُ فيَكْثُر بها إِبلُه .
وتَنَفَّجَت الأَرنبُ : اقْشَعَرَّتْ ( يَمانيَة ) .
____________________

(6/248)



وكلُّ ما اجْتالَ : فقد انْتَفَج .
وفي حديث المُستضعَفين بمكَّةَ : ( فَنَفَجتْ بهم الطَّريقُ ) ، أَي رَمَتُ بهم فَجأَةً .
نفرج : ( النِّفْرِجُ ) كزِبْرَجٍ ( والنِّفْراجُ ) كسِرْدَاحٍ ( والنِّفْرِجَة ، والنِّفْراجَة ونِفْرِجَاءُ ) كطِرْمِسَاءَ ( مَعْرِفة ، بكَسْر الكُلِّ ) : هو ( الجَبَانُ ) الضَّعيف ؛ كذا في الرُّباعيّ من ( التهذيب ) ، عن ابن الأَعرابيّ . وقيل : هو الّذي لا جَلاَدَةَ له ولا حَزْمَ . وحكى ابنُ القَطّاع : نَفْرِجٌ ، للجَبان . وقال أَبو زيدٍ : رجل نِفْرِجٌ ونِفْرِجَاءُ : يَنْكَشِف فَرْجُه ، قيل : نونُه زائدةٌ . قلت : ومال إِليه أَبو حَيَّانَ وغيرُه ، وصَرَّحَ به أَهلُ التّصريف . واستدلَّ ابنُ جِنِّي بقول العرب : أَفْرَجُ وفِرْجٌ ، لمَن لا يَكتُمُ سِرًّا ، فَنِفْرِج مُشتَقٌّ منه ، لأَن إِفشاءَ السِّرِّ من قِلَّةِ الحَزْم . وضَعَّفه ابنُ عُصفورٍ . وقد ردَّ على ابن عُصفورٍ أَبو الحَسنِ بنُ الضَّائع . والصَّوابُ أَصالَةُ النُّونِ ، على ما ذَهبَ إِليه المصنِّفِ .
( والنِّفْرِيج ) ، بالكسر : ( المِكْثارُ ) المِهْذارُ . ( و ) قد ( نَفَرَجَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( أَكْثَرَ الكَلاَمَ ) .
نلنج : ( النِّيلَنْج ، بكسر أَوّله ) وسكون التّحتية والنُّون الثَّانية ، وفتح اللاَّم ، هاكذا هو مضبوطٌ على الصَّواب ، وفي نسخ اللسان : نِينَلَج ، بتحتية بين نُونين ، قال : حكاه ابنُ الأَعرابيّ ، ولم يُفَسِّره ، وأَنشد :
جَاءَتْ بِهِ مِن اسْتِها سَفَنَّجَا
سَوْدَاءُ لم تَخْطُطْ لها نِينَيْلَجَا
وهو ( دُخانُ الشَّحْمِ يُعَالَجُ به الوَشْمُ ليَخْضَرَّ ) . قلت : وهو مُعرّب .
نمذج : ( النَّمُوذَجُ ، بفتح النُّون ) والذّال
____________________

(6/249)


المعجمة ، والميم مضمومة ، وهو ( مِثالُ الشَّيْءِ ) ، أَي صَورةٌ تُتَّخَذُ على مِثالِ صُورةِ الشَّيْءِ ليُعرَف منه حالُه ، ( مُعرَّب ) نُمُودَه ، والعَوامُّ يقولون : نُمُونَهْ . ولم تُعرِّبه العربُ قديماً ، ولاكنْ عَرّبَه المُحدَثون . قال البُحْترِيّ :
أَو أَبْلَقٍ يَلْقَى العُيونَ إِذا بدَا
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مُعْجِبٍ بِنَمُوذَجِ
( والأُنْمُوذَجُ ) بضَمّ الهمزةِ ( لَحْنٌ ) ، كذا قال الصّاغانيّ في التكملة ، وتبعه المصنّف . قال شيخُنا نقلاً عن النَّواجيّ في تذكرته : هاذه دَعْوَى لا تَقوم عليها حُجَّةٌ . فما زالت العُلماءُ قديماً وحَديثاً يَستعملونَ هاذا اللَّفظ من غيرِ نَكيرٍ ، حتى أَنّ الزَّمخشريّ وهو من أَئمَّة اللُّغةِ سمّى كِتابَه في النَّحْو الأُنْمُوذَج ، وكذالك الحسنُ بنُ رَشيقٍ القَيروانيّ وهو إِمامُ المَغْربِ في اللُّغَةِ سَمَّى به كتابَه في صِناعةِ الأَدب . وكذلك الخَفاجيّ في ( شفاءِ الغَليل ) نقَلَ عِبارةَ المِصباح وأَنكر علَى مَن ادّعى فيه اللَّحْنَ : ومثلُه عبارة المُغْرِب للناصرِ بن عبد السيد المُطرِّزي شارح المقامات .
نوج : ( *!نَاجَ ) *!يَنُوجُ ( *!نَوْجاً ) : إِذا ( رَاءَى بعَمَله ) .
( *!والنَّوْجَةُ ) بالفتح : ( الزَّوْبَعةُ من الرِّياحِ ) . كلُّ ذالك عن ابن الأَعرابيّ .
( *!ونَاجُ بنُ يَشْكُرَ بن عَدْوَان : قَبيلة ، يُنسَب إِليها عُلماءُ ورُواةٌ ) منهم رَيْحانُ بنُ سَعيدٍ النَّاجِيّ .
*!والنَّوائجُ : موضعٌ في قولِ مَعنِ بن أَوْسٍ المُزَنيّ :
إِذَا هِيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ ولَعْلَعاً
فجَوْزَ العُذَيْبِ دُونَه*!فالنَّوائِجَا
كذا في ( المعجم ) .

____________________

(6/250)


نوبندج : ( *!النَّوْبَنْدَجَانُ ، بفتح النُّون ) وفي ( المعجم ) بضَمِّها ( والدّالِ المُهملة : قَصبَةُ كُورَةِ سابُورَ ) ، قَريبةٌ من شِعْب بَوّانَ المَوصوفِ بالحُسْنِ والنَّزاهةِ ، بينها وبين أَرَّجَانَ سِتَّةَ عشرَ فَسْرخاً ، وبينها وبين شِيرَازَ قَريبٌ من ذالك . وقد ذكَرها المُتنبِّىء في شعره فقال يَصفُ شِعْبَ بَوَّانَ :
يُحَلُّ به على قَلْبٍ شُجاعٍ
ويُرْحَلُ منه عن قَلْبٍ جَبَانِ
مِنَازِلُ لم يَزَلْ مِنها خَيالٌ
يُشيِّعُني إِلى النَّوْبَنْدَجانِ
منها أَبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ يَعُقوبَ القارِىء ، رَحَل وجَمع الكثير ، وجمع وصَنَّف ، من محمَّدِ بن مُعَاذ وغيره ، وعنه الفضل بن يحيى بن إِبراهيم ، ومات سنة 323 .
نهج : ( النَّهْج ) ، بفتح فسكون ( : الطَّريقُ الواضِحُ ) البَيِّنُ . وهو النَّهَج ، محرَّكةً أَيضاً . والجمع نَهْجَاتٌ ، ونُهُجٌ ، ونُهُوجٌ . قال أَبو ذُؤيب :
به رُجُمَاتٌ بَينهنَّ مَخارِمٌ
نُهُوجٌ كَلَبّاتِ الهَجائنِ فِيحُ
وطُرُقٌ نَهْجَةٌ : وَاضحةٌ ( كالمَنْهَج ) ، بالكسر . وفي التنزيل : { لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } ( المائدة : 48 ) المِنْهَاجُ : الطَّريقُ الواضح .
( و ) النَّهَج ، ( بالتحريك ) ، والنَّهَجَة ، الأَخير عن اللّيث : ( البُهْرُ ) ، بالضّمّ ، هو الرَّبّوُ ( وتَتابُعُ النَّفَسِ ) ، محرَّكةً ، من شِدَّةِ الحَركة ، يَعلُو الإِنسانَ والدَّابَّةَ . قال اللَّيْث : ولم أَسمَعْ منه فِعْلاً . ( و ) قال غيرُه : ( الفِعلُ ) ( كفَرِحَ وضَرَبَ ) وأَكْرَمَ . وفي الحديث : ( أَنه رَأَى رَجُلاً يَنْهَجُ ) : أَي يَرْبُو من السِّمَن ويَلْهَثُ ، نَهَجْت أَنْهِجَ نَهْجاً ، ونَهِجَ الرَّجلُ نَهَجاً ، وأَنْهَجَ
____________________

(6/251)


يُنْهِج إِنْهَاجاً . وفي ( التهذيب ) : نَهِجَ الإِنسانُ والكَلبُ : إِذا رَبَا وانْبَهَر ، يَنْهَج نَهَجاً . قال ابن بُزُرْج : طَرَدْتُ الدَّابَّةَ حتى نَهَجَت ، فهي ناهِجٌ في شِدّةِ نَفْسِها ، وأَنْهَجْتُها أَنا ، فهي مُنْهَجَةٌ . قال ابن شُمَيل : إِنّ الكَلْبَ ليَنْحَج من الحَرِّ ، وقد نَهِجَ نَهْجَةً . وقال غيرُه نَهِجَ الفَرَسُ حين أَنْهَجْتُه : أَي رَبَا حينَ صَيَّرْته إِلى ذالك .
( وأَنْهَجَ ) الأَمْرُ والطَّريقُ ( وَضَحَ . و ) أَنْهَجَ : ( أَوْضَحَ ) . قال يَزيدُ بنُ الخَذَاق العَبْديّ :
ولقد أَضاءَ لك الطَّرِيقُ وأَنْهجَتْ
سُبُلُ المَكارمِ والهُدَى تُعْدِي
أَي تُعِينُ وتُقوِّي .
( و ) أَنْهَجْتُ ( الدَّابَّةَ ) : إِذا ( سارَ عليها حتى انْبَهَرَتْ ) وأَعْيَتْ . وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله عنه : ( فضرَبَه حتى أُنْهِج ) : أَي وَقَعَ عليه الرَّبْوُ . وأَفعَلَ متعدَ . يقال : فِلانٌ يَنْهَجُ في النَّفَس فما أَدرِي ما أَنْهَجَه .
( و ) أَنْهَجَ البِلَى ( الثَّوْبَ أَخْلَقَه ، كنَهَجَه ، كمَنَعَه ) يَنْهَجُه نَهْجاً . ( ونَهجَ الثَّوْبُ ، مثلَّثةَ الهاءِ : بَلِيَ ، كأَنْهَجَ ) فهو نَهِجٌ . وأَنْهَجَ : بَلِيَ ولم يَتشقَّقْ . وأَنْهَجَه البِلَى فهو مُنْهَجٌ . وقال ابنُ الأَعرابيّ : أَنْهَجَ فيه البِلَى : اسْتَطَارَ . وأَنشد :
كالثَّوْبِ ( إِذْ ) أَنْهَجَ فيه البِلَى
أَعْيَا علَى ذِي الحِيلَةِ الصَّانِع
وفي ( الصّحاح ) عن أَبي عُبيدٍ : ولا يقال نَهَجَ الثَّوْبُ ولاكن نَهِجَ .
( ونَهَجَ ) الأَمْرُ ( كمَنَع : وَضَحَ ، وأَوْضَحَ ) ، يقال : اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك . نَهَج وأَنْهَجَ لُغتانِ . ( و ) نَهَجَ ( الطَّريقَ : سَلَكَه ) .
( واسْتَنْهَجَ الطَّريقُ : صارَ نَهْجاً ) وَاضحاً بَيِّناً ( كأَنْهَجَ ) الطَّريقُ : إِذا وَضَحَ واسْتبانَ . وتقدّمَ إِنشادُ قولِ يَزيدَ بنِ الخَذّاقِ العَبْدِيّ .
____________________

(6/252)



( وفلانٌ ) استَنْهَجَ ( طَريقَ فُلانٍ ) : إِذا ( سَلَك مَسْلَكَه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
طريقٌ تناهِجَةٌ : أَي واضِحةٌ بَيِّنةٌ ، جاءَ ذالك في حديث العَبَّاس .
وضرَبَه حتى أَنْهَجَ : أَي انْبَسَط . وقيل : بَكَى .
نهرج : ( طَريقٌ نَهْرَجٌ : واسعٌ ) .
( ونَهْرَجَها : جَامَعَها ) ، لم يذكُره الجوهريّ ولا ابنُ منظور .
نيج : ( ) ومما يستدرك عليه :
*!نِيجَةُ ، بالكسر : بَطْنٌ من أَوربة من قَبائلِ المَغرِب . استدركه شيخُنا ، وذكَر منهم الشيخَ فُلاناً النِّيجِيّ إِمام المَغرب ، أَحد شيوخ الإِمام ابن غازي .
2 ( فصل الواو ) مع الجيم ) 2
وأَج : ( *!الوَأْجُ ) ، بفتح فسكون ( الجُوعُ الشَّديدُ ) . ومن المتأَخِّرين من حَرَّكَه لضرورة الشِّعر .
وتج : ( *!المُوَتَّج ، بالمُثَنَّة ، كالمُعَظَّم ) ، وأَخطأَ صاحبُ ( المُعجم ) في جعلِه بالثَّاءِ المثلَّثة ، من الوثيج ( : ع ، قُرْبَ اللِّوَى ) في شِعْرِ الشَّمّاخ :
تَحُلّ الشَّجَا أَو تَجْعَلُ الرَّمْلَ دُونَه
وأَهلِي بأَطْرافِ اللِّوَى فالمُوَتَّجِ
وثج : ( *!الوَثِيجُ ) من كلِّ شَيْءٍ : ( الكَثيفُ . 9 و ) الوَثِيجُ من الأَفراسِ والبُعْرَانِ : القَوِيّ . وقيل : ( المُكْتنِز ) .
( وقد *!وَثُجَ ) الشَّيْءُ ( ككَرُمَ *!وَثَاجَةً ) ، بالفتح ، *!وأَوْثَجَ ، *!واسْتَوْثَجَ .
*!والوَثَاجَةُ : كَثْرةُ اللَّحْمِ .
( و ) من المَجاز : ( اسْتَوْثَجَ النَّبْتُ : عَلِقَ بَعضُه ببعضٍ . و ) *!اسْتَوْثَجَ الشَّيْءُ : ( تَمَّ ) ، أَو هو نَحْوٌ من التَّمامِ . ( و )
____________________

(6/253)


*!اسْتَوْثَجَ ( المَالُ : كَثُرَ . و ) اسْتَوْثَجَ ( الرَّجلُ ) من المال واسْتَوْثَقَ : إِذا ( اسْتَكْثَرَ منه ) ، عن ثعلب والأَصمعيّ .
( *!والمُؤْتَثِجَةُ : الأَرْضُ الكَثيرةُ الكَلإِ ) المُلْتَفَّةُ الشَّجرِ ، *!كالوَثِيجة ؛ عن النَّضْر بنِ شُميل .
وأَرْضٌ *!مُوثِجَةٌ :*! وَثُجَ كَلَؤُها .
ويقال : بَقْلٌ وَثيجٌ ، وكلأٌ وَثيجٌ ، ومكَانٌ *!وَثِيجٌ : كَثيرُ الكَلاَءِ .
( والثِّيَابُ *!المَوْثوجةُ : الرِّخْوَةُ الغَزْلِ والنَّسْجِ ) ، رواه شَمِرٌ عن باهليّ . والّذي في ( الأَساس ) : ومن المجاز ثَوْبٌ وَثِيجٌ : مُحْكَمُ النَّسْجِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!اسْتَوْثَجَت المَرْأَةُ : ضَخُمَتْ وتَمَّتْ . وفي ( التهذيب ) : وتَمَّ خَلْقُها .
ويقال :*! أَوْثِجْ لنا مِن هاذا الطَّعامِ : أَي أَكْثِرْ .
*!ووَثُجَ النَّبْتُ : طالَ وكَثُفَ . قال هِمْيَانُ :
مِنْ صِلِّيَانٍ ونَصِيَ وَاثِجَا
*!والوُثَيِّج ، مصغَّراً : موضعٌ . قال عَمْرُو بنُ الأَهتمِ يَصف ناقَةً :
مَرَّتْ دُوَيْنَ حِيَاضِ المَاءِ فانْصرَفَتْ
عنه وأَعْجَلَها أَنْ تَشْرَبَ الفَرَقُ
حتّى إِذا ما ارْفَأَنَّتْ واسْتقَامَ لها
جزْعُ الوُثَيِّجِ بالرّاحاتِ والرَّفِقُ
كذا في ( المعجم ) .
وجج : ( *!الوَجُّ : السُّرْعةُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الوَجُّ : عِيدانٌ يُتبَخَّرُ بها . وفي ( التهذيب ) : يُتدَوَى بها . وقيل : هو ( دَوَاءٌ ) من الأَدوِيَة . قال ابن الجَواليقيّ : وما أُراه عَربيًّا مَحْضاً . أَي فهو فارسيّ معرّب ، كما قاله بعضهم .
( و ) قيل : الوَجُّ ( القَطَا ) ، كذا في ( اللّسان ) و ( المعجم ) . ( و ) الوَجُّ : ( النَّعامُ ) .
____________________

(6/254)



( *!ووَجٌّ : اسمُ واد بالطائفِ ) ، بالباديةِ سُمِّيَ بوَجِّ بن عبد الحَي من العَمالقة . وقيل : من خُزَاعَة . قال عُرْوَةُ بن حِزامٍ :
أَحَقًّا يا حَمامةَ بَطْنِ *!وَجٍ
بهاذا النَّوْحِ أَنّكِ تَصْدُقِينَا
غلبتُك بالبُكاءِ لأَنّ لَيلِي
أُواصِلُه وأَنّك تَهْجَعِينَا
وأَنّي إِنْ بَكَيْتُ بَكَيْتُ حَقًّا
وأَنَّك في بُكائِك تَكْذِيبنا
فلَسْتِ وإِنْ بَكَيْتِ أَشدَّ شَوْقاً
ولاكنِّي أُسِرُّ وتُعْلِنينا
فنُوحِي يا حَمَامةَ بَطْنِ وَجَت
فَقَدْ هَيَّجتِ مُشتاقاً حَزينا
قرأَتُ هاذه الأَبياتَ في الحماسةِ لأَبي تمام . والّذي ذكرتُ هنا رِواية ( المُعجم ) ، وبينهما تَفاوُتٌ قليلٌ ، ( لا ) اسمُ ( بَلَدٍ به . وغَلِطَ الجَوْهريّ ) ، نَبَّه على ذالك أَبو سَهْلٍ في هامش ( الصّحاح ) وغيرُه . ( وهو ما بين جَبَلَي المُحْتَرِق والأُحَيْدَيْن ، بالتّصغير ) وفي الحديث : ( صَيْدُ وَجَ وعِضَاهُه حَرَامٌ مُحرَّمٌ ) . قال ابن الأَثير : هو موضعٌ بناحيةِ الطَّائِف ، ( وقيل : هو اسمٌ جامعٌ لحُصُونها ، وقيل : اسمُ واحدٍ منها يحتمل أَن يكون على سَبيلِ الحِمَى له ) ويحْتَمل أَن يكون حَرَّمَه في وَقْتٍ مَعلومٍ ثم نُسِخَ . وفي حديث كَعْبٍ : ( إِنّ *!وَجًّا مُقَدَّسٌ ، منه عَرَجَ الرَّبُّ إِلى السَّماءِ ) ( ومنه ) الحديث : ( آخِرُ وَطْأَةٍ ) ، أَي أَخْذَةٍ ووَقْعَةٍ ( وَطِئها اللَّهُ تَعالى ) أَي أَوْقَعَها بالكُفَّار كانت ( *!بوَجٍّ ، يريد ) بذالك ( غَزْوةَ حُنَينٍ لا الطّائفِ ) ، وهاذا خلاف ما ذَكره المُحَدِّثون ، ( وغَلِطَ الجَوهريّ ) . ونقلَ عن الحافظِ عبدِ العظيمِ المُنْذِرِيّ في معنى الحديث ، أَي آخرُ غَزْوَةٍ وَطِىء اللَّهُ بها أَهْلَ الشَّرْكِ غَزْوَةُ الطّائفِ بأَثَرِ فتْحِ مكةَ . وهاكذا فسَّره أَهلُ الغريب ،
____________________

(6/255)


( وحُنَيْنٌ وَادٍ قِبَلَ وَجَ . وأَمّا غَزْوَةُ الطَّائِفِ فلم يكُنْ فيها قِتالٌ ) . قد يقال : إِنّه لا يُشتَرطُ في الغَزْوِ القِتالُ ، ولا في التَّمْهِيدِ بالتَّوَجُّهِ إِلى مَوْضع العَدوِّ وإِرهابِه بالإِقدام عليه المقاتَلَةُ والمُكافحةُ ، كما تَوهَّمه بعضُهم .
( *!والوُجُجُ ، بضمَّتين : النَّعامُ السَّريعةُ ) العَدْوِ . وقال طَرَفَةُ .
وعرِثَتْ في قَيْسَ مُلْقَى نُمْرُقٍ
ومَشَتْ بين الحَشَايَا مَشْيَ وَجّ
( ) ومما يستدرك عليه :
الوَجُّ : خَشَبةُ الفَدَّانِ ؛ ذكره ابن منظورٍ .
وحج : ( *!الوَحَجُ ، محرَّكةً : المَلْجَأُ ) ، هاذه المادة أَهملها الجوهريّ وابن منظور .
(*! وَحِجَ ) به ( كفَرِح ) : إِذا ( الْتَجَأَ . *!وأَوْحَجْتُه ) أَنا ( : أَلْجَأْتُه ) .
( *!والوَحَجَةُ ، محرَّكةً : المَكانُ الغامِض ، ج *!أَوْحاجٌ ) .
وأَظنُّه تصحيفاً ، فإِنه سيأْتي للمصنّف في وجح هاذا الكلامُ بعَينه ، ولو كان لغةً صحيحةً تعرَّضَ لها ابن منظورٍ لشدَّةِ تطلُّبه في ذالك .
ودج : ( *!الوَدَجُ ، محرَّكةً : عِرْقٌ في العُنُقِ ) ، وهما *!وَدَجانِ ، (*! كالوِدَاجِ ، بالكسر ) . وفي ( المحكم ) : الوَدَجانِ : عِرْقانِ متَّصلانِ من الرَّأْس إِلى السَّحْر ، والجَمْعُ *!أَوْداجٌ ، وقال غيره : *!الأَوداجُ : ما أَحاطَ بالحُلْقومِ من العُرُوقِ . وقيل : *!الوَدَجَانِ : عِرْقانِ عظيمانِ عن يَمينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها . والوَريدانِ بجَنْبِ *!الوَدَجَيْنِ . *!فالوَدَجَانِ من الجَداوِلِ التي تَجْرِي فيها الدِّمَاءُ . والوَرِدانِ : النَّبْضُ والنَّفَسُ .
( و ) من المجاز : كان فُلانٌ*!- وَدَجِي إِلى كذا ، أَي ( السَّبَب والوَسِيلَة ) . وفي بعض الأُمّهات تقديم الوسيلة على السَّبب . وفي بعضها : الوُصْلَة ، بالصاد ، بدل الوَسيلة ، ومثلُه في ( الأَساس ) .
____________________

(6/256)



( و ) من المجاز ( الوَدَجَانِ : الأَخَوانِ ) ، قال زَيدُ الخَيْلِ :
فقُبِّحتُما مِن وافِدَيْنِ اصطُفِيتُما
ومن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائلِ
أَراد*!- بِوَدَجَيْ حَرْبٍ : أَخَوَيْ حَرْبٍ . ويقال : بِئْس *!وَدَجَا حَرْبٍ هما . وفي الأَساس : يقال للمُتَواصِلَيْنِ : هما وَدَجَانِ : شُبِّها بالعِرْقَيْنِ في تصاحُبِهما .
( *!والوَدْجُ : قَطْعُ الوَدَجِ ، *!كالتَّوْدَيج ) ، وهو في الدَّوابّ كالفَصْدِ في الإِنسان . ويقال :*! دِجْ دَابَّتَك : أَي اقْطَعْ*! وَدَجَها .*! ووَدَجَه *!وَدْجاً *!ووِدَاجاً *!ووَدَّجَه *!تَوْديجاً . قال عبد الرّحمان بن حَسّان :
فأَمّا قَوْلُكَ الخُلَفاءُ مِنّا
فهُمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن *!وِدَاجِ
( و ) من المجاز : *!الوَدْجُ : ( الإِصلاحُ ) ، يقال : *!وَدَجْتُ بينَهم*! وَدْجاً : أَصْلَحْتُ وقَطَعْتُ الشَّرَّ .
( *!وتَوْدِيجُ ، د . قُرْب تِرْمِذَ ) بناحِيَةِ رُوذْبَارَ ، وراءَ سَيْحُونَ ، منها أَبو حامدٍ أَحمدُ بْن حَمْرةَ بنِ محمَّدِ بن إِسحاقَ المُطَّوِّعي ، نَزيلُ سَمَرْقَنْدَ ، عن أَبيه ، وعنه أَبو حفصٍ عُمَرُ بن محمَّدٍ النَّسَفيّ الحافظ ، وتُوفِّيَ سنةَ 526 . وضبطه أَهلُ الأَنساب بضَمِّ الأَوّل وإِعجام الدال ؛ فليُنْظَر .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن ابن شُمَيل : *!المُوَادَجَة : المُسَاهَلَة والمُلايَنَة وحُسْنُ الخُلُقِ ولِينُ الجَانِبِ . قلت : وجعله الزَّمخشريُّ من المَجَاز .
( *!ووَدجٌ ) : اسم موضعٍ . وضبطه في المعجم بالتحريك .
ورج : ( *!الأَوارِجَةُ ) : بالفتح ( : من كُتُبِ أَصحابِ الدَّواوينِ في الخَراجِ ونَحْوِه ) ، جَمعُه *!أَوَارِجَاتٌ . وهاذا كتابُ التَّأْرِيجِ ، وهو مُعرَّب أَوارَه . وقد تقدّم للمصنّف في باب ( أَرج ) أَبسط من هذا ؛ فراجِعْه .

____________________

(6/257)


ورنج : ( ) ومما يستدرك عليه :
*! وَرَنْج ، بالفَتح : قريةٌ بجُرْجَانَ ، منها دُوُوادُ بنُ قُتيبةَ ، عن يُوسُفَ بن خالدٍ السَّمْتيّ ، وعنه عبدُ الرَّحمان بنُ عبدِ المؤمن .
وزج : ومما يستدرك عليه :
*!الوَزَجُ ، محرَّكَةً : وهو صوتٌ دونَ الرَّنَّةِ . وفي الحديث : ( أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وله*! وَزَجٌ ) ، كما في رِوايةٍ . وقد ذكره ابنُ منظور في هَزج .
وسج : ( *!الوَسِيجُ ) *!والوَسْجُ : ( سَيْرٌ للإِبل ) دون العَسْج ، (*! وَسَجَ ) البَعيرُ ( كوَعَد ) *!يَسِجُ *!وَسْجاً و (*! وَسيجاً ) ، وقد *!وَسَجَتِ النَّاقَةُ *!تَسِجُ *!وَسْجاً *!ووَسِيجاً *!ووَسَجَاناً : أَسرَعَتْ .
( وإِبلٌ *!وَسُوجٌ عَسوج ) ، بالفتح فيهما .
( وجَمَلٌ *!وَسّاجٌ عَسّاجٌ : سَريعٌ ) .
والعَسْجُ : سَيْرٌ فوقَ *!الوَسْجِ .
قال النَّضْر والأَصمعيّ : أَوّلُ السَّيرِ الدَّبيبُ ، ثم العَنَقُ ، ثم التَّزَيُّد ، ثم الذَّمِيل ، ثم العَسْج ، ثم الوَسْج .
( *!وأَوْسَجْتُه ) أَنا ( : حَملْتُه على *!الوَسِيجِ ) ، قال ذو الرُّمَّة :
والعِيسُ مِنْ عاسِجٍ أَو *!وَاسِجٍ خَبَباً
يُنْحَزْنَ مِنْ جَانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ
قوله : يُنْحَزْن : أَي يُرْكَلْن بالأَعقابِ . والأَنْسِلاب : المَضاءُ .
( *!ووَسِيجُ : ع بتُرْكِسْتانَ ) ، بما وراءَ النَّهر . منه أَبو محمدٍ عبدُ السّيِّد بنُ محمَّدِ بنِ عَطاءِ بنِ إِبراهيمَ بنِ موسى بنِ عِمرانَ ، لَقَبُه سَعْدُ المُلْكِ ، له جاهٌ ومنزلة عند الخاقان ، روى عن الرَّئيس أَبي عليَ الحسن بنِ عليّ بن أَحمد بن الرَّبيع ، وعنه أَبو حَفْصٍ
____________________

(6/258)


عُمَرُ بن محمَّد النَّسفيّ ، ومات في حِصَارِ وَسِيجَ في المحرّم سنة 514 .
( وعُقْبَةُ بنُ وَسَّاج ) بنِ حِصْنٍ الأَزديّ البُرْساني ( مُحَدِّثٌ ) ، وهو الّذي يَرْوِي عن أَبي الأَحْوَصِ عن عَبْدِ الله ، روَى عنه قَتادَة ، قُتِل في الجَماجِم سنة 83 ؛ قاله ابن حِبّان .
( وبُكَيْرُ بنُ وَسّاجٍ شاعرٌ ) .
وشج : ( *!الوَشِيجَةُ : عِرْقُ الشَّجَرةِ ) ، قال عَبِيدُ بن الأَبرصِ في قَوْمٍ خَرَجُوا من عُقْرِ دارِهم لحرْبِ بني أَسَدٍ فاستقبَلهم تَيْسٌ من الظِّباءِ :
ولقد جَرَى لهمُ فلم يَتَعَيَّفُوا
تَيْسٌ قَعيدٌ *!كالوَشيجةِ أَعْضَبُ
الأَعضَبُ : المكسورُ أَحدِ قَرْنَيه . لم يَتَعيَّفُوا : لم يَزْجُروا فيَعْلَمُوا أَنّ الدَّائرةَ عليهم ، لأَن التَّيْسَ أَتاهُم من خَلْفِهم يَسوقُهم ويَطْرُدهم . والقَعيدُ : ما مَرَّ من الوَحْش مِن وَرائك ، فإِن جاءَ من قُدَّامك فهو النَّطِيحُ . شَبَّهَ هاذا التَّيْسَ بعِرْقِ الشَّجَرةِ ، لضُمْرِه .
( و ) الوشيجةُ ( : لِيفٌ يُفْتَل ويُشَدّ ) ، وفي ( الصّحاح ) ( ثم يُشَدّ وفي بعض الأُمَّهَات : ثم يُشْبَك ( بين خَشَبتينِ يُنْقَلُ فيها ) هاكذا بتأَنيث الضَّميرِ في النُّسخ ، وفي ( الصّحاح ) : بها ) ، وفي ( اللسان ) : ( بهما ) البُرُّ ( المَحْصود ) ، وكذالك ما أَشبَهها مِنْ شَبَكةٍ بين خَشبتَيْنِ . فعلى ما في نُسختنا و ( الصّحاح ) فإِنّ الضَّميرَ راجعٌ إِلى الوَشيجة ، وعلى ما في ( اللِّسان ) فإِنه راجعٌ إِلى الخَشبتَيْنِ . ( و ) الوَشيجةُ ( : ع ، بعَقيقِ المَدِينةِ ) ، ومثلُه في ( المعجم ) . ( و ) يقال : ( هُم *!وَشِيجةُ القَوْمِ ) : أَي ( حَشْوُهم ) ، وهو قولُ الكسائيِّ . ونَصُّه : لهم وَشِيجةٌ في قَوْمهم ووَليجةٌ ، أَي حَشْوٌ .
( و ) من المجاز : تَطاعَنوا بالوَشِيج : و ( *!الوَشِيجُ : شَجَرُ الرِّماحِ ) ، وقيل :
____________________

(6/259)


هو ما نَبَتَ مِن القَنَا والقَصَبِ مُعْتَرِضاً . وفي ( المحكم ) : مُلْتَفًّا دَخَل بَعضُه بعضاً . وقيل : سُمِّيتْ بذالك لأَنّه تَنبت عُروقُها تحت الأَرضِ . وقيل : هي عامَّةُ الرِّماحِ ، واحِدتُها وَشِيجَةٌ . وقيل : هو من القَنَا أَصْلَبُه .
( و ) من المَجاز : بينهم واشِجةُ رَحِمٍ .
*!ووَشَائِجُ النَّسَبِ ، *!الوَشائجُ : جمْع *!الوَشِيجِ ، وهو ( اشْتِباكُ القَرَابةِ ) والْتفافُها .
( *!والواشِجَةُ ) *!والوَشِيجَةُ : ( الرَّحِمُ المُشْتبِكَةُ ) المُتَّصلة ، الأَخيرةُ عن يَعقوبَ . وأَنشد :
نَمُتُّ بأَرْحامٍ إِليكَ وَشِيجَةٍ
ولا قُرْبَ بالأَرْحامِ ما لمْ تُقرَّبِ
( وقد*! وَشَجَتْ بك قَرَابتُه تَشِجَ ) ، بالكسر : أَي اشْتَبكَتْ والْتَفَّتْ ، كاشْتباكِ العُروقِ والأَغصانِ . والاسمُ *!الوَشيجُ . ( و ) قد ( *!وَشَّجَها اللَّهُ تعالى ) ويقال أَيضاً : *!وَشَّجَ اللَّهُ بينَهم ( *!تَوْشيجاً : ) أَي أَلَّفَ وخَلَطَ .
( و ) عن النَّضر : ( وَشَجَ مَحْمِلَه ) ، إِذا ( شَبَّكَه بِقِد ) ، بالكسر ، ( ونَحْوِه ) كالشَّريط ( لِئلاَّ يَسقُطَ منه شَيْءٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!وَشَجَت العُرُوقُ والأَغصانُ : اشتبكَتْ وكلُّ شيءٍ يَشتبِك فقد *!وَشَجَ *!يَشِجُ *!وَشْجاً *!ووَشيجاً ، فهو*! واشِجٌ : تَدَاخَلَ وتَشابَكَ والْتَفَّ . قال امرُؤ القيس :
إِلى عِرْقِ الثَّرَى*! وَشَجَتْ عُروقِي
وهاذا المَوتُ يَسْلُبُني شَبَابِي
وفي حديث خُزَيْمةَ : ( وأَفْنَتْ ( أَصولَ ) *!الوَشيجِ ) قيل : هو ما الْتَفَّ من الشَّجر ، أَرادَ أَنّ السَّنَةَ أَفنَتْ أُصولهَا إِذْ لمْ يَبْقَ في الأَرض ثَرًى .
وأَمرٌ مُوشَّحٌ : مُداخَلٌ بعضُه في بعضٍ مُشْتَبِك .
*!والوَشيجُ : عُروقُ القَصَبِ . وعليه أَوْشَاجُ غُزُولٍ : أَي أَلْوَانٌ داخِلَةٌ بعضُها في بعض ، يعني البُرودَ فيها أَلوانُ الغُزولِ .
____________________

(6/260)



*!والوَشيج : ضَرْب من النبات ، وهو من الجَنْبَة . قال رُؤبةُ :
ومَلّ مَرْعاها *!الوشيجَ البَرْوَقَا
ومن المَجاز : *!وَشَجَتْ في قَلْبه أَمورٌ وهُمومٌ .
*!ووَشِيجٌ : موضعٌ في بلاد العَرب قُرْبَ المَطالِي . وقد ذكره شبيب بن البَرصاءِ في شعره .
*!ووَشْجَى كسَكْرَى : رَكِيّ معروف ، هكذا بالجيم .
*!ومِشيجان ، بالكسر : من قُرى أَسْفَرايِينَ .
والمَوْشِجُ كمَجْلِسٍ : قَريةٌ من اليَمن ما بين زَبيدَ والمُخَا ، وبها مقَامٌ يُنْسَب إِلى سيِّدنا عليَ رضي الله عنه ، يُزار ويُتبرَّك به .
ولج : ( *!وَلَجَ ) البَيتَ ( *!يَلِجُ *!وُلُوجاً ) ، بالضّمّ ، ( *!وِلجَةً ) ، كعِدَةٍ ، *!وتَولَّجَ ، إِذا ( دَخَلَ ) .
في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) : قال سيبويه : إِنما جاء مصدرُه وُلُوجاً ، وهو من مصادرِ غير المتعَدّى ، على معنى *!وَلَجْتُ فيه .
وفي ( المحكم ) : فأَمّا سيبويه ، فذَهبَ إِلى إِسقاطِ الوَسَط ، وأَمَّا محمّدُ بنُ يَزيدَ فذَهبَ إِلى أَنه مُتعدَ بغيرِ وسطٍ .
قال شيخنا : قلت : فظاهِرُ كلامِ سيبويه أَنّ *!وَلَجَ من الأَفعالِ المتعدِّيَة ، ولا قائلَ به ، فإِن أَرادَ تعديتَه للظّرف *!كوَلَجْت المكَانَ ونحوَه ، فهو كدَخَلْت وغيرِه من الأَفعال الَّلازمة التي تَنصب الظُّروفَ . وإِن أَراد أَنه يَتعدَّى لمفعول به صريح كضربْت زيداً ، فلا يَصِحّ ولا يَثْبُتُ . وكلام سيبويهِ أَوَّلَه السِّيرافيّ وغيرُه ووَهَّمَه كثيرٌ من شُرَّاحِهِ . انتهى . ( *!كاتَّلَج ) مَوالِجَ ، ( على افْتَعَل ) ، أَي دَخَلَ مَدَاخِلَ . أَصلُه *!اوُتَلَج ، أُبدِلت الوَاوُ تاءً ثمّ أُدغِمَت .
( *!وأَوْلَجْتُه *!وأَتْلَجْته ) ، بمعنًى ، أَي
____________________

(6/261)


( أَدْخَلْته . قال شيخنا : ففيه استعمالُ افتعَلَ لازماً ومتعدِّياً . قلت : ليس الأَمر ما ذَكَر ، وإِنّما هو *!أَتْلَجْتهُ من باب الإِفعال ، والتاءُ منقلِبة عن الواو ، وهكذا مضبوط في سائر النَّسخ .
وفي ( اللسان ) : ( قد *!اتَّلَج الظبيُّ في كِناسِه *!وأَتْلَجَه فيه الحَرُّ ، أَي *!أَوْلَجه .
( و ) في التنزيل : { وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ *!وَلِيجَةً } ( التوبة : 16 ) قال أَبو عُبيد : ( *!الوَليجة ) : البِطَانة ، و ( الدَّخيلة ، وخاصَّتُك من الرجال ) ، تُطلَق على الواحدِ وغيرهِ . وفي العناية ، في آل عمران : استُعيرت لمَنْ اخْتَصَّ بك بدليل قولهم : لَبِسْتُ فُلاناً ، إِذا اخْتَصَصْتَه . قلت : فهو إِذنْ مَجاز . ( أَو ) الوَلِيجة : ( مَنْ تَتَّخِذه مُعتمِداً عليه من غير أَهلِك ) ، وبه فَسَّرَ بعضٌ من المُشركين . وقال أَبو عُبيد : وَليجة ، كلّ شيءٍ *!أَوْلجتَه فيه وليس منه فهو وَليجَتُه . ( وهو *!وَلِيجَتُهم ، أَي لَصِيقٌ بهم ) وليس منهم . وجمعُ *!الوَليجةِ *!الوَلائجُ .
( *!والوَلَجَةُ ، محرَّكةً ) : موضعٌ أَو ( كَعْفٌ تَسْتَتِرُ فيه المارَّةُ من مَطَر وغيرِه ، ومَعْطِفُ الوَادِي ) ، الأَخير عن ابن الأَعرابيّ ، وجمعُه عنده *!وِلاَجٌ ، بالكسر . و ( ج ) *!الوَلَجَة ( *!أَوْلاَجٌ *!ووَلَجٌ ) ، الأَخير محرَّكة .
( *!والوالِجة : الدُّبَيْلَةُ ) ، وهو دَاءٌ في الجَوْف .
( والرَّجلُ *!المَوْلوجُ ) : الذي أَصابَتْه *!الوالِجةُ .
( و ) الوالِجَة : ( وَوَجعٌ في الإِنسان ) .
( *!والتَّوْلَجُ : كِنَاسُ ) الظَّبْيِ أَو ( الوَحْشِ ) الَّذي *!يَلِجُ فيه . التاءُ فيه مبدَلَةٌ من الواوِ . *!والدَّوْلَجُ لغةٌ فيه . وداله عند سيبويهِ بَدَل من تاءٍ ، فهو على هاذا بدَلٌ من بَدَلٍ . وَعدَّه كُراع فَوْعَلاً . قال ابن سِيده : وليس بشْيءٍ .
____________________

(6/262)


قال جَريرٌ يَهجو البَعِيثَ المُجاشِعِيَّ :
كأَنّه ذِيخٌ إِذا ما مَعَجا
مُتَّخِذاً في ضَعَوَاتٍ *!تَوْلَجَا
وأَنشد ابن الأَعرابيّ لطُرَيحٍ يمدحُ الوَلِيدَ بنَ عبدِ المَلِك :
أَنت ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولمْ
تَعْطِفْ عليكَ الحُنِيُّ *!والوُلُجُ
قال : الحُنِيّ ، ( والوُلُجُ ، بضمّتين : النَّواحِي والأَزِقَّة . و ) *!الوُلُج : ( مَغَارِفُ العَسَل ) ، جمعُ *!وِلاَجٍ بالكسر . وللخَلِيَّةِ *!وِلاَجَانِ ، هما طَبَقَاهَا من أَعَلاهَا إِلى أَسفلِها . وقيل :*! وِلاَجُهَا : بابُها .
( و ) الوَلَجُ ، ( بالتَّحريك : الطَّريقُ في الرَّمْل ) .
(*! والتُّلَج كصُرَدٍ : فَرْخُ العُقابِ ) ، وقد تقدّم في المثنّاة ( أَصْلُه وُلَجٌ ) ، قلبَت الواوُ تاءً .
( و ) في ( التَّهذيب ) من نوادر الأَعرابِ : *!وَلَّجَ مالَه *!تَوليجاً . (*! تَوْليجُ المالِ : جَعْلُه في حَياتك لبعضِ وَلَدِك فيَتسامَعُ النَّاسُ ) بذالك ( فَينْقَدِعونَ ) أَي يَنْكَفُّون ( عن سُؤالِكَ ) ، لعدَمِ دُخُولِه في حَوْزَةِ المِلْك .
( *!ووَلْوَالِجُ ) ، بالفتح ( : د ، بِبَذَخْشَانَ ) ، خلفَ بَلْخ وطَخارِسْتانَ . قال في ( المعجم ) : وأَحْسَب أَنها مدينةُ مُزاحِمِ بنِ بِسْطامٍ ، يُنحسَب إِليها أَبو الفتح عبدُ الرَّشيدِ بنُ أَبي حَنيفَةَ النُّعْمَانِ بنِ عبدِ الرُّزّاقِ بن عبدِ الله *!الوَلْوَالِجِيّ ، إِمامٌ فاضلٌ ، سَكَن سَمَرْقَنْد ، وسمِعَ الحَديثَ ورواه ، وُلِدَ ببلدِه سنة 467 ، سَمِعَ ببَلْخ أَبا القاسم أَحمدَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَليليَّ وأَبا جعفر محمّدَ بنَ الحُسين السِّمِنْجانيّ ، وبِبُخَارَا أَبا بَكْرٍ محمّدَ بنَ منصورِ بنِ الحَسن النَّسَفيَّ ، وغيرَهم ، ولم يَذكر وَفاتَه . قلت : وتُوُفِّيَ تقريباً بعد الأَربعينَ وخَمْسِمائةٍ ، كذا في لُبابِ الأَنسابِ .
____________________

(6/263)



( ) ومما يستدرك عليه :
*!المَوْلَجُ : المَدْخَلُ .
*!وتَولَّجَ : دَخَلَ . قال الشاعر :
فإِنَّ القَوافِي*! يَتَّلِجْنَ *!مَوَالِجاً
تَضايَقُ عنها أَنْ *!تَوَلَّجهِا الإِبَرْ
*!والوِلاَجُ : البابُ . والوِلاَجُ : الغامضُ من الأَرْض والوَادِي . والجمْعُ *!وُلُجٌ *!ووُلُوجٌ ، الأَخيرة نادرةٌ لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعُولٍ .
*!والوَالِجةُ : السِّباعُ والحَيَّاتِ ، لاسْتارِها بالنَّهارِ في الأَوْلاَج . وقد جاءَ في حديث ابن مسعود .
*!والوَلَجُ *!والوَلَجَةُ : شَيْءٌ يكون بين يَدَيْ فِنَاءِ القَوْم .
ورجل خَرّاجٌ *!وَلاّجٌ ، وخَرُوجٌ *!وَلُوجٌ ، وخُرَجَةٌ *!وُلَجَةٌ ، مثال هُمَزَةٍ : أَي كثيرُ الدُّخُولِ والخُروجِ .
وشَرّ*!تالِجٌ . وقال اللّيث : جاءَ في بعض الرُّقَى : أَعوذُ باللَّهِ من شرِّ كلِّ تالجٍ ومَالجٍ .
*!والوالِجة مَدينة مُزاحِمِ بنِ بسْطامٍ . قيل : وهي *!وَلْوَالِجُ .
*!والوَلْجَتانِ : هما وَلْجَةُ عِمرانَ ، *!ووَلْجَةُ عَليّ ، *!وتَلِيجَةُ ، الثَّلاثةُ من قُرَى الضَّواحِي .
*!وتَلُّوجُ ، كتَنُّور ، في نَواحِي دِمياطَ ، وتُنسب إِليها شَبْرَا ؛ كذا في قوانين ابن الجيعان .
*!والوَلَجَةُ : ناحيةٌ بالمغرِب ، من أَعمال تاهَرْتَ ؛ ذكَرها الحافظُ السِّلَفيّ ؛ وموضِعٌ بأَرضِ العِراق عن يَسارِ القاصِدِ لمَكَّةَ من القادِسِية ، وبينها وبين القادِسِيَّة فَيْضٌ من فُيُوضِ ماءِ الفُرات . *!والوَلَجَةُ : بأَرْض كَسْكَرَ ، موْضع ممّا يَلِي البَرَّ ، واقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد جَيشَ الفُرْسِ فهزَمَهم ؛ ذكره في الفتوح ، ( في صفر سنة 12 ) وقال القَعْقاعُ بنُ عَمْرٍ و :
ولم أَرَ قَوْماً مِثلَ قَومٍ رَأَيتُهم
على *!وَلَجَاتِ البَرِّ أَحْمَى وأَنْجَبَا
كذا في ( المعجم ) .

____________________

(6/264)


ومج : ( *!الوَمّاج ، ككَتّان : الفَرْجُ . وبالحاء أَصَحُّ ) ، وسيأَتي فيما بعدُ وما يتعلَّق به .
ونج : ( *!الوَنَجُ ، محرَّكةً : ضَرْبٌ من الأَوْتارِ ) أَو من الصَّنْجِ ذي الأَوتارِ ، ( أَو العُودُ ) أَو المِزْهَرُ ( أَو المِعْزَفُ ) ، فارسيّ معرَّب ، أَصلُه وَنَهْ ، والعرب قالت : الْوَنّ ، بتشديد النُّون .
( و ) *!الوَنَجُ ( : ة بنَسَفَ ، معرَّب وَنَهْ ) ، والنِّسبة إِليها *!-وَنَجِيّ ، منها أَبو محمَّدٍ عبدُ الصَّمدِ بنُ محمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ، عن جَدِّه لأُمِّه أَبي نَصْرٍ أَحمَدَ بن إِسماعيلَ السَّكّاكِ ، وعنه أَبو محمَّدٍ النَّخْشَبيُّ ، وكان حيًّا بعد الخَمسين والأَربعمائةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الوانجة . من قُرَى اليَمامة ، وهي نُخيْلاتٌ لبني عُبَيْدِ بن ثَعلبَةَ من بني حَنيفةَ ، وهي من حَجْرِ اليَمامةِ ؛ كذا في ( المعجم ) .
وهج : ( *!وَهَجَ النَّارُ ) ، الصَّواب : *!وَهَجَت ( *!تَهِجُ *!وَهْجاً ) ، بالتسكين ( *!ووَهَجَاناً ) ، محرَّكةً : إِذا ( اتَّقَدَتْ ) .
ومن المجاز : يَوْمٌ *!وَهِجٌ ككَتِفٍ *!ووَهْجانٌ : شَديدُ الحَرِّ . ولَيْلَةٌ *!وَهِجَةٌ *!ووَهْجَانَةٌ ) كذالك . وقد *!وَهَجَا *!وَهْجاً *!ووَهَجَاناً .
( والاسم *!الوَهَجُ محرَّكة ) .
( و ) قد ( *!تَوَهَّجَت ) النارُ : تَوَقَّدَت . ( *!وأَوْهَجْتُها ) أَنا ( *!ووَهَّجْتها ) وفي ( المحكم ) : *!ووَهَجْتُهَا أَنا .
( ولها *!وَهِيجٌ ) : أَي ( تَوَقُّدٌ ) .
*!ووَهَجُ الطِّيبِ *!ووَهِيجُه : انْتِشَارُه وأَرَجُه .
____________________

(6/265)



( و ) من المجاز : ( *!تَوهَّجَتْ رائحةُ الطِّيبِ ) : أَي ( تَوقَّدَتْ ) .
*!والوَهَجُ *!والوَهِيجُ : تَلأْلُؤُ الشَّيْءِ وتَوقُّدُه .
( و ) من المَجاز : *!تَوهَّجَ ( الجَوْهَرُ : تَلأْلأَ ) ، قال أَبو ذُؤيب :
كأَنَّ ابنةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ قامِسٍ
لها بعدَ تَقْطِيعِ النُّبوحِ *!وَهِيجُ
*!والوَهَجُ *!والوَهْجُ *!والوَهَجانُ *!والتَّوَهُّجُ : حَرارَةُ الشَّمسِ والنَّارِ مِن بعيدٍ . *!ووَهَجَانُ الجَمْرِ : اضْطِرامُ *!تَوَهُّجِه . ونَجْمٌ *!وَهّاجٌ . و { سِرَاجاً *!وَهَّاجاً } ( النبأَ : 13 ) يعني الشَّمْسَ .
*!والمُتوهِّجَةُ من النِّساءِ : الحَارّةُ المَتاعِ ؛ كذا في ( اللِّسان ) .
ويج : (*! الوَيْجُ : خَشبةُ الفَدَّانِ ) ، عُمانِيَّة . وقال أَبو حَنيفةَ : *!الوَيْجُ : الخَشَبةُ الطَّويلةُ الَّتي بين الثَّوْرَيْنِ .
2 ( فصل الهاءِ ) مع الجيم ) 2
هبج : ( الهَبَج ، محرَّكَةً ، كالوَرَمِ ) يكون ( في ضَرْعِ النَّاقةِ . و ) تقول : ( هَبَّجه تَهْبيجاً ) ، أَي ( وَرَّمَه ، فتَهبَّج ) ، أَي تَوَرَّمَ . والهَبَجُ في الصِّرْعِ أَهْوَنُ الوَرَمِ .
يقال : أَصبحَ فُلانٌ مُهَبَّجاً ، أَي مُوَرَّماً . ( والمُهبَّجُ ، كمُعَظَّمٍ ) : الرَّجلُ ( الثَّقيلُ النَّفْسِ ) .
( والهَبِيجُ : الظَّبْيُ له جُدَّتَانِ مُستطيلتانِ في جَنْبَيْه بين شَعْرِ بَطْنِه وظَهْرِه ) ، كأَنه قد أُصِيبَ هُنالك .
( والهَوْبَجَةُ : بَطنٌ من الأَرضِ ) ، قاله الأَزهريّ ( أَو ) المَوضِعُ ( المُطمئِنّ منها ) ، أَي الأَرْضِ ، أَو الأَرْضُ المرتفِعةُ فيها حَصًى . ( و ) الهَوْبَجَةُ : ( مُنْتَهَى الوادِي حيث تَدْفَع دَوافِعُه ) . ( و ) أَصبْنا هَوْبَجة من رِمْث ، إِذا كان ( كثيراً ) في بطن وادٍ .
____________________

(6/266)



( و ) قال النَّضْر : الهَوْبَجَةُ : ( أَن يُحْفَر في منَاقِعِ الماءِ ثِمادٌ يُسِيلْونَ الماءَ إِليها ) فتمتلىءُ ( فيَشْرَبونَ منها ) وتَعِينُ تِلْكَ الثِّمَادُ إِذا جُعِلَ فيها الماءُ . قال الأَزهريّ : ولما أَرادَ أَبو مُوسى حَفْرَ رَكَايَا الحَفَرِ قال : دُلُوني على مَوْضِع بئرٍ تُقْطَعُ به هاذه الفَلاَةُ . قالوا : هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بين فَلْجٍ وفُلَيْجٍ فحَفَر الحَفَرَ ، وهو حَفَرُ أَبي مُوسى ، بينه وبين البَصْرَة خمسةُ أَميال .
والهَوْبَجَةُ بنُ بُجَيرِ بنِ عامرٍ ، من بني ضَبَّهَ ، قُتِلَ يوم مُؤتَةَ ، فيُقال إِنّ جَسَدَه فُقِدَ ؛ كذا قاله البَلاذُرِيّ .
( والهَوابِجُ : رِيَّاضٌ باليَمامة ) ، عن الحَفْصِيِّ ، كذا في ( المعجم ) .
( وهَبَجَه ، كمَنَعه ) ، يَهْبِجُ هَبْجاً : ( ضَرَبَه ) ضَرْباً مُتتابِعاً فيه رَخاوَةٌ . وقيل : الهَبْجُ : الضَّرْبُ بالخَشبِ كما يُهْبَجُ الكَلْبُ إِذا قُتِلَ . وهَبَجَه بالعَصا : ضَرَبَ منه حيثُ ما أَدرَكَ . وفي ( الصّحاح ) : هَبَجه بالعَصَا هَبْجاً ، مثل حَبَجَه حَبْجاً : أَي ضَرَبه . والكلْبُ يُهْبَجُ : أَي يُقْتَل .
( والهَبَيَّجُ ) ، بفتح الأَوّل والثاني والتحتيَّةُ مشدَّدَة : ( لُغة في الهَبَيَّخ ) بالخاءِ ، وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ الله تعالى .
هبرج : ( الهَبْرَجُ : المَشْيُ السَّريعُ الخَفيفُ ) فيه اختلاطٌ . ( و ) الهَبْرَجِ : ( المُخْتالُ ) الذَّيّالُ الطَّويلُ الذَّنَبِ ؛ وهاذا عن الأَصمعيّ . ( و ) الهَبْرَجُ : الرَّجلُ ( المُهَلِّط في مَشْيِه ) ، وفي نُسخة : مِشْيَتِه . قال أَبو نَصر : سأَلت الأَصمعيَّ مرةً : أَيُّ شيْءٍ هَبْرَجٌ ؟ قال : مُخَلِّطٌ في مَشْيِه . ( و ) الهَبْرَجُ ( المُوَشَّى من الثِّياب ) ، قال العجّاج :
يَتْبَعْنَ ذَيّالا مُوشًّى هَبْرَجَا
الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ . ( و ) الهَبْرَجُ : ( الضَّخْمُ السَّمينُ ) من
____________________

(6/267)


الرِّجال ، ( ويُكْسَرُ ) في هاذا . ( و ) الهَبْرَجُ : ( الثَّوْرُ . و ) هو أَيضاً ( الظِّبْيُ المُسِنّ ) .
( والهَبْرَجَةُ : الوَشْيُ ، والاختلاطُ في المَشْيِ ) ، وقد تقدّم عن الأَصمعيّ ما يَشهد لذالك .
( والمُهَبْرَجُ ، كمُسَرْهَدٍ ، من الأَوْتار : الفاسِدُ المُختلِفُ المَتْنِ ) ، من التكملة .
هجج : ( *!الهَجِيجُ : الأَجِيجُ ) ، مثْل هَرَاقَ وأَرعاقَ . وقد *!هَجَّتِ النَّارِ *!تَهِجُّ *!هَجًّا *!وهَجِيجاً ؛ إِذا اتَّقَدَتْ وسَمِعْتَ صَوْتَ اسْتِهَارِها ، *!وهَجَّجَها هو . ( و ) عن ابن دُريد : الهَجيجُ : ( الوَادِي العَميقُ*! كالإِهْجِيجِ ) ، الكسر . ورُوِيَ : وادٍ *!هَجِيجٌ *!وإِهْجِيجٌ : عَميقٌ ، يمانِيَةٌ ، فهو على هاذا صِفةٌ . والجمعُ *!هُجَّانٌ . قال بعضُهم : أَصابنَا مَطرٌ سالتْ منه الهُجّانُ .
( و ) الهَجِيجُ : ( الأَرْضُ الطَّويلةُ ) ، لأَنها ( *!تَسْتَهِجّ السّائِرَةَ أَي تَسْتَعْجِلُهم . و ) الهَجِيجّ : ( الخَطُّ ) في الأَرضِ . قال كُرَاع : هو الخَطُّ ( يُخَطّ في الأَرضِ للكَهَانةِ ، ج هُجّانٌ ) .
( و ) قولهم : ( رَكِبَ ) من أَمرِه ( *!هَجَاجِ ، كقَطَامِ ، ويُفْتَح آخِرُه ) ، أَي ( رَكِبَ رَأْسَه ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، وفي بعض الأُمّهات : رَأْسَه ، أَي الَّذي لمْ يَتَروَّ فيه . وكذا رَكِبَ *!هَجَاجَيْه ، تَثْنِيةً . قال المُتَمرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ الصُّحارِيّ :
فَلاَ يَدَعُ اللِّئامُ سَبيلَ غَيَ
وقَدْ رَكِبُوا عَلَى لَوْمِي هَجَاجِ
( و ) عن الأَصمعيّ : ( من أَرادَ كَفَّ النَّاسِ عن شَيْءِ قالَ : *!هَجاجَيْكَ ) وهَذَاذَيْكَ . وقال اللّحيانيّ : يقال للأَسَدِ والذِّئبِ وغيرِهما في التَّسْكين : هَجاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ ، ( على تقدير الاثْنَينِ ) ، وقال غيرُه : هَجاجَيْكَ ،
____________________

(6/268)


هاهُنا وهاهُنا ، أَي خفَّ . وعن شَمِرٍ : النَّاسُ هَجاجَيْكَ ، مثْل دوالَيْكَ وحَوَالَيْكَ : أَراد أَنه مِثْلُه في التَّثنِية لا في المعنَى ؛ وقد أَخطأَ أَبو الهيثم .
( *!والهَجَاجَةُ ) ، بالفتح ( : الهَبْوَةُ الّتي تَدْفِن كلَّ شَيْءٍ بالتُّراب ) ، والعَجَاجة مثلْها . ولم يَذكُرها المصنِّف في عَجّ ، فهو مُستدرَك عليه .
( و ) *!هَجاجَةٌ ، بلالامٍ : ( الأَحْمَقُ ) ، قال الشاعر :
هَجَاجَةٌ مُنتخَبُ الفُؤادِ
كأَنّه نَعامَةٌ في وادِي
قال شَمِرٌ : هَجاجَةٌ : أَي أَحمَقُ ، وهو الّذي يَسْتَهِجّ على الرَّأْيِ ثمّ يَرْكَبه ، غَوِيَ أَم رَشِدَ . واسْتِهْجاجُه : أَن لا يُؤامِرَ أَحداً ويَرْكَب رَأَيَه ، ( *!كالهَجْهَاجِ ) ، وهو الجافِي الأَحمق ، ( *!والهَجْهَاجَةِ ) ، وهو الكَثيرُ الشَّرِّ الخَفيفُ العَقْلِ ، وقال أَبو زيدٍ : رجلٌ *!هَجْهَاجَةٌ : لا عَقْلَ له ولا رَأَيَ .
( *!وهَجْ *!هَجْ ، بالسُّكون : زَجْرٌ للغَنَمِ ) والكَلْبِ أَيضًاً ، قاله الأَزهريّ ( وغَلِطَ الجوهريُّ في بِنائِه على الفتح ، وإِنما حَرَّكَه الشاعرُ ) وهو عُبيدُ بن الحُصين الرّاعي يِهجو عاصمَ بنَ قَيْسٍ النُّمَيْرِيّ ولَقَبُه الحَلاَلُ :
وعَيَّرَنِي تِلْكَ الحَلالُ ولم يكنْ
لِيَجْعَلَهَا لابْنِ الخَبِيثةِ خالقُه
ولاكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه
بِفِرْقٍ يُخَشِّيه *!بهَجْهَجَ ناعِقُه
وكان الحَلاَلُ قد مَرّ بإِبلِ الرَّاعي فعَيَّرَه بها . فقال فيه هاذا الشَّعْرَ . والفِرْقُ : القَطِيعُ من الغَنَم . ويُهَشِّيه : يُفْزِعه . والنَّاعِقُ : الرَّاعي . يريد أَنّ
____________________

(6/269)


الحَلالَ صاحِبُ غَنَمٍ لا صاحِبُ إِبلٍ ، ومنها أَثْرَى وأَمْتَعَ جعدُّه بالغَنمِ وليس له سِوَاها . فِلأَيِّ شَيْءٍ تُعَيِّرُني بالإِبل وأَنت لم تَمْلِك إِلاَّ قطيعاً من الغَنمِ . والفخْر عندهم إِنّما هو بِملْكِ الإِبلِ والخَيلِ ولا يملِكُ الغَنَمَ إِلاَّ الضُّعَفاءُ الّذين لا شَوْكةَ لهم ولا غَناءَ عندهم ( ضَرورةً ) ، أَي للشِّعر . ( و ) قال الأَزهريّ : ( هَجَا ) *!هَجَا ، *!وهَجٍ *!هَجٍ ( *!وهَجْ ) *!هَجْ : ( زَجْرٌ للكَلْبِ ) . قال : ويقال للأَسدِ والذِّئب وغيرِهما بالتّسكين . قال ابن سِيده : وقد يقال *!هَجَاهَجَا للإِبلِ . قال هِمْيانُ :
تَسْمَعُ للأَعْبُدِ زَجْراً نافِجَا
من قِيلِهم *!أَيَاهَجَا *!أَيَاهَجَا
قال الأَزهريّ : وأَنت إِن شِئتَ قلتَهما مرَّةً واحدَةً ، قال الشّاعر :
سَفَرتْ فقُلْتُ لها : *!هَجٍ ، فتَبَرْقَعَت
فذَكَرْتُ حين تَبَرْقعَتْ ضَبّارَا
وضَبَّارٌ : اسمُ كَلْبٍ ؛ كذا وُجِدَ بخطِّ أَبي زَكريّا ، ومثلُه بخَطّ الأَزهريّ وأَورده أَيضاً ابن دُريد في ( الجمهرة ) وكذالك هو في كتاب المعاني ، غير أَنّ في نسخة ( الصّحاح ) : ( هَبّارَا ) ، بالهاءِ ، كذا وُجِدَ بخطّ الجوهريّ . ورواه اللِّحيانيّ : هَجِي . قال الأَزهريّ : ويقال في مَعْنَى *!هَجْ *!هَجْ : جَهْ جهْ ، على القَلْب . وفي ( الصّحاح ) : هَجْ ، مخفّف : زَجْرٌ للكَلْب ، يُسَكَّن ( ويُنَوَّن ) ، كما يقال : بَخْ وبخٍ .
( *!وهَجْهَجَ بالسَّبُع ) *!وهَجْهَجَ السَّبُعَ : إِذا ( صاحَ ) به وزَجَرَه ليَكُفّ . قال لبيد :
أَو ذُو زَوائِدَ لا يُطافُ بأَرْضِه
يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنوبِ المُرْسَلِ
يَعْنِي الأَسَدَ يَغْشَى *!مُهَجْهِجاً به فَينْصَبُّ عليه مُسرَعاً فيفترِسُه . وعن اللّيث : *!الهَجْهَجَةُ : حِكايةُ صَوتِ الرَّجلِ إِذا صاحَ بالأَسد . وقال الأَصمعيّ *!هَجْهَجْتُ بالأَسد ، وهَرَّجْتُ به : كِلاهما إِذا صاحَ به .
____________________

(6/270)



ويقال لزَاجرِ الأَسدِ ؛ *!مُهَجْهِجٌ *!ومُهَجْهِجَةٌ .
( و ) *!هَجْهَجَ ( بالجَمَلِ : زَجَرَه فقال ) له : ( هِيجْ ) ، بالسّكون ، وكذالك النَّاقة . قال ذو الرُّمَة :
أَمْرَقْتُ من جَوْزِهِ أَعْنَاقَ ناجِيَةٍ
تَنْجُو إِذا قَالَ حَادِيها لَهَا : هِيجِ
قال : إِذا حَكَوْا ضاعَفوا *!هَجْهَجَ ، كما يُضاعفون الوَلْوَلَةَ ( من الوَيْلِ ) فيقولون : وَلْوَلتِ المَرأَةُ : إِذا أَكْثَرَتْ من قَوْلِها : الوَيْل . وقال غيرُه : *!هَجْ في زَجْرِ النَّاقة . قال جَنْدَل :
فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائجِ
تكفُّحُ السَّمائمِ الأَواجِجِ
وقِيلُ : عاجٍ ، وأَيَا أَيَا هَجِ
فكسر القافية ، وإِذا حَكَيْت قلْت : *!هَجْهَجْت بالنَّاقة .
( *!والهَجْهَاجُ : النَّفُورُ . والشَّديدُ الهَدِيرِ من الجِمالِ ) .
والبَعير *!يُهاجُّ في هَديره : يُرِّدُه .
وفَحْلٌ *!هَجْهاجٌ ، في حكايةِ شدَّة هَديرِه .
*!وهَجْهَجَ الفَحْلُ في هَديرِه .
( و ) *!الهَجْهاجُ : ( الطَّويلُ منها ) ، أَي من الجِمال ، ( ومنَّا ) . يُقال : رَجُلٌ *!هَجْهاجٌ : طويل ، وكذالك البَعيرُ . قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ :
بَعِيدُ العَجْبِ حين تَرَى قَرَاهُ
مِن العِرْنِينِ هَجْهاجٌ جُلالُ
( و ) *!الهَجْهَاجُ : ( الجَافِي الأَحمقُ ) ، وقد تقدّم . ( و ) *!الهَجْهَاجُ : ( الدَّاهِيَة ) .
( *!والهَجْهَجُ ) بالفتح : ( الأَرْضُ الصُّلْبةُ الجَدْبَةُ ) التي لا نَباتَ بها ، والجميعُ *!هَجاهِجُ . قال :
فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ
قُيِّدَ في أَراملِ العَرافِجِ
في أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ *!هَجَاهِجِ
جَمَعَ على إِرادةِ المَواضِع .
( و ) *!هُجَهِجٌ ( كعُلَبِطِ : الكَبْشُ . والمَاءُ المشَّرُوبُ ) ، قال اللِّحْيَانيّ : ماءٌ
____________________

(6/271)


*!هُجَهِجٌ : لا عَذْبٌ ولا مِلْحٌ ، ويقال ماءُ زَمْزَمَ هُجَهِجٌ .
( و ) *!هُجَاهِجٌ ( كعُلابِطٍ : الضَّخْمُ ) منّا .
( *!والهَجْهَجَةُ : حِكايةُ صَوْتِ الكُرْدِ عندَ القِتال ) .
( و ) يقال ( *!تَهَجْهَجَتِ النَّاقةُ ) ، إِذا ( دَنا نِتَاجُهَا ) .
( *!وهَجَّ البَيْتَ ) *!يَهُجُّه ( *!هَجًّا *!وهَجِيجاً : هَدَمَه ) ، قال :
أَلاَ مَنْ لقَبْرٍ لا تزالُ تَهُجُّه
شَمَالٌ ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ
( *!والهُجّ ، بالضّمّ : النِّيرُ على عُنُقِ الثَّورِ ) ، وهي الخَشَبَةُ التي على عُنُقِه بأَدَاتِهَا .
( وسَيْرٌ *!هَجَاجٌ ، كسَحَابٍ : شَدِيدٌ ) قال مُزاحِمٌ العُقَيْليّ :
وتَحْتِي من بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ
أَضَرَّ بِنَيِّه سَيْرٌ *!هَجَاجُ
( و ) الأَحمق ( *!اسْتَهَجّ ) : إِذا ( رَكِب رأْيَه ) غَوِيَ أَم رَشِدَ ، واسْتِهْجاجُه : أَنْ لا يُؤامِرَ أَحداً وَيرْكب رَأْيَه ( و ) استَهَجَّ ( السّائِرَةَ ) في الطَّرِيق : ( اسْتَعْجَلَها ) .
( *!واهتجَّ ) فُلانٌ ( فيه ) ، أَي في رَأْيه ، إِذا ( تَمَادَى ) عليه ولم يُصْغ لمَشورةِ أَحدٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن اللّيث : *!هَجَّجَ البَعيرُ *!يُهَجِّجُ ، إِذا غارَتْ عَيْنُه في رأْسِه من جُوعٍ أَو عطشٍ أَو إِعْيَاءٍ غَيْر خِلْقَةٍ . قال :
إِذا حِجَاجَا مُقْلَتَيْهَا *!هَجَّجَا
ومثله قوله الأَصمعيّ .
وعين *!هَاجّةٌ : أَي غائِرةٌ . قال ابن سيده : وأَما قول ابنةِ الخُسِّ حين قيل لها : بِمَ تَعرفين لِقَاحَ نَاقتِك ؟ فقالت : أَرى العَيْنَ *!هَاجّ ، والسَّنامَ رَاجّ ، وتَمْشِي فتَفَاجّ ، فإِما تكون على *!هَجَّتْ وإِن لم يُسْتَعْمل ، وإِنمّا أَنّها قالت : *!هَاجًّا ، إِتباعاً لقولهم : راجًّا .
____________________

(6/272)


قال : وهم يجعلون للإِتباع حُكْماً لم يكن قبلَ ذالك ، فذَكَّرَتْ على إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْف ، وإِلاّ فقد كان حُكْمها أَن تقول *!هاجَّةً . ومثله قولُ الآخر :
والعَيْنُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مكحولُ
على أَنّ سيبويه إِنما يَحمل هاذا على الضَّرورة . قال ابن سيده : ولَعَمْري إِن في الإِتباع أَيضاً لَضَرُورةً تُشبه ضرورةَ الشِّعر .
وعن ابن الأَعرابيّ : *!الهُجُج : الغُدْرانُ .
*!والهَجِيجُ : الشَّقّ الصَّغيرُ في الجَبَل .
*!وهَجْهَجَ الرَّجلَ : رَدَّه عن كلّ شيْءٍ .
وظَلِيمٌ *!هَجْهَاجٌ *!وهُجَاهِجٌ : كثيرُ الصَّوتِ . *!والهَجْهَاجُ : المُسِنُّ . والهَجْهَاجُ *!والهَجْهَاجَةُ : الكثيرُ الشَّرِّ . ويومٌ *!هَجْهَاجٌ : كثيرُ الرِّيحِ شَديدُ الصَّوتِ ، يعني الصَّوْتَ الّذي يكون فيه عن الرِّيح .
وقال ابن منظور : ووَجدْت في حواشي بعضِ نُسخِ الصّحاحِ : المُسْتَهِجُّ : الَّذِي يَنطِق في كلِّ حقَ وباطِلٍ .
هدج : ( الهَدَجَانِ ، محرّكةً ) ، والهَدْجُ ( و ) الهُدَاجُ ( كغُرَابٍ ) : مَشْيٌ رُوَيدٌ في ضَعْفٍ . والهَدَجَانُ : ( مِشْيةُ الشَّيخِ ) ونحو ذالك ، وهو مَجاز .
( وقد هَدَجَ ) الشَّيْخُ في مِشْيَته ( يَهْدِجُ ) ، بالكسر ، هَدْجاً وهَدَجَاناً وهُدَاجاً : قارَبَ الخَطْوَ أَو أَسرَعَ من غير إِرادةٍ . قال الحُطَيئة :
ويَأْخذُه الهُدَاجُ إِذا هَدَاهُ
وَليدُ الحَيِّ في يَدِه الرِّداءُ
وقال الأَصمعيّ : الهَدَجانُ : مُدارَكةُ الخَطْوِ . وأَنشد :
هَدَجَاناً لم يكنْ مِن مِشْيَتِي
هَدَجَانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ
____________________

(6/273)



وقال ابن الأَعرابيّ : هَدَجَ : إِذا اضطربَ مَشْيُه من الكِبَرِ ، وهو الهُّدَاجُ . ( و ) هَدَجَ و ( هَدّاجٌ وهَدَحْدَجٌ ) .
( والهَدَجَة ، محرَّكَةً : حَنينُ النَّاقةِ ) على وَلَدِها ، وقد هَدَجَتْ وتَهَدَّجَت ، ( وهي ) ناقةٌ ( مِهْداجٌ ) وهَدُوجٌ .
( والهَوْدَجُ : مَرْكَبٌ للنساءِ ) مُقَبَّبٌ وغيرُ مُقَبَّبٍ . وفي ( المحكم ) : يُصنَع من العِصِيّ ثم يجعل فوقَه الخَشبُ فيُقبَّبُ . وفي التوشيح : الهَوْدَجُ : محْمَلٌ له قُبّةٌ تُسْتَر بالثياب يَرْكَب فيه النِّسَاءُ .
( وتَهَدَّجَ الصَّوتُ ) : إِذا ( تَقَطَّعَ في ارْتعَاشٍ . و ) تَهَدَّجَت ( النَّاقَةُ : تَعَطَّفتْ على الوَلدِ ) . ولو قال عند ذِكْرِ الهَدَجَةِ : هَدَجَت وهي مِهْدَاجٌ ، كان أَحسنَ لطَريقته .
( و ) من المَجَاز : هَدَجَت القِدْرُ : إِذا غَلَتْ بشِدَّةٍ .
و ( قَدْرٌ هَدُوجٌ ) : أَي ( سَريعَةُ الغَلَيانِ ) أَو شديدتُه .
( و ) هَدّاجٌ ( ككَتّان : فَرَسُ الرَّيْبِ ابن شَرِيقٍ ) ، وفي هامش ( الصّحاح ) : فارسُ هَدَّاجٍ : هو ربيعةُ بنُ مُدْلِجٍ الباهِليّ . وأَنشد الأَصمعيّ للحارِثِيّة تَرْثِي مَن قُتِل من قَوْمِها في يومٍ كان لباهِلَةَ على بني الحَارثِ ومُرَادٍ وخَثْعَم :
شَقِيقٌ وحَرْميٌّ أَرَاقَا دِمَاءَنا
وفارِسُ هَدّاجٍ أَشابَ النَّواصِيَا
أَرادَ بشقيق وحَرْميّ ، شقيقَ بنَ جَزْءِ بن رِياحٍ الباهليّ ، وحَرْميَّ بنَ ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ .
( و ) هَدّاجٌ : ( أَبو قَبيلةٍ ) .
( والمُسْتَهْدِجُ ) رُوي بكسر الدّال في قول العَجّاج يَصف الظَّلِيمَ :
أَصَكَّ نَغْصاً لا يَنِي مُسْتَهْدجَا
أَي ( العَجْلاَن ، و ) قال ابن الأَعرابيّ : هو ( بفتح الدّال ) ومعناه ( الاسْتِعْجَال ) .
____________________

(6/274)



( ) ومما يستدرك عليه :
هَدَجَ الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجَاناً واسْتَهْدَجَ ؛ وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وعَدْوٌ ، كلّ ذالك إِذا كان في ارْتِعَاشٍ . وظلِيمٌ هَدّاجٌ . وَنَعَامٌ هُدَّجٌ وهَوادِجُ ، وتقول : نَظرْتُ إِلى الهَوادِجِ على الهَوادِج .
والهَدَجْدَجُ : الظَّلِيم ، سُمِّيَ بذالك لهَدَجَانِه في مَشْيِه . قال ابنُ أَحمَرَ :
لِهَدَجْدَجٍ جَرِبَ مَسَاعِرُهُ
قد عادَهَا شَهْراً إِلى شَهْرِ
وهَدَجَةُ الرِّيحِ ، محرَّكَةً : الّتي لها حَنينٌ ، وقد هَدَجَت هَدْجاً : أَي حَنَّت وصَوَّتَت ، ورِيحٌ مِهْدَاجٌ . قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْديُّ يَصف حُمُرَ الوَحْش :
حتى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنْهنَّ في مَسَكٍ
مِن نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ
لأَنّ الرّيح تَسْتَدِرُّ السَّحَابَ وتُلقِحُه فيُمْطِر ، فالماءُ من نَسْلِها .
وتَهدَّجُوا عليه : أَظْهروا إِلْطافَه .
وهَدّاجٌ : اسمُ قائِدِ الأَعشى . هَدّاجٌ : اسم فرسِ رَبيعةَ بن صَيْدَحٍ .
وهَدَّجَت النّاقَةُ : ارتَفَعَ سَنَانُهَا وضَخُمٌ فصارَ عليها منه شِبْهُ الهَوْدَجِ ، وهو مَجازٌ .
وعبدُ الله بنُ هَدّاجٍ الحَنَفيُّ صَحابيُّ ، روى عنه هاشِمُ بنُ عَطَّافٍ ، والصواب عن أَبيه عنه في الخِضَاب ؛ كذا في ( معجم ابن فهد ) .
هرج : ( هَرَجَ النّاسُ يَهْرِجونَ ) من حَدِّ ضَرَبَ ، هَرْجاً ، إِذا ( وَقَعوا في فِتْنَةٍ واختلاطٍ وقَتْلٍ ) . وأَصلُ الهَرْجِ الكَثْرةُ في الشَّيْءِ والاتِّساعُ ، والهَرْجُ : الفِتْنَةُ في آخرِ الزَّمان . والهَرْجُ : شِدّةُ القَتْلِ وكَثْرَتُه . وفي الحديث : ( بين يَدَيِ السَّاعةِ هَرْجٌ ) : أَي قِتَالٌ واختلاطٌ . وقال أَبو موسى : الهَرْجُ ، بلسان الحَبشة : القَتْلُ . وقال ابنُ قَيسِ
____________________

(6/275)


الرُّقَيّاتِ أَيَّامَ فِتنةِ ابن الزُّبَيْر :
لَيتَ شِعْرِي أَأَوّلُ الهَرْجِ هاذا
أَمْ زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيْرِ هَرْجِ
( وهَرِجَ البَعيرُ كفَرِحَ ) يَهْرَجُ هَرَجاً : ( سَدِرَ ) ، أَي تَحيَّرَ ، ( من شِدّةِ الحَرِّ وكَثْرةِ الطِّلاءِ بالقَطِرانِ ) وثِقَلِ الحِمْل . وفي حديث ابن عُمَرَ : ( لأَكونَنَّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ يُحْمَل عليه الحِمْلُ الثَّقِيل فيَهْرَجُ ويَبْرُكُ ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنحَرَ ) : أَي يتحَيَّر ويَسْدَر . وقال الأَزهريّ : ورأَيتُ بَعيراً أَجربَ هُنىءَ بالخَضْخاضِ فهَرَجَ فماتَ .
( والهِرْجُ ، بالكسر : الأَحمقُ ، والضَّعِيف من كلِّ شيْءٍ ) قال أَبو وَجْزةَ :
والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُوذُ له
زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ واعْتَرَفَا
( و ) الهِرْجَةُ ( بهاءٍ : القَوْسُ اللَّيِّنةُ ) ، وهي المُسمَّاة بكِبادَه .
( والتَّهرِيجُ في البَعيرِ : حَمْلُه على السَّيْر ) في الهاجِرةِ ( حتى يَسْدَرَ ) أَي يَتَحَيَّر ؛ قاله الأَصمعيّ ، ( كالإِهْرَاجِ ) . يقال : أَهْرَجَ بَعيره إِذا وَصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفِه . ( و ) التهريجُ : ( زَجْرُ السَّبُعِ والصِّياحُ به ) . يقال : هَرَّجَ بالسَّبع : إِذا صاحَ به وزَجَرَه . قال رُؤبةُ :
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ
في غائِلاتِ الحَائِرِ المُتَهْتِهِ
( و ) التَّهْرِيجُ ( في النَّبيذِ : أَن يَبْلُغَ مِن شَارِبِهِ ) يقال : هَرَّجَ النَّبيذُ فلاناً : إِذا بلَغَ منه فانْهَرَجَ وأُنهِكَ .
وقال خالدُ بن جَنْبَةَ : بابٌ مَهْروجٌ وهو الّذي لا يُسَدُّ ، يَدْخُلُه الخَلْقُ .
( و ) قد ( هَرَجَ البابَ يَهْرِجُه ) بالكسر : أَي ( تَرَكَه مَفتوحاً ، و ) هَرَجَ ( في الحَدِيث ) : إِذا ( أَفاضَ فأَكْثَرَ ) ، هاذا هو الأَكثرُ ، ( أَو ) هَرَجَ
____________________

(6/276)


في الحديث : إِذا ( خَلَّطَ فيه . و ) الهَرْجُ : كثرةُ النِّكاحِ . وقد هَرَجَ ( جارِيتَه ) : إِذا ( جامَعَها يَهْرُجُ ) ، بالضَّمّ ، ( ويَهْرِج ) ، بالكسر . ( و ) هَرَجَ ( الفَرَسُ ) يَهْرِجُ هَرْجاً : ( جَرَى ) .
( وإِنه لمِهْرَجٌ وهَرّاجٌ ، كمِنْبَر وشَدّادٍ ) : إِذا كان كثيرَ الجَرْيِ . وفرَسٌ مِهْرَاجٌ ، إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه .
( والهَرّاجَةُ : الجَمَاعَةُ يَهْرِجُون في الحديث )
( ) ومما يستدرك عليه :
في حديث أَبي الدَّرْدَاءِ : ( يَتهارَجُون تَهارُجَ البَهَائمِ ) : أَي يَتسافَدُون . والتَّهارُجُ : التَّنَاكُحُ والتَّسافُدُ .
والهَرْجُ : كثرَة الكَذِبِ وكثْرَةُ النَّوْمِ . والهَرْجُ : شيءٌ تَراه في النَّوم وليس بصادِق .
وهَرَجَ يَهْرِج هَرْجاً : لم يُوقِن بالأَمْرِ ، كذا في ( اللسان ) ، وسيأْتي في هلج .
وهَرِجَ الرَّجلُ : أَخذَه البُهْرُ من حَرَ أَو مَشْيٍ .
ورجلٌ مُهْرِج : إِذا أَصاب إِبلَه الجَرَبُ فطُلِيَتْ بالقَطِرانِ ، فوصَلَ الحَرُّ إِلى جَوْفها . وفي حديث ابن عُمَر : ( فذالك حين اسْتَهْرَجَ له الرَّأَيُ : أَي قَوِيَ واتَّسعَ .
هربج : ( الهَرْبَجَةُ : أَنْ يُسَاءَ العَمَلُ ولاَ يُحْكَمَ ) ، كأَنه مقلوب من هرْجَب أَو هَبْرَجَ ، ولذا لم يتعرْض له ابن منظور .
هردج : ( الهَرْدَجَةٍ : سُرْعَة المَشْي ) : ذكرَه ابن منظور هاكذا .
هزج : ( الهَزَجُ ، محرَّكَةً : من الأَغاني وفيه تَرنُّمٌ ) . وقد هَزِجَ كفَرِحَ : إِذا تَغنَّى . ( و ) الهَزَجُ : ( صَوْتٌ مُطْرِبٌ . و ) قيل : هو ( صَوْتٌ فيه بَحَحٌ ) ، محَرَّكةً . وقيل : صَوْتٌ دقيقٌ مع ارتفاعٍ . ( وكلُّ كلامٍ مُتدارِكٍ مُتقارِبٍ ) في خِفَّةٍ : هَزَجٌ . والجمع أَهْزَاجٌ . ( وبه سُمِّيَ ، وقِيلَ
____________________

(6/277)


سُمِّي هَزَجاً تَشبيهاً بهَزَجِ الصَّوْتِ ) ؛ قاله الخَلِيلُ . وقيل : لِطِيبِ . لأَن الهَزَجَ من الأَغاني . وقيل غير ذالك . والهَزَجُ : ( جِنْسٌ ) وفي بعض نُسخِ ( الصّحاح ) : نَوْعٌ ( مِن العَرُوضِ ) ، وفي بعضِ النُّسخ : وبه سُمِّي جِنْسُ العَرُوض ، وهو مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ على هاذا البِناءِ كُلّه أَربعةُ أَجزَاءٍ ، سُمِّيَ بذالك لتَقَارُبِ أَجزَائِه ، وهو مُسدَّسُ الأَصلِ حَمْلاً على صاحِبَيْهِ في الدَّائرة ، وهما الرَّجَزُ والرَّمَلُ ، إِذْ تَركيبُ كلِّ واحدٍ منهما من وَتِدٍ مَجموعٍ وسَبَبَيْنِ خَفيفينِ .
( وقد أَهْزَجَ الشاعرُ ) : أَتى بالهَزَجِ .
( وهَزِجَ المُغَنِّي كفَرِحَ ) ، في غِنَائِه والقارِىءُ في قِراءَتِه : طَرَّبَا في تَدارُكِ الصّوتِ وتَقارُبِه .
وله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ .
( وتَهزَّجَ ) صَوتَه ( وهَزَّجَ ) تَهْزِيجاً : بمعنًى واحدٍ ، أَي دَارَكَه وقَارَبَه . وقال أَبو إِسحاقَ : التَّهزُّجُ : تَردُّدُ التَّحْسِينِ في الصَّوْتِ . وقيل : هو صَوتٌ مُطَوَّلٌ غيرُ رفيعٍ .
( ومَضَى هَزيجٌ من اللَّيْلِ ) و ( هَزيعٌ ) بمعنى واحدٍ .
( و ) من المَجَاز : ( تَهزَّجَت القَوْسُ ) إِذا ( صَوّتَت عند الإِنْباضِ ) ، أَي أَرَنَّتْ عند إِنباضِ الرَّامي عنها . قال الكُميت :
لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها
غيرَ إِنذارِها عَلَيْه الحَميرَا
بأَهَازِيجَ مِن أَغانيِّها الجُ
شِّ وإِتْبَاعِها النَّحِيبَ الزَّفيرا
( ) ومما يستدرك عليه :
الهَزَجُ : الحُفَّةُ وسُرْعَةُ وَقْعِ القَوَائمِ ووَضْعِها . صَبِيٌّ هَزِجٌ ، وفَرَسٌ هَزِجٌ . قال النَّابِغة الجَعْديّ :
غَدَا هَزِجاً طَرِباً قَلْبُه
لَغِبْنَ وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ
والهَزَجُ : الفَرَحُ .
ورَعْدٌ مُتهزِّجٌ : مُصوِّت .
وقد هَزَّجَ الصَّوتَ .
ومن المجاز : هَزَجُ الرَّعْدِ : صَوْتُه .
____________________

(6/278)



وعُودٌ هَزِجٌ .
وللعُودِ والقَوْسِ أَهازيجُ .
وسَحَابٌ هَزِجٌ بالرَّعْد .
وقال الجوهَرِيّ : الهَزَجُ : صَوْتُ الرَّعْدِ والذِّبّانِ . وأَنشد :
أَجَشُّ مُجلجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ
تُكَرْكِرُهُ الجَنائبُ في السِّدادِ
وفي ( اللّسان ) : هو هَزِجُ الصَّوتِ هُزَامِجُه : أَي مُدارِكُه .
وليس الهَزَجُ من الترنُّم في شيْءٍ . ولذا استعمله ابنُ الأَعرابيّ في معنى العُوَاءِ . وأَنشد بيت عَنْتَرَةَ العَبْسيّ :
وكَأَنّما تَنْأَى بجانبِ دَفِّها ال
وَحْشِيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
هِرَ جَنِيبٍ كلّمَا عَطَفتْ له
غَضْبَى اتَّقاها باليدين وبالفَمِ
قال : هَزِجُ ( العشيّ ) كثيرُ العُواءِ باللّحيل . ووضَعَ العَشِيّ موضعَ اللّيلِ لقُرْبه منه . وأَبّدَل ( هِرًّا ) من ( هَزِجٍ ) ورواه الشَّيْبَانيّ ( يَنْأَى ) ، وهِرَّ عنده رَفْعٌ ، فاعلٌ لينأَى . وقال غيرُه : يعني ذِباباً لِطَيرانِه تَرَنُّمٌ ، فالنَّاقَةُ تحْذَرُ لَسْعَهُ إِيَّاها .
وفي الحديث : ( أَدْبَرَ الشَّيْطانُ وله هَزَجٌ ) وفي روايةٍ : ( وَزَجٌ ، ( الهَزَجُ : الرَّنَّة . والوَزَجُ دُونَه .
هزمج : ( الهُزَامِجُ ، كعُلابِطٍ : الصَّوْتُ المُتَدارِكُ ) ، وإِنما قدّمه على الّذي يليه لكونه من الهَزَج ( والميم زائدةٌ ) . وقد ذَكره الجوهريّ في ( هزج ) . ويوجد في بعض النُّسخ مكتوباً بالحُمرة ، وليس بصوابٍ .
( والهَزْمَجةُ : كَلامٌ مُتَتابِعٌ ، واختلاطُ صَوْتٍ زائدٍ ) ، وأَنشد الأَصمعيّ :
أَزامِجاً وزَجَلاً هُزَامِجَا
والهُزامِج : أَدْنَى من الرُّغَاءِ .

____________________

(6/279)


هزلج : ( الهِزْلاجُ ، بالكسر ) : السَّريعُ ، و ( الذِّئْبُ الخَفيفُ ) السَّريعُ ، والجمعُ هَزَالِجُ . قال ، جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى الحارثيّ :
يَتْرُكْنَ بالأَمالس السَّمارج
للطَّيْرِ واللَّغاوسِ الهَزالجِ
وفي ( التهذيب ) : أَنشد الأَصمعيّ لهِمْيانَ :
تُخْرِجُ من أَفْواهِها هَزَالِجَا
قال : والهَزالِجُ : السِّراعُ من الذِّئاب . وقولُ الحُسين بن مُطَيرٍ :
هُدْلُ المَشافِر أَيديها مُوثَّقَةٌ
دُفْقٌ وأَرْجُلُا زُجٌّ هَزاليجُ
فسّره ابن الأَعرابيّ فقال : سريعةٌ خَفيفةٌ . وقال كُراع : الهِزْلاجُ : السَّريعُ ، مُشتَقٌ من الهَزَحِ ، واللاَّم زائدةٌ . وهاذا قولٌ لا يُلتَفَت إِليه ، كذا في ( اللسان ) .
( وظَليم هَزَلَّجٌ ، كعَمَلَّسٍ : سَريعٌ ) . وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً . وقيل : كلُّ سْرْعةٍ : هَزْلَجةٌ .
( والهِزْلَجَةُ : اختلاطُ الصَّوتِ ) كالهَزْمَجَة ، وهاذا يُؤيِّد ما ذَهبَ إِليه كُراع ؛ فتأَمَّلْ .
هسنج : ( هِسِنْجَانُ ، بكسر الهاءِ والسِّين ) ، وفي ( المعجم ) بفتح السين ( : ة ، بالعَجَم ) ، مُعرَّب هِسِنْكان . وهي من قُرَى الرَّيِّ ، يُنسَب إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ يُوسفَ بن خالدٍ الرّازيّ ، وعليُّ بن الحسن الرّازيّ ، وأَخوه عبدُ الله بنُ الحَسن ، وغيرهم ، كذا في ( اللباب ) و ( المعجم ) .
هضج : ( هَضَّجَ مالَه تَهْضيجاً ) : إِذا ( لم يُجِدْ رَعْيَها ) ، من الإِجادة ، والمراد بالمال الإِبلُ .
( و ) يقال : ( صِبْيانٌ هَضِيجٌ ) ، أَي ( صِغَارٌ ) لم يُحْسِنوا شيئاً .

____________________

(6/280)


هلج : ( الإِهْلِيلَجُ ) بكسر الأَوّل والثاني وفتح الثالث ( وقد تُكْسَر اللاّم الثانيةُ ) ، قاله الفرّاءُ ، وكذالك رواه الإِياديّ عن شَمِرٍ ، وهو مُعرَّبُ إِهْليله ، وإِنما فَتحوا اللاّمَ ليوافق وَزنُه أَوزانَ العَرب ؛ حقّقه شيخنا ( والواحِدة بهاءٍ ) إِهْليلَجَة . قال الجوهريّ : ولا تَقُلْ هَلِيلِجَة . قال ابن الأَعرابيّ : وليس في الكلامِ إِفْعِيلِل بالكسر ولكن إِفْعِيلَل ، مثل إِهلِيلَج وإِبْرِيسَم وإِطْرِيفَلِ ( ثَمَرٌ ، م ) ، أَي معروفٌ ، وهو على أَقاسمٍ . ( منه أَصْفرُ ومنه أَسودُ وهو البالعُ النَّضيجُ ، ومنه كابِلِيٌّ ) . وله منافِعُ جَمَّةٌ ، ذَكرَها الأَطبَّاءُ في كُتبهم ، منها أَنه ( يَنْفَعُ من الخَوانِيقِ ، ويَحفَظ العَقْلَ ، ويُزِيل الصُّداعَ ) باستعماله مُرَبًّى ، ( وهو في المَعِدة كالكَذْبانُونَةِ ) ، بفتح فسكون ، ( في البيتِ ، وهي المَرْأَة العاقِلةُ المُدَبِّرة ) تَتركُ البيتَ في غايةِ الصَّلاحِ ، فكذالك هاطا الدَّواءُ للدِّماغِ والمَعدة .
( والهالِجُ : الكَثيرُ الأَحلامِ بلا تَحصيل ) .
( وهَلَجَ يَهْلِجُ ) ، بالكسر ، ( هَلْجاً : أَخْبرَ بما لا يُؤْمَن به ) من الأَخبار ؛ هاكذا في النُّسخ ، وفي بعض الأُمّهات : بما لا يُوقَن به ، بالقاف ، بل الميم .
( والهُلْجُ ، بالضّمِّ : الأَضْغاثُ في النَّوْم ) .
( و ) الهَلْج ( بالفتح ) : أَخَفُّ النَّوْم ، وشَيْءٌ تَراه في نَوْمك ممّا ليس برُؤْيَا صادقةٍ ، و ( جَدُّ محمَّد بن العبَّاس البَلْخُيّ المُحدِّث ) .
وهَلَجعةُ ، محرَّكَةً : جَدُّ يَعقوبَ بن زَيدِ بن هَلَجةَ بن عبد الله بن أَبي مُلَيكة التَّيْميّ ، ثقةٌ ، حَدَّث .
( وأَهْلَجَه ) : إِذا ( أَخْفاه ) ، كأَهْمَجَه ، أَو أَنّ اللاّم بدَلٌ عن الميم ،
____________________

(6/281)


كما سيأَتي . وقد مرّ في ( هرج ) شيْءٌ من ذالك .
هلبج : ( الهِلْبَاجَةُ ، بالكسر ) والهِلْبَاجُ : ( الأَحمقُ ) الذي لا أَحْمَق منه . وقيل : هو الوَخِمُ ( الأَحمقُ ) المائقُ القليلُ النَّفْعِ . زًّد الأَزهريُّ : الثَّقيلُ من النّاس . وقال خلَفٌ الأَحمرُ : سأَلْت أَعرابيًّا عن الهِلْبَاجةِ فقال : هو الأَحمقُ ( الضَّخْمُ الفَدْمُ الأَكولُ ) ، الّذي ، الّذي ، الّذي ، ثم جعل يَلقاني بعدَ ذلبك فيَزيد في التَّفسير كلَّ مرّة شيئاً . ثم قاللي بعد حينٍ وأَرادَ الخُروجَ : هو ( الجامِعُ كلَّ شرٍ ) . وفَسَّره المَيْدانيّ بأَنه النَّؤُوم الكَسلانُ العُطْلُ الجافي . قلْت : واسمُ الأَعرابيّ ابنُ أَبي كَبْشةَ بن القَبَعْثَري . وفي كتاب ( الأَمثال ) لحمزةَ ، وقد ساقَ حكاية الأَعرابيّ ، وفيها : فتردَّد في صَدْره من خُبْثِ الهِلْباجَةِ ما لم يَستطِع معه إِخراجَ وَصْفِه في كلمةٍ واحدةٍ . ثم قال : الهِلْبَاجة : الضَّعيفُ العاجزُ الأَخرَقُ الجِلْفُ الكَسلانُ السَّاقطُ ، لا مَعْنَى له ، ولا غَناءَ عنده ، ولا كِفَايةَ معه ، ولا عَمَلَ لَدَيه ، وبَلَى ، يُستَعْمَل ، وضِرْسُه أَشدُّ من عَمَله ، فلا تُحاضِرَنّ به مَجلساً ، وبَلَى فَلْيَحْضُرْ ولا يَتَكلَّمَنّ . وزاد ابنُ السِّكِّيت عن الأَصمعيّ : فلما رآني لم أَقْنَع قال : احْمِلْ عليه من الخُبْثِ ما شِئْتَ .
( واللَّبَن ) الخاثِرُ أَي ( الثَّخينُ ) : هِلْباجَةٌ . ولَبَنٌ ورَجُلٌ هِلْباجٌ : ( كالهُلَبِج كعُلَبِط ، و ) هُلابجٌ ، مثل ( عُلابطٍ ) ؛ حكاه ابنُ سِيده في المخَصّص ، ومثله صاحب الواعي .
همج : ( الهَمَجَ ، محرّكةً : ذُبابٌ صَغيرٌ كالبَعوض يَسقْط على وُجوهِ الغَنَم والحَميرِ ) وأَعيُنِها . وفي بعض النُّسخ : والحُمُرِ . وقيل : الهَمَجُ : صِغارُ الدِّوابِّ . وعن اللَّيث : الهَمَجُ : كلُّ دُودٍ يَنْفَقِيءُ عن ذُبابٍ أَو بَعوضٍ ؛ هاكطا في الأَساس . ( و ) الهَمَج : ( الغَنَمُ المَهزولةُ . واحدتُه بهاءٍ . و ) الهَمَجُ : ( الحَمَقْى ) من الناس ، رجلٌ هَمَجٌ وهَمَجَةٌ : أَحمقُ . وجمْع الهَمَج
____________________

(6/282)


أَهْمَاجٌ . وقال أَبو سعيد : الهَمَجةُ من النّاسِ : الأَحمقُ الذي لا يَتماسَكُ . ( و ) الهَمَج : ( النِّعاجُ الهَرِمةُ ) . ويقال للنَّعجةِ إِذا هَرِمَت : هَمَجَةٌ وعَشَمَةٌ . والهَمَجَةُ : النَّعْجةُ . ( و ) عن ابن خَالَويْهِ : الهَمَجُ : ( الجُوعُ ) . قيل : وبه سُمِّيَ البَعوضُ ، لأَنه إِذا جاعَ عاشَ وإِذا شَبِعَ مات . وهَمَجَ إِذا جاع . قال الرّاجز ، وهو أَبو مُحْرِزٍ المُحَارِبيّ :
قد هَلَكَتْ جارَتُنَا من الهَمَجْ
وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ
( و ) الهَمَجُ : ( سُوءُ التَّدبيرِ في المَعَاشِ ) . وبه فسَّر بعضُهم قولَ الرّاجز المتقدِّم آنفاً .
( و ) قالوا : ( هَمَجٌ هامِجٌ ) ، على المبالغة . وقيل : ( تَوْكِيدٌ ) له ، كقولك : لَيلٌ لائِلٌ .
( وهَمَجَت الإِبلُ من الماءِ ) تَهْمُجُ هَمْجاً ، بالتسكين : إِذا ( شَرِبتْ منه دَفعةً واحدةً ) حتّى رَوِيَتْ .
( وأَهْمَجَه : أَخْفَاه ) كأَهْلَجَه . ( و ) أَهْمَجَ ( الفَرَسُ ) إِهْمَاجاً : ( جَدَّ في جَرْيِه ) فهو مُهْمِجٌ ، ثم أَلْهَبَ في ذالك ، وذالك إِذا اجتَهَدَ في عَدْوِه . وقال اللِّحْيَانيُّ : يكون ذالك في الفَرسِ وغيرِه ممّا يَعْدو .
( والهَمِيجُ : الفَتِيَّةُ ) الحَسَنَةُ الجِسمِ ( من الظِّبَاءِ . و ) الهَمِيجُ : ( الخَمِيصُ البَطْنِ . أَو ) الهَمِيجُ من الظِّبَاءِ : ( التي لها جُدَّتَانِ ) ، بالضَّمّ ، على ظَهْرهَا سِوَى لَوْنِها ، ولا يكون ذالك إِلاّ في الأُدْم منها ، يَعْنِي البيضَ ؛ وكذالك الأُنثَى بغير هاءٍ . وقيل : هي الّتي لها جُدَّتَانِ ( في طُرَّتَيْهَا . أَو الّتي أَصَابَها وَجَمٌ فذَبَلَ وَجْهُهَا ) وبه فُسِّر قولُ أَبي ذُؤَيبٍ يَصف ظَبْيةً :
مُوَشَّحةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ
( واهْتَمَجَ ) الرَّجلُ ، هاكذا في ( النُّسخ ) ، والّطي في بعض الأُمّهات :
____________________

(6/283)


( اهْتُمِجَ ) ، بالبناءِ للفمعول ، واهْتَمَجت نَفْسُه : ( ضَعُفَ من ) جَهْدٍ أَو ( حَرًّ أَو غيرِه . و ) اهْتَمَجَ ( وَجْهُه ذَبَلَ ) .
( والهَامِج ) : تأَكيدٌ لهَمَجٍ ، و ( المتروكُ يَموجُ بَعضُه في بعضٍ ) ، وهو مَجَاز .
( ) ومما يستدرك عليه :
إِبلٌ هامِجةٌ وهَوَامجُ : تَشتكِي عن شُرْب الماءِ .
ومن المَجَاز : الهَمَجُ : الرَّعَاعُ من النّاس . وقيل : هم الأَخْلاطُ . وقيل : هم الهَمَلُ الّذين لا نِظَامع لهم . ويقال للرَّعاع من النّاس : إِنما هم هَمَجٌ هامِجٌ . وفي حديث عليَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( وسائرُ النَّاس . ويقال : لأُشابَةِ النَّاسِ الّذين لا عقولَ لهم ولا مُروءَةَ : هَمَجٌ هامِجٌ . وقَوْمٌ هَمَجٌ : لا خَيْرَ فيهم . قال حُمَيْدُ بن ثَوْر :
هَميجٌ تعلَّلَ عن خاذل
نَتيجُ ثلاثٍ بَغيضُ الثَّرَى
والهَمَج : ماءٌ وعُيُونٌ عليه نَخْلٌ من المدينة ، من جهة وادي القُرَى .
والإِهْمَاجُ : الإِسْماجْ ؛ قاله ابن الأَعرابيّ .
وهِمَاجٌ ، بالكسر : اسم موضع بعَينه . قال مُزاحمٌ العُقَيْليّ :
نَظَرْتُ وصُحْبَتي بقُصورِ حَجْرٍ
بعَجْلَى الطَّرْف غائرةِ الحِجَاجِ
إِلى ظُعُنِ الفضِيلَة طالعاتٍ
خِلالَ الرَّمْل وارِدَاة الهِمَاجِ
وقال أَبو زياد : الهِمَاج : مياهٌ في نِهْيِ تُرَبَةَ ؛ كذا في ( المعجم ) .

____________________

(6/284)


همرج : ( الهَمْرَجَةُ : الاخْتلاطُ ) والالْتبَاسُ كالهَمْرَجِ . وقد هَمْرَجَ عليه الخَبَرَ هَمْرَجَةً : خَلَّطَه عليه . وقالوا : الغُولُ هَمْرَجةٌ من الجِنِّ . ( و ) الهَمْرَجَةُ : ( الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ . و ) الهَمْرَجَةُ : ( لَغَطْ النّاسِ ، كالهُمْرُجَان ، بالضّمّ ) ( و ) الهَمْرَجَة : ( الباطلُ والتَّخْليطُ في الخَبرِ ) . وقد هَمْرَجَ عليه الخَبرَ .
( و ) الهَمَرَّجُ ( كعَمَلَّسٍ : الماضِي في الأُمور ) .
ووَقَعَ القَومُ في هَمَرَّجَةٍ ، بالتِّشْديد أَي اختلاطٍ . قال :
بَيْنَا كذالكَ إِذا هَاجَتْ هَمَرَّجَةٌ
أَي اختِلاطٌ وفتْنَةٌ . وقال الجوهريّ الهَمْرَجَةُ : الاختلاطُ في المَشْيِ .
قلت : فإِذنْ يَنْبَغِي أَن تُكْتَب هاذه المادّة بالمداد الأَسود .
هملج : ( الهِمْلاَجُ ، بالكسر ، من البَراذينِ ) : واحدُ الهَماليجِ . والبِرْذَوْنُ واحدُ البَراذِين . وهو المُسَمِّى برَهْوَانٍ ، وهو ( المُهَمْلَجٍ . و ) مَشْيُه ( الهَمْلَجَةُ ) وهو ( فارسيٌّ مُعرَّبٌ ) : حُسْنُ سَيْرِ الدّابّة في سُرْعةٍ . وقد هَمْلَجَ . والهِمْلاجُ : الحَسَنخ السَّيْرِ في سُرْعةِ وبَخْتَرَةٍ .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : ( شاةٌ هِمْلاجٌ : لا مُخَّ فيها لهُزالهَا ) . وأَنشد :
أَعْطَى خَليلى نَعْجَةً هِمْلاجَا
رَجَاجَةً ، إِنّ لها رَجَاجَا
( وأَمْرٌ مُهَمْلَجٌ ) ، بفتح الّلام ، أَي ( مُذلَّلٌ مُنْقَادٌ ) . وقال العَجّاجُ :
قد قَلَّدوا أَمرَهُمُ المُهَمْلَجَا
وهِمْلاَجُ الرَّجُلِ : مَرْكَبُه .
هنج : ( تَهَنَّجَ الفَصيلُ ) : إِذا ( تَحَرَّكَ ) في بطْنِ أُمِّه ( وأَخَذَت الحَيَاةُ فيه ) .
هوج : ( *!الهَوَجُ ، محركَةً : طُولٌ في حُمْقٍ ) ،
____________________

(6/285)


كالهَوَكِ . *!هَوِجَ *!هَوَجاً فهو *!أَهْوَجُ . *!والأَهْوَجُ : المُفْرِطُ الطُّولِ مع *!هَوَجٍ . ويقال للطَّوِيل إِذا أَفرط في طُوله : أَهْوَجُ الطُّولِ . ورجلٌ أَهْوَجُ بَيِّنٌ *!الهَوَجِ : أَي طَوِيلٌ ( و ) به ( طَيْشٌ وتَسرُّعٌ ) . وفي حديث عثمانَ : ( هاذا *!الأَهوجُ البَجْبَاجُ ) . الأَهْوَجُ : المُتَسَرِّعُ إِلى الأُمور كما يَتَّفِق . وقيل : الأَحمقُ القليلُ الهِدايةِ . وفي ( الأَساس ) : من المَجَاز : وهو أَهْوَجُ الطُّولِ : مُفْرِطُه .
( *!والهَوْجَاءُ ) من الإِبلِ : ( النّاقَةُ المُسْرِعَةُ حتى كأَنّ بها *!هَوَجاً ) . وكذالك بَعيرٌ *!أَهْوَجُ . قال أَبو الأَسود .
على ذاتِ لَوْثٍ أَو *!بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ
صَنيعٍ نَبِيلٍ يَملأُ الرَّحْلَ كاهلُهْ
وقيل : إِن *!الهَوْجَاءَ من صِفَةِ النَّاقةِ خاصَّةً ، ولا يقال : جَمَلٌ *!أَهْوَجُ . وفي ( الأَساس ) : من المَجَاز : وناقَةٌ هَوْجاءُ : كأَنّ بها *!هَوَجاً لسُرْعَتِها لا تَتَعهَّدُ مَواطِىءَ المَنَاسِمِ من الأَرض .
( و ) *!الهَوْجَاءُ ( الرِّيحُ ) التي ( تَقْلَعُ البُيُوتَ ، ج *!هُوجٌ ) ، بالضَّمّ ، وهو مَجَاز . وقال ابن الأَعرابيّ : هي الشَّدِيدَةُ الهُبُوبِ من جَميعِ الرِّيَاحِ . وقيل : رِيحٌ *!هَوْجَاءُ : مُتَدَارِكَةُ الهُبُوبِ كأَنّ بها *!هَوَجاً . وقيل : هي الّتي تَحْمِلُ المُورَ وتَجُرُّ الذِّيْلَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!التَّهَوُّجُ : وهو *!الهَوَجُ .
وقال أَبو عمرٍ و : في فُلانٍ عَوَج ( و ) هَوَجٌ : بمعنًى واحدٍ .
وفي حديثِ مَكحولٍ : ( مَا فَعَلْتَ في تِلك *!الهَاجَةِ ) يريد الحَاجَة . قيل : إِنها لُغَيَّة .
ومن المجاز : *!الأَهوجُ : الشُّجَاعُ الذي يَرْمِي بنفْسِه في الحَرْب ، على التَّشْبِيهِ بالأَحمق .
هيج : ( *!هاج ) الشّيْءُ ( *!يَهيجُ *!هَيْجاً ) ، بفتح فسكون ، ( *!وهَيَجَاناً ) ، محرَّكةً ،
____________________

(6/286)


( *!وهِيَاجاً ، بالكسر : ثارَ ) لمَشَقةٍ أَو ضَرَرٍ . تقولُ : هاجَ به الدَّمُ *!وهَاجَه غَيْرُه *!وهَيَّجه ، يتَعدَّى ، ولا يَتعدّى ، *!وهَيَّجَه *!وهَايَجَه : بمعنًى ، (*! كاهْتاجَ *!وتَهيَّجَ ) .
وشَيْءٌ *!هَيُوجٌ . والأُنثَى *!هَيُوجٌ أَيضاً . قال الرّاعي :
قَلَى دِينَه *!واهْتَاجَ للشَّوْقِ إِنها
على الشَّوقِ إِخوانَ العَزاءِ هَيوجُ
ومِهْيَاجٌ كهَيُوجٍ .
( و ) هاجَ الإِبلَ : إِذا حَرَّكَها و ( أَثارَ ) بالّليل إِلى المَوْرِد والكَلاءِ .
( و ) *!المِهْيَاجُ من الإِبل : التي تَعْطَش قبلَ الإِبِل .
*!وهَاجَتِ ( الإِبلُ ) : إِذا ( عَطِشَت ) . والمِلْواحُ مِثْلُ *!المِهْيَاجِ . ( و ) هاجَ ( النَّبْتُ ) يَهيجُ *!هَيْجاً : إِذا ( يَبِسَ ) . وكذا هَاجَت الأَرضُ .
( *!والهائجُ : الفَحْلُ ) الّذي ( يَشْتَهِي الضِّرَابَ ) . وقد *!هَاجَ *!يَهِيجُ *!هِيَاجاً *!وهُيُوجاً *!وهَيَجَاناً ، *!واهْتَاجَ ، إِذا هَدَرَ وأَرادَ الضِّرَابع ، وهو مَجاز .
وفَحْلٌ *!هِيَّجٌ : هائج ، مَثَّلَ به سيبويهِ ، وفَسّرَه السّيرافيّ . وفي بعض النُّسخ بالخاءِ المعجمة ، ولم يُفَسِّرْه أَحَدٌ . قال ابن سيده : وهو خَطأُ . وفي حديث الدَّيَاتِ : ( وإِذَا هَاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قِيمَتُها ) . هاجَ الفحلُ : إِذا طَلَبَ الضِّرابَ ، وذالك مما يُهْزِلُه فيَقلّ ثَمنُه .
( و ) *!الهائج : ( الفَوْرَةُ ، والغَضَبُ ) يقال : *!هاجَ *!هائِجُه : إِذا اشتدَّ غَضَبُه وثارَ . وهَدَأَ *!هائِجُه : سَكَنَتْ فَوْرَتُه . وفي الأَساس في المجاز : وإِذا اشْتعلَ الرَجُلُ غَضَباً ، قيل : هاجَ هائجُه .
*!وهاجَ المُخبَّلُ بالزِّبْرِقانِ فهَجَاه . وهَاجَ الهِجَاءُ بينهما .
( و ) من المجاز : شَهِدّتُ *!الهَيُجَ *!والهِيَاجَ ، و ( *!الهَيْجَاء : الحَرْب ) ، يُمدّ ( ويُقْصَر ) ، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ ، وكلُّ حَربٍ ظَهَرَ فقد هاجَ . ( و ) يَوْمُ ( *!الهِيَاج ، بالكسر ) : يوم ( القِتَال ) .
____________________

(6/287)


( و ) *!هَيَّاجٌ ( كشدَّادٍ ابنُ بَسَّامٍ ) وفي نُسخةٍ : ابنُ عِمْرَانَ ( و ) هَيّاجُ ( بنُ بِسْطَامٍ ، مُحَدِّثانِ ) . وممّا فاته : هَيّاجُ بنُ عِمْرَانَ بن الفُضَيلِ البُرْجُميّ التَّميميّ ، من أَهْلِ البَصرةِ ، يَرْوِى عن عِمْرَانَ بنِ الحُصَين ، وسَمُرَةَ ، وعنه الحَسن ، وأَبو *!الهَيّاجِ حَيّانُ بنُ حُصَينٍ ، يَرْوِى عن عليَ وعمَّارِ بنِ ياسرٍ .
*!وهَيَّجَ الغُبَارَ وهَاجَه .
( و ) يقال : ( *!تَهَايَجُوا ) ، إِذا ( تَوَاثَبُوا ) للقِتَال .
وهاجَ الشَّرُّ بينَ القَوْمِ .
( *!والمهْيَاجُ ) ، بالكسر : ( النّاقةُ النَّزُوعُ إِلى وَطَنِهَا ) .
وقد *!هَيَّجْتُهَا فانْبعَثَتْ .
ويقال : *!هِجْتُه *!فهَاجَ .
( و ) *!المِهْيَاجُ : ( الجَمَلُ الّذِي يَعْطَش قَبْلَ الإِبلِ ) .
وقد هاجَتْ : إِذا عَطِشَت ، كما تقدّم . ( *!والهَاجَة : الضِّفْدَعَة الأُنثى ) والنَّعَامَةُ ، ( ج *!هَاجَاتٌ ) ، وتُصغِّرها بالواو والياءِ : *!هُوَيْجَةٌ ، ويقال : *!هُيَيْجَةٌ .
( و ) يقال : يَوْمُنَا ( يومُ *!هَيْجٍ ) ، بفتح فسكون ، أَي يَوْمُ ( رِيحٍ ) . قال الرّاعي :
وتَارِ وَدِيقَةٍ في يَوْمِ هَيْجٍ
مِن الشِّعْرَى نَصَبْتُ لها الجَبِينَا
( أَو ) يَوْمُ ( غَيْمٍ ومَطَرٍ ) . قال الأَصمعيّ : يقال للسَّحاب أَوّلَ ما يَنشأُ : *!هَاجَ له *!هَيْجٌ حَسَنٌ . وأَنشد للرَّاعِي .
تُراوِحُها رَوَاعِدُ كُلِّ *!هَيْجٍ
وأَرْوَاحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينَا
( *!والهائِجَةُ : أَرُضٌ يَبِسَ بَقْلُها أَو اصْفَرّ ) ، هاكذا في ( الصحاح ) . وفي غيره : واصْفَرَّ وهو مجاز
وقد هاج البقل فهو *!هائج
*!وهيج :يبس واصفر وطال .وفي
____________________

(6/288)


التنزيل : { 6 . 016 ثم *!يهيج فتراه مصفر } ( الزمر : 21 ) . *!وهاجتِ الأَرضُ *!هَيْجاً *!وهَيَجَاناً : يَبِسَ بَقْلُها .
( *!وأَهاجَه : أَيْبَسَه ) . يقال : أَهاجتِ الرِّيحُ النَّبتَ : إِذا أَيْبَسَتْه . ( *!وأَهْيَجَها وَجَدَها *!هائجَةَ النصبَات ) ، قال رُؤبةُ :
*!وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ
( *!وهِيجِ ، بالكسر ، مَبنيًّا على الكسر ، *!وهِجْ بالسُّكون ) مع كسر أَوله : كلاهما ( من زَجْرِ النّاقةِ ) قال :
تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها : *!هِيجِ
وقد تقدَّم طَرفٌ من ذالك في هَجّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!هاجَتِ السّماءُ فمُطِرْنا ، أَي تَغيَّمَت وكَثْرَت رِيحُها . وفي حديث المُلاعنة : ( رَأَى معَ أَمرأَتِه رَجُلاً فلمْ *!يَهِجْه ) . أَي لم يُزْعِجْه ولم يُنفِّرُه .
*!والهَاجَةُ : النَّعْجةُ التي لا تَشتهِي الفَحْلَ . قال ابن سِيدَه : وهو عندي على السَّلْبِ ، كأَنّها سُلِبَتِ *!الهِيَاجَ .
*!والهَيْجُ الصُّفْرَةُ ، وعن ابنِ الأَعرابيّ : هو الجَفَافُ ، والحَرَكَةُ ، والفِتْنَةُ ، *!وهَيَجَانُ الدَّمِ أَو الجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ .
*!وهَيْج : مَوضعٌ ؛ عن أَبي عمرٍ و ؛ وكذا في ( المعجم ) .
*!والهَيْجَة : قَرْيَةٌ عَظيمةٌ بمعالي القحرية ، وقد خَرِبَتْ منذ مدَّةٍ طويلة ، وكانتْ مبنيَّةً بالحِجارة والمَدَرِ ، وسكنَتْها بنو أَبي الدَّيْلَم من قبائل عَكّ ؛ كذا في أَنسب البشر .
2 ( فصل الياء ) مع الجيم ) 2
يأج: ( *!يَأْججُ ، كَيَمْنَع ويَضْرِب ) ، مهموزٌ ، الأَوَّلُ في ( المحكم ) والثاني في
____________________

(6/289)


( التهذيب ) : ( ع ) من مَكَّةَ على ثَمانيةِ أَميالٍ . وكان من مَنازِل عبد الله بن الزُّبَير . فلما قَتلَه الحَجَّاجُ أَنْزَله المُجذَّمِينَ ، ففيه المُجَذَّمُونَ . قال الأَزهريّ : وقد رأَيتهم . وإِيّاها أَرادَ الشَّمَّاخُ بقوله :
كأَنِّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَحْقَبَ قارِحاً
مِنَ اللاَّءِ ما بَيْن الجنَابِ *!فَيأْجَجِ
( و ) قد ( ذُكِر في أَجج ) . وفي ( المحكم ) : هو مصروفٌ . ( وقال سيبويه : مُلْحَق يجَعْفَر ) . قال : وإِنّما نَحكم عليه أَنه رُباعيّ لأَنّه لو كان ثلاثيًّا لأُدغِمَ . فأَمَّا ما رواه أَصحابُ الحديثِ من قولهم : *!يَأْجِجُ ، بالكسر ، فلا يكون رُباعيًّا ، لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفَر ، فكان يَجبلُ على هذا أَن لا يُظْهَر ، لاكنه شاذُّ مُوجَّهٌ على قولهم : لَحِحَتُ عَيْنُه ، وقَطِطَ شَعرُه ، ونحو ذالك ، مما أُظْهِر فيه التضعيف ، وإِلاّ فالقياس ما حكاه سيبويه .
*!ويَاجِ *!وأَيَاجِج : من زَجْرِ الإِبلِ . قال الرّاجز :
فَرَّجَ عنه حَلَقَ الرَّتَائجِ
تَكفُّحُ السَّمَائمِ الأَوَاجِجِ
وقِيلُ يَاجٍ وأَيَا *!أَيَاجِجِ
عَاتٍ مِنٍ الزَّجْرِ ، وقِيلُ : جَاهِجِ
وقال غيرُ الأَصمعيّ *!يَأْجَجُ : مَوضِعٌ صُلِبَ فيه خُبَيْبُ بن عَدِيَ الانصاريّ ، رحمه الله تعالى ، *!ويَأْجَجُ : مَوضِعٌ آخَرُ ، وهو أَبعدُهما ، بُنِيَ هُنالك مَسجِدٌ وهو مَسْجِدُ الشَّجَرةِ . بينه وبين مَسْجِد التَّنْعيم مِيلانِ . وقال أَبو دَهْبَل :
وأَبْصَرْتُ ما مَرَّتْ به يَوْمَ يَأْجَجٍ
ظِباءٌ وما كانَتْ به العِيرُ تُحْدَحُ
يدج و يذج : ( *!أَيْدَجُ كأَحْمَدَ ) ، قال شيخنا : وزعم جماعةٌ أَصالَةَ الهمزةِ وزيادةَ
____________________

(6/290)


الياءِ ، فموضِعُه الهمزةُ . وقيل : خُروفُها كلُّها أَصولٌ ، لأَنّه عجميٌّ لا كلامَ للعرب فيه ، فموضعه الهمزة أَيضاً . ثم الذي في أَصول القاموس كلِّها أَنّه بالدّال المهملة . وصَرَّحَ الجلالُ في اللُّبّ والبُلْبَيْسِيّ بأَن ذالَه مُعجمةٌ . وهو يُؤيّد عُجْمَتَه ( : د ، من كُوَرِ الأَهْوازِ ) وبلادِ الخُوزِ ، منها أَبو محمّدٍ يحيى بنُ أَحمدَ بنِ الحَسن بن فُوَرك . ( و ) أَيْدَجُ ( : ة بسَمَرْقَنْدَ ) ، منها أَبو الحُسين أَحمد بن الحُسين تُوفِّيَ سنة 387 .
يرج : ( *!اليَارَج ) بفتح الرَّاءِ : ( القُلْبُ ) ، بالضَّمّ ( والسِّوَارُ ) ، كلاهما بمعنًى واحدٍ ، فارسيّ مُعرَّبٌ ، وهو من حَلْيِ اليَدَيْنِ ، كما في ( المحكم ) .
( والهُذَيل بنُ النَّضْرِ بنِ *!يارَجَ ) ، بالفتح : ( مُحدِّث ) .
( *!والأَيارَجَة ، بالكسر وفتح الرّاءِ ) : دَواءٌ مَعروفٌ ، كما في ( اللسان ) ، وهو ( مَعْجونٌ سَهْلٌ ) للأَخْلاَطِ ، وهو على أَقسامٍ ثَلاثة مذكورةٍ في كُتب الطِّبِّ ، ليس هاذا مَحل ذكْرها ، وهو ( م ) أَي معروفٌ ( ج *!إِيارَجُ ) ، بالكسر وفتح الرّاءِ ، فارسيّ ( مُعرَّبُ إِيارَه ، وتفسيره : الدَّواءُ الإِلاهِيّ ) . قلت : وهاذا التفسيرُ مَحعلُّ تأَمُّلٍ .
يوج : ( *!ياجُ : قَلعةٌ بصِقِلِّيَةَ ) ، بكسر الصّاد ، ( وقد تكسر الجيمُ ) . وأَورده في ( المعجم ) معرَّفاً بالّلام فقال : الياج ، والله أَعلم .
هذا آخرُ باب الجِيم .
وصَلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آلِه وصَحْبِه وسلّم .

____________________

(6/291)


1 ( باب الحاءِ المهملة ) 1
قال الخليلُ : الحَاءُ حرفٌ مَخْرَجُه من الحَلْق . ولولا بُحّة فيه لأَشْبَه العَيْن . قال : وبعد الحاءِ الهاءُ ، ولم يأْتلِفا في كَلمةٍ واحدةٍ أَصليّةِ الحُروف . وقَبُح ذالك على أَلسنةِ العَرَب ، لقُرْبِ مَخْرَجعيهما ، لأَنّ الحاءَ في الحَلق بلِزْقِ العَيْن ، وكذالك الحاءُ والهاءُ ، ولاكنهما يَجتمعانِ في كَلميتنِ ، لكُلِّ واحدةٍ معنًى على حِدَةٍ ، كقول لَبيد :
يَتَمَارَى في الَّذِي قُلتُ لَهُ
ولَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلِي : حَيَّ هَلْ
وكقولِ الآخَرِ : هَيْهَاهُ وحَيْهَلَه ، وإِنّمَا جَمَعَها من كلمتينِ ( حيَّ ، كلمةٌ على حدة ومعناه هلمَّ ، وهل ، حِثّيثَى ، فجعلهما كلمة واحدة ) . وكذالك ما جاء في الحديث : ( إِذا ذُكِر الصّالحون فحَيَّهَلاً بعُمَرَ ) : أَي فَأْتِ بذِكْرِ عُمَرَ . قال : وقال بعضُ النّاس : الحَيْهَلَة : شَجَرَةٌ . قال : وسَأَلْنا أَبا خَيْرَة وأَبا الدُّقَيشِ وعَدَّةً من الأَعرابِ عن ذالك ، فلم نَجدْ له أَصلاً ثابتاً نَطَق به الشُّعراءُ أَو روايةً مَنسوبةً مَعروفةً ، فعلمنا أَنها كلمةٌ مولَّدَةٌ وُضِعَت للمُعاياةِ . قال ابنُ شُمَيل : حَيَّ هَلاَ : بَقْلَةٌ تُشْبِه الشُّكَاعَى ، يقال : هاذه حَيَّ هَلاَ ، كما تَرَى لا تُنوَّن ، مثل خَمْسةَ عسرَ ، كذا في ( التّهذيب ) و ( اللِّسان ) .
2 ( فصل الهمزة ) مع الحاءِ المهملة ) 2
أَجح : ( الأَجَاحُ ، مثلَّثة الأَوّلِ ) ، إِنما أَتَى بلفظ الأَوّل مع كونه مخالفاً لاصطلاحِه لئلاّ يَشْتَبِه بوَسطِ الحُروف وآخرِها ، لأَنّ كُلاًّ منهما يَحتمِل التَّثليثَ ، ومعناه ( السِّتْرُ ) . وسيأْتي في ( وجح ) فالهمزة مبدلَة منه .
أَححح : ( *!أَحَّ ) الرَّجُلُ يَؤُحّ *!أَحًّا : إِذا ( سَعَلَ ) قال رُؤبةُ بنُ العَجّاج يَصف رَجُلاً
____________________

(6/292)


بَخيلاً إِذا سُئِل تَنَحْنَحَ وَسَعَلَ .
يَكَادُ من تَنَحْنُجٍ *!وأَحِّ
يَحْكِي سُعَالَ النَّزِقِ الأَبَحِّ
( *!والأُحَاحُ ، بالضّمّ : العَطَشُ ، والغَيْظُ ) . وقيل : استدادُ الحُزْنِ أَو العَطَشِ . وسَمِعْت له *!أُحَاحاً ، إِذا سَمِعْتَه يتوَجَّع من غَيْظٍ أَو حُزْن . قال :
يَطْوِي الحَيَازِيمَ على *!أُحَاحِ
( و ) *!الأُحَاحُ : ( حَزازَةُ الغَمِّ ) ، كذا بخطّ الجوهريّ بزاءَينِ ، وفي نُسخة : براءَينِ ( *!كالأَحِيحَةِ *!والأَحِيحِ ) والأُحَّةِ .
( و ) يقال : ( *!أَحْأَحَ زَيدٌ ) من باب أَفْعَل : إِذا ( أَكْثَرَ من قوله : يا *!أُحَاحُ ) بالضّمّ .
( و ) أَحَّ الرَّجلُ و ( *!أَحَّى ) ، إِذا تَوجَّعَ أَو ( تَنَحْنَحَ ) . وقيل : أَحَّ ، إِذا رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ في حَلْقه ، ( وقيل ) كأَنّه تَوجُّعٌ مع تَنَحْنُح ( وأَصْلُه ) ، أَي أَحَّى ، ( *!أَحَّحَ ، كتَظَنَّى أَصْلُه تَظنَّنَ ) ، قُلِبت حاؤُه ياءً .
( و ) قال الفرَّاءُ : في صَدْرِه *!أُحاحٌ *!وأَحِيحَة من الضِّغْن ، وكذلك من الغَيْظ والحِقْدِ . وبه سُمِّيَ ( أُحَيْحَةُ مصغَّراً ) رجلٌ من الأَوْس ، وهو ( ابنُ الجُلاَحِ ) ، بالضَّمّ ، الأَنصاريّ .
وفي الموعب : أَحَّ القَومُ *!يَئِحّون *!أَحًّا ، إِذا سَمِعْتَ لهم حَفِيفاً عند مَشْيِهم ؛ وهاذا شاذٌّ .
أَزح : ( *!أَزَحَ ) الإِنسانُ وغيرُه ( *!يَأْزِحُ ) مِن حدِّ ضَرَبَ ( *!أُزوحاً ) ، بالضَّمّ ، وكذلك أَرَزَ يَأْرِزُ أُروزاً ، إِذا ( تَقَبَّضَ ودَنَا
____________________

(6/293)


بعضُه من بعضٍ ) ، قاله الأَصمعيّ . ( و ) *!أَزَحَ ، إِذا ( تَباطَأَ وتَخلَّفَ ) ، وهاذا من التّهذيب ، ( *!كتَأَزَّحَ . و ) عن الأَصمعيّ : أَزَحَتِ ( القَدَمُ ) ، إِذا ( زَلَّتْ ) ، وكذالك *!أَزَحَت نَعْلُه . قال الطِّرِمّاح يَصف ثَوْراً وَحْشيًّا :
تَزِلُّ عن الأَرْضِ أَزْلامُه
كما زَلَّتِ القَدَمُ *!الآزِحَهْ
( و ) *!أَزَحَ ( العِرْقُ ) ، إِذا ( اضْطَربَ ونَبَضَ ) ، أَي تَحَرَّكَ . ( و ) أَنشد الأَزهَريّ :
جَرى ابنُ ليلى جِرْيَةَ السَّبوحِ
جِرْيةَ لا كَابٍ ولا *!أَزوحِ
( *!الأَزوحُ ) كصَبورٍ : الرَّجلُ المُنْقَبِضُ الدَّاخِلُ بعضُه في بعضٍ وحكى الجوهريّ عن أَبي عَمْرٍ و : هو ( المُتخلِّفُ ) . وقال الغَنَويّ : *!الأَزُوحُ من الرِّجالِ : الَّذي يَسْتأْخِر ( عن المَكَارمِ ) قال : والأَنوحُ مِثْلُه وأَنشد :
*!أَزُوحٌ أَنُوحٌ لا يَهَشُّ إِلى النَّدَى
قَرَى ما قَرَى للضِّرْسِ بين اللَّهازمِ
( و ) قيل : *!الأَزُوحُ : ( الحَرونُ ) كالمُتقاعِس عن الأَمر ؛ قاله شَمِرٌ . قال الكُمَيْت :
ولمْ أَكُ عند مَحْمِلِها أَزُوحاً
كما يَتَقَاعسُ الفَرَسُ الجَرُورُ
يَصف حَمالَةً احتملَها .
( *!والتَّأَزُّحُ : التَّباطُؤُ ) عن الأَمرِ ( والتَّقَاعُسُ ) . وفي ( التهذيب ) : الأَزوحُ : الثَّقيل الَّذي يَزْحَرُ عند الحمْلِ .
( ) واستدرك شيخنا أَزَحَ بمعنى كَلَّ وأَعيَا ، عن أَرباب الأَفعال . قلت : وهو قريبٌ من معنى التَّقَاعُس .
أَشح : ( *!أَشِحَ ) الرَّجلُ ( كفَرِحَ ) *!يَأْشَحُ : إِذا ( غَضِبَ ، و ) منه ( الأَشْحَانُ : الغَضْبانُ ) وَزْناً ومَعْنًى ؛ كذا في
____________________

(6/294)


( التهذيب ) عن أَبي عَدنانَ ، ( وهي *!أَشْحَى ) ، كغَضْبَى . قال : وهاذا حَرْفٌ غريبٌ ، وأَظُنُّ قول الطِّرِمّاح منه :
على تُشْحَةٍ من ذائدٍ غيرِ واهنِ
أَراد : على أُشْحَة ، فَقُلبت الهمزةُ تاءً ، كما قيل : تُراثٌ ووُراثٌ ، وتُكْلانٌ وأُكْلانٌ ، أَي على غَضَبٍ ، *!أَشِحَ *!يَأْشَح .
( *!والأُشَاحُ ، بالكسر والضّمّ : *!الوِشَاحُ ) ومحلّه الواو ، لأَنّ الهمزةَ ليستْ أَصليْةً .
أَفح : ( *!أَفيحٌ ، كأَميرٍ وزُبَيرٍ : ع قُرْبَ بلادِ مَذْحِجَ ) . قال تَميمُ بن مُقْبِلٍ :
وقد جَعَلْنَ أَفِيحاً عن شَمائِلِها
بانَتْ مَناكِبُه عنها ولم تَبِنِ
( ) ويستدرك هنا :
أَكح : *!الأَوْكَح : التُّرابُ ، على فَوْعَلٍ ، عند كُراع ، وقياسُ قولِ سِيبويه أَن يكون أَفْعَل . وسيأَتي في ( وكح ) الإِشارة إِلى ذالك . وهنا استدركه ابن منظور .
أَمح : ( *!أَمَحَ الجُرْحُ *!يَأْمِحُ ) ، من حدِّ ضَرَبَ ( *!أَمَحَاناً ، محرَّكةً ) ، وكذالك نَبَذَ ، وأَزَّ ، وذَرِبَ ، ونَتَعَ ، ونَبَغ : إِذا ( ضَرَب بوَجَعٍ ) ، وكذا في ( التهذيب ) عن النّوادر
أَنح : ( *!أَنَحَ *!يَأْنِحَ ) من حدِّ ضَرَبَ ( *!أَنْحاً ) ، بالتّسكين ، ( *!وأَنِيحاً *!وأُنوحاً ) ، الأَخير بالضّمّ ، إِذا تَأَذَّى و ( زَحَرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه من مَرَضٍ أَو بُهْرٍ ) ، بالضِّمّ ، كأَنه يَتَنَحْنَحُ ولا يُبِين ، ( فهو *!أَنِحٌ ) أَي ككَتَف ، هاكذا هو مضبوط في نُسختنا بالقلم والذي في غيرهما من النُّسخ و ( الصّحاح ) و ( اللّسان ) : فهو *!آنِح ، بالمدّ ، بدليل ما بعده ،
____________________

(6/295)


( ج *!أُنَّحٌ كرُكَّعٍ ) ، جمْع راكعٍ .
وفي ( اللسان ) : *!الأُنُوح : مثل الزَّفيرِ يكون من الغَمّ والغَضبِ والبِطْنَةِ والغَيْرَة .
وقال الأَصمعيّ : هو صَوْتٌ مع تَنَحْنُحٍ .
( ورجل *!آنِحٌ ) كراكعٍ ( *!وأَنُوحٌ ) كصَبور ( *!وإِنَّحٌ كقُبَّرٍ ) ، أَي بضَمَ فشدَ ، *!وأَنّاحٌ ككَتَّانٍ ، هاذه الأَخيرة عن اللِّحيانيّ : الّذي ( إِذا سُئِلَ تَنَحْنَحَ بُخْلاً ) . وقال رُؤبة :
كَزِّ المُحَيّا *!أُنَّحٍ إِرْزَبِّ
وقال آخر :
أَراك قَصيراً ثائرَ الشَّعْرِ *!أُنَّحاً
بَعيداً مِن الخَيْراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ
والأَزُوحُ من الرّجالِ *!والأَنوحُ : الّذي يَستأْخِرُ عن المكارِم ، وسبق إِنشادُ البَيت . وفي حديثِ ابن عُمَرَ ( أَنّه رَأَى رجلاً *!يَأْنِح ببَطْنِه ) ، أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً به ، من *!الأُنُوحِ : صَوْت يُسْمَعُ من الجَوْفِ معَه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْترِي السِّمانَ من الرِّجال ، وكذالك *!الأَنيحُ . قال أَبو حَيّةَ النُّمَيريّ :
تَلاَقَيْتُهمْ يَوْماً علَى قَطَريَّةٍ
وللبُزْلِ ممَّا في الخُدورِ أَنِيحُ
يعني من ثِقَل أَرْدافِهنّ .
( *!والأَنِحَةُ : القَصيرةُ ) .
( و ) *!أُنَّحَةُ ( كقُبَّرَة : ة ، باليَمَامةِ ) وفي بعض النُّسخ : وكقُبَّرَةٍ : النَّمّامَةُ . ( و ) قال أَبو ذُؤيب :
سَقَيْتُ به دَارَها إِذْ نَأَتْ
وصَدَّقَتِ الخَالَ فينا *!الأَنوحَا
قال أَبو سعيدٍ السُّكّريّ : ( فَرَسٌ *!أَنوحٌ ) كصَبورٍ : ( إِذا جَرَى فَرْفَرَ ) ، هاذا هو الصّواب . وفي بعض النُّسخ : قَرْقَرَ .
____________________

(6/296)



قال العَجّاج :
جِرْيَةَ لاكَاب ولا *!أَنُوحِ
وهو مثلُ النَّحِيطِ .
أَيح : ( *!الآحُ ، كبَابٍ : بَياضُ البَيْضِ الّذي يُؤْكَل ) . وصُفْرَتُه المَاحُ ، كذا في ( التّهذيب ) في آخرِ حَرْفِ الحاءِ في اللّفيف ، عن أَبي عَمرٍ و .
( *!وآحِ ) مبنيًّا على الكسر : ( حِكايةُ صَوْتِ السَّاعِل ) .
( *!وأَيْحَى *!وإِيحَى ) ، بالفتح والكسر : كَلمتا تَعجُّبٍ ، يُقال للمُقَرْطِسِ إِذا أَصاب . فإِذا أَخطأَ قيل : بَرْحَى .
( ويُقال لمن يَكْرَه الشيْءَ : *!آحٍ ) بالكسر ، ( أَو*! آحَ ) بالفتح .
2 ( فصل الباء ) مع الحاءِ المهملة ) 2
بجح: ( البَجَحُ ، محرَّكةً : الفَرَحُ ) .
( و ) قد ( بَجِحَ به كفَرِحَ ) بَجَاً وابْتَجَحَ : فَرِحَ . قال :
ثم اسْتَمَرّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ
بالبَيْنِ عنك بما يَرْآكَ شَنْآنَا
وقال الجوهريّ : بَجِحَ بالشَّيْءِ ( و ) بَجَحَ به ( كَمَنَعَ ) لُغة ( ضعيفةٌ ) فيه .
وتَبَجَّحَ : كابْتَجَحَ .
ورَجُلٌ بَجّاحٌ .
وأَبْجَحَه الأَمرُ ، وبَجَّحَه : أَفْرَحَه :
( وبَجَّحْتُه تَبْجيحاً فتَبَجَّحَ ) ، أَي أَفرَحْته ففَرِحَ . وفي حديث أُمِّ زرعٍ : ( وبَجَّحَني فَبَجحْت ) ، أَي فَرَّحَني ففَرِحْت . وقيل : عَظَّمَني فَعظُمَتْ نَفْسِي عِندي .
ورَجُلٌ باجِحٌ : عظيمٌ ، من قومٍ بُجَّحٍ وبُجْح .
وتَبجَّحَ به : فَخَرَ . وفُلانٌ يَتَبجَّحُ علينا ويتَمجَّحُ ، إِذا كان يَهْذِي به إِعجاباً . وكذالك إِذا تَمزَّحَ به . وقال اللِّحيانيّ : فُلانٌ يَتَبَجَّحُ
____________________

(6/297)


ويَتمَجَّحُ ، أَي يَفتخِر ويُباهِي بشيءْ ما . وقيل : يَتعَظَّمُ . ( وقد بَجِحَ يَبْجَحُ ) قال الرّاعي :
وَمَا الفقرُ عن أَرْضِ العَشِيرةِ ساقَنَا
إِليكَ ولاكِنَّا بقُرْبَاكَ نَبْجَحُ
وفي ( الأَساس ) : والنِّساءُ يَتَبَاجَحْن : يَتَبَاهَيْنَ ويَتَفَاخَرْن .
ولَقِيت منه المَنَاجِحَ والمَبَاجِحَ .
بحح : ( *!بَحِحْتُ ، بالكسر . *!أَبَحُّ ) ، بالفتح (*! بَحَحاً ) محرَّكَةً ، رواه ابن السِّكِّيت ، وهو اللُّغة الفُصحَى العالِيةُ ، كما قاله الأَزهريّ . ( و ) قال أَبو عُبيدَةَ : ( بَحَحْتُ أَبَحُّ بفتحهما *!بَحّا *!وبَحَحاً ) محرَّكةً ( *!وبَحَاحاً ) كسَحَاب ( *!وبُحوحاً ) ، بالضّمّ ، ( *!وبُحوحَةً ) ، بزيادة الهاءِ ( *!وبَحَاحَةً ) كسَحَابَة ، وهي لغةٌ فيه . وقد أَطلقَه أَهلُ التَّجنيس : *!بَحَّ *!يَبَحُّ *!ويَبُحّ : ( إِذا أَخذَتْهُ *!بُحَّةٌ ) ، بالضّمّ ( وخُشونةٌ وغِلَظٌ في صَوْته ) ، وربما كان خِلْقةً . ويقال : *!البحَّةُ ، بالضّمّ : غِلَظٌ في الصَّوْت ، وإِن كان من داءٍ فهو *!البُحَاحُ بالضّمّ .
( وهو *!أَبَحُّ ) بَيِّنُ *!البَحَحِ . ولا يقال : باحٌّ ، نَبَّهَ عليه الجوهريّ .
( وهي*! بَحَّةٌ *!وبَحْاءُ ) بَيِّنَةُ البَحَحِ .
قال ابن سيده : وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكَى *!بَحِحْتَ *!تَبْحَحُ ، وهي نادِرَة ، لأَن مِثْل هاذا إِنّمَا يُدْغَمُ ولا يُفَكّ .
( *!وأَبَحَّه الصِّيَاحُ ) ، يقال : ما زِلْتُ أَصِيح حتّى *!أَبَحَّني ذالك .
( *!وتَبَحْبَح ) الرَّجلُ : إِذا ( تَمَكَّنَ في المُقَام والحُلُولِ ) وتَوسَّطَ المَنزِلَ . ومنه حديثُ غِناءِ الأَنْصَارِيَّةِ :
وأَهْدَى لها أَكبُشاً
*!تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ
وزوجُك في النّادي
ويَعْلَمُ ما في غَدِ
أَي : مُتَمَكِّنَة في المِرْبَد . وتَبَحْبَحَ في المَجْدِ : أَي أَنّه في مَجْدٍ واسِعٍ
____________________

(6/298)


وجعلَ الفَرَّاءُ *!التَّبَحْبُحَ من الباحَةِ ، ولم يَجْعله من المُضَاعف ( *!كبَحْبَحَ ) .
( و ) *!تَبَحْبَحَ ( الدَّار ) *!وبَحْبَحُها : إِذا ( تَوَسَّطَها ) وتَمَكَّنَ منها .
( و ) من المجاز : (*! بُحْبُوحةُ المَكَانِ ) أَي ( وَسَطُه ) *!والبُحْبُوحَةُ وَسَطُ المَحَلَّةِ قال جَرير :
قَوْمِي تَمِيمٌ هُمُ القَوْمُ الّذين هُم
يَنْفُون تَغْلِبَ عن بُحْبُوحَةِ الدَّارِ
وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلمقال : ( مَنْ سَرَّه أَن يَسْكُنَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَم الجَمَاعَةَ ) . قال أَبو عُبَيْدٍ : أَراد *!ببُحْبوحَة الجَنَّةِ وَسَطَها . قال : *!وبُحْبُوحَةُ كلِّ شَيْءٍ : وَسَطُه وخِيارُه .
( و ) يقال : ( هم في *!ابْتِحاحٍ ) أَي في ( سَعَةٍ وخِصْبِ ) .
وفي حديث خُزَيْمَةَ : ( تَفَطَّرَ اللِّحَاءُ ، *!وتَبَحْبَحَ الحَيَاءُ ) ، أَي اتَّسَعَ الغَيْثُ وتَمَكَّنَ من الأَرض . قال الأَزهريّ : وقال أَعرابيّ في امرأَةٍ ضَرَبَها الطَّلْقُ : تَرَكْتُها *!تَبَحْبَحُ على أَيْدِي القَوَابِلِ .
( و ) قال الفَرَّاءُ : ( *!-البَحْبَحِيّ : الوَاسعُ في النَّفَقَة ، و ) الوَاسعُ في ( المَنْزِل ) .
( *!وبَحْبَحٌ القَصْابُ : كَفَدْفَدٍ : تابِعِيّ :
( *!والبَحْبَحَةُ : الجَمَاعَةُ ) .
( و ) من المَجَاز ( *!الأَبَحُّ : الدِّينارُ ) قال الجَعْديّ يَصِفه :
وأَبَحَّ جُنْدِيَ وثاقِبةٍ
سُبِكَتْ كثاقبةٍ من الجَمْرِ
أَراد *!بالأَبَحّ دِيناراً *!أَبَحَّ في صَوْتهِ . جُنْدِيّ : ضُرِبَ بأَجْنادِ الشَّأْمِ . والثَّاقِبَة : سَبِيكَةٌ من ذَهبٍ ثَتْقُبُ أَي تَتَّقِدُ .
( و ) *!الأَبَحُّ ( : السَّمينُ . و ) الأَبَحُّ ( من العِيدانِ : الغَليظُ ) ، يقال : عُودٌ أَبَحُّ : إِذا كان غليظَ الصَّوْتِ . والمُّ يُدْعَى *!الأَبَحَّ لغِلَظِ صَوْتِه ، وهو مَجَاز ، كما
____________________

(6/299)


بَعْدَه ، لأَنّ الزَّمَخْشريّ قال : ومن المَجَاز وَصْفُ الجَمَادِ بذالك . ( و ) *!الأَبَحُّ : ( القِدْحُ ) ، بالكسر ، التي يُسْتَقْسَم بها ( ج ، *!بُحٌّ ) بالضّمّ ، قال خُفافُ بن نُدْبَةَ .
قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحاً *!بِبُحَ
يَعِيشُ بفَضْلِهنَّ الحَيُّ سُمْرِ
هُمُ الأَيْسَارُ إِنْ قَحَطَتْ جُمَادَى
بكُلِّ صَبِيرِ غادِيةٍ وقَطْرِ
أَراد *!بالبُحِّ القِدَاحَ الّتي لا أَصواتَ لها . والرَّبَحُ ، بفتح الرَّاءِ : الشَّحْمُ . وكِسْرٌ *!أَبَحّ : كثيرُ الشَّحمِ . قال :
وعَاذِلةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُني
وفي كَفِّهَا كِسْرٌ *!أَبَحُّ رَذُومُ
رَذُومُ : يَسيلُ وَدَكُه .
( و ) *!الأَبَحُّ : ( شاعرٌ هُذَليٌّ ) من دُهَاتِهِم .
( *!والبَحْبَاحُ ) ، بالفتح : ( الّذي اسْتَوَى طُولهُ وعَرْضُه ) .
( *!وبَحْبَاحِ ، مَبنيَّةً على الكسر : كلمةٌ تُنْبِىءٌ عن نَفَادِ الشَّيْءِ وفَنَائِه ) . قال اللِّحْيَانيّ : زَعَمَ الكسائيّ أَنه سَمع رَجلاً من بني عامرٍ يقول : إِذا قيلَ لنا : أَبقِيَ عندكم شيْءٌ ؟ قلنا : بَحْبَاحِ . أَي لم يَبْقَ .
( *!والبَحْبَاحَةُ : المَرأَةُ السَّمِجَةُ ) ، وفي نُسخة : السَّمْحَة ، بالحَاءِ .
( و ) في ( التهذيب ) : ( *!البَحَّاءُ : رابِيَةٌ بالبادِيَةِ ) تُعْرَف بِرَابِيَةِ البَحَّاءِ . قال كَعْبٌ :
وظَلَّ سَرَاةَ اليَومِ يُبْرِمُ أَمْرَه
بِرَابِيَةِ البَحّاءِ ذَاتِ الأَيَايِلِ
( وشَحِيحٌ *!بَحِيحٌ : إِتباعٌ ) ، والنُّون أَعْلَى ، وسيُذْكَر فيما بعد .
( ) ومما يستدرك عليه :
دَيْرُ *!بَحَّا : مَوْضِعٌ من بيت المَقدِس .
____________________

(6/300)



ومن المجاز : *!تَبَحْبَحَتِ العربُ في لُغَاتِهَا ، أَي اتَّسَعَتْ فيها ، كذا في ( الأَساس .
بدح : ( بَدَحَ كمَنع ) ، بإِهمال الدَّال وإِعْجَامهَا وبمَقْلُوبهما : إِذا ( قَطَعَ ) ، عن أَبي عَمرٍ و . وأَنشد ابن الأَعرابيّ لأَبي دُوَادٍ الإِياديّ :
بالصَّرْمِ مِن شَعْثَاءَ وال
حَبْلِ الَّذِي قَطَعَتْه بَدْحَا
قيل : إِنّ بَدْحاً بمعنى قَطْعاً . ( و ) بَدَحَ لِسَانَه بَدْحاً : ( شَقٌ ) . والذّال المُعْجَمَة لُغة فيه . ( و ) بَدَحَ بالعَصَا وكَفَحَ ، بَدْحاً وكَفْحاً : ( ضَرَبَ ) بها . والبَدْحُ : ضَرْبُك بشيْءٍ فيه رَخَاوَةٌ ، كما تَأْخذ بِطِّينةً فتَبْدَحُ بها إِنساناً .
( و ) بَدَحَ ( فُلاناً بالأَمْرِ ) : مِثل ( بَدَهَه ) .
( و ) بَدَحَ ( بالسِّرِّ ) : إِذا ( بَاح ) به . ومنه أُخِذَ البَدْحُ بمعنى العَلانِيَةِ ، وبه فَسّر أَبو عَمْرو بَيت أَبي دُوَادٍ الإِياديّ المتقدّم .
( و ) بَدَحَت ( المَرْأَةُ ) تَبْدَحُ بُدُوحاً : إِذا ( مَشَتْ مِشْيَةً حَسَنةً ) أَو مِشْيَةً ( فيها تَفَكُّكٌ ) . وقال الأَزهريّ : هو جِنْسٌ من مِشْيَتها . وأَنشد :
يَبْدَحْن في أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلا خِلُهَا
( كتَبدَّحَتْ ) . قال الأَزهريّ : التَّبدُّحُ : حُسْنُ مِشْيةِ المَرْأَة . وقال غيرُه : تَبدَّحَت النَّاقَةُ : تَوسَّعَتْ وانْبَسطتْ . وقيل : كلُّ ما تَوسَّعَ : فقد تَبدَّحَ .
والبَدْحُ : عَجْزُ الرَّجُلِ عن حَمَالَة يَحْمِلها . وقد بَدَحَ الرَّجُلُ عن حَمَالتِه . ( و ) كذا بَدَحَ ( البَعِيرُ ) : إِذا ( عَجَزَ
____________________

(6/301)


عن الحِمْل ) يَبْدَحُ بَدْحاً . وأَنشد :
إِذا حَمَلَ الأَحْمَالَ لَيس ببادِحِ
( و ) قد بَدَحَني ( الأَمْرُ ) : مثل ( فَدَحَ ) .
( و ) البَدَاحُ ( كسَحَابٍ : المُتَّسِعُ من الأَرض ) جمعُه بُدُحٌ مثل قَذَالٍ وقُذُلٍ . ( أَو ) البَدَاحُ : الأَرضُ ( اللَّيِّنةُ الوَاسِعةُ ) ، قاله الأَصمعيّ ، وضبطَ غيرُه الأَخيرَ بالكسر .
( والبُدْحَة ، بالضّمّ ) من الدارِ ( : السّاحَةُ ) .
( والبِدْحُ ، بالكسر : الفَضَاءُ الوَاسِعُ ) ، والجمْع بُدُوحٌ وبِدَاحٌ ، ( كالمَبْدُوحِ والأَبْدَحِ ) ، والبَدَاحِ ، لما اتَّسَعَ من الأَرض ، كما يقال الأَبْطَحُ والمَبْطُوحُ . وأَنشد لأَبي النَّجْم :
إِذا عَلا دَوِّيَّه المَبْدُوحَا
رواه بالباءِ .
( و ) البَدْحُ ، ( بالفَتْح : نَوْعٌ من السَّمَك ) .
( وامرأَةٌ بَيْدَحٌ ) كصَيْقَلٍ ( : بادِنٌ ) ، أَي صاحبةُ بَدَنٍ .
( وأَبو البَدَّاحِ ككَتَّانِ ابنُ عاصِمِ ) ابن عَدِيَ الأَنصاريّ ، ( تابِعِيّ ) ، يَرْوِي عن أَبيه ، روى عنه أَهلُ المَدينة ، مات سنة 117 .
( و ) سنة 117 .
( و ) بُدَيحٌ ( كزُبَيْرٍ ) : اسم ( مَوْلًى بعبدِ الله بنِ جَعفر ) الطَّيّارِ ( بنِ أَبي طالب ) يَرْوِي عن سَيِّده ، وعنه عسى بن عُمَرَ بن عيسى ؛ كذا في كِتَاب ( الثِّقَات ) لابن حِبَّانَ . قلت : من وَلَدِه أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدَ بن إِسحاقَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَسْبَاطٍ الدِّينَوَريّ الحافظ ، وحَفيده أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ محمّدِ بن أَبي بَكْرٍ ، أَحمدُ بنُ محمّدِ بن إِسحاقَ بن إِبراهيمَ بنِ أَسْبَاطٍ الدِّينَوَريّ الحافظ ، وحَفيده أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ محمّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ ، وَلِيَ قَضَاءَ أَصْبهانَ .
( و ) من المجاز بُدَيحٌ : اسمُ ( مُغَنَ سُمِّيَ به لأَنه ( كان إِذا غَنَّى قَطَعَ غِنَاءَ غيرِه ، لحُسْنِ صَوْتِه ) ، هكذا باللام ، وفي أُخرى : ( بحسن صوته ) ، مأْخوذٌ من بَدَحَه : إِذا قَطَعَه .
( والأَبدَحُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ، و ) عنْ
____________________

(6/302)


أَبي عَمْرٍ و : هو ( العَرِيضُ الجَنْبَيْنِ من الدَّوابّ ) . قال الرّاجز :
حتى تُلاقِي ذاتَ دَفَ أَبْدَحِ
بمُرْهَفِ النَّصْلِ رَغِيبِ المَجْرَحِ
( والبَدْحَاءُ ) من الدَّوابِّ : ( الواسعةُ الرُّفْغِ ) .
( و ) بَدَحَ الشّيْءَ بَدْحاً : رَمَاه .
و ( التَّبادُحُ : التَّرامِي بشيْءٍ رِخْوٍ ) كالبطِّيخِ والرُّمّان عَبَثاً . في حديثِ بَكرِ بن عبد اللَّهِ : ( وكان الصَّحابةُ ) وفي نُسخة من بعض الأَمُّهات : كان أَصحابِ محمّد صلى الله عليه وسلم ( يَتمازحون حَتَّى ) ، وفي بعض النُّسخ : و ( يَتبادَحون ) ، بالواو بدل حتّى ، ( بالبِطِّيخ ) ، أَي يَتَرامَوْن به ( فإِذا حَزَبَهم أَمرٌ ) ، وفي بعض الأَمَّهات الحَدِيثِيّة : فإِذا جاءَت الحَقائقُ ( كانوا همُ الرِّجالَ ) ، أَي ( أَصحابَ الأَمرِ ) ،
( و ) قال الأَصمعيّ في كتابه في الأَمثال ، يَروِيه أَبو حاتمٍ له : يُقال : ( أَكَلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ ) ، وكلّهم قال : ( بفتحِ الدَّالِ الثانيةِ ) وضمّ الأُولى . قال الأَصمعيّ : إِنّما أَصله دُبَيْحٌ ، ومعناه ( أَي ) أَكَله ( بالبَاطِل ) . ورواه ابن السِّكِّيت : أَخَذَ مَالَهُ بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ ، يُضْرَب مَثَلاً للأَمْرِ الَّذِي يَبْطُل ولا يكون . وأَوردَه المَيْدَانيّ في ( مَجْمَع الأَمثال ) ، وقال : كأَنَّ معنى المثل أَكلَ مالَه بسُهولةً من غير أَن نَالَه نَصَبٌ . ( و ) نقَلَ المَيْدَانيّ عن الأَصمعيّ أَيضاً ما نَصُّه : ( قال الحَجّاجُ ) الثَّقَفيّ ( لجَبَلَةَ ) بن الأَيْهِمِ الغَسّانيّ : ( قُلْ لفلانٍ ) ، هاكذا بالنُّون في سائر النُّسخ الّتي بأَيدينا إِلاّ ما شذّ بالحاءِ بدل النُّون ، نقله شيخنا ، وهو تَحريف ( : أَكَلْتَ مالَ الله بأَبْدَحَ ودُبَيدَحَ . فقال له جَبَلَةُ : خَوَاسْتَه ) بضمّ الخاءِ ، وتحريك الواو ، وسكون السِّين المهملة ، وبعدها تاءٌ
____________________

(6/303)


مثنَّاة فوقيّة مفتوحة ، لفظة فارسيّة . وقد أَخطأَ في ضَبطه ومعناه كثيٌ ممّن لا دِرايَة له في اللِّسَان ، ( إِيزَدْ ) بكسر الأَوّل ، وسكون المثنّاة التّحْتِيّة ، وفتح الزّاي ، وسكون الدّال المهملة : من أَسماءِ الله تعالى ، وقد يُكْسَر الزاي . ومعنى خواستة إِيزَد ، وهو تركيبٌ إِضافيّ ، أَي ما رَضِيَ به الله تعالى وَطَلَبه ( بِخْوَرْدى ) بكسر الموحْدة ، وسكون الخاءِ المعجمة أَي آكُلُه ( بَلاشْ ماشْ ) ، بفتح المُوَحَّدَة ، وإِعْجام الشّين فيهما : أَي بالحِيلة . ووُجد في بعض النّسخ بالسِّين المهملة فيهما ، وسيأْتي في يدح .
بذح : ( بَذَحَ لِسَانَ الفَصيلِ ، كمنَعَ ) بَذْحاً : فَلَقَه أَو ( شَقَّه لئلاّ يَرْتَضِعَ ) ، كذا في ( التهذيب ) قال : وقد رأَيت من العُرْبَانِ مَنْ يَشُقُّ لِسانَ الفَصِيلِ اللاَّهِجِ بثنَاياه فيَقْطَعه ، وهو الإِحزازُ . ( و ) بَذَحَ ( الجِلْدَ عن العِرْقِ ) ، إِذا ( قَشَرَه ) .
( والبِذْحُ ، بالكسر : قَطْعٌ في اليدِ ) . والذي جاءَ عن أَبي عَمْرٍ و : أَصَابه بَذْحٌ في رِحْله : أَي شَقٌّ ، وهو مثل الذَّبْح ، وكأَنه مقلوب ، وفي رِجلِ فُلانِ بُذُوحٌ : أَي شُقُوقٌ .
( و ) البَذْحُ ، ( بالفتح : مَوْضِعُ الشَّقِّ ، ج بُذُوح ، قال :
لأَعْلِطَنّ حَرْزَماً بعَلْطِ
بلِيتِهِ عند بُذوحِ الشَّرْطِ
( و ) البَذَحُ ، ( بالتّحريك : سَحَجُ الفَخِذَيْنِ ) .
( و ) يقال : ( لو سأَلتَهم ما بَذَحَوا بشيْءٍ : أَي لم يُغْنُوا شَيئاً ) .
( وتَبَذَّحَ السَّحَابُ ) : إِذا ( مَطَرَ ) ، وإِهمال الدّال لغة فيه .
برح : ( البَرْحُ ) ، بفتح فسكون ( : الشِّدَّةُ والشَّرُّ ) والأَذَى والعَذابُ الشَّديدُ والمَشَقَّةُ . ( و ) البَرْحُ : ( ع باليَمَنِ . و ) يقال : ( لَقِيَ منه بَرْحاً بارِحاً ) ، أَي
____________________

(6/304)


شدَّةً وأَذًى ، ( مُبالَغَةٌ ) وتأَكيدٌ ، كلَيْل أَلْيَلَ ، وظِلَ ظَليلٍ ؛ وكذا بَرْحٌ مُبْرِحٌ . فإِنْ دَعَوْتَ به فالمختار النَّصْب ، وقد يُرْفَع . وقول الشاعر :
أَمْنْحدراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً
ومُصْعِدةً ؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ
يكون دُعاءً ، ويكون خَبَراً . وفي حديث أَهلِ النَّهْرَوانِ : ( لَقُوا بَرْحاً ) ، أَي شِدَّةً . وأَنشد الجوهريّ :
أَجِدَّك ، هذا عَمْرَك اللَّهَ كُلَّما
دَعَاكَ الهَوَى ، بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ
( ولَقِيَ منه البُرَحِينَ ) ، بضمّ الباءِ وكسر الحاءِ ، على أَنه جمعٌ ، ومنهم من ضَبطه بفتحِ الحاءِ على أَنه مثنًى ، والأَوّل أَصْوبُ ، ( وتُثَلَّث البَاءُ ) ، مُقتضَى قاعدتِه أَن يُقَدَّرَ بالفتح ، ثم يُعْطَف عليه ما بعده ، كأَنه قال : البَرَحينَ ، بالفتح ، ويُثلَّث ، فيقتضِي أَن الفَتْحَ مُقدَّمٌ .
قال شيخُنا : وهو ساقطٌ في أَكثر الدَّواوينِ ، لأَنّ المعروف عندهم فيه هو ضَمُّ الباءِ وكَسْرُها ، كما في ( الصّحاح ) وغيره ، والفتح قَلَّ مَن ذَكَره ، ففي كلامه نَظَرٌ ظاهرٌ .
قلت : الفَتْحُ ذكرَه ابنُ منظورٍ في ( اللسان ) ، وكفي به عُمْدَةً ، فلا نَظَرَ في كلامه ( أَي الدَّواهِيَ والشَّدائدَ ) ، وعبارة ( اللسان ) : ( أَي الشِّدّة والدَّواهِيَ ، كأَنّ واحِدَ البِرَحِين بِرَحٌ ، ولم يُنْطَق به ، إِلاّ أَنه مقدَّرٌ ، كأَن سبيله أَن يكون الواحدُ بِرَحَةً ، بالتأَنيث ، كما قالوا داهِيَةٌ ، فلما لم تَظهر الهاءُ في الواحد جَعلوا جمْعَه بالواو والنُّون عِوَضاً مِن الهاءِ المقدّرة ، وجَرَى ذالك مَجْرَى أَرْضٍ وأَرَضِينَ وإِنّما لم يَستعملوا في هاذا الإِفرادَ ، فيقولوا : بِرَحٌ ، واقتصروا فيه على الجَمْع دون الإِفراد من حيثُ كانوا يَصِفون الدَّوَاهِيَ بالكثرةِ والعُمُومِ والاشتمال والغَلَبَةِ . والقَوْلُ في الأَقْوَرِينَ كالقول في هاذه .
وبُرْحَةُ كلِّ شْيءٍ خِيارُه . ( و ) يقال :
____________________

(6/305)


هاذه ( بُرْحَةٌ من البُرَحِ ) ، بالضَّمّ فيهما ، ( أَي ناقةٌ من خِيارِ الإِبلِ ) .
وفي ( التهذيب ) : يُقال للبعير : هو بُرْحَةٌ من البُرَحِ : يريد أَنّه من خِيارِ الإِبلِ .
( والبارِحُ : الرِّيحُ الحارَّةُ ) ، كذا في ( الصّحاح ) . قال أَبو زيد : هو الشَّمال ( في الصَّيْف ) خاصَّةً ، ( ج بَوارِحُ ) . وقيل : هي الرِّياحُ الشَّدائدُ التي تَحمِل التُّرابَ في شِدّةِ الهُبوبِ ، قال الأَزهريّ : وكلامُ العربِ الّذين شاهدْتهم على ما قال أَبو زيدٍ . وقال ابنُ كِنَاسَةَ : كلُّ رِيحٍ تكون في نُجومِ القَيْظِ فهي عند العرب بَوارِحُ . قال : وأَكثرُ ما تَهُبُّ بنُجومِ المِيزانِ ، وهي السَّمائِمُ . قال ذو الرُّمّة :
لابَلْ هُو الشَّوْقُ مِن دَارٍ تَخَوَّنَها
مَرًّا سَحَابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ
فنَسَبها إِلى التُّرابِ لأَنّها قَيْظيَّة لا رِبْعيّة . وبُوارِحُ الصَّيف كُلُّها تَرِبَةٌ .
( و ) البارِحُ ( من الصَّيْدِ ) ، من الظِّباءِ والطَّيْر والوَحْش : خِلافُ السَّانِحِ ، وقد بَرَحَتْ تَبْرُحُ بُرُوحاً ، وهو ( ما مَرّ من مَيامِنِك إِلى مَيَاسِرِك ) ، والعرب تَتَطَّيَّر ، لأَنه لا يُمكِّنك أَن تَرْمِيَه حتّى تَنْحَرِفَ . والسَّانِحُ : ما مَرَّ بين يَديْك من جهةِ يَسارِك إِلى يَمينك ، والعَرب تَتَيَمَّنُ به ، لأَنه أَمْكَنَ للرَّمْي والصَّيدِ . وفي المَثَل : ( مَنْ لي بالسَّانِح بعد البَارِح ) . يُضْرَب للرَّجُل يُسِيءُ فيقال : إِنه سوف يُحسِنُ إِليك ، فيُضْرَب هاذا المَثلُ . وأَصْلُ ذالك أَنّ رَجلاً مرَّتْ به ظباءٌ بارِحَةٌ ، فقيل له : إِنّها سَوْفَ تَسْنَح لك . فقال : ( مَنْ لي بالسَّانِح بعدَ البَارِحِ ؟ ) ، ( كالبَرُوحِ والبَرِيحِ ) كَصَبورٍ وأَميرٍ .
( و ) العرب تقول : فعَلْنَا ( البارِحَةَ ) كذا وكذا ، وهو ( أَقْرَبُ ليلةٍ مَضَتْ ) ، وهو من بَرِحَ : أَي زَالَ ، ولا يُحَقَّر . قال ثَعلَبٌ : حُكِيَ عن أَبي زيد أَنه قال : تُقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزولَ الشّمسُ : رأَيْتُ الليلةَ في مَنامي ، فإِذا
____________________

(6/306)


زالَتْ قلتَ : رأَيتُ البارِحةَ . وذكر السِّيرافيّ في أَخبار النُّحاة عن يُونس قال : يقولون : كان كذا وكذا الليلةَ ، إِلى ارتفاعِ الضُّحَى ، وإِذا جاوزَ ذالك قالوا : كان البارحةَ . والعرب يقولون : ( ما أَشْبَهَ الليلةَ . والعرب يقولون : ( ما أَشْبَهَ الليلةَ بالبارِحَةِ ) : أَي ما أَشبهَ اللَّيلةَ الّتي نَحنُ فيها باللَّيلةِ الأُولَى التي قد بَرِحَتْ وزَالَتْ ومَضَتْ .
والبُرَحاءُ ، كنُفَساءَ : الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ ، ( وبُرَحاءُ الحُمَّى ) ، خَصَّ بها بعضُهم ، ومنهم من أَطلقَ فقال : بُرَحاءُ الحُمَّى ، خَصَّ بها بعضُهم ، ومنهم من أَطلقَ فقال : بُرَحاءُ الحُمَّى ( وغيرِها ) ، ومثلُه في ( الصّحاح ) ( : شِدّةُ الأَذَى ) . ويقال للمحمومِ الشَّديدِ الحُمَّى : أَصابَتْه البُرَحاءُ . وقال الأَصمعيّ : إِذا تَمدّدَ المَحمومُ للحُمَّى فذالك المطوّى ، فإِذا ثَابَ عليها فهي الرُّحَضاءُ ، فإِذا اشتدَّت الحُمَّى فهي البُرَحاءُ . ' وفي الحديث : ( بَرَّحَت بي الحُمَّى ) ، أَي أَصابني منها البُرَحَاءُ ، وهو شِدَّتُها . وحديث الإِفْك : ( فأَخَذه البُرَحاءُ ) ، وهو شِدّةُ الكَرْبِ من ثِقَلِ الوَحْيِ .
( ومنه ) تقول ( بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْرِيحاً ) : أَي جَهَده . وفي حديث قتْلِ أَبي رافعٍ اليَهوديّ : ( بَرَّحَتْ بنا امرأَتُه بالصِّياحِ ) . وفي ( الصّحاح ) : وبَرَّحَ بي : أَلَحَّ عَليَّ بالأَذَى . وأَنا مُبَرَّحٌ بي .
( و ) به ( تَبارِيحُ الشَّوْقِ ) ، أَي ( تَوَهُّجُه ) . والتَّبارِيحُ : الشَّدائِدُ . وقيل : هي كُلَفُ المعيشةِ في مَشَقَّة .
قال شيخُنا : وهو من الجموع التي لا مُفردَ لها . وقيل : تَبْرِيحٌ . واستعمله المُحْدَثون ، وليس بثَبتٍ .
( و ) البَرَاحُ ( كسَحَابٍ : المُتَّسِعُ من الأَرض لا زَرْعَ بها ) ، وفي ( الصّحاح ) : فيه ( ولا شَجَرَ ) . ويقال : أَرضٌ بَرَاحٌ : واسعةٌ ظاهرةٌ لا نباتَ فيها ولا عُمْرانَ .
( و ) البَرَاحَ : ( الرَّأْيُ المُنْكَرُ ) .
( و ) البَرَاحُ ( من الأَمْرِ : البَيِّنُ ) الواضِحُ الظاهِرُ . وفي الحديث : ( وجاءَ بالكُفْر
____________________

(6/307)


بَرَاحاً ) : أَي بَيِّناً . وقيل : جِهَاراً .
( و ) بَرَاحُ : اسمُ ( أُمّ عُثْوَارَةَ ) ، بالضّمِّ ، ( ابنِ عامِر بنِ لَيْثٍ ) .
( و ) البَرَاحُ : ( مصدرُ بَرِحَ مكانَه كسَمِعَ : زالَ عنه ، وصار في البَرَاحِ ) ، وقد بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً .
( وقولُهم : لا بَرَاحَ ) ، مَنصوبٌ ، ( كقولهِم : لا رَيبَ ، ويجوز رفعُه فتكون لا بمنزلَةِ ليس ) ، كما قال سَعْدُ بن ناشِبٍ في قصيدة مرفوعة :
مَنْ فَرَّ عَنْ نِيرانِهَا
فأَنَا ابنُ قَيْس لا بَراحُ
قال ابن الأَثير : البيت لسعدِ بنِ مالكٍ يُعرِّض بالحارثِ بنِ عَبّادٍ ، وقد كان اعتزلَ حَرْبَ تَغْلِبَ وبَكْرٍ ابنَيْ وائَلٍ ، ولهاذا يقول :
بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا
أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ
وأَرادَ باللِّقاحِ بني حَنيفةَ ، سُمُّوا بذالك لأَنّهم لا يَدِينُونَ بالطّاعةِ للمُلوك ، وكانوا قد اعتزلوا حَرْبَ بكْرٍ وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ الزِّمّانيَّ .
( و ) من المجاز قولهم : ( بَرِحَ الخَفَاءُ ، كسَمِعَ ) ونَصَرَ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ ، وذكرَه الزّمخشريّ أَيضاً ، فهو مستدرَك على المصنّف : إِذا ( وَضَحَ الأَمْرُ ) ، كأَنه ذَهَب السِّرُّ وزَالَ . وفي المستقصى : أَي زَالَت الخُفْيَةُ . وأَوَّلُ مَن تكلّم به شِقٌّ الكاهِنُ ؛ قاله ابنُ دريد . وقال حسّان :
أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي
مُغَلْغَلةً فقد بَرِحَ الخَفاءُ
وقال الأَزهريّ : معناه زالَ الخَفاءُ . وقيل : معناه ظهَر ما كان خافياً وانكشف ، مأَخوذٌ من بَرَاحِ الأَرضِ ، وهو البارِزُ الظاهِرُ . وقيل : معناه : ظَهَرَ ما كُنْتُ أُخْفِي .
( و ) بَرَحَ ( كنَصَرَ ) يَبْرُحُ بَرْحاً : إِذا ( غَضِبَ ) . في ( اللسان ) : إِذا غَضِبَ الإِنسانُ على صاحبه قيل : ما أَشَدّ ما بَرَحَ عليه .
____________________

(6/308)



( و ) بَرَحَ ( الظَّبْيُ بُرُوحاً ) : إِذا ( وَلاَّك مَياسِرَه ومَرَّ ) مِن مَيامِنِكَ إِلى مَياسِرِك .
( و ) ما ( أَبْرَحَه ) : أَي ما ( أَعْجَبَه ) . قال الأَعشى :
أَقولُ لها حينَ جَدَّ الرَّحي
لُ أَبْرَحْتِ رَبًّا وأَبْرَحْتِ جَارَا
أَي أَعْجَبْتِ وبالَغْتِ وبالَغْتِ . ( و ) أَبْرَحَه : بمعنى ( أَكْرَمَه وعَظَّمَه ) . وقيل : صَادَفَه كَريماً . وبه فَسَّر بعضُهم البَيتَ . وقال الأَصمعيّ : أَبْرَحْتِ : بالَغْتِ . ويقال : أَبْرَحْتَ لُؤْماً ، وأَبْرَحْتَ كَرَماً : أَي جئْتَ بأَمرٍ مُفْرِطِ . وأَبْرَحَ رجلٌ فُلاناً : إِذا فَضَّلَه ، وكذالك كلُّ شيءٍ تُفَضِّلُه .
( ويقال للأَسدِ و ) كذا ( للشُّجاعِ : حَبِيلُ ) كأَمير ( بَراحٍ ) كسَحابٍ ، ( كأَنَّ كُلاًّ منهما ) قد ( شُدَّ بالحِبالِ فلا يَبْرَحُ . و ) في المثل ( ( إِنّما هو كبَارِحِ الأَرْوَى ) ، قليلاً ما يُرَى ) ( مَثَلٌ ) ، قليلاً ما يُرَى ) ( مَثَلٌ ) يُضْرَب ( للنّادِر ) ، والرّجلِ إِذا أَبطأَ عن الزِّيارة ، وذالك ( لأَنها تَسْكُن قُنَنَ الجِبال فلا تَكادُ تُرَى بارِحةً ولا سانِحةً إِلاّ في الدُّهور مَرَّةً ) . وتقييد شيخِنا النادرَ بقليل الإِحسان مَحَلُّ نظرٍ .
( واليَبْرُوحُ ) الصَّنَمِيّ ، بتقديم التَّحيَّة على الموحَّدة على الصَّواب ، وقد أَخطأَ شيخنا في ضبطه ( : أَصْلُ اللُّفّاح ) كرُمّان ( البَرِّيّ ) ، وهو المعروف بالفَاوَانيَا وعُودِ الصَّلِيب . وقد عرَّفه شيخُنا بتُفّاحِ البَرِّ ، ونسَبه للعامّة ، وهو ( شَبيهٌ بصُورةِ الإِنسان ) ومنه ذَكَرٌ وأُنثَى ، ويُسمّيه أَهلُ الرُّوم : عبد السّلام . ( و ) من خواصّه أَنه ( يُسْبِت ) ويُقَوِّي الشَّهوتَينِ ( وإِذا طُبِخَ به العَاجُ سِتَّ ساعاتٍ لَيَّنَه ويُدْلَك بوَرَقِه البَرَشُ ) ، محرَّكَةً ، ( أُسبوعاً ) من غير تَخلُّلٍ ( فيُذْهِبُه
____________________

(6/309)


بلا تَقْريحٍ ) . ومَحلُّ هاذه المنافعِ كُتبُ الطِّبِّ .
( وبَيْرَحُ بنُ أَسَدٍ : تابِعيٌّ ) .
( وبَيْرَحَى ، كفَيْعَلَى ) ، أَي بفتْح الفاءِ والعين : ( أَرْضٌ بالمدينةِ ) المُشرّفة ، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسَّلام ، أَو مالٌ بها . قال الزُّمخشريّ في الفائق : إِنها فَيْعَلَى من البَراحِ ، وهي الأَرض الظاهرة . وفي حديث أَبي طَلْحَةَ : ( أَحَبُّ أَمْوالي إِليَّ بيرحاء ) . قال ابن الأَثير : هاذه اللّفظةُ كثيراً ما تختلف أَلفاظُ المُحدِّثين فيها ، فيقولون بيرحاء ، بفتح الباءِ وكسرها ، وبفتح الرّاءِ وضمّها ، والمدّ فيهما ، وبِفَتحهما والقصر ، ( ويُصحِّفها المُحدِّثون ) فيقولون : ( بِئْرُحاءٍ ) ، بالكسر بإِضافة البِئر إِلى الحاءِ . وسيأْتي في آخر الكتاب للمصنّف : حاءٌ : اسمُ رجلٍ نُسِبَ إِليه بئْرٌ بالمدينة ، وقد يُقْصَر . والّذي حَقّقه السّيّد السَّمْهُوديّ في تواريخه أَنّ طريقة المُحدِّثين أَتْقَنُ وأَضْبَط .
( وأَمْرٌ بِرَحٌ كعِنَبٍ : مُبَرِّحٌ ) ، بكسر الرّاءِ المشّددة : أَي شديدٌ .
( وبارِحُ بنُ أَحمدَ بنِ بارحٍ الهَرَوِيّ : مُحدِّث ) .
( وَسَوَادَةُ بنُ زِيادٍ البُرْحِيّ بالضّمّ ) الحِمْصِيّ ، وجدْته في تاريخ البخاريّ ، بالجيم ، وفي هامشه بخطّ أَبي ذَرَ : وفي أُخرَى بالمهملة .
( والقاسم بن عبد الله ) بن ثَعْلبةَ ( البرَحِيُّ ، مُحرَّكةً ) ، إِلى بَرِيح ، بطْنٍ من كِنْدة ، من بني الحارث بن معاويةَ ، مِصْريّ ، ( مُحدِّثانِ ) . رَوى الأَوّلُ عن خالدِ بن مَعْدانَ ، وعنه إِسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ ؛ قاله الذَّهَبيّ . وروى الثّاني عن ابنِ عمرو ، وعنه جَعفرُ بنُ رَبيعةَ .
____________________

(6/310)



( وابنُ بَرِيحٍ ) وأُمّ بَريحٍ ( كأَمير ) : اسم ( الغُراب ) مَعْرِفة ، سُمِّيَ به لصَوته . وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ . والّذي في ( الصّحاح ) : ( أُمّ بَرِيحٍ ) ، بدل ( ابن بريح ) . قال ابن بَرِّيّ : صوابه أَن يقول : ابن بَريحٍ ووجدْت في هامشه بخطّ أَبي زكريّا : ليس كما ذكَرَ ، إِنما هو ابنُ بَريحٍ ، فلا تحريفَ في نُسخة الصّاغانيّ ، كما زعمه شيخنا . ( و ) قال ابن بَرِّيّ : وقد يستعمل ابن بَرِيح أَيضاً في الشِّدَّةِ ، يقال : لَقِيت منه ابنَ بَرِيحٍ : أَي ( الدّاهِيَة ) ، ومنه قول الشاعر :
سَلاَ القَلْبُ عن كُبْراهُما بَعْدَ صَبْوةٍ
ولاَقَيْتُ مِن صُغْرَاهُما ابنَ بَرِيح
( كبِنْت بارِحٍ ) وبِنْتِ بَرْحٍ . ويقال في الجمع : لَقِيتُ منه بَنَاتِ بَرْحٍ ، وبَنِي بَرْحٍ . ومنه المثل ( بِنْتُ بَرْحٍ شَرَكٌ على رأَسِك ) .
( و ) بُرَيحٌ ( كزُبَيرٍ : أَبو بَطْن ) من كِنْدَةَ .
( وبِرْحٌ ، كهِنْدٌ ، ابْنُ عُسْكُرٍ كبُرْقُعٍ صَحابيّ ) من بني مَهْرَةَ ، له وِفَادة ، وشَهِدَ فتْحَ مِصر ، ذكره ابنُ يُونس ؛ قاله ابنُ فَهد في ( المعجم ) .
( وبَرِيحٌ ، كأَميرٍ ، ابنُ خُزَيمةَ ، في نَسَب تَنُوخَ ) ، وهو ابن تَيْمِ الله بن أَسّدِ بنِ وَبَرةَ بنِ تَغْلِبَ بن حُلُوانَ .
( وبَرْحَى ) ، على فَعْلَى ( : كلمةٌ تُقال عند الخطإِ في الرَّمْيِ ، ومَرْحَى عند الإِصابة ) ، كذا في ( الصّحاح ) . وقد تقدم في أَي ح أَنّ أَيْحَى تقال عندِ الإِصابة . وقال ابن سيده : وللعرب كلمتانِ عند الرَّمْيِ : إِذا
____________________

(6/311)


أَصابَ قالوا : مَرْحَى ، وإِذا أَخطأَ قالوا : بَرْحَى .
( وصَرْحةً بَرْحَةً ) ، يأَتي ( في الصّاد ) المهملة إِن شاءَ الله تعالى .
والّذي في ( الأَساس ) : جاءَ بالكخفْر بَرَاحاً ، وبالشَّرّ صُرَاحاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَبَرَّحَ فلانٌ : كَبرِحَ .
وأَبْرَحَه هو . قال مُلَيحٌ الهُذَليّ :
مَكَثْنَ على حَاجاتِهِنّ وقَدْ مَضَى
شَبَابُ الضُّحَى والعِيسُ ما تَتَبرَّحُ
وما بَرِح يَفْعَل كذا : أَي ما زَالَ . وفي التنزيل : { لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ } ( طه : 91 ) أَي لَن نَزال .
وبَرَاحُ وبَرَاحِ : اسمٌ للشَّمس ، مَعْرِفة ، مثل قَطَامِ ، سُمِّيَت بذالك لانتشارِها وبَيانِها . وأَنشد قُطْرُب :
هاذا مكانُ قَدَمَيْ رَبَاحِ
ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ برَاحِ
بَرَاحِ : يعني الشَّمْسَ . ورواه الفَرّاءُ : بِرَاحِ ، بكسر الباءِ ، وهي باءُ الجَرّ ، وهو جمعُ رَاحةٍ وهي الكَفّ ، يعني أَنّ الشّمس قد غَرَبَتْ أَو زالتْ ، فهم يَضَعون راحاتِهم على عُيُونهم : يَنظرون هل غَرَبَتْ أَو زالَتْ . ويقال للشّمس إِذا غَرَبَت : دَلَكَتْ بَرَاحِ ، يا هاذا ، على فَعَالِ : المعنى أَنها زالَت وبَرِحَتْ حين غَرَبَت ، فبَرَاحِ بمعنى بارِحةً ، كما قالوا لكَلْب الصَّيْدِ : كَسَابِ ، بمعنَى كاسِبةٍ ، وكذالك حَذامِ ، بمعنَى حاذِمةٍ ، ومن قال : دَلَكَتْ الشَّمْس بِرَاحٍ ، المعنى أَنها كادت تَغْرُب . قال : وهو قولُ الفَرّاءِ . قال ابن الأَثير : وهاذانِ القولانِ ، يَعني فتْح الباءِ وكسرها ، ذكرهما أَبو عُبيدٍ والأَزهريّ والهَرَويّ والزَّمَخْشَريّ وغيرُهم من مفسِّرِي اللُّغةِ والغريبِ . قال : وقد أَخذ بعضُ المتأَخِّرين القولَ الثَّانيَ على الهَرَويّ ، فظَنّ أَنه قد انفَرَدَ به ، وخَطّأَه في ذالك ولم يَعلَمْ أَنْ غيرَه من الأَئمَّة قبلَه وبَعْدَه ذَهب إِليه . وقال المفضَّل :
____________________

(6/312)


دَلَكتْ بَرَاحُ ، بِكسر الحاءِ وضَمّها . وقال أَبو زيدٍ : دَلكتْ بِرَاحٍ ، مجرور مُنَوَّن ، ودَلكَت بَرَاحُ ، مضمومٌ غير مُنوّن .
وبَرَّحَ بنا فُلانٌ تَبْريحاً وأَبْرَحَ فهو مُبرِّح ، بنا ، ومُبْرِحٌ : آذَانَا بالإِلْحاحِ . وفي ( التهذيب ) : آذاكَ بإِلحاحِ المَشَقّةِ ، والاسم البَرْحُ والتَّبْريحُ .
وبَرَّحَ به : عَذَّبه .
وضَرَبه ضَرْباً مُبَرِّحاً ؛ أَي شديداً . وفي الحديث : ( ضَرْباً غيرَ مُبَرِّحٍ ) ، أَي غير شاقَ .
وهذا أَبْرَحُ عَلَيَّ من ذاك ، أَي أَشَقُّ وأَشَدُّ . قال ذو الرُّمَّة :
أَنِيناً وشَكْوَى بالنَّهارِ كَثيرةٍ
عَلَيْ وما يأَتِي به اللَّيلُ أَبْرَحُ
وهاذا على طَرْحِ الزّائد ، أَو يكون تَعجُّباً لا فِعْلَ له ، كأَحْنَك الشّاتَيْنِ .
والبَرِيحُ ، كأَميرٍ : التَّعَبُ وأَنشد :
به مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ
والبَوارِحُ : الأَنواعءُ ، حكاه أَبو حَنيفةَ عن بعض الرُّواة وَرَدَّه عليهم .
وقَتلُوهم أَبْرَحَ قَتْلٍ ، أَي أَعْجَبَه ، وقد تعقدّم . وفي حديث عِكْرِمَةَ : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمعن التَّوْلِيةِ والتَّبْرِيحِ ) . قال : التَّبْريحُ : قَتْلُ السَّوْءِ للحَيوان ، مثل أَن يُلْقَى السَّمكُ على النَّارِ حَيًّا . قال شَمِرٌ : وذَكَره ابنُ المُبارك ، ومثلُه إِلقاءُ القَمْلِ في النَّار .
وقولٌ بَرِيحٌ : مُصوَّبٌ به . قال الهُذلّي :
أَراه يُدافِع قَوْلاً بَرِيحَا
وبَرَّحَ اللَّهُ عنك : كَشَفَ عنك البَرْحَ .
____________________

(6/313)



ومن المجاز : هاذه فَعْلةٌ بارِحَةٌ : أَي لم تَقَعْ على قَصْدٍ وصَوابٍ . وقَتْلَةٌ بارِحةٌ : شَزْرٌ ، أُخِذت من الطَّير البارِحِ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
بربح : ( بَرْبَحٌ ، كَبَرْبَطٍ : ع ، به قَبْرُ عَمْرِو بن مَامَةَ ) ، أَخي كَعْبٍ الجَوَادِ و ( عَمِّ النُّعمانِ ) بنِ المُنْذِرِ مَلكِ العرب .
برقح : ( البَرْقَحَةُ : قُبْحُ الوَجْهِ ) ، لم يذكُرْه الجوهريّ ولا ابنُ منظورٍ .
بطح : ( بَطَحَه ، كمَنَعه ) بَطْاً : بَسَطَه . وبَطَحَه : إِذا ( أَلْقاه علَى وَجْهِه ) يَبْطَحُه بَطْحاً ( فانْبَطحَ ) .
وتَبَطَّحَ فُلانٌ : إِذا اسْبَطَرَّ على وَجْهِه مُمْتدًّا علَى وَجهِ الأَرضِ .
وفي حديث الزَّكاة : ( بُطِح لها بِقَاعٍ ) ، أَي أُلْقِيَ صاحِبُها على وَجْهِ لِتَطَأَه .
( والبَطِحُ ، كَكتِفٍ ) : رَمْلٌ في بَطْحاءَ ؛ عن أَبي عمرو . وقال لَبيد :
يَزَعُ الهَيَامَ عن الثَّرَى وَيمُدُّه
بَطِحٌ يُهَايِلُه عن الكُثْبانِ
( والبَطِيحةُ والبَطْحاءُ والأَبْطَحُ ) ، وهاذه الثَّلاثةُ ذَكَرها الجوهريُّ وغيرُه : ( مَسِيلٌ وَاسِعٌ فيه دُقاقُ الحَصَى ) . وعن ابن سيده : قيل : بَطْحاءُ الوادي : تُرابٌ لَيِّنٌ ممّا جَرَّتْه السُّيولُ . وقال ابن الأَثير : بَطْحاءُ الوَادِي وأَبْطَحُه : حَصَاهُ اللَّيِّنُ في بَطْنِ المَسيلِ . ومنه الحديث ( أَنّه صَلَّى بالأَبْطَحِ ) يَعنِي أَبْطحَ مَكَّة . قال : هو مَسيلُ وَادِيها . وعن أَبي حَنيفةَ : الأَبْطَحُ لا يُنْبِت شيئاً ، إِنّما هو بَطْنُ المَسيلِ . وعن النَّضْر : الأَبْطَحُ : بَطْنُ ( المَيْثاءِ و ) التَّلْعةِ والوَادِي وهو البَطحاءُ وهو التَّرابُ السَّهْلُ في بُطونِها ممَّا قد جَرَّته السُّيولُ . يقال : أَتيْنا أَبْطَحَ الوَادِي فنِمْنَا عليه . وبَطحاؤُه ، مثلُه ، وهو
____________________

(6/314)


تُرابُه وحَصاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ . وقال أَبو عَمْرٍ و : سُمِّيَ المكانُ أَبْطَحَ لأَنّ الماءَ يَنْبطِحُ فيه ، أَي يَذْهَبُ يَميناً وشِمالاً . ( ج أَباطِحُ وبِطَاحٌ وبَطَائِحُ ) ، ظاهِرُه أَنّ هاذه الجموعَ لتلك المُفرداتِ مُطلقاً ، وليس كذالك ، بل هو مُخالِفٌ لقواعدِ التَّصريفِ واللُّغة . والَّذي صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ أَنّ البِطاحَ ، بالكسر ، والبَطْحاوَاتِ جَمْعُ البَطْحاءِ . ويقال : بِطَاحٌ بُطَّحٌ ، كما يقال أَعْوامٌ عُوَّمٌ ، قاله الأَصمعيّ ؛ كذا في ( الصّحاح ) . وفي ( المحكم ) : فإِن اتَّسَعَ وعَرُضَ فهو الأَبْطَحُ ، والجَمْعُ الأَباطحُ ، كَسَّروه تَكسيرَ الأَسماءِ وإِنْ كان في الأَصلِ صِفةً ، لأَنه غَلَبَ ، كالأَبْرَقِ والأَجْرَعِ ، فجَرَى مَجْرَى أَفْكَل .
والبَطائِحُ : جَمْعَ بَطيحة .
( و ) في ( الصّحاح ) : ( تَبطَّحَ السَّيْلُ : اتَّسَعَ في البِطْحاءِ ) . وقال ابن سيده : سَالَ سَيْلاً عَريضاً . قال ذو الرُّمَّة :
ولا زالَ من نَوْءِ السِّماكِ عليكما
ونَوْءِ الثُّرَيَّا وابِلٌ مُتَبطِّحُ
وبَطْحاءُ مكَّةَ وأَبْطَحُها معروفةٌ ، لانْبِطاحها . ومِنًى من الأَبْطَحِ .
( وقُرَيش البِطَاحِ الَّذين يَنزِلُونَ ) أَبَاطِحَ مَكَّةَ وبَطْحاءَها . وقُرَيشُ الظَّواهِرِ : الّذين يَنزِلونَ ما حَوْلَ مَكَّةَ . قال :
فلو شَهِدتْني مِنْ قُرَيشٍ عِصَابةٌ
قُرَيشِ البِطَاحِ لا قُريشِ الظَّواهرِ
وفي ( التهذيب ) عن ابن الأَعرابيّ قُرَيشُ البِطاحِ : هم الّذين يَنْزِلون الشِّعْبَ ( بين أَخْشَبَيْ مَكَّةَ ) ، وقُريشُ الظَّواهرِ : الَّذين يَنزلون خارجَ الشِّعْبِ ، وأَكرمُهما قُرَيشُ البِطاحِ . وأَخْشَبَا مَكَّةَ : جَبَلاها : أَبو قُبَيسٍ والّذي يُقابلُه . وعبارةُ أَربابِ الأَنساب : قُريشُ الأَباطِحِ ، ويقال : قُرَيْشُ البِطاحِ ، لأَنهم صُيّابَةُ قُريشٍ وصَمِيمُها الَّذين اخْتَطُّوا بَطحاءَ مكَّةَ
____________________

(6/315)


ونَزلوها ، ويقابلهم قُرَيشُ الظَّواهرِ الّذين لم تَسَعْهم الأَباطِحُ ، والكُلّ قَبائلُ . قالوا : وفي قُرَيشٍ مَنْ لَيس بأَبْطَحِيَّةٍ ولا ظاهِريَّة .
( والبُطَاحُ ، كغُرَابٍ : مَرَضٌ يَأْخُذُ من الحُمَّى ) ، كذا في ( التَّهذيب ) نَقْلاً عن النَّوادر .
( ومنه البُطَاحيّ ) بِياءِ النِّسْبة . ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : البُطَاحِيّ : مأَخوذٌ من البُطَاحِ ، وهو المَرضُ الشّديدُ .
( و ) البُطَاح ( : مَنْزِلٌ لبَني يَرْبوعٍ ) . وقد ذكَره لَبيد فقال :
تَرَبَّعتِ الأَشْرافَ ثُمَّ تَصَيَّفتْ
حِسَاءَ البُطَاحِ وانْتَجَعْنَ السَّلائِلاَ
كذا في ( التّهذيب ) . وقيل : هو ماءٌ في دِيارِ بَني أَسدٍ ، لبنِي وَالِبةَ منهم ، وبه كانتْ وَقْعةُ أَهْلِ الرِّدَّةِ ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَديث . وقيل : البُطَاحُ : قَرْيَةٌ أُخرَى لبني أَسدِ مُشْرِفَةٌ على الرُّمَّةِ من قَصْدِ مَهَبِّ رِيحِ الجَنوبِ .
( وبُطْحَانُ ، بالضّمّ ) وسكون الطَّاءِ ، وهو الأَكثر ، قال ابن الأَثير في النّهاية : ولعله الأَصَحّ . وقال عياضٌ في المشارق : هاكذا يَرْوِيه يَرْوِيه المُحَدّثونَ ، وكذا سمعناه من المشايخ . ( أَو الصَّوابُ الفَتْحُ وكسرُ الطّاءِ ) كقَطِرَان ، كذا قَيَّده القالي في البارع ، وأَبو حاتمٍ ، والبَكرِيُّ في ( المعجم ) ، وزاد الأَخير : ولا يجوز غيرُه : ( ع بالمَدينة ) ، على ساكِنها أَفضلُ الصّلاة والسَّلام ، وهو أَحَدُ أَوْدِيةِ المَدينةِ الثَّلاثةِ ، وهي العَقِيقُ وبطحانِ وقَنَاةُ . ورَوَى ابنُ الأَثيرِ فيه الفَتْح أَيضاً ، وغيره الكَسْر . فإِذَنْ هو بالتثليث .
( و ) بَطَحَانُ ( بالتّحريك : ع ، في دِيارِ ) بَني ( تَمِيم ) ، ذكرَه العَجّاجُ :
أَمْسَى جُمَانٌ كالرَّهينِ مُضْرَعَا
ببَطَحَانَ لَيْلَتَيْنِ مُكْنَعَا

____________________

(6/316)


جْمانٌ : اسمُ جَمَلِه . مُكْنَعاً : أَي خَاضِعاً . وكذالك المُضْرَع .
( و ) يقال : ( هو بَطْحَةُ رَجلٍ ) ، بالفتح ، ( أَي قامَتُه ) .
( و ) في الحديث : ( كان عُمَرُ أَوّلَ مَنْ بَطَحَ المَسجِدَ ، وقال : ابْطَحوه من الوَادِي المُبارَكِ ) ، ( وكان النبيّ صلى الله عليه وسلمنائماً بالعَقيق ، فقيل : إِنّك بالوادي المُبارَك ) .
( وتَبْطِيحُ المَسجدِ : إِلْقاءُ الحَصَى فيه وتَوْثِيرُه ) .
وفي حديث ابن الزُّبير ( فأَهَابَ بالنَّاسِ إِلى بَطْحِه ) أَي تَسْوِيَته .
( وانْبَطحَ الوادِي ) في هذا المكانِ واسْتَبْطَحَ : أَي ( اسْتَوْسَعَ ) فيه .
( وهاذه بُطْحَةُ صِدْقٍ ، بالضّمّ : أَي خَصْلةُ صِدْقٍ ) .
( و ) في الحديث : ( ( كان كِمَامُ الصَّحابةِ ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُم ، ( بُطْحاً ) ) بالضم : ( أَي لازِقةً بالرَّأْسِ غيرَ ذاهبة في الهَواءِ . والكِمامُ ) بالكسر : جَمْعُ كُمَّة ، وهي ( القَلانِسُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
تَبطَّحَ المَكانُ وغيرُه : انْبَسَطَ وانْتصَبَ . قال :
إِذا تَبطَّحْنَ على المَحامِلِ
تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْلِ السَّاحلِ
وفي ( الأَساس ) : وتَبَطَّحَ زيدٌ تَبَوَّأَ الأَبْطَحَ .
وفي ( اللِّسان ) : ويقال : بينهما بَطْحَةٌ بَعيدةٌ : أَي مَسافةٌ .
وفي ( الصحاح ) : وبَطائِحُ النَّبَطِ : بين العِراقَيْن .
وفي ( اللِّسان ) : البَطِيحَةُ : ما بينَ واسِطَ والبَصرةِ ، وهو ماءٌ مُستنْقِعٌ لا يُرَى طَرفاه مِن سَعَتِه ، وهو مَغِيضُ ماءِ دِجْلَةَ والفُراتِ ، وكذالك مَغايِضُ ما بَين بَصْرَةَ والأَهوازِ . والطَّفُّ : ساحِلُ البَطِيحعةِ . وهي البَطائِحُ والبُطْحانُ .
بقح : ( ) ومما يستدرك عليه :
البَقِيحُ : البَلَحُ ، عن كُرَاع . قال
____________________

(6/317)


ابن سيده : ولستُ منه على ثِقَة ؛ كذا في ( اللسان ) .
بلح : ( البَلَحُ ، محرَّكةً : بينَ الخَلاَلِ ) بالفتح ( والبُسْرِ ) ، وهوَ حمْلُ النَّخْل ما دامَ أَخضرَ صِغاراً كحِصْرِمِ العِنَبِ ، واحدتُه بَلَحَةٌ . وقال الأَصمعيّ : البَلَح : هو السَّيَابُ .
( وقد أَبْلَحَ النَّخْلُ ) : إِذا صَارَ ما عليه بَلَحاً .
وقال ابنُ الأَثير : هو أَوَّل ما يُرْطِبُ البُسْرُ ، والبَلْحُ قبلَ البُسْرِ . لأَنّ أَوّلَ التَّمْرِ طَلْعٌ ثم خَلاَلٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تَمْر .
( و ) أَبو العبّاس ( أَحمدُ بن طاهِرِ بن بَكْرَانَ بنِ البَلَحِيّ ) محرَّكةً ، مُقرِىءٌ ( زاهِدٌ ، وقد حَدَّث ) عن أَحمَدَ بنِ الحُسينِ بن قُرَيْش ، وكَتَب عنه عُمَرُ القُرَشِيُّ وأَحمَدُ بن طارقٍ الكَرْكِيُّ ، مات سنة 555 عن 70 سنة ببغدادَ .
( و ) البُلَحُ ( كصُرَدٍ : النَّسْرُ القَديمُ إِذا هَرِمَ ) ، وفي ( التّهذيب ) : هو ظائرٌ أَكبرُ من الرَّخَم ، ( أَو ) هو ( طائرٌ أَعْظَمُ منه ) ، أَي من النَّسْرِ . أَبْغَثُ اللَّوْن ، ( مُحترقُ الرِّيش ) ، يقال : إِنه ( لا تَقَعُ رِيشةٌ منه وَسطَ رِيشِ طائرٍ إِلاّ أَحرقَتْه ) . وفي ( الأَساس ) : وهو أَقْدَرُ اللَّواحِمِ على كَسْرِ العِظام وبَلْعِها . وتقول : مَرّ البُلَحُ فمَسَحَني تِمْثالُه : أَي وَقَع عليَّ ظِلُّه . ( ج ) بِلْحَانٌ ، بالكَسر ( كصِرْدانٍ ) جمع صُرَدٍ ، وبُلْحانٌ أَيضاً بالضّمّ ، زاده الأَزهريّ .
( وبَلَحَ الثَّرَى ، كمَنَعَ : يَبِسَ ) وذَهبَ ماؤُه .
( و ) بَلَحَ ( الرَّجلُ بُلُوحاً ) ، بالضّمّ : ( أَعْيَا ) . وقد أَبْلَحَه السَّيرُ فانْقُطِع به . قال الأَعشى :
واشْتَكَى الأَوصالَ منه وبَلَحْ
( كبَلَّحَ ) تَبْليحاً . جاء في الحديث : ( لا يزال المُؤْمِن . ( مُعْنِقاً ) صالحاً ما لم
____________________

(6/318)


يُصِبْ دَماً حَراماً ، فإِذا أَصابَ دَماً حرَاماً بَلَّحَ ) : يريد وُقُوعه في الهلاك بإِصابةِ الدَّمِ الحَرامِ ؛ وقد يُخفَّف اللاَّمُ . ومنه الحديث : ( اسْتَنْفَرْتُهم فبَلَحُوا عَلَيَّ ) : أَي أَبَوْا كأَنهم أَعْيَوا عن الخُروج معه وإِعانتِه . وفي حديِثِ عَليَ : ( إِنَّ من وَرائكم فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً ومُبْلِحاً ) ، أَي مُعْيِياً . ويقال : حَمَلَ على البَعير حتى بَلَحَ . قال أَبو عُبيد : إِذا انقطعَ من الإِعياءِ فلم يَقدِر على التّحرُّك قيل : بَلَحَ .
( و ) بَلَحَ ( المَاءُ ) بُلُوحاً ، إِذا ( ذَهَبَ . و ) منه ( البَلُوحُ ) كصَبورٍ : ( البِئرُ الذّاهِبةُ الماءِ ) . وقد بَلَحَتْ تَبْلَحُ بُلُوحاً ، وهي بالِحٌ ، والجمع البُلْحُ . قال الرَّاجز :
ولا الصَّمارِيدُ البِكَاءُ البُلْحُ
( و ) البُلُوحُ : ( الرَّجلُ القاطِعُ لرَحِمِه ) ، وهو مَجازٌ مأَخوذٌ ممَّا بعدَه ، ( و ) هو قولهم : ( بَلَحَتْ خَفارَتُه ، إِذا لم يَفِ ) ، كذا في ( التّهذيب ) ، ووقعَ في بعض النُّسخ : لم تَفِ ، بصيغَةِ المخاطب . وقال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ :
أَلاَ بَلَحَتُ خَفَارَةُ آلِ لأْمٍ
فلا شاةً تَرُدُّ ولا بَعِيرَا
( والبالِحُ : الأَرضُ ) الّتي ( لا تُنْبِتُ شَيئاً ) . وعن ابن بُزُرْج : البَوالِحُ من الأَرضينَ : الّتي قد عُطِّلَتْ فلا تُزْرَعُ ولا تُعْمَرُ .
( والبَلَحْلَحُ ) ، كذَمَرْمَرٍ ( : القَصْعَةُ لا قَعْرَ لها ) .
( و ) بَلَحَ بالأَمرِ : جَحَدَه . قال ابن شُمَيلٍ : اسْتَبَقَ رَجُلانِ فلمّا سَبَقَ أَحدُهما صاحِبَه ( تَبالَحَا ) ، أَي ( تَجاحَدَا ) .
( و ) البَلِيحَاءُ ( كزَلِيخاءَ : نَبَاتُ الإِسْلِيخِ ) كإِزْمِيل ، وسيأَتي في الخاءِ المعجمة . وفي بعض النُّسخ : نَباتٌ كالإِبلِيحِ .
____________________

(6/319)



( ) ومما يستدرك عليه :
البَلَحِيّاتُ : قلائِدُ تُصْنَعُ من البَلَح ؛ عن أَبي حَنيفةَ .
والبُلُوحُ : تَبلُّدُ الحَامِلِ مِن تَحْنِ الحِمْلِ مِن ثِقَلِه .
والبَالِحُ المُبالِحُ : المُمتنِعُ والغَالِبُ . ويقال : لِصٌّ مُبالِحٌ .
وبالَحَهم : خاصَمَهم حتى غَلَبَهم وليس بمُحِقّ .
وبَلَحَ عليَّ وبَلَّحَ : أَي لمْ أَجِدْ عنده شيئاً . وفي ( التهذيب ) : بَلَحَ ما عَلى غَرِيمي : إِذ لم يكن عنده شيْءٌ وبَلَحَ الغَريمُ : إِذا أَفلَس . وبَلَحَ الرَّجلُ بشهادتهِ يَبْلَح بَلْحاً : كَتَمها .
والبَلْحَة والبَلْجَة : الاسْت ؛ عن كُراع ، والجيم أَعلى .
والبَلِيح : جَبَلٌ أَحمرُ في رأَسِ حَزْمٍ أَبيضَ لبني أَبي بكرِ بنِ كِلاَبٍ .
وأَبو بَلَحٍ يحيى بن أَبي سُلَيْم ، من أَتْباعِ التَابعين ؛ أَوردَه ابن حِبّانِ .
بلدح : ( بَلْدَحَ ) الرَّجلُ : إِذا ( ضَرَبَ بنَفْسِه ) إِلى ( الأَرْض . و ) بَلْدَحَ الرَّجلُ : إِذا ( وَعَدَ ولم يُنْجِز العِدَةَ ، كتَبَلْدَحَ ) .
ورَجلٌ بَلَنْدَحٌ : لا يُنْجِزُ وَعْداً ؛ عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
ذو نَخْوةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ
( وامرأَة بَلْدَحٌ ) وبَلَنْدَحٌ : ( بادِنَةٌ ) سَمِينةٌ .
( وبَلْدَحُ : وادٍ قِبَلَ مكَّةَ ، أَو جَبَلٌ بطرِبق جُدَّةَ ) . وفي ( التوشيح ) : أَنه مكَانٌ في طَرِيق النَّنْعِبمِ . وقال الأَزهريّ : بَلْدَحُ : بلَدٌ بعينه . قالوا : إِنه لا يُصْرَف للعلميّةِ والتأَنيث . ( ورأَى بَيْهَسٌ المُلقَّب بنَعامةَ قوماً في خِصْبٍ ، وأَهله ) بالنّصب والرّفع ( في شِدّةٍ ، فقال متحزِّناً بأَقاربه ) ، أَي لأَجلهم .
( لاكِنْ على بَلْدَحَ ) ( قَومٌ عَجْفَى )
____________________

(6/320)



ورواه جماعة : لاكنْ ببَلْدَحَ ( قَومٌ عَجْفَى ) . فذهب مثلاً في التَّحزُّنِ بالأَقارِب . أَوْرَده المَيْدانيّ وغيرُه .
( وابْلَنْدَحَ المكانُ ) : عَرُضَ و ( اتَّسَعَ ) . وأَنشد ثعلب :
قد دَقَّتِ المَرْكُوَّ حتّى ابْلَنْدَحَا
أَي عَرُض . والمَرْكُوُّ : الحَوْضُ الكبيرُ . ( و ) ابْلَنْدَحَ ( الحَوْضُ : انْهَدَمَ ) . وقال الأَزهريّ : إِذا استَوَى بالأَرضِ مِن دَقِّ الإِبلِ إِيّاه .
( والبَلَنْدَحُ : السَّمينُ ) . قال الأَزهريّ : والأَصلُ بَلْدَحٌ . وقيل : هو القَصير ، من غير أَن يُقيَّدَ بسِمَنٍ . والبَلَنْدَحُ أَيضاً : الفَدْمُ الثَّقيلُ المُنتفِخُ الّذي لا يَنْهَض لِخَيْرٍ . وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
يا سَلُم ، أُلْقِيتِ على التَّزَحْزُحِ
لا تَعْذِليني بامْرىءٍ بَلَنْدحِ
مُقَصِّرِ الهَمِّ قَريبِ المَسْرحِ
إِذا أَصابَ بِطْنةً لم يَبْرَحِ
وعَدَّها رِبْحاً وإِن لم يَرْيَحِ
قال : ( قَريب المَسْرحِ ) : أَي لا يَسْرَحُ بإِبلِه بعيداً ، إِنّما هو قُرْبَ بابِ بيته يَرْعَى إِبلَه .
وبَلْدَحَ الرَّجلُ ، إِذا أَعْيَا وبَلَّدَ .
بلطح : ( بَلْطَحَ ) الرَّجلُ : إِذا ضَرَبَ بِنَفْسِه الأَرْضَ ، مثل ( بَلْدَحَ ) .
( و ) رجل ( سُلاطِحٌ بُلاطِحٌ ) ، بالضّمّ ، ( إِتْباعٌ ) ، وسيأْتي .
بنح : ( بَنَحَ اللَّحْمَ كمَنَعَ : قَطَعَه وقَسَمَه ) .
( و ) قال الأَزهريّ خاصَّةً : روى أَبو العبّاس عن ابن الأَعرابيّ قال : ( البُنُحُ ، بضمّتين العَطايَا ) . قال أَبو منصور : ( كأَنّ أَصْلَه مُنُحٌ ) ، جمْعُ المَنِيحة ، كصَحِيفةٍ وصُحُفٍ ، فقلبَ المِيم باءً ، وهو عند مازِنٍ لغةٌ مُطَّرِدةٌ .
بوح : ( *!البُوحُ ، بالضّمّ : الأَصْلُ . و ) قال
____________________

(6/321)


الأَحْزَنُ بنُ عَوْفٍ العَبْديّ : ( ابْنُك ابنُ *!بُوحِك ، يَشْرَب من صَبُوحك ) . فقيل : المراد به ( الذَّكَرُ ) ، كما في كلام الحريريّ . ( و ) قيل : معناه ( الفَرْجُ . و ) قيل : ( النَّفْسُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، كما في أَمثالِ ( الميدانيّ ) و ( اللّسان ) . ( و ) يقال : ( الجِماعُ ) ، وهو الوَطْءُ ، كما في ( الصْحاح ) وغيره . وفي ( التّهذيب ) : ابن بُوحِك : أَي ابنُ نَفْسِك لا مَنْ يُتَبنَّى . قال ابن الأَعرابيّ : البُوح : النَّفْسُ ، ومعناه ابنُكَ مَنْ وَلَدْتَه لا مَنْ تَبنَّيْتَه . وقال غيرُه : بُوحٌ في هذا المَثَل : جَمعُ باحَةِ الدَّارِ ، المَعْنَى : ابْنُك مَنْ وَلَدْتَه في *!بَاحَةِ دَارِك لا مَنْ وُلِدَ في دَارِ غَيْرِك فَتَبَنَّيْتَه .
ووَقَعَ القَوْمُ في دُوكَةٍ ( و ) *!بُوحٍ ، أَي في ( الاخْتِلاط في الأَمرِ ) . وفي هامش ( الصّحاح ) : الاختلاف ، بالفاءِ ، عن أَبي عُبيدٍ .
( *!وبُوحُ ) بالضّمّ : ( اسمُ الشَّمْسِ ) معرِفةٌ مُؤنَّثٌ ، سُمِّيت بذالك لظُهورِها ، ذكرَه ابنُ الأَنباريّ ، ونقلَه السُّهيليّ في ( الرَّوض ) . وقيل : يُوحُ ، بياءٍ بنقطتين ، كما يأْتي . قال ابن عَبَّاد : وهو الااهر .
( *!والبَاحَة : قامُوسُ الماءِ ومُعْظَمُهُ ) . وقد سُمِّيَ به البَحْرُ عند أَكثرِ اللُّغويِّين .
( و ) *!البَاحَةُ : ( السّاحَةُ ) ، لَفْظاً ومَعنًى . وهي عَرْصَةُ الدارِ . والجَمْع *!بُوحٌ . *!وبُحْبُوحَةُ الدّارِ ، منها . ويقال : نحن في بَاحَةِ الدَّارِ ، وهي أَوْسَطُها . ولذالك قيل : تَبَحْبَحَ في المَجْدِ : أَي أَنه في مَجْدٍ وَاسعٍ . قال الأَزهريّ : جعل الفَرّاءُ *!التَّبَحْبُحَ من البَاحعةِ ، ولم يَجعَلْه من المُضاعَف . وفي الحديث : ( ليس للنِّساءِ مِنْ بَاحةِ الطَّريقِ شَيْءٌ : أَي وَسَطه .
( و ) البَاحَةُ : ( النَّخْلُ الكثيرُ ) ، حكاه ابنُ الأَعرابيّ عن أَبي صارِم البَهْدَليّ ، من بني بَهْدَلَةَ . وأَنشد :
أَعْطَى فأَعْطانِي يَداً ودَارَا
وبَاحَةً خَوَّلَها عَقَارَا
____________________

(6/322)



يداً ، يَعْنِي جَمَاعَةَ قَوْمِه وأَنْصَارَه . ونَصَب عَقاراً على البَدَل مِن باحة .
( *!وأَبَحْتُك الشَّيءَ : أَحلَلْتُه لك ) أَي أَجَزْتُ لك تَناوُلَه أَو فِعْلَه أَو تَملُّكَه ، لا الإِحلالَ الشَّرْعيَّ ، لأَنّ ذالك إِنما هو للَّهِ ورسولِه . ولأَنّه بذالك المعنَى إِلاّ من العموم ؛ قاله شيخُنا . في ( اللّسان ) : وأَباحَ الشيّءَ : أَطْلَقَه . والمُبَاحُ : خِلافُ المَحظورِ .
( *!وباحَ ) الشَّيْءُ : ( ظَهَرَ . و ) *!باحَ ( بِسِرِّه *!بَوْحاً ) ، بالفتح ، ( *!وبُؤُوحاً ) بالضّمّ ( *!وبُؤُوحَةً ) ، بزيادة الهاءِ ( : أَظْهَرَه ، كأَباحَه ) . *!وأَباحَه سِرًّا *!فَبَاحَ به *!بَوْحاً : أَبَثَّه إِيّاه فلم يَكْتُمْه .
( وهو *!بَؤُوحٌ بما في صَدْرِه ) ، كصَبور ، ( *!وبَيْحَانُ ) بما في صَدْرهه بالفتح ، ( *!وبَيّحانُ ) بتشديد الياءِ التّحتيّة المفتوحة ، مُعاقبة ، وأَصلُها *!والإِباحةُ : شِبْهُ النُّهْبَى .
وقد *!اسْتَباحَه : انْتَهَبَه . ( *!واسْتَباحَهم : اسْتأَصَلَهم ) . وفي الحديث : ( حتى يَقْتُلَ مُقاتِلتَكم *!ويَسْتَبِيحَ ذَرَارِيَكم ) أَي : يَسْبيَهم ويَنْهَبَهم ويَجْعَلهم له مُباحاً : أَي لا نَبعَةَ عليهم فيهم . يقال : *!أَباحَه *!يُبِيحُه ، *!واسْتَباحَه *!يَسْتَبِيحه . قال عَنْتَرةُ :
حتى *!اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوةً
بالمَشْرَفِيِّ وبالوَشِيجِ الذُّبَّلِ
قال شيخنا : واستَعملُوا في الكلام الإِباحةَ والاستباحة : بمعنًى . وقيل : الأُولَ التَّخْلِيَةُ بين الشيْءِ وطَالبِه ، والثانيةُ اتّخاذُ الشَّيْءِ مُباحاً . قالوا : والأَصْلُ في الإِباحَة إِظهارُ الشَّيْءِ للناظِر ليتناوَلَه مَن شاءَ ، ومنه بَاح بسِرِّه .
( *!وباحٌ : صاحبُ الرِّسالةِ *!البَاحِيَّة ) ، وهو أَبو عبدِ الله مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ
____________________

(6/323)


غالبٍ الأَصبهانيّ الكاتب . وإِنْما لُقِّب ( *!بباحٍ ) لقوله :
*! بَاح بمَا في الفُؤَادِ *!بَاحَا
قَدِمَ بغدادَ ، وكان كاتباً لأَبي لَيْلَى أَحدِ كُبراءِ الدَّيْلَمِ ، وهو صاحبُ الرَّسائل . ذَكرَه عُبيدُ لله بن أَحمدَ بن أَبي طاهر في كِتابِ بغَدادَ ، وقال : مُترسِّلٌ ، شاعرٌ مُجيدٌ ، وله مِدائحُ في المُعتمِد والمُوَفِّقِ وغيرِهما ، وله تَصانيفُ ، منها : كتاب جامع الرَّسائل ثمانية أَجزاءٍ ، وكتاب ( الخُطَب ) و ( البَلاغة ) وكتاب ( الفِقَر ) وكتاب ( التَّوْشِيح ) و ( التَّرْشيح ) ، كذا في ( وافِي الوَفيات ) للصَّفَديّ .
( وأَمَرَه بمَعْصِيَةٍ *!بَوَاحاً : ظاهِراً مَكشوفاً ) . وفي الحديث : ( إِلاَّ أَن يكون مَعْصِيةً بَوَاحاً ) أَي جِهَاراً ويروى بالرّاءٍ ، وقد تقدّم . وفي آخَرَ : ( إِلاّ أَنْ يكون مَعْصِيةً بَوَاحاً ) .
( *!والمُبِيح : الأَسَد ) .
( *!وبَوْحَك ) ، بالفتح ( : كَلِمةُ تَرحُّمٍ ، كوَيْسَك ) .
( *!والبياحُ ، ككِتَاب وكَتَّان : ضَرْبٌ من السَّمكِ ) صِغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ ، وهو أَطْيَبُ السَّمكِ . قال :
يا رُبَّ شَيْخٍ مِن بَنِي رَبَاحِ
إِذا امْتَلاَ البَطْنُ مِن البِيَاحِ
وفي الحديث : ( أَيُّما أَحبُّ إِليك كذا وكذا أَو بِيَاحٌ مُربَّبٌ ) ، أَي مَعمولٌ بالصِّبَاغِ . وقيل : الكلمة غيرُ عَربيّة .
( و )*! باحَهم : صَرَعَهم .
و ( تَرَكَهم *!بَوْحَى ) ، بالفتح ، ( أَي صَرْعَى ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
بيح : (*! بَيْحَانُ ) ، بالفتح ، ( اسمُ رَجلٍ أَبِي قَبِيلةٍ ، ومنه الإِبلُ *!البَيُحانِيّة ) .
( و ) رَجلٌ *!بَيْحانُ بما في صَدْرِه :
____________________

(6/324)


( الّذي يَبُوحُ بسِرِّه ) ، وقد تقدّم في المادّة آنفاً . ولعلّ ذِكْرَه هنا إِشارَةٌ إِلى أَنّها واويّة ويائيّة .
( *!وتَبْيِيحُ اللَّحمِ : تَقْطيعُه وتَقْسيمه ) ، وأَنا أَحشى أَن يكون تَبْنِيح اللّهمِ ، بالنّونِ كما تقدّمَ أَو أَحدهما تَصحيفٌ عن الآخَر ، أَو الصّواب هاذه والنُّون غَلطٌ . بدليل أَني لم أَجِدْه في الأُمَّهات اللُّغويّة .
( وبَيَّح به ) *!تَبْيِيحاً : إِذا ( أَشْعَرَه سِرًّاً ) لا جَهْراً .
( والبَيّاحَةُ مُشدَّدَة : سَبَكَةُ الحُوتِ ) ، وقد كان ينبغي أَن يُذْكَء عند ذكر ( البِياح ) في مادّة الواو فإِن أَصلَها واويّة .
2 ( فصل التّاء ) المثنّاة مع الحاء ) 2
تحح : ( *!التَّحْتَحَةُ : الحَركَةُ ، و ) هو أَيضاً ( صَوْتُ حَرَكةِ السَّيْرِ ) .
( و ) فلان ( ما *!يَتَتَحْتَحُ مِن مكانِه ) : أَي ( ما يَتحرَّكُ ) وهو مقلوبُ الحَتْحَةِ ، وهو السُّرعة ؛ وقد تقدّم .
ترح : ( التَّرَحُ ، محرّكةً : الهَمُّ ) ، نَقبضُ الفَرَحِ . وقد ( تَرِحَ كفَرِحَ ) تَرَحاً ( وتَترَّحَ وتَرَّحَه ) الأَمْرُ ( تَتْريحاً ) : أَي أَحْزَنَه . أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
قد طالَما تَرَّحها المُترِّحُ
أَي نَغَّصها المَرْعَى . رواه الأَزهريّ عن ثعلب ، والاسم التَّرْحَة .
( و ) قال ابن مُناذِرٍ : التَّرَحُ : ( الهُبوطُ ) . وما زِلْنا مُذ اللَّيْلَة في تَرَحٍ . وأَنشد :
كأَنّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ
إِذَا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ
قال : والانتحاءُ أَنْ يَسقُط هاكذا ، وقال بيدِه بعضَها فوقَ بعضٍ . وهو في السُّجودِ أَن يُسْقِطَ جَبينَه إِلى الأَرضِ وَيشُدَّه ، ولا يَعْتَمِدَ على رَاحَتَيْه ، ولاكنْ يَتمِد على جَبينه . قال الأَزهريّ : حكَى
____________________

(6/325)


شَمِرٌ هذا عن عبد الصَّمدِ بن حَسَّان ، عن بعضِ العَرب . قال : وكنْتُ سأَلتُ ابنَ مُناذِرٍ عن الانتحاءِ في السُّجود فلم يَعرِفه . قال : فذكَرْتُ له ما سَمِعتُ ، فدَعا بدَواته وكَتَبَه بِيَدِه ، كذا في ( اللِّسان ) .
( و ) التَّرِحُ ( كَكَتِفٍ : القَليلُ الخَيْرِ ) ، قال أَبو وَجْزَةَ السّعديّ يَمدَح رَجُلاً :
يُحَيُّونَ فَيّاضَ النَّدَى مُتَفضِّلاً
إِذا التَّرِحُ المَنّاعُ لمْ يَتفَضَّلِ
( و ) التَّرح ، ( بالفتح : الفَقْرُ ) ، قال الهُذلِيّ :
كَسَوْتَ على شَفَا تَرحٍ ولُؤْمٍ
فأَنتَ على دَرِيسِكَ مُسْتَميتُ
( و ) روى الأَزهريّ بإِسناده عن عليّ بن أَبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قال : ( نَهاني رسول الله صلى الله عليه وسلمعن لِبَاسِ القَسِّيِّ ( المُتَرَّح ) ، وأَن أَفترشَ حِلْسَ دَابَّتي الّذي يَلِي ظَهْرَها ، وأَن لا أَضَعَ حِلْسَ دَابَّتي على ظَهْرِها حتّى أَذكُرَ اسمَ اللَّهِ ، فإِنّ عَلَى كُلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطاناً ، فإِذا ذَكرْتم اسم اللَّهِ ذَهَب ) ، وهو ( من الثِّياب ما صُبِغَ صِبْغاً مُشْبَعاً ) .
( و ) المُتَرَّحُ ( من العَيْشِ : الشديد . و ) المُتَرَّحُ ( من السَّيل : القَليلُ وفيه انْقِطاعٌ ) .
وقال ابن الأَثير : التَّرَح : ضِدُّ الفَرَح ، وهو الهَلاكُ والانقطاعُ أَيضاً .
( والمُتْرِح كمُحْسِن ) ، وفي نسخة : كمُكرهم ( : مَنْ لا يَزَال يَسمَع ويَرَى مالاً يُعْجِبه ) .
( ) ومما في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) وأَغفله المصنّف : ناقةٌ مِتْراحٌ : يُسْرِعُ انقطاعُ لَبَنِها ، والجمعُ المَتارِيح .
____________________

(6/326)



( وتَارَحُ ، كآدَمَ : أَبو إِبراهيمَ الخَليلِ صلى الله عليه وسلم وعلَى نَبيّنا ، بناءً على أَنّ آزَرَ عَمُّه وأَطلقَ عليه أَباً مجازاً ، وفيه خلافٌ مشهور ؛ قاله شيخنا .
تسح ،تشحالتشحه:بالضم:الجد والحمية .وقاله أَبو عمرٍ و ، ( والأَصل وُشْحَة ) . قال الأَزهريّ : أَظنّ التُّشْحة في الأَصل أُشْحَة ، فقُلِبت الهمزةُ واواً ، ثم قُلِبت تاءً ، كما قالوا : تُراثٌ وتَقْوَى .
قال شَمِرٌ : أَشِح يَأْشَح ، إِذا غَضِبَ . ورَجلٌ أَشْحانُ ، أَي غَضبانُ . قال الأَزهريّ : وأَصْلُ تُشْحةٍ أُشْحَةٌ ، من قولِك : أَشِحَ . ( قال الطِّرِمّاحُ ) بنُ حَكيمٍ الشاعرُ يَصِفُ ثَوراً :
( مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْه حَمِيَّةٌ
عَلى تُشْحَةٍ من ذَائِدٍ غَيْرِ وَاهِنِ
أَي على حَمِيَّةِ غَضَبٍ ) ، وقال الأَزهريّ : قال أَبو عَمرٍ و : أَي عَلَى جِدَ وحَمِيَّةٍ . والذائدُ : الدَّافعُ . وغير واهن : غير ضَعِيف . ومَلاً : جمع مَلاةٍ : الصّحراء . وقول شيخنا : ولاكنّه في فصل الواوِ أَعرضَ هن هاذا الأَصلِ . ولم يَظْهَر له فيه كَلامٌ فَصْلٌ ، فلا يَخْلُو عن نَظرٍ وتَأَمُّلٍ .
لا يَخُفَى أَنّ الأَوفَقَ إِيرادُه في ( أَشح ) لِمَا نَقَله الأَزهريُّ عن شَمِرٍ وأَقرَّه على ذالك ، لأَنّ أَصلَه ( أَشح ) لا ( وشح ) ، فلا نَظَرَ في إِعراضِه عنه في فصلِ الواو . نعم كما يَنبغِي أَن يُورِدَه في ( أَشح ) ونحن قد أَشرنا هنالك إِليه .
( و ) التُّشْحَة : ( الجُبْنُ والفَرَقُ ، أَو الحَرْدُ وخُبْثُ النَّفْسِ والحِرْصُ ، كالتَّشَحِ ، محرَّكةً ، في الكُلِّ ) . ولاكن المنقول عن كُراع في الحَرْد والغَضَب هو ( التُّسْحَة ) بالسين المهملة ، كما أَورده ابن سيده في المحكم نقلاً عنه . قال : ولا أَحُقُّها .
____________________

(6/327)



( ورجل أَتْشَحُ ) ، هذا بنَاءً على أَن التّاءَ أَصليّةٌ ، وليس كذلك . وإِنّما الصّواب : رَجُلٌ أَسْحانُ وامرأَةٌ أَشْحَى ، وقد تقدّم في بابه .
تفح : ( التُّفَّاح ) : هاذا الثَّمَرُ ( م ) ، وهو بضَمَ فتشديدٍ ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته ، واحدتُه تُفّاحَةٌ . وذُكِر عن أَبي الخَطّاب أَنه مُشتَقُّ من التَّفْحَة ، وهي الرّائحةُ الطَّيِّبةُ .
( والمَتْفَحَةُ : مَنْبِتُ أَشْجارِه ) . قال أَبو حنيفةَ : هو بأَرضِ العربِ كثيرٌ .
قال الأَزهريّ : وجمعه تَفافِيحُ ، وتَصغير التُّفّاحة الواحدةِ تُفَيْفِيحَةٌ . ومن سجعات الأَساس : أَتْحَفَك مَن أَتْفَحَك .
( و ) من المجاز : ضَرَبَه على تُفّاحَتَيْه . ( التُّفّاحَتانِ : رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ ) ، عن كُراع . ولَطَمْنَ بالعُنّاب التُّفّاحَ : أَي بالبَنَانِ الخُدُودَ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
توح : و تيح : (*! تاحَ له الشيْءُ *!يَتُوحُ ) *!تَوْحاً : إِذا ( تَهَيَّأَ ) قال :
تاحَ لَه بَعدَك حِنْزابٌ وَأَي
( *!كتَاحَ *!يَتِيح ) *!تَيْحاً ، واويّ العينِ ويائيُّها ، وكلاهما لازِمٌ .
( *!وأَتاحَه اللَّهُ تعالى ) : هَيَّأَه . *!وأَتاحَ اللَّهُ له خَيْراً وشَرًّا . وأَتاحَه له : قَدَّرَه .
*!وتاحَ له الأَمرُ : قُدِّرَ عليه . قال اللّيث : يقال : وَقَعَ في مَهْلِكة فتَاحَ له رجلٌ فأَنْقَذه . وأَتاح اللَّهُ له من أَنْقَذَه . وفي الحديث : ( فبِي حَلفْتُ *!لأُتِيحَنَّهم فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ منهم حَيْرانَ . '
( *!فأُتِيح ) له الشَّيْءُ ، أَي قُدِّرَ أَو هِيِّىءَ . قال الهُذَليّ :
*!أَتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ
إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا
( *!والمِتْيَحُ ، كمِنْبَرٍ : مَن يَعْرِض )
____________________

(6/328)


في كلِّ شَيْءٍ ويَقعُ ( فيما لا يَعْنِيه ) . قال الرّاعي :
أَفِي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُ
نَعَمْ لاتَ هَنّا إِنَّ قَلْبَك مِتْيَحُ
( أَو ) رَجلٌ *!مِتْيَح : لا يزال ( يَقَعُ في البَلاَيا ) ، والأَنثى بالهاءِ . وفي ( التهذيب ) عن ابن الأَعرابيّ : *!المِتْيَحُ : الدَّاخِلُ مع القَوْمِ ليس شأَنُه شأَنَهم .
( و ) المِتْيَح : ( فَرَسٌ يَعْترِض في مِشْيَته نَشَاطاً ) ويَمِيل على قُطْرَيْه ، (*!كالتَّيّاح ) ككَتّان ، ( *!والتَّيْحانِ ) كسَحْبَان ، هشكطا مَضبوطٌ عندنا والصواب بكسر التّحتِيّة المشدّدة كما سيأَتي ، ( *!والتّيَّحان ) بفتح التّحتيّة المشدّدة ، ووجدت في هامش ( الصّحاح ) : قال أَبو العلاءِ المَعرّيّ : التَّيّحان : يُرْوَى بكسر الياءِ وفَتحها ، وهو الذي يَترِض في الأَمور . وقال سيبويه : لا يجوز أَن يُرْوَى بالكسر ، لأَن فَيْعِلان لم يَجِىء في الصّحيح فيُبْنَى عليه المعتلّ قِياساً . قال : وهو فَيْعَلان بفتح العين مثل *!تَيَّحَان وهَيَّبَان ، وهما صَفتانِ حكاهما سِيبويهِ بالفتح . ومثالُهما من الصحيح قَيْقَبانُ وسَيْسَبانُ . وفي ( اللسان ) : ولا نَظيرَ له إِلاّ فَرَسٌ سَيِّبانُ وسَيَّبَانُ ورَجلٌ هَيِّبانُ وهيَّبانُ . قال سَوّارُ بنُ المُضَرَّب السَّعْديّ :
لَخَبَّرها ذَوُو أَحسابِ قَوْمِي
وأَعدائي ، فكُلٌّ قد بَلانِي
بذَبِّي الذَّمَّ عن حَسَبِي بمالِي
وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيّحانِ
( في الكُلّ ) ، أَي في الفَرس والرَّجُل . قال أَبو الهيثم : *!التَّيِّحان والتَّيِّحانُ : الطَّويلُ . وقال الأَزهريّ : رَجلٌ
____________________

(6/329)


تَيَّحَانٌ : يَتعرَّضُ لكُلّ مَكْرُمةٍ وأَمر شديدٍ . وقال العَجّاج :
لقد مُنُوا *!بتَيِّحَانٍ ساطِي
وفي ( التهذيب ) فَرسٌ تَيِّحَانٌ : شديدُ الجَرّيِ .
وفرس *!تَيّاحٌ : جَوَادٌ .
وفَرَسٌ *!مِتْيَحٌ وتَيّاحٌ وتَيِّحانٌ .
( *!والمِتْيَاحُ ، ) بالكسر : الرَّجلُ ( الكثيرُ الحَركةِ العِرِّيض ) كسِكِّين ، أَي كثير التَّعرُّض .
( و ) *!المِتْياحُ : ( الأَمرُ المُقدَّرُ ، كالمْتَاحِ ) بالضّمّ .
( *!وتَاحَ في مِشْيَته ) ، إِذا ( تَمايَل ) .
( وأَبو التَّيّاح يَزيدُ ) بنْ زُهَيرٍ ( الضُّبَعِيّ ) ، بضّمٍ ففتْحٍ ، إِلى بني ضُبَيعةَ : ( تابِعيّ ) يَروِي عن أَنس بنُ مالكٍ ، وعنه حَرْبُ بن زُهَيْرٍ ؛ ذَكره ابنُ حيّانَ في ( الثِّقات ) .
2 ( فصل الثّاء ) المثلثة مع الحاء ) 2
ثجح : ( ) ومما يستدرك عليه في هذا الفصل :
ماءٌ ثَجاحٌ ، كما قُرِىء به ، حكاه القاضي البَيضاويّ وغيرهُ ، قالوا : ومَثاجِحُ الماءِ : مَصابُّه .
ثحح : ( *!الثَّحْثَحَة : صَوتٌ فيه بُحَّةٌ عند اللَّهَاةِ ) ، وأَنشد :
أَبَحُّ *!مُثَحْثِحٌ صَحِلُ *!الثَّحِيحِ
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : يقال : ( قَرَبٌ*! ثَحْثَاحٌ ) : شَديدٌ ، مثلُ ( *!حَثْحَاث ) ، وقد تقدّم .
ثعجح : ( اثْعَنْجَجَ المَطَرُ ) : بمعنى اثْعَنْجَرَ ، إِذا ( سالَ وكَثُرَ ورَكِبَ بعضُه بَعْضاً ) . قال أَبو تُرابٍ : هاكذا
____________________

(6/330)


سَمِعْتُ عَتَيِّرَ بنَ عَرْزَةَ الأَسَديّ يقول ، فذكَرْتُه لشَمِرٍ ، فاستَغْرَبه حين سَمِعَه فكَتَبه . وأَنشَدْته فيه ما أَنشدنيه عُتَيِّرٌ لعَديّ بنِ الغاضِريّ في الغَيْث .
جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوَايَا دُلَّحَا
كأَنَّ جِنَّاناً وبُلْقاً ضُرَّحَا
فِيهِ إِذا ما جُلْبُه تَكلَّحَا
وسَحَّ سَحًّا مَاؤُه فاثْعَنْجَحَا
حكاح الأَزهريّ ، وقال عن هاذا الحرفِ وما قبلَه وما بعدَه في بابِ رُباعيِّ العينِ من كتابه : هاذه حُروفٌ لا أَعرِفها ، ولم أَجِدْ لها أَصلاً في كُتب الثِّقات الّذين أَخَذوا عن العربِ العاربة ما أَوْدَعُوا كُتُبَهم ، ولم أَذكُرْها وأَنا أَحُقُّها ، ولاكنّي ذَكرتُها ( اسْتِنْدَاراً لها و ) تعَجُّباً منها ، ولا أَدري ما صِحَّتها ، كذا في ( اللسان ) .
ثلطح : ( ) ومما يستدرك عليه :
ثلطح ، قال ابن سيده : رَجلٌ ثِلْطِحٌ كزِبْرِجٍ . أَي هَرِمٌ ذاهِبُ الأَسنانِ .
2 ( فصل الجيم ) مع الحاء ) 2
جبح : ( جَبَحَ القَوْمُ بكِعَابِهم ) وجَبَخُوا بها ( : رَمَوْا بها ليَنظُروا أَيُّها يَخْرُجُ فائزاً ) .
( والجِبْحُ ) بالفتح ( ويُثلَّث ) : حيث تُعَسَّل النَّحْلُ إِذا كان غَيْرَ مَصنوعٍ . وقيل : ( خَلِيَّةُ العَسَلِ ، ج أَجْبُحٌ ) وجِبَاحٌ . وفي ( التهذيب ) : ( وأَجْباحٌ ) كثيرةٌ . قال الطِّرِمّاح يُخاطِب ابنَه :
وإِنْ كُنْتَ عِندْي أَنتَ أَحْلَى مِنَ الجَنَى
جَنَى النَّحْلِ أَضْحَى وَاتِناً بينَ أَجْبُه
واتِناً : مُقيماً . والخاءُ المعجمة لُغة .

____________________

(6/331)


جحح : ( *!الجَحّ : بَسْطُ الشَّيءِ . و ) قال الأَزهريّ : *!جَحَّ الرجلُ ، إِذا ( أَكَلَ *!الجُحَّ ، وهو ) بالضّمّ ( البِطَّيخُ الصَّغيرُ المُشَنَّجُ ، أَو الحَنْظَلُ ) قَبْلَ نُضْجِه ، واحدته *!جُحَّةٌ ، وهو الذي يُسمِّيه أَهلُ نَجْدٍ الحَدَجُ . *!والجُحّ عندهم : كُلُّ شَجرٍ انبسطَ على وَجْهِ الأَرضِ ، كأَنَّهم يُريدون : *!انْجَحَّ على الأَرضِ ، أَي انْسَحَب .
( و ) يقال : ( *!أَجَحَّت المَرأَةُ ) ، إِذا ( حَمَلتْ فأَقْرَبتْ وعَظُمَ بَطْنُها ، فهي *!مُجحٌّ ) . وقيل : حَمَلَتْ فأَثْقَلَتْ . وفي الحديث : ( أَنه معرّ بامرأَةٍ مُجِحّ ) قال أَبو عُبيد : هي الحامِلُ المُقْرِبُ . ( وأَصلُه في السِّباعِ ) . وفي ( الصّحاح ) : قال أَبو زيد : قَيْس كلُّها تَقول لكُلّ سَبُعةٍ إِذا حَمَلَتْ فَأَقْرَبَتْ وعَظُمَ بَطْنُها : قد أَجَحَّت ، فهي مُجِحٌّ .
وقال اللّيث : أَجَحَّت الكَلّبةُ : إِذا حَمَلَت فأَقْرَبتْ ، والجمْع مَجَاحُّ . وفي الحديث : ( أَنّ كَلْبَةً كانت في بني إِسرائيلَ *!مُجِحًّا ، فعَوَى جِراؤُها في بَطْنِها ) ويُروى : ( *!مُجِحّةً ) ، بالهاءِ على أَصْلِ التأَنيث .
( *!والجَحْجَحُ : السَّيِّدُ ) السَّمْحُ . وقيل : الكَريمُ . ولا تُوصَف به المرأَةُ . ( *!كالجَحْجَاحِ ) ، بالفتح أَيضاً . و ( ج )*! الجَحْجاحِ ( *!جَحَاجِحُ ، *!وجَحَاجِحَةٌ ، *!وجَحاجِيحُ ) . وقال أُمَيّةُ بن أَبي الصَّلْت :
ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْ
قَلِ من مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ
وفي ( الصّحاح ) : والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ المحذوفةِ ، لا بدّ منها أَو من الياءِ ولا يجتمعان .
ولشيخِنا هنا كلامٌ حَسنٌ ردَّ به على الجوهريّ قولَه هاذا ، فراجِعه .
____________________

(6/332)


( و ) في ( التهذيب ) عن أَبي عمرٍ و : *!الجَحْجَحُ : ( الفَسْلُ من الرِّجال ) . وأَنشد :
لا تَعْلَقِي *!بجَحْجَحٍ حَيُوسِ
ضَيِّقَةٍ ذِرَاعُه يَبُوسِ
( و ) *!الجُحْجُح ( كهُدْهُدٍ : الكَبْشُ لعَظيمُ ) ، عن كُراع .
( *!وجَحْجَحَ : اسْتَقْصَى وبادَرَ ) . وفي حديث الحَسن وذَكَرَ فِتنةَ ابنِ الأَشْعَثِ فقال : ( واللَّهِ إِنّها لَعُقوبَةٌ ، فما أَدرِي أَمستأَصِلة أَم *!مُجَحْجِحَةٌ ) : أَي كافَّة . يقال : *!جَحْجَحْتُ عليه ، *!وحَجْحَجْتُ ، وهو من المقلوب .
( و ) *!جَحْجَحَ ( عن الأَمْرِ ) : تأَخَّرَ و ( كَفَّ ) ، مقلوب من حَجْحَجَ أَو لُغة فيه . ( و ) *!جَحْجَحَ ( عن القِرْنِ : نَكَصَ ) . يقال : حَمَلوا ثُمَّ *!جَحْجَحُوا : أَي نَكَصُوا . وقال العَجّاج :
حتى رَأَى راتِيهمُ *!فجَحْجَحَا
( *!وجَحْجَحْ ) ، بالفتح ، ( ويُضَمّان : زَجْرٌ للضِّأْنِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
حَجَّ الشِّيْءَ يَجُحُّه جَحًّا : سَحَبَه ، يَمانِيَة .
والجَحْجَحُ : بَقْلَةٌ تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَرِ ، وكثيرٌ من العرب مَنْ يُسمّيه الحِنْزابَ .
*!وجَحْجَحَت المَرأَةُ : جاءَت *!بجَحْجاحٍ . وجَحْجَحَ الرَّجلُ : ذَكَرَ جَحْجاحاً مِن قومه . قال :
إِن سَرَّكَ العِزُّ *!فجَحْجِحْ بجُشَمْ
*!وجَحْجَحَ الرَّجلُ : عَدّدَ وتَكلَّمَ . قال رُؤبةُ :
ما وَجَدَ العَدّادُ فيما *!جَحْجَحَا
أَعزَّ منه نَجْدةً وأَسْمَحَا
*!والجَحْجَحَةُ : الهلاكُ ؛ كذا في ( اللّسان ) .
جدح : ( المِجْدَحُ ، كمِنْبرٍ ) : خَشَبةٌ في رأْسها خَشبتانِ مُعترِضتانِ . وقيل :
____________________

(6/333)


المِجْدَحُ : ( ما يِجْدَحُ به ) ، وهو خَشبةٌ طَرَفُها ذو جوانِبَ .
والجَدْحُ والتَّجْديحُ : الخَوْضُ بالمِجْدَحِ ، يكون ذالك في ( السَّوِيقِ ) ونحوِه . وكلُّ ما خُلِطَ : فقد جُدِحَ .
( و ) المِجْدَحُ : واحدُ المَجاديحِ : نَجْمٌ من النُّجومِ كانت العربُ تَزْعم أَنها تُمْطرُ به ، لقَوْلِهم بالأَنْواءِ . وقيل : هو ( الدَّبَرَانُ ) لأَنه يَطْلُع آخِراً ، ويُسمَّى حادِيَ النُّجومِ . قال شَمِرٌ : الدَّبرانُ يقال له : المِجْدَحُ والتَّالِي والتابعُ . قال : وكان بعضُهم يَدْعُو جَناحَى الجَوْزاءِ المِجْدَحَيْنِ . ( أَو ) هو ( نَجْمٌ صغيرٌ بينه و ) بين ( الثُّرَيَّا ) ، حكاه ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
باتَتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ
يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ
تَلُوذُ منه بجَنَاءِ الطَّلْحِ
لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَها ذو صَدْحِ
( ويُضَمّ الميم ) ، حكاه أَبو عُبيدٍ عن الأُمويّ . قال دِرْهَمُ بنْ زَيْد الأَنصاريّ :
وأَطْعُن بالقَوْمِ شَطْرَ المُلُو
كِ حَتَّى إِذَا خَفَقَ المِجْدحُ
أَمرْتُ صَحابي بأَنْ يَنْزِلُوا
فنَامُوا قَليلاً وقَدْ أَصبَحُوا
ويقال : إِنّ المِجْدَح : ثَلاثةُ كواكِبَ كالأَثافِي ، كأَنها مِجْدَحٌ له ثَلاثُ شُعَبٍ ، يُعتَبرُ بطُلوعِها الحَرُّ . قال ابن الأَثير : وهو عند العرب من الأَنواءِ الدّالَّة على المَطَرِ .
( و ) المِجْدَحُ : ( سِمَةٌ للإِبلِ على أَفخاذِها وأَجْدَحَها : وَسَمَها بها ) . وفي نسخة : به .
( ومَجادِيحُ السَّماءِ : أَنْواؤُها ) .
____________________

(6/334)


ويقال : أَرْسَلتِ السّماءُ مَجادِيحَ الغْيثِ . قال الأَزهريّ : المِجْدَحُ في أَمرِ السّماءِ يقال : تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ في السَّحابِ ، ورواه عن اللّيث . وقال : أَمَّا ما قاله اللّيث في تفسير المَجاديحِ أَنها تَردُّدُ رَيِّقِ المَاءِ في السَّحاب فباطِلٌ ، والعَرب لا تَرفُه .
ورُوِيَ عن عُمرَ رضي الله عنه أَنه خرجَ إِلى الاستسقاءِ ، فصَعِدَ المِنْبَرَ فلم يَزِدْ على الاستغفارِ حتّى نَزَلَ . فقِيل له : إِنّك لم تَسْتَسْقِ ، فقال : لقد اسْتَسْقَيْت بمَجادِيحِ السَّماءِ . قال ابنُ الأَثير : الياءُ زائدةٌ للإِشباعِ . قال : والقِياس أَن يَكون واحِدُها مُجْدَاحاً ، فأَمّا مِجْدَحٌ فجمْعُه مَجادِحُ . والذي يُرادُ من الحَديث أَنّه جَعلَ الاستغفارَ استسقاءً ، وأَراد إِبْطالَ الأَنْواءِ والتَّكذيبَ بها ، وإِنّما جعلَ الاستغفارَ مُشْبِهاً للأَنواءِ مخاطَبةً لهم بما يَعرفونه لا قَوْلاً بالأَنواءِ . وجاءَ بلفْظِ الجمْعِ لأَنه أَراد الأَنواءَ جَميعاً الّتي يَزْعُمون أَنّ مِن شأَنها المَطَرَ .
( والمَجْدوحُ : دَمٌ ) كان يُخْلَطُ مع غيرِه فيُؤْكَل في الجَدْبِ . وقيل : هو دَمُ ( الفصيدِ ، كانوا يَسْتعمِلونه في الجَدْب ) في الجاهِليَّة . قال الأَزهريّ : المَجدوحُ : من أَطْعِمةِ الجاهليّة ، كان أَحدُهم يَعْمِدُ إِلى النَّاقة فَيْفصِدُها ويَأْخُذ دَمَها في إِناءٍ فيَشْرَبُه .
( وجَدَحَ ، السَّويقَ ) وغيرَه كمَنَع : لَتَّه ، كأَجْدَحَه . واجْتَدَحَه ) : شَرِبَه وبالمِجْدَحِ . وعن اللّيث : جَدَحَ السَّويقَ في اللَّبنِ ونَحْوِه : إِذا خَاضَه بالمِجْدَحِ حتَّى يَختلِط .
واجْتَدَحه أَيضاً : إِذا شَرِبَه بالمِجْدحِ .
( وجَدَّحَه تَجْديحاً ) : إِذا ( لَطَخَه ) ، هاكذا في سائر النُّسخ . والصواب : خَلَطَه ، كما في ( اللسان ) : وغيرِه من الأُمّهات . وعبارةُ اللّسان : والتَّجْدِيحُ الخَوْضُ بالمِجْدحِ يكون ذالك في
____________________

(6/335)


السَّوِيق ونَحْوِه . وكلُّ ما خُلِطَ فقد جُدِح . . . وجَدَّحَ الشَّيْءَ : إِذا خَلَطَه .
( وشَرَابٌ مُجَدَّحٌ ) ، أَي ( مُخَوَّضٌ ) . وفي قول أَبي ذُؤيب :
فَنَحَا لها بمُذلَّقَيْنِ كأَنَّما
بِهما مِن النَّضْحِ المُجدَّحِ أَيْدَعِ
عنَى بالمُجَدَّحِ الدَّمَ المُحرَّكَ ، يقول : لمّا نَطَحَها حَرَّك قَرْنَه في أَجوافِها .
( وجِدِحْ ، بكسرتين ) كجِطِحْ : ( زَجْرٌ للمَعْزِ ) ، وسيأَتي .
( والمِجْداحُ : ساحِلُ البَحْرِ ) ، جمعُه مَجادِحُ واستعاره بعضهم للشّرّ فقال :
أَلَمْ تَعْلَمِي يا عَصْم كَيفَ حَفِيظَتِي
إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جَانِبَيْه المَجادِحُ
جرح : ( جَرَحَه ، كمَنعَه ) يَجْرَحُه جَرْحاً : أَثَّرَ فيه بالسِّلاحِ ، هاكذا فسَّره ابنُ منظور وغيرُه . وأَما قول المصنّف : ( كَلَمَهُ ) فقد رَدّه شيخُنا بقوله : الجَرْحُ في عُرْف النّاس أَعْرَفُ وأَشْهَرُ من الكَلْم ، وشَرْطُ المُفسِّرِ الشارحِ أَن يكون أَعْرَفَ من المَشْروحِ . ولو قال : قَطَعَه أَو شَقَّ بعضَ بَدَنِه . أَو أَبقاه وأَحالَه على الشُّهرة كالجَوْهَريّ ، لكان أَوْلَى .
قلت : وعبارة الأَساس : جَرَحَه : كقَطَعه ، ولا يَخْفَى ما فيه من المُناسبة . ( كجَرَّحَه ) تَجْريحاً : إِذا أَكْثَرَ ذالك فيه . قال الحُطَيئة :
مَلُّوا قِراهُ وهَرَّتْهُ كِلابُهمُ
وجَرَّحوهُ بأَنْيابٍ وأَضْراسِ
( والاسم الجُرْح ، بالضّمّ ) و ( ج جُرُوحٌ ) وأَجراحٌ ، وجِرَاحٌ . ( و ) قيل : ( قَلَّ أَجْراحٌ ) إِلاّ ما جاءَ في شِعْرٍ . ووجَدْت في حَواشي بعضِ نُسخ
____________________

(6/336)


( الصّحاح ) الموثوقِ بها : عنَى به قَوْلَ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيب :
وعلَّى وصُرِّعْنَ مِن حَيْثُ الْتَبَسْنَ به
مُضرَّجَاتٍ بأَجراحٍ ومَقْتولِ
وهو ضَرورةٌ من جِهة السَّماع . قال شيخنا : وقال بعضُ فُقهاءِ اللُّغة : الجُرْح ، بالضمّ : يكون في الأَبدانِ بالحَديد ونَحْوِه ؛ والجَرْحُ ، بالفتح : يكون باللّسان في المَعانِي والأَعراضِ ونحوِها . وهو المُتداوَلُ بينهم ، وإِن كانا في أَصلِ اللُّغة بمعنًى واحد .
( والجِرَاحُ ، بالكسر : جَمْع جِرَاحَةٍ ) ، من الجَمْع الّذي لا يُفارِق واحِدَه إِلا بالهاءِ . وفي ( التهذيب ) : قال اللّيث : الجِراحةُ : الواحِدَةُ من طَعْنَةٍ أَو ضَرْبةٍ . قال الأَزهريّ : وقولُ اللّيث : الجَراحَةُ : الواحِدَةُ ، خَطَأٌ ، ولاكن جُرْحُ وجِراحٌ وجِرَاحَة ، كما يقال : حِجَارةٌ وجِمَالَةٌ وحِبَالةٌ ، لجمع لحَجَرِ والجَمَلِ والحَبْل . ( ورَجلٌ ) جَريحٌ ( وامرأَةٌ جَرِيحٌ ، ج جَرْحَى ) . يقال : رِجالٌ جَرْحَى ، ونِسْوَة جَرْحَى ، ولا يُجْمَع جَمْع السّلامة لأَن مؤنّثة لا يَدخُلُه الهاءُ .
( و ) في التنزيل : { وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ } ( الأَنعام : 60 ) ( جَرَحَ ) الشَّيْءَ ( كمَنع : اكْتَسَبَ ) وهو مجازٌ ( كاجْتَرَحَ ) . يقال : فُلان يَجْرَحُ لعِيالِه ويَجْتَرِحُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِش بمعنًى . وفي التنزيل : { 6 . 019 اءَم حسب الذين . . السيئات } ( الجاثية : 21 ) أَي اكْتَسبوا . وفي ( الأَساس ) : وبِئْسَما جَرَحَتْ يَداك ، واجْتَرَحَتْ ، أَي عَمِلتَا وأَثَّرَتَا . وهو مُستعار من تأَثيرِ الجَارِح .
وفي العِناية للخَفاجيّ أَنه صارَ استعارةً حَقِيقَةً فيه .
( و ) من المجاز جَرَحَ ( فُلاناً ) بلِسانه . إِذا ( سَبَّه ) . وفي نُسخِةٍ : سَبَعَه ( وشَتَمه ) . ومن ذالك قولهم :
____________________

(6/337)



جَرَّحُوه بأَنياب وأَضراسِ
شَتَموه وعابُوه . ( و ) من المَجاز : جَرَحَ الحاكمُ ( شاهِداً ) : إِذا عَثَرَ منه على ما ( أَسْقَطَ ) به ( عَدالَتَه ) من كَذِبٍ وغيرِه . وقد قيل ذالك في غيرِ الحاكم ، فقيل : جَرَحَ الرَّحُلَ : غَصِّ شَهادَته .
وفي ( الأَساس ) : ويُقال للمشهود عليه : هل لك جُرْحَة ؟ وهي ما تُجْرَح به الشّهادةُ . وكان يقولُ حاكمُ المدينةِ للخَصْم إِذا أَرادَ أَنْ يُوجِّه عليه القَضاءَ : أَقْصَصْتُك الجُرْحَةَ ، فإِنْ كان عندك ما تَجْرَحُ به الحُجَّةَ الّتي تَوجَّهتْ عليكَ فهَلُمَّها : أَي أَمكنْتُك في أَن تَقُصَّ ما تَجْرَحُ به البَيِّنةَ .
( و ) يقال : جَرِحَ الرّجلُ ( كسَمعَ : أَصابَتْه جِرَاحةٌ . و ) جَرِحَ الرَّجلُ أَيضاً : إِذا ( جُرِحَتْ شَهادتُه ) وكذا رِوايَته ، أَي رُدَّتْ ووُجِّهَ إِليه القَضَاءِ .
( والجَوارِحُ : إِناثُ الخَيْلِ ) ، واحدتُها جَارِحةٌ لأَنّها تُكْسِب أَرْبابَها نِتاجَها ، قاله أَبو عَمرٍ و ، كذا في ( التهذيب ) .
( و ) من المجاز : الجَوارِحُ : ( أَعْضاءُ الإِنسانِ التي تَكْتَسِبُ ) وهي عَوامِلُه من يَدَيْهِ ورِجْليه ، واحدتُها جارِحةٌ ، لأَنهنّ يَجْرَحن الخيرَ والشّرَّ ، أَي يَكْسِبْنَه . قلت : وهو مأَخوذٌ من جَرَحَتْ يَداه واجْتَرَحَت .
( و ) الجَوارِح : ( ذَواتُ الصَّيْدِ من السِّباعِ والطَّيْرِ ) والكِلاب ، لأَنّها تَجْرَحُ لأَهْلِها ، أَي تَكْسِبُ لهم ، الواحدة جارِحَةٌ . البازِي جارحَةٌ ، والكَلْب الضّاري جارِحةٌ ، والكَلْب الضّاري جارِحةٌ . قال الأَزهريّ : سُمِّيتْ بذالك لأَنها كَوَاسِبُ أَنْفُسِها ، من قولك : جَرَحَ واجْتَرَحَ . وفي التنزيل : { 6 . 019 يساءَلونك ماذا اءَحل . . مكلبين } ( المائدة : 4 ) أَراد : وأَحِلّ لكم صَيْدُ ما عَلَّمْتم من الجَوارحِ ، فحذفَ لأَنّ في الكلام دليلاً عليه .
ويُقال : ماله جارِحةٌ ، أَي ما لَه أُنْثَى
____________________

(6/338)


ذَاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ ؛ وماله جارِحةٌ ، أَي ماله كاسِبٌ .
( و ) جَوارِحُ المالِ : ما وَلَد . يقال : ( هاذه ) الفَرسُ و ( النَّاقَةُ والأَتَان مِن جَوارِحِ المالِ ، أَي ) أَنّها ( شابّةٌ مُقْبِلَةُ الرَّحِمِ ) ، والشَّبَابُ يُرْجَى وَلَدُها .
( و ) من المجاز : قد اسْتَجْرَحَ الشّاهدُ . ( الاسْتِجْراحُ ) : النُّقصانُ و ( العَيْبُ والفَسادُ ) ، وهو منه ، حكاه أَبو عُبيدِ . واسْتَجْرَحَ فلانٌ : اسْتَحَقّ أَن يُجْرَحَ ؛ كذا في ( الأَساس ) . وفي خطبة عبد الملك : ( وَعَظْتكُم فلم تَزْدَادُوا على المَوْعظةِ إِلا اسْتِجْراحاً ) ، أَي فسَاداً . وقيل : معناه إِلا ما يُكْسِبُكم الجَرْحَ والطَّعْنَ عليكم . وقال ابنُ عون : اسْتجْرَحَتْ هاذه الأَحاديثُ . قال الأَزهريّ : ويُرْوَى عن بعضِ التّابعين أَنه قال : كَثُرَتْ هاذه الأَحاديثِ واسْتَجْرَحت ، أَي فَسَدَتْ وقَلَّ صِحَاحُها ، وهو اسْتَفْعَل من جَرَحَ الشَّاهِدَ : إِذا طَعَنَ فيه ورَدَّ قَوْلَه ؛ أَرادَ أَنّ الأَحاديثَ كَثُرَتْ حتى أَحْوَجَتْ أَهْلَ العِلْم بها إِلى جَرْحِ بَعْضِ رُوَاتِها ورَدِّ رِوَايَتِه كذا في ( اللِّسان ) و ( الأَساس ) .
( و ) جَرّاحٌ ( كشَدّاد : عَلَمٌ ) ، وكَنَوْا بأَبِي الجَرّاحِ .
والجَرَّاحُ : قَرْية من إِقلِيم المَنصورة .
( ) ومما يستدرك عليه :
خاتَمٌ مَرِيحٌ ، وسِوارٌ جَرِحٌ ، وهو القَلِق . وسِكِّينُ جَرِحُ النِّصابِ ، به جُرْح ؛ كذا في ( الأَساس ) . وأَنا أَخشَى أَن يكون مَرِجاً ، وجَرِجاً بالجيم ، وقد تقدّم .
وفي الحديث : ( العَجْماءُ جَرْحُها جُبَارٌ ) بفتح الجيم لا غيرُ ، على المصدر .
وجَرَح له من مالِه : قَطَعَ له مه قُطَعةً ، عن ابن الأَعرابيّ . وردَّ عليه ثعلبٌ ذالك فقال : إِنا هو : جَزَعَ ، بالزاي . وكذالك حكاه أَبو عُبيدٍ .

____________________

(6/339)


جردح : ( جَرْدَح عُنُقَه : كأَنّه أَطَالَه ) .
( و ) في ( التهذيب ) من النوادرِ : جِرْدَاحٌ من الأَرضِ وجَرَادِحَةٌ : ( وهي إِكامُ الأَرضِ ) .
( ومنه ، غُلامٌ مُجَرْدَحُ الرَّس ، ) تشبيهاً بالأَكَمةِ .
جزح : ( جَزَحَ ) الرَّجلُ ( كمنَعَ : مَضَى لحاجَتِه ) ولم يَنْتظِرْ . ( و ) جَزَحَ له : ( أَعْطَى عَطاءً جَزِيلاً . أَو ) جَزَحَ : ( أَعطَى ولم يُشاوِرْ أَحَداً ) ، كالرَّجل يكون له شَريكٌ فيَغيبُ عنه فيُعطِي من مالِه ولا يَنتظِره .
( و ) جَزَحَتِ ( الظِّباءُ : دَخَلَتْ كِنَاسَها ) ، أَي مَأْوَاها . ( و ) جَزَحَ ( الشَّجَرَ : ضَرَبَه ليَحُتَّ وَرَقَه ) .
( و ) جَزحَ ( له من مَاله جَزْحَةً ) ، بالفتح ، وجَزْحاً : ( قَطَعَ له قِطْعةً ) . وأَنشد أَبو عَمرٍ و لتَميمِ بن مُقْبِل :
وإِنِّي إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه
لَمُخْتَبِطٌ من تَالِدِ المالِ جازِحُ
هاكذا أَوردَه الأَزهريّ وابنُ سيده وغيرُهما ، أَي أَقْطعُ له من مالِي قِطْعةً . ويقال : جَزَحَ من مالِه جَزْحاً : أَعطاه شيئاً .
( والجَزْحُ : العَطِيَّةُ ) .
واسم الفاعل جازِحٌ أَنشد أَبو عُبيدةَ لعَدِيّ بن صُبْحٍ يَمْدحُ بكَّاراً :
يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرَّفيعُ وتَتَّقِي
عَيْبَ المَذَمَّةِ بالعَطاءِ الجَازِحِ
( و ) يقال : ( غُلامٌ جَزِحٌ كجَبَلٍ وكَتِفٍ : إِذا نَظَرَ وتَكايَسَ ) ، أَي صارَ كَيِّساً .
( ) ومما يستدرك عليه :
جِزِحْ ، بكسرتين : زَجْرٌ للعَنْزِ
____________________

(6/340)


المُتصعِّبَة عند الحَلْبِ ، معناه : قِرِّي ؛ قاله ابن منظور .
جطح : ( جِطحْ ، بكسرتين مبنّيةً على السُّكون ، أَي قِرِّي ) ، تاقوله العَرب للغَنم . وفي ( التّهذيب ) : ( يُقال للعَنْز إِذا اسْتَصْعَبَتْ على حَالِبِها ) . وفي نُسخة : اسْتَعْصَتْ ، ( فتَقِرُّ ) ، بلا اشتقاقِ فِعْلٍ ، ( أَو يُقال للسَّخْلَةِ ولا يقال للعَنْز ) .
قال كُراع : جِطِّحْ ، بشَدّ الطّاءِ وسكون الحاءِ بعدها ، زَجر للجَدْيِ والحَمَل .
وقال بعضُهم : جِدِحْ ، فكأَن الدّال دَخلَتْ على الطّاءِ أَو الطّاءَ على الدّالِ ؛ وقد تقدّم ذكر جدح .
جلح : ( جلَح المالُ الشَّجَرَ ، كمَنَعَ ) يَجْلَحُه جَلْحاً ، وجلَّحَه تَجْليحاً : أَكَلَه . وقيل : أَكَل أَعْلاه وقيل : ( رَعَى أَعاليَه وقَشَرَه ) .
والمجْلُوحُ : المَأَكولُ رَأَسُه .
( و ) الجالِحَةُ و ( الجَوالحُ : ما تَطاير من رُؤوسِ ) النَّباتِ و ( القَصبِ والبَرْدِيّ ) في الرّيح شِبْه القُطْنِ ، وكذالك ما أَشْبَهها من نَسْجِ العَنْكَبوت .
( و ) يقال : جالَحني فُلانٌ وجالحني . ( المُجالَحة ) : المُشارَّة ، مثل ( المُكالَحة . و ) المُجالَحة : المُجالَحة : ( المُجاهَر ، بالأَمْرِ ) ، عن الأَصمعيّ ، ( والمُكاشفَةُ بالعداوَةِ والمُكابَرة ) .
( و ) منه ( المُجالِحُ ) : المُكابِرُ . وقد سُمِّيَ بذالك ( الأَسَدُ . و ) المُجالِحُ : ( النّاقةُ ) التي ( تَدُرّ في الشِّتاءِ ) . وقيل : هي التي تَقْضِم عِيدانَ الشَّجرِ اليابسِ في الشِّتاءِ إِذا أَقْحَطَت السَّنَةُ وتَسْمَن عليها فيبقَى لَبنُها ؛ عن ابن الأَعرابيّ . ( والمَجاليحُ : جَمْعُها ) . وقيل : المَجالِيحُ من النَّخْلِ والإِبل : اللَّواتِي لا يُبالين قُحُوطَ المَطَرِ ، وقال أَبو حنيفةَ : أَنشد أَبو عَمرٍ و :
غُلْبٌ مجالِيحُ عندَ المحْلِ كُفْأَتُها
أَشْطَانُها في عِذابِ البَحْرِ تَسْتَبِقُ
____________________

(6/341)



الواحدة مِجْلاحٌ ومُجالِحٌ .
وسنة مُجَلِّحةٌ : مُجْدِبةٌ .
( و ) المجالِيح : ( السِّنونَ الّتي تَذْهَبِ بالمالِ ) .
( و ) المِجْلاحُ ، بالكسرِ : النّاقةُ ( الجلْدَةُ على السَّنَةِ الشَّديدةِ في بَقاءِ لبَنِها ) ، وكذالك المُجلِّحةُ .
( والجَلَحُ ، محرّكةً : انْحِسارُ الشَّعَرِ عن جَانِبَيِ الرَّأْسِ ) . وقيل : ذَهابُه عن مُقَدَّم الرَّأَس . وقيل : إِذا زادَ قليلاً على النَّزَعَةِ . ( جَلِحَ كفَرِحَ ) جَلَحاً ، والنَّعْتُ أَجْلَحُ وجَلحاءُ واسمُ ذالك المَوضعِ جلَحَةٌ . قال أَبو عُبيد : إِذا انْحسرَ الشَّعرُ عن جانِبي الجَبْهَةِ فهو أَنْزَعُ ، فإِذا زادَ قليلاً فهو أَجْلَحُ ، فإِذا بلَغَ النِّصْف ونَحْوَه فهو أَجْلَى ، ثم هو أَجْلهُ . وجمعُ الأَجْلَحِ جُلْحانٌ . وفي ( التهذيب ) : الجَلْحاءُ من الشَّاءِ والبَقرِ : بمنزِلةِ الجلَمّاءِ الّتي لا قَرْنَ لها . وفي ( المحكم ) : وعَنْزٌ جَلْحاءُ : جَمّاءُ ، على التّشبيه . وعَمَّ بعضُهم به نَوْعَيِ الغَنمِ ، فقال : شاةٌ جَلْحاءُ كجَمْاءَ ، وكذالك هي من البَقَر .
( والمُجَلِّح كمُحدِّث : الأَكولُ ) . وفي ( الصّحاح ) : الرّجُلُ الكثيرُ الأَكلِ .
( و ) المُجلَّحُ ( كمُحمَّدٍ : المأَكولُ ) الّذي ذَهبَ فلم يَبْق منه شيْءٌ قال ابن مُقْبِل يَصِف القَحْطَ : أَلمْ تَعْلَمِي أَنْ لا يَذُمَّ فُجاءَتِي
دَخِيلِي إِذا اغْبَرَّ العِضَاهُ المُجلَّحُ
أَي الذي أُكِلَ حتى لم يُتْرَك منه ، وكذالك كَلأُ مُجلَّحٌ .
( والأَجْلَحُ : هَوْدَجٌ مالَه رأَسٌ مُرتفِعٌ ) ، حكاه ابنُ جِنّي عن ابن كُلثوم . قال : وقال الأَصمعيّ . هو الهَوْدَج المُربَّع ، وأَنشد لأَبي ذُؤَيب :
إِلاّ تَكُنْ ظُعُنا تُبْنَى هَوَادِجُهَا
فإِنّهنّ حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ
قال ابن جِنّي : أَجْلاحٌ : جمع أَجْلَحَ ، ومثلُه أَعْزَلُ وأَعْزالٌ ، وأَفْعَلُ وأَفْعالٌ قليلٌ جدًّا . وقال الأَزهريّ : هَوْدَجٌ أَجْلَحُ : لا رأَس له . ( و ) في
____________________

(6/342)


حديث أَبي أَيُّوب : ( منْ باتَ على سَطْحٍ أَجْلَحَ فلا ذِمَّةَ له ) . وهو ( سَطْحٌ ) ليس له قَرْنٌ . قال ابنُ الأَثير : يُريد الّذي ( لم يُحْجَّزْ بجِدارٍ ) ولا شيْءٍ يَمنعُ من السُّقوطِ .
( وبقَرٌ جُلَّحٌ كسُكَّرٍ : بلا قُرونٍ ) . هاكذا في سائر النُّسخ التي بأَيدينا . وهو خَطأٌ والصواب ، : وبَقَرٌ جُلْحٌ ، بضمّ فسكون . في ( الصّحاح ) : قال الكِسائيّ : أَنشدني ابن أَبي طَرَفَةَ :
فسَكَّنْتُهمْ بالقَوْلِ حتّى كأَنّهم
بواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَرَاتِهُ
وفي ( اللسان ) : ( فَسكَّنْتُهم بالمال ) . ونُسِب الشِّعرُ لقَيْسِ بن عَيْزَارةَ الهُذَليّ . قلت : وقد تَتبَّعتُ شِعْرَ قَيْسٍ هاذا ، فلم أَجِدْه له في ديوانه .
( و ) الجُلاَحُ ( كعُرابٍ : السَّيْلُ الجُرافُ ) ، لشِدَّةِ جريانِه وهُجومِه .
( و ) الجُلاَح : ( والدُ أُحيْحة ) الخَزْرَجِيّ المتقدّم ذِكرُه .
( والتَّجْليحُ : الإِقْدامُ ) الشَّديدُ ، ( والتَّصْميمُ ) في الأَمرِ ، والمُضِيّ ، والسَّيْرُ الشَّديدُ . وقال ابنُ شُميل : جَلَّح علينا ، أَي أَتَى علينا . ( و ) التَّجْليح : ( حَمْلَةُ السَّبُعِ ) . قال أَبو زيد : جلَّحَ على القَومِ تَجْليحاً ، إِذا حَمَلَ عليهم .
( والجِلْوَاحُ ، بالكسر : الأَرضُ الواسعةُ ) المَكشوفةُ .
( وجَلْحاءُ : ة ببغدادَ ، و : ع ، بالبصْرة ) على فَرْسَخَيْنِ منها .
( والجِلْحاءَة ، بالكسر : الأَرْضُ لا تُنْبِت شيئاً ) ، على التشبيه بأَجْرَحِ الرَّأَسِ .
( والجلِيحةُ : المَخْضُ بالسَّمْن ) .
( والجُلَيْحاءُ ، كغُبَيْراءَ : شِعارُ ) بني ( غَنِيِّ ) بن أَعْصُرَ فيما بينهم . ( وجَلْمَحَ : رأَسه حلَقَه ) ، والميم زائدة .
( ) ومما يستدرك عليه :
قَرْية جَلْحاءُ : لا حِصْنَ لها ، وقُرًى جُلْحٌ . وفي حديث كَعْبٍ : قال اللَّهُ لرُومِيَّةَ : ( لأَدَعنَّكِ جَلْحَاءَ ) ، أَي
____________________

(6/343)


لا حِصْنَ عليكِ والحُصُون تُشْبِهُ القُرونَ ، فإِذا ذَهبتِ الحُصونُ جَلِحَت القُرَى فصارتْ بمنزلةِ البقرةِ الّتي لا قرْنَ لها . وأَرض جَلحاءُ : لا شَجَرَ فيها . جلِحتْ جَلَحاً ، وجُلِحَت : كلاهما أُكِلَ كَلَؤُها . وقال أَبو حنيفةَ : جُلُحَت الشَّجرةُ : أُكِلَت فُروعُها فرُدَّت إِلى الأَصْل ، وخَصَّ مرّةً به الجَنْبَةَ .
ونَباتٌ مَجْلوحٌ : أُكِلَ ثُمّ نَبَتَ . والثُّمامُ المَجْلُوح ، والضَّعَةُ المجْلوحةُ : الّتي أُكِلَتْ ثم نَبَتَت . وكذالك غيرُها من الشَّجر .
ونَبْتٌ إِجْلِيحٌ : جُلِحتْ أَعاليه وأُكِلَ .
ونَاقَةٌ مُجَالِحةٌ : تَأْكلُ السَّمُرَ والعُرْفُطَ ، كان فيه ورقٌ أَوْ لم يكن .
والجوالِحُ : قِطَعُ الثَّلْجِ إِذا تَهافَتَتْ .
وأَكَمَةٌ جَلحاءُ ، إِذا لم تكن مُحدَّدَةَ الرَّأْسِ .
ويومٌ أَجْلَحُ وأَصْلَعُ : شَديدٌ .
ولا تُجلِّحْ علينا يا فُلان . وفلانٌ وَقِحٌ مُجلِّح .
وجَلَّحَ في الأَمرِ : رَكِبَ رَأْسَه . وذِئْبٌ مُجلِّحٌ : جَرِيءٌ ، والأُنثى بالهاءِ قال امرؤُ القَيْس :
عَصَافِيرٌ وذِبّانٌ ودُودٌ
وأَجْرَأُ مِنْ مُجلِّحَةِ الذِّئابِ
وقيل : كلُّ مارِدٍ مُقْدِمٍ على شيْءٍ : مُجَلِّحٌ . وأَما قول لَبيد :
فَكُنَّ سَفينَها وضَرَبْن جَأْشاً
لخَمْسِ في مُجلِّحَةٍ أَزُومِ
فإِنه يَصف مَفازةً متكشِّفةً بالسَّيْر .
وجُلاَحٌ وجَلِيحٌ وجُلَيْحَةُ وجُلَيْحٌ : أَسماءٌ . وفي حديث عُمَرَ
____________________

(6/344)


والكاهِنِ . وفي حديث الإِسراءِ : ( يا جَلِيح ، أَمْرٌ نَجُيح ) . قال ابنُ الأَثير : اسم رَجلٍ قد ناداه .
وبنو جُلَيْحَة : بَطْنٌ من العرب .
وجَلْحٌ ، بفتح فسكون : من مياه كَلْبٍ لبنِي تُوَيل منهم .
جلبح : ( الجِلْبِح ، بالكسر : الدّاهِيَةُ ، و ) من النّساءِ القَصيرة . وقال أَبو عَمْرٍ و : الجِلْبِحُ : ( العَجوزُ الدَّميمةُ ) ، هاكذا بالدّال المُهْملة ، أَي قبيحةُ المَنْطَر . قال الضّجاك العامريّ :
إِني لأَقْلِي الجِلْبِحَ العَجوزَا
وأَمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْموزا
جلدح : ( الجُلادِحُ ، بالضّمّ : الطّويل . والجمع بالفتح ، كجَوالِقَ ) ، عن ابن دُريد . وقال الرّاجز :
مثل الفَنيقِ العُلْكُمِ الجُلادِحِ
( والجَلَنْدَحُ : الثَّقِيلُ الوَخْمُ ) من الرّال .
( وناقةٌ جُلَنْدَحَةٌ ، بضمّ الجيم ) وفتح اللاَّم والدال ، وضَمِّهما أَيضاً : ( صُلْبَة شديدةٌ ) وهو ( خاصٌّ بالإِناث ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الجَلْدَحُ : المُسِنّ من الرِّجال . وفي ( التهذيب ) : رجل جَلَنْدَحٌ ، وجَلَحْمَدٌ : إِذا كان غالظاً ضَخَماً .
وقد سبق في ( حلدج ) : الحُلُنْدُجَة والحُلَنْدَجة : الصُّلْبَةُ من الإِبلِ .
جلمح :
جمح : ( جَمَحَ الفَرسُ ) بصاحِبِه ( ، كمَنَع ، جَمْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وجُموحاً ) ، بالضّم ، ( وجِماحاً ) ، بالكسر ، وإِذا ذَهَب
____________________

(6/345)


يَجْرِي جَرْياً غَالِباً ، ( وهو ) جامِحٌ و ( جَموحٌ ) ، الذَّكَرُ والأُنْثَى في جَموحٍ سواءٌ ؛ قاله الأَزهريّ ، وذلك إِذا ( اعْتَزَّ فارِسَه وغَلَبَه ) . وفَرَسٌ جَموحٌ : إِذا لم يَثْنِ رَأْسَه . وقال الأَزْهَرِيّ : وله مَعنيانِ : أَحدُهما يُوضَع مَوْضِعَ العَيْب ، وذالك إِذا كان من عادته رُكوبُ الرَّأْس لا يَثْنِيه راكبُه ؛ وهاذا من الجِمَاحِ الذي يُرَدّ منه بالعَيْب . والمعنّى في الفَرس الجَموحِ : أَن يكون سَريعاً نَشِيطاً مَرُوحاً ، وليس بعَيْبٍ يُرَدّ منه ، ومنه قولُ امرىء القيس في صِفة فَرس :
وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ وَثّابةً
جَوادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِ
جَمُوحاً رَمُوحاً ، وإِحْضَارُهَا
كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدِ
( و ) من المجاز : جَمَحَتِ ( المَرْأَةُ زَوْجَهَا ) ، هكذا في سائر النسخ الّتي بأَيدينا ، والذي في ( الصّحاح ) و ( اللسان ) : وغيرهما : جَمَحَت المَرأَةُ من زَوْجِهَا تَجْمَح جِماحاً ، إِذا ( حَرَجَتْ مِن بيته إِلى أَهْلِهَا قبلَ أَن يُطلِّقها ) ، ومثلُه طَمَحَت طِمَاحاً . قال الرّاجِز :
إِذا رأَتْنِي ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ
وجَمَحَتْ مِن زَوْجِهَا و ) أَنَّتِ
( و ) جَمَحَ إِليه وطَمَحَ : إِذا ( أَسْرَعَ ) ولم يَرُدَّ وَجْهَه شيْءٌ . وبه فسَّر أَبو عُبَيْدةَ قولَه تعالى : { 6 . 019 لولوا اليه وهم يجمحون } ( التوبة : 57 ) وفي الحديث : جَمَحَ في أَثَرِه ، أَي أَسْرَع إِسْراعاً لا يَرُدُّه شَيْءٌ . ومثلُه قَولُ الزّجّاج . وفي ( الأَساس ) أَي يَجْرُون جَرْيَ الخَيْلِ الجَامِحَةِ . وهو مَجَاز حينَئِذٍ .
( و ) جَمَحَ ( الصَّبِيُّ الكَعْبَ ) بالكَعْبِ كجَبَح ، إِذا ( رَمَاهُ حتّى أَزالَه عن مكانه ) ، ويقال : تَجَامَحُوا .
( و ) الجُمّاحُ ( كرُمّانٍ : المُنهزِمون من الحَرْبِ ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ .
____________________

(6/346)



( و ) الجُمّاحٌ : ( سَهْمُ ) صغيرٌ ( بلا نَصْلٍ ، مُدَوَّرُ الرَّأْسِ ، يتعلَّمُ به ) الصَّبيُّ ( الرَّمْى . و ) قيل ؛ بل ( تَمْرَةٌ ) أَو طِينٌ ( تُجْعَل على رأْس خَشَبَةٍ ) لئةّ تَعْقِرَ ، ( يَلْعَب بها الصِّبْيَانُ ) . وقال الأَزهرّي : يُرْمَى به الطَّائرُ فيُلْقِيه ولا يَقْتُلُ حتى يأْخُذَه راميه . ويقال له جُبّاحٌ ، أَيضاً . وقال أَبو حنيفةَ : الجُمَّاح : سَهْمُ الصَّبِيّ يَجْعَل في طَرِفِه تَمْراً مَعْلُوكاً بقَدْرِ عِفَاصِ القارُورَةِ ليكون أَهْدَى له أَمْلَسُ ، وليس له ريش ، وربما لم يكن له أَيضاً فُوقٌ .
( و ) الجُمَّاحُ : ( ما يَخْرُج على أَطْرافِه شِبْهُ سُنْبلٍ ) ، غير أَنه ( لَيِّنٌ ) كأَذْنابِ الثَّعالِب ، واحدته جُمّاحَة ، أَو هو ( كرُؤوُس الحَلِيِّ والصِّلِّيانِ ونَحْوِه ) مما يَخرجُ على أَطرافِه ذالك .
( ج جَمامِيحُ . وجاءَ في الشِّعْر . جَمَامِحُ ) . على الضرورة ، ويَعْنِي به قَوْلَ الحُطيئة :
بزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِحِ
وأَمّا في غير ضَرورةِ الشِّعْرِ فلا ، لأَنّ حَرْف اللِّين فيه رابعٌ ، وإِذا كَانَ حرفُ اللِّين رابعاً في مثلِ هاذا كان أَلِفاً أَو واواً أَو ياءً ، فلا بُدّ من ثَبَاتِهَا ياءً في الجَمْعِ والتَّصْغِيرِ ، على ما أَحْكمَتْه صِنَاعةُ الإِعْرابِ .
( و ) جَمَّاحٌ وجُمَيْحٌ وجُمَحُ وجَموحٌ ( كَكَتّان وزُبَير وزُفَرَ وصَبوحٍ ، أَسماءٌ ) .
( وعبُد الله بنُ جِمْحٍ ، بالكسر : شاعرٌ عَبْقَسيّ ) ، من بني عبد القَيْس .
( و ) جُمَيحٌ ( كَزُبَيرٍ : الذَّكَرُ ) . قال الأَزهريّ : العربُ تُسمِّي ذَكَرَ الرَّجُلِ : جُمَيحاً ورُمَيحاً ، وتُسمِّي هَنَ المَرْأَةِ شُرَيحاً ، لأَنه من
____________________

(6/347)


الرَّجل يَجْمَحُ فَيرْفَع رَأْسَه ، وه ومنها يكون مَشروحاً أَي مفتوحاً .
( و ) جُمَحُ ( كزْفَرَ : جَبَلٌ لبني نُمَيرٍ ) .
( والجَمُوح ) كصَبورٍ : ( فَرَسُ مُسْلِمِ بن عَمْرٍ و الباهِليّ ) . ( و ) الجَمْوحُ : ( الرَّجُلُ يَرْكبُ هَواهُ فلا يُمنْكِن رَدُّه ) ، وهو مَجاز ، لشَبَهه له بالجَمُوحِ من الخَيْلِ الّذي لا يَرُدُّ لِجامٌ . وكلُّ شَيْءٍ مَضَى على وَجْهِه فقد جَمَحَ ، وهو جَموحٌ . قال الشاعر :
خَلَعْتُ عِذارِي جامِحاً ما يَرُدُّني
عن البِيضِ أَمْثَالِ الدُّمَى زَجْرُ زَاجِرِ
( ) ومما يستدرك عليه :
جَمَحَتِ السَّفِينَةُ تَجْمَحُ جُمُوحاً : تَرَكتْ قَصْدَهخَا فلم يَضْبِطْها المَلاَّحونَ . وجَمَحتِ المَفَازَةُ بالقَوْمِ : طَرَحَتْ بهم ، لبُعْدِها ، وهما من المَجاز .
وبنو جُمَحَ من قُريشٍ : هم بنو جُمَحَ بنِ عَمْرِو بنِ هُصَيْصِ بنِ كَعْبِ بن لُؤٍ يّ . وسَهْمٌ : أَخو جُمَحَ ، جَدٌّ بني سَهْمٍ . وزَعَمَ الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ أَنّ اسْمَ جُمَحَ تَيْمٌ ، واسْمَ سَهْمٍ زَيْدٌ ، وأَنّ زَيداً سابَقَ أَخَاه إِلى غايةٍ ، فجمَحَ عنها تَيْمٌ فسُمِّيَ جُمَحَ ، ووقف عليها زَيْد فقِيل : قد سَهَمَ زيْدٌ ، فسُمِّي سَهْماً .
وجَمَحَ به مُرادُه : لم يَنَلْه ، وهو مَجَازٌ .
جنح : ( يَجْنَح ) إِليه ( يَجْنَح ) ، كيَمْنَع ، على القياس ، لُغَةُ تَميم ، وهي الفصيحة ( ويَجْنُح ) ، بالضّمْ لُغة قَيْسٍ ، ( ويَجْنِح ) بالكسر ، وقد قُرِىء بهما شاذًّا ، كما في المُحْتَسب وغيره ، نقله شيخُنا ( جُنوحاً ) بالضّمّ ( : مالَ ) . قال الله عز وجل : { 6 . 019 وان جنحوا للسلم فاجنح لها } ( الأَنفال : 61 ) أَي إِن مالُوا إِليك فمِلْ إِليها ، والسَّلْم : المُصَالَحة ،
____________________

(6/348)


ولذالك أُنِّثت . ( كاجْتَنَجَ ) . وفي الحديث : ( فاجْتَنَحَ عَلَى أُسَامةَ حتّى دَخَلَ المسجدَ ) : أَي خَرَجَ مائِلاً مُتَّكِئاً عليه . ويقال : جَنَحَ الرَّجلُ واجْتَنَحَ : مَالَ على أَحَدِ شِقَّيْهِ وانْحَنَى في قَوْسِه .
( وأَجْنَحَ فُلاناً : أَصابَ جَنَاحَه ) ، هَكذا رُباعيًّا في سائر النُّسخ الّتي بأَيدينا . والّذي في ( الصّحاح ) و ( لسان العرب ) و ( الأَساس ) وغيرهما من الأُمَّهات : جَنَحَه جَنْحاً : أَصاب جَناحَه ، هاكذا ثُلاثيًّا . قال شيخُنا : وهو الصَّواب ، لأَن القاعدة فيما تَقْصِد إِصابتَه من الأَعضاءِ أَن يكون فعْله ثُلاثيًّا ، كعَانَه : إِذا أَصاب عَيْنَه . وأَذَنَه : إِذا أَصَابَ أُذُنه . وما عداهما . فالصّواب ما في ( الصّحاح ) والأَفعال ، وما في الأَصل غفلة .
( وأَجْنَحه : أَماله ) .
( وجُنُوحُ اللْيلِ ) بالضّمّ : ( إِقْبالُه ) .
وجَنَحَ الظَّلاَمُ : أَقْبَلَ اللَّيْلُ : وَجَنَحَ اللَّيّلُ يَجْنَح جُنوحاً : أَقبل .
( والجَوَانِحِ ) : أَوائلُ ( الضُّلُوعِ ) تَحتَ التَّرائبِ ممّا يَلِي الصَّدْرَ ) ، كالضُّلُوعِ ممّا يلي الظَّهْر ، سُمِّيتْ بذالك لجُنوحِها على القَلْب . وقيل : الجَوانِحُ : الضُّلوعُ القِصَارُ الّتي في مُقَدَّمِ الصَّدْر . ( واحِدتُه جانِحةٌ ) . وقيل : الجَوَانِحُ من البعيرِ والدَّابَّة : ما وقَعَتْ عليه الكَتفُ ، ومن الإِنسانِ ما كَان من قِبَلِ الظَّهْرِ ، وهُنَّ سِنٌّ : ثلاثٌ عن يَمينك ، وثلاثٌ عن شِمَالِك .
( وجُنِحَ البَعِيرُ ، كعُنِيَ : انْكَسَرَت جَوَانِحُه لثِقَلِ حِمْلِه ) .
وقيل : جنَحَ البعِيرُ جُنُوحاً : انْكَسر أَوَّلُ ضُلوعه ممّا يلي الصَّدْرَ .
( والجنَاحُ ) من الإِنسانِ : ( اليَدُ ) . ويَدا الإِنسانِ : جناحاه ، وكذا من الطائر .
وقد جَنَح يَجْنَح جُنوحاً : إِذا
____________________

(6/349)


كَسَر مِن جَنَاحَيْه ثم أَقبلَ كالوَاقِعِ اللاّهىء إِلى مَوْضِع . قال الشاعر :
تَرَى الطَّيْرَ العِنَاقَ يَظَلْنَ منه
جُنوحاً إِنْ سَمِعْنَ له حَسِسَا
( ج أَجْنِحةٌ وأَجْنُحٌ ) . حكى الأَخيرةَ ابنُ جِنِّي ، وقال : كَسَّروا الجَنَاحَ ، وهو مُذكَّر ، على أَفْعَلٍ ، وهو من تكسير المُؤنَّثِ ، لأَنُّهم ذَهَبوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشة . وكُلُّه راجِعٌ إِلى مَعنَى المَيْلِ ، لأَنّ جَنَاحَ الإِنسانِ والطائرِ في أَحَدِ شِقَّيْه .
( و ) في القرآن المجيد { 6 . 019 واضمم اليك جناحك من الرهب } ( القصص : 32 ) قال الزَّجّاح : معنَى جَنَاحِك ( العَضُدُ ) . ويقال : اليَدُ كُلُّهَا جَنَاحٌ ( و ) الجَنَاحُ : ( الإِبْطُ والجَانِبُ ) . قال الله تعالى : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلّ مِنَ الرَّحْمَةِ } ( الإِسراء : 24 ) أَي أَلِنْ لهما جانِبَك . وخَفَضَ له جَنَاحَه ، مَجَازِ . ( و ) الجنَاحُ : ( نَفْسُ الشَّيْءِ ) . ومنه قول عَدِيّ بن زيد :
وأَحْورُ العَيْنِ مَرْبوبٌ له غُسَنٌ
مُقَلَّدٌ من جَناحِ الدُّرِّ تِقْصَارَا
( و ) يقال : الجَنَاحُ ( من الدُّرِّ : نَظْمٌ ) منه ( يُعَرَّض ، أَو كُلُّ ما جَعَلْتَه في نِظامٍ ) : فهو جَنَاحٌ .
( و ) من المَجاز : الجَنَاحُ : ( الكَنَفُ والنَّاحِيَةُ ) . يقال : أَنا في جَناحِه ، أَي دارِه وظِلِّه وكَنَفه . ( و ) الجَنَاحِ : ( الطّائفةُ من الشيّءِ ، ويُضَم ، والرَّوْشَنُ ) كجَوْهَرٍ ، ( والمَنْظَرُ ) .
( و ) الجَنَاحُ : ( فَرَسٌ للحَوْفَزان بنِ شَرِيك ) التَّمِيمِيّ ، ( وآخَرُ لبَنِي سُلَيْمٍ ، وآخَرُ لمحمَّدِ بن مَسْلَمَةَ الأَنصاريّ ، وآخَرُ لعُقْبَةَ بن أَبي مُعَيْط ) .
( و ) الجَنَاحُ : ( اسْم ) رَجلٍ ، واسْم ذِئْب . قال :
ما راعَني إِلاَّ جَناحٌ هابِطَا
على الجِدَارِ ، قَوْطَها العُلابِطَا
____________________

(6/350)



وجَنّاحُ ، اسمُ خِباءٍ من أَخْبِيتِهم . قال :
عَهْدِي بجَنّاحٍ إِذا ما ( اهْتَزَّا
وأَذْرَتُ الرَّحُ تُرَاباً نَزَّا
أَنْ سَوفَ تُمْضِيه وما ارْمَأَزَّا
( وجَنَاحْ جَنَاحْ ) ، هاكذا مَبنيًّا على السُّكون : ( إِشْلاءُ الغَنْزِ عند الحَلْب ) .
( والجَنَاحُ هي السَّوْداءُ ) .
( وذو الجَنَاحَيْن ) : لقب ( جَعْفَرَ بن أَبي طالبٍ ) الهاشميّ ، ويقال له : الطّيَار ، أَيضاً . وكان من قِصَّته أَنه ( قَاتَلَ يَوْمَ ) غٍ زْوَةِ ( مُؤْتَةَ حتَّى قُطِعَت يَدَاهُ ، فقُتِل ) ، وكان حاملَ رايتِها . ( فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ( إِن الَّهَ قد أَبْدَلَه بِيَديه ، جَنَاحَيْن يَطير بهما في الجَنَّة حيث يَشَاءُ ) ) . وسيرَتُه في الكتبِ مشهورةٌ .
قال الأَزهريّ : ( و ) للعرب أَمْثالٌ في الجَنَاحِ . يقال : ( رَكِبوا جَنَاحَي الطَّرِيقِ ) ، هكذا في سائر النُّسخ ، والَّذي في ( اللسان ) : جَنَاحَيِ الطَّائِر : إِذا ( فارقُوا أَوْطَانَهم ) . وأَنشد الفرَّاءُ .
كَأَنَّما بجَنَاحَيْ طائرٍ طَارُوا
ويقال : فُلانٌ في جناحَيْ طائر ، إِذا كَانَ قَلِقاً دَهِشاً ، كما يقال : كأَنّه على قَرْنمِ أَعْفَرَ ، وهو مجاز . ( و ) يقولون : ( رَكِبَ ) فلانٌ ( جَنَاحَيِ النَّعامَةِ ) ، إِذا ( جَدّ في الأَمْرِ واحْتَفلَ ) قال الشّمّاخ :
فمنْ يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَنَاحَي نَعَامَةٍ
ليُدْرِك ما قَدّمْتَ بالأَمْسِ يُسْبَقِ
وهو مجازٌ . ( و ) يقولون : ( نحن علَى جناحِ السَّفرِ ، أَي نُرِيده ) ، وهو أَيضاً مَجازَ .
( و ) الجُنَاحُ ( بالضّمَّ ) : الميْلُ إِلى ( الإِثْم ) . وقيل : هو الإِثم عامّةً
____________________

(6/351)


وما تُحُمِّلَ من الهمّ والأَذَى ، أَنشد ابن الأَعْرابيّ :
ولاقِيْتُ من جُمْلٍ وأَسْبابِ حُبِّهَا
جُنَاحَ الَّذِي لاَقَيْتُ مِن تِرْبِهَا قَبْلُ
وقال أَبو الهَيْثَم في قوله تعالى : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ } ( البقرة : 235 ) الجُنَاح : الجِنَايَةُ والجُرْمُ . وقال غيرُه : هو التَّضييق . وفي حديث ابن عبّاس في مال اليتيم : ( إِني لأَجْنَحُ أَنْ آكُلٍ منه ) : ( أَي أَرَى الأَكلَ منه جُناحاً ، وهو الإِثم . قال ابن الأَثير : وقد تكرّر الجُنَاحُ في الحديث ، فأَيْنَ وَرَدَ فمعناه الإِثْمُ والمَيْلُ .
( والجِنْح ، بالكَسر : الجانِب ) من اللَّيْل والطَّريق . قال الأَخْضَرُ بنُ هُبَيْرَةَ الضَّبِّيّ :
أَناخَ قَليلاً عند جِنْحِ سَبيلِ
( و ) الجِنْحُ : ( الكَنَفُ والنَّاحِيَةُ ) قال :
فباتَ بجِنْحِ القَوْمِ حتَّى إِذا بَدَا
له الصُّبْحُ سام القَوْمِ إِحْدَى المهالِكِ
( و ) الجِنْ ( من اللَّيْلِ : الطَّائفةُ ، ويُضَمّ ) ، لُغتانِ . وقيل : جِنْحُ اللَّيْلِ : جانِبُه . وقيل : أَوّلُه . وقيل : قِطْعَةٌ منه نحْو النِّصف . ويقال : كأَنّه جِنْحُ لَيْلٍ : يُشَبَّه به العسْكرُ الجَرّارُ . وفي الحديث : ( إِذا اسْتَجْنَح اللَّيْلُ فاكْفِتوا الصِّبْيانَ ) المراد به أَوَّل اللَّيْل . ( و ) الجِنْح ، بالكسر ( اسمٌ ) و ( ذو الجَنَاحِ ) ، لَقبُ ( شَمِر ) ككَتِف ( ابن لَهِيعَةَ الحِمْيَريّ ) .
( و ) الجَنّاح ( كَكَتّان : بَيْتٌ بناه أَبو مَهْدِيَّة بالبَصْرة ) .
( والاجْتِناحُ في السُّجود : أَين يعْتَمِد ) الرَّجلُ ( على رَاحَتَيْه مُجافِياً لذِراعيْه غيرَ مُفْتَرِشِهِمَا ، كالتَّجَنُّح ) ، قاله شَمِرٌ . وقال ابن الأَثير : هو أَن يَرْفَع
____________________

(6/352)


ساعِديْه في السُّجود عن الأَرض ولا يَفْتَرِشَهما ، ويُجافِيهما عن جانبيَح ، ويعتَمِد على كَفَّيْه ، فيَصِيرانِ له مِثْلَ جَنَاحَي الطائِر . واجْتَنحَ الرَّجلُ في مَقْعَدِه على رَحْلِه : إِذا انْكَبّ على يَدَيْه كالمُتَّكِىءِ على يدٍ واحدة . وروى أَبو صالحٍ السَّمّان عن أَبي هريرة رضي الله عنه : ( أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلمأَمرَ بالتَّجنُّح في الصَّلاةِ . فشَكَا ناسٌ إِلى النّبيّ صلى الله عليه وسلمالضَّعْفَةَ ، فأَمَرَهم أَن يَستعينوا بالرُّكَب ) ، وفي رِوَاية : ( شكا أَصحابُ رَسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلمالاعتمادَ في السجود ، فرَخَّص لهم أَن يستعينوا بمرافِقِهم على رُكَبهم ) كذا في ( اللَّسان ) .
( و ) الاجتناحُ ( في النَّاقةِ : الإِسْراعُ ) قاله شَمِرٌ . وأَنشد ) :
إِذا تَبَادرْن الطَّرِيقَ تَجْتَنِحْ
( أَو ) الاجتناحُ فيها : ( أَن يكون مُؤخَّرُها يُسْندُ إِلى مُقَدَّمِهَا لِشدَّةِ انْدِفاعِها ) بحَفْزِها رِجْلَيْها إِلى صدْرِها ؛ قاله ابن شُميل .
( و ) الاجتناحُ ( في الخَيْلِ : أَن يكون حُضْرُه واحداً لأَحدِ شِقَّيْهِ يَجْتَنِحُ عليه ، أَي يَعْتَمِدُه في حُضْرِه ) ، قاله أَبو عُبيدة :
( ) ومما يستدرك عليه :
الأَجْنَاح : جمعُ جانحٍ ، بمعنى المَائِلِ ، كشاهِدٍ وأَشْهَادٍ . وقد جاءَ في شِعْر أَبي ذؤيْب .
وجَنَاحَا العَسْكَرِ : جانبَاهُ . وكذا جَنَاحَا الوَادِي : جانِبَاه ، وهُما مَجْرَيانِ عن يَمِينِه وعن شِمَالِه .
وهو مقْصُوصُ الجَنَاحِ ، للعَاجِز .
وكلّ ذالك مَجَازٌ .
وجَنَاحُ الرَّحَى : ناعُورُها .
وجِنَاحَا النَّصْلِ : شَفْرَتاه .
ونَاقَةٌ مُجْتَنِحَةُ الجَنْبَيْنِ : واسِعَتُهَما .
____________________

(6/353)



وجنَحت الإِبلُ : خَفَضتْ سَوَالِفَها . ( في السَّيْر ) وقيل : أَسْرَعت . قال أَبو عبيدة : النَّاقَة البارِكَةُ إِذا مَالَت على أَحَدِ شِقَّيْها يقال : جَنَحَت .
وجَنَحتِ السَّفِينَةُ تَجْنَح جُنُوحاً : انْتَهتْ إِلى الماءِ القَلِيلِ فلَزِقَت بالأَرض فلم تَمْضِ ؛ كذا في ( الأَساس ) و ( اللسان ) . وفي ( التهذيب ) الرَّجل يَجْنَح : إِذا أَقبَلَ على الشَّيْءِ يَعمله بيدَيْه : إِذا أَقبَلَ على الشَّيْءِ يَعمله بيدَيْه وقد حَنَى عليه صدْرَه . وقال ابنُ شُميلٍ : جَنَحَ الرَّجلُ على مِرْفَقيْه : إِذا اعتَمدَ عليهما وقد وَضَعَهما بالأَرضِ أَو عَلَى الوِسادةِ ، يَجْنَح جُنُوحاً وجَنْحاً .
والمَجْنَحَةُ : قِطْعَةُ أَدَمٍ تُطْرَحُ على مُقَدَّمِ الرَّحْلِ يَجْتَنِح الرَّاكبُ عليها .
ويقال : أَنا إِليك بجُنَاحٍ ، أَي مُتَشوِّقٌ ؛ كذا حُكِيَ بضمّ الجيم . وأَنشد :
يا لَهْفَ هِنْدٍ بعد أُسْرةِ واهِبٍ
ذَهبُوا وكنتُ إِليهم بجُناحِ
أَي متشوِّقاً .
وجنحَ الرَّجلُ يَجْنَح جُنُوحاً : أَعْطَى بِيَدِه . وعن ابن شُميْلٍ : جَنَحَ الرَّجلُ إِلى الحرُورِيَّةِ ، وجنَحَ لهم : إِذا تابَعَهم وخَضَعَ لهم .
والجَناحِيَّة : طائِفَةٌ من غُلاة الرَّوافِض ؛ ذكرَه ابنُ حَزْمٍ ، وأَبو إِسحاقَ الشّاطبِيّ .
ومن المجاز : قَدَّمَ لنا ثَرِيدةً ولها جَنَاحَانِ من عُرَاقٍ ، ومُجنَّحَةً بالعُراقِ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
جنبح : ( ) ومما يستدرك عليه :
الجُنْبُح : العَظيمُ . وقيل : الجُنْبُح ، بالخاءُ ؛ أَوْرَده في ( اللسان ) .
جندح : ( جُنَادِحُ بن مَيْمُونٍ ) كعُلابِطٍ ( صَحابيٌّ شَهِدَ فَتْ مِصْر ، ذكره ابنُ يونُس ، وأَوردَه ابن فَهْد في معجمه .
جوح : ( *!الجَوْحُ : البِطِّيخُ الشّامِيّ ، والإِهْلاكُ والاسْتِئصالُ ) . وقد *!جَاحَتْهم
____________________

(6/354)


السَّنَةُ *!جَوْحاً *!وجِيَاحاً ( *!كالإِجاحة *!والاجْتِيَاح ) . وقد *!أَجاحَتْهم *!واجْتَاحَتْهم اسْتَأَصَلتْ أَموالَهم . وفي الحديث : ( أَعاذَكم اللَّهُ من *!جَوْحِ الدَّهْرِ ) *!واجْتَاحَ العَدُوُّ مالَه : أَتَى عليه ، ( ومنه *!الجائحة : للشِّدة ) والنّازِلَةِ العظيمة الّتى *!تَجْتَاحُ المَالَ من سَنَةٍ أَو فِتْنَة . وكلُّ ما اسْتَأْصلَه : فقد *!جَاحه *!واجْتَاحَه . *!وجَاحَ اللَّهُ مالَه *!وأَجاحَه : بمعنَى أَهْلَكه *!بالجائِحة . *!والجَوْحةُ *!والجائِحة : للْسَّنَةِ ( *!المُجْتَاحَةِ للمالِ ) ، قاله واصل . وقال الأَزهريّ عن أَبي عُبيدٍ : الجائِحةُ : المُصِيبةُ تَحُلّ بالرَّجل في ماله *!فتَجْتَاحه كلَّه وقال ابن شُميل : أَصابَتْهم *!جائِحةٌ ، أَي سَنةٌ شديدةٌ *!اجتَاحَتْ أَموالهم . وقال أَبو منصورٍ : *!والجائِحة تكون بالبَرَد يَقَعُ من السَّماءِ إِذا عَظُمَ حَجْمُه فكَثُرَ ضَرَرُه ، وتكون بالبَرْدِ المُحْرِق أَو الحَرّ المُحْرِقِ . قال شَمِرٌ : وقال إِسحاقُ : *!الجائِحة إِنما هي آفةٌ *!تَجتاحِ الثَّمَر ، سَمَاوِيّة ، ولا تكون إِلاّ في الثِّمَار .
( *!والمِجْوَحُ ، كمنْبَرٍ : الّذي يَجْتَاحُ كلَّ شَيْءٍ ) أَي يستأْصِله .
( *!والجَاحُ : السِّتْر ) ، وهو الإِجاحُ كما تقدّم *!والوجاحُ ، كما سيأْتي .
( *!والأَجْوحُ : الواسِعُ من كلِّ شيْءٍ ح *!جُوحٌ ) ، بالضّمّ .
( و ) تقول (*! جَوَّحْتُ رِجْلي ) *!تَجْوِيحاً : أَي ( أَحْفَيْتُها ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!جاحَ ) *!يَجُوحُ *!جَوْحاً : إِذا أَهْلَك مالَ أَقرِبائه .
*!وجاحَ *!يَجُوحُ ، إِذا ( عَدَلَ عن المَجَحَّةِ ) إِلى غيرِها .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الجائِح : الجَرَادُ ؛ ذَكَرَه الأَزهريّ نقلاً عن ابن الأَعرابيّ في ترجمة جحا .
*!وجَوْحَانُ اسمٌ .
*!ومَجَاحٌ : موضع . أَنشد ثعلب :
لَعَنَ اللَّهُ بَطْنَ قُفَ مَسيلاً
*!ومَجَاحاً فلا أُحِبُّ *!مَجَاحَا
____________________

(6/355)



قال : وإِنّما قَضَينَا على *!مَجَاحٍ أَنّ أَلِفَه واوٌ ، لأَنّ العَيْنَ واواً أَكثرُ منها ياءً ، وقد يكونُ *!مَجَاحٌ فَعَالاً ، فيكون من غيرِ هاذا البَابِ ، وقد تَقدّمت الإِشارةُ إِليه ، وسيأْتي فيما بعدُ .
جيح : ( ) ومما يستدرك عليه : *!جيح ، واستُعْمِل مها *!جَيْحَانُ *!وجَيْحُونُ ، مثلُ سَيْحَانَ وسَيْحُونَ : وهما نهرانِ عَظِيمَانِ مَشْهُورانِ ؛ وقد ذِكِر سَيْحَانُ في سَاح .
*!وجَيْحَانُ : وادٍ معروفٌ .
وقد جاءَ في الحديث ذِكْرُهما ، وهما نَهْرانِ بالعَواصِمِ عند أَرْضِ المَصِّيصةِ وطَرَسُوسَ ؛ كذا في ( اللسان ) .
وقد جاحَهم اللَّهُ *!جَيْحاً *!وجائحة : دَهَاهُم ، مَصْدَرٌ كالعافِيَةِ .
2 ( فصل الحاءِ ) المهملة مع نفسها ) 2
حدح : يقال ( امرأَةٌ حُدُحَّةٌ ، كعُتُلَّةٍ ، أَي قَصيرةٌ ) . كحُدْحُدَةٍ .
حرح : ( الحِرُ ) بالكسر والتخفيف ، وهاذا هو الأَكثر : في معنَى فَرْجِ المرأَةِ . ( و ) يقال : ( الحِرَةُ ) بزيادة الهاءِ في آخرِه ، وهو غَرِيبٌ . قال الهُذَليّ :
جُرَاهِمِةٌ لها حِرَةٌ وثِيلُ
وهما مخَفَّفانِ . و ( أَصْلُهُمَا حِرْحٌ ، بالكسر ) ، ممّا اتفقت فيه الفاءُ واللام ، وهو قليل ، كسَلس وبابه و ( ج أَحْرَاحٌ ) ، لا يُكَسَّر على غير ذالك . قال :
إِنّي أَقود جَمَلاً مِمْراحَا
ذا قُبَّة مَملوءَةٍ أَحْرَاحَا
قال أَبو الهيثم : الحِرُّ حِرُ المَرْأَة ،
____________________

(6/356)


مُشدَّد الرَّاءِ ، لأَنّ الأَصلَ حِرْحٌ ، فثَقُلت الحاءُ الأَخيرةُ مع سكون الرَّاءِ ، فثَقَّلُوا الرَّاءَ وحَذفوا الحَاءَ ، والدّليلُ على ذلكم جَمْعُهم الحِرَّ أَحْرَاحاً ،
( و ) قالوا : ( حِرُونَ ) كما قالوا في جمع المَنْقُوص : لِدُونَ ، ومِؤُونَ .
( والنَّسْبَة ) إِليه ( حِرِيٌّ و ) إِنْ شِئت ( حِرَحِيّ ) فتفتح عين الفِعْل كما فتحوها في النِّسبة إِلى يَدٍ وغَدِ ، قالوا : يَدَويّ وغَدَويّ ، ( و ) إِن شئت قلت : ( حَرِحٌ ، كسَتِهٍ ) ، أَي كما قالوا : رَجُلٌ سَتِهٌ كفَرِحٍ ، مبنيّ من الاسْتِ على أَصله .
( والحَرِحُ ، ككَتِفٍ أَيضاً المُولَعُ بها ) ، أَي بالأَحْرَاحِ . وأَرْجَعه شيخنا إِلى الحِرِ ، فغَلَّط المصنِّف ؛ وليس كما زعم .
وفي ( اللسان ) ورجلٌ حَرِحٌ : يُحِبّ الأَحْرَاحَ . قال سيبويه : هو على النَّسب .
( و ) يقال : ( حَرَحَها ، كمَنَعَها ) ، إِذا ( أَصابَ حِرَحَها ، وهي مَحْرُوحَةٌ ) ، قال : أُصِيبتْ في حِرِحِها . وفي بعض النِّسخ : أَصاب حِرَّها ، هكذا ، استثقلَت العربُ حاءً قَبلَها حَرٌ ساكنٌ ، فحذفوها وشدّدوا الراءَ .
حنح : ( حِنْحْ ، بالكسر ) مُسَكَّن ؛ ( زَجْرٌ للغَنَم ) .
حيح : ( *!حاحَيْتُ *!حِيحَاءً ) ، بالسكر ، ( مُثَّلَ به في كتب التَّصْريف ، ولم يُفسَّر ) عندهم . ( وقال الأَخْفَش : لا نَظِيرَ له سِوَى عَاعَيْتُ وهاهَيْتُ ) . قال شيخنا نقلاً عن ابن جنيّ في سرّ الصناعة ، في
____________________

(6/357)


مبحث اشتقاق العرب أَفعالاً من الأَصوات ، ما نصُّه : وهاذا من قولهم في زَجْرِ الإِبل : *!حاحَيْتُ وعَاعَيْت وهَاهيْت : إِذا صِحْتَ فقلْتَ : حا ، و : عا و : ها . ثم قال شيخنا : وبه تعلم أَنها أَفعالٌ بُنِيَتْ من حِكايةِ أَصوَاتٍ وأَمثالُه مشهورة في مصنفات النَّحْو . وأَشار إِلى مثله . . ابنُ مالك وغيرُه فما معني قوله : لم تُفسَّرْ ، فتأَمَّلْ .
( ) ثم قال : وبقي عليه من المشهور :
*!حاحَةُ : بلَدَةٌ واسِعَةٌ بين مَرَّاكُشَ وسُوسٍ .
*!وحِيحَةُ ، بالكسر : قبيلةٌ من قبائلِ سُوس مشهورة أَيضاً .
2 ( فصل الدّال ) المهملة مع الحاءِ المهملة ) 2
دبح : ( دَبَّح ) الرَّجلُ ( تَدْبِيحاً ) : حَنَى ظَهْره ؛ عن اللّحيانيّ . والتَّدْبيح : تنْكِيسُ الرّأْسِ في المشْي . والتَّدْبيح في الصّلاة : أَن يُطَأْطِىءَ رأْسَه ويَرْفَعَ عجُزَه . وعن الأَصمعيّ : دَبَّحَ : ( بَسَط ظَهْرَه وطَأْطَأَ رأْسَه ) ، فيكون رأْسُه أَشدَّ انْحِطَاطاً من أَلْيَتَيْه . وفي الحديث نَهَى أَن يُدبِّحَ الرَّجلُ في الرُّكوع كما يُدَبِّحُ الحِمَارُ . قال أَبو عُبَيْد : معناه يُطأْطِىء رأْسَه في الرُّكوع حتّى يكونَ أَخْفَضَ من ظَهْرِه . وعن ابن الأَعْرَابيّ : التَّدْبيح : خَفْضُ الرَّأْس وتَنْكِيسُه . وقال بعضُهم : دَبَّحَ : طَأْطأْ رأْسَه فقط ، ولم يذكر هل ذالك في مَشْيٍ أَو مَع رَفْعِ عَجُزٍ . وقال الأَزهريّ : دَبَّحَ الرَّحلُ ظَهْرَه ، إِذا قَنَاه فارتفعَ وَسَطُه كأَنّه سَنَامٌ . قال : رواه اللَّيثُ بالذّال المعجمة ، وهو تَصحيفٌ ، والصّحيح أَنه بالمهملة ، ( كانْدَبَح ) .
( و ) دَبَّحَ : ( ذَلّ ) ، وهاذا عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) دَبَّحَت ( الكَمْأَةُ ) ، إِذا ( انْفَتَح عنها الأَرضُ ، وما ظَهَرَتْ ) بَعْدُ .
( و ) دَبَّحَ ( في بيتِه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْ ) .
____________________

(6/358)



( و ) رَوى ابن الأَعرابيّ : ( ما بالدّار دِبِّحيحٌ ، كسِكِّينٍ ) بالحاءِ والجيم ، والحاءُ أَفْصَحُهما ، ورواه أَبو عُبيدٍ بالجيم ، أَي ( أَحَدٌ ) . وقال الأَزهريّ : معناه مَنْ يَدِبّ .
( و ) عن ابن شُميل : ( رَمْلَةٌ مُدَبِّحةٌ ، بكسر الباءِ ) ، أَي ( حَدْبَاءُ ، ج مَدَابِحُ ) . يقال : رِمَالٌ مَدَابِحُ .
( و ) أَمّا قولهم : ( أَكَلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ ) فقد تَقدّم ذِكرُه ( في بدح ) فراجِعْه إِن شئتَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال أَبو عَدْنان : التَّدْبيحُ : تَدْبيحُ الصِّبيانِ إِذا لَعبوا ، وهو أَن يُطَأْمِنَ أَحَدُهم ظَهْرَه ، ليَجِيءَ الآخرُ يَعْدُو من بعيد حتّى يَرْكبَه ، والتَّدْبيحُ : هو التَّطَأْطُؤُ . يقال : دَبِّحْ لي حتّى أَرْكبَكَ . ودَبَّحَ الحِمَارُ : إِذا رُكِبَ ، وهو يَشتكِي ظَهْرَه من دَبَرِه ، فيُرْخِي قَوَائمَه ، ويُطَأْمِنُ ظَهْرَه وعَجُزَه من الأَلم ، كطا في ( اللّسان ) .
دحح : ( *!الدَّحُّ ) : شِبْهُ ( الدَّسِّ ) .*! دَحَّ الشَّيْءَ *!يَدُحّه *!دَحًّا : وَضَعَه على الأَرضِ ثم دَسَّه حتّى لَزِقَ بها . قال أَبو النّجم في وصف قُتْرةِ الصائِد :
بَيْتاً خَفِيًّا في الثَّرَى *!مَدْحوحَا
أَي مَدسوساً ؛ كذا في المُجمل . ( و ) *!الدَّحّ : ( النِّكاحُ ) . وقد *!دَحَّها *!يَدُحُّهَا *!دَحًّا . وقال شَمِيرٌ : *!دَحَّ فُلاناً *!يَدُحَّه دَحًّا *!ودَحَاه : إِذا دَفَعه ورَمَى به ، كما قالوا : عَرَاه وعَرَّه . وفي حديث عُبيدِ الله بن نَوْفَلٍ ، وذَكَرَ ساعة يوم الجُمُعةِ : ( عُبيدُ اللَّهِ *!فَدُحَّ *!دَحَّةً ) . *!الدَّحُّ : الدَّفْع وإِلْصاقُ الشّيءِ بالأَرض ، وهو قريبٌ من الدَّسِّ .
( و ) الدَّحّ : ( الدَّعّ في القَفَا ) ، وهو الضَّرْب بالكَفِّ مَنْشورةً ، وقد دَحَّ قَفَاه *!يَدُحُّه *!دُحوحاً *!ودحًّا .
( *!وانْدَحّ : اتَّسَعَ ) . وفي الحديث : ( كانَ لأُسامةَ بطْنٌ *!مُنْدَحٌّ ) ، أَي مُتَّسِعٌ . قال ابن بَرِّيّ : أَمّا *!انْدَحَّ بَطْنُه فصوابُه أَن يُذْكَر في فصل *!ندح ،
____________________

(6/359)


لأَنه من معنَى السَّعَةِ لا من معنَى القِصَر . ومنه قولهم : ليس لي عن هاذا الأَمر *!مَنْدُوحَة ، *!ومُنْتَدَحٌ : أَي سَعَةٌ . قال : وممّا يَدُلُّك على أَنّ الجوهريّ وَهِمع في جعله انْدَحّ في هاذا الفصلِ كَوْنُ قد استدرَكَه أَيضاً ، فذكَره في فصل ندح . قال : وهو الصّحيح . ووزنه افْعلّ مثل احْمَرّ . وإِذا جعلته من فَصل دحح فوزنه انْفَعَلَ مثل انْسَلّ انْسِلالاً ، وكذالك *!انْدَحَّ *!نْدِحاحاً . والصّواب هو الأَوّل . وهاذا الفصلُ لم ينفرِد الجوهريّ بذكْره في هاذه الترجمة ، بل ذَكرَه الأَزهريّ وغيره في هاذه الترجمةِ . وقال أَعرابيُّ : مُطِرْنا لِلَيْلَتينِ بَقِيَتَا فانْدَحّتِ الأَرضُ كَلأً .
( *!والدَّحْداحُ ) بالفتح ( و ) *!الدَّحْداحَةُ ، ( بهاءٍ ، *!والدَّحْدَحُ ) ، كجعفر ( *!والدُّحادِحُ ، بالضّمّ ، *!والدُّحَيْدِحَةُ ) ، مَصغَّراً ، ( *!والدَّوْدَحُ ) ، كجَوْهَرٍ ، حكاه ابن جِنّي ولم يُفَسِّره ، ( *!والدَّحْدَحَة ) ، كلُّ ذالك بمعنى ( القَصير الغَليظ البَطْنِ ) . وامرأَةٌ *!دَحْدَحَةٌ *!ودَحْداحَةٌ . وكان أَبو عَمْرٍ و قد قال : الذَّحْذاحُ ، بالذّال : القصيرُ ، ثم رَجع إِلى الدّال المهملة . قال الأَزهريّ وهو الصَّحيح . قال ابن بَرِّيّ : حكَى اللِّحْيَانيّ أَنه بالدّال والذّال معاً . وكذالك ذَكره أَبو زيدٍ . قال : وأَما أَبو عمرٍ و الشيبانيّ فإِنه تَشكَّكَ فيه ، وقال : هو بالدّال أَو بالذّال :
( *!والدَّحُوحُ : المَرْأَةُ والنَّاقَةُ العَظيمتانِ ) . يقال : امرأَةٌ *!دَحُوحٌ ، وناقةٌ *!دَحُوحٌ .
( و ) ذكر الأَزهريّ في الخُماسيّ (*! دِحِنْدِحٌ ، بالكسر ) فيهما ، وهو ( دُوَيْبَّة ) ؛ كذا قال . ( و ) *!دِحِنْدِحٌ : ( لُعْبَةٌ للصِّبْيَة يَجْتَمِعون لها فيقولونها ، فمن أَخْطَأَها قامَ على رِجْلٍ وحَجَلَ سَبْعَ مَرّاتٍ ) . وروَى ثعلب قال : هو أَهْوَنُ عَليَّ من دِحِنْدِحٍ . قال : فإِذا قيل : أَيْش دِحِنْدِحٌ ؟ قال : لا شيْءَ ، وذكر محمّد بن حبيب هاكذا إِلاّ أَنه قال *!دِحِدِحٍ دُوَيْبة صغيرة ، كذا في ( اللّسان ) . ( ويُقَال للمُقِرِّ :
____________________

(6/360)


*!دِحْ *!دِحْ ) بالكسر والتسكين ، حكاه ابن جنّي ( *!ودِحٍ دِحٍ ) بالتّنوينٍ ، ( أَي أَقْرَرْتَ فاسْكُتْ ) ؛ قاله ابن سيده فيما يَذْكُر عن محمد بنِ الحَسن في تفسير هاذه الكلمة . قال : وظنَّتْه الرُّواةُ كلمةً واحدةً وليس كذلك . قال : ومن هنا قُلنا : إِنّ صاحب اللُّغة إِن لم يكن له نَظرٌ أَحَال كثيراً منها وهو يُرَى أَنه على صَوابٍ ، ولم يُؤْتَ من أَمانتِه وإِنّما أُتِيَ من مَعْرفته .
( و ) حكى الفَرَّاءُ عن العرب ( يُقَال *!دَحَّا مَحَّا ، أَي دَعْها مَعَها ) ، هاكذا يُريدون .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!دَحَّ في الثَّرَى بَيْتاً ، إِذا وَسَّعَه . وبَيْتٌ مَدْحوحٌ ، أَي مُسَوًى مُوَسَّعٌ .
*!والدَّحُّ : الضَّرْبُ بالكَفِّ مَنشورةً ، أَيَّ طَوائِفِ الجَسدِ أَصَابَتْ .
وفَيْشَلَةٌ *!دَحُوحٌ . قال :
قَبِيحٌ بالعَجُوزِ إِذا تَغَدَّتْ
مِن البَرْنِيِّ واللَّبَنِ الصَّريحِ
تَبَغِّيها الرِّجالَ ، وفي صَلاهَا
مَواقِعُ كُلِّ فَيْشَلةٍ دَحُوحِ
*!والدُّحُحُ : الأَرَضونَ المُمْتَدّةُ .
ويقال : *!انْدَحَّت خَواصِرُ الماشيةِ *!انْدِحَاحاً ، إِذا تَفَتَّقَتْ من أَكْلِ البَقْلِ .
ودَحَّ الطَّعَامُ بَطْنَه *!يَدُحُّه ، إِذا مَلأَه حتّى يَسْترْسِلَ إِلى أَسْفَلَ .
وأَبو *!الدَّحْداحِ ثابتُ بنُ الدَّحْداحِ ، صَحابيٌّ ، وإِليه يُنْسَب المَرْجُ .
وقال اللّيث : الدَّحْدَاحُ *!والدَّحْداحَة من الرِّجال والنِّساءِ : المُسْتَدِيرُ المُلَمْلَمُ ، وأَنشد :
أَغَرَّكِ أَنَّنِي رَجلٌ جَلِيدٌ
*!دُحَيْدِحةٌ وأَنك عَلْطَمِيسُ ؟

____________________

(6/361)


ددح : ( *!الدَّوْدَحَة : السِّمَنُ ) مع القِصَر ، وذكره ابنُ جِنّي ، ولم يفسِّره . وقد تقدّم في قول المصنّف : *!الدَّوْدَحُ : القَصِيرُ ، فذِكْحرُه ثانياً تَكرارٌ .
درح : ( دَرَحَ ، كمنَعَ : دَفَعَ ، وكَفَرِحَ : هَرِمَ ) هَرَماً تامًّا . ( و ) منه قيل : ( ناقةٌ دَرِجٌ ككَتِفٍ ) ، أَي ( هَرِمةٌ ) مُسِنّةٌ ؛ قال الأَزهريّ .
( ورجُلٌ دِرْحايَةٌ ، بالكسر ) : كثير اللَّحْم ( قَصيرٌ سَمينٌ بَطِينٌ ) لئيمُ الخِلْقةِ وهو فِعْلاَيَة . قال الرّاجز :
إِمّا تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَهْ
عَكَوَّكاً إِذا مَشَى دِرْحايَهْ
تَحْسِبَنُي لا أُحْسِنُ الحُدَايَه
أَيَايَه أَيَايَهٍ أَيَايَهْ
دربح : ( دَرْبَحَ ) الرّجلُ : ( عَدَا مِن فَزَعٍ .
و ) دَرْبَحَ : ( حَنَى ظَهْرَه ) ، عن اللّحيانيّ ، ( وطَأْطَأَه ) .
قال الأَصمعيّ : قال لي صَبيٌّ من أَعرابِ بني أَسَدٍ : دَلْبِحْ ، أَي طَأْطِىء ظَهْرَك . قال : ودَرْبَحَ مِثْلُه .
( و ) دَرْبَحَ : ( تَذَلَّل ) ، عن كُراع ، والخَاءُ أَعْرَف ، وسَوَّى يَعقوبُ بينهما .
دردح : ( الدَّرْدِحُ ، بالكسر ) فيهما هو ( المُوَلَّع بالشَّيْءِ . و ) الدِّرُدِحُ ( العَجوزُ ، والشَّيخُ الهِمُّ ) . وشَيْخٌ دِرْدِحٌ ، أَي كَبيرٌ . وقيل : الدِّرْدِحُ : المُسِنّ الّذي ذَهَبَتْ أَسنانُه .
( و ) في ( التهذيب ) : الدِّرْدِحة ، ( بهاءٍ : المرأَةُ الّتي طُولُها وعَرْضُها سَواءٌ ، ج دَرادِحُ ) قال أَبو وَجْزَةَ :
وإِذْ هِيَ كالبكْرِ الهِجانِ إِذا مَشَت
أَبَى لا يُماشِيها القِصَارُ الدَّرَادِحُ
( و ) الدِّرْدِحُ ( من الإِبلِ : الَّتي
____________________

(6/362)


أُكِلَت أَسْنَانُها ولَصِقتْ بحَنَكِها كِبَراً ) ، قال الأَزهريّ في ترجمة ( علهز ) ( نابٌ عِلْهِز ) ودِرْدِحٌ : هي الّتي فيها بَقِيصة وقد أَسَنَّتْ .
دلح : ( دَلَحَ ) الرَّجلُ ( كمَنَع ) يَدْلَح دَلْحاً : ( مَشَى بحِمْلِه مُنْقبِضَ الخَطْوِ ) غيرَ مُنْبسِطه ( لثِقَلِه ) عليه ؛ وكذلك البَعغِيرُ : إِذا مَرّ به مُثْقَلاً .
وقال الأَزهريّ : الدالِحُ : البَعِيرُ إِذا دلَحَ ، وهو تَثاقُلُه في مَشْيِه مِن ثِقَلِ الحِمْل .
وناقَةٌ دَلُوحٌ : مُثْقَلَةٌ حِمْلاٍ أَو مُوقَرةٌ شَحْماً . دَلَحتْ تَدْلَحُ دَلْحاً ودَلَحَاناً .
( و ) قال الأَزهريّ : السَّحابة تَدْلَح في مَسِيرِها من كَثْرةِ مائِها .
يقال : ( سَحابَةٌ دَلوحٌ ) كصبورٍ : ( كَثيرةُ الماءِ ) . . وسَحابَةٌ دالِحَةٌ : مُثْقَلَةٌ بالماءِ كَثيرَتُه . ( ج دُلُحٌ ) بضمَّتين ( كقُدُمٍ ) في قَدُومٍ .
( وسَحابٌ دالِحٌ ، ج دُلَّحٌ ، كرُكَّعٍ ) في راكعٍ ، ( ودَوالِحُ ) . وفي حديثِ عليَ ووَصَف الملائكةَ وقال : ( منهم كالسَّحَابِ الدُّلَّح ) جمع دالِحٍ و ( سَحابٌ دَوَالِحُ قال البَعِيث :
وذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُهُ
ذِهَابُ الصَّبَا والمُعْصِراتُ الدَّوَالِحُ
وتَدَالَحَ الرَّجلانِ الحِمْلَ بَيْنَهُمَا تَدَالُحاً ، أَي حَمَلاه بينهما . وتَدالَحَا العِكْمَ : إِذا أَدْخَلا عُوداً في عُرَى الجُوَالِق وأَخَذَا بطَرَفَيِ العُودِ فحمَلاه . ( وتَدَالَحاه فيما بينَهما : حَمَلاه على عُودٍ ) . وفي الحديث أَنّ سَلْمَانَ وأَبا الدَّرْداءِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما اشْتَرَيَا لَحْماً فتَدَالَحَاه بينهما على عُودٍ .
( ودَوحلَحُ : امرأَةٌ ) ، كذا في ( الصّحاح ) وغيرِه . وفي هامش نُسخة ( الصّحاح ) ما نَصُّه : ووُجِدَ بخطّ أَبي زكريّا الخَطِيبِ ما نَصُّه : دَوْلَحُ :
____________________

(6/363)


اسمُ ناقةٍ . وهاكذا ضَبطه الفَرَّاءُ ، وبالجيم ضبطَه ابن الأَعرابيّ ، ولم يَتعرّض له المصنّف هناك .
( و ) الدُّلَحُ ( كصُرَدٍ : الفَرَسُ الكَثيرُ العَرَقِ ) . يقال : فَرَسٌ دُلَحٌ : يَخْتَال بفارِسِه ولا يُتْعِبه . قال أَبو دُوَاد :
ولقد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْكَلٍ
سَبِطِ العُذْرَةِ مَيّاحٍ دُلَحْ
( ) ومما يستدرك عليه :
في الحديث : ( كُنَّ النِّسَاءُ يَدْلَحْنَ بالقِرَب على ظُهورِهنّ في الغَزْوِ ) : المراد أَنهنّ كنّ يَسْتَقِينَ الماءَ ويَسْقِين الرِّجَالَ ، وهو مِنْ مَشْيِ المُثْقَل بالحِمْل ، وقال الأَزهري عن النَّضْر : الدَّلاَحُ من اللَّبَن : الّذي يَكْثُر ماؤُه حتَّى تَتبيَّنَ شُبْهَتُه .
ودَلَحْتُ القَوْمَ ودَلَحْتُ لهم ، وهو نَحْوٌ من غُسَالَةِ السِّقاءِ في الرِّقَّة أَرَقُّ من السَّمَارِ .
دلبح : ( دَلْبَحَ ) الرَّجلُ : ( حَنَى ظَهْرَه ، عن اللِّحْيَانيّ ( وطَأْطَأَه ) . نقل الأَزهريّ عن أَعرابِ بني أَسَدٍ : دَلْبِحْ ، أَي طَأْطِىء ظَهْرك . ودَرْبَحَ مِثْلُه . وقد تقدّم .
دمح : ( دَمَّحَ ) الرَّجلُ ( تَدْميحاً ) ودَبَّحَ : ( طَأْطَأَ رَأْسَه ) ، عن أَبي عُبيدٍ . ودَمَّحَ طَأْطَأَ ظَهْرَه ؛ عن كُراع واللِّحْيَانيّ :
( والدَّمَحْمَحُ ) ، كسَفَرْجَلٍ ( : المُسْتَدِيرُ المُلَمْلَمُ ) .
وفي ( التهذيب ) في ترجمةٍ ضب :
خُناعَةُ ضَبٌّ دَمَّحَتْ في مَغَارَةٍ
رواه أَبو عَمرٍ و : دَمَّحت ، بالحاءِ ، أَي أَكَبَّت ؛ كما في اللِّسان .
دملح : ( دَمْلَحَه : دَحْرَجَه ) .
( والدُّمْلُحَة بالضّمّ ) ، أَي الأَوّل
____________________

(6/364)


والثالث ( : الضَّخْمَةُ التّارَّةُ ) من النِّسَاءِ أَو من النُّوق . وهاذه المادّة أَغْفَلها ابن منظور وغيرُه .
دنح : ( دَنَحَ ، كَمَنَع ، دُنوحاً ) ، بالضّمّ : ( ذَلَّ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، ( كدَنَّحَ ) ، مشدَّداً . ودَنَّحَ الرَّجلُ : طَأْطَأَ رَأْسَه .
( و ) قال ابن دُرَيد : ( الدِّنْحُ ، بالكسر ) لا أَحسَبها عَربيَّةً صحيحةً ( : عِيدٌ للنَّصَارَى ) وتكلّمت به العربُ .
دنبح : ( الدُّنْبُح ، كسُنْبُل ) : الرَّجلُ ( السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) اللاّزِمُ بَيْتَه . ويُحْتَمل زِيادةُ النُّون . وقد أَغفلَها ابنُ منظور وغيره .
دوح : ( *!الدّاحُ : نَقْشٌ *!يُلوَّحُ ) به ( للصِّبيان يُعَلَّلونَ به ) .
( ومنه ) قولهم : ( الدُّنْيَا دَاحَةٌ ) . وفي ( التهذيب ) عن أَبي عبد الله المَلْهُوفِ ، عن أَبي حَمزَةَ الصُّوفِيّ أَنه أَنْشَده :
لولا حِبَّتي *!داحةٌ
لكان الموتُ لي راحَهْ
قال فقلت له : ما *!دَاحَهُ ؟ فقال : الدُّنْيا . قال أَبو عَمرٍ و : هاذا حَرفٌ صحيحٌ في اللُّغة لم يكن عند أَحمدَ بنِ يَحْيَى . قال : وقول الصِّبيان : *!الدّاحُ ، منه .
( و ) الدّاحُ : ( سِوَارٌ ذُو قُوًى مَفْتُولةٍ : و ) الدّاحُ : ( الخَلُوقُ من الطِّيب . و ) الدّاحُ : ( وَشْيٌ ) ونَقْشٌ ، يقال : فُلانٌ يَلْبَس الدَّاحَ ، أَي المُوَشَّى والمُنَقَّشَ . وجاءَ وعليه دَاحَةٌ ، كذا في ( الأَساس ) . ( و ) الدَّاحُ : ( خُطوطٌ على الثَّوْرِ وغيرِه ) .
( *!والدَّوْحَة : الشَّجَرةُ العظيمةُ ) ذاتُ الفُرُوعِ المُمتدَّةِ من أَيِّ الشَّجَرِ كانتْ ( ج *! دَوْحٌ ) ، *!وأَدْوَاحٌ جمْعُ الجمعِ .
____________________

(6/365)



( وداحَ بَطْنُه ) *!ودَوَّحَ : انْتَفَخَ و ( عَظُمَ واسْتَرْسَل ) إِلى أَسْفَلَ ، مِنْ سِمَنٍ أَو عِلَّة ، (*! كانْدَاحَ ) وانْدَحَى ودَحَى . وقد داحَت سُرَرُهم .
وبَطْنٌ *!مُنْدَاحٌ : خارِجٌ مُدَوَّرٌ . وقيل مُتسِعٌ دَانٍ من السِّمَن .
( و ) *!دَاحَتِ ( الشَّجرةُ )*! تَدُوحُ ، إِذا ( عَظُمت ) ، *!كأَداحَتْ . وهاذا من ( الأَساس ) . ( فهي *!دائِحةٌ ، ج *!دَوائِحُ ) . وقال أَبو حنيفة : الدَّوَائِحُ : العِظَامُ من الشَّجر ، والواحدة *!دَوْحَةٌ ، وكأَنه جمع *!دائِحَة ، وإِنْ لم يُتَكلَّم به .
( *!ودَوَّحَ مالَه *!تَدْويحاً : فَرَّقَه ) *!كدَيَّحَه ، ويأْتِي بعد هذا .
( ) ومما يستدرك عليه :
في الحديث ( كم من عَذْقٍ *!دَوّاح في الجنة لأَبي *!الدَّحْدَاح ) . *!الدَّوّاحُ : العَظيمُ الشَّدِيدُ العُلوِّ .
*!والدَّوْحَةُ : المِظَلَّةُ العَظِيمةِ .
*!والدَّوْحُ : البَيتُ الضخمُ الكبيرُ من الشَّعرِ ؛ عن ابن الأَعرابيّ .
ومن المجاز : فلان من *!دَوْحةِ الكَرَمِ .
ديح : ( *!الدَّيْحَانُ ، كرَيْحانٍ : الجَرادُ ) ، عن كُرَاع ، لا يُعرف اشتقاقه . وهو عند كُراع فَيْعالٌ . قال ابن سيده : وهو عندنا فَعْلان .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!دَيَّح في بيته : أَقام . *!ودَيَّح مالَه : فَرّقه ، *!كدَوَّحه ؛ كذا في ( اللسان ) .
ع > 3 ( فصل الذال ) المعجمة مع الحاءِ المهملة ذأَح : ( ) يستدرك عليه في هذا الفصل :
*!ذَأَحَ السِّقاءَ*! ذَأْحاً : نَفَخَه ، عن
____________________

(6/366)


كراع ؛ ذَكرَه في ( اللسان ) .
ذبح : ( ذَبَح ) الشّاةَ ( كمَنَعَ ) الشّاةَ ( كمَنَعَ ) يَذْبَحُهَا ( ذَبْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وذُبَاحاً ) كغُرَاب ، وهو مَذْبوحٌ وذَبِيحُ ، من قَوْمٍ ذَبْحَ وذَبَاحَى ؛ وفي ( اللسان ) : الذَّبْح : قَطْع الحُلْقومِ من باطنٍ عند النَّصيل ، وهو موضع الذَّبح من الحَلْق .
( والذُّبَاح : الذُّبَح . يقال : أَخذَهم بنو فلانٍ بالذُّبَاح : أَي ذَبَحوهم : والذّبح أَيًّا كان .
وذَبَحَ : ( شَقَّ ) . وكل ما شُقَّ : فقد ذُبِحَ ، ومنه قوله :
كأَنَّ عَيْنِيَ فيها الصّابُ مَذْبوحُ
أَي مشقوقٌ مَعْصُور
( و ) من المَجَاز : ذَبَحَ : بمعنَى ( فَتَقَ ) . ومِسْك ذَبِيحٌ . قال مَنْظُورُ بن مَرْثَدٍ الأَسَديّ :
كأَنّ بينَ فَكِّها والفَكِّ
فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُب 2 حت في سُكِّ
أَي فُتِقَتْ في الطِّيب الّذي يقال له سُكُّ المِسْكِ . ويقال : ذَبَحْتُ فَأْرَةَ المِسْكِ ، إِذا فَتَقْتَهَا وأَخرجْتَ ما فيها من المِسْكِ .
( و ) ذَبَحَ ، إِذا ( نَحَرَ ) . قال شيخنا : قَضِيَّتُه أَنّ الذَّبْحَ والنَّحْرَ مترادفانِ والصَّواب أَنّ الذّبح في الحَلْق ، والنَّحْر في اللَّبَّة ؛ كذا فصَّلَه بعض الفقهاءِ . وفي ( شرح الشِّفاءِ ) أَنّ النَّحر يَخْتَصُّ بالبُدْنِ ، وفي غيرِهَا يقال : ذَبْحٌ . ولهم فُروقٌ أُخَرُ . ولا يَبْعُد أَن يكون الأَصلُ فيهما إِزهَاقَ الرُّوح بإِصابةِ الحلْقِ والمَنْحَرِ ، ثمّ وقَعَ التَّخصيص من الفقهاءِ ، أَخَذوا من كلام الشَّارعِ ثم خَصَّصُوه
____________________

(6/367)


تَخصيصاً آخَر بقَطْعِ الوَدَجيْنِ وما ذُكِرَ معهما على ما بُيِّنَ في الفروع والله أَعلم .
( و ) من المجاز : ذَبَحَ ( : خَنَقَ ) ، يقال : ذَبحَتْه العَبْرةُ : إِذا خَنَقَتْه وأَخَذَتْ بحَلْقِه . ( و ) ربما قالوا : ذَبَحَ ( الدَّنَّ ، إِذا بَزَلَه ) أَي شَقَّه وثَقَبه ، وهو أَيضاً من المَجَاز . ( و ) يقال أَيضاً : ذَبَحَ ( اللِّحْيَةُ فلاناً : سالتْ تَحتَ ذَقنِه فَبَدَا ) ، بغير همز ، أَي ظَهَرَ ( مُقَدَّمُ حَنَكه ، فهو مَذْبوحٌ ، بها ) ، وهو مجاز : قال الرّاعي :
من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بلِحْيَتِه
بادِي الأَذَاةِ عَلَى مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ
( والذِّبْح ، بالكسر ) : اسم ( ما يُذْبَح ) من الأَضاحِي وغيرِهَا مِن الحَيوان ، وهو بمنزلةِ الطِّحْنِ بمَنَى المَطْحُون ، والقِطْف بمعنَى المَقْطُوف وهو كثيرٌ في الكلام حتى ادَّعى فيه قَوْمُ القِيَاسَ ، والصَّواب أَنه مَوقوفٌ على السَّماع ؛ قاله شيخُنا . وفي التنزيل : { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ( الصافات : 107 ) يَعْنِي كَبْشَ إِبراهِيمَ عليه السّلامُ . وقال الأَزهريّ : الذِّبْح : ما أُعِدَّ للذَّبْح ، وهو بمنزلة الذَّبِيح والمذبوح .
( و ) الذُّبَح ( كصُرَدٍ وعِنَبٍ : ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ ) بِيضٌ . قال ثعلب : والضّمّ أَكْثَرُ . ( وكصُرَدٍ ) ، يعنِي الضّمّ فقطْ ( : الجَزَرُ البَرِّيْ ) ، وله لونٌ أَحمرُ . قال الأَعشى في صِفة خَمرٍ :
وشَمُولٍ تَحْسَبُ العَيْنُ إِذا
صُفِّقَتْ في دنِّها نَوْرَ الذُّبَحْ
( و ) الذُّبَح : ( نَبْتٌ آخَرُ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، والصَّواب : والذُّبَح نَبْتٌ أَحمرُ له أَصْلٌ ، يُقْشَر عنه قِشْرٌ أَسْودُ فيَخْرُجُ أَبيضَ كأَنه خَرَزَة بيضاءُ ، حُلْوٌ ، طَيِّبٌ ، يُؤْكَل ، واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَة . حكاه أَبو حَنيفةَ عن الفرّاءِ . وقال أَيضاً : قال أَبو عَمْرٍ و الذُّبَحَة : شَجرةٌ تَنْبُت على سَاقٍ
____________________

(6/368)


نَبْتاً كالكُرَّاثِ ، ثم تكون لها زَهرَةٌ صَفراءُ وأَصلُها مثْلُ الجَزَرة وهي حُلْوة ، ولَوْنُها أَحمرُ . وقيل : هو نباتٌ يأْكُه النَّعَامُ .
( و ) قال الأَزهريّ : ( الذَّبيح : المَذْبُوحُ ) . والأُنثَى ذَبِيحةٌ . وإِنما جاءَت بالهاءِ لغَلبةِ الاسم عليها . فإِن قُلْت : شاةٌ ذَبيحٌ ، أَو كَبْشٌ ذَبِيحٌ ، لم يدخل فيه الهاءُ ، لأَنّ فَعيلاً إِذا كان نَعْتاً في معنَى مَفْعُول يُذكَّر ، يقال : امرأَةٌ قتيلٌ ، وكَفٌّ خَضيبٌ . وقال أَبو ذُؤيب في صِفَة الخَمر :
إِذا فُضَّتْ خَوَاتِمُها وبُجَّتْ
يقال لَها دَمُ الوَدَجِ الذَّبِيحُ
قال الفارسيّ : أَراد المذبُوحَ عنه ، أَي المشقوقَ من أَجلِه . وقال أَبو ذُؤيبٍ أَيضاً .
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِيرِ كأَنّه
دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحُورِ ذَبِيحُ
ذَبِيحٌ وَصْفٌ للدِّماءِ على حَذْفِ مُضافٍ تقديرُه ذَبِيحٌ ظباؤُه . ووَصَفَ الدِّماءَ بالواحد لأَن فَعيلاً يُوصَف به المُذكّرُ والمُؤنّثُ ، والواحدُ فما فَوْقَه ، على صُورةٍ واحدةٍ .
( و ) الذَّبِيحُ : لَقَبُ سيِّدِنا ( إِسماعِيلَ ) بنِ إِبراهِيمَ الخَلِيلِ ( عليه ) وعلى والده الصّلاة و ( السّلام ) وهاذا هو الّذي صَحَّحَه جماعَةٌ وخَصُّوه بالتَّصْنيف . وقيل : هو إِسحاقُ عليه السّلامُ . وهو المَرْوِيّ عن ابن عبّاسٍ . وقال المَسْعُوديّ في تاريخه الكبير : إِنْ كَان الذَّبيحُ بمِنٍ ى فهو إِسماعيل ، لأَن إِسحاقَ لم يَدْخُل الحِجَازَ ، وإِنْ كان بالشَّأْم فهو إِسحاقُ ، لأَنّ إِسماعيل لم يَدْخل الشَّأْمَ بعد حَمْلِه إِلى مَكَّة . وصَوَّبه ابن الجَوْزِيّ . ولما تَعَارَضَت فيه الأَدِلَّةُ تَوقَّفَ الجَلالُ في الجَزْمِ بواحدٍ منهما . كذا في شَرْ شيخنا . ( و ) في الحديث : ( ( أَنَا ابنُ الذَّبِيحَيْنِ ) ) أَنكره جَماعَةٌ وضَعَّفَه آخرون . وأَثْبَتَه أَهْلُ السِّيَر والمَوَالِيد ، وقالوا : الضّعيف يُعْمَلُ به فيهما . وإِنما سُمِّيَ به ( لأَنّ ) جَدَّه ( عبدَ المُطَّلب ) بن هاشمٍ ( لَزِمَه
____________________

(6/369)


ذَبْحُ ) وَلدِه ( عبدِ الله ) والدِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ( لنَذْرٍ ، ففَداه بمائةٍ من الإِبل ) ، كما ذَكرَه أَهلُ السِّيَرِ والموالِيدِ .
( و ) الذَّبيحُ : ( ما يَصْلُحُ أَن يُذْبحَ للنُّسُكِ ) ، قال ابنُ أَحمرَ يُعرِّضُ بِرجُلٍ كان يشتُمُه يقال له سُفيانُ :
نُبِّئْتُ سُفْيانَ يَلْحَانَا ويَشْتُمُنَا
واللَّهُ يَدْفَعُ عنَّا شرَّ سُفْيانا
تُهْدَى إِليه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً
إِمّا ذَبِيحاً وإِمَّا كان حُلاّنَا
والحُلاّنُ : الجَدْيُ الّذي يُؤخَذ من بطْنِ أُمِّه حيًّا فيُذْبَح .
( واذَّبَحَ ، كافْتَعَل : اتَّخَذَ ذَبِيحاً ) كاطَّبخَ : إِذا اتَّخذ طَبيخاً .
( و ) القَوْمُ ( تَذابحُوا : ذَبَحَ بعضُهم بعضاً ) . يقال : التَّمَادُحُ التَّذابُحُ ، وهو مجازٌ كما في ( الأَساس ) .
( والمذْبَح مَكانُه ) أَي الذَّبْحِ ، أَو المكان الّذي يَقَعُ فيه الذَّبْحُ من الأَرْضِ ، ومكانُ الذَّبْحِ من الحَلْقِ ، لِيَشملَ ما قالَه السُّهيليّ في الرَّوض : المذْبحُ : ما تَحْت الحَنَكِ من الحَلْق ؛ قاله شيخنا . ( و ) المَذْبَح : ( شَقٌّ في الأَرض مِقْدَارُ الشَّبْرِ ونَحْوِه ) يقال : غادَرَ السَّيْلُ في الأَرضِ أَخَادِيدَ ومذَابِحَ . وفي ( اللسان ) : والمذابحُ : مِن المَسايِل ، واحِدها مَذْبَح ، وهو مَسِيلٌ يَسيلُ في سَنَدٍ أَو عَلَى قَرَارِ الأَرْضِ . وعَرْضُه فِتْرٌ أَو شِبْرٌ . وقد تكون المذابِحُ خِلْقَةً في الأَرضِ المُستوِيَة ، لها كهيْئةِ النَّهر ، يَسيلِ فيها مَاؤُها ، فذلك المذْبَح . والمَذَابِحُ تكون في جميعِ الأَرضِ : الأَوْدِيةِ وغيرِها وفيما تَواطَأَ من الأَرض .
( و ) المِذْبَح ( كمِنْبَر ) : السِّكِّينُ . وقال الأَزهريّ : هو ( ما يُذَبَح به ) ( الذَّبِيحةُ من شَفْرَةٍ ( و ) غيرِهَا .
ومن المجاز : الذُّبّاح ( كزُنّار : شُقُوقٌ في باطِن أَصابِعِ الرِّجْلَيْنِ ) ممّا يَلِي الصَّدْر . ومنه قولهم : ما دُونَه شَوْكةٌ
____________________

(6/370)


ولا ذُبّاحٌ . ونقلَ الأَزهريّ عن ابن بُزُرْج : الذُّبَّاحُ : حَزٌّ في باطِن أَصابِع الرِّجْل عَرْضاً ، وذالك أَنه ذَبَحَ الأَصابِع وقَطعها عَرْضاً ، وجَمْعُه ذَبابِيحُ . وأَنشد :
حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ
به ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ
حُرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ
به ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ
قال الأَزهَرِيّ : والنّشديد في كلام العرب أَكْثَرُ . ( وقد يُخَفَّف ) ، وإِليه ذَهب أَبو الهيثم ، وأَنْكَر التّشديد ، وذهب إِلى أَنّه من الأَدواءِ الّتي جاءَت على فُعالٍ .
( و ) الذُّبَاحُ والذُّبَح ( كغُرابٍ ) وصُردٍ : ( نبْتٌ مِن السُّمومِ ) يَقْتُل آكِلَه . وأَنشد :
ولَرُبَّ مَطْعَمةٍ تكون ذُبَاحَا
وهو مجاز . ( و ) من المَجاز أَيضاً قولهم : الطَّمَع ذُبَاحٌ . الذُّبَاحُ : ( وجَعٌ في الحَلْق ) كأَنّه يَذْبَح . ويقال : أَصابَه مَوْتٌ زُؤَامٌ وزُأَفٌ وذُبَاحٌ ؛ وسيأْتي في آخرِ المادّة ، وهو مكرَّر .
( و ) من المَجَاز أَيضاً : ( المذَابِحُ : المَحاريبُ ) ، سُمِّيَتْ بذالك للقَرابِين .
( و ) المَذابِحُ ( : المَقَاصِيرُ ) في الكَنَائِس ، جمْع مقْصُورة . ويقال هي المَحَارِيبُ . ( و ) المَذابِح : ( بيُوتُ كُتُبِ النَّصارَى ، الواحِد ) مَذْبَحٌ ( كمَسْكَن ) . ومنه قولُ كَعْب في المُرْتَدّ : ( أَدْخِلُوه المَذْبَحَ ، وضَعُوا التَّوْرَاةَ ، وحَلِّفُوه باللَّهِ ) حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبيْن .
( والذَّابح : سمَّةٌ أَو مِيَسمٌ يَسِمُ على الحَلْقِ في عُرْضِ العُنُق ) ومثله في ( السان ) . ( و ) الذّابِح : ( شَعرٌ ينْبُتُ بين النَّصيلِ والمَذْبَحِ ) ، أَي مَوْضِع الذَّبْح من الحُلْقُوم ، والنَّصيلُ قريبٌ منه .
( وسَعْدٌ الذّابِحُ ) منْزِلٌ من مَنَازِلِ القَمر ، أَحَدُ السُّعودِ ، وهما ( كَوْكَبَانِ نَيِّرَانِ بينهما قِيدُ ) أَي مِقْدَارُ ( ذِراعٍ
____________________

(6/371)


وفي نَحْرِ أَحدهما نَجْمٌ صَغيرٌ لقُرْبِه منه كأَنّه يَذْبَحُه ) فسُمِّيَ لذالك ذَابِحاً والعرب تقول : إِذا طَلَعَ الذَّابحُ ، جحَر النُّابِح .
( وذُبْحَانُ ، بالضّمّ : د ، باليَمن ، و ) ذُبْحَانُ ( اسْمُ جماعةٍ ، و ) اسمُ ( جَدّ والدِ عُبَيْدِ بنِ عمْرٍ و الصّحابيّ ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ . والمُسَمّى بعُبيدِ بن عمْرٍ و من الصّحابة ثلاثةُ رجالٍ : عُبيْد بن عمْرٍ و الكِلابيّ ، وعُبيد بن عَمْرٍ و البَياضيّ ، وعُبَيْدُ بنُ عَمْرٍ و الأَنصاريّ أَبو علْقَمَةَ الرّاوي عنه .
( والتَّذْبِيحُ ) في الصّلاة : ( التَّدْبيحِ ) وقد تقدّم معناه . يقال : ذَبّحَ الرَّجلُ رَأْسَه : طَأْطَأَه للرُّكُوعِ ، كدَبَّح ؛ حكَاه الهَرويّ في الغَريبَين وحكى الأَزهريّ عن لليث في الحديث : ( نَهَى عن أَن يُذَبِّح الرَّجُلُ في صَلاته كما يُذَبِّح الحِمارُ ) . قال : وهو أَن يُطأْطِىءَ رأْسعه في الرُّكوع حتّى يكون أَخفضَ من ظَهْرِه . قال : الأَزهريّ : صَحَّفَ اللَّيْث الحَرْفَ ، والصَّحيحُ في الحديث : أَن ( بُدَبِّحَ الرَّجُلُ في الصّلاة ) بالدّال غيرَ مُعجمةٍ ، كما رواه أَصحابُ أَبي عُبَيْد عنه في غَريبِ الحديث ، والذّال خطأٌ لا شَكَّ فيه . كذا في ( اللسان ) .
( والذّبحةُ ، كهُمَزَةٍ وعنَبَةٍ وكِسْرَة وصُبْرَةٍ وكِتَابٍ وغُرَابٍ ) ، فهذه ستُّ لُغَات ، وفاته الذِّبْح ، بكسر فسكون ، والمشهور هو الايول والايخير ، وتسكين الباءِ نقلَه الزَّمَخْشرِيّ في ( الأَساس ) ، وهو مأْخوذ من قول الأَصمعيّ ، وأَنكره أَبو زَيْد ، ونَسَبَه بعضهم إِلى العامّة : ( وَجَعٌ في الحَلْق ) . وقال الأَزهريّ : دَاءٌ يَأْخُذ في الحَلْق ورُبما قَتَلَ ، ( أَو دَمٌ يَخْنُق ) . وعن ابن شُميلٍ : هي قَرْحَةٌ تَخرُج في حلْقِ الإِنسان ، مثْل الذِّئْبَة التي تأْخذ الحِمَارَ . وقيل : هي قَرْحَةٌ تَظْهر فيه ، فيَنْسدّ معها ويَنْقطع النَّفَسُ ( فيَقْتُل ) . يقال : أَخَذَتْه الذبحةُ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الذَّبِيحة : الشِّاةُ المَذْبوحةُ . وشاةٌ
____________________

(6/372)


ذَبِيحةٌ وذَبِيحٌ ، من نِعاجٍ ذَبْحٍ ى وذَبَاحَى وذَبائِحَ . وكذالك النَّاقة .
والذَّبْح : الهَلاكُ ، وهو مَجاز ، فإِنه من أَسْرعِ أَسبابِه . وبه فُسِّرَ حديثُ القَضَاءِ : ( فكَأَنّما ذُبِحَ بغَيْرِ سِكِّينٍ ) وذَبَّحَه : كذَبَحه . وقد قُرِىء : { يُذَبّحُونَ أَبْنَآءكُمْ } ( البقرة : 49 ) و ( إِبراهيم : 6 ) قال أَبو إِسحاق : القراءة المُجْمعُ عليها بالتّشديد ، والتخفيف شاذٌّ ، والتَّشديد أَبلغُ لأَنه للتّكثير ، ويَذْبَحون يَصلُح أَن يكون للقليل والكثيرِ ، ومعنى التكثيرِ أَبلغِ .
والذّابِحة : كلُّ ما يجوز ذَبْحُح من الإِبل والبقرِ والغنمِ وغيرِها ، فاعِلة بمعنى مَفْعُولة . وقد جاء في حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( فأَعْطانِي من كلِّ ذابِحة زَوْجاً ) . والرِّواية المشهورة : ( من كلِّ رايحةٍ ) .
وذَبائحُ الجِنِّ الْمَنهِيُّ عنها : أَنْ يَشترِيَ الرجلُ الدَّارَ أَو يستخرجَ ماءَ العيْنِ وما أَشْبَهه ، فيذْبحَ لها ذَبِيحةً للطِّيَرَة .
وفي الحديث : ( كلُّ شيْءٍ في البحر مَذْبوحٌ ) . أَي ذَكِيٌّ لا يحتاج إِلى الذَّبْح . ويُستعار الذَّبْح للإِحلالِ ، في حديثِ أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( الخَمْرِ المِلْحُ والشَّمسُ والنانُ ) : وهي جَمْعُ نُونٍ : السَّمَك ، أَي هذه الأَشياءُ تَقْلِب الخَمرَ فتستحيلُ عن هَيْئتها فتَحِلّ .
ومن الأَمثال : ( كان ذالك مِثْلَ الذِّبْحَةِ على النَّحْرِ ) يُضْرَبُ للَّذي تَخالُه صديقاً فإِذا هو عدُوٌّ ظاهِرُ العَداوةِ .
والمَذْبَحُ من الأَنهار . قَرْبٌ كأَنه شُقَّ أَو انْشَقَّ .
ومن المجاز : ذَبَحَه الظِّمأُ : جَهَدَه .
ومِسْكٌ ذبِيحٌ .
والْتَقَوْا فأَجْلَوْا عن ذَبِيح ، أَي قَتِيلٍ .
ذحح : ( *!الذَّحُّ : الضَّرْبُ بالكَفِّد والجِمَاعُ ) ، لُغة في الدَّحّ . بالمهملة . ( و )
____________________

(6/373)


*!الذَّحُّ : ( الشَقُّ . و ) قيل : ( الدَّقّ ) ، كلاهما عن كُرَاع .
( *!والذَّحْذَحَة : تَقارُبُ الخَطْوِ مع سُرْعةٍ ) . وفي أُخرى : مع سُرْعَتِه .
( *!والذَّوْذَحُ ) ، وذكره ابن منظورٍ في ذذح : ( الّذي يُنْزِل ) المَنِيَّ ( قَبْلَ أَن يُولِجَ ) ، أَو العِنِّين ، كذا وُجِدَ زيادةُ هاذه في بعضِ النُّسخ .
( *!والذُّحْذُحُ ، بالضَّمّ ) فيهما ، ( *!والذَّحْذَاحُ ) ، بالفتح : ( القَصِيرُ ) . وقيل : القَصيرُ ( البَطِينُ ) ، والأُنثى بالهاءِ ؛ قاله يعقوبُ . وفي ( التّهذيب ) : قال أَبو عمرٍ و : الذَّحَاذِح : القِصارُ من الرِّجال ، واحدُهم *!ذَحْذَاحٌ . قال : ثم رجعَ إِلى الدّال ، وهو الصّحيح ، وقد تقدّم .
( *!وذَحْذَحت الرِّيحُ التُّراب ) : إِذا ( سَفَتْه ) ، أَي أَثارتْه .
ذرح : ( الذُّرّاح ، كَزُنَّارِ ) ، وبه صَدّرَ الجَوْهرِيّ والزَّمَخْشَريّ ( وقُدُّوسٍ ) بالضّمّ على الشّذوذ . وهو أَحدُ الأَلفاظِ الثلاثةِ التي لا نَظيرَ لها ، جاءَت بالضّمّ على خلافِ الأَصلِ : سُبُّوحٌ وقُدُّوسٌ وذُرُّوحٌ ، لأَنّ الأَصل في كلّ فعُّولٍ أَن يكون مفتوحاً . وفي ( الصّحاح ) : وليس عند سيبويهِ في الكلام فُعُّول بواحدةٍ . وكان يقول : سَبُّوح وقَدُّوس ، بفتح أَوائلهما . قال شيخنا : قلت : يريد بالضّمّ ، وبواحدةٍ معناه فقط ، وكثيراً ما يستعملونه بمعنى البَتَّة .
قلت : وفي هامش ( الصّحاح ) : قال ابن برِّيّ : قوله بواحِدة : أَي بضمَّة واحدةٍ ، يعني في الفاءِ . وإِنما الصّواب أَن يكون بضمَّتين : ضمّ الفاءِ والعين كذا وَجدْت . وما ذكره شيخُنا أَقرَبُ .
قال شيخنا : وقوله : وكان يقول : سَبّوحٌ وقَدّوس ، بفتح أَوائلهما ، صَريحٌ في أَنّ سيبويهِ لم يَحْكِ الضّمّ فيهما . وليس كذالك ، فإِنّ سيبويهِ حكَى الضّمّ فيهما مع الفتح أَيضاً ، كما في الكتاب وشُروحه . والعَجب من
____________________

(6/374)


المصنّف كيف غَفَلَ عن التّنبيه عن هاطا ( وسِكِّين ) أَي بالكسر ، ( وسَفُّودٍ ) أَي بالفتح ، وهو الأَصل في فَعُّول ، كما تقدّم التنبيهُ عليه ، ( وصَبُورٍ ، وغُرَابٍ وسُكَّرٍ ) ، وفي نُسخة : قُبَّرٍ ، ( وكَنِينةٍ ) هاكذا بالنون من الكِنّ . وفي نسخة : سَكِينة ، ( والذُّرْنُوحُ بالنون ) مع ضَمّ أَوّلِه . وحكَى جماعةٌ فيه الفَتْحَ أَيضاً ، لأَنّ وزْنَه فُعْنُول لأَنّ نُونه زائدةٌ ، فلا يَرِدُ ضابِطُ فُعْلُولٍ ، كما لا يَخْفَى ؛ قاله شيخنا ، وجَمَعوه على ذَارانِحَ ؛ حكاه أَبو حاتمٍ وأَنشد :
ولما رَأَتْ أَن الحُتوفَ اجْتَنَبْنَنِى
سَقَتْني على لُوحٍ دِمَاءَ الذَّرانحِ
قال شيخنا : قلت : وصواب الإِنشاد :
فلما رَأَتْ أَن لا يُجيبَ دُعَاءَهَا
سَقَتْه على لُوحٍ دماءَ الذَّرارِحِ
قاله ابن منظور وغيره ، ( والذُّرُحْرُحُ ) بالضّمّ ، ( وتُفْتَح الرّاآنِ ، وقد يُشدَّد ثانيه ) يعني الرّاءَ الإِولَى ، وقد تُكسر الرّاءُ الثانِية أَيضاً ، عن ابن سيهد . فهاذه اثنتا عشرةَ لغةً . وقد يُؤخذ منه بالعناية أَرْبعَ عشرةَ . ومع ذالك فقد فاتَتْه لُغاتٌ كثيرةٌ غير الكُنَى . منها ذُرَحٌ كصُردٍ ، حكاها ابن عُدَيْس عن ابن السِّيد . وذَرّاحٌ ككَتّان ، حُكِيَ عن ابن عُديس عن ابن خالَويْه أَنه حكاه عن الفرَّاءِ . وذِرِّيحة بالكسر والتشديد وهاءِ التأْنيث ، حكاها ابن التّيّانيّ وابن شيده . وذُرَحْرَحة بالضّبط المتقدّم بهاءٍ . وذُرُّوحة بالضمّ وهاءٍ ، حكاهما ابن سيده . وذُرْنُوحَة بالضّمّ مع هاءٍ . حكاها ابن سيده في الفَرْق وابن دُرُسْتَوَيه وأَبو حاتمٍ . فهاؤلاءِ ستُّ لغاتٍ . وأَمّا الأَلفاظ التي وردَتْ بالكُنْية ( فقد ) حكاها كُراع في المُجرّد . قال : وطائرٌ صغيرٌ يقال له
____________________

(6/375)


أَبو ذُرَحْرَح ، وأَبو ذِرْيَاحِ وأَبو ذُرّاح ، وأَبو ذُرَحْرحَةَ لا يَنصرفُ مثل ابن قُنْبُرَةَ . كلّ ذالك ( دُوَيْبَّة ) . قال ابن عُديْس : أَعظمُ من الذُّباب ( حَمْراءُ مُنقَّطَةٌ بسَواد ) ، قال ابن عُديس : مُجزَّعٌ مُبَرْقَش بحُمرةٍ وسَوادٍ وصُغرةٍ ، لها جَناحانِ ، ( تطيرُ ) بهما ، ( وهي من السُّمومِ ) القاتِلة . فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِرُوا حَرَّسُمِّه خَلَطوه بالعَدَس ، فيصير دَواءً لمن عَضّه الكَلْبُ الكَلِبُ . وقال ابن الدّهّان اللُّغَوِيّ : الذُّرُّوحُ : ذُبَابٌ مُنَمْنَمٌ بِصُفْرةٍ وبياضٍ ، وفَرْخُهُ الدَّيْلعمُ . وقال التُّدْمِريّ في شرْح الفَصيح : هو اسمُ طائرٍ ، فيما نقلْته من خطّ القاضي أَبي الوَليد . قال التُّدميريّ : وذَكَر بعضُ حُذّاق الأَطبّاءِ أَن الذُّرُّوحَ حَيَوانٌ دُودِيّ ، كأَنّه نِسّبَةٌ إِلى الدُّود تشبيهاً به ، في قَدْر الإِصبع ، وهو صَنَوْبَرِيُّ الشّكْلِ ، ورأْسُه في أَغْلَظِ مَوْضعٍ منه . وقال ابن دُرُسْتَوَيْه : هي دَابَّةٌ طيَّارةٌ تُشْبِه الزُّنْبورَ ، من السُّمومِ القاتلةِ . ( ج ذَرَاريحُ ) ، وذُرّاحٌ ، كما في ( اللِّسَان ) . وحكَى كُراع في المُجَرَّد : ذَرَارِح . وقال : هي زَنَابِيرُ مَسمومةٌ ، ولم يَصفْها . قال أَبو حاتم : الذَّرارِيحُ الوَجْهُ ، وإِنّما يقال : ذَرارِحُ في الشِّعر ، وفي الصّحاح : وقال سيبويه : واحدُ الذَّراريحِ ذُرَحْرَحٌ قال الرّاجز :
قالَتْ له وَرْياً إِذَا تَنَحْنَحْ
يا لَيْتَه يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحْ
وهو فُعَلْعَل ، بضمّ الفاءِ وفتح العَيْنَيْنِ . فإِذا صغَّرْتَ حَذفتَ اللاّم الأَولى وقلت : ذُرَيْرِحٌ ، لأَنه ليس في الكلام فَعْلَعٌ إِلا حَدْرَد .
قال شيخنا : ويأْتي في حَدْرَد في الدّال : أَنه اسم رجل .
( وذَرَحَ الطَّعَامَ كمَنَعَ : جعلَه ) أَي الذُّرّوحَ ( فيه ) . وطعامٌ مَذْروحٌ ،
____________________

(6/376)


كما في ( الأَساس ) و ( التهذيب ) ( كذَرَّحه ) تَذريحاً . وفي ( الصحاح ) : وذَرَّحْت الزَّعْفَرَانَ وغيرَه في الماءِ تَذْريحاً : إِذا جَعَلْتَ فيه منه شيئاً يسيراً .
( و ) ذَرَّحَ ( الشَّيْءَ في الرِّيحِ : ذَرّاه ) عن كُراع .
( و ) يقال : ( أَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ ، كوَزِيريّ : أُرْجُوانٌ ) بالضّمّ ، أَي شَدِيدُ الحُمرةِ . وفي ( الأَساس ) : ( قانىء ) . وهو من الأَلفاظ المؤكِّدة للأَلوانِ ، كأَبْيضَ ناصِعٍ ، وأَخْضَرَ يانِعٍ ؛ أَورده الزَّمخْشريّ في ( الكشاف ) .
( والذَّرِيح ) كأَمِيرٍ : ( الهِضابُ ، واحِدُه ) الذَّرِيحةُ ( بهاءٍ ) .
( و ) الذَّريح ( : فَحْلٌ تُنْسب إِليه الإِبلُ ) وهي الذَّرِيحِيَّات . قال الراجز :
من الذَّريحيَّاتِ ضَحْماً آرِكَا
( و ) ذَرِيحٌ : ( أَبو حيَ ) كم أَحياءِ العرب ؛ كذا في ( التّهذيب ) .
( وذُرَيح ، كزُبير ، الحِمْيَريّ ) ، أَبو المُثَنَّى الكُوفيّ : ( مُحَدِّثٌ ) ، يروى عن عليَ ، وعنه الحارثُ بن جملية .
( و ) ذَرِيحٌ ( كأَمِيرٍ : جَماعةٌ ) .
( والذَّرَحُ ، محرَّكةً : شجرٌ تُتَّخذ منه الرِّحالة ) للإِبل .
( و ) ذُرَحُ ( كزُفَرَ : والدُ يَزيدَ السَّكونيّ ) ، بفتح السِّين المهملة .
( وذُو ذَرَارِيح : قَيْلٌ باليمن ) من الأَقْيالِ الحِمْيرِيّة ، ( وسيِّدٌ لتَمِيم ) .
( ولَبَنٌ ) مُذَرَّحٌ ومَذِيقٌ . ( و ) كذالك ( عَسلٌ مُذرَّحٌ ، كمُعظَّم ) . إِذا ( غَلَبَ عليهما الماءُ ) . وقد ذَرَّحَ إِذا صبَّ في لَبنهِ ماءً لَيكْثُر .
( والتَّذرِيح : طِلاءُ الإِدَاوةِ الجَديدةِ بالطِّينِ لتَطِيب ) رائحتُها ؛ قاله أَبو
____________________

(6/377)


عمرٍ و . وقال ابن الأَعرابيّ : مَرَّخَ إِدَاوتَه بهاذا المَعْنَى .
( ولَبنٌ ذَرَاحٌ ، كسَحَابٍ ) ومُذَرَّحٌ ، كذالك ، ومُذَرَّق ومُذَلّق : ( ضَيَاحٌ ) أَي ممْزُوجٌ بالماءِ ؛ عن أَبي زيدٍ .
( وأَذْرُحُ ، بضمّ الرّاءِ ) مع فتح أَوّلِه : موضعٌ . وقيل : ( د ، بِجَنْبِ جَرْبَاءَ ) ، قال ابنُ الأَثير : هما قريتانِ ( بالشَّأْمِ ) ، وقد جاءَ ذِكرُه في حديث الحَوْض : وبينهما مسيرةُ ثلاثَةِ أَميال على الصّحيح ، ( وغَلِطَ من قال : بينهما ثلاثةُ أَيام . و ) قد ( ذُكِر في جرب ) وتقدّم ما يتعلق بهِ .
ذقح : ( تَذَقَّحَ له : تجرَّمَ وتَجنَّى عليهٌ ما لم يُذْنِبْه ) .
( و ) من ذالك يقال : ( هو ذُقّاحة ، بالضّمّ والشّدّ ) : إِذا كان ( يفْعل ذالك ) أَي التَّجرُّمَ والتَّجنِّيَ .
( و ) في ( التّهذيب ) قال : في نَوادر الأَعرابِ : فلانٌ ( مُتَذَقِّحٌ للشّرِّ ) ، ومُتَفقِّح ، ومُتَنقِّح ، ومُتقذِّذُ ، ومُتَزَلِّم ، ومُتَشذِّب ، ومُتحذِّف : ( مُتَلقِّحٌ له ) ، كلّ هاذه الأَلفاظِ جاءَتْ بمعنًى واحدٍ ، وسيأْتي كلّ واحدِ في محلّه .
ذلح : ( الذُّلاّح ، كرُمّانٍ ) والمُذَلَّحُ والمَذِيق والضَّيَاح : ( اللَّبنُ المَمْزوجُ بالماءِ ) ، عن أَبي زيد . وأَورده ابن منظور في مادة ذرح .
ذوح : ( *!الذَّوْحُ ) : السَّوْقُ الشَّديدُ و ( السَّيْرُ العَنِيفُ ) . قال ساعِدةٌ الهُذَليّ يَصِف ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْراً :
*!فَذَاحَتْ بالوَتَائِرِ ثُمّ بَدَّتْ
يَدَيْها عنْدَ جانِبها تَهِيلِ
____________________

(6/378)



فذاحَتْ : أَي مَرَّت مَرًّا سَرِيعاً .
( و ) *!الذَّوْحُ : ( جمْعُ الغَنَمِ ونَحْوِها ) كالإِبلِ . يقال : *!ذاحَ الإِبلَ *!يَذُوحُها *!ذَوْحاً : جَمعَها وساقَها سَوْقاً عَنِيفاً . ولا يقال ذالك في الإِنْس ، إِنّما يقال في المال إِذا حازَه . وذاحَتْ هي : سارَتْ سَيْراً عَنيفاً .
( *!وذَوَّحَ إِبلَه *!تذْويحاً ) *!وذَاحَها *! ذَوْحاً : ( بَدَّدها ) ؛ عن ابن الأَعرابيّ ( و ) ذاحَ ( مالَه ) *!وذَوَّحه : ( فَرَّقه ) . وكلُّ ما فَرَّقه : فقد *!ذَوَّحَه . وأَنشد الأَزهريّ :
عَلى حَقِّنَا في كلِّ يومٍ *!تُذَوَّحُ
( *!والمِذْوَحُ ، كمِنْبرٍ : المُعنِّف ) في السَّوق .
ذيح : ومما يستدرك عليه :
*!الذَّيْح ، بفتح غسكون : وهو الكِبْر . وفي حديث عليَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( كان الأَشْعثُ ذا *!ذَيْحٍ ) ، أَوْرده ابن الأَثير .
2 ( فصل الراءِ ) مع الحاءِ المهملة ) 2
ربح : ( رَبِحَ في تِجارتِه ، كعَلِمَ ) يَرْبَح رِبحاً ورَبَحاً وَرَباحاً : ( اسْتَشَفَّ ) .
والعرب تقول للرجل إِذا دَخلَ في التِّجارة : بالرَّبَاح والسَّمَاح .
( والرَّبْح ، بالكسر ، والتَّحريك و ) الرَّبَاح ( كسَحاب ) : النَّماءُ في التَّجْرِ . وقال ابن الأَعرابيّ : هو ( اسْمُ ما ربِحه ) .
وفي ( التّهذيب ) : رَبِحَ فُلانٌ ورابَحْتُه .
وهذا بَيْعٌ مُرْبِح : إِذا كان يُرْبَح فيه .
والعرب تقول : رَبِحَتْ تِجارتُه : إِذا رَبِحَ صاحِبُها فيها . ( و ) من المجاز ( تِجارةٌ رابِحةٌ : يُربَح فيها ) . وقوله تعالى : { فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ } ( البقرة : 16 ) أَي ما ربِحُوا في تِجارتهم ، لأَنّ التِّجارة لا تَرْبَح ، إِنّما يُرْبَح فيها ويُوضَع
____________________

(6/379)


فيها ، قاله أَبو إِسحاق الزَّجّاجُ . قال الأَزهريّ : جعل الفِعل للتجارة ، وهي لا تَرْبَحِ ، وإِنما يُرْبَح فيها ، وهو كقولهم : لَيْلٌ نائمٌ وساهِرٌ ، أَي يُنامُ فيه ويُسْهر .
( ورَابَحْتُه على سِلْعَته ) وأَرْبَحته : ( أَعْطيتُه رِبْحاً ) .
وقد أَرْبَحَه بمتَاعِه .
وأَعْطاه مالاً مُرابَحَةً ، أَي على الرِّبْح بينهما . وبِعْتُ الشَّيْءَ مُرابَحةً ويقال : بِعْتُه السِّلْعة مُرابحةً على كلِّ عشرةِ دَراهِمَ دِرْهَمٌ . وكذالك اشتريتُه مُرَابَحةً . ولا بُدَّ من تَسمِيَةِ الرِّبْح .
( والرُّبّاح ، كرُمّان : الجَدْيُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الرُّبَحُ والرُّبّاحُ : ( القرْدُ الذَّكرُ ) ؛ قاله أَبو عُبيدٍ في باب فُعّال . قال بِشْرُ بن المُعْتَمِر :
وإِلْقةٌ تُرْغثُ رْبّاحَها
والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ
الإِلْقَةُ هنا : القِرْدَة . ورُبّاحُها : ولَدُها . وتُرْغِث : تُرْضِعُ . ويُجْمع رَبابِيحَ . أَنشد شَمِرٌ للبَعيث :
شآمِيَةٌ زُرْقُ العُيونِ كأَنَّها
ربابِيحُ تَنْزُو أَوْ فُرَارٌ مُزَلَّمُ
وفي ( الأَساس ) : أَمْلَحُ من رُباحٍ ، مُخَفَّفاً ومُثقَّلاً : وهو القِرْد . قلت : والتَّخْفيف لُغة اليمنِ ، وهو الهَوْبَر ، والحَوْدَل . وقيل : هو وَلَد القِرْد . ( و ) قيل : هو ( الفَصِيلُ ) ، والحاشِيَةُ ( الصَّغير الضّاوِي ) . وأَنشد :
حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي
كأَنّما حَطَّتْ برُبّاحٍ ثَنِي
قال أَبو الهيثم : كيف يكون فَصيلاً صغيراً ، وقد جَعَله ثَنِيًّا ، والثَّنِيُّ ابنُ خَمْسِ سِنينَ ؟ وأَنشد شَمِرٌ لخِدَاشِ بنِ زُهير :
ومسبُّكمْ سُفْيَانَ ثُمّ تُرِكْتُمُ
تَتَنَتَّجُونَ تَنَتُّجَ الرُّباحِ
( و ) أَكَلَ ( زُبّ رُبّاحٍ : تَمْر ) ؛
____________________

(6/380)


قاله اللّيث ، وهو من تُمورِ البَصْرة .
( و ) الرُّبَح ( كصُرَدٍ : الفَصيل ) كأَنه لُغَة في الرُّبَع . قال الأَعشى :
فتَرَى القَوْمٍ نَشاوَى كلَّهم
مِثْلَ ما مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ
وانظره في نَصَح . ( و ) الرُّبَح : ( الجَدْيُ . و ) الرُّبَح أَيضاً ( طائِرٌ ) يُشَبَّه بالزّاغ . وقال كُراع : هو الرَّبَح ، بفتح أَوّله : طائرٌ يُشبِه الزّاغَ .
( و ) الرَّبَح ، ( بالتَّحْريك : الخَيْلُ والإِبلُ تُجْلَب للبَيْعِ ) ، أَي التِّجارةِ . ( و ) الرَّبَحُ : ( الشَّحْمُ ) . قال خُفَافُ بن نُدْبَة :
قَرَوْا أَضْيَافَهمْ رَبَحاً بِبُحًّ
يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ ، سُمْرِ
البُحّ : قِداحُ المَيْسِر ، يَعنِي قِداحاً بُحًّا من رَزانَتِها . ( و ) يقال : الرَّبَح هنا : ( الفُصْلانُ الصِّغارُ ) . وقيل : هي ما يَرْبَحون من المَيْسِرِ . قالَ الأَزهريّ : يقول : أَعْوَزَهم الكِبَارُ فَتقامَرُوا على الفِقَال . ( الواحدُ رَابِحٌ ) وبه فَسَّر ثعلب . ( أَو ) الرَّبَحُ ( الفَصيلُ ) . وحينئذٍ ( ج ) رَبَاحٌ ( كجِمالٍ ) وجَمَلٍ .
( و ) يقال : ( أَرْبَحَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( ذَبَحَ ، لضِيفانهِ ) الرَّبَحَ ، وهو الفُصْلانُ الصِّغار . ( و ) أَرْبَحَ ( النّاقةَ ) : إِذا ( حَلَبَها غُدْوةً ونِصْفَ النَّهارِ ) .
( و ) رَبَاحٌ ( كسَحابٍ : اسمِ جماعةٍ ) ، منهم رَبَاحٌ : اسمُ ساقٍ . قال الشّاعر :
هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ
كذا في ( الصّحاح ) . ( و ) رَبَاح : ( قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُس ) من أَعمال طُلَيْطِلَةَ ، ( منها محمّد بنُ سَعدٍ اللُّغَوِيّ ) النّحويّ ، أَوْرَده الصّلاح في تَذْكِرته ، ( وقاسِمُ بن الشّارِب الفَقيه ، ومحمّد بن يَحيى النّحويّ ) .
____________________

(6/381)



( والرَّبَاحِيّ : جِنْسٌ من الكافور ) مَنسوبٌ إِلى بلدٍ ، كما قاله الجوهريّ ، وصَوَّبَه بعضُهم ؛ أَو إِلى مَلِكٍ اسمه رَبَاحٌ اعْتَنَى بذالك النَّوْعِ من الكافور وأَظْهَرَه .
( وقولُ الجوهريِّ : الرَّبَاحُ دُوَيْبَة ) كالسِّنَّوْرِ ( يُجْلَب ) هاكذا بالجيم في سائر النسخ الموجودة بأَيدينا ، وبخطّ أَبي زَكريَّا وأَبي سَهْلٍ بالحاءِ المهملة ( منها ) ، نسخ ( الصّحاح ) : منه ، فهو تحريف من المصنِّف أَو غيره . قال ابن بَرّيّ في الحواشي : قال الجوهريّ : الرَّبَاحُ أَيضاً : دُوَيْبّة كالسِّنَّوْر يُجْلَب منه ( الكافورُ ) . وقال : هاكذا وَقَع في أَصْلِي . قال : وكذا هو في أَصْلِ الجوهريّ بخظّه . وهو ( خَلْفٌ ) ، بفتح فسكون ، أَي فاسِدٌ غَلَطٌ . ( وأُصْلِحَ في بعضِ النُّسَخ ، وكُتِب : بَلَد ، بدل : دُوَيّبَّة ) ، قال ابن بَرِّيّ : وهذا من زيادة ابن القَطّاع وإِصلاحِه ، وخَطُّ الجوهريّ بخلافه . قلت : ونصُّ الزِّيادةِ : والرَّباح أَيضاً : اسمُ بَلَد ، والّذي بخطِّ الجوهريّ : والرَّبَاح أَيضاً : دابَّةٌ كالسِّنَّوْرِ يُجْلَب منه الكافورُ . فقَوْلُ شيخِنا : إِنه مبنيٌّ على الحَدْسِ والتَّخمينِ وعدمِ الاستقراءِ ، غيرُ ظاهرٍ . ( وكِلاهما غَلَطٌ ) . ولقائل أَن يقول : أَيُّ غَلَطٍ فيما إِذا نُسِب إِلى البَلَدِ ، لأَن الأَشياءَ كلَّها لا بُدَّ أَن تُجْلَبَ من البِلاد إِلى غيرِها من صُمُوغ وثِمارٍ وأَزهارٍ ، لاختصاص بعضِ البلدان ببعض الأَشياءِ ممّا لا توحد في غيرها ؛ وكذا إِذا كان ( يُحْلَب ) بالحاءِ المهملة ، على ما في النُّسخ الصَّحيحة من ( الصّحاح ) بخطّ أَبي زكريّا وأَبي سَهْلٍ ، أَمكَنَ حَمْلُه على الصَّحّة بوَجْهٍ من التَّأْويل . والّذي في هامشِ نُسخ ( الصّحاح ) ما نَصُّه وَقَعَ في أَكثرِ النُّسخ كما وُجِدَ بخطّ أَبي زكريّا ، وإِذا كان كذالك فهو تصحيفٌ قبيح ( لأَنّ الكافورَ ) لا يُحْلَب من دابَّة ، وإِنما هو ( صَمْغُ شَجعرٍ ) بالهِند ، ورَبَاحٌ : مَوضعٌ هُناك يُنسَب إِليه الكافور ، ( يكونُ داخلَ الخَشَبِ ويَتَخَشْخَشُ فيه إِذا حُرِّك فيُنْشَرُ ) ذالك الخَشبُ ، ( ويُسْتَخْرَجُ منه ) ذالك ، وأَمّا
____________________

(6/382)


الدُّوَيْبَّة الّتي ذُكِر أَنها تُحْلَب الكَافُورَ فاسْمُها الزَّبَادة .
قال ابن دريد : والزَّبَادة التي يُحلَب منها الطِّسي أَحسبها عَربيّة .
( ورَبَّح تَرْبيحاً : اتَّخَذَ ) الرُّباحَ ، أَي ( القِرْدَ ، في مَنزلِه ) .
( وتَربَّحَ ) الرَّجُلُ : ( تَحيَّرَ ) .
( وكزُبَيْرٍ ، رُبيْحُ بنْ عبدِ الرَّحمانِ ابن ) الصَّحابيّ الجليل ( أَبي سَعيدٍ ) سَعْدِ بنِ مالكِ بن سِنَانٍ الخُدْريّ ) الخَزْرَجيّ الأَنصاريّ ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ( فَرْدٌ ) من أَهلِ المَدينة ، عن أَبيه ، روَى عنه كثيرُ بن زَيْدٍ وعبدُ العزيزِ بنُ محمّدٍ . قال البُخاريّ في التاريخ : أُراه أَخا سَعِيدٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
المُرَبِّح فَرَسُ الحَارِثِ بنِ دُلَفَ .
والرَّبَحُ : ما يَربَحونُ من المَيْسِرِ .
ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبِيحٌ : الّذي يُرْبَحُ فيه .
وفي حديث أَبي طَلْحَةَ : ( ذالك مارٌ رابِحٌ ) ، أَي ذُو رِبْحٍ ، كقولك : لابنٌ وتامِرٌ . ويُرْوَى بالياءِ .
( ) ومما استدركه الزَّمَخْشَريّ في ( الأَساس ) :
امرأَةٌ رِبَحلَة : عَظيمةُ الخَلْقِ . ورَجُلٌ رِبَحْلٌ : من الرِّبْح ، وهو الزِّيادَة ، والَّلامُ مَزيدةٌ . فانظر ذالك ، وسيأْتى الكلامُ عليه .
ورُبَيحٌ ، عن رَبيع بن أَبي رَاشدٍ ، وعنه جَريرُ بنُ عبد الحميدِ ، مُرْسَلٌ ، ذَكرَه البخاريّ في التاريخ .
رجح : ( رَجَحَ المِيزانُ يَرْجَحُ ) ويَرْجُحُ ويَرْجِحُ . ( مُثَلَّثةً ) ، واقتصر الجَوهريّ على الفتح والكسر ( رُجَوحاً ) بالضّمّ ( ورُجْحَاناً ) كحُسْبانٍ : ( مالَ ) . ورَجَح الشيْءُ يَرْجحُ ، مثلَّثةً ، رُجُوحاً ورُجْحَاناً ورَجَحاناً ، الأَخيرة مُحرَّكةً .
____________________

(6/383)



ويقال : زِنْ وأَرْجِح .
وأَعْطِ راجِحاً .
وأَرْجَحَ له ورَجَّحَ : أَعْطاه راجِحاً . وأَرْجَحَ المِيزَانَ : أَثْقَلَه حتّى مالَ .
ورَجَحَ في مَجْلسِه يَرْجُح : ثَقُلَ فلم يَخِفّ ، وهو مَثَلٌ .
( و ) من المجاز : ( امرأَةٌ راجِحٌ ورَجَاحٌ ) كسَحابٍ : ( عَجْزاءُ ) ، أَي ثَقيلةُ العَجِيزةِ ، ( ج رُجُحٌ ) بضمَّتين ، مثل قَذالِ وقُذُل . قال :
إِلى رُجَّحِ الأَكْفالِ هِيفٍ خُصورُها
عِذابِ الثَّنايَا رِيقُهنَّ طَهُورُ
وقال رؤبة :
ومنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثَائثُ
( و ) من المجاز : ( تَرَجَّحتْ به ) أَي بالغُلامِ ( الأُرْجُوحةُ ) بالضّمّ ، وسيأْتي بيانُها ، أَي ( مالَتْ ، فارْتَجَحَ ) ، أَي اهتَزّ .
( و ) يقال : نَاوَأْنا قَوْماً فرَجَحْنَاهُم ، أَي كُنّا أَرْزَنَ منهم وأَحْلَم .
و ( راجَحْتُه فَرَجَحْتُه ) ، أَي ( كنتُ أَرْزَنَ منه ) .
( وتَرَجَّحٍ ) بين شَيْئينِ : ( تَذَبْذَبَ ) ، عامٌّ في كلِّ ما يُشْبهه .
( والمَرْجُوحَةُ ) ، بالميمِ المفتوحةِ : هي ( الأُرْجُوحَةُ ) ، بضم الهمزةِ . وقد أَنكرَ صاحبُ البارعِ المَرْجُوحَةَ ، وهي الّتي يُلْعِب بها ، وهي خَشَبَة تُؤْخَذ فيُوضَعُ وَسَطُها على تَلَ عالٍ ، ثمّ يَجْلِس غلامٌ على أَحدِ طَرَفَيْهَا وغُلامٌ آخرُ على الطَّرَفِ الآخَرِ ، فتَرَجَّحُ الخَسَبَةُ بهما ، ويتَحَرَّكان ، فيَميلُ أَحدُهما بصاحِبهِ الآخَرِ . هاكذا في العين ، ومختصرِه ، وجامع القَزّاز ، والمِصْباح ، وهو الذي قاله ثَعْلَب عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الرُّجَّاحَة ( كرُمّانة : حَبْلٌ
____________________

(6/384)


يُعَلَّق ويَرْكَبُه الصِّبيانُ ) فيُرْتَجَح فيه . ويقال له : النُّوَّاعَة والنُّوَّاطةُ والطُّوّاحَةُ ، ( كالرُّجَاحَةِ ) ، بالتخفيف ؛ قاله ابن دُرُسْتَوَيْه . وظنّ شيخُنا أَنّها الأُرجوحة ، فجَعَلهما لُغَتَيْن أُخْرَيَيْنِ فيها ، واعترَض على المصنِّف بمخالَفته للجَماعةِ في تفسير الأُرجوحةِ ، وأَنّها بمعنَى الحَبْل لم يَقُلْ به إِلا ابنُ دُرُسْتَوَيه ، ولم يُفرِّقْ بين الأُرجوحة والحَبْل . وما فَسَّرناه هو الظاهرُ عند التَّأَمُّل .
( و ) من المَجَاز : قال اللّيث : ( الأَرَاجِيحُ الفَلَوَاتُ ) ، كأَنها تَتَرجَّحُ بمنْ سارَ فيها ، أَي تُطوِّحُ به يَميناً وشِمالاً . قال ذو الرُّمَّة :
بِلالٍ أَبي عَمْرو ، وقَدْ كان بَيْنَنَا
أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ القِلاَصَ النَّواجيَا
أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ بِرُكْبانِها .
( و ) من المجاز : الأَرَاجِيحُ : ( اهْتِزازُ الإِبلِ في رَتَكَانِها ) ، محرَّكَةً . ( والفِعْلُ الارْتجاحُ والتَّرَجُّح ) قال أَبو الحسن : ولا أَعرف وجْهَ هاذا لأَنّ الاهتزازَ واحدٌ ، والأَراجِيحُ جَمْعٌ ، والواحدُ لا يُخْبَر به عن الجمْع وقد ارْتَجحَتْ وتَرَجَّحتْ . وفي ( الأَساس ) وأَراجِيحُ الإِبلِ : هِزّاتُها ، كذا في النُّسخ .
( وإِبلٌ مَراجِيحُ : ذاتُ أَراجِيحَ ) يقال : ناقةٌ مِرْجاحٌ ، وبَعيرٌ مِرْجاحٌ . ( و ) من المَجَاز : المَرَاجِيحُ ( مِنّا : الحُلَماءُ ) ، وهو يَصِفُون الحِلْمَ بالثِّقَل ، كما يَصفون ضِدَّه بالخِفَّة والعَجَلِ .
وقوْمٌ رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومراجِيح ومَرَاجِحُ : حُلَمَاءُ . قال الأَعشى :
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْر مِيلٍ
وكُهولاً مَراجِحاً أَحْلامَا
واحدُهم مِرْجَحٌ ومِرْجاحٌ . وقيل : لا وَاحدَ للمَراجِحِ ولا المَراجِيحِ من لَفْظِها .
والحِلْمُ الرَّاجِحُ : الَّذي يَزِنُ بصاحبه فلا يُخِفُّه شَيْءٌ .
____________________

(6/385)



( و ) من المَجَازِ : المَراجِيحُ ( من النَّخْلِ : المواقِيرُ ) . قال الطِّرِمَّاح :
نَخْلُ القُرَى شَالَتْ مَراجِيحُه
بالوِقْرِ فانْزَالتْ بأَكْمامِها
انْزالَتْ : أَي تَدَلَّتْ أَكْمَامُها حين ثَقُلَ ثمَارُهَا .
( و ) من المَجَاز : ( جِفَانٌ رُجُحٌ ، ككُتُبٍ ) إِذا كانتْ ( مَمْلوءَة ثَرِيداً ولحْماً ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصّواب ( زُبْداً ولَحْماً ) ، كما في ( التَّهْذيب ) قال لبيد :
وإِذَا شَتَوْا عادَتْ عَلَى جِيرَانِهمْ
رُجُحٌ يِوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ
أَي قِصَاعٌ يَمْلَؤُها نُوفٌ مَرابِعُ .
( و ) من المجاز : ( كَتَائِبُ رُجُحٌ ) ككُتُبٍ : ( جَرّارَةٌ ثَقِيلَة ) . قال الشاعر :
بكتائبٍ رُجُحٍ تَعوَّدَ كَبْشُها
نَطْحَ الكِبَاشِ كأَنهنّ نُجومُ
( وارْتَجَحَتْ رَوَادِفُها : تَذَبْذَبَتْ ) . قال الأَزهريّ : ويقال للجارِيَة إِذا ثَقُلَتْ رَوادِفُها فتَذَبذَبتْ : هي تَرْتَجِحُ عليها .
( و ) مرْحَحٌ ( كمَسْكَنٍ ، اسمُ ) جَماعةً ، ( كرَاجِح ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجَحَ الشَّيْءَ بيده : وَزَنه ونَظَرَ ما ثِقْلُه .
والرَّجَاحَة : الحِلْمُ ، وهو مَجاز .
والرَّاجِح : الوَازِن .
ومن المجاز : رَجَّحَ أَحَدَ قَوْلَيْه على الآخَرِ .
وتَرَجَّحَ في القَوْل : تَمَيَّلَ به .
وهاذه رَحًى مُرْجَحِنَّة : للسَّحَابَة المُسْتَدِيَرةِ الثَّقيلةِ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
رحح : ( *!الرَّحَحُ ، محرَّكةً : سَعَةٌ في الحافرِ ) وهو . أَي الرَّحَح ( مَحْمودٌ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ الموجودةِ بين أَيدينا ،
____________________

(6/386)


ومثله في ( الصّحاح ) و ( اللِّسان ) . فَقَوْلُ شيخنا : وصوابُه : محمودةٌ ، لأَنه خبرٌ عن السَّعَة ، غيرُ ظاهرٍ . ويقال : الرَّحَحُ انْبِسَاطُ الحَافِرِ في رِقَّة . وإِنّما كان الرَّحَحُ محموداً لأَنّه خِلافُ المُصْطَرِّ ، وإِذا انْبَطحَ جِدًّا فهو عَيْبٌ . ويقال : هو عِرَضُ القَدَم في رِقَّة أَيضاً . وهو أَيضاً في الحافِر عَيْبٌ . قال الشاعر :
لاَ *!رحَحٌ فيها ولا اصْطِرَارُ
ولم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطَارُ
يعني لا فيها عِرَضٌ مُفْرِطٌ ولا انقباضٌ وضيقٌ ، ولكنه وَأْبٌ ، وذلك محمودٌ .
( و ) قال ابن الأَعرابي : *!الرُّحُح ( بضمَّتينِ : الجِفانُ الواسِعةُ ) . وجفْنَةٌ *!رحّاءُ : واسِعةٌ ، *!كروْحاءَ ، عرِيضة ليستْ بقَعِيرةٍ . والفِعْل من ذالك : *!رَحَّ *!يرَحُّ ،
( *!والأَرَحُّ : منْ لا أَخْمَصَ لقَدَمَيْه ) ، كأَرْجُلِ الزَّنْجِ . وقَدَمٌ رَحْاءُ : مُسْتَوِيةُ الأَخْمَصِ بصدْرِ القَدم حتصى يَمَسّ الأَرض .
( و ) قال الليث : الرَّححُ : انْبِسَاطُ الحافِرِ وعِرضِ القَدمِ . وكُلُّ شَيْءٍ كذالك فهو أَرحُّ .
و ( الوَعِلُ المنْبسِطُ الظِّلْفِ ) : *!أَرَحُّ . قال الأَعشى :
فلو أَنّ عِزَّ النّاسِ في رَأْسِ صَخْرةٍ
مُلَمْلَمَةِ تُعْيِى الأَرحَّ المُخدَّمَا
لأَعْطَاكَ رَبُّ النّلسِ مِفْتاحَ بابِها
ولو لمْ يَكُنْ بابٌ لأَعْطَاك سُلَّمَا
أَراد *!بالأَرحّ الوعلَ . والمُخدَّم : الأَعْصَم من الوُعول ، كأَنّه الّذي في رِجْليه خَدَمَةٌ . وعَنَى الوَعِلَ المُنْبسِطَ الظِّلْفِ ، يَصِفه بانبساطِ أَطلافِه . وفي ( التهذيب ) : الأَرَحُّ من الرِّجال : الّذي يستوي باطنُ قدميْه حتّى يمَسَّ جَميعُه الأَرْضَ . وامرأَةٌ رحّاءُ القدمينِ . ويُسْتَحَبُّ أَن يكون الرَّجلُ خَميصَ الأَخْمَصَيْنِ ، وكذالك المرأَةُ .
____________________

(6/387)



( *!وتَرحْرَحتِ الفَرَسُ ) ، إِذا ( فَحَّجتْ قَوائِمَها لتَبولَ ) . وحافِرق أَرَحُّ : مُنْفَتِحٌ في اتِّساعٍ .
( وشَيْءٌ *!رَحْرحٌ *!ورَحْراحٌ *!ورحْرحَانُ ) . ورَهْرَهٌ ورَهْرَهَانُ : ( واسعٌ مْنْبسِطٌ ) لاَ قَعْرَ له كالطَّسْتِ ، وكلِّ إِناءٍ نَحْوِه . وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَهْرَهٌ : واسِعٌ قَصِيرُ الجِدارِ . وقال أَبو عمرٍ و : قَصْعَةٌ رَحْرَحٌ *!ورَحْرَحانِيَّةٌ : هي المُنبسِطةُ في سعَةٍ . وفي الحديث غب صِفةِ الجَنَّةِ : ( وبُحْبُوحَتُها *!رحْرَحانِيَّةٌ ) أَي وَسَطُها فيّاحٌ واسِعٌ ، والأَلف والنُّون زِيدتا للمُبَالغةِ . وفي حديث أَنَسٍ : ( فأُتِيَ بقدَحٍ *!رَحْراحٍ فوَضَع فيه أَصابعَه ) . *!الرَّحْرَاحُ : القَريبُ القَعْرِ مع سَعَة فيه ؛ كذا في ( اللسان ) .
( ورحرحانُ ) : اسمُ وادٍ عريضٍ في بلادِ قَيُسٍ . وقيل : رَحْرحَانُ : موضِعٌ . وقيلب : اسم ( جَبل قُرْبَ عُكاظَ ، له يوْمٌ ) معروفٌ لبني عامر على بني تَمِيم . قال عَوْفُ بن عَطِيَّةَ التَّمِيميّ :
هَلاّ فوَارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ
عُشَراً تَنَاوَحُ في سَرَارَةِ وادِي
يقول : لهم مَنْظَرٌ وليس لهم مَخْبَر ، يُعيِّر به لَقيطَ بنَ زُرارةَ ، كان قد انهزَمَ يومئذ .
( *!والرَّحَّة : الحَيَّةُ المُتَطوِّقَةُ ) إِذا انْطَوتْ ، ( أَصْلُه رَحْيَةٌ ) قُلِبَت الياءُ حاءً .
( و ) قال الأَصمعيّ : ( رَحْرَحَ ) الرِّجلُ ، إِذا ( لم يُبَالِغْ قَعْرَ ما يُريدُ ) ، كالإِناءِ الرَّحْرَاحِ . ( و ) رَحْرَحَ ( بالكَلاَمِ ) ، إِذا ( عَرَّضَ ) له تعريضاً ( ولم يُبَيِّن . و ) يقال : رَحْرَحَ ( عن فُلانٍ ) ، إِذا سَتَرَ ( دُونَه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
بَعيرٌ أَرٍ حُّ : لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ .
____________________

(6/388)


وخُفُّ أَرَحُّ ، كما يُقال : حافِر أَرَحُّ .
كِرْكِرَةٌ رَحّاءُ : واسِعةٌ .
ومن المَجاز عَيْشٌ رَحْرَاحٌ *!ورَحْرَحٌ ، أَي واسعٌ ؛ وهو في ( الصّحاح ) و ( الأَساس ) .
ردح : ( رَدَحَ البَيْتَ ، كمَنَع ) ، يَرْدَحُه رَدْحاً ( وأَرْدَحه ) ، إِذا ( أَدْخَلَ ) رُدْحَةً ، أَي ( شُقَّةً في مُؤَخَّرِه . أَو ) رَدَحه وأَرْدَحَه ( : كاثَفَ عليه الطِّينَ ) ، قال حُمَيد الأَرقَطُ :
بناءَ صُرٍ مُرْدَحٍ بطينِ
( والرُّدْحَةُ ، بالضّمّ : سُتْرَةٌ في مُؤَخَّرِ البَيْتِ ، أَو قِطْعَةٌ تُزاد في البَيتِ ) .
( و ) الرَّدَاحُ ( كسَحابٍ ) والرادِحة والرَّدُوحُ : المَرأَةُ العَجْزَاءُ ( الثَّقيلةُ الأَوْراكِ ) تامَّة الخَلْقِ . وقال الأَزهريّ : ضَخْمَةُ العَجِيزةِ والمَآكِم . وقد رَدُحَت رَدَاحَةً . ( و ) الرَّدَاحُ : ( الجَفْنةُ العَظيمةُ ) ، والجمع رُدُحٌ ، بضمّتينِ . قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت :
إِلى رُدُح من الشِّيزَى مِلاءٍ
لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
( و ) الرَّدَاحُ : ( الكَتيبةُ الثَّقيلةُ الجَرّارةُ ) الضَّخمةُ المُلَمْلَمَةُ الكَثيرةُ الفُرْسانِ الثَّقيلةُ السَّيْرِ لكَثْرتِها . ( و ) الرَّدَاحُ : ( الدَّوْحَةُ الواسِعةُ ) العَظيمةُ . ( و ) الرَّدَاحُ : ( الجَمَلُ المُثْقَلُ حِمْلاً ) الّذي لا انْبِعاثَ له . وهو في جديثِ ابنِ عُمرَ في الفِتَن : ( لأَكُونَنّ فيها مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ ) . وناقَةٌ رَدَاحٌ : إِذا كانت ضَخْمَةَ العَجيزةِ والمَآكِمِ ؛ كذا في ( التهذيب ) وغيرهِ . ( و ) الرَّدَاحُ : ( المُخْصِبُ . و ) الرَّدَاحُ ( من الكِبَاشِ : الضَّخْمُ الأَلْيَةِ ) . قال :
ومَشَى الكُماةُ إِلى الكُمَا
ةِ وقُرِّبَ الكَبْشُ الرَّداحْ
( و ) من المجاز : الرَّدَاحُ ( من الفِتَن : الثَّقيلةُ العَظيمةُ ، ج رُدُحٌ ) بضمّتين .
____________________

(6/389)


( ومنه قولُ عليَ رضي الله عنه ) روى عنه أَنه قال : ( : ( إِنّ مِن وَرائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً ) ، وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً ) . فالمُتَماحِلةُ : المُتطاوِلةُ . والرُّدُحُ : الفِتَنُ العَظيمةُ . وفي رواية أُخرَى عنه : ( إِنّ من ورائكم فِتَناً مُرْدِحَةً ) ، أَي المُثْقِل أَو المُغَطِّي على القُلُوب ، من أَرْدَحْتُ البَيْتَ ، ( ويُرْوَى : رُدَّحاً ) ، بضمّ فتشديد ، فهي إِذن جمعُ الرَّادِحةِ ، ويه الثِّقالُ الّتي لا تكاد تَبْرَح .
( والرَّدْحُ ) ، بفتح فسكون ) : الوَجَعُ ( الخَفيفُ ) .
( والرُّدْحِيُّ ، بالضّمّ ) مع ياءِ النِّسبة : الكاسُور ، وهو ( بَقَّالُ القُرَى ) .
( و ) يُقال : ( لك عنه رُدْحَةٌ ، بالضّمّ ، ومُرْتَدَحٌ ) ، بضمّ الميم وفتح الرابع ، ( أَي سَعَةٌ ) ، كقولهم : لك عنه مَنْدُوحَةٌ . ( والرَّدَاحة ) ، بالفتح والكسر : ( بَيتٌ يُبْنَى للضَّبُع ) . وفي ( اللسان ) : وهو دِعَامةُ بيتٍ هي من حجارة ، فيُجْعَل على بابه حَجَرٌ يقال له : السَّهْمُ . والمُلْسِنُ يكون على الباب . ويَجعلون لَحْمَةَ السَّبُعِ في مُؤخَّرِ البَيتِ . فإِذا دَخلَ السَّبعُ فتناولَ اللَّحْمَةَ سَقَطَ الحَجَرُ على البابِ فسَدَّه .
( ويُقال ) في المثل : ( ما صنعَتْ فلانةُ ؟ فيُقالُ : سَدَحَتْ ورَدَحَتْ ) . فمعنى ( سَدَحتْ : أَكْثَرَتْ من الوَلَدِ ) ، وسيأْتي في محلّه . ( و ) أَما ( رَدَحَتْ : ثَبَتَتْ وتَمَكَّنتْ ) مأْخوذٌ من رَدَحَ بالمكانِ : أَقام به . ( وكذالك ) يُضْرَب في ( الرَّجلُ إِذا أَصابَ حاجتَه ) قيل : سَدَحَ ورَدَحَ . ( و ) كذالك ( المرأَةُ إِذا حَظِيَتْ عندَه ) ، أَي الرجُلِ قيل : سَدَحَتْ ورَدَحَتْ .
( و ) يقال : ( أَقامَ رَدَحاً من الدَّهْر ، محرَّكَةً ، أَي طويلاً ) .
( وسَمَّوّا رُدَيحاً كزُبَير ، و ) رَدْحَانَ مِثْل ( فَرْحَان ) .
( وأَبو رُدَيحٍ ذُؤيْبُ بن شَعْثَنٍ العنبَريّ ) : صحابيّ ، وقد ذكره المصنّف في النون .
( ) ومما يستدرك عليه :
الرَّدْحُ والتَّرْدِيح : بَسْطُك الشَّيْءَ
____________________

(6/390)


بالأَرضِ حتّى يَستَويَ . وقيل : إِنما جاءَ التَّرديح في الشِّعر . وقال الأَزهريّ : الرَّدْح : بَسْطُك الشَّيْءَ فيَستَوِي ظَهْرُه بالأَرض ، كقول أَبي النَّجْم :
بيتَ حُتوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحَا
قال : وقد يَجىءُ في الشِّعْر مُرْدَحاً مثل مَبْسوط ومُبْسَط .
ومائدةٌ رادِحَةٌ : عظيمةٌ كثيرةُ الخَيْرِ .
( والرَّدَاحُ : المُظْلِمَة ، وهو مَجاز . ورُوِيَ عن أَبي موسى أَنه ذَكرَ الفتَنَ فقال : وبَقِيَت الرَّدَاحُ ، أَي المُظْلِمة ، التي مَن أَشْرَفَ لها أَشْرَفتْ له ، أَراد الفتنةَ الثَّقِيلَةَ العَظِيمَةَ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( عُكُومُها رَدَاحٌ ، وبَيْتُها فَيَاحٌ ) العُكُوم : الأَحمالُ المُعَدَّلة . . . والرَّدَاح : الثَّقِيلةُ الكثيرةُ الحَشْوِ من الأَثاث والأَمتِعَةِ . ويُكَسر ، كذا في التّوشيح وغيرِه ، وأَغفَلَه المصنّف .
ورُدْحَةُ بيتِ الصائِدِ وقُتْرَته : حِجارةٌ يَنْصِبها حَوْلَ بَيتِه ، وهي الحَمَائِر ، واحِدتُها حِمَارَةٌ . وأَنشد الأَصمعيّ :
بَيْتَ حُتوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ
ورَدَحَه : صَرَعَه ؛ كذا في ( اللسان ) .
رزح : ( رَزَحَتِ النّاقَةُ كمَنَع ) تَرْزَحُ ( رُزُوحاً ) بالضّمّ ( ورَزَاحاً ) ، بالفتح ، هاكذا مضبوط ، والّذِي في ( الصّحاح ) و ( اللِّسَان ) بالضّمّ ، ضبْط القلم : ( سَقَطَتْ إِعْيَاءً أَو هُزالاً ) ، هاذا التَّرْديد تُشير إِليه عبارةُ الأَساسِ ، والّذي في ( اللِّسان ) و ( الصّحاح ) وغيرهما من المصنّفات : سَقَطَتْ من الإِعياءِ هُزَالاً . ( و ) رزَحَ ( فُلاناً بالرُّمْح رَزْحاً ) ، بفتح فسكون ، إِذا ( زجَّه به ) .
( ورَزَّحْتُها ) أَنا ( ترْزِيحاً ) أَي الناقةَ : ( هَزَلْتُها ) . ورَزَّحَتْها الأَسفارُ . وبَعيرٌ مُطلَّحٌ مُرزَّحٌ .
____________________

(6/391)



والرّازِحُ والمِرْزاحُ من الإِبلِ : الشديدُ الهُزالِ الّذي لا يتحرَّك ، الهالِكُ الهُزالِ الّذي لا يتحرَّك ، الهالِكُ هُزَالاً ، وهو الرّازِمُ أَيضاً . وفي ( الأَساس ) : بَعيرٌ رازِحٌ : أَلْقَى نَفْسَه من الإِعياءِ ، أَو شَديدُ الهُزالِ ، وبه حَرَاكٌ . ( وإِبلٌ ) رَوازِحُ و ( رَزْحَى ) ، كسَكْرَى ، ( ورَزَاحَى ) ، بزيادة الأَلف ، ( ومَرازِيحُ ) ، كمَصابِيح ، ( ورُزَّحٌ ) كقُبَّرٍ : إِذا كُنَّ كذالك .
( و ) المِرْزَح ، بالكسر : الصَّوْت ، صِفةٌ غالبةٌ .
و ( المِرْزِيح ، بالكسر : الصَّوْتُ ، لا شدِيدُه ، وغَلط الجوهريّ ) ونَصُّ عِبارتِه : قال الشّيبانيّ : المِرْزِيحِ الشَّديدُ الصَّوتِ . وأَنشد لزِيادٍ المِلْقَطيّ :
ذَرْذَا ولاكنْ تَبَصَّرْ هلَ تَرَى ظُعُناً
تُحْدَى لِساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزيْخ
( والمَرْزَح كمَسْكَ : المَقْطَعُ البَعيدُ ، وما اطْمأَنَّ من الأَرضِ ) قال الطِّرْمّاح :
كأَنَّ الدُّجَى دون البلاد مُوكَّلٌ
يَنِمُّ بَجنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومرْزَحِ
( و ) المِرْزَح ( كمِنْبَر : الخَشَب يُرْفَع به الكَرْمُ عن الأَرض ) ، قاله ابن الأَعرابيّ . وفي ( التهذيب ) : يُرْفَع به العِنب إِذا سقطَ بعضُه على بَعْضٍ .
( ورزَاحُ بنُ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ ) بنِ لُؤَيِّ بن غالبٍ ، ( بالفتح ) في قريش ، رَهْط سيّدنا أَمير المؤمنين عُمَرَ بنِ الخطّاب رضي الله عنه .
( و ) رِزَاحُ ( بنُ عَدِيّ بن سَهْم ، و ) رِزَاحُ ( بنُ رَبِيعة بن حَرَامِ ) بن ضِنَّةَ ( بالكسر ) .
( ورَازِحٌ : أَبو قَبيلةٍ من خوْلانَ ) بن عَمْرِو بن الْحَافِ بنِ قُضَاعَة ، نَزلَتْ الشَّام .
( وعاصِمُ بنُ رازِحٍ ، مُحدِّث . وأَحمدُ بنُ عليِّ بنِ رازِحٍ ، جاهِليّ ) .
____________________

(6/392)



( ) ومما يستدرك عليه :
رَزَحَ فلانٌ ، معناه : ضَعُفَ وذهَبَ ما في يدِه . وهو مجازٌ ، وأَصله من رَزَاحِ الإِبل : إِذا ضعُفَتْ ولصِقَت بالأَرض فلم يكن بها نُهوضٌ . وقيل : رَزَح ، أُخِذ من المَرْزَحِ ، وهو المطئنّ من الأَرْض . كأَنه ضَعُفَ عن الارتقاءِ إِلى ما علا منها .
ومن سجعات الأَساس : ومن كانت أَمْوالُه مُتنازِحة ، كانت أَحوالُه مُترَازِحة .
ورَزَحَ العِنَبَ وأَرْزحه : إِذا سقَطَ فرفَعَه .
رسح : ( الرَّسَح ، محرَّكةً : قِلَّةُ لَحْمِ ) الأَلْيَتَيْنِ ولُصُوقُهما .
رجُلٌ أَرْسحُ ، بيِّن الرَّسَحِ : قَليلُ لحْم ( العَجُزِ والفَخِذيْن ) . وامرأَةٌ رَسْحاءُ . وقد رَسِحَ رَسحاً . ( و ) الأَرْسح : الذِّئْب . و ( كلُّ ذِئْبٍ أَرْسحُ ، لخِفَّةِ ورِكَيْهِ ) . وقيل للسِّمْعِ الأَزلّ : أَرْسَحُ . ( والرَّسْحاءُ : القَبيحَةُ ) من النِّساءِ ، وهي الزَّلاّءُ والمِزْلاَجُ . وإِنكارُ شَيخُنَا إِيّاه قُصُورٌ ظاهر . ( ج رُسْحٌ ) بضمّ فسكون ، هاكذا هو مضبوط في ( الصّحاح ) . وفي الحديث : ( لا تَسْتَرْضِعوا أَولادَكم الرُّسْحَ ولا العُمْشَ فإِنّ اللَّبنَ يُورِث الرَّسَحَ ) . وقيل لامرأَة : ما بالُنا نَراكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالت : أَرْسَحَتْنا نارُكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالت : أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَيْن . كذا في ( الصّحاح ) و ( الأَساس ) وفي شرْح شيخنا : أَرْسَحَهنّ عَرْفَجُ الهَبَاءِ .
رشح : ( رَشحَ ) جَبينُه ( كمنَع : عَرِقَ ) والرَّشْحُ : نَدَى العَرَقِ على الجسدِ ، ( كأَرْشَحَ ) عَرَقاً ، وتَرَشَّحَ عَرَقاً ، قاله الفرَّاءُ ، وقد رَشح ، بالكسر ، يرْشَحُ رشْحاً ورَشَحَاناً : نَدِيَ
____________________

(6/393)


بالعَرَق . ( و ) رَشَحَ ( الظَّبْيُ ) : إِذا ( قَفَزَ وأَشِر . و ) تقول : ( لم يرْشَح له بشيْءٍ ) : إِذا ( لم يُعْطِه ) .
( والمِرْشَحَة ، بكسرهما ) البِطانَةُ الّتى تحت لِبْدِ السَّرْجِ ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنها تُنَشِّف الرَّشْحَ ، يعنِي العَرَق . وقيل : هي ( ما تحت المِيثَرَةِ ) .
( والرَّشِيحُ ) كأَمِيرٍ : ( العرَقُ ) نفْسُه ؛ عن أَبي عمْرٍ و . ( و ) الرَّشيحُ ( نَبْتٌ ) . والّذي في ( اللسان ) : الرَّشيحُ ما عَلَى وجْهِ الأَرضِ من النَّباتِ .
( والتَّرْشِيحُ : التَّرْبِيَةُ ) والتَّهْيِئةُ للشَّيْءِ . ( و ) من المجاز : التَّرْشيحُ : ( حُسْنُ القِيَامِ على المالِ ) . وفي حديث ظَبْيَانَ : ( يَأْكلون حَصِيدَها ، ويُرَشِّحون خَضِيدهَا ) . ترْشِيحهم له : قيامُهم عليه وإِصلاحُهم له إِلى أَن تَعود ثَمَرتُه تَطْلُعُ كما يُفْعَل بشَجرِ الأَعناب والنَّخِيلِ . ( و ) من المجاز : التَّرَشُّح والتَّرْشيح : ( لَحْسُ الظَّبْيَةِ ) ما على ( وَلَدها من النُّدُوَّة ) ، بالضّمّ ، ( ساعةَ تَلِدُه ) ، قال :
أُمُّ الظِّباءِ تُرشِّح الأَطْفَالاَ
ورشَّحَت الأُمُّ ولَدَهَا باللَّبَن القليلِ إِذا جَعَلتْه في فيه شيئاً بعدَ شيْءٍ حتّى يَقْوى على المصّ ، وهو التَّرْشيح .
( وتَرَشَّحَ الفَصِيلُ ) ، إِذا ( قَوِيَ على المَشْي ) مع أُمِّه .
وأَرْشَحَت النَّاقةُ والمَرْأَةُ ، وهي مُرْشِحٌ : إِذا خَالَطها وَلدُها ، ومَشَى معَها ، وسَعَى خَلْفَها ، ولم يُعْيِها . وقيل إِذا قَوِيَ وَلَدُ الناقَةِ ، ( فهو راشحٌ ، وأُمُّه مُرْشِحٌ ) ، وقد رَشَحَ رُشُوحاً . قال أَبو ذُؤيب ، واستعاره لصِغار السَّحَاب :
ثلاثاً ، فلمَّا اسْتُجيلَ الجَها
مُ ، واسْتَجْمَع الطِّفلُ فيه رُشوحَا
والجمع رُشَّحٌ . قال :
فلمَّا انتَهَى نِيُّ المرَابِيعِ أَزْمَعَتْ
حُفوفاً وأَولادُ المَصايِيف رُشَّحُ
____________________

(6/394)



وقال الأَصمعيّ : إِذا وَضَعتِ النَّاقَةُ وَلَدَها فهو سَليلٌ ، فإِذا قَوِيَ ومَشَى فهو راشحٌ وأُمُّه مُرْشِحٌ ، فإِذا ارتَفَع الرَّاشحُ فهو خَالٌ .
وقيل : رَشَّحتِ الأُمُّ وَلدهَا باللَّبَن القَلِيلِ ، إِذا جعلَتْه في فيه شيئاً بعد شَيْءٍ حتَّى يَقْوَى على المَصّ ، وهو التَّرْشِيح .
ورَشَحَت النّاقَةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَته : وهو أَن تَحُكَّ أَصْلَ ذَنَبِه وتَدْفَعَه برأْسِها وتُقَدِّمَه ، وتَقِفَ عليه حتّى يَلْحَقَها . وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتَتْبَعه ، وهي راشِحٌ ومُرَشِحٌ ؛ كلّ ذالك على النَّسب .
( و ) من المجاز : ( الرّاشِح ؛ ما دَبَّ على الأَرضِ من خَشَاشِها وأَحْنَاشِها ) . ( و ) الرَّاشِحُ : ( الجَبَلُ يَنْدَى أَصْلُه ) فرُبَّما اجتَمع فيه ماءٌ قليل ، فإِنْ كَثُرَ سُمِّيَ وَشَلاً ، ( ج رَوَاشِحُ . و ) الرَّاشِحُ أَيضاً : ما رأَيْتَه ( كالعَرَقِ يَجْرِي خِلالَ الحِجَارةِ ) . وتقول : كم بين الفُرَات الطافِح ، والوَشَلِ الراشِح .
( والرَّوَاشِحُ : ثُعْلُ الشَّاة خاصّةً ) ، وهي أَطْباؤُهَا .
( و ) من المجاز : ( هو أَرْشَحُ فُؤَاداً ) أَي ( أَذْكَى ) ، كأَنه يَرْشَحُ ذَكَاءً .
( و ) من المَجاز : بنو فُلانٍ ( يَسْتَرْشِحون البَقْلَ ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ، وفي بعضِها : النّفل ، ( أَي يَنتظرون أَن يَطُولَ فيَرْعَوْه . و ) يَسْتَرْشِحِونَ ( البَهْمَ : يُرَبُّونَه ليَكْبَر ) .
وفي غالب النُّسخ : البُهْمَى ، ( و ) ذالك ( المَوْضِعُ مُسْتَرْشَحٌ ) ، بضمّ الميم وفتح الشِّين .
( واسْتَرْشَحَ البُهْمَى ) : إِذا ( عَلاَ وارتفعَ ) . قال ذو الرُّمّة :
يُقَلِّب أَشْباهاً كأَنَّ ظُهُورَهَا
بمُسْتَرْشِحِ البُهْمَى من الصَّخْرِ صَرْدَح
____________________

(6/395)



يعنِي بحيث رَشَّحَت ( الأَرْضُ ) البُهْمَى يعني رَبَّتْها . ( و ) من المجاز : ( هو يُرَشَّحُ للمُلْكِ ) وفي ( الصّحاح ) و ( اللسان ) : للوُزَارَة أَي ( يْرَبَّى ويُؤَهَّلُ له ) . ورُشِّحَ للأَمْرِ : رُبِّيَ له وأُهِّلَ . وفلانٌ يُرَشَّحُ للخِلافة ، إِذا جُعِلَ وَلِيَّ العَهْدِ . وفي حدثي خالدِ بنِ الوَليد ( أَنّه رَشَّحَ وَلَدَه لِوِلاَيَةِ العَهْد ) أَي أَهَّلَه لها . وفي ( الأَساس ) : وأَصلُه تَرْشِيحُ الظَّبْيَةِ وَلَدَها تُعَوِّده المَشْيَ فتَرَشَّحَ وغزالٌ راشِحٌ ورَشَحَ : مَشَى .
ورُشِّحَ فلانٌ لكذا وتَرَشَّح ، وكلّ ذالك مَجاز .
( ) ومما يستدرك عليه :
الرَّشِح ، ككَتِفٍ : وهو العَرَق .
وبِئْرٌ رَشُوحٌ : قليلةُ الماءِ .
ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه ، كذالك .
ورَشَّحَ الغَيْثُ النَّبَاتَ : رَبَّاه . وعبارة الأَساس : ورَشَّحَ النَّدَى النَّبَاتَ ، وهو مَجازٌ . قال كُثيِّر :
يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً ويَزِينُه
نَدًى وليَالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ
ورَشَحَت القِرْبَةُ بالماءِ ؛ والكوزُ . وكُلُّ إِناءٍ يَرْشَحُ بما فيه . وأَصابَني بنَفْحَة من عَطَائِه ، ورَشْحَة من شَمائه . وتَرْشِيحُ الاستعارةِ : مأْخوذٌ من يُرَشَّح للمُلْكِ ، خِلافاً لبعضهم .
رصح : ( الرَّصَحُ مُحرّكَةً ) : لُغة في الرَّسَح ، وروَى ابن الفَرَجِ عن أَبي سعيدٍ أَنه قال : الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ واحدٌ . ويقال : الرَّصَعُ : ( قُرْبُ ما بينَ الوَرِكَيْن ) ، وكاذلك الرَّصَح والرَّسَح والزَّلَلُ . وفي حديث اللِّعَان ( إِن جاءَتْ به أُرَيْصِحَ ) : هو تصغير الأَرْصَح ، وهو الناتِيءُ الأَلْيَتَيْنِ ، ( والنَّعْت أَرْصَحُ ، و ) هي ( رَصْحَاءُ ) . قال ابن الأَثير : ويجوز بالسّين ، هاكذا قال الهَرَويّ ، والمعروف في اللُّغة أَن الأَرصحَ والأَرسح هو الخَفيفُ لَحْمِ
____________________

(6/396)


الأَلْيَتَيْنِ ، ورُبما كانت الصَّاد بَدَلاً من السِّين ، وقد تقدّم .
والتَّرْصِيحةُ : قَرْيَة بالقُرْب من طَبَرِيَّةَ .
رضح : ( رَضَحَ الحَصَى والنَّوَى كمَنَعَ ) يَرْضَحُه رَضْحاً : ( كَسَره ) ودَقَّه ، وبالحَجَرِ رَأْسه : رَضَّه . والرَّضْحُ : مثْل الرَّضْخِ . قال أَبو النَّجم :
بكلِّ وَأْبٍ للحصَى رَضّاحِ
ليْسَ بمُصْطَرَ ولا فِرْشَاح
( فتَرضَّحَ ) . قال جِرَانُ العَوْدِ :
يَكادُ الحصَى مِنْ وَطْئها يَتَرضَّحُ
( والرُّضْح ، بالضّمّ : الاسمُ منه ، والنَّوَى المَرْضوح كالرَّضيحِ ) . يقال نَوًى رَضيحٌ ، أَي مَرْضوحٌ .
( و ) رَصَحَ النَّوَى يَرْضَحا رَضْحاً : كَسَره بالحَجَر .
و ( المِرْضاح ) ، اسمُ ذالك ( الحَجَر ) الّذي ( يُرْضَح به ) النَّوَى ، أَي يُدَقُّ . والخاءُ لُغَةٌ ضعيفةٌ . قال :
خَبَطْنَاهُمْ بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ
كمِرْضاحِ النَّوَى عَبْلٍ وَقَاحِ
( ونَوَى الرَّضْحِ ) ، بفتح الرّاءِ ( : ما نَدَرَ منه ) . قال كعْبُ بنُ مالِكٍ الأَنصاريّ :
وتَرْعَى الرَّضْحَ والوَرَقَا
( وارْتَضَحَ مِن كدَا ) ، إِذَا ( اعْتَذَرَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الرَّضْحَةُ : النَّوَةُ الّتي تَطِيرُ من تَحت الحجرِ .
وبَلَغَنا رَضْحٌ من خبَرٍ ، أَي يسيرٌ منه . والرَّضْحُ أَيضاً : القَلِيلُ من العَطِيّةِ :
وفي الرَّوْض : المِرْضَحَة ، كمكْنَسَة ما يُدَقّ بها النَّوَى للعَلفِ .
رفح : ( الأَرْفَحُ ) ، في ( التهذيب ) : قال أَبو حاتمٍ : من قُرُونِ البَقَرِ الأَرْفَحُ ،
____________________

(6/397)


وهو ( الّذي يَذْهَبُ قَرْنَاه قِبَلِ أُذُنَيْه في تَباعُدِ ما بينَهما ) . قال : والأَرْفَى : الّذي تَأْتى أُذُناه على قَرْنَيْه .
( و ) يقال للمتزوِّج : ( رَفَّحَه تَرْفيحاً ) ، إِذا ( قال له : بالرِّفاءِ والبَنِينَ ) . قال ابن الأَثير : وفي الحديث : ( كان إِذا رَقَّحَ إِنساناً قال : بارَكَ اللَّهُ عليك ) : أَرادَ رَفَّأَ ، أَي دَعَا له بالرِّفاءِ ( قَلَبُوا الهَمْزَةَ حاءً ) . وبعضُهم يقول : رَقَّحَ ، بالقاف . وفي حديث عُمَرَ ، رضي الله عنه لمَا تَزوّجَ أُمَّ كلثومٍ بنتَ عليّ ، رضي الله عنه ، قال : ( رَفِّحوني ) ، أَي قُولُوا لي ما يُقَال للمتزَوِّجِ .
رقح : ( الرَّقَاحة : الكَسْبُ والتِّجَارَةُ ) . ومنه قولهم في تَلْبِيَةِ بعضِ أَهل الجاهليّة :
جِئْناك للنَّصَاحَة ، ولم نأْت للرَّقاحة
أَورده الجوْهريّ وابن منظور والزمخشريّ :
( وترقَّحَ لعِيَالِه : تَكسَّبَ ) وطَلبَ واحتال ؛ هاذه عن اللِّحْيَانيّ . والتَّرْقيحُ : الاكتسابُ ، والتَّرْقيحُ والتَّرَقُّحُ : إِصلاحُ المَعِيشةِ . قال الحارثُ ابن حِلِّزَةَ :
يتحرُك ما رَقَّح من عيْشِه
يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ
( وتَرْقِيحُ المالِ : إِصْلاحُه والقِيَامُ عليه ) .
( و ) يقال : ( هو رقَاحِيُّ مالٍ ) بفتح الرّاء ، وباءِ النِّسْبة ، أَي ( إِزاؤُه ) . وفي ( الأَساس ) : كاسِبُه ومُصْلِحُه .
والرَّقاحِيّ : التَّاجِرُ القائِمُ على مالِه المُصْلِحُ له . قال أَبو ذُؤَيب يَصِف دُرَّة :
بكَفَّيْ رَقَاحِيَ يُريدُ نَماءَها
فيُبْرِزُها للبَيعِ فهْي فَرِيجُ
يعني بارزةً ظاهِرَةً . والاسم الرَّقَاحَة .
وهو رَاقِحَةُ أَهْلِه : كاسِبُهُم كجارِحتِهِم ؛ كما في ( الأَساس ) .
وزاد شيخُنا : وقالوا : امرأَةٌ رَقْحَاءُ إِذَا كانتْ تَكْتَسِبُ بالفَجور .
____________________

(6/398)



وفي الحديث : ( كان إِذا رقَّحَ إِنْسَاناً ) . يريد رَفَّأَ ، وقد تقدّمت الإِشارة إِليه .
ويقال : تَرْكِيحُ المال ، لغة في القاف ، كما سيأْتي .
ركح : ( رَكَحَ ) السّاقِي على الدَّلْوِ ( كمنَعَ ) إِذا ( اعْتَمَدَ ) عليها نَزْعاً . والرَّكْحُ : الاعْتِمَادُ . وأَنشد الأَصمعيّ :
فصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ
أَحْرَدَ بالدَّلْوِ شديدَ الرَّكْحِ
( و ) رَكَحَ إِليه : ( اسْتَنَد ، كأَرْكَحَ وارْتَكَحَ ) . يقال : رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْت وارْتَكَحْت . وارْتَكَحْت . ( و ) رَكَحَ ( إِليه رُكُوحاً ) بالضّمّ : ( رَكَنَ وأَنابَ ) . قال :
رَكَحْتُ إِليها بعدما كُنتُ مُجمِعاً
والرُّكوحُ إِلى الشصيْءِ : الرُّكُونُ إِليه .
( والرُّكْح ، بالضمّ : رُكْنُ الجَبَلِ ) أَ ( وناحِيَتُه ) المُشْرِفةُ على الهَواءِ . وقيل : هو ما عَلا عن السَّفْحِ واتَّسعَ . وقال ابن الأَعرابيّ : رُكْحُ كلِّ شيْءٍ : جانِبُه . ( ج رُكُوحٌ وأَرْكَاحٌ ) . قال أَبو كَبِير الهُذَليّ .
حتَّى يَظَلَّ كأَنَّه مُتَثبِّتٌ
برُكُوح أَمْعَزَ ذِي رُيُودٍ مُشْرفِ
أَي يَظلُّ من فَرَقي أَن يتكلّم فيُخْطِىءَ ويَزِلَّ كأَنّه يَمْشِي برُكْحِ جَبَلٍ ، وهو جانِبُه وحَرْفُه ، فيخاف أَن يَزِلّ ويَسْقُط . ( و ) الرُّكْحُ أَيضاً ؛ ( ساحةُ الدّارِ ) والفِنَاءُ . وفي الحديث : ( لا شفْعَةَ في فِنَاءٍ ولا طَرِيقٍ ولا رُكْحٍ ) قال أَبو عُبَيْد الرُّكْحُ ، بالضّمّ : ناحيةُ البيْتِ من وَرَائه كأَنّه فَضَاءٌ . قال القُطَاميّ :
أَمَا تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكَاحَا
لمْ يَدَعِ الثَّلْجُ لهمْ وَجَاحَا
الأَرْكَاحُ : الأَفْنهيةُ . والوَجاحُ : السِّتْر . ( كالرُّكْحَة ، بالضّمّ . و ) الرُّكْحُ أَيضاً : ( الأَساسُ ، ج أَرْكاحٌ ) ، وجمْع
____________________

(6/399)


الرُّكْحَةِ رُكْحٌ ، مثل بُسْرةٍ وبُسْر ، وليس الرُّكْح واحِداً . والأَرْكَاح جَمْع رُكْحٍ لا رُكْحةٍ ، قاله ابن بَرّيّ . وفي الحديث : ( أَهْلُ الرُّكْحِ أَحقُّ برُكحِهم ) . وقال ابن مَيّادةَ :
ومُضَبَّرٍ عرِدِ الزِّجَاجِ كأَنّه
أَرَمٌ لِعَادَ مُلَزَّزُ الأَرْكَاحِ
أَراد بعرِدِ الزِّجاجِ أَنْيَابَه . وإِرَمٌ . قَبْرٌ عَلَيْهِ حِجَارةٌ . ومُضَبَّر يعنِي رأْسَهَا كأَنّه قبرٌ . والأَرْكَاح : الأَساسُ .
( والرُّكْحَة ، بالضّمّ : قِطْعَةٌ من الثَّرِيد تَبْقَى في الجَفْنَةِ ) ، هاكذا في ( الصّحاح ) . وعبارة اللّسان : البَقِيَّةُ من الثَّريد .
( وجفْنة مُرْتَكِحةٌ ) أَي ( مُكْتَنِزةٌ بالثَّريد ) ؛ ومثله عبارة الصّحاح .
( وسَرْجٌ ) مِرْكَاحٌ ، ( ورَحْلٌ مِرْكاحٌ ) إِذا كان ( يتَأَخَّرُ عن ظَهْرِ الفَرسِ ) . وفي ( اللسان ) : والمِرْكاحُ من الرِّحال والسُّرُوجِ : الّذي يَتأَخَّرُ ، فيكون مرْكَبُ الرَّجُلِ على آخِرةِ الرَّحْلِ . قال :
كأَنَّ فاهُ واللِّجامِ شاحِي
شرْخَا غَبِط سلِسٍ مِرْكاحِ
وأَحسنُ من عبارة المصنّف نصُّ الجوهريّ : سَرْجٌ مِرْكاحٌ : إِذا كان يتأَخَّرُ عن ظهْرِ الفَرس ، وكذالك الرَّحْلُ إِذا تأَخَّر عن ظَهْرِ البعِيرِ . والمصنّفُ ذَكَرَ الرَّحْلَ ولم يذكرِ البعِير . ووُجِدَ عندنا في بعض النُّسَخ الموجودةِ : ( الرَّجُل ) بالجيم بدل الحاءِ وهو تحريفٌ شَنيعٌ ينْبغِي التَّنَبُّه لذالك .
( والرَّكْحَاءُ : الأَرضُ الغليظةُ المُرْتَفعَة ) .
( والأَرْكَاحُ ) جمع رُكْحٍ : ( بُيُوتُ الرُّهْبانِ ) . قال الأَزهريّ ويقال لها الأُكَيْرَاحُ . قال : وما أُراهَا عربيَّةً . وقال ابن سيده : الرُّكْح : أَبْيَاتُ النَّصارَى ، ولستُ منها على ثِقة .
____________________

(6/400)



( و ) ركّاحٌ ( كَكَتَّانٍ : كَلْبٌ ، وفَرَسُ رَجلٍ من ) بني ( ثَعْلَبَةَ بن سعْدٍ ) من بني تَميم .
( و ) رَكَاحٌ ( كسحابٍ : ع ) .
( وأَرْكَحَه إِليه : أَسْنَده ) . وأَرْكَحَ إِليه : استنَد ، وقد تقدّم .
( و ) أَرْكَحَ ظَهْرَه إِليه : ( أَلْجَأَه ) . وفي حديث عُمَر قال لعَمْرَو بن العَاصِ : ( ما أُحبُّ أَن أَجَلَ لك عِلَّةً تَرْكحُ إِليها ) : أَي تَرْجِعُ وتَلْجَأُ إِليها .
( والتَّرَكُّحُ : التَّوسُّعُ ) ، يقال : تَركَّحَ في الدّار : إِذا تَوَسّعَ فيها . ويقال : إِنّ لفُلان ساحةً يَتَركَّحُ فيها . أَي يَتَوَسَّعُ ( والتَّركُّحُ التَّصرُّفُ والتَّلَبُّث ) ، في النوادر : تركَّحَ فُلانٌ في المَعِيشةِ ، إِذا تَصَرَّف فيها . وتَركَّحَ بالمكان : تَلَبَّثَ ، وقد تقدّمت الإِشارةُ إِليه .
رمح : ( الرُّمْح ) من السلاح ( م ) ، وهو بالضّمّ ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته ، ( ج رِماحٌ وأَرْماحٌ ) . وقيل لأَعرابيّ : ما النّاقَةُ القِرْوَاحِ ؟ قال : الّتي تَمْشِي على أَرْمَاحٍ .
( ورَمحَه كمَنَعَه ) يَرْمَحُه رَمْحاً : ( طَعَنَه به ) ، أَي بالرُّمْح ، فهو رامِحٌ نابِل ، وهو رَمّاح حاذِقٌ في الرِّمَاحة .
ورَامَحه مُرَامَحَةً .
وتَرَامَحُوا وتَسَايَفُوا .
وهو ذو رُمْحٍ ورِمَاحٍ .
( والرَّمَّاحُ : مُتَّخِذُه ) ، أَي اللرُّمْحِ وصانِعُه . ( وصَنْعَتُه ) وحِرْفَتُه ( الرِّمَّاحَةُ ) ، بالكسر .
( و ) من المجاز : الرَّمَّاحُ : ( الفَقْرُ والفَاقَة ) .
( و ) الرَّمّاحُ ( بنُ مَيّادَةَ الشاعر ) : مشهورٌ .
( وراجلٌ رامِحٌ ) ورَمّاحٌ : ( ذو رُمْحٍ ) مثلُ لابنٍ وتامِرٍ ، ولا فِعْلَ له ، كما
____________________

(6/401)


في ( الصّحاح ) . ( و ) يقال للثَّوْرِ من الوحْش : رامِحٌ . قال ابن سيده : أُراه لموضعِ قَرْنِه . قال ذو الرُّمّة :
وكائِنْ ذَعَرْنَا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ
بِلادُ العِدَى ليْسَتْ له ببلادِ
ومن المجاز : ( ثَوْرٌ رامِحٌ : له قرْنانِ ) .
( والسِّمَاكُ الرَّامِحُ ) : أَحدُ السِّماكيْنِ . وهو ( نَجْمٌ ) معروفٌ ( قُدّام الفَكّةِ ) ليس من مَنَازلِ القَمَرِ ، سُمِّيَ بذالك لأَنه ( يَقْدُمه كَوكَبٌ يقولون : هو رُمْحُه ) وقيل للآخَرِ : الأَعْزلُ ، لأَنه لا كَوْكَبَ أَمامَه ، والرّامِح أَشدُّ حُمْرَةً . وقال الطِّرِمّاح :
مَحَاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيعِ
من الأَنْجُمِ العُوّلِ والرّامِحَهْ
والسِّمَاكُ الرَّامِحُ : لا نَوْءَ له ، إِنما النَّوْءُ للأَعْزلِ . وفي ( التهذيب ) : الرامِحُ : نَجْمٌ في السَّمَاءِ يُقَال له : السِّمَاكُ المِرْزَمُ . وفي ( الأَساس ) : ومن المجاز : طَلَعَ السِّماكُ الرّامِح .
( ورَمَحَه الفَرَسُ كمَنَعَ ) وكذالك البَغْلُ والحِمَارُ وكلُّ ذي حافرٍ يَرْمَح رمْحاً : ( رَفَسَه ) ، أَي ضَرَبَ برِجْلِه . وقيل : ضَرَبَ برِجْلَيْه جميعاً . وقيل : ضَرَبَ برِجْلَيْه جميعاً . والاسم الرِّمَاحُ . يقال : أَبْرَأُ إِليكَ من الجِمَاح والرِّمَاحِ . وهاذا من باب العيوب الّتي يُرَدُّ المَبيعُ بها . قال الأَزهريّ : وربُما اسْتُعير الرَّمْحُ لِذِي الخُفّ . قال الهُذَليّ :
بطعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً
جَواذِبُها تأْبى على المُتَغبِّرِ
وقد يقال : رَمَحَت النَّاقةُ ، وهي رَمُوحٌ . أَنشد ابن الأَعرابيّ :
تُشْلِي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ
حَرْفٌ كأَنّ غُبْرَها ممْلُوحُ
وفي ( الأَساس ) : دابّةٌ رَمّاحةٌ ورَمُوحٌ : عَضّاضَةُ وَعضوضٌ . ( و ) من المجاز : رَمَحَ ( الجُنْدبُ ) وركضَ ، إِذا ( ضَربَ الحصَي برِجْلَيْه ) . وفي ( الصّحاح ) و ( اللسان ) و ( الأَساس ) : بِرِجْلِه ،
____________________

(6/402)


بالإِفراد . قال ذو الرُّمّة :
ومجْهُولة من دُونِ مَيَّةَ لمْ تعقِلْ
قَلُوصي بها والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ
( و ) من المجاز : رَمَحَ ( البَرْقُ : ) إِذا ( لَمعَ ) لمَعاناً خفيفاً مُتقارِباً .
( و ) من المجاز : أَخَذتِ البُهْمَى ونَحْوُها من المَرْعَى رِمَاحَها : شَوَّكَتْ فامتنعَتْ على الرَّاعِية . و ( أَخذتِ الإِبلُ رِماحها ) وفي ( مجمع الأَمثال ) : ( أَسْلِحتها ) : حَسُنتْ في عينِ صاحِبها فامتنع لذالك من نَحْرها ؛ يقال ذلك إِذا ( سَمِنَتْ أَو دَرّت ) ، وكلّ ذالك على المَثَل ( كأَنّها تَمْنَعُ عن نَحْرِها ) لحُسْنِهَا في عين صاحبها . في ( التهذيب ) : إِذا امتنعَت البُهْمَى ونَحْوُها مِن المراعِي فيَبِسَ سَفَاهَا قِيل : أَخَذَتْ رِماحَها .
ورِمَاحُها : سَفَاها اليَابِسُ .
ويقَال للنّاقَة إِذا سَمِنَت : ذاتُ رُمْح ، وإِبلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ ، وهي النُّوقُ السِّمانُ ، وذالك أَنّ صاحِبَها إِذا أَراد نَحْرَها نَظَرَ إِلى سِمَنِها وحُسْنِهَا فامتَنَعَ من نحْرِهَا نَفَاسَةً بها لِما يَرُوقُه من أَسْنِمتها . ومنه قول الفَرَزْدَق :
فمكَّنْتُ سَيْفِي مِن ذَوات رِماحِها
غِشَاشاً ولم أَحْفِل بُكاءَ رِعَائِيَا
يقول : نَحَرْتُها وأَطْعَمْتُها الأَضياف ، ولم يَمنعني ما عليها من الشُّحومِ عن نَحْرِهَا نفاسةً بها .
( و ) رُمَيحٌ ، ( كزُبيرٍ ) : عَلَمٌ على ( الذَّكَر ) كما أَن شُرَيحاً علمٌ على فَرْجِ المَرأَةِ .
( وذو الرُّمَيحِ ضَرْبٌ من اليَرَابيع طَويلُ الرِّجْلَيْنِ ) في أَوْساطِ أَوْظِفَته ، في كلّ وَظِيفٍ فَضْلُ ظُفْرٍ . وقيل : هو كلُّ يَرْبُوعٍ ، ورُمْحُه ذَنَبُه . ورِماحُه شَوْلاتُها . ( و ) يقال : ( أَخَذ فلانٌ ) وفي بعض الأُمّهات : أَخذَ الشيخُ ( رُميْحَ أَبي سَعْدٍ ، أَي اتَّكَأَ على
____________________

(6/403)


العصا هَرَماً ) أَي من كِبَرِه . ( وأَبو سَعْدٍ : هو لُقْمانُ الحَكيمُ ) المذكور في القرآن . قال : إِمّا تَرَىْ شكَّتِي رُميْحَ أَبي
سعْدٍ ، فقدْ أَحمِلُ السَّلاحَ مَعَا
( أَو ) هو ( كُنْيَةُ الكِبَرِ والهَرَم ، أَو هو مَرْثَدُ بنُ سعدٍ أَحدُ وَفْدِ عاد ) ، أَقوالٌ ثلاثة .
( وذو الرُّمْحَيْن ) : لقب ( عَمْرو بن المُغَيرة لطولِ رِجْلَيْه ) شُبِّهتَا بالرِّماح . ( و ) قال ابن سيده : أَحسبه جَدّ عُمر بن أَبي رَبيعة . وهو ( مالك بن رَبيعةَ بنِ عَمْرٍ و ) قال القُرشيُّون : سُمِّيّ بذلك ( لأَنه كان يُقاتِل بُرمْحَين في يديه ) . وذو الرُّمْحَيْن : لقبُ ( يَزيدَ بن مِرْدَاسٍ السُّلَميّ ) أَي العبّاس رضي الله عنه . ( و ) ذو الرُّمْحَيْنِ : لقبُ ( عَبْد بن قَطَن ) محرَّكَةً ( ابن شَمِرٍ ) ككتِفٍ .
( والأَرْمَاحِ ) بلفظ الجمْع : ( نُقْيانٌ طِوالٌ بالدَّهْنَاءِ . و ) من المجاز : ( رِماحُ الجِنِّ : الطاعون ) أَنشد ثعلب :
لَعَمْرُكَ ما خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رِمَاحَ بنِي مُقَيِّدةِ الحِمَار
ولِّكنّي خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رَمَاحَ الجِنِّ أَو إِيّاكَ حَارِ
عنَى بنَي مُقيِّدة الحِمارِ العَقَاربَ وإِنما سُمِّيتْ بذِّلك لأَن الحَرَّةَ يقال لها : مُقيِّدةُ الحِمَار ، والعَقَارِبُ تأْلَفُ الحَرَّةَ ( و ) الرِّماحُ ( من العَقْربِ : شَوْلاتُها ) . وقد تقدّم أَنه عندهم كلُّ يَرْبوعِ ، ورُمْحُه : ذَنبه ، ورِماحُه : شَوْلاتُها :
( ودارَةُ رُمْحٍ ) : أَبْرَق ( لبني كِلاَب ) لبني عمرِو بنِ رَبيعةَ ، وعنده البَتيلةُ ، ماءٌ لهم ، ودارَةٌ منسوبة إِليه . ( وذاتُ رُمْحٍ : لَقَبُها . و ) ذاتُ رُمْحٍ ( : ة بالشأْم ) .
____________________

(6/404)



( و ) رُمَاحٌ ( كغُرَاب : ع ) وهو جَبَلٌ نَجْديّ ، وقيل بخاءٍ معجمة .
( وعُبَيْدُ الرِّماحِ وبِلالُ الرِّماحِ رَجلانِ ) .
( ومُلاعِبُ الرِّماحِ ) : لقب أَبي بَرَاءٍ ( عامِر بنِ مالك بن جَعْفَر ) بن كِلاب ( والمعروفخ مُلاعِب الأَسِنَّة . وجعَلَه لَبيدٌ ) وهو ابنُ أَخيه الشاعرُ المشهورُ ( رِمَاحاً للقافية ) ، أَي لحاجتِه إِليها . وهو قوله على مافي ( الصّحاح ) و ( اللِّسان ) :
قُومَا تَنوحانِ مع الأَنْواحِ
وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ
أَبَا بَرَاءٍ مِدْرَهَ الشِّيَاحِ
في السُّلُب السُّودِ وفي الأَمْساحِ
وفي شرْح شيخنا :
لو أَنّ حَيًّا مُدْرِكَ الفَلاح
أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ
قال : ولا منافاة ، فإِن كلاًّ من الشِّعرَين للبيدٍ .
( و ) العرب تعل الرَّمْحَ كناية عن الدَّفْع والمَنْع . ومن ذالك : ( قَوْسٌ رَمّاحة ) ، و ( شَدِيدةُ الدَّفْعِ ) . وقال طُفَيْلٌ الغَنزيّ :
برَمّاحةٍ تَنْفِي التُّرابَ كأَنّها
هِرَاقَةُ عَقَ مِن شَعِيبيْ مُعَجِّل
ومن الناس من فَسّر رمّاحة بطعنةٍ بالرُّمْح ، ولا يُعْرَف لهاذا مَخرَجٌ إِلاّ أَن يكون وَضعَ رَمّاحةً موضِع رَمْحة الّذي هو المَرَّةُ الواحدةُ من الرَّمْح ؛ كذا في ( اللسان ) .
( وابنُ رُمْحٍ : رجلٌ ) ، وإِياه عنَى أَبو بُثَيْنةَ الهُذليّ بقوله :
كأَنّ القَوْم من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ
لَدَى القعمْراءِ تَلْفَحُهمْ سَعيرُ
ويروَى : ابن رَوْح .
( وذات الرِّمَاحِ : فَرسٌ ل ) بني ( ضَبَّةَ ) سُمِّيَتْ لِعزِّها . و ( كانت إِذا
____________________

(6/405)


ذُعِرت تَباشَرتْ بنو ضَبَّة بالغُمْ ) . وفي ذلك يقول شاعرُهم :
إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرِّمَاحِ جَرَتْ لنا
أَيامِنُ بالطَّيرِ الكَثِيرِ غَنَائِمُهْ
ويقال : إِنّ ذات الرِّماح : أَبلٌ لهمن .
( ) ومما يستدرك عليه :
جاءَ كأَنّ عينيه في رُمْحَيْنِ : وذالك من الخَوْف والفَرقِ وشدّةِ النَّظر ، وقد يكون ذالك من الغَضب أَيضاً . وفي ( الأَساس ) : من المجاز . . . كَسروا بينهم رُمْحاً ، إِذا وقَع بينهم شرٌّ . ومُنِينا بيَوْمٍ كظِلِّ الرُّمْحِ : طَويل ضَيِّق . وهُمْ على بني فُلان رُمْحٌ واحدٌ . وذاتُ الرِّمَاح : قَريبٌ من تبَالة .
وقَارَةُ الرِّمَاحِ : موضعٌ آخَرُ .
رنح : ( الرَّنْحُ : الدُّوَارُ ) والاختلاطُ . ( و ) الرَّنْحُ : ( نحْوُ العُصْفورِ من دِماغِ الرأْسِ بائِنٌ منه ) .
( و ) قال الأَزهريّ : ( المَرْنَحَة : صَدْرُ السّفينة ) . والدَّوْطِيرةُ : كَوْثَلُها . والقبُّ : رأْسُ الدَّقَل . والقَرِيَّةُ : خَشَبةٌ مُرَبَّعةٌ على رأْس القبِّ .
( و ) رَنَّحَ الرَّجلُ وغيرُه و ( تَرنَّحَ ) إِذا ( تمايلَ سُكْراً أَو غيرَه ) ورَنَّحَه الشَّرابُ ، ( كارْتَنحَ ) . وتَرنَّحَ ، إِذا مال واستدارَ . قال امرؤُ القيسِ يَصفُ كَلْبَ صَيدٍ طَعنَه الثَّوْرُ الوَحْشيْ بقَرْنِه ، فظلّ الكلْبُ يَستديرُ كما يَستديرُ الحِمَارُ الّذي قد دَخَلَت النُّعرةُ في أَنْفه ، والغيطَلُ : شَجَرٌ :
فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيطَلٍ
كما يَسْتَدِيُ الحِمَارُ التَّعِرُ
( و ) قيل : ( رُنِّحَ ) به : إِذا أُديرَ به كالمَغْشِيّ عليه . وفي حديث الأَسْود بن يَزيد : ( أَنه كان يَصوم في اليوم الشَّديدِ الحَرِّ الّذي إِنّ الجَمَلَ الأَحمر لَيُرنَّح فيه من شِدّة الحَرّ ) : أَي يُدَارُ به ويَخْتَلِط . يقال : رُنِّحَ
____________________

(6/406)


فلانٌ ، ورُنِّح ( عليه تَرْنِيحاً ، بالضّمّ ) أَي على ما لم يُسمَّ فاعلُه : إِذا ( غُشِيَ عليه أَو اعْتراه وَهْنٌ في عِظامِه ) وضَعْفٌ في جَسدِه عنده ضَرْبٍ أَو فَزَعٍ أَو سُكْر حتَّى يَغْشاه كالمَيْدِ ( فتَمَايلَ ، وهو مُرنَّحٌ ، كمُعظَّمٍ ) ، وقد يكون ذالك من هَمَ وحُزْنٍ . قال :
تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيد مُرنَّحاً
كأَنّ به سُكْراً وإِنْ كانَ صَاحِيَا
وقال الطِّرِمّاح :
ونَاصِرُك الأَدْنَى عليه ظَعينةٌ
تَمِيدُ إِذا استَعبرْتَ ميْدَ المُرَنَّحِ
ومن ذلك أَيضاً :
وقد أَبيت جائِعاً مُرَنَّحَا
( والمُرَنَّح أَيضاً : أَجْوَدُ عُودِ البَخُورِ ) ، ضُبِطَ عندنا في النُّسخ كمُعَظَّم ضَبْط القَلَم ، والذي في ( اللّسَان ) : هو ضَرْبٌ من العُودِ ، من أَجْوَدِه ، يُسْتَجْمَر به ، وهو اسمٌ ، ونظِيرُه المُخْدَعُ . وفي ( الأَساس ) واسْتَجْمَرَ بالمُرَنَّح من الأُلُوَّةِ ، وتَروَّحَ برائحتِها الذَّكِيَّة .
( والتَّرنُّح : تَمَزُّزُ الشَّرابِ ) ، عن أَبي حنيفة .
( ) ومما يستدرك عليه :
من المجاز : رَنَّحَت الرِّيحُ الغُصْنَ فتَرنَّحَ .
وتَرنَّحَ على فُلانٍ : مالَ عليه تَطَاوُلاً وتَرَفُّعاً . وهو يترجَّحُ بين أَمْرَين ويَترنَّحُ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
رنجح : ( التَّرنْجُح ) ، بالنّون قبل الجيم : ( إِدارة الكَلامِ ) في فِيهِ .
روح : ( *!الرُّوحُ ، بالضّمّ ) النّفْسُ . وفي ( التهذيب ) : قال أَبو بكرِ بن الأَنبارُيّ : الرُّوح والنَّفْسُ واحدٌ ، غير أَن الرُّوح مذكَّر ، والنَّفْس مُؤنَّثة عند العرب . وفي التنزيل : { 6 . 023 ويساءَلونك عن الروح . . ربي } ( : الإِسراء 85 ) وتأْويل الرُّوح أَنه ( ما بِه حَياةُ الأَنْفُسِ ) .
____________________

(6/407)


والأَكثرُ على عدم التعرّض لها ، لأَنّها معروفَةٌ ضرورَةً . ومَنَعَ أَكثرُ الأُصوليّين الخَوْضَ فيها لأَن الله أَمْسَكَ عنهما فنُمْسِك ؛ كما قاله السُّبْكيّ وغيرُه . وروَى الأَزهريّ بسَنَده عن ابن عبّاس في قوله : { 6 . 023 ويساءَلونك عن الروح } إِنّ الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازلَ ، ولاكن قُولوا كما قال الله تعالى : { 6 . 023 قل الروح من اءَمر ربي . . قليلا } وقال الفرَّاءُ : الرُّوحُ : هو الّذِي يعيش به الإِنسانُ ، لم يُخبِر اللَّهُ تعالى به أَحداً من خلْقه ولم يُعْط علْمَه العبادَ . قال : وسَمعت أَبا الهيثم يقول : الرُّوح إِنّما هو النَّفَس الّذي يَتنفَّسُه الإِنسانُ ، وهو جارٍ في جميع الجَسدِ ، فإِذا خَرجَ لم يتنفَّسْ بعْدَ خُروجه ، فإِذا تَمَّ خُرُوجُه بقِي بَصَرُه شاخِصاً نَحْوَه حتَّى يُغَمَّضَ ، وهو بالفَارِسِيّة ( جان ) ، يُذكَّر ( ويُؤَنَّث ) . قال شيخنا : كلام الجوهريّ يدلّ على أَنّهما على حدَ سَوَاءٍ . وكلامُ المصنِّف يُوهِم أَن التَّذْكير أَكثر .
قلت : وهو كذالك . ونقل الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ قال : يُقال : خَرَجَ*! رُوحُه ، *!والرُّوح مُذكَّر . وفي الرَّوْض للسُّهَيْليّ : إِنما أُنِّثَ لأَنّه في معنَى النَّفْس ، وهي لُغَة معروفَةٌ . يقال إِنّ ذا الرُّمّة أَمَرَ عند مَوْته أَن يُكْتَب على قبره :
يا نَازعَ الرُّوحِ من جِسْمي إِذا قُبِضَتْ
وفارجَ الكَرْبِ ، أَنْقِذْني منَ النَّارِ
وكان ذالك مكتوباً على قَبْرِه ؛ قاله شيخُنَا . ( و ) من المجاز في الحديث : ( تَحَابُّوا بذِكْرِ اللَّهِ *!ورُوحِه ) . أَراد ما يَحْيَا به الخلْقُ ويهْتَدُون ، فيكون حياة لهم ، وهو ( القُرآن . و ) قال الزَّجاج : جاءَ في التفسير أَن الرُّوح : ( الوَحْيُ ) ، ويُسمَّى القُرْآنُ *!رُوحاً . وقال ابن الأَعرابيّ : الرُّوحُ : القرآنُ ، والرُّوحُ : النَّفْسُ . قال أَبو العبّاس : وقوله عزّ وجلّ : { 6 . 023 يلقى الروح من . . عباده } ( غافر : 15 ) و { 6 . 023 ينزل
____________________

(6/408)


الملائكة*! بالروح من اءَمره } ( النحل : 2 ) قال أَبو العبّاس : هذا كله معناه الوَحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ ، فصار بحياتِه للناسِ*! كالرُّوح الّذي يَحْيَا به جَسدُ الإِنسانِ . ( و ) قال ابن الأَثير : وقد تكرّر ذِكْرُ الرُّوحِ في القرآن والحديث ، ووَرَدَتْ فيه على مَعانٍ ، والغالِبُ منها أَن المُراد *!بالرُّوح الّذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياةُ ، وقد أُطْلِق على القُرْآن والوَحْيِ ، وعلى ( جِبْرِيل ) في قوله : { 6 . 023 الروح الاءَمين } ( الشعراء : 193 ) وهو المراد ب { رُوحُ الْقُدُسِ } ( البقرة : 352 ) . وهاكذا رواه الأَزهريّ عن ثعلب . ( و ) الرُّوح : ( عِيسى ، عليهما السلامُ . و ) الرُّوحُ : ( النَّفْحُ ) سُمِّيَ رُوحاً لأَنه رِيحٌ يَخْرُجُ من الرُّوح . ومنه قولُ ذي الرُّمَّة في نارٍ اقْتَدَحها وأَمَرَ صاحبَه بالنَّفْخ فيها ، فقال :
فقلتُ له ارْفَعْها إِليك وأَحْيِها
برُوحِك واجْعَلْه لها قِيتةً قَدْرَا
أَي أَحْيِهَا بنَفْخِك واجْعَلْه لها ، أَي النَّفْخَ للنار . ( و ) قيل : المراد بالوَحْي ( أَمْر النُّبُوَّة ) ، قاله الزجاج . وروى الأَزهريّ عن أَبي العباس أَحمد بن يحيَى أَنه قال في قوله الله تعالى : { 6 . 023 وكذلك اءَوحينا اليك . . اءَمرنا } ( الشورى : 52 ) قال : هو ما نَزل به جبريل من الدّين ، فصار يَحْيَا به النَّاسُ ، أَي يعيش به النّاسُ . قال : وكلُّ ما كان في القرآن ( فَعَلْنا ) فهو أَمْرُه بأَعْوَانِه ، أَمْر جبريل وميكائيلَ وملائكته ؛ وما كان ( فَعلتُ ) فهو ما تفرَّد به . ( و ) جاءَ في التفسير أَن الرُّوح ( حُكْم اللَّهِ تَعَالَى وأَمْرُه ) بأَعْوَانِه وملائِكتِه . وقوله تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً } ( النبأَ : 38 ) قال الزَّجّاج : الرُّوح : خَلْقٌ كالإِنس
____________________

(6/409)


وليس هو بالإِنس . ( و ) قال ابن عباس : هو ( مَلَك ) في السماءِ السابعةِ ( وَجْهُه كوَجْه الإِنسان ، وجسَدُه كالملائِكَةِ ) ، أَي على صُورتِهم . وقال أَبو العبّاس : الرُّوح : حَفَظةٌ على الملائكةِ الحَفظةِ على بني آدمَ ، ويُرْوَى أَن وُجوههم ( مثل ) وجوه الإِنس ، لا تَرَاهم الملائكةُ ، كما أَنَّا لا نَرَى الحَفَظَةَ ولا الملائكة .
وقال ابن الأَعرابيّ : الرُّوح : الفَرَحُ والرُّوح : القرآن ، والرُّوح : الأَمْرُ ، والرُّوح : النَّفْس .
( و ) الرَّوْح ( بالفتح : الرّاحةُ ) والسُّرورُ والفَرَحُ . واستعاره عليٌّ رضي الله عنه لليقِين ، فقال : ( فباشِروا رَوْحَ اليقِين ) . قال ابن سيده : وعندي أَنه أَراد الفَرَحَ والسُّرُور اللَّذَيْنِ يَحْدُثَانِ من اليقين . وفي ( التَّهذيب ) عن الأَصمعيّ : الرَّوْح : الاسْتِرَاحَةُ من غَمِّ القلْبِ . وقال أَبو عمرٍ و : *!الرَّوْحُ : الفَرحُ : قال شيخُنَا : قيل : أَصلُه النَّفس ثم استُعِير للفرَح . قلت : وفيه تأَمُّلٌ . وفي تفسير قوله تعالى : { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ } ( الواقعة : 89 ) ، معناه فاسْتِرَاحةٌ . قال الزّجّاج : ( و ) قد يكون الرَّوْحُ بمعنَى ( الرَّحْمة ) . قال الله تعالى : { ( و ) 6 . 023 لا تياءَسوا من روح ا } ( يوسف : 87 ) ، أَي من رحمة الله ، سَمّاها رَوْحاً لأَن *!الرَّوْحَ *!والرَّاحة بها . قال الأَزهري : وكذالك قوله في عيسى : { وَرُوحٌ مّنْهُ } ( النساء : 171 ) ، أَي رَحْمة منه تعالى . وفي الحديث : عن أَبي هُرَيرة : ( *!الرِّيح من رَوْحِ اللَّهِ تأْتي بالرَّحْمَة ، وتأْتي بالعذاب . فإِذا رأَيتموهَا فلا تَسُبُّوها واسْأَلوا الله من خَيْرِها ، واسْتَعيذوا بالله من شرّها ) . وقوله : من رَوْحِ اللَّهِ ، أَي من رَحْمَة الله . والجمع *!أَرْوَاحٌ . ( و ) الرَّوْح : بَرْدُ ( نَسيم الرِّيحِ ) . وقد جاءَ ذالك في حديث عائشةَ رضي الله عنها : ( كان النّاسُ يَسكُنون العالِيَةَ فيحضُرون الجُمُعَةَ وبهم وَسَخٌ ، فإِذا أَصَابَهم الرَّوْحُ سَطَعَتْ *!أَرْواحُهم ، فيتَأَذَّى به النّاسُ . فأُمِروا بالغُسْل ) . قالوا :
____________________

(6/410)


الرَّوْح ، بالفتح : نَسيمُ الرِّيح ، كانوا إِذا مَرّ عليهم النَّسيم تَكَيَّفَ بأَرْوَاحِهم ، وحَمَلها إِلى النّاس .
( و ) *!الرَّوَحُ : ( بالتَّحْرِيك : السَّعَةُ ) قال مُتَنخِّلُ الهُذليّ :
لاكِنْ كَبيرُ بنُ عِنْدٍ يومَ ذالِكُم
فُتْخُ الشَّمَائِلِ في أَيْمانهمْ رَوَحُ
وكبيرُ بنُ هِنْد : حَيٌّ من هُذَيْل . والفُتْخُ : جمع أَفْتَخَ ، وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليَدِ ، يريد أَنّ شمائلَهم تَنْفتِخُ لشدَّة النَّزْع . وكذالك قوله : ( في أَيمانتهم *!رَوَح ) ، وهو السَّعَةُ لشدّة ضرْبِها بالسَّيف . ( و ) الرَّوَح أَيضاً : اتِّسَاعُ ما بين الفَخِذيْنِ أَو ( سعةٌ في الرِّجْلَين ) ، وهو ( دُونَ الفحجِ ) ، إِلا أَنّ الأَرْوح تَتَبَاعَدُ صُدُورُ قَدَمَيْه وتَتَدانَى عَقباه . وكل نَعَامَةٍ رَوْحَاءُ ، وجَمْعه *!الرُّوحُ . قال أَبو ذُؤيب :
وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشيِّ كمَا
زَفَّ النَّعَامُ إِلى حَفّانِهِ الرُّوحُ
( و ) في الحديث : ( ( كان عُمرُ رضي الله عنه *!أَرْوَحَ ) كأَنّه راكِبٌ والنّاسُ يَمْشون ) . وفي حديث آخَرَ : ( لَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلى كِنَانَةَ بن عَبْدِ يَالِيلَ قد أَقبل تَضْرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رِجْلَيْه ) . الرَّوَحُ : انقلابُ القَدَم على وَحْشِيِّها . وقيل : هو انْبِسَاطٌ في صَدْرِ القَدم . ورَجُل أَرْوَحُ ، وقد رَوِحتْ قَدَمُه *!رَوَحاً ، وهي رَوْحاءُ . وقال ابن الأَعْرَابيّ : في رِجْله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ ، وهو أَشَدُّها . وقال الليث : *!الأَرْوَح : الّذي في صَدْرِ قَدميه انبساط ، يقولون : *!رَوِحَ الرَّجلُ *!يَرْوَحُ رَوَحاً .
( و ) *!الرَّوَحِ : اسمُ ( جمْع *!رائحٍ ) مثل خادِم وخَدمٍ . يقال : رجلٌ *!رائِحٌ ، من قَوْم *!رَوَحٍ ، *!ورؤُوحٌ من قَوْمٍ *!رُوحٍ .
( و ) الرَّوَحُ ( من الطَّيْر : المُتفرِّقةُ ) قال الأَعشى :
ما تَعِيفُ اليَوْمَ في الطيرِ الرَّوَحْ
م غُرابِ البيْنِ أَو تَيْسِ سَنَحْ
( أَو ) *!الرَّوَحُ في البيْتِ هاذا هي ( *!الرّائِحة إِلى أَوكَارِها ) . وفي ( التّهذيب ) في هاذا البيتِ : قيل : أَراد *!الرَّوَحة
____________________

(6/411)


مثل الكَفَرة والفجَرة ، فطرَحَ الهاءَ . قال : *!والرَّوَحُ في هاذا البيتِ المُتَفَرِّقةُ .
( ومكان*! رَوْحانيٌّ : طَيِّبٌ ) .
( *!والرّوحانِيُّ : بالضّمّ ) والفتح ، كأَنّه نُسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح ، وهو نَسيم الرّوح ، والأَلف والنون من زيادات النّسب ، وهو من نادِرِ معْدولِ النَّسب . قال سيبويه : حكى أَبو عُبيْدةَ أَنّ العرب تقوله لكلّ ( ما فيه النِّسْبة إِلى الملَك والجِن ) . وزعم أَبو الخطَّاب أَنه سمع من العرب من يقول في النِّسبة إِلى الملائكةِ والجِنّ : رُوحانِيّ ، بضمّ الرّاء و ( ج *!رُوحَانِيُّون ) بالضّم . وفي ( التهذيب ) : وأَما الرُّوحانيُّ من الخَلْقِ فإِن أَبا داوود المَصاحِفيّ روَى عن النِّضْر ، في كتاب الحروف المُفسَّرة من غريب الحديث ، أَنه قال : حدَّثنا عَوْفٌ الأَعرابيّ عن ورْدَانَ بنِ خالدٍ ، قال : بَلَغَني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّونَ ، ومنهم منْ خُلِقَ من النُّور . قال : ومن الرُّوحانِيّينَ جِبْريلُ وميكائيلُ وإِسْرَافيلُ عليهم السَّلامُ . قال ابنُ شُمَيْل : *!فالرُّوحانِيّون أَرْوَاحٌ ليست لها أَجسامٌ ، هاكذا يقال . قال : ولاَ يقال لشيْءٍ من الخَلْق رُوحانيّ إِلاّ للأَرْواح الّتي لا أَجسادَ لها ، مثل الملائكةِ والجِنّ وما أَشبهها ؛ وأَمّا ذواتُ الأَجسامِ فلا يُقال لهم : رُوحانِيّون . قال الأَزهريّ : وهاذا القولُ في *!الروحانيِّين هو الصَّحيح المعتمَد ، لا ما قاله ابنُ المُظَفرَّ أَنّ *!-الرُّوحانِيّ الّذي نُفِخَ فيه الرُّوحُ .
( والرِّيح م ) وهُو الهَواءُ المُسخَّرُ بين السّماءِ والأَرض ؛ كما في ( المصباح ) ، وفي ( اللسان ) : الرِّيح : نَسيمُ الهواءِ ، وكذالك نَسيمُ كلِّ شيْءٍ ، وهي مؤنّثة . ومثله في ( شرح الفَصِيح ) للفِهْريّ . وفي التَّنْزِيل : { كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ } ( آل عمران : 117 ) وهو عند سيبويه فِعْل ، وهو عند أَبي الحسنِ فِعْل وفُعْل . *!والرِّيحة : طائفة من الرِّيح ؛ عن سيبويه . وقد يجوز أَن يَدُلَّ الوَاحدُ
____________________

(6/412)


على ما يَدُلُّ عليه الجمعُ . وحكَى بعضُهم رِيحٌ *!ورِيحَةٌ . قال شيخنا : قالوا : إِنما سُمِّيَت *!رِيحاً لأَنّ الغالبَ عليها في هُبوبها المَجىءُ *!بالرَّوْح *!والرّاحَة ، وانقطاعُ هُبوبِهَا يُكْسِب الكَرْبَ والغَمَّ والأَذَى ، فهي مأْخوذة من الرَّوح ؛ حكاه ابنُ الأَنباريّ في كتابة الزاهر ، انتهَى . وفي الحديث : كان يقول إِذا هاجَتِ الرِّيحُ ( اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا *!رِيَاحاً ولا تَجْعَلْهَا *!رِيحاً ) . العرب تقول لا تَلْقَحُ السّحابُ إِلاّ من *!رياحٍ مختلفة ، يريد اجْعَلْهَا لَقَاحاً للسَّحاب ولا تَجْعَلْهَا عَذاباً . ويُحَقِّق ذالك مَجىءُ الجَمْعِ في آياتِ الرَّحْمَة ، والوَاحد في قِصَص العَذابِ : كالرِّيح العَقيم ، و { رِيحاً صَرْصَراً } ( فصلت : 16 ) .
( ج *!أَرْواحٌ ) . وفي الحديث : ( هَبَّتْ أَرْوَاحُ النَّصْر ) . وفي حديث ضِمَامٍ ( إِني أُعالجُ من هاذه *!الأَرواحِ ) ، هي هنا كِناية عن الجِنّ ، سُمُّوا *!أَرْوَاحاً لكَوْنِهم لا يُرَوْن ، فهم بمنزلة الأَرواحِ . ( و ) قد حُكِيَت : ( *!أَرْياحٌ ) *!وأَرايِيح ، وكلاهما شاذٌّ . وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عَقِيل جمعَه *!الرّياح على *!الأَرْياح قال : فقلت له فيه : إِنما هو أَرْواح . فقال : قد قال الله تبارك وتعالى : { 6 . 023 واءَرسلنا الرياح } ( الحجر : 22 ) وإِنما الأَرْوَاحُ جَمع رُوحٍ . قال فعلمتُ بذالك أَنه ليس ممن يُؤخذ عنه . في ( التهذيب ) : الرِّيح ياؤُها واوٌ ، صُيِّرت ياءً لانْكسار ما قبلها ، وتَصْغِيرُهَا رُوَيْحةٌ ، ( و ) جمعها ( *!رياحٌ ) *!وأَرْوَاح ( ، *!ورِيَحٌ كعِنَب ) ، الأَخيرُ لم أَجِدْه في الأُمَّهات . وفي ( الصّحاح ) : الريحُ واحدةُ *!الرِّياح وقد تُجْمع على *!أَرْوَاحٍ ، لأَن أَصْلَها الواو ، وإِنما جاءَتْ بالياءِ لانكسار ما قبلها ، وإِذا رَجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو ، كقولك أَرْوَحَ الماءُ .
( جج ) ، أَي جمْع الجمْعِ ( *!أَراوِيحُ ) ، بالواو *!وأَرايِيحُ ) ،
____________________

(6/413)


بالياءِ ، الأَخيرةُ شاذَّةٌ كما تقدم .
( و قد تكون الرِّيح بمعنى ( الغَلَبَةَ والقُوَّةِ ) . قال تَأَبَّط شَرًّا ، وقيل : سُلَيكُ بنُ السُّلَكةِ :
أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهِمْ أَو تَعْدُوانِ فإِنّ الرِّيحَ للعَادِي ومنه قوله تعالى : { وَتَذْهَبَ *!رِيحُكُمْ } ( الأَنفال : 46 ) كذا في ( الصّحاح ) . قال ابن بَرِّيّ : وقيل : الشّعر لأَعْشَى فَهْمٍ .
( و ) الرِّيح : ( الرَّحْمَةُ ) ، وقد تَقدّمَ الحديث : ( الرِّيح من رَوْح الله ) . ( و ) في الحديث ( هَبَّت *!أَرْوَاح النَّصْرِ ) . الأَرواح : جمع رِيح .
ويقال : الرِّيح لآلِ فلان ، أَي ( النُّصْرةُ والدَّوْلَةُ ) . وكان لفلانٍ رِيحٌ . وإِذا هَبَّت *!رِياحُك فاغْتَنِمْهَا . ورجل ساكنُ الرِّيح : وَقُورٌ ، وكلّ ذالك مجاز ؛ كما في ( الأَساس ) .
( و ) الرِّيح : ( الشَّيءُ الطَّيِّبُ ) . ( *!والرَّائِحَة ) : النَّسِيمُ ، طَيِّباً كان نَتِناً ، والرَّائِحَةُ : رِيحٌ طَيِّبةٌ تَجِدُهَا في النَّسِيم . تقول : لهاذه البَقْلةِ رائحةٌ طَيِّبةٌ . ووجدتُ رِيحَ الشيْءِ *!ورائحته ، بمعنًى .
( ويَوْمٌ رَاحٌ : شَديدُهَا ) ، أَي الرِّيحِ ، يجوز أَن يكون فاعلاً ذَهَبتْ عَيْنُه ، وأَن يكون فَعْلاً . وليلة راحَةٌ . ( وقد *!رَاحَ ) يَومُنا (*! يَرَاحُ *!رِيحاً ، بالكسر ) : إِذا اشتَدَّتْ رِيحُه . وفي الحديث أَنّ رجلاً حَضَره المَوْتُ فقال لأَولاده : ( أَحْرِقُوني ثم انْظُروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه ) . يومٌ راحٌ ، أَي ذو رِيحٍ ، كقولهم : رجلٌ مالٌ .
( ويَومٌ *!رَيِّحٌ ، كَكَيِّس : طَيِّبُها ) . وكذالك يَومٌ *!رَوْحٌ ، *!ورَيُوحٌ كصَبور : طَيِّبُ الرِّيحِ . ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً ، وعَشِيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ ، كذالك . وقال اللّيث : يومٌ رَيِّحٌ ورَاحٌ : ذو رِيحٍ شَدِيدةٍ . قال : وهو كقولك كَبْسٌ صَافٌ ، والأَصل يومٌ رائِحٌ ، وكَبْشٌ صائِفٌ ، فقلبوا ، كما خَفَّفوا
____________________

(6/414)


الحائِجة فقالوا : الحَاجة . ويقال : قالوا : صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ فلما خَفَّفُوا استأْنَسَت الفَتْحَة قبلها فصارَت أَلفاً . ويومٌ رَيِّحٌ : طَيِّبٌ . ولَيلة رَيِّحَةٌ . ويومٌ راحٌ : إِذا اشتدَّت رِيحُه . وقد راحَ ، وهو*! يَرُوح *!رُؤوحاً ، وبَعضُهم : *!يَراحُ . فإِذا كان اليومُ رَيِّحاً طَيِّباً قيل : يومٌ رَيِّحٌ ، وليلة *!رَيِّحةٌ ، وقد راحَ وهو يَرُوح رَوْحاً .
( *!ورَاحَتِ الرِّيحُ الشَّيْءَ *!تَرَاحُه : أَصابَتْه ) . قال أَبو ذُؤيب يصف ثَوْراً :
ويَعوذُ بالأَرْطَى إِذَا ما شَفَّهُ
قَطْرٌ ، *!وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ
( و ) راحَ ( الشَّجَرُ : وَجَدَ الرِّيحَ ) وأَحَسَّها ؛ حكاه أَبو حنيفةَ وأَنشد :
تَعُوجُ إِذَا ما أَقبلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ
كَمَا انْعَاجَ غُصْمُ البانِ راحَ الجَنَائِبَا
وفي ( اللسان ) : *!ورَاحَ *!رِيحَ الرَّوْضةِ *!يَرَاحُهَا ، وأَراحَ يُرِيح : إِذا وَجَدَ رِيحَها . وقال الهُذليّ :
وماءٍ وَرَدْتُ علَى زَوْرَةٍ
كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا
وفي ( الصّحاح ) : راحَ الشَّيْءَ يَراحُه *!ويَرِيحُه : إِذا وَجَدَ *!رِيحَه . وأَنشد البيت . قال ابن بَرّيّ : هو لصَخْرِ الغَيّ . والسَّبنْتَى : النَّمِرُ . والشَّفيف : لَذْعُ البرْدِ .
( *!ورِيحَ الغَدِيرُ ) وغيرُه ، على مالم يُسَمَّ فاعلُه : ( أَصابَتْه ) ، فهو مَرُوحٌ . قال مَنْظورُ بن مَرْثَدٍ الأَسديّ يَصِفُ رَماداً :
هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلَى ذي القُورْ ؟
قد دَرَسَتْ غيرَ رمادٍ مَكْفورْ
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ *!مَرُوحٍ مَمْطورْ
*!ومَرِيح أَيضاً ، مثل مَشوب ومَشِيبٍ ، بُنِيَ على شِيبَ . وغُصْنٌ *!مَرِيحٌ *!ومَرُوحٌ : أَصابَتْه
____________________

(6/415)


الرِّيحُ . وقال يَصف الدَّمعَ :
كأَنَّه غِصْنٌ *!مَريحٌ مَمْطُورْ
وكذالك مكانٌ *!مَرُوحٌ *!ومَرِيحٌ ، وشَجرةٌ *!مَرُوحةٌ *!ومرِيحة : صَفَقَتْها الرِّيحُ فأَلْقَت وَرَقَها .
وراحَت الرِّيحُ الشَّيْءَ : أَصابَتْه . ويقال : رِيحَتْ الشَّجرةُ ، فهي مَرُوحَةٌ . وشَجرةٌ مَرُوحةٌ : إِذا هَبَّت بها الرِّيحُ . مَرُوحة كانت في الأَصل مَرْيُوحة .
( و ) رِيحَ ( القَوْمُ : دَخَلوا فيها ) أَي الرِّيحِ ( *!كأَراحوا ) ، رُباعيًّا ، ( أَو ) أَراحوا : دَخلوا في الرِّيح ، *!ورِيحُوا : ( أَصابَتْهم فَجَاحَتْهم ) ، أَي أَهلكَتهم .
( *!والرَّيْحَان ) قد اختلفوا في وَزْنِه ، وأَصْله ، وهل ياؤُه أَصليّة : فموضعه مادَّتها كما هو ظاهرُ اللفظ ، أَو مُبْدَلَة عن واوٍ فيحتاج إِلى مُوجِبِ إِبدالها ياءً ، هل هو التّخفيف شُذوذاً ، أَو أَصله *!رَوْيَحان ، فأُبدلت الواوُ ياءً ، ثم أُدغِمَت كما في تَصْريف سَيِّد ، ثم خُفِّف ، فوزْنُه فَعْلان ، أَو غير ذلك ؛ قاله شيخُنَا ، وبعضه في ( المصباح ) . وهو ( نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ ) ، من أَنواعِ المَشْمُومِ ، واحدته رَيْحَانَةٌ . قال :
*!برَيْحانةً مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ
لها أَرَجٌ ، ما حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِت
والجمْع *!رَيَاحِينُ . ( أَو ) الرَّيْحَان : ( كُلُّ نَبْتٍ كذالِك ) ، قاله الأَزهريّ ، ( أَو أَطْرَافُه ) ، أَي أَطْرَافُ كلِّ بَقْلٍ طَيِّبِ الرِّيحِ إِذا خَرَجَ عليه أَوَائلُ النَّوْرِ ، ( أَو ) الرَّيْحَانُ في قوله تعالى : { 6 . 023 والحب ذو العصب والريحان } ( الرحمن : 12 ) قال الفرَّاءُ : العَصْف : ساقُ الزَّرْعِ . والرَّيْحَانُ : ( وَرَقُه . و ) من المجاز : الرَّيْحَانُ : ( الوَلَد ) . وفي الحديث : ( الوَلَد مِن *!رَيْحان اللَّهِ ) وفي الحديث : ( إِنكم لَتُبَخِّلون وتُجَهِّلون وتُجبِّنون ،
____________________

(6/416)


وإِنكم لمن رَيحَانِ الله ) يعني الأَولادَ . وفي آخَرَ : قال لعليَ رضي الله عنه : ( أُوصِيك *!- برَيْحَانَتَيَّ خَيْراً قبلَ أَن يَنْهدّ ) . فلما مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلمقال : هاذا أَحدُ الرُّكْنَينِ . فلما مات فاطمةُ قال : هاذا الرُّكْنُ الآخَرُ . وأَرادَ *!برَيْحَانَتَيْه الحَسَن والحُسَيْنَ رضي الله عنهما .
( و ) من المجاز : الرَّيْحانُ : ( الرِّزْق ) . تقول : خَرَجْتُ أَبْتَغِي رَيْحَانَ اللَّهِ ، أَي رِزْقَه . قال النَّمِر بن تَوْلَب :
سَلامُ الإِلاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ
أَي رِزْقه ؛ قاله أَبو عُبَيْدةَ . ونقل شيخُنَا عن بعضهم أَنه لغة حِمْيَر .
( ومحمد بن عبد الوَهّاب ) أَبو منصور ، روَى عن حمزَةَ بنِ أَحمد الكَلاَباذِيّ ، وعنه أَبو ذَرَ الأَديب ؛ ( وعبد المُحْسِن بن أَحمدَ الغَزّال ) شِهاب الدِّين ، عن إِبراهيمَ بنِ عبد الرحمان القَطِيعِيّ ، وعنه أَبو العلاءِ الفَرْضِيّ ؛ ( وعليّ بنُ عُبَيدَة المتكلِّم المصنِّف ) له تَصانيفُ عجيبة : ( وإِسْحَاقُ بن إِبراهِيم ) ، عن عبّاسٍ الدُّورِيّ وأَحمد بن القرّابِ ؛ ( وزكريّاءُ بن عليّ ) ، عن عاصمِ بن عليّ ؛ ( وعليّ بن عبد السّلام ) بن المبارك ، عن الحُسَيْنِ الطَّبرِيّ شَيْخِ الحَرَم ، ( *!الرَّيْحَانِيُّون ، مُحَدِّثون ) .
( و ) تقول العرب : ( سُبْحانَ اللَّهِ *!وريْحَانَه ) . قال أَهل اللُّغَة : ( أَي اسْتِرْزاقَه ) . وهو عند سيبويه من الأَسماءِ الموضوعةِ مَوْضِعَ المَصادر . وفي ( الصّحاح ) : نَصَبوهما على المصدرِ ، يُرِيدُون تنْزِيهاً له واسْتِرْزاقاً .
( *!والرَّيْحَانة : الحنْوةُ ) ، اسمٌ كالعَلَم . ( و ) الرَّيْحانَة : ( طاقَةٌ ) واحدٌ من ( الرَّيْحَانِ ) وجمعه *!رَياحِينُ .
( *!والرَّاحُ : الخَمْرُ ) اسمٌ له ( *!كالرَّيَاحِ ،
____________________

(6/417)


بالفتح ) . وفي ( شرح الكَعبيّة ) لابنِ هِشَامٍ : قال أَبو عَمْرٍ و : سُمِّيَت *!راحاً *!ورَيَاحاً لارْتِيَاحِ شارِبِها إِلى الكَرَمِ . وأَنشد ابنُ هِشَامٍ عن الفرَّاءِ :
كأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً
نَشَاوَى تَساقوْا *!بالرَّيَاحِ المُفَلْفَلِ
قلت : وقال بعضُهم : لأَنّ صاحبها يَرتاح إِذا شَرِبها . قال شيخنا : وهاذا الشاهدُ رواه الجوهريّ تامًّا غير مَعْزُوَ ، ولا منقول عن الفرَّاءِ . قلت : قال ابن بَرِّي : هو لامرِىء القَيْس ، وقيل : لتأْبَّطَ شَرًّا ، وقيل : للسُّلَيكِ . ثم قال شيخنا : يَبقَى النَّظَرُ في موجِب إِبدالِ واوِهَا ياءً . فكان القياس الرَّواحُ ، بالواوِ ، كصَوابٍ . قلت : وفي ( اللّسان ) : وكلُّ خَمْرٍ راحٌ ورَيَاحٌ ، وبذالك عُلِمَ أَن أَلَفها مُنقلبة عن ياءٍ .
( و ) الرَّاحُ : ( *!الارْتِيَاحُ ) . قال الجُمَيح بن الطَّمّاح الأَسديّ :
ولَقِيتُ ما لَقِيتْ مَعدٌّ كُلُّها
وفَقدت *!-رَاحِي في الشَّبابِ وخالِي
أَي *!-ارْتياحِي واخْتِيالي .
وقد رَاحَ الإِنْسَانُ إِلى الشَّيْءِ *!يَراحُ : إِذا نَشِطَ وسُرَّ به ، وكذالك *!ارْتَاح . وأَنشد :
وزَعَمْتَ أَنّك لا*! تَرَاحُ إِلى النِّسَا
وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحِ المُتَرَدِّدِ
( و ) الرَّاحُ : هي ( الأَكُفّ ) . ويقال : بل الرَّاحَة : بَطْنُ الكَفِّ ، والكَفُّ : الرّاحةُ معَ الأَصابع : قاله شيخنا ، ( *!كالرّاحات . و ) عن ابن شُميل : الرَّاحُ من ( الأَراضي المُسْتَوِيَةُ ) الّتي ( فيها ظُهُورٌ واسْتِواءٌ تُنْبِت كثيراً ) ، جَلْدَةٌ ، وفي أَماكنَ منها سُهُولٌ وجَراثيمُ ، وليسَتْ من السَّيْلِ في شَيْءٍ ولا اللوادِي . ( واحِدَتُهما رَاحةٌ ) .
( *!وَرَاحَةُ الكَلْبِ : نَبْتٌ ) ، على التَّشبيه .
____________________

(6/418)



( وذو *!الرَّاحَةِ : سَيْفُ المُخْتَارِ بنِ أَبي عُبيدٍ ) الثّقفيّ .
( *!والرَّاحَةُ : العِرْسُ ) ، لأَنها *!يُسْتَرَاح إِليها . ( و ) الرَّاحَةُ من البيت : ( السّاحةُ ، وطَيُّ الثَّوْب ) ، وفي الحديث عن جَعفرٍ : ( نَاوَلَ رَجُلاً ثَوْباً جديداً فقال : اطْوِهِ على راحَتِه ) أَي طَيِّه الأَوّلِ . ( و ) الرَّاحَةُ : ( ع قُرْبَ حَرَضَ ) ، وفي نسخة : و : ع ، باليمن وسيأْتي حَرُضُ . ( و ) الرَّاحَة : ( ع ببلادِ خُزَاعَةَ ، له يومٌ ) معروفٌ .
( *!وأَراحَ اللَّهُ العَبْدَ : أَدْخَلَه في الرَّاحَةِ ضِدّ التَّعب ) ، أَو في الرَّوْحِ وهو الرَّحمة ( و ) أَراح ( فلانٌ على فلانٍ : حَقَّه : رَدَّده عليه ) . وفي نسخةٍ : ردّه . قال الشاعر :
إِلاَّ *!-تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً
دونَ القُضاةِ فقاضِينا إِلى حكَمِ
*!وأَرِحْ عليه حَقَّه ، أَي رُدَّه . وفي حديث الزُّبَيْر : ( لولا حُدودٌ فُرِضَتْ وفَرائضُ حُدَّتْ ، تُرَاحُ على أَهْلِها ) أَي تُرَدّ إِليهم ، والأَهلُ هم الأَئمَّة ؛ ويجوز بالعكس ، وهو أَنّ الأَئمَّةَ يَرُدُّونها إِلى أَهلِها من الرَّعِيّة . ومنه حديث عائشةَ ( حتَّى أَراحَ الحَقَّ إِلى أَهْلِه ) ( *!كأَرْوَح . و ) أَراحَ ( الإِبلَ ) وكذا الغنَمَ : ( رَدَّها إِلى المُراحِ ) وقد *!أَراحَها راعِيها *!يُرِيحُهَا ، وفي لغة : هَراحَها يُهْرِيحُها . وفي حديث عُثْمَانَ رضي الله عنه : ( *!رَوَّحْتها بالعَشِيّ ) ، أَي رَدَدْتها إِلى المُزَاح . وسَرَحتِ الماشيةُ بالغَداة ، *!وراحَتْ بالعَشِيّ ، أَي رَجَعتْ . وفي ( المحكم ) : *!والإِراحةُ : رَدُّ الإِبلِ والغنَم من العَشِيِّ إِلى *!مُرَاحِهَا . والمُرَاحُ : ( بالضم ) : المُنَاخُ ، ( أَي المَأْوَى ) حيث تَأْوِي إِليه الإِبلُ والغَنَمُ باللَّيْل . وقال الفَيُّوميّ في المصباح عند ذِكْرِه *!المُرَاح بالضّم : وفتحُ الميمِ بهاذا المعنى خطأٌ ، لأَنه اسمُ مَكَانٍ ، واسمُ المكانِ والزّمانِ والمَصْدَرُ من أَفْعَل بالأَلف مُفْعَل بضمّ الميم على صيغة . المفعول . وأَمّا المَرَاحُ ، بالفتح : فاسمُ المَوْضِع ، من راحَتْ ،
____________________

(6/419)


بغير أَلفٍ ، واسمُ المكانِ من الثُّلاثيِّ بالفتح . انتَهى .
*!وأَراحَ الرجلُ*! إِراحةً *!وإِراحاً ، إِذا *!راحَتْ عليه إِبلُه وغَنمُه ومالُه ، ولا يكون ذالك إِلاّ بعدَ الزَّوالِ . وقول أَبي ذُؤيب :
كأَنَّ مَصاعِبَ زُبَّ الرُّؤُو
سِ في دارِ صِرْمٍ تَلاَقَى مُرِيحَا
يمكن أَن يكون أَراحَتْ ، لغة في راحَتْ ، ويكون فاعلاً في معنَى مَفْعول . ويُروَى : ( تُلاقِي *!مُرِيحاً ) أَي الرَّجلَ الذي يُرِيحها .
( و ) أَراحَ ( الماءُ واللَّحْمُ : أَنْتَنَا ) ، *!كأَرْوَح . يقال أَرْوَحَ اللَّحْمُ ، إِذا تَغيَّرَتْ رائحتُه ، وكذالك الماءُ . وقال اللِّحْيَانيّ وغيرُه : أَخَذَتْ فيه الرِّيحُ وتَغَيَّرَ . وفي حديث قَتَادَة : ( سُئلَ عن الماءِ الّذِي قد أَرْوَحَ : أَيُتَوَضَّأُ به قال : لا بَأْسَ ) أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ ، إِذا تَغيَّرتْ رِيحُه ؛ كذا في ( اللسان ) والغَرِيبَيْن .
( و ) أَراحَ ( فُلارنٌ : ماتَ ) ، كأَنَّه *!اسْتَرَاحَ . وعبارةُ الأَساس : وتقول : *!أراحَ *!فأَراحَ ( أَي مات ) *!فاسْتُرِيحَ منه . قال العجَّاج :
أَراحَ بعدَ الغَمَّ والتَّغَمْغُمُ وفي حديث الأَسْوَد بن يَزيدَ ( إِن الجَمَلَ الأَحمرَ لَيُرِيحُ فيه من الحَرّ ) *!الإِراحَةُ هنا : المَوْتُ والهَلاَكُ . ويُرْوَى بالنون ، وقد تقدّم .
( و ) أَراح : ( تَنَفَّسَ ) . قال امرؤُ القيس يَصف فَرساً بسَعَة المَنْخَرَيْن :
لها مَنْخَرٌ كَوِجَارِ السِّبَاعِ
فَمِنْه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ
( و ) أَراحَ الرَّجُلُ : *!استراحَ و ( رَجَعتْ إِليه نَفْسُه بعدَ الإِعياءِ ) . ومنه حديثُ أُمِّ أَيْمَنع ( أَنها عَطشَتْ مهاجِرةً في يومٍ شديدِ الحرِّ ، فدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السَّماءِ ، فشَرِبتْ حتَّى *!أَراحَتْ ) وقال اللِّحْيانيّ : وكذالك
____________________

(6/420)


أَراحَت الدّابَّةُ . وأَنشد :
*!تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحفوز
( و ) أَراحَ الرجُلُ : ( دَخَلَ في الرِّيحِ ) . ومثله *!رِيحَ ، مَبنيًّا للمفعول ، وقد تقدَّم . ( و ) أَراحَ ( الشَّيْءَ ) *!ورَاحَه *!يَرَاحُه *!ويَرِيحُه : إِذا ( وَجَدَ *!رِيحَه ) . وأَنشد الجوهريّ بيت الهُذَليّ :
وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرةٍ
إِلخ ، وقد تقدّمَ . وعبارة الأَساس : *!وأَرْوَحْت منه طِيباً : وَجدتُ رِيحَه . قلت : وهو قول أَبي زيدٍ . ومثله : أَنْشَيْت منه نَشْوَة ، *!ورِحْتُ رائحةً طَيِّبَةً أَو خَبيثَةً ، *!أَرَاحُهَا *!وأَرِيحُها . *!وأَرَحْتها *!وأَرْوَحْتُهَا : وَجَدْتها . ( و ) أَراحَ ( الصَّيْدُ ) : إِذا ( وَجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ ، *!كأَرْوَحَ ) في كلّ مما تقدَّم . وفي ( التهذيب ) : *!وأَرْوَحَ الصَّيْدُ واسْتَرْوَحَ واسْتَرَاحَ : إِذا وَجَدَ رِيحَ الإِنسانِ . قال أَبو زيد : *!-أَرْوَحَنِي الصَّيْدُ والضَّبُّ *!إِرْوَاحاً ، وأَنْشَأَنِي إِنْشَاءً ، إِذا وَجَدَ *!رِيحَك ونَشْوَتَك .
( *!وتَروَّحَ النَّبْتُ ) والشَّجرُ : ( طالَ ) . وفي ( الرَّوْض الأُنُف ) : تَروَّحَ الغُصْنُ : نَبَتَ وَرَقُه بعد سُقوطِه . وفي ( اللسان ) : *!تَرَوُّحُ الشَّجَرِ : خُرُوجُ وَرَقِه إِذا أَوْرَقَ النَّبْتُ في استقبالِ الشتاءِ .
( و ) تَروَّحَ ( الماءُ ) ، إِذا ( أَخَذَ رِيحَ غَيْرِه ، لقُرْبِه ) منه . ومثله في ( الصّحاح ) . ففي أَرْوَحَ الماءُ *!وتَرَوَّحَ نَوْعٌ من الفرق . وتَعَقَّبَه الفيّوميّ في المصباح ، وأَقرّه شيخنا ، وهو محلُّ تأَمُّلٍ .
( *!وتَرْوِيحَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ ) : مَرَّةٌ واحدةٌ من الرَّاحَة ، تَفْعيلةٌ منها ، مثل تَسليمة من السَّلام . وفي ( المصباح )
____________________

(6/421)


*!أَرِحْنا بالصَّلاة : أَي أَقِمْها ، فيكون فِعْلُهَا راحةً ، لأَنّ انتظارها مَشقَّة على ( النفس ) وصلاَةُ *!التَّرَاوِيح مُشتقَّةٌ من ذالك ، ( سُمِّيَتْ بها *!لاسْتِرَاحةِ ) القَوْمِ ( بعدَ كلِّ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ) ، أَو لأَنهم كانوا *!يَسترِيحون بين كلّ تَسليمتينِ .
( *!واسْتَرْوَحَ ) الرَّجلُ : ( وَجَدَ الرّاحَةَ ) . *!والرَّوَاحُ *!والرَّاحَةُ : من *!الاستراحةِ . وقد أَراحَني ، ورَوَّح عني ، *!فاسْترَحْتُ .
وأَرْوَحَ السَّبُعُ الرِّيحَ وأَرَاحَها ( *!كاسْتَراحَ ) *!واسْتَرْوَحَ : وَجَدَها . قال اللِّحْيَانيّ : وقال بعضُهم : رَاحَها ، بغير أَلف ، وهي قليلة . واسْتَرْوحَ الفَحْلُ *!واسْتَرَاحَ : وَجَدَ رِيحَ الأُنْثَى . ( و ) أَرْوَحَ الصَّيْدُ *!واسْتَرْوَحَ *!واستراحَ ، وأَنشأَ : ( تَشَمَّمَ ، و ) *!استرْوَحَ ، كما في ( الصّحاح ) ، وفي غيره من الأُمهات : *!استراحَ ( إِليه : اسْتَنامَ ) ، ونقلَ شيخُنَا عن بعضهم : ويُعدَّى بإِلى لتَضمُّنه معنَى يَطمئِنّ ويَسْكُن ، واستعمالُه صحيحاً شذُوذٌ . انتهَى .
*!والمُسْتراحُ : المَخْرجُ .
( *!والارْتِيَاح : النَّشَاطُ ) . وارتاحَ للأَمرِ : كرَاحَ . ( و ) الارتياحُ : ( الرَّحْمَةُ ) والرَّاحةُ . ( وارْتاحَ اللَّهُ له برحْمَته : أَنْقَذَه من البَلِيَّة ) . والّذي في ( التهذيب ) : ونَزَلَتْ به بَلِيّةٌ *!فارْتَاحَ اللَّهُ له برحمتِه فأَنْقَذه منها . قال رُؤْبة :
فارتاحَ رعبِّي وأَرَاد رَحْمَتِي
ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ
أَراد : فارتاحَ : نَظَرَ إِليّ ورَحمَنِي . قال : وقولُ رُئبةَ في فِعْلِ الخَالِق قالَه بأَعْرَابِيْتِه . قال : ونحن نَسْتَوْحِشُ مِن مثل هاذا اللَّفْظِ ، لأَنّ الله تعالى إِنما يُوصَف بما وَصَف به نَفْسَه ، ولولاَ أَنّ الله تعالى هَدانا بفضله لتَمْجِيده وحَمْدِه بصفاته الّتي أَنْزَلها في كِتَابه ، ما كنّا لنهتديَ لها أَو نَجْتَرِىءَ عليها .
____________________

(6/422)


قال ابن سيده : فأَمّا الفارِسيّ فجعلَ هاذا البيتَ من جَفَاءِ الأَعْرَاب .
( *!والمُرْتَاح ) بالضّمّ : ( الخَامِسُ من خَيْلِ الحَلْبَةِ ) والسِّبَاقِ ، وهي عَشَرةٌ ، وقد تقدّمَ بعضُ ذكرِهَا .
( و ) المُرْتاح : ( فَرَسُ قيسِ الجُيُوشِ الجَدَلِيّ ) ، إِلى جَدِيلَةَ بنتِ سُبَيعٍ ، من حِمْيَر ، نُسِب وَلَدُهَا إِليها .
( *!والمُرَاوَحَة بين العمَلينِ : أَن يَعْمَلَ هاذا مَرَّةً وهاذا مَرَّةً ) . وهما *!يَتَراوَحَانِ عَمَلاً ، أَي يَتَعَاقَبانه . *!ويَرْتَوِحَان مِثْلُه . قال لَبيد :
وولَّى عامِداً لِطِيَاتِ فَلْجٍ
*!يُرَاوِحُ بين صَوْنٍ وابْتِذَالِ
يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مَرَّةً ويصون أُخْرَى ، أَي يَكُفّ بعد اجتهادٍ . ( و ) *!المُراوَحَةُ ( بين الرِّجْلينِ أَن يَقوم على كلِّ ) واحدةٍ منهما ( مَرَّةً ) . وفي الحديث : أَنّه كان يُرَاوِحُ بين قَدمَيْه من طُولِ القِيَامِ ، أَي يَعتمد على إِحداهُمَا مرّةً ، وعلى الأَخرى مرَّةً ، ليوصِلَ الرَّاحةَ إِلى كلَ منهما . ومنه حديثُ ابنِ مسعودٍ أَنه أَبصرَ رجلاً صَافًّا قَدَمَيْه فقال : ( لو*!رَاوَحَ كانَ أَفْضَلَ ) . ( و ) المُرَاوَحَة ( بين جَنْبَيْه : أَن يَتَقَلَّب من جَنْب إِلى جَنْب ) . أَنشد يعقوب :
إِذا أَجْلَخَذَّ لم يَكَدْ يُرَاوِحُ هِلْبَاجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ ( و ) من المجاز عن الأَصمعيّ : يقال ( رَاحَ للمَعْرُوفِ يَرَاحُ رَاحةً : أَخَذَتْه له خِفَّةٌ *!وأَرْيَحِيَّة ) ، وهي الهَشَّةُ . قال الفارِسيّ : ياءُ *!أَرْيَحِيَّة بَدَلق من الواوِ . وفي ( اللسان ) : يقال :*! رِحْتُ للمعروف أَراح *!رَيْحاً *!وارْتَحْتُ *!ارْتياحاً : إِذا مِلْتُ إِليه وأَحببْته . ومنه قولهم :
____________________

(6/423)


*!أَرْيَحِيٌّ : إِذا كان سَخِيًّا *!يَرتاحُ للنَّدَى .
( و ) من المجاز : *!راحتْ ( يَدُه لكذا : خَفَّت ) . وراحت يده بالسَّيْف ، أَي خَفَّتْ إِلى الضَّرْب به . قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَليّ :
تَرَاحُ يَدَاهُ بِمَحْشورةٍ
خَوَاظِي القِداحِ عجَافِ النِّصالِ
أَراد بالمحشورة ، نَبْلاً ، للُطْفِ قَدِّها ، لأَنه أَسْرَعُ لها في الرَّمْيِ عن القَوْس . ( ومنه ) ، أَي من الرَّواح بمعنَى الخِفَّةِ ( قولُه صلّى الله ) تعالى ( عليه وسلُّم ) : ( مَنْ راحَ إِلى الجمعة في السّاعةِ الأُولَى فكَأَنّما قَدَّمَ بَدَنَةً ، ( ومَنْ راحَ في الساعةِ الثانيةِ ) الحديث ) ، أَي إِلى آخرِه ( لم يُرِد *!رَوَاحَ ) آخِرِ ( النَّهَارِ ، بل المُرَاد خَفَّ إِليها ) ومَضَى . يقال : راحَ القَوْمُ *!وتَرَوَّحوا ، إِذا سارُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ . وقيل : أَصْلُ *!الرَّوَاحِ أَن يكون بعد الزَّوال . فلا تكون الساعاتُ الّتي عَدَّدَهَا في الحديث إِلاّ في ساعَةٍ واحدةٍ من يوم الجُمُعَةِ ، وهي بعد الزَّوَال ، كقولك : قَعَدْتُ عندَك ساعةً ، إِنما تُريد جزْءًا من الزَّمَان ، وإِن لم يكن ساعَةً حقيقة الّتي هي جزءٌ من أَربعةٍ وعشرين جُزْءًا مجموع اللَّيْلِ والنَّهَار .
( و ) راح ( الفَرَسُ ) يَارحُ راحَةً : إِذا تَحَصَّنَ ، أَي ( صار حِصَاناً ، أَي فَحْلاً ) .
( و ) من المجاز : راح ( الشَّجَرُ ) يَارحُ ، إِذا ( تَفطَّرَ بالوَرَق ) قبل الشِّتَاءِ من غير مَطَرٍ . وقال الأَصمعيّ : وذالك حين يَرْدُ اللَّيلُ فيتَفطَّر بالوَرَقِ من غير معطرٍ . وقيل : رَوَّحَ الشَّجرُ إِذَا تفطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدْبَارِ الصَّيْفِ . قال الرَّاعِي :
وخالَفَ المجْدَ أَقوامٌ لهم ورِقٌ
رَاحَ العِضَاهُ به والعِرْقُ مَدْخُولُ
ورواه أَبو عَمْرٍ و : وخادَعَ الحَمْدَ أَقْوَامٌ ، أَي تَرَكوا الحَمْدَ ، أَي لَيْسُوا من أَهلِه . وهاذه هي الرِّوَايَة الصُّحيحةُ .
____________________

(6/424)


( و ) راح ( الشَّيْءَ *!يَرَاحُه *!ويَرِيحُه ) : إِذا ( وَجَدَ *!رِيحَه ، *!كأَراحَه *!وأَرْوَحَه ) .
وفي الحديث : ( من أَعانَ على مُؤمِن أَو قَتَلَ مُؤمناً لم *!يُرِحْ رائحةَ الجَنّة ) ، من أَرَحْت ، ( ولم يَرِحْ رائحة الجنة ) من *!رِحْت *!أَراحُ . قال أَبو عمرٍ و : هو من رِحْتُ الشَّيءَ أَريحُه : إِذا وجَدْت رِيحَه . وقال الكسائيّ : إِنما هو لم يُرِح رائحةَ الجنّةِ ، من أَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا *!أُرَيحه ، إِذا وَجَدّت رِيحَه ؛ والمعنى واحدٌ . وقال الأَصمعيّ : لا أَدري : هو من رِحْتُ أَو أَرَحْت .
( و ) راحَ ( منك مَعْرُوفاً : نالِ ، *!كأَراحَه ) .
( *!والمَرْوَحَة ، كمَرْحَمة : المَفازَة ، و ) هي ( المَوْضِع ) الذي ( تَخْتَرِقه الرِّياحُ ) وتَتعاوَرُه . قال :
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ *!بمَرْوَحَةٍ
إِذا تَدَلّتْ به أَو شارِبٌ تَمِلُ
والجمع *!المَراوِيح . قال ابن بَرّيّ : البيت لعُمَرَ بن الخطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عنهُ . وقيل : إِنه تمَثَّل به ، وهو لغيره ، قاله وقد ركب راحِلته في بعضِ المَفَاوِزِ فأَسرعَتْ ، يقول : كأَنّ راكبَ هاذه النَّاقَةِ لسُرْعتِهَا غُصْنٌ بمَوْضعٍ تَعْتَرِق فيه الرِّيحُ ، كالغُصْنِ لا يَزَالُ يَتمَايَلُ يميناً وشمالاً ، فشَبَّهَ راكبَها بغُصْنَ هاذه حالُه أَو شاربٍ ثَمِلٍ يَتمايلُ من شِدَّةِ سُكْرِه . قلْت : وقد وَجدْت في هامش ( الصّحاح ) لابن القَطّاع قال : وجدْت أَبا محمدٍ الأَسود الغَنجانيّ قد ذَكَر أَنه لم يُعْرَف قائلُ هاذا البيتِ . قال : وقرأْت في شعر عبد الرَّحمانِ بن حَسّان قصيدةً ميميّة :
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بمرْوَحةٍ
لدْنُ المجسَّةِ لَيْنُ العُودِ من سَلَمِ
____________________

(6/425)



لا أَدري أَهو ذاك فغُيِّر أَم لا ، وفي الغَرِيبينِ للهروِيّ أَنّ ابن عُمر ركِبَ ناقةً فارهةً فمَسَتْ به مشْياً جيّداً ، فقال : كأَنّ صاحِبها . الخ . وذكر أَبو زكرِيّا في تهذيب الإِصلاح أَنه بيت قديم تمثل به عمر بن الخطابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه .
( و ) *!المِرْوَحة ، بكسر الميم ، ( كمِكْنَة ، و ) قال اللِّحْيَانيّ : هي *!المِرْوَحُ مثل ( مِنْبَرٍ ) : وإِنما كُسِرت لأَنها ( آلة *!يُتروَّحُ بها ) . والجمع *!المَرَاوِحُ . *!ورَوَّحَ عليه بها . *!وتَروَّحَ بنفْسِه .
وقطع *!بالمرْوَحَة مَهَبّ الرِّيح .
وفي الحديث : ( فقد رأَيتُهم *!يتَرَوَّحُونَ في الضُّحى ) ، أَي احتاجُوا إِلى *!التَّرْوِيح من الحَرّ بالمرْوَحَة ، أَو يكون من *!الرَّوَاح : العَوْدِ إِلى بُيُوتِهم ، أَو من طَلبِ الرَّاحَة .
( *!والرائحة : النَّسيمُ طَيِّباً ) كان ( أَونَتْناً ) بكسر المثناة الفوقيَّة وسُكُونها . وفي ( اللّسان ) : الرّائحة : رِيحٌ طَيِّبةٌ تَجِدُهَا في النَّسيم ، تقول : لهاذه البَقْلَةِ *!رائحةٌ طَيِّبةٌ . ووجَدْتُ ريحَ الشيْءِ *!ورائحته ، بمعنًى .
( *!والرَّوَاحُ *!والرَّواحَةُ *!والرّاحَة *!والمُرَايحة ) ، بالضَّمّ ، ( *!والرَّوِيحَة ، كسَفِينَةٍ : وِجْدانُك ) الفَرْجَة بعد الكُرْبَة .
*!والرَّوْحُ أَيضاً : السُّرُورُ والفَرَحُ . واستعارَه عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ لليَقِينِ فقال : ( باشرُوا رَوْحَ اليَقِينِ ) ، قال ابن سيده : وعندي أَنه أَراد ( السُّرورَ الحادِثَ من اليَقِينِ ) .
( *!وراحَ لذالك الأَمرِ *!يَراحُ *!رَوَاحاً ) كسَحَاب ( *!ورُؤُوحاً ) ، بالضّمّ ، ( *!ورَاحاً *!ورِيَاحَةً ) ، بالكسر ، *!وأَرْيَحِيّة ( : أَشْرَفَ له وفَرِحَ ) به ، وأَخذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّة . قال الشاعر :
إِنّ البَخِيلَ إِذَا سأَلتَ بَهَرْتَهُ
وتَرَى الكَريمَ يَرَاحُ كالمُخْتال
____________________

(6/426)



وقد يُستَعَار للكِلاب وغيرِهَا . أَنشد اللِّحْيَانيّ :
خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّيَاح إِذَا غَدَتْ
فِعْل الضِّرَاءِ *!تَرَاحُ لِلْكَلاّبِ
وقال اللّيث : راح الإِنسانُ إِلى الشّيءِ *!يَراح : إِذَا نَشِطَ وسُرَّ به ، وكذالك *!ارتاح . وأَنشد :
وزَعَمْتَ أَنك لا تَراحُ إِلى النِّسَا
وسَمِعْتَ قِيلَ الكَاشِحِ المُترَدِّدِ
*!والرِّيَاحَة : أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيْءِ فيَسْتَرْوِحَ وَيَنْشَطَ إِليه .
( *!والرَّوَاحُ ) : نَقِيضُ الصَّبَاح ، وهو اسْمٌ للوقْتِ . وقيل : الرَّوَاحُ : ( العَشِيّ ، أَو من الزَّوال ) ، أَي من لَدُن زَوَالِ الشَّمْس ( إِلى اللَّيْل ) . يقال : *!رَاحُوا يَفْعَلُون كذا وكذا ، ( *!ورُحْنَا *!رَوَاحاً ) ، بالفَتْح ، يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ وسار القَوْمُ رَوَاحاً ، وراحَ القَوْمُ كذالك ، ( *!وتَروَّحْنَا : سِرْنَا فيه ) ، أَي في ذالك الوَقتَ ، ( أَو عَمِلْنَا ) . أَنشد ثعلب :
وأَنتَ الّذي خُبِّرتُ أَنّك رَاحلٌ
غَدَاةَ غَدٍ أَو رائحٌ بِهَجيرِ
والرَّوَاحُ قد يكون مصدر قَوْلِك : راح يَرُوح *!رَوَاحاً ، وهو نَقِيضُ قولِك : غَدا يَغْدُو غُدُوًّا . ( و ) تقول : ( خَرَجُوا برِيَاح من العشِيّ ) ، بكسر الرَّاءِ ، كذا هو في نُسخةِ ( التَّهْذيب ) و ( اللِّسَان ) ، ( *!ورَوَاحٍ ) ، بالفتح ، ( *!وأَرْوَاحٍ ) ، بالجمع ، ( أَي بأَوَّلٍ ) . وقولُ الشاعر :
ولقدْ رَأَيْتُك بالقَوَادِمِ نَظْرةً
وَعَلَيَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيّ *!رِيَاحُ
بكسر الراءِ فَسَّره ثعلب فقال : معناه وَقْتٌ . *!ورَاحَ فلانٌ *!يَرُوح *!رَوَاحاً : من ذَهَابِه أَو سَيْرِه بالعَشَيّ . قال الأَزهريّ : وسَمعْت العَرَبَ تستعملُ *!الرَّوَاحَ في السَّيْرِ كلَّ وَقْتٍ ، تقول : رَاح القَوْمُد إِذا سارُوا وغَدَوْا .
( *!ورُحْتُ القَوْمَ ) *!رَوْحاً ، ( و ) *!رُحْت
____________________

(6/427)


( إِليهم ، و ) رُحْتُ ( عندَهم رَوْحاً *!ورَوَاحاً ) ، أَي ( ذهبت إِليهم *!رَوَاحاً ) ، وراحَ أَهْلَه ، ( *!كرَوَّحْتُهم ) *!تَرْويحاً ( *!وتَروَّحْتُهم ) : جِئتُهم رَوَاحاً . ويقول أَحدُهم لِصاحِبِه : *!تَرَّوحْ ، ويخاطِبُ أَصحابه فيقول : *!تَروَّحوا ، أَي سِيرُوا .
( *!والرَّوَائِحُ : أَمْطَارُ العِشِيِّ ، الواحِدَةُ *!رائحةٌ ) ، هشذه عن اللِّحيانيّ . وقال مرَّةً : أَصابَتْنَا رائحةٌ ، أَي سَماءٌ .
( *!والرَّيِّحَة ، ككَيِّسة ، و ) الرِّيحَة ، مثل ( حِيلَة ) ، حكاه كُراع : ( النَّبْتُ يَظْهَرُ في أُصولِ العِضَاهِ الْتي بَقِيَتْ من عامِ أَوَّلَ ، أَو ما نَبَت إِذا مَسَّه البَرْدُ من غيرِ مطرٍ ) . وفي ( التهذيب ) : *!الرَّيِّحة : نَبَاتٌ يَخْضَرّ بعدما يَبِس وَرقُه وأَعالي أَغصانِه .
*!وتَرَوَّحَ الشَّجَرُ وراحَ يَراحُ : تَفطَّرَ بالورق قبلَ الشِّتاءِ من غيرِ مَطرٍ . وقال الأَصمعيّ : وذالك حين يَبْرُدُ اللَّيْلُ فيَتَفطَّرُ بالوعرقِ من غير مَطرٍ .
( و ) من المجاز : ( ما في وَجْهِه رائحةٌ ، أَي دَمٌ ) ، هاذه العبارةُ مَحلُّ تَأَمُّلٍ ، وهاكذا هي في سائر النُّسخِ الموجودَة والّذي نُقِل عن أَبي عُبيدٍ : يقال : أَتانَا فُلانٌ وما في وَجْهِه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ ، وما في وجْهِه رائحةُ دمٍ أَي شَيْءٌ . وفي ( الأَساس ) : وما في وَجْهِه رائحةُ دَمٍ ، إِذا جاءَ فَرِقاً . فليُنْظَر .
( و ) من الأَمثال الدائرة : ( تَرَكْتُهُ على أَنْقَى من الرَّاحةِ ) ، أَي الكَفّ أَو السَّاحة ، ( أَي بلا شَيْءٍ ) .
( *!والرَّوْحاءُ ) ممدوداً ( : ع بين الحَرَميْنِ ) الشَّريفينِ ، زادَهما اللَّهُ شَرَفاً وقال عِيَاضٌ : إِنّه من عَمَلِ الفُرْعِ ، وقد رِدَّ ذالك ( على ثَلاثينَ أَو أَربعينَ ) أَو ستَّةٍ وثلاثينَ ( مِيلاً من المدينة ) ، الايخيرُ من كِتَاب مُسْلِمٍ . قال شيخُنا : والأَقوالُ مُتَقَارِبَة . وفي ( اللّسان ) : والنِّسبة إِليه : رَوْحَانِيٌّ ، على غيرِ قِياس .
( و ) *!الرَّوْحَاءُ ( : ة من رَحَبَةِ الشامِ ) ، هي رَحَبَةُ مالِكه بنِ طَوْق . ( و ) الرَّوْحاءُ ( : ة ) أُخرَى ( من ) أَعمال نَهرِ ( عِيسَى ) بنِ عَليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ ، وهي كُورَةٌ واسِعَةٌ غَربِيَّ بَغدادَ .
( وعبدُ الله بنُ رَوَاحَةَ ) بنِ ثَعْلَبَة
____________________

(6/428)


الأَنصاريّ ، من بني الحارث بن الخَزْرَج ، أَبو محمد : ( صحابيّ ) نَقيبٌ ، بَدْريّ ، أَميرٌ .
( وبنو *!رَوَاحَةَ ) ، بالفتح : ( بَطْنٌ ) ، وهم بنو رَوَاحَةَ بنِ مُنْقِذِ بنِ عَمْرِو بن مَعِيصِ بن عامرِ بن لُؤَيّ بن غَالب بن فهْر ، وكان قد رَبعَ في الجَاهِلِيَّة ، أَي رَأَسَ على قَوْمِه ، وأَخذ المِرْباعَ .
( وأَبو *!رُويْحةَ ) الخَثْعَميّ ( كجُهَينةَ : أَخو بِلالٍ الحَبَشِيّ ) ، بالمُؤاخاة ، نَزَلَ دمشقَ .
( *!ورَوْحٌ اسمُ ) جَمَاعةٍ من الصّحابة والتَّابِعين ومَنْ بَعْدَهم ، منهم :
*!رَوْحُ بنْ حَبِيبٍ الثَّعْلَبيّ ، روي عن الصِّدِّيق ، وشَهِدَ الجابِيَةَ ؛ ذكرَه ابنُ فهدِ في ( مُعجم الصَّحابة ) .
ورَوْحُ بن سَيَّارٍ أَو سيَّارُ بنْ رَوْحٍ ، يقال : له صحبةٌ ؛ ذكرَه ابن مَنْدَه وأَبو نُعَيم .
ومنهم أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بن زِنْباعٍ الجُذاميّ ، من أَهلِ فلَسْطِينَ ، وكان مُجَاهِداً غازِياً ، رَوَى عنه أَهلُ الشّام ، يُعَدّ في التّابعين ، على الأَصحّ .
وَرَوْحُ بن يَزيدَ بن بَشيرٍ . عن أَبيه ، روَى عنه الأَوزَاعِيّ ، يِعَدّ في الشاميِّين .
ورَوْحُ بن عَنْبَسَة . قال عبدُ الكريمِ بن رَوْحٍ البَزّازُّ : حَدَّثني أَبي رَوْحٌ ، عن أَبيه عَنْبَسَةَ بنِ سَعيدٍ ، وساق البخاريُّ حَدِيثَه في التَّاريخ الكبير .
ورَوْحُ بن عائِذٍ ، عن أَبي العَوّامِ .
ورَوْحُ بن جَنَاحٍ أَبو سَعْدٍ الشّاميّ ، عن مُجاهد عن ابن عَبَّاس .
ورَوْحُ بن غُطَيْفٍ الثّقَفِيّ ، عن عُمَرَ بن مُصْعَبٍ .
ورَوْحُ بنُ عَطاءِ بن أَبي مَيمونةَ البَصريّ ، عن أَبيه .
ورَوْحُ بن القاسمِ العَنْبَريّ البَصريّ عن ابن أَبي نَجِيحٍ .
ورَوْحُ بن المُسَيِّب أَبو رَجاءٍ
____________________

(6/429)


الكُلَيْبيّ البَصريّ ، سَمِعَ . ثابتاً . رَوى عنه مُسلِمٌ .
وَرَوْحُ بن الفَضْل البَصريّ ، نَزَلَ الطَّائِفَ ، سَمعَ حَمّادَ بنَ سَلَمَةَ .
وَرَوْحُ بنُ عُبَادةَ أَبو محمّدٍ القَيْسيّ البَصريّ ، سَمعَ شُعْبَةَ ومالكاً .
وَرَوْحُ بن الحارِثِ بن الأَخْنَسِ ، رَوَى عنه أُنَيسُ بنُ عِمْرانَ .
وَرَوْحُ بن أَسْلَمَ أَبو حاتمٍ الباهليّ البَصريّ ، عن حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ .
ورَوْحُ بن مُسَافِر أَبو بَشيرٍ ، عن حَمَّا .
وَرَوْح بن عبدِ المُؤْمِن البَصريّ أَبو الحسن ، مَولَى هُذَيْل . كلّ ذالك من التاريخ الكبيرِ للبُخَارِيّ .
( *!والرَّوْحَانُ : ع ببلادِ بني سَعْد ) بنِ ثَعْلَبة .
( و ) *!الرَّوَحَانُ ، ( بالتحريك : ع ) آخَرُ .
( ولَيْلَة *!رَوْحَةٌ ) *!ورَيِّحَة ، بالتشديد ( : طَيِّبة ) الرِّيح ، وكذالك ليلةٌ رَائحةٌ .
( ومَحْمِلٌ *!أَرْوَحُ ) ؛ قاله بعضُهم ( و ) الصواب : مَحْمِلٌ ( *!أَرْيَحُ ) ، أَيي ( واسِعٌ ) . وقال اللّيث : يقال لكلِّ شيْءٍ واسِعٍ : *!أَرْيَحُ . وأَنشد :
ومَحْمِل أَرْيَح حَجّاجِيّ
ومن قال : أَرْوَحُ ، فقد ذَمّه لأَنّ الرَّوَحَ الانْبِطاحُ ، وهو عَيْبُ في المَحْمِل .
( و ) يقال : ( هما *!يَرْتَوِحَانِ عَمَلاً ) *!ويَتَراوَحان ، أَي ( يَتعاقَبانه ) ، وقد تقدّم .
( *!ورُوحِينُ ، بالضمّ : ة ، بجَبَلِ لُبْنانَ ) بالشأْمِ ، ( وبِلحْفِها قَبْرُقُسِّ ابنِ ساعِدةَ ) الأَيادِيّ المشهور .
( *!والرِّيَاحِيَّة ، بالكسر : ع بواسِط ) العِرَاق .
( *!ورِيَاحٌ . ككِتَابٍ ، ابنُ الحارث . تابِعِيّ ) ، سمعَ سعيدَ بنَ زَيد وعليًّا ، ويُعَدّ في الكوفيِّين . قال عبد الرحمان بن مَغْراءَ : حَدّثنا صَدَقَةُ بنُ المُثَنَّى :
____________________

(6/430)


سمِعَ جَدَّه *!رِيَاحاً : أَنه حَجَّ مع عُمَرَ حَجَّتَيْن ؛ كذا في ( تاريخ البخاريّ ) .
( و ) رِيَاح ( بن عُبَيْدة ) هاكذا ، والصّواب : رِيَاح بن عُبَيْد ( الباهِليّ ) مولاهم ، بصريّ ، ويقال : كُوفيّ ، ويقال : بصريّ ، ويقال : كُوفيّ ، ويقال : حِجَازيّ ، والدُ مُوسى والخيَارِ .
( و ) رِيَاحُ ( بن عُبَيْدة ) السُّلَميّ ( الكُوفيّ ) عن ابن عُمَر ، وأَبي سَعيد الخُدْريّ ، وهما ( مُعَاصِرانِ لثَابتٍ البُنَانيّ ) الرّاوي عن أَنَسٍ .
( و ) رِياحُ ( بنْ يرْبُوعِ ) بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالكِ بن زَيْد مَناةَ بن تميم : ( أَبو القَبِيلةِ ) من تَميم ، منهم مَعْقِلُ بنُ قَيْس *!-الرِّياحيّ أَحدُ أَبْطَالِ الكُوفة وشُجْعانها .
( و ) رِيَاحُ بن عبد الله بن قُرْطِ بن رِزَاحِ بن عَدِيّ بن كَعب ( جدٌّ ) رابِعٌ ( لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ ) وهو أَبو أَداة وعبد العُزَّى .
( و ) رِيَاحُ بن عَدِيّ الأَسْلَميّ ( جدٌّ لبُريدَةَ بنِ الحُصَيبِ ) بنِ عبد الله بن الحارث بن الأَعرج .
( و ) رِياحٌ ( جَدُّ لجَرْهَدِ ) بنِ خُوَيلد ، وقيل : ابن رِزَاح ( الأَسْلَميّ ) .
( ومُسْلِم بن رِيَاحٍ ) الثَّقفيّ ( صحابيّ ) ، رَوَى عنه عَوْنُ بن أَبي جُحيفةَ ، وقيل : رَبَاح ، بنقطة واحدة .
( و ) مُسلم بن رِيَاح ( تابعيٌّ ) مَوْلَى عليَ ، حدَّثَ عن الحُسين بن عليّ .
( وإِسماعيلُ بن رِيَاح ) بن عُبَيْدَةَ ، روَى عن جَدِّه المذكور أَوَّلاً ؛ كذا في كتاب ( الثِّقَات ) لابن حِبّان .
( وعُبيدةُ بن رِيَاح ) القِتْبانيّ عن مُثَبِّت ، وعنه ابنه الحارث .
( وعَبِيدُ بن رِيَاحٍ ) عن خَلاّد بن يَحيَى ، وعنه ابنُ أَبي حاتِم .
( وعُمَرُ بن أَبي عُمَرَ رِيَاحٍ ) أَبو حَفْص البَصريّ ، عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ وابنِ طاوُوس . قال الفَلاّسُ : دَجّالٌ ، وترَكَه الدَّارَقُطْنيّ ؛ كذا في كِتاب ( الضُّعفاءِ ) لِلذِّهبيّ بخطِّه .
( والخِيَارُ وموسى ابنَا رِيَاحِ ) بن عُبيد الباهليّ البصريّ ، حَدَّثَا .
____________________

(6/431)



( وأَبو رِيَاحٍ مَنصورُ بنُ عبد الحميدِ ) وقيل : أَبو رَجاءٍ ، عن شُعْبَةَ ، ( مُحَدِّثونَ ) .
( واختُلِفَ في رِيَاحِ بن الرَّبيعِ ) الأُسَيِّديّ ( الصّحابيّ ) أَخي حَنْظَلَةَ الكاتبِ ، مَدَنيُّ ، نَزَلَ البَصْرَة ، روَى عنه حفيدُه المُرقِّع بن صَيْفِيّ ، وعنه قَيْسُ بن زُهَيْرٍ ، قال الدَّارَقُطْنيّ : رِيَاحٌ فَرْدٌ في الصَّحَابة . وقال البخاريّ في ( التّاريخ ) : وقال بعضُهم : رِيَاحٌ ، يعني بالتّحتية ، ولم يثْبت .
( ورِيَاحُ بنُ عمرٍ و العَبْسيّ ) ، هاكذا بالعين والموحْدَة ، والصَّوَاب : القَيْسيّ وهو من عُبّاد أَهلِ البَصْرَةِ وزُهّادِهم ، روَى عن مالكِ بن دِينارِ .
( و ) أَبو قَيْسٍ ( زِيادُ بنُ رياحٍ التابِعيّ ) يَرْوِى عن أَبي هريرةَ ، وعنه الحَسَنُ . وغَيْلاَنُ بن جَرير ، ( وليس في الصَّحِيحَيْن سِواه . وحَكَى فيه خ ) ، أَي البُخاريّ في التاريخ ( بمُوَحَّدة ) ( وعِمْرَانُ بنُ رِياح الكوفيّ ) هو عِمْرَانُ بنُ مُسْلِمِ بن رِياحٍ الثَّقَفيّ ، المُتقدّم ذِكْرُ أَبيه قريباً ، من أَهلِ الكُوفةِ ، يَرْوِي عن عبد الله بنِ مُغفل ، وعنه الثَّوْري .
( و ) أَبو رِياحٍ ( زِيادُ بنُ رِياح البَصْريّ ) ، يَرْوِى عن الحسن ، وعنه ابنُه مُوسَى بن زياد .
( وأَحمدُ بن رِيَاحٍ قاضي البَصرةِ ) صاحبُ ابنِ أَبي دُوَاد .
( ورِياحُ بنُ عُثمان ) بنِ حيّانَ المُرّيّ ( شيخُ مالك ) بن أَنَسٍ الفَقِيه .
( وعبدُ الله بن رِيَاحٍ ) اليَمَانيّ ( صاحب عِكْرِمَةَ ) بنِ عَمّار ، أَبو خالد المَدنيّ ، سكنَ البصرَةَ .
( فهاؤلاءِ حُكِيَ فيهم بمُوحَّدة أَيضاً ) .
( وسيّار بن سلامةَ ) أَبو المِنْهَال البَصريّ ، روَى عن الحسن البَصرِيّ ، وعن أَبيه سلامة الرِّياحيّ وأَبي العالِيَةِ وعنه شُعْبةُ وخالدٌ الحذّاءُ ، وثَّقه ابنُ معين والنَّسائي ؛ ( وابن أَبي العَوّام ؛ وأَبو العالِيةَ ) وجماعةٌ آخرون ، ( *!الرِّيَاحِيُّونَ ، كأَنّه نِسبةٌ إِلى رِيَاح ) ابن يرّبوع ( بطْن من تَميم ) ، وقد تقدّم .
____________________

(6/432)



( *!ورُويْحَانُ ) بالضّمّ ( : ع بفارِسَ ) .
( والمَرَاحُ ، بالفتح : المَوْضِعُ ) الّذي ( يَرُوح منه القَوْمُ أَو ) يَروحون ( إِليه ) ، كالمَغْدى من الغَدَاة تقول : ما تَرك فلانٌ من أَبيه مَغْدًى ولا *!مَرَاحاً ، إِذا أَشْبهَه في أَحواله كلِّهَا . وقد تقدَّم عن المصباح ما يتعلّق به .
( وقَصْعَةٌ *!رَوْحَاءُ : قَرِيبةُ القَعْرِ ) وإِناءٌ *!أَرْوَحُ . وفي الحديث : ( أَنّه أُتِيَ بقَدحٍ أَرْوَحَ ) . أَي مُتَّسِعٍ مَبْطوحٍ .
( و ) من المجاز : رَجلٌ أَرْيَحيٌّ ( *!الأَرْيَحِيُّ : الواسعْ الخُلُقِ ) المُنْبسِط إِلى المعروف . وعن اللّيث : هو من رَاح يَراحُ ، كما يُقال للصَّلْت المُنْصَلِت : الأَصْلَتي ، وللمُجْتَنِب : أَجْنبي . والعرب تَحمِل كثيراً من النَّعت على أَفْعَليّ فيصير كأَنّه نِسْبَة . قال الأَزهرِي . العرَب تقول : رجل أَجْنَبُ وجانِب وجُنُبٌ ، ولا تكاد تقول : أَجْنبيّ . ورجل أَرْيحيّ : مُهْتزٌّ للنَّدَى والمعروفِ والعطيَّةِ ، واسعُ الخُلُقِ . ( وأَخَذَتْه *!الأَرْيَحِيَّةُ ) *!والتَّرَيُّحُ ، الأَخير عن اللِّحْيَانيّ . قال ابن سيده وعندي أَنّ التَّرَيُّحَ مَصدرُ تَرَيَّحَ ، أَي ( ارْتاحَ للنَّدَى ) ، وفي ( اللِّسَان ) : أَخَذتْه لذالك أَرْيَحِيَّةٌ : أَي خِفَّةٌ وَهَشَّةٌ . وزعمَ الفارسيّ أَن ياءَ أَرْيَحِيّةٍ بدَلٌ من الواو . وعن الأَصمعيّ : يقال : فلانٌ يَراحُ للمعروف ، إِذا أَخذتْه أَرْيحِيّةٌ وخِفَّةٌ .
( و ) من المجاز : ( افْعَلْه في سَرَاجٍ : ورَوَاح : أَي بسُهولةِ ) في يُسْرٍ .
( والرّائِحةُ : مصدرُ راحَتِ الإِبلُ ) تَراحُ ( على فاعِلَةٍ ) ، *!وأَرَحْتُها أَنا ؛ قاله أَبو زيد . قال الأَزهريّ : وكذالك سمعْته من العرب ، ويقولون : سَمهعْت راغِيَةَ الإِبلِ ، وثاغِيَةَ الشّاءِ ، أَي رِغاءَها وثُغَاءَهَا .
( *!وأَرْيحُ ، كأَحْمَدَ : ة ، بالشّام ) . قال صَخْرُ الغَيِّ يصف سَيفاً :
فَلَوْتُ عنه سُيُوف أَرْيَحَ إِذ
بَاءَ بكَفِّي فلَمْ أَكَدْ أَجِدُ
وأَوردَ الأَزهريّ هاذا البيتَ ، ونَسبَه للهذليّ ، وقال : أَرْيَحُ : حَيٌّ من اليمن .
____________________

(6/433)



*!-والأَرْيَحيّ : السَّيفُ ، إِمّا أَن يكون مَنْسوباً إِلى هاذا الموضعِ الّذي بالشام ، وإِمّا أَن يكون لاهْتِزازِه . قال :
*!وأَرْيَحِيًّا عَضْباً وذا خُصَلٍ
مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً نَزِقَا
( *!وأَرِيحاءُ ، كزلِيخاءَ وكَرْبَلاَءَ : د ، بها ) ، أَي بالشام ، في أَوّلِ طَرِيقِه من المدنية ، بقُرْب بلادِ طَيِّىء ، على البحر ؛ كذا في ( التوشيح ) . والنَّسبُ إِليه أَرْيَحيّ ، وهو من شاذّ مَعْدولِ النَّسبِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قالوا : فُلانٌ يَميلُ من كلِّ رَيحٍ ، على المثَل .
وفلانٌ *!بمَرْوَحَةٍ : أَي بممَرِّ الرِّيح . وفي حديث عليّ : ( ورَعَاعُ الهَمجِ يَميلون مع كلِّ رِيح ) .
واسْتَرْوَحَ الغُصْنُ : اهْتَزَّ بالرِّيحِ .
والدُّهْن المُرَوَّحُ : المُطَيَّب . وذَرِيرَةٌ *!مُرَوَّحةٌ . وفي الحديث : ( أَنّه أَمَرَ بالإِثْمِدِ المُرَوَّحِ عندَ النَّوْمِ ) . وفي آخَرَ : ( نَهَى أَن يَكْتَحل المُحْرِمُ بالإِثْمِد المُروَّحِ ) . قال أَبو عُبيد : هو المُطَيَّبُ بالمِسْك ، كأَنّه جُعِلَ له رائحَةٌ تَفُوحُ بعد أَنْ لم تكن له .
وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً : بَرَدَ وطابَ . 9 ويقال : افْتَح البَابَ حتّى يَرَاحَ البيتُ : أَي يدْخُله الرِّيحُ .
وارْتاحَ المُعْدِمُ : سَمَحتْ نفْسُه وسهُل عليه البَذْلُ .
والرَّاحَة : ضدُّ التَّعبِ .
وما لفُلانٍ في هاذا الأَمرِ من رَوَاحٍ ، أَي راحَة .
ووجَدْتُ لذالك الأَمرِ راحةٌ ، أَي خِفَّةً .
وأَصبحَ بَعيرُك *!مُرِيحاً ، أَي مُفيقاً .
*!وأَراحَه *! إِراحَةً *!وراحَةً . *!فالإِراحَةُ المَصْدر ، والرَّاحَةُ الاسمُ ، كقولك : أَطَعْتُه إِطاعةً وطاعةً ، واعَرْتُه إِعارةً وعَارَةً . وفي الحديث : ( قال النّبيّ صلى الله عليه وسلملمُؤَذِّنه بلالٍ : ( أَرحْنا بها ) ، أَي أَذِّنْ للصَّلاةِ فنَسْتَرِيحَ بأَدائها من اسْتغال قُلوبِنا بها .
____________________

(6/434)


وأَراحَ الرَّجلُ : إِذا نَزَل عن بَعِيرِه *!ليُرِيحَه ويُخفِّفَ عنه .
والمَطَرُ يَسْتَرْوِحُ الشَّجَر ، أَي يُحْيِيه ، قال :
يَسْترْوِحُ العِلْمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ
وكانَ حَيًّا كما يسْتَرْوِحُ المَطَرُ
ومَكانٌ *!رَوْحانيّ ، بالفتح : أَي طَيِّبٌ .
وقال أَبو الدُّقَيْش : عمَدَ منَّا رَجلٌ إِلى قِرْبَة فملأَها من رُوحِه ، أَي من رِيحه ونَفَسِه .
ورَجُلٌ *!رَوّاحٌ بالعشِيِّ ، كشدّاد ؛ عن اللِّحْيَانيّ ، *!كرَؤْوح ، كصَبور ، والجمع *!رَوّاحُون ، ولا يُكَسَّر .
وقالوا : قَوْمُك رائِحٌ ؛ حكاه اللِّحْيَانيّ عن الكِسَائيّ . قال : ولا يكون ذالك إِلاّ في المعرفة ، يعنهي أَنه لا يقال : قوْمٌ رائحٌ .
وقولهم : مالَه سارِحةٌ ولا رائحةٌ ، أَيْ شيْءٌ .
وفي حديث إِمِّ زَرْع : ( *!وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيًّا ) ، أَي أَعْطَانِي ، لأَنها كانتْ هي مُراحاً لِنَعَمِه .
وفي حديثها أَيضاً : ( وأَعطاني من كُلِّ رائحةٍ زَوْجاً ) ، أَي مِمَّا يَرُوحُ عليه من أَصْنافِ المالِ أَعطاني نَصِيباً وصِنْفاً .
وفي حديث أَبي طَلحةَ : ( ذاك مالٌ رائَحٌ ) ، أَي يَرُوح عليك نَفْعُه وثوابُه . وقد رُوِيَ فيهما بالموحَّدَة أَيضاً ، وقد تقدّم في مَحلّه .
وفي الحديث : ( عَلى روْحَةٍ من المَدِينةِ ) ، أَي مقدار *!رَوْحَةٍ ، وهي المَرَّة من الرَّوَاح .
ويقال : هذا الايمرُ بينَنا رَوَحٌ وعِوَرٌ : إِذا *!تَرَاوَحُوه وتَعاوَرُوه .
والرّاحَة : القَطِيعُ من الغَنم .
ويقال : إِن يَدَيْه *!ليَتَراوَحَانِ بالمَعْرُوف . وفي نسخة ( التَّهذيب ) : *!ليَتَراحَانِ .
____________________

(6/435)



ونَاقَةٌ مُرَاوِحٌ : تَبْرُكُ من وراءِ الإِبلِ . قال الأَزهريّ : ويقال للنّاقَة تَبْركُ وراءَ الإِبلِ : *!مُرَاوِحٌ ومُكَانِفٌ . قال : كذالك فَسَّرَه ابنُ الاَرابيّ في النَّوادر .
والرائِحُ : الثَّوْرُ الوحْشِيُّ في قولِ العَجّاج :
عاليْتُ أَنْساعِي وجِلْبَ الكُورِ
على سراةِ رائِحٍ مَمْطورِ
وهو إِذا مُطِرَ اشتدّ عدْوه .
وقال ابن الأَعْرَابي في قوله :
مُعاوِيَ منْ ذَا تَجْعَلون مكانَنا
إِذا دَلَكَتْ شَمْسُ النَّهارِ بِرَاحِ
أَي إِذا أَظلمَ النَّهارُ واسْتُرِيحٍ من حَرِّها ، يعني الشَّمْسَ ، لما غَشِيَها من غبَرةِ الحرْب ، فكأَنها غارِبةٌ . وقيل : دَلَكَتْ بِراح : أَي غَرَبتْ ، والناظِرُ إِليها قد تَوقَّى شُعاعَها برَاحتِه .
وقد سَمَّتْ ( *!رَوْحاً و ) *!رَواحاً .
وفي التّبصير للحافظ ابن حجعر : الحُسينُ بنُ أَحمدَ *!-الرَّيْحَانيّ ، حَدَّث عن البغوِيّ .
وأَبو بكرٍ محمْدُ بن إِبراهِيمَ الرَّيحَانيّ ، عن الحسن بن عَليّ النَّيسابُوريّ ، ذكرهما ابن مَاكُولاَ .
ويوسُف بن ريْحَانَ الرَّيْحانيّ ، وآل بيته .
ومحمّد بنُ الحسن بن عليَ الرَّيحانيّ المكِّيّ روَى عنه ياقُوت في ( المعجم ) ، وابنُ ابنِ أَخيه النَّجْمُ سليمانُ بنُ عبد الله بن الحسن الرّيحانيّ ، سَمع الحديث ، انتهَى .
ومن كتاب الذَّهبي : أَبو بكر محمد بن أَحمد بن عليَ الرَّيحانيّ ، نزِيلُ طرسُوس . قال الحاكم : ذاهِبُ الحَديثِ .
ومن الأَساس : وطَعامٌ مِرْياحٌ : نَفّاخٌ يُكثِر رِياحَ البَطْنِ .
واسْتَرْوحَ واسْتَراحَ : وَجَدَ الرِّيحَ .
ومن المجاز : فُلانٌ *!كالرِّيحِ المُرْسَلة .
____________________

(6/436)



ومن شرح شيخنا : مُدّرِجُ الرِّيحِ لقَبٌ لعامرِ بن المَجنون ، من قُضاعَة شُمِّيَ بقوله :
ولها بأَعْلى الجَزْعِ رَبْعٌ دارِسٌ
دَرجَتْ عليه الريحُ بعْدكَ فاسْتوَى
ذكره ابنُ قُتيْبَة في طبقات الشعرَاءِ ولم يذكُرْه المُصَنِّف لا هنا ولا في درج .
وأَبو رِياحٍ ، رَجلٌ من بني تَيْمِ بن ضُبَيعَة ، وقد جاءَ في قولِ الأَعشى .
وأَبو *!مِرْوَاحٍ ، له في البُخاريّ حديثٌ واحدٌ ، ولا يُعْرَف اسمْه .
وفي تَبْصِير المُنْتَبِ لتَحْريرِ المُشْتَبه للحافظِ ابنِ حَجَرٍ : وجريرُ ابنُ رِياحٍ ، عن أَبيه ، عن عَمّار بنِ ياسر .
وحَسَنُ بنُ مُوسى بن رَياحٍ ، شيخٌ لعبدِ الله بن شَبيبٍ .
وهَوْذَةُ بنُ عَمْرِو بنِ يَزيد بنِ عَمْرِو بنِ رِياحٍ ، من الوَافِدين .
وكذا الأَسْفَعُ بن شُرَيحِ بن صُريْمِ بن عَمْرِو بنِ رِيَاحٍ .
وعِمْرَانُ بن مُسْلِمِ بن رِياحٍ ، عن عبدِ الله بن مُغفلٍ .
وعبدُ الله بنُ رِياحٍ العجْلانيّ ، شيخٌ لمُصْعَبٍ الزُّبَيْريّ .
وأُمُّ رِياحٍ بنتُ الحارثِ بن أَبي كنِينَةَ .
وعَمْرُو بنُ رِياحِ بن نُقْطةَ السُّلَميّ شاعر .
ورِياحُ بن الأَشَلّ الغَنَويّ ، شاعر فارس .
ورياحُ بنُ عمرٍ و الثَّقَفيّ ، شاعر جاهليّ .
وكذا رِياحُ بنُ الأَعلمِ العُقَيليّ .
ورِيَاحُ بن صُرَد الأَسَديّ ، شاعر إِسلاميّ .
ومحمّدُ بنُ أَبي بكرِ بن عَوْفِ بن رِياحٍ ، عن أَنسِ بن مالك .
وفي تاريخ البُخاريّ جَبْرُ بنُ رِياحٍ ، روَى عن أَبيهِ ومجاهدُ بن
____________________

(6/437)


رِيَاح ، يروى عن ابن عُمر ؛ كذا في تاريخِ الثِّقاتِ لابن حِبَّانَ :
ورِيَاحُ بن صَالحٍ مَجْهول
*!ورِيَاحُ بنُ عَمْرٍ و القَيْسيّ ، تُكلِّمَ فيه .
ورُوحُ بن القَاسمِ ، بالضَّمّ ، نَقلَ ابنُ التِّين في شَرْحِ البُخارِيّ أَن القَابِسيّ هاكذا ضَبطَه ) ، قال : وليس في المحدِّثين بِالضّمّ غيرُه .
ورِيَاحُ بن الحارِث المُجاشِعيّ ، من وفْد بني تَيمٍ ؛ ذكرَه ابنُ سعد .
*!ورَيْحَانُ بنُ يزيدَ العامِريّ ، سمِعَ عبد الله بن عَمْرٍ و وغَيْرَه .
ورَيْحَانُ بنُ سَعِيدٍ أَبو عِصْمَةَ النّاجيّ السّاميّ البَصريّ ، قاله عبَّادُ بنُ مَنصورٍ .
وفي ( مُعجم الصَّحابةِ ) لابن فَهْد : رَوْحَ بن حَبيب الثَّعْلَبيّ ، رَوَى عن الصِّدِّيق ، وشَهِدَ الجَابِيةَ .
وأَبو رَوْحٍ الكَلاعيّ اسمُه ، شَبِيب .
وأَبو رَيْحَانَة القُرَشيّ .
وأَبو رَيُحَانَة الأَزْديّ أَو الدَّوْسيّ ، وقيل : شَمْعُونَ ، صَحابِيُّونَ .
وأَبو رَيْحَانَةَ عبدُ الله بن مَطَرٍ تابِعيّ صَدوقٌ . وقال النَّسائيّ : ليس بالقَوِيّ ؛ قاله الذَّهبيّ .
وأَحمدِ بن أَبي رَوْحٍ البَغداديُّ ، حَدَّثَ بجُرْجانَ ، عن يزيدَ بنِ هَارُونَ .
2 ( فصل الزاي ) مع الحاءِ المهملة ) 2
زبح : ( زَبَحُ محرَّكةً : ة ، بجُرْجانَ ، منها أَبو الحسنِ عليُّ بنُ أَبي بكرِ بن مُحمَّدٍ ) ، هاكذا في النسخ ، والصّواب : أَبي بكرٍ مُحَمَّدٍ ( المُحَدِّث ) عن أَبي بَكْرٍ الحِيرِيّ وعنه إِسماعيل بن أَبي صالِحٍ المُؤَذِّن تُوفِّيَ سنة 428 ذكَره الحافظُ ابنُ حَجرٍ في التَّبصيرِ .

____________________

(6/438)


زجح : ( زَجَحَه ، كمنَعَه : سَجَحَه ) الزّايُ لُغَة في السّين ، وسيأْتي ، أَو لَثْغة .
والمزْجِحُ ، اسمُ مَوْضعِ ، ذكَره السُّهيليّ في الرَّوض أَثناءَ الهجرة .
زحح : (*! زَحَّه )*! يَزْحّه *!زَحًّا ، *!وزَحْزَحَه : ( نَحَّاه عن مَوْضِعه . و ) زَحَّه ( دَفَعه وجَذَبَه في عَجَلة ) . وقال الله تعالى : { فَمَن*! زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } ( آل عمران : 185 ) ، أَي نُحِّيَ وبُعِّدَ .
( *!وزَحْزَحَه عنه : باعَدَه ، فتَزَحْزَحَ ) دَفَعَه ونَحّاه عن مَوْضِعه ، فتَنَحَّى . قال ذو الرُّمّة :
يا قَابِضَ الرُّوحِ مِنْ جسمٍ عَصَى زَمَناً
وغافِرَ الذَّنْبِ ، *!-زَحْزِحْنِي عن النَّارِ
وفي الحديث : ( مَنْ صام يوماً في سبيلِ الله *!زَحْزَحَه اللَّهُ عن النّار سَبْعِين خَرِيفاً ) . وقال السَّمين في تَفسيره : استعملَتْه العربُ لازماً ومُتعدَّياً ، ونقلَه في العِنَايَة أَثناءَ البقرة قال شيخنا : واستعمالُه لازماً غريبٌ .
( و ) يقال : ( هو *!بِزَحْزَحٍ منه ، أَي ببُعْدٍ ) منه . قال الأَزهريّ : قال بعضُم : هاذا مكرَّر من باب المُعتلّ ، وأَصلُه من *!زاح *!يَزيحُ : إِذا تَأَخَّرَ ، ومنه يقال : *!زَاحَتْ عِلَّتُه ، وأَزَحْتُهَا . وقيل : هو مأْخوذٌ من *!الزَّوْح : وهو السَّوْق الشَّديدُ ، وكذلك الذَّوْحُ .
( *!والزَّحْزاحُ : البَعيد ) وهو اسمٌ من *!التَّزَحْزُحِ ، أَي التَّباعُد والتَّنحِّي .
( و ) *!الزَّحْزاحُ ( : ع ) ، قال :
يُوعِدُ خَيْراً وهو *!بالزَّحْزاحِ
قلت : وهو المعروف الآن بالسَّحْساح .
وتَزَحْزَحْتُ عن المكانِ ، وتَحَزْحَزْتُ بمعنًى واحدٍ .
زرح : ( زَرَحَه ) بالرُّمْحِ ( كَمَنَعه :
____________________

(6/439)


شَجَّه ) . قال ابن دُريد : ليس بثَبتٍ .
( و ) زَرِحَ ( كفَرِح : زال من مكانٍ إِلى آخَرَ ) .
( والزَّرْوَحُ ، كجَعْفَرٍ : الرّابِيةُ الصَّغيرةُ ، أَو الأَكَمةُ المُنْبَسِطة ، أَو رابيَةٌ من رَمْلٍ مُعْوَجّ ، كالزَّرْوَحَةِ ، بِهاءٍ ) ، مثل السَّرْوَعَةِ يكون من الرَّملِ وغيرِهِ . ( ج زَراوِحُ ) . وقال ابنُ شُمَيلٍ : الزَّراوِحُ من التِّلال : مُنْبَسَطٌ لا يُمْسِك المَاءَ ، رأْسُه صَفَاةٌ . قال ذو الرُّمّة :
علَى رَافِعِ الآلِ التِّلالُ الزَّراوحُ
قال : والحَزاوِرُ ، مِثْلُها ، وسيأْتي ذِكرُه .
( والمَزْرَحُ كمَسْكَنٍ : المُتَطَأْطِىءُ من الأَرضِ ) .
( والزُّرَّاحُ ، كرُمّانٍ : النَّشيطُو الحَرَكاتِ ) رواه الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ .
زقح : ( الزَّقْحُ ) ، بالقاف ( : صَوْت القِرْدِ ) قال ابن سيده : زَقَحَ القِرْدُ زَقْحاً : صَوَّتَ ؛ عن كُرَاع .
زلح : ( الزَّلْحُ : الباطِل ) .
( و ) روى ثعلبٌ عن ابن الأَعرَابيّ أَنه قال : الزُّلُحُ ، ( بضَمَّتين : الصِّحافُ الكِبَار ) ، حَذَف الزّيادةَ في جَمْعها .
( وزَلَحَه ) أَي الشيْءَ ، ( كمنَعَه ) ، يَزْلَحُه زَلْحاً : ( تَطَعَّمَه ) ، هاكذا في النُّسخ ، وهو الصَّواب يوجد في بعض النسخ قَطَعَه ، ( كتَزَلَّحه ) .
( والزَّلَحْلَح ) ، كلمةٌ على فَعَلل ، أَصلُه ثُلاثيٌّ أُلْحِقَ ببناءِ الخُمَاسيّ ( : الخَفِيفُ الجِسمِ . و ) الزَّلَحْلَحُ : ( بمعنى الغيرُ العَمِيقِ ) .
( و ) الزَّلَحْلَحَةُ ، ( بهاءٍ : الرَّقيقةُ من الخُبْزِ . و ) الزَّلَحْلَحَة : ( المُنْبَسِطَةُ من القِصَاعِ ) الّتي لا قَعْرَ لها .
____________________

(6/440)


وقيل : قَرِيبَةُ القَعْرِ . قال :
ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاع مُلْسِ
زَلَحْلَحَات ظَاهِرَاتِ اليُبْسِ
وذكَرَ ابنُ شُميلٍ عن أَبي خَيّرَة أَنه قال : الزَّلَحْلَحَاتُ في باب القصَاع واحِدُ زَلَحْلَحَةٍ .
زلقح : ( الزَّلَنْقَح : السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) ، أَورده الأَزهريّ في ( التّهذيب ) زمح : ( الزُّمَّح ، كقُبَّرٍ : اللَّئيمُ . و ) قيل : ( الضَّعيفُ ) من الرِّجَال . ( و ) قيل : ( القَصِيرُ الدَّميمُ . و ) قيل : هو ( الأَسودُ القَبِيحُ ) الشَّرِيرُ وأَنشد شَمِرٌ :
ولم تَكُ شهْدارَةَ الأَبْعَدِينَ
ولا زُمَّحَ الأَقْرِبينَ الشَّرِيرَا
( كالزَّوْمَحِ ) ، كجَوْهرٍ . وقيل : الزُّمَّح : القصِيرُ السَّمْجُ الخِلْقَةِ السَّيِّىءُ المَشْئومُ
( والزِّمَحْنُ ، كسِبَحْلٍ وسِبَحْلَة : السَّيِّىءُ الخُلُقِ البخيلُ ) .
( و ) الزُّمَّاحُ ( كُرّمانٍ : طائرٌ ) كان يَقِفُ بالمدينةِ في الجاهلية على أُطُمٍ فيقول شيئاً ، وقيل : كان يَسقُطُ على بعضِ مَرابِدِ المَدينة ، فيأْكلُ تَمْرَه ، فرَمَوْه فقتَلُوه ، فلما يأْكلْ أَحدٌ مِن لَحْمِه إِلاّ مات . قال :
أَعلَى العَهْدِ أَصْبحتْ أُمُّ عَمرٍ و
ليْتَ شِعْرِي أَمْ غَالَها الزُّمَّاحُ
قال الأَزهريّ : هو طائرٌ كانت الأَعراب تقول : إِنه ( يأْخُذُ الصَّبِيَّ من مَهْدِه ) .
( والتَّزْمِيحُ : قَتْلُه ) ، أَي هاذا الطائرِ بعَيْنه .
( والزّامِحُ : الدُّمَّل ، اسمٌ كالكاهِل ) والغَارِبِ ، لأَنّا لم نَجِدْ له فِعْلاً .
والزُّمّاح : طِينٌ يُجْعَلُ على رأْسِ خَشبةٍ يُرْمى بها الطَّيْرُ ، وأَنكرَها بعضُهم وقال : إِنّما هو الجُمّاح ، أَي
____________________

(6/441)


بالجيم ؛ وقد تقدم في محله .
زنح : ( زَنَح ، كمَنَعَ ) يَزْنَحُ زَنْحاً : ( مَدَحَ . و ) زَنَحَ : إِذا دَفَعَ . ( و ) زَنَح وتَزَنَّح : إِذا ( ضَايَقَ ) إِنساناً ( في المُعَامَلةِ ) أَو الدَّيْنِ ، وتَزنَّحَ أَفْصَحُ .
( والزُّنُحُ ، بضَمّتينِ : المُكَافِئونَ على الخَيرِ والشَّرِّ ) .
( والتَّزَنُّحُ : التَّفتُّحُ في الكَلامِ ) وقيل : فَوْقَ الهَذْرِ منه . ( و ) التَّزَنُّح : ( شُرْبُ الماءِ مَرّةً بعدَ أُخرَى كالتَّزْنيحِ ) ، الأَوَّل سَماعُ الأَزهريِّ من العرب ، والثاني قولُ أَبي خَيْرَةَ ، قال : إِذا شَرِبَ الرَّجلُ الماءَ في سُرْعَةِ إِساغةٍ فهو التَّزْنيحُ ، ( و ) التَّزَنُّح : ( رَفْعُك نَفْسَك فوقَ قَدْرِك ) ، قال أَبو الغَريب :
تَزَنَّحُ بالكلامِ علَيَّ جَهْلاً
كأَنَّكَ ماجِدٌ من أَهْلِ بَدْرِ
( والزَّنُوحُ ) كصَبورٍ : ( النَّاقَةُ السَّرِيعةُ ) .
( والمُزانَحَةُ : المُمادَحَةُ ) والمُدَافَعة . وجاءَ في حديثِ زِيَاد : قال عبد الرّحمان بنُ السّائِب : ( فزَنَحَ شَيْءٌ أَقْبَلُ طَويلُ العُنُقِ . فقلت له : ما أَنت ؟ فقال : أَنَا النَّقّاد ذُو الرَّقَبَة ) . قيل : هو بمعنَى سَنَحَ ، وقيل : دَفَعَ ، كأَنّه يُريِد هُجُومَ هاذا الشَّخْصِ وإِقْبَالَه ، وقيل غير ذالك .
زوح : ( *!الزَّوْحُ : تَفْرِيقُ الإِبلِ ) ، كذا في ( التَّهْذيب ) . ( و ) يقال : *!الزَّوْحُ : ( جَمْعُها ) إِذا تَفَرَّقَتْ ، فهو ( ضِدٌّ . و ) الزَّوُح : ( الزَّوَلاتُ والتَّبَاعُدُ ) . قال شَمِرٌ : *!زاحَ وزَاخَ ، بالحاءِ والخاءِ ، بمعنًى واحدٍ ، إِذا تَنَحَّى . ومنه قولُ لَبيد :
لَو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيّالُهُ
زَاحَ عن مِثْلِ مَقَامِي وزَحَلْ
قال : ومنه ؛ *!زاحَتْ عِلَّتُه ، *!وأَزَحْتَها أَنا .
( *!وأَزاحَ الأَمْرَ : قَضَاه ) . وأَوردَه صاحبُ اللِّسان في زيح . كما سيأْتي
____________________

(6/442)


( و ) أَزاحَ ( الشَّيْءَ : أَزاغه من مَوْضِعِه ، ونَحّاه ) وزَاح هو *!يَزُوحُ .
( *!والزَّوَاحُ ) كسحابٍ : ( الذَّهاب ) ، عن ثعلب ، وأَنشد :
إِني سليمٌ يا نُوَيْ
قةُ إِن نَجَوْتِ من *!الزَّواح
( و ) الزَّواحُ : ( ع ، ويُضمّ ) .
زيج : ( *!زاح ) الشَّيْءُ ( *!يزِيح *!زَيْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( *!وزُيوحاً ) ، بالضَّمِّ ( *!وزِيُوحاً ) ، بالكسر ، ( *!وزَيحاناً ) ، محرَّكة ( : بعُد وذَهَبَ ،*! كانْزاحَ ) بنفسه . ( *!وأَزحْتُه ) أَنا ، وأَزاحه غيرُه . وفي ( التّهذيب ) *!الزَّيْح : ذَهَابُ الشَّيْءِ : تقول : قد *!أَزحْتُ عِلَّتَه ؛ *!فزاحتْ ، وهي *!تَزِيحُ . وقال الأَعشى :
وأَرْملةٍ تَسْعى بشُعكٍ كأَنَّها
وإِيَّاهُم رُبْدٌ أَحَثَّتْ رِئالَها
هنَأْنَا فلم تمْنُنْ علينا فأَصْبحتْ
رَخِيَّةَ بالٍ قد أَزَحْنَا هُزَالَهَا
وفي حديث كَعْبِ بن مالكٍ : ( زاحَ عنّي الباطلُ ) ، أَي زال وذَهَبَ .
2 ( فصل السّين ) المهملة مع الحاء ) 2
سبح : ( سَبَحَ بالنَّهْرِ ، وفيه ، كمَنَع ) ، يَسْبَح ( سَبحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وسِبَاحَةً ، بالكسر : عَامَ ) ، وفي الاقتطاف : ويقال : العَوْمُ عِلْمٌ لا يُنْسَى . قال شيخُنا : وفرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بين العَوْمِ والسِّبَاحَةِ ، فقال : العَوْمُ : الجَرْيُ في الماءِ مع الانغماسِ ، والسِّباحَةُ : الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ . قلت : وظاهرُ كلامِهم التَّرادُف . وجاءَ في المَثَل : ( خِفَّ تَعُمْ ) . قال شيخنا : وذِكْرُ النَّهْر ليس بقَيْدٍ ، بل وكذلك البَحْر والغَدير ، وكل مُسْتَبْحر من الماءِ . ولو قال : سَبحَ بالماءِ ، لأَصَابَ .
____________________

(6/443)


وقوله : بالنّهْر ، وفيه ، إِنّما هو تكرارٌ فإِن الباءَ فيه بمعنَى ( في ) لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة . قُلتُ : العبارة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارة المُكم والمخصّص والتّهذيب وغيرِهَا ، ولم يأْتِ هو من عندِه بشيْءٍ ، بل هو ناقِلٌ . ( وهو سابِحٌ وسَبُوحٌ ، من سُبحاءَ ، وسبَّاحٌ من ) قَوْمٍ ( سَبّاحِينَ ) ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابِحٍ وسَبُوحٍ ، وأَمّا ابنُ الأَعرابيّ فجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سابِحٍ ، وبه فسَّر قول الشاعر :
وماءٍ يَغْرقُ السُّبَحَاءُ فيه
سَفِينتُه المُوَاشِكَةُ الخَبُوبُ
قال : السُّبَحاءُ جمعُ سابِحٍ ، وعَنَى بالماءِ السَّرَابَ ، جَعَلَ النّاقَةَ مِثْلَ السّفينةِ حين جَعَلَ السَّرابَ كالماءِ . قال شيخنا : والسَّبُوح كصَبورٍ ، جمْعُهُ سُبُحٌ ، بضمتين ، أَو سِبَاحٌ ، بالكسر ، الأَوّل مَقِيسٌ ، والثاني شَاذٌّ .
( و ) من المجاز ( قولُه تعالى ) في كتابه العزيز : { ( وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً } ) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً صلى الله عليه وسلم > تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ صلى الله عليه وسلم > ) ( النازعات : 3 ، 4 ) قال الأَزهريّ : بالضَّم :
____________________

(6/444)


معناه ( تَنْزيهاً للَّهِ من الصّاحبة والوَلَد ) ، هاكذا أَوردوه ، فإِنكار شيخِنا هاذا القيدَ على المصنِّف في غير مَحَلِّه . وقيل : تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عن كلِّ ما لا يَنْبَغِي له أَن يُوصَفَ به . وقال الزَّجّاج : سُبْحَان في اللُّغَةِ تنزيهُ الله عزّ وجلّ عن السُّوءِ ، ( مَعْرِفةٌ ) . قال شيخنا : يريد أَنه عَلَمُ جِنْسٍ على التَّسبيح ، كبرَّةَ : عَلَمٌ على البِرِّ ، ونَحْوِه من أَعْلاَم الأَجْنَاس المَوضوعَةِ للمَعانِي . وما ذَكَرِ من أَنه عَلَمٌ هو الّذي اختارَه الجماهيرُ ، وأَقرَّه البَيْضَاويّ والزّمخشريّ والدَّمامينيّ وغيرُ واحد .
( و ) قال الزّجّاج في قوله تعالى : { 6 . 025 سبحان الذي اءَسرى } ( الإِسراء : 1 ) ( نُصِب على المصْدَر ) ، أَي على المَفْعوليَّة المُطْلَقة ، ونَصْبُه بفِعْلٍ مُضْمَر متروكٍ إِظهارُه ، تقديرُه : أُسبِّحُ اللَّهَ سُبْحَانَه تَسْبِيحاً . قال سيبويهِ : زعم أَبو الخَطّابِ أَنّ سُبْحان الله كقَوْلِك : بَرَاءَةَ اللَّهِ ، ( أَي أُبَرِّءُ اللَّهَ ) تعالى ( من السُّوءِ بَرَاءَةً ) . وقيل : قولُه : سُبحانَك ، أَي أُنَزِّهُك يا ربّ من كلّ سُوءٍ وأُبرِّئُك . انتَهى . قال شيخنا : ثم نُزِّلَ سُبْحَانَ مَنْزلةَ الفِعْل ، وسَدَّ مَسدَّه ، ودَلَّ على التَّنزيه البليغ من جميع القبائِحِ الّتي يُضِيفُها إِليه المُشْرِكُون ، تعالى اللَّهُ عَمّا يقوله الظَّالمون عُلوًّا كبيراً . انتهَى . وروَى الأَزهريّ بإِسناده أَن ابنَ الكَوّاءِ سأَل عَليًّا رضي الله عنه عن سبحانَ ، فقال : كلمةٌ رَضِيَها اللَّهُ تعالى لنفسِه ، فأَوْصَى بها ، ( أَو معناه ) على ما قال ابن شُمَيل : رأَيتُ في المَنَام كأَنّ إِنساناً فَسَّر لي سُبحانَ اللَّهِ ، فقال : أَمَا تَرَى الفَرَس يَسْبَح في سُرعته ؟ وقال : سُبْحَان الله : ( السُّرْعَةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته ) . وقال الرُّاغِب في المفردات : أَصلُه في المَرِّ السَّرِيع ، فاستُعير للسُّرّعَة في العَمَل ، ثم جُعِل للعبادات قولاً وفعْلاً . وقال شيخُنَا
____________________

(6/445)


نَقلاً عن بعضهم : سُبحَانَ اللَّهِ : إِمّا إِخْبارٌ قُصِدَ به إِظهارُ العُبُوديّة واعتقادُ التقدُّسِ والتّقديسِ ، أَو إِنشاءُ نِسبةِ القُدْس إِليه تعالى . فالفعل للنِّسبة ، أَو لسَلْبِ النَّقائصِ ، أَو أُقيم المَصْدَرُ مُقامَ الفِعْلِ للدّلالة على أَنّه المطلوب ، أَو للتَّحَاشِي عن التَّجدُّد وإِظهار الدَّوَام . ولذا قيل : إِنّه للتَّنزيهِ البليغِ مع قَطْعِ النَّظَر عن التّأْكيد . وفي العجائب للكَرْمانيّ : من الغريب ما ذَكَرَه المُفصِّل : أَنّ سُبحَانَ : مَصْدرُ سَبَحَ ، إِذا رفعَ صَوْتَه بالدُّعاءِ والذِّكْر وأَنشد :
قَبَحَ الإِلاهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا
سَبَحَ الحَجيجُ وكَبَّرُوا إِهْلاَلاَ
قال شيخُنا : قلت : قد أَوْرَده الجَلالُ في الإِتقان عَقِبَ قولِه : وهو ، أَي سُبْحَانَ ، ممّا أُمِيت فِعْلُه . وذكَر كلاَمَ الكَرْمَانيّ متعجِّباً من إِثباتِ المفضّلِ لبناءِ الفِعْلِ منه . وهو مشهورٌ أَوْرَده أَربابُ الأَفعال وغيرُهم ، وقالوا : هو من سَبَحَ ، مُخفَّفاً ، كشَكَرَ شُكْرَاناً . وجَوَّز جَماعَةٌ أَن يكون فِعْلُه سَبَّحَ مشدَّداً ، إِلاّ أَنّهُم صَرَّحوا بأَنّه بَعيدٌ عن القياسِ ، لأَنه لا نَظِيرَ له ، بخلافِ الأَوّلِ فإِنّه كثير وإِن كان غيرَ مَقِيس . وأَشارُوا إِلى اشتقاقه من السَّبْح : العَوْمِ أَو السُّرْعةِ أَو البُعْد أَو غيرِ ذالك .
( و ) من المجاز : العَرَب تقول : ( سُبْحَانَ مِنْ كذا ، تَعجُّبٌ منه ) . وفي ( الصّحاح ) بخطّ الجوهَرِيّ : إِذا تُعُجِّب منه . وفي نُسخَة : إِذا تَعجَّبْت منه . قال الأَعشى :
أَقولُ لمّا جاءَني فخْرُه
سُبْحَانَ منْ عَلْقَمَة الفاخر
يقول : العَجَب منه إِذ يَفْخَر . وإِنّمَا لم يُنوّن لأَنه معرفةٌ عندهم ، وفيه شِبْهُ التّأْنيث . وقال ابن بَرِّيّ : إِنّمَا امتنع صَرْفُه للتّعريف وزيادةِ الأَلفِ والنُّون ، وتَعْرِيفُه كونُه اسماً عَلَماً للبَرَاءَة ، كما أَنّ نَزالِ اسمٌ عَلَمٌ للنُّزُولِ ، وشَتَّانَ اسمٌ عَلَمٌ للتَّفرُّق .
____________________

(6/446)


قال : وقد جاءَ في الشِّعر سُبْحان مُنوّنةً نَكِرَةً ، قال أُميَّة :
سُبْحَانَه ثم سُبحاناً يَعودُ له
وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ
وقال ابن جِنّي : سُبْحَان : اسمٌ عَلَمٌ لمعنَى البراءَةِ والتَّنْزِيهِ ، بمنزلةِ عُثْمَانَ وحُمْرَانَ ، اجتمع في سُبحَانَ التَّعْرِيفُ والأَلفُ والنونُ ، وكلاهما عِلَّةٌ تَمْنَعُ من الصَّرْف . قلْتُ : ومِثْلُه في شَرْح شَواهِد الكِتَاب للأَعْلَم . ومال جَماعَةٌ إِلى أَنه مَعرَّفٌ بالإِضافَة المقدَّرةِ ، كأَنّه قيل : سُبْحَانَ من علقمةَ الفاخِرِ ، نُصِبَ سُبْحَانَ على المَصْدَر ، ولُزومُها النَّصْبَ من أَجلِ قِلَّةِ التَّمَكُّن ، وحُذِفَ التنوينُ منها لأَنها وُضِعت عَلَماً للكلمة فجَرَت في المَنع من الصَّرف مَجْرَى عُثْمَانَ ونَحْوِه . وقال الرّضِيّ : سبحانَ هنا للتّعجُّب ، والأَصلُ فيه أَنْ يُسَبَّحَ الَّهُ عند رُؤيَةِ العَجيب مَن صَنائِعه ، ثم كَثُرَ حتّى استُعْمِلَ في كلّ متعجَّب منه . يقول : العَجَبُ منه إِذ يَفْخَر .
( و ) يقال : ( أَنتَ أَعلَمُ بما في سُبْحَانِك ) بالضّمّ ، ( أَي في نَفْسِك ) .
( وسُبْحَانُ بنُ أَحمَدَ : من وَلَدِ ) هارُونَ ( الرَّشيدِ ) العَبّاسيّ .
( وَسَبَحَ كمَنَع سُبْحاناً ) كشَكَر شُكْرَاناً ، وهو لُغةٌ ذَكَرها ابنُ سيده وغيرُه . قال شيخُنا فلا اعتدادَ بقول ابنِ يَعِيشَ وغيرِه من شُرَّاحِ المُفصَّل وقول الكَرْمانيّ في العَجائب : إِنه أُمِيتَ الفِعْلُ منه .
( و ) حكَى ثعلب : ( سَبَّحَ تَسْبِيحاً ) وسُبْحَاناً .
وسَبَّحَ الرَّجُلُ : ( قال : سُبْحَانَ الله ) وفي ( التهذيب ) : سبَّحْت اللَّهَ تسبيحاً وسُبْحَاناً : بمعنًى واحدٍ ، فالمصدرُ تَسبيحٌ ، والاسْمُ سُبْحَان ، يقوم مَقَام المَصدرِ . ونقلَ شيخُنَا عن بعضهم وُرُود التَّسْبِيح بمعنَى التَّنْزيه أَيضاً : سَبَّحَه تَسْبِيحاً ، إِذا نَزَّهَه . ولم يَذْكُره المصنّف .
( وسُبُّوح قُدُّوسٌ ) ، بالضَّمّ فيهما
____________________

(6/447)


( ويُفْتَحان ) ، عن كُراع : ( من صِفاتِه ) تعالى ، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ ) ، كذا في ( المحكم ) . وقال أَبو إِسحاق : السُّبُّوح : الّذِي يُنَزَّهُ عن كُلّ سُوءٍ والقُدّوسُ : المُبَارَكُ الطاهِرُ . قال اللِّحْيانيّ : المُجْمَع عليه فيها الضمّ . قال : فإِنْ فَتحتَه فجائزٌ . وقال ثَعْلَب . كلُّ اسمٍ على فعُّول فهو مَفْتُوحُ الأَوّلِ إِلاّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ ، فإِنّ الضّمّ فيهما أَكثرُ ، وكذالك الذُّرُّوحُ ؛ كذا في ( الصّحاح ) . وقال الشيخ أَبو حَيّان في ارّتِشَاف الضَّرَب نقلاً عن سيبويه : ليس في الكلام فُعُّول صِفَةً غير سُبُّوح وقُدُّوس . وأَثبتَ فيه بعضُهم ذُرُّوحاً ، فيكون اسماً . ومثله قال القَزّازُ في جامِعه . قال شيخنا : ولاكنْ حكَى الفِهْريّ عن اللُّحيانيّ في نوادره أَنه يقال : دِرْهَم سَتُّوقٌ وسُتُّوقٌ . وشَبُّوطٌ وشُبُّطٌ ، لضَرْب من الحُوتِ ، وفَرُّوجٌ وفُرُّوجٌ ، لواحدِ الفَرَارِيج . وحَكَوْا أَيضاً اللُّغَتَيْن في سَفُّود وكَلُّوب . انتهَى . وقال الأَزهريّ : وسائر الأَسماءِ تَجيءُ على فعّول ، مثل سُفُّود وقَفّور ، وقيّور ، وما أَشْبَهها ، والفَتْحُ فيها أَقْيَس ، والضَّمّ أَكْثَرُ استعمالاً .
( و ) يقال : ( السُّبُحَات ، بضمّتينِ مَواضِعُ السُّجُودِ . وسُبُحاتُ وَجْه الله ) تعالى : ( أَنْوَارُه ) وجَلالُه وعَظَمَتُه . وقال جبريلُ عليه السلامُ : ( إِنّ لِلَّهِ دُونَ العَرْشِ سَبْعِينَ حِجَاباً ، لو دَنَوْنَا من أَحدَهَا لأَحْرَقَتْنَا سُبُحَاتُ وَجْهَ ربِّنَا ) رواه صاحبُ العَيْن . قال ابن شُميل : سُبُحاتُ وَجْهِه : نُورُ وَجْهِه . وقيل : سُبُحاتُ الوَجْهِ : مَحاسنُه ، لأَنّك إِذا رأَيتَ الحَسَنَ الوَجْه قلتِ : سبحانَ اللَّهِ . وقيل : معناه : تَنْزيهاً له ، أَي سُبحانَ وَجْهِهِ .
( والسُّبْحَة ) بالضّمّ : ( خَرَزَاتٌ ) تُنْظَمْنَ في خَيْط ( للتَّسْبيح ، تُعَدّ ) وهي كلمةٌ مُولَّدة ؛ قاله الأَزهريّ . وقال الفارابيّ ، وتَبِعَه الجوهريّ :
____________________

(6/448)


السُّبْحَةُ : الّتي يُسَبَّحُ بها . وقال شيخنا : إِنها ليستْ من اللُّغَة في شَيْءٍ ، ولا تَرِفها العرب ، وإِنما أُحدِثَتْ في الصّدْرِ الأَوّل إِعانةً على الذِّكْر وتَذكيراً وتَنشيطاً .
( و ) السُّبْحَة : ( الدُّعَاءُ ، وصَلاةُ التَّطوُّعِ ) ، والنّافِلة : يقال : فَرَغَ فلانٌ من سُبْحَتِه ، أَي من صَلاَةِ النَّافلة ، سُمِّيَت الصلاةُ تَسْبيحاً لأَنّ التّسبيح تَعظيمُ اللَّهِ وتَنْزيهُه من كلُّ سُوءٍ . وفي الحديث : ( اجْعَلُوا صَلاتَكم معهم سُبْحَةً : ( أَي نافِلةً . وفي آخَرَ : ( كنّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لا نُسبِّح حتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ ) ، أَراد صلاةَ الضُّحَى ، يعني أَنّهم كانوا مع اهتمامهم بالصّلاة لا يُباشِرُونها حتى يَحُطُّوا الرِّحالَ ، ويُرِيحوا الجِمَال رِفْقاً وإِحْسَاناً .
( و ) السَّبْحَة ( بالفتح : الثِّيَابُ من جُلودٍ ) ، ومثله في ( الصّحاح ) ، وجَمْعُهَا سِبَاحٌ . قال مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَليّ :
وسَبّاحٌ ومَنَاحٌ ومُعْطٍ
إِذا عادَ المَسَارِحُ كالسِّباحِ
وصَحَّفَ أَبو عُبيدةَ هاذه الكلمةَ ، فرَواهَا بالجيم وضمّ السين ، وغلطَ في ذالك . وإِنما السُّبْجَةُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ . واستشهد أَبو عُبيدةَ على صِحّة قولهِ بقول مالِكٍ الهُذليّ المتقدّم ذِكْرُه ، فصحَّف البيتَ أَيضاً . قال : وهاذا البيتُ مِن قصيدةٍ حائِيَّة مَدحَ بها زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللِّحْيَانيّ ، وأَولُها :
فتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُمَاحِ
والمَسارِح : المواضِعُ الّتي تَسرحُ إِليها الإِبلُ . فشبَّهها لمّا أَجدبَتْ بالجُلودِ المُلْسِ في عَدمِ النَّبَاتِ . وقد ذكر ابنُ سِيده في ترجمة ( سبج ) بالجيم ما صورته : والسِّباجُ : ثيابٌ من جُلود ، واحدُها سُبْجَة ، وهي بالحاءِ أَعْلَى ، على أَنه أَيضاً قد قال في هاذه الترجمة : إِن أَبا عبيدةَ صَحَّف هاذه الكلمة ، ورواها بالجيم كما ذَكَرناه آنفاً . ومن العَجَب وُقوعُه في ذلك ، مع حِكايته عن أَبي عبيدةَ أَنه وقع فيه ، اللَّهمّ إِلاّ أَن يكون وَجَدَ نَقْلاً فيه . وكان يَتعيَّنُ عليه
____________________

(6/449)


أَنه لو وجد نَقْلاً فيه أَنْ يَذكُرَه أَيضاً في هاذه التَّرجمةِ عند تخْطِئته لأَبي عُبَيْدَة ونِسْبَتِه إِلى التَّصحيفِ ، ليَسْلَمَ هو أَيضاً من التُّهْمَةِ والانتقادِ .
وقال شَمرٌ : السِّباحُ ، بالحاءِ : قُمُصٌ للصِّبيانِ من جُلودٍ ، وأَنشد :
كأَنّ زَوَائِدَ المُهُراتِ عنها
جَوَارِي الهِنْدِ مُرْخِيَةَ السِّبَاحِ
قال : وأَمّا السُّبْجَة ، بضمّ السِّين والجيم : فكساءٌ أَسْوَدُ .
( و ) السَّبْحَة : ( فَرَسٌ للنّبيّ صلَّى الله ) تعالى ( عليه وسلّم ) معدودٌ من جُمْلةِ خَيْلهِ ، ذَكَره أَرْبابُ السِّيَرِ ، ( و ) فَرَسٌ ( آخَرُ لجَعفرِ بنِ أَبي طالبٍ ) المُلقَّبِ بالطَّيَّارِ ذي الجَنَاحَيْن ، ( و ) فَرَسٌ ( آخَرُ لآخَرَ ) .
وفي حديثِ المِقْدادِ ( أَنه كان يومَ بَدْرٍ على فَرَسٍ يقال له سَبْحَةُ ) . قال ابن الأَثير . هو من قولهم : فَرَسٌ سابِحٌ : إِذا كَان حَسَنَ معدِّ اليَديْنِ في الجَرْيِ .
( و ) قال ابن الأَثير : ( سُبْحَةُ اللَّهِ ) بالضّمّ : ( جَلاَلُه ) .
( والتَّسْبيحُ ) قد يُطْلَق ويُرَاد به ( الصَّلاةُ ) والذِّكْرُ والتَّحْمِيدُ والتَّمْجِيدُ . وسُمِّيَت الصَّلاةُ تَسبيحاً لأَنّ التّسبيحَ تَعْظيمُ اللَّهِ وتَنزيهُه من كلّ سُوءٍ . وتقول : قَضَيْتُ سُبْحَتي . ورُوِيَ أَن عُمَر رضي الله عنه جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بعد العَصْرِ ، أَي صَلَّيَا . قال الأَعشى :
وسَبِّحْ على حينِ العَشيَّاتِ والضُّحَى
ولا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ واللَّهَ فاعْبُدَا
يعنِي الصلاة بالصباح والمساءِ . وعليه فُسِّرَ قوله تعالى : { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } ( الروم : 17 ) يأْمرُهم بالصّلاة في هاذينِ الوَقْتَيْن . وقال الفَرّاءُ : حين تُمْسون : المَغْرِب والعشاءُ ، وحين تُصْبِحون ، صلاة
____________________

(6/450)


الفجْر ، وعَشيًّا : صلاة العَصْر ، وحين تُظْهِرُون : الأُولَى . وقوله : { 6 . 025 وسبح بالعشي والابكار } ( آل عمران : 41 ) أَي وَصَلِّ . ( ومنه ) أَيضاً قوله عزّ وجلّ : { 6 . 025 فلولا اءَنه } ( كَانَ مِنَ الْمُسَبّحِينَ ) ( الصافات : 143 ) أَراد من المُصَلِّين قبلَ ذالك . وقيل : إِنّما ذالك لأَنه قال في بطن الحوت : { 6 . 025 لا اله الا اءَنت . . الظالمين } ( الأَنبياء : 87 ) .
( والسَّبْحُ الفَراغُ ) . وقوله تعالى : { 6 . 025 ان لك في . . طويلا } ( المزمل : 7 ) إِنما يعني به فَراغاً طويلاً وتَصرُّفاً . وقال اللُّيث : معناه فراغاً للنَّومْ . وقال أَبو عُبَيْدةَ : مُنْقَلَباً طويلاً . وقال المُؤرِّجُ : هو الفَرَاغُ والجِيئةُ والذَّهابُ . قال أَبو الدُّقَيْش : ويكون السَّبْح أَيضاً فَرَاغاً باللَّيْل . وقال الفرَّاءُ : يقول : لك في النّهَار ما تَقْضِي حوائجَك . وقال أَبو إِسحاقَ مَنْ قَرَأَ سَبْخاً فمعناه قَريبٌ من السَّبْح . ( و ) قال ابنُ الأَعْرَابيّ : السَّبْح : الاضطراب و ( التَّصرُّف في المَعاش ) . فمَنْ قَرأَه أَرادَ به ذالك ، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحةً وتَخْفيفاً لِلأَبْدان .
( و ) السَّبعُ ( الحَفْرُ ) . يقال : سَبَحَ اليرْبوعُ ( في الأَرضِ ) ، إِذا حَفَرَ فيها . ( و ) قيل في قوله تعالى : { 6 . 025 ان لك في النهار . . طويلا } أَي فراغاً للنَّوْم . وقد يكون السَّبْح باللَّيْل . والسَّبْح أَيضاً : ( النَّوْمُ ) نفْسُه . ( و ) السَّبْح أَيضاً : ( السُّكُون . و ) السَّبْحُ : ( التَّقلُّبُ والانتشارُ في الأَرض ) والتَّصرُّفُ في المَعَاشِ ، فكأَنّه ( ضِدٌّ . و ) السَّبْح : ( الإِبْعادُ في السَّيْرِ ) . قال ابن الفَرَج : سمعتُ أَبا الجَهْمِ الجَعْفَريَّ يقول : سَبَحْتُ في الأَرْضِ ، وسَبَخْتُ فيها ، إِذا تَبَاعَدْت فيها . ( و ) السَّبْح : ( الإِكْثَارُ من الكَلامِ ) . وقد سَبَحَ فيه ، إِذا أَكْثَر .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( كِسَاءٌ مخسبَّحٌ ، كمُعَظَّمٍ : قَوِيٌّ شَديدٌ ) . وعنه
____________________

(6/451)


أَيضاً : كساءٌ مُسَبَّحٌ : أَي مُعرَّضٌ ، وقد تقدّم في الجيم .
( و ) السَّبّاحُ ( ككَتّانٍ : بَعيرٌ ) ، على التَّشْبِيه . والسَّبّاح : جَوادٌ مَشْهُورٌ .
( و ) سَبَاحٌ ( كسَحَابٍ : أَرْضٌ عند مَعْدِن بني سُلَيمٍ ) مَلْسَاءُ ؛ ذكَرَه أَبو عُبَيْدٍ البَكريّ في مُعْجَمه .
( و ) من المجاز : ( السَّبُوح ) كصَبورٍ ( فَرَسُ رَبيعةَ بنِ جُشَمَ ) ، على التَّشبيهِ . وفي شَواهد التَّلْخِيص :
وتُسْعِدني في غَمْرةٍ بعدَ غَمْرَةٍ
سَبُوحٌ لها مِنْهَا عليها شَواهِدُ
( وسَبُوحَةُ ) بفتح السِّين مخفَّفة : ( مَكَّةُ ) المشرَّفةُ ، زِيدت شَرَفاً ، ( أَو وَادٍ بعَرَفات ) ، وقال يَصف نُوقَ الحَجِيجِ :
خَوَارِجُ من نَعْمَانَ أَو مِن سَبُوحَةٍ
إِلى البيْتِ أَو يخْرُجْنَ مِن نَجْدِ كَبَكَبِ
( و ) المُسَبَّح ، ( كمُحَدِّث ، اسمٌ ) وهو المُسَبِّحُ بنُ كعبِ بنِ طَرِيفِ بن عُصُرٍ الطائيّ ، وولده عمْرٌ و أَدرك النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكان مِن أَرْمَى العربِ ، وذَكَرَه امرؤُ القَيْس في شِعْرِه :
رُبَّ رامٍ من بنِي ثُعَلٍ
وبنو مُسعبِّح : قبيلةٌ بواسِطِ زَبِيدَ يُواصِلُون بَنِي النّاشرِيّ : كذا في أَنساب البشر .
( والأَمير المُخْتَار ) عِزّ المُلْك ( محمّد بن عُبيدِ الله ) بن أَحمد ( المُسَبِّحيّ ) الحرّانيّ : أَحد الأُمراءِ المِصريّين وكُتّابِهم وفُضلائهم ، كان على زِيِّ الأَجْنَادِ ، واتَّصل بخِدْمة الحاكمِ ، ونال منه سعادةً . و ( لهُ تَصَانيفُ ) عَديدةٌ في الأَخبارِ والمُحاضرةِ والشُّعراءِ . من ذالك كتابُ التَّلويح والتَّصْريح في الشِّعر ، مائةُ كُرَّاس ؛ ودَرْك البُغْيةِ في وَصْفِ الأَديانِ والعِبَادَاتِ ، في ثلاثةِ آلافٍ
____________________

(6/452)


وخَمْسِمائةِ وَرَقَة : وأَصْنَافُ الجِمَاع ، أَلفٌ ومائتا ورقة ، والقضايا الصّائبة في معاني أَحْكَامِ النُّجُوم ، ثلاثةُ آلافِ وَرَقَة ؛ وكتاب الرّاح والارتياح ، أَلْفٌ وخمسمائةِ ورَقَةٍ ؛ وكتاب الغَرَقِ والشَّرق فيما مات غرقاً أَو شرقاً ، مائتا ورَقَةٍ ؛ وكتاب الطعام والإِدام ، أَلْف ورقةٍ ؛ وقِصَص الأَنبياءِ عليهم السلامُ ، أَلفٌ وخَمسمائةِ وَرَقَةٍ ؛ وجُونَة المَاشِطة ، يَتضمَّن غرائبَ الأَخبارِ والأَشعارِ والنَّوادر ، أَلْفٌ وخَمسائةِ وَرَقَةٍ ؛ ومُخْتار الأَغاني ومعانيها ، وغير ذلك . وتولّي المِقْيَاسَ ، والبَهْنَسا من الصّعيد . ثم تَولَّى دِيوَانَ التَّرْتيب . وله مع الحاكم مَجالسُ ومُحاضرات . وُلد سنة 366 وتوفي سنة 420 .
( و ) أَبو محمد ( بركَةُ بن علّي بن السّابِح الشُّرْوطِيّ ) ، الوكيل ، له مُصَنَّف في الشُّرُوط ، تُوُفِّي سنة 650 ؛ ( وأَحمد بن خلفٍ السَّابِحُ ) ، شيخٌ لابن رِزْقَوَيْهِ ؛ ( وأَحمد بن خَلَفِ بنِ محمّد ) أَبو العبّاس ، روَى عن أَبيه ، وعن زكَريّا بن يحيى بن يعقوب وغيرهما ، كَتب عنه عبدُ الغنيّ الأَزديّ ؛ ( ومحمد بن سعيد ) ويقال : سعد ، عن الفُضَيل بنِ عِياضٍ ( وعبدُ الرحمن بن مُسْلِمٍ ) عن مُؤَمَّلِ بن إِسماعيل ؛ ( ومحمدُ بنُ عثمانَ البُخَارِيّ ) ، قال الذّهَبيّ : هو أَبو طاهر بن أَبي بَكْرٍ الصّوفيّ الصّابونيّ ، روَى عنه السّمعانيّ ، وابنه عبد الرحمان ، تُوفِّي سنة 555 ، وأَخوه أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَ ، ( السُّبَحِيُّون ، بالضّمّ وفتح الباءِ ، مُحدِّثون ) ، وضَبط السّمعانيّ في الأَخير بالخاءِ المعجمة ، وقال : كأَنّه نُسِبَ إِلى الدّباغ بالسَّخَةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
التَّسْبيحُ : بمعنى الاسْتِثْنَاءِ . وبه فُسِّرَ قوله تعالى : { 6 . 025 اءَلم اءَقل لكم . . تسبحون } ( القلم : 28 ) أَي تَسْتَثْنُون ، وفي
____________________

(6/453)


الاستثناءِ تَعظيمُ اللَّهِ تعالى والإِقرارُ بأَنّه لا يَشَاءُ أَحدٌ إِلا أَنْ يَشاءَ الله ، فوضَع تنزيهَ اللَّهِ مَوْضِعَ الاستثناءِ . وهو في ( المصباح ) ( اللسان ) .
ومن النّهَايَة : ( فأَدخَلَ إِصْبَعيْه السبّاحَتَيْنِ في أُذُنيْه ) . السَّبّاحة والمُسَبِّحَة : الإِصبعُ الْتي تَلِي الإِبهامَ ، سُمِّيَت بذالك لأَنها يُشارُ بها عند التَّسْبِيح .
وفي ( الأَساس ) : ومن المَجَاز : أَشار إِليه بالمُسَبِّحة والسَّبّاحة . وسَبَح ذكْرُك مَسابِحَ الشَّمْسِ والقَمر . وفلانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كلَّه في طَلَبِ المَعَاشِ . انتهى .
والمسُّبْحَة ، بالضّمّ : القِطْعَة من القُطْن .
سبدح : ( السَّبَادِحُ ) ، على وَزْنِ مَساجِد : ( يُسْتَعْمَل في قِلَّةِ الطّعَامِ ، يُقَال : أَصْبَحْنَا سَبَادِحَ ولصِبْيانِنا عَجَاعِجُ ) جمع عَجْعَجَة ، وهو رَفْعُ الصَّوت ، وقد تقدّم ( من الغَرَث ) مُحَرَّكَةً ، وهو الجُوع ، وقد تقدّم أَيضاً . وقال شيخُنَا : تطبيق ما بعده من الكلام ما ذكرْنا من معناه لا يخلو عن تأْويل وتكلُّف ، فتأَمَّل .
سجح : ( سَجِحَ الخدُّ ، كفَرِح ، سَجَحاً وسَجَاحَةً : سَهُلَ ولان وطَالَ في اعتذَال وقَلَّ لَحْمُه ) ، مع وسع ، وهو أَسْجَعُ الخَدَّين .
( والسُّجُح ، بضمّتين : اللّيِّن السَّهْلُ كالسَّجِيح ) . وخُلُق سَجيحٌ : لَيِّنٌ سَهْلٌ . وكذِّلك المِشْيَةُ ، يقال مَشَى فُلانٌ مَشْياً سُجُحاً وسَجِيحاً ومِشْيَةٌ سُجُحٌ ، أَي سَهْلَةٌ . وورد في حديثِ عليَ رضي الله عنه ، يُحَرِّض أَصحابَه على القتال : ( وامْشُوا إِلى المَوْت مِشْيَةً سُجُحاً ) . قال حَسَّان :
دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً
إِنّ الرِّجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ
قال الأَزهريّ : هو أَن يعتدِلَ في مَشْيِه
____________________

(6/454)


ولا يَتمايلَ فيه تَكبُّراً . ( و ) السُّجُح ( المَحَجَّةُ ) من الطّريق ، ( كالسُّجْحِ بالضّمّ ) ، يقال : تَنَحَّ عن سُجْحِ الطَّرِيقِ ، وهو سَنَنُه وجادَّتُه ، لسهولتِهَا . وتقول : مَن طَلَبَ بالحَقِّ ومَشى في سُجْحِه ، أَوْصَلَه اللَّهُ إِلى نُجْحِه .
( و ) السُّجْحُ : ( القَدْرُ ، كالسَّجِيحَة . ومنه ) قولُهم : بَنَوْا ( بُيوتَهُم على سُجْحٍ واحدٍ ، أَي على قَدْرٍ واحدٍ ) وكذا سَجيحةً واحدة ، وغِرَار واحد .
( و ) السُّجَاحُ ( كغُرَابٍ : الهواءُ ) .
( و ) السِّجَاح ( ككِتَابٍ : التجَاهُ ) ، أَي المُوَاجَهَة .
( والأَسْجَح ) من الرِّجَال : ( الحَسَنُ المُعْتَدِلُ ) . وفي ( التهذيب ) : قال أَبو عُبيد : الأَسْجَحُ الخَلْقِ : المُعْتَدِلُ الحَسَنُ . ووَجْهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ ، أَي حَسَنٌ مُعْتَدِلٌ . قال ذو الرُّمّة :
لها أُذِنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلة
ووجْهٌ كمِرْآةِ الغَريبةِ أَسجحُ
وأَورد الأَزهَرِيّ هاذا البيتَ شاهداً على لِينِ الخَدّ ؛ وأَنشده : ( وخَدّ كمرآةِ الغريبةِ ) . ومثله قال ابن بَرّيّ .
( والسَّجْح ، والسَّجيحةُ ) : السَّجِيَّة والطَّبيعة ؛ قاله أَبو عبيد . وقال أَبو زيدٍ : رَكِبَ فُلانٌ سَجِيحَةَ رَأْسِه : وهو ما اختارَه لنفْسه من الرَّأْيِ فرَكِبه .
( والمَسْجُوحَةُ والمَسْجوحُ الخُلُقُ ) ، بضمَّتين ، وأَنشد :
هُنَا وهَنَّا وعَلَى المَسْجوحِ
قال أَبو الحسن : هو كالمَيْسورِ والمَعْسورِ ، وإِنْ لم يكن له فِعْل ، أَي من المصادر الّتي جاءَتْ على مثَال مَفْعُول .
( والسَّجْحَاءُ من الإِبلِ : التّامَّة ) طُولاً وعِظَماً ، ( و ) هي أَيضاً ( الطَّويلةُ الظَّهْرِ ) .
( و ) عن اللَّيث : ( سَجَحَت الحَمَامةُ ) و ( سَجَعَت ) : بمعنًى واحدٍ .
____________________

(6/455)



قال : رُبما قالوا : مُزْجِحٌ ، في مُسْجِحٌ ، في مُسْجِح ، كالأَسْدِ والأَزْدِ . قال شَيخُنَا : قيل : إِنّه لُثغة ، وأَنكره ابن دريد .
قال الأَزهريّ : ( و ) في النّوادر : يقال : سَجَحَ ( له بكلامٍ ) ، إِذا ( عَرَّضَ ) بمعنًى من المعاني ، ( كسَجَّح ) مشدَّداً ، وسَرَحَ وسَرَّح ، وسَنَح وسَنَّح ؛ كلّ ذالك بمعنًى واحدٍ .
( و ) يقال : ( انْسَجَحَ لي ) فلانٌ ( بكذا : انْسَمَح ) .
( والإِسْجاحُ : حُسْنُ العَفْوِ ) ، ومنه المَثَل السائر في العَفْوِ ) ، ومنه المَثَل السائر في العَفْوِ عند المقدرة : ( مَلَكْتَ فأَسْجِحْ ) . وهو مَرْوِيٌّ عن عائشةَ ، قالتْه لعليَ رضي الله عنهما يومَ الجَمَلِ حين ظَهَرَ على النَّاس . فدنَا من هَوْدَجها ثم كلَّمها بكلامٍ فأَجَابَتْه : ( ملَكْتَ فأَسْجِحْ ) ، أَي فأَجَابَتْه : ( ملَكْتَ فأَسْجِحْ ) ، أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ ، وقَدَرْت فسَهِّل وأَحْسِنِ العَفْوَ . فجَهَّزَهَا عند ذالك بأَحْسَنِ الجِهَاز إِلى المدينة . وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ : ( إِذا مَلَكْتَ فأَسْجِح ) . ويقال : ( إِذا سَأَلْتَ فأَسْجِحْ ) ، أَي سَهِّلْ أَلْفَاظَك وارْفُقْ .
( و ) مِسْجَحٌ ( كمِنْبَرٍ ) ، اسم ( رَجل ) .
( و ) سَجَاحِ ( كقَطَامِ ) ، هاكذا بخطّ أَبي زَكريَّا : ( امرَأَةٌ ) من بني يَرْبُوع ، ثم من بني تَميم ( تَنبَّأَتْ ) ، أَي ادَّعَت النُّبُوَّةَ ، وخَطَبها مُسَيْلِمَة الكذَّاب وتَزَوَّجته ، ولهما حديث مشهورٌ .
( والمَسْجوح : الجِهَةُ ) .
سحح : ( *!السَّحّ . الصَّبّ ) المُتَتَابِع ؛ قاله ابن دُرَيْد . وفي ( المصباح ) : الصّبّ الكثِيرُ . ومثله في جامع القَزَّاز . وفي العَيْن : هو شِدّةُ الانْصِباب . ونقلَه ابنُ التّيّانيّ في ( شرح الفَصِيح ) .
( و ) قال بعضُهُم : السَّحُّ : هو ( السَّيَلانُ من فَوقُ ) ، والفِعْل كنَصَر ، سَوَاءٌ كان مَتعدِّياً أَو لازِماً ، كما هو ظاهرُ الصّحاح ، وصرْح به الفَيُّوميّ
____________________

(6/456)


وبعضُهُم قال : يَجْرِي على القياس ، فالمتعدِّي مَضمومٌ ، واللاَّزمُ مَكسورٌ . *!وسَحَّه غيرُه ، ( *!كالسُّحُوحِ ) بالضّمّ لأَنه مَصدرٌ . *!وسَحَّت السماءُ مَطَرَها . *!وسَحَّ الدَّمْعُ والمَطَرُ والمَاءُ *!يَسُحّ *!سَحًّا *!وسُحُوحاً : أَي سال من فَوْقُ ، واشتدَّ انْصِبابه . وساحَ يَسِيح سَيْحاً : إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرْض ( *!والتَّسَحْسُحَ *!والتَّسَحُّحِ ) . يقال : *!تَسَحْسَحَ الماءُ والشّيءُ : سالَ . قال شيخنا : ظاهرُ كلامِه كالجوهَرِيّ أَن *!السَّحَّ *!والسُّحُوحُ مَصْدرانِ للمُتَعَدِّي واللاَّزمِ ، والصَّواب أَنه إِذا كان مُتعدِّياً فمصدرُه السَّحُّ كالنَّصْرِ من نَصَر ، وإِذا كان من اللاّزِم فمصدَرُه *!السُّحُوحُ بالضّمّ كالخُرُوجِ من خَرَجَ ، ونَحْوه .
( و ) قال الأَزهَرِيّ : سمعت البَحْرَانيِّين يقولون لجِنْسٍ من ( القَسْب ) : السُّحُّ . وبالنِّبَاجِ عَيْنٌ يقال لها : عُرَيْفِجَانُ تَسْقِي نَخِيلاً كثيراً ، ويقال لتَمْرِهَا : سُحُّ عُرَيْفِجانَ . قال : وهو من أَجْوَدِ قَسْبٍ رأَيتُ بتلك البِلادِ . ( أَو ) السَّحُّ : ( تَمْرٌ يابسٌ ) لم يُنْضَحْ بماءٍ ( مُتفرِّقٌ ) مَنثورٌ على وَجهُ الأَرْضِ ، لم يُجْمَع في وِعَاءٍ ، ولم يُكْنَزْ ؛ وهو مَجَاز ، ( *!كالسُّحِّ ، بالضّمّ ) ، قال ابن دُريد : لُغَة يَمَانِيَة .
( و ) السَّحُّ : ( الضَّرْبُ ) والطَّعْن ( والجَلْد ) . يقال : *!سَحَّه مِائةَ سَوْط يَسُحّه سَحًّا ، أَي جَلَدَه .
( و ) من المَجَاز : السَّحُّ والسُّحُوحُ : ( أَن يَسْمَن غَايَةَ السِّمَنِ ) ، أَو يَسْمَنَ ولم يَنْتَهِ الغَايَةَ . وقد *!سَحَّتِ الشَّاةُ والبَقَرَةُ *!تَسِحّ ، بالكسر ، *!سَحًّا *!وسُحُوحاً *!وسُحوحَةً : إِذا سَمِنَتْ ؛ حكاها أَبو حَنِيفَةَ عن أَبي زَيْدٍ ، وزاد ابنُ التّيّانيّ : *!سُحُوحةً . وقال اللِّحْيَانيّ : *!سَحَّت *!تَسُحّ ، بضمّ السِّين ، ونَقَله الزَّمخشريّ . وقال أَبو مَعَدَ الكِلابيُّ : مَهْزول ، ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قليلاً ، ثم شَنُونٌ ، ثم سَمينٌ ، ثم *!سَاحٌّ ، ثم مُتَرَطِّمٌ : وهو الذي انتهى سِمَناً .
( وشاةٌ *!ساحَّة *!وسَاحٌّ ) بغيرِ هَاءٍ ، الأَخيرةُ على النَّسب . قال الأَزهَريّ :
____________________

(6/457)


قال الخليل : هاذا مما يُحتَجُّ به أَنه من قول العرب ، فلا نَبْتَدِع فيه شيئاً . ( وغَنَمٌ *!سِحَاحٌ ) ، بالكسر ، ( *!وسُحَاحٌ ) بالضّمّ ، أَي سمانٌ ، الأَخيرة ( نادِرَةٌ ) ، من الجَمْعِ العَزِيزِ كظُؤَارٍ ورُخَالٍ ، حكاه أَبو مِسْحَلٍ في ( نوادره ) ، وابنُ التّيّانيّ في ( شرح الفصيح ) وكرَاع في المُجَرَّد . وكذا رُوِيَ بيتُ ابنِ هَرْمةَ :
وبَصَّرْتَني بعدَ خَبْطِ الغَشُو
مِ هاذِي العِجَافَ وهاذِي *!السُّحَاحَا
وفي شرح شيخِنَا : وزاد أَبو مِسْحَل في ( نوادرِه ) أَنه يقال : شِيَاهٌ *!سُحَّاحٌ ، بالضّمّ مع تشديد الحاءِ ، على القياس في جمعِ فاعلٍ أُنْثَى على فُعّال ، بتشديد العين ، وهاذا غريب لم يَتعرَّض له أَكثر أَهلِ اللغة . قلْت : وهاذا الّذِي ذكره قد حكاه ثَعلبٌ ، ونقله عنه ابنُ منظورٍ ، وفي ( الصّحاح ) : غَنَم سُحَّاحٌ ، هاكذا بالتَّشديد بخطّ الجوهريّ ؛ كذا ضبطه ياقوت . وفي ( الهامش ) لابن القَطّاع :*! سِحَاح ، بالكسر . وفي حديث الزبير : ( والدُّنْيَا أَهْوَنُ عَليَّ من مِنْحَةٍ *!سَاحّة ) ، أَي شاة مُمْتلئةً سِمَناً . ويروَى : ( *!سَحْسَاحة ) ، وهو بمعناه . ولَحْم *!سَاحٌّ : قال الأَصمعيّ : كأَنّه من سِمَنه يَصُبّ الوَدَكَ . وفي حديث ابن عبّاس : ( مررتُ على جَزورٍ ساحَ ) ، أَي سَمِينةٍ . وفي حديث ابنِ مسعودٍ : ( يَلْقَى شَيْطانُ الكافِرِ شيطانَ المؤمنِ شاحِباً أَغْبَر مَهْزُولاً ، وهاذا ساحٌّ ) ، أَي سَمِينٌ ، يَعِني شَيْطَانَ الكافِر .
( و ) من المجاز : ( فَرَسٌ *!مِسَحُّ ) ، بالكسر ، أَي ( جوادٌ ) سَرِيعٌ ، ، كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبًّا ، شُبِّه بالمَطَرِ في سُرْعَةِ انصبابهِ ، كذا في ( جامع القزّاز ) .
( *!والسَّحْسَح : عَرْصَةُ الدَّارِ ) وعَرْصَة المَحَلّة ، ( *!كالسَّحْسَحة ) . قال الأَحمر : اذهَبْ فلا أَرَيَنَّك *!بسَحْسَحِي *!-وسحاي . وقال ابن الأَعرابيّ : يقال : نزلَ فُلانٌ *!بسَحْسَحِه ، أَي بناحيَته
____________________

(6/458)


وساحَته . ( و *!السَّحْسَحُ ( : الشّديدُ من المطَر ) يَسُحّ جِدًّا ، يَقْشِرُ وَجْهَ الأَرضِ ، ( *!كالسَّحْسَاحِ ) ، بالفتح أَيضاً .
( وعينٌ *!سَحّاحَةٌ ) ، وفي نسخة : *!سَحْسَاحة ، وهو الصّواب : ( صَبّابَةٌ للدَّمْعِ ) أَي كثيرةُ الصَّبِّ له .
( و ) في ( التّهذيب ) : عن الفرَّاءِ قال : هو السَّحَاحُ ( كسَحاب : الهَوَاءُ ) وكذالك الإِيَّارُ واللُّوحُ والحَالِق .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!انْسَحّ إِبْطُ البَعِيرِ عَرَقاً فهو *!مُنْسَحٌّ أَي انْصَبَّ .
ومن المَجاز : في الحديث : ( يَمينُ اللَّهِ *!سَحّاءُ ، لا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ والنَّهَارَ ) أَي دائمةُ الصّبِّ والهَدْل بالعَطَاءِ . يقال : سَحَّ يَسُحُّ سَحًّا ، وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها ، كهَطْلاءَ . وفي رِوَايةٍ : ( يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى *!سَحًّا ) ، بالتنوين على المصدر . واليمينُ هنا كِنايَةٌ عن مَحَلِّ عَطائِه . ووصَفَها بالامْتلاءِ لكَثْرَةِ منَافِعها ، فجعَلَها كالعَيْن الثَّرةَّ لا يَغِيضها الاسْتِقَاءُ ، ولاَ يَنْقُصُهَا الامْتِيَاحُ . وخَصَّ اليمينَ لأَنّها في الأَكْثَرِ مَظِنَّةٌ للعَطاءِ ، على طَرِيق المَجَاز والاتِّساعِ . واللَّيْل والنَّهار مَنصوبانِ على الظَّرْف . وفي حديث أَبي بَكْرٍ أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَذَ جَيْشَه إِلى الشَّام : ( أَغِرْ عليهم غارةً سَحّاءٍ ) ، أَي *!تَسُحّ عليهم البَلاَءَ دَفْعةً من غَيْر تَلَبُّثٍ . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ .
ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها
كسَحِّ الخَزْرَجيِّ جَرِيمَ تَمْر
معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كصَبِّ الخَزْرَجِيّ جَرِيمَ التَّمْرِ ، وهو النَّوَى .
وحَلِفٌ *!سَحٌّ ، أَي مُنْصَبٌّ مُتَتابعٌ وطَعْنَة *!مُسْحْسِحَةٌ : سائلةٌ ، وأَنشد :
*! مُسَحْسِحَةٍ تَعْلُو ظهورَ الأَنالِ
وأَرْضٌ *!سَحْسحٌ : واسِعَةٌ . قال ابن دريد : ولا أَدرِي ما صِحَّتُهَا
____________________

(6/459)



ومن المَجاز : استنشدتُه قصيدَةً فسَحَّها عليَّ *!سَحًّا .
سدح : ( السَّدْح ، كالمَنْعِ : ذَبْحُكَ الشَّيْءَ وبَسْطُكَه على الأَرْضِ ) . وقال اللّيث : هو ذَبْحُك الحَيوانَ مَمدوداً على وَجْهِ الأَرضِ . ( و ) قد يكون ( الإِضْطجَاعُ ) على وَجْهِ الأَرْضِ سَدْحاً ، نحو القِرْبَةِ المَمْلُوءَةِ المَسْدُوحَةِ . وقال الأَزهريّ : السَّدْحُ والسَّطْحُ واحدٌ ، أُبْدِلت الطَّاءُ فيه دَالاً ، كما يقال : مَطَّ ومَدَّ ، وما أَشبَهَه .
( و ) السَّدْحُ : ( الصَّرْعُ ) بَطْحاً ( على الوَجْهِ ) ، وقد سَدَحَه فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ : صَرَعه ، كسَطَحَه ، ( أَو الإِلْقَاءُ على الظَّهْرِ ) لاَ يَقَعُ قاعِداً ولا مُتَكوِّراً . تقول : ( سَدَحَه فانْسَدَحَ ، وهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ ) . قال خِدَاش بن زُهَير :
بين الأَراكِ وبين النّخلِ تَسْدَحُهم
زُرْقُ الأَسنَّةِ في أَطْرافِها شَبَمُ
ورواه المُفضَّل : تَشْدَخُهم ، بالخاءِ والشِّين المعجمتين . فقال له الأَصمعيّ : صارت الأَسِنَّةُ كافركُوباتٍ تَشْدَخ الرُّؤوس ، إِنما هو تَسْدَحُهم . وكان الأَصمعيّ يَعيب من يرويه : تشدخهم ، ويقول : الأَسِنَّةُ لا تَشْدَخ ، إِنّما ذالك يكون بحَجَرٍ أَو دَبُّوسٍ أَو عَمود أَو نحوِ ذالك مما لا قَطْعَ له .
( و ) السَّدْحُ : ( إِناخةُ النّاقةِ ) . وقد سدَحها سَدْحاً : أَنَاخَهَا ، كسَطَحَها . فإِمّا أَن تكون لُغةً وإِمّا أَن تكون بَدَلاً .
( و ) السَّدْحُ : ( الإِقامةُ بالمكان ) . قال ابن الأَعرابيّ : سَدحَ بالمكان وردَحَ ، إِذا أَقام به أَو المرْعى .
( و ) السَّدْح : ( مَلءُ القِرْبةِ ) ، وقد سَدَحها يَسْدَحُهَا سدْحاً : مَلأَهال ووَضَعَها إِلى جَنْبِه . وقِرْبةٌ معسْدوحةٌ 
( و ) السَّدْحُ : ( القَتْلُ ، كالتَّسْديح ) .
( وأَن تَحْظَى المرأَةُ من زوْجِها ) ، قال ابن بُزُرْج : سدحَتِ المَرأَةُ == --------

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...