كتاب 18 : تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي
-------
التَّكْملة
للمنذريّ ، وحَدَّث عن الثاني يحيَى بنُ بَوْش وغيرُه : ( محدِّثان ) .
( وأَحمدُ بنُ بُخَارٍ ، وعليٌّ البُخاريُّ : محدِّثان ) .
وَبَقِيَ عليه :
الفقيهُ أَبو الفضلِ عبدُ الرحمانِ بن محمّدِ بنِ حَمْدُون بنِ بُخَارٍ البخاريُّ
، ونُسِبَ إِلى جَدِّه الأَعلَى من أَهل نَيْسَابُور .
وممّا يُستدرَك عليه :
( إِيّاكم ونَوْمةَ الغَدَاةِ ؛ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ ) ؛ أَي مَظنَّةٌ
للبَخَرِ ، وهو تُغيُّرُ رِيحِ الفَمِ ، وهو من حديث عُمَرَ ، وجعلَه
القُتَيْبِيُّ مِن حديث عليَ ، رضي اللّهُ عنهما . قلتُ : وقد رُوِيَ عن كُلَ
منهما . فحديثُ عليَ : ( رأَى رجلاً في الشَّمْس فقال : قُمْ عنّا فإِنها
مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ ، تُتْفِل الرِّيحَ ، وتُبْلِي الثَّوْبَ ، وتُظْهِرُ
الدّاءَ .
وفي حديث المُغِيرَة : ( إِيّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ ) يَعْنِي مِن
النِّسَاءِ .
وبُخَارُ الفَسْوِ : رِيحُه ، قال الفَرَزْدَقُ :
أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زهيرٍ
وصَرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ
ويُقَال : هاذه بَخْرَةُ السِّمَاكِ ، إِذا أَصابَكَ المطرُ عند سُقُوطِه .
ورجلٌ مُبْخِرٌ : ذو بَخَرٍ . وامرأَةٌ مُبْخِرَةٌ .
بختر : ( البخْتَرةُ والتَّبختُرُ : مِشْيَةٌ حَسَنةٌ ) ، وهي مِشْيَةُ
المُتَكَبِّرِ المُعجَبِ بنفسِه ، وقد بَخْتَرَ وَتَبَخْتَرَ . وفلانٌ يَتبختَرُ
في مِشْيَتِه ويَتَبْخَتَى .
( و ) في حديث الحَجّاج : أَنَه لمّا أُدخِلَ عليه يَزِيدُ بنُ المُهَلَّبِ
أَسِيراً فقال الحَجّاج :
جَمِيلُ المُحَيَّا يَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
____________________
(10/135)
فقال يَزِيدُ :
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِنَاقُ
( البَخُتَرِيُّ : الحَسَنُ المَشْيِ ، والحَسِيمُ ) كأَمِير ، هاكذا في النُّسخ ،
وصوابهُ : والجِسْمِ ، أَي الحَسَنُ الجسمِ ، كما في اللِّسَان وغيره ، ( و )
والأُنثَى بَخْتَرِيَّة ، ( كالبِخْتِيرِ ) ، بالكسر ، عن الصغَانيّ ( فيهما ) ،
أَي في المَعنيَيْن .
( والبَخْتَرِيُّ بن أَبِي البَخْتَرِيِّ ) ، يَروِي المَرَاسِيلَ ، رَوَى عنه
محمدُ بن إِسحاق . ( و ) البَخْتَرِيُّ ( ابن عُبَيدٍ : محدِّثان ) ، الأَخيرُ
رَوَى عن أَبِيه .
وممّا يُستدرَك عليه :
بختيار : اسم رجلٍ ، وهو القطْبُ الدّهْلَوِيُّ ، أَحدُ المشهورين .
وبَخْتَرِيٌّ : اسم رجلٍ ، أَنشدَ ابن الأَعْرَابي :
جَزَى اللْهُ عَنّا بَخْتَرِيًّا ورَهْطَه
بَنِي عَبْدِ عَمْرٍ و ما أَعفَّ وأَمْجَدَا
هُمُ السِّمْن بالسَّنّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا
وأَبو البَخْتَرِيِّ : مِن كُنَاهم ، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا كُنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو
كِ فافْعَلْ فِعالَ أَبِي البَخْتَرِي
تَتَبَّعَ إِخوانَه في البِلادِ
فأَغْنَى المُقلَّ عن المُكْثِرِ
وأَراد البَخْتَرِيَّ فحَذَفَ إِحدَى ياءَي النَّسَبِ ، كذا في اللِّسَان .
وأَبو البَخْتَريِّ سعيدُ بنُ فَيْرُوز الطائيُّ ، مولاهم ، الكوفيُّ ، تابعيٌّ
مِن رجال البُخَاريِّ .
وأَبو البَخْتَرِيِّ العاصِي بنُ هاشم بنِ الحارِثِ بنِ أَسدٍ ، له ذِكرٌ في حديثِ
نَقْضِ الصَّحِيفَةِ ، وابنُه إِسماعيلُ أَسلمَ يومَ الفَتْح .
____________________
(10/136)
والبَخْتَرِي بنُ عَزْرَةَ ، رَوَى عن عُمَرَ بنِ الخَطّاب . والبَخْتريُّ بنُ
المختار ، رَوَى عن عليَ . والبَخْتريُّ الأَنصاريُّ ، رَوَى عن البَرَاءِ بنِ
عازِب . وأَبو جعفَرٍ محمّدُ بنُ هِشام بنِ البَخْتَرِيُّ ، سَكَنَ ، بغدادَ
وحدَّث بها ، وثَقَّه الدّارَقُطْنِيّ .
بخثر : ( البَخْثَرةُ ) ، بالثّاءِ المثلِّثةِ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال
الصّغانيّ : هو ( الكَدَرُ في ماءٍ أَو ثَوْبٍ ) ، ومثلُه في اللِّسان .
( وبَخْثَرَه ) ، إِذا ( بَدَّدَه وفَرَّقَه ، فتَبَخْثَرَ ) ، تفرَّق ، لغةٌ في
الحاءِ المُهْمَلة ، وقد تقدَّم .
بدر : ( بادَرَهُ مُبَادَرَةً وبِدَاراً ) ، بالكسر ؛ لأَنّه القِياسُ في مصدر
فاعَلَ ، أَي عَجِلَ إِلى فِعْلِ ما يَرْغَبُ فيه . وهو يَتعدَّى بنفسِه وبإِلى ،
كذا في شَرْح الشِّفَاءِ . قال شيخُنَا : وقد عَدُّوه ممّا جاءَ فيه فاعَلَ في
أَصل الفِعْل كسافَرَ ، وأَبقاه بعضُهم على أَصل المُفَاعَلَةِ ، وذالك فيما
يَتَعَدَى فيه بنفسِه ، وأَمّا في تَعْدِيَتِه بإِلى فلا دلالَةَ له على
المُفَاعلَة ، كما لا يَخفَى ، انتهى . وفي التنزِيل : { وَلاَ تَأْكُلُوهَآ
إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ } ( النساء : 6 ) أَي مُسَابَقَةً
لِكبَرِهم .
وفي الأَساس : وبادَرَ إِلى الشَّيْءِ : أَسرَع ، وبيادَرَه الغايةَ ، وإِلى
الغاية .
( و ) بادَره ، و ( ابتدَرَه ، وبَدَر غَيرَه إِليه ) يَبْدُرُه : ( عَاجَلَه )
وأَسرعَ إِليه .
( وبَدَرَه الأَمْرُ ، و ) بَدَر ( إِليه ) يَبْدُرُ بَدْراً : ( عَجِلَ ) وأَسرعَ
( إِليه واسْتَبَقَ ) ، قال الزَّجّاجُ : وهو غيرُ خارجٍ عن معنى الأَصلِ ،
يَعْنِي الامتلاءَ ؛ لأَن معناه اسْتَعْمَلَ غايةَ قُوَّتِه وقُدْرَتِه على
السُّرْعَة ، أَي استعملَ مِلْءَ طَاقَتِه .
وابتَدَرُوا السِّلاحَ : تَبَادَرُوا إِلى أَخْذِه .
وبادَرَه إِليه كبَدَره .
____________________
(10/137)
ويُقَال : ابتدَر القَوْمُ أَمْراً ، وتَبَادَرُوه ، أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً
إِليه ، أَيُّهُم يسْبِقُ إِليه ، فيَغْلِبُ عليه .
( واسْتَبقْنَا البَدَري ) ، محرَّكةً ( كجَمَزَى ، أَي مُبادِرِينَ ) .
وضَرَبَه البَدَرَي ، أَي مُبَادَرَةً .
( والبادِرَةُ : ما يَبْدُر مِن حِدَّتِكَ في الغَضَب ) بَلَغَتِ الغايَةَ في
الإِسراع ، ( مِن قَوْلٍ أَو فِعْلٍ ) .
وبادِرَةُ الشَّرِّ : ما يَبْدُرُكَ منه ، يُقال : أَخشَى عليكَ بادِرَتَ ،
وبَدَرَتْ منه بوَادِرُ غَضَبٍ ، أَي خَطَأٌ . وسَقَطَاتٌ عندما احْتَدَّ ، وقال
النّابغةُ :
ولا خيرَ في حِلْمٍ إِذا لم يكنْ له
بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرَا
وفُلانٌ حارُّ النَّوادر حادٌّ البَوادِر .
( و ) البادِرَةُ : ( شَبَاةُ السَّيْفِ ) . ومِن السَّهْم : طَرَفُه مِن قِبَلِ
النَّصْلِ .
( و ) فلانٌ حَسَنُ البادِرَةِ ، أَي ( البَدِيهَة ) .
( و ) البادِرةُ : ( وَرَقُ الحُوّاءَةِ ) بضمِّ الحاءِ ، وتشديدِ الواوِ
المفتوحةِ ، ( فأَلف ) ، وبعدَها همزةٌ مفتوحةٌ ، أَي الحِناءِ : أَوّل مَا
يَبْدَأُ منه .
( و ) البادِرَةُ : ( أَوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ من النَّبَاتِ ) ، وهو رأْسُه ؛
لأَنه أَوَّلُ ما يَنْفَطِرُ عنه .
( و ) البادِرَةُ : ( أَجْودُ الوَرْسِ ، وأَحْدَثُه ) نَباتاً ، عن أَبي
حَنِيفَةَ .
( و ) البادِرَةُ من الإِنسانِ وغيرِه ( اللَّحْمَةُ ) التي ( بين المَنْكِبِ
والعُنُقِ . و ) قيل ؛ البادِرَتان ( من الإِنسان : اللَّحْمتانِ فوق
الرُّغَثَاوَيْنِ ) ، بالضَّمّ ، ( وأَسْفَلَ الثُّنْدُوَةِ ) ، وقيل : هما
جانِبَا الكِرْكِرَةِ ، وقيل : هما عِرْقَانِ يَكْتَنِفانِها ، قال الشاعر :
تَمْرِي بَوادِرَهَا منها فَوَارِقُها
يَعْنِي فَوارِقَ الإِبلِ ، وهي التي أَخَذَهَا المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً ،
فكلما
____________________
(10/138)
أَخذَهَا
وَجَعٌ في بَطْنِهَا مَرَتْ ، أَي ضَرَبَتْ بخُفِّها بادِرَةَ كِرْكِرَتِها ، وقد
تَفْعَلُ ذالك عند العَطَش .
( ج البَوادِرُ ) ، وفي حديث مَبْدَإِ الوَحْيِ : ( فرجَعَ منها تَرْجُفُ
بَوادِرُه ) وقال خِرَاشَةُ بنُ عَمْرٍ و العَبْسِيُّ :
هَلَّا سَأَلْتِ ابْنَةَ العَبْسِيِّ ما حَسَبِي
عنْدَ الطِّعَانِ إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ
وجاءَتِ الخَيْلُ مُحْمَرًّا بَوادِرُهَا
زُوراً وَزَلَّتْ يَدُ الرّامِي عن الفُوقِ
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( البَدْرُ : القَمَرُ المُمْتَلِيءُ ) ، وإِنما
سُمِّيَ بَدْراً ؛ لأَنه يُبَادِرُ بالغُرُوب طُلُوعَ الشَّمْسِ ، وفي المُحْكَم :
لأَنه يُبَادِرُ بطُلُوعه غرُوبَ الشَّمْسِ ؛ لأَنهما يَتَرَاقَبَانِ في الأُفق
صُبْحاً ، وقال الجوهريُّ : سُمِّيَ بَدْراً لمُبَادَرَتِه الشَّمسَ بالطُّلوع ،
كأَنَّه يُعَجِّلها المَغِيبَ ، وسُمِّيَ بَدْراً لتَمامِه ، وسُمِّيَتْ لَيْلَةَ
البَدْرِ ؛ لتَمامِ قَمَرِهَا ، وجَمْعُه بُدُور ، ( كالبَادِرِ ) ، كما في
اللِّسَان ، ولا عِبْرَةَ بإِنكار شيخنا له ، وفي البَصائر للمصنِّف : والبَدْرُ ،
قيل سُمِّيَ به لمُبَادَرتِه الشَّمسَ بالطُّلوع ، وقيل : لامتلائِه ؛ تشبيهاً
بالبَدْرَة ، فعلى ما قِيلَ يكون مصدراً في معنى الفاعلِ . قال الرّاغب : الأَقربُ
عندي أَن يُجعَل البَدرُ أَصلاً في الباب ، ثم تعُتَبَرُ معانِيه التي تَظْهَرُ
منه ، فيُقال تارةً : بَدَرَ كذا ، أَي طَلَعَ طلوعَ البَدْرِ ، ويُعْتَبرُ
امتلاؤُه تارةً ، فيُشَبَّه البَدْرَة به .
( و ) البدْرُ : ( السيِّد ) ، يقال : هو بَدْرُ القومِ ، أَي سيِّدُهم ، على
التشبِيهِ بالبَدْر ، قال ابنُ أَحمرَ :
وقد نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بكَفِّه
عليه ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَوَدِّدِ
ويُرْوَى البَدْءَ .
( و ) البَدْر : ( الغُلامُ المُبَادِرُ ) . وغلامٌ بَدْرٌ : مُمْتَلِيءُ شباباً
ولَحْماً ، قاله الزَّجّاجُ ، وفي حديث جابرٍ :
____________________
(10/139)
(
كُنَّا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ ) ، أَي يَبْلُغَ . يقال : بَدَرَ
الغُلامُ ، إِذا تَمَّ واستدارَ ؛ تشبيهاً بالبَدْر في تَمامِه وكَمَالِه .
وقيل : إِذا احْمَرَّ البُسْرُ يقال له : قد أَبْدَر .
( و ) من المَجَاز : في الحديثِ عن جابرٍ : ( أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عليْه
وسلَّم أُتِيَ ببَدْرٍ فيه خَضِراتٌ من البُقُول ) . قال ابن وَهْبٍ ، يَعْنِي
بالبَدْرِ ( الطَّبَقَ ) ؛ شُبِّهَ بالبَدْر لاسْتدارَتِه . قال الأَزهَريُّ : وهو
صحيحٌ ، قال : وأَحْسَبُه سُمِّيَ بَدْراً ؛ لأَنه مُدَوَّرٌ .
( وبَدْرٌ : ع بين الحَرَمَيْن ) الشَّرِيفَيْن ، أَسفلَ وادِي الصَّفْراءِ ، وهو
إِلى المدينة أَقربُ ، يُقال : هو منها على ثمانيةِ وعشرِين فَرْسَخاً ، وبينه
وبين الجارِ وهو ساحِلُ البحرِ ليلةٌ ، ( معرفةٌ ويُذكَّر . أَو اسمُ بئرٍ هناك
حَفَرها ) رجلٌ من غِفَار ، اسمُه بدر بنُ يَخْلُدَ بنِ النَّضْر بنِ كِنانةَ ،
قاله الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار عن عمِّه ، وحَكَى عن غير عَمِّه أَنه ( بَدْرُ بنُ
قُرَيش ) بنِ يَخْلُدَ بنِ النّضْر بن كِنانةَ ، وقيل : بدرٌ رجلٌ مِن بَنِي
ضَمْرَةَ سَكَن ذالك الموْضعَ فنُسِبَ إِليه ، ثم غَلبَ اسمُه عليه . وفي المعجَم
: ويقال له : بَدْرُ القِتَال ، وبَدْرُ المَوعِدِ ، وبَدْرٌ الأُولَى والثانيةُ ،
وقيل : إنما سُمِّيَتْ بدراً لاستدارتِها أَو لصَفاءِ مائها . وحكى الواقديُّ
إِنكارَ ذالك عن شُيُوخ غِفَار ، وقالوا : ماؤُنا ومنازلُنا لم يَملكْها أَحدٌ ،
وإِنما بَدْرٌ عَلَمٌ عليها كغيرها من البلاد . وأَخرج ابنُ أَبي شَيْبَةَ ، وعبدُ
بن حُمَيْد ، وابنُ جَرِير ، وابنُ المُنْذِر ، وابنُ أَبي حاتمٍ ، عن
الشَّعْبِيِّ ، قال : كانت بَدرٌ بِئْراً لرجل من جُهَيْنةَ ، فسُمِّيت به ،
وأَخرج ابنُ جَرِيرٍ عن الضَّحّاك ، قتل بدْرٌ : ماءٌ عن يمينِ طريقِ مكّةَ ، بين
مكّةَ والمدينةِ . قال شيخُنَا : وأَنشدنا غيرُ واحدٍ للصَّلاح الصَّفَدِيِّ :
أَتينا إِلى البَدْرِ المُنِيرِ مُحمَّدٍ
نُجِدُّ السُّرَى حتَّى نَزَلْنَا على بَدْرِ
فهاذا بَدِيعٌ ليس في اللَّفْظ مثلُه
وهاذا جِنَاسٌ ليس في النَّظْمِ والنَّثْر
____________________
(10/140)
( و ) بَدْرٌ : ( مِخْلافٌ باليَمن ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وياقوتٌ في معجمَيهما .
( و ) بَدْرٌ : ( جَبَلٌ لباِهلَةَ ) بنِ أَعْصُر ، وهناك أَرْمَامٌ : الجبلُ
المعروفُ .
( و ) بَدْرٌ : جبلٌ ( آخرُ قُرْبَ الوارِدَةِ ) ، عن يسارِ طريقِ مكّةَ وأَنت
قاصِدُها .
( و ) بَدْرٌ : ( ع بالباديةِ ) ، وفي بعضِ النُّسَخ : باليَمَامَةِ ، قال
الشّاعرُ :
فقلتُ وقد جعلنَ بِرَاقَ بَدْرٍ
يميناً والعُنَابَةَ عن شِمَالِ
( و ) بَدْرٌ : ( جبلٌ ببلادِ معاويةَ بنِ حَفْصٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ ،
والصَّوابُ : معاوية بن كَعْب بنِ ربيعةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، وهما جَبلانِ
، ويُقال لهما بَدْرَانِ .
( و ) المُسَمَّى ببدْرٍ ( صَحَابِيّان ) ، وهما : بَدْرُ بنُ عبدِ الله
الخَطْمِيُّ ، ويقال بُدَيْر ، وبَدْرُ بنُ عبدِ الله المُزَنيّ .
وفاته :
بَدْرٌ أَبو عبد اللّهِ مَوْلَى رسولِ الله صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم .
( والبَدْرِيُّ ) ، بياءِ النِّسْبَةَ : ( مَن شَهِدَ بَدْراً ) ، الوَقْعَة
المشهورة المذكورة في كُتُب السِّيَرِ ، وفي عِدْتهم خلاف واسع . ( و ) أَمّا (
أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبةُ بنُ عَمْرو ) بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَسيرةَ بنِ عسيرةَ بنِ
عطيّةَ بنِ جدارةَ بنِ عمرِو بنِ الحارث بنِ الخَزْرج ( البَدْرِيُّ ) فإِنه ( لم
يَشهَدْها ) مع النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، كذا جَزَم به الحُفّاظُ وإِن
عَدّه البُخَارِيُّ فيمن شَهِدَها ، وتَعقِّبوه ، ( وإِنما نَزَل ماءً يقال له :
بَدْر ) قبل الوَقْعَةِ فنُسِبَ إِليها .
( وبَدْرُ بنْ عَمْرِو ) بنِ جُوَيَّةَ بنِ لَوْذَانَ بنِ ثَعْلَبَة بنِ عَدِيِّ
بنِ فَزارةَ جدُّ عُيَينَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيفَةَ بن بَدْر : ( بَطْن من
فَمارةَ ؛ إِليه نُسِبَ
____________________
(10/141)
العَلْامَةُ
تاجُ الدِّين عبدُ الرحمان بنُ إِبراهِيمَ ) بن ضياءِ ( بنِ سِبَاعٍ البَدْرِيُّ
الفَزارِيُّ ) المعروفُ بابْنِ الفِرْكاحِ ، فَقِيهُ الشّافعيّةِ بدمشقِ الشام ،
تفقَّه على العِزِّ بن عبدِ السَّلام ، ورَوَى البخاريِّ عن ابن الزبيديِّ ، وسمع
ابنَ اللّتيّ وابن الصَّلاح ، وخَرَّج له الحافظُ البرْزاليُّ مَشيخةً ، تُوفِّيَ
سنة 690 ه ، وولداه : الإِمام برهانُ الدِّين إِبراهيمُ ، تفقَّه على والِدِه ،
وأَجازَ التاجَ السُّبكيّ ، توفِّي سنة 729 ه . والاإمامُ أَبو عبد اللّهِ محمّد ،
سَمِعَ مع أَخيه الغيلانيّاتِ على أَبي محمّد عبدِ الرَّحمان بنِ عُمَرَ بنِ أَبي
قُدامةَ ، وولدهُ شرفُ الدينِ أَحمدُ بنُ إِبراهيمَ ، سمع الغيلانيّات على القاضي
شمسِ الدين بنِ عَطاءٍ الحنفيّ ، عن ابن طَبَرْزد ، وحفيدُه شمسُ الدين أَبو حَفصٍ
عُمَرُ بنُ أَحمدَ ، سمع على ابنِ النّجاريِّ وغيره ، وبالجملة فهم بيتُ رِياسةٍ
وجَلالةٍ .
( والبَدْرُ ، و ) البَدْرَةُ ( بهاءٍ : جِلدَةُ السَّخْلَةِ ) إِذا فُطِمَ ، ( ج
بُدُورٌ وبِدَرٌ ) ، قال الفارِسِيُّ : ولا نَظِيرَ لبَدْرَةٍ وبِدَرٍ إِلّا
بَضْعَة وبِضَع ، وهَضْبَة وهِضَب . وفي الصّحاح : والبَدْرَةُ مسْكُ السَّخْلَة ؛
لأَنّها ما دامتْ تَرْضَعُ فمَسْكُها لِلَّبَنِ بَدْرَة ، وللِسَمْنِ مِسْأَد ،
فإِذا أَجْذَعَتْ فَمسْكُهَا لِلَّبَنِ وَطْب ، ولِلسَّمْنِ نِحْيٌ ، ومثلُه قولُ
أَبي زَيْد .
( و ) البَدْرَةُ : ( كِيسٌ فيه أَلْفٌ أَو عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ أَو سَبْعةُ
آلاف دِينارٍ ) ، سُمِّيَتْ بِبَدْرَةِ السَّخْلَةِ ، والجَمْع البُدُورُ . ومِن
سَجَعَات الأَساسِ : فُلان يَهَبُ البُدُورَ ، وينْهبُ البُدُور ، قال : الأَولُ
جمْعُ بَدْرَةٍ وهي عَشرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ، والثّاني جَمْعُ بَدْرٍ وهو القَمَرُ
ليلَةَ تَمامِه .
( و ) البَدْرَةُ : ( ع ) .
( و ) يقال : ( عَيْنٌ ) حَدْرَةٌ ( بَدْرَةٌ : تَبْدُرُ بالنَّظَر ) وتَسْبِقُه (
و ) قيل : حَدْرَةٌ : واسعةٌ ، وبدْرةٌ : ( تامَّةٌ
____________________
(10/142)
كالبَدْرِ
) قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
شُقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ
وقيل : عينٌ بَدْرةٌ : تبدُرُ نَظَرهَا نَظَرَ الخيلِ ، عن ابن الأَعرابيِّ . وقيل
: هي الحَدِيدَةُ النَّظَرِ ، وقيل : هي المُدَوَّرةُ العظيمةُ . والصَّحِيحُ في
ذالك ما قالَه ابنُ الأَعرابيّ .
( والبَيْدَرُ ) : الأَندَرُ ، وخَصَّ كُراع به أَنْدَرَ القَمْحِ ؛ يَعْنِي (
الكُدْس ) منه ، وبذالك فَسَّرَه الجوهريُّ .
( و ) يقال : ( أَبْدَرْنَا : طَلَعَ لنا البَدْرُ ) كأَقْمَرْنَا ، وأَشْرَقْنَا
؛ من الشَّرْق بمعنَى الشَّمْس ، كذا في الأَساس .
( أَو ) أَبْدَرْنا : ( سِرْنَا في لَيْلَتِه ) ، وهي ليلةُ أَربَعَ عَشْرَةَ .
( و ) أَبْدَرَ ( الوصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ ) بمعنَى ( بادَرَ كِبَرَه ) .
وبَدَّرَ ( وَبَيْدَرَ : الموضعُ الذي يُدَاسُ فيه ) الطّعَامُ ، وفي البَصَائِر :
هو المكانُ المُرَشَّحُ لجَمْع الغَلَّة فيه . ومَلْئه منه . وفي مُعجَم ياقُوت
نقلاً عن الزَّجّاج ؛ وسُمِّيَ بَيْدَرُ الطعَامِ بَيْدَراً ؛ لأَنه أَعظمُ
الأَمكنةِ التي يَجتَمِعُ فيها الطَّعَامُ .
( ولِسانٌ بَيْدَرَى ، كخَوْزَلَى : مُسْتَوِيَةٌ ) نَقَلَه الصَّغَانيّ .
( والبَدْرِيُّ من الغَيْث : ما كانَ قُبَيْلَ الشِّتَاءِ ) ؛ لمُبادَرَتِه .
( و ) البَدْرِيُّ ( من الفُصْلان : السَّمِينُ ) .
قال الفَرّاءُ : أَوَّلُ النِّتَاجِ البَدْرِيَّةُ ، ثم الرِّبْعِيّةُ ، ثم
الدَّفَئِيَّةُ .
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ : بَدَرَتْ أُمُّها الإِبِلَ في النِّتَاج فجاءَتْ بها في
أَوَّلِ الزَّمَانِ ، فهو أَغْزَرُ لها وأَكْرَمُ .
____________________
(10/143)
( و ) البَدْرِيَّةُ ( بهاءٍ : مَحَلَّةٌ ببغدادَ ) بشرقيِّها ، ( منها يَحْيَى
بنُ المُظَفَّرِ ) بنِ نُعيمٍ ( الّلامِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وصوابُه
السّلامِيُّ ، ( البَدْرِيُّ ) ، رَوَى عن ابن ناصرٍ ، تُوفِّي سنة 657 ه ، ذَكَره
الذَّهَبِيُّ . ومنها أَيضاً أَبو عبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ محمّدِ بنِ عبد
الوهّابِ البَدْريُّ ، المعروفُ بالبارع ، رَوَى عنه ابنُ عَساكر وابنُ
الجَوْزِيِّ ، وله ديوانُ شِعْرٍ ، مات سنة 524 ه .
وممّا يُستدرَك عليه :
بَدْرٌ : اسمُ رَجُلٍ ، وكذالك بُدَيْرٌ ، بالتَّصّغِير .
والبَدَارِيُّ ، جمعُ البَدْرِيِّ ، من الفُصْلان .
ومن الكِنَاية : خَرجتُ أَبْدُرَ . كُنيَبه عن البَوْل .
وبَيْدَر : قريةٌ ببُخاراءَ ، منها : أَبو الحَسَنِ مُقَاتِلُ بنُ سعدٍ الزاهدُ
البَيْدَرِيُّ البُخَارِيُّ ، رَوَى عن سهْلِ بنِ شادَوَيْهِ البُخَاريّ .
ومُنْيَةُ البَيْدَرِ : قريةٌ بمصر من السَّمَنُّودِيَّة .
وكذا مَحَلَّةُ بَدْرٍ ، ومُنيةُ بَدْرٍ : قريتانِ بمصر .
وابْتَدَرَتْ عَيْنَاه : سالَتَا بالدُّمُوع .
وأَب 2 رَ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ بمعنَى بادَرَ .
والنجمُ بنُ بُديرٍ : من القُرّاءِ .
والبُدَيريُّون : بطنٌ من العَلَوِيِّين .
والمُبْتَدِرُ : الأَسد .
وسَمَّوا مُبادِراً .
وجزيرة بَدْرانَ : قُرْبَ مصر . ومَحَلَّة بَدرْانَ : أُخْرَى من أَعمالها .
وبَدْرَةُ أَبو مالكٍ : صحابيٌّ .
وأَحمدُ بنُ موسى بنِ نَصْرِ بنِ الجَهْم البَدْرِيُّ القُرَشيُّ البغداديُّ ،
____________________
(10/144)
نِسْبة
إِلى جَدِّهِ بَدْرٍ . وأَبو يَحَيى عميرَةُ بنُ أَبي ناجيَةَ البَدْرِيُّ ،
نِسْبة إِلى بَدْر بنِ قَطَنِ بنِ حُجْر رُعَيْنٍ : قبيلة .
وإِبراهِيمُ بنُ محمّدٍ البادرانيُّ الأَصبهانيُّ ، عن سعيد العَيّار .
بدقر : ( ابْدَقَرَّ ) القَومُ ، إِذا تَفَرَّقوا ، كابْذَقَرَّ ، عن الفَرّاءِ في
نوادِرِه .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
بدكر : ( بَدَاكر ) ، بالفتح : قريةٌ ببُخَاراءَ ، منها أَبو جعفر رِضوانُ بنُ
سالمٍ البَداكريّ البخاريُّ ، حَدَّث .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
بذر : ( البذْرُ ) ، بفتٍ فسكونٍ : ( مَا عُزِلَ للزِّراعة ) والزَّرْعِ ( من
الحُبُوب و ) قيل : هو ( أَوّلُ ما يَخْرُجُ مِن ) الزَّرْع والبَقْلِ والنَّبَاتِ
) ، لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتَيْنِ . وقيل : البَذْرُ : جميعُ
النَّبَاتِ إِذا طَلَعَ من الأَرض فنَجَمَ . ( أَو هو أَنْ يَتلَّونَ بلَوْنٍ ) ،
أَو تُعرَف وُجُوهُه . ( ج بُذُور ) ، بالضَّمِّ ، ( وبِذَارٌ ) ، بالكسر .
( و ) مِن المَجاز : البَذْرُ : ( خُرُوجُ بَذْرِ الأَرضِ ، وظُهُورُ نَبْتِها ) ،
وهو مصدرُ بذَرْتُ ، على معَنَى قولِكَ : نَثَرْتُ الحَبَّ وَبَذَرْتُ البَذْرَ :
زَرَعْته .
وَبَذَرَتِ الأَرضُ بَذْراً : خَرَجَ بَذْرُهَا . وقال الأَصمعيُّ : هو أَن يَظْهَرَ
نَبْتُهَا متفرِّقاً .
( و ) البَذْرُ : ( زَرْعُ الأَرْضِ ، كالتَّبْذِير ) .
( و ) البَذْرُ : ( النَّسْلُ ، كالبُذَارَةِ ، بِالضَّمّ ) . ومن المَجاز :
يُقَال : إِنَّ هؤلاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ .
( و ) البَذْرُ : ( التَّفرِيقُ ) وقد بَذَرَ الشَّيْءَ بَذْراً ، فَرَّقَه :
وبَذَرَ الحَبَّ : أَلقاه في الأَرضِ مُفَرَّقاً . وَبَذَرَ اللّهُ الخَلْقَ في
الأَرض : فَرَّقَهم ، كذا في الأَساس .
____________________
(10/145)
( و ) البَذْر : ( البَثُّ ) ، وبَذَرَ اللّهُ الخَلْقَ بَذْرا : بَثَّهم
وفَرَّقهم ، ( كالتَّبْذِيرِ ) ، وهو التَّفْرِيقُ .
( و ) قولُهم : ( كَثيرٌ ) بَثِيرٌ و ( بَذِيرٌ : إِتباعٌ ) ، قال الفَرّاءُ :
كَثِيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِيرٍ لغةٌ أَو لُثْغَةٌ .
( وتَفَرَّقوا شَذَرَ بَذَرَ ، ويُكْسَر أَوَّلُهما ، أَي في كلِّ وَجْهٍ ) ،
وتفرَّقتْ إِبلُه كذالك ، وبَذَر : إِتْبَاعٌ ، وقيل : الباءُ في بَذَر بَدَلٌ مِن
المِيمِ ، وقيل : كلٌّ أَصلٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( المَبْذُورُ : الكَثِيرُ ) ، ويقال ؛ ماءٌ مَبْذُورٌ ،
أَي كثيرٌ ، أَي مُبارَكٌ فيه .
( والبَذُورُ والبَذِيرُ ) ، كصَبُورٍ وأَمِيرٍ : ( النَّمّامُ ) ، جَمْعُه بُذُرٌ
، كصَبُورٍ وصُبُرٍ ، وهو مجازٌ .
( و ) البَذُورُ والبَذِيرُ : ( مَن لا يَستطيع كَتْمَ سِرِّه ) ، بل يُذِيعُه .
يقال : بَذَرْتُ الكلامَ بين الناسِ كما تُبْذَرُ الحُبُوبُ ، أَي أَفْشَيْتُه
وفَرَّقْتُه .
( ورَجلٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ ) : يُفْشِي السِّرَّ ويُظْهِرُ ما يَسمعُه . وهي
بَذِرَةٌ ، وفي حديث فاطمةَ رَضِيَ اللّهُ عنها عند وفاةِ النبيِّ صلَّى اللّهُ
عليْه وسلّم قالت لعائشةَ : ( إِنِّي إِذاً لَبَذِرَةٌ ) .
وفي حديث عليَ كرَّم اللّهُ وجهَه في صِفَةِ الأَولياءِ : ( لَيْسُوا بالمَذايِيعِ
البُذْرِ ) .
( و ) يقال : رَجُلٌ ( بَيْذارٌ وبَيْذارَةٌ ) ، بالفَتْح فيهما ، ( وتِبْذَارٌ
كتِبْيَانٍ وبَيْذَرَانِيٌّ ) ، وهاذه عن الفَرّاءِ ، أَي ( كَثِيرُ الكلامِ )
مِهْذارٌ ، كهَيْذارَةٍ .
( و ) رَجُلٌ ( تِبْذَارَةٌ ) ، بالكسر : ( يُبذِّر مالَه ) تَبذيراً ، أَي
يُفْسِدُه ويُنْفِقُه في السَّرَفِ . وكلُّ ما فَرَّقْتَه وأَفْسَدْتَ فقد
بَذَّرْتَه .
( وعبدُ اللّهِ بنُ بَيْذَرَةَ شارِي الفَسْوِ ) .
____________________
(10/146)
يَأْتِي
ذِكْرُه ( في ف س و ) . قال شيخُنَا : لم يذكُرْه هناك كأَنَّهُ نَسِيَه ، أَو
أَنساه اللّهُ تعالَى ؛ سَتْراً عليه ، وكثيراً ما تَقعُ له الإِحالاتُ على غير
مواضِعِها ؛ إِمّا سَهْواً أَو إِهمالاً ، فلا يَذكُرُهَا بالكُلِّيَّة ، أَو
يُحِيلُ على مَوضعٍ ويَذْكُرُ الإِحالةَ في موضعٍ آخَرَ . قلتُ : وهاذا مِن شيخِنا
تَحَامُلٌ قَوِيٌّ على المصنِّف في غيره مَحَلِّه ، وكيف لا فإِنه كَرَه في آخرِ
الكتاب وإِحَالَتُه صحيحةٌ ، وذَكَرَ إسمَ جَدِّه وسَبَبَ لَقَبِه ، فراجِعْه .
ولم يَزَلْ شيخُنَا يَتحامَى ويتاملُ على عَادَتِه ، عَفَا اللّهُ عنه ، آمِين .
( والبُذُرَّى بضَمَّتَيْن ككُفُريَّ : الباطِلُ ) ، عن السِّيرافِيِّ . وقيل : هو
فُعُلَّى مِنْ . شَذَرَ بَذَرَ ، وقيل : مِن البَذْر الذي هو الزَّرْعُ ، وهو
راجِعٌ إِلى التَّفْرِيق ، كذا في اللِّسَان .
( وطَعامٌ بَذِرٌ ، ككَتِف : فيه بُذَارَةٌ ) . بالضَّمّ ، ( أَي نَزَلٌ ) ،
بضمَّتَيْن ، وبضَم فسكُونٍ . ومحرَّكَةً ، عن اللِّحْيَانيّ وقال أَبو دَهْبَلٍ :
أَعْطَى وهَنَّأَنَا ولمْ
تَكُ مِن عَطِيَّتِه الصَّغَارَهْ
ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُعى
جَذْماءَ ليس لها بُذَارَهْ
وطَعامٌ كيرُ البُذَارةِ .
( وَبَذَّرَه تَبْذِيراً : خَرَّبَه وفَرَّقَه إِسرافاً ) . وتَبْذِيرُ المالِ :
تَفرِيقُه إِسرافاً ، وإِفسادُه ، قال اللّهُ عَزَّ وجلَّ : { وَلاَ تُبَذّرْ
تَبْذِيرًا } ( الإسراء : 26 ) وقيل : التَّبذِير أَن يُنْفِقَ المالَ في
المَعاصِي ، وقيل : هو أَن يَبْسُطَ يَدَه في إِنفاقه حتى لا يَبْقَى منه ما
يَقتاتُه ، واعتبارُه بقوله تعالَى : { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ
فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً } ( الإسراء : 29 ) . وقال شيخُنا ، نَقْلاً عن
أَئِمة الاشتقاقِ : إِنّ التَّبْذيرَ هو تفْرِيقُ البَذْرِ في الأَرض ، ومنه
التَّبْذِيرُ بمعنَى صَرْفِ المالِ فيما لا يَنْبَغِي ، وهو يَشْمَلُ الإِسرافَ في
عُرْف اللُّغَة . ويُرادُ منه حَقِيقتُه .
____________________
(10/147)
وقيل : التَّبْذِيرُ تَجَاوِزٌ في مَوْضِعِ الحَقِّ ، وهو جَهْلٌ بالكَيْفِيَّة
ومواقعِها ، والإِسرافُ تَجاوزٌ في الكَمِّيَّة ، وهو جَهْلٌ بمَقاديرِ الحُقُوقِ
، وقد تعرَّضَ لبيانِ ذالك الشِّهَابُ في العِناية أَثناءَ الإِسراءِ .
( والبَذَارَّةُ ) ، بالفَتح ، ( وقد تُخَفَّفُ الرّاءُ ) ، كلاهما عن
اللِّحْيَانيِّ ، وعن أَبي عَمْرٍ و : البَيْذَرَةُ ( والنَّبْذَرَةُ ) ،
الأَخِيرَةُ ( بالنُّون : التَّبْذِيرُ ) وتَفْرِيقُ المالِ في غير حقِّه .
والمُبَذِّرُ : المُسْرِفُ في النَّفَقة .
باذَرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً ، وفي حديث وَقْفِ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه
: ( ولِوَلِيَّه أَنْ يأْكُلَ منه غيرَ مُبَاذِر ) ، أَي غير مُسْرِفٍ .
وَرَجُلٌ بَيْذَارةٌ : يُبْذِّرُ مالَه ، وكذالك رَجُلٌ بَذِرٌ ، وَصَفَتِ امرأَةٌ
زَوجَهَا فقالت : لا سَمْحٌ بَذِر ، ولا بَخِيلٌ حَكِر .
( وبَذَّرُ ، كبَقَّم ، بِئرٌ بمكّةَ ) لبَنِي عبدِ الدّارِ . وذكر أَبو عُبَيدَةَ
في كتاب الآبارِ : وحَفَرَ هاشمُ بنُ عبدِ مَنافٍ بَذَّرَ ، وهي البئرُ التي عند
خَطْمِ الخَنْدَمَةِ ، على فَمِ شِعْب أَبي طالب ، وقال حين حَفَرها :
أَنبطتُ بَذَّرَ بماءٍ قَلّاسْ
جَعَلْتُ ماءَهَا بلَاغاً للنّاسْ
قالوا : هو من التَّبذِير وهو التَّفْرِيق ، فلعل ماءَها كان يخَرج متفرِّقاً من
غيرِ مكانٍ واحد . قاله شيخُنا : وهو نصُّ عبارةِ المُعْجَمِ . قال الأَزْهَرِيّ :
ومثلُ بَذَّر خَضَّم ، وعَثَّر ، وبَقَّم : شجرة ، قال : ولا مِثلَ لها في كلامهم
. قلتُ : وزاد غيرُه : وشَلَّم وكَتَّم ، وزاد ياقوتُ : خَوَّد وحَطَّم ، قال
كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
سَقَى اللّهُ أَمْواهاً عَرَفْت مكانَها
جُرَاباً ومَلْكُوماً وبَذَّرَ والغَمْرَا
وهاذه كلُّها آبارٌ بمكَّةَ . قال ابن
____________________
(10/148)
بَرِّيّ
: هاذه كلُّهَا أَسماءُ مِيَاهٍ ؛ بدَلِيلِ إِبْدالِها مِن قولهِ أَمْوَاهاً ،
ودَعَا بالسُّقْيَا لِلأَمواهِ ، وهو يُريدُ أَهْلَها النّازِلين بها ، اتِّساعاً
مَجازاً .
( و ) عن الأَصْمَعِيِّ : ( تَبذَّرَ الماءُ ) إِذا ( تَغيَّرَ واصْفَرَّ ) ،
وأَنشدَ لابنِ مُقْبِلٍ :
قُلُباً مُبَلِّيَة جَوائِزَ عَرْشِها
تَنْفِي الدِّلاءَ بآجِنٍ مُتَبذِّرِ
قال : المُتَبَذِّر : المتغيِّر الأَصفر .
( والمسْتَبْذِر : المُسْرِعُ الماضِي ) ، قال المُتَنَخِّل يصفُ سحاباً :
مُسْتَبْذِراً يَزْعَبُ قُدَّامَه
يَرْمِي بِعُمِّ السَّمُرِ الأَطْوَلِ
وفسَّره السُّكَّرِيُّ ، فقال : مسْتبْذِر : يُفرِّق الماءَ .
وممّا يستدرَك عليه :
رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ : كثيرُ الكلامِ ، ذَكَرَه ابنُ دُريْد .
ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوَجَدْتَه رَجُلاً ، أَي لو جَرَّبتَه . هاذه عن أَبي
حَنِيفَةَ ، وزاد في الأَساس بعد قولِه : لو جَرَّبتَه : وقَسَّمْتَ أَحوالَه ،
وهو مَجاز .
وكاملُ بنُ أَحمدَ الباذرائيُّ ، وقاضِي القُضَاة نَجمُ الدِّين عبدُ اللّهِ بنُ
الحَسَنِ الباذرائيُّ : مُحَدِّثان .
وبَيْذَرَ ، كَحَيْدَر ، اسمٌ عن ابن دُرَيْد .
وبَذْرَمان ، وَبَذْرَشِين ، بالفتح فيهما ؛ قَريتانِ بمصر .
بذعر : ( ابْذعَرّوا ؛ تَفرَّقُوا ) وفي حديث عائشةَ : ( ابذعرَّ النَّفاقُ ) ،
أَي تفرَّقَ وَتَبَدَّدَ .
( و ) بْذعَرُّوا : ( فَرُّوا ) وجَفَلُوا .
( و ) ابْذَعَرَّتِ ( الخَيْلُ ) وابْثَعَرَّتْ ، إِذا ( رَكَضَتْ تُبَادِرُ شيئاً
تَطْلُبُه ) ، قال زُفَرُ بْنُ الحارِثِ :
فَلَا أَفْلَحَتْ قَيْسٌ ولا عَزَّ ناصِرٌ
لها بعدَ يومِ المَرْجِ حينَ ابْذَعَرَّت
____________________
(10/149)
قال الأَزهريُّ : وأَنشدَ أَبو عُبَيْد :
فطارَتْ شِلَالاً وابْذَعَرَّتْ كأَنَّهَا
عِصَابَةُ سَبْيٍ خافَ أَنْ يُتَقَسَّمَا
ابْذعَرَّتْ ، أَي تَفرَّقَتْ وَجَفَلَتْ .
بذقر : ( ابْذقَرُّوا ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال الفَرّاءُ : أَي (
تَبَدَّدُوا وتَفَرَّقُوا ) ، كابْدَقَرُّوا وامْذَقَرُّوا ، ( وبمعنى
ابْذَعَرُّوا ) .
( و ) يقال : ( ما ابْذقَرَّ الدَّمُ في الماءِ ) : أَي لم يَمْتَزِجْ بالماءِ ،
ولكنّه مرَّ فيه كالطريقةِ ، وبه فُسِّر حديثُ عبدِ اللّهِ بن خَبّاب ، وقَتَلتْه
الخَوارِجُ على شاطىءِ نَهْرٍ ) فسال دَمُه في الماءِ فما ابْذَقَرَّ ) ، ويُرْوَى
: ( فما امْذَقَرَّ ) ، قال الرّاوِي فأَتْبَعْتُه بَصَرِي كأَنَّه شِرَاكٌ
أَحْمَرُ ، وقيل : المعنَى ( أَي لم تَتَفَرَّق أَجزاؤُه ) بالماءِ ( فُتُمْزَجَ
به ، ولكنّه مرَّ فيه مُجتمِعاً مُتَميِّزاً منه ) ، وسيأْتي في ترجمة مذقر .
بردر : ( بَرْدَرَايَا ) ، بالفتح ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( ع ) أَظنّه
بالنَّهْروان من بغدَادَ ، كذا في المُعجَم ( عن سِيبَوَيْهِ ) ، كذا ذَكَرَه
أَئِمَّةُ التَّصْرِيفِ عنه ، وهو في الكتاب ، قالوا : فيه ثلاثةُ زوائدَ كلُّها
في آخِرِه ، فإذا أُرِيدَ تَصْغِيرُه حُذِفَتْ تلك الزَّوائدُ كلُّها ، وقيل :
بُرَيْدِر ، وِزَان جُعَيْفِرٍ ، قاله شيخُنا .
بردشير : ( بَرْدَشِيرُ كَزَنْجَبِيلٍ ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو : ( د ،
بِكرمانَ ) ممّا يَلِي المَفَازةَ التي بين كِرْمانَ وخُراسانَ ، وقال حمزة
الأَصفهانِيُّ : هو تَعْرِيبُ أَرْدَشِيرَ ، وأَهلُ كِرْمَان يُسَمّونها كَواشِرَ
، وقال أَبو يَعْلَى محمّدُ بنُ محمّدٍ البغداديُّ :
كمْ قدْ أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشيرَ البَغِيضَهْ
____________________
(10/150)
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من المحدِّثين .
برر : ( *!البِرُّ ) ، بالكسر : ( الصِّلَةُ ) ، وقد *!بَرَّ رَحِمَه *!يَبَرُّ ،
إِذا وَصَلَه ، ورجلٌ *!بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه ، وعليه خُرِّجَتْ هاذه الآيةُ : {
لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن *!تَبَرُّوهُمْ } ( الممتحنة : 8 ) ، أَي
تَصِلُوا أَرحامَهم ، كذا في البَصائر ، ( و ) قولهُ عَزَّ وجَلَّ : { لَن
تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } ( آل عمران : 92 ) قال
أَبو منصورٍ : البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ ؛ فخَيرُ الدُّنيا ما يُيَسِّرُه
اللّهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ ، وخيرُ الآخِرَةِ
الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في ( الجَنَّة ) ، جَمَعَ اللّهُ لنا بينهما
برَحْمَتِه وكَرَمِه ، ( و ) قال شَمِرٌ في قوله صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : (
عليكم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ ) ، واختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ
، فقال بعضُهم : البِرُّ الصَّلاحُ ، وقال بعضُهم : البِرُّ : ( الخَيْرُ ) ، قال
: ولا أَعلمُ تفسيراً أَجْمَعَ منه ؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا ، وقال
الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى :
{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ } : قال بعضُهُم كل ما تُقُرِّب به إِلى الله عزَّ
وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إِنفاقٌ .
( و ) البِرُّ : ( الاتِّساعُ في الإِحسان ) إِلى النّاس ، وقال شيخُنَا : قال
بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ : إِن أَصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ ، ومنه أُخِذَ
البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ ، ثمّ شاع في الشَّفَقَة والإِحسانِ والصِّلَةِ ، قاله
الشِّهَابُ في العناية . قلتُ : وقد سَبَقَه إِلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِرِ
، قال ما نصُّه ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر ، وتُصُوِّر منه
التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ ، أَي التوسُّع في فِعْل الخَيرِ ، ويُنسَب ذالك
تارةٌ إِلى الله تعالَى في نحو : { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ( الطور :
28 ) وإِلى
____________________
(10/151)
العَبْد
تارةً فيقال : *!بَرَّ العَبْدُ رَبَّه ، أَي تَوَسَّعَ في طاعَته ، فمِنَ الله
تعالَى الثَّوابُ ، ومن العَبدِ الطّاعةُ ، وذالك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ في الاعتقاد ،
وضَرْبٌ في الأَعمال . وقد اشتملَ عليهما قولُه تعالى : { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن
تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ } ( البقرة : 177 ) الآية ، وعلى هاذا ما رُوِيَ أَنه
صلَّى الله عليْه وسلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلَا هاذه الآيةَ ؛ فإِنْ الآيةَ
متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأَعمالِ : الفَرائضِ والنَّوَافِلِ .
*!وبِرُّ الوالدَيْنِ : التَّوسُّعُ في الإِحسان إِليهما .
( و ) البِرُّ : ( الحجُّ ) : عن الصّغانِيِّ .
( ويُقَال : بَرَّ حَجُّكَ ) يَبَرُّ بُرُوراً ( *!وبُرَّ ) ، الحَجُّ *!يُبَرُّ
*!بِرًّا بالكسر ، ( بفَتْح الباء وضَمِّهَا ، فهو *!مَبْرُورٌ ) : مَقْبُولٌ .
قال الفَرّاءُ : *!بُرَّ حَجُّه ، فإِذا قالوا : أَبَرَّ اللّهُ حَجَّكَ قالوه
بالأَلف ، وفي الصحاح : *!وأَبَرَ اللّهُ حَجَّكَ ، لغةٌ في بَرَّ اللّهُ حَجَّكَ
، أَي قَبِلَه .
وقال شَمِرٌ : الحَجُّ المَبْرُورُ : الذي لا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم . وفي
حديث أَبي هُرَيرةَ قال : قال رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : ( الحَجُّ
*!المَبْرُورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجَنَّةُ ) . قال سُفْيانُ : تَفْسِيرُ
المَبْرُورِ طِيبُ الكلامه وإِطعامُ الطَّعَامِ ، وقيل : هو المَقْبُولُ
المُقَابَلُ بالبِرِّ ، وهو الثَّوَابُ . وقال أَبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج
: بُرَّ العَمَلُ . أَراد عَملَ الحَجِّ ؛ دَعا له أَن يكونَ مَبْرُوراً لا
مَأْثَمَ فيه ، فيستوجبُ ذالك الخُرُوجَ من الذنُوب التي اقْتَرَفها . ورُوِيَ عن
جابرِ بنِ عبدِ اللّهِ قال : ( قالوا : يا رسولَ الله ، ما *!بِرُّ الحَجِّ ؟ قال
: إِطعامُ الطَّعَمِ وطِيبُ الكلامِ ) .
( و ) في البَصَائِرِ : ويُستَعْمَلُ البِرُّ في ( الصِّدْقِ ) لكَوْن بعضَ
الخَيرِ ، يقال : بَرَّ في قَولِه ، وفي يَمِينه ، ومنه حديثُ أَبي بكْرٍ : ( لم
يَخْرُجْ مِن إِلَ ولا بِرَ ) أَي صِدْق .
( و ) البِرُّ : ( الطّاعةُ ) ، وبه فُسِّرت
____________________
(10/152)
الآيةُ
: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ *!بِالْبِرّ } ( البقرة : 44 ) ، وفي حديث الإعتكافِ :
( *!أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟ ) ، أَي الطّاعَةَ والعبادةَ ، ومنه الحديث : ( ليس مِن
البِرِّ الصِّيامُ في السَّفَر ) ( *!كالتَّبَرُّرِ ) ، يُقال : فلانٌ *!يبَرُّ
خالِقَه ويَتَبَرَّرُه ، أَي يُطِيعُه ، وهو مَجازٌ .
( اسمُه ) أَي البِرُّ ( *!بَرَّةُ ) ، بالفَتْح ، اسمُ عَلَمٍ بمعنى البِرِّ ، (
مَعْرِف ) ، فلذالك لم يُصْرَف ؛ لأَنّه اجتمعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأنِيثُ ،
وسيُذكَر في فَجَارِ ، قال النّابِغَة :
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا
فحمَلْتُ *!بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
( و ) في الحديث في بِر الوالِدَيْن : ( وهو في حَقِّهما وحَق الأَقْرَبِينَ مِن
الأَهْلِ ) : ( ضِدُّ العُقُوقِ ) وهو الإِساءَةُ إِليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم ،
( *!كالمَبَرَّةِ ) .
( *!وبَرِرْتُه ) أَي الوالِدَ *!وبررته ( *!أَبَرُّه )*! بِرًّا ، ( كعَلِمتُه
وضَرَبْتُه ) ، أَي أَحسنتُ إِليه ووَصَلْتُه .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : البِرُّ : ( سَوْقُ الغَنَمِ ) ، والهِرُّ :
دُعَاؤُهَا ، قاله في المَثَل السَّائرِ : ( فلانٌ ما يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرَ )
. وعَكَسَه يُونُسُ فقال : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ ، والبِرُّ : دُعَاؤُها .
( و ) البِرُّ : ( الفُؤادُ ) ، يقال : هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ ، وأَنشدَ ابنُ
لأَعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ :
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه
وأَجْعَلُ مالِي دُونَه وأُوأَمِرُهْ
( و ) البِرُّ : ( وَلَدُ الثَّعْلبِ ) ، نقلَه الصّغَانيُّ .
( و ) قال بعضُهم في معنى المثلِ السّابِقِ : الهِرُّ : السِّنَّوْرُ ، والبِرُّ :
( الفَأْرَةُ ) في بعض اللُّغَاتِ .
( و ) قيل : هو ( الجُرَذُ ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ .
____________________
(10/153)
( و ) البَرُّ ( بالفَتْح : من الأَسْماءِ ) الحُسْنَى وهو العَطُوفُ على عِبادِهِ
*!ببِرِّه ولُطْفِه ، قاله ابن الأَثير .
( و ) البَرُّ : ( الصّادقُ ) .
( و ) البَرُّ : ( الكَثِيرُ البِرِّ ، *!كالبارّ ) . وقال ابنُ الأَثِير : وإِنما
جاءَ في أَسمائِه تعالَى البَرُّ ، دُونَ *!البارِّ ، قلتُ : وقد فَسَّرُوا قولَه
تعالَى : { وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ } ( البقرة : 177 ) وقالوا
: أَي البارّ . ( ج *!أَبْرارٌ *!وَبَرَرَةٌ ) ، الأَخِيرُ محرَّكَةَ ، رجلٌ بَرٌّ
من قومٍ أَبْرَارٍ ، *!وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ . والأَبرارُ كثيراً ما يُخَصُّ
بالأَوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد . وفي الحديث ( الأَئِمَّةُ مِن قُرَيْشٍ ،
*!أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا ، وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا ) . قال
ابنُ الأَثِيرِ : هذا على جِهَة الإِخبارِ عنهم لا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم .
وفي حديثٍ آخَر : ( الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرَامِ *!البَرَرَةِ ) .
وفي البَصَائِر : وخُصَّ المَلائِكَةُ *!بالبَرَرَةِ ؛ من حيثُ إِنه أَبلغُ من
الأَبرار ، فإِنه جَمْعُ بَرَ ، والأَبرارُ جمعُ بارَ ، وبَرٌّ أَبلغُ مِن بارَ ،
كما أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ .
( و ) البَرّ : ( الصِّدْقُ في اليَمِين ، ويُكسر ) . *!بَرَّ في يَمينِه
*!يَبَرُّ ، إِذا صَدَقَه ، ولم يَحنثْ .
( وقد *!بَرِرتَ ) ، بالكسر ، ( *!وبَرَرْتَ ) ، بالفَتْحِ ، وهاذه عن الصّغانِّي
. ( *!وبَرَّتِ اليَمِينُ *!تَبَرُّ ، كيمَلُّ ، و ) *!تَبِر مثْلُ ( يَحِلُّ ،
*!بِرًّا ) ، بالكسر ، (*! وبَرًّا ) ، بالفتح ، ( *!وبُرُوراً ) ، بالضَّمّ :
صَدَقَتْ .
( *!وأَبرَّهَا ) هو : ( أَمْضَاها على الصِّدْق ) وعن الأَحْمر : *!بَرَرْتُ
قَسمِي ، *!وبَررْتُ والدِي ، وغيرُه لا يقولُ هاذا . ورَوى المُنْذِريُّ عن أَبي
العَبَّاس في كتاب الفصيح : يقال : صَدَقْتَ وبَرِرْتُ ، وكذالك بَرَرْتُ والدي
*!أَبِرّه . وقال أَبو زَيْد : بَرَرْتُ في قَسَمِي ، وأَبَرَّ اللّهُ قَسَمِي . وقال
____________________
(10/154)
الأَعور
الكَلْبِيّ :
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأبْرَرْنَا إِليهِ مُقَسّمِينا
وقال غيرُه أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأَحْنَثَه ؛ فأَمَّا *!أَبَرَّه فمعناه
أَنه أَجَابَه إِلى ما أقْسَمَ عليه ، وأَحْنَثَه ، إِذا لم يُجِبْه . وفي الحديث
: ( بَرَّ اللّهُ قَسَمَهُ ) *!وأَبَرَّه *!بِرًّا بالكسر *!وإِبراراً ، أَي
صَدَقَه .
( و ) *!البَرُّ : ( ضِدُّ البَحْرِ ) ، وفي التَّنْزِيل العزيزِ : { ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الروم : 41 ) ، { وَحَمَلْنَاهُمْ فِى
الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الإسراء : 70 ) ، { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ }
( لقمان : 32 ) وقال مُجَاهِدٌ في قوله تعالَى : { وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ
وَالْبَحْرِ } ( الأنعام : 59 ) قال : البَرُّ القِفَارُ ، والبَحْرُ كلُّ قريةٍ
فيها ماءٌ .
( و ) الحافظُ ( أَبو عَمْرٍ و ) يوسفُ بنُ عبدِ اللّهِ بن محمّدِ ( بنِ عبد
البَرِّ ) النمريّ ، ( عالِمُ الأَنْدَلُسِ ) وفي نُسْخَةِ شيخِنا : حافظُ
الأَندلِس ، قال : قلتُ : بل هوحافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ ، وهو صاحبُ الاستيعابِ
والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها ، تُوُفِّيَ سنة 46 ه .
( وبَرُّ بنُ عبدِ اللّهِ الدّارِيُّ صَحابيٌّ ) ، وكنيتُه أَبو هِنْدٍ ، وهو أَخو
تَمِيم ، وقيل ابنُ عَمِّه وقيل اسمه يَزِيدُ ، وبخطِّ أعبي العَلاءِ
القُرْطُبِيِّ : بربر .
( والأَدِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ بَرِّيّ ) بنِ عبد الجَبّارِ
المَقْدِسِيُّ ، النحويُّ اللغويُّ ، نَزِيلُ مصر ، صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح
في مُجلَّدات ، سَمِعَ من أَبي صادقٍ المَدِينيّ ، وعنه ابن الجُمَّيزيّ ،
تُوُفِّيَ سنة 582 ه . ( وعليُّ بنُ *!-بَرِّيَ ) وهو عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عليّ
بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ . ( و ) أَبو الحَسَنِ ( عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ
*!-البَرِّيُّ ) القَطّان ، مِن طَبقة عليِّ بن المَدِينيّ ، ( وحَفِيدُه محمّدُ
بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ ) بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ ، شيخٌ لابن المقرِىء
. قلتُ : ورَوَى عنه أَيضاً بنُ عَدِيَ في
____________________
(10/155)
الكامل
، ( وابنُ أَخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيَ ) البرِّيُّ : (
محدِّثون ) .
وأَبو عبد اللّهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبي القاسِم بنِ البَرِّيِّ ، حَدَّثَ .
( وأَمّا ) أَبو محمّدٍ ( الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ ) بنِ موحدٍ
السُّلميُّ الدِّمشقيُّ ، رَوَى عنه أَبو بكرٍ الخَطِيبُ ، وهو أَكبرُ منه ،
والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدسِيُّ ، وأَبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليَ القُرَشِيُّ ،
وتوُفِّي سنة 482 ه ، وله إِخوةٌ منهم : أَبو الفَرَجِ موحد بن عليّ ، رَوَى عنه
أَبو بكرٍ الخَطِيبُ ، توفي سنة 455 ه ، وأَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليَ ،
سَمِعَ منه الخَطِيبُ ، وقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولَا ، وضبط في الكلِّ بالفَتْح ،
وقال ابنُ عساكر بالضَّمِّ .
قلت : وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ ، سمع عمَّه
عبدَ الواحدِ بن عليّ ، وتوفي سنة 461 ه . ( و ) أَبو مَسْلَمَةَ ( عثمانُ بنُ
مِقْسَمٍ ) ويقال : القاسم الكِنْدِيُّ ، مولاهم ، عن سَعيدٍ المَقْبُرِيّ (
البُرِّيَّانِ ، فالبضَّمِّ ) ، إِلى بَيْعِ البُرِّ .
وفاته :
أَبو ثمامَةَ *!-البُرِّيُّ ، ويقال له : القَمُّاحُ ، عن كَعْبِ بنِ عجرةَ .
ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ ، عن محمّدِ بن المُغِيرَةِ .
( و ) *!البُرُّ : بالضّمِّ الحِنْطَةُ ) ، قال المصنِّف في البَصائر :
وتَسْمِيَتُه بذالك لكونهِ أَوسعَ مَا يُحتاجُ إِليه في الغِذاءِ ، انتهى . قال
المُتنخِّل الهُذليُّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ
قِرْفَ الحَتِيَّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُزُ
قال ابنُ دُرَيْد : البُرُّ أَفصحُ مِن قولهم : القَمْحُ والحِنْطَةُ ، واحدتُه
بُرَّةٌ ، قال سِيبَوَيْهِ : ولا يُقَال لصاحِبه : بَرّارٌ ، على ما يَغْلِبُ في
هاذا النَّحْو ؛ لأَنّ هاذا الضَّرْبَ إِنّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ . ( ج
*!أَبْرارٌ ) ، قال الجوهريُّ :
____________________
(10/156)
ومَنَعَ
سيبويهِ أَن يُجْمَع البُرُّ على أَبْرارٍ ، وجَوَّزَه المبَرّد ، قياساً .
( و ) البِرُّ ( بالكسر ) أَبو بكرٍ ( محمّد بنُ عليِّ ) بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ (
بنِ البِرِّ اللغويّ ) ، والبِرُّ لَقب جَدِّ أَبِيه عليَ التَّمِيمِيِّ
الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ ، أَحد أَئِمَّةِ اللِّسَان ، روَى عن أَبي سَعْد
المالِينيِّ ، وكان حيًّا في سنة 469 ه ، وهو ( شيخُ ) أَبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ
بنِ عليّ ( بنِ القَطَّاع ) السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515 ه .
( و ) أَبو نَصْرٍ ( إِبراهيم بنُ الفضلِ *!البارُّ ، حافظٌ ) أَصْبهَانيٌّ ، (
لاكنه كذّابٌ ) يَقْلِبُ المُتونَ ، قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ ، وتُوفِّيَ سنة
530 ه ، من هم مَن قال في نسبته : البَآرُ كشَدّاد ، أَي إِلى حَفر الآبارِ ، وهو
الصَّوابُ ، وهاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ في الديوان ( و ) عن ابن السِّكِّيت : (
*!أَبَرَّ ) فلانُ ، إِذا كان مسافراً ، و ( رَكِبَ البَرِّ ) ، كما يقال :
أَبْحرَ ، إِذَا رَكِبَ البَرَ .
( و ) أَبَرَّ الرجلُ : ( كَثُرَ وَلَدُه ) .
( و ) أَبَرَّ ( القَومُ : كَثُرُوا ) ، وكذالك أَعَرُّو ؛ *!فأَبَرُّوا في
الخَيْرِ ، وأَعَرُّوا في الشَّرِّ ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا في الشَّرِّ ،
وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا في موضِعِه .
( و ) أَبَرَّ ( عليهم : غَلَبَهم ) ، *!والإِبرارُ : الغَلَبَةُ ، قال طَرَفَةُ :
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ
*!ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ
أَي يَغْلِبُون .
والمُبِرُّ : الغالِب .
وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أَسَدٍ : أَتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال : أَعرفُ الجَوادَ
*!المُبِرِّ من البَطِيءِ المُقْرِفِ . قال : والجَوادُ المُبِرُّ : الذي إِذا
أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر ، ولُهِزَ لَهْزَ
____________________
(10/157)
العَيْرِ
، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ ، وإِذا قِيدَ اجْلَعَبَّ ، وإِذا انْتَصَبَ
اتْلأَبَّ .
ويقال : *!أَبَرَّهُ *!يُبِرُّهُ ، إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غيرِه .
وقال ابنُ سِيدَه : وأَبَرَّ عليهم شَرًّا ، حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ ، وأَنشدَ :
إِذا كنتُ مِن حِمّانَ في قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِي مَنْ *!أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
ثم قال : أَبَرَّ ، مِن قولهم : أَبَرَّ عليهم شَرًّا ، وأَبَرَّ وفَجَر واحدٌ ،
فجَمَعَ بينهما .
وفي المُحَكْم أَيضاً : وإِنّه *!لَمُبِرٌّ بذالك ، أَي ضابِطٌ له .
وفي الحديث : ( أَنَّ رجلاً أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم فقال : (
إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أَبَرَّ عليهم ) ، أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم .
( و ) أَبَرَّ ( الشّاءَ : أَصْدَرَها ) إِلى البَرِّ .
( *!والبَرِيرُ . كأَمِيرٍ ) : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً ، والمَرْدُ : غَضُّه ،
والكَبَاثُ : نَضِيجُه . وقيل : البَرِيرُ ( الأَوّلُ ) ، أَي أَولُ ما يَظْهَرُ (
مِن ثَمَرِ الأَراكِ ) ، وهو حُلْوٌ ، وقال أَبو حَنِيفَةَ : البَريرُ : أَعظمُ
حَبًّا مِن الكَبَاثِ ، وأَصغرُ عُنقُوداً منه ، وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ
صُلْبَةٌ ، أَكبرُ مِن الحمَّص قليلاً ، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ . الواحدةُ
مِن جميعِ ذالك بَرِيرَةٌ ، وفي حديث طَهْفَةَ : ( ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ ) ،
أَي نَجْنِيه للأَكْلِ . وفي آخَرَ : ( ما لَنَا طعامٌ إِلّا البَرِير ) .
( *!وبرِيرَةُ ) بنتُ صَفْوانَ ، مولاةُ عائشةَ رضيَ اللّهُ عنهما : ( صَحَابيَّةٌ
) ، يقال إِنّ عبدَ الملِكِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ منها .
( *!والبَرِّيَّةُ : الصَّحراءُ ) نُسِبَتْ إِلى البَرِّ ، رواه ابنُ الأَعرابيِّ
بالفتح . وقال شَمِرٌ : *!البَرِّيَّةُ : المَنْسُوبَةُ إِلى البَرِّ ، وهي*!
بَرِّيَّةٌ إِذا كانت إِلى البَرِّ أَقربَ منها إِلى الماءِ ، والجمعُ
*!-البَرارِي ، ( كالبَرِّيتِ )
____________________
(10/158)
بوزنِ
فَعْلِيتٍ ، عن أَبي عُبَيْدٍ وشَمِرٍ وابنِ الأَعرابيِّ ؛ فلمَّا سُكِّنَتِ
الياءُ صارتِ الهاءُ تاءً ، مثل عِفْريت وعِفْرِيَة ، والجمعُ البَرارِيتُ .
( و ) البَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بالفتح : ( ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ ) ، رواه ابنُ
الأَعرابيِّ .
( *!والبُرْبُورُ ، بالضَّمِّ : الجَشِيشُ من البُرِّ ) ، والجمعُ *!البَرَابِيرُ
.
( *!والبَرْبَرةُ : صَوتُ المعزِ ) ، يقال : بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ ، إِذا
نَبَّ .
( و ) *!البَرْبَرةُ : ( كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ ) باللِّسانِ ، ( و ) قيل : (
الصِّياحُ ) والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ . وفي حديث عليَ كرَّم
اللّهُ وجهَه ( لمّا طَلَبَ إِليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لهم الأَمانَ على
تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ ، فامْتَنَعَ ، قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ *!وبَرْبَرَةٌ
) . وفي حيث أُحُدٍ : ( فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه *!وبَرْبَرَ ) .
يقال : ( *!بَرْبَرَ ) الرجلُ ، إِذا هَذَى ( فهو *!بَرْبَارٌ ) ، كصَلْصالٍ ، مثل
ثعْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ .
وقال الفَرّاءُ : *!البَرْبَرِيُّ : الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ ، وقد
بَرْبَرَ في كلامِه *!بَرْبَرَةً ، إِذا أَكْثَرَ .
( ودَلْوٌ *!بَرْبَارٌ . لها ) في الماءِ بَرْبَرَةٌ ، أَي ( صَوتٌ ) في الماءِ ،
قال رُؤْبة :
أَرْوَى *!بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأَغْواطِ
هاكذا فسّر قوله هاذا بما تقدّم ، نقلَه الصّاغانِيُّ .
( *!وَبَرْبرٌ : جِيلٌ ) من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ ، كما قالَه ابنُ
خَلْدُون في التّاريخ ، وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ : إِنّهم والحَبَشَةَ مِن
وَلَدِ حامٍ ، وفي المِصْباح إِنه مُعَرَّبٌ ، وقيل : إِنهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ
يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن
____________________
(10/159)
العَمَالِيقِ
الحِمْيَرِيَّةِ ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ ، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم ، فقال : ما
أَكثَرَ *!بَرْبَرَتَكم ، فسُمُّوا *!البَرْبَرَ ، وقيل غيرُ ذالك . ( ج
*!البَرابِرَةُ ) ، زادُوا الهاءَ فيه ؛ إِما للعُجْمَةِ ، وإِمّا للنَّسَبِ وهو
الصحيحُ . قال الجوهَرِيُّ : وإِن شئتَ حَذَفْتَها ، ( وهم ) أَي أَكثرُ قبائلِهم
( بالمَغْرِبِ ) في الجِبال ، مِن سُوسَ وغيرِهَا ، متفرِّقَةٌ في أَطرافِها ، وهم
زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ كُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة ،
وكانوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ ، فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا ، كذا في
الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر .
( و ) *!بَرْبَرٌ : ( أُمَّةٌ أُخْرى ) ، وبلادُهم ( بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ ) ،
على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ ، وهم سُودانٌ جِدًّا ، ولهم لُغَةٌ
بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم ، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ ، وعندهم
وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها ، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ
والنَّمِرِ والفِيلِ ، ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرَ ، وهم الذين (
يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجال ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم ) وقال الحَسَنُ بنُ
أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ : وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ
أَبْيَنَ ، مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعَدَنَ ، من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إِلى
ما يُشرقُ عنها ، وفيما حاذَى منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ ، وهي جزيرةُ
سُقُوطْرى ، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ ، ( وكلُّهُم مِن
وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ ) . قال أَبو منصورٍ : ولا أَدْرِي كيف هاذا .
وقال البَلاذريّ : حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال : سأَلْتُ عبدَ اللّهِ بنَ
صالحٍ عن البَرْبَرِ ، فقال : هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ *!بَرِّ بنِ
قَيْسِ عَيْلَانَ ، وما جَعَلَ اللّهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ .
وقال أَبو المُنْذِرِ : هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ
سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنهُمْ مِن بَقِيَّةِ
قومِ جالُوت ، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ ،
____________________
(10/160)
فلمّا
قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقا إِلى المَغْرِب .
( أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ : صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ
أَيام فَتْحِ ) والدِهِم ( أَفْرِقَشَ المَلِكِ ) ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ
سبأَ الأَصغَرِ ، كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ ، وَبنى ( أَفْرِيقِيَّةَ )
فلما رَجَعَ إِلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ ، فبَقُوا
إِلى الآن وتَنَاسَلُوا .
( و ) أَبو سَعِيدٍ ( سابِقُ ) بنُ عبدِ اللّهِ الشاعِرُ المطبوعُ ، رَوَى عن
مَكْحُولٍ ، وعنه الأَوزاعِيُّ . ( وَمَيْمُونٌ ) مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ
بنِ شُعْبَةَ ، عن ابنِ سِيرِينَ ، ( ومحمَّدُ بنُ موسى ) بنِ حَمّادٍ ، حَدَّث
عنه أَبو عليَ الكاتبُ ، ( وعبدُ الله بنُ محمّدِ ) بنِ ناجِيَةَ الحافظُ ، (
والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ ) ، الأَخِيرُ رَوى عنه أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِيمَ
*!-البَرْبَرِيُّ ، ( *!البَرْبَرِيّونَ ) ، وكذا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ ،
وهانىءَ بنُ سَعِيد مَوْلَى عُثْمَانَ ، *!البَرْبَرِيّانِ ، ( *!وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي
: مُحَدِّثون ) ، الأَخِيرُ رَوَى عن مالِكٍ ، وعنه يحيى بنُ مُعين .
( *!والمُبِرُّ : الضّابِطُ ) ، يقال : إِنّه *!لَمُبِرٌّ بذالك ، أَي ضابِطٌ له ،
كذا في المُحْكَم .
( *!والبَرَيْرَاءُ ، كحُمَيْرَاءَ ) من أَسماءِ ( جِبَال بني سُلَيْم ) بنِ منصور
، قال :
: ( إِنَّ بأَجْرَاعِ *!البُرَيْرَاءَ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ
وَبِعَانِ ( *!والبَرَّةُ : عن قَتَلَ فيه قابِيلُ هابِيلَ ابْنَيّ آدَمَ عليه
السّلامُ ، نقلَه الصغانيّ .
( و ) *!بَرَّةُ ، ( بلا لامٍ : اسمُ زَمْزَمَ ) ، وفي الحديث : ( أَتاه آتٍ فقال
: احْفِرْ بَرَّةَ ) ، سَمّاهَا بَرَّةَ ، لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها .
( و ) بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ ، ( عَمَّةُ
____________________
(10/161)
النَّبيِّ
صلَّى الله عليّه وسلَّم ) أُختُ أَرْوَى والحارثِ . وفي الحديث ( أَنَّه غَيَّرَ
اسمَ امرأَةٍ كَانَت تُسَمَّى بَرَّةَ ، فسمّاهَا زَينَبَ ، وقال : تُزَكِّي
نَفْسَها ) ؛ كأَنَّه كَرِهَ ( لها ) ذالك .
( و ) بَرَّةُ ( جَدُّ إِبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِعيِ شيخِ
مُعَاذِ بنِ مُعَاذ ) بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ ، وفي سِيَاق الذهبيِّ ما
يقتضِي أَنّ الربيعَ بنَ بَرَّةَ ، الذي يَرْوِي عنه مُعاذِ ليس بوَلَدٍ
لإِبراهِيمَ ؛ فإِنه ذَكَرَ إِبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ ،
وقال عن عبد الرزّاقِ : ثم قال : والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ .
فتَأَمَّلْ .
( و ) بَرَّةُ : ( قَريتانِ باليَمَامَةِ ، عُلْيَا وسُفْلَى ) ، ويقال لهما :
*!البَرَّتانِ ، وكانت *!البَرَّةُ العُلْيَا مَنزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ ،
ومِن قوله يَتشوَّق إِليها :
خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللّهُ فيكما
على *!البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرُّكائب
وقُولَا إِذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَى
أَلَا في سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ
( وبالضمِّ : *!بُرَّةُ بنُ رِائبٍ ، ويُدْعَى جِحش بنَ رِئابٍ أَيضاً :
والدُأُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ ) الأَسَدِيَّةِ ، رَضِيَ اللّهُ عنها .
وفاتَه :
بَرَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ ، مِن أَولادِه أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْده بنِ
النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ ، ذَرَكَره الحافظُ .
( *!ومَبَرَّةُ : أَكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ ) دُونَ الجارِ إِليها
، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أَقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ*! مَبَرَّةٍ
فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
( *!والبُرَّى ، كقُرَّى : الكلمةُ الطَّيِّبَةُ ) ، من البِرِّ ، وهو اللُّطْفُ
والشَّفَقَةُ .
( *!والبَرْبارُ ) ، بالفتح ، ( *!والمُبَرْبِرُ )
____________________
(10/162)
بالضمِّ
: ) الأَسَدُ ) ؛ *!لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبِه .
( و ) يقال : ( *!أُبْتَرَّ ) الرجلُ ، إِذا ( انتصبَ منفرِداً عن ) وفي بعض
النسَخِ من ( أَصابِه ) ، نقلَه الصّغانِيُّ .
( *!والمُبَرِّرُ من الضَّأْن ) كالمُرَمِّدِ ، وهي ( التي في ضَرْعِها لُمَعٌ )
سُودٌ وبِيضٌ عند الأَقرابِ ، تشبيهاً *!بالبَرِيرِ : ثَمَرِ الأَراكِ .
( وسَمَّوْا بَرًّا *!وبَرَّة ) ، بالفتحِ فيهما ، ( *!وبُرَّة ) ، بالضَّمِّ ، (
*!وبَرِيراً ) ، كَأَمِيرٍ .
( و ) يقال ( أَصْلَحُ العَرَبِ ) هاكذا في النُّسَخ ، والذي في التَّهْذِيب
والتَّكْمِلَةِ : أَفْصَحُ العَرَبِ ( *!أَبَرُّهم ، أَي أَبْعَدُهُم في البَرِّ )
والبَدْوِ داراً .
( و ) وَردَ في كلام سَلْمَانَ رضِيَ اللّهُ عنه : ( مَن أصْلَحَ جَوّانِيَّه
أَصلَحَ اللّهُ *!بَرانِيَّه ) ، بالفتح فيهما ، قالوا : *!-البَرَّانِيُّ :
العَلَانِيَةُ ، ( نِسْبةٌ على غير قياسٍ ) ، كما قالوا في صَنْعاءَ : صنْعَانِيٌّ
؛ وأَصلُه مِن قولهم : خَرَج فلانٌ *!برًّا ؛ إِذا خَرَجَ إِلى *!البَرِّ
والصَّحراءِ ، وليس من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كما في التَّهْذِيب .
وفي اللِّسان*! والبَرُّ : نَقِيضُ الكِنِّ . قال اللَّيْثُ : والعَربُ تَستعملُه
في النَّكِرة ، تقولُ العَربُ : جلَستُ بَرًّا وخرجتُ ( بَرًّا ) . قال أَبو
منصورٍ : وهاذا من كلامِ المُوَلَّدِين ، وما سمعتُه من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ
، والمعنَى : مَن أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصلَحَ اللّهُ عَلانِيَتَه ؛ أُخِذَ مِن
الجوِّ والبَرِّ ، فالجَوُّ : كُلُّ بَطْن غامِضٍ ، *!والبَرُّ : المَتْنُ
الظَّاهِرُ ، فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إِليهما بالأَلفِ والنونِ .
وفي الأَساس : افْتَتِحِ البَابَ *!-البَرّانِيَّ . ويقال : تُرِيدُ جَوًّا
ويُرِيدُ *!بَرًّا ، أَي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلَانِيَةً .
____________________
(10/163)
( *!والبَرّانِيَّة : ة ببُخَاراءَ ) على خمسةِ فَرَاسِخَ منها ، ويقال لها :
فُورانُ ، ( منها ) أَبو المَعَالِي ( سَهْلُ بنُ ) أَبي سَهْلٍ ( محمودِ ) بنِ
أَبي بكرٍ محمّد بن إِسماعيلَ (*!-البَرّانِيُّ الفَقِيهُ ) الشافعيُّ الواعِظُ ،
سَمِعَ أَباه وغيرَه ، ورَوَى عنه ابنُه ، ومات ببُخاراءَ سنة 524 ه ، قاله أَبو
سَعْدٍ .
( والنَّجِيبُ ) أَبو بكرٍ ( محمّدُ بنُ محمّدِ ) بنِ أَي القاسمِ ( البَرّانِيُّ
: محدِّثٌ ) ، سَمِعَ أَباه ، وعنه أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيِّ ، مات سنة 542
ه .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( *!البَرابِيرُ : طعامٌ يُتَّخَذُ مِن فَرِيكِ
السُّنْبُل والحَلِيبِ ) . وذالك أَنَّ الرّاعِيَ إِذا جاعَ يَأْتِي إِلى
السّنْبُلِ فيَفْرُكُ منه ما أَحَبَّ ، ويَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه ( وهو قِشْرُه )
، ثم يَصُبُّ عليه اللَّبَنَ الحَلِيبَ ، ويُغْلِيه حتى يَنْضَجَ ، ثم يَجعلُه في
إِناءٍ واسعٍ ، ثم يُبَرِّدُه ، فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ . قال : وهي
العَذِيرَةُ ، وقد اعتَذَرْنا ، الوَاحِدُ *!بُرْبُورٌ ، وقد ذَكَره المصنِّف
قريباً .
( و ) يقال : ( بَرَّه ، كمَدَّه ) ، إِذا ( قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ ) ،
كأَبَرَّه ، والإِبرارُ : الغَلَبَةُ .
( و ) في الأَمثال : ( فُلانٌ لا يَعرِفُ هِرًّا مِن بِرَ ، أَي ما يُهِرّه ممّا
*!يَبِرُّه ) ، أَي مَن يَكْرَهُهُ مِمَّنْ*! يَبِره ، ( أَو ) ما يعرفُ ( القِطَّ
من الفَأْرِ ) وقد تقدَّم ، ( أَو ) ما يَعرِفُ ( دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها )
، رواه الجوهريُّ عن ابن الأَعرابيِّ . وقال يُونُس : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ ،
والبِرُّ : دُعاؤُها ، ( أَو ) ما يعرفُ ( دُعاءَهَا إِلى الماءِ مِن دُعَائِها
إِلى العَلَف ) ، يُروَى عن ابن الأَعرابيِّ أَنَّ البِرَّ : دُعَاءُ الغَنَمِ
إِلى العَلَف . ( أَو ) ما يَعْرِفُ ( العُقُوقَ مِن اللُّطْفُ ) ؛ فالهِرُّ :
العُقُوقُ ، والبِرُّ : اللطْفُ ، وهو قَولُ الفَزارِيِّ ، ( أَو ) مَا يَعرفُ (
الكَرَاهِيةَ من الإِكرام ) ، فالهِرُّ : الخُصُومَةُ والكراهيَة ، والبِرُّ :
____________________
(10/164)
الأَكرام
، أَو ) معناه ما يَعرفُ ( الهَرْهَرَةَ مِن *!البَرْبَرَةِ ) ؛ فالهَرْهَرَةُ :
صَوتُ الضَّأْنِ ، والبَرْبَرَةُ : صَوتُ المِعْزَى .
( *!والبُرْبُر ، بالضَّمِّ ) : الرجلُ ( الكثيرُ الأَصواتِ ) ، كالبَرْبارِ .
( و ) *!البِرْبِرُ ( بالكسْر : دُعَاءُ الغَنَمِ ) إِلى العَلَف ، نقلَه
الصّغانِيُّ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
*!البِرُّ ، بالكسر : التُّقَى ، وهو في قَولِ لَبِيد :
وما البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى
*!وتَبارُّوا : تَفاعَلُوا مِن البِرِّ ، وفي كتاب قُرَيْشٍ والأَنصارِ : ( وإِنّ
البِرَّ دُونَ الإِثْمِ ) ، أَي إِنْ الوفاءَ بما جَعَلَ على نفْسِه دُونَ
الغَدْرِ والنَّكْثِ .
ويقال : قد تَبَرَّرْتَ في أَمْرِنا ، أَي تَحَرَّجْتَ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فقالتْ *!تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا
وما كنتَ فِينا حَدِيثاً *!بِبَرّ
أَي تَحَرَّجْتَ في سَبَبِنا وقُرْبِنا .
وعن أَبي سَعِيد : بَرَّتْ سِلْعَتُه ، إِذا نَفَقَتْ ، وهو مَجازٌ ؛ قال :
والأَصلُ في ذلك أَن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بما حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا ،
تُكَافئه بالغ 2 لَاءِ في الثَّمَنِ ، وهو من قولِ الأَعْشَى يَصفُ خَمْراً :
تَخَيَّرَهَا أَخُو عَانَاتِ شَهْراً
ورَجَّى بِرَّها عاماً فعَامَا
وهو*! بَر بوالِدِهِ *!وبارٌّ ، عن كُرَاع ،
____________________
(10/165)
وأَنكرَ
بَعْضُهُم *!بارٌّ ، وفي الحَدِيث : ( تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها *!بَرَّةٌ
بكم ) ، قال ابن الأَثِير : أَي مُشْفِقَةٌ عليكم ، كالولادةِ *!البَرَّةِ
بأَولادِهَا ؛ يَعْنِي أَنّ منها خَلْقَكم ، وفيها مَعاشكم ، وإِليها بعدَ الموتِ
معادكم .
وفي حديث حَكِيمِ بنِ حِزامٍ : ( أَرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ *!أَبْرَرْتُهَا ) ، أَي
أَطلبُ بِهَا البِرَّ والإِحسانَ إِلى الناس ، والتَّقرُّبَ إِلى الله تعالَى .
واللّهُ *!يَبَرُّ عِبادَه ، أَي يَرْحَمُهم .
وبَرَّةُ بنتُ مُرِّ ، وهي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ .
ومن الأَمثال : ( هو أَقْصَرُ مِن بُرَّةٍ ) . ويقال : أَطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ ،
وهو الخُبْز .
*!والبَرّانِيَّةُ ، بالفتح : قريةٌ بمصر .
وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ ، وبَرَّةُ بنتُ
أبيْ تُجْرَاة العَبدريَّة : صَحابِيّتانِ .
وأَبو *!البِرِّ بالكسر صَدَقَةُ بنِ جروانَ البَوّاب ، المعروفُ بابن البيعِ ،
حَدَّثَ عن أَبي الوَقْتِ ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ .
والبَرَابِرُ : الجِدَاءُ .
بزر : ( البَزْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( كُلَّ حَبَ يُبْذَرُ للنَّباتِ . ج بُزُورٌ
) ، والبُزُورُ : الحُبُوبُ الصِّغَارُ ، مثلُ بُزُورِ البُقُولِ وما أَشْبَهها .
( و ) البَزْرُ : ( التّابَلُ ، ويُكسَر فيهما ) ، على الأَفصحِ ، كما في
التَّهذيب . وقال يعقوبُ : ولا يقوله الفُصَحَاءُ إِلَّا بالكسر .
وقيل : البَزْرُ ؛ الحَبُّ عامَّةً ، ( ج أَبْزارٌ ، وأَبازِيرُ ) جَمْعُ الجَمْعِ
.
وفي شَرْح المُوجَز للنَّفِيسِيِّ : الأَبْزارُ : ما يَطِيبُ به الغِذَاءُ ، وكذا
التَّوَابِلُ ، إِلّا أَن الأَبزارَ للأَشياءِ الرَّطْبةِ واليابسةِ ،
والتَّوابِلُ لليابسةِ فقط ، قال شيخُنا : والظَّاهِرُ أَنه اصطلاحٌ
____________________
(10/166)
لهم
، وإِلّا فكلامُ العَربِ لا يُفْهِمُ ما ذَكَرُوه .
( و ) البَزْرُ ، بالفتح : ( الوَلَدُ ) ، يقال : ما أَكْثَرَ بَزْرَه ، أَي
وَلَدَه .
( و ) البَزْرُ : ( المُخَاطُ ) نَفسُه .
( و ) البَذْرُ : ( الضَّرْبُ ) ، يقال : بَزَرَه بالعَصَا بَزْراً : ضَرَبَه بها
.
( و ) البَزْرُ : ( البَذْرُ ) ، يقال : بَزَرْتُه وبَذَرْتُه بمعنًى .
( و ) البَزْرُ : ( الامْتِخاطُ ) ، وقد بَزَرَ الرَّجلُ ، إِذا امْتَخَطَ ، عن
ثَعْلَبٍ .
( و ) البَزْرُ : ( المَلْءُ ) ، وقد بَزَرَ القِرْبَةَ ، إِذا مَلأَها .
( و ) البَزْرُ : ( إِلقاءُ الأَازِيرِ في القِدْر ) ، كالتَّبْزِيرِ ، يقال :
بَزِّرُ بُرْمَتَكَ ، أَي أَلْقِ فيها الأَبازِيرَ . ومِن سَجَعات الأَساس :
اللَّحْمُ المُبَزَّرُ أَشْهَى ، والنَّفْسُ إِليه أَشْرَه ، وإِلّا فهو بجَزَرِ
السِّبَاعِ أَشْبَه .
( والأَبْزارِيون من المحدِّثِين : جماعةٌ منهم : محمّدُ بنُ يَحيَى ) بنِ زيادِ شيخٌ
للطَّبرانيِّ ، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ في المُشْتَبه .
وفاتَه :
أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ زيدِ بنِ علي بن جعفرِ بنِ محمّدِ بنِ مَرْوَانَ .
( و ) يقال : ( عِزّةً بَزَرَى ) محرَّكة ( كجَمَزَى ) ، أَي ( ضَخمةٌ قَعْسَاءُ )
. وعِزُّ بزَرَى : ضَخْمٌ ، قال مُعَيَّةُ الكِلابيُّ :
قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُهَى
وعَدَداً فَخُماً وعِزًّا بَزَرَى
مَنْ نَكَلَ اليَوْمَ فَلَا رَعَى الحِمَى
وقال آخَرُ :
أَبَتْ لِي عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ
إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ
____________________
(10/167)
وقيلَ : بَزَرَى عددٌ كثيرٌ ، قال ابن سِيدَه : فإِذا كان ذالك فلا أَدْرِي كيف
يكونُ وَصْفاً للعِزَّةِ إِلّا أَنْ يُرِيدَ : ذو عِزَّةٍ ، وفي تَكْمِلَةِ
الصُّاغانِيِّ : عِزَّةٌ بَزَرَى : ذاتُ عَدَدٍ كثيرٍ .
( وبَنُو البَزَرَى ) ، محرَّكةً : ( بَنُو أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ ، نُسِبُوا إِلى
أُمِّهم ) ، كذا في التهذيب .
( وتَبَزَّرَ ) الرَّجُلُ : ( تَنَسَّبَ إِليهم ) ، قال القَتّالُ الكِلابِيُّ :
إِذا ما تَجَعْفَرْتُمْ علينا فإِنّنا
بَنُو البَزَريَ مِنْ عِزَّةٍ نَتَبَزَّر
وأَبُو البَزَرَى ، كجَمَزَى : يَزِيدُ بنُ عُطَارِدٍ ) القَيْسِيُّ ، ويقال :
المُرَادِيُّ ، ( تابعيٌّ ) يَرْوِي عن ابنِ عُمَر ، وعنه عِمْرَانُ بنُ حُدَيرٍ ،
( وكَسْرُ الرّاءِ لَحْنٌ ) ، كما صَرَّح به الصغانيّ .
( والبَيْزَرُ ) كحَيْدَرٍ : ( مِدَقَّةُ القَصَّارِ ) ، كذا في الصّحاح ، (
كالمِبْزَرِ ) . والْمَبْزَرِ ، بالكَسْرِ والفَتْح ، وهو الذي يَبْزُرُ به
الثَّوْبَ في الماءِ ، وقال اللَّيْثُ : المِبْزَرُ مثلُ خَشَبَةِ القَصارِينَ
تُبْزَرُبه الثِّيابُ في الماءِ .
( والبَيْزارُ الذَّكَرُ ) ، شُبِّهَ بالعَصَا ، أَو بمِدَقِّ القَصّارِ .
( و ) البَيْزارُ : ( خامِلُ البَازِي ، والأَكّارُ ، مُعَرَّبَا بازْدار
وبازْيَار ) ، أَي حافِظُ البازِ وصاحِبُه ، وفي التَّهذِيب : والبَيْزَارُ : الذي
يَحملُ البازِيَ ، ويقال فيه : البازْيَارُ ، وكلاهما دخيلٌ . وفي الصّحاح :
البَيازِرَةُ : جَمْعَ بَيْزارٍ ، وهو مُعَرَّبُ بازْيَار ، قال الكُمَيْتُ :
كأَن سَوابِقَها في الغُبَارِ
صُقُورً تُعَارِضُ بَيْزَارَها
( و ) البَيْزَارَةُ ، ( بالهَاءِ : العَصَا العَظِيمةُ ) ، قالَهُ أَبو زَيْدٍ :
جمعُه البَيازِرُ ، ومنه حديثُ عليَ يومَ الجَمَلِ : ( ما شَبَّهْتُ وَقعَ
السُّيُوفِ على الهامِ إِلّا بِوَقْعِ البَيَازِرِ على المَواجِنِ ) .
( و ) بُزَار ، ( كغُراب ، أَو ) أَبْزار
____________________
(10/168)
(
كأَصاب : ة بنَيْسَابُورَ ) على فَرْسَخَيْن منها ، منها : حامدُ بنُ موسى
الأَبْزَارِيُّ ، حَدَّثَ . وأَبو إِسحاق إِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ
رجَا الأَبْزَارِيّ ، رَحَلَ إِلى العِرَاق ، وكان ثِقَةً ، توفِّي سنة 364 ه .
( البَزْراءُ : المرأَةُ الكَثِيرةُ الوَلَدِ ) .
والزَّبْرَاءُ : الصُّلْبَةُ على السَّيْر .
( وهو مَبْزُورٌ ) ، أَي كثيرُ الوَلَدِ .
( وَبزْرَةُ : ع ) بين المَدِينَةِ والرُّوَيْثَة ، على ثلاثةِ أَميالٍ من
المدينةِ ، عن نَصْرٍ ، قال كُثَيِّرٌ :
يُعَانِدْنَ في الأَرْسَانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ
عِتَاقُ المَطَايَا مُسْنَفَاتٌ حِبَالُها
( و ) أَبو الحسنِ ( عليُّ بنُ فَضْلانَ ) الجُرْجَانِيُّ بن البَزْرِيِّ ، نَزِيلُ
سَمَرْقَنْدَ سَمِعَ ابنَ الأَعْرَابِيِّ ، وعنه حَمزةُ السَّهْمِيُّ ، منسوبٌ
إِلى البَزْر ، بالفتح ؛ نِسْبَةً لمَن يَعْصِرُه . وكذا أَبو عبد اللّهِ
الحُسَيْنُ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ جعفرٍ الأَصَمُّ . ( و ) أَبو القاسمِ (
عُمَرُ بنُ محمّد ) بنِ أَحمدَ بنِ عِكْرِمَةَ الجَزَريّ ، إِمامُ جَزِيرَةِ ابنِ
عُمَر ، وعالِمُهَا ، تَرْجمَه الذَّهَبِيُّ . ( البَزْرِيّانِ ) : محدِّثانِ .
( وبَزْرَوَيْهِ ) ، بالفتح : ( لَقَبُ ) أَي جعْفَرٍ ( أَحمدَ بنِ يعقوبَ
الأَصفهانيِّ المحدِّثِ ) عن أَبي خَلِيفَةَ ، وعنه أَبو عليِّ بنِ شاذَانَ .
( والبَزّارُ : بَيّاعُ بَزْرِ الكَتانِ ، أَي زَيْتِه بلُغَةِ البَغَادِدَةِ ،
وإِليه نُسِبَ دِينَارٌ أَبو عَمْرٍ و ) ، وبخَطِّ الذَّهَبِيِّ أَبو عُمَرَ ، وهو
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ ، يَرْوِي عن أَبي حَنِيفَةَ . ( و ) أعبو محمّدٍ ( خَلَفُ بن
هشامِ ) بنِ محمّدٍ ، المقرِي ببغدادَ ، وولَدُه محمدُ بنُ ( خَلفَ بن ) هِشامٍ ،
وحفيدُه محمّدُ بنُ هاشِمِ بنِ خَلَفٍ ، حَدَّثَ عن جَدِّه ، ( والحَسَنُ بنُ
الصَّبّاحِ ) شيخُ البُخَارِيّ . ( و ) أَبو محمّدٍ ( بِشْرُ بنُ ثابتٍ )
البَصْرِيُّ ، وَثَّقَه ابنُ حِبّانَ ، وهو شيخٌ للدُّوريّ . ( وإِبراهيمُ بنُ
مَرْزُوقٍ . و ) أَبو عبد اللّهِ ( يَحْيَى بنُ محمّدِ ) بنِ السَّكَن القُرَشِيُّ
البَصْرِيُّ
____________________
(10/169)
(
وعُبَيْدُ بنُ عبدِ الواحِدِ ) ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ . ( و ) أَبو بكرٍ
( أَحمدُ بنُ عَمْرو ) بنِ عبد الخالقِ الحافِظُ ، ( صاحِبُ المُسْنَدِ ) ، وابنهُ
أَبو العَبّاسِ محمّدٌ ، سَمِعَ منه الدّارَقُطْنِيّ ، ( وأَحمدُ بنُ عَوْفٍ ) ،
هاكذا في النُّسَخ بالفَاءِ ؛ والصواب عَوْن اللّهِ ، ( بنُ جُدَير ) القُرطبيُّ ،
أَكثَرَ عنه أَبو عمر الطَّلَمَنْكيّ ، ( و ) أَبو الفَضْلِ ( جعفرُ بنُ محمّدِ )
بنِ سلم البر ( العَبْدِيُّ ) ، مات سنة 788 ه . وأَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسحاقَ
، وأَبو عيسى محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَين . وأَبو عليِّ أَحمدُ بنُ الخَلِيل .
ورَوْحُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ أَبو عليَ . ومحمّدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ الصّباح
البَغدَادِيُّ . ومحمّدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ محمّدٍ الأَصبهانيُّ . وإِبراهيمُ
بنُ موسى . ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ أَبو بَكْرٍ . وسَلْمَانُ بنخ
يُوسفَ بنِ سَلْمَانَ النّعَيميّ . ومحمّدُ بنُ محمّدِ بنِ هارُونَ الجِلِّيُّ .
ويَحيَى بن معَالِي بنِ صدَقَةَ . وأَبو البَرَكَاتِ محمّدُ بنُ صَدَقَةَ بنِ أَبي
البَركاتِ ، ذَكَرَهُم بنُ نُقْطَةَ فَأَعادَ ، وذَكَرَ السِّلَفِيُّ شيخَه أَبا
عَمْرٍ و العَلَاءَ بنَ عبدِ المَلِكِ بنه منصورِ بنِ قَيْسٍ ، ( البَزّارُون )
مُحَدِّثون .
وأَبو بَكْرٍ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليّ الطَّبَرِيُّ البزوريّ ، رَوَى ببغداد
، وحدَّثَ عنه أَبو عَمْرِو بنِ السَّمّاك .
( وأَبْزَرُ ، كأَحْمَدَ : د ، بفارسَ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
وممّا يُستدرَك عليه :
في حديث أَبي هُرَيْرَةَ : ( لا تقُوم السّاعَةُ حتى تُقَاتِلُوا قَوْماً
يَنْتَعِلُون الشَّعرَ وهم البازِرُ ) ؛ قيل : بازِرُ : ناحيةٌ قريبةٌ ممِن
كِرْمَانَ بها جِبالٌ ، وفي بعض الرِّواياتِ هم الأَكْرَادُ ، فإِن كان من هاذا
فكأَنّه أَرادَ أَهلَ البازِرِ ، أَو يكون سُمُّوا باسم بلادِهم ، قال ابن
الأَثِير : هاكذا أَخرجَه أَبو موسى بالباءِ
____________________
(10/170)
والزَّايِ
من كتابِه وشَرحه ، والذي رَوَيْنَاه في كتاب البُخَارِيّ ، عن أَبي هُرَيْرَةَ :
( سَمِعْتُ رسولَ اللّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : ( بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ
تُقَاتِلُون قوماً نِعالُهُم الشَّعَرُ وهم هاذا البارِزُ ) . وقال سُفْيَانُ مُرة
: ( هم أَهلُ البارِزِ ) ؛ يَعْنِي بأَهْلِ البارِزِ أَهلَ فارِسَ ، قال : هاكذا
هو بلُغَتِهِم ، قال : وهاكذا جاءَ في لَفْظ الحديثِ ، كأَنه أَبْدَلَ السِّينَ
زاياً ، أَي والفاءَ باءً ، فيكونُ مِن باب الزّاي . وقد اختُلِفَ في فَتْح
الرّاءِ وكَسْرِها ، وكذالك اختُلِفَ مع تَقْدِيم الزّاي ، كذا في اللِّسَان .
ومن المَجَاز : مِثْلِي لا يَخْفَى عليه أَبازِيرُكَ ، أَي زياداتُك في القَوْل (
ووِشاياتُك ) .
وبَزَّرَ فلانٌ كلامَه ، إِذا تَوْبَلَه ، ومنه قيلَ للرَّجلِ المُرِيبِ : بازُورٌ
كذا في الأَساس .
بزعر : ( تَبَزْعَرَ علينا ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان ، وقال ابن
دُرَيد : ( إِذا ساءَ خُلُقُه ) .
( وبَزْعَرٌ ، كجعْفَرٍ ) وقُنْفُذٍ : ( اسمُ ) رجلٍ ، وهو من ذالك ، وتقدَّم له
في حرف الزّاي : البُرْغُزُ ، كقُنْفُذٍ : السَّيِّءُ الخُلُقِ من الرِّجال ، أَو
هو بتقديمِ الزّايِ على الرّاءِ ؛ فتأَمَّلْ .
بسبر : ( بَسْبَر ، كجَعْفَرٍ ) أَهملَه الجماعَةُ ، وهي إسمُ ( ة كأَنّهَا
بهَمَذَانَ ، منها الإِمامُ صائنُ الدِّينِ عبدُ المَلِكِ بنُ محمّدٍ )
الهَمَذَانِيُّ ( البَسْبَرِيُّ ) ، رَوَى عن البَدِيع أَحمدَ بنِ سَعْدٍ
العِجْلِيِّ ، ذَكَرَه الحافظُ في التَّبْصِير ، والذَّهَبِيُّ في المُشْتَبه .
بسر : ( بَسَرَ ) ، ككَتَبَ : ( أَعْجَلَ ) .
( و ) بَسَرَ : ( عَبَسَ ) أَو أَظْهَر شِدَّتَه ،
____________________
(10/171)
كما
صَرَّحَ به أَهلُ الغَرِيب في نُكْتَةِ التّعاطُفِ ، في قوله تعالَى : { ثُمَّ
عَبَسَ وَبَسَرَ } ( المدثر : 22 ) . وقال أَبو إِسحاق : بَسَرَ ، أَي نَظَرَ
بكَرَاهةٍ شديدةٍ .
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً ، أَي كَلَحَ .
وفي حديث سَعْدٍ ، قال : ( لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أُمِّي فكانَتْ تَلْقانِي
مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْر ) أَي القُطُوبِ .
( و ) بَسَرَ : ( قَهَرَ ) ، يَبْسُرُ بُسُوراً .
( و ) بَسَرَ ( القَرْحَةَ : نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ ) ، كما في الصّحاح ، (
كأَبْسَرَ ) ، وهاذه عن الصّغانيّ ، وفي الأَساس : في المجاز : وإِنْ خَرَجَتْ بك
بَثْرَةٌ فلا تَبْسُرْهَا : لا تَفْقَأْهَا .
( و ) بَسَرَ ( النَّخْلَةَ : لَقَّحها قبلَ أَوانه ) أَي التَّلْقِبحِ (
كابْتَسَرها ) ، قال ابن مُقْبِلٍ :
طَافَتْ به العُجْمُ حتَّى نَدَّ ناهِضُها
عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسرِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : بَسَرَ ( الفَحْلُ النّاقَةَ : ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ
) يَبْسُرها بَسْراً ، قال الأَصمعيُّ : إِذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ
فذالك البَسْرُ ، وقد بَسَرَها الفَحْلُ فهي مَبْسُورَةٌ .
قال شَمِرٌ : ومنه يَقال : بَسَرْتُ غَرِيمِي ، إِذا تَقَاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ
المالِ .
وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ ، إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن يَنْضَجَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : بَسَرَ ( الحاجةَ : طَلَبَهَا في غيرِ أوَانِها ) ، وفي
الجَمْهَرةِ لابن دُرَيْدٍ : في غيرِ وَجُهِهَا ، والمَبْسُورُ : طالِبُ الحاجةِ
في غيرِ مَوْضِعِهَا ، ( كأَبْسَرَ وابْتَسرَ وتَبسَّرَ ) . وقد بَسَرَ حاجتَه
يَبْسُرُها بَسْراً وبِسَاراً ، وابْتَسَرها وتَبَسَّرها : طَلَبَهَا في غير
أَوانِها ، أَو في غير موضعَها ، أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ للرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي منها البِسَارَا
____________________
(10/172)
وبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وتَبَسَّرَهَا ، ففي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ .
( و ) بَسَرَ ( التَّمْرَ ) يَبْسُرُهُ بَسْراً ( نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ به ) أَي
بالتَّمْر أَو الرُّطَب ، ( كأَبْسَرَ ) وبَسَّر ، ورُوِيَ عن الأَشْجَعِ
العَبْدِيِّ أَنْه قال : ( لَا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا ) ؛ فأَمّا البَسْرُ فهو
خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر ، وانْتِبَاذُهما جميعاً ، والثَّجْرُ
أَن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مع التَّمْر ، وكَرِهَ هاذا حذارَ
الخَلِيطَيْن ؛ لِنَهْيِ النبِيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم عنهما ، وفي الصّحاح
: البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مع غيره في النَّبِيذ ( و ) بَسَرَ السِّقَاءَ :
شَرِبَ منه قبلَ أَنْ يَرُوبَ ما فيه .
( و ) من المجَاز : بَسَرَ ( الدَّيْنَ : تَقاضاه قبلَ مَحِلِّه ) ، وهو مأْخُوذٌ
مِن قولِ شَمِرٍ ، وقد تقدَّم .
( والبَسْرُ : الماءُ الباردُ ) .
( و ) البَسْرُ : ( ابتداءُ الشَّيْءِ ، كالابْتِسارِ ) ، وفي الحديث عن أَنَسٍ ،
قال : ( لم يَخْرُجْ رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم في سَفَرٍ قَطُّ
إِلّا قال حين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه : اللّهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ ، وإِليكَ
تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، أَنت رَبِّي ورَجَائِي ، اللّهُمَّ اكْفِنِي ما
أَهَمَّنِي ، وما لم أَهْتَمَّ به ، وما أَنت أَعلمُ به منِّي ، وَزِّودْنِي
التَّقْوى ، واغْفِرْ لي ذَنْبِي ، ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أَينَ تَوَجَّهْتُ . ثم
يخرج ) ومعنى بكَ ابتسرتُ ، أَي ابتدأَتْ سَفَرِي . قال الأَزهريُّ : والمحدِّثون
يَرُوُونَه بالنُّون والشِّين ، أَي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ .
( و ) البُسْرُ ( بالضّمِّ ) : ( الغَضُّ مِن كلِّ شيْءٍ ) ، نَبْتٌ بُسْرٌ ،
وذالك ذا ارتفعَ عن وَجه الأَرضِ ، ولم يَطُلْ ؛ لأَنَّه حينئذٍ غَضٌّ .
( و ) البَسْرُ والبُسْرُ : ( الماءُ الطَّرِيُّ ) الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر
ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ ، ( ج بِسَارٌ ) مثلُ رُمْحٍ ورِماح .
( و ) البُسْرُ : ( الشَابُّ والشُّابَّةُ ) رجلٌ
____________________
(10/173)
بُسْرٌ
، وامرأَةٌ بُسْرَةٌ : شابّانِ طَرِيّانِ .
( و ) البُسْرُ : ( التَمْرُ قبلَ إِرطَابِه ) لغَضاضَتِه ؛ وذالك إِذا لَوَّنَ
ولم يَنْضَج ، وإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ ، ( والبُسْرَةُ واحِدَتْها ، وتُضَمُّ
السِّينُ ) إِتباعاً ، يقال : بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ
وبُسُرٌ . قال سِيبَوَيْهِ : ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلّا أَن تُجْمَعَ بالأَلف
والتّاءِ ؛ لقِلَّةِ هاذا المثالِ في كلامهم ، وأَجازَ : بُسْرَانٌ وتُمْرَانٌ ،
يُرِيدُ بهما نَوْعَيْنِ مِن التَّمْر والبُسْر .
( و ) مِنَ المَجَازِ : البُسْرَةُ : ( الشَّمْسُ في أَوَّلِ طُلُوعَها ) ؛ وذالك
إِذا كانت حمراءَ لم نَصْفُ ، قال البَعِيثُ يذكُرها :
فصَبَّحَها والشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَةٌ
بسائِفَةِ الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ
( و ) البُسْرَةُ : ( رَأْسُ قَضِيبِ الكَلْبِ ) ، وهو مَجَازٌ .
( و ) البُسْرَةُ : ( خَرزَةٌ ) ، كلاهما عن الصّغانِيُّ .
( و ) بُسْرَةُ ، ( بلا لامٍ : بنتُ أَبِي سَلَمَة رَبِيبَةُ رسول الله صلَّى
اللّهُ عليْه وسلَّم .
( و ) بُسْرُ ، ( بلا هاءٍ : ة ، ببغدادَ ) على فرسَحَيْن منها ، ( منها : أَبو
القاسمِ ) عليُّ بنُ محمّدِ ( بنِ البُسْرِيِّ ) البندار ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ
المخلص ، وتوفِّي سنة 474 ه ، هاكذا قالَه ابنُ نُقْطَةَ ، وقال غيرُه هو منسوبٌ
إِلى بَيْعِ البُسْر . قال الذَّهَبِيُّ : وابنُه الحُسَيْنُ شيخٌ للسِّلَفِيِّ .
( والزّاهِدُ أَبو عُبَيْدٍ ) البُسْرِيُّ ، اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ ، حَكَى عنه
ابنهُ بَخيت ، اختُلِفَ فيه فقيل : إِلى بُصْرَى ، قريةٍ بالشام أُبدِلَتْ صادُه
سِيناً ، وهو خطأٌ ، والصَّواب إِلى بُسْر ، قرية بحَوْرَانَ ، وهو من مشاهِيرِ
الصُّوفِيَّة ، ذَكَره ابنُ عساكر في تاريخ دمشقَ ، وإِذا علمْتَ ذالك فاعْلَمْ
أَنّ المصنِّف قد وَهِمَ في ذِكْرِه مع ما قبلَه .
( و ) أبو عبدِ الرَّحمانِ ( بُسْرُ بنُ أَرْطاةَ ) ، ويقال : ابن أَبي أَرطاةَ
العامريُّ
____________________
(10/174)
القرشيُّ
، كان مع مُعاويَةَ بصِفِّينَ ، وكان قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه . ( و ) بُسْرُ (
بنُ جِحاشٍ ) القُرَشِيُّ ، نزل الشَّامَ ، رَوَى عنه جُبَيْر بن نُفَير ، ويقال
هو بِشر . ( و ) بُسْرُ ( بنُ راعِي العَيْرِ ) الأَشجعيّ ، الذي أَكَلَ بشِمالِه
، هاكذا بالعَيْن والتحتيّة والراءِ ، وضَبَطَه الحافظُ في التَّبْصِير بالعين
والنون والزاي ( و ) بُسْرُ ( بنُ سُفْيَانَ ) بن عَمرِو بنِ عُوَيْمر الخُزاعيُّ
الكعبيُّ ، شَهِدَ الحُدَيْبِيَة . وبُسْرُ بنُ سُليمانَ . وبُسْرُ بن عصمةَ
المُزَنِيُّ ، ذَكَرَهما بن ماكُولا . ( و ) أَبو بُسْر ويقال أَبو صَفْوَانَ (
عبدُ الله بنُ بُسْرٍ ) المازِنِيُّ ، أَحدُ مَن صَلَّى إِلى القِبْلَتَيْن . وعبد
الله بنُ بُسْرٍ النَّضْرِيُّ غير الأَول شامِيّ أَيضاً ، رَوَى عنه ابنُه عبد
الواحد : ( صَحابِيُّون ) .
( و ) بُسْرُ ( بنُ مِحجَنٍ ) الدُّؤلِيُّ ، نَزَلَ المدينةَ ، رَوَى عن أَبيه ،
وعنه زيدُ بن أَسلَمَ ، قاله البخاريّ . ( و ) بُسْرُ ( بنُ سَعِيدٍ ) المَدَنِيُّ
مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين ، عن أَبي هُرَيرَةَ ، وسعدِ بن أَبي وَقّاص . ( و )
بُسْرُ ( بنُ حُمَيْدٍ . و ) بُسْرُ ( بنُ عُبَيْدِ اللّهِ ) الحضرميّ الشاميّ ،
وهو الذي قال : إِن كان لَيَبْلُغُنِي الحديثُ في المِصْرِ فأَرْحَلُ إِليه
مَسيرَةَ أَيّام . وهو ثِقَةٌ حافظ ، من الرابِعَة . ( وعبدُ اللّهِ وسليمانُ
ابْنَا بُسْرٍ ) فالأَوّل حُبرانيّ ، ويُكنى أَبا راشدٍ ، رَوَى عن أَبي بكر وأَبي
كَبْشَةَ الأَنماريِّ ، والثاني خُزاعيٌّ ، عن خالِه مالِكِ بنِ عبد الله
الخَثْعَمِيِّ الصَّحَابيِّ : ( تابِعِيُّونَ ) .
وفاتَه منهم :
بُسْرُ بنُ عَطِيَّةَ ، عن نَصْرِ بن عاصمٍ ، ذَكَره ابن حِبّانَ في ثِقَات
التابِعين .
( وأَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ ) بنِ بَكّارٍ ، من شُيُوخِ الزنديّ ، ( وابنُ
عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ ) بن بَكّارٍ . ( و ) حَفِيدُه ( أَحمدُ بنُ
إِبراهِيم ) ، كُنَيْتُه أَبو عبد المَلِك ، حَدَّثَ عن جَدِّه محمدِ بن عبد الله
المذكور ، وعنه النَّسائِيُّ
____________________
(10/175)
(
ومحمّدُ بنُ الوَليدِ ) بَصْرِيُّ حافظٌ ، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ ، (
البُسْرِيُّون : مُحَدِّثُون ) ، كلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَرطاةَ
المتقدّمِ بذِكْره .
ومما فاته ممّن إسمُه بُسْر :
بُسْرُ بن أَبي رُهْم الجُهنيُّ ، شَهِدَ اليَمامَة ، وهو صاحبُ جَبّانة بُسْر
بالكُوفة ، وبُسْرُ بن أَبي غَيلانَ ، مولَى بني شَيْبَانَ ، من مشايخ الشِّيعَة .
وبُسْرُ بنُ بُجَيْر بنِ رَبِيعَةَ شاعرٌ ، وبُسْرُ بنُ سليمانَ بن عامر بن حَزْن
القُشَيْرِيُّ ، شاعرٌ . وبُسْرُ بنُ المُغِيرة بن أَبي صُفْرَةَ ابن أَخي
المهلَّب . وبُسْرُ بنُ أَبي حَفْصَةَ ، مولَى مروانَ بنِ الحَكَمِ . وبُسْرُ بنُ
صبيح النَّهْشَليُّ . وبُسْرُ بن قَطَن ، ولّاه عبدُ الرحمان بن الحَكَم قضاءَ
كُورَة جَيَّان ، ذَكَرَه ابنُ الأَبّار في تَارِيخه ، فيما نقل . ومحمّدُ بنُ
بُسْرِ بنِ عبد الله بن هِشام بن زُهْرَة التَّيْمِي ، عن مالكٍ . ومحمّدُ بنُ
بُسْرٍ الجُرْجانِيُّ شيخٌ لأَبِي حامدِ بنِ الحَضْرَمِيِّ ، وآخَرون .
( والبِسَارةُ بالكَسْر : مَطَرٌ يَدُومُ على ) أَهلِ ( السِّنْدِ والهِنْد ) وفي
بعض النُّسَخ : الاقتصارُ على أَحدهما ، ( في الصَّيْف لا يُقْلِعُ ساعةً ) ، قال
الصَّغَانيُّ : وبالشِّين تصحيفٌ .
قلتُ : وهم يُسَمّونه البِرساة ، كما هو مشهورٌ على أَلسِنَتهِم ، فتلك أَيامُ
البِسار ، وفي المحْكَم البِسارُ : مَطَرُ يومٍ في الصَّيف يدُومُ على
البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ .
( والباسُورُ : عِلَّةٌ م ) ، أَعجميٌّ ، وقال الجوْهَرِيُّ : هِيَ عِلَّةٌ
تَحْدُثُ في المَقْعَدَةِ ، نسأَلُ اللّهَ العافيةَ عنها ، وعن كلّ داءٍ . ( ج
البَواسِيرُ ) وفي حديثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ : ( وكان مَبْسُوراً ) ، أَي به
بَواسِيرُ .
( والبَيَاسِرَةُ : جِيلٌ بالسِّنْد ) ، وفي نُسْخَةِ شَيْخِنَا : بِالْهِنْد ، (
تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَةُ ) أَهلُ السُّفُنِ ( لِمُحارَبةِ
____________________
(10/176)
العَدُوِّ
، الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ ) ، يقال : رجلٌ بَيْسَرِين .
( ويَزِيدُ بنُ عبدِ اللّهِ البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ ) القُرَشِيُّ ( محدِّثٌ )
عن ابن جُرَيج ، وكُنْيَتُه أَبو خالدٍ .
( وَبَيْسَرِي ساكِنَةُ الآخر : كان مِن أُمَرَاءِ مصرَ ) . إسمُه آتش ، كذا
ذَكَره الحافظُ ، وقال الذَّهَبِيُّ : رأَيتُه ، وهو مُسِنٌّ يترشّحُ للملك ، (
وإِليه يُنْسَبُ قَصْرٌ ، م ) معروفٌ ( بالقاهرة ) ، وقد تهدَّم الآن أَساسُه ،
ولم يبقَ منه أَثَرٌ .
وقَصْر البَيسَرِي ، خارج أَسيوط : قريةٌ صغيرةٌ بها بساتينُ .
( ونَخْلَةٌ مِبْسَارٌ : لا تُنْضِجُ البُسْرَ ) ، وقد أَبْسَرتِ النَّخْلَةُ ،
ونَخلةٌ مُبْسِرٌ ، بغير هاءٍ ، على النَّسَب ، وكذالك مِبْسَارٌ : لا يَرْطُبُ
ثَمَرُهَا . وفي الحديث في شَرْط مُشْتَرِي النَّخْلِ على البائع : ( ليس له
مِبْسَارٌ ) ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُهُ .
( وأَبْسَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( حَفَرَ في أَرضٍ مَظْلُومةٍ .
( و ) أَبْسَرَ ( المَرْكَبُ في البَحْر ) ، أَي ( وَقَفَ ) .
( وابْتَسَرَ الشَّيْءَ : أَخَذَه طَرِيًّا ) ، وكلُّ شيْءٍ أَخَذْتَه غَضًّا فقد
بَسَرْتَه وابْتَسَرتْه .
( و ) ابْتَسَرتْ ( رِجْلُه : خَدِرَتْ ) ، أَي نامتْ ، ( كتَبَسَّرَتْ ) ، وهاذِه
عن الصّغانيّ .
( وابتُسِرَ لَوْنُه ، بضمِّ التّاءِ ) ، أَي على بناءِ المَجْهُول ، إِذا (
تَغَيَّرَ ) وصار كالبُسْرِ ، وهو مَجازٌ .
( والمُبَسِّراتُ : رِياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا على المَطَر ) .
( والبَسُورُ ) ، كصَبُورٍ : ( الأَسَدُ ) لِعُبُوسَته أَو قَهْرِه .
( وتَبَسَّر النَّهَارُ : بَرَدَ ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( و ) تَبَسَّر ( الثَّوْرُ : أَتَى عُرُوقَ النَّبَاتِ اليابِسِ فأَكَلَهَا ) .
وقد تَبَسَّرَ النَّبات ، إِذا حَفَرَ عنه
____________________
(10/177)
قبلَ
أَني خْرُجَ ، وأَنشدَدَ ابن الأَعرابيِّ للرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا
وَصَفَ حِماراً وأُتُنَه ، والهاءُ في ( عنه ) يعودُ إِلى حِمَارِ الوَحْشِ ، وفي
( فيها ) يعودُ على أُتُنِه ، قال ابن بَرِّيّ : والدَّلِيلُ على ذالك قولُه قبلَ
البَيْتِ بِبَيْتَيْنِ أَو نحوِهما :
أَطارَ نَسِيلَه الحَوْلِيَّ عنه
تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ والقِفَارا
أَخْبَرَ أَن الحَرَّ انقطَعَ وجاءَ القَيْظُ .
( والبَسْرَةُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ ) ، نقلَه الصغاني .
( وبُسْرٌ ، بالضَّمِّ : لا بحَوْرَانَ ) ، وإِليها نُسِبَ أَبو عُبَيْدٍ
الزّاهِدُ ، وقد تقدَّم ، كما في تاريخ ابنِ عساكر .
وقال أَبو عُبَيْدَةَ : إِذا هَمَّتِ لفَرَسُ بالفَحْل وأَرادتْ أَن تَسْتَوْدِقَ
فأَوّل وِدَاقِها المُبَاسَرَةُ ، وهي مُبَاسِرَةٌ ، ثم تَكون وَدَيقاً . (
والمُباسِرة : التي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها ) ، فإِذا ضرَبَهَا
الحِصَانُ في تلك الحالِ فهي مَبْسُورَةٌ . وقد تَبَسَّرَها وبَسَرَها .
( و ) في التَّنْزِيل العزيزِ : ( { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } ( القيامة :
24 ) ، أَي ( مُتَكَرِّهَةٌ متقطِّبةٌ ) قد أَيْقَنَتْ أَنْ العذابَ نازلٌ بها .
ووَجْهٌ بَسْرٌ : باسِرٌ . وُصِفَ بالمَصْدَرِ .
( وقَولُ الجوهَرِيِّ : أَوَّلُ البُسْرِ طَلْعٌ ثمّ خَلَالٌ ، إِلخ ) أَي إِلى
آخرِه ، وهو قولُه : ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ، ثم تَمْرٌ ، ( غير جَيِّدٍ )
؛ لأَنه تَرَكَ كثيراً من المَراتبِ التي يَؤولُ إِليها الطَّلع بَعدُ ، حتى يصلَ
إِلى مَرتَبةِ التَّمْر ، ( والصَّوابُ : أَوَّلُه طَلْعٌ فإِذا انْعَقَدَ فسيَابٌ
) ، كَسَحَابٍ ، وقد تقدَّم في مَوضعه ، ( فإِذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ
وَسَرَادٌ وخَلَالٌ ) ، كَسحَابٍ في
____________________
(10/178)
الكُلِّ
، ( فإِذا كَبِرَ شيئاً فبَغْوٌ ) ، بفتح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن ، ( فإِذا
عَظُمَ فبُسْرٌ ) ، بالضَّمِّ ، ( ثم مُخَطَّمٌ ) ، كمُعَظَّمٍ ، ( ثم مُوَكِّت )
، على صيغةِ إسمِ الفاعل ، ( ثم تُذْنُوبٌ ) ، بالضّمِّ ، ( ثم جُمْسَةٌ ) بضمِّ
الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مفتوحة ، ( ثم ثَعْدَةٌ ) ، بفتحِ المُثَلَّثةِ
وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دال ، ( خالِعٌ وخالِعةٌ ، فإِذا انتهى نُضْجُه
فرُطَبٌ ومَعْوٌ ) ، فإِن لم يَنْضَج كلُّه فمُناصِف ، ( ثمّ تَمْرٌ ) ، وهو آخِرُ
المَراتِبِ .
وقال الأَصمعيّ : إِذا اخْضَرَّ حَبّه واستدارَ فهو خَلَالٌ ، فإِذا عَظُمَ فهو
البُسْرُ ، فإذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ .
( وبَسَطْتُ ذالك في الرَّوْض المَسْلُوف فيما له إسْمَانِ إِلى أُلُوف ) ، وقد
اطَّلَعْتُ عليه بحَمْدِ اللّهِ تعالَى ، ( فلْيُنْظَرْ إِن شاءَ اللّهُ تعالَى )
، وقد ذَكَرَ فيه هاذه العبارةَ بعَيْنِها .
قال شيخُنَا : وظاهِرُه أَنْ ما قَالَه الجوهريّ خَطَأٌ ، وليس كذالك ، بل هو
خِلافُ الأَوْلَى ؛ لأَنّ غايةَ ما فيه تَرْكُ بعضِ المَراتبِ ، التي عَدَّها
أَهلُ النَّخْلِ في تَدْرِيجِ ثَمَرِ التَّمْرِ ، وذالك لا يكون خطأً كما لا
يَخْفَى ، وقد أَوردَه كذالك صاحبُ الكِفَايَة مُسْتَوْفًى ، وأَنعمتُه شَرْحاً في
شَرْحِه ، فراجِعْه .
وقال في قوله : وبَسَطْتُ ، إِلخ ، قلتُ : قد أَوضحتُ في حَواشيه أَنّ هذا ليس
ممّا يَدْخُلُ فيما له إسْمَانِ إِلى أُلُوف ؛ لأَن هاذه الأَسماءَ تَختلف
باختلافِ الحالاتِ ، والأَوقاتِ ، كما هو ظاهرٌ ، وكثيراً ما ارتكبَ مثلَه في ذالك
الكتاب ، وهو ليس مِن مَباحِثِه ، فلا يغترّ بما فيه كلِّه ، انتهى .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
تَبَسَّرَ : طَلَبَ النَّبَاتَ ، أَي حَفَرَ عنه قبلَ أَن يَخْرُجَ .
والبسْرُ : ظَلْمُ السِّقَاءِ .
وأَبْسَرَ النَّخْلُ : صارَ ما عليه بُسْراً .
____________________
(10/179)
والبُسْرَةُ : الغَضُّ مِن البُهْمَى ، قال ذو الرُّمَّة :
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً
وصَمْعَاءَ حتى آنَفَتْهَا نِصَالُها
أَي جعلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها .
وفي الصّحاح : البُسْرَةُ من النَّبَات : أَوَّلُها البارِضُ ، وهي كما تَبْدُو في
الأَرض ، ثم الجَمِيمُ ، ثم البُسْرَةُ ، ثم الصَّمْعَاءُ ، ثم الحَشِيشُ .
والبَسْرُ : حَفْرُ الأَنْهَارِ إِذا عَرَا الماءُ أَوطَابَه ، قال الأَزهريُّ :
وهو التَّبَسُّرُ ، وأَنشدَ بيتَ الرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا
قال ابن الأَعرابيِّ : بَنَاتُ الأَرضِ : الغُدْرانُ فيها بَقايا الماءِ .
وبَسَرَ النَّهْرَ ، إِذا حَفَرَ فيه بِئْراً ، وهو جافٌّ .
وَبَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ بَسْراً ، إِذا رَعَيْتَه غَضًّا ، وكنتَ أَوَّلَ
مَن رعاه ، وقال لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثاً رَعاه أُنفاً : :
بَسَرْتُ نَدَاه لم يُسَرَّبْ وُحُوشُه
بِعِربٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
وبُسَيْرُ بنُ أُبَيَ كزُبَيْرٍ : مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ ، ضَبَطَه
المَرْزُبانِيُّ ، ولا نَظِيرَ له ، هاكذا قالُوه ، ولاكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ
بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ ، مِن أَجدادِ ظَلامةَ بنتِ
مُرَّةَ جَدَّةِ عِكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ العاص ، نقلَه الحافظُ .
وبسْرٌ ، بالضَّمِّ : اسمٌ ، قال :
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ
ولو كان بُسْرٌ رَاءَ ذالك أَنْكَرَا
ومن المَجاز : ابْتَسَرَ الجارِيَةَ ، إِذا
____________________
(10/180)
ابْتَكَرَها
قبل إِدْراكِها .
وباسُورِين : ناحيةٌ من أَعمال المَوْصِل ، في شرقيّ دجْلَتها ، كذا في مُعجَم
ياقُوت .
وأَهلُ اليمن يُسَمُّون أَيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عنهم : أَيام البِسَارة .
بسكر : ( بَسْكَرَةُ ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( بالكَسْر ويُفْتَحُ ) ومثلُه في
المَراصِد ، والمَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّةً ومِن الشُّيُوخ الفَتْحُ دُونَ
الكَسْرِ ، قالَه شيخُنَا . قلتُ : وبالفَتْحِ ضَبَطَه الشَّرَف الدُّمْيَاطِيُّ
في السِّفْرِ الثاني مِن مُعْجَم شُيُوخِه في ترجمةِ شَيْخِه الفَضْلِ بنِ القاسم
البَسْكَرِيِّ : ( د ، بالمَغْرِب ) ، هي أُمُّ بلاد الزّابِ ، وقاعدةُ أَمْصَارِ
الجَرِيدِ ، و ( تُعرَفُ بِبَسْكَرَةِ النَّخِيلِ ) وفي ( الاسْتبْصَار في أَخبارِ
الأَمْصَار ) : بَسْكَرَةُ : كُورَةٌ فيها مُدُنٌ ، وقاعِدَتُها بَسْكَرَةُ
النَّخِيلِ ، وهي مدينةٌ كبيرةٌ ، كثيرةُ النَّخْل والزَّيْتُونِ وأَصنافِ
الثِّمَار ، وهي مدينةٌ مُسَوَّرَةٌ عليها خَنْدَقٌ ، وبها جامعٌ ومساجدُ
وحَمّامَاتٌ كثيرةٌ ، وحَوَالَيْهَا بساتينُ كثيرةٌ ، وفيها غابةٌ كبيرةٌ مِقدار
سِتَّةِ أَميالٍ ، فيها أَجناسُ الثِّمَارِ ، حولَها رياضٌ خارجةٌ عن الخَنْدَقِ ،
وداخِلُها آبارٌ كثيرةٌ ، وفي داخل المدينةِ جَناتٌ يَدْخُلُ إِليها الماءُ مِن
النهْر ، وبها جَبَلُ مِلْح يُقْطَعُ منه صَخْرٌ كبيرٌ جَلِيلٌ ، وشُرْبُها مِن
نَهْرٍ كبيرٍ ، يَجْرِي في جَوْفِها ، يَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ . وقلَه
شيخُنا . ( منها : الحافِظُ ) الضّابِطُ ( عليُّ بنُ جُبَارةَ ) بنِ محمّدِ بنِ
عُقَيْلِ بنِ سَوادةَ ( أَبو القاسمِ الهُذَلِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ التي بأَيدِينا
، والصَّوابُ أَنه يُوسُفُ بنُ عليِّ بنِ جُبَارَاَ ، كما في تاريخ الذَّهَبِيِّ
وابن عَساكر ، وهو الذي كُنْيَتُه أَبو القاسِمِ ، قيل : هو مِن ذُرِّيَّةِ أَبي
ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ ، وساق نَسَبَه ابنُ ماكُولا ، وُلِدَ سنة 403 ه ، وأَخَذَ
عن أَبي نُعَيمٍ الأَصْبَهَانيِّ ، وقَرَأَ على أَي عليَ الواسِطِيِّ ، وعَمِلَ
اختياراً في القِراءَات . قلتُ : وفي تاريخ الذَّهَبِيّ :
____________________
(10/181)
هو
أَحَدُ الجَوْالِينَ في الدُّنيا في طَلَبِ القِراءَات ، لَقِيَ في هاذا الشَّأْنِ
في رِحْلَته ثَلاثَمِائَةٍ وخمسينَ شيْخاً ، وصَنَّف الكامِلَ في المَشْهُورة
والشُّواذّ ، وفيه خمسون روايةً مِن أَلْفِ طَرِيقٍ وأَكثرَ ، وكانَ يَحْضُرُ
مَجلسَ أَبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ . تُوُفِّيَ تقريباً في سنة 460 ه .
قلتُ : ويُنْسَبُ إِلى هاذا البلد أَيضاً :
أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَحمدَ البِسْكَرِيُّ ، قَدِمَ مصرَ سنة
516 ، هو بخطِّ المُنْذِرِيِّ بكسرِ أَوَّلِه .
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْكَرِيُّ ، سَمِعَ الكثيرَ ، مات سنة 804 ه
بمصر .
بشتر : ( البُشْتِيرِيُّ ) ، أَهملَه الجماعَةُ ، وهو ( بالضَّمِّ ) وسُكُونِ
الشِّين وكسرِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ وسُكُون التحْتِيَّةِ ، هاكذا في
نُسْخَتِنَا ، وفي بعضِهَا : البُشْتَبْرِيُّ ، بضمِّ المْثَنّاةِ وسُكُونِ
المُوَحَّدةِ ، ( هو شيخُ الإِسلامِ ) والمِنَّةُ الكُبْرَى مِن الله تعالَى على
الأَنام ، القُطْبُ مُحْيِي الدِّين ( عبدُ القادرِ بنُ أَبي صالحٍ ) موسى بنِ
جنكى دوست ( الجِيليّ ) الحَسَنِيُّ ، ولد سنة 470 ه ، وتوفِّي سنة 561 ه ، كذا
بخطِّ الذَّهَبِيِّ ، ( كذا نَسَبَه حَفِيدُه ) الإِمامُ المحدِّثُ عمادُ الدِّينِ
( القاضي أَبو صالحٍ ) نصرُ بنُ عبد الرَّزّاقِ بنِ عبد القادرِ ( الجِيلِيُّ ) ،
تُوُفِّي في سنة 633 ه ، درسَ في مدرسةِ جَدِّه ، ورَوَى الحديثَ ، وأَعْقَبَ عن
ثلاثة .
قلتُ : لم يَذْكُر أَنْ المنسوبَ إِليه قَريةٌ أَو مَوضِعٌ ، والذي يَظهرُ لي أَنه
تَصْحِيفٌ عن النَّشْتَبْرِيِّ ، بفتحِ النّونِ وسُكُونِ الشِّين المُعْجَمَةِ
وفتح تاءٍ مُثَنْاةٍ فَوْقِيَّةٍ ، وباءٍ مُوَحَّدَةِ ( وراءٍ ) مفتوحةٍ إِلى
نَشْتَبْرَى ، بأَلف القَصْرِ : قريةً قُرْبَ شَهْرابانَ مِن نواحِي بغدادَ ، كما
ضَبَطَه ياقُوتُ في المُعْجَم ، فَلْيُنْظَرْ ويُتَأَمَّلْ .
____________________
(10/182)
بشر
: ( البَشَرُ ) : الخَلْقُ ، يَقَعُ على الأُنْثَى والذَّكَرِ ، والواحِد
والإِثْنَيْنِ والجَمْعِ ، لا يُثَنَّى ولا يُجمَعُ ، يقال هي بشَرٌ ، وهو بَشَرٌ
، وهما بَشَرٌ ، وهم بَشَرٌ ، كذا في الصّحاح . وفي المُحكَم : البَشَرُ ، (
مُحَرَّكَةً : الإِنسانُ ، ذَكَراً أَو أُنْثَى ، واحداً أَو جمعاً ، وقد يُثَنَّى
) ، وفي التَّنْزِيل العزيز : { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } ( المؤمنون :
47 ) قال شيخُنا : ولعلَّ العَرَبَ حين ثَنَّوّه قَصَدُوا به حين إِرادةِ
التَّثْنِيَةِ لواحِدَ ، كما هو ظاهرٌ ، :
ويُجْمَعُ أَبشراً ) ، قياساً . وفي المِصْباح : لكنّ العرَبَ ثَنَّوْه ولم
يَجْمَعُوه . قال شيخُنا ، نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق : سُمِّيَ الإِنسانُ
بَشَراً ؛ لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر والصُّوف والوَبَر .
( و ) مِن فُصُوله الممتازِ بها عن جميع الحيوانِ بادِي البَشَر ، وهو ( ظاهِرُ
جِلْدِ الإِنسانِ ، قيل : وغيرِه ) كالحَيَّة ، وقد أَنكَرَه الجَمَاهِيرُ
ورَدُّوه . ( جَمعُ بَشَرَةٍ ، وأَبْشَارٌ جج ) ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ ، وفي
المُحْكَم : البشَرةُ أَعلَى جِلْدَةِ الرَّأْسِ والوَجْهِ والجَسَدِ من الإِنسان
، وهي التي عليها الشَّعرُ ، وقيل : هي تَلِي اللَّمَ . وعن اللَّيْث : البَشَرَةُ
أَعلَى جِلْدَةِ الوَجهِ والجسدِ من الإِنسانِ ، ويُعْنَى به اللَّوْنُ
والرِّقَّةُ ، ومنه اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجلِ المرأَةَ : لتَضامِّ
أَبشارِهما . وفي الحديث : ( لم أَبْعثْ عُمّالِي لِيضْرِبُوا أَباشرَكم ) . وقال
أَبو صَفْوَانَ : يُقَال لظاهِرِ جِلْدَةِ الرأْسِ الذي يَنْبُتُ فيه الشَّعرُ :
البَشَرةُ ، والأَدَمَةُ ، والشَّوَاةُ .
وفي المِصْباح : البَشَرَةُ ظاهِرُ الجِلْدِ ، والجمعُ البَشَرُ ، مثلُ قَصَبَةٍ
وقَصَبٍ ، ثم أُطْلِقَ على الإِنسان واحِدِه وجَمْعِه . قال شيخُنا : كلامُه
كالصَّرِيح في أَنْ إِطلاقَ البَشَرِ على الإِنسان مَجازٌ لا حقيقةٌ ، وإِن كَتَبَ
بعضٌ على قوله : ( ثم أُطْلِقَ إِلخ ) ما نَصُّه : بحيثُ صار حقيقةً عُرْفِيَّةً ،
فلا تَتوقَّفُ إِرادتُه منه على قَرِينَةٍ ، أَي والمرادُ من العُرْفِيَّة عُرْفُ
اللُّغَةِ .
____________________
(10/183)
وكلام الجوهريِّ كالمصنِّف صريحٌ في الحقيقة ؛ ولذالك فَسَّره الجوهريُّ بالخَلْق
، وهو ظاهرُ كلامِ الجَمَاهِيرِ .
( والبَشْرُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( القَشْرُ ، كالإِبْشَارِ ) ، وهاذه عن الزَّجّاج ،
يقال ؛ بَشَرَ الأَدِيمَ يَبْشُرُه بَشْراً ، وأَبْشَرَه : قَشَرَ بَشَرَتَه التي
يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ ، وقيل : هو أَن يَأْخُذَ باطِنَ بشَفْرَةٍ .
وعن ابن بُزُرْجَ : من العَرَبِ مَن يَقُولُ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ أَبْشِرُه بكسرِ
الشِّينِ إِذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه .
وأَبْشُرُه بالضمِّ : أُظْهِرُ بَشَرَتَه ، وأَبْشَرْتُ الأَدِيمَ فهو مُبْشَرٌ ،
إِذا ظَهَرَتْ بَشَرَته التي تَلِي اللَّحْمَ ، وآدَمْتُهِ ؛ إِذا أَظْهَرْتَ
أَدَمَتَ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ . وفي التَّكْمِلَةِ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ
أَبْشِرُه بالكسر لغةٌ في أَبْشُرُه بالضَّمِّ .
( و ) البَشْر : ( إِحْفَاءُ الشّارِبِ حتَّى تَظْهَرَ البَشَرَةُ ) ، وفي حديث
عبدِ اللّهِ بن عَمْرٍ و ( أُمِرْنَا أَنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً ) أَي
نُحْفِيهِا حتى تَتَبَيَّنَ بَشَرَتُها ، وهي ظاهِرُ الجِلْدِ .
( و ) البَشْرُ : ( أَكْلُ الجَرَادِ ما على ) وَجْهِ ( الأَرضِ ) . وقد بَشَرَها
بَشْراً : قَشَرَهَا وأَكَلَ ما عليها ؛ كأَنَّ ظاهِرَ الأَرضِ بَشَرَتُها .
( والمُبَاشَرَةُ والتَّبْشِيرُ ، كالإِبشارِ والبُشُورِ والاستبشارِ . والبِشَارةُ
الاسمُ من . ، كالبُشْرَى ) .
وقد بَشَرَه بالأَمْرِ يَبْشُرُه ، بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً وبُشْراً ، وبَشرَه
به ( بَشْراً ) ، عن اللِّحْيَانيِّ ، وبَشَّرَه وأَبْشَرَه فبَشِرَ به ، وبَشَرَ
يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً ، يقال : بَشَرْتُه ، فأَبْشَرَ ، واسْتَبْشَرَ
وتَبَشَّرَ وبَشِرَ : فرِحَ ، وفي التَّنزِيل : { فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ
الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ } ( التوبة : 111 ) ، وفيه أَيضاً : { وَأَبْشِرُواْ
بِالْجَنَّةِ } ( فصلت : 30 ) ، واسْتَبْشَرَه كبَشَّرَه . وفي الصّحاح : بَشَرْتُ
الرَّجُلَ أَبْشُرُه بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً ،
____________________
(10/184)
مِن
البُشْرَى ، وكذالك الإِبشارُ ، والتَّبْشِيرُ : ثلاثُ لُغَاتٍ .
( و ) البِشَارةُ : اسمُ ( ما يُعْطَاه المُبَشِّرُ ) بالأَمْر . ( ويُضَمُّ فيهما
) .
يقال : بَشَرْتُه بِمَوْلُودٍ فأَبْشَرَ إِبشاراً ، أَي سُرَّ ، وتقولُ : أَبْشِرْ
بِخَيْرٍ ، بقَطْع الأَلفِ ، وبَشِرْتُ بكذا بالكسر أَبْشَرُ ، أَي اسْتَبْشَرْتُ
به .
وفي حديث تَوْبَةِ كَعْبٍ : ( فأَعْطَيْتُه صَوْبِبي بُشَارةً ) ، قال ابنُ
الأَثِير : البُشَارةُ ، بالضمِّ : ما يُعْطَى البَشِيرُ ، كالعُمَالَةِ للعاملِ ،
وبالكسر : الاسْمُ ؛ لأَنها تُظْهِرُ طَلَاقَةَ الإِنسانِ .
وهم يَتَبَاشَرُون بذالك الأَمرِ ، أَي يُبَشِّرُ بعضُهُم بعضاً .
وقولُه تعالى : { يابُشْرَى هَاذَا غُلاَمٌ } ( يوسف : 19 ) كقولك : عَصَايَ ،
وتقولُ في التَّثْنِيَةِ : يا بُشْرَيَيَّ .
والبِشَارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكونُ إلّا بالخَيْر ، وإِنْما تكونُ بالشَّرِّ إِذا
كانت مُقَيَّدَةً ، كقوله تعالَى : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ( آل عمران
: 21 ) وقد يكونُ هذا على قولِهِم : تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ ، وعِتابُكَ السَّيْفُ
.
وقال الفَخْرُ الرّازِيُّ أَثناءَ تفسيرِ قولِه تعالَى : { وَإِذَا بُشّرَ
أَحَدُهُمْ بِالاْنْثَى } ( النحل : 58 ) : التَّبْشِيرُ في عُرْفِ اللُّغَة
مُختصٌّ بالخَبَرِ الذي يُفِيدُ السُّرُورَ ، إِلّا أَنه بِحَسَبِ أَصْلِ
اللُّغَةِ عبارةٌ عن الخَبَرِ الذي يُؤَثِّر في البَشَرةِ تَغَيّراً ، وهاذا يكونُ
للحُزْن أَيضاً ، فوَجَبَ أَن يكونَ لفظُ التَّبْشِيرِ حقيقةً في القِسْمَيْن .
وفي المِصْباح : بَشِرَ بكذا كفَرِحَ وَزْناً ومعنىً ، وهو الاستبشارُ أَيضاً .
ويَتعدَّى بالحركةِ فيقال : بَشَرْتُ وأَبْشَرْتُ ، كنَصرْتُ في لُغَةِ تعامةَ وما
وَالَاها ، والتَّعْدِيَةُ بالتَّثْقِيل لغةُ عامَّةِ العربِ ، وقرأَ السَّبْعَةُ
باللُّغَتَيْن .
والفاعِلُ من المخفَّف بَشِيرٌ ، ويكون
____________________
(10/185)
البَشِيرُ
في الخَيْرِ أَكثرَ منه في الشَّرِّ .
والبِشَارةُ ، بالكسر ، والضمُّ لغةٌ ، وإِذا أُطلِقتْ اختَصَّتْ بالخَيْرِ ، وفي
الأَساس : وتَتَابَعَتِ البِشَارَاتُ والبَشَائِرُ .
( و ) البَشَارَةُ ( بالفَتْح : الجَمَالُ ) والحُسْنُ ، قال الأَعْشَى :
وَرَأَتْ بأَنتَّ الشَّيْبَ جا
نَبَه البَشَاشَةُ والبَشَارَهْ
( و ) يقال : ( هو أَبْشَرُ منه ، أَي أَحْسَنُ وأَجْمَلُ وأَسْمَنُ ) ، وفي
الحديث : ( ما مِن رَجُلٍ له إِبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا ، إِلّا بُطِحَ
لها يومَ القِيَامَةِ بقَاعٍ قَرْقَرٍ ، كأَكْثَرِ مَا كَانَتْ ، وأَبْشَرِه ، (
أَي أَحْسَنِه ، ويُرْوَى : ( وشَرِه ) ؛ من النّشاط والبَطَر .
( والِشْرُ ، بالكسر : الطَّلاقَةُ ) والبَشَاشَةُ ، يقال : بَشَرَنِي فلانٌ
بَوجهٍ حَسَنٍ ، أَي لَقِيَنِي وهو حَسَنُ البِشْرِ ، أَي طَلْقُ الوَجهِ .
( و ) البِئْرُ : ( ع : و ) قيل : ( جَبَلٌ بالجَزِيرة ) في عَيْنِ الفُراتِ
الغَربِّي ، وله يَومٌ ، وفيه يقول الأَخطلُ :
لقد أَوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وَقْعَةً
إِلى اللّهِ منها المْشْتَكَى والمُعَوَّلُ
وتَفصيله في كتاب البلاذريّ .
( و ) قيل : ( ماءٌ لِتَغْلِبَ ) بنِ وائلٍ ، قال الشاعر :
فلَنْ تَشْرَبي إِلَّا بِرَنْقٍ ولَنْ تَرَيْ
سَوَاماً وحَيًّا في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ
( أَو ) البِشْرُ : سمُ ( وادٍ يُنْبِتُ أَحْرَارَ البُقُولِ ) وذُكُورَهَا .
( و ) المُسَمَّى بِشْر ( سبعةٌ وعشرون صَحابيًّا ) ، وهم : بِشْرُ بنُ البَرَاءِ
الخَزْرَجِيُّ ، وبِشْرٌ الثَّقَفِيُّ ، ويقال : بَشِير ؛ وبِشْرُ بنُ الحارث
الأَوْسِيُّ ، وبِشْرُ بنُ الحارث القُرَشِيّ ، وبِشْرُ بن حَنْظَلَةَ الجُعْفِيّ
، وبِشْرٌ أَبو خليفةَ ، وبِشْرٌ أَبو رافعٍ ، وبِشْرُ بنُ سُحَيْمٍ الغِفَارِيُّ
، وبِشْرُ بنُ صُحَار ،
____________________
(10/186)
وبِشْرُ
بنُ عاصم الثَّقَفِيُّ ، وبِشْرُ بنُ عبد الله الأَنصاريُّ ، وبِشْرُ بنُ عَبْدٍ ،
نَزَلَ البصرة ، وبِشْرُ بنُ عُرْفُطَةَ الجُهَنيُّ ، وبشْرُ بن عِصْمَةَ
اللَّيْثِيُّ ، وبِشْرُ بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ ، وبِشْرُ بنُ عَمْرٍ و
الخَزْرَجِيُّ ، وبِشْرٌ الغَنَوِيُّ ، وبِشْرُ بنُ قُحَيْفٍ ، وبِشْرُ بنُ
قُدَامةَ ، وبِشْرُ بنُ مُعَاذٍ الأَسَدِيُّ ، وبِشْرُ بنُ معاويةَ البَكّائِيُّ ،
وبِشْرُ بنُ المُعَلَّى العَبْدِيُّ ، وبِشْرُ بن الهَجنَّعِ البَكَّائِيُّ ،
وبِشْرُ بنُ هِلالٍ العَبْدِيُّ ، وبِشْرُ بِنُ مادة الحارِثيّ ، وبِشْرُ بنُ حَزْنٍ
النَّضْرِيُّ ، وبِشْرُ بنُ جِحَاشٍ ، ويقال بسر ، وقد تقدّم .
( وأَبو الحَسَنِ ) البِشْرُ ( صاحبُ ) أَبي محمّدٍ ( سَهْلِ بنِ عبد الله ) بن
يُونُسَ التُّسْتَرِيّ البَصْرِيّ ، صاحب الكرامات . ( و ) أَبو حامدٍ ( أَحمدُ
بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ ) بنِ محمّدٍ الهَرَوِيُّ ، عن حامد الرّفَّاءِ ، رَوَى عنه
شيخُ الإِسلام الهَرَوِيُّ . ( وأَبو عَمْرٍ و ) أَحمدُ بنُ محمّدٍ
الأَسْتَراباذِيّ ، عن إِبراهيمَ الصّفارِ ، ذَكَره حمزةُ السَّهْمِيُّ (
البِشْرِيُّون : محدِّثون ) .
وفاته :
محمّدُ بنُ يزَيدَ البِشْرِيُّ الأُمَوِيُّ ، قال الأَمِير ؛ أَظنّه مِن وَلَدِ
بِشْر بنِ مَروانَ ، كان شاعراً . وأَبو القاسم البِشْرِيُّ ، من شُيوخ بن عبد
البَرِّ ، قال ابنُ الدَّبّاغ : لم أَقف على اسمه ، ووجدتُه مضبوطاً بخطِّ طاهرِ
بن مفوز .
( وبِشْرَوَيْهِ كسِيبَوَيْهِ . جماعةٌ ) منهم ؛ أَحمدُ بنُ إِسحاقَ بنِ عبدِ
اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بِشْرَوَيْهِ . وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ
الخُجَنديّ ، شيخٌ لغُنجار ، صاحِبِ تاريخ بُخارَا . وإِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بنِ
بِشْرَوَيْهِ بخارِيٌّ . وأَبو نُعيمٍ بِشْرَوَيْهِ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ
المعقليّ ، رئيسُ نَيْسَابُورَ ، رَوَى عن بِشْره بنُ أَحمدَ الإِسفرايِنيّ .
ومحمّدُ بنُ عبد اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ الحَسنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ الأَصْبهانيُّ ،
وابنُه أَحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الحافظُ . وأَحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الإِمامُ ،
قديمٌ ، حدَّث عن أَبي مَسْعُودٍ الرّازيّ .
____________________
(10/187)
( و ) بَشَرى ( كجَمَزَى ؛ لا بمكَّةَ بالنَّخْلَةِ الشّامِيَّةِ .
( و ) بُشَرَى ( كأُرَبَى : بالشّام ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : هم البُشَارُ ( كغُرَابٍ : سُقَّاطُ النّاسِ )
القُشَار والخُشَارِ .
( وبِشْرَةُ ، بالكسر ) : إسمُ ( جارِيَة عَوِنْ بنِ عبدِ اللّهِ ) ، وفيها يقول
إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ المَوْصلِيُّ :
أَيَا بِنْتَ بِشْرَةَ ما عاقَنِي
عن العَهْدِ بَعْدَ مِنْ عائِقِ
قال مغلْطايْ : رأَيتُه مضبوطاً بخطِّ أَبي الرَّبِيعِ بنِ سالمٍ .
( و ) بِشْرَةُ : ( فَرَسُ ماوِيَةَ بنِ قَيْسٍ ) الهَمْدَانِيِّ ، المُكَنى
بأَبِي كُرْزٍ .
( والبَشِيرُ : المُبَشِّرُ ) الذي يُبَشِّرُ القَوْمَ بأَمْر : خيرٍ أَو شَرَ .
( و ) البَشِيرُ : ( الَمِيلُ . وهي بهاءٍ ) . رجلٌ بَشِيرُ الوَجه : جميلُه ،
وامرأَةٌ بَشِيرَةُ الوهِ . وَوجْهٌ بشِيرٌ : حَسَنٌ .
( وبَشِيرٌ ) ، كأَمِيرٍ : ( جُبَيْلٌ ) أَحمرُ ( مِن جِبالِ سَلْمَى ) لِبَنِي
طَيِّىءٍ .
( و ) بَشِيرٌ : ( إِقليمٌ بالأَنْدَلُسِ ) نُسِبَ إِليه جماعةٌ من المحدِّثين .
( و ) المُسَمَّى ببَشِيرٍ ( ستْةٌ وعشرونَ صَحابِيًّا ) وهم : بَشِيرُ بنُ أَنَسٍ
الأَوسيُّ ، وبَشيرُ بنُ تَيْمٍ ، وبَشيرُ بن جابرٍ العَبْسِيُّ ، وبَشيرٌ أَبو
جَمِيلَةَ السُّلَمِيُّ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ
العَبْسِيُّ ، وبَشيرُ بنُ الخَصاصِيَّة ، وبشيرُ بنُ أَبي زَيْد ، وبشيرُ بنُ
زيدٍ الضُّبَعِيُّ ، وبَشيرُ بنُ سعدٍ الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ سَعدِ بنِ
النّعمان ، وبَشيرُ بنُ عبد الله الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ عبدِ المُنذر ، وبشير
بن عتيك ، وبشيرُ بن عُقْبَةَ ، وبَشيرُ بنُ عَمْرٍ و ، وبَشيرُ بن عُقْبَةَ ،
وبَشيرُ بنُ عَمْرٍ و ، وبَشيرُ بن عَنْبَسٍ ، وبَشيرُ بنُ فديكٍ ، وبَشيرُ بن
مَعْبد أَبو بِشْر ، وبَشيرُ بنُ النَّهّاس العَبْدِيّ ، وبَشيرُ بنُ يزَيدَ
الضُّبَعِيُّ ،
____________________
(10/188)
وبَشيرُ
بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ ، وبَشيرُ بنُ عَمْرِو بن محصن ، وبَشيرٌ الغِفَاريُّ ،
وبشيرٌ الحارثيُّ أَبو عِصَامٍ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ الشاعر .
( و ) المُسَمَّى ببَشِيرٍ ( جماعةٌ محدِّثون ) منهم : بَشِيرُ بن المُهَاجِر
الغَنَوِيّ ، وبَشيرُ بن نهيك ، وبَشيرٌ مولَى بني هاشم ، وبَشيرٌ أَبو إِسماعيل
الضُّبَعيّ ، وبَشيرُ بن مَيْمون ، الوَاسِطيّ ، وبَشيرُ بن زاذانَ ، وبَشيرُ بن
زِياد ، وبَشيرُ بن ميمونٍ ، غير الذي تقدَّم ، وبَشيرُ بنُ مهرانَ ، وبَشيرٌ أَبو
سَهْل ، وبَشيرُ بن كَعْب بن عُجْرَةَ ، وبَشيرُ بنُ عبد الرحمان الأَنصاريّ ،
وبَشيرٌ مولَى معاويَةَ ، وبَشير بنُ كَعْب العَدَوِيّ ، وبشيرُ بنُ يَسار ،
وبشيرُ بن أَبي كَيْسَانَ ، وبَشيرُ بن رَبِيعَةَ البَجليّ ، وبَشيرُ بنُ حَبَسٍ ،
وبَشيرٌ الكَوْشَجُ ، وبَشيرُ بن عُقبة ، وبَشيرُ بن مُسلم الكِنديّ ، وبشيرُ بن
مُحرِز ، وبشيرُ بنُ غالب ، وبَشيرُ بنُ المهلَّب ، وبَشيرُ بن عُبَيْد ، وغير
هؤلاءِ ممّن رَوَى الحديث ، ( وأَحمدُ بنُ محمّدِ ) بنِ عبد الله عن عيِّ بنِ
خَشْرَمٍ ، وعنه عبدُ الله بن جعفرِ بن الوَرْدِ ، ( وعبدُ اللّهِ بنُ الحَكَمِ )
شيخٌ لأَبي أُميّةَ الطَّرسوسيّ ، ( و ) أَبو محمّدٍ ( المُطَّلِبُ بنُ بَدْرِ )
بنِ المطَّلِب بنِ رهْمانَ البغداديّ الكُرْديّ ، نُسِب إِلى جدِّه بَشِير ، وُلِد
سنة 547 ه ، وسمع من ابن البَطّيّ مع أَبيه ، تُوفِّي سنة 674 ه ، ( البَشِيريُّون
: محدِّثون ) .
وأَحمدُ بنُ بَشِير أَبو بكرٍ الكُوفيُّ ، وأَحمدُ بن بشيرٍ أَبو جعفرٍ المؤدِّب ،
وأَحمدُ بنُ بَشّار الصَّيْرفيُّ ، وأَحمدُ بنُ بشّار بنُ الحسن الأَنباريُّ ،
وأَحمدُ بنُ بِشْرر الدمشقيُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر المَرثديُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر
الطَّيالسيُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر البَزّازُ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر بن سَعِيد :
محدِّثون .
( وقَلْعَةُ بَشِيرٍ بِزَوْزَنَ ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( وحِصْنُ بَشِيرٍ بينَ بغدادَ والحِلَّةِ ) على يسارِ الجائي من الحِلَّةِ إِلى
بغدادَ .
____________________
(10/189)
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : ( المَبْشُورةُ ) : الجارِيَةُ ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ
واللَّوْنِ ) ، وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها .
( والتَّبَاشِيرُ : البُشْرَى ) ، وليس له نَظِيرٌ إِلّا ثلاثةُ أَحرفٍ :
تَعاشِيبُ الأَرضِ ، وتَعاجِيبُ الدَّهرِ ، وتَفاطِيرُ النَّبَاتِ : مَا
يَنْفَطِرُ منه ، وهو أَيضاً ما يَخْرُجُ على وَجْهِ الغِلْمَانِ والقَيْنَاتِ ،
قال :
تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهه سَلْمَى
قَدِيماً لا تَفَاطِيرُ الشَّبابِ
( و ) مِنَ المَجَازِ : التَّبَاشِيرُ : ( أَوائِلُ الصُّبْحِ ) ، كالبَشَائِرِ ،
قال أَبو فِرَاس :
أَقولُ وقد نَمَّ الحُلِيُّ بخرْسِه
علينا ولاحتْ للصَّباحِ بَشائِرُهْ
( و ) التَّبَاشِيرُ أَيضاً : أَوائِلُ ( كلِّ شيْءٍ ) ، كَتَباشِيرِ النّورِ
وغيرِه ، لا واحِدَ له ، قال لَبِيدٌ يصفُ صاحباً له عَرَّسَ في السَّفَرِ
فأَيقظَه :
0 قَلَّما عَرَّسَ حتَّى هِجْتُه
بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والتَّبَاشِيرُ : طَرَائِقُ ضوءِ الصُّبْحِ في اللَّيْل . وفي الأَساس : كأَنَّه
جَمْعُ تَبْشِيرٍ ، مصدرُ بَشَّرَ .
( و ) عن اللَّيْث : التَّبَاشِيرُ : ( طَرَائِقُ ) تَرَاها ( على ) وَجْه (
الأَرضِ من آثار الرِّياحِ .
( و ) التَّبَاشِيرُ : ( آثارٌ بِجَنْبِ الدّابَّةِ من الدَّبَرِ ) ، محرَّكةً ،
وأَنشدَ :
ونِضْوَةُ أَسْفَار إِذا حُطَّ رَحْلُهَا
رأَيتَ بدِفْئَيْهَا تَباشِيرَ تَبْرُقُ
وفي حديث الحجّاج : ( كيف كان المَطَرُ وتَبْشِيرُهُ ) ؟ أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه
.
( و ) رأَى النَّاسُ في النَّخْل التَّبَاشيرَ ، أَي ( البَواكِر من النَّخْلِ ) .
____________________
(10/190)
( و ) التَّبَاشِيرُ : ( أَلوانُ النَّخْلِ أَوَّلَ ما يُرْطِبُ ) ، وهو
التَّبَاكِيرُ .
( و ) في المُحْكَم : ( أَبْشَرَ ) الرَّجلُ إِبشاراً : ( فَرِحَ ) ، قال الشّاعر
:
ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَوَاماً
وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلَالَا
وعن ابن الأَعرابيِّ : يقال : بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه ، وأَبْشَرْتُه ، وبَشَرتُ
بكذا ، وبَشِرْتُ ، وأَبْشَرْتُ ، إِذا فَرِحْت ، ( ومنه : أَبْشِرْ بخَيرٍ ) ،
بقَطْعِ الأَلِفِ .
( و ) من المَجاز : أَبْشَرَتِ ( الأَرضُ : أَخرجَتْ بَشَرَتَها ، أَي ما ظَهَرَ
مِن نَباتِها ) ؛ وذلاك إِذا بُذِرَتْ . وقال أَبو زيادٍ الأَحمرُ : أَمْشَرَتِ
الأَرضُ ، وما أَحسنَ مَشَرَتَها .
( و ) أَبْشَرَتِ ( النّاقَةُ : لَقِحَتْ ) ؛ فكأَنَّهَا بَشَّرَتْ باللَّقَاح ،
كذا في التهْذِيب ، قال : وقولُ الطِّرِمّاحِ يُحَقِّقُ ذالك :
عَنْسَلٌ تَلْوِي إِذا أَبْشَرَتْ
بخَوَافِي أَخْدَرِيَ سُخامْ
وفي غيره : وبَشَّرَتِ النّاقَةُ باللَّقاح ، وهو حين يُعلَمُ ذالك عند أَوَّلِ ما
تَلْقَحُ .
( و ) أَبْشَرَ ( الأَمْرَ : حَسَّنَه ونَضَّرَه ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وقد
وَهِمَ المصنِّفُ ، والصَّوابُ : وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَه : حَسَّنَه ونَضَّرَه
. وعليه وَجَّهَ أَبو عَمْرٍ و مَنْ قَرَأَ : { ذَلِكَ الَّذِى يُبَشّرُ اللَّهُ
عِبَادَهُ } ( الشورى : 23 ) قال : إِنّمَا قُرِئَتْ بالتَّخْفِيف ؛ لأَنه ليس فيه
بكذا ، إِنما تقديرُه : ذالك الذي يُنَضِّرُ اللّهُ به وُجُوهَهم ، كذا في اللِّسَان
.
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( باشَرَ ) فلانٌ ( الأَمْرَ ) ، إِذا ( وَلِيَه بنفسِه )
، وهو مستعارٌ من مُباشَرَةِ الرجلِ المرأَةَ ؛ لأَنه لا بَشَرةَ للأَمْرِ ؛ إِذْ
ليس بِعَيْنٍ . وفي حديث عليَ كَرَّمَ اللّهُ وجهَه : ( فباشِرُوا رُوحَ اليَقِينِ
) ، فاستعاره لِرُوحِ
____________________
(10/191)
اليَقِين
؛ لأَنّ رُوحَ اليَقِينِ عَرَض ، وبَيِّنٌ أَنَّ العَرَضَ ليستْ له بَشَرَة .
ومُبَاشَرَةُ الأَمْرِ أَن تَحْضُرَه بنفْسِكَ وتَلِيَه بنفْسِك .
( و ) باشَرَ ( المرأَةَ : جامَعَها ) مُبَاشرةً وبِشَاراً ، قال اللّهُ تعالَى :
{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } . المُباشَرةُ :
الجِمَاعُ ، وكان الرجلُ يَخرُج من المسجدِ وهو مُعْتَكِف فيُجامِعُ ، ثم يعودُ
إِلى المسجد .
( أَو ) باشَرَ الرجلُ المرأَةَ ، إِذا ( صارا في ثَوْبٍ واحدٍ ، فباشَرَتْ بَشَرَتُه
بَشَرَتَها ) . ومنه الحديثُ : ( أَنّه كان يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صائِم ،
وأَراد به المُلَامَسَةَ ، وأَصلُه مِن لَمْسِ بَشَرةِ الرجلِ بَشَرَةَ المرأَةِ ،
وقد يَرِدُ بمعنَى الوَطْءِ في الفَرْجِ ، وخارجاً منه .
( والتُّبُشِّرُ بضمِّ التاءِ والياءِ وكسرِ الشِّيْنِ المشدَّدةِ و ) وُجِدَ (
بخطِّ الجوهريَّ : الباءُ مفتوحة ) ، وهو لغة فيه : ( طائرٌ يقال له :
الصُّفَارِيّةُ ) ، ولا نَظِيرَ له إِلا التُّنَوِّطُ وهو طائر أَيضاً ، وقولهم :
وَقَعَ في ووادِي تُهُلِّكَ ، ووادِي تُضُلِّلَ ، ووادِي تُخَيِّبَ ، ( الواحدةُ
بهاءٍ ) .
وبَشَرْتُ به ، كعَلِمَ وضَرَبَ : سُرِرْتُ ) ، الأُولَى لغة رواهَا الكِسائِيُّ .
( و ) يقال : ( بَشَرَنِي بوَجْهٍ ) مُنْبَسِطٍ ( حَسَنٍ ) يَبْشرني ، إِذا (
لَقِيَنِي ) به .
( وسَمَّوْا مُبَشِّراً ) وبَشّاراً وبِشَارَة وبِشْراً ( كمحدِّثٍ وكَتّان
وكِتَابةٍ وعِجْلٍ ) .
وفاته :
بَشِرٌ ، ككَتِفٍ ، ومنهم : بَشِرُ بنُ مُنْقِذٍ البُسْتِيُّ ، قال الرَّضِيّ
الشاطِبيُّ : رأَيتُه بخطِّ الوزيرِ المغربيِّ مُجوَّداً بالكسر .
( و ) بُشَيْر ، ( كزُبَيْرٍ ، الثَّقفيُّ ) قال ابنُ ماكُولا : له صُحبَة ، ( و )
بُشَيرُ بنُ كَعْبٍ أَبو أَيَّوبَ ( العَدَوِيُّ ) عَدِيُّ مَنَاةَ ، ويقال :
العَامِرِيُّ ، ( و ) بُشَيْرٌ ( السُّلَمِيُّ ) رَوَى عنه ابنهُ رافِعٌ ( أَو هو
) أَي الأَخيرُ ( بِشْرٌ ) ، وقيل :
____________________
(10/192)
بَشِيرٌ
كأَمِيرٍ : وقيل : بُسْرٌ بالمُهْمَلَة : ( صَحابِيُّون ) .
( و ) بُشَيْرُ ( بنُ كَعْبٍ ) أَبو عبدِ اللّهِ العَدَوِيُّ ، ويقال :
العامِرِيُّ ، ( و ) بُشَيْرُ ( بنُ يَسارٍ ) الحارِثِيُّ الأَنصارِيُّ ، ( و )
بُشَيْرُ ( بنُ عبدِ اللّهِ ) بنِ بُشَيْر بن يَسار الحارثِيُّ الأَنصارِيُّ ، ( و
) بُشَيْرُ ( بنُ مُسْلِمٍ ) الحِمْصِيُّ ، ( وعبدُ العزيزِ بنُ بُشَيْرٍ ) شيخٌ
لأَبي عاصِمٍ : ( محدِّثون ) .
( و ) من المَجاز : يقال : ( رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ ) ، وهو الذي قد جَمَعَ
لِيناً وشِدَّةً مع المعرفةِ بالأُمور ، عن الأَصمعيِّ ، قال : وأَصلُه مِن
أَدَمَةِ الجِلْدِ وَبَشَرَتِه .
وامرأَةٌ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ : تامَّةٌ في كلِّ وَجهٍ ، وسيأْتي ( في أَ دم ) .
وتَلُّ باشِرٍ : ع قُرْبَ حَلَبَ ، منه ) على يَوْمَيْن منها ، وفيه قلعةً ، منها
( محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ ) بنِ مُرْهَفٍ ( الباشِرِيُّ ) ، قال الذَّهَبِيُّ
: لا أَعرفه ، قال الحافظُ : بل حَدَّثَ عن الفَخْر الفارِسِيِّ ، وحَسَنُ بنُ
عليِّ بنِ ثابتٍ التَّلُّ باشِرِيِّ ، سَمِعَ الغَيلانيّاتِ على الفَخْرِ ابنِ
البُخَارِيِّ .
( وأَبو البَشَرِ : آدَمُ عليه السَّلام ) ، أَوْلُ مَن تَكَنَّى به ، ولَقَبُه
صَفِيُّ اللّهِ . ( و ) أَبو البَشَرِ ( عبدُ الآخِرِ المُحَدِّثُ ) ، الرّاوي عن
عبدِ الجَلِيلِ بنِ أَبي سَعْد جزءَ بِيبَى . ( و ) أَبو البَشَرِ ( بَهْلَوانُ )
ابنُ شهر مزن بنِ محمّد بن بيوراسفَ ، كما رأَيتُه بخطِّه ، هاكذا في آخر شرْح
المَصابيحِ للبَغَوِيِّ ( اليَزْدِيُّ ، دَجَّالٌ ) كذَّابٌ ، زَعَمَ أَنه سَمِعَ
من شَخْصٍ لا يُعرَف بعد السبعين وخَمْسمائة صحيحَ البُخَاريِّ ، قال : أَخبرَنَا
الدّاوُودِيُّ ؛ فانْظُرْ إِلى هاذه الوَقَاحةِ ، قالَه الحافظُ ( و ) أَبو
الحَرَم ( مَكِّيُ بنُ أَبي الحَسَنِ بنِ ) أَبي نَصْرٍ ، المعروفُ بابنِ ( بَشَرٍ
) مُحَرَّكةً المُطَرّز البغداديُّ : ( محدِّث ) ، رَوَى عن ابن نُقْطَةَ ، وهو من
شيوخِ الحافظِ الدِّمْيَاطِيِّ ، أَخرجَ حديثَه في مُعْجَمه وضَبَطَه .
____________________
(10/193)
وممّا يُستدرَك عليه :
البُشَارةُ ، بالضمِّ : ما بُشِرَ من الأَدِيم ، عن اللحْيانِيِّ ، قال :
والتِّحْلِىءُ : ما قُشِرَ مِن ظَهْرِه .
وفي المَثَل : ( إِنّمَا يُعَاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشَرَةِ ، قال أَبو حَنِيفَةَ
: معناه إِنّمَا يُعَاتَبُ مَنْ يُرْجَى ، ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ .
وفي الحديث : ( مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَلْيَبْشَرْ ) ، مَنْ رَوَاه بالضَّمِّ ،
فقال : هو مِن بَشَرْتُ الأَدِيمَ ، إِذا أَخذْتُ باطِنَه بالشَّفْرَة ، فمعناه
فَلْيُضَمِّرْ نفْسَه للقرآن ؛ فإِن الاستكثارَ مِن الطعَامِ يُنْسِيه القرآن .
وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه ، أَي سَحْنَاءَه وهَيْئَتَه .
والبَشَرَةُ : البَقْلُ والعُشْبُ .
والعشْرُ : المُبَاشَرَةُ ، قال الأَفْوَهُ :
لَمّا رَأَتْ شَيْبِي تَغَيَّرَ وانْثَنَى
مِن دُونِ نَهْمَةِ بَشْرِهَا حِينَ انْثَنَى
أَي مُبَاشَرَتِي إِيّاهَا .
وتَبَاشَر القَومُ : بَشَّرَ بعضُهم بعضاً .
ومن المَجاز : المُبَشِّرَاتُ : الرِّياحُ التي تَهُبُّ بالسَّحَاب ، وتُبَشِّرُ
بالغَيْث ، وفي الأَساس : وهَبَّتِ البَوَاكِيرُ والمُبَشِّرَاتُ ، وهي الرِّيَاحُ
المُبَشِّرَةُ بالغَيْث ، قال اللّهُ تَعَالَى : { وَمِنْ ءايَاتِهِ
____________________
(10/194)
أَن
يُرْسِلَ الرّيَاحَ مُبَشّراتٍ } ( الروم : 46 ) ، { وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ
الرّيَاحَ بُشْرىً } ( الأعراف : 57 ) وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً ؛ فبُشُراً جمعُ
بَشُورٍ ، وبُشْراً مُخَفَّفٌ منه ، وبُشْرَى بمعنَى بِشارَةٍ ، وبَشْراً مصْدرُ بَشَرَه
بَشْراً ، إِذا بَشَّرهَ .
ومِن المَجاز : فيه مَخايِلُ الرُّشْدِ وتَباشِيرُه .
وباشَرَه النَّعِيمُ . والفِعْلُ ضَرْبانِ : مُباشِرٌ ومُتَوَلِّدٌ ، كذا في
الأَساس .
وبَشَائِرُ الوَجهِ : مُحَسِّناتُه .
وبَشَائِرُ الصُّبحِ : أَوَائلُه .
وعن اللِّحْيَانِيِّ : ناقةٌ بَشِيرَةٌ ، أَي حَسَنَةٌ ، وناقَةٌ بَشِيرَةٌ : ليست
بمَهْزُولةٍ ولا سَمِينَةٍ . وحكى عن أَبي هلالٍ ، قال : هي التي ليستْ
بالكرِيمَةِ لا الخَسِيسَةِ ، وقيل : هي التي على النِّصْفِ مِن شَحْمِها .
وبِشْرَةُ : إسمٌ ، وكاذلك بُشْرَى إسمُ رَجُلٍ ، لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكرةٍ ؛
للتَّأْنِيثِ ولُزُومِ حرفِ التأْنيثِ له ، وإِن لم تكن صفةً ؛ لأَنّ هاذِه
الأَلِفَ يُبْنَى الإسمُ لها ، فصارتْ كأَنَّهَا من نفْسِ الكلمةِ وليستْ كالهَاءِ
التي تَدخلُ في الإسمِ بعد التَّذْكِير .
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بَشّارٍ ، نَيْسَابُورِيٌّ ، وأَبو بكرٍ
أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ بَشَّارٍ البُوشَنْجِيُّ ، وأَبو محمّدٍ
بِشْر بنِ محمّد بن أَحمدَ بنِ بِشْر البِشْرِيُّ ، وأَبو الحسنِ أَحمدُ بنُ
إِبراهيمَ بنِ أَحمدَ بنِ بَشِيرٍ ، وابنُه عليٌّ . وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ
عُبَيْدِ اللّهِ بنِ بَشِيرِ بنِ عبد الرَّحِيمِ : محدِّثون .
والبِشْرِيَّةٌ : طائفةٌ مِن المُعْتَزِلَةِ ؛ يَنْتَسِبُون إِلى بِشْرِ بنِ
المْعْتَمِر .
وباشِرُ بنُ حازِمٍ ، عن أَبي عِمْرانَ الجَوْنِيّ .
وكُزبَيْرٍ : بُشَيْر بنُ طَلحةَ .
وبَشِيرُ بنُ أُبَيْرِقٍ . شاعرٌ مُنافِق . وبَشِيرُ بنُ النِّكْث اليَرْبُوعِيُّ
راجزٌ .
وأَبو بَشيرٍ محمّدُ بنُ الحسنِ بن
____________________
(10/195)
ِ
زكرّيا الحَضْرَمِيُّ .
وحِبّانُ بنُ بَشِيرِ بنِ سَبْرَةَ بنِ مِحْجَنٍ : شاعِرٌ فارسٌ لقبُه الْمِرقال .
وأَمّا مَن اسمُه بَشَّارٌ ككَتَّان فقد اسْتَوّفاهم الحافظُ في التَّبَصِير ،
فراجِعْه ، وكذلك البشاريّ ، ومن عُرِفَ به ذَكَرَه في كتابِه المذكور .
وابنُ بشْرانَ : محدِّث مشهور .
وذ بِشْرَيْنِ ، بالكسر مثنًّى : جَدُّ ، الشَّعْبِيِّ .
والبَشِيرُ : فَرَسَ محمّدِ بنِ أَبي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ .
بشكر : ( البَشْكَرِيّ ) شيخٌ للمالِينيِّ ، ذَكَرَه الرُّشاطِيُّ ، وما ذَكَرَ
اسمَه .
وبشكريّ ، قال الذَّهبيُّ : صاحبٌ لنا .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
بشكلر : ( بُشْكلارُ ) : من قُرى جَيّانَ ، منها أَبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ محمد
بنِ سعيدٍ الأَندلسيّ البُشْكلارِيّ ، نَزِيلُ قُرْطُبَةَ ، كان ثِقَةً شافِعيًّا
، رَوَى عن أَبي محمّدٍ الأَصِيليِّ ، وعنه أَبو عليَ الغَسَانيّ وغيرُه ،
تُوُفِّيَ سنةَ 461 ه .
ومما يستدرك عليه :
بشطمر : ( البَشْطَمِيرُ ، كزَنْجَبِيل ) : قريةٌ بالمرْتاحيّة .
وممّا يُستدَرك عليه :
بشمر : ( البَشْمُور ) ، بالفتح : قريةٌ من الدَّقَهليّة .
وممّا يُستدرَكَ عليه أَيضاً :
بصر : ( البَصَرُ ، محرَّكةٌ ) : العَيْنُ ، إِلّا أَنه مُذَكَّرٌ ، وقيل :
البَصَرُ : حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ ، قالَه اللَّيْث ، ومثلُه في الصّحاح . وفي
المِصباح : البَصَرُ : النُّورُ الذي تُدرِكُ به الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ . وفي
المُحكَم : البَصَرُ : ( حِسُّ العَيْنِ ، ج أَبصارٌ ) .
____________________
(10/196)
( و ) البَصَرُ ( مِن القَلْبِ : نَظَرُه وخاطِرُه ) ، والبَصَرُ : نَفَاذٌ في
القَلْب ، كما في اللِّسان ، وبه فُسِّرت الآيةُ : { فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ
تَرَى مِن فُطُورٍ } ( الملك : 3 ) .
وفي البَصَائِرِ للمصنِّف : البَصِيرَةُ : قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ ، ويقال :
بَصَرٌ أَيضاً ، قال اللّهُ تعالَى : { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } ( النجم
: 17 ) .
وجمعُ البَصَرِ أَبْصَارٌ ، وجمعُ البَصِيرَةِ بَصائِرُ .
ولا يكادُ يقال للجارِحَةِ لنّاظرةِ : بَصِيرَةٌ . إِنّما هي بَصَرٌ ، ويقال
للقُوَّة التي فيها أَيضاً : بَصَرٌ ، ويقال منه : أَبْصَرْتُ ، ومن الأَوَّلِ ،
أَبْصَرْتُه وبَصُرْتُ به ، وقَلَّمَا يقال في الحاسَّة إِذا لم تُضامُّه رؤيةُ
القلبِ : بَصُرْتُ .
( وبَصُرَ به ككَرُمَ وفَرِحَ ) ، الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ ،
( بَصَراً وبَصَارَةً ، ويُكْسَرُ ) ككِتَابةٍ : ( صار مُبْصِراً ) .
( وأَبْصَرَه وَتَبَصَّرَه : نَظَرَ ) إِلي : ( هل يُبْصِرُه ؟ ) .
قال سِيبَوَيْهِ : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً ، وأَبْصَرَه ، إِذا أَخْبَرَ بالذي
وَقَعَتْ عَيْنُه عليه .
( و ) عن اللِّحْيَانِّي : أَبصَرتُ الشيْءَ : رأَيتُه .
و ( باصَرَا : نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ ) . ونصَّ عبارةِ النَّوَادِرِ :
وباصَرَه : نَظَرَ معه إِلى شيْءٍ : أَيُّهما يُبْصِرُه قبلَ صاحِبِه . وباصَرَه
أَيضاً : أَبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ ) . فَبِت على رَحْلِي
وباتَ مَكانَه
أُراقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُهْ
وفي الصّحاح : باصَرْتُه إِذا أَشْرَفْتَ تَنْظُرُ إِليه من بَعِيدٍ .
( وتَباصَرُوا : أَبْصَرَ بعضُهم بعضاً ) .
( والبَصِيرُ : المُبْصِرُ ) ، خِلافُ
____________________
(10/197)
الضَّرِيرِ
، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ . ( ج بُصَراءُ ) .
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإِنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ .
( و ) البَصِيرُ : ( العالِمُ ) ، رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به . وقد
بَصُرَ بَصَارةً ، وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياءِ ، أَي عالِمٌ بها . والبَصَرُ :
العِلْم ، وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه ، قال اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : {
بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } ( طه : 96 ) قال الأَخْفشُ : أَي عَلِمْتُ
ما لم يَعْلَمُوا به ، مِن البَصِيرَة . وقال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ ، أَي
أَبْصَرْتُ ، قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أَبْصَرْتُه ، كذا في
اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ، ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ، ويقال : بَصِيرٌ
بكذا وكذا ، أَي حاذِقٌ ، له عِلْمٌ دَقيقٌ به .
وقولُه عليه السَّلامُ : ( إذْهَبْ بنَا إِلى فُلانٍ البَصِيرِ ) ، كان أَعْمَى .
قال أَبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ ، قال ابن سِيدَه : وعندي أَنه عليه
السَّلامُ إِنّمَا ذَهَبَ إِلى التَّفَاؤُل إِلى لَفْظ البَصر أَحسن من لَفْظ
الأَعْمَى ، أَلا تَرَى إِلى قَول مُعاويةَ : ( والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأَعمَى ) .
وقال المصنِّف في البَصائر : والضَّريرُ يقال له ؛ بَصيرٌ ، على سَبِيل العَكْسِ ،
والصَّوابُ أَنِ قيل ذالك له ؛ لِما له مِن قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ .
( و ) البَصِيرَةُ ( بالهاءِ : عَقِيدَةُ القَلْبِ ) ، قال اللَّيْث : البَصِيرَةُ
: إسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب مِن الدِّين وتحقيقِ الأَمرِ . وفي البَصَائر :
البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ ، وقولُه تعالَى : { أَدْعُو
إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } ( يوسف : 108 ) ، أَي على معرفةٍ وتَحَققٍ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الفِطْنَةُ ) ، تقول العربُ : أَعْمَى اللّهُ بصائِرَه ،
أَي فِطَنَه ، عن ابن الأَعرابيِّ . وفي حديث ابن عَبّاس أَنْ معاوِيَةَ لمّا قال
له : ( يا بَنِي
____________________
(10/198)
هاشِمٍ
أَنتم تُصَابُون في أَبصارِكم ) ، قال له : ( وأَنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون
في بَصائِرِكم ) .
وفَعَلَ ذالك على بَصِيرَةٍ ، أَي على عَمْدٍ . وعلى غيرِ بَصِيرةٍ ، أَي على غيرِ
يَقِينٍ . وفي حديث عُثْمَانَ : ( وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ ) ، أَي على
معرفةٍ من أَمرِكم ويقينٍ . وإِنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة .
وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( ما بَيْه شُقَّتَي البَيْتِ ) ، وهي البَصَائِرُ ، وزاد
المصنِّف في البَصائر بعدَ ( البيت ) : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الحُجَّةُ ) والاستِبْصارُ في الشيْءِ ، ( كالمَبْصَرِ
والمَبْصَرةِ ، بفتحهِما .
( و ) البَصِيرَةُ : ( شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ ) ،
وَيَسْتَبِينُها به ، قاله الأَصمعيُّ . وفي حديث الخَوَارِجِ : ( ويَنْظُرُ إِلى
النَّصْل فلا يَرَى بَصِيرَةً ) ، أَي شيئاً من الدَّمِ يَستدِلُّ به على
الرَّمِيَّة . واختُلِفَ فيما أَنشدَه أَبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا
فقيل : إِنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ ، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ ، وقيل : إِنه
أَراد ( من ) بَصِيرَتِها ، فحَذَف الهاءَ ضرروةً . ويجوز أَن يكونَ البَصِيرُ
لغةً في البَصِيرَة ، كقولِكَ : حُقٌّ وحُقَّةٌ ، وبَياضٌ وبَيَاضَةٌ .
ويقال : هاذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ ، وهي الجَدِيَّة منها على الأَرض .
والبَصِيرَةُ : مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِن الدَّمِ .
وقيل : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما لم يَسِلْ .
____________________
(10/199)
وقيل : هو الدُّفْعَةُ منه .
( و ) قيل : البَصِيرَةُ : ( دَمُ البِكْرِ ) .
وقال أَبو زَيْدٍ : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما كان على الأَرض .
وفي البَصائر للمصنِّف : والبَصِيرَةُ قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( التُّرْسُ ) الّلامِعُ ، وقيل : ما استطالَ منه ، وكُلُّ ما
لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الدِّرْعُ ) ، وكلُّ ما لُبِس جُنَّةً بَصِيرَةٌ ، وقال :
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أَكْتَافهمْ
وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي
هاكذا رَوَاه أَبو عُبَيْد ، وفَسَّره فقال ؛ والبَصِيرَةُ : التُّرْسُ أَو
الدِّرْعُ ، وَرَوَاهُ غيرُه : ( راحُوا بَصائِرُهم ) ، وسيأْتي فيما بعدُ .
ويُجمع أَيضاً على بِصارٍ ، ككَرِميَة وكِرَامٍ ، وبه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ في
الرَّوْض قولَ كَعْبِ بنِ مالكٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وتارةً
تمُرُّ بأعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ
يقول : تشُقُّ أَبْدَانَ الرِّجَال حتى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقَعْقِعُ فيها ، وهي
الدِّرعُ أَو التُّرْسُ ، وقيل غيرُ ذالك .
( و ) من المَجاز : البَصِيرَةُ : ( العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها ) ، وخَرَّجُوا
عليه قولَه تعالَى : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ
أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاْولَى بَصَآئِرَ } ( القصص : 43 ) ، أَي جعلناها
عِبْرَةً لهم ، كذا في البَصائر ، وقولُهم : أَمالَكَ بَصِيرَةٌ فيه ؟ أَي
عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بها ، وأَنشدَ :
في الذّاهِبِينَ الأَوَّلِي
ن ( من القُرونِ ) لنا بَصائرْ
____________________
(10/200)
أَي عِبَرٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : البَصِيرَةُ : الشاهِدُ ، عن اللِّحْيَانِيِّ ، وحَكَى :
اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم ، بمَنْزِلَةِ ( الشَّهِيدِ ) قال : وقوله تعالى : {
بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } ( القيامة : 14 ) قال ابن سِيدَه : له
مَعْنَيَانِ ، إِنْ شِئتَ كان الإِنسانُ هو البَصِيرَةَ على نفسِه ، أَي الشاهِدَ
، وإِن شِئتَ جعلتَ ( البَصِيرَة ) هنا غيرَه ، فعَنَيتَ به يَدَيْه ورِجْلَيْه
ولِسانَه ؛ لأَن كلَّ ذالك شاهِدٌ عليه يومَ القيامة ، وقال الأَخْفَشُ : { بَلِ
الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } جَعَلَه هو البَصِيرَةَ ، كما تقولُ
للرَّجل : أَنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ . وقال ابنُ عَرَفَةَ : { عَلَى نَفْسِهِ
بَصِيرَةٌ } أَي عليها شاهِدٌ بعَمَلِها ، ولو اعتذَر بكلَ عُذْرٍ ، ويقول :
جَوارِحُه بَصِيرةٌ عليه ، أَي شُهُودٌ . وقال الفَرّاءُ : يقول : على الإِنسان من
نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عليه بعَمَله ، اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان
والذَّكَر ، وأَنشدَ :
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً
بِمَقْعَدِه أَو مَنْظَرٍ هو ناظِرُهْ
يُحاذِرُ حتى يَسَبَ النّاسَ كلَّهم
مِن الخَوْف لا تَخْفَى عليهم سَرائِرُهْ
وفي الأَساس : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم ، أَي رَقِيباً وشاهِداً ، وقال المصنِّف
في البَصائر : وقال الحَسَن : جعلَه في نَفْسِه بَصِيرَةً ، كما يقال : فلانٌ
جُودٌ وكَرَمٌ ، فهنا كذالك ؛ لأَن الإِنسانَ ببَدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أَنَّ ما
يُقَرِّبُه إِلى الله هو السَّعادةُ ، وما يُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَةُ ،
وتأْنيثُ البَصِيرِ لأَن المراد بالإِنسان ها هنا جَوَارِحُه ، وقيل : الهاءُ
للمبالغة ، كعَلْامةٍ ورَاوِيَةٍ .
( و ) من المَجاز : ( لَمْحٌ باصِرٌ ) ، أَي ( ذو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ ) ، على
النَّسَب ، كقَولهم : رجلٌ تامِ ولابِنٌ ، أَي ذو تَمْرٍ وذو لَبَنٍ ؛ فمعنى
باصِرٍ ذو بَصَرٍ ،
____________________
(10/201)
وهو
من أَبْصَرْتُ ، مثلُ مَوْتٍ مائِتٍ ، من أَمَتُّ ، وفي المُحْكَم : أَراه لَمْحاً
باصِراً ، أَي أَمراً واضحاً . وقال اللَّيْث : رأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً ، أَي
أَمراً مَفْرُوغاً عنه .
( والبَصْرَةُ ) بفتحٍ فسكونٍ ، وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : ( بَلَدٌ ، م )
أَي معروفٌ ، وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ ، والمُؤْتَفِكَةَ ؛ لأَنه ا
ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أَي انقَلَبَتْ في أَولِ الدَّهرِ ، قالَه ابن قَرقُول في
المَطَالع : ويقال لها : البُصَيْرَةُ ، بالتَّصغير ، وقال السّمْعَانِيُّ : يقال
للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإِسْلامِ ، وخِزَانةُ العَربِ ، بَناها عُتْبَةُ بنُ
غَزْوانَ في خلافة عُمَر رضي الله عنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة ، وسَكَنَهَا
النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ، ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِهَا ،
كذا كان يقولُ أَبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أَحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ ، الواعظُ
بالبَصْرة ، كما تلقّاه منه السّمْعَانِيُّ ، ( ويُكْسَرُ ويُحَرَّكَ ويُكْسَرُ
الصّادُ ) ، كأَنّها صفَةٌ ، فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصّغانِيّ ،
وزاد غيرُه الضَّمِّ فتكونُ مُثَلَّثَةً ، والنِّسبةُ إِليها بِصْرِيٌّ بالكسر ،
وبَصْرِيٌّ ، الأُولَى شاذَّةٌ ، قال عُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا
يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا
وقال الأُبّيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ ، نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ
مُثَلَّثَة ، وليس في النَّسَب إِلا الفَتْحُ والكَسْرُ ، وقال غيرُه : البَصْرَةُ
مُثَلَّثَة ، كما حَكَاه الأَزهريُّ ، والمشهورُ الفَتْحُ ، كما نَبَّه عليه
النَّوَوِيُّ .
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاض : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ ، سُمِّيَتْ بالبَصْر
مُثَلَّثاً ، وهو الكَذَّانُ ، كان بها عند اخْتِطاطِها ، واحدُهَا بَصْرَةٌ ،
بالفتح والكسر ، وقيل : البَصْرَةُ : الطِّينُ العَلِكُ إِذا كان فيه جِصٌّ وكذا
أَرضُ البصْرَةِ . ( أَو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ ،
____________________
(10/202)
أَي
كَثِيرُ الطُّرُقِ ) فمعنى بَسْ كَثِيرٌ ، ومعنَى راهْ طَرِيقٌ ، وتعبيرُ المصنِّف
به غيرُ يِّدٍ ؛ فإِن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ ، إِلّا أَن يقال إِنه كان
في الأَصل بَسْ راهها ، فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ ، كما هو ظاهِرٌ .
( و ) البَصْرَةُ : ( د ، بالمَغْرِب ) الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس ؛ سُمِّيَتْ
بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أَهل البَصْرَةِ ، عند فُتُوح تلك البلادِ ، وقد (
خَرِبَتْ بعدَ الأَرْبَعِمِائَةِ ) من الهجرةِ ، ولا تكادُ تُعْرَفُ .
( و ) البَصْرَةُ والبَصْرُ : حِجَارَةُ ( الأَرض الغَلِيظة ) ، نَقَلَه القَزّازُ
في الجامع . ( و ) في الصّحاح : البَصْرَةُ : ( حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ )
مّا ، وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ ، وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمجَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ
المُتَثَلِّمُ : حَوْصٌ تَهَدَّمَ أَكثرُه ، لِقِدَمِ العَهْدِ . والشِّيبُ :
حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ .
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أَرضٌ كأَنَّهَا جَبلٌ من جِصَ ، وهي التي
بُنِيتْ بالمِرْبَدِ ؛ وإِنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها .
وفي المِصْباح : البَصْرةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ : الحِجَارةُ الرِّخْوةُ ، وقد تُحذَف
الهاءُ مع فتحِ الباءِ وكسرِهَا ، وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ
بصُلْبة .
والبُصْرَةُ ( بالضَّمِّ : الأَرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ ) .
وأَرضٌ بَصِرَةٌ ، إِذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّوابِّ .
وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأَرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ ، والبَصْرَةُ
مُثَلَّثاً :
____________________
(10/203)
أَرضٌ
حِجارَتُها جِصُّ ، قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ .
( و ) البُصْرَةُ : ( الأَثَرُ القَلِيلُ مِن اللَّبَنِ ) يُبْصِرُه النّاظِرُ
إِليه ، ومنه حديثُ عليَ رضِيَ اللّهُ عنه : ( فأَرْسلتُ إِليه شاةً فرأَى فيها
بُصْرَةً مِن لَبَنٍ ) .
( وبُصْرَى ، كحُبْلَى : د ، بالشَّام ) بين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ ، أَولُ بلادِ
الشّامِ فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ ، وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أَنَّها
حَوْرانُ أَو قَيْسَارِيّةُ ، قال الشاعر :
ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى
وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ
ويُنسَبُ إِليها السُّيوفُ لبُصْرِيَّةُ ، وأَنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن
الحُمَامِ المُرِّيّ :
صَفَائِحُ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا
ومُطَّرِداً منْ نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا
والنَّسَبُ إِليها بُصْريٌّ ، قال ابن دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه دَخيلاً .
( و ) بُصْرَى : ( ة ببغدادَ ) ذَكَرَهَا ياقوت في المُعْجَم ، وهي ( قُرْبَ
عُكْبَرَاءَ ، منها ) : أَبو الحَسَن ( محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد ( بن ) ( خَلَفٍ
، الشاعرُ البُصْرَويُّ ) ، سَكَنَ بغدادَ ، وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف
المُرْتَضَى ، وكان مَليحَ العارضَة ، سَريعَ الجَوَاب ، تُوُفِّيَ سنةَ 443 ه .
ومنها أَيضاً ؛ القاضي صدرُ الدِّين إِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ
اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنفِيُّ ، مات بدمشقَ سنةَ 669 ه . والعَلَّامة أَبو
محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَوِيُّ ، كَتَبَ عنه
ابنُ الخَبازِ والبِرْزالِيّ .
( وبُوصِيرُ : أَربعُ قُرًى بمصر ) . ويقالُ بزيادةِ الأَلِفِ ، بناءً على أَنه
مركَّبٌ مِن ( أَبو ) ( وصِر ) ، وهُنَّ : أَبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة ، وأَبُو
صِير الغَرْبِيَّة ، وتذكر مع بَنَا ، وهي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل
، بينها
____________________
(10/204)
وبين
سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ ، وقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها
المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بنِ أَحمدَ بنِ عَطَاءِ اللّهِ الشافِعِيِّ ،
رَوَى عن أَبيه ، وعن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ
محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ ، وغيرِهما ، وأَبُو صِير :
قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ ، منها أَبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى
الفَقِيهُ المالِكِيُّ ، والإِمامُ شَرفُ الدِّينِ أَبو عبد اللّهِ محمّدُ بنُ
سَعيدِ بنِ حَمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ ، قيل أَحَدُ
أَبَويّه مِن دَلَاص ، والآخَرُ من أَبُو صِير ، فركَّب لنفسِه منها نِسْبَةً ؛
فقال : الدَّلَاصِيريّ ، ولاكنه لم يشتهر إلّا بالأَبُوصِيريِّ وهو صاحبُ
البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ ، تُوفِّيَ بالقاهرة سنة 695 ه . وأَبُو صِير أَيضاً :
قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌ .
( و ) بُوصِيرُ : ( نَبْتٌ ) يَتَدَاوَى به ، أَجْودُه الذَّهبِيُّ الزَّهْرِ ،
كذا في المِنْهَاجِ ، وذَكَر له خواصّ .
( والبَصْرُ ) ، بفتح فسكونٍ : ( القَطْعُ ) . وقد بصَرْتُه بالسَّيْفِ ، وهو
مَجازٌ ، وفي الحديث : ( فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه ) أَي قُطِعَ ، (
كالتَّبْصِيرِ ) ، يقال : بصَره وبَصَّرَه .
( و ) البَصْرُ : ( أَن تُضَمَّ حاشِيَتَا أَدِيمَيْنِ يُخَاطانِ ) كما يُخَاطُ
حاشِيتَا الثَّوْبِ . ويقال : رأَيتُ عليه بَصِيرَةً ، أي شُقَّةً مُلَفَّقَةً ،
وفي الصّحاح : والبصْرُ : أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كما
يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ ، فتُوضَعُ إِحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى ، وهو خِلافُ
خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أَن يُكَفَّ .
( و ) البُصْرُ ( بالضَّمِّ : الجانبُ ) والناحِيَةُ ، مقلوبٌ عن الصُّبْرِ .
( و ) البُصْرُ : ( حَرْفُ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) البُصْرُ : ( القُطْنُ ) ، ومنه
____________________
(10/205)
البَصيرة
لشُقَّةٍ من القُطْنِ ( و ) البُصْرُ : ( القِشْرُ ) .
( و ) البُصْرُ : ( الجِلْدُ ) وقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ ، ويقال : إِنّ
فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ ، إِذا أَصابَ جِلْدَه عُضَابٌ ، وهو داءٌ يَخْرجُ به
. ( ويُفْتَحُ ) أَي في الأَخِير ، يقال : بُصْرُه وبَصْرُه ، أَي جِلْدُه ،
حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عن الكِسَائِيِّ .
( و ) البُصْرُ : ( الحجَرُ الغَلِيظ ، ويُثَلَّثُ ) ، وقد سَبَقَ النَّقْلُ عن
صاحبِ الجامِعِ أَنَّ البُصْر مُثَلَّثاً : حجارةُ الأَرضِ الغَلِيظةُ ،
والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي في المَشَارِق ، والفَيُّومِيُّ في المِصباح . وقيل :
البَصْرُ ولبِصْرُ والبَصْرَةُ : الحَجَرُ الأَبيضُ الرِّخْوُ وقيل : هو الكَذّانُ
، فإِذا جاءُوا بالهاءِ قالُوا : بَصْرة لا غَير ، وجَمْعُها بِصَارٌ .
وقال الفَرّاءْ : البِصْرُ والبَصْرَةُ : الحِجارةُ البَرّاقَةُ ، وأَنْكَرَ
الزَّجّاجُ فَتْحَ الباءِ مع الحذفِ ، كذا في المِصباح .
( و ) بُصَرٌ ( كصُرَدٍ : ع ) ، قال الصَّغَانِيّ : البُصَر : جَرَعَاتٌ مِن
أَسْفَلِ أُودَ ، بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بلاد الحَزْنِ .
( والبَاصَرُ ، بالفتح ) ، أَي بفتح الصّادِ : ( القَتَبُ الصَّغِير ) المسْتَدِير
، مَثَّلَ به سِيبَوْيهِ ، وفَسَّره السِّيرافيُّ عن ثَعْلَبٍ ، وهي البَوَاصِرُ .
( والباصُورُ : اللَّحْمُ ) ؛ سُمِّيَ به لأَنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فيه ،
نقلَه الصُّغَانِيُّ . ( ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ ) وهو عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ
بأَقْتَابِ البُخْتِ ، نقلَه الصَّغانيّ .
( والمُبْصِرُ ) كمُحْسِنٍ : ( الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ، ومن المَنْطِقِ ، و ) مِن
( المَشْيِ ) .
( و ) المُبْصِرُ : ( مَن عَلَّقَ على بابِه بَصيرَةً ، للشُّقَّةِ ) مِن قُطْنٍ
وغيرِه . ويقال أَبْصَرَ ، إِذا عَلَّقَ على بابِ رَحْلِه بَصِيرَةً .
____________________
(10/206)
( و ) المُبْصِرُ : ( الأَسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْد فيَقْصِدُها ) .
( وأَبْصَرَ ) الرجلُ ( وبَصَّرَ تَبْصِيراً ) ، ككَوَّنَ تَكْوِيناً : ( أَتَى
البَصْرَةَ ) ولكُوفةَ ، وهما البَصْرتَانِ ، الأُولَى عن الصّغَانيّ .
( وأَبو بَصْرَةَ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ ) ، وقيل : جَمِيلُ
بنُ بَصْرَةَ ( الغِفَارِيُّ ) .
( وأَبو بَصِيرٍ : عُقْبَةُ ) ، وفي بعض النُّسَخِ : عُتْبَةُ ، وهو الصَّوابُ ،
وهو ( ابن أُسَيْدِ ) بنِ حارِثَةَ ( الثَقَفِيُّ ) .
( وأَبو بَصِيرَةَ الأَنْصارِيُّ ) ذَكَره سيفٌ . ( صَحَابِيُّون ) ، وكذالك
بَصْرَةُ بنُ أَبي بَصْرَةَ ، هو وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ .
وعبدُ الله بنُ أَبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأَبي إِسحاقَ السَّبِيعيِّ .
ومَيْمُونٌ الكُرديُّ ، يُكْنَى أَبا بَصِيرٍ . وبَصِيرُ بن صابرٍ البُخَارِيُّ .
وأَبو بَصيرً يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ . من الشِّيعة وأَبو بَصيرٍ أَعْشَى
بَنِي قَيْس ، واسمُه مَيْمُونٌ . وقد استوفاهم الأَمِيرُ فراجِعْه .
( والأَباصِرُ : ع ) كالأَصافِرِ والأَخامِرِ .
( والتَّبَصَّرُ ) في الشيْءِ : ( التَّأَمُّلُ والتَّعَرُّفُ ) . وتقولُ :
تَبَصَّرْ لي فلاناً .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( اسْتَبْصَرَ ) الطَّرِيقُ : ( استَبَانَ ) ووَضَحَ ،
ويقال : هو مُسْتَبْصِرٌ في دِينه وعَمَله ، إِذا كان ذا بَصِيرَةٍ . وفي حديث
أُمِّ سَلَمَةَ : ( أَليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ
والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ ) ، أَي المُسْتَبِينَ للشَّيْءِ ؛ أَرادت أَنْ تلك
الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأَخيارَ والأَشرارَ .
( وبَصَّره تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه ) وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إِيّاه .
وتَبَصَّر في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرَ . وفي
التَّنْزِيل العزيز : { لَكُم مّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } (
العنكبوت : 38 ) أَي أَتَوْا ما أَتَوْه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أَن عاقِبَتَه
عذابُهم ، وقيل : أَي كانوا
____________________
(10/207)
في
دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ ، وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهِم .
( و ) بَصَّرَ ( اللَّحْمَ ) تَبْصِيراً : ( قَطَعَ كلَّ مَفصِلٍ وما فيه من
اللَّحْم ) ، من البصْرِ وهو القطْعُ .
( و ) بَصَّرَ ( الجَرْوُ ) تَبْصِيراً : ( فَتَحَ عَيْنَيْه ) ، عن اللَّيْث .
( و ) بَصَّرَ ( رَأْسَه ) تَبْصِيراً : ( قَطَعَه ) ، كبَصَرَه .
( و ) بِصارٌ ( ككِتَاب : جَدُّ ) المعمَّرِ ( نَصْره بنِ دُهْمَانَ )
الأَشْجَعِيِّ ، وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ، ومِن
وَلَدِه جارِيَةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ ( بن )
دُهْمَانَ بن بِصَارٍ ، شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ
.
( و ) في التَّنْزِيل العزيزِ ( قولُه تعالَى : { وَالنَّهَارَ مُبْصِراً } ( يونس
: 67 ) : أَي ) مُضِيئاً ( يُبْصَرُ فيه ) . ومن المَجاز قولُه تعالَى : ( {
وَجَعَلْنَآ ءايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً } ( الإسراء : 12 ) ، أَي آيَةً
واضِحَةً ) ، قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ، ومعنَى
مُبْصِرَة مُضِيئَة ، وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ ( مُبْصِرَةً ) فالمعنى (
بَيِّنَةٌ ) ، ومَن قَرَأَ ( مُبْصَرَةً ) فالمعنى مُبَيَّنَةٌ ، وقال الأَخْفَشُ
: ( مُبْصَرَة ) ، أَي مُبْصَراً بها ، وقال الأَزهريُّ : والقَوْلُ ما قال
الفَرّاءُ ، أَراد آتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً ، أَي مُضِيئَةً .
وفي الصّحاح : المُبْصِرةَ : المُضِيئةُ ، ومنه قولُه تعالَى : { فَلَمَّا
جَآءتْهُمْ ءايَاتُنَا مُبْصِرَةً } ( النمل : 13 ) . قال الأَخْفَشُ : ( أَي
تُبَصِّرُهم ) تَبْصِيراً ( أَي تَجْعَلُهم بُصْراءَ ) .
وممّا يُسْتَدرَك عليه :
البَصِيرُ ، وهو مِن أَسماءِ اللّهِ تعالَى ، وهو
____________________
(10/208)
الذي
يُشَاهِدُ الأَشْيَاءَ كلَّهَا ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ ، والبَصَرُ في
حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ ،
كذا في النِّهَايَة .
وأَبصَرَه ، إِذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه ، عن سِيبَوَيْهِ .
وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه .
وعن ابن الأَعرابِيّ : أَبْصَرَ الرَّجلُ ، إِذا خَرَجَ من الكُفْر إِلى بَصِيرَةِ
الإِيمانِ ، وأَنشدَ :
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ
وعلى بَصَائِرِهَا وإِنْ لم تُبْصِرِ
قال : بَصَائِرها : إِسلامُها ، وإِن لم تُبْصِر في كُفْرها .
ولَقِيَه بَصَراً ، محرَّكَةً ، أَي حين تَباصَرَتِ الأَعيانُ ، ورأَى بعضُهَا
بعضاً ، وقيل : هو أَوّلُ الظَّلامِ إِذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما
تَتَبَايَنُ به الأَشباحُ ، لا يُسْتَعْمل إِلّا ظَرْفاً . وفي الحديث : ( كان
يُصَلِّي بنا صلَاةَ البَصَرِ حتَّى لو أَنَّ إِنساناً رَمَى بِنَبْلِهِ
أَبْصَرَهَا ) . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ ، وقيل : الفَجْر ، لأَنهما
يُؤَدَّيانِ وقد اختلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ .
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ، ومِن
ذالك قولُهم : رأَيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ .
والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين .
وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إِليَّ ، أَي أنْظُرْ إِليَّ ، وقيل : الْتَفِتْ
إِليّ .
وقولُ الشّاعر :
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ
عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ
قال ابن سِيدَه : يجوزُ أَن يكونَ معناه قُوِّيَتْ ، أَي لمّا هَمَّ هاذا الرِّيشُ
بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به ، أَلْزَقَه بالغِرَاءِ فثَبَتَ .
____________________
(10/209)
والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّيْنِ أَو خِرْقَتَيْن .
وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَى رِيشَ السَّهْمِ بالبَصِيرَةِ ،
وهي الدَّمُ .
وقال تَوْبَةُ :
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي
أَرَى نارَ لَيْلَى أَو يَرَانِي بَصيرُهَا
قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا ، لأَنّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ
بَصَراً .
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها ، قال :
ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ
وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأَرضِ : غِلَظُهما ، وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ : غِلَظُه .
وفي حديث ابن مَسْعُود : ( بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائةِ عامٍ ) ،
يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا ، وهو بضمِّ الباءِ . وفي الحديث أَيضاً : ( بُصْرُ
جِلْدِ الكافرِ في النَّارِ أَربعونَ ذِرَاعاً ) .
وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ : قَوِيٌّ وَثِيجٌ .
والبَصْرَةُ : الطِّينُ العَلِكُ ، قيل : وبه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ . قاله عِياضٌ
في المَشارِق . وقال اللِّحيانِيُّ : البَصْرُ : الطِّينُ المَلِكُ الجَيِّدُ الذي
فيه حَصًى .
والبَصِيرَةُ : ما لَزِقَ بالأَرض مِن الجَسَدِ ، وقيل : هو قَدْرُ فِرْسِنِ
البَعِيرِ منه .
والبَصِيرَةُ : الثَّأْرُ ، وقال الشّاعر :
راحُوا بَصائِرُهُم على أَكْتَافِهمْ
وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي
يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم ، ولم ثْأَرُوا به ، وطَلَبْتُه أَنا ، وفي
الصّحاح : وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي ، وقال ابن الأَعرابيِّ : البَصِيرَةُ : الدِّيَةُ
، والبَصَائِرُ : الدِّياتُ ، قال : أَخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً ،
وبَصِيرَتِي ، أَي ثَأْرِي ، قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطالِبَ به ، فبيني وبينهم
فَرْقٌ .
____________________
(10/210)
وأَبو بَصِيرٍ : الأَعْشَى ، على التَّطَيُّر .
ومِنَ المَجَازِ : ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً ، أَي ناظِراً ، وهو الحافظُ
.
ورأَيْتُ باصِراً ، أَي أَمْراً مُفَزِّعاً .
ورأَيتُه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها ، أَي بأَرضٍ خَلاءٍ ، ما يبْصِرُنِي
ويَسْمعُ بي إِلّا هي .
وَبَصِيرُ الجَيْدُور : مِن نَوَاحِي دِمشقَ .
وبَصِيرٌ : جَدُّ أَبي كاملٍ أَحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ
البُخَاريّ البَصِيرِيّ .
وبُوصَرا ، بالضَّمّ وفتح الصاد : قريةٌ ببغدادَ ، منها أَبو عليَ الحسنُ بنُ
الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ البُوصَرِيُّ ، رَوَى عن ه الباغنديُّ ،
توفي سنة 280 ه .
وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أَسلم ، هاكذا
ضَبَطَه أَبو عليَ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ ، قال : وبعضُ النُّسّاب يقول :
نَصْر ، بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ ، قال الخطيبُ : ومِن وَلَده أَبو جعفرٍ
النُّفَيْلِيُّ المحدِّث ، واسمُه عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ
بنِ زراعِ بنِ عبد اللّهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ
بَصْرٍ .
بضر : ( البَضْرُ ) ، بفتحِ المُوَحَّدَةِ وسكونِ الضّادِ ، أَهملَه الجوهريُّ ،
وقال الفَرّاءُ : هو ( نَوْفُ الجارِيَةِ قبلَ أَن تُخْفَضَ ) ، وهو ( لغَةٌ في
الظَّاءِ ) قال : وقال المُفَضَّل : مِن العربِ مَن يقول : البَضْرُ ، ويُبْدِلُ
الظّاءَ ضاداً ، ويقول : قد اشْتَكَى ضَهْرِي ، ومنهم
____________________
(10/211)
مَن
يُبْدلُ الضّادَ ظَاءً فيقول :
قد عَظَّتِ الحربُ بَنِي تَمِيمِ
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : البُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ ( البَضْرَة ) ، وهو (
بُطْلانُ الشيْءِ ، ومنه ) قولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه بِضْراً مِضْراً بكسرِهِمَا
أَي هدَراً ) ، وكذلك خِضْراً وبِطْراً ، ومَضِراً بالمِيم رَواه أَبو عُبَيْدٍ عن
الكِسائيّ .
بطر : ( البَطَرُ ، محرَّكَةً : النَّشَاطُ ) ، وقيل : التَّبَخْتُرُ ، ( و ) قيل
: ( الأَشَرُ ) والمَرَحُ ، ( و ) قيل : ( قِلَّةُ احتمالِ النِّعْمَةِ ) .
( و ) قيل : أَصْلُ البَطَرِ ( الدَّهَشُ والحَيْرَةُ ) يَعْتَرِيَان المرءَ عند هُجُومِ
النِّعمةِ عن القيام بحَقِّها ، كذا في مُفْرَدات الرّاغِبِ ، واختَارَه جماعةٌ من
المحقِّقِين العارِفِين بمواقعِ الأَلفاظِ ومَناسِبِ الاشتقاقِ .
( و ) قيل : البَطَرُ في الأَصل : ( الطُّغْيَانُ بالنِّعْمَة ) ، أَو عند
النِّعْمَة ، واستُعْمِلَ بمعنَى الكِبْر ، وفي بعض النُّسَخ : ( أَو ) بدل الواو
.
( و ) قيل هو ( كَرَاهِيَةُ الشَّيْءِ من غيرِ أَن يَسْتَحِقَّ الكَرَاهَةَ ) .
و ( فِعْلُ الكلِّ ) بَطِرَ ( كفَرِحَ ) فهو بَطِرٌ . وفي الحديث : ( لا يَنْظُرُ
اللّهُ يومَ القِيَامَةِ إِلى مَن جَرَّ إِزَارَه بَطَراً . ( و ) في حديثٍ آخَرَ
: ( الكِبْرُ ( بَطَرُ الحَقِّ ) ) ، وهو أَن يَجْعَلَ ما جَعَلَه اللّهُ حقًّا
مِن توحِيدِ هو عبادتِه باطلاً ، وقيل : هو أَن يَتَجَبَّر عند الحقِّ فلا يَراه
حقًّا ، وقيل : هو ( أَن يَتَكَبَّر عنه ) ، أَي عن الحقِّ . وفي بعض الأُصول ( من
الحَقّ ) ( فلا يَقبلُه ) ، قلتُ : والحديثُ رَواه ابنُ مسعودٍ ، وقال بعضُهم : هو
أَلَّا يَرَاه حقًّا وَيَتَكَبَّر عن قَبُوله ، وهو مِن قولك : بَطِرَ فلانٌ
هِدَايَةَ أَمْرِه ، إِذا لم يَهْتَدِ له وجَهِلَه ، ولم يَقْبَلْه ، وفي الأَساس
: ومن المجاز : بَطِرَ فلانٌ النِّعْمةَ
____________________
(10/212)
اسْتَخَفَّها
فكَفَرها ، ولم يَسْتَرْجِحْها فيَشْكُرَها ، ومنه قولُه تعالَى : { وَكَمْ
أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } ( القصص : 58 ) قال أَبو إِسحاق
: نَصَبَ ( مَعِيشَتَها ) بإِسقاط ( في ) وَعَمل الفِعْل ، وتأْويلُه : بَطِرَتْ
في مَعِيشَتِهَا . وقال بعضُهِم : بَطِرْتَ عَيْشَكَ ليس على التَّعَدِّي ، ولكنْ
على قوله : أَلِمْتَ بَطْنَكَ ورَشِدْتَ أَمْرَك وسَفِهْتَ نَفْسَكَ ، ونحوها ممّا
لفظُه لفظُ الفاعِلِ ومعناه معنَى المفعول ، قال الكسائيُّ : وأَوْقَعَتِ العربُ
هاذه الأَفعالَ على هاذه المَعَارِفِ التي خَرجتْ مفسِّرَةً لتحويلِ الفِعْل عنها
وهُو لها .
( وبطَره ، كنَصَرَه وضَرَبَه ) يبْطُرُه ( ويَبْطِرُه ) بَطْراً فهو مبْطُورٌ ،
وبَطِيرٌ : ( شَقَّه ) .
( والبَطِيرُ : المَشْقُوقُ ) كالمَبْطُورِ .
( و ) البَطِيرُ : ( مُعَالِجُ الدَّوابِّ ، كالبَيْطَرِ ) كحَيْدَرٍ (
والبَيْطَارِ والبِيَطْرِ كهِزَبْرٍ والمُبَيْطِرِ ) . ومِن أَمثالهم : ( أَشْهَرُ
مِن رايَةِ البَيْطَارِ ) . ( والدُّنيا قَحْبَةٌ ؛ يوماً عند عَطّارٍ ، ويوماً
عند بَيْطَارٍ ) ، و ( عَهْدِي بهِ وهو لِدَوابِّنا مُبَيْطِرٌ ، فهو الآنَ علينا
مُسَيْطِرٌ ) . وقال الطِّرِمّاح :
يُساقِطُها تَتْرَى بكلِّ خَمِيلَةٍ
كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ
ويُرْوَى : ( البَطِير ) ، وقال النّابغة :
شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِن
العَضَدِ
قال شيخُنا : والمُبَيْطِرُ ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ وليس بمُصَغَّرٍ ،
قال أَئِمَّةُ الصَّرْفِ : هو كأَنَّه مُصَغَّرٌ وليس فيه تَصْغِيرٌ ، ومثلُه
المُهَيْنِمُ والمُبَيْقِرُ والمُسَيْطِرُ والمُهَيْمِنُ ، فقولُ ابنُ
التِّلِمْسَانِيِّ في حواشِي الشِّفَاءِ تَبَعاً ؛ للعَزِيزِ وليس في الكلام إسمٌ
على مُفَيْعِلٍ غيرُ مُصَغَّرٍ إِلا مُسَيْطِرٌ ومُبَيْطِرٌ
____________________
(10/213)
ومُهَيْمِنٌ
. قُصُور ظاهِرٌ ، بل رُبَّمَا يُبْدِي الاستقاءُ غيرَ ما ذَكَرَ ، واللّهُ
أَعلَمُ .
قلتُ : أَوْرَدَهم ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة هاكذا ، وسيأْتي في ب ق ر .
( وصَنْعَتُه البَيْطَرَةُ ) ، وهو يُبَيْطِرُ الدَّوابَّ ، أَي يُعَالِجُهَا .
( و ) من المجاز : ( البِيَطْرُ ) ، كهِزَبْرٍ : ( الخَيّاطُ ) ، رَواه شَمِرٌ عن سلَمَةَ
، قال الراجز :
شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
وفي التَّهْذِيب :
باتَت تَجِيبُ أَدْعَجَ الظّلامِ
جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
قال شَمِرٌ : صَيَّرَ البَيْطَارَ خَيَّاطاً كما صَيَّرُوا الرَّجُلَ الحاذِقَ
إِسْكَافاً .
( و ) البَيْطَرَةُ : ( بهاءٍ : ثلاثةُ مواضعَ بالمَغْرِب .
والبِطْرِيرُ ، ( كخِنْزِيرٍ ) ، ويُروَى بالظّاءِ أَيضاً وهو أَعلَى : (
الصَّخّابُ الطَوِيلُ اللِّسَانِ ) ، هاكذا ضَبَطَه أَبو الدُّقَيْشِ بالطّاءِ
المُهملَة .
( و ) البِطْرِيرُ : ( المُتَمَادِي في الغَيِّ ، وهي بهاءٍ ) ، وأَكثرُ ما
يُستَعْمَلُ في النِّسَاءِ ، قال أَبو الدُّقَيْش : إِذا بَطِرَتْ وتَمَادَتْ في
الغَيِّ .
( و ) بَطِرَ الرَّجلُ وبَهِتَ بمعنىً واحدٍ ، وذالك إِذا دَهِشَ فلم يَدْرِ ما
يُقَدِّمُ ولا ما يُؤَخِّرُ .
و ( أَبْطَرَه ) حِلْمَه : ( أَدْهَشَه ) وَبَهَتَه عنه .
( و ) أَبْطَرَه المالُ : ( جَعَلَه بَطِراً ) .
( و ) من المجَاز : ( أَبْطَرَه ذَرْعَه ) ، أَي ( حَمَّلَه فوقَ طاقَتِه ) . وفي
الأَساس : ولا تُبْطِرَنَّ صاحبَك ذَرْعَه ( أَي لا تُقْلِق إِمْكَانَه ولا
تَسْتَفِزَّه بأَن تُكَلِّفَه غير المُطَاقِ . وذَرْعَه ) من بَدَل الاشْتِمال . (
أَو ) معناه ( قَطَعَ
____________________
(10/214)
عليه
مَعاشه وأَبْلَى بَدَنَه ) ، وهاذا قولُ ابنِ الأَعرابيّ ، وزَعَمَ أَنَّ
الذَّرْعَ البَدَنُ ، ويُقال للبَعِيرِ القَطُوفِ إِذا جارَى بَعِيراً وَسَاعَ
الخُطْوَةِ فَقَصُرَتْ خُطَاه عن مُبَاراتِه قد أَبْطَرَه ذَرْعَه ، أَي حَمَّلَه
على أَكْثَرَ مِن طَوْقِه ، والهُبَعُ إِذا ماشَى الرُّبَعَ : أَبْطَرَه ذَرْعَه
أَي حَمَّلَه على أَكْثَرَ مِن طَوْقِه ، والهُبَعُ إِذا ماشَى الرُّبَعَ :
أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ ، أَي استعانَ بعُنُقِه ، لِيَلْحَقَه ، ويُقَال لكلِّ
مَن أَرْهَقَ إِنساناً فحَمَّلَه ما لا يُطِيقُه : قد أَبْطَرَه ذَرْعَه .
( و ) من المجاز قولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه بِطْراً ، بالكسر ) ، وكذا بِطْلاً ،
إِذا ذَهَبَ ( هَدَرَاً ) وبَطَلَ ، قَالَه الكِسَائيُّ ، وقال أَبو سَعِيد :
أَصلُه أَن يكونَ طُلّابُه حُرّاصاً باقتدارٍ وبَطَرٍ ، فيُحْرَمُوا إِدراكَ
الثَّأْرِ . وفي الأَساس : بِطْراً ، أَي مَبْطُوراً مُسْتَخَفًّا حيثُ لم
يُقْتَصَّ به .
( و ) أَبو الخَطَّابِ ( نَصْرُ بنُ أَحمدَ ) ابنِ عبدِ اللّهِ ( بنِ البَطِرِ ،
ككَتِفٍ ) القاري البزّار ( محدِّثٌ ) ، سمع بإِفادةِ أَخيه عن أَبي عبدِ الله بن
البَيع ، وابنِ رزقويْهِ ، وأَبي الحُسَيْن بن بشرانَ ، وتفرَّد في وقْته ، ورحلَ
إِليه الناسُ ، رَوعى عنه أَبو طاهرٍ السِّلَفِيُّ ، وأَبو الفتح ابن البَطِّيّ ،
وشهدةُ الكاتبةُ وُلِدَ سنةَ 398 ه ، وتُوفي في 16 ربيع الأَول سنة 494 ه ، وأَخوه
أَبو الفضل محمّدُ بنُ أَحمدَ الضَّرِيرُ ، رَوَى عن أَبي الحَسَن بن رزقويْهِ ،
وتوفي سَنَةَ 460 ه .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
قولُهم : وما أَمْطَرَتْ حتَّى أَبْطَرَتْ ، يَعْنِي السَّمَاءَ .
والخِصْبُ يُبْطِرُ النّاسَ .
وفَقْرٌ مُخْطِرٌ خيرٌ مِن غِنىً مُبْطِر .
وامرأَةٌ بَطِيرَةٌ : شَدِيدَةُ البَطَرِ .
ومن المَجَاز : لا يُبْطِرَنَّ جَهْلُ فلانٍ حِلْمَكَ ، أَي لا يَجعله بَطِراً
خَفِيفاً .
وهو بهاذا عالِمٌ بَيْطَارٌ .
وأَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ إِسحاقَ البَيْطارِيُّ : مُحَدِّثٌ ،
نَزَلَ بمصرَ في موضعٍ معروفٍ ببِلال البَيْطار ، فنُسِبَ إِليه ، عن ملكٍ وابنِ
لَهِيعَةَ ، وتُوُفيَ سنةَ 231 ه .
____________________
(10/215)
كتاب م كتاب بظر : ( البَظْرُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( ما بين أَسْكَتَي المرأَةِ ) ،
وفي الصّحاح : هَنَةٌ بين الإِسْكَتَيْن لم تُحْفَضْ . ( ج بُظُورٌ ، كالبَيْظَرِ
، والبُنْظُرِ بالنُّون ، كقُنْفُذِ ) ، وهاتانِ عن اللِّحْيَانِيّ .
( والبُظَارةِ ) ، بالضَّمِّ ( ويُفْتَحُ ) ، عن أَبي غَسّانَ ، في البيت الآتِي
ذكرُه ، وفي الحديث : ( يا ابنَ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ ) . دَعاه بذالك ؛ لأَن
أُمَّه كانت تَخْتِنُ ، النِّسَاءَ ، والعربُ تُطلِقُ هاذا اللفظَ في مَعْرِضِ
الذَّمِّ وإِن لم تَكُن أُمُّ مَنْ يُقال له هاذا خاتِنَةً ، وزاد فيها
اللِّحْيَانِيُّ فقال : والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَفُ قال : ويقال
للنَّاتِيءِ في أَسْفَلِ حَياءِ النَّاقَةِ : البُظارةُ أَيضاً . وبُظَارةُ
الشّاةِ : هَنَةٌ في طَرَفِ حَيَائِها . وفي المُحْكَم : والبُظَار : طَرَفُ
حَياءِ الشَّاةِ وجميعِ المَوَاشِي ، مِن أَسْفَلِه . وقال اللِّحْيَانِيّ : هي
النّاتِيءُ في أَسْفَلِ حَياءِ الشَّاةِ ، واستعارَه ( جرير ) للمرأَةِ ، فقال :
تُبَرِّئُهمُ مِن عَقْرِ جِعْثِنَ بعْدَما
أَتَتْكَ بِمَسْلُوخِ البُظَارَةِ وَارِمِ
ورَوَاه أَبو غَسّانَ : البَظَارة ، بالفتح .
( وأَمَةٌ بَظْرَاءُ ) بَيِّنَةُ البَظْرِ ، ( طَوِيلَتُه ، والاسمُ البَظَرُ ،
محرَّكَةً ) : ولا فِعْلَ له .
( و ) البَظْرُ ، بفتحَ فسكونَ : ( الخاتِمُ ) ، حمْيَرِيَّة ، جَمعُه بُظَور ،
قال شاعرُهم :
كما سَلَّ البُظُورَ مِنَ الشَّنَاتِرْ
والشَّنَاتِرُ : الأَصابِعُ ، حَكَاه ابن السِّيد في كتاب الفرق عن الشَّيْبانِيّ .
( والأَبظَر : الأَقْلَفُ ) وهو الّذي لم يُخْتَنْ .
( والبَظْرَةُ ) كتَمْرَةٍ : ( القَلِيلَةُ من الشَّعر في الإِبْطِ ) ، يَتوانَى
الرَّجُلُ عن نَتْفِها ، فيقال : تحتَ إبطِه بُظَيْرَةٌ .
( و ) البَظْرَةُ : ( حَلْقَةُ الخاتِمِ
____________________
(10/216)
بلا
كُرْسِيَ ) ، وتصغيرُها بُظَيْرَةٌ أَيضاً وفي الأَساس : ورُدَّ خاتَمَكَ إِلى
بَظْرِه ، وهو مَحَلُّه مِن خِنْصَرِه .
( و ) البُظْرَةُ ( بالضَّمِّ : الهَنَةُ ) ، وهي الدّائِرةُ التي تحتَ الأَنْفِ ،
الناتِئَةُ في ( وَسَط الشَّفَةِ العُلْيَا ) ، وتصغيرُهَا بُظَيْرَةٌ ، ورجلٌ
أَبْظَرُ ، وهو النّاتِيءُ الشَّفَةِ العُلْيَا مع طُولِهَا ، ونُتُوَ في
وَسَطِهَا مُحاذٍ للأَنْف . ، ( كالبُظَارةِ ) بالضَّمِّ أَيضاً .
ورُوِيَ عن عليَ كَرَّم اللّهُ وَجهَه أَنَّه أُتِيَ في فَرِيضَةٍ وعندَه شُرَيْحٌ
فقال له عليٌّ ( ما تقولُ فيها فيها أَيُّهَا العَبْدُ الأَبْظَرُ ؟ ) . وقد
بَظِرَ الرَّجلُ بَظَراً ، قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا نُرَاه قال لُشَرْيحٍ :
( العَبْدُ الأَبْظَرُ ) ؛ لأَنَّه وَقَعَ عليه سَبْيٌ في الجاهلِيَّة .
( والبِظْرِيرُ ) ، بالكسر : المرأَةُ ( الصَّخّابةُ ) الطَّوِيلةُ اللِّسَانِ ،
قاله أَبو خَيْرةَ ، وضَبَطَه بالظّاءِ المُعْجَمَةِ ، قال : شُبِّه لسانُها
بالبَظْر ، وقال اللَّيْث : قولُ أَبِي الدُّقَيْشِ : أَحَبُّ إِلينا ، أَي
بالطَّاءِ المِهْمَلَة ، أَي أَنّها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ ، وقد تَقَدَّمَت الإِشارةُ
إِليه .
( و ) يقال ( ذَهَبَ دَمُه بِظْراً بالكسر ، أَي هَدَراً ) ، والطّاءُ فيه لغةٌ ،
وقد تَقَدَّ .
( ويا بَيْظَرُ : شَتْمٌ للأَمَةِ ) ، عن الفَرّاءِ .
( وبُظَارةُ الشّاةِ ) ، بالضَّمِّ : ( هَنَةٌ في طَرفِ حَيَائِها ) قال ابن
سِيدَه : وجميعُ المَواشِي مِن أَسْفَله ، وقال اللِّحْيَانيّ : هي النّاتِيءُ في
أَسفلِ حَيَاءِ الشّاةِ .
( والمُبظِّرَةُ ) كمُحَدِّثَةٍ : ( الخافِضَةُ ) .
( و ) يقال : ( بَظَّرَتْها تَبْظِيراً : خَفَضَتْهَا ) .
وفي اللِّسَان : والمُبَظِّرُ : الخَتَّانُ ؛ كأَنَّه على السَّلْب .
( و ) من أَمثالهم : ( ( هو يُمِصُّه ويُبَظِّرُه ) ، أَي قال له : امْصُصْ بَظْرَ
فُلانَةَ ) . وفي الأَساس : وبَظْرَمَه : قال له ذلك .
____________________
(10/217)
ويقول الحَجّامُ للرَّجلِ : تَبَظْرَمُ ، فيرفعُ بطَرَفِ لسانِه شَفَتَ العُلْيَا
؛ لِيَحِفَّ شارِبَه .
بعر : ( البَعْر ، ويُحَرَّكُ رَجِيعُ الخُفِّ والظِّلْفِ ) من الإِبِل والشّاءِ ،
وَبَقَرِ الوَحْشِ ، والظِّبَاءِ ، إِلّا البقَر الأَهْلِيَّة ؛ فإِنها تَخْثِي
وهو خَثْيُهَا ، والأَرْنَبُ تَبْعَرُ أَيضاً ، وقد بَعَرَتِ الشّاةُ والبَعِيرُ
يَبْعَرُ بَعْراً . ( واحِدَتُه ) البَعْرَةُ ( بهاءٍ . ج أَبْعَارٌ . والفِعْلُ )
بَعَرَ ( كمَنَعَ ) .
( والمَبْعَرُ ) والمِبْعَرُ ( كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ : مكانُه ) ، أَي البَعر ، (
من كلِّ ذِي أَرْبَعٍ ) ، والجَمْعُ مَبَاعِرُ .
( والبَعِيرُ ) ، كأَمِيرٍ ، ( وقد تُكْسَرُ الباءُ ) ، وهي لغةُ بني تَمِيم ،
والفتحُ أَفصحُ اللّغَتيْن : ( الجَمَلُ البازِلُ ، أَو الجذَعُ ، وقد يكونُ
للأُنْثَى ) ، حُكِيَ عن بعض العَرَب : شَرِبْتُ مِن لَبَنِ بَعِيرِي ،
وصَرَعَتْنِي بَعِيرِي ، أَي نَاقَتِي ، وأَنشدَ في الأَساس :
لا تعْتَرِي لَبَنَ البَعِيرِ وعندَنَا
لَبَنُ الزُّجاجَةِ وَاكِفُ التَّهْتَانِ
ويقولون : كِلَا هاذَيْنِ البَعِيرَيْن ناقَةٌ ، وفي الصّحاح : والبَعِيرُ من
الإِبل بمَنْزِلَةِ الإِنْسَانِ مِنَ النّاس ، يقال : الجَمَلُ بَعِيرٌ ،
والناقَةُ بَعِيرٌ ، قال : وإِنّمَا يُقَال له بَعِيرٌ ، إِذا أَجْذَعَ . يقال :
رأَيتُ بَعِيراً مِن بَعِيدٍ ، ولا يُبَالي ذَكَراً كان أَو أُنْثَى . وفي
المِصْباح : البَعِيرُ مثلُ الإِنسانِ يَقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى ، يُقَال
حَلَبْتُ بَعِيرِي . والجَمَلُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ ،
والنّاقَةُ بمَنْزِلَةِ المرأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى ، والبَكْرُ والبَكْرَةُ
مثلُ الفَتَى والفَتَاة ، هاكذا حكاه جماعةٌ . كابنِ السِّكِّيتِ وابنِ جِنِّي .
( و ) البَعِيرُ : ( الحِمَارُ ) وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : { وَلِمَن جَآء بِهِ
حِمْلُ بَعِيرٍ } ( يوسف : 72 ) ( و ) وفي زَبُورِ داوُودَ أَنَّ البَعِير
____________________
(10/218)
كُلّ
ما يَحْمِل ) ويقال لكُلِّ ما يَحْمِل بالعِبْرَانِيَّةِ : بعِيرٌ ، ( وهاتانِ )
اللُّغَتَانِ ( عن ابنِ خَالَوَيْهِ ) . قال ابن بَرِّيٌّ : وفي البَعِير سؤالٌ
جَرَى في مَجْلِسِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ ، وكان السَّائِلُ ابنَ
خَالَوَيْهِ ، والمسْؤُول المُتَنَبِّي ، قال ابن خالَوَيْهِ : والبَعِيرُ أَيضاً
الحمارُ ، وهو حَرْفٌ نادرٌ أَلْقَيْتُه على المتنبِّي بين يَدَيْ سيفِ
الدَّوْلَةِ ، وكانَت فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ ، فاضطربَ ، فقلتُ :
المرادُ بالبَعِيرِ في قولِه تعالَى : { وَلِمَن جَآء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ }
الحِمَارُ ، وذلك أَنّ يَعْقُوبَ وإِخْوَةَ يُوسُفَ عليهم السَّلامُ كانوا بأَرضِ
كَنْعانَ ، وليس هناك إِبِلٌ ، وإِنما كانوا يَمْتَارُونَ على الحَمِير ، وكذالك
ذَكَره مُقَاتِل بنُ سليمانَ في تَفْسِيره .
( ج أَبْعِرَةٌ ، و ) جمعُ أَبْعِرَةِ ( أَباعِرُ ) وليس جَمْعاً لبَعِيرٍ ، كما
قالَه ابنُ بَرِّيَ ، وذَكَرَ الشاهِدَ قولَ يزِيدَ بنِ الصِّقِّيلِ العُقَيْلِيِّ
:
أَلَا قُلْ لِرُعْيَانِ الأَبَاعِرِ أَهْمِلُوا
فقد تابَ عَمّا تَعْمَلُونَ يَزِيدُ
وإِنَّ امْرَأَ يَنْجُو مِن النّارِ بعدَمَا
تَزَوَّدَ مِن أَعمالِها لَسَعِيدُ
قال : وهاذا البيتُ كَثِيراً ما يَتَمَثَّلَ به النّاسُ ، ولا يَعْرِفُونَ قائِلَه
.
( و ) تُجمَعُ الأَبْعِرَةُ أَيضاً على ( أَباعِيرَ ) ، و ( ومن جُمُوع البَعِير (
بُعْرَانٌ وبِعْرَانٌ ) ، بالضَّمِّ والكسرِ ، الأَخِيرَةُ عن الفَرْاءِ ، وبُعُرٌ
كرَغِيفٍ ورُغُفٍ .
( وبَعِرَ الجَمَلُ ، كفَرِحَ ) بعراً : ( صار بعِيراً ) .
( والبَعْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( الفَقْرُ التّامُّ ) الدّائمُ .
( والبَعْرَةُ : الغَضْبَةُ في الله ) عَزَّ وجَلّ ، وتصغيرُهَا بُعَيْرَةٌ .
( و ) البَعَرَةُ ، ( بالتَّحْرِيك : الكَمَرَةُ ) .
( والمِبْعَارُ ) ، بالكسر : ( الشَّاةُ ) ، أَو النَّاقَةُ ( تُبَاعِرُ حالِبَها
) .
وباعَرتِ الشّاةُ والنّاقَةُ إِلى حالِبها : أَسْرَعَتْ .
____________________
(10/219)
( و ) البِعَارُ ( ككِتَاب ) الاسمُ ) ، ويُعَدُّ عَيْباً ؛ لأَنَّهَا رُبَّمَا
أَلْقَتْ بَعْرَها في المِحْلَبِ ( و ) البُعَارُ ( كغُرَابٍ : النَّبْقُ )
الكِبَارُ ، يَمانِيَّةٌ .
( و ) البَعّارُ ( ككَتّانٍ : ع ) .
( و ) البَعْارُ أَيضاً : ( لَقَبُ رَجُلٍ م ) أَي معروفٌ .
( والبَيْعَرَةُ ) كحَيْدَرَةٍ : ( ع ) .
( وبَعْرِينُ ) كيَبْرِينَ : ( د ، بالشّام ، أَو الصَّوابُ : بارِينُ ) ،
والعَامَّةُ تقولُ : بَعْرِينُ ، وهو بين حَلَبَ وحَمَاةَ من جهة الغَرْب ، وفي
التَّكْمِلَة : بُلَيْدَةٌ بين حِمْصَ والسّاحِلِ .
( وباعِرْ بَايَا ، أَو باعِرْبَايْ : د بناحِيَةِ نَصِبِينَ ) ، مِن أَعمال حَلَب
، مِن مُضافات أَفامِيا ، غَزاهم بُخْتُنَصَّرُ . ( و ) باعِرْبَايَا : ( ة
بالمَوْصِلِ ) . ذَكَرَهما ياقُوت في المُعْجَم .
( وأَبْعَرَ المِعَى ، وبَعَّرَ تَبْعِيرا : نَثَلَ ما فيه مِن البَعْرِ ) ، ومِن
أَمثالِهم : ( إِنّ هاذا الدّاعِر ، ما زالَ يَنْحَرُ الأَباعِر ، وَيَنْثِلُ
المَبَاعِر ) .
( وباعِرْبَيْ : الذين ليس لِأَبْوَابِهِمْ أَغْلاقٌ ) ، نقلَ ذالك ( عن ابن
حَبِيبَ ) نقله الصّغانيُّ .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
قولُهُم : وهو أَهْوَنُ ليَّ مِن بَعْرَة يُرْمَى بها كَلْبٌ ؛ وأَصْلُه مِن فِعْل
المُعْتَدَّةِ عن موتِ زَوْجِهَا ، ويقال منه : بَعَرَتِ المُعْتَدَّةُ ، فهي
باعِرٌ . انْقَضَتْ عِدَّتُها ، أَي رَمَتْ البَعْرَةِ . وبَعَرَتْه : رَمَتْه بها
، كذا في الأَساس .
وليلةُ البَعِيرِ : هي اللَّيْلَةُ التي اشتَرى فيها رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ
عليْه وسلَّم مِن جابِرٍ جَمَلَه ، وقد جاءَ هاكذا في حَدِيثه .
____________________
(10/220)
ومِن أَمثالهم : ( أَنتَ كصاحِبِ البَعْرَةِ ) ، وكان مِن حديثه أَنَّ رجلاً كانت
له ظِنَّةٌ في قومه ، فجَمَعَهم لِيَسْتَبْرِئَهم ، وأَخَذَ بَعْرَةً ، فقال :
إِنِّي رامٍ ببَعْرَتِي هاذه صاحبَ ظِنَّتِي ، فجَفَلَ لها أَحدُهم ، وقال : لا
تَرْمِنِي بها ، فأَقَرَّ على نفسِه .
وأَبناءُ البَعِيرِ : قومٌ .
وبنو بُعْرَانَ حَيٌّ ، كذا في اللِّسَان .
وأَبو حامدٍ محمّدُ بنُ هارونَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ حُمَيْدٍ البَعْرَانِيُّ ،
بالفَتْح ، بَغْدَادِيُّ ، ثِقَةٌ ، رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي .
وجَفْرُ البحرِ : ماءٌ لبَنِي رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ كِلابٍ ، بين مكةَ
واليَمَامَةِ ، على الجادَّةِ .
والخَضِرُ بنُ بَدرانَ بنِ بُعْرَى بنِ حِطّانَ : الأَديبُ ، كبُشْرَى ، كَتَبَ
عنه المُنْذِرِيُّ ، وضَبَطَه .
وبِلالُ بنُ البَعِيرِ المُحاربيُّ ، فيه يقولُ الشاعر يَهْجُوه :
يقولونَ : هاذا ابنُ البَعِيرِ ومالَه
سَنامٌ ولا في ذِرْوَةِ المَجْدِ غارِبُ
ذَكَرَه المُبَرِّدُ في الكامل .
بعثر : ( بَعْث ) الرَّجُلُ : نَظَرَ وفَتَّشَ و ) بَعْثَرَ ( الشَّيءَ : فَرَّقَه
وبَدَّدَه ، و ) قال الزَّجّاجُ : بَعْثَرَ متاعَه وبَحْثَرَه ، إِذا ( قَلَبَ
بعضَه على بعضٍ ) ، وزَعَم يعقوبُ أَنْ عَيْنَهَا بَدَلٌ من غَيْن ( بَغْثَرَ ) ،
أَو غَيْن ( بَغْثَرَ ) بَدَلٌ منها .
وبحثَرَ الخَبَرَ : بَحَثَه . ( و ) يقال : بَعْثَرَ الشَّيْءَ وبَحْثَرَه ، إِذا
( اسْتَخّرَجَه فَكَشَفَه . و ) بَعْثَرَه : ( أَثارَ ما فيه ) ، قال أَبو
عُبَيْدَةَ في قولِه تعالَى : { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ } ( العاديات :
9 ) ؛ أُثهيرَ وأُخْرِجَ . قال : ( و ) بَعْثَرَ ( الحَوْضَ : هَدَمَه وجَعَلَ
أَسْفَلَه أَعلاه ) . وقال الزَّجّاج : بُعْثِرَتْ ، أَي قُلِبَ تُرابُها ،
وبُعِثَ
____________________
(10/221)
المَوْتَى
الذين فيها ، وقال الفَرّاءُ : أَي خَرجَ ما في بَطْنِها من الذَّهَبِ الفِضَّة ،
خُرُوجُ المَوْتَى بعد ذالك .
( والبَعْثَرَةُ : غَثَيَانُ النَّفْسِ ) ، وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ : ( إِنِّي
إِذا لم أَرَكَ تَبَعْثَرَتْ نَفْسِي ) ؛ أَي جاشَتْ وانْقَلَبَتْ وغَثَتْ .
( و ) البَعْثَرَةُ : ( اللَّوْنُ الوَسِخُ ) ، مِن ذالك .
( ومنه : ابنُ بَعْثَرٍ ) ، كجَعْفَرٍ : ( الشّاعرُ ) ويُقال بالعَيْن ،
السَّعْدِيُّ خارِجِي ، واسمُه يَزِيدُ ، وفيه يقولُ عِمرنُ بنُ حِطّانَ :
لقد كانَ في الدُّنْيَا يَزِيدُ بنُ بَعْثَرٍ
حَرِيصاً على الخَيْرَاتِ حُلْواً شَمَائِلُهْ
في أَبياتٍ انْظُرْ كتابَ البَلاذُريِّ .
( وحَمْلَةُ وصِلَةُ ابْنَا بَعْثَر ، مِنْ بَكْرِ بنِ عامِرٍ ) ، وقال الحافِظُ :
مِن بَنِي كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ ، وعطِيةُ بن بَعْثَر التَّغْلَبيُّ ، خَبَرُهُ في
كتاب البلاذريّ .
بعذر : ( بَعْذَرَه بِعْذارةً ، بالكسر ) ، أَهملَه الجوهَريُّ ، وقال أَبو زَيْدٍ
: أَي ( حَرَّكَه ) .
( و ) بَعْذَرَ ( فلاناً : نَقَصَه ) ، وكذالك فَرْفَرَه فِرْفارَةً ونَقَصَه ،
هاكذا في النُّسَخ بالنُّونِ والقافِ والصَّادِ المُهْمَلَةِ ، والصَّواب نَفَضَه
، بالفاءِ والضّادِ المُعْجَمَةِ ، كما هو نَصُّ اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ .
بعكر : ( بَعْكَرَه بالسَّيفِ ) ، أَهملَه الجوهَريُّ ) ، وفي التَّكْمِلَة : أَي
( قَطَعَه ) ، ككَعْبَرَه به ، وسيأْتي .
بغر : ( بَغَرَ البَعِيرُ كفَرِحَ ومَنَع بَغْراً ) بفتحٍ فسكونٍ وبَغَراً ،
مُحَرَّكَةً ، ( فهو بَغِرٌ ) ككَتِفٍ ، ( وبغِيرٌ ) ، كأَمِيرٍ : ( شَرِبَ ولم
يَرْوَ ، فأَخَذَه داءٌ مِن ) كَثْرَةِ ( الشُّرْبِ ) ،
____________________
(10/222)
كبَحِرَ
بَحَراً ، وكذالك الرَّجُلُ ، كذا في نوادِرِ اليَزِيدِيِّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ
: البَغَرُ والبَغْرُ : الشُّرْبُ بلا رِيَ ، وقال الأَصمعيّ : هو داءٌ يأْخُذُ
الإِبلَ فتشربُ ، فلا تَرْوَى وتَمْرَضُ عنه فتَمُوت ، قال الفرزدقْ :
فقلتُ ما هو إِلّا السّامُ تَرْكَبُه
كأَنَّمَا الموتُ في أَجنادِه البَغَرُ
وقال آخَرُ :
وسِرْتَ بقَيْقَاةٍ فأَنْتَ بِغَيْرُ
( ج بَغارَى ، ويُضَمُّ ) .
( والبَغْرُ ، ويُحَرَّكُ ) والبَغْرَةُ ( الدُّفْعَةُ الشَّدِيدَةُ مِن المَطَرِ
) ، وقال أَبو زَيْدٍ : يُقال : هذه بَغْرَةُ نَجُمِ كذا ، ولا تكون البَغْرَةُ
إِلّا مع كَثْرَة المَطَر .
( بَغَرَتِ السَّمَاءُ ، كمَنَعَ ) ، بَغْراً .
( و ) قال أَبو حَنِيفَةَ : ( بُغِرَتِ الأَرضُ ) ، مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ :
أَصابَها المَطَرُ فلَيَّنَهَا قبلَ أَن تُحْرَثَ ، ( و ) إِنْ سَقاهَا أَهْلُهَا
قالُوا : ( بَغَرْنَاهَا ) بَغْراً ، أَي ( سَقَيْنَاها ) .
( و ) بَغَرَ ( النَّجْمُ ( يَبْغُرُ ) بُغُوراً : سَقَطَ وهَاجَ بالمَطَر ) ،
يَعْنِي بالنَّجْم الثُّرَيَّا ، وبَغَرَ النَّوْءُ ، إِذا هاجَ بالمَطَر ،
وأَنشدَ :
بَغْرَةَ نَجْمٍ هاجَ لَيْلاً فبَغَرْ
( و ) يقال ؛ ( تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ ) مُحَرَّكَةً فيهما ( ويُكْسَر
أَولُهما ) ، وكذا شَغَرَ مَغَرَ ، ( أَي ) مُتَفَرِّقِين ( في كلِّ وَجْهٍ ) ،
وكذا تَفَرَّقَتِ الإِبلُ .
( والبَغْرَةُ : الزَّرْعُ يُزْرَعُ بعدَ المَطَرِ فيَبْقَى فيه الثَّرَى حتى
يُحْقِلَ ) ، أَي يَتَشَعَّبَ وَرَقُه ، ويَظْهَرَ ويَكْثُرَ .
( و ) يقال : ( له بَغْرَةٌ مِن العَطاءِ لا تَغِيضُ ، أَي دائِمُ العَطَاءِ ) ،
____________________
(10/223)
قال
أَبو وَجْرَةَ :
سَحَّتُ لِأَبْنَاءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ
في المَكْرُماتِ وبَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ
( والبَغَرُ ، مُحَرَّكَةً : الماءُ الخَبِيثُ تَبْغَرُ عَنْه الماشِيَةُ ) ، أَي
يُصِيبُهَا البَغَرُ .
( و ) البَغَرُ : ( كَثْرَةُ شُرْبِ الماءِ ) ، مصدرُ بَغِرَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ
، كفَرِحَ ، ( أَو ) البَغَرُ : ( داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ ، ( وعَطَشٌ ) ، تَشْرَبُ
فلا تَرْوَى ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ولو قال في أَول التَّرْجَمَةِ : بَغَرَ
البَعِيرُ وكذا الرَّجلُ ، كفَرِحَ ومَنَعَ ، بَغْراً ، وبَغَراً ، لكانَ أَجمعَ
أَجمعَ للأَقوال ، وأَلْيَقَ بالاختصارِ الذي هو بِصَدَدِه في سائِرِ الأَحوال .
وممّا يُستَدركَ عليه :
ماءٌ مَبْغَرَةٌ : يُصِيب منه البَغَرُ .
وعُيِّرَ رجلٌ مِن قُريْشٍ فقيل له : ماتَ أَبوكَ بَشَماً ، ومَاتَتْ أُمُّكَ
بَغَراً وأَبْغَرُ ، كأَحْمَدَ : ناحيةٌ بِسَمَرْقَنْدَ ، فيها قُرًى مُتَّصِلَةٌ
، منها : أَبو يَزِيدَ خالدُ بنُ بُرْدَةَ السَّمَرْقَنْدِيُّ . والخَضِرُ بنُ
بَدْرَانَ بنِ بُغْرَى ، التُّرْكِيُّ الأَدِيبُ كبُشْرَى ، كَتَبَ عنه
المُنْذِرِيُّ وضَبَطَه .
بغبر : ( البُغْبُورُ ، بالضَّمِّ ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ
: هو ( الحَجَرُ الذي يُذْبَحُ عليه القُرْبانُ للصَّنَمِ ) ، كذا في التَّكْمِلَة
.
( و ) بُغْبُور : ( لَقَبُ مَلِكِ الصِّينِ ) ، ويُقَال له : فُغْفُور أَيضاً .
بغثر : ( البَغْثَرُ : الأَحْمَقُ ) ، عن ابن دُريْد ، وزاد غيرُه : ( الضَّعِيفُ
) ، والأُنثى بغَثَرَةٌ .
وفي التَّهْذِيب : البَغْثَرُ من الرِّجال : ( الثَّقِيلُ الوَخْمُ ) عن أَبي
زَيْد ، وأَنشدَ للحارث بنِ مُصَرِّفِ بنِ الحارثِ بن أَصْمَعَ :
إِنِّي إِذا مُحِرُّ قَومٍ حَامَا
بَلَلْتُ رِحْمِي واتَّقَيْتُ الذّامَا
ولم يَجِدْنِي بَغْثَراً كَهَامَا .
____________________
(10/224)
( و ) البَغْثَرُ : ( الرَّجُلُ الوَسِخُ ) من ذالك .
( و ) البَغْثَرُ : ( الجَمَلُ الضَّخْمُ ) .
( و ) بَغْثَرُ ( بنُ لُقَيْظِ ) بنِ خالِد بنِ نَضْلَةَ ( الشاعرُ الجاهليُّ ) ،
نَسَبَه ابنُ الأَعرابيّ .
( و ) البَغْثَرَةُ ( بالهاءِ : خُبْثُ النَّفْسِ ) تقول : مالِي أَراكَ
مُبَغْثِراً .
( و ) البَغْثَرَةُ : ( الهَيْجُ والاختِلاطُ ) يقال : رَكِبَ القومُ في بَغْثَرةٍ
، أَي هَيْجٍ واختلاطٍ .
( و ) البَغْثَرَةُ : ( التَّفْرِيقُ ) ، يقال : بَغْثَر طعامَه ، إِذا فَرَّقَه .
( وبُغْثُرٌ الكَلْبِيُّ ، كعُصْفُرٍ ) ذَكَرَه سيفٌ في الفُتُوح .
( وبَغْثَرَه : بَعْثَرَه ) ، أَي قَلَبَه ، وقد تقدَّم .
( و ) بَغْثَرَتْ ( نَفْسُه : خَبْثَتُ وغَثَتْ كتَبَغْثَرَتْ ) ، وفي حديث أَبي
هُرَيْرَةَ : ( إِذا لم أَرَكَ تَبَغْثَرَتْ نَفْسِي ) ؛ أَي غَثَتُ ، ويُروَى : (
تعْثَرَتْ ) ، بالعين ، وقد تَقَدَّم .
وأَصْبَحَ فلانٌ مُتِبَغْثِراً ، أَي مُتَمَقِّساً ، ورُبَّما جاءَ بالعَيْن ، قال
الجوهريُّ : ولا أَرْوِيه عن أَحَدٍ .
بغشر : ( بَغْشُورُ ، بالفَتْح ) وضمِّ الشِّينِ المعجَمَة ، أَهملَه الجوهريُّ ،
وهو ( د بينَ هَراةَ وسَرَخْسَ ) . وقال ابن الأَثِير : بين مَرْوَ وهَراةَ ، يقال
له : بَغْ ، وبَغْشُورُ ، قال الصَّغانيّ : بينه وبين هَراةَ خمسةٌ وعشرون
فَرْسَخاً ، وفَعْلُول في الأَسماءِ نادرٌ . ( والنِّسْبَةُ بَغَوِيٌّ ، على غَير
قياسٍ ) ؛ فإِن القياسَ يَقْتَضِي أَن تكونَ بَغْشُورِيٌّ ، وهو ( مُعَرَّب
كَوْشُورَ ،
____________________
(10/225)
أَي
الحُفْرَةُ المالِحَةُ ) ، وهاذا تعريبٌ غريبٌ ؛ فإِن ( بَغُ ) بالفارسيَّة
البُستانُ ، ولا ذِكْرَ للحُفْرة في الأَصل ، إِلّا أَن يُقال : إِن أَرضَ
البُستانِ دائماً تكوهُ مَحْفُورَةً .
( منها ) : أَبو الحَسَنِ ( عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ ) الوَرْاقُ ، نَزِيلُ مكّةَ ،
( وابنُ أَخِيه أَبو القاسمِ ) عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عبدِ العزيزِ ( مُسْنِدُ
الدُّنيا ) ، طالَ عمرُه ، فَعَلَتْ رِوايتُه ، مولدُه ببغدادَ سنةَ 214 ه ،
وجَدُّه لأُمِّه أَحمدُ بنُ منيع البَغَوِيُّ ؛ فلذالك نُسِبَ إِليه ، وتُوُفِّيَ
سنة 316 ه .
( وإِبراهِيمُ بنُ هاشِمٍ ) ، عن إِبراهِيمَ بنِ الحَجّاج السّاميّ .
( و ) القاضي أَبو سعيدٍ ( محمّدُ بنُ عليِّ ) بنِ أَبي صالحٍ ( الدَّبّاسُ ) ،
راوِي التِّرْمِذِيِّ .
( ومُحْيِي السُّنَّةِ ) أَبو محمّدٍ الحُسَينُ بنُ مسعودِ بنِ محمّدٍ الفَرّاءُ ،
صاحبُ المَصابِيح .
وفاتَه :
أَبو الأَحْوَصِ محمّدُ بنُ حِبّانَ البَغَوِيُّ ، سَكَنَ بغدادَ ، رَوَى عنه
أَحمدُ بنُ حَنْبَل وغيرُه ، والفقيهُ أَبو يعقوبَ يوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ
إِبراهِيمَ البَغَوِيُّ ، رَوَى عنها لحاكِمُ ، ومحمّدُ بنُ نَجِيدٍ والدُ عبدِ
الملك وعبدِ الصمد ، من أَهل بَغْ ، حَدَّثُوا كلُّهم .
بقر : ( البَقَرَةُ ) مِن الأَهْلِيِّ والوَحْشِيِّ يكونُ ( للمذكَّر والمؤنَّث )
، ويَقَعُ على الذَّكَر والأُنثى ، كذا في المُحكَم ، وإِنّما دَخَلَتْه الهاءِ
على أَنه واحِدٌ من جنْسٍ ، ( م ) ، أَي معروفٌ . ( ج بَقَرٌ ) بحذف الهاءِ (
وَبَقَراتٌ ، وبُقُرٌ ، بضمَّتَين ، وبُقّارٌ ) ، كرُمّان ، ( وأُبْقُورٌ ) وِزان
أُفْعُول ، ( وبَواقِرُ ) ، وهاذا الأَخيرُ نقلَه الأَزهريُّ عن الأَصمعيّ ، قال :
وأَنشدَنِي ابنُ أَبي طَرفةَ :
وَسَكَّتّهُمْ بالقَوْلِ حتَّى كأَنَّهُمْ
بَوَاقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْهَا المَرَاتَعُ
____________________
(10/226)
( وأَمّا باقِرٌ وَبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورَةٌ فأَسمَاءُ للجَمْع ) ،
وهاذا نصّ عبارَةِ المُحْكَم ، وقال : وجمعُ البَقَرِ أَبْقُرٌ . كزَمَنٍ
وأَزْمُنٍ . وأَنْشَدَ لمَعْقِلِ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ :
كأَنَّ عَرُوضَيْه مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ
لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فيها مذَاعِقُ
وأَنشدَ في بَيْقُورٍ :
سَلَعٌ مَّا ومثلُه عُشَرٌ مَّا
عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا
وأَنشد الجوهريُّ للوَرلِ الطائيِّ :
لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْيُهُمُ
يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزْمَات بالعُشَرِ
أَجاعِلٌ أَنتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً
ذَرِيعَةً لك بَيْنَ الله والمَطَرِ
وإِنَّمَا قال ذالك ؛ لأَن العربَ كانت في الجاهليَّةِ إِذا اسْتَسْقَوا جَعَلُوا
السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذنابِ البَقَرِ ، وأَشْعَلُوا فيه ، ( النار )
فتَضِجُّ البَقَرُ مِن ذالك ، ويُمْطَرُون ، وأَهلُ اليمنِ يُسَمون البَقَرَةَ
باقُورَةَ . وكَتَبَ النبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم في كتاب الصَّدَقةِ لِأَهْلِ
اليمنِ : ( في ثلاثينَ باقُورَةً بَقَرَةٌ ) .
وقال اللَّيث : الباقِرُ : جماعةُ البَقَرِ مع رُعَاتِهَا ، والجامِلُ : جماعةُ
الجِمَال مع راعِيها ، وفي جَمْهَرة ابنِ دُرَيد : وباقِرٌ وبَقِيرٌ جمعُ البَقَرِ
.
( والبَقّارُ ) كشَدّادٍ : ( صاحِبُه ) ، أَي البَقَرِ .
( و ) البَقْارُ : ( وادٍ ) قال لَبِيد :
فباتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْه
مِن البَقارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ
( و : ع ، بَرملِ عالِجٍ ، كثيرُ الجِنِّ ) قيل : هو بنَجْدٍ ، وقيل : بناحية
اليَمامةِ .
( و ) البَقّارُ : ( لُعْبَة ) لهم وهو
____________________
(10/227)
تُرَابٌ
يُجمَعُ في الأَيدِي ، فيُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً ، كأَنَّهَا صَوام 2 عُ ،
يُلْعَبُ به ، جعلُوه إسْماً كالقِذَافِ ، وهو البُقَّيْرَى ، وأَنشدَ :
نِيطَ بِحَقْوَيْهَا خَمِيسٌ أَقْمَرُ
جَهُمٌ كبَقّارِ الوعِيدِ أَشْعَرُ
( و ) البَقّارُ : ( الحَدّادُ ) ، والحَفّارُ .
( وقُنّةُ البَقّارِ : وادٍ آخَرُ لبَنِي أَسَدٍ ) .
وعَصاً بَقّارِيّة : شَدِيدة ) ، وفي التَّكْملة : لِبَعْضِ العِصِيِّ .
( وبَقِرَ الكَلْبُ ، كفَرِحَ : رَأَى البَقَرَ ) ، أَي بَقَرَ الوَحْشِ ، (
فتَحَيَّرَ ) وذَهَبَ عَقلُه ( فَرَحاً ) بهنّ ) : بَقِرَ ( الرجلُ بَقْراً ) ،
بفتحٍ فسكونٍ ، ( وبَقَراً ) ، محرَّكَةً : ( حَسَرَ فلا يَكَادُ يُبْصِرُ ،
وأَعْيَا ) ، قال الأَزهريُّ : وقد أَنْكَرَ أَبو الهَيْثَمِ فيما أَخبَرَنِي عنه
المُنْذِرِيُّ ( بَقْراً ) ، بسكونِ القافِ ، وقال : القياس ( بَقَراً ) ، على (
فَعَلاً ) ؛ لأَنه عَيْرُ واقِعٍ .
( وبَقَرَه ، كمَنَعَه ) ، يَبْقُره : ( شَقَّه ، و ) فَتَحَه ، و ( وَسَّعَه ) ،
وفي حديث حُذَيْفَةَ ( فما بالُ هاؤلاء الذين يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا ) ؛ أَي
يَفْتَحُونَها ويُوَسِّعُونها ، ومنه حديثُ الإِفك : ( فبَقَرْتُ لها الحَديثَ ) ؛
أَي فَتَحْتُه وكَشَفْتُه .
( و ) بَقَرَ ( الهُدْهُدُ الأَرضَ : نَظَرَ مَوْضِعَ الماءِ فرَآه ) . في
التَّهْذِيب : رَوَى الأَعْمَشُ عن المِنْهَالِ بن عَمرو عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ عن
ابنِ عَبّاسٍ في حديث هُدْهُد سليمانَ ، قال : ( بَيْنَا سُلَيْمَانُ في فَلاةٍ
احتاجَ إِلى الماءِ ، فدَعَا الهُدْهُدَ ، فبَقَرَ الأَرضَ ، فأَصاب الماءِ ،
فدَعَا الشَّيَاطِينَ فسَلَخُوا مواضِعَ المءاِ ، فرأَى الماءَ تحت الأَرضِ ،
فأَعْلَمَ سليمانَ حتى أَمَرَ بحَفْرِه ) .
( و ) بَقَرَ ( في بَنِي فُلانٍ ) ، إِذا ( عَرَفَ أَمْرَهم ) ، وفي التَّكْمِلَة
: إِذا عَلِمَ أَمْرَهِم ( وفَتَّشَهم ) .
____________________
(10/228)
( والبَقِيرُ : المَشْقُوقُ ، كالمَقْبُورِ ) . وناقة بَقِيرٌ : شُقَّ بَطنُها عن
وَلَدِهَا .
وقال ابن الأَعرابيِّ في حديثِ له : فجاءَتِ المرأَةُ فإِذا البيتُ مَبْقُورٌ ؛
أَي مُنتَثِرٌ عَيْبَتُه وعِكْمُه الذي فيه طَعامُه ، وكلُّ ما فيه .
( و ) البَقِيرُ : ( بُرْدٌ يُشَقُّ فيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ( ولا جَيْبٍ ، (
كالبَقِيرةِ ) ، وقِيل : هو الإِتْبُ ، وقال الأَصمعيُّ : البَقيرَةُ أَن يُؤْخَذَ
بُرْدٌ فيُشَقَّ ثم تُلْقِيَه المرأَةُ في عُنُقِهَا من غيرِ كُميَّنْ ولا جَيْبٍ
، والإِتْبُ : قَمِيصٌ لا كُمَّيْنِ له تَلبَسُه النِّسَاءُ ، وقال الأَعْشَى :
كَتَمَيُّلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ في البَقِيرِ وفي الإِزارِ
وقد تقدَّم .
( و ) البَقِيرُ : ( المُهْرُ يُولَدُ في ماسِكَةٍ أَو سَلًى ) ؛ لأَنَّه يُشَقُّ
عليه .
( والباقِرُ ) ، لَقَبُ الإِمامِ أَبي عبدِ اللّهِ وأَبِي جعفر ( محمّد بنِ )
الإِمام ( عليَ ) زَيْنِ العابِدِينَ ( ابنِ الحُسَيْنِ ) بنِ عليِّ ( رضيَ اللّهُ
تعالى عنهم ) ، وُلِدَ بالمدينة سنةَ 57 من الهجرة ، وأُمّه فاطمةُ بنتُ الحَسَنِ
بنِ عليَ ، فهو أوَّلُ هاشمَ ، وُلِدَ مِن هاشِمِيَّيْنِ ، عَلَوِيٌّ مِن
عَلَويَّيْنِ ، عاش سَبْعاً وخمسينَ سنةً ، وتُوُفِّيَ بالمدينة سنةَ 114 ه ،
ودُفِنَ بالبَقِيعِ عند أَبِيه وعَمِّه ، وأَعْقبَ مِن سبعة جعفرٍ الصّادِقِ ،
وإِبراهيمَ ، وعُبَيدِ الله ، وعليَ ، وزَينبَ ، وأُمِّ سَلَمَةَ ، وعبدِ الله
وإِنما لُقِّبَ به ( لِتَبَحُّرِه في العِلْم ) وعَرَفَ أَصله ، واستنبطَ فَرْعَه
.
قلْت : وقد وَرَدَ في بعض الآثارِ عن جابرِ بنِ عبد اللّهِ الأَنصاريِّ : أَنّ
النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم قال له : ( يُوشِك أَن تَبْقَى حتى تَلْقَى
وَلداً لي من الحُسين يقال له : محمّد ، يَبقُر العِلْمَ بقْراً ، فإِذا لقيتَه
فأَقرِئْه منيِّ السلامَ ) خَرَّجَه أَئِمَّة النَّسَبِ .
( و ) الباقِرُ : ( عِرْقٌ في المَآقِي )
____________________
(10/229)
نَقلَه
الصغانيُّ ؛ لأَنه يَشُقُّها .
( و ) الباقِرُ : ( الأَسَدُ ) ؛ لأَنّه إِذا اصطادَ الفَرِيسةَ بَقَرَ بَطْنَها .
( وتَبَيْقَرَ تَوَسَّعَ ، كتَبَقَّرَ ) ، ورُوِيَ عن النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه
وسلّم : أَنّه ( نَهَى عن التَّبَقُّرِ في الأَهْل والمالِ ، قال أَبو عُبَيْد قال
الأَصمعيّ : يُرِيدُ الكَثْرَةَ والسَّعةَ ، قال : وأَصلُ التَّبَقُّرِ
التَّوَسُّعُ والتَّفَتُّحُ ، ومنه قيل : بَقَرْتُ بَطْنَه ، إِنَّمَا هو شَقَقْتُ
وَفَتَحْتُه ، ومنه حديثُ أُمِّ سُلَيْمٍ : ( إِنْ دَنَا منِّي أَحدٌ من
المُشْرِكين بَقَرْتُ بَطنَه ) .
( وَبَيْقَرَ ) الرجلُ : ( هَلَكَ ) . ( و ) بَيْقَرَ : ( فَسَدَ ) ، وفي بعض
النُّسَخ : أَفْسَدَ ، وكلتاهما صَحِيحتان ، وعلى الأُولى فَسَّرُوا قولَه :
يا مَنْ رَأَى النّعْمَانَ كان حِيَرَا
فَسُلَّ مِنْ ذالك يَوْمَ بَيَقُرَا
أَي يومَ فَسَادٍ ، قال ابن سِيدَه : هاذا قولُ ابنِ الأَعرابِيِّ ، جَعَلَه إسماً
، قال ولا أَدرِي لتَرْكِ صَرْفِه وَجْهاً إِلّا أَن يُضَمِّنَه الضَّمِيرَ ،
ويَجعَلَه حِكايَةً ، ويُروَى : ( يَوماً بَيْقَرَا ) ، أَي يوماً هَلَكَ أَو
فَسَدَ فيه مُلْكُه ، وعلى النُّسْخَة الثانِيةِ فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيِّ قولَه :
وقد كان زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِه
كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا
وقوله : ( كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا
وقوله : ( كرَاعِي أُناسٍ ) ، أَي ضَيَّعَ غَنَمَه للذِّئْب .
( و ) بَيْقَرَ : ( مَشَى كالمُتَكَبِّرِ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وفي اللِّسَان
وغيرِه من الأُمَّهات : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ ، ولعلَّ ما في نُسَخ القاموس
تَصْحِيف عن هاذا ، فلْيُنْظَرْ .
( و ) بَيْقَرَ الرجلُ : ( أَعْيَا ) وحَسَرَ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : بَيْقَرَ ؛
إِذا تَحَيَّرَ ، يقال : بَقِرَ الكَلْبُ وَبَيْقَرَ ، إِذا رَأَى البَقَرَ
فتَحَيَّرَ ، كما يقال ؛ غَزِلَ ، إِذا رَأَى الغَزالَ فَلَهَا .
____________________
(10/230)
( و ) بَيْقَرَ ، إِذا ( شَكَّ في الشَّيْءِ ) . ( و ) بَيْقَرَ ، إِذا ( مَاتَ )
. وأَصلُ البَيْقَرَةِ الفَسَادُ .
( و ) بَيْقَرَ ( الدّارَ ) ، إِذا ( نَزَلَهَا ) واتَّخَذها مَنْزِلاً ، عن أَبي
عُبَيْدَةَ .
( و ) بَيْقَرَ : ( نَزَلَ إِلى الحَضَر وأَقامَ ) هنالك ، ( وتَرَكَ قَومَه
بالبادِيَةِ ) ، وخَصَّ بعضُهم به العِراقَ ، كما سيأْتي .
( و ) بَيْقَرَ : ( خَرَجَ إِلى حيثُ لا يُدْرَى ) .
( و ) بَيْقَرَ : ( أَسْرَعَ مُطَأْطِئاً رَأْسَه ) ، وهاذا يُؤَيِّدُ ما في
الأُصُول : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ ، كما تقدَّم ، قال المُثَقِّبُ العَبْدِي
، ويُروَى لعَدِيِّ بنِ وَدَاعٍ :
فبَاتَ يَجْتَابُ شُقَارَى كمَا
بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ
( و ) بَيْقَرَ : ( حَرَصَ بِجَمْعِ ) وفي بعض الأُصول ( على جَمْعِ ) ( المالِ
ومَنَعَه ) .
( و ) بَيْقَرَ ( الفَرَسُ ) إِذا ( خَمَ بِيَدَهِ ) كما يَصْفِنُ بِرِجْلهِ ،
نُقِلَ ذالك عن الأَصمعيّ ، والخَوْمُ هو الصُّفُون ، كما سيأْتي .
( و ) بَيْقَرَ : ( خَرَجَ من الشّام إِلى العِراقِ ) ، قال امرُؤُ القَيْس :
أَلَا هلْ أَتَاها والحَوَادِثُ جَمَّةٌ
بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا
( و ) بَيْقَرَ : ( هَاجَرَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ ) ، ويقال : خَرَجَ من بلدٍ إلى
بلدٍ ، فهو مُبَيْقِرٌ ، وهو ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ ، وليس بمُصَغَّر ،
في أَلفاظ
____________________
(10/231)
سَبَقَ
ذِكرُهَا ي ب ط ر . وقال السُّهَيْلِيُّ في الرَّوض : المُهَيْنِمُ والمُبَيْطِرُ
والمُبَيْقِرُ لو صَغَّرْتَ واحداً من هذه الأَسمَاءِ لَحَذَفْتَ الياءَ الزائدةَ
، كما تَحْذِفُ الأَلِفَ من مَفَاعِلَ ، ويَلحَقُ ياءُ التَّصْغِيرِ في مَوْضِعِها
، فيعودُ اللَّفْظُ إِلى ما كان ، فيقال في تَصْغير : مُهَيْنِمٍ ومُبَيْطِرٍ :
مُهنم ومُبطر ، وله في هاذا المَقَام بحثٌ نَفِسٌ فراجِعْه .
كتاب م كتاب ( والبُقَّيْرَى ، كسُمَّيْهَى : لُعْبَة ) الصِّبْيَانِ ، وهي
كَوْمَةٌ مِن تُرَابٍ وحَولَهَا خُطُوطٌ ، ذَكَرَه ابن دُرَيْدٍ .
( وبَقَّرَ ) الصَّبِيُّ ( تَبْقِيراً : لَعِبَهَا ) يَأْتُون إِلى مَوضعٍ قد
خُبِّيءَ لهم فيه شيْءٌ ، فيَضْرِبُون بأَيْدِيهم بلا حَفْرٍ ، يَطْلُبُونه ،
والذي في الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد : بَيْقَرَ الصَّبِيُّ بَيْقَرَةً : لَعِبَ
البُقَّيْرَى ، فهو مُبَيْقِرٌ . فانْظُرْ وتَأَمَّلْ .
( والبَيْقَرَانُ : نَبْتٌ ) ، عن أَبي مالِكٍ ، قال ابن دُرَيْدٍ : ولا أَدْرِي
ما صحَّتُه .
( والبُقّارَى بالضَّمِّ والشَّدِّ وفتح الرّاءِ : الكَذِبُ ، والدّاهِيَةُ ،
كالبُقَرِ ، كصُرَدٍ ) ، يقال : جاءَ بالشُّقّارَى والبُقَّارَى ، وجاءَ
بالشُّقَرِ والبُقَرِ ، أَي الكَذِبِ ، نقلَه ابن دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة عن أَبي
مالِكٍ ، وقال : الصُّقّارَى : والبُقَّارَى والصُّقَر والبُقَر ، وأَوردَه
المَيْدَانِيُّ أَيضاً في مَجْمَع الأَمثال .
( والبَيْقَرُ ) ، كحَيْدَرٍ : ( الحائِكُ ) .
( والأُبَيْقِرُ ) ، كأَنْه تصغيرُ أَبْقَرَ : هو الرجلُ ( الذي لا خَيرَ فيه )
ولا شَرَّ كما في التَّكْمِلَة .
( والمَبْقَرَةُ ) ، بالفتح : ( الطَّرِيقُ ) : لسَعَتِهَا ، أَو لِكَوْنِهَا
مَشْقُوقَةً مفتوحة .
( وعَيْنُ البَقَرِ بعَكّا ) مِن سواحِلِ الشامِ .
( وعُيُونُ البَقَرِ : ضَرْبٌ مِن الع 2 نَبِ أَسودُ ، كبيرٌ مُدَحْرَجٌ غيرُ
صادِقِ الحَلَاوَةِ ) ، وهو مجازٌ .
( و ) عُيُونُ البَقَرِ ( بفِلَسْطِينَ يُطلَقُ
____________________
(10/232)
على
ضَرْبٍ من الإِجّاص ) ، على التَّشْبِيه .
( والبَقَرَةُ ) ، محرَّكةً : ( طائرٌ يكونُ أَبْرَقَ أَو أَطْحَلَ أَو أَبيضَ ، ج
بَقَرٌ ) ، بفتْحٍ فسكونٍ .
( وَبَقَرٌ ) ، محرَّكةً : ( ع قُرْبَ خَفّانَ ) بالقُرْب من الكُوفة .
( وقُرُونُ بَقَرٍ ) : موضعٌ ( في دِيار بني عامر ) بنِ صَعْصَعَةَ بنِ كِلابٍ ،
المُجَاوِرَة لِبَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ ، بها وَقْعَةٌ .
( ودِعْصَتَا بَقَرٍ : دِعْصَتَانِ في شِقِّ الدَّهْنَا ) بالحِجاز بأَرضِ بني
تَمِيم .
( وذو بَقَرٍ : وادٍ بين أَخْيِلَةِ ) الحِمَى ، ( حِمَى الرَّبَذَةِ ) ، وقد
تقدَّم ذِكْرُ الأَخْيِلَةِ عند ذِكْرِ الرَّبَذَةِ .
( و ) يقال : ( فِتْنَةٌ باقِرَةٌ ) كَدَاءِ البَطْنِ ، وفي حديث أَبي موسى :
سمعتُ رسولَ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم يقول : ( سَيَأْتِي على النّاس
فِتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحَلِيمَ حَيْرَانَ ) ، أَي واسِعَةٌ عظيمةٌ ، وقيل : (
صادِعَةٌ للأُلْفَةِ شاقَّةٌ للعَصَا ) ، مُفْسِدَةٌ للدِّين ، ومُفَرِّقَةٌ بين
الناس ، وشَبَّهها بوَجَع البَطْنِ ؛ لأَنه لا يُدْرَى ما هاجَه ، وكيف يُداوَى
ويُتَأَتَّى له .
( وبَقِيرَةُ ، كسَفِينَةٍ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ) من أَعمال رَيَّةَ . ( و : د
) آخَرُ ( شَرْقِيَّهَا ) أَي بالأَندلس ، منه : أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ عبدِ
اللّهِ بنِ حَكِيمِ بنِ البَقَرِيّ ، حدَّث عنه الفَقِيهُ أَبو عُمَرَ بنُ عبدِ
البَرِّ القُرْطُبِيُّ .
( و ) البُقَيْرَةُ ، ( كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ أَشْنَعَ ) ،
نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) بُقَيْرٌ ، ( كزُبَيْرٍ ، ابنُ عبدِ اللّهِ بنِ شِهَاب ) بنِ مالكٍ . (
مُحَدِّثٌ ) عن جَدِّه في يوم اليَمَامَةِ ، نَقَلَه الحافظُ .
( و ) مِن أَمثالِهم : ( ( جَاءَ ) فلانٌ ( بالصُّقَرِ والبُقَرِ ، والصُّقّارَى
والبُقَّارَى ) ) ، وقد تقدَّم ضَبْطُها ، أَي ( بالكَذِبِ ) ، وبالدّاهِيَةِ ،
كما
____________________
(10/233)
صَرَّح
به المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَهل الأَمثَال .
( و ) رَوَى عَمْرٌ و عن أَبِيه : ( البَيْقَرَةُ : كَثْرَةُ المالِ والمَتَاعِ )
.
وممّا يُستدرَكُ عليه :
ناقَةٌ بَقِيرٌ : شُقَّ بَطْنُها عن وَلَدِها .
وقد تَبَقَّرَ وانْبَقَرَ ، قال العَجّاج :
تُنْتَجُ يومَ تُلْقِحُ انْبِقَارَا
وقال أَبو عَدْنَانَ عن ابنه نُبَاتَةَ : المُبَقِّرُ : الذي يَخُطُّ في الأَرض
دارَةً قَدْرَ حافِرِ الفَرَسِ ، وتُدْعَى تلك الدّارةُ : البَقَرَةَ ، قال
طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ يصف خَيْلاً ، وقال الصَّغانيّ : يصفُ كَتِيبَةً :
أَبَنَّتْ فمَا تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ
لهَا مِثْلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ
وقال الأَصمعيُّ : بَقَّرَ القَومُ ما حَولَهم ، أَي حَفَرُوا واتَّخَذُوا الرَّكايَا
.
ورجلٌ باقِرَةٌ : فَتَّشَ عن العُلُوم .
والبَقَرَةُ : قِدْرٌ واسِعَةٌ كبيرةٌ ، نقَله ابنُ الأَثِير عن الحافظِ أَبي موسى
.
ومن المَجاز : البَقَرُ : العِيَالُ ، يقال : جاءَ فلانٌ يَجُرُّ بَقَرَةً ، أَي
عِيَالاً ، وعليه بَقَرَةٌ من عِيَالٍ ومالٍ ، أَي جماعَةٌ . وقال
الزَّمَخْشَرِيُّ : المُرَادُ الكثرةُ والاجتماعُ كقولهم : له قِنطارٌ من ذَهَبٍ ،
وهو مِلْءُ مَسْكِ البَقَرَةِ ؛ لمَّا استُكْثِرَ ما يَسَعُ جِلْدُهَا ، ضَرَبُوه
مَثَلاً في الكَثْرَة .
وَبَيْقَرَ الرَّجلُ في مالهِ ، إِذا أَسْرَعَ فيه وأَفْسَدَه .
وعن أَبي عُبَيْدَةَ : بَيْقَر الرجلُ في العَدْوِ ، إِذا اعْتَمَدَ فيه .
وبَيْقُورٌ : موضعٌ .
ونَزْلَةُ أَبِي بَقَر : قريةٌ بالبَهْنساوِيّة .
____________________
(10/234)
وبُوقِير ، بالضمّ : جزيرةٌ قربَ رَشِيد .
وبُقَيْرٌ ، ( هُذَيْلٍ ، ابنُ سَعِيدِ بنِ سَعْدٍ : بَطْنٌ مِن خَوْلانَ ،
والنِّسبةُ إِليه بُقَريٌّ ، كهُذَلِيَ ، منهم أَخْنَسُ بنُ عبدِ اللّهِ
الخَوْلانِيُّ ، شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ ، هاكذا ضَبَطَه عبد الغَنيِّ بنُ سعيدٍ ،
وقال : حَدَّثَنِي بذالك أَبو الفَتْحِ عن أبي سَعِيدٍ .
والبَاقِرَةُ : مِن قُرَى اليَمَامَةِ ، وهما باقِرَتَانِ ، كذا في المُعْجَم .
وبَقِيرَةُ ، كسَفِينَة : امرأَةُ القَعْقَاعِ بنِ أَبِي حَدْرَد ، لها صُحْبَةٌ ،
حَدِيثُها في مُسْنَدِ أَحمدَ .
وبقيرُ بنُ عَمْرٍ و والخُزاعِيُّ ، له صُحْبَةٌ .
والباقُورُ : لَقَبٌ .
ومن أَمثالهم : ( الظِّباءَ على البَقَر ) ، و ( الكِرَابَ على البَقر ) وقد
تَقَدَّم .
ومحمّدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّد البَقَرِيُّ مُحَرَّكةً روَى عن أَبيه
، وعنه أَبو جَعْفَرٍ المَنَادِيلِيُّ . ومحمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ حَكِيمٍ
القُرْطُبِيُّ البَقَرِيُّ ، سَمِعَ محمّدَ بنَ معاويةَ بنِ أَحمرَ .
ودارُ البَقَرِ قَرْيَتَانِ بِمصر : القِبْلَيّةُ والبَحْرِيَّةِ ، كلتاهما في
الغَرْبِيَّة .
وبَنُو بَقَرٍ : مِن جُذَام ، إِليهم نُسِبَتْ تلك القريةُ .
وكَوم البَقَرِ بالكُفُور الشّاسعة .
والبَقّار ، كشَدّادٍ ، بالشَّرْقيَّة .
والبَقَّارةُ تُذكَرُ مع فَرَمَا من مُدن الجِفار ، خرابٌ الآن .
والبَقَرَةُ ، محرَّكَةٌ ؛ ماءَةٌ بالحَوْأَبِ ، عن يَمِينِه ، لبنِي كَعْبِ بنِ
عَبْدٍ من بني كِلابٍ ، وعندها الهَرْوَةُ ، وبها مَعْدِنُ ذَهَبٍ .
وَبَقَرَانُ ، محرَّكةً ، وقيل بكسر القاف ، وَادٍ ، أَو جَبلٌ في مِخْلَافِ بَنِي
نَجِيدٍ من اليمن ، تُجْلَبُ منه الفُصُوصُ البَقَرانِيَّةُ .
____________________
(10/235)
بقطر
: ( البُقْطُرِيَّةُ ، بالضمِّ ) أَهملَه الجوهريُّ ، قال الفَرّاءُ :
البُقْطُرِيَّةُ : ( الثِّيابُ البِيضُ الواسِعَةُ ) . كالقُبْطُرِيَّةِ .
( و ) بُقْطُرٌ ( كعُصْفُرٍ : رَجُلٌ ) ، وبِلالُ بنُ بُقْطُرٍ ، عن أَبي بَكْرَةَ
، وعنه عَطاءُ بنُ السّائبِ ، ذَكَرَه ابنُ مُعين .
وأَبو الخَطَّابِ عُثْمَانُ بنُ موسى بنِ بُقْطُرٍ ، ذَكَره البُخَارِيُّ
ومُسْلِمٌ ، وهو بَصْرِيّ .
وبقاطر الأُسقُفّ . جاءَ ذِكْرُه في حديثٍ مُرْسَلٍ .
بكبر : ( بَكْبَرَةُ ، كسَخْبَرَةَ ) ، أَهملَه الجوهريُّ والجماعةُ ، وقال
الذَّهَبِيُّ : هو ( لَقَبُ عبدِ السّلامِ ) بنِ أَحمدَ بنِ إِسماعِيلَ (
الهَرَوِيِّ ، حَدَّثَ ) ، رَوَى عنه حَمّادٌ الحَرّانِيُّ ، أو أَبو رَوْحٍ
الهَرَوِيُّ ، وغيرْهما .
بكر : ( البُكْرَةُ ، بالضَّمِّ : الغُدْوَةُ ) ، قال سِيَبْوَيْهِ : مِن العرب
مَن يقول : أَتَيْتُكَ بُكْرَةً ، نَكِرَةً مُنَوَّناً ، وهو يُرِيدُ في يومِه أَو
غَدِه . وفي التَّهْذِيب : البُكْرَةُ من الغَدِ ، ويُجمع بُكَراً وأَبكاراً ،
وقولُه تعالى : { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } ( القمر :
38 ) بُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نَكِرَتَيْن نُوِّنَتَا وصُرِفَتَا ، وإِذا
أَرادُوا بها بُكْرَةَ يَومِكَ وغَداةَ يَومِكَ لم تَصْرِفْهُما ، فبُكْرَةٌ هنا
نَكِرَةٌ ، ( كالبَكَرَةِ ، مُحَرَّكَةً ) .
وفي الصّحاح : سِيرَ على فَرَسِكَ بُكْرَةً وبَكَراً ، كما تقول : سَحَراً ،
والبكَرُ ، البُكْرَةُ .
( واسمها الإِبكارُ ) ، كالإِصْباحِ ، قال سِيبَوَيْهِ : هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ ،
وعندِي أَنه مَصْدَرُ أَبْكَرَ .
وفي التَّهْذِيب : والبُكُور والتَّبْكِيرُ : الخُرُوج في ذالك الوقتِ . الإِبكارُ
: الدُّخُول في ذالك الوقتِ .
( و ) البَكْرَةُ ( بالفَتْحٍ ) : اسمٌ للّتي يُسْتَقَى عليها ، وهي ( خَشَبَةٌ
مُسْتَدِيرةٌ في وَسَطِها مَحَزٌّ ) للحَبْل ، وفي جَوْفِها
____________________
(10/236)
مِحْوَرٌ
تَدُورُ عليه ، ( يُسْتَقَى عليها ، أَو ) هي ( المَحَالَةُ السَّرِيعَةُ ،
ويُحَرَّكُ ) ، وهاذه عن الصّغانيّ ، وهاكذا لابن سِيدَه في المُحكَم ، وهو تابعٌ
له في أَكثَرِ السِّيَاقِ ، فاعتراضُ شيخِنا عليه هنا في غير مَحَلِّه .
( ج بَكَرٌ ) ، بالتَّحْرِيك ، وهو من شواذّ الجَمْع ؛ لأَن فَعْلَةً لا تُجمَعُ
على فَعَلٍ إِلا أَحْرُفاً ، مثل : حَلْقَةٍ وحَلَقٍ ، وحَمْأَةٍ وحَمَإٍ ،
وبْرَةٍ وبَكَرٍ ، كما في الصّحاح ، أَو هو اسمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ ، كشَجَرةٍ
وشَجَرٍ ، قاله شيخُنَا ، ( وَبكَرَاتٌ ) أَيضاً ، قال الراجز :
والبَكَراتُ شَرّهُنَّ الصّائِمَهْ
يَعْنِي التي لا تَدُور .
( و ) البكْرَةُ : ( الجَمَاعَةُ ) .
( والفَتِيَّةُ من الإِبلِ ) .
قال الجوهريُّ : و ( ج ) البكْرِ ( بِكارٌ ) كفَرْخٍ وفِرَاخٍ .
( وبَكَرَ عليه وإِليه وفيه ) يَبْكُرُ ( بُكُوراً ) ، بالضَّمِّ ، ( وَبَكَّرَ )
تَبْكِيراً ، ( وابْتَكَرَ ، وأَبْكَرَ ) إِبكاراً ( وباكِرَه : أَتاهُ بُكْرَةً )
، كلُّه بمعنًى ، أَي باكِراً ، فإِن أَردتَ به بُكْرَةَ يومٍ بعَيْنهِ قلتَ
أَتيتُه بُكْرَةَ ، غيرَ مصروفٍ ، وهي من الظرُوف التي لا تَتَمَكَّنُ .
( وكلُّ مَن بادَرَ إِلى شَيْءٍ فقد أَبْكَرَ إِليه ) وعليه ، وبَكَّرَ ( في أَيِّ
وقتٍ ) كان بُكْرَةً أَو عَشِيَّةً ، يقال : بَكِّروا بصلاةِ المَغْرِب ، أَي
صَلُّوهَا عند سُقُوطِ القُرْصِ .
( و ) رَجُلٌ ( بَكُرٌ ) في حاجته ، كنَدُسٍ ، ( وبَكِرٌ ) ، كحَذِرٍ ، وبَكِيرٌ ،
كأَمِيرٍ : ( قَوِيٌّ على البُكُورِ ) وبَكِرٌ وبَكِيرٌ كلاهما على النَّسَب ؛
إِذْ لا فِعْلَ له ثُلاثِيًّا بَسِيطاً .
( و ) في المُحكَم : و ( بَكَّرَه على أَصحابِه تَبْكِيراً ، وأَبْكَرَه ) عليهم :
( جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عليهم ) .
____________________
(10/237)
وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ : عاجَلَهما ، وقال أَبو زَيْد : أَبْكَرتُ على
الوِرْدِ إِبكاراً ، وكدالك أَبْكَرتُ الغَداءَ .
وقال غيرُه : يقال : بكَرْتُ الشَّيْءَ ، إِذا بَكَّرْتَ له ، قال لَبِيد :
باكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ
معناه بدَرْتُ صَقِيعَ الدِّيكِ سَحَراً إِلى حاجَتِي .
ويقال : أَتيتُه باكِراً ، فمَن جَعَلَ البَاكِرَ نَعْتاً قال للأُنْثَى : باكِرَة
، ولا يقال بكُرَ ولا بَكِرَ ، إِذا بَكَّرَ .
( وبَكَّرَ ) تَبْكِيراً ، ( وأبْكَرَ ، وَتبَكَّر : تَقَدَّمَ ) ، وهو مَجازٌ .
وفي حديث الجُمعَةِ : ( مَنْ بَكَّرَ يومَ الجُمعَةِ وابْتَكَرَ فله كذا وكذا ) ؛
قالوا : بَكَّرَ : أَسْرَعَ وخَرَجَ إِلى المسجد باكِراً ، وأَتى الصّلاةَ في
أَوّلِ وَقْتِهَا ، وهو مَجازٌ . وقال أَبو سَعِيد : معناه مَن بَكَّر إِلى الجُمعَةِ
قبلَ الأَذانِ وإِن لم يَأْتِهَا باكِراً فقد بَكَّرَ : وأَمّا ابتكارُهَا فهو
أَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وَقتِهَا ، وقيل : معنى اللَّفْظَيْنِ واحدٌ ، مثل فَعَلَ
وافْتَعَل ، وإِنما كُرِّر للمبالغَةِ والتَّوكيدِ ، كما قالوا : جادٌّ مُجِدٌّ .
( و ) بَكِرَ إِلى الشَّيْءِ ( كفَرِحَ : عَجِلَ ) .
قاله ابنُ سِيده ( و ) . من المجاز : غَيْثٌ باكِرٌ وباكُورٌ ، ( البَاكُورُ )
والبَاكِرُ مِن ( المَطَرِ ) : ما جاءَ ( في أَوّلِ الوَسْمِيِّ ، كالمُبْكِرِ ) ؛
مِن أَبْكَرَ ، ( والبَكُورِ ) ، كصَبُورٍ ، ويقال أَيضاً : هو السَّارِي في آخِرِ
اللَّيْلِ وأَوّلِ النَّهَارِ ، وأَنشَدَ :
جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَه
وتَهادَتْهَا مَدالِيجُ بُكُرْ
وفي الأَساس : سحابَةٌ مِدلاجٌ بَكُورٌ .
( و ) البَاكُورُ : ( المُعَجَّلُ ) المَجِيءِ و ( الإِدراكِ من كلِّ شيْءٍ ،
وبهاءٍ الأُنْثَى ) ، أَي الباكُورة .
____________________
(10/238)
( و ) باكُورَة ( الثَّمَرةِ ) منه ، ومن المجاز : بتَكَرَ الفاكهةَ : أَكَلَ
باكُورَتَهَا ، وهي أَوّلُ ما يُدْرِكُ منها . وكذا ابتَكَرَ الرجلُ : أكَلَ
بكُورَةَ الفَاكِهَةِ .
( و ) من المجاز : البَاكُورَةُ : ( النَّخْلُ التي تُدْرِكُ أَوَّلاً ،
كالبَكِيرَةِ والمِبْكارِ والبَكُورِ ) ، كصَبُورٍ .
( جَمْعُه ) أَي البَكُورِ ( بُكُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ، قال المُتَنَخِّل
الهُذَلِيُّ :
ذالكَ مادِينُك إِذْ جُنِّبَتْ
أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ
قال ابن سِيدَه : وَصَفَ الجَمْعَ بالواحدِ ، كأَنَّه أَراد المُبْتِلَةَ فَحَذَف
؛ لأَن البناءَ قد انتهى ، ويجوزُ أَن يكونَ المُبْتهلُ جَمْعَ مُبْتِلةٍ ، وإِنْ
قَلَّ نَظِيرُه ، ولا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُكُر هنا الوحدةَ ؛ لأَنه إنّمَا
نَعَتَ حُدُوجاً كثيرةً ، فشَبَّهَها بنَخِيلٍ كثيرةٍ . وقول الشاعر :
إِذا وَلَدَتْ قَرَائِبُ أُمِّ نَبْل
فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ
أَي إِنّمَا عَجِلَتْ بجَمْعِ اللُّؤْمِ ، كما تَعْجَلُ النَّخْلةُ والسحابةُ .
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : نَخْلَةٌ باكِرٌ وبَكُورٌ : تُبكِّرُ بحَمْلِها .
( وأَرْضٌ مِبْكَارٌ : سَرِيعَةُ الإِنْبَاتِ ) .
وسَحَابَةٌ مِبْكَارٌ : مِدْلاجٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ .
( والبِكْرُ ، بالكسر : العَذْرَاءُ ) ، وهي التي لم تُفْتَضَّ . ومن الرِّجال :
الذي لم يَقْرَبِ امرأَةً بَعْدُ . ( ج أَبكارٌ ، والمصدرُ البَكَارَةُ : بالفتح )
.
( و ) البِكْرُ : ( المرأَةُ ، والنّاقَةُ ، إِذا وَلَدَتَا بَطْناً واحداً ) ،
والذَّكَرُ والأُنْثَى فيهما سَواءٌ ، وقال أَبو الهَيْثَم : والعَربُ تُسَمِّي
التي وَلَدَتْ بَطْاً واحداً بِكْراً : بوَلَدِهَا الذي تَبْتَكِرُ به ، ويقال لها
أَيضاً : بِكْرٌ ما لم تَلد ، ونحوُ ذالك ،
____________________
(10/239)
قال
الأَصمعيُّ : إِذا كان أَوّلُ وَلَدٍ وَلَدَتْه الناقَةُ فهي بِكْرٌ ، والجمعُ
أَبكارٌ وبِكَارٌ . قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ :
وإِنَّ حَدِيثاً منكِ لو تَبْذُلِينَه
جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانه عُوذٍ مَطَافِلِ
مَطافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتاجُها
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ
( و ) البِكْرُ : ( أَوْلُ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) البِكْرُ : ( كُلُّ فَعْلَةٍ لم يتَقَدَّمْها مِثلُها .
( و ) لبِكْرُ : ( بَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ ، أَو ) هي ( الفَتِيَّةُ ) ، وكلاهما
واحدٌ ، فلو قال : فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ ، لكان أَوْلَى ، كما في غيره من الأُصول
، وفي التَّنْزِيل : { لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ } ( البقرة : 68 ) أَي ليست
بكَبِيرَةٍ ولا صَغِيرَةٍ .
( و ) من المَجاز : البِكْرُ : ( السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ ) ، شُبِّهَتْ بالبِكْر
مِن النِّساءِ . قلت : قال ثَعلبٌ : لأَنْ دَمَها أَكثرُ من دَمِا لثِّيِّب ،
ورُبَّما قيل : سَحابٌ بِكْرٌ ، أَنشد ثعلب :
ولقد نَظَرْتُ إِلى أَغَر مُشَهَّرٍ
بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا
( و ) البِكْرُ : ( أَوَّلُ وَلَدِ الأَبَويْنِ ) غُلاماً كان أَو جارِيَةً ،
وهاذا بِكْرُ أَبَوَيْه ، أَي أَوْلُ وَلدٍ يُولَدُ لهما ، وكذالك الجاريةُ بغير
هاءٍ ، وجمعُهما جميعاً أَبْكارٌ ، وفي الحديث : ( لا تُعَلِّموا أَبكارَ
أَولادِكم كُتُبَ النَّصارَى ؛ ( يَعْنِي أَحداثَكُم . وقد يكون البِكْرُ من
الأَولاد في غيرِ النّاس ، كقولِهِم : بِكْرُ الحَيَّةِ .
ومن المَجاز قولُهم : أَشَدُّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْنِ ، وفي المُحكَم :
بِكْرُ بِكْرَيْنِ ، قال :
يا بكْرَ بِكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ
أَصْبحْتَ منِّي كذِرَاعٍ مِن عَضُدْ .
( و ) مِن المَجَاز : البِكْرُ : ( الكَرْمُ )
____________________
(10/240)
الذي
( حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ، جمعُه أَبكارٌ ، قال الفرزدقُ :
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كأَنَّه
جَنَى النَّلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الضَّرْبَةُ . البِكْرُ ) : هي ( القاطِعَةُ القاتِلَةُ
) ، وفي بعض النُّسَخِ : الفاتِكَة ، وضَرْبَةٌ بِكْرٌ : لا تُثَنَّى ، وفي الحديث
: ( كانت ضَرَباتُ عليَ كرَّمَ اللّهُ وجهَه أَبكاراً ، إِذا اعتلَى قَدّ ، وإِذا
اعترضَ قَطّ ) ، وفي رواية : ( كانَت ضَرَباتُ عليَ مُبْتَكَرَاتٍ لا عوناً ) ،
أَي أَنْ ضَرْبَتَه كانت بِكْراً تَقْتُل بواحِدَةٍ منها ، لا يحتاج أَن يُعِيدَ
الضَّرْبَةَ ثانياً ، والمراد بالعُون المُثنّاة .
( و ) البُكْرُ ( بالضَّمّ ، و ) البَكْرُ ( بالفتح : وَلَدُ النّاقَةِ ) ، فلم
يُحَدَّ ولا وُقِّت ، ( أَو الفَتِيُّ منها ) ؛ فمَنْزِلَتُه من الإِبل منزلةُ
الفَتِيِّ من الناس ، والبكْرَةُ بمنزلةِ الفَتَاةِ والقَلُوصُ بمنزلةِ الجارِيَةِ
، البَعِيرُ بمنزلة الإِنسانِ ، والجَمَلُ بمنزلةِ الرجلِ ، والناقةُ بمنزلةِ
المرأَةِ ، ( أَو الثَّنِيُّ ) منها ( إِلى أَن يُجْذِعَ ، أَو ابنُ المَخَاضِ
إِلى أَن يُثْنِيَ ، أَو ) هو ( ابنُ اللَّبُونِ ) والحِقُّ والجذَعُ ، فإِذا
أَثْنَى فهو جَمَلٌ ، وهو بَعِيرٌ حتى يَبْزُلَ ، وليس بعدَ البازِل سِنٌّ
يُسَمَّى ، ولا قَبلَ الثَّنِيِّ سِنٌّ يُسَمَّى . قال الأَزهريُّ : هاذا قولُ
ابنِ الأَعْرَابِيِّ وهو صحِيحٌ ، وعليه شاهدتُ كلامَ العربِ . ( أَو ) هو ( الذي
لم يبْزُلْ ) ، والأُنْثَى بكْرَةٌ ، فإِذا بَزَلَا فجَمَلٌ وناقةٌ ، وقيل في
الأُنثَى أَيضاً : بِكْرٌ ، بلا هاءٍ .
وقد يُستعارُ للناسِ ، ومنه حديثُ المُتْعَةِ : ( كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ ) ،
أَي شابَّةٌ طَوِيلَةُ العُنُقِ في اعتدالٍ .
قال شيخُنَا : والضَّمُّ الذي ذَكَرَه في البِكْر بالمعانِي السابقة ، لا يكادُ
يُعرَفُ في شيْءٍ من دَواوِين اللغةِ ، ولا نقلَه أَحدٌ مِن شُرّاح الفَصِيح ، على
كَثْرَة ما فيها من الغَرَائب ، ولا عَرَّجَ
____________________
(10/241)
عليه
ابنُ سِيدَه ، ولا القَزّازُ ، مع كثرة اطِّلاعِهما ، وإِيرادِهما لشواذِّ الكلامِ
، فلا يُعْتَدُّ بهذا الضَّمِّ .
قلتُ ؛ وقد نُقِلَ الكسرُ عن ابن سِيدَه في بَيْتِ عَمْرِو بنِ كُلْثُوم ، فيكونُ
بالتَّثْلِيثِ كما سيَأْتِي قريباً .
( ج ) في القِلَّة ( أَبْكُرٌ ) ، قال الجوهريُّ : وقد صَغَّرَه الراجزُ ،
وجَمَعَه بالياءِ والنُّونِ فقال :
قد شَرِبَتْ إِلَّا الدُّهَيْدِ هِينَا
قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينَا
وقال سِيبوَيْهِ : هو جمعُ الأَبكُرِ كما تَجمَع الجُمُرَ والطُّرُقَ ، فتقول :
طُرُقَاتٌ وجُزُراتٌ ، ولكنَّه أَدْخَلَ الياءَ والنُّونَ ، كما أَدخلَها في (
الدُّهَيْدهِين ) .
( و ) الجَمْعُ الكثيرُ ( بُكْرانٌ ) بالضَّمِّ ، وبِكارٌ بالكسر ، مثل فَرْخ
وفِراخ ، قالَه الجوهَرِيُّ . ( وَبِكَارَةٌ ، بالفتحِ والكسرِ ) ، مثلُ فَحْلٍ
وفِحَالَةٍ ، كذا في الصّحَاح ، والأُنْثَى بكْرَةٌ ، والجمعُ بِكَارٌ ، بغير هاءٍ
، كعَيْلَةٍ وعِيَالٍ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : البِكَارَةُ للذُّكُور خاصّةً ،
والبِكارُ بغير هاءٍ للإِناثِ .
وفي حديث طَهْفةَ : ( وسَقَطَ الأُمْلُوجُ من البِكَارة ) ، وهي بالكسر جَمْعُ
البَكْرِ بالفتح ؛ يُرِيدُ أَن السِّمَن الذي قد عَلَا بِكَارَةَ الإِبلِ بما
رَعَتْ من هاذا الشَّجَرِ قد سَقَطَ عنها ، فسَمَّاه باسمِ المَرْعَى ؛ إِذْ كان
سَبَباً له ، وقال ابنَ سِيدَه في بيت عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ :
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بَكْرٍ
غَذَاهَا الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا
أَصحُّ الرِّوايتَيْن ( بِكْر ) بالكسر ، والجمعُ القَلِيلُ من ذالك أَبكارٌ .
قلتُ : فإِذاً هو مُثَلَّثٌ .
____________________
(10/242)
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( البَكَرَاتُ ) مُحَرَّكَةً : ( الحَلَقُ ) التي ( في
حِلْيَة السَّيْفِ ) ، شبيهةٌ بفَتَخِ النِّسَاءِ .
( و ) البَكَراتُ : ( جِبالٌ شُمَّخٌ عند ماءٍ لِبَنِي ذُؤَيْب ) ، كذا في
النُّسَخ ، والصَّوَابُ لبني ذُؤَيْبَةَ . كما هو نَصُّ الصَّغانيِّ ، وهم من
الضِّباب ، ( يُقال له : البَكْرَةُ ) بفتح فسكون .
( و ) البَكَرَاتُ : ( قارَاتٌ سُودٌ بِرَحْرَحانَ ، أَو بطريقِ مَكَّةَ )
شَرَّفَها اللّهُ تعالَى ، قال امْرُؤُ القَيْس :
غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ
فعارِمَةٍ فبُرْقةِ العِيَرَاتِ
( وَالبَكْرَتانِ : هَضْبتَانِ ) حَمْرَاوانِ ( لِبَنِي جَعْفَر ) بنِ الأَضْبَطِ
، ( وفيهما ماءٌ يُقال له : البَكْرَةُ أَيضاً ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( و ) بَكّار ( ككَتْانٍ : ة قُرْبَ شِيرازَ ) ، منها : أَبو العَبّاسِ عبدُ
اللّهِ بنُ محمّدِ بن سليمانَ الشِّيرَازِيّ ، حَدَّثَ عن إِبراهيمَ بنِ صالحٍ
الشِّيرَازِيِّ وغيرِه ، وتُوُفِّيَ سنةَ 348 ه .
( و ) بَكّارٌ : ( اسم ) جماعةٍ من المحدِّثين ، منهم :
القاضِي أَبو بكرٍ بَكّارُ بنُ قُتَيْبَةَ بن أَسَدٍ البَصْرِيّ الحَنَفِيّ ، قاضي
مصرَ .
وبَكَّارٌ : جَدّ أَبي القاسمِ الحُسَيْن بن محمّدِ بن الحُسَيْن الشاهد . وغيرُهم
.
( و ) بُكُرٌ ، ( كعُنُقٍ : حِصْنٌ باليَمَنِ ) نقلَه الصغانيّ .
( و ) بُكَيْرٌ ، ( كزُبَيْرٍ : إسمُ ) جماعة من المحدِّثين ، كبُكَيْرِ بنِ عبد
الله بنِ الأَشَجِّ المَدَنِيِّ ، وبُكَيْرِ بنُ عَطَاءٍ الليْثِيّ .
ومن القبائل : بُكَيْرُ بنُ يالِيلَ بن ناشِبٍ ، من كِنَانَةَ ، منهم من الرُّواة
: محمّدُ بنُ إِياسِ بنِ البُكَيْرِ ، تابِعِيٌّ . وغيرُهُم .
( وأَبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحارثِ ) بن كَلَدَةَ بنِ عمرِو بنِ عِلَاجٍ
الثَّقَفِيّ ،
____________________
(10/243)
(
أَو ) هو نُفَيْعُ بنُ ( مَسْرُوحٍ ) ، والحارثُ بنُ كَلَدَةَ مولاه ، (
الصَّحابِيّ ) المشهورُ بالبَصْرَةِ ، ( تَدَلَّى يومَ الطّائِف من الحِصْنِ
بَبكْرَةٍ فكَناه ) النَّبيُّ ( صلّى الله عليْه وسلّم أَبا بَكْرَةَ ) لذالك ،
ومِن وَلَده أَبو الأَشْهَبِ هَوْذَةُ بنُ خَلِيفَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ عبده الرَّحمانِ
بنِ أَبي بَحرَةَ . ثَقَفِيٌّ ، سَكَنَ بغدَادَ ، كَتَبَ عنه أبو حاتمٍ .
( والنِّسْبَةُ إِلى أَبِي بَكْرٍ ) الصِّدِّيقِ ، ( وإِلى بَنِي بَكْرِ بنِ
عَبْده مَنَاةَ ) بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ ، وإِلى بَكْرِ بنِ عَوْفِ بنِ
النَّخَعِ ، ( وإِلى بَحرِ بنِ وائِل ) بنِ قاسِط بنِ هِنْبٍ : ( بَكْرِيٌّ ) .
فمِنَ الأَول : القاضي أَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ أَحمدَ بنِ أَفْلَحَ بنِ عبدِ
اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ عبد اللّهِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أَبي بكرٍ الصِّدِّيقِ
، حَدَّث عن هِلالِ بن العَلاءِ الرَّقِّيّ .
ومِنَ بَكْرِ النَّخَغِ : جُهَيشُ بنُ يَزِيدَ بنِ مالكٍ البَكْرِيّ ، وَفَدَ على
النّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم . وعَلْقَمةُ بنُ قيسٍ صاحبُ عليَ وابنِ
مَسْعُودٍ .
ومِن بَكْرِ عبدِ مَناةَ : عامرُ بنُ واثِلةَ اللَّيْثِيّ ، وغيرُه .
ومن بَكْرِ بنِوائلٍ : حَسانُ بنُ خَوْطه بن شُعْبَةَ البَكْرِيّ ، صَحابِيٌّ ،
شَهِدَ مع عليَ الجَمَلَ ، ومعه إبناه الحارثُ وبِشْرٌ .
( و ) النِّسْبَةُ ( إِلى بَنِي أَبي بَكْرِ بنِ كِلَاب ) بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ
بنِ صَعْصَعَةَ ، واسمُه عُبَيْدٌ ، ولَقَبُه البَزْريّ . وكذا إِلى بَكْرِ آباذَ
، مَحَلةٍ بجُرْجانَ : ( بَكْرَاوِيٌّ ) .
فمن الأَول : مُطِيعُ بنُ عامرِ بن عَوْفٍ الصَّحَابِيّ ، وأَخُوه ذو اللِّحْيَةِ
شُرَيْحٌ ، لِصُحْبَةٌ أَيضاً ، والمحَّلق عبدُ العُزَّى بنُ حَنْتَمِ بن شَدّادِ
بن رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ أَبي بَكْره بن كِلابٍ .
ومن بَكْرٍ آباذَ : أَبو سَعِيدِ بنِ محمّد البَكْراوِيّ ، وأَبو الفَتْح سَهْلُ
بنُ عليِّ بن أَحمدَ البَكْراوِيُّ ، وأَبو جَعْفَرٍ كُمَيلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ
كُمَيْلٍ الفَقِيهُ
____________________
(10/244)
الجُرْجانِيّ
الحَنَفِيّ ، وغيرُهم .
( وبَكْرٌ : ع ببلادِ طَيِّءٍ ) ، وهو وادٍ عند رَمَّانَ .
( والبَكْرَانُ : ع بناحيَةِ ضَرِيَّةَ ) ، نقلَه الصَّغانيّ ، ( و ) البَكْرانُ :
( ة ) .
( و ) قولُهم : ( ( صَدَقَنِي سِنّ بَكْرِه ) ) ، من الأَمثال المشهورةِ ،
وبَسَطَه المَيْدَانِيُّ في مَجْمَع الأَمثالِ ، وهو ( بِرَفْعِ سِنَ ونَصْبِه ،
أَي خَبَّرَنِي بما في نفْسِه ، وما انْطَوتْ عليه ضُلُوعُه ؛ وأَصلُه أَن رجلاً
ساوَمَ في بَكْرٍ ) بفتحٍ فسكونٍ ، ( فقال : ما سِنّه ؟ فقال : بازِلٌ ، ثم نَفَرَ
البَكْرُ ، فقال صاحبُه له : هِدَعْ هِدَعْ ) . بكسرٍ ففتحٍ فسكونٍ فهيما ، (
وهاذه لفظةٌ يُسَكَّنُ بها الصِّغار ) مِن وَلَدِ النّاقَةِ ، ( فلما سَمِعَه
المُشْتَرِي قال : صَدَقَنِي سِنُّ بَكْرِه ، ونَصْبُه على معنَى : عَرَّفَنِي ) ،
فيكون السِّنُّ منصوباً على أَنه مفعولٌ ثانٍ ، ( أَو إِرادَةِ خَبَرِ سِنّ ، أَو
في سِنّ ، فحُذِفَ المُضَافُ أَو الجارُّ ) على الوَجْهَيْن ، ( ورَفْعُه على أَنه
جَعَلَ الصِّدْقَ للسِّنِّ تَوسُّعاً .
( و ) من المَجاز : ( بَكَّرَ تَبْكِيراً : أَتَى الصَّلاةَ لأَوَّلِ وَقْتِهَا )
، وفي الحديث ؛ ( لا يزالُ الناسُ بخيرٍ مَا بكَّرُوا بصلاةِ المَغْرِبِ ) ؛ معناه
: ما صَلَّوهَا في أَوْلِ وَقتِهَا ، وفي حديث آخَرَ : ( بَكِّرُوا بالصَّلاةِ في
يومِ الغَيْم ؛ فإِنه مَنْ تَرَكَ العَصْرَ حَبِطَ عَملُه ) ، أَي حافِظُوا عليها
وقَدِّمُوهَا .
( و ) من المجاز : ( ابْتَكَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( أَدْرَكَ أَوّلَ الخُطْبَةِ ) .
وعبارَةُ الأَساس : وابْتَكَرَ الخُطْبَةَ : سَمِعَ
____________________
(10/245)
أَوّلَهَا
؛ وهو مِن الباكُورة .
( و ) من المجاز : ابْتَكَرَ ، إِذا ( أَكَلَ باكُورَةَ الفاكهةِ ) ، وأَصلُ
الابتكارِ لاستيلاءُ على باكُورةِ الشَّيْءِ .
وأَوّلُ كلِّ شيْءٍ : بكُورَتُه .
( و ) في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : ابُتَكَرَتِ ( المرأَةُ : وَلَدَتْ ذَكَراً في
الأَوّل ) ، واثْتَنَت : جاءَت بوَلَدٍ ثِنْيٍ ، واثْتَلَثَتْ وَلَدَهَا الثّالِثَ
، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْتَنَيْتُ واثْتَلَثْتُ .
وقال أَبو البيْداءِ : ابتَكَرَتِ الحامِلُ ، إِذا وَلَدَتْ بِكْرَها ، وأَثْنَتْ
في الثاني ، وثَلَّثَتْ في الثّالث ، ورَبَّعَتْ ، وخَمَّسَتْ ، وعَشَّرَتْ .
وقال بعضُهُم : أَسْبَعَتْ ، وأَعْشَرَتْ ، وأَثْمَنَتْ ، في الثّامن ، والعاشر ،
والسّابع .
( وأَبْكَرَ ) فُلانٌ : ( وَرَدَتْ إِبلُه بُكْرَةَ ) النَّهَارِ .
( وبَكْرُونُ ) كحَمْدُونَ : ( إسمٌ ) . وأَحمدُ بنُ بَكْرُونَ بنِ عبدِ اللّهِ
العَطَّارُ الدَّسْكَرِيُّ ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلصِ ، تُوُفِّيَ سنة 434 ه .
وممّا يُستدرّك عليه :
حَكَى اللِّحْيَانيُّ عن الكِسَائِيِّ : جِيرانُكَ باكِرٌ ، وأَنشدَ :
يا عَمْرُو جِيرَانُكُمُ باكِرُ
فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ
قال ابنه سِيدَه : وأُراهم يَذْهَبُون في ذالك إِلى معنَى القَومِ والجمعِ ، لأَن
لفظَ الجمْعِ واحد ، إِلّا أَنَّ هاذا إِنّمَا يُستَعملُ إِذا كان المَوْصُوفُ
معرفةً ، لا يقولون : جِيرَانٌ بكِرٌ . هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ ، قال : وعندِي
أَنه لا يَمْتَنِعُ جِيرانٌ باكِرٌ ، كما لَا يمتنعُ جِيرَانُكُم باكِرٌ .
ومن المَجَاز : عَسَلُ أَبكارٍ ؛ أَي تُعَسِّلُه أَبكارُ النَّحْلِ ، أَي
أَفتاؤُها ،
____________________
(10/246)
ويقال
: بل أَبكارُ الجَوَارِي يَلِينَهُ وكَتَبَ الحَجّاجُ إِلى عاملٍ له : ( ابْعَثْ
إِليَّ بعَسَلِ خُلّارَ ، من النَّحْل الأَبْكار مِن الدَّستَفْشارِ ، الذي لم
تَمَسَّه النار ) يريد بالأَبار أَفراخَ النَّحْل ؛ لأَنّ عَسَلَها أَطيبُ
وأَصْفَى . وخُلّارُ : موضعٌ بفرِسَ ، والدَّسْتَفْشارُ : فارسيَّةٌ معناه ما
عَصَرتْه الأَيْدِي ( وعَالَجتْه ) وقال الأَعْشَى :
تَنَخَّلَها مِن بِكَارِ القِطَافِ
أُزَيْرِقُ آمِنُ إِكسادِهَا
بِكَارُ القِطَاف : جمعُ باكِرٍ ، كما يُقَال صاحِبٌ وصِحَابٌ ، وهو أَوّلُ ما
يُدرِكُ .
ومن المَجَاز : عن الأَصمعيِّ : نارٌ بِكْرٌ : لم تُقْتَبْس مِن نارٍ .
وحاجةٌ بِكْرٌ : طُلِبَتْ حَدِيثاً ، وفي الأَساس : وهي أَوّلُ حاجةٍ رُفِعَتْ ،
قال ذُو الرُّمَّة :
وُقُوفاً لَدَى الأَبوابِ طُلّابَ حاجَةٍ
عَوانٍ مِن الحاجاتِ أَو حاجةً بِكْرَا
ومن المَجاز : يقال ؛ ما هاذا الأَمرُ منكَ بِكْراً ولا ثِنْياً ، على معنَى : ما
هو بأَوَّلٍ ولا ثانٍ .
والبِكْرُ : القَوْسُ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
وبِكْرٍ كُلَّما مُسَّتْ أَصاتَتْ
تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشِّرَعِ العَتِيقِ
أَي القَوْس أَوْلَ ما يُرْمَى عَنْهَا ؛ شَبَّه تَرَنّمَها بنَغَمِ ذي الشِّرَعِ
، وهو العُودُ الذي عليه أَوتارٌ .
____________________
(10/247)
والبِكْرُ : الدُّرَّةُ التي لم تثقب ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
كبِكْر مُقَانَاةُ لبَيَاضِ بصُفْرَةٍ
ذَكَرَه شُرّاحُ الدِّيوان كما نقلَه شيخُنَا .
ومن الأَمثال : ( جاءُوا على بَكْرَةِ أَبِيهم ) ، إِذا جاءُوا جميعاً على آخِرِهم
. وقال الأَصمعيُّ : جاءُوا على طريقةٍ واحدةٍ ، وقال أَبو عَمْرٍ و : جاءُوا
بأَجمعهم ، وفي الحديث : ( جاءَتْ هوازِنُ على بَكْرَةِ أَبِيها ) . هاذه كلمةُ
العربِ ، يريدون بها الكَثْرَةَ وتَوْفِيرَ العَدَدِ ، وأَنَّهم جاءُوا جميعاً لم
يَتخلَّف منهم أَحدٌ ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ : معناه جاءُوا بعضُهم في إِثْرِ بعضٍ
، وليس هناك بَكْرَةٌ حقيقةً ، وهي التي يُستَقَى عليها الماءُ العَذْبُ ،
فاسْتُغِيرَتْ في هاذا الموضعِ ، وإِنْمَا هي مَثَلٌ . قال ابن بَرِّيَ : قال ابن
جِنِّي : وعندِي أَنَّ قولَهم : جاءُوا على بَكْرَةِ أَبيهم ، بمعنَى جاءُوا
بأجمعِهم ، هو مِن قولك : بَكَرْتُ في كذا ، أَي تَقدَّمتُ فيه ، ومعناه : جاءُوا
على أَوَّلِيَّتِهم ، أَي لم يَبْقَ منهم أَحدٌ ، بل جاءُوا مِن أَوّلِهم إِلى
آخِرهِم .
وبَكْرٌ : إسمٌ ، وحَكَى سِيبَوَيْهِ في جَمْعِه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ . وبُكَيْرٌ
وبَكَّارٌ ومُبَكِّرٌ أَسماءٌ .
وأَبو بَكْرَةَ بكّارُ بنُ عبدِ العَزِيز بنِ أَبي بَكْرَةَ البَصْرِيُّ ، وبَكْرُ
بنُ خَلَفٍ ، وبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ ، وبَكْرُ بن عَمْرٍ و المَعافريّ ، وبَكْرُ
بنُ عَمْرٍ و ، وَبَكْرُ بنُ مُضَر : محدِّثون .
وأَحمدُ بنُ بكْرانَ بنِ شاذَانَ ، وأَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ بكْرانَ الزّجَّاجُّ
النّحويُّ ، حَدَّثَا .
وأَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ أَبي بَكِيرٍ ، كأَمِير ، سَمِعَ أَبا الوَقْتِ ،
وأَخوه تَمِيمٌ كان معيداً ببغدادَ ، وابنُه أَبو بكرٍ سَمعَ من ابنِ كُلَيْبٍ ،
وأَبو الخَير صُبَيح بن بكّر ، بتشديد الكاف ، البَصْرِيُّ ، حَدَّث عن أَبي
____________________
(10/248)
القاسمِ
العَسْكَرِيِّ وأَبي بَكْر بن الزّاغُونِيّ ، كان ثِقَةً ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ
.
بكهر : ( بَكْهُورُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( اسمُ مَلِك )
الهِنْدِ ، لغةٌ في بَلْهُور ، بالّلامِ ، أَو تصحيفٌ عنه .
وممّا يُستدرَك عليه هنا :
بلذر : ( البَلاذُر ، وهو ثَمَرُ الفَهْم ، مشهورٌ .
وأَحمدُ بنُ جابرِ بن داوُودَ البلاذريُّ : من مشاهير النَّسّابةِ المؤرِّخِينِ .
وأَبو محمّدٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ بنِ هاشمٍ البَلاذُرِيُّ ، بالذال
المعجَمة ، المُذَكِّر الطُّوسيُّ ، الحافظُ الواعظُ : عالمٌ بالحديث .
بلر : ( البلورُ : ( أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصّغانيّ : هو ( كتَنورٍ
وسِنَّوْرٍ وسِبَطْرٍ ) وهاذه عن ابن الأَعرابيّ ، وهو مُخَفَّفُ الّلام : (
جَوْهَرٌ م ) ، أَي معروفٌ أَبيضُ شفّافٌ ، واحدتُه بَلورَةٌ ، وقيل : هو نوعٌ من
الزُّجاج .
( و ) في التَّهْذِيب عن ابن الأَعرابيِّ : البِلَّوْرُ ( كسِنْورٍ ) : الرجلُ (
الضَّخمُ الشُّجاعُ ) ، وفي حديث جعفرٍ الصادِق رضي اللّهُ عنه : ( لا يُحِبُّنا
أَهلَ البيتِ الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ، ولا الأَعْوَرُ البِلَّوْرَةُ ) . قال أَبو
عَمْرٍ و الزاهدُ : هو الذي عَيْنُه ناتِئَةٌ . قال ابن الأَثِير : هاكذا شَرَحَه
ولم يَذكر أَصلَه .
( و ) البَلُّور ، كتَنُّور : ( العَظِيمُ من مُلُوك الهندِ ) ، لغةٌ في بَلْهُور
.
بلجر : ( بَلَنْجَرُ ، كغَضَنْفَر ) ، أَهملَه
____________________
(10/249)
الجوهريُّ
، وقال الصغانِيُّ : هو ( د ، بالخَزَرِ خَلْفَ بابِ الأَبوابِ ) ، أَي داخِلَه ،
قيل : نُسِبَ إِلى بَلَنْجَرَ بنِ يافِث .
( وأَحمدُ بن عُبَيْدِ بنِ ناصِحِ بنِ بَلَنْجَرَ : محدِّثٌ نحويٌّ ) له ذِكْرٌ في
شَرْح ديوانِ المفضَّل الضَّبِّيِّ .
بلغر : ( بُلْغَرُ ، كقُرْطَقٍ ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان ، (
والعامَّةُ تقول : بُلْغَارُ ) ، وهاذا هو المشهورُ ، وهو الذي جَزَمَ به غيرُ
واحدٍ ، كياقوت وصاحبِ المَراصِدِ ، قالوا : هي مدينةُ الصَّقالِبَةِ ، ضارِبَةٌ
في الشَّمال ، شديدةُ البَرْدِ ) ، وقد نُسِبَ إِليها بعضُ المتأَخِّرين .
بلسر : ( البلْسِرة ) ، بكسر السين وراء : ماءٌ لبني أَبي بكرِ بنِ كلابٍ بأَعالِي
نَجْدٍ ، عن الأَصمعيِّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
بلقطر : ( بَلَقْطَرُ ) ، كغَضْنَفر : قريةٌ بالبُحَيْرةِ من أَعمالِ مِصرَ ، منها
الإِمامُ الفقيهُ المحدِّثُ إِبراهِيمُ بنُ عيسى بنِ موسى ، وابنُ عمِّه عليُّ بنُ
فَيّاضٍ الزُبَيْرِيّانِ البَلَقْطَرِيّانِ ، حَدَّثا بمصرَ عالياً عن النُّور
الأُجْهوريِّ ، وقد رَوَى عنهما شيخُ مشايخِنا الشِّهَابُ أَحمد بنُ مصطفى بنِ
أحمدَ السّكَنْدَرِيُّ .
ومما يستدرك عليه :
بلهر : ( البَلَهْوَرُ ، كغَضْنَفرٍ : ( أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو
( المكانُ الواسعُ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
كلُّ عظيمٍ من ملوك الهِنْد بَلَهْوَرُ ، مَثّلَ به سِيبوَيْهِ ، وفَسَّره
السِّيرافيُّ .
____________________
(10/250)
بنر
: ( البَنُورُ ) كصَبُورٍ ، كذا في النُّسخ ، وهو غلطٌ ، وقد أَهملَه الجوهريُّ
وصحبُ اللِّسان ، وقال ابن الأَعرابيِّ : المَبْنُورُ هو ( المُخْتَبَرُ مِن
النّاسِ ) ، هاكذا هو في التَّكْمِلَة .
وممّا يستدرك عليه :
بَنّورُ ، كتَنور : بلدٌ بالهند ، منها الشيخُ آدمُ البَنّورِيُّ ، تلميذُ أَبي
العبّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ الأَحَدِ الفارُوقِيِّ .
وبِنَارُ ، ككِتاب : قريةٌ ببغدادَ ، ممّا يَلِي طرِيقَ خُرَاسَانَ ، منها أَبو
إِسحاق إِبرَاهيمُ بنُ بَدْرٍ البِنَارِيُّ ، سَمِعَ أَبا الوَقْت وغيرَه ، وعنه
ابنُ نُقْطَةَ ، كذا في التَّبْصِير للحافظ .
بندر : ( البَنادِرَةُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وأَوردَه الصَّغانيّ في تركيب ب د
ر على أَنّ النونَ زائدةٌ ، وهم ( تُجّترٌ يَلْزَمُون المَعَادِنَ ) ، دَخِيلٌ .
( أَو ) هم ( الذين يخْزُنُون البَضائعَ للغَلاءِ ) .
( جَمْعُ بُنْدَارٍ ) ، بالضَّمّ .
وفي كتاب ابنِ الصّلاح في معرفةِ الحديثِ : البُنْدارُ : مَن يكونُ مُكْثِراً من
شيْءٍ يَشْتَرِيه منه مَن هو دُونَه ، ثم يَبِيعُه ، قاله الطِّيبِيُّ في أَول (
الدُّخَان ) من حَوَاشِي الكَشّاف . وفي النَّوادر : رجلٌ بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ
، وهو الكثيرُ المالِ .
( و ) أَبو بكرٍ ( محمّدُ بنُ بَشّارٍ ) ككَتَّانٍ ، ووَهِمَ مَنْ ضَبَطَه
بالتَّحْتِيَّة والسِّينِ المُهْمَلَةِ ، وهو ابنُ داوودَ بنِ كَيْسَانَ ،
العَبْدِيّ ، مولاهم ، البَصْرِيُّ ، و ( بُنْدارٌ ) بالضَّمِّ لَقَبُه : (
محدِّثٌ ) حافظٌ ، أَحدُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ ؛ ولذالك لُقِّب بُنْداراً ؛ لأَنّه
جَمَعَ حديثَ مالكٍ ، رَوَى له أَصحابُ الأُصول السِّتَّة .
وبُنْدَارٌ معناه الحافظُ .
____________________
(10/251)
والبُنْدارُ أَيضاً : لَقَبُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ بنِ وَهْبِ بنِ
الهَيْثَم بنِ خِدَاش ، سَمِعَ البربهائيَّ وغيرَه ، ورَوَى عنه الدَّارَقُطْنِيُّ
، وكان ثِقَةً .
وأَبو المَعالِي ثابتُ بنُ بُنْدارِ بن إِبراهِيمَ الباقِلّانِيُّ .
والبُنْدار أَيضاً : أَبو منصورٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عُثمانَ ، عُرِفَ بابن
السَّوّاق ، سَمِعَ أَبا بَكْرِ بنَ القُطَيْعِيِّ ، وكان ثِقَةً .
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ هارُونَ بنِ سَعِيدِ بنه بُنْدَارٍ ، سَكَنَ سَمَرْقَنْدَ ،
وحدَّث .
والحَسَنُ بنُ موسى بنِ بُنْدارِ بنِ خُرَّشَاذ الدَّيْلَمِيُّ ، حدَّث .
( والبَنْدَرُ ) في اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ : ( المَرْسَى والمُكَلَّأُ ) ، نقلَه
الصَّغانيّ ، أَي مَربطُ السُّفُنِ على الساحِل .
والبُنْدارِيَّةُ : قريةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى وقد دخلتُهَا ، وقَرْيَتَانِ
بأَسْفَلِ مصر .
والبَنْدِيرُ ، بالفتح : دُفًّ فيه جَلاجِلُ ، مولَّدة .
بنصر : ( البِنْصرُ ) بالكسر : ( الإِصْبَعُ ( التي ( بين الوُسْطَى والخِنْصِرِ ،
مُؤَنَّثَةٌ ) ، عن اللِّحْيَانِيِّ .
قال الجوهَرِيُّ : والجمعُ البَناصِرُ .
( وذِكْرُه في ب ص ر وَهَمٌ ) ؛ بناءً على أَنْ النونَ فيه أَصليَّةٌ ، كما
اختارَه المصنِّفُ .
بور : ( *!البَوْرُ ) ، بالفتح : ( الأَرْضُ قبلَ أَن تُصْلَحَ للزَّرْعِ ) ، وهو
مَجازٌ ، وعن أَبي عُبَيْد : هي الأَرضُ التي لم تُزْرَعْ ، وقال أَبو حنيفةَ :
البَوْرُ : الأَرضُ كلُّها قبل أَن تُستَخْرَجَ حتى تُصْلَحَ للزَّرْع أَو الغَرْس
، وفي كتاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم لِأُكَيْدِرِ
____________________
(10/252)
دُومَةَ
: ( ولكُم البَوْرُ والمَعَامِي وأَعفالُ الأَرضِ ) . قال ابن الأَثِير وهو بالفتح
مصدرٌ وُصِفَ به ، ويُرْوَى بالضَّمِّ ، وهو جمعُ البَوَارِ ، وهي الأَرضُ
الخَرَابِ التي لم تُزْرَعُ .
( أَو ) هي ( التي تُجَمُّ سَنةً لتُزْرَعَ مِن قابِلٍ ) .
( و ) البَوْرُ : ( الاختبارُ ) والامتحانُ ، ( *!كالابْتِيارِ ) . *!وبَاره
*!بَوْراً *!وابْتارَه ، كلاهما : اخُتَبَره .
ويقال للرجل إِذا قَذَفَ امرأَةً بنفسِه أَنْه فَجَرَ بها فإِن كان كاذباً فقد
ابْتَهَرَها ، وإِن كان صادقاً فهو *!الابْتِيارُ ، بغير همزةٍ ، افتعالٌ مِن :
*!بُرْتُ الشيءَ *!أَبُورُهُ : اختبرتُه ، وقال الكُمَيت :
قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتا
ةِ إِمَّا ابْتِهاراً وإِمّا *!ابْتِيارا
يقولُ : إِمّا بُهْتَاناً وما اختباراً بالصِّدْق ، لاستخراجِ ما عندَهَا .
( و ) *!البَوْرُ : ( الهَلاكُ ) ، *!بارَ *!بَوْراً .
( *!وأَبَارَه اللّهُ ) تعالَى : أَهْلَكَه ، وفي حديث أَساءَ : ( في ثَقِيفٍ
كَذّابٌ *!ومُبِيرٌ ) ، أَي مُهلِكٌ يُسرِفُ في إِهلاك النا ، وفي حديث عليَ : (
لو عَرَفْناه *!أَبَرْنا عِتْرَتَه ) ، وقد ذُكِرَ في أَبر .
وبنو فلانٍ بادُوا *!وبارُوا .
( و ) من المجاز : البَوْرُ : ( كَسَادُ السُّوقِ ، *!كالبَوارِ ، فيهما ) ، قد
*!بارَ *!بَوْراً *!وبَوَاراً .
( و ) *!البَوْرُ : ( جمعُ *!بائِرٍ ) ، كصاحبٍ وصَحْبٍ ، أَو كنائِمٍ ونَوْمٍ ،
وصائِمٍ وصَوْمٍ ، فهو على هاذا إسمٌ للجَمْع .
( و ) *!البُورُ ( بالضَّمِّ : الرجلُ الفاسِدُ والهالِكُ ) ، الذي ( لا خَيْرَ
فيه ) ، كذا في الصّحاح ، وقال الفَرّاءُ في قولهِ تعالَى : { وَكُنتُمْ قَوْماً
*!بُوراً } ( الفتح : 12 ) : البُور مصدرٌ ( يَسْتَوِي فيه الإثنانِ والجمعُ
والمؤنَّثُ ) . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : رجلٌ بُورٌ ، ورَجلانِ بُورٌ ، وقَومٌ
بُورٌ ، وكذالك الأُتْثَى ، ومعناه هالِكٌ .
____________________
(10/253)
قال شيخُنَا : وأَنشدَنَا الإِمامُ ابنُ المسناويِّ . رضيَ اللّهُ عَنْه ، لبعضِ
الصَّحابة ، وإِخالُه عبدَ الله بنَ رَواحَةَ :
يا رَسُولَ المَلِيكِ إِنّ لسانِي
راتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا *!بُورُ
ونَسَبَه الجوهريُّ لعبدِ اللّهِ بنِ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيّ ، وقد يكونُ بُورٌ
هنا جمعَ بائِرٍ ، مثل حُولٍ وحائِلٍ ، وحَكَى الأَخفشُ عن بعضهم أَنه لغةٌ وليس
بجمع لبائرٍ ، كما يُقَال : أَنتَ بَشَرٌ ، وأَنتم بَشَرٌ .
( و ) *!البُورُ : ( ما *!بارَ مِن الأَرض ) وفَسَدَ ( فلم يُعْمَرْ ) بالزَّرْعِ
والغَرْسِ ، ( *!كالبائِرِ *!والبائِرَةِ ) ، وقال الزَّجّاج : *!البائِرُ في
اللغة : الفاسِدُ الذي لا خيرَ فيه ، قال : وكذالك أَرضٌ *!بائِرةٌ : متروكةٌ مِن
أَن يُزْرَعَ فيها .
( و ) نَزَلَتْ *!بَوارِ على النّاسِ ، ( كقَطامِ : إسمُ الهَلَاكِ ) قال أَبو
مُكْعِتٍ الأَسَدِيُّ :
قُتِلَتّ فكان تَبَاغِياً وتَظَالُما
إِن التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوَارِ
( وفَحْلٌ *!مِبْوَرٌ ، كمِنْبَرِ : عارِفٌ بالنّاقَةِ ) بِحَالَيْهَا : (
أَنَّهَا لاقِحٌ أَم حائِلٌ ) . وقد *!بارَهَا ، إِذا اخْتَبَرَهَا .
( *!-والبُورِيُّ *!والبُورِيَّةُ *!والبُورِيَاءُ *!-والبارِيُّ *!والبَارِياءُ
*!والبارِيَّةُ ) ، ذالك ( الحَصِيرُ المَنْسُوجُ ) ، وفي الصّحاح : التي من
القَصَبِ .
( وإِلى بَيْعِهِ يُنْسَبُ ) أَبو عليَ ( الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ ) بنِ سُليمانَ (
*!-البَوّارِيُّ ) ، البَجَلِيُّ الكُوفِيُّ ، ( شيخُ البُخَارِيِّ ومُسلِمٍ ) ،
وقال عبد الغنيِّ بنُ سعيدٍ : روَى عنه أَبو زُرْعَةَ وأَبو حاتمٍ ، وقال ابن
سَعْدٍ : تُوُفِّيَ سنَةَ 221 ه .
____________________
(10/254)
( و ) قيل : هو ( الطَّرِيقُ ) ، فارسيٌّ ( معرَّبٌ ) ، قال الأَصمعيُّ :
*!البُورِيَاءُ بالفارسيَّة ، وهو بالعربيَّة *!-بارِيٌّ *!-وبُورِيٌّ وأَنشد
للعَجّاج يصفُ كِنَاسَ الثَّورِ :
كالخُصِّ إِذْ جَلَّلَه *!-البارِيُّ
قال : وكدالك البارِيَّةُ .
وفي الحديث : أَنّه ( كان لا يَرَى بَأْساً بالصّلاة على *!-البُورِيِّ ) ، قالوا
: هي الحَصِيرُ المَعْمُول بالقَصَب ، ويقال فيه : *!باريَّةٌ *!وبُورِيَاءُ .
( و ) يقال : ( رجلٌ حائِرٌ *!بائِرٌ ) ؛ يكونُ من الكَسَاد ، ويكونُ من الهَلَاك
، وفي التَّهْذِيب : رجلٌ حائرٌ بائرٌ ، إِذا ( لم يَتَّجِهْ لشَيْءٍ ) ضالٌّ
تائِهٌ ، وهو إِتباعٌ ، وزاد في غيرِه ( ولا يَأْتمِرُ رُشْداً ، ولا يُطِيعُ
مُرْشِداً ) ، وقد جاءَ ذالك في حديثِ عُمَرَ رضي اللّهُ عنه .
( *!وبارُ : ة بنَيْسَابُورَ ، منها الحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ ) أَبو عليَ (
*!-البارِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ) حدَّث عن الفضل بنِ أَحمدَ الرّازِيِّ ، وعنه
أَبو بكر بنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ ، وتُوُفِّي بعد سنة ثلاثينَ وثلاثمائة .
( وسُوقُ *!البارِ : د ، باليَمن ) بين صَعْدَةَ وعَثَّرَ ، وقيل : شرقيّ ثُوران ،
يسكُنها بنو رَازحٍ مِن خَوْلَانِ قُضَاعَةَ .
( *!-وباري ، بسكون الياءِ : ة ببغدَادَ ) ، من أَعمال كَلْوَاذَى ، بها
مُتَنَزَّهَاتٌ وبساتينُ .
( *!وبارَةُ : كُورةٌ بالشام ) من نواحِي حَلَبَ ، ذاتُ بساتينَ ، ويُسَمّونَها
زاوِيَةَ البارةِ .
( و ) *!بارةُ : ( إِقْلِيمٌ من أَعمالِ الجَزِيرَةِ ) الخضراءِ بالأَنْدَلُسِ ،
فيه جبالٌ شامخةٌ ، ( والنِّسْبَةُ إِلى الكلِّ *!-بارِيٌّ .
____________________
(10/255)
( و ) من المَجَاز : ( *!ابتارَها ) ، إِذا ( نَكَحَها ) ، كآرَها .
( *!وبُورَةُ ، بالضَّمِّ : د ، بمصرَ ) بينَ تِنِّيسَ ودِميطَ ، ليس له الآن
أَثرٌ ، ( منها السَّمَكُ *!-البُورِيُّ ) المشهورُ ببلادِ مصرَ ، ويُعْرفُ في
اليمن بالسَّمَك العربيِّ .
( و ) بَنُو *!-البُورِيِّ : فُقهاءُ كانوا بمصرَ والإِسكندريّةَ ، منهم : (
هِبَةُ اللّهِ بن مَعَدَ ) أَبو القاسم القُرَشِيُّ ، الدِّمْياطِيُّ ، المدرِّسُ
، عن أَبي الفَرَجِ بنِ الجَوزِيِّ ، مات في حُدُود السِّتِّمِائَةِ ، ( وابنُ
أَخيه محمّدُ بنُ عبد العزيزِ ) أَبو الكَرَمِ الرئيسُ ، ( وغيرُهما ) مثلُ محمّدِ
بنِ عُمَرَ بنِ حِصْنٍ البُورِيِّ ، قال عبد الغنيِّ بنُ سعيد : حَدَّثونا عنه ،
وهو من القُدَماء .
( و ) *!بُورُ ، ( بلا هاءٍ : د ، بفارِسَ ) ، ويقال فيه بالباءِ الأَعجميةِ
أَيضاً .
( و ) أَبو بكرٍ بُورُ ( بنُ أَضْرَمَ ) المَرْوَزِيُّ ( شيخُ البُخارِيِّ ) ،
مشهورٌ بكُنْيَتهِ ، هاكذا ذَكَرَه الحافظُ .
( و ) بُورُ ( بنُ محمّد ) ، كَتَبَ عنه أَبو إِسحاقَ المُسْتَمْلِي . ( و ) بُورُ
( بنُ عَمّارٍ ) ، جَدُّ أَبي الفضلِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ محمودٍ ، (
البَلْخِيّانِ ) ، أَخَذَ أَبو الفضلِ هاذا عن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ طَرْخانَ
وغيرِه ، ذَكَرَه غنجار .
( و ) بُورُ ( بنُ هانىءٍ ) من أَهل مَرْوَ ، عن ابن المُبَارَك . ( وآخَرُونَ ) .
( و ) *!بُورَى ، ( كشُورَى : ة قُرْبَ عُكْبَرَاءَ ) ، وإِيّاها عنَى أَبو فِرَاس
بقوله :
ولا تَركْتُ المُدامَ بينَ قُرَى الكَ
رْخِ *!فَبُورَى فالجَوْسَقِ الخَرِبِ
( منها ) أَبو البَرَكَتِ ( محمّدُ بنُ أَبي المَعَالِي ابنِ *!-البُورانِيِّ ) ،
عن أَبي الحُسَيْن يُوسُفَ ، وعنه الرَّشِيدُ محمّدُ بنُ أَبي القاسِمِ ، ويقال
فيه أَيضاً : ابنُ البُورِيِّ .
( و ) *!-بُورِي ( كزُورِي أَمْراً مِن زارَ
____________________
(10/256)
مِن
الأَعلام ) ، منهم : بُورِي بنُ السُّلْطانِ صلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ ، كان فاضلاً
، وله ديوانُ شِعْر .
( *!والبُورَانِيَّةُ : طعامٌ يُنْسَبُ إِلى *!بُورَانَ بنتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ
) التي قال فيها الحَرِيرِيُّ : *!وبُورانُ بفَرْشِها ، ( زَوْجِ ) أَميرِ
المؤمنين ( المَأْمُونِ ) الخليفةِ العَبّاسِي .
( والقاضِي أَبو بكرٍ ) محمّدُ بنُ أَحمدَ ( البُورَانِيُّ شيخُ شيخِ ) أَبي
الحُسينِ محمّدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ ( ابن جُمَيْع ) ، الغَسّانيّ
الصَّيْداوِيّ ، ( و ) أَبو الحَسَنِ ( عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ ) بنِ عبد الواحدِ
( بنِ *!بُورِينَ : محدِّثانِ ) ، الأَخيرُ عن إِبراهيمَ بنِ موسى ، وعنه
الأَبْهَرِيُّ .
( *!والبُوَيْرَةُ ) ، تصغيرُ *!بُورة : ( ع كان به نَخْلٌ لبَنِي النَّضِيرِ ) ،
وهو من منازِلِ اليَهُودِ ، وفيه يقول حَسّانُ بنُ ثابت :
وهانَ على سَرَاةِ بَنِي لُؤَيَ
حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
وقال جَبَلُ بنُ جَوَّا التَّغْلَبيّ :
وأَوْحَشَتِ *!البُوَيْرَةُ مِن سَلَامٍ
وسَعْدٍ وابنِ أَخْطَبَ فَهْيَ *!بُورُ
( *!وبارَهُ ) *!يَبُورُه *!بَوْراً : ( جَرَّبَه ) واختبَرَه ، ومنه الحديث : (
كُنَّا *!نَبُورُ أَوْلادَنا بحُبِّ عليَ رضيَ اللّهُ عنه ) .
( و ) من المَجَاز : بارَ ( النَّاقةَ ) *!يَبُورُهَا *!بَوْراً : إِذا ( عَرَضَها
على الفَحْلِ ، لِيَنْظُرَ : أَلاقِحٌ ) هي ( أَم لا ؛ لأَنها إِذا كانت لاقِحاً
بالَتْ في وَجْهِه ) ، أَي الفَحْل ، إِذا تَشَمَّمَها ، كذا في الصّحاح .
( و ) بارَ ( عَمَلُه ) ، إِذا ( بَطَلَ ، ومنه ) قولُه تعالى : { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ
هُوَ *!يَبُورُ } ( فاطر : 10 ) ، وقال الفَرّاءُ : يقال : أَصبحتْ منازلُهم
*!بُوراً ، أَي لا شيءَ فيها ، وكذلك أَعمالُ الكُفَّار تَبْطُلُ .
( و ) من المَجَاز : بار ( الفحلُ الناقةَ ) *!وابتارَها ، إِذا ( تَشَمَّمَها ،
لِيَعْرِفَ
____________________
(10/257)
لِقَاحَهَا
مِن حِيَالِها ) ، وأَنشدَ قولَ مالكِ ابنِ زُغْبَةَ :
بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
وطَعْنٍ كإِيزاغِ المَخَاضِ تَبُورُهَا
قال أَبو عُبَيْدَةَ : كإِيزاغِ المَخَاضِ يَعْنِي قَذْفَها بأَبْوَالِها ، وذالك
إِذا كانت حَوامِلَ ؛ شَبَّه خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْيِ المَخَاضِ أَبوالَها ،
وقوله : تَبُورُها ، أَي تَخْتَبِرُهَا أَنتَ ، حتى تَعرِضَهَا على الفَحْل :
أَلاقِحٌ هي أَم لا .
( و ) من المَجَاز : *!بارَتِ السُّوقُ ، *!وبارَتِ البِيَاعَاتُ ، إِذا كَسَدَتْ
، *!تَبُورُ ، ومِن هاذا قيل : نَعُوذُ باللّهِ مِن ( بَوارِ الأَيِّمِ ) ، وهو (
أَن تَبْقَى في بيتِهَا لا تُخْطَبُ ) ، والأَيِّمُ : التي لا زَوْجَ لها .
( و ) من أَمثالهم : ( ( أَرْسَلَه *!بِبُورِيِّهِ ) بالضَّمِّ إِذا تُرِكَ )
الرجلُ ( ورَأْيَه ) يَفعلُ ما يشاءُ ( ولم يُؤَدَّبْ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!البائِرُ : المُجَرِّبُ ، وقد بَارَ يَبُوُرُ *!بَوْراً ، إِذا جَرَّبَ ، قالَهُ
الأَصمعيُّ .
وفي المَثَل : ( إِنهم لَفِي حُورٍ *!وبُورٍ ) بالضمِّ فيهما ، وفَسَّرُوه
بالنُّقْصان .
ومن المَجَاز : *!بُرْ لِي ما عندَ فُلانٍ ، أَي اعْلَمْه وامتَحِنْ لِي ما في
نفسِه ؛ مأْخوذٌ من بارَ الفحلُ الناقةَ .
ومحمّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ ، يُعرَفُ *!ببُورٍ ، والفضلُ بنُ عبدِ الجَبّار
بنِ *!بُور المَرْوَزِيُّ ، عن ابن شُمَيْلٍ . ومحمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُورٍ
البَلْخِيُّ . وجُبَيْرُ بنُ بُورٍ البَلْخيُّ . ومحمّدُ بنُ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ
مَهْدِيَ العامِرِيُّ ، يُعرَفُ *!ببُورٍ : محدِّثون .
قال ابن سِيدَه : وابنُ *!بُورٍ حَكَاه ابنُ جِنِّي في الإِمالَة ، والذي ثَبَتَ
في كتاب سِيبَوَيْهِ : ابنُ نُورٍ بالنُّون ، وهو مذكورٌ في موضعِه .
____________________
(10/258)
*!وبُورُ ، بالضَّم : ناحيةٌ متَّسِعَةٌ من بلاد الرُّوم .
وبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ الرَّبِيعِ البارِيُّ ليس من بارِ نَيْسَابُورَ ، وهو
قَرَابَةُ قَحْطَبةَ بنِ شَبِيبٍ ، ذَكَره الأَمِيرُ .
*!وبارَانُ : من قُرَى مَرْوَ ، منها : حاتِم بنُ محمّدِ بنِ حاتمٍ *!-البارانيُّ
المحدِّث .
والحَسَنُ بنُ أَبي الرَّبِيعِ البُورانِيُّ ، من رجال السِّتَّةِ .
قلت : *!وبُورِينُ : من قُرَى نابُلُسَ ، ومنها : البَدْرُ حَسَنُ بنُ محمّدٍ
*!-البُورِينِيّ الحَنَفِيُّ ، مِن المتأَخِّرين ، تَرْجَمه النَّجْمُ الغَزِّيُّ
في الذَّيْل ، وأَثْنَى عليه . تُوُفِّيَ سنة 1034 م .
*!وبانْبُورةُ : ناحِيةٌ بالحِيرَة ، من أَرض العراقِ .
*!وبارَنْبازُ : بلدةٌ قُرْبَ دِمْيَاطَ ، على خليج أَشْمُومَ وبِسْرَاطَ ، وقد
دخلتُها ، وهي في الدِّيوَان *!بورنبارة .
وباوَرُ : موضعٌ باليمن ، منه : أَبو عبد اللّهِ الحُسَينُ بنُ يُوحَن
*!-الباوَرِيُّ اليَمَنِيُّ ، مات بأَصْبَهانَ . وباوَرِي : مدينةٌ ببلاد
الزَّنْجِ يُجْلَبُ منها العَنْبَرُ .
بهتر : ( البُهْتُرَةُ ، بالضَّمِّ : القَصِيرةُ ، كالبُهْتُرِ ) ، وزَعَمَ
بعضُهُم أَن الهاءَ في بُهْتُرٍ بَدَلٌ من الحاءِ في بُحْتُرٍ ، أَنشدَ أَبو عَمرٍ
و لنجادٍ الخَيْبَرِيِّ :
عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ
ليس بِجِلْحابٍ ولا هَقَوَّرِ
لاكنَّه البُهْتُرُ وابنُ البُهْتُرِ
وخَصَّ بعضُهم به القَصِيرَ من الإِبل .
وجَمْعُه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ ، وأَنشد الفَرّاءُ قولَ كُثَيِّرٍ :
وأَنتِ الذِي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ
إِليَّ ومَا تَدْرِي بذاكَ القَصائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ ولم أُرِدْ
قِصَارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَهَاتِرُ
____________________
(10/259)
هاكذا أَنشدَه الفَرّاءُ : البَهَاتِرُ بالهَاءِ وأَورَدَ هاذا الشِّعرَ شيخُنَا
في بحتر ، وقد تقدَّمت الإِشارةُ إِليه .
( و ) البَهْتَرُ ( بالفتح : الكَذِبُ ) كالبَهْتَزَة .
بهجر ، بهدر : ( البُهْدُرِيُّ ، بالضَّمِّ مشدَّدةَ الياءِ ) أَهملَه الجوهريُّ ،
وقال أَبو عدنانَ : هو ( المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ ) ، كالبُحْدُرِيِّ ، كذا
في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ .
بهر : ( البُهْر ، بالضمِّ : ما اتَّسَعَ من الأَرض ) .
( و ) البُهْرُ : ( شَرُّ الوادِي وخَيْرُه ) ، هاكذا في النُّسَخ بالشِّين
المعجَمَة ، والصّواب : سِرُّ الوادِي ، بالسِّين ؛ أَي سَرارَتُه ، كما في
الأُصول المُصَحَّحَةِ ، ( كالبُهْرَةِ ، فيهما ) ، وفي اللسان : والبُهْرَة :
الأَرضُ السَّهْلَةُ ، وقيل : هي الأَرضُ الواسعةُ بين الأَجْبُلِ .
( و ) البُهْرُ : ( البَلَدُ ) أَو وَسَطَه ، ويقال : مِن أَيِّ بُهْرٍ أَنتَ ؟
أَي مِن أَيِّ بَلَدٍ ؟
( و ) من المَجاز : البُهْرُ : ( انْقِطَاعُ النَّفَسِ من الإِعياءِ ) ، وبالفَتْح
مصدر بَهَرَه الحِمْلُ يَبْهَرُه بَهْراً .
( وقد نْبهَرَ ) وابْتهرَ ، أَي تَتابَعَ نَفَسُهُ .
( و ) يقال : ( بُهِرَ ) الرجلُ ( كعُنِيَ ) ، إِذا عَدَا حتى غَلَبَهُ البُهْرُ ،
وهو الرَّبْوُ ، ( فهو مَبْهُور وبَهيرٌ ) ، وفي الحديث : ( وَقَعَ عليه البُهْرُ
) ، هو بالضَّمِّ : ما يَعْتَرِي الإِنْسانَ عند السَّعْيِ الشديدِ والعَدْوِ ، من
النَّهِيج وتَتَابُعِ النَّفَسِ ، ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ ( أَنَّه أَصابَه قُطْعٌ
أَو بُهْرٌ ) .
____________________
(10/260)
وبَهَرَه : عالَجَه حتى انْبَهَرَ .
( و ) من المَجَاز : ( البَهْرُ : الإِضاءَةُ ، كالبُهُورِ ) ، بالضمِّ ، وفي حديث
عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( قال له عَبْدُ خَيْرٍ : أُصَلِّي الضُّحَى إِذا بَزَغَتِ
الشمسُ ؟ قال : لا ، حتى تَبْهَرَ البُتَيْرَاءُ ) ، أَي يَسْتَبِينَ ضَوْءُهَا .
( و ) من المَجاز : البَهْرُ : ( الغَلَبَةُ ) ، بَهَرَه يَبْهَرُ بَهْراً :
قَهَرَه وعَلاه وغَلَبَه . وَبَهَرَتْ فلاةُ النِّسَاءَ : غَلَبَتْهُنَّ حُسْناً ،
وقال ذو الرُّمَّةِ يمدحُ عُمَرَ بنَ هُبَيْرَةَ :
ما زِلْتَ في دَرَجَاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً
تَنْمِي وتَسْمُو بكَ الفُرْعانُ مِن مُضَرَا
حتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ
إِلّا على أَكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا
أَي عَلَوْتَ كلَّ مَن يُفَاخِرُكَ فظَهرتَ عليه .
وفي الحديث : ( صلاةُ الضُّحَى إِذا بَهَرَت الشمسُ الأَرضَ ) ، أَي غَلَبَها
نُورُها وضَوءُها .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : البَهْرُ ( المَلْءُ ) .
( و ) البَهْرُ : ( البُعْدُ ) .
والبَهْرُ : المُبَاعَدَةُ مِن الخَيْر .
( و ) البَهْرُ : ( الحُبُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والذي نُقِلَ عن ابن
الأَعرابيّ أَنه قال : والبَهْرُ : الخَيْبَةُ . والبَهْرُ الفَخْرُ ، وأَنشدَ
بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ ، ولعلّ ما ذَكَره المصنِّفُ تَصْحِيفٌ ، فلْيُنْظَرْ
، وبيتُ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ الذي أَشار إِليه هو قولُه :
ثُمَّ قالوا : تُحِبُّها ؟ قُلتُ : بَهْراً
عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ
____________________
(10/261)
وقيل : معنَى ( بَهْراً ) في هاذا البيت : جَمًّا ، وقيل : عَجَباً ، قال أَبو
العبّاس : يجوزُ أَن كلَّ ما قاله ابنُ الأَعرابيِّ في وُجُوهِ البَهْرِ أَنْ
يكونَ معنىٌ لما قال عُمَرُ ، وأَحسنُها العَجَبُ .
( و ) البَهْرُ : ( الكَرْبُ ) المُعْتَرِي للبَعِيرِ عند الرَّكْضِ ، أَو
للإِنسان ، إِذا كُلِّفَ فوق الجَهْد .
( و ) البَهْرُ : ( القَذْفُ والبُهتانُ ) ، يقال : بَهَرَها ببُهتانٍ ، إِذا
قَذَفَها به .
( و ) البَهْرُ : ( التَّكْلِيفُ فوقَ الطّاقَةِ ) يقال : بَهَرَه ، إِذا قَطَعَ
بُهْرَه ، وذلك إِذا قَطَعَ نَفَسَه بضَرْب أَو خَنْق ، أَو ما كان ، قالَه ابن
شُمَيْلٍ ، وأَنشدَ :
إِنَّ البَخِيلَ إِذا سَأَلْتَ بَهَرْتَه
وتَرَى الكَرِيمَ يَرَاحُ كالمُخْتَالِ
( و ) البَهْرُ : ( العَجَبُ ، وبَهْراً له ) ، أَي عَجَباً ، قاله ابن
الأَعرابيِّ ، وبه فَسَّر أَبو العَبّاس الزَّجّاجُ بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ
المتقدِّم ذِكْرُه ، وأَنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ بيتَ ابنِ مَيّادَةَ :
أَلَا يا لَقَوْمِي إِذْ يَبِيعُون مُهْجَتِي
بجارِيَةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا
( أَي تَعْساً ) وغَلَبَةً ، هاكذا فَسَّرَه غيرُ واحدٍ ، قال سِيبوَيْه : لا
فِعْلَ لقولِهم : بَهْراً له ، في حَدّ الدُّعَاءِ ، وإِنما نُصِبَ على توهُّمِ
الفِعلِ ، وهو ممّا يَنْتَصِبُ على إِضمر الفِعْلِ غيرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه .
( و ) من المَجاز : ( بَهَرَ القَمَرُ كمَنَعَ ) النُّجُومَ بُهُوراً : بَهَرَها
بضَوْئِه ، قال :
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَ
فَغَمرَ النَّجْمَ الذي كانَ ازْدَهَرْ
يقال : قَمَرٌ باهِرٌ ، إِذا عَلَا ، و ( غَلَبَ ضَوءُه ضَوءَ الكواكبِ ) .
( و ) بَهَرَ ( فلانٌ ) ، إِذا ( بَرَعَ ) وفَاق
____________________
(10/262)
نُظراءَه
، وأَنشدُوا قولَ ذي الرُّمَّةِ :
حتَّى بَهَزْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ
أَي بَرَعْتَ وعَلَوْتَ .
( و ) يقال : فلانٌ شديدُ ( الأَبْهَرِ ) ، أَي ( الظَّهْرِ ) .
( و ) الأَبْهَرُ أَيضاً : ( عِرْقٌ فيه ، و ) يقال : هو ( وَرِيدُ العُنُق ) ،
وبعضُهم يَجعلُه عِرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْبِ والقَلْبِ . قلت : وهو قولُ أَبي
عُبَيْد ، وتمامُه : فإِذا انقطعَ لم تكنْ معه حَياةٌ .
( و ) قيل : الأَبْهَرُ : ( الأَكْحَلُ ) ، وهما الأَبْهَرانِ يَخرُجَان من القلْب
، ثم يَتَشَعَّبُ منهما سائرُ الشَّرايين ، ورُوِيَ من النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه
وسلَّم أَنه قال : ( ما زالتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي فهاذاأَوانُ
قَطَعَتْ أَبْهَرِي ) . وفي الأَساس : ومن المَجاز : وما زل يُراجِعُه الأَلَمُ
حتى قَطَعَ أَبْهَرَه ، أَي أَهْلَكَه ، انتهى .
وأَجمعُ من ذالك قولُ ابنِ الأَثِير ؛ فإنّه قال : الأَبْهَرُ عِرْقٌ مَنْشَؤُه
مِن الرَّأْس ، ويَمْتَدُّ إِلى القَدمِ ، وله شَاريِينُ تتَّصِلُ بأَكثرِ
الأَطرافِ والبَدَنِ ، فالذي في الرأْس منهُ يُسَمَّى النَّأْمَة ، ومنه قولُهم :
أَسْكَتَ اللّهُ نَأْمَتَه ، أَي أَماتَه ، ويَمتدُّ إِلى الحَلْق فيُسَمَّى فيه
الوَرِيدَ ، ويمتدُّ إِلى الصَّدْر فيُسَمَّى الأَبْهَرَ ، ويمتدُّ إِلى الظَّهْر
فيُسَمَّى الوَتِينَ ، والفُؤادُ معلَّقٌ به ، ويمتدُّ إِلى الفَخِذ فيُسَمَّى النَّسَا
، ويمتدُّ إِلى السّاق فيُسَمَّى الصّافِنَ ، والهمزةُ في الأَبْهَر زائدةٌ ،
انتهى .
وأَنشدَ الأَصمعيُّ لابن مُقْبِلٍ :
ولِلْفُؤادِ وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرِهِ
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ
( و ) الأَبْهَرُ : ( الجانِبُ الأَقْصَرُ مِن الرِّيش ) . والأَباهِرُ مِن رِيشِ
الطّائِر : ما يَلِي الكُلَى أَوّلُها القَوادِمُ ، ثم الخَوافِي ، ثم الأَباهِرُ
، ثم الكُلَى ، وقال اللِّحيانِيُّ : يُقَالِ لأَرْبَعِ رِيشَاتٍ من مُقَدَّم
الجَنَاحِ : القَوادِمُ ، ولأَربعٍ يَلِيهنَّ : المَنَاكِبُ ، ولأَربعٍ
____________________
(10/263)
بعدَ
المَناكِبِ : الخَوافِي ، ولأَربعٍ بعد الخَوافِي : الأَباهِرُ .
( و ) قيل : الأَبْهَرُ : ( ظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ ، أَو ) الأَبْهَرُ من
القَوْسِ ( ما بينَ طائِفِها والكُلْيَةِ ) . وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه : (
فيُلْقَى بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه ) . قال الأَصمعيّ : في القَوْس كَبِدُها
، وهو ما بين طَرَفَي العِلَاقَةِ ، ثم الكُلْيَةُ تَلِي ذالك ، ثم الأَبْهَرُ
يَلِي ذالك ، ثم الطّائِفُ ، ثم السِّيَةُ ، وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا .
( و ) الأَبْهَرُ : ( الطَّيِّبُ من الأَرض ) السَّهْلُ منها ، ( لَا يَعْلُوه
السَّيْلُ ) ، ومنهم مَن قَيَّدَه بما بين الأَجْبُلِ .
( و ) الأَبْهَرُ : ( الضَّرِيعُ اليابِسُ ) نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) أَبْهَرُ ، ( بلا لامٍ : مُعَرَّبُ آبْ هَرْ ، أَي ماءُ الرَّحْى : د ،
عظيمٌ بين قَزْوِينَ وزَنْجَانَ ) ، منها إِلى قَزْوِينَ إثنا عَشَرَ فَرْسَخاً ،
ومنها إِلى زَنْجَانَ خمسةَ عشرَ فَرْسَخاً ، ذَكَره ابنُ خُرْدَاذْبَه .
( و ) أَبْهَرُ : ( بُلَيْدَةٌ بنواحِي أَصْبَهَانَ ) ، ذَكَرَه أَبو سَعِيدٍ
المالِينيُّ ، ونُسِبَ إِليها أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ صالحٍ
التَمِيمِيُّ ، الفَقِيهُ المُقرِي ، تُوُفِّيَ سنةَ 375 ه ، ونُسِبَ إِليها
أَيضاً أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأَبْهَرِيُّ ، طال
عُمرُه ، وأَكْثَرُوا عنه الحديثَ ، تُوُفِّيَ سَنةَ 481 ه .
( و ) أَبْهَرُ : ( جبلٌ بالحِجاز ) .
وبَهْرَاءُ : ( قَبِيلةٌ ) من اليَمن ، قال كُراع : ( وقد يُقْصَرُ ) ، قال ابنِ
سِيدَه : لا أَعْلَمُ أَحداً حَكَى فيه القَصْرَ إِلّا هو ، وإِنّمَا المعْرُوفُ
فيه المَدُّ ، أَنشد ثعلبٌ :
وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيُوفَنَا
سُيُوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ
____________________
(10/264)
( والنِّسْبَةُ بَهْرَانِيٌّ ) مثْلُ بَحْرانِيّ ، على غيرِ قِياسٍ ، والنُّونُ
فيه بَدَلٌ من الهَمْز ، قال ابن سِيدَه : حَكاه سِيبَوَيْهِ . ( وبَهْراوِيٌّ ) ،
على القِيَاسِ ، قال ابن جِنِّي : مِن حُذّاقِ أَصحابِنا مَن يذهبُ إِلى أَن
النونَ في بَهْرَانِيَ إِنّمَا هي بَدَلٌ من الواو ، التي تُبدَلُ مِن هَمْزةِ
التَّأْنِيثِ في النَّسَب ، وأَن الأَصلَ بَهْرَاوِيٌّ ، وأَن النُّونَ هناك
بَدَلٌ من هاذه الواو ، كما أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون في قولك : مِن وافِد ،
وإِن وقفتَ وقفت ، ونحو ذالك ، وكيفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من
الهمزة ، قال : وإِنَّما ذَهَبَ مَن ذَهَب إِلى هاذا ؛ لأَنه لم يرَ النُّون .
أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزة في غير هاذا ، وكانَ يَحْتَجُّ في قولهم : إِنَّ نُونَ
فَعْلَانَ بدلٌ من همزة عْلاءَ ، فنقول : ليس غَرَضُهُم هنا البدلَ الذي هو نحوُ
قولِهم في ذِئْبٍ : ذِيبٌ ، وفي جُؤْنَةَ : جُونَةُ ، إِنّمَا يريدون أَنّ
النُّونَ تُعاقِبُ في هاذا الموضع الهمزةَ ، كما تُعاقِبُ لامُ المعرفةِ التنوينَ
، أَي لا تجتَمِعُ معه ، فلمّا لم تُجامِعْه قيل : إِنها بدلٌ منه ، وكذالك النونُ
والهمزةُ ، قال : وهاذا مذهبٌ ليس بقَصْدٍ .
( والبَهَارُ ) كسَحَابٍ : ( نَبْتٌ طَيْبُ الرِّيحِ ) . قال الجوهريُّ : وهو
بَهارُ البَرِّ ، وهو نَبْتٌ جَعْدٌ له فُقّاحَةٌ صفراءُ يَنبتُ أَيّامَ الرَّبِيع
، يقال لها : العَرَارَةُ ، وقال الأَصمعيُّ : العَرارُ : بَهَارُ البَرِّ ، وقال
الأَزهريُّ : العَرَارَةُ : الحَنْوَةُ ، قال : وأُرَى البَهارَ فارسيَّةً .
( و ) البَهَارُ : ( كلُّ ) شيْءٍ ( حَسَن مُنِيرٍ ) .
( و ) البَهَارُ : ( لَبَتُ الفَرَسِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ( و ) الصحيحُ أَنه
( البَيَاضُ فيه ) ، أَي في اللَّبَبِ ، والذي في الأُمَّهاتِ اللُّغَوِيَّةِ : هو
البياضُ في لَبَانِ الفَرَسِ ، فلْيُنْظَرْ .
( و ) البَهَارُ : ( ة بِمَرْوَ ، ويقال لها : بَهارِينُ أَيضاً ، منها : رُقَادُ
) ، كذا في
____________________
(10/265)
النُّسَخ
، والصَّوابُ وَرْقاءُ ( بنُ إِبراهيمَ المحدِّثُ ) ، مات سَنَة ( سِتَ و )
أربعينَ ( ومائتين ) ، هكذا ضَبَطَه الحافظُ .
( و ) البُهَارُ ( بالضمِّ : الصَّنَمُ ) .
( و ) البُهَارُ : ( الخُطَّافُ ) ، وهو الذي تَدْعُوه العَامَّةُ : عُصْفُورَ
الجَنَّةِ .
( و ) البُهَارُ : ( حُوتٌ أَبيضُ ) .
( و ) البُهَارُ : ( القُطْنُ المَحْلُوجُ ) ، وهاذه عن الصّغَانيِّ .
( و ) البُهَارُ : ( شَيْءٌ يُوزَنُ به ، وهو ثلاثُمائَةِ رِطْلٍ ) ، قالَه
الفَرّاءُ وابنُ الأَعرابيِّ .
ورُوِيَ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ ، أَنه قال : ( إِنّ ابنَ الصَّعْبَةِ يَعْنِي
طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللّهِ تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ ، ي كلِّ بُهَارٍ ثَلاَثَةُ
قَناطِيرِ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ) فجَعَلَه وِعَاءً .
قال أَبو عُبَيْدٍ : بُهَارٌ أَحْسَبُها كلمةً غيرَ عَرَبيَّةٍ ، وأُراها
قِبْطِيَّةً .
( أَو أَرْبَعُمِائَةِ ) رِطْلٍ ، ( أَو سِتُّمِائَةِ ) رِطْلٍ ، عن أَبِي عَمْرٍ
و ، ( أَو أَلْفُ ) رِطْلٍ .
( و ) البُهَارُ : ( مَتَاعُ البَحْرِ ) .
( و ) قيل : هو .
العِدْل : ( يُحْمَلُ على البَعِير ، ( فيه أَرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ ) ، بِلْغَةِ
أَهلِ الشّامِ .
ونَقَلَ الأَزهريُّ عن الفَرّاءِ وابنِ الأَعرابيِّ قولَهما : إِنّ البهارَ
ثلاثُمِائَة رِطْلٍ .
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : والمُجَلَّدُ سِتُّمَائَةِ رِطْلٍ ، قال الأَزهريُّ :
وهاذا يَدُل على أَنَّ البُهَارَ عربيٌّ صحيحٌ ، وقال بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ يصفُ
سَحاباً :
بِمُرْتَجِ كأَنَّ على ذُرَاهُ
رِكَابُ الشّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا
قالب القُتَيْبيُّ : كيف يَخْلُفُ
____________________
(10/266)
في
كلِّ ثلاثمائة رِطْلٍ ثلاثَةَ قَنَاطِيرَ ، ولكنّ البُهَارَ الحِمْلُ ، وأَنشدَ
بيتَ الهُذَلِيِّ ، وقال الأَصمعيُّ في قوله : ( يَحْمِلْنَ البُهَارَا ) :
يَحْمِلْنَ الأَحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَيْتِ ، قال : وأَرادَ أَنّه تَرَكَ مائةَ
حِمْلٍ ، قال : مقدارُ الحِمْلِ منها ثلاثةُ قنطايرَ ، قال : والقِنطارُ مائةُ
رِطْلٍ ، فكان كلُّ حِمْلٍ منها ثلاثمائة رِطْلٍ .
( و ) البُهَارُ : ( إِناءٌ كالإِبْرِيقِ ) ، وأَنشدَ :
على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهَارُ
قال الأَزهريُّ : لا أَعرِفُ البُهارَ باهذا المعنَى .
( والبَهِيرَةُ ) من النِّسَاءِ : ( السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ ) ، ويقال : هي
بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ .
( و ) البَهِيرَةُ : ( الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ ) ، وقال اللَّيْثُ :
امرأَةٌ بَهِيرَةٌ ، وهي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ ، ويقال : هي
الضَّعِيفَةُ المَشْي ، قال الأَزهريُّ : وهاذا خَطَأٌ ، والذي أَرادَ اللَّيْثُ
البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ ، وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فهي السَّيدةُ
الشَّرِيفةُ .
( وأَبْهَرَ ) الرجلُ : ( جاءَ بالعَجَبِ ) .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ ) ، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ ) ، وفي الحديث :
( فلمَّا أَبْهَرَ القومُ احترقُوا ) ؛ أَي صاروا في بُهْرَةِ النَّهَارِ ، أَي
وَسَطِه . وتعبير المصنِّفِ لا يخلُو عن رَكَاكَةٍ ، ولو قال : وأَبْهَرَ : صار في
بُهْرَةِ النَّهارِ ، كان أَحسنَ .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( تَلَوَّنَ في أَخُلاقِه ) : دَماثَةً مَرَّةً ، وخُبْثاً
أُخْرَى .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( تَزَوَّجَ بَهِيرَةً ) مَهِيرَةً ، كلاهما عن الصَّغانيّ
.
____________________
(10/267)
( وابْتَهَرَ ) الرَّجلُ : ( ادَّعَى كَذِباً ) ، قال الشاعر :
وما بِي إِنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ
وأَنشَدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيّ في قَعِيدَتِه :
ولا يَنَامُ الضَّيْفُ مِن حِذارِهَا
وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا
قالوا : الابْتِهارُ : قولُ الكَذِبِ ، والحَلِفُ عليه .
وفي المُحكَم : الابْتِهَارُ : أَنْ تَرْمِيَ المرأَةَ بنفسِك وأَنت كاذبٌ .
( و ) ابْتَهَرَ : ( قال : فَجَرْتُ ولم يَفْجُرْ ) ، وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ
اللّهُ عنه : ( أَنَّهُ رُفِعَ إِليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً في شِعْرِه ، فلم
يُوجَدْ أَنْبَتَ ، فدَرَأَ عنه الحَدَّ ) . قال : الابْتِهارُ أَن تَقذِفَهَا
بنفسِك فتقول : فَعَلْتُ بها ، كاذِباً ، فإِن كان صادقاً قد فَعَلَ فهو
الابْتِيَارُ ، على على قَلْبِ الهاءِ ياءً ، قال الكُمَيت :
قَبِيحٌ لِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا
ةِ إِمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا
( و ) قيل : ابْتَهَرَ ، إِذا ( رَماه بما فيه ) ، وابْتَأَرَ ، إِذا رَماه بما
ليس فيه .
وفي حديث العَوّام : ( الابتهارُ بالذَّنْبِ أَعظمُ مِن رُكُوبِه ) . وهو أَن
يقولَ فعلتُ ، ولم يَفعل ؛ لأَنه لم يَدَّعِه لنفسِه إِلّا وهو لو قَدَرَ فَعَلَ ،
فهو كفاعِلهِ بالنِّيَّةِ ، وزادَ عليه بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه ، وتَبحْبُحِه
بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه .
( و ) يقال : ابْتَهَرَ ( في الدُّعَاءِ ) إِذا تَحَوَّب وجَهَدَ ، وكذالك يقال :
( ابْتَهَلَ ) في الدُّعاءِ ، وهاذا ممّا جُعِلَتِ
____________________
(10/268)
الّلامُ
فيه راءً . ( أَو ) ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان ( يَدْعُو كلَّ ساعة ) ، و
( لا يَسْكُتُ ) عنه ، قالَه خالدُ بنُ جَنْبَةَ ، وقال خالُ بنُ جَنْبَةَ :
ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان لا يُفَرّطُ عن ذالك ولا يَثْجُو ، قال : لا
يَثْجُو : لا يَسْكُتُ عنه .
( و ) ابْتَهَرَ : ( نامَ على ما خَيَّلَ ) ، وفي التَّكْمِلَة : على مَا خَيَّلتْ
.
( و ) ابْتَهَرَ ( لفلانٍ وفيه ) ، أَي في فلانٍ ، إِذا ( لم يَدَعْ جَهْداً ممّا
له أَو عليه ) ، نقله الصغانيّ .
وابْتَهَرَ ، إِذا بالَغَ في شيْءٍ ولم يَدَعْ جَهْداً .
( و ) يقال : ( ابْتُهِرَ ) فلانٌ ( بفُلانةَ بالضمِّ ) ، أي مَبْنِيًّا للمجهول :
( شُهِرَ بها .
( وتَبَهَّرَ ) الإِناءُ : ( امتلأَ ) ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا
يَخْرُجْنَ مِن لَجَفٍ لها مُتَلَقِّمِ
( و ) من المَجاز : تَبَهَّرَتِ ( السَّحابةُ ) إِذا ( أَضاءَتْ ) ، قال رجلٌ من
الأَعراب ، وقد كَبِرَ وكان في داخِله بيتِه ، فمَرَّتْ سحابةٌ : كيف تراها يا
بُنَيّ ؟ فقال : أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ . نَكَّبَتْ : عَدَلَتْ .
( وباهَرَ ) مُبَاهَرَةً وبِهَاراً : ( فاخَرَ ) .
وباهَرَ صاحِبَه فبَهَره : طاوَلَه .
( وانْبَهَرَ السَّيْفُ : انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ ) ؛ مأْخوذٌ من البُهْرَةِ ؛
الوَسَطِ .
( وابْهَارَّ ) النَّهَارُ ، وذالك حين ترْتفع الشمسُ .
وابْهَارَّ ( الليلُ ) ابْهِيراراً ، إِذا ( انْتَصَفَ ) ، قاله الأَصمعيُّ ؛
مأْخوذٌ من بُهْرَةِ الشَّيْءِ ، وهو وَسَطُه .
( أَو ) ابْهَارَّ الليلُ : ( تَرَاكَبَتْ ظُلْمَتُه ) .
( أَو ) ابْهارَّ : ( ذَهَبَتْ عامَّتُه ) وأَكثرُه ( أَو بَقِيَ نحوٌ ) مِن (
ثُلُثِه ) ، وهما
____________________
(10/269)
قولٌ
واحدٌ ؛ فإِنه إِذا ذهبتُ عامَّتهُ وأَكثرُه فلا يَبْقَى إِلَّا نحوُ ثُلُثِه ، ف
( أَوْ ) هُنَا ليس للتَّرْدِيد كما لا يَخْفَى . وقال أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ :
ابْهِيرارُ الليلِ : طلوعُ نُجُوم ، إِذا تَتامَّتْ واستنارَتْ ؛ لأَنَّ الليلَ
إِذا أَقبلَ أَقبلتْ فَحْمَتُه ، وإِذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تلك الفَحْمَةُ
، وبكلِّ ما ذُكِرَ فُسِّرَ الحديثُ : ( أَنَّه صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم سارَ
حتى ابْهارَّ الليلُ ) .
( والباهِراتُ : السُّفُنُ ) ، سُمِّيَتْ بذالك ( لِشَقِّها الماءَ ) وغلبَتها
عليه .
( والبَاهِرُ : عِرْقٌ يَنْفُذُ شَواةَ الرَّأْسِ إِلى اليافُوخِ ) مِن الدِّماغ ،
نقلَه الصَّغانيُّ .
( والبَهْوَرُ ، كجَرْوَلٍ : الأَسَدُ ) ، نقلَه الصغانيُّ ، لَغَلَبَتِه .
( وبُهْرَةُ ، بالضمِّ : ع بنواحِي المدينةِ ) ، على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ
والسلامِ . ( و ) بُهْرَةُ : ( ع باليَمَامَةِ ) ، عن الصغانيِّ .
( و ) لبُهْرَةُ ( مِن اللَّيْلِ ، و ) مِن ( الوادِي ، و ) من ( الفَرَسِ ) ، والرَّحْلِ
( والحَلْقَةِ : وَسَطُه ) ، وتقدَّم بُهْرَةُ الوادِي : سَرَارَتُه وخَيْرُه .
( والبَهيرُ ) كَثيرٍ ، كذا وَقَع ضَبْطُه في نُسَخِ الكتابِ ، والصَّواب كأَمِيرٍ
: ( الثَّقِيلَةُ الأَرادفِ التي إِذا مَشَتْ انْبَهَرَتْ ) ، والذي في
التَّهْذِيب : ويُقال للمرأَةِ إِذا ثَقُلَ أَرادفُها فإِذا مَشَتْ وَقَعَ عليها
البُهْرُ والرَّبْوُ : بَهِيرٌ ومنه قولُ الأَعشى :
إِذا ما تَأَيَّا تُرِيدُ القِيَامَ
تَهادَى كما قد رَأَيْتَ البَهِيرَا
____________________
(10/270)
وممّا يُستَدرك عليه :
البِهَارُ : بالكسر : المفاخَرةُ .
وابْهارّ علينا اللَّيْلُ ، أَي طالَ .
وليلةُ البُهَرِ : السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ ، وهي اللَّيالِي التي يَغْلِبُ
فيها ضَوءُ القمرِ النُّجُومَ ، وهي كظُلَمٍ جَمْع ظُلْمَةٍ ، ويقال بضمَ فسكونٍ
جمع باهرٍ .
ويقال لِلَّيَالِي البِيضِ : بُهْرٌ .
وقال شَمِرٌ : البَهْرُ هو الهَلاكُ .
والعربُ تقولُ : الأَزواجُ ثَلاثةٌ : زَوْجُ مَهْرٍ ، وزَوْجُ بَهْرٍ وزَوْجُ
دَهْرٍ ؛ فأَمَّا زَوْجُ مَهْرٍ فرجلٌ لا شَرَفَ له فهو يُسْنِي المَهْرَ
لِيُرْغَبَ فيه ، وأَما زوجُ بَهْر ، فالشَّرِيفُ وإِنْ قلَّ مالُه تَتَزَوَّجَه
المرأَةُ لِتَفْخَرَ به ، وزَوْجُ دَهْرٍ كُفْؤُها . وقيل في تَفْسِيرهم : يبْهَرُ
العُيُونَ لِحُسْنِه ، أَو يُعدُّ لنَوائِبِ الدَّهْرِ ، أَو يُؤْخَذُ منه
المَهْرُ .
ويقال : رأَيتُ فلاناً بَهْرَةً ، أَي جَهْرَةً عَلانِيَةً ، وأَنشدَ :
وكمْ مِن شُجَاعٍ بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً
يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ
والأَبْهَرُ : فَرَسُ أَبي الحَكَمِ القَيْنِيِّ .
وبهارةُ : جَدُّ أَبي نَصْرٍ أَحمد بن الحسين بن عليّ بن بهارةَ ، البَكْرَاباذِيّ
الجُرجانيّ ، المحدّث ، وأَبو الحسنِ محمّد بنُ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ
الحَسَن بنِ بَهَرٍ ، البَقّال حركة الأَصْبَهَانِيُّ ، ذَكَره ابنُ نُقْطَةَ .
وبهرُ بنُ سعدِ بنِ الحارث ، جدُّ سالمِ بنِ وابِصَةَ الأَسَدِيّ .
وأُمُّ بهرٍ بنتُ ربيعةَ بنِ سعدِ بن عِجْل .
وعبدُ السلام بنُ الحسنِ بنِ نصر بن بهارٍ المُقَيِّر ، عن ابن ناصر .
وبَهَار : امرأَةٌ كان يُشَبِّبُ بها المُؤَمّل بن أُمَيْل الشاعرُ النَّصْريّ .
وأَبو البَهارِ محمّدُ بنُ القاسمِ
____________________
(10/271)
الثَّقَافِيُّ
، كان يُعْجب بالبَهارِ فكُنِيَ به . قالَه المَرْزُبَانِيُّ .
وبِهَار ، ككِتَابٍ : مدينةٌ عظيمةً بالهند .
بهزر : ( البَهْزَرُ ، كجَعْفَرٍ : الحَصِيفُ العاقِلُ ، والشرِيفُ .
( و ) البُهْزُرَةُ ( كقُنْفُذَةٍ ، من النّوقِ : العَظِيمَةُ ) ، وفي المُحكَم :
النّاقةُ الجَسِيمَةُ الضَّخْمةُ الصَّفِيَّةُ .
( و ) البُهْزُرَةُ : ( النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ ، أَو التي تَنالُهَا بِيَدِكَ ،
وقد يُفْتَحُ فيهما ) ، الضَّمُّ عن الفَرّاءِ ، نقلَه الصّغَانِيُّ ، والفتحُ عن
الكَلْبِيِّ ، نقلَه الجوهَرِيُّ .
( ج بَهازِرُ ) ، أَنشدَ ثعلبٌ :
بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرَا
فهْيَ تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ حازِرَا
وعن ابن الأَعرابيّ : البَهازِرُ : الإِبلُ ، والنَّخِيلُ العظامُ المَواقِيرُ ،
وأَنشدَ الأَزهريُّ للكُمَيْت :
إِلّا لِهَمْهَمَةِ الصَّهِي
لِ وحَنَّةِ الكُومِ البَهازِرْ
ووَرَدَ : إِبلٌ بَهازِرَةٌ ، أَي سِمانٌ ضِخَامٌ ، وهي جمعُ بُهْزُورَةٍ ، ومِن
أَبيات الحَمَاسةِ :
وقُمتُ بِنَصْلِ السَّيْفِ والبَرْكُ هاجِدٌ
بَهَازِرَةً والموتُ في السَّيْفِ يَنْظُرُ
ويأْتي في ( زرر ) رَدُّ المصنِّفِ على الجوهريِّ
____________________
(10/272)
والبَهَازِرُ من النِّسَاءِ : الطَّوِيلَةُ ، وهاذا قد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
بهجر : ( البَهْجُورةُ ) ، بالفتح : مدينةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى ، وقد دخلتُهَا .
قال الأُدْفَوِيُّ : وأَصلُه : البها مُهْجُورة ، بضمِّ الميم ، فلْيُنْظَرْ .
وممّا يُستَدْرَك عليه :
بير : ( *!بِيَارُ ، ككِتَاب ) أَهملَه الجوهَريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو : ( د ،
بين بَيْهَقَ وبِسْطَامَ ) ، وفي التَّكْمِلَة : قَصَبَةٌ بين بِسْطَامَ وبَيْهَقَ
.
( و ) *!بِيَارُ : ( ة بنَسَا ) ، نقلَه الصغانيُّ أَيضاً ، ونَسَا من مدن
خُراسانَ .
( *!والبِيرَةُ ، بالكسر : د ، له قَلْعَةٌ ) مَنِيعَةٌ ( قُرْبَ سُمَيْساطَ ) ،
وهو من بُلدانِ شَهْرَ زُورَ ، ويقال فيه : *!بِيرَةُ ، بلا لامٍ أَيضاً .
( و ) *!البِيرَةُ : ( لا بين القُدْسِ ونابُلُسَ ) ، نقلَه الذَّهَبِيُّ في
المُشْتَبِهِ .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بحَلَبَ ) ، وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من المحدَّثين .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بكَفْرِ طابَ ) ، نقلَه الذَّهَبِيُّ أَيضاً .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بجزيرةِ ابنِ عُمَرَ ) ، قال الحافظُ : وهي قَلْعَةٌ .
( و ) أَبو بكرٍ ( أَحمدُ بنُ عُبَيْدٍ بنِ الفضْلِ بنِ سَهْلِ بنِ *!-بِيرِي )
الواسِطِيُّ ، ( كسِيرِي أَمْراً مِن سارَ ) يَسِيرُ : ( محدِّثٌ ) ثِقَةٌ صَدُوقٌ
، تُوُفِّيَ سنةَ 390 ه ، حدَّث عن عليِّ بن عبدِ اللّهِ بنِ مُبَشِّرٍ وغيرِه .
( *!وأَبْيَارُ ) بالفتح : ( د ، بين مِصْر والإِسْكَنْدَرِيَّةِ ) ، على شاطيءِ
النِّيلِ ، منها :
أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ بنِ
____________________
(10/273)
أُسَيْدٍ
الرَّبَعِيُّ ، رَوَى عنه أبو طاهرٍ السِّلَفِيُّ .
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ بن عَطِيَّة فَقِيهُ المالِكِيَّةِ
بالإِسكندريَّة ، وهو شارحُ البُرْهانِ في أُصولِ الفِقْه ، أَخَذَ عنه ابنُ
الحاجِبِ ، ووَلَدَاه : حسنٌ وعبدُ الله ، فاضِلان .
ونُورُ الدِّينِ عليُّ بنُ سَيْفِ بنِ عليِّ بن إِسماعيلَ *!-الأَبْيَارِيُّ ، ثم
الدِّمَشْقِيُّ ، شيخُ أَهلِ العربيَّةِ في عَصْرِه ، أَخَذَ عنه منصورُ بنُ سَلْم
، وتُوُفِّيَ سنة 814 ه .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
مُنْيَةُ *!الأَبْيَارِ : قريةٌ قربَ رَشِيد .
*!وإِلبِيرَةُ : بلدٌ بالأَنْدَلُس ، ويقال : *!اللِّبِيرَةُ ، منها : مَكِّيُّ
بنُ صَفْوانَ *!-الإِلْبِيرِيُّ ، ويقال : *!اللِّبِيرِيُّ ، ويقال :
*!-البِيرِيُّ ، المحدِّثُ ، مولَى بَنِي أُمَيَّةَ ، مات سنة 309 ه .
*!البِيرُ ، أَيضاً : ماءٌ في بلاد طَيِّىء .
وأَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ السقلاطوني ، المعروفُ بابنه أَبي
*!البِيرِ ، حَدَّث عن أَبي محمّدٍ الجوهريِّ ، مات سنة 504 ه .
2 ( فصل التاء الفوقية مع الراء ) 2
تأَر : ( *!أَتْأَرْتُهُ ، و ) *!أَتْأَرْتُ ( إِليه البَصَرَ : أَتْبَعْتُ إِيّاه
) بهمزِ ، الأَلِفَيْن غير ممدودةٍ ، يتعدَّى بنفسِه وبإِلى ، قال بعض الأَغفال :
*!-وأَتْأَرَتْنِي نَظْرَةَ الشَّفِيرِ
____________________
(10/274)
( و ) أَتْأَرتُه ( بالعَصا : ضَرَبتُه ) ، نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) في الحديث ( أَنَّ رجلاً أتاه *!فَأَتْأَرَ ( إِليه النَّظَرَ ) ) ، أَي (
أَحَدَّه إِليه ) وحَقَّقَه ، قال لشاعر :
*!أَتْأَرْتُهُمْ بَصَرِي والآلُ يَرْفَعُهُمْ
حتَّى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ *!إِتْآرِي
ومَن تَرَكَ الهَمْزَ قال : *!أَتَرْتُ إِليه النَّظَرَ والرَّمْيَ ، وهو مذكورٌ
في ت و ر ، وأَمّا قولُ الشاعر :
إِذا اجْتَمَعُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي
فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ *!مُتَارُ
فإِنه أَراد *!مُتْأَرٌ ، فنَقَلَ حركَةَ الهمزة إِلى التاءِ ، وأَبْدَلَ منها
أَلِفاً لسُكُونِهَا وانفِتَاحِ ما قبلَهَا ، فصارتْ ( مُتَار ) . قالَه ابن
سِيدَه .
( *!وتَأَرَ ، كمَنَعَ : ابْتَهَر ) ، وفي التَّكْمِلَة : *!التَّأْرُ :
الانْتِهَارُ ، هكاكذا هو بالنُّون فانْظُرْه .
( *!والتّارَةُ : المَرَّةُ ) ، ونَقَلَ ، الأَزهَريُّ عن ابن الأَعرابيِّ :
التّارةُ : الحِينُ ، ( تُرِكَ هَمْزُهَا ؛ لكثرةِ الاستعمالِ ) ، قال غيرُه : ( ج
*!تِئَرٌ ) بالكسرِ مهموزةً .
ومنه يُقَال : *!أَتْأَرتُ إِليه النَّظَرَ ، أَي أَدَمْتُه *!تارةً بعد *!تارةٍ .
( *!والتُّؤْرُورُ ) بالضَّمِّ : ( التَّابِعُ للشُّرَطِيِّ ) ، وهو الجِلْوازُ ،
لأَنه *!يُتْئِرُ النَّظَرَ إِلى أَوامرِه ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيت لامرأَةِ
العَجّاج :
تَاللّهِ لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ
وخَشْيَةُ الشُّرُطِيِّ والتُّؤْرُورِ
لَجُلْتُ بالشَّيخ مِن البَقِيرِ
كجَوَلانِ الصَّعْبَة العَسِيرِ
____________________
(10/275)
( و ) قيل : *!التُّؤُرُورُ : ( العَوْنُ يكونُ مع السُّلطان بلا رِزْقٍ ) ، وهو
العِوانِيّ ، وذَهَبَ الفارِسِيُّ إِلى أَنه تُفْعُولٌ من الأَرّ ، وهو الدَّفْعُ
، وقد ذُكِرَ في موضعه .
تبر: ( التِّبْرُ بالكسر : الذَّهَبُ ) ، كلّه ، وفي الصّحاح : هو من الذَّهب غير
مضروبٍ ، فإِذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ ، قال : ولا يقال : تِبْرٌ إِلّا
للذَّهَب .
( و ) قال بعضُهم : و ( الفِضَّةُ ) أَيضاً ، وفي الحديث : ( الذَّهَبُ بالذَّهَبِ
تِبْرِهَا وعَيْنِها ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ تِبْرِهَا وعَيْنِها ) .
( أَو فُتَاتُه ما قبلَ أَن يُصاغَا ، فإِذا صِيغَا فهما ذَهَبٌ وفِضَّةٌ ) ،
وهاذا قولُ ابنِ الأَعرابيِّ .
( أَو ) هو ) ما استُخرِجَ من المَعْدِنِ ) من ذهَبٍ وفِضَّةٍ وجميعِ جواهر
الأَرضِ ( قبلَ أَن يُصاغَ ) ويُستَعْمَلَ .
وقيل : هو الذَّهَبُ المَكْسُورُ ، قال الشاعر :
كلُّ قومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ
وبَنُو عبدِ مَنافٍ مِن ذَهبْ
( و ) قال ابنُ جِنِّي : لا يُقَال له تِبْرٌ حتى يكونَ في تُرَابِ مَعْدِنِه أَو
مُكَسَّراً ، قال الزَّجّاج : ومنه أُطلِقَ على ( مُكَسَّر الزُّجاجِ ) .
( و ) قيل : التِّبْرُ ( كلُّ جَوْهَرٍ ) ( أَرْضِيَ ) يُستعمَلُ من النُّحاس ،
والصُّفْر ، والشَّبَهِ ، والزُّجاجِ ، والذَّهَ ، والفِضَّةِ ، وغيرِ ذالك ، ممّا
استُخْرِجَ من المَعْدِنِ قبلَ أَن يُصاغ . ولا يَخفَى أَن هاذا مع ما تقدَّم من
قوله : ( أَو ما استُخرِجَ ) ، واحِدٌ ، قال الجوهريّ : وقد يُطلَقُ التِّبْرُ على
غيرِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ من المَعْدِنِيّات ، كالنُّحَاسِ والحَدِيدِ والرَّصاصِ
، وأَكثَرُ اختصاصِه بالذَّهَب ، ومنهم مَن يجعلُه في الذَّهَب أَصلاً ، وفي غيرِه
فَرْعاً ومَجَازاً .
____________________
(10/276)
( و ) التَّبْرُ ، ( بالفَتْح : الكَسْرُ والإِهلاكُ ، كالتَّتْبِيرِ ، فيهما ،
والفِعْلُ كضَرَبَ ) و { هَؤُلآء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ } ( الأعراف : 139 )
أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ ، وفي حديث عليَ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَه : ( عَجْزٌ حاضِرٌ
وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ ) . أَي مُهْلكٌ .
وتَبَّرَه هو ؛ كَسَّره وأَهْلَكه . وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى : { وَكُلاًّ
تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } ( الفرقان : 39 ) قال : التَّتْبِيرُ : التَّذمِيرُ ،
وكلُّ شيءٍ كَسَّرْتَه وَفَتَّتَّه فقد تَبَّرْتَه .
( و ) التَّبَارُ ( كسَحَابٍ : الهَلاكُ ) ، وقولُه عزّ وجلّ : { تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } ( نوح : 28 ) أَي هَلاكاً ، قال الزَّجّاج :
ولذالك سُمِّيَ كلُّ مُكَسَّرٍ تِبْراً .
( والتَّبْرَاءُ : النّاقَةُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ؛
كأَنها شُبِّهَتْ بالتِّبْرِ في لَوْنهِ ، فيكونُ مَجازاً .
( و ) عنه أَيضاً : ( المَتْبُورُ : الهالِكُ ) ، والناقصُ ( و ) قولُهُم : ( ما
أَصَبْتُ منه تَبْرِيراً ، بالفتح ) ، أَي ( شيئاً ، لا يُسْتَعْمَلُ إِلّا في
النَّفْي ، مَثَّل به سِيبَوَيْهِ ، وفسَّره السِّيرافِيُّ .
( و ) في الصّحَاح : رأَيتُ في رأْسِه تِبْرِيَةً ، قال أَبو عُبَيْدٍ : (
التِّبْرِيَةُ ، بالكسر ) لغةٌ في الهِبْرِية ، وهو الذي ( كالنُّخَالَةِ ، تكونُ
في أُصُولِ الشَّعرِ ) .
( وتبِرَ ، كفَرِحَ : هَلَكَ ) يقال : أَدْرَكَه التَّبَارُ فتَبِرَ .
( وأَتْبَرَ عن الأَمر : انْتَهَى ) وتَأَخَّر ، كأَدْبَرَ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
التّابُورُ : جماعةُ العَسْكَرِ ، والجَمْعُ التَّوابِيرُ .
والتِّبْرِيُّ ، بالكسر : هو أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَنِ ، ذَكَره أَبو سعد
المالِينِيُّ ، كذا في التَّبْصِير .
والتّابرِيَّةُ في قول أَبي ذُؤَيْبٍ سيأْتي في ث ب ر .
____________________
(10/277)
تتر
: ( التَّتَرُ ، محرَّكةً ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصَّغَانيُّ : هم ( جِيلٌ
) بأَقاصِي بلادِ المَشْرِقِ ، في جبالِ طغماجَ من حُدودِ الصِّين ، ( يُتاخِمون
التُّرْكَ ) ويُجاوِرُونهم ، وبينهم وبين بلادِ الإِسلامِ ، التي هي ما وَرَاءِ
النَّهْرِ ما يَزِيدُ على مَسِيرةِ سِتَّةِ أَشهرٍ ، وهم الذين عَناهم النبيُّ
صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم ( بقوله ) : ( كأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانُّ
المُطْرَقَةُ ) . كذا في مُرُوجِ الذَّهَبِ ، وتفصيلُه في تارِيخ ابنِ خَلْدُون
الإِشْبِيلِيِّ .
تثر : ( التَّواثِيرُ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : هم (
الجَلاوِزَةُ ) ، جمعُ تُؤْثُور ، وجَعَلَ التَّاءَ أَصليَّةً .
تجر : ( التاجِرُ : الذي يَبِيعُ ويَشْتَرِي ) .
تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً ، وكذالك اتَّجَرَ وهو افْتَعَلَ .
وفي الحديث : ( مَن يَتَّجِرُ على هاذا فيُصَلِّي معه ) . قال ابن الأَثِير :
هاكذا يَرْوِيه بعضُهُم ، وهو يَفْتَعِلُ من التِّجَارَة ؛ لأَنه يَشْتَرِي
بعَمَلِه الثَّوَابَ ، ولا يكونُ من الأَجْرِ على هاذه الرِّواية ، لأَن الهمزةَ
لا تُدغَم في التّاءِ ، وإِنّما يُقال فيه ؛ يَأْتَجِرُ .
قال الجوهَرِيُّ : ( و ) العربُ تُسَمِّي ( بائِعَ الخَمْرِ ) تاجِراً . وقال
الأَعْشَى :
ولقد شَهِدْتُ التّاجِرَ الأُمَّ
انَ مَورُوداً شَرَابُهْ
وقال ابن الأَثِير : وقيل : أصلُ التّاجِرِ عندهم الخَمّارُ يَخُصُّونه مِن بين التُّجَّار
، ومنه حديثُ أَبي ذَرَ : ( كُنّا نَتحدَّثُ أَنَّ التَّاجِرَ فاجِرٌ ) .
( ج تِجَارٌ وتُجَّارٌ وتَجْرٌ وتُجُرٌ د كرِجَالٍ وعُمَّالٍ وصَحْبٍ وكُتُبٍ ) ،
وقال الشاعِر :
إِذا ذُقْتَ فاها قُلتَ طَعْمُ مُدامَةٍ
مُعَتَّقَةٍ ممّا يَجِيءُ به التُّجُرْ
____________________
(10/278)
قال ابن سيدَه : قد يكونُ جمع تِجَارٍ ، ونظيرُه عند بعضِهِم قِراءَةُ مَن قَرَأَ
: { فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } ( البقرة : 283 ) قال : هو جمعُ رِهَانٍ الذي هو
جمعُ رَهْنٍ ، وَحَمَلَه أَبو عليَ على أَنه جمعُ رَهْنٍ ، كسَحْلٍ وسُحُلٍ ؛
وإِنّما ذالك لِمَا ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ من التحجِير على جَمْعِ الجَمْعِ
إِلَّا فيما لا بُدَّ منه .
( و ) من المَجَاز : التّاجِرُ : ( الحاذِقُ بالأَمرِ ) . قال ابن الأَعرابيِّ :
العربُ تقول : إِنه لتاجِرٌ بذالك الأَمرِ ، أَي حاذِقٌ ، وأَنشدَ :
لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجَارَةٌ
لاكنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ) : والكَتِيف : مِسْمَارُ الدُّروعِ .
( و ) من المَجاز : التّاجِرُ : ( النّاقةُ النافِقَةُ في التِّجارةِ وفي السُّوقِ
، كالتّاجِرَةِ ) ، قال النّابغةُ :
عِفَاءُ قِلَاصٍ طارَ عنها تَواجِرِ
وهاذا كما قالوا في ضِدها : كاسِدَةٌ . وفي التَّهْذِيب : العربُ تقول : ناقَةٌ
تاجِرَةٌ ، إِذا كانت تَنْفُقُ ، إِذا عُرِضَتْ على البَيْعِ لِنَجابَتِها ،
ونُوقٌ تَواجِرُ ، وأَنشدَ الأَصمعيُّ :
مَجَالِحَ في سِرِّها التَّوَاجِرُ
( وأَرضٌ مَتْجَرَةٌ ) ، بكسر الجيمِ : ( يُتَّجَرُ إِليها وفيها ) واقتصرَ
الجوهريُّ على الأَخير ، والجمعُ مَتَاجِرُ .
( وقد تَجَرَ ) يَتْجُرُ ( تَجْراً وتِجَارةً ) ، فهو تاجِرٌ .
والتِّجَارَةُ : تَقْلِيبُ المالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ ، كما في الأَساس .
( و ) يقال : ( هو على أَكْرَمِ تاجِرَة ) ،
____________________
(10/279)
أَي
( على أَكْرَمِ خَيْلٍ عَتاقٍ ) ، وقَولُ الأَخطلِ :
كأَنَّ فَارَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُهَا
حتّى اشْتَرَاهَا بأَغْلَى بَيْعِه التَّجِرُ
قال ابن سِيدَه : أَراه على التَّشبِيه ، كطَهِرَ فلي قول الآخَرِ :
خَرَجْت مُبَرَّأَ طَهِرَ الثِّيَابِ
ومن المَجَاز : عليكم بتِجَارَةِ الآخِرَةِ ، وعليكَ بالسِّلَعِ التَّواجِرِ :
النَّوَافِقِ .
والتّاجُور : قريةٌ بالمَغْرِب .
تخر : ( التُّخْرُورُ ، بالضَّمَّ و ) الخاءِ ( المُعْجَمَةِ : الرجلُ الذي لا
يكونُ جَلْداً ولا كَثِيفاً ) .
( و ) أَبو عيسى ( محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْن ) البَزّازُ ( التُّخَارِيُّ ،
بالضَّمِّ ) هاكذا ضَبَطَه الأَمِيرُ عن السَّمعانِيِّ ، وتُعُقِّبَ عليه بأَنّه
لم يَقُلْه إِلّا بفتح التّاءِ ، قال البيِلْبِيسِيُّ : هاكذا رأَيتُه في نسخةٍ
جَيِّدةٍ عندي . منسوبٌ إِلى تُخَارستانَ يقال بالتّاءِ وبالطّاءِ : مدينة
بخُراسانَ وقيل : إِلى سِكَّةِ تُخَارستانَ بمَرْوَ ، ويقال بالطّاءِ أَيضاً (
مُحَدِّثٌ ) ثِقَةٌ ، ( رَوَى عن ابن المَدِينِيِّ ) ، وابنِ دَبُوقَا ، وابنِ
مُلاعِبٍ ، وابنِ قِلَابَةَ : وقولُه : ابن المَدِينيِّ ، هاكذا في النُّسَخ ،
والذي في التَّبصِير للحافظ : رَوَى عن ابن حبّانَ المَدائنيِّ ، فليُنْظَرْ ، (
وعنه الدَّارَقُطْنِيُّ ) ، وأَحمدُ بنُ الفَرَجِ ، قالَه الذَّهَبِيُّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
تدمر : ( تَدْمِيرُ ) ، بالفتح ، ضبطَه أَهلُ النَّسَبِ ، وصاحِبُ المَرَاصِدِ ،
قال :
____________________
(10/280)
بالضَّمِّ
: كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ ، شرقيَّ قُرْطُبَةَ ، سُمِّيَتْ باسمِ مَلِكها تَدْمِيرَ
بنِ غيدوشَ النَّصْرانِيِّ ، منها :
أَبو العَافِيَةِ فَضْلُ بنُ عُمَيْرَةَ الكِنانِيّ العتقيّ ، وأَبو القاسِمِ طيبُ
بنُ هارُونَ الكِنانِيُّ ، حَدَّثَا .
وتَدْمُرُ ، بفتح الأَولِ وضَمِّ الثالِثِ : مدينةٌ في بَرِّيَّةِ الشَّامِ ،
قريبةُ من حِمْصَ ، من عَجائِبِ الأَبْنِيَةِ . قلتُ : ومن الأَخيرَة شيخُ
مشايخنَا أَبو عبد اللّهِ محمّدٌ التَّدْمُرِيُّ الفاضلُ العَلَّامة .
ترر : ( *!تَرَّ العَظْمُ ) ، ومنهم مَن عَمَّ به الشيْءَ ، ( *!يَتُرُّ ) ،
بالضَّمِّ على الشُّذُوذ ، ( *!ويَتِرُّ ) ، بالكسر على القِياس ، وكلاهما
مَذْكُورٌ في الصّحاح والمُحكَمِ والأَفعالِ وغيرِهَا ، وعليهما جَرَى الشيخُ ابنُ
مالكٍ في اللّامِيَّة والكافِيَة ، ( *!تَرًّا ) بالفتح ، ( *!وتُرُوراً ) ،
بالضمِّ : ( بان وانْقَطَعَ ) بِضَرْبِه .
( و ) *!تَرَّتْ يدُه *!تَتِرُّ *!وتَتُرُّ *!تُرُوراً ، *!وأَتَرَّها هو
*!تَرَّهَا *!تَرًّا ، الأَخيرةُ عن ابن دُرَيْدٍ ، قال وكذالك كلُّ عُضْوٍ (
قُطِعَ ) بضَرْبِه فقد *!تُرَّ *!تَرًّا ، ( *!كأَتَرَّ ) ، وأَنشدَ لطرفةَ يصفُ
بعيراً عَقَرَه :
تقولُ وقد *!تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها
أَلستَ تَرَى أَنْ قد أَتَيْتَ بمُؤْيِدِ
*!تُرَّ الوَظِيفُ : انقطعَ فبانَ وسَقَطَ ، قال ابن سِيدَه : والصَّوابُ أَثَرَّ
الشَّيءَ *!وتَرَّ هو بنفسِه ، وكذالك روايةُ الأَصمعيِّ :
تَقُولُ وقد*! تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها
بالرَّفع .
( و ) تَرَّ ( الرَّجلُ عن بَلَدِه : تَبَاعَدَ ) .
( *!وأَتَرَّه ) القَضَاءُ *!إِتراراً . أَبْعَدَه .
( و ) تَرَّ الرجلُ : ( امتلأَ جِسْمُه ، وتَرَوَّى عَظْمُه ) ، *!يَتِرُّ
*!ويَتُرُّ ( *!تَرًّا *!وتُرُوراً *!وتَرَارَةً ) . *!والتَّرَارَةُ : امتلاءُ
الجِسْمِ من اللَّحْمِ ورِيُّ العَظْمِ .
____________________
(10/281)
( و ) في النَّوادر : ( *!التَرُّ : السَّرِيع الرَّكْضِ من البَرَادِينِ
*!كالمُنْتَرِّ ) .
( و ) قالوا : التَّرُّ : ( المُعْتَدِلُ الأَعضاءِ ) الخَفِيفُ الدَّرِيرُ ( مِن
الخَيْل ) وأَنشدَ :
وقد أَغْدُو مَع الفِتْيَا
نِ بالمُنْجَرِدِ *!التَّرِّ
( و ) التَّرُّ : ( المَجْهُودُ ) ، ومنه قولُهم : لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى *!تَرِّكَ
، أَي إِلى مَجْهُودِك ، قالَهُ ابن سِيدَه .
( و ) التَّرُّ : ( إِلقاءُ النَّعَامِ ، ما في بَطْنِه ) ، وقد تَرَّ يَتِرُّ .
( و ) التُّرُّ ( بالضمِّ : الأَصْلُ ) ، وبه فَسَّر بعضٌ قولَهم :
لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ .
( و ) التُّرُّ : ( الخَيْطُ ) الذي ( يُقَدِّر به البَنَّاءُ ) ، فارسيٌّ معرَّب
، قال الأَصمعيّ : هو الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البِنَاءِ فَيُبْنَى عليه ، وهو
بالعربيَّةِ : الإِمامُ .
وفي التَّهذِيب عن اللَّيْث : *!التُّرُّ كلمةٌ تَكَلَّم بها العربُ إِذا غَضِبَ
أَحدُهم على الآخَر ، قال : واللّهِ لأُقِيمَنَّكَ على التُّرِّ . وقال
الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو مَجازٌ . وقال ابن الأَعرابيِّ : التُّرُّ ليس بعربيَ .
( *!والتُّرَّةُ ، بالضمِّ ) : الجارِيَةُ ( الحَسناءُ الرَّعْنَاءُ . و ) عن ابن
الأَعرابيِّ : ( *!التَّراتِيرُ : الجَوارِي الرُّعْنُ ) . ويقال : جاريةٌ *!تارَّةٌ
: في بَدَنِها *!تَرَارَةٌ ، وهو السِّمَنُ والبَضَاضَةُ ، يقال منه : *!تَرِرْتَ
بالكسر أَي صِرْتَ تارًّا ، وهو المُمْتَلِيء .
( *!والتَّرْتَرَةُ : التَّحْرِيكُ ) والتَّعَتَعَةُ ، وقال اللَّيْثُ : هو أَن
تَقْبِضَ على يَديْ رجلٍ *!تُتَرْتِرُهُ ، أَي تُحَرِّكُه .
( و ) *!التَّرْتَرَةُ : ( إِكثارُ الكلامِ ) ، قال :
قلتُ لِزَيْدٍ لا *!تُتَرْتِرْ فإِنَّهمْ
يَرَوْنَ المَنايا دُونَ قَتْلِكَ أَو قَتْلِي .
____________________
(10/282)
( و ) عن ابن الأَعْرابيِّ : *!التَّرْتَرَةُ : استرخاءٌ في البَدَنِ واللامِ .
( *!والتُّرْتُورُ ) ، بالضمِّ : ( الجِلْوازُ ، وطائِرٌ ) .
(ُ *!والأتْرُورُ ) ،
بالصمِّ : الشُّرَطِي نفسُه ، قالَه اللَّيْثُ ، وأَنشدَ :
أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ
مِن صاحِبِ الشُّرْطَةِ والأُتْرُورِ
وقيل : *!الأُتْرُورُ ( غُلامُ الشُّرَطِيِّ ) لا يَلْبَسُ السَّوادَ ، قالت
الدَّهْنَاءُ امرأَةُ العَجّاجِ :
واللّهِ لَوْلَا خَشْيَةُ لأَمِيرِ
وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُتْرُورِ
لَجُلْتُ بالشَّيْخِ مِن البَقِيرِ
كَجَوَلانِ الصَّعْبَةِ العَسِيرِ
( و ) يقال : فلانٌ عقلُه عقلُ *!أُتْرُورٍ .
قال ابن شُمَيْلٍ : *!الأُتْرُورُ : ( الغُلام الصَّغِيرُ ) .
( *!والتَّتَرْتُرُ : التَّزَلْزُلُ والتَّقَلْقُلُ ) ، قال زيدُ الفَوارِسِ :
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي
بِنائِبَةٍ زَلَّتْ ولم *!أَتَتَرْتَرِ
أَي لم أَتَزَلْزَلْ ولم أَتَقَلْقَلْ .
( و ) الحربُ فيها ( *!التَّرَاتِرُ ) ، أَي ( الشَّدَائِدُ ) والأُمورُ العِظَامُ
.
( *!والتُّرَّى كالعُوَّى : اليَدُ المَقْطُوعَةُ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، مِن
*!تَرَّتْ *!تَتِرُّ .
( و ) في حديث ابنِ مسعودٍ في الرجل الذي ظُنَّ أَنه شَرِبَ الخَمْرَ فقال : (
*!تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه ) . يقال : (*! تَرْتَرُوا السَّكْرَانَ ) ، إِذا (
حَرَّكُوه زَعْزَعُوه واسْتَنْكَهُوه ، حتى تُوجَدَ منه الرِّيحُ ) ، لِيُعْلَمَ
ما شَرِبَ . قالَه أبو عمرٍ و ، وهي *!التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ
، وفي رواية : ( تَلْتِلُوه ، ومعنى الكلِّ التَّحْرِيك .
( و ) عن أَبي العَبّاس : ( *!التارُّ : المُسْتَرْخِي من جُوعٍ أَو غيرِه ) .
____________________
(10/283)
وأُتْرانُ ، بالضَّمِّ : د ، م ) أَي بلدٌ معروفٌ ، هكذا بالنُّون في نُسْخَتِنَا
، وفي بعضِ النّسَخ المصحَّحة *!أُتْرَارُ ، بِرَاءَيْنِ ، وهو الأَشْبَهُ
بالمادّة ، فإِن كانت هي فقد ذَكَرها المصنِّفُ في أَتر ؛ بناءً على أَصالةِ
الهمزةِ ، وقال : إِنّها بلدةٌ معروفةٌ بتُرْكِسْتَانَ . فلْيُنْظَرْ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
يقال : ضَرَبَ فُلانٌ يَدَ فلانٍ بالسَّيْف *!فأَتَّرَّهَا وأَطَرَّها وأَطَنَّها
. أَي قَطَعَها وأَنْدَرَها .
*!والتُّرُورُ : وَثْبَةُ النَّوَاةِ من الحَيْس . *!وتَرَّت النَّوَاةُ مِن
مِرْضاخِها *!تَتِرُّ *!وتَتُرُّ *!تُرُوراً : وثَبَتْ ونَدَرَتْ .
*!وأَتَرَّ الغُلامُ لقُلَةَ بمِقْلاتِه ، والغُلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى
.
*!والتّارُّ : المُمْتَلِيءُ : ويقال للغُلام الشّابِّ . وفي حديث ابنِ زِمْلٍ : (
رَبْعَة مِن الرِّجَال *!تارٌّ ) ؛ *!التَّارُّ : الممتليءُ البَدَنِ ، ورجلٌ
*!تارٌّ *!وتَرٌّ : طويلٌ . قال ابن سِيدَه : وأُرى *!تَرًّا فَعِلاً .
*!وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِه وهَرَّ به ، إِذا رَمَى به ، وتَرَّ بِسَلْحِه
*!يَتِرُّ : قَدَفَ به .
وتُرَّ في يَدِه : دُفِعَ .
وقال الأَصمعيّ : *!التّارُّ : المُنْفَرِدُ عن قومِه ، تَرَّ عنهم ، إِذا انفردَ
.
وقول الشاعر :
ونُصبِحُ بالغَدَاة *!أَتَرَّ شَيْءٍ
ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا
أَي أَرْخَى شيءٍ ، من امتلاءِ الجَوْفِد ، ونُمْسِي بالعَشِيّ جِيَاعاً قد خَلَتْ
أَجْوافُنا . وقال أَبو العَبّاس : أَتَرَّ شيْءٍ : أَرْخَى شيْءٍ من التَّعَبَ .
تستر : ( تُسْتَرُ ، كجُنْدَبٍ ) أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( د ) وحُكِيَ ضَمُّ
الفَوْقِيَّةِ الثانِيةِ أَيضاً . ( وشُشْتَرُ ، بمعجَمتَيْن ) بالضَّبْط السابق (
لَحْنٌ ) ، وقيل : هو الأَصلُ ،
____________________
(10/284)
وتُسْتَرُ
تَعْرِيبُه . وقيل : هما موضعانِ ، قالَه شيخُنَا ، وهو مِن كُوَر الأَهِواز
بخُوزِسْتَان ، قالَه ابنُ الأَثِير : بها قَبْرُ البَراءِ بنِ مالِكٍ ، والمشهورُ
بها سَهْلُ بنُ عبدِ اللّهِ بن يُونْسَ ، صاحبُ الكَرَامَاتِ ، سَكَنَ البصرةَ ،
وصَحِبَ ذا النُّونِ المِصْرِيَّ ، ( وسُورُهَا أَوْلُ سُورٍ وُضِعَ بعد
الطُّوفانِ ) ، أَي فهو بَلَدٌ قديمٌ ، ومَحَلَّةُ التُّسْتَرِيِّينَ ببغدادَ ،
ومنها : أَبو القاسمِ هِبَةُ الله بنُ أَحمدَ الحَرِيرِيُّ ، وسُفْيَانُ بنُ سعيدٍ
.
تشر : ( تِشْرِينُ ، بالكسر ) أَهملَه الجوهريُّ ، وقال اللَّيْث : هو ( إسمُ
شَهْرٍ بالرُّومِيَّة ) من شُهُور الخَرِيف ذَكَرَه الأَزهريُّ ، عنه ، قال : (
وهما تِشْرِينَانِ ) : تِشْرِينُ الأَوْلُ ، وتِشْرِينُ الثّانِي ، وهما قبلَ
الكانُونَيْنِ .
تعر : ( تِعارٌ ، ككِتابٍ ) أَهملَه الجوهريّ ، وهو ( جَبَلٌ ببلادِ قَيْسٍ ) .
هاكذا قَيَّدَه الأَزهريُّ ، وفي حديث طَهْفَةَ : ( لنا دَعْوَةُ السَّلامِ ،
وشَرِيعَةُ الإِسلامِ ، ما طَمَى البَحْرُ ، وقام تَعَارٌ ) قال ابن الأَثِير : هو
جَبَلٌ معروفٌ ، يَنْصَرِفُ ولا يَنْصرفُ ، وقد ذَكَرَه لَبِيدُ :
إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَو تَعَارُ
( و ) تِعارٌ : ( رِجالٌ ) ، منهم : تِعَارٌ الذي نُسِبَ إِليه سالمٌ مولَى أَبي
حُذَيْفَةَ ، قال مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ : هو سالمُ بنُ مَعْقِلٍ ، مولَى
بُثَيْنَةَ بنتِ تِعارٍ الأَنصارِيّةِ ، ويقال : هي عَمْرةُ ابنةُ تَارٍ . وقال
إِبراهِيم بنُ المُنذِرِ : إِنما هو يعارٌ ، يعني بالياءِ .
____________________
(10/285)
( وتَعَرَ ، كَمَنَعَ : صاحَ ) ، يَتْعَرُ تَعْراً ، نقلَه الصَّغانيّ .
( وجُرْحٌ تَعارٌ ، ككَتّان ) ، إِذا كان يَسِيلُ منه الدَّمُ ، ويقال : تَغّارُ ،
بالغين ، وقيل : جُرْحٌ نَعْارٌ بالنون ، كلُّ ذالك عن ابن الأَعرابيّ . قال
الأَزهريّ : وسمعتُ غيرَ واحدٍ من أَهل العربيَّة بهَراةَ يزعُم أَن تَغْار بالغين
المعجمةِ تصحيفٌ ، قال : وقرأْتُ في كتاب أَبي عمر الزّاهِدِ ، عن ابن الأَعرابيّ
أَنه قال : جُرْحٌ تَعّارٌ بالعين والتاءِ ، وتَغّارٌ بالغين والتاءِ ، ونَعْارٌ
بالعين والنون ، بمعنىً واحد ، وهو الذي ( لا يَرْقَأُ ) ؛ فجعلَها كلَّها لغاتٍ ،
وصحَّحها ، والعينُ والغينُ في تَعْار وتَغْار تعاقَبا ، كما قالوا : العَبِيئَةُ
والغَبِيئَةُ ، بمعنىً واحدٍ .
( والتَّرُ ، محرَّكةً : اشتعالُ الحَرْبِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
تعكر : ( تَعْكَرُ ، كتَعْلَم ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ) ( جَبَلٌ أَو حِصْنٌ
باليَمن ) ، والذي قالَه مُؤَرِّخُو اليمنِ : التَّعْكَرُ : جبلٌ فيه حِصْنٌ
مَنِيعٌ ، وسيأْتِي للمصنِّف في عكر مثلُ ذالك ، وقد كَرَّره هناك .
تغر : ( التَّغرانُ ، محرَّكةً : الغَلَيَانُ ، والفِعْلُ ) منه تَغَرَ ، (
كمَنَعَ وعَلِمَ ) يقال : تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُو ( تَغِرَتْ ) تَتْغَرُ ،
الكسرُ لغةٌ في الفتح ، تَغَراناً ، إِذا غَلَتْ ، وأَنشد :
وصَحبَاءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِهَا
حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ
كذا في التَّهْذِيب ، ( أَو الصّوابُ ) النَّغَرانُ ، ( بالنون ) ، مصدرُ نَغَرَ
ونَغِرَ ، ( ولم يُسمع تَغَرَ بالتَّاءِ ) ، أَي فهي مُهْمَلَةٌ ، ( وإِنّمَا
تَصْحّفَ على الخَليل ) وهو ابنُ أَحمدَ ، ( وتَبِعَه الجوهريُّ وغيرُه ) .
____________________
(10/286)
قال الأَزهريّ : وأَمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإِن أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى في باب
الجِراح قال : فإِنْ سال منه الدَّمُ قيل : جُرْحٌ تَغّارٌ ، ودَمٌ تَغّارٌ ، قال
: وقال غيره : جُرْحٌ نَعّارٌ ، بالعَيْن والنُّون ، وقد رُوِيَ عن ابن
الأَعْرَابيّ : جُرْحٌ تَغّارٌ ونَغَّارٌ ، ومَن جَمَعَ بين اللُّغَتَيْن فَصُحَتا
معاً ؛ ورَواهما شَمِرٌ عن أَبي مالِكٍ : تَغَرَ وتَغَرَ ونَعَرَ . قال شيخُنَا :
والاعتراضُ أَورَدَه ابنُ بَرِّيَ والزُّبيديُّ ، وتَبِعَهما المصنِّفُ تقليداً ،
وقد تَعَقَّبوهم وصَحَّحوا أَنّ ما حَكاه الخليلُ هو الصَّوابُ .
( و ) من المجَاز : ( التُّغُورُ ) بالضمِّ : ( انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ ، و )
انفجارُ ( الكَلْبِ بالبَوْلِ ) ، مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ .
( والتِّيغارُ ، كقِيفال : الإِجّانَةُ ) ، والعامَّةُ تقولُه : تَغار ، بحذف
الياءِ .
( وجُ رْحٌ تَغَّارٌ : تَعْارٌ ) ، وكذا دَمٌ تَغّارٌ وقد سَبَقَ عن أَبي عُبَيْدَةَ
في باب الجِراح .
( و ) من المَجاز : ( ناقةٌ تَغْارَةٌ ) مشدَّداً ، ( أَي تَزَبَّدُ عند العَدْوِ
، وتَشْتَدُّ ، ولا تَنْثَنِي في مَرِّهَا ) ؛ شُبِّه بتَغَرانِ لقِدْرِ .
( وتَغَرَ العِرْقُ ، كمَنَعَ : ( انْفَجَرَ ) بالدَّمِ وسالَ ، وعِرْقٌ تَغْارٌ .
( و ) من ذالك : تَغَرتِ ( الْقِرْبَةُ ) ، إِذا ( خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فيها
) ، كما يَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ .
تفر : ( التفْرَةُ ، بالكسر ، وبالضمّ ، وككَلِمَةٍ ، وتُؤَدَةٍ ) ، فهي أَربعُ
لغاتٍ ، ذَكَرَ الجوهريُّ منها واحدةً ، وهي بكسر الفاءِ ، والثلاثةُ ذَكَرَها
ابنُ الأَعرابيِّ . قالوا : هي ( النُّقْرَةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا ) ،
زاد في التَّهْذِيب : من الإِنسان .
____________________
(10/287)
( و ) التَّفِرَةُ ، ( ككَلِمَةٍ . نَبْتٌ ) ، وقيل : هي من القَرْنُوَة والمَكْره
.
( و ) التَّفِرَةُ : ( ما ابتدأَ من النَّبَات ) ، يكونُ من جميع الشَّجَر . وقيل
: هي مِن الجَنْبَةِ ، وهو أحَبُّ المَرْعَى إِلى المال إِذا عَدِمَتِ البَقْلَ .
( و ) قيل : التَّفِرَةُ : ( ما يَنْبُتُ تحتَ الشَّجَرَةِ ) .
وقيل : كلُّ نَبْتٍ له وَرَقٌ .
وقيل : كلٌّ ما اكْتَسَبَتْه الماشيةُ من حَلاواتِ الخُضَرِ ، وأَكثرُ ما يَرعاه
الضَّأْنُ وصِغارُ الماشِيةِ ، وهي أَقلُّ من حَظِّ الإِبل .
وقال الطِّرِمّاج يصفُ ناقةً تأْكلُ المَشْرَةَ ، وهي شجرةٌ ، ولا تَقَدرُ على
أَكْلِ النَّبَاتِ لِصَغَرِه :
لهَا تَفِرَاتٌ تحتَها وقَصَارُهَا
إِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ
وفي التَّهْذِيب : ( لا تَعْتَلِقْ بالمَحَاجِنِ ) .
( أَو ) التَّفِرةُ من النَّبَات : ( ما لَا تَسْتَمْكِنُ منه الرّاعِيَةُ
لِصِغَرِه ) ، قاله أَبو عَمْرو ، وبه فَسَّرُوا بيتَ الطِّرِمّاح .
( والتّافِرُ : الرجلُ الوَسِخُ ، كالتَّفِرِ والنَّفْرانِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ
.
( و ) قل أَيضاً : ( أَتْفَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( خَرَجَ شَعرُ أَنْفه إِلى
تِفْرَتِهِ ) ، وهو عَيْبٌ .
( و ) قال غيره : أَتْفَرَ ( الطَّلْحُ ) ، إِذا ( طَلَعَ فيه نَشْأَتُه ) .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( أَرضٌ مُتْفِرَةٌ ) كمُحْسِنَةٍ ، ولم يُفَسِّر ، وقد
فسَّره المصنِّفُ بقوله : ( أُكِلَ كَلَؤُها صَغِيراً ) والقِياسُ يَقْتَضِي أَن
يكونَ كَثُرَتْ تَفِرَتُها ؛ ففي التَّكْمِلَة : أَرضٌ مُتْفِرَةٌ : فيها كَلأٌ
صغيرٌ .
____________________
(10/288)
تفتر
: ( التَّفْتَرُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الفَرّاءُ : هو ( لغةٌ في
الدَّفْتَرِ ) ، قال : وهي لغةُ بني أَسَدٍ ، وحكَاه كُراع عن اللِّحْيَانِيّ .
قال ابن سِيدَه : وأُراه أَعْجَمِيًّا . وقيل : هو لغةُ قَيْسٍ .
تقر : ( التَّقِرَةُ والتَّقِرُ ، ككَلِمَةٍ وكَلِمٍ ) أَهملَه الجوهريُّ . وقال
الخارْزَنْجِيُّ في تكملةِ العَيْنِ : ( أَحدُهما الكَرَوْيَا وهو التَّقِرُ . (
والآخَرُ ) جماعةُ ( التَّوابِلِ ) وهي التَّقِرَةُ . قال ابن سِيدَه : وهي
بالدّال أَعلَى .
تكر : ( التُّكَّرِيُّ والتُّكَّرُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وهو ( بضمِّ التاءِ
وفتحِ الكافِ المشدَّدةِ فيهما ، هاكذا في سائِرِ ( النُّسَخِ ) ، ( والصَّوابُ
بفتحِ التاءِ وضمِّ الكافِ ) أَي مِن كتاب العَيْنِ للَّيْثِ ، ( المشدَّدةِ ،
كجَبُّل ) إسم ( للقريةِ التي بأَسفلِ بغدادَ ) ، كذا في التَّكْمِلَة .
( و ) التُّكَّرِيُّ : ( القائِدُ من قُوّادِ السِّنْدِ . ج التَّكاكِرَةُ ) ،
أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ ، كذا في التَّهْذِيب ، هاكذا ضَبَطَه اللَّيْث
بالضمِّ وفتحِ الكافِ المشدَّةِ . وفي بعض النُّسَخ : التَّكَاتِرَةُ
والتَّكْترِيُّ ، وأَنشد :
لقد عَلِمَتْ تَكَاتِرَةُ ابْنِ تِيرَى
غَداةَ البُدِّ أَنِّي هِبْرِزِيُّ
ويُروى : تَكاكرة ابن تِيرَى .
( وتُكْرُورُ ، بالضمِّ ) : جِيلٌ من السودانِ و : ( د ، بالمَغْرِب ) ، نقلَه
الصُّغانِيُّ ، وقد أَنْكَره ، شيخُنا ، الواحد
____________________
(10/289)
تُكْرُورِيٌّ
، والجمعُ تَكَارِرَةٌ ، والعَامَّةُ تقولُ : تَكَارِنَة .
تمر : ( التَّمْرُ ، م ) أَي معروفٌ ، وهو حَمْلُ النَّخْلِ ، إسمُ جِنْسٍ ، (
واحِدَتُه تَمْرَةٌ ) قال شيخُنَا : قد عَدَلَ عن اصطلاحِه الذي هو : واحدُه بهاءٍ
، فتَأَمَّلْ .
( ج تَمَراتٌ ) محرَّكَةً ، ( وتُمُورٌ ، وتُمْرَانٌ ) . بالضمِّ فيهما ، الأَخير
عن سِيبَوَيْه . قال : ابن سِيدَه : وليس تكسيرُ الأَسماءِ التي تَدلُّ على
الجُمُوع بمطَّرِدٍ ، أَلَا تَرَى أَنهم لم يقولوا : أَبرارٌ في جمع بُرَ . وفي
الصّحاح : معُ التَّمْرِ تُمُورٌ وتُمْرَانٌ ، بالضمِّ . وتُرَادُ به الأَنواعُ ،
لأَن الجِنْسَ لا يُجمَعُ في الحقيقة .
( والتَّمّارُ : بائِعُه ) ، وقد اشْتَهَرَ به داوودُ بنُ صالحٍ مَوْلَى
الأَنْصَارِ ، رَوَى عن سالِمِ بنِ عبدِ اللّهِ ، وعنه أَهل المدِينة .
( والتَّمْرِيُّ : مُحِبُّه ) ، وقد نُسِب هاكذا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عبدِ
اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بُرْهَان البَزّازُ ، حَدَّث عنه عليُّ بنُ إِبراهيمَ
السِّرّاجُ .
( والمَتْمُورُ : المُزَوِّدُ به ) أَي بالتَّمْر .
( وتَمَّرَ الرُّطَبُ تَتْمِيراً ، وأَتْمَرَ ) : كلاهما ( صارَ في حَدِّ
التَّمْرِ ) .
( و ) تَمَّرَتِ ( النَّخْلَةُ ) وأَتْمَرتْ ، كلاهما : ( حَمَلَتْه ، أَو صارَ ما
عليها رُطَباً ) .
( و ) يقال : أَتْمَرَ ( القومَ ) يُتْمِرُهم : ( أَطْعَمَهم إِيّاه ) ، أَي
التَّمْرَ ، ( كتَمَرَهم ) يَتْمُرهم ( تَمْراً ) ، وتَمَّرَهم تَتْمِيراً . وفي
الأَساس عن ابن الجَرّاح ، قال : ما نَعْجِزُ عن ضَيْفٍ في بَدْوِنَا ، إِمّا
ذَبَحْنَا له ، وإِلّا تَمَرْناه ولَبَنّاه ، وقال :
إِذا نحنُ لم نَقْرِ المُضَافَ ذَبِيحَةً
تَمَرْناه تَمْراً أَو لَبَنّاه راغِيَا
أَي لَبَناً له رَغْوَةً .
( وأَتْمَروا ، وهم تامِرُون : كَثُرَ
____________________
(10/290)
تَمْرُهُم
) ، عن اللِّحْيَانِيِّ . وقال ابن سِيدَه : وعندي أَنَّ تامِراً على النَّسَب .
قال اللِّحْيَانِيُّ : وكذالك كلُّ شيْءٍ من هاذا إِذا أَردتَ أَطعمتَهم ، أَو
وَهَبْتَ لهم ، قُلتَه بغير أَلفٍ ، وإِذا أَردتَ أَنّ ذالك قد كَثُرَ عندهم ،
قلتَ : أَفْعَلُوا .
ورجلٌ تامِرٌ : ذُو تَمْرٍ ، ولابِنٌ : ذو لَبَنٍ ، وقد يكونُ مِن قولكَ :
تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ ، أَي أَطعمتُهم التَّمْرَ .
وفي الأَساس : فلانٌ تامِرٌ مُتْمِرٌ تَمّارٌ تَمْرِيٌّ ، أَي ذُو تَمْرٍ ،
مُكْثِرٌ منه ، بَيّاعُ تَمْرٍ ، مُحِبٌّ له .
( و ) من المَجاز : ( التَّتْمِيرُ : التَّيْبِيسُ ) .
( و ) التَّتْمِيرُ : ( تَقْطِيعُ اللَّحْمِ صِغارً ، وتَجْفِيفُه ) ، يقال :
تَمَّرْتُ القَدِيدَ ، فهو مُتَمَّرٌ ، وقال أَبو كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ :
كأَنَّ رَحْلِي على شَغْواءَ حادِرَةٍ
ظَمْيَاءَ قد بُلَّ مِن طَلَ خَوَافِيهَا
لها أَشارِيرُ مِن لَحْمٍ تُتَمِّرُه
مِن الثَّعَالِي ووَخْزٌ مِن أرانِيهَا
قال ابن بَرِّيَ : يصفُ عُقاباً ؛ شَبَّه راحِلَتَ بها في سُرعتها .
وتَتْمِيرُ اللَّحْمِ والتَّمْرِ : تَجفِيفُهما ، وفي حديث النَّخَعِيِّ : ( كان
لا يَرَى بالتَّتْمِير بَأْساً ) ، ال ابن الأَثِير التَّتْمِيرُ : تَقْطِيعُ
اللَّحْمِ صِغاراً كالتَّمْرِ ، ( وتجفيفه ) وتَنْشِيفُه ؛ أَرادَ لا بَأْسَ أَن
يَتَزَوَّدَه المُحْرِمُ . وقيل ؛ أَراد ما قُدِّدَ مِن لُحُوم الوُحُوشِ قبلَ
الإِحرامِ .
( والتّامُورُ ) مِن غير هَمْزٍ ، وكذالك التّامُورَةُ ( في أَ م ر ) ، بناءً على
أَنه مَهْمُوزٌ ، وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْن ، وهنا ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وبعضُ
أَئِمَّةِ الصَّرْفِ . ووَزْنُه عندهم فاعُول ، والتاءُ أَصليَّةٌ ، وذَكَره ابن
الأَثِير هنا وفي أَ م ر إِشارةً
____________________
(10/291)
إِلى
أَن كلًّا منهما يُناسِبُ ذِكْرَه ، وقد تقدَّم معانيها ، والبحثُ عن مضاربها
بمعنى : الخَمْرِ ، وحُقِّه . والإِبريقِ ، والدَّمِ ، والزَّعْفَرَانِ ،
والنّفْسِ ، ودَم القلبِ ، وغِلافِه ، وحَبَّتِه ، ووِعاءِ الوَلَدِ ، ولَعِبِ
الجَوَارِي والصِّبيانِ ، وصَوْمَعَةِ الرّاهِبٍ . وسَبَقَ بيانُ شواهِدِ ما ذُكِر
.
( والتمَارِيُّ ، بالضَّمِّ : شَجَرَةٌ ) لها مُصَعٌ كمُصَعِ العَوْسَجِ ، إِلّا
أَنَّهَا أَطيبُ منها ، وهي تُشْبِهُ النَّبْعَ ، قال :
كقِدْحِ التُّمَارِي أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضِبُهْ
( والتُّمَّرَةُ كقُبَّرَة أَو ابنُ تُمَّرَةَ ) بالضَّبط السابقِ : ( طائرٌ
أَصغرُ من العُصْفُورِ ) ، وإِنما قِيل له ذالك ؛ لأَنك لا تَراه أبداً إِلّا وفي
فيه تَمْرَةٌ .
( وتَيْمَرُ ) كَحَيْدَرٍ : موضعٌ ، عن ابن دُرَيدٍ . وقيل : ( ة بالشام ) ، وقيل
: هو من شِقِّ الحِجاز .
( وتَيْمَرَى ) بالأَلفِ المقصورةِ ( ع به ) ، أَي بالشّام ، قال امرُؤُ القيس :
بِعَيْنِكَ ظُعْنُ الحَيِّ لمّا تَحَمَّلُوا
على جانِبِ الأَفلاج مِن بَطْنِ تَيْمَرَى
( وتَيْمَرَةُ الكُبْرَى ، و ) تَيْمَرَةُ ( الصُّغُرَى : قَرْيَتانِ بأَصْفَهانَ
) القديمةِ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
( وتَمَرُ ، محرَّكّة : ع باليَمَامَةِ ) ، نقلَه الصغاني .
____________________
(10/292)
( و ) تُمَيْرُ ( كزُبَيْر : ة بها ) ، أَي باليَمَامَةِ ، نقلَه الصّغانيُّ .
( وتَمْرَةُ : ة أُخرى بها ) ، أَي باليَمَامَةِ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
( وعَقيقُ تَمْرَةَ : ع بتِهامَةَ ) ، عن يَمِينِ الفَرْطِ ، نقَه الصّغانيُّ .
( وعَيْن التَّمْرِ : قُرْبَ الكوفَةِ ) ، بينه وبين بغدادَ ثلاثةُ أَيام ، غربيَّ
الفُراتِ .
( وتَمْرَانُ ) ، كسَحْبَانَ : ( د ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( وتَيْمَارٌ ) ، بالفتح : ( جَبَلٌ ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
( و ) من المَجاز : ( نَفْسٌ تَمِرَةٌ ) بكذا ، كفَرِحَة ، أَي ( طَيِّبَةٌ ) ،
ودَعْنِي إِن نَفْسي غيرُ تَمِرَةٍ .
( والتُّمْرَةُ ، بالضمِّ : عُجَيَّةٌ عند الفُوقِ ) مِن الذَّكَر .
( و ) يقال : ( اتْمَأَرّ الرُّمْحُ اتْمِئْراراً ) ، فهو مُتْمَئِرٌّ ، إِذا كان
غَليظاً مستقيماً ، عن أَبي زَيْد .
وفي المحكَم : اتْمَأَرَّ الرّمْحُ والحَبْلُ : ( صَلُبَ ، و ) كذالك ( الذَّكَر )
، إِذا ( اشْتَد نَعْظُه ) ، أَي شَبَقُه . ( والمتْمَئِرُّ : الذكَرُ ) الصُّلْب
الغَلِيظُ .
( و ) المُتْمَئرُّ ( مِن الجُرْدَانِ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ .
وقال الجوهريُّ : اتْمَأَرَّ الشَّيءُ : طالَ واشْتَدَّ ، مثل اتْمَهَلَّ
واتْمَأَلَّ ، قال زُهَيْرُ بنُ مَسعودٍ الضَّبِّيُّ :
ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحارَهَا بِمُتْمَئِرَ فيه تَحْرِيبُ ( و ) قولُهُم : ( ما
في الدّار ) تامُورٌ وتُومُورٌ و ( تُومُرِيٌّ ، بضمِّ التّاءِ والمِيمِ ) غير
مهموزٍ ، أَي ليس بها ( أَحَدٌ ) . وقال أَبو زَيْدٍ : ما بها تَأْمُورٌ ، مهموز ،
أَي بها أَحَدٌ ، وبِلادٌ خَلَاءٌ ليسَ بها تُؤْمُرِيٌّ ، أَي أَحَدٌ . وما رأَيتُ
تُؤْمُرِيًّا أَحْسَنَ من هاذه المرأَةِ ، أَي إِنْسِيًّا وخَلْقاً . وما رأَيْتُ
تُؤْمُرِيًّا أَحْسنَ منهُ .
____________________
(10/293)
وممّا يُستدرَكُ عليه :
رجلٌ مُتْمِرٌ ، أَي كثيرُ التَّمْرِ .
وأَنشدَ ثعلبٌ :
لَسْنَا مِن القومِ الذين إِذا
جاءَ الشِّتَاءُ فَجارُهم تَمْرُ
يَعنِي أَنهم يَأْكُلُون مالَ جارِهم ويَسْتَحْلُونه ، كما يَسْتَحْلِي النّاسُ
التَّمْرَ في الشِّتَاءِ .
ومِن أَمثالهم : ( أَعْطِ أَخاكَ تَمْرَة ، وإِنْ أَبَى فجَمْرَة ) ، و ( عليكَ
بالتُّمْرَانِ والسُّمْنانِ ) .
ومن المَجاز : وَجَدَ عنده تَمْرَةَ الغُرابِ ، أَي ما أَرضَاه .
ومِن أَمثالهم : ( التَّمْرُ بالسَّوِيقِ ) ، قال اللِّحْيَانهُّ : يُضْرَبُ في
المُكافَأَة .
وتَامَرَاءَ : إسمُ النَّهْرَوانِ ، البلدة المعروفة ، قالَه ابن الكَلْبِيِّ في
أَنسابه .
والتُّمَيْر ، كزُبَيْرٍ : طائرٌ ، وهو التُّمَّرَةُ الذي ذُكِرَ .
وأَبو تَمْرَةَ : طائرٌ آخَرُ .
وجمْعُ التُّمّرةِ التَّمَامِرُ ، وأَنشدَ الأَصمعيُّ :
وفي الأَشاءِ النَّابِتِ الأَصاغِرِ
مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ والتَّمَامِرِ
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : تَمْرَةُ : العَقْرَبُ ، لا تَنْصَرِفُ .
وبَارَكَ اللْهُ فِيكَ وأَتْمَرَ ، بمعنىً .
وتَمْتَرُ : مِن قُرَى بُخارَا .
تنر : ( التَّنُّورُ ) : نَوعٌ من الكَوانِينِ ، وفي الصّحاح : التَّنُّورُ : (
الكانُونُ ) الذي ( يُخْبَزُ فيه ) ، يقال : هو في جميع اللّغَاتِ كذالك ، وقال
اللَّيْثُ : التَّنُّورُ عَمَّتْ بكلِّ لسانٍ . قال أَبو منصور : وهاذا يَدُلُّ
على أَنّ الإِسمَ في الأَصل أَعْجَمِيٌّ ، فعَرَّبَتْهَا العربُ ، فصار
____________________
(10/294)
عربيًّا
على بناءِ فَعولٍ ، والدَّلِيلُ على ذالك أَنّ أَصلَ بنائِه تنر ، قال : ولا
نعرفُه في كلام العربِ ؛ لأَنه مُهْمَلٌ ، وهو نَظِيرُ ما دَخَلَ في كلامِ العربِ
من كلامِ العَجَمِ ، مثلُ الدِّيباجِ ، والدِّينارِ ، والسّنْدُسِ ،
والإِسْتَبْرَقِ ، وما أَشبَهها ، ولمّا تكلَّمتْ بها العربُ صارت عربيَّةً .
وفي الحديث : ( قال لرجلٍ عليه ثوبٌ مُعَصْفَرٌ : لو أَنْ ثَوْبَكَ في تَنورِ
أَهْلِكَ ، أَو تحتَ قِدْرِهم ، كان خيراً ) ، فذَهَب وأَحرقَه . وقال ابن
الأَثِير : وإِنما أَرادَ أَنَّكَ لَو صَرَفْتَ ثَمَنَه إِلى دَقِيقٍ تَخْبِزُه ،
أَو حَطَبٍ تَطْبُخُ به ، كان خيراً لك ؛ كأَنّه كَرِهِ الثَّوْبَ المُعَصْفَرَ .
( وصانِعُه تَنّارٌ ) ، كشَدّادٍ .
وقال أَحمدُ بنُ يَحْيَى : التَّنُّورُ تَفْعُولٌ من النّار ، قال ابن سِيدَه :
وهاذا من الفَسَاد بحيثُ تراه ، وإِنما هو أَصْلٌ لم يُستَعمَلْ إِلّا في هاذا
الحَرْفِ وبالزِّيادة .
( و ) في التَّنّزِيلِ العَزِيز : { حَتَّى إِذَا جَآء أَمْرُنَا وَفَارَ
التَّنُّورُ } ( هود : 40 ) ، قال عليٌّ كَرَّم اللّهُ وجهَه : هو ( وَجْهُ
الأَرضِ ) ، ومثلُه وَرَدَ عن ابن عَباسٍ رَضِيَ اللّهُ عنهما ( وكلُّ مَفْجَرِ
ماءٍ ) تَنُّورٌ . وقال قَتَادَةُ : التَّنُّورُ أَعْلَى الأَرضِ وأَشرفُهَا ،
وكان ذالك علامةً له ، وكان مُجاهدٌ يَذهبُ إِلى أَنّه تَنورُ الخابِزِ .
( و ) التَّنُّورُ : ( مَحْفَلُ ماءِ الوادِي ) ، وتَنَانِيرُ الوادِي : مَحافِلُه
، وقال أَبو إِسحاق : أَعْلَمَ اللّهُ سُبحانَه وتعالَى أَن وَقتَ هلاكِهِم فَوْرُ
التَّنُّورِ .
وقيل فيه أَقوالٌ ، قيل : التَّنُّورُ : وَجْهُ الأَرْضِ ، ويقال : أَرادَ أَنَّ
الماءَ إِذا فارَ مِن ناحِيَةِ مَسْجِدِ الكُوفَةِ ، وقيل : إِنّ الماءَ فارَ مِن
تَنُّورِ الخابِزَةِ ، وقيل : التَّنُّورُ تَنْوِيرُ الصُّبْحِ .
( و ) رُوِيَ عن ابن عَبْاسٍ ، قال : التَّنُّورُ : ( جَبَلٌ ) بالجَزِيرة (
قُرْبَ
____________________
(10/295)
المَصِيصَةِ
) ، وهي عَيْنُ الوَرْدَةِ . واللّهُ أَعلمُ بما أَرادَ ، وهاذا الجَبَلُ يَجْرِي
نَهرُ جَيْحَانَ تحتَه .
ورُوِيَ عن عليَ رضيَ الله عنه أَيضاً أَنه قال : أَي وطَلَعَ الفَجْرُ . يذهب
إِلى أَنّ التَّنُّورَ الصُّبْحُ .
وقال الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ : قيل : هو في الآيةِ عَيْنُ ماءٍ معروفةٌ ،
وقيل : هو المَخْبَزُ ، وافَقَتْ فيه لغةُ العَجَمِ لُغَةَ العربِ ، وجَزَمَ في
المِصْباح نَقْلاً عن أَبي حاتِمٍ أَنْه ليس بعربيَ صحيح .
قال شيخُنا : وأَمّا ما ذَكَرُوه من كَوْنِ التَّنُّورِ مِن نارٍ أَو نُورٍ ، وأَن
التاءَ زائدةٌ فهو باطِلٌ ، وقد أَوضَحَ بيانَ غَلَطِه ابنُ عُصْفُورٍ في كتابه
المُمْتِع وغيره ، وجَزَم بعَلَطِه الجماهير .
( وذاتُ التَّنَانِيرِ : عَقَبَةٌ بحِذاءِ زُبَالَةَ ) ، ممّا يَلِي المَغْرِبَ
منها ، قاله الأَزهريُّ ، وأَنشدَ قولَ الراعِي :
فلمّا عَلَا ذاتَ التَّنَانِيرِ غُوَةً
تَكَشَّفَ عن بَرْقٍ قَلِيلٍ صَوَاعِقُهْ
( وتُنَيْنِيرُ ) ، بالتَّصّغِير ، ( العُلْيَا والسُّفْلَى : قَرْيَتَانِ
بالخابُور ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
( وتَنِيرَةُ ، كحَلِميَةَ : لا بالسَّوادِ ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليَ التَّنُّورِيُّ ، سَمِعَ أَبا الحَسَنِ المَلطِيّ ،
وأَبا جعفرِ بنِ المسلمة ، وحَدَّثَ بشيْءٍ يَسِيرٍ ، وذكرَه أَبو الفَضْل بنُ
ناصر فأَثْنَى عليه .
وأَبو مُعاذٍ أَحمدُ بنُ إِبراهيم الجُرْجانِيُّ التَّنُّورِيُّ ، ثِقَةٌ .
تور : ( *!التَّوْرُ : الجَرَيانُ ) ، قيل : ومنه
____________________
(10/296)
سُمِّيَ
التَّوْرُ للإِناء لإِنَّه يُتَعَاوَرُ به ويُرَدَّدُ ، كما حَقَّقه
الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس ، أي فهو من معنَى العرَيانِ .
( و ) التَّوْرُ : ( الرَّسُولُ بين القومِ ) ، عربيٌّ صَحِيحٌ ، قال :
*!والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ
يَرْضَى به المَأْتِيُّ والمُرْسِلُ
قيل : ومنه سُمِّيَ التَّوْرُ للإِناءِ .
( و ) التَّوْرُ : ( إِناءٌ ) صغيرٌ ، وعليه اقتَصر الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس ،
قيل : هو عربيٌّ ، وقيل : دَخِيلٌ وفي التَّهْذِيب : التَّوْرُ إِناءٌ معروفٌ (
يُشْرَبُ فيه ، مُذَكَّرٌ ) ، وفي حديث أمِّ سُلَيْمٍ : ( أَنَّهَا صَنَعِتْ
حَيْساً في *!تَوْرٍ ) ، هو إِناءٌ من صُفْرٍ ، كالإِجّانَةِ ، وقد يُتَوَضَّأُ
منه .
قال الزَّمَخْشَرِي : ومررتُ العُمْرَة على مرأَةٍ تقولُ لجارتها : أَعِيرِينِي*!
تُوَيْرَتَك .
( و ) *!التَّوْرَةُ ( بهاءٍ : الجارِيَةُ تُرْسَلُ بين العُشّاقِ ) ، قالَه ابن
الأَعرابيِّ .
( *!والتَّارَةُ : الحِينُ ، والمَرَّةُ ) ، أَلِفُهَا واوٌ . ( ج *!تاراتٌ
*!وتِيَرٌ ) ، قال :
يَقُومُ *!تارَاتٍ ويَمْشِي *!تِيَرَا
وقال ابن الأَعرابيّ : تَأْرَةٌ مهموزٌ ، فلما كَثُرَ استعمالُهم لها تَرَكُوا
هَمْزَها ، قال أَبو منصورٍ : وقال غيرُه : جَمْعُ تَأْرَةٍ تِئَرٌ ، مهموزة قال (
و ) منه يقال : ( أَتارَه : أَعادَه مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ ) ، أَي أَدامَ
النَّظَرَ إِليه *!تارةً بعد *!تارة .
( *!وأَتَرْتُ ) إِليه ( النَّظَرَ ) والرَّمْيَ *!أُتِيرُ *!إِتارَةً ، فهو*!
مُتَارٌ ، ومنه قولُ الشاعر :
يَظَلُّ كأَنَّه فَرَأٌ *!مُتَارُ
و ( أَتْأَرْتُه ) بالهمزِ ، أَي حَدَّدْتُ النَّظَرَ إِليه ، كذا في التَّهْذِيب
.
____________________
(10/297)
( *!وتاراءُ ) بالمدِّ : ( ع بالشَّأْم قخرْبَ تَبُوكَ ، ومنه مسجدُ *!تاراءَ
لرسولِ اللّهِ صلَّى الله عليْه وسلَّم ) بين المدينةِ وتَبُوكَ ، ذَكَره أَهْلُ
السِّيَرِ .
( *!وتَارَانُ : جَزِيرَةٌ بين القُلْزُمِ وأَيْلَةَ ) في حُدُودِ مِصرَ ،
يسكُنُهَا بنو حُدّانَ .
( و ) قولُهم : ( يا *!تاراتِ فُلانٍ ) ، حَكَاه أَبو عَمْرٍ و ولم يُفَسِّرْه ،
وأَنشدَ قولَ حَسّانَ :
لَتَسْمَعُنَّ وَشِيكاً في دِيَارِكُمُ
اللّهُ أَكْبَرُ يا تَاراتِ عُثْمانَا
قال ابن سِيدَه : وعدني أَنه ( مَقْلُوبٌ مِن الوَتْرِ للدَّمِ ) ، وإِن كان غيرَ
مُوازَن به .
*!وتيرَ الرجلُ : أصهيبَ *!التّارُ منه ، هاكذا جاءَ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ
فاعِلُه .
( *!وتُورَانُ ، بالضمّ : إسمٌ لجميعِ ما وراءَ النَّهْرِ ، ويُقَال لِمَلِكِهَا :
تُورانْ شاهْ ) ، كما يقال لمُقَابلِه من دِيَار العَجَمِ : إِيرانُ ، بالكسر ،
ولِمَلِكِهَا : إِيرانْ شاهْ .
( و ) *!تُورانُ : ( ة بحَرّانَ ، منها أَبو محمّد ( سدُ بنُ الحَسَنِ
العَرُوضِيُّ ) الحَرَّنِيُّ *!-التُّورانِيُّ ، له شِعرٌ حَسَنٌ ، سَمِعَ منه
أَبو سعدِ بنِ السَّمْعَانِيِّ ، وعاش بعدَه إلى سنة ثمانين وخمسمائة ، ذَكَرَه
ابنُ نُقْطَةَ ، ( ومحمّدُ بنُ أَحمدَ القَزّازُ ) ابنُ التُّورانِيِّ ويقال في
إسم القَرْيَةِ أَيضاً : تُور تُوُفِّيَ سنةَ 705 ه ، رَوَى عن ابن الجُمّيزيِّ
وابن المنى ، وأَخَذَ عنه الذَّهَبِيُّ .
( وغُبُّ تُورانَ ) بالضمّ : ( ع قُرْبَ خَوْرِ الدَّيْبُلِ ) ، من بلاد السِّنْد
.
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : (*! التائِرُ : المُداوِمُ على العَمَلِ بعدَ فُتُورٍ )
.
وممّا يُستدرَكُ عليه :
عن أَبي عَمْرٍ و فُلانٌ *!يُتَارُ على أَن يُؤْخَذَ ، أَي يُدارَ على أَنْ
يُؤْخَذَ ، وأَنشدَ
____________________
(10/298)
لعامرِ
بنِ كثير المحاربيِّ :
لقد غَضِبُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي
فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ *!يُتارُ
ويُرْوَى : *!مُتَارٌ ، وقد تقدَّم .
وفي الأَساس : *!تور : فَعَلَه *!تارةً ، أَي مَرَّةً بعد أُخْرَى . وهاذه شَرُّ
*!تاراتِكَ .
*!وتاوَرْتُه : عاوَدْتُه .
*!وتارانُ : إسمُ ابنِ لُقْمَانَ الذي ذُكِرَ في القُرْآن ، فيما ذَكَرَ
الزَّجّاجُ وغيرُه ، ونقلَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض .
تهر : ( التَّيْهُور ) : ما اطْمَأَنَّ من الأَرض ) . قال الأَزهريُّ : هو
فَيْعُولٌ مِن الوَهْر ، قُلِبَت الواوُ تاءً ، وأَصلُه وَيْهُورٌ ، مثلُ
التَّيْقُورِ ، وأَصلُه وَيْقُورٌ . قال العَجّاج :
إِلى أَراطَى ونَقاً تَيْهُورِ
قال : أَراد به فَيْعُول من التَّوَهُّر .
( و ) قيل : هو ( مَا بَيْنَ أَعْلَى ) شَفِيرِ ( الوادِي والجَبَلِ ،
وأَسْفَلِهما ) نَجْدِيّةٌ هُذَلِيْةٌ ، قال بعضُ الهُذَلِيِّين :
وطَلَعْتُ مِن شِمْرَاخَةٍ تَيْهُورةٍ
شَمّاءَ مُشْرِفة كَرَأْسِ الأَصْلَعِ
( و ) التَّيهُورُ : ( الرَّجلُ التّائِهُ المُتَكَبِّرُ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ :
ويقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفْسِه به تِيهٌ : تَيْهٌ : تَيْهُورٌ ، أَي تائِهٌ
.
( و ) التَّيْهُورُ : ( مَوْجُ البَحْر المُرْتَفِعُ ) ، قال الشاعر :
كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيْهُور تَيْهُورَا
( و ) في التَّهْذِيب في الرُّباعِيّ : التَّيْهُور : ما اطْمأَنَّ من الرَّمْلِ .
وفي
____________________
(10/299)