5. تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي
شَيْءٍ مَعَ تَرَارَة .
السَّوْقَبُ كَجَوْهَرٍ : الطويلُ من الرِّجَالِ مَعَ الرقّة ذكرَه السهَيْليّ .
وقال الأَزْهَرِيّ في ترجمه ( صَقَبَ ) : يقال للغُصْنِ الرَّيَّان الغَلِيظِ
الطَّوِيل سَقْب .
قال ذو الرُّمَّة :
سَقْبَانِ لم يَتَقَشَّر عنهما النَّجَبُ
قال : وسُئل أَبو الدُّقَيْش عنه فقال : هُوَ الَّذِي قد امْتَلَأَ وتَمَّ ، عامٌّ
في كُلِّ شَيْء من نحوه .
وعن شَمِر في قَوْل الشَّاعِر ، وقد أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه :
وساقِيَيْنِ مثْلِ زَيْدٍ وجُعَلْ
سَقْبَانِ مَمْشُوقَان مُكْنُوزَا العَضَلْ
أَي طَوِيلَان ، ويقال : صَقْبان . وحَمَلَه في لِسَانِ العَرَب على قَوْلهم :
مَرَرْتُ بأَسَدٍ شِدَّةٌ . أَي مِثْل سَقْبَيْن . ( و ) السَّقْبُ والصَّقْبُ
والسَّقِيبَةُ : عَمُودُ الخِبَاءِ .
( ج ) سِقْبَانٌ ( كغِرْبَانٍ ) .
( و ) سَقْبَا : ( ع ) أَو قَرْية ( بغُوطةِ دِمَشْق ) ، كذا قاله الإِمَامُ أَبُو
حَامِد الصَّابِونِيّ في التكملة . وفي سياق المُصنِّف نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْن .
( مِنْه ) الإِمَامُ أَبُو جَعْفَر ( أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَد ) بْنِ
سَيْف السلاميُّ القُضَاعيُّ ( السُّقْبَانِيُّ المحدِّثُ ) . ذكره الحافظُ أَبو
القاسِمِ بنُ عَسَاكِر في تَارِيخه . مَاتَ بِدِمَشْقَ سنة 321 ه كَتَب عنه أبو
الحسين الرَّازيُّ ، كذا ذكره ابنُ نُقْطَة . وفات المؤَلِّف ذكرُ جَمَاعة من
سَقْبا القَرْيَة المذكورة مِمَّن سَمِعوا من الحَافِظ أَبي القَاسم بنِ عَسَاكر
ورَوَوْا عَنْه ، منهم الأَخَوَانِ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد وسَيْف ابْنَا
رُومِيّ بْن مُحَمَّد بْنِ هِلَال ، وأَبُو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ عَطَاء . وأَبُو
يُونُس مَنْصُورُ بْنُ إِبراهيم بْنِ مَعَالي وَوَلَده يُونُس المَكْنِيّ بأَبِي
بَكْر ، وذَكِرُ بْنُ عَبْد الوَهَّاب بنِ عَبْد الكَريم بْنِ متوَّج أَبُو
الفَضْل
____________________
(3/62)
السَّقْبَانِيّون .
( و ) السَّقَبُ ( بالتَّحْرِيك ) بالسِّين والصَّادِ في الأَصْل : ( القُرْبُ ) .
يُقَالُ : ( سَقِبَتُ الدَّارُ ) بالكَسْرِ ( سُقُوباً ) بالضَّمِّ أَي قَرُبَت ،
( وأَسْقَبَتُ ، وأَبْيَاتُهُم مُتَسَاقِبَةٌ ) أَي مُتَدَانِيَةٌ ( مُتَقَارِبَةٌ
) . ( وأَسْقَبَهُ : قَرَّبهُ ) . ومِنْهُ الحَدِيثُ : ( الجَارُ أَحَقُّ
بسَقَبِهِ ) . قال ابن الأَثير : ويَحْتَجُّ بِهذَا الحَدِيث مَنْ أَوْجَبَ
الشُّفْعَةَ للْجَارِ وإِنْ لَمْ يَكُن مُقَاسِماً . أَي أَنَّ الجَارَ أَحَقُّ
بالشُّفْعَة مِنَ الَّذِي لَيْسَ بِجَار . ومن لم يُثْبِتْهَا لِلْجَارِ تَأَوَّلَ
الجَارَ عَلَى الشَّرِيك ، فإِنَّ الشَّرِيكَ يُسَمَّى جَاراً . ويُحْتَمَل أَن
يَكُونَ أَرَادَ أَنَّه أَحَقُّ بالبِرِّ والَمَعُونَةِ بِسَبَبِ قُرْبِه مِنْ
جَارِه . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( ومَنْزِلٌ سَقَبٌ مُحَرَّكَةً ، ومُسْقِبٌ كمُحْسِنٍ ) أَي قَرِيبٌ . ( والسَّاقِبُ
: القَرِيبُ ، والبَعِيدُ ، ضِدُّ ) . قال شيخُنَا : الأَوَّلُ مَشْهُورٌ ،
والثَّانِي نَقَلَه في المُجْمَل واحْتَجُّوا لَهُ :
تَرَكْتَ أَبَاكَ بأعرْضِ الحِجَاز
ورُحْتَ إِلى بَلَدٍ سَاقِبِ
( والسَّقْبَةُ ) عندهم هي ( الجَحْشَفةُ ) . قال الأَعْشَى يَصِف حمَاراً
وَحْشِيًّا :
تَلَا سَقْبَةً قَوْدَاءَ مَهْضُومَةَ الحَشَى
متى ما تُحِالِفْه عَنِ القَصْدِ يَعْذِم
( وسُقُوبُ الإِبِل : أَرْجُلُهَا ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
لها عَجُزٌ رَيَّا وسَاقٌ مُشِيحَةٌ
على البِيدِ تَنْبُو بالمَرَادِي سُقُوبُها
( والسِّقَابُ ككِتَابٍ ) قال الأَزْهَرِيّ : هي ( قُطْنَةٌ كانت المُصَابَةُ )
بمَوْتِ زَوْجِهَا في الجَاهِلِيَّة تَحْلِقُ رأْسَهَا وتَخْمِشُ وَجْهَهَا ، و (
تُحَمِّرُهَا ) أَي تِلكَ القُطْنَة ( بِدَمِها ) أَي دَمِ نَفْسِها ( فتضَعُها
عَلَى رَأْسها ، وتُخْرِجُ طَرَفَها
____________________
(3/63)
مِنْ ) خَرْق ( قَنَاعها ؛ ليعْلَمَ ) الناسُ (
أَنَّها مُصَابَةٌ ) . ومنه قَوْلُ الخَنْسَاء :
لَمَّا اسْتَبَانَتْ أَنَّ صَاحِبَهَا ثَوَى
حَلَقَتْ وعَلَّت رأْسَهَا بِسِقَابِ
قال الصَّاغَانِيّ : هكَذَا أَنْشَدَه لَهَا الأَزْهَرِيّ ، ولَم أَجِدْه في
شِعْرِها .
وأُسقُب : بلدةٌ من عَمَل بَرْقَةَ يُنْسَبُ إِلَيْها أَبُو الحَسَن يَحْيَى بْنُ
عَبْد الله بْنِ عَلِيّ اللَّخْمِيّ الرَّاشِدِيّ الأُسقُبِيّ ، كَتَب عنه
السِّلَفِيّ حِكَايَاتٍ وأَخْبَاراً عن أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ الله بْنِ
الحُسَيْنِ الوَاعِظِ الجوهريِّ وغَيْرِه ، وقال : مَاتَ في رَمَضَانَ سنة 535 ه
عن ثَمَانِين سَنَةً ، كذَا في المُعْجَم .
ومما لَمْ يَذْكُرْه المُؤَلِّف والجَوْهَرِيّ وأُغْفِلَ عَنْه شَيْخنا .
سقعب : ( السَّقْعَبُ ؛ وهُو الطَّوِيلُ من الرِّجَال بالسِّين والصَّادِ .
سقلب : ( السَّقْلَبَةُ ) أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( مَصْدَر
سَقْلَبَه ) إِذَا ( صَرَعَه ) .
( والسَّقْلَبُ : اسمٌ . وجِيلٌ من النَّاسِ ، وهو سَقْلَبِيٌّ ، ج : سَقَالِبَةٌ
) والمشهورُ على الأَلْسِنَة في الجِيلِ بالصَّاد . وسِقْلَابٌ : والد المُوَفَّق
يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ الطَّبِيب ، وجَدّ السَّدِيد أَبي مَنْصور . ولَقَب
أَبي بكر مُحمَّدِ بْنِ يُوسفَ بْنِ ديرويه بن سبخت الدينوريّ .
سكب : ( سَكَبَ المَاءَ ) والدَّمْعَ ونَحْوَهَما يَسكُبُه ( سَكْباً وتسْكَاباً )
بالفَتْح ( فسَكَبَ هُوَ ) كنَصَر ( سُكُوباً . وانْسَكَبَ : صَبَّه فَانْصَبَّ )
. وسَكَبَ المَاءُ بِنَفْسِه سُكُوباً وتَسْكَاباً وانْسَكَب بِمَعْنًى . وأَهْلُ
المَدِينَةِ يَقُولُون : اسْكُبْ عَلَى يَدي . ( ومَاءٌ سكْبٌ وسَاكِبٌ وسَكُوبٌ
وسَيْكَبٌ وأُسْكُوبٌ ) بالضّمّ : ( مُنْسَكِبٌ أَو مَسْكُوبٌ ) يَجْرِي عَلَى
وَجْهِ الأَرْضِ من غَيْرِ حَفْر . ودَمْعٌ سَاكِبٌ . ومَاءً سَكْبٌ ، وصف بالمصدر
، كقَوْلم : مَاءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ ، وأَنْشَد :
بَرْقٌ يُضِيءُ أَمَامَ البَيْتِ أُسْكوبُ
____________________
(3/64)
كأَن هَذَا البَرْقَ يَسْكُبُ المَطَر .
وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كَذلِكَ . وسَحَابٌ أُسْكُوبٌ . ومَاءٌ أُسْكُوبٌ : جَارٍ . (
والسَّكْبُ ) لغة في السَّقْبِ : ( الطّوِيلُ من الرِّجَالِ ) .
( و ) عن اللِّحْيانيّ : السَّكْبُ : ( الهَطَلَانُ الدَّائِمُ كالأُسْكوبْ ) .
قَالَتْ جَنوبُ أُخْتُ عَمْرٍ و ذِي الكَلْب تَرْثيهِ :
والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ يَتْبَعُها
مُثْعَنْجِرٌ من دَمِ الأَجْوَافِ أُسْكُوبُ
ويروى : من نَجِيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ .
( و ) في التهذيب : السَّكْبُ : ( ضَرْبٌ من الثِّيَاب ) رَقِيقٌ ، كأَنَّه
غُبَارٌ مِنْ رِقَّته ، وكأَنه سَكْبُ مَاءٍ من الرِّقَّة ، ويُحَرَّك ، عَنِ
ابْنه الأَعْرَابِيّ .
( و ) السَّكْبُ ( من الخَيْلِ : الجَوَادُ ) كَثِيرُ العَدْوِ ( أَو الذَّرِيعُ )
. قال شَيْخُنَا : قال الثَّعْلَبِيّ : إِذَا كَان الفَرَسُ شَدِيدَ الجَرْى فِو
فَيْضٌ وسَكْبٌ تَشْبِيهاً بفِيضِ الماء وانْسِكَابِه . وفي الأَساس : ومن المجاز
: فَرَسٌ سَكْب وأُسْكُوبٌ : ذَرِيعٌ أَو خَفِيفٌ أَو جَوَادٌ .
( و ) السَّكْبُ من النَّاسِ والخَيل : الخَفِيفُ الرُّوحِ . والنَّشِيطُ ) في
العَمَل . وفَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْر وغَمْر ، وغُلَامٌ سَكْبٌ .
( و ) من المجاز : السَّكْبُ : ( الأْمْرُ اللَّازِمُ ) . وقال لَقِيطُ بْنُ
زُرَارَةَ لِأَخِيهِ مَعْبَدٍ لَمَّا طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بِمِائَتَيْنِ
مِنَ الإِبِل وكان أَسِيراً : ما أَنَا بِمُنْطٍ عَنْكَ شَيْئاً يَكُونُ عَلَى
أَهْلِ بَيْتِك سُنَّةً سَكْباً ) أَي حَتْماً . ويقال : هذَا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي
لَازِمٌ .
( و ) السَّكْبُ : ( أَولُ فَرَسٍ مَلَكه النَّبِيُّ صَلَى اللّهُ ) تَعَالَى (
عَلَيْهِ وسَلَّم ) ؛ سُمِّي بالسَّكْب من الخَيْل كالبَحْر والغَمْر والفَيْض ،
اشْتَرَاه بعَشْرَةِ أَوَاقٍ ، وأَوَّلُ غَزْوَة غَزَاهَا عَلَيْه غَزْوَةُ أُحُد
ولم يكُن للمُسْلِمَين يَوْمَئذ فَرَسٌ ، ثم ذَكَر أَوصافَه الدَّالَّة على
يُمْنِه وبَرَكَته بِقَوْله : ( وكان كُمَيْتاً أَغَرَّ مُحَجَّلا
____________________
(3/65)
مُطْلَقَ اليُمْنَى ) . وأَخْرَج الطبَرَانِيُّ
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللّهُ عَنْهُما قَالَ : ( كَانَ لِرَسُولِ الله صَلَّى
اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم فرسٌ أَدهمُ يُسَمَّى السَّكْبَ ) . والكُمْتَةُ
والدُّهْمةُ مُتَقَارِبان ، ( ويُحَرَّك ) صَرّح به في شرح سِيرَة ابن الجَزَرِيّ
والتكملة للصَّاغَانِيّ . ( و ) السَّكْتب أَيضاً : ( فَرَس شَبِيبِ بْنِ
مُعَاوِيَة ) بْنِ حُذَيْفة بْن بَدْر .
( و ) السَّكْبُ : ( النُّحَاسُ ) ، عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ ( أَو الرَّصَاصُ ) ،
عَنْه أَيضاً ( ويُحَرَّك ) في الأَخير أَو فِيهِما أَوْ فِي الكُلِّ .
والسَّكْبُ : لَقب زُهَيْرِ بْنِ عُرْوَة بْنِ جُلْهُمة المَازِنِيّ لقَوْلِه :
بَرْق يُضِيء خِلَالِ البَيْتِ أُسْكُوبُ
كذا في شرح نوادر القاليّ ، استدركه شيخنا . قلت : أَنشدَه سِيبَويْه لكنه قَالَ
بَدَل ( خِلَال ) ( أَمَام ) .
( و ) السَّكَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : شَجَرٌ ) طَيِّب الرِّيح كأَنَّ رِيحَه رِيحُ
الخَلُوق ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلًّا على عِرْقٍ واحِد ، له زَغَبٌ وَوَرَقٌ مِثْلُ
الصَّعْتَر إِلَّا أَنَّه أَشَدُّ خُضْرَةً ، يَنْبُتُ في القِيعَانِ
والأَوْدِيَةِ ، ويِبِيسُه لا يَنْفَعُ أَحَداً ، وله جَنًى يُؤْكَلُ ويَصْنَعُه
أَهْلُ الحِجَاز نَبِيذاً ، ولا يَنْبُت جَنَاه في عامِ حَياً إِنما يَنْبُت في
أَعوَام السِّنينَ .
وقال أَبو حَنِيفَةَ : السَّكَبُ : عُشْب يَرْتَفِع قَرَ الذِّرَاع ، ولَهُ وَرَقٌ
أَغْبَر شِبِيهٌ بوَرَق الهِنْدِباءِ وله نَوْرٌ أَبْيَضُ شَدِيدُ البَيَاضِ في
خِلْقَة نَوْرِ الفِرْسِك . قال الكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا :
كأَنَّه مِنْ نَدَى العَرَارِ مع ال
قُرَّاص أَو ما يُنَفِّضُ السَّكَبُ
الوَاحدة سَكَبَة . وعن الأَصْمَعِيّ : من نَبَاتِ السهلِ السَّكَبُ . ( و ) قال
غيرُه : السكَبُ : بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الرّيحِ لها زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ ، وهي (
شَقَائِقُ النعْمَان ) وهي
____________________
(3/66)
من شَجَرِ القَيْظِ . قَالَتِ امْرَأَةٌ تُرقِّص
هَنَها :
إِنَّ حِرِى حَزَنْبَلٌ حَزَابِيهْ
كالسَّكَبِ المُحْمَرِّ فَوقَ الرَّابِيَهْ
( و ) من المجاز : ( السَّكْبَةُ ) بالفَتْح وهي ( الخِرْقَةُ ) التي ( تُقَوَّرُ
للرَّأْسِ كالشَّبَكَة ) يُسَمِّيها الفُرْسُ السُّسْتَقَه .
( و ) السَّكْبَةُ : ( الغِرْسُ ) وَهُوَ أَيْضاً مَجَازٌ .
( و ) السَّكَبَةُ ( بالتَّحْرِيكِ : الهِبْرِيَةُ ) التي ( تَسْقُطُ مِنَ
الرَأْسِ ) وهي الحَزاز .
( و ) سَكَبَة ( بْنُ الحَارِث ) الأَسْلَميّ .
( صَحَابِيٌّ ) وكان يُطيلُ الصلاةَ ، لا رِوَايَةَ لَه .
( والأُسْكُوبُ ) ، بالضَّمّ : ( الإِسْكَافُ بالفَاءِ ( كالإِسْكَابِ ) وهُو
لُغَةٌ فِيه . ( أَو القَيْنُ ) وهو الحَدَّادُ .
( و ) الأُسْكُوبُ ( من البَرْقِ : الذي يَمْتَدُّ إِلى جِهَة الأَرْضِ ) ، وقد
مَرّ شَاهِدُه في قَوْلِ زُهَيْرٍ المَازِنِيّ .
( و ) عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : ( السِّكَّةُ من النَّخْلِ ) أُسْكُوبٌ
وأُسْلُوبٌ ، فإِذَا كَان ذلِك من غَيْر النَّخْلِ قيل له أُنْبُوبٌ ومِدَادٌ .
( وأُسْكُبَّةُ البَابِ ) بالضَّمِّ في أَوَّلِه وثَالِثِه وتَشْدِيدِ
المُوَحَّدَة : ( أُسْكُفَّتُه ) .
( والإِسْكَابَةُ : الفَلْكَةُ ) بسكون اللام التي ( تُوضَعُ في قِمَع ) بالكَسْرِ
وبِالفَتْح وكعِنَب : ما يوضَع في فَمِ الإِناءِ فيُصَبُّ فيه ( الدُّهْن ونَحْوه
) ، وقيل : هي الفَلْكَة التي يُشْعَبُ بها خَرقُ القِرْبَة . ( أَو )
الإِسْكَابَةُ : خَشَبَةٌ عَلى قَدْرِ الفَلْس ، إِذا انْشَقّ السِّقَاءُ
جَعَلُوهَا عَلَيْه ، ثم صَرُّوا عليها بسَيْرٍ حَتْى يَخْرِزُوه مَعَه . يقال : اجْعَلْ
لي إِسْكَابَةُ ( قِطْعَةٌ من خَشَب تُدخَل في خَرْق الزِّقِّ ) ويُشَدُّ عَلَيْه
بِهَا لئلّا يَخْرُجَ منه شَيْءٌ ( كالأُسْكُوبَة ) والإِسْكَابَة عن
____________________
(3/67)
الفرَّاءِ . وبه فُسِّر قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل :
يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكَابِ وَافَقَهُ
أَيْدِي الهَبَانِيقَ بالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ
وقد صَحَّفه ابنُ عبَّاد بالفاءِ كما سيأْتي في ( س ك ف ) .
( وسَكَابٌ كَسَحابٍ : فَرَسُ الأَجْدَع ابْنِ مَالِكٍ ) الهَمْدَانِيِّ . ( و )
سَكَاب ( كَقَطَامِ ) وحَذَامِ : فَرَسٌ ( آخَرُ لِتَمِيمِيَ ) ، وبه جَزَم
شُرَّحُ المقَامَات الحَرِيرِيَّة ، وفِيهَا يَقُول :
أَبَيْتَ اللَّعنَ إِنَّ سَكَابِ عِلْقٌ
نَفِيسٌ لا يُعَارُ ولا يُبَاعُ
( أَو لِكَلْبِيَ ، أَو ) أَنَّها فَرَسٌ ( لعُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
قَحْطَانَ ) ، وفي نسخة قَحْفَان .
( و ) سَكَّابٌ ( كَكَتَّان ) : فرسٌ ( آخَرُ ) .
وأَسْكِبُون ( بالفَتْح ثُمَّ السُّكُون وكَسْرِ الكَافِ والبَاءِ مُوَحَّدَة ) :
إِحْدَى قِلَاع فَارِس المَنِيعَة صَعْبَةُ المُرْتَقَى جِدًّا ، ليسَت مِمَّا
يُمْكن فَتْحُها عَنْوَةً ، وبها عَيْنٌ من المَاءِ حَارَّة ، كذا في المعجم .
سلب : ( سَلَبَه ) الشيءَ يَسْلُبُه ( سَلْباً : اخْتَلَسه ، كاسْتَلَبَه )
إِيَّاهُ . ومِنَ المَجَازِ : سَلَبه فُؤَادَه وعَقْلَه وأَسْلَبَه .
( ورَجُلٌ وامرأَةٌ سَلَبُوتٌ ) محرّكَةً عَلَى فَعَلُوت ، مِنْهُ .
( و ) كَذلِك رَجُلٌ ( سِلَّابَةٌ ) بالهَاءِ والأُنْثَى سَلَاَّبَةٌ أَيضاً .
( و ) من المَجَازِ : ( السَّلِيبُ ) : المَسْلُوبُ كالسَّلَبِ . و ( المُسْتَلَبُ
العَقْلِ ج سَلْبَى ) .
( وناقَةٌ وامرأَةٌ سالِبٌ ، وسَلُوبٌ ، وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ ) مَضْبُوطٌ
عِنْدَنَا كمحَدِّث ، وَهُو الصَّوَابُ ( وسُلُبٌ ) بضَم الأَوَّل والثَّانِي ،
إِذَا ( مَاتَ وَلَدُهَا أَو أَلْقَتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ ) .
وقال اللِّحْيَانِيُّ : امرأَةٌ سَلُوبٌ
____________________
(3/68)
وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ ، وهي التي يَمُوتُ زَوجُها
أَو حَمِيمُها فَتَسَلَّبُ عليه ( ج سُلُبٌ ) كَكُتُبٍ ( وسَلَائِبُ ) . وفي لسان
العرب : ورُبَّمَا قَالوا امْرَأَةٌ سُلُب .
قال الرَّاجِزُ :
مَا بَالُ أَصْحَابِكَ يُنْذِرُونَكَا
أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً يَرْمُونَكَا
وهذا كَقَوْلِهم : نَاقَةٌ عُلُطٌ : بلا خِطَامٍ ، وفَرَسٌ فُرُطٌ : مُتَقَدِّمَة
، وقد عَمِل أَبو عُبَيْدٍ في هذا بَاباً فأَكْثَرَ فيه مِنْ فُعُل بِغَيْرِ هَاءِ
للمُؤَنَّثِ .
والسَّلُوبُ من النُّوقِ : الَّتِي تَرْمي وَلَدَهَا ، وهو مَجَازٌ ( وَقَدْ
أَسْلَبَت ) الناقةُ ( فهي مُسْلِبٌ ) : أَلْقَتْ وَلَدَهَا من غَيْرِ أَنْ
يَتِمَّ ، والجَمْعُ السَّلَائِب .
وقيل : أَسْلَبَتْ : سُلِبَتْ وَلَدَهَا بمَوْتِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ .
وظَبْيَةٌ سَلُوبٌ وسَالِبٌ : سُلِبَتْ وَلَدَها .
( و ) من المَجَازِ : ( شَجَرَةٌ سَلِيبٌ : سُلِبَتْ وَرَقَهَا وأَغْصَانَهَا )
جَمْعُه سُلُبٌ . وعن الأَزْهَرِيّ : شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذَا تَنَاثَر وَرَقُهَا ،
والنَّخْلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْل عَلَيْهَا .
( وفَرَسٌ سَلُبُ القَوائِم ) أَي ( خَفِيفُها ) في النَّقْلِ . وَقِيل : فَرسٌ
سَلِبُ القَوَائم كَكَتِفِ أَي طَوِيلُها . قال الأَزْهَرِيّ : وَهَذَا صَحِيح .
( والسَّلْبُ : السَّيْرُ الخَفِيفُ السَّرِيعُ ) . قَالَ رُؤْبَةُ :
قد قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنّ سَلْبَا
قَارُرَةُ العَيْن فَصَارَت وَقْبَا
( و ) السَّلْبُ ( بالكَسْر : أَطْوَلُ أَدَاةِ الفَدَّان ) قاله أَبُو حَنِيفَة ،
وأَنشد :
يا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَتَى الحِسَانَا
أَنَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا
السِّلْبَ واللُّؤْمَةَ والعِيَانَا
( أَو ) السِّلْبُ : ( خَشَبةٌ تُجْمَعُ إِلَى ) وفي نُسْخَةِ عَلَى ( أَصْلِ
اللُّؤَمَةِ ، طرفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمَةِ ) .
____________________
(3/69)
( و ) السَّلِبُ ( كَكَتِفٍ : الطَّوِيلُ ) . قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ فِرَاخَ
النَّعَامَة :
كأَنَّ أَعْنَاقَها كُرَّاثُ سَائِفَةٍ
طَارَتْ لَفَائِفُه أَوْ هَيْشَرٌ سَلِبُ
ويروى سُلُب بالضَّمِّ ، وقد تَقَدَّم .
ويقال : رُمْحٌ سَلِبٌ أَي طَوِيلٌ ، وكذلِكَ الرَّجُلُ ، والجمعُ سُلُبٌ . قال :
وَمَنْ رَبَطَ الجِحَاشَ فإِنَّ فِينَا
قَناً سُلُباً وأَفْرَاساً حِسَانَا
( و ) السَّلِبُ أَيضاً : ( الخَفِيفُ ) السَّرِيعُ . يقال : ثَوْرٌ سَلِبُ
الطَّعْنِ بالقَرْن . ورجل سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطعْنِ : خَفِيفُهُما .
( و ) السَّلَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : ما يُسْلَبُ ) أَي الشيءُ الَّذِي يَسْلُبُه
الإِنْسَانُ من الغَنَائِم ، ويَتَوَلى عليه . وفي التَّهْذِيبِ : ما يُسْلَبُ به
، ( ج أَسْلَابٌ ) .
وكل شَيْءٍ على الإِنسان من اللِّبَاسِ فَهُو سَلَبٌ . وفي الحديث : ( مَنْ قَتَلَ
قَتِيلاً فَلَه سَلَبُه ) . وهو ما يأْخُذُه أَحَدُ القِرْنَيْن في الحَرْب مِنْ
قِرْنِه مِمَّا يَكُون عَلَيْهِ ومَعَهُ مِنْ ثِيَابٍ وسِلَاحٍ ودَابْةٍ ، وهو
فَعَلٌ بمعنى مَفْعُولِ أَي مَسْلُوب . وأَنشدنا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ
قَالَ : أَنْشَدَنَا العَلَّامَة مُحَمَّدُ بْنُ الشَّاذِلِيّ :
إِن لأُسُودَ أُسُودَ الغَابِ هِمَّتُهَا
يَوْمَ الكَرِيهَةِ في المَسْلُوب لَا السَّلَب
( و ) السَّلَبُ : ( شَجَرٌ طَوِيلٌ ) يَنْبُتُ مُتَنَاسِقاً ، يُؤْخَذ ويُمَدُّ
ثُمَّ يُشَقَّقُ ، فيَخْرُجُ مِنْهُ مُشاقَةٌ بَيْضَاءُ كَاللِّيف ، وَاحِدَتُه
سَلَبَةٌ ، وهو مِنْ أَجْوَدِ مَا تُتَّخَذ مِنْه الحِبَال .
( و ) قال أَبُو حَنِيفَة : السَّلَبُ : ( نَبَاتٌ ) ينبت أَمْثَالَ الشَّمَع
الذِي يُسْتَصْبَح بِهِ في خِلْقَتِه إِلَّا أَنه أَعْظَمُ وأَطْوَلُ ، تُتَّخَذُ
مِنْه الحِبَال عَلى كُلِّ ضَرْب .
____________________
(3/70)
( و ) السَّلَبُ ( من الذَّبِيحَة : إِهَابُها وأَكْرُعُها ) ، وفي نُسْخَة
أَكْرَاعُها ( وبَطْنُها ) .
( و ) السَّلَبُ ( من القَصَبَة ) والشَّجَرَة : ( قِشْرُها ) . يُقَالُ : اسلُبْ
هذِه القَصَبَة أَي اقْسِرْها . وفي حديث صِفَةِ مَكَّة ، زِيدَتْ شَرَفاً : (
وأَسْلَبَ ثُمَامُهَا ) أَي أَخْرجَ خُوصَهُ .
وقال شَمر : هَيْشَر سلُب ، أَي لا قِشْر عَلَيْه .
( و ) قيل السَّلَبُ : ( لِيفُ المُقْلِ ) يُؤْتَى بِهِ مِن مَكَّة . وعن
اللَّيْثِ : السَّلَبُ : لِيفُ المُقْلِ وهو أَبْيَضُ . قال الأَزهريّ : غَلِطَ
اللَّيْثُ فِيهِ .
( و ) السَّلَبُ : ( لِحَاءُ شَجَرٍ ) مَعْرُوفٍ ( باليمَنِ تُعْمَلُ مِنْهُ
الحبَال ) وهو أَجْفَى مِنْ لِيفِ المُقْل وأَصْلَبُ ، وعلى هَذَا يخرج قَوْلُ
العَامَّة للحَبْلِ المَعْرُوفِ سَلَبَة .
وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْر دَخَلَ عَلَيْه وهو
مُتَوَسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَمٍ ، حَشْوُها لِيفٌ أَو سَلَبٌ ، بالتحريك . قال أَبو
عُبَيد : سَأَلْتُ عَنِ السَّلَب ، فقيل : لَيْسَ بلِيفِ المُقْل ، ولكنه شَجَرٌ
معْرُوفٌ باليَمَن ، تُعْمَلُ مِنْه الحِبَالُ ، وقِيلَ : هو خُوصُ الثُّمَامِ .
قلت : وَهذَا المَشْهُور عِنْدَنَا في اليَمَن . وقال شَمِر : السَّلَبُ : قِشْرٌ
من قُشُور الشَّجَر تُعْمَلُ مِنْه السِّلَالُ ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ
السَلَّابِينَ . ( و ) مِنْه ( سُوق السَّلَّابِين بالمَدِينَة الشَّرِيفَةِ ، م )
وبمَكَةَ أَيْضاً قاله شَمر ، زَادَهُما الله شَرَفاً .
( و ) من المجاز : ( أَسْلَبَ الشَّجَرُ : ذَهَبَ حَمْلُها وسَقَطَ وَرَقُها ) فهو
مُسْلِبٌ ، وقد تَقَدَّمَ الكَلَام عليه . ( والأُسْلُوب ) : السَّطْرُ من
النَّخِيل . و ( الطَّرِيقُ ) يَأْخُذُ فِيه . وكُلُّ طَرِيقٍ مُمْتَدَ فَهُوَ
أُسْلُوبٌ . والأُسْلُوبُ : الوَجْهُ والمَذْهَبُ . يقال : هُمْ في أُسْلُوب
سُوْءٍ . ويُجْمَعُ عَلَى أَسَالِيب . وقد سَلَكَ أُسْلُوبَه : طَرِيقَتَه .
وكلامُه عَلَى أَسَالِيبَ حَسَنة .
والأُسْلُوبُ ، بالضم : الفَنُّ . يقال : أَخَذَ فُلَانٌ في أَسَالِيبَ من القَوْل
، أَي أَفَانِين منه . ( و ) الأُسْلُوبُ : ( عُنُقُ الأَسَد ) ؛ لأَنَّها لا
تُثْنَى .
____________________
(3/71)
ومن المجاز : الاسْلُوبُ : ( الشُّمُوخُ في الأَنْفِ ) . وإِنَّ أَنْفَه لَفِي
أُسُلُوبٍ ، إِذَا كَانَ مُتَكَبِّرا لا يَلْتَفِت يَمْنَةً ولا يَسْرَةً . قال
الأَعْشَى :
أَلَمْ تَرَوْا للعَجَبِ العَجيب
أَنَّ بَنِي قَلَّابَةِ القُلُوبِ
أُنُوفُهُم مِلْفَخْرِ فِي أُسُلُبِ
وشَعَرُ الأَسْتَاهِ بِالجَبُوب
يقول : يَتَكَبَّرُونَ وَهُمْ أَخِسَّاءُ ، كما يُقَالُ : أَنْفٌ في السَّمَاءِ
واسْتٌ في المَاءِ . وقوله : أُنُوفُهُم مِلْفَخْرَ على لُغَةِ اليَمَن . (
وانْسَلَبَ : أَسْرَعَ في السَّيْرِ جِدًّا ) حتى كَأَنَّه يَخْرُج مِنْ جِلْدِه ،
وغَالبُ استعْمَاله فِي النَّاقَةِ . ( وتَسَلَّبَت ) المرأَةُ إِذا ( أَحَدَّتْ )
قِيلَ ( على زَوْجِها ) ؛ لأَن التَّسَلّبَ قَدْ يَكُونُ عَلَى غَيْرِ زَوْج . وفي
الحَدِيثِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْس أَنَّا قَالَتْ : ( لمَّا أُصِيبَ
جَعْفَرٌ أَمَرَني رَسُولُ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ :
تَسَلَّبى ثَلَاثاً ، ثم اصْنَعِي بَعْدُ ما شِئْتِ ) أَ ي الْبَسِي ثِيَابَ
الحِدَادِ السُّودَ .
وتَسَلَّبَت المرأَةُ إِذا لَبِسَتْه . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمةَ ( أَنَّها بَكَت
على حَمْزَةَ ثَلَاثَة أَيَّامٍ وتَسَلَّبَت ) .
وقال اللِّحْيَانِيّ : المُسَلِّبُ والسَّلِيب والسَّلُوبُ : التي يَمُتُ زَوْجُهَا
أَو حَميمُها فتَسَلَّبُ عَلَيْه . ( و ) قال ابن الأَعْرَابِيّ : ( السُّلْبَةُ
بالضّم : الجُرْدَةُ ) أَي التَّجَرُّدُ عَنِ الثِّيَاب . ( تَقُولُ : ما أَحْسَنَ
سُلْبَتَها ) وجُرْدَتَها .
( و ) مُسَلَّبٌ ( كمُعَظَّمٍ : ع ، قُرْبَ زَبِيدَ ) المَحْرُوسَةِ مِن اليَمَنِ
، وهي قَرْيَةٌ صَعِيرَةٌ عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخ من زَبِيد تَقْدِيراً ، وقد
دَخَلْتها .
وفي لِسَانِ العَرَب عن أَبِي زَيْد ، يقال : مَالِي أَرَاكَ مُسْلَباً ؛ وذَلِكَ
إِذَا لَمْ يَأْلَفْ أَحَداً ، ولا يَسْكُنُ إِلَيْهِ ( أَحد ) ، وإِنَّمَا شُبِّه
بالوَحْش . ويقال : إِنه لَوَحْشِي مُسْلَبٌ ، أَي لا يَأْلف ولا تَسْكُنُ نفْسُه
.
( وسَلِبَ كَفِرح : لَبِس السِّلَابَ ، وَهِيَ الثِّيَابُ السُّودُ ) تَلْبَسُهَا
____________________
(3/72)
النِّسَاءُ في المَأْتَم ( ج ) سُلخٌ ( ككُتُبٍ )
.
قال شيخنا : تَفْسِيرُ السِّلَاب بالثِّيَابِ يَقْتَضِي أَن يَكُونَ جَمْعاً ،
وجمعُه على سُلُب يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ مُفْرَداً كما هُو ظَاهِرِ . والَّذِي في
التهْذِيبِ : السِّلَابِ : ثوْبٌ أَسْوَد تُغَطِّي به المُحِدُّ رأْسَها وفي
الرَّوضِ الأُنُف : السِّلَابُ : خِرْقَةٌ سَوْدَاء تَلْبَسُها الثَّكْلَى .
وممَّا أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف :
السَّلَبَةُ : خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْم البَعِيرِ دُونَ الخِطَامِ . والسَّلَبَةُ
: عَقَبةٌ تُشَدُّ عَلَى السَّهْم .
والأُسْلُوبَ : لُعْبَةٌ للأَعْرَاب أَو فَعْلَةٌ يَفْعَلُونَها بَيْنَهم ، حَك
اللِّحْيَانِي وقال : بَيْنَهُم أُسْلُوبَة .
( والمُسْتلِبُ : سَيْفُ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم ) التَّغْلبِيّ . ( و ) سَيْف (
آخرُ لأَبِي دَهْبَلٍ ) الحُمَحِيِّ .
سلأب : ( المْسْلَئبُّ كمُشْمَعِلّ ) أَهْمَلَه الجوهَرِيُّ والصَّغَانِيُّ
وصَاحِبُ اللِّسَان ، وهُو ( المَطَرُ الكِثِيرِ ) .
سلحب : ( المُسْلَحِبُّ : المُسْتَقِيمُ ) مِثْلُ المُتْلَئِبّ . والمُسْلَحِبُّ :
المُنْبَطح . ( و ) لمُسْلَحِبُّ : ( الطريقُ البَيِّنُ المُمْتَدُّ ) . وطَريق
مُسْلَحِبٌّ مُمْتَدّ .
وفي لِسَان العرب : وقال خَلِيفَة الحُيْنِيّ : المُسْلَحِبُّ : المُطْلَحبُّ
المُمْتَدُّ . وسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ : سِرْنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا
غُدْوَةً ، وظَلَّ يَوْمُنَا مُسْلَحِبًّا ، أَي مُمْتَداً سَيْرُه . ( وقد
اسْلَحَبَّ ) اسْلِحْبَاباً . قال جِرَانُ العَوْدِ :
فَخَرَّ جِرَانٌ مسْلَحِبًّا كأَنَّه
عَلَى الدَّفِّ ضِبْعَانٌ تَقَذَّرَ أَمْلَحُ
والسُّلْحُوبُ مِن النِّسَاءِ : المَاجِنَة . قال ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍ و ، وقد
أَغْفَلَه المُؤَلِّف .
سلخب : ( السَّلْخَبُ كجَعْفَر ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقَال ابْنُ دُرَيْد
: هو ( الفَدْمُ ) . وقَالَ غيْره : هو ( الغَلِيظُ ) .
____________________
(3/73)
( أَو ) هو ( بالمُعْجَمَةِ ) في أَوَّله ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ : وَهُوَ أَصَحُّ
، وسَيَأْتِي .
سلقب : ( كجَعْفَر : اسْم ذَكَرَه ابْنُ مَنْظُور ، وأَهْمَلَه المُؤَلِّفُ والصَّاغَانيُّ
.
سلهب : ( السَّلْهَبُ : الطَّوِيلُ ) عَامَّةً ، وقد يُقَالُ بالصَّادِ أَيْضاً ،
ذكرهُ ابنُ السّيد في الفرق . واختُلِف في هذه المَادَّةِ فقِيلَ إِنَّها
رُبَاعِيّة ، وقيل : الهَاءُ زَائِدَة ، وإليه مَالَ المُؤَلِّفُ وهوَ رَأَى ابنُ
القَطَّاع ولذا قَدَّمَهَا على اسْلَغَبَّ كما لا يَخْفَى ، أَشَار لهُ شيْخُنَا .
( أَو ) الطَّوِيلُ ( منَ الرِّجَال ) عن الأَصْمَعِيّ ( ج سَلَاهِبَةٌ ) .
( و ) سَلْهَبٌ : اسمُ ( كَلْب ) .
( و ) السَّلْهَبُ ( من الخَيلِ : ما عَظُم وَطَالَ ) وطَالَتْ ( عِظَامُه ) .
وفرَسٌ سَلْهَبٌ ( كالسَّلْهَبَة ) للذَّكَرِ .
وفَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ : مَاضٍ . ومنه قولُ الأَعْرَابِيِّ في صِفَةِ الفَرس : (
وإِذَا عَدَا اسْلَهَبَّ ، وإِذَا قُيِّدَ اجْلَعَبَّ ، وإِذَا انْتَصَب اتلأَبَّ
) . .
وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : والسَّلْهَبُ من الخَيْلِ : الطَّوِيلُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ وربما ، جَاءَ بِالصَادِ . ( وهي ) أَي السَّلْهَبَةُ : ( الجَسِيمَة )
ولَيْسَت بِمدْحَةٍ .
( والسِّلْهَابَةُ : الجَرِيئة ، كالسِّلْهَاب بِكَسْرِهِمَا ) .
سلغب : ( اسْلَغَبَّ الطَّائِرُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان ،
وقال اللَّيْثُ : إِذا ( شَوَّك رِيشُه قَبْلَ أَن يَسوَدّ ) كازْلَعَبْ .
سنب : ( السَّنْبَةُ : الدَّهْرُ والحِقْبَةُ ) . يقال : عِشْنَا بِذلِك سَنْبَةً
، أَي حِقْبَة ( كَالسَّنْبَتَة ) التاءُ فيها مُلْحَقَةٌ على قول سِيبَوَيْه ،
ويدل على زِيَادتِها أَنَّكَ تَقُولُ : سَنْبَةٌ ، وهذِه التَّاء تَثْبُتُ في
التَّصْغِير . تَقُولُ : سُنَيْبِتَةٌ لقَوْلهم في الجمع سَنَابِتُ . ويقال :
مَضَى سَنْبٌ من الدَّهْرِ ، أَو سَنْبَة أَي بُرْهَةٌ ، وأَنْشَد شَمِر :
مَاءَ الشَّبَابِ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِه
____________________
(3/74)
( و ) السَّنْبَ : ( سُوءُ الخُلُق في سُرْعَةِ الغَضَبِ كالسَّنْبَاتِ بالفتح عن
ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
قد شِبْتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِدَاتي وذَاكَ ما أَلْقَى من الأَذَاةِ من زَوْجَةٍ
كثيرةِ السَّنْبَاتِ أَراد السَّنَبَاتِ فَخَفَّف للضَّرُورَة . كذا في لِسَانِ
العَرَبِ . ( ويُكْسَرَانِ ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ سَنُوبٌ ) كَصَبُرٍ ، ( وسَنَبُوتٌ ) أَي ( مُتَغَضِّب ) .
( والسَّنُوبُ ) : الرَّجُلُ ( الكَذَّابُ ) المُغْتَابُ ، عَنِ ابْنِ
الأَعْرَابِيّ .
( و ) السَّنُوبُ : ( ع ) .
( والسِّنْبَاتُ ) بالكَسْر وآخِرُه تَاءٌ مُثَنَّاةٌ ، وَفي بَعْضِ انُّسَخِ
بالبَاءِ المُوَحَّدَة : الرَّجُلُ ( الكَثِيرُ الشَّرِّ ) . ( و ) السَّنْباتُ (
بالفتح : الإسْتُ كالسَّنْبَاءِ ) الأَخِيرُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) سَنَابٌ ( كسَحَابٍ : الشَّرُّ الشَّدِيد ) .
( و ) عَنِ ابن الأَعْرَابِيّ : السِّنَابُ ( بالكَسْر : الطَّهْرِ والبطْنِ
كالسِّنَابَة بالكَسْرِ ) والصَّادُ فيه لُغَةٌ كما سَيَأَتي .
( والمَسْنَبَةُ : الشِّرَّةُ ) قَالَه أَبُو عَمْرو .
( و ) فَرَسُ سَنِبٌ ( كَكَتِفٍ ) أَي ( الكَثِيرُ الجَرْيِ ) والجَمْعُ سُنُوبٌ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : فرس سَنِبٌ إِذا كَانَ كثِيرَ العَدْوِ .
سنتب : ( السَّنْتَبَةُ ) أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبُو عَمْرو : هِي (
الغِيْبَةُ ) بكسر الغَيْن المُعْجَمَة ، وفي نُسْخَةٍ بإِهْمَالِ العَيْنِ
وفَتْحِهَا ، وهُو غَلَط ( المُحْكَمَة ) .
( و ) السُّنْتُبُ ( كَقْنْفُذ : السَّيِّىءُ الخُلُق ) قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
سندب : ( جَعلٌ سِنْدَأبٌ : صُلْبٌ ) وشَكَّ فِيه ابْنُ دُرَيْد ( وقَدْ تَقَدَّم
) بَيَانُه ، وهنا ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْظُور . قال شَيْخُنا : يُنْظَر مَا فائِدَة
إِعَادِتِه فهَبْه جفاء . قُلْتُ : ذَكَرَه أَوَّلاً بنَاءً على أَنَّ النون
زَائدَةٌ وأَنَّ أَصْلَ المَادَّة ثُلَاثِيَّة ، وأعَادَهُ ثَانيَةً لبَيَانِ
أَنَّ النُّونَ هُنَا أَصْلِيَّةٌ على قَوْلِ بَعْضٍ كَمَا هُوَ ظَاهِر .
____________________
(3/75)
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
سُنْدُوبٌ بالضَّمِّ : قريةٌ بمصر من أَعْمَالِ الدَّقَهلِيَّة ، والعَامة
تَفْتَحُه ، وقد دَخَلْتُهَا .
سنطب : ( السَّنْطَبَةُ : طُولٌ مُضْطَرِبٌ ) قَالَه ابْنُ دَرَيد ، وقَدْ
أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ .
( و ) في التهذيب ( السَّنْطَابُ بالكَسْر : مِطْرَقَةُ الحَدَّاد .
سنعب : ( السُّنْعُبَةُ بالضَّم ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَال ابْنُ دُرَيْدٍ
: هو ( ابْنُ عُرْسٍ ) بَعْضِ اللُّغَاتِ .
قال : ( و ) سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الكِلَابِيّ يَقُولُ : السُّنْعُبَةُ : (
اللَّحْمَة النَّاتِئة في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا ( ولا أَدْرِي مَا صِحَّتُه
.
سنهب : ( سَنْهَبٌ كجَعْفَرٍ : اسمٌ ) وقد أَهْمَلَه الجمَاعَةُ .
سوب : ( *!السُّوبَةُ بالضم : السَّفرُ البَعِيدُ كالسُّبْأَة ) بالهَمْزِ عن
ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وقد تَقَدَّمَ فهو لغة فيه . والسَّرْبَةُ : السَّفَرُ
القَرِيبُ ، وتقدّمَ أَيْضاً .
( *!وسُوبانُ كَطوُفَانٍ : وَادٍ ) ذَكَره غَيْرُ وَاحِدٍ من الأَئِمَّة . ( أَو
جَبَلٌ أَو أَرْض ) . ويومٌ مَعْرُوفٌ . قال أَوْسُ بنُ حَحَر يُعَيِّر طُفَيْلَ
بْنَ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ وقد خَذَلَه يَوْمَ السُّوبَانِ :
لعَمْرُك ما آسَى طُفَيْلُ بْنُ مَالِكِ
بَنِي أُمِّهِ إِذْ ثَابَتِ الْخَيْلِ تَدَّعى
كذا في المُسْتَقْصَى .
ومما أَهْمَلَه المؤلف :
ذكر *!السُّوبِيَة فقد جاءَ ذِكْرُها في النِّهاية في حَدِيث ابْن عُمَرَ ، وذكره
ابْن الكُتْبِيّ فيما لا يَسَعُ ، والحكيم دَاوُد ، وغَيْرُهُمَا ، وأَطَالُوا في
خاصِّها .
والذي في لِسَان العَرَب أَنَّهَا بضَم
____________________
(3/76)
السِّين المُهْمَلَة كَسْرِ البَاءِ المُوَحَّدَة
وبعدها ياء تحتها نُقْطَتَانِ : نَبِيذٌ مَعْرُوفٌ يُتَّخَذُ من الحِنْطَة ،
وكثيراً ما يَشْرَبُه أَهْلُ مصر ، انْتَهَى . أَي في أَعْيَادِهِم .
قال شيخُنا : وقد يَسْتَعْمِلُونَه من الأُرْزِ كما هُو مُتَعَارَفٌ . قلت : وقد
أَلَّفْت فيه وفي خَوَاصِّها رِسَالَةً صَغِيرَةً .
سهب : ( السَّهْبُ : الفَلَاةُ ) جمعه سهب وقال الفَضْلُ بنُ العَبَّاس
اللَّهَبِيُّ :
ونَحْلُلْ من تِهَامَةَ كُلَّ سَهْبٍ
نَقِيِّ التُّرْبِ أَوْدِيَةً رِحَابا
أَبَاطِحَ مِن أَبَاهِرَ غَيْرَ قَطْع
وَشَائِط لم يُفَارقن الذُّبَابا
( و ) السَّهْبُ : ( الفَرَسُ الوَاسِعُ الجَرْى ) . وأَسْهَبَ الفرسُ : اتَّسَعَ
في الجَرْى وسَبَق .
( و ) السَّهْبُ : ( الشَّدِيدُ ) الجَرْى البَطِيءُ العَرَقِ من الخَيْلِ . قال
أَبو دُوَاد :
وقَدْ أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ
كلٍ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ
( كالمُسْهَبِ ) بِالفَتْح ( وتُكْسر هَاؤُه ) يقال : الفَصِيحُ في الجَوَادِ
الكَسْرُ خَاصَّة ، كما اعتمد عَلَيهُ أَبو الحَجَّاج الشَّنْتَمريُّ المَعْرُوفُ
بالأَعْلَم .
والسَّهْبُ : ما بَعُدَ من الأَرْضِ واسْتَوَى في طُمَأْنِينَة ، وهي أَجْوَافُ
الأَرْض وطُمَأْنِينَتهَا الشَّيْءَ القَلِيلَ تَقُودُ اليومَ واللَّيْلَة ونحو
ذلك ، وَهُوَ بُطُونُ الأَرْضِ تَكُونُ في الصَّحَارِي والمُتُونِ وربمَا تَسِيلُ
وربَما لا تَسِيل لأَنَّ فِيهِ غِلَظاً وسُهُولاً تُنْبت نباتاً كثيراً ، وفيها
خَطَرَاتٌ مِنْ شَجَر أَي أَمَاكِنُ فِيهَا شَجَر وأَمَاكن لا ( شجر فيها ) كذا في
لسان العرب .
( و ) السَّهْبُ : ( الأَخْذُ ) . ومضَى سَهْبٌ من الليل ، أَي وَقْتٌ .
( و ) السَّهْبُ : ( سَبَخَةٌ ، م ) وهي بَيْنَ
____________________
(3/77)
الحَمَّتَيْن فالمِضْبَاعَة .
( و ) السُّهْبُ ( بالضَّمِّ : المُسْتَوِي مِنَ الأَرُضِ في سُهُولَة ج سُهُوبٌ )
.
وقيل : السُّهُوبُ : المسْتَوِيَةُ البَعِيدةُ .
وقَالَ : أَبو عَمْرو السُّهُوبُ : الوَاسِعَةُ من الأَرْض . قال الكُمَيْتُ :
أَبَارِقُ إِنْ يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمَةً
يَدَعْ بَارِقاً مِثْلَ اليَبَابِ من السُّهْبِ
( أَو سُهُوبُ الفَلَاةِ : نَوَاحِيها الَّتي لَا مَسْلَكَ فِيهَا ) .
( وأَسْهَبَ ) الرَّجُلُ : ( أَكْثَرَ ) مِنَ ( الْكَلَام فَهُوَ مُسْهِب )
بالكَسْر ( ومُسْهَبٌ ) بالفَتْح . قال الجَعْدِيُّ :
ويُرْوَى مُسْهَب .
وقد اخْتُلِفَ في هذِه الكَلِمَةِ ، فَقَالَ أَبُو زَيْد : المُسْهَبُ : الكَثِيرُ
الكَلَامِ أَي بالفَتْحِ خَاصَّةً ، ومِثْلُه في أَدَبِ الكَاتِبِ لابْنِ
قُتَيْبَةَ ومُخْتَصَرِ العَيْنِ للزُّبَيْدِيّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
أَسْهَبَ الرجلُ : أَكْثَرَ من الكَلَام فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء ولا يقال
بِكَسْرِها ، وَهُو نَادِرٌ . وقال ابن بَرِّيّ : قال أَبُو عَلِيَ البَغْدَادِيُّ
: رَجُلٌ مُسْهَبٌ بالفتح إِذا أَكْثَرَ الكلامَ في الخَطإِ ، فإِن كَانَ ذلِك في
صَوَاب فهو مُسْهِبٌ بالكسر لا غير . أَي البَلِيغ المُكْثِرُ مِنَ الصَّواب
بالكَسْرِ ، وبه أَجَابَ أَبُو الحَجَّاج الأَعْلَمُ في كتَابِ ابْنِ عَبَّادٍ مَلِكِ
الأَنْدَلُس ونسبَهُ إِلَى البَارِعِ لأَبِي عَلِيَ ، ثم نَقل عَنْ أَبِي
عُبَيْدَة : أَسْهَب فِو مُسْهَبٌ بالفتح إِذَا أَكْثَرَ في خَرَف وتَلَف ذِهْن .
وعَن الأَصْمَعِيّ : أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ، إِذا خَرِف وأُهْتِر ، فإِن أَكْثَرَ
من الخطإ قيل : أَفْنَد ، فهو مُفْنَد . ثم قال في آخِرِ الجَوَاب : فَرَأْيُ
مَملُوكِك أَيَّدَك اللّهُ واعْتِقَادُه أَنَّ المُسْهَب بالفَتْح لا يُوصَف بِهِ
البَلِيغ المُحْسِن ، ولا المُكْثِرُ المُصِيبُ ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ مَكِّيِّ
بنِ سَوَادَةَ :
____________________
(3/78)
حَصِرٌ مُسْهَبٌ جَرِىءٌ جَبَانٌ
خَيْرُ عِيِّ الرِّجال عِيُّ السُّكّوتِ
أَنَّه قَرَنَ فِيهِ المُسْهَب بالحَصِر ورَدَفَه بالصَّفَتَيْنِ ، وجَعَل
المُسْهَبَ أَحَقَّ بالعيِّ من السَّاكِتِ والحَصِرِ فقال :
خَيُر عِيِّ الرِّجَال عِيُّ السُّكُوتِ
والدَّلِيلُ على أَن المُسْهِب بالكسر يقال لِلْبَلِيغ المُكْثِرِ مِن الصَّوَاب
أَنَّه يَقُولُون لِلْجَوَادِ مِنَ الْخَيْل : مُسْهِب بالكَسْرِ خَاصة ؛
لأَنَّهُما بمَعْنَى الأَجَادَةِ والإِحْسَان . ولَيْسَ قَوْلُ ابْنِ قُتَيْبَةَ
والزُّبَيْديّ في المُسْهَب بالفَتْح هو المُكْثِرُ من الكَلَام بمُوجِب أَن
المُكْثِرَ هُوَ البَلِيغُ المُصِيب ؛ لأَنَّ الإِكْثَارَ من الكَلَام دَاخِلٌ في
معنى الذَّمِّ . انتهى كَلامُ الأَعْلَم حَسْبَمَا نَقَلَه شَيْخُنا .
وفي لسان العرب : ومما جَاءَ فِيهِ أَفْعَل فهو مُفْعَلٌ أَسْهَبَ فهو مُسَهَبٌ ،
وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ ، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ ، فهذه الثَّلَاثَة جَاءَت
بالفَتْح . حَكَاه القَاضِي أَبُو بَكْر بْنُ العَرَبِيّ في تَرْتيب الرِّحْلة ،
وابنُ دريد في الجَمْهَرَة ، وابْنُ الأَعْرَابِيّ في النَّوَادِر ومثله فِي كتَاب
لَيْس لِابْنِ خَاليْه ، إِلَّا أَنَّه قَالَ : وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ : بَالَغَ
. هذَا قَوْلُ ابْنِ دُرَيْد . وقال ثعْلَب : أَسْهَب فَهُو مُسْهَب في الكلَامِ
قال : ووجدْتُ بعد سَبْعِين سَنَةً حَرْفاً رَابِعاً وهُوَ : أجْرَشَتِ الإِبِلُ :
سَمِنَت فهي مُجْرَشَةٌ .
قُلت : واسْتَدْرَكُوا أَيْضاً : أَهْتَر فَهُوَ مُهْتَر ، ونَقَلَه عبد البَاسِطِ
البُلْقِينيّ ، ويَأتَي للمُصَنِّف . ورأَيْتُ في نَفْح الطِّيبِ لِلشِّهَابِ
المَقَّرِيّ ما نَصُّه : ( رأَيتُ في بَعْضِ الحَواشِي الأَنّدَلُسِيَّة أَي
كِتَاب التَّوْسِعَة كما حَقَّقَه شَيْخُنَا أَنَّ ابْنَ السِّكِّيت ذَكَر في
بَعْضِ كُتُبه فِيمَا جَعَله بَعْضُ العَرَب فَاعِلاً وبعضُهُم مَفْعُولاً :
رَجُلٌ مُسْهَبٌ ومُسْهِب للكَثِيرِ الكَلَام ، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُما ،
وَاحِدٌ ) . انْتَهَى وهو رَأْيُ المُصَنِّف أَي عَدَمُ التَّفْرِقَةِ .
وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، قِيلَ له : ادْعُ اللّهَ لَنَا ، فَقَالَ : ( أَكْرَهُ
أَنْ أَكُونَ
____________________
(3/79)
مِنَ المُسْهَبِين ) بفَتْحِ الهَاءِ أَي
الكَثِيرِي الكَلَامِ ، وأَصْلُه من السَّهْب ؛ وَهُوَ الأَرْضُ الوَاسِعَةُ .
قلت : وسَيَأْتِي للمُصَنِّف في جَذَع : أَجْذَعَ فَهُو مُجْذَعٌ لِمَا لَا أَصْلَ
لَهُ ولا ثَبَات ، نَقْلَه الصَّاغَانِيُّ عن ابن عَبَّاد ، ولَمْ أَرَ أَحَداً
أَلْحَقَه بِنَظَائِرِه فَتمَّلْ ذَلِكَ .
( أَو ) أَسْهَب : ( شعرِهَ وطَمِعَ ) ، وفي نُسْخَةٍ أَو طَمِعَ ( حَتَّى لا
تَنْتَهِيَ نَفْسُه عَنْ شَيْءٍ ) فهو مُسْهِب ومُسْهَب ، بالكَسْرِ والفَتْح .
وأَسْهَبَ فهو مُسْهَب ، بفَتْحِ الهَاءِ إِذا أَمْعَن في الشَّيْء وأَطَالَ ،
ومنه حديث الرؤيا : ( كلوا واشربوا وَأَسْهِبُوا وأَمْعِنُوا ) . وفي آخر ( أَنَّه
بعَث خيلاً فأَسْهَبَتُ شَهْراً ) أَي أَمعَنَتْ في سَيرها .
( وأُسْهِبَ بالضَّمِّ ) على ما لم يُسَمِّ فاعِلُه ، فهو مُسْهَبٌ بالفتح : (
ذَهَبَ عَقْلُه ) . وَقِيل : المُسْهَب : الذَّاهِبُ العَقُل ( مِنْ لَدْغِ
الحَيَّة ) أَو العَقْرَب ، وقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَهْذِي مِن خَرَف .
والتَّسْهِيبُ : ذَهَابُ العَقْل ، والفِعْلُ مِنْه مُمَاتٌ . قال ابْنُ هَرْمَة :
أَمْ لَا تَذَكَّرُ سَلْمَى وَهْي نَازِحَةٌ إِلَّا اعْتَرَاكَ جَوَى سُقْمٍ
وتَسْهِيبِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ : ( وضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بالإِسْهَابِ )
قيل : هو ذَهَابُ العَقْلِ .
( أَو ) أُسْهِبَ الرَّجُلُ فهو مُسْهَبٌ ، إِذَا ( تَغَيَّر لونُه من حُبَ أَو
فَزَعٍ أَو مَرَضٍ ) ورجل مُسْهَبُ الجِسْمِ ، إِذَا ذَهَب جِسْمُه مِن حُبَ ،
عَنْ يثقُوب . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : رَجُلٌ مُسْهِب العَقْلِ بالكَسْرِ
ومُسْهِمٌ ، عَلى البَدَل ، قَالَ : وكَذلك الجِسْم إِذَا ذَهَب مِنْ شِدَّةِ
الحُبِّ . قال أَبُو حَاتِم : أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهَاباً فهو مُسْهَبٌ ،
إِذَا ذَهَب عَقْلُه وطَاشَ ، وأَنْشَد :
فَبَاتَ شَبْعَانَ وَبَاتَ مُسْهَبَا
( وبِئْرٌ سَهْبَةٌ : بَعِيدَةُ القَعْرِ ) يَخْجُ مِنْهَا الرِّيحُ ( ومُسهَبَةٌ
) أَيضاً بفَتْح الهَاءِ
____________________
(3/80)
( إِذا غَلَبَتْكَ سِهْبَتُهَا ) بالكَسْرِ ( حتى
لا تَقْدرَ على المَاءِ ) . قال شَمِر : المُسْهَبَةُ مِن الرَّكَايَا : الَّتِي
يَحْفِرُونَهَا حَتَّى يَبْلُغُوا تُرَاباً مَائِقاً فَيغْلِبُهم تَهِيُّلاً
فيَدعُونَها . وعَن الكسائيّ : بِئرٌ مُسْهَبَةٌ : التي لا يُدْرَكُ قَعْرُهَا
ومَاؤُهَا .
( وأَسْهَبُوا : حَفَرُوا فهَجَمُوا عَلَى لرَّمْل أَو الرِّيح ) . قال
الأَزْهَرِيّ : وإِذا حفَر القَوْمُ فهَجَمُوا عَلَى الرِّيحِ وأَخْلَفَهم المَاءُ
يُقَالُ : أَسْهَبُوا . وأَنْشَدَ فِي وَصْفِ بِئرٍ كَثِيرَةِ المَاءِ :
حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيلَ مِنْ إِسْهَابِها
يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبَابِها
قال : هي المُسْهَبَة حُفِرَت حَتَّى بَلَغَتْ غَيْلَمَ المَاءِ . أَلا تَرَى
أَنَّه قَالَ : نِيلَ مِنْ أَعمَقِ قَعْرِها ، وإِذَا بَلَغَ حَافِرُ البِئرِ
إِلَى الرَّمْلِ قِيلَ : أَسْهَبَ .
( أَو ) أَسْهَبُوا ، إِذَا ( حَفَرُوا ) حَتَّى بَلَغُوا الرَّمْلَ ولم يَخْرُج
المَاءِ ( فَلَم يُصِيبُوا خَيْراً ) ، وَهَذِه عن اللِّحْيَانِيّ . وعَنْ ثَعْلَب
: أَسْهَبَ فَهُو مُسْهِب ، وإِذ حفر بِئراً فبلَغ المَاءَ .
( و ) أَسْهَبُوا ( الدَّابَّةَ ) إِسْهَاباً ، إِذَ ( أَهْمَلُوهَا ) تَرْعَى
فَهِيَ مُسْهَبَةٌ . قال طُفَيلٌ الغَنَوِيُّ :
نَزَائِعَ مَقْذُوفاً عَلَى سَرَوَاتِها
بما لم تُخَالِسْهَا الغُزَاةُ وتُسْهَب
أَي قَدْ أُعْفِيَت حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَى سَرَوَاتِها ، كَذَا في
التَّكْمِلَةِ .
قال بَعْضُهُم : وَمِنْ هَذَا قِيل للمكْثَارِ مُسْهَبٌ كَأَنه تُرِكَ والكَلامَ
يَتَكَلَم بِمَا شَاءَ ، كَأَنَّه وُسِّع عَلَيْهِ أَن يَقُولَ مَا شَاءَ .
( و ) أَسْهَبَ ( الشاةَ ) مَنْصُوب ( وَلَدْهَا ) مَرْفُوعٌ ، إِذَا ( رَغَثَها )
: لَحَسَها :
( و ) أَسْهَبَ ( الرَّجُلُ ) كَلَامَه : أَطَالَه . وَفِي كَلَامِه إِسْهَابٌ
وإِطْنابٌ وأَسْهَبَ إِذا ( أكْثر من العطاءِ كاسْتَهَبَ ) .
والمُسْتَهَبُ : الجَوَادُ ، قَالَه اللَّيْثُ .
ومكان مُسْهَب بالفَتْح : لا يَمْنَعُ المَاءَ ولا يُمْسِكُه .
____________________
(3/81)
والمُسْهِبُ ( بالكَسْرِ ) : الغَالِبُ المُكْثِرُ في عَطَائِهِ .
( والسَّهْبَى : مَفَازَة ) قال جَرِير :
سَرُا إِلَيْكَ مِنَ السَّهْبَى ودُونَهُمُ
فَيْحَانُ فالحَزْنُ فَالصَّمَّانُ فالوَكَفُ
الوَكَفُ لِبَنِي يَرْبُوع .
والمُسْهَبُ : فَرَسُ جُبَيْر بْنِ مَرِيض ، وكانَ صَاحِبَ الخَيْلِ ، وَفِيه
يَقُولُ :
لَئن لَمْ يَكُنْ فِيكُنّ مَا أَتَّقِي بِهِ
غَدَاةَ الرّهان مُسْهَبُ ابْنِ مَريض
لَينقضينْ حَدُّ الرَّبِيعِ وبَيْنَنَا
من البَحْرِ لُجُّ لا يُخَاضُ عريض
كذا في كتاب البَلَاذُرِيّ .
( و ) السَّهْبَاءُ ( بالمَدِّ : بِئرٌ لبنِي سَعْد ) . ( و ) هي أَيضاً ( رَوْضَة
) مَعْرُوفَةٌ مَخْصُوصَةٌ بهذا الاسم . قَالَ الأَزْهَرِيّ : وَرَوْضَةٌ
بِالصَّمَّان تُسْمَى السَّهْبَاءَ .
( وَرَاشِدُ بنُ سِهَابِ ) بْنِ عَبْدَةَ كَذَا في التكملة ، والصواب أَنه ابن
جهبل بن عبدة بن عصر ( كَكِتَابٍ : شَاعِرٌ ) هكذا ضبطه المفجّع البصريّ وقال : من
قاله بالمعجمة فقد أَخطأَ . ( ولَيْسَ لَهُ سِهَابٌ بالمُهْمَلَةِ غَيْرُه ) وهو
أَخُو أَوْسِ بْنِ سِهَاب .
والسَّهْبُ : مَوْضِعٌ باليَمَن . مِنْه أَبو حُذَافَة إِسماعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ
بن سنبه .
سهرب : ( ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
سُهْربٌ بالضم : جَدُّ أَبي على الحَسَن بن حَمْدُون بْن الوَلِيد بن غَسَّان
النَّيْسَابُورِيّ الأَدِيب ، مَوْلَى عَبْدِ القَيْس رَوَى وحَدَّث .
سيب : (*! السَّيْبُ : العَطَاءُ ، والعُرْفُ ) . والنَّافِلَةُ . وفي حَدِيثِ
الاسْتِسْقَاءِ : ( واجْعَلْه *!سَيْباً نافِعاً ) أَي عَطَاءً ، ويَجُوزُ أَنْ
يرِيدَ مَطَراً *!سَائِباً أَي جَارِياً . ومن المجاز : فَاضَ سَيْبُهُ عَلى
النَّاسِ أَي عطاؤه ، كَذَا في الأَسَاس .
( و ) *!السَّيْبُ ؛ ( مُرْدِيُّ السَّفِينَة ) . .
____________________
(3/82)
( و ) السَّيْبُ : ( شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ ) .
( و ) السَّيْبُ : ( مَصْدَرُ سَابَ ) المَاءُ يَسيبُ *!سَيْباً : ( جَرَى ) . ( و
)*! ساب *! يَسِيب : ( مَشَى مُسْرِعاً ) . ومن المَجَازِ : سَابَتِ الحيَّة
*!تَنْسَابُ *!وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً . أَنشد ثعلب :
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فَلَا تُرَى
وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ
وكَذلِكَ*! انْسَابَتْ . *!وسَابَ الأَفْعَى *!وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ
مَكْمَنِه . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ *!فانْسَابَتْ في
بَطْنِه حَيَّة ، فَنهِيَ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء ) . أَي دَخَلَتْ
وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء . يقال : سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى . (*! كانْسَابَ
) .
وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم : رَجَع . وفي قَوْلِ الحَرِيريّ في الصَّنْعَانِيَّةِ
( *!فَانْسَابَ فِيهَا على غِرارة ) أَي دخل فيها دخول الحَيّة في مكمنها .
( و ) في كِتَابِه صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ : ( وَفِي
(*! السُّيُوب ) الخُمُسُ ) . قال أَبو عُبَيْد : هِيَ ( الرِّكاز ) وهو مَجَازٌ .
قال : ولا أُرَاه أُخِذَ إِلَّا مِنَ *!السَّيْبِ ، وَهُوَ العَطِيَّة . وأَنشد :
فما أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإِ
وَمَا أَنَا من*! سَيْبِ الإِلَه بآيِس
وفي لِسَانِ العَرَبِ السُّيُوبُ : الرِّكَازُ لأَنَّها من *!سَيْبِ اللّهِ
وَعَطَائِه . وقَالَ ثَعْلَبٌ : هِيَ المَعَادنُ . وقال أَبُو سَعِيد : السُّيُوبُ
: عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ في المَعْدِن ، أَي تَتَكَوَّن فِيهِ
وتَظهَر ، سُمِّيَتْ سُيُوباً *!لانْسيَابِها في الأَرْض . قال الزَّمَخْشَرِيُّ :
السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ في الجَاهِلِيَّة أَوِ
المَعْدِن ؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللّهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه . ويُوجَد هُنَا
في بَعْض النُّسَخِ : *!السِّيَاب ، وهو خَطَأٌ .
( وذَاتُ *!السَّيْب : رَحَبَة لإِضَم ) وفي التكملة : مِنْ رِحَاب إِضَم .
( *!والسِّيبُ بالكَسْرِ : مَجْرَى الماءِ ) جَمْعه*! سُيُوبٌ .
( ونَهْرٌ بخُوَارَزْم ) . ( و ) نهر
____________________
(3/83)
( البَصْرَة ) عليه قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ . (
وآخَرُ في ذُنَابَةِ الفُرَاتِ ) بقُرْب الحِلَّة ( وعليه بَلَدٌ . منه صَبَاحُ
بنُ هَارُونَ ، ويَحْيَى بن أَحْمَدَ المُقْرِي ) صاحِب الحماميّ ، ( وهِبَةُ الله
بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ ) أَمِير المؤمنين ( المُقْتدِر ) هكَذَا في النّسَخ .
وفي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي ، سمع أَبَا الحُسَيْن بن بشران ، وعنه ابن
السَّمْرَقَنْدِيّ . ( و ) أَبو البركات ( أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ )
*!-السِّيبِيّ عن الصريفينيّ ( وهو مُؤَدِّبُ ) أَمِيرِ المؤمنين ( المُقْتَفِي )
لأَمرِ اللّهِ العَبَّاسِيّ ، وعنه أَخذ ، ( لا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ
شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ .
قلت : وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْده الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العَلَّاف ،
وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ
وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السَّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي
الوقت ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السيبِيّ عَنْ أَبِي
الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ ، وابْنُ نَاصِر مات بِدِنِيسر سنة 614 ه وأَخُوه عُثْمَان
سَمِع مَعَهُ وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 ه والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السَّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ ، وابْنُه
عُبَيْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ . قال ابن
نُقْطَةَ : سَمِعْتُ مِنْه ، وفِيه مَقَالٌ . مَاتَ سَنَةَ 619 ه . وابْنُه
المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بيان . وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ السَّيبِيّ ، رَوَى عنه نِظَامُ المُلْكِ . وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ ، حَدَّثَ عَنِ ابْن ماس وغَيْرِه .
ذكره الذَّهَبِيّ ، تُوُفِّي سَنَة 439 ه . وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ السِّيبِيُّ ، سَمِعَ منه أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ
الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِىء مصر ، ذكره المُنْذِرِيّ في
التَّكْمِلَةِ .
( و ) *!السِّيب بالكَسْرِ : ( التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ ) . قال أَبُو العَلَاء : (
وَمِنْه*! سِيبَوَيْه أَي ) سِيبُ : تُفَّاحٌ . وَوَيْه : ( رَائِحَتُه ) فكأَنه
رَائِحَةُ تُفَّاح ، قَالَه
____________________
(3/84)
السِّيرَافِيّ . وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح
رَائِحَة ؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضافِ
إِلَيْه غَالِباً . وقال شَيْخُنا : وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ . حَدَّثَنِي
أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قال : سِيبَوَيه : اسمٌ
فَارِسِيٌّ ، والسِّي : ثَلَاثون ، وبوَيْه : رَائِحَة ، فكأَنَّه في المَعْنى
ثَلَاثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ ذِيب رَائِحَتِه أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب
رَائِحَتِه ثَلَاثِين ، وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة ،
انْتَهَى . وقال جَمَاعة : سِيبَوَيه بالكَسْرِ ، وويه : اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى
الكَسْرِ ، وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا : سِيبُويَه ،
فضموا المُوَحَّدَة ، وسَكَّنوا الوَاوَ ، وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ ، وأَبْدَلُوا
الهَاءَ فَوْقِيَّة يُقَفُ عَلَيْها ، وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ . وهو ( لَقَبُ
) أَبِي بِشْر ( عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ ) بْنِ قَنْبرٍ ( الشِّيرَازِيِّ ) كَانَ
مَوْلًى لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ ، وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز ،
ثم قَدِم البَصْرَةَ لِرِوَايَة الحَدِيثِ ، ولَازَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ ،
وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائِيّ مَشْهُورَةٌ ، وهو ( إِمَامُ النُّحَاة ) بلا
نِزَاعٍ ، وكِتَابه الإِمَامُ في الفَنِّ ، تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ
وَمِائَةٍ عَن اثْنَيْن وثَلَاثِين ، قَالَه الخَطِيبُ ، وقيل غَيْر ذلِكَ . ( و )
سِيبَوَيْهِ أَيْضاً : لَقَبُ أَبِي بَكْر ( مُحَمَّد بْن مُوسَى ) بْنِ عَبْد
العَزِيز الكِنْدِيّ ) الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بابن الجَبَى ، سَمِعَ من
النَّسَائِيّ والمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ .
وغيرهم ، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ . مَاتَ في صفر سنة 358 ه .
قُلْتُ : وقد جَمَعَ له ابنُ زولاق ترجمة في مُجَلَّد لَطِيف ، وهُوَ أَيْضَاً
لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِيّ ، ذكره الخَطِيبُ في تَارِيخه .
وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْن
مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ ، كما في طَبقاتِ
النحاةِ للسُّيُوطِيِّ .
( و ) مِنَ المَجَاز :*! سَابَتِ الدَّابَّة : أُهْمِلَت ، *!وسَيَّبْتُها .
*!وسَيَّبْتُ الشيءَ : تركْتُه *!يَسِيبُ حَيْث شَاءَ . ( *!والسائِبَةُ :
المُهْمَلَةُ ) ، ودوابهم *!سَوَائِبُ *!وسُيَّبٌ
____________________
(3/85)
وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب .
( و ) السَّائِبَةُ : ( العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لَا وَلَاءَ له ) أَي عَلَيْه .
وقال الشَّافِعِيّ : إِذا أَعْتقَ عَبْدَهُ *!سَائِبَةً ، فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ
مَالاً ولم يَدَعْ وِارِثاً غَيْر مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه ، فمِيرَاثُه
لمُعْتِقِه ؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عليه وسلم جعَلَ الوَلَاءَ لُحْمَةً
كلُحْمَةِ النَّسَبِ ( فكما أَن لُحمةَ النّسبِ ) لا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلَاءُ .
وقَال صَلَى اللّهُ عَلَيْه وسلم ؛ ( الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَق ) . ورُوي عَنْ
عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْه أَنَّه قَالَ : ( السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ
ليَوْمِهما ) . قال أَبُو عُبَيْدَة : أَي يَوْم القيَامة ، فَلا يُرْجَعُ إِلَى
الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ منهما بعد ذلِكَ في الدُّنْيَا ؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ
عبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً ولا وَارِثَ لَه ، فلا
يَنْبَغِي لمُعْتِقِ أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه في
مِثْله . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الله : ( السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ )
أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً لا يَكُونُ وَلَاؤُه لمعْتِقِه ولا
وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ ، وهُوَ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ .
( و ) السُّائِبَة : ( البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه ،*! فيُسَيَّبُ ، أَي
يُتْرَكُ ولا يُرْكَبُ ) ولا يُحْمَلُ عَلَيْهِ . ( و ) السَّائِبَةُ الَّتهي في
القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِه تَعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ
وَلاَ سَآئِبَةٍ } . ( النَّاقَةُ التي ( كَانَتْ *!تُسَيَّبُ في الجَاهِلِيَّةِ
لنَذْرٍ ونَحْوِه ) كَذَا في الصَّحَاح . ( أَو ) أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ
( كَانَت ) النَاقَةُ ( إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ
*!سُيِّبَتْ ) فلم تُرْكَبْ ولم يَشرب لَبَنَهَا إلا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ
حَتَّى تَمُوتَ ، فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً ،
وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ ، وَهِي بمَنْزِلَة
أُمِّها في أَنَّها سَائِبَةٌ ، والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ ،
ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ .
( أَو ) السَّائِبَةُ على ما قَالَ بْنُ الأَثِيرِ : ( كَانَ الرَّجُلُ إِذَا
قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ ) أَو بَرِىءَ مِنْ عِلَّة ، ( أَوْ نَجَتْ ) وفي
____________________
(3/86)
لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه ( دَابَّتُه مِن
مَشَّقة أَو حَرْبٍ قَالَ : هِي ) أَي نَاقَتي ( سائِبَةٌ ) أَي تُسَيَّبُ ، فلا
يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا ، ولا تُحَلَّأُ عَنْ مَاءٍ ، ولا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ ،
ولا تُرْكَبُ . ( أَو كان يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَة أَو عَظْماً ) فتُعْرَفُ
بِذلِكَ ( وَكَانَت لا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ ولا كَلَإِ ولا تُرْكَب ) ولا تُحْلَبُ
، فأْغير عَلَى رجُلٍ من العَرَب فلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ
سَائِبَةً ، فقَيلَ : أَتَرْكَبُ حَرَاماً ؟ فَقَال : ( يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لا
حَلَالَ له ) فذَهَبَتْ مَثَلاً . وفي الحَدِيث : ( رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ لُحَيَ
يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ ) وكان أَوَّل مَنْ سَيَّب *!السَّوَائب . وهي
الَّتِي نَهَى اللّهُ عَنْهَا بقَوْله : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ
سَآئِبَةٍ } . *!فالسَّائِبَةُ : بِنْتُ البَحِيرَة . *!والسَّائِبَتَان :
بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيّهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ
، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَبِ بِهِمَا ، سَمَّاهُمَا
*!سَائِبَتَيْن ؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلّه تَعَالى . وقَدْ جَاءَ في الحديث (
عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ *!السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً ) .
ومما بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ : سَابَ الرَّجُلُ في منْطِقِه إِذَا
ذَهَبَ فِي بِكُلِّ مَذْهَبٍ . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : أَفَاضَ فيهِ بِغيْرِ
رَوِيَّة ، وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف ( أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق
أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ في الكَلِم ) . السُّيُوبُ : ما سُيِّبَ وخُلِّيَ . سَابَ
في الكَلَام : خَاضَ فِيه بهَذْرٍ . أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبْلَغُ
من الإِكْثَار ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب .
( *!والسَّيَابُ ) كسَحَاب ( ويُشَدَّدُ ) مَعَ الفتح . ( و )*! السُّيَّابُ (
كَرُمّاَن ) إِذا فُتِح خُفِّفَ ، وإِذا شَدَّدْتَه ضمْتَه وهِم شَيْخُنَا في
الاقْتِصَارِ على الفَتْح : ( البَلَحُ أَو البُسْرُ ) الأَخْضَرُ ، قالَه أَبو
حَنِيفة ، وَاحِدَتُه*! سَيَابَة *!وسَيَّابَة ، وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ . قال
أُحَيْحَةُ :
أَقْسَمتُ لَا أُعْطِيَ في
كَعْبٍ ومَقْتَلِه*! سَيَابَهْ
وقال أَبو زُبيد :
أَيَّامَ تَجْلُولَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل
تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ*! سُيَّابا
____________________
(3/87)
أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ .
وعن الأَصْمَعِيّ : إِذَ تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فهو السَيَابُ
مُخَفَّف ، وَاحِدَته سَيَابَةٌ . قال شَمِر : هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلغَةِ
أهْله المَدِينَة ، وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى . وأَنْشَدَ
لِلَبِيدٍ :
*!سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ
قال : وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ : *!سُيَّابٌ *!وسُيَّابَةٌ . وفي حَدِيث
أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ : ( لو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً ما أَعْطَيْنَاكَهَا ) هِيَ
مُخَفَّفَةٌ .
( و ) سَيَابَةٌ ( كَسَحَابَةٍ : الخَمْرُ ) .
( *!وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ ) بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ
مَالِكِ بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة ، وهو حِمْيَرُ الأَصْغَرُ ، وهو (
بالفَتْحِ الكَسْرُ قَلِيلٌ : أَبُو قَبِيلَةٍ ) مِنْ حِمْيَر . ( منها أَبُو
العَجْمَاءِ ) كذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ ( عَمْرُو بْنُ
عَبْدِ الله ) الدَّيْلميُّ عن عَوفِ بْنِ مَالِك . ( و ) أَبو زْرْعَةَ ( يَحْيَى
بْنُ أَبِي عَمْرو ) . قَال أَبُو حَاتم : ثِقَةٌ . ( وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد )
الرَّمْلِيُّ قُلْتُ : ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ االلّهِ بْن
عُمَر ، نَقَله الفَرَضِيّ عن الحَازِمِيّ . وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى
عَبْد الله ، وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْد الله
المُتَقَدّمُ بِذِكْرِه وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً ، ومات
ابْنُه يَحْيَى سنة 148 ه قَالَه ابن الأَثِير . وذَكَرِ الذَّهَبِيّ أَنَّ
الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللّهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره (
بكسر السين ) والمَشْهُور ، بفَتْحها . وضَبطَه الرِّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً
____________________
(3/88)
( بالكسْر ) كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة . وهم
يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَبْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الغَوْث . وأَسْقَطَ
ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال : هو سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ
كما تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ .
( و ) *!سَيْبَان ( بالفَتْح ) وَحْدَه : ( جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى ) .
( ودَيْرُ *!السَّابانِ ) والذي ذَكَره ابْنُ العَدِيم : سَابَان بِلَا لَام : ( ع
بين حَلَب وأَنْطاكِيَةَ ) قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب
، وهما خَرِبَان الآن ، وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُشْرِفَة .
وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة ، والآخَرُ من
شَمَالِيْهَا ، وَفِيها يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ :
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً
قَضَّيْتُه في عُرام رَيْعَانِي
يا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه
إِن لَاح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِ
وَمَعْنَى دَيْر*! ساَبَان بالسُّريَانِيَّة : دَيْر الجَمَاعَة ، ومَعْنَى دير
عَمَان دَيْر الشَّيخ ، كذا في تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم .
( *!والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ : وَادٍ ) .
( و )*! المُسَيَّبُ ( كمُعَظَّم : ابنُ عَلَسٍ ) مُحَرّكَة ( الشَّاعِر ) .
والمُسَيَّبُ بن رَافِع وهو كمُحمَّد بلا خِلَاف . وطيّ ابن المُسَيَّب بن
فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس . ( وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم )
ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ ( صَحَابِيٌّ ) فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة ، رَوَى حَدِيثَه
عَمْرُو بْنُ سَعِيد قوله : ( أَنَاابْنُ العَوَتك ) كذا في المعجم .
وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بيان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة
الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : لا يُسَاوِي شَيْئاً
.
( وسَيَابَةُ : تابِعِيَّةٌ ) عَنْ عَائِشَة ، وعَنْهَا نَافِع ، ويُقَال : هِيَ
سَائِبَةُ .
*!والسَائِبُ : اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ
المَاءُ إِذَا جَرَى .
والسَائِبُ : ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا ، انظر تَفْصِيلهم في الإِصَابة ،
وفي مُعْجَم
____________________
(3/89)
الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ
.
وأَبو السَّائِب : صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ ، قِيلَ : كَانَ
شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وسلم قَبْلَ مبْعَثِه . والسَّائِبُ بن عُبَيْد
أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشاَّفِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قيل :
لَهُ صُحْبَةٌ .
والسُّوبان : اسم وَادٍ ، وقد تَقَدَّمَ في السُّوبَة .
( و ) *!المُسَيِّبُ بن حَزُن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ ( كمحَدِّث : وَالِد )
الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل ( سَعِيد ) له صُحْبَةٌ ، رَوَى عنهُ ابنُه (
ويُفْتَح ) . قال بَعْضُ المُحدِّثين : أَهْل العِرَاق يَفْتحُون ، وأَهْل
المَدِينَة يَكْسِرُون ، ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول : سَيَّب اللّهُ مَنْ
سَيَّبَ أَبِي ، والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني ، قاله شيخنا .
ومما بقي عليه المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ
أَخُو السَّائِبِ ، أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر . والمُسَيَّبُ بنُ عَمْرو أُمِّر
عَلَى سَرِيَّة ، يُرْوَى ذلِكَ عن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان ، كَذَا قَالَه ابْنُ
فَهْد . وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ ، وبِهَا
يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ .
____________________
(3/90)
فصل الشين المعجمة من باب الموحدة
شأب (*!الشُؤْبُوب) "بالضم" لما تقرر أنه ليس في كلامهم فعلول
"بالفتح" (الدفعة من المطر) وغيره. أو لا يقال للمطر شؤبوب إلا وفيه
برد، قاله ابن سيده
*!وشُؤْبُوب العَدْوِ مِثْلُه ، وفي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ عَنه (
تَمْرِيهِ الَنُوب دِرَرَ أَهَاضِيبه وَدُفَعَ *!شَآبِيبِه ) . وعن أَبي زيد :
الشُّؤْبُوبُ : المَطَر يُصِيبُ المَكَانَ ويُخْطِيءُ الآخَر ، ومِثْلُه النَّجْوُ
والنَّجَاءُ .
( و ) الشُّؤْبُوبُ : ( حَدُّ كُلِّ شيء ) .
( و ) *!شُؤْبُوبُه : ( شِدَّةُ دُفْعَتهُ ) . قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْر يَذْكُرُ
الحمَارَ والأُتُنٍ :
إِذَا ما انْتَحَاهُنّ شُؤْبُوبُه
رأَيتَ لِجَاعِرَتَيْه غُضُونا
أَي إِذَا عَدَا واشْتَدَّ عَدُوْه رَأَيْتَ لِجَاعِرَتَيْه تَكَسُّراً .
( و ) الشُّؤْبُوبُ : ( أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من الحُسْنِ ) في عَيْنِ النَّاظِرِ .
يُقَالُ لِلْجَارِيَة إِنَّهَا لحَسَنَةُ *!شآبِيبِ الوَجْهِ .
( و ) الشُّؤْبُوب : ( شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ . وطَرِيقَتُها ) إِذَا طَلَعَت .
وحَاصِلُ كَلَام شَيخِنَا أَنّ الشِّدَّةَ مَأْخُوذَةٌ في مَعَاني هَذِه المَادة
كُلِّهَا وَإِن تركه في المَعْنَى الأَول . ( ج ) أَي في الكُلِّ ( شَآبِيبُ ) .
وفي لِسَان العَرَب عَنِ التَّهْذِيبِ في ( غ ف ر ) قَالَت الغَنَوِيَّة : مَا
سَال مِنَ المُغْفُر فَبقِيَ شِبْهَ الخُيُوطِ بَيْن الشَّجَر والأَرْضِ . يقال :
( له ) شَآبِيبُ الصَّمْغ وأَنشدت :
كأَنَّ سَيْلع مَرْغه المُلَعْلَع
شُؤْبُوبُ صَمْغٍ طَلْحُه لَمْ يُقْطَعِ
شبب : ( *!الشَّبَابُ : الفَتَاءُ ) والحَدَاثَةُ ( *!كالشَّبِيبَة . وقد*! شَبَّ
) الغُلامُ (*! يَشِبُّ ) *!شَبَاباً ، *!وشُبُوباً ، *!وشَبِيباً ، *!وأَشَبَّهُ
اللّهُ ،
____________________
(3/91)
*!وأَشَبَّ اللّهُ قَرْنَه بمَعْنًى ، والأَخِيرُ
مَجَازٌ والقَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلَامِ .
وقال مُحَمَّد بنُ حَبيب : زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ
يُولَدُ إِلى أَن يَسْتَكْمِلَها ، ثم زَمَنُ *!الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إِلَى أَنْ
يَسْتَكْمِلَ إِحْدَى وخَمْسِينَ سنة ، ثم هُوَ شَيُخٌ إِلَى أَنْ يَمُوتَ .
وقيل : *!الشَّابُّ : البَالِغُ إِلَى أَنْ يُكَملِّ ثَلَاثِين . وقيل : ابنُ
سِتَّ عَشَرَةَ إِلى اثْنَتَيْن وثَلَاثِين ، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ . انتهى .
( و )*! الشَّبَاب ( جمع *!شَابّ ) ، قَالُوا : ولا نَظِير لَه (*! كالشُّبَّان )
بالضَّمِّ كفَارِس وفُرْسَان . وقال سِيبَوَيْه : أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو
حاجِر وحُجْرَان . *!والشَّبَابُ : اسمٌ للجَمْع . قال :
ولقد غَدَوْتُ بسَابِحٍ مَرِحٍ
وَمَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ
وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيًّا فَصِيحاً يَقُولُ : إِذَا بَلَغ
الرجلُ سِتِّين فإِيّاه وإِيَّا *!الشَّوَابِّ . ومن جُموُعه*! شَبَبَةٌ ككَتَبَةٍ
. تَقُولُ : مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي*! شُبَّان . وفي حَدِيث بَدْرٍ : (
لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ وشَيْبَةُ والوَلِيدُ بَر إِلَيْهِم شَبَبَةٌ من
الأَنْصَارِ ) أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌّ . . وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ : (
كُنْتُ أَنَا وابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَة مَعَنَا ) .
( و ) الشَّبَابُ *!والشَّبِيبَةْ : ( أَوَّلُ الشيءِ ) . يقال : فعَلَ ذَلِكَ
في*! شَبِيبَتِه . وسَقَى اللّهُ عَصْرَ *!الشَّبِيبَة وعُصُورَ *!الشَّبَائِبِ .
ومِنَ المَجَاز : لَقِيتُ فُلَاناً في شابِ النَّهَار ، وقَدِم في شَبَاب الشَّهْر
، أَي في أَوَّلِه . جِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ وبِشَبَاب نَهَارٍ ، عَنِ
اللِّحْيَانِيّ . أَي أَوَّلِهِ .
( و ) الشِّبَابُ بالكَسْرِ : ما *!شُبَّ بِهِ أَي أُوقِد ، *!كالشَّبُوبِ )
بالفَتْح .
قَالَ الجَوْهَرِيُّ :*! الشَّبُوب ( بالفتح ) : ما يُوقَدُ به النَّارُ ( و )
شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ : أَوقدها *!يَشُبُّها *! شَبًّا *!وشُبُوباً .
*!وشَبَبْتُها . *!وَشَبَّةُ النَّارِ : اشْتِعَالها . ومِنَ المَجَازِ
والكِنَايَة شَبَّتِ الحَرْبُ بَيْنَهُم ، وتَقُولُ
____________________
(3/92)
عِنْدَ إِحْيَاءِ النَّارِ :
*!تشَبَّبى *!تَشَبُّبَ النَّمِيمَه
جَاءَتْ بها تَمْراً إِلَى تَمِيمَه
وهو كَقَوْلهم : أَوْقَدَ بِالنَمِيمَة نَاراً . وقال أَبُو حَنِيفَة : حُكِي عَنْ
أَبِي عَمرو بْنِ العَلَاءِ أَنَّه قَالَ : (*! شُبَّت النارُ *!وشَبَّتُ ) هِي
نَفْسُها (*! شَبًّا *!وشُبُوباً ، لَازِمٌ ) و ( مُتَعَدَ ) . والمَصْدَرُ
الأَوَّل للمُتعَدِّي والثَّانِي لِلَّازِم . قَالَ : ( ولا يُقَالُ *!شَابَّة
بَلْ مَشْبُوبَة ) .
( و ) شَبَّ ( الفَرَسُ *!يَشِبُّ ) بالكَسْرِ ( *!ويَشُبُّ ) بالضَّمِّ (*!
شِبَاباً *!وشَبِيباً *!وشُبُوباً ) بالضم : ( رَفَعَ يَدَيْهِ ) جميعاً كأَنَّها
تَنْزُو نَزَوَانا ، ولَعِبَ وقَمَّصَ ، وكَذَلك إِذا حَرَن . تقول : بَرِئْتُ
إِلَيْك مِنْ *!شِبَابه *!وشَبِيبِه وعِضَاضِه وعَضِيضه قال ذو الرُّمَّة :
بِذِي لَجَبٍ تُعَارِضُهُ بُرُوقٌ
*!شُبُوبَ البُلْق تَشْتَعَلُ اشْتِعَالا
بذي لجب يَعْنِي الرَّعْد ، أَي كما تَشِبُّ الخَيْلُ فيَسْتَبِينُ بَيَاضُ
بَطْنِهَا .
( و ) من المجاز : شَبَّ ( الخِمَارُ والشَّعَرُ لونَها ) أَي ( زَادَا في
حُسْنِها و ) بَصِيصِها و ( أَظْهَرَا جَمَالَهَا ) . ويقال : شَبَّ لونَ المَرأَة
خَمَارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زَادَ في بياضِها ولَوْنِهَا فحَسَّنَها لأَن
الضِّدَّ يَزِيدُ في ضِدِّه ويُبْدِي ما خَفِي مِنْه ، ولِذلِك قَالُوا :
وبِضِدهَا تَتَمَيَّز الأَشْيَاءُ
وقال رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنْ طَيِّء :
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَهَا لَوْنَها
كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلَام
يقُول : كما يَظْهَرُ لَوْنُ البَدْرِ في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَة .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!أَشَبَّ ) الرجل بَنِينَ إِذَا ( شَبَّ وَلَدُه ) .
ويُقَالُ : *!أَشَبَّتْ فُلانَةُ أَوْلادَاً إِذا شَبَّ لَهَ أَوْلَادٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الشَّبُوبُ ) بالفتْح ( المُحَسِّن للشَّيْءِ ) . يُقَالُ
: هذا*! شَبُوبٌ لِهذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ ويُحَسِّنُه . وفي
____________________
(3/93)
الحَدِيث ( أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه
وسَلَّم ائْتَزَرَ بِبُرْدَةٍ سَوْدَاءَ ، فعل سَوادُهَا يَشَبُّ بياضَه ، وجَعَلَ
بياضُه يَشُبُّ سَوَادَهَا ) . قال شَمر : يَشُبّ أَيْ يَزْهَاه ويُحَسِّنُه
ويُوقِدُه .
وفي رواية أَنَّه لَبِسَ مِدْرَعَةً سَوْدَاءَ ، فقالت عَائِشَةُ : ما أَحْسَنَهَا
عَلَيْكَ ، يَشُبُّ سَوَادُهَا بَيَاضَك ، وبَيَاضُك سَوَادَهَا ) أَي تُحَسِّنُه
ويُحَسِّنُها .
وفي حَدِيثِ أمِّ سَلَمَةَ ( إِنَّه يَشُبُّ الوَجْهَ ) أَي يُلوِّنه ويُحَسِّنُه
، أَي الصَّبِر .
وفي حَدِيثِ عُمَر رضي الله عَنْه في الجَوَاهِر الَّتي جَاءَتْه مِنْ فَتْح
نَهَاوَنْد : ( يَشّبّ بَعْضُهَا بَعْضاً ) .
( و ) *!الشَّبُوبُ : ( الفرسُ تَجُوز رِجلاه يدَيْه ) ، وهو عَيْبٌ . وقال ثعلب :
هو*! الشَّبِيبُ .
( و ) الشَّبُوبُ : ( ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ ) وقد تَقَدَّم هذا ، فهو تكرار .
( والشَّابُّ من الثِّيرَانِ والغَنَم ) *!كالمِشَبِّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
بمَوْرِكَتَيْن من صَلَوَيْ مِشَبَ
مِنَ الثِّيرَانِ عَقْدُهُمَا جَمِيلُ
( أَو ) الشَّابُّ : ( المُسِنّ ، كالشَّبَبِ ) مُحَرَّكَةً . عِبَارَة الجوهريّ
:*! الشَّبَبُ : المُسِنُّ من ثيرانِ الوَحشِ الَّذي انْتَهى أَسْنَانُه . وقال
أَبُو عُبَيْدَةَ : الشَّبَبُ : الثَّورُ الَّذِي انْتَهَى شَبَاباً ، وَقِيلَ :
هُوَ الَّذِي انْتَهى تَمَامُه وَذَكَاؤُه مِنْهَا ، وكَذَلك الشَّبُوبُ ،
الأُنْثَى شَبُوبُ أَيْضاً ( والمِشَبُّ ) بالكَسْرِ ربما قَالُوا بِه . وقَال
أَبُو عَمْرو : القَرْهَبُ : المُسِنُّ مِن الثِّيرَان ، والشَّبُوبُ : الشَّابُّ
. قَالَ أَبُو حَاتم وابن شُمَيْلٍ : إِذَا أَحَالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ ،
والأُنْثَى دَبَبَةٌ ، ثم شَبَبٌ والأُنْثَى شَبَبَةٌ .
( *!والشَّبُّ : الإِيقَادُ كالشُّبُوب ) بالضَّمّ شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ .
وقَدْ تَقَدَّم .
( و )*! الشَّبُّ : ( ارتفَاعُ كُلِّ شَيْءٍ ) . يُقَالُ : شَبَّ ، إِذا رَفَعَ ،
وشَبَّ ، إِذا أَلْهَبَ ، حَكَاه أَبُو عَمْرو .
( و ) الشَّبُّ : ( حجَارَةٌ ) يُتَّخَذ مِنْهَا ( الزَّاجُ )
____________________
(3/94)
وما أَشْبَهَه . وأجوَدُه ما جُلِبَ مِنَ اليَمَن
؛ وهو شَبٌّ أَبْيَضُ لَهُ بَصِيصٌ شَدِيدٌ . قَالَ :
أَلَا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فُرِّقَ بَيْنَنَا
سُقَى السَّمّ ممْزُوجاً بِشَبِّ يَمَانِي
ويروى*! بِشَبَ يَمَانِي .
( و ) الشَّبُّ : ( دَوَاءٌ م ) . ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ دَاءٌ مَعْرُوفٌ
وَهُو خَطَأٌ . ( وفي حدِيث أَسْمَاءَ أَنَّها دَعَتْ بِمِرْكَن وشَبَ يَمَانٍ ) .
الشَّبُّ : حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِه الزَّاجَ يُدْبَغُ بِه الجُلُودُ .
( و ) شَبٌّ : ( ع باليَمَن ) وهو شَقٌّ في أَعْلَى جَبَل جُهَيْنَة بهَا ، قَالَه
الصَّاغَانِيُّ .
( ومحمدُ بنُ هِلَالِ بْنِ بِلَالٍ ) ثِقَةٌ عَنْ أَبِي قُمَامَة جَبَلَة بْن
مُحَمَّد أَوْرَدَه عَبْد الغَنِيّ . ( وأَحْمَدُ بن القَاسِم ) عن الحَارِثِ بْنِ
أَبِي سامة وعَنْه المُعَافى بْنِ زَكَرِيَّا الجَرِيرِيّ . ( والحَسَنُ بْنُ )
مُحَمَّده بْنِ ( أَبِي ذَرَ البَصْرِيّ عن مسبح بن حاتِم (*! الشُّبِّيُّون :
مُحَدِّثُونَ ) .
( و ) حَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ شَبٌّ و ( امرأَة شَبَّةٌ ) أَي (
شَابَّةٌ ) .
( و ) من المجاز : (*! أشِبّ ) لي الرجلُ *!إِشْبَاباً ، إِذَا رَفَعْتَ طَرْفَك
فَرَأَيْتَهُ من غَيْر أَنْ تَرْجُوَه أو تَحْتَسِبَ . قاله أَبو زَيْد . وقال
المَيْدَانيّ : أَصْلُه مِنْ شَبَّ الغُلَامُ إِذَا تَرَعْرَع . قال الهُذَلِيُّ :
حَتْى أُشِبَّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ
نَبْعٍ وَبِيضٍ نَوَاحِيهِنّ كالسَّجَم
مِنَ المَجَازِ أَيْضاً : أُشِبَّ لِي كَذَا ( أُتِيح ) لي (*! كشُبّ بالضَّمِّ )
أَي عَلَى مَا لَمْ يسَمَّ فَاعِلُه ( فِيهما ) أَي في المَعْنَيَيْن .
( و ) في المَثَل : ( أَعْيَيتنِي ( من*! شُبَّ إِلَى دُبَّ ) بضَمِّهما
ويُنَوَّنَان ، أَيْ مِنْ أَنْ *!شَبَبْتُ إِلَى أَنْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا .
يَجْعَل ذَلِك بمَنْزِلَةِ الاسْمِ بإِدْخَال مِنْ
____________________
(3/95)
عَلَيْهِ وإِنْ كَانَ في الأَصْل فِعْلاً .
يُقَالُ ذلِكَ للرَّجُل والمَرْأَة كَمَا قِيل : نَهَى النَّبِي صَلَّى اللّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم عن قِيلَ وقَالَ . ومَا زَال على خُلُق وَاحِدٍ من شُبَ إِلَى
دُبَ . قَالَ :
قَاَتْ لَهَا أُخْتٌ لها نَصَحت
رُدِّي فُؤَادَ الهائِم الصَّبِّ
قَالَتْ ولِمْ قَالَتْ أَذَاكَ وَقَدْ
علِّقْتُكُم شُبًّا إِلَى دُبِّ
وقد تَقَدَّم مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ ( في د ب ب ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!التَّشْبِيبُ ) وهُوَ في الأَصْل ذكْرُ أَيَّام
الشَّبابِ واللَّهْوِ والغَزَل وَيَكُونُ في ابتداءِ القَصَائد ، سُمِّي ابتداؤُها
مُطْلَقاً وإِن لَمْ يَكُن فِيه ذكرُ الشَّبَاب .
وفي لسان العرب : *!تَشْبِيبُ الشِّعْر : تَرْقِيقُ أَوله بِذكْر النِّسَاءِ : وهو
من تَشْبِيبِ النَّار وتَأْرِيثِهَا . *!وشَبَّبَ بالمَرأَة : قَالَ فِيهَا
الغَزَلَ والنَّسِيبَ . *!وَيتَشَبَّبُ بِهَا : يَنْسُبُ بِهَا .
*!والتشْبِيبُ : ( النَّسِيبُ بالنِّسَاء ) أَي بِذِكْرِهِنِ . وفي حَدِيثِ عبْدِ
الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر ( أَنَّه كَانَ *!يُشَبَّبُ بِلَيْلَى بِنْتِ الجُودِيِّ
في شِعْرِهِ ) .
وفي الأَسَاسِ في بَابِ المَجَازِ : قَصِيدَةٌ حَسَنَةُ الشَّبَابِ أَي
التَّشْبِيب . وكان جريرٌ أَرَقَّ الناس*! شَبَاباً . قال الأَخْفَش : الشَّبَابُ
: قَطِيعَةٌ لجَرِير دونَ الشُّعَرَاء . *!وشَبَّب قصيدتَه بِفُلَانَةَ ، انْتَهى
. وفي حَدِيث أُمِّ مَعْبد : ( فَلَمَّا سَمِع حَسّان شِعْرَ الهَاتِف *!شَبَّبَ يُجَاوِبه
) أَي ابتدأَ في جَوَابِه ، من تَشْبِيبِ الكُتُب ، وَهُو الابْتِدَاء بها
والأَخْذُ فِيهَا ، ولَيْسَ من تَشْبِيبٍ بالنِّسَاءِ في الشّعْرِ .
( *!والشِّبَابُ بالكسر : النَّشَاط ) أَي نَشَاطُ الفَرَسِ ( ورَفْعُ اليَدَيْنِ
) منه جميعاً . ( *!وأَشْبَبْتُه ) أَنَا أَي الفرس إِذا ( هَيَّجْتُه ) .
( و )*! أَشبّ ( الثورُ : أَسَنَّ ، فهو *!مُشِبٌّ ) بالضم، ومثله في التهذيب. (و)
ربما قالوا: إنه (*!مشبٌّ) بكَسْرِ الميم ، وهذَا هُوَ الصَّوَابُ . . وضُبِط في
____________________
(3/96)
بَعْضِ النُّسَخ بِضَمَ ففَتْح . وناقَةٌ
*!مُشِبَّة ، وقد أَشَبَّت . قال أُسَامَةُ الهُذَلِيّ :
أَقَامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها
بَواذِخَ يَقْتَسِرونَ الصِّعَابَا
أَي أَقَامُوا هذِه الإِبِل على القَصْدِ . ( والمُشِبّ ) بالضَّم : ( الأَسَدُ )
الكَبِيرُ . ( ونِسْوَةٌ )*! شَوَابُّ . وقال أَبُو زَيْدٍ : نِسْوَةٌ (
*!شَبَائِبُ ) في معنى ( شَوَابَّ ) . وأَنشد :
عَجَائِزاً يَطْلُبْنَ شَيْئاً ذَاهِبا
يَخْضِبْنَ بالحِنَّاءِ شَيْباً شَائِبَا
يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّة *!شَبَائِبَا
وقال الأَزْهَرِيّ : شَبَائِبُ جَمعُ شَبَّة لا جَمْعُ شَابَّة مثل ضَرّة
وضَرَائِر .
( و ) عن أَبي عَمرو ؛ (*! شَبْشَبَ ) الرجلُ إِذا ( تَمَّمَ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : (*! الشَّوْشَبُ ) من أَسْمَاءِ ( العَقْرَب )
وسَيَأْتي . ( و ) الشَّوْشَبُ : ( القَمْلُ ) والأُنْثَى شَوْشَبَة .
وشَبَّذَا زَيْد أَي حَبَّذَا ، كاه ثعْلَب .
( وشُبَّان كَرُمّان ) سَيَأْتي ذِكْرُهُ ( ي ش ب ن ) بِنَاءً على أَنَّ نُونَه
أَصْلِيّة وهو ( لَقَبُ جَعْفَرِ بن حسن ) بن فَرْقَد ، هكذا في النسخ ،
والصَّوَاب جَعْفَر بْن جِسْرِ بْنِ فَرْقَد البَصْرِيّ ، سمِعَ أَبَاه . وفَاتَه
أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ المُؤَذِّن ، يُعْرَف*!
بِشُبَّان شَيْخٌ لمُخَلد الباقرجيّ ، هكذا ضَبَطَه الحَافِظ . ( و )*!
الشَّبَّانُ ( بِالفَتْح ) لَقَبُ ( عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّد ) بن جَعْفَر
بن المُؤْمِن ، ويُعْرَفُ بابْنِ شَبَّان ( العَطَّار ) ، رَوَى عن النجّاد . (*!
وشَبَّةُ ، *!وشَبَّابٌ ) كَكَتَّانٍ ( وشَبِيبٌ ) كأَمِيرٍ : ( أَسْمَاءُ )
رِجَال . ( وشَبَابَةُ بنُ المُعْتَمِر ) : شَيْخٌ كُوفِيٌّ عن قَتَادَة .
( و ) شَبَابَةُ ( بْنُ سَوَّار ، م ) معروف
____________________
(3/97)
من رِجَالِ الصَّحِيحَيْن . وشَبَابَةُ : بطْنٌ
من ) بني ( فَهْم ) بْنِ مَالِك ( نَزَلُوا السَّرَاةَ أَو الطَّائِفَ ) سَمَّاهم
أَبُو حَنِيفة في كِتَابِ النَّبات . وفي الصَّحاح : بَنُو شَبابَة : قَوْمٌ
بالطَّائِف . قُلْتُ : ومِنْهُم هَانِىء بنُ المُتَوَكِّل مَوْلَى ابْنِ شَبَابة
وغَيْره .
ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : ( كَانَ عَصْرُ شَبَابِي أَحْلَى مِنَ العَسَلِ
الشَّبَابِي . نِسْبَةً إِلَى ( بني ) شَبَابَةَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ . .
( و ) شَبَابٌ ( كَسَحَابٍ : لقبُ خَلِيفَةَ بْنِ الخَيَّاط الحَافِظِ ) العُصْفُرِيّ
حَدَّثَ عَنِ الحُسِينِ العَطَّار المَصِيصِيّ وغيره . ( وابُنُ شَبَابٍ :
جَمَاعَةٌ ) ، منهم الحَارِثُ بْنُ شَبَاب جَدُّ ذِي الإِصْبَع حُرْثَان بن
مُحَرِّثٍ العَدْوَانِيّ الشَّاعر . (*! وشَبُّوبَةُ : اسم جَمَاعَة . ومُحَمَّد
بن عمر بن شَبُّوبَة *! الشَّبُّوبيّ ) نِسْبَة إِلى الجَدِّ ، وهو ( رَاوِي )
الجَامع ( الصحِيح عَن ) الإِمَام مُحَمَّد بْنِ مَطَر ( الفَرَبْرِيّ ) ، وعنه
سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الصُّوفِيّ وغَيْره . وفَاتَه عبد الخَالق بْنُ أَبِي
القَاسِم بْنِ مُحَمَّد بْن*! شَبُّوبَة *!الشَّبُّوبِيّ من شُيُوخ بن
السَّمْعَانيّ . ( ومُعَلَّى بنُ سَعِيد *!الشَّبِيبيّ : مُحَدِّث ) ، وهو رَاوي
حكاية الهِمْيان .
( و )*! شُبَيْب ( كزُبَيْرٍ بْنُ الحَكَم بْنِ مينَاءَ ، فَرْدٌ ) . قُلْتُ : وهو
خَطَأٌ ، والصواب شُبَيْثٌ آخره ثاءُ مُثَلَّثَة ، وقد ذَكَرَه على الصَّوَاب في
الثَّاءِ المُثَلَّثَة كما سَيَأْتِي . ولَيْتَ شِعْرِي إِذَا كان بِالمُوَحَّدة
كَما وَهِم كيف يَكُنُ فَرْداً فاعْرِفْ ذَلِكَ .
( وشَبٌّ ) بلا لام : ( ع ، باليمن ) وقد تَقَدَّم ، فهو تكرار مَعَ مَا قَبْلَه .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
مَا جَاءَ في حَدِيث شُرَيْح : ( تَجُوزُ شهَادَةُ الصِّبْيَان عَلَى الكِبَار
يُستشَبُّون ) أَي يُسْتَشْهَدُ من شَبَّ وكبِرَ منهم إِذا بَلَغَ . كأَنَّه
يَقُولُ : إِذَا تَحَمَّلُوهَا في الصِّبَا وأَدَّوْهَا في الكِبَرِ جَازَ .
ومِنَ المَجَازِ : رَجُلٌ *!مَشْبُوبٌ جَمِيلٌ حَسَنُ الوَجْه كَأَنَّه أُوقِدَ .
قَال ذُو الرُّمَّة :
إِذا الأَرْوَعُ *!المَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّه
على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ أَحْمَقُ
____________________
(3/98)
وقال العَجَّاج :
ومِنْ قُرَيْشٍ كُلُّ مَشْبُوبٍ أَغَرُّ
ورجل مَشْبُوبٌ : إِذَا كانَ ذَكِيَّ الفُؤَادِ شَهْماً .
ومن المجاز : طَلَعَت *!المَشْبُوبَتَان : الزُّهَرَتَان ؛ وهما الزُّهَرَةُ
والمُشْتَرِي لحُسْنِهما وإِشْرَاقهما ، أَنْشَد ثَعْلَب :
وعَنْسٍ كأَلْوَاح الإِرَانِ نَسَأْتُهَا
إِذَا قِيلَ *!للمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَاهُمَا
وفي كِتَابِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيه وسَلَّم لِوَائِل بْن حُجْر : ( إِلَى
الأَقْيَال العَبَاهِلَة والأَرْوَاعِ*! المَشَابِيب ) أَي السَّادَة الرُّءُوسِ
الزُّهْرِ الأَلْوَان ، الحِسَانِ المَنَاظِر ، وَاحِدُهُم مَشْبُوبٌ ، كأَنَّمَا
أُوقِدَتْ أَلْوَانُهم بِالنَّارِ . وفي حدِيثِ سُرَاقَة : ( *!اسْتَشِبُّوا عَلَى
أَسْوُقِكِم في البَوْل ) . يَقُول : استَوْفِزُوا عَلَيْهَا ، ولا تُسِفُّوا من
الأَرض ، أَي ولا تَسْتَقِرُّوا بِجَمَيع أَبْدَانِكم وتَدْنوا منها . هُوَ مِنْ
شَبَّ الفَرَسُ إِذَا رَفَع يَدَيْهِ جَميعاً من الأَرْضِ .
وفي الأَساس ، مِنَ المَجَازِ : وهُوَ مُشَبَّب الأَظَافِر ؛ مُحَدَّدُهَا
كَأَنَّها تَلْتَهِب لحِدَّتِها .
وعبدُ اللّهِ بْنُ الشَّبَّاب ، ككَتَّان : صَحَابِيٌّ . وكغُرَاب أُبو شَباب
خَدِيجُ بنُ سلامة عَقَبِيّ ، وابنه *!شُبَاب وُلِد لَيْلَة العَقَبَة ، وأُمُّه
أُمُّ شُبَاب لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضاً . وعُمَرُ بْنُ شَبَّة بنِ عُبَيْدَةَ
النميريّ : مُحَدِّثٌ أَخْبَارِيُّ مَشْهُور . وشَبَابَةُ أَيضاً : بَطْنٌ مِنْ
قَيْسٍ .
شجب : ( شَجَبَ كَنَصَر ) يَشْجُب ( و ) شَجِب مِثْلُ ( فَرِحَ ) يَشْجَب ( شُجُوباً
وشَجَباً ، فَهُوَ شَاجِبٌ وشَجِبٌ ) كفَرِح ، وَهُمَا عَلَى اللَّفِّ والنَّشْرِ
المُرَتَّب كَمَا هُوَ ظَاهِر فلا تَخْلِيطَ في كَلَامِ المُؤَلِّف كما زَعَمَه
شَيْخُنَا . قال أَبو عُبيد : شَجَبَ الرجلُ يَشْجُب شُجُوباً إِذَا عَطِب و (
هَلَك ( في دِينٍ أَوْ دُنْيا . وفي لُغَةِ : شَبَ يَشْجَبَ شَجَباً ، وهو
____________________
(3/99)
أَجْوَدُ اللُّغَتَيْن ، قَالَه الكِسائِيُّ
وشَجَب الشيء يَشْجُب شَجْباً وشُجُوباً : ذَهَبَ .
( والشَّجْبُ ) مِنَ الإِنْسَان ؛ ( الحَجَةُ والهَمُّ ) جَمْعُه شُجُوبٌ ، قاله
ابنُ شُمَيْل . وقَالَ الكُمَيْت :
لَيْلَك ذَا لَيْل الطويلَ كَمَا
عَالَج تَبْرِيحَ غُلِّه الشَّجِبُ
( و ) الشَّجْبُ : ( عَمُودٌ مِن عُمُد البَيْتِ ) جَمْعُه شُجُوبٌ . قال أَبُو
وِعَاسٍ الهُذَلِيّ يَصِفُ الرِّمَاحَ ، ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ لأُسَامَةَ بنِ
الحَارِث الهُذَلِيِّ :
كأَنَّ رِمَاحَهم قَصْبَاءُ غِيلٍ
تهَزْهَزُ من شَمَالٍ أَوْ جَنُوبِ
يَسومونَ الهِدَانَة مِنْ قَرِيب
وهُنَّ مَعاً قِيَامٌ كَالشُّجُوبِ
( و ) الشَّجْبُ : ( سِقَاءٌ يَابِسٌ يُحرَّك فِيهِ حَصًى ) . وعِبَارَةُ لِسَانِ
العَرَب : سِقَاءٌ يَابِسٌ يُجْعَلُ فِيهِ حَصًى ثم يُحَرَّكُ ( تُذْعَرُ بِذلِك
الإِبِلُ ) . وسِقَاءٌ شَجِبٌ : يَابِسٌ . قال الرَّاجِزُ :
لو أَن سَلْمَى سَاوَقَتْ رَكَائِبِي
وشَرِبت مِنْ مَاءِ شَنَ شَاجِب
وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا ( أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ
خَالَتهِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْها ، قَالَ : فَقَامَ النبيُّ صَلَّى
اللّهُ عَلَيْه وسَلَم إِلى شَجْبٍ فاصْطَبَّ مِنهَا المَاءَ وتَوَضَّأَ )
الشَّجْبُ بالسُّكُونِ : السِّقَاءُ الذي أَخْلَق وبَلِيَ وصَارَ شَنًّا ، وهو من
الشَّجْبِ ؛ الهَلَاكِ .
قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي سُلَيْم يَقُولُ :
الشَّجْبُ من الأَسَاقِي : ما اسْتَشَنَّ وأَخْلَقَ قال : ورُبَّمَا قُطِعَ فَمُ
الشَّجْبِ وجُعِلَ فِيه الرُّطَبُ . وفي حَدِيثِ جَابِرٍ : ( كَانَ رَجُلٌ من
الأَنْصَارِ يُبَرِّد لِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم المَاءَ في
أَشجابِه ) .
( و ) الشَّجْب : ( أَبُو قَبِيلة ) مِنْ كَلْب ، وهو عَوْفُ بنُ عَبْدِ وُدِّ
بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَة ، كَذَا فِي كِتَابِ الإِينَاسِ
____________________
(3/100)
للْوَزِيرِ أَبِي القَاسِم المَغْرِبِيّ . وقَالَ
الأَخْطَلُ :
ويا مَنَّ عَنْ نَجْدِ العُقَابِ ويَا سَرَتْ
بِنَا العِيسُ عن عذراءَ دَارِ بَني الشَّجْبِ
( و ) الشَّجْبُ : ( الطوِيلُ ) . ( و ) الشَّجْبُ : ( سِقَاءٌ يُقْطَعُ نِصْفُه
فيُتَّخَذُ أَسْفَلُه دَلْواً ) . وقَدْ وَرَدَ في حَدِيث السَّيِّدَة عَائِشَةَ
رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا : ( فاسْتَقَوْا مِنْ كُلِّ بِئرٍ ثلاثةَ شُجُبٍ ) وفسر بما
ذكره المؤلف .
( و ) الشَّجَبُ ( بالتحريك الحُزْن ) والهَمّ ، والأَعْرَفُ فيه النون ، كما
سيأْتي . ( و ) الشَّجَبُ : ( العَنَتُ يُصِيبُ ) الإِنسانَ ( من مَرَض أَو
قِتَالٍ ) .
( و ) الشُّجُبُ ( بضمتين : الخَشَبَاتُ الثَّلَاثُ ) التي ( يُعَلِّق عليها
الراعِي دَلْوَه ) وسقاءَه .
( و ) الشِّجَابُ ( ككِتَاب : خَشَبَاتٌ ) مُوَثَّقَةٌ ( مَنْصُوبَةٌ توضع عليها
الثِّيَابُ ) وتُنْشَرُ . والجَمْعُ شُجُبٌ كَكُتُبٍ .
( كالمِشْجَبِ ) بالكسْرِ . وتَرَك ضَبْطَه لشُهْرَتِه . وفي حَدِيثِ جَابِرٍ : (
وثَوْبُه على المِشْجَب ) ، وَهُو عِيدَانٌ تُضَمُّ رُءُوسُها ويُفَرَّجُ بَيْن
قَوائِمها وتُوضَعُ عَلَيْهَا الثِّيَابُ ، وقد تُعَلَّق عَلَيْهَا الأَسْقِيَةُ
لتَبْرِيدِ المَاءِ . كَذَا فِي النِّهَايَةِ .
وقال شَيْخُنَا : وكَانُوا يُسَمّونَ القِرْبَةَ شَجْبَاءَ ، وكانوا لا يُمْسِكُون
القِرْبَةَ إِلَّا مُعَلَّقَ ، فالعُودُ الَّذِي تُعَلَّفِيهِ هو المِشْجَب
حَقِيقَة ، ثم اتَّسَعُوا فَسَمَّوْا ما تُعَلَّق فِيه الثِّيَابُ مِشْجباً
تَشْبِيهاً بِهِ ، قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض . '
( وشَجَبَه ) يَشْجُبُه شَجْباً أَي ( أَهْلَكَه ) يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى ،
يُقَالُ : مَالَه شَجَبَه اللّهُ . ( و ) شَجَبَه أَيْضاً : ( حَزَنَه . و )
شَجَبَه : ( شَغَلَه ) . وأَشْجَبَه : ( شَغَلَه ) . وأَشْجَبَه الأَمْرُ فشَجِب
لَهُ شَجَباً : حَزِنَ . وقد أَشْجَبَك الأَمْرُ فشَجِبْتَ شَجَباً . ( و )
شَجَبَه : ( جَذَبَه ) . قال الأَصمعيّ : يُقَالُ : إِنَّكَ لَتَشْجُبُنِي عن
حَاجَتِي أَي تَجْذِبُنِ عَنْهَا . ومنه يُقَالُ : فَرَسٌ يَشْجُب اللِّجَامَ أَي يَجْذِبُه
. وشَجَبَه الفَارِسُ : جَذَبَه . ( و ) شَجَبَ ( الظَّبْيَ : رَمَاه )
____________________
(3/101)
بالسَّهْم أَو غَيْرِه ( فأَصَابَه فأَبَانَ
بَعْضَ قَوائِمِه فَلَمْ يَسْتَطِع أَن يَبْرَح ) .
( وتَشَاجَبَ ) الأَمْرُ إِذا ( اخْتَلَط ) ومِثْلُه في النِّهَاية . ( و ) عَن
ابْنِ دُرَيْدٍ : الشَّجْبُ : تَدَاحُلُ الشيء بَعْضِه في بَعْض ، ومِنْهُ شَجَب
وتَشَاجب إِذَا ( دَخَل بَعْضُه فِي بَعْض ) .
( و ) يُقَالُ : ( امرأَةٌ شَجُوبٌ ) على فَعُول : ( ذَاتُ هَمَ قَلْبُهَا
مُتَعَلِّقٌ به ) . ( وتَشَجَّبَ ) الرجُلُ إِذَا ( تَحَزَّنَ ) . قال العَجَّاجُ
:
ذَكَّرْنَ أَشْجَاناً لمن تَشَجَّبَا
وهِن أَعْجَاباً لِمَن تَعَجَّبَا
( ويَشْجُبُ كيَنْصُر ) : حَيٌّ ، وهو يَشْجُبُ ( بْنُ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ )
.
والشِّجَّابُ ككِتَابٍ : السِّدَادُ . يُقَالُ : شَجَبَه بِشِجَابٍ أَي سَدَّهُ
بِسِدَادٍ .
( وَشَاجِبٌ ) بِلَا لَام : مَوْضِعٌ في دِيَارِ بَكْر ، قاله البَكْرِيّ . وقِيل
: ( وادٍ بالعَرمَة ) مُحَرّكَةً ، كذا في المَرَاصدِ والتَّكْمِلَة . والعَرَمَةُ
: أَرْضُ صُلْبَةٌ إِلى جَنْبِ الدَّهْنَاءِ .
( وهُوع ) أَي الشَّاجِبُ باللَّامِ : ( الهَذَّاءُ المِكْثَارُ ) . وفي الحديث :
( النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : شَاجبٌ وغَانِمٌ وسَالِمٌ . فالشَّاجِبُ : الذي يَتَكَلَّم
بالرَّدِيءِ ، وقهيلَ : النَّاطِقُ بالخَنَا ، المُعِينُ عَلَى الظُّلْمِ ؛
والغَانِمُ : الَّذِي يكَلَّم بالخَيْرِ ويَأْمُرُ بِهِ ويَنْهَى عَنِ المنكر
فيغْنَمُ ؛ والسَّالِمُ : السَّاكِتُ .
وفي التهذيب ، قَالَ : أَبُو عبَيْد : الشَّاجِبُ : الهالِكُ الآثِمُ .
( و ) الشَّاجِبُ ( مِنَ الغِرْبَان : الشَّدِيدُ النَّعِيقِ ) ، بالمُهْمَلَة
والمُعْجَمة ، الَّذِي يَتَفَجَّعُ من غِرْبَان البَيْنِ ، يقال : شَجَبَ
الغُرَابُ يَشجُبُ شَجِيباً : نَعَق بالبَيْن . وغُرَابٌ شَاجِبٌ يَشْجُبُ .
شحب : ( شحب ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ ( لَوْنُه ) وجِسْمُه ( كجَمَع ونَصَرَ
وكَرُم وعُني ) يَشْحَب ويَشْحُبُ ( شُحُوباً وشُحُوبَةً ) الأَخِيرُ من الثَّالِثِ
، وعلى الأَوَّل اقْتَصر عِيَاضٌ في المَشَارِق ، وابْنُ جِنِّي في
____________________
(3/102)
شَرْحِ دِيوَانِ المُتَنَبِّي وَهُوَ القِيَاسُ
الثَّانِيَةُ أَشْهَرُ من الأُولى ، حَكَاهَا الجَوْهَرِيّ ، وابْنُ القَطَّاعِ ،
وابْنُ سِيدَه ، ابْنُ جِنْي تَبَعاً لأَبِي العَبَّاس ثَعْلَب في الفَصيحِ ،
والثَّالِثَةُ حَكَاهَا الفَرَّاءُ ، ونَقَلَهَا الجَوْهَرِيّ وابْنُ القَطَّاع
وابْنُ القُوطِيّة وابْنُ سِيدَه وابنُ جِنِّي وابْنُ السِّكّيت في إِصْلاح
المَنْطِق وأَبُو حَاتِم وصَاحِبُ الوَاعِي ، وأَنْكَرَها أَبُو زَيْد وتَبِعَه
القَاضي عِيَاض ، والرَّابِعَةُ حَكَاهَا ابْنُ سِيدَه وأَغْفَلَهَا الجَمَاهِيرُ
، كَذَا حَقَّقَه شَيْخُنَا . قُلْتُ وَحَكَى الرَّابِعَة أيْضاً الصَّاغَانِيّ في
التَّكْمِلَة : إِذَا ( تَغَيَّر ) كَذَا في الصَّحَاح ولَم يُقَيِّد سَبَبَ التَّغْيِيرِ
، ومِثْلُه لأَبِي خَاتِم في تَقْوِيم المُفْسيد ، وأَنْشَدَ للِنَّمِرِ بْنِ
تَوْلب :
وفي جِسْمِ رَاعِيهَا شُحُوبٌ كَأَنَّه
هُزَالٌ وَمَا مِنْ قِلَّة الطُّعْم يُهْزَلُ
وقال صَاحِبُ الوَاعِي : الشُّحُوبُ هُوَ الهُزَالُ بِعَيْنِه ، وجَعْلَه في
الأَسَاس مِنْ لُغَة بَنِي كِلَابِ . ومِنْهُم مَنْ قَد السَّبَبَ فَقَالَ : إِذَا
تَغَيَّر ( مِنْ هُزَال ) أَو عَمَلٍ ( أَو جُوع أَوْ سَفَرٍ ) أَو مَرَضٍ أَو
جَزَع أَو جُهْدٍ . قَالَ لَبِيد :
رأَتْني قد شَحَبْتُ وسَلَّ جِسْمِي
طِلَابُ النَّازِحَاتِ مِن الْهُمُومِ
والشَّاحِبُ : السَّيْفُ يَتَغَيَّر لَوْنُه بِمَا يَبِسَ عَلَيْهِ من الدَّمِ .
قَالَ تَأَبَّطَّ شَرًّا :
ولكِنَّنِي أُرْوِى من الخَمْر هَامَتِي
وأَنْضُو المَلَا بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
المُتَشَلشَلُ : الَّذِي يَتَشَلْشَل بالدَّم . وأَنْضُو : أَنْزِعُ وأَكْشِفُ .
والشَّاحِبُ : المَهْزُولُ . قَالَ :
وقد يَجْمَعُ المَالَ الفَتَى وَهْوَ شَاحِبٌ
وقد يُدْرِكُ الموتُ السَّمِينَ البَلَنْدَحَا
وفي الحَدِيثِ : ( مَنْ سَره أَنْ يَنْظُر إِليّ فَلْيَنْظُر إِلَى ( أَشْعَثَ )
شَاحِب ) . والشاحِبُ : المُتَغَيِّر اللَّوْن لِعَارِض من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ
ونَحْوِهِما . ومِنْهُ حَدِيث ابْنِ
____________________
(3/103)
الأَكْوَع ( رَآني رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْه وسَلَّم شَاحِباً شاكِياً ) وحَدِيثُ ابْنه مَسْعُود : ( يَلْقَى
شَيْطَانُ الكافِرِ شَيْطَان 2 المؤْمِن شاحِباً ) ، وحَدِث الحَسَن : لا تَلْقَى
المُؤْمِنَ إِلَّا شَاحِباً ) لأَنَّ الشُّحُوبَ من آثَار الخَوْفه وقِلَّة
المَأْكَلِ والتَنَعُّمِ .
( و ) شَحَبَ وَجْهَ ( الأَرْض كَمَنَعَ ) يَشْحَبُهَا شَحْباً : ( قَشَرَهَا
بمِسْحَاةٍ ) أَو غَيْرِهَ ، يَمَنِية ، نَقَلَة ابْنُ دُرَيْدِ .
قال شيخُنَا : بَقِي عَلَيْهِ شَحْبُ بْنُ مُرَّةَ ، في نَهْدٍ ، وشَحْبُ بْنُ
غَالِب في الهُون ، ذكرهما الوزير والأَمير وغيرهما ، وأَغفلهما المصنف مع
شُهْرَتِهما . قُلْتُ : ومِنْ وَلَدِ الأَوَّل قَيْسُ بْنُ رِفَاعَة بْنِ عَبْدِ نُهْم
بن مُرَّة بْنِ شَحْب ، شَاهرٌ فَرِسٌ .
شخب : ( الشخب) بالفتح ( ويُضَمُّ : مَا خَرَ من الضَّرّع من اللبَنِ ) إِذَا
احْتُلِتَ . ( و ) الشَّخْبُ ( بالفَتْحِ ) المَصْدَرُ وَهُوَ ( الدَّمُ ) .
( و ) شَخَبٌ ( بالتَّحْرِيك : حِصْنٌ باليَمَن ) على نَقِيل صَيد .
( و ) الشِّخَابُ ( كِكتَاب ) اللَّبَنُ إِذا احتُلِبَ ) ، يَمَانِية .
( والشُّحْبَةُ بالضَّمِّ : الدُّفْعَةِ مِنْه ) . تَقُولُ : شَخَبْتُ اللِّقَح
وشَخَبْتُ اللَّبَنَ : حَلَبْتُه . ( ج ) شِخَابٌ كَكتَابٍ .
( أَو ) الشُّخْبُ بالضَّمِّ مِنَ اللَّبَن : ( ما امْتَدَّ مِنْه ) حِينَ يُحْلَب
( من الضِّرْعِ إِلَى الإِنَاءِ مُتَّصِلاً ) بَيْنِ الإِنَاءِ والطُّيِ . (
وشَخَبَ اللَّبَنَ ) شَخْبا ( كَمَنَعَ ونَصَرَ ) يَشخَبُه ويَشْخُبُه (
فانْشَخَبَ ) انْشِخَاباً . وقيل الشَّخْبُ : صَوْتُ اللَّبَن عنْدَ الحَلَب . قال
الكُمَيْتُ :
وَوَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُها
ولَمْ يَكُفي النُّكْد المَقَالِيتِ مَشْخَب
وفي المَثَلِ : ( شُخْبٌ في الإِنَاءِ وشُخْبٌ في الأَرْضِ ) أَي يُصِيبُ مَرَّةً
ويُخْطِىء
____________________
(3/104)
أُخْرَى . ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيّ في
المُسْتَقْصَى وكُلُّ مَا سَالَ فَقَد شَخَب وفي حديثِ الحَوْض : ( يَشْخُب فِيهَ
مِيزَابَانِ مِن الجَنَّة ) . ومن المَجَاز : أَوْدَاجُه تَشخب دَماً كأَنَّهَا
تَحْلُبُه . وشَخَب أَوْدَاجَه دَماً : قَطَعَهَا فَسَالَت .
( والأُشْخُوبُ : صَوْتُ دِرَّتِه ) أَي اللَّبن . يُقَالُ : إِنَّها لأُشْخُوبُ
الأَحَالِيل .
وَوَدَجٌ شَخِيبٌ : قُطِعَ فَانْشَخَب دَمُه . قال الأَخْطَلُ :
جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَةٍ
حَمْراءَ مِثْل شَخِيبَ الأَوْدَاجِ
( وانْشَخَبَ عِرْقُه دَماً ) : سَالَ و ( انفجر ) . وعُرُوقُه تَنْشَخِبُ دَماً
أَي تَنْفَجِر . وَفي الحَدِيثِ : ( يُبْعَثُ الشَّهِيدُ يَوْمَ القِيَامَة
وجُرْحُه يَشْخُبُ دَماً ) . الشَّخْبُ : السَّيَلَانُ . وأَصْلُ الشَّخْبِ : ما
خَرَجَ من تَحْتِ يَدِ الحَالِب عِنْد كُلِّ غَمْزَةٍ وعَصْرَةٍ لِضَرْعِ الشَّاةِ
. وَفِي الحَدِيث : ( فأَخَذَ مَشَاقِصَ فَقَطَع بَرَاجِمَه فشَخَبَت يَدَاهُ
حَتَّى مَات ) . وَفِي الفَائِقِ : مَرَّ يَشْخُب في الأَرْض شَخَبَاناً أَي جَرَى
جَرْياً سَرِيعاً . ( والشُّنْخُوبُ ) : فَرْعُ الكَاهِل . ( والشُّنْخُوبَةُ )
والشُّنْخُوبُ والشِّنْخَابُ : ( رأْسُ الجَبَل ) وأَعْلَاه ، النونُ زَائِدة ( ج
) أَي شُنْخُوبَة ( شَنَاخِيبُ ) . وشَنَاخِيبُ الجِبَال : رُءُوسُها ، وذَكَرَه
ابْنُ مَنْظور في شَنُخَب . وقال الجوهريّ الشُّنْخُوبَةُ والشُّنْخُوبُ وَاحِدُ
شَنَاخِيب الجِبَالِ ، وَهِي رُءُوسُها . وفي حَدِيث عَلِيَ كرَّم اللّهُ وجْهَه (
ذَوَاتُ الشَّنَاخِيب الصُّمِّ ) . هِيَ رُءُوسُ الجِبَال العالِيَة ، والنُونُ
زَائِدَةٌ ، وقد أَعَادَه المُؤَلِّف في ( شَنْخَبَ ) وسَيَأْتِي هُنَاك ما
يَتَعَلَّق بِه .
شخدب : ( الشُّخْدُب كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال ابْنُ دُرَيْد :
هِيَ ( دُوَيْبَّةٌ مِنْ أَحْنَاشِ الأَرْضِ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
____________________
(3/105)
شخرب : ( الشَّخْرَبُ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه
الجَوْهَرِيُّ ، وَهُوَ هكَذَا في النّسَخ بالرَّاءِ . وقال ابْنُ دُرَيْد :
الشَّخْزَب ( بالزّاي ) . ومِنْهم مَنْ ضَبَطَه كقُنْفُذٍ . ( و ) الشُّخَارِبُ
مِثْلُ ( عُلَابِطٍ : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ ) ، هكذا هو في التكْمِلَة بالزَّاي
مُصَحَّحاً مَضْبُوطاً .
شخلب : ( المَشْخَلَبَةُ ) بفَتْحِ المِيمِ وسُكُونِ الشِّين وفَتْحِ الخَاءِ
المُعْجَمَتَيْن والَّلام والْبَاءِ وآخِرُه هَاءٌ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ .
قَالَ اللَّيْثُ : هِيَ ( كَلِمَةٌ عِرَاقِيَّة ) أَي اسْتَعْمَلَهَا
العِرَاقِيُّون فِي لسَانهم . قَال المُتَنَبِّي :
بَيَاضُ وَجْه يُرِيكَ الشمسَ حالِكَة
ودُرُّ لُفْظٍ يُرِيك الدُّرَ مَخْشَلبَا
وهي ( خَرَزٌ بِيضٌ يُشَاكِل اللُّؤْلُؤَ ) يَخْرُجُ من البَحْرِ ، وَهُوَ أَقَلُّ
قِيمَةً . وقَال الوَاحِدِيُّ في شَرْحِ الدِّيوَان : هُوَ خَرَزٌ ولَيْسَت
بِعَرَبِيَّة ولكنَّه اسْتَعْمَلَهَا عَلَى مَا جَرَت بِهِ ، ويُرْوى ، :
مَشْخَلَبَا ، وهما لُغَتَان للنَّبَطِ فِيمَا يُشْبِه الدُّرَّ مِن حِجَارَة
البَحْر ولَيْسَ بِدُرّ ، والعَرَب تَقُولُ : الخَضَض . قلت : وقَرِيبٌ منه قَوْلُ
الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل . ( أَو الحُلِيّ يُتَّخَذُ مِنَ اللِّيفِ
والخَرَزِ . و ) قال : ( قَد تُسَمَّى الجَارِيَةُ مَشْخَلَبَةً بِمَا عَلَيْهَا
من الخَرَزِ ) كالحُلِيّ . قَالَ : وَهَذَا حَدِيثٌ فَاشٍ بين النَّاسِ : ( يا
مَشْخَلَبهْ ، مَاذَا الجَلَبهْ ، تَزَوَّجَ حَرْمَلَهْ ، بعَجُوزٍ أَرْمَلَهْ ) (
ولَيْسَ على بِنَائِهَا شَيْءٌ ) من العَرَبِيَّة . هذا آخر مَا قَالَه اللَّيْثُ
، كَذَا في اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ .
شذب : ( الشَّذَبُ محركة : قِطعُ الشَّجَرِ ) ، الوَاحِدَةُ شَذَبَة ، حَكَاه
أَبُو عُبَيْد عن الأَصْمَعِيّ ( أَو قِشْرُه ) والشَّذْبُ : المَصْدَرُ والفعل
يَشْذِبُ وهو القَطْعُ عن الشَّجَرِ .
( و ) يقال : الشَّذَبُ : ( المُسَنَّاة . و ) الشَّذَبُ أَيضاً : ( بَقِيَّةُ
الكَلَإِ ) وغَيْرِه ،
____________________
(3/106)
وَهُوَ المَأْكُولُ وهو مَجَازٌ . تَقُولُ : وفي
الأَرْضِ شَذَبٌ من كَلَإِ : بَقِيَّةٌ مِنْه . وَبَقِي عِنْدَه شَذَبٌ مِنْ مَالٍ
. وما بَقِيَ له إِلَّا شَذَبٌ من العَسْكَرِ . قال ذُو الرُّمَّة :
فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلَائِفِه
يَرْتَادُ أَحْلِيَةً أَعْجازُهَا شَذَبُ
( و ) قال أَبو عُبَيْد : الشَّذَبُ : ( مَتَاعُ البَيْتِ من القُمَاشِ وغَيْرِهِ
) . ( و ) الشذَبُ : ( الثُشُورُ والعِيدَانُ المُتَفَرِّقَةُ ) . وكُلُّ شَيْء
يتفوَّق شَذَبٌ . قاله القُتَيْبيّ ( ج ) أَي الثَّلَاثَة ( أَشْذَابٌ ) . ( و )
قَدْ ( شَذَب اللِّحاءَ يَشْذُبُه ) بالضَّمِّ ( ويَشْذِبُه ) بالكَسْرِ : (
قَشَرَه كَشَذَّبَهُ ) تَشْذِيباً . وقال شَمِر : شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْاً ،
وشَلَلْتُه شَلًّا ، وشَذَّبتُه تَشْذِيباً بمَعْنًى وَاحِد . وقال بُرَيْقٌ
الهُذَلِيُّ :
يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرَانَه
إِذا فَرَّ ذو اللِّمةِ الفَيْلَمُ
( و ) شَذَبَ ( الشَّجَرَ ) يَشْذُبُه شَذْباً : ( أَلْقَى ما عليه مِنَ
الأَغْصَانِ حتّى يَبْدُوَ ) ، وكذلك كل شَيْءٍ نُحِّيَ عن شَيْءٍ فقد شُذِبَ
عَنْه .
والشَّذَبَةُ بالتَّحْرِيك : ما يُقْطَعُ مِمَّا تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِ
الشَّجَر ولَم يَكُنْ فِي لُبِّه . والجمع الشَّذَبُ . قال الكُميْتُ :
بل أَنْتَ في ضِئْضِيء انُّضَارِ مِنَ ال
نَّبْعَةِ إِذْ حَظُّ غَيْرِك الشَّذَبْ
( و ) شَذَبَ ( عَنْه : ذَبَّ ) ودَفَعَ . قَالَ :
تَشْذِبُ عَنُ خِنْدِفَ حَتى تَرْضَى
أَي تَذُبّ وَتَدْفَعُ عَنْها العِدَا .
وفي حَدِيثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللّهُ وَجْهَه ؛ ( شَذَّبَهم عَنا تَخَرُّمُ الآجال )
.
____________________
(3/107)
( و ) شَذَبَ ( الشَيءَ : قَطَعَه ) . يقال : شَذَبَ النخلةَ إِذَا قَطَع عَنْهَا
شَذَبها أَي جَرِيدَها .
( والتَّشْذِيبُ ) عَنِ الشَّيْء : ( الطَّرْدُ ) . قال رُؤْبَةُ :
يَشْذِبُ أُولَاهُنَّ عن ذَاتِ النَّهَقْ
أعي يعطْرد .
وقال غيره :
أَنَ أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
هَل يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشْذِيبْ
أَراد : ضرْب ذو تَشْذِيب .
( و ) التَّشْذِيبُ : ( إِصْلَاحُ الحِذْع ) . يُقَالُ : شَذَّب الجِذْعَ ، إِذَا
أَلْقَى مَا عَلَيْه من الكَرَب .
( و ) التَّشْذِيبُ : ( العَمَلُ الأَوّل في القِدْحِ ) ، والتهذيب : العَملُ
الثَّانِي ، قَالَه أَبُو حَنِيفَة ، وسَيَأْتِي في ( ه ذ ب ) وأَخطأَ شَيْخُنَا
فَقَالَ فِي التَّهْذِيب : إِنه العمل الثاني ، فظن التهذيب اسم الكتاب ، وهونه
عجيب ، عفا الله عنه ورحمه .
( و ) التَّشّذِيبُ : ( التَّفْرِيقُ والتَّمْزِيق في المال ) ونحوه . قال
القُتَيْبِيّ : شَذْبتُ المالَ إِذا فرقتَه . ( و ) التَّشْذِيبُ ( التَّقْشِيرُ )
. شَذَبَه شَذْباً ، وشَذَّبَه تَشْذِيباً بَعْنًى وَاحِد ، وقد تَقَدَّم . (
والمِشْذَبُ ) كمِنْبرٍ : ( المِنْجَلُ ) الذي يُشَذبُ بِهِ .
( و ) المُشَذَّبُ ( كمُعَظَّم ) : الجِذْعُ الَّذِي قُشِر مَا عَلَيْه مِنَ
الشَّوْك . و ( الطَّوِيل الحَسَنُ الخَلْقِ ) . قال القُتَيْبِيّ بعد أَنْ قَالَ
: شَذَّبْتُ المَالَ إِذَا فَرَّقْتَه : وكَأَن المُفْرِطَ في الطُّول فُرِّق
خَلْقُه ولم يُجْمَع ولِذَلِكَ قِيلَ لَهُ مُشَذَّب . وكُلُّ شَيْءٍ يَتَفَرَّق
شُذِّب .
قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : غَلِطَ القُتَيْبِيّ في المُشَذَّب أَنّه الطوِيلُ
البَائِنُ الطُّولِ وأَنَّ أَصْلَه من النَّخْلَةِ الَّتِي شُذَّب عَنْها
جَرِيدُها أَيقُطِّع وفُرِّقَ . وقال شَيْخُنَا : وزَادَ في الفَائِق : لأَنَّها
بِذَلك تَطُولُ
____________________
(3/108)
ويَزِيدُ شَطَاطُهَا .
قال ابنُ الأَنْبَاريّ : ولا يقَالُ للبَائِن الطُّولِ إِذَا كَان كَثِيرَ
اللَّحْم مُشَذَّب حَتَّى يَكُون في لَحْمه بَعْضُ النُّقْصَان . يقال : فَرَسٌ
مُشَذَّبٌ إِذَا كَانَ طَوِيلاً لَيْسَ بِكَثِيرِ اللَّحْم .
وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ : فَرسٌ مُشَذَّبٌ أَي طَوِيلٌ . استُعِيرَ من
الجِذْعِ المُشَذَّب . قُلْتُ : ويُفْهَم مِنْ كَلَامِ ابْنِ الأَنْبَارِيّ أَن :
رَجُلٌ مُشَذَّبٌ أَيْضاً من المَجَازِ كما هُو ظَاهِر . وأَنْشَدَ ثَعْلَب :
دَلْوٌ تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ
بُلَّتْ بِكَفيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ
( كالشَّوْذَب ) ، وهو من الرِّجَالِ الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْق . ( وفي صِفَةِ
النَّبِيّ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه كَانَ أَطْوَلَ من المَرْبُوعِ
وأَقْصَرَ من المُشَذَّب ) . قال أَبُو عُبَيْد : المُشَذَّبُ : المُفْرِطُ في
الطُّول . وكذلك هُوَ مِنْ كُلِّ شَيْء . قَالَ جَرِيرٌ :
أَلْوَى بِهَا شَذْبُ العُرُوق مُشَذَّبٌ
فكأَنَّها وَكَنَتْ على طِرْبَالِ
روان شَمر :
أَلْوَى بهَا شَنِقُ العُرُوقِ مُشَذَّبٌ
والشّوْذَب : الطَّوِيلُ النَّجِيُبُ مِنْ كُل شَيْءٍ . وأَنْشد شَمِر قَوْلَ
ابْنِ مُقْبِل :
تَذُبُّ عَنْه بِلِيفٍ شَوْذَب شَمِلٍ
يَحْمِي أَسِرَّةَ بَيْن الزَّوْرِ والثَّفَنِ
بِلِيفٍ أَي بِذَنَبٍ . والشَّمِلُ : الرَّقِيقُ . والأَسِرَّةُ : الخُطُوطُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الشَّاذِبُ ) بِمَعْنى ( المُتَنَحِّي عَنْ وَطَنِه ) .
( و ) الشَّاذِبُ : ( المُفْرَدُ المأْيُوسُ من فَلَاحه ) كأَنَّه عَرِي من
الخَيْر . شُبِّه بالشَّذَبِ وهُو مَا يُلْقَى من النَّخْلَة من الكَرَانِيف
وغَيْرِ ذلكَ .
( و ) الشَّوْذَب : اسم . و ( ذو الشَّوْذَب : مَلِك ) من مُلُوكُ حِمْير . وأَبُو
مُحَمَّد عَبْدُ الله بنُ عُمَر بْنِ أَحْمدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَوْذَب المقري
الوَاسِطِيّ مُحَدِّثٌ . وشَوْذب المَدَنِيّ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ .
وشَوْذَبٌ أَبُو مُعَاذ ويقال أَبُو عُثْمَان
____________________
(3/109)
تَابِعِيَّان . وخَالِدُ بْنُ شَوْذَبٍ
الجُشَمِيّ مِنْ أَتْبَاع التَّابِعِين . وشَوْذَبٌ : لَقَب بِسْطَام بن مُريّ
اليَشْكُرِيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ أَيضاً : ( تَشَذَّبُوا ) إِذا ( تَفَرَّقُوا ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ شَذِبُ العُرُوقِ ) أَي ( ظَاهِرُها ) .
شرب : ( شَرِبَ ) الماءَ وغيره ( كسَمِع ) يَشْرَبُ ( شَرْباً ) مَضْبُوطٌ عندَنَا
بالرَّفْع ، وضَبَطَه شَيُخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ، ونَقَل
أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه .
( ويُثَلَّثُ ) ، ومنه قَوْلُه تَعَالَى : { فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } (
الواقعة : 55 ) بالوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ :
سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيجٍ يقرأُ : ( فَشَارِبُ ونَشَرْبَ الهِيمِ ) فذَكَرْتُ ذلِكَ
لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك ، إِنَّمَا هِيَ شرْبَ
الهِيمِ . قَالَ : الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . ( وفي
حَدِيثِ أَيَّام ، التَّشرِيقِ ( أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى
بالضَّمِّ والفَتْح ، وهُمَا بمَعْنًى ، والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا
قَرَأَ أَبو عَمْرو ، كذا في لِسَانِ العَرَب .
( ومَشْرَباً ) بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً ، وأَنْشَد :
ويُدْعَى ابنُ مَنْ جُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه
حصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ
وسَيَأْتِي . ( وتَشْرَاباً ) بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْده إِرَادَة
التَّكْثِيرِ : ( جَرَعَ ) وَمِثْلُه في الأَسَاس ، وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في
وَصْف سَحَاب :
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ
البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ
____________________
(3/110)
شَرِبْنِ بِمَعْنَى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ
مِمَّا يتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ .
( و ) في حديث الإِفْكِ : ( لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قُلُوبُكم ) أَي
سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ (
وأُشْرِبْتُه أَنَا ) إِذا سُقِيتُه ( أَوِ السَّرْبُ ) بالفَتْح بأَوِ
المُنَوِّعَةِ لِلْخِلَاف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا (
مَصْدَرٌ ) كالأَكْلِ والضَّرْب . ( وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان ) من شَرِبْتُ
لا مَصْدَرَان ، نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ ، والاسْم الشِّرْبةُ ، بالكسر ، عن
اللِّحْيانيْ . ( و ) الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ) ويُجْمِعُون عَلى
الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فَأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ
كرَكْبٍ ورَجْلٍ ، وقيل هو جَمْعٌ ( كالشُّرُوب ) بالضَّمِّ . قال ابن سيده ؛
أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ ، وجَعَلَه ابن
الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب ، قَالَ : وَهُوَ خَطَأٌ ، قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ
عَنْه عِلْمه لجَهْلِه بالنَّحْوِ .
قال الأَعْشَى :
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ
وقوله أَنْشَدَه ثَعْلب :
يَحْسِبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا
مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَا
يكون جَمْعَ شَرْب ، وشَرْب جَم 2 عُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم
يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ ، كَذَا فِي لِسَانِ
العَرَب ، ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ في نَقْله ، وَفِيه في حَدِيثِ عَلِيَ
وَحَمْزَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا : ( وَهُو في هَذَا البَيْت في شَرْبٍ من
الأَنْصَارِ ) .
( و ) قي : الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر . والشِّرْبُ ( بالكَسْرِ ) : الاسْمُ ،
وقيلَ هو ( الماءُ ) بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ ( كالمَشْربِ )
بالكَسْر ؛ وهو المَاءُ
____________________
(3/111)
الَّذِي يُشْرَب ، قَالَهُ أَبُو زَيْد . ( و )
الشِّرْبُ بالكسر أَيضاً : ( الحَظُّ منه ) أَي المَاء . يُقَالُ : لَهُ شِرْبٌ
مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ منه ، ذكرَهُمَ ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا في التَّهذيب . (
و ) الشِرْبُ بالكَسر : ( المَوْرِدُ ) قَالَه أبُو زَيْدٍ . جَمْعُ أَشْرَاب . (
و ) قيل : الشِّرْبُ هُوَ ( وَقْتُ الشُّرْب ) ، قَالَ شَيْخُنا : قَالُوا
إِنَمَّا يَدُلُّ عَلَى الوَقْت بِضَرْبٍ من المَجَازِ ، واخْتَلَفُوا في
عَلَاقَتِه ، فتأَمَّل .
( الشَّرَابُ : ما شُرِبَ ) ، وفي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب ، مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ
وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ ، وجَمْعُ أَشْرِبةٌ . وقيل : الشَّرَابُ والعَذَابُ لا
يُجْمَعَان كما يأْتي للمُصَنِّفِ في ( ن ه ر ) .
وقال أَبو حنيفة : الشَّرَابُ ) كالشَّرِيب والشَّرُوبِ ) يَرفَعُ ذَلِكَ إِلى
أَبِي زَيْد .
وفي لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ : اسمٌ لمَا يُشرَبُ ، كَلُّ شَيْءٍ لا مَضْغَ
فيه فإِنه يقال فيه يُشْرَب . الشَّرُوبُ ما شُرِب . ( أَو هُمَا ) أَي الشَّرُوب
والشَّرِيبُ : ( المَاءُ ) بين العَذْب والمِلْح . وقيل : الشَّرُوبُ : الذي فيه
شَيْءٌ من العُذُوبَ ، وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه . والشَّرِيبُ : ( دون
العَذْب ) ولَيْسَ يَشْرَبُهُ النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَة ، وقد تَشْرَبُه
: البَهَائِم . ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة نَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى
أَبِي زَيْد ، قلت : فَلَه قَوْلَانِ فِيه ، وقيل : الشَّرِيب العَذْب ، وقيل :
المَاءُ الشَّرُوب الذي يُشْرَب . والمَأْجُ : المِلْحُ . قال ابْنُ هَرْمَة :
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى
شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَا
هكذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد ( بالقَرِيحَة ) ، والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة ) .
وفي التهذيب عن أبي زيد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ ، وقد
يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه . والشَّرُوب : دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ
يَشْرَبُه النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ ، ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب
المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص
____________________
(3/112)
والمُحْكَم . وقال الليث : مَاءُ شَرِيبٌ
وشَرُوبٌ : فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَن 2 من الشُّرْبِ ، ومِثْلُه قَالَ
صَاحِبُ الوَاعِي . ومَاءٌ شَرُوبٌ و ( ماءٌ ) طَعِيمٌ بِمَعْنًى وَاحد . وفي حديث
الشورى : ( جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ ) يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ
والمُؤَنَّثُ ، وَلِهذَا وُصِف به الجُرْعَة . ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن
أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ ، والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ ، كذا في لِسَانِ
العَرَب .
وعن ابْنِ دُرَيْدِ : مَاءٌ شَرُوبٌ ، ومِيَاهٌ شَرُوبٌ ، وَمَاءٌ مَشْرَبٌ
كشَرُوب عن الأَصمعي . ( وأَشْرَب ) الرجلُ : ( سَقَى ) إبِلَه . ( و ) أَشْرَبَ :
( عَطِش ) بِنَفْسِه . يُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا . قَالَ : اسْقِني
فإِنَّني مُشْرِب .
رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي أَوْ
إبِلَه . ( و ) قال غيرُه أَشْرَبَ : ( رَوِيتُ إبله . وعَطِشَت ) رَجُلٌ مُشْرِبٌ
: قَدْ شَرِبَتِ إبِلُه ، ومُشْرِبٌ عَطِشَت إِبِلُه ، وهما عِنْدَه ( ضِدُّ )
ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ . وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشَرِبَت ،
وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت . وأَشْرَبْنَا نَحْنُ : رَوِيَتْ إبِلُنا .
وأَشْرَبْنَا : ( عَطِشْنا أَو ) عَطِشَت إبِلُنَا . ( و ) أَشْرَب الرَّجُلُ : (
حَانَ ) لإِبِلِه ( أَنْ تَشْرَبَ ) .
( و ) من المجاز : أَشْرَبَ ( اللَّونَ : أَشْبَعَه ) ، وكُلُّ لَوْنٍ خَالَطَ
لوناً آخر فقد أُشْرِبَه ، وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ . الإِشْرابُ : لَوْنٌ
قد أُشْربَ مِنْ لَوْن . يقال : أُشرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً ، أَي عَلَاه ذلِكَ .
وفِيه شُرْبَةٌ من حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ . ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً ، مُخَفَّفا
، وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة .
( والشَّرِيبُ : مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْقَى مَعَك ) . وَبِه فَسَّر ابْن
الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز :
رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي
____________________
(3/113)
الحُساس : الشؤم والقَتْل . يَقُولُ :
انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإِبِلك .
( و ) الشَّرِيبُ : ( مَنْ يُشَارِبُكَ ) ويُورِدُ إبِلَه مَعَك . شَارَبَ الرَجلَ
مُشَارَبَةً وشِرَاباً : شَرِبَ معه ، وهو شَرِيبِي . قال الراجز :
إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ
( و ) الشِّرِّيبُ ( كِسِكِّيت : المُولَعُ بالشَّراب ) ، ومِثْلُه في التَّهْذِيب
. ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ : مُولَعٌ بالشَّرَاب . ورَجُلٌ
شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْب .
( والشَّارِبَ : القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة ) ، وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ
المُعْجَمَة ( النَّهْرِ ) ، وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْر .
( والشَّرْبَةُ : النَّخْلَةُ ) الَّتي ( تَنْبُتُ من النَّوى ) جَمْعُه شَرَبَاتٌ
.
( و ) الشُّرْبَةُ . ( بالضَّمِّ : حُمْرَةٌ في الوَجْه ) . يقال : أُشْرِبَ
الأَبْيَضُ حُمْرَةً : عَلَاه ذَلِك . وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةِ . ورجُلٌ
مُشْرَبٌ حُمْرَة ، وإِنَّه لمَسْقِيُّ الدَّمِ ، مِثْلُه . وفي صِفَتِه صَلَّى
اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ( أَبْيَضُ مُشْرَبٌ جُمْرَةً ) وسَيأْتِي بَيَانُه .
( و ) الشُّرْبَةُ : ( ع ويُفْتَح ) في المَوْضَع ، وجاءَ ذلِك في شِعْرِ امْرِىء
القَيْسِ ، والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة ، وإِنَّما غَيَّرهَا
للِضَّرُورَةِ .
( و ) الشُّرْبَةُ : ( مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة ) والغُرْفَةِ
واللُقْمَة .
( و ) الشُّرَبَةُ ( كهُمَزَة : الكَثِيرُ الشُّرْبِ ) . يُقَالُ : رَجُلٌ أُكَلَة
شُرَبَةٌ : كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابْنِ السِّكِّيت . ( كالشَّرُوبِ
والشَّرَّاب ) كَكَتَّانٍ . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْبِ ، كما تَقَدَّم .
( و ) الشَّرَبَة ( بالتحريك : كَثْرَةُ الشُّرْبِ ) وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة
جَمْع كَاتِب ، نَقَلَه الفَيُّومِيّ في المِصْبَاحِ .
____________________
(3/114)
قال أَبو حَنِيفَة : قَالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه
لَذو شَرَبَة إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب .
( و ) الشَّرَبَةُ مِثْلُ ( الحُوَيْضِ ) يُحْفَر ( حَوْلَ النَّخْلَة )
والشَّجَرة يُمْلَأُ مَاءً ( يَسَعُ رِيَّها ) فتَترَوَّى منه . والجَمع شَرَبٌ
وشَرَبَاتٌ . قال زُهَيْرٌ :
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ
عَلَى الجُذُوعِ يَخُفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا
وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : .
مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ :
وفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه ( اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات
فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه ) وفي حَدِيثِ جَابِر : ( أَتَانَا رَسُولُ اللّهِ
صَلَّى اللّهُ عَليْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى
الشَّرَبَّة ) . الرَّبِيعُ : النهر .
( و ) الشَّرَبَ : ( كُرْدُ الدَّبْرَة ) ، وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك
كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ .
( و ) الشَّرَبَةُ : ( العَطَشُ ) . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ ( هذا ) اليومَ أَيْ
عَطَشٌ ، قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ
أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . .
وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُ شَرَبة
إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ .
وفي لسن العرب : الشَّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك
يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب .
( و ) الشَّرَبَةُ : ( شِدَّةُ الحَرِّ ) . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ
الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . ( والشَّوَارِبُ
عُرُوقٌ في الحَلْقِ ) تَشْرَبُ المَاءَ ، وهي مَجَارِيه ، وقيل : هي عُرُوقٌ
لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال :
بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ، ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . .
( و ) قيل : هي ( مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ ) وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا
الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ ، وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ
أَوْدَاجه حَيْثُ يُوَدِّجُ البَيْطَارُ ، وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شَارِبٌ .
وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ ، مِنْ هَذَا ، أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ .
وفي الأَسَاس ، ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ
الشَّوَارِبِ ،
____________________
(3/115)
يُشَبَّه بالحِمَارِ ، انتهى .
وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَبِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ
في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه ( أَراد ) مَجارِيَ المَاءِ في
العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ .
( و ) الشَّوَارِبُ : ( مَا سَالَ على الفَمِ من الشَّعَر ) . قال اللِّحْيَانِيُّ
: وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِبِ ، قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ ( الذي )
فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ، ثم جُمِعَ عَلَى هَذا . وقد طَرَّ
شَارِب الغُلَامِ ، وهُمَا شَارِبَانِ ، انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو
الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد
الشَّارِب يُثَنَّى ، ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ
الكِلَابِيُّون : شَارِبَانِ بِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن الجَمْعُ شَوَارِب ،
نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد
المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة :
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي
وكُنَّا وكَانَت للِزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ
وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ
( و ) الشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه : ( ما طَالَ مِنْ
نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ ، أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب ) واحد . قَالَه بَعْضُهُ
، ولَيْسَ بِصَوَابٍ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلَانٍ ) كذَا في النَّسَخ . وفي
غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ ( فُلَانَةَ ( أَي خَالَطَ قَلْبَه ) . وأُشْرِبَ
قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا ، أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : {
وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ } ( البقرة : 93 ) أَي حُبَّ العِجْلِ ،
فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ، ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
العِجْلُ هو المُشْرَب لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج :
معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ ، فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْلِ مُقَامَه ، كما
قَالَ الشَّاعِر :
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ
خَلَالَتُه كَأَبِي مَرْحَبِ
أَي كخَلَالِة أَبِي مَرْحَبٍ .
____________________
(3/116)
وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كما
يَخْتَلِط الصِّبْغُ بالثَّوْبِ . وفي حديث أَبي بكر : ( وأُشْرِب قلبُه
الإِشْفَاقَ ) كذا في لسان لعرب .
وفي الأَسَسِ ، ومِنَ المَجَازِ : قَوْلُهم : رَفَع يعدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ
ثم قَالَ بها على قَذَالى .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( تَشَرَّبَ ) الصِّبْغُ في الثَّوُب : ( سَرَى ) ،
والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ الثَّوْبَ . ( و ) تَشَرَّبَ ( الثوبُ العَرَقَ : نَشِفَهُ
) ، هكذَا في نُسْخَتِنَا .
والَّذِي في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب : الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبّغ أَي
يَتَنَشَّفُه ، والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه .
( واسْتَشْرَبَ لَوْنُه : اشْتَدَّ ) . يقال : اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي
اشْتَدَّت حُمْرَتُها ، وذلك إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْبانِ ، حكاه أَبو حنيفة .
( والمَشْرَبَةُ ) بالفتح في الأَوَّل والثَّالِثِ ، ( وتُضَمُّ الرَّاء : أَرْضٌ
لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ ) أَي لا يزال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ .
( و ) المَشْرَبَةُ ، بالوَجْهَيْنِ : ( الغُرْفَةُ ) ، قال في الأَسَاس :
لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا . وعن سيبويه : جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة . وفي
الحَدِيثِ ( أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه ) أَي
كَانَ في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . ( و ) المَشْرَبَةُ : (
العِلِّيَّةُ ) . قال شيخنا : هي كعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة ، وهي أَشْهَرُ
من العِلِّيَّة ، وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ ، انتهى . المَشارِبُ : العَلَالِيّ
في شِعْر الأَعْشَى . ( و ) المَشْرَبَةُ ( الصُّفَّةُ ) ، وقِيلَ : هي
كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة . ( و ) المَشْرَبَةُ : ( المَشْرَعَةُ ) .
وفي الحديث : ( مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة ) . هي بفَتْح (
الراء ) من غير ضَمَ : الَوْضِعُ الذي يشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة ، ويُرِيدُ
بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غيره ( منه ) . كذا في لسان العرب . ويوجد هنا في
بعض النسخ بدل المشرعة المِشْرَبة ، كأَنَّه يقول : والمَشْرَبة بالفَتْح
وكمكْنَسَة أَي بالكسر ،
____________________
(3/117)
وهو خطأٌ لما عَرَفت .
وقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن : أَوَّ أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين
إِنَّمَا هُوَ في مَعْنَى الغُرْفَة فقط ، وبمعنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وهو
الفَتْح ، صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِدٍ . وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن
الأَخِيرين إِنَمَّا هو كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لا هما بِنَفْسِهما كَمَا
أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ ، وقد أُغْفِل عن ذلك شَيْخُنا .
( و ) المِشْرَبَةُ ( كمِكْنَسَة ) وجوَّز شيخُنا فيه الفَتح ، ونَقْلَه عن
الفَيُّوميّ : ( الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه ) .
( والشَّرُوبُ : الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ ) . يقال : ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا
كَانَت كَذلِكَ .
( و ) عنَ أَبي عبيد : شَرَّبَ تَشْرِيباً . ( تَشْرِيبُ القِرْبَةِ : تَطْييبُهَا
بالطِّينِ ) وذَلكَ إِذَا كَانت جَدِيدَةً ، فَجَعَلَ فِيهَا طِيناً وماءً يَطِيبَ
طَعْمُها ، وفي نسخة تَطْيِينُها بالنُّونِ ، وهو خطأُ . ( وشَرِب به ) أَي
الرَّجُلِ ( كَسَمِعَ وأَشْرَبَ به ) أَيْضاً : ( كَذَبَ عَلَيْهِ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَشْرَبَ إِبِلَه ) إِذَا ( جَعَلَ لكُلِّ جَمَلٍ
قَرِيناً ) ، فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه : لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ
النُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا . ( و ) أَشْرَبَ ( الخَيْلَ : جَعَلَ
الحِبَالَ في أَعْنَاقها ) . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرَانَ حتى أَنَخْتُهَا
بِقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
( و ) أَشْرَب ( فُلَاناً ) وكذا البَعِيرَ والدَّابَّة ( الحَبْلَ : جَعَلَه )
أَي وَضَعَه ( في عُنُقِه ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( اشْرَأَبَّ إِليه ) ولَهُ اشْرِئْبَاباً : ( مَدَّ
عُنُقَه ليَنْظُرَ ، أَو ) هُوَ إِذَا ( ارْتَفَع ) وعَلَا ، وكُلُّ رَافِعٍ
رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ ، قَالَه أَبُو عُبَيْد . ( والاسم الشُّرَأْبِيبَةُ )
بالضَّمِّ ( كالطُّمَأْنِينَة ) . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ للّهُ عَنْهَا (
اشرأَبَّ النِّفَاقُ ، وارْتَدَّتِ العَرَبُ ) . أَي ارْتَفَع وعَلَا ، وفي حَدِيث
: يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَاد ، يا أَهْلَ الجَنَّةَ ، ويا أَهْلَ النَّار
فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه ) أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه .
وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ . وأَنْشدَ
____________________
(3/118)
لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها
رَأْسَهَا :
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ
أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ
قال ؛ اشْرأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة ، وَهي الغُرْفَةُ ، كذا في لسان العرب
.
( والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة ) قال شَيْخُنَا : وفي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة ،
بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ ، وفي أُخْرَى بالجيم بَدَل الخَاءِ ، وكِلَاهُمَا
على غَيْرِ صَوَاب ، وعن كُرَاع : لَيْسَ في الكلام ( فَعَلَّة ) إِلَّا هذَا أَي
الشَّرَبَّة ، وزِيد عليه قَوْلُهُم : جَرَبَّة ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ ( ولا
ثَالِثَ لَهُمَا ) بالاستِقْرَاءِ ، وَهِيَ ( الأَرْضُ ) اللُّيِّنَةُ (
المُعْشِبَةُ ) أَي تُنْبتُ العُشْب ( لا شَجَرَ بها ) . قَالَ زُهَيْرٌ :
وإِلَّا فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فاللِّوَى
نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ
( و ) شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بغَيْر تَعْرِيفٍ : ( ع ) قال سَاعِدَةُ بْنُ
جُؤَيَّةَ :
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه
أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ
يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ . وقال : دَمِثُ الكَثِيب ، لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ
أَو مَكَانٌ ، قاله ابنُ سِيدَه في المُحْكَم .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّرَبَّ بِنَجْد . وفي مَرَاصِدِ الاطَّلَاع :
الشَّرَبَّةُ : مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وهو بين الخَطِّ
وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حتى يَلْتَقِيَا ، والخَطُّ : مَجْرَى سَيْلِهِمَا ،
فَإِذَا الْتَقيَا انقطعت الشَّرَبَّة ، ويَنْتَهِي أَعْلَاهَا مِن القِبْلَ إِلى
حَزْن مُحَارِب ، وقيل : هِيَ فِيَمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيها
هَرْشَى ، وهي هَضْبَة دُون المَدينة ، وهي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فيما بين
هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة ، وقيل : إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ
تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ في الشَّرَبَّة ، وهي أَشَدُّ بِلَاد نَجْدٍ قُرًّا ،
ومنها الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب ، وهي مِنْ بِلَادِ
غَطَفَان ، وقيل :
____________________
(3/119)
هي فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم .
قال : وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ .
قلت : وكونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُوم مِنْ كَلَامِ يَاقُوت في (
أُقُرٍ ) قال :
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّة واللِّوَى
عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلَالِ
( و ) الشَّرعبَّةُ : ( الطَّرِيقَةُ ) كالمَشْرَب يقال : ما زَالَ فُلَانٌ على
شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : عَن أَبِي عَمْرو : الشَّرْبُ : الفَهْمُ . يُقَالُ : (
شَرَب كَنَصَرَ ) يَشْرُب شَرْباً إِذَا ( فَهِمَ ) وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ :
فَهِمَه . ويقال للبَليد : احْلُب ثم اشْرُبْ . أَي ابْرُك ثم افهم . وحَلَبَ
إِذَا بَرَكَ كما تَقَدَّم . ( و ) شَرِبَ ( كَفَرِحَ ) إِذَا ( عَطِشَ ) .
وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ ، ضدّ .
( وشَرِبَ أَيضاً ) إِذا ( ضَعُفَ بَعِيرُه ) . ( و ) شَرِبَ وفي نُسْخَةٍ : أَو (
عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وَهُوَ ( ضِدٌّ ) ، وقد
تَقَدَّمَ في أَشْرَب .
( وشِرْبٌ بالكَسْر : ع ) .
( و ) شَرْبٌ ( بالفَتْح : ع ) آخَرُ ( بقُرْب مَكَّةَ حرَسَها اللّهُ تَعَالَى )
، وفيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ .
( وَشَرِيبٌ ) كأَمِيرٍ : مَوْضعٌ و : ( د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن . و ) شرِيبٌ
أَيْضاً : جَبَلٌ نَجْدِيٌّ ) في دِيَارِ بَنِي كِلَاب .
( وشُوْرَبَنُ ) بالضَّمِّ : ( ة بِكَسْ بفتح الكاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال
السِّين كما يَأْتِي .
( وشَرِبٌ كَكَتِفٍ ) : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة .
( وشُرَيْبٌ ) مصغراً ( وشُرْبُبٌ ) كقُنْفُذٍ : اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه ، ( و ) هو
في شِعْر لَبِيد ( شُرْب 2 ة ) بالهاء :
هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ
قال الصَّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ .
____________________
(3/120)
( وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ ) وقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِر بالفَتْح أَيْضاً ،
وشَرْبَانُ ( بالفَتْح ) ( مَوَاضِعُ ) قد بَيَّنَّا بَعْضَها . ونُحِيل
البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلَاعِ فإِنَّهُمَا قد
اسْتَوْفَيا بيَانَها .
( والشَّارِبُ ) : الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوانِ . يقال : في بَعِيرِك شَارِبٌ
، وهو ( الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوَانِ ) . وقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ
بَعِيرُه . ويقال : نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلَا أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي
عِرْقَ خَوَرٍ .
( و ) من المجاز : ( الشَّارِبَانِ ) وهما ( أَنْفَانِ طَوِيلَانِ في أَسْفَلِ
قَائِم السَّيْف ) أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ الآخَرُ مِنْ هذَا الجَانِبِ ،
والغَاشِيَةُ : ما تَحْت الشَّارِبَيْنِ ، قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ .
في التَّهْذِيبِ : الشَّارِبَانِ : مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ ،
وبِذلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ . وشَارِبَا السَّيْفِ : ما اكْتَنَفَ
الشَّفْرَة ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَشْرَبْتَنِي ) بِتاءِ الخِطَابِ ( ما لم أَشْرَب ) أَي
( ادّعَيْتَ عَلَيّ ما لَمْ أَفْعَلْ ) وهو مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ
والمَيْدَانِيّ والزَمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس .
( وذُو الشُّوَيْرِب : شَاعِرٌ ) اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ
بْنِ كِلَابٍ ، كَان في زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
( والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ : الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ ) ، وهو ما الْتَفَّ بعضُه
على بَعْضٍ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
قَوْلُهُم في المَثَل : ( آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً ) . وأَصْلُه في سَقْيِ
الإِبِل ، لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ .
والشَّرِيبَةُ من الغَنَم : التي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا
الغَنَمُ ، هذه في الصَّحَاح . وفي بعض النسخ حَاشِيَة : الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ
، بالسِّينِ المُهْمَلَة .
والمَشْرَبُ : الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ . والمَشْرَبُ : شَرِيعَةُ
النَّهْرِ .
ويقال في صِفَة بَعِيرٍ : نِعْمَ مُعَلَّقُ
____________________
(3/121)
الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ : يَكْتفِي إِلَى
مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى .
وتقول : شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم . . وظَلَّ
وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ ، وهو مَجَازٌ .
وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ : جَعَلَ لَهَا شَرَاباً . وأَنْشَدَ أَبُو
حَنِيفَةَ في صِفَة نَخْل :
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ
لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَا
وكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ .
وقال بعض النَّحْوِيّينَ : من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد
الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلَّا أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغطَ المَحْقُورَة
، وهي الزَّايُ والظِّاءُ والذَّالُ والضَّادُ . قال سِيبويه : وبَعْضُ العَرَب
أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض .
وشُرْبةُ ، بالضم : مَوْضِعٌ . قال امرُؤُ القَيْس :
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ
بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ
ويُروى بسُرْبة ، ويروى بحربة ، وقَد أَشَرْنَا لَهُ في السِّينِ ، والمُصَنِّفُ
أَهمَلَه في المَوْضِعِين .
وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ ، بالضم ، الأَسْتَرَابَاذِيّ ،
رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء ، وعَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌ و وعن عمرو
هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ . وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن بْنُ مَحْمُود
الشَّوْرَابِيّ ، بالفَتْح ، مُحَدِّثٌ .
ومن المجاز : أُشْرِبَ الزَّرْعُ : جَرَى فِيه الدَّقِيقُ ، وكذلك أُشْرِبَ
الزَّرْعُ الدَّقِيقَ ، عداه ( أَبُو حنيفة سماعا من العَرَب أَو الرُّواة ) .
ويقال
____________________
(3/122)
للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه : قد شَرِبَ
الزَّرْعُ في القَصَب ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ . وفي
حديث أُحُدٍ ( أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة
وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وقد شُرِّبَ الزِّرْعُ الدَّقِيقَ ) . وفي رواية ( شَرِبَ
الزَّرْعُ الدَّقِيقَ ) . وهو كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ
إِدرَاكِه . يقال : شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ ،
والشُّرْبُ فيه مُسْتَعَارٌ ، كأَنَّ الدَّقيقَ كان مَاءً فَشِربَه . وتَقُولُ
للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ ، بالإِضافة . كَذَا في الأَسَاسِ .
والشِّرَابُ بالكَسْر : مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب ، بالكَسر : وَقْتُ
الشُرْب .
وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه
المَاءُ ( كثيراً ) ، كما قَالُوا : شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا
أَكثرتَ مِنْه فَلَم تَرْوَ .
وممَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا : .
شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم . يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه ،
وذَكَرَ لها قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ
والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ ، وأَنْشَدَ :
تَجَنَّبْ سَوِيقَ الَّلْوزِ لا تَشربَنَّه
فَشُرْبُ سَويقِ اللَّوْزِ أَوْدَى أَبا الجَهْمِ
شرجب : ( اشَّرْجَبُ ) من الرِّجَالِ : ( الطَّوِيل ) كذا في التَّهْذِيبِ ، ومنه
حدِيثُ خالدٍ : ( فَعَارَضَنَا رَجُلٌ شَرْجَبٌ ) . وقِيلَ : هُوَ الطَّوِيلُ
القَوَائِمِ العَارِي أَعَالِي العِظَامِ .
( و ) السَّرْجَبُ : نَعْتُ الفَرْسِ الجَوَاد . وقيل : الشَّرْجَبُ : ( الفَرَس
الكَرِيمُ ) .
( والشَّرْجَبَنُ ) بالفَتْح عن أَبِي حَنِيفَة ( ويُضَمُّ ) عَنِ ابْنِ دُرَيْد
وابْن الأَعْرَابِيّ ، قَالَ ابْنُ دُرَيْد : ثَمَرُ نَبْتٍ شَبِيهٌ بالحَنْظَل
مُرٌّ لا يُؤْكَلُ . وقال
____________________
(3/123)
غيرَه : ( شَجَرَةٌ ) . وقال أَبُو حَنِيفَة :
شُجَيْرَةٌ ( كَالبَاذِنْجَان نِبْتَةً ) بالكَسْرِ ( وثَمَرةً غيرَ أَنَّه
أَبْيَضُ وَلا يُؤْكَلُ ( يُدْبَغُ بها ) ، وربما خُلِطتْ بالغَلْقَةِ فدُبِغَ
بِهَا . وقَال ابن الأَعْرَابِيّ : الشُّرْجُبَانَةُ : شجرة مُشْعَانَّةٌ طَوِيلَة
يَتَحَلَّبُ مِنها كالسَّمِّ ، ولَهَا أَغْصَانٌ . قَالَ الدِّينَوَرِيّ : هُوَ كَثِيرُ
الشَّوْكِ وَرَقُه قُضْبَانُه .
شرحب : ( الشَّرْحَبُ ) بالحَاءِ المُهْمَلَة لُغَةٌ في الجِيمِ ، قَالَ
الصَّاغَانِيّ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . قُلْتُ : وهو مَوْجُودٌ نُسَخ
الصَّحَاحِ فالصَّوَاب كَتبه بالمِدَدِ الأَسْوَد وَهُوَ ( الطَّوِيلُ ) ، قَالَه
ابنُ دُرَيْدِ . ( و ) شَرْحَبٌ : ( اسْمٌ ) .
شرخب : ( الشُّرْخُوبُ كعُصْفُورٍ ) : أَهْمَلَهُ الجَمَاعَة ، وَهُو ( عَظْمُ
الفَقَارِ ) فكُلٌّ من المَوَادِّ الثَّلَاثَة على التَّرْتِيبِ الجهيم ، ثُمَّ
الحَاء ثُمَّ الخَاء .
شرعب : ( الشَّرْعَبُ : الطَّوِيلُ ) . وشَرْعَبَ الشَّيءَ : طوَّله . قَالَه
طُفَيْلٌ :
أَسِيلَةُ مَجْرَى الدَّمْع خُمْصَانَةُ الحَشَى
بَرُودُ الثَّنَايَا ذَاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
( و ) الشَّرْعَبَةُ : شَقُّ اللَّحْمِ الأَدِيم طُولاً . يُقَالُ : ( شَرْعَبَ
الأَدِيمَ ) أَي ( قَطَعَه طولاً ) . والشَّرْعَبَةُ : القِطْعَةُ منه .
( والشَّرْعَبِيُّ ) والشَّرْعَبِيَّةُ : ( ضَرْبٌ من البُرُودِ ) . أَنْشَدَ
الأَزْهَرِيّ :
كالبُسْتَانِ والشَّرْعَبِيَّ ذَا الأَذْيَال
( و ) الشَّرْعَبيُّ : ( الطَّويلُ الحَسَنُ الجِسْمِ ) ، وفي نُسْخَةٍ الخِيمِ .
ورجل شَرْعَبٌ : طَوِيلٌ خَفِيفُ الجِسْمِ ، والأُنْثَى بالهاء ، كَذَا في لِسَان
العَرَب .
( و ) الشَّرْعَبِيّ : ( عُبَيْدَةُ ) بنُ شُرَحْبِيلَ ( التابِعِيُّ ) حِمْصِيٌّ
مِنْ أَصْحَاب
____________________
(3/124)
مُعَاذِ بْنِ جَبَل رَضِي اللّهُ عَنْه .
( والشُّرْعُوبُ : نَبْتٌ أَو ثَمَرَة ) قاله الصاغَانيّ .
( والشَّرْعَبِيَّةُ : ع ) من بلاد تَغلِب ، وكَانَ يَوْمُ الشَّرْعَبِيَّة
لتَغْلبَ على قَيْسٍ قال الأَخطل :
ولَقَدْ بَكَى الجَحَّافُ لَمَّا أَوقَعَتْ
بالشَّرْعَبِيَّة إِذْ رَأَى الأَهْوَالَا
والشَّرْعَبِيَّةُ أَيْضاً مَوْضِع بناحية مَنْبِج ، فبَعْضُهُم يَقُولُ : إِنَّ
الوَاقِعَة السَّابِقَة كَانَتْ بِنَاحِيَة مَنبِج وهو غَلَط ، كذَا في أَنْسَاب
البَلَاذُرِيّ .
ومما فَاتَ المُصَنِّف : .
شَرْعَب : حِصْن باليَمَن ، وقد نُسِبَ إليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثِين . وفي
تحفَة الأَصْحَابِ أَن شَرْعَب اسْمُ رَجُل ، وبه سُمِّيَتِ الْبَلَد ، وهُم
الشَّرَاعِبُ من أَوْلَادِ عَبْدِ شَمْسِ الملك .
شرنب : ( شُرْنُوبٌ : ( بالضم ) : قرية من قُرَى مِصْر بإِقْلِيم البُحَيْرة ، وقد
نُسِب إليها جَمَاعَةٌ من المُتَأَخِّرين .
شزب : ( الشَّازِبُ : الخَشِنُ . الضَّامِرُ اليَابِسُ ) مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهم
، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل في الخَيْلِ والنَّاسِ . ويقال : مَكَانٌ شَازِبٌ أَي
خَشِنٌ . وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّازِبُ : الَّذِي فِيهِ ضُمُورٌ وإِنْ لَم
يَكُنْ مَهْزُولاً . ( ج شُزَّبٌ كَرُكَّعٍ وشَوَازِبُ ) . ( وقد شَزَبَ )
الفَرَسُ ( كنَصَر ) ( و ) شَزُب مِثْلُ ( كَرُم ) . يَشْزُبُ ( شَزْباً وشُزُوباً
) لَفٌّ ونَشْزٌ مُرَتَّبٌ ، وخَيْلٌ شُزَّبٌ : ضَوَامِرُ . وفِي حَدِيثِ عُمَر
يَرْثِي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودِ الثَّقَفِيَّ :
بالخَيْلِ عَابِسَةٌ زُوراً مَنَاكِبُها
تَعْدُو شَوَازِبَ بالشُّعْثِ الصَّنَادِيدِ الشَّوَازِبُ : المُضَمَّرَاتُ .
( والشَّزِيبُ : القَضِيبُ ) من الشَّجَر ( قَبْلَ أَنْ يُصْلَح ، ج شُزُوب )
حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَة ( و ) الشَّزِيبُ : من أَسْمَاءِ ( القَوْسِ ) وهي (
لَيْسَت بجَدِيدٍ ولا خَلَقٍ ) مُحَرَّكَة ؛ كأَنها التي
____________________
(3/125)
شَزَبَ قَضِيبُهَا أَي ذَبَل ( كالشَّنْزَبَة )
كَذَا في النُّسَخِ بزِيَادَةِ النُّون ، والصَّوَابُ كالشَّزْبة ، ومثله في لسان
العرب وغيره من الأُمهات . وفي بعضِ الحَدِيثِ : ( وقد تَوَشَّح بشَزْبَةٍ كَانَتْ
مَعَه ) .
( والشَّنْزَبَةُ ) كَذَا في النّسَخِ بِزِيَادَة النُّون ، والصَّوَابُ
والشَّزْبَةُ ( من الأُتُنِ : الضَّامِرُ ) المَهْزُولُ . يقال : أَتَانٌ شَزْبَةٌ
.
( و ) الشُّزْبَةُ ( بالضّمِّ ) مِثْلُ ( الفُرْصَةِ ) عَنِ الفَرَّاء ، قَالَه
الصَّاغَانِيّ .
( و ) في التَّهْذِيب : ( الشَّوْزَبُ ) والمَئِنَّةُ : ( العَلَامَةُ ) . وأَنْشد
:
غُلَامٌ بَيْنَ عَيْنَيْه شَوْزَبُ .
( وشَزَّبَهُ تَشزِيباً : ذَبَّلَهُ ) وضَمَّرَه .
( و ) يقال : ( هُم مُتَشَازِبُونَ أَيْ لِكُلِّ وَاحِدٍ ) مِنْهم ( حَظٌّ
يَنْتَظِرُه ) .
وظِبَاءُ شَوَازِبُ إِذا أَتَتْ مِنْ بُعْدٍ فهي شَازِبَة أَي ضَامِرَة لبُعْدِ
المَسَافَة .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
شزهب : ( شَزْهَبٌ كجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وهو وعادٍ من أوْدِيَة
اليَمَن ذُو أشْجَار وأَنْهَار .
شسب : ( الشَّاسِبُ : اليَابِسُ ضُمْراً ) أَو الْيَابِسُ من الضُّمْر الَّذِي
يَبِسَ جِلْدُهُ عَلَيْه . قال لَبِيد :
تَتَّقِي الأَرْضَ بِدَفّ شَاسِبٍ
وضُلُوعٍ تَحْت زَوْرٍ قَدْ نَحَلْ
( و ) هُوَ ( المَهْزُول ) مِثْلُ الشَّاسِف ولَيْسَ مِثْلَ الشَّازِب . قال
الوَقَّافُ العُقَيْلِيّ :
فَقُلْتُ لَهُ حَانَ الرَّوَاحُ ورُعْتُهُ
بأَسْمَرَ مَلْوِيَ من القِدِّ شَاسِبِ
هكذا نَسَبَه الجَوْهَرِيُّ للوَقَّاف . وقَالَ الصَّاغَانِيّ : وليس البَيْتُ له
بلْ هُوَ لمُزَاحم العُقَيْلْي . ( أَو ) الشَّاسِبُ ( لُغَةٌ في الشَّازِب )
عَلَى قَوْل ، وهو النَّحِيفُ اليَابِسُ ( ج شُسْبٌ ) كذا في النُّسَخ والظَّاهِر
أَنَّه كَكُتُبٍ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّازِب : الَّذي فِيهِ
____________________
(3/126)
ضُمُورٌ وإِن لم يَكُن مَهْزُولاً . والشَّاسِفُ
والشَّاسِبُ : الذي قد يَبِس . قال : وسَمِعْت أَعْرَابِيًّا يَقُولُ : ما قالَ
الحُطَيْئة ؛ أَيْنُقاً شُزُباً ، إِنما قال : أَعْنُقاً شُسُباً ، ولَيْسَتِ
الزَّايُ ولا السِّينُ بَدَلاً إِحْدَاهُمَا من الأُخْرَى لتَصَف الفِعْلَيْنِ
جَمِيعاً ، انتهى . وقَال لَبِيدٌ :
أَتِيكَ أَم سَمُحَحَ تَخَيَّرهَا
عِلْجٌ تَسَرَّى نَحائِصا شُسُبا
( وقد شَسِب كعَلِم ) ( و ) شَسُب مثل ( حَسُن ) شُسُوباً ، وفي غَيْرِه من
الأُمَّهات شَسَبَ كنَصَر .
( والشَّسِيبُ ) كأَمِير ، ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسخ كحَيْدَر : ( قَوْسٌ شَسُبَ
قَضِيبُها ) أَي ضَمُر ( حَتْى ذَبَلَ كالشِّسْب بالكَسْرِ ) .
( و ) الشَّسِيبُ كأَمِيرٍ : ( الناقَةُ تُرْضِعُ وَلَدَها ، فإِذَا صَارَت
شَائِلَةً هَلَك وَلَدُها ) .
( والشَّسُوب ) كَصَبُور : النَّاقة الَّتِي ( يَمُوتُ وَلَدُهَا فِي الشِّتَاءِ
ثم لَا تُحْلَب ) .
شوشب : ( الشَّوْشَبُ ) ككَوْكَب : ( العَقْرَبُ . والقَمْلُ . و ( قد ) تَقَدم في
شَبّ ) ، وتَقَدَّمَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما يَتَعَلَّق بِهِ هُنَاكَ ،
وكأَنَّه أَعاده ثَانِياً لاخْتِلَافِهِم فِيهِ .
شصب : ( الشِّصْبُ بالكَسْر : الشِّدَّةُ والجَدْب ج أَشْصَابٌ كالشَّصِيبَة )
وكَسَّر كُرَاعٌ الشَّصِيبَة الشِّدّة على أَشْصَابٍ في أَدْنَى العَدَدِ ، قال
ولِلْكَثِير شَصَائِب . قال ابنُ سِيدَه : وهذا منه خَطَأٌ واخْتِلَاطٌ . وشَصِبَ
الأَمْرُ ، بالكسر : اشْتَدَّ .
وعن ابن هانىء : إِنه لَشَصِبٌ نَصِبٌ وصَبِ إِذا أُكِّدَ النَّصِب .
( و ) الشِّصْبُ : ( النَّصِيبُ والحَظُّ كالشَّصِيب ) كالشَّقْص الشَّقِيص .
( و ) الشَّصْبُ ( بالفتح : السمْطُ والسَّلْحُ ) . يقال : شَصَبَ الشَّاةَ :
سَلَخَهَا . وقال أَبُو العَبَّاسِ : المَشْصُوبَةُ : الشَّاةُ المَسْمُوطَة .
( و ) الشَّصْبُ : ( اليُبْسُ ، ويُحَرّك ) ذكرهما الصاغانيّ .
____________________
(3/127)
( والشَّصَّابُ : القَصَّابُ ) ؛ وهو الجَزَّار .
( و ) الشُّصُبُ ( كَعُنُق : الشَّاةُ المَسْلُوخَةُ ) .
( وعَيْشٌ شاصِبٌ : شَاقٌّ . وقَدْ ) شَصِبَ عَيْشُه شَصَباً وشَصْباً ، و (
شَصَبَ ) كنَصَرَ يَشْصُبُ ( شصُوباً ) فَهُوَ شَصِبٌ كفَرِح وشَاصِبٌ . ( و )
أَشْصَبَه اللّهُ و ( أَشْصَبَ اللّهُ عَيْشَه ) . قال جَرِيرٌ :
كِرَامٌ يَأْمَنُ الجِيرَانُ فِيهِم
إِذَا شَصَبَتْ بِهِم إِحْدَى اللَّيَالي
( وشَصَبَت النَّاقَةُ ) بالفَتْح ( عَلَى الفَحْل : كَثُر ضِرابُهَا ولم تَلْقَحْ
) لَهُ .
( والشَّصِيب ) كأَمير ؛ ( الغَرِيب ) .
( و ) الشَّصِيبَةُ ( بهاء : قَعْرُ البئر ) . قال الفرّاءُ : يقال : بئرٌ بعيدةُ
الشَّصِيبَة إِذا اشْتَدَّ عَمَلُهَا وبَعُد قَعْرها .
( و ) عن الليث : ( الشَّيْصَبانُ ) بفتح الأَول والثالث : ( ذَكَرُ النمل أَو
جُحْرُه ) .
( و ) الشَّيْصَبَان : ( قَبِيلَةٌ من الجِنْ ) .
في لسان العرب ما نصه ، قال حَسَّانُ بْنُ ثَابِت ( و ) كَانَت السِّعْلَاة
لَقِيَتْه في بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدِينَة فصَرَعَتْه وقَعَدَت عَلَى صَدْرِه ،
وقالَت لَهُ : أَنْتَ الذي يُؤَمِّل قومُك أَن تكُونَ شَاعِرهم ؟ فقال نعم ، قالت
: والله لا يُنْجِيكَ مِنِّي إلا أَنْ تَقُولَ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ على رَوِيَ
وَاحِد ، فقال حَسّان :
إِذَا ما تَرَعْرَعَ فِينَا الغُلامُ
فَمَا إِنْ يقالُ لَهُ مَنْ هُوَه
فقالت له : ثَنِّه . فقال :
إِذا لم يَسُد قَبْل شَدِّ الإِزَارِ
فذَلِكَ فِينَا الذي لا هُوَهْ
فَقَالَت : ثَلِّثْه . فقال :
ولي صَاحِبٌ من بَني الشَّيْصَبَانِ
فَطَوْراً أَقُولُ وَطَوْراً هُوَهْ
هذا قولُ ابْن الكَلْبِيّ . وحكى الأَثْرَمُ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي عُلَمَاءُ
الأَنْصَار أَنْ حَسَّانَ بن ثَابِت بعد ما ضُرَّ بَصَرُه مَرَّ بابن الزِّبَعْرَى
وعَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْل بْنِ الأَسوَدِ بْنِ حَرَام ، ومعه
وَلَدُه
____________________
(3/128)
يَقُودُه ، فصَاحَ به ابْنُ الزِّبَعْرَى بَعْد
ما وَلَّى : يَا أَبَا الوَلِيد ، مَنْ هذا الغُلَام ؟ فقال حَسّان بن ثَابِت
الأَبيات ، انْتَهَى . ( و ) الشَّيْصَبَانُ : ( اسْمُ الشَّيْطَان ) وكذا
البلْأَز والجَلْأَز والقَازُّ والخَيْتَعُور كُلُّهَا مِنْ أَسْمَاءِ الشَّيْطَان
. وحَكَى الفَرَّاءُ عن الدُّبَيْريِّينَ أَنَّه هُوَ الشَّيْطَان الرَّجيمُ .
( والشَّصَائِبُ عِيدَانُ الرَّحْلِ ) ، ولم يُسْمَع لها بِوَاحِدٍ . قال أَبو
زُبيد :
وَذَا شَصَائِبَ في أَحْنَائِهِ شَمَمٌ
رخُوَ المِلاطِ رَبِيطاً فَوْقَ صُرْصُوِ
شصلب : ( الشَّصْلَبُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ .
وفي اللِّسَانِ : هو ( القَوِيُّ الشَّدِيدُ ) . والشَّصَائِبُ : الشدَائِدُ .
شطب : ( الشَّطْبُ ) من الرِّجَالِ والخَيْلِ : ( الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْقِ )
، وهو مَجَازٌ .
( و ) الشَّطْبُ : السَّعَفُ ( الأَخْضَر الرَّطْبُ من جَرِيد النَّخْل ) ، واحدته
شَطْبَةٌ . ( وَكَكَتِفٍ : جَبَلٌ ) كما سيَأْتي .
( و ) في حديث أُمِّ زَرْع : ( كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ ) . قال أَبو عبيد : (
الشَّطْبَةُ ) : ما شُطِبَ من جَرِيد النَّخْل ، وهو ( السَّعَفَةُ الخَضْرَاءُ )
، شبَّهَتْهُ بِتِلك الشَّطْبَة لنَعْمَتِه واعْتِدَال شَبَابِهِ ، وقيل : أَرادَت
أَن مَهْزولٌ كأَنَّه سَعَفَةٌ في دِقَّتِها ، أَرادت أَنه قليل اللَّحْم دَقِيقُ
الخَصْرِ فَشَبَّهَتْه بالشَّطْبَ ، أَي مَوْضِعُ نَوْمِه دَقِيقٌ لنَحَافَتِه ،
وقِيلَ : أَرَادَتْ سَيْفاً سُلَّ من غِمِدْه . والمَسَلُّ : مَصْدَرٌ بِمَعْنَى
السَّلِّ أُقِيمَ مُقَام المَفْعُولِ أَي كمَسْلُول الشَّطْبَة يَعْنِي ما سُلَّ
من قِشْرِه أَو غمده . ( و ) قال أَبو سَعِيد : الشَّطْبَةُ : ( السَّيْفُ ) ،
أَرادت أَنه كالسَّيْفِ يُسلُّ من غِمْدِه ، كما قال العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ
يَرْثِي أَبَا الحَجْنَاء :
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وأَبَاجِلُه
____________________
(3/129)
( و ) الشِّطْبَةُ بالفَتْح و ( بالكَسْرِ : الجَارِيَةُ الحَسَنَةُ ) التَّارَّةُ
( الغَضَّةُ ) ، وقيل : هي ( الطَّوِيلَةُ ) ، والكَسْر عن ابن جِنِّي ، قال :
والفَتْحُ أَعْلَى .
وغُلَامٌ شَطْب : حَسَنُ الخَلْق ، لَيْسَ بِطَوِيلٍ ولا قَصِيرٍ .
ورجُلٌ مَشْطُوبٌ ومُشَطَّبٌ إِذا كَانَ طوِيلاً .
( والفَرَسُ ) الشِّطْبَةُ : هي ( السَّبْطَةُ اللَّحْمِ ) بسكون الموحدة
وكفَرِحَة ، وقيل : هي الطَّويلَة ( ويُفْتَح ) ، والكَسْرُ لغة ولا يُوصَفُ بِهِ
المذكر .
( و ) الشِّطْبَةُ بالكَسْرِ : ( طَرِيقُ السَّيّفِ ) في مَتْنِه ( كالشُّطْبَة
بالضَّمِّ ) والشَّطْبَة بالفتْح .
( و ) شُطَبَة ( كَهُمَزَة ) وهو نَادِر ، وقيل : هو جَمْع كَرُطَب وَرُطَبَة .
( ج شُطُبٌ وشُطُبٌ كغُرَف وكُتُب ) . قال شَيْخُنا نَقْلاً عن شُرُوحِ الفَصِيح :
ظَاهِرُه أَنهما جَمْعَان لمُفْردٍ وَاحِدٍ . وقال الفَرَّاءُ ؛ إِنَّهُمَا
لُغتَان ، فالشُّطُب كأَنَّه وَاحِدٌ كالحُلُم ، الشُّطَبُ كأَنه جَمْعُ شُطْبَة
كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ . وصَرِيحُ كَلَامِ ابْنِ هِشَامٍ اللَّخْمِيِّ أَنَّ كُلَّ
وَاحِدٍ منهما جَمعٌ لمُفْردٍ لَفْظُه غَيْرُ لَفْظِ الآخر ، فالشُّطُب ، بضمتين ،
جَمْعُ شَطِيبَة كصَحِيفَة وصُحُفٍ وأَما الشُّطَب ، بفتح الطاء ، فجمْعُ
الشُّطْبَة فانْظُرْه مَعَ كَلَامِ المُصَنِّفِ .
( وسَيْفٌ مُشَطَّبٌ كمُعَظَّم ومَشْطُوبٌ : فِيهِ شُطَبٌ ) أَي طَرَائِقُ في
مَتْنِه ، ورُبَّمَا كَانَتْ مُرْتَفِعَةً ومُنْحَدِرَةً . ويقال : إِنَّه مَجَازٌ
؛ لأَنَّه شُبِّه بما يُقَدُّ من السَّنامِ طُولاً . وعن ابن شُمَيْل : شُطْبَةُ
السَّيْف : عَمُودُه النَّاشِزُ في مَتْنِه . وثَوْبٌ مُشَذَّبٌ : فِيهِ طَرَائِقُ
.
( و ) الشِّطْبَةُ بالكَسْرِ : ( القِطْعَةُ من سَنَمِ البَعِيرِ تُقْطَعُ طُولاً
) لِئَلَّا تَنْشَدِخَ ( كالشَّطِيبَةَ ) وكلّ قِطْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ أَيْضاً
تُسَمَّى شَطِيبَةً . وقِيلَ : شَطِيبَةُ اللَّحْم : الشَّرِيحَةُ مِنْه .
وشَطَّبَه : شَرَّحه . وَيُقَالُ شَطَبْتُ السَّنَامَ والأَدِيمَ أَشْطُبُه
شَطْباً . وقال أَبو زيد : شُطَبُ السنَّامِ : أَن تُقَطَّعَه قِدَداً ولا
تُفَصِّلَهَا ، وَاحِدُهَا شُطْبَةٌ ، وقالوا أَيْضاً : شَطِيبَة وجَمْعُها
شَطَائِب . وكُلُّ قِطْعَةِ أَدِيمٍ تُقَدُّ طُولاً شَطِيبَة
____________________
(3/130)
( وشَطَبَ ) السَّنَامَ والأَدِيمَ يَشْطُبُها
شَطْباً . ( قَطَعَ ) ، وشَطِيبَةٌ من نَبْعٍ يُتَّخَذُ مِنْهَا القَوْسُ .
( و ) شَطَبَ : ( مَالَ ) . وطَرِيقٌ شَاطِبٌ : مَائِلٌ . ( و ) شَطَبَ ( عَنْهُ :
عَدَلَ وبَعُدَ ) . يقال : شَطَبَ الدَّارُ . وعن الأَصْمَعِيّ : شَطَفَ وشَطَبَ ،
إِذَا ذَهَبَ وتَبَاعَدَ .
وفي النَّوَادِرِ : رَمْيَةٌ شَاطِفَةٌ وشَاطِبَةٌ وصائفَةٌ إِذَا زَلَّت عن
المَقْتَل . وفي الحَدِيث : ( فحَمَلَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى عَامِر بْنِ
الطُّفَيْل فطَعَنَ فشَطَب الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِه ) . هو من شَطَب بمَعْنَى
بَعُدَ . قال إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيُّ : شَطَبَ الرمْحُ عن مَقْتَلِه أَي لم
يَبْلُغُه ورُوِي عن الأَصْمَعِيّ : شَطَفَ وشَطَب إِذا عَدَلَ ومَالَ .
( والشَّطَائِبُ ) دونَ الكَرَانِيفَ ، الواحِدَةُ شَطِيبَة . والشَّطْبُ دُونَ
الشَّطَائِبِ حَكَاه ابن الأَعْرَابِيّ . والشَّطَائِب من النَّاسِ وغَيْرِهم : (
الفِرَقُ ) والضُّرُوب ( المُخْتَلِفَةُ ) . قال الرَّاعِي :
فَهَاجَ بِهِ لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى
شَطائِبُ شَتَّى من كِلَابٍ ونَابِلِ
( وناقَةٌ شَطِيبَةٌ : يَابِسَةٌ ) .
( وشَاطِبَةُ : د بالمَغْرِب ) بالإِنْدَلُس . مِنْهَا أَبو القَاسِم بنُ فِيرّهْ
صاحِب حِرْزِ الأَمَانِي . والقاضي أَبو بَكْر بْنُ العَربِيّ . والإِمَامُ
النَّظَّار أَبُو إِسْحَاق وغَيْرُهم ، وفِيهَا قِيلَ :
نِعْم مَلْقَى الرَّحْل شَاطِبَةٌ
لِفَتًى طَالَت بِهِ الرِّحَلُ
بلْدَةٌ أَوقَاتُها سَحَرٌ
وصَباً في ذَيْلِهِ بَلَلُ
ونَسِيمٌ عَرْفُه أَرِجٌ
ورِيَاضٌ غُصْنُها ثَمِلُ
____________________
(3/131)
ووجُوهٌ كُلُّها غُرَرٌ
وكَلَامٌ كُلُّه مَثَلُ
وقد تعرض لذكرها الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحمدُ المَقَّريّ في نَفْح الطِّيبِ
فَرَاجِعْه .
( و ) في الصَّحاح ( شَطِيبٌ ) كأَمِيرٍ : اسم ( جَبَل ) .
( و ) قال ابن منظور : رأَيت في حَوَاشي نُسْخَةٍ مَوْثوقٍ به هذا وَقع في النسخِ
. والذي أَورده الفارابيّ في دِيوَانِ الأَدَب ، والَّذِي رَوَاه ابْنُ دُرَيْد
وابْنُ فَارِس : شَطِب ( ككَتِف ) وهو جَبَلٌ ( آخَرُ ) مَعْرُوف . قال عَبِيدُ
بْنُ الأَبْرَص ، ويُرْوَى لأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَيْضاً :
كأَنَّ أَقرابَهُ لمَّا عَلَا شَطِباً
أَقرابُ أَبْلَقَ يَنْفِي الخَيْلَ رَمَّاحِ
وقال امرؤُ القَيْس :
عَفَا شَطِبٌ مِنْ أَهْلِه فغُرُورُ
فمَوْبُولَةٌ إِن الديارَ تَدُورُ
( والشَّطِيبِيَّةُ : مَاءٌ بأَجَإِ ) لِبَنِي طَيِّىء .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَرضٌ مُشَطَّبَةٌ كمُعَظَّمَةٍ : خَطَّ فِيهَا السيلُ
قَلِيلاً ) لَيْسَ بالكَثِيرِ .
( و ) الشَّطِيبِيَّةُ ( من البَرَاذِع : المُضَرَّبَةُ . وشِطَابُها ) بالكَسْرِ
: ما تُضَرَّبُ بِهِ .
( و ) عن أبي الفَرَجِ : ( الشَّطائِبُ الشَّدَائِدُ ) كالشَّصَائِبِ سواء شُطَابٌ
( كغُرَابٍ : نَخْلٌ لبَنِي يَشْكُرَ ) بالْيَمَامَة .
( والشَّطْبَتَان : من أَوْدِيَةِ الْيَمَامَة ) .
( وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْنِ والكَفَ : انْتَبَر ) أَي انْتَفَخَ ( مَتْنَاهُ
سِمَناً ) وتَبَايَنَت غُرُوزُه . وقال الجَعْدِيُّ :
مِثْلُ همْيَانِ العَذَارَى بَطْنُه
أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوب الكَفَلْ
( وانْشطَبَ المَاءُ وغَيْرُه : سَالَ ) . والانْشِطَابُ : السَّيَلَانُ .
والمُنْشَطِبُ : السَّائِلُ من المَالِ وغَيْرِهِ .
وَرَجُلٌ شَاطِبُ المحلِّ مثل شَاطِن . والمُنْشطِبُ : السَّائِلُ .
____________________
(3/132)
( والشَّوَاطِبُ ) من النساء ؛ ( الَّلائِي يَقْدُدْن الأَدِيمَ بَعْدَ مَا
يَحْلِقْنَه ) وفي نسخة يَخْلُقْنَه ، والَّلائِي يَشْقُقْنِ الخُوصَ ويَقْشِرْنَ
العَسِيب ليَتَّخِذْنَ منْه الحْصْرَ ثم يُلْقِينَها إِلى المُنَقِّيَاتِ . قال
قَيْسُ بن الخطيم :
تَرَى قِصَدَ المُرَّان تُلْقَى كأَنَّها
تَذَرعُ خِرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ
تقول مِنْه : شَطَبَتِ المرأَةُ الجَرِيدَة شَطْباً : شَقَّتْه فهي شَاطِبة
لتَعْمَلنه الحَصِيرَ . وعن الأَصمعي : الشَّاطِبَةُ : التي تَقْشِر العَسِيبَ ،
ثم تُلْقيه إِلى المُنَقِّيَةِ ( فتأْخُذُ كُلَّ شَيْء ) عَلَيْهِ بِسِكِّينِهَا
تى تتركه رَقِيقاً ، ثم تُلْقِيه الُنَقِّيَةُ إِلى الشَّاطِبَة ثَانِية . وعن ابن
السِّكّيت : الشَّاطِبَةُ : التي تَعْمَلُ الحَصِيرَ من الشَّطْبِ . والشُّطُوب :
أَن يُؤْخَذَ قِشْرُه الأَعْلَى ، قال وتَشْطُب وتَلْحَى وَاحِدٌ ، وسيأْتي ذلك في
( خرص ) وفي ( ذرع ) إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالى .
والشُّطْب بالضم : قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ الأَدْنَى .
ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
شَطَبٌ : موضِعٌ باليَمَن بالقُرْب من صَنعاء ، وتُضَاف إِلَيْه سَوْدَة ، وهي
قَرْيَةٌ عَامِرَة ، وقد نُسِب إِلَيْهَا جَمَاعَة من العلَمَاء والمُحَدِّثِين
والصُّوفِيَّة .
شعب : ( الشَّعْبُ كالمَنْع : الجَم 2 عُ . والتَّفْرِيقُ . والإِصْلَاحُ .
والإِفْسَادُ ) ، ضِدٌّ . صَرَّح به أَبو عُبَيْد وأَبُو زِيَادٍ . وقال ابْنُ
دُرَيْد : هذَا لَيْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ كُلُّ من المَعْنَيَيْنِ لُغَةٌ
لِقَوْم دُونَ قَوْم . وفي حَدِيثِ ابن عُمَر : ( شَعبٌ صَغِير من شَعْبٍ كَبِيرٍ
) أَي صَلاحٌ قَلِيلٌ مِن فَسَاد كَبِيرٍ . شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب .
وشَعَّبَه فَتَشَعَّبَ . وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْد لعَلِيّ بن الغَدِيرِ
الغَنَوِيِّ في الشَّعْبِ بمعنى التَّفْرِيقِ :
____________________
(3/133)
وإِذَا رَأَيْتَ المرءَ يَشْعَبُ أَمْرَه
شَعْبَ العَصَا ويَلِجُّ في العِصْيَان قال : مُرَادُه يُفرِّق أَمْرَهُ .
قال الأَصْمَعِيُّ : شَعَبَ الرجلُ أَمْرَه إِذَا شَتَّتَه وفَرَّقَه . وقَال
ابْنُ السِّكِّيت : في الشَّعْبِ : يَكُونُ ب 2 عْنَيَيْن ، يَكُونُ إِصْلَاحاً
ويكون تَفْرِيقاً . ( و ) الشَّعْبُ : ( الصَّدْعُ ) الذي يَشْعَبُه الشَّعَّابُ ،
وإِصْلَاحُه أَيْضاً الشَّعْبُ ، قاله ابن السِّكِّيت . وفي الحَدِيثِ : (
اتَّخَذَ مكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً ) . أَي مَكَان الصَّدْعِ والشَّقِّ الَّذِي
فِيه . والشَّعَابُ : المُلَئِّم وحِرْفَتُه : الشِّعَابَة . ( و ) الشَّعْبُ : (
التَّفَرُّقُ ) فالشَّيْءِ والجَمْعُ شُعُوبٌ . وفي حديثِ عَائِشَة رَضِيَ اللّهُ
عَنْهَا وَوَصَفَتْ أَبَاهَا : ( يَرْأَبُ شَعْبَهَا ) أَي يَجْمَعُ مُتَفرِّقَ
أَمْره الأُمَّةِ وكَلِمَتَهَا .
( و ) الشَّعْبُ : ( القَبِيلَةُ العَظِيمَةُ ) ، وقِيلَ : الحَيُّ العَظِيمُ
يَتَشَعَّبُ من القَبِيلَة ، وقِيلَ : هُوَ القَبِيَلة نَفْسُها والجمع شُعُوبٌ .
والشَّعْبُ : أَبو القَبَائل الَّذِي يَنْتَسِبون إِلَيْهِ أَي يَجْمَعُهُم
ويَضُمّهم ، وَفِي التَّنْزِيلِ : { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ
لِتَعَارَفُواْ } ( الحجرات : 13 ) . قال ابنُ عَبَّاسٍ في ذلِك : الشعُوب :
الجُمَّاعُ . والقَبَائِلُ : لبُطُونُ ؛ بُطُونُ العَرَب .
ونَقَلَ شَيْخُنَا عَنْ أَبِي عُبَيدٍ البَكْرِيِّ في شَرْحِ نَوَادِرِ أَبِي
عَلِيّ الْقَالِيّ : كُلُّ النَّاسِ حَكَى الشَّعْبَ في القَبِيلَةِ ، بالفتح .
وفي الجَبَل ( بالكَسْرِ ) إِلا بُنْدَار فإِنَّه رَوَاه عَنْ أَبِي عُبَيْدَة
بالعَكْسِ ، انْتَهى .
وحَكَى أَبُو عُبَيْد عَنِ ابْنِ الكَلْبِيّ عَنْ أَبِيهِ ، الشَّعْبُ : أَكْبَرُ
مِن القَبِيلَة ثم الفَصِيلَةُ ثم العِمَارَةُ ثُمَّ البَطْنُ ثُم الفَخِذُ .
قال الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيّ : الصَّحِيحُ في هذَا ما رَتَّبَه الزُّبَيْر بْنُ
بَكَّار ، وهو الشَّعْبُ ثُمَّ القَبِيلَةُ ثُمَّ الفَصِيلَة . وقد نَظَمَه
الزَّيْنُ العِرَاقِيّ ، وذَكَرَه ابْن رَشِيقٍ في العُمْدَةِ .
قال أَبو أُسَامَة : هذِه الطَّبَقَات على
____________________
(3/134)
تَرْتِيبِ خَلْقِ الإِنْسَان ، فالشَّعْبُ
أَعْظَمُهَا مُشْتَقٌّ من شَعْبِ الرَّأْسِ ، ثم القَبِيلَةُ مِنْ قَبِيلَة
الرَّأْسِ لاجْتِمَاعِهَا ، ثم العِمَارَةُ ، وَهِيَ الصَّدْرُ ، ثم البَطْنُ ، ثم
الفَخِذ ، ثُمَّ الفَصِيلَة ؛ وهِي السَّاقُ .
قلت : وقال شيخنا : وزاد بعضه العَشيرة فقال :
اقصهد الشَّعْبَ فَهُوَ أَكثر حَيَ
عَدَداً في الحِواء ثم القَبِيلَهْ
ثم يَتْلُوهُمَا العِمَارَةُ ثُمَّ الْ
بَطْن والفَخُذ بَعْدَها والفَصيلهْ
ثم من بعدها العَشِيرَة لكِن
هي في جَنْبِ ما ذكَرْنَا قَلِيلَه
قال : ونَظَمَهَا الشَّاذِلِيّ مع زِيَادَة ضَبْطِهَا فَقَالَ :
شَعْبٌ بفَتْح الشِّينِ القَبِيلَهْ
مِنْ بَعْدِها عِمَارةٌ أَصِيلَهْ
وهْي بِكَسْرِ العَيْنِ تُرْوَى ثُمَّ قُلْ
بَطْنٌ وفَخْذ بَعْدَها ولا تَحُلْ
وسَادِسٌ فَصِيلَةٌ تَرْوِيه
وَهْيَ الْعَشِيرةُ الَّتِي تَلِيه
وقرأْتُ في نفْحِ الطِّيب لأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد المَقَّرِيّ مَا نَصه : وقَالَ
العَلَّامَة مِحَمَّد بنُ عَبْد الرَّحْمن الغَرْنَاطِيّ الشَّعْبُ ثم قَبِيلَةٌ
وعِمَارَة :
الشَّعْبُ ثم قَبِيلَةٌ وعِمَارَة
بَطْنٌ وفخْذٌ فالفَصِيلَة تَابِعَه
فالشَّعْب مُجْتَمَعٌ القبِيلَةِ كُلّهَا
ثُمَّ القَبيلَة لِلْعِمَارَةِ جامَعَهُ
والبَطْنُ تجْمَعُه العَمَائِر فاعْلَمَنْ
والفَخْذَ تَجْمَعَه البُطُونُ الوَاسِعَهْ
والفَخْذُ يَجْمَع لِلْفَصَائِل هَاكَها
جَاءَت على نَسَقٍ لَهَا مُتَتَابِعَهْ
فخُزَيْمَةٌ شَعْبٌ وإِن كِنَانَةً
لَقَبِيلَةٌ مِنْهَا الفَضَائِلُ نَابِعَهُ
وقُريْشُها تُسْمَى العِمَارَةَ يا فَتى
وقُصَيُّ بَطْنٌ للأَعَادِي قَامِعَهْ
ذَا هَاشِمُ فَخِذٌ وَذَا عَبَّاسُهَا
كَنْزُ الفَصِيلَةِ لا تُنَاطُ بِسَابِعَه
قلت : ومِثْلُه في المِصْبَاح وغَيْرِه مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَة .
( و ) الشَّعْبُ : ( الجَبَلُ ) هَكَذَا في النُّسَخِ ، وَصَوَابُه الجِيلُ (
بِكَسْرِ الجِيمِ واليَاءِ التَّحْتِيَّة السَّكِنَة ) كما في غَيْره وَاحِدَةٍ من
الأُمَّهَاتِ .
قال ابُنُ مَنْظُور : والشَّعْبُ : ما تَشَعَّبَ
____________________
(3/135)
مِنْ قَبَائِلِ العَرَب والعَجَم ، وكُلُّ جِيلٍ
شَعْبٌ . قَال ذُو الرُّمَّة :
لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلِي جِدَّةً أَبداً
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِداً شُعَبُ
والجَمْعُ كالجَمْعِ . ونَسَبَ الأَزْهَرِيّ الاستِشّهَادَ بهذا البَيتِ إِلى
اللَّيْثِ .
وسَيَأْتِي ذِكْرُ الشَّعْبِ واخْتِلَافهم فِيه . وقَدْ غَلَبَت الشُّعُوبُ
بلَفْظِ الجَمْع عَلَى جِيلِ العَجَم كما سَيَأْتِي أَيْضاً فَاتَّضَح بِذَلِكَ
أَن نُسْخَةَ الجَبَل خَطَأٌ .
( و ) الشَّعْبُ : ( مَوْصِلُ قَبَائِل الرَّأْسِ ) ، وهو شَأْنُه الَّذِي يَضُمُّ
قَبَائِلَه . وفي الرَّأْسِ أَربَعُ قَبائِل ، وأَنشد :
فإِن أَوْدَى مُعَاوِيَةُ بن صَخْر
فَبَشِّرْ شَعْب رَأْسِكَ بانْصِدَاعٍ
( و ) الشَّعْبُ : ( البُعْدُ ) . يقال : شَعْبُ الدَّارِ أَي بُعْدُها . قال
قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ :
وأَعْجَلُ بالإِشْفَاقِ حَتَّى يَشِفَّنِي
مَخَافَة شَعْبِ الدَّارِ الشَّمْلُ جَامِعُ .
( و ) الشَّعْبُ : ( البَعِيدُ ) . يقال : ماءُ شَعْبٌ أَي بَعِيدٌ والجَمْعُ
شُعُوبٌ .
وانْشَعَبَ عَنِّي فُلَانٌ : تَبَاعَدَ . وشَاعَبَ صاحِبَه : باعَدَه . قَالَ :
وسِرْتُ وفي نَجْرَانَ قَلْبِي مُخَلَّفٌ
وجِسْمِي ببَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
( و ) الشَّعْبُ : ( بَطْنٌ من هَمْدَانَ ) . وقال الفَرَّاء : حَيٌّ مِنَ الينِ .
وإِلَيْهِ نُسِبَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الفقيهُ المَشْهُورُ ، قاله ابْنُ
فَارِس والأَزْهَرِيّ والفَارَابِيّ ، وسَيَأْتِي بَيَانُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ .
وقيل : شَعبٌ : جَبَلٌ باليَمَن ، وهو ذُو شَعْبَيْن نَزَلَهُ حَسَّانُ بْنُ
عَمْرو الحِمْيَرِيُّ وَوَلَدُه فنُسِبُوا إِلَيْه ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُم
بالكُوفَةِ يقَالُ لَهُم شَعْبِيُّون ، مِنْهُم عَامِرٌ الشَّعْبِيّ وعِدَادُه في
هَمْدَان ، ومَنْ كَان منهم بالشَّامِ يُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِيُّون ، ومَنْ
كَانَ مِنْهُم باليَمَن يُقَالُ لَهُم آلُ هي شَعْبَيْن ، ومَنْ كان مِنْهُم
بالشَّامِ يُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِيُّون ، ومَنْ كَانَ مِنْهُم باليَمَن
يُقَالُ لَهُم آلُ ذِي شَعْبَيْن ، ومَنْ كان مِنْهُم بِمِصْر المَغْرِبِ يُقَالُ
لَهُم لأُشْعُوبُ . كذا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) الشِّعْبُ ( بالكَسْرِ : الطَّرِيقُ في
____________________
(3/136)
الجَبَل ) ، قد أَنْكَرَه شَيْخُنَا ، وَهُوَ فِي
لِسَانِ العَرَب وغَيْرِه من الأُمَّهَاتِ .
( و ) قال ابن شُمَيْلٍ : الشِّعْبُ ( مَسِيلُ المَاءِ في بَطْنِ أَرضٍ ) لَهُ
حَرْفان مُشْرِفَان ، وعَرْضُه بَطْحَةُ رَجُل إِذَا انْبَطَح ، وقد يَكُون بَيْن
سَنَدَيْ جَبَلَيْنِ . ( أَو ) الشِّعْبُ هُوَ ( ما انْفَرَجَ بَيْنَ الجَبَلَيْن
) .
( و ) الشِّعْب : ( سِمَةٌ لِلْإِبِل ) لبَنِي مِنْقَرٍ كهَيْئةِ المِحْجَنِ ،
قاله الجَوْهَرِيّ .
وعن ابن شُمَيْل : الشِّعَابُ : سِمَةٌ في الفَخِذ في طُولِهَا خَطَّانِ يُلَاقَى
بين طَرَفَيْهِمَا الأَعْلَيَيْنِ ، والأَسْفَلان مُتَفَرِّقَان . وأَنْشد :
نَارٌ عَلَيْهَا سِمَةُ الغَوَاضِرْ
الحَلْقَتَانِ والشِّعَابُ الفَاجِرُ
وقال أَبو عَلِيَ في التَّذْكِرَةِ : الشَّعْبُ : وَسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسْفَلُه
مُتَفَرِّقٌ ( أعلاه ) .
وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : هو سِمَةٌ في العُنُق كالمِحْجَنِ ، نَقَله شيخنا
.
ورأَيتُ في هَامِشِ نُسْخَة لِسَانِ العَرَب : الشَّعْب : سِمَةٌ ، بكَسْر الشِّين
وفَتْحِها .
( وَهُوَ ) أَي الجَمَلُ ( مَشْعُوبٌ ) . وإِبِلٌ مُشَعَّبَةٌ : مَوْسُومٌ بها .
( و ) الشِّعْبُ : ( ع ) .
( و ) الشَّعَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : بُعْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْن ) والفِعْلُ
كالفِعْل .
( و ) الشَّعَبٌ : تَبَاعُدُ ( مَا بَيْنَ القَرْنَيْن ) ، وقَدْ ( شَعِبَ كفَرِح
) شَعَباً ، وهُوَ أَشْعَبُ . وظَبْيٌ أَشْعَبُ بَيِّنُ الشَّعَبِ إِذا تَفَرَّقَ
قَرْنَاه فَتَيَايَنَا بَيْنُونَةً شَدِيدَةً وكَانَ مَا بَيْنَ قَرْنَيْه
بَعِيداً جِدًّا ، والجَمْعُ شُعْبٌ . وتَيْسٌ أَشْعَبُ ، وعَنْزٌ شَعْبَاءُ .
( والشَّاعِبَان : المَنْكِبَان ) لتَبَاعدِهِمَا ، يمانية .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الشعَبُ كَصُرَدِ : الأَصَابِعُ ) . يقال : قَبَضَ
عَلَيْهِ بِشُعَبِ يَدِه : أَصَابِعِهِ . واغْرِزِ اللحْمَ في شُعَب السَّفُّودِ ،
كَذَا في الأَسَاس .
( والشَّعِيبُ ) كأَمِيرٍ : ( المَزَادَةُ )
____________________
(3/137)
المَشْعُوبَةُ ( أَو ) هِيَ الَّتِي ( من
أَديمَيْن ) وقِيلَ : مِنْ أَدِيمَين يُقَابَلَان لَيْسَ فِيهِما فِئامٌ فِي
زَوايَاه 2 ا . والفِئَامُ في الْمَزَايِد : أَن يُؤْخَذَ الأَدِيمُ فيُثنَى . ثم
يُزَادَ في جَوَانِبِها ما يُوَسِّعُها . قال الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلاً تَرْعَى في
العَزِيبِ :
إِذا لَمْ تَرُحْ أعدَّى إِلَيْهَا مُعَجِّلٌ
شَعِيبَ أَدِيم ذَا فِرَاغَيْنِ مْتْرَعا
يعني ذا أَدِيمَيْن قُوِبلَ بينهما وقيل : التي تُفْأَمْ بِجِلْدٍ ثالِثٍ بَيْنَ
الجِلْدَيْن لتَتَّسِعَ . وقِيلَ : هِي التي من قِطْعَتَيْن شُعِبَتْ إحْدَاهُمَا
إِلَى الأُخْرَى أَي ضُمَّت . ( أَو ) هِيَ ( المَخْرُوزَةُ مِنْ وَجْهَيْن )
وكُلُّ ذلِكَ من الجَمْع . ( و ) الشَّعِيبُ أَيضاً : ( السِّقَاءُ البَالِي )
لأَنَّه يُشْعَبُ .
( ج ) أَي جَمْعُ كُلّ ذَلِك شُعُب ( كَكُتُبٍ ) .
وفي لِسَانِ العَرَب : الشَّعِيبُ والمَزَادَةُ والرَّاوِيَة السَّطِيحَةُ شَيْء
واحد ، سُمِّي بِذلكِ لأَنَّه ضُمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْض . وفي قَوْلِ المَرَّارِ
يَصِفُ نَاقَةً :
إِذا هِيَ خَرَّتْ خَرَّ مِنْ عَنْ يَمِينِهَا
شَعِيبٌ بِهِ إِجْمَامُهَا ولُغُوبُهَا
يَعْنِي الرَّحْلَ ؛ لأَنَّه مَشْعُوبٌ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ أَي مَضُمُومٌ .
( والشُّعْبَةُ بالضَّمِّ : ما بَيْنَ القَرْنَيْن ) لتَفْرِيقِهِما بَيْنَهُمَا (
و ) ما بَيْن ( الغُصْنَيْن ) ومثله في الأَساس .
( و ) الشُّعْبَة : الفِرْقَةُ و ( الطَّائِفَةُ من الشَّيْءِ ) . وفي يَدِه
شُعْبَةُ خَيْرٍ مَثَلٌ بِذلِكَ . ويقال : الشْعَبْ لِي شُعْبَةً مِنَ الْمَالِ
أَي أَعْطِنِي قِطْعَةً مِنْ مَالِك . وفي يَدِي شُعْبَةٌ مِنْ مَالٍ . وفي الحديث
: ( الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمان ) أَي طَائِفَةٌ مِنْه وقِطْعَة . وَفي
حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُود : ( الشَّبَابُ ) شُعْبَةٌ من الجُنُونِ ) وقَوْلُه
تَعَالَى : { إِلَى ظِلّ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ } ( المرسلات : 30 ) . قال ثَعْلَب :
يقال : إِنَّ النارَ يَوْمَ القِيَامة تنفَرِق ( إِلى ) ثَلَاث فِرَق فكُلَّمَا
____________________
(3/138)
ذَهَبُوا أَنْ يَخْرُجُوا إِلى مَوْضِعٍ
رَدَّتْهُم . ومعنى الظِّلِّ هُنَا أَنَّ النَّارَ أَظَلَّتْه لِأَنَّه لَيْسَ
هنَاك ظِلّ ، كذا في لسان العَرَب .
( و ) الشُّعْبَةُ من الشَّجَرِ : ما تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِها . قَالَ لَبِيدٌ
:
تَسْلُبُ الكَانِسَ لم يُؤْرَها
شُعْبَة السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ
وتَشَعَّبَ أَغْصَانُ الشَّجَرَة وانْشَعَبَت : انْتَشَرت وتَفَرَّقَتْ . وشُعْبَة
: غُصْن من أَغْصَانِها وقيل : الشُّعْبةُ : ( طَرَفُ الغُصْنِ ) ، وَهُوَ مَجَاز
. وشُعَبُهُ : أَطْرَافُه المُتَفَرِّقَةُ ، وكُلُّه رَاجِع إِلىَ مَعْنَى
الافْتِرَاقِ ، وقِيلَ : مَا بَيْنَ كُلِّ غُصْنَيْن شُعْبَة . ويُقَالُ : هَذِه
عَصا فِي رَأْسِهَا شُعْبَتَان . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمَاعِي مِن الْعَرَبِ عَصا
في رَأْسِها شُعْبَان ، وبغَيْر تَاءٍ ، كَذَا قَالَه ابْنُ مَنْظُور .
وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَازِ : أَنَا شُعْبَةٌ مِنْ دَوْحَتِكَ وغُصْنٌ مِنْ
سَرْحَتِك .
( و ) الشُّعْبَةُ : ( المَسِيلُ في ) ارتِفَاع قَرَارَة ( الرَّمْلِ ) .
والشُّعْبَةُ : المَسِيلُ الصَّغيرُ . يقال : شُعْبَ حافِلٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ
سَيْلاً .
( و ) الشُّعْبَةُ : ( مَا صَغُرَ مِنَ ) وفي نسخة عَنِ ( التَّلعَةِ ) . ( و )
قِيلَ : ( ما عَظُمَ من سوَاقِي الأَوْدِيَةِ ) . وقِيلَ : الشُّعْبَةُ : ما
انْشَعَبَ من التَّلْعَةِ والوَادِي أَي عَدَلَ عَنه وأَخَذَ في طَرِيقٍ غَيرِ طَرِيقِه
فتِلْكَ الشُّعْبَةُ . ( و ) الشُّعْبَةُ : ( صَدْعٌ في الجَبَلِ يَأْوِي إِلي
المَطَرُ ) ، كذا في النُّسَخِ وصَوَابُه الطَّيْرُ ، كَذَا في لِسَانِ العَرَب
وزَادَ وَهُوَ مِنْهُ . ( ج ) أَي جَمْعُ الكلِّ ( شُعَبٌ وشِعَابٌ ) الشُّعْبَة :
دون الشِّعْبِ . ( و ) من المَجَاز : ( شُعَبُ الفَرَسِ ) وأَقْطَارُه : (
نَوَاحِيهِ كُلُّهَا ) . قال دُكَيْنُ بْنُ راءٍ :
أَشَم خِنْذِيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ
يَقْتَحِمُ الفَارِسَ لولا قَيْقَبُهْ .
____________________
(3/139)
( أَو ) الشُّعَبُ : ( ما أَشْرَفَ مِنْهَا ) أَي نَواحِيه . وفي بَعْضِ النُّسَخ
مِنْهُ ، فالضَّميرُ للْفَرَس ، المُرَادُ بما أَشْرَفَ مِنْه كالعُنُق والمَنْسِج
والحَجَبَات . وشُعَبُ الدَّهْرِ : حالَاتُه ، قَالُه اللَّيْث . وأَنْشَدَ قَوْلَ
ذِي الرُّمَّة المُتَقَدِّم الَّذِي هُوَ :
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَ
وفَسَّرَهُ فَقَال : أَي ظَنَنْتُ أَن لا يَنْقَسِم الأَمْرُ الوَاحِدُ إِلَى
أُمُورٍ كَثِيرَة . قال الأَزْهَرِيُّ : ولم يجوِّد الليثُ في تَفْسِير البَيْتِ ،
ومَعناهُ أَنَّه وَصَفَ أحْيَاءً كانوا مُجْتَمِعِين في الرَّبِيعِ ، فلما
قَصَدُوا المَحَاضِرَ تَقَسَّمَتْهُم المِيَاهُ . وشُعَبُ القَوْمِ : نِيَّاتُهُم
في هَذَا البَيْت ، وكانت لِكُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم نِيَّةٌ غيرُ نِيَّةِ
الآخَرِينٍ فَقَالَ : ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِيَّاتٍ مُخْتَلِفةً تُفَرِّقُ
نِيَّةً مُجْتَمِعَةً ، وذَلِكَ أَنَّهم كَانُوا في مُنْتَوَاهُم ومُنْتَجَعِهم
مُجْتَمِعِين عَلَى نِيَّةٍ وَاحِدَة ، فلما هَاجَ العُشْبُ ونَشَّتِ الغُدْرَانُ
تَوَزَّعَتْهم المَحَاضِرُ وأَعْدَادُ المِيَاهِ ، فهذا مَعْنَى قَوْله :
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
انْتَهَى من لِسَانِ العَرب .
ومن المجاز : نُوَبُ الزَّمَانِ وشُعَبُه : حَالَاتُه ، كَذَا فِي الأَسَاسِ .
( وَشَعُوبُ : قَبِيلَةٌ ) . قال أَبو خِرَاش :
مَنَعْنَا من عَدِيِّ بني حُنَيْفٍ
صِحَابَ مُضَرِّسٍ وابْنَىْ شَعُوبا
فأَثْنِوا يا بَنِي شِجْعٍ عَلَيْنَا
وحَقُّ ابْنَيْ شَعُوبٍ أَن يُثِيبَا
قال ابنُ سِيدَه : كَذَا وَجَدْنَا شَعُوبٍ مَصُرُوفاً في البَيْتِ الأَخِير . ولو
لم يُصْرَف لاحْتَمَل الزِّحَافَ .
( و ) شَعُوبُ : اسْمُ ( المَنِيَّةِ ) ، ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بِغَيْره أَلِفٍ
ولَامٍ ( كالشَّعُوب ) مَعْرِفةً ، وقد أَنْكَرَه جَمَاعَةٌ وعَدُّوه مِنَ
اللَّحْنِ .
وفي الصَّحَاح : الشُّعْبَةُ : الفرْقَةُ . تقُولُ : شَعَبَتْهُم المَنِيَّةُ أَي
فَرَّقَتْهُم ، ومِنْه : سُمِّيَتِ المَنِيَّةُ شَعُوبَ ، وهي مَعْرِفَةٌ لا
تَنْصَرِفُ ولا يَدْخُلُها الأَلِفُ والَّلامُ .
وفي لِسَانِ العَرَبِ : وقِيلَ : شَعُوبُ
____________________
(3/140)
والشَّعُوبُ كِلْتَاهُمَا المَنِيَّة لأَنَّه
تُفَرِّقُ . أَما قَوْلُهم فيها شَعُوبُ ، بغير لام ، والشَّعُوبُ ، باللام ، فقد
يُمْكِن أَن يَكُونَ في الأَصْل صِفَةً لأَنَّه من أَمْثِلَة الصَّفَاتِ
بِمَنْزِلَة قَتُول وضَرُوب ، وإِذَا كَانَ كَذَلِك فَالَّلام فِيه بمَنْزِلَتها
في العَبَّاسِ والْحَسَن والحَارِث . ويُؤَكِّد هَذَا عِنْدَك أَنَّهم قَالُوا في
اشْتِقَاقِها إنَّمَا سُمِّيت شَعُوب لأَنَّها تَشْعَبُ أَي تُفَرِّقُ وهذا
المَعْنَى يُؤَكِّد الوَصْفِيَّة فِيها ، وهَذَا أَقْوَى من أَن تُجْعَلَ الَّلامُ
زَائِدَةً . ومن قَالَ شَعُوبُ ، بِلَا لَامٍ ، خَلَصَتْ عِنْدَه اسْماً صَرِيحاً
، وأَعْرَاهَا في اللَّفْظِ من مَذْهَبِ الصَّفَة ، فلِذَلِكَ لم يُلْزِمْهَا
الَّلام كما فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ قَالَ : عَبَّاس وحَارِث إلَّا أَنَّ رَوَائِح
الصَّفَةِ فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وإِنْ لم تَكُنْ فيه لَامٌ ، أَلَا تَرَى أَنَّ
أَبَا زَيْد حَكَى أَنهم يُسَمونَ الخُبْزَ جَابِرَ بْنَ حَبَّةَ ؛ وإِنَّما
سَمَّوْه بِذَلِك لأَنه يَجْبُر الجَائِع ، فَقَدْ تَرَى مَعْنَى الصَّفَة فِيه
وإِنْ لَمْ تَدْخُلْه الَّلامُ . ومِنْ ذَلِكَ قَوْلُهم : وَاسِطٌ قال سِيبَوَيْهِ
: سَمَّوْهُ واسِطاً ؛ لأَنَّه وَسَطَ بَيْنَ العِرَاقِ والبَصْرَةِ ، فمَعْنَى
الصِّفَةِ فِيهِ وإِن لمْ يَكُن في لَفْظِه لَامٌ ، انْتَهَى .
ويُقَالُ : أَقَصَّتُه شَعُوبُ إِقْصَاصاً إِذَ أَشْرَف على المَنِيَّة ثم نَجَا .
وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ : ( فما زِلْتُ وَاضِعاً رِجْلِي عَلَى خَدِّه حَتَّى
أَزَرْتُه شَعُوبَ ) أَي المَنِيَّة . وأَزَرْتُه مِنَ الزِّيَارَة . وقَال
نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الأَسَدِيُّ :
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِهِ وبِمَالِه
إِن المَنَايا للِرِّجَالِ شَعُوبُ
( و ) شَعُوبُ : ( ع باليَمَن ) . وفي التكملة قَصْرٌ باليَمَن .
( وشَعَبَ كمنَعَ : ظَهَرَ ) ، ومِنْه سُمِيّ الشّهْرُ كَمَا سَيَأْتِي .
( و ) شَعَبَ ( البَعِيرُ ) : يَشْعَب شَعْباً ( اهْتَضَم الشجرَ مِنْ أَعْلَاهُ )
. قال ثَعْلَبٌ : قَالَ النَّضْر بنُ شُمَيْل : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا
حِجَازِيًّا بَاعَ بَعِيراً لَهُ يَقُولُ : أَبِيعُك هو يَشْبَعُ عَرْضاً وشَعْباً
. العَرْضُ : أَن يَتَنَاوَلَ الشَّجَر مِنْ أَعْرَاضِهِ .
____________________
(3/141)
( و ) شَعَبَ ( فُلَاناً : شَغَلَه ) . يقال : ما شَعَبَكَ عَنِّي ، أَي مَا
شَغَلَك .
( و ) شَعَبَ الأَمِيرُ رَسُولاً إِلَيْه : أَرْسَلَه ) .
( و ) شَعَبَ ( اللِّجَامُ الْفَرَسَ ) إِذا ( كَفَّه عَنْ جِهَةِ قَصْدِهِ ) ولم
يَدَعْه يَمْضِي عَلَى جِهَتِه . قال دُكَين :
شَاحِيَ فِيهِ واللِّجَامُ يَشْعَبُه
وفي الشِّمَالِ سَوْطُه ومِخْلَبُه
( و ) شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً إِذَا ( صَرَفَه ) .
( و ) شَعَبَ ( إِلَيْهِم ) في عَدَدِ كَذَا : ( نَزَعَ وفَارَق صَحْبَه ) .
( وشَعْبَانُ : قَبِيلَة . و : ع بالشّأم ) .
في لسان العرب : شَعْبَان : بَطْنٌ من هَمْدَان تَشَعَّب مِن الحيَمَن . إِلَيْهم
يُنْسَبُ عَامِ الشَّعْبِي على طَرحِ الزَّائد . وقد تَقَدَّم أَنَّ مَنْ نَزَلَ
الشَّأم مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ بْنِ عَمْرو الحِمْيَرِيِّ يُقَال لهن :
الشَّعْبَانِيُّون .
( و ) شَعْبَان : ( شَهْرٌ م ) بَيْنَ رَجَب ورمضَان . ( ج شَعْبانَاتٌ
وشَعَابِينُ ) كرمَضَانَ ورَمَاضِين . قَالَه يُونُس . ثم ذَكَر وَجْه
التَّسْمِيَة فَقَال : ( مِنْ تَشَعَّبَ ) إِذَا ( تَفَرَّقَ ) كَانُوا
يَتَشَعَّبُون فِيه في طَلَبِ المِيَاه ، وقِيلَ في الغَارَاتِ . وقَالَ ثَعْلَبٌ
: قال بَعْضُهُم : إِنَّما سُمِّي شَعبَانُ شَعْبَاناً لِأَنَّه شَعَبَ أَيظَهَرَ
بَيْنَ شَهْرَيْ رَمَضَان وَرَجَب . ( كانْشَعَبَ ) الطَّرِيقُ إِذَا تَفَرَّقَ ،
وكَذَلِك أَغصانُ الشجرة . وانْشَعَبَ النهرُ وتَشَعَّبَ : تَفَرَّقَتْ مِنْه
أَنْهَارٌ . ( و ) الزرعُ يَكُونُ عَلَى وَرَقِه ثُمَّ يُشَعِّبُ . وشَعَّبَ
الزَّرْعُ وتَشَعَّب ؛ ( صَارَ ذَا شُعَبٍ ) أَي فِرَقٍ .
( وأَشْعَبَ ) الرجلُ إِذا ( مَاتَ كانُشَعَب ) ع ( وْ فَارَق فِرَاقاً لا
يَرْجِعُ ) وقد شَعَبَتُه شَعُوبُ تَشْعَبُه فأَشْعَبَ ( كشَعَّبَ ) مَضْبُوطٌ
عِنْدَنَا في النّسخ ، بالتَّشْدِيدِ . وفي بَعْض كمَنَ ، ومِثْلُه في لسان العرب
. قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ :
أَقَامَتْ بِهِ مَا كَانَ في الدَّارِ أَهْلُهَا
وَكَانُوا أُنَاساً مِنْ شَعُوبَ فَأَشْعَبُوا
تَحَمَّلَ مَنْ أَمْسَى بِهَا فَتَفَرَّقُوا
فَرِيقَيْن مِنْهُم مُصْعِدٌ ومُصَوِّبُ
قال ابن بَرِّيّ : صَوَابُ إِنْشَادِه على
____________________
(3/142)
مَا رُوِي في شِعْرِه ؛ وَكانُوا شُعُوباً مِنْ
أُنَاسٍ أَي مِمَّن تَلْحَقهُ شَعُوبُ ، ويُرْوَى مِنْ شُعُوبٍ أَي كَانُوا مِنَ
النَّاسِ الَّذِينَ يَهْلِكُونَ فَهَلَكُوا ، انتهى .
ويقال للمَيِّت : قَدِ انْشَعَبَ . قال سَهُمٌ الغَنَوِيّ :
حَتَّى تُصَادِف مَالاً أَو يُقَالَ فَتًى
لَاقَى الَّتِي تَشعَبُ الفِتْيَان فَانْشَعَبَا
ونَسَبَهُ الصَّاغَانِي إِلى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ .
( والمَشْعَبُ : الطَّرِيقُ ) . ( و ) المِشْعَبُ ( كمِنْبَر : المِثْقَبُ )
يُشْعَبُ به الأَنَاءُ أَيْ يُصْلَحُ . والشَّعَّابُ : المُلَئِّمُ ، وحِرْفَتُه
الشِّعَابَةُ .
( وَشَاعَبَهُ ) وشَاعَبَ صاحِبَهُ إِذَا ( بَاعَدَه ) . قَالَ :
وسِرْتُ وَفِي نَجْرَانَ قَلْبِي خَلَّفٌ
وجِسْمِي بَبَغْدَاذِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
( و ) شَاعَبَ فلانٌ الْحَيَاةَ ، وشَاعَبَتْ ( نَفْسُه : مَاتَ ) أَي زايَلَتِ
الْحَيَاة وذَهَبَتْ . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
وَيَبْتَزُّ فِيهِ المَرْءُ بَزَّ ابْنه عمِّه
رَهِيناً بكَفَّيْ غَيْرِه فَيُشَاعِبُ
يُشَاعِبُ : يُفَارِق أَي يُفَارِقُهُ ابْنُ عَمِّه فَبَزُّ ابْنِ عَمِّه :
سِلَاحُه . يَبْتَزّه : يأْخُذُه .
( كانُشَعَبَ ) وقد تَقَدّم . ( وانْشْعَبَ ) عَنِّي فُلَانٌ : ( تَبَاعَدَ ) .
( و ) شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب : ( انْصَلَح ) . ويُقَالُ : أَشْعَبَه
فِيمَا يَنْشَعِب أَي يَلْتَئمُ ، ويُسَمَّى الرحْلُ شَعِيباً كما يأَتي .
وانْشَعَبَ أَيْضاً إِذَا ( تَفَرَقَ كتَشَعَّبَ في الكُلِّ . مِمَّا ذكر .
( والشَّعُوبِيُّ ) بالفَتْح : ( ة باليَمَنِ ) . وقال أَبُو عُبَيْد : قَصْرٌ
باليَمَن ، وقِيلَ : بَسَاتِينُ بظَاهِرِ صَنْعَاءَ . وقَال الصَّاغَانِيُّ بئر
الشَّعُوبيّ : قَرْيَةٌ من مِخْلَاف سِنْجان ( وبالضَّمِّ : مُحْتَقِرُ أَمْرِ
العَرَب ) . قال ابنُ مَنْظُور : وقد غَلَبت الشُّعُوبُ بلَفْظه الجَمْع على جِيلِ
العَجَم حَتى قِيلَ
____________________
(3/143)
لمُحْتَقِر أَمْرِ العَرَب شُعُوبِيٌّ ،
أَضَافُوا إِلَى الجَمْع لغَلَبَتِهِ على الجِيلِ الوَاحِدِ كقَوْلِهم :
أَنْصَارِيٌّ . ( وهم الشعُوبِيَّةُ ) ؛ وهم فِرقَة لا تُفَضِّل العَرَبَ عَلَى
العَجَم ، ولا تَرَى لَهُم فَضْلاً عَلَى غَيْرِهِم . وأَمَّا الَّذي في حَدِيثِ مَسْرُوقٍ
( أَنَّ رَجُلاً مِنَ الشعُوبِ أَسْلَمَ ، فكَانَت تُؤْخَذُ مِنه ) . قال ابْن
الأَثيرِ : الشُّعُوبُ ها هُنَا العَجَم ، وَوَجْهُه أَنَّ السَّعْبَ ما تَشَعَّبَ
مِنْ قَبَائِل العَرَبِ أَو العَجَم فخُصَّ بأَحَدِهما ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ
جَمْعَ الشعُوبِيّ كقَوْلِهِم : اليَهُودُ والمَجُوسُ في جَمْعِ اليَهُوديِّ
والمَجُوسِيّ .
( وشِعْبَانِ بالكَسْر ) بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة : ( مَاءٌ لِبَنِي أَبِي بَكْر
بْنِ كِلَاب ) . ( و ) شُعْبٌ ( كَقُفْلٍ : وَادٍ بين الحَرَمَيْن ) الشَّرِيفَيْن
يَصُبُّ في وادِي الصَّفْرَاء . ( وذَاتُ الشَّعْبَيْن ) بالفَتْح : ( ة
باليَمَامَة وذو شَعْبَيْن : جَبَلٌ باليَمَن وقد تَقَدَّم . ( وشُعْبَةُ )
بالضَمِّ : ( ع ) وفي حديث المغازي ( خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلَى اللّهِ عَلَيْه
وسَلَّم يُيدُ قُرَيْشاً ، وسَلَكَ شُعْبَةَ ) وهُوَ مَوْضِع ( قُرْبَ يَلْيَل )
بوَزْنِ جَعْفَر ، كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ في نُسخَتِنَا ومِثْلُه في المَرَاصِدِ
وغَيْرِه أَو بِوَزْنِ أَمِير كما يَأْتِي للمُصَنِّف ، وهو مَوْضِعٌ قُرْبَ
الصَّفْرَاءِ فِيهِ عَيْنٌ غَزِيرَةٌ .
وفي لِسَانه العَرَب ، يُقَالُ لِهَذَا المَوْضِع شُعْبَةُ ابْنِ عَبْدِ اللّهِ .
قلتُ : وشُعْبَة : مَوْضِعٌ على فَرْسَخَيْن من زَبِيدَ بِهَا نَخِيلٌ ومَنَازِلُ
. ( والشُّعْبَتَان ) بالضّمِّ : ( أَكَمَةٌ ) لها قَرْنَانِ نَاتِئَان .
( و ) في المَثَل : ( لا تَكُنْ أَشْعَبَ فَتَتْعَبَ . هُوَ ) أَشْعَبُ بْنُ
جُبَيْر مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أَهل المَدِينة ، كُنْيَتُه
أَبُو العَلَاءِ ( طَمَّاعٌ م ) يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ : أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَب .
وله حِكَايَات ونَوَادِرُ غَرِيبَة أُلّفَت في رِسَالَة .
( و ) أَخرَجَ البُخَارِيُّ في صَحِيحه . وغَيْرِه قَوْلَه صَلَّى اللّهُ عَلَيْه
وسَلَّم : ( إِذَا جلس الرجلُ ( بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ) وجَهَدَهَا فَقَدْ
وَجَبَ الغُسْلُ ) ( هِي يَدَاهَا ورِجْلَاهَا ) . كَنَى به عن الإِيلَاجِ ( أَو
رِجْلَاها وشَفْرَا فَرْجِهَا ) وَهُوَ مَجَاز .
____________________
(3/144)
( كَنَى بِذَلِك عَنْ تَغْيِيبِ الحَشَفَةِ في
فَرْجِهَا ) .
( والشُّعَيْبَةُ كجُهَيْنَة ) : مَرْسَى السُّفُن مِن سَاحِل بَحْر الحجَاز ،
كَانَ مَرسَى سُفُنِ مَكّةَ قَبْل جُدَّة . قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض ،
ونَقَلَه عَنْه شَيْخُنا . واسْمُ ( وَادٍ ) .
( وغَزَالُ شَعْبَان : دُوَيْبَّة ) ، وهُوَ ضَرْب من الجَنَادِب أَو الجَخَادب .
( و ) شُعَيْبٌ : اسْمٌ . وسَيِّدُنَا ( شُعَيْب : مِنَ الأَنْبِيَاءِ ) عَلَيْهم
الصَّلَاةُ السَّلَامُ . قال الصَّاغَانِي : وهو اسْمٌ عَرَبِيٌّ يُمكِنُ أَنْ يَكُونَ
تَصْغِيرَ شَعْب أَو أَشْعَب كما قالوا في تَصْغِيرِ أَسْوَد سُوَيْد ، وهو
تَصْغِير التَّرْخِيم .
( و ) شُعَيْبٌ : ( ع ) .
( و ) أَبُو أَحْمَد ( مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبِ ) بْنِ هَارُونَ
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله البُوشَنْجِيّ . مات سنة 357 ه . ( وجَعْفَر بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهيمَ بْنِ شُعَيْب ) البُوشَنْجِيّ عن حامد الرّفّاء .
( و ) أَبو العَلَاءِ ( صَاعِدُ بْنُ أَبِي الفَضْلِ ) ابْنِ أَبِي عُثْمَان
المالِينيّ عن بَيْبَى الهَرْثَمِيَّة ، وعنه أَبو القَاسِم بنُ عَسَاكِر
الدِّمَشْقِيّ . وقد وقع لنا حديثه عالياً في معجم البلدان له مات سنة 551 ه ( و )
أَبو الوقت ( عَبد الأَوّل ) بن عيسى بن شُعيب السَّجَزيّ الهرويّ (
الشُّعَيْبِيُّون مُحَدِّثون ) نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم . ومحمد بن شُعَيب بن سابور
: وأَبو بكر شُعَيْب بنُ أَيوب الصَّرِيفينيّ . وأَبُو عَلِيّ محمدُ بنُ هَارون بن
شُعيب . وشُعَيبُ بنُ عمر بن عِيسَى الإِقْلِيشيّ الأَنْدَلُسيّ فاتح إِقْرِيطِش .
وشُعَيْبُ بنُ الأَسود الجُبَّائِيّ من أَقْرَان طاوُوس ، قاله ابنُ الأَثِير .
وأَبو سَعِيد إِسماعيلُ بنُ سَعِيد بْنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بْنِ جَعْفَر بن
شُعَيْب الشُّعَيْبِيّ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّث . وأَبو جَعْفَر بنُ مُحَمَّد بْن
أَحْمَد الشُّعَيْبِيُّ ، حدَّث بمصر ، مُحَدِّثُون . ومن المُتَأَخِّرين الشمسُ
محمدُ بنُ شُعَيْب بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الشُّعَيْبِيّ
الأَبْشِيهِيّ الزَّائِر ممَّن لَبِسَ من الشعراويّ وشيخ الإِسلام .
( وشَعَبْعَبٌ ) كسَفَرْجَلٍ : ( ع ) قال الصِّمَّةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ
القُشَيْرِيُّ :
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ والأَقْدَارُ غَالِبَةٌ
والعَيْنُ تَذْرِفُ أَحْيَاناً من الحَزَنِ
____________________
(3/145)
هَلْ أَجْعَلَنَّ يَدِي للخَدِّ مِرْفَقَةً
عَلعى شَعَبْعَبَ بَينَ الحَوْضِ والعَطَن
( وشُعَبَى ) بالضم ثم الفتح مَقْصُور ( كَأُرَبَى : ع ) في جَبَل طَيِّىء . قال
جَرِيرٌ يَهْجُوا عَبَّاسَ بْنَ يَزهيد الكِنْدِيَّ :
أَعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَرِيباً
أَلُؤْماً لا أَبَا لَكَ واغْتِرَابَا
وقرأْت في المعجم ما نَصُّهُ : ولَيْسَ في كَلَلامهم فُعَلى إلا أُدَمى وشُعَبَى
موضعان . وأُرَبَى اسْمٌ للدَّاهية ، وقد تَقَدَّمَ .
( والأَشْعَبُ : لا بالْيَمَامَة ) . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
فَلَيْتَ رَسولاً لَهُ حَاجَةٌ
إِلى الفَلَجِ العَوْدِ فالأَشْعَبِ
وشَعْبُ النَّيْرَبِ الأَعْلَى هِيَ الرَّبْوَةُ . هو ما بَيْن الجَبَلَيْن
أَعْلَى النَّيْرَب ، كذا قاله ابْن نَاصِ الدِّمَشْقيّ . وهو مَوْضع ، عَن
أَحْمَدَ بْنِ الحُسَيْن النَّهَاوَنْدِيّ ، وعنه
____________________
(3/146)
عُمرُ بن مَكّيّ النَّهَاوَنْدِيّ ( مُحَدِّثُون
) .
وفي الحَدِيث : ( ما هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي شَعَبْتَ بها النَاسَ ) أَي
فَرَّقْتَهُم والمُخَاطَبُ بِهَذَا القَوْل ابنُ عَبَّاس في تَحليلِ المُتْعَة .
والمُخَاطِبُ لَهُ بذَلِك رَجُل مِنْ بَلْهُجَيْم .
والشُّعْبَةُ : الرُّؤْبَةُ ؛ وهي قِطْعَةٌ يُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ . يقال :
قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ أَي شُعِبَتْ في مَوَاضِعَ مِنْها ، شُدِّد لِلْكَثْرَة .
وفي المَثَل : ( شَغَلَتْ شعَابِي جَدْوَاي ) أَي شَغَلَت كثرةُ المَئونَةِ
عَطَائِي عَنِ النَّاسِ .
والعَرَب تَقُولُ : أَبِي لَكَ وشَعْبِي . مَعْنَاه فَدَيْتُك . قال :
( قَالَتْ ) رأَتُ رَجُلاً شَعْبِي لكْ
مُرَجَّلاً حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ
معناه : رأَيتُ رجُلاً فَدَيْتُك شَبَّهْتُه إِيَّاك .
شعصب : ( الشَّعْصَبُ كجَعْفَرٍ : العَاسِي ) . ( و ) قد ( شَعْصَبَ الشَّيْخُ )
إِذَا ( عَسَا ) وذلك إِذَا كَبِر وشَاخَ ويَبِسَتْ أَعْضَاؤُه .
شعنب : ( الشَّعْنَبَةُ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال النَّضْر بْن شُمَيْل :
هُوَ ( أَن يَسْتَقِيمَ قَرْنُ الكَبْشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِه قِبَل )
بكَسْرٍ فَفَتْح ( أُذُنِه ) . قَالَ : ( و ) يُقَالُ : ( إِنَّهُ ) أَي التَّيْس
( لمُشَعْنَبُ القَرْنِ ) أَي لَمُلْتَوِيه حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّه حَلْقَة ،
ومثله : إِنه مُعَنكَبُ القَرْن ، قاله الأَزْهَرِي . والمُشَعنِب أَيْضاً :
المُسْتَقِيمُ . ( و ) قال النَّضْرُ في مُشَعنِبِ القَرْن : بالعَيْنِ والغَيْن .
( تُكْسَرُ نُونُه ) وتُفْتَح .
شغب : ( الشَّغْبُ ) بالتَّسْكين ( ويُحَرَّك ) وهو لغَةٌ ( وقِيل : لَا ) .
ونَسَبها ابن الأَثِير للعَامَّة . وقال الحَرِيريّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ .
ويَقُولُون فِيهِ شَغَب ، بفتح الغَيْن ، فيوهَمُون فِيهِ كما وَهِمَ بعضُ
المُحْدَثِين في قوله :
شَغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بالشَّغَبِ
____________________
(3/147)
والصَواب فيه شَغْب بإِسْكَانِ الغَيْن . واعترضَ عَلَيْه ابنُ بَرِّيّ في
حَوَاشِي الدُّرَّةِ وقال : إِن قولَهم شَغَبٌ بفتح الغين ، صَحِيح وَارِد ،
نَقَلَ ابنُ درَيْد . قال شيخنا : وحكاه ابنُ جِنِّي في المُحْتَسِب
والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس ، وهو ( تَهْيِيجُ الشَّر ) والفِتْنَةِ والخِصَامِ
والشَّغْبُ : الخِلَاف قاله الباهِلِيّ ( كالتَّشْغِيبِ ) .
( و ) شَغْبٌ لى مَا فِي الوَفيَات لابْن خِلِّكان . وفي المَرَاصِدِ : شَغْبٌ : (
ع ) بِبِلَاد عُذْرَة ، وقيل : قرية بها مِنْبَرٌ وسُوقٌ ، وقيل : بَين المَدِينة
وأَيْلَة . وقيل : هي قَرْيَة خَلْفَ وَادِي القُرَى .
وقال ابن منظور : شَغْب بَيْن المَدِينَة والشَّام . وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ (
أَنَّه كَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ وبَدَا ) . هما مَوْضِعَان في الشَّام ، وبِهِ
كَانَ مُقَام علِيّ بْنِ عبد الله بن عَبَّاسٍ وأَوْلَادِه إِلَى أَنْ وَصَلَت
إِلَيْهِم الخِلَافَة . وهو بِسُكُونِ الغَيْن ، انْتَهَى . وقيلَ : هُمَا
وَادِيَان ، واسْتَدَلَّ بقَوْل كُثَيِّر :
وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ شَغْباً إِلى بَدَا
إِلَيَّ وَأَوْطَانِي بِلَادٌ سِواهُمَا
إِذا ذَرَفَتْ عَيْنَاي أَعْتَلُّ بالقَذَى
وعَزَّةُ لَوْ يَدْرِي الطَّبِيبُ قَذَاهُمَا
حَلَلتِ بِهَذَا حَلَّةً ثم حَلَّةً
بِهَذَا فَطَابَ الوَادِيَانِ كِلَاهُمَا
( وبه قال الزُّهْرِيّ ) هَكَذا في سَائِر النُّسَخ ، ولم يَتَعَرَّض له شَيْخُنا
، ولم أَجد مَنْ شَرَحَ هَذَا المَوْضِع ، وهو تَصْحِيف مُنْكَر وَقَعَ من
النُّسَّاخ . والصَّوَابُ : وبِه مَالَ أَوْ مَاتَ الزُّهْرِيّ ، وهو أَبُو بَكْر
مُحَمَّد بن مُسْلِمِ بْن عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ شِهَابٍ
الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ ومائَة بِشَغب في
أَمْوَالِهِ بِهَا . قال ابنُ سَعْد عن الحسَيْن بْنِ أَبِي السَّرِيّ
العَسْقَلَانِيّ : رَأَيْتُ قَبْر الزُّهْرِيّ
____________________
(3/148)
بأَدَامَي ، هي خَلْف شَغْب وَبَدَا ، وهي
أَوَّلُ عَمَل فِلَسْطِين وآخرُ عَمَل الحِجَاز ، وبها ضَيْعَةُ الزُّهْرِيّ
الَّتي كَانَ فِيهَا ، ورأَيت قَبْرَه مُسَنَّما مُجَصَّصاً أَبْيَضَ ، قَالَه
الهَكَّارِيُّ في رِجَال الصّحِيحَيْن .
( و ) قد ( شَغَبَهم ) يَشْغَب شَغْباً ، ( و ) شَغَبَ ( بِهِم . و ) شَغَبَ فيم ،
وشَغَبَ ( عَلَيْهِم ) كله بمعنى ( كمَنَع وفَرِحَ ) . يقال : شَغِبْتُ عَلَيْهم
بالكَسْر ، أَشْغَبُ شَغَبً ، والكسرُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ أَي ( هَيجَ الشَّرَّ
عَلَيْهِم ) . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس : ( ما هَذِه الفُتْيَا الَّتي شَغَبَتُ
في النَّاسِ . قَالَه ابن الأَثير . قُلْتُ : وقد تَقَدَّم في حَرْفِ العَيْنِ
المُهْمَلَة . وفي الحَدِيثِ : ( نَهَى عَنِ المُشَاغَبَة ) أَي المُخَاصَمة
والمُفَاتَنَة . ( وهو ) شَغْبُ الجُنْد وطَوِيلُ الشَّغبِ . ( شَغِبٌ ) كفَرِحٍ (
ومِشْغَبٌ كمِنْبَرٍ ) . أَنشد اللَّيْثُ :
وإِنِّي على مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِه
عَلى الشَّاغِبِينَ التَّارِكي الحَقِّ مِشْغَبُ
( وشِغَّابٌ ) بالتَّشْدِيدِ للمبالغة ( وشِغَبٌّ كهِجَفَ ) . قال هِمْيَان :
نَدْفَعُ عنها المُتْرَفَ الغُضُبَّا
ذَا الخُنْزُوَانِ العَرِكَ الشِّغَبَّا
( ومُشَاغِبٌ ) كمَسَاجِدَ .
( و ) شَغَبَ فُلَانٌ ( عَنِ الطريق كمَنَعَ ) يَشْغَبُ شَغْباً : ( مَالَ ) ،
قاله شَمِرٌ . قال لَبِيدٌ :
ويُعَباُ قَائِلُهم وإِن لم يَشْغَبِ
أَي وإِن لم يَجُرْ عَن الطَّرِيقِ والقَصْدِ .
وفلان مِشْغَبٌ إِذا كان حائِداً عن الحَقِّ . وقال الفَرَزْدَقُ :
يَرُدُّون الحُلُومَ إِلى جِبَالٍ
وإِنْ شَاغَبْتَهم وَجَدُوا شِغَابا
أَي وإِن خالَفْتَهم عن الحكم إلى
____________________
(3/149)
الجَوْر وَترْكِ القَصْد إِلى العُنُودِ .
( وشَاغَبَه ) فَهُوَ شَغَّاب : ( شَارَّه ) مُشَارَّةً وخَالَفَه .
وفي لسَان العرب : ويُقَالُ للأَتَانِ إِذَا وَحِمَتْ واسْتَصْعَبَتْ على الفَحْل
إِنَّهَا ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ ، وهو مجاز . قال أَبو زُبَيْدٍ يرثى ابن أُخْته :
كَانَ عَنِّي يَرُدّ دَورْؤُك بَعْدَ الْ
لَهِ شَغْبَ المُستَصْعِبِ المِرِّيدِ
وأَنشد الباهليّ قول العَجَّاج :
كأَنَّ تَحْتِي ذَاتَ شَغْبٍ سَمُحَجَا
قَوْدَاءَ لا تَحْمِلُ إِلا مُخْدَجَا
قال : الشَّغْبُ : الخِلَافُ أَي لا تُوَانِيهِ . تَشَغَّب عَلَيْه ، يَعْنِي
أَتَاناً سَمْحَجاً طَوِيلَة عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ . قَوْدَاء : طَوِيلَة العُنُق
.
وقال عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ :
فإِن تَشْغَبِي فالشَّغْبُ مِنِّي سَجِيَّةٌ
أَي تُخَالِفِينِي وتَفْعَلِي مَا لَا يُوَافِقُني .
وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَاز : ناقَةٌ شَغَّابَة لم تَعْتَدِل في المَشْيِ
تَحَيَّدَت . وطلبتُ مِنْهُ كذا فَتَشَاغَبَ وامْتَنَع ، إِذَا تَعَاصَى .
( وعبْد المَلِك بْنُ عَلِيّ ) بن خَلف ( بن شَغَبَة الشَّغَبيّ محركة ) نسبة إلى
حدّه ، وهو ( مُحَدِّثٌ بَصْرِيٌّ ) .
( وشغَبُ مُحَرَّكَةً مَمْنُوعَةً ) من الصَّرْف في المَعْرِفَة : ( امْرأَةٌ ) .
وأَبو الشَّغُب العَبْسِيّ ، واسْمُه عِكْرشَةُ بْنُ أَرْبَدُ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ
مِسْحَلِ بْنِ شَيْطَانَ بْنِ جَذِيم بْنِ جَذِيمَةَ شَاعِرٌ . قرأْت شعره في
الحَمَاسَة في المَراثِي .
( وش 2 غْب بالفتح ) ذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَك ، وحَكَى الرّشَاطِيُّ فيه
التَّحْرِيكَ ، قال : ولم يُقَيِّده عبد الغنيّ . والصَّواب
____________________
(3/150)
أَنَّه بتَسْكِين الغَيْن كَمَا قَيَّدَه ابنُ
مَاكُولَا : ( مَنْهَلٌ بَيْنَ مِصْرَ والشَّأم ، منه زَكَرِيّا بن عيسَى
الشَّغْبِيّ المحدّث ) عن الزُّهْرِيّ ، وعنه ابنُ أَخِيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُوسَى بْنِ عِيسَى الشَّعبِيّ . وعمرُ بن أَبي بكر المُؤَمّليُّ وغيرهما ،
وحَدِيثُه في الأَوْسَط للطَّبَرَانِيّ .
شغرب : ( الشَّغْرَبِيَّةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبو سَعِيد :
الشَّغْرَبِيَّةُ ، بالراء ، والشَّغْرَبِيُّ ) : اعْتِقَال المُصَارِع رِجْلَه
بِرِجْلِ آخَرَ ) وإِلْقَاؤُهُ إِيَّاه شَزْراً ( وصَرْعُه إِيَّاهُ ) صَرْعاً .
شغزب : ( كَالشَّغْزَبِيَّةِ ) بالزاي ، وهو الأَفْصَحُ . ( والشَّغْزَبِيّ ) وهو
ضَرْبٌ منِ الحِيلَةِ في الصِّرَاع .
ومنه حَدِيثُ ابنِ مَعْمَرٍ ( أَخَذَ رَجُلاً بِيَدِه الشَّغْزِبِيَّةَ ) . (
وشِغْزَبَه شَغْزَبَةً : صَرَعَهُ كذلك ) أَي أَخَذَه بالشَّغْزَبِيَّة . قال ذو
الرُّمَّة :
وَلبَّس بين أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والمِحَالا
وقال آخَرُ :
عَلَّمَنَا أَخْوَالُنَا بنُو عِجِلْ
الشَّغْزَبِيَّ واعْتِقَالاً بالرِّجِلْ
وتقول : صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِيَّةً . وعَنْ أَبِي زَبْد : شَغْزَبَ الرجلُ
الرجلَ وشَغْزَبَه بِمَعْنًى وَاحِدِ ، وَهُوَ إِذَا أَخَذَه العُقَيْلَى .
وأَنْشَد أَبو سَعِيدٍ للعَجَّاج :
بَيْنَا الفَتَى يَسْعَى إِلى أُمْنِيَّهْ
يَحْسَبُ أَنَّ الدَهرَ سُرْجُوجِيَّهْ
عَنَّتْ له دَاهِيَةٌ دُهْوِيَّهْ
فاعْتَقَلَتْه عُقْلَةً شَزْرِيَّهْ
لَفْتَاءَ عن هَوَاهُ شَغْزَبِيَّهْ
( و ) شَغْزَبَه شَغْزَبَةً : ( أَخَذَهُ بالعُنْفِ ) .
( والشَّغزَبِيُّ : الصَّعْبُ ) . قال ابْنُ الأَثِير وأَصْل الشَّغْزَبَة
الالْتِوَاءُ والمَكْرُ . وكل أَمْر مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبِيٌّ .
____________________
(3/151)
( و ) الشَّغْزَبِيُّ : ابن آوَى ، قَالَه ابنُ الأَثِير .
والشَّغْزَبِيُّ ( مِن المَنَاهِل : المُلْتَوِي ) الحائِدُ ( عن الطَّرِيقِ ) ،
عن اللَّيْث . وقال العَجَّاجُ يَصِفُ مَنْهَلاً :
مُنْجَرِدٌ أَزْوَرُ شَغْزَبِيُّ
( وتَشَغْزَبَت الريحُ : الْتَوَتْ في هُبُوبها ) . وفي سُنَنِ أَبي دَاوُود في
باب العَقِيقَةِ والعَتِيرَة حَدِيثُ ( حتى تكون شُغْزُبًّا ) . قال ابنُ الأَثِير
: هَكَذَا رَوَاه أَبُو دَاوُود . قال الحَرْبِيُّ : والذي عِنْدِي أَنَّه
زُخْرُبًّا ، وهو الَّذِي اشْتَدَّ لَحْمُه وغَلُظَ ، وقد تَقَدَّمَ في الزّاي .
قال الخَطّابيّ : ويُحْتَمَلُ أَن تكون الزَّايُ أُبدلت ) شِيناٌ ، والخَاءُ
غَيْناً تَصْحِبفاً . وهذا من غَرَائِبِ الإِبْدَال ، كذا في لسان العرب ، وأَشار
له شيخنا أَيضاً .
شغنب : ( الشُّغُنُوبُ بالضّمِّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقَالَ الأَزْهَرِيّ :
الشُّغْنُوب كالشُّنْغُوبِ : أَعَالِي الأَغْصَان .
و ( الغُصْنُ النَّاعِمُ الرَّطْبُ ، كالشُّغْنُبِ ) والشُّنْغُب .
( و ) شُغْنُوبٌ : ( اسم . وابن شَغْنَبٍ ) كجَعْفَرٍ ؛ ( شَاعِرٌ م ) ذكره
الأَمِيرُ . وشَغْنَبٌ البهْرِيُّ : فَارِسٌ ذَكَرَه أَبُو عَلِيّ الَجَرِيُّ في
نَوَادِرِه .
( و ) ذكره الأَزهَرِيُّ في شعنب .
ويقال : ( تَيْسٌ مُشغْنَب ) القَرْن بالفتح ( وتكْسَر نُونُه ) أَي ( مشَغْنَب )
بمعناه وبِكَسْرِ النونِ وفتحها .
شقب : ( الشَّقْبُ ) بالفَتْح ( ويُكْسَرُ : مَهْوَاةُ مَا بَيْن كُلِّ جَبَلَيْن
. أَو ) و ( صَدْعٌ ) يَكُونُ ( في كُهُوف الجِبَالِ ولُصُوبِ الأَوْدِيَة دُونَ
الكَهْفِ يُوكِرُ فِيهِ الطَّيْرُ ) وقيلَ : هو كالغَارِ أَو كالشَّقِّ في الجَبَل
، وقيل : هُوَ مَكَان مُطْمَئْنّ إِذَا أَشْرَفْتَ عليه ذَهَبَ في الأَرْض . وعن
الأَصمعيّ . الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكون في الجِبَال .
____________________
(3/152)
واللِّهْبُ : مَهْوَاةُ مَا بَيْنَ كُلِّ
جَبَلَيْن . واللِّصْبُ الشِّعْبُ الصَّغِيرُ في الجَبَل .
وفي التَّهْذِيبِ عَن اللَّيْثِ : الشِّقْبُ : مَوَاضِعُ دُونَ الغِيرَانِ تَكُونُ
في كُهُوفِ الجِبَال ولُصُوبِ الأَوْدِيَة يُوكِرُ فيها الطَّيْر .
( ج شِقَابٌ وشُقُوبٌ وشِقَبَةٌ ) . كعِنَبَة عَنِ الأَصْمَعِيّ . وأَنْشَد
اللَّيْثُ :
فَصَبَّحَتْ الطَّيْرُ في شِقَابِهَا
جُمَّةَ تَيَّارٍ إذا ظَمَا بِهَا
( و ) الشَّقَبُ ( بالتحريك أَو بالكَسْر ) أَيضاً وكلاهما مَسْموعَان : ( شَجَرٌ
) يَنْبُت كنِبْتَة الرُّمَّان وَوَرَقُه كوَرَق السِّدْرِ ، و ( جَنَاهُ
كالنَّبِق ) وَفِيهِ نَوًى ، ( وَاحِدَتُه ) شَقَبَه ( بهاء ) . وقال أَبُو
حَنِيفَةَ : هو شَجَرٌ من شَجَر الجِبَالِ يَنْبُتُ فِيمَا زَعَمُوا في شَقَبَتها
. قلت : وقد رَأَيْتُه في جِبَالِ اليَمَن عَلَى أَفْوَاهِ الأَوْدِيَة . وهم
يَقُولُون : شِقْب ( بالكسر ) . وقال أَبُو حَنِيفة مَرَّة : هو من عُتْقِ
العِيدَانِ .
( والشَّوْقَبُ ) كجَوْهَرٍ : ( الرجُلُ الطَّوِيلُ ) وكَذَا مِنَ النَّعَامِ
والإِبِل كما في لِسَان العرب . ( والوَاسِعُ من الحَوَافِرِ ) . يُقَالُ : حافِرٌ
شَوْقَبٌ : وَاسِعٌ ، عن كُرَاع .
( و ) الشَّوقَبَان : ( خَشَبَتَا القَتَبِ اللَّتَانِ تُعَلَّق فِيهِما ) وفي
نسخة بِهِما ( الحِبَالُ ) .
( والشَّقَبَانُ مُحَرَّكَةً : طَائِرٌ ) نَبَطِيٌّ .
وشَقُوبِيَة : مدينة بالأَنْدَلُس ، ومنها الشَّقُوبِيَّة : طَائِفَةٌ بِفَاس ،
استدركه شيخنا .
والشُّقْبَانُ كَعُثْمَان : الشُّكْبَان لُغَةٌ فِيهِ ( و ) يأْتِي قَرِيباً .
وشَقَبَان ، مُحَرَّكَةً : ( ة ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
( والأَشْقَابُ بالفَتْح ) ثُمَّ السُّكون وقَاف وأَلِف وبَاء وذكر الفتح مستدرك :
( ع قُرْبَ مَكَّة ) شرفها الله تعالى . قال اللَّهَبيّ :
فَالْهَاوَتَانِ فَكَبْكَبٌ فَجُتَاوِبٌ
فالبَوْصُ فالأَفْرَاعُ من أَشقَابِ
____________________
(3/153)
كذا في المعجم .
شقحب : ( شَقْحبٌ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وَهُوَ : ( ع قُرْبَ دمَشْق
) نُسِبَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثِين .
شقحطب : ( الشَّقَحْطَبُ كسَفَرْجَلٍ : الكَبْشُ له قَرْنَانِ ) مُنْكَرَان ( أَوْ
أَرْبَعَة ) قالَه أَبُو عَمْر ، كما رَوَاه أَبو العَبَّاس عن عَمْرٍ و عن أَبي ،
هذا وزاد ( كل منها كَشِق حَطَبٍ ج شَقَاحِطُ وشَقَاطِبُ ) ومثله في حَيَاة
الحيوان .
وقال الأَزْهَرِيّ : وهذا حَرْفٌ صَحِيح . . قُلْتُ : ورَوى يَاقُوتٌ في مُعْجَم
الأُدَبَاء في ترجمة الظَّهِيرِ النُّعْمَانِيّ اللُّغَوِيّ ما نَصُّه : وكان
عُثْمَانُ بْن عِيسَى النَّحْوِيُّ البَلَطِيُّ شيخُ الديار المصريّة ، يَسْأَله
سؤالَ مُسْتَفِيدٍ عن حُروفٍ من حُوشِيِّ اللُّغة . سأَله يوماً عَمَّا وقع في
كلام العَرَب على مِثَال شَقَحْطَب فقال : هَذَا يُسَمَّى في كلام العرب
المَنْحُوت . ومعناه أَنَّ الكلِمَةَ مَنْحوتَةٌ من كَلِمَتين كما يَنْحَت
النَّجَّارُ الخشبَتَيْن ويجعلهم الخشَبَةً واحدة . فَشَقَحْطَب مَنْحوتٌ من شِقَ وحَطَبٍ
فسأَله البَلَطِيَ أَن يُثْبِتَ لهما وقَع من هذا المِثَالِ ، فأَمْلَاها عليه في
نحو عِشرِينَ ورقة من حِفْظِه وسمَّاها كَتَابَ تَنْبِيهِ البَارِعِين على
المَنْحُوت من كلام العَرب ، انتهى .
شكب : ( الشُّكْبُ بالضَّمِّ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . قال ابْنُ دُرَيْدٍ :
هو لغَةٌ في الشُّكْم وَهُوَ ( العَطَاءُ ) . ( و ) قيل : ( الجَزَاءُ ) .
( والشُّكْبَانُ بالضَّمِّ ) وفي شِعْرِ أَبِي سُلَيْمَان الفَقْعَسِيِّ ) . مّا
رأَيْتُ جَفْوَةَ الأَقَارِبِ
تُقَلِّبُ الشُّقْبَانَ وَهْو رَاكِبِي
وهُو لُغَةٌ في الكَافِ .
وقال اللِّحْيَانيّ في نَوَادِرِه : وساعِي من الأَعْرَابِ الشُّكْبَانُ وَهُوَ (
شِبَاكِ
____________________
(3/154)
للحَشَّاشِين ) في البَادِيَةِ من الليفِ
والخُوصِ تُجْعَلُ لَهَا عُرًى يَتَقَلَّدُهَا الحَشَّاشُون ( يَحْتَشُّون فيه ) .
قال الأَزْهَرِيُّ : والنُّونُ فِيهِ نُونُ جَمْع كَأَنَّه في الأَصْل شُبْكَان
فقُلِبت ( إلى ) الشُّكْبَان .
وفي نَوَادِرِ الأَعْرَاب : الشُّكْبَان : ثَوْبٌ يُعْقَدُ طَرَفَاه مِنْ وَرَاءِ
الحِقْوَيْن . والطَّرَفَانِ في الرَّأْسِ يَحُشُّ فيه الحَشَّاشُ على الظَّهْرِ ،
ويُسَمَّى الحَالَ .
قُلْتُ : وشُكَيْبَانٌ مُصَغَّرا : اسْمٌ . والشُّكُوبُ في قَولِ أَبِي سَهْم
الهُذَلِيِّ :
فَسَامُونَا الهِدَانَة مِنْ قَرِيبٍ
وهُنَّ مَعاً قِيَامٌ كالشُّكُوبِ
الكَرَاكِيُّ . ورَوَاهُ الأَصْمَعِيّ كالشُّحُوبِ ، وهي عَمَد من أَعْمِدَة
البَيْتِ . وقد تَقَدَّم . كَذَا في التَّهْذِيبِ .
( و ) الإِمَامُ المُحدِّثُ ( أَحْمَدُ ) يُقَالُ : هو ابنُ مَعْمَر ، وقيلَ :
عَبْدُ الله ( بنُ إِشْكَاب ) قِيلَ اسْمُه مُجمِّع الحَضْرَمِيُّ الكُوفِيّ
الصَّفَّارُ ( بالكَسْرِ مَمْنُوعاً ) من الصَّرْفِ ( مُحَدِّثٌ ) حدَّثَ عن
مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيلٍ وغَيْرِه وعنه الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل
البُخَارِيُّ في آخِرِ صَحِيحَه . وأَبُو عُثْمَان سَعِيدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ نُعيم بن إِشْكَاب العيّار الصُوفِيُّ ، مُحَدِّثٌ رَوَى عن أَبِي
عَلِيّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شبويه ، وعنه أَبو عَبْدِ الله
الفرادي عَاشَ مائَةً وثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةَ ، تُوُفِّي سَنَة 455 ه . وعَلِيُّ
بْنُ إشْكَاب الحُسَيْن بْنُ إِبْراهِيم بْنُ الحَسَن بْنِ زَعْلَان العَامِريّ
شَيْخ أَبِي بَكْر بن أَبي الدُّنْيَا أَخُو محمد ، هما كأَبِيهِمَا مُحَدِّثُون .
وإِشْكَاب لَقَبُ وَالِدِهما ، رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ أَي الزّناد
وحَمَّاد بْنِ زَيْد وشَرِيك ، وعنه ابْنُه
____________________
(3/155)
مُحمْد وغيرُه . تُوُفِّيَ سنة 216 ه .
قلت : ومحمدُ بْنُ إِشْكاب هذَا أَخرَجَ حَدِيثَه البُخَارِيّ في المَنَاقِب ، كذا
في أَطراف المزّيّ .
شكرب : ( إِشكَرْبُ كإِصْطَخْرَ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وهو : ( د ) في (
شَرْقِيّ الأَنْدَلُس ) . يُنْسَبُ إِلَيْه أَبُو العَباس يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّد
بن فارو الإِشْكَرْبِيّ . ولد بإِشْكَرْب ، ونَشَأَ بحَيَّان ، وسَافَر إِلَى
خُرَاسَانَ وأَقَامَ بِبَلخ إِلى أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَة 548 ه كَذَا في
المُعْجَمِ .
شلب : ( شِلْبٌ بالكَسْرِ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة وهو : ( د غَرْبِيَّ الأَنْدَلُس
) وهِي مَدينَة مُعْتَبَرَةٌ بِقُرْب أَشْبِيلِية ، وتُسَمَّى أَعْمالُ شِلْب
كُورَةَ أَشْكُونِيَة . وأَشْكُونِيَة : قاعِدَةٌ جَلِيلَة لها مُدُنٌ ، ومَعَاقِل
ودار ملكها قاعدة شِلْب ، وبينها وبين قُرْطُبة سَبْعَةُ أَيَّام . ولما صارَت
لِبَنِي عَبْد المُؤْمِن مُلُوك مَرَّاكُش أَضَافُوهَا إِلَى كُورَة أَشْبِيلِيّة
، وتَفْتَخِر بكَوْنِ ذِي الوِزَارَتَيْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا ، ومنها ابن
السيد ، وابن بَدْرُون ، الكَاتِب أَبو عُمَر وَهُوَ القَائِل :
أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ
قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو
ذَكَّرَتْنِي شِلْباً وهَيْهَاتَ مِنْي
بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلبُ
هذا نقله شيخنا .
شلحب و شلخب : ( رَجُلٌ شَلْحَبٌ كجَعْفَرٍ : فَدُمٌ ) أَي جَاهِلٌ بالأُمُور (
كَشَلْخَبٍ ) بالخاءِ المعجمة ( وهذا أَصَحّ ) . وقد أَهْمَلَها الجَوْهَرِيُّ .
واقتصر الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان على الأَخِيرِ عَن ابْنِ دُرَيْد . وقال
الصَّاغَانِيُّ : ووقَع في بعض نُسَخٍ الجَمْهَرَة بالإِهمال ، والإِعْجَام
أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إهمالُ الحَاءِ ولَيْسَ
كَمَا ظَنَّه ، وإِنما يَعْنِي بِهِ إِهْمَالَ السِّينِ وإِعْجَامَها . وأَمَّا
الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَةً عَلَى الحَالَيْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع في
غَلَط قَبِيح فنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَةً لم يَعْرِفُوهَا . والله أَعْلَم .
____________________
(3/156)
شنب : ( الشَّنَبُ : مُحَرَّكَةً : مَاءٌ ورِقَّةٌ ) تَجْرِي عَلَى الثَّغْرِ . (
و ) وقيل : مَاءٌ ورِقَّةٌ و ( بَرْدٌ وعُذُوبَةٌ في ) الفَمِ . قاله الأَصْمَعِيّ
، وقِيلَ : في ( الأَسْنَانِ ) وقِيلَ : حَدٌّ في الأَسْنَان . ( أَو ) الشَّنَبُ
: ( نُقَطٌ بِيضٌ فِيهَا ) أَي الأَسْنَان ( أَو ) هُوَ ( حِدَّةُ الأَنْيَابِ ،
كالغَرْبِ ، تَرَاها كالمِنْشَار ) .
وقال ابن شُمَيْل : الشَّنَبُ في الأَسْنَان : أَنْ تَرَاهَا مُسْتَشْرِبَةً
شَيْئاً من سَوَادٍ كما تَرَى الشَّيْءَ من السَّوَادِ في البَرَد : والغَرْبُ
مَاءُ الأَسْنَان . والظَّلْمُ : بَيَاضُهَا كَأَنَّه يَعْلُوه سَوَاد .
وفي لِسَانِ العَرَب : قَال الجَرْمِيّ . سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ :
الشَّنَبُ : بَرْدُ الفَمِ والأَسْنَان ، فَقُلْتُ : إِنَّ أَصْحَابَنَا
يَقُولُونَ : هُوَ حِدَّتُهَا حِينَ تَطْلُع فيُرَادُ بِذَلِك حَدَاثَتُهَا
وطَرَاءَتُهَ ؛ لأَنَّهَا إِذَا أَتَت عليها السِّنُونَ احْتَكَّت فقال : مَا هُو
إِلَّا بَرْدُهَا . وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة :
لمْيَاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ
وفي اللِّثَات وفي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
يُؤَيِّدُ قَوْلَ الأَصْمَعِيّ ؛ لأَن اللِّثَةَ لَا تَكُونُ فِيهَا حِدَّة .
قال أَبو العَبَّاسِ : اخُتَلَفُوا في الشَّنَب فَقَالَت طَائفَةٌ هو تحْزِيزُ (
أَطراف ) الأَسْنَان ، وقيل : صَفَاؤُها ونَقَاؤهَا ، وقيل : هو تَفْلِيجُهَا ،
وقيلَ : هو طِيبُ نَكْهَتِهَا .
وفي المُزْهِر : رُوِي عَنِ الأَصْمَعِيّ أَنَّه قَالَ : سَأَلْت رُؤبَةَ عَنِ
الشَّنَب فأَخَذَ حَبَّةَ رُمَّان وأَوْمَأَ إِلَى بَصِيصِهَا . ( شَنِبع كفَرِح )
شَنَباً ( فَهُوَ شَانِبٌ ) أَي عَلَى غَيْرِ قِيَاس ( وشَنِيبٌ وأَشْنَبُ ) وهو
الأَكْثَر في السَّمَاع والاسْتعْمَال وفي صِفَتِه صَلَّى للّهُ عَلَيْه وسَلَّم :
( ضَلِيعُ الفَمِ أَشْنَب ) ( وَهِي شَنْبَاءُ ) بَيِّنَةُ الشَّنَبِ ( وشَمْيَاءُ
عَنْ سِيبَويْهِ ) وشُمْب على بَدل النّونِ مِيماً لِمَا يُتَوَقَّع مِنْ مَجِيء
البَاءِ من بعدِها .
( والشَّنْبَاءُ من الرُّمَّانِ : الإِمْلِيسِيَّةُ ) الَّتي ( لَيْسَ لَهَ حَبٌّ
، إِنَّمَا هِيَ مَاءٌ في قِشْرٍ ) على خِلْقَةِ الحَبِّ من غَيْر
____________________
(3/157)
عَجَمٍ ، قَالَه اللَّيْثُ .
( وشَنِبَ يَوْمُنا كَفَرِح : بَرَد ، فهو شَنِبٌ ) كفَرِحٍ عَلَى القِيَاسِ (
وشَانِبٌ ) على الاسْتِعْمَالِ . ( والاسم الشنْبَةُ يالضَّمِّ ) . قال بَعْضُهُم
يَصِفُ الأَسنَانَ :
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه
عَوَارِضُ فِيهَا شُنْبَةٌ وغُرُوبُ
( والمَشَانِبُ : الأَفْوَاهُ الطَّيِّبَةُ ) .
وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : المِشْنَبُ : الغُلَامُ الحَدَثُ المُحَزَّزُ
الأَسْنَانِ المُؤَشَّرُهَا فَتَاءً وحَدَاثَةً .
( وشَنْبُوَيْهِ كعَمْرَوَيْهِ حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ) وغَيْرِه ،
وهو من قُدَمَاءِ المُحدِّثِينَ . ( ومحمدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ
شَنْبَوَيْه ) بْنِ أَبَانَ بْنِ مَهْرَان ( الأَصْبَهَانِيُّ ) نَزِيلُ صَنْعَاءَ
، سمعَ مُحمَّدَ بْنَ أَحْمَد النقويّ . ( وأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
شَنْبُويَة ) العَطَّارُ عن يَحْيَى بْنِ المُغِيرَة المَخْزُومِيِّ ، وعنه
أَحْمَدُ بْنُ عِيسى الخُفَاف . ( وعَلِيُّ بنُ قَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
شَنْبُويةَ ) أَبُو الحَسَن عَنِ ابْنُ المَقَّرِيّ وعَنْه سَعِيدُ بْنُ أَبي
الرجَاءِ . ( ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نَصْرِ بْنِ شَنْبُويةَ ) أَبُو
الحَسَن ( صَاحِبُ تِلْكَ الأَرْبَعِين ) رَوَى عن أَبِي الشَّيْخ
الأَصْبَهَانِيِّ . ( و ) شُنْبُويَة ( بالضَّمِّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ شُنْبُويَة
) عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ المَرْوَزِيُّ عَنْ
عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ مُوسَى ( مُحَدِّثُون ) .
وفاتَه أَحمدُ بْن أَبِي عَبْدِ اللّهِ بْنِ شُنْبُويَة عَنْ مُحَمَّد بْنِ
إِسْمَاعِيلَ الصَّائغ ، ذكره ابْنُ نُقْطَةَ . وأَبُو نُعيم إِسماعيلُ بنُ
القَاسِم بن عَلِيْ بن شُنْبُويَة المَقَّريّ عن أَبِي بَكْر بن رَيدة وعنه
السِّلَفي . ويَعْقُوبُ بنُ إِسحَاقَ بْنِ شَنَبَة محركة الأَصْبَهَانيّ عن
أَحْمَد بْنِ الفُرات . وعَبْدُ الله بنُ محمد بن شَنَبَة القَاضِي ، روى عَنْه
ابْنُ مَنْجويه ، وقيل : هذا بسُكُون النُّون . وإِبراهيمُ بنُ عمر بْنِ عَبْدِ
الله بن شَنَبَة التَّمّار المَدِينيّ عن ابن شهدك . وأَبو نَصْر محمَّدُ بْنُ
عُمَر بْنِ مَمْشَاد بن شَنبة الإِصْطَخْرِيُّ عن أَبي بكر الحِيرِيّ وغيره .
شنخب : ( الشُّنْخُوبُ بالضَّمِّ ) قال الصَّاغَانِيُّ
____________________
(3/158)
أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ مع أَنَّه ذَكَره في ( ش
خ ب ) لأَنَّ النُّونَ زَائِدَة : ( أَعْلَى الجَبَل كالشُّنخُوبَةِ الشِّنْخَابِ
بالكَسْر ) . وشَناخِيبُ الجِبَالِ : رُءُوسُها .
وفي الصَّحَاحِ : الشُّنْخُوبَة والشُّنْخُوب : وَاحِدُ شَنَاخِيبِ الجَبَل ،
وَهِي رُءُوسُه . وفي حديث عَلِيَ كرَّم اللّهُ وَجْهَه : ( ذَوَاتُ الشَّنَاخِيب
الصُّمِّ ) هِيَ رُءُوسُ الجِبَال العَالِيَةِ ، والنُونُ زَائِدَةٌ ، وقد ذكره
المُؤَلِّف في ( ش خ ب ) وأَعَادَه هُنَا تَبَعاً لابْنِ مَنْظُورٍ والصَّاغَانِيّ
( و ) الشُّنْخُوبُ : ( فَرْعُ الكَاهِلِ وفِقْرَةُ الظَّهْرِ ) من البَعِيرِ .
قال ابن دُرَيْد : ( والشَّنْخَبُ : الطَّوِيلُ ) من الرِّجَالِ .
شنزب : ( الشَّنْزَبُ كَجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هُوَ (
الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) .
( وشُنْزُوبٌ ) كعْصُفُورٍ : ( ع ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
شنظب : ( الشنْظُبُ بالظَّاءِ المعجمة ) وهي المُثَالَةُ .
( وبالضَّمِّ ، كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَالَ اللَّيْثُ : هُوَ :
( ع بالبَادِيَةِ ) . قال ذُو الرُّمَّة :
دَعَاهَا من الأَصْلَابِ أَصْلَابِ شُنْظُبٍ
أَخَادِيدُ عَهْدٍ مُسْتَحِيلِ المَوَاقِعِ
( و ) الشُّنْظُبُ : ( الطَّوُيلُ الحَسَنُ الخَلْقِ ) عن أَبِي زَيْد .
( و ) الشُّنْظُبُ : جُرُفٌ فيه مَاءٌ . وفي التَّهْذِيب : ( كُلُّ جُرُفٍ فِيهِ
مَاءٌ ) . ونَقَله الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً .
شنعب و شنغب : ( شَنْعَبٌ ) بالعَيْنِ المُهْمَلَة كجَعْفَرٍ أَهْمَلَه
الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابْنُ دُرَيْد : هُوَ ( اسْمُ ) رَجُل .
( والشِّنْعَابُ بالكَسْرِ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ) العَاجز كالشِّنْعَافِ
بالفَاءِ في آخِرهِ .
والشِّنْعَابُ أَيْضَاً : رَأْسُ الجَبَلِ ( كالشِّنغَابِ ) بالْمُعْجَمَة وَهُوَ
من الرِّجَالِ : العَاجِزُ الرِّخْوُ . وقد أَهْمَلَه
____________________
(3/159)
الجَوْهَرِيّ أَيْضاً نَقَلَه ابنُ درَيد .
( وهُوَ أَيْضَاً الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ من الأَرْشِيَةِ ) وهِي الحِبَالُ (
والأَغْصَان ) .
قال الأَزهريّ : ورأَيْتُ في البَادِيَة رَجُلاً يُسَمَّى شُنْغُوباً ، فسأَلْتُ
غُلَاماً مِن بَنِي كُلَايْبٍ عن مَعْنى اسْمِهِ فقال : الشُّنْغُوبُ : الغُصْنُ
النَّاعِم الرَّطْبُ ونَحْوُ ذَلِكَ . ( أَو الشُّنْغُبُ بالضَّمِّ : الطَّوِيل
مِنْ ( جَمِيع ( الحَيَوَانِ ) قاله ابْنُ الأَعْرَابِيّ .
( والشُّنْغُوبُ : عِرْقٌ طَوِيل من الأَرْضِ دَقِيقٌ ) . نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ
.
شنقب : ( الشُّنْقب كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ
هُنَا وأَوْرَدَه في ( ش ق ب ) . قال الصَّاغَانِيّ : هو ( و ) الشِّنْقَابُ
مِثْلُ ) قِنْطَار : ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ ) ، وعَلَى الأَوَّلَ اقتصر
الدَّمِيرِيّ وقَالَ : إِنَّه حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ ، والثَّانِي رَوَاه أَبُو
مَالِك ولم يَجِيءْ بِهِ غيْرُه . قَالَ الصَّاغَانِيُّ : فإِنْ كَانَ هَذَا صَحيحاً
فإِنَّ اشتقَاقَه من الشَّقْبِ ، والنُّونُ والأَلِفُ زَائِدَتَانِ .
شوب : ( *!الشَّوْب : الخَلْطُ ) .*! شَابَ الشيءَ*! شَوْباً : خَلَطَه .
*!وشُبْتُه *!أَشُوبُه : خَلَطْتُه فَهُوَ*! مَشُوبٌ (*! كالشِّيَابِ ) بالكَسْرِ
. قال أَبُو ذُؤَيْب :
وأَطْيِبْ بِرَاحِ الشام جَاءَتْ سَبِيئَةً
مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلْكَ *!شيَابُها
هكذا أَنْشَدَه أَبُو حَنِيفَة .
وقال تَعَالَى : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا*! لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } (
الصافات : 67 ) أَي لَخَلْطاً ومِزَاجاً . يقال للمُخَلِّط في القَوْلِ أَو
العَمَل : هو*! يَشُوبُ ويَرُوبُ . *!والشِّيَابُ أَيْضاً : اسْمُ ما يُمْزَجُ .
وقِيلَ : يَشُوبُ وَيَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدَافَعَةً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيها .
وقال شَيْخُنَا
____________________
(3/160)
وَقَع في الحَدِيث *!الأَشْوَابُ . قال أَهْلُ
الغَرِيب : هُم الأَخْلَاطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّى . قَالُوا : والأَوْبَاشُ :
الأَخْلاط من السِّفلة فهو أَخص .
( و ) قَوْلُهُم : ( مَالَه*! شَوْبٌ ولا رَوْبٌ ) أَي لا ( مَرَقٌ ولا لَبَنٌ ) .
وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ : وفي الخَبَر : ( لا شَوْبَ ولا رَوْبَ ) أَي لا غِشَّ
ولا تَخْلِيطَ في شِرَاء أَو بَيْعٍ ، وقيل : مَعْنَاه أَنَّكَ بَرِيءٌ مِنْ هذِ
السِّلعَةِ . ورُوِي عَنْه أَنَّه قَالَ : إِنَّك بَرِيءٌ مِنْ عَيْبِها .
( و ) الشَّوْبُ : ( القطْعَةُ من العَجِين ) ويُقَالُ : هي الفَرَزْدَقَ ؛ وَهِي
الخُبْزَةُ الغَلِيظَةُ .
وسَقَاهُ الذَّوْبَ *!بالشَّوْبِ . الذَّوْبُ : العَسَل ( و ) الشَّوْبُ : ( مَا
*!شُبْتَه مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ ) فَهُو*! مَشُوبٌ *!ومَشِيبٌ .
( و ) حكى ابن الأَعْرَابِيّ : مَا عِندِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ . *!فالشَّوْبُ : (
العَسَلُ ) *!المَشُوبُ . والرَّوْبُ : اللَّبَنُ الرَّائِبُ . وقِيلَ : الشَّوْبُ
العَسَلُ . والرَّوْب : اللَّبَنُ ، من غَيْرِ أَن يُحَدَّا . ويقال : سَقَاهُ
الشَّوْبَ بالذَّوْبِ . فالشَّوبُ : اللَّبَنُ ، الذَّوْبُ : العَسَل . قَالَه
ابْنُ دُرَيْد .
( *!واشْتَابَ ) هُوَ ( *!وانْشَابَ : اخْتَلَطَ ) . قال أَبُو زَبْيَدٍ
الطَّائِيّ :
جَدَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِيَةٍ
بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ *!شِيبَ فَاشْتَابَا
ويروى*! فانْشَابَا ، وهو أَذْهَبُ في بَابٍ المُطَاوَعَة .
( *!والمُشاوَبُ بالضَّمِّ وفَتْحِ الوَاوِ : غِلَافُ القَارُورَةِ ) لأَنَّه مَشُوبٌ
بحُمْرَة وصُفْرَةٍ وخُضْرَة ، رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عن الأَصْمَعِيّ (
وبِكَسْرِها ) أَي الوَاو ( وفَتْحِ المِيمِ جَمْعُه ) أَي جَمْع *!المُشاَوَب .
نُقِلَ ذلك عن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضاً .
( و ) في فلان *!شَوْبَةٌ . ( الشَّوْبَةُ : الخَدِيعَةُ ) كما يُقَالُ : في
فُلَانٍ ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ظَاهِرَةٌ . واستَعْمَلَ بعضُ النَّحوِيِّين
الشَّوبَ في الحَرَكَاتِ فَقَالَ : أَمَّا الفَتْحَة*! المَشُوبَةُ بالكَسْرة ،
فالفَتحة الَّتِي قَبْلَ الإِمَالَة نَحْوُ فَتْحَة عَيْن عَابد عَارِف . قَالَ :
وذلِكَ أَنَّ الإِمَالَة إِنَّمَا
____________________
(3/161)
هِيَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نَحْو الكَسْرَة
فتُميلَ الأَلِفَ ( نحو اليَاءِ لِضَرْب من تَجانُس الصوت ، فكما أَن الحركة ليست
بفَتحة مَحْضة كَذلك الأَلِفُ ؟ التي بَعْدَهَا ليست أَلفاً مَحْضةً ، وهذا هو
القياس ؛ لأَن الأَلِفَ تَابِعَةٌ للفَتْحَة ، فكمَا أَنْ الفَتْحَةَ *!مَشوبَةٌ
فكَذَلِك الأَلِفُ اللَّاحِقَ لهَا ، كَذَا في لِسَانِ العَرَبِ .
وعن الفَرَّاءِ : شَابَ إِذَا خَانَ ، وبَاشَ إِذَا خَلط . وعن الأَصْمَعِيّ في
باب إِصَابَةِ الرَّجُلِ في مَنْطِقِه مَرَّةً وإِخُطَائِه أُخْرَى : هُوَ يَشُوبُ
ويَرُوبُ .
( و ) عن أَبي سَعِيد ، يُقَالُ للِرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ (
شَابَ عَنْه ) ، وَرابَ إِذَ كَسِلَ . (*! وشَوَّبَ ) إِذا ( دَافَع ) مُدَافَعَةً
( ونَضَح عَنْه فَلَمْ يُبَالِغْ ) فِيهِما أي يُدَافِعُ مَرَّة وَيَكْسَلُ مَرَّة
فلا يُدَافع الْبَتَّةَ . وقال أَبُو سَعِيد : *!التَّشْوِيب : أَن يَنْضَحَ
نَضْحاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيه . وقال أَيْضاً : العَرَب تَقُولُ : لَقِيتُ
فُلَاناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه ، إِذَا دَافَع عَنْهم شَيئاً من دِفَاعٍ
، قال : ولَيْسَ قَوْلُهم : هُوَ يَشُوبُ وَيُرُوبُ من اللبَن ، ولكنه مَعْنَاه
رَجُلٌ يرُوبُ أحْيَاناً فلا يَتَحرَّكُ ولا يَنْبَعِثُ ، وأَحْيَاناً يَنْبَعِث*!
فيَشُوبُ عن نَفْسِه غَيْرَ مُبَالغٍ فِيهِ .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : شَابَ إِذَا كَذَب وشَابَ إِذَا خَدَع في بَيْعٍ أَو
شِرَاءٍ . وشَاب *!شَوْبا إِذَا غَشَّ . وفي الحديث : ( يَشْهَدُ بَيْعَكُم
الحَلْفُ واللَّغْوُ*! فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَة ) .
وقَوْلُ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَة السَّعْدِيّ :
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ
وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ *!مَشِيبُ
إِنما بَنَاهُ عَلَى شِيبَ الَّذي لم يسَمَّ فَاعِلُه أَي مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل
والصِّبَاغ . والصَّرْبُ : اللَّبَن الحَامِضُ ، ومُعَرَّصٌ : مُلْقًى في
العَرْصَةِ ليَجِفَّ . ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ، ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم
يَنْضَجْ بَعْدُ وهُو الْمُلَهْوَجُ .
( *!وشَابَةُ ) : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم . و ( جَبَلٌ بمَكَّة أَو بِنَجْدٍ ) ،
وقِيلَ : موضع بنجد كما ( في المحكم ) لابْنِ سِيدَه ، وسيذكر في
____________________
(3/162)
( ش ي ب ) لأَنَّ الأَلِفَ تَكُونُ مُنْقَلِبةً
عن وَاوٍ وعَنْ يَاء ، لأَنَّ في الكَلَام ش و ب وفيه ش ي ب ، ولو جُهِلَ
انْقِلَابُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَى الوَاوِ ؛ لأَنَّ الأَلِفَ هُنَا عَيْن
وانْقِلَابُ الأَلِف إِذَا كَانَتْ عَيْناً عن الوَاوِ أَكْثَرُ من انْقِلَابِها
عَنِ اليَاءِ . قَالَ :
وضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ
حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا
كذا في لِسَانِ العَرَب . ومِثْلُه في المُحْكَم ، ومِنْهُم مَنْ قَالَ : إِنَّه
شَامَة بالمِيمِ ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلَان . وقال
البَكْرِيّ : إِن شَابَة جَبَلٌ في الحِجَاز في دِيَار غَطَفَان ، وقِيلَ بنَجد ،
وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور . وبه صَدَّرَ في المَرَاصِدِ
والمُعْجَمِ . وسَيَأْتِي قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي اسْتَدلَّ
بِهِ الجَوْهَرِيّ في ( ش ي ب ) .
( و ) بَنُو ( *!شَيْبَان : قَبِيلَةٌ ) مِن الْعَرَب ، قِيلَ يَاؤُه بَدَلٌ من
الوَاوِ لقَوْلِهم الشَّوابِنَة ، وسيأْتي في ( ش ي ب ) والمُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ
سَيدَه حَيْثُ أَوْرَدَهَا في المَوْضِعَين . واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابن
مَنْظُور عَلَى إِيرَادِهَا في اليَاءِ التَّحْتِيَّة . وخُتَار ابْنُ جِنْى
أَنَّهَا وَاوِيَّةُ العَيْنِ ، وأَنْ أَصْلَه شَيْوَبَان على فَيْعَلَانَ
فأَدْغَم وخَفَّفَ كما قِيلَ في رَيْحَان وإِلَّا لَقِيل *!شَوْبَان كَخَوْلَان ،
ونَقَل الوَجْهَيْن العَلَّاَةُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ المَالِكِيُّ في اقْتِطَافِ
الأَزَاهِر والْتِقَاطِ الْجَوَاهِر ، وقال : طَرِيقَةُ ابْنِ جِنِّي تدْرِيجٌ
حَسَنٌ ، قَالَه شَيْخُنَا .
( و ) قَوْلُهُم : ( بَاتَت ) أَي البِكْرُ ( بَلْيَلَةِ شَيْبَاءَ بالإِضَافَة )
. قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ :
كَلَيْلَةِ شَيْبَاءَ التي لَسْتُ نَاسِياً
ولَيْلَتِنَا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ
( أَو بِلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ ) مُعَرَّفاً . قال عُرْوَةُ أَيْضاً :
فكُنتَ كَلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ هَمَّت
بمَنْع الشَّكْرِ أَتْأَمَهَا القَبِيلُ
( إِذا غُلِبَت ) بالبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ( عَلَى
____________________
(3/163)
نَفْسِهَا ) أَي غَلَبها زَوْجُها فافْتَضَّها
وَأَزَالَ بَكَارَتها ( لَيْلَةَ هِدَائِهَا ) بالكسر من إِهْدَاءِ المَاشِطَة
العَرُوسَ لِزَوْجِهَا لَيْلَةَ الزّفَافِ ، فإِذا دخل بها ولم يَفْتَرِعْهَا قيل
: باتت بلَيْلةِ حُرَّةٍ . ونقل شَيْخُنَا عَنْ ابْنِ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ
نَهْجِ البَلَاغَةِ أَنَّ الشَّيْبَاءَ المرْأَةُ البِكْرُ لَيْلَةَ افْتِضَاضِها
لَا تَنْسَى بَعْلَهَا الَّذي افْتَرَعَهَا أَبَداً ، ولا تَنْسَى قاتِلَ بِكْرِها
أَبَداً ، وهو أَوَّلُ وَلَدِهَا ، انتهى . ذكره الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاس في
( ش ي ب ) وجَعَلَه مِن الْمَجَازِ ، وقَالَ : كَأَنَّهَا دُهِيَت بأَمْرٍ شَدِيدٍ
تَشِيبُ منه الذَّوَائِبُ . ومِثْلُه في لِسَانِ العَرَبِ غَيْر أَنَّه قَالَ :
وقِيلَ يَاء شَيْبَاءَ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ ، لأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ شَابَ
المَرْأَةَ غَيْرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهُم قَالُوا بِلَيْلَة شَوْبَاءَ ، جَعَلُوا
هَذَا بَدَلاً لَازِماً كعِيدٍ وأَعْيَاد . وأَورَدَه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَمِ
فيالوَاوِ واليَاءِ ، وقَالَ : بَاتَتِ المرأَةُ بلَيْلَةِ شَيْبَاءَ . قيل :
إِنَّ اليَاءَ فيها مُعَاقِبَة ، وإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ . واقْتَصَر
الجَوْهَرِيُّ على ذِكْرِهَا في التَّحْتِيَّة كالزَّمَخْشَرِيِّ وابْنِ مَنْظُور
وغَيْرِهم .
( و )*! الشَّائِبَة : وَاحِدَة ( *!الشَّوَائِبِ ) وَهِيَ ( الأْقْذَارُ
والأَدْنَاسُ ) جَمْعُ قَذَر ودَنَس .
شهب : ( الشَّهَبُ مُحَرْكَةً ) : لَوْنُ ( بَيَاضٍ يَصْدَعُه سَوَادٌ ) في
خِلَالهِ ( كالشُّهْبَة بالضَّمِّ ) لا البَيَاضُ الصّافي كما وَهِم فِيهِ بَعْض ،
وأَنْشَدَ :
وعَلَا المَفَارِقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشْهَبِ
وقيل : الشَّهَبُ والشُّهْبَةُ : البَيَاضُ الَّذِي غلَب على السَّوَادِ . ( وقد
شَهُبَ وشَهِبَ كَكَرُمَ وسَمِع ) شُهْبَةً ( واشْهَبّ ) كاحْمَرَّ ، ( وهو
أَشْهَبُ . و ) جاءَ في شِعْر هُذَيْل ( شَاهِبٌ ) . قال :
فعُجِّلَتْ رَيْحَانَ الجِنانِ وعُجِّلُوا
زَمَازِيمَ فَوَّارٍ مِن النَّارِ شَاهِبِ
وفَرَسٌ أَشْهَبُ . وقد اشْهَبَّ اشهباباً . اشْهَابَّ اشهِيبَاباً مِثْلُه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( سَنَةٌ شَهْبَاءُ ) إِذَا كَانَت مُجْدِبَةٌ بَيْضَاءَ
من الجَدْبِ
____________________
(3/164)
( لا خُضْرَةَ ) تُرَى ( فِيهَا . أَوِ ) الَّتِي
( لَا مَطَرَ ) فِيهَا ، ثم البَيْضَاء ، ثُم الحَمْرَاء . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ
وغَيْرُه لزُهَيْر بْنِ أَبِي سُلْمَى :
إِذَا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالنَّاسِ أَجْحَفَتْ
وَنَالَ كِرَامَ المال في الجَحْرَةِ الأَكْلُ
وقال ابْنُ بَرِّيّ : الشَّهْبَاءُ : البَيْضَاءُ أَي هي بَيْضَاء لكَثْرَة
الثَّلْج وعَدَم النَّبَات . وأَجْحَفَت : أَضَرَّتْ بهم وأَهْلَكَت أَمْوَالَهم .
ونال كِرَام المَالِ أَي كَرَائم الإِبِل يَعْنِي أَنَّهَا تُنْحَر وتُؤَكل
لأَنَّهم لا يَجِدُون لَبَناً يُغْنِيهم عن أَكْلِهَا . والجَحْرَةُ : السَّنَةُ
الشَّدِيدةُ الَّتِي تَجْحَرُ النَّاسَ في البُيُوتِ .
ويوم أَشْهَبُ ، وسَنَةٌ شَهْبَاءُ ، وجَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شَدِيدٌ .
وأَكْثر ما يُسْتَعْمَل في الشِّدَّةِ والكَرَاهَة . وفي حَدِيث حَلِيمَة : (
خَرَجْتُ في سَنَةٍ شَهْبَاءَ ) أَي ذاتِ قَحْطٍ وجَدْبٍ .
وفِي لِسَان العَرَب : وسَنَةٌ شَهْباءُ كَثِيرَةُ الثَّلْج ( جَدْبَةٌ ) .
والشَّهْبَاءُ أَمْثَلُ من البَيْضَاء ، والحَمْرَاءُ أَشَدُّ من البَيْضَاءِ ،
والغَبْرَاء الَّتِي لا مَطَرَ فِيهَا . والشَّهْبَاءُ أَيْضاً : الأَرْضُ الَّتي
لا خُضْرَة فِيهَا لِقِلَّة المَطَرِ من الشُّهْبَةِ ، وهِي البَيَاضُ فسُمِّيَت
سَنَةُ الجَدْبِ بِهَا .
( و ) مِنَ المَجَازِ : سَقَاهُ ( الشَّهَاب ) وهو ( بالفَتْح : اللَّبَنُ )
الضّيَاح أَو ( الَّذِي ثُلُثَاه مَاء ) وثُلُثُهُ لَبَن ( كالشُّهَابَة بالضَّمِّ
) عن كُرَاع ، وذلك لتَغَيُّر لَوْنِه . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْت غَيْرَ
وَاحِدٍ من العَرَب يقول لِلَّبن المَمْزُوج بِالْمَاءِ شَهَابٌ كما ترى بِفَتْح
الشِّين . قال أَبُو حَاتِم : هو الشُّهَابَة وهو الفَضِيخُ والخَضَارُ ،
والشَّهَابُ والسَّجَاجُ والسجَارُ والضَّيَاحُ والسَّمارُ كُلُّه وَاحِدٌ .
( و ) شِهَابٌ ( كَكِتَابٍ : شُعْلَةٌ من نَارِ سَاطِعَة ) . ورَوَى الأَزْهَرِيّ
عَنِ ابْنِ السِّكِّيت قَالَ : الشِّهَابُ : العُودُ الَّذي
____________________
(3/165)
فِيه نَار . قال : وقال أَبو الهَيْثَم : الش 2
ابُ : أَصْل خَشَبةٍ أَو عُودٍ فيها نَارٌ سَاطِعَةٌ . ويقال للكَوْكَبِ الذي
يَنْقَضُّ عَلَى أَثَر الشَّيْطَان باللَّيْلِ شِهَابٌ . قال الله تعالى : {
فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ( الصافات : 10 ) . وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ
السَّمْع : ( فَرُبَّما أَدْرَكَه الش 2 هَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا ) يَعْنِي
الكَلِمَة المُسْتَرَقَ ، وأَرَادَ بالشِّهَاب الذي يَنْقَضُّ باللَّيْل ، شِبْه
الكَوْكَبِ وهو في الأَصْلِ الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ . وَفِي التَّنْزِيلِ
العَزِيز : { أَوْ ءاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } ( النمل : 7 ) . قال الفَرَّاءُ :
نَوَّن عَاصِمٌ والأَعْمَشُ فِيهِمَا ، قَالَ : وأَضَابَه أَهْلُ المَدِينَة (
بشِهَاب قَبَسٍ ) ، قال : وَهذَا مِنْ إِضَافة الشَّيءِ إِلى نَفْسِه كما قالوا
حَبَّةُ الخَضْرَاءِ ومَسْجِدُ الجَامعِ ، يُضَافُ الشيءُ إِلَى نَفْسِه ويُضَافُ
أَوَائِلُهَا إِلَى ثَوَانهيهَا ، وَهِي هِيَ في المَعْنى ، كَذَا فِي لِسَانِ
العَرَب .
( و ) من المجاز : الشهابُ : ( المَاضِي في الأَمْرِ ) . يُقَالُ للرَّجلُ
المَاضِي في الحَرْب شِهَابُ حَرْبٍ أَي مَاضٍ فيها ، على التَّشْبِيهِ
بالكَوْكَبِ في مُضِيِّهِ ( ج شُهُب ) كَكُتُب . وجَوَّز بَعْضٌ فِيهِ
التَّسْكِينَ تَخْفِيفاً ( وشُهْبَانٌ بالضم ) حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَش
( و ) شِهْبَان ( بالكَسْرِ ) وهو غَرِيبٌ ( وأَشْهُبٌ ) بضَمِّ الهَاءِ . قال
ابنُ مَنْظُور : وأَظُنّه اسْماً للجَمْع . قال :
تُرِكْنَا وخَلَّى ذُو الهَوَادَةِ بَيْنَنَا
بأَشْهُب نَارَيْنَا لَدَى القَوْمِ نَرْتَمِي
والشُّهْبَانُ بالضَّم : بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِيمٍ . قال ذو الرُّمَّة :
إِذَا عَمَّ دَاعِيهَا أَتَتْه بِمَالِك
وشُهْبَانِ عَمْرٍ و كُلُّ شَوْهَاءَ صِلْدِمِ
عَمَّ دَاعِيها أَيْ دَعَا الأَبَ الأَكْبَر .
ومِنَ المَجَازِ : هَؤُلَاء شُهْبانُ الجَيْش .
( ويَوْمٌ أَشْهَبُ : بَارِدٌ ) وهو مَجَاز . وفي لسان العرب أَي ذُو رِيحٍ
بَارِدَةٍ قال أُرَاهُ لِمَا فِيهِ من الثَّلْجِ والصَّيع والبَرْدِ . ولَيْلَةٌ
شَهْبَاءُ كَذَلك . وقَال الأَزْهَرِيُّ : يَوْمٌ أَشْهَبُ : ذو حَلِيتٍ
____________________
(3/166)
وأزِيزٍ . وقَوْلُه أَنْشَدَه سِيبَويْه :
فِدًى لِبَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ نَاقَتِي
إِذَا كَانَ يَومٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْهَبُ
يجوز أَنْ يكُونَ أَشْهبَ لِبَيَاض السِّلَاح وأَنْ يَكُونَ أَشْهَبَ لمَكَان
الغُبَارِ .
( والشُّهُبُ كَكُتُبٍ ) : النُّجُومُ السَّبْعَةُ المعْرُوفَةُ ، وَهِيَ (
الدَّرَارِيُّ ) . ( و ) الشُّهُبُ أَيضاً : ( ثَلَاثُ لَيَالٍ من الشَّهْرِ )
تَغَيُّر لَوْنِها .
( و ) الشَّهْبُ ( بالفَتْح ) هو ( الجَبَلُ ) الَّذِي ( عَلَاهُ الثَّلْجُ ) .
( و ) الشُّهْبُ ( بالضَّمِّ : ع ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
( والأَشْهَبُ : الأَسَدُ ) . ذَكَرَه الصَّاغَانِيّ . ( والأَمْرُ الصَّعْبُ )
الكَرِيهُ في حَدِيثِ العَبَّاسِ ، قال يم الفتح ( يا أَهْلَ مَكَّة ، أَسْلِمُوا
تَسْلَمُوا فَقَد اسْتَبْطَنْتُم بأَشْهَبَ بَازِل ) أَي رُمِيتُم بأَمْرٍ صَعْبٍ
لا طَاقَةَ لكُم به ، وجَعَلَه بَازِلاً ، لأَنَّ بُزُولَ البَعِيرِ نِهَايَتُه في
القُوَّة .
( و ) الأَشْهَبُ : ( اسْم ) رَجُل ، وَهُوَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ
دَاوُودَ القَيْسِيّ أَبُو مُحَمَّد المِصْريُّ الفَقِيهُ يقال اسْمُه مِسْكِين ،
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ بَعْد المائَتَيْن .
( و ) الأَشْهَبُ ( من العَنْبَرِ ) : الجَيِّدُ لَوْنُه ، وهو ( الضَّارِبُ إِلى
البياض . و ) أَنْشَدَ المَازِنِيّ :
وما أَخَذَا الدِّيوَانَ حتى تَصَعْلَكَا
زَمَاناً وحَثَّ ( الأَشْهَبَان ) غِنَاهُمَا
هما ( عَامَانِ أَبْيَضَان مَا بَيْنَهُمَا خُضْرَةٌ ) من النَّبَاتِ .
( والشَّهْبَاءُ من المَعِز : كالمَلْحَاءِ مِن الضَّأْن ) . ( و ) الشَّهْبَاءُ (
من الكَتَائِب : العَظِيمَةُ الكَثِيرَةُ السِّلَاح ) . يقال : كَتِيبَةٌ شَهْبَاء
لمَا فِيهَا مِنْ بَيَاضِ لسِّلَاح والْحَدِيدِ في حَالِ السَّوَاد ، وقيل : هِيَ
البَيْضَاءُ الصَّافِيَةُ الحَدِيد .
وفي التَّهْذِيبِ : كتيبة شهابة ؟ وقيل : كَتِيبَةٌ شَهْبَاءُ إِذَا كَانَت
عَلْيَتهَا بَيَاضُ الحدِيدِ .
____________________
(3/167)
( و ) الشَّهْبَاءُ : ( فَرَسٌ للقَتَّال البَجَلِيّ ) ، وهو قَيْسُ بْنُ الحَارِث
.
وغُرَّةٌ شَهْبَاءُ ، وهو أَنْ يَكُونَ في غُرَّةِ الفَرَس شَعَر يُخَالِفُ
البَيَاضَ ، كذا في لسَان العرب .
( والأَشاهِبُ : بَنُو المُنْذِر ، لِجَمالِهم ) .
قال الأَعْشَى :
وبَنِي المُنُذِرِ الأَشَهِب بالحِي
رَ يَمْشُون غُدْوَةً كالسُّيُوفِ
قلت : وهم إحْدَى كَتَائِبِ النُّعْمَان بْنِ المُنْذِر ، وهُمْ بَنُو عَمِّه
وأَخوَاتِه وأَخَوَاتِهم ، سُمُّوا بِذَلِك لبَيَاض وُجُوهِهِم كذا في
المُسْتَقْصَى .
( والشَّهَبَان مُحَرَّكَةً ) كالشَّبَهَان : ( شَجَرٌ ) مَعْرُوفٌ ( كالثُّمَامِ
) بالضَّمِّ .
( والشَّوْهَبُ ) كجَوْهَرٍ : ( القُنْفُذُ .
( و ) يُقَالُ : ( شَهَبَهُ الحرُّ والبَرْدُ كمَنَعَهُ : لَوَّحَه وغَيَّر
لَوْنَه كَشَهَّبَه ) مُشَدَّداً عَنِ الفَرَّاءِ . قال أَبو عبيد ؛ شَهَبَ البردُ
الشَجرَ إِذَا غَيَّر أَلْوَانَهَا . وشَهَبَ النَّاسَ البَرْدُ .
من المجاز : نَصْلٌ أَشْهَب : بُرِدَ بَرْداً خَفِيفاً فلم يَذْهَب سَوَادُه كُلّه
، حَكَاه أَبُو حَنِيفَة ، وأَنشد :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لمُسْتَعِيرها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِهَا
يَعْنِي أَنَّهَا تَغِلُّ في الرَّمِيَّة حَتَّى يَشْرَبَ رِيشُ السَّهْمِ الدَّمَ
.
وفي الصَّحَاح : النَّصْلُ الأَشْهَبُ : الَّتِي بُرِدَ فَذَهَب سَوَادُه .
( وأَشْهَبَ الفَحْلُ ) إِذَا ( وُلِدَ لَه الشُّهْبُ ) نقله الزَّجَّاج . وعبارة
ابن منظور : وأَشْهَبَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ نَسْلُ خَيْلهِ شُهْباً ، هَذَا
قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَة إِلَّا أَن ابْن الأَعْرَابِيّ قَالَ : لَيْسَ في الخَبل
شُهْبٌ . وقال أَبُو عُبَيْد : الشُّهْبَةُ في أَلْوَان الخَيْلِ : أَن تَشُقَّ
مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَةٌ أَو شَعَرَاتٌ بِيضٌ كَمَيْتاً كَان أَو أَشْقَر أَوْ
أَدْهَم .
واشْهَابَّ رَأْسُه واشْتَهَبَ : غَلَبَ بَيَاضُه سَوَادَه . قال امْرُؤُ القَيْس
:
____________________
(3/168)
قَالَتِ الخَنْسَاءُ لمّا حِئْتُها
شَابَ بَعْدِي رَأْسُ هَذَا واشْتَهَب
( و ) أَشْهَبَتِ ( السَّنَةُ القومَ : جَرَّدَتْ أَمَوَالَهم ) وكَذَلِك
شَهَبَتْهُم ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ومِنَ المَجَازِ : اشْهَابَّ الزرعُ : قَارَب المَنْح فَابْيَضَّ وهَاج وفي خِلاله
خُضْرَةٌ فَابْيَضَّ وهَاج وفي خِلاله خُضْرَةٌ قَلِيلَةٌ . ويقال : اشْهَابَّتْ
مَشَفِرُه كذا في لسان العرب .
وشِهَاب : اسم شَيْطَان كما وَرَد في الحدِيث ؛ ولذا غَيَّرَ النبيُّ صلى الله
عليه وسلم اسْمَ رَجُلٍ سُمِّيَ شِهَابا . وأَشْهَبَان : اسْمُ مَوْضع في دِيَارِ
العَرَب . أَوْرَدَه السُّهَيْلِيّ .
ومُحَمَّد بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ من أَتباع التَّابعين . والأَخْنَسُ بْنُ شهابٍ
: شَاعر . وابنُ شُهيب : صُوفِيُّ . وابُن قَاضِي شُهْبَةَ الضَّمِّ : فَقِيهٌ
مُؤَرِّخٌ .
شهجب : ( الشَّهْجَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ . وقال ابن دريد : هو ( اخْتِلَاطُ
الأَمْر ) .
( وتَشَهْجبَ الأَمْرُ : دَخَلَ بعضُه في بعض ) . نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
شهرب : ( الشَّهْرَبَة والشَّهْبَرَةُ : ( العَجُوزُ الكَبِيرَةُ ) . قال :
أُمُّ الحُلَيْس لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ
تَرْضَى مِنَ الشَّاةِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهُ
في لسان العرب اللَّامُ مُقْحَمَةٌ في لَعَجُوز ، وأَدْخَلَ الَّلامَ في غَيْره
خَبَر إِنَّ ضَرُورَةً ولا يُقَاسُ عَلَيْهِ . والوَجْهُ أَن يُقَال : لَأُمّ
الحُلَيْسِ عَجُوزٌ شَهْرَبة كما يقال : لَزَيْد قَائِمٌ ، ومثله قَوْلُ الآخر :
خَالِي لأَنْتَ ومَنْ جَرِيرٌ خَالُه
يَنَلِ العَلَاءِ ويُكْرِمِ الأَخْوَالَا
( والشَّيْخُ شَهْرَبٌ ) وشَهْبَرٌ ، عن يَعْقُوب .
( و ) في التَّهْذِيبِ في الرُّبَاعِيّ عَن أَبِي عَمْرو : الشَّهْرَبَةُ : (
الحُوَيْضُ ) يَكُونُ ( أَسْفَلَ النَّخْلَة ) ، وهي الشَّرَبَةُ ،
____________________
(3/169)
فزِيَدتِ الهَاءُ . وهذا قَوْلُ أَبِي خَيْرَة
ومثَّلُه بِقَوْلِهِم : تَهَرْشَفَ أَي تَحَسَّى قَلِيلاً قَلِيلاً ، والأَصْلُ
تَرَشَّفَ فزِيدَتِ الْهَاءِ .
( وشَهْرَبَانُ ) وفي نُسْخَةٍ شَهْرابَانُ وَهُوَ الصحِيحُ : ( ة بنَوَاحِي
الخَالِصِ ) . منها أَبو عَلِيّ الحَسَن بْنُ سَيْفِ بْنِ عَلِيَ المُحدِّثِ .
سكَن بَغْدَادَ وتُوُفِّي سنة 582 ه ترجمه الصَّفَدِيُّ ، والكَمَالُ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّد بْنِ مُحمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ وَضَّاحٍ الفَقِيهُ الحَنْبَليُّ
المُحدِّثُ . رَوَى عن عَلِيِّ بْنِ إِدْرِيس الزَّاهِدِ وتوفي بِبَغْدَاد ،
تَرجَمَه الذَّهَبيُّ . وشَهرَبَانُو : بنتُ يَزْدَجِرْد مَلِك الفُرْسِ أُمّ
أَوْلادِ الحُسَيْنِ رَضِي اللّهُ عَنْه .
شيب : ( *!الشَّيْبُ ) معروف قَلِيلُه وَكَثِيرُهُ ، ورُبَّمَا سُمِّي ( الشَّعَر
) نَفْسُه*! شَيْباً ، أَ ( و بَيَاضُه ) أَي الشَّعَر ، وهَذَا هُوَ الَّذي
صَدَّرَ بِهِ ابْنُ منْظُور والجَوْهَرِيُّ وغَيْرهُمَا (*! كالمَشِيب ) رَاجعٌ
إِلى القَوْل الأَخِيرِ ، ومنه قَوْلُه :
مَسْأَلَةُ الدَّوْرِ جَرَت
بَيْنِي وبَيْن مَنْ أُحِبّ
لَوْلَا*!- مَشِيبِي مَا جَفا
ولولا جَفَاهُ لَمْ *!أَشِبْ
وقيل : الشَّيْبُ : بَيَاضُ الشَّعَر . ويقال : عَلَاه الشَّيْبُ . *!والمَشِيبُ :
دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ *!الشِّيْبِ من الرِّجَالِ .
قال ابنُ السِّكِّيتِ في قَوْلِ عَدِيَ :
تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي
والرَّأْسُ قد شَابَهُ *!المَشِيبُ
يَعْنِي بَيَّضَهُ المَشِيبُ ، ولَيْسَ مَعْنَاه خَالَطَه . قال ابْنُ بَرِّيّ :
هَذَا البَيْتُ زَعَمَ الجوهَرِيُّ أَنه لعَدِيَ وَهُوَ لِعَبِيدِ بْنِ الأَبْرص .
( وقول الشاعر ) :
قَدْ رَابَهُ ولمِثْلِ ذَلِكَ رَابَهُ
وَقَعَ المَشِيبُ عَلَى السَّوادِ فَشَابَه
أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه . ويقال :*! شَابَ
____________________
(3/170)
*!يَشِيبُ شَيْباً *!وَمشِيباً *!وشَيْبَةً . (
وهو*! أَشْيَبُ ) على غير قِيَاس ؛ لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنَّمَا يَكُونُ من
فَعِل كفَرِح ، وشَرْطُه الدَّلَالَةُ عَلَى العُيُوبِ أَوِ الأَلْوَان كَمَا
قَالَه شَيْخُنَا . *!والأَشْيَبُ : المُبْيَضُّ الرَّأْسِ . وقال شَيْخُنَا :
رَأَيْتُ بخَطِّ شَيْخِ شُيُوخِنَا الشِّهَابِ الخَفَاجِيّ رَحِمَه اللّهُ
تَعَالَى : الأَشْيَبُ لَا عَلَى القِيَاس بَلْ عَلَى وَزْنِ الوَصْفِ مِنَ
المَعَايِبِ الخِلْقِية كأَعْمَى وأَعْرَج فعَدُّوه من العُيُوب ، كما قَال أَبُو
الحَسَن بْنُ أَبِي عَلِيَ الزَّوْزَنِيُّ :
كَفَى الشيبُ عَيْباً أَنَّ صَاحِبَه إِذَا
أَردتَ بِهِ وَصْفاً لَه قُلْتَ أَشْيَبُ
وكَانَ قِيَاسُ الأَصْلِ لو قُلْتَ شَائِباً
ولكِنَّه في جُمْلَةِ العَيْبِ يُحْسَبُ
فشَائِبٌ خَطَأٌ لم يُسْتَعْمل ، انْتَهَى ( ولا فَعْلَاءَ لَهُ ) أَي أَهْمَلُوه
، ولَمْ يَرِدْ في كَلَام مَنْ بَعْدَهُم ؛ لأَنَّ العَرَبَ لم تَضَع لَهُ وَصْفاً
تَابِعاً لأَفْعَلَ وهو فَعْلَاءُ وإِنْ كَانَ غَيْرَ مَقِيسٍ ولا على غَيره ، ما
أَن لهم فَعْلَاءَ لا أَفْعَلَ لَهُ :
وفي لسان العرب : ويُقَالُ : رَجُلٌ أَشْيَبُ ، ولا يقال : امرأَة شَيْبَاء ، لا
يُنْعَتُ بِهِ المرأَة ، اكْتَفَوْا بالشَّمْطَاءِ عن الشَّيْبَاءِ ، وقد يُقَالُ
شابَ رَأْسُها .
( و ) *!شَيَّبَه الحُزْنُ . و ( شَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه . و )*! شَيَّبَ
الحُزْنُ ( بِرَأْسِهِ ) وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَة لجَمْعِه بَيْن أَدَاتَي
التَّعْدِيَة . قال شيخنا : ومِثْلُه في المُحْكَم ولِسَانِ العَرَبِ والمِصْبَاحِ
. ( كأَشَابَ ) رَأْسَه وأَشَاب بِرَأْسِهِ .
( وقَوْمٌ *!شِيبٌ ) بالكَسْر كَبِيضٍ وأَبْيَض ، ( *!وشُيَّب ) كَسُكَّر ، (
*!وشُيُب ) . قال ابْنُ مَنْظُور : ويجوز شُيُبٌ في الشِّعْر عَلَى التَّمَام ،
هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قالَ ابْنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ شُيُباً
إِنَّمَّا هُو جَمْع شَائِبٍ كَمَا قَالُوا بَازِلٌ وبُزُلٌ أَو جَمْعُ شَيُوبٍ
على لُغَةِ الحِجَازِيِّين كما قَالُوا دَجَاجَةٌ بَيُوضٌ ، ودَجَاجٌ بُيُضٌ .
وقَوْل الرَّائِدِ : ( وجدتُ ) عُشْباً وتَعَاشِيبُ ، وكَمْأَةً شِيبْ . إِنما
يعني به البِيضَ الكِبَار .
( ولَيْلَةُ *!الشَّيْبَاءِ ) مَرَّ ذِكْرُهَا ( في
____________________
(3/171)
ش و ب ) . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ
والزَّمَخْشَرِيّ عَلَى ذِكْرها هُنَا في ( ش ي ب ) ( وَهِيَ ) أَي لَيْلَةٌ*!
شَيْبَاءُ أَيْضاً ( آخِرُ لَيْلَةٍ مِن الشَّهْرِ ) .
( و ) يقال : ( يَوْمٌ أَشْيَبُ *!وشَيْبَانُ ) بالفتح : ( فيه بَرْدٌ وغَيْمٌ
وصُرَّادٌ ) ويَأْتِي ذِكْرُ صُرّاد في مَجَلِّه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ذَهَبَ ( شَيْبَانُ ) بالفَتْح ( وقد يُكْسَر ، ومِلْحانُ
) بالكَسْر وقد يُفْتَح ، لشَهْرَي الشِّتَاءِ . وهما ( شَهْرَا قُمَاح ) ككِتَابٍ
وغُرَاب ( وهما أَشَدُّ الشُّهُورِ بَرْداً ) وهُمَا اللَّذَانِ يَقُولُ مَنْ لَا
يَعْرِفُهما : كَانُونٌ وكَانُونُ . قال الكُمَيْت :
إِذَا أَمْستِ الآفَاقُ غُبْراً جُنُوبُها
بَشِيبَانَ أَو مِلْحَانَ واليَوْمُ أَشْيبُ
أَي من الثَّلْج . ورَوَى ابنُ سَلَمَةَ بكَسْرِ الشِّينِ والمِيمِ ، وإِنَّما
سُمِّيَا بِذَلِك لابْيِضَاضِ الأَرْضِ بِمَا عَلَيْها من الثَّلْجِ والصَّقِيعِ ،
وَهُمَ عِنْدَ طُلُوعِ العَقْرَب والنَّسْرِ .
وفي الأَساس : ومن المجاز : *!شَابَت رُءُوسُ الآكَامِ ، ورأَيْتُ الجِبَالَ
*!شِيباً ، يُرِيدُ بَياضَ الثَّلْجِ والصَّقِيعِ ، انْتَهى .
وفي لِسَانِ العَرَب قَوْلُه تَعَالى : { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ *!شَيْباً } ( مريم
: 4 ) نَصْبٌ عَلَى التَّمْييزِ ، وقِيلَ عَلَى المَصْدَر ؛ لأَنَّه حِينَ قَالَ :
اشْتَعَل كأَنَّه قَال : شَابَ فقال : شَيْباً .
( وشَيْبانُ ) حَيٌّ مِنْ بَكْر ، وَهُم *!الشَّيابِنَةُ ، وَهُمَا*! شَيْبَانانِ
، أَحَدُهُما شَيْبَانُ ( بْنُ ثَعْلَبَةَ ) بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِل . ( و ) الآخَرُ شَيْبَانُ ( بْنُ ذُهْلِ ) بْنِ
ثَعْلَبَة بْنِ عُكَابَةَ ، وهما ( قَبِيلَتَان ) عَظِيمَتَان تَشْتَمِلان على
بُطُونٍ وأَفْخَاذٍ كما صَرَّحْنا بِه في كتابِ أَنْسَاب الْعَرَب . وإِلى
الثَّانِيَة نُسِبَ إِمَام المَذْهَبِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْه
. والإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ صَاحِبُ الإِمَام أَبي حَنِيفَةَ ، رَضِي
اللّهُ عَنْهُمَا . ( وَعبْد اللّهِ بْنُ *!الشَّيَّابِ كَشَدَّاد صَحَابِيٌّ )
حِمْصِيٌّ
____________________
(3/172)
رَوَى خَالِدُ بْنُ مَعْدانَ عن ابن بِلالٍ
عَنْهُ حَدِيثاً . ويقال فيه أَيْضاً ابْنُ أَبِي*! الشُّيَّابِ ككَتّان ورُمَّانِ
كما نَقَله الصَّاغَانِيُّ .
( والشِّيبُ بالكَسْرِ : سَيْرٌ ) في رأْسِ ( السَّوْط ) مَعْرُوفٌ عَربيٌّ صَحِيح
، وهما*! شِيبَانِ .
( و )*! الشِّيبُ : ( جَبَلٌ ) ذكره الكُمَيْتُ فقال :
وَمَا فُدُرٌ عَوَاقِلُ أَحْرَزَتْهَا
عَمَايةُ أَو تَضَمَّنهُنّ *!شِيبُ
*!والشِّيبُ *!وشَابَةُ : جَبَلَان مَعرُوفَان . قال أَبو ذُؤَيْب :
كأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بين تُضَارِعٍ
وشَبَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ
كذا في لِسَان العَرَب والمحكم ، وتُضَرِع : جَبَلٌ بنَجْد*! كشَابَة . والبَرْكُ
بالفَتْح : الإِبُل الكَثِيرَة . ولَبِيج بالموحَّدَة والجِيمِ . هي إِبِل الحَيّ
كُلِّهم إِذا أَقَامَت حَوْلَ البُيُوتِ بَارِكَةً كَالمغْرُوزِ بالأَرْضِ . وفي
الصحَاحِ : *!شاَبَةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْب : اسمُ جَبَل بِنَجْد . وفي
التَّهْذِيب : اسْمُ جَبَل بنَاحِيَةِ الحِجَازِ .
وشَابَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم ، وقد تَقَدَّم . *!-والشَّابِي أُخْرَى
بالبُحَيْرة .
( و ) الشِّيبُ أَيضاً : ( حِكَايَة أَصْوَاتِ مَشَافِرِ الإِبِل ) عِنْد الشُّرْب
. قال ذو الرُّمَّة وَوَصَف إِبِلاً تَشْرَب في حَوْضٍ مُتَثَلّم وأَصْوَاتُ
مَشَافِرها*! شِيْب *!شِيبْ :
تَدَاعَيْن باسْم الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ
جَوَانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلَامِ
وفي لِسَان العَرَب : الشِّيبُ : الجِبَالُ يَسْقُطُ عَلَيْهَا الثَّلْجُ
*!فَتَشِيبُ بِهِ . وقَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْد :
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرَ باتَ فِيه
بَوَارِقُ يَرْتَقِين رُءُوسَ شِيبِ
قال بعضهم : الشِّيبُ هُنَا سَحَائِبُ بِيضٌ ، واحِدُهَا أَشْيَبُ . وقِيلَ : هِيَ
جِبَالٌ مُبْيَضَّةٌ من الثَّلْجِ أَو من الغُبَار .
( و )*! شِيبَة ( بِهَاء ) مَعَ الكَسْرِ : ( جَبَلٌ
____________________
(3/173)
بالأَنْدَلُس . *!وشِيبِينُ ) بالكَسْرِ في
الأَوَّلِ والثَّالث : ( ة قُرْبَ القَاهِرَة ) . وفي المَرَاصِد : هِيَ مِنْ
قُرَى الحَوْفِ بَيْن بِلْبِيسَ والقَاهِرَة .
قلت : وتُعَدُّ من الضَّوَاحِي ، وهي المَعْرُوفَة *!بِشيبِين القَصْر . وفَاتَه
ذِكْرُ *!شِيبِين الكَوْمِ ، وهي *!شِيبِينُ الشَّرَى : قَرْيَةٌ مِنَ
المُنُوفِيَّة .
( *!وشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَان ) بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيَ (
الحَجَبِيُّ ) محرّكةً نسْبَةٌ إِلى حِجَابَةِ البَيْتِ ( مِفْتَاحُ الكَعْبَة
مُسَلّم إِلَى أَوْلَادِه ) بإِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ .
( وَجَبَلُ *!شَيْبَةَ : مُطِلٌّ على المَرْوَةِ ) .
وشَيْبَةُ الحَمْدِ : لَقَبُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَحَد أَجْدَادِه صَلَّى اللّهُ
عَلَيْه وسَلَّم . واخْتُلِفَ في سَبَب تَلْقِيبِه ، ومَحَلّه في كُتُب السِّيَر .
قال :
*!بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى اللّهُ بَلِدَتَنَا
وقد عَدِمْنَا الحَيَا واجلَوَّذَ المَطَرُ
*!وشَيْبة قش ، *!وشَيبة سَقَّارة : قريتان من شرقية بُلْبَيْس . والأُولى هي
*!شيبة الحولة .
*!وشيْبٌ شَائِبٌ أَرَادُا به المُبَالَغَة على حَدِّ قَوْلِهم : شِعْرٌ شَاعِرٌ ،
ولا فِعْلَ لَه .
*!وأَشَابَ الرَّجلُ : شَابَ وَلَدُه . وتُطْلَق الشَّيْبَةُ عَلَى اللِّحْيَة
*!الشَّائِبَة . قال شيخنا ؛ وهذه عرفية مولدة لا تعرفها العرب . وقَوْلُ سَاعِدَة
:
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُك تَارِكٌ
ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُك يُعْتَبُ
( وأَبُو شَيْبَةَ الخُدْرِيّ ) إِلى خُدْرةَ : بَطْنٍ من الأَنْصَارِ (
صَحَابِيٌّ ) . وأَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة مُحَدِّث . وأَبُو بَكْر ابْنُ
*!الشَّائِب ) الدِّمَشْقِيُّ ( محدِّث ) مُتَأَخِّر ، روى عن أبِي المُظَفَّر
سِبْطِ بْنِ الجَوْزِي ، ( رَوَيْنَا عَن أَصْحَابِه ) .
وجَبَلُ شَيْبَةَ بمَكَّة حَرَسَها اللّهُ تَعَالَى مُتَّصِلٌ . بجَبَل دَيْلَمِيّ
. *!والشَّيْبَانِيَّةُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ قِرْقِيسَياء وتُجْمَعُ *!الشَّيْبَةُ
*!شِيَباً ( بالكسر ) عن الفَرَّاء . وشَيْبَةُ بْنُ نِصَ : مُقْرِىءٌ مَشْهُورٌ ،
ويذكر في ( ن ص ح ) .
____________________
(3/174)
2 ( فصل الصاد المهملة ) 2
صئب : (*! صَئِبَ من الشَّرَابِ كَفَرِحَ ) *!صَأَباً : ( رَوِيَ وامْتَلَأَ )
وأَكْثَرَ مِنْ شُرْبِ المَاءِ . ( فهو ) رَجُلٌ (*! مِصْأَبٌ كمنْبَرٍ ) .
( و ) *!الصؤَابُ و ( الصُّؤَابَة كغُرَابة ) بالهَمْزِ : ( بَيْضَةُ القَمْلِ
والبُرْغُوثِ ) . قال شَيْخُنا : وهَكَذَا في المُحْكَم ونَقَله ابنُ هِشَامٍ
اللَّخْمِيُّ والتَّدمُرِيّ في شَرْحَيْهما عَلَى الفَصِيحِ عن كِتَابِ العَيْنِ ،
وزعم طائِفَةٌ أَنَّه خَصٌّ بِبَيْض القَمْل ، لا يُطْلَقُ على غَيْره إِلَّا
مَجَازاً وهو ظاهِرُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ والقَزَّاز ، ونقله اللبليّ في شرح
الفَصِيح عن أَبِي زَيْد . وقال ابْنُ دَرَسْتَوَيْه : هِيَ صِغَارُ القَمْلِ .
( ج *!صُؤَابٌ *!وصِئْباَنٌ ) الأَوَّلُ اسْمُ جِنْس جَمْعِيّ ؛ لأَنَّ بَيْنَه
وبَيْنَ مُفْرَدِه سُقُوطَ الهَاءِ . الثَّانِي جَمْع تَكْسِير .
وفي الأَسَاسِ : وتَقُولُ : مَعَ صِبْيَانٌ كأَنَّهم *!صِئبَانٌ . وقال جَرِيرٌ :
كَثِيرَةُ صِئْبَانِ النِّطَاقِ كأَنَّهَا
إِذَا رَشَحَت منها المَغَابِنُ كِيرُ
وفي الصحَاحِ : *!الصُّؤَابَةُ بالهَمْزِ : بَيْضَةُ القَمْلَ ، والجَمْع
الصُّؤَابُ *!والصِّئْبَان . وقد غَلِط يَعْقُوبُ في قوله : ولا تَقُل صِئْبَان .
وفي لِسَان العَرَب : وقَوْلُه ، أَي ابْنِ سِيده ، أَنْشَدَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ
:
يَا رَبِّ أَوجِدْنِي *!صُؤَاباً حَيّا
فمَا أَرَى الطَّيَّارَ يَغْنِي شَيَّا
أَي أَوْجِدْنِي *!كالصُّؤَابِ من الذَّهَب وعَنَى بالحَيِّ الصَّحِيحَ الذي ليس
بمُرْفَتَ ولا مُنْفَتَ . والطَّيَّارُ : ما طارَتْ بِه الرِّيحُ مِنْ دَقِيقِ
الذَّهَبِ ، انتهى .
وقال ابن دَرَسْتَوَيْهِ ، ونَقَله الفِهْرِيُّ وغَيْرُه : وقد تُسمَّى صغارُ
الذهب التي تُستخرج من تراب المعدن*! صُؤَابةً على فُعَالَة . قالوا : والعامّة لا
تَهمز *!الصئبان ولا *!الصُّؤابة . نقله شيخنا . ونقل ابن منظور عن أَبِي عُبَيْد
: الصِّئْبان : ما يَتَحَبَّبُ من الجَلِيدِ كاللُّؤْلُؤِ الصِّغَارِ ، وأَنْشَدَ
:
فأَضْحَى *!وصِئْبَانُ الصَّقِيعِ كأَنَّه
جُمَانٌ بِضَاحِي مَتْنِهِ يَتَحَدَّرُ
____________________
(3/175)
وهذا قد غَفَل عَنْه شَيْخُنَا .
( وقد*! صَئِبَ رَأْسُه ) كَفَرِح ( *!وأَصْأَب ) أَيْضاً إِذا ( كَثُر *!صُؤَابُه
) وفي نُسْخَةٍ *!صِئْبَانه .
(*! والصُّؤْبَة ) بالهَمْزِ : ( أَنْبَارُ الطَّعَام ) ، عَن الفرَّاءِ مثلُها
غير مَهْمُوزَة .
( ونُبَيْهُ بْنُ *!صُؤَابٍ ) كغُرَابٍ ( تَابِعِيٌّ ) أَبو عَبْد الرَّحْمن
المَهْرِيّ عن عُمَر وعَنْه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيب .
صبب : (*! صَبَّهُ ) أَي المَاءَ ونَحْوَه : ( أعرَاقَه ) *!يَصُبُّه *!صَبًّا (
*!فَصَبَّ ) أَي فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّياً ولَازِماً إِلا أَنَّ
المُتَعَدِّيَ كنَصَر واللَّازم كَضَرَب ، وكان حَقّه التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك ،
أَشَار لَهُ شَيْخُنا ، وهَكَذَا ضَبَطَه الفَيُّومِيُّ في المِصْبَاح (
*!وانْصَبَّ ) على انْفَعَل وَهُوَ كَثِير ( *!واصْطَبَّ ) على افْتَعَل مِنْ
أَنْوَاع المُطَاوِع ( *!وتَصَبَّبَ ) على تَفَعَّل ، لكن الأَكْثَر فيه أَنْ
يَكُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف كلَّمته فَتَعَلَّم . واسْتِعْمَالُه في
الثُّلَاثِيّ المُجَرَّد كَهَذَا قَلِيل ، قَالَه شَيْخُنَا .
*!وصَبَبْتُ المَاءَ : سَكَبْتُه . ويُقَالُ : *!صَبَبْتُ لِفُلَانٍ مَاءً في
القَدَح لِيَشْرَبَه . *!واصْطَبَبْتُ لِنَفْسي مَاءً منل اقِرْبَة لأَشْرَبَه ،
واصْطَبَبْت لنَفْسي قَدَحاً . وفي الحَدِيثِ : ( فَقَامَ إِلَى شَجْبٍ
*!فاصْطَبَّ مِنْهُ الماءَ ) هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَي أَخَذَه لِنَفْسِه ،
وتَاءُ الافْتعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِيَسْهُل النُّطْقُ بِهَا ، وهما
من حُرُوفِ الإِطْبَاق . وقَالَ أَعْرَابِيٌّ : اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَة
مَاءً أَي أَخَذْتُه لِنَفْسِي ، وقد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَى
انْصَبَّ ، وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
لَيْتَ بُنَيَّ قَدْ سَعَى وشَبَّا
ومَنَع القِرْبَةَ أَنْ *!تَصْطَبَّا
وفي لِسَان العرب :*! اصْطَبَّ الماءَ : اتَّخَذَه لِنَفْسه ، على مَا يجِيءُ
عَلَيْهِ عَامَّة هَذَا النَّحو حَكَاه سِيبَوَيْهِ . والماءُ*! يَنْصَبُّ من
الجَبَل ، *!ويَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَي يَتَحَدَّر . ومِنْ كَلَامِهِم :
*!تَصَبَّبتُ عَرَقاً أَي*! تَصَبَّبَ عَرَقِي فنقَل الفِعْل فَصَارَ في اللَّفْظِ
لِي فخَرج الفَاعِلُ في الأَصْل
____________________
(3/176)
مُمَيِّزاً ، ولا يجوز عَرَقاً تَصَبَّبَ ،
لأَنَّ هَذَا المُمَيِّزَ هُوَ الفَاعِلُ في المَعْنَى ، فكَمَا لا يَجُوزُ
تَقْدِيمُ الفَاعِل على الفِعْل ، كذلك لا يجوز تقْدِيمُ المُمَيِّز إِذَا كَانَ
هُوَ الفَاعِلَ في المَعْنى على الفِعْل ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي .
( و ) *!صَبَّ ( في الوَادِي : انْحَدَر ) . وفي حديثِ الطَّوَافِ : ( حَتَّى
إِذَا *!انْصَبَّت قَدَمَاه في بَطْنِ الْوَادِي ) أَي انْحَدَرَت في السَّعْي .
وفي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْر : ( أَنَّه صَبَّ يي ذَفِرَانَ ) . أَي مَضَى
فِي فِيهِ مِنْحَدِراً وَدَافِعاً ، وهو مَوْضِعٌ عَنْدَ بَدْر .
( *!والصُّبَّةُ بالضَّمِّ : مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ غَيْرِهِ ) مُجْتَمِعاً (*!
كالصُّبِّ ) بغَيْر هَاء ، ورُبَّما سُمِّي بِهِ . ( و ) *!الصُّبَّةُ : (
السُّفْرَةُ ) لأَنَّ الطَّعَامَ *!يُصَبُّ فِيهَا ( أَو شِبْهُهَا ) . وفي حَدِيث
واثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع في غَزْوة تَبُوك : ( فخرجْتُ مَعَ خَيْر صَاحِب ، زَادي
في *!-صُبَّتي ) . ورُوِيَت ( صِنَّتي ) بالنونِ . وَهُمَاسَوَاء .
( و ) *!الصُّبَّةُ : ( السُّرْبَةُ ) أَي القِطْعَةُ ( من الخَيْل ) وفي بَعْض
النُّسَخ السَّرِيَّة ، وَهُوَ خَطَأٌ . قال :
*!صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعاً
وعَدِيَ كَمِثْلِ سيل المَضَيقِ
والأَسْيَقُ ( *!صُبَبٌ كاليَمَام ) كَمَا في لِسَانِ العَرَبِ . ( و ) الصُّبَّةُ
: الصِّرْمَةُ مِنَ ( الإِبِل ) . ( و ) الصُّبَّةُ : القِطْعَةُ مِنَ ( الغَنَم )
. ( أَو ) الصُّبَّةُ من الإِبِل والغَنَم : ما بَيْنِ العِشْرِينَ إِلَى
الثَّلَاثِين والأَرْبَعِين . وقيل : ( مَا بَين العَشَرةِ إِلَى الأَرْبَعِين ) .
وفي الصَّحَاح عَنْ أَبِي زَيْد : الصُّبَّةُ من المَعِز : ما بَيْن العَشَرَةِ
إِلَى الأَرْبَعِين . ( وهِيَ مِن الإِبِل : مَا دُونَ المِائَة ) كالفِرْقِ مِن
الْغَنَم في قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَة . والفِزْرُ مِنَ
الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّةِ من الِعْزَى . والصَّدْعَةُ نَحْوُهَا . وقَدْ
يُقَالُ في الإِبِل . ( و ) الصُّبَّةُ : ( الجَمَاعَةُ من النَّاسِ ) وَهُو
أَصْلُ مَعْنَاها . واستِعْمَالُهَا في الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهِمَا مَجَازٌ . (
و ) كذا قَوْلُهم : عِنْدِي مِنَ الْمَاءِ *!صُبَّةٌ أَي ( القَلِيلُ مِنَ المَال
) كَذَا في الأَسَاسِ
____________________
(3/177)
ومَضَتْ صُبَّةٌ مِنَ اللَّيْل أَي طَائِفَةٌ .
وفي حَدِيثِ شَقِيق قَال لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ( أَلَمْ أُنَبأْ أَنَّكُم
*!صُبَّتَانِ صُبَّتَان ) أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان . وفي الحَدِيث : ( عَسَى
أَحَدٌ مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ من الغَنَم ) أَي جَماعَةً مِنْهَا ،
تَشْبِيهاً بجَمَاعَة مِنَ النَّاسِ قال ابن الأَثِير : وقد اخْتُلِفَ في
عَدَدِهَا ، فقِيلَ : مَا بَيْن العِشْرِينَ إِلَى الأَرْبَعِين من الضَّأْنِ
والمِعِز ، وقيل : من المَعِز خَاصَّة ، وقِيلَ ، نَحْوُ الخَمْسِين ، وقِيلَ : ما
بَيْن السِّتِّين إِلَى السَّبْعِين . قال : والصُّبَّةُ من الإِبِل نحوُ خَمْسٍ
أَوْ سِتَ . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر ( اشْتَريتُ *!صُبَّةً من غَنَم ) .
( و ) الصُّبَّةُ : ( البَقيَّةُ المَاءِ واللَّبَن ) وغَيْرِهِما تَبْقَى في
الإِنَاءِ والسِّقَاءِ وعن الفَرَّاءِ : الصُّبَّةُ ، والشَّوْلُ ، والغَرَضُ :
المَاءُ القَلِيلُ ( *!كالصُّبَابَة ) بالضَّمِّ أي في المعنى الأَخير . قال
الأَخطل في *!الصُّبَابَة :
جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَة
حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِيبَةِ الأَدَاجِ
وفي حَدِيثِ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : ( أَلَا
إِنَّ الدُّنْيَا قَد آذَنَت بصَرْم وولَّتْ حَذَّاءَ فلم يَبْقَ مِنها إِلَّا *!
صُبَابَةٌٌ *! كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ ) . حَذَّاءُ أَي مُسْرِعَة .
وقال أَبُو عُبَيْد : الصُّبَابَةُ : البَقِيَّةُ : اليَسِيرَةُ تَبْقَى في
الإِنَاءِ مِن الشَّرَاب ( و ) إِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قال : (*! تَصَابَبْتُ
المَاءَ ) أَي ( شَرِبْتُ *!صُبَابَتَه ) أَي بَقِيَّتَه . وأَنْشَدَنَا شَيْخُنا
العَلَامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر الحُسَيْنِيّ في كدف البِطَاح من
قُرَى زَبِيد لأَبِي القَاسِم الحَرِيرِيّ :
تَبًّا لطَالِب دُنْيا
ثَنى إِليها *!انْصِبَابه
ما يَسْتَفِيق غَرَاماً
بِهَا وفَرْطَ*! صَبَابَه
____________________
(3/178)
ولو دَرَى لَكَفَاه
مما يَروم *!صُبَابَهْ
وفي لسان العرب : فأَمّا ما أَنْشده ابن الأَعْرَابيّ من قول الشاعر :
وَلَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فتْيَةً
سُقُوا*! بِصُبَابِ الكَرَى الأَغْيَد
قال : قَدْ يَجُوزُ أَنَّه أَرَادَ *!بصُبَابَةِ الكَرَى فحذَفَ الهَاءَ أَو جَمَع
*!صُبَابَة ، فيكون من الجمْع الذي لا يُفَارِق وَاحدَه إِلَّا بالْهَاءِ
كشَعِيرَة وشَعِير ولَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْيَ لِلْكَرَى اسْتَعَار الصُّبَابَةَ
لَهُ أَيْضاً ، وكل ذلك على المَثَل .
ومِنَ المَجَازِ : لم أُدْرِك من العَيْش إلا صُبَابَةً وإِلا *!صُبَابَاتِ .
ويُقَالُ : قد *!تَصَابَّ فُلَانٌ المَعِيشَةَ بَعْدَ فُلَانٍ أَي عَاش . وقد
*!تَصَابَبْتُهم أَجْمَعِين إِلَّا وَاحِداً .
وفي لسان العرب : *!تَصَابَّ المَاءَ . *!واصْطَبَّهَا *!وتَصَبَّبها وتَصَابَّهَا
بِمَعْنًى . قال الأَخْطَلُ ونَسَبَه الأَزْهَرِيّ للشَّمَّاخ :
لقَوْمٌ *!تَصَابَبْتُ المَعِيشَةَ بَعْدَهُمْ
أَعزُّ عَلَيْنَا من عِفَاءٍ تَغَيَّرَا
جعل لِلْمَعِيشَةِ*! صُبَاباً ، وهو على المَثَل ، أَي فَقْدُ مَنْ كُنتُ مَعَه
أَشَدُّ عليّ من ابْيِضَاضِ شَعرِي . قال الأَزهريّ : شَبَّه ما بَقِي من العَيْش
بِبَقِيَّةِ الشَّرَاب يَتَمَزَّزُه *!وَيَتَصَابُّه .
ومن أَمْثَالِ المَيْدَانِيّ : (*!- صُبابتي تُرْوِي وليْسَتْ غَيْلاً ) . الغَيلُ
: المَاءُ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ . يُضْربُ لمَنْ يَنْتَفع بِمَا يبذُل
وَإِنْ لَم يَدْخُل في حَدِّ الكَثْرَة .
( *!والصَّبَبُ مُحَرَّكَةً : *!تَصَبُّبُ ) هَكَذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه (
تَصَوُّبُ ) كَمَا في المحْكَم ولِسَانِ العَرَب ( نَهْرٍ أَو طَرِيق يَكُونُ في
حَدُور ) . ( وفي صِفَة النَّبِّي صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كَانَ
إِذَا مَشَى كأَنَّه يَنْحَط في صَبَب ) أَي في موضع مُنْحَدِرٍ . وقال ابْنُ
عَبَّاس : أَرَادَ بِهِ أنَّه قَوِيُّ البَدَنِ ، فإِذا مَشَى فكأَنَّه يَمْشِي
على صَدْرِ قَدَمَيْهِ من القُوَّة . وأَنْشَدَ :
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ
يَمْشُونَ في الدَّفَنِيّ والأَبْرَادِ
وفي رِوَايَة : ( كأَنَّمَا يَهْوِي من صَبَب )
____________________
(3/179)
*!كالصَّبُوبِ ( بالفَتْح والضَّمِّ ) . وقيل
بالْفَتْح : اسْمٌ لِمَا*! يُصَبُّ عَلى الإِنْسَانِ من مَاءٍ وغَيْرِه
كالطَّهُورِ والغَسُول ، والضَّم جَمْعُ صَبَب .
( و ) الصَّبَبُ : ( ما انْصَبَّ مِنَ الرَّمْل . وَمَا انْحَدَرَ من الأَرْضِ . و
) القومُ ( *!أَصَبُّوا ) أَي ( أَخَذُوا فِيهِ ) أَي الصَّبَب ( ج أَصْبَابٌ ) .
قَالَ رُؤْبَةُ :
بَلْ بَلَد ذِي صُعُدٍ وأَصْبَابْ
*!والصَّبوب : ما أَنْصببْت فيه . والجمع*! صُبُبٌ *!وصَبَبٌ . ( و ) قال أَبو زيد
: سمعت العرب تقول للحَدور الصَّبوب . وجمعها صُبُبٌ . وهي ( *!الصَّبِيبُ )
وجَمْعُه*! أَصْبَابٌ . وقَوْلُ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَة :
فأَوْرَدْتُهَا مَاءً كَأَنَّ جِمَامَه
من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً *!وصَبِيبُ
قيل : هي عُصَارَة وَرَق الحِنَّاء والعُصْفِر . وقيل : هو ( العُصْفُر ) المخلَص
. وأَنْشَدَ :
يَبْكُونَ مِنْ بَعْدِ الدُّمُوعِ الغُزَّرِ
دَماً سِجالاً*! كَصَبِيبِ العصْفُرِ
( و ) عن أَبي عمرو : الصَّبِيبُ : ( الجَلِيد ) وأَنْشَد في صِفَة الشِّتاءِ :
ولا كَلْبَ إِلَّا وَالِجٌ أَنْفَه اسْتَه
ولَيْسَ بِهَا إِلا *!صَباً *!وصَبِيبُها
( و ) قيل : هو ( الدَّمُ . و ) هو أَيْضاً ( العَرَقُ ) . وأَنْشَدَ :
هَوَاجِرٌ تَحْتَلِب *!الصَّبِيبَا
( وشَجَر كالسَّذَابِ ) يُخْتَضَبُ بِهِ ( و ) *!الصَّبِيبُ : ( السَّنَاءُ ) الذي
يُخْضَبُ بِهِ اللِّحَى كالحنَّاءِ . ويوجد في النُّسَخ هُنَا ( السِّنَاءِ )
مَضْبُوطاً بالكَسْر . وصَوَابُه بالضَّمِّ كَمَا شَرَحْنَا .
( و ) الصَّبِيبُ : ( مَاءُ شَجَر السِّمْسِمِ ) . وفي حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر
( أَنَّه كَانَ يَخْتَصِبُ *!بالصَّبِيب ) . قال أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ :
إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَوْ غَيْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض . قال : وقَدْ
وُصِفَ لِي بِمِصر ، ولَوْنُ مَائِه أَحْمَر يَعْلُوه سَوَادٌ . وأَنْشَدَ قَوْلَ
عَلْقَمَة
____________________
(3/180)
بْنِ عَبَدَةَ السَّابق ذِكْره .
( و ) الصَّبِيبُ : ( شَيْءٌ كالوَسْمَةِ ) يُخْضَبُ به اللِّحَى . ( و ) قيل : هو
عُصَارَةُ العَنْدَم . و ) قيلَ هُوَ ( صِبْغٌ أَحْمَر . و ) الصَّبِيبُ أَيْضاً :
( المَاءُ *!المَصْبُوبُ ) . وهَذِه الأَقْوالُ كُلُّهَا بهذا التَّفْصِيلِ في
المحكَمِ ولِسَان العَرَبَ وغَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الفَنِّ .
( و ) الصَّبِيبُ : ( العَسَلُ الجَيِّد ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ ، ( وطَرَفُ
السَّيْفِ ) ، في قَتْل أَبِي رَافِعٍ اليَهُودِيّ : ( فوضَعْت صَبيبَ السَّيْفِ
في بَطْنِه ) أَي طَرَفَه وآخرَ ما يَبْلغ سِيلانُهُ حِينَ ضرب ، وقيل هو
سِيلَانُهُ مُطْلَقاً .
( و ) صَبِيبٌ : ( ع ) بَلْ هُوَ جَبَل . وبه فُسِّر الحَدِيث : ( أَنَّه خَيْرٌ
من صَبِيبٍ ذَهَباً ) كما جَاءَ في رواية أُخْرَى مِنْ صَبيرٍ ذَهَباً . ( أَوْ
هُوَ ) *!صُبَيْبً ( كزُبَيْرٍ ) . وقِيلَ : صَبِيبٌ في الحدِيث فَعيلٌ بِمَعْنَى
مَفْعُول أَي ذَهَبٌ كَثِير مَصْبُوبٌ غَيْرُ مَعْدُود .
(*! والصَّبَابَة : الشَّوْقُ أَو رِقَّتُه ) وحَرَارَتُه ( أَو رِقَّةُ الْهَوَى
. *!صَبِبْتَ ) يا رَجُلُ إِليه بالكَسْرِ*! صَبَابَةً ( كَقَنِعْتَ ) قَنَاعَةً (
فَأَنْتَ *!صَبٌّ ) أَي عَاشِقٌ مُشْتَاق ( وَهِي *!صَبَّة ) ومُقْتَضَى قَاعِدَته
أَن يَقُولَ وَهِيَ بِهَاءٍ كا تَقَدَّم غَيْر مَرَّة . وهذَا الَّذي ذَكَره
المُؤَلِّف هو لَفْظ سِيبَوَيْه كما نَقَلَ عَنْه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَم
والجَوْهَرِيّ في الصَّحَاح ولَا إِجْحَافَ في عبَارَة المؤَلِّف أَصْلاً كما
زَعَمِ شَيْخُنَا فنْظُر بالتَّأَمّل . وفي لسان العرب : وحَكَى اللِّحْيَانِيّ
فِيمَا يَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ : صَبٌّ
*!فاصْبَبْ إِلَيْه ، أَرِقٌ فَارْقَ إِلَيْه . قال الكُمَيْتُ :
ولَسْتَ*! تَصَبُّ إِلَى الظَّاعِنِينَ
إِذَا ما صَدِيقُك لم *!يَصْبَبِ
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : *!صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق *!يَصَبُّ صَبَابَةٌ ،
ورَجُلٌ صَبٌّ ، ورَجُلَان *!صَبَّان ، ورجال*! صَبُّون . وامرَأَتَان *!صَبَّتَان
، ونِسَاءٌ *!صَبَّاتٌ على مَذْهَب مَنْ قَالَ : رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَة قَوْلك
: رجل فَهِمٌ وحذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْعَ بَيْنَ بَاءَيْن
متَحَرِّكَتَيْن فأَسْقَطُوا حَرَكَة البَاء الأُولَى وأَدْغَمُوهَا
____________________
(3/181)
في الثانية .
( و )*! الصُّبَيْبُ ( كَزُبَيْر : فَرَسٌ ) من خَيْل العَرَب مَعْرُوفٌ عَنِ
ابْنِ دُرَيْد .
( و ) *!صَبَّابٌ ( كخَبَّابٍ : جعفْرٌ لبَنِي كِلَابٍ ) نَقَله الصَّاغَانِيُّ
وزَادَ غَيْره : كَثِيرُ النَّخْلِ .
( *!وصَبْصَبَهُ : فَرَّقَه ومَحَقَه ( وأَذْهَبَه (*! فَتَصَبْصَبَ ) *!وصَبْصَبَ
الشيءُ : امَّحَقَ وذَهَبَ .
( و ) عن أبي عَمْرو : *!صَبْصَب ( الرَّجُلُ ) إِذَا ( فَرَّقف جَيْشاً أَو
مَالاً . وصُبَّ ) الرَّجُلُ والشيءُ مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُول إِذا ( مُحِقَ )
وهَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
(*! والتَّصَبصُبُ : ذَهَابُ أَكْثَرِ اللَّيْل ) . يقال :*! تَصَبْصَبَ الليلُ
وكذا النهارُ*! تَصَبْصُباً : ذَهَبَ إلا قَلِيلاً . وأَنْشَدَ :
حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
وعن أَبي عمرو :*! المُتَصَبْصِبُ : الذاهِبُ المُمَّحِق .
( و ) *!التَّصَبْصُبُ : ( شِدَّةُ الجُرْأَةِ والخِلَافِ ) . ( سقط : يقال تصبصب
علينا فلان .
( و ) التصبصب : ( اشتداد الحر ) .
قال العجاج :
حتى إذا ما يومها تصبصبا من صادر أو وارد أيدي سبا قال أبو زيد أي ذهب إلا قليلا ،
وقيل أي اشتد على الجمر ذلك اليوم . قال الأزهر : وقول أبي زيد أحب إلي .
ويقال : تصبصب أي مضى وذهب . وتصبصب القوم إذا تفرقوا . وقال القراء : تصبصب ما في
سقائك أي قل .
( *!والصبصاب ) بالفتح : ( الغليظ الشديد ، *!كالصبصب ) كجعفر .
( *!والصباصب ) كعلابط . ويقال : بعير صبصب *!وصباصب . قال :
أعيس مصبور القرا صباصب
( و ) الصبصاب : ( ما بقي من الشيء ) )
____________________
(3/182)
وقال المرَّار :
تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ
تَتَبَّعُ *!صَبْصَابَه كُلَّ عَام
( أَو ما صُبَّ مِنْه ) ، الضَّمِير رَاجِعٌ للشَّيْءِ والمُرَادُ بِهِ السِّقاءُ
كَمَا هُوَ في المِحكَمِ وغَيْرِه .
( و ) قَرَبٌ *!صَبْصَابٌ : شَدِيدٌ و ( خِمسٌ ) بالكَسْرِ ( صَبْصَابٌ ) مِثْل (
بَصْبَاص ) . وعن الأَصْمَعِيّ : خِمْسٌ صَبْصَابٌ وبَصْبَاصٌ حَصْحَاص كُلُّ
هَذَا : السَّيْرُ الذي ليست فيه وَتِيرةٌ ولا فُتُور . وقد أَحَالَ المُؤَلِّفُ
عَلَى الصَّادِ المُهْمَلَة ولا قُصُورَ في كَلَامه كَمَا تَرى كَمَا زَعَمه
شَيْخُنا .
ومِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِيَّات المَادَّة .
قَوْلُهم مِنَ المَجَازِ :*! صُبَّ رِجْلَا فُلَانٍ في القَيْدِ ، إِذَا قُيِّدَ .
قال الفَرَزْدَقُ :
ومَا صَبَّ رِجْلِي في حديدِ مُجَاشع
مع القَدْرِ إِلَّا حَاجَةٌ لي أُرِيدُها
ذكَرَه ابْنُ مَنْظُورِ والزَّمَخْشَرِيّ .
ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً : صَبَّ ذُؤَالَهُ عَلَى غَنَم فُلَانٍ ، إِذَا غَاثَ
فيها . وصَبَّ اللّهُ عَلَيْهم سَوْطَ عَذَاب إِذَا عَذّبهم . وكَذَا صَبّ اللّهُ
عَلَيْه صَاعِقَةً .
ومِنَ المَجَازِ أَيضاً : ضَرَبَه مائَةً *!فصَبَّا ، مُنَوَّن ، أَيْ فَدُون
ذَلِكَ ومائَةً فَصَاعِداً أَي مَا فَوْقَ ذَلِك . وقِيلَ *!صَبًّا مثْل صَاعِداً
. يُقَالُ : صُبَّ عَلَيْه البَلَاءُ مِنْ صَبَ أَي مِنْ فَوْق ، كَذَا في
الأَسَاسِ .
في لسان العرب عن ابن الأَعْرَابِيّ : ضَرَبه ضَرْباً صَبًّا وحَدْراً ، إِذا
ضَرَبَه بحَدِّ السَّيْفِ .
ومن المجاز أَيضاً : *!انْصَبَّت الحية على الملدوغ ، إِذا ارتفعت *!فانْصَبَّت
عَلَيْه من فَوْق . وهو*! يصَبُّ إِلى الخَيْر . وصَبَّ دِرْعَه : لَبِسَها .
وانْصَبَّ البازِي عَلَى الصَّيْد . تَحَسَّوْا *!صُبَابَاتِ الْكَرَى . كُلُّ
ذَلِكَ في الأَسَاس ، وبَعْضُه في لِسَانِ العَرَب .
____________________
(3/183)
وفي التَّهْذِيبِ في حَدِيثِ الصَّلَاة : ( لم*! يَصُبَّ رَأْسَه ) أَي يُمِلْهُ
إِلَى أَسْفَل . وفي حَدِيث أُسَامَة : ( فجعل يَرْفَعُ يعدَه إِلَى السَّمَاءِ
ثم*! يَصُبُّها عَلَيَّ ، أَعْرِف أَنَّه يَدْعُو لِي ) .
وفِي لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وقَد يَكُونُ الصَّبُّ جمع *!صَبُوبٍ
أَوْ*! صَابِّ . قال الأَزْهَرِيّ ، وقَالَ غَيْرُه : لا يَكُون صَبٌّ جَمْعاً *!لصَابّ
أَو *!صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابَ أَوْ صَبُوبٍ*! صُبُبٌ ، كَمَا يُقَالُ :
شَاةٌ عَزُوزٌ وعزُزٌ وَجَدُودٌ وجُدُدٌ . وفِيهِ أَيْضاً في حَدِيثِ بَرِيرَةَ (
إِنْ أَحَبَّ أَهْلُك أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَك صَبَّةً وَاحِدَةً أَي دَفْعَةً
وَاحِدَةً من صَب المَاءَ يَصُبُّه صَبًّا إِذا أَفْرَغَه . وَمِنْهُ صِفَةُ عَليَ
لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا حِين مات : ( كُنْتَ عَلَى الكَافِرِينَ
عَذَاباً صَبًّا ) . هو مَصْدَر بمَعْنَى الفَاعِل أَوِ المَفْعُول .
وماءٌ صَبٌّ كَقَوْلك : مَاء سَكْبٌ ، ومَاءٌ غَوْرٌ . قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاء :
تنْضَحُ ذِفْرَاهُ بمَاءٍ صَبِّ
مِثْلِ الكُحَيْلِ أَو عَقِيدِ الرُّبِّ
الكُحَيْلُ : هُوَ النِّفْطُ الَّذِي يُطْلَى به الإِبلُ الجَرْبَى .
وَفِيهِ في الحَدِيث أَنَّهُ ذكَر فِتَناً فقَالَ : ( لَتَعودُنَّ فِيهَا
أَسَاوِدَ *!صُبًّا . يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْض ) . والأَسَودُ :
الحَيَّاتُ . وقَوْلُه : صُبًّا . قالَ الزّهْرِيُّ وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث هُوَ
من الصَّبِّ ، قَالَ : والحَيَّةُ إِذَا أَرَادَ النَّهْس ارتَفَع ثُم صَبَّ عَلَى
المَلْدُوغِ ، ويُرْوَى صُبَّى بِوَزْنِ حُبْلَى . قال الأَزهْرِيّ : قَوْلُه
أَسَاوِدَ صُبًّا جَمْعُ صَبُوبٍ وصَبِبٍ ، فحذَفُوا حَرَكَةَ البَاءِ الأُولَى
وأَدْغَمُوهَا في البَاءِ الثَّانِيَة فقِيلَ صَبٌّ كما قَالُو الرجل صَبٌّ
والأَصْلُ صَبِبٌ ، فأَسْقَطُوا حَرَكَةَ البَاءِ وأَدْغَمُوهَا فقِيلَ صَبٌّ (
كما ) قَالَ . قَالَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ ، قَالَ : وَهَذَا هُوَ القَوْلُ في
تَفْسِيرِ الحَدِيثِ ، وقَدْ قَالَه الزُّهْرِيّ وصَحَّ عَنْ أَبِي عُبَيْد وابْنِ
الأَعْرَابِيّ ، وعَلَيْهِ العَمَلُ
____________________
(3/184)
ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ في كِتَابِ الفَاخِر فقالَ
: سُئِل أَبُو العَبَّاسِ عَنْ قَوْله : أَسَاوِد صُبًّا فحدّث عَنِ ابْنِ
الأَعْرَابِيّ أَنَّه كَانَ يَقُولُ : أَسَاوِدَ يُرِيدُ ( به ) جَمَاعَات ،
سَوَاد وأَسْوِدَة وأَسَاوِد . وصُبًّا : يَنْصَبُّ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ
بالقَتْل . وقِيلَ : هُوَ مِنْ صَبَا يَصْبُو إِذا مَالَ إِلى الدُّنْيَا كما
يُقَال : غَازٍ وغُزًّا . أَرَادَ لَتعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ أَيْ جَمَاعَات
مُخْتَلِفِين وطَوَائفَ مُتَنَابِذِين صَابِئين إلى الفِتْنَة مَائِلِين إِلى
الدُّنْيَا وزُخْرُفِها . قالَ : ولا أَدْرِي مَنْ روى عنه . وكَانَ ابْنُ
الأَعْرَابِيّ يَقُولُ : أَصْلُه صَبَأَ على فَعَل بالهَمْز مِثْل صَابِىء . مِنْ
صَبَأَ عَلَيْه إِذَا دَرَأَ عَلَيْه مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبه ثم خَفَّفَ
هَمْزَة ونَوَّنَ فَقِيل*! صُبًّى بوَزْنِ غُزًّى ، هَذَا نَصُّ لِسَان العَرَبِ .
وقد أُغْفِلَ شَيْخُنَا رَحِمَ اللّهُ تَعَالى عن ذَلِكَ كُلِّه مَعَ كَثْرَةِ
تَبَجُّحَاتِهِ في أَكْثَرِ المَوَادِّ .
وعَبْد الرَّحْمن بْنُ *!صُبَابٍ كغُرَاب : تَابِعِيٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .
صحب : ( صَحِبَه كَسَمِعَه ) يَصْحَبُه ( صَحَابَةً ) بالفَتْح ( ويُكسَر
وصُحْبَةً ) بالضَّمِّ كَصَاحَبَه : ( عَاشَرَهُ ) . والصَّاحبُ : المُعَاشِرُ ،
لا يَتَعَدَّى تَعَدى الفِعْل يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَقُول : زَيْدٌ صَاحبٌ عَمْراً
لأَنَّهم إِنَّمَا اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمَال الأَسْمَاءِ ، نَحْو غُلام زَيْدٍ .
ولو اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمال الصِّفَة لَقَالُوا : زَيْدٌ صَاحِبٌ عَمْراً ،
وزَيْدٌ صَاحبُ عَمْرٍ و عَلَى إِرَادَة التَّنْوِينِ ، كما تَقُولُ : زَيْدٌ
ضَارِبٌ عَمْراً ، وزَيْدٌ ضَارِبُ عَمْرَو . تُرِيدُ بغَيْره التَّنْوِين مَا
تُرِيد بالتَّنْوِينِ .
( وَهُمْ أَصْحَابٌ وأَصَاحِيبُ وصُخْبَانٌ ) بالضَّمِّ في الأَخِير مِثْلُ شَابَ
وشُبَّانِ ( وصِحَابٌ ) بالكَسْرِ مِثْلُ جائِعٍ .
وجِيَاعٍ ( وصَحَابَةٌ ) بالفَتْح ( وصِحَابَةٌ ) بالكَسْر ( وصَحْبٌ ) . حَكَاها
جَمِيعاً الأَخْفَشُ . وأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى الكَسْرِ دُونَ الهَاءِ وعَلَى
الفَتْح مَعَهَا وعَلَى الكَسْرِ مَعَها عَنِ الفَرَّاءِ خَاصَّةً . ولا
يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ الهَاءُ مَعَ الكَسْرِ
____________________
(3/185)
مِنْ جِهَةِ القِيَاسِ عَلَى أَنْ تُزَادَ
الهَاءُ لتَأْنِيث الجَمْع . وفي حَدِيث قَيْلَة : ( خَرَجْتُ أَبْت 2 غِي
الصَّحَابَة إِلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم ) . هو بالفَتْح
جَمْع صَاحِب . ولم يُجْمَع فَاعِل عَلَى فَعَالَةٍ إِلَّا هَذَا ، كَذَا في
لِسَانِ العَرَب .
وقال الجوهريّ : الصَّحَابَةُ بالفَتْح : الأَصْحَابُ ، وهو في الأَصْلِ مَصْدرٌ
وجَمْعٌ . وجَمْعُ الأَصْحَاب أَصَاحِيبُ وأَمَّا الصُّحْبَةُ والصَّحْبُ
فاسْمَانِ للجَمْع . وقَالَ الأَخْفَشُ : الصَّحْبُ جَمْعٌ ، خِلَافاً لمَذْهَبِ
سِيبَوَيْه . ويُقَالُ : صَاحِبٌ وأَصْحَابٌ ، كما يُقَالُ : شَاهِدٌ وأَشْهَادٌ ،
ونَاصِرٌ وأَنْصَارٌ . وَمَنْ قَالَ : صَاحِبٌ وصُحْبَة فهو كَقَوْلِكَ : فَارِهٌ
وفُرْهَة . وغُلَامٌ رَائِقٌ والجمع رُوفَة .
والصُّحْبَةُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ : صَحِبَ يَصْحَب صُحْبَةً . وقالوا في النِّسَاءِ
: هُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُف . وحَكَى الفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي الحَسَن : هُنَّ
صَوَاحِبَاتُ يُوسُف . جَمَعُا صَوَاحِبَ جَمْعَ السَّلَامَة . والصَّحَابة
بالكَسْرِ ؛ مَصْدَرُ قَوْلك صَاحَبَك اللّهُ وأَحْسَنَ صِحَابَتَك ، وَهُو
مَجَازٌ .
( واستَصْحَبَه : دَعَاهُ إِلَى الصُّحْبَة . ولَازَمَه ) ، وكُلُّ ما لَازَم
شَيْئاً فَقَد اسْتَصْحَبَه . قال :
إِنَّ لَكَ الفَضْلَ عَلَى صُحْبَتِي
والمِسْكُ قَدْ يَسْتَصْحِبُ الرَّامِكَا
الرَّامِكُ : نَوْعٌ من الطِّيبِ رَدِيءٌ خَسِيسٌ . ومِنَ المَجَازِ : استَصْعَب
ثم اسْتَصْحَبَ . وكذا استَصْحَبْتُه الكِتَابَ وغَيْرَه ، واسْتَصْحَبْتُ كِتَاباً
لي ، كَذَا في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب .
( و ) أَصْحَبَ البَعِيرُ والدَّابَّةُ : انْقَادَا ، وَمِنْهُم مَنْ عَمّ فَقَالَ
: وأَصْحَبَ : ذَلَّ وانْقَادَ . و ( والمُصْحِبُ كَمُحْسِنٍ ) وَهُوَ (
الذَّلِيلُ المُنْقَادُ بَعْدَ صُعُوبَة ) . قال امرؤُ القَيْس :
ولَسْتُ بِذِي رَئْيَةٍ إمَّرٍ
إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا
الإِمَّرُ : الَّذِي يَأْتَمِر لكُلِّ أَحَدٍ ضَعْفِه . والرَّثْبَةُ : وَجَعُ
المَفَاصِل .
وفي الحديث : ( فأَصْحَبَت النَّاقَةُ ) أَي انْقَادَت واسْتَرْسَلَت وتَبِعَت
____________________
(3/186)
صَاحِبَها . قال أَبو عبيد : صَحِبْتُ الرَّجُلَ
من الصُّحْبَةِ . وأَصْحَبتُ أَي انْقَدْتُ لَهُ . ( كالمُصَاحِبِ ) أَي
المُنْقَادِ ، من الإِصْحَابِ . قاله ابْن الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ :
يَا ابْنَ شِهَابٍ لَسْتَ لِي بِصَاحِب
مع المُمَارِي ومَعَ المُصَاحِبِ
وكالمُسْتَصْحِب كما قاله الزَّمَخْشَرِيُّ وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه
قَرِيباً .
( و ) المُصْحبُ : ( المُسْتَقِيمُ الذَّاهِبُ لَا يَتَلَبَّثُ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَصْحَبَ ( المَاءُ ) إِذا ( عَلَاهُ الطُّحْلُبُ )
والعَرْمَضُ ، فهو مَاءٌ مُصْحِبٌ .
( و ) من المجاز : أَصْحَبَ ( الرجلُ ) إِذا ( بَلَغَ ابْنُه ) مَبْلَغَ الرِّجَال
( فَصَارَ مِثْلَه ) فكأَنَّه صَاحَبَه .
( و ) من المجاز عَنِ الفَرَّاء : المُصْحِبُ ( الرجل الذي يُحَدِّثُ نَفْسَه ،
وقد تُفْتَح حَاؤُه ) . ( و ) المُصْحَبُ ( بفتح الحاء : الَجْنُونُ ) . يقال :
رَجُلٌ مُصْحَبٌ . والمُصْحَبُ : العُودُ الَّذي لم يُقْشَر ، وهو مجازٌ .
( و ) المُصْحَبُ ( أَدِيمٌ بَقِي عليه صُوفُه ) أَ ( وشَره ) أَ ( ووَبَرهُ .
ومنه قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ : بَقِي فيها من صُوفِها شيْءٌ ولم تُعْطَنُه .
والحَمِيتُ : ما لَيْسَ عَلَيْه شَعَر .
( وصَحَبَ المَذْبُوحَ ، كَمَنَعَ : سَلَخَه ) في بَعْضِ اللُّغَاتِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَصْحَبْتُه الشيءَ ) أَي ( جَعَلْتُه لَهُ صَاحِباً )
وكذلك اسْتَصْحَبْتُه ، وقد تَقَدَّم .
( و ) أَصْحَبَ ( فُلَاناً : حَفِظَه ، كاصْطَحَبَه ) . وفي الحدِيث : ( اللّهُمّ
اصْحَبْنا بصُحْبَة واقْلِبْنَا بِذِمَّة ) أَي احْفَظْنا بحِفْظِكَ في سَفَرِنا ،
وارْجِعْنا بأَمَانَتِك وعَهْدِك إِلَى بَلَدِنا .
وفي الأَسَاس ، ومِن المَجَازِ : امْضِ مَصْحُوباً ومُصَاحَباً : مُسَلَّماً
ومُعَافًى . وتَقُولُ عِنْد التَّوْدِيع : مُعَاناً مُصَاحَباً .
( و ) أَصْحَبَ فُلَاناً : ( مَنَعَه ) ، ومِنْه في التَّنْزِيل : ( ولا هُم
مِنَّا يُصْحَبُون )
____________________
(3/187)
قال الزَّجَّاج يَعْنِي الآلِهَة لا تَمْنَعُ
أَنْفُسَها . ولَا هُم مِنَّا يُصْحَبون : يُجَارُون أَي الكُفَّار . أَلَا تَرَى
أَنَّ العَرَب تقول : أنَ جَارٌ لك ومعناه أجِيرُك وأَمْنَعُك ، فَقَالَ
يُصْحَبُون بالإجارَةِ . وقَال قَتَادَةُ : لا يُصْحَبُون مِن اللّهِ بِخَير .
وقال أَبُو عُثْمَان المَازِنيّ : أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ أَيْ مَنَعْتُه . أَنْشَد
قَوْلَ الهُذَلِيّ :
يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْن من أَبِّه
قريَانَه في عانةٍ تُصْحَبُ
أَي يُمْنَعُ ويُحْفَظُ . وقَال غَيْرُه هو من قَوْله : صَحِبَك اللّهُ أَي حَفِظك
وكَانَ لَكَ جَاراً . وقَال :
جَارِي وَمَوْلَايَ لا يَزْنِي حَريمُهُما
وصَحِبِي مِنْ دَوَاعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَصْحَبَ ( الرجلُ : صَارَ ذَا صَاحِب ) وَكَانَ ذَا
أَصْحَاب ، وكَذَا أَصْحَبَه : فَعَل بِهِ ما صَيَّره صَاحِباً لَهُ .
( وصَحْبُ بْنُ سَعْدٍ بالفَتْح ) ابْنِ عَبْدِ بنِ غَنْم : ( قَبِيلَةٌ ) مِن
بَاهِلَةَ ، ( مِنْهَا الأَشْعَثُ ) بنُ يَزِيدَ البَاهِلِيُّ ( الصَّحْبِيّ
الشَّاعِرُ ) . قال ابْنُ دُرَيْد : ( وبَنُو صُحْب بالضَّم : بَطْنَان ) وَاحِدٌ
في بَاهِلَةَ والآخَرُ في كَلْب . وقَال غَيْره : صُحْبُ ابْنُ المُخَبَّل ،
وصُحْبُ بنُ ثَوْر بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ ، كلاهما بالضم . وفي باهِلَةَ صَحْب
بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْمِ ، وقد ذكر قريباً . قلت : ومن بَنِي صُحْب
بْنِ ثَوْر عَرَابَةُ بْنُ مَالِكٍ الشَّاعِرُ ، قاله ابنُ حَبِيب . ( وصَحْبَانُ
) اسمُ ( رَجُل ) .
( والأَصْحَبُ ) هو ( الاَّصْحَرُ ) . يُقَالُ : حِمَارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَرِ ،
يَضْرِبُ لَوْنُه إِلى الحُمْرَة . وفُلَان صاحِبُ صِدْقٍ .
ومِنَ المَجَازِ : هو صاحب عِلْم ومَال ، وصَحِبُ كُلِّ شَيْء : ذُوهُ . وخَرَجَ
وصَاحِبَاه السَّيْفُ والرُّمْح . واصْطَحَبَ الرَّجُلَانِ : تَصَاحَبَا .
( و ) القَوْمُ : ( اصْطَحَبُوا ؛ صَحِبَ بَعْضُهُم بَعْضاً ) . وأَصْلُه اصْتَحَب
لأَنَّ تَاءَ الافْتِعَال تَتَغَيَّر عِنْد الصَّادِ مِثْل هذا ،
____________________
(3/188)
وعِنْد الضَّاد مِثْل اضْطَرَب ، وعِنْد الطَّاءِ
مِثْل اطَّلَبَ ، وعِنْد الظَّاء مثل اظَّلَم ، وعِنْد الدَّال مثل ادَّعَى ،
وعِنْد الذَّال مثل ازَّجَرَ ؛ لأَن التَاءَ لانَ مَخُرَجُها فلم تُوَافق هَذِه
الحروفَ لِشدَّة مَخَارِجِهَا ، فأُبْدِل مِنْهَا ما يُوَافِقها لِتَخِفَّ على
اللسان ويَعْذُبَ اللَّفْظُ بِهِ . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) قال ابن بُزُرْج : فُلَانٌ ( يَتَصَحَّبُ مِنَّا ) أَي مِنْ مُجَالَسَتنَا :
( يَسْتَحْيِي ) مِنْهَا . وإِذَا قيل : فُلَانٌ يَتَسحَّب علينا ، بالسِّين
المُهْمَلَة ، فمَعْنَاه أَنَّهَ يَتَمَادَحُ وَيَتَدَلَّل .
( والصاحِبُ : فَرَسٌ ) لِغَنِيّ ( مِنْ نسْلِ الحَرُونِ ) .
( والمَصْحَبِيَّةُ : مَاءٌ لِقُشَيْرٍ ) نَقَله الصَّاغَانِيّ .
( و ) يُقَالُ : ( هو مِصحَابٌ لَنا بما نُحِبّ كمِحْرَابٍ ) أَي مُنْقَادٌ .
وقَالَ الأَعْشَى :
إِن تَصْرِمي الحَبْلَ يا سُعْدَى وتَعْتَزِمي
فَقَدْ أَرَاك لَنَا بالوُدِّ مِصْحَابا
وفي لِسَانِ العَرَب : قَوْلهُم في النِّدَاء : يا صَاحِ ، مَعْنَاه يا صَاحِبي ،
ولا يَجُوز تَرْخِيمُ المُضَافِ إِلَّا فِي هَذَا وَحْدَه سُمعَ من العَرَبِ
مُرَخَّماً .
صخب : ( الصَّخَبُ مُحَرَّكَةً ) : الصِّيَاحُ والْجَبَلَبَةُ و ( شِدَّةُ
الصَّوْتِ ) واخْتِلَاطُه . ومِنْهُم مَن قَيَّدَه لِلْخِصَامِ كالسَّخَبِ ،
بالسِّينِ المُهْمَلَة ، وَهِيَ لُغَةٌ رَبَعِيَّةٌ قَبِيحَةٌ . وقد ( صَخِبَ
كفَرِح ) يَصْخَبُ صَخَباً ( فهو صَخَّابٌ ) كشَدَّادٍ ( وصَخِبٌ وصَخُوبٌ )
كصَبُورٍ ( وصَخْبَانُ ) بالفَتْح . كُلُّ ذَلِك بمَعْنَى شَدِيدِ الصَّخَب
كَثِيره . وفي حَدِيثِ كَعْب في التَّوْرَاةِ : ( مُحَمَّد عَبْدِي لَيْسَب فَظَ
لا غَلِيظِ ولا صَخُوبٍ في الأَسْوَاق ) وفي رِوَاية : ولا صَخَّابٍ . وفَعُولٌ
وفَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَة . وفي حَدِيثِ خَدِيجَةَ : ( لا صَخَبَ فِيهِ ولَا
نَصَبَ ) .
____________________
(3/189)
وفي حَدِيثِ أُمِّ أَيْمن : ( وَهِي تَصْخَب
وتذْمُر عَلَيْه ) . ( وجَمْعُ الأَخِير صُخْبَانٌ بالضم ) عن كُرَاع . ( وهي )
أَي الأُنْثَى ( صَخِبَة ) كفَرِحة ( وصَخَّابَةٌ وصُخْبَّةٌ كعُتُلَّة وصَخُوبٌ )
. قال :
فعَلَّك لَوْ تُبَدِّلُنَا صَخُوباً
تَرُدُّ الأَمْرَدَ المُخْتَارَ كَهْلَا
وقول أُسَامَةَ الهُذَلِيّ :
إِذَا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بِجَانِبَيْهَا
تَرَنَّمُ قَينَةٌ صَخِبٌ طَرُوبُ
حَمَلَه عَلَى الشَّخْص فذَكَّر ، إِذْ لا يُعْرَفُ في الكَلَام امرَأَةٌ فَعِل
بِلَا هَاء ، كَذَا فِي لسَان الْعَرَبِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( عَيْنٌ صَخْبةٌ ) بسُكُون الخَاءِ : ( مُصْطَفِقَةٌ عند
الجَيَشَان ) ، محركةً : الغليانِ ( وَمَاءٌ صَخِبُ الآذِيّ ) كفَرِح (
ومُصْطَخِبُه كَذَلِكَ ) إِذَا تَلَاطَمَتْ أَمْوَاجُه أَي لَه صَوْتٌ . قال :
. . . مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِق
( والصَّخْبَةُ ) بفَتْح فَسُكُونٍ ) العَطْفَةُ أَو ( خَرَزَةٌ تُسْتَعْمَلُ في
الحُبِّ والبُغْض ) والمسافرة والصخب .
( و ) يقال : اصْطَخَبَ القَوْمُ و ( تَصَاخَبُوا ) إِذَ ( تَصَايَحُوا
وَتَضَارَبُوا ) . وفي حَدِيث المُنَافِقِين : ( صُخُبٌ بالنَّهَارِ وخُشُبٌ
بالليل ) أَي صَيَّحُونَ فِيهِ مُتَجَادِلون . ( واصْطِخَابُ الطَّيْرِ :
اخْتِلَاطُ أَصُوَاتها ) .
( وحِمَارٌ صَخِبُ اشَّوَارِب ) كفَرِح : ( يُرَدِّدُ نُهَاقَه ) بالضَّمِّ ( في
شَوَارِبِه ) . والشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في الحَلْق . قَالَ :
صَخِبُ الشَّوَارِبِ لَا يَزَالُ كأَنَّهُ
عَبْدٌ لآلِ أَبِي رَبِيعَةَ مُسْبَعُ
وفي الأَسَاس ، ومِنَ الْمَجَازِ : عُودٌ صَخِبُ الأَوْتَارِ .
صرب : ( الصَّرْبُ ويُحَرَّك ) هو ( اللَّبَنُ الحَقِينُ الحَامِضُ ) . وقيل :
هُوَ الَّذِي قد حُقِن أَيَّاماً في السِّقَاءِ حَتَّى اشتَدَّ حَمَضُه ، وَاحِدته
صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ
____________________
(3/190)
يقال : جَاءَنَا بصَرْبَة تَزْوِي الوَجْهَ . وفي
حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر : ( فَيَأْتِي بالصَّرْبَةِ مِن اللَّبَن ) هو اللَّبَنُ
الحَامِضُ . وصَرَبَه يَصْرُبُه صَرْباً . فَهُوَ مَصْرُوبٌ وصَرِيبٌ . وصَرَبَه :
حَلَب بَعْضَه عَلَى بَعْض وَتَرَكَه يَحْمَضُ . وقيل : صَرَبَ اللَّبَنَ
والسَّمْنَ في النِّحْي . وقَالَ الأَصْمَعِيّ : إِذَا حُقِن اللَّبَنُ أَياماً في
السِّقَاءِ حَتَّى اشْتَدَّ حَمَضُه فَهُو الصَّرْبُ والصَّرَبُ . قال
الأَزْهَرِيُّ : والصِّرْمُ مِثْلُ الصِّرْبِ ، قَالَ : وهو بالمِيمِ أَعْرفُ .
ويُقَالُ : كَرَصَ فُلَانٌ في مِكْرَصِهِ ، وصَرَبَ في مِصْرَبِه ، وقَرَعَ في
مِقْرَعِه ، كُلُّه السّقاءُ يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَنُ .
ومِنَ المَجَازِ : الصَّرْبَةُ : المَاءُ المُجْتَمعُ في الظَّهْرِ ، تَشْبِيهاً
له باللَّبَنِ المُجْتَمع في السِّقَاءِ . وتَقُولُ : صَرَبْت اللَّبن في الوَطْبِ
. واصْطَرَبْتُه إِذَا جَمَعْتَه فِيهِ شَيْئاً بَعْدَ شَيْء وتركتَه لِيَحْمَض .
( و ) الصَّرْبُ والصَّرَبُ : ( الصِّبْغُ ) كذا في النُّسَخ ، والصَّوَابُ على
مَا فِي التَّهْذيب والمُحْكَم ولِسَانِ الْعَرَب الصَّمْغُ ( الأَحْمَرُ ) . قال
الشَّاعِرُ يَذْكُرُ البَادِيَةَ :
أَرْضٌ عَنِ الخَيرِ والسُّلْطَانِ نَائِيَةٌ
فالإِطْيَبَانِ بها الطُّرْثُوثُ والصَّرَبُ
واحدته صَرْبَةٌ ، وقد يُجْمَعَ على صِرَاب . وقِيلَ : هو صَمْغُ الطَّلْح
والعُرْفُط ، وَهِي حُمْرٌ كأَنَّهَا سَبَائك تُكْسَرُ بِالحِجَارَةِ . وقال
الأَزْهَريُّ : الصَّرْبُ : الصَّمْغُ الأَحْمَرُ ، صَمْغُ الطَّلْح . والأَصْمَعِيُّ
أَنْشَد البَيْتَ المُتَقَدِّم وفَسَّر الصَّرَبَ بِاللَّبَن الحَامضِ فغَلَّطَه
أَبُو حَاتِم ، قَالَ : وقُلْتُ لَهُ : الصَّرَبُ ) الصَّمْغُ ، والصَّرَبُ :
اللَّبَنُ فَعَرَفَه ، وقَالَ كَذَلِكَ . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) الصَّرْبُ : ( مَا يُزَوَّدُ مِنَ اللَّبَنِ في السَّقَاءِ ) حَلِيباً كَانَ
أَو حَازرا . وقد اصْطَرَبَ صَرْبَة .
( و ) الصِّرْبُ ( بالكَسْرِ ) كالصِّرْم :
____________________
(3/191)
( البُيُوتُ لقَلِيلَةُ من ضَعْفَى الأَعْرَاب )
قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
( و ) الصُّرْب ( بالضَّمِّ : الأَلْبَانُ الحَامِضَةُ : والوَاحِدُ صَرِيبٌ )
كأَمِير الضَّرِيب لا الصَّرِيب أَي الخَائِرُ من عِدَّةِ لِقَاح ضُرِبَ بَعْضُه
بِبَعْضِ لا الحَامض .
( وصَرَبَ ) بمعنى صَرَمَ بالمِيمِ أَي ( قَطَع ) ، كما يُقَال : ضَرْبةُ لَازِبٍ
ولازِمٍ ، وبِهِ أُخِذَ الصَّرْبَى . قال الأَزْهَرِيّ : وكَأَنَّه أَصَحُّ
التَّفْسِيرَيْن كما سَيَأْتي تَفْصِيلُه قَرِيباً . ( و ) صَرَبَ إِذَا ( كَسَب .
وعَمِل الصَّرْبَ ) أَي اللَّبَن الْحَامِضَ . ( و ) صَرَبَ يَصْرُب صَرْباً إِذا
( حَقَنَ البَوْلَ ) وذَلِكَ إِذَا طَالَ حَبْسُه ، وخَصَّ بَعْضُهُم به الفَحْلَ
من الإِبِل ، ومِنْهُ الصَّرْبَى كما سَيَأْتِي . ( و ) صَرَبَ الصَّبِيُّ :
مَكَثَ أَيَّاماً لا يُحْدِث . وصَرَبَ ( عَقَدَ بَطْنَ الصَّبِيِّ لِيَسْمَنَ )
وهو إِذَا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِهِ فيَمْكُثُ يَوماً لا يُحْدِث ، وذلك إِذا
أَرَادَ أَنْ يَسْمَنَ .
( والصَّرَبَةُ مُحَرَّكَةً : ما يُتَخَيَّر من العُشْبِ ) والشَّجَرِ بَعْدَ
الْيَابِس ، والجَمْع صَرَب . ( وقدْ صَرَبَت الأَرْضُ ) . ( وقدْ صَرَبَتِ
الأَرْضُ ) . ( و ) ربما كَانَت الصَّرَبَةُ ( شَيءٌ كَرَأْسِ السِّنَّوْرِ فِيه )
أَي في جَوْفِه ( شَيْءٌ كالدِّبْسِ ) والغِرَاءِ ( يُمَصُّ ويُؤْكَلُ ) .
( واصْرَأَبَّ الشَّيْءُ امْلَاسَّ ) وصَفَا . ومَنْ رَوَى بَيْتَ امْرِىء
القَيْسِ :
كأَن على الكِتْفَيْن مِنْهُ إِذَا نْتَحَى
مَدَاكَ عَرُوسٍ أَو صَرَابَةَ حَنْظَلِ
أَرَادَ الصَّفَاءَ والمُلُوسَة ، ومَنْ رَوَى صَرَيَة أَرَادَ نَقِيعَ مَاءِ
الحَنْظَلِ ، وَهُوَ أَحْمَرُ صَافٍ .
( والتَّصْرِيبُ : أَكْلُ ) الصَّرْبِ ، وهُوَ ( الصَّمْغ ) ، وقد تَقَدَّمَ
بَيَانُه .
____________________
(3/192)
( و ) هُوَ أَيضاً ( شُرْبُ ) الصَّرْبِ وَهُوَ (
اللَّبَنُ الحَامِضُ ) وقد تَقَدَّمَ أَيْضاً ، وهو لُغَةٌ يَمَانِيةٌ . وضَبَطَه
الشَّرِيفُ أَبُو القَاسِم الأَهْدَل صاحِب المحيط في شَرْحِ الشَّمَائل بالثَّاءِ
المُثَلَّثَة بَدَلَ الصَّادِ عَلَى مَا هُو المَشْهُور عَلَى الأَلْسِنة وَهُو
خَطَأٌ . ( و ) المِصْرَبُ ( كمِنْبَرٍ : إِنَاءٌ يُصْرَبُ فِيهِ ) اللَّبَنُ أَي
يُحْقَنُ . وجَمْعُه المَصَارِبُ .
( والصَّرْبَى كَسَكْرَى ) قال سَعِيد بْنُ المُسَيَّبِ هِيَ ( البَحِيرَةُ ) ؛
وَهِي الَّتي يُمْنَع دَرُّها لِلطَّوَاغِيتِ فَلَا يَحْلُبها أَحَدٌ مِن النَّاسِ
. وقِيلَ : ( لأَنَّهم كَانُوا لا يَحْلبُونَها إِلَّا للضَّيْف فيجْتَمع لَبَنُها
) في ضَرْعِهَا .
وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ عَنْ أَبِيهِ قال : ( هَلْ تُنْتَجُ إبِلُك
وَافِيَةٌ أَعْيُنُهَا وآذَانُهَا فتَجْدَعُها وتَقُولُ صَرْبَى ) . قال القُتَيْبِيُّ
: هِيَ مِنْ صَرَبْتُ اللَّبَنَ في الضَّرع إِذَا جَمَعْتَ ولم تَحْلبْه وكَانُوا
إِذَا جَدَعُوها أَعْفَوْهَا مِنَ الحَلب . وقَالَ بَعْضُهُمْ : تَجْعَلُ
الصَّرْبَى مِن الصَّرْم وهو القَطْعُ بجَعْله البَاءِ مُبْدَلَةً مِن المِيمِ ،
كَمَا يُقَالُ : ضَرْبَةُ لَازِمٍ ولَازِبٍ ، قال : وكَأَنَّه أَصَحُّ
التَّفْسِيرَيْنِ لِقَوْله : فَتَجْدَع هَذِه فَتَقُول صَرْبَى .
وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الصَّرْبُ جَمعُ صَرْبَى ؛ وَهِيَ المَشْقُوقَةُ الأُذُن
مِن الإِبِل مِثْل البَحِيرَةِ أَو المَقْطُوعَةِ .
وفي رِوَايَةٍ أُخرَى عن أَبِي الأَحْوَصِ أَيْضاً عَنْ أَبِيه قَالَ : ( أَتَيْتُ
رَسُولَ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَنا قَشِفُ الهَيْئَةِ فقَالَ :
هل تُنْتَجُ إِبِلُك صِحَاحاً آذَانُهَا فتَعْمِدَ إِلَى المُوسى فتَقْطَعَ
آذَانَهَا ، فتَقُول : هذه بحيرة وتَشُقَّها فتَقُول : هذه صَرْمٌ فتُحرِّمها
عَلَيْك وعَلَى أَهْلِكَ ؟ قَالَ : نَعَم . قَالَ : فما آتَاكَ للّهُ لَكَ حِلٌّ ،
وسَاعِدُ اللّهِ أَشَدُّ ، ومُوسَاه أَحَدُّ ) . قال : فَقَد بَيَّن بِقَوْله :
صَرْم ما قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ في الصَّرْب أَن البَاءَ مُبْدَلَةٌ من
المِيمِ ، كَذَا في لِسَان العَرَب .
____________________
(3/193)
( وأَصْرَبَ ) الرَّجُلُ ) : أَعْطَى .
( والصِّرَاب كَكِتَابٍ من الزَّرْع : ما يُزْرَعُ بَعْدما يُرْفَعُ في الخَرِيف )
نقلَه الصَّاغَانِيّ .
( و ) صَرِبَ اللَّبَنُ ( كَفرِح ) إِذَا ( اجْتَمَعَ ) في الضَّرْعِ . ومِنْهُ
أُخِذَ صَرْبَى عَلَى أَحَد قَوْلَي القُتَيْبِيّ ، وقد تَقَدَّم .
ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
الصَّرّبَةُ ، بالفَتْح : مَوْضِعٌ جَاءَ ذِكْرُه في شِعْر .
صرخب : ( الصَّرْخَبَةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان . وقال
ابْنُ دُرَيْد : هُوَ ( الخِفَّةُ والنَّزَقُ ) كالصَّرْبَخَةِ .
صطب : ( الأُصْطُبَّةُ بالضَّمِّ وشَدِّ البَاءِ : مُشَاقَ الكَتَّان ) . وفي
الحَدِيثِ : ( رأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللّهُ عَنْه عَلَيْه إِزَارٌ فيه
عَلَقٌ قد خَيَّطَه بالأُصْطُبَّة ) حَكَاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن .
( و ) في التهذيب عن ابن الأَعْرَابيّ : المِصْطَبُ : سَنْدانُ الحَدَّادِ .
و ( المِصْطَبَّةُ بكَسْرِ المِيمِ ) وتَشْدِيدِ الْبَاء المُوَحَّدَة قَالَ أَبُو
الهَيْثَم : هِيَ مُجْتَمَع النَّاس ( كالدُّكَّانِ للجُلُوس عَلَيْه ) . ورُوِي (
عن ) ابْنِ سِيرِينِ أَنَّه قَالَ : إِني كنتُ لا أُجَالِسُكم مَخَافَة الشُّهْرَة
حتى لم يَزَلْ بي البَلَاءُ ( حَتَّى ) أُخذ بِلِحْيَتِي وأُقمْتُ على مِصْطَبْة
بالبَصْرَةِ .
وقال الأَزهريّ : ( سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا من بني فَزَارَةَ يقول لخَادِم له : (
أَلَا وَارْفَع لي عَنْ صَعِيدِ الأَرْضِ مِصْطبَّةً أَبِيتُ عَلَيْهَا باللَّيْل
) فرفع له من السَّهْلَة شِبْهَ دُكَّان مُرَبَّع قَدْرَ ذِرَاعٍ من الأَرْضِ
يَتَّقي بها من الهَوَامِّ باللَّيْل .
صعب : ( الصَّعْبُ : العَسرُ ) وهو خِلَافُ لسَّهْل ( كالصُّعْبُوبِ ) بالضَّمِّ .
وإِنَّمَا أَطلَقَه لشُهْرَته . وفي حَدِيثِ خَيْفَان : ( صَعَابِيبُ ، وَهُم
أَهْلُ الأَنَابِيب وفَسَّرُوه بالصِّعَابِ أَي الشَّدَائد . جمع صُعْبُب كَذَا في
التهذيب .
____________________
(3/194)
( و ) الصَّعْبُ : ( الأَبِيُّ ) المُمْتَنِعُ . ومن الدَّوَابِّ : نَقِيضُ
الذَّلُول ، والأُنْثَى صَعْبَة ، بالْهَاءِ ، وجَمْعُهَا صِعَابٌ ، ونِسَاء
صَعْباتٌ بالتَّسْكهين ؛ لأَنَّه صِفَة .
( و ) الصَّعْبُ : ( الأَسَدُ ) ، لامْتِنَاعِه .
( و ) صَعْبٌ : اسْمُ ( رَجُله ) غَلَبَ على الحَيِّ . ( و ) الصَّعْبُ : ( لَقَبُ
) ذِي الْقَرْنَيْن المُنْذِرِ بنِ مَاءِ السَّمَاءِ ) .
قال لبيد :
والصَّعْبُ ذو القَرْنَيْن أَصْبَح ثَوِياً
بالحِنْو في جَدَثٍ ، أُمَيْمَ ، مُقِيمُ
كذا في الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ . ( و ) الصَّعْب ( بن جَثَّامَةَ ) بْنِ قَيْسِ
اللَّيْثِيُّ الوَدَّانِيُّ ( الصَّحَابِيُّ ) مَعْرُوفٌ ، رَضِي اللّهُ عَنْه .
وأَبو العيوف صَعْب العَنَزِيّ ، ويقال فيه صُعَيْب ، تابِعِيّ ، كذا في تاريخ ابن
حِبَّان .
( و ) الصَّبْبُ : ( ع باليمن ) بَلْ هُوَ مِخْلَافٌ .
( واسْتَصْعَبَ ) عَليه ( الأَمْرُ ) اسْتِصْعَاباً أَي ( صَارَ صَعْباً كأَصْعَبَ
) إِصْعَاباً عن ابْنِ الأَعرابِيّ . ( وصَعُب كَكَرُمَ ) يَصْعُب ( صُعُوبَةً )
وَهَذِه عَنِ الْفَرَّاء . ( و ) استَصْعَبَ ( الشيءَ : وَجَدَهُ ) أَوْ رَآه (
صَعْباً ، لَازِمٌ مُتَعَدَ كأَصْعَبَه وصَعَّبَه ) تصْعِيباً : ( جَعَلَه صَعْباً
، كتَصَعَّبَه ) . وأَصْعَبَ الأَمْرَ : وَافَقَه صَعْباً . قال أَعْشَى بَاهلَة :
لا يُصْعِبُ الأَمْرَ إِلَّا رَيْثَ يَرْكَبُه
وكُلُّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشَاءِ يَأْتَمِرُ
( والمُصْعَبُ كمُكْرَمٍ ) قال ابنُ السِّكِّيت : ( الفَحْلُ ) الَّذِي يُودَعُ
ويُعْفَى مِن الرُّكُوب ، والذي لَمْ يَمْسَسْه حَبْلٌ لَمْ يُرْكَب . والقَرْمُ :
الفَحْلُ الَّذِي يُقْرَم أَيْ يُودَعُ ويُعْفَى مِن الرُّكُوبِ ، وهو المُقْرَمُ
والقَرِيعُ والفَنِيقُ . والجمع مَصَاعِبُ ومَصَاعِيبُ . قِيلَ : وبِه سُمِّيَ
الرَّجُلُ مُصْعَباً . ورَجُلٌ مُصْعَبٌ : مُسَوَّدٌ .
( والمُصْعَبَان : مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْر وابْنُه عِيسَى ) بْنُ مُصْعَبٍ (
أَوْ ) مُصْعَبُ بن الزُّبَيْر و ( أَخُوهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ) ،
عَلَى التَّغْلِيب .
( وأَصْعَبَ الجمَلَ : تَرَكَه ) صاحِبُه وأَعْفَهُ ( فلم يَرْكَبْه ) وزَادَ في
الصَّحَاح ولَمْ يَمْسَسْه حَبْلٌ حَتَّى صَارَ صَعْباً
____________________
(3/195)
( فأَصْعَبَ هُوَ ) بِنَفْسِهِ ( صَارَ صَعْباً )
. وأُصْعِبَ الجَمَلُ : لم يُركَب قَطُّ . وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
سَنَامُه في صُورَةِ من ضُمْرِهِ
أَصَعَبَه ذو جِدَةِ في دَثْرِهِ
قال ثَعْلَبٌ : مَعْنَاهُ في صُورَةٍ حَسَنَةٍ من ضُمْرِه أَي لم يَضَعْه أَنْ
كَانَ ضَامِراً .
وفي حَدِيثِ جُبَيْر : ( مَنْ كان مُصْعِباً فلْيَرْجِعْ ) أَي مَنْ كَانَ
بَعِيرُه صَعْباً غيرَ مُنْقَاد وذَلُول . يُقَالُ : أَصْعَبَ الرَّجُلُ فهو
مُصْعِبٌ . وجَمَلٌ مُصْعَبٌ . إِذَا لم يكن مُنَوَّقاً ، وكَانَ مُحَرَّم
الظَّهْرِ ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب .
( والصَّعْبَةُ بِنْتُ جَبَل : أُخْت ) سَيِّدِنا ( مُعَاذٍ ) الصَّحَابِيِّ ، بَايَعَت
. ( و ) كذا الصَّعْبَةُ ( بِنْتُ سَهْلٍ ) الأَشْهَلِيَّةُ ( صابِيَّتَان )
وكَذَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ الحَضْرَمِيّ أُخْتُ العَلَاءِ وأُمُّ طَلْحَة أَحَدِ
العَشَرَة ، لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضاً . ( وصَعْبَةُ وصُعَيْبَةُ : امرَأَتانِ ) .
( والصَّاعِبُ ) من الأَرَضِين : هي ( الأَرْضُ ذَاتُ لنَّقَلِ والح 2 ارَةِ
تُحْرَثُ ) .
( والصَّعْبِيَّةُ : مَاءٌ لبَنِي خُفَافِ ) بْن نَدْبَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْم .
( و ) الصِّعَابُ ( ككِتَابٍ : جَبَلٌ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَحْرَين . ويَوْمُ
الصَّعَابِ ) : يَوْمٌ ( م ) مِنْ أَيَّامِهِم . وَعقَبَةٌ صَعْبَةٌ إِذَا كانَتْ
شَاقَّةً . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس : ( فلما رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَةَ
والذَّلُولَ لم نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِف ) أَي شَدَائِدَ
الأُمُرِ وسُهُولَهَا . والمُرَاد تَرْكُ المُبَالَاة بالأَشْيَاءِ والاحْتِرَازُ
في القَوْل والعَمَل ، كذا في لسان العرب .
وأَمِينُ الدِّين أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّعْبِيُّ :
فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ سَمِع أَبا الفَرَج الحَرَّانِيَّ وغيْره .
صعرب : ( الصُّعْرُوب كعُصْفُور ) أَيْ بِضَمِّ أَوَّلِه ، لنُدْرَةِ فَعْلُول ،
بالفتح ، في كَلَامِهم أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : ( الصَّغِيرُ
الرأْسِ من النَّاسِ وغَيْرِهِم ) كالصُّعْبُورِ .
____________________
(3/196)
صعنب : ( كالصَّعْنَبِ ) كجَعْفَرٍ . ويُقَالُ :
إِنَّه لمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ أَي مُحدَّده .
( وصَعنَبَ الثَّرِيْدَةَ ) : ضَمَّ جَوَانِبَها وكَوَّمَ صَوْمَعَتَها ، قالَه
شَمِرٌ ، ورَفَع رَأْسَها ، وقِيلَ : ( جَمَع ) وقِيلَ : رَفَعَ ( وَسَطَهَا
وقَوَّرَ رَأْسَها ) . وَفي الْحَدِيثِ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّم سَوَّى ثَرِيدَةً فَلَبَّقهَا بسَمْنٍ ثم صَعنَبَهَا ) . قال أَبُو
عُبَيْدَةَ يَعْنِي رَفَع رَأْسَها . وقالَ ابْنُ المُبَارَك : يَعْنِي جَعَلَ
لَهَا ذِرْوَة .
( و ) في المُحْكَم : ( الصَّعْنَبَةُ : الانْقِبَاضُ ) فَعَمَّ ، وخَصَّه
بَعْضُهم بانْقِبَاض البَخِيلِ عِنْدَ المَسْأَلَة .
( وصَعْنَبَى : ع ) . وقال ابْنُ سِيدَه : أَرْضٌ . قال الأَعْشَى :
وما فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى
له شَرَعٌ سَهْلٌ على كُلِّ مَوْرِدِ
وصَعْنَبَى : قَرْبَةٌ ( باليَمَامَةِ ) . وقال أَبُو حَيَّان : هي بالكُوفَةِ ،
وجَزَم بأَنَّ نُونَهَا زَائِدَةٌ . قاله شَيْخُنا .
صغب : ( الصُّغَابُ بالضَّمِّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال أَبُو تُرَاب :
سَمِعْتُ البَاهِليَّ يَقُولُ هُو ( بَيْضُ القَمْلَة ) كالصُّؤَاب .
( والمَصْغَبَةُ ) لُغَةٌ فِي ( المَسْغَبَةِ ) بالسِّينِ . وقد تَقَدَّم .
صقب : ( الصَّقْبُ ) ويُحَرَّك : ( الطَّوِيلُ التَّارُّ من كُلِّ شَيْءٍ ) .
ويقال للغُصْن الرَّيّان الغَليظِ الطَّوِيلِ : صَقْب .
( و ) الصَّقْبُ ( مِنَ النَّاقَة : وَلَدُهَا ) . وقال شَيْخُنَا : السِّينُ
أَفْصَحُ فِيهِ ، بَل أَنكَرَ بَعْضُهُم كَوْنَه بالصَّادِ ، ولِذَلِكَ لَمْ
يَذْكُرْه أَهْلُ صَحِيحِ اللُّغَةِ كالجَوْهَرِيّ وابْنِ فَارِس في المُجْمَل
وغَيْرِ وَاحِدٍ ، انتهى .
قلت : هُوَ بالصَّادِ فيه ، ذكَرَه ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ، ونَقْلَه ابْنُ
مَنْظُورٍ في لِسَان العَرَب ، وكَفَى بهما قُدْوَةً .
وحَكَى ابْنُ الأَعْرَابِيِّ : وصُقُوبُ الإِبِل : أَرْجُلُها لُغَةٌ في
سُقُوبِهَا . قال
____________________
(3/197)
وأَرَى ذَلِكَ لِمَكَان القَافِ ، وَضَعُوا
مَكَانَ السِّينِ صَاداً ، لأَنَّهَا أَفْشَى كمِن السِّينِ ، وَهِي مُوافِقَةٌ
لِلْقَافِ في الإِطْبَاق ليَكُون العَمَلُ من وَجْهٍ واحِدٍ ، قال : وهَذَا
تَعْلِيلُ سِيبَوَيْهِ في هَذَا الضَّرْبِ من المُضَارَعَة ، فظَهَر بِذَلِك
سُقُوطُ مَا قَالَهُ شَيْخُنَا . ( ج صِقَابٌ ) بالكسر ( وصُقْبَانٌ ) بالضَّمِّ .
وأَصْقُبٌ كأَفْلُسِ ، وقد تَقَدَّمَ الإِنشاد :
أَذَلُّ من السُّقُبَانِ بَيْنَ الحَلَائِبِ
في السِّينِ .
( و ) السَّقْبُ : ( عَمُودٌ للْبَيْتِ ) يُعْمَدُ بِهِ ( أَو ) هُوَ ( العَمُودُ
الأَطْوَلُ في وَسَطِهِ ) أَي البَيْت . ( ج صُقُوبٌ ) بالضَّمِّ .
( و ) الصَّقَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : القَرِيبُ ) يُقَالُ : مَكَانٌ صَقَبٌ أَي
قَرِيب . ( و ) قال سيبَوَيْهِ في الظُّرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا مِمَّا قَبْلَهَا
ليُفَسِّر مَعَانِيهَا لأَنَّهَا غَرَائِبُ هو صَقَبُك ومَعْنَاه ( القُرْبُ ) . (
و ) الصّقَبُ أيْضاً : ( البُعْد ، ضِدٌّ ) . وأَنْشَدَ ابنُ لأَنْبَارِيِّ لابْنِ
الرُّقَيَّات :
كُوفيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُها
لَا أَمَمٌ دَارُهَا ولا صَقَبُ
ويقال : دَارِي مِنْ دَارِهِ بسَقَبٍ وصَقَبٍ وزَمَمٍ وأَمَمٍ وصَدَدٍ أَي قَرِيبٌ
. ويُقَالُ هُوَ جَارِي مُصَاقِبِى ومُطَانِبِي ومُوَاصِرِي أَي ( صَقْبُ ) دَارِه
وإِصَارُه وطُنُبُه بِحِذَاء صَقْبِ بَيْتِي إِصَارِي و ( طُنُبى ) . ( صَقِبَ
كَفَرِح ) قَرُب .
( و ) تَقُولُ : ( أَصْقَبْتُه ) فصَقِبَ أَيْ قَرَّبْتُه فَقَرُبَ . (
وأَصْقَبَتْ دَارُهم ) وصَقِبَت بالكَسْر وأَسْقَبَتْ بالسين ( دَنَت ) وقَرُبت .
وأَصْقَبَ الله دَارَه : أَدْنَاهَا . وَوَجَدْت في هَامِشِ لِسان الْعَرَب ما
نَصُّه وفي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ : وأَصْقَبَ دَارَه فصَقِبَت أَي قَرَّبها
فَقَرُبَتُ .
( وصَاقَبَهم مُصَاقَبَةً وصِقَاباً ) : قارَبَهم . ولَقِيَهم مُصَاقَبَةً
وصِقَاباً وصِفَاحاً : ( واجَهَهُم )
____________________
(3/198)
.
( والصِّقَابُ ) بالصَّادِ لْغَةٌ في ( السِّقَاب ) بالسِّينِ ، وقَد تَقَدَّم .
( و ) الصقْبُ : الجَمْعُ . يقال : ( صَقَبَه ) ، وصَقَبَ قَفَاه : ( ضَرَبَه )
بصَقْبِه أَي ( بجُمْع كَفِّه ) . والصَّقْبُ : الضَّرْبُ على كُلِّ شَيْءٍ
مُصَمَتٍ يَابِسٍ . ( و ) صَقَبَ ( البِنَاءَ وغيرَه : رَفَعَه ) . ( و ) صَقَبَ (
الشيءَ : جَمَعَ ) ، وقد أَشَرْنَا إِلَيْه . ( و ) صَقَبَ ( الطَّائِرُ صَوَّتَ )
عن كُرَاع .
( والصَّيْقَبَانِيُّ : العَطَّار ) لأَنَّه يَجْمَع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وهذا لم
يَذْكُرْه الجَوْهَرِيُّ .
( و ) قيل : ( أَصْقَبَك الصَّيْدُ ) فارْمِه أَي ( دَنَا مِنْكَ وأَمْكَنَك
رَمْيُه ) . ( و ) في الحَديث : ( الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِه ) قال ابْنُ
الأَنْبَارِيّ : أَرَادَ بِالصَّقَب المُلَاصَقَه والقُرْبَ ، والمُرَادُ بِهِ
الشُّفْعَةُ ( أَي بما يَليه ويَقْرُبُ مِنْه ) ومِثْلُه رُوِي عن أَبي عُبَيْد .
ومنْهُ حَدِيثُ عَلِيَ رَضِي اللّهُ عَنْه ( أَنَّه كَانَ إِذَا أُتِيَ بالقَتيل
قَدْ وُجِدَ بَيْنَ القَرْيَتَيْن حُمِلَ عَلَى أَصْقَبِ القَرْيَتَيْن إِلَيْه )
أَي أَقربهما ، ويُرْوَى بِالسِّين ، كذا في لِسَانِ العَرَب والأَسَاسِ وقال
بَعْضُهم : أَرَادَ الشَّرِيكَ وقَالَ بَعْضِم : أَرَادَ المُلَاصِقَ .
والصَّاقِبُ : جَبَلٌ مَعْرُوفٌ ، زَادَ ابْنُ بَرِّيّ : في بِلَادِ بَنِي عَامِر
. قال :
رُمِيَتُ بِأَثْقَلَ مِنْ جِبَال الصَّاقِبِ
وقَال غَيْرُه :
على السَّيِّد الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه
يَقُومُ عَلَى ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ
والسِّينُ في كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ كَذَا في لِسَان العَرَبِ .
صقعب : ( الصَّقْعَبُ : الطويلُ ) مُطْلَقاً ، كذا في الصَّحاح ، وقَيَّدَه
بَعْضُهم ( مِنَ الرِّجَال ) ويُرْوَى بالسِّينِ أَيْضاً .
( و ) صَقْعَبٌ : اسم ( رَجُل ) وهو صَقْعَبُ بْنُ زُهَيْره بْنِ عَبْدِ الله بْنِ
زُهَيْرِ بْنِ سُليم وخال أَبي مِخنف رَوَى عَنْ زيْدِ بْنِ أَسْلَم وعَطَاءِ بْنِ
رَبَاح ، ذَكَرَه ابن حِبَّان في الثِّقَات .
( و ) الصَّقْعَبُ : ( المُصَوِّتُ من الأَنْيَاب أَو الأَبْوَاب )
____________________
(3/199)
.
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه .
أَبُو الصَّقْعَب كجَعْفَرٍ : كُنْيَةُ جُخْدُب بنِ حُرْعُب النَّسَّابَة ، وقد
ذكره المصنف استِطْرَاداً في جخدب .
صقلب : ( صَقْلَبٌ كجَعْفَرٍ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقَال الصاغَانِيّ :
هُوَ : ( د بِصِقِلِّيَةَ ) بالكَسْرِ وتَشْدِيد الَّلامِ : جَزِيرةٌ في بَحْرِ
المَغْرِب مِمَّا يُحَاذِي تُونُسَ ( والصِّقْلَابُ بالكَسْرِ ) : البَعِيرُ (
الأَكُولُ ) .
( و ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ : الصَّقْلَابُ من الرِّجالِ : هُوَ ( الأَبْيَضُ .
و ) قال أَبُو عَمْرو : هو الأَحْمَرُ ، وأَنْشَد :
بَيْن مَقَذَّيْ رَأْسِه الصَّقْلَابِ
( و ) الصَّقْلَابُ : ( الشَّدِيدُ من الرُّءُوسِ ) . ( ومن الجِمَالِ :
الشَّدِيدُ الأَكْلِ ) . لا يَخُفَى أَنَّ قَوْلَه آنِفاً الأَكُول يَشْمَلُ مَا
قَالَه ثَانِياً ، لأَنَّه صِيغَةُ مُبَالَغَة كما أَشَرْنَا إِلَيْه .
( و ) قال أَبُو مَنْصُور : ( الصَّقَالِبَةُ : جِيلٌ ) حُمْرُ الأَلْوَان صُهْبُ
الشعُور ( تُتَاخِم بِلَادُهُم بِلَاد الخَزَرِ ) وبَعْضَ بِلَادِ الرُّوم ( بين
بُلْغَرَ وقُسْطَنْطِنِيَّةَ ) . وقِيلَ للرَّجُل الأَحْمَرِ صِقْلَاب تَشْبِيهاً
بهم .
وصِقْلَابٌ : قَائِد بُخْتَنَصَّر فَاتِح هَمَذَان .
صلب : ( الصُّلْبُ بالضَّمِّ . و ) الصُّلَّبُ ( كَسُكَّر . و ) الصَّلِيبُ مِثْلُ
( أَمِيرٍ ) هُوَ ( الشَّدِيدُ ) . يقال : رَجُلٌ صُلَّبٌ مِثْلُ الْقُلَّبِ
والحُوَّلِ ورَجُلٌ صُلْبٌ وصَلِيبٌ ذُو صَلَابَة .
من المجاز : هو صُلْبٌ في دِينِ وصُلَّبٌ ، وهو صُلْب المَغَالِبَ وصَلِيب العُودِ
. وفي حَدِيثِ الْعَبَّاس ( إن المُغَالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوبٌ ) أَي قُوَّة
اللّهِ . وتَقُولُ : صُلْبُ الله لا يُغَالَب .
وقد ( صَلُبَ ) الشيءُ ( كَكَرُم ) ، عَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابْنُ
سِيدَه والفَيُّومِيُّ وابْنُ فَارِس ( و ) صَلِبَ مثل ( سَمع ) حَكَاها ابْنُ
القَطَّاع والصَّاغَانِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ( صَلَابَةً ) وهو ضِدُّ
اللِّين .
____________________
(3/200)
ومِنَ المَجَازِ : قد تَصَلَّبَ فُلَانٌ ، أَي تَشَدَّدَ . وقَوْلُهم في الرَّاعِي
: صُلْبُ العَصَا وصَلِيبُ العَصَا ، إِنَمَّا يَرَوْنَ أَنَّه يَعْنُفُ بالإِبِل
. قَالَ الرَّاعِي :
صَلِيبُ العَصَا بَادِي العُرُوقِ تَرَى لَهُ
عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
كذا في المحكم ، وقَوْله :
فأَشْهَدُ لا آتِيكِ مَا دَام تَنْضُبٌ
بأَرْضِكِ أَوْ صُلْبُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ
( وصَلَّب تَصْلِيباً ) : جَعَلَه صُلْباً وقَوّاه وشَدَّه ( وصَلَّبْتُ أَنَا ) .
قال الأَعْشَى :
مِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ صَلَّبَهَا العُضُّ
ورَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيَالِ
أَي شَدَّهَا . والعُضُّ : عَلَفُ الأَمْصَارِ مِثْلُ القَتِّ والنَّوَى . ويُريد
بالحِمَى حِمَى ضَرِيَّة ؛ وهُوَ مَرْعَى إِبِلِ المُلُوكِ ، ودُونَه حِمَى
الرَّبَذَة . والحِيَال : مَصْدَر حَالَت النَّاقَة إِذَا لَمْ تَحْمِل .
( و ) الصُّلْبُ ( بالضَّمِّ ) زَادَ في المِصْبَاح وتُضَمُّ اللَّامُ إِتْبَاعاً
وَهُوَ الصَّوَابُ ، وقَوْلُ بَعْضهم إِنَّه بِضَمَّتَيْن لغَةٌ ، غَيْرُ ثَابِتِ
. قَالَه شَيْخُنَا ، ( و ) الصَّلَبُ ( بالتَّحْرِيك : عَظُمٌ مِن لَدُنِ
الْكَاهِلِ إِلى العَجْبِ ) ومِثْلُه في المُحكَم والكِفَايَةِ . وقَال
الفَيُّومِيُّ : الصُّلْبُ من الظَّهْر وكُلَّ شَيْءٍ من الظَّهْرِ فِيه فَقَارٌ
فَذَلِك الصُّلْبُ ، والصَّلَب بالتَّحْرِيكِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاه اللِّحْيَانيّ ،
وأَنْشَدَ للعَجَّاج يَصِفُ امرأَةً :
رَيَّا العِظَامِ فَخْمَةُ المُخَدَّمِ
في صَلَبٍ مِثْلِ العِنَان المُؤْدَمِ
إِلى سَوَاءِ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ
وفي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : ( في الصُّلْب الدِّيَةُ ) . ويُسَمَّى
الجِمَاعُ صُلْباً لأَنَّ المَنِيَّ يَخْرُج مِنْهُ ( كالصَّالِب ) .
قال العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِب رَضِيَ اللّهُ عَنْه يَمْدَحُ النَّبِيَّ
صَلَى اللّهُ عَلَيّه وسَلَّم :
تُنْقَلُ من صَالِبٍ إِلى رَحِم
إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
____________________
(3/201)
قيل : أَرَادَ بالصّالب الصُّلْبَ وهو قَلِيلُ الاسْتِعْمَال ، قَالَه ابنُ
الأَثِيرِ . قال شَيْخُنَا : قُلْتُ زَعَم غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّه لم يُسْمَع في
غَيْرِ هَذَا الشِّعْر ، انْتَهى . قلت : بَلْ قَدْ وَرَدَ في شعْرٍ غَيْرِه :
بَيْنَ الحَيَازِيمِ إلى الصَّالبِ
انْظُرْه في لِسَانِ العَرَبَ .
( ج ) أَصْلُبٌ . أَنُشَدَ اللَّيْث :
أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ شَيْخاً أَشْيَبَا
إِذَا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبَا
جَمَعَ لأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً ( وأَصْلَابٌ ) . قال
حُمَيْدٌ :
وانْتَسَفَ الجالبَ من أَنْدَابِهِ
إِغْبَاطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلَابه
كأَنَّه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صَلْباً .
( وصِلَبَة ) كعِنَبَة . حكَى اللِّحْيَانيُّ عن العَرَب : هؤلَاءِ أَبْنَاءُ
صِلَبَتِهِم ، كُلُّ ذلك نَصُّ ابْنِ سِيدَه في المحكم . وَزَاد صِلْبة ، بالكَسْر
. قال : وَمَا إخَاله بثَبَتِ إِلَّا أَنْ يَكُون مُخَفَّفاً من صِلَبَة كعِنَبةَ
.
( و ) الصُّلْبُ والصَّلَبُ من الأَرْض : ( المَكَانَ الغَلِيظُ المُحَجَّرُ )
المُنْقَادُ . ومَكَان صُلْب وصَلَب : غَلِيظٌ حَجِرٌ ، وفي نُسْخَة المَحْجَرُ
على وِزَان مَفْعَل . ( ج صِلَبَةٌ ) كعِنَبَة .
والصَّلَبُ مُحَرَّكَة أَيْضاً : ما صَلُب من الأَرْض . وعن شَمِرٍ : الصَّلْبُ :
نحْوٌ من الحَزِيزِ الغِليظِ المُنْقَادِ .
وقال غيره : الصَّلَبُ من الأَرْضِ : أَسْنَادُ الآكَام والرَّوَابِي وجَمعُه
أَصْلَابٌ . قال رُؤبَةُ :
نَغْشَى قَرَى عَارِيَةِ أَقْرَاؤُه :
تَحْبُو إِلى أَصْلَابِه أَمْعَاؤُه
قال الأَصْمَعِيُّ : الأصْلَابُ هِيَ من الأَرْضِ الصَّلَبُ الشَّدِيدُ المُنْقَادُ
،
____________________
(3/202)
والأَمْعَاءُ : مَسايِلُ صِغَار .
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الأَصْلَابُ : مَا صَلُبَ من الأَرْضِ وارْتَفَع ،
وأَمْعَاؤُه : مَالَانَ وانْخَفَضَ .
وفي الأَسَاس ، في المَجَازِ : ومَشَى في صَلَابَةِ مِنَ الأَرْضِ . ويُقَالُ
للأَرْضِ الَّتي لَمْ تُزْرَ زَمَناً : إِنَّها أَصْلَابٌ مُنْذُ أَعْوَامٍ ،
وصَلُبَتْ مُنْذُ أَعْوَامٍ .
( و ) الصُّلْبُ ( بالضَّمِّ : الحَسَبُ والقُوَّةُ ) . قال عَدِيُّ بْنُ زَيْد :
إِجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُم
فَوْقَ مَا أَحْكَى بصُلْب وإِزَارْ
فسِّره بِهِمَا جَمِيعاً ، والأَزَارُ : العَفَافُ . ويُرْوَى .
فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَارُ
أَي شَدَّ صُلْباً ، يَعْنِي الظَّهْر بإِزَارٍ ، يَعْنِي الَّذِي يُؤْتَزَرُ بِهِ
كَذَا في المحكَم ، وقد سَبَق في حَكَأَ .
وعن أَبِي عَمْرو : الصُّلْبُ : الحَسَبُ ، والإِزَارُ : العَفَافُ .
( و ) الصُّلْبُ : ( ع بالصَّمَّان ) كَشَدَّادِ ، أَرضُه حِجَارَةٌ ، من ذلك ،
غَلَبَتْ عَلَيْه الصِّفَة . وبين ظَهْرَانَى الصُّلْب وقِفَافِه رِيَاضٌ
وقِيعَانٌ عَذْبَةُ المَنَابِت كَثِيرَةُ العُشْبِ ، ورُبَّمَا قَالُوا :
الصُّلْبَانُ .
( وقوله ) أَي ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( سُقْنَا بِهِ الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا ) .
( إمَّا تَثْنِيَّةٌ ) أَي أَنَّ المُرَادَ بِه الصُّلْبَ ، وإِنَّمَا ثَنَّى (
للضَّرُورَةِ كَرَامَتَيْنِ في رَامَةٍ ) أَي إِنَّمَا هِيَ رَامَةٌ وَاحِدَ ( وإِما
هُمَا مَوْضِعَانِ تَغْلِبُ عليهما هَذِه الصِّفَة ) فيُسَمَّيان بِهَا . وهَذَا
بِعَيْنِه عِبَارَةُ المُحْكَم ، ونَقَلَه ابنُ مَنْظورٍ في لِسَان العَرَب .
والصُّلْبُ أَيْضاً : اسْمُ أَرْض . قال ذو الرُّمَّة :
كأَنَّه كُلَّمَّا ارْفَضَّت حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ أَكفَالَها كَلِبُ
( و ) في المِصْبَاح : ( صَلَبَه ) أَي الْقَاتلَ
____________________
(3/203)
( كضَرَبَه ) صَلْباً : ( جَعَلَه مَصْلُوباً ) .
وفي لِسَان العَرَب : والصَّلْبُ هَذِه القِتْلَة المَعْرُفَةُ . وأَصْلُه من
الصَّلِيبِ ، وَهُوَ الوَدَكُ ، وسَيَأْتِي قَرِيباً . وقد صَلَبَه ( كَصَلَّبَهُ
تَصْلِيباً ) شُدِّدَ للكَثْرَة . وفي التَّنْزِيلِ : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا
صَلَبُوهُ وَلَاكِن شُبّهَ لَهُمْ } ( النساء : 157 ) وَفِيه : { فِى جُذُوعِ
النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ } ( طه : 71 ) .
( و ) قد صَلَبَت ( حُمَّاهُ عَلَيْه ) من باب ضَرَب تَصْلِبُ أَي ( دَامَتْ
واش