Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 18 : تاج العروس من جواهر القاموس

  كتاب 18 : تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

------- 

التَّكْملة للمنذريّ ، وحَدَّث عن الثاني يحيَى بنُ بَوْش وغيرُه : ( محدِّثان ) .
( وأَحمدُ بنُ بُخَارٍ ، وعليٌّ البُخاريُّ : محدِّثان ) .
وَبَقِيَ عليه :
الفقيهُ أَبو الفضلِ عبدُ الرحمانِ بن محمّدِ بنِ حَمْدُون بنِ بُخَارٍ البخاريُّ ، ونُسِبَ إِلى جَدِّه الأَعلَى من أَهل نَيْسَابُور .
وممّا يُستدرَك عليه :
( إِيّاكم ونَوْمةَ الغَدَاةِ ؛ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ ) ؛ أَي مَظنَّةٌ للبَخَرِ ، وهو تُغيُّرُ رِيحِ الفَمِ ، وهو من حديث عُمَرَ ، وجعلَه القُتَيْبِيُّ مِن حديث عليَ ، رضي اللّهُ عنهما . قلتُ : وقد رُوِيَ عن كُلَ منهما . فحديثُ عليَ : ( رأَى رجلاً في الشَّمْس فقال : قُمْ عنّا فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ ، تُتْفِل الرِّيحَ ، وتُبْلِي الثَّوْبَ ، وتُظْهِرُ الدّاءَ .
وفي حديث المُغِيرَة : ( إِيّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ ) يَعْنِي مِن النِّسَاءِ .
وبُخَارُ الفَسْوِ : رِيحُه ، قال الفَرَزْدَقُ :
أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زهيرٍ
وصَرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ
ويُقَال : هاذه بَخْرَةُ السِّمَاكِ ، إِذا أَصابَكَ المطرُ عند سُقُوطِه .
ورجلٌ مُبْخِرٌ : ذو بَخَرٍ . وامرأَةٌ مُبْخِرَةٌ .
بختر : ( البخْتَرةُ والتَّبختُرُ : مِشْيَةٌ حَسَنةٌ ) ، وهي مِشْيَةُ المُتَكَبِّرِ المُعجَبِ بنفسِه ، وقد بَخْتَرَ وَتَبَخْتَرَ . وفلانٌ يَتبختَرُ في مِشْيَتِه ويَتَبْخَتَى .
( و ) في حديث الحَجّاج : أَنَه لمّا أُدخِلَ عليه يَزِيدُ بنُ المُهَلَّبِ أَسِيراً فقال الحَجّاج :
جَمِيلُ المُحَيَّا يَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
____________________

(10/135)



فقال يَزِيدُ :
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِنَاقُ
( البَخُتَرِيُّ : الحَسَنُ المَشْيِ ، والحَسِيمُ ) كأَمِير ، هاكذا في النُّسخ ، وصوابهُ : والجِسْمِ ، أَي الحَسَنُ الجسمِ ، كما في اللِّسَان وغيره ، ( و ) والأُنثَى بَخْتَرِيَّة ، ( كالبِخْتِيرِ ) ، بالكسر ، عن الصغَانيّ ( فيهما ) ، أَي في المَعنيَيْن .
( والبَخْتَرِيُّ بن أَبِي البَخْتَرِيِّ ) ، يَروِي المَرَاسِيلَ ، رَوَى عنه محمدُ بن إِسحاق . ( و ) البَخْتَرِيُّ ( ابن عُبَيدٍ : محدِّثان ) ، الأَخيرُ رَوَى عن أَبِيه .
وممّا يُستدرَك عليه :
بختيار : اسم رجلٍ ، وهو القطْبُ الدّهْلَوِيُّ ، أَحدُ المشهورين .
وبَخْتَرِيٌّ : اسم رجلٍ ، أَنشدَ ابن الأَعْرَابي :
جَزَى اللْهُ عَنّا بَخْتَرِيًّا ورَهْطَه
بَنِي عَبْدِ عَمْرٍ و ما أَعفَّ وأَمْجَدَا
هُمُ السِّمْن بالسَّنّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا
وأَبو البَخْتَرِيِّ : مِن كُنَاهم ، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا كُنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو
كِ فافْعَلْ فِعالَ أَبِي البَخْتَرِي
تَتَبَّعَ إِخوانَه في البِلادِ
فأَغْنَى المُقلَّ عن المُكْثِرِ
وأَراد البَخْتَرِيَّ فحَذَفَ إِحدَى ياءَي النَّسَبِ ، كذا في اللِّسَان .
وأَبو البَخْتَريِّ سعيدُ بنُ فَيْرُوز الطائيُّ ، مولاهم ، الكوفيُّ ، تابعيٌّ مِن رجال البُخَاريِّ .
وأَبو البَخْتَرِيِّ العاصِي بنُ هاشم بنِ الحارِثِ بنِ أَسدٍ ، له ذِكرٌ في حديثِ نَقْضِ الصَّحِيفَةِ ، وابنُه إِسماعيلُ أَسلمَ يومَ الفَتْح .
____________________

(10/136)



والبَخْتَرِي بنُ عَزْرَةَ ، رَوَى عن عُمَرَ بنِ الخَطّاب . والبَخْتريُّ بنُ المختار ، رَوَى عن عليَ . والبَخْتريُّ الأَنصاريُّ ، رَوَى عن البَرَاءِ بنِ عازِب . وأَبو جعفَرٍ محمّدُ بنُ هِشام بنِ البَخْتَرِيُّ ، سَكَنَ ، بغدادَ وحدَّث بها ، وثَقَّه الدّارَقُطْنِيّ .
بخثر : ( البَخْثَرةُ ) ، بالثّاءِ المثلِّثةِ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصّغانيّ : هو ( الكَدَرُ في ماءٍ أَو ثَوْبٍ ) ، ومثلُه في اللِّسان .
( وبَخْثَرَه ) ، إِذا ( بَدَّدَه وفَرَّقَه ، فتَبَخْثَرَ ) ، تفرَّق ، لغةٌ في الحاءِ المُهْمَلة ، وقد تقدَّم .
بدر : ( بادَرَهُ مُبَادَرَةً وبِدَاراً ) ، بالكسر ؛ لأَنّه القِياسُ في مصدر فاعَلَ ، أَي عَجِلَ إِلى فِعْلِ ما يَرْغَبُ فيه . وهو يَتعدَّى بنفسِه وبإِلى ، كذا في شَرْح الشِّفَاءِ . قال شيخُنَا : وقد عَدُّوه ممّا جاءَ فيه فاعَلَ في أَصل الفِعْل كسافَرَ ، وأَبقاه بعضُهم على أَصل المُفَاعَلَةِ ، وذالك فيما يَتَعَدَى فيه بنفسِه ، وأَمّا في تَعْدِيَتِه بإِلى فلا دلالَةَ له على المُفَاعلَة ، كما لا يَخفَى ، انتهى . وفي التنزِيل : { وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ } ( النساء : 6 ) أَي مُسَابَقَةً لِكبَرِهم .
وفي الأَساس : وبادَرَ إِلى الشَّيْءِ : أَسرَع ، وبيادَرَه الغايةَ ، وإِلى الغاية .
( و ) بادَره ، و ( ابتدَرَه ، وبَدَر غَيرَه إِليه ) يَبْدُرُه : ( عَاجَلَه ) وأَسرعَ إِليه .
( وبَدَرَه الأَمْرُ ، و ) بَدَر ( إِليه ) يَبْدُرُ بَدْراً : ( عَجِلَ ) وأَسرعَ ( إِليه واسْتَبَقَ ) ، قال الزَّجّاجُ : وهو غيرُ خارجٍ عن معنى الأَصلِ ، يَعْنِي الامتلاءَ ؛ لأَن معناه اسْتَعْمَلَ غايةَ قُوَّتِه وقُدْرَتِه على السُّرْعَة ، أَي استعملَ مِلْءَ طَاقَتِه .
وابتَدَرُوا السِّلاحَ : تَبَادَرُوا إِلى أَخْذِه .
وبادَرَه إِليه كبَدَره .
____________________

(10/137)



ويُقَال : ابتدَر القَوْمُ أَمْراً ، وتَبَادَرُوه ، أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه ، أَيُّهُم يسْبِقُ إِليه ، فيَغْلِبُ عليه .
( واسْتَبقْنَا البَدَري ) ، محرَّكةً ( كجَمَزَى ، أَي مُبادِرِينَ ) .
وضَرَبَه البَدَرَي ، أَي مُبَادَرَةً .
( والبادِرَةُ : ما يَبْدُر مِن حِدَّتِكَ في الغَضَب ) بَلَغَتِ الغايَةَ في الإِسراع ، ( مِن قَوْلٍ أَو فِعْلٍ ) .
وبادِرَةُ الشَّرِّ : ما يَبْدُرُكَ منه ، يُقال : أَخشَى عليكَ بادِرَتَ ، وبَدَرَتْ منه بوَادِرُ غَضَبٍ ، أَي خَطَأٌ . وسَقَطَاتٌ عندما احْتَدَّ ، وقال النّابغةُ :
ولا خيرَ في حِلْمٍ إِذا لم يكنْ له
بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرَا
وفُلانٌ حارُّ النَّوادر حادٌّ البَوادِر .
( و ) البادِرَةُ : ( شَبَاةُ السَّيْفِ ) . ومِن السَّهْم : طَرَفُه مِن قِبَلِ النَّصْلِ .
( و ) فلانٌ حَسَنُ البادِرَةِ ، أَي ( البَدِيهَة ) .
( و ) البادِرةُ : ( وَرَقُ الحُوّاءَةِ ) بضمِّ الحاءِ ، وتشديدِ الواوِ المفتوحةِ ، ( فأَلف ) ، وبعدَها همزةٌ مفتوحةٌ ، أَي الحِناءِ : أَوّل مَا يَبْدَأُ منه .
( و ) البادِرَةُ : ( أَوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ من النَّبَاتِ ) ، وهو رأْسُه ؛ لأَنه أَوَّلُ ما يَنْفَطِرُ عنه .
( و ) البادِرَةُ : ( أَجْودُ الوَرْسِ ، وأَحْدَثُه ) نَباتاً ، عن أَبي حَنِيفَةَ .
( و ) البادِرَةُ من الإِنسانِ وغيرِه ( اللَّحْمَةُ ) التي ( بين المَنْكِبِ والعُنُقِ . و ) قيل ؛ البادِرَتان ( من الإِنسان : اللَّحْمتانِ فوق الرُّغَثَاوَيْنِ ) ، بالضَّمّ ، ( وأَسْفَلَ الثُّنْدُوَةِ ) ، وقيل : هما جانِبَا الكِرْكِرَةِ ، وقيل : هما عِرْقَانِ يَكْتَنِفانِها ، قال الشاعر :
تَمْرِي بَوادِرَهَا منها فَوَارِقُها
يَعْنِي فَوارِقَ الإِبلِ ، وهي التي أَخَذَهَا المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً ، فكلما
____________________

(10/138)


أَخذَهَا وَجَعٌ في بَطْنِهَا مَرَتْ ، أَي ضَرَبَتْ بخُفِّها بادِرَةَ كِرْكِرَتِها ، وقد تَفْعَلُ ذالك عند العَطَش .
( ج البَوادِرُ ) ، وفي حديث مَبْدَإِ الوَحْيِ : ( فرجَعَ منها تَرْجُفُ بَوادِرُه ) وقال خِرَاشَةُ بنُ عَمْرٍ و العَبْسِيُّ :
هَلَّا سَأَلْتِ ابْنَةَ العَبْسِيِّ ما حَسَبِي
عنْدَ الطِّعَانِ إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ
وجاءَتِ الخَيْلُ مُحْمَرًّا بَوادِرُهَا
زُوراً وَزَلَّتْ يَدُ الرّامِي عن الفُوقِ
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( البَدْرُ : القَمَرُ المُمْتَلِيءُ ) ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً ؛ لأَنه يُبَادِرُ بالغُرُوب طُلُوعَ الشَّمْسِ ، وفي المُحْكَم : لأَنه يُبَادِرُ بطُلُوعه غرُوبَ الشَّمْسِ ؛ لأَنهما يَتَرَاقَبَانِ في الأُفق صُبْحاً ، وقال الجوهريُّ : سُمِّيَ بَدْراً لمُبَادَرَتِه الشَّمسَ بالطُّلوع ، كأَنَّه يُعَجِّلها المَغِيبَ ، وسُمِّيَ بَدْراً لتَمامِه ، وسُمِّيَتْ لَيْلَةَ البَدْرِ ؛ لتَمامِ قَمَرِهَا ، وجَمْعُه بُدُور ، ( كالبَادِرِ ) ، كما في اللِّسَان ، ولا عِبْرَةَ بإِنكار شيخنا له ، وفي البَصائر للمصنِّف : والبَدْرُ ، قيل سُمِّيَ به لمُبَادَرتِه الشَّمسَ بالطُّلوع ، وقيل : لامتلائِه ؛ تشبيهاً بالبَدْرَة ، فعلى ما قِيلَ يكون مصدراً في معنى الفاعلِ . قال الرّاغب : الأَقربُ عندي أَن يُجعَل البَدرُ أَصلاً في الباب ، ثم تعُتَبَرُ معانِيه التي تَظْهَرُ منه ، فيُقال تارةً : بَدَرَ كذا ، أَي طَلَعَ طلوعَ البَدْرِ ، ويُعْتَبرُ امتلاؤُه تارةً ، فيُشَبَّه البَدْرَة به .
( و ) البدْرُ : ( السيِّد ) ، يقال : هو بَدْرُ القومِ ، أَي سيِّدُهم ، على التشبِيهِ بالبَدْر ، قال ابنُ أَحمرَ :
وقد نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بكَفِّه
عليه ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَوَدِّدِ
ويُرْوَى البَدْءَ .
( و ) البَدْر : ( الغُلامُ المُبَادِرُ ) . وغلامٌ بَدْرٌ : مُمْتَلِيءُ شباباً ولَحْماً ، قاله الزَّجّاجُ ، وفي حديث جابرٍ :
____________________

(10/139)


( كُنَّا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ ) ، أَي يَبْلُغَ . يقال : بَدَرَ الغُلامُ ، إِذا تَمَّ واستدارَ ؛ تشبيهاً بالبَدْر في تَمامِه وكَمَالِه .
وقيل : إِذا احْمَرَّ البُسْرُ يقال له : قد أَبْدَر .
( و ) من المَجَاز : في الحديثِ عن جابرٍ : ( أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم أُتِيَ ببَدْرٍ فيه خَضِراتٌ من البُقُول ) . قال ابن وَهْبٍ ، يَعْنِي بالبَدْرِ ( الطَّبَقَ ) ؛ شُبِّهَ بالبَدْر لاسْتدارَتِه . قال الأَزهَريُّ : وهو صحيحٌ ، قال : وأَحْسَبُه سُمِّيَ بَدْراً ؛ لأَنه مُدَوَّرٌ .
( وبَدْرٌ : ع بين الحَرَمَيْن ) الشَّرِيفَيْن ، أَسفلَ وادِي الصَّفْراءِ ، وهو إِلى المدينة أَقربُ ، يُقال : هو منها على ثمانيةِ وعشرِين فَرْسَخاً ، وبينه وبين الجارِ وهو ساحِلُ البحرِ ليلةٌ ، ( معرفةٌ ويُذكَّر . أَو اسمُ بئرٍ هناك حَفَرها ) رجلٌ من غِفَار ، اسمُه بدر بنُ يَخْلُدَ بنِ النَّضْر بنِ كِنانةَ ، قاله الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار عن عمِّه ، وحَكَى عن غير عَمِّه أَنه ( بَدْرُ بنُ قُرَيش ) بنِ يَخْلُدَ بنِ النّضْر بن كِنانةَ ، وقيل : بدرٌ رجلٌ مِن بَنِي ضَمْرَةَ سَكَن ذالك الموْضعَ فنُسِبَ إِليه ، ثم غَلبَ اسمُه عليه . وفي المعجَم : ويقال له : بَدْرُ القِتَال ، وبَدْرُ المَوعِدِ ، وبَدْرٌ الأُولَى والثانيةُ ، وقيل : إنما سُمِّيَتْ بدراً لاستدارتِها أَو لصَفاءِ مائها . وحكى الواقديُّ إِنكارَ ذالك عن شُيُوخ غِفَار ، وقالوا : ماؤُنا ومنازلُنا لم يَملكْها أَحدٌ ، وإِنما بَدْرٌ عَلَمٌ عليها كغيرها من البلاد . وأَخرج ابنُ أَبي شَيْبَةَ ، وعبدُ بن حُمَيْد ، وابنُ جَرِير ، وابنُ المُنْذِر ، وابنُ أَبي حاتمٍ ، عن الشَّعْبِيِّ ، قال : كانت بَدرٌ بِئْراً لرجل من جُهَيْنةَ ، فسُمِّيت به ، وأَخرج ابنُ جَرِيرٍ عن الضَّحّاك ، قتل بدْرٌ : ماءٌ عن يمينِ طريقِ مكّةَ ، بين مكّةَ والمدينةِ . قال شيخُنَا : وأَنشدنا غيرُ واحدٍ للصَّلاح الصَّفَدِيِّ :
أَتينا إِلى البَدْرِ المُنِيرِ مُحمَّدٍ
نُجِدُّ السُّرَى حتَّى نَزَلْنَا على بَدْرِ
فهاذا بَدِيعٌ ليس في اللَّفْظ مثلُه
وهاذا جِنَاسٌ ليس في النَّظْمِ والنَّثْر
____________________

(10/140)



( و ) بَدْرٌ : ( مِخْلافٌ باليَمن ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وياقوتٌ في معجمَيهما .
( و ) بَدْرٌ : ( جَبَلٌ لباِهلَةَ ) بنِ أَعْصُر ، وهناك أَرْمَامٌ : الجبلُ المعروفُ .
( و ) بَدْرٌ : جبلٌ ( آخرُ قُرْبَ الوارِدَةِ ) ، عن يسارِ طريقِ مكّةَ وأَنت قاصِدُها .
( و ) بَدْرٌ : ( ع بالباديةِ ) ، وفي بعضِ النُّسَخ : باليَمَامَةِ ، قال الشّاعرُ :
فقلتُ وقد جعلنَ بِرَاقَ بَدْرٍ
يميناً والعُنَابَةَ عن شِمَالِ
( و ) بَدْرٌ : ( جبلٌ ببلادِ معاويةَ بنِ حَفْصٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والصَّوابُ : معاوية بن كَعْب بنِ ربيعةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، وهما جَبلانِ ، ويُقال لهما بَدْرَانِ .
( و ) المُسَمَّى ببدْرٍ ( صَحَابِيّان ) ، وهما : بَدْرُ بنُ عبدِ الله الخَطْمِيُّ ، ويقال بُدَيْر ، وبَدْرُ بنُ عبدِ الله المُزَنيّ .
وفاته :
بَدْرٌ أَبو عبد اللّهِ مَوْلَى رسولِ الله صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم .
( والبَدْرِيُّ ) ، بياءِ النِّسْبَةَ : ( مَن شَهِدَ بَدْراً ) ، الوَقْعَة المشهورة المذكورة في كُتُب السِّيَرِ ، وفي عِدْتهم خلاف واسع . ( و ) أَمّا ( أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبةُ بنُ عَمْرو ) بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَسيرةَ بنِ عسيرةَ بنِ عطيّةَ بنِ جدارةَ بنِ عمرِو بنِ الحارث بنِ الخَزْرج ( البَدْرِيُّ ) فإِنه ( لم يَشهَدْها ) مع النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، كذا جَزَم به الحُفّاظُ وإِن عَدّه البُخَارِيُّ فيمن شَهِدَها ، وتَعقِّبوه ، ( وإِنما نَزَل ماءً يقال له : بَدْر ) قبل الوَقْعَةِ فنُسِبَ إِليها .
( وبَدْرُ بنْ عَمْرِو ) بنِ جُوَيَّةَ بنِ لَوْذَانَ بنِ ثَعْلَبَة بنِ عَدِيِّ بنِ فَزارةَ جدُّ عُيَينَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذَيفَةَ بن بَدْر : ( بَطْن من فَمارةَ ؛ إِليه نُسِبَ
____________________

(10/141)


العَلْامَةُ تاجُ الدِّين عبدُ الرحمان بنُ إِبراهِيمَ ) بن ضياءِ ( بنِ سِبَاعٍ البَدْرِيُّ الفَزارِيُّ ) المعروفُ بابْنِ الفِرْكاحِ ، فَقِيهُ الشّافعيّةِ بدمشقِ الشام ، تفقَّه على العِزِّ بن عبدِ السَّلام ، ورَوَى البخاريِّ عن ابن الزبيديِّ ، وسمع ابنَ اللّتيّ وابن الصَّلاح ، وخَرَّج له الحافظُ البرْزاليُّ مَشيخةً ، تُوفِّيَ سنة 690 ه ، وولداه : الإِمام برهانُ الدِّين إِبراهيمُ ، تفقَّه على والِدِه ، وأَجازَ التاجَ السُّبكيّ ، توفِّي سنة 729 ه . والاإمامُ أَبو عبد اللّهِ محمّد ، سَمِعَ مع أَخيه الغيلانيّاتِ على أَبي محمّد عبدِ الرَّحمان بنِ عُمَرَ بنِ أَبي قُدامةَ ، وولدهُ شرفُ الدينِ أَحمدُ بنُ إِبراهيمَ ، سمع الغيلانيّات على القاضي شمسِ الدين بنِ عَطاءٍ الحنفيّ ، عن ابن طَبَرْزد ، وحفيدُه شمسُ الدين أَبو حَفصٍ عُمَرُ بنُ أَحمدَ ، سمع على ابنِ النّجاريِّ وغيره ، وبالجملة فهم بيتُ رِياسةٍ وجَلالةٍ .
( والبَدْرُ ، و ) البَدْرَةُ ( بهاءٍ : جِلدَةُ السَّخْلَةِ ) إِذا فُطِمَ ، ( ج بُدُورٌ وبِدَرٌ ) ، قال الفارِسِيُّ : ولا نَظِيرَ لبَدْرَةٍ وبِدَرٍ إِلّا بَضْعَة وبِضَع ، وهَضْبَة وهِضَب . وفي الصّحاح : والبَدْرَةُ مسْكُ السَّخْلَة ؛ لأَنّها ما دامتْ تَرْضَعُ فمَسْكُها لِلَّبَنِ بَدْرَة ، وللِسَمْنِ مِسْأَد ، فإِذا أَجْذَعَتْ فَمسْكُهَا لِلَّبَنِ وَطْب ، ولِلسَّمْنِ نِحْيٌ ، ومثلُه قولُ أَبي زَيْد .
( و ) البَدْرَةُ : ( كِيسٌ فيه أَلْفٌ أَو عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ أَو سَبْعةُ آلاف دِينارٍ ) ، سُمِّيَتْ بِبَدْرَةِ السَّخْلَةِ ، والجَمْع البُدُورُ . ومِن سَجَعَات الأَساسِ : فُلان يَهَبُ البُدُورَ ، وينْهبُ البُدُور ، قال : الأَولُ جمْعُ بَدْرَةٍ وهي عَشرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ، والثّاني جَمْعُ بَدْرٍ وهو القَمَرُ ليلَةَ تَمامِه .
( و ) البَدْرَةُ : ( ع ) .
( و ) يقال : ( عَيْنٌ ) حَدْرَةٌ ( بَدْرَةٌ : تَبْدُرُ بالنَّظَر ) وتَسْبِقُه ( و ) قيل : حَدْرَةٌ : واسعةٌ ، وبدْرةٌ : ( تامَّةٌ
____________________

(10/142)


كالبَدْرِ ) قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
شُقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ
وقيل : عينٌ بَدْرةٌ : تبدُرُ نَظَرهَا نَظَرَ الخيلِ ، عن ابن الأَعرابيِّ . وقيل : هي الحَدِيدَةُ النَّظَرِ ، وقيل : هي المُدَوَّرةُ العظيمةُ . والصَّحِيحُ في ذالك ما قالَه ابنُ الأَعرابيّ .
( والبَيْدَرُ ) : الأَندَرُ ، وخَصَّ كُراع به أَنْدَرَ القَمْحِ ؛ يَعْنِي ( الكُدْس ) منه ، وبذالك فَسَّرَه الجوهريُّ .
( و ) يقال : ( أَبْدَرْنَا : طَلَعَ لنا البَدْرُ ) كأَقْمَرْنَا ، وأَشْرَقْنَا ؛ من الشَّرْق بمعنَى الشَّمْس ، كذا في الأَساس .
( أَو ) أَبْدَرْنا : ( سِرْنَا في لَيْلَتِه ) ، وهي ليلةُ أَربَعَ عَشْرَةَ .
( و ) أَبْدَرَ ( الوصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ ) بمعنَى ( بادَرَ كِبَرَه ) .
وبَدَّرَ ( وَبَيْدَرَ : الموضعُ الذي يُدَاسُ فيه ) الطّعَامُ ، وفي البَصَائِر : هو المكانُ المُرَشَّحُ لجَمْع الغَلَّة فيه . ومَلْئه منه . وفي مُعجَم ياقُوت نقلاً عن الزَّجّاج ؛ وسُمِّيَ بَيْدَرُ الطعَامِ بَيْدَراً ؛ لأَنه أَعظمُ الأَمكنةِ التي يَجتَمِعُ فيها الطَّعَامُ .
( ولِسانٌ بَيْدَرَى ، كخَوْزَلَى : مُسْتَوِيَةٌ ) نَقَلَه الصَّغَانيّ .
( والبَدْرِيُّ من الغَيْث : ما كانَ قُبَيْلَ الشِّتَاءِ ) ؛ لمُبادَرَتِه .
( و ) البَدْرِيُّ ( من الفُصْلان : السَّمِينُ ) .
قال الفَرّاءُ : أَوَّلُ النِّتَاجِ البَدْرِيَّةُ ، ثم الرِّبْعِيّةُ ، ثم الدَّفَئِيَّةُ .
وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ : بَدَرَتْ أُمُّها الإِبِلَ في النِّتَاج فجاءَتْ بها في أَوَّلِ الزَّمَانِ ، فهو أَغْزَرُ لها وأَكْرَمُ .
____________________

(10/143)



( و ) البَدْرِيَّةُ ( بهاءٍ : مَحَلَّةٌ ببغدادَ ) بشرقيِّها ، ( منها يَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ ) بنِ نُعيمٍ ( الّلامِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وصوابُه السّلامِيُّ ، ( البَدْرِيُّ ) ، رَوَى عن ابن ناصرٍ ، تُوفِّي سنة 657 ه ، ذَكَره الذَّهَبِيُّ . ومنها أَيضاً أَبو عبدِ اللّهِ الحُسَينُ بنُ محمّدِ بنِ عبد الوهّابِ البَدْريُّ ، المعروفُ بالبارع ، رَوَى عنه ابنُ عَساكر وابنُ الجَوْزِيِّ ، وله ديوانُ شِعْرٍ ، مات سنة 524 ه .
وممّا يُستدرَك عليه :
بَدْرٌ : اسمُ رَجُلٍ ، وكذالك بُدَيْرٌ ، بالتَّصّغِير .
والبَدَارِيُّ ، جمعُ البَدْرِيِّ ، من الفُصْلان .
ومن الكِنَاية : خَرجتُ أَبْدُرَ . كُنيَبه عن البَوْل .
وبَيْدَر : قريةٌ ببُخاراءَ ، منها : أَبو الحَسَنِ مُقَاتِلُ بنُ سعدٍ الزاهدُ البَيْدَرِيُّ البُخَارِيُّ ، رَوَى عن سهْلِ بنِ شادَوَيْهِ البُخَاريّ .
ومُنْيَةُ البَيْدَرِ : قريةٌ بمصر من السَّمَنُّودِيَّة .
وكذا مَحَلَّةُ بَدْرٍ ، ومُنيةُ بَدْرٍ : قريتانِ بمصر .
وابْتَدَرَتْ عَيْنَاه : سالَتَا بالدُّمُوع .
وأَب 2 رَ الوَصِيُّ في مالِ اليَتِيمِ بمعنَى بادَرَ .
والنجمُ بنُ بُديرٍ : من القُرّاءِ .
والبُدَيريُّون : بطنٌ من العَلَوِيِّين .
والمُبْتَدِرُ : الأَسد .
وسَمَّوا مُبادِراً .
وجزيرة بَدْرانَ : قُرْبَ مصر . ومَحَلَّة بَدرْانَ : أُخْرَى من أَعمالها .
وبَدْرَةُ أَبو مالكٍ : صحابيٌّ .
وأَحمدُ بنُ موسى بنِ نَصْرِ بنِ الجَهْم البَدْرِيُّ القُرَشيُّ البغداديُّ ،
____________________

(10/144)


نِسْبة إِلى جَدِّهِ بَدْرٍ . وأَبو يَحَيى عميرَةُ بنُ أَبي ناجيَةَ البَدْرِيُّ ، نِسْبة إِلى بَدْر بنِ قَطَنِ بنِ حُجْر رُعَيْنٍ : قبيلة .
وإِبراهِيمُ بنُ محمّدٍ البادرانيُّ الأَصبهانيُّ ، عن سعيد العَيّار .
بدقر : ( ابْدَقَرَّ ) القَومُ ، إِذا تَفَرَّقوا ، كابْذَقَرَّ ، عن الفَرّاءِ في نوادِرِه .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
بدكر : ( بَدَاكر ) ، بالفتح : قريةٌ ببُخَاراءَ ، منها أَبو جعفر رِضوانُ بنُ سالمٍ البَداكريّ البخاريُّ ، حَدَّث .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
بذر : ( البذْرُ ) ، بفتٍ فسكونٍ : ( مَا عُزِلَ للزِّراعة ) والزَّرْعِ ( من الحُبُوب و ) قيل : هو ( أَوّلُ ما يَخْرُجُ مِن ) الزَّرْع والبَقْلِ والنَّبَاتِ ) ، لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتَيْنِ . وقيل : البَذْرُ : جميعُ النَّبَاتِ إِذا طَلَعَ من الأَرض فنَجَمَ . ( أَو هو أَنْ يَتلَّونَ بلَوْنٍ ) ، أَو تُعرَف وُجُوهُه . ( ج بُذُور ) ، بالضَّمِّ ، ( وبِذَارٌ ) ، بالكسر .
( و ) مِن المَجاز : البَذْرُ : ( خُرُوجُ بَذْرِ الأَرضِ ، وظُهُورُ نَبْتِها ) ، وهو مصدرُ بذَرْتُ ، على معَنَى قولِكَ : نَثَرْتُ الحَبَّ وَبَذَرْتُ البَذْرَ : زَرَعْته .
وَبَذَرَتِ الأَرضُ بَذْراً : خَرَجَ بَذْرُهَا . وقال الأَصمعيُّ : هو أَن يَظْهَرَ نَبْتُهَا متفرِّقاً .
( و ) البَذْرُ : ( زَرْعُ الأَرْضِ ، كالتَّبْذِير ) .
( و ) البَذْرُ : ( النَّسْلُ ، كالبُذَارَةِ ، بِالضَّمّ ) . ومن المَجاز : يُقَال : إِنَّ هؤلاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ .
( و ) البَذْرُ : ( التَّفرِيقُ ) وقد بَذَرَ الشَّيْءَ بَذْراً ، فَرَّقَه : وبَذَرَ الحَبَّ : أَلقاه في الأَرضِ مُفَرَّقاً . وَبَذَرَ اللّهُ الخَلْقَ في الأَرض : فَرَّقَهم ، كذا في الأَساس .
____________________

(10/145)



( و ) البَذْر : ( البَثُّ ) ، وبَذَرَ اللّهُ الخَلْقَ بَذْرا : بَثَّهم وفَرَّقهم ، ( كالتَّبْذِيرِ ) ، وهو التَّفْرِيقُ .
( و ) قولُهم : ( كَثيرٌ ) بَثِيرٌ و ( بَذِيرٌ : إِتباعٌ ) ، قال الفَرّاءُ : كَثِيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِيرٍ لغةٌ أَو لُثْغَةٌ .
( وتَفَرَّقوا شَذَرَ بَذَرَ ، ويُكْسَر أَوَّلُهما ، أَي في كلِّ وَجْهٍ ) ، وتفرَّقتْ إِبلُه كذالك ، وبَذَر : إِتْبَاعٌ ، وقيل : الباءُ في بَذَر بَدَلٌ مِن المِيمِ ، وقيل : كلٌّ أَصلٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( المَبْذُورُ : الكَثِيرُ ) ، ويقال ؛ ماءٌ مَبْذُورٌ ، أَي كثيرٌ ، أَي مُبارَكٌ فيه .
( والبَذُورُ والبَذِيرُ ) ، كصَبُورٍ وأَمِيرٍ : ( النَّمّامُ ) ، جَمْعُه بُذُرٌ ، كصَبُورٍ وصُبُرٍ ، وهو مجازٌ .
( و ) البَذُورُ والبَذِيرُ : ( مَن لا يَستطيع كَتْمَ سِرِّه ) ، بل يُذِيعُه . يقال : بَذَرْتُ الكلامَ بين الناسِ كما تُبْذَرُ الحُبُوبُ ، أَي أَفْشَيْتُه وفَرَّقْتُه .
( ورَجلٌ بَذِرٌ ككَتِفٍ ) : يُفْشِي السِّرَّ ويُظْهِرُ ما يَسمعُه . وهي بَذِرَةٌ ، وفي حديث فاطمةَ رَضِيَ اللّهُ عنها عند وفاةِ النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم قالت لعائشةَ : ( إِنِّي إِذاً لَبَذِرَةٌ ) .
وفي حديث عليَ كرَّم اللّهُ وجهَه في صِفَةِ الأَولياءِ : ( لَيْسُوا بالمَذايِيعِ البُذْرِ ) .
( و ) يقال : رَجُلٌ ( بَيْذارٌ وبَيْذارَةٌ ) ، بالفَتْح فيهما ، ( وتِبْذَارٌ كتِبْيَانٍ وبَيْذَرَانِيٌّ ) ، وهاذه عن الفَرّاءِ ، أَي ( كَثِيرُ الكلامِ ) مِهْذارٌ ، كهَيْذارَةٍ .
( و ) رَجُلٌ ( تِبْذَارَةٌ ) ، بالكسر : ( يُبذِّر مالَه ) تَبذيراً ، أَي يُفْسِدُه ويُنْفِقُه في السَّرَفِ . وكلُّ ما فَرَّقْتَه وأَفْسَدْتَ فقد بَذَّرْتَه .
( وعبدُ اللّهِ بنُ بَيْذَرَةَ شارِي الفَسْوِ ) .
____________________

(10/146)


يَأْتِي ذِكْرُه ( في ف س و ) . قال شيخُنَا : لم يذكُرْه هناك كأَنَّهُ نَسِيَه ، أَو أَنساه اللّهُ تعالَى ؛ سَتْراً عليه ، وكثيراً ما تَقعُ له الإِحالاتُ على غير مواضِعِها ؛ إِمّا سَهْواً أَو إِهمالاً ، فلا يَذكُرُهَا بالكُلِّيَّة ، أَو يُحِيلُ على مَوضعٍ ويَذْكُرُ الإِحالةَ في موضعٍ آخَرَ . قلتُ : وهاذا مِن شيخِنا تَحَامُلٌ قَوِيٌّ على المصنِّف في غيره مَحَلِّه ، وكيف لا فإِنه كَرَه في آخرِ الكتاب وإِحَالَتُه صحيحةٌ ، وذَكَرَ إسمَ جَدِّه وسَبَبَ لَقَبِه ، فراجِعْه . ولم يَزَلْ شيخُنَا يَتحامَى ويتاملُ على عَادَتِه ، عَفَا اللّهُ عنه ، آمِين .
( والبُذُرَّى بضَمَّتَيْن ككُفُريَّ : الباطِلُ ) ، عن السِّيرافِيِّ . وقيل : هو فُعُلَّى مِنْ . شَذَرَ بَذَرَ ، وقيل : مِن البَذْر الذي هو الزَّرْعُ ، وهو راجِعٌ إِلى التَّفْرِيق ، كذا في اللِّسَان .
( وطَعامٌ بَذِرٌ ، ككَتِف : فيه بُذَارَةٌ ) . بالضَّمّ ، ( أَي نَزَلٌ ) ، بضمَّتَيْن ، وبضَم فسكُونٍ . ومحرَّكَةً ، عن اللِّحْيَانيّ وقال أَبو دَهْبَلٍ :
أَعْطَى وهَنَّأَنَا ولمْ
تَكُ مِن عَطِيَّتِه الصَّغَارَهْ
ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُعى
جَذْماءَ ليس لها بُذَارَهْ
وطَعامٌ كيرُ البُذَارةِ .
( وَبَذَّرَه تَبْذِيراً : خَرَّبَه وفَرَّقَه إِسرافاً ) . وتَبْذِيرُ المالِ : تَفرِيقُه إِسرافاً ، وإِفسادُه ، قال اللّهُ عَزَّ وجلَّ : { وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا } ( الإسراء : 26 ) وقيل : التَّبذِير أَن يُنْفِقَ المالَ في المَعاصِي ، وقيل : هو أَن يَبْسُطَ يَدَه في إِنفاقه حتى لا يَبْقَى منه ما يَقتاتُه ، واعتبارُه بقوله تعالَى : { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً } ( الإسراء : 29 ) . وقال شيخُنا ، نَقْلاً عن أَئِمة الاشتقاقِ : إِنّ التَّبْذيرَ هو تفْرِيقُ البَذْرِ في الأَرض ، ومنه التَّبْذِيرُ بمعنَى صَرْفِ المالِ فيما لا يَنْبَغِي ، وهو يَشْمَلُ الإِسرافَ في عُرْف اللُّغَة . ويُرادُ منه حَقِيقتُه .
____________________

(10/147)



وقيل : التَّبْذِيرُ تَجَاوِزٌ في مَوْضِعِ الحَقِّ ، وهو جَهْلٌ بالكَيْفِيَّة ومواقعِها ، والإِسرافُ تَجاوزٌ في الكَمِّيَّة ، وهو جَهْلٌ بمَقاديرِ الحُقُوقِ ، وقد تعرَّضَ لبيانِ ذالك الشِّهَابُ في العِناية أَثناءَ الإِسراءِ .
( والبَذَارَّةُ ) ، بالفَتح ، ( وقد تُخَفَّفُ الرّاءُ ) ، كلاهما عن اللِّحْيَانيِّ ، وعن أَبي عَمْرٍ و : البَيْذَرَةُ ( والنَّبْذَرَةُ ) ، الأَخِيرَةُ ( بالنُّون : التَّبْذِيرُ ) وتَفْرِيقُ المالِ في غير حقِّه .
والمُبَذِّرُ : المُسْرِفُ في النَّفَقة .
باذَرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً ، وفي حديث وَقْفِ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه : ( ولِوَلِيَّه أَنْ يأْكُلَ منه غيرَ مُبَاذِر ) ، أَي غير مُسْرِفٍ .
وَرَجُلٌ بَيْذَارةٌ : يُبْذِّرُ مالَه ، وكذالك رَجُلٌ بَذِرٌ ، وَصَفَتِ امرأَةٌ زَوجَهَا فقالت : لا سَمْحٌ بَذِر ، ولا بَخِيلٌ حَكِر .
( وبَذَّرُ ، كبَقَّم ، بِئرٌ بمكّةَ ) لبَنِي عبدِ الدّارِ . وذكر أَبو عُبَيدَةَ في كتاب الآبارِ : وحَفَرَ هاشمُ بنُ عبدِ مَنافٍ بَذَّرَ ، وهي البئرُ التي عند خَطْمِ الخَنْدَمَةِ ، على فَمِ شِعْب أَبي طالب ، وقال حين حَفَرها :
أَنبطتُ بَذَّرَ بماءٍ قَلّاسْ
جَعَلْتُ ماءَهَا بلَاغاً للنّاسْ
قالوا : هو من التَّبذِير وهو التَّفْرِيق ، فلعل ماءَها كان يخَرج متفرِّقاً من غيرِ مكانٍ واحد . قاله شيخُنا : وهو نصُّ عبارةِ المُعْجَمِ . قال الأَزْهَرِيّ : ومثلُ بَذَّر خَضَّم ، وعَثَّر ، وبَقَّم : شجرة ، قال : ولا مِثلَ لها في كلامهم . قلتُ : وزاد غيرُه : وشَلَّم وكَتَّم ، وزاد ياقوتُ : خَوَّد وحَطَّم ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
سَقَى اللّهُ أَمْواهاً عَرَفْت مكانَها
جُرَاباً ومَلْكُوماً وبَذَّرَ والغَمْرَا
وهاذه كلُّها آبارٌ بمكَّةَ . قال ابن
____________________

(10/148)


بَرِّيّ : هاذه كلُّهَا أَسماءُ مِيَاهٍ ؛ بدَلِيلِ إِبْدالِها مِن قولهِ أَمْوَاهاً ، ودَعَا بالسُّقْيَا لِلأَمواهِ ، وهو يُريدُ أَهْلَها النّازِلين بها ، اتِّساعاً مَجازاً .
( و ) عن الأَصْمَعِيِّ : ( تَبذَّرَ الماءُ ) إِذا ( تَغيَّرَ واصْفَرَّ ) ، وأَنشدَ لابنِ مُقْبِلٍ :
قُلُباً مُبَلِّيَة جَوائِزَ عَرْشِها
تَنْفِي الدِّلاءَ بآجِنٍ مُتَبذِّرِ
قال : المُتَبَذِّر : المتغيِّر الأَصفر .
( والمسْتَبْذِر : المُسْرِعُ الماضِي ) ، قال المُتَنَخِّل يصفُ سحاباً :
مُسْتَبْذِراً يَزْعَبُ قُدَّامَه
يَرْمِي بِعُمِّ السَّمُرِ الأَطْوَلِ
وفسَّره السُّكَّرِيُّ ، فقال : مسْتبْذِر : يُفرِّق الماءَ .
وممّا يستدرَك عليه :
رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ : كثيرُ الكلامِ ، ذَكَرَه ابنُ دُريْد .
ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوَجَدْتَه رَجُلاً ، أَي لو جَرَّبتَه . هاذه عن أَبي حَنِيفَةَ ، وزاد في الأَساس بعد قولِه : لو جَرَّبتَه : وقَسَّمْتَ أَحوالَه ، وهو مَجاز .
وكاملُ بنُ أَحمدَ الباذرائيُّ ، وقاضِي القُضَاة نَجمُ الدِّين عبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ الباذرائيُّ : مُحَدِّثان .
وبَيْذَرَ ، كَحَيْدَر ، اسمٌ عن ابن دُرَيْد .
وبَذْرَمان ، وَبَذْرَشِين ، بالفتح فيهما ؛ قَريتانِ بمصر .
بذعر : ( ابْذعَرّوا ؛ تَفرَّقُوا ) وفي حديث عائشةَ : ( ابذعرَّ النَّفاقُ ) ، أَي تفرَّقَ وَتَبَدَّدَ .
( و ) بْذعَرُّوا : ( فَرُّوا ) وجَفَلُوا .
( و ) ابْذَعَرَّتِ ( الخَيْلُ ) وابْثَعَرَّتْ ، إِذا ( رَكَضَتْ تُبَادِرُ شيئاً تَطْلُبُه ) ، قال زُفَرُ بْنُ الحارِثِ :
فَلَا أَفْلَحَتْ قَيْسٌ ولا عَزَّ ناصِرٌ
لها بعدَ يومِ المَرْجِ حينَ ابْذَعَرَّت
____________________

(10/149)



قال الأَزهريُّ : وأَنشدَ أَبو عُبَيْد :
فطارَتْ شِلَالاً وابْذَعَرَّتْ كأَنَّهَا
عِصَابَةُ سَبْيٍ خافَ أَنْ يُتَقَسَّمَا
ابْذعَرَّتْ ، أَي تَفرَّقَتْ وَجَفَلَتْ .
بذقر : ( ابْذقَرُّوا ) ، أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال الفَرّاءُ : أَي ( تَبَدَّدُوا وتَفَرَّقُوا ) ، كابْدَقَرُّوا وامْذَقَرُّوا ، ( وبمعنى ابْذَعَرُّوا ) .
( و ) يقال : ( ما ابْذقَرَّ الدَّمُ في الماءِ ) : أَي لم يَمْتَزِجْ بالماءِ ، ولكنّه مرَّ فيه كالطريقةِ ، وبه فُسِّر حديثُ عبدِ اللّهِ بن خَبّاب ، وقَتَلتْه الخَوارِجُ على شاطىءِ نَهْرٍ ) فسال دَمُه في الماءِ فما ابْذَقَرَّ ) ، ويُرْوَى : ( فما امْذَقَرَّ ) ، قال الرّاوِي فأَتْبَعْتُه بَصَرِي كأَنَّه شِرَاكٌ أَحْمَرُ ، وقيل : المعنَى ( أَي لم تَتَفَرَّق أَجزاؤُه ) بالماءِ ( فُتُمْزَجَ به ، ولكنّه مرَّ فيه مُجتمِعاً مُتَميِّزاً منه ) ، وسيأْتي في ترجمة مذقر .
بردر : ( بَرْدَرَايَا ) ، بالفتح ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( ع ) أَظنّه بالنَّهْروان من بغدَادَ ، كذا في المُعجَم ( عن سِيبَوَيْهِ ) ، كذا ذَكَرَه أَئِمَّةُ التَّصْرِيفِ عنه ، وهو في الكتاب ، قالوا : فيه ثلاثةُ زوائدَ كلُّها في آخِرِه ، فإذا أُرِيدَ تَصْغِيرُه حُذِفَتْ تلك الزَّوائدُ كلُّها ، وقيل : بُرَيْدِر ، وِزَان جُعَيْفِرٍ ، قاله شيخُنا .
بردشير : ( بَرْدَشِيرُ كَزَنْجَبِيلٍ ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو : ( د ، بِكرمانَ ) ممّا يَلِي المَفَازةَ التي بين كِرْمانَ وخُراسانَ ، وقال حمزة الأَصفهانِيُّ : هو تَعْرِيبُ أَرْدَشِيرَ ، وأَهلُ كِرْمَان يُسَمّونها كَواشِرَ ، وقال أَبو يَعْلَى محمّدُ بنُ محمّدٍ البغداديُّ :
كمْ قدْ أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشيرَ البَغِيضَهْ
____________________

(10/150)



فَرَدَّ عَزْمِيَ عنها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من المحدِّثين .
برر : ( *!البِرُّ ) ، بالكسر : ( الصِّلَةُ ) ، وقد *!بَرَّ رَحِمَه *!يَبَرُّ ، إِذا وَصَلَه ، ورجلٌ *!بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه ، وعليه خُرِّجَتْ هاذه الآيةُ : { لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن *!تَبَرُّوهُمْ } ( الممتحنة : 8 ) ، أَي تَصِلُوا أَرحامَهم ، كذا في البَصائر ، ( و ) قولهُ عَزَّ وجَلَّ : { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } ( آل عمران : 92 ) قال أَبو منصورٍ : البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ ؛ فخَيرُ الدُّنيا ما يُيَسِّرُه اللّهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ ، وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في ( الجَنَّة ) ، جَمَعَ اللّهُ لنا بينهما برَحْمَتِه وكَرَمِه ، ( و ) قال شَمِرٌ في قوله صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : ( عليكم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ ) ، واختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ ، فقال بعضُهم : البِرُّ الصَّلاحُ ، وقال بعضُهم : البِرُّ : ( الخَيْرُ ) ، قال : ولا أَعلمُ تفسيراً أَجْمَعَ منه ؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا ، وقال الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى :
{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ } : قال بعضُهُم كل ما تُقُرِّب به إِلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إِنفاقٌ .
( و ) البِرُّ : ( الاتِّساعُ في الإِحسان ) إِلى النّاس ، وقال شيخُنَا : قال بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ : إِن أَصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ ، ومنه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ ، ثمّ شاع في الشَّفَقَة والإِحسانِ والصِّلَةِ ، قاله الشِّهَابُ في العناية . قلتُ : وقد سَبَقَه إِلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِرِ ، قال ما نصُّه ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر ، وتُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ ، أَي التوسُّع في فِعْل الخَيرِ ، ويُنسَب ذالك تارةٌ إِلى الله تعالَى في نحو : { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ( الطور : 28 ) وإِلى
____________________

(10/151)


العَبْد تارةً فيقال : *!بَرَّ العَبْدُ رَبَّه ، أَي تَوَسَّعَ في طاعَته ، فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ ، ومن العَبدِ الطّاعةُ ، وذالك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ في الاعتقاد ، وضَرْبٌ في الأَعمال . وقد اشتملَ عليهما قولُه تعالى : { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ } ( البقرة : 177 ) الآية ، وعلى هاذا ما رُوِيَ أَنه صلَّى الله عليْه وسلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلَا هاذه الآيةَ ؛ فإِنْ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأَعمالِ : الفَرائضِ والنَّوَافِلِ .
*!وبِرُّ الوالدَيْنِ : التَّوسُّعُ في الإِحسان إِليهما .
( و ) البِرُّ : ( الحجُّ ) : عن الصّغانِيِّ .
( ويُقَال : بَرَّ حَجُّكَ ) يَبَرُّ بُرُوراً ( *!وبُرَّ ) ، الحَجُّ *!يُبَرُّ *!بِرًّا بالكسر ، ( بفَتْح الباء وضَمِّهَا ، فهو *!مَبْرُورٌ ) : مَقْبُولٌ .
قال الفَرّاءُ : *!بُرَّ حَجُّه ، فإِذا قالوا : أَبَرَّ اللّهُ حَجَّكَ قالوه بالأَلف ، وفي الصحاح : *!وأَبَرَ اللّهُ حَجَّكَ ، لغةٌ في بَرَّ اللّهُ حَجَّكَ ، أَي قَبِلَه .
وقال شَمِرٌ : الحَجُّ المَبْرُورُ : الذي لا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم . وفي حديث أَبي هُرَيرةَ قال : قال رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : ( الحَجُّ *!المَبْرُورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجَنَّةُ ) . قال سُفْيانُ : تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامه وإِطعامُ الطَّعَامِ ، وقيل : هو المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ ، وهو الثَّوَابُ . وقال أَبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج : بُرَّ العَمَلُ . أَراد عَملَ الحَجِّ ؛ دَعا له أَن يكونَ مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه ، فيستوجبُ ذالك الخُرُوجَ من الذنُوب التي اقْتَرَفها . ورُوِيَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللّهِ قال : ( قالوا : يا رسولَ الله ، ما *!بِرُّ الحَجِّ ؟ قال : إِطعامُ الطَّعَمِ وطِيبُ الكلامِ ) .
( و ) في البَصَائِرِ : ويُستَعْمَلُ البِرُّ في ( الصِّدْقِ ) لكَوْن بعضَ الخَيرِ ، يقال : بَرَّ في قَولِه ، وفي يَمِينه ، ومنه حديثُ أَبي بكْرٍ : ( لم يَخْرُجْ مِن إِلَ ولا بِرَ ) أَي صِدْق .
( و ) البِرُّ : ( الطّاعةُ ) ، وبه فُسِّرت
____________________

(10/152)


الآيةُ : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ *!بِالْبِرّ } ( البقرة : 44 ) ، وفي حديث الإعتكافِ : ( *!أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟ ) ، أَي الطّاعَةَ والعبادةَ ، ومنه الحديث : ( ليس مِن البِرِّ الصِّيامُ في السَّفَر ) ( *!كالتَّبَرُّرِ ) ، يُقال : فلانٌ *!يبَرُّ خالِقَه ويَتَبَرَّرُه ، أَي يُطِيعُه ، وهو مَجازٌ .
( اسمُه ) أَي البِرُّ ( *!بَرَّةُ ) ، بالفَتْح ، اسمُ عَلَمٍ بمعنى البِرِّ ، ( مَعْرِف ) ، فلذالك لم يُصْرَف ؛ لأَنّه اجتمعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأنِيثُ ، وسيُذكَر في فَجَارِ ، قال النّابِغَة :
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا
فحمَلْتُ *!بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
( و ) في الحديث في بِر الوالِدَيْن : ( وهو في حَقِّهما وحَق الأَقْرَبِينَ مِن الأَهْلِ ) : ( ضِدُّ العُقُوقِ ) وهو الإِساءَةُ إِليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم ، ( *!كالمَبَرَّةِ ) .
( *!وبَرِرْتُه ) أَي الوالِدَ *!وبررته ( *!أَبَرُّه )*! بِرًّا ، ( كعَلِمتُه وضَرَبْتُه ) ، أَي أَحسنتُ إِليه ووَصَلْتُه .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : البِرُّ : ( سَوْقُ الغَنَمِ ) ، والهِرُّ : دُعَاؤُهَا ، قاله في المَثَل السَّائرِ : ( فلانٌ ما يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرَ ) . وعَكَسَه يُونُسُ فقال : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ ، والبِرُّ : دُعَاؤُها .
( و ) البِرُّ : ( الفُؤادُ ) ، يقال : هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ ، وأَنشدَ ابنُ لأَعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ :
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه
وأَجْعَلُ مالِي دُونَه وأُوأَمِرُهْ
( و ) البِرُّ : ( وَلَدُ الثَّعْلبِ ) ، نقلَه الصّغَانيُّ .
( و ) قال بعضُهم في معنى المثلِ السّابِقِ : الهِرُّ : السِّنَّوْرُ ، والبِرُّ : ( الفَأْرَةُ ) في بعض اللُّغَاتِ .
( و ) قيل : هو ( الجُرَذُ ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ .
____________________

(10/153)



( و ) البَرُّ ( بالفَتْح : من الأَسْماءِ ) الحُسْنَى وهو العَطُوفُ على عِبادِهِ *!ببِرِّه ولُطْفِه ، قاله ابن الأَثير .
( و ) البَرُّ : ( الصّادقُ ) .
( و ) البَرُّ : ( الكَثِيرُ البِرِّ ، *!كالبارّ ) . وقال ابنُ الأَثِير : وإِنما جاءَ في أَسمائِه تعالَى البَرُّ ، دُونَ *!البارِّ ، قلتُ : وقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى : { وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ } ( البقرة : 177 ) وقالوا : أَي البارّ . ( ج *!أَبْرارٌ *!وَبَرَرَةٌ ) ، الأَخِيرُ محرَّكَةَ ، رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أَبْرَارٍ ، *!وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ . والأَبرارُ كثيراً ما يُخَصُّ بالأَوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد . وفي الحديث ( الأَئِمَّةُ مِن قُرَيْشٍ ، *!أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا ، وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا ) . قال ابنُ الأَثِيرِ : هذا على جِهَة الإِخبارِ عنهم لا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم . وفي حديثٍ آخَر : ( الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرَامِ *!البَرَرَةِ ) . وفي البَصَائِر : وخُصَّ المَلائِكَةُ *!بالبَرَرَةِ ؛ من حيثُ إِنه أَبلغُ من الأَبرار ، فإِنه جَمْعُ بَرَ ، والأَبرارُ جمعُ بارَ ، وبَرٌّ أَبلغُ مِن بارَ ، كما أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ .
( و ) البَرّ : ( الصِّدْقُ في اليَمِين ، ويُكسر ) . *!بَرَّ في يَمينِه *!يَبَرُّ ، إِذا صَدَقَه ، ولم يَحنثْ .
( وقد *!بَرِرتَ ) ، بالكسر ، ( *!وبَرَرْتَ ) ، بالفَتْحِ ، وهاذه عن الصّغانِّي . ( *!وبَرَّتِ اليَمِينُ *!تَبَرُّ ، كيمَلُّ ، و ) *!تَبِر مثْلُ ( يَحِلُّ ، *!بِرًّا ) ، بالكسر ، (*! وبَرًّا ) ، بالفتح ، ( *!وبُرُوراً ) ، بالضَّمّ : صَدَقَتْ .
( *!وأَبرَّهَا ) هو : ( أَمْضَاها على الصِّدْق ) وعن الأَحْمر : *!بَرَرْتُ قَسمِي ، *!وبَررْتُ والدِي ، وغيرُه لا يقولُ هاذا . ورَوى المُنْذِريُّ عن أَبي العَبَّاس في كتاب الفصيح : يقال : صَدَقْتَ وبَرِرْتُ ، وكذالك بَرَرْتُ والدي *!أَبِرّه . وقال أَبو زَيْد : بَرَرْتُ في قَسَمِي ، وأَبَرَّ اللّهُ قَسَمِي . وقال
____________________

(10/154)


الأَعور الكَلْبِيّ :
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأبْرَرْنَا إِليهِ مُقَسّمِينا
وقال غيرُه أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأَحْنَثَه ؛ فأَمَّا *!أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجَابَه إِلى ما أقْسَمَ عليه ، وأَحْنَثَه ، إِذا لم يُجِبْه . وفي الحديث : ( بَرَّ اللّهُ قَسَمَهُ ) *!وأَبَرَّه *!بِرًّا بالكسر *!وإِبراراً ، أَي صَدَقَه .
( و ) *!البَرُّ : ( ضِدُّ البَحْرِ ) ، وفي التَّنْزِيل العزيزِ : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الروم : 41 ) ، { وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الإسراء : 70 ) ، { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ } ( لقمان : 32 ) وقال مُجَاهِدٌ في قوله تعالَى : { وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ } ( الأنعام : 59 ) قال : البَرُّ القِفَارُ ، والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فيها ماءٌ .
( و ) الحافظُ ( أَبو عَمْرٍ و ) يوسفُ بنُ عبدِ اللّهِ بن محمّدِ ( بنِ عبد البَرِّ ) النمريّ ، ( عالِمُ الأَنْدَلُسِ ) وفي نُسْخَةِ شيخِنا : حافظُ الأَندلِس ، قال : قلتُ : بل هوحافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ ، وهو صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها ، تُوُفِّيَ سنة 46 ه .
( وبَرُّ بنُ عبدِ اللّهِ الدّارِيُّ صَحابيٌّ ) ، وكنيتُه أَبو هِنْدٍ ، وهو أَخو تَمِيم ، وقيل ابنُ عَمِّه وقيل اسمه يَزِيدُ ، وبخطِّ أعبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ : بربر .
( والأَدِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ بَرِّيّ ) بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسِيُّ ، النحويُّ اللغويُّ ، نَزِيلُ مصر ، صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح في مُجلَّدات ، سَمِعَ من أَبي صادقٍ المَدِينيّ ، وعنه ابن الجُمَّيزيّ ، تُوُفِّيَ سنة 582 ه . ( وعليُّ بنُ *!-بَرِّيَ ) وهو عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عليّ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ . ( و ) أَبو الحَسَنِ ( عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ *!-البَرِّيُّ ) القَطّان ، مِن طَبقة عليِّ بن المَدِينيّ ، ( وحَفِيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ ) بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ ، شيخٌ لابن المقرِىء . قلتُ : ورَوَى عنه أَيضاً بنُ عَدِيَ في
____________________

(10/155)


الكامل ، ( وابنُ أَخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيَ ) البرِّيُّ : ( محدِّثون ) .
وأَبو عبد اللّهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبي القاسِم بنِ البَرِّيِّ ، حَدَّثَ .
( وأَمّا ) أَبو محمّدٍ ( الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ ) بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ ، رَوَى عنه أَبو بكرٍ الخَطِيبُ ، وهو أَكبرُ منه ، والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدسِيُّ ، وأَبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليَ القُرَشِيُّ ، وتوُفِّي سنة 482 ه ، وله إِخوةٌ منهم : أَبو الفَرَجِ موحد بن عليّ ، رَوَى عنه أَبو بكرٍ الخَطِيبُ ، توفي سنة 455 ه ، وأَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليَ ، سَمِعَ منه الخَطِيبُ ، وقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولَا ، وضبط في الكلِّ بالفَتْح ، وقال ابنُ عساكر بالضَّمِّ .
قلت : وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ ، سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ ، وتوفي سنة 461 ه . ( و ) أَبو مَسْلَمَةَ ( عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ ) ويقال : القاسم الكِنْدِيُّ ، مولاهم ، عن سَعيدٍ المَقْبُرِيّ ( البُرِّيَّانِ ، فالبضَّمِّ ) ، إِلى بَيْعِ البُرِّ .
وفاته :
أَبو ثمامَةَ *!-البُرِّيُّ ، ويقال له : القَمُّاحُ ، عن كَعْبِ بنِ عجرةَ . ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ ، عن محمّدِ بن المُغِيرَةِ .
( و ) *!البُرُّ : بالضّمِّ الحِنْطَةُ ) ، قال المصنِّف في البَصائر : وتَسْمِيَتُه بذالك لكونهِ أَوسعَ مَا يُحتاجُ إِليه في الغِذاءِ ، انتهى . قال المُتنخِّل الهُذليُّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ
قِرْفَ الحَتِيَّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُزُ
قال ابنُ دُرَيْد : البُرُّ أَفصحُ مِن قولهم : القَمْحُ والحِنْطَةُ ، واحدتُه بُرَّةٌ ، قال سِيبَوَيْهِ : ولا يُقَال لصاحِبه : بَرّارٌ ، على ما يَغْلِبُ في هاذا النَّحْو ؛ لأَنّ هاذا الضَّرْبَ إِنّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ . ( ج *!أَبْرارٌ ) ، قال الجوهريُّ :
____________________

(10/156)


ومَنَعَ سيبويهِ أَن يُجْمَع البُرُّ على أَبْرارٍ ، وجَوَّزَه المبَرّد ، قياساً .
( و ) البِرُّ ( بالكسر ) أَبو بكرٍ ( محمّد بنُ عليِّ ) بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ ( بنِ البِرِّ اللغويّ ) ، والبِرُّ لَقب جَدِّ أَبِيه عليَ التَّمِيمِيِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ ، أَحد أَئِمَّةِ اللِّسَان ، روَى عن أَبي سَعْد المالِينيِّ ، وكان حيًّا في سنة 469 ه ، وهو ( شيخُ ) أَبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ ( بنِ القَطَّاع ) السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515 ه .
( و ) أَبو نَصْرٍ ( إِبراهيم بنُ الفضلِ *!البارُّ ، حافظٌ ) أَصْبهَانيٌّ ، ( لاكنه كذّابٌ ) يَقْلِبُ المُتونَ ، قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ ، وتُوفِّيَ سنة 530 ه ، من هم مَن قال في نسبته : البَآرُ كشَدّاد ، أَي إِلى حَفر الآبارِ ، وهو الصَّوابُ ، وهاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ في الديوان ( و ) عن ابن السِّكِّيت : ( *!أَبَرَّ ) فلانُ ، إِذا كان مسافراً ، و ( رَكِبَ البَرِّ ) ، كما يقال : أَبْحرَ ، إِذَا رَكِبَ البَرَ .
( و ) أَبَرَّ الرجلُ : ( كَثُرَ وَلَدُه ) .
( و ) أَبَرَّ ( القَومُ : كَثُرُوا ) ، وكذالك أَعَرُّو ؛ *!فأَبَرُّوا في الخَيْرِ ، وأَعَرُّوا في الشَّرِّ ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا في الشَّرِّ ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا في موضِعِه .
( و ) أَبَرَّ ( عليهم : غَلَبَهم ) ، *!والإِبرارُ : الغَلَبَةُ ، قال طَرَفَةُ :
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ
*!ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ
أَي يَغْلِبُون .
والمُبِرُّ : الغالِب .
وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أَسَدٍ : أَتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال : أَعرفُ الجَوادَ *!المُبِرِّ من البَطِيءِ المُقْرِفِ . قال : والجَوادُ المُبِرُّ : الذي إِذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر ، ولُهِزَ لَهْزَ
____________________

(10/157)


العَيْرِ ، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ ، وإِذا قِيدَ اجْلَعَبَّ ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ .
ويقال : *!أَبَرَّهُ *!يُبِرُّهُ ، إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غيرِه .
وقال ابنُ سِيدَه : وأَبَرَّ عليهم شَرًّا ، حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ ، وأَنشدَ :
إِذا كنتُ مِن حِمّانَ في قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِي مَنْ *!أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
ثم قال : أَبَرَّ ، مِن قولهم : أَبَرَّ عليهم شَرًّا ، وأَبَرَّ وفَجَر واحدٌ ، فجَمَعَ بينهما .
وفي المُحَكْم أَيضاً : وإِنّه *!لَمُبِرٌّ بذالك ، أَي ضابِطٌ له .
وفي الحديث : ( أَنَّ رجلاً أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم فقال : ( إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أَبَرَّ عليهم ) ، أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم .
( و ) أَبَرَّ ( الشّاءَ : أَصْدَرَها ) إِلى البَرِّ .
( *!والبَرِيرُ . كأَمِيرٍ ) : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً ، والمَرْدُ : غَضُّه ، والكَبَاثُ : نَضِيجُه . وقيل : البَرِيرُ ( الأَوّلُ ) ، أَي أَولُ ما يَظْهَرُ ( مِن ثَمَرِ الأَراكِ ) ، وهو حُلْوٌ ، وقال أَبو حَنِيفَةَ : البَريرُ : أَعظمُ حَبًّا مِن الكَبَاثِ ، وأَصغرُ عُنقُوداً منه ، وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ ، أَكبرُ مِن الحمَّص قليلاً ، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ . الواحدةُ مِن جميعِ ذالك بَرِيرَةٌ ، وفي حديث طَهْفَةَ : ( ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ ) ، أَي نَجْنِيه للأَكْلِ . وفي آخَرَ : ( ما لَنَا طعامٌ إِلّا البَرِير ) .
( *!وبرِيرَةُ ) بنتُ صَفْوانَ ، مولاةُ عائشةَ رضيَ اللّهُ عنهما : ( صَحَابيَّةٌ ) ، يقال إِنّ عبدَ الملِكِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ منها .
( *!والبَرِّيَّةُ : الصَّحراءُ ) نُسِبَتْ إِلى البَرِّ ، رواه ابنُ الأَعرابيِّ بالفتح . وقال شَمِرٌ : *!البَرِّيَّةُ : المَنْسُوبَةُ إِلى البَرِّ ، وهي*! بَرِّيَّةٌ إِذا كانت إِلى البَرِّ أَقربَ منها إِلى الماءِ ، والجمعُ *!-البَرارِي ، ( كالبَرِّيتِ )
____________________

(10/158)


بوزنِ فَعْلِيتٍ ، عن أَبي عُبَيْدٍ وشَمِرٍ وابنِ الأَعرابيِّ ؛ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تاءً ، مثل عِفْريت وعِفْرِيَة ، والجمعُ البَرارِيتُ .
( و ) البَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بالفتح : ( ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ ) ، رواه ابنُ الأَعرابيِّ .
( *!والبُرْبُورُ ، بالضَّمِّ : الجَشِيشُ من البُرِّ ) ، والجمعُ *!البَرَابِيرُ .
( *!والبَرْبَرةُ : صَوتُ المعزِ ) ، يقال : بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ ، إِذا نَبَّ .
( و ) *!البَرْبَرةُ : ( كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ ) باللِّسانِ ، ( و ) قيل : ( الصِّياحُ ) والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ . وفي حديث عليَ كرَّم اللّهُ وجهَه ( لمّا طَلَبَ إِليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لهم الأَمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ ، فامْتَنَعَ ، قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ *!وبَرْبَرَةٌ ) . وفي حيث أُحُدٍ : ( فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه *!وبَرْبَرَ ) .
يقال : ( *!بَرْبَرَ ) الرجلُ ، إِذا هَذَى ( فهو *!بَرْبَارٌ ) ، كصَلْصالٍ ، مثل ثعْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ .
وقال الفَرّاءُ : *!البَرْبَرِيُّ : الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ ، وقد بَرْبَرَ في كلامِه *!بَرْبَرَةً ، إِذا أَكْثَرَ .
( ودَلْوٌ *!بَرْبَارٌ . لها ) في الماءِ بَرْبَرَةٌ ، أَي ( صَوتٌ ) في الماءِ ، قال رُؤْبة :
أَرْوَى *!بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأَغْواطِ
هاكذا فسّر قوله هاذا بما تقدّم ، نقلَه الصّاغانِيُّ .
( *!وَبَرْبرٌ : جِيلٌ ) من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ ، كما قالَه ابنُ خَلْدُون في التّاريخ ، وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ : إِنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ ، وفي المِصْباح إِنه مُعَرَّبٌ ، وقيل : إِنهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن
____________________

(10/159)


العَمَالِيقِ الحِمْيَرِيَّةِ ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ ، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم ، فقال : ما أَكثَرَ *!بَرْبَرَتَكم ، فسُمُّوا *!البَرْبَرَ ، وقيل غيرُ ذالك . ( ج *!البَرابِرَةُ ) ، زادُوا الهاءَ فيه ؛ إِما للعُجْمَةِ ، وإِمّا للنَّسَبِ وهو الصحيحُ . قال الجوهَرِيُّ : وإِن شئتَ حَذَفْتَها ، ( وهم ) أَي أَكثرُ قبائلِهم ( بالمَغْرِبِ ) في الجِبال ، مِن سُوسَ وغيرِهَا ، متفرِّقَةٌ في أَطرافِها ، وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ كُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة ، وكانوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ ، فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا ، كذا في الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر .
( و ) *!بَرْبَرٌ : ( أُمَّةٌ أُخْرى ) ، وبلادُهم ( بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ ) ، على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ ، وهم سُودانٌ جِدًّا ، ولهم لُغَةٌ بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم ، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ ، وعندهم وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها ، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ ، ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرَ ، وهم الذين ( يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجال ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم ) وقال الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ : وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْيَنَ ، مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعَدَنَ ، من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إِلى ما يُشرقُ عنها ، وفيما حاذَى منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ ، وهي جزيرةُ سُقُوطْرى ، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ ، ( وكلُّهُم مِن وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ ) . قال أَبو منصورٍ : ولا أَدْرِي كيف هاذا .
وقال البَلاذريّ : حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال : سأَلْتُ عبدَ اللّهِ بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ ، فقال : هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ *!بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ ، وما جَعَلَ اللّهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ .
وقال أَبو المُنْذِرِ : هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت ، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ ،
____________________

(10/160)


فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقا إِلى المَغْرِب .
( أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ : صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ أَيام فَتْحِ ) والدِهِم ( أَفْرِقَشَ المَلِكِ ) ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأَصغَرِ ، كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ ، وَبنى ( أَفْرِيقِيَّةَ ) فلما رَجَعَ إِلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ ، فبَقُوا إِلى الآن وتَنَاسَلُوا .
( و ) أَبو سَعِيدٍ ( سابِقُ ) بنُ عبدِ اللّهِ الشاعِرُ المطبوعُ ، رَوَى عن مَكْحُولٍ ، وعنه الأَوزاعِيُّ . ( وَمَيْمُونٌ ) مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ ، عن ابنِ سِيرِينَ ، ( ومحمَّدُ بنُ موسى ) بنِ حَمّادٍ ، حَدَّث عنه أَبو عليَ الكاتبُ ، ( وعبدُ الله بنُ محمّدِ ) بنِ ناجِيَةَ الحافظُ ، ( والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ ) ، الأَخِيرُ رَوى عنه أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِيمَ *!-البَرْبَرِيُّ ، ( *!البَرْبَرِيّونَ ) ، وكذا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ ، وهانىءَ بنُ سَعِيد مَوْلَى عُثْمَانَ ، *!البَرْبَرِيّانِ ، ( *!وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي : مُحَدِّثون ) ، الأَخِيرُ رَوَى عن مالِكٍ ، وعنه يحيى بنُ مُعين .
( *!والمُبِرُّ : الضّابِطُ ) ، يقال : إِنّه *!لَمُبِرٌّ بذالك ، أَي ضابِطٌ له ، كذا في المُحْكَم .
( *!والبَرَيْرَاءُ ، كحُمَيْرَاءَ ) من أَسماءِ ( جِبَال بني سُلَيْم ) بنِ منصور ، قال :
: ( إِنَّ بأَجْرَاعِ *!البُرَيْرَاءَ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ ( *!والبَرَّةُ : عن قَتَلَ فيه قابِيلُ هابِيلَ ابْنَيّ آدَمَ عليه السّلامُ ، نقلَه الصغانيّ .
( و ) *!بَرَّةُ ، ( بلا لامٍ : اسمُ زَمْزَمَ ) ، وفي الحديث : ( أَتاه آتٍ فقال : احْفِرْ بَرَّةَ ) ، سَمّاهَا بَرَّةَ ، لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها .
( و ) بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ ، ( عَمَّةُ
____________________

(10/161)


النَّبيِّ صلَّى الله عليّه وسلَّم ) أُختُ أَرْوَى والحارثِ . وفي الحديث ( أَنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأَةٍ كَانَت تُسَمَّى بَرَّةَ ، فسمّاهَا زَينَبَ ، وقال : تُزَكِّي نَفْسَها ) ؛ كأَنَّه كَرِهَ ( لها ) ذالك .
( و ) بَرَّةُ ( جَدُّ إِبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِعيِ شيخِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذ ) بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ ، وفي سِيَاق الذهبيِّ ما يقتضِي أَنّ الربيعَ بنَ بَرَّةَ ، الذي يَرْوِي عنه مُعاذِ ليس بوَلَدٍ لإِبراهِيمَ ؛ فإِنه ذَكَرَ إِبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ ، وقال عن عبد الرزّاقِ : ثم قال : والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ . فتَأَمَّلْ .
( و ) بَرَّةُ : ( قَريتانِ باليَمَامَةِ ، عُلْيَا وسُفْلَى ) ، ويقال لهما : *!البَرَّتانِ ، وكانت *!البَرَّةُ العُلْيَا مَنزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ ، ومِن قوله يَتشوَّق إِليها :
خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللّهُ فيكما
على *!البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرُّكائب
وقُولَا إِذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَى
أَلَا في سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ
( وبالضمِّ : *!بُرَّةُ بنُ رِائبٍ ، ويُدْعَى جِحش بنَ رِئابٍ أَيضاً : والدُأُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ ) الأَسَدِيَّةِ ، رَضِيَ اللّهُ عنها .
وفاتَه :
بَرَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ ، مِن أَولادِه أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْده بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ ، ذَرَكَره الحافظُ .
( *!ومَبَرَّةُ : أَكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ ) دُونَ الجارِ إِليها ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أَقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ*! مَبَرَّةٍ
فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
( *!والبُرَّى ، كقُرَّى : الكلمةُ الطَّيِّبَةُ ) ، من البِرِّ ، وهو اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ .
( *!والبَرْبارُ ) ، بالفتح ، ( *!والمُبَرْبِرُ )
____________________

(10/162)


بالضمِّ : ) الأَسَدُ ) ؛ *!لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبِه .
( و ) يقال : ( *!أُبْتَرَّ ) الرجلُ ، إِذا ( انتصبَ منفرِداً عن ) وفي بعض النسَخِ من ( أَصابِه ) ، نقلَه الصّغانِيُّ .
( *!والمُبَرِّرُ من الضَّأْن ) كالمُرَمِّدِ ، وهي ( التي في ضَرْعِها لُمَعٌ ) سُودٌ وبِيضٌ عند الأَقرابِ ، تشبيهاً *!بالبَرِيرِ : ثَمَرِ الأَراكِ .
( وسَمَّوْا بَرًّا *!وبَرَّة ) ، بالفتحِ فيهما ، ( *!وبُرَّة ) ، بالضَّمِّ ، ( *!وبَرِيراً ) ، كَأَمِيرٍ .
( و ) يقال ( أَصْلَحُ العَرَبِ ) هاكذا في النُّسَخ ، والذي في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ : أَفْصَحُ العَرَبِ ( *!أَبَرُّهم ، أَي أَبْعَدُهُم في البَرِّ ) والبَدْوِ داراً .
( و ) وَردَ في كلام سَلْمَانَ رضِيَ اللّهُ عنه : ( مَن أصْلَحَ جَوّانِيَّه أَصلَحَ اللّهُ *!بَرانِيَّه ) ، بالفتح فيهما ، قالوا : *!-البَرَّانِيُّ : العَلَانِيَةُ ، ( نِسْبةٌ على غير قياسٍ ) ، كما قالوا في صَنْعاءَ : صنْعَانِيٌّ ؛ وأَصلُه مِن قولهم : خَرَج فلانٌ *!برًّا ؛ إِذا خَرَجَ إِلى *!البَرِّ والصَّحراءِ ، وليس من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كما في التَّهْذِيب .
وفي اللِّسان*! والبَرُّ : نَقِيضُ الكِنِّ . قال اللَّيْثُ : والعَربُ تَستعملُه في النَّكِرة ، تقولُ العَربُ : جلَستُ بَرًّا وخرجتُ ( بَرًّا ) . قال أَبو منصورٍ : وهاذا من كلامِ المُوَلَّدِين ، وما سمعتُه من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ ، والمعنَى : مَن أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصلَحَ اللّهُ عَلانِيَتَه ؛ أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ ، فالجَوُّ : كُلُّ بَطْن غامِضٍ ، *!والبَرُّ : المَتْنُ الظَّاهِرُ ، فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إِليهما بالأَلفِ والنونِ .
وفي الأَساس : افْتَتِحِ البَابَ *!-البَرّانِيَّ . ويقال : تُرِيدُ جَوًّا ويُرِيدُ *!بَرًّا ، أَي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلَانِيَةً .
____________________

(10/163)



( *!والبَرّانِيَّة : ة ببُخَاراءَ ) على خمسةِ فَرَاسِخَ منها ، ويقال لها : فُورانُ ، ( منها ) أَبو المَعَالِي ( سَهْلُ بنُ ) أَبي سَهْلٍ ( محمودِ ) بنِ أَبي بكرٍ محمّد بن إِسماعيلَ (*!-البَرّانِيُّ الفَقِيهُ ) الشافعيُّ الواعِظُ ، سَمِعَ أَباه وغيرَه ، ورَوَى عنه ابنُه ، ومات ببُخاراءَ سنة 524 ه ، قاله أَبو سَعْدٍ .
( والنَّجِيبُ ) أَبو بكرٍ ( محمّدُ بنُ محمّدِ ) بنِ أَي القاسمِ ( البَرّانِيُّ : محدِّثٌ ) ، سَمِعَ أَباه ، وعنه أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيِّ ، مات سنة 542 ه .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( *!البَرابِيرُ : طعامٌ يُتَّخَذُ مِن فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ ) . وذالك أَنَّ الرّاعِيَ إِذا جاعَ يَأْتِي إِلى السّنْبُلِ فيَفْرُكُ منه ما أَحَبَّ ، ويَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه ( وهو قِشْرُه ) ، ثم يَصُبُّ عليه اللَّبَنَ الحَلِيبَ ، ويُغْلِيه حتى يَنْضَجَ ، ثم يَجعلُه في إِناءٍ واسعٍ ، ثم يُبَرِّدُه ، فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ . قال : وهي العَذِيرَةُ ، وقد اعتَذَرْنا ، الوَاحِدُ *!بُرْبُورٌ ، وقد ذَكَره المصنِّف قريباً .
( و ) يقال : ( بَرَّه ، كمَدَّه ) ، إِذا ( قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ ) ، كأَبَرَّه ، والإِبرارُ : الغَلَبَةُ .
( و ) في الأَمثال : ( فُلانٌ لا يَعرِفُ هِرًّا مِن بِرَ ، أَي ما يُهِرّه ممّا *!يَبِرُّه ) ، أَي مَن يَكْرَهُهُ مِمَّنْ*! يَبِره ، ( أَو ) ما يعرفُ ( القِطَّ من الفَأْرِ ) وقد تقدَّم ، ( أَو ) ما يَعرِفُ ( دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها ) ، رواه الجوهريُّ عن ابن الأَعرابيِّ . وقال يُونُس : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ ، والبِرُّ : دُعاؤُها ، ( أَو ) ما يعرفُ ( دُعاءَهَا إِلى الماءِ مِن دُعَائِها إِلى العَلَف ) ، يُروَى عن ابن الأَعرابيِّ أَنَّ البِرَّ : دُعَاءُ الغَنَمِ إِلى العَلَف . ( أَو ) ما يَعْرِفُ ( العُقُوقَ مِن اللُّطْفُ ) ؛ فالهِرُّ : العُقُوقُ ، والبِرُّ : اللطْفُ ، وهو قَولُ الفَزارِيِّ ، ( أَو ) مَا يَعرفُ ( الكَرَاهِيةَ من الإِكرام ) ، فالهِرُّ : الخُصُومَةُ والكراهيَة ، والبِرُّ :
____________________

(10/164)


الأَكرام ، أَو ) معناه ما يَعرفُ ( الهَرْهَرَةَ مِن *!البَرْبَرَةِ ) ؛ فالهَرْهَرَةُ : صَوتُ الضَّأْنِ ، والبَرْبَرَةُ : صَوتُ المِعْزَى .
( *!والبُرْبُر ، بالضَّمِّ ) : الرجلُ ( الكثيرُ الأَصواتِ ) ، كالبَرْبارِ .
( و ) *!البِرْبِرُ ( بالكسْر : دُعَاءُ الغَنَمِ ) إِلى العَلَف ، نقلَه الصّغانِيُّ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
*!البِرُّ ، بالكسر : التُّقَى ، وهو في قَولِ لَبِيد :
وما البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى
*!وتَبارُّوا : تَفاعَلُوا مِن البِرِّ ، وفي كتاب قُرَيْشٍ والأَنصارِ : ( وإِنّ البِرَّ دُونَ الإِثْمِ ) ، أَي إِنْ الوفاءَ بما جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ .
ويقال : قد تَبَرَّرْتَ في أَمْرِنا ، أَي تَحَرَّجْتَ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فقالتْ *!تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا
وما كنتَ فِينا حَدِيثاً *!بِبَرّ
أَي تَحَرَّجْتَ في سَبَبِنا وقُرْبِنا .
وعن أَبي سَعِيد : بَرَّتْ سِلْعَتُه ، إِذا نَفَقَتْ ، وهو مَجازٌ ؛ قال : والأَصلُ في ذلك أَن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بما حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا ، تُكَافئه بالغ 2 لَاءِ في الثَّمَنِ ، وهو من قولِ الأَعْشَى يَصفُ خَمْراً :
تَخَيَّرَهَا أَخُو عَانَاتِ شَهْراً
ورَجَّى بِرَّها عاماً فعَامَا
وهو*! بَر بوالِدِهِ *!وبارٌّ ، عن كُرَاع ،
____________________

(10/165)


وأَنكرَ بَعْضُهُم *!بارٌّ ، وفي الحَدِيث : ( تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها *!بَرَّةٌ بكم ) ، قال ابن الأَثِير : أَي مُشْفِقَةٌ عليكم ، كالولادةِ *!البَرَّةِ بأَولادِهَا ؛ يَعْنِي أَنّ منها خَلْقَكم ، وفيها مَعاشكم ، وإِليها بعدَ الموتِ معادكم .
وفي حديث حَكِيمِ بنِ حِزامٍ : ( أَرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ *!أَبْرَرْتُهَا ) ، أَي أَطلبُ بِهَا البِرَّ والإِحسانَ إِلى الناس ، والتَّقرُّبَ إِلى الله تعالَى .
واللّهُ *!يَبَرُّ عِبادَه ، أَي يَرْحَمُهم .
وبَرَّةُ بنتُ مُرِّ ، وهي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ .
ومن الأَمثال : ( هو أَقْصَرُ مِن بُرَّةٍ ) . ويقال : أَطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ ، وهو الخُبْز .
*!والبَرّانِيَّةُ ، بالفتح : قريةٌ بمصر .
وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ ، وبَرَّةُ بنتُ أبيْ تُجْرَاة العَبدريَّة : صَحابِيّتانِ .
وأَبو *!البِرِّ بالكسر صَدَقَةُ بنِ جروانَ البَوّاب ، المعروفُ بابن البيعِ ، حَدَّثَ عن أَبي الوَقْتِ ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ .
والبَرَابِرُ : الجِدَاءُ .
بزر : ( البَزْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( كُلَّ حَبَ يُبْذَرُ للنَّباتِ . ج بُزُورٌ ) ، والبُزُورُ : الحُبُوبُ الصِّغَارُ ، مثلُ بُزُورِ البُقُولِ وما أَشْبَهها .
( و ) البَزْرُ : ( التّابَلُ ، ويُكسَر فيهما ) ، على الأَفصحِ ، كما في التَّهذيب . وقال يعقوبُ : ولا يقوله الفُصَحَاءُ إِلَّا بالكسر .
وقيل : البَزْرُ ؛ الحَبُّ عامَّةً ، ( ج أَبْزارٌ ، وأَبازِيرُ ) جَمْعُ الجَمْعِ .
وفي شَرْح المُوجَز للنَّفِيسِيِّ : الأَبْزارُ : ما يَطِيبُ به الغِذَاءُ ، وكذا التَّوَابِلُ ، إِلّا أَن الأَبزارَ للأَشياءِ الرَّطْبةِ واليابسةِ ، والتَّوابِلُ لليابسةِ فقط ، قال شيخُنا : والظَّاهِرُ أَنه اصطلاحٌ
____________________

(10/166)


لهم ، وإِلّا فكلامُ العَربِ لا يُفْهِمُ ما ذَكَرُوه .
( و ) البَزْرُ ، بالفتح : ( الوَلَدُ ) ، يقال : ما أَكْثَرَ بَزْرَه ، أَي وَلَدَه .
( و ) البَزْرُ : ( المُخَاطُ ) نَفسُه .
( و ) البَذْرُ : ( الضَّرْبُ ) ، يقال : بَزَرَه بالعَصَا بَزْراً : ضَرَبَه بها .
( و ) البَزْرُ : ( البَذْرُ ) ، يقال : بَزَرْتُه وبَذَرْتُه بمعنًى .
( و ) البَزْرُ : ( الامْتِخاطُ ) ، وقد بَزَرَ الرَّجلُ ، إِذا امْتَخَطَ ، عن ثَعْلَبٍ .
( و ) البَزْرُ : ( المَلْءُ ) ، وقد بَزَرَ القِرْبَةَ ، إِذا مَلأَها .
( و ) البَزْرُ : ( إِلقاءُ الأَازِيرِ في القِدْر ) ، كالتَّبْزِيرِ ، يقال : بَزِّرُ بُرْمَتَكَ ، أَي أَلْقِ فيها الأَبازِيرَ . ومِن سَجَعات الأَساس : اللَّحْمُ المُبَزَّرُ أَشْهَى ، والنَّفْسُ إِليه أَشْرَه ، وإِلّا فهو بجَزَرِ السِّبَاعِ أَشْبَه .
( والأَبْزارِيون من المحدِّثِين : جماعةٌ منهم : محمّدُ بنُ يَحيَى ) بنِ زيادِ شيخٌ للطَّبرانيِّ ، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ في المُشْتَبه .
وفاتَه :
أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ زيدِ بنِ علي بن جعفرِ بنِ محمّدِ بنِ مَرْوَانَ .
( و ) يقال : ( عِزّةً بَزَرَى ) محرَّكة ( كجَمَزَى ) ، أَي ( ضَخمةٌ قَعْسَاءُ ) . وعِزُّ بزَرَى : ضَخْمٌ ، قال مُعَيَّةُ الكِلابيُّ :
قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُهَى
وعَدَداً فَخُماً وعِزًّا بَزَرَى
مَنْ نَكَلَ اليَوْمَ فَلَا رَعَى الحِمَى
وقال آخَرُ :
أَبَتْ لِي عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ
إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ
____________________

(10/167)



وقيلَ : بَزَرَى عددٌ كثيرٌ ، قال ابن سِيدَه : فإِذا كان ذالك فلا أَدْرِي كيف يكونُ وَصْفاً للعِزَّةِ إِلّا أَنْ يُرِيدَ : ذو عِزَّةٍ ، وفي تَكْمِلَةِ الصُّاغانِيِّ : عِزَّةٌ بَزَرَى : ذاتُ عَدَدٍ كثيرٍ .
( وبَنُو البَزَرَى ) ، محرَّكةً : ( بَنُو أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ ، نُسِبُوا إِلى أُمِّهم ) ، كذا في التهذيب .
( وتَبَزَّرَ ) الرَّجُلُ : ( تَنَسَّبَ إِليهم ) ، قال القَتّالُ الكِلابِيُّ :
إِذا ما تَجَعْفَرْتُمْ علينا فإِنّنا
بَنُو البَزَريَ مِنْ عِزَّةٍ نَتَبَزَّر
وأَبُو البَزَرَى ، كجَمَزَى : يَزِيدُ بنُ عُطَارِدٍ ) القَيْسِيُّ ، ويقال : المُرَادِيُّ ، ( تابعيٌّ ) يَرْوِي عن ابنِ عُمَر ، وعنه عِمْرَانُ بنُ حُدَيرٍ ، ( وكَسْرُ الرّاءِ لَحْنٌ ) ، كما صَرَّح به الصغانيّ .
( والبَيْزَرُ ) كحَيْدَرٍ : ( مِدَقَّةُ القَصَّارِ ) ، كذا في الصّحاح ، ( كالمِبْزَرِ ) . والْمَبْزَرِ ، بالكَسْرِ والفَتْح ، وهو الذي يَبْزُرُ به الثَّوْبَ في الماءِ ، وقال اللَّيْثُ : المِبْزَرُ مثلُ خَشَبَةِ القَصارِينَ تُبْزَرُبه الثِّيابُ في الماءِ .
( والبَيْزارُ الذَّكَرُ ) ، شُبِّهَ بالعَصَا ، أَو بمِدَقِّ القَصّارِ .
( و ) البَيْزارُ : ( خامِلُ البَازِي ، والأَكّارُ ، مُعَرَّبَا بازْدار وبازْيَار ) ، أَي حافِظُ البازِ وصاحِبُه ، وفي التَّهذِيب : والبَيْزَارُ : الذي يَحملُ البازِيَ ، ويقال فيه : البازْيَارُ ، وكلاهما دخيلٌ . وفي الصّحاح : البَيازِرَةُ : جَمْعَ بَيْزارٍ ، وهو مُعَرَّبُ بازْيَار ، قال الكُمَيْتُ :
كأَن سَوابِقَها في الغُبَارِ
صُقُورً تُعَارِضُ بَيْزَارَها
( و ) البَيْزَارَةُ ، ( بالهَاءِ : العَصَا العَظِيمةُ ) ، قالَهُ أَبو زَيْدٍ : جمعُه البَيازِرُ ، ومنه حديثُ عليَ يومَ الجَمَلِ : ( ما شَبَّهْتُ وَقعَ السُّيُوفِ على الهامِ إِلّا بِوَقْعِ البَيَازِرِ على المَواجِنِ ) .
( و ) بُزَار ، ( كغُراب ، أَو ) أَبْزار
____________________

(10/168)


( كأَصاب : ة بنَيْسَابُورَ ) على فَرْسَخَيْن منها ، منها : حامدُ بنُ موسى الأَبْزَارِيُّ ، حَدَّثَ . وأَبو إِسحاق إِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ رجَا الأَبْزَارِيّ ، رَحَلَ إِلى العِرَاق ، وكان ثِقَةً ، توفِّي سنة 364 ه .
( البَزْراءُ : المرأَةُ الكَثِيرةُ الوَلَدِ ) .
والزَّبْرَاءُ : الصُّلْبَةُ على السَّيْر .
( وهو مَبْزُورٌ ) ، أَي كثيرُ الوَلَدِ .
( وَبزْرَةُ : ع ) بين المَدِينَةِ والرُّوَيْثَة ، على ثلاثةِ أَميالٍ من المدينةِ ، عن نَصْرٍ ، قال كُثَيِّرٌ :
يُعَانِدْنَ في الأَرْسَانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ
عِتَاقُ المَطَايَا مُسْنَفَاتٌ حِبَالُها
( و ) أَبو الحسنِ ( عليُّ بنُ فَضْلانَ ) الجُرْجَانِيُّ بن البَزْرِيِّ ، نَزِيلُ سَمَرْقَنْدَ سَمِعَ ابنَ الأَعْرَابِيِّ ، وعنه حَمزةُ السَّهْمِيُّ ، منسوبٌ إِلى البَزْر ، بالفتح ؛ نِسْبَةً لمَن يَعْصِرُه . وكذا أَبو عبد اللّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ جعفرٍ الأَصَمُّ . ( و ) أَبو القاسمِ ( عُمَرُ بنُ محمّد ) بنِ أَحمدَ بنِ عِكْرِمَةَ الجَزَريّ ، إِمامُ جَزِيرَةِ ابنِ عُمَر ، وعالِمُهَا ، تَرْجمَه الذَّهَبِيُّ . ( البَزْرِيّانِ ) : محدِّثانِ .
( وبَزْرَوَيْهِ ) ، بالفتح : ( لَقَبُ ) أَي جعْفَرٍ ( أَحمدَ بنِ يعقوبَ الأَصفهانيِّ المحدِّثِ ) عن أَبي خَلِيفَةَ ، وعنه أَبو عليِّ بنِ شاذَانَ .
( والبَزّارُ : بَيّاعُ بَزْرِ الكَتانِ ، أَي زَيْتِه بلُغَةِ البَغَادِدَةِ ، وإِليه نُسِبَ دِينَارٌ أَبو عَمْرٍ و ) ، وبخَطِّ الذَّهَبِيِّ أَبو عُمَرَ ، وهو كُوفِيٌّ ثِقَةٌ ، يَرْوِي عن أَبي حَنِيفَةَ . ( و ) أعبو محمّدٍ ( خَلَفُ بن هشامِ ) بنِ محمّدٍ ، المقرِي ببغدادَ ، وولَدُه محمدُ بنُ ( خَلفَ بن ) هِشامٍ ، وحفيدُه محمّدُ بنُ هاشِمِ بنِ خَلَفٍ ، حَدَّثَ عن جَدِّه ، ( والحَسَنُ بنُ الصَّبّاحِ ) شيخُ البُخَارِيّ . ( و ) أَبو محمّدٍ ( بِشْرُ بنُ ثابتٍ ) البَصْرِيُّ ، وَثَّقَه ابنُ حِبّانَ ، وهو شيخٌ للدُّوريّ . ( وإِبراهيمُ بنُ مَرْزُوقٍ . و ) أَبو عبد اللّهِ ( يَحْيَى بنُ محمّدِ ) بنِ السَّكَن القُرَشِيُّ البَصْرِيُّ
____________________

(10/169)


( وعُبَيْدُ بنُ عبدِ الواحِدِ ) ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ . ( و ) أَبو بكرٍ ( أَحمدُ بنُ عَمْرو ) بنِ عبد الخالقِ الحافِظُ ، ( صاحِبُ المُسْنَدِ ) ، وابنهُ أَبو العَبّاسِ محمّدٌ ، سَمِعَ منه الدّارَقُطْنِيّ ، ( وأَحمدُ بنُ عَوْفٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ بالفَاءِ ؛ والصواب عَوْن اللّهِ ، ( بنُ جُدَير ) القُرطبيُّ ، أَكثَرَ عنه أَبو عمر الطَّلَمَنْكيّ ، ( و ) أَبو الفَضْلِ ( جعفرُ بنُ محمّدِ ) بنِ سلم البر ( العَبْدِيُّ ) ، مات سنة 788 ه . وأَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إِسحاقَ ، وأَبو عيسى محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَين . وأَبو عليِّ أَحمدُ بنُ الخَلِيل . ورَوْحُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ أَبو عليَ . ومحمّدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ الصّباح البَغدَادِيُّ . ومحمّدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ محمّدٍ الأَصبهانيُّ . وإِبراهيمُ بنُ موسى . ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ أَبو بَكْرٍ . وسَلْمَانُ بنخ يُوسفَ بنِ سَلْمَانَ النّعَيميّ . ومحمّدُ بنُ محمّدِ بنِ هارُونَ الجِلِّيُّ . ويَحيَى بن معَالِي بنِ صدَقَةَ . وأَبو البَرَكَاتِ محمّدُ بنُ صَدَقَةَ بنِ أَبي البَركاتِ ، ذَكَرَهُم بنُ نُقْطَةَ فَأَعادَ ، وذَكَرَ السِّلَفِيُّ شيخَه أَبا عَمْرٍ و العَلَاءَ بنَ عبدِ المَلِكِ بنه منصورِ بنِ قَيْسٍ ، ( البَزّارُون ) مُحَدِّثون .
وأَبو بَكْرٍ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليّ الطَّبَرِيُّ البزوريّ ، رَوَى ببغداد ، وحدَّثَ عنه أَبو عَمْرِو بنِ السَّمّاك .
( وأَبْزَرُ ، كأَحْمَدَ : د ، بفارسَ ) ، نقلَه الصاغانيُّ .
وممّا يُستدرَك عليه :
في حديث أَبي هُرَيْرَةَ : ( لا تقُوم السّاعَةُ حتى تُقَاتِلُوا قَوْماً يَنْتَعِلُون الشَّعرَ وهم البازِرُ ) ؛ قيل : بازِرُ : ناحيةٌ قريبةٌ ممِن كِرْمَانَ بها جِبالٌ ، وفي بعض الرِّواياتِ هم الأَكْرَادُ ، فإِن كان من هاذا فكأَنّه أَرادَ أَهلَ البازِرِ ، أَو يكون سُمُّوا باسم بلادِهم ، قال ابن الأَثِير : هاكذا أَخرجَه أَبو موسى بالباءِ
____________________

(10/170)


والزَّايِ من كتابِه وشَرحه ، والذي رَوَيْنَاه في كتاب البُخَارِيّ ، عن أَبي هُرَيْرَةَ : ( سَمِعْتُ رسولَ اللّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : ( بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ تُقَاتِلُون قوماً نِعالُهُم الشَّعَرُ وهم هاذا البارِزُ ) . وقال سُفْيَانُ مُرة : ( هم أَهلُ البارِزِ ) ؛ يَعْنِي بأَهْلِ البارِزِ أَهلَ فارِسَ ، قال : هاكذا هو بلُغَتِهِم ، قال : وهاكذا جاءَ في لَفْظ الحديثِ ، كأَنه أَبْدَلَ السِّينَ زاياً ، أَي والفاءَ باءً ، فيكونُ مِن باب الزّاي . وقد اختُلِفَ في فَتْح الرّاءِ وكَسْرِها ، وكذالك اختُلِفَ مع تَقْدِيم الزّاي ، كذا في اللِّسَان .
ومن المَجَاز : مِثْلِي لا يَخْفَى عليه أَبازِيرُكَ ، أَي زياداتُك في القَوْل ( ووِشاياتُك ) .
وبَزَّرَ فلانٌ كلامَه ، إِذا تَوْبَلَه ، ومنه قيلَ للرَّجلِ المُرِيبِ : بازُورٌ كذا في الأَساس .
بزعر : ( تَبَزْعَرَ علينا ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان ، وقال ابن دُرَيد : ( إِذا ساءَ خُلُقُه ) .
( وبَزْعَرٌ ، كجعْفَرٍ ) وقُنْفُذٍ : ( اسمُ ) رجلٍ ، وهو من ذالك ، وتقدَّم له في حرف الزّاي : البُرْغُزُ ، كقُنْفُذٍ : السَّيِّءُ الخُلُقِ من الرِّجال ، أَو هو بتقديمِ الزّايِ على الرّاءِ ؛ فتأَمَّلْ .
بسبر : ( بَسْبَر ، كجَعْفَرٍ ) أَهملَه الجماعَةُ ، وهي إسمُ ( ة كأَنّهَا بهَمَذَانَ ، منها الإِمامُ صائنُ الدِّينِ عبدُ المَلِكِ بنُ محمّدٍ ) الهَمَذَانِيُّ ( البَسْبَرِيُّ ) ، رَوَى عن البَدِيع أَحمدَ بنِ سَعْدٍ العِجْلِيِّ ، ذَكَرَه الحافظُ في التَّبْصِير ، والذَّهَبِيُّ في المُشْتَبه .
بسر : ( بَسَرَ ) ، ككَتَبَ : ( أَعْجَلَ ) .
( و ) بَسَرَ : ( عَبَسَ ) أَو أَظْهَر شِدَّتَه ،
____________________

(10/171)


كما صَرَّحَ به أَهلُ الغَرِيب في نُكْتَةِ التّعاطُفِ ، في قوله تعالَى : { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } ( المدثر : 22 ) . وقال أَبو إِسحاق : بَسَرَ ، أَي نَظَرَ بكَرَاهةٍ شديدةٍ .
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً ، أَي كَلَحَ .
وفي حديث سَعْدٍ ، قال : ( لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أُمِّي فكانَتْ تَلْقانِي مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْر ) أَي القُطُوبِ .
( و ) بَسَرَ : ( قَهَرَ ) ، يَبْسُرُ بُسُوراً .
( و ) بَسَرَ ( القَرْحَةَ : نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ ) ، كما في الصّحاح ، ( كأَبْسَرَ ) ، وهاذه عن الصّغانيّ ، وفي الأَساس : في المجاز : وإِنْ خَرَجَتْ بك بَثْرَةٌ فلا تَبْسُرْهَا : لا تَفْقَأْهَا .
( و ) بَسَرَ ( النَّخْلَةَ : لَقَّحها قبلَ أَوانه ) أَي التَّلْقِبحِ ( كابْتَسَرها ) ، قال ابن مُقْبِلٍ :
طَافَتْ به العُجْمُ حتَّى نَدَّ ناهِضُها
عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسرِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : بَسَرَ ( الفَحْلُ النّاقَةَ : ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ ) يَبْسُرها بَسْراً ، قال الأَصمعيُّ : إِذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ فذالك البَسْرُ ، وقد بَسَرَها الفَحْلُ فهي مَبْسُورَةٌ .
قال شَمِرٌ : ومنه يَقال : بَسَرْتُ غَرِيمِي ، إِذا تَقَاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ .
وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ ، إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن يَنْضَجَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : بَسَرَ ( الحاجةَ : طَلَبَهَا في غيرِ أوَانِها ) ، وفي الجَمْهَرةِ لابن دُرَيْدٍ : في غيرِ وَجُهِهَا ، والمَبْسُورُ : طالِبُ الحاجةِ في غيرِ مَوْضِعِهَا ، ( كأَبْسَرَ وابْتَسرَ وتَبسَّرَ ) . وقد بَسَرَ حاجتَه يَبْسُرُها بَسْراً وبِسَاراً ، وابْتَسَرها وتَبَسَّرها : طَلَبَهَا في غير أَوانِها ، أَو في غير موضعَها ، أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ للرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي منها البِسَارَا
____________________

(10/172)



وبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وتَبَسَّرَهَا ، ففي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ .
( و ) بَسَرَ ( التَّمْرَ ) يَبْسُرُهُ بَسْراً ( نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ به ) أَي بالتَّمْر أَو الرُّطَب ، ( كأَبْسَرَ ) وبَسَّر ، ورُوِيَ عن الأَشْجَعِ العَبْدِيِّ أَنْه قال : ( لَا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا ) ؛ فأَمّا البَسْرُ فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر ، وانْتِبَاذُهما جميعاً ، والثَّجْرُ أَن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مع التَّمْر ، وكَرِهَ هاذا حذارَ الخَلِيطَيْن ؛ لِنَهْيِ النبِيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم عنهما ، وفي الصّحاح : البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مع غيره في النَّبِيذ ( و ) بَسَرَ السِّقَاءَ : شَرِبَ منه قبلَ أَنْ يَرُوبَ ما فيه .
( و ) من المجَاز : بَسَرَ ( الدَّيْنَ : تَقاضاه قبلَ مَحِلِّه ) ، وهو مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ ، وقد تقدَّم .
( والبَسْرُ : الماءُ الباردُ ) .
( و ) البَسْرُ : ( ابتداءُ الشَّيْءِ ، كالابْتِسارِ ) ، وفي الحديث عن أَنَسٍ ، قال : ( لم يَخْرُجْ رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم في سَفَرٍ قَطُّ إِلّا قال حين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه : اللّهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ ، وإِليكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، أَنت رَبِّي ورَجَائِي ، اللّهُمَّ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي ، وما لم أَهْتَمَّ به ، وما أَنت أَعلمُ به منِّي ، وَزِّودْنِي التَّقْوى ، واغْفِرْ لي ذَنْبِي ، ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أَينَ تَوَجَّهْتُ . ثم يخرج ) ومعنى بكَ ابتسرتُ ، أَي ابتدأَتْ سَفَرِي . قال الأَزهريُّ : والمحدِّثون يَرُوُونَه بالنُّون والشِّين ، أَي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ .
( و ) البُسْرُ ( بالضّمِّ ) : ( الغَضُّ مِن كلِّ شيْءٍ ) ، نَبْتٌ بُسْرٌ ، وذالك ذا ارتفعَ عن وَجه الأَرضِ ، ولم يَطُلْ ؛ لأَنَّه حينئذٍ غَضٌّ .
( و ) البَسْرُ والبُسْرُ : ( الماءُ الطَّرِيُّ ) الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ ، ( ج بِسَارٌ ) مثلُ رُمْحٍ ورِماح .
( و ) البُسْرُ : ( الشَابُّ والشُّابَّةُ ) رجلٌ
____________________

(10/173)


بُسْرٌ ، وامرأَةٌ بُسْرَةٌ : شابّانِ طَرِيّانِ .
( و ) البُسْرُ : ( التَمْرُ قبلَ إِرطَابِه ) لغَضاضَتِه ؛ وذالك إِذا لَوَّنَ ولم يَنْضَج ، وإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ ، ( والبُسْرَةُ واحِدَتْها ، وتُضَمُّ السِّينُ ) إِتباعاً ، يقال : بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ . قال سِيبَوَيْهِ : ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلّا أَن تُجْمَعَ بالأَلف والتّاءِ ؛ لقِلَّةِ هاذا المثالِ في كلامهم ، وأَجازَ : بُسْرَانٌ وتُمْرَانٌ ، يُرِيدُ بهما نَوْعَيْنِ مِن التَّمْر والبُسْر .
( و ) مِنَ المَجَازِ : البُسْرَةُ : ( الشَّمْسُ في أَوَّلِ طُلُوعَها ) ؛ وذالك إِذا كانت حمراءَ لم نَصْفُ ، قال البَعِيثُ يذكُرها :
فصَبَّحَها والشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَةٌ
بسائِفَةِ الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ
( و ) البُسْرَةُ : ( رَأْسُ قَضِيبِ الكَلْبِ ) ، وهو مَجَازٌ .
( و ) البُسْرَةُ : ( خَرزَةٌ ) ، كلاهما عن الصّغانِيُّ .
( و ) بُسْرَةُ ، ( بلا لامٍ : بنتُ أَبِي سَلَمَة رَبِيبَةُ رسول الله صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم .
( و ) بُسْرُ ، ( بلا هاءٍ : ة ، ببغدادَ ) على فرسَحَيْن منها ، ( منها : أَبو القاسمِ ) عليُّ بنُ محمّدِ ( بنِ البُسْرِيِّ ) البندار ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلص ، وتوفِّي سنة 474 ه ، هاكذا قالَه ابنُ نُقْطَةَ ، وقال غيرُه هو منسوبٌ إِلى بَيْعِ البُسْر . قال الذَّهَبِيُّ : وابنُه الحُسَيْنُ شيخٌ للسِّلَفِيِّ . ( والزّاهِدُ أَبو عُبَيْدٍ ) البُسْرِيُّ ، اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ ، حَكَى عنه ابنهُ بَخيت ، اختُلِفَ فيه فقيل : إِلى بُصْرَى ، قريةٍ بالشام أُبدِلَتْ صادُه سِيناً ، وهو خطأٌ ، والصَّواب إِلى بُسْر ، قرية بحَوْرَانَ ، وهو من مشاهِيرِ الصُّوفِيَّة ، ذَكَره ابنُ عساكر في تاريخ دمشقَ ، وإِذا علمْتَ ذالك فاعْلَمْ أَنّ المصنِّف قد وَهِمَ في ذِكْرِه مع ما قبلَه .
( و ) أبو عبدِ الرَّحمانِ ( بُسْرُ بنُ أَرْطاةَ ) ، ويقال : ابن أَبي أَرطاةَ العامريُّ
____________________

(10/174)


القرشيُّ ، كان مع مُعاويَةَ بصِفِّينَ ، وكان قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه . ( و ) بُسْرُ ( بنُ جِحاشٍ ) القُرَشِيُّ ، نزل الشَّامَ ، رَوَى عنه جُبَيْر بن نُفَير ، ويقال هو بِشر . ( و ) بُسْرُ ( بنُ راعِي العَيْرِ ) الأَشجعيّ ، الذي أَكَلَ بشِمالِه ، هاكذا بالعَيْن والتحتيّة والراءِ ، وضَبَطَه الحافظُ في التَّبْصِير بالعين والنون والزاي ( و ) بُسْرُ ( بنُ سُفْيَانَ ) بن عَمرِو بنِ عُوَيْمر الخُزاعيُّ الكعبيُّ ، شَهِدَ الحُدَيْبِيَة . وبُسْرُ بنُ سُليمانَ . وبُسْرُ بن عصمةَ المُزَنِيُّ ، ذَكَرَهما بن ماكُولا . ( و ) أَبو بُسْر ويقال أَبو صَفْوَانَ ( عبدُ الله بنُ بُسْرٍ ) المازِنِيُّ ، أَحدُ مَن صَلَّى إِلى القِبْلَتَيْن . وعبد الله بنُ بُسْرٍ النَّضْرِيُّ غير الأَول شامِيّ أَيضاً ، رَوَى عنه ابنُه عبد الواحد : ( صَحابِيُّون ) .
( و ) بُسْرُ ( بنُ مِحجَنٍ ) الدُّؤلِيُّ ، نَزَلَ المدينةَ ، رَوَى عن أَبيه ، وعنه زيدُ بن أَسلَمَ ، قاله البخاريّ . ( و ) بُسْرُ ( بنُ سَعِيدٍ ) المَدَنِيُّ مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين ، عن أَبي هُرَيرَةَ ، وسعدِ بن أَبي وَقّاص . ( و ) بُسْرُ ( بنُ حُمَيْدٍ . و ) بُسْرُ ( بنُ عُبَيْدِ اللّهِ ) الحضرميّ الشاميّ ، وهو الذي قال : إِن كان لَيَبْلُغُنِي الحديثُ في المِصْرِ فأَرْحَلُ إِليه مَسيرَةَ أَيّام . وهو ثِقَةٌ حافظ ، من الرابِعَة . ( وعبدُ اللّهِ وسليمانُ ابْنَا بُسْرٍ ) فالأَوّل حُبرانيّ ، ويُكنى أَبا راشدٍ ، رَوَى عن أَبي بكر وأَبي كَبْشَةَ الأَنماريِّ ، والثاني خُزاعيٌّ ، عن خالِه مالِكِ بنِ عبد الله الخَثْعَمِيِّ الصَّحَابيِّ : ( تابِعِيُّونَ ) .
وفاتَه منهم :
بُسْرُ بنُ عَطِيَّةَ ، عن نَصْرِ بن عاصمٍ ، ذَكَره ابن حِبّانَ في ثِقَات التابِعين .
( وأَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ ) بنِ بَكّارٍ ، من شُيُوخِ الزنديّ ، ( وابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ ) بن بَكّارٍ . ( و ) حَفِيدُه ( أَحمدُ بنُ إِبراهِيم ) ، كُنَيْتُه أَبو عبد المَلِك ، حَدَّثَ عن جَدِّه محمدِ بن عبد الله المذكور ، وعنه النَّسائِيُّ
____________________

(10/175)


( ومحمّدُ بنُ الوَليدِ ) بَصْرِيُّ حافظٌ ، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ ، ( البُسْرِيُّون : مُحَدِّثُون ) ، كلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَرطاةَ المتقدّمِ بذِكْره .
ومما فاته ممّن إسمُه بُسْر :
بُسْرُ بن أَبي رُهْم الجُهنيُّ ، شَهِدَ اليَمامَة ، وهو صاحبُ جَبّانة بُسْر بالكُوفة ، وبُسْرُ بن أَبي غَيلانَ ، مولَى بني شَيْبَانَ ، من مشايخ الشِّيعَة . وبُسْرُ بنُ بُجَيْر بنِ رَبِيعَةَ شاعرٌ ، وبُسْرُ بنُ سليمانَ بن عامر بن حَزْن القُشَيْرِيُّ ، شاعرٌ . وبُسْرُ بنُ المُغِيرة بن أَبي صُفْرَةَ ابن أَخي المهلَّب . وبُسْرُ بنُ أَبي حَفْصَةَ ، مولَى مروانَ بنِ الحَكَمِ . وبُسْرُ بنُ صبيح النَّهْشَليُّ . وبُسْرُ بن قَطَن ، ولّاه عبدُ الرحمان بن الحَكَم قضاءَ كُورَة جَيَّان ، ذَكَرَه ابنُ الأَبّار في تَارِيخه ، فيما نقل . ومحمّدُ بنُ بُسْرِ بنِ عبد الله بن هِشام بن زُهْرَة التَّيْمِي ، عن مالكٍ . ومحمّدُ بنُ بُسْرٍ الجُرْجانِيُّ شيخٌ لأَبِي حامدِ بنِ الحَضْرَمِيِّ ، وآخَرون .
( والبِسَارةُ بالكَسْر : مَطَرٌ يَدُومُ على ) أَهلِ ( السِّنْدِ والهِنْد ) وفي بعض النُّسَخ : الاقتصارُ على أَحدهما ، ( في الصَّيْف لا يُقْلِعُ ساعةً ) ، قال الصَّغَانيُّ : وبالشِّين تصحيفٌ .
قلتُ : وهم يُسَمّونه البِرساة ، كما هو مشهورٌ على أَلسِنَتهِم ، فتلك أَيامُ البِسار ، وفي المحْكَم البِسارُ : مَطَرُ يومٍ في الصَّيف يدُومُ على البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ .
( والباسُورُ : عِلَّةٌ م ) ، أَعجميٌّ ، وقال الجوْهَرِيُّ : هِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ في المَقْعَدَةِ ، نسأَلُ اللّهَ العافيةَ عنها ، وعن كلّ داءٍ . ( ج البَواسِيرُ ) وفي حديثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ : ( وكان مَبْسُوراً ) ، أَي به بَواسِيرُ .
( والبَيَاسِرَةُ : جِيلٌ بالسِّنْد ) ، وفي نُسْخَةِ شَيْخِنَا : بِالْهِنْد ، ( تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَةُ ) أَهلُ السُّفُنِ ( لِمُحارَبةِ
____________________

(10/176)


العَدُوِّ ، الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ ) ، يقال : رجلٌ بَيْسَرِين .
( ويَزِيدُ بنُ عبدِ اللّهِ البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ ) القُرَشِيُّ ( محدِّثٌ ) عن ابن جُرَيج ، وكُنْيَتُه أَبو خالدٍ .
( وَبَيْسَرِي ساكِنَةُ الآخر : كان مِن أُمَرَاءِ مصرَ ) . إسمُه آتش ، كذا ذَكَره الحافظُ ، وقال الذَّهَبِيُّ : رأَيتُه ، وهو مُسِنٌّ يترشّحُ للملك ، ( وإِليه يُنْسَبُ قَصْرٌ ، م ) معروفٌ ( بالقاهرة ) ، وقد تهدَّم الآن أَساسُه ، ولم يبقَ منه أَثَرٌ .
وقَصْر البَيسَرِي ، خارج أَسيوط : قريةٌ صغيرةٌ بها بساتينُ .
( ونَخْلَةٌ مِبْسَارٌ : لا تُنْضِجُ البُسْرَ ) ، وقد أَبْسَرتِ النَّخْلَةُ ، ونَخلةٌ مُبْسِرٌ ، بغير هاءٍ ، على النَّسَب ، وكذالك مِبْسَارٌ : لا يَرْطُبُ ثَمَرُهَا . وفي الحديث في شَرْط مُشْتَرِي النَّخْلِ على البائع : ( ليس له مِبْسَارٌ ) ، هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُهُ .
( وأَبْسَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( حَفَرَ في أَرضٍ مَظْلُومةٍ .
( و ) أَبْسَرَ ( المَرْكَبُ في البَحْر ) ، أَي ( وَقَفَ ) .
( وابْتَسَرَ الشَّيْءَ : أَخَذَه طَرِيًّا ) ، وكلُّ شيْءٍ أَخَذْتَه غَضًّا فقد بَسَرْتَه وابْتَسَرتْه .
( و ) ابْتَسَرتْ ( رِجْلُه : خَدِرَتْ ) ، أَي نامتْ ، ( كتَبَسَّرَتْ ) ، وهاذِه عن الصّغانيّ .
( وابتُسِرَ لَوْنُه ، بضمِّ التّاءِ ) ، أَي على بناءِ المَجْهُول ، إِذا ( تَغَيَّرَ ) وصار كالبُسْرِ ، وهو مَجازٌ .
( والمُبَسِّراتُ : رِياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا على المَطَر ) .
( والبَسُورُ ) ، كصَبُورٍ : ( الأَسَدُ ) لِعُبُوسَته أَو قَهْرِه .
( وتَبَسَّر النَّهَارُ : بَرَدَ ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( و ) تَبَسَّر ( الثَّوْرُ : أَتَى عُرُوقَ النَّبَاتِ اليابِسِ فأَكَلَهَا ) .
وقد تَبَسَّرَ النَّبات ، إِذا حَفَرَ عنه
____________________

(10/177)


قبلَ أَني خْرُجَ ، وأَنشدَدَ ابن الأَعرابيِّ للرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا
وَصَفَ حِماراً وأُتُنَه ، والهاءُ في ( عنه ) يعودُ إِلى حِمَارِ الوَحْشِ ، وفي ( فيها ) يعودُ على أُتُنِه ، قال ابن بَرِّيّ : والدَّلِيلُ على ذالك قولُه قبلَ البَيْتِ بِبَيْتَيْنِ أَو نحوِهما :
أَطارَ نَسِيلَه الحَوْلِيَّ عنه
تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ والقِفَارا
أَخْبَرَ أَن الحَرَّ انقطَعَ وجاءَ القَيْظُ .
( والبَسْرَةُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ ) ، نقلَه الصغاني .
( وبُسْرٌ ، بالضَّمِّ : لا بحَوْرَانَ ) ، وإِليها نُسِبَ أَبو عُبَيْدٍ الزّاهِدُ ، وقد تقدَّم ، كما في تاريخ ابنِ عساكر .
وقال أَبو عُبَيْدَةَ : إِذا هَمَّتِ لفَرَسُ بالفَحْل وأَرادتْ أَن تَسْتَوْدِقَ فأَوّل وِدَاقِها المُبَاسَرَةُ ، وهي مُبَاسِرَةٌ ، ثم تَكون وَدَيقاً . ( والمُباسِرة : التي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها ) ، فإِذا ضرَبَهَا الحِصَانُ في تلك الحالِ فهي مَبْسُورَةٌ . وقد تَبَسَّرَها وبَسَرَها .
( و ) في التَّنْزِيل العزيزِ : ( { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } ( القيامة : 24 ) ، أَي ( مُتَكَرِّهَةٌ متقطِّبةٌ ) قد أَيْقَنَتْ أَنْ العذابَ نازلٌ بها .
ووَجْهٌ بَسْرٌ : باسِرٌ . وُصِفَ بالمَصْدَرِ .
( وقَولُ الجوهَرِيِّ : أَوَّلُ البُسْرِ طَلْعٌ ثمّ خَلَالٌ ، إِلخ ) أَي إِلى آخرِه ، وهو قولُه : ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ، ثم تَمْرٌ ، ( غير جَيِّدٍ ) ؛ لأَنه تَرَكَ كثيراً من المَراتبِ التي يَؤولُ إِليها الطَّلع بَعدُ ، حتى يصلَ إِلى مَرتَبةِ التَّمْر ، ( والصَّوابُ : أَوَّلُه طَلْعٌ فإِذا انْعَقَدَ فسيَابٌ ) ، كَسَحَابٍ ، وقد تقدَّم في مَوضعه ، ( فإِذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ وَسَرَادٌ وخَلَالٌ ) ، كَسحَابٍ في
____________________

(10/178)


الكُلِّ ، ( فإِذا كَبِرَ شيئاً فبَغْوٌ ) ، بفتح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن ، ( فإِذا عَظُمَ فبُسْرٌ ) ، بالضَّمِّ ، ( ثم مُخَطَّمٌ ) ، كمُعَظَّمٍ ، ( ثم مُوَكِّت ) ، على صيغةِ إسمِ الفاعل ، ( ثم تُذْنُوبٌ ) ، بالضّمِّ ، ( ثم جُمْسَةٌ ) بضمِّ الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مفتوحة ، ( ثم ثَعْدَةٌ ) ، بفتحِ المُثَلَّثةِ وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دال ، ( خالِعٌ وخالِعةٌ ، فإِذا انتهى نُضْجُه فرُطَبٌ ومَعْوٌ ) ، فإِن لم يَنْضَج كلُّه فمُناصِف ، ( ثمّ تَمْرٌ ) ، وهو آخِرُ المَراتِبِ .
وقال الأَصمعيّ : إِذا اخْضَرَّ حَبّه واستدارَ فهو خَلَالٌ ، فإِذا عَظُمَ فهو البُسْرُ ، فإذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ .
( وبَسَطْتُ ذالك في الرَّوْض المَسْلُوف فيما له إسْمَانِ إِلى أُلُوف ) ، وقد اطَّلَعْتُ عليه بحَمْدِ اللّهِ تعالَى ، ( فلْيُنْظَرْ إِن شاءَ اللّهُ تعالَى ) ، وقد ذَكَرَ فيه هاذه العبارةَ بعَيْنِها .
قال شيخُنَا : وظاهِرُه أَنْ ما قَالَه الجوهريّ خَطَأٌ ، وليس كذالك ، بل هو خِلافُ الأَوْلَى ؛ لأَنّ غايةَ ما فيه تَرْكُ بعضِ المَراتبِ ، التي عَدَّها أَهلُ النَّخْلِ في تَدْرِيجِ ثَمَرِ التَّمْرِ ، وذالك لا يكون خطأً كما لا يَخْفَى ، وقد أَوردَه كذالك صاحبُ الكِفَايَة مُسْتَوْفًى ، وأَنعمتُه شَرْحاً في شَرْحِه ، فراجِعْه .
وقال في قوله : وبَسَطْتُ ، إِلخ ، قلتُ : قد أَوضحتُ في حَواشيه أَنّ هذا ليس ممّا يَدْخُلُ فيما له إسْمَانِ إِلى أُلُوف ؛ لأَن هاذه الأَسماءَ تَختلف باختلافِ الحالاتِ ، والأَوقاتِ ، كما هو ظاهرٌ ، وكثيراً ما ارتكبَ مثلَه في ذالك الكتاب ، وهو ليس مِن مَباحِثِه ، فلا يغترّ بما فيه كلِّه ، انتهى .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
تَبَسَّرَ : طَلَبَ النَّبَاتَ ، أَي حَفَرَ عنه قبلَ أَن يَخْرُجَ .
والبسْرُ : ظَلْمُ السِّقَاءِ .
وأَبْسَرَ النَّخْلُ : صارَ ما عليه بُسْراً .
____________________

(10/179)



والبُسْرَةُ : الغَضُّ مِن البُهْمَى ، قال ذو الرُّمَّة :
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً
وصَمْعَاءَ حتى آنَفَتْهَا نِصَالُها
أَي جعلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها .
وفي الصّحاح : البُسْرَةُ من النَّبَات : أَوَّلُها البارِضُ ، وهي كما تَبْدُو في الأَرض ، ثم الجَمِيمُ ، ثم البُسْرَةُ ، ثم الصَّمْعَاءُ ، ثم الحَشِيشُ .
والبَسْرُ : حَفْرُ الأَنْهَارِ إِذا عَرَا الماءُ أَوطَابَه ، قال الأَزهريُّ : وهو التَّبَسُّرُ ، وأَنشدَ بيتَ الرّاعِي :
إِذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا
قال ابن الأَعرابيِّ : بَنَاتُ الأَرضِ : الغُدْرانُ فيها بَقايا الماءِ .
وبَسَرَ النَّهْرَ ، إِذا حَفَرَ فيه بِئْراً ، وهو جافٌّ .
وَبَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ بَسْراً ، إِذا رَعَيْتَه غَضًّا ، وكنتَ أَوَّلَ مَن رعاه ، وقال لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثاً رَعاه أُنفاً : :
بَسَرْتُ نَدَاه لم يُسَرَّبْ وُحُوشُه
بِعِربٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
وبُسَيْرُ بنُ أُبَيَ كزُبَيْرٍ : مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ ، ضَبَطَه المَرْزُبانِيُّ ، ولا نَظِيرَ له ، هاكذا قالُوه ، ولاكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ ، مِن أَجدادِ ظَلامةَ بنتِ مُرَّةَ جَدَّةِ عِكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ العاص ، نقلَه الحافظُ .
وبسْرٌ ، بالضَّمِّ : اسمٌ ، قال :
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ
ولو كان بُسْرٌ رَاءَ ذالك أَنْكَرَا
ومن المَجاز : ابْتَسَرَ الجارِيَةَ ، إِذا
____________________

(10/180)


ابْتَكَرَها قبل إِدْراكِها .
وباسُورِين : ناحيةٌ من أَعمال المَوْصِل ، في شرقيّ دجْلَتها ، كذا في مُعجَم ياقُوت .
وأَهلُ اليمن يُسَمُّون أَيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عنهم : أَيام البِسَارة .
بسكر : ( بَسْكَرَةُ ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( بالكَسْر ويُفْتَحُ ) ومثلُه في المَراصِد ، والمَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّةً ومِن الشُّيُوخ الفَتْحُ دُونَ الكَسْرِ ، قالَه شيخُنَا . قلتُ : وبالفَتْحِ ضَبَطَه الشَّرَف الدُّمْيَاطِيُّ في السِّفْرِ الثاني مِن مُعْجَم شُيُوخِه في ترجمةِ شَيْخِه الفَضْلِ بنِ القاسم البَسْكَرِيِّ : ( د ، بالمَغْرِب ) ، هي أُمُّ بلاد الزّابِ ، وقاعدةُ أَمْصَارِ الجَرِيدِ ، و ( تُعرَفُ بِبَسْكَرَةِ النَّخِيلِ ) وفي ( الاسْتبْصَار في أَخبارِ الأَمْصَار ) : بَسْكَرَةُ : كُورَةٌ فيها مُدُنٌ ، وقاعِدَتُها بَسْكَرَةُ النَّخِيلِ ، وهي مدينةٌ كبيرةٌ ، كثيرةُ النَّخْل والزَّيْتُونِ وأَصنافِ الثِّمَار ، وهي مدينةٌ مُسَوَّرَةٌ عليها خَنْدَقٌ ، وبها جامعٌ ومساجدُ وحَمّامَاتٌ كثيرةٌ ، وحَوَالَيْهَا بساتينُ كثيرةٌ ، وفيها غابةٌ كبيرةٌ مِقدار سِتَّةِ أَميالٍ ، فيها أَجناسُ الثِّمَارِ ، حولَها رياضٌ خارجةٌ عن الخَنْدَقِ ، وداخِلُها آبارٌ كثيرةٌ ، وفي داخل المدينةِ جَناتٌ يَدْخُلُ إِليها الماءُ مِن النهْر ، وبها جَبَلُ مِلْح يُقْطَعُ منه صَخْرٌ كبيرٌ جَلِيلٌ ، وشُرْبُها مِن نَهْرٍ كبيرٍ ، يَجْرِي في جَوْفِها ، يَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ . وقلَه شيخُنا . ( منها : الحافِظُ ) الضّابِطُ ( عليُّ بنُ جُبَارةَ ) بنِ محمّدِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سَوادةَ ( أَبو القاسمِ الهُذَلِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ التي بأَيدِينا ، والصَّوابُ أَنه يُوسُفُ بنُ عليِّ بنِ جُبَارَاَ ، كما في تاريخ الذَّهَبِيِّ وابن عَساكر ، وهو الذي كُنْيَتُه أَبو القاسِمِ ، قيل : هو مِن ذُرِّيَّةِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ ، وساق نَسَبَه ابنُ ماكُولا ، وُلِدَ سنة 403 ه ، وأَخَذَ عن أَبي نُعَيمٍ الأَصْبَهَانيِّ ، وقَرَأَ على أَي عليَ الواسِطِيِّ ، وعَمِلَ اختياراً في القِراءَات . قلتُ : وفي تاريخ الذَّهَبِيّ :
____________________

(10/181)


هو أَحَدُ الجَوْالِينَ في الدُّنيا في طَلَبِ القِراءَات ، لَقِيَ في هاذا الشَّأْنِ في رِحْلَته ثَلاثَمِائَةٍ وخمسينَ شيْخاً ، وصَنَّف الكامِلَ في المَشْهُورة والشُّواذّ ، وفيه خمسون روايةً مِن أَلْفِ طَرِيقٍ وأَكثرَ ، وكانَ يَحْضُرُ مَجلسَ أَبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ . تُوُفِّيَ تقريباً في سنة 460 ه .
قلتُ : ويُنْسَبُ إِلى هاذا البلد أَيضاً :
أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَحمدَ البِسْكَرِيُّ ، قَدِمَ مصرَ سنة 516 ، هو بخطِّ المُنْذِرِيِّ بكسرِ أَوَّلِه .
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْكَرِيُّ ، سَمِعَ الكثيرَ ، مات سنة 804 ه بمصر .
بشتر : ( البُشْتِيرِيُّ ) ، أَهملَه الجماعَةُ ، وهو ( بالضَّمِّ ) وسُكُونِ الشِّين وكسرِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ وسُكُون التحْتِيَّةِ ، هاكذا في نُسْخَتِنَا ، وفي بعضِهَا : البُشْتَبْرِيُّ ، بضمِّ المْثَنّاةِ وسُكُونِ المُوَحَّدةِ ، ( هو شيخُ الإِسلامِ ) والمِنَّةُ الكُبْرَى مِن الله تعالَى على الأَنام ، القُطْبُ مُحْيِي الدِّين ( عبدُ القادرِ بنُ أَبي صالحٍ ) موسى بنِ جنكى دوست ( الجِيليّ ) الحَسَنِيُّ ، ولد سنة 470 ه ، وتوفِّي سنة 561 ه ، كذا بخطِّ الذَّهَبِيِّ ، ( كذا نَسَبَه حَفِيدُه ) الإِمامُ المحدِّثُ عمادُ الدِّينِ ( القاضي أَبو صالحٍ ) نصرُ بنُ عبد الرَّزّاقِ بنِ عبد القادرِ ( الجِيلِيُّ ) ، تُوُفِّي في سنة 633 ه ، درسَ في مدرسةِ جَدِّه ، ورَوَى الحديثَ ، وأَعْقَبَ عن ثلاثة .
قلتُ : لم يَذْكُر أَنْ المنسوبَ إِليه قَريةٌ أَو مَوضِعٌ ، والذي يَظهرُ لي أَنه تَصْحِيفٌ عن النَّشْتَبْرِيِّ ، بفتحِ النّونِ وسُكُونِ الشِّين المُعْجَمَةِ وفتح تاءٍ مُثَنْاةٍ فَوْقِيَّةٍ ، وباءٍ مُوَحَّدَةِ ( وراءٍ ) مفتوحةٍ إِلى نَشْتَبْرَى ، بأَلف القَصْرِ : قريةً قُرْبَ شَهْرابانَ مِن نواحِي بغدادَ ، كما ضَبَطَه ياقُوتُ في المُعْجَم ، فَلْيُنْظَرْ ويُتَأَمَّلْ .

____________________

(10/182)


بشر : ( البَشَرُ ) : الخَلْقُ ، يَقَعُ على الأُنْثَى والذَّكَرِ ، والواحِد والإِثْنَيْنِ والجَمْعِ ، لا يُثَنَّى ولا يُجمَعُ ، يقال هي بشَرٌ ، وهو بَشَرٌ ، وهما بَشَرٌ ، وهم بَشَرٌ ، كذا في الصّحاح . وفي المُحكَم : البَشَرُ ، ( مُحَرَّكَةً : الإِنسانُ ، ذَكَراً أَو أُنْثَى ، واحداً أَو جمعاً ، وقد يُثَنَّى ) ، وفي التَّنْزِيل العزيز : { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } ( المؤمنون : 47 ) قال شيخُنا : ولعلَّ العَرَبَ حين ثَنَّوّه قَصَدُوا به حين إِرادةِ التَّثْنِيَةِ لواحِدَ ، كما هو ظاهرٌ ، :
ويُجْمَعُ أَبشراً ) ، قياساً . وفي المِصْباح : لكنّ العرَبَ ثَنَّوْه ولم يَجْمَعُوه . قال شيخُنا ، نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق : سُمِّيَ الإِنسانُ بَشَراً ؛ لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر والصُّوف والوَبَر .
( و ) مِن فُصُوله الممتازِ بها عن جميع الحيوانِ بادِي البَشَر ، وهو ( ظاهِرُ جِلْدِ الإِنسانِ ، قيل : وغيرِه ) كالحَيَّة ، وقد أَنكَرَه الجَمَاهِيرُ ورَدُّوه . ( جَمعُ بَشَرَةٍ ، وأَبْشَارٌ جج ) ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ ، وفي المُحْكَم : البشَرةُ أَعلَى جِلْدَةِ الرَّأْسِ والوَجْهِ والجَسَدِ من الإِنسان ، وهي التي عليها الشَّعرُ ، وقيل : هي تَلِي اللَّمَ . وعن اللَّيْث : البَشَرَةُ أَعلَى جِلْدَةِ الوَجهِ والجسدِ من الإِنسانِ ، ويُعْنَى به اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ، ومنه اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجلِ المرأَةَ : لتَضامِّ أَبشارِهما . وفي الحديث : ( لم أَبْعثْ عُمّالِي لِيضْرِبُوا أَباشرَكم ) . وقال أَبو صَفْوَانَ : يُقَال لظاهِرِ جِلْدَةِ الرأْسِ الذي يَنْبُتُ فيه الشَّعرُ : البَشَرةُ ، والأَدَمَةُ ، والشَّوَاةُ .
وفي المِصْباح : البَشَرَةُ ظاهِرُ الجِلْدِ ، والجمعُ البَشَرُ ، مثلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ ، ثم أُطْلِقَ على الإِنسان واحِدِه وجَمْعِه . قال شيخُنا : كلامُه كالصَّرِيح في أَنْ إِطلاقَ البَشَرِ على الإِنسان مَجازٌ لا حقيقةٌ ، وإِن كَتَبَ بعضٌ على قوله : ( ثم أُطْلِقَ إِلخ ) ما نَصُّه : بحيثُ صار حقيقةً عُرْفِيَّةً ، فلا تَتوقَّفُ إِرادتُه منه على قَرِينَةٍ ، أَي والمرادُ من العُرْفِيَّة عُرْفُ اللُّغَةِ .
____________________

(10/183)



وكلام الجوهريِّ كالمصنِّف صريحٌ في الحقيقة ؛ ولذالك فَسَّره الجوهريُّ بالخَلْق ، وهو ظاهرُ كلامِ الجَمَاهِيرِ .
( والبَشْرُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( القَشْرُ ، كالإِبْشَارِ ) ، وهاذه عن الزَّجّاج ، يقال ؛ بَشَرَ الأَدِيمَ يَبْشُرُه بَشْراً ، وأَبْشَرَه : قَشَرَ بَشَرَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ ، وقيل : هو أَن يَأْخُذَ باطِنَ بشَفْرَةٍ .
وعن ابن بُزُرْجَ : من العَرَبِ مَن يَقُولُ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ أَبْشِرُه بكسرِ الشِّينِ إِذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه .
وأَبْشُرُه بالضمِّ : أُظْهِرُ بَشَرَتَه ، وأَبْشَرْتُ الأَدِيمَ فهو مُبْشَرٌ ، إِذا ظَهَرَتْ بَشَرَته التي تَلِي اللَّحْمَ ، وآدَمْتُهِ ؛ إِذا أَظْهَرْتَ أَدَمَتَ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ . وفي التَّكْمِلَةِ : بَشَرْتُ الأَدِيمَ أَبْشِرُه بالكسر لغةٌ في أَبْشُرُه بالضَّمِّ .
( و ) البَشْر : ( إِحْفَاءُ الشّارِبِ حتَّى تَظْهَرَ البَشَرَةُ ) ، وفي حديث عبدِ اللّهِ بن عَمْرٍ و ( أُمِرْنَا أَنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً ) أَي نُحْفِيهِا حتى تَتَبَيَّنَ بَشَرَتُها ، وهي ظاهِرُ الجِلْدِ .
( و ) البَشْرُ : ( أَكْلُ الجَرَادِ ما على ) وَجْهِ ( الأَرضِ ) . وقد بَشَرَها بَشْراً : قَشَرَهَا وأَكَلَ ما عليها ؛ كأَنَّ ظاهِرَ الأَرضِ بَشَرَتُها .
( والمُبَاشَرَةُ والتَّبْشِيرُ ، كالإِبشارِ والبُشُورِ والاستبشارِ . والبِشَارةُ الاسمُ من . ، كالبُشْرَى ) .
وقد بَشَرَه بالأَمْرِ يَبْشُرُه ، بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً وبُشْراً ، وبَشرَه به ( بَشْراً ) ، عن اللِّحْيَانيِّ ، وبَشَّرَه وأَبْشَرَه فبَشِرَ به ، وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً ، يقال : بَشَرْتُه ، فأَبْشَرَ ، واسْتَبْشَرَ وتَبَشَّرَ وبَشِرَ : فرِحَ ، وفي التَّنزِيل : { فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ } ( التوبة : 111 ) ، وفيه أَيضاً : { وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ } ( فصلت : 30 ) ، واسْتَبْشَرَه كبَشَّرَه . وفي الصّحاح : بَشَرْتُ الرَّجُلَ أَبْشُرُه بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً ،
____________________

(10/184)


مِن البُشْرَى ، وكذالك الإِبشارُ ، والتَّبْشِيرُ : ثلاثُ لُغَاتٍ .
( و ) البِشَارةُ : اسمُ ( ما يُعْطَاه المُبَشِّرُ ) بالأَمْر . ( ويُضَمُّ فيهما ) .
يقال : بَشَرْتُه بِمَوْلُودٍ فأَبْشَرَ إِبشاراً ، أَي سُرَّ ، وتقولُ : أَبْشِرْ بِخَيْرٍ ، بقَطْع الأَلفِ ، وبَشِرْتُ بكذا بالكسر أَبْشَرُ ، أَي اسْتَبْشَرْتُ به .
وفي حديث تَوْبَةِ كَعْبٍ : ( فأَعْطَيْتُه صَوْبِبي بُشَارةً ) ، قال ابنُ الأَثِير : البُشَارةُ ، بالضمِّ : ما يُعْطَى البَشِيرُ ، كالعُمَالَةِ للعاملِ ، وبالكسر : الاسْمُ ؛ لأَنها تُظْهِرُ طَلَاقَةَ الإِنسانِ .
وهم يَتَبَاشَرُون بذالك الأَمرِ ، أَي يُبَشِّرُ بعضُهُم بعضاً .
وقولُه تعالى : { يابُشْرَى هَاذَا غُلاَمٌ } ( يوسف : 19 ) كقولك : عَصَايَ ، وتقولُ في التَّثْنِيَةِ : يا بُشْرَيَيَّ .
والبِشَارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكونُ إلّا بالخَيْر ، وإِنْما تكونُ بالشَّرِّ إِذا كانت مُقَيَّدَةً ، كقوله تعالَى : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ( آل عمران : 21 ) وقد يكونُ هذا على قولِهِم : تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ ، وعِتابُكَ السَّيْفُ .
وقال الفَخْرُ الرّازِيُّ أَثناءَ تفسيرِ قولِه تعالَى : { وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاْنْثَى } ( النحل : 58 ) : التَّبْشِيرُ في عُرْفِ اللُّغَة مُختصٌّ بالخَبَرِ الذي يُفِيدُ السُّرُورَ ، إِلّا أَنه بِحَسَبِ أَصْلِ اللُّغَةِ عبارةٌ عن الخَبَرِ الذي يُؤَثِّر في البَشَرةِ تَغَيّراً ، وهاذا يكونُ للحُزْن أَيضاً ، فوَجَبَ أَن يكونَ لفظُ التَّبْشِيرِ حقيقةً في القِسْمَيْن .
وفي المِصْباح : بَشِرَ بكذا كفَرِحَ وَزْناً ومعنىً ، وهو الاستبشارُ أَيضاً . ويَتعدَّى بالحركةِ فيقال : بَشَرْتُ وأَبْشَرْتُ ، كنَصرْتُ في لُغَةِ تعامةَ وما وَالَاها ، والتَّعْدِيَةُ بالتَّثْقِيل لغةُ عامَّةِ العربِ ، وقرأَ السَّبْعَةُ باللُّغَتَيْن .
والفاعِلُ من المخفَّف بَشِيرٌ ، ويكون
____________________

(10/185)


البَشِيرُ في الخَيْرِ أَكثرَ منه في الشَّرِّ .
والبِشَارةُ ، بالكسر ، والضمُّ لغةٌ ، وإِذا أُطلِقتْ اختَصَّتْ بالخَيْرِ ، وفي الأَساس : وتَتَابَعَتِ البِشَارَاتُ والبَشَائِرُ .
( و ) البَشَارَةُ ( بالفَتْح : الجَمَالُ ) والحُسْنُ ، قال الأَعْشَى :
وَرَأَتْ بأَنتَّ الشَّيْبَ جا
نَبَه البَشَاشَةُ والبَشَارَهْ
( و ) يقال : ( هو أَبْشَرُ منه ، أَي أَحْسَنُ وأَجْمَلُ وأَسْمَنُ ) ، وفي الحديث : ( ما مِن رَجُلٍ له إِبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا ، إِلّا بُطِحَ لها يومَ القِيَامَةِ بقَاعٍ قَرْقَرٍ ، كأَكْثَرِ مَا كَانَتْ ، وأَبْشَرِه ، ( أَي أَحْسَنِه ، ويُرْوَى : ( وشَرِه ) ؛ من النّشاط والبَطَر .
( والِشْرُ ، بالكسر : الطَّلاقَةُ ) والبَشَاشَةُ ، يقال : بَشَرَنِي فلانٌ بَوجهٍ حَسَنٍ ، أَي لَقِيَنِي وهو حَسَنُ البِشْرِ ، أَي طَلْقُ الوَجهِ .
( و ) البِئْرُ : ( ع : و ) قيل : ( جَبَلٌ بالجَزِيرة ) في عَيْنِ الفُراتِ الغَربِّي ، وله يَومٌ ، وفيه يقول الأَخطلُ :
لقد أَوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وَقْعَةً
إِلى اللّهِ منها المْشْتَكَى والمُعَوَّلُ
وتَفصيله في كتاب البلاذريّ .
( و ) قيل : ( ماءٌ لِتَغْلِبَ ) بنِ وائلٍ ، قال الشاعر :
فلَنْ تَشْرَبي إِلَّا بِرَنْقٍ ولَنْ تَرَيْ
سَوَاماً وحَيًّا في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ
( أَو ) البِشْرُ : سمُ ( وادٍ يُنْبِتُ أَحْرَارَ البُقُولِ ) وذُكُورَهَا .
( و ) المُسَمَّى بِشْر ( سبعةٌ وعشرون صَحابيًّا ) ، وهم : بِشْرُ بنُ البَرَاءِ الخَزْرَجِيُّ ، وبِشْرٌ الثَّقَفِيُّ ، ويقال : بَشِير ؛ وبِشْرُ بنُ الحارث الأَوْسِيُّ ، وبِشْرُ بنُ الحارث القُرَشِيّ ، وبِشْرُ بن حَنْظَلَةَ الجُعْفِيّ ، وبِشْرٌ أَبو خليفةَ ، وبِشْرٌ أَبو رافعٍ ، وبِشْرُ بنُ سُحَيْمٍ الغِفَارِيُّ ، وبِشْرُ بنُ صُحَار ،
____________________

(10/186)


وبِشْرُ بنُ عاصم الثَّقَفِيُّ ، وبِشْرُ بنُ عبد الله الأَنصاريُّ ، وبِشْرُ بنُ عَبْدٍ ، نَزَلَ البصرة ، وبِشْرُ بنُ عُرْفُطَةَ الجُهَنيُّ ، وبشْرُ بن عِصْمَةَ اللَّيْثِيُّ ، وبِشْرُ بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ ، وبِشْرُ بنُ عَمْرٍ و الخَزْرَجِيُّ ، وبِشْرٌ الغَنَوِيُّ ، وبِشْرُ بنُ قُحَيْفٍ ، وبِشْرُ بنُ قُدَامةَ ، وبِشْرُ بنُ مُعَاذٍ الأَسَدِيُّ ، وبِشْرُ بنُ معاويةَ البَكّائِيُّ ، وبِشْرُ بنُ المُعَلَّى العَبْدِيُّ ، وبِشْرُ بن الهَجنَّعِ البَكَّائِيُّ ، وبِشْرُ بنُ هِلالٍ العَبْدِيُّ ، وبِشْرُ بِنُ مادة الحارِثيّ ، وبِشْرُ بنُ حَزْنٍ النَّضْرِيُّ ، وبِشْرُ بنُ جِحَاشٍ ، ويقال بسر ، وقد تقدّم .
( وأَبو الحَسَنِ ) البِشْرُ ( صاحبُ ) أَبي محمّدٍ ( سَهْلِ بنِ عبد الله ) بن يُونُسَ التُّسْتَرِيّ البَصْرِيّ ، صاحب الكرامات . ( و ) أَبو حامدٍ ( أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ ) بنِ محمّدٍ الهَرَوِيُّ ، عن حامد الرّفَّاءِ ، رَوَى عنه شيخُ الإِسلام الهَرَوِيُّ . ( وأَبو عَمْرٍ و ) أَحمدُ بنُ محمّدٍ الأَسْتَراباذِيّ ، عن إِبراهيمَ الصّفارِ ، ذَكَره حمزةُ السَّهْمِيُّ ( البِشْرِيُّون : محدِّثون ) .
وفاته :
محمّدُ بنُ يزَيدَ البِشْرِيُّ الأُمَوِيُّ ، قال الأَمِير ؛ أَظنّه مِن وَلَدِ بِشْر بنِ مَروانَ ، كان شاعراً . وأَبو القاسم البِشْرِيُّ ، من شُيوخ بن عبد البَرِّ ، قال ابنُ الدَّبّاغ : لم أَقف على اسمه ، ووجدتُه مضبوطاً بخطِّ طاهرِ بن مفوز .
( وبِشْرَوَيْهِ كسِيبَوَيْهِ . جماعةٌ ) منهم ؛ أَحمدُ بنُ إِسحاقَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بِشْرَوَيْهِ . وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ الخُجَنديّ ، شيخٌ لغُنجار ، صاحِبِ تاريخ بُخارَا . وإِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بنِ بِشْرَوَيْهِ بخارِيٌّ . وأَبو نُعيمٍ بِشْرَوَيْهِ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ المعقليّ ، رئيسُ نَيْسَابُورَ ، رَوَى عن بِشْره بنُ أَحمدَ الإِسفرايِنيّ . ومحمّدُ بنُ عبد اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ الحَسنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ الأَصْبهانيُّ ، وابنُه أَحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الحافظُ . وأَحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الإِمامُ ، قديمٌ ، حدَّث عن أَبي مَسْعُودٍ الرّازيّ .
____________________

(10/187)



( و ) بَشَرى ( كجَمَزَى ؛ لا بمكَّةَ بالنَّخْلَةِ الشّامِيَّةِ .
( و ) بُشَرَى ( كأُرَبَى : بالشّام ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : هم البُشَارُ ( كغُرَابٍ : سُقَّاطُ النّاسِ ) القُشَار والخُشَارِ .
( وبِشْرَةُ ، بالكسر ) : إسمُ ( جارِيَة عَوِنْ بنِ عبدِ اللّهِ ) ، وفيها يقول إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ المَوْصلِيُّ :
أَيَا بِنْتَ بِشْرَةَ ما عاقَنِي
عن العَهْدِ بَعْدَ مِنْ عائِقِ
قال مغلْطايْ : رأَيتُه مضبوطاً بخطِّ أَبي الرَّبِيعِ بنِ سالمٍ .
( و ) بِشْرَةُ : ( فَرَسُ ماوِيَةَ بنِ قَيْسٍ ) الهَمْدَانِيِّ ، المُكَنى بأَبِي كُرْزٍ .
( والبَشِيرُ : المُبَشِّرُ ) الذي يُبَشِّرُ القَوْمَ بأَمْر : خيرٍ أَو شَرَ .
( و ) البَشِيرُ : ( الَمِيلُ . وهي بهاءٍ ) . رجلٌ بَشِيرُ الوَجه : جميلُه ، وامرأَةٌ بَشِيرَةُ الوهِ . وَوجْهٌ بشِيرٌ : حَسَنٌ .
( وبَشِيرٌ ) ، كأَمِيرٍ : ( جُبَيْلٌ ) أَحمرُ ( مِن جِبالِ سَلْمَى ) لِبَنِي طَيِّىءٍ .
( و ) بَشِيرٌ : ( إِقليمٌ بالأَنْدَلُسِ ) نُسِبَ إِليه جماعةٌ من المحدِّثين .
( و ) المُسَمَّى ببَشِيرٍ ( ستْةٌ وعشرونَ صَحابِيًّا ) وهم : بَشِيرُ بنُ أَنَسٍ الأَوسيُّ ، وبَشيرُ بنُ تَيْمٍ ، وبَشيرُ بن جابرٍ العَبْسِيُّ ، وبَشيرٌ أَبو جَمِيلَةَ السُّلَمِيُّ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ العَبْسِيُّ ، وبَشيرُ بنُ الخَصاصِيَّة ، وبشيرُ بنُ أَبي زَيْد ، وبشيرُ بنُ زيدٍ الضُّبَعِيُّ ، وبَشيرُ بنُ سعدٍ الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ سَعدِ بنِ النّعمان ، وبَشيرُ بنُ عبد الله الأَنصاريُّ ، وبَشيرُ بنُ عبدِ المُنذر ، وبشير بن عتيك ، وبشيرُ بن عُقْبَةَ ، وبَشيرُ بنُ عَمْرٍ و ، وبَشيرُ بن عُقْبَةَ ، وبَشيرُ بنُ عَمْرٍ و ، وبَشيرُ بن عَنْبَسٍ ، وبَشيرُ بنُ فديكٍ ، وبَشيرُ بن مَعْبد أَبو بِشْر ، وبَشيرُ بنُ النَّهّاس العَبْدِيّ ، وبَشيرُ بنُ يزَيدَ الضُّبَعِيُّ ،
____________________

(10/188)


وبَشيرُ بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ ، وبَشيرُ بنُ عَمْرِو بن محصن ، وبَشيرٌ الغِفَاريُّ ، وبشيرٌ الحارثيُّ أَبو عِصَامٍ ، وبَشيرُ بنُ الحارثِ الشاعر .
( و ) المُسَمَّى ببَشِيرٍ ( جماعةٌ محدِّثون ) منهم : بَشِيرُ بن المُهَاجِر الغَنَوِيّ ، وبَشيرُ بن نهيك ، وبَشيرٌ مولَى بني هاشم ، وبَشيرٌ أَبو إِسماعيل الضُّبَعيّ ، وبَشيرُ بن مَيْمون ، الوَاسِطيّ ، وبَشيرُ بن زاذانَ ، وبَشيرُ بن زِياد ، وبَشيرُ بن ميمونٍ ، غير الذي تقدَّم ، وبَشيرُ بنُ مهرانَ ، وبَشيرٌ أَبو سَهْل ، وبَشيرُ بن كَعْب بن عُجْرَةَ ، وبَشيرُ بنُ عبد الرحمان الأَنصاريّ ، وبَشيرٌ مولَى معاويَةَ ، وبَشير بنُ كَعْب العَدَوِيّ ، وبشيرُ بنُ يَسار ، وبشيرُ بن أَبي كَيْسَانَ ، وبَشيرُ بن رَبِيعَةَ البَجليّ ، وبَشيرُ بنُ حَبَسٍ ، وبَشيرٌ الكَوْشَجُ ، وبَشيرُ بن عُقبة ، وبَشيرُ بن مُسلم الكِنديّ ، وبشيرُ بن مُحرِز ، وبشيرُ بنُ غالب ، وبَشيرُ بنُ المهلَّب ، وبَشيرُ بن عُبَيْد ، وغير هؤلاءِ ممّن رَوَى الحديث ، ( وأَحمدُ بنُ محمّدِ ) بنِ عبد الله عن عيِّ بنِ خَشْرَمٍ ، وعنه عبدُ الله بن جعفرِ بن الوَرْدِ ، ( وعبدُ اللّهِ بنُ الحَكَمِ ) شيخٌ لأَبي أُميّةَ الطَّرسوسيّ ، ( و ) أَبو محمّدٍ ( المُطَّلِبُ بنُ بَدْرِ ) بنِ المطَّلِب بنِ رهْمانَ البغداديّ الكُرْديّ ، نُسِب إِلى جدِّه بَشِير ، وُلِد سنة 547 ه ، وسمع من ابن البَطّيّ مع أَبيه ، تُوفِّي سنة 674 ه ، ( البَشِيريُّون : محدِّثون ) .
وأَحمدُ بنُ بَشِير أَبو بكرٍ الكُوفيُّ ، وأَحمدُ بن بشيرٍ أَبو جعفرٍ المؤدِّب ، وأَحمدُ بنُ بَشّار الصَّيْرفيُّ ، وأَحمدُ بنُ بشّار بنُ الحسن الأَنباريُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْرر الدمشقيُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر المَرثديُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر الطَّيالسيُّ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر البَزّازُ ، وأَحمدُ بنُ بِشْر بن سَعِيد : محدِّثون .
( وقَلْعَةُ بَشِيرٍ بِزَوْزَنَ ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( وحِصْنُ بَشِيرٍ بينَ بغدادَ والحِلَّةِ ) على يسارِ الجائي من الحِلَّةِ إِلى بغدادَ .
____________________

(10/189)



( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : ( المَبْشُورةُ ) : الجارِيَةُ ( الحَسَنَةُ الخَلْقِ واللَّوْنِ ) ، وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها .
( والتَّبَاشِيرُ : البُشْرَى ) ، وليس له نَظِيرٌ إِلّا ثلاثةُ أَحرفٍ : تَعاشِيبُ الأَرضِ ، وتَعاجِيبُ الدَّهرِ ، وتَفاطِيرُ النَّبَاتِ : مَا يَنْفَطِرُ منه ، وهو أَيضاً ما يَخْرُجُ على وَجْهِ الغِلْمَانِ والقَيْنَاتِ ، قال :
تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهه سَلْمَى
قَدِيماً لا تَفَاطِيرُ الشَّبابِ
( و ) مِنَ المَجَازِ : التَّبَاشِيرُ : ( أَوائِلُ الصُّبْحِ ) ، كالبَشَائِرِ ، قال أَبو فِرَاس :
أَقولُ وقد نَمَّ الحُلِيُّ بخرْسِه
علينا ولاحتْ للصَّباحِ بَشائِرُهْ
( و ) التَّبَاشِيرُ أَيضاً : أَوائِلُ ( كلِّ شيْءٍ ) ، كَتَباشِيرِ النّورِ وغيرِه ، لا واحِدَ له ، قال لَبِيدٌ يصفُ صاحباً له عَرَّسَ في السَّفَرِ فأَيقظَه :
0 قَلَّما عَرَّسَ حتَّى هِجْتُه
بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والتَّبَاشِيرُ : طَرَائِقُ ضوءِ الصُّبْحِ في اللَّيْل . وفي الأَساس : كأَنَّه جَمْعُ تَبْشِيرٍ ، مصدرُ بَشَّرَ .
( و ) عن اللَّيْث : التَّبَاشِيرُ : ( طَرَائِقُ ) تَرَاها ( على ) وَجْه ( الأَرضِ من آثار الرِّياحِ .
( و ) التَّبَاشِيرُ : ( آثارٌ بِجَنْبِ الدّابَّةِ من الدَّبَرِ ) ، محرَّكةً ، وأَنشدَ :
ونِضْوَةُ أَسْفَار إِذا حُطَّ رَحْلُهَا
رأَيتَ بدِفْئَيْهَا تَباشِيرَ تَبْرُقُ
وفي حديث الحجّاج : ( كيف كان المَطَرُ وتَبْشِيرُهُ ) ؟ أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه .
( و ) رأَى النَّاسُ في النَّخْل التَّبَاشيرَ ، أَي ( البَواكِر من النَّخْلِ ) .
____________________

(10/190)



( و ) التَّبَاشِيرُ : ( أَلوانُ النَّخْلِ أَوَّلَ ما يُرْطِبُ ) ، وهو التَّبَاكِيرُ .
( و ) في المُحْكَم : ( أَبْشَرَ ) الرَّجلُ إِبشاراً : ( فَرِحَ ) ، قال الشّاعر :
ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَوَاماً
وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلَالَا
وعن ابن الأَعرابيِّ : يقال : بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه ، وأَبْشَرْتُه ، وبَشَرتُ بكذا ، وبَشِرْتُ ، وأَبْشَرْتُ ، إِذا فَرِحْت ، ( ومنه : أَبْشِرْ بخَيرٍ ) ، بقَطْعِ الأَلِفِ .
( و ) من المَجاز : أَبْشَرَتِ ( الأَرضُ : أَخرجَتْ بَشَرَتَها ، أَي ما ظَهَرَ مِن نَباتِها ) ؛ وذلاك إِذا بُذِرَتْ . وقال أَبو زيادٍ الأَحمرُ : أَمْشَرَتِ الأَرضُ ، وما أَحسنَ مَشَرَتَها .
( و ) أَبْشَرَتِ ( النّاقَةُ : لَقِحَتْ ) ؛ فكأَنَّهَا بَشَّرَتْ باللَّقَاح ، كذا في التهْذِيب ، قال : وقولُ الطِّرِمّاحِ يُحَقِّقُ ذالك :
عَنْسَلٌ تَلْوِي إِذا أَبْشَرَتْ
بخَوَافِي أَخْدَرِيَ سُخامْ
وفي غيره : وبَشَّرَتِ النّاقَةُ باللَّقاح ، وهو حين يُعلَمُ ذالك عند أَوَّلِ ما تَلْقَحُ .
( و ) أَبْشَرَ ( الأَمْرَ : حَسَّنَه ونَضَّرَه ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وقد وَهِمَ المصنِّفُ ، والصَّوابُ : وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَه : حَسَّنَه ونَضَّرَه . وعليه وَجَّهَ أَبو عَمْرٍ و مَنْ قَرَأَ : { ذَلِكَ الَّذِى يُبَشّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ } ( الشورى : 23 ) قال : إِنّمَا قُرِئَتْ بالتَّخْفِيف ؛ لأَنه ليس فيه بكذا ، إِنما تقديرُه : ذالك الذي يُنَضِّرُ اللّهُ به وُجُوهَهم ، كذا في اللِّسَان .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( باشَرَ ) فلانٌ ( الأَمْرَ ) ، إِذا ( وَلِيَه بنفسِه ) ، وهو مستعارٌ من مُباشَرَةِ الرجلِ المرأَةَ ؛ لأَنه لا بَشَرةَ للأَمْرِ ؛ إِذْ ليس بِعَيْنٍ . وفي حديث عليَ كَرَّمَ اللّهُ وجهَه : ( فباشِرُوا رُوحَ اليَقِينِ ) ، فاستعاره لِرُوحِ
____________________

(10/191)


اليَقِين ؛ لأَنّ رُوحَ اليَقِينِ عَرَض ، وبَيِّنٌ أَنَّ العَرَضَ ليستْ له بَشَرَة . ومُبَاشَرَةُ الأَمْرِ أَن تَحْضُرَه بنفْسِكَ وتَلِيَه بنفْسِك .
( و ) باشَرَ ( المرأَةَ : جامَعَها ) مُبَاشرةً وبِشَاراً ، قال اللّهُ تعالَى : { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } . المُباشَرةُ : الجِمَاعُ ، وكان الرجلُ يَخرُج من المسجدِ وهو مُعْتَكِف فيُجامِعُ ، ثم يعودُ إِلى المسجد .
( أَو ) باشَرَ الرجلُ المرأَةَ ، إِذا ( صارا في ثَوْبٍ واحدٍ ، فباشَرَتْ بَشَرَتُه بَشَرَتَها ) . ومنه الحديثُ : ( أَنّه كان يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صائِم ، وأَراد به المُلَامَسَةَ ، وأَصلُه مِن لَمْسِ بَشَرةِ الرجلِ بَشَرَةَ المرأَةِ ، وقد يَرِدُ بمعنَى الوَطْءِ في الفَرْجِ ، وخارجاً منه .
( والتُّبُشِّرُ بضمِّ التاءِ والياءِ وكسرِ الشِّيْنِ المشدَّدةِ و ) وُجِدَ ( بخطِّ الجوهريَّ : الباءُ مفتوحة ) ، وهو لغة فيه : ( طائرٌ يقال له : الصُّفَارِيّةُ ) ، ولا نَظِيرَ له إِلا التُّنَوِّطُ وهو طائر أَيضاً ، وقولهم : وَقَعَ في ووادِي تُهُلِّكَ ، ووادِي تُضُلِّلَ ، ووادِي تُخَيِّبَ ، ( الواحدةُ بهاءٍ ) .
وبَشَرْتُ به ، كعَلِمَ وضَرَبَ : سُرِرْتُ ) ، الأُولَى لغة رواهَا الكِسائِيُّ .
( و ) يقال : ( بَشَرَنِي بوَجْهٍ ) مُنْبَسِطٍ ( حَسَنٍ ) يَبْشرني ، إِذا ( لَقِيَنِي ) به .
( وسَمَّوْا مُبَشِّراً ) وبَشّاراً وبِشَارَة وبِشْراً ( كمحدِّثٍ وكَتّان وكِتَابةٍ وعِجْلٍ ) .
وفاته :
بَشِرٌ ، ككَتِفٍ ، ومنهم : بَشِرُ بنُ مُنْقِذٍ البُسْتِيُّ ، قال الرَّضِيّ الشاطِبيُّ : رأَيتُه بخطِّ الوزيرِ المغربيِّ مُجوَّداً بالكسر .
( و ) بُشَيْر ، ( كزُبَيْرٍ ، الثَّقفيُّ ) قال ابنُ ماكُولا : له صُحبَة ، ( و ) بُشَيرُ بنُ كَعْبٍ أَبو أَيَّوبَ ( العَدَوِيُّ ) عَدِيُّ مَنَاةَ ، ويقال : العَامِرِيُّ ، ( و ) بُشَيْرٌ ( السُّلَمِيُّ ) رَوَى عنه ابنهُ رافِعٌ ( أَو هو ) أَي الأَخيرُ ( بِشْرٌ ) ، وقيل :
____________________

(10/192)


بَشِيرٌ كأَمِيرٍ : وقيل : بُسْرٌ بالمُهْمَلَة : ( صَحابِيُّون ) .
( و ) بُشَيْرُ ( بنُ كَعْبٍ ) أَبو عبدِ اللّهِ العَدَوِيُّ ، ويقال : العامِرِيُّ ، ( و ) بُشَيْرُ ( بنُ يَسارٍ ) الحارِثِيُّ الأَنصارِيُّ ، ( و ) بُشَيْرُ ( بنُ عبدِ اللّهِ ) بنِ بُشَيْر بن يَسار الحارثِيُّ الأَنصارِيُّ ، ( و ) بُشَيْرُ ( بنُ مُسْلِمٍ ) الحِمْصِيُّ ، ( وعبدُ العزيزِ بنُ بُشَيْرٍ ) شيخٌ لأَبي عاصِمٍ : ( محدِّثون ) .
( و ) من المَجاز : يقال : ( رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ ) ، وهو الذي قد جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مع المعرفةِ بالأُمور ، عن الأَصمعيِّ ، قال : وأَصلُه مِن أَدَمَةِ الجِلْدِ وَبَشَرَتِه .
وامرأَةٌ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ : تامَّةٌ في كلِّ وَجهٍ ، وسيأْتي ( في أَ دم ) .
وتَلُّ باشِرٍ : ع قُرْبَ حَلَبَ ، منه ) على يَوْمَيْن منها ، وفيه قلعةً ، منها ( محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ ) بنِ مُرْهَفٍ ( الباشِرِيُّ ) ، قال الذَّهَبِيُّ : لا أَعرفه ، قال الحافظُ : بل حَدَّثَ عن الفَخْر الفارِسِيِّ ، وحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ التَّلُّ باشِرِيِّ ، سَمِعَ الغَيلانيّاتِ على الفَخْرِ ابنِ البُخَارِيِّ .
( وأَبو البَشَرِ : آدَمُ عليه السَّلام ) ، أَوْلُ مَن تَكَنَّى به ، ولَقَبُه صَفِيُّ اللّهِ . ( و ) أَبو البَشَرِ ( عبدُ الآخِرِ المُحَدِّثُ ) ، الرّاوي عن عبدِ الجَلِيلِ بنِ أَبي سَعْد جزءَ بِيبَى . ( و ) أَبو البَشَرِ ( بَهْلَوانُ ) ابنُ شهر مزن بنِ محمّد بن بيوراسفَ ، كما رأَيتُه بخطِّه ، هاكذا في آخر شرْح المَصابيحِ للبَغَوِيِّ ( اليَزْدِيُّ ، دَجَّالٌ ) كذَّابٌ ، زَعَمَ أَنه سَمِعَ من شَخْصٍ لا يُعرَف بعد السبعين وخَمْسمائة صحيحَ البُخَاريِّ ، قال : أَخبرَنَا الدّاوُودِيُّ ؛ فانْظُرْ إِلى هاذه الوَقَاحةِ ، قالَه الحافظُ ( و ) أَبو الحَرَم ( مَكِّيُ بنُ أَبي الحَسَنِ بنِ ) أَبي نَصْرٍ ، المعروفُ بابنِ ( بَشَرٍ ) مُحَرَّكةً المُطَرّز البغداديُّ : ( محدِّث ) ، رَوَى عن ابن نُقْطَةَ ، وهو من شيوخِ الحافظِ الدِّمْيَاطِيِّ ، أَخرجَ حديثَه في مُعْجَمه وضَبَطَه .
____________________

(10/193)



وممّا يُستدرَك عليه :
البُشَارةُ ، بالضمِّ : ما بُشِرَ من الأَدِيم ، عن اللحْيانِيِّ ، قال : والتِّحْلِىءُ : ما قُشِرَ مِن ظَهْرِه .
وفي المَثَل : ( إِنّمَا يُعَاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشَرَةِ ، قال أَبو حَنِيفَةَ : معناه إِنّمَا يُعَاتَبُ مَنْ يُرْجَى ، ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ .
وفي الحديث : ( مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَلْيَبْشَرْ ) ، مَنْ رَوَاه بالضَّمِّ ، فقال : هو مِن بَشَرْتُ الأَدِيمَ ، إِذا أَخذْتُ باطِنَه بالشَّفْرَة ، فمعناه فَلْيُضَمِّرْ نفْسَه للقرآن ؛ فإِن الاستكثارَ مِن الطعَامِ يُنْسِيه القرآن .
وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه ، أَي سَحْنَاءَه وهَيْئَتَه .
والبَشَرَةُ : البَقْلُ والعُشْبُ .
والعشْرُ : المُبَاشَرَةُ ، قال الأَفْوَهُ :
لَمّا رَأَتْ شَيْبِي تَغَيَّرَ وانْثَنَى
مِن دُونِ نَهْمَةِ بَشْرِهَا حِينَ انْثَنَى
أَي مُبَاشَرَتِي إِيّاهَا .
وتَبَاشَر القَومُ : بَشَّرَ بعضُهم بعضاً .
ومن المَجاز : المُبَشِّرَاتُ : الرِّياحُ التي تَهُبُّ بالسَّحَاب ، وتُبَشِّرُ بالغَيْث ، وفي الأَساس : وهَبَّتِ البَوَاكِيرُ والمُبَشِّرَاتُ ، وهي الرِّيَاحُ المُبَشِّرَةُ بالغَيْث ، قال اللّهُ تَعَالَى : { وَمِنْ ءايَاتِهِ
____________________

(10/194)


أَن يُرْسِلَ الرّيَاحَ مُبَشّراتٍ } ( الروم : 46 ) ، { وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرىً } ( الأعراف : 57 ) وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً ؛ فبُشُراً جمعُ بَشُورٍ ، وبُشْراً مُخَفَّفٌ منه ، وبُشْرَى بمعنَى بِشارَةٍ ، وبَشْراً مصْدرُ بَشَرَه بَشْراً ، إِذا بَشَّرهَ .
ومِن المَجاز : فيه مَخايِلُ الرُّشْدِ وتَباشِيرُه .
وباشَرَه النَّعِيمُ . والفِعْلُ ضَرْبانِ : مُباشِرٌ ومُتَوَلِّدٌ ، كذا في الأَساس .
وبَشَائِرُ الوَجهِ : مُحَسِّناتُه .
وبَشَائِرُ الصُّبحِ : أَوَائلُه .
وعن اللِّحْيَانِيِّ : ناقةٌ بَشِيرَةٌ ، أَي حَسَنَةٌ ، وناقَةٌ بَشِيرَةٌ : ليست بمَهْزُولةٍ ولا سَمِينَةٍ . وحكى عن أَبي هلالٍ ، قال : هي التي ليستْ بالكرِيمَةِ لا الخَسِيسَةِ ، وقيل : هي التي على النِّصْفِ مِن شَحْمِها .
وبِشْرَةُ : إسمٌ ، وكاذلك بُشْرَى إسمُ رَجُلٍ ، لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكرةٍ ؛ للتَّأْنِيثِ ولُزُومِ حرفِ التأْنيثِ له ، وإِن لم تكن صفةً ؛ لأَنّ هاذِه الأَلِفَ يُبْنَى الإسمُ لها ، فصارتْ كأَنَّهَا من نفْسِ الكلمةِ وليستْ كالهَاءِ التي تَدخلُ في الإسمِ بعد التَّذْكِير .
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بَشّارٍ ، نَيْسَابُورِيٌّ ، وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ بَشَّارٍ البُوشَنْجِيُّ ، وأَبو محمّدٍ بِشْر بنِ محمّد بن أَحمدَ بنِ بِشْر البِشْرِيُّ ، وأَبو الحسنِ أَحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ أَحمدَ بنِ بَشِيرٍ ، وابنُه عليٌّ . وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ بَشِيرِ بنِ عبد الرَّحِيمِ : محدِّثون .
والبِشْرِيَّةٌ : طائفةٌ مِن المُعْتَزِلَةِ ؛ يَنْتَسِبُون إِلى بِشْرِ بنِ المْعْتَمِر .
وباشِرُ بنُ حازِمٍ ، عن أَبي عِمْرانَ الجَوْنِيّ .
وكُزبَيْرٍ : بُشَيْر بنُ طَلحةَ .
وبَشِيرُ بنُ أُبَيْرِقٍ . شاعرٌ مُنافِق . وبَشِيرُ بنُ النِّكْث اليَرْبُوعِيُّ راجزٌ .
وأَبو بَشيرٍ محمّدُ بنُ الحسنِ بن
____________________

(10/195)


ِ زكرّيا الحَضْرَمِيُّ .
وحِبّانُ بنُ بَشِيرِ بنِ سَبْرَةَ بنِ مِحْجَنٍ : شاعِرٌ فارسٌ لقبُه الْمِرقال .
وأَمّا مَن اسمُه بَشَّارٌ ككَتَّان فقد اسْتَوّفاهم الحافظُ في التَّبَصِير ، فراجِعْه ، وكذلك البشاريّ ، ومن عُرِفَ به ذَكَرَه في كتابِه المذكور .
وابنُ بشْرانَ : محدِّث مشهور .
وذ بِشْرَيْنِ ، بالكسر مثنًّى : جَدُّ ، الشَّعْبِيِّ .
والبَشِيرُ : فَرَسَ محمّدِ بنِ أَبي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ .
بشكر : ( البَشْكَرِيّ ) شيخٌ للمالِينيِّ ، ذَكَرَه الرُّشاطِيُّ ، وما ذَكَرَ اسمَه .
وبشكريّ ، قال الذَّهبيُّ : صاحبٌ لنا .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
بشكلر : ( بُشْكلارُ ) : من قُرى جَيّانَ ، منها أَبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ محمد بنِ سعيدٍ الأَندلسيّ البُشْكلارِيّ ، نَزِيلُ قُرْطُبَةَ ، كان ثِقَةً شافِعيًّا ، رَوَى عن أَبي محمّدٍ الأَصِيليِّ ، وعنه أَبو عليَ الغَسَانيّ وغيرُه ، تُوُفِّيَ سنةَ 461 ه .
ومما يستدرك عليه :
بشطمر : ( البَشْطَمِيرُ ، كزَنْجَبِيل ) : قريةٌ بالمرْتاحيّة .
وممّا يُستدَرك عليه :
بشمر : ( البَشْمُور ) ، بالفتح : قريةٌ من الدَّقَهليّة .
وممّا يُستدرَكَ عليه أَيضاً :
بصر : ( البَصَرُ ، محرَّكةٌ ) : العَيْنُ ، إِلّا أَنه مُذَكَّرٌ ، وقيل : البَصَرُ : حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ ، قالَه اللَّيْث ، ومثلُه في الصّحاح . وفي المِصباح : البَصَرُ : النُّورُ الذي تُدرِكُ به الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ . وفي المُحكَم : البَصَرُ : ( حِسُّ العَيْنِ ، ج أَبصارٌ ) .
____________________

(10/196)



( و ) البَصَرُ ( مِن القَلْبِ : نَظَرُه وخاطِرُه ) ، والبَصَرُ : نَفَاذٌ في القَلْب ، كما في اللِّسان ، وبه فُسِّرت الآيةُ : { فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } ( الملك : 3 ) .
وفي البَصَائِرِ للمصنِّف : البَصِيرَةُ : قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ ، ويقال : بَصَرٌ أَيضاً ، قال اللّهُ تعالَى : { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } ( النجم : 17 ) .
وجمعُ البَصَرِ أَبْصَارٌ ، وجمعُ البَصِيرَةِ بَصائِرُ .
ولا يكادُ يقال للجارِحَةِ لنّاظرةِ : بَصِيرَةٌ . إِنّما هي بَصَرٌ ، ويقال للقُوَّة التي فيها أَيضاً : بَصَرٌ ، ويقال منه : أَبْصَرْتُ ، ومن الأَوَّلِ ، أَبْصَرْتُه وبَصُرْتُ به ، وقَلَّمَا يقال في الحاسَّة إِذا لم تُضامُّه رؤيةُ القلبِ : بَصُرْتُ .
( وبَصُرَ به ككَرُمَ وفَرِحَ ) ، الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ ، ( بَصَراً وبَصَارَةً ، ويُكْسَرُ ) ككِتَابةٍ : ( صار مُبْصِراً ) .
( وأَبْصَرَه وَتَبَصَّرَه : نَظَرَ ) إِلي : ( هل يُبْصِرُه ؟ ) .
قال سِيبَوَيْهِ : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً ، وأَبْصَرَه ، إِذا أَخْبَرَ بالذي وَقَعَتْ عَيْنُه عليه .
( و ) عن اللِّحْيَانِّي : أَبصَرتُ الشيْءَ : رأَيتُه .
و ( باصَرَا : نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ ) . ونصَّ عبارةِ النَّوَادِرِ : وباصَرَه : نَظَرَ معه إِلى شيْءٍ : أَيُّهما يُبْصِرُه قبلَ صاحِبِه . وباصَرَه أَيضاً : أَبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ ) . فَبِت على رَحْلِي وباتَ مَكانَه
أُراقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُهْ
وفي الصّحاح : باصَرْتُه إِذا أَشْرَفْتَ تَنْظُرُ إِليه من بَعِيدٍ .
( وتَباصَرُوا : أَبْصَرَ بعضُهم بعضاً ) .
( والبَصِيرُ : المُبْصِرُ ) ، خِلافُ
____________________

(10/197)


الضَّرِيرِ ، فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ . ( ج بُصَراءُ ) .
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإِنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ .
( و ) البَصِيرُ : ( العالِمُ ) ، رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به . وقد بَصُرَ بَصَارةً ، وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياءِ ، أَي عالِمٌ بها . والبَصَرُ : العِلْم ، وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه ، قال اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : { بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } ( طه : 96 ) قال الأَخْفشُ : أَي عَلِمْتُ ما لم يَعْلَمُوا به ، مِن البَصِيرَة . وقال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ ، أَي أَبْصَرْتُ ، قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أَبْصَرْتُه ، كذا في اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ، ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ، ويقال : بَصِيرٌ بكذا وكذا ، أَي حاذِقٌ ، له عِلْمٌ دَقيقٌ به .
وقولُه عليه السَّلامُ : ( إذْهَبْ بنَا إِلى فُلانٍ البَصِيرِ ) ، كان أَعْمَى . قال أَبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ ، قال ابن سِيدَه : وعندي أَنه عليه السَّلامُ إِنّمَا ذَهَبَ إِلى التَّفَاؤُل إِلى لَفْظ البَصر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى ، أَلا تَرَى إِلى قَول مُعاويةَ : ( والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأَعمَى ) . وقال المصنِّف في البَصائر : والضَّريرُ يقال له ؛ بَصيرٌ ، على سَبِيل العَكْسِ ، والصَّوابُ أَنِ قيل ذالك له ؛ لِما له مِن قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ .
( و ) البَصِيرَةُ ( بالهاءِ : عَقِيدَةُ القَلْبِ ) ، قال اللَّيْث : البَصِيرَةُ : إسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب مِن الدِّين وتحقيقِ الأَمرِ . وفي البَصَائر : البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ ، وقولُه تعالَى : { أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } ( يوسف : 108 ) ، أَي على معرفةٍ وتَحَققٍ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الفِطْنَةُ ) ، تقول العربُ : أَعْمَى اللّهُ بصائِرَه ، أَي فِطَنَه ، عن ابن الأَعرابيِّ . وفي حديث ابن عَبّاس أَنْ معاوِيَةَ لمّا قال له : ( يا بَنِي
____________________

(10/198)


هاشِمٍ أَنتم تُصَابُون في أَبصارِكم ) ، قال له : ( وأَنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون في بَصائِرِكم ) .
وفَعَلَ ذالك على بَصِيرَةٍ ، أَي على عَمْدٍ . وعلى غيرِ بَصِيرةٍ ، أَي على غيرِ يَقِينٍ . وفي حديث عُثْمَانَ : ( وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ ) ، أَي على معرفةٍ من أَمرِكم ويقينٍ . وإِنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة .
وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( ما بَيْه شُقَّتَي البَيْتِ ) ، وهي البَصَائِرُ ، وزاد المصنِّف في البَصائر بعدَ ( البيت ) : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الحُجَّةُ ) والاستِبْصارُ في الشيْءِ ، ( كالمَبْصَرِ والمَبْصَرةِ ، بفتحهِما .
( و ) البَصِيرَةُ : ( شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ ) ، وَيَسْتَبِينُها به ، قاله الأَصمعيُّ . وفي حديث الخَوَارِجِ : ( ويَنْظُرُ إِلى النَّصْل فلا يَرَى بَصِيرَةً ) ، أَي شيئاً من الدَّمِ يَستدِلُّ به على الرَّمِيَّة . واختُلِفَ فيما أَنشدَه أَبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا
فقيل : إِنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ ، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ ، وقيل : إِنه أَراد ( من ) بَصِيرَتِها ، فحَذَف الهاءَ ضرروةً . ويجوز أَن يكونَ البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة ، كقولِكَ : حُقٌّ وحُقَّةٌ ، وبَياضٌ وبَيَاضَةٌ .
ويقال : هاذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ ، وهي الجَدِيَّة منها على الأَرض .
والبَصِيرَةُ : مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِن الدَّمِ .
وقيل : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما لم يَسِلْ .
____________________

(10/199)



وقيل : هو الدُّفْعَةُ منه .
( و ) قيل : البَصِيرَةُ : ( دَمُ البِكْرِ ) .
وقال أَبو زَيْدٍ : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما كان على الأَرض .
وفي البَصائر للمصنِّف : والبَصِيرَةُ قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( التُّرْسُ ) الّلامِعُ ، وقيل : ما استطالَ منه ، وكُلُّ ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ .
( و ) البَصِيرَةُ : ( الدِّرْعُ ) ، وكلُّ ما لُبِس جُنَّةً بَصِيرَةٌ ، وقال :
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أَكْتَافهمْ
وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي
هاكذا رَوَاه أَبو عُبَيْد ، وفَسَّره فقال ؛ والبَصِيرَةُ : التُّرْسُ أَو الدِّرْعُ ، وَرَوَاهُ غيرُه : ( راحُوا بَصائِرُهم ) ، وسيأْتي فيما بعدُ . ويُجمع أَيضاً على بِصارٍ ، ككَرِميَة وكِرَامٍ ، وبه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض قولَ كَعْبِ بنِ مالكٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وتارةً
تمُرُّ بأعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ
يقول : تشُقُّ أَبْدَانَ الرِّجَال حتى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقَعْقِعُ فيها ، وهي الدِّرعُ أَو التُّرْسُ ، وقيل غيرُ ذالك .
( و ) من المَجاز : البَصِيرَةُ : ( العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها ) ، وخَرَّجُوا عليه قولَه تعالَى : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاْولَى بَصَآئِرَ } ( القصص : 43 ) ، أَي جعلناها عِبْرَةً لهم ، كذا في البَصائر ، وقولُهم : أَمالَكَ بَصِيرَةٌ فيه ؟ أَي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بها ، وأَنشدَ :
في الذّاهِبِينَ الأَوَّلِي
ن ( من القُرونِ ) لنا بَصائرْ
____________________

(10/200)



أَي عِبَرٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : البَصِيرَةُ : الشاهِدُ ، عن اللِّحْيَانِيِّ ، وحَكَى : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم ، بمَنْزِلَةِ ( الشَّهِيدِ ) قال : وقوله تعالى : { بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } ( القيامة : 14 ) قال ابن سِيدَه : له مَعْنَيَانِ ، إِنْ شِئتَ كان الإِنسانُ هو البَصِيرَةَ على نفسِه ، أَي الشاهِدَ ، وإِن شِئتَ جعلتَ ( البَصِيرَة ) هنا غيرَه ، فعَنَيتَ به يَدَيْه ورِجْلَيْه ولِسانَه ؛ لأَن كلَّ ذالك شاهِدٌ عليه يومَ القيامة ، وقال الأَخْفَشُ : { بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } جَعَلَه هو البَصِيرَةَ ، كما تقولُ للرَّجل : أَنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ . وقال ابنُ عَرَفَةَ : { عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } أَي عليها شاهِدٌ بعَمَلِها ، ولو اعتذَر بكلَ عُذْرٍ ، ويقول : جَوارِحُه بَصِيرةٌ عليه ، أَي شُهُودٌ . وقال الفَرّاءُ : يقول : على الإِنسان من نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عليه بعَمَله ، اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان والذَّكَر ، وأَنشدَ :
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً
بِمَقْعَدِه أَو مَنْظَرٍ هو ناظِرُهْ
يُحاذِرُ حتى يَسَبَ النّاسَ كلَّهم
مِن الخَوْف لا تَخْفَى عليهم سَرائِرُهْ
وفي الأَساس : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم ، أَي رَقِيباً وشاهِداً ، وقال المصنِّف في البَصائر : وقال الحَسَن : جعلَه في نَفْسِه بَصِيرَةً ، كما يقال : فلانٌ جُودٌ وكَرَمٌ ، فهنا كذالك ؛ لأَن الإِنسانَ ببَدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أَنَّ ما يُقَرِّبُه إِلى الله هو السَّعادةُ ، وما يُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَةُ ، وتأْنيثُ البَصِيرِ لأَن المراد بالإِنسان ها هنا جَوَارِحُه ، وقيل : الهاءُ للمبالغة ، كعَلْامةٍ ورَاوِيَةٍ .
( و ) من المَجاز : ( لَمْحٌ باصِرٌ ) ، أَي ( ذو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ ) ، على النَّسَب ، كقَولهم : رجلٌ تامِ ولابِنٌ ، أَي ذو تَمْرٍ وذو لَبَنٍ ؛ فمعنى باصِرٍ ذو بَصَرٍ ،
____________________

(10/201)


وهو من أَبْصَرْتُ ، مثلُ مَوْتٍ مائِتٍ ، من أَمَتُّ ، وفي المُحْكَم : أَراه لَمْحاً باصِراً ، أَي أَمراً واضحاً . وقال اللَّيْث : رأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً ، أَي أَمراً مَفْرُوغاً عنه .
( والبَصْرَةُ ) بفتحٍ فسكونٍ ، وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : ( بَلَدٌ ، م ) أَي معروفٌ ، وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ ، والمُؤْتَفِكَةَ ؛ لأَنه ا ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أَي انقَلَبَتْ في أَولِ الدَّهرِ ، قالَه ابن قَرقُول في المَطَالع : ويقال لها : البُصَيْرَةُ ، بالتَّصغير ، وقال السّمْعَانِيُّ : يقال للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإِسْلامِ ، وخِزَانةُ العَربِ ، بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ في خلافة عُمَر رضي الله عنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة ، وسَكَنَهَا النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ، ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِهَا ، كذا كان يقولُ أَبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أَحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ ، الواعظُ بالبَصْرة ، كما تلقّاه منه السّمْعَانِيُّ ، ( ويُكْسَرُ ويُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ ) ، كأَنّها صفَةٌ ، فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصّغانِيّ ، وزاد غيرُه الضَّمِّ فتكونُ مُثَلَّثَةً ، والنِّسبةُ إِليها بِصْرِيٌّ بالكسر ، وبَصْرِيٌّ ، الأُولَى شاذَّةٌ ، قال عُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا
يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا
وقال الأُبّيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ ، نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة ، وليس في النَّسَب إِلا الفَتْحُ والكَسْرُ ، وقال غيرُه : البَصْرَةُ مُثَلَّثَة ، كما حَكَاه الأَزهريُّ ، والمشهورُ الفَتْحُ ، كما نَبَّه عليه النَّوَوِيُّ .
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاض : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ ، سُمِّيَتْ بالبَصْر مُثَلَّثاً ، وهو الكَذَّانُ ، كان بها عند اخْتِطاطِها ، واحدُهَا بَصْرَةٌ ، بالفتح والكسر ، وقيل : البَصْرَةُ : الطِّينُ العَلِكُ إِذا كان فيه جِصٌّ وكذا أَرضُ البصْرَةِ . ( أَو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ ،
____________________

(10/202)


أَي كَثِيرُ الطُّرُقِ ) فمعنى بَسْ كَثِيرٌ ، ومعنَى راهْ طَرِيقٌ ، وتعبيرُ المصنِّف به غيرُ يِّدٍ ؛ فإِن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ ، إِلّا أَن يقال إِنه كان في الأَصل بَسْ راهها ، فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ ، كما هو ظاهِرٌ .
( و ) البَصْرَةُ : ( د ، بالمَغْرِب ) الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس ؛ سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أَهل البَصْرَةِ ، عند فُتُوح تلك البلادِ ، وقد ( خَرِبَتْ بعدَ الأَرْبَعِمِائَةِ ) من الهجرةِ ، ولا تكادُ تُعْرَفُ .
( و ) البَصْرَةُ والبَصْرُ : حِجَارَةُ ( الأَرض الغَلِيظة ) ، نَقَلَه القَزّازُ في الجامع . ( و ) في الصّحاح : البَصْرَةُ : ( حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ ) مّا ، وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ ، وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمجَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ
المُتَثَلِّمُ : حَوْصٌ تَهَدَّمَ أَكثرُه ، لِقِدَمِ العَهْدِ . والشِّيبُ : حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ .
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أَرضٌ كأَنَّهَا جَبلٌ من جِصَ ، وهي التي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ ؛ وإِنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها .
وفي المِصْباح : البَصْرةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ : الحِجَارةُ الرِّخْوةُ ، وقد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباءِ وكسرِهَا ، وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ بصُلْبة .
والبُصْرَةُ ( بالضَّمِّ : الأَرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ ) .
وأَرضٌ بَصِرَةٌ ، إِذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّوابِّ .
وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأَرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ ، والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً :
____________________

(10/203)


أَرضٌ حِجارَتُها جِصُّ ، قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ .
( و ) البُصْرَةُ : ( الأَثَرُ القَلِيلُ مِن اللَّبَنِ ) يُبْصِرُه النّاظِرُ إِليه ، ومنه حديثُ عليَ رضِيَ اللّهُ عنه : ( فأَرْسلتُ إِليه شاةً فرأَى فيها بُصْرَةً مِن لَبَنٍ ) .
( وبُصْرَى ، كحُبْلَى : د ، بالشَّام ) بين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ ، أَولُ بلادِ الشّامِ فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ ، وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أَنَّها حَوْرانُ أَو قَيْسَارِيّةُ ، قال الشاعر :
ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى
وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ
ويُنسَبُ إِليها السُّيوفُ لبُصْرِيَّةُ ، وأَنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيّ :
صَفَائِحُ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا
ومُطَّرِداً منْ نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا
والنَّسَبُ إِليها بُصْريٌّ ، قال ابن دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه دَخيلاً .
( و ) بُصْرَى : ( ة ببغدادَ ) ذَكَرَهَا ياقوت في المُعْجَم ، وهي ( قُرْبَ عُكْبَرَاءَ ، منها ) : أَبو الحَسَن ( محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد ( بن ) ( خَلَفٍ ، الشاعرُ البُصْرَويُّ ) ، سَكَنَ بغدادَ ، وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف المُرْتَضَى ، وكان مَليحَ العارضَة ، سَريعَ الجَوَاب ، تُوُفِّيَ سنةَ 443 ه .
ومنها أَيضاً ؛ القاضي صدرُ الدِّين إِبراهيمُ بنُ أَحمدَ بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنفِيُّ ، مات بدمشقَ سنةَ 669 ه . والعَلَّامة أَبو محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَوِيُّ ، كَتَبَ عنه ابنُ الخَبازِ والبِرْزالِيّ .
( وبُوصِيرُ : أَربعُ قُرًى بمصر ) . ويقالُ بزيادةِ الأَلِفِ ، بناءً على أَنه مركَّبٌ مِن ( أَبو ) ( وصِر ) ، وهُنَّ : أَبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة ، وأَبُو صِير الغَرْبِيَّة ، وتذكر مع بَنَا ، وهي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل ، بينها
____________________

(10/204)


وبين سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ ، وقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بنِ أَحمدَ بنِ عَطَاءِ اللّهِ الشافِعِيِّ ، رَوَى عن أَبيه ، وعن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إِبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ ، وغيرِهما ، وأَبُو صِير : قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ ، منها أَبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى الفَقِيهُ المالِكِيُّ ، والإِمامُ شَرفُ الدِّينِ أَبو عبد اللّهِ محمّدُ بنُ سَعيدِ بنِ حَمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ ، قيل أَحَدُ أَبَويّه مِن دَلَاص ، والآخَرُ من أَبُو صِير ، فركَّب لنفسِه منها نِسْبَةً ؛ فقال : الدَّلَاصِيريّ ، ولاكنه لم يشتهر إلّا بالأَبُوصِيريِّ وهو صاحبُ البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ ، تُوفِّيَ بالقاهرة سنة 695 ه . وأَبُو صِير أَيضاً : قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌ .
( و ) بُوصِيرُ : ( نَبْتٌ ) يَتَدَاوَى به ، أَجْودُه الذَّهبِيُّ الزَّهْرِ ، كذا في المِنْهَاجِ ، وذَكَر له خواصّ .
( والبَصْرُ ) ، بفتح فسكونٍ : ( القَطْعُ ) . وقد بصَرْتُه بالسَّيْفِ ، وهو مَجازٌ ، وفي الحديث : ( فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه ) أَي قُطِعَ ، ( كالتَّبْصِيرِ ) ، يقال : بصَره وبَصَّرَه .
( و ) البَصْرُ : ( أَن تُضَمَّ حاشِيَتَا أَدِيمَيْنِ يُخَاطانِ ) كما يُخَاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ . ويقال : رأَيتُ عليه بَصِيرَةً ، أي شُقَّةً مُلَفَّقَةً ، وفي الصّحاح : والبصْرُ : أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كما يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ ، فتُوضَعُ إِحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى ، وهو خِلافُ خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أَن يُكَفَّ .
( و ) البُصْرُ ( بالضَّمِّ : الجانبُ ) والناحِيَةُ ، مقلوبٌ عن الصُّبْرِ .
( و ) البُصْرُ : ( حَرْفُ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) البُصْرُ : ( القُطْنُ ) ، ومنه
____________________

(10/205)


البَصيرة لشُقَّةٍ من القُطْنِ ( و ) البُصْرُ : ( القِشْرُ ) .
( و ) البُصْرُ : ( الجِلْدُ ) وقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ ، ويقال : إِنّ فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ ، إِذا أَصابَ جِلْدَه عُضَابٌ ، وهو داءٌ يَخْرجُ به . ( ويُفْتَحُ ) أَي في الأَخِير ، يقال : بُصْرُه وبَصْرُه ، أَي جِلْدُه ، حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عن الكِسَائِيِّ .
( و ) البُصْرُ : ( الحجَرُ الغَلِيظ ، ويُثَلَّثُ ) ، وقد سَبَقَ النَّقْلُ عن صاحبِ الجامِعِ أَنَّ البُصْر مُثَلَّثاً : حجارةُ الأَرضِ الغَلِيظةُ ، والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي في المَشَارِق ، والفَيُّومِيُّ في المِصباح . وقيل : البَصْرُ ولبِصْرُ والبَصْرَةُ : الحَجَرُ الأَبيضُ الرِّخْوُ وقيل : هو الكَذّانُ ، فإِذا جاءُوا بالهاءِ قالُوا : بَصْرة لا غَير ، وجَمْعُها بِصَارٌ .
وقال الفَرّاءْ : البِصْرُ والبَصْرَةُ : الحِجارةُ البَرّاقَةُ ، وأَنْكَرَ الزَّجّاجُ فَتْحَ الباءِ مع الحذفِ ، كذا في المِصباح .
( و ) بُصَرٌ ( كصُرَدٍ : ع ) ، قال الصَّغَانِيّ : البُصَر : جَرَعَاتٌ مِن أَسْفَلِ أُودَ ، بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بلاد الحَزْنِ .
( والبَاصَرُ ، بالفتح ) ، أَي بفتح الصّادِ : ( القَتَبُ الصَّغِير ) المسْتَدِير ، مَثَّلَ به سِيبَوْيهِ ، وفَسَّره السِّيرافيُّ عن ثَعْلَبٍ ، وهي البَوَاصِرُ .
( والباصُورُ : اللَّحْمُ ) ؛ سُمِّيَ به لأَنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فيه ، نقلَه الصُّغَانِيُّ . ( ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ ) وهو عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ بأَقْتَابِ البُخْتِ ، نقلَه الصَّغانيّ .
( والمُبْصِرُ ) كمُحْسِنٍ : ( الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ، ومن المَنْطِقِ ، و ) مِن ( المَشْيِ ) .
( و ) المُبْصِرُ : ( مَن عَلَّقَ على بابِه بَصيرَةً ، للشُّقَّةِ ) مِن قُطْنٍ وغيرِه . ويقال أَبْصَرَ ، إِذا عَلَّقَ على بابِ رَحْلِه بَصِيرَةً .
____________________

(10/206)



( و ) المُبْصِرُ : ( الأَسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْد فيَقْصِدُها ) .
( وأَبْصَرَ ) الرجلُ ( وبَصَّرَ تَبْصِيراً ) ، ككَوَّنَ تَكْوِيناً : ( أَتَى البَصْرَةَ ) ولكُوفةَ ، وهما البَصْرتَانِ ، الأُولَى عن الصّغَانيّ .
( وأَبو بَصْرَةَ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ ) ، وقيل : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ ( الغِفَارِيُّ ) .
( وأَبو بَصِيرٍ : عُقْبَةُ ) ، وفي بعض النُّسَخِ : عُتْبَةُ ، وهو الصَّوابُ ، وهو ( ابن أُسَيْدِ ) بنِ حارِثَةَ ( الثَقَفِيُّ ) .
( وأَبو بَصِيرَةَ الأَنْصارِيُّ ) ذَكَره سيفٌ . ( صَحَابِيُّون ) ، وكذالك بَصْرَةُ بنُ أَبي بَصْرَةَ ، هو وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ .
وعبدُ الله بنُ أَبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأَبي إِسحاقَ السَّبِيعيِّ . ومَيْمُونٌ الكُرديُّ ، يُكْنَى أَبا بَصِيرٍ . وبَصِيرُ بن صابرٍ البُخَارِيُّ . وأَبو بَصيرً يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ . من الشِّيعة وأَبو بَصيرٍ أَعْشَى بَنِي قَيْس ، واسمُه مَيْمُونٌ . وقد استوفاهم الأَمِيرُ فراجِعْه .
( والأَباصِرُ : ع ) كالأَصافِرِ والأَخامِرِ .
( والتَّبَصَّرُ ) في الشيْءِ : ( التَّأَمُّلُ والتَّعَرُّفُ ) . وتقولُ : تَبَصَّرْ لي فلاناً .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( اسْتَبْصَرَ ) الطَّرِيقُ : ( استَبَانَ ) ووَضَحَ ، ويقال : هو مُسْتَبْصِرٌ في دِينه وعَمَله ، إِذا كان ذا بَصِيرَةٍ . وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ : ( أَليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ ) ، أَي المُسْتَبِينَ للشَّيْءِ ؛ أَرادت أَنْ تلك الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأَخيارَ والأَشرارَ .
( وبَصَّره تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه ) وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إِيّاه .
وتَبَصَّر في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرَ . وفي التَّنْزِيل العزيز : { لَكُم مّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } ( العنكبوت : 38 ) أَي أَتَوْا ما أَتَوْه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أَن عاقِبَتَه عذابُهم ، وقيل : أَي كانوا
____________________

(10/207)


في دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ ، وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهِم .
( و ) بَصَّرَ ( اللَّحْمَ ) تَبْصِيراً : ( قَطَعَ كلَّ مَفصِلٍ وما فيه من اللَّحْم ) ، من البصْرِ وهو القطْعُ .
( و ) بَصَّرَ ( الجَرْوُ ) تَبْصِيراً : ( فَتَحَ عَيْنَيْه ) ، عن اللَّيْث .
( و ) بَصَّرَ ( رَأْسَه ) تَبْصِيراً : ( قَطَعَه ) ، كبَصَرَه .
( و ) بِصارٌ ( ككِتَاب : جَدُّ ) المعمَّرِ ( نَصْره بنِ دُهْمَانَ ) الأَشْجَعِيِّ ، وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ، ومِن وَلَدِه جارِيَةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ ( بن ) دُهْمَانَ بن بِصَارٍ ، شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ .
( و ) في التَّنْزِيل العزيزِ ( قولُه تعالَى : { وَالنَّهَارَ مُبْصِراً } ( يونس : 67 ) : أَي ) مُضِيئاً ( يُبْصَرُ فيه ) . ومن المَجاز قولُه تعالَى : ( { وَجَعَلْنَآ ءايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً } ( الإسراء : 12 ) ، أَي آيَةً واضِحَةً ) ، قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ، ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة ، وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ ( مُبْصِرَةً ) فالمعنى ( بَيِّنَةٌ ) ، ومَن قَرَأَ ( مُبْصَرَةً ) فالمعنى مُبَيَّنَةٌ ، وقال الأَخْفَشُ : ( مُبْصَرَة ) ، أَي مُبْصَراً بها ، وقال الأَزهريُّ : والقَوْلُ ما قال الفَرّاءُ ، أَراد آتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً ، أَي مُضِيئَةً . وفي الصّحاح : المُبْصِرةَ : المُضِيئةُ ، ومنه قولُه تعالَى : { فَلَمَّا جَآءتْهُمْ ءايَاتُنَا مُبْصِرَةً } ( النمل : 13 ) . قال الأَخْفَشُ : ( أَي تُبَصِّرُهم ) تَبْصِيراً ( أَي تَجْعَلُهم بُصْراءَ ) .
وممّا يُسْتَدرَك عليه :
البَصِيرُ ، وهو مِن أَسماءِ اللّهِ تعالَى ، وهو
____________________

(10/208)


الذي يُشَاهِدُ الأَشْيَاءَ كلَّهَا ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ ، والبَصَرُ في حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ ، كذا في النِّهَايَة .
وأَبصَرَه ، إِذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه ، عن سِيبَوَيْهِ .
وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه .
وعن ابن الأَعرابِيّ : أَبْصَرَ الرَّجلُ ، إِذا خَرَجَ من الكُفْر إِلى بَصِيرَةِ الإِيمانِ ، وأَنشدَ :
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ
وعلى بَصَائِرِهَا وإِنْ لم تُبْصِرِ
قال : بَصَائِرها : إِسلامُها ، وإِن لم تُبْصِر في كُفْرها .
ولَقِيَه بَصَراً ، محرَّكَةً ، أَي حين تَباصَرَتِ الأَعيانُ ، ورأَى بعضُهَا بعضاً ، وقيل : هو أَوّلُ الظَّلامِ إِذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَايَنُ به الأَشباحُ ، لا يُسْتَعْمل إِلّا ظَرْفاً . وفي الحديث : ( كان يُصَلِّي بنا صلَاةَ البَصَرِ حتَّى لو أَنَّ إِنساناً رَمَى بِنَبْلِهِ أَبْصَرَهَا ) . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ ، وقيل : الفَجْر ، لأَنهما يُؤَدَّيانِ وقد اختلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ .
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ، ومِن ذالك قولُهم : رأَيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ .
والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين .
وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إِليَّ ، أَي أنْظُرْ إِليَّ ، وقيل : الْتَفِتْ إِليّ .
وقولُ الشّاعر :
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ
عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ
قال ابن سِيدَه : يجوزُ أَن يكونَ معناه قُوِّيَتْ ، أَي لمّا هَمَّ هاذا الرِّيشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به ، أَلْزَقَه بالغِرَاءِ فثَبَتَ .
____________________

(10/209)



والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّيْنِ أَو خِرْقَتَيْن .
وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَى رِيشَ السَّهْمِ بالبَصِيرَةِ ، وهي الدَّمُ .
وقال تَوْبَةُ :
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي
أَرَى نارَ لَيْلَى أَو يَرَانِي بَصيرُهَا
قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا ، لأَنّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً .
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها ، قال :
ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ
وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأَرضِ : غِلَظُهما ، وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ : غِلَظُه . وفي حديث ابن مَسْعُود : ( بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائةِ عامٍ ) ، يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا ، وهو بضمِّ الباءِ . وفي الحديث أَيضاً : ( بُصْرُ جِلْدِ الكافرِ في النَّارِ أَربعونَ ذِرَاعاً ) .
وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ : قَوِيٌّ وَثِيجٌ .
والبَصْرَةُ : الطِّينُ العَلِكُ ، قيل : وبه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ . قاله عِياضٌ في المَشارِق . وقال اللِّحيانِيُّ : البَصْرُ : الطِّينُ المَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى .
والبَصِيرَةُ : ما لَزِقَ بالأَرض مِن الجَسَدِ ، وقيل : هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ منه .
والبَصِيرَةُ : الثَّأْرُ ، وقال الشّاعر :
راحُوا بَصائِرُهُم على أَكْتَافِهمْ
وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي
يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم ، ولم ثْأَرُوا به ، وطَلَبْتُه أَنا ، وفي الصّحاح : وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي ، وقال ابن الأَعرابيِّ : البَصِيرَةُ : الدِّيَةُ ، والبَصَائِرُ : الدِّياتُ ، قال : أَخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً ، وبَصِيرَتِي ، أَي ثَأْرِي ، قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطالِبَ به ، فبيني وبينهم فَرْقٌ .
____________________

(10/210)



وأَبو بَصِيرٍ : الأَعْشَى ، على التَّطَيُّر .
ومِنَ المَجَازِ : ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً ، أَي ناظِراً ، وهو الحافظُ .
ورأَيْتُ باصِراً ، أَي أَمْراً مُفَزِّعاً .
ورأَيتُه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها ، أَي بأَرضٍ خَلاءٍ ، ما يبْصِرُنِي ويَسْمعُ بي إِلّا هي .
وَبَصِيرُ الجَيْدُور : مِن نَوَاحِي دِمشقَ .
وبَصِيرٌ : جَدُّ أَبي كاملٍ أَحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصِيرِيّ .
وبُوصَرا ، بالضَّمّ وفتح الصاد : قريةٌ ببغدادَ ، منها أَبو عليَ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ البُوصَرِيُّ ، رَوَى عن ه الباغنديُّ ، توفي سنة 280 ه .
وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أَسلم ، هاكذا ضَبَطَه أَبو عليَ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ ، قال : وبعضُ النُّسّاب يقول : نَصْر ، بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ ، قال الخطيبُ : ومِن وَلَده أَبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث ، واسمُه عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللّهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ .
بضر : ( البَضْرُ ) ، بفتحِ المُوَحَّدَةِ وسكونِ الضّادِ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الفَرّاءُ : هو ( نَوْفُ الجارِيَةِ قبلَ أَن تُخْفَضَ ) ، وهو ( لغَةٌ في الظَّاءِ ) قال : وقال المُفَضَّل : مِن العربِ مَن يقول : البَضْرُ ، ويُبْدِلُ الظّاءَ ضاداً ، ويقول : قد اشْتَكَى ضَهْرِي ، ومنهم
____________________

(10/211)


مَن يُبْدلُ الضّادَ ظَاءً فيقول :
قد عَظَّتِ الحربُ بَنِي تَمِيمِ
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : البُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ ( البَضْرَة ) ، وهو ( بُطْلانُ الشيْءِ ، ومنه ) قولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه بِضْراً مِضْراً بكسرِهِمَا أَي هدَراً ) ، وكذلك خِضْراً وبِطْراً ، ومَضِراً بالمِيم رَواه أَبو عُبَيْدٍ عن الكِسائيّ .
بطر : ( البَطَرُ ، محرَّكَةً : النَّشَاطُ ) ، وقيل : التَّبَخْتُرُ ، ( و ) قيل : ( الأَشَرُ ) والمَرَحُ ، ( و ) قيل : ( قِلَّةُ احتمالِ النِّعْمَةِ ) .
( و ) قيل : أَصْلُ البَطَرِ ( الدَّهَشُ والحَيْرَةُ ) يَعْتَرِيَان المرءَ عند هُجُومِ النِّعمةِ عن القيام بحَقِّها ، كذا في مُفْرَدات الرّاغِبِ ، واختَارَه جماعةٌ من المحقِّقِين العارِفِين بمواقعِ الأَلفاظِ ومَناسِبِ الاشتقاقِ .
( و ) قيل : البَطَرُ في الأَصل : ( الطُّغْيَانُ بالنِّعْمَة ) ، أَو عند النِّعْمَة ، واستُعْمِلَ بمعنَى الكِبْر ، وفي بعض النُّسَخ : ( أَو ) بدل الواو .
( و ) قيل هو ( كَرَاهِيَةُ الشَّيْءِ من غيرِ أَن يَسْتَحِقَّ الكَرَاهَةَ ) .
و ( فِعْلُ الكلِّ ) بَطِرَ ( كفَرِحَ ) فهو بَطِرٌ . وفي الحديث : ( لا يَنْظُرُ اللّهُ يومَ القِيَامَةِ إِلى مَن جَرَّ إِزَارَه بَطَراً . ( و ) في حديثٍ آخَرَ : ( الكِبْرُ ( بَطَرُ الحَقِّ ) ) ، وهو أَن يَجْعَلَ ما جَعَلَه اللّهُ حقًّا مِن توحِيدِ هو عبادتِه باطلاً ، وقيل : هو أَن يَتَجَبَّر عند الحقِّ فلا يَراه حقًّا ، وقيل : هو ( أَن يَتَكَبَّر عنه ) ، أَي عن الحقِّ . وفي بعض الأُصول ( من الحَقّ ) ( فلا يَقبلُه ) ، قلتُ : والحديثُ رَواه ابنُ مسعودٍ ، وقال بعضُهم : هو أَلَّا يَرَاه حقًّا وَيَتَكَبَّر عن قَبُوله ، وهو مِن قولك : بَطِرَ فلانٌ هِدَايَةَ أَمْرِه ، إِذا لم يَهْتَدِ له وجَهِلَه ، ولم يَقْبَلْه ، وفي الأَساس : ومن المجاز : بَطِرَ فلانٌ النِّعْمةَ
____________________

(10/212)


اسْتَخَفَّها فكَفَرها ، ولم يَسْتَرْجِحْها فيَشْكُرَها ، ومنه قولُه تعالَى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } ( القصص : 58 ) قال أَبو إِسحاق : نَصَبَ ( مَعِيشَتَها ) بإِسقاط ( في ) وَعَمل الفِعْل ، وتأْويلُه : بَطِرَتْ في مَعِيشَتِهَا . وقال بعضُهِم : بَطِرْتَ عَيْشَكَ ليس على التَّعَدِّي ، ولكنْ على قوله : أَلِمْتَ بَطْنَكَ ورَشِدْتَ أَمْرَك وسَفِهْتَ نَفْسَكَ ، ونحوها ممّا لفظُه لفظُ الفاعِلِ ومعناه معنَى المفعول ، قال الكسائيُّ : وأَوْقَعَتِ العربُ هاذه الأَفعالَ على هاذه المَعَارِفِ التي خَرجتْ مفسِّرَةً لتحويلِ الفِعْل عنها وهُو لها .
( وبطَره ، كنَصَرَه وضَرَبَه ) يبْطُرُه ( ويَبْطِرُه ) بَطْراً فهو مبْطُورٌ ، وبَطِيرٌ : ( شَقَّه ) .
( والبَطِيرُ : المَشْقُوقُ ) كالمَبْطُورِ .
( و ) البَطِيرُ : ( مُعَالِجُ الدَّوابِّ ، كالبَيْطَرِ ) كحَيْدَرٍ ( والبَيْطَارِ والبِيَطْرِ كهِزَبْرٍ والمُبَيْطِرِ ) . ومِن أَمثالهم : ( أَشْهَرُ مِن رايَةِ البَيْطَارِ ) . ( والدُّنيا قَحْبَةٌ ؛ يوماً عند عَطّارٍ ، ويوماً عند بَيْطَارٍ ) ، و ( عَهْدِي بهِ وهو لِدَوابِّنا مُبَيْطِرٌ ، فهو الآنَ علينا مُسَيْطِرٌ ) . وقال الطِّرِمّاح :
يُساقِطُها تَتْرَى بكلِّ خَمِيلَةٍ
كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ
ويُرْوَى : ( البَطِير ) ، وقال النّابغة :
شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِن العَضَدِ
قال شيخُنا : والمُبَيْطِرُ ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ وليس بمُصَغَّرٍ ، قال أَئِمَّةُ الصَّرْفِ : هو كأَنَّه مُصَغَّرٌ وليس فيه تَصْغِيرٌ ، ومثلُه المُهَيْنِمُ والمُبَيْقِرُ والمُسَيْطِرُ والمُهَيْمِنُ ، فقولُ ابنُ التِّلِمْسَانِيِّ في حواشِي الشِّفَاءِ تَبَعاً ؛ للعَزِيزِ وليس في الكلام إسمٌ على مُفَيْعِلٍ غيرُ مُصَغَّرٍ إِلا مُسَيْطِرٌ ومُبَيْطِرٌ
____________________

(10/213)


ومُهَيْمِنٌ . قُصُور ظاهِرٌ ، بل رُبَّمَا يُبْدِي الاستقاءُ غيرَ ما ذَكَرَ ، واللّهُ أَعلَمُ .
قلتُ : أَوْرَدَهم ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة هاكذا ، وسيأْتي في ب ق ر .
( وصَنْعَتُه البَيْطَرَةُ ) ، وهو يُبَيْطِرُ الدَّوابَّ ، أَي يُعَالِجُهَا .
( و ) من المجاز : ( البِيَطْرُ ) ، كهِزَبْرٍ : ( الخَيّاطُ ) ، رَواه شَمِرٌ عن سلَمَةَ ، قال الراجز :
شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
وفي التَّهْذِيب :
باتَت تَجِيبُ أَدْعَجَ الظّلامِ
جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
قال شَمِرٌ : صَيَّرَ البَيْطَارَ خَيَّاطاً كما صَيَّرُوا الرَّجُلَ الحاذِقَ إِسْكَافاً .
( و ) البَيْطَرَةُ : ( بهاءٍ : ثلاثةُ مواضعَ بالمَغْرِب .
والبِطْرِيرُ ، ( كخِنْزِيرٍ ) ، ويُروَى بالظّاءِ أَيضاً وهو أَعلَى : ( الصَّخّابُ الطَوِيلُ اللِّسَانِ ) ، هاكذا ضَبَطَه أَبو الدُّقَيْشِ بالطّاءِ المُهملَة .
( و ) البِطْرِيرُ : ( المُتَمَادِي في الغَيِّ ، وهي بهاءٍ ) ، وأَكثرُ ما يُستَعْمَلُ في النِّسَاءِ ، قال أَبو الدُّقَيْش : إِذا بَطِرَتْ وتَمَادَتْ في الغَيِّ .
( و ) بَطِرَ الرَّجلُ وبَهِتَ بمعنىً واحدٍ ، وذالك إِذا دَهِشَ فلم يَدْرِ ما يُقَدِّمُ ولا ما يُؤَخِّرُ .
و ( أَبْطَرَه ) حِلْمَه : ( أَدْهَشَه ) وَبَهَتَه عنه .
( و ) أَبْطَرَه المالُ : ( جَعَلَه بَطِراً ) .
( و ) من المجَاز : ( أَبْطَرَه ذَرْعَه ) ، أَي ( حَمَّلَه فوقَ طاقَتِه ) . وفي الأَساس : ولا تُبْطِرَنَّ صاحبَك ذَرْعَه ( أَي لا تُقْلِق إِمْكَانَه ولا تَسْتَفِزَّه بأَن تُكَلِّفَه غير المُطَاقِ . وذَرْعَه ) من بَدَل الاشْتِمال . ( أَو ) معناه ( قَطَعَ
____________________

(10/214)


عليه مَعاشه وأَبْلَى بَدَنَه ) ، وهاذا قولُ ابنِ الأَعرابيّ ، وزَعَمَ أَنَّ الذَّرْعَ البَدَنُ ، ويُقال للبَعِيرِ القَطُوفِ إِذا جارَى بَعِيراً وَسَاعَ الخُطْوَةِ فَقَصُرَتْ خُطَاه عن مُبَاراتِه قد أَبْطَرَه ذَرْعَه ، أَي حَمَّلَه على أَكْثَرَ مِن طَوْقِه ، والهُبَعُ إِذا ماشَى الرُّبَعَ : أَبْطَرَه ذَرْعَه أَي حَمَّلَه على أَكْثَرَ مِن طَوْقِه ، والهُبَعُ إِذا ماشَى الرُّبَعَ : أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ ، أَي استعانَ بعُنُقِه ، لِيَلْحَقَه ، ويُقَال لكلِّ مَن أَرْهَقَ إِنساناً فحَمَّلَه ما لا يُطِيقُه : قد أَبْطَرَه ذَرْعَه .
( و ) من المجاز قولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه بِطْراً ، بالكسر ) ، وكذا بِطْلاً ، إِذا ذَهَبَ ( هَدَرَاً ) وبَطَلَ ، قَالَه الكِسَائيُّ ، وقال أَبو سَعِيد : أَصلُه أَن يكونَ طُلّابُه حُرّاصاً باقتدارٍ وبَطَرٍ ، فيُحْرَمُوا إِدراكَ الثَّأْرِ . وفي الأَساس : بِطْراً ، أَي مَبْطُوراً مُسْتَخَفًّا حيثُ لم يُقْتَصَّ به .
( و ) أَبو الخَطَّابِ ( نَصْرُ بنُ أَحمدَ ) ابنِ عبدِ اللّهِ ( بنِ البَطِرِ ، ككَتِفٍ ) القاري البزّار ( محدِّثٌ ) ، سمع بإِفادةِ أَخيه عن أَبي عبدِ الله بن البَيع ، وابنِ رزقويْهِ ، وأَبي الحُسَيْن بن بشرانَ ، وتفرَّد في وقْته ، ورحلَ إِليه الناسُ ، رَوعى عنه أَبو طاهرٍ السِّلَفِيُّ ، وأَبو الفتح ابن البَطِّيّ ، وشهدةُ الكاتبةُ وُلِدَ سنةَ 398 ه ، وتُوفي في 16 ربيع الأَول سنة 494 ه ، وأَخوه أَبو الفضل محمّدُ بنُ أَحمدَ الضَّرِيرُ ، رَوَى عن أَبي الحَسَن بن رزقويْهِ ، وتوفي سَنَةَ 460 ه .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
قولُهم : وما أَمْطَرَتْ حتَّى أَبْطَرَتْ ، يَعْنِي السَّمَاءَ .
والخِصْبُ يُبْطِرُ النّاسَ .
وفَقْرٌ مُخْطِرٌ خيرٌ مِن غِنىً مُبْطِر .
وامرأَةٌ بَطِيرَةٌ : شَدِيدَةُ البَطَرِ .
ومن المَجَاز : لا يُبْطِرَنَّ جَهْلُ فلانٍ حِلْمَكَ ، أَي لا يَجعله بَطِراً خَفِيفاً .
وهو بهاذا عالِمٌ بَيْطَارٌ .
وأَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ إِسحاقَ البَيْطارِيُّ : مُحَدِّثٌ ، نَزَلَ بمصرَ في موضعٍ معروفٍ ببِلال البَيْطار ، فنُسِبَ إِليه ، عن ملكٍ وابنِ لَهِيعَةَ ، وتُوُفيَ سنةَ 231 ه .
____________________

(10/215)



كتاب م كتاب بظر : ( البَظْرُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( ما بين أَسْكَتَي المرأَةِ ) ، وفي الصّحاح : هَنَةٌ بين الإِسْكَتَيْن لم تُحْفَضْ . ( ج بُظُورٌ ، كالبَيْظَرِ ، والبُنْظُرِ بالنُّون ، كقُنْفُذِ ) ، وهاتانِ عن اللِّحْيَانِيّ .
( والبُظَارةِ ) ، بالضَّمِّ ( ويُفْتَحُ ) ، عن أَبي غَسّانَ ، في البيت الآتِي ذكرُه ، وفي الحديث : ( يا ابنَ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ ) . دَعاه بذالك ؛ لأَن أُمَّه كانت تَخْتِنُ ، النِّسَاءَ ، والعربُ تُطلِقُ هاذا اللفظَ في مَعْرِضِ الذَّمِّ وإِن لم تَكُن أُمُّ مَنْ يُقال له هاذا خاتِنَةً ، وزاد فيها اللِّحْيَانِيُّ فقال : والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَفُ قال : ويقال للنَّاتِيءِ في أَسْفَلِ حَياءِ النَّاقَةِ : البُظارةُ أَيضاً . وبُظَارةُ الشّاةِ : هَنَةٌ في طَرَفِ حَيَائِها . وفي المُحْكَم : والبُظَار : طَرَفُ حَياءِ الشَّاةِ وجميعِ المَوَاشِي ، مِن أَسْفَلِه . وقال اللِّحْيَانِيّ : هي النّاتِيءُ في أَسْفَلِ حَياءِ الشَّاةِ ، واستعارَه ( جرير ) للمرأَةِ ، فقال :
تُبَرِّئُهمُ مِن عَقْرِ جِعْثِنَ بعْدَما
أَتَتْكَ بِمَسْلُوخِ البُظَارَةِ وَارِمِ
ورَوَاه أَبو غَسّانَ : البَظَارة ، بالفتح .
( وأَمَةٌ بَظْرَاءُ ) بَيِّنَةُ البَظْرِ ، ( طَوِيلَتُه ، والاسمُ البَظَرُ ، محرَّكَةً ) : ولا فِعْلَ له .
( و ) البَظْرُ ، بفتحَ فسكونَ : ( الخاتِمُ ) ، حمْيَرِيَّة ، جَمعُه بُظَور ، قال شاعرُهم :
كما سَلَّ البُظُورَ مِنَ الشَّنَاتِرْ
والشَّنَاتِرُ : الأَصابِعُ ، حَكَاه ابن السِّيد في كتاب الفرق عن الشَّيْبانِيّ .
( والأَبظَر : الأَقْلَفُ ) وهو الّذي لم يُخْتَنْ .
( والبَظْرَةُ ) كتَمْرَةٍ : ( القَلِيلَةُ من الشَّعر في الإِبْطِ ) ، يَتوانَى الرَّجُلُ عن نَتْفِها ، فيقال : تحتَ إبطِه بُظَيْرَةٌ .
( و ) البَظْرَةُ : ( حَلْقَةُ الخاتِمِ
____________________

(10/216)


بلا كُرْسِيَ ) ، وتصغيرُها بُظَيْرَةٌ أَيضاً وفي الأَساس : ورُدَّ خاتَمَكَ إِلى بَظْرِه ، وهو مَحَلُّه مِن خِنْصَرِه .
( و ) البُظْرَةُ ( بالضَّمِّ : الهَنَةُ ) ، وهي الدّائِرةُ التي تحتَ الأَنْفِ ، الناتِئَةُ في ( وَسَط الشَّفَةِ العُلْيَا ) ، وتصغيرُهَا بُظَيْرَةٌ ، ورجلٌ أَبْظَرُ ، وهو النّاتِيءُ الشَّفَةِ العُلْيَا مع طُولِهَا ، ونُتُوَ في وَسَطِهَا مُحاذٍ للأَنْف . ، ( كالبُظَارةِ ) بالضَّمِّ أَيضاً .
ورُوِيَ عن عليَ كَرَّم اللّهُ وَجهَه أَنَّه أُتِيَ في فَرِيضَةٍ وعندَه شُرَيْحٌ فقال له عليٌّ ( ما تقولُ فيها فيها أَيُّهَا العَبْدُ الأَبْظَرُ ؟ ) . وقد بَظِرَ الرَّجلُ بَظَراً ، قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا نُرَاه قال لُشَرْيحٍ : ( العَبْدُ الأَبْظَرُ ) ؛ لأَنَّه وَقَعَ عليه سَبْيٌ في الجاهلِيَّة .
( والبِظْرِيرُ ) ، بالكسر : المرأَةُ ( الصَّخّابةُ ) الطَّوِيلةُ اللِّسَانِ ، قاله أَبو خَيْرةَ ، وضَبَطَه بالظّاءِ المُعْجَمَةِ ، قال : شُبِّه لسانُها بالبَظْر ، وقال اللَّيْث : قولُ أَبِي الدُّقَيْشِ : أَحَبُّ إِلينا ، أَي بالطَّاءِ المِهْمَلَة ، أَي أَنّها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ ، وقد تَقَدَّمَت الإِشارةُ إِليه .
( و ) يقال ( ذَهَبَ دَمُه بِظْراً بالكسر ، أَي هَدَراً ) ، والطّاءُ فيه لغةٌ ، وقد تَقَدَّ .
( ويا بَيْظَرُ : شَتْمٌ للأَمَةِ ) ، عن الفَرّاءِ .
( وبُظَارةُ الشّاةِ ) ، بالضَّمِّ : ( هَنَةٌ في طَرفِ حَيَائِها ) قال ابن سِيدَه : وجميعُ المَواشِي مِن أَسْفَله ، وقال اللِّحْيَانيّ : هي النّاتِيءُ في أَسفلِ حَيَاءِ الشّاةِ .
( والمُبظِّرَةُ ) كمُحَدِّثَةٍ : ( الخافِضَةُ ) .
( و ) يقال : ( بَظَّرَتْها تَبْظِيراً : خَفَضَتْهَا ) .
وفي اللِّسَان : والمُبَظِّرُ : الخَتَّانُ ؛ كأَنَّه على السَّلْب .
( و ) من أَمثالهم : ( ( هو يُمِصُّه ويُبَظِّرُه ) ، أَي قال له : امْصُصْ بَظْرَ فُلانَةَ ) . وفي الأَساس : وبَظْرَمَه : قال له ذلك .
____________________

(10/217)



ويقول الحَجّامُ للرَّجلِ : تَبَظْرَمُ ، فيرفعُ بطَرَفِ لسانِه شَفَتَ العُلْيَا ؛ لِيَحِفَّ شارِبَه .
بعر : ( البَعْر ، ويُحَرَّكُ رَجِيعُ الخُفِّ والظِّلْفِ ) من الإِبِل والشّاءِ ، وَبَقَرِ الوَحْشِ ، والظِّبَاءِ ، إِلّا البقَر الأَهْلِيَّة ؛ فإِنها تَخْثِي وهو خَثْيُهَا ، والأَرْنَبُ تَبْعَرُ أَيضاً ، وقد بَعَرَتِ الشّاةُ والبَعِيرُ يَبْعَرُ بَعْراً . ( واحِدَتُه ) البَعْرَةُ ( بهاءٍ . ج أَبْعَارٌ . والفِعْلُ ) بَعَرَ ( كمَنَعَ ) .
( والمَبْعَرُ ) والمِبْعَرُ ( كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ : مكانُه ) ، أَي البَعر ، ( من كلِّ ذِي أَرْبَعٍ ) ، والجَمْعُ مَبَاعِرُ .
( والبَعِيرُ ) ، كأَمِيرٍ ، ( وقد تُكْسَرُ الباءُ ) ، وهي لغةُ بني تَمِيم ، والفتحُ أَفصحُ اللّغَتيْن : ( الجَمَلُ البازِلُ ، أَو الجذَعُ ، وقد يكونُ للأُنْثَى ) ، حُكِيَ عن بعض العَرَب : شَرِبْتُ مِن لَبَنِ بَعِيرِي ، وصَرَعَتْنِي بَعِيرِي ، أَي نَاقَتِي ، وأَنشدَ في الأَساس :
لا تعْتَرِي لَبَنَ البَعِيرِ وعندَنَا
لَبَنُ الزُّجاجَةِ وَاكِفُ التَّهْتَانِ
ويقولون : كِلَا هاذَيْنِ البَعِيرَيْن ناقَةٌ ، وفي الصّحاح : والبَعِيرُ من الإِبل بمَنْزِلَةِ الإِنْسَانِ مِنَ النّاس ، يقال : الجَمَلُ بَعِيرٌ ، والناقَةُ بَعِيرٌ ، قال : وإِنّمَا يُقَال له بَعِيرٌ ، إِذا أَجْذَعَ . يقال : رأَيتُ بَعِيراً مِن بَعِيدٍ ، ولا يُبَالي ذَكَراً كان أَو أُنْثَى . وفي المِصْباح : البَعِيرُ مثلُ الإِنسانِ يَقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى ، يُقَال حَلَبْتُ بَعِيرِي . والجَمَلُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجلِ يَخْتَصُّ بالذَّكَرِ ، والنّاقَةُ بمَنْزِلَةِ المرأَةِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَى ، والبَكْرُ والبَكْرَةُ مثلُ الفَتَى والفَتَاة ، هاكذا حكاه جماعةٌ . كابنِ السِّكِّيتِ وابنِ جِنِّي .
( و ) البَعِيرُ : ( الحِمَارُ ) وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : { وَلِمَن جَآء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } ( يوسف : 72 ) ( و ) وفي زَبُورِ داوُودَ أَنَّ البَعِير
____________________

(10/218)


كُلّ ما يَحْمِل ) ويقال لكُلِّ ما يَحْمِل بالعِبْرَانِيَّةِ : بعِيرٌ ، ( وهاتانِ ) اللُّغَتَانِ ( عن ابنِ خَالَوَيْهِ ) . قال ابن بَرِّيٌّ : وفي البَعِير سؤالٌ جَرَى في مَجْلِسِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ ، وكان السَّائِلُ ابنَ خَالَوَيْهِ ، والمسْؤُول المُتَنَبِّي ، قال ابن خالَوَيْهِ : والبَعِيرُ أَيضاً الحمارُ ، وهو حَرْفٌ نادرٌ أَلْقَيْتُه على المتنبِّي بين يَدَيْ سيفِ الدَّوْلَةِ ، وكانَت فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ ، فاضطربَ ، فقلتُ : المرادُ بالبَعِيرِ في قولِه تعالَى : { وَلِمَن جَآء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } الحِمَارُ ، وذلك أَنّ يَعْقُوبَ وإِخْوَةَ يُوسُفَ عليهم السَّلامُ كانوا بأَرضِ كَنْعانَ ، وليس هناك إِبِلٌ ، وإِنما كانوا يَمْتَارُونَ على الحَمِير ، وكذالك ذَكَره مُقَاتِل بنُ سليمانَ في تَفْسِيره .
( ج أَبْعِرَةٌ ، و ) جمعُ أَبْعِرَةِ ( أَباعِرُ ) وليس جَمْعاً لبَعِيرٍ ، كما قالَه ابنُ بَرِّيَ ، وذَكَرَ الشاهِدَ قولَ يزِيدَ بنِ الصِّقِّيلِ العُقَيْلِيِّ :
أَلَا قُلْ لِرُعْيَانِ الأَبَاعِرِ أَهْمِلُوا
فقد تابَ عَمّا تَعْمَلُونَ يَزِيدُ
وإِنَّ امْرَأَ يَنْجُو مِن النّارِ بعدَمَا
تَزَوَّدَ مِن أَعمالِها لَسَعِيدُ
قال : وهاذا البيتُ كَثِيراً ما يَتَمَثَّلَ به النّاسُ ، ولا يَعْرِفُونَ قائِلَه .
( و ) تُجمَعُ الأَبْعِرَةُ أَيضاً على ( أَباعِيرَ ) ، و ( ومن جُمُوع البَعِير ( بُعْرَانٌ وبِعْرَانٌ ) ، بالضَّمِّ والكسرِ ، الأَخِيرَةُ عن الفَرْاءِ ، وبُعُرٌ كرَغِيفٍ ورُغُفٍ .
( وبَعِرَ الجَمَلُ ، كفَرِحَ ) بعراً : ( صار بعِيراً ) .
( والبَعْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( الفَقْرُ التّامُّ ) الدّائمُ .
( والبَعْرَةُ : الغَضْبَةُ في الله ) عَزَّ وجَلّ ، وتصغيرُهَا بُعَيْرَةٌ .
( و ) البَعَرَةُ ، ( بالتَّحْرِيك : الكَمَرَةُ ) .
( والمِبْعَارُ ) ، بالكسر : ( الشَّاةُ ) ، أَو النَّاقَةُ ( تُبَاعِرُ حالِبَها ) .
وباعَرتِ الشّاةُ والنّاقَةُ إِلى حالِبها : أَسْرَعَتْ .
____________________

(10/219)



( و ) البِعَارُ ( ككِتَاب ) الاسمُ ) ، ويُعَدُّ عَيْباً ؛ لأَنَّهَا رُبَّمَا أَلْقَتْ بَعْرَها في المِحْلَبِ ( و ) البُعَارُ ( كغُرَابٍ : النَّبْقُ ) الكِبَارُ ، يَمانِيَّةٌ .
( و ) البَعّارُ ( ككَتّانٍ : ع ) .
( و ) البَعْارُ أَيضاً : ( لَقَبُ رَجُلٍ م ) أَي معروفٌ .
( والبَيْعَرَةُ ) كحَيْدَرَةٍ : ( ع ) .
( وبَعْرِينُ ) كيَبْرِينَ : ( د ، بالشّام ، أَو الصَّوابُ : بارِينُ ) ، والعَامَّةُ تقولُ : بَعْرِينُ ، وهو بين حَلَبَ وحَمَاةَ من جهة الغَرْب ، وفي التَّكْمِلَة : بُلَيْدَةٌ بين حِمْصَ والسّاحِلِ .
( وباعِرْ بَايَا ، أَو باعِرْبَايْ : د بناحِيَةِ نَصِبِينَ ) ، مِن أَعمال حَلَب ، مِن مُضافات أَفامِيا ، غَزاهم بُخْتُنَصَّرُ . ( و ) باعِرْبَايَا : ( ة بالمَوْصِلِ ) . ذَكَرَهما ياقُوت في المُعْجَم .
( وأَبْعَرَ المِعَى ، وبَعَّرَ تَبْعِيرا : نَثَلَ ما فيه مِن البَعْرِ ) ، ومِن أَمثالِهم : ( إِنّ هاذا الدّاعِر ، ما زالَ يَنْحَرُ الأَباعِر ، وَيَنْثِلُ المَبَاعِر ) .
( وباعِرْبَيْ : الذين ليس لِأَبْوَابِهِمْ أَغْلاقٌ ) ، نقلَ ذالك ( عن ابن حَبِيبَ ) نقله الصّغانيُّ .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
قولُهُم : وهو أَهْوَنُ ليَّ مِن بَعْرَة يُرْمَى بها كَلْبٌ ؛ وأَصْلُه مِن فِعْل المُعْتَدَّةِ عن موتِ زَوْجِهَا ، ويقال منه : بَعَرَتِ المُعْتَدَّةُ ، فهي باعِرٌ . انْقَضَتْ عِدَّتُها ، أَي رَمَتْ البَعْرَةِ . وبَعَرَتْه : رَمَتْه بها ، كذا في الأَساس .
وليلةُ البَعِيرِ : هي اللَّيْلَةُ التي اشتَرى فيها رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم مِن جابِرٍ جَمَلَه ، وقد جاءَ هاكذا في حَدِيثه .
____________________

(10/220)



ومِن أَمثالهم : ( أَنتَ كصاحِبِ البَعْرَةِ ) ، وكان مِن حديثه أَنَّ رجلاً كانت له ظِنَّةٌ في قومه ، فجَمَعَهم لِيَسْتَبْرِئَهم ، وأَخَذَ بَعْرَةً ، فقال : إِنِّي رامٍ ببَعْرَتِي هاذه صاحبَ ظِنَّتِي ، فجَفَلَ لها أَحدُهم ، وقال : لا تَرْمِنِي بها ، فأَقَرَّ على نفسِه .
وأَبناءُ البَعِيرِ : قومٌ .
وبنو بُعْرَانَ حَيٌّ ، كذا في اللِّسَان .
وأَبو حامدٍ محمّدُ بنُ هارونَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ حُمَيْدٍ البَعْرَانِيُّ ، بالفَتْح ، بَغْدَادِيُّ ، ثِقَةٌ ، رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي .
وجَفْرُ البحرِ : ماءٌ لبَنِي رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ كِلابٍ ، بين مكةَ واليَمَامَةِ ، على الجادَّةِ .
والخَضِرُ بنُ بَدرانَ بنِ بُعْرَى بنِ حِطّانَ : الأَديبُ ، كبُشْرَى ، كَتَبَ عنه المُنْذِرِيُّ ، وضَبَطَه .
وبِلالُ بنُ البَعِيرِ المُحاربيُّ ، فيه يقولُ الشاعر يَهْجُوه :
يقولونَ : هاذا ابنُ البَعِيرِ ومالَه
سَنامٌ ولا في ذِرْوَةِ المَجْدِ غارِبُ
ذَكَرَه المُبَرِّدُ في الكامل .
بعثر : ( بَعْث ) الرَّجُلُ : نَظَرَ وفَتَّشَ و ) بَعْثَرَ ( الشَّيءَ : فَرَّقَه وبَدَّدَه ، و ) قال الزَّجّاجُ : بَعْثَرَ متاعَه وبَحْثَرَه ، إِذا ( قَلَبَ بعضَه على بعضٍ ) ، وزَعَم يعقوبُ أَنْ عَيْنَهَا بَدَلٌ من غَيْن ( بَغْثَرَ ) ، أَو غَيْن ( بَغْثَرَ ) بَدَلٌ منها .
وبحثَرَ الخَبَرَ : بَحَثَه . ( و ) يقال : بَعْثَرَ الشَّيْءَ وبَحْثَرَه ، إِذا ( اسْتَخّرَجَه فَكَشَفَه . و ) بَعْثَرَه : ( أَثارَ ما فيه ) ، قال أَبو عُبَيْدَةَ في قولِه تعالَى : { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ } ( العاديات : 9 ) ؛ أُثهيرَ وأُخْرِجَ . قال : ( و ) بَعْثَرَ ( الحَوْضَ : هَدَمَه وجَعَلَ أَسْفَلَه أَعلاه ) . وقال الزَّجّاج : بُعْثِرَتْ ، أَي قُلِبَ تُرابُها ، وبُعِثَ
____________________

(10/221)


المَوْتَى الذين فيها ، وقال الفَرّاءُ : أَي خَرجَ ما في بَطْنِها من الذَّهَبِ الفِضَّة ، خُرُوجُ المَوْتَى بعد ذالك .
( والبَعْثَرَةُ : غَثَيَانُ النَّفْسِ ) ، وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ : ( إِنِّي إِذا لم أَرَكَ تَبَعْثَرَتْ نَفْسِي ) ؛ أَي جاشَتْ وانْقَلَبَتْ وغَثَتْ .
( و ) البَعْثَرَةُ : ( اللَّوْنُ الوَسِخُ ) ، مِن ذالك .
( ومنه : ابنُ بَعْثَرٍ ) ، كجَعْفَرٍ : ( الشّاعرُ ) ويُقال بالعَيْن ، السَّعْدِيُّ خارِجِي ، واسمُه يَزِيدُ ، وفيه يقولُ عِمرنُ بنُ حِطّانَ :
لقد كانَ في الدُّنْيَا يَزِيدُ بنُ بَعْثَرٍ
حَرِيصاً على الخَيْرَاتِ حُلْواً شَمَائِلُهْ
في أَبياتٍ انْظُرْ كتابَ البَلاذُريِّ .
( وحَمْلَةُ وصِلَةُ ابْنَا بَعْثَر ، مِنْ بَكْرِ بنِ عامِرٍ ) ، وقال الحافِظُ : مِن بَنِي كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ ، وعطِيةُ بن بَعْثَر التَّغْلَبيُّ ، خَبَرُهُ في كتاب البلاذريّ .
بعذر : ( بَعْذَرَه بِعْذارةً ، بالكسر ) ، أَهملَه الجوهَريُّ ، وقال أَبو زَيْدٍ : أَي ( حَرَّكَه ) .
( و ) بَعْذَرَ ( فلاناً : نَقَصَه ) ، وكذالك فَرْفَرَه فِرْفارَةً ونَقَصَه ، هاكذا في النُّسَخ بالنُّونِ والقافِ والصَّادِ المُهْمَلَةِ ، والصَّواب نَفَضَه ، بالفاءِ والضّادِ المُعْجَمَةِ ، كما هو نَصُّ اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ .
بعكر : ( بَعْكَرَه بالسَّيفِ ) ، أَهملَه الجوهَريُّ ) ، وفي التَّكْمِلَة : أَي ( قَطَعَه ) ، ككَعْبَرَه به ، وسيأْتي .
بغر : ( بَغَرَ البَعِيرُ كفَرِحَ ومَنَع بَغْراً ) بفتحٍ فسكونٍ وبَغَراً ، مُحَرَّكَةً ، ( فهو بَغِرٌ ) ككَتِفٍ ، ( وبغِيرٌ ) ، كأَمِيرٍ : ( شَرِبَ ولم يَرْوَ ، فأَخَذَه داءٌ مِن ) كَثْرَةِ ( الشُّرْبِ ) ،
____________________

(10/222)


كبَحِرَ بَحَراً ، وكذالك الرَّجُلُ ، كذا في نوادِرِ اليَزِيدِيِّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : البَغَرُ والبَغْرُ : الشُّرْبُ بلا رِيَ ، وقال الأَصمعيّ : هو داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ فتشربُ ، فلا تَرْوَى وتَمْرَضُ عنه فتَمُوت ، قال الفرزدقْ :
فقلتُ ما هو إِلّا السّامُ تَرْكَبُه
كأَنَّمَا الموتُ في أَجنادِه البَغَرُ
وقال آخَرُ :
وسِرْتَ بقَيْقَاةٍ فأَنْتَ بِغَيْرُ
( ج بَغارَى ، ويُضَمُّ ) .
( والبَغْرُ ، ويُحَرَّكُ ) والبَغْرَةُ ( الدُّفْعَةُ الشَّدِيدَةُ مِن المَطَرِ ) ، وقال أَبو زَيْدٍ : يُقال : هذه بَغْرَةُ نَجُمِ كذا ، ولا تكون البَغْرَةُ إِلّا مع كَثْرَة المَطَر .
( بَغَرَتِ السَّمَاءُ ، كمَنَعَ ) ، بَغْراً .
( و ) قال أَبو حَنِيفَةَ : ( بُغِرَتِ الأَرضُ ) ، مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ : أَصابَها المَطَرُ فلَيَّنَهَا قبلَ أَن تُحْرَثَ ، ( و ) إِنْ سَقاهَا أَهْلُهَا قالُوا : ( بَغَرْنَاهَا ) بَغْراً ، أَي ( سَقَيْنَاها ) .
( و ) بَغَرَ ( النَّجْمُ ( يَبْغُرُ ) بُغُوراً : سَقَطَ وهَاجَ بالمَطَر ) ، يَعْنِي بالنَّجْم الثُّرَيَّا ، وبَغَرَ النَّوْءُ ، إِذا هاجَ بالمَطَر ، وأَنشدَ :
بَغْرَةَ نَجْمٍ هاجَ لَيْلاً فبَغَرْ
( و ) يقال ؛ ( تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ ) مُحَرَّكَةً فيهما ( ويُكْسَر أَولُهما ) ، وكذا شَغَرَ مَغَرَ ، ( أَي ) مُتَفَرِّقِين ( في كلِّ وَجْهٍ ) ، وكذا تَفَرَّقَتِ الإِبلُ .
( والبَغْرَةُ : الزَّرْعُ يُزْرَعُ بعدَ المَطَرِ فيَبْقَى فيه الثَّرَى حتى يُحْقِلَ ) ، أَي يَتَشَعَّبَ وَرَقُه ، ويَظْهَرَ ويَكْثُرَ .
( و ) يقال : ( له بَغْرَةٌ مِن العَطاءِ لا تَغِيضُ ، أَي دائِمُ العَطَاءِ ) ،
____________________

(10/223)


قال أَبو وَجْرَةَ :
سَحَّتُ لِأَبْنَاءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ
في المَكْرُماتِ وبَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ
( والبَغَرُ ، مُحَرَّكَةً : الماءُ الخَبِيثُ تَبْغَرُ عَنْه الماشِيَةُ ) ، أَي يُصِيبُهَا البَغَرُ .
( و ) البَغَرُ : ( كَثْرَةُ شُرْبِ الماءِ ) ، مصدرُ بَغِرَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ ، كفَرِحَ ، ( أَو ) البَغَرُ : ( داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ ، ( وعَطَشٌ ) ، تَشْرَبُ فلا تَرْوَى ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ولو قال في أَول التَّرْجَمَةِ : بَغَرَ البَعِيرُ وكذا الرَّجلُ ، كفَرِحَ ومَنَعَ ، بَغْراً ، وبَغَراً ، لكانَ أَجمعَ أَجمعَ للأَقوال ، وأَلْيَقَ بالاختصارِ الذي هو بِصَدَدِه في سائِرِ الأَحوال .
وممّا يُستَدركَ عليه :
ماءٌ مَبْغَرَةٌ : يُصِيب منه البَغَرُ .
وعُيِّرَ رجلٌ مِن قُريْشٍ فقيل له : ماتَ أَبوكَ بَشَماً ، ومَاتَتْ أُمُّكَ بَغَراً وأَبْغَرُ ، كأَحْمَدَ : ناحيةٌ بِسَمَرْقَنْدَ ، فيها قُرًى مُتَّصِلَةٌ ، منها : أَبو يَزِيدَ خالدُ بنُ بُرْدَةَ السَّمَرْقَنْدِيُّ . والخَضِرُ بنُ بَدْرَانَ بنِ بُغْرَى ، التُّرْكِيُّ الأَدِيبُ كبُشْرَى ، كَتَبَ عنه المُنْذِرِيُّ وضَبَطَه .
بغبر : ( البُغْبُورُ ، بالضَّمِّ ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : هو ( الحَجَرُ الذي يُذْبَحُ عليه القُرْبانُ للصَّنَمِ ) ، كذا في التَّكْمِلَة .
( و ) بُغْبُور : ( لَقَبُ مَلِكِ الصِّينِ ) ، ويُقَال له : فُغْفُور أَيضاً .
بغثر : ( البَغْثَرُ : الأَحْمَقُ ) ، عن ابن دُريْد ، وزاد غيرُه : ( الضَّعِيفُ ) ، والأُنثى بغَثَرَةٌ .
وفي التَّهْذِيب : البَغْثَرُ من الرِّجال : ( الثَّقِيلُ الوَخْمُ ) عن أَبي زَيْد ، وأَنشدَ للحارث بنِ مُصَرِّفِ بنِ الحارثِ بن أَصْمَعَ :
إِنِّي إِذا مُحِرُّ قَومٍ حَامَا
بَلَلْتُ رِحْمِي واتَّقَيْتُ الذّامَا
ولم يَجِدْنِي بَغْثَراً كَهَامَا .
____________________

(10/224)



( و ) البَغْثَرُ : ( الرَّجُلُ الوَسِخُ ) من ذالك .
( و ) البَغْثَرُ : ( الجَمَلُ الضَّخْمُ ) .
( و ) بَغْثَرُ ( بنُ لُقَيْظِ ) بنِ خالِد بنِ نَضْلَةَ ( الشاعرُ الجاهليُّ ) ، نَسَبَه ابنُ الأَعرابيّ .
( و ) البَغْثَرَةُ ( بالهاءِ : خُبْثُ النَّفْسِ ) تقول : مالِي أَراكَ مُبَغْثِراً .
( و ) البَغْثَرَةُ : ( الهَيْجُ والاختِلاطُ ) يقال : رَكِبَ القومُ في بَغْثَرةٍ ، أَي هَيْجٍ واختلاطٍ .
( و ) البَغْثَرَةُ : ( التَّفْرِيقُ ) ، يقال : بَغْثَر طعامَه ، إِذا فَرَّقَه .
( وبُغْثُرٌ الكَلْبِيُّ ، كعُصْفُرٍ ) ذَكَرَه سيفٌ في الفُتُوح .
( وبَغْثَرَه : بَعْثَرَه ) ، أَي قَلَبَه ، وقد تقدَّم .
( و ) بَغْثَرَتْ ( نَفْسُه : خَبْثَتُ وغَثَتْ كتَبَغْثَرَتْ ) ، وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ : ( إِذا لم أَرَكَ تَبَغْثَرَتْ نَفْسِي ) ؛ أَي غَثَتُ ، ويُروَى : ( تعْثَرَتْ ) ، بالعين ، وقد تَقَدَّم .
وأَصْبَحَ فلانٌ مُتِبَغْثِراً ، أَي مُتَمَقِّساً ، ورُبَّما جاءَ بالعَيْن ، قال الجوهريُّ : ولا أَرْوِيه عن أَحَدٍ .
بغشر : ( بَغْشُورُ ، بالفَتْح ) وضمِّ الشِّينِ المعجَمَة ، أَهملَه الجوهريُّ ، وهو ( د بينَ هَراةَ وسَرَخْسَ ) . وقال ابن الأَثِير : بين مَرْوَ وهَراةَ ، يقال له : بَغْ ، وبَغْشُورُ ، قال الصَّغانيّ : بينه وبين هَراةَ خمسةٌ وعشرون فَرْسَخاً ، وفَعْلُول في الأَسماءِ نادرٌ . ( والنِّسْبَةُ بَغَوِيٌّ ، على غَير قياسٍ ) ؛ فإِن القياسَ يَقْتَضِي أَن تكونَ بَغْشُورِيٌّ ، وهو ( مُعَرَّب كَوْشُورَ ،
____________________

(10/225)


أَي الحُفْرَةُ المالِحَةُ ) ، وهاذا تعريبٌ غريبٌ ؛ فإِن ( بَغُ ) بالفارسيَّة البُستانُ ، ولا ذِكْرَ للحُفْرة في الأَصل ، إِلّا أَن يُقال : إِن أَرضَ البُستانِ دائماً تكوهُ مَحْفُورَةً .
( منها ) : أَبو الحَسَنِ ( عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ ) الوَرْاقُ ، نَزِيلُ مكّةَ ، ( وابنُ أَخِيه أَبو القاسمِ ) عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عبدِ العزيزِ ( مُسْنِدُ الدُّنيا ) ، طالَ عمرُه ، فَعَلَتْ رِوايتُه ، مولدُه ببغدادَ سنةَ 214 ه ، وجَدُّه لأُمِّه أَحمدُ بنُ منيع البَغَوِيُّ ؛ فلذالك نُسِبَ إِليه ، وتُوُفِّيَ سنة 316 ه .
( وإِبراهِيمُ بنُ هاشِمٍ ) ، عن إِبراهِيمَ بنِ الحَجّاج السّاميّ .
( و ) القاضي أَبو سعيدٍ ( محمّدُ بنُ عليِّ ) بنِ أَبي صالحٍ ( الدَّبّاسُ ) ، راوِي التِّرْمِذِيِّ .
( ومُحْيِي السُّنَّةِ ) أَبو محمّدٍ الحُسَينُ بنُ مسعودِ بنِ محمّدٍ الفَرّاءُ ، صاحبُ المَصابِيح .
وفاتَه :
أَبو الأَحْوَصِ محمّدُ بنُ حِبّانَ البَغَوِيُّ ، سَكَنَ بغدادَ ، رَوَى عنه أَحمدُ بنُ حَنْبَل وغيرُه ، والفقيهُ أَبو يعقوبَ يوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ إِبراهِيمَ البَغَوِيُّ ، رَوَى عنها لحاكِمُ ، ومحمّدُ بنُ نَجِيدٍ والدُ عبدِ الملك وعبدِ الصمد ، من أَهل بَغْ ، حَدَّثُوا كلُّهم .
بقر : ( البَقَرَةُ ) مِن الأَهْلِيِّ والوَحْشِيِّ يكونُ ( للمذكَّر والمؤنَّث ) ، ويَقَعُ على الذَّكَر والأُنثى ، كذا في المُحكَم ، وإِنّما دَخَلَتْه الهاءِ على أَنه واحِدٌ من جنْسٍ ، ( م ) ، أَي معروفٌ . ( ج بَقَرٌ ) بحذف الهاءِ ( وَبَقَراتٌ ، وبُقُرٌ ، بضمَّتَين ، وبُقّارٌ ) ، كرُمّان ، ( وأُبْقُورٌ ) وِزان أُفْعُول ، ( وبَواقِرُ ) ، وهاذا الأَخيرُ نقلَه الأَزهريُّ عن الأَصمعيّ ، قال : وأَنشدَنِي ابنُ أَبي طَرفةَ :
وَسَكَّتّهُمْ بالقَوْلِ حتَّى كأَنَّهُمْ
بَوَاقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْهَا المَرَاتَعُ
____________________

(10/226)



( وأَمّا باقِرٌ وَبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورَةٌ فأَسمَاءُ للجَمْع ) ، وهاذا نصّ عبارَةِ المُحْكَم ، وقال : وجمعُ البَقَرِ أَبْقُرٌ . كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ . وأَنْشَدَ لمَعْقِلِ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ :
كأَنَّ عَرُوضَيْه مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ
لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فيها مذَاعِقُ
وأَنشدَ في بَيْقُورٍ :
سَلَعٌ مَّا ومثلُه عُشَرٌ مَّا
عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا
وأَنشد الجوهريُّ للوَرلِ الطائيِّ :
لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْيُهُمُ
يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزْمَات بالعُشَرِ
أَجاعِلٌ أَنتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً
ذَرِيعَةً لك بَيْنَ الله والمَطَرِ
وإِنَّمَا قال ذالك ؛ لأَن العربَ كانت في الجاهليَّةِ إِذا اسْتَسْقَوا جَعَلُوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذنابِ البَقَرِ ، وأَشْعَلُوا فيه ، ( النار ) فتَضِجُّ البَقَرُ مِن ذالك ، ويُمْطَرُون ، وأَهلُ اليمنِ يُسَمون البَقَرَةَ باقُورَةَ . وكَتَبَ النبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم في كتاب الصَّدَقةِ لِأَهْلِ اليمنِ : ( في ثلاثينَ باقُورَةً بَقَرَةٌ ) .
وقال اللَّيث : الباقِرُ : جماعةُ البَقَرِ مع رُعَاتِهَا ، والجامِلُ : جماعةُ الجِمَال مع راعِيها ، وفي جَمْهَرة ابنِ دُرَيد : وباقِرٌ وبَقِيرٌ جمعُ البَقَرِ .
( والبَقّارُ ) كشَدّادٍ : ( صاحِبُه ) ، أَي البَقَرِ .
( و ) البَقْارُ : ( وادٍ ) قال لَبِيد :
فباتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْه
مِن البَقارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ
( و : ع ، بَرملِ عالِجٍ ، كثيرُ الجِنِّ ) قيل : هو بنَجْدٍ ، وقيل : بناحية اليَمامةِ .
( و ) البَقّارُ : ( لُعْبَة ) لهم وهو
____________________

(10/227)


تُرَابٌ يُجمَعُ في الأَيدِي ، فيُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً ، كأَنَّهَا صَوام 2 عُ ، يُلْعَبُ به ، جعلُوه إسْماً كالقِذَافِ ، وهو البُقَّيْرَى ، وأَنشدَ :
نِيطَ بِحَقْوَيْهَا خَمِيسٌ أَقْمَرُ
جَهُمٌ كبَقّارِ الوعِيدِ أَشْعَرُ
( و ) البَقّارُ : ( الحَدّادُ ) ، والحَفّارُ .
( وقُنّةُ البَقّارِ : وادٍ آخَرُ لبَنِي أَسَدٍ ) .
وعَصاً بَقّارِيّة : شَدِيدة ) ، وفي التَّكْملة : لِبَعْضِ العِصِيِّ .
( وبَقِرَ الكَلْبُ ، كفَرِحَ : رَأَى البَقَرَ ) ، أَي بَقَرَ الوَحْشِ ، ( فتَحَيَّرَ ) وذَهَبَ عَقلُه ( فَرَحاً ) بهنّ ) : بَقِرَ ( الرجلُ بَقْراً ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( وبَقَراً ) ، محرَّكَةً : ( حَسَرَ فلا يَكَادُ يُبْصِرُ ، وأَعْيَا ) ، قال الأَزهريُّ : وقد أَنْكَرَ أَبو الهَيْثَمِ فيما أَخبَرَنِي عنه المُنْذِرِيُّ ( بَقْراً ) ، بسكونِ القافِ ، وقال : القياس ( بَقَراً ) ، على ( فَعَلاً ) ؛ لأَنه عَيْرُ واقِعٍ .
( وبَقَرَه ، كمَنَعَه ) ، يَبْقُره : ( شَقَّه ، و ) فَتَحَه ، و ( وَسَّعَه ) ، وفي حديث حُذَيْفَةَ ( فما بالُ هاؤلاء الذين يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا ) ؛ أَي يَفْتَحُونَها ويُوَسِّعُونها ، ومنه حديثُ الإِفك : ( فبَقَرْتُ لها الحَديثَ ) ؛ أَي فَتَحْتُه وكَشَفْتُه .
( و ) بَقَرَ ( الهُدْهُدُ الأَرضَ : نَظَرَ مَوْضِعَ الماءِ فرَآه ) . في التَّهْذِيب : رَوَى الأَعْمَشُ عن المِنْهَالِ بن عَمرو عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ عن ابنِ عَبّاسٍ في حديث هُدْهُد سليمانَ ، قال : ( بَيْنَا سُلَيْمَانُ في فَلاةٍ احتاجَ إِلى الماءِ ، فدَعَا الهُدْهُدَ ، فبَقَرَ الأَرضَ ، فأَصاب الماءِ ، فدَعَا الشَّيَاطِينَ فسَلَخُوا مواضِعَ المءاِ ، فرأَى الماءَ تحت الأَرضِ ، فأَعْلَمَ سليمانَ حتى أَمَرَ بحَفْرِه ) .
( و ) بَقَرَ ( في بَنِي فُلانٍ ) ، إِذا ( عَرَفَ أَمْرَهم ) ، وفي التَّكْمِلَة : إِذا عَلِمَ أَمْرَهِم ( وفَتَّشَهم ) .
____________________

(10/228)



( والبَقِيرُ : المَشْقُوقُ ، كالمَقْبُورِ ) . وناقة بَقِيرٌ : شُقَّ بَطنُها عن وَلَدِهَا .
وقال ابن الأَعرابيِّ في حديثِ له : فجاءَتِ المرأَةُ فإِذا البيتُ مَبْقُورٌ ؛ أَي مُنتَثِرٌ عَيْبَتُه وعِكْمُه الذي فيه طَعامُه ، وكلُّ ما فيه .
( و ) البَقِيرُ : ( بُرْدٌ يُشَقُّ فيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ( ولا جَيْبٍ ، ( كالبَقِيرةِ ) ، وقِيل : هو الإِتْبُ ، وقال الأَصمعيُّ : البَقيرَةُ أَن يُؤْخَذَ بُرْدٌ فيُشَقَّ ثم تُلْقِيَه المرأَةُ في عُنُقِهَا من غيرِ كُميَّنْ ولا جَيْبٍ ، والإِتْبُ : قَمِيصٌ لا كُمَّيْنِ له تَلبَسُه النِّسَاءُ ، وقال الأَعْشَى :
كَتَمَيُّلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ في البَقِيرِ وفي الإِزارِ
وقد تقدَّم .
( و ) البَقِيرُ : ( المُهْرُ يُولَدُ في ماسِكَةٍ أَو سَلًى ) ؛ لأَنَّه يُشَقُّ عليه .
( والباقِرُ ) ، لَقَبُ الإِمامِ أَبي عبدِ اللّهِ وأَبِي جعفر ( محمّد بنِ ) الإِمام ( عليَ ) زَيْنِ العابِدِينَ ( ابنِ الحُسَيْنِ ) بنِ عليِّ ( رضيَ اللّهُ تعالى عنهم ) ، وُلِدَ بالمدينة سنةَ 57 من الهجرة ، وأُمّه فاطمةُ بنتُ الحَسَنِ بنِ عليَ ، فهو أوَّلُ هاشمَ ، وُلِدَ مِن هاشِمِيَّيْنِ ، عَلَوِيٌّ مِن عَلَويَّيْنِ ، عاش سَبْعاً وخمسينَ سنةً ، وتُوُفِّيَ بالمدينة سنةَ 114 ه ، ودُفِنَ بالبَقِيعِ عند أَبِيه وعَمِّه ، وأَعْقبَ مِن سبعة جعفرٍ الصّادِقِ ، وإِبراهيمَ ، وعُبَيدِ الله ، وعليَ ، وزَينبَ ، وأُمِّ سَلَمَةَ ، وعبدِ الله وإِنما لُقِّبَ به ( لِتَبَحُّرِه في العِلْم ) وعَرَفَ أَصله ، واستنبطَ فَرْعَه .
قلْت : وقد وَرَدَ في بعض الآثارِ عن جابرِ بنِ عبد اللّهِ الأَنصاريِّ : أَنّ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم قال له : ( يُوشِك أَن تَبْقَى حتى تَلْقَى وَلداً لي من الحُسين يقال له : محمّد ، يَبقُر العِلْمَ بقْراً ، فإِذا لقيتَه فأَقرِئْه منيِّ السلامَ ) خَرَّجَه أَئِمَّة النَّسَبِ .
( و ) الباقِرُ : ( عِرْقٌ في المَآقِي )
____________________

(10/229)


نَقلَه الصغانيُّ ؛ لأَنه يَشُقُّها .
( و ) الباقِرُ : ( الأَسَدُ ) ؛ لأَنّه إِذا اصطادَ الفَرِيسةَ بَقَرَ بَطْنَها .
( وتَبَيْقَرَ تَوَسَّعَ ، كتَبَقَّرَ ) ، ورُوِيَ عن النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم : أَنّه ( نَهَى عن التَّبَقُّرِ في الأَهْل والمالِ ، قال أَبو عُبَيْد قال الأَصمعيّ : يُرِيدُ الكَثْرَةَ والسَّعةَ ، قال : وأَصلُ التَّبَقُّرِ التَّوَسُّعُ والتَّفَتُّحُ ، ومنه قيل : بَقَرْتُ بَطْنَه ، إِنَّمَا هو شَقَقْتُ وَفَتَحْتُه ، ومنه حديثُ أُمِّ سُلَيْمٍ : ( إِنْ دَنَا منِّي أَحدٌ من المُشْرِكين بَقَرْتُ بَطنَه ) .
( وَبَيْقَرَ ) الرجلُ : ( هَلَكَ ) . ( و ) بَيْقَرَ : ( فَسَدَ ) ، وفي بعض النُّسَخ : أَفْسَدَ ، وكلتاهما صَحِيحتان ، وعلى الأُولى فَسَّرُوا قولَه :
يا مَنْ رَأَى النّعْمَانَ كان حِيَرَا
فَسُلَّ مِنْ ذالك يَوْمَ بَيَقُرَا
أَي يومَ فَسَادٍ ، قال ابن سِيدَه : هاذا قولُ ابنِ الأَعرابِيِّ ، جَعَلَه إسماً ، قال ولا أَدرِي لتَرْكِ صَرْفِه وَجْهاً إِلّا أَن يُضَمِّنَه الضَّمِيرَ ، ويَجعَلَه حِكايَةً ، ويُروَى : ( يَوماً بَيْقَرَا ) ، أَي يوماً هَلَكَ أَو فَسَدَ فيه مُلْكُه ، وعلى النُّسْخَة الثانِيةِ فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيِّ قولَه :
وقد كان زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِه
كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا
وقوله : ( كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا
وقوله : ( كرَاعِي أُناسٍ ) ، أَي ضَيَّعَ غَنَمَه للذِّئْب .
( و ) بَيْقَرَ : ( مَشَى كالمُتَكَبِّرِ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وفي اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ ، ولعلَّ ما في نُسَخ القاموس تَصْحِيف عن هاذا ، فلْيُنْظَرْ .
( و ) بَيْقَرَ الرجلُ : ( أَعْيَا ) وحَسَرَ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : بَيْقَرَ ؛ إِذا تَحَيَّرَ ، يقال : بَقِرَ الكَلْبُ وَبَيْقَرَ ، إِذا رَأَى البَقَرَ فتَحَيَّرَ ، كما يقال ؛ غَزِلَ ، إِذا رَأَى الغَزالَ فَلَهَا .
____________________

(10/230)



( و ) بَيْقَرَ ، إِذا ( شَكَّ في الشَّيْءِ ) . ( و ) بَيْقَرَ ، إِذا ( مَاتَ ) . وأَصلُ البَيْقَرَةِ الفَسَادُ .
( و ) بَيْقَرَ ( الدّارَ ) ، إِذا ( نَزَلَهَا ) واتَّخَذها مَنْزِلاً ، عن أَبي عُبَيْدَةَ .
( و ) بَيْقَرَ : ( نَزَلَ إِلى الحَضَر وأَقامَ ) هنالك ، ( وتَرَكَ قَومَه بالبادِيَةِ ) ، وخَصَّ بعضُهم به العِراقَ ، كما سيأْتي .
( و ) بَيْقَرَ : ( خَرَجَ إِلى حيثُ لا يُدْرَى ) .
( و ) بَيْقَرَ : ( أَسْرَعَ مُطَأْطِئاً رَأْسَه ) ، وهاذا يُؤَيِّدُ ما في الأُصُول : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ ، كما تقدَّم ، قال المُثَقِّبُ العَبْدِي ، ويُروَى لعَدِيِّ بنِ وَدَاعٍ :
فبَاتَ يَجْتَابُ شُقَارَى كمَا
بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ
( و ) بَيْقَرَ : ( حَرَصَ بِجَمْعِ ) وفي بعض الأُصول ( على جَمْعِ ) ( المالِ ومَنَعَه ) .
( و ) بَيْقَرَ ( الفَرَسُ ) إِذا ( خَمَ بِيَدَهِ ) كما يَصْفِنُ بِرِجْلهِ ، نُقِلَ ذالك عن الأَصمعيّ ، والخَوْمُ هو الصُّفُون ، كما سيأْتي .
( و ) بَيْقَرَ : ( خَرَجَ من الشّام إِلى العِراقِ ) ، قال امرُؤُ القَيْس :
أَلَا هلْ أَتَاها والحَوَادِثُ جَمَّةٌ
بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا
( و ) بَيْقَرَ : ( هَاجَرَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ ) ، ويقال : خَرَجَ من بلدٍ إلى بلدٍ ، فهو مُبَيْقِرٌ ، وهو ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ ، وليس بمُصَغَّر ، في أَلفاظ
____________________

(10/231)


سَبَقَ ذِكرُهَا ي ب ط ر . وقال السُّهَيْلِيُّ في الرَّوض : المُهَيْنِمُ والمُبَيْطِرُ والمُبَيْقِرُ لو صَغَّرْتَ واحداً من هذه الأَسمَاءِ لَحَذَفْتَ الياءَ الزائدةَ ، كما تَحْذِفُ الأَلِفَ من مَفَاعِلَ ، ويَلحَقُ ياءُ التَّصْغِيرِ في مَوْضِعِها ، فيعودُ اللَّفْظُ إِلى ما كان ، فيقال في تَصْغير : مُهَيْنِمٍ ومُبَيْطِرٍ : مُهنم ومُبطر ، وله في هاذا المَقَام بحثٌ نَفِسٌ فراجِعْه .
كتاب م كتاب ( والبُقَّيْرَى ، كسُمَّيْهَى : لُعْبَة ) الصِّبْيَانِ ، وهي كَوْمَةٌ مِن تُرَابٍ وحَولَهَا خُطُوطٌ ، ذَكَرَه ابن دُرَيْدٍ .
( وبَقَّرَ ) الصَّبِيُّ ( تَبْقِيراً : لَعِبَهَا ) يَأْتُون إِلى مَوضعٍ قد خُبِّيءَ لهم فيه شيْءٌ ، فيَضْرِبُون بأَيْدِيهم بلا حَفْرٍ ، يَطْلُبُونه ، والذي في الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد : بَيْقَرَ الصَّبِيُّ بَيْقَرَةً : لَعِبَ البُقَّيْرَى ، فهو مُبَيْقِرٌ . فانْظُرْ وتَأَمَّلْ .
( والبَيْقَرَانُ : نَبْتٌ ) ، عن أَبي مالِكٍ ، قال ابن دُرَيْدٍ : ولا أَدْرِي ما صحَّتُه .
( والبُقّارَى بالضَّمِّ والشَّدِّ وفتح الرّاءِ : الكَذِبُ ، والدّاهِيَةُ ، كالبُقَرِ ، كصُرَدٍ ) ، يقال : جاءَ بالشُّقّارَى والبُقَّارَى ، وجاءَ بالشُّقَرِ والبُقَرِ ، أَي الكَذِبِ ، نقلَه ابن دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة عن أَبي مالِكٍ ، وقال : الصُّقّارَى : والبُقَّارَى والصُّقَر والبُقَر ، وأَوردَه المَيْدَانِيُّ أَيضاً في مَجْمَع الأَمثال .
( والبَيْقَرُ ) ، كحَيْدَرٍ : ( الحائِكُ ) .
( والأُبَيْقِرُ ) ، كأَنْه تصغيرُ أَبْقَرَ : هو الرجلُ ( الذي لا خَيرَ فيه ) ولا شَرَّ كما في التَّكْمِلَة .
( والمَبْقَرَةُ ) ، بالفتح : ( الطَّرِيقُ ) : لسَعَتِهَا ، أَو لِكَوْنِهَا مَشْقُوقَةً مفتوحة .
( وعَيْنُ البَقَرِ بعَكّا ) مِن سواحِلِ الشامِ .
( وعُيُونُ البَقَرِ : ضَرْبٌ مِن الع 2 نَبِ أَسودُ ، كبيرٌ مُدَحْرَجٌ غيرُ صادِقِ الحَلَاوَةِ ) ، وهو مجازٌ .
( و ) عُيُونُ البَقَرِ ( بفِلَسْطِينَ يُطلَقُ
____________________

(10/232)


على ضَرْبٍ من الإِجّاص ) ، على التَّشْبِيه .
( والبَقَرَةُ ) ، محرَّكةً : ( طائرٌ يكونُ أَبْرَقَ أَو أَطْحَلَ أَو أَبيضَ ، ج بَقَرٌ ) ، بفتْحٍ فسكونٍ .
( وَبَقَرٌ ) ، محرَّكةً : ( ع قُرْبَ خَفّانَ ) بالقُرْب من الكُوفة .
( وقُرُونُ بَقَرٍ ) : موضعٌ ( في دِيار بني عامر ) بنِ صَعْصَعَةَ بنِ كِلابٍ ، المُجَاوِرَة لِبَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ ، بها وَقْعَةٌ .
( ودِعْصَتَا بَقَرٍ : دِعْصَتَانِ في شِقِّ الدَّهْنَا ) بالحِجاز بأَرضِ بني تَمِيم .
( وذو بَقَرٍ : وادٍ بين أَخْيِلَةِ ) الحِمَى ، ( حِمَى الرَّبَذَةِ ) ، وقد تقدَّم ذِكْرُ الأَخْيِلَةِ عند ذِكْرِ الرَّبَذَةِ .
( و ) يقال : ( فِتْنَةٌ باقِرَةٌ ) كَدَاءِ البَطْنِ ، وفي حديث أَبي موسى : سمعتُ رسولَ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم يقول : ( سَيَأْتِي على النّاس فِتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحَلِيمَ حَيْرَانَ ) ، أَي واسِعَةٌ عظيمةٌ ، وقيل : ( صادِعَةٌ للأُلْفَةِ شاقَّةٌ للعَصَا ) ، مُفْسِدَةٌ للدِّين ، ومُفَرِّقَةٌ بين الناس ، وشَبَّهها بوَجَع البَطْنِ ؛ لأَنه لا يُدْرَى ما هاجَه ، وكيف يُداوَى ويُتَأَتَّى له .
( وبَقِيرَةُ ، كسَفِينَةٍ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ) من أَعمال رَيَّةَ . ( و : د ) آخَرُ ( شَرْقِيَّهَا ) أَي بالأَندلس ، منه : أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ حَكِيمِ بنِ البَقَرِيّ ، حدَّث عنه الفَقِيهُ أَبو عُمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ القُرْطُبِيُّ .
( و ) البُقَيْرَةُ ، ( كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ أَشْنَعَ ) ، نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) بُقَيْرٌ ، ( كزُبَيْرٍ ، ابنُ عبدِ اللّهِ بنِ شِهَاب ) بنِ مالكٍ . ( مُحَدِّثٌ ) عن جَدِّه في يوم اليَمَامَةِ ، نَقَلَه الحافظُ .
( و ) مِن أَمثالِهم : ( ( جَاءَ ) فلانٌ ( بالصُّقَرِ والبُقَرِ ، والصُّقّارَى والبُقَّارَى ) ) ، وقد تقدَّم ضَبْطُها ، أَي ( بالكَذِبِ ) ، وبالدّاهِيَةِ ، كما
____________________

(10/233)


صَرَّح به المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَهل الأَمثَال .
( و ) رَوَى عَمْرٌ و عن أَبِيه : ( البَيْقَرَةُ : كَثْرَةُ المالِ والمَتَاعِ ) .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
ناقَةٌ بَقِيرٌ : شُقَّ بَطْنُها عن وَلَدِها .
وقد تَبَقَّرَ وانْبَقَرَ ، قال العَجّاج :
تُنْتَجُ يومَ تُلْقِحُ انْبِقَارَا
وقال أَبو عَدْنَانَ عن ابنه نُبَاتَةَ : المُبَقِّرُ : الذي يَخُطُّ في الأَرض دارَةً قَدْرَ حافِرِ الفَرَسِ ، وتُدْعَى تلك الدّارةُ : البَقَرَةَ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ يصف خَيْلاً ، وقال الصَّغانيّ : يصفُ كَتِيبَةً :
أَبَنَّتْ فمَا تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ
لهَا مِثْلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ
وقال الأَصمعيُّ : بَقَّرَ القَومُ ما حَولَهم ، أَي حَفَرُوا واتَّخَذُوا الرَّكايَا .
ورجلٌ باقِرَةٌ : فَتَّشَ عن العُلُوم .
والبَقَرَةُ : قِدْرٌ واسِعَةٌ كبيرةٌ ، نقَله ابنُ الأَثِير عن الحافظِ أَبي موسى .
ومن المَجاز : البَقَرُ : العِيَالُ ، يقال : جاءَ فلانٌ يَجُرُّ بَقَرَةً ، أَي عِيَالاً ، وعليه بَقَرَةٌ من عِيَالٍ ومالٍ ، أَي جماعَةٌ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : المُرَادُ الكثرةُ والاجتماعُ كقولهم : له قِنطارٌ من ذَهَبٍ ، وهو مِلْءُ مَسْكِ البَقَرَةِ ؛ لمَّا استُكْثِرَ ما يَسَعُ جِلْدُهَا ، ضَرَبُوه مَثَلاً في الكَثْرَة .
وَبَيْقَرَ الرَّجلُ في مالهِ ، إِذا أَسْرَعَ فيه وأَفْسَدَه .
وعن أَبي عُبَيْدَةَ : بَيْقَر الرجلُ في العَدْوِ ، إِذا اعْتَمَدَ فيه .
وبَيْقُورٌ : موضعٌ .
ونَزْلَةُ أَبِي بَقَر : قريةٌ بالبَهْنساوِيّة .
____________________

(10/234)



وبُوقِير ، بالضمّ : جزيرةٌ قربَ رَشِيد .
وبُقَيْرٌ ، ( هُذَيْلٍ ، ابنُ سَعِيدِ بنِ سَعْدٍ : بَطْنٌ مِن خَوْلانَ ، والنِّسبةُ إِليه بُقَريٌّ ، كهُذَلِيَ ، منهم أَخْنَسُ بنُ عبدِ اللّهِ الخَوْلانِيُّ ، شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ ، هاكذا ضَبَطَه عبد الغَنيِّ بنُ سعيدٍ ، وقال : حَدَّثَنِي بذالك أَبو الفَتْحِ عن أبي سَعِيدٍ .
والبَاقِرَةُ : مِن قُرَى اليَمَامَةِ ، وهما باقِرَتَانِ ، كذا في المُعْجَم .
وبَقِيرَةُ ، كسَفِينَة : امرأَةُ القَعْقَاعِ بنِ أَبِي حَدْرَد ، لها صُحْبَةٌ ، حَدِيثُها في مُسْنَدِ أَحمدَ .
وبقيرُ بنُ عَمْرٍ و والخُزاعِيُّ ، له صُحْبَةٌ .
والباقُورُ : لَقَبٌ .
ومن أَمثالهم : ( الظِّباءَ على البَقَر ) ، و ( الكِرَابَ على البَقر ) وقد تَقَدَّم .
ومحمّدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّد البَقَرِيُّ مُحَرَّكةً روَى عن أَبيه ، وعنه أَبو جَعْفَرٍ المَنَادِيلِيُّ . ومحمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ حَكِيمٍ القُرْطُبِيُّ البَقَرِيُّ ، سَمِعَ محمّدَ بنَ معاويةَ بنِ أَحمرَ .
ودارُ البَقَرِ قَرْيَتَانِ بِمصر : القِبْلَيّةُ والبَحْرِيَّةِ ، كلتاهما في الغَرْبِيَّة .
وبَنُو بَقَرٍ : مِن جُذَام ، إِليهم نُسِبَتْ تلك القريةُ .
وكَوم البَقَرِ بالكُفُور الشّاسعة .
والبَقّار ، كشَدّادٍ ، بالشَّرْقيَّة .
والبَقَّارةُ تُذكَرُ مع فَرَمَا من مُدن الجِفار ، خرابٌ الآن .
والبَقَرَةُ ، محرَّكَةٌ ؛ ماءَةٌ بالحَوْأَبِ ، عن يَمِينِه ، لبنِي كَعْبِ بنِ عَبْدٍ من بني كِلابٍ ، وعندها الهَرْوَةُ ، وبها مَعْدِنُ ذَهَبٍ .
وَبَقَرَانُ ، محرَّكةً ، وقيل بكسر القاف ، وَادٍ ، أَو جَبلٌ في مِخْلَافِ بَنِي نَجِيدٍ من اليمن ، تُجْلَبُ منه الفُصُوصُ البَقَرانِيَّةُ .

____________________

(10/235)


بقطر : ( البُقْطُرِيَّةُ ، بالضمِّ ) أَهملَه الجوهريُّ ، قال الفَرّاءُ : البُقْطُرِيَّةُ : ( الثِّيابُ البِيضُ الواسِعَةُ ) . كالقُبْطُرِيَّةِ .
( و ) بُقْطُرٌ ( كعُصْفُرٍ : رَجُلٌ ) ، وبِلالُ بنُ بُقْطُرٍ ، عن أَبي بَكْرَةَ ، وعنه عَطاءُ بنُ السّائبِ ، ذَكَرَه ابنُ مُعين .
وأَبو الخَطَّابِ عُثْمَانُ بنُ موسى بنِ بُقْطُرٍ ، ذَكَره البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ ، وهو بَصْرِيّ .
وبقاطر الأُسقُفّ . جاءَ ذِكْرُه في حديثٍ مُرْسَلٍ .
بكبر : ( بَكْبَرَةُ ، كسَخْبَرَةَ ) ، أَهملَه الجوهريُّ والجماعةُ ، وقال الذَّهَبِيُّ : هو ( لَقَبُ عبدِ السّلامِ ) بنِ أَحمدَ بنِ إِسماعِيلَ ( الهَرَوِيِّ ، حَدَّثَ ) ، رَوَى عنه حَمّادٌ الحَرّانِيُّ ، أو أَبو رَوْحٍ الهَرَوِيُّ ، وغيرْهما .
بكر : ( البُكْرَةُ ، بالضَّمِّ : الغُدْوَةُ ) ، قال سِيَبْوَيْهِ : مِن العرب مَن يقول : أَتَيْتُكَ بُكْرَةً ، نَكِرَةً مُنَوَّناً ، وهو يُرِيدُ في يومِه أَو غَدِه . وفي التَّهْذِيب : البُكْرَةُ من الغَدِ ، ويُجمع بُكَراً وأَبكاراً ، وقولُه تعالى : { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } ( القمر : 38 ) بُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نَكِرَتَيْن نُوِّنَتَا وصُرِفَتَا ، وإِذا أَرادُوا بها بُكْرَةَ يَومِكَ وغَداةَ يَومِكَ لم تَصْرِفْهُما ، فبُكْرَةٌ هنا نَكِرَةٌ ، ( كالبَكَرَةِ ، مُحَرَّكَةً ) .
وفي الصّحاح : سِيرَ على فَرَسِكَ بُكْرَةً وبَكَراً ، كما تقول : سَحَراً ، والبكَرُ ، البُكْرَةُ .
( واسمها الإِبكارُ ) ، كالإِصْباحِ ، قال سِيبَوَيْهِ : هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ ، وعندِي أَنه مَصْدَرُ أَبْكَرَ .
وفي التَّهْذِيب : والبُكُور والتَّبْكِيرُ : الخُرُوج في ذالك الوقتِ . الإِبكارُ : الدُّخُول في ذالك الوقتِ .
( و ) البَكْرَةُ ( بالفَتْحٍ ) : اسمٌ للّتي يُسْتَقَى عليها ، وهي ( خَشَبَةٌ مُسْتَدِيرةٌ في وَسَطِها مَحَزٌّ ) للحَبْل ، وفي جَوْفِها
____________________

(10/236)


مِحْوَرٌ تَدُورُ عليه ، ( يُسْتَقَى عليها ، أَو ) هي ( المَحَالَةُ السَّرِيعَةُ ، ويُحَرَّكُ ) ، وهاذه عن الصّغانيّ ، وهاكذا لابن سِيدَه في المُحكَم ، وهو تابعٌ له في أَكثَرِ السِّيَاقِ ، فاعتراضُ شيخِنا عليه هنا في غير مَحَلِّه .
( ج بَكَرٌ ) ، بالتَّحْرِيك ، وهو من شواذّ الجَمْع ؛ لأَن فَعْلَةً لا تُجمَعُ على فَعَلٍ إِلا أَحْرُفاً ، مثل : حَلْقَةٍ وحَلَقٍ ، وحَمْأَةٍ وحَمَإٍ ، وبْرَةٍ وبَكَرٍ ، كما في الصّحاح ، أَو هو اسمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ ، كشَجَرةٍ وشَجَرٍ ، قاله شيخُنَا ، ( وَبكَرَاتٌ ) أَيضاً ، قال الراجز :
والبَكَراتُ شَرّهُنَّ الصّائِمَهْ
يَعْنِي التي لا تَدُور .
( و ) البكْرَةُ : ( الجَمَاعَةُ ) .
( والفَتِيَّةُ من الإِبلِ ) .
قال الجوهريُّ : و ( ج ) البكْرِ ( بِكارٌ ) كفَرْخٍ وفِرَاخٍ .
( وبَكَرَ عليه وإِليه وفيه ) يَبْكُرُ ( بُكُوراً ) ، بالضَّمِّ ، ( وَبَكَّرَ ) تَبْكِيراً ، ( وابْتَكَرَ ، وأَبْكَرَ ) إِبكاراً ( وباكِرَه : أَتاهُ بُكْرَةً ) ، كلُّه بمعنًى ، أَي باكِراً ، فإِن أَردتَ به بُكْرَةَ يومٍ بعَيْنهِ قلتَ أَتيتُه بُكْرَةَ ، غيرَ مصروفٍ ، وهي من الظرُوف التي لا تَتَمَكَّنُ .
( وكلُّ مَن بادَرَ إِلى شَيْءٍ فقد أَبْكَرَ إِليه ) وعليه ، وبَكَّرَ ( في أَيِّ وقتٍ ) كان بُكْرَةً أَو عَشِيَّةً ، يقال : بَكِّروا بصلاةِ المَغْرِب ، أَي صَلُّوهَا عند سُقُوطِ القُرْصِ .
( و ) رَجُلٌ ( بَكُرٌ ) في حاجته ، كنَدُسٍ ، ( وبَكِرٌ ) ، كحَذِرٍ ، وبَكِيرٌ ، كأَمِيرٍ : ( قَوِيٌّ على البُكُورِ ) وبَكِرٌ وبَكِيرٌ كلاهما على النَّسَب ؛ إِذْ لا فِعْلَ له ثُلاثِيًّا بَسِيطاً .
( و ) في المُحكَم : و ( بَكَّرَه على أَصحابِه تَبْكِيراً ، وأَبْكَرَه ) عليهم : ( جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عليهم ) .
____________________

(10/237)



وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ : عاجَلَهما ، وقال أَبو زَيْد : أَبْكَرتُ على الوِرْدِ إِبكاراً ، وكدالك أَبْكَرتُ الغَداءَ .
وقال غيرُه : يقال : بكَرْتُ الشَّيْءَ ، إِذا بَكَّرْتَ له ، قال لَبِيد :
باكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ
معناه بدَرْتُ صَقِيعَ الدِّيكِ سَحَراً إِلى حاجَتِي .
ويقال : أَتيتُه باكِراً ، فمَن جَعَلَ البَاكِرَ نَعْتاً قال للأُنْثَى : باكِرَة ، ولا يقال بكُرَ ولا بَكِرَ ، إِذا بَكَّرَ .
( وبَكَّرَ ) تَبْكِيراً ، ( وأبْكَرَ ، وَتبَكَّر : تَقَدَّمَ ) ، وهو مَجازٌ .
وفي حديث الجُمعَةِ : ( مَنْ بَكَّرَ يومَ الجُمعَةِ وابْتَكَرَ فله كذا وكذا ) ؛ قالوا : بَكَّرَ : أَسْرَعَ وخَرَجَ إِلى المسجد باكِراً ، وأَتى الصّلاةَ في أَوّلِ وَقْتِهَا ، وهو مَجازٌ . وقال أَبو سَعِيد : معناه مَن بَكَّر إِلى الجُمعَةِ قبلَ الأَذانِ وإِن لم يَأْتِهَا باكِراً فقد بَكَّرَ : وأَمّا ابتكارُهَا فهو أَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وَقتِهَا ، وقيل : معنى اللَّفْظَيْنِ واحدٌ ، مثل فَعَلَ وافْتَعَل ، وإِنما كُرِّر للمبالغَةِ والتَّوكيدِ ، كما قالوا : جادٌّ مُجِدٌّ .
( و ) بَكِرَ إِلى الشَّيْءِ ( كفَرِحَ : عَجِلَ ) .
قاله ابنُ سِيده ( و ) . من المجاز : غَيْثٌ باكِرٌ وباكُورٌ ، ( البَاكُورُ ) والبَاكِرُ مِن ( المَطَرِ ) : ما جاءَ ( في أَوّلِ الوَسْمِيِّ ، كالمُبْكِرِ ) ؛ مِن أَبْكَرَ ، ( والبَكُورِ ) ، كصَبُورٍ ، ويقال أَيضاً : هو السَّارِي في آخِرِ اللَّيْلِ وأَوّلِ النَّهَارِ ، وأَنشَدَ :
جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَه
وتَهادَتْهَا مَدالِيجُ بُكُرْ
وفي الأَساس : سحابَةٌ مِدلاجٌ بَكُورٌ .
( و ) البَاكُورُ : ( المُعَجَّلُ ) المَجِيءِ و ( الإِدراكِ من كلِّ شيْءٍ ، وبهاءٍ الأُنْثَى ) ، أَي الباكُورة .
____________________

(10/238)



( و ) باكُورَة ( الثَّمَرةِ ) منه ، ومن المجاز : بتَكَرَ الفاكهةَ : أَكَلَ باكُورَتَهَا ، وهي أَوّلُ ما يُدْرِكُ منها . وكذا ابتَكَرَ الرجلُ : أكَلَ بكُورَةَ الفَاكِهَةِ .
( و ) من المجاز : البَاكُورَةُ : ( النَّخْلُ التي تُدْرِكُ أَوَّلاً ، كالبَكِيرَةِ والمِبْكارِ والبَكُورِ ) ، كصَبُورٍ .
( جَمْعُه ) أَي البَكُورِ ( بُكُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ، قال المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ :
ذالكَ مادِينُك إِذْ جُنِّبَتْ
أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ
قال ابن سِيدَه : وَصَفَ الجَمْعَ بالواحدِ ، كأَنَّه أَراد المُبْتِلَةَ فَحَذَف ؛ لأَن البناءَ قد انتهى ، ويجوزُ أَن يكونَ المُبْتهلُ جَمْعَ مُبْتِلةٍ ، وإِنْ قَلَّ نَظِيرُه ، ولا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُكُر هنا الوحدةَ ؛ لأَنه إنّمَا نَعَتَ حُدُوجاً كثيرةً ، فشَبَّهَها بنَخِيلٍ كثيرةٍ . وقول الشاعر :
إِذا وَلَدَتْ قَرَائِبُ أُمِّ نَبْل
فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ
أَي إِنّمَا عَجِلَتْ بجَمْعِ اللُّؤْمِ ، كما تَعْجَلُ النَّخْلةُ والسحابةُ .
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : نَخْلَةٌ باكِرٌ وبَكُورٌ : تُبكِّرُ بحَمْلِها .
( وأَرْضٌ مِبْكَارٌ : سَرِيعَةُ الإِنْبَاتِ ) .
وسَحَابَةٌ مِبْكَارٌ : مِدْلاجٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ .
( والبِكْرُ ، بالكسر : العَذْرَاءُ ) ، وهي التي لم تُفْتَضَّ . ومن الرِّجال : الذي لم يَقْرَبِ امرأَةً بَعْدُ . ( ج أَبكارٌ ، والمصدرُ البَكَارَةُ : بالفتح ) .
( و ) البِكْرُ : ( المرأَةُ ، والنّاقَةُ ، إِذا وَلَدَتَا بَطْناً واحداً ) ، والذَّكَرُ والأُنْثَى فيهما سَواءٌ ، وقال أَبو الهَيْثَم : والعَربُ تُسَمِّي التي وَلَدَتْ بَطْاً واحداً بِكْراً : بوَلَدِهَا الذي تَبْتَكِرُ به ، ويقال لها أَيضاً : بِكْرٌ ما لم تَلد ، ونحوُ ذالك ،
____________________

(10/239)


قال الأَصمعيُّ : إِذا كان أَوّلُ وَلَدٍ وَلَدَتْه الناقَةُ فهي بِكْرٌ ، والجمعُ أَبكارٌ وبِكَارٌ . قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ :
وإِنَّ حَدِيثاً منكِ لو تَبْذُلِينَه
جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانه عُوذٍ مَطَافِلِ
مَطافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتاجُها
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ
( و ) البِكْرُ : ( أَوْلُ كلِّ شيْءٍ ) .
( و ) البِكْرُ : ( كُلُّ فَعْلَةٍ لم يتَقَدَّمْها مِثلُها .
( و ) لبِكْرُ : ( بَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ ، أَو ) هي ( الفَتِيَّةُ ) ، وكلاهما واحدٌ ، فلو قال : فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ ، لكان أَوْلَى ، كما في غيره من الأُصول ، وفي التَّنْزِيل : { لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ } ( البقرة : 68 ) أَي ليست بكَبِيرَةٍ ولا صَغِيرَةٍ .
( و ) من المَجاز : البِكْرُ : ( السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ ) ، شُبِّهَتْ بالبِكْر مِن النِّساءِ . قلت : قال ثَعلبٌ : لأَنْ دَمَها أَكثرُ من دَمِا لثِّيِّب ، ورُبَّما قيل : سَحابٌ بِكْرٌ ، أَنشد ثعلب :
ولقد نَظَرْتُ إِلى أَغَر مُشَهَّرٍ
بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا
( و ) البِكْرُ : ( أَوَّلُ وَلَدِ الأَبَويْنِ ) غُلاماً كان أَو جارِيَةً ، وهاذا بِكْرُ أَبَوَيْه ، أَي أَوْلُ وَلدٍ يُولَدُ لهما ، وكذالك الجاريةُ بغير هاءٍ ، وجمعُهما جميعاً أَبْكارٌ ، وفي الحديث : ( لا تُعَلِّموا أَبكارَ أَولادِكم كُتُبَ النَّصارَى ؛ ( يَعْنِي أَحداثَكُم . وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غيرِ النّاس ، كقولِهِم : بِكْرُ الحَيَّةِ .
ومن المَجاز قولُهم : أَشَدُّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْنِ ، وفي المُحكَم : بِكْرُ بِكْرَيْنِ ، قال :
يا بكْرَ بِكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ
أَصْبحْتَ منِّي كذِرَاعٍ مِن عَضُدْ .
( و ) مِن المَجَاز : البِكْرُ : ( الكَرْمُ )
____________________

(10/240)


الذي ( حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ، جمعُه أَبكارٌ ، قال الفرزدقُ :
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كأَنَّه
جَنَى النَّلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الضَّرْبَةُ . البِكْرُ ) : هي ( القاطِعَةُ القاتِلَةُ ) ، وفي بعض النُّسَخِ : الفاتِكَة ، وضَرْبَةٌ بِكْرٌ : لا تُثَنَّى ، وفي الحديث : ( كانت ضَرَباتُ عليَ كرَّمَ اللّهُ وجهَه أَبكاراً ، إِذا اعتلَى قَدّ ، وإِذا اعترضَ قَطّ ) ، وفي رواية : ( كانَت ضَرَباتُ عليَ مُبْتَكَرَاتٍ لا عوناً ) ، أَي أَنْ ضَرْبَتَه كانت بِكْراً تَقْتُل بواحِدَةٍ منها ، لا يحتاج أَن يُعِيدَ الضَّرْبَةَ ثانياً ، والمراد بالعُون المُثنّاة .
( و ) البُكْرُ ( بالضَّمّ ، و ) البَكْرُ ( بالفتح : وَلَدُ النّاقَةِ ) ، فلم يُحَدَّ ولا وُقِّت ، ( أَو الفَتِيُّ منها ) ؛ فمَنْزِلَتُه من الإِبل منزلةُ الفَتِيِّ من الناس ، والبكْرَةُ بمنزلةِ الفَتَاةِ والقَلُوصُ بمنزلةِ الجارِيَةِ ، البَعِيرُ بمنزلة الإِنسانِ ، والجَمَلُ بمنزلةِ الرجلِ ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ ، ( أَو الثَّنِيُّ ) منها ( إِلى أَن يُجْذِعَ ، أَو ابنُ المَخَاضِ إِلى أَن يُثْنِيَ ، أَو ) هو ( ابنُ اللَّبُونِ ) والحِقُّ والجذَعُ ، فإِذا أَثْنَى فهو جَمَلٌ ، وهو بَعِيرٌ حتى يَبْزُلَ ، وليس بعدَ البازِل سِنٌّ يُسَمَّى ، ولا قَبلَ الثَّنِيِّ سِنٌّ يُسَمَّى . قال الأَزهريُّ : هاذا قولُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وهو صحِيحٌ ، وعليه شاهدتُ كلامَ العربِ . ( أَو ) هو ( الذي لم يبْزُلْ ) ، والأُنْثَى بكْرَةٌ ، فإِذا بَزَلَا فجَمَلٌ وناقةٌ ، وقيل في الأُنثَى أَيضاً : بِكْرٌ ، بلا هاءٍ .
وقد يُستعارُ للناسِ ، ومنه حديثُ المُتْعَةِ : ( كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ ) ، أَي شابَّةٌ طَوِيلَةُ العُنُقِ في اعتدالٍ .
قال شيخُنَا : والضَّمُّ الذي ذَكَرَه في البِكْر بالمعانِي السابقة ، لا يكادُ يُعرَفُ في شيْءٍ من دَواوِين اللغةِ ، ولا نقلَه أَحدٌ مِن شُرّاح الفَصِيح ، على كَثْرَة ما فيها من الغَرَائب ، ولا عَرَّجَ
____________________

(10/241)


عليه ابنُ سِيدَه ، ولا القَزّازُ ، مع كثرة اطِّلاعِهما ، وإِيرادِهما لشواذِّ الكلامِ ، فلا يُعْتَدُّ بهذا الضَّمِّ .
قلتُ ؛ وقد نُقِلَ الكسرُ عن ابن سِيدَه في بَيْتِ عَمْرِو بنِ كُلْثُوم ، فيكونُ بالتَّثْلِيثِ كما سيَأْتِي قريباً .
( ج ) في القِلَّة ( أَبْكُرٌ ) ، قال الجوهريُّ : وقد صَغَّرَه الراجزُ ، وجَمَعَه بالياءِ والنُّونِ فقال :
قد شَرِبَتْ إِلَّا الدُّهَيْدِ هِينَا
قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينَا
وقال سِيبوَيْهِ : هو جمعُ الأَبكُرِ كما تَجمَع الجُمُرَ والطُّرُقَ ، فتقول : طُرُقَاتٌ وجُزُراتٌ ، ولكنَّه أَدْخَلَ الياءَ والنُّونَ ، كما أَدخلَها في ( الدُّهَيْدهِين ) .
( و ) الجَمْعُ الكثيرُ ( بُكْرانٌ ) بالضَّمِّ ، وبِكارٌ بالكسر ، مثل فَرْخ وفِراخ ، قالَه الجوهَرِيُّ . ( وَبِكَارَةٌ ، بالفتحِ والكسرِ ) ، مثلُ فَحْلٍ وفِحَالَةٍ ، كذا في الصّحَاح ، والأُنْثَى بكْرَةٌ ، والجمعُ بِكَارٌ ، بغير هاءٍ ، كعَيْلَةٍ وعِيَالٍ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : البِكَارَةُ للذُّكُور خاصّةً ، والبِكارُ بغير هاءٍ للإِناثِ .
وفي حديث طَهْفةَ : ( وسَقَطَ الأُمْلُوجُ من البِكَارة ) ، وهي بالكسر جَمْعُ البَكْرِ بالفتح ؛ يُرِيدُ أَن السِّمَن الذي قد عَلَا بِكَارَةَ الإِبلِ بما رَعَتْ من هاذا الشَّجَرِ قد سَقَطَ عنها ، فسَمَّاه باسمِ المَرْعَى ؛ إِذْ كان سَبَباً له ، وقال ابنَ سِيدَه في بيت عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ :
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بَكْرٍ
غَذَاهَا الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا
أَصحُّ الرِّوايتَيْن ( بِكْر ) بالكسر ، والجمعُ القَلِيلُ من ذالك أَبكارٌ . قلتُ : فإِذاً هو مُثَلَّثٌ .
____________________

(10/242)



( و ) مِنَ المَجَازِ : ( البَكَرَاتُ ) مُحَرَّكَةً : ( الحَلَقُ ) التي ( في حِلْيَة السَّيْفِ ) ، شبيهةٌ بفَتَخِ النِّسَاءِ .
( و ) البَكَراتُ : ( جِبالٌ شُمَّخٌ عند ماءٍ لِبَنِي ذُؤَيْب ) ، كذا في النُّسَخ ، والصَّوَابُ لبني ذُؤَيْبَةَ . كما هو نَصُّ الصَّغانيِّ ، وهم من الضِّباب ، ( يُقال له : البَكْرَةُ ) بفتح فسكون .
( و ) البَكَرَاتُ : ( قارَاتٌ سُودٌ بِرَحْرَحانَ ، أَو بطريقِ مَكَّةَ ) شَرَّفَها اللّهُ تعالَى ، قال امْرُؤُ القَيْس :
غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ
فعارِمَةٍ فبُرْقةِ العِيَرَاتِ
( وَالبَكْرَتانِ : هَضْبتَانِ ) حَمْرَاوانِ ( لِبَنِي جَعْفَر ) بنِ الأَضْبَطِ ، ( وفيهما ماءٌ يُقال له : البَكْرَةُ أَيضاً ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( و ) بَكّار ( ككَتْانٍ : ة قُرْبَ شِيرازَ ) ، منها : أَبو العَبّاسِ عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بن سليمانَ الشِّيرَازِيّ ، حَدَّثَ عن إِبراهيمَ بنِ صالحٍ الشِّيرَازِيِّ وغيرِه ، وتُوُفِّيَ سنةَ 348 ه .
( و ) بَكّارٌ : ( اسم ) جماعةٍ من المحدِّثين ، منهم :
القاضِي أَبو بكرٍ بَكّارُ بنُ قُتَيْبَةَ بن أَسَدٍ البَصْرِيّ الحَنَفِيّ ، قاضي مصرَ .
وبَكَّارٌ : جَدّ أَبي القاسمِ الحُسَيْن بن محمّدِ بن الحُسَيْن الشاهد . وغيرُهم .
( و ) بُكُرٌ ، ( كعُنُقٍ : حِصْنٌ باليَمَنِ ) نقلَه الصغانيّ .
( و ) بُكَيْرٌ ، ( كزُبَيْرٍ : إسمُ ) جماعة من المحدِّثين ، كبُكَيْرِ بنِ عبد الله بنِ الأَشَجِّ المَدَنِيِّ ، وبُكَيْرِ بنُ عَطَاءٍ الليْثِيّ .
ومن القبائل : بُكَيْرُ بنُ يالِيلَ بن ناشِبٍ ، من كِنَانَةَ ، منهم من الرُّواة : محمّدُ بنُ إِياسِ بنِ البُكَيْرِ ، تابِعِيٌّ . وغيرُهُم .
( وأَبو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بنُ الحارثِ ) بن كَلَدَةَ بنِ عمرِو بنِ عِلَاجٍ الثَّقَفِيّ ،
____________________

(10/243)


( أَو ) هو نُفَيْعُ بنُ ( مَسْرُوحٍ ) ، والحارثُ بنُ كَلَدَةَ مولاه ، ( الصَّحابِيّ ) المشهورُ بالبَصْرَةِ ، ( تَدَلَّى يومَ الطّائِف من الحِصْنِ بَبكْرَةٍ فكَناه ) النَّبيُّ ( صلّى الله عليْه وسلّم أَبا بَكْرَةَ ) لذالك ، ومِن وَلَده أَبو الأَشْهَبِ هَوْذَةُ بنُ خَلِيفَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ عبده الرَّحمانِ بنِ أَبي بَحرَةَ . ثَقَفِيٌّ ، سَكَنَ بغدَادَ ، كَتَبَ عنه أبو حاتمٍ .
( والنِّسْبَةُ إِلى أَبِي بَكْرٍ ) الصِّدِّيقِ ، ( وإِلى بَنِي بَكْرِ بنِ عَبْده مَنَاةَ ) بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ ، وإِلى بَكْرِ بنِ عَوْفِ بنِ النَّخَعِ ، ( وإِلى بَحرِ بنِ وائِل ) بنِ قاسِط بنِ هِنْبٍ : ( بَكْرِيٌّ ) .
فمِنَ الأَول : القاضي أَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ أَحمدَ بنِ أَفْلَحَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ عبد اللّهِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أَبي بكرٍ الصِّدِّيقِ ، حَدَّث عن هِلالِ بن العَلاءِ الرَّقِّيّ .
ومِنَ بَكْرِ النَّخَغِ : جُهَيشُ بنُ يَزِيدَ بنِ مالكٍ البَكْرِيّ ، وَفَدَ على النّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم . وعَلْقَمةُ بنُ قيسٍ صاحبُ عليَ وابنِ مَسْعُودٍ .
ومِن بَكْرِ عبدِ مَناةَ : عامرُ بنُ واثِلةَ اللَّيْثِيّ ، وغيرُه .
ومن بَكْرِ بنِوائلٍ : حَسانُ بنُ خَوْطه بن شُعْبَةَ البَكْرِيّ ، صَحابِيٌّ ، شَهِدَ مع عليَ الجَمَلَ ، ومعه إبناه الحارثُ وبِشْرٌ .
( و ) النِّسْبَةُ ( إِلى بَنِي أَبي بَكْرِ بنِ كِلَاب ) بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، واسمُه عُبَيْدٌ ، ولَقَبُه البَزْريّ . وكذا إِلى بَكْرِ آباذَ ، مَحَلةٍ بجُرْجانَ : ( بَكْرَاوِيٌّ ) .
فمن الأَول : مُطِيعُ بنُ عامرِ بن عَوْفٍ الصَّحَابِيّ ، وأَخُوه ذو اللِّحْيَةِ شُرَيْحٌ ، لِصُحْبَةٌ أَيضاً ، والمحَّلق عبدُ العُزَّى بنُ حَنْتَمِ بن شَدّادِ بن رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ أَبي بَكْره بن كِلابٍ .
ومن بَكْرٍ آباذَ : أَبو سَعِيدِ بنِ محمّد البَكْراوِيّ ، وأَبو الفَتْح سَهْلُ بنُ عليِّ بن أَحمدَ البَكْراوِيُّ ، وأَبو جَعْفَرٍ كُمَيلُ بنُ جَعْفَرِ بنِ كُمَيْلٍ الفَقِيهُ
____________________

(10/244)


الجُرْجانِيّ الحَنَفِيّ ، وغيرُهم .
( وبَكْرٌ : ع ببلادِ طَيِّءٍ ) ، وهو وادٍ عند رَمَّانَ .
( والبَكْرَانُ : ع بناحيَةِ ضَرِيَّةَ ) ، نقلَه الصَّغانيّ ، ( و ) البَكْرانُ : ( ة ) .
( و ) قولُهم : ( ( صَدَقَنِي سِنّ بَكْرِه ) ) ، من الأَمثال المشهورةِ ، وبَسَطَه المَيْدَانِيُّ في مَجْمَع الأَمثالِ ، وهو ( بِرَفْعِ سِنَ ونَصْبِه ، أَي خَبَّرَنِي بما في نفْسِه ، وما انْطَوتْ عليه ضُلُوعُه ؛ وأَصلُه أَن رجلاً ساوَمَ في بَكْرٍ ) بفتحٍ فسكونٍ ، ( فقال : ما سِنّه ؟ فقال : بازِلٌ ، ثم نَفَرَ البَكْرُ ، فقال صاحبُه له : هِدَعْ هِدَعْ ) . بكسرٍ ففتحٍ فسكونٍ فهيما ، ( وهاذه لفظةٌ يُسَكَّنُ بها الصِّغار ) مِن وَلَدِ النّاقَةِ ، ( فلما سَمِعَه المُشْتَرِي قال : صَدَقَنِي سِنُّ بَكْرِه ، ونَصْبُه على معنَى : عَرَّفَنِي ) ، فيكون السِّنُّ منصوباً على أَنه مفعولٌ ثانٍ ، ( أَو إِرادَةِ خَبَرِ سِنّ ، أَو في سِنّ ، فحُذِفَ المُضَافُ أَو الجارُّ ) على الوَجْهَيْن ، ( ورَفْعُه على أَنه جَعَلَ الصِّدْقَ للسِّنِّ تَوسُّعاً .
( و ) من المَجاز : ( بَكَّرَ تَبْكِيراً : أَتَى الصَّلاةَ لأَوَّلِ وَقْتِهَا ) ، وفي الحديث ؛ ( لا يزالُ الناسُ بخيرٍ مَا بكَّرُوا بصلاةِ المَغْرِبِ ) ؛ معناه : ما صَلَّوهَا في أَوْلِ وَقتِهَا ، وفي حديث آخَرَ : ( بَكِّرُوا بالصَّلاةِ في يومِ الغَيْم ؛ فإِنه مَنْ تَرَكَ العَصْرَ حَبِطَ عَملُه ) ، أَي حافِظُوا عليها وقَدِّمُوهَا .
( و ) من المجاز : ( ابْتَكَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( أَدْرَكَ أَوّلَ الخُطْبَةِ ) . وعبارَةُ الأَساس : وابْتَكَرَ الخُطْبَةَ : سَمِعَ
____________________

(10/245)


أَوّلَهَا ؛ وهو مِن الباكُورة .
( و ) من المجاز : ابْتَكَرَ ، إِذا ( أَكَلَ باكُورَةَ الفاكهةِ ) ، وأَصلُ الابتكارِ لاستيلاءُ على باكُورةِ الشَّيْءِ .
وأَوّلُ كلِّ شيْءٍ : بكُورَتُه .
( و ) في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : ابُتَكَرَتِ ( المرأَةُ : وَلَدَتْ ذَكَراً في الأَوّل ) ، واثْتَنَت : جاءَت بوَلَدٍ ثِنْيٍ ، واثْتَلَثَتْ وَلَدَهَا الثّالِثَ ، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْتَنَيْتُ واثْتَلَثْتُ .
وقال أَبو البيْداءِ : ابتَكَرَتِ الحامِلُ ، إِذا وَلَدَتْ بِكْرَها ، وأَثْنَتْ في الثاني ، وثَلَّثَتْ في الثّالث ، ورَبَّعَتْ ، وخَمَّسَتْ ، وعَشَّرَتْ .
وقال بعضُهُم : أَسْبَعَتْ ، وأَعْشَرَتْ ، وأَثْمَنَتْ ، في الثّامن ، والعاشر ، والسّابع .
( وأَبْكَرَ ) فُلانٌ : ( وَرَدَتْ إِبلُه بُكْرَةَ ) النَّهَارِ .
( وبَكْرُونُ ) كحَمْدُونَ : ( إسمٌ ) . وأَحمدُ بنُ بَكْرُونَ بنِ عبدِ اللّهِ العَطَّارُ الدَّسْكَرِيُّ ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلصِ ، تُوُفِّيَ سنة 434 ه .
وممّا يُستدرّك عليه :
حَكَى اللِّحْيَانيُّ عن الكِسَائِيِّ : جِيرانُكَ باكِرٌ ، وأَنشدَ :
يا عَمْرُو جِيرَانُكُمُ باكِرُ
فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ
قال ابنه سِيدَه : وأُراهم يَذْهَبُون في ذالك إِلى معنَى القَومِ والجمعِ ، لأَن لفظَ الجمْعِ واحد ، إِلّا أَنَّ هاذا إِنّمَا يُستَعملُ إِذا كان المَوْصُوفُ معرفةً ، لا يقولون : جِيرَانٌ بكِرٌ . هاذا قولُ أَهلِ اللغةِ ، قال : وعندِي أَنه لا يَمْتَنِعُ جِيرانٌ باكِرٌ ، كما لَا يمتنعُ جِيرَانُكُم باكِرٌ .
ومن المَجَاز : عَسَلُ أَبكارٍ ؛ أَي تُعَسِّلُه أَبكارُ النَّحْلِ ، أَي أَفتاؤُها ،
____________________

(10/246)


ويقال : بل أَبكارُ الجَوَارِي يَلِينَهُ وكَتَبَ الحَجّاجُ إِلى عاملٍ له : ( ابْعَثْ إِليَّ بعَسَلِ خُلّارَ ، من النَّحْل الأَبْكار مِن الدَّستَفْشارِ ، الذي لم تَمَسَّه النار ) يريد بالأَبار أَفراخَ النَّحْل ؛ لأَنّ عَسَلَها أَطيبُ وأَصْفَى . وخُلّارُ : موضعٌ بفرِسَ ، والدَّسْتَفْشارُ : فارسيَّةٌ معناه ما عَصَرتْه الأَيْدِي ( وعَالَجتْه ) وقال الأَعْشَى :
تَنَخَّلَها مِن بِكَارِ القِطَافِ
أُزَيْرِقُ آمِنُ إِكسادِهَا
بِكَارُ القِطَاف : جمعُ باكِرٍ ، كما يُقَال صاحِبٌ وصِحَابٌ ، وهو أَوّلُ ما يُدرِكُ .
ومن المَجَاز : عن الأَصمعيِّ : نارٌ بِكْرٌ : لم تُقْتَبْس مِن نارٍ .
وحاجةٌ بِكْرٌ : طُلِبَتْ حَدِيثاً ، وفي الأَساس : وهي أَوّلُ حاجةٍ رُفِعَتْ ، قال ذُو الرُّمَّة :
وُقُوفاً لَدَى الأَبوابِ طُلّابَ حاجَةٍ
عَوانٍ مِن الحاجاتِ أَو حاجةً بِكْرَا
ومن المَجاز : يقال ؛ ما هاذا الأَمرُ منكَ بِكْراً ولا ثِنْياً ، على معنَى : ما هو بأَوَّلٍ ولا ثانٍ .
والبِكْرُ : القَوْسُ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
وبِكْرٍ كُلَّما مُسَّتْ أَصاتَتْ
تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشِّرَعِ العَتِيقِ
أَي القَوْس أَوْلَ ما يُرْمَى عَنْهَا ؛ شَبَّه تَرَنّمَها بنَغَمِ ذي الشِّرَعِ ، وهو العُودُ الذي عليه أَوتارٌ .
____________________

(10/247)



والبِكْرُ : الدُّرَّةُ التي لم تثقب ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
كبِكْر مُقَانَاةُ لبَيَاضِ بصُفْرَةٍ
ذَكَرَه شُرّاحُ الدِّيوان كما نقلَه شيخُنَا .
ومن الأَمثال : ( جاءُوا على بَكْرَةِ أَبِيهم ) ، إِذا جاءُوا جميعاً على آخِرِهم . وقال الأَصمعيُّ : جاءُوا على طريقةٍ واحدةٍ ، وقال أَبو عَمْرٍ و : جاءُوا بأَجمعهم ، وفي الحديث : ( جاءَتْ هوازِنُ على بَكْرَةِ أَبِيها ) . هاذه كلمةُ العربِ ، يريدون بها الكَثْرَةَ وتَوْفِيرَ العَدَدِ ، وأَنَّهم جاءُوا جميعاً لم يَتخلَّف منهم أَحدٌ ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ : معناه جاءُوا بعضُهم في إِثْرِ بعضٍ ، وليس هناك بَكْرَةٌ حقيقةً ، وهي التي يُستَقَى عليها الماءُ العَذْبُ ، فاسْتُغِيرَتْ في هاذا الموضعِ ، وإِنْمَا هي مَثَلٌ . قال ابن بَرِّيَ : قال ابن جِنِّي : وعندِي أَنَّ قولَهم : جاءُوا على بَكْرَةِ أَبيهم ، بمعنَى جاءُوا بأجمعِهم ، هو مِن قولك : بَكَرْتُ في كذا ، أَي تَقدَّمتُ فيه ، ومعناه : جاءُوا على أَوَّلِيَّتِهم ، أَي لم يَبْقَ منهم أَحدٌ ، بل جاءُوا مِن أَوّلِهم إِلى آخِرهِم .
وبَكْرٌ : إسمٌ ، وحَكَى سِيبَوَيْهِ في جَمْعِه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ . وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّرٌ أَسماءٌ .
وأَبو بَكْرَةَ بكّارُ بنُ عبدِ العَزِيز بنِ أَبي بَكْرَةَ البَصْرِيُّ ، وبَكْرُ بنُ خَلَفٍ ، وبَكْرُ بنُ سَوَادَةَ ، وبَكْرُ بن عَمْرٍ و المَعافريّ ، وبَكْرُ بنُ عَمْرٍ و ، وَبَكْرُ بنُ مُضَر : محدِّثون .
وأَحمدُ بنُ بكْرانَ بنِ شاذَانَ ، وأَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ بكْرانَ الزّجَّاجُّ النّحويُّ ، حَدَّثَا .
وأَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ أَبي بَكِيرٍ ، كأَمِير ، سَمِعَ أَبا الوَقْتِ ، وأَخوه تَمِيمٌ كان معيداً ببغدادَ ، وابنُه أَبو بكرٍ سَمعَ من ابنِ كُلَيْبٍ ، وأَبو الخَير صُبَيح بن بكّر ، بتشديد الكاف ، البَصْرِيُّ ، حَدَّث عن أَبي
____________________

(10/248)


القاسمِ العَسْكَرِيِّ وأَبي بَكْر بن الزّاغُونِيّ ، كان ثِقَةً ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ .
بكهر : ( بَكْهُورُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( اسمُ مَلِك ) الهِنْدِ ، لغةٌ في بَلْهُور ، بالّلامِ ، أَو تصحيفٌ عنه .
وممّا يُستدرَك عليه هنا :
بلذر : ( البَلاذُر ، وهو ثَمَرُ الفَهْم ، مشهورٌ .
وأَحمدُ بنُ جابرِ بن داوُودَ البلاذريُّ : من مشاهير النَّسّابةِ المؤرِّخِينِ .
وأَبو محمّدٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ بنِ هاشمٍ البَلاذُرِيُّ ، بالذال المعجَمة ، المُذَكِّر الطُّوسيُّ ، الحافظُ الواعظُ : عالمٌ بالحديث .
بلر : ( البلورُ : ( أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصّغانيّ : هو ( كتَنورٍ وسِنَّوْرٍ وسِبَطْرٍ ) وهاذه عن ابن الأَعرابيّ ، وهو مُخَفَّفُ الّلام : ( جَوْهَرٌ م ) ، أَي معروفٌ أَبيضُ شفّافٌ ، واحدتُه بَلورَةٌ ، وقيل : هو نوعٌ من الزُّجاج .
( و ) في التَّهْذِيب عن ابن الأَعرابيِّ : البِلَّوْرُ ( كسِنْورٍ ) : الرجلُ ( الضَّخمُ الشُّجاعُ ) ، وفي حديث جعفرٍ الصادِق رضي اللّهُ عنه : ( لا يُحِبُّنا أَهلَ البيتِ الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ، ولا الأَعْوَرُ البِلَّوْرَةُ ) . قال أَبو عَمْرٍ و الزاهدُ : هو الذي عَيْنُه ناتِئَةٌ . قال ابن الأَثِير : هاكذا شَرَحَه ولم يَذكر أَصلَه .
( و ) البَلُّور ، كتَنُّور : ( العَظِيمُ من مُلُوك الهندِ ) ، لغةٌ في بَلْهُور .
بلجر : ( بَلَنْجَرُ ، كغَضَنْفَر ) ، أَهملَه
____________________

(10/249)


الجوهريُّ ، وقال الصغانِيُّ : هو ( د ، بالخَزَرِ خَلْفَ بابِ الأَبوابِ ) ، أَي داخِلَه ، قيل : نُسِبَ إِلى بَلَنْجَرَ بنِ يافِث .
( وأَحمدُ بن عُبَيْدِ بنِ ناصِحِ بنِ بَلَنْجَرَ : محدِّثٌ نحويٌّ ) له ذِكْرٌ في شَرْح ديوانِ المفضَّل الضَّبِّيِّ .
بلغر : ( بُلْغَرُ ، كقُرْطَقٍ ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان ، ( والعامَّةُ تقول : بُلْغَارُ ) ، وهاذا هو المشهورُ ، وهو الذي جَزَمَ به غيرُ واحدٍ ، كياقوت وصاحبِ المَراصِدِ ، قالوا : هي مدينةُ الصَّقالِبَةِ ، ضارِبَةٌ في الشَّمال ، شديدةُ البَرْدِ ) ، وقد نُسِبَ إِليها بعضُ المتأَخِّرين .
بلسر : ( البلْسِرة ) ، بكسر السين وراء : ماءٌ لبني أَبي بكرِ بنِ كلابٍ بأَعالِي نَجْدٍ ، عن الأَصمعيِّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
بلقطر : ( بَلَقْطَرُ ) ، كغَضْنَفر : قريةٌ بالبُحَيْرةِ من أَعمالِ مِصرَ ، منها الإِمامُ الفقيهُ المحدِّثُ إِبراهِيمُ بنُ عيسى بنِ موسى ، وابنُ عمِّه عليُّ بنُ فَيّاضٍ الزُبَيْرِيّانِ البَلَقْطَرِيّانِ ، حَدَّثا بمصرَ عالياً عن النُّور الأُجْهوريِّ ، وقد رَوَى عنهما شيخُ مشايخِنا الشِّهَابُ أَحمد بنُ مصطفى بنِ أحمدَ السّكَنْدَرِيُّ .
ومما يستدرك عليه :
بلهر : ( البَلَهْوَرُ ، كغَضْنَفرٍ : ( أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو ( المكانُ الواسعُ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
كلُّ عظيمٍ من ملوك الهِنْد بَلَهْوَرُ ، مَثّلَ به سِيبوَيْهِ ، وفَسَّره السِّيرافيُّ .

____________________

(10/250)


بنر : ( البَنُورُ ) كصَبُورٍ ، كذا في النُّسخ ، وهو غلطٌ ، وقد أَهملَه الجوهريُّ وصحبُ اللِّسان ، وقال ابن الأَعرابيِّ : المَبْنُورُ هو ( المُخْتَبَرُ مِن النّاسِ ) ، هاكذا هو في التَّكْمِلَة .
وممّا يستدرك عليه :
بَنّورُ ، كتَنور : بلدٌ بالهند ، منها الشيخُ آدمُ البَنّورِيُّ ، تلميذُ أَبي العبّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ الأَحَدِ الفارُوقِيِّ .
وبِنَارُ ، ككِتاب : قريةٌ ببغدادَ ، ممّا يَلِي طرِيقَ خُرَاسَانَ ، منها أَبو إِسحاق إِبرَاهيمُ بنُ بَدْرٍ البِنَارِيُّ ، سَمِعَ أَبا الوَقْت وغيرَه ، وعنه ابنُ نُقْطَةَ ، كذا في التَّبْصِير للحافظ .
بندر : ( البَنادِرَةُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وأَوردَه الصَّغانيّ في تركيب ب د ر على أَنّ النونَ زائدةٌ ، وهم ( تُجّترٌ يَلْزَمُون المَعَادِنَ ) ، دَخِيلٌ .
( أَو ) هم ( الذين يخْزُنُون البَضائعَ للغَلاءِ ) .
( جَمْعُ بُنْدَارٍ ) ، بالضَّمّ .
وفي كتاب ابنِ الصّلاح في معرفةِ الحديثِ : البُنْدارُ : مَن يكونُ مُكْثِراً من شيْءٍ يَشْتَرِيه منه مَن هو دُونَه ، ثم يَبِيعُه ، قاله الطِّيبِيُّ في أَول ( الدُّخَان ) من حَوَاشِي الكَشّاف . وفي النَّوادر : رجلٌ بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ ، وهو الكثيرُ المالِ .
( و ) أَبو بكرٍ ( محمّدُ بنُ بَشّارٍ ) ككَتَّانٍ ، ووَهِمَ مَنْ ضَبَطَه بالتَّحْتِيَّة والسِّينِ المُهْمَلَةِ ، وهو ابنُ داوودَ بنِ كَيْسَانَ ، العَبْدِيّ ، مولاهم ، البَصْرِيُّ ، و ( بُنْدارٌ ) بالضَّمِّ لَقَبُه : ( محدِّثٌ ) حافظٌ ، أَحدُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ ؛ ولذالك لُقِّب بُنْداراً ؛ لأَنّه جَمَعَ حديثَ مالكٍ ، رَوَى له أَصحابُ الأُصول السِّتَّة .
وبُنْدَارٌ معناه الحافظُ .
____________________

(10/251)



والبُنْدارُ أَيضاً : لَقَبُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ بنِ وَهْبِ بنِ الهَيْثَم بنِ خِدَاش ، سَمِعَ البربهائيَّ وغيرَه ، ورَوَى عنه الدَّارَقُطْنِيُّ ، وكان ثِقَةً .
وأَبو المَعالِي ثابتُ بنُ بُنْدارِ بن إِبراهِيمَ الباقِلّانِيُّ .
والبُنْدار أَيضاً : أَبو منصورٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عُثمانَ ، عُرِفَ بابن السَّوّاق ، سَمِعَ أَبا بَكْرِ بنَ القُطَيْعِيِّ ، وكان ثِقَةً .
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ هارُونَ بنِ سَعِيدِ بنه بُنْدَارٍ ، سَكَنَ سَمَرْقَنْدَ ، وحدَّث .
والحَسَنُ بنُ موسى بنِ بُنْدارِ بنِ خُرَّشَاذ الدَّيْلَمِيُّ ، حدَّث .
( والبَنْدَرُ ) في اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ : ( المَرْسَى والمُكَلَّأُ ) ، نقلَه الصَّغانيّ ، أَي مَربطُ السُّفُنِ على الساحِل .
والبُنْدارِيَّةُ : قريةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى وقد دخلتُهَا ، وقَرْيَتَانِ بأَسْفَلِ مصر .
والبَنْدِيرُ ، بالفتح : دُفًّ فيه جَلاجِلُ ، مولَّدة .
بنصر : ( البِنْصرُ ) بالكسر : ( الإِصْبَعُ ( التي ( بين الوُسْطَى والخِنْصِرِ ، مُؤَنَّثَةٌ ) ، عن اللِّحْيَانِيِّ .
قال الجوهَرِيُّ : والجمعُ البَناصِرُ .
( وذِكْرُه في ب ص ر وَهَمٌ ) ؛ بناءً على أَنْ النونَ فيه أَصليَّةٌ ، كما اختارَه المصنِّفُ .
بور : ( *!البَوْرُ ) ، بالفتح : ( الأَرْضُ قبلَ أَن تُصْلَحَ للزَّرْعِ ) ، وهو مَجازٌ ، وعن أَبي عُبَيْد : هي الأَرضُ التي لم تُزْرَعْ ، وقال أَبو حنيفةَ : البَوْرُ : الأَرضُ كلُّها قبل أَن تُستَخْرَجَ حتى تُصْلَحَ للزَّرْع أَو الغَرْس ، وفي كتاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم لِأُكَيْدِرِ
____________________

(10/252)


دُومَةَ : ( ولكُم البَوْرُ والمَعَامِي وأَعفالُ الأَرضِ ) . قال ابن الأَثِير وهو بالفتح مصدرٌ وُصِفَ به ، ويُرْوَى بالضَّمِّ ، وهو جمعُ البَوَارِ ، وهي الأَرضُ الخَرَابِ التي لم تُزْرَعُ .
( أَو ) هي ( التي تُجَمُّ سَنةً لتُزْرَعَ مِن قابِلٍ ) .
( و ) البَوْرُ : ( الاختبارُ ) والامتحانُ ، ( *!كالابْتِيارِ ) . *!وبَاره *!بَوْراً *!وابْتارَه ، كلاهما : اخُتَبَره .
ويقال للرجل إِذا قَذَفَ امرأَةً بنفسِه أَنْه فَجَرَ بها فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها ، وإِن كان صادقاً فهو *!الابْتِيارُ ، بغير همزةٍ ، افتعالٌ مِن : *!بُرْتُ الشيءَ *!أَبُورُهُ : اختبرتُه ، وقال الكُمَيت :
قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتا
ةِ إِمَّا ابْتِهاراً وإِمّا *!ابْتِيارا
يقولُ : إِمّا بُهْتَاناً وما اختباراً بالصِّدْق ، لاستخراجِ ما عندَهَا .
( و ) *!البَوْرُ : ( الهَلاكُ ) ، *!بارَ *!بَوْراً .
( *!وأَبَارَه اللّهُ ) تعالَى : أَهْلَكَه ، وفي حديث أَساءَ : ( في ثَقِيفٍ كَذّابٌ *!ومُبِيرٌ ) ، أَي مُهلِكٌ يُسرِفُ في إِهلاك النا ، وفي حديث عليَ : ( لو عَرَفْناه *!أَبَرْنا عِتْرَتَه ) ، وقد ذُكِرَ في أَبر .
وبنو فلانٍ بادُوا *!وبارُوا .
( و ) من المجاز : البَوْرُ : ( كَسَادُ السُّوقِ ، *!كالبَوارِ ، فيهما ) ، قد *!بارَ *!بَوْراً *!وبَوَاراً .
( و ) *!البَوْرُ : ( جمعُ *!بائِرٍ ) ، كصاحبٍ وصَحْبٍ ، أَو كنائِمٍ ونَوْمٍ ، وصائِمٍ وصَوْمٍ ، فهو على هاذا إسمٌ للجَمْع .
( و ) *!البُورُ ( بالضَّمِّ : الرجلُ الفاسِدُ والهالِكُ ) ، الذي ( لا خَيْرَ فيه ) ، كذا في الصّحاح ، وقال الفَرّاءُ في قولهِ تعالَى : { وَكُنتُمْ قَوْماً *!بُوراً } ( الفتح : 12 ) : البُور مصدرٌ ( يَسْتَوِي فيه الإثنانِ والجمعُ والمؤنَّثُ ) . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : رجلٌ بُورٌ ، ورَجلانِ بُورٌ ، وقَومٌ بُورٌ ، وكذالك الأُتْثَى ، ومعناه هالِكٌ .
____________________

(10/253)



قال شيخُنَا : وأَنشدَنَا الإِمامُ ابنُ المسناويِّ . رضيَ اللّهُ عَنْه ، لبعضِ الصَّحابة ، وإِخالُه عبدَ الله بنَ رَواحَةَ :
يا رَسُولَ المَلِيكِ إِنّ لسانِي
راتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا *!بُورُ
ونَسَبَه الجوهريُّ لعبدِ اللّهِ بنِ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيّ ، وقد يكونُ بُورٌ هنا جمعَ بائِرٍ ، مثل حُولٍ وحائِلٍ ، وحَكَى الأَخفشُ عن بعضهم أَنه لغةٌ وليس بجمع لبائرٍ ، كما يُقَال : أَنتَ بَشَرٌ ، وأَنتم بَشَرٌ .
( و ) *!البُورُ : ( ما *!بارَ مِن الأَرض ) وفَسَدَ ( فلم يُعْمَرْ ) بالزَّرْعِ والغَرْسِ ، ( *!كالبائِرِ *!والبائِرَةِ ) ، وقال الزَّجّاج : *!البائِرُ في اللغة : الفاسِدُ الذي لا خيرَ فيه ، قال : وكذالك أَرضٌ *!بائِرةٌ : متروكةٌ مِن أَن يُزْرَعَ فيها .
( و ) نَزَلَتْ *!بَوارِ على النّاسِ ، ( كقَطامِ : إسمُ الهَلَاكِ ) قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسَدِيُّ :
قُتِلَتّ فكان تَبَاغِياً وتَظَالُما
إِن التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوَارِ
( وفَحْلٌ *!مِبْوَرٌ ، كمِنْبَرِ : عارِفٌ بالنّاقَةِ ) بِحَالَيْهَا : ( أَنَّهَا لاقِحٌ أَم حائِلٌ ) . وقد *!بارَهَا ، إِذا اخْتَبَرَهَا .
( *!-والبُورِيُّ *!والبُورِيَّةُ *!والبُورِيَاءُ *!-والبارِيُّ *!والبَارِياءُ *!والبارِيَّةُ ) ، ذالك ( الحَصِيرُ المَنْسُوجُ ) ، وفي الصّحاح : التي من القَصَبِ .
( وإِلى بَيْعِهِ يُنْسَبُ ) أَبو عليَ ( الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ ) بنِ سُليمانَ ( *!-البَوّارِيُّ ) ، البَجَلِيُّ الكُوفِيُّ ، ( شيخُ البُخَارِيِّ ومُسلِمٍ ) ، وقال عبد الغنيِّ بنُ سعيدٍ : روَى عنه أَبو زُرْعَةَ وأَبو حاتمٍ ، وقال ابن سَعْدٍ : تُوُفِّيَ سنَةَ 221 ه .
____________________

(10/254)



( و ) قيل : هو ( الطَّرِيقُ ) ، فارسيٌّ ( معرَّبٌ ) ، قال الأَصمعيُّ : *!البُورِيَاءُ بالفارسيَّة ، وهو بالعربيَّة *!-بارِيٌّ *!-وبُورِيٌّ وأَنشد للعَجّاج يصفُ كِنَاسَ الثَّورِ :
كالخُصِّ إِذْ جَلَّلَه *!-البارِيُّ
قال : وكدالك البارِيَّةُ .
وفي الحديث : أَنّه ( كان لا يَرَى بَأْساً بالصّلاة على *!-البُورِيِّ ) ، قالوا : هي الحَصِيرُ المَعْمُول بالقَصَب ، ويقال فيه : *!باريَّةٌ *!وبُورِيَاءُ .
( و ) يقال : ( رجلٌ حائِرٌ *!بائِرٌ ) ؛ يكونُ من الكَسَاد ، ويكونُ من الهَلَاك ، وفي التَّهْذِيب : رجلٌ حائرٌ بائرٌ ، إِذا ( لم يَتَّجِهْ لشَيْءٍ ) ضالٌّ تائِهٌ ، وهو إِتباعٌ ، وزاد في غيرِه ( ولا يَأْتمِرُ رُشْداً ، ولا يُطِيعُ مُرْشِداً ) ، وقد جاءَ ذالك في حديثِ عُمَرَ رضي اللّهُ عنه .
( *!وبارُ : ة بنَيْسَابُورَ ، منها الحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ ) أَبو عليَ ( *!-البارِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ) حدَّث عن الفضل بنِ أَحمدَ الرّازِيِّ ، وعنه أَبو بكر بنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ ، وتُوُفِّي بعد سنة ثلاثينَ وثلاثمائة .
( وسُوقُ *!البارِ : د ، باليَمن ) بين صَعْدَةَ وعَثَّرَ ، وقيل : شرقيّ ثُوران ، يسكُنها بنو رَازحٍ مِن خَوْلَانِ قُضَاعَةَ .
( *!-وباري ، بسكون الياءِ : ة ببغدَادَ ) ، من أَعمال كَلْوَاذَى ، بها مُتَنَزَّهَاتٌ وبساتينُ .
( *!وبارَةُ : كُورةٌ بالشام ) من نواحِي حَلَبَ ، ذاتُ بساتينَ ، ويُسَمّونَها زاوِيَةَ البارةِ .
( و ) *!بارةُ : ( إِقْلِيمٌ من أَعمالِ الجَزِيرَةِ ) الخضراءِ بالأَنْدَلُسِ ، فيه جبالٌ شامخةٌ ، ( والنِّسْبَةُ إِلى الكلِّ *!-بارِيٌّ .
____________________

(10/255)



( و ) من المَجَاز : ( *!ابتارَها ) ، إِذا ( نَكَحَها ) ، كآرَها .
( *!وبُورَةُ ، بالضَّمِّ : د ، بمصرَ ) بينَ تِنِّيسَ ودِميطَ ، ليس له الآن أَثرٌ ، ( منها السَّمَكُ *!-البُورِيُّ ) المشهورُ ببلادِ مصرَ ، ويُعْرفُ في اليمن بالسَّمَك العربيِّ .
( و ) بَنُو *!-البُورِيِّ : فُقهاءُ كانوا بمصرَ والإِسكندريّةَ ، منهم : ( هِبَةُ اللّهِ بن مَعَدَ ) أَبو القاسم القُرَشِيُّ ، الدِّمْياطِيُّ ، المدرِّسُ ، عن أَبي الفَرَجِ بنِ الجَوزِيِّ ، مات في حُدُود السِّتِّمِائَةِ ، ( وابنُ أَخيه محمّدُ بنُ عبد العزيزِ ) أَبو الكَرَمِ الرئيسُ ، ( وغيرُهما ) مثلُ محمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حِصْنٍ البُورِيِّ ، قال عبد الغنيِّ بنُ سعيد : حَدَّثونا عنه ، وهو من القُدَماء .
( و ) *!بُورُ ، ( بلا هاءٍ : د ، بفارِسَ ) ، ويقال فيه بالباءِ الأَعجميةِ أَيضاً .
( و ) أَبو بكرٍ بُورُ ( بنُ أَضْرَمَ ) المَرْوَزِيُّ ( شيخُ البُخارِيِّ ) ، مشهورٌ بكُنْيَتهِ ، هاكذا ذَكَرَه الحافظُ .
( و ) بُورُ ( بنُ محمّد ) ، كَتَبَ عنه أَبو إِسحاقَ المُسْتَمْلِي . ( و ) بُورُ ( بنُ عَمّارٍ ) ، جَدُّ أَبي الفضلِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ محمودٍ ، ( البَلْخِيّانِ ) ، أَخَذَ أَبو الفضلِ هاذا عن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ طَرْخانَ وغيرِه ، ذَكَرَه غنجار .
( و ) بُورُ ( بنُ هانىءٍ ) من أَهل مَرْوَ ، عن ابن المُبَارَك . ( وآخَرُونَ ) .
( و ) *!بُورَى ، ( كشُورَى : ة قُرْبَ عُكْبَرَاءَ ) ، وإِيّاها عنَى أَبو فِرَاس بقوله :
ولا تَركْتُ المُدامَ بينَ قُرَى الكَ
رْخِ *!فَبُورَى فالجَوْسَقِ الخَرِبِ
( منها ) أَبو البَرَكَتِ ( محمّدُ بنُ أَبي المَعَالِي ابنِ *!-البُورانِيِّ ) ، عن أَبي الحُسَيْن يُوسُفَ ، وعنه الرَّشِيدُ محمّدُ بنُ أَبي القاسِمِ ، ويقال فيه أَيضاً : ابنُ البُورِيِّ .
( و ) *!-بُورِي ( كزُورِي أَمْراً مِن زارَ
____________________

(10/256)


مِن الأَعلام ) ، منهم : بُورِي بنُ السُّلْطانِ صلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ ، كان فاضلاً ، وله ديوانُ شِعْر .
( *!والبُورَانِيَّةُ : طعامٌ يُنْسَبُ إِلى *!بُورَانَ بنتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ ) التي قال فيها الحَرِيرِيُّ : *!وبُورانُ بفَرْشِها ، ( زَوْجِ ) أَميرِ المؤمنين ( المَأْمُونِ ) الخليفةِ العَبّاسِي .
( والقاضِي أَبو بكرٍ ) محمّدُ بنُ أَحمدَ ( البُورَانِيُّ شيخُ شيخِ ) أَبي الحُسينِ محمّدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ ( ابن جُمَيْع ) ، الغَسّانيّ الصَّيْداوِيّ ، ( و ) أَبو الحَسَنِ ( عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ ) بنِ عبد الواحدِ ( بنِ *!بُورِينَ : محدِّثانِ ) ، الأَخيرُ عن إِبراهيمَ بنِ موسى ، وعنه الأَبْهَرِيُّ .
( *!والبُوَيْرَةُ ) ، تصغيرُ *!بُورة : ( ع كان به نَخْلٌ لبَنِي النَّضِيرِ ) ، وهو من منازِلِ اليَهُودِ ، وفيه يقول حَسّانُ بنُ ثابت :
وهانَ على سَرَاةِ بَنِي لُؤَيَ
حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
وقال جَبَلُ بنُ جَوَّا التَّغْلَبيّ :
وأَوْحَشَتِ *!البُوَيْرَةُ مِن سَلَامٍ
وسَعْدٍ وابنِ أَخْطَبَ فَهْيَ *!بُورُ
( *!وبارَهُ ) *!يَبُورُه *!بَوْراً : ( جَرَّبَه ) واختبَرَه ، ومنه الحديث : ( كُنَّا *!نَبُورُ أَوْلادَنا بحُبِّ عليَ رضيَ اللّهُ عنه ) .
( و ) من المَجَاز : بارَ ( النَّاقةَ ) *!يَبُورُهَا *!بَوْراً : إِذا ( عَرَضَها على الفَحْلِ ، لِيَنْظُرَ : أَلاقِحٌ ) هي ( أَم لا ؛ لأَنها إِذا كانت لاقِحاً بالَتْ في وَجْهِه ) ، أَي الفَحْل ، إِذا تَشَمَّمَها ، كذا في الصّحاح .
( و ) بارَ ( عَمَلُه ) ، إِذا ( بَطَلَ ، ومنه ) قولُه تعالى : { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ *!يَبُورُ } ( فاطر : 10 ) ، وقال الفَرّاءُ : يقال : أَصبحتْ منازلُهم *!بُوراً ، أَي لا شيءَ فيها ، وكذلك أَعمالُ الكُفَّار تَبْطُلُ .
( و ) من المَجَاز : بار ( الفحلُ الناقةَ ) *!وابتارَها ، إِذا ( تَشَمَّمَها ، لِيَعْرِفَ
____________________

(10/257)


لِقَاحَهَا مِن حِيَالِها ) ، وأَنشدَ قولَ مالكِ ابنِ زُغْبَةَ :
بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
وطَعْنٍ كإِيزاغِ المَخَاضِ تَبُورُهَا
قال أَبو عُبَيْدَةَ : كإِيزاغِ المَخَاضِ يَعْنِي قَذْفَها بأَبْوَالِها ، وذالك إِذا كانت حَوامِلَ ؛ شَبَّه خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْيِ المَخَاضِ أَبوالَها ، وقوله : تَبُورُها ، أَي تَخْتَبِرُهَا أَنتَ ، حتى تَعرِضَهَا على الفَحْل : أَلاقِحٌ هي أَم لا .
( و ) من المَجَاز : *!بارَتِ السُّوقُ ، *!وبارَتِ البِيَاعَاتُ ، إِذا كَسَدَتْ ، *!تَبُورُ ، ومِن هاذا قيل : نَعُوذُ باللّهِ مِن ( بَوارِ الأَيِّمِ ) ، وهو ( أَن تَبْقَى في بيتِهَا لا تُخْطَبُ ) ، والأَيِّمُ : التي لا زَوْجَ لها .
( و ) من أَمثالهم : ( ( أَرْسَلَه *!بِبُورِيِّهِ ) بالضَّمِّ إِذا تُرِكَ ) الرجلُ ( ورَأْيَه ) يَفعلُ ما يشاءُ ( ولم يُؤَدَّبْ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!البائِرُ : المُجَرِّبُ ، وقد بَارَ يَبُوُرُ *!بَوْراً ، إِذا جَرَّبَ ، قالَهُ الأَصمعيُّ .
وفي المَثَل : ( إِنهم لَفِي حُورٍ *!وبُورٍ ) بالضمِّ فيهما ، وفَسَّرُوه بالنُّقْصان .
ومن المَجَاز : *!بُرْ لِي ما عندَ فُلانٍ ، أَي اعْلَمْه وامتَحِنْ لِي ما في نفسِه ؛ مأْخوذٌ من بارَ الفحلُ الناقةَ .
ومحمّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ ، يُعرَفُ *!ببُورٍ ، والفضلُ بنُ عبدِ الجَبّار بنِ *!بُور المَرْوَزِيُّ ، عن ابن شُمَيْلٍ . ومحمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُورٍ البَلْخِيُّ . وجُبَيْرُ بنُ بُورٍ البَلْخيُّ . ومحمّدُ بنُ عُبَيْدِ اللّهِ بنِ مَهْدِيَ العامِرِيُّ ، يُعرَفُ *!ببُورٍ : محدِّثون .
قال ابن سِيدَه : وابنُ *!بُورٍ حَكَاه ابنُ جِنِّي في الإِمالَة ، والذي ثَبَتَ في كتاب سِيبَوَيْهِ : ابنُ نُورٍ بالنُّون ، وهو مذكورٌ في موضعِه .
____________________

(10/258)



*!وبُورُ ، بالضَّم : ناحيةٌ متَّسِعَةٌ من بلاد الرُّوم .
وبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ الرَّبِيعِ البارِيُّ ليس من بارِ نَيْسَابُورَ ، وهو قَرَابَةُ قَحْطَبةَ بنِ شَبِيبٍ ، ذَكَره الأَمِيرُ .
*!وبارَانُ : من قُرَى مَرْوَ ، منها : حاتِم بنُ محمّدِ بنِ حاتمٍ *!-البارانيُّ المحدِّث .
والحَسَنُ بنُ أَبي الرَّبِيعِ البُورانِيُّ ، من رجال السِّتَّةِ .
قلت : *!وبُورِينُ : من قُرَى نابُلُسَ ، ومنها : البَدْرُ حَسَنُ بنُ محمّدٍ *!-البُورِينِيّ الحَنَفِيُّ ، مِن المتأَخِّرين ، تَرْجَمه النَّجْمُ الغَزِّيُّ في الذَّيْل ، وأَثْنَى عليه . تُوُفِّيَ سنة 1034 م .
*!وبانْبُورةُ : ناحِيةٌ بالحِيرَة ، من أَرض العراقِ .
*!وبارَنْبازُ : بلدةٌ قُرْبَ دِمْيَاطَ ، على خليج أَشْمُومَ وبِسْرَاطَ ، وقد دخلتُها ، وهي في الدِّيوَان *!بورنبارة .
وباوَرُ : موضعٌ باليمن ، منه : أَبو عبد اللّهِ الحُسَينُ بنُ يُوحَن *!-الباوَرِيُّ اليَمَنِيُّ ، مات بأَصْبَهانَ . وباوَرِي : مدينةٌ ببلاد الزَّنْجِ يُجْلَبُ منها العَنْبَرُ .
بهتر : ( البُهْتُرَةُ ، بالضَّمِّ : القَصِيرةُ ، كالبُهْتُرِ ) ، وزَعَمَ بعضُهُم أَن الهاءَ في بُهْتُرٍ بَدَلٌ من الحاءِ في بُحْتُرٍ ، أَنشدَ أَبو عَمرٍ و لنجادٍ الخَيْبَرِيِّ :
عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ
ليس بِجِلْحابٍ ولا هَقَوَّرِ
لاكنَّه البُهْتُرُ وابنُ البُهْتُرِ
وخَصَّ بعضُهم به القَصِيرَ من الإِبل .
وجَمْعُه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ ، وأَنشد الفَرّاءُ قولَ كُثَيِّرٍ :
وأَنتِ الذِي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ
إِليَّ ومَا تَدْرِي بذاكَ القَصائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ ولم أُرِدْ
قِصَارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَهَاتِرُ
____________________

(10/259)



هاكذا أَنشدَه الفَرّاءُ : البَهَاتِرُ بالهَاءِ وأَورَدَ هاذا الشِّعرَ شيخُنَا في بحتر ، وقد تقدَّمت الإِشارةُ إِليه .
( و ) البَهْتَرُ ( بالفتح : الكَذِبُ ) كالبَهْتَزَة .
بهجر ، بهدر : ( البُهْدُرِيُّ ، بالضَّمِّ مشدَّدةَ الياءِ ) أَهملَه الجوهريُّ ، وقال أَبو عدنانَ : هو ( المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ ) ، كالبُحْدُرِيِّ ، كذا في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ .
بهر : ( البُهْر ، بالضمِّ : ما اتَّسَعَ من الأَرض ) .
( و ) البُهْرُ : ( شَرُّ الوادِي وخَيْرُه ) ، هاكذا في النُّسَخ بالشِّين المعجَمَة ، والصّواب : سِرُّ الوادِي ، بالسِّين ؛ أَي سَرارَتُه ، كما في الأُصول المُصَحَّحَةِ ، ( كالبُهْرَةِ ، فيهما ) ، وفي اللسان : والبُهْرَة : الأَرضُ السَّهْلَةُ ، وقيل : هي الأَرضُ الواسعةُ بين الأَجْبُلِ .
( و ) البُهْرُ : ( البَلَدُ ) أَو وَسَطَه ، ويقال : مِن أَيِّ بُهْرٍ أَنتَ ؟ أَي مِن أَيِّ بَلَدٍ ؟
( و ) من المَجاز : البُهْرُ : ( انْقِطَاعُ النَّفَسِ من الإِعياءِ ) ، وبالفَتْح مصدر بَهَرَه الحِمْلُ يَبْهَرُه بَهْراً .
( وقد نْبهَرَ ) وابْتهرَ ، أَي تَتابَعَ نَفَسُهُ .
( و ) يقال : ( بُهِرَ ) الرجلُ ( كعُنِيَ ) ، إِذا عَدَا حتى غَلَبَهُ البُهْرُ ، وهو الرَّبْوُ ، ( فهو مَبْهُور وبَهيرٌ ) ، وفي الحديث : ( وَقَعَ عليه البُهْرُ ) ، هو بالضَّمِّ : ما يَعْتَرِي الإِنْسانَ عند السَّعْيِ الشديدِ والعَدْوِ ، من النَّهِيج وتَتَابُعِ النَّفَسِ ، ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ ( أَنَّه أَصابَه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ ) .
____________________

(10/260)



وبَهَرَه : عالَجَه حتى انْبَهَرَ .
( و ) من المَجَاز : ( البَهْرُ : الإِضاءَةُ ، كالبُهُورِ ) ، بالضمِّ ، وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( قال له عَبْدُ خَيْرٍ : أُصَلِّي الضُّحَى إِذا بَزَغَتِ الشمسُ ؟ قال : لا ، حتى تَبْهَرَ البُتَيْرَاءُ ) ، أَي يَسْتَبِينَ ضَوْءُهَا .
( و ) من المَجاز : البَهْرُ : ( الغَلَبَةُ ) ، بَهَرَه يَبْهَرُ بَهْراً : قَهَرَه وعَلاه وغَلَبَه . وَبَهَرَتْ فلاةُ النِّسَاءَ : غَلَبَتْهُنَّ حُسْناً ، وقال ذو الرُّمَّةِ يمدحُ عُمَرَ بنَ هُبَيْرَةَ :
ما زِلْتَ في دَرَجَاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً
تَنْمِي وتَسْمُو بكَ الفُرْعانُ مِن مُضَرَا
حتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ
إِلّا على أَكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا
أَي عَلَوْتَ كلَّ مَن يُفَاخِرُكَ فظَهرتَ عليه .
وفي الحديث : ( صلاةُ الضُّحَى إِذا بَهَرَت الشمسُ الأَرضَ ) ، أَي غَلَبَها نُورُها وضَوءُها .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : البَهْرُ ( المَلْءُ ) .
( و ) البَهْرُ : ( البُعْدُ ) .
والبَهْرُ : المُبَاعَدَةُ مِن الخَيْر .
( و ) البَهْرُ : ( الحُبُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والذي نُقِلَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : والبَهْرُ : الخَيْبَةُ . والبَهْرُ الفَخْرُ ، وأَنشدَ بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ ، ولعلّ ما ذَكَره المصنِّفُ تَصْحِيفٌ ، فلْيُنْظَرْ ، وبيتُ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ الذي أَشار إِليه هو قولُه :
ثُمَّ قالوا : تُحِبُّها ؟ قُلتُ : بَهْراً
عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ
____________________

(10/261)



وقيل : معنَى ( بَهْراً ) في هاذا البيت : جَمًّا ، وقيل : عَجَباً ، قال أَبو العبّاس : يجوزُ أَن كلَّ ما قاله ابنُ الأَعرابيِّ في وُجُوهِ البَهْرِ أَنْ يكونَ معنىٌ لما قال عُمَرُ ، وأَحسنُها العَجَبُ .
( و ) البَهْرُ : ( الكَرْبُ ) المُعْتَرِي للبَعِيرِ عند الرَّكْضِ ، أَو للإِنسان ، إِذا كُلِّفَ فوق الجَهْد .
( و ) البَهْرُ : ( القَذْفُ والبُهتانُ ) ، يقال : بَهَرَها ببُهتانٍ ، إِذا قَذَفَها به .
( و ) البَهْرُ : ( التَّكْلِيفُ فوقَ الطّاقَةِ ) يقال : بَهَرَه ، إِذا قَطَعَ بُهْرَه ، وذلك إِذا قَطَعَ نَفَسَه بضَرْب أَو خَنْق ، أَو ما كان ، قالَه ابن شُمَيْلٍ ، وأَنشدَ :
إِنَّ البَخِيلَ إِذا سَأَلْتَ بَهَرْتَه
وتَرَى الكَرِيمَ يَرَاحُ كالمُخْتَالِ
( و ) البَهْرُ : ( العَجَبُ ، وبَهْراً له ) ، أَي عَجَباً ، قاله ابن الأَعرابيِّ ، وبه فَسَّر أَبو العَبّاس الزَّجّاجُ بيتَ عُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ المتقدِّم ذِكْرُه ، وأَنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ بيتَ ابنِ مَيّادَةَ :
أَلَا يا لَقَوْمِي إِذْ يَبِيعُون مُهْجَتِي
بجارِيَةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا
( أَي تَعْساً ) وغَلَبَةً ، هاكذا فَسَّرَه غيرُ واحدٍ ، قال سِيبوَيْه : لا فِعْلَ لقولِهم : بَهْراً له ، في حَدّ الدُّعَاءِ ، وإِنما نُصِبَ على توهُّمِ الفِعلِ ، وهو ممّا يَنْتَصِبُ على إِضمر الفِعْلِ غيرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه .
( و ) من المَجاز : ( بَهَرَ القَمَرُ كمَنَعَ ) النُّجُومَ بُهُوراً : بَهَرَها بضَوْئِه ، قال :
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَ
فَغَمرَ النَّجْمَ الذي كانَ ازْدَهَرْ
يقال : قَمَرٌ باهِرٌ ، إِذا عَلَا ، و ( غَلَبَ ضَوءُه ضَوءَ الكواكبِ ) .
( و ) بَهَرَ ( فلانٌ ) ، إِذا ( بَرَعَ ) وفَاق
____________________

(10/262)


نُظراءَه ، وأَنشدُوا قولَ ذي الرُّمَّةِ :
حتَّى بَهَزْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ
أَي بَرَعْتَ وعَلَوْتَ .
( و ) يقال : فلانٌ شديدُ ( الأَبْهَرِ ) ، أَي ( الظَّهْرِ ) .
( و ) الأَبْهَرُ أَيضاً : ( عِرْقٌ فيه ، و ) يقال : هو ( وَرِيدُ العُنُق ) ، وبعضُهم يَجعلُه عِرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْبِ والقَلْبِ . قلت : وهو قولُ أَبي عُبَيْد ، وتمامُه : فإِذا انقطعَ لم تكنْ معه حَياةٌ .
( و ) قيل : الأَبْهَرُ : ( الأَكْحَلُ ) ، وهما الأَبْهَرانِ يَخرُجَان من القلْب ، ثم يَتَشَعَّبُ منهما سائرُ الشَّرايين ، ورُوِيَ من النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم أَنه قال : ( ما زالتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي فهاذاأَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي ) . وفي الأَساس : ومن المَجاز : وما زل يُراجِعُه الأَلَمُ حتى قَطَعَ أَبْهَرَه ، أَي أَهْلَكَه ، انتهى .
وأَجمعُ من ذالك قولُ ابنِ الأَثِير ؛ فإنّه قال : الأَبْهَرُ عِرْقٌ مَنْشَؤُه مِن الرَّأْس ، ويَمْتَدُّ إِلى القَدمِ ، وله شَاريِينُ تتَّصِلُ بأَكثرِ الأَطرافِ والبَدَنِ ، فالذي في الرأْس منهُ يُسَمَّى النَّأْمَة ، ومنه قولُهم : أَسْكَتَ اللّهُ نَأْمَتَه ، أَي أَماتَه ، ويَمتدُّ إِلى الحَلْق فيُسَمَّى فيه الوَرِيدَ ، ويمتدُّ إِلى الصَّدْر فيُسَمَّى الأَبْهَرَ ، ويمتدُّ إِلى الظَّهْر فيُسَمَّى الوَتِينَ ، والفُؤادُ معلَّقٌ به ، ويمتدُّ إِلى الفَخِذ فيُسَمَّى النَّسَا ، ويمتدُّ إِلى السّاق فيُسَمَّى الصّافِنَ ، والهمزةُ في الأَبْهَر زائدةٌ ، انتهى .
وأَنشدَ الأَصمعيُّ لابن مُقْبِلٍ :
ولِلْفُؤادِ وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرِهِ
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ
( و ) الأَبْهَرُ : ( الجانِبُ الأَقْصَرُ مِن الرِّيش ) . والأَباهِرُ مِن رِيشِ الطّائِر : ما يَلِي الكُلَى أَوّلُها القَوادِمُ ، ثم الخَوافِي ، ثم الأَباهِرُ ، ثم الكُلَى ، وقال اللِّحيانِيُّ : يُقَالِ لأَرْبَعِ رِيشَاتٍ من مُقَدَّم الجَنَاحِ : القَوادِمُ ، ولأَربعٍ يَلِيهنَّ : المَنَاكِبُ ، ولأَربعٍ
____________________

(10/263)


بعدَ المَناكِبِ : الخَوافِي ، ولأَربعٍ بعد الخَوافِي : الأَباهِرُ .
( و ) قيل : الأَبْهَرُ : ( ظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ ، أَو ) الأَبْهَرُ من القَوْسِ ( ما بينَ طائِفِها والكُلْيَةِ ) . وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( فيُلْقَى بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه ) . قال الأَصمعيّ : في القَوْس كَبِدُها ، وهو ما بين طَرَفَي العِلَاقَةِ ، ثم الكُلْيَةُ تَلِي ذالك ، ثم الأَبْهَرُ يَلِي ذالك ، ثم الطّائِفُ ، ثم السِّيَةُ ، وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا .
( و ) الأَبْهَرُ : ( الطَّيِّبُ من الأَرض ) السَّهْلُ منها ، ( لَا يَعْلُوه السَّيْلُ ) ، ومنهم مَن قَيَّدَه بما بين الأَجْبُلِ .
( و ) الأَبْهَرُ : ( الضَّرِيعُ اليابِسُ ) نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) أَبْهَرُ ، ( بلا لامٍ : مُعَرَّبُ آبْ هَرْ ، أَي ماءُ الرَّحْى : د ، عظيمٌ بين قَزْوِينَ وزَنْجَانَ ) ، منها إِلى قَزْوِينَ إثنا عَشَرَ فَرْسَخاً ، ومنها إِلى زَنْجَانَ خمسةَ عشرَ فَرْسَخاً ، ذَكَره ابنُ خُرْدَاذْبَه .
( و ) أَبْهَرُ : ( بُلَيْدَةٌ بنواحِي أَصْبَهَانَ ) ، ذَكَرَه أَبو سَعِيدٍ المالِينيُّ ، ونُسِبَ إِليها أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ صالحٍ التَمِيمِيُّ ، الفَقِيهُ المُقرِي ، تُوُفِّيَ سنةَ 375 ه ، ونُسِبَ إِليها أَيضاً أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأَبْهَرِيُّ ، طال عُمرُه ، وأَكْثَرُوا عنه الحديثَ ، تُوُفِّيَ سَنةَ 481 ه .
( و ) أَبْهَرُ : ( جبلٌ بالحِجاز ) .
وبَهْرَاءُ : ( قَبِيلةٌ ) من اليَمن ، قال كُراع : ( وقد يُقْصَرُ ) ، قال ابنِ سِيدَه : لا أَعْلَمُ أَحداً حَكَى فيه القَصْرَ إِلّا هو ، وإِنّمَا المعْرُوفُ فيه المَدُّ ، أَنشد ثعلبٌ :
وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيُوفَنَا
سُيُوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ
____________________

(10/264)



( والنِّسْبَةُ بَهْرَانِيٌّ ) مثْلُ بَحْرانِيّ ، على غيرِ قِياسٍ ، والنُّونُ فيه بَدَلٌ من الهَمْز ، قال ابن سِيدَه : حَكاه سِيبَوَيْهِ . ( وبَهْراوِيٌّ ) ، على القِيَاسِ ، قال ابن جِنِّي : مِن حُذّاقِ أَصحابِنا مَن يذهبُ إِلى أَن النونَ في بَهْرَانِيَ إِنّمَا هي بَدَلٌ من الواو ، التي تُبدَلُ مِن هَمْزةِ التَّأْنِيثِ في النَّسَب ، وأَن الأَصلَ بَهْرَاوِيٌّ ، وأَن النُّونَ هناك بَدَلٌ من هاذه الواو ، كما أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون في قولك : مِن وافِد ، وإِن وقفتَ وقفت ، ونحو ذالك ، وكيفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من الهمزة ، قال : وإِنَّما ذَهَبَ مَن ذَهَب إِلى هاذا ؛ لأَنه لم يرَ النُّون . أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزة في غير هاذا ، وكانَ يَحْتَجُّ في قولهم : إِنَّ نُونَ فَعْلَانَ بدلٌ من همزة عْلاءَ ، فنقول : ليس غَرَضُهُم هنا البدلَ الذي هو نحوُ قولِهم في ذِئْبٍ : ذِيبٌ ، وفي جُؤْنَةَ : جُونَةُ ، إِنّمَا يريدون أَنّ النُّونَ تُعاقِبُ في هاذا الموضع الهمزةَ ، كما تُعاقِبُ لامُ المعرفةِ التنوينَ ، أَي لا تجتَمِعُ معه ، فلمّا لم تُجامِعْه قيل : إِنها بدلٌ منه ، وكذالك النونُ والهمزةُ ، قال : وهاذا مذهبٌ ليس بقَصْدٍ .
( والبَهَارُ ) كسَحَابٍ : ( نَبْتٌ طَيْبُ الرِّيحِ ) . قال الجوهريُّ : وهو بَهارُ البَرِّ ، وهو نَبْتٌ جَعْدٌ له فُقّاحَةٌ صفراءُ يَنبتُ أَيّامَ الرَّبِيع ، يقال لها : العَرَارَةُ ، وقال الأَصمعيُّ : العَرارُ : بَهَارُ البَرِّ ، وقال الأَزهريُّ : العَرَارَةُ : الحَنْوَةُ ، قال : وأُرَى البَهارَ فارسيَّةً .
( و ) البَهَارُ : ( كلُّ ) شيْءٍ ( حَسَن مُنِيرٍ ) .
( و ) البَهَارُ : ( لَبَتُ الفَرَسِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، ( و ) الصحيحُ أَنه ( البَيَاضُ فيه ) ، أَي في اللَّبَبِ ، والذي في الأُمَّهاتِ اللُّغَوِيَّةِ : هو البياضُ في لَبَانِ الفَرَسِ ، فلْيُنْظَرْ .
( و ) البَهَارُ : ( ة بِمَرْوَ ، ويقال لها : بَهارِينُ أَيضاً ، منها : رُقَادُ ) ، كذا في
____________________

(10/265)


النُّسَخ ، والصَّوابُ وَرْقاءُ ( بنُ إِبراهيمَ المحدِّثُ ) ، مات سَنَة ( سِتَ و ) أربعينَ ( ومائتين ) ، هكذا ضَبَطَه الحافظُ .
( و ) البُهَارُ ( بالضمِّ : الصَّنَمُ ) .
( و ) البُهَارُ : ( الخُطَّافُ ) ، وهو الذي تَدْعُوه العَامَّةُ : عُصْفُورَ الجَنَّةِ .
( و ) البُهَارُ : ( حُوتٌ أَبيضُ ) .
( و ) البُهَارُ : ( القُطْنُ المَحْلُوجُ ) ، وهاذه عن الصّغَانيِّ .
( و ) البُهَارُ : ( شَيْءٌ يُوزَنُ به ، وهو ثلاثُمائَةِ رِطْلٍ ) ، قالَه الفَرّاءُ وابنُ الأَعرابيِّ .
ورُوِيَ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ ، أَنه قال : ( إِنّ ابنَ الصَّعْبَةِ يَعْنِي طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللّهِ تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ ، ي كلِّ بُهَارٍ ثَلاَثَةُ قَناطِيرِ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ) فجَعَلَه وِعَاءً .
قال أَبو عُبَيْدٍ : بُهَارٌ أَحْسَبُها كلمةً غيرَ عَرَبيَّةٍ ، وأُراها قِبْطِيَّةً .
( أَو أَرْبَعُمِائَةِ ) رِطْلٍ ، ( أَو سِتُّمِائَةِ ) رِطْلٍ ، عن أَبِي عَمْرٍ و ، ( أَو أَلْفُ ) رِطْلٍ .
( و ) البُهَارُ : ( مَتَاعُ البَحْرِ ) .
( و ) قيل : هو .
العِدْل : ( يُحْمَلُ على البَعِير ، ( فيه أَرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ ) ، بِلْغَةِ أَهلِ الشّامِ .
ونَقَلَ الأَزهريُّ عن الفَرّاءِ وابنِ الأَعرابيِّ قولَهما : إِنّ البهارَ ثلاثُمِائَة رِطْلٍ .
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : والمُجَلَّدُ سِتُّمَائَةِ رِطْلٍ ، قال الأَزهريُّ : وهاذا يَدُل على أَنَّ البُهَارَ عربيٌّ صحيحٌ ، وقال بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ يصفُ سَحاباً :
بِمُرْتَجِ كأَنَّ على ذُرَاهُ
رِكَابُ الشّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا
قالب القُتَيْبيُّ : كيف يَخْلُفُ
____________________

(10/266)


في كلِّ ثلاثمائة رِطْلٍ ثلاثَةَ قَنَاطِيرَ ، ولكنّ البُهَارَ الحِمْلُ ، وأَنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ ، وقال الأَصمعيُّ في قوله : ( يَحْمِلْنَ البُهَارَا ) : يَحْمِلْنَ الأَحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَيْتِ ، قال : وأَرادَ أَنّه تَرَكَ مائةَ حِمْلٍ ، قال : مقدارُ الحِمْلِ منها ثلاثةُ قنطايرَ ، قال : والقِنطارُ مائةُ رِطْلٍ ، فكان كلُّ حِمْلٍ منها ثلاثمائة رِطْلٍ .
( و ) البُهَارُ : ( إِناءٌ كالإِبْرِيقِ ) ، وأَنشدَ :
على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهَارُ
قال الأَزهريُّ : لا أَعرِفُ البُهارَ باهذا المعنَى .
( والبَهِيرَةُ ) من النِّسَاءِ : ( السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ ) ، ويقال : هي بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ .
( و ) البَهِيرَةُ : ( الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ ) ، وقال اللَّيْثُ : امرأَةٌ بَهِيرَةٌ ، وهي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ ، ويقال : هي الضَّعِيفَةُ المَشْي ، قال الأَزهريُّ : وهاذا خَطَأٌ ، والذي أَرادَ اللَّيْثُ البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ ، وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فهي السَّيدةُ الشَّرِيفةُ .
( وأَبْهَرَ ) الرجلُ : ( جاءَ بالعَجَبِ ) .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ ) ، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ ) ، وفي الحديث : ( فلمَّا أَبْهَرَ القومُ احترقُوا ) ؛ أَي صاروا في بُهْرَةِ النَّهَارِ ، أَي وَسَطِه . وتعبير المصنِّفِ لا يخلُو عن رَكَاكَةٍ ، ولو قال : وأَبْهَرَ : صار في بُهْرَةِ النَّهارِ ، كان أَحسنَ .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( تَلَوَّنَ في أَخُلاقِه ) : دَماثَةً مَرَّةً ، وخُبْثاً أُخْرَى .
( و ) أَبْهَرَ ، إِذا ( تَزَوَّجَ بَهِيرَةً ) مَهِيرَةً ، كلاهما عن الصَّغانيّ .
____________________

(10/267)



( وابْتَهَرَ ) الرَّجلُ : ( ادَّعَى كَذِباً ) ، قال الشاعر :
وما بِي إِنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ
وأَنشَدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيّ في قَعِيدَتِه :
ولا يَنَامُ الضَّيْفُ مِن حِذارِهَا
وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا
قالوا : الابْتِهارُ : قولُ الكَذِبِ ، والحَلِفُ عليه .
وفي المُحكَم : الابْتِهَارُ : أَنْ تَرْمِيَ المرأَةَ بنفسِك وأَنت كاذبٌ .
( و ) ابْتَهَرَ : ( قال : فَجَرْتُ ولم يَفْجُرْ ) ، وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عنه : ( أَنَّهُ رُفِعَ إِليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً في شِعْرِه ، فلم يُوجَدْ أَنْبَتَ ، فدَرَأَ عنه الحَدَّ ) . قال : الابْتِهارُ أَن تَقذِفَهَا بنفسِك فتقول : فَعَلْتُ بها ، كاذِباً ، فإِن كان صادقاً قد فَعَلَ فهو الابْتِيَارُ ، على على قَلْبِ الهاءِ ياءً ، قال الكُمَيت :
قَبِيحٌ لِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا
ةِ إِمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا
( و ) قيل : ابْتَهَرَ ، إِذا ( رَماه بما فيه ) ، وابْتَأَرَ ، إِذا رَماه بما ليس فيه .
وفي حديث العَوّام : ( الابتهارُ بالذَّنْبِ أَعظمُ مِن رُكُوبِه ) . وهو أَن يقولَ فعلتُ ، ولم يَفعل ؛ لأَنه لم يَدَّعِه لنفسِه إِلّا وهو لو قَدَرَ فَعَلَ ، فهو كفاعِلهِ بالنِّيَّةِ ، وزادَ عليه بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه ، وتَبحْبُحِه بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه .
( و ) يقال : ابْتَهَرَ ( في الدُّعَاءِ ) إِذا تَحَوَّب وجَهَدَ ، وكذالك يقال : ( ابْتَهَلَ ) في الدُّعاءِ ، وهاذا ممّا جُعِلَتِ
____________________

(10/268)


الّلامُ فيه راءً . ( أَو ) ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان ( يَدْعُو كلَّ ساعة ) ، و ( لا يَسْكُتُ ) عنه ، قالَه خالدُ بنُ جَنْبَةَ ، وقال خالُ بنُ جَنْبَةَ : ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان لا يُفَرّطُ عن ذالك ولا يَثْجُو ، قال : لا يَثْجُو : لا يَسْكُتُ عنه .
( و ) ابْتَهَرَ : ( نامَ على ما خَيَّلَ ) ، وفي التَّكْمِلَة : على مَا خَيَّلتْ .
( و ) ابْتَهَرَ ( لفلانٍ وفيه ) ، أَي في فلانٍ ، إِذا ( لم يَدَعْ جَهْداً ممّا له أَو عليه ) ، نقله الصغانيّ .
وابْتَهَرَ ، إِذا بالَغَ في شيْءٍ ولم يَدَعْ جَهْداً .
( و ) يقال : ( ابْتُهِرَ ) فلانٌ ( بفُلانةَ بالضمِّ ) ، أي مَبْنِيًّا للمجهول : ( شُهِرَ بها .
( وتَبَهَّرَ ) الإِناءُ : ( امتلأَ ) ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا
يَخْرُجْنَ مِن لَجَفٍ لها مُتَلَقِّمِ
( و ) من المَجاز : تَبَهَّرَتِ ( السَّحابةُ ) إِذا ( أَضاءَتْ ) ، قال رجلٌ من الأَعراب ، وقد كَبِرَ وكان في داخِله بيتِه ، فمَرَّتْ سحابةٌ : كيف تراها يا بُنَيّ ؟ فقال : أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ . نَكَّبَتْ : عَدَلَتْ .
( وباهَرَ ) مُبَاهَرَةً وبِهَاراً : ( فاخَرَ ) .
وباهَرَ صاحِبَه فبَهَره : طاوَلَه .
( وانْبَهَرَ السَّيْفُ : انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ ) ؛ مأْخوذٌ من البُهْرَةِ ؛ الوَسَطِ .
( وابْهَارَّ ) النَّهَارُ ، وذالك حين ترْتفع الشمسُ .
وابْهَارَّ ( الليلُ ) ابْهِيراراً ، إِذا ( انْتَصَفَ ) ، قاله الأَصمعيُّ ؛ مأْخوذٌ من بُهْرَةِ الشَّيْءِ ، وهو وَسَطُه .
( أَو ) ابْهَارَّ الليلُ : ( تَرَاكَبَتْ ظُلْمَتُه ) .
( أَو ) ابْهارَّ : ( ذَهَبَتْ عامَّتُه ) وأَكثرُه ( أَو بَقِيَ نحوٌ ) مِن ( ثُلُثِه ) ، وهما
____________________

(10/269)


قولٌ واحدٌ ؛ فإِنه إِذا ذهبتُ عامَّتهُ وأَكثرُه فلا يَبْقَى إِلَّا نحوُ ثُلُثِه ، ف ( أَوْ ) هُنَا ليس للتَّرْدِيد كما لا يَخْفَى . وقال أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ : ابْهِيرارُ الليلِ : طلوعُ نُجُوم ، إِذا تَتامَّتْ واستنارَتْ ؛ لأَنَّ الليلَ إِذا أَقبلَ أَقبلتْ فَحْمَتُه ، وإِذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تلك الفَحْمَةُ ، وبكلِّ ما ذُكِرَ فُسِّرَ الحديثُ : ( أَنَّه صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم سارَ حتى ابْهارَّ الليلُ ) .
( والباهِراتُ : السُّفُنُ ) ، سُمِّيَتْ بذالك ( لِشَقِّها الماءَ ) وغلبَتها عليه .
( والبَاهِرُ : عِرْقٌ يَنْفُذُ شَواةَ الرَّأْسِ إِلى اليافُوخِ ) مِن الدِّماغ ، نقلَه الصَّغانيُّ .
( والبَهْوَرُ ، كجَرْوَلٍ : الأَسَدُ ) ، نقلَه الصغانيُّ ، لَغَلَبَتِه .
( وبُهْرَةُ ، بالضمِّ : ع بنواحِي المدينةِ ) ، على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ . ( و ) بُهْرَةُ : ( ع باليَمَامَةِ ) ، عن الصغانيِّ .
( و ) لبُهْرَةُ ( مِن اللَّيْلِ ، و ) مِن ( الوادِي ، و ) من ( الفَرَسِ ) ، والرَّحْلِ ( والحَلْقَةِ : وَسَطُه ) ، وتقدَّم بُهْرَةُ الوادِي : سَرَارَتُه وخَيْرُه .
( والبَهيرُ ) كَثيرٍ ، كذا وَقَع ضَبْطُه في نُسَخِ الكتابِ ، والصَّواب كأَمِيرٍ : ( الثَّقِيلَةُ الأَرادفِ التي إِذا مَشَتْ انْبَهَرَتْ ) ، والذي في التَّهْذِيب : ويُقال للمرأَةِ إِذا ثَقُلَ أَرادفُها فإِذا مَشَتْ وَقَعَ عليها البُهْرُ والرَّبْوُ : بَهِيرٌ ومنه قولُ الأَعشى :
إِذا ما تَأَيَّا تُرِيدُ القِيَامَ
تَهادَى كما قد رَأَيْتَ البَهِيرَا
____________________

(10/270)



وممّا يُستَدرك عليه :
البِهَارُ : بالكسر : المفاخَرةُ .
وابْهارّ علينا اللَّيْلُ ، أَي طالَ .
وليلةُ البُهَرِ : السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ ، وهي اللَّيالِي التي يَغْلِبُ فيها ضَوءُ القمرِ النُّجُومَ ، وهي كظُلَمٍ جَمْع ظُلْمَةٍ ، ويقال بضمَ فسكونٍ جمع باهرٍ .
ويقال لِلَّيَالِي البِيضِ : بُهْرٌ .
وقال شَمِرٌ : البَهْرُ هو الهَلاكُ .
والعربُ تقولُ : الأَزواجُ ثَلاثةٌ : زَوْجُ مَهْرٍ ، وزَوْجُ بَهْرٍ وزَوْجُ دَهْرٍ ؛ فأَمَّا زَوْجُ مَهْرٍ فرجلٌ لا شَرَفَ له فهو يُسْنِي المَهْرَ لِيُرْغَبَ فيه ، وأَما زوجُ بَهْر ، فالشَّرِيفُ وإِنْ قلَّ مالُه تَتَزَوَّجَه المرأَةُ لِتَفْخَرَ به ، وزَوْجُ دَهْرٍ كُفْؤُها . وقيل في تَفْسِيرهم : يبْهَرُ العُيُونَ لِحُسْنِه ، أَو يُعدُّ لنَوائِبِ الدَّهْرِ ، أَو يُؤْخَذُ منه المَهْرُ .
ويقال : رأَيتُ فلاناً بَهْرَةً ، أَي جَهْرَةً عَلانِيَةً ، وأَنشدَ :
وكمْ مِن شُجَاعٍ بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً
يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ
والأَبْهَرُ : فَرَسُ أَبي الحَكَمِ القَيْنِيِّ .
وبهارةُ : جَدُّ أَبي نَصْرٍ أَحمد بن الحسين بن عليّ بن بهارةَ ، البَكْرَاباذِيّ الجُرجانيّ ، المحدّث ، وأَبو الحسنِ محمّد بنُ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحَسَن بنِ بَهَرٍ ، البَقّال حركة الأَصْبَهَانِيُّ ، ذَكَره ابنُ نُقْطَةَ .
وبهرُ بنُ سعدِ بنِ الحارث ، جدُّ سالمِ بنِ وابِصَةَ الأَسَدِيّ .
وأُمُّ بهرٍ بنتُ ربيعةَ بنِ سعدِ بن عِجْل .
وعبدُ السلام بنُ الحسنِ بنِ نصر بن بهارٍ المُقَيِّر ، عن ابن ناصر .
وبَهَار : امرأَةٌ كان يُشَبِّبُ بها المُؤَمّل بن أُمَيْل الشاعرُ النَّصْريّ .
وأَبو البَهارِ محمّدُ بنُ القاسمِ
____________________

(10/271)


الثَّقَافِيُّ ، كان يُعْجب بالبَهارِ فكُنِيَ به . قالَه المَرْزُبَانِيُّ .
وبِهَار ، ككِتَابٍ : مدينةٌ عظيمةً بالهند .
بهزر : ( البَهْزَرُ ، كجَعْفَرٍ : الحَصِيفُ العاقِلُ ، والشرِيفُ .
( و ) البُهْزُرَةُ ( كقُنْفُذَةٍ ، من النّوقِ : العَظِيمَةُ ) ، وفي المُحكَم : النّاقةُ الجَسِيمَةُ الضَّخْمةُ الصَّفِيَّةُ .
( و ) البُهْزُرَةُ : ( النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ ، أَو التي تَنالُهَا بِيَدِكَ ، وقد يُفْتَحُ فيهما ) ، الضَّمُّ عن الفَرّاءِ ، نقلَه الصّغَانِيُّ ، والفتحُ عن الكَلْبِيِّ ، نقلَه الجوهَرِيُّ .
( ج بَهازِرُ ) ، أَنشدَ ثعلبٌ :
بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرَا
فهْيَ تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ حازِرَا
وعن ابن الأَعرابيّ : البَهازِرُ : الإِبلُ ، والنَّخِيلُ العظامُ المَواقِيرُ ، وأَنشدَ الأَزهريُّ للكُمَيْت :
إِلّا لِهَمْهَمَةِ الصَّهِي
لِ وحَنَّةِ الكُومِ البَهازِرْ
ووَرَدَ : إِبلٌ بَهازِرَةٌ ، أَي سِمانٌ ضِخَامٌ ، وهي جمعُ بُهْزُورَةٍ ، ومِن أَبيات الحَمَاسةِ :
وقُمتُ بِنَصْلِ السَّيْفِ والبَرْكُ هاجِدٌ
بَهَازِرَةً والموتُ في السَّيْفِ يَنْظُرُ
ويأْتي في ( زرر ) رَدُّ المصنِّفِ على الجوهريِّ
____________________

(10/272)



والبَهَازِرُ من النِّسَاءِ : الطَّوِيلَةُ ، وهاذا قد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
بهجر : ( البَهْجُورةُ ) ، بالفتح : مدينةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى ، وقد دخلتُهَا . قال الأُدْفَوِيُّ : وأَصلُه : البها مُهْجُورة ، بضمِّ الميم ، فلْيُنْظَرْ .
وممّا يُستَدْرَك عليه :
بير : ( *!بِيَارُ ، ككِتَاب ) أَهملَه الجوهَريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو : ( د ، بين بَيْهَقَ وبِسْطَامَ ) ، وفي التَّكْمِلَة : قَصَبَةٌ بين بِسْطَامَ وبَيْهَقَ .
( و ) *!بِيَارُ : ( ة بنَسَا ) ، نقلَه الصغانيُّ أَيضاً ، ونَسَا من مدن خُراسانَ .
( *!والبِيرَةُ ، بالكسر : د ، له قَلْعَةٌ ) مَنِيعَةٌ ( قُرْبَ سُمَيْساطَ ) ، وهو من بُلدانِ شَهْرَ زُورَ ، ويقال فيه : *!بِيرَةُ ، بلا لامٍ أَيضاً .
( و ) *!البِيرَةُ : ( لا بين القُدْسِ ونابُلُسَ ) ، نقلَه الذَّهَبِيُّ في المُشْتَبِهِ .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بحَلَبَ ) ، وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من المحدَّثين .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بكَفْرِ طابَ ) ، نقلَه الذَّهَبِيُّ أَيضاً .
( و ) البِيرَةُ : قريةٌ ( بجزيرةِ ابنِ عُمَرَ ) ، قال الحافظُ : وهي قَلْعَةٌ .
( و ) أَبو بكرٍ ( أَحمدُ بنُ عُبَيْدٍ بنِ الفضْلِ بنِ سَهْلِ بنِ *!-بِيرِي ) الواسِطِيُّ ، ( كسِيرِي أَمْراً مِن سارَ ) يَسِيرُ : ( محدِّثٌ ) ثِقَةٌ صَدُوقٌ ، تُوُفِّيَ سنةَ 390 ه ، حدَّث عن عليِّ بن عبدِ اللّهِ بنِ مُبَشِّرٍ وغيرِه .
( *!وأَبْيَارُ ) بالفتح : ( د ، بين مِصْر والإِسْكَنْدَرِيَّةِ ) ، على شاطيءِ النِّيلِ ، منها :
أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ بنِ
____________________

(10/273)


أُسَيْدٍ الرَّبَعِيُّ ، رَوَى عنه أبو طاهرٍ السِّلَفِيُّ .
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ بن عَطِيَّة فَقِيهُ المالِكِيَّةِ بالإِسكندريَّة ، وهو شارحُ البُرْهانِ في أُصولِ الفِقْه ، أَخَذَ عنه ابنُ الحاجِبِ ، ووَلَدَاه : حسنٌ وعبدُ الله ، فاضِلان .
ونُورُ الدِّينِ عليُّ بنُ سَيْفِ بنِ عليِّ بن إِسماعيلَ *!-الأَبْيَارِيُّ ، ثم الدِّمَشْقِيُّ ، شيخُ أَهلِ العربيَّةِ في عَصْرِه ، أَخَذَ عنه منصورُ بنُ سَلْم ، وتُوُفِّيَ سنة 814 ه .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
مُنْيَةُ *!الأَبْيَارِ : قريةٌ قربَ رَشِيد .
*!وإِلبِيرَةُ : بلدٌ بالأَنْدَلُس ، ويقال : *!اللِّبِيرَةُ ، منها : مَكِّيُّ بنُ صَفْوانَ *!-الإِلْبِيرِيُّ ، ويقال : *!اللِّبِيرِيُّ ، ويقال : *!-البِيرِيُّ ، المحدِّثُ ، مولَى بَنِي أُمَيَّةَ ، مات سنة 309 ه .
*!البِيرُ ، أَيضاً : ماءٌ في بلاد طَيِّىء .
وأَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ السقلاطوني ، المعروفُ بابنه أَبي *!البِيرِ ، حَدَّث عن أَبي محمّدٍ الجوهريِّ ، مات سنة 504 ه .
2 ( فصل التاء الفوقية مع الراء ) 2
تأَر : ( *!أَتْأَرْتُهُ ، و ) *!أَتْأَرْتُ ( إِليه البَصَرَ : أَتْبَعْتُ إِيّاه ) بهمزِ ، الأَلِفَيْن غير ممدودةٍ ، يتعدَّى بنفسِه وبإِلى ، قال بعض الأَغفال :
*!-وأَتْأَرَتْنِي نَظْرَةَ الشَّفِيرِ
____________________

(10/274)



( و ) أَتْأَرتُه ( بالعَصا : ضَرَبتُه ) ، نقلَه الصَّغانيّ .
( و ) في الحديث ( أَنَّ رجلاً أتاه *!فَأَتْأَرَ ( إِليه النَّظَرَ ) ) ، أَي ( أَحَدَّه إِليه ) وحَقَّقَه ، قال لشاعر :
*!أَتْأَرْتُهُمْ بَصَرِي والآلُ يَرْفَعُهُمْ
حتَّى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ *!إِتْآرِي
ومَن تَرَكَ الهَمْزَ قال : *!أَتَرْتُ إِليه النَّظَرَ والرَّمْيَ ، وهو مذكورٌ في ت و ر ، وأَمّا قولُ الشاعر :
إِذا اجْتَمَعُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي
فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ *!مُتَارُ
فإِنه أَراد *!مُتْأَرٌ ، فنَقَلَ حركَةَ الهمزة إِلى التاءِ ، وأَبْدَلَ منها أَلِفاً لسُكُونِهَا وانفِتَاحِ ما قبلَهَا ، فصارتْ ( مُتَار ) . قالَه ابن سِيدَه .
( *!وتَأَرَ ، كمَنَعَ : ابْتَهَر ) ، وفي التَّكْمِلَة : *!التَّأْرُ : الانْتِهَارُ ، هكاكذا هو بالنُّون فانْظُرْه .
( *!والتّارَةُ : المَرَّةُ ) ، ونَقَلَ ، الأَزهَريُّ عن ابن الأَعرابيِّ : التّارةُ : الحِينُ ، ( تُرِكَ هَمْزُهَا ؛ لكثرةِ الاستعمالِ ) ، قال غيرُه : ( ج *!تِئَرٌ ) بالكسرِ مهموزةً .
ومنه يُقَال : *!أَتْأَرتُ إِليه النَّظَرَ ، أَي أَدَمْتُه *!تارةً بعد *!تارةٍ .
( *!والتُّؤْرُورُ ) بالضَّمِّ : ( التَّابِعُ للشُّرَطِيِّ ) ، وهو الجِلْوازُ ، لأَنه *!يُتْئِرُ النَّظَرَ إِلى أَوامرِه ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيت لامرأَةِ العَجّاج :
تَاللّهِ لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ
وخَشْيَةُ الشُّرُطِيِّ والتُّؤْرُورِ
لَجُلْتُ بالشَّيخ مِن البَقِيرِ
كجَوَلانِ الصَّعْبَة العَسِيرِ
____________________

(10/275)



( و ) قيل : *!التُّؤُرُورُ : ( العَوْنُ يكونُ مع السُّلطان بلا رِزْقٍ ) ، وهو العِوانِيّ ، وذَهَبَ الفارِسِيُّ إِلى أَنه تُفْعُولٌ من الأَرّ ، وهو الدَّفْعُ ، وقد ذُكِرَ في موضعه .
تبر: ( التِّبْرُ بالكسر : الذَّهَبُ ) ، كلّه ، وفي الصّحاح : هو من الذَّهب غير مضروبٍ ، فإِذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ ، قال : ولا يقال : تِبْرٌ إِلّا للذَّهَب .
( و ) قال بعضُهم : و ( الفِضَّةُ ) أَيضاً ، وفي الحديث : ( الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبْرِهَا وعَيْنِها ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ تِبْرِهَا وعَيْنِها ) .
( أَو فُتَاتُه ما قبلَ أَن يُصاغَا ، فإِذا صِيغَا فهما ذَهَبٌ وفِضَّةٌ ) ، وهاذا قولُ ابنِ الأَعرابيِّ .
( أَو ) هو ) ما استُخرِجَ من المَعْدِنِ ) من ذهَبٍ وفِضَّةٍ وجميعِ جواهر الأَرضِ ( قبلَ أَن يُصاغَ ) ويُستَعْمَلَ .
وقيل : هو الذَّهَبُ المَكْسُورُ ، قال الشاعر :
كلُّ قومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ
وبَنُو عبدِ مَنافٍ مِن ذَهبْ
( و ) قال ابنُ جِنِّي : لا يُقَال له تِبْرٌ حتى يكونَ في تُرَابِ مَعْدِنِه أَو مُكَسَّراً ، قال الزَّجّاج : ومنه أُطلِقَ على ( مُكَسَّر الزُّجاجِ ) .
( و ) قيل : التِّبْرُ ( كلُّ جَوْهَرٍ ) ( أَرْضِيَ ) يُستعمَلُ من النُّحاس ، والصُّفْر ، والشَّبَهِ ، والزُّجاجِ ، والذَّهَ ، والفِضَّةِ ، وغيرِ ذالك ، ممّا استُخْرِجَ من المَعْدِنِ قبلَ أَن يُصاغ . ولا يَخفَى أَن هاذا مع ما تقدَّم من قوله : ( أَو ما استُخرِجَ ) ، واحِدٌ ، قال الجوهريّ : وقد يُطلَقُ التِّبْرُ على غيرِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ من المَعْدِنِيّات ، كالنُّحَاسِ والحَدِيدِ والرَّصاصِ ، وأَكثَرُ اختصاصِه بالذَّهَب ، ومنهم مَن يجعلُه في الذَّهَب أَصلاً ، وفي غيرِه فَرْعاً ومَجَازاً .
____________________

(10/276)



( و ) التَّبْرُ ، ( بالفَتْح : الكَسْرُ والإِهلاكُ ، كالتَّتْبِيرِ ، فيهما ، والفِعْلُ كضَرَبَ ) و { هَؤُلآء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ } ( الأعراف : 139 ) أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ ، وفي حديث عليَ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَه : ( عَجْزٌ حاضِرٌ وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ ) . أَي مُهْلكٌ .
وتَبَّرَه هو ؛ كَسَّره وأَهْلَكه . وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى : { وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } ( الفرقان : 39 ) قال : التَّتْبِيرُ : التَّذمِيرُ ، وكلُّ شيءٍ كَسَّرْتَه وَفَتَّتَّه فقد تَبَّرْتَه .
( و ) التَّبَارُ ( كسَحَابٍ : الهَلاكُ ) ، وقولُه عزّ وجلّ : { تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } ( نوح : 28 ) أَي هَلاكاً ، قال الزَّجّاج : ولذالك سُمِّيَ كلُّ مُكَسَّرٍ تِبْراً .
( والتَّبْرَاءُ : النّاقَةُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ؛ كأَنها شُبِّهَتْ بالتِّبْرِ في لَوْنهِ ، فيكونُ مَجازاً .
( و ) عنه أَيضاً : ( المَتْبُورُ : الهالِكُ ) ، والناقصُ ( و ) قولُهُم : ( ما أَصَبْتُ منه تَبْرِيراً ، بالفتح ) ، أَي ( شيئاً ، لا يُسْتَعْمَلُ إِلّا في النَّفْي ، مَثَّل به سِيبَوَيْهِ ، وفسَّره السِّيرافِيُّ .
( و ) في الصّحَاح : رأَيتُ في رأْسِه تِبْرِيَةً ، قال أَبو عُبَيْدٍ : ( التِّبْرِيَةُ ، بالكسر ) لغةٌ في الهِبْرِية ، وهو الذي ( كالنُّخَالَةِ ، تكونُ في أُصُولِ الشَّعرِ ) .
( وتبِرَ ، كفَرِحَ : هَلَكَ ) يقال : أَدْرَكَه التَّبَارُ فتَبِرَ .
( وأَتْبَرَ عن الأَمر : انْتَهَى ) وتَأَخَّر ، كأَدْبَرَ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
التّابُورُ : جماعةُ العَسْكَرِ ، والجَمْعُ التَّوابِيرُ .
والتِّبْرِيُّ ، بالكسر : هو أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَنِ ، ذَكَره أَبو سعد المالِينِيُّ ، كذا في التَّبْصِير .
والتّابرِيَّةُ في قول أَبي ذُؤَيْبٍ سيأْتي في ث ب ر .

____________________

(10/277)


تتر : ( التَّتَرُ ، محرَّكةً ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصَّغَانيُّ : هم ( جِيلٌ ) بأَقاصِي بلادِ المَشْرِقِ ، في جبالِ طغماجَ من حُدودِ الصِّين ، ( يُتاخِمون التُّرْكَ ) ويُجاوِرُونهم ، وبينهم وبين بلادِ الإِسلامِ ، التي هي ما وَرَاءِ النَّهْرِ ما يَزِيدُ على مَسِيرةِ سِتَّةِ أَشهرٍ ، وهم الذين عَناهم النبيُّ صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم ( بقوله ) : ( كأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَةُ ) . كذا في مُرُوجِ الذَّهَبِ ، وتفصيلُه في تارِيخ ابنِ خَلْدُون الإِشْبِيلِيِّ .
تثر : ( التَّواثِيرُ ) أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : هم ( الجَلاوِزَةُ ) ، جمعُ تُؤْثُور ، وجَعَلَ التَّاءَ أَصليَّةً .
تجر : ( التاجِرُ : الذي يَبِيعُ ويَشْتَرِي ) .
تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً ، وكذالك اتَّجَرَ وهو افْتَعَلَ .
وفي الحديث : ( مَن يَتَّجِرُ على هاذا فيُصَلِّي معه ) . قال ابن الأَثِير : هاكذا يَرْوِيه بعضُهُم ، وهو يَفْتَعِلُ من التِّجَارَة ؛ لأَنه يَشْتَرِي بعَمَلِه الثَّوَابَ ، ولا يكونُ من الأَجْرِ على هاذه الرِّواية ، لأَن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاءِ ، وإِنّما يُقال فيه ؛ يَأْتَجِرُ .
قال الجوهَرِيُّ : ( و ) العربُ تُسَمِّي ( بائِعَ الخَمْرِ ) تاجِراً . وقال الأَعْشَى :
ولقد شَهِدْتُ التّاجِرَ الأُمَّ
انَ مَورُوداً شَرَابُهْ
وقال ابن الأَثِير : وقيل : أصلُ التّاجِرِ عندهم الخَمّارُ يَخُصُّونه مِن بين التُّجَّار ، ومنه حديثُ أَبي ذَرَ : ( كُنّا نَتحدَّثُ أَنَّ التَّاجِرَ فاجِرٌ ) .
( ج تِجَارٌ وتُجَّارٌ وتَجْرٌ وتُجُرٌ د كرِجَالٍ وعُمَّالٍ وصَحْبٍ وكُتُبٍ ) ، وقال الشاعِر :
إِذا ذُقْتَ فاها قُلتَ طَعْمُ مُدامَةٍ
مُعَتَّقَةٍ ممّا يَجِيءُ به التُّجُرْ
____________________

(10/278)



قال ابن سيدَه : قد يكونُ جمع تِجَارٍ ، ونظيرُه عند بعضِهِم قِراءَةُ مَن قَرَأَ : { فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } ( البقرة : 283 ) قال : هو جمعُ رِهَانٍ الذي هو جمعُ رَهْنٍ ، وَحَمَلَه أَبو عليَ على أَنه جمعُ رَهْنٍ ، كسَحْلٍ وسُحُلٍ ؛ وإِنّما ذالك لِمَا ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ من التحجِير على جَمْعِ الجَمْعِ إِلَّا فيما لا بُدَّ منه .
( و ) من المَجَاز : التّاجِرُ : ( الحاذِقُ بالأَمرِ ) . قال ابن الأَعرابيِّ : العربُ تقول : إِنه لتاجِرٌ بذالك الأَمرِ ، أَي حاذِقٌ ، وأَنشدَ :
لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجَارَةٌ
لاكنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ) : والكَتِيف : مِسْمَارُ الدُّروعِ .
( و ) من المَجاز : التّاجِرُ : ( النّاقةُ النافِقَةُ في التِّجارةِ وفي السُّوقِ ، كالتّاجِرَةِ ) ، قال النّابغةُ :
عِفَاءُ قِلَاصٍ طارَ عنها تَواجِرِ
وهاذا كما قالوا في ضِدها : كاسِدَةٌ . وفي التَّهْذِيب : العربُ تقول : ناقَةٌ تاجِرَةٌ ، إِذا كانت تَنْفُقُ ، إِذا عُرِضَتْ على البَيْعِ لِنَجابَتِها ، ونُوقٌ تَواجِرُ ، وأَنشدَ الأَصمعيُّ :
مَجَالِحَ في سِرِّها التَّوَاجِرُ
( وأَرضٌ مَتْجَرَةٌ ) ، بكسر الجيمِ : ( يُتَّجَرُ إِليها وفيها ) واقتصرَ الجوهريُّ على الأَخير ، والجمعُ مَتَاجِرُ .
( وقد تَجَرَ ) يَتْجُرُ ( تَجْراً وتِجَارةً ) ، فهو تاجِرٌ .
والتِّجَارَةُ : تَقْلِيبُ المالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ ، كما في الأَساس .
( و ) يقال : ( هو على أَكْرَمِ تاجِرَة ) ،
____________________

(10/279)


أَي ( على أَكْرَمِ خَيْلٍ عَتاقٍ ) ، وقَولُ الأَخطلِ :
كأَنَّ فَارَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُهَا
حتّى اشْتَرَاهَا بأَغْلَى بَيْعِه التَّجِرُ
قال ابن سِيدَه : أَراه على التَّشبِيه ، كطَهِرَ فلي قول الآخَرِ :
خَرَجْت مُبَرَّأَ طَهِرَ الثِّيَابِ
ومن المَجَاز : عليكم بتِجَارَةِ الآخِرَةِ ، وعليكَ بالسِّلَعِ التَّواجِرِ : النَّوَافِقِ .
والتّاجُور : قريةٌ بالمَغْرِب .
تخر : ( التُّخْرُورُ ، بالضَّمَّ و ) الخاءِ ( المُعْجَمَةِ : الرجلُ الذي لا يكونُ جَلْداً ولا كَثِيفاً ) .
( و ) أَبو عيسى ( محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْن ) البَزّازُ ( التُّخَارِيُّ ، بالضَّمِّ ) هاكذا ضَبَطَه الأَمِيرُ عن السَّمعانِيِّ ، وتُعُقِّبَ عليه بأَنّه لم يَقُلْه إِلّا بفتح التّاءِ ، قال البيِلْبِيسِيُّ : هاكذا رأَيتُه في نسخةٍ جَيِّدةٍ عندي . منسوبٌ إِلى تُخَارستانَ يقال بالتّاءِ وبالطّاءِ : مدينة بخُراسانَ وقيل : إِلى سِكَّةِ تُخَارستانَ بمَرْوَ ، ويقال بالطّاءِ أَيضاً ( مُحَدِّثٌ ) ثِقَةٌ ، ( رَوَى عن ابن المَدِينِيِّ ) ، وابنِ دَبُوقَا ، وابنِ مُلاعِبٍ ، وابنِ قِلَابَةَ : وقولُه : ابن المَدِينيِّ ، هاكذا في النُّسَخ ، والذي في التَّبصِير للحافظ : رَوَى عن ابن حبّانَ المَدائنيِّ ، فليُنْظَرْ ، ( وعنه الدَّارَقُطْنِيُّ ) ، وأَحمدُ بنُ الفَرَجِ ، قالَه الذَّهَبِيُّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
تدمر : ( تَدْمِيرُ ) ، بالفتح ، ضبطَه أَهلُ النَّسَبِ ، وصاحِبُ المَرَاصِدِ ، قال :
____________________

(10/280)


بالضَّمِّ : كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ ، شرقيَّ قُرْطُبَةَ ، سُمِّيَتْ باسمِ مَلِكها تَدْمِيرَ بنِ غيدوشَ النَّصْرانِيِّ ، منها :
أَبو العَافِيَةِ فَضْلُ بنُ عُمَيْرَةَ الكِنانِيّ العتقيّ ، وأَبو القاسِمِ طيبُ بنُ هارُونَ الكِنانِيُّ ، حَدَّثَا .
وتَدْمُرُ ، بفتح الأَولِ وضَمِّ الثالِثِ : مدينةٌ في بَرِّيَّةِ الشَّامِ ، قريبةُ من حِمْصَ ، من عَجائِبِ الأَبْنِيَةِ . قلتُ : ومن الأَخيرَة شيخُ مشايخنَا أَبو عبد اللّهِ محمّدٌ التَّدْمُرِيُّ الفاضلُ العَلَّامة .
ترر : ( *!تَرَّ العَظْمُ ) ، ومنهم مَن عَمَّ به الشيْءَ ، ( *!يَتُرُّ ) ، بالضَّمِّ على الشُّذُوذ ، ( *!ويَتِرُّ ) ، بالكسر على القِياس ، وكلاهما مَذْكُورٌ في الصّحاح والمُحكَمِ والأَفعالِ وغيرِهَا ، وعليهما جَرَى الشيخُ ابنُ مالكٍ في اللّامِيَّة والكافِيَة ، ( *!تَرًّا ) بالفتح ، ( *!وتُرُوراً ) ، بالضمِّ : ( بان وانْقَطَعَ ) بِضَرْبِه .
( و ) *!تَرَّتْ يدُه *!تَتِرُّ *!وتَتُرُّ *!تُرُوراً ، *!وأَتَرَّها هو *!تَرَّهَا *!تَرًّا ، الأَخيرةُ عن ابن دُرَيْدٍ ، قال وكذالك كلُّ عُضْوٍ ( قُطِعَ ) بضَرْبِه فقد *!تُرَّ *!تَرًّا ، ( *!كأَتَرَّ ) ، وأَنشدَ لطرفةَ يصفُ بعيراً عَقَرَه :
تقولُ وقد *!تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها
أَلستَ تَرَى أَنْ قد أَتَيْتَ بمُؤْيِدِ
*!تُرَّ الوَظِيفُ : انقطعَ فبانَ وسَقَطَ ، قال ابن سِيدَه : والصَّوابُ أَثَرَّ الشَّيءَ *!وتَرَّ هو بنفسِه ، وكذالك روايةُ الأَصمعيِّ :
تَقُولُ وقد*! تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها
بالرَّفع .
( و ) تَرَّ ( الرَّجلُ عن بَلَدِه : تَبَاعَدَ ) .
( *!وأَتَرَّه ) القَضَاءُ *!إِتراراً . أَبْعَدَه .
( و ) تَرَّ الرجلُ : ( امتلأَ جِسْمُه ، وتَرَوَّى عَظْمُه ) ، *!يَتِرُّ *!ويَتُرُّ ( *!تَرًّا *!وتُرُوراً *!وتَرَارَةً ) . *!والتَّرَارَةُ : امتلاءُ الجِسْمِ من اللَّحْمِ ورِيُّ العَظْمِ .
____________________

(10/281)



( و ) في النَّوادر : ( *!التَرُّ : السَّرِيع الرَّكْضِ من البَرَادِينِ *!كالمُنْتَرِّ ) .
( و ) قالوا : التَّرُّ : ( المُعْتَدِلُ الأَعضاءِ ) الخَفِيفُ الدَّرِيرُ ( مِن الخَيْل ) وأَنشدَ :
وقد أَغْدُو مَع الفِتْيَا
نِ بالمُنْجَرِدِ *!التَّرِّ
( و ) التَّرُّ : ( المَجْهُودُ ) ، ومنه قولُهم : لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى *!تَرِّكَ ، أَي إِلى مَجْهُودِك ، قالَهُ ابن سِيدَه .
( و ) التَّرُّ : ( إِلقاءُ النَّعَامِ ، ما في بَطْنِه ) ، وقد تَرَّ يَتِرُّ .
( و ) التُّرُّ ( بالضمِّ : الأَصْلُ ) ، وبه فَسَّر بعضٌ قولَهم : لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ .
( و ) التُّرُّ : ( الخَيْطُ ) الذي ( يُقَدِّر به البَنَّاءُ ) ، فارسيٌّ معرَّب ، قال الأَصمعيّ : هو الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البِنَاءِ فَيُبْنَى عليه ، وهو بالعربيَّةِ : الإِمامُ .
وفي التَّهذِيب عن اللَّيْث : *!التُّرُّ كلمةٌ تَكَلَّم بها العربُ إِذا غَضِبَ أَحدُهم على الآخَر ، قال : واللّهِ لأُقِيمَنَّكَ على التُّرِّ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو مَجازٌ . وقال ابن الأَعرابيِّ : التُّرُّ ليس بعربيَ .
( *!والتُّرَّةُ ، بالضمِّ ) : الجارِيَةُ ( الحَسناءُ الرَّعْنَاءُ . و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( *!التَّراتِيرُ : الجَوارِي الرُّعْنُ ) . ويقال : جاريةٌ *!تارَّةٌ : في بَدَنِها *!تَرَارَةٌ ، وهو السِّمَنُ والبَضَاضَةُ ، يقال منه : *!تَرِرْتَ بالكسر أَي صِرْتَ تارًّا ، وهو المُمْتَلِيء .
( *!والتَّرْتَرَةُ : التَّحْرِيكُ ) والتَّعَتَعَةُ ، وقال اللَّيْثُ : هو أَن تَقْبِضَ على يَديْ رجلٍ *!تُتَرْتِرُهُ ، أَي تُحَرِّكُه .
( و ) *!التَّرْتَرَةُ : ( إِكثارُ الكلامِ ) ، قال :
قلتُ لِزَيْدٍ لا *!تُتَرْتِرْ فإِنَّهمْ
يَرَوْنَ المَنايا دُونَ قَتْلِكَ أَو قَتْلِي .
____________________

(10/282)



( و ) عن ابن الأَعْرابيِّ : *!التَّرْتَرَةُ : استرخاءٌ في البَدَنِ واللامِ .
( *!والتُّرْتُورُ ) ، بالضمِّ : ( الجِلْوازُ ، وطائِرٌ ) .
*!والأتْرُورُ ) ، بالصمِّ : الشُّرَطِي نفسُه ، قالَه اللَّيْثُ ، وأَنشدَ :
أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ
مِن صاحِبِ الشُّرْطَةِ والأُتْرُورِ
وقيل : *!الأُتْرُورُ ( غُلامُ الشُّرَطِيِّ ) لا يَلْبَسُ السَّوادَ ، قالت الدَّهْنَاءُ امرأَةُ العَجّاجِ :
واللّهِ لَوْلَا خَشْيَةُ لأَمِيرِ
وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُتْرُورِ
لَجُلْتُ بالشَّيْخِ مِن البَقِيرِ
كَجَوَلانِ الصَّعْبَةِ العَسِيرِ
( و ) يقال : فلانٌ عقلُه عقلُ *!أُتْرُورٍ .
قال ابن شُمَيْلٍ : *!الأُتْرُورُ : ( الغُلام الصَّغِيرُ ) .
( *!والتَّتَرْتُرُ : التَّزَلْزُلُ والتَّقَلْقُلُ ) ، قال زيدُ الفَوارِسِ :
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي
بِنائِبَةٍ زَلَّتْ ولم *!أَتَتَرْتَرِ
أَي لم أَتَزَلْزَلْ ولم أَتَقَلْقَلْ .
( و ) الحربُ فيها ( *!التَّرَاتِرُ ) ، أَي ( الشَّدَائِدُ ) والأُمورُ العِظَامُ .
( *!والتُّرَّى كالعُوَّى : اليَدُ المَقْطُوعَةُ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، مِن *!تَرَّتْ *!تَتِرُّ .
( و ) في حديث ابنِ مسعودٍ في الرجل الذي ظُنَّ أَنه شَرِبَ الخَمْرَ فقال : ( *!تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه ) . يقال : (*! تَرْتَرُوا السَّكْرَانَ ) ، إِذا ( حَرَّكُوه زَعْزَعُوه واسْتَنْكَهُوه ، حتى تُوجَدَ منه الرِّيحُ ) ، لِيُعْلَمَ ما شَرِبَ . قالَه أبو عمرٍ و ، وهي *!التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ ، وفي رواية : ( تَلْتِلُوه ، ومعنى الكلِّ التَّحْرِيك .
( و ) عن أَبي العَبّاس : ( *!التارُّ : المُسْتَرْخِي من جُوعٍ أَو غيرِه ) .
____________________

(10/283)



وأُتْرانُ ، بالضَّمِّ : د ، م ) أَي بلدٌ معروفٌ ، هكذا بالنُّون في نُسْخَتِنَا ، وفي بعضِ النّسَخ المصحَّحة *!أُتْرَارُ ، بِرَاءَيْنِ ، وهو الأَشْبَهُ بالمادّة ، فإِن كانت هي فقد ذَكَرها المصنِّفُ في أَتر ؛ بناءً على أَصالةِ الهمزةِ ، وقال : إِنّها بلدةٌ معروفةٌ بتُرْكِسْتَانَ . فلْيُنْظَرْ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
يقال : ضَرَبَ فُلانٌ يَدَ فلانٍ بالسَّيْف *!فأَتَّرَّهَا وأَطَرَّها وأَطَنَّها . أَي قَطَعَها وأَنْدَرَها .
*!والتُّرُورُ : وَثْبَةُ النَّوَاةِ من الحَيْس . *!وتَرَّت النَّوَاةُ مِن مِرْضاخِها *!تَتِرُّ *!وتَتُرُّ *!تُرُوراً : وثَبَتْ ونَدَرَتْ .
*!وأَتَرَّ الغُلامُ لقُلَةَ بمِقْلاتِه ، والغُلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى .
*!والتّارُّ : المُمْتَلِيءُ : ويقال للغُلام الشّابِّ . وفي حديث ابنِ زِمْلٍ : ( رَبْعَة مِن الرِّجَال *!تارٌّ ) ؛ *!التَّارُّ : الممتليءُ البَدَنِ ، ورجلٌ *!تارٌّ *!وتَرٌّ : طويلٌ . قال ابن سِيدَه : وأُرى *!تَرًّا فَعِلاً .
*!وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِه وهَرَّ به ، إِذا رَمَى به ، وتَرَّ بِسَلْحِه *!يَتِرُّ : قَدَفَ به .
وتُرَّ في يَدِه : دُفِعَ .
وقال الأَصمعيّ : *!التّارُّ : المُنْفَرِدُ عن قومِه ، تَرَّ عنهم ، إِذا انفردَ .
وقول الشاعر :
ونُصبِحُ بالغَدَاة *!أَتَرَّ شَيْءٍ
ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا
أَي أَرْخَى شيءٍ ، من امتلاءِ الجَوْفِد ، ونُمْسِي بالعَشِيّ جِيَاعاً قد خَلَتْ أَجْوافُنا . وقال أَبو العَبّاس : أَتَرَّ شيْءٍ : أَرْخَى شيْءٍ من التَّعَبَ .
تستر : ( تُسْتَرُ ، كجُنْدَبٍ ) أَهملَه الجماعةُ ، وهو ( د ) وحُكِيَ ضَمُّ الفَوْقِيَّةِ الثانِيةِ أَيضاً . ( وشُشْتَرُ ، بمعجَمتَيْن ) بالضَّبْط السابق ( لَحْنٌ ) ، وقيل : هو الأَصلُ ،
____________________

(10/284)


وتُسْتَرُ تَعْرِيبُه . وقيل : هما موضعانِ ، قالَه شيخُنَا ، وهو مِن كُوَر الأَهِواز بخُوزِسْتَان ، قالَه ابنُ الأَثِير : بها قَبْرُ البَراءِ بنِ مالِكٍ ، والمشهورُ بها سَهْلُ بنُ عبدِ اللّهِ بن يُونْسَ ، صاحبُ الكَرَامَاتِ ، سَكَنَ البصرةَ ، وصَحِبَ ذا النُّونِ المِصْرِيَّ ، ( وسُورُهَا أَوْلُ سُورٍ وُضِعَ بعد الطُّوفانِ ) ، أَي فهو بَلَدٌ قديمٌ ، ومَحَلَّةُ التُّسْتَرِيِّينَ ببغدادَ ، ومنها : أَبو القاسمِ هِبَةُ الله بنُ أَحمدَ الحَرِيرِيُّ ، وسُفْيَانُ بنُ سعيدٍ .
تشر : ( تِشْرِينُ ، بالكسر ) أَهملَه الجوهريُّ ، وقال اللَّيْث : هو ( إسمُ شَهْرٍ بالرُّومِيَّة ) من شُهُور الخَرِيف ذَكَرَه الأَزهريُّ ، عنه ، قال : ( وهما تِشْرِينَانِ ) : تِشْرِينُ الأَوْلُ ، وتِشْرِينُ الثّانِي ، وهما قبلَ الكانُونَيْنِ .
تعر : ( تِعارٌ ، ككِتابٍ ) أَهملَه الجوهريّ ، وهو ( جَبَلٌ ببلادِ قَيْسٍ ) . هاكذا قَيَّدَه الأَزهريُّ ، وفي حديث طَهْفَةَ : ( لنا دَعْوَةُ السَّلامِ ، وشَرِيعَةُ الإِسلامِ ، ما طَمَى البَحْرُ ، وقام تَعَارٌ ) قال ابن الأَثِير : هو جَبَلٌ معروفٌ ، يَنْصَرِفُ ولا يَنْصرفُ ، وقد ذَكَرَه لَبِيدُ :
إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَو تَعَارُ
( و ) تِعارٌ : ( رِجالٌ ) ، منهم : تِعَارٌ الذي نُسِبَ إِليه سالمٌ مولَى أَبي حُذَيْفَةَ ، قال مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ : هو سالمُ بنُ مَعْقِلٍ ، مولَى بُثَيْنَةَ بنتِ تِعارٍ الأَنصارِيّةِ ، ويقال : هي عَمْرةُ ابنةُ تَارٍ . وقال إِبراهِيم بنُ المُنذِرِ : إِنما هو يعارٌ ، يعني بالياءِ .
____________________

(10/285)



( وتَعَرَ ، كَمَنَعَ : صاحَ ) ، يَتْعَرُ تَعْراً ، نقلَه الصَّغانيّ .
( وجُرْحٌ تَعارٌ ، ككَتّان ) ، إِذا كان يَسِيلُ منه الدَّمُ ، ويقال : تَغّارُ ، بالغين ، وقيل : جُرْحٌ نَعْارٌ بالنون ، كلُّ ذالك عن ابن الأَعرابيّ . قال الأَزهريّ : وسمعتُ غيرَ واحدٍ من أَهل العربيَّة بهَراةَ يزعُم أَن تَغْار بالغين المعجمةِ تصحيفٌ ، قال : وقرأْتُ في كتاب أَبي عمر الزّاهِدِ ، عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال : جُرْحٌ تَعّارٌ بالعين والتاءِ ، وتَغّارٌ بالغين والتاءِ ، ونَعْارٌ بالعين والنون ، بمعنىً واحد ، وهو الذي ( لا يَرْقَأُ ) ؛ فجعلَها كلَّها لغاتٍ ، وصحَّحها ، والعينُ والغينُ في تَعْار وتَغْار تعاقَبا ، كما قالوا : العَبِيئَةُ والغَبِيئَةُ ، بمعنىً واحدٍ .
( والتَّرُ ، محرَّكةً : اشتعالُ الحَرْبِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
تعكر : ( تَعْكَرُ ، كتَعْلَم ) ، أَهملَه الجماعةُ ، وهو ) ( جَبَلٌ أَو حِصْنٌ باليَمن ) ، والذي قالَه مُؤَرِّخُو اليمنِ : التَّعْكَرُ : جبلٌ فيه حِصْنٌ مَنِيعٌ ، وسيأْتِي للمصنِّف في عكر مثلُ ذالك ، وقد كَرَّره هناك .
تغر : ( التَّغرانُ ، محرَّكةً : الغَلَيَانُ ، والفِعْلُ ) منه تَغَرَ ، ( كمَنَعَ وعَلِمَ ) يقال : تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُو ( تَغِرَتْ ) تَتْغَرُ ، الكسرُ لغةٌ في الفتح ، تَغَراناً ، إِذا غَلَتْ ، وأَنشد :
وصَحبَاءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِهَا
حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ
كذا في التَّهْذِيب ، ( أَو الصّوابُ ) النَّغَرانُ ، ( بالنون ) ، مصدرُ نَغَرَ ونَغِرَ ، ( ولم يُسمع تَغَرَ بالتَّاءِ ) ، أَي فهي مُهْمَلَةٌ ، ( وإِنّمَا تَصْحّفَ على الخَليل ) وهو ابنُ أَحمدَ ، ( وتَبِعَه الجوهريُّ وغيرُه ) .
____________________

(10/286)



قال الأَزهريّ : وأَمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإِن أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى في باب الجِراح قال : فإِنْ سال منه الدَّمُ قيل : جُرْحٌ تَغّارٌ ، ودَمٌ تَغّارٌ ، قال : وقال غيره : جُرْحٌ نَعّارٌ ، بالعَيْن والنُّون ، وقد رُوِيَ عن ابن الأَعْرَابيّ : جُرْحٌ تَغّارٌ ونَغَّارٌ ، ومَن جَمَعَ بين اللُّغَتَيْن فَصُحَتا معاً ؛ ورَواهما شَمِرٌ عن أَبي مالِكٍ : تَغَرَ وتَغَرَ ونَعَرَ . قال شيخُنَا : والاعتراضُ أَورَدَه ابنُ بَرِّيَ والزُّبيديُّ ، وتَبِعَهما المصنِّفُ تقليداً ، وقد تَعَقَّبوهم وصَحَّحوا أَنّ ما حَكاه الخليلُ هو الصَّوابُ .
( و ) من المجَاز : ( التُّغُورُ ) بالضمِّ : ( انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ ، و ) انفجارُ ( الكَلْبِ بالبَوْلِ ) ، مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ .
( والتِّيغارُ ، كقِيفال : الإِجّانَةُ ) ، والعامَّةُ تقولُه : تَغار ، بحذف الياءِ .
( وجُ رْحٌ تَغَّارٌ : تَعْارٌ ) ، وكذا دَمٌ تَغّارٌ وقد سَبَقَ عن أَبي عُبَيْدَةَ في باب الجِراح .
( و ) من المَجاز : ( ناقةٌ تَغْارَةٌ ) مشدَّداً ، ( أَي تَزَبَّدُ عند العَدْوِ ، وتَشْتَدُّ ، ولا تَنْثَنِي في مَرِّهَا ) ؛ شُبِّه بتَغَرانِ لقِدْرِ .
( وتَغَرَ العِرْقُ ، كمَنَعَ : ( انْفَجَرَ ) بالدَّمِ وسالَ ، وعِرْقٌ تَغْارٌ .
( و ) من ذالك : تَغَرتِ ( الْقِرْبَةُ ) ، إِذا ( خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فيها ) ، كما يَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ .
تفر : ( التفْرَةُ ، بالكسر ، وبالضمّ ، وككَلِمَةٍ ، وتُؤَدَةٍ ) ، فهي أَربعُ لغاتٍ ، ذَكَرَ الجوهريُّ منها واحدةً ، وهي بكسر الفاءِ ، والثلاثةُ ذَكَرَها ابنُ الأَعرابيِّ . قالوا : هي ( النُّقْرَةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا ) ، زاد في التَّهْذِيب : من الإِنسان .
____________________

(10/287)



( و ) التَّفِرَةُ ، ( ككَلِمَةٍ . نَبْتٌ ) ، وقيل : هي من القَرْنُوَة والمَكْره .
( و ) التَّفِرَةُ : ( ما ابتدأَ من النَّبَات ) ، يكونُ من جميع الشَّجَر . وقيل : هي مِن الجَنْبَةِ ، وهو أحَبُّ المَرْعَى إِلى المال إِذا عَدِمَتِ البَقْلَ .
( و ) قيل : التَّفِرَةُ : ( ما يَنْبُتُ تحتَ الشَّجَرَةِ ) .
وقيل : كلُّ نَبْتٍ له وَرَقٌ .
وقيل : كلٌّ ما اكْتَسَبَتْه الماشيةُ من حَلاواتِ الخُضَرِ ، وأَكثرُ ما يَرعاه الضَّأْنُ وصِغارُ الماشِيةِ ، وهي أَقلُّ من حَظِّ الإِبل .
وقال الطِّرِمّاج يصفُ ناقةً تأْكلُ المَشْرَةَ ، وهي شجرةٌ ، ولا تَقَدرُ على أَكْلِ النَّبَاتِ لِصَغَرِه :
لهَا تَفِرَاتٌ تحتَها وقَصَارُهَا
إِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ
وفي التَّهْذِيب : ( لا تَعْتَلِقْ بالمَحَاجِنِ ) .
( أَو ) التَّفِرةُ من النَّبَات : ( ما لَا تَسْتَمْكِنُ منه الرّاعِيَةُ لِصِغَرِه ) ، قاله أَبو عَمْرو ، وبه فَسَّرُوا بيتَ الطِّرِمّاح .
( والتّافِرُ : الرجلُ الوَسِخُ ، كالتَّفِرِ والنَّفْرانِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) قل أَيضاً : ( أَتْفَرَ ) الرجلُ ، إِذا ( خَرَجَ شَعرُ أَنْفه إِلى تِفْرَتِهِ ) ، وهو عَيْبٌ .
( و ) قال غيره : أَتْفَرَ ( الطَّلْحُ ) ، إِذا ( طَلَعَ فيه نَشْأَتُه ) .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( أَرضٌ مُتْفِرَةٌ ) كمُحْسِنَةٍ ، ولم يُفَسِّر ، وقد فسَّره المصنِّفُ بقوله : ( أُكِلَ كَلَؤُها صَغِيراً ) والقِياسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ كَثُرَتْ تَفِرَتُها ؛ ففي التَّكْمِلَة : أَرضٌ مُتْفِرَةٌ : فيها كَلأٌ صغيرٌ .

____________________

(10/288)


تفتر : ( التَّفْتَرُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال الفَرّاءُ : هو ( لغةٌ في الدَّفْتَرِ ) ، قال : وهي لغةُ بني أَسَدٍ ، وحكَاه كُراع عن اللِّحْيَانِيّ . قال ابن سِيدَه : وأُراه أَعْجَمِيًّا . وقيل : هو لغةُ قَيْسٍ .
تقر : ( التَّقِرَةُ والتَّقِرُ ، ككَلِمَةٍ وكَلِمٍ ) أَهملَه الجوهريُّ . وقال الخارْزَنْجِيُّ في تكملةِ العَيْنِ : ( أَحدُهما الكَرَوْيَا وهو التَّقِرُ . ( والآخَرُ ) جماعةُ ( التَّوابِلِ ) وهي التَّقِرَةُ . قال ابن سِيدَه : وهي بالدّال أَعلَى .
تكر : ( التُّكَّرِيُّ والتُّكَّرُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وهو ( بضمِّ التاءِ وفتحِ الكافِ المشدَّدةِ فيهما ، هاكذا في سائِرِ ( النُّسَخِ ) ، ( والصَّوابُ بفتحِ التاءِ وضمِّ الكافِ ) أَي مِن كتاب العَيْنِ للَّيْثِ ، ( المشدَّدةِ ، كجَبُّل ) إسم ( للقريةِ التي بأَسفلِ بغدادَ ) ، كذا في التَّكْمِلَة .
( و ) التُّكَّرِيُّ : ( القائِدُ من قُوّادِ السِّنْدِ . ج التَّكاكِرَةُ ) ، أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ ، كذا في التَّهْذِيب ، هاكذا ضَبَطَه اللَّيْث بالضمِّ وفتحِ الكافِ المشدَّةِ . وفي بعض النُّسَخ : التَّكَاتِرَةُ والتَّكْترِيُّ ، وأَنشد :
لقد عَلِمَتْ تَكَاتِرَةُ ابْنِ تِيرَى
غَداةَ البُدِّ أَنِّي هِبْرِزِيُّ
ويُروى : تَكاكرة ابن تِيرَى .
( وتُكْرُورُ ، بالضمِّ ) : جِيلٌ من السودانِ و : ( د ، بالمَغْرِب ) ، نقلَه الصُّغانِيُّ ، وقد أَنْكَره ، شيخُنا ، الواحد
____________________

(10/289)


تُكْرُورِيٌّ ، والجمعُ تَكَارِرَةٌ ، والعَامَّةُ تقولُ : تَكَارِنَة .
تمر : ( التَّمْرُ ، م ) أَي معروفٌ ، وهو حَمْلُ النَّخْلِ ، إسمُ جِنْسٍ ، ( واحِدَتُه تَمْرَةٌ ) قال شيخُنَا : قد عَدَلَ عن اصطلاحِه الذي هو : واحدُه بهاءٍ ، فتَأَمَّلْ .
( ج تَمَراتٌ ) محرَّكَةً ، ( وتُمُورٌ ، وتُمْرَانٌ ) . بالضمِّ فيهما ، الأَخير عن سِيبَوَيْه . قال : ابن سِيدَه : وليس تكسيرُ الأَسماءِ التي تَدلُّ على الجُمُوع بمطَّرِدٍ ، أَلَا تَرَى أَنهم لم يقولوا : أَبرارٌ في جمع بُرَ . وفي الصّحاح : معُ التَّمْرِ تُمُورٌ وتُمْرَانٌ ، بالضمِّ . وتُرَادُ به الأَنواعُ ، لأَن الجِنْسَ لا يُجمَعُ في الحقيقة .
( والتَّمّارُ : بائِعُه ) ، وقد اشْتَهَرَ به داوودُ بنُ صالحٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ ، رَوَى عن سالِمِ بنِ عبدِ اللّهِ ، وعنه أَهل المدِينة .
( والتَّمْرِيُّ : مُحِبُّه ) ، وقد نُسِب هاكذا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بُرْهَان البَزّازُ ، حَدَّث عنه عليُّ بنُ إِبراهيمَ السِّرّاجُ .
( والمَتْمُورُ : المُزَوِّدُ به ) أَي بالتَّمْر .
( وتَمَّرَ الرُّطَبُ تَتْمِيراً ، وأَتْمَرَ ) : كلاهما ( صارَ في حَدِّ التَّمْرِ ) .
( و ) تَمَّرَتِ ( النَّخْلَةُ ) وأَتْمَرتْ ، كلاهما : ( حَمَلَتْه ، أَو صارَ ما عليها رُطَباً ) .
( و ) يقال : أَتْمَرَ ( القومَ ) يُتْمِرُهم : ( أَطْعَمَهم إِيّاه ) ، أَي التَّمْرَ ، ( كتَمَرَهم ) يَتْمُرهم ( تَمْراً ) ، وتَمَّرَهم تَتْمِيراً . وفي الأَساس عن ابن الجَرّاح ، قال : ما نَعْجِزُ عن ضَيْفٍ في بَدْوِنَا ، إِمّا ذَبَحْنَا له ، وإِلّا تَمَرْناه ولَبَنّاه ، وقال :
إِذا نحنُ لم نَقْرِ المُضَافَ ذَبِيحَةً
تَمَرْناه تَمْراً أَو لَبَنّاه راغِيَا
أَي لَبَناً له رَغْوَةً .
( وأَتْمَروا ، وهم تامِرُون : كَثُرَ
____________________

(10/290)


تَمْرُهُم ) ، عن اللِّحْيَانِيِّ . وقال ابن سِيدَه : وعندي أَنَّ تامِراً على النَّسَب . قال اللِّحْيَانِيُّ : وكذالك كلُّ شيْءٍ من هاذا إِذا أَردتَ أَطعمتَهم ، أَو وَهَبْتَ لهم ، قُلتَه بغير أَلفٍ ، وإِذا أَردتَ أَنّ ذالك قد كَثُرَ عندهم ، قلتَ : أَفْعَلُوا .
ورجلٌ تامِرٌ : ذُو تَمْرٍ ، ولابِنٌ : ذو لَبَنٍ ، وقد يكونُ مِن قولكَ : تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ ، أَي أَطعمتُهم التَّمْرَ .
وفي الأَساس : فلانٌ تامِرٌ مُتْمِرٌ تَمّارٌ تَمْرِيٌّ ، أَي ذُو تَمْرٍ ، مُكْثِرٌ منه ، بَيّاعُ تَمْرٍ ، مُحِبٌّ له .
( و ) من المَجاز : ( التَّتْمِيرُ : التَّيْبِيسُ ) .
( و ) التَّتْمِيرُ : ( تَقْطِيعُ اللَّحْمِ صِغارً ، وتَجْفِيفُه ) ، يقال : تَمَّرْتُ القَدِيدَ ، فهو مُتَمَّرٌ ، وقال أَبو كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ :
كأَنَّ رَحْلِي على شَغْواءَ حادِرَةٍ
ظَمْيَاءَ قد بُلَّ مِن طَلَ خَوَافِيهَا
لها أَشارِيرُ مِن لَحْمٍ تُتَمِّرُه
مِن الثَّعَالِي ووَخْزٌ مِن أرانِيهَا
قال ابن بَرِّيَ : يصفُ عُقاباً ؛ شَبَّه راحِلَتَ بها في سُرعتها .
وتَتْمِيرُ اللَّحْمِ والتَّمْرِ : تَجفِيفُهما ، وفي حديث النَّخَعِيِّ : ( كان لا يَرَى بالتَّتْمِير بَأْساً ) ، ال ابن الأَثِير التَّتْمِيرُ : تَقْطِيعُ اللَّحْمِ صِغاراً كالتَّمْرِ ، ( وتجفيفه ) وتَنْشِيفُه ؛ أَرادَ لا بَأْسَ أَن يَتَزَوَّدَه المُحْرِمُ . وقيل ؛ أَراد ما قُدِّدَ مِن لُحُوم الوُحُوشِ قبلَ الإِحرامِ .
( والتّامُورُ ) مِن غير هَمْزٍ ، وكذالك التّامُورَةُ ( في أَ م ر ) ، بناءً على أَنه مَهْمُوزٌ ، وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْن ، وهنا ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وبعضُ أَئِمَّةِ الصَّرْفِ . ووَزْنُه عندهم فاعُول ، والتاءُ أَصليَّةٌ ، وذَكَره ابن الأَثِير هنا وفي أَ م ر إِشارةً
____________________

(10/291)


إِلى أَن كلًّا منهما يُناسِبُ ذِكْرَه ، وقد تقدَّم معانيها ، والبحثُ عن مضاربها بمعنى : الخَمْرِ ، وحُقِّه . والإِبريقِ ، والدَّمِ ، والزَّعْفَرَانِ ، والنّفْسِ ، ودَم القلبِ ، وغِلافِه ، وحَبَّتِه ، ووِعاءِ الوَلَدِ ، ولَعِبِ الجَوَارِي والصِّبيانِ ، وصَوْمَعَةِ الرّاهِبٍ . وسَبَقَ بيانُ شواهِدِ ما ذُكِر .
( والتمَارِيُّ ، بالضَّمِّ : شَجَرَةٌ ) لها مُصَعٌ كمُصَعِ العَوْسَجِ ، إِلّا أَنَّهَا أَطيبُ منها ، وهي تُشْبِهُ النَّبْعَ ، قال :
كقِدْحِ التُّمَارِي أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضِبُهْ
( والتُّمَّرَةُ كقُبَّرَة أَو ابنُ تُمَّرَةَ ) بالضَّبط السابقِ : ( طائرٌ أَصغرُ من العُصْفُورِ ) ، وإِنما قِيل له ذالك ؛ لأَنك لا تَراه أبداً إِلّا وفي فيه تَمْرَةٌ .
( وتَيْمَرُ ) كَحَيْدَرٍ : موضعٌ ، عن ابن دُرَيدٍ . وقيل : ( ة بالشام ) ، وقيل : هو من شِقِّ الحِجاز .
( وتَيْمَرَى ) بالأَلفِ المقصورةِ ( ع به ) ، أَي بالشّام ، قال امرُؤُ القيس :
بِعَيْنِكَ ظُعْنُ الحَيِّ لمّا تَحَمَّلُوا
على جانِبِ الأَفلاج مِن بَطْنِ تَيْمَرَى
( وتَيْمَرَةُ الكُبْرَى ، و ) تَيْمَرَةُ ( الصُّغُرَى : قَرْيَتانِ بأَصْفَهانَ ) القديمةِ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
( وتَمَرُ ، محرَّكّة : ع باليَمَامَةِ ) ، نقلَه الصغاني .
____________________

(10/292)



( و ) تُمَيْرُ ( كزُبَيْر : ة بها ) ، أَي باليَمَامَةِ ، نقلَه الصّغانيُّ .
( وتَمْرَةُ : ة أُخرى بها ) ، أَي باليَمَامَةِ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
( وعَقيقُ تَمْرَةَ : ع بتِهامَةَ ) ، عن يَمِينِ الفَرْطِ ، نقَه الصّغانيُّ .
( وعَيْن التَّمْرِ : قُرْبَ الكوفَةِ ) ، بينه وبين بغدادَ ثلاثةُ أَيام ، غربيَّ الفُراتِ .
( وتَمْرَانُ ) ، كسَحْبَانَ : ( د ) ، نقلَه الصّغانيّ .
( وتَيْمَارٌ ) ، بالفتح : ( جَبَلٌ ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
( و ) من المَجاز : ( نَفْسٌ تَمِرَةٌ ) بكذا ، كفَرِحَة ، أَي ( طَيِّبَةٌ ) ، ودَعْنِي إِن نَفْسي غيرُ تَمِرَةٍ .
( والتُّمْرَةُ ، بالضمِّ : عُجَيَّةٌ عند الفُوقِ ) مِن الذَّكَر .
( و ) يقال : ( اتْمَأَرّ الرُّمْحُ اتْمِئْراراً ) ، فهو مُتْمَئِرٌّ ، إِذا كان غَليظاً مستقيماً ، عن أَبي زَيْد .
وفي المحكَم : اتْمَأَرَّ الرّمْحُ والحَبْلُ : ( صَلُبَ ، و ) كذالك ( الذَّكَر ) ، إِذا ( اشْتَد نَعْظُه ) ، أَي شَبَقُه . ( والمتْمَئِرُّ : الذكَرُ ) الصُّلْب الغَلِيظُ .
( و ) المُتْمَئرُّ ( مِن الجُرْدَانِ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ .
وقال الجوهريُّ : اتْمَأَرَّ الشَّيءُ : طالَ واشْتَدَّ ، مثل اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ ، قال زُهَيْرُ بنُ مَسعودٍ الضَّبِّيُّ :
ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحارَهَا بِمُتْمَئِرَ فيه تَحْرِيبُ ( و ) قولُهُم : ( ما في الدّار ) تامُورٌ وتُومُورٌ و ( تُومُرِيٌّ ، بضمِّ التّاءِ والمِيمِ ) غير مهموزٍ ، أَي ليس بها ( أَحَدٌ ) . وقال أَبو زَيْدٍ : ما بها تَأْمُورٌ ، مهموز ، أَي بها أَحَدٌ ، وبِلادٌ خَلَاءٌ ليسَ بها تُؤْمُرِيٌّ ، أَي أَحَدٌ . وما رأَيتُ تُؤْمُرِيًّا أَحْسَنَ من هاذه المرأَةِ ، أَي إِنْسِيًّا وخَلْقاً . وما رأَيْتُ تُؤْمُرِيًّا أَحْسنَ منهُ .
____________________

(10/293)



وممّا يُستدرَكُ عليه :
رجلٌ مُتْمِرٌ ، أَي كثيرُ التَّمْرِ .
وأَنشدَ ثعلبٌ :
لَسْنَا مِن القومِ الذين إِذا
جاءَ الشِّتَاءُ فَجارُهم تَمْرُ
يَعنِي أَنهم يَأْكُلُون مالَ جارِهم ويَسْتَحْلُونه ، كما يَسْتَحْلِي النّاسُ التَّمْرَ في الشِّتَاءِ .
ومِن أَمثالهم : ( أَعْطِ أَخاكَ تَمْرَة ، وإِنْ أَبَى فجَمْرَة ) ، و ( عليكَ بالتُّمْرَانِ والسُّمْنانِ ) .
ومن المَجاز : وَجَدَ عنده تَمْرَةَ الغُرابِ ، أَي ما أَرضَاه .
ومِن أَمثالهم : ( التَّمْرُ بالسَّوِيقِ ) ، قال اللِّحْيَانهُّ : يُضْرَبُ في المُكافَأَة .
وتَامَرَاءَ : إسمُ النَّهْرَوانِ ، البلدة المعروفة ، قالَه ابن الكَلْبِيِّ في أَنسابه .
والتُّمَيْر ، كزُبَيْرٍ : طائرٌ ، وهو التُّمَّرَةُ الذي ذُكِرَ .
وأَبو تَمْرَةَ : طائرٌ آخَرُ .
وجمْعُ التُّمّرةِ التَّمَامِرُ ، وأَنشدَ الأَصمعيُّ :
وفي الأَشاءِ النَّابِتِ الأَصاغِرِ
مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ والتَّمَامِرِ
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : تَمْرَةُ : العَقْرَبُ ، لا تَنْصَرِفُ .
وبَارَكَ اللْهُ فِيكَ وأَتْمَرَ ، بمعنىً .
وتَمْتَرُ : مِن قُرَى بُخارَا .
تنر : ( التَّنُّورُ ) : نَوعٌ من الكَوانِينِ ، وفي الصّحاح : التَّنُّورُ : ( الكانُونُ ) الذي ( يُخْبَزُ فيه ) ، يقال : هو في جميع اللّغَاتِ كذالك ، وقال اللَّيْثُ : التَّنُّورُ عَمَّتْ بكلِّ لسانٍ . قال أَبو منصور : وهاذا يَدُلُّ على أَنّ الإِسمَ في الأَصل أَعْجَمِيٌّ ، فعَرَّبَتْهَا العربُ ، فصار
____________________

(10/294)


عربيًّا على بناءِ فَعولٍ ، والدَّلِيلُ على ذالك أَنّ أَصلَ بنائِه تنر ، قال : ولا نعرفُه في كلام العربِ ؛ لأَنه مُهْمَلٌ ، وهو نَظِيرُ ما دَخَلَ في كلامِ العربِ من كلامِ العَجَمِ ، مثلُ الدِّيباجِ ، والدِّينارِ ، والسّنْدُسِ ، والإِسْتَبْرَقِ ، وما أَشبَهها ، ولمّا تكلَّمتْ بها العربُ صارت عربيَّةً .
وفي الحديث : ( قال لرجلٍ عليه ثوبٌ مُعَصْفَرٌ : لو أَنْ ثَوْبَكَ في تَنورِ أَهْلِكَ ، أَو تحتَ قِدْرِهم ، كان خيراً ) ، فذَهَب وأَحرقَه . وقال ابن الأَثِير : وإِنما أَرادَ أَنَّكَ لَو صَرَفْتَ ثَمَنَه إِلى دَقِيقٍ تَخْبِزُه ، أَو حَطَبٍ تَطْبُخُ به ، كان خيراً لك ؛ كأَنّه كَرِهِ الثَّوْبَ المُعَصْفَرَ .
( وصانِعُه تَنّارٌ ) ، كشَدّادٍ .
وقال أَحمدُ بنُ يَحْيَى : التَّنُّورُ تَفْعُولٌ من النّار ، قال ابن سِيدَه : وهاذا من الفَسَاد بحيثُ تراه ، وإِنما هو أَصْلٌ لم يُستَعمَلْ إِلّا في هاذا الحَرْفِ وبالزِّيادة .
( و ) في التَّنّزِيلِ العَزِيز : { حَتَّى إِذَا جَآء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ } ( هود : 40 ) ، قال عليٌّ كَرَّم اللّهُ وجهَه : هو ( وَجْهُ الأَرضِ ) ، ومثلُه وَرَدَ عن ابن عَباسٍ رَضِيَ اللّهُ عنهما ( وكلُّ مَفْجَرِ ماءٍ ) تَنُّورٌ . وقال قَتَادَةُ : التَّنُّورُ أَعْلَى الأَرضِ وأَشرفُهَا ، وكان ذالك علامةً له ، وكان مُجاهدٌ يَذهبُ إِلى أَنّه تَنورُ الخابِزِ .
( و ) التَّنُّورُ : ( مَحْفَلُ ماءِ الوادِي ) ، وتَنَانِيرُ الوادِي : مَحافِلُه ، وقال أَبو إِسحاق : أَعْلَمَ اللّهُ سُبحانَه وتعالَى أَن وَقتَ هلاكِهِم فَوْرُ التَّنُّورِ .
وقيل فيه أَقوالٌ ، قيل : التَّنُّورُ : وَجْهُ الأَرْضِ ، ويقال : أَرادَ أَنَّ الماءَ إِذا فارَ مِن ناحِيَةِ مَسْجِدِ الكُوفَةِ ، وقيل : إِنّ الماءَ فارَ مِن تَنُّورِ الخابِزَةِ ، وقيل : التَّنُّورُ تَنْوِيرُ الصُّبْحِ .
( و ) رُوِيَ عن ابن عَبْاسٍ ، قال : التَّنُّورُ : ( جَبَلٌ ) بالجَزِيرة ( قُرْبَ
____________________

(10/295)


المَصِيصَةِ ) ، وهي عَيْنُ الوَرْدَةِ . واللّهُ أَعلمُ بما أَرادَ ، وهاذا الجَبَلُ يَجْرِي نَهرُ جَيْحَانَ تحتَه .
ورُوِيَ عن عليَ رضيَ الله عنه أَيضاً أَنه قال : أَي وطَلَعَ الفَجْرُ . يذهب إِلى أَنّ التَّنُّورَ الصُّبْحُ .
وقال الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ : قيل : هو في الآيةِ عَيْنُ ماءٍ معروفةٌ ، وقيل : هو المَخْبَزُ ، وافَقَتْ فيه لغةُ العَجَمِ لُغَةَ العربِ ، وجَزَمَ في المِصْباح نَقْلاً عن أَبي حاتِمٍ أَنْه ليس بعربيَ صحيح .
قال شيخُنا : وأَمّا ما ذَكَرُوه من كَوْنِ التَّنُّورِ مِن نارٍ أَو نُورٍ ، وأَن التاءَ زائدةٌ فهو باطِلٌ ، وقد أَوضَحَ بيانَ غَلَطِه ابنُ عُصْفُورٍ في كتابه المُمْتِع وغيره ، وجَزَم بعَلَطِه الجماهير .
( وذاتُ التَّنَانِيرِ : عَقَبَةٌ بحِذاءِ زُبَالَةَ ) ، ممّا يَلِي المَغْرِبَ منها ، قاله الأَزهريُّ ، وأَنشدَ قولَ الراعِي :
فلمّا عَلَا ذاتَ التَّنَانِيرِ غُوَةً
تَكَشَّفَ عن بَرْقٍ قَلِيلٍ صَوَاعِقُهْ
( وتُنَيْنِيرُ ) ، بالتَّصّغِير ، ( العُلْيَا والسُّفْلَى : قَرْيَتَانِ بالخابُور ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
( وتَنِيرَةُ ، كحَلِميَةَ : لا بالسَّوادِ ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليَ التَّنُّورِيُّ ، سَمِعَ أَبا الحَسَنِ المَلطِيّ ، وأَبا جعفرِ بنِ المسلمة ، وحَدَّثَ بشيْءٍ يَسِيرٍ ، وذكرَه أَبو الفَضْل بنُ ناصر فأَثْنَى عليه .
وأَبو مُعاذٍ أَحمدُ بنُ إِبراهيم الجُرْجانِيُّ التَّنُّورِيُّ ، ثِقَةٌ .
تور : ( *!التَّوْرُ : الجَرَيانُ ) ، قيل : ومنه
____________________

(10/296)


سُمِّيَ التَّوْرُ للإِناء لإِنَّه يُتَعَاوَرُ به ويُرَدَّدُ ، كما حَقَّقه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس ، أي فهو من معنَى العرَيانِ .
( و ) التَّوْرُ : ( الرَّسُولُ بين القومِ ) ، عربيٌّ صَحِيحٌ ، قال :
*!والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ
يَرْضَى به المَأْتِيُّ والمُرْسِلُ
قيل : ومنه سُمِّيَ التَّوْرُ للإِناءِ .
( و ) التَّوْرُ : ( إِناءٌ ) صغيرٌ ، وعليه اقتَصر الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس ، قيل : هو عربيٌّ ، وقيل : دَخِيلٌ وفي التَّهْذِيب : التَّوْرُ إِناءٌ معروفٌ ( يُشْرَبُ فيه ، مُذَكَّرٌ ) ، وفي حديث أمِّ سُلَيْمٍ : ( أَنَّهَا صَنَعِتْ حَيْساً في *!تَوْرٍ ) ، هو إِناءٌ من صُفْرٍ ، كالإِجّانَةِ ، وقد يُتَوَضَّأُ منه .
قال الزَّمَخْشَرِي : ومررتُ العُمْرَة على مرأَةٍ تقولُ لجارتها : أَعِيرِينِي*! تُوَيْرَتَك .
( و ) *!التَّوْرَةُ ( بهاءٍ : الجارِيَةُ تُرْسَلُ بين العُشّاقِ ) ، قالَه ابن الأَعرابيِّ .
( *!والتَّارَةُ : الحِينُ ، والمَرَّةُ ) ، أَلِفُهَا واوٌ . ( ج *!تاراتٌ *!وتِيَرٌ ) ، قال :
يَقُومُ *!تارَاتٍ ويَمْشِي *!تِيَرَا
وقال ابن الأَعرابيّ : تَأْرَةٌ مهموزٌ ، فلما كَثُرَ استعمالُهم لها تَرَكُوا هَمْزَها ، قال أَبو منصورٍ : وقال غيرُه : جَمْعُ تَأْرَةٍ تِئَرٌ ، مهموزة قال ( و ) منه يقال : ( أَتارَه : أَعادَه مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ ) ، أَي أَدامَ النَّظَرَ إِليه *!تارةً بعد *!تارة .
( *!وأَتَرْتُ ) إِليه ( النَّظَرَ ) والرَّمْيَ *!أُتِيرُ *!إِتارَةً ، فهو*! مُتَارٌ ، ومنه قولُ الشاعر :
يَظَلُّ كأَنَّه فَرَأٌ *!مُتَارُ
و ( أَتْأَرْتُه ) بالهمزِ ، أَي حَدَّدْتُ النَّظَرَ إِليه ، كذا في التَّهْذِيب .
____________________

(10/297)



( *!وتاراءُ ) بالمدِّ : ( ع بالشَّأْم قخرْبَ تَبُوكَ ، ومنه مسجدُ *!تاراءَ لرسولِ اللّهِ صلَّى الله عليْه وسلَّم ) بين المدينةِ وتَبُوكَ ، ذَكَره أَهْلُ السِّيَرِ .
( *!وتَارَانُ : جَزِيرَةٌ بين القُلْزُمِ وأَيْلَةَ ) في حُدُودِ مِصرَ ، يسكُنُهَا بنو حُدّانَ .
( و ) قولُهم : ( يا *!تاراتِ فُلانٍ ) ، حَكَاه أَبو عَمْرٍ و ولم يُفَسِّرْه ، وأَنشدَ قولَ حَسّانَ :
لَتَسْمَعُنَّ وَشِيكاً في دِيَارِكُمُ
اللّهُ أَكْبَرُ يا تَاراتِ عُثْمانَا
قال ابن سِيدَه : وعدني أَنه ( مَقْلُوبٌ مِن الوَتْرِ للدَّمِ ) ، وإِن كان غيرَ مُوازَن به .
*!وتيرَ الرجلُ : أصهيبَ *!التّارُ منه ، هاكذا جاءَ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه .
( *!وتُورَانُ ، بالضمّ : إسمٌ لجميعِ ما وراءَ النَّهْرِ ، ويُقَال لِمَلِكِهَا : تُورانْ شاهْ ) ، كما يقال لمُقَابلِه من دِيَار العَجَمِ : إِيرانُ ، بالكسر ، ولِمَلِكِهَا : إِيرانْ شاهْ .
( و ) *!تُورانُ : ( ة بحَرّانَ ، منها أَبو محمّد ( سدُ بنُ الحَسَنِ العَرُوضِيُّ ) الحَرَّنِيُّ *!-التُّورانِيُّ ، له شِعرٌ حَسَنٌ ، سَمِعَ منه أَبو سعدِ بنِ السَّمْعَانِيِّ ، وعاش بعدَه إلى سنة ثمانين وخمسمائة ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ ، ( ومحمّدُ بنُ أَحمدَ القَزّازُ ) ابنُ التُّورانِيِّ ويقال في إسم القَرْيَةِ أَيضاً : تُور تُوُفِّيَ سنةَ 705 ه ، رَوَى عن ابن الجُمّيزيِّ وابن المنى ، وأَخَذَ عنه الذَّهَبِيُّ .
( وغُبُّ تُورانَ ) بالضمّ : ( ع قُرْبَ خَوْرِ الدَّيْبُلِ ) ، من بلاد السِّنْد .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : (*! التائِرُ : المُداوِمُ على العَمَلِ بعدَ فُتُورٍ ) .
وممّا يُستدرَكُ عليه :
عن أَبي عَمْرٍ و فُلانٌ *!يُتَارُ على أَن يُؤْخَذَ ، أَي يُدارَ على أَنْ يُؤْخَذَ ، وأَنشدَ
____________________

(10/298)


لعامرِ بنِ كثير المحاربيِّ :
لقد غَضِبُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي
فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ *!يُتارُ
ويُرْوَى : *!مُتَارٌ ، وقد تقدَّم .
وفي الأَساس : *!تور : فَعَلَه *!تارةً ، أَي مَرَّةً بعد أُخْرَى . وهاذه شَرُّ *!تاراتِكَ .
*!وتاوَرْتُه : عاوَدْتُه .
*!وتارانُ : إسمُ ابنِ لُقْمَانَ الذي ذُكِرَ في القُرْآن ، فيما ذَكَرَ الزَّجّاجُ وغيرُه ، ونقلَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض .
تهر : ( التَّيْهُور ) : ما اطْمَأَنَّ من الأَرض ) . قال الأَزهريُّ : هو فَيْعُولٌ مِن الوَهْر ، قُلِبَت الواوُ تاءً ، وأَصلُه وَيْهُورٌ ، مثلُ التَّيْقُورِ ، وأَصلُه وَيْقُورٌ . قال العَجّاج :
إِلى أَراطَى ونَقاً تَيْهُورِ
قال : أَراد به فَيْعُول من التَّوَهُّر .
( و ) قيل : هو ( مَا بَيْنَ أَعْلَى ) شَفِيرِ ( الوادِي والجَبَلِ ، وأَسْفَلِهما ) نَجْدِيّةٌ هُذَلِيْةٌ ، قال بعضُ الهُذَلِيِّين :
وطَلَعْتُ مِن شِمْرَاخَةٍ تَيْهُورةٍ
شَمّاءَ مُشْرِفة كَرَأْسِ الأَصْلَعِ
( و ) التَّيهُورُ : ( الرَّجلُ التّائِهُ المُتَكَبِّرُ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ : ويقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفْسِه به تِيهٌ : تَيْهٌ : تَيْهُورٌ ، أَي تائِهٌ .
( و ) التَّيْهُورُ : ( مَوْجُ البَحْر المُرْتَفِعُ ) ، قال الشاعر :
كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيْهُور تَيْهُورَا
( و ) في التَّهْذِيب في الرُّباعِيّ : التَّيْهُور : ما اطْمأَنَّ من الرَّمْلِ . وفي
____________________

(10/299)


الصّحاح : التَّيّهُورُ ( من الرَّمْلِ : مالَه جُرُفٌ . ج تَيَاهِيرُ وتَيَاهِرُ ) ، قال الشاعر :
كيفَ اهْتَدَتْ ودُونَهَا الجَزَائِرُ
وعَقِصٌ مِن عالجٍ تَيَاهِرُ
وقيل : هو الرَّمْلُ المُشْرِفُ . وفي الأَساس : هو ما يَنْهَارُ ولا يَتَمَاسَكُ مِن الرَّمْله .
( والتَّوْهَرِيُّ : السَّنَامُ الطَّوِيلُ ) ، قال عَمْرُو بنُ قَمِيئَةَ :
فأَرْسَلتُ الغُلامَ ولم أُلَبِّثْ
إِلى خَيْرِ البَوَارِكِ تَوْهرِيَّا
قال ابن سِيدَه : وأَثبتُّ هاذه اللفظة في هاذا الباب لأَن التَّاءَ لا نَحْكُمُ عليها بالزِّيادة أَوَّلاً إِلّا بِثَبتٍ .
( و ) من المَجاز : ( التّاهُور : السَّحَابُ ) .
تير : ( *!التَّيّارُ ، مُشَدَّدَةً ) : المَوْجُ ، وخَصَّ بعضُهُم به ( مَوْج البَحْرِ الذي يَنْضَحُ ) أَي يَسِيلُ ، وهو آذِيُّه ومَوْجُه ، قال عَدِيُّ بنُ زيْدٍ :
عَفُّ المَكَاسِبِ ما تُكْدَى حُسَافَتُه
كالبَحْرِ يَقْذِفُ *!بالتَّيّارِ *!تَيّارَا
وصَوابُ إِنشادِه : ( يُلْحِق *!بالتَّيَّار *!تَيَّاراً ) . وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( ثم أقْبَلَ مُزْبِداً *!كالتَّيّارِ ) . قال ابن الأَثِير : هو مَوج البَرِ ولُجَّتُه .
*!والتَّيّارُ فَيْعَالٌ مِن *!تارَ *!يتُورُ ، مثلُ لقِيَامِ مِن قامَ يَقُومُ ، غيرَ أَنّ فِعْلَه مُماتٌ .
( و ) من المَجَاز : *!التَّيّارُ : ( التّائِهُ المُتَكَبِّرُ ) يَطْمَحُ كالمَوْجِ في تِيهِه .
( و ) مِنَ المَجَازِ :( قطع عرقا *!تَيّارًا ، أى سريع الجرية ) .
(و) من المجاز : ( *!التِّيرُ ، بالكسر :
____________________

(10/300)


التِّيهُ ) والكِبْرُ ، ومنه التَّيّارُ ، وقد تقدَّم .
( و ) *!التِّيرُ ( الحائِزُ ) ، هاكذا في نُسخَتِنا ، وصوابُه الجائِزُ ( بين الحائِطَيْنِ ) ، وهو فارسيٌّ معرَّب . ( ونَهْرُ *!تِيرَى كضِيزَى بالأَهْوازِ ) ، حَفَرَه أَرْدَشِيرُ الأَصغَرُ بنُ بابَكَ . وقال جَرِيرٌ يهجُو الفَرَزْدَقَ :
ما لِلْفَرَزْدَقِ مِن عِزَ يَلُوذُ به
إِلّا بَنِي العَمِّ في أَيْدِيهمُ الخَشَبُ
سِيرُوا بَنِي العَمِّ والأَهْوَازُ مَنْزِلُكُمْ
ونَهْرُ تِيرَى ولم يَعْرِفْكُمُ العَرَبُ
( و ) أَبُو عُبَيْدَةَ ( حُمَيْدُ بنُ *!تِيرٍ ) أَبي حُمَيْدٍ ، ويقال : *!تِيرَوَيْهِ ( الطَّوِيلُ ) ، مَوْلَى طَلْحَةِ الطَّلَحَات ، كان قَصِيراً طَوِيلَ اليَدَيْنِ : ( مُحَدِّثٌ مات وهو قائمٌ يُصَلِّي ) ، رَوَى عن أَنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللّهُ عنه .
( وعَمْرُو بنُ *!تِيرِى ، كسِيرِي ، أَمْراً مِن سارَ : شَيْخٌ لابنِ المُبَارَكِ ) . وفي التَّبْصِير أَنْ اسْمَه عُمَرُ .
ومن المَجَاز : فَرَسٌ *!تَيّارٌ : يَمُوجُ في عَدْوِه ، كذا في الأَساس .
*!وتِيرَانُ : قَريةٌ بِمَرْوَ ، منها : محمّدُ بنُ عبده ربِّه بنِ سَلْمَان ، رَوَى له المالِينيُّ . وأُخْرَى بأَصْبَهَانَ منها أَبو عليَ الحسنُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ ، رَوَى له المالينيُّ أَيضاً .
2 ( فصل الثاء المثلثة مع الراءِ ) 2
ثأَر : ( *!الثَّأْرُ ) ، بالهَمْز وتُبدَل همزتُه أَلِفاً : ( الدَّمُ ) نَفْسُه ، ( و ) قيل : هو ( الطَّلَبُ به ) ، كذا في المُحكَم .
( و ) قيل : الثَّأْرُ : ( قاتِلُ حَمِيمِكَ ) ، ومنه قولُهم : فلانٌ *!-ثَأْرِي ؛ أَي الذي
____________________

(10/301)


عندَه ذَحْلِي ، وهو قاتلُ حَمِيمِه . كذا في الأَساس . وقال ابن السِّكِّيت : وثَأرُكَ : الذي أَصابَ حَمِيمكَ ، وقال الشاعر :
قتَلْتُ به *!-ثَأْرِي وأَدْرَكْتُ *!-ثُؤْرَتِي
ويقال : هو *!ثَأْرُه ، أَي قاتِلُ حَمِيمِه ، وقال جَرِيرٌ يهجُو الفَرَزْدَقَ :
وامْدَحْ سَراةَ بَنِي فُقَيْمٍ إِنَّهُمْ
قَتَلُوا أَباكَ *!وثَأْرُه لم يُقْتَلِ
وانْظُرْ هنا كلامَ ابن بَرِّيَ . قال ابنُ سِيدَه ( ج أَثْآرٌ ) بفتحٍ فسكونٍ ممدُوداً ، ( وآثارٌ ) على القَلْب ، حكاه يَعْقُوبُ .
( والاسمُ : *!الثُّؤْرَةُ ) ، بالضمِّ ، ( *!والثُّؤُورَةُ ) بالمدِّ ، وهاذه عن اللِّحْيَانِيِّ . قال الأَصمعيُّ :
أَدْرَكَ فلانٌ *!ثُؤْرَتَه ، إِذا أَدْرَكَ مَن يَطلبُ ثَأْرَه .
( *!وثَأْرَ به ، كمَنَعَ : طَلَبَ دمَه ، *!كثَأَرَه ) ، وقال الشاعر :
حَلَفْتُ فلم تَأْثَمْ يَمِينِي *!لأَثْأَرَنْ
عَدِيًّا ونُعْمَانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَمَا
قال ابنُ سِيدَه : هاؤلاء قومٌ ( من بنِي
____________________

(10/302)


يَرْبُوعٍ ) قَتَلَهم بنو شَيْبَانَ يوم 2 مليحةَ ، فحلفَ أَن يطلبَ *!بثَأْرِهم .
( و ) *!ثَأَرَ القَتِيلَ وبالقَتِيل *!ثَأْراً *!وثُؤُورَةً ، فهو ثائِرٌ ، أَي ( قَتَلَ قَاتِلَه ) ، قاله ابنُ السِّكِّيت ، قال الشاعر :
شَفَيْتُ به نَفْسِي وأَدْرَكتُ*!- ثُؤْرَتِي
بَنِي مالكٍ هل كنتُ في *!-ثُؤْرَتِي نِكْسَا
وفِي الأَساس : وسَأَرتُ حَمِيمِي وبِحَمِيمِي : قَتَلتُ قاتِلَه ، فعَدُوُّكَ (*! مثؤور ) وحَمِيمُك *!مَثْؤُورٌ وَمَثْؤُورٌ به .
( *!وأَثْأَرَ ) الرجلُ : ( أَدْرَكَ *!ثَأْرَه ) ، *!كاثَّأَرَه من بابِ الافتِعَالِ ، كما سيأْتي في كلام المصنِّف .
( و ) قال أَبو زيد : ( *!اسْتَثْأَرَ ) فلانٌ ، فهو*! مُسْتَئْثِرٌ ، وفي الأَساس : *!استَثْأَرَ وَلِيُّ القَتِيلِ ، إِذا ( اسْتَغاثَ *!ليُثْأَرَ بمَقْتُولِه ) ، وأَنشد :
إِذا جاءَهم *!مُستَثْئِرٌ كان نَصْرُه
دُعَاءً أَلَا طِيرُوا بكلِّ وَأَي نَهْدِ
قال أَبو منصور : كأَنه يستغيثُ مَن يُنْجِدُه على ثأْره .
( *!والثُّؤُرُورُ ) : الجِلْوازُ ، وقد تقدَّمَ في حرف التّاءِ أَنّه ( التُّؤْرُورُ ) . بالتّاءِ ، عن الفارِسيّ .
( و ) قولُهم : ( يا *!ثاراتِ زَيْدٍ ) ، أَي ( يا قَتَلَتَه ) ، كذا في الصّحاح . وفي الأَساس : وقولُهم : يا *!لَثاراتِ الحُسَيْنِ : أُرِيد تَعالَيْنَ يا ذُحُولَه ، فهاذا أَوَانُ طلبَتكِ . وفي النِّهاية : وفي الحديث : يا ثاراتِ عُثْمَانَ : أَي يا أَهلَ *!ثاراتِه ، ويا أَيُّهَا الطّالِبُون
____________________

(10/303)


بدَمِه ، فحَذَفَ المضافَ ، وأَقامَ المضافَ إِليه مُقامَه ، وقال حَسّان :
لَتَسْمَعنَّ وَشِيكاً في دِيَارِهِمُ
اللّهُ أَكبرُ يا ثاراتِ عُثْمَانَا
وقد رُوِيَ أَيضاً بمَثَنَّاةٍ فَوْقِيَّة ، كما تقدَّمت الإِشارةُ إِليه ، فهو يُروَى بالمادَّتَيْنِ ، واقتصرَ صاحبُ النِّهَايةِ على ذِكْره هنا ، ولاكنّه جَمَعَ بين كلامِ الجوهَريِّ وبين كمِ أَهلِ الغَرِيب ، فقال : فعَلَى الأَول أَيْ على حَذْف المضافِ وإِقامةِ المضافِ إِليه يكونُ قد نَادَى طالِبِي الثَّأْر ؛ لِيُعِينُوه على استيفائِه وأَخْذِه ، وعلى الثّاني أَي على تفسيرِ الجوهريِّ يكونُ قد نادَى القتلة ؛ تعريفاً لهم ، وتَقْرِيعاً ، وتَفْظِيعاً للأَمرِ عليهم ، حتّى يجمَع لهم عندَ أَخْذه *!الثَّأْرِ بين القَتْلِ وبينَ تَعْرِيفِ الجُرْمِ ، وتَسْمِيَتُه وقَرْعُ أَسماعِهِم به ؛ ليَصْدَعَ قلوبَهم ، فيكون أَنْكَأَ فيهم ، وأَشْفَى للنَّفْسِ .
( *!والثّائِرُ : مَنْ لا يُبْقِي على شيْءٍ حتى يُدْرِكَ *!ثَأْرَهُ .
( و ) من المَجَاز : ( لا *!ثَأَرَتْ فلاناً ) ، وفي الأَساس : على فلانٍ ، ( يَداه ) ، أَي ( لا نَفَعَتاه ) ، مُستَعارٌ مِن *!ثَأَرتُ حَمِيمِي : قَتلتُ به .
( و ) يقال : ( *!اثَّأَرْتُ ) من فلان ، ( وأَصلُه *!اثْتَأَرْتُ ) ، بتقديمِ المُثَلَّثَة على الفَوْقِيَّةِ . افتعلتُ مِن *!ثَأَرَ ، أُدغِمَتْ في الثَّاءِ وشُدِّدَتْ ، أَي ( أَدْرَكْتُ منه *!-ثَأْرِي ) ، وكذلك إِذا قَتَلَ قَاتِلَ وَلِيِّه ، وقال لَبِيد :
والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً
بعدَ المَماتِ فإِنِّي كنتُ *!أَثَّئِرُ
أَي كنتُ أَنحرُها للضِّيفان ، فقد أَدركْتُ منها *!-ثَأْرِي في حياتِي ،
____________________

(10/304)


مجازاةً ؛ لتَقَضُّمِها عِظام النَّخِرَةَ بعد مَماتِي ؛ وذالك أَن الإِبلَ إِذَا لم تَجِد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ المَوْتَى ، وعِظَامَ الإِبِلِ ، تُحْمِضُ بها .
( *!والثَّأْرُ المُنِيمُ : الذي إِذا أَصابَه الطّالِبُ رَضِيَ به ، فنامَ بعدَه ) . كذا في الصّحاح ، وقال غيرُه : هو الذي يكونُ كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّك ويقال : أَدْرَكَ فلانٌ ثأْراً مُنِيماً ، إِذا قَتَلَ نَبِيلاً فيه ، وفاءً لِطِلْبَت ، وكذالك أَصابَ الثَّأْرَ المُنِيمَ ، وقال أَبو جُنْدب الهُذليّ :
دَعَوْا مَوْلَى نُفاثَةَ ثُمَّ قالُوا :
لَعَلَّكَ لسْتَ *!بالثَّأْرِ المُنِيمِ
قال السُّكرِيُّ : أي لستَ بالذي يُنِيمُ صاجبَه ، أَيْ إِن قتلتُكَ لم أَنَمْ حتى أَقتلَ غيركَ ، أَي لستَ بالكُفُؤِ فأُنَامَ بعدَ قَتْلِكَ . وقال الباهليُّ : المُنِيمُ : الذي إِذا أَدْركَه الرجلُ شَفاه ، وأَقنعَه فنامَ .
( و ) يقال : ( *!ثأَرْتُكَ بكذا ) ، أَي ( أَدْرَكْتُ به ثَأْرِي منكَ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!الثّائِرُ : الطّالِبُ .
*!والثّائِرُ : المَطْلُوبُ . ويُجْمَعُ الأَثْآرَ ، وقال الشاعر :
طَعَنتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ *!ثائِرٍ
لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أَضاءَها
وعبارةُ الأَساس : ويقال للثّائِرِ أَيضاً : الثَّأْر ، وكلُّ واحدٍ مِن طالب ومطلوب ثَأْرُ صاحِبِه .
*!والمَثْؤُورُ به : المَقْتُولُ .
*!والثَّأْرُ أَيضاً : العَدُوُّ ، وبه فُسِّرَ حديثُ عبدِ الراحمان يومَ الشُّورَى : ( لا تُغْمِدُوا سُيُوفَكم عن أَعدائِكم ، فتُوتِرُوا *!ثَأْرَكُمْ ) ؛ أَراد أَنَّكُمْ تُمَكِّنُون
____________________

(10/305)


عَدُوَّكم مِن أَخْذ وِتْرِه عندكم . يقال : وَتَرْتُه ، إِذا أَصبتَه بِوَتْرِ ، وأَوْتَرْتُه ، إِذا أَوْجَدْتَه وَتْرَه ومَكَّنْتَه منه .
والمَوْتُور الثائِرُ : طالِبُ الثَّأْرِ ، وهو طَالِبُ الدَّمِ ، وقد جاءَ في حديث محمّدِ بنِ سَلَمَةَ يومَ خَيْبَر . وفي الأَمثال للمَيْدانِيّ : ( لا ينامُ مِن ثَأْرِ كذا ) .
وفي كامل المبّرد : ( لا ينامُ مَنْ *!أَثْأَرَ ) .
ثبجر : ( اثْبَجَرَّ ) الرجلُ : ( ارْتَدَعَ مِن فَزَعٍ ) ، أَو عند الفَزَعِ .
( و ) اثْبَجَرَّ : ( تَحَيَّر ) في أَمْرِه .
( و ) اثْبَجَرَّ : ( نَفَرَ وَجَفَلَ ) ، قال العَجّاج يصفُ الحِمَارَ والأَتانَ :
إِذا اثْبَجَرَّا مِن سَوادٍ حَدَجَا
أَي نَفَرَا وَجَفَلا ، وهو الاثْبِجارُ .
( و ) عن أَبي زيد : اثْبَجَرَّ فلانٌ ، إِذا ( ضَعُفَ عن الأَمْرِ ، ولم يَصْرِمْه ) .
( و ) اثْبَجَرَّ : ( رَجَعَ على ظَهْرِه ) .
( و ) اثْبَجَرَّ ( القومُ في مَسِيرٍ : تَرادُّوا ) وتَراجَعُوا ( و ) اثْبَجَرَّ ( الماءُ : سالَ ) وانْصَبَّ ، قال العَجَّاج :
مِن مُرْجَحِنَ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَرّ
يَعْنِي الجيشَ ؛ شَبَّهه بالسَّيْل إِذا اندفعَ وانبعثَ ؛ لقُوَّتِه .
( و ) مِن ذالك ؛ ( الثِّبْجَارةُ ، بالكسر ) ، وهي ( حُفرَةٌ يَحْفِرُهَا ماءُ المِيزابِ ) ، عن ابن الأَعرابيِّ . وسيأْتِي في الثِّنْجَارةِ .

____________________

(10/306)


ثبر : ( الثَّبْرُ : الحَبْسُ ، التَّثْبِير ) ثَبَرَه يَثْبُرُهُ ثَبْراً ، وثَبَّرَه كلاهما حَبَسَه ، قال :
بنعْمانَ لم يُخْلَقْ ضَعِيفاً مُثَبَّرَا
( و ) الثَّبْرُ : ( المَنْعُ والصَّرْفُ عن الأَمْرِ ) . وفي حديثِ أَبي مُوسَى : ( ( أَتَدْرِي ) مَا ثَبَرَ الناس ؟ ) أَي ما الذي صَدَّهم ومَنَعهم مِن طاعَةِ اللّهِ ؟ وقيل : ما بَطُؤَ بهم عنها ؟ . وقل أَبو زيد : ثبَرْتُ فلاناً عن الشَّيْءِ أَثْبُرُهُ : رَدَدْتُه عنه . وقولُه تعالَى : { وَإِنّى لاظُنُّكَ يافِرْعَونُ مَثْبُورًا } ( الإسراء : 102 ) قال الفَرَّاءُ : أَي مغلوباً ممنوعاً عن الخير . وعن ابن الأَعرابيِّ : والعربُ تقولُ : ما ثَبَرَكَ عنْ هاذا ؟ أَي ما مَنَعَكَ منه ؟ ما صَرَفَك عنه ؟
( و ) الثَّبْرُ : ( التَّخْيِيبُ واللَّعْنُ والطَّرْدُ ) .
وفال ابن الأَعْرَابِيِّ : المَثْبُورُ : المَلْعُونُ المَطْرُودُ المُعَذَّبُ ، وقال الكُمَيْت :
ورَأَتْ قُضاعَةُ في الأَيَا
مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ
أعي مَخْسُورٍ وخاسِر ، يَعْنِي في انتسابِها إِلى اليَمَن .
( و ) الثَّبْرُ ؛ ( جَزْرُ البَحْرِ ) ، عن الصُّغانيّ .
( والثُّبُورُ ) ، بالضمّ : ( الهلاكُ ) والخُسْرَانُ . قال مُجاهد : مَثْبُوراً ، أَي هالِكاً . وفي حديث الدُّعاءِ : ( أَعُوذُ بكَ مِن دَعْوَةِ الثُّبُورِ ) هو الهَلاكُ . وقال الزَّجّاج في قوله تعالى : { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } ( الفرقان : 13 ) بمعنَى : هَلاكاً ، ونَصْبُه على
____________________

(10/307)


المَصْدَرِ ، كأَنهم قالوا : ثَبَرْنا ثُبُوراً ، ثم قال لهم : ( لا تَدْعُوا اليومَ ثُبُوراً ) ، مَصْدَرٌ ، فهو للقليل والكثيرِ على لفظٍ واحدٍ .
( و ) الثُّبُورُ : ( الوَيْلُ والإِهلاكُ ) ، وبه فَسَّرَ قَتَادةُ الآيَةَ ، وقال : ومَثَلٌ للعَرَب ( إِلى أُمّه يَأْوِي مَن ثُبِرَ ) ؛ أَي مَن أُهْلِكَ . وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً ، وثَبَرَه اللّهُ : أَهْلَكَه إِهلاكاً لا يَنْتَعِشُ ( بعده ) ؛ فَمِنْ هنالِكَ يَدْو أَهلُ النارِ : واثُبُوراه .
( وثابَرَ ) على الأَمْرِ : ( وَاظَبَ ) ودَاوَمَ ، وهو مُثَابِرٌ على التَّعَلّمِ . وفي الحديث : ( مَن ثابَرَ على ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً مِن السُّنَّة ) قال ابن الأَثِير : المُثَابَرَةُ : الحِرْصُ على القَوْل والفِعْل ، ومُلازَمَتْهما .
( وتَثابَرَا ) في الحَرْب : .
( والثَّبْرَةُ ) بفتحٍ فسكونٍ : ( الأَرضُ السَّهْلَةُ ) ، وقيل : أرضٌ ذاتُ حجارةٍ بِيضٍ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : هي حجارةٌ بِيضٌ تُقَوَّمُ ويُبْنَى بها ، ولم يَقُلْ : إِنّها أَرضٌ ذاتُ حجارةٍ .
( و ) الثَّبْرَةُ : ( تُرَابٌ شَبِيهٌ بالنُّورَةِ ) يكونُ بين ظَهْرَي الأَرضِ ، فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلَةِ إِليه وَقَفَ . يُقال : لَقيَتْ عُرُوقُ النَّخْلَةِ ثَبْرَةً فَرَدَّتْها ( و ) الثَّبْرَةُ : ( الحُفْرَةُ : في الأَرضِ ) يَجتمعُ فيها الماءُ .
( وثَبْرَةُ : وادٍ بدِيَارِ ضَبَّةَ ) ، وقيل : في أَرضِ بني تَمِيم ، قريبٌ مِن طُوَيْلع ، لبني مَنافِ بنِ دارِم ، أَو لبني مالِكِ بنِ حَنْظلةَ ، على طريق الحاجِّ ، إِذا أَخَذُوا على المُنْكَدِرِ .
( و ) الثُّبْرَةُ ( بالضمّ : الصُّبْرَةُ ) ، لَثْغَة .
____________________

(10/308)



( و ) تقول : لا أَفْعَلُ وربِّ الأَثْبِرَةِ الغُبْرِ ، وهو جَمْعُ ثَبِير ، و ( ثَبِيرُ الأَثْبِرَةِ ) قيل : هو أَعظمُها ( و ) ثَبِيرُ ( الخَضْراءِ ، و ) ثَبِيرُ ( النِّصْعِ ) بالكَسْر ، كأَنَّه لبَياضٍ فيه ، وهو جبلُ المُزْدَلِفَةِ ، ( و ) ثَبِيرُ ( الزِّنْج ) قيل : سُمِّيَ به ؛ لأَنّ الزِّنج كانوا يجتمعون عنده لِلَهْوِهم ولَعِبِهم ، ( و ) ثَبيرُ ( الأُعْرَجِ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وفي بعض الأُصول : الأَعْوَج ، ( و ) ثَبِيرُ ( الأَحْدَبِ ) ، قيل : هو المرادُ في الأَحَادِيثِ ، المُخْتَلَفُ فيه : هل هو عن يَمِين الخارِجِ إِلى عَرَفةَ في أَثناءِ مِنىً أَو عني سارِه ؟ وفيه ورد : ( أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ ) ، ( و ) ثَبِيرُ ( غَيْنَاءَ ) بالغَيْن المُعْجَمة ، وهي قُلَّةٌ على رَأْسِه : ( جِبالٌ بظاهِرِ مكةَ ) ، شَرَّفَها اللّهُ تعالَى ، أَي خارِجاً عنها وقولُ ابنِ الأَثِيرِ وغيرِه : بمكَّةَ ، إِنّمَا هو تَجَوُّزٌ ، أَي بقُرْبِها .
قال شيخُنَا : ذَكَرُوا أَن ثَبِيراً كان رجلاً مِن هُذَيْل ، مات في ذالك الجَبَل ، فعُرِفَ به ، قيل : كان فيه سُوقٌ من أَسواقِ الجاهليّة كعُكَاظ ، وهو على يَمِين الذاهِبِ إِلى عَرَفَةَ ، في قول النَّوَوِيِّ ، وهو الذي جَزَمَ به عِياضٌ في المَشَارِقِ ، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قرقول في المَطَالع ، وغيرُهما ، أَو على يَسارِه كما ذَهَب إِليه المُحِبُّ الطَّبَرِيُّ ومَن وافَقَه ، وانْتَقَدُوه ، وصَوَّبُوا الأَوَّلَ ، حتى ادَّعَى أَقوامٌ أَنّهُمَا ثَبِيرَانِ : أَحدُهما عن اليَمِين ، والآخَرُ عن اليَسَارِ ، واستَبْعَدُوه .
وفي المَراصِد والأَساس : الأَثْبِرَةُ : أَربعةٌ .
قلتُ : وقد عَدَّهم صاحبُ اللِّسان هاكذا : ثَبِيرُ غَيْنَاءَ ، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ ،
____________________

(10/309)


وثَبِيرُ الأَحْدَبِ ، وثَبِيرُ حِرَاءَ ، وقال أَبو عُبَيْدٍ البكريُّ : وإِذا ثُنِّيَ ثَبِيرٌ أُرِيدَ بهما ثَبِيرٌ وحِرَاءٌ . وقال أَبو سعيدٍ السُّكَّرِيُّ في شرح ديوانِ هُذَيْلٍ في تفسيرِ قول أَبي جُنْدَب :
لقد عَلِمَتْ هُذَيْلٌ أَنّ جَارِي
لَدَى أَطْرافِ غَيْنَا مِن ثَبِيرِ
قال : غَيْنَا : غَيْضَةٌ كثيرةُ الشَّجَرِ . ( وثَبِيرٌ : ماءَةٌ بدِيارِ مُزَيْنَةَ ، أَقْطَعَها رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ ) تعالَى ( عليْه وسلَّم شَرِيسَ بنع ضَمْرَةَ ) المُزَنِيَّ ، حِين وَفَدَ عليه ، وسَأَلَه ذلك ( وسَمَّاه شُرَيْحاً ) ، وهو أَوّلُ مَن قَدِمَ بِصَدَقاتِ مُزَيْنَةَ .
( والمَثْبِرُ ، كمَنْزِلٍ : المجْلِسُ ) ، وهو مستعارٌ مِن مَثْبِرِ النَّاقَةِ ( و ) المَثْبِرُ : ( المَقْطَعُ والمَفْصِلُ .
( و ) المَثْبِرُ ؛ ( المَوْضِعُ ) الذي ( تَلِدُ فيه المرأَةُ ) ، وفي حديثِ حَكِيم بنِ حِزَام : أَنَّ أُمَّه وَلَدَتْه في الكَعْبَة ، وأَنّه حُمِلَ في نِطْع ، وأُخِذَ ما تحت مَثْبِرِها ، فغُسِل عند حَوْضِ زَمْزَمَ . المَثْبِرُ : مَسْقَطُ الوَلَدِ ، ( أَو ) تَضَعُ ( النّاقَةُ ) مِن الأَرضِ ، وليس له فِعْلٌ . قال ابن سِيدَه أُرَى أَنْما هو من باب المخْدَعِ . وفي الحديث : ( أَنَّهُم وجدوا النّاقَةَ المُنتِجَةَ تَفْحَصُ في مَثْبِرِهَا ) .
( و ) المَثْبِرُ أَيضاً : ( مَجُزَرُ الجَزُورِ ) وفي بعض النُّسَخ : ويُجْزَرُ فيه الجَزُورُ . قال نُصَيْرٌ : مَثْبِرُ النّاقةِ أَيضاً حيث تُنْحَرُ . قال أَبو منصور : وهاذا صَحِيحٌ ، ومِن العَرَب مسموعٌ ، ورُبَّمَا قِيل لِمَجْلِسِ الرَّجلِ : مَثْبِرٌ . وقال ابنُ الأَثِير : وأَكثرُ ما يُقَال في الإِبل .
( وثَبِرَتِ القَرْحَةُ ، كفَرِحَ : انْفَتَحَتْ ) ونَفِجَتْ ، وسالَتْ
____________________

(10/310)


مِدَّتُهَا . وفي حديث مُعَاوِيَةَ : ( أَنّ أَبا بُرْدَةَ قال : دَخلتُ عليه حِينَ أَصابَتْه قَرْحَةٌ ، فقال : هَلُمَّ يا ابنَ أَخِي فانْظُرْ ، قال : فنظرتُ فإِذا هي قد ثَبِرَتْ ، فقلتُ : ليس عليكَ بَأْسٌ يا أَميرَ المؤمنين ) .
( واثْبارَرْتُ عنه : تَثَاقَلْتُ ) ، وكذا ابْجَارَرْتُ ، وقد تقدَّم ، كذا في نَوادِر الأَعراب .
( و ) يُقَال : ( هو عَلَى ) صِيرِ أَمْرٍ ، و ( ثِبَارِ أَمْرٍ ، ككِتَابٍ ) ، أَي ( على إِشْرَافٍ مِن قَضَائِه ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
الثَّبْرَةُ : النُّقْرَةُ تكونُ في الجَبَل تُمْسِكُ الماءَ ، يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيج ، إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فيها عن غُثائِه وصَفَا ، قال أَبو ذُؤَيْب :
فَثَجَّ بها ثَبَرَاتِ الرِّصَا
فِحتَّى تَفَرَّقَ رَنْقُ المَدَرْ
وفي التَّهْذِيب : والثَّبْرَةُ : النُّقْرَةُ في الشَّيْءِ ، والهَزْمَةُ ، ومنه قِيل للنُّقْرة في الجَبَل يكونُ فيها الماءُ : ثَبْرَةٌ . وفي مُعْجَم أَبي عُبَيْد : ثُبْرُ بالضمّ أَبارِقَ : مِن بلاد نُمَيْر .
والثّابِريَّةُ ، ويقال : التّابِرِيَّةُ ، بالفَوْقِيَّةِ في قول أَبي ذُؤَيب :
فأَعْشَيْتُه مِن بَعْدِ ما راثَ عِشْيُه
بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ
لم أَجِدْه في ديوانه . قيل : هو منسوبٌ إِلى أَرضٍ أَو حَيَ .
____________________

(10/311)



وثَبْرَرَةُ ، فيما أَنشدَه ابنُ دُرَيد :
أَيُّ فَتى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ
قيل إِنما أَراد : بِثَبْرةَ ، فزاد راءً ثانيةً للوَزْنِ .
ويَثْبِرَةُ : إسمُ أَرضٍ ، قال الرّاعِي :
أَوْ رَعْلَةٍ مِن قَطَا فيْحانَ حَلَّأَهَا
عَنْ ماءٍ يَثْبِرَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
هاكذا في اللِّسَان . والذي في مُعجَم ياقُوت : يَثْرِبَةُ ، وأَنشدَ قول الراعي ، فلْيُنْظَرْ .
وثِبَارٌ ، ككِتَابٍ : موضعٌ على ستّةِ أَميالٍ مِن خَيْبَرَ ، هنالك قَتَلَ عبدُ اللّهِ بنُ أُنيسٍ أُسَيْر بنَ رازمٍ اليهوديَّ ، وذَكَرَه الواقِدِيُّ بطُولِه ، وقيل بفتح الثّاءِ ، وليس بشيْءٍ .
والمُثَبَّرُ ، كمُعَظَّم : المَحْدُودُ ، والمَحْرُومُ .
وامرأَةٌ ثَبْرَى ، كسَكْرَى ، أَي غَيْرَى .
وثَبِرَ ، كفَرِحَ : هَلَكَ ، لغةٌ في تَبِرَ بالتّاءِ ، نقلَه الصّغانيُّ .
ثجر : ( الثُّجْرَةُ ، بالضمّ : الوَهْدَةُ ) المُنْخَفِضَةُ ( مِن الأَرض ) . قالَه ابنُ الأَعرابيِّ . ( و ) قيل : الثُّجْرَةُ : ( مُعْظَمُ الوادِي ) ومُتَّسَعُه ، وقيل : وَسَطُهُ .
وعن الأَصمعيِّ : الثُّجَرُ : الأَوْساطُ ، واحدتُه ثُجْرَةٌ ، وقيل : ثُجْرَةُ الوادِي : أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المَضَايِقُ قبلَ أَن يَنْبَسِطَ في السَّعَة ، وهو مَجازٌ ، يُشَبَّهُ ذالك الموضعُ من الإِنسانِ بثُجْرَةِ النَّحْرِ .
( و ) الثُّجْرَةُ : ( مُجْتَمعُ أَعْلَى الحَشَا ) ، ونَصُّ عبارةِ اللَّيْثِ : ثُجْرَةُ
____________________

(10/312)


الحَشَا : مُجْتَمَعُ أَعْلَى السَّحْرِ بقَصَب الرِّئَةِ ( أَو ) ثُجْرَةُ النَّحْرِ : ( وَسَطُه ، و ) هو ( ما حَوْلَ الثُّغْرَةِ ) ، وهي الوَهْدة في اللَّبَّة من أَدنَى الحَلْقِ ، وبه فُسِّرَ الحديثُ : ( أَنه أَخَذَ بثُجْرَةِ صَبيَ به جُنُونٌ ، وقال : اخْرُجْ ، أَنَا محمّدٌ ) .
( و ) الثُّجْرَةُ ( مِن البَعِير : السَّبَلَةُ ) ، وهي ثُغْرَةُ نَحْرِه .
( و ) الثُّجْرَةُ : ( القِطْعَةُ المُتَفَرِّقَةُ من النَّبَاتِ وغيرِه ) . وعن أَبي عَمْرٍ و : ثُجْرَةٌ مِن نَجْمٍ ، أَي قِطْعَةٌ .
( وثَجَرَ التَّمْرَ : خَلَطَه بِثَجِيرِ البُسْرِ ، أي ثُفْلِه ) .
قال اللَّيْث : الثَّجِيرُ ما عُصِرَ من العِنَبِ ، فَجَرَتْ سُلافَتُه ، وبَقِيَتْ عُصارَتُه .
ويقال : هو ثُفْلُ البُسْرِ يُخْلَطُ بالتَّرِ فيُنْتَبَذُ . وفي حديث الأَشَجِّ : ( لَا ثَثْجُرُوا ولَا تَبْسُرُوا ) ؛ أَي لا تَخْلِطُوا ثَجِيرَ التَّمْرِ مع غيرِه في النَّبِيذ ، فنَهَاهم عن انْتِباذ .
والثَّير : ث فْلُكلِّ شيْءٍ يُعْصَرُ ، والعامَّةُ تقولُه بالتّاءِ .
( والأَثْجَرُ : الغَلِيظُ العَرِيضُ ، كالثَّجْرِ ) بفتحٍ فسكونٍ ، ( والثَّجِرِ ) ككَتِفٍ ، يقال : وَرَقٌ ثَجْرٌ بالفتحِ ، أَي عرِيضٌ ، وقال تَمِيمُ بنُ مُقْبِل :
والعَيْرُ يَنْفُخُ يالمَكْنَانِ قد كَتِنَتْ
منه جَحافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ
( و ) الأَثْجَرُ : ( السَّهْمُ الغَلِيظُ الأَصْلِ ( القَصِيرُ ) ، العَرِيضُ واسِعُ الجُرْحِ ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ . ( والتَّثْجِيرُ التَّوسِيع والتَّعْرِيضُ ) . وقد ثَجَّرَه فهو مُثَجَّرٌ .
( وثَجْرٌ ) ، بفتح فسكون ؛ ( ماءٌ قُرْبَ نَجْرَانَ ) لِبَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ ، مِن تَذْكِرَةِ أَبي عليَ ، وأَنشدَ :
هَيْهَاتَ حتى غَدَوْا مِن ثَجْرَ مَنْهَلُهمْ
حِسْيٌ بنَجْرَانَ صاح الدِّيكُ فاحْتَمَلُوا
____________________

(10/313)



جَعَلَه إسْماً للبُقْعَةِ فتَرَكَ صَرْفَه ، ( أَو بين وادِي القُرَى والشّامِ ) مِن مِياه بَلْقَيْنِ بجَوْشَن ، ثم بإِقبالِ العَلَم بينَ جَمَل وأَعْفَرَ .
( و ) عن الأَصْمعيِّ : ( الثُّجَرُ ، كصُرَدٍ : جماعاتٌ متفرِّقةٌ ) ، جمعُ ثُجْرَة .
( و ) الثُّجَرُ أَيضاً : ( سِهَامٌ غِلاظُ الأُصولِ عِراضٌ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( انْثَجَرَ ) الجُرْحُ و ( انْفَجَرَ ) ، إِذا سَالَ بما فيه . وفي الصّحاح : انْثَجرَ الدَّمُ لغةٌ في انْفَجَرَ ، ( و ) منه انْثَجَرَ ( الماءُ : فاضَ كثيراً ) .
( وخَيْزُرَانٌ مُثَجَّرٌ كمُعَظَّم : ذو أَنابِيبَ ) . وقال أَبو زُبَيْدٍ يصف أَسَداً :
كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَه
إِذَا حَنَّ فيه الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ
وقيل : أَي المُعَرَّض .
( ومَثْجُورُ بنُ غَيْلَانَ ) ضَّبِّيُّ ( مَهْجُوُّ جَرِير ) بنِ عَطِيَّة الخَطَفِيِّ ، وهو من أَشْرَاف أَهلِ البَصْرة ، رَوَى عن عبدِ اللّهِ بن الصّامِت ( و ) يُقَال : ( في لَحْمهِ تَثْجِيرٌ ) ، أَي ( رَخَاوَةٌ ) .
وممّا يُستدرَك عليه :
الثَّجِرُ ، ككَتِفٍ : المُجْتَمِعُ .
وثُجار ، ككِتابٍ وغُرابً : ماءٌ لبَلْقَيْنِ .
وبِرَاقُ ثَجْرٍ : قُرْبَ وادِي القُرَى ، ذَكَرَه ياقوت .
والثَّجَرُ ، بالتَّحْرِيك : العِرَضُ ، يقال : ثَجِرَ بالكسر إِذا عَرُضَ ، قال ابن مُقبِل :
والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنَانِ قد كَتِنَتْ
منه جَحَافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ
والمَثْجَرَةُ والمَثْجَرُ بفتحهما من
____________________

(10/314)


الوادِي : ثُجْرَتُه ، قال حُصَيْنُ بنُ بُكَيْرٍ الرَّبعيّ :
رَكِبْتُ مِن قَصْدِ الطَّرِيقِ مَثْجَرَهْ
هاكذا قاله الصّاغانيُّ وصحَّحه ورَواه الأَزهريُّ بالنُّون والحاءِ المهملةِ ، وسيأْتي في موضعه .
ثرر : ( *!الثَّرَّةُ مِن العُيُون : الغَزِيرَةُ ) الماءِ ، ( *!كالثَّرّارةِ *!والثَّرْثَارَةِ *!والثُّرْثُورَةِ ) ، بالضمّ في الأَخِير . وقد *!ثَرَّتْ *!تَثُرُّ *!ثَرَارَةً ، وكذالك السَّحَابُ . وفي الصّحَاح : عَيْنٌ *!ثَرَّةٌ ، قال : وهي سَحابَةٌ تأْتِي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أَهلِ العِرَاقِ ، قال عنتَرةُ :
جَادَتْ عليها كلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ
فَترَكْنَ كلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!الثَّرَّةُ : ( النّاقَةُ ، أَو الشّاةُ الواسعةُ الإِحْلِيلِ ، والغَزِيرَةُ منهما ، *!كالثَّرُورِ ( كصَبُورٍ . وفي حديث خُزَيْمَةَ : وذَكَرَ السَّنَةَ : ( غضاَتْ لها الدَّرَّةُ ، ونَقَصَتْ لها *!الثَّرَّة ) . قال ابن *!الأَثِير : *!الثَّرَّةُ ، بالفتح كثرةُ اللَّبَنِ ، ( يقال ) : ناقةٌ *!ثَرَّةٌ : واسِعَةُ الإِحلِيلِ ، وهو مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الضِّرْع ، قال : وقد تُكْسَرُ الثّاءُ . وشاةٌ ثَرَّةٌ *!وثَرُورٌ : واسعةُ الإِحْلِيلِ ، غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَتْ . ( ج *!ثُرُورٌ *!وثِرَارٌ ) ، بالضمِّ والكسرِ ، هاكذا في النسَخ . والذي في الأُصُول المعتَمدة : ثُرُرٌ *!وثِرَارٌ ، وإِحْليلٌ *!ثَرٌّ : واسِعٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!الثَّرَّةُ : ( الطَّعْنَةُ الكَثِيرَةُ الدَّمِ ) ، وقيل : الواسِعَةُ وفي بعض النُّسَخ هنا زيادة *!كالثّارَةِ وفي الأَساس : *!كالثَّرُورِ ، على التَّشْبِيه بالعَيْن .
( *!وثَرَّ *!يِثِرُّ ، مُثَلَّثَ الآتِي ) ، أي المُضَارِع (*! ثَرًّا ) بالفتح ( *!وثُرُورَةً )
____________________

(10/315)


بالضمّ ، ( *!وثَرَارَةً ) بالفتح ( *!وثُرُوراً ) بالضَّمّ ، ( في الكلّ ) ، أَي ممّا ذَكَرَ من المعاني السابقة . قال شيخنا : الضَّمُّ والكسرُ لغتانِ وَارِدَتانِ ، الأُولَى شاذَّة ، والثانيةُ على القياس ، وقد عَدَّه ابنُ مالكٍ وغيرُه ممّا جاء فيه الوَجْهان وذَكَرَهما الجوهريُّ وأَربابُ الأَفعالِ والتَّصْرِيف ، وأَما الفتحُ فلا وَجْهَ لذِكْرِه لا سَماعاً ولا قِيَاساً ؛ لأَنّ الفتحَ إِنما يكونُ في الماضِي المفتوحِ الحَلْقِيِّ العَيْنِ أَو اللَّامِ ، وذالك هنا مُنْتَفٍ كما لا يَخْفَى . قلتُ : وما أَنْكَرَه شيخُنَا فقد ذكرَه صاحبِ اللِّسَان عن بعضِ العرب ، والمصنِّفُ مِن عادَتِه أَنه لم يزلْ يَتَتَبَّعُ النَّوادِرَ والغَرَائِبَ ؛ لأَنه البحرُ المُحِيطُ الجامعُ للعجائب .
( و ) *!الثَّرَّةُ أَيضاً : ( المرأَةُ الكثيرةُ الكلامِ ، *!كالثّارَّةِ *!والثَّرْثَارَةِ ) ، يقال : رجلٌ *!ثَرْثَارٌ إِذا كان مُتَشَدِّقاً كثيرَ الكلامِ .
( *!والثَّرُّ : التَّفْرِيقُ والتَّبْدِيدُ ) ، يقال : ثَرَّ الشَّيْءِ مِن يَدِه *!يَثُرُّه *!ثَرًّا ؛ بَدَّدَه ، ( .
*!كالثَّرْثَرَةِ ) ، حَكَاه ابنُ دُرَيْدٍ ولم يَخُصَّ اليَدَ ونَصُّ ابنُ دُرَيْد : *!ثَرَرْتُ الشَّيْءَ *!أَثُرُّه *!ثَرًّا ، إِذا بَدَدْتَه . قال الصغانيُّ : وأَحْجِ به أَن يكونَ تصْحِيفَ نَدَّيْتَه ، وأَما *!ثَرْثَرْتُه بَدَّدْتُه فصَحِيحٌ .
( و ) *!الثَّرُّ : ( الواسِعُ ) . يقال ؛ عَيْنٌ *!ثَرّةٌ ، أَي واسِعةٌ وكذالك إِحْيلٌ ثَرٌّ .
( و ) الثَّرُّ : ( المِكْثارُ ) المُتَشَدِّقُ ، يُقال : رجلٌ ثَرٌّ ، أَي كثيرُ الكلامِ .
( و ) الثَّرُّ ( مِن السّحابِ : الكَثِيرُ الماءِ ) ، يقال : سحابٌ ثَرٌّ . وثَرَّتِ السَّحَابَةُ مَاءَها *!تَثُرّه *!ثَرًّا .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الثَّرْثَارُ ) بالفتح ( المِهْذَارُ ) المُتَشَدِّقُ . ورُوِيَ عن النّبيِّ صلَّى اللّهُ علَيْه وسلّم أَنه قال : ( أَبْغَضُكُم إِليَّ *!الثَرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون )
____________________

(10/316)


وهم الذين يُكثِرُون الكلامَ تكلُّفاً خُرُوجاً عن الحقّ .
( و ) الثَّرْثارُ أَيضاً : ( الصَّيّاحُ ) ، عن اللِّحْيَانيّ .
( و ) الثَّرْثَارُ : ( نَهْرٌ ) بعَيْنِه ، وقال المبرّد في أَوّل الكامل : سُمِّيَ به لكثرةِ مائِه ، قال الأَخطل مِن قصيدةٍ أَوّلُها :
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
على جانبِ الثَّرثْارِ راغِيَةَ البَكْرِ
( و ) الثَّرْثَارُ : ( وادٍ كبيرٌ ) بالجزيرة يَمدُّ إِذا كثرت الأَمطارُ ، وأَمّا في الصَّيف فليس فيه إلّا مناقِعُ ، ومياهٌ جامدة ، وعيونٌ قليلٌ مِلحةٌ ، وهو في البَرِّيَّة ينحدرُ ( بين سِنْجارَ وتَكْرِيتَ ) ، وكانت عليه قُرىً كثيرةٌ عامرةً قد خَرِبت الآن ، وإِيّاه عَنَى الأَخطلُ في قوله وقد جَمَعَه :
وأَحْمَى علينا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ
مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَرَاثِرِ
وفي أَنساب البلاذريِّ : الثَّرْثارُ : نهرٌ يَنْزِعُ من هِرْماس نَصِيبِينَ ، ويُفَرّغُ في دِجْلَةَ بين الكُحَيْلِ ورَأْسه الإِيَّلِ ، وله يومٌ معروفٌ ، قال الأَخطل :
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
إِلى جانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ
( *!والأَثْرَارَةُ ، بالكسر : الأَنْبِرْبَارِيسُ ) ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّريكَ ، عن أَبي حَنِيفَةَ ، نقلاً عن بعض الأَعراب .
( *!والثُّرْثُورُ الكبيرُ والصّغيرُ : نَهْرانِ بإِرْمِينِيَةَ ) ، نقلَه الصّغانيُّ .
( *!وثَرَّرَ بالمكان تَثْرِيراً نَدَّاه ) . والذي في الأُصول المعتَمَدة : ثَرَّرْتُ المكانَ مثل ثَرَّيْتُه ، أَي نَدَّيْتُه .
( *!والثَّرْثَرَةُ : كثْرةُ الكلامِ وتَرْدِيدُه ) في تَخْلِيطٍ ، وقد ثَرْثَرَ الرجلُ ، فهو *!ثَرْثَارٌ ، مِهْذارٌ .
( و ) *!الثَّرْثَرَةُ : ( الإِكثارُ من الأَكلِ وتَخْلِيطُه ) .
____________________

(10/317)



رجلٌ *!ثَرْثَار ، وامرأَةٌ *!ثَرْثَارَةٌ ، وقومٌ *!ثَرْثَارُون ، وقد تقدَّم ذِكْرُ الحديثِ الذي وردتْ فيه هاذه اللَّفظة .
( و ) من المَجاز : ( فَرَسٌ *!ثَرٌّ *!ومُنْثَرٌّ ) ، أَي ( سَرِيعُ الرَّكْضِ ) ؛ تَشْبِيهاً بالعَيْن *!الثَّرَّةِ ، كما في الأَساس .
وممّا يُستدرَك عليه :
عَيْنٌ *!ثَرَّةٌ : ثكيرةُ الدُّموعِ . قال ابنُ سِيدَه : ولم يُسْمَع فيها *!ثَرْثَارةٌ ، وأَنشدَ ابن دُرَيد :
يا مَنْ لِعَيْنٍ *!ثَرَّةِ المَدامِعِ
يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ
ومَطَرٌ ثَرٌّ : واسِعُ القَطْرِ مُتَداركُه ، بَيِّنُ *!الثَّرارَةِ .
وبَوْلٌ *!ثَرٌّ : غَزِيرٌ .
*!وثَرَّ *!يَثِرُّ ، إِذا اتَّسَعَ .
*!وثَرَّ *!يَثُرُّ ، إِذا بَل سَوِيقاً أَو غيرَه .
*!وثُرَيْر ، كزُبَيْرٍ : موضعٌ عند أَنْصَابِ الحَرَمِ بمكةَ ، ممّا يَلِي المُسْتَوْفِزَةَ ، وقيل : صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ الحِجازِ ، كان به مالٌ لابنِ الزُّبَيْرِ ، له ذِكْرٌ في الحدِيثِ ، وهو أَنه كان يقول : ( لن تَأْكُلُوا ثَمَرَ *!ثُرَيْرٍ باطلاً ) .
ثعجر : ( ثَعْجَرَه ) ، أَي الشَّيءَ والدَّمَ وغَيْرَه : ( صَبَّه ، فاثْعَنْجَرَ ) : المُمْتَلِئَةُ ثَرِيداً ، و ( التي يَفِيضُ وَدَكُها ) ، قال امْرُؤُ القَيْسِ حين أَدْركَه الموتُ :
رُبْ جَفْنَةٍ مُثْعَنْجِرَهْ
وطَنة مُسْتحَنْفِرهْ
تَبْقَى غَداً بأَنْقِرَه
____________________

(10/318)



( والمُثْعَنُجِرُ : السّائِلُ مِن ماءٍ أَو دَمْعٍ ) ، وقد اثْعَنْجَرَ دَمْعُه . واثْعَنْجَرَتِ العَيْنُ دَماً . والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ : السَّيْلُ الكثيرُ . واثْعَنْجَرَتِ السَّحَابَةُ بقَطْرِها ، واثْعَنْجَرَ المَطَرُ نفْسُه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجَاراً .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : المُثْعَنْجَرُ ( بفتحِ الجِيمِ ) والعُرَانِيَةُ : ( وَسَطُ البَحْرِ ) . قال اللَّيث : ( وليس في البَحر ما يُشْبِهُه ) كَثْرَةً ، ويُوجَدُ في النّسَخ هنا ( ماءٌ يُشْبِهُه ) ، والصّوابُ ما ذَكَرنا ، وهو واردٌ في حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( يَحْمِلُها الأَخضرُ المُثْعَنْجَرُ ) . قال ابنُ الأَثِير : هو أَكثرُ موضعٍ في البحرِ ماءً ، والمِيمُ النُّون زائدتانِ .
( وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ و ) تَبِعَه الصَّغَانيّ في العُبَاب : إِنّ ( تَصْغِيرَ ) ، أَي المُثْعَنْجرُ ، ( مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعِيجٌ ) . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا ( غَلَطٌ والصّوَابُ ثُعَيْجِرٌ ) وثُعَيْجِيرٌ ، ( كما تقولُ في مُحْرَنُجِمٍ : حُرْيجم ) . تَسْقُطُ الميمُ والنُّونُ لأَنه ما زائدتانِ ، والتَّصغِيرُ والتَّكْسِيرُ والجمعُ يَرُدُّ الأَشياءَ إِلى أُصُولها . ( وقَوْلُ ابنِ عَباسٍ ، وقد ذَكَرَ ) أميرَ المؤمنين ( عَلِيًّا رَضِيَ اللّهُ تعالَى عنهما ) وعَمَّنْ أَحَبَّهما وأَثْنَى عليه ، فقال : ( عِلْمِي إِلى علْمِه كالقَرَارَةِ في المُثْعَنْجَرِ ، أَيْ مَقِيساً إِلى عِلْمِه كالقَارَارَةِ ) ، أَو موضوعاً في جَنْب عِلْمه ، و ( مَوْضُوعَةً في نْب المُثْعَنْجَرِ ) ، والجارُّ والمَجْرُورُ في مَحَلِّ الحالِ . والقَرَارَةُ : الغَدِيرُ
____________________

(10/319)


الصَّغِيرُ . والرِّوايَةُ التي ذَكَرَها أَئِمَّةُ الغَرِيبِ : فإِذا عِلْمِي بالقرآنِ في عِلْم عليَ كالقَرارَةِ في المُثْعَنْجَرِ . وهاكذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَان .
ثعر : ( الثَّعْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( ويُضَمُّ ، ويُحَرَّكُ ) ، واقْتَصَرَ اللَّيْثُ على الأُولَيَيْن : ( لَثىً يَخْرُجُ مِن أصُول السَّمُرِ ) ، وعند اللَّيْثِ : مِن غُصْنِ شَجَرَتِه ، يُقَال إِنه ( سَمٌّ قاتِلٌ ) إِذا قُطِرَ في العَيْن منه شيْءٌ مات الإِنسانُ وَجَعاً .
( و ) الثَّعَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : كثْرَةُ الثَّآلِيلِ ) ، كذا في النُّسَخ ، ونَصُّ ابن الأَعربيّ : بَثْرَةُ الثَّآلِيلِ .
( والثُّعْرُورُ ) ، بالضَّمِّ : ( الرَّجُلُ ) الغَلِيظُ ( القَصِيرُ ) .
( و ) الثُّعْرُورُ : ( الطُّرْثُوثُ ، أَو طَرَفُه ) ، وهو نَبْتٌ يُؤْكَلُ ، وقيل ؛ رأْسُه كأَنّه كَمَرةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ في أَعلاه .
( و ) الثُّعْرُورُ : ( الثُّؤْلُولُ ) ، مستعارٌ ( و ) الثُّعْرُورُ : ( أَصْلُ العُنْصُلِ ) الأَبيض .
( و ) الثُّعْرُورُ : ( القِثّاءُ الصَّغِيرُ ) ، وهي الثَّعَارِيرُ ، وبه فَسَّر ابنُ الأَثِيرِ حديثَ جابرٍ مرفوعاً : ( إهذا مُيِّزَ أَهلُ الجَنَّةِ من النّار أُخرِجُوا قد امْتُحِشُوا فيُلْقَوْنَ في نهر الحياةِ ، فيَخْرُجُون بِيضاً مثلَ الثَّعَارِير ) . قال : شُبِّهُوا به لأَنه يَنْمِي سَرِيعاً . وقيل : الثَّعَارِيرُ في هاذا الحديثِ رُؤُوسُ الطَّراثِيثِ ، تَراها إِذا خَرَجَتْ من الأَرض بِيضاً ؛ شُبِّهُوا في البَيَاضِ بها . وفي روايةٍ أُخرى : ( يَخْرُجُ قومٌ مِن النّارِ فيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ ) .
( و ) الثعْرُورُ : ( ثَمَرُ الذُّؤْبُونِ ) ، وهي شجرةً مُرَّةٌ ، عن ابن الأَعرابيِّ .
( والثُّعْرَانِ والثُّعْرُورَانِ ) ، بالضمِّ فيهما : ( كالحَلَمَتَيْنِ يَكْتَنِفَانِ القُنْبَ مِن خارِجٍ ) ، كذا في
____________________

(10/320)


الصِّحاح ، والأُولَى في التَّكْمِلَةِ . ( و ) قال غيرُه : ( يَكْتَنِفَانِ ) غُرْمُولَ الفَرَسِ ، عن يَمِينٍ وشِمالٍ . وهما أَيضاً الزّائدانِ على ( ضَرْعِ الشّاةِ ) .
( والثَّعَارِيرُ : نباتٌ كالهِلْيَوْنِ ) ، يَخرجُ أَبيضَ ، ومنهم من فَسَّرَ الحَدِيثَ به .
( و ) الثَّعَارِيرُ : ( تَشَقُّقٌ يَبْدُو في الأَنْفِ . و ) منه قولُهم : ( قد ثَعْرَرَ الأَنْفُ ) ؛ إِذا بدَا فيه التَّشَقُّقُ ، أَو شيْءٌ أَبيضُ مثل القَطْرَةِ من اللَّبَنِ ، أَو شيءٌ مثلُ الحَبِّ .
( وأَثْعَرَ ) الرجلُ : ( تَجَسَّسَ الأَخْبَارَ بالكَذِبِ ) ، نقلَه الصّغانيّ .
ثغر : ( الثَّغْرُ : مِن خِيَارِ العُشْبِ ) ، قال الأَزهريُّ : رَأَيتُه بالبادِيَة . ( و ) قد ( يُحَرَّكُ ) . مُقْتَضاه أَن الفتحَ هو الأَصلُ والتَّحْرِيكَ لغةٌ فيه ، وليس كذالك ، بل التحريكُ أَصلٌ ورُبّمَا خُفِّفَ ، ومنه قولُ أَبي وجْزَةَ :
أَفانِياً ثَعْداً وثَغْراً نَاعِمَا
هاذا هو الظّاهِرُ مِن سيَاقِ الأَزهريِّ والصَّغانيِّ . ( واحِدُه بِاءٍ ) . قال أَبو حَنِيفَةَ : وهي خضراءُ ، وقيل ؛ غَبْرَاءُ تَضْخُمُ حتى تَصِيرَ كأَنّها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ ؛ ممّا يَرْكَبُها مِن الوَرَقه والغِصَنَةِ . ووَرقُها على طُولِ الأْظَافِيرِ وعَرْضِها ، وفيها مُلْحَةٌ قليلةٌ مع خُضْرَتِها ، وزَهْرَتُها بيضاءُ تَنْبُتُ لها غِصَنَة في أَصْلٍ واحد ، وهي تَنْبُتُ في جَلَدِ الأَرضِ ولا تَنْبُتُ في الرَّمْلِ . قال أَبو نَصْر : له شَوْك ليس بالقَويّ ، والإِبلُ تَأْكُلُها أكْلاً شديداً ، قال كُثَيِّر :
وفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حتى كأَنَّما
بُرادُ القَذَى مِن يابِسِ الثَّغْرِ يُكْحَلُ
وأَنشدَ في التَّهْذِيب :
وكُحْلٌ بها مِن يابِسِ الثَّغْرِ مُولَعٌ
وما ذاكَ إِلّا أَنّ نَآها خَلِيلُها
قال : ولها زَغَبٌ خَشِنٌ ، وكذالك الخِمْخِمُ ، ويُوضَعَانِ في العَيْن .
( و ) الثَّغْرُ : ( كلُّ جَوْبَةٍ أَو عَوْرَة
____________________

(10/321)


مُنْفَتِحَةٍ ) . وعبارةُ المُحْكَمِ : الثَّغْرُ كلُّ جَوْبَةٍ مُنْفَتِحَةٍ أَو عَوْرَةٍ . وقال غيرُه الثَّغْرَةُ : كلُّ فُرْجَةٍ في جَبَلٍ ، أَو بَطْنِ وادٍ ، أَو طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ . وكلُّ فُرْجَةٍ ثُغْرَةٌ ، وهو مَجازٌ .
( و ) الثَّغْرُ : ( الفَمُ ، أَو ) هو إسمُ ( الأَسْنَانِ ) كلِّهِا ، كُنَّ في مَنَابِتِها أَو لم تَكُنّ ، ( أَو مُقَدَّمها ) ، قال الشاعر :
لهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانُ
وأَرْبَعٌ فَثَغْرُهَا ثَمَانُ
جَعَلَ الثَّغْرَ ثمانياً : أَربَعاً في أَعلَى الفم ، وأَربعاً في أَسفله ، ( أَو ) هو الأَسْنَانُ كُلُّهَا ( ما دَامَتْ في مَنَابِتِهَا ) قبلَ أَن تَسْقط ، والجمعُ من ذالك كلِّه ثُغُورٌ .
( و ) الثَّغْرُ : ( ما يَلِي دارَ الحَرْبِ . و ) الثَّغْرُ : ( موضعُ المَخافَةِ مِن فُرُوجِ البُلْدَان ) ، ويقال : هاذه المدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ . وفي الحديث : ( فلمّا مَرَّ الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذالك الثَّغْرِ ) . قال ابن الأَثِير : هو الموضعُ الذي يكونُ حدًّا فاصِلاً بين بلادِ المسلمين والكُفّار . وقال الأَزهريُّ : أَصْلُ الثَّغْرِ الكَسْرُ والهَدْمُ ، وثَغَرْتُ الجِدَارَ : هَدَمتُه ، ومنه قِيلَ للموضِعِ الذي تَخافُ أَن يَأْتِيكَ العَدُوُّ منه ، في جَبَلٍ أَو حِصْنٍ : ثَغْرٌ ؛ لانْثِلامِه وإِمكانه دُخُولِ الَعدُوِّ منه ، ( كالثُّغْرُورِ ) بالضَّمِّ ، وهاذه عن الصَّغَانيِّ .
( و ) الثَّغْرُ : ( د ، قُرْبَ كِرْمَانَ بساحِل بَرِ الهِنْدِ ) . قال الصَّغَانيُّ : وهو معرَّبُ تِيزَ ، مُمَالاً .
( وثَغَرَ ، كمنَعَ : ثَلَمَ ) .
والثُّغْرَةُ : الثُّلْمَةُ .
( و ) يقال : ثَغَرَ ( الثُّلْمَةَ ) ، إِذا ( سَدَّها ) .
وثَغَرَهم : سَدَّ عليهم ثَلْمَ الجَبَلِ ، قال ابن مُقْبِل :
وهم ثَغَرُوا أَقْرَانَهم بمُضَرَّسٍ
وعَضْبٍ وحازُه القَوْمَ حتى تَزَحْزَحُوا
____________________

(10/322)



وفي حديث فَتْحِ قَيْسَارِيّةَ : ( وقد ثَغَرُوا منها ثَغْرَةً واحدة ) . ( ضِدُّ ) ، قال شيخُنا : قد يُقال إِنه لا ضِدِّيَّةَ بين عامَ وخاصَ ، فتَأَمَّلْ .
( و ) ثَغَرَ ( فلاناً : كَسَرَ ثَغْرَه ) ، عن ابن الأَعرابيِّ ، فهو مَثْغُورٌ ، وأَنشد لجَرِير :
مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِه
أَضَعْ فوقَ ما أَبْقَى الرِّيَاحِيُّ مِبْرَدَا
( والثُّغْرَةُ ، بالضمّ : نُقْرَةُ النَّحْرِ ) ، وفي المُحْكَم : والثُّغْرَةُ مِن النَّحْرِ الهَزْمَةُ التي ( بين التَّرْقُوَتَيْنِ ) ، وقيل : التي في المَنْحَرِ ، ( و ) قيل : هي ( مِن البَعِيرِ : هَزْمَةٌ يُنْحَرُ منها ، و ) هي ( مِن الفَرَسِ : فَوْقَ الجُؤْجُؤِ ) ، ( والجؤْجُؤُ مَانَتَأَ مِن نَحْه بين أَعالِي الفَهْدَتَيْنِ ) .
( و ) الثَّغْرُ : ( النّاحِيَةُ من الأَرض ) كالثُّغْرَةِ ، يقال : ما بتلك الثُّغْرَةِ مثلُه .
( و ) الثَّغْرُ ؛ ( الطَّرِيقُ السَّهْلَةُ ) . قال الأَزهريُّ : وكلُّ طريقٍ يَلْتَحِبُه النَّاسُ بسُهُولَةٍ فهي ثُغْرَةٌ ؛ وذالك أَنْ سَالِكِيه يَثْغَرُون وَجْهَه ، ويَجِدُون فيه شَرَكاً مَحْفُورَةً .
( وأَثْغَرَ الغُلَامُ : أَلْقَى ثَغْرَه ) .
( و ) إَثْغَرَ أَيضاً : ( نَبَتَ ثَغْرُه ؛ ضِدٌّ ، كاثَّغَرَ وادَّغَرَ ) ، على البذل .
( والأَصْلُ ) في اتَّغَرَ ( اثْتَغَرَ ) ، قُلِبَتِ الثّاءُ تَاءً ، ثم أُدْغِمَتْ ، وإِنْ شِئتَ قلتَ : اثَّغَرَ ، بجَعْل الحرفِ الأَصليِّ هو الظّاهر .
قال أَبو زَيْد : إِذا سَقَطَتْ رَواضِعُ الصَّبِيِّ قيل : ثُغِرَ فهو مَثْغُورٌ ، فإِذا نَبَتَتْ أَسنانُه بعد السُّقُوط قيل : اثَّغَرَ ، بتشديدِ الثّاءِ ، واتَّغَرَ ، بتشديدِ التّاءِ ، تقديرُه اثْتَغَرَ ، وهو افْتَعَلَ مِن الثَّغْر ، ومنهم مَني قْلِبُ تاءَ الافتعالِ ثاءً ، ويُدغِمُ فيها الثّاءَ الأَصليةَ ، ومنهم مَن يَقْلِب الثّاءَ الأَصليَّةَ تاءً ، ويُدغِمُها في تاءِ الافتعال .
____________________

(10/323)



وخَصَّ بعضُهم بالاثِّغارِ والاتِّغارِ البَهِيمَةَ ، أَنشدَ ثعلبٌ في صِفة فَرَس :
قارِحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ
ورَبَاعٌ جانِبٌ لم يَتَّغِرْ
قلتُ : البيتُ للمَرْارِ العَدَوِيِّ . وقال شَمِرٌ : الاثّغارُ يكونُ في النَّبات والسُّقُوط ، ومِن النَّبَات حديثُ الضَّحّاك : ( أَنّهُ وُلِدَ وهُو مثَّغِرٌ ) ، ومِن السُّقُوط حديثُ إِبراهِيمَ : ( كانُوا يُحِبُّون أَن يُعَلِّموا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ إِذا اثَّغَرَ ) ، أَي سَقَطَتْ أَسنانُه . قال شَمِرٌ هو عندي في الحديثِ بمعنى السُّقُوط ؛ يَدُلُّ على ذالك ما رَواه ابنُ المُبَارَكِ بإِسناده عن إِبراهِيمَ : ( إِذا ثُغِرَ ) ، وثُغِرَ لا يكون إِلّا بمعنى السُّقُوط . ورُوِيَ عن جابر : ( ليس في سِنِّ الصَّبِيِّ شيءٌ إِذا لم يَثَّغِرُ ، ومعناه عند النَّبَات بعد السُّقُوط . وحُكِيَ عن الأَصمعيِّ أَنه قال : إِذا وَقَعَ مُقَدَّمُ الفَمِ مِن الصَّبِيِّ قيل : اتَّغَر ، بالتّاءِ . وقال شَمِرٌ : الاتِّغارُ : سُقُوطُ الأَسنانِ ، قال : ومِن النَّاس مَن لا يَتَّغِرُ ؛ منهم : عبدُ الصَّمَدِ بنُ عليِّ بن عبدِ الله بنِ عَبّاس ، دَخَل قَبْرَه بأَسنانِ الصِّبا ، وما نَغَضَ له سِنٌّ قَطّ حتى فارقَ الدُّنيا ، مع ما بَلَغَ مِن العُمر .
( وثُغِرَ ، كعُنِيَ : دُقَّ فَمُه ، كأُثْغِرَ ) ، فهو مَثْغُورٌ ومُثْغَرٌ .
( و ) ثُغِرَ الغُلَامُ ثَغْراً ، إِذا ( سَقَطَت أَسنانُه أَو رَوَاضِعُه ) . وحُكِيَ عن الأَصمعيِّ : فإِذا قُلِعَ مِن الرَّجل بعد ما يُسِنّ قيل : قد ثُغِرَ ، بالثّاءِ ، ( فهو مَثْغُورٌ ) ، وسَبَقَ إِنشادُ قولِ جَرِير .
( و ) مِن المَجَاز : ( أَمْسَوُا ثُغُوراً ، أَي مُتَفَرِّقِين ) ، ضُيَّعاً ، نقلَه الصّغَانِيُّ : ( الواحِدُ ثَغْرٌ ) ، بفتحٍ فسكون .
( و ) ثَغُورٌ ( كصَبُورٍ : حِصْنٌ
____________________

(10/324)


باليَمَنِ لِحِمْيَرَ ) ، نقلَه الصّغَانيُّ .
( و ) ثُغْرَةُ ، ( كصُبْرَة : ناحِيَةٌ مِن أَعْرَاضِ المَدِينَةِ ) المُشَرَّفَةِ ( على ساكِنها ) أَفضلُ ( الصَّلاةِ والسّلامِ ) ، عن الصّغَانيِّ .
وممّا يُستدرَك عليه :
عن الهُجَيْمِيِّ ثَغَرْتُ سِنَّه : نَزَعْتُهَا .
والمَثْغَرُ : المَنْفَذُ ، قال أَبو زُبَيْدٍ يصفُ أَنيابَ الأَسَد :
سِبَالاً وأَشْبَاهَ الزِّجَاجِ مَغَاوِلاً
مُطِلْنَ ولم يَلْقَيْنَ في الرَّأْسِ مَثْغَرَا
قال : مَثْغَراً : مَنْفَذاً ؛ أَي فأَقَمْنَ مكانَهُنَّ مِن فَمِه ، يقول : إِنّه لم يَتَّغِرْ فيُخْلِفَ سِنًّا بعد سِنَ كسائِرِ الحَيَوَانِ .
وثُغَرُ المَجْدِ : طُرُقُه ، واحدتُهَا ثُغْرَةٌ . وفي الأَساس : ومِن المَجَاز : هو يَخْتَرِقُ ثُغَرَ المَجْدِ : طُرُقَه ومَسَالِكَه . انتهى . ومنه الحديثُ : ( بادِرُوا ثُغَرَ المَسجدِ ) أَي طرائِقَه . وقيل : ثُغْرَةُ المسجدِ : أَعلاه . وي حديث أَبي بَكْرٍ والنَّسّابَةِ : ( أَمْكَنْتَ مِن سَواءِ الثُّغْرَةِ ) ؛ أي وَسَطِها .
ثفر : ( الثَّفْرُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ( ويُضَمُّ ، للسِّبَاعِ و ) لِذَوَاتِ ( المَخَالِبِ ، كالحَيَاءِ للنّاقَةِ ) ، وفي المُحْكَم : للشَّاة ( أَو ) هو ( مَسْلَكُ القَضِيبِ منها ) . وفي بعض الأُصُولِ المُعتَمدةِ : ( فيها ) بدل ( منها ) ، واستعارَه الأَخطلُ فجَعَلَه للبَقَرة ، فقال :
جَزَى اللّهُ فيها الأَعْوَرَيْنِ مَلَامَةً
وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ
فَرْوةُ : إسمُ رجلٍ ، ونصب الثَّفْر على البَدَل منه ، وهو لَقَبُه ، كقولُهم : عبدُ الله قُفَّةُ ، وإِنّمَا خفض المتضاجِم وهو المائِل ، وهو مِن صفة الثَّفْر على الجِوَار ، كقولك : جُحْرُ ضَبٌّ خَرِبَ
____________________

(10/325)


واستعارَه الجَعْدِيُّ أَيضاً للبِرْذَوْنَة ، فقال :
بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَهَا
وقد شَرِبَتْ مِن آخرِ الصَّيْفِ إِيَّلَا
واستعارَه آخَرُ فجَعَله للنَّعْجَة ، فقال :
ومَا عَمْرُو إِلَّا نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ
تُخَزَّلُ تحتَ الكَبْشِ والثَّفْرُ وارِدُ
ساجِسِيَّةٌ : غَنَمٌ منسوبةٌ ، وهي غَنَمٌ شَامِيَّةٌ حُمْرٌ صِغَارُ الرُّؤُوسِ .
واستعارَه آخَرُ للمرأَة ، فقال :
نحنُ بَنُو عَمْرَةَ في انْتِسابِ
بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّبَابِ
جاءَتْ بِنَ مِن ثَفْرِهَا المُنْجَابِ
وقيل : الثُّفْرُ والثَّفْرُ للبَقَرَةِ أَصْلٌ لا مُسْتَعار .
( و ) الثَّفَرُ ، ( بالتَّحْرِيك ) : ثَفَرُ الدّابَّةِ . قال ابنُ سِيدَه : هو ( السَّيْرُ ) لذي ( في مُؤَخَّرِ السَّرْجِ ) . وثَفَرُ البَعِيرِ والحِمَار والدَّابَةِ مُثَقَّلٌ ، قال امْرُؤُ القَيْسه :
لا حِمْيَرِيٌّ وَفَى ولا عُدَسٌ
ولا إسْتُ عَيْرٍ يَحُكُّهَا ثَفَرُهْ
( وقد يُسَكَّنُ ) للتَّخْفِيف .
( وأَثْفَرَه ) ، أَي البَعِير أَو الحِمَارَ : ( عَمِلَ له ثَفَراً ، أَو شَدَّه به ) . وعلى الأَخير اقتصرَ في الأَساس .
( والمِثْفارُ ) ، كمِحْرَابٍ ، مِن الدَّوبِّ : ( التي تَرْمِي بسَرْجِهَا إِلى مُؤَخَّرِهَا .
( و ) مِن المَجَاز : المِثْفارُ : ( الرَّجلُ المَأْبُون ، كالمِثْفَرِ ) ، وهو ثَنَاءٌ قَبِيحٌ ونَعْتُ سَوْءٍ . وفي المُحْكَم : وهو الذي يُؤْتَى . وفي الأَساس : قيل : أَبو جَهْلٍ كان مِثْفاراً ، وكُذِّبَ قائِلُه . قال شيخُنَا : كأَنَّه لشِدَّة الأُبْنَةِ به ومَيْلِه إِلى الفِعْل به صار كمَنْ يَطْلُبُ ما يُرْمَى في مُؤَخَّرِه ؛ فهو مأْخُوذٌ مِن الثَّفَر بمعنَى
____________________

(10/326)


المِثْفَارِ ، بصيغةِ المُبَالغة ؛ لكثرةِ شَبَقِه ، وهاذا الداءُ والعِياذُ بالله مِن أَعظمِ الأَدْواءِ ، وكثيراً ما يكونُ للأَكابر والأَعيان وأَهل الرَّفاهِيَة ؛ لمَيْلهم إِلى ما يَلِينُ تحتَهم ، ولذالك يُسَمَّى داءَ الأَكابرِ . ورَوَى أَبو عُمر الزّاهِدُ في أَمالِيه ، عن السَّيّارِيِّ ، عن أَبي خُزَيمةَ الكاتبِ ، قال : ما فَتَّشْنَا أَحداً فيه هاذا الداءُ إِلّا وجدناه ناصِباً وروى بسَنَدهِ : أَنَّ جعفَراً الصّادِقَ رضي الله عنه سُئِلَ عن هاذا الصِّنْفِ مِن الناس ، فقال : رَحِمٌ مَنْكُوسَةٌ يُؤْتَى ولَا يَأْتِي . وما كانَتْ هاذه الخَصْلةُ في وَلِيَ لله قطّ ، وإِنما تكونُ في الكُفّار والفُسّاق ، والنّاصب للطّاهِرِين .
( والاسْتِثْفَارُ : أَنْ يُدْخِلَ ) الإِنسانُ ( إِزارَه بين فَخِذَيْه مَلْوِيًّا ) ثم يُخْرِجَه . والرجل يَسْتَثْفِرُ بإِزارهِ عند الصِّراع ، إِذا هو لَوَاه على فَخِذيْه ، فشَدَّ طَرَفَيْه في حُجْزَتِه ، وزاد ابنُ ظفرٍ في شرح المَقَاماتِ : حتى يكونَ كالتُّبّان . وقد تقدَّم أَنّ التُّبّانَ هو السَّراوِيلُ الصغيرُ ، لا ساقَيْن له . وفي الأَساس : ومِن المَجاز اسْتَثْفَرَ المُصارِعُ : رَدَّ طَرَفَ ثَوْبِه إِلى خلفهِ ، فغَرَزَه في حُجْزَتِه . ومثلُه كلامُ الجوهَريِّ وابنِ فارِس .
( و ) الاسْتِثْفارُ : ( إِدخَالُ الكَلْبِ ذَنَبَه بين فَخِذَيْه حتى يُلْزِقَه ببَطْنِه ) ، قال النّابغة :
تَعْدُو الذِّئابُ على مَنْ لا كِلابَ له
وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِي
وهو مَجازٌ ، ونَسَبَه الجوهريُّ إِلى الزِّبْرِقانِ بنِ بَدْرٍ ، وصَوَّبُوه . وفي الحديث : ( أَنّ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم أَمَرَ المُسْتَحاضَةَ أَنْ تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ ) ، إِذا غَلَبَهَا سَيَلَانُ الدَّمِ ؛ وهو أَنْ تَشُدَّ فَرْجَها بخِرْقَةٍ عَرِيضَةٍ ، أَو قُطْنَةٍ تَحْتَشِي بها ، وتُوثِقَ طَرَفَيْها في شَيْءٍ تَشُدُّه على وَسَطِها ، فتمنع سَيَلانَ الدَّمِ ، وهو مأْخوذٌ مِن ثَفَرِ
____________________

(10/327)


الدَّابَّةِ ، ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الثَّفْر ، أُرِيدَ بِفَرْجُهَا وإِن كان أَصلُه للسِّباع . وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
زِنْجِيَّةٍ كأَنَّهَا نَعامَهْ
مُثْفَرَةٌ بِرِيشَتَيْ حَمَامَهْ
أَي كأَنَّ أَسْكَتَيْهَا قد أُثْفِرَتَا برِيشَتَيْ حَمامة .
وفي حديث : ابنِ الزُّبَيْرِ في صفةِ الجِنِّ : ( فإِذا نحن برجالٍ طِوالٍ كأَنَّهم الرِّماحُ مُسْتَثْفِرِين ثِيابَهم ) قال : هو أَن يَدْخِلَ الرجلُ ثوبَه بين رِجْلَيْه ، كما يفعَلُ الكَلبُ بذَنَبِه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ثَفَّرَه تَثْفِيراً ) ، وفي بعض النُّسَخ : وثَفَرَه يَثْفِرُه : ( ساقَه مِن خَلْفِه ، كأَثْفَرَه ) . واقتصرَ على الأَخير في الأَساس والتَّكْملة .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَثْفَرْتُه بَيْعَةَ سَوْءِ : أي أَلْزَقْتُها بإسْتِه ) .
( و ) أَثْفَرَتِ ( العَنْزُ : بَيَّنَتِ الوِلادَةَ ) .
ثقر : ( التَّثَقُّرُ ) ، بالقاف بعد المُثَلثَة ، أَهملَه الجوهَرِيُّ . وقال اللَّيْث : هو ( التَّرَدُّدُ والجَزَعُ ) ، وأَنشدَ :
إِذا بُلِيتَ بقِرْنٍ
فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ
كذا في التَّكْمِلَة .
ثمر : ( الثَّمَرُ ، محرَّكَةً : حَمْلُ الشَّجَرِ ) . وفي الحديث : ( لا قَطْعَ في ثَمَرٍ ولَا كَثَر ) . قال ابن الأَثِير : الثَّمَرُ : هوالرُّطَبُ في رأْس النَّخْلَةِ ، فإِذا كُنِزَ فهو التَّمْرُ ، والكَثَرُ : الجُمّارُ ، ويَقَعُ الثَّمَرُ على كلّ الثِّمَار ، ويَغْلِبُ على ثَمَر النَّخْلِ . قال شيخُنَا : وأَخَذَه مُلّا عليّ في نامُوسِه بتصرُّفٍ يَسيرٍ ، وقد انتقدوه في قوله : ويَغْلِبُ على ثَمَرِ النَّخْل ، فإِنه لا قائلَ
____________________

(10/328)


بهذه الغَلَبَة ؛ بل عُرْف اللغةِ أَنَّ ثَمَرَ النَّخْلِ إِنما يُقال بالفَوْقِيَّة عند التَّجْرِيد كما يقال : العِنَبُ مثلاً ، والرُّمّانُ ، ونحوُ ذالك ؛ وإِا يُطلَقُ على النَّخْل مُضَافاً ، كثَمَرِ النَّخْلِ مَثَلاً . والله أَعلم .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَّمَرُ : ( أَنواعُ المال ) المُثَمَّرِ المُسْتَفَادِ ، عن ابن عَبّاس ، كذا في البَصَائر ، ويُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ .
وقرأَ أَبو عمرو : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } وفَسَّره بأَنواع المالِ ، كذا في الصّحاح .
وفي التهذيب : قال مُجَاهد في قوله تعالى : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } ( الكهف : 34 ) قال ما كان في القرآن مِن ثُمِرٍ فهو المال ، وماك ان مِن ثمَرٍ فهو الثِّمار .
ورَوَى الأَزهريُّ بسَنَدِه ، قال : قال سَلّام أَبو المُنْذِر القارىء في قوله تعالى : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } ، مفتوح ، جَمْع ثَمَرة ، ومَن قرأَ ثُمُر قال : مِن كلّ المالِ ، قال : فأَخبرتُ بذالك يُونُسَ فلم يَقْبله ؛ كأَنّهما كانا عنده سَواءً . ( كالثَّمَارِ ، كسَحابٍ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ . قال شيخُنا : أَنكَرَه جماعةٌ ، وقال قومٌ : هو إِشباعٌ وَقَعَ في بعض أَشعارِهم ، فلا يثْبتُ .
قلتُ : ما ذَكَره شيخُنَا مِن إِنكار الجماعةِ له ففي مَحَلِّه ، وما ذَكَرَ مِن وُقُوعه في بعض أَشعارِهم ، فقد وجدتُه في شِعر الطِّرِمّاح ، ولكنه قال : الثَّيْمَار ، بالثاءِ المفتوحةِ وسُكُونِ التَّحْتِيَّةِ :
حتّى تَرَكْتُ جَنابَهم ذا بَهْجَة
وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الصَّيْمَارِ
( الواحدَةُ ثَمَرَةٌ وثَمُرَةٌ ، كسَمُرَة ) ، الأَخير ذَكَرَه ابنُ سيدَه ، فقال : وحَكَى سيبَوَيْه في الثَّمَرِ : ثَمُرَةً ( وجَمْعُهَا ثَمُرٌ ) كسَمُرَة ، وسَمُرٍ ، قال : ولا يُكَسَّرُ لقلَّة فَعُلَه في كلامهم ، ولم يَحْك الثَّمُرَةَ أَحدٌ غيرُه . وقال شيخُنَا : لما تعدَّد الواحدُ خالَفَ
____________________

(10/329)


الاصطلاحَ ، وهو قولُه : وهي بهاءٍ . ( ج ثِمَارٌ ) مثلُ جَبَل وجِبَال ، ( وجج ) ، أَي جَمْعُ الجَمْع ، ( ثُمُرٌ ) مثلُ كِتاب وكُتُب ، عن الفَرّاءِ ( وججج ) أَي جَمْعُ جَمْع الجَمْع ( أَثْمَارٌ ) .
وقال ابن سيدَه : وقد يجوزُ أَن يكونَ الثُّمُرُ جَمْعَ ثَمَرَة ، كخَشَبَة وخُشُب ، وأَن لا يكونَ جَمْعَ ثِمَار ؛ لأَن بابَ خَشَبَة وخُشُب أَكثرُ من باب رِهَان ورُهُن ، قال : أَعْنِي أَنْ الجَمْعَ قليلٌ في كلامهم .
وقال الأَزهريُّ : سمعْتُ أَبا الهَيْثَم يقول : ثَمَرَةٌ ، ثم ثَمَرٌ ، ثم ثُمُرٌ جَمْعُ الجَمْع ، وجَمْعُ الثُّمُر أَثْمَارٌ ، مثلُ عُنُق وأَعناق .
وأَما الثَّمَرَةُ فجمعُه ثَمَرَاتٌ ، مثلُ قَصَبَة وقَصَبَات ، كذا في الصّحاح والمصْباح .
وقال لشيخُنَا : هاذا اللَّفْظُ في مَراتب جَمْعه من غَرائب الأَشْبَاه والنَّظَائِر . قال ابنُ هِشَام في شرح الكعبيّة : ولا نَظِيرَ لهاذا اللَّفْظِ في هاذا الترتيب في الجُمُوعُ غيرُ الأَكَم ، فإِنّه مثلُه ؛ لأَن المفردَ أَكَمَةٌ محَرَّكة وجمعُه أَكَمٌ محَرَّكة وجمعُ الأَكَم إِكامٌ ، كثَمَرَة وثَمَر وثِمَار ، وجمعُ الإِكامِ بالكسر أُكُمٌ ، بضَمَّتَيْن كما قِيل ثِمارٌ وثُمُرٌ ، ككتاب وكُتُبٍ ، وجمعُ الأُكُمِ بضمتَيْن آكامٌ ، كثُمُر وأَثْمَارٍ ، ونظيرُه عُنُقٌ وأَعناقٌ ، وجمعُ الأَثْمَارِ والآكام أَثامِيرُ وأَكامِيمُ ، فهي سِتُّ مَرَاتِبَ لا تُوجَدُ في غير هاذَيْن اللفظيْن ، والله أَعلم .
( و ) الثُّمُرُ : ( الذَّهَبُ والفِضَّةُ ) ، حَكَاه الفارسيُّ ؛ يرفعُه إِلى مُجاهِدٍ في قوله عَزّ وجَلّ .
{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } ، فيمن قَرَأَ به ، قال : وليس ذالك بمعروفٍ في اللُّغَة ، وهو مَجَازٌ .
____________________

(10/330)



( والثَّمَرَةُ : الشَّجَرَةُ ) ، عن ثعلب .
( و ) الثَّمَرَةُ : ( جِلْدَةُ الرَّأْسِ ) ، عن ابن شُمَيْل .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَّمَرَةُ ( مِن اللِّسَان : طَرَفُه ) وعَذَبَتُه ، تقول : ضَرَبَنِي فلانٌ بثَمَرَةِ لسانِه . وفي حديث ابنِ عَبّاس : ( أَنه أَخَذَ بثَمَرَةِ لسانهِ ، وقال : قُلْ خَراً تَغْنَمْ ، أَو أَمْسِكْ عن سُوءٍ تَسْلَمْ ) . قال شَمِرٌ : يريد : أَخَذَ بطَرَفِ لسانِه . وقال ابنُ الأَثِير : أَي طَرَفه الذي يكونُ في أَسفلِه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَّمَرَةُ ( مِن السَّوْط : عُقْدَةُ أَطرافِه ) ؛ تَشْبِيهاً بالثَّمَرِ في الهيئةِ والتَّدَلِّي عنه ، كتَدَلِّي الثَّمَرِ عن الشَّجَرة ، كذا في البَصَائر للمصنِّف . وفي الحديث : ( أَمَرَ عُمَرُ الجَلَّادَ أَن يَدُقَّ ثَمَرَةَ سَوْطِه ) أَي لِتَلِينَ ؛ تخفيفاً على الذي يُضْرَبُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : قُطِعَتْ ثَمَرَةُ فلانٍ ، أَي ظَهْرُه ، ويَعْنِي به ( النَّسْل ) . وفي حديث عَمْرو بن سعيد : ( قال لمُعَاويةَ : ما تسأَلُ عَمَّن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه ، وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه ) ؛ يَعْنِي نَسْلَه . وقيل : انقطاع شَهْوَتِه للجِماع .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الوَلَدُ ) ثَمَرَةُ القَلْبِ . في الحديث : ( إِذا ماتَ وَلَدُ العَبْدِ قَال الله لملائكتِه : قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فُؤادِه ؟ فيقولون : نَعَمْ ) قيل للولدِ : ثَمَرَةٌ ؛ لأَنّ الثَمَرَةَ ما يُنْتِجُه الشَّجَرُ ، والوَلَدُ يُنْتِجُه الأَبُ . وقال بعض المُفَسِّرين في قوله تعالى : { وَنَقْصٍ مّنَ الاْمَوَالِ وَالاْنفُسِ وَالثَّمَراتِ } ( البقرة : 155 ) أَي : الأَولادِ والأَحفادِ ، كذا في البصائِر .
( و ) في المُحْكَم : ( ثَمَرَ الشَّجرُ وأَثْمَرَ : صارَ فيه الثَّمَرُ . أَو الثّامِرُ : ما خَرَجَ ثَمَرُه ) . وعبارةُ المُحْكَم : الذي بَلَغَ أَوَانَ أَن يُثْمِرَ . ( والمُثْمِرُ : ما بَلَغَ أَنْ يُجْنَى ) . هاذه عن أَبي
____________________

(10/331)


حَنِيفَةَ ، وأَنشدَ :
تَجْتَنِي ثَامِرَ جُدّادِه
من فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ
وقيل : ثَمَرٌ مُثْمرٌ : لم يَنْضَج ، وثامرٌ : قد نَضِجَ .
وقال ابن الأَعْرابيِّ : أَثْمَرَ الشَّجَرُ ، إِذا طَلَعَ ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَج ، فهو مُثْمِرٌ ، وقد ثَمَرَ الثَّمَرُ يَثْمُرُ ، فهو ثامرٌ .
وشَجَرٌ ثامرٌ ، إِذا أَدْرَكَ ثَمَرُه ، وفي حديث عليَ : ( ذاكياً نَبْتُها ، ثامراً فَرْعُهَا ) .
( والثَّمْرَاءُ جَمْع الثَّمَرَةِ ) ، مثل الشَّجْراءِ جَمْع الشَّجَرَةِ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ في صفة نَحْلٍ :
تَظَلُّ عَلى الثَّمْرَاءِ منها جَورسٌ
مَراضيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها
الجَوارسُ : النَّحْل التي تَجْرُسُ وَرقَ الشَّجَرِ ، أَي تأْكُلَه ، والمَراضيع هنا : الصِّغَار من النَّحْلُ ، وصُهْبُ الرِّيشِ : يريدُ أَجْنحتَها .
( و ) قيل : الثَّمْراءُ في بيت أَبي ذُؤَيْبٍ ( شَجَرَةٌ بعيْنها ، و ) قيل : إسم جَبَلٍ ، وهو ( هَضْبَةٌ بشِقِّ الطّائف ممّا يَلِي السَّرَاةَ ) ، نقلَه الصّغَانيّ .
( و ) الثَّمْرَاء ( من الشَّجَر : ما خَرَجَ ثَمَرُهَا ) ، وشَجرةٌ ثَمْرَاءُ : ذاتُ ثمَرٍ .
( و ) الثَّمْرَاءُ ( الأَرْض الكثيرةُ الثَّمَرِ ) . وقال أَبو حَنيفَةَ : إِذا كَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرةِ ، أَو ثَمَرُ الأَرضِ ، فهي ثَمْراءُ . ( كالثَّمِرَةِ ) ، أَي كفَرِحة ، هاكذا في سائر النُّسَخ ، والذي في نَصِّ قول أَبي حنِيفةَ : أَرضٌ ثَمِيرَةٌ : كثيرةُ الثَّمرِ ، وشَجَرةٌ ثَمِيرَةٌ ونَخْلَةٌ ثَمِيرَةٌ : مُثْمِرَةٌ ، وقيل : هما الكَثِيرَا الثَّمَرِ ، والجمْع ثُمُرٌ ، فلْيُنْظَرْ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ثَمَرَ الرَّجلُ ) ، كنَصَرَ ، ثمُوراً : ( تَمَوَّلَ ) ، أَي كَثرَ مالُه ، كأَثْمَرَ ، كذا في الأَساس .
____________________

(10/332)



( و ) ثَمَرَ ( للغَنَم ) ثُمُوراً : ( جَمَعَ لها ) الثَّمَرَ ، أَي ( الشَّجَرَ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( مالٌ ثَمرٌ ككَتِفٍ ومَثْمُورٌ : كثيرٌ ) مُبارَكٌ فيه .
وقد ثَمُرَ ماله يثْمُرُ : كَثُرَ .
( وقَومٌ مَثْمورون ) : كَثِيرُو لمالِ .
وفلانٌ مَحْدودٌ : ما يَثْمُر له مالٌ .
( والثَّمِيرَةُ : ما يَظْهر مِن الزُّبْدِ قبلَ أَن يَجْتَمِعَ ) ، ويَبْلَغَ إِناه مِن الصُّلُوح .
( و ) قيل : الثَّمِيرَةُ : ( اللَّبَن الذي ظَهرَ زُبْدُه ، أَو ) هو ( الذي لم يَخرُج زُبْدُه ، كالثَّمِيرِ ، فيهما ) ، وفي حديث مُعاوية : ( قال لجاريَةٍ : ( هل عِندكِ قِرىً ؟ قالت : نعمْ ، خُبْزٌ خَمِيرٌ ، ولَبَنٌ ثَمِيرٌ ، وحَيْسٌ جَمِير ) قال ابن الأَثِير : الثَّمِيرُ : ( الذي ) قد تَحَبَّبَ زُبْدُه ، وظَهَرَتْ ثَمِيرَتُه ، أَي زُبْدُه ، والجَمِيرُ المُجْتَمِعُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ثَمَّرَ السِّقاءُ تَثْمِيراً ) ، إِذا ( ظَهَرَ عليه تَحَبُّبُ الزُّبْدِ ، كأَثْمَرَ ) ، فهو مُثْمِرٌ ، وذالك عند الرُّؤُوبِ .
وأَثْمَرَ الزُّبْدُ : اجْتَمَعَ .
وقال الأَصمعيُّ : إِذا أَدْرَكَ ليُمْخَضَ فظَهَرَ عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ فهو المُثْمِرُ .
وقال ابن شُمَيْلٍ : هو الثَّمِيرُ ، وكان إِذا مُخِضَ فَرُئِيَ عليه أَمثالُ الحَصَفِ في الجِلْد ، ثم يَجتمعُ فيَصيرُ زُبْداً ، وما دامتْ صِغَاراً فهو ثَمِيرٌ .
ويقال : إِن لَبَنَكَ لَحَسَنُ الثَّمَرِ .
وقد أَثْمَر مِخَاضُك .
____________________

(10/333)



قال أَبو منصور : وهي ثَمِيرَةُ اللَّبَنِ أَيضاً .
ومن سَجَعات الأَساس : أَكْفَانا اللّهُ مَضِيرَه ، وأَسْقانا ثَمِيرَه .
( و ) ثَمَّرَ ( النَّبَاتُ ) تَثْمِيراً : ( نَفَضَ نَوْرُه ، وعَقَدَ ثَمَرُه ) ، رَوَاه ابنُ سِيدَه عن أَبي حنيفةَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ثَمَّرَ ( الرجلُ مالَه ) تَثْمِيرا : ( نَمّاه وكَثَّرَه ) ، ويقال : ثَمَّرَ اللّهُ مالَكَ .
( وأَثْمَرَ ) الرجلُ : ( كَثُرَ مالُه ) كثَمَرَ . قال الشِّهَاب في شِفَاءِ الغَليل : أَثْمَرَ يكونُ لازماً ، وهو المشهورُ الوارِدُ في الكتاب العَزِيز ، ولم يتعرَّض أَكثرُ أَهلِ اللغةِ لغيرِه ، ووَرَدَ متعدِّياً ، كما في قول الأَزهريِّ في تَهْذِيبه : يُثْمِرُ ثَمَراً فيه حُمُوضَةٌ . وهاكذا استعلمَه كثيرٌ مِن الفُصَحاءِ ، كقول ابنِ المُعْتَزِّ :
وغَرْسٍ مِن الأَحْبَابِ غَيَّبْتُ في الثَّرَى
فأَسْقَتْه أَجْفَانِي بسَيْحٍ وقاطِرِ
فأَثْمَرَ هَمًّا لا يَبِيدُ وحَسَرَةً
لقَلْبِيَ يَجنِيهَا بأَيْدي الخَوَاطِرِ
وقال ابن نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ :
وتُثْمِرُ حاجةُ الآمالِ نُجْحاً
إِذا ما كان فيها ذا احْتِيَالِ
وقال محمّدُ بنُ أَشرفَ ، وهو من أَئِمَّة اللغةِ :
كأَنَّما الأَغصانُ لما عَلَا
فُرُوعَه اقَطْرُ النَّدَى نَثْرَا
ولاحَتِ الشَّمْسُ عليها ضُحًى
زَبَرْجَدٌ قد أَثْمَرَ الدُّرَّا
وقال ابنُ الرومِيِّ :
سيُثْمِرُ لي ما أَثْمَرَ الطَّلْعَ حائِطٌ
إِلى غير ذالك مما لا يُحْصَى . قال شيخُنا : هاكذا استعلمَه الشيخُ عبدُ القاهرِ في دلائل الإِعجازِ ، والسَّكّاكِيّ في ( المفتاح ، ولما لم يَرَه كذالك شُرّاحه ، قال الشّارحُ : استعملَ
____________________

(10/334)


الإِثمارَ متعدِّياً بنفْسه في مَواضعَ من هاذا الكتاب ، فلعلَّه ضَمَّنَه معنى الإِفادة .
( والثّامِرُ : اللُّوبِيَاءُ ) عن أَبي حنيفةَ ، وكلاهما إسمٌ .
( و ) الثّامِرُ : ( نَوْرُ الحُمّاضِ ) ، وهو أَحمرُ ، قال :
مِن عَلَقٍ كثامِرِ الحُمّاضِ
ويقال هو إسمٌ لثَمَرِه ، وحَمْلِه . قال أبو منصور : أَرادَ به حُمْرَةَ ثَمَرِه عند إِيناعه ، كما قال :
كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ
يانِعُ حُمّاضٍ وأُرْجُوَانِ
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( ابنُ ثَمِيرٍ : اللَّيْلُ المُقْمِرُ ) ، لتَمَامِ القَمَرِ فيه ، قال :
وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإِنْ قال قائِلٌ
على زَعْمِهِمْ ما أثْمرَ ابنُ ثَمِيرِ
أَراد : وإِنِّي لِمَنْ عَبْسٍ ما أَثْمَرَ .
( وثَمْرٌ ) بفتح فسكونٍ : ( وادٍ ) ، نقلَه الصَّغَانيّ .
( و ) ثَمَرُ ( بالتَّحْرِيك ؛ لا باليَمَن ) مِن قُرَى ذَمَارِ .
( و ) ثُمَيْرٌ ( كزُبَيْرٍ : جَدُّ محمّدِ بن عبدِ الرَّحيم ) بن ثُمَيْرٍ ( المُحَدِّث ) الثُّمُيريّ المِصْرِيّ ، عن الطَّبَرَانِيّ وغيرِه .
( و ) قولُهم : ( ما نَفْسِي لكَ بثَمِرَةٍ كفَرِحَةٍ أَي مالَكَ في نَفْسِي حلاوةٌ ) ، نقَلَه الصَّغَانيُّ عن الفَرّاءِ ، وهو مَجَازٌ ، وقد ذَكَرَه الزَّمَخْشَريُّ في الأَساس في تمر ، بالمُثَناة ، ومَرَّ للمصنِّف هناك أَيضاً ، وفَسَّرَه بطَيِّبَة .
وممّا يُستدرَك عليه :
في حديث المُبَايَعة فَعْطاه صَفْقَةَ يَده ، وثَمَرَةَ قَلْبه ) ، أَي خالصَ عَهْدِه ) ، وهو مَجَازٌ . وفي الأَساس : وخَصَّني بثَمَرَةِ قَلْبه ، أَي بمَوَدَّته .
وثامِرُ الحِلْم : تامُّه ، كثامِرِ
____________________

(10/335)


الثَّمَرَةِ ، وهو النِّضيجُ منه ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
والخَمْرُ ليستْ مِن أَخِيك ولا
كنْ قد تَغُرُّ بثامِرِ الحِلْمِ
وهو مَجَازٌ ، ويُرْوَى : بآمِنِ الحِلْم .
والعَقْلُ المُثْمِرُ : عَقْلُ المُسْلِمِ ، والعَقْلُ العَقِيمُ : عَقْلُ الكافِرِ .
وفي السَّمَاءِ ثَمَرَةٌ وثَمَرٌ : لَطْخٌ مِن سَحابٍ .
ويُقَال لكلِّ نَفْعٍ يصْدُرُ عن شيْءٍ : ثَمَرَتُه ، كقولك : ثَمَرَةُ العِلْمِ العَمَلُ الصّالِحُ ، وثَمَرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ الجَنّةُ .
وأَثْمَرَ القَومَ : أَطْعَمَهم مِن الثِّمار . وفي كلامهم : مَن أَطْعَمَ ولم يُثْمِرْ ، كان كَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ ولم يُوتِرْ ، وفيه يقول الشاعر :
إِذا الضِّيفانُ جاءُوا قُمْ فقَدِّمْ
إِليهمْ ما تَيَسَّرَ ثُمَّ آثِرْ
وإِنْ أَطْعَمْتَ أَقْوَاماً كِراماً
فَبَعْدَ الأَكْلِ أَكْرِمْهم وأَثْمِرْ
فمَنْ لم يُثْمِرِ الضِّيفَانَ بُخْلاً
كمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وليس يُوتِرْ
كما في البَصائِر للمصنِّف .
وقال عُمَارَةُ بنُ عَقِيل :
ما زَالَ عِصْيَانُنَا للّهِ يُرْذِلُنَا
حتّى دُفِعْنَا إِلى يَحْيَى ودِينَارِ
إِلى عُلَيْجَيْنِ لم تُقْطَعْ ثِمَارُهما
قد طالَما سَجَدَا للشَّمْسِ والنّارِ
يريد . . . لم يخْتَنَا .
ثنجر : ( الثِّنْجَارَةُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال أبو حنيفةَ : هي نُقْرَةٌ مِن الأَرض يَدوم نَدَاهَا وتُنْبِتُ ، قال : ( و ) هي ( الثِّبْجَارَةُ ) بالباءِ بدل النُّون إِلّا أَنها تُنْبِتُ العَضْرَسَ . وقال ابن الأَعرابيّ : الثِّنْجَارَةُ والثِّبجارَةُ : ( الحُفْرةُ ) التي ( يَحْفِرهَا ماءُ المِرْزابِ ) ،
____________________

(10/336)


وفي بعض النُّسَخ المِيابِ ، وفي بعض الأُصول الجَيِّدةِ : لمَرازِبِ .
ثور : ( *!الثَّوْر : الهَيَجانُ ) . *!ثار الشَّيءُ : هاجَ ، ويقال للغَضْبان أَهْيجَ ما يكونُ : قد *!ثارَ *!ثائِرُه وفارَ فائِرُه ، إِذا هاج غَضَبُه .
( و ) الثَّوْر : ( الوَثْبُ ) ، وقد ثارَ إِليه ، إِذا وَثَبَ . *!وثارَ به النّاسُ ، أَي وَثَبُوا عليه .
( و ) الثَّوْرُ : ( السُّطُوعُ ) . وثارَ الغُبَارُ : سَطَعَ وظَهَرَ ، وكذا الدُّخَانُ ، وغيرُهما ، وهو مَجازٌ .
( و ) الثَّوْرُ ( نُهُوضُ القَطَا ) مِن مَجَاثِمه .
( و ) ثارَ ( الجَرادُ ) *!ثَوْراً ، *!وانْثَارَ : ظَهَرَ .
( و ) الثَّوْرُ : ( ظُهُورُ الدَّمِ ) ، يقال :*! ثارَ به الدَّمُ *!ثَوْراً ، ( *!كالثُّؤُورِ ) ، بالضمّ ، ( *!والثَّوَرانِ ) ، محرَّكةً ، ( *!والتَّثَوُّرِ ، في الكُلّ ) ، قال أَبو كَبيرٍ الهُذَليُّ :
يَأوِي إِلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُهُ
كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ *!المُتَثَوِّره
( *!وأَثَارَه ) هو ، ( وأَثَرَه ) ، على القلْب ، ( وهَثَرَه ) ، على البَدَل ، ( *!وثَوَّرَه ، واسْتَثارَه غيرُ ) ، كما *!يُستَثارُ الأَسَدُ والصَّيْدُ ، أَي هَيَّجَه .
( و ) *!الثَّوْرُ : ( القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط . ج *!أَثْوَارٌ *!وثِوَرَةٌ ) ، بكسرٍ ففتْحٍ على القياس . وفي الحديث : ( تَوَضَّؤُوا ممّا غَيَّرَت النّارُ ولو من *!ثَوْرِ أَقِطٍ ) . قال أَبو منصور : وقد نُسخَ حُكمُهُ .
ورُوِيَ عن عَمْرو بن مَعْدِيكَرِبَ أَنْه قال : أَتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ ؛ *!فالثَّوْر : القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط ، والقَوس : البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى في أَسفَلِ الجُلَّة ، والكَعْب : الكُتْلَةُ من السِّمْن الجَامِسٍ . والأَقِطُه ولَبَنٌ جامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ .
____________________

(10/337)



( و ) *!الثَّوْرُ : ( الذَّكَرُ من البَقَر ) قال الأَعشى :
*!لَكَالثَّوْر والجِنِّيُّ يضْرِبُ ظَهْرَه
وما ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا
أَراد بالجِنِّيِّ إسمَ راعٍ . *!والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشَّرْب ، ليَتْبَعَه إِناثُ البَقَرِ ، قاله أَبو منصور ، وأَنشد :
كما الثَّوْر يَضْرِبُه الراعِيَانِ
وما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ
وأَنشدَ لأَنَسِ بن مُدْركٍ الخَثْعَميِّ :
إِنِّي وقَتحلِي سُلَيْكاً ثمَّ أَعْقِلَه
*!كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قيل : عَنَى الثَّوْرَ الذي هو ذَكَرُ البَقَر ؛ لأَن البَقَرَ يَتْبَعُه ، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه ، فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ معه .
( ج *!أَثْوَارٌ *!وثِيَارٌ ) ، بالكسر ، *!وثِيَارَةٌ ( *!وثِوَرَةٌ *!وثِيَرَةٌ ) ، بالواو والياءِ ، وبكسر ففتحٍ فيهما ، ( *!وثِيرَةٌ ) ، بكسرٍ فسكونٍ ، ( *!وثِيرَان ، كجِيرَةٍ وجِيرَان ) ، على أَن أَبا عليَ قال في *!ثِيَرَةٍ : إِنّه محذوفٌ من *!ثِيَارَةٍ ، فتَركوا الإِعلالَ في العَيْن أَمارةً لما نَوَوْه من الأَلف ، كما جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنَى ما لا بُدَّ من صحَّته ، وهو تَجاوَرُوا وتَعاوَنُوا . وقال بعضُهم : هو شاذٌّ ، وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بين جَمْعِ ثَوْرٍ من الحيوان ، وبين جَمْعِ *!ثَوْرٍ من الأَقط ؛ لأَنَّهُم يقولُون في *!ثَوْر الأَقط : *!ثِوَرَةٌ فقط . والأُنثَى : *!ثَوْرةٌ ، قال الأَخطل :
وفَرْوَةَ ثَفْرَ *!الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ
( وأَرْضٌ *!مَثْوَرَةٌ : كَثيرَتُه ) ، أَي الثَّوْر ، عن ثعلب .
( و ) *!الثَّوْرُ : ( السَّيِّدُ ) ، وبه كُنِّيَ
____________________

(10/338)


عَمْرُ و بن مَعْدِي كَرِبَ : أَبا *!ثَوْرٍ ، وقول عليَ رضي الله عنه : ( إِنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ *!الثَّوْرُ الأَبيضُ ) ؛ عَنَى به عثمانَ رضي الله عنه ؛ لأَنه كان سَيِّداً ، وجعلَه أَبيضَ ؛ لأَنه كان أَشْيَبَ .
( و ) *!الثَّوْرُ : ما عَلَا الماءَ مِن ( الطُّحْلُب ) والعَرْمَض والغَلْفَق ونحوه . وقد ثارَ*! ثَوْراً *!وثَوَرَاناً ، *!وثَوَّرْتُه ، *!وأَثَرْتُه ، كذا في المُحْكم ، وبه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السابق ، في قَوْلٍ ؛ قال : لأَنّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر ، فعافَت الماءَ ، وصَدَّهَا عنه الطُّحْلُبُ ، ضَرَبَه ليَفْحَصَ عن الماءِ فَتشْربه ، ويقال للطّحْلُب : ثَوْرُ الماءِ ، حَكَاه أَبو زَيْد في كتاب المَطَر .
( و ) الثَّوْر : ( البَيَاضُ ) الذي ( في أَصْل الظُّفر ) ، ظُفر الإِنسان .
( و ) الثَّوْرُ : ( كلُّ ما عَلَا الماءَ ) من القُمَاش . ويقال : *!ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ .
( و ) الثَّوْرُ : ( المَجْنُون ) ، وفي بعض النُّسَخ : الجُنُون ، وهو الصَّواب ؛ كأَنْه لهيَجانه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَّوْرُ : ( حُمْرَةُ الشَّفَق النّائرَةُ فيه ) . وفي الحديث : ( صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ ) . وهو انتشارُ الشَّفَق ، *!وثَوَرانُه : حُمْرَتُه ومُعْظَمُه . ويقال : قد *!ثَارَ *!يَثُور *!ثَوْراً *!وثَوَراناً ، إِذا انتشرَ في الأُفُق وارتفعَ ، فإِذا غاب حَلَّتْ صلاةُ العِشاءِ الآخِرَة . 6 وقال في المَغْرب : ما لم يَسقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ .
( و ) *!الثَّوْرُ ( الأَحْمَقُ ) ، يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ : ما هو إِلّا ثَوْرٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَوْرُ : ( بُرْجٌ في السَّمَاء ) ، من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ ، على التَّشْبيه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الثَّوْرُ : ( فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ ) القُرَشيِّ ، على التَّشْبيه .
( *!وثَوْرٌ : أَبو قَبيلةٍ من مُضَرَ ) ، وهو
____________________

(10/339)


ثَورُ بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ ، ( منهم ) : الإِمام المحدِّثُ الزّاهدُ أَبو عبد الله ( سُفيَانُ بنُ سَعِيد ) بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبةَ ( بن أُبَيّ بن عبد الله ) بن مُنْقِذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبةَ بن عامر بن مِلْكان بن ثَور ، رَوَى عن عَمْرِو بن مُرّةَ ، وسَلَمَةَ بن كُهَيْل ، وعنه ابنُ جُرَيج ، وشُعبةُ ، وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ، وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ . تُوُفِّيَ سنةَ 161 ه وهو ابنُ أَربع وستين سنةً .
( و ) ثَوْرٌ : ( وادٍ ببلاد مُزَيْنَةَ ) ، نقلَه الصغانيُّ .
( و ) ثَوْرٌ : ( جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللّهُ تعالَى ، ( وفيه الغارُ ) الذي بات فيه سيِّدُنا رَسولُ اللّهُ صلَّى الله عليْه وسلَّم لما هَاجَرَ ، وهو ( المذكورُ في التَّنْزيل ) : { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ } ( التوبة : 40 ) ( ويُقَال له : ثَوْرُ أَطْحَلَ ، وإسمُ الجَبَل أَطحَلُ ، نَزَلَه ثَوْرُ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إِليه ) ؛ وقال جماعةٌ : سُمِّيَ أَطْحَلَ لأَنّ أَطْحَلَ بن عبدِ مَنَاةَ كان يَسكنُه : ( و ) ثورٌ أَيضاً : ( جَبَلٌ ) صغيرٌ إلى الحُمْرة بتَدْوير ، ( بالمدينة ) المُشَرَّفة ، خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشِّمَال . قاله السيُوطيُّ في كتاب الحَجّ من التَّوْشيح ، قال شيخُنَا : ومالَ إلى القول به ، وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذالك في حاشيَته على التِّرْمذيّ . ( ومنه الحديثُ الصَّحيحُ ( المدينةُ حَرَمٌ ما بينِ عَيْرِ إِلى ثَوْرٍ ) ؛ وهما جَبلان . ( وأَما قولُ أَبي عُبَيْد ) القَاسم ( بن سَلَام ) ، بالتخفيف ( وغيره من الأَكابر الأَعلام : إِن هذا تَصْحيفٌ ، والصَّوابُ ) ( مِن عَيْر ( إِلى أُحُد ) ؛ لأَن ثَوْراً إِنّما هو بمكةَ ) وقال ابنُ الأَثِير : أَمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بالمدينة ، وأَما ثَوْرٌ فالمعروفُ أَنه بمكِّةَ ، وفيه الغارُ ، وفي رواية قليلةٍ : ( ما بين عَيْر وأُحُدٍ ) ، وأُحُدٌ بالمدينة ، قال : فيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي ، وإِن كان هو الأَشهرَ في الرِّواية والأَكثرَ . وقيل :
____________________

(10/340)


إِن عَيْراً جبلٌ بمكةَ ، ويكون المرادُ أَنه حَرَّمَ من المدينة قَدْرَ ما بين عَيْرٍ وثَوْرٍ من مكّةَ ، أَو حَرَّمَ المدينةَ تحريماً مثلَ تحريم ما بين عَيْرٍ وثَوْرٍ بمكةَ ، على حذف المُضَاف ، ووصْف المصدر المحذوف ( فغيرُ جَيِّدٍ ) ، هو جوابُ وأَمّا إِلخ ، ثم شَرَعَ المصنِّف في بيان عِلَّة رَدِّه ، وكَوْنه غيرَ جَيِّدٍ ، فقال : ( لِمَا أَخْبَرَني ) الإِمامُ المحدِّثُ ( الشُّجَاعُ ) أَبو حَفْصٍ عُمَرُ ( البَعْلِيُّ الشيخُ الزّاهدُ ، عن ) الإِمام المحدِّث ( الحافظ أَبي محمّدٍ عبد السلام ) بن محمّد بن مَزْرُوع ( البَصْريِّ ) الحَنْبَليِّ ، ما نَصّه : ( أَن حِذاءَ أُحُدٍ جانِحاً إِلى ورائِه ) مِن جهة الشَّمَال ( جَبَلاً صغيراً ) مُدَوَّراً إِلى حُمْرة ، ( يقال له : ثَوْرٌ ، و ) قد ( تَكَرَّرَ سُؤالي عنه طوائفَ ) مختلفةً ( من العَرَب ، العارفين بتلك الأَرض ) المُجاورين بالسُّكْنَى ، ( فكلٌّ أَخبرَني أَنَّ اسمَه ثَوْرٌ ) لا غير ، ووجدتُ بخطِّ بعض المحدِّثين ، قال : وَجدتُ بخطِّ العَلّامة شمس الدِّين محمّد بن أَبي الفتح بن أَبي الفَضْل بن بَرَكَات الحَنْبَليِّ حاشيَةً على كتاب ( مَعَالم السنَن ) للخَطّابيّ ما صُورَتُه : ثَوْرٌ جَبَلٌ صغيرٌ خَلْفَ أُحُد ، لكنه نُسِيَ فلم يَعرِفه إِلّا آحادُ الأَعراب ؛ بدليل ما حَدَّثَني الشيخُ لإِمامُ العالمُ عَفِيفُ الدِّين عبدُ السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصريُّ ، وكان مُجَاوراً بمدينة الرَّسُول صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم فوقَ الأَربعينَ سنةً ، قال : كنتُ إِذا ركبتُ مع العَرَب أَسأَلُهم عمّا أَمُرّ به من الأَمِكنَة ، فمررتُ راكباً مع قَوم من بني هَيْثَمِ فسأَلتُهُم عن جَبَلٍ خَلْفَ أُحُد : ما يُقَال لهاذا الجَبَل ؟ فقالوا : يُقَال له : ثَوْرٌ ، فقلتُ : من أَين لكُم هاذا ؟ فقالوا : من عَهْد آبائنا وأَجدادنَا ، فنزلتُ وصَلَّيتُ عنده ركعتَيْن ، شُكْراً لله تعالَى . ثم ذَكَر العلَّةَ الثانيةَ فقال : ( ولمَا كَتَبَ إِليَّ ) الإِمامُ المحدِّث ( الشيخُ عَفيفُ الدِّين ) أَبو محمّد عبدُ الله ( المَطَرِيُّ ) المَدَنيُّ ، نَقْلاً ( عن والده الحافظ الثِّقَة ) أَبي عبد
____________________

(10/341)


الله محمّد المَطريِّ الخَزْرَجيِّ ، ( قال : إِنّ خَلْفَ أُحُدٍ عن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً ) إِلى الحُمْرة ، ( يُسَمَّى ثَوْراً ، يعرفُه أَهلُ المدينة ، خَلَفاً عن سَلَف ) ، قال مُلّا عليٌّ في النّامُوس : لو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بين الخَلَف . قلتُ : والجوابُ عن هاذا يُعرَف بأَدْنَى تَأَمُّل في الكلام السابق .
( وثَوْرُ الشِّبَاك ) ، ككتاب : ( وبُرْقَةُ الثَّوْر ) ، بالضمّ : ( مَوْضعان ) ، قال أَبو زياد : بُرْقَةُ الثَّوْر جانبُ الصَّمّان .
( *!وثَوْرى ، وقد يُمَدُّ : نَهرٌ بدمشْقَ ) في شَماليِّ بَرَدَى ، هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى ، يَمُرّان بالبَوادي ، ثم بالغُوطة ، قال العمَادُ الأَصفَهَاني يذكُر الأَنهارَ من قصيدة :
يَزيدُ اشتْيَاقي ويَنْمُو كَمَا
يَزِيدُ يَزيدُ وثَوْرَى *!يَثُورْ
( وأَبو *!الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمان ) الجُمَحيُّ ، وقيل : المكّيّ ( التّابعيُّ ) ، يَروِي عن ابن عُمَرَ ، وعنه عَمْرُو بنُ دينار ، ومَن قال : عَمْرُو بنُ دينار عن أَبي السّوّار فقد وَهِمَ .
( و ) يُقَال : (*! ثَوْرَةٌ من مال ) ، كثعرْوة من مالٍ ، ( و ) قال ابن مُقْبل :
*!وثوْرَةٌ من ( رِجالٍ ) لو رأَيتَهُمُ
لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجه الجَرِّ من أُقُرِ
ويُرْوَى : وثَرْوَةٌ ، أَي عَدَد ( كثير ) ، وهي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على ما قبلها ، وهو قوله : ( فينَا خَنَاذيذُ ) ، وليست الواوُ واوَ ( رُبَّ ) ، نَبَّه عليه الصَّغَانيُّ وفي التهذيب : ثَوْرَةٌ من رجال ، *!وثَوْرَةٌ من مال ؛ للكَثير . ويقال : ثَرْوَةٌ من رجال ، وثرْوَةٌ من مال ، بهاذا المعنى . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : ثورَةٌ من رجال ، وثَرْوَةٌ ؛ يعْني : عَدَدٌ كثيرٌ ، وثَرْوةٌ من مالٍ لا غير .
( *!والثَّوّارَةُ : الخَوْرَانُ ) ، عن الصغانيّ .
وفي الحديث : ( فرأَيتُ الماءَ
____________________

(10/342)


*!يَثُور ( مِن ) بين أَصَابعه ) أَي يَنْع بقوَّة وشدَّة .
( *!والثَّائرُ ) من المجَاز : ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه ؛ يُقَال ذالك إِذا هاجَ ( الغَضَبُ ) .
وثَوْرُ الغَضَب : حدَّتُه .
*!والثائرُ أَيضاً : الغَضْبانُ .
( *!والثِّيرُ ، بالكسر : غِطَاءُ العَيْن ) ، نقلَه الصَّغَانيُّ .
( و ) في الحديث : ( أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحمَى الذي حَماه لهم للفَرَس ، والرّاحلَة ،
( *!المُثيرَة ) ) وهو بالكَسْر ، وأَراد *!بالمُثيرَة : ( البَقَرَة *!تُثيرُ الأَرضَ ) .
ويقال : هاذه *!ثِيَرَةٌ *!مُثيرَةٌ ، أَي *!تُثِيرُ الأَرضَ ، وقال الله تعالَى في صفة بَقَرَةِ بني إِسرائيلَ : { *!تُثِيرُ الاْرْضَ وَلاَ تَسْقِى الْحَرْثَ } ( البقرة : 71 ) .
*!وأَثارَ الأَرضَ : قَلَبَها على الحَبِّ بعد ما فُتِحَتْ مَرَّةً ، وحُكِيَ : *!أَثْوَرَهَا ؛ على التَّصْحيح ، وقال الله عَزَّ وجَلّ : { *!وَأَثَارُواْ الاْرْضَ } ( الروم : 9 ) أَي حَرَثُوها وزَرَعُوها ، واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا ، وأَنْزالَ زَرْعِهَا .
( *!وثاوَرَه *!مُثاوَرَةً *!وثِوَاراً ) ، بالكسر ، عن اللِّحيانيّ : ( وَاثَبَه ) وساوَرَه .
( *!وثَوَّرَ ) الأَمْرَ تَثْويراً : بَحَثَه .
وثَوَّرَ ( القُرآنَ : بَحَثَ عن ) معانِيه وعن ( علْمه ) . وفي حديثٍ آخَرَ : مَن أَرادَ العِلْمَ *!فلْيُثَوِّر القُرآنَ ) ، قال شَمرٌ : *!تَثْويرُ القرْآن : قِراءَتُه ، ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ به في تفسيره ومعانيه . وقيل : ليُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّكْ في معانيه وتفسيرِه ، وقراءَته .
( *!وثُوَيرُ بنُ أبي فاختَةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ ) أَخُو بُرْدٍ ، وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ
____________________

(10/343)


هانيءٍ بنت أبي طالب ، عِدَادُه في أَهل الكُوفة : ( تابعيٌّ ) . الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعين ؛ لأَنه يَرْوِي مع أَخيه عن أَبيهما عن علي بن أَبي طالب ، كذا في كتاب الثِّقَات لابن حِبّانَ .
( *!والثُّوَيْرُ : ماءٌ بالجزيرة من مَنَزل تَغْلبَ ) بن وائلٍ ، وله يَومٌ معروفٌ ، قُتِلَ فيه المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة ، وفِيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشاعر :
إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإِنَّنا
قَتَلْنَاكُمُ يَومَ *!الثُّوَيْر وصَحْصَحَا
كذا في أَنْسَاب البَلاذُريّ .
( و ) الثُّوَيْرُ : ( أَبْرَقٌ لجعفر بن كلابٍ قُرْبَ ) سُوَاجَ ، من ( جبال ضَرِيَّةَ ) .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
يقال : انْتَظرْ حتى تَسْكُنَ هاذه *!الثَّورةُ ، وهي الهَيْجُ .
وقال الأَصمعيُّ : رأَيتُ فلاناً*! ثائرَ الرَّأْس ، إِذا رأَيتَه قد اشْعَانَّ شْرُه ، أَي انتشرَ وتَفرَّقَ . وفي الحديث : ( جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ *!ثائرَ الرَّأْس . يسأَلُه عن الإِيمان ) ؛ أَي مُنْتشرَ شَعر الرأْس قائمَه ، فحذَفَ المُضاف . وفي آخَرَ : ( يَقُومُ إِلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه ) ؛ أَي : مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً ، وهو مَجازٌ وأَراد بالفَريصَة هنا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها ؛ لأَنها هي التي *!تَثُور عند الغَضَب .
ومِن المَجَاز : *!ثارتْ نَفْسُه : جَشَأَتْ ، قال أَبو منصور : جَشَأَتْ ، أَي ارتفعتْ ، وجاشتْ أَي فارَتْ .
ويُقَال : مَرَرتُ بأَرَانبَ *!فأَثَرْتُهَا .
ويُقَال : كيف الدَّبَى ؟ فيقال : *!ثائرٌ وناقرٌ ، *!فالثّائرُ ساعةَ ما يَخرج من التُّرَاب ، والناقرُ حينَ يَنقُر من الأَرض ، أَي يَثِبُ .
*!وَثَوَّرَ البَرْكَ *!واستثارَهَا ، أَي أَزْعَجَهَا وأَنْهَضَهَا . وفي الحديث : ( بل هي حُمَّى *!تَثُورُ أَو تَفُور ) .
____________________

(10/344)



والثَّورُ : *!ثَورَانُ الحَصْبَة : *!وثارت الحَصْبَةُ بفلانٍ *!ثَوْراً *!وثُؤُوراً *!وثُؤَاراً *!وثَوَرَاناً : انتَشرتْ .
وحَكَى اللِّحْيَانيّ : ثارَ الرجلُ *!ثَوَرَاناً : ظَهَرَتْ فيه الحَصْبَةُ ، وهو مَجازٌ .
ومنه أَيضاً : ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ ، وهو ما يَخْرجُ بفِيه من البَثْر .
ومن المَجَاز : أَيضاً : *!ثوَّرَ عليهم الشَّرَّ ، إِذا هَيَّجَه وأَظهرَه ، *!وثارَتْ بينهم فِتْنَةٌ وشَرٌّ ، وثار الدَّمُ في وَجهه .
وفي حديث عبد الله : ( *!أَثِيرُوا القُرآنَ فإِنه فيه خَبَرُ الأَوَّلينَ والآخرين ) .
وقال أَبو عَدْنَان : قال مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل : لا تَقطَعْنا فإِنك إِذا جئتَ *!أَثَرْتَ العَرَبيَّةَ ، وهو مَجازٌ .
*!وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إِثارَةً ، فثارَ *!يَثُورُ ، *!وَتَثَوَّرَ *!تَثَوُّراً ، إِذا كان باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ ، وأَثارَ التُّرَابَ بقَوائِمِه *!إِثارَةً : بَحَثَه ، قال :
*!يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه
*!إِثَارَةَ نَبّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِسِ
*!وثَوْرٌ : قَبيلَةً مِن هَمْدَانَ ، وهو ثَوْرُ بنُ مالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم .
وأَبو خالد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلَاعيُّ : مِن أَتباع التّابعِين ، قَدِمَ العراقَ ، وكَتَبَ عنه الثَّوْرِيُّ .
زأَبو ثَوْرٍ صاحبُ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ ، والنِّسبةُ إِليه الثَّوْرِيُّ ، منهم : أَبو القاسم الجُنَيد الزّاهِدُ *!-الثَّوْرِيُّ ، كان يُفْتى على مَذهبه .
وإِلى مذْهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ . والحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ الراحمان بنُ محمّد الدُّونِيُّ الثَّوْرِيُّ ، راوِي النسائِيِّ عن الكَسَّار .
____________________

(10/345)



و*!ثُوَيْرَةُ ، مصغَّراً : جَدُّ الحَجّاجِ بن علاط السُّلميّ ، وهو والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج .
وفلانٌ في *!ثُوَارِ شَرَ ، كغُرَابٍ ، وهو الكَثِيرُ .
*!والثّائِرُ : لَقَبُ جماعة من العَلَوِيِّين .
2 ( فصل الجيم ) مع الراء ) 2
جأَر : ( *!جَأَرَ ) الدّاعِي ( كمَنَعَ ) *!يَجْأَرُ ( *!جَأْراً *!وجُؤَاراً ) ، بالضمّ : ( رَفَعَ صوتَه بالدُّعاءِ ) . وفي التَّنْزِيل : { إِذَا هُمْ *!يَجْأَرُونَ } ( المؤمنون : 64 ) قال ثعلب : هو رَفْعُ الصَّوتِ إِليه بالدُّعاءِ . ( و ) جَأرَ الرجلُ إِلى الله : ( تَضَرَّعَ ) بالدُّعاءِ وَضَجَّ ( واستغاثَ ) . وقال مُجاهِد : { إِذَا هُمْ يَجْئَرُونَ } : يَضْرَعُون دعاءً ، وقال قَتادَةُ يَجْزَعُون ، وقال السُّدِّيُّ : يَصيحُون .
( و ) *!جَأَرَتِ ( البَقَرةُ والثَّوْرُ : صاحَا ) .
*!والجُؤَارُ : مثلُ الخُوَارِ ، كذا في الصّحاح . وقرأَ بعضُهم : { عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } ( الأعراف : 148 ) حكاه الأَخفشُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : جَأَرَ ( النَّبَاتُ *!جَأْراً : طالَ ) وارتفعَ ، كما يُقال : صاحَتِ الشَّجَرةُ : طالتْ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!جَأَرَتِ ( الأَرضُ : طالَ نَبْتُها ) وارتفعَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الجَأْرُ من النَّبْتِ : الغَضُّ ) الرَّيّانُ ، قال جَنْدَلٌ :
وكُلِّلَتْ بأُقْحُوَانٍ *!جَأْرِ
قال الأَزهريُّ : وهو الذي طالَ واكْتَهَلَ .
( و ) الجَأْرُ مِن النَّبْتِ أَيضاً : ( الكَثيرُ ) ، يقال : عُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ ،
____________________

(10/346)


أَي كثيرٌ ، وهو مَجازٌ .
( و ) الجَأْرِ : ( الرجلُ الضَّخْمُ ) السَّمِينُ ، والأُنثَى *!جَأْرَةٌ ، ( *!كالجَأَّرِ ، ككَتّانٍ ، و ) *!الجَئِرِ ، مثلِ ( كَتِفٍ ) ، وهاذه عن الفَرّاء .
ويُقَال : هو *!جَآرٌ باللِّيل .
( و ) يُقال : ( هو *!أَجْأَرُ منه ) ، أَي ( أَضْخَمُ ) .
( *!والجائِرُ : جَيَشَانُ النَّفْسِ ) وقد جُئرَ .
( و )*! الجائِرُ أَيضاً : ( الغَصَصُ ) .
( و ) الجائِرُ : ( حَرٌّ ) في الحَلْق ، أَو شِبْهُ حُمُوضَةٍ فيه ؛ مِن أَكْل الدَّسَمِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( غَيْثٌ جَأْرٌ *!وجَآرٌ ) ككَتّانٍ ، ( *!وجُؤَرٌ ، كصُرَدٍ ) ، وعلى هاذا اقتَصَر الأَصمعيّ ، ( وجِوَرٌّ كهِجَفَ ) ، وسيَأْتِي فِي جر يَجور : ( غَزِيرٌ وكثير ) المَطَرِ ، *!يَجْأَرُ عنه النَّبْتُ ، كذا في الصّحاح . وقال غيرُه : غَيثٌ *!جُؤَرٌ مثلُ نُغَرً أي مُصوِّتٌ ، وأَنشدَ لجَنْدَل بن المُثَنَّى :
يا رَبَّ رَبَّ المُسْلمِين بالسُّوَرْ
لا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزّافٍ *!جُؤَرْ
دَعَا عليه أَن لا تُمْطَرَ أَرضُه ، حتى تكونَ مُجْدِبَةً لا نَبْتَ بها .
( *!وجَئَرَ ، كسَمِعَ : غَصَّ في صَدْره ) .
( *!والجُؤَارُ ، كغُرَابٍ ) ، الصوتُ بالدُّعاءِ . وفي الحديث : ( كأَنِّي أَنْظُرُ إِلى موسى له *!جُؤَارٌ إِلى رَبِّه بالتَّلْبِيَة ) .
*!والجُؤَار أَيضاً : ( قَيْءٌ وسُلَاحٌ يَأْخذُ الإِنسانَ ) فيَجْأرُ منه .
كتاب م كتاب جبر : ( الجَبْرُ : خِلافُ الكَسْرِ ) ، والمادَّة موضُوعةٌ لإِصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر .
( و ) من المُحْكَم لابن سِيدَه :
____________________

(10/347)


الجَبْرُ : ( المَلِكُ ) ، قال : ولا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ ، إِلّا أَن ابنَ جِنِّي قال : سُمِّيَ بذالك لأَنه يَجبُر بجُودِه . وليس بقَوِيّ ، قال ابنُ أَحمر :
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ به
وانْعَمْ صَباحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
قال : ولم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلّا في شِعر ابنِ أَحمرَ ، قال : حَكَى ذالك ابنُ جنِّي ، قال : وله في شِعر ابنِ أَحمرَ نظائرُ كلُّا مذكورٌ في مواضعه . وفي التَّهْذِيب : عن أَبي عَمْرو : يُقَال للمَلِك جَبْرٌ .
( و ) الجَبْرُ : ( العَبْدُ ) ، عن كُرَاع ، ورُوِيَ عن ابن عَبّاس في جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ ، كقولك : عبدُ الله وعبدُ الرَّحمان . وقال الأَصمعيّ : معنى ( إِيل ) هو الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ ( جَبْر ) ( ومِيكا ) إِليه . قال أَبو عُبَيْد : فكأَنّ معناه عبدُ إِيل ، رجل إيل . ( ضدٌّ ) .
( و ) قال أَبو عَمْرو ؛ ( الجَبْرُ : ( الرَّجُلُ ) ، وأَنشدَ قولَ ابنِ أَحمرَ :
وانْعَمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
أَي أَيُّها الرجلُ .
( و ) الجَبْر أَيضاً : ( الشُّجاعُ ) وإِن لم يكن مَلِكاً .
( و ) الجَبْرُ : ( خِلافُ القَدَر ) ، وهو تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر ، ومنه الجَبْريَّةُ ، وسيأْتِي .
( و ) الجَبْرُ : ( الغُلامُ ) ، وبه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أَحمرَ .
( و ) الجَبْرُ : إسمُ ( العُود ) الذي يُجْبَر به .
( ومُجَاهدُ بنُ جَبْر ) أَبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلَاهم المَكِّيُّ : ( مُحَدِّثٌ ) ثِقَةٌ ، إِمامٌ في التَّفْسير . وفي العلْم ، من الثالثة ، مات بعدَ المائة بأَربع أَو ثلاث ، عن ثلاثِ وثمانين .
( وجَبَرَ العَظْمَ ) مِن الكَسْر ، ( و ) مِن المَجَاز : جَبَرَ ( الفَقيرَ ) مِن الفَقْر ،
____________________

(10/348)


وكذالك اليَتِيمَ ، كذا في المُحْكَم ( يَجْبُره ) ( جَبْراً ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، و ( جُبُوراً ) ، بالضَّمّ ، ( وجِبَارَةً ) ، بالكسر ، عن اللِّحْيَانيِّ .
( وجَبَّرَه ) المُجَبِّرُ تَجْبِيراً ، ( فَبَرَ ) العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ ( جَبْراً ) بفتحٍ فسكونٍ ، ( وجُبُوراً ) بالضمّ ، ( وانْجَبَرَ ) واجْتَبَرَ ، ( وتَجَبَّرَ ) ، ويقال : جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً ، وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبوراً ، أَي انْجَبرَ ، وقد جَمَع العَجّاج بسن المتعدِّي واللَّازمِ ، فقال :
قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلاهُ فجَبَرْ
قلتُ : وقال بعضْهم : الثاني تأْكيدٌ للأَوّل ، أَي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه ، كذا في البَصَائِر . قال شيخُنا : وقد خَلَطَ المصنَّفُ بين مَصْدَرَى الّلازِمِ والمتعدِّي ، والذي في الصّحخاح وغيرِه التفصيلُ بينهما ؛ فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ ، والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي ، وهو الذي يَعْضُده القِياسُ . قلتُ : قولُ اللِّحْيَانِّي في النَّوادر : جَبَرَ اللّهُ الدِّينَ جَبْراً ، فجَبَرَ جُبُوراً ، ولاكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فيما أَوردَه من نَصِّ عبارته على عادَتِه ، وقد سُمِعَ الجُبُورُ أَيضاً في المتعدِّي ، كما سُمِهَ الجبْرُ في اللَّازم ، ثمّ قال شيخُنَا : وظاهرُ قولِه : جَبَرْتُ لعَظْمَ والفَقِيرَ ، إِلخ ، أَنه حقيقةٌ فيهما ، والصَّوابُ أَن الثانيَ مَجازٌ .
قال صاحبُ الواعِي : جَبَرْتُ لفقيرَ : أَغْنَيْتُه ، مثْل جَبَرتُه من الكَسْر ، وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْه في شرح الفَصِيح : وأَصلُ ذالك ، أَي جَبْرِ الفقيرِ ، مِن جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر ، وهوَ إِصلاحُه وعِلاجُه حتى يَبْرَأَ ، وهو عامٌّ في كلّ شيْءٍ ؛ على التشْبِيهِ والاستعارةِ ، فلذالك قهيل : جَبَرْتُ الفقيرَ ، إِذا أَغْنَيْتهَ ؛ لأَنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه ، وغِنَاه بجَبْره ، ولذالك قيل له : فَقِيرٌ ؛ كأَنه قد فُقِرَ ظَهْرُه ، أَي كُسِرَ فَقارُه .
قلْت : وعبارةُ الأَساس صريحةٌ في
____________________

(10/349)


أَن يكونَ الجَبْرُ بمعنىَ الغِنَى حقيقةً لا مَجازاً ، فإِنه قال في أَوَّل الترجمة : الجَبْرُ أَن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ ، أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثم قال في المَجَاز في آخر الترجمة : وجَبَرتُ فلاناً فانْجَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ . وسيأْتي .
وقال اللَّبْلِيُّ في شرح الفَصِيح : جَبَرَ من الأَفعال التي سَوَّوْا فيها بين اللَّازمِ والمتعدِّي ، فجاءَ فيه بلفظٍ واحد ، يقال : جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً ، وجَبَرَ هو بنفسِه جُبُوراً ، ومثلُه صَدَّ عنه صُدُوداً ، وصَدَدْتُه أَنا صَدًّا .
وقال ابن الأَنباريِّ : يقال جَبَّرتُ اليَدَ تَجْبِيراً .
وقال أَبو عُبَيْدَةَ في ( فعل وأَفعل ) : لم أَسمع أَحداً يقول : أَجبرتُ عَظْمَه . وحكى ابنُ طَلْحَةَ أَنه يقال : أَجبرْتُ العَظْمَ والفَقِرَ ، بالأَلف . وقال أَبو عليّ في ( فعلت وأَفعلت ) : يقال : جَبَرتُ العَظْمَ وأَجْبَرتُه . وقال شيخُنَا : حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ في غاية الغَرَابةِ خَلَتْ عنها الدَّواوِينُ المشهورة .
( واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ ) ، وفي المُحْكَم : جَبَرَ الرَّجلَ : ( أَحْسَنَ إِليه ، أَو ) كما قال الفارسيّ : جَبَرَه . ( أَغْنَاه بعدَ فَقْرٍ ) ، قال : وهاذه أَلْيقُ العِبَارتَيْن ، ( فاستَجْبَر واجتَبَرَ ) .
وقال أَبو الهَيْثم : جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ ، إِذا أَغنيتَه .
وفي التَّهْذيب : واجُتَبَرَ العَظْمُ مثل انْجَبَرَ ، يقال : جَبَرَ اللّهُ فلاناً فاجْتَبَرَ ، أَي سَدَّ مَفاقِرَه ، قال عَمْرُو بن كُلْثُومٍ :
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فلا اجْتَبَرْ
ولا سَقَى الماءَ ولا راءَ الشجَرْ
معنى عالَ : جارَ ومالَ .
( و ) جَبَرَه ( على الأَمْر ) يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً : ( كأَجْبَرَه ) ، فهو مُجْبَر ،
____________________

(10/350)


الأَخيرَةُ أَعْلَى ، وعليها اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح ، وحكاهما أَبو عليَ في ( فعلت وأَفعلت ) ، وكذالك ابن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي . وقال اللِّحْيَانِيّ : جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا ، قال : وعامَّةُ العربِ يقولون : أَجْبَرَه . وقال الأَزهريُّ : وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ ، وكان الشافعيُّ يقول : جَبَرَ السُّلْطَانُ ، وهو حِجازيٌّ فَصِيحٌ ؛ فهما لُغَتَانِ جَيِّدتانِ : جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أَن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أَن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه ، وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه ، وأَنْ يكون الإِجبارُ مقصوراً على الإِكراه ؛ ولذالك جعلَ الفَرّاءُ الجَبّارَ مِن أَجبرتُ لا مِن جَبَرتُ ، كما سيأْتي .
وفي البَصَائِر : والإِجْبَارُ في الأَصل : حَمْلُ الغيرِ على أَن يَجْبُرَ الأَمْرَ ، لكن تُعُورِفَ في الإِكراه المجرَّد ، فقوله : أَجْبَرْتُه على كذا ، كقولك : أَكْرَهْتُه .
( وتَجَبَّرَ ) الرجلُ ، إِذا ( تَكَبَّرَ ) .
( و ) تجَبَّرَ النَّبْتُ و ( الشَّجَرُ : اخْضَرَّ وأَوْرَقَ ) ، وظَهَرَتْ فيه المَشْرَةُ وهو يابِسٌ ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرىءِ القَيْس :
ويَأْكُلْنَ مِن قَوَ لُعَاعاً ورِبَّةً
تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فهو نَمِيصُ
قَوّ : موضعٌ ، واللُّعَاع : الرَّقِيقُ من النَّبَات في أَوّل ما يَنْبُتُ ، والرِّبَّةُ : ضَرْبٌ من النَّبات ، والنَّمِيصُ : النَّبَاتُ حين طَلَعَ وَرَقُه . وقيل : معنى هاذا القِيتِ أَنه عادَ نابِتاً مُخْضَرًّا بعد ما كان رُعِيَ ؛ يعني الرَّوْضَ .
وتَجَبَّرَ النَّبْتُ ، أَي نَبَتَ بعد الأَكل . وتبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ ، إِذا نَبَتَ في يابِسِه الرَّطْبُ .
( و ) تَجَبَّرَ ( الكَلأُ : أُكِلَ ، ثم صَلَحَ قَلِيلاً ) بعد الأَكل .
( و ) تَجَبَّرَ ( المَرِيضُ : صَلَحَ حالُه ) . ويقال للمريض : يوماً تَرَاه مُتَجَبِّراً ، ويوماً تَيْأَسُ منه ، معنى قوله ؛ مُتَجَبِّراً . أَي صالِحَ الحال .
( و ) تَجَبَّرَ ( فلانٌ مالاً : أَصابَه ،
____________________

(10/351)


و ) قيل تَجَبَّرَ ( الرجلُ : عادَ إِليهما ذَهَبَ عنه ) . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : تَجَبَّرَ الرَّجلُ ، في هاذَا المعنَى ، فلم يُعَدِّه . وفي التَّهْذِيب : تَجَبَّرَ فلانٌ : إِذا عادَ إِليه مِن ماله بعضُ ما ذَهَب .
( والجَبَرِيَّةُ ، بالتَّحْرِيك : خلافُ القَدَرِيَّةِ ) ، وهو كلامٌ مُوَلَّدٌ . وفي الصّحاح : الجَبْرُ خلَافُ القَدْرِ . قال أَبو عُبَيْد : هو كلامٌ مولَّد : قال اللَّبلّى في شرح الفَصِيح : وهم فرقةٌ أَهلُ أَهواءٍ ، مَنْسُوبُون إِلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ ، وهم الذين يقولون : ليس للعَبْد قُدْرَةٌ ، وأَنّ الحَرَكاتِ الإِراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ ، وهاؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِ .
وفي اللِّسَان : الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ ، والإِجبارُ في الحُكْمِ ، يقال : أَجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْم ، إِذا أَكْرَمَه عليه .
وقال أَبو الهَيْثَم : والجَبْرِيَّةُ : الذين يقولُون أَجْبَرَ اللّهُ العِبَادَ على الذُّنُوب ، أَي أَكْرَهَهُم ، ومَعاذَ اللّهِ أَن يُكْرِهَ أَحداً على مَعْصِيَة . ( و ) قال بعضُهم : إِن ( التَّسْكِينَ لحْنٌ ) فيه ، والتَّحْرِيكَ هو الصَّوابُ ، ( أَو هو ) أَي التَّسْكِينُ للجَبْر ، قال شيخُنَا وهو الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس . ( و ) قالوا في ( التَّحْرِيك ) : إِنه ( للإِزْدِواج ) أَي لمناسبة ذِكْرِه مع القَدَرِيَّة ، وقد تقدَّم أَنها مُوَلَّدة .
وفي الفَصِيح قومٌ جَبْرِيَّةٌ بسكونِ الباءِ أَي خِلافُ القَدَرِيَّة وقالالحافظُ في التَّبصير : وهو طَريقُ متَكلِّمِي الشافعية . وفي البصائر : وهاذا في قول المتقدِّمين ، وأَما في عُرْف المتكلِّمين ، فيقال لهم : المُجبرَة ، وقال : وقد يُستعمَل الجَبر في القَهر المجرَّد ، نحو قوله صلّى الله عليْه وسلّم : ( لا جَبر ولا تَفويض ) .
( والجَبّار ) هو ( اللّهُ ) ، عزَّ اسْمُه و ( تعالَى ) وتَقدَّسَ القاهر خَلْقه على ما أَراد من أَمْرٍ ونَهيٍ . وقال ابن الأَنباريّ : الجبّار في صفة الله عزّ وجلّ : الذي لا يُنال ، ومنه جَبّارُ
____________________

(10/352)


النَّخلِ . قال الفَرْاءُ : لم أَسمع فَعْالاً من أفْعلَ إِلّا في حرفَين ، وهو جَبّارٌ من أَجْبرتُ ، ودَرَّاكٌ من أَدْرَكتُ .
قال الأَزهريُّ : جَعلَ جَبّاراً في صِفة الله تعالَى ، أو صِفة العبَاد من الإِجبار ، وهو القَهْر والإِكراه ، لا من جَبَرَ .
وقيل : الجَبَّار : العالِي فَوقَ خَلْقِه ، ويجوزُ أَن يكونَ الجَبّار في صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَى ، وهو تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرٍ وفَقيرٍ ، وهو جابرُ ديِنه الذي ارتَضاه كما قال العجّاج :
قد جَبَر الدِّينَ الإِلاهُ فَجَبَرُ
وفي حديث عليَ كرَّم اللّهُ وَجهَه : وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها ) ؛ هو مِن جَبْر العَظم المكسور كأَنه أَقام القُلوبَ وأَثْبتَها على ما فَطَرَها عليه من معرفتِه ، والإِقرار به ، شَقِيَّها وسعِيدَها . قال القُتَيْبِيُّ : لم أَجعلْه مِن أَجْبَرت ؛ لأَنّ أَفْعلَ لا يقَال ( فيه ) فعْال . وقيل : سُمِّيَ الجبَّارَ ( لتكَبُّرِه ) وعُلوِّه .
( و ) الجَبَّار في صِفَةِ الخَلقِ : ( كلُّ عاتٍ ) متَمرِّدٍ . ومنه قولهم : وَيْلٌ لجَبّارِ الأَرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ ، وبه فَسَّرَ بعضُم الحديثَ في ذِكر النّارِ : ( حتى يَضَع الجَبَّارُ فيها قَدَمَه ) . ويَشْهد له قولُه في حديثٍ آخر : ( إِنَّ النارَ قالت : وُكِّلْت بثلاثة : بمَن جَعَل مع اللّهِ إِلاهاً آخَرَ ، وبكلِّ جَبّار عَنِيد ، والمصَوِّرِين ) . وقال اللِّحْيَانِيُّ : الجَبّار : المتكبِّر عن عبادةِ اللّه تعالى ، ومنه قولهُ : { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً } ( مريم : 14 ) وفي الحديث ( أَن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ ، فتأَبَّتْ ، فقال النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : دَعُوهَا فإِنهَا جَبّارَةٌ ) ، أَي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ . ( كالجِبيِّرِ ، كسِكِّيتِ ) ، وهو الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ .
( و ) الجَبّارُ : ( إسمُ الجَوْزاءِ ) ، وهو مَجازٌ ، يقال : طَلَعَ الجَبّارُ ؛ لأَنها
____________________

(10/353)


بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيَ . كذا في الأَساس .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( قَلْبٌ ) جَبّارٌ ( لا تَدخلُه الرَّحْمَةُ ) ؛ وذالك إِذا كان ذا كِبْرٍ لا يَقْبلُ مَوعظةً .
( و ) الجَبّار : ( القَتَّالُ في غير حَقَ ) . وفي التَّنْزِيل العزيز : { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } . وكذالك قولُ الرجلِ لموسى عليه السّلامُ في التَّنْزِيل العَزِيز : { إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاْرْضِ } ( القصص : 19 ) أَي قَتّالاً في غير الحَقّ . وكلُّه رجعٌ إِلى معنى التَّكَبُّر .
( و ) قال اللِّحْيَانيُّ : ( العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيّ جَبّارٌ ) ، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : { إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } قال : أَرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ ، وهو مَجازٌ . وفي الأَساس : وقد فُسِّرَ بعِظامِ الأَجْرَامِ . قال الأَزهريُّ : كأَنَّه ذَهَب إِلى الجَبّار من النَّخِيل ، وهو الطَّوِيلُ الذي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ . ويقال : رجلٌ جَبّارٌ ، إِذا كان طويلاً عظيماً قَوِيًّا ؛ تشبيهاً بالجَبَّار من النَّخْل .
( و ) جَبّارُ ( بنُ الحَكَمِ ) السُّلميّ ، قيل : له وِفَادَة : أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى ، قالَه ابن سَعْد .
( و ) جَبّارُ ( بنُ سُلْمَى ) ، وفي بعض النُّسَخ : سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ ، له وِفَادة ، وهو جدّ والِدِ السَّفَّاح ؛ فإِنْ أُمَّه أُمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ المُغِيرة ، وأُمّها هندُ بنتُ عبد اللّهِ بنِ جَبّار . ( و ) جَبّارُ ( بنُ صَخْرِ ) بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عدِيِّ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ ، بَدْرِيُّ كبيرٌ ، وقيل : إِن اسمَه جابِرٌ ، والأَصَحُّ جَبّار ، مات سنة ثلاثين .
( و ) جَبّارُ ( بنُ الحارِثِ ) الحَدَسيّ
____________________

(10/354)


المناريّ ، له وِفادَةٌ ، وروايةُ حَدِيثِه عند وَلَدِه : ( صحَابِيُّون ) رضيَ اللّهُ عنهم ، ( الأَخِيرُ سَمّاه ) النبيُّ ( صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم عبدَ الجَبّارِ ) ، هاكذا ذَكَره المحدِّثون .
( وجَبّارٌ الطّائِيُّ : محدِّثٌ ) عن ابن عَبّاس ، وعنه أَبو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ ، قاله الذَّهبيّ ، وهو غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْرٍ و الطّائِيِّ المَلَقَّبِ بالأَسَدِ الرَّهِيصِ .
وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ .
وأَبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبّاريّ ، مَدَحَه ابنُ الرِّقاع .
وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ ، عن ابن مسعود .
وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنه جَبّار ، مشهورٌ بالبُخْل ، وفيه يقولُ الشاعر :
لو أَنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُول مَجْلِسِها
على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
ما مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها
ولا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ
وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ الْمِنْقَريّ الجَبّارِيّ .
وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ ، الذي طَعَنَ عامرَ بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، ثم أَسْلَمَ ، وانْظُرْه في فهر .
وجَبّارُ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ ، عن أَبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بن نَعامَةَ ، عن أَبِيه ، تاريخُ مَرْوَ .
وجَبّارُ بنُ مالكٍ الفَزَارِيّ ، شاعرٌ فارهسٌ .
وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ ، شاعرٌ إِسلاميّ . ذَكَرَهم الأَمِيرُ .
( و ) الجَبّارُ ، بغير هاءٍ ، حَكاه السِّيرافيّ : ( النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ الفَتِيَّةُ ) . قال الجوهريّ : الجَبّارُ مِن النَّخل : ما طالَ وفَاتَ اليَدَ ، قال الأَعشى :
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه
عليه أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ
____________________

(10/355)



ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ ، أَي عظيمةٌ سَمِينةٌ ، وهو مَجازٌ ، وهي دُونَ السَّحُوقِ . وفي المُحْكَم : نخْلَةٌ جَبّارةٌ : فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ ، وحَمَلَتْ ، والجَمْعُ جَبّارٌ ، قال :
فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُرَاها
وأَناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ
وقال أَبو حنيفةَ : الجَبّارُ : الذي قد ارتُقِيَ فيه ولم يَسقُط كَرْمُه ، قال : وهو أَفْتَى النَّخْلِ وأَكرَمُه .
( و ) قد ( تُضَمُّ ) ، وهاذه عن الصَّغانيّ .
( و ) الجَبّارُ أَيضاً : ( المُتَكَبِّرُ الذي لا يَرَى لأَحَدٍ عليه حَقًّا ) ، يُقَال : هو جَبّارٌ من الجَبَابِرَة ، ( فهو بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ ، مكسورتَيْن ) غير أَنْ الأُولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة ، والثانيةَ ممدوةٌ ( والجِبِرِيَّةِ ، بكَسَراتٍ ) مع تشديدِ التحيّة ، ( والجَبَرِيَّة ) محرَّكة ، ذَكَره كُرَاع في المجرَّد ( والجَبَرُوَّةِ ) ، بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحَةِ ، وقد جاءَ في الحديث : ( ثم يكونُ مُلْكٌ وَجَبَرْوَّةٌ ) ؛ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ . ( والجَبَرُوتَا ) ، على مثال رَحَمُوتَا ، نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتُّدْمِيرِيِّ وغيره ، و ( الجَبَرُوتِ ) ، الأَربعةُ ( مُحَرَّكاتٌ ) ، وهاذا الأَخيرُ من أَشهرِهَا ، وفي الحديث : ( سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ ) قال ابنُ لأَثِير ، والفِهْرِيُّ شارحُ الفَصِيح ، وابنُ مَنْظُورٍ ، وغيرُهم : هو فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر ، والتاءُ فيه زائدةٌ للإِلحاق بقَبَرُوس ، ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك ، ورَهَبُوت من الرَّهْبَة ، ورَغَبُوت من الرَّغْبَة ، ورَحَمُوت من الرَّحْمَة ، قيل : ولا سادِسَ لها ، قال شيخُنا : وفيه نَظَرٌ ، وفي العِناية : الجَبْرُوتُ : القَهْرُ والكِبْرِيَاءُ والعَظَمةُ ، ويُقَابِله الرَّأْفَةُ . ( والجَبْرِيَّةِ ) بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ ( والجَبْرُوَّة ) ، هو مثل الذي تقدَّم ؛ غير أَن الموحَّدةَ هنا ساكنةٌ ، ( والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ ) مثلِ الفَرُّوجَةِ ، ( مَفْتُوحات ، والجُبُّورَةِ والجُبْرُوتِ ، مضمومتَيْن ) ،
____________________

(10/356)


فهالاءِ ثلاثةَ عشرَ مصادرَ ، ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيب ، وهي مفرَّقة في الدَّواوين ، ومما زيدَ عليه : جَبُّورٌ ، كتَنّور ، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ في النوادر ، وكُراع في المجرَّد ، وجُبُور ، بالضمّ ، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ ، وجَبَريَّا محرَّكة ، ذكره أَبو نصرٍ في الأَلفاظ ، وجَبْرَؤوت ، كعَنْكَبُوت ، ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ ، والجِبْرِيَاءُ ، ككِبْرِيَاءَ ، أَوردَه في اللسان ، فصار المجموع ثمانيةَ عشرَ ، ومعنى الكلِّ الكِبْر . وأَنشد الأَحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيِّ يُعَاتِبُ رجلاً كان والِياً على أُضاخَ :
فإِن إِنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى
عليك وذُو الجُبَّورة المَتغطرِفُ
يقول : إِن عادَيْتَنِي غَضِبَ عليك الخَلِيقَةُ ، وما هو في العَدَد كالحَصَى ، والمُتَغَطرف : المتكبِّر .
( وجَبْرَائِيلُ ) : عَلَمُ مَلَك ، ممنوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ ، والتَّرْكِيبِ المَزْجِيِّ ، على قولٍ ، ( أَي عبدُ اللّهِ ) . قال الشِّهَاب : سُرْيانيٌّ ، وقيل ؛ عِبْرانيّ ، ومعناه عبدُ الله ، أَو عبدُ الرَّحمان ، أَو عبدُ العَزِيز . وذكر الجوهريُّ والأَزهريُّ وكثيرٌ من الأَئِمَّة أَنّ ( جَبْر ) ( ومِيك ) بمعنى عَبْد . و ( إِيل ) إسم الله ، وصَرَّح به البُخارِيُّ أَيضاً ، ورَدَّه أَبو عليَ الفارسيُّ بأَنَّ إِيل لم يَذكره أَحدٌ في أَسمائه تعالَى . قال الش 2 هَاب : وهاذا ليس بشيْءٍ . قا لشيخُنا : ونُقِلَ عن بعضهم أَنْ إِيلَ هو العَبْدُ ، وأَنْ ما عَداه هو الإِسمُ مِن أَسماءِ الله ، كالرَّحمان والجَلالة ، وأَيَّدَه اختلافُها دُونَ إِيل ، فإِنه لازِمٌ ، كما أَنْ عَبْداً دائماً يُذْكَرُ ، وما عَداه يَختلفُ في العربيَّة ، وزادَه تأْييداً بأَن ذالك هو المعروفُ في إِضافة العَجَمِ . وقد أَشار لمثل هاذا البحثِ عبدُ الحَكِيم في حاشية البَيْضَاوِيِّ . قلتُ : وأَحسنُ ما قِيل فيه أَن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلِ ، والرجلُ عبدُ الله ، وقد سُمِعَ الجَبْرُ بمعنى الرَّجُلِ في قول ابنِ أَحْمَرَ ، كما تَقَدَّمتِ الإِشارُ إِليه ، كذا حَقَّقَه ابنُ جِنِّي في المحتسب . ( فيه لُغاتٌ ) قد
____________________

(10/357)


تَصَرَّفَتْ فيه العربُ على عادتها في الأَسماءِ الأَعجميَّة ، وهي كثيرٌ .
وقد ذَكَر المصنِّف هنا أَربعَ عشرَةَ لغةً :
الأُولَى : جَبْرَئِيلُ ، ( كَجَبْرَعِيل ) ، قال الجوهريُّ : يُهمَز ولا يُهمَز ، قال الشِّهاب : ومن قَواعدهم المشهورةِ أَنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الكلمة بالعَيْن ، عند إِرادة البَيَانِ ، وعليه جَرَى سِيبَوَيْهِ في الكتاب ، فمَن دُونَه ، ومنهم مَن نَظَّءرَه بسَلْسَبِيل ، وبها قرأَ حمزةُ والكسائيُّ ، وهي لغةُ قيس وتَمِيم . وقال الجوهريُّ : وأَنشدَ الأَخْفِشُ لكَعْبِ بنِ مالك :
شَهِدْنا فما تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ
يَدَ الدَّهْرِ إِلّا جَبْرَئِيلُ أَمامُهَا
قال ابن بَرِّيَ : ورفع ( أَمامها ) على الإِتباع ؛ لنَقْلِه من الظُّرُوف إِلى الأَسماءِ .
( و ) الثانيةُ : جِبْرِيلُ ، بالكسر مثالُ ( حِزْقِيل ) ، وهي أَشهرُهَا وأَفصحْهَا ، وهي قراءَةُ أَبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عن عاصم ، وهي لغةُ الحِجَاز ، وقال حَسّان :
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللّهِ فينا
ورُوحُ القُدْسِ ليس له كِفَاءُ
( و ) الثالثةُ : جَبْرَئِلُ ، مثالُ ( جَبْرَعِل ) ، أَي بدون ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عن عاصم ، ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي في الشّواذّ إِلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ .
( و ) الرابِعَةُ : جَبْرِيلُ ، مثالُ ( سَمُوِيل ) ، بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ ، وهي قراءَةُ ابنُ كَثيرٍ والحَسَنِ . قال الشِّهَاب : وتضعيفُ الفَرّاءِ لا بأَنه ليس في كلامهم فَعْلِيل ، أَي بالفتح ، ليس بشيْءٍ ؛ لأَنّ الأَعْجَميَّ إِذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه بأَوزانهم ، وقد لا يُلحقونه ، مع أَنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ . قال شيخُنَا : وفي سَماعِه نَظَرٌ ، ومَن سمِعه لم يدَّعِ أَنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ ، وهو ليس بعزِيز . قلتُ :
____________________

(10/358)


وقد يأْتي للمصنِّف في سمل ما يدلُّ على أَن سَمْوِيل فَعْوِيل لا فَعْلِيل .
( و ) الخامسةُ : جَبْرَائِلُ ، بفتحِ فسكونٍ وهمزة مكسورة بدون ياءٍ بعد الأَلف ، مثال ( جبْراعِل ) ، وبها قرأَ عِكْرِمَةُ ، ونَسبَهَا ابنُ جنِّي إِلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أَيضاً .
( و ) السادسةُ : جَبْرائيلُ ، مثلُهَا مع زيادةِ ياءٍ بعد الهمزة ، مثال ( جَبْراعِيل ) .
( و ) السابعةُ : جَبْرَئِلُّ ، بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مكسورة ولام مشدَّدَةٍ ، مثالُ ( جَبْرَعِلّ ) ، وتُرْوَى عن عاصم ، وقد قِيل إِنّ معناه عبدُ الله في لغتهم . قالَه ابنُ جِنِّي .
( و ) الثامِنَةُ : جبْرَالُ ، بالفتح ، مثالُ ( خَزْعَال ) ، وسيأْتي أَنه ليس لهم فَعْلالٌ سِواه ، عن الفَرّاءِ ( و ) التاسعةُ : جِبْرَالُ ، بالكسر ، مثالُ ( طِرْبَال ) .
( و ) العاشرةُ : ( بسكون الياءِ بلا هَمْزٍ : جَبْرَيْل ) ، أَي مع فتحٍ فسكونٍ في الأَول ، وهي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف .
( و ) الحاديةَ عشرةَ ( بفتحِ الياءِ : جَبْرَيلُ ) ، والباقي كالضَّبْط السابق .
( و ) الثانيةَ عشرةَ ( بياءَيْن ) تَحْتِيَّتَيْنِ : جَبْرَيِيلُ ، كسَلْسَبيل .
( و ) الثالثةَ عشرةَ : ( جَبْرِينُ ، بالنُّون ) بَدَلَ اللَّامِ ، ( ويُكْسَرُ ) . وبه تَتمُّ اللغاتُ أَربعَ عَشرةَ ، ففي قول شيخنَا : إِنّهَا عند المصنِّف ثلَاثَ عشَرَةَ نَظَرٌ . وقد ذَكر منها البيْضاوِيُّ ثمان لغات ، وما بقِيَ أَورَدَه ابنُ مالِكٍ وأَرْبَابُ الأَفْعَال ، وقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات ، من ذالك في قوله :
جِبْرِيل جِبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ
وجَبْرَئِيلُ وجَبْرالٌ وجِبْرِينُ
قال شيخُنَا : وذَيَّلَهَا الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ بقوله :
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ
جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ
____________________

(10/359)



قال شيخُنَا : وقولُه : ( مع بدلٍ ) ، إِشارةٌ إِلى جبْرائِين ؛ لأَن فيه إِبدال الياءِ بالهمزة واللام بالنُّون .
قلتُ : وقد فاتَ المصنِّف جبْرايِيل الذي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ ، وهو بياءَيْن بعد الأَلِفِ ، وقد أَورَده الشِّهابُ ، وقبله ابنُ جِنِّي في الشَّواذّ ، فقال : وبها قرأَ الأَعْمشُ ، وكذالك جَبْرَايِلُ مقصوراً بالياءِ بدلَ الهمزةِ ، وقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ ، وجَبْرَأَلُ ، بتخفيف اللّام ، أَورَده ابنُ مالكٍ . قال ابنُ جِنِّي : ومِن أَلفاظهم في هاذا الإِسم أَن يقولوا كُوريال الكاف بين الكاف والقاف فغالبُ الأَمر على هاذا أَن تكونَ هاذه اللُّغَاتُ كلُّها في هاذا الإِسم إِنما يراد بها جُبْرَال ، الذي هو كُوريال ، ثم لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ ما أَصارَها إِلى هاذا التَّفَاوُتِ ، وإِن كانت على كلِّ أَحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً ، يَتَشَبَّثُ بعضُها ببعض . واستدلَّ أَبو الحَسَنِ على زيادة الهمزة في جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه ، وهاذا كالتَّضَيُّفِ من أَبي الحَسَنِ رَحِمَه اللّهُ ؛ لما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط في الأَعجميِّ ، ويَلزمُ منه زيادةُ النُّون في زَرجُون ؛ لقوله :
منها فَظِلْتَ اليَوْمَ كالمُزَرَّج
والقَوْل ما قَدَّمْنَاه .
( ويُذْكَرُ فيه لُغاتٌ أُخَرُ ) ، هاكذا تُوجَد هاذه العبارةُ في بعض النُّسخ ، وقد تَسقُط عن بعضها .
( والجَبَارُ : كَسَحَاب : فِنَاءُ الجَبّانِ ) نقلَه الفَرّاءُ عن المفضَّل . والجَبَّان ، ككَتّان : المَقْبرَةِ ، والصَّحراءُ ، وسيأْتي في النُّون إِن شاءَ الله تعالى .
( و ) قولهم : ذَهبَ دَمُه جُبَاراً . الجُبَار ، ( بالضَّمِّ : الهدَرُ ) في الدِّيَّات ، والسّاقِطُ مِن الأَرض ، ( والباطِلُ ) ، وفي الحديث ؛ ( المَعْدِنُ جُبَارٌ ، والبِئْرُ جُبَارٌ ، والعَجْمَاءُ جُبَارٌ ) . قال الأَزهريُّ : ومعناه أَن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب في انفلاتِها إِنساناً أَو شيئاً ، فجُرْحُهَا هَدَرٌ ، وكذالك البِئْرُ
____________________

(10/360)


العادِيَّةُ يَسقطُ فيها إِنسانٌ فيَهْلِكُ فدَمُه هَدَرٌ ، والمَعْدِنُ إِذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ ، وفي الصّحاح : إِذا انْهارَ على مَن يَعملُ فيه فهَلَكَ لم يُؤخَذ به مُستأْجِرُه . وفي الحديث : ( السّائِمَةُ جُبَارٌ ) أَي الدُّابَّةُ المُرْسلَة في رِعْيِهَا ، وأَنشدَ المصنِّف في البَصائر :
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ
وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ
قلتُ له : قد جَرَحْتَ قَلْبِي
فقال : جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
( و ) الجُبَارُ ( مِن الحُرُوب : ما لا قَوَدَ فيها ) ولا دِيَةَ ، يقال : حَرْبٌ جُبَارٌ .
( و ) الجُبَارُ : ( السَّيْلُ ) ، قال تَأَبَّطَ شَرًّا :
به مِن نَجاءِ الصَّيْف بِيضٌ أَقَرَّها
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَرَاقِرُ
يَعْني السَّيْلَ .
( و ) الجُبار : ( كُلُّ ما أَفْسَدَ وأَهْلَكَ ) ، كالسَّيْل وغيره .
( و ) الجُبَار : ( البَريءُ من الشَّيْءِ ، يُقال : أَنا منه خَلَاوةٌ وجُبارٌ ) ، وقد تقدَّم في فلج للمصنِّف : ومنه قولُ المُتَبَرِّي من الأَمْر : أَنا منه فالِجُ بنُ حَلَاوَةَ . فَتَأَمَّلْ ذالك .
( وجُبَارُ ، كغُرَابٍ ) : إسمُ ( يوم الثَّلاثاءِ ) في الجاهليَّة ، من أَسْمَائهم القديمة ، ( ويُكْسَرُ ) قال :
أُرَجِّي أَنْ أَعيشَ وأَنَّ يَوْمي
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ
أَو التّالي دُبَارِ فإِنْ يَفتُنْى
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
ونقلَه أَيضاً الفَرّاءُ عن المفضَّل .
( و ) جُبَارٌ ، بالضمّ : إسمُ ( ماء ) بين المدينةِ وفَيْد ، ( لبني حُمَيْس بن
____________________

(10/361)


عامِر ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ ، وفي معجم البَكْريِّ ، لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ ، وهم الحُرَقة .
( و ) قد يُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد ، ومنه : ( جابرُ بنُ حَبَّةَ ، إسمُ الخُبْز ) ، معْرفَة ، كذا في المُحكَم : ( وكُنْيتُه أَبُو جابرٍ أَيضاً ) ، وهو مَجازٌ ، وقد ذَكَره الجُرجانيُّ في الكنايات ، وأَنشدَ الزَّمَخْشَريُّ في الأَساس :
فلا تَلُومِيني ولُومِي جابِرَا
فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا
وأَنشدَنا شيخُنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمْدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللّهُ قال : أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللّهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ ، أَعزَّه الله ، في أَثناءِ قِراءَة المَقامات :
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظَّهائِرِ
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْله عندَ جبرِ
قال : وبو مالك ؛ كُنْيةُ الجُوع . وقال في اللِّسان : وكلُّ ذالك مِن الجَبْر الذي هو ضدُّ الكسْر .
( والجِبَارَةُ بالكسر والجَبيرَةُ : اليَارَقُ ) ، وهو الدَّسْتَبنْدُ ، كما سيأْتي له في القاف . جمعُه الجبائرُ ، قال الأَعْشَى :
فأَرتْكَ كفًّا في الخِضَا
بِ ومِعْصَماً مَلأَالجِبَارَهْ
( و ) العبيرَةُ أَيضاً : ( العِيدانُ التي تُجْبَرُ بها العِظامُ ) على اسْتِواءٍ .
والمُجبِّرُ : الذي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا .
وقال أَبو حاتم في تَقْويم المُبْتَدإِ : الجَبَائرُ : العِيدانُ التي تُشَدُّ على المَجْبُور . وقال ابن الأَنْباريِّ : واحدَتُها جِبارةٌ ، بالكسْر ، كما للمصنِّف والجوهريِّ وغيرهما .
____________________

(10/362)



( وجِبارةُ بنُ زُرارةَ ، بالكسر ) ، كذا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا : ( صَحَابيٌّ ) بَلَويٌّ ، شَهدَ فَتْح مصر ، ( أَو هو ) جُبارةُ ( كثُمامةَ ) ، ورُجِّحَ الأَوّلُ .
( وجوْبرُ ) ، بالفتح : ( نَهرٌ ، أَو : لا ، بدمشقَ ، أَو هي ) أَي القريةُ ( بهاءٍ ) ، والذي في مُعجم ياقوت ، نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة ( منها أَي من جَوْبَرَة التي بدمشقَ : أَبو عبد الله ( عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم ) بن عبد الوهّاب الأَشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ ، عن شُعَيْب بن إِسحاقَ ، وعنه أَبو الدَّحْداحِ . ذَكَره الأَمِيرُ .
وقال الحافظُ : رَوَى عنه أَبو داوودَ في السُّنَن ( وأَحمدُ بنُ عبدِ اللّهِ بن يَزيدَ ، الجوْبريان ) الدِّمَشْقِيّان ، حدَّث الأَخيرُ عن صَفْوانَ بن صالحٍ ، ( ويُنْسَبُ إِليه : الجوْبَرَانيُّ ، أَيضاً ) .
( و ) اشتَهَر بها ( عبدُ الراحْمان بنُ محمّد بن يَحْيى ) بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ ، وفي التَّبْصير : عبدُ الرحمان بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأَبي القاسم بنِ أَبي العلاءِ ، وأَبُوه يَروِي عن عُثمان بنِ محمّد الذَّهَبِيِّ .
( و ) جَوْبرُ : ( ة بنَيْسَابُورَ ، منها ) : أَبو بكرٍ ( محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إِسحاق الجَوْبَريُّ ، عن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ ، وعنه زاهِرُ بنُ طاهر .
( و ) جَوْبَرُ : ( ة بسَوادِ بغدادَ ) ، وهي التي ذَكَرها ياقوتُ في المعجم .
____________________

(10/363)



( وجُويْبَارُ ، بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ ، و ) الياءِ ( المُثَنَّاةِ ) من ( تحت ، ويقال : جُوبَارُ ، بلا ياءٍ ، وكلاهما صحيحٌ ) ، وكذلك النَّسَبُ إِليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن : جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ ، ( ومعناه مَسِيلُ النَّهْر الصَّغِير . وجُو ) بالضمّ ، جُويْ بزيادةِ الياءِ ، بالفارسَّة : النَّهْرُ الصغيرُ ، وبارُ : مَسِيلُه ) وقُدِّمَ المُضَافُ إِليه على المُضاف على عَادَتِهم في التَّركِيب ، ( وهي : لا بهرَاةَ ، منها : أَحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ ) الهَرَويُّ ، ويقال فيه ؛ الشَّيْبَانيُّ أَيضاً ( الوَضَّاعُ ) الكَذّابُ ، رَوَى عن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ موسى ، وغيرهما ، أَحاديثَ وَضَعَها عليهم .
( و ) جُوبَارَةُ ( بسَمَرْقَنْدَ ، منها : أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ عليَ ) السَّمَرْقَنْدِيُّ .
( و ) جُوَيْبَارُ : ( مَحَلَّةٌ بنَسَفَ ، منها : محمّدُ بنُ السَّرِيِّ بنِ عَبّاد ) النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ ، ( رَأَى البُخَارِيَّ ) صاحِبَ الصَّحِيح .
( و ) جُويْبَارُ : ( ة بمَرْوَ ، منها ) أَبو محمّد ( عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمان ) البُويَنَجيُّ ، على فَرْسخَيْن مِن مَروَ ، تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ ، ( صاحبُ ) أَبي سعْد ( السّمْعانيِّ ) ، رَوى عنه بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أَصحاب الحديث لأَبي بكر الخَطيب ، عن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ ، عنه .
( و ) جُويْبَارُ : ( محلَّةٌ بأَصْفَهانَ ) ،
____________________

(10/364)


ويقال لها : جُوبارُ أَيضاً ، ( منها : محمّدُ بنُ عليَ السِّمْسَارُ ) ، وأَبو منصور محمودُ بنُ أَحمدَ بن عبد المُنْعم بن ما شاذَه ، رَوَى عنه السّمْعاني وغيرُه . .
( و ) أَبو مسعود ( عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن ) عبد الواحِدِ بنِ ( كوتاه الحافِظُ ) ، عن أَصحاب أَبي بكرِ بنِ مرْدَوَيْهِ ، رَوَى عنه السّمْعانِيُّ .
( و ) جُويْبَارُ : قريةٌ ، أَو ( ع بجُرْجَانَ : منه : طَلْحَةُ بنُ أَبي طَلْحَةَ ) الجُرْجَانِيُّ ، عن يَحْيَى بن يَحْيَى ، وعنه أَبو بكر الإِسماعِيلِيُّ .
( وجَبْرَةُ ) بفتح فسكونٍ ، ( وجُبَارَةُ ) بالضمِّ ، ( وجِبَارَةُ ) بالكسر ، ( وجُوَيْبِرٌ ) ، مصغَّر جابر : ( أَسماءٌ وجابِرٌ إثنانه وعشرونَ صَحابيًّا ) ، وهم جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ ، وجابرُ بنُ حابِسٍ اليَمَاميُّ ، وجابرُ بنُ خالد الخَزْرَجيُّ ، وجابرُ بن أَبي سبْرَةَ الأَسَديُّ ، وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأَنْصَاريُّ ، وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ ، وجابرُ بنُ سَمُرَةَ العامريّ ، وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثَّقَفيُّ ، وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ ، وجابرُ بنُ أَبي صَعْصَعةَ المازنيُّ ، وجابرُ بنُ طارقٍ الأَحْمسيُّ ، وجابرُ بن ظالمٍ الطُّائيُّ ، وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ ، وجابرُ بنُ عبدِ اللّهِ الرّاسِبِيُّ ، وجابرُ بنُ عبدِ اللّهِ الأَنّصارِيُّ ، وجابرُ بنُ عُبَيْد ، نَزَلَ البصرةَ ، وجابرُ بن عَتِيك الأَنصارِيُّ ، وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأَنصاريُّ ، وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ ، وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ ، وجابِرُ بنُ عيّاش . فهاؤلاءِ إثنان وعشرون صَحابيًّا .
وبَقي عليه منهم : جابرُ بنُ الأَزْرق الغاضِرِيُّ ، نزَلَ حِمْصَ ، وجابرُ
____________________

(10/365)


بنُ عبدِ اللّهِ العَبْدِيُّ ، وجابرُ بنُ عَوْفٍ أَبو أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ . ذكَرهم لحافظ الذَّهَبيُّ في كتاب التَّجْرِيد .
( وجَبْرٌ خمسةٌ ) ، وهم : جَبْرٌ الأَعْرَابيُّ المُحاربِيُّ ، وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطِيّ ، مَوْلَى أَبِي بصْرة ، وجَبْرُ بنُ عتِيك ، وجَبْرٌ الكِنْدِيٌّ ، وجَبْرٌ أَبو عبدِ الله ، وجَبْرُ بنُ أَنَس . وقد اختُلِفَ في الأَخِير ، وصوَّبُوا أَنه جُبَيْرُ بن إِيَاسٍ ، وقد تَصحَّفَ عليهم .
( وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ ) ، وهم : جُبيْرُ بنُ إِياس الخَزْرَجِيُّ ، وجُبَيْرُ بنُ بُحيْنَةَ الأَزْدِيّ ، وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بنِ المُنذِرِ ، وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديَ النَّوْفَلِيُّ ، وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأَوْسِيُّ ، وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرمِيُّ ، وجُبَيْرُ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ .
( وجِبَارةُ بالكسر واحِدٌ ) ، وهو جبَارَةُ بنُ زُرَارةُ ، وقد تقدَّم الاختلافُ فيه ، وهاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ .
( و ) أَبو القاسمِ ( عِمْرانُ بنُ موسى بن ) يَحْيَى بنِ ( جِبَارَةَ ) ، بالكسر الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ ، من أَهل مصرَ ، رَوَى عن عيسى بن حَمّاد زُغْبَةَ ، توفِّي سنة 301 ه . ( ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ ) الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ ، وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد ، الرّاوِي عن خَيْثَمَة ، ذَكَره الذَّهَبِيُّ : ( مُحَدِّثان ) .
وأَما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ ، له شِعْرٌ مذكورٌ في مُعجَم المُنذريِّ ، وهو ضَبَطه ، قال : إِنه منسوبٌ إِلى بني جُبَارَةَ .
( وجَبْرَةُ بنتُ محمّد بن ثابت ) بن سِباع ( مشهورةٌ ) ، من أَتباع التابعين ، قلت : وزوجها محمّد بنُ عبد الرحمان ، رَوَى عنه أَبو عاصم .
( و ) جَبْرَةُ ( بنتُ أَبي ضَيْغَمِ البَلَويَّةُ ، شاعرةٌ تابعيَّةٌ ) . قلتُ :
____________________

(10/366)


الصَّواب فيها بالحاءِ المهملَة ، كما ضَبَطَه الحافظُ ، والعَجَب من المصنِّف ، فإِنه قد ذَكَرَهَا في المهملة على الصَّواب ، ووَهِمَ هنا . فتَأَمَّلْ .
( وأَبو جُبَيْر كَزُبيْر ) الكِنْديُّ ، له حديثٌ في الوضُوءِ رَوَاه عنه جُبَيْر بنُ نُفَيْر ، وإِسْنَاده حَسَنٌ وهناك رجلٌ آخَر مِن الصَّحابة إسمه أَبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ ، له حديثٌ ( وأَبو جَبِيرَةَ ، كسَفِينَة ، ابنُ الحُصيّن ) الأَوْسيُّ الأَشْهَليُّ ، ذَكَره أَبو عَمْرو : ( صَحابيّان ) .
( و ) أَبو جَبيرَةَ ( بنُ الضَّحّاك ) الأَشْهَلِيُّ أَخو ثابِتٍ ، ( مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه ) ، وُلِدَ بعد الهجرةِ ، ورَوَى عنه الشَّعْبيُّ ، وقَيْص بن أَبي حازم ، وابنُه محمود بنُ أَبي جَبيرَةً ، نَزَلَ الكُوفةَ ، له في النَّهْي عن التَّنابُز ، ( وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ ) ، من بَني عبدِ الأَشْهَل ، ( مُحَدَّثٌ ) عن أَبيه ، ذَكَرَه البُخَارِيُّ في تاريخه . وأَما زيْدُ بنُ جَبِيرةَ الذي روى عن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإِنه وَاهٍ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ في الدِّيوان ( و ) جُبَيْرَةُ ( كجُهَيْنَةَ : أَحمدُ بنُ عليِّ بن محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ ) بنِ البُصْلانِيّ ، سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ : ( شيخٌ لابنِ عَساكِرَ ) الحافظِ أَبي القاسمِ صاجبِ التاريخ .
( والجُبَيْريُّون ) جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إِلى جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مَعْتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعِيد بن عَوْفِ بنِ قَطِيف ، رَوَى عن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ ، ونَزَلَ البصرةَ . ومِمَّنْ يُنْسب إِليه ( سَعِيدُ بنُ عبدِ الله ) بن زِيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ ، بصْرِيُّ ، عن ابن بُرَيْدَةَ . ( وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ الموجودةِ ، والمعروفُ في نسبهم أَنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ له وَلَدَانِ : عبدُ اللّهِ وزِيادٌ ، والأَخيرُ يرْوِي عن أَبِيه ، فلَفْظَةُ ( ابن ) : ( زائدةٌ ، ( وابنُ إِسماعِيلُ ) ، وهو إِسماعيلُ بنُ سعِيدِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ زِيادِ بنِ جُبَيْرٍ ، على الصَّحيح ، فالضميرُ راجعٌ إلى سعِيد لا إِلى زياد ، كما هو ظاهرٌ ، وهو يَرْوِي عن أَبِيه
____________________

(10/367)


سَعِيد ، ذَكَره ابنُ أَبي حاتِمٍ عن أَبِي ووَثَّقَه . ( و ) قال ابنُ الأَثِير : ( عُبيْدُ اللّهِ بنُ يُوسُفَ ) بنِ المُغِيرَةِ ، شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أَولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ .
وفاتَه : أَبو عُبَيْدٍ قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ جُبيْرٍ ، سَكَنَ قُرْطُبَةَ ، وسَمِعَ الحديثَ بالعِراق ، وعاد إِلى الأَنْدَلُسِ ، توفِّي سنَة 371 ه .
( وجِبْرِينُ ، كغِسْلِين : ة ) كبيرةٌ ( بناحِيَة عَزَازَ ) الشّامِ ، مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ ، اتَّخَذَ بها ضَيْعَةً تُدْعى عَجْلانَ ، باسم موْلًى له ، ( منها : أَحمدُ بنُ هبةِ اللّهِ النَّحْويُّ المُقْرِيُّ والنِّسْبَةُ إِليها جِبْرَانِيٌّ ، على غير ، قياسٍ ) ؛ فإِن القِياس يَقْتَضِي أَن يكونَ جِبْرِينِيٌّ ، ( وضَبَطَه ) الحافظُ ( ابنُ نُقْطَةَ ) صاحبُ الإِكمالِ ( بالفَتْح ) ، للخِفَّة .
( وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ : لا على مِيلَيْنِ مِن حلَبَ ) ، أَوّلُ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إِلى أَنْطَاكِيَةَ ، ومنها : محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجبْرِينِيُّ ، الحَلبِيُّ ، ولد سنة 763 ه ، حدَّثَ .
( وبَيْتُ جِبْرِينَ ) : قريةٌ كبيرة بِفِلَسْطِينَ ، ( بين غَزَّةَ والقُدْسِ ، منها ) : أَبو الحَسَنِ ( محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ ) جِبْرِينِيُّ ( المحدِّثُ ) ، روَى عن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ ، وعنه أَبو بكرِ بنِ المُقْرِيء الأَصْبَهَانِيّ .
( والمجَبِّرُ : الذي يُجَبِّر العِظامَ ) ويشُدُّها على اسْتِواءِ .
( و ) هو ( لَقَب ) أَبي الحسَن ( أَحمد بن موسى بنِ القاسمِ ) بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مالك العَبْدَرِيِّ البَغْدادِيِّ ( المحدِّثِ ) ، ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللّهِ بن الحارثِ التَّيْمِيِّ ، ويقال للأَخِير ؛ الجَابرِيُّ
____________________

(10/368)


أَيضاً ؛ إِلى جَبْرِ العَظْمِ .
( و ) المُجبَّر ، ( بفتح الباءِ ) ، هو عبدُ الرَّحْمان الأَصغَرُ ( بن عبد الرَّحْمان ) الأَكبر ( بنِ عُمَر بنِ الخَطّابِ ) ، رَضِيَ اللّهُ عَنه ، ويقال له أَبو المجَبَّرِ أَيضاً ؛ وإِنما قيل له ذلك لأَنّه وَقَعَ وهو غلامٌ فقيل لعمَّتِه حَفْصةَ : انْظُرِي إِلى ابن أَخيكِ المُكَسَّر ، فقالت : بل المُجَبَّر ، فبقِيَ لَقَباً عليه ، قالَه أَبو عمْرو .
( و ) جَبَّرٌ ( كبَقَّمٍ : لَقبُ محمّدِ ) وفي بعض النُّسخ : روْح ( بن عِصَامِ ) بنِ يزِيدَ ( الأَصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ ) ، عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وعنه ابنُه إِسماعيلُ ، ومحمّدُ بنُ إِسحاقَ بنِ منْدَه .
( والمُتَجبِّرُ : الأَسدُ ) ، لعُتُوِّه وقهْرِه .
( وأَجْبرَه : نَسبَه إِلى الجبْر ) ، كأَكْفَره : نَسبه إِلى الكُفْر .
( وبابُ جبّارٍ ، ككَتْانٍ : بالبَحْريْنِ ) .
( ومحمّدُ بنُ جَابَارَ ) الهَمْدانِيُّ ، ( زاهدٌ ، صَحبَ الشِّبْليَّ ) وغيره .
( ومَكِّيُ بنُ جَابَارَ ) الدِّينَوَرِيّ : ( مُحدِّثٌ ) ثِقَةٌ ، حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأَربَعمائة .
( والجابِرِيُّ : محدِّثٌ ، له جُزْءٌ ) في الحديث ( م ) أَي معروفٌ ، رَواه عنه أَبو نُعَيْم ، قاله الذَّهَبيُّ . قلتُ : وهو أَبو محمّد عبدُ اللّه بنِ جعفرِ بنِ إِسحاقَ بنِ عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ الموْصَلِي الجابِرِيُّ ؛ نِسْبَةً إِلى جدِّه ، سكَنَ البصْرةَ ، وسَمعَ عن أَبي يَعْلَى الموْصلِيِّ وغيرِه ، وعنه أَبو نُعيْم ، وقد رَويْنَا هاذَا الجزْءَ مِن طريق الحفظِ البِرْزاليِّ ، عن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّي ، عن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ ، عن أَبي عليَ الحدّادِ ، عن أَبي نُعيْمٍ ، عنه .
( ومحمّدُ بنُ الحسنِ الجابِرِيُّ صاحبُ ) أَبي الفَضْلِ ( عِياضِ ) بن موسى اليحْصُبِيِّ ( القاضِي ) ، حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاءِ ، عنه .
( ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيالِسِيُّ : مُحدِّثٌ ) .
____________________

(10/369)



وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْرَوَيْه الكَلْوذَانِيُّ ، عن الكُدَيْمِيِّ ، وعنه رزْقَوَيْه .
وأَمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحَسن بنِ جُبْرُوَيْهِ ، فبالضمّ ، حَدَّثَ عنه أَبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ .
( وجُبْرَانُ ) بنُ إِبراهيمَ الصّغانيّ ( كعُثْمَانَ شاعرٌ ) شِيعِيٌّ ، قالَه الأَمِيرُ ، ويَرْوِي عن أَبي قُرَّةَ .
( وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ ) ، حدَّث عن سُحْنُون الفَقهيه ، وعن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِيِّ ( و ) جَبْرُونُ ( بنُ سعيد الحَضْرَمِيُّ ) قاضي الإِسكندريةِ ، سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلّاد الإِسكندرانيَّ . ( و ) جَبْرُونُ ( بنُ عبد الجَبّارِ ) بنِ واقِدٍ ، سَمِعَ ابن عُيَيْنَة . وجَبرُونُ بنِ واقِد الإِفْرِيقيُّ . ( وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ ) ، من أَشياخ ابنِ عبد البَرِّ : ( محدِّثون ) .
والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ ؛ إسْمَانِ لطَيْبَةَ ( المشَرَّفَةَ ) ، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ ؛ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلَّم ، وجابِرَةُ كأَنّهَا جَبَرَتِ الإِيمانَ .
( والإِنْجِبَارُ : نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ منه شَرَابٌ ) ، مذكورٌ في كتب الطِّبِّ .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
رجلٌ جبّارٌ : مُسَلَّطٌ قاهِرٌ ، وبه فُسِّر قوله تعالى : { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } ( قلله : 45 ) أَي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإِسلام .
والجبّارُ : الذي يَقْتُلُ على الغَضبِ . وفي الحدِيث : ( كَثَافَةُ جِلْدِ الكافرِ أَربعُون ذِراعاً بذِرَاعِ الجَبّار ) ؛ أَراد به هنا الطَّوِيل ، وقيل : المَلِك ، كما يُقَال بذِراع المَلِك . قال القُتَيْبِيُّ : وأَحْسَبُه مَلِكاً من ملُوك الأَعاجِمِ كان تامَّ الذِّرَاعِ . وفي حديث خَسْفِ جَيْش ) البَيْدَاءِ : ( فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل ) ، وهو من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ .
____________________

(10/370)



وقال أَبو عُبَيْد : الجَبَائِرُ : الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة ، واحدتُا جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ ، وقال الأَعشى :
فأَرَتْكَ كَفًّا في الخِضَا
بِ ومَعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ
وأَصَابَتْه مُصيبَةٌ لا يَجْتبِرُها ، أَي لا مَجْبَرَ منها .
ونارُ إِجُبيرَ ، غير مَصْروف : نارُ الحُبَاحِبِ ، حكَاه أَبو عليَ عن أَبي عمْرٍ و الشَّيبانيِّ .
وحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ : جِنْبَارُ مِن الجبْر . قال ابن سِيدَه : هاذا نَصُّ لَفْظِه ، فلا أَدرِي مِن أَيِّ جَبْر عَنَى : أَمِن الجبْرِ الذي هو ضِدُّ الكَسْر ، وما في طريقه ، أَم مِن الجَبْر الذي هو خِلافُ القَدَرِ ؟ قال : وكذالك لا أَدرِي ماجِنْبارُ : أَوَصْفٌ أَم علَمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ ؟ ولولا أَنه قال : ( مِن الجَبْر ) لأُلْحقْتُه بالرباعِيِّ ، ولقلتُ : إِنَّها لغةٌ في الجِنْبَّارِ الذي هو فرْخُ الحُبَارَى ، أَو مُخَفَّفٌ عنه .
وزيادٌ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ ، من رجال البُخَارِيِّ .
والجِبَارُ ، بالكسر : جَمْع الجَبْرِ بمعنى المَلِكِ .
والجبِيرِيَّةُ : قريةٌ باليمن ، وقد دَخلتَها وفيها الفُقهاءُ بنو حُشْيبِر .
ومِن سَجَعَات الأَساس : وما كانت نُبُوَّةٌ إِلّا تَنَاسَخَهَا مُلْكُ جَبَرِيَّة . أَي إِلَّا تَجبَّرَ المُلُوكُ بعدَها .
ومِن المجاز : ناقَةٌ جَبّارةٌ ، أَي عظيمةٌ .
وجبَرْتُ فلاناً فاجْتَبَرَ : نَعَشْتُه فانْتَعَشَ .
واسْتَجْبَرتُه : بالَغْتُ في تَعَهّدِه .
وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجْبِرٌ .
والجَبْرُ في الحِسَاب : إِلحاقُ شَيْءٍ به إِصلاحاً لما يُرِيدُ إِصلاحَه .
وباجَبّارَةُ : قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ ، كبيرةٌ عامرةٌ ، قال ياقوت : رأَيتُها غيرَ مرْةٍ .
وفي قُضاعةَ جابِرُ بنُ كَعْب بن
____________________

(10/371)


عُلَيْمٍ ، وفي خَوْلانَ جابِرُ بنُ هِلال ، وفي غَنِيَ جابِرُ بنُ مالك ، وفي طَيِّءِ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلْسِلَةَ ، وجابِرُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ : بُطُونٌ .
وأَحمدُ بن عِمْرَانَ بنِ جَبِير كَأَمِيرٍ النَّسَفِيُّ ، حدَّثَ عن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ الشّاميِّ .
وبَنُو جُبُارَة بالضمّ : قبيلةٌ .
وساحِلُ الجَوَابِرِ : كُورَةٌ بمصرَ .
جتر : ( الجَيْتَرُ ، كحَيْدَرٍ ) أَهملَه الجوهريّ ، وقال الصَّغانيُّ : هو ( الرجلُ القَصِيرُ ) ، كذا في التكملة .
جثر : ( جاثِر ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال أَئِمَّةُ النَّسَبِ : هو ( ابنُ إِرَمَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ ، عليه السلامُ ) ، وهو أَبو ثَمُودَ وجَدِيسَ ، وقد انْقَرَضَا .
( ومَكانٌ جَثِرٌ ، ككتِف : فيه تُراب يُخَالِطُه سَبَخٌ ) ، عن ابن دُريْد ، ( أَو حِجارةٌ ) .
ووَرقٌ جَثْرٌ : واسِعٌ .
ججر : ( جَجارُ ، كسحاب ) أَهملَه الجوْهرِيُّ ، والجماعَةُ ، وهو هاكذا ضَبطَه الرُّشاطِيُّ ، وقيل ككِتَاب : ( ة ببُخاراءَ ) . قال ابن الأَثِير : ويقال : شجار ، ( منها صالِح بنُ محمّد بنِ صالحِ ) بنِ شُعيْب ( أَبو شُعيْبٍ الجَجَارِيُّ ) ، عن أَبي القاسم بن أَبي العقبِ الدِّمشقيِّ ، وعُمَرَ بنِ عليَ العتكَيِّ ، ( المُحدِّثُ العابِدُ ، مِن أرباب الكراماتِ ) ، وقَبرُه بها يُزار ويُتَبرَّك به ، وروى عنه القاضي أَبو طاهرٍ الإِسماعيليُّ ، ومحمّدُ بنُ عليِّ بن رمح وغيرُهما ، توفِّي سنة 400 ه .
____________________

(10/372)



وممّا يُستدركَ عليه :
جَنْجَرُ : بالنُّون بين الجِيمَيْن : إسم ناحِية من بلاد الرُّوم ، ويقال بالخاءِ ، وسيأْتي .
ويُسْتَدرك أَيضاً : جَوْجرُ ، كَجَوْهر : قريةٌ بالسَّمَنودِيَّة .
وجَجرَوانُ ، بالفتح : بالمُنوفِيَّةِ .
جحر : ( الجُحْرُ ، بالضمّ ) لكلِّ شيْءٍ يُحْتَفَرُ في الأَرض ، إِذا لم يكن من عِظَام الخَلْق . وفي المُحكَم : هو ( كلُّ شيْءٍ يَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسِّبَاعُ لأَنْفُسِهَا ) . قال شيخُنَا : وفُقَهَاءُ اللغة كأَبي منصورةٍ الثّعالبيِّ جعَلُوا الجُحْرَ للضبِّ خاصَّةً ، واستعمالُه لغيرِه كالتَّجوّزِ . ( كالجُحْرَانِ ) ، كعثْمانَ ، ونَظيرُه : جئتُ في عُقْبِ الشَّهْرِ وعُقُبانه . ( ج جِحَرةٌ ) ، بكسر ففتح ، ( وأَجْحَارٌ ) كأَصْحابٍ .
( وجَجَرَ الضَّبُّ ، كمَنَع : دَخلَه ) ، أَي جُحْرَه .
( و ) جَحَرَ ( فلانٌ الضَّبَّ : أَدخلَه فيه ، فانْجحرَ ) ، أي دَخَلَ ( وتَجَحَّرَ ) .
( كأَجْحَرَه ) المطَرُ ، أَي أَلْجَأَه حتى دَخَلَ جُحْرَه .
( و ) جَحَرَتِ ( الشمسُ ) للغُيُوب ، إِذا ( ارتفعتْ ) فأَزَى الظِّلُّ ، أَنشدَ الأَصمعيُّ لعُكَّاشَةَ بنِ أَبي مَسْعَدَةَ السَّعْدِيِّ :
قد وَرَدَتْ والظِّلُّ آزٍ قدْ جَحَرْ
جاءَتْ مِن الخَطِّ وجاءَتْ من هجَرْ
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( جَحَرَ الرَّبِيعُ ) إِذا احْتبسَ و ( لم يُصبْنا ) . وفي المُحْكَم : لم يُصِبْكَ ( مَطَرُه ) .
( و ) يقال : جَحَر عنّا ( الخيرُ ) ؛ إِذا ( تخلَّف ) ولم يُصِبْنا .
( و ) جَحَرَت ( العَيْنُ : غارَتُ ) ، وهو مَجازٌ .
____________________

(10/373)



( واجْتَحَر له جُحْراً ) ، أَي ( اتَّخَذَه ) .
( والجَحْرُ ، بالفتح : الغَارُ البعيدُ القَعْرِ ) ، نقلَه الصَّغَانيُّ .
( و ) الجَحْرَةُ ( بهاءٍ : السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ المُجْدِبَةُ ) القليلةُ المَطَرِ ؛ لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البُيُوت ، وقال زُهَيْرُ بن أَبي سُلْمَى :
إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالنّاسِ أَجْحَفَتْ
ونَالَ كِرَامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ
يريد بكرامِ المالِ الإِبلَ ؛ يقول : إِنها تُنْجَرُ وتُؤكَلُ لأَنهم لا يَجِدُون لَبَناً يُغْنِيهم ن أَكْلِها .
( ويُحَرَّك ) .
( وعَيْنٌ جَحْرَاءُ ) : غائِرَةٌ ( مُتَجحِّرةً ) ، وفي بعض النُّسَخ : مُنْجحِرةٌ في نُقْرَتِهَا . وفي الحديث في صِفَة الدَّجّال ؛ ( ليستْ عَيْنُه بناتِئَةٍ ولا جَحْرَاءَ ) ، قال الأَزهريُّ : هي بالخاءِ المُعْجَمة وأَنكر الحاءَ ، وسيأْتي .
( وأَجْحَرْتُه ) إِلى كذا : ( أَلْجَأْتُ ) .
والمُجْحَ : المُضْطَرُّ المُلْجَأُ ، وأَنشدَ :
يَحْمِي المُجْحَرِينَا
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَجْحَرتِ ( النُّجُومُ ) ، أَي نُجُومُ الشِّتَاءِ ، إِذا ( لم تُمْطِر ) ، قال الرّاجز :
إِذَا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه
واشتدَّ في غَيْرِ ثَرًى أَزُوُهُ
كذا في التَّهْذِيب .
( و ) من المجاز : أَجْحَرَ ( القَوْمُ ) إِذا ( دخَلُوا في القَحْط ) والشِّدَّة .
( وبَعِيرٌ جُحَارِيَةٌ ، كعُلَابِطَةٍ ) ، أَي ( مُجْتَمِعُ الخَلْق ) تامّه ، نقَلَه الصغانيّ .
( والجَوَاحِرُ : الدَّواخِلُ في الجِحَرةِ ) والمَكامِنِ .
____________________

(10/374)



( و ) الجَواحِرُ : المُتَخلِّفَاتُ مِن الوَحْش وغيرِها ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
فأَلْحَقَنَا بالهَادِيَاتِ ودُونَه
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تزَيَّلِ
وقيل : ( الجاجرُ ) من الدَّوابِّ وغيرهما : ( المتخلِّف الذي لم يَلْحَق ) ، ومنه : جَحَرَ فلانٌ تخَلَّف .
( والجَحْرَمَةُ ) : الضِّيقُ ، و ( سُوءُ الخُلُقه ، و ) المِيمُ زائدةٌ ، فهي فَعْلَمَةٌ ، وصرَّحَ بذالك الجوهريُّ وابنُ القَطّاع وغيرُهما ، وقد أَعاده المصنِّف في الميم أَيضاً ، ولم يُنَبِّه على زيادةِ الميم ، فلْيُنْظَرْ .
( والمَجْحَرُ : المَلْجَأُ والمَكْمَنُ ) . ومَجاحِرُ القَومِ : مَكَامِنُهم . وفي الأَساس : ومِن المَجز : دَخَلُوا في مَجَاحِرهِم ، أَي مَكَامِنِهم .
وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه :
الجُحْرَانُ ، كعُثْمَانَ : إسمٌ للفَرْجِ خاصَّةً : جيءَ فيه بالأَلف والنُّون تَمْيِزياً له عن غيرِه من الجِحَرَةِ ، قالَه ابن الأَثِير ، وعليه خُرِّجَ الحديثُ المَرْوِيُّ عن السّيِّدةِ عائشةَ رضي اللّهُ عنها ( إِذا حاضَتِ المرأَةُ حَرُمَ الجُحْرَانُ ) وَرواه بعضُ الناسِ بكسر النُّون على التَّثْنِيَةِ يُريدُ الفَرْجَ والدُّبُرَ ، ومعناه أَنْ أَحدَهما حرامٌ قبلَ الحيضِ ، فإِذا حاضتْ حَرُمَا جميعاً ، وذَكَرَه الزمخشريُّ في المَجاز ، وقال : حَرُمَ الجُحْرَانِ ؛ أَي اجتمعَ الإِثْنَانِ في الحُرْمةِ : قال : ومنه أَيضاً : حَصِّنِي جُحْرَكِ .
ومِن المَجاز أَيضاً : أَجْحَرَهم الفَزْعُ ، وأَجْحَرَتِ السَّنَةُ الناسَ : أَدْخَلَتْهم في المَضايِق .
جحبر : ( الجِحِنْبارُ ) أَهملَه الجوهريُّ ، قال أَبو حاتم : هو ( بكسرِ الجيمِ والحاءِ ) المُهملَة . قلتُ : ورُوِيَ إِعجامُها في كتاب العَيْن : ( نَبْتٌ ) .
( و ) عن الفَراءِ : الجِحِنْبارُ
____________________

(10/375)


( الرجلُ الضخْمُ ) ، وأَنشدَ :
فهو جِحِنْبَارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ
( و ) الجِحِنْبَارُ : ( العَظِيمُ الخَلْقِ ) مِن الرِّجال ، قلَه أَبو مِسْحَلٍ في نَوادِره ، ( أَو ) هو ( العَظِيمُ الجَوْفِ الواسِعُة ) ، قال الصَّغَاني : وهاذا أَشْبَهُ ؛ لأَنّ سِيبَوَيْهِ جَعَلَه صِفَةً .
( أَو ) هو ( القَصِيرُ ) القامَةِ ( المُجْفَرُ الواسِعُ الجَوْفِ ، كالجِحِنْبارَةِ ) ، بالهَاءِ ، ( ويُضَمْانِ ) ، واقتصرَ في العَيْن على القَصير من الرِّجال .
( والجَحَنْبَرةُ المرأَةُ القَصيرَةُ ) ، عن أَبي عَمْرو .
جحدر : ( الجَحْدَرُ ) : الرجلُ الجَعْدُ ( القَصيرُ ) ، والأُنْثَى جَحْدَرَةٌ .
( وجَحْدرهُ ) جَحْدَرَةً : ( صرَعه ودَحْرَجَه ) ، وهو مقْلُوبُه كجَحْدَلَه ، نقلَه الصَّغانيُّ .
( وتَجَحْدَرَ الطائرُ ) مِن وَكْره ، إِذا تَدَحْرَجَ ، أَي ( تَحَرَّكَ فطرَ ) ، عن الصَّغانيّ .
( والجُحَادِرِيُّ ، بالضمّ : العظيمُ ) من الرِّجال ، نقَلَه الصَّغَانيُّ .
( وجحْدَرٌ ، كجعْفَرٍ : رَجُلٌ ) ، وهو جَحْدرُ بنُ ضُبيْعَةَ بن قَيس بن ثَعْلَبةَ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ ، منهم : طالُوت بنُ عَبّاد الجَحْدَريُّ مَوْلَاهم ، وأَبو يَحْيَى كاملُ بنُ طَلْحَةَ الجَحْدَريُّ البَصْريُّ ، ومالكُ بن مِسْمَع ، وغيرُهم ، وعمَّتُهم بالبَصْرة .
وجَحْدَرٌ أَيضاً لَقَبُ أَحمد بن عبدِ الرَّحمان الكَفرتُوثيِّ ، عن بقيَّةَ .
جحشر : ( الجُحَاشِرُ ، بالضمّ ) ، أَهملَه الجوهَريُّ ، وقال الفَرّاءُ : هو ( الضَّخْمُ ) ، وأَنشد في صفَة إِبل :
تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزار الحاجِرِ
بمُقْنَعَ مِن رَأْسِها جُحَاشِرِ .
____________________

(10/376)



وقال الليث : الجُحَاشِرُ هو ( الحادِرُ ) الخَلْقِ ، ( الجَسيمُ ) العَظيمُ الجسْمِ ، العَبْلُ المَفاصِلِ ، العَظيمُ الخَلْق .
( و ) الجُحَاشِرُ : ( فَرَسٌ في ضُلُوعِه قِصَرٌ ) ، وهو في ذالك مُجْفَرٌ كإِجفارِ الجُرْشُعِ .
( كالجَحْشَر ، فيهما ) ، والجَحْرش ، ( ويُضَمُّ ) .
( و ) قال أَبو عُبَيْد : الجَحْشَرُ مِن صِفات الخَيْل ، و ( هي بهاءٍ ) ، قال : وإِن شئتَ قلت : حُجاشِرٌ ، والأُنثى جُحاشرَةٌ ، وأَنشدَ ابن سيدَه :
جُحَاشِرةٌ صَتْمٌ كأَنّ عِظَامَه
عَوَاثِمُ كَسْرٍ أَو أَسِيلٌ مُطَهَّمُ
وأَنشدَ أَبو عُبَيْد :
جُحَاشِرَةٌ صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّهَا
عُقَابٌ زَفَتْهَا الرِّيحُ فَتْخاءُ كاسِرُ
( وجُحْشُرٌ ، بالضمّ : إسمٌ ) ، نقلَه الصَّغانيُّ .
جخر : ( الجَخَرُ ، محرَّكةً : تَغَيُّرُ رائحةِ اللَّحْم ) ، هاكذا في التَّكْمِلَة ، وفي بعض النُّسخ : رائحةِ الفَمِ .
( و ) الجَخَرُ : ( رائحةٌ مكْرُوهَةٌ ) نَتِنَةٌ ( في قُبُل المرأَةِ ) . وعن ابن دُرَيْد : سَبَبُها مِن أفَسادِ الرَّحِم ، ( وهي جَخْرَاءُ ) ، من ذالك . وقال اللِّحْيَانيُّ : الجَخْرَاءُ من النِّسَاءِ : المُنْتِنَةُ .
( و ) الجَخَرُ : ( الإِتِّسَاعُ في البئْر ) ، وقد جَخَرَها يجْخَرُهَا جَخْراً ، وجَخَّرَهَا : وَسَّعهَا .
( و ) الجَخَرُ : ( خَلاءُ البَطْن ) ، قال الأَصمعيُّ في قولهم :
ببَطْنِه يَعْدُو الذَّكَرْ
قال : الذَّكَرُ من الخَيْل لا يَعْدُو إِلَّا إِذا كان بين المُمْتَليء والطَّاوي ؛ فهو أَقَلّ احتمالاً للجَخَر من الأُنثى ، والجَخَرُ : الخَلَاءُ ، والذَّكَرُ إِذا خَلَا
____________________

(10/377)


بَطْنُه انكسرَ وذَهَبَ نشاطُه .
( و ) الجَخِرُ : ( ككَتِف : الكثيرُ الأَكْل ) ، عن الصغانيّ ، ( والجَبَانُ ) رجلٌ جَخِرٌ : جَبَانٌ أَكُولٌ ، والأُنثى جَخِرَةٌ .
( و ) الجَخِرُ : ( القليلُ لَحْمِ الفَخِذَيْنِ ) من الرِّجال .
( و ) الجَخِرُ : ( الفاسِدُ العَقْلِ ) . كلُّ ذالك عن الصغانيّ .
( و ) الجَخِرُ : ( العاجِزُ ) .
( و ) الجَخِرُ : ( السَّمِجُ ) .
( و ) الجَخِرُ : ( السَّرِيعُ الجُوعِ ) .
وقد جَخِرَ جَخَراً ، إِذا زِعَ من الجُوع .
( والجَخْراءُ : د ، لبَنِي شِجْنَةَ ) بن عُطَارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْب .
( و ) الجَخْرَاءُ : ( المرأَةُ الواسعةُ ) البَطْنِ .
( و ) الجَخْرَاءُ : المرأَةُ الواسعةُ ( التَّفِلَةُ ) ، عن اللِّحْيَانيّ .
( و ) الجَخْرَاءُ ( من العُيُون : الضَّيِّقَةُ ) التي ( فيها غَمَصٌ ورَمَصٌ ) ، ومنه قِيل للمرأَة : جَخْراءُ ، إِذا لم تكن نَظِيفَةَ المَكَانِ ، وبه فُسِّرَ الحديثُ في صِفَة عَيْن الدَّجّال : ( أَعْوَرُ مَطْمُوسُ العَيْنِ ، ليستُ بناتِئَة ولا حَخْرَاءَ ) ويُرْوَى بالحاءِ المهملة ، وقد تقدَّم . وقال الأَزهريُّ بالخاءِ ، وأَنْكَرَ الحاءَ .
( والجاخِرُ : الوادِي الواسِعُ ) .
( وجَخَرَ ، كمَنَعَ : وَسَّعَ رَأْسَ بِئْرِه ، كأَجْخرَ ) وهاذه عن ابن الأَعرابيِّ ، ( وجَخَّرَ ) ، جَخْراً وإِجخَاراً وتَجْخِيراً .
( وأَجْخَرَ : أَنْبَعَ مَاءٌ كَثِيرا مِن ) وفي بعض الأُصول في ( غيسرِ مَوضع بِئْر ) .
( و ) أَجْخَرَ الرجلُ ، إِذا ( غَسَلَ دُبُرَهَ ولم يُنْقِ ) بعْدُ ، ( فَبَقِيَ ) لذالك ( نَتْنُه ) .
( و ) أَجْخَر ، إِذا ( تَزَوَّجَ امرأَةً
____________________

(10/378)


جَخْرَاءَ ) ، وهي الواسِعَةُ ، كلُّ ذالك عن ابن الأَعرابيِّ .
( وتَجَخَّرَ الحَوْضُ ) ، إِذا ( تَفَلَّقَ ) ، وفي بعض الأُصول المعتَمَدَة : تَلَفَّفَ ( طِينُه ، وذَهَبَ ماؤُه ، و ) في اللّسان بعد قوله ( طِينُه ) : و ( انْفَجَرَ ماؤُه ) .
( وجَخْرٌ ) بفتح فسكون : ( لا بسَمَرْقَنْدَ ) ، على ثلاثة فَراسخ منها ، وضبطَه أَئمَّةُ النَّسَبِ بالزاي والنون في آخره ، فليُنْظَر .
( وجَخِرَ جَوْفُ البِئْرِ ، كفَرِحَ : اتَّسَعَ ) .
وجَخرها : وَسَّعها .
( و ) عن ابن شُمَيْل : جَخِرَ ( الغَنَمُ ) جَخراً ، إِذا ( شَر 2 تْ على خَلاءِ بَطْنٍ ، فَتَخَضْخَضَ الماءُ في بُطونها ، فتَرَاهَاجَخِرَةً خاشِعَةً ) . كذا في النُّسَخ . وفي بعضها : خاسِفَةً ، ومثله في اللِّسَان والتَّكْمِلَة .
وممّا يُستدرَك عليه :
في التَّهْذِيب : والجُخَيْرَة تصْغِيرُ الجَخَرَةِ وهي نَفْحَةٌ تبقى في القندودَةِ إِذا لم تنق .
وجَخِرَ الفَرَسُ جَخَراً : امتلأَ بَطْنُه ، فذهَبَ نَشَاطُه وانْكَسَرَ .
جخدر : ( الجَخْدَرُ والجَخْدَرِيُّ ، بفتحهما ) ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقال ابن دُرَيد : ( و ) كذا ( الجُخَادِرُ ، بالضمُّ ) ، وهو ( الضَّخْمُ ) . ولم يذكر ابنُ دُرَيْدٍ الجَخْدَرِيَّ .
جدر : ( الجَدْرُ ) ، بفتحٍ فسكون : ( الحائِطُ : كالجِدَارِ ) ، بالكسر ، ووَرَدَ في قول عبدِ الله بنِ عُمَرَ : ( إِذا اشتريْت اللَّحْمَ يضحكُ جَدْرُ البَيْتِ ) ؛ قالوا : هو لغةٌ في الجِدَار . ( ج جُدْرٌ ) ، بضمتَيْن ، ( وجُدْرانٌ ) جَمْعُ الجمعِ ، مثل بَطْن وبُطْنَان . قال سِيبَوَيْه : وهو ممّا استغنَوْا فيه ببِنَاءِ أَكثرِ العَدَدِ
____________________

(10/379)


عن بناءِ أَقلِّه ، فقالوا : ثلاثَةُ جُدُرٍ .
( و ) الجَدْرُ : ( نَبْتٌ رمْلِيٌّ ) ، وهو كالحَلَمة غيرَ أَنه صغيرٌ يَتَرَبَّلُ ، يَنْبُتُ مع المَكْرِ ، قالَه أَبو حنيفةَ : ( ج جُدُورٌ ) ، بالضمّ ، قال العَجّاج ووَصَفَ ثَوْراً :
أَمْسَى بذَات الحَاذِ والجُدُورِ
وفي التَّهْذِيب : عن اللَّيْث : الجَدْر : ضَرْبٌ من النَّبَات ، الواحِدَةُ جَدْرَةٌ ، قال العَجّاج :
مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ
( وقد أَجْدَرَ المَكَانُ ) .
قال الأَزهَريُّ : ومِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ في القِفاف والصَّلاب ، فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها في أَول الرَّبِيعِ ، قيل : أَجْدرت الأَرْضُ ، وأَجْدَرَ الشَّجرُ ، فهو جَدْرٌ حين يطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه .
كتاب م كتاب ( و ) الجَدْرُ : ( حَطِيمُ الكَعْبَةِ ) ، لما فيه من أُصلِ حائِطِ البَيت . وفي الأَساس : وللحِجْر ثلاثةُ أَسماءِ : الحِجْرُ والحَطِيمُ والجدْرُ ، ( و ) هو ( أَصْلُ الجِدَارِ ) ؛ سُمِّيَ به لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِيءٌ . وفي الحديث : ( حتَّى يَبْلُغَ الماءُ جَدْرَه ) أَي أَصْلَه . والجمعُ جُدُورٌ . ( و ) قال اللِّحيانيّ : جَدْرُه : ( جانِبُه ) ، والجمعُ جُدُورٌ ، ، وأَنشدَ :
تَسْقِي مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِيفَتْهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِيِّ الماءِ مَطْمَومُ
( و ) الجَدْرُ : ( خُرُوجُ الجُدَرِيِّ ، بضمِّ الجيمِ وفتحِها ) ، لغتانِ ، وأَما الدّالُ فمفتوحةٌ على كلِّ حال ، وهو إسمٌ ( لقُرُوح في البَدَن تَنَفَّطُ ) عن الجِلْد ممتلئةٌ ماءً ، ( وتَقَيَّحُ ) ، وهو داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مرَّةً في العُمرِ . , قال شيخُنا : وقد قالوا : أَوَّلُ مَن عُذِّبَ به قومُ فرْعَوْنَ ، ثم
____________________

(10/380)


بَقِيَ بعدهم ، كمنا في المِصْباح . وقال عِكْرِمَةُ : أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ ما أُصِيب به أَبْرهةُ .
( وقد جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً ، حكاه اللِّحْيَانيُّ .
( وجُدِرَ ، كعُنِيَ ) جَدْراً . ( ويُشَدَّدُ ) .
قال شيخُنَا : وقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعةٌ ، وقلوا : إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ ، وهو لا يَأْتِي في العُمر إِلّا مرةً واحدةً ، فكيف يُشَدَّدُ ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها في شرح نَظْمِ الفَصِيح ، وأَشرتُ إِليها في شرح الدُّرَّة . ( وهو مَجْدُور ) الوَجْهِ ، ( ومُجَدَّرٌ ) وجَدِيرٌ .
( وأَرْضٌ مجْدَرَةٌ : كَثِيرَتُه ) . وقال اللِّحْيَانيُّ : ذاتُ جُدَرِيَ .
( والجِدْرُ ، بالكسر : نباتٌ ، لواحدةُ بهاءٍ ) . وقد أَجْدَرتِ الأَرضُ .
( و ) الجَدَرُ ( بالتَّحرِيك : سِلَعٌ تكون في البَدَن خِلْقَةً ) أَو البُثورُ النّاتِئَةُ ، عن اللِّحْيانيّ ، ( أَو ) آثارٌ ( مِن ضَرْبٍ ) مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان ، ( أَو مِن جِراحَةٍ ) ، وقيل : الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عن الجِلْد ، وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ ، وقد يُدْعَى ( النَّدب ) جَدَراً ولا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً ، ( كالجُدَرِ ، كصُرَدٍ ، واحدتُهما بهاءٍ ) .
وفي الصّحاح : الجَدَرَةُ : خُرَاجٌ ، وهي السِّلْعَةُ ، والجمعُ جَدرُ ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :
يا قَاتَلَ اللّهُ دُقَيْلاً ذا الجَدَرْ
وفي المُحكَم : فمَن قال : الجُدَرِيُّ ، نَسَبَه إِلى الجُدر ، ومن قال الجدريُّ نسَبَه إِلى الجَدر ، قال : وهاذا قولُ اللِّحْيانيِّ وليس بالحسن ، ( ج الأَجْدارُ ) .
( و ) الجَدَرُ : ( وَرمٌ يأْخُذُ في الحَلْق ) وعن ابن الأَعْرَابيِّ : الجَدَرَةُ : الوَرْمَةُ في أَصْل لَحْى البَعير . وقال النَّضْر : الجدَرةُ : غُددٌ تكونُ في عُنُق البَعِير ،
____________________

(10/381)


يسْقِيهَا عِرْقٌ في أَصْلهَا ، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان . وجمَلٌ أَجْدَرُ . وناقَةٌ جَدْراءُ . وقيل : هي في عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ ، وقيل : هي مِن البعِيرِ جُدرَةٌ ، ومن الإِنسان سِلْعةٌ ( وضَوَاةٌ ) .
( و ) الجَدَرُ : ( انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم في عُنُقِ الحِمَارِ ) جُدُوراً ) ، بالضَّمِّ . وفي التَّهْذِيب : جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً ، إِذا انْتَبَرَتْ ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ :
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
( و ) الجَدَرُ : ( حَبُّ الطَّلْعِ ) . وأَجْدَرَ الوَلِيعُ ، وجادرَ : أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ ، عن أَبي حنيفة ، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ ، واحدتُه جَدَرَةً ، وهي حَبَّةُ الطَّلْعِ .
( و ) الجَدَرُ ( أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ ) ، أَي في بَدَنه من البُثُور النّاتئَة ، وقد جَدِرَ ظ 2 هْرُه ، قالَه اللِّحْيَانيُّ .
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ ، وقد جَدِرتْ عُنُقُه ، كما في التَّهْذِيب .
( و ) الجَدرُ : ( هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ ) ، يقال : جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً ، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق وجدَّر العِنَبُ : صارَ حَبّه فُوَيْق النَّفَضِ .
( وفِعْلُهما كفَرِحَ ) لا غيرُ .
( والجدِيرُ : مكانٌ ) يُبْنَى حولَه . وقال اللَّيْث : ( بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ ) قال الأَعشى :
وتَبْنُونَ في كلِّ وادٍ جَدِيرَا
( و ) الجَدِيرُ : ( الخَلِيقُ ) ، يقال : هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا ، أَي خَلِيقٌ له . ( ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ ) والأُنثى جَدِيرَةٌ .
( وقد جَدُرَ ككَرُمَ ( جَدَارةً )
____________________

(10/382)


بالفتح . قال شيخُنَا وفيه رَدٌّ على النُّحَاة الذين يقولون : إِنّ ما أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ ، كما في التَّوْضِيح وغيرِه ، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه في حَواشِيه .
( وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ ) ، وكذالك الإثْنانِ والجَمْع ، وإِنها لمجْدَرَة بذالك ، وبأَن تَفْعَلَ ذالك ، وكذالك الإِثْنَتَانِ والجَمْع ، كلُّه عن اللِّحْيَانيّ ، وعنه أَيضاً : إِنِ لَجدِيرٌ أَن يَفْعَلَ ذالك ، وإِنهما لَجدِيرانِ . وقال زُهَيْر :
جَدِيرُون يَوماً أَنْ يَنَالُوا فيسْتَعْلوا
ويُقال للمرأَة : إِنّها لَجَدِيرَةٌ أَن تَفعَلَ ذالك وخَلِيقَةٌ ، وإِنهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدَائِرُ . ( و ) حُكِيَ عن أَبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ : إِنه ( مَجْدُورٌ ) أَن يفعَل ذلك ، جاءَ به على لَفْظ المفعول ولا فِعْلَ له . وقال غيرُه : هاذا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ لذالك ، ومَجْدَرَةٌ منه ، ( أَي مَخْلَقَةٌ ) منه أَن يفعلَ كذا ، أَي هو جَدِيرٌ بفِعْلِه .
( وجَدَرَه : جَعَلَه جَدِيراً ) نقلَه الصَّغَانِيُّ .
وأَجْدِرْ به أَن يفعلَ ذالك ، وما أَجْدَرَه .
( والجَدِيرَةُ : الحَظيرَةُ ) ، وهي كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا ، كالجَدَرَة ، محرَّكةً . وقيل : الجَديرَةُ : زَرْبُ الغَنَم . وعن أَبي زَيْد : كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر ، وهي الحَظيرَةُ أَيضاً ؛ فإِن كانت من حِجَارَة فهي جَديرةٌ ، وإِن كان من طِين فهو جدَارٌ .
( و ) الجَديرةُ : الطَّبيعَةُ ) .
( و ) الجِدارَةُ ( ككِتَابَة : وادٍ بالحِجَاز فيه قُرًى ) ومَساكنُ عامرةٌ .
( وجَدَرُ ، محرَّكَةً : ة بين حِمْصَ وسَلَميَّةَ ) تُنْسبُ إِليها الخَمْر ، قال أَبو ذُؤَيْب :
فما إِنْ رَحِيقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ
____________________

(10/383)



( والنَّسْبَةُ جَدَريٌّ ) على قياس ( وجَيْدَريٌّ ) على غير قياسٍ ، قال مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ :
أَلَا يا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ
وقبلَ ودَاع من زُنَيْبَةَ عاجلِ
أَلَا يا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً
بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي
هاكذا أَنشدَه ابن بَرِّيَ . والفَيْهَجُ هنا : الخَمْر ، وأَصلُه ما يُكالُ به الخْمر ، وقد قيل إِن جَيْدَرَ موضعٌ هناك أَيضاً ، فإِن كانت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إِليه فهو نَسَبٌ قياسيٌّ ، كما في اللِّسَان .
( والجَدَرَةُ ، محرَّكَةً : حَيٌّ مِن الأَزْد ) ، وهم بنو عامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَة ، ومن قال : ابن عمرو مِن حُزَيْمَةَ فقد أَخطأَ ؛ كذا حَقَّقه السهَيْليُّ في الرَّوْض . قلتُ : وخثعمة هاذا هو ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِيُّ ؛ ( سُمُّوا به لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبة ، عَظَّمَها اللّهُ تعالَى ) وشَرَّفها ، ( أَو حِجْرَها ) وهو الحطيم . وقال أَهلُ الأَنساب : دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ ، وصَدَّعَ بُنْيَانَها ، ففَزعتْ قُريشٌ إن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذهَبُ بشَرَفهم ودِينهم ، فبنَى عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل ، يُسَمَّى الجَادِرَ . وقال شيخُنَا : والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ ، ككاتِب وَكَتَبَة ثم سَمَّوُا القَبيلَةَ . قلْتُ : ويجوزُ أَن يكونَ إِلى الجَدِير ، وهو المكان الذي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ ، وأُرِيدَ به الحَطِيمُ ، كما قالوا في ثَقِيف ثَقَفِيّ .
( و ) جَدَرةُ ، ( بلا لام : والِدَةُ قُصَيِّ بنِ كِلاب ) ، واسمُهما فاطمةُ بنتُ عوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَيِلِ بنِ الجَدرَةِ ، وهم حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ ، قالَه ابنُ الأَثِير والأَمِيرُ .
( وجَدَرَ الشَّجَرُ خَرَجَ ثَمَرُه
____________________

(10/384)


كالحِمِّصِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . ( و ) جَدَرَ ( النَّبْتُ ) والشَّجَرُ ( طَلَعَتْ رُؤُوسه ) في أَول الرَّبِيع ، ( كأَنَّه الجُدَرِيُّ ) ، فهو مَجازٌ ( كجَدُرَ ككَرُمَ ) جَدارَةٌ ( وأجْدَرَ ) ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ ، ( وجَدَّرَ فيهما ) وجادَرَ ، الأَخِيرُ عن أَبي حنيفة ، وقال الطِّرِمَّاح :
فآلَيْتُ أَلْحَى عاشقاً ما سَرَى القَطَا
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُرُ ، إِذا خَرَجَ في كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظافِيرِ الطَّيْرِ .
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ : أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ .
وقال اللَّيْث : أَجْدَرَ الشَّجَرُ فهو جَدْرٌ ، حين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه .
( و ) عن ابنِ بُزُرْجَ وجَدَرَتِ ( اليَدُ ) تَجْدُرُ ، ونَفِطَتْ ، ( مَجَلَتْ ) ، كلُّ ذالك مفتوحٌ ، وهي تَمْجَلُ ، وهو المَجَلُ .
( و ) جَدَرَ ( الجدارَ ) يَجْدُرُ : حَوَّطَه ) .
( و ) جَدَرَ ( الرجلُ : توارَى بالجِدار ) ، حكاه ثَعْلبٌ ، وأَنشد :
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا
في الرَّضْمِ لا يَتْرُكُ منه حَحَرَا
إِلَّا مَلأَه حِنْطَةً وجَدَرَا
قال : هاذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها .
( واجْتَدَرَ : بنَاه ) ، قال رُؤْبة :
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ
____________________

(10/385)



( وجَدَّرَه تَجْدِيراً : شَيَّدَه ) ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيّ :
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
كأَنَّهم في السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ
قيل : أَرادَ : ذي الحائطِ المُجَدَّرِ ، ويجوزُ أَن يكون أَراد : ذي التَّجْدِيرِ ؛ أَي الذي جُدِّرَ وشُيِّدَ ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ ، أَنشدَ سِيبَوَيْهِ :
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ ما لَقِيتُ
أَي إِنْ التَّوْقِيَةَ .
( والجَيْدَرُ : القَصِيرُ ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ ) ، وقد يقال له : جَيْدَرَةٌ ، على المُبَالَغة ، قال الفارسيّ : وهاذا كما قالوا : دَحْدَاحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ . وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ ، وأَنشدَ يعقوبُ :
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ
عَضَادٌ ولا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
( والمَجْدُورُ : القليلُ اللَّحْمِ ) ، وَمن به آثارُ ضَرْبٍ أَو سِياط .
( وذ جَدْرٍ ) بفتح فسكون جاءَ ذِكْرُه في الحديث ، وهو ( مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ ) ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ والسلام ، على ستةِ أَميال منها ، ناحيةَ قُبَاءٍ ، كانت فيه لِقاحُ النَّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم لما أُغِيرَ عليها .
( والمِجْدَارُ ) كمِحْرابٍ : ( ما يُنْصَبُ في الزَّرْعِ مَزْجَرَةً للسِّباع ) والطَّيْرِ ، قال :
اصْرِمِينِي يا خِلْقَةَ المِجْدارِ
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
( وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ ، محرَّكةً : أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا ) ، أَي العربيِّ . قال شيخُنا : وسيأْتي له في ( مّ ) أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ ، وجَزَمَ به جماعةٌ ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ : هل هو خِلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ ؟ قال :
____________________

(10/386)


وهاذه الأَوَّلِيَّةُ فيها خِلافٌ طويلُ الذَّيْلِ ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه ، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ في أَوَّلِيَّاتِه ، وسيأْتي طَرَفٌ منه إِن شاءَ اللّهُ تعالَى . قلتُ : وهاذه العبرةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لابن دُرَيْد ، قال فيها : أَوْلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هاذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ ، الطّائِيّانِ ، ثم سَعْدُ بنُ سَيَلٍ ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فيما يُناسِبُ ذِكْره في مَحَلِّه .
( وعامِرُ الأَجْدَارِ : أَبُو حَيَ ) مِن كَلْبٍ ؛ سُمِّيَ به ( لأَنَّه كان عليه جَدَرَةٌ ) ، أَي سِلْعَةٌ ، وهو عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ عَوف بنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الّلاتِ ، وهاذا الذي ذَكَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْميَة ؛ فقد صَرَّحَ به ابنُ دُرَيْد ، ورَدَّ على ابن الكَلْبيّ حيث قال : لأَنه كان جالساً بجَنْب جِدار إِلى آخرِه ، فراجِع المعجمَ
( وجُدْرَةُ ، بالضمّ : ابنُ سَبْرَةَ ) العتَقِيُّ ، شَهِدَ فتحَ مِصْرَ ، ( صَحابِيٌّ ) ، هاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولَا بالدّال المهملة .
( وجَنْدَرَ الكِتَاب : أَمَرَّ القَلَم على ما دَرَسَ منه ) لِيَتَبيَّنَ . ( و ) كذالك ( الثَّوْبَ ) إِذا ( أَعادَ وشْيَه بعد ذَهابِه ) ، وهو مأْخوذٌ من الصّحاح ، قال : وأَظُنُّه معرَّباً .
( وأَبو قِرْصافَةَ جَنْدَرةُ بنُ خَيْشَنَةَ ) الكِنَانِيُّ ( صَحابِيٌّ ) ، نَزلَ عَسْقَلَانَ ، رَوَتْ عنه بِنْتُه .
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ يُوسُفَ المقرىء الجَنْدَرِيُّ محدِّثٌ ، رَوى عن أَبي بكرٍ الخَرائِطِيِّ .
وممّا يُستدرَك عليه :
شاةٌ جَدْراءُ : تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عن داءٍ بُصِيبُهَا ، وليس مِن جُدَرِيَ .
وفي الحديث : ( الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ
____________________

(10/387)


الأَرْضِ ) ؛ شَبَّهَهَا به لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ كما يَظْهَرُ الجُدَرِي مِن باطِن الجِلْد ، وأَراد به ذَمَّها .
وأَجْدَرتِ الأَرضُ ، إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها .
وشَجَرٌ جَدَرٌ .
وجادَرَ الطَّلْعُ : طَلَعَ حَبُّه .
والجَدَرَةُ ، محرَّكةً : حَظيرَةُ الغَنَم .
والجُدُرُ ، بضمتَيْن : الحواجزُ التي بين الدِّيارِ ، المُمْسِكَةُ الماء .
وجُدُورُ العِنَبِ حوَائِطُه .
وجدْرَا الكِظَامةِ : حَافَتَاهَا ، وقيل : طِينُ حافَتَيْهَا .
والتَّجْدِيرُ : القِصَرُ ، ولا فِعْلَ له قال :
إِني لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الكَمِيِّ علَى
ما كانَ في زَمَنِ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ .
أَعادَ المَعْنَيَيْنِ لاختلافِ اللفظَيْن ، كما قاله :
وهِنْنٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
كذا في اللِّسان .
والمُجَدَّرُ : لَقَبُ نصْرِ بنِ زَيْد ، رَوَى عن مالك وشَرِيك .
والمجَنْدِر : لَقَبُ أَبي القاسِم يَحيَى بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغداديِّ ، مِن جنْدَرَةِ الثِّيَابِ ، رَوَى عَنْه السّمْعَانيُّ .
وجَدِرَ البعيرُ ، كفَرِحَ ، فهو أَجدر ، والناقةُ جَدْراءُ ، مِن الجُدَرَةِ وهي السِّلْعَةُ .
وجُدَارَةُ ، بالضمّ : أَخو خُدْرَةَ في بَنِي النَّجَّار ، نقلَه السُّهَيْلِيُّ في غَزْوَة بَدْر ، عن ابن إِسحاق ، والمشهورُ بالخاءِ ، كما سيأْتي .
والمُجَدَّرَةُ ، كمُعَظَّمة : طعامٌ لأَهل الشامِ .
وقَطِيعَةُ بَنِي جِدَارٍ : مَحَلَّةٌ ببغدادَ ،
____________________

(10/388)


منها أَبو بكرٍ أَحمدُ بن سندي بنِ الحَسَنِ البغداديُّ ، صَدُوقٌ ، تَرْجَمه الخطيبُ في تاريخه .
وجِدَارٌ : صحابيُّ رَوى عنه يَزَيدُ بنُ شَجرَةَ .
وجِدَارٌ العُذْريُّ : تابعيُّ .
وجِدارُ بن بَكْرةَ عن جَدِّه ، وعنه محمّدُ بنُ جعفرٍ الكِنانيُّ .
جذر : ( الجَذْرُ ) بفتح فسكون : ( القَطْعُ ) ، يقال : جَذَرَ الشيْءَ جَذْراً ، إِذا قَطَعَه .
( و ) الجَذْرُ : ( الأَصْلُ ) من كلِّ شيْءٍ ( أَو ) هو ( أَصْلُ اللِّسانِ ، و ) أَصْلُ ( الذَّكَرِ ) . قال شَمِرٌ : إِنِ لَشَديدُ جَذْر اللِّسَان ، وشَديدُ جذْر الذَّكَر ، أَي أَصْلِه ، قال الفرزدق :
رَأَتْ كَمَراً مثلَ الجَلَامِيدِ أَفْتَحَتْ
أَحاليلَها حتى اسْمأَدَّتْ جُذُورُهَا
( و ) الجَذْرُ : أَصْلُ ( الحِسَابِ ) والنَّسَب ، ( ويُكْسَرُ فيهنّ ، أَو في أَصْل الحِسَاب بالكسر فقط ) ، بالفَتْحُ عن الأَصمعيِّ ، والكسرُ عن أَبي عمْرٍ و في الكلِّ . وقال ابن جبَلَةَ : سأَلتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عنه ، فقال : هو جَذْرٌ ، قال : ولا أَقول جِذْر .
وفي الأَساس : يقال : ما جَذْرُ هاذا العَددِ وما جُدَاؤُه أَي أصلُه ومَبْلَغُه . إِذا ضَرَبَ ثلاثةً في ثلاثة ؛ فالجَذْرُ الثلاثةُ ، والجُداءُ التِّسْعةُ .
وفي اللِّسان : والحِسابُ الذي يُقال له عشَرَةٌ في عَشَرة ، وكذا في كذا ، تقول :
____________________

(10/389)


ما جَذْرُه ؟ أَي ما يبلغُ تَمامُه ؟ فتقول : عشرةٌ في عشرة مائةٌ ، وخمسةٌ في خمسة خمسةٌ وعشرون ؛ أَي فجَذْرُ مائة عشرةٌ ، وجَذْرُ خمسة وعشرين خمسةٌ ، وعشرةٌ في حساب الضَّرْب جَذْرُ مائة .
( و ) الجَذْرُ : ( الاسْتِئْصَالُ ) ، يقال : جَذَرتُ الشيءَ جَذْراً ، استأْصلتُه ، ( كالإِجْذَار ) ، عن أَبي زَيْد .
( و ) الجَذْرُ : ( مَغْرِزُ العُنُقِ ) ، عن الهَجَريّ ، وأَنشدَ :
تَمُجُّ ذَفارِيهنَّ ماءً كأَنَّه
عَصِيمٌ على جَذْرِ السَّوالفِ مُغْفُرُ
( ج جُذُورٌ ) بالضمّ .
( والجُؤْذُرُ ) ، بضمّ الجيم والذال مهموزاً ( وتُفْتَحُ الذّالُ ) أَيضاً ، ( والجيذَرُ ) ، بكسر الجيم وسكون التحتيَّةِ ، وفي بعض النُّسَخ بفتح الجيمِ ، ( والجُوذَرُ ، بالواو ) من غير هَمْز ( كفُوفَل ، و ) الجَوْذَرُ ، مثلُ ( كَوْكَب ، والجَوْذِرُ ، بفتحِ الجيم وكسرِ الذّالِ ) ، فهي سِتُّ لغات ، ذَكَر الجوهَريُّ منها لُغَتَيْن ، وزاد الصغانيُّ اثنتَيْن ، وهما كفُوفَل وكَوْكَبٍ ، وهي ( ولَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ ) ، كذا في الصّحاح ، والجمعُ جآذِرُ .
( وبَقَرَةٌ مُجْذِرٌ ) ، كمُحْسِنٍ : ذات جُوذَرٍ . قال ابن سِيدَه : ولذالك حَكَمنا بزيادة همزةِ جُؤْذر ، ولأَنها تُزاد ثانية كثيراً . وحَكَى ابنُ جِنِّي أَنْ جَوْذَراً مثْل كَوْثَرٍ لغةٌ في جُؤْذَر ، وهاذا مما يَشهدُ له أَيضاً بالزِّيادَة ؛ لأَن الواو ثانيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة .
والجَيْذَرُ : لغةٌ في الجَوْذَرِ ، قال ابن سِيدَه : وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَرَ عربيّان ، والجُؤْذُر والجُؤْذَرُ فارسيّانِ .
( وانْجَذَرَ ) الحَبْلُ والصّاحِبُ ،
____________________

(10/390)


ومن كلِّ شيْءٍ ( انْقَطَعَ ) قال الشاعر :
يا طَيْبَ حالَ قضاءُ اللّهِ دُونكمُ
واسْتحْصَدَ الحَبْلِ مِنْكِ اليوم فانْجَذرَا
( واجْذَأَرَّ ) كاقْشعَرَّ : ( انْتصَبَ ) فلم يبْرَحْ ، هو مُجْذئِرٌّ ، قاله ابن بُزرْج .
وعن اللَّيْث : اجْذأَرَّ : انْتصَبَ ( للِسّبَابِ ) والمُخاصَمَةِ ، قال الطِّرِمّاح :
تَبيتُ على أَطْرَافِهَا مُجْذئِرَّةً
تُكابِدُ هَمًّا مثلَ هَمِّ المُرَاهِنِ
( و ) اجْذأَرٌ ( النَّبَات : نبَتَ ولم يَطلُ ) ، فهو مُجْذئِرٌّ .
( والجَيْذَرَة : سَمَكةٌ كالزَّنْجِيِّ الأَسْوَدِ الضَّخْمِ ) القصِيرِ .
( والمُجَذَّرُ : كمُعظَّمٍ ) : لقبُ ( عبد اللّهِ بنِ ذِيَادٍ ) ككِتابٍ ( البَلَوِيّ ) قتلَ سُوَيْدَ بن الصّامِتِ في الجاهليّة ، فهاج قتلُه وَقعةَ بُعاث ، ثم استشهِدَ يومَ أُحُد ، قتله الحارثُ بنُ سُوَيْدِ بنِ الصامتِ بأَبِيه ، وارتدَّ ولَحِق بمكّة ، ثم أَتَى مُسْلِماً بعد الفَتْح ، فقتلَه النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم بالمُجَذَّر ، بأَمْرِ جبريل عليه السَّلامُ ، فيما وَرَدَ . ( وعَلْقمَةُ بنُ المُجَذَّرِ ) ، واسمُه الأَعْوَرُ بنُ جَعْدَة ( الكِنانِيُّ ) المُدْلجيا ، استعمله النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم على سَرِيَّة ، ( صَحَابِيّانِ ) .
( و ) المُجَذَّرُ : ( القصِيرُ الغلِيظُ ، الشَّثْنُ الأَطْرَافِ ) ، وزاد في التَّهْذِيب : من الرِّجَال ، والأُنثى بالهَاءِ ( كالجَيْذَرِ ) . وأَنشد أَبو عَمْرو لأَبي السَّوْداءِ العِجْلِيّ :
تعَرَّضتْ مُرَيْئَةُ الحَيّاكِ
لناشِيءٍ دَمَكْمَكٍ نَيّاكِ
البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوّاكِ
( أَو هاذه ) ، أَي الجَيْذر ، ( بالمهملَة ،
____________________

(10/391)


ووهِمَ الجوهريُّ ) في إِعجام الذّالِ منها . قال شيخُنا :
> وجَزَم القاضِي زَكَرِيّاءُ في حَاشِيَتِه على البَيْضَاوِيِّ بأَنه بالموحَّدة بعد الجِيم والذّال المعجَمَة ، وتَبِعَه السُّيُوطِيُّ في حاشِيَتِه ، وتَعَقَّبَهما الخَفَاجِيُّ وعبدُ الحَكِيم . أَي في أَصْلها .
والجَذْرُ أَصلُ شَجَرَةٍ .
وعن ابن جَنْبَةَ : الجَذْرُ جَذْرُ الكلام ، وهو أَن يكونَ الرجلُ مُحَكَّماً لا يستعينُ بأَحَد ، ولا يَرُدُّ عليه أَحدٌ ، ولا يُعَابُ ، فيقال : قاتَلَه اللّهُ كيف يَجْذِرُ في المُجَادَلَة : وفي حديث الزُّبَيْر : ( احْبس الماءَ حتى يَبْلُغَ الجَذْرَ ) ؛ يريدُ مَبْلَغَ تَمَامِ الشُّرْب ؛ مِن جَذْر الحسَاب . وقيل : أَرادَ أَصْلَ الحائط . والمحفوظُ بالدّال المهملَة وقد تقدَّم . وفي حديث عائشة : ( سأَلتُه عن الجَذْر ، فقال : هو الشّاذَرْوَانُ الفارغُ من البناءِ حَولَ الكعبةِ ) .
والمُجْذَئِرُّ مِن القُرُون حين يُجَاوِزُ النُّجُومَ ولم يَغْلُظ .
ومن النّبات : الذي نَبَت ولم يَطُلْ .
والمُجْذئِرُّ أَيضاً : الوَتِدُ .
والجِذْرِيَّة ، بالكسر : السِّنُّ التي بعد الرَّبَاعِيَةِ .
والجِذُرَة ، بالكسر : بَطْنٌ مِن كَعْب بن القَيْن .
____________________

(10/392)



وجُذْران ، كعُثمان : بَطْنٌ من غافِق ، منهم : أَبو يعقوبَ إِسحاقَ بن يَزيد الجُذْرانيُّ .
جذمر : ( الجُذْمُورُ ، بالضَّمّ : أَصْل الشيْءِ ، أَو أَوَّله ) وحِدْثانه ، ( أَو ) هو ( القِطْعَة مِن ) أَصْل ( السَّعَفة تَبْقَى في الجِذْع إِذا قُطِعَتْ ) أَي السَّعَفة ، ( كالجِذْمار ) ، بالكسر ، وكذلك إِذا قُطِعتِ النَّبْعَةُ فبَقيَتْ منها قِطْعَةٌ ، ومثله اليَدُ إِذا قُطِعَتْ إِلا أَقلَّهَا .
وفي التَّهْذيب وما بقِيَ من يَدِ الأَقْطع عند رأْسِ الزَّنْدَيْن جُذْمُورٌ . يقال : ضَرَبَه بجُذْمُوره وبقِطْعَته ، قال عبدُ الله بن سَبْرَة يَرْثِي يَدَه :
فإِنْ يَكنْ أَطْرَبُونُ الرُّومِ قَطَّعها
فإِنّ فيها بحمَدْ الله مُنْتفَعَا
بَنَانَتان وجُذْمُورٌ أُقِيمُ بها
صَدْرَ القَنَاةِ إِذا ما صارِخٌ فَزِعَا
وعن ابن الأَعْرَابيّ : الجُذْمُورُ : بَقِيَّةُ كلِّ شيْءٍ مَقطوعٍ ، ومنه جُذْمُنرُ الكِبَاسَةِ .
( ورَجُلٌ جُذَامِرٌ ، كعُلابط : قطّاعٌ للعَهْد ) والرَّحِم ، قال تأَبَّط شرًّا :
فإِنْ تَصْرِميني أَو تُسِيئِي جَنَابَتي
فإِنِّي لصَرّامُ المُهِينِ جُذَامِرُ
( و ) يقال : ( أَخَذه ) ، أَي الشيْءَ ( بجُذْمُوره ، وبجَذَاميره ، أَي بجَمِيعه ) ، وقيل : أَخَذَه بجُذْمُوره ، أَي بحِدْثانِه . وقال الفرّاءُ : خُذْه بجِذْمِيرِه وجِذْمارِه وجُذْمُورِه ، وأَنشدَ :
لعَلَّك إِنْ أَرْدَدْت مِنها حَلِيَّةً
بجُذْمُورِ ما أَبْقَى لك السَّيْفُ تَغْضَبُ
جرر : ( *!الجَرُّ : الجَذْبُ ) *!جَرَّه *!يَجُرُّه *!جَرًّا ، *!وجَرَرْت الحَبْلَ وغيرَه *!أَجُرّه *!جَرًّا .
*!وانْجَرَّ الشيْءُ : انْجَذَبَ .
( *!كالاجْتِرارِ ) . يقال : *!اجْتَرَّ الرُّمْحَ ،
____________________

(10/393)


أَي*! جَرَّه . ( *!والاجْدِرارِ ) ، قَلبُوا التاءَ دالاً ، وذالك في بعض اللّغاتِ ، قال :
فقلْتُ لصاحِبِي لا تَحْبِسَنَّا
بِنَزْع أُصُولِه *!واجْدَرَّ شِيحَا
ولا يقال في اجْترَأَ : اجْدَرَأَ ، ولا في اجْترَح اجْدَرَح .
( *!والاسْتِجْرار *!والتَّجْرِيرِ ) ، شدَّدَ الأَخِيرَ للكثْرَةِ والمبالغةِ .
*!وجَرَّرهَ *!وجَرَّر به ، قال :
فقلْت لها : عِيثِي جَعَارِ *!-وجَرِّرِي
بلَحْمِ امْرِىءٍ لم يَشْهَدِ اليومَ ناصِرُهْ
( و ) *!الجَرُّ : ( ع بالحِجَاز في دِيار أَشْجَعَ ) ، كانت فيه وَقْعَةٌ بينهم وبين سُليْم .
( وعَيْن *!الجَرِّ : د ، بالشّام ) ناحية بَعْلبَكَّ .
( و ) الجَرُّ : ( جَمْع *!الجَرَّةِ من الخَزَف : كالجِرَار ) ، بالكسر . وفي الحديث : ( أَنّه نَهَى عن شُرْبِ نَبِيذِ *!الجَرّ ) . قال ابن دُرَيْد : المعروف عند العربِ أَنّه ما اتُّخِذ من الطِّين ، وفي رواية : ( عن نَبِيذِ *!الجِرَار ) ، قال ابن الأَثِير : أَرادَ بالنَّهْي *!الجِرارَ المَدْهُونة ؛ لأَنها أَسرَع في الشِّدَّة والتَّخْمِير . وفي التَّهْذِيب : الجَرُّ : آنِيَةٌ مِن خَزَفٍ ، الواحِدَة *!جَرَّةٌ ، والجَمْع *!جَرٌّ *!وجِرَارٌ .
*!والجِرَارَةُ : حِرْفَةُ *!الجَرّار .
( و ) *!الجرُّ : ( أَصْلُ الجبَل ) وسَفْحهُ : والجمعُ *!جِرَارٌ ، قال الشاعر :
وقد قَطَعْتُ وَادِياً *!وجَرَّا
وفي حديث عبدِ الرحمان : ( رأَيتهُ يومَ أُحُدٍ عند *!جرِّ الجَبَل ) ، أَي أَسْفله . قال ابن دُرَيْد : هو حيثُ عَلَا من
____________________

(10/394)


السَّهْل إِلى الغِلَظ : قال :
كم تَرَى بالجَرِّ من جُمْجُمَةٍ
وأَكُفَ قد أُتِرَّتْ وجَرَلْ
وهو مَجازٌ ، كما يقال : ذَيْلُ الجَبَل ، ( أَو هو تَصْحيفٌ للفَرّاءِ ، والصَّوابُ الجُراصِلُ ، كعُلَابطٍ : الجَبَلُ ) ، والعَجَبُ من المصنِّف حيثُ لم يذكر الجُرَاصلَ في كتابه هاذا ، بل ولا تَعَرَّضَ له أَحدٌ من أَئمَّة الغَريب ، فإِذاً لا تَصْحِيفَ كما لا يَخْفَى .
( و ) *!الجَرُّ : ( الوَهْدَةُ من الأَرض ) ، والجمْع جِرَارٌ .
( و ) *!الجَرُّ أَيضاً : ( جُحْرُ الضَّبُعِ والثَّعْلَب ) واليَرْبُوع والجُرَذ ، وحَكَى كُراع فيهما جميعاً : الجُرّ ، بالضّمّ ، ( و ) يقال في قول الشاعر :
أَعْيَا نُطْنَاه مَنَاطَ الجَرِّ
دُويْنَ عِكْميْ بازلٍ جِوَرِّ
أَرادَ *!بالجَرِّ ( الزَّبِيلَ ) يُعَلَّقُ من البعِير ، وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرةِ .
( و )*! الجَرُّ : ( شيءٌ يُتَّخَذُ مِن سُلاخَة عُرْقُوبِ البَعِير ، وتَجْعَلُ المرأَةُ فيه الخَلْعَ ، ثم تُعَلِّقُه مِنْ مؤَخَّرِ عِكْمِهَا فيتذَبْذبُ أَبداً ) ، وبه فُسِّرَ قَولُ الراجِز أَيضاً .
( و ) الجَرُّ : ( حَبْلٌ يُشَدُّ في أَداةِ الفَدّانِ .
( و ) الجَرُّ : ( السَّوْقُ الرُّوَيْدُ ) ، والسَّحْبُ الهُوَيْنَا ، يقال : فلانٌ *!يَجُرُّ الإِبلَ ، أَي يسوقُها سوْقاً رُوَيْداً ، قال ابنُ لَجَإٍ :
*!تَجُرُّ بالأَهْوَنِ مِن إِدْنائِها
جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْي مِنْ خِفائِها
____________________

(10/395)



( و ) *!الجَرُّ ( أَنْ تَرْعَى الإِبلُ و ) هي ( تَسِيرُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
لا تُعْجلاها أَنْ *!تَجُرَّ *!جَرَّا
تَحْدُرُ صُفْراً وتُعْلِّي بُرَّا
وقد *!جَرَّت الإِبلُ *!تَجُرُّ *!جَرًّا ، ( أَو ) *!الجَرُّ ( أَن تَرْكَبَ ناقةً وتَتركَها تَرْعَى ) ، وقد *!جَرَّها *!يَجُرَّها ، ( *!كالانْجِرار فيهما ) ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيّ :
إِنِّي على أَوْنِيَ *!-وانْجِرارِي
وأَخْذِيَ المَجْهُولَ في الصَّحارِي
أَؤُمُّ بِالمَنْزِلِ والدَّرَارِي
أَراد بالمنزل الثُّرَيّا .
( و ) الجَرُّ : ( شَقُّ لِسانِ الفَصيلِ ؛ لئلَّا يَرْتَضِعَ ) ، وهو مَجْرُور ، قال :
على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ
لم تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ
( الإِجْرارِ ) ، عن ابن السِّكِّيت . وقال بعضُهم : الإِجرار كالتَّفْلِيك وهو أَن يجعلَ الرّاعِي من الهُلْب مثلَ فَلْكَة المِغْزَلِ ، ثم يَثقُبَ لسانَ البَعيرِ ، فيجعلَه فيه ؛ لئلّا يَرْتَضِعَ ، قال امْرُؤُ القَيْسِ يصفُ الكِلَابَ والثَّوْرَ :
فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه
كما خَلَّ ظَهْر اللِّسَانِ *!المُجِرّ
وقال الأَصمعيّ : *!جُرَّ الفَصيلُ فهو *!مجْرُورٌ ، *!وأُجِرَّ فهو *!مُجَرٌّ ، وأَنشدَ :
وإِنِّي غيرُ *!مَجْرُور اللِّسَانِ
( و ) من المَجاز : *!الجَرُّ : ( أَن تَجُرَّ الناقةُ وَلدَهَا بعدَ تَمامِ السَّنَةِ شَهْراً أَو شهرَيْن أَو أَربَعِينَ يوماً ) فقط ، ( وهي *!جَرُورٌ ) . وفي المُحكَم : *!الجَرُورُ من الإِبل : التي *!تَجُرُّ وَلَدَها إِلى أَقصى الغايةِ ، أَو تُجَاوِزُها .
*!وجرَّتِ النّاقةُ *!تَجُرُّ *!جَرًّا ، إِذا أَتَتْ على مَضْرَبها ، ثم جاوَزَتْه بأَيَّام ، ولم تُنْتَجْ .
____________________

(10/396)



وقال ثعلبٌ : الناقَةُ *!تَجُرُّ وَلدَهَا شهراً ، ويقال : أَتَمُّ ، ما يَكُونُ الوَلدُ إِذا *!جَرّتْ به أُمّه . وقل ابن الأَعرابيُّ : *!الجَرُورُ التي *!تَجُرُّ ثلاثَةَ أَشهر بعد السَّنَة ، وهي أَكرَمُ الإِبل ، قال : ولا *!تجُرُّ إِلّا مَرابيعُ الإِبل ، فأَمّ المَصَاييفُ فلا *!تَجُرُّ ، قال : وإِنما *!تَجُرُّ من الإِبل جُمْرُها وصُهْبُهَا ورُمْكُهَا ، ولا *!تَجُرُّ دُهْمُها ؛ لغِلَظ جُلودِها ، وضِيق أَجوافِها ، قال : ولا يكدُ شيءٌ منها يَجُرُّ ؛ لشدَّة لُحُومهَا وجُسْأَتِها ، ولحُمْرُ والصُّهْبُ ليستْ كذالك .
( و ) *!الجَرُّ : ( أَن تَزيدَ الفَرَسُ على أَحدَ عشرَ شهْراً ولم تَضَعْ ) ما في بَطْنها ، وكلَّما *!جرَّتْ كان أَقْوَى لوَلَدِها ، وأَكثرُ زَمنِ *!جَرِّها بعد أَحدَ عشرَ شهراً خمسَ عشرةَ ليلةً ، وهاذا أَكثرُ أَوقاتها . وعن أَبي عُبَيْدَةَ : وَقتُ حَمْلِ الفَرَسي من لَدُن أَن يقطَعُوا عنها السِّفاد إِلى أَن تَضعه أَحدَ عشر شهراً ، فإِن زادتْ علَيْهَا شيئاً قالوا : *!جَرَّتْ .
( و ) *!الجَرُّ ؛ ( أَن جُوزَ وِلَادُ المرأَةِ عنِ تسعة أَشهر ) فتُجَاوزها بأَربعة أَيّامِ أَو ثلاثة ، فيَنْضَجُ ويَتمُّ في الرَّحِم .
( *!والجِرَّةُ ، بالكسر : هَيْئَةُ الجَرِّ ) .
( و ) في المُحْكَم : *!الجِرَّةُ ( ما يَفيضُ به البَعِيرُ ) من كَرِشه ، ( فيْأكلُه ثانِيةً ) . وفي الصّحَاح : والجِرَّةُ ، بالكسر : ما يُخْرجُه البعيرُ *!للاجْترار ، ( ويُفْتَحُ ، وقد *!اجْتَرَّ ) البعيرُ ( *!وأَجَرَّ ) ، الأَخير عن اللِّحْيانيّ . وكلُّ ذي كَرشٍ *!يَجْتَرُّ . وفي الحديث : ( أَنه خَطَبَ على ناقته وهي تَقْصَع *!بجِرَّتهَا ) . قال ابنُ الأَثير : *!الجِرَّةُ : ما يُخْرجُه البعيرُ مِن بطْنه ليمضُغَه ، ثمّ يبلَعه ، والقصْعُ : شدَّةُ المَضْغ .
( و ) *!الجِرَّةُ : اللُّقْمَةُ يتَعَلَّلُ بها البعيرُ إِلى وقتُ عَلَفِه ، فهو *!يُجِرُّها في فَمِه .
( و ) *!الجِرَّةُ : ( الجمَاعةُ ) من الناس ( يُقيمُون ويَظْعَنُون ) .
( و ) وبَابُ بنُ ذِي *!الجِرَّةِ ) ، بالكسر :
____________________

(10/397)


( قاتلُ سُهْرَكَ ) بضَمِّ السين المهملة وسكون الهاءِ وفتح الراءِ ( الفارسيِّ ) أَحدِ قُوّاد الفُرْس ( يومَ ويشَهْرَ ) . بالكسر ، في بلاد العجَم ( في أَصحاب ) سيّدنا أَمير المؤمنين ( عُثْمَانَ ) بن عَفّانَ رضي الله عنه وفي أَيام خِلافَته .
( والسَّوْمُ بِنْتُ *!جِرَّةَ : أَعرابيّةٌ ) لها ذِكْرٌ .
( *!والجُرَّةُ ، بالضمّ ، ويُفتَح : خُشَيْبَةٌ ) نحو الذِّراع يُجْعَل ( في رَأْسِهَا كِفَّةٌ ) ، وفي وَسَطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ، ( يُصادُ بها الظِّبَاءُ ) ، فإِذا نَشِبَ فيها الظَّبْيُ ووَقَعَ فيها ناوَصَهَا ساعةً ، واضطربَ فيها ، ومَارَسها لينْفَلِتَ ، فإِذا غَلَبَتْه سَكَنَ واستَقَرَّ فيها ؛ فتِلْك المُسَالَمةُ . وفي المَثل : ( نَاوَصَ *!الجُرَّةَ ثم سالَمهَا ) ؛ يُضرَب ذالك للذي يُخَالِفُ القَومَ عن رَأْيِهم ، ثم يَرْجِع إِلى قولهم ، ويضطرُّ إِلى الوِفاق ، وقيل : يُضْرَب مَثَلاً لن يَقعُ في أَمرِ فيَضطرِبُ فيه ، ثم يَسْكُن . قال : والمُناوَصَة أَن : يَضطرِب ، فإِذا أَعْيَاه الخَلَاصُ سَكَنَ . وقال أَبو الهيثم : مِن أَمثالهم : ( هو كالباحِث عن *!الجُرَّة ) : قال وهي عصاً تُربَط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التُّراب للظَّبْي يُصطادُ بها ، فيها وَتَرٌ ، فإِذا دخلتْ يدُه في الحِبَالَة انعقدتْ الأَوتَارُ في يدِه ، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ ، فمَدَّ يَدَه ، ضَرَبَ بتلْك العَصا يدَه الأُخرى ورِجْلَه فكَسَرها ، فتلك العَصَا هي الجُرّة .
( و ) *!الجُرَّةُ : ( قَعْبَةٌ من حَدِيد مَثْقُوبَةُ الأَسْفَلِ ، يُجْعَلُ فيها بَذْرُ الحِنْطَةِ حينَ يُبْذَرُ ) ، ويَمْشِي به الأَكَّارُ والفَدّانُ ، وهو يَنهالُ في الأَرض ، جَمْعُه الجُرُّ قالَه ابن الأَعرابيّ .
( ويَزِيدُ بنُ الأَخْنَسِ ) بنِ حَبِيب ( ابنِ *!جُرَّةَ ) بن زِعْب أَبو مَعْن السُّلميّ : ( صَحابِيٌّ ) ، ترجمَه في تاريخ دمشقَ ، يقال : إِنه بَدْرِيٌّ ، رَوَى له ابنُه مَعْنٌ .
( و ) *!الجَرَّةُ ( بالفتح ) : الخُبْزَةُ أَو
____________________

(10/398)


خاصٌّ بالتي في المَلَّة ) ، أَنشدَ ثعلبٌ :
داوَيْتُه لمّا تشَكَّى وَوَجِعْ
*!بجَرَّةٍ مثْلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ
شَبَّهَها بالفَرَس لعِظَمِها .
( *!-والجِرِّيُّ ، بالكسر ) والتَّشْدِيد ، وضبطَه في التَّوشِيح بفتح الجيم أَيضاً : ( سَمَكٌ طويلٌ أَمْلَسُ ) يُشْبِهُ الحَيَّةَ ؛ وتُسَمَّى بالفارسيَّة مارْمَاهِي . وفي حديث عليَ كرَّم اللّهُ وجهَه : ( أَنه كان يَنْهَى عن أَكْل الجِرِّيِّ والجِرِّيتِ . ويقال : الجِرِّيُّ لغةٌ في الجِرِّيت ، وقد تقدَّم . وفي التَّوشِيح : هو ما لا قِشْر له من السَّمَك ، ( لا يَأْكلُه اليهودُ ، ولا فُصُوصَ له ) . وفي حديث ابن عَبّاس : ( أَنه سُئِلَ عن أَكْلِ الجِرِّيِّ ، فقال : إِنما هو شيءٌ حَرَّمه اليهود ) .
ومن المَجَاز : أَلْقَاه في جِرِّيَّتِه ، أَي أَكَلَه .
( *!والجِرِّيَّةُ والجِرِّيئَةُ ، بكسرهما : الحَوْصَلَةُ ) . وقال أَبو زَيْد : هي القِرِّيَّةُ *!والجِرِّيَّةُ .
( و ) مِن المَجاز : ( *!الجارَّةُ : الإِبلُ ) التي *!تَجُرُّ الأَثقالَ ، كما في الأَساس ، ( *!تُجَرُّ بأَزمَّتِها ) ، كما في الصّحاح ، وهي فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ ، مثلُ : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } ( الحاقة : 21 ) بمعنى مَرْضيَّة ، و { مَّآء دَافِقٍ } ( الطارق : 6 ) بمعنَى مَدْفُوقٍ . ويجوزُ أَن تكون *!جارَّة في سَيْرها ؛ *!وجرُّها أَن تُبْطيءَ وتَرْتَعَ . وفي الحديث : ( ليس في الإِبل الجارَّة صَدَقَةٌ ) وهي العَوَامِلُ ؛ سُمِّيتْ *!جارَّةً لأَنها *!تُجَرُّ *!جَرًّا بأَزِمَّتِهَا ، أَي تُقاد بخُطُمها ، كأَنَّهَا *!مَجْرُورَةٌ ، أَراد : ليس في الإِبلِ العَوَامِلِ صَدقةٌ . قال الجوهريُّ : وهي رَكائِبُ القَومِ ؛ لأَنّ الصَّدَقَةَ في السَّوائم دُونَ العَوَامِل .
( و ) *!الجَارَّةُ : ( الطَّرِيقُ ) إِلى الماءِ .
( والجَرِيرُ : حَبْلٌ ) ، قالَه شَمِرٌ ،
____________________

(10/399)


وجَمْعه *!أجِرَّةٌ *!وجُرّانٌ . وفي الحديث : ( لولا أَن تَغْلِبَكُم النُّاسُ عليها لَنَزعْتُ معكم حتَّى يُؤَثِّرَ *!الجَرِيرُ بظَهْرِي ) ؛ والمراد به الحَبْل ، وقال زُهَيْرُ بن جَنَابٍ :
فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيّاحاً تُغَازلُه *!الأَجِرَّهْ
أَي الِبال . وزاد في الصّحاح ( يُجْعَلُ للبعِيرِ بمَنْزِلَة العِذَارِ للدّابَّةِ ) ، وبه سُمِّي الرجلُ *!جَريراً . وفي الحديث : ( أَنه قال له نُقادةَ الأَسدِيّ : إِني رجلٌ مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ ؟ قال : في موضعِ الجَرِيرِ من السّالِفَة ) . أَي في مُقَدَّم صَفْحةِ العُنُقِ ، والمُغْفِلُ : الذي لا وَسْمَ على إِبله .
( و ) الجَرِيرُ : حَبْلٌ مِن أَدَمٍ نحوُ ( الزِّمَامِ ) ، ويُطْلَقُ على غيرِه من الحِبَال المَضْفُورَةِ . وقال الهوازنيُّ : الجَرِيرُ من أَدَمٍ مُلَيَّن يُثْنَى على أَنفِ البعيرِ النَّجِيبة والفَرَس . وقال ابن سَمْعَانَ : أَوْرَطْتُ الجرِيرَ في عُنُق البعِيرِ ، إِذا جَلتَ طَرفَه في حَلْقت ، وهو في عُنُقه ، ثم جذَبْتَه ، وهو حينَئذٍ يَخْنُق البَعِير ، وأَنشد :
حتى تَراها في الجرِير المُورَطِ
سَرْحَ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهبُّطِ
وفي الحديث : ( أَنّ الصّحابةَ نازَعُوا جَرِيرَ بنَ عبدِ اللّهِ زِمامه ، فقال رسولُ اللّهُ عليْه وسلّم : خَلُّوا بين *!جَرِيرٍ *!والجَرِيرِ ) ؛ أَي دَعُوا له زِمامَه .
( و ) في حديث عائشة رضي الله عنها : ( نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عبَاءَةٌ ، وعلى *!مجَرِّ بَيْتِي سِتْراً ) . ( المَجَرُّ ، كمرَدَ ) : هو الموضعُ المُعْتَرِضُ في البيت ، ويُسمَّى ( الجائِز تُوضَعُ عليه أَطرافُ العوارِضِ ) .
( و ) *!المَجَرَّةُ ، ( بالهَاءِ : بابُ السَّمَاءِ ) كما وَرَدَ في حديث ابنِ عَبّاس ، وهي البَيَاضُ المُعْتَرِضُ في السَّمَاءِ ، والنَّسْرانِ من جانِبَيْهَا ، ( أَو شَرَجُها ) الذي تَنْشَقُّ منه ، كما وَرَدَ ذالك عن عليَ رضي الله عنه . وفي بعضِ التَّفَاسِير :
____________________

(10/400)


إِنّها الطَّرِيقُ المَحْسُوسَةُ في السماءِ التي تَسِيرُ منها الكواكبُ . وفي الصّحاح : *!المَجَرَّة في السماءِ ؛ سُمِّيَتْ بذالك لأَنها كأَثَرِ المَجرَّةِ .
( *!وَمَجرُّ الكَبْشِ : ) معروفٌ .
( و )*! الجُرُّ : الجَرِيرَةُ ، و ( *!الجَرِيرَةُ : الذَّنْبُ ) .
( و ) الجَرِيرَةُ : ( الجِنَايَةُ ) يَجْنِيها الرَّجلُ . وقد ( *!جَرَّ على نفْسِه وغيرِه *!جَرِيَرةً ، *!يَجُرُّهَا ، بالضمّ والفتح ) ، قال شيخُنَا : لا وَجْهَ للفتح ؛ إِذ لا مُوجِبَ له سَماعاً ولا قِياساً . قلتُ : أَمّا قياساً فلا مَدخَلَ له في اللغة كما هو معلومٌ ، وأَما سَماعاً ، قال الصغّانيُّ في تَكْمِلَته : ابنُ الأَعرابيِّ : المُضارِعُ مِن جَرَّ أَي جَنَى يَجَرُّ ، بفتحِ الجيمِ . ( *!جَرًّا ) ، أَي جَنَى عليهم جِنايةً ، قال :
إِذا *!جَرَّ مَولانَا علينا *!جَرِيرَةً
صَبَرْنا لها إِنّا كِرَامٌ دَعائِمُ
وفي حديث لَقِيط : ( ثم بايَعَه على أَن لا *!يَجُرَّ عليه إِلّا نَفْسَه ) ؛ أَي لا يُؤخَذَ *!بجَرِيرَةِ غيرِه مِن وَلَدٍ أَو والِدٍ أَو عَشِيرَةٍ .
( و ) يقال : ( فَعَلْتُ ) ذالك ( مِن *!جَرّاكَ ومِن *!جَرّائِكَ ) ، بالمدّ ، من المعتل ( ويُخَفَّفانِ ، ومِن *!جَرِيرَتِكَ ) ، وهاذه عن ابن دُرَيْد ، أَي ( مِن أَجْلِكَ ) ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ :
أَمِنْ *!جَرَّا بَنِي أَسَدٍ غَضِبْتُمْ
ولو شِئْتُم لكانَ لكم جِوَارُ
ومِن *!جَرَّائِنَا صِرْتُم عَبِيداً
لقَومٍ بعْدَ ما وُطِيءَ الخِيَارُ
وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْم :
فاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِن *!جَرّاها
واهاً لِرَيَّا ثم وَاهاً وَاهَا
وفي الحديث : ( أَنّ امرأَةً دَخَلت النّارَ مِن *!جَرَّا هِرَّةٍ ) ؛ أَي من أَجْلها
____________________

(10/401)


وفي الأَساس : ولا تَقُلْ *!بجَرّاكَ .
( و ) في الحديث : أَنّ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم دُلَّ على أُمِّ سَلَمَةَ ، فرأَى عندها الشُّبْرُمَ ، وهي تُريدُ أَن تَشربَه ، فقال : ( إِنّه ( حارٌّ *!جارٌّ ) ) وأَمَرَها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ . قالَ الجوهَرِيُّ : هو ( إِتباعٌ ) له . قال أَبو عُبيْد : وأَكثرُ كلامهم حارٌّ يارٌّ ، بالياءِ .
( *!والجَرْجارُ ، كقَرْقار : نَبْتٌ ) ، قالَه اللَّيْث ، وزاد الجوهَريُّ : طَيِّبُ الرِّيح ، وقال أَبو حنيفةَ : *!الجَرْجارُ ) عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ صَفراءُ ، قال النّابغةُ :
يتَحَلَّبُ اليَعْضيدُ من أَشْداقِهَا
صُفْراً مَناخِرُهَا من الجرْجارِ
( و ) الجَرْجارُ : ( من الإِبل : الكثيرُ ) *!الجَرْجَرة ، أَي ( الصَّوْت ) . وقد *!جَرْجَرَ ، إِذا صاحَ وصَوَّتَ . وهو بَعيرٌ *!جَرْجارٌ ، كما تقول : ثَرْثَر الرجلُ فهو ثَرْثارٌ . وقال أَبو عَمْرو : أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصَّوْتُ ، ومنه قيل للبَعير إِذا صَوَّتَ : هو *!يُجرْجِرُ ، ( *!كالجِرْجِر ) ، بالكسر .
( و ) *!الجَرْجارُ : ( صَوتُ الرَّعْدِ ) .
( و ) *!الجَرْجارةُ ( بهاءٍ : الرَّحَى ) لصَوتها .
( *!والجَرَاجِرُ : الضِّخامُ من الإِبل ) كالجَراجِب ، قاله أَبو عُبَيْد ، ( واحدُها *!الجُرْجُورُ ) ، بالضمّ ، قال الكُمَيْت :
ومُقِلَ أَسْقَتُمُوه فأَثْرَى
مِائَةً مِن عَطَائكم *!جُرْجُورَا
*!والجَرَاجِرُ جمعُ *!جُرْجُورٍ ، بغير ياءٍ ، عن كُراع ، والقيَاس يُوجبُ ثَباتَها إِلى أَن يضطرَّ إِلى حذفِها شاعرٌ ، قال الأَعشى :
يَهَبُ الجِلَّةَ *!الجَرَاجِرَ كالبُسْ
تانِ تَحْنُو لِدَرْقٍ أَطْفَالِ
____________________

(10/402)



ويُقَال : إِبل *!جُرْجُورٌ : عِظَامُ الأَجوافِ . *!والجُرْجُورُ : الكِرَامُ من الإِبل ، وقيل : هي جَماعَتُها ، وقيل : هي العِظَامُ منها .
( *!وجَرْجَرَايَا : د ، بالمَغْرب ) ، وقد سقطت هاذه العبارة من بعض النُّسخ ، والذي نعرفُه أَنه مدينةُ النَّهْرَوَانِ ، وسيأْتي في المُستَدركات .
( و ) *!الجُرَاجِرُ : ( بالضمّ : الصَّخُاب منها ) ، أَي من الإِبل ، يقال : فَحْلٌ *!جُراجِرٌ ، أَي كثيرُ ا*!لجَرْجرةِ . وقد جَرْجرَ ، إِذا ضَجَّ وصاحَ .
( و ) الجُراجرُ من الإِبل : ( الكثيرُ الشُّرْبِ ) . ويقال : إِبلٌ *!جُرَاجِرَةٌ ، أَي كثيرةُ الشُّرْب ، عن ابن الأَعرابيِّ ، وأَنشد :
أَوْدَى بماءِ حَوْضِكَ الرَّشيفُ
أَوْدَى به *!جُرَاجِرَاتٌ هِيفُ
( و ) منه : الجُرَاجِرُ : ( الماءُ المُصوِّتُ ) .
*!والجَرْجَرَةُ : صَوتُ وُقُوعِ الماءِ في الجوْف .
( *!والجَرْجَرُ ) ، بالفتح : ( ما يُدَاسُ به الكُدْسُ ، وهو من حَديدٍ ) .
( و ) الجَرْجَرُ : ( الفُولُ ) ، في كلام أَهلِ العراق . ( ويُكْسَرُ ) ، كذا في كتاب النَّبات .
( *!والأَجَرّانِ : الجِن والإِنْسُ ) ، يقال : جاءَ بجَيشِ *!الأَجَرَّيْنِ ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( فَرَسٌ ) *!جَرُورٌ ، ( وجَمَلٌ جَرُورٌ : يَمْنَعُ القِيادَ ) . وفي حديث ابن عُمَر : ( أَنّه شَهدَ فَتْحَ مكّةَ ومعه فَرَسٌ حرُونٌ ، وجَمَلٌ *!جَرُورٌ ) . قال أَبو عُبَيْد : الجَملُ الجَرُور : الذي لا يَنقادُ ولا يكادُ يَتْبَع صاحبَه . وقال الأَزهريّ : هو فَعُولٌ بمعنَى مَفْعُول ، ويجوزُ أَن يكونَ بمعنَى فاعل . قال أَبو عُبَيْد : الجَرُورُ من الخَيْل : البطيءُ ، ورُبَّما كان مِن
____________________

(10/403)


إِعياءٍ ، وربَّما كان من قِطَافٍ ، وأَنشدَ للعُقَيْلِيِّ :
جَرُورُ الضُّحَى مِن نَهْكَةٍ وسَآمِ
وجمعُه جُرُورٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( بِئْرٌ ) *!جَرُورٌ ، أَي ( بعيدةُ ) القَعْرِ ، وكذالك مَتُوحٌ ونَزُوعٌ ؛ أَي يُسْنَى منها ويُسْقَى على البَكرةِ ، ويُنْزَعُ بالأَيْدِي ، كما في الأَساس . وفي اللِّسَان : عن الأَصمعيِّ : بِئْرٌ جَرورٌ ، وهي التي يُسْقَى منها على بَعِير ؛ وإِنما قيل لها ذالك لأَن دَلُوها *!يُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها . وقال شَمِرٌ : رَكِيَّةٌ جَرُورٌ : بعيدةُ القَعْرِ . عن ابن بُزُرْجَ : ما كانت *!جَرُوراً ، ولقد *!أَجَرَّتْ ، ولا جُدًّا ، ولقد أَجَدَّتْ ، ولا عِدًّا ، ولقد أَعَدَّتْ .
( و ) قال شَمِرٌ : ( امرأَةٌ *!جَرُورٌ : ( مُقْعَدَةٌ ) ، لأَنها تُجَرُّ على الأَرض جَرًّا .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الجارُورُ : نَهْرٌ ) يَشُقُّه ( السَّيْلُ ) *!فيَجُرّه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( كَتِيبَةٌ *!جَرْارَةٌ ) ، أَي ( ثَقِيلَةُ السَّيْرِ ، لكَثْرَتِها ) ، لا تَقْدِرُ على السَّيْر إِلّا رُوَيْداً ، قاله الأَصمعيُّ . وعسْكَرٌ *!جَرْارٌ ، أَي كثيرٌ ، وقيل : هو الذي لا يَسِيرُ إِلّا زَحْفاً ؛ لكَثْرته قال العَجّاج :
أَرْعنَ *!جَرّاراً إِذا *!جَرَّ الأَثَرْ
قولُه : ( جرَّ الأَثر ) يعْنِي أَنه ليس بقليلٍ ، تَسْتَبِينُ فيه آثاراً وفَجواتٍ .
( و ) يقال : كَثُرَتْ بنَصِيبينَ الطَّيّاراتُ *!والجَرّاراتُ . ( *!الجَرَّارَةُ ، كجَبَّنَةٍ : عُقَيْرِبٌ ) صفراءُ صغيرةٌ على شَكْل التِّبْنَة سُمِّيَتْ ( *!جَرَّارَةٌ ) لأَنها ( *!تجُرُّ ذَنَبَها ) ، وهي من أُخْبَث العَقَاربِ وأَقْتَلِها لمَن تَلْدغُه .
( و ) *!الجَرَّارَةُ : ( ناحِيَةٌ بالبَطِيحَةِ ) موصوفةٌ بكثرةِ السَّمَكِ .
( *!والجِرْجِرُ *!والجِرْجيرُ ، بكسرهما ) ، الأَولُ عن الفَرّاءِ مُخَفَّف من الثانية :
____________________

(10/404)


( بَقْلَةٌ م ) ، أَي معروفةٌ كذا في الصّحاح ، وقال غيرُه : *!الجِرْجِرُ والجِرْجِيرُ : نَبتٌ منه بَرِّيٌّ وبُسْتَانِيٌّ ، وأَجْوَدُه البُسْتَانيُّ ، ماؤُه يُزِيلُ آثارَ القُرُوحِ ، وهو يُدِرُّ اللَّبَنَ ، ويَهْضِمُ الغِذاءَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!أَجَرَّه رَسَنهَ ) ، إِذا ( تَرَكَه يَصنعُ ما شاءَ ) ، وفي الأَساس : تَرَكَه وشَأْنَه ، وفي اللِّسَان : ومنه المثل : ( *!أَجَرَّه *!جَرِيرَه ) ؛ أَي خَلّاه وسَوْمَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : *!أَجَرَّه ( الدَّيْنَ )*! إِجْراراً : ( أَخَّرَه له ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَجرَّ ( فلاناً أَغانِيَّه ) ، إِذا ( تابَعها ) ، وفي الأَساس : إِذا غَنّاكَ صَوْتاً ثم أَردفَه أَصواتا مُتتابِعَةً . قلتُ : وهو مأْخوذٌ من قول أَبي زَيْد ، وأَنشدَ :
فلمَّا قَضَى منِّي القَضَاءَ *!-أَجَرَّنِي
أَغانِيَّ لا يَعْيَابها المُتَرَنِّمُ
( و ) أَجَرَّ ( فلاناً : طَعَنَه وتَرَكَ الرُّمْحَ فيه*! يَجُرُّه ) ، قال عنترةُ :
وآخَرُ منهمُ *!أَجْرَرْتُ رُمْحِي
وفي البَجَليِّ مَعْبَلَةٌ وَقِيعُ
وقل قُطْبةُ بنُ أَوْس :
ونَقِي بصالِح مالِنا أَحسابَنا
*!ونَجُرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي
وفي حديث عبدِ الله قال : ( طَعَنْت مُسَيْلِمَةَ ومَشَى في الرمْح ، فنادَانِي رَجلٌ أَنْ أَجْرِرتْ الرُّمْحَ . فلم أَفهمْ ، فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ مِن يَدَيْكَ ) ؛ أَي اتْرُكِ الرُّمْحَ فيه . يقال : *!أَجْرَرْتُه الرُّمْحَ ، إِذَا طَعَنْتَه به فمشَى ( وهو يَجُرُّه ) ، كأَنكَ جَعَلْتَه *!يَجُرُّه .
( *!والمُجِرُّ ، كمُلمَ : سَيفُ عبدِ الرّحمان بن سُراقَةَ بن مالِكِ بنِ جُعْشُم ) المُدْلِجيِّ الكِنانِيِّ .
____________________

(10/405)



( وذو *!المَجَرِّ ، كمحَطَ : سيفُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بنِ شهاب ) ، نقلَهما الصغانيُّ .
( *!والجَرْجَرَةُ ) : تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفَحْلِ ، وهو ( صَوتٌ يُرَدِّدُه البعيرُ في حَنْجَرتِه ) قال الأَغلبُ العِجْلِيُّ يَصفُ فَحْلاً :
وَهْوَ إِذا*! جَرْجَرَ بعدَ الهَبِّ
جَرْجرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ
وهامَةٍ كالمِرْجل المُنْكبِّ
( و ) *!الجرْجَرَةُ : صَوتُ ( صبِّ الماءِ في الحَلْق ) ، وقال ابنُ الأَثير : هو صَوتُ وُقُوعِ الماءِ في الجَوْف ، ( *!كالتَّجَرْجُرِ ) .
( و ) قيل : ( *!التَّجَرْجُرُ أَن تَجْرَعَه ) أَي الماءَ ( جَرْعاً مُتَدارِكاً ) حتى يُسْمَعَ صَوتُ جَرْعهِ ، وكذالك الجَرْجَرَةُ ، يقال : *!جَرْجَرَ فلانٌ الماءَ ، إِذا جَرَعَه جَرْعاً مُتواتِراً له صَوتٌ . وفي الحديث : ( الذي يَشْرَبُ من إِناءِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ إِنّمَا *!يُجَرْجِرُ في بطْنِه نار جَهَنَّمَ ) أَي يَحْدُرُ ، فجعلَ الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرةٌ ، قال الزَّمَخْشَريُّ : ويُرْوَى برفعِ النارِ ، والأَكثرُ النَّصبُ ، قال : وهو مَجازٌ ، لأَن نارَ جهنمَ على الحقيقةِ لا*! تُجَرْجِرُ في جَوْفِه ، وإِنما شبَّهَها *!بجَرْجَرَة البعيرِ ، هاذا وَجْهُ رَفْعِ النار ، ويكون قد ذَكَّرَ *!يُجَرْجِرُ بالياءِ للفَصْل بينه وبين النّار ، وأَما على النَّصْب فالشاربُ هو الفَاعِلُ ، والنَّارُ مفعولُه ، فالمعنى كأَنما يَجْرَعُ نارَ جَهَنَّمَ .
( و ) قد ( جَرجَرَ الشَّرَابُ ) في حَلْقه ، إِذا ( صَوَّتَ ) . وأَصلُ الجَرْجَرةِ الصَّوْتُ ، قاله أَبو عَمْرو . وقال الأَزهريُّ : أَرادَ بقوله في الحديث : ( *!يُجَرْجِرُ في جَوْفهِ نارَ جهنّمَ ) ؛ أَي يَحْدُرُ فيه نارَ جَهَنَّمَ إِذا شَرِبَ في آنِيَةِ الذَّهَبِ ، فجَعَلَ شُرْبَ الماءِ وجَرْعَه *!جَرْجَرَةً ؛ لصوت وقُوعِ الماءِ
____________________

(10/406)


في الجَوْف عند شِدَّةِ الشُّرْبِ ، وهاذا كقوْلِ اللّهِ عَزَّ وجَلّ : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } ( النساء : ) فجَعَلَ آكِلَ مالِ اليَتِيمِ مثلَ آكِل النار ؛ لأَن ذلك يُؤَدِّي إِلى النار .
( *!وجَرْجَرَه ) الماءَ : ( سَقَاه ) إِيّاه ( على تلك الصِّفة ) ، وفي بعض الأُصول : الصُّورة ، بدلَ الصِّفَة ، قال جرِيرٌ :
وقد *!جَرْجَرَتْه الماءَ حتى كأَنَّهَا
تُعالِجُ في أَقْصَى وِجَارَيْنِ أَضْبُعَا
يَعْنِي بالماءِ هنا المنِيَّ ، والهاءُ في *!جَرْجَرَتْه عائدةٌ إِلى الحَياءِ .
( *!وانْجَرَّ ) الشيءُ : ( انْجَذَب ) .
( و ) يقال : (*! جَارَّه ) *!مُجَارَّةً : ( ماطَلَه ، أَو حاباه ) ، ومنه الحديثُ : ( لا *!تُجاَرَّ أَخاكَ ولا تُشَارَّه ) ؛ أَي لا تُماطِلْه ، مِن *!الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيه بحَقِّه ، *!وتَجُرَّه من مَحِلِّه إِلى ( وَقْتٍ ) آخَرَ ، وقيل : أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به *!جَرِيرَةً ، ويُرْوَى بتخفيفِ الرُّاءِ ، أَي من الجَرْي والمُسابَقَة ، أَي لا تُطاوِلْه ولا تُغالبْه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : يقال : ( *!اسْتَجْررْتُ له ) ، أَي ( أَمْكَنْتُه مِن نَفْسِي فانْقَدْتُ له ) ، أَي كأَنِّي صِرتُ *!مَجْرُوراً .
( *!والجُرْجُورُ ) بالضمّ : ( الجَماعة ) من الإِبل .
( و ) قيل : *!الجُرْجُورُ ( مِن الإِبل : الكَرِيمة ) ، وقيل : هي العِظَام منها ، قال الكميْت :
ومُقلَ أَسَقْتمُوه فأَثْرَى
مِائَةً مِن عَطائكم *!جُرْجُورَا
____________________

(10/407)



وجَمْعُهَا *!جَراجِرُ بغير ياءٍ عن كراع ، والقِياسُ يُوجِبُ ثَباتها .
( ومِائَةٌ ) مِن الإِبل ( *!جُرْجُورٌ ) ، بالضمّ ، أَي ( كاملةٌ ) .
( وأَبو *!جَرِيرٍ ) رَوَى عنه أَبو وائِل وأَبو لَيْلَى الكِنْديُّ ، وقيل : *!جَرِيرٌ .
( *!وجَرِيرٌ الأَرْقَط ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وصوابهُ ابنُ الأَرْقطِ ، رَوَى عنه يَعْلَى بن الأَشْدق . ( و ) جرِيرُ ( بن عبدِ اللّهِ بنِ ججابر ) وهو الشَّلِيل بن مالكِ بنِ نَضْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جُشَم بنِ عَوْفٍ أَبو عَمْرٍ و ( البجَلِيُّ ) ، رَوَى عنه قَيْسٌ ، والشَّعْبِيُّ ، وهَمّام بن الحارثِ ، وأَبو زُرْعَةَ حَفِيدُه ، وأَبو وائِلٍ . سَكٌّ الكوفَةَ ، ثم قَرْقِيسِيا ، وبها تُوفِّيَ بعدَ الخمسين . ( و ) جَرِيرُ ( ابن عبدِ اللّهِ ) وقيل : ابن عبدِا لحَمِيد ( الكِمْيَرِيُّ ) ، سارَ مع خالدِ بنِ الوَلِيد إِلى العراق والشام مُجاهِداً . ( و ) جَرِيرُ ( بن أَوْسِ بنتِ حارِثَةَ ) بن لامٍ الطائِيُّ ، عَمُّ عُرْوةَ بنِ مُضَرِّسٍ ، ( صَحابِيُّون ) .
وممّا يُستَدْرك عليه :
*!تَجِرَّةٌ : تَفْعِلةٌ من الجَرّ .
ومِن المَجاز : *!جارُّ الضَّبُعِ : المَطَرُ الذي *!يَجُرُّ الضَّبُعَ عن وِجارِهَا مِن شِدَّتِه ، ورُبَّما سُمِّيَ بذالك السَّيْلُ العظيمُ ؛ لأَنه يجُرَّ الضِّباعَ من وُجُرِها أَيضاً . وقيل : جارُّ الضَّبُعِ : أَشَدُّ ما يكون من المَطَر ؛ كأَنه لا يَدَعُ شيئاً إِلَّا جَرَّه . وعن ابن الأَعرابيِّ : يُقال للمطَر الذي لا يَدَعُ شيئاً إِلَّا أَسَالَه وجَرَّه . جاءَنا جارُّ الضَّبُعِ ؛ ولا يجُرُّ الضَّبُعَ إِلّا سيْلٌ غالِبٌ . وقال شَمِرٌ : سمعْت ابن الأَعرابيِّ يقول : جِئْتكَ في مثْل *!مَجَرِّ الضَّبُّعِ ؛ يُريد السَّيْلَ قد خَرَقَ الأَرْضَ ، فكأَنَّ الضَّبُعَ قد جُرَّتْ فيه . وأَصابَتْنَا السماءُ
____________________

(10/408)


*!بجَارِّ الضَّبُعِ . وأَوردَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً في الأَساس بمثل ما تقدَّم .
*!والجَرُورُ ، كصَبُوٍ : الناقَة التي تَقَفَّصَ وَلَدُها فتوثَق يَداه إِلى عُنقه عند نِتَاجِه ، *!فيُجَرُّ بين يَدَيْهَا ، ويُسْتَلُّ فَصِيلهَا فيُخَاف عَلَيْه أَن يَموت ، فيُلْبَسُ الخِرْقَةَ حتى تَعرفَها أُمُّه عليه ، فإِذا مات أَلْبَسُوا تلك الخِرْقَةَ فَصِيلاً آخرَ ، ثم ظَأَرُوها عليه وسَدُّوا مَنَاخِرَهَا ، فلا تُفْتح حتى يَرْضَعَها ذالك الفصِيل ، فتَجدُ رِيح لَبَنا م نه فتَرْأَمُه .
وقال الشاعر :
إِنْ كُنتَ يا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا
فارفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ *!مَجَرَّا
يقول إِذا لم تجِد للإِبل مَرتَعاً فارفَعْ في سَيْرها .
*!وجَرَّ النَّوْءُ بالمَكان : أَدامَ المَطرَ ، قال خِطَامٌ المُجَاشِعِيُّ :
*!جَرَّ بها نَوْءٌ مِن السِّماكَيْنْ
*!واسْتَجَرَّ الفَصِيل عن الرِّضاع : أَحَذَتْه قَرْحَةٌ في فِيه ، أَو في سائرِ جَسَدِه ، فكَفَّ عنه لذالك .
ومن المَجَاز : *!أَجَرَّ لسانَه ، إِذا منَعَه من اللام ؛ مأْخوذةٌ من *!إِجرار الفَصِيلِ ، وهو أَن يُشَقَّ لسانُه ويُشَدَّ عَلَيْه عُودٌ لئلَّا يَرْتَضِعَ ؛ لأَنه *!يَجُرُّ العُودَ بلسانه ، قال عَمْرُو بن مَعْدِ يكرِبَ :
فلوْ أَنّ قَوْمِي أَنْطَقْتنِي رماحُهمْ
نَطَقْتُ ولاكنّ الرِّماحَ *!أَجَرَّتِ
أَي لو قاتَلُوا وأَبْلَوْا لذَكَرْتُ ذالك وفَخَرْتُ بهم ، ولاكنّ رِماحَهم *!-أَجرَّتْني ، أَي قطَعَتْ لسانِي عن الكلامِ بفِرارِهِم ؛ أَرادَ أَنهم لم يُقَاتِلُوا .
وزَعمُوا أَن عَمْرَو بنَ بشْرِ بنِ مرْثَد حين قَتَلَه الأَسَدِيُّ قال له : أَجِرَّ
____________________

(10/409)


سَرَاوِيلِي فإِني لم أَسْتَعِنْ . قال أَبو منصور : هو من قولهم : أَجْرَرْتُه رَسَنَه وأَجْرَرْتُه الرُّمْحَ : أعي دَعِ السَّراويلَ عليَّ *!أَجُرَّه . فأَظْهَرَ الإِدغَامَ على لغة الحِجَاز ، ( وهاذا أَدغمَ على لغة غيرهم ؟ قال : ويجوزُ أَن يكونَ لمّا سَلَبَه ثِيابَه وأَراد أَن يأْخذَ سرَاوِيلَه قال : أَجِرْ لي سَراوِيلي ؛ من الإِجارة ، وهو الأَمانُ ؛ أَي أَبْقِه عليَّ ، فيكونُ مِن غير هاذا الباب . وقال ابن لسِّكِّيت : سُئِلَ ابنُ لِسان الحُمَّرَةِ عن الضَّأْن فقال : مالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لا حمَى لها ، إِذا أُفْلِتَتْ مِن *!جرَّتَيْهَا قال : يَعْنِي *!بجَرَّتَيْهَا المَجرَ في الدَّهْر الشديدِ والنَّشَرَ ، وهو أَن تَنتشرَ بالليل فتَأْتيَ عليها السِّبَاع . قال الأَزهريُّ : جَعَلَ المَجَرَ لها *!جَرَّتَيْن ؛ أَي حبَالَتَيْن تَقَعُ فيهما فتَهْلِكُ .
والجَرُّ : الحَبْلُ الذي في وَسَطِه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ ، قال :
وكَلَّفُوني الجَرَّ والجرُّ عَمَلْ
*!وجَرُورُ . كصَبُور : ناحِيةٌ من مِصْرَ .
*!الجُرَيِّرُ ، مُصغَّراً مُشدَّداً : وادٍ في ديار أَسَدٍ ، أَعلاه لهم ، وأَسْفَلُه لبنِي عَبْس . وبَلَدٌ لغَنِيّ فيما بين جَبَلَةَ وشرقيِّ الحِمَى إِلى أُضاخ ( وهي ) أَرضٌ واسعةٌ .
وجُرَيْرٌ كزُبير : موضهَ قُرْبَ مكّةَ .
ولحام جَرِير ، كأَمِيرٍ : موضعٌ بالكُوفةِ ، كانت بها وقعة لمّا طَرَقَ عُبَيْدُ اللّهِ الكُوفَةَ .
*!وجِرارُ ككِتابٍ : من نواحي قِنَّسْرِينَ .
وجِرارُ ، سَعْدٍ : مَوضعٌ بالمدينة ، كان يَنْصُبُ عليه سَعْدُ بن عُبَادَةَ
____________________

(10/410)


*!جِراراً يُبَرِّدُ فيها الماءَ لأَضْيَافِه ، به أُطُمُ دُلَيْمٍ .
والجَرُّ : الحرْثُ .
*!واجْتَرُّوا : احْتَرَثُوا .
ومن أَمثالهم : ( ناوَصَ الجَرَّةَ ثم سالَمَها ) ، أَوْرَدَه الميْدَانِيُّ وغيرُه ، وقد تقدَّم تفسيرُه .
ومن المَجَاز : جَرَّتِ الخيلُ الأَرضَ بسَنابِكِها ، إِذا خَدَّتَهَا ، وأَنشدَ :
أَخاديدُ *!جَرَّتْهَا السَّنَابِكُ غادَرَتْ
بها كلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ
قِيل للأَصمعيِّ : *!جَرَّتْهَا من الجَريرَة ؟ قال : لا ، ولاكن من الجَرِّ في الأَرض والتَّأْثِير فيها ، كقوله :
*!مَجرّ جُيُوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
ومن أَمثالهم : ( سِطى *!مَجَرّ ، تُرْطِبْ هَجرْ ) . يُرِيدُ تَوَسَّطِي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السّماءِ ، فإِن ذالك وَقتُ إِرْطابِ النَّخِيل بهَجَر .
وفي حديثِ عُمَرَ : ( لا يَصْلُحُ هاذا الأَمرُ إِلّا لمَن لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه ) ، أَي لا يحْقِدُ على رَعِيَّتِه ، فضَرَب الجِرَّةَ لذالك مثَلاً . ويقال : معنَى قولهم : ( فلانٌ لا يَحْنَقُ على *!جِرَّته ) ، أَي لا يَكْتُمْ سِرًّا .
ومن أَمثالهم : ( لا أَفعلُ ما اختلفَ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ ) ، و ( ما خَالَفَتْ دِرَّةٌ جهرَّةً ) ، واختلافُهما أَن الدِّرَّةَ تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَيْن ، والجِرَّةَ تعلُو إِلى الرَّأْس . ورَوَى ابنُ الأَعرابيِّ : أَن الحَجّاجَ سَأَلَ رجلاً قَدِمَ مِن الحِجَاز عن المَطَر ، فقال : ( تَتابَعَتْ علينا الأَسْمِية حتى مَنَعَت السِّفار ، وتَظَالَمَت المِعْزَى ، واجْتُلِبَتِ الدِّرَّةُ بالجِرَّة ) ؛ اجتلابُ الدِّرَّة بالجِرَّة أَن المواشيَ تَتَمَلَّأُ ، ثمّ تبْرُكُ أَو تَرْبِض ، فلا تَزالُ تَبْرُكُ تَجْتَرُّ إِلى حينِ الحَلْب .
وفي الصّحاح ، والمصنِّف ، وأَكثرِ مصنَّفاتِ اللغة : قولهم : هَلُمَّ *!جَرًّا
____________________

(10/411)


قالوا : معناه على هِينَتِكَ .
وقال المُنْذِريُّ ، في قولهم : هَلُمَّ *!جرُّوا ؛ أَي تَعالَوْا على هِينَتِكم كما يَسْهُل عليكم من غير شدَّة ولا صُعُوبة ؛ وأَصْل ذالك من الجَرِّ في السَّوْق ، وهو أَن يَتْرُكَ الإِبلَ والغَنَم تَرْعَى في مَسِيرهَا ، وأَنشد :
لَطالَما *!جَرَرْتُكنَّ *!جَرَّا
حتَّى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّ
فاليَومَ لا آلو الرِّكاب شَرَّا
يقال : *!جُرَّها على أَفواهِها ، أَي سُقْها وهي تَرْتَفع وتُصيبُ من الكَلإِ .
ويقال : كان عاماً أَوّلَ كذاوكذا فهَلُمَّ *!جَرًّا إِلى اليوم ؛ أَي امتدَّ ذالك إِلى اليوم . وقد جاءَتْ في الحديث في غير وضع ، ومعناه استدامة الأَمر واتِّصَاله ؛ وأَصْلُه من الجَرِّ : السَّبِ ، وانتصبَ جَرًّا على المصدر ، أَو الحال . قال شيخنا : وقد تَوقَّفَ فيه ابن هِشام ؛ هل هو من الأَلفاظ العربيَّة أَو مولَّد ، وخَصَّه بالتَّضَيُّفد ، وتَعَقَّبَه أَبو عبدِ اللهالرّاعِي في تأْليفه ، الذي وَضَعَه لرَدِّ كلامِه ، وبَسَطَ الكلامَ عليها ابن الأَنباريّ في الزّاهر ، وغير واحد . وأَوْرَدَ الجَلَال كلامَ ابن هشَام في كتابه ؛ ( الأَشّبَاه والنَّظَائر النحويَّة ) ، منقَّحاً تامًّا ، وقد أَوْدعْت هاذا البحثَ كلَّه في رسالة مُستقلَّة ، أَغْنَتْ عن أَن نَجْلب أَكثرَ ذالك ، أَو أَقلَّه . انتهى باختصار .
*!والجَرْجَرَة : صَوْت البَعِير عند الضَّجَر .
وفي الحديث : ( قَومٌ يقرءُون القرآنَ لا يُجَاوِز *!جَرَاجرَهم ) ؛ أَي حُلوقَهُم ؛ سمّاهَا *!جَراجِرَ *!لجَرْجَرَةِ الماءِ ، ومنه قول النّابغَة :
لَهَاميمُ يَسْتَلْهُونَها في *!الجَراجِرِ
____________________

(10/412)



وقيل : يُقال لها : الجَرَجرُ ، لما يُسمع لها من صَوْتِ وُوع الماءِ فيها .
*!والجُرَاجِرُ : الجوْف .
وذَكَرَ الأَزْهريُّ في هاذه التَّرْجمَة : غَيْثٌ جِوَرٌّ ، كهِجَفَ ؛ أَي *!يَجُرُّ كلَّ شيْءٍ .
وغَيْثٌ *!جِوَرٌّ ، إِذا طال نَبْته وارتفعَ .
وقال أَبو عُبَيْدَةَ : غَرْبٌ جِوَرٌّ : فرضٌ ثَقيلٌ .
وقال غيرُه : جَمعٌ جِوَرٌّ : أَي ضَخْمٌ ، ونَعْجَةٌ *!جِوَرَّةٌ ، وأَنشدَ :
فاعْتَامَ منّا نَعْجَةً *!جِوَرَّهْ
كأَنَّ صَوتَ شَخْبها للدِّرَّهْ
هَرْهَرَةُ الهرِّ دَنَا للهِرَّهْ
قال الفَرْاءُ : إِن شِئتَ جعلتَ الواوَ فيه زائدةً ، من *!جَرَرْت ، وإِن شئتَ جعلتَه فِعَلَّا من الجَوْر ، ويَصيرُ التَّشْديدُ في الراءِ زيادةً ، كما يقال : حَمَارَّةٌ .
وفي التَّهْذيب آخر ترجمة حفز : و ( كانت ) العربُ تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً : *!جَرّاراً .
وعن ابن الأَعرابيّ : جُرْجُرْ ، إِذا أَمَرْتَه باستعداد للعَدُوِّ .
ولا جَرَّ ، بمعنى لا جرَمَ ، وسيأْتي .
ومن المَجَاز : لا *!جارَّ لي في هذا ؛ أَي نَفْعاً يَجُرُّني إِليه ، كما في الأَساس .
وككَتّان : عبدُ الأَعْلَى بن أَبي المُساوِر *!الجَرّار ، لَيِّنٌ .
وعيسى بن يُونس الفاخوريُّ الرَّمْليُّ الجَرّارُ .
وهِبَة الله بن أَحمد الجرّارُ ، شيخٌ لابن عساكِرَ .
وكُلَيْبُ بن قَيْس اللَّيْثيُّ الجرّارُ الذي قَتَلَه أَبو لؤْلؤَةَ ، ذَكَره ابن القوطيِّ في : ( بدائع التْحَف في ذِكْر من نُسِبَ من الأَشراف إِلى الحِرف ) ،
____________________

(10/413)


وقال : إِن ما قيل له الجَرارُ لإِقْدامِه في الحَرْب .
وفي الأَسماءِ : .
محمّدُ بن محمّد بن تمّام بن جرّار الأَنباريُّ .
وعُرْوَة بن مرْوانَ الجرّارُ ؛ لأَنه كان يَبيع الجهَارَ .
وأَحمدُ بن محمّد بن العَبّاس الجَرّارُ .
وأَحمدُ بن أَبي القاسم الجَرّارُ المَوْصليُّ الشاعرُ .
وأَحمدُ بن صالح بن عبدِ الله الجَرّارُ ، كَتَبَ عنه السِّلَفيُّ .
*!وجَرْجَرايا : مدينة النَّهْرَوانِ الأَسفل ، بين بغدادَ ، وواسطَ ، منها محمّدُ بن بِشْر بن سُفْيانَ ، وأَبو بَدْر شُجَاع بن الوَليد .
*!وجرْجِيرُ : قريةٌ بمصر ، من الفَرَما إِليها مَرْحَلَةٌ ، منها : أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ محمّدِ بن القاسم ، راوي المُوَطَّإِ عن عبد الله بن يُوسُفَ التِّنِّيسيِّ ، عن مالك .
*!وجَرِيرَا : قَريةٌ بمرْوَ ، منها : عبدُ الحميد بنُ حَبيب ، مِن أَتباع التابعين ، وجَريرُ بنُ عبدِ الوَهّاب بن جَرير بن محمّد بن عليِّ بن جَرير أَبو الفَضْل الضَّبِّيُّ الجَريريّ ، إِلى جدِّه مُحدِّثٌ ، توفِّيَ سنة 469 ه .
*!-والجَرِيريُّ أَيضاً إِلى مذْهَب ابن جَريرٍ الطَّبَريِّ ، منهم : القاضي أَبو الفَرج المُعاَفَى بنُ زكريّا الحافظُ ، حدَّثَ عن البَغَويّ . وأَبو مسعود سعيدُ بنُ إِياسٍ الجُرَيْريّ بالضمّ ، بَصْريٌّ ثِقَةٌ ، رَوَى عنه الثَّوْريُّ .
*!وجَريرٌ والدُ عبد الله ، رَوَى عن الأَسْود بن شَيْبَانَ .
*!وجُرَيْرَةُ ، تصغيرُ جَرَّة : لَقَبُ عُمَر بن محمّد القَطّان ، سَمعَ عن أَبي الحُصَيْن ، توفِّي سنة 600 ه ، قالَه الذَّهبيُّ .
*!وجَريرٌ كأَمير ابنُ أَبي عَطاءٍ القُرَشيُّ ، حِجازيٌّ .
____________________

(10/414)



وجريرٌ الضَّبِّيُّ ، وجريرُ بنُ عُتْبَةَ ؛ روَيا .
جزر : ( الجَزْرُ : ضِدُّ المَدِّ ) ، هو رُجُوعُ الماءِ إِلى خَلْف . وقال اللَّيْثُ : هو انقطاعُ المدِّ ، يقال : مَدَّ البَحْرُ والنَّهْرُ ، في كَثْرَة الماءِ ، وفي الانقطاع ، ( وفعْلُه كضَرَبَ ) ، قال ابن سيدَه : جَزَرَ البَحْرُ والنَّهْرُ يَجْزِرُ جَزْراً ونْجَزَرَ .
( و ) الجزْرُ : ( القَطْعُ ) . جَزَر الشيْءَ يَجُزُرُهُ ( ويَجْزِرُه ) جَزْراً : قَطَعَه .
( و ) الجَزْرُ : ( نُضُوبُ الماءِ ) وذَهابُه ونَقْصُه ، ( وقد يُضَمُّ آتِيهما ) . والذي في المصْباح .
جَزرَ الماءُ جَزْراً ، من بابَيْ ضربَ وقتل : انْحسَرَ ، وهو رُجوعُه إِلى خلْف ، ومنه : الجزيرَة ؛ لانحسار الماءِ عنها . قال شيخنا : ولو جاءَ بالضميرِ مُفْرَداً دالًّا على الجَمْع لكان أَوْلَى وأَصْوَبَ .
( و ) الجَزْرُ : ( لبَححرُ ) نفسُه .
( و ) الجَزْرُ : ( شَوْرُ العَسَلِ من خَلِيَّتِه ) واستخراجُ منها . وتوَعَّد الحَجّاج بنُ يوسُف أَنسَ بن مالك فقال : ( لأَجْزَرَّنك جزْرَ الضَّرَبِ ) ؛ أَي لأَسْتأْصِلنَّك ، والعَسَل يُسَمَّى ضَرَباً إِذا غلُظَ ، يقال : اسْتضْرَبَ : سهُل اشْتِيَارُه على العاسِلِ ؛ لأَنّه إِذا رَقَّ سالَ .
( و ) الجزْرُ : ( ع بالبَادِيَة ) ، جاءَ ذِكْرُه في شِعْر ، نقله الصّغانيُّ .
( و ) الجَزْرُ : ( ناحِيَةٌ بحَلَب ) مشتملةٌ على القُرى ، كان بها حَمْدانُ بن عبدِ الرَّحِيم الطَّبِيب ، ثم انتقلَ منها إِلى الأَثارِبِ ، وفيها يقول في أَبياتٍ :
يا حبَّذا الجَزْرُ كم نَعِمْت به
بينَ جِنَانٍ ذَواتِ أَفْنانِ
____________________

(10/415)



بين جِنَانٍ قُطُوفُها ذُلُلُ
والظِّلُّ وافٍ وطَلْعُهَا دانِ
كذا في تاريخ حلبَ لابنِ العدِيم .
( و ) الجَزَرُ ( بالتَّحْرِيك : أَرضٌ يَنْجَزِر عنها المَدُّ كالجَزِيرة ) .
وقال كرَاع : الجَزِيرَة : القِطْعَة من الأَرض .
( و ) الجَزَرُ : ( أُرُومَةٌ تُؤْكل ) ، معروفةٌ ( معرَّبة ) ، وقال ابن دُرَيْد : لا أَحسبُها عربيَّةً ، وقال أَبو حنيفة : أَصله فارسيٌّ ، ( وتُكسَر الجِيم ) ، ونقل للغتيْن الفرّاءُ . وأَجْوَدُه الأَحْمَرُ الحُلْوُ الشِّتْوِيُّ ، حارٌّ في آخِرِ الدَّرَجَةِ الثانِية ، رطْبٌ في الأُولَى ، ( وهو مُدِرٌّ ) للبَوْلِ ، ويُسَهِّل ويُلطِّف ، ( باهِيُّ ) يُقوِّي شهْوَة الجماعِ ( مُحَدِّرٌ للطَّمْث ) أي دَمِ الحَيْضِ ، ( ووَضْع ورَقِه مَدْقوقاً على القُرُوحِ المُتأَكِّلةِ نافِعٌ ) ، ولاكنه عَسِرٌ الهضْمِ ، مُنفخٌ ، يُوَلِّدُ دَماً رَدِيئاً ، ويصْلَح بالخلِّ والخَرْدَلِ ، وتفصيله في كتُب الطِّبّ .
( و ) الجَزَرُ : ( الشّاءُ السَّمِينةُ ، واحدةُ الكلِّ بهاءٍ ) . وفي حديث خوّات : ( أَبْشرْ بجَزَرَةٍ سمِينةٍ ) ؛ أَي صالحة لأَن تُجْزرَ ؛ أَي تُذْبَح للأَكل . وفي المُحكم : والجَزَرُ : ما يُذْبَح من الشّاءِ ذَكَراً كان أَو أُنْثَى ، واحِدتهَا جَزَرَةٌ . وخَصَّ بعضهم به الشّاةَ التي يَقوم إِليها أَهلُها فيذْبَحُونها .
وقال ابن السِّكِّيت : أَجْزَرْته شاةً ، إِذا دَفَعْت إِليه شاةً فَذَبَحَها ، نَعْجَةً ، أَو كَبْشاً ، أَو عَنْزاً ، وهي الجَزَرة ، إِذا كانَت سَمِينَةً .
( وجَزَرَةُ ، محرَّكةً : لَقَبُ ) أَبي عليَ ( صالح بنِ محمّدِ ) بن عَمْرٍ و البَغْدادِيِّ ( الحافظِ ) .
( والجَزُورُ كَصُبور ) : ( البعير ، أَو خاصٌّ بالناقة المجزورة ) ، والصحيح أَنه يَقَع على الذَّكَر والأُنْثَى ، كما حَقَّقَه الأَئِمَّة ، وهو يُؤنَّث ، لأَن اللفظةَ سمَاعيَّةٌ ، وقال : الجَزورُ إِذا أُفْرِدَ أُنِّثَ ؛ لأَن أَكثرَ
____________________

(10/416)


ما يَنْحَرُون النُّوق . وفي حاشية الشِّهاب : الجَزورُ : رأْسٌ من الإِبل ناقةً أَو جَمَلاً : سمِّيَتْ بذالك لأَنها لمَا يُجْزَرُ ، أَي وهي مُؤَنَّثٌ سَماعيٌّ ، وإِن عَمَّتْ ؛ فيها شِبْهُ تَغْلِيبٍ ، فافْهَمْ .
( ج جَزَائِرُ وجُزُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ( وجُزُرَاتٌ ) جمع الجمعِ ، كطُرُق وطُرُقاتٍ .
( و ) الجَزُورُ : ( ما يُذْبَح من الشّاءِ ، واحدتها جَزْرة ) ، بفتح فسكون .
( وأَجْزَرَه : أَعطاه شاةً يَذْبَحُها ) . وفي الحديث : ( أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فمَرُّوا بأَعْرَابيَ له غَنَمٌ فقالوا : أَجْزرْنا ) أَي أَعْطِنا شاةً تصْلُحُ للذَّبْح .
وقال بعضُهم : لا يقال : أَجْزَرَه جزُوراً ؛ إِنما يُقال : أَجْزَرَه جزَرةً .
( و ) أَج 2 رَ ( البَعِيرُ : حان له أَن ) يُجْزَرَ ، أَي ( يُذْبَح ) .
( و ) مِن المَجَاز : أَجْزَرَ ( الشَّيْخُ ) : حانَ له ( أَن يَمُوت ) ؛ وذالك إِذا أَسَنَّ ودَنَا فَنَاؤُه ، كما يُجْزِرُ النَّخْلُ . وكان فتْيَانٌ يقولون لشَيْخ : أَجْزَرْت يا شيْخهُ ؛ أَي حان لك أَن تَمُوتَ ، فيقول : أَيْ بَنِيَّ ، وتُخْتَضَرُون ، أَي تمُوتُونَ شَباباً ، ويُرْوَى : أَجْزَزْتَ مِن أَجزَّ البُسْرُ ، أَي حانَ له أَن يُجَزَّ .
( والجزّارُ ) ، كشَدّادٍ ، ( والجِزيِّيرُ ، كسِكِّيت : من يَنْحَرُه ) ، أَي الجَزُورَ ، وكذالك الجازِر ، كما في الأَساس .
( وهي ) أَي الحِرْفَةُ ( الجِزَارَةُ ، بالكسر ) ، على القِياس .
( والمَجْزَرُ ) ، كمقْعَد : ( مَوْضِعُه ) ، أَي الجَزْرِ ، ومثلُه في المِصباح ، وصَرَّح الجوهريُّ بأَنّه بالكسر ، أعي كمَجْلِس ، وهو الذي جَزم به الشيخُ ابنُ مالكٍ في مصنَّفاته ، وقال : إِنه على غير قِياس ؛ لأَن مُضارِعَه مضمومٌ ، ككَتَبَ ، فالقِيَاسُ في ( المفعل ) منه الفتحُ مطلقاً ، وورُودُه في المَكَان مكسوراً على غيرِ قِياس .
( الجُزَارَةُ ) من البَعِير ، ( بالضمّ : اليَدانِ والرِّجْلانِ والعُنُقُ ) ؛ لأَنها لا تَدخُل في أَنْصِباءِ المَيْسِر ( و ) إِنما
____________________

(10/417)


( هي عُمَالَةُ الجَزارِ ) وأُجْرَتُه . قال ابن سِيدَه : وإِذا قالُوا في الفَرَس : ضَخْمُ الجُزَارَةِ ؛ فإِنما يُرِيدُون غِلظَ يَدَيْه ورِجْلَيْه ، وكَثْرَةَ عَصَبِهما ، ولا يُرِيدُون رأْسَه ؛ لأَن عِظَمَ الرَأْسِ في الخَيْل هُجْنَةٌ ، قال الأَعْشَى :
ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ
ولا نُرَامِي بالحِجارَهْ
إِلّا عُلالَةَ أَو بُدَا
هَةَ قارِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ
( والجَزِيرَةُ ) : أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المَدُّ . وقال الأَزهريّ : الجَزِيرَةُ : أَرضٌ في البَحْر يَنْفَرِجُ منها ماءُ البَحْرِ فتَبْدُو ، وكذالك الأَرضُ التي لا يَعْلُوها السَّيْلُ ، ويُحْدِقُ بها ، فهي جَزِيرَةٌ . وفي الصّحاح : الجَزِيرةٌ : واحِدَةُ جَزائِرِ البَحْرِ ؛ سُمِّيَتْ بذالك لانقطاعَها عن مُعْظَم الأَرْضِ .
والجَزِيرةُ : ( أَرضٌ بالبَصْرَةِ ) ذاتُ نَخِيلٍ ، بينها وبين الأُبُلَّةِ ، خُصَّتْ باهذا الإِسمِ .
( وجَزِيرَةُ قُروَ ) ، بضمّ القاف : مَوضعٌ بعَيْنِه ، وهو ما ( بين دِجْلَةَ والفُرَاتِ ، وبها مُدُنٌ كِبارٌ ، ولها تاريخٌ ) أَلَّفَه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحَرّانِيُّ ، كما نَصَّ عليه ياقوتٌ في المُشْتَرَك . ( والنِّسْبَةُ جزَرِيٌّ ) كالرَّبَعِيُّ إِلى رَبِيعةَ ، وقال أَبو عُبَيْد : وإِذا أُطْلِقَتِ الجَزِيرَةُ ولم تُضَفْ إِلى العَرَبِ فإِنما يُرادُ بها هاذه .
( والجَزِيرَةُ الخَضْراءُ : د ، بالأَنْدَلُسِ ) في مُقابلَتها إِلى ناحية الغَرْب ، ( ولا يُحِيطُ به ماءٌ ) ، وإنما خُصَّ بهاذا الإِسم . ( والنِّسْبَةُ جَزِيرِيٌّ ) ؛ كالرَّبَعِيُّ إِلى رَبِيعةَ ، وقال أَبو عُبَيْد : وإِذا أُطْلِقَتِ الجَزِيرَةُ ولم تُضَفْ إِلى العَرَبِ فإِنما يُرادُ بها هاذه .
( والجَزيرَةُ الخَضْراءُ : د ، بالأَنْدَلُسِ ) في مُقابلَتها إِلى ناحية الغَرْب ، ( ولا يُحِيطُ به ماءٌ ) ، وإنما خُصَّ بهاذا الإِسم . ( والنِّسْبَةُ جَزِيرِيٌّ ) ؛ له رَفْعِ الالتباسِ .
( و ) الجَزِيرَةُ الخَضْراءُ : ( جَزِيرةٌ عظيمةٌ بأَرْضِ الزَّنْجِ ، فيها سُلْطَانَانِ لا يَدِينُ أَحدُهما للآخَر )
____________________

(10/418)


. ذَكَرَه الشَّرِيفُ الإِدْرِيسِيُّ في عجائِب البُلْدان .
( وأَهْلُ الأَنْدَلُسِ إِذا أَطْلَقُوا الجَزِيرَةَ أَرادُوا بها بلادَ مُجَاهِدِ بنِ عبدِ اللّهِ شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ ) . قال شيخنا : ولعلَّه اصطلاحٌ قديمٌ لا يُعْرَفُ في هاذه الأَزمان .
( وجَزِيرَةُ الذَّهَبِ : موضعانِ بأَرض مِصْرَ ) ، أَحَدُهما بحِذاءِ قَصْرِ الشَّمْع ، والثاني حِذاءَ فُوَّة بالمزاحمتين .
( وجَزيرَةُ شُكَرَ ، كأُخَرَ : د ، بالأَنْدَلُس ) ، قال شيخُنا : المعروف أَنها جَزيرَةُ شُقَرَ بالقاف وإِنما يقولُها بالكاف مَن به لَثْغَةٌ . قلْت : وهي بين شاطِبَةَ وتَنَسَةَ .
( وجزيرَةُ ابنِ عُمَر : د ، شَماليَّ المَوْصل يُحِيطُ به دِجْلَةُ مثلَ الهِلال ) ، وهي كُورَةٌ تُتاخِمُ كُوَرَ الشام وحُدُودَها . وفي المُحْكَم : والجَزيرَةُ بجَنْب الشّام وأُمُّ مَدَائنها المَوْصل . قلتُ : ومنها أَبو الفَضْل محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد بن عطان المَوْصَليُّ الجَزَريُّ ، ومن المُتَأَخِّرين : الحافِظُ المقرِىء شمسُ الدين محمّدُ بن محمّدِ بن الجَزَريِّ ، توفِّي سنة 835 ه .
( وجَزيرةُ شَرِيكٍ : كُورَةٌ بالمَغْرب مُشْتَمِلَةٌ على مُدُن وقُرًى عامرةٍ .
( وجَزيرَةُ بَني نَصْرٍ : كُورَةٌ بمصرَ ) ، وهي مَقَرُّ عُرْبَان : بَليّ ومَن طانَبَهم اليومَ ، وهي واسعةٌ فيها عِدَّةُ قُرًى .
( وجَزيرَةُ قويسنا : بين مِصْرَ
____________________

(10/419)


والإِسكندَريَّة ) ، ومشتملةٌ عى عدَّة قرًى ، وهي بالوَجْه البَحريّ .
( والجَزيرَةُ : ع باليَمَامَة ) .
( و ) الجَزيرَةُ : ( محَلَّةٌ بالفُسْطَاط ، إِذا زادَ النِّيلُ أَحاطَبها واسْتَقَلَّتْ بنفسِها ) .
وذَكَر ياقُوتٌ في المُشْتَرك أَنّ الجَزيرَة إسمٌ لخمسةَ عشرَ مَوضعاً .
( و ) في التَّهْذيب : ( جَزيرَةُ العَرَب ) محالُّها ؛ سُمِّيَتْ جزيرةً لأَن البَحْرَيْن ؛ بحْرَ فارسَ وبَحْرَ السُّودان أَحاطَا بناحيَتَيْها ، وأَحاطَ بالجانب الشَّماليِّ دجْلَةُ والفُرَاتُ ، وهي أَرضُ العرب ومَعْدِنها ، انتهى . واختلفوا في حُدُودِها اختلافاً كثيراً كادت الأَقوالُ تضطرب ويُصادِمُ ، بعضُها بعضاً ، وقد ذَكَرَ أَكثرَهَا صاحبُ المرَاصِد والمِصْباح ، فقيل : جَزيرَةُ العَرَب ( ما أَحاطَ به بَحْرُ الهنْد وبحْرُ الشَّأْمِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ ) ، فالفُراتُ ودِجْلَة من جهَة مَشْرقِها ، وبحرُ الهند من جَنُوبها إِلى عَدنَ ، ودَخَلَ فيه بحرُ البصرة وعَبّادان ، وساحلُ مكّةَ إِلى أَيْلَةَ إِلى القُلْزُم ، وبحرُ الشَّأْم على جِهة الشَّمال ، ودَخَلَ فيه بحرُ الرُّوم وسَواحِلُ الأُرْدُنِّ ، حتى يُخَالِطَ الناحِيةَ التي أَقْبلَ منها الفُرات . ( أَو ) جَزيرةُ العَرَب ( ما بينَ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطرافِ الشّام طُولاً ) ، وقيل : إِلى أَقْصَى اليمن في الطُّول ، ( ومن ) ساحِل ( جُدَّةَ ) وما وَالَاهَا من شاطىء البَحْر ، كأَيْلَةَ والقُلْزُمِ ، ( إِلى أَطرافِ رِيفِ العِراق عَرْضاً ) ، وهاذا قولُ الأَصمعيّ . وقال أَبو عبيدة : هي ما بَيْنَ حَفَر أَبي
____________________

(10/420)


موسى إِلى أَقْصَى تِهَامَةَ في الطُّول ، وأَما العَرْضُ فما بين رَمْل يَبْرينَ إِلى مُنْقَطَع السَّمَاوَة ، قال : وكلُّ هاذه المَوَاضع إِنما سُمِّيَتْ بذالك ؛ لأَن بحر فارسَ وبحرَ الحَبَش ودجْلةَ والفُراتَ قد أَحاطَت قد أَحاطَت بها . ونَقَلَ البَكْريُّ أَن جَزيرَةَ العرب مكّةُ والمدينةُ واليمنُ واليَمامَةُ . ورُويَ عن ابن عَبّاس أَنه قال : جَزيرَةُ العرَب : تِهَامَةُ ونَجْدٌ والحِجِازُ والعروض واليمن . وفيها أَقوالٌ غير ذالك ، وما أَوْرَدْناه هو الخُلاصة .
( والجزئِرُ الخالِدَاتُ ويقال لها : جَزائِرُ السَّعَادَة ) ، وجزائرُ السُّعَداءِ ؛ سُمِّيَتْ بذالك لأَنه كان مُعْتَقَدُهم أَنّ النفوسَ السعيدةَ هي التي تَسْكُنُ أَي أَبادانُها في تلك الجَزائِر ؛ فلذالك كانت الحُكَماءُ يَسْكُنُون فيها ، ويَتَدَارَسُون الحِكْمَةَ هناك ، ويكونُ مَبْلَغُهم دائماً فيها ثَمَانِين ، كلّمَا نَقَصَ منهم بعضٌ زِيدَ ، واللّهُ أَعلمُ . وأَمّا وَجْهُ تَسْمِيَتِها بالخالداتِ فلأَنّ الجَنْةَ عندهم عبارةٌ عن الْتِذاذِ النَّفْسِ الإِنسانيَّةَ باللَّذّات ، الحاصلَةِ لها بعد هاذه النَّشْأَةِ الدُّنْيَويَّة ، بواسِطَة تَحْصيلِها للكَمالاتِ الحِكمِيَّةِ في هاذه النَّشأَة ، وعدم بقاءِ شيْءٍ منها في القُوَّة ، وخُلودُ الجَنَّة عبارةٌ عن دَوامِ هاذا الالْتِذاذِ للنَّفْس ، كما أَن الخُلُودَ في النار عندهم كنايةٌ عن داوم الحَسْرة على فوَاتِ تلك الكمَالات ، فعلى هاذا يكونُ معنَى جَزائر الخالدات هو الجَزئِرُ الخالدةُ نَفْسُ سُكّانِها في جَنَّة اللَّذّاتِ النَّفْسَانِيَّةِ المُكْتسَبَة في الدُّنيا . كذا حَقَّقه مولانا قاسم بيزلي : ( سِتُّ جَزائِرَ ) ، قال شيخُنا : والصَّوابُ أَنها سَبْعٌ كما جَزم به جماعةٌ مِمَّن أَرَّخها ، وهي واغِلَةٌ ( في البَحْر المُحِيط ) المُسَمَّى بأُوْقيانُوسَ ( من جهَةِ المَغْرب ) ، غربيَّ مدينة سَلَا ، على سَمْتِ أَرض الحَبَشَة ، تَلُوحُ للنَّاظِر في اليوم الصّاحِي الجوِّ من الأَبْخِرَة الغَليظَة ، وفيها سبعةُ أَصنامٍ على مِثَال الآدميِّين ، تُشِيرُ : لا عُبُورَ ولا مَسْلِكَ وراءَهَا ، وَ ( منها
____________________

(10/421)


يَبْتَدِيءُ المُنَجِّمُون بأَخْذِ أَطوالِ البلادِ ) ، على قَول بطليموس وغيره من اليونانيِّين ، ويُسَمون تلك الجزائر : بقُنارْيَا ؛ وذالك لأَن في زمانهم كان مبْدَأُ العِمارَة من الغَرْب إِلى الشَّرْق من المَحَلّ المَزْبُور ، والإِبرةُ في هاذه الجزائر كانت مُتَوجِّهةً إِلى نُقْطَة الشَّمال من غيره انحرافٍ ، وعند بعضِ المُتَأَخِّرين ورَئيسِ إِسبانيا ابتداءُ الطُّولِ مِن جَزِيرة فَلَمَنْك ، وقالوا : الإِبرةُ في هاذه الجَزِيرَةِ متوجِّهةٌ إِلى نُقْطَة الشَّمال من غير مَيْلٍ إِلى جانبٍ ، وعن البعضِ : ابتداءُ الطُّولِ من السّاحِلِ الغربيِّ . وبين الساحلِ الغربيِّ والجزائرِ الخالداتِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، على الأَصَحِّ . ( تَنْبُتُ فيها كلُّ فاكهةٍ شَرْقِيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ وكلُّ رَيْحَانٍ ووَرْدٍ ، وكلُّ حَبَ من غير أَن يُغْرَسَ أَو يُزْرعَ ) ، كذا ذكرَه المؤرِّخُون ، وفيهاما تُحِيلُه العُقُولُ ، أَعْرَضْنا عن ذِكْرِهَا .
( وجزائِرُ بَنِي مَرْغِنَايْ : د ، بالمَغْرِب ) وهو البَلَدُ المشهورُ بإِفْرِيقِيَّةَ على ضِفّة البَحْرَيْن : بحرِ إِفْرِيقِيَّةَ وبحرِ المَغْرِب ، بينها وبين بِجايَةَ أَربعةُ أَيام ، وشُهرتُها كافِيةٌ ، ومَرْغَنَاي بفتح فسكون وتحريك الغين والنون ، كذا هو مضبوطٌ في النُّسخ ، والصَّوابُ بالزّاي وتشدِيدِ النُّونِ ، كما أَخْبَرنِي بذالك ثِقَةٌ من أَهْلِه .
( والجِزَارُ ) ، بالكسر : ( صِرَامُ النَّخْلِ . وجَزَرَه يَجْزُرُهُ ويَجْزِرُه ) من حدِّ كَتَب وضرَبَ ( جَزْراً وجِزَاراً ، بالكسر والفتح ) ، الأَخِيرُ عن اللِّحْيَانيّ : صَرَمَه .
( وأَجْزَرَ ) النَّخْلُ : ( حانَ جِزَارُه ) ، كأَصْرَمَ : حانَ صِرَامُه .
وجَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُها بالكسر جَزْراً : صَرَمَهَا . وقيل : أَفْسدَها عند التَّلْقِيح .
____________________

(10/422)



وقال اليزِيدِيُّ : أَجْزَرَ القَومُ ، مِن الجِزَار ، وهو وَقتُ صِرَامِ النَّخْلِ ، مثل الجِزَازِ ، يقال : جَزُّوا نخْلهم ، إِذا صرمُوه .
وقال الأَحمر : جَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُه ، إِذا صَرمه ، وحَزَرَه يَحْزِرُه ، إِذا خرَصَه .
( وتَجازرَا : تَشاتمَا ) ؛ فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِباً ، أَي قطعاها فاشتدَّ نَتْنُها ، يقال ذالك للمُتشاتِمَيْن المُتبَالِغيْن .
( واجْتزَرُوا في القِتال ، وتجَزَّرُوا ) إِذا اقْتتلُوا ، ويقال : ( ترَكُوهم جَزَراً ) بالتحريك إِذا قَتلُوهم ، وتَرَكَهم جَزَراً ( للسِّباع ) والطَّيْر ، ( أَي قِطَعاً ) .
وجَزَرُ السِّبَاعِ : اللَّحْمُ الذي تأْكُلُه ، قال :
إِنْ يَفْعَلَا فلقد تَرَكْتُ أَباهما
جَزَرَ السِّباعِ وكلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
( و ) عن اللَّيْث : ( الجَزِيرُ ، بلغة أَهلِ السَّوَادِ : مَن يَخْتَارُهُ أَهلُ القَريةِ لِمَا يَنُوبُهم في نَفَقَات مَن ينْزِلُ بهم مِن قِبَلِ السُّلْطَانِ ) ، وأَنْشَدَ :
إِذا ما رَأَوْنَا قَلَّسُوا من مَهَابَةٍ
ويَسْعَى علينا بالطَّعامِ جَزِيرُهَا
( وجُزْرَةُ ، بالضمّ : ع باليَمَامَة ) ، نقلَه الصَّغانيُّ .
( و ) جُزْرَةُ : ( وادٍ بين الكُوفَةِ وفَيْدَ ) ، وهو ماءٌ لبَنِي كَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم .
وممّا يُسْتَدرَك عليه :
جَزِيرَةُ العَرَبِ : المَدِينَةُ ، على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ ، وبه فَسَّر مالكُ بنُ أَنَسٍ الحديثَ : ( الشيطانُ يَئِسَ أَن يُعْبَدَ في جَزِيرَة العَرَبِ ) .
والجَزِيرَةُ : القِطْعَةُ مِن الأرض ، عن كُراع .
وأَمّا الجَزائِرُ التي بأَرْض مِصْرَ
____________________

(10/423)


فهي كثيرةٌ ، فممّا ذَكَرَهَا المؤرِّخون : جَزِيرَةُ ابنِ حَمْدانَ ، وجزيرةُ ابنِ غَوْث ، وجزيرةُ الغرقا ، وجزيرةُ حَكَم ، وجزيرةُ مَهْدِيَّة ، وجزيرةُ مَحَلَّة 2 دِمْنَا ، وجزيرةُ مَسْعُود ، وجزيرةُ الحجر ، وجزيرةُ البنداريّة ، وجزيرةُ بَغِيضة ، وجزائِرُ بِشْر ، وجزيرةُ مالك ، وجزيرةُ محمّد ، وجزيرةُ حَقِيل ، وجزيرةُ الفِيل ، وجزيرةُ مِفْتَاح ، وجزيرةُ طناش ، وجزيرة سَنَد ، وجزيرة العصْفور ، وجزيرة القِطِّ ، وجزيرة الشُّوبَك ، وجزيرة البُوص ، وجزيرة ابنِ حَمّاد ، وجزيرة طَوْق ، وجزائر أَبي هدري ، وجزيرة بَنِيَ بَقَر ، وجزائر ابن الرفعة ، وجزيرة شَنْدَوِيل ، وغير هؤلاءِ .
واجْتَزَرَ الجَزُورَ : نَحَرَه وجَلّدَه .
واجْتَزرَ القَومَ جَزورَا ، إِذا جَزَرَ لهم .
والجَزَرُ : كلُّ شيْءٍ مُباحِ الذَّبْحِ ، والوَاحِدُ جَزَرَةٌ .
وفي حديث موسى عليه السلامُ والسَّحَرَةِ : ( حتى صارتْ حِبالُهم للثُّعبانِ جَزَراً ) ؛ وقد تُكسَر الجِيمُ .
ومن غريب ما يُرْوَى في حديث الزكَاة : ( لا تَأْخُذُوا مِن جَزَراتِ أَموالِ النّاسِ ) ؛ أَي ما يكونُ أُعِدَّ للأَكْل ، والمشهورُ بالحاءِ المهملَة .
وفي حديثَ عْمَرَ : ( اتَّقُوا هاذه المَجَازِرَ ، فإِنّ لها ضَرَاوَةً كضَرَاوَةِ الخَمْرِ ) ؛ أَراد موضعَ الجَزّارِين التي تُنْحَرُ فيها الابِلُ ؛ وتُذْبَحُ البَقَرُ والشّاءُ يُبَاعُ لُحْمَانُها ؛ لأَجل النَّجَاسَةِ التي فيها ، وفي الصّحاح : المرادُ بالمَجَازِر هنا مُجْتَمعُ القومِ ؛ لأَن الجَزُورَ إِنما تُنْحَرُ عند جَمع الناس ، وقال ابن الأَثير : نَهَى عن أَماكن الذَّبْحِ ؛ لأَن مشاهدةَ ذَبْحِ الحَيواناتِ ممّا يُقَسِّي القلبُ ويُذْهِبُ الرَّحْمَةَ منه .
والجَزُور : لَقَبُ أُمِّ فاطِمةَ بنتِ أَسَدِ بنِ هاشِمٍ ، والدةِ عليَ رضي الله عنه ؛ لعِظَمِهَا ، واسمُها قَتْلَهُ بنتُ عامِرِ بنِ مالكِ بنِ المُصْطَلِقِ الخُزَاعِيَّةُ .
____________________

(10/424)



وجُزَار ، كغُرابٍ : جَبَلٌ شامِيٌّ ، بينه وبين الفُرات ليلةٌ .
وأَبو جَزَرةَ : قَيْسُ بنُ سالم ، تابعِيٌّ مصريٌّ .
وأَبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الضَّرِيرُ الجَوْزرانِيُّ بالفتح محدِّثٌ .
وأَبو منصور عبد الله بنُ الوَليدِ المحدِّثُ ، لَقَبُه جُزَيْرَةُ ، بالتصغير .
وحَبِيبُ بنُ أَبي جَزِيرَةَ كسَفِينَة حَدَّثَ عنه مُسْلمُ بنُ إِبراهِيمَ .
وعبدُ الله بنُ الجَزُورِ كصَبُور سَمِعَ قَتادَةَ .
ومحمّدُ بنُ إِدْرِيسَ الجازِرِيُّ ومحمَّد بنُ الحُسَيْنِ الجَازِرِيُّ ، حَدَّثَا .
جسر : ( الجَسْر : ( بالفتح : ( الذي يُعْبَرُ عليه ) ، كالقَنْطَرَةِ ونحوهَا ، ( ويُكْسَرُ ) لُغَتانِ ، ويُطْلَقُ أَيضاً على سُفُن يُشَدُّ بعضُها ببعضٍ ، وتُرْبَطُ إِلى أَوْتَادٍ في الشَّظِّ تكونُ على الأَنهار . وسيأْتي في ق ن ط ر ، ( ج أَجْسُرٌ ) ، في القَلِيل ، ( وجُسُورٌ ) ، في الكَثِير ، قال :
إِنّ فِرَاخاً كفِرَاخِ الأَوْكُرِ
بأَرضِ بَغْدَادَ وَراءَ الأَجْسُرِ
( و ) الجَسْرُ : ( العظيمُ من الإِبل ) وغيرها ، ( وهي بهاءٍ ) .
( و ) الجَسْرُ : المِقْدامُ ( الشُّجاعُ ) .
والجسْرُ : الرجلُ ( الطَّوِيلُ ) الضَّخْمُ ، ( كالجَسُورِ ) ، كصَبُورٍ ، يقال : رجل جَسْرٌ وجَسُورٌ ، وهي جَسْرَةٌ ( وجَسُورٌ ) وجَسُورةٌ .
وقيل : جَمَلُ جَسْرٌ : طَوِيلٌ ، وناقَةٌ جَسْرَةٌ : طَوِيلَةٌ ضَخْمَةٌ .
( و ) الجَسْرُ : ( الجَمَلُ الماضِي ، أَو ) الجَسْرُ : الجَمَلُ ( الطَّوِيلُ ) الضَّخْمُ .
يقال : رجلٌ جَسْرٌ : ماضٍ شُجاعٌ .
____________________

(10/425)



وجَمَلٌ جَسْرٌ : طَوِيلٌ ضَخْمٌ .
( وكلُّ ) شضْوٍ ( ضَخْمٍ ) : جَسْرٌ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
أَي ضَخْمٌ . قال ابن سِيدَه : هاكذا عَزَاه أَبو عُبَيْدٍ إِلى ابن مُقْبلٍ ، ولم نَجِدْه في شِعْره . قلتُ : وهاكذا عَزاه الجوهريُّ له ، تَبَعاً لأَبي عُبَيْدٍ في المصنَّف في المَوْضعَيْن منه ، في باب نُعُوت الطِّوَالِ مع الدِّقَّة أَو العِظَمِ ، وفي كتاب الإِبل ، وهاكذا عزاه ابنُ فارِسٍ له أَيضاً في مُجْمَله . قال الصغانيُّ : وليس البيتُ لابنِ مُقْبلٍ ، وإِنما هو لعَمْرِو بن مالكٍ العائِشِيِّ ، وصَدْرُه :
بعُرَاضَةِ الذِّفْرَى مُكايِلَةٍ
كَوْمَاءَ مَوْقِعُ رَلِها جَسْرُ
( وجَسْرٌ : حيٌّ مِن قُضاعَاَ ) من بَنِي عِمْرانَ بن الحاف ، وهم بَلْقَيْن ؛ فإِنّهم مِن بَنِي وَبَرَةَ بنِ تَغْلِبَ بنِ عِمْرانَ بن الحافِ .
( و ) جَسْرُ ( بنُ عَمْرِو بنِ عُلَةَ ) بن جَلْدِ بنتِ مالِكِ بن أُدَدَ بنِ مَذْحِج .
( و ) جسْرُ ( بنُ شَيْعِ اللّهِ ) بن أَسَده بنِ وَبَرَة ؛ وهو أَبو القَيْنِ ، ويقال لهم : بَلْقَيْن ، وهو الحَيُّ الذي مِن قُضاعةَ ، وقد كرَّره المصنِّف .
( و ) في قَيْسٍ أَيضاً جَسْرُ ( بنُ مُحَارِب ) بن خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ ، وذَكَرَهما الكُمَيْتُ فقال :
تَقَشَّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَولَنَا
قَصِيفاً كأَنَّا مِن جُهَيْنَةَ أو جَسْرِ
وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي
ولاكنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْن 2 ا إِلى الجَسْرِ
هاكذا أَنشدَه الأَزهريُّ للكُمَيْت ، وليس له ، ولا للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ .
( و ) جَسْرُ ( بنُ تَيْمٍ ) ، وفي بعض
____________________

(10/426)


النسَخ : تَيْمِ اللّهِ بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ ، كلُّ هؤلاءِ ( بالفتح ) .
( وأَبو جِسْرٍ المُحارِبِيُّ ) ، كذا في النسَخ ، وفي التَّكْمِلَة : المَعَافِرِيُّ .
( وجِسْرُ بنُ وَهْبٍ ، وابنُ ابنهِ جِسْرُ بنُ زَهْرَانَ ) بنِ جِسْر .
( و ) جِسْرُ ( بنُ فَرْقَدٍ ) القَصّابُ ، عن الحَسَن ، قال الذّهَبِيُّ : ضَعَّفُوه ، ومثلُه في كتاب ابن حِبّانَ استطراداً .
( و ) جِسْرُ ( بنُ حَسَن ) الفَزَارِيُّ ، يَرْوِي عن نافِع ، وعنه الأَوْزَاعِيُّ ، ولهم جِسْرُ بنُ حَسَن آخَرُ ، كُوفِيٌّ في عَصْره الأَعْمش ، ضَعَّفه النَّسَائِيُّ .
( و ) جِسْرُ ( بنُ عبدِ اللّهِ المُرَادِيُّ ) .
فاهؤلاءِ ( بالكَسْر ) ، كما ( قالَه بعضُ المحدِّثين ) ، يَعْنِي شيخَه أَبا عبدِ اللّهِ الذَّهَبِيَّ وغيرَه . ( والصَّوابُ في الكلِّ الفَتْحُ ) ، كما قالَه ابنُ دُرَيْد ، ونقَلَه الحافظُ في التَّبْصير .
( وَجَسْرَةُ بنتُ دَجَاجَةَ : مُحدِّثةٌ ) ، رَوَتْ عن عائشةَ ، وعنها أَفْلَتُ بن خَلِيفَةَ .
( الجُسْرُ بالضمِّ وبضمتَيْن جَمْعُ جسُور ) كصَبُور . بمعنى المِقْدَامِ الماضِي .
( و ) عن ابن السِّكِّيت : يقال : ( جَسَر الفَحْلُ ) ، وفَدَر ، وَجَفَرَ ، إِذا ( تَرَكَ الضِّرابَ ) ، قال الرّاعِي :
تَرَى الطَّرِفاتِ العِيطَ مِن بَكَرَاتِها
يَرُعْنَ إِلى أَلْواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ
وكذالك حسَرَ ، وجَفَرَ ، وفَدَرَ . ويُرْوَى : أَعْيسَ جافِرِ .
( و ) جَسَرَ ( الرجلُ ) يَجْسُرُ ( جُسُوراً ) بالضمّ ، ( وجَسَارةً ) ، بالفتح : ( مَضَى وَنَفَذَ ) . ورجلٌ جَسُورٌ ، وهي ( جَسُورٌ ، و ) جَسُورَةٌ ، وفيه جَسَارةٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : جَسَرت ( الرِّكَابُ
____________________

(10/427)


المفَارَةَ : عَبَرَتْها ) عُبُورَ الجَسْر ( كاجْتَسَرَتْهَا ) .
( و ) جَسرَ ( الرجلُ ) يَجْسُرُ جَسْراً : ( عَقَدَ جَسْراً ) .
( و ) يقال : ( ناقَةٌ جَسْرَةٌ ومُتَجَاسِرَةٌ ) ، أَي ( ماضِيَةٌ ) ، وفي الأَساس ، قَوِيَّةٌ جَرِيئة على السَّفَرِ . وقال اللَّيْث : وقَلَّما يُقَال : جَمَلٌ جَسْرٌ .
قال :
وخَرَجَتْ مائِلَةَ التَّجاسُرِ
وقيل : ناقةٌ جَسْرَةٌ ؛ أَي طَوِيلةٌ ضَخْمَةٌ .
وفي النَّوادِرِ : رجلٌ جسْرٌ : طَوِيلٌ ضَخْمٌ ، ومنه قيل للناقَة جَسْرٌ .
( وجَسَّرَه تَجْسِيراً : شَجَّعَه ) ، وإِن فلاناً ليُجَسِّرُ أَصحابَه ؛ أَي يُشَجِّعُهم .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( اجْتَسَرتِ السَّفِينَةُ البَحْرَ : رَكِبَتْه وخاضَتْه ) ، كذا في التَّكْملة ، وفي الأَساس : عَبرَتْه .
( وجِسْرِينُ ، بالكسر : بدِمَشْقَ ) ، ومنها أَبو القاسمِ عَمْارُ بنُ الجزز العُذْرِيُّ الجهسْرِينِيُّ ، حَدَّثَ عنه عبدُ الوهّابِ الكِلابِيُّ .
( وجَيْسُورُ ) : إسمُ ( الغُلام الذي قَتَلَه موسى صلَّى الله ) على نَبيِّنا و ( عليْه وسلّم ) . قال شيخُنا : كذا في جميع أُصُولِ القاموس المصحَّحة وغيرِها ، وهو سَبْقُ قَلَمٍ بلا شَكَ ، والصَّوابُ : الغُلامُ الذي قَتَلَه الخَضِر في قَضِيَّتِه مع موسى عليهما السّلامُ ، والخلافُ فيه مشهورٌ ، ذَكَرَه المفسِّرون ، وأَشارَ إِليه الجَلالُ في الإِتقان ، ( أَو هو بالحاءِ المُهملَة ، أَو هو جَلْبَتُورُ ) ، بفتح الجيم وسكونِ اللّامِ ثم موحَّدَة مفتوحة ومُثَنْاة فوقيَّة مضمومة ، كعَضْرَفُوط ، ( أَو جَنْبَتُورُ ) بالنُون بعدَلَ البلامِ . أَقوالٌ ذَكَرها المفسِّرون ، وجَمَعَها الحافظُ في فَتْح البارِي ، والسّهَيْلِيُّ في التَّعْرِيف والإِعلام ، لما أُبْهِمَ في القرآنِ ممن الأَسماءِ الأَعلام .
( وتَجَاسرَ ) الرجلُ ، إِذا ( تَطَاوَلَ
____________________

(10/428)


وَرَفَعَ رأْسه ) ، وقال جَرِير :
وأَحْذَرُ إِن تَجاسَرَ ثم نادَى
بدَعْوى يالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابَا
( و ) تَجَاسَرَ ( عليه ) ، إِذا ( اجْتَرأَ ) وأَقْدَمَ . وإِنَّك لَقَلِيلُ التَّجَاسُرِ علينا .
وجَسَرَ على عَدُوِّه ، ولا يَجْسُرُ أَن يَفْعَلَ كذا .
( و ) في النّوادِر : تَجَاسَرَ فلانٌ ( له بالعَصَا ) ، إِذا ( تَحَرَّكَ له بها ) ، كذا في التَّكْمِلَة ، ولَفْظَةُ ( بها ) ليستْ من نَصَّ النَّوادر .
( وأُمُّ الجُسَيْرِ ، كزُبَيْر : أُخْتُ بُثَيْنَةَ صاحِبَةِ جَمِيل ) العُذْرِيِّينَ ، قال جمِيل :
حَلَفْتُ برَبِّ الرّاقصاتِ إِلى مِنىً
هُوِيَّ القَطَا يَجْتَزْنَ بَطْنَ دَفِينِ
لأَيْقَنَ هاذا القلبُ أَنْ ليس لاقِياً
سُلَيْمَى ولا أُمَّ الجُسَيْرِ لِحِينِ
وممّا يُستدرَك عليه :
في حديث الشَّعْبِيِّ : ( أَنه كان يُقال لسَيْفِه : ( اجْسُرْ جَسّارُ ) ؛ وهو فَعْال مِن الجَسارة ، وهي الجراءَةُ والإِقدامُ على الشيْءِ .
وتَجَاسَرَ القومُ في سَيرِهم ، وأَنشدَ :
بَكَرَتْ تَجَاسَرُ عن بُطُونِ عُنَيْزَةٍ
أَي تَسِيرُ .
وجاريَةٌ جَسْرَةُ السّوَاعِدِ ، أَي مُمْتَلِئتُها ، وكذا جَسْرَةُ المُخَدَّمِ ، وأَنشدَ :
دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ
ومِنَ المَجَازِ : المَوْتُ جَسْرٌ يُوْصِّلُ الحَبِيبَ إِلى الحَبِيب . ورَحِمَ اللّهُ امْرَأً جَعَلَ طاعتَه جَسْرَا إِلى نَجاتِه . وفي حديث نَوْف بنِ مالك قال : ( فوقَعَ عُوجٌ على نِيلِ مِصْرَ فجَسَرَهم سَنَة ) ؛ أَي صارَ لهم جَسْراً .
____________________

(10/429)



والخَيْلُ تَجاسَرُ بالكُمَاةِ : تَمْضِي بها وتَعْبُرُ .
وجَسْرُ بنُ نُكْرَةَ بنِ ( نَوْفَلِ بنِ ) الصَّيداءِ ، مِن وَلَدِه قَيْسُ بنُ مُسْهر ، كان مع سيِّدِنا الحُسَيْنِ رضيَ الله عنه ، ذَكَرَه البلاذُريُّ .
وجِيَاسَرُ ، بكسر الجيم فتحِ السينِ المهملَة : قريةٌ بمَرْوَ ، منها أَبو الخَلِيلِ عبدُ السلامِ بنِ الخَلِيلِ المَرْوَزِيُّ ، تابِعِيُّ أَدْركَ أَنَساً ، وعنه زيحدُ بنُ الحُبَاب .
ويومُ جِسْرِ أَبي عُبَيْد ؛ مَشْهُورٌ ؛ مَدَّ جِسْراً على الفُرات زَمَنَ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه ، وحارَبَ الفُرْسَ ، وانهزَمَ المسلمون .
والجَسْرَةُ : مِن مَخالِيفه اليَمَنِ .
وامرأَةٌ جَسُورٌ ، بلا هاءٍ : أَي جَرِيئَةٌ .
والجَسَرَةُ ، بالتحريك : الجَسَارةُ .
جسمر : ( الجُسْمُورُ ، بالضمّ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو ( قِوامُ الشَّيْءِ ، مِن ظَهْر الإِنسانِ وجُثَّتِه ) ، كذا في التكملة . قيل : إِن الميم زائدة .
جشر : ( الجَشْرُ : إِخراجُ الدَّوَابِّ للرَّعْيِ ) ، وقد جَشَرَهَا يَجْشُرُهَا جَشْراً ، ( كالتَّجْشِير ) .
( و ) الجَشْرُ : ( أَن تَنْزُوَ خَيْلُكَ ) : ( فتَرعَاهَا أَمامَ بَيتِك ) .
( و ) الجَشْر : ( التَّرْكُ ) والإِرسالُ ، والتَّبَاعُد ، ( كالتَّجْشِير ) . وفي حديث أَبي الدَّرْدَاءِ : ( مَن تَرَكَ القرآنَ شَهْرَيْنِ فلم يَقرأْه فقد جَشَرَه ) .
( و ) الجعشَر ، ( بالتَّحْرِيك : المالُ الذي يَرْعى في مكانه ، لا يَرْجِعُ إِلى أَهلِه باللَّيْل ) . مالٌ جَشَرٌ : لَا يَأْوِي إِلى أَهله ، قاله الأَصمعيُّ ( و ) كذالك ( القَومُ ) يَبيتُون مع الإِبل ( في المَرْعَى ،
____________________

(10/430)


لا يَأْوُون بُيُوتَهم . وقد أَصبحوا جَشْراً وجَشَراً . وفي حديث عثمانَ رضي اللّهُ عنه : ( لا يَغْرَّنَّكم جَشَرُكم مِن صَلاتِكم ؛ فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ مَن كان شاخِصاً أَو يَحْضُرُه عَدُوٌّ ) . قال أَبو عُبَيْدٍ : الجَشَرُ : القومُ يَخْرجُون بدَوابِّهم إِلى المَرْعَى ، ويَبِيتُون مَكانَهم ، لا يأْوُونَ البُيُوتَ ، ورُبَّما رَأَوْه سَفَراً فَقَصَرُوا الصلاةَ ، فنَهَاهم عن ذالك ؛ لأَن المُقَامَ في المَرْعَى وإِن طالَ فليس بسفَرٍ ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيِّ لابن أَحْمَرَ في الجَشْر :
إِنّكَ لو رأَيتَنِي والقَسْرَا مُجَشِّرين قد رَعَيْنا شَهْرَا لم تَرَ في الناس رِعَاءً جَشْرَا أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَبْرَا قال الأَزهريّ : أنْشَدَنِيه المُنْذِرِيُّ عن ثَعْلَبٍ عنه ، وقال الأَخطل :
يسأَلُه الصُّبْرُ مِن غَسّانَ إِذْ حَضَرُوا والحَزْنُ كيفُ قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ والحزْنُ : قَبِيلتانِ من غَسّانَ . قال ابن بَرِّيّ : وهو مِن قصيدة طَنّانةِ من غُرَرِ قصائدِ الأَخطلِ يُخاطِبُ فيها عبدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ :
يُعَرِّفُونكَ رَأْسَ ابنِ الحُبَابِ وقد أَضْحَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أَثَرُ لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكًّا مَسامِعُه وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ قال يصفُ قَتْلَ عُمَيْرِ بنِ الحُبَابِ ، وكَوْنَ الصُّبْرِ والحَزْنِ يقولون له بعدَ موتِه ، وقد طافُوا برأْسِه : كيف قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ ؟ وكان يقولُ لهم : إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالِي بكم .
( و ) الجَشَرُ : مصدرُ جَشِرَ يَجْشَرُ ، كفَرِحَ : ( أَن يَخْشُنَ طِينُ السّاحِلِ ويَيْبَسَ كالحَجَرِ ) ، قاله أَبو نَصْر .
وقال شَمِرٌ : ومكانٌ جَشِرٌ ، ككَتِف ، أَي كثيرُ الجَشَرِ .
____________________

(10/431)



وقال الرِّياشِيّ : الجَشَرُ : حِجارةٌ في البَحْرِ خَشِنَةٌ . وعن ابن دُرَيْدٍ : الجَشْرُ والجَشَرُ : حجارةٌ تَنْبُتُ في البَحْر . وقال اللَّيْث : الجَشَرُ : ما يكونُ في سواحِلِ البحرِ وقَرارِه من الحَصَى والأَصْداف ، يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ ، فيَصِيرُ حَجَراً تُنْحَتُ منها الأَرْحِيَةُ بالبَصْرَة ، لا تَصْلُحُ للطَّحْن ، ولاكنها تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلالِيع .
( و ) مِن المجاز : الجَشَرُ : ( الرجلُ العَزَبُ ) عن أَهله في إِبله ، ( كالجَشِير ) .
وجَشَرَ عن أَهله : سافَرَ .
وفي اللِّسَان : قومٌ جُشْرٌ وجُشَّرٌ : عُزّابٌ في إِبلِهم .
( و ) الجَشَرُ والجشر : ( بُقُولُ الرَّبِيعِ ) . وفي اللِّسَان : بَقْلُ الرَّبِيع .
( و ) الجَشَرُ : ( خُشُونَةٌ في الصَّدْرِ ، وغَلِظٌ في الصَّوْت ) ، وسُعَالٌ ، وفي التَّهْذِيب : بَحَحٌ في الصَّوت ، ( ( كالجُشْرَةِ ) بالضمّ فيهما ) ، أَي في الخُشُونة والغَلِظ ، عن اللِّحيانيّ . ( وقد جَشِرَ كفَرِحَ و ) جُشِرَ مثل ( عُنِيَ فهو أَجْشَرُ ، وهي جَشْرَاءُ ) . وقد خالَفَ هنا اصطلاحَه : وهي بهاءٍ ، لْيُنْظَرْ . وفي التَّهْذِيب : يقال : به جُشْرَةٌ ، وقد جَشِرَ .
وقال اللِّحيانيّ : جُشِرَ جُشْرَةً ، قال ابن سِيدَه : وهاذا نادهٌ ، وقال : وعندي أَن مصدرَ هاذا إِنما هو الجَشَرُ .
ورجلٌ مَجْشُورٌ .
وبَعِيرٌ أَجْشَرُ ، وناقَةٌ جَشْرَاءُ ، بهما جُشْرَةٌ .
( و ) قال حُجْر :
رُبَّ هَمَ جَشَمْتُه في هَواكُمْ
و ( بَعِير ) مُنَفَّةٍ ( مَجْشُورِ )
____________________

(10/432)


: ( به سُعالٌ ) ، وأَنشدَ :
وساعِلٍ كسَعَلِ المَجْشُورِ
وعن ابن الأَعرابيِّ : الجُشْرَةُ : الزُّكامُ .
وعن الأَصمعيّ : بَعِيرٌ مَجْشُورٌ : به سُعَالٌ ( جافٌّ ) ، هاكذا بالجيم في سائر الأُصُول ، وفي بعض النسخ بالحاءِ المهملَة .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( جَشَرَ الصُّبْحُ جُشُوراً ) . بالضمّ : ( طَلَعَ ) وانْفَلَقَ ، وفي الأَساس : خَرَجَ ومنه : لاحَ أبْرَقُ جاشِرٌ .
( والجاشِريَّةُ : شُرْبٌ يكونُ مع ) جُثُورِ ( الصُّبْحِ ) ، نُسِبَ إِلى الصُّبْح الجاشِر ، ( أَو لا يكونُ إِلّا مِن أَلبان الإِبلِ ) خاصِّةً ، والصَّوابُ العُمُومُ أَو التخصيصُ بالخَمْر ؛ لأَنه أَكثرُ ما في كلامهم ، ويُؤَيِّدُه قولُ الفَرَزْدَقِ :
إِذا ما شَرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ
كَبِيراً وإِن كان الأَمِيرُ مِن الأَزْدِ
ويقال : اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ ، ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ ، وهو مَجَازٌ ، ويُوصَفُ به ، فيُقال : شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ ، وقال آخَرُ :
ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكاسَ طِيباً
سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي
( و ) الجاشِرِيَّةُ في شِعْر الأَعْشَى : ( قبيلةٌ مِن ) قبائِلِ ( العَرَبِ ) من رَبِيعَةَ .
( و ) الجاشِرِيَّةٌ : ( امرأَةٌ ) .
( و ) الجاشِرِيَّةُ : ( نِصْفُ النَّهَارِ ) ، لظُهُور نُورِه وانتشارِه . ( و ) قد يُطلَقُ الجاشِرِيَّةُ ويُرَادُ به ( السَّحَرُ ) ؛ لقُرْبه من انْفِلاقِ الصُّبْحِ ( و ) الجاشِرِيَّةُ : ( طعامٌ ) يُؤْكَلُ في الصُّبْح ، أَو نوعٌ من الأَطعمة ) : ، فلْيُنْظَرْ .
( والجَشِيرُ ) والجَفِيرُ : ( الوَفْضَةُ ) ،
____________________

(10/433)


وهي الكِنَانَةُ . وقال ابن سِيدَه : وهي الجَعْبَةُ من جُلُود تكونُ مَشْقُوقَةً في جَنْبها ، يُفْعَلُ ذالك بها ليَدْخُلَهَا الرِّيحُ فلا يَأْتَكِلُ الرِّيشُ . وفي حديث الحَجّاج : ( أَنه كَتَبَ إِلى عامِلِه : أَن أبْعَثْ إِليَّ بالجَشِير اللُّؤْلُؤِيِّ ) . الجَشِيرُ : الجِرَابُ . قال ابن الأَثر : قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ .
( و ) الجَشِيرُ : ( الجُوَالِقُ الضَّخْمُ ) ، والجَمْعُ أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ ، قال الرّاجِز :
يُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ
( والجشّارُ ) ككَتّانٍ : ( صاحبُ ) الجَشَرِ ، أَي ( مرْجٍ الخَيْلِ ) ، وهو جَشّارُ أَنعامِنا .
( والمُجَشَّر ، كمُعَظَّم : المُعزَّبُ ) عن أَهلِه ، وفي بعض النُّسَخ : المجرب ، وهو خطأٌ والذي صحَّ عن ابن الأَعرابيّ أَن المُجَشَّرَ : الذي لا يَرْعَى قُرْبَ الماءِ . وقال المُنْذِريُّ : هو الذي يَرْعَى قُرْبَ الماءِ .
( وخَيْلٌ مُجَشَّرة ) بالحِمَى ، أَي ( مَرْعِيَّةٌ ) .
( و ) مُجَشِّرٌ ، ( كمُحَدِّث ؛ وَالدُ سَوارٍ ) العِجْلِيِّ هاكذا بالواو في سائر النُّسَخ ، والصَّوابُ سَرَّار ، براءَيْن ، كما في تاريخ البُخَارِيِّ ( المُحَدِّثِ ) البَصْرِيِّ ، عن ابن أَبي عَرُوبَةَ ، ويقال : هو أَبو عُبَيْدَةَ الغَزِّيُّ .
( وأَبو الجَشْرِ ) ، بفتحٍ فسكون ، ( رَجُلانِ ) ، أَحدُه ما الأَشْجَعِيُّ خالُ بَيْهَسٍ الفَزارِيِّ ، ولعلَّه عَنَى بالثاني أَبا الجَشْرِ مُدْلِجَ بنَ خالد ، والصَّوابُ أَنه بالحاءِ المهملَة ، وليس لهم غيرُهما ، وسيأْتي .
( و ) المِجْشَرَ ( كمِنْبَر : حَوْضٌ لا يُسْقَى فيه ) ، كأَنه جَشَرِه ، أَي وَسَخِه وقَذَرِه .
( وجَشَّرَ الإِناءَ تَجْشِيراً : فَرَّغَه ) كجَفَّرَه .
( وقولُ الجوهَرِيِّ الجَشَرُ :
____________________

(10/434)


وَسَخُ الوَطْبِ ) من اللَّبَن ، ( و ) يقال : ( وَطْبٌ جشِرٌ ) ، ككَتِف ، أَي ( وَسِخٌ ، تصحيفٌ ، والصَّوابُ ) ، على ما ذَهَبَ إِليه الصُّغَانيُّ ، ( بالحاءِ المهملَة ) . قال شيخُنا : كأَنَّه قَلَّدَ في ذالك حمزةَ الأَصبهانيَّ في أَمثاله ؛ لأَنه رُوِيَ هاكذا بالحاءِ المهملَة ، وقد تَعَقَّبَه المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَة والأَمثال ، وقالوا : الصَّوَابُ أَنه بالجيم ، كما صَوَّبَه في التَّهْذِيب وصَحَّحَ كلَام الصحاح ، فلا التفاتَ لدَعْوَي المصنِّف أَنه تصحيف .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
جَشِرَ البَعِيرُ كفَرِحَ جَشَراً ، بالتَّحريك : أَصابَه سُعالٌ .
وفي حديث ابن مَسْعُود : ( يا مَعْشَرَ الجُشّارِ ، لا تَغْتَرُّوا بصَلاتِكم ) ، وهو جمعُ جاشِرٍ : الذي يَجْشُرُ الخَيْلَ والأَبلَ إِلى المَرْعَى ، فيَأْوِي هناك .
وإِبلٌ جُشَّرٌ : تَذهبُ حيث شاءَتْ ، وكذالك الحُمُرُ ، قال :
وإخَرُونَ كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
وقومٌ جُشَّرٌ : عُزّابٌ في إِبلهم .
وجَشَرَ الفَحْلُ ، مِثلُ جَفَرَ ، وجَسَرَ ، وحَسَرَ ، وفَدَرَ ، بمعنًى واحدٍ .
والجَشَرُ ، محرَّكَةً : حُثالةُ النّاسِ .
ومكانٌ جَشِرٌ : كثيرُ الجَشَرِ ، وهو ما يُلْقِيه البَحْرُ من الأَوساخِ والرِّمَمِ .
والجَشَرَةُ : القِشْرَةُ السُّفْلَى التي على حَبَّةِ الحِنْطَةِ .
ورجلٌ مَجْشُورٌ : أَبَحُّ .
ورجلٌ مَجْشُورٌ : مَزْكُومٌ .
وجَنْبٌ جاشِرٌ : مُنْتَفِخٌ .
وتَجَشَّرَ بَطْنُه : انْتَفَخَ ، وأَنشدَ ثعلبٌ :
فقامع وثّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمِ
لم يَتَجَشَّرْ مِن طعامٍ يُبْشِمُهْ
وجشَرٌ ، محرَّكةَ : جَبَلٌ في ديار
____________________

(10/435)


بَنِي عامِرٍ ، ثم لبَنِي عُقَيْل ، من الدِّيار المُجَاوِرَةِ لِبَنِي الحارثِ بنِ كَعْب .
وأَبو مُجَشِّرٍ ، كمُحَدِّث : كُنْيَةُ عاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ ، على الصَّوَاب ، كما قالَه ابنُ ناصِر ، وشَذّ الدُّولابِيُّ ، فَضَبَطَه بالمُهْملَتَيْن ، قالَه الحافِظُ .
جظر : ( المُجْظَئِرُّ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو ( المُعِدُّ شَرَّه ، كأَنّه مُنْتَصِبٌ ، يقال : مالَكَ مُجْظَئِرًّا ) ، كذا في التَّكْمِلَة .
جعر : ( الجَعْرُ ) ، بفتحٍ فسكون : ( ما يَبِسَ من العَذِرَة في المَجْعَرِ ، أَي الدُّبُرِ ) ، أَو خَرَجَ يابِساً ، قالَه ابن الأَثِير ، ( أَو ) الجَعْرُ : ( نَجْوُ كلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع . ج جُعُرٌ ) ، بالضمّ ( كالجاعِرَةِ ) ، وهي مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس .
( ورجلٌ مِجْعارٌ ) ، إِذا كان كذالك .
والجَعْرُ : يُبْسُ الطَّبِيعَةِ .
ورجلٌ مِجْعَارٌ : ( كَثُرَ يُبْسُ طَبِيعَتِه ) . وفي حديث عُمَرَ : ( إِنّي مِجْعَارُ البَطْنِ ) : أَي يابِسُ الطَّبِيعَةِ .
( وجَعَرَ ) الضَّبُعُ والكَلْبُ والسِّنَّوْرُ ، ( كمَنَعَ : خَرِيءَ ، كانْجَعَرَ ) .
( والجَعْرَاءُ ) كحَمْرَاءَ : ( الإِسْتُ ، كالجِعِرَّى ) ، حَكَاه كُرَاع وقال : لا نَظِيرَ لها إِلّا الجِعِبَّى ، والزِّمِكَّى ، والزِّمِجَّى ، والعِبِدَّى ، والقِمِصَّى ، والجِرِشَّى .
( و ) الجَعْرَاءُ : ( لَقَبُ ) قومٍ من العربِ ، وأَنشدَ ابن دُرَيْد لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ :
أَلَا أَبْلِغْ بنِي جُثَمَ بنِ بَكْرٍ
بما فَعَلَتْ بِيَ الجعْرَاءُ وَحْدِي
____________________

(10/436)



انتهى . وقيل : هو لَقَبُ ( بَلْعَنْبَرِ ) ، أَي بَنِي العَنْبَرِ من تَمِيم ، يُعَيَّرُون بذالك . قال :
دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْرَاءُ بالخَرْج مالِكاً
ونَدْعُو لعَوْفٍ تحتَ ظِلِّ القَواصِلِ
( لأَن دُغَةَ ) ، بضمِّ الدالِ مخفَّف ، مَعتلّ الآخِر ، كما سيأْتي ، ( بِنْتَ مَغْنَجٍ ) وفي بعض النُّسَخ ، مِنْعَج قال المُفضَّل بن سَلَمة : مَن أَعْجَم العَيْن فتح الميم ، ومَن أَهملها كسَرَ المِيم ، قاله البَكْرِيُّ في شرْح أَمَالِي القالِي ، ونقله منه شيخُنا ، ( منهم ) أَي مِن بَلْعَنْبَرِ ، ويقال : وُلِدَتْ فيهم ، قالوا : خَرَجتْ وقد ( ضَرَبَها المَخَاضُ ، فظَنَّتْ أَنها تُريدُ الخَلاءَ ) وأَخْصَرُ مِن هاذا : فظَنَّتْه غائِطاً ( فَبَرَزَتْ في بعض الغِيطانِ ) المُراد بها الأَراضِي المُطْمَئِنَّةُ ( فوَلَدَتْ ) وعبارة التَّهْذِيب : فلمّا جَلَسَتْ للحَدَث وَلَدَتْ ( وانْصَرَفَتْ تُقَدِّرُ أَنها تَغَوَّطَتْ ، فقالت لضَرَّتِهَا : يا هَنْتاهْ ) ، وهاذه مِن زياداتِ المصنِّف وتَغْيِيراتِه ؛ ففي التَّهْذِيب وغيرِه بعد قوله : وَلَدَتْ : فأَتَتْ أُمَّها فقالت : يا أُمَّهْ ( هل يَفْغَرُ ) ، أَي يَفْتَحُ ( الجَعْرُ فاه ؟ ) ففَهِمَتْ عنها ، ( فقالت : نَعَمْ ، ويَدعُو أَباه . فمضَتْ ضرَّتُها ) ، أَو أُمُّها كما في الأُصُول الجَيِّدَة ، ( وأَخَذَتِ الوَلَدَ ) ؛ فتَمِيمٌ تُسَمِّي بلُعَنْبَرِ الجَعْراءَ لذالك .
( والجاعِرةُ : الإِسْتُ ) كالجَعْراءِ ( أَو حلْقَةُ الدُّبُرِ ) .
والجاعِرَتانِ : مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْن من إسْتِ الحِمَارِ ) ، قفال كَعْبُ بنُ زُهَيْر يذكرُ لحِمَارَ ، والأُتُنَ :
إِذَا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ
رأَيْتَ لجَاعِرَتَيْهِ غُضُونَا
____________________

(10/437)



( و ) قيل : هو ( مَصْرِبُ الفَرَسِ بذَنَبِه على فَخِذَيْه ) ، وقيل : هما حيث يُكوَى الحِمارُ في مُؤَخَّرِه على كاذَتَيْه ، وفي الحديث : ( أَنه كَوَى حِماراً في جاعِرَتَيْه ) . وفي كتاب عبد المَلك إِلى الحَجّاج : ( قاتَلَكَ اللّهُ أَسْوَدَ الجَاعِرَتَيْن ) . ( أَو ) هما ( حَرفَا الوَرِكَيْن المُشْرِفَيْن على الفَخِذَيْن ) ، وهما المَوْضِعَان اللَّذان يَرْقُمُهما البَيْطَارُ ، وقيل : هما ما اطْمَأَنَّ مِن الوَرِك والفَخِذ في مَوضع المَفْصِل ، وقيل : هما رُؤُوسُ أَعالِي الفَخِذَيْن .
( و ) الجِعَارُ ( ككِتَابٍ : سِمَةٌ فيهما ) ، أَي في الجِاعِرَتَيْن ، ونَقَلَ ابنُ حَبيب مِن تَذْكِرَةِ أَبي عليَ أَنه مِن سِمَاتِ الإِبل .
( و ) الجِعَارُ : ( حَبْلٌ يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَه ) إِذا نَزَلَ في البئر ( لئَلّا يَقَع في البِئْر ) ، وطَرَفُه في يَدِ رَجُلٍ ، فإِن سَقَطَمَدَّ به ، وقيل : هو حَبْلٌ يَشُدُّه السّاقِي إِلى وَتِدٍ ، ثم يشُدُّه في حَقْوه ، ( وقد ، تَجَعَّرَ ) به ، قال :
ليس الجِعَارُ مانِعِي مِن القَدَرْ
ولو تَجَعَّرْتُ بمحْبُوكٍ مُمَرْ
( والجُعْرَةُ ، بالضمّ : أَثَرٌ يَبْقَى منه ) ، أَي مِن الجِعَار في وَسَطِ الرجُل ، حكاه ثعلبٌ ، وأَنشدَ :
لو كنْتَ سَيْفاً كان أَثْرُكَ جُعْرَتً
وكنْتَ حَرًى أَن لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ
( و ) الجُعْرَةُ : ( شعِيرٌ ) غَلِيظُ القَصَب ، عَرِيضٌ ، ( عَظِيمٌ ) طَوِيلُ ( الحَبِّ ، أَبيضُ ) ؛ ضَخمُ السَّنَابل ، كأَنَّ سَنابلَه جِراءُ الخَشْخاش ، والسُنْبُله حُرُوفٌ عِدَّةٌ ، وهو رقِيقٌ خَفِيفُ المؤُونة في الدِّبيَاس ، والآفةُ إِليه سرِيعَةٌ ، وهو كثيرُ الرَّيْعِ ، طَيِّبُ الخُبْزِ . كلُّه عن أَبي حنيفةَ .
( وجَيْعَرُ ) ، كحَيْدَرٍ ، ( وجَعَارِ كقَطامِ ، وأُمُّ جَعَارِ ، وأُمُّ جَعْوَرٍ ) : كلُّه ( الضَبُعُ ) ، لكَثْرَة جَعْرِها ؛ وإِنما بُنيَتْ على الكَسْر لأَنه حَصَلَ فيها العدْلُ والتَّأْنيثُ والصِّفَةُ
____________________

(10/438)


الغالبَةُ ، ومعنَى قولِنا .
أَنها غَلَبَتْ على المَوْصُوف حتى صار يُعْرَفُ بها ، كما يُعْرَفُ باسمُه ، وهي مَعْدُولَةٌ عن جاعِرَة ، فإِذا مُنِعَ من الصَّرْف بعِلَّتَيْن وَجَبَ البناءُ بثلاث ؛ لأَنه ليس بعد مَنْع الصَّرْف إِلا مَنْعْ الأَعراب ، وكذالك القولُ في حَلاقِ إسم للْمَنِيَّةِ ، وقولُ الشاعِر الهُذَليِّ ، وهو حَبيبُ بنُ عبدِ الله الأَعْلَمُ في صِفَةِ الضَّبُع :
عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٍ
فُوَيْقَ زِمَاعه اخَدَمٌ حُجُولُ
تَرَاهَا الضُّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً
جُراهِمَةٌ لها حِرَةٌ وثِيلُ
وقيل : ذَهَبَ إِلى تَفْخِيمها ، كما سُمِّيَتْ حُضَاجر ، قويل : هي أَولادُهَا . وقال الأَزهريُّ : ( جَواعرُهَا ثَمانٍ ) . كثْرةُ جحرِهَا ؛ أَخّرَجَه على فاعِلَة وفَوَاعِلَ ، ومعناه المَصْدَرُ ، ولم يُرِدْ عدَداً مَحْصُوراً . ولاكنه وَصَفَهَا بكثرة الأَكْل والجَعْرِ ، وهي مِن آكَلِ الدَّوابِّ ، وقيل : هو مَثَلٌ لكثرة أَكْلِهَا ، كما يقال : فلانٌ يَأْكُلُفي سبعةِ أَمعاءٍ . وقال ابن بَرِّيّ : وللضَّبُع جاعِرَتانِ ، فجَعَلَ لكلِّ جاعِرَةٍ أَربعةَ غُضُونٍ ، وسَمَّي كلَّ غَضَنٍ جاعِرةً ، باسمِ ما هي فيه .
( و ) يقال للضَّبُع : ( تِيسِي جَعارِ ) ، أو ( عيِثِي جَعارِ ) ) ، وهو ( مَثَلٌ يُضْرَبُ في إِبطال الشيْءِ والتكذيبِ به ) ، وأَنشد ابن السِّكِّيت :
فقلْتُ لها عِيثِي جَعْارِ وجَرِّرِي
بلَحْم امْرىءٍ لم يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ
ومِن ذالك ما أَوْرَدَه أَهلُ الأَمثال : ( أَعْيَثُ مِن جَعَارِ ) .
( و ) أَما ( ( رُوعِي جَعارِ ) ، وانْظُرِي أَين المَفَرُّ ) ؛ فإِنه ( يُضْرَبُ ) لمن يَرُومُ أَن يُفْلِتَ ولا يَقدِرُ على ذالك ،
____________________

(10/439)


وفي التَّهذِيب : يُضْرَبُ ( في فِرارِ الجَبانِ وخُضُوعِه ) . وقال ابن السِّكِّيت : تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها : قُومِي جَعَارِ ؛ تُشَبَّهُ بالضَّبعُ .
( و ) في التهذيب : ( الجَعُورُ ، كصَبُورٍ ) ، وفي غيره : الجُعْرُور : ( خَبْرَاءُ لبَنِي نَهْشَلٍ ) ، وهي مَنْقَعُ الماءِ ، ( وأُخْرَى لبَنِي عبدِ اللّهِ بنِ دارِمٍ ) ، قال ابن سِيدَه : ( يَمْلَؤُهَا ) جميعاً ( الغَيْثُ ) الواحدُ ، ( فإِذا امتَلأَتا وَثِقُوا بكَرْعِ شِتَاتِهم ) . هاكذا في النُّسَخ ، وفي بعض الأُصول : ( شائِهِم ) جَمْع شاة ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشدَ :
إِذا أَردْتَ الحَفْر بالجَعُورِ
فاعْمَلُ بكلِّ مارِنٍ صبُورِ
لا غَرْفَ بالدِّرْحايَةِ القَصِيرِ
ولا الذي لَوَّحَ بالقَتيرِ
يقول : إِذا غَرَفَ الدِّرْحَايَةُ مع الطويلِ الضَّخْم بالحَفْنَة ، مِن غَدِير الخَبْرَاءِ ، لم يَلْبَث الدِّرْحايةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيَسْقُط .
( والجُعْرُون ) بالضمّ ، هاكذا في النُّسَخ بالنُّون ، والصَّوابُ الجُعْرُورُ ، بالراءِ : ( دُوَيْبَّةٌ ) من أَحْنَاشِ الأَرضِ .
( و ) في الحديث : ( أَنه نَهَى عن لَوْنَيْن في الصَّدَقة من التَّمْرِ ؛ الجُعْرُورِ ، ولَوْنِ الحُبَيْقِ ) الجُعْرُورُ : ( تَمْرٌ رَدِيءٌ ) . وقال الأَصمعيّ : هو ضَرْبٌ من الدَّقَل يَحْمِلُ شيئاً صِغاراً ، لا خَيرَ فيه ، ولَوْنُ الحُبَيْقِ مِن أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً .
( وأَبو جِعّرَانَ ، بالكسر ؛ الجُعَلُ ) عامَّةً ، وقيل : ضَرْبٌ من الجِعْلان .
( وأُمُّ جِعْرَانَ : الرَّخَمَةُ ، كلاهما عن كُراع .
____________________

(10/440)



( و ) في الحديث : ( أَنه صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم نَزَلَ ( الجِعْرَانَةَ ) ) ، وتَكَرَّر ذِكْرُها في الحديث ، وهو بكسرِ الجِيمِ وسُكُونِ العَيْنِ وتخفيفِ الرّاءِ ، ( وقد تُكْسَرُ العَيْنُ وتُشَدَّدُ الرّاءُ ) ، أَي مع كَسْرِ العَيْنِ وأَما الجِيمُ فمكسورَةٌ بلا خلاف ، واقتصرَ على التَّخْفيفِ في البارِعِ ، ونقلَه جماعةٌ عن الأَصمعيّ ، وهو مضبوطٌ كذالك في المُحكَم ، ( وقال ) الإِمامُ أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ إِدريسَ ( الشَّافِعِيُّ ) رضيَ اللّهُ عنه : ( التَّشْدِيدُ خَطَأٌ ) ، وعبارة العُباب : وقال الشافعيُّ : المحدِّثون يُخْطِئون في تشديدها ، وكذالك قال الخَطّابيُّ ، ونَقَلَ شيخُنا عن المَشَارِق للقاضِي عِياضِ : الجعرانة ؛ أَصحابُ الحديثِ يقولُونه بكسر العينِ وتشديدِ الراءِ ، وبعضُ أَهله الإِتقان والأَدب يقولُونَ بتخفيفها ، ويُخَطِّئُون غيرَه . وكلاهما صوابٌ مسموعٌ ؛ حَكَى القاضي إِسماعِيلُ بنُ إِسحاقَ عن عليِّ بنِ المَدِينِيِّ أَن أَهلَ المدينةِ يقولُ لأنه فيها وفي الحُدَيْبِية . بالتَّثْقِيلِ ، وأَهلَ العراق يُخَفِّفُونهما ، ومذهبُ الأَصمعيِّ في للجِعْرانة التخفيفُ ، وحكى أَنه سمع من العرب مَن يُثَقِّلُها : ( ع بين مكَّةَ والطّائِفِ ) على سبعة أَميال من مكّةَ ، كما في المصباح ، وهو في الحِلّ وميقات الإِحرام ، ( سُمِّيَ برَيْطَةَ بنتِ سَعْد ) مِنَ المَجَازِ : بن زيدِ مَنَاةَ بن تَمِيم ، كما قاله السُّهَيْليُّ . وقيل : هي بنتُ سَعِيدِ بن زيدِ بنِ عبد مَناف ، وذَكَرها حمزةُ الأَصبهانيُّ في الأَمثال ، وقال : هي أُمُّ رَيْطَةَ بنت كَعْبِ بن سَعْد . والصَّواب ما قاله السُّهَيْلِيّ . ( وكانت تُلَقَّبُ بالجِعْرانَةِ ) ، فسُمِّيَ الموضعُ بها ، ( وهي المُرَادةُ في قوله تعالى ) : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ
____________________

(10/441)


غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا } ( النحل : 92 ) قال المفسِّرُون : كانت تَغْزِلُ ، ثم تَنْقُضُ غَزْلَها ، فضَرَبت العربُ بها المَثَلَ في الحُمْق ، ونَقْض ما أُحْكِمَ من العُقُود ، وأُبْرِمَ من العُهُود .
( و ) الجِعْرَانةُ : ( ع في أَوَّلِ أَرضِ العِرَاقِ من ناحِيَةِ البَادِيَة ) ، نَزَلَه المسلمون لِقتال الفُرْس ، قالَه سيْفُ بنُ عُمَرَ في الفُتُوح ، ونقَلَه أَبو سالم الكَلاعِيّ .
( وذُو جُعْرَانَ بالضَّمّ ) بنُ شَرَاحِيلَ ، ( قَيْلٌ ) مِن أَقيالِ حِمْيَر .
( والجِعِرَّى ) ، بالكسر والتشديد : ( سَبٌّ ) وذَمٌّ ، ( ويُسَبُّ به مَن نُسِبَ إِلى لُؤْم ) ودَناءَة ؛ كأَنه يُنْسَبُ إِلى إسْت ، وفي ( يُسَبُّ ) و ( نُسِبَ ) جناسٌ .
( و ) الجِعِرَّى : ( لُعْبَةٌ للصِّبيانِ ، وهو أَن يُحْمَلَ الصَّبِيُّ بين اثْنَيْنِ على أَيْدِيهما ) ، ولُعْبَةٌ أُخْرَى يقال لها : سَفْدُ اللِّقَاحِ ؛ وذالك انتظامُ الصِّبيانِ بعضِهِم في إِثْر بعض ؛ كلُّ واحِد آخِذٌ بحُجْزَةِ صاحِبِه مِن خَلْفِه .
وممّا يُسْتَدْرك عليه :
( إِيّاكُم ونَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْعَرَةٌ ) يُرِيدُ يُبْسَ الطبيعة ، أي إِنها مَظِنَّةٌ لذالك ، هاكذا جاءَ في الحديث ، وفي بعض الروايات : ( مَجْفَرَةٌ ) ، بالفَاءِ ، ويأْتي قريباً .
ويقال : رجلٌ جَعّارٌ نَعّارٌ .
والجاعُور : لَقَبُ بعضِهم .
وحمّادٌ الأَجْعَرِيُّ : شاعِرٌ .
وعبدُ الرَّحمانِ بنُ محمّدِ بنِ يُوسُفَ الأَجْعَرِيُّ : في حِمْيَرَ .
والجَعَارَى : شِرارُ الناسِ .
وبَعِيرٌ مُجَعَّرٌ : وُسِمَ على جاعِرَتَيْه .
وجَعْرانُ ، بالفتح : موضعٌ .
جعبر : ( الجَعْبَرُ ، كجَعْفَر ) ، والجَعْبَرِيُّ :
____________________

(10/442)


( القَصِيرُ ) المتداخِلُ ، وقال يعقوبُ : القَصِيرُ الغَلِيظُ . ( وهي بهاءٍ ) .
( و ) الجَعْبَرُ : ( القَعْبُ الغَلِيظُ القصِيرُ الجَدْرِ ) ، الذي ( لم يُحْكَم نَحْتُه ) ، كذا في المُحْكَم .
( و ) جَعْبَرٌ ، ( بلا لام رجلٌ مِن بنِي نُمَيْرٍ ) ، ويقال : قُشَيْر ، وهو الأَمِيرُ نُمَيْر ) ، ويقال : قُشَيْر ، وهو الأَمِيرُ سابِقُ الدِّين جَعْبَرُ بنُ سبِق ، ( تُنْسَبُ إِليه قَلْعَةُ جعْبَرَ ) على الفُرات ، ( لاستيلائِه عليها ) وتَمَلُّكِه لها ، قَتَلَهُ السُّلطانُ مَلِكْشاه السَّلْجُوقِيُّ لمّا قَدِمَ على حَلَبَ ؛ لأَنه بَلَغَه أَن وَلَدَيَّه يَقْطَعان الطَّرِيقَ ، وذالك سنة 479 ه . ويُقال لهاذه القَلْعَةِ أَيضاً : الدَّوّسَرِيَّة ، لأَن دَوْسَرَ غُلامَ مَلِكِ الحِيرَةِ النُّعْمانِ بن المُنْذِر بنَاها ، كذا في تاريخ الذَّهَبِيِّ .
قلتُ : وِمَّنْ يُنْسَبُ إِلى هاذه القلعة البُرْهانُ إِبراهِيمُ بنُ عُمَرَ بنِ إبراهِيمَ بنِ خليلٍ الجَعْبريُّ الخَلِيليُّ ، المُقرِىءُ ، الشافِعِيُّ ، وُلِدَ بها ، وتوفِّي بالخَلِيل سنة 732 ه .
( و ) يقال : ( ضَرَبَه فجَعْبَرَه ) أَي ( صَرَعَه ) .
والجَعْبَرِيَّةُ : القَصِيرةُ الدَّمِيمَةُ ) ، بالدّال المهملَةَ ، ( كالجَعْبَرةِ ) ، قال رُؤْبةُ بنُ العَجّاجِ يصفُ نساءً :
يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذَى غَوافِلَا
لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلَا
وممّا يُستَدرك عليه :
الجعِنْبارُ ، وَقَعَ في كَلَامِهم ، نَقَلَه الزُّبَيدِيُّ ولمي فسِّره ، وهو القصيرُ الغَليظُ ، وقد نَبَّهَ عليه شيخُنَا رحمه الله تعالى .
جعثر : ( جَعْثَر المتَاعَ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَي ( جَمَعَه ) ، وبَعثَرَه إِذا فَرَقَه .
جعجر : ( الجَعَاجِرُ : ما يُتَّخَذُ مِن العَجين كالتَّمَاثِيل ، فيَجْعَلُونها في الرُّبِّ إِذا
____________________

(10/443)


طَبَخُوه ، فيأْكلُونه : الواحدةُ جُعْجُرَّةٌ ، كطُرْطُبَّةٍ ) . ولم يذكره الجوهريُّ ، ولا الصغانيُّ ، ولا صاحبُ اللسان ، ولا شُرّاحُ الفَصِيح ، مع جَلْبِهم النّوادِرَ والغَرَائِبَ .
جعدر : ( الجَعْدَرُ ) ، كجَعْفَرٍ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو ( القَصِيرُ ) من الرِّجال ، قيل : ( و ) منه سُمِّيَت ( الجَعَادِرَة ) ، قاله السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض ، هم ( بَنُو مُرَّةَ بن مالك بن أَوْس ) ومنهم : بَنُو زَيْدِ بن عَمْرو ، وزيد بن مالك بن ضُبَيْعَةَ ، يقال لهم : كِسَرُ الذَّهَب ، ويقال : كانوا إِذا أَجاروا أَحداً قالوا : جَعْدِرْ حيثُ شِئْتَ ، أَي اذْهَبْ . حَكَاه ابنُ زبالةَ .
جعذر : ( الجَعْذَرِيُّ ) ، بالذال المعجَمة ، أهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ، وقال الصغانيُّ : هو ( الأَكُولُ ) ، والَقَصِيرُ المُنْتَفِخُ ، كالجَعْظَريِّ .
جعظر : ( الجَعْظَرِيُّ : الفَظُّ الغَليظُ ) ، كما في الصّحاح ، ( أَو ) هو الطَّويلُ الجِسْم ( الأَكُولُ ) الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ ، كالجَظِّ والجَوْاظِ : ما قاله الفَرْاءُ . وقيل : هو ( الغَليظُ ) المُتَكَبِّرُ . ( و ) قيل : هو ( القَصيرُ ) الرِّجْلَيْن ، العظيمُ الجِسْم مع قُوَّةٍ وشدَّةِ أَكْلٍ .
وقال أَبو عَمْرو : هو القَصيرُ السَّمِينُ ، الأَشِرُ ، الجافي عن المَوْعِظَة .
نقال ثعلبٌ : هو المتكبِّر الجافي عن المَوْعِظَة . وقال مَرَّةً : هو القصيرُ الغَليظ .
وقيل : هو ( المُنْتَفِخُ بما ليس عندَه ) . وفي الحديث ( أَلَا أُخْبرُكم بأَهْل النّار ، كلُّ جَعْظَريَ جَوْاظٍ مَنّاعٍ جَمّاع ) ، وفي رواية ( هم الذين لا تُصَدَّعُ رُؤُوسُهم ) . ( كالجِعْظارَةِ ) بالكسر ، والجِعْظار ، والجِعِنْظَارِ ، الثَّلاثة بمعنى القَصير الرِّجْلَيْن ، الغَليظ
____________________

(10/444)


الجِسْم . قالوا : فإِذا كان مع غِلَظِ جِسمِه أَكُولاً قَويًّا سُمِّيَ جَعْظَرِيًّا .
والأَكُولُ السَّيِّيءُ الخُلُق الذي يَتَسخَّطُ عند الطَّعَام .
( والجِعِنْظَارُ ) كجِحِنْبارٍ : ( الشَّرِهُ ) الحَريصُ ( النَّهِمُ ) على لطّعَام ، ( أَو الأَكُولُ الضَّخْمُ ) الغليظُ الجِسْمِ ، القصيرُ الرِّجْلَيْن : ( كالجَعَنْظَرِ ) ، كسَفَرْجَل ، كلاهما عن كُراع .
( والجَعْظَرَةُ : سَعْيُ البَطِيءِ ) من الرِّجال ، القَرِيبِ الخَطْوِ يقال : مَشَى مَشْيَ الجَعْظَريِّ إِذا تَثاقَلَ ؛ فإِن الأَكُولَ النَّهِمَ يُبْطِيءُ في سَيْرِه وحَرَكَت .
( والجَعْظَرُ ) كجَعْفَر : ( الضَّخْمُ الإِسْتِ ) العَبْلُ الأَردافِ ، الذي ( إِذا مَشَى حَرَّكَها ) وتَثاقلَ .
( والجعْظارُ ) ، بالكسر : ( القَصِير الغَلِيظُ ) الجِسْمِ .
( و ) الجِعْظَارةُ ( بهاءٍ : القَلِيلُ العَقْلِ ) ، وهو أَيضاً المنتفخُ بما ( ليس ) عنده مع قِصَر ، والذي لا يَأْلَمُ رَأْسُه .
( وجَعظَرَ ) الرجلُ : ( فَرَّ ووَلَّى مُدْبِراً ) ؛ وهاكذا شَأْنُ الأَكُولِ المنتفخِ بما ليس عنده .
وممّا يُستدرَك عليه :
اجْعَظَرَّ : انْتَصَبَ للشَّرِّ والعَداوةِ .
جعفر : ( الجَعْفَرُ : النَّهْرُ ) عامَّةً : حَكَاه ابن جِنِّي ، وأَنشدَ :
إِلى بَلَدٍ لا بَقَّ فيه ولا أَذًى
ولا نَبَطيّاتٌ يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا
وقيل : هو النَّهْرُ ( الصَّغِيرُ ) ، وعليه اقتصرَ الجَوْهَريُّ ، وحَكاه ابنُ الأَعرابيِّ .
( و ) قيل هو النَّهْرُ ( الكَبِيرُ الوَاسعُ ) ، وعليه اقتصرَ ابنُ الأَجدابيِّ في الكِفاية . قالوا : وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ ، ( ضِدٌّ ) ، أَي باعتبار الوصفِ ، كما قاله شيخُنا ،
____________________

(10/445)


وأَنشدَنا عن شُيُوخه :
يَيْنِي مَعاطِفَه وأَذْرِفَ عَبْرَتِي
فإِخالُه غُصْناً بشاطيءٍ جَعْفَرِ
قلت : وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ على شَطِّ جَعْفَرِ
( و ) قيل : الجَعْفَرُ : هو ( النَّهرُ المَلْآنُ ) ، وبه شُبِّهَتِ النّاقَةُ ( الغَزِيرةُ ) ، ( أَو فوقَ الجَدْوَلِ ) ، ونَصُّ النَّوادِر : الجَعْفَرُ : النَّهْرُ الصغيرُ فوقَ الجَدْوَل . فهما قَولٌ واحدٌ ، وقد فَرق بينهما المصنِّف ، وقال ابن دُرَيد : الجَعْفَرُ : النَّهْر ، فإِذا كان صغيراً فهو فَلَجٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الجَعْفَرُ : ( النّاقَةُ الغَزِيرةُ ) اللبَنِ ؛ شُبِّهَتْ بالنَّهرِ المَلْآنِ . قال الأَزهريُّ : أَنشدَني المُفَضّل :
مَن للجَعافِر يا قَوْمِي فقد صَرِيَتْ
وقد يُساقُ لذاتِ الصِرْيَةِ الحَلَبُ
كتاب م كتاب ( والجَعْفَرِيُّ : قَصْرٌ للمُتَوَكِّل ) على اللّهِ العَبّاسِيِّ ، ( قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأَى ) .
والجَعْفَرِيَّةُ : مَحَلَّةٌ ببغدادَ ) ، نقلَه الصغانيُّ .
( وجَعْفَرِيَّةُ دَيْشُو ) بفتحِ الدال المهملَة وسكونِ التَّحتيَّةِ وضمِّ الشين المعجمةِ وسكونِ الواو ، وهي من الغَرْبيَّة ، ( و ) جَعفَرِيَّةُ ( الباذِنْجانِيَّةِ ) ، وتُعرَف أَيضاً بالبيْضاءِ : ( قَرْيتانِ بمصرَ ) ، وهاذه من كُورَة قُويْسنا .
قلتُ : والجَعْفَرِيُّ : أَيضاً كُورةٌ من الأَسْيُوطِيَّة .
( وجَعْفَرُ بنُ كِلابِ ) بنِ ربيعةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة : ( أَبو قَبِيلَةٍ ) مشهورةٍ . وهم الجعافِرَةُ ، منهم من الصَّحابة : جَبْارُ بنُ سُلْمَى نَزّالُ المَضِيقِ .
والجَعْفَرِيَّةُ : أَولادُ ذِي الجنَاحَيْنِ الطَّيّارِ ، أَخِي عليَ أَميرِ المؤمنين ، منهم : محمّدُ بنُ إِسماعيلَ بنِ جعفرِ بن
____________________

(10/446)


ِ إِبراهيمَ بنِ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ جَعْفَر ، عن الدراورديِّ ، وعنه أَبو زُرْعَةَ .
والجَعْفَريَّةُ : مِن المُعْتَزلَة يَنْتَسِبُون إِلى جعفر بن مُبَشِّر ، وإِلى جعفر بن حَرْب ، ولهما مقالاتٌ في الاعتقاديّات ، وأَبو القاسم سعدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن جعفرٍ الجَعْفَرِيُّ ، إِلى جَدِّه جعفرٍ الهَمْدانِيِّ ، عن ابن حبابَةَ وغيرِه ، وعنه أبو عليَ اللبَّادُ .
والجَعافِرَةُ في إِسنا بالصَّعيد الأَعْلَى ينتسبون إِلى جعفرٍ الطَّيّارِ ، وهم قبائل كثيرة .
جعمر : ( الجَعُمرَةُ : أَن يجْمَعَ الحِمَارُ نَفْسَه وجَرَاميزَه ، ثُم يَحْمل على العانَة أَو غيرِهَا ، إِذا أَرادَ كَدْمَه ) وقد جَعْمَرَ .
وممّا يُستدرَك عليه :
قال الأَزهريُّ : الجَعْمَرَةُ والجَمْعَرَةُ : القارَةُ المُرْتَفِعَةُ المُشْرِفةُ الغليظةُ .
جفر : ( الجَفْرُ ) ، بفَتْحٍ فسُكُون ، ( مِن أَولادِ ) المَعزِ و ( الشّاءِ ) كما في الصّحاح ، واقتصرَ في المُحكَم على الشّاءِ ، وتَبِعَه المصنِّف ، وزاد بعضُهُم : والضَّأْنِ : ( ما عَظُمَ واسْتَكْرَشَ ) وجَفَرَ جَنْباه ، أَي اتَّسَعَ .
( أَو ) الجَفْرُ : هو إِذا ( بَلَغَ ) وَلدُ المَعْزَى ( أَربَعَةَ أَشْهُرٍ ) ، وجَفَرَ جَنْبَاه ، وفُصِلَ عن أُمِّه ، وأَخَذَ في الرَّعْيِ ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ . وقال ابن الأَعرابيِّ : إِنما ذالك لأَربعة أَشهرٍ أو خمسةٍ مِن يوم وُلِدَ ، وعنه أَيضاً : الجَفْرُ : الجَمَلُ الصغيرُ ، والجَدْيُ بعد ما يُفْطَمُ ابنَ ستَّةِ أَشهر .
( ج أَجْفَارٌ وجِفَارٌ ) ، بالكسر . ( وَجَفَرَةٌ ) ، محرَّكةً .
( وقد جَفَر ، واسْتَجْفَرَ ، وتَجفَّرَ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الجَفْرُ : ( الصَّبِيُّ إِذا انْتَفَخَ لَحْمُه ، وأَكلَ ) ، وصارَتْ له كَرِشٌ . وقد جَفَرَ وتَجَفَّرَ . وقال ابن الأَعرابيّ : والغُلامُ جَفْرٌ . وفي
____________________

(10/447)


حديث حَلِيمةَ ظِئْرِ النبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم ، قالت : ( كان يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصَّبِيِّ في الشَّهْرِ ، فبَلَغ سِتًّا وهو جَفْرٌ ) . وفي حديث أَبي اليَسَرِ : ( فخَرَجَ إِليّ ابنٌ له جَفْرٌ ) .
( وهي بهاءٍ فيهما ) .
قال ابن شُمَيْلٍ : الجَفْرَةُ : العَنَاقُ التي شَبِعَتْ من البَقْل والشَّجَر ، واسْتَغْنَتْ عن أُمِّها . وقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ .
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( يَكْفِيه ذِراعُ الجَفْرَةِ ) ؛ مَدَحَتْه بقِلَّةِ الأَكلِ ، وقال ابن الأَنباريِّ في شَرْحِه على الحديث : هي الأُنْثى مِن وَلَدِ الضَّأْنِ ، وقال غيرُه : الأُنْثَى من المَعزِ فقط ، وقيل : منهما جميعاً ، وهو الصَّواب .
( و ) الجَفْرُ : ( البِئْرُ ) الواسِعةُ التي ( لم تُطْوَ ) ، كالجُفْرَةِ ، ذَكَرَهما السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض ، ( أَو ) هي التي ( طُوِيَ بعضُها ) ولم يُطْوَ بعضٌ . والجمعُ جِفَارٌ .
( و ) الجَفْرُ : ( ع بناحية ضَرِيَّةَ ) ، وهي صُقْعٌ واسِعٌ بنَجْد ، يُنسَبُ إِليه الحِمَى ( مِن نَواحِي المدينة ) المشرَّفة ، على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، يَلِيها أُمَراءُ المدينةِ ( كان به ضَيْعَةٌ لسعيدِ بنِ سُلَيمانَ ) ، كذا في النُّسَخ ، وفي التَّبْصِير : سعيدُ بنُ عبدِ الجَبّار المُسافعيّ ، وَلِيَ القَضاءَ زَمَنَ المَهْدِيِّ ، ( وكان يُكْثِرُ الخُرُوج إِليها ، فقيل له : الجعفْرِيُّ ) لذالك .
( و ) الجَفْرُ : ( بئْرٌ بمكَّة ) المشرَّفة ( لبَني تَيْم بن مُرَّة ) بن كَعْب بن لُؤيّ بن غالبٍ القُرَشيِّ .
( و ) الجَفْرُ : ( ماءٌ لبَني نَصْر ) بن مُعَاويةَ بن بَكْر بن هَوازنَ .
( و ) الجَفْرُ : ( مُسْتَنْقعٌ ببلادِ غَطَفَانَ ) ، ويُسَمَّى جَفرَ الهَباءَةِ ، وسيَأْتي في كلام المصنِّف قريباً .
( وجَفْرُ الفَرَس : ماءٌ ) سُمِّيَ به ؛ لأَنه ( وَقع فيها ) ، كذا في النسَخ ، والصَّواب : فيه ( فرَسٌ ) في الجاهِلِيَّة ،
____________________

(10/448)


( فبَقِي أَيّاماً ، ويَشْرَبُ منها ، ثم خرَج صَحِيحاً ) . وفي التكملة : فأُخْرِج صَحيحاً ؛ فنُسِبَ إِليه .
( وجَفْرُ الشَّحْم : ماءٌ لبَني عَبْسٍ ) ببَطْن الرُّمَّةِ ، حِذاءَ أَكمَة الخيْم .
( وجَفْرُ البَعَر : ماءٌ لبَني أَبي بَكْر بن كِلاب ) .
( وجَفْرُ الأَمْلاكِ ) : مَوضعٌ ( بنواحي الحِيرَة ) ، من الكُوفة .
( وجَفْرُ ضَمْضَمَ ) : ع ( كلُّ ذالك نقله الصّغَانيُّ .
( وجَفْرُ الهَبَاءَةِ : ع ) ببلاد غَطَفانَ بالشَّرَبَّةِ ، ( قُتِل فيه حَمَلٌ وحُذيْفَةُ ابْنا بَدْرٍ الفَزَاريّان ) ، قَتَلَهما قَيْسُ بنُ زُهَيْر ، وفيه يقول :
تَعَلَّمْ أَنّ خَيرَ الناس مَيْتاً
على جَفْر الهَبَاءَةِ لا يَريمُ
ولولا ظُلْمُه ما زلتُ أَبْكي
عليه الدَّهْرَ ما طَلَعَ النُّجُومُ
ولاكنّ الفَتَى حَمَلَ بنَ بَدْرٍ
بَغَى والبَغْيُ مَصْرَعُه وَخيمُ
( وجَفْرَةُ بَنِي خُوَيْلِدٍ : ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ ) من هَوازِنَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الجُفْرَةُ ، بالضمّ : جَوْفُ الصَّدْرِ ، أَو ) هو ( ما يَجْمَعُ الصَّدْرَ والجَنْبَيْنِ ) ، وقيل : هو مُنْحَنَى الضُّلُوعِ ، وكذالك هو مِن الفَرَسِ وغيرِه .
( و ) الجُفْرَةُ في الأَصل ؛ ( سَعَةٌ في الأَرض مُسْتَدِيرةٌ ) ، وهي الحُفْرَةُ .
( و ) قيل : الجُفْرَةُ ( من الفَرَس : وَسَطهُ . وهو مُجْفَرٌ بفتح الفاءِ أَي واسِعُهَا ) ، أَي الجُفْرَةِ . وفي
____________________

(10/449)


الأَساس : مُنْتَفِجُهَا ، وكذالك ناقةٌ مُجْفَرَةٌ ؛ أَي عظيمةُ الجُفْرَة ، وهي وَسطُها . قال الجَعْدِيُّ :
فَتآيَا بطَريرٍ مُرْهَفٍ
جُفْرَةَ المَحْزِمِ منه فسَعَلْ
وقيل : جُفْرَةُ كلِّ شيْءٍ : وَسَطُه ومُعْظَمُه . ( ج جُفَرٌ ) ، بضمَ ففتح ( وجِفَارٌ ) ، بالكسر . يقال : فَرَسُ عظيمُ الجُفْرَةِ ، وناقةٌ عظيمةُ الجُفْرةِ . وأَمّا الثاني فجمعُ جُفْرَة بمعنى الحُفْرَةِ المستَدِيرة . ومنه حديثُ طَلْحَةَ : ( فَوَجَدْنَاه في بعض تلك الجِفَار ) .
( و ) الجُفْرَةُ : ( ع بالبَصْرة ) يقال له : جُفْرَةُ خالدٍ ، يُنْسَبُ إِلى خالِدِ بن عبدِ اللّهِ بن أَسِيد ، ( كان بها ) أَي بالجُفْرَة ( حَرْبٌ شَدِيدٌ عامَ سَبْعينَ ) أَو إِحْدَى وسبعينَ بعدَ الهجْرَة ، ولها ذكْرٌ في حَديث عبدِ المَلك بن مَرْوانَ .
( وقيل لِجَعْفَر بن حَيْانَ العُطَارِدِيِّ ) البَصْريِّ الخَرّاز الأَعْمَى ، كُنْيَتُه أَبو الأَشْهَب ، من أَكبر قُرّاءِ البَصْرَةِ ، قَرَأَ على أَبي رَجاءٍ العُطَارديِّ ، وهو مِن رجال الصَّحِيحَيْن : ( الجُفْرِيُّ ) بالضمّ ؛ ( لأَنه وُلِدَ عامَ الجُفْرَةِ ) ، وهو عامُ سبعينَ ، أَو إِحدَى وسبعينَ ، وتُوُفِّيَ سنة 165 ه .
( والجفِيرُ : جَعْبَةٌ من جُلُودٍ لا خَشبَ فيها ، أَو من خَشَبٍ لا جُلُودَ ) ، وفي بعض الأُصول الجيِّدة : لا جِلْد ( فيها ) ، وهي من جُلُودٍ مَشْقُوقَة في جنْبها ، يُفْعل ذالك بها ليَدْخُلَها الرِّيحُ ، فلا يأْتكلُ الرِّيشُ . وقال الأَحمرُ : الجَفِيرُ والجَعْبَةُ : الكِنَانَةُ . وقال اللَّيْث : الجَفِيرُ : شِبْهُ الكِنَانَةِ إِلّا أَنه أَوْسعُ منها ، يُجْعل فيها نُشّابٌ كثيرٌ . وفي الحديث : ( مَن اتَّخَذَ قَوْساً عربيَّةً وجَفِيرها نَفي اللّهُ عنه الفَقْر ) .
( و ) الجفيرُ : ( ع بناحية ===

=============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...