Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

5. تاج العروس من جواهر القاموس

 

5. تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

شَيْءٍ مَعَ تَرَارَة .
السَّوْقَبُ كَجَوْهَرٍ : الطويلُ من الرِّجَالِ مَعَ الرقّة ذكرَه السهَيْليّ .
وقال الأَزْهَرِيّ في ترجمه ( صَقَبَ ) : يقال للغُصْنِ الرَّيَّان الغَلِيظِ الطَّوِيل سَقْب .
قال ذو الرُّمَّة :
سَقْبَانِ لم يَتَقَشَّر عنهما النَّجَبُ
قال : وسُئل أَبو الدُّقَيْش عنه فقال : هُوَ الَّذِي قد امْتَلَأَ وتَمَّ ، عامٌّ في كُلِّ شَيْء من نحوه .
وعن شَمِر في قَوْل الشَّاعِر ، وقد أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه :
وساقِيَيْنِ مثْلِ زَيْدٍ وجُعَلْ
سَقْبَانِ مَمْشُوقَان مُكْنُوزَا العَضَلْ
أَي طَوِيلَان ، ويقال : صَقْبان . وحَمَلَه في لِسَانِ العَرَب على قَوْلهم : مَرَرْتُ بأَسَدٍ شِدَّةٌ . أَي مِثْل سَقْبَيْن . ( و ) السَّقْبُ والصَّقْبُ والسَّقِيبَةُ : عَمُودُ الخِبَاءِ .
( ج ) سِقْبَانٌ ( كغِرْبَانٍ ) .
( و ) سَقْبَا : ( ع ) أَو قَرْية ( بغُوطةِ دِمَشْق ) ، كذا قاله الإِمَامُ أَبُو حَامِد الصَّابِونِيّ في التكملة . وفي سياق المُصنِّف نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْن .
( مِنْه ) الإِمَامُ أَبُو جَعْفَر ( أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَد ) بْنِ سَيْف السلاميُّ القُضَاعيُّ ( السُّقْبَانِيُّ المحدِّثُ ) . ذكره الحافظُ أَبو القاسِمِ بنُ عَسَاكِر في تَارِيخه . مَاتَ بِدِمَشْقَ سنة 321 ه كَتَب عنه أبو الحسين الرَّازيُّ ، كذا ذكره ابنُ نُقْطَة . وفات المؤَلِّف ذكرُ جَمَاعة من سَقْبا القَرْيَة المذكورة مِمَّن سَمِعوا من الحَافِظ أَبي القَاسم بنِ عَسَاكر ورَوَوْا عَنْه ، منهم الأَخَوَانِ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد وسَيْف ابْنَا رُومِيّ بْن مُحَمَّد بْنِ هِلَال ، وأَبُو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ عَطَاء . وأَبُو يُونُس مَنْصُورُ بْنُ إِبراهيم بْنِ مَعَالي وَوَلَده يُونُس المَكْنِيّ بأَبِي بَكْر ، وذَكِرُ بْنُ عَبْد الوَهَّاب بنِ عَبْد الكَريم بْنِ متوَّج أَبُو الفَضْل
____________________

(3/62)


السَّقْبَانِيّون .
( و ) السَّقَبُ ( بالتَّحْرِيك ) بالسِّين والصَّادِ في الأَصْل : ( القُرْبُ ) . يُقَالُ : ( سَقِبَتُ الدَّارُ ) بالكَسْرِ ( سُقُوباً ) بالضَّمِّ أَي قَرُبَت ، ( وأَسْقَبَتُ ، وأَبْيَاتُهُم مُتَسَاقِبَةٌ ) أَي مُتَدَانِيَةٌ ( مُتَقَارِبَةٌ ) . ( وأَسْقَبَهُ : قَرَّبهُ ) . ومِنْهُ الحَدِيثُ : ( الجَارُ أَحَقُّ بسَقَبِهِ ) . قال ابن الأَثير : ويَحْتَجُّ بِهذَا الحَدِيث مَنْ أَوْجَبَ الشُّفْعَةَ للْجَارِ وإِنْ لَمْ يَكُن مُقَاسِماً . أَي أَنَّ الجَارَ أَحَقُّ بالشُّفْعَة مِنَ الَّذِي لَيْسَ بِجَار . ومن لم يُثْبِتْهَا لِلْجَارِ تَأَوَّلَ الجَارَ عَلَى الشَّرِيك ، فإِنَّ الشَّرِيكَ يُسَمَّى جَاراً . ويُحْتَمَل أَن يَكُونَ أَرَادَ أَنَّه أَحَقُّ بالبِرِّ والَمَعُونَةِ بِسَبَبِ قُرْبِه مِنْ جَارِه . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( ومَنْزِلٌ سَقَبٌ مُحَرَّكَةً ، ومُسْقِبٌ كمُحْسِنٍ ) أَي قَرِيبٌ . ( والسَّاقِبُ : القَرِيبُ ، والبَعِيدُ ، ضِدُّ ) . قال شيخُنَا : الأَوَّلُ مَشْهُورٌ ، والثَّانِي نَقَلَه في المُجْمَل واحْتَجُّوا لَهُ :
تَرَكْتَ أَبَاكَ بأعرْضِ الحِجَاز
ورُحْتَ إِلى بَلَدٍ سَاقِبِ
( والسَّقْبَةُ ) عندهم هي ( الجَحْشَفةُ ) . قال الأَعْشَى يَصِف حمَاراً وَحْشِيًّا :
تَلَا سَقْبَةً قَوْدَاءَ مَهْضُومَةَ الحَشَى
متى ما تُحِالِفْه عَنِ القَصْدِ يَعْذِم
( وسُقُوبُ الإِبِل : أَرْجُلُهَا ) ، عن ابن الأَعْرَابيّ ، وأَنشد :
لها عَجُزٌ رَيَّا وسَاقٌ مُشِيحَةٌ
على البِيدِ تَنْبُو بالمَرَادِي سُقُوبُها
( والسِّقَابُ ككِتَابٍ ) قال الأَزْهَرِيّ : هي ( قُطْنَةٌ كانت المُصَابَةُ ) بمَوْتِ زَوْجِهَا في الجَاهِلِيَّة تَحْلِقُ رأْسَهَا وتَخْمِشُ وَجْهَهَا ، و ( تُحَمِّرُهَا ) أَي تِلكَ القُطْنَة ( بِدَمِها ) أَي دَمِ نَفْسِها ( فتضَعُها عَلَى رَأْسها ، وتُخْرِجُ طَرَفَها
____________________

(3/63)


مِنْ ) خَرْق ( قَنَاعها ؛ ليعْلَمَ ) الناسُ ( أَنَّها مُصَابَةٌ ) . ومنه قَوْلُ الخَنْسَاء :
لَمَّا اسْتَبَانَتْ أَنَّ صَاحِبَهَا ثَوَى
حَلَقَتْ وعَلَّت رأْسَهَا بِسِقَابِ
قال الصَّاغَانِيّ : هكَذَا أَنْشَدَه لَهَا الأَزْهَرِيّ ، ولَم أَجِدْه في شِعْرِها .
وأُسقُب : بلدةٌ من عَمَل بَرْقَةَ يُنْسَبُ إِلَيْها أَبُو الحَسَن يَحْيَى بْنُ عَبْد الله بْنِ عَلِيّ اللَّخْمِيّ الرَّاشِدِيّ الأُسقُبِيّ ، كَتَب عنه السِّلَفِيّ حِكَايَاتٍ وأَخْبَاراً عن أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ الله بْنِ الحُسَيْنِ الوَاعِظِ الجوهريِّ وغَيْرِه ، وقال : مَاتَ في رَمَضَانَ سنة 535 ه عن ثَمَانِين سَنَةً ، كذَا في المُعْجَم .
ومما لَمْ يَذْكُرْه المُؤَلِّف والجَوْهَرِيّ وأُغْفِلَ عَنْه شَيْخنا .
سقعب : ( السَّقْعَبُ ؛ وهُو الطَّوِيلُ من الرِّجَال بالسِّين والصَّادِ .
سقلب : ( السَّقْلَبَةُ ) أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( مَصْدَر سَقْلَبَه ) إِذَا ( صَرَعَه ) .
( والسَّقْلَبُ : اسمٌ . وجِيلٌ من النَّاسِ ، وهو سَقْلَبِيٌّ ، ج : سَقَالِبَةٌ ) والمشهورُ على الأَلْسِنَة في الجِيلِ بالصَّاد . وسِقْلَابٌ : والد المُوَفَّق يَعْقُوبَ النَّصْرَانِيِّ الطَّبِيب ، وجَدّ السَّدِيد أَبي مَنْصور . ولَقَب أَبي بكر مُحمَّدِ بْنِ يُوسفَ بْنِ ديرويه بن سبخت الدينوريّ .
سكب : ( سَكَبَ المَاءَ ) والدَّمْعَ ونَحْوَهَما يَسكُبُه ( سَكْباً وتسْكَاباً ) بالفَتْح ( فسَكَبَ هُوَ ) كنَصَر ( سُكُوباً . وانْسَكَبَ : صَبَّه فَانْصَبَّ ) . وسَكَبَ المَاءُ بِنَفْسِه سُكُوباً وتَسْكَاباً وانْسَكَب بِمَعْنًى . وأَهْلُ المَدِينَةِ يَقُولُون : اسْكُبْ عَلَى يَدي . ( ومَاءٌ سكْبٌ وسَاكِبٌ وسَكُوبٌ وسَيْكَبٌ وأُسْكُوبٌ ) بالضّمّ : ( مُنْسَكِبٌ أَو مَسْكُوبٌ ) يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ من غَيْرِ حَفْر . ودَمْعٌ سَاكِبٌ . ومَاءً سَكْبٌ ، وصف بالمصدر ، كقَوْلم : مَاءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ ، وأَنْشَد :
بَرْقٌ يُضِيءُ أَمَامَ البَيْتِ أُسْكوبُ
____________________

(3/64)



كأَن هَذَا البَرْقَ يَسْكُبُ المَطَر .
وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كَذلِكَ . وسَحَابٌ أُسْكُوبٌ . ومَاءٌ أُسْكُوبٌ : جَارٍ . ( والسَّكْبُ ) لغة في السَّقْبِ : ( الطّوِيلُ من الرِّجَالِ ) .
( و ) عن اللِّحْيانيّ : السَّكْبُ : ( الهَطَلَانُ الدَّائِمُ كالأُسْكوبْ ) . قَالَتْ جَنوبُ أُخْتُ عَمْرٍ و ذِي الكَلْب تَرْثيهِ :
والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ يَتْبَعُها
مُثْعَنْجِرٌ من دَمِ الأَجْوَافِ أُسْكُوبُ
ويروى : من نَجِيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ .
( و ) في التهذيب : السَّكْبُ : ( ضَرْبٌ من الثِّيَاب ) رَقِيقٌ ، كأَنَّه غُبَارٌ مِنْ رِقَّته ، وكأَنه سَكْبُ مَاءٍ من الرِّقَّة ، ويُحَرَّك ، عَنِ ابْنه الأَعْرَابِيّ .
( و ) السَّكْبُ ( من الخَيْلِ : الجَوَادُ ) كَثِيرُ العَدْوِ ( أَو الذَّرِيعُ ) . قال شَيْخُنَا : قال الثَّعْلَبِيّ : إِذَا كَان الفَرَسُ شَدِيدَ الجَرْى فِو فَيْضٌ وسَكْبٌ تَشْبِيهاً بفِيضِ الماء وانْسِكَابِه . وفي الأَساس : ومن المجاز : فَرَسٌ سَكْب وأُسْكُوبٌ : ذَرِيعٌ أَو خَفِيفٌ أَو جَوَادٌ .
( و ) السَّكْبُ من النَّاسِ والخَيل : الخَفِيفُ الرُّوحِ . والنَّشِيطُ ) في العَمَل . وفَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْر وغَمْر ، وغُلَامٌ سَكْبٌ .
( و ) من المجاز : السَّكْبُ : ( الأْمْرُ اللَّازِمُ ) . وقال لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ لِأَخِيهِ مَعْبَدٍ لَمَّا طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بِمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبِل وكان أَسِيراً : ما أَنَا بِمُنْطٍ عَنْكَ شَيْئاً يَكُونُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِك سُنَّةً سَكْباً ) أَي حَتْماً . ويقال : هذَا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لَازِمٌ .
( و ) السَّكْبُ : ( أَولُ فَرَسٍ مَلَكه النَّبِيُّ صَلَى اللّهُ ) تَعَالَى ( عَلَيْهِ وسَلَّم ) ؛ سُمِّي بالسَّكْب من الخَيْل كالبَحْر والغَمْر والفَيْض ، اشْتَرَاه بعَشْرَةِ أَوَاقٍ ، وأَوَّلُ غَزْوَة غَزَاهَا عَلَيْه غَزْوَةُ أُحُد ولم يكُن للمُسْلِمَين يَوْمَئذ فَرَسٌ ، ثم ذَكَر أَوصافَه الدَّالَّة على يُمْنِه وبَرَكَته بِقَوْله : ( وكان كُمَيْتاً أَغَرَّ مُحَجَّلا
____________________

(3/65)


مُطْلَقَ اليُمْنَى ) . وأَخْرَج الطبَرَانِيُّ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللّهُ عَنْهُما قَالَ : ( كَانَ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم فرسٌ أَدهمُ يُسَمَّى السَّكْبَ ) . والكُمْتَةُ والدُّهْمةُ مُتَقَارِبان ، ( ويُحَرَّك ) صَرّح به في شرح سِيرَة ابن الجَزَرِيّ والتكملة للصَّاغَانِيّ . ( و ) السَّكْتب أَيضاً : ( فَرَس شَبِيبِ بْنِ مُعَاوِيَة ) بْنِ حُذَيْفة بْن بَدْر .
( و ) السَّكْبُ : ( النُّحَاسُ ) ، عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ ( أَو الرَّصَاصُ ) ، عَنْه أَيضاً ( ويُحَرَّك ) في الأَخير أَو فِيهِما أَوْ فِي الكُلِّ .
والسَّكْبُ : لَقب زُهَيْرِ بْنِ عُرْوَة بْنِ جُلْهُمة المَازِنِيّ لقَوْلِه :
بَرْق يُضِيء خِلَالِ البَيْتِ أُسْكُوبُ
كذا في شرح نوادر القاليّ ، استدركه شيخنا . قلت : أَنشدَه سِيبَويْه لكنه قَالَ بَدَل ( خِلَال ) ( أَمَام ) .
( و ) السَّكَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : شَجَرٌ ) طَيِّب الرِّيح كأَنَّ رِيحَه رِيحُ الخَلُوق ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلًّا على عِرْقٍ واحِد ، له زَغَبٌ وَوَرَقٌ مِثْلُ الصَّعْتَر إِلَّا أَنَّه أَشَدُّ خُضْرَةً ، يَنْبُتُ في القِيعَانِ والأَوْدِيَةِ ، ويِبِيسُه لا يَنْفَعُ أَحَداً ، وله جَنًى يُؤْكَلُ ويَصْنَعُه أَهْلُ الحِجَاز نَبِيذاً ، ولا يَنْبُت جَنَاه في عامِ حَياً إِنما يَنْبُت في أَعوَام السِّنينَ .
وقال أَبو حَنِيفَةَ : السَّكَبُ : عُشْب يَرْتَفِع قَرَ الذِّرَاع ، ولَهُ وَرَقٌ أَغْبَر شِبِيهٌ بوَرَق الهِنْدِباءِ وله نَوْرٌ أَبْيَضُ شَدِيدُ البَيَاضِ في خِلْقَة نَوْرِ الفِرْسِك . قال الكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا :
كأَنَّه مِنْ نَدَى العَرَارِ مع ال
قُرَّاص أَو ما يُنَفِّضُ السَّكَبُ
الوَاحدة سَكَبَة . وعن الأَصْمَعِيّ : من نَبَاتِ السهلِ السَّكَبُ . ( و ) قال غيرُه : السكَبُ : بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الرّيحِ لها زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ ، وهي ( شَقَائِقُ النعْمَان ) وهي
____________________

(3/66)


من شَجَرِ القَيْظِ . قَالَتِ امْرَأَةٌ تُرقِّص هَنَها :
إِنَّ حِرِى حَزَنْبَلٌ حَزَابِيهْ
كالسَّكَبِ المُحْمَرِّ فَوقَ الرَّابِيَهْ
( و ) من المجاز : ( السَّكْبَةُ ) بالفَتْح وهي ( الخِرْقَةُ ) التي ( تُقَوَّرُ للرَّأْسِ كالشَّبَكَة ) يُسَمِّيها الفُرْسُ السُّسْتَقَه .
( و ) السَّكْبَةُ : ( الغِرْسُ ) وَهُوَ أَيْضاً مَجَازٌ .
( و ) السَّكَبَةُ ( بالتَّحْرِيكِ : الهِبْرِيَةُ ) التي ( تَسْقُطُ مِنَ الرَأْسِ ) وهي الحَزاز .
( و ) سَكَبَة ( بْنُ الحَارِث ) الأَسْلَميّ .
( صَحَابِيٌّ ) وكان يُطيلُ الصلاةَ ، لا رِوَايَةَ لَه .
( والأُسْكُوبُ ) ، بالضَّمّ : ( الإِسْكَافُ بالفَاءِ ( كالإِسْكَابِ ) وهُو لُغَةٌ فِيه . ( أَو القَيْنُ ) وهو الحَدَّادُ .
( و ) الأُسْكُوبُ ( من البَرْقِ : الذي يَمْتَدُّ إِلى جِهَة الأَرْضِ ) ، وقد مَرّ شَاهِدُه في قَوْلِ زُهَيْرٍ المَازِنِيّ .
( و ) عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : ( السِّكَّةُ من النَّخْلِ ) أُسْكُوبٌ وأُسْلُوبٌ ، فإِذَا كَان ذلِك من غَيْر النَّخْلِ قيل له أُنْبُوبٌ ومِدَادٌ .
( وأُسْكُبَّةُ البَابِ ) بالضَّمِّ في أَوَّلِه وثَالِثِه وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة : ( أُسْكُفَّتُه ) .
( والإِسْكَابَةُ : الفَلْكَةُ ) بسكون اللام التي ( تُوضَعُ في قِمَع ) بالكَسْرِ وبِالفَتْح وكعِنَب : ما يوضَع في فَمِ الإِناءِ فيُصَبُّ فيه ( الدُّهْن ونَحْوه ) ، وقيل : هي الفَلْكَة التي يُشْعَبُ بها خَرقُ القِرْبَة . ( أَو ) الإِسْكَابَةُ : خَشَبَةٌ عَلى قَدْرِ الفَلْس ، إِذا انْشَقّ السِّقَاءُ جَعَلُوهَا عَلَيْه ، ثم صَرُّوا عليها بسَيْرٍ حَتْى يَخْرِزُوه مَعَه . يقال : اجْعَلْ لي إِسْكَابَةُ ( قِطْعَةٌ من خَشَب تُدخَل في خَرْق الزِّقِّ ) ويُشَدُّ عَلَيْه بِهَا لئلّا يَخْرُجَ منه شَيْءٌ ( كالأُسْكُوبَة ) والإِسْكَابَة عن
____________________

(3/67)


الفرَّاءِ . وبه فُسِّر قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل :
يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكَابِ وَافَقَهُ
أَيْدِي الهَبَانِيقَ بالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ
وقد صَحَّفه ابنُ عبَّاد بالفاءِ كما سيأْتي في ( س ك ف ) .
( وسَكَابٌ كَسَحابٍ : فَرَسُ الأَجْدَع ابْنِ مَالِكٍ ) الهَمْدَانِيِّ . ( و ) سَكَاب ( كَقَطَامِ ) وحَذَامِ : فَرَسٌ ( آخَرُ لِتَمِيمِيَ ) ، وبه جَزَم شُرَّحُ المقَامَات الحَرِيرِيَّة ، وفِيهَا يَقُول :
أَبَيْتَ اللَّعنَ إِنَّ سَكَابِ عِلْقٌ
نَفِيسٌ لا يُعَارُ ولا يُبَاعُ
( أَو لِكَلْبِيَ ، أَو ) أَنَّها فَرَسٌ ( لعُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ قَحْطَانَ ) ، وفي نسخة قَحْفَان .
( و ) سَكَّابٌ ( كَكَتَّان ) : فرسٌ ( آخَرُ ) .
وأَسْكِبُون ( بالفَتْح ثُمَّ السُّكُون وكَسْرِ الكَافِ والبَاءِ مُوَحَّدَة ) : إِحْدَى قِلَاع فَارِس المَنِيعَة صَعْبَةُ المُرْتَقَى جِدًّا ، ليسَت مِمَّا يُمْكن فَتْحُها عَنْوَةً ، وبها عَيْنٌ من المَاءِ حَارَّة ، كذا في المعجم .
سلب : ( سَلَبَه ) الشيءَ يَسْلُبُه ( سَلْباً : اخْتَلَسه ، كاسْتَلَبَه ) إِيَّاهُ . ومِنَ المَجَازِ : سَلَبه فُؤَادَه وعَقْلَه وأَسْلَبَه .
( ورَجُلٌ وامرأَةٌ سَلَبُوتٌ ) محرّكَةً عَلَى فَعَلُوت ، مِنْهُ .
( و ) كَذلِك رَجُلٌ ( سِلَّابَةٌ ) بالهَاءِ والأُنْثَى سَلَاَّبَةٌ أَيضاً .
( و ) من المَجَازِ : ( السَّلِيبُ ) : المَسْلُوبُ كالسَّلَبِ . و ( المُسْتَلَبُ العَقْلِ ج سَلْبَى ) .
( وناقَةٌ وامرأَةٌ سالِبٌ ، وسَلُوبٌ ، وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ ) مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا كمحَدِّث ، وَهُو الصَّوَابُ ( وسُلُبٌ ) بضَم الأَوَّل والثَّانِي ، إِذَا ( مَاتَ وَلَدُهَا أَو أَلْقَتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ ) .
وقال اللِّحْيَانِيُّ : امرأَةٌ سَلُوبٌ
____________________

(3/68)


وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ ، وهي التي يَمُوتُ زَوجُها أَو حَمِيمُها فَتَسَلَّبُ عليه ( ج سُلُبٌ ) كَكُتُبٍ ( وسَلَائِبُ ) . وفي لسان العرب : ورُبَّمَا قَالوا امْرَأَةٌ سُلُب .
قال الرَّاجِزُ :
مَا بَالُ أَصْحَابِكَ يُنْذِرُونَكَا
أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً يَرْمُونَكَا
وهذا كَقَوْلِهم : نَاقَةٌ عُلُطٌ : بلا خِطَامٍ ، وفَرَسٌ فُرُطٌ : مُتَقَدِّمَة ، وقد عَمِل أَبو عُبَيْدٍ في هذا بَاباً فأَكْثَرَ فيه مِنْ فُعُل بِغَيْرِ هَاءِ للمُؤَنَّثِ .
والسَّلُوبُ من النُّوقِ : الَّتِي تَرْمي وَلَدَهَا ، وهو مَجَازٌ ( وَقَدْ أَسْلَبَت ) الناقةُ ( فهي مُسْلِبٌ ) : أَلْقَتْ وَلَدَهَا من غَيْرِ أَنْ يَتِمَّ ، والجَمْعُ السَّلَائِب .
وقيل : أَسْلَبَتْ : سُلِبَتْ وَلَدَهَا بمَوْتِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ .
وظَبْيَةٌ سَلُوبٌ وسَالِبٌ : سُلِبَتْ وَلَدَها .
( و ) من المَجَازِ : ( شَجَرَةٌ سَلِيبٌ : سُلِبَتْ وَرَقَهَا وأَغْصَانَهَا ) جَمْعُه سُلُبٌ . وعن الأَزْهَرِيّ : شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذَا تَنَاثَر وَرَقُهَا ، والنَّخْلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْل عَلَيْهَا .
( وفَرَسٌ سَلُبُ القَوائِم ) أَي ( خَفِيفُها ) في النَّقْلِ . وَقِيل : فَرسٌ سَلِبُ القَوَائم كَكَتِفِ أَي طَوِيلُها . قال الأَزْهَرِيّ : وَهَذَا صَحِيح .
( والسَّلْبُ : السَّيْرُ الخَفِيفُ السَّرِيعُ ) . قَالَ رُؤْبَةُ :
قد قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنّ سَلْبَا
قَارُرَةُ العَيْن فَصَارَت وَقْبَا
( و ) السَّلْبُ ( بالكَسْر : أَطْوَلُ أَدَاةِ الفَدَّان ) قاله أَبُو حَنِيفَة ، وأَنشد :
يا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَتَى الحِسَانَا
أَنَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا
السِّلْبَ واللُّؤْمَةَ والعِيَانَا
( أَو ) السِّلْبُ : ( خَشَبةٌ تُجْمَعُ إِلَى ) وفي نُسْخَةِ عَلَى ( أَصْلِ اللُّؤَمَةِ ، طرفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمَةِ ) .
____________________

(3/69)



( و ) السَّلِبُ ( كَكَتِفٍ : الطَّوِيلُ ) . قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامَة :
كأَنَّ أَعْنَاقَها كُرَّاثُ سَائِفَةٍ
طَارَتْ لَفَائِفُه أَوْ هَيْشَرٌ سَلِبُ
ويروى سُلُب بالضَّمِّ ، وقد تَقَدَّم .
ويقال : رُمْحٌ سَلِبٌ أَي طَوِيلٌ ، وكذلِكَ الرَّجُلُ ، والجمعُ سُلُبٌ . قال :
وَمَنْ رَبَطَ الجِحَاشَ فإِنَّ فِينَا
قَناً سُلُباً وأَفْرَاساً حِسَانَا
( و ) السَّلِبُ أَيضاً : ( الخَفِيفُ ) السَّرِيعُ . يقال : ثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بالقَرْن . ورجل سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطعْنِ : خَفِيفُهُما .
( و ) السَّلَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : ما يُسْلَبُ ) أَي الشيءُ الَّذِي يَسْلُبُه الإِنْسَانُ من الغَنَائِم ، ويَتَوَلى عليه . وفي التَّهْذِيبِ : ما يُسْلَبُ به ، ( ج أَسْلَابٌ ) .
وكل شَيْءٍ على الإِنسان من اللِّبَاسِ فَهُو سَلَبٌ . وفي الحديث : ( مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً فَلَه سَلَبُه ) . وهو ما يأْخُذُه أَحَدُ القِرْنَيْن في الحَرْب مِنْ قِرْنِه مِمَّا يَكُون عَلَيْهِ ومَعَهُ مِنْ ثِيَابٍ وسِلَاحٍ ودَابْةٍ ، وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُولِ أَي مَسْلُوب . وأَنشدنا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ قَالَ : أَنْشَدَنَا العَلَّامَة مُحَمَّدُ بْنُ الشَّاذِلِيّ :
إِن لأُسُودَ أُسُودَ الغَابِ هِمَّتُهَا
يَوْمَ الكَرِيهَةِ في المَسْلُوب لَا السَّلَب
( و ) السَّلَبُ : ( شَجَرٌ طَوِيلٌ ) يَنْبُتُ مُتَنَاسِقاً ، يُؤْخَذ ويُمَدُّ ثُمَّ يُشَقَّقُ ، فيَخْرُجُ مِنْهُ مُشاقَةٌ بَيْضَاءُ كَاللِّيف ، وَاحِدَتُه سَلَبَةٌ ، وهو مِنْ أَجْوَدِ مَا تُتَّخَذ مِنْه الحِبَال .
( و ) قال أَبُو حَنِيفَة : السَّلَبُ : ( نَبَاتٌ ) ينبت أَمْثَالَ الشَّمَع الذِي يُسْتَصْبَح بِهِ في خِلْقَتِه إِلَّا أَنه أَعْظَمُ وأَطْوَلُ ، تُتَّخَذُ مِنْه الحِبَال عَلى كُلِّ ضَرْب .
____________________

(3/70)



( و ) السَّلَبُ ( من الذَّبِيحَة : إِهَابُها وأَكْرُعُها ) ، وفي نُسْخَة أَكْرَاعُها ( وبَطْنُها ) .
( و ) السَّلَبُ ( من القَصَبَة ) والشَّجَرَة : ( قِشْرُها ) . يُقَالُ : اسلُبْ هذِه القَصَبَة أَي اقْسِرْها . وفي حديث صِفَةِ مَكَّة ، زِيدَتْ شَرَفاً : ( وأَسْلَبَ ثُمَامُهَا ) أَي أَخْرجَ خُوصَهُ .
وقال شَمر : هَيْشَر سلُب ، أَي لا قِشْر عَلَيْه .
( و ) قيل السَّلَبُ : ( لِيفُ المُقْلِ ) يُؤْتَى بِهِ مِن مَكَّة . وعن اللَّيْثِ : السَّلَبُ : لِيفُ المُقْلِ وهو أَبْيَضُ . قال الأَزهريّ : غَلِطَ اللَّيْثُ فِيهِ .
( و ) السَّلَبُ : ( لِحَاءُ شَجَرٍ ) مَعْرُوفٍ ( باليمَنِ تُعْمَلُ مِنْهُ الحبَال ) وهو أَجْفَى مِنْ لِيفِ المُقْل وأَصْلَبُ ، وعلى هَذَا يخرج قَوْلُ العَامَّة للحَبْلِ المَعْرُوفِ سَلَبَة .
وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْر دَخَلَ عَلَيْه وهو مُتَوَسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَمٍ ، حَشْوُها لِيفٌ أَو سَلَبٌ ، بالتحريك . قال أَبو عُبَيد : سَأَلْتُ عَنِ السَّلَب ، فقيل : لَيْسَ بلِيفِ المُقْل ، ولكنه شَجَرٌ معْرُوفٌ باليَمَن ، تُعْمَلُ مِنْه الحِبَالُ ، وقِيلَ : هو خُوصُ الثُّمَامِ . قلت : وَهذَا المَشْهُور عِنْدَنَا في اليَمَن . وقال شَمِر : السَّلَبُ : قِشْرٌ من قُشُور الشَّجَر تُعْمَلُ مِنْه السِّلَالُ ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ السَلَّابِينَ . ( و ) مِنْه ( سُوق السَّلَّابِين بالمَدِينَة الشَّرِيفَةِ ، م ) وبمَكَةَ أَيْضاً قاله شَمر ، زَادَهُما الله شَرَفاً .
( و ) من المجاز : ( أَسْلَبَ الشَّجَرُ : ذَهَبَ حَمْلُها وسَقَطَ وَرَقُها ) فهو مُسْلِبٌ ، وقد تَقَدَّمَ الكَلَام عليه . ( والأُسْلُوب ) : السَّطْرُ من النَّخِيل . و ( الطَّرِيقُ ) يَأْخُذُ فِيه . وكُلُّ طَرِيقٍ مُمْتَدَ فَهُوَ أُسْلُوبٌ . والأُسْلُوبُ : الوَجْهُ والمَذْهَبُ . يقال : هُمْ في أُسْلُوب سُوْءٍ . ويُجْمَعُ عَلَى أَسَالِيب . وقد سَلَكَ أُسْلُوبَه : طَرِيقَتَه . وكلامُه عَلَى أَسَالِيبَ حَسَنة .
والأُسْلُوبُ ، بالضم : الفَنُّ . يقال : أَخَذَ فُلَانٌ في أَسَالِيبَ من القَوْل ، أَي أَفَانِين منه . ( و ) الأُسْلُوبُ : ( عُنُقُ الأَسَد ) ؛ لأَنَّها لا تُثْنَى .
____________________

(3/71)



ومن المجاز : الاسْلُوبُ : ( الشُّمُوخُ في الأَنْفِ ) . وإِنَّ أَنْفَه لَفِي أُسُلُوبٍ ، إِذَا كَانَ مُتَكَبِّرا لا يَلْتَفِت يَمْنَةً ولا يَسْرَةً . قال الأَعْشَى :
أَلَمْ تَرَوْا للعَجَبِ العَجيب
أَنَّ بَنِي قَلَّابَةِ القُلُوبِ
أُنُوفُهُم مِلْفَخْرِ فِي أُسُلُبِ
وشَعَرُ الأَسْتَاهِ بِالجَبُوب
يقول : يَتَكَبَّرُونَ وَهُمْ أَخِسَّاءُ ، كما يُقَالُ : أَنْفٌ في السَّمَاءِ واسْتٌ في المَاءِ . وقوله : أُنُوفُهُم مِلْفَخْرَ على لُغَةِ اليَمَن . ( وانْسَلَبَ : أَسْرَعَ في السَّيْرِ جِدًّا ) حتى كَأَنَّه يَخْرُج مِنْ جِلْدِه ، وغَالبُ استعْمَاله فِي النَّاقَةِ . ( وتَسَلَّبَت ) المرأَةُ إِذا ( أَحَدَّتْ ) قِيلَ ( على زَوْجِها ) ؛ لأَن التَّسَلّبَ قَدْ يَكُونُ عَلَى غَيْرِ زَوْج . وفي الحَدِيثِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْس أَنَّا قَالَتْ : ( لمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَمَرَني رَسُولُ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ : تَسَلَّبى ثَلَاثاً ، ثم اصْنَعِي بَعْدُ ما شِئْتِ ) أَ ي الْبَسِي ثِيَابَ الحِدَادِ السُّودَ .
وتَسَلَّبَت المرأَةُ إِذا لَبِسَتْه . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمةَ ( أَنَّها بَكَت على حَمْزَةَ ثَلَاثَة أَيَّامٍ وتَسَلَّبَت ) .
وقال اللِّحْيَانِيّ : المُسَلِّبُ والسَّلِيب والسَّلُوبُ : التي يَمُتُ زَوْجُهَا أَو حَميمُها فتَسَلَّبُ عَلَيْه . ( و ) قال ابن الأَعْرَابِيّ : ( السُّلْبَةُ بالضّم : الجُرْدَةُ ) أَي التَّجَرُّدُ عَنِ الثِّيَاب . ( تَقُولُ : ما أَحْسَنَ سُلْبَتَها ) وجُرْدَتَها .
( و ) مُسَلَّبٌ ( كمُعَظَّمٍ : ع ، قُرْبَ زَبِيدَ ) المَحْرُوسَةِ مِن اليَمَنِ ، وهي قَرْيَةٌ صَعِيرَةٌ عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخ من زَبِيد تَقْدِيراً ، وقد دَخَلْتها .
وفي لِسَانِ العَرَب عن أَبِي زَيْد ، يقال : مَالِي أَرَاكَ مُسْلَباً ؛ وذَلِكَ إِذَا لَمْ يَأْلَفْ أَحَداً ، ولا يَسْكُنُ إِلَيْهِ ( أَحد ) ، وإِنَّمَا شُبِّه بالوَحْش . ويقال : إِنه لَوَحْشِي مُسْلَبٌ ، أَي لا يَأْلف ولا تَسْكُنُ نفْسُه .
( وسَلِبَ كَفِرح : لَبِس السِّلَابَ ، وَهِيَ الثِّيَابُ السُّودُ ) تَلْبَسُهَا
____________________

(3/72)


النِّسَاءُ في المَأْتَم ( ج ) سُلخٌ ( ككُتُبٍ ) .
قال شيخنا : تَفْسِيرُ السِّلَاب بالثِّيَابِ يَقْتَضِي أَن يَكُونَ جَمْعاً ، وجمعُه على سُلُب يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ مُفْرَداً كما هُو ظَاهِرِ . والَّذِي في التهْذِيبِ : السِّلَابِ : ثوْبٌ أَسْوَد تُغَطِّي به المُحِدُّ رأْسَها وفي الرَّوضِ الأُنُف : السِّلَابُ : خِرْقَةٌ سَوْدَاء تَلْبَسُها الثَّكْلَى .
وممَّا أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف :
السَّلَبَةُ : خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْم البَعِيرِ دُونَ الخِطَامِ . والسَّلَبَةُ : عَقَبةٌ تُشَدُّ عَلَى السَّهْم .
والأُسْلُوبَ : لُعْبَةٌ للأَعْرَاب أَو فَعْلَةٌ يَفْعَلُونَها بَيْنَهم ، حَك اللِّحْيَانِي وقال : بَيْنَهُم أُسْلُوبَة .
( والمُسْتلِبُ : سَيْفُ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم ) التَّغْلبِيّ . ( و ) سَيْف ( آخرُ لأَبِي دَهْبَلٍ ) الحُمَحِيِّ .
سلأب : ( المْسْلَئبُّ كمُشْمَعِلّ ) أَهْمَلَه الجوهَرِيُّ والصَّغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان ، وهُو ( المَطَرُ الكِثِيرِ ) .
سلحب : ( المُسْلَحِبُّ : المُسْتَقِيمُ ) مِثْلُ المُتْلَئِبّ . والمُسْلَحِبُّ : المُنْبَطح . ( و ) لمُسْلَحِبُّ : ( الطريقُ البَيِّنُ المُمْتَدُّ ) . وطَريق مُسْلَحِبٌّ مُمْتَدّ .
وفي لِسَان العرب : وقال خَلِيفَة الحُيْنِيّ : المُسْلَحِبُّ : المُطْلَحبُّ المُمْتَدُّ . وسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ : سِرْنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا غُدْوَةً ، وظَلَّ يَوْمُنَا مُسْلَحِبًّا ، أَي مُمْتَداً سَيْرُه . ( وقد اسْلَحَبَّ ) اسْلِحْبَاباً . قال جِرَانُ العَوْدِ :
فَخَرَّ جِرَانٌ مسْلَحِبًّا كأَنَّه
عَلَى الدَّفِّ ضِبْعَانٌ تَقَذَّرَ أَمْلَحُ
والسُّلْحُوبُ مِن النِّسَاءِ : المَاجِنَة . قال ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍ و ، وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّف .
سلخب : ( السَّلْخَبُ كجَعْفَر ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقَال ابْنُ دُرَيْد : هو ( الفَدْمُ ) . وقَالَ غيْره : هو ( الغَلِيظُ ) .
____________________

(3/73)



( أَو ) هو ( بالمُعْجَمَةِ ) في أَوَّله ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ : وَهُوَ أَصَحُّ ، وسَيَأْتِي .
سلقب : ( كجَعْفَر : اسْم ذَكَرَه ابْنُ مَنْظُور ، وأَهْمَلَه المُؤَلِّفُ والصَّاغَانيُّ .
سلهب : ( السَّلْهَبُ : الطَّوِيلُ ) عَامَّةً ، وقد يُقَالُ بالصَّادِ أَيْضاً ، ذكرهُ ابنُ السّيد في الفرق . واختُلِف في هذه المَادَّةِ فقِيلَ إِنَّها رُبَاعِيّة ، وقيل : الهَاءُ زَائِدَة ، وإليه مَالَ المُؤَلِّفُ وهوَ رَأَى ابنُ القَطَّاع ولذا قَدَّمَهَا على اسْلَغَبَّ كما لا يَخْفَى ، أَشَار لهُ شيْخُنَا . ( أَو ) الطَّوِيلُ ( منَ الرِّجَال ) عن الأَصْمَعِيّ ( ج سَلَاهِبَةٌ ) .
( و ) سَلْهَبٌ : اسمُ ( كَلْب ) .
( و ) السَّلْهَبُ ( من الخَيلِ : ما عَظُم وَطَالَ ) وطَالَتْ ( عِظَامُه ) . وفرَسٌ سَلْهَبٌ ( كالسَّلْهَبَة ) للذَّكَرِ .
وفَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ : مَاضٍ . ومنه قولُ الأَعْرَابِيِّ في صِفَةِ الفَرس : ( وإِذَا عَدَا اسْلَهَبَّ ، وإِذَا قُيِّدَ اجْلَعَبَّ ، وإِذَا انْتَصَب اتلأَبَّ ) . .
وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : والسَّلْهَبُ من الخَيْلِ : الطَّوِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وربما ، جَاءَ بِالصَادِ . ( وهي ) أَي السَّلْهَبَةُ : ( الجَسِيمَة ) ولَيْسَت بِمدْحَةٍ .
( والسِّلْهَابَةُ : الجَرِيئة ، كالسِّلْهَاب بِكَسْرِهِمَا ) .
سلغب : ( اسْلَغَبَّ الطَّائِرُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان ، وقال اللَّيْثُ : إِذا ( شَوَّك رِيشُه قَبْلَ أَن يَسوَدّ ) كازْلَعَبْ .
سنب : ( السَّنْبَةُ : الدَّهْرُ والحِقْبَةُ ) . يقال : عِشْنَا بِذلِك سَنْبَةً ، أَي حِقْبَة ( كَالسَّنْبَتَة ) التاءُ فيها مُلْحَقَةٌ على قول سِيبَوَيْه ، ويدل على زِيَادتِها أَنَّكَ تَقُولُ : سَنْبَةٌ ، وهذِه التَّاء تَثْبُتُ في التَّصْغِير . تَقُولُ : سُنَيْبِتَةٌ لقَوْلهم في الجمع سَنَابِتُ . ويقال : مَضَى سَنْبٌ من الدَّهْرِ ، أَو سَنْبَة أَي بُرْهَةٌ ، وأَنْشَد شَمِر :
مَاءَ الشَّبَابِ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِه
____________________

(3/74)



( و ) السَّنْبَ : ( سُوءُ الخُلُق في سُرْعَةِ الغَضَبِ كالسَّنْبَاتِ بالفتح عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
قد شِبْتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِدَاتي وذَاكَ ما أَلْقَى من الأَذَاةِ من زَوْجَةٍ كثيرةِ السَّنْبَاتِ أَراد السَّنَبَاتِ فَخَفَّف للضَّرُورَة . كذا في لِسَانِ العَرَبِ . ( ويُكْسَرَانِ ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ سَنُوبٌ ) كَصَبُرٍ ، ( وسَنَبُوتٌ ) أَي ( مُتَغَضِّب ) .
( والسَّنُوبُ ) : الرَّجُلُ ( الكَذَّابُ ) المُغْتَابُ ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) السَّنُوبُ : ( ع ) .
( والسِّنْبَاتُ ) بالكَسْر وآخِرُه تَاءٌ مُثَنَّاةٌ ، وَفي بَعْضِ انُّسَخِ بالبَاءِ المُوَحَّدَة : الرَّجُلُ ( الكَثِيرُ الشَّرِّ ) . ( و ) السَّنْباتُ ( بالفتح : الإسْتُ كالسَّنْبَاءِ ) الأَخِيرُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) سَنَابٌ ( كسَحَابٍ : الشَّرُّ الشَّدِيد ) .
( و ) عَنِ ابن الأَعْرَابِيّ : السِّنَابُ ( بالكَسْر : الطَّهْرِ والبطْنِ كالسِّنَابَة بالكَسْرِ ) والصَّادُ فيه لُغَةٌ كما سَيَأَتي .
( والمَسْنَبَةُ : الشِّرَّةُ ) قَالَه أَبُو عَمْرو .
( و ) فَرَسُ سَنِبٌ ( كَكَتِفٍ ) أَي ( الكَثِيرُ الجَرْيِ ) والجَمْعُ سُنُوبٌ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : فرس سَنِبٌ إِذا كَانَ كثِيرَ العَدْوِ .
سنتب : ( السَّنْتَبَةُ ) أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبُو عَمْرو : هِي ( الغِيْبَةُ ) بكسر الغَيْن المُعْجَمَة ، وفي نُسْخَةٍ بإِهْمَالِ العَيْنِ وفَتْحِهَا ، وهُو غَلَط ( المُحْكَمَة ) .
( و ) السُّنْتُبُ ( كَقْنْفُذ : السَّيِّىءُ الخُلُق ) قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
سندب : ( جَعلٌ سِنْدَأبٌ : صُلْبٌ ) وشَكَّ فِيه ابْنُ دُرَيْد ( وقَدْ تَقَدَّم ) بَيَانُه ، وهنا ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْظُور . قال شَيْخُنا : يُنْظَر مَا فائِدَة إِعَادِتِه فهَبْه جفاء . قُلْتُ : ذَكَرَه أَوَّلاً بنَاءً على أَنَّ النون زَائدَةٌ وأَنَّ أَصْلَ المَادَّة ثُلَاثِيَّة ، وأعَادَهُ ثَانيَةً لبَيَانِ أَنَّ النُّونَ هُنَا أَصْلِيَّةٌ على قَوْلِ بَعْضٍ كَمَا هُوَ ظَاهِر .
____________________

(3/75)



ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
سُنْدُوبٌ بالضَّمِّ : قريةٌ بمصر من أَعْمَالِ الدَّقَهلِيَّة ، والعَامة تَفْتَحُه ، وقد دَخَلْتُهَا .
سنطب : ( السَّنْطَبَةُ : طُولٌ مُضْطَرِبٌ ) قَالَه ابْنُ دَرَيد ، وقَدْ أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ .
( و ) في التهذيب ( السَّنْطَابُ بالكَسْر : مِطْرَقَةُ الحَدَّاد .
سنعب : ( السُّنْعُبَةُ بالضَّم ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَال ابْنُ دُرَيْدٍ : هو ( ابْنُ عُرْسٍ ) بَعْضِ اللُّغَاتِ .
قال : ( و ) سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الكِلَابِيّ يَقُولُ : السُّنْعُبَةُ : ( اللَّحْمَة النَّاتِئة في وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيَا ( ولا أَدْرِي مَا صِحَّتُه .
سنهب : ( سَنْهَبٌ كجَعْفَرٍ : اسمٌ ) وقد أَهْمَلَه الجمَاعَةُ .
سوب : ( *!السُّوبَةُ بالضم : السَّفرُ البَعِيدُ كالسُّبْأَة ) بالهَمْزِ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وقد تَقَدَّمَ فهو لغة فيه . والسَّرْبَةُ : السَّفَرُ القَرِيبُ ، وتقدّمَ أَيْضاً .
( *!وسُوبانُ كَطوُفَانٍ : وَادٍ ) ذَكَره غَيْرُ وَاحِدٍ من الأَئِمَّة . ( أَو جَبَلٌ أَو أَرْض ) . ويومٌ مَعْرُوفٌ . قال أَوْسُ بنُ حَحَر يُعَيِّر طُفَيْلَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ وقد خَذَلَه يَوْمَ السُّوبَانِ :
لعَمْرُك ما آسَى طُفَيْلُ بْنُ مَالِكِ
بَنِي أُمِّهِ إِذْ ثَابَتِ الْخَيْلِ تَدَّعى
كذا في المُسْتَقْصَى .
ومما أَهْمَلَه المؤلف :
ذكر *!السُّوبِيَة فقد جاءَ ذِكْرُها في النِّهاية في حَدِيث ابْن عُمَرَ ، وذكره ابْن الكُتْبِيّ فيما لا يَسَعُ ، والحكيم دَاوُد ، وغَيْرُهُمَا ، وأَطَالُوا في خاصِّها .
والذي في لِسَان العَرَب أَنَّهَا بضَم
____________________

(3/76)


السِّين المُهْمَلَة كَسْرِ البَاءِ المُوَحَّدَة وبعدها ياء تحتها نُقْطَتَانِ : نَبِيذٌ مَعْرُوفٌ يُتَّخَذُ من الحِنْطَة ، وكثيراً ما يَشْرَبُه أَهْلُ مصر ، انْتَهَى . أَي في أَعْيَادِهِم .
قال شيخُنا : وقد يَسْتَعْمِلُونَه من الأُرْزِ كما هُو مُتَعَارَفٌ . قلت : وقد أَلَّفْت فيه وفي خَوَاصِّها رِسَالَةً صَغِيرَةً .
سهب : ( السَّهْبُ : الفَلَاةُ ) جمعه سهب وقال الفَضْلُ بنُ العَبَّاس اللَّهَبِيُّ :
ونَحْلُلْ من تِهَامَةَ كُلَّ سَهْبٍ
نَقِيِّ التُّرْبِ أَوْدِيَةً رِحَابا
أَبَاطِحَ مِن أَبَاهِرَ غَيْرَ قَطْع
وَشَائِط لم يُفَارقن الذُّبَابا
( و ) السَّهْبُ : ( الفَرَسُ الوَاسِعُ الجَرْى ) . وأَسْهَبَ الفرسُ : اتَّسَعَ في الجَرْى وسَبَق .
( و ) السَّهْبُ : ( الشَّدِيدُ ) الجَرْى البَطِيءُ العَرَقِ من الخَيْلِ . قال أَبو دُوَاد :
وقَدْ أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ
كلٍ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ
( كالمُسْهَبِ ) بِالفَتْح ( وتُكْسر هَاؤُه ) يقال : الفَصِيحُ في الجَوَادِ الكَسْرُ خَاصَّة ، كما اعتمد عَلَيهُ أَبو الحَجَّاج الشَّنْتَمريُّ المَعْرُوفُ بالأَعْلَم .
والسَّهْبُ : ما بَعُدَ من الأَرْضِ واسْتَوَى في طُمَأْنِينَة ، وهي أَجْوَافُ الأَرْض وطُمَأْنِينَتهَا الشَّيْءَ القَلِيلَ تَقُودُ اليومَ واللَّيْلَة ونحو ذلك ، وَهُوَ بُطُونُ الأَرْضِ تَكُونُ في الصَّحَارِي والمُتُونِ وربمَا تَسِيلُ وربَما لا تَسِيل لأَنَّ فِيهِ غِلَظاً وسُهُولاً تُنْبت نباتاً كثيراً ، وفيها خَطَرَاتٌ مِنْ شَجَر أَي أَمَاكِنُ فِيهَا شَجَر وأَمَاكن لا ( شجر فيها ) كذا في لسان العرب .
( و ) السَّهْبُ : ( الأَخْذُ ) . ومضَى سَهْبٌ من الليل ، أَي وَقْتٌ .
( و ) السَّهْبُ : ( سَبَخَةٌ ، م ) وهي بَيْنَ
____________________

(3/77)


الحَمَّتَيْن فالمِضْبَاعَة .
( و ) السُّهْبُ ( بالضَّمِّ : المُسْتَوِي مِنَ الأَرُضِ في سُهُولَة ج سُهُوبٌ ) .
وقيل : السُّهُوبُ : المسْتَوِيَةُ البَعِيدةُ .
وقَالَ : أَبو عَمْرو السُّهُوبُ : الوَاسِعَةُ من الأَرْض . قال الكُمَيْتُ :
أَبَارِقُ إِنْ يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمَةً
يَدَعْ بَارِقاً مِثْلَ اليَبَابِ من السُّهْبِ
( أَو سُهُوبُ الفَلَاةِ : نَوَاحِيها الَّتي لَا مَسْلَكَ فِيهَا ) .
( وأَسْهَبَ ) الرَّجُلُ : ( أَكْثَرَ ) مِنَ ( الْكَلَام فَهُوَ مُسْهِب ) بالكَسْر ( ومُسْهَبٌ ) بالفَتْح . قال الجَعْدِيُّ :
ويُرْوَى مُسْهَب .
وقد اخْتُلِفَ في هذِه الكَلِمَةِ ، فَقَالَ أَبُو زَيْد : المُسْهَبُ : الكَثِيرُ الكَلَامِ أَي بالفَتْحِ خَاصَّةً ، ومِثْلُه في أَدَبِ الكَاتِبِ لابْنِ قُتَيْبَةَ ومُخْتَصَرِ العَيْنِ للزُّبَيْدِيّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : أَسْهَبَ الرجلُ : أَكْثَرَ من الكَلَام فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء ولا يقال بِكَسْرِها ، وَهُو نَادِرٌ . وقال ابن بَرِّيّ : قال أَبُو عَلِيَ البَغْدَادِيُّ : رَجُلٌ مُسْهَبٌ بالفتح إِذا أَكْثَرَ الكلامَ في الخَطإِ ، فإِن كَانَ ذلِك في صَوَاب فهو مُسْهِبٌ بالكسر لا غير . أَي البَلِيغ المُكْثِرُ مِنَ الصَّواب بالكَسْرِ ، وبه أَجَابَ أَبُو الحَجَّاج الأَعْلَمُ في كتَابِ ابْنِ عَبَّادٍ مَلِكِ الأَنْدَلُس ونسبَهُ إِلَى البَارِعِ لأَبِي عَلِيَ ، ثم نَقل عَنْ أَبِي عُبَيْدَة : أَسْهَب فِو مُسْهَبٌ بالفتح إِذَا أَكْثَرَ في خَرَف وتَلَف ذِهْن . وعَن الأَصْمَعِيّ : أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ، إِذا خَرِف وأُهْتِر ، فإِن أَكْثَرَ من الخطإ قيل : أَفْنَد ، فهو مُفْنَد . ثم قال في آخِرِ الجَوَاب : فَرَأْيُ مَملُوكِك أَيَّدَك اللّهُ واعْتِقَادُه أَنَّ المُسْهَب بالفَتْح لا يُوصَف بِهِ البَلِيغ المُحْسِن ، ولا المُكْثِرُ المُصِيبُ ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ مَكِّيِّ بنِ سَوَادَةَ :
____________________

(3/78)



حَصِرٌ مُسْهَبٌ جَرِىءٌ جَبَانٌ
خَيْرُ عِيِّ الرِّجال عِيُّ السُّكّوتِ
أَنَّه قَرَنَ فِيهِ المُسْهَب بالحَصِر ورَدَفَه بالصَّفَتَيْنِ ، وجَعَل المُسْهَبَ أَحَقَّ بالعيِّ من السَّاكِتِ والحَصِرِ فقال :
خَيُر عِيِّ الرِّجَال عِيُّ السُّكُوتِ
والدَّلِيلُ على أَن المُسْهِب بالكسر يقال لِلْبَلِيغ المُكْثِرِ مِن الصَّوَاب أَنَّه يَقُولُون لِلْجَوَادِ مِنَ الْخَيْل : مُسْهِب بالكَسْرِ خَاصة ؛ لأَنَّهُما بمَعْنَى الأَجَادَةِ والإِحْسَان . ولَيْسَ قَوْلُ ابْنِ قُتَيْبَةَ والزُّبَيْديّ في المُسْهَب بالفَتْح هو المُكْثِرُ من الكَلَام بمُوجِب أَن المُكْثِرَ هُوَ البَلِيغُ المُصِيب ؛ لأَنَّ الإِكْثَارَ من الكَلَام دَاخِلٌ في معنى الذَّمِّ . انتهى كَلامُ الأَعْلَم حَسْبَمَا نَقَلَه شَيْخُنا .
وفي لسان العرب : ومما جَاءَ فِيهِ أَفْعَل فهو مُفْعَلٌ أَسْهَبَ فهو مُسَهَبٌ ، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ ، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ ، فهذه الثَّلَاثَة جَاءَت بالفَتْح . حَكَاه القَاضِي أَبُو بَكْر بْنُ العَرَبِيّ في تَرْتيب الرِّحْلة ، وابنُ دريد في الجَمْهَرَة ، وابْنُ الأَعْرَابِيّ في النَّوَادِر ومثله فِي كتَاب لَيْس لِابْنِ خَاليْه ، إِلَّا أَنَّه قَالَ : وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ : بَالَغَ . هذَا قَوْلُ ابْنِ دُرَيْد . وقال ثعْلَب : أَسْهَب فَهُو مُسْهَب في الكلَامِ قال : ووجدْتُ بعد سَبْعِين سَنَةً حَرْفاً رَابِعاً وهُوَ : أجْرَشَتِ الإِبِلُ : سَمِنَت فهي مُجْرَشَةٌ .
قُلت : واسْتَدْرَكُوا أَيْضاً : أَهْتَر فَهُوَ مُهْتَر ، ونَقَلَه عبد البَاسِطِ البُلْقِينيّ ، ويَأتَي للمُصَنِّف . ورأَيْتُ في نَفْح الطِّيبِ لِلشِّهَابِ المَقَّرِيّ ما نَصُّه : ( رأَيتُ في بَعْضِ الحَواشِي الأَنّدَلُسِيَّة أَي كِتَاب التَّوْسِعَة كما حَقَّقَه شَيْخُنَا أَنَّ ابْنَ السِّكِّيت ذَكَر في بَعْضِ كُتُبه فِيمَا جَعَله بَعْضُ العَرَب فَاعِلاً وبعضُهُم مَفْعُولاً : رَجُلٌ مُسْهَبٌ ومُسْهِب للكَثِيرِ الكَلَام ، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُما ، وَاحِدٌ ) . انْتَهَى وهو رَأْيُ المُصَنِّف أَي عَدَمُ التَّفْرِقَةِ .
وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، قِيلَ له : ادْعُ اللّهَ لَنَا ، فَقَالَ : ( أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ
____________________

(3/79)


مِنَ المُسْهَبِين ) بفَتْحِ الهَاءِ أَي الكَثِيرِي الكَلَامِ ، وأَصْلُه من السَّهْب ؛ وَهُوَ الأَرْضُ الوَاسِعَةُ .
قلت : وسَيَأْتِي للمُصَنِّف في جَذَع : أَجْذَعَ فَهُو مُجْذَعٌ لِمَا لَا أَصْلَ لَهُ ولا ثَبَات ، نَقْلَه الصَّاغَانِيُّ عن ابن عَبَّاد ، ولَمْ أَرَ أَحَداً أَلْحَقَه بِنَظَائِرِه فَتمَّلْ ذَلِكَ .
( أَو ) أَسْهَب : ( شعرِهَ وطَمِعَ ) ، وفي نُسْخَةٍ أَو طَمِعَ ( حَتَّى لا تَنْتَهِيَ نَفْسُه عَنْ شَيْءٍ ) فهو مُسْهِب ومُسْهَب ، بالكَسْرِ والفَتْح . وأَسْهَبَ فهو مُسْهَب ، بفَتْحِ الهَاءِ إِذا أَمْعَن في الشَّيْء وأَطَالَ ، ومنه حديث الرؤيا : ( كلوا واشربوا وَأَسْهِبُوا وأَمْعِنُوا ) . وفي آخر ( أَنَّه بعَث خيلاً فأَسْهَبَتُ شَهْراً ) أَي أَمعَنَتْ في سَيرها .
( وأُسْهِبَ بالضَّمِّ ) على ما لم يُسَمِّ فاعِلُه ، فهو مُسْهَبٌ بالفتح : ( ذَهَبَ عَقْلُه ) . وَقِيل : المُسْهَب : الذَّاهِبُ العَقُل ( مِنْ لَدْغِ الحَيَّة ) أَو العَقْرَب ، وقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَهْذِي مِن خَرَف . والتَّسْهِيبُ : ذَهَابُ العَقْل ، والفِعْلُ مِنْه مُمَاتٌ . قال ابْنُ هَرْمَة :
أَمْ لَا تَذَكَّرُ سَلْمَى وَهْي نَازِحَةٌ إِلَّا اعْتَرَاكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ : ( وضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بالإِسْهَابِ ) قيل : هو ذَهَابُ العَقْلِ .
( أَو ) أُسْهِبَ الرَّجُلُ فهو مُسْهَبٌ ، إِذَا ( تَغَيَّر لونُه من حُبَ أَو فَزَعٍ أَو مَرَضٍ ) ورجل مُسْهَبُ الجِسْمِ ، إِذَا ذَهَب جِسْمُه مِن حُبَ ، عَنْ يثقُوب . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : رَجُلٌ مُسْهِب العَقْلِ بالكَسْرِ ومُسْهِمٌ ، عَلى البَدَل ، قَالَ : وكَذلك الجِسْم إِذَا ذَهَب مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ . قال أَبُو حَاتِم : أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهَاباً فهو مُسْهَبٌ ، إِذَا ذَهَب عَقْلُه وطَاشَ ، وأَنْشَد :
فَبَاتَ شَبْعَانَ وَبَاتَ مُسْهَبَا
( وبِئْرٌ سَهْبَةٌ : بَعِيدَةُ القَعْرِ ) يَخْجُ مِنْهَا الرِّيحُ ( ومُسهَبَةٌ ) أَيضاً بفَتْح الهَاءِ
____________________

(3/80)


( إِذا غَلَبَتْكَ سِهْبَتُهَا ) بالكَسْرِ ( حتى لا تَقْدرَ على المَاءِ ) . قال شَمِر : المُسْهَبَةُ مِن الرَّكَايَا : الَّتِي يَحْفِرُونَهَا حَتَّى يَبْلُغُوا تُرَاباً مَائِقاً فَيغْلِبُهم تَهِيُّلاً فيَدعُونَها . وعَن الكسائيّ : بِئرٌ مُسْهَبَةٌ : التي لا يُدْرَكُ قَعْرُهَا ومَاؤُهَا .
( وأَسْهَبُوا : حَفَرُوا فهَجَمُوا عَلَى لرَّمْل أَو الرِّيح ) . قال الأَزْهَرِيّ : وإِذا حفَر القَوْمُ فهَجَمُوا عَلَى الرِّيحِ وأَخْلَفَهم المَاءُ يُقَالُ : أَسْهَبُوا . وأَنْشَدَ فِي وَصْفِ بِئرٍ كَثِيرَةِ المَاءِ :
حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيلَ مِنْ إِسْهَابِها
يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبَابِها
قال : هي المُسْهَبَة حُفِرَت حَتَّى بَلَغَتْ غَيْلَمَ المَاءِ . أَلا تَرَى أَنَّه قَالَ : نِيلَ مِنْ أَعمَقِ قَعْرِها ، وإِذَا بَلَغَ حَافِرُ البِئرِ إِلَى الرَّمْلِ قِيلَ : أَسْهَبَ .
( أَو ) أَسْهَبُوا ، إِذَا ( حَفَرُوا ) حَتَّى بَلَغُوا الرَّمْلَ ولم يَخْرُج المَاءِ ( فَلَم يُصِيبُوا خَيْراً ) ، وَهَذِه عن اللِّحْيَانِيّ . وعَنْ ثَعْلَب : أَسْهَبَ فَهُو مُسْهِب ، وإِذ حفر بِئراً فبلَغ المَاءَ .
( و ) أَسْهَبُوا ( الدَّابَّةَ ) إِسْهَاباً ، إِذَ ( أَهْمَلُوهَا ) تَرْعَى فَهِيَ مُسْهَبَةٌ . قال طُفَيلٌ الغَنَوِيُّ :
نَزَائِعَ مَقْذُوفاً عَلَى سَرَوَاتِها
بما لم تُخَالِسْهَا الغُزَاةُ وتُسْهَب
أَي قَدْ أُعْفِيَت حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَى سَرَوَاتِها ، كَذَا في التَّكْمِلَةِ .
قال بَعْضُهُم : وَمِنْ هَذَا قِيل للمكْثَارِ مُسْهَبٌ كَأَنه تُرِكَ والكَلامَ يَتَكَلَم بِمَا شَاءَ ، كَأَنَّه وُسِّع عَلَيْهِ أَن يَقُولَ مَا شَاءَ .
( و ) أَسْهَبَ ( الشاةَ ) مَنْصُوب ( وَلَدْهَا ) مَرْفُوعٌ ، إِذَا ( رَغَثَها ) : لَحَسَها :
( و ) أَسْهَبَ ( الرَّجُلُ ) كَلَامَه : أَطَالَه . وَفِي كَلَامِه إِسْهَابٌ وإِطْنابٌ وأَسْهَبَ إِذا ( أكْثر من العطاءِ كاسْتَهَبَ ) .
والمُسْتَهَبُ : الجَوَادُ ، قَالَه اللَّيْثُ .
ومكان مُسْهَب بالفَتْح : لا يَمْنَعُ المَاءَ ولا يُمْسِكُه .
____________________

(3/81)



والمُسْهِبُ ( بالكَسْرِ ) : الغَالِبُ المُكْثِرُ في عَطَائِهِ .
( والسَّهْبَى : مَفَازَة ) قال جَرِير :
سَرُا إِلَيْكَ مِنَ السَّهْبَى ودُونَهُمُ
فَيْحَانُ فالحَزْنُ فَالصَّمَّانُ فالوَكَفُ
الوَكَفُ لِبَنِي يَرْبُوع .
والمُسْهَبُ : فَرَسُ جُبَيْر بْنِ مَرِيض ، وكانَ صَاحِبَ الخَيْلِ ، وَفِيه يَقُولُ :
لَئن لَمْ يَكُنْ فِيكُنّ مَا أَتَّقِي بِهِ
غَدَاةَ الرّهان مُسْهَبُ ابْنِ مَريض
لَينقضينْ حَدُّ الرَّبِيعِ وبَيْنَنَا
من البَحْرِ لُجُّ لا يُخَاضُ عريض
كذا في كتاب البَلَاذُرِيّ .
( و ) السَّهْبَاءُ ( بالمَدِّ : بِئرٌ لبنِي سَعْد ) . ( و ) هي أَيضاً ( رَوْضَة ) مَعْرُوفَةٌ مَخْصُوصَةٌ بهذا الاسم . قَالَ الأَزْهَرِيّ : وَرَوْضَةٌ بِالصَّمَّان تُسْمَى السَّهْبَاءَ .
( وَرَاشِدُ بنُ سِهَابِ ) بْنِ عَبْدَةَ كَذَا في التكملة ، والصواب أَنه ابن جهبل بن عبدة بن عصر ( كَكِتَابٍ : شَاعِرٌ ) هكذا ضبطه المفجّع البصريّ وقال : من قاله بالمعجمة فقد أَخطأَ . ( ولَيْسَ لَهُ سِهَابٌ بالمُهْمَلَةِ غَيْرُه ) وهو أَخُو أَوْسِ بْنِ سِهَاب .
والسَّهْبُ : مَوْضِعٌ باليَمَن . مِنْه أَبو حُذَافَة إِسماعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بن سنبه .
سهرب : ( ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
سُهْربٌ بالضم : جَدُّ أَبي على الحَسَن بن حَمْدُون بْن الوَلِيد بن غَسَّان النَّيْسَابُورِيّ الأَدِيب ، مَوْلَى عَبْدِ القَيْس رَوَى وحَدَّث .
سيب : (*! السَّيْبُ : العَطَاءُ ، والعُرْفُ ) . والنَّافِلَةُ . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ : ( واجْعَلْه *!سَيْباً نافِعاً ) أَي عَطَاءً ، ويَجُوزُ أَنْ يرِيدَ مَطَراً *!سَائِباً أَي جَارِياً . ومن المجاز : فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه ، كَذَا في الأَسَاس .
( و ) *!السَّيْبُ ؛ ( مُرْدِيُّ السَّفِينَة ) . .
____________________

(3/82)



( و ) السَّيْبُ : ( شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ ) .
( و ) السَّيْبُ : ( مَصْدَرُ سَابَ ) المَاءُ يَسيبُ *!سَيْباً : ( جَرَى ) . ( و )*! ساب *! يَسِيب : ( مَشَى مُسْرِعاً ) . ومن المَجَازِ : سَابَتِ الحيَّة *!تَنْسَابُ *!وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً . أَنشد ثعلب :
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فَلَا تُرَى
وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ
وكَذلِكَ*! انْسَابَتْ . *!وسَابَ الأَفْعَى *!وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ مَكْمَنِه . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ *!فانْسَابَتْ في بَطْنِه حَيَّة ، فَنهِيَ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء ) . أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء . يقال : سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى . (*! كانْسَابَ ) .
وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم : رَجَع . وفي قَوْلِ الحَرِيريّ في الصَّنْعَانِيَّةِ ( *!فَانْسَابَ فِيهَا على غِرارة ) أَي دخل فيها دخول الحَيّة في مكمنها .
( و ) في كِتَابِه صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ : ( وَفِي (*! السُّيُوب ) الخُمُسُ ) . قال أَبو عُبَيْد : هِيَ ( الرِّكاز ) وهو مَجَازٌ . قال : ولا أُرَاه أُخِذَ إِلَّا مِنَ *!السَّيْبِ ، وَهُوَ العَطِيَّة . وأَنشد :
فما أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإِ
وَمَا أَنَا من*! سَيْبِ الإِلَه بآيِس
وفي لِسَانِ العَرَبِ السُّيُوبُ : الرِّكَازُ لأَنَّها من *!سَيْبِ اللّهِ وَعَطَائِه . وقَالَ ثَعْلَبٌ : هِيَ المَعَادنُ . وقال أَبُو سَعِيد : السُّيُوبُ : عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ في المَعْدِن ، أَي تَتَكَوَّن فِيهِ وتَظهَر ، سُمِّيَتْ سُيُوباً *!لانْسيَابِها في الأَرْض . قال الزَّمَخْشَرِيُّ : السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ في الجَاهِلِيَّة أَوِ المَعْدِن ؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللّهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه . ويُوجَد هُنَا في بَعْض النُّسَخِ : *!السِّيَاب ، وهو خَطَأٌ .
( وذَاتُ *!السَّيْب : رَحَبَة لإِضَم ) وفي التكملة : مِنْ رِحَاب إِضَم .
( *!والسِّيبُ بالكَسْرِ : مَجْرَى الماءِ ) جَمْعه*! سُيُوبٌ .
( ونَهْرٌ بخُوَارَزْم ) . ( و ) نهر
____________________

(3/83)


( البَصْرَة ) عليه قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ . ( وآخَرُ في ذُنَابَةِ الفُرَاتِ ) بقُرْب الحِلَّة ( وعليه بَلَدٌ . منه صَبَاحُ بنُ هَارُونَ ، ويَحْيَى بن أَحْمَدَ المُقْرِي ) صاحِب الحماميّ ، ( وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ ) أَمِير المؤمنين ( المُقْتدِر ) هكَذَا في النّسَخ . وفي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي ، سمع أَبَا الحُسَيْن بن بشران ، وعنه ابن السَّمْرَقَنْدِيّ . ( و ) أَبو البركات ( أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ) *!-السِّيبِيّ عن الصريفينيّ ( وهو مُؤَدِّبُ ) أَمِيرِ المؤمنين ( المُقْتَفِي ) لأَمرِ اللّهِ العَبَّاسِيّ ، وعنه أَخذ ، ( لا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ .
قلت : وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْده الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العَلَّاف ، وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السَّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الوقت ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السيبِيّ عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ ، وابْنُ نَاصِر مات بِدِنِيسر سنة 614 ه وأَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَهُ وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 ه والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السَّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ ، وابْنُه عُبَيْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ . قال ابن نُقْطَةَ : سَمِعْتُ مِنْه ، وفِيه مَقَالٌ . مَاتَ سَنَةَ 619 ه . وابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بيان . وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السَّيبِيّ ، رَوَى عنه نِظَامُ المُلْكِ . وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ ، حَدَّثَ عَنِ ابْن ماس وغَيْرِه . ذكره الذَّهَبِيّ ، تُوُفِّي سَنَة 439 ه . وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ السِّيبِيُّ ، سَمِعَ منه أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِىء مصر ، ذكره المُنْذِرِيّ في التَّكْمِلَةِ .
( و ) *!السِّيب بالكَسْرِ : ( التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ ) . قال أَبُو العَلَاء : ( وَمِنْه*! سِيبَوَيْه أَي ) سِيبُ : تُفَّاحٌ . وَوَيْه : ( رَائِحَتُه ) فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاح ، قَالَه
____________________

(3/84)


السِّيرَافِيّ . وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح رَائِحَة ؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضافِ إِلَيْه غَالِباً . وقال شَيْخُنا : وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ . حَدَّثَنِي أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قال : سِيبَوَيه : اسمٌ فَارِسِيٌّ ، والسِّي : ثَلَاثون ، وبوَيْه : رَائِحَة ، فكأَنَّه في المَعْنى ثَلَاثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ ذِيب رَائِحَتِه أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب رَائِحَتِه ثَلَاثِين ، وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة ، انْتَهَى . وقال جَمَاعة : سِيبَوَيه بالكَسْرِ ، وويه : اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى الكَسْرِ ، وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا : سِيبُويَه ، فضموا المُوَحَّدَة ، وسَكَّنوا الوَاوَ ، وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ ، وأَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِيَّة يُقَفُ عَلَيْها ، وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ . وهو ( لَقَبُ ) أَبِي بِشْر ( عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ ) بْنِ قَنْبرٍ ( الشِّيرَازِيِّ ) كَانَ مَوْلًى لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ ، وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز ، ثم قَدِم البَصْرَةَ لِرِوَايَة الحَدِيثِ ، ولَازَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ ، وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائِيّ مَشْهُورَةٌ ، وهو ( إِمَامُ النُّحَاة ) بلا نِزَاعٍ ، وكِتَابه الإِمَامُ في الفَنِّ ، تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ عَن اثْنَيْن وثَلَاثِين ، قَالَه الخَطِيبُ ، وقيل غَيْر ذلِكَ . ( و ) سِيبَوَيْهِ أَيْضاً : لَقَبُ أَبِي بَكْر ( مُحَمَّد بْن مُوسَى ) بْنِ عَبْد العَزِيز الكِنْدِيّ ) الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بابن الجَبَى ، سَمِعَ من النَّسَائِيّ والمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ . وغيرهم ، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ . مَاتَ في صفر سنة 358 ه .
قُلْتُ : وقد جَمَعَ له ابنُ زولاق ترجمة في مُجَلَّد لَطِيف ، وهُوَ أَيْضَاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِيّ ، ذكره الخَطِيبُ في تَارِيخه . وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْن مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ ، كما في طَبقاتِ النحاةِ للسُّيُوطِيِّ .
( و ) مِنَ المَجَاز :*! سَابَتِ الدَّابَّة : أُهْمِلَت ، *!وسَيَّبْتُها . *!وسَيَّبْتُ الشيءَ : تركْتُه *!يَسِيبُ حَيْث شَاءَ . ( *!والسائِبَةُ : المُهْمَلَةُ ) ، ودوابهم *!سَوَائِبُ *!وسُيَّبٌ
____________________

(3/85)


وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب .
( و ) السَّائِبَةُ : ( العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لَا وَلَاءَ له ) أَي عَلَيْه .
وقال الشَّافِعِيّ : إِذا أَعْتقَ عَبْدَهُ *!سَائِبَةً ، فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ مَالاً ولم يَدَعْ وِارِثاً غَيْر مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه ، فمِيرَاثُه لمُعْتِقِه ؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عليه وسلم جعَلَ الوَلَاءَ لُحْمَةً كلُحْمَةِ النَّسَبِ ( فكما أَن لُحمةَ النّسبِ ) لا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلَاءُ . وقَال صَلَى اللّهُ عَلَيْه وسلم ؛ ( الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَق ) . ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْه أَنَّه قَالَ : ( السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ ليَوْمِهما ) . قال أَبُو عُبَيْدَة : أَي يَوْم القيَامة ، فَلا يُرْجَعُ إِلَى الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ منهما بعد ذلِكَ في الدُّنْيَا ؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً ولا وَارِثَ لَه ، فلا يَنْبَغِي لمُعْتِقِ أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه في مِثْله . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الله : ( السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ ) أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً لا يَكُونُ وَلَاؤُه لمعْتِقِه ولا وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ ، وهُوَ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ .
( و ) السُّائِبَة : ( البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه ،*! فيُسَيَّبُ ، أَي يُتْرَكُ ولا يُرْكَبُ ) ولا يُحْمَلُ عَلَيْهِ . ( و ) السَّائِبَةُ الَّتهي في القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِه تَعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ } . ( النَّاقَةُ التي ( كَانَتْ *!تُسَيَّبُ في الجَاهِلِيَّةِ لنَذْرٍ ونَحْوِه ) كَذَا في الصَّحَاح . ( أَو ) أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ ( كَانَت ) النَاقَةُ ( إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ *!سُيِّبَتْ ) فلم تُرْكَبْ ولم يَشرب لَبَنَهَا إلا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ ، فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً ، وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ ، وَهِي بمَنْزِلَة أُمِّها في أَنَّها سَائِبَةٌ ، والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ ، ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ .
( أَو ) السَّائِبَةُ على ما قَالَ بْنُ الأَثِيرِ : ( كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ ) أَو بَرِىءَ مِنْ عِلَّة ، ( أَوْ نَجَتْ ) وفي
____________________

(3/86)


لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه ( دَابَّتُه مِن مَشَّقة أَو حَرْبٍ قَالَ : هِي ) أَي نَاقَتي ( سائِبَةٌ ) أَي تُسَيَّبُ ، فلا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا ، ولا تُحَلَّأُ عَنْ مَاءٍ ، ولا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ ، ولا تُرْكَبُ . ( أَو كان يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَة أَو عَظْماً ) فتُعْرَفُ بِذلِكَ ( وَكَانَت لا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ ولا كَلَإِ ولا تُرْكَب ) ولا تُحْلَبُ ، فأْغير عَلَى رجُلٍ من العَرَب فلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ سَائِبَةً ، فقَيلَ : أَتَرْكَبُ حَرَاماً ؟ فَقَال : ( يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لا حَلَالَ له ) فذَهَبَتْ مَثَلاً . وفي الحَدِيث : ( رَأَيْتُ عَمْرَ بْنَ لُحَيَ يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ ) وكان أَوَّل مَنْ سَيَّب *!السَّوَائب . وهي الَّتِي نَهَى اللّهُ عَنْهَا بقَوْله : { مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ } . *!فالسَّائِبَةُ : بِنْتُ البَحِيرَة . *!والسَّائِبَتَان : بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيّهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ ، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَبِ بِهِمَا ، سَمَّاهُمَا *!سَائِبَتَيْن ؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلّه تَعَالى . وقَدْ جَاءَ في الحديث ( عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ *!السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً ) .
ومما بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ : سَابَ الرَّجُلُ في منْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِي بِكُلِّ مَذْهَبٍ . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : أَفَاضَ فيهِ بِغيْرِ رَوِيَّة ، وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف ( أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ في الكَلِم ) . السُّيُوبُ : ما سُيِّبَ وخُلِّيَ . سَابَ في الكَلَام : خَاضَ فِيه بهَذْرٍ . أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبْلَغُ من الإِكْثَار ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب .
( *!والسَّيَابُ ) كسَحَاب ( ويُشَدَّدُ ) مَعَ الفتح . ( و )*! السُّيَّابُ ( كَرُمّاَن ) إِذا فُتِح خُفِّفَ ، وإِذا شَدَّدْتَه ضمْتَه وهِم شَيْخُنَا في الاقْتِصَارِ على الفَتْح : ( البَلَحُ أَو البُسْرُ ) الأَخْضَرُ ، قالَه أَبو حَنِيفة ، وَاحِدَتُه*! سَيَابَة *!وسَيَّابَة ، وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ . قال أُحَيْحَةُ :
أَقْسَمتُ لَا أُعْطِيَ في
كَعْبٍ ومَقْتَلِه*! سَيَابَهْ
وقال أَبو زُبيد :
أَيَّامَ تَجْلُولَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل
تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ*! سُيَّابا
____________________

(3/87)



أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ .
وعن الأَصْمَعِيّ : إِذَ تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فهو السَيَابُ مُخَفَّف ، وَاحِدَته سَيَابَةٌ . قال شَمِر : هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلغَةِ أهْله المَدِينَة ، وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى . وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ :
*!سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلَا أَثَرُ
قال : وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ : *!سُيَّابٌ *!وسُيَّابَةٌ . وفي حَدِيث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ : ( لو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً ما أَعْطَيْنَاكَهَا ) هِيَ مُخَفَّفَةٌ .
( و ) سَيَابَةٌ ( كَسَحَابَةٍ : الخَمْرُ ) .
( *!وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ ) بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة ، وهو حِمْيَرُ الأَصْغَرُ ، وهو ( بالفَتْحِ الكَسْرُ قَلِيلٌ : أَبُو قَبِيلَةٍ ) مِنْ حِمْيَر . ( منها أَبُو العَجْمَاءِ ) كذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ ( عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الله ) الدَّيْلميُّ عن عَوفِ بْنِ مَالِك . ( و ) أَبو زْرْعَةَ ( يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرو ) . قَال أَبُو حَاتم : ثِقَةٌ . ( وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد ) الرَّمْلِيُّ قُلْتُ : ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ االلّهِ بْن عُمَر ، نَقَله الفَرَضِيّ عن الحَازِمِيّ . وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى عَبْد الله ، وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْد الله المُتَقَدّمُ بِذِكْرِه وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً ، ومات ابْنُه يَحْيَى سنة 148 ه قَالَه ابن الأَثِير . وذَكَرِ الذَّهَبِيّ أَنَّ الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللّهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره ( بكسر السين ) والمَشْهُور ، بفَتْحها . وضَبطَه الرِّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً
____________________

(3/88)


( بالكسْر ) كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة . وهم يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَبْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الغَوْث . وأَسْقَطَ ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال : هو سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ كما تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ .
( و ) *!سَيْبَان ( بالفَتْح ) وَحْدَه : ( جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى ) .
( ودَيْرُ *!السَّابانِ ) والذي ذَكَره ابْنُ العَدِيم : سَابَان بِلَا لَام : ( ع بين حَلَب وأَنْطاكِيَةَ ) قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب ، وهما خَرِبَان الآن ، وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُشْرِفَة . وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة ، والآخَرُ من شَمَالِيْهَا ، وَفِيها يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ :
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً
قَضَّيْتُه في عُرام رَيْعَانِي
يا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه
إِن لَاح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِ
وَمَعْنَى دَيْر*! ساَبَان بالسُّريَانِيَّة : دَيْر الجَمَاعَة ، ومَعْنَى دير عَمَان دَيْر الشَّيخ ، كذا في تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم .
( *!والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ : وَادٍ ) .
( و )*! المُسَيَّبُ ( كمُعَظَّم : ابنُ عَلَسٍ ) مُحَرّكَة ( الشَّاعِر ) . والمُسَيَّبُ بن رَافِع وهو كمُحمَّد بلا خِلَاف . وطيّ ابن المُسَيَّب بن فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس . ( وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم ) ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ ( صَحَابِيٌّ ) فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة ، رَوَى حَدِيثَه عَمْرُو بْنُ سَعِيد قوله : ( أَنَاابْنُ العَوَتك ) كذا في المعجم .
وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بيان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : لا يُسَاوِي شَيْئاً .
( وسَيَابَةُ : تابِعِيَّةٌ ) عَنْ عَائِشَة ، وعَنْهَا نَافِع ، ويُقَال : هِيَ سَائِبَةُ .
*!والسَائِبُ : اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إِذَا جَرَى .
والسَائِبُ : ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا ، انظر تَفْصِيلهم في الإِصَابة ، وفي مُعْجَم
____________________

(3/89)


الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ .
وأَبو السَّائِب : صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ ، قِيلَ : كَانَ شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وسلم قَبْلَ مبْعَثِه . والسَّائِبُ بن عُبَيْد أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشاَّفِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قيل : لَهُ صُحْبَةٌ .
والسُّوبان : اسم وَادٍ ، وقد تَقَدَّمَ في السُّوبَة .
( و ) *!المُسَيِّبُ بن حَزُن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ ( كمحَدِّث : وَالِد ) الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل ( سَعِيد ) له صُحْبَةٌ ، رَوَى عنهُ ابنُه ( ويُفْتَح ) . قال بَعْضُ المُحدِّثين : أَهْل العِرَاق يَفْتحُون ، وأَهْل المَدِينَة يَكْسِرُون ، ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول : سَيَّب اللّهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي ، والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني ، قاله شيخنا .
ومما بقي عليه المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ أَخُو السَّائِبِ ، أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر . والمُسَيَّبُ بنُ عَمْرو أُمِّر عَلَى سَرِيَّة ، يُرْوَى ذلِكَ عن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان ، كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد . وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ ، وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ .
____________________

(3/90)



فصل الشين المعجمة من باب الموحدة
شأب (*!الشُؤْبُوب) "بالضم" لما تقرر أنه ليس في كلامهم فعلول "بالفتح" (الدفعة من المطر) وغيره. أو لا يقال للمطر شؤبوب إلا وفيه برد، قاله ابن سيده
*!وشُؤْبُوب العَدْوِ مِثْلُه ، وفي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ عَنه ( تَمْرِيهِ الَنُوب دِرَرَ أَهَاضِيبه وَدُفَعَ *!شَآبِيبِه ) . وعن أَبي زيد : الشُّؤْبُوبُ : المَطَر يُصِيبُ المَكَانَ ويُخْطِيءُ الآخَر ، ومِثْلُه النَّجْوُ والنَّجَاءُ .
( و ) الشُّؤْبُوبُ : ( حَدُّ كُلِّ شيء ) .
( و ) *!شُؤْبُوبُه : ( شِدَّةُ دُفْعَتهُ ) . قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْر يَذْكُرُ الحمَارَ والأُتُنٍ :
إِذَا ما انْتَحَاهُنّ شُؤْبُوبُه
رأَيتَ لِجَاعِرَتَيْه غُضُونا
أَي إِذَا عَدَا واشْتَدَّ عَدُوْه رَأَيْتَ لِجَاعِرَتَيْه تَكَسُّراً .
( و ) الشُّؤْبُوبُ : ( أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من الحُسْنِ ) في عَيْنِ النَّاظِرِ . يُقَالُ لِلْجَارِيَة إِنَّهَا لحَسَنَةُ *!شآبِيبِ الوَجْهِ .
( و ) الشُّؤْبُوب : ( شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ . وطَرِيقَتُها ) إِذَا طَلَعَت .
وحَاصِلُ كَلَام شَيخِنَا أَنّ الشِّدَّةَ مَأْخُوذَةٌ في مَعَاني هَذِه المَادة كُلِّهَا وَإِن تركه في المَعْنَى الأَول . ( ج ) أَي في الكُلِّ ( شَآبِيبُ ) .
وفي لِسَان العَرَب عَنِ التَّهْذِيبِ في ( غ ف ر ) قَالَت الغَنَوِيَّة : مَا سَال مِنَ المُغْفُر فَبقِيَ شِبْهَ الخُيُوطِ بَيْن الشَّجَر والأَرْضِ . يقال : ( له ) شَآبِيبُ الصَّمْغ وأَنشدت :
كأَنَّ سَيْلع مَرْغه المُلَعْلَع
شُؤْبُوبُ صَمْغٍ طَلْحُه لَمْ يُقْطَعِ
شبب : ( *!الشَّبَابُ : الفَتَاءُ ) والحَدَاثَةُ ( *!كالشَّبِيبَة . وقد*! شَبَّ ) الغُلامُ (*! يَشِبُّ ) *!شَبَاباً ، *!وشُبُوباً ، *!وشَبِيباً ، *!وأَشَبَّهُ اللّهُ ،
____________________

(3/91)


*!وأَشَبَّ اللّهُ قَرْنَه بمَعْنًى ، والأَخِيرُ مَجَازٌ والقَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلَامِ .
وقال مُحَمَّد بنُ حَبيب : زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إِلى أَن يَسْتَكْمِلَها ، ثم زَمَنُ *!الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إِلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إِحْدَى وخَمْسِينَ سنة ، ثم هُوَ شَيُخٌ إِلَى أَنْ يَمُوتَ .
وقيل : *!الشَّابُّ : البَالِغُ إِلَى أَنْ يُكَملِّ ثَلَاثِين . وقيل : ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إِلى اثْنَتَيْن وثَلَاثِين ، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ . انتهى .
( و )*! الشَّبَاب ( جمع *!شَابّ ) ، قَالُوا : ولا نَظِير لَه (*! كالشُّبَّان ) بالضَّمِّ كفَارِس وفُرْسَان . وقال سِيبَوَيْه : أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو حاجِر وحُجْرَان . *!والشَّبَابُ : اسمٌ للجَمْع . قال :
ولقد غَدَوْتُ بسَابِحٍ مَرِحٍ
وَمَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ
وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيًّا فَصِيحاً يَقُولُ : إِذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّين فإِيّاه وإِيَّا *!الشَّوَابِّ . ومن جُموُعه*! شَبَبَةٌ ككَتَبَةٍ . تَقُولُ : مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي*! شُبَّان . وفي حَدِيث بَدْرٍ : ( لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ وشَيْبَةُ والوَلِيدُ بَر إِلَيْهِم شَبَبَةٌ من الأَنْصَارِ ) أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌّ . . وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ : ( كُنْتُ أَنَا وابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَة مَعَنَا ) .
( و ) الشَّبَابُ *!والشَّبِيبَةْ : ( أَوَّلُ الشيءِ ) . يقال : فعَلَ ذَلِكَ في*! شَبِيبَتِه . وسَقَى اللّهُ عَصْرَ *!الشَّبِيبَة وعُصُورَ *!الشَّبَائِبِ . ومِنَ المَجَاز : لَقِيتُ فُلَاناً في شابِ النَّهَار ، وقَدِم في شَبَاب الشَّهْر ، أَي في أَوَّلِه . جِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ وبِشَبَاب نَهَارٍ ، عَنِ اللِّحْيَانِيّ . أَي أَوَّلِهِ .
( و ) الشِّبَابُ بالكَسْرِ : ما *!شُبَّ بِهِ أَي أُوقِد ، *!كالشَّبُوبِ ) بالفَتْح .
قَالَ الجَوْهَرِيُّ :*! الشَّبُوب ( بالفتح ) : ما يُوقَدُ به النَّارُ ( و ) شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ : أَوقدها *!يَشُبُّها *! شَبًّا *!وشُبُوباً . *!وشَبَبْتُها . *!وَشَبَّةُ النَّارِ : اشْتِعَالها . ومِنَ المَجَازِ والكِنَايَة شَبَّتِ الحَرْبُ بَيْنَهُم ، وتَقُولُ
____________________

(3/92)


عِنْدَ إِحْيَاءِ النَّارِ :
*!تشَبَّبى *!تَشَبُّبَ النَّمِيمَه
جَاءَتْ بها تَمْراً إِلَى تَمِيمَه
وهو كَقَوْلهم : أَوْقَدَ بِالنَمِيمَة نَاراً . وقال أَبُو حَنِيفَة : حُكِي عَنْ أَبِي عَمرو بْنِ العَلَاءِ أَنَّه قَالَ : (*! شُبَّت النارُ *!وشَبَّتُ ) هِي نَفْسُها (*! شَبًّا *!وشُبُوباً ، لَازِمٌ ) و ( مُتَعَدَ ) . والمَصْدَرُ الأَوَّل للمُتعَدِّي والثَّانِي لِلَّازِم . قَالَ : ( ولا يُقَالُ *!شَابَّة بَلْ مَشْبُوبَة ) .
( و ) شَبَّ ( الفَرَسُ *!يَشِبُّ ) بالكَسْرِ ( *!ويَشُبُّ ) بالضَّمِّ (*! شِبَاباً *!وشَبِيباً *!وشُبُوباً ) بالضم : ( رَفَعَ يَدَيْهِ ) جميعاً كأَنَّها تَنْزُو نَزَوَانا ، ولَعِبَ وقَمَّصَ ، وكَذَلك إِذا حَرَن . تقول : بَرِئْتُ إِلَيْك مِنْ *!شِبَابه *!وشَبِيبِه وعِضَاضِه وعَضِيضه قال ذو الرُّمَّة :
بِذِي لَجَبٍ تُعَارِضُهُ بُرُوقٌ
*!شُبُوبَ البُلْق تَشْتَعَلُ اشْتِعَالا
بذي لجب يَعْنِي الرَّعْد ، أَي كما تَشِبُّ الخَيْلُ فيَسْتَبِينُ بَيَاضُ بَطْنِهَا .
( و ) من المجاز : شَبَّ ( الخِمَارُ والشَّعَرُ لونَها ) أَي ( زَادَا في حُسْنِها و ) بَصِيصِها و ( أَظْهَرَا جَمَالَهَا ) . ويقال : شَبَّ لونَ المَرأَة خَمَارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زَادَ في بياضِها ولَوْنِهَا فحَسَّنَها لأَن الضِّدَّ يَزِيدُ في ضِدِّه ويُبْدِي ما خَفِي مِنْه ، ولِذلِك قَالُوا :
وبِضِدهَا تَتَمَيَّز الأَشْيَاءُ
وقال رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنْ طَيِّء :
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَهَا لَوْنَها
كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلَام
يقُول : كما يَظْهَرُ لَوْنُ البَدْرِ في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَة .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!أَشَبَّ ) الرجل بَنِينَ إِذَا ( شَبَّ وَلَدُه ) . ويُقَالُ : *!أَشَبَّتْ فُلانَةُ أَوْلادَاً إِذا شَبَّ لَهَ أَوْلَادٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!الشَّبُوبُ ) بالفتْح ( المُحَسِّن للشَّيْءِ ) . يُقَالُ : هذا*! شَبُوبٌ لِهذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ ويُحَسِّنُه . وفي
____________________

(3/93)


الحَدِيث ( أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم ائْتَزَرَ بِبُرْدَةٍ سَوْدَاءَ ، فعل سَوادُهَا يَشَبُّ بياضَه ، وجَعَلَ بياضُه يَشُبُّ سَوَادَهَا ) . قال شَمر : يَشُبّ أَيْ يَزْهَاه ويُحَسِّنُه ويُوقِدُه .
وفي رواية أَنَّه لَبِسَ مِدْرَعَةً سَوْدَاءَ ، فقالت عَائِشَةُ : ما أَحْسَنَهَا عَلَيْكَ ، يَشُبُّ سَوَادُهَا بَيَاضَك ، وبَيَاضُك سَوَادَهَا ) أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها .
وفي حَدِيثِ أمِّ سَلَمَةَ ( إِنَّه يَشُبُّ الوَجْهَ ) أَي يُلوِّنه ويُحَسِّنُه ، أَي الصَّبِر .
وفي حَدِيثِ عُمَر رضي الله عَنْه في الجَوَاهِر الَّتي جَاءَتْه مِنْ فَتْح نَهَاوَنْد : ( يَشّبّ بَعْضُهَا بَعْضاً ) .
( و ) *!الشَّبُوبُ : ( الفرسُ تَجُوز رِجلاه يدَيْه ) ، وهو عَيْبٌ . وقال ثعلب : هو*! الشَّبِيبُ .
( و ) الشَّبُوبُ : ( ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ ) وقد تَقَدَّم هذا ، فهو تكرار .
( والشَّابُّ من الثِّيرَانِ والغَنَم ) *!كالمِشَبِّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
بمَوْرِكَتَيْن من صَلَوَيْ مِشَبَ
مِنَ الثِّيرَانِ عَقْدُهُمَا جَمِيلُ
( أَو ) الشَّابُّ : ( المُسِنّ ، كالشَّبَبِ ) مُحَرَّكَةً . عِبَارَة الجوهريّ :*! الشَّبَبُ : المُسِنُّ من ثيرانِ الوَحشِ الَّذي انْتَهى أَسْنَانُه . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : الشَّبَبُ : الثَّورُ الَّذِي انْتَهَى شَبَاباً ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي انْتَهى تَمَامُه وَذَكَاؤُه مِنْهَا ، وكَذَلك الشَّبُوبُ ، الأُنْثَى شَبُوبُ أَيْضاً ( والمِشَبُّ ) بالكَسْرِ ربما قَالُوا بِه . وقَال أَبُو عَمْرو : القَرْهَبُ : المُسِنُّ مِن الثِّيرَان ، والشَّبُوبُ : الشَّابُّ . قَالَ أَبُو حَاتم وابن شُمَيْلٍ : إِذَا أَحَالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ ، والأُنْثَى دَبَبَةٌ ، ثم شَبَبٌ والأُنْثَى شَبَبَةٌ .
( *!والشَّبُّ : الإِيقَادُ كالشُّبُوب ) بالضَّمّ شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ . وقَدْ تَقَدَّم .
( و )*! الشَّبُّ : ( ارتفَاعُ كُلِّ شَيْءٍ ) . يُقَالُ : شَبَّ ، إِذا رَفَعَ ، وشَبَّ ، إِذا أَلْهَبَ ، حَكَاه أَبُو عَمْرو .
( و ) الشَّبُّ : ( حجَارَةٌ ) يُتَّخَذ مِنْهَا ( الزَّاجُ )
____________________

(3/94)


وما أَشْبَهَه . وأجوَدُه ما جُلِبَ مِنَ اليَمَن ؛ وهو شَبٌّ أَبْيَضُ لَهُ بَصِيصٌ شَدِيدٌ . قَالَ :
أَلَا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فُرِّقَ بَيْنَنَا
سُقَى السَّمّ ممْزُوجاً بِشَبِّ يَمَانِي
ويروى*! بِشَبَ يَمَانِي .
( و ) الشَّبُّ : ( دَوَاءٌ م ) . ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهُو خَطَأٌ . ( وفي حدِيث أَسْمَاءَ أَنَّها دَعَتْ بِمِرْكَن وشَبَ يَمَانٍ ) . الشَّبُّ : حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِه الزَّاجَ يُدْبَغُ بِه الجُلُودُ .
( و ) شَبٌّ : ( ع باليَمَن ) وهو شَقٌّ في أَعْلَى جَبَل جُهَيْنَة بهَا ، قَالَه الصَّاغَانِيُّ .
( ومحمدُ بنُ هِلَالِ بْنِ بِلَالٍ ) ثِقَةٌ عَنْ أَبِي قُمَامَة جَبَلَة بْن مُحَمَّد أَوْرَدَه عَبْد الغَنِيّ . ( وأَحْمَدُ بن القَاسِم ) عن الحَارِثِ بْنِ أَبِي سامة وعَنْه المُعَافى بْنِ زَكَرِيَّا الجَرِيرِيّ . ( والحَسَنُ بْنُ ) مُحَمَّده بْنِ ( أَبِي ذَرَ البَصْرِيّ عن مسبح بن حاتِم (*! الشُّبِّيُّون : مُحَدِّثُونَ ) .
( و ) حَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ شَبٌّ و ( امرأَة شَبَّةٌ ) أَي ( شَابَّةٌ ) .
( و ) من المجاز : (*! أشِبّ ) لي الرجلُ *!إِشْبَاباً ، إِذَا رَفَعْتَ طَرْفَك فَرَأَيْتَهُ من غَيْر أَنْ تَرْجُوَه أو تَحْتَسِبَ . قاله أَبو زَيْد . وقال المَيْدَانيّ : أَصْلُه مِنْ شَبَّ الغُلَامُ إِذَا تَرَعْرَع . قال الهُذَلِيُّ :
حَتْى أُشِبَّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ
نَبْعٍ وَبِيضٍ نَوَاحِيهِنّ كالسَّجَم
مِنَ المَجَازِ أَيْضاً : أُشِبَّ لِي كَذَا ( أُتِيح ) لي (*! كشُبّ بالضَّمِّ ) أَي عَلَى مَا لَمْ يسَمَّ فَاعِلُه ( فِيهما ) أَي في المَعْنَيَيْن .
( و ) في المَثَل : ( أَعْيَيتنِي ( من*! شُبَّ إِلَى دُبَّ ) بضَمِّهما ويُنَوَّنَان ، أَيْ مِنْ أَنْ *!شَبَبْتُ إِلَى أَنْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا . يَجْعَل ذَلِك بمَنْزِلَةِ الاسْمِ بإِدْخَال مِنْ
____________________

(3/95)


عَلَيْهِ وإِنْ كَانَ في الأَصْل فِعْلاً . يُقَالُ ذلِكَ للرَّجُل والمَرْأَة كَمَا قِيل : نَهَى النَّبِي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عن قِيلَ وقَالَ . ومَا زَال على خُلُق وَاحِدٍ من شُبَ إِلَى دُبَ . قَالَ :
قَاَتْ لَهَا أُخْتٌ لها نَصَحت
رُدِّي فُؤَادَ الهائِم الصَّبِّ
قَالَتْ ولِمْ قَالَتْ أَذَاكَ وَقَدْ
علِّقْتُكُم شُبًّا إِلَى دُبِّ
وقد تَقَدَّم مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ ( في د ب ب ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!التَّشْبِيبُ ) وهُوَ في الأَصْل ذكْرُ أَيَّام الشَّبابِ واللَّهْوِ والغَزَل وَيَكُونُ في ابتداءِ القَصَائد ، سُمِّي ابتداؤُها مُطْلَقاً وإِن لَمْ يَكُن فِيه ذكرُ الشَّبَاب .
وفي لسان العرب : *!تَشْبِيبُ الشِّعْر : تَرْقِيقُ أَوله بِذكْر النِّسَاءِ : وهو من تَشْبِيبِ النَّار وتَأْرِيثِهَا . *!وشَبَّبَ بالمَرأَة : قَالَ فِيهَا الغَزَلَ والنَّسِيبَ . *!وَيتَشَبَّبُ بِهَا : يَنْسُبُ بِهَا .
*!والتشْبِيبُ : ( النَّسِيبُ بالنِّسَاء ) أَي بِذِكْرِهِنِ . وفي حَدِيثِ عبْدِ الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر ( أَنَّه كَانَ *!يُشَبَّبُ بِلَيْلَى بِنْتِ الجُودِيِّ في شِعْرِهِ ) .
وفي الأَسَاسِ في بَابِ المَجَازِ : قَصِيدَةٌ حَسَنَةُ الشَّبَابِ أَي التَّشْبِيب . وكان جريرٌ أَرَقَّ الناس*! شَبَاباً . قال الأَخْفَش : الشَّبَابُ : قَطِيعَةٌ لجَرِير دونَ الشُّعَرَاء . *!وشَبَّب قصيدتَه بِفُلَانَةَ ، انْتَهى . وفي حَدِيث أُمِّ مَعْبد : ( فَلَمَّا سَمِع حَسّان شِعْرَ الهَاتِف *!شَبَّبَ يُجَاوِبه ) أَي ابتدأَ في جَوَابِه ، من تَشْبِيبِ الكُتُب ، وَهُو الابْتِدَاء بها والأَخْذُ فِيهَا ، ولَيْسَ من تَشْبِيبٍ بالنِّسَاءِ في الشّعْرِ .
( *!والشِّبَابُ بالكسر : النَّشَاط ) أَي نَشَاطُ الفَرَسِ ( ورَفْعُ اليَدَيْنِ ) منه جميعاً . ( *!وأَشْبَبْتُه ) أَنَا أَي الفرس إِذا ( هَيَّجْتُه ) .
( و )*! أَشبّ ( الثورُ : أَسَنَّ ، فهو *!مُشِبٌّ ) بالضم، ومثله في التهذيب. (و) ربما قالوا: إنه (*!مشبٌّ) بكَسْرِ الميم ، وهذَا هُوَ الصَّوَابُ . . وضُبِط في
____________________

(3/96)


بَعْضِ النُّسَخ بِضَمَ ففَتْح . وناقَةٌ *!مُشِبَّة ، وقد أَشَبَّت . قال أُسَامَةُ الهُذَلِيّ :
أَقَامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها
بَواذِخَ يَقْتَسِرونَ الصِّعَابَا
أَي أَقَامُوا هذِه الإِبِل على القَصْدِ . ( والمُشِبّ ) بالضَّم : ( الأَسَدُ ) الكَبِيرُ . ( ونِسْوَةٌ )*! شَوَابُّ . وقال أَبُو زَيْدٍ : نِسْوَةٌ ( *!شَبَائِبُ ) في معنى ( شَوَابَّ ) . وأَنشد :
عَجَائِزاً يَطْلُبْنَ شَيْئاً ذَاهِبا
يَخْضِبْنَ بالحِنَّاءِ شَيْباً شَائِبَا
يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّة *!شَبَائِبَا
وقال الأَزْهَرِيّ : شَبَائِبُ جَمعُ شَبَّة لا جَمْعُ شَابَّة مثل ضَرّة وضَرَائِر .
( و ) عن أَبي عَمرو ؛ (*! شَبْشَبَ ) الرجلُ إِذا ( تَمَّمَ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : (*! الشَّوْشَبُ ) من أَسْمَاءِ ( العَقْرَب ) وسَيَأْتي . ( و ) الشَّوْشَبُ : ( القَمْلُ ) والأُنْثَى شَوْشَبَة .
وشَبَّذَا زَيْد أَي حَبَّذَا ، كاه ثعْلَب .
( وشُبَّان كَرُمّان ) سَيَأْتي ذِكْرُهُ ( ي ش ب ن ) بِنَاءً على أَنَّ نُونَه أَصْلِيّة وهو ( لَقَبُ جَعْفَرِ بن حسن ) بن فَرْقَد ، هكذا في النسخ ، والصَّوَاب جَعْفَر بْن جِسْرِ بْنِ فَرْقَد البَصْرِيّ ، سمِعَ أَبَاه . وفَاتَه أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ المُؤَذِّن ، يُعْرَف*! بِشُبَّان شَيْخٌ لمُخَلد الباقرجيّ ، هكذا ضَبَطَه الحَافِظ . ( و )*! الشَّبَّانُ ( بِالفَتْح ) لَقَبُ ( عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّد ) بن جَعْفَر بن المُؤْمِن ، ويُعْرَفُ بابْنِ شَبَّان ( العَطَّار ) ، رَوَى عن النجّاد . (*! وشَبَّةُ ، *!وشَبَّابٌ ) كَكَتَّانٍ ( وشَبِيبٌ ) كأَمِيرٍ : ( أَسْمَاءُ ) رِجَال . ( وشَبَابَةُ بنُ المُعْتَمِر ) : شَيْخٌ كُوفِيٌّ عن قَتَادَة .
( و ) شَبَابَةُ ( بْنُ سَوَّار ، م ) معروف
____________________

(3/97)


من رِجَالِ الصَّحِيحَيْن . وشَبَابَةُ : بطْنٌ من ) بني ( فَهْم ) بْنِ مَالِك ( نَزَلُوا السَّرَاةَ أَو الطَّائِفَ ) سَمَّاهم أَبُو حَنِيفة في كِتَابِ النَّبات . وفي الصَّحاح : بَنُو شَبابَة : قَوْمٌ بالطَّائِف . قُلْتُ : ومِنْهُم هَانِىء بنُ المُتَوَكِّل مَوْلَى ابْنِ شَبَابة وغَيْره .
ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : ( كَانَ عَصْرُ شَبَابِي أَحْلَى مِنَ العَسَلِ الشَّبَابِي . نِسْبَةً إِلَى ( بني ) شَبَابَةَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ . .
( و ) شَبَابٌ ( كَسَحَابٍ : لقبُ خَلِيفَةَ بْنِ الخَيَّاط الحَافِظِ ) العُصْفُرِيّ حَدَّثَ عَنِ الحُسِينِ العَطَّار المَصِيصِيّ وغيره . ( وابُنُ شَبَابٍ : جَمَاعَةٌ ) ، منهم الحَارِثُ بْنُ شَبَاب جَدُّ ذِي الإِصْبَع حُرْثَان بن مُحَرِّثٍ العَدْوَانِيّ الشَّاعر . (*! وشَبُّوبَةُ : اسم جَمَاعَة . ومُحَمَّد بن عمر بن شَبُّوبَة *! الشَّبُّوبيّ ) نِسْبَة إِلى الجَدِّ ، وهو ( رَاوِي ) الجَامع ( الصحِيح عَن ) الإِمَام مُحَمَّد بْنِ مَطَر ( الفَرَبْرِيّ ) ، وعنه سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الصُّوفِيّ وغَيْره . وفَاتَه عبد الخَالق بْنُ أَبِي القَاسِم بْنِ مُحَمَّد بْن*! شَبُّوبَة *!الشَّبُّوبِيّ من شُيُوخ بن السَّمْعَانيّ . ( ومُعَلَّى بنُ سَعِيد *!الشَّبِيبيّ : مُحَدِّث ) ، وهو رَاوي حكاية الهِمْيان .
( و )*! شُبَيْب ( كزُبَيْرٍ بْنُ الحَكَم بْنِ مينَاءَ ، فَرْدٌ ) . قُلْتُ : وهو خَطَأٌ ، والصواب شُبَيْثٌ آخره ثاءُ مُثَلَّثَة ، وقد ذَكَرَه على الصَّوَاب في الثَّاءِ المُثَلَّثَة كما سَيَأْتِي . ولَيْتَ شِعْرِي إِذَا كان بِالمُوَحَّدة كَما وَهِم كيف يَكُنُ فَرْداً فاعْرِفْ ذَلِكَ .
( وشَبٌّ ) بلا لام : ( ع ، باليمن ) وقد تَقَدَّم ، فهو تكرار مَعَ مَا قَبْلَه .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
مَا جَاءَ في حَدِيث شُرَيْح : ( تَجُوزُ شهَادَةُ الصِّبْيَان عَلَى الكِبَار يُستشَبُّون ) أَي يُسْتَشْهَدُ من شَبَّ وكبِرَ منهم إِذا بَلَغَ . كأَنَّه يَقُولُ : إِذَا تَحَمَّلُوهَا في الصِّبَا وأَدَّوْهَا في الكِبَرِ جَازَ .
ومِنَ المَجَازِ : رَجُلٌ *!مَشْبُوبٌ جَمِيلٌ حَسَنُ الوَجْه كَأَنَّه أُوقِدَ . قَال ذُو الرُّمَّة :
إِذا الأَرْوَعُ *!المَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّه
على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ أَحْمَقُ
____________________

(3/98)



وقال العَجَّاج :
ومِنْ قُرَيْشٍ كُلُّ مَشْبُوبٍ أَغَرُّ
ورجل مَشْبُوبٌ : إِذَا كانَ ذَكِيَّ الفُؤَادِ شَهْماً .
ومن المجاز : طَلَعَت *!المَشْبُوبَتَان : الزُّهَرَتَان ؛ وهما الزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي لحُسْنِهما وإِشْرَاقهما ، أَنْشَد ثَعْلَب :
وعَنْسٍ كأَلْوَاح الإِرَانِ نَسَأْتُهَا
إِذَا قِيلَ *!للمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَاهُمَا
وفي كِتَابِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيه وسَلَّم لِوَائِل بْن حُجْر : ( إِلَى الأَقْيَال العَبَاهِلَة والأَرْوَاعِ*! المَشَابِيب ) أَي السَّادَة الرُّءُوسِ الزُّهْرِ الأَلْوَان ، الحِسَانِ المَنَاظِر ، وَاحِدُهُم مَشْبُوبٌ ، كأَنَّمَا أُوقِدَتْ أَلْوَانُهم بِالنَّارِ . وفي حدِيثِ سُرَاقَة : ( *!اسْتَشِبُّوا عَلَى أَسْوُقِكِم في البَوْل ) . يَقُول : استَوْفِزُوا عَلَيْهَا ، ولا تُسِفُّوا من الأَرض ، أَي ولا تَسْتَقِرُّوا بِجَمَيع أَبْدَانِكم وتَدْنوا منها . هُوَ مِنْ شَبَّ الفَرَسُ إِذَا رَفَع يَدَيْهِ جَميعاً من الأَرْضِ .
وفي الأَساس ، مِنَ المَجَازِ : وهُوَ مُشَبَّب الأَظَافِر ؛ مُحَدَّدُهَا كَأَنَّها تَلْتَهِب لحِدَّتِها .
وعبدُ اللّهِ بْنُ الشَّبَّاب ، ككَتَّان : صَحَابِيٌّ . وكغُرَاب أُبو شَباب خَدِيجُ بنُ سلامة عَقَبِيّ ، وابنه *!شُبَاب وُلِد لَيْلَة العَقَبَة ، وأُمُّه أُمُّ شُبَاب لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضاً . وعُمَرُ بْنُ شَبَّة بنِ عُبَيْدَةَ النميريّ : مُحَدِّثٌ أَخْبَارِيُّ مَشْهُور . وشَبَابَةُ أَيضاً : بَطْنٌ مِنْ قَيْسٍ .
شجب : ( شَجَبَ كَنَصَر ) يَشْجُب ( و ) شَجِب مِثْلُ ( فَرِحَ ) يَشْجَب ( شُجُوباً وشَجَباً ، فَهُوَ شَاجِبٌ وشَجِبٌ ) كفَرِح ، وَهُمَا عَلَى اللَّفِّ والنَّشْرِ المُرَتَّب كَمَا هُوَ ظَاهِر فلا تَخْلِيطَ في كَلَامِ المُؤَلِّف كما زَعَمَه شَيْخُنَا . قال أَبو عُبيد : شَجَبَ الرجلُ يَشْجُب شُجُوباً إِذَا عَطِب و ( هَلَك ( في دِينٍ أَوْ دُنْيا . وفي لُغَةِ : شَبَ يَشْجَبَ شَجَباً ، وهو
____________________

(3/99)


أَجْوَدُ اللُّغَتَيْن ، قَالَه الكِسائِيُّ وشَجَب الشيء يَشْجُب شَجْباً وشُجُوباً : ذَهَبَ .
( والشَّجْبُ ) مِنَ الإِنْسَان ؛ ( الحَجَةُ والهَمُّ ) جَمْعُه شُجُوبٌ ، قاله ابنُ شُمَيْل . وقَالَ الكُمَيْت :
لَيْلَك ذَا لَيْل الطويلَ كَمَا
عَالَج تَبْرِيحَ غُلِّه الشَّجِبُ
( و ) الشَّجْبُ : ( عَمُودٌ مِن عُمُد البَيْتِ ) جَمْعُه شُجُوبٌ . قال أَبُو وِعَاسٍ الهُذَلِيّ يَصِفُ الرِّمَاحَ ، ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ لأُسَامَةَ بنِ الحَارِث الهُذَلِيِّ :
كأَنَّ رِمَاحَهم قَصْبَاءُ غِيلٍ
تهَزْهَزُ من شَمَالٍ أَوْ جَنُوبِ
يَسومونَ الهِدَانَة مِنْ قَرِيب
وهُنَّ مَعاً قِيَامٌ كَالشُّجُوبِ
( و ) الشَّجْبُ : ( سِقَاءٌ يَابِسٌ يُحرَّك فِيهِ حَصًى ) . وعِبَارَةُ لِسَانِ العَرَب : سِقَاءٌ يَابِسٌ يُجْعَلُ فِيهِ حَصًى ثم يُحَرَّكُ ( تُذْعَرُ بِذلِك الإِبِلُ ) . وسِقَاءٌ شَجِبٌ : يَابِسٌ . قال الرَّاجِزُ :
لو أَن سَلْمَى سَاوَقَتْ رَكَائِبِي
وشَرِبت مِنْ مَاءِ شَنَ شَاجِب
وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا ( أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتهِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْها ، قَالَ : فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَم إِلى شَجْبٍ فاصْطَبَّ مِنهَا المَاءَ وتَوَضَّأَ ) الشَّجْبُ بالسُّكُونِ : السِّقَاءُ الذي أَخْلَق وبَلِيَ وصَارَ شَنًّا ، وهو من الشَّجْبِ ؛ الهَلَاكِ .
قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي سُلَيْم يَقُولُ : الشَّجْبُ من الأَسَاقِي : ما اسْتَشَنَّ وأَخْلَقَ قال : ورُبَّمَا قُطِعَ فَمُ الشَّجْبِ وجُعِلَ فِيه الرُّطَبُ . وفي حَدِيثِ جَابِرٍ : ( كَانَ رَجُلٌ من الأَنْصَارِ يُبَرِّد لِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم المَاءَ في أَشجابِه ) .
( و ) الشَّجْب : ( أَبُو قَبِيلة ) مِنْ كَلْب ، وهو عَوْفُ بنُ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَة ، كَذَا فِي كِتَابِ الإِينَاسِ
____________________

(3/100)


للْوَزِيرِ أَبِي القَاسِم المَغْرِبِيّ . وقَالَ الأَخْطَلُ :
ويا مَنَّ عَنْ نَجْدِ العُقَابِ ويَا سَرَتْ
بِنَا العِيسُ عن عذراءَ دَارِ بَني الشَّجْبِ
( و ) الشَّجْبُ : ( الطوِيلُ ) . ( و ) الشَّجْبُ : ( سِقَاءٌ يُقْطَعُ نِصْفُه فيُتَّخَذُ أَسْفَلُه دَلْواً ) . وقَدْ وَرَدَ في حَدِيث السَّيِّدَة عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا : ( فاسْتَقَوْا مِنْ كُلِّ بِئرٍ ثلاثةَ شُجُبٍ ) وفسر بما ذكره المؤلف .
( و ) الشَّجَبُ ( بالتحريك الحُزْن ) والهَمّ ، والأَعْرَفُ فيه النون ، كما سيأْتي . ( و ) الشَّجَبُ : ( العَنَتُ يُصِيبُ ) الإِنسانَ ( من مَرَض أَو قِتَالٍ ) .
( و ) الشُّجُبُ ( بضمتين : الخَشَبَاتُ الثَّلَاثُ ) التي ( يُعَلِّق عليها الراعِي دَلْوَه ) وسقاءَه .
( و ) الشِّجَابُ ( ككِتَاب : خَشَبَاتٌ ) مُوَثَّقَةٌ ( مَنْصُوبَةٌ توضع عليها الثِّيَابُ ) وتُنْشَرُ . والجَمْعُ شُجُبٌ كَكُتُبٍ .
( كالمِشْجَبِ ) بالكسْرِ . وتَرَك ضَبْطَه لشُهْرَتِه . وفي حَدِيثِ جَابِرٍ : ( وثَوْبُه على المِشْجَب ) ، وَهُو عِيدَانٌ تُضَمُّ رُءُوسُها ويُفَرَّجُ بَيْن قَوائِمها وتُوضَعُ عَلَيْهَا الثِّيَابُ ، وقد تُعَلَّق عَلَيْهَا الأَسْقِيَةُ لتَبْرِيدِ المَاءِ . كَذَا فِي النِّهَايَةِ .
وقال شَيْخُنَا : وكَانُوا يُسَمّونَ القِرْبَةَ شَجْبَاءَ ، وكانوا لا يُمْسِكُون القِرْبَةَ إِلَّا مُعَلَّقَ ، فالعُودُ الَّذِي تُعَلَّفِيهِ هو المِشْجَب حَقِيقَة ، ثم اتَّسَعُوا فَسَمَّوْا ما تُعَلَّق فِيه الثِّيَابُ مِشْجباً تَشْبِيهاً بِهِ ، قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض . '
( وشَجَبَه ) يَشْجُبُه شَجْباً أَي ( أَهْلَكَه ) يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى ، يُقَالُ : مَالَه شَجَبَه اللّهُ . ( و ) شَجَبَه أَيْضاً : ( حَزَنَه . و ) شَجَبَه : ( شَغَلَه ) . وأَشْجَبَه : ( شَغَلَه ) . وأَشْجَبَه الأَمْرُ فشَجِب لَهُ شَجَباً : حَزِنَ . وقد أَشْجَبَك الأَمْرُ فشَجِبْتَ شَجَباً . ( و ) شَجَبَه : ( جَذَبَه ) . قال الأَصمعيّ : يُقَالُ : إِنَّكَ لَتَشْجُبُنِي عن حَاجَتِي أَي تَجْذِبُنِ عَنْهَا . ومنه يُقَالُ : فَرَسٌ يَشْجُب اللِّجَامَ أَي يَجْذِبُه . وشَجَبَه الفَارِسُ : جَذَبَه . ( و ) شَجَبَ ( الظَّبْيَ : رَمَاه )
____________________

(3/101)


بالسَّهْم أَو غَيْرِه ( فأَصَابَه فأَبَانَ بَعْضَ قَوائِمِه فَلَمْ يَسْتَطِع أَن يَبْرَح ) .
( وتَشَاجَبَ ) الأَمْرُ إِذا ( اخْتَلَط ) ومِثْلُه في النِّهَاية . ( و ) عَن ابْنِ دُرَيْدٍ : الشَّجْبُ : تَدَاحُلُ الشيء بَعْضِه في بَعْض ، ومِنْهُ شَجَب وتَشَاجب إِذَا ( دَخَل بَعْضُه فِي بَعْض ) .
( و ) يُقَالُ : ( امرأَةٌ شَجُوبٌ ) على فَعُول : ( ذَاتُ هَمَ قَلْبُهَا مُتَعَلِّقٌ به ) . ( وتَشَجَّبَ ) الرجُلُ إِذَا ( تَحَزَّنَ ) . قال العَجَّاجُ :
ذَكَّرْنَ أَشْجَاناً لمن تَشَجَّبَا
وهِن أَعْجَاباً لِمَن تَعَجَّبَا
( ويَشْجُبُ كيَنْصُر ) : حَيٌّ ، وهو يَشْجُبُ ( بْنُ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ) .
والشِّجَّابُ ككِتَابٍ : السِّدَادُ . يُقَالُ : شَجَبَه بِشِجَابٍ أَي سَدَّهُ بِسِدَادٍ .
( وَشَاجِبٌ ) بِلَا لَام : مَوْضِعٌ في دِيَارِ بَكْر ، قاله البَكْرِيّ . وقِيل : ( وادٍ بالعَرمَة ) مُحَرّكَةً ، كذا في المَرَاصدِ والتَّكْمِلَة . والعَرَمَةُ : أَرْضُ صُلْبَةٌ إِلى جَنْبِ الدَّهْنَاءِ .
( وهُوع ) أَي الشَّاجِبُ باللَّامِ : ( الهَذَّاءُ المِكْثَارُ ) . وفي الحديث : ( النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : شَاجبٌ وغَانِمٌ وسَالِمٌ . فالشَّاجِبُ : الذي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ ، وقهيلَ : النَّاطِقُ بالخَنَا ، المُعِينُ عَلَى الظُّلْمِ ؛ والغَانِمُ : الَّذِي يكَلَّم بالخَيْرِ ويَأْمُرُ بِهِ ويَنْهَى عَنِ المنكر فيغْنَمُ ؛ والسَّالِمُ : السَّاكِتُ .
وفي التهذيب ، قَالَ : أَبُو عبَيْد : الشَّاجِبُ : الهالِكُ الآثِمُ .
( و ) الشَّاجِبُ ( مِنَ الغِرْبَان : الشَّدِيدُ النَّعِيقِ ) ، بالمُهْمَلَة والمُعْجَمة ، الَّذِي يَتَفَجَّعُ من غِرْبَان البَيْنِ ، يقال : شَجَبَ الغُرَابُ يَشجُبُ شَجِيباً : نَعَق بالبَيْن . وغُرَابٌ شَاجِبٌ يَشْجُبُ .
شحب : ( شحب ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ ( لَوْنُه ) وجِسْمُه ( كجَمَع ونَصَرَ وكَرُم وعُني ) يَشْحَب ويَشْحُبُ ( شُحُوباً وشُحُوبَةً ) الأَخِيرُ من الثَّالِثِ ، وعلى الأَوَّل اقْتَصر عِيَاضٌ في المَشَارِق ، وابْنُ جِنِّي في
____________________

(3/102)


شَرْحِ دِيوَانِ المُتَنَبِّي وَهُوَ القِيَاسُ الثَّانِيَةُ أَشْهَرُ من الأُولى ، حَكَاهَا الجَوْهَرِيّ ، وابْنُ القَطَّاعِ ، وابْنُ سِيدَه ، ابْنُ جِنْي تَبَعاً لأَبِي العَبَّاس ثَعْلَب في الفَصيحِ ، والثَّالِثَةُ حَكَاهَا الفَرَّاءُ ، ونَقَلَهَا الجَوْهَرِيّ وابْنُ القَطَّاع وابْنُ القُوطِيّة وابْنُ سِيدَه وابنُ جِنِّي وابْنُ السِّكّيت في إِصْلاح المَنْطِق وأَبُو حَاتِم وصَاحِبُ الوَاعِي ، وأَنْكَرَها أَبُو زَيْد وتَبِعَه القَاضي عِيَاض ، والرَّابِعَةُ حَكَاهَا ابْنُ سِيدَه وأَغْفَلَهَا الجَمَاهِيرُ ، كَذَا حَقَّقَه شَيْخُنَا . قُلْتُ وَحَكَى الرَّابِعَة أيْضاً الصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة : إِذَا ( تَغَيَّر ) كَذَا في الصَّحَاح ولَم يُقَيِّد سَبَبَ التَّغْيِيرِ ، ومِثْلُه لأَبِي خَاتِم في تَقْوِيم المُفْسيد ، وأَنْشَدَ للِنَّمِرِ بْنِ تَوْلب :
وفي جِسْمِ رَاعِيهَا شُحُوبٌ كَأَنَّه
هُزَالٌ وَمَا مِنْ قِلَّة الطُّعْم يُهْزَلُ
وقال صَاحِبُ الوَاعِي : الشُّحُوبُ هُوَ الهُزَالُ بِعَيْنِه ، وجَعْلَه في الأَسَاس مِنْ لُغَة بَنِي كِلَابِ . ومِنْهُم مَنْ قَد السَّبَبَ فَقَالَ : إِذَا تَغَيَّر ( مِنْ هُزَال ) أَو عَمَلٍ ( أَو جُوع أَوْ سَفَرٍ ) أَو مَرَضٍ أَو جَزَع أَو جُهْدٍ . قَالَ لَبِيد :
رأَتْني قد شَحَبْتُ وسَلَّ جِسْمِي
طِلَابُ النَّازِحَاتِ مِن الْهُمُومِ
والشَّاحِبُ : السَّيْفُ يَتَغَيَّر لَوْنُه بِمَا يَبِسَ عَلَيْهِ من الدَّمِ . قَالَ تَأَبَّطَّ شَرًّا :
ولكِنَّنِي أُرْوِى من الخَمْر هَامَتِي
وأَنْضُو المَلَا بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
المُتَشَلشَلُ : الَّذِي يَتَشَلْشَل بالدَّم . وأَنْضُو : أَنْزِعُ وأَكْشِفُ .
والشَّاحِبُ : المَهْزُولُ . قَالَ :
وقد يَجْمَعُ المَالَ الفَتَى وَهْوَ شَاحِبٌ
وقد يُدْرِكُ الموتُ السَّمِينَ البَلَنْدَحَا
وفي الحَدِيثِ : ( مَنْ سَره أَنْ يَنْظُر إِليّ فَلْيَنْظُر إِلَى ( أَشْعَثَ ) شَاحِب ) . والشاحِبُ : المُتَغَيِّر اللَّوْن لِعَارِض من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ ونَحْوِهِما . ومِنْهُ حَدِيث ابْنِ
____________________

(3/103)


الأَكْوَع ( رَآني رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم شَاحِباً شاكِياً ) وحَدِيثُ ابْنه مَسْعُود : ( يَلْقَى شَيْطَانُ الكافِرِ شَيْطَان 2 المؤْمِن شاحِباً ) ، وحَدِث الحَسَن : لا تَلْقَى المُؤْمِنَ إِلَّا شَاحِباً ) لأَنَّ الشُّحُوبَ من آثَار الخَوْفه وقِلَّة المَأْكَلِ والتَنَعُّمِ .
( و ) شَحَبَ وَجْهَ ( الأَرْض كَمَنَعَ ) يَشْحَبُهَا شَحْباً : ( قَشَرَهَا بمِسْحَاةٍ ) أَو غَيْرِهَ ، يَمَنِية ، نَقَلَة ابْنُ دُرَيْدِ .
قال شيخُنَا : بَقِي عَلَيْهِ شَحْبُ بْنُ مُرَّةَ ، في نَهْدٍ ، وشَحْبُ بْنُ غَالِب في الهُون ، ذكرهما الوزير والأَمير وغيرهما ، وأَغفلهما المصنف مع شُهْرَتِهما . قُلْتُ : ومِنْ وَلَدِ الأَوَّل قَيْسُ بْنُ رِفَاعَة بْنِ عَبْدِ نُهْم بن مُرَّة بْنِ شَحْب ، شَاهرٌ فَرِسٌ .
شخب : ( الشخب) بالفتح ( ويُضَمُّ : مَا خَرَ من الضَّرّع من اللبَنِ ) إِذَا احْتُلِتَ . ( و ) الشَّخْبُ ( بالفَتْحِ ) المَصْدَرُ وَهُوَ ( الدَّمُ ) .
( و ) شَخَبٌ ( بالتَّحْرِيك : حِصْنٌ باليَمَن ) على نَقِيل صَيد .
( و ) الشِّخَابُ ( كِكتَاب ) اللَّبَنُ إِذا احتُلِبَ ) ، يَمَانِية .
( والشُّحْبَةُ بالضَّمِّ : الدُّفْعَةِ مِنْه ) . تَقُولُ : شَخَبْتُ اللِّقَح وشَخَبْتُ اللَّبَنَ : حَلَبْتُه . ( ج ) شِخَابٌ كَكتَابٍ .
( أَو ) الشُّخْبُ بالضَّمِّ مِنَ اللَّبَن : ( ما امْتَدَّ مِنْه ) حِينَ يُحْلَب ( من الضِّرْعِ إِلَى الإِنَاءِ مُتَّصِلاً ) بَيْنِ الإِنَاءِ والطُّيِ . ( وشَخَبَ اللَّبَنَ ) شَخْبا ( كَمَنَعَ ونَصَرَ ) يَشخَبُه ويَشْخُبُه ( فانْشَخَبَ ) انْشِخَاباً . وقيل الشَّخْبُ : صَوْتُ اللَّبَن عنْدَ الحَلَب . قال الكُمَيْتُ :
وَوَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُها
ولَمْ يَكُفي النُّكْد المَقَالِيتِ مَشْخَب
وفي المَثَلِ : ( شُخْبٌ في الإِنَاءِ وشُخْبٌ في الأَرْضِ ) أَي يُصِيبُ مَرَّةً ويُخْطِىء
____________________

(3/104)


أُخْرَى . ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيّ في المُسْتَقْصَى وكُلُّ مَا سَالَ فَقَد شَخَب وفي حديثِ الحَوْض : ( يَشْخُب فِيهَ مِيزَابَانِ مِن الجَنَّة ) . ومن المَجَاز : أَوْدَاجُه تَشخب دَماً كأَنَّهَا تَحْلُبُه . وشَخَب أَوْدَاجَه دَماً : قَطَعَهَا فَسَالَت .
( والأُشْخُوبُ : صَوْتُ دِرَّتِه ) أَي اللَّبن . يُقَالُ : إِنَّها لأُشْخُوبُ الأَحَالِيل .
وَوَدَجٌ شَخِيبٌ : قُطِعَ فَانْشَخَب دَمُه . قال الأَخْطَلُ :
جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَةٍ
حَمْراءَ مِثْل شَخِيبَ الأَوْدَاجِ
( وانْشَخَبَ عِرْقُه دَماً ) : سَالَ و ( انفجر ) . وعُرُوقُه تَنْشَخِبُ دَماً أَي تَنْفَجِر . وَفي الحَدِيثِ : ( يُبْعَثُ الشَّهِيدُ يَوْمَ القِيَامَة وجُرْحُه يَشْخُبُ دَماً ) . الشَّخْبُ : السَّيَلَانُ . وأَصْلُ الشَّخْبِ : ما خَرَجَ من تَحْتِ يَدِ الحَالِب عِنْد كُلِّ غَمْزَةٍ وعَصْرَةٍ لِضَرْعِ الشَّاةِ . وَفِي الحَدِيث : ( فأَخَذَ مَشَاقِصَ فَقَطَع بَرَاجِمَه فشَخَبَت يَدَاهُ حَتَّى مَات ) . وَفِي الفَائِقِ : مَرَّ يَشْخُب في الأَرْض شَخَبَاناً أَي جَرَى جَرْياً سَرِيعاً . ( والشُّنْخُوبُ ) : فَرْعُ الكَاهِل . ( والشُّنْخُوبَةُ ) والشُّنْخُوبُ والشِّنْخَابُ : ( رأْسُ الجَبَل ) وأَعْلَاه ، النونُ زَائِدة ( ج ) أَي شُنْخُوبَة ( شَنَاخِيبُ ) . وشَنَاخِيبُ الجِبَال : رُءُوسُها ، وذَكَرَه ابْنُ مَنْظور في شَنُخَب . وقال الجوهريّ الشُّنْخُوبَةُ والشُّنْخُوبُ وَاحِدُ شَنَاخِيب الجِبَالِ ، وَهِي رُءُوسُها . وفي حَدِيث عَلِيَ كرَّم اللّهُ وجْهَه ( ذَوَاتُ الشَّنَاخِيب الصُّمِّ ) . هِيَ رُءُوسُ الجِبَال العالِيَة ، والنُونُ زَائِدَةٌ ، وقد أَعَادَه المُؤَلِّف في ( شَنْخَبَ ) وسَيَأْتِي هُنَاك ما يَتَعَلَّق بِه .
شخدب : ( الشُّخْدُب كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال ابْنُ دُرَيْد : هِيَ ( دُوَيْبَّةٌ مِنْ أَحْنَاشِ الأَرْضِ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .

____________________

(3/105)


شخرب : ( الشَّخْرَبُ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وَهُوَ هكَذَا في النّسَخ بالرَّاءِ . وقال ابْنُ دُرَيْد : الشَّخْزَب ( بالزّاي ) . ومِنْهم مَنْ ضَبَطَه كقُنْفُذٍ . ( و ) الشُّخَارِبُ مِثْلُ ( عُلَابِطٍ : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ ) ، هكذا هو في التكْمِلَة بالزَّاي مُصَحَّحاً مَضْبُوطاً .
شخلب : ( المَشْخَلَبَةُ ) بفَتْحِ المِيمِ وسُكُونِ الشِّين وفَتْحِ الخَاءِ المُعْجَمَتَيْن والَّلام والْبَاءِ وآخِرُه هَاءٌ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . قَالَ اللَّيْثُ : هِيَ ( كَلِمَةٌ عِرَاقِيَّة ) أَي اسْتَعْمَلَهَا العِرَاقِيُّون فِي لسَانهم . قَال المُتَنَبِّي :
بَيَاضُ وَجْه يُرِيكَ الشمسَ حالِكَة
ودُرُّ لُفْظٍ يُرِيك الدُّرَ مَخْشَلبَا
وهي ( خَرَزٌ بِيضٌ يُشَاكِل اللُّؤْلُؤَ ) يَخْرُجُ من البَحْرِ ، وَهُوَ أَقَلُّ قِيمَةً . وقَال الوَاحِدِيُّ في شَرْحِ الدِّيوَان : هُوَ خَرَزٌ ولَيْسَت بِعَرَبِيَّة ولكنَّه اسْتَعْمَلَهَا عَلَى مَا جَرَت بِهِ ، ويُرْوى ، : مَشْخَلَبَا ، وهما لُغَتَان للنَّبَطِ فِيمَا يُشْبِه الدُّرَّ مِن حِجَارَة البَحْر ولَيْسَ بِدُرّ ، والعَرَب تَقُولُ : الخَضَض . قلت : وقَرِيبٌ منه قَوْلُ الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل . ( أَو الحُلِيّ يُتَّخَذُ مِنَ اللِّيفِ والخَرَزِ . و ) قال : ( قَد تُسَمَّى الجَارِيَةُ مَشْخَلَبَةً بِمَا عَلَيْهَا من الخَرَزِ ) كالحُلِيّ . قَالَ : وَهَذَا حَدِيثٌ فَاشٍ بين النَّاسِ : ( يا مَشْخَلَبهْ ، مَاذَا الجَلَبهْ ، تَزَوَّجَ حَرْمَلَهْ ، بعَجُوزٍ أَرْمَلَهْ ) ( ولَيْسَ على بِنَائِهَا شَيْءٌ ) من العَرَبِيَّة . هذا آخر مَا قَالَه اللَّيْثُ ، كَذَا في اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ .
شذب : ( الشَّذَبُ محركة : قِطعُ الشَّجَرِ ) ، الوَاحِدَةُ شَذَبَة ، حَكَاه أَبُو عُبَيْد عن الأَصْمَعِيّ ( أَو قِشْرُه ) والشَّذْبُ : المَصْدَرُ والفعل يَشْذِبُ وهو القَطْعُ عن الشَّجَرِ .
( و ) يقال : الشَّذَبُ : ( المُسَنَّاة . و ) الشَّذَبُ أَيضاً : ( بَقِيَّةُ الكَلَإِ ) وغَيْرِه ،
____________________

(3/106)


وَهُوَ المَأْكُولُ وهو مَجَازٌ . تَقُولُ : وفي الأَرْضِ شَذَبٌ من كَلَإِ : بَقِيَّةٌ مِنْه . وَبَقِي عِنْدَه شَذَبٌ مِنْ مَالٍ . وما بَقِيَ له إِلَّا شَذَبٌ من العَسْكَرِ . قال ذُو الرُّمَّة :
فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلَائِفِه
يَرْتَادُ أَحْلِيَةً أَعْجازُهَا شَذَبُ
( و ) قال أَبو عُبَيْد : الشَّذَبُ : ( مَتَاعُ البَيْتِ من القُمَاشِ وغَيْرِهِ ) . ( و ) الشذَبُ : ( الثُشُورُ والعِيدَانُ المُتَفَرِّقَةُ ) . وكُلُّ شَيْء يتفوَّق شَذَبٌ . قاله القُتَيْبيّ ( ج ) أَي الثَّلَاثَة ( أَشْذَابٌ ) . ( و ) قَدْ ( شَذَب اللِّحاءَ يَشْذُبُه ) بالضَّمِّ ( ويَشْذِبُه ) بالكَسْرِ : ( قَشَرَه كَشَذَّبَهُ ) تَشْذِيباً . وقال شَمِر : شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْاً ، وشَلَلْتُه شَلًّا ، وشَذَّبتُه تَشْذِيباً بمَعْنًى وَاحِد . وقال بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ :
يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرَانَه
إِذا فَرَّ ذو اللِّمةِ الفَيْلَمُ
( و ) شَذَبَ ( الشَّجَرَ ) يَشْذُبُه شَذْباً : ( أَلْقَى ما عليه مِنَ الأَغْصَانِ حتّى يَبْدُوَ ) ، وكذلك كل شَيْءٍ نُحِّيَ عن شَيْءٍ فقد شُذِبَ عَنْه .
والشَّذَبَةُ بالتَّحْرِيك : ما يُقْطَعُ مِمَّا تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَر ولَم يَكُنْ فِي لُبِّه . والجمع الشَّذَبُ . قال الكُميْتُ :
بل أَنْتَ في ضِئْضِيء انُّضَارِ مِنَ ال
نَّبْعَةِ إِذْ حَظُّ غَيْرِك الشَّذَبْ
( و ) شَذَبَ ( عَنْه : ذَبَّ ) ودَفَعَ . قَالَ :
تَشْذِبُ عَنُ خِنْدِفَ حَتى تَرْضَى
أَي تَذُبّ وَتَدْفَعُ عَنْها العِدَا .
وفي حَدِيثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللّهُ وَجْهَه ؛ ( شَذَّبَهم عَنا تَخَرُّمُ الآجال ) .
____________________

(3/107)



( و ) شَذَبَ ( الشَيءَ : قَطَعَه ) . يقال : شَذَبَ النخلةَ إِذَا قَطَع عَنْهَا شَذَبها أَي جَرِيدَها .
( والتَّشْذِيبُ ) عَنِ الشَّيْء : ( الطَّرْدُ ) . قال رُؤْبَةُ :
يَشْذِبُ أُولَاهُنَّ عن ذَاتِ النَّهَقْ
أعي يعطْرد .
وقال غيره :
أَنَ أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
هَل يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشْذِيبْ
أَراد : ضرْب ذو تَشْذِيب .
( و ) التَّشْذِيبُ : ( إِصْلَاحُ الحِذْع ) . يُقَالُ : شَذَّب الجِذْعَ ، إِذَا أَلْقَى مَا عَلَيْه من الكَرَب .
( و ) التَّشْذِيبُ : ( العَمَلُ الأَوّل في القِدْحِ ) ، والتهذيب : العَملُ الثَّانِي ، قَالَه أَبُو حَنِيفَة ، وسَيَأْتِي في ( ه ذ ب ) وأَخطأَ شَيْخُنَا فَقَالَ فِي التَّهْذِيب : إِنه العمل الثاني ، فظن التهذيب اسم الكتاب ، وهونه عجيب ، عفا الله عنه ورحمه .
( و ) التَّشّذِيبُ : ( التَّفْرِيقُ والتَّمْزِيق في المال ) ونحوه . قال القُتَيْبِيّ : شَذْبتُ المالَ إِذا فرقتَه . ( و ) التَّشْذِيبُ ( التَّقْشِيرُ ) . شَذَبَه شَذْباً ، وشَذَّبَه تَشْذِيباً بَعْنًى وَاحِد ، وقد تَقَدَّم . ( والمِشْذَبُ ) كمِنْبرٍ : ( المِنْجَلُ ) الذي يُشَذبُ بِهِ .
( و ) المُشَذَّبُ ( كمُعَظَّم ) : الجِذْعُ الَّذِي قُشِر مَا عَلَيْه مِنَ الشَّوْك . و ( الطَّوِيل الحَسَنُ الخَلْقِ ) . قال القُتَيْبِيّ بعد أَنْ قَالَ : شَذَّبْتُ المَالَ إِذَا فَرَّقْتَه : وكَأَن المُفْرِطَ في الطُّول فُرِّق خَلْقُه ولم يُجْمَع ولِذَلِكَ قِيلَ لَهُ مُشَذَّب . وكُلُّ شَيْءٍ يَتَفَرَّق شُذِّب .
قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : غَلِطَ القُتَيْبِيّ في المُشَذَّب أَنّه الطوِيلُ البَائِنُ الطُّولِ وأَنَّ أَصْلَه من النَّخْلَةِ الَّتِي شُذَّب عَنْها جَرِيدُها أَيقُطِّع وفُرِّقَ . وقال شَيْخُنَا : وزَادَ في الفَائِق : لأَنَّها بِذَلك تَطُولُ
____________________

(3/108)


ويَزِيدُ شَطَاطُهَا .
قال ابنُ الأَنْبَاريّ : ولا يقَالُ للبَائِن الطُّولِ إِذَا كَان كَثِيرَ اللَّحْم مُشَذَّب حَتَّى يَكُون في لَحْمه بَعْضُ النُّقْصَان . يقال : فَرَسٌ مُشَذَّبٌ إِذَا كَانَ طَوِيلاً لَيْسَ بِكَثِيرِ اللَّحْم .
وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ : فَرسٌ مُشَذَّبٌ أَي طَوِيلٌ . استُعِيرَ من الجِذْعِ المُشَذَّب . قُلْتُ : ويُفْهَم مِنْ كَلَامِ ابْنِ الأَنْبَارِيّ أَن : رَجُلٌ مُشَذَّبٌ أَيْضاً من المَجَازِ كما هُو ظَاهِر . وأَنْشَدَ ثَعْلَب :
دَلْوٌ تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ
بُلَّتْ بِكَفيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ
( كالشَّوْذَب ) ، وهو من الرِّجَالِ الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْق . ( وفي صِفَةِ النَّبِيّ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه كَانَ أَطْوَلَ من المَرْبُوعِ وأَقْصَرَ من المُشَذَّب ) . قال أَبُو عُبَيْد : المُشَذَّبُ : المُفْرِطُ في الطُّول . وكذلك هُوَ مِنْ كُلِّ شَيْء . قَالَ جَرِيرٌ :
أَلْوَى بِهَا شَذْبُ العُرُوق مُشَذَّبٌ
فكأَنَّها وَكَنَتْ على طِرْبَالِ
روان شَمر :
أَلْوَى بهَا شَنِقُ العُرُوقِ مُشَذَّبٌ
والشّوْذَب : الطَّوِيلُ النَّجِيُبُ مِنْ كُل شَيْءٍ . وأَنْشد شَمِر قَوْلَ ابْنِ مُقْبِل :
تَذُبُّ عَنْه بِلِيفٍ شَوْذَب شَمِلٍ
يَحْمِي أَسِرَّةَ بَيْن الزَّوْرِ والثَّفَنِ
بِلِيفٍ أَي بِذَنَبٍ . والشَّمِلُ : الرَّقِيقُ . والأَسِرَّةُ : الخُطُوطُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الشَّاذِبُ ) بِمَعْنى ( المُتَنَحِّي عَنْ وَطَنِه ) . ( و ) الشَّاذِبُ : ( المُفْرَدُ المأْيُوسُ من فَلَاحه ) كأَنَّه عَرِي من الخَيْر . شُبِّه بالشَّذَبِ وهُو مَا يُلْقَى من النَّخْلَة من الكَرَانِيف وغَيْرِ ذلكَ .
( و ) الشَّوْذَب : اسم . و ( ذو الشَّوْذَب : مَلِك ) من مُلُوكُ حِمْير . وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ الله بنُ عُمَر بْنِ أَحْمدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَوْذَب المقري الوَاسِطِيّ مُحَدِّثٌ . وشَوْذب المَدَنِيّ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ . وشَوْذَبٌ أَبُو مُعَاذ ويقال أَبُو عُثْمَان
____________________

(3/109)


تَابِعِيَّان . وخَالِدُ بْنُ شَوْذَبٍ الجُشَمِيّ مِنْ أَتْبَاع التَّابِعِين . وشَوْذَبٌ : لَقَب بِسْطَام بن مُريّ اليَشْكُرِيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ أَيضاً : ( تَشَذَّبُوا ) إِذا ( تَفَرَّقُوا ) .
( و ) يقال : ( رَجُلٌ شَذِبُ العُرُوقِ ) أَي ( ظَاهِرُها ) .
شرب : ( شَرِبَ ) الماءَ وغيره ( كسَمِع ) يَشْرَبُ ( شَرْباً ) مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع ، وضَبَطَه شَيُخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ، ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه . ( ويُثَلَّثُ ) ، ومنه قَوْلُه تَعَالَى : { فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } ( الواقعة : 55 ) بالوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ : سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيجٍ يقرأُ : ( فَشَارِبُ ونَشَرْبَ الهِيمِ ) فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك ، إِنَّمَا هِيَ شرْبَ الهِيمِ . قَالَ : الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . ( وفي حَدِيثِ أَيَّام ، التَّشرِيقِ ( أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح ، وهُمَا بمَعْنًى ، والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو ، كذا في لِسَانِ العَرَب .
( ومَشْرَباً ) بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً ، وأَنْشَد :
ويُدْعَى ابنُ مَنْ جُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه
حصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي . ( وتَشْرَاباً ) بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْده إِرَادَة التَّكْثِيرِ : ( جَرَعَ ) وَمِثْلُه في الأَسَاس ، وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في وَصْف سَحَاب :
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ
البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ
____________________

(3/110)


شَرِبْنِ بِمَعْنَى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ .
( و ) في حديث الإِفْكِ : ( لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قُلُوبُكم ) أَي سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ ( وأُشْرِبْتُه أَنَا ) إِذا سُقِيتُه ( أَوِ السَّرْبُ ) بالفَتْح بأَوِ المُنَوِّعَةِ لِلْخِلَاف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا ( مَصْدَرٌ ) كالأَكْلِ والضَّرْب . ( وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان ) من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان ، نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ ، والاسْم الشِّرْبةُ ، بالكسر ، عن اللِّحْيانيْ . ( و ) الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ) ويُجْمِعُون عَلى الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فَأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ ، وقيل هو جَمْعٌ ( كالشُّرُوب ) بالضَّمِّ . قال ابن سيده ؛ أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ ، وجَعَلَه ابن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب ، قَالَ : وَهُوَ خَطَأٌ ، قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمه لجَهْلِه بالنَّحْوِ .
قال الأَعْشَى :
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ
وقوله أَنْشَدَه ثَعْلب :
يَحْسِبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا
مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَا
يكون جَمْعَ شَرْب ، وشَرْب جَم 2 عُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب ، ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ في نَقْله ، وَفِيه في حَدِيثِ عَلِيَ وَحَمْزَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا : ( وَهُو في هَذَا البَيْت في شَرْبٍ من الأَنْصَارِ ) .
( و ) قي : الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر . والشِّرْبُ ( بالكَسْرِ ) : الاسْمُ ، وقيلَ هو ( الماءُ ) بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ ( كالمَشْربِ ) بالكَسْر ؛ وهو المَاءُ
____________________

(3/111)


الَّذِي يُشْرَب ، قَالَهُ أَبُو زَيْد . ( و ) الشِّرْبُ بالكسر أَيضاً : ( الحَظُّ منه ) أَي المَاء . يُقَالُ : لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ منه ، ذكرَهُمَ ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا في التَّهذيب . ( و ) الشِرْبُ بالكَسر : ( المَوْرِدُ ) قَالَه أبُو زَيْدٍ . جَمْعُ أَشْرَاب . ( و ) قيل : الشِّرْبُ هُوَ ( وَقْتُ الشُّرْب ) ، قَالَ شَيْخُنا : قَالُوا إِنَمَّا يَدُلُّ عَلَى الوَقْت بِضَرْبٍ من المَجَازِ ، واخْتَلَفُوا في عَلَاقَتِه ، فتأَمَّل .
( الشَّرَابُ : ما شُرِبَ ) ، وفي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب ، مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ ، وجَمْعُ أَشْرِبةٌ . وقيل : الشَّرَابُ والعَذَابُ لا يُجْمَعَان كما يأْتي للمُصَنِّفِ في ( ن ه ر ) .
وقال أَبو حنيفة : الشَّرَابُ ) كالشَّرِيب والشَّرُوبِ ) يَرفَعُ ذَلِكَ إِلى أَبِي زَيْد .
وفي لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ : اسمٌ لمَا يُشرَبُ ، كَلُّ شَيْءٍ لا مَضْغَ فيه فإِنه يقال فيه يُشْرَب . الشَّرُوبُ ما شُرِب . ( أَو هُمَا ) أَي الشَّرُوب والشَّرِيبُ : ( المَاءُ ) بين العَذْب والمِلْح . وقيل : الشَّرُوبُ : الذي فيه شَيْءٌ من العُذُوبَ ، وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه . والشَّرِيبُ : ( دون العَذْب ) ولَيْسَ يَشْرَبُهُ النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَة ، وقد تَشْرَبُه : البَهَائِم . ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة نَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى أَبِي زَيْد ، قلت : فَلَه قَوْلَانِ فِيه ، وقيل : الشَّرِيب العَذْب ، وقيل : المَاءُ الشَّرُوب الذي يُشْرَب . والمَأْجُ : المِلْحُ . قال ابْنُ هَرْمَة :
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى
شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَا
هكذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد ( بالقَرِيحَة ) ، والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة ) .
وفي التهذيب عن أبي زيد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ ، وقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه . والشَّرُوب : دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ ، ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص
____________________

(3/112)


والمُحْكَم . وقال الليث : مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوبٌ : فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَن 2 من الشُّرْبِ ، ومِثْلُه قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي . ومَاءٌ شَرُوبٌ و ( ماءٌ ) طَعِيمٌ بِمَعْنًى وَاحد . وفي حديث الشورى : ( جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ ) يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ ، وَلِهذَا وُصِف به الجُرْعَة . ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ ، والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ ، كذا في لِسَانِ العَرَب .
وعن ابْنِ دُرَيْدِ : مَاءٌ شَرُوبٌ ، ومِيَاهٌ شَرُوبٌ ، وَمَاءٌ مَشْرَبٌ كشَرُوب عن الأَصمعي . ( وأَشْرَب ) الرجلُ : ( سَقَى ) إبِلَه . ( و ) أَشْرَبَ : ( عَطِش ) بِنَفْسِه . يُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا . قَالَ : اسْقِني فإِنَّني مُشْرِب .
رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي أَوْ إبِلَه . ( و ) قال غيرُه أَشْرَبَ : ( رَوِيتُ إبله . وعَطِشَت ) رَجُلٌ مُشْرِبٌ : قَدْ شَرِبَتِ إبِلُه ، ومُشْرِبٌ عَطِشَت إِبِلُه ، وهما عِنْدَه ( ضِدُّ ) ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ . وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشَرِبَت ، وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت . وأَشْرَبْنَا نَحْنُ : رَوِيَتْ إبِلُنا . وأَشْرَبْنَا : ( عَطِشْنا أَو ) عَطِشَت إبِلُنَا . ( و ) أَشْرَب الرَّجُلُ : ( حَانَ ) لإِبِلِه ( أَنْ تَشْرَبَ ) .
( و ) من المجاز : أَشْرَبَ ( اللَّونَ : أَشْبَعَه ) ، وكُلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه ، وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ . الإِشْرابُ : لَوْنٌ قد أُشْربَ مِنْ لَوْن . يقال : أُشرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً ، أَي عَلَاه ذلِكَ . وفِيه شُرْبَةٌ من حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ . ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً ، مُخَفَّفا ، وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة .
( والشَّرِيبُ : مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْقَى مَعَك ) . وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز :
رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي
____________________

(3/113)


الحُساس : الشؤم والقَتْل . يَقُولُ : انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإِبِلك .
( و ) الشَّرِيبُ : ( مَنْ يُشَارِبُكَ ) ويُورِدُ إبِلَه مَعَك . شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً : شَرِبَ معه ، وهو شَرِيبِي . قال الراجز :
إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ
( و ) الشِّرِّيبُ ( كِسِكِّيت : المُولَعُ بالشَّراب ) ، ومِثْلُه في التَّهْذِيب . ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ : مُولَعٌ بالشَّرَاب . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْب .
( والشَّارِبَ : القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة ) ، وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ المُعْجَمَة ( النَّهْرِ ) ، وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْر .
( والشَّرْبَةُ : النَّخْلَةُ ) الَّتي ( تَنْبُتُ من النَّوى ) جَمْعُه شَرَبَاتٌ .
( و ) الشُّرْبَةُ . ( بالضَّمِّ : حُمْرَةٌ في الوَجْه ) . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً : عَلَاه ذَلِك . وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةِ . ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة ، وإِنَّه لمَسْقِيُّ الدَّمِ ، مِثْلُه . وفي صِفَتِه صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ( أَبْيَضُ مُشْرَبٌ جُمْرَةً ) وسَيأْتِي بَيَانُه .
( و ) الشُّرْبَةُ : ( ع ويُفْتَح ) في المَوْضَع ، وجاءَ ذلِك في شِعْرِ امْرِىء القَيْسِ ، والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة ، وإِنَّما غَيَّرهَا للِضَّرُورَةِ .
( و ) الشُّرْبَةُ : ( مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة ) والغُرْفَةِ واللُقْمَة .
( و ) الشُّرَبَةُ ( كهُمَزَة : الكَثِيرُ الشُّرْبِ ) . يُقَالُ : رَجُلٌ أُكَلَة شُرَبَةٌ : كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابْنِ السِّكِّيت . ( كالشَّرُوبِ والشَّرَّاب ) كَكَتَّانٍ . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْبِ ، كما تَقَدَّم .
( و ) الشَّرَبَة ( بالتحريك : كَثْرَةُ الشُّرْبِ ) وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة جَمْع كَاتِب ، نَقَلَه الفَيُّومِيّ في المِصْبَاحِ .
____________________

(3/114)


قال أَبو حَنِيفَة : قَالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه لَذو شَرَبَة إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب .
( و ) الشَّرَبَةُ مِثْلُ ( الحُوَيْضِ ) يُحْفَر ( حَوْلَ النَّخْلَة ) والشَّجَرة يُمْلَأُ مَاءً ( يَسَعُ رِيَّها ) فتَترَوَّى منه . والجَمع شَرَبٌ وشَرَبَاتٌ . قال زُهَيْرٌ :
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ
عَلَى الجُذُوعِ يَخُفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا
وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : .
مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ :
وفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه ( اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه ) وفي حَدِيثِ جَابِر : ( أَتَانَا رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَليْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة ) . الرَّبِيعُ : النهر .
( و ) الشَّرَبَ : ( كُرْدُ الدَّبْرَة ) ، وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ .
( و ) الشَّرَبَةُ : ( العَطَشُ ) . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ ( هذا ) اليومَ أَيْ عَطَشٌ ، قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . .
وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُ شَرَبة إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ .
وفي لسن العرب : الشَّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب .
( و ) الشَّرَبَةُ : ( شِدَّةُ الحَرِّ ) . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . ( والشَّوَارِبُ عُرُوقٌ في الحَلْقِ ) تَشْرَبُ المَاءَ ، وهي مَجَارِيه ، وقيل : هي عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال : بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ، ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . .
( و ) قيل : هي ( مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ ) وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ ، وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ أَوْدَاجه حَيْثُ يُوَدِّجُ البَيْطَارُ ، وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شَارِبٌ . وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ ، مِنْ هَذَا ، أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ .
وفي الأَسَاس ، ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ الشَّوَارِبِ ،
____________________

(3/115)


يُشَبَّه بالحِمَارِ ، انتهى .
وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَبِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه ( أَراد ) مَجارِيَ المَاءِ في العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ .
( و ) الشَّوَارِبُ : ( مَا سَالَ على الفَمِ من الشَّعَر ) . قال اللِّحْيَانِيُّ : وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِبِ ، قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ ( الذي ) فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ، ثم جُمِعَ عَلَى هَذا . وقد طَرَّ شَارِب الغُلَامِ ، وهُمَا شَارِبَانِ ، انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى ، ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ الكِلَابِيُّون : شَارِبَانِ بِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن الجَمْعُ شَوَارِب ، نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة :
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي
وكُنَّا وكَانَت للِزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ
وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ
( و ) الشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه : ( ما طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ ، أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب ) واحد . قَالَه بَعْضُهُ ، ولَيْسَ بِصَوَابٍ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلَانٍ ) كذَا في النَّسَخ . وفي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ ( فُلَانَةَ ( أَي خَالَطَ قَلْبَه ) . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا ، أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ } ( البقرة : 93 ) أَي حُبَّ العِجْلِ ، فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ، ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج : معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ ، فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْلِ مُقَامَه ، كما قَالَ الشَّاعِر :
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ
خَلَالَتُه كَأَبِي مَرْحَبِ
أَي كخَلَالِة أَبِي مَرْحَبٍ .
____________________

(3/116)



وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كما يَخْتَلِط الصِّبْغُ بالثَّوْبِ . وفي حديث أَبي بكر : ( وأُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ ) كذا في لسان لعرب .
وفي الأَسَسِ ، ومِنَ المَجَازِ : قَوْلُهم : رَفَع يعدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثم قَالَ بها على قَذَالى .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( تَشَرَّبَ ) الصِّبْغُ في الثَّوُب : ( سَرَى ) ، والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ الثَّوْبَ . ( و ) تَشَرَّبَ ( الثوبُ العَرَقَ : نَشِفَهُ ) ، هكذَا في نُسْخَتِنَا .
والَّذِي في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب : الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبّغ أَي يَتَنَشَّفُه ، والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه .
( واسْتَشْرَبَ لَوْنُه : اشْتَدَّ ) . يقال : اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي اشْتَدَّت حُمْرَتُها ، وذلك إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْبانِ ، حكاه أَبو حنيفة .
( والمَشْرَبَةُ ) بالفتح في الأَوَّل والثَّالِثِ ، ( وتُضَمُّ الرَّاء : أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ ) أَي لا يزال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ .
( و ) المَشْرَبَةُ ، بالوَجْهَيْنِ : ( الغُرْفَةُ ) ، قال في الأَسَاس : لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا . وعن سيبويه : جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه ) أَي كَانَ في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . ( و ) المَشْرَبَةُ : ( العِلِّيَّةُ ) . قال شيخنا : هي كعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة ، وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة ، وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ ، انتهى . المَشارِبُ : العَلَالِيّ في شِعْر الأَعْشَى . ( و ) المَشْرَبَةُ ( الصُّفَّةُ ) ، وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة . ( و ) المَشْرَبَةُ : ( المَشْرَعَةُ ) . وفي الحديث : ( مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة ) . هي بفَتْح ( الراء ) من غير ضَمَ : الَوْضِعُ الذي يشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة ، ويُرِيدُ بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غيره ( منه ) . كذا في لسان العرب . ويوجد هنا في بعض النسخ بدل المشرعة المِشْرَبة ، كأَنَّه يقول : والمَشْرَبة بالفَتْح وكمكْنَسَة أَي بالكسر ،
____________________

(3/117)


وهو خطأٌ لما عَرَفت .
وقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن : أَوَّ أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين إِنَّمَا هُوَ في مَعْنَى الغُرْفَة فقط ، وبمعنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وهو الفَتْح ، صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِدٍ . وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن الأَخِيرين إِنَمَّا هو كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لا هما بِنَفْسِهما كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ ، وقد أُغْفِل عن ذلك شَيْخُنا .
( و ) المِشْرَبَةُ ( كمِكْنَسَة ) وجوَّز شيخُنا فيه الفَتح ، ونَقْلَه عن الفَيُّوميّ : ( الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه ) .
( والشَّرُوبُ : الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ ) . يقال : ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا كَانَت كَذلِكَ .
( و ) عنَ أَبي عبيد : شَرَّبَ تَشْرِيباً . ( تَشْرِيبُ القِرْبَةِ : تَطْييبُهَا بالطِّينِ ) وذَلكَ إِذَا كَانت جَدِيدَةً ، فَجَعَلَ فِيهَا طِيناً وماءً يَطِيبَ طَعْمُها ، وفي نسخة تَطْيِينُها بالنُّونِ ، وهو خطأُ . ( وشَرِب به ) أَي الرَّجُلِ ( كَسَمِعَ وأَشْرَبَ به ) أَيْضاً : ( كَذَبَ عَلَيْهِ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَشْرَبَ إِبِلَه ) إِذَا ( جَعَلَ لكُلِّ جَمَلٍ قَرِيناً ) ، فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه : لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ النُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا . ( و ) أَشْرَبَ ( الخَيْلَ : جَعَلَ الحِبَالَ في أَعْنَاقها ) . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرَانَ حتى أَنَخْتُهَا
بِقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
( و ) أَشْرَب ( فُلَاناً ) وكذا البَعِيرَ والدَّابَّة ( الحَبْلَ : جَعَلَه ) أَي وَضَعَه ( في عُنُقِه ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( اشْرَأَبَّ إِليه ) ولَهُ اشْرِئْبَاباً : ( مَدَّ عُنُقَه ليَنْظُرَ ، أَو ) هُوَ إِذَا ( ارْتَفَع ) وعَلَا ، وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ ، قَالَه أَبُو عُبَيْد . ( والاسم الشُّرَأْبِيبَةُ ) بالضَّمِّ ( كالطُّمَأْنِينَة ) . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ للّهُ عَنْهَا ( اشرأَبَّ النِّفَاقُ ، وارْتَدَّتِ العَرَبُ ) . أَي ارْتَفَع وعَلَا ، وفي حَدِيث : يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَاد ، يا أَهْلَ الجَنَّةَ ، ويا أَهْلَ النَّار فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه ) أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه . وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ . وأَنْشدَ
____________________

(3/118)


لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها رَأْسَهَا :
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ
أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ
قال ؛ اشْرأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة ، وَهي الغُرْفَةُ ، كذا في لسان العرب .
( والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة ) قال شَيْخُنَا : وفي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة ، بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ ، وفي أُخْرَى بالجيم بَدَل الخَاءِ ، وكِلَاهُمَا على غَيْرِ صَوَاب ، وعن كُرَاع : لَيْسَ في الكلام ( فَعَلَّة ) إِلَّا هذَا أَي الشَّرَبَّة ، وزِيد عليه قَوْلُهُم : جَرَبَّة ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ ( ولا ثَالِثَ لَهُمَا ) بالاستِقْرَاءِ ، وَهِيَ ( الأَرْضُ ) اللُّيِّنَةُ ( المُعْشِبَةُ ) أَي تُنْبتُ العُشْب ( لا شَجَرَ بها ) . قَالَ زُهَيْرٌ :
وإِلَّا فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فاللِّوَى
نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ
( و ) شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بغَيْر تَعْرِيفٍ : ( ع ) قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه
أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ
يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ . وقال : دَمِثُ الكَثِيب ، لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مَكَانٌ ، قاله ابنُ سِيدَه في المُحْكَم .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّرَبَّ بِنَجْد . وفي مَرَاصِدِ الاطَّلَاع : الشَّرَبَّةُ : مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وهو بين الخَطِّ وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حتى يَلْتَقِيَا ، والخَطُّ : مَجْرَى سَيْلِهِمَا ، فَإِذَا الْتَقيَا انقطعت الشَّرَبَّة ، ويَنْتَهِي أَعْلَاهَا مِن القِبْلَ إِلى حَزْن مُحَارِب ، وقيل : هِيَ فِيَمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيها هَرْشَى ، وهي هَضْبَة دُون المَدينة ، وهي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فيما بين هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة ، وقيل : إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ في الشَّرَبَّة ، وهي أَشَدُّ بِلَاد نَجْدٍ قُرًّا ، ومنها الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب ، وهي مِنْ بِلَادِ غَطَفَان ، وقيل :
____________________

(3/119)


هي فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم . قال : وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ .
قلت : وكونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُوم مِنْ كَلَامِ يَاقُوت في ( أُقُرٍ ) قال :
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّة واللِّوَى
عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلَالِ
( و ) الشَّرعبَّةُ : ( الطَّرِيقَةُ ) كالمَشْرَب يقال : ما زَالَ فُلَانٌ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : عَن أَبِي عَمْرو : الشَّرْبُ : الفَهْمُ . يُقَالُ : ( شَرَب كَنَصَرَ ) يَشْرُب شَرْباً إِذَا ( فَهِمَ ) وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ : فَهِمَه . ويقال للبَليد : احْلُب ثم اشْرُبْ . أَي ابْرُك ثم افهم . وحَلَبَ إِذَا بَرَكَ كما تَقَدَّم . ( و ) شَرِبَ ( كَفَرِحَ ) إِذَا ( عَطِشَ ) . وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ ، ضدّ .
( وشَرِبَ أَيضاً ) إِذا ( ضَعُفَ بَعِيرُه ) . ( و ) شَرِبَ وفي نُسْخَةٍ : أَو ( عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وَهُوَ ( ضِدٌّ ) ، وقد تَقَدَّمَ في أَشْرَب .
( وشِرْبٌ بالكَسْر : ع ) .
( و ) شَرْبٌ ( بالفَتْح : ع ) آخَرُ ( بقُرْب مَكَّةَ حرَسَها اللّهُ تَعَالَى ) ، وفيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ .
( وَشَرِيبٌ ) كأَمِيرٍ : مَوْضعٌ و : ( د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن . و ) شرِيبٌ أَيْضاً : جَبَلٌ نَجْدِيٌّ ) في دِيَارِ بَنِي كِلَاب .
( وشُوْرَبَنُ ) بالضَّمِّ : ( ة بِكَسْ بفتح الكاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّين كما يَأْتِي .
( وشَرِبٌ كَكَتِفٍ ) : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة .
( وشُرَيْبٌ ) مصغراً ( وشُرْبُبٌ ) كقُنْفُذٍ : اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه ، ( و ) هو في شِعْر لَبِيد ( شُرْب 2 ة ) بالهاء :
هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ
قال الصَّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ .
____________________

(3/120)



( وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ ) وقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِر بالفَتْح أَيْضاً ، وشَرْبَانُ ( بالفَتْح ) ( مَوَاضِعُ ) قد بَيَّنَّا بَعْضَها . ونُحِيل البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلَاعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَيا بيَانَها .
( والشَّارِبُ ) : الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوانِ . يقال : في بَعِيرِك شَارِبٌ ، وهو ( الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوَانِ ) . وقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . ويقال : نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلَا أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي عِرْقَ خَوَرٍ .
( و ) من المجاز : ( الشَّارِبَانِ ) وهما ( أَنْفَانِ طَوِيلَانِ في أَسْفَلِ قَائِم السَّيْف ) أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ الآخَرُ مِنْ هذَا الجَانِبِ ، والغَاشِيَةُ : ما تَحْت الشَّارِبَيْنِ ، قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ .
في التَّهْذِيبِ : الشَّارِبَانِ : مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ ، وبِذلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ . وشَارِبَا السَّيْفِ : ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَة ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَشْرَبْتَنِي ) بِتاءِ الخِطَابِ ( ما لم أَشْرَب ) أَي ( ادّعَيْتَ عَلَيّ ما لَمْ أَفْعَلْ ) وهو مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والمَيْدَانِيّ والزَمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس .
( وذُو الشُّوَيْرِب : شَاعِرٌ ) اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ ، كَان في زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
( والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ : الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ ) ، وهو ما الْتَفَّ بعضُه على بَعْضٍ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
قَوْلُهُم في المَثَل : ( آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً ) . وأَصْلُه في سَقْيِ الإِبِل ، لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ .
والشَّرِيبَةُ من الغَنَم : التي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا الغَنَمُ ، هذه في الصَّحَاح . وفي بعض النسخ حَاشِيَة : الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ ، بالسِّينِ المُهْمَلَة .
والمَشْرَبُ : الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ . والمَشْرَبُ : شَرِيعَةُ النَّهْرِ .
ويقال في صِفَة بَعِيرٍ : نِعْمَ مُعَلَّقُ
____________________

(3/121)


الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ : يَكْتفِي إِلَى مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى .
وتقول : شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم . . وظَلَّ وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ ، وهو مَجَازٌ .
وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ : جَعَلَ لَهَا شَرَاباً . وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ في صِفَة نَخْل :
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ
لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَا
وكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ .
وقال بعض النَّحْوِيّينَ : من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلَّا أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغطَ المَحْقُورَة ، وهي الزَّايُ والظِّاءُ والذَّالُ والضَّادُ . قال سِيبويه : وبَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض .
وشُرْبةُ ، بالضم : مَوْضِعٌ . قال امرُؤُ القَيْس :
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ
بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ
ويُروى بسُرْبة ، ويروى بحربة ، وقَد أَشَرْنَا لَهُ في السِّينِ ، والمُصَنِّفُ أَهمَلَه في المَوْضِعِين .
وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ ، بالضم ، الأَسْتَرَابَاذِيّ ، رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء ، وعَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌ و وعن عمرو هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ . وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن بْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِيّ ، بالفَتْح ، مُحَدِّثٌ .
ومن المجاز : أُشْرِبَ الزَّرْعُ : جَرَى فِيه الدَّقِيقُ ، وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ ، عداه ( أَبُو حنيفة سماعا من العَرَب أَو الرُّواة ) . ويقال
____________________

(3/122)


للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه : قد شَرِبَ الزَّرْعُ في القَصَب ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ . وفي حديث أُحُدٍ ( أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وقد شُرِّبَ الزِّرْعُ الدَّقِيقَ ) . وفي رواية ( شَرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ ) . وهو كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ إِدرَاكِه . يقال : شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ ، والشُّرْبُ فيه مُسْتَعَارٌ ، كأَنَّ الدَّقيقَ كان مَاءً فَشِربَه . وتَقُولُ للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ ، بالإِضافة . كَذَا في الأَسَاسِ .
والشِّرَابُ بالكَسْر : مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب ، بالكَسر : وَقْتُ الشُرْب .
وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ ( كثيراً ) ، كما قَالُوا : شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْه فَلَم تَرْوَ .
وممَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا : .
شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم . يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه ، وذَكَرَ لها قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ ، وأَنْشَدَ :
تَجَنَّبْ سَوِيقَ الَّلْوزِ لا تَشربَنَّه
فَشُرْبُ سَويقِ اللَّوْزِ أَوْدَى أَبا الجَهْمِ
شرجب : ( اشَّرْجَبُ ) من الرِّجَالِ : ( الطَّوِيل ) كذا في التَّهْذِيبِ ، ومنه حدِيثُ خالدٍ : ( فَعَارَضَنَا رَجُلٌ شَرْجَبٌ ) . وقِيلَ : هُوَ الطَّوِيلُ القَوَائِمِ العَارِي أَعَالِي العِظَامِ .
( و ) السَّرْجَبُ : نَعْتُ الفَرْسِ الجَوَاد . وقيل : الشَّرْجَبُ : ( الفَرَس الكَرِيمُ ) .
( والشَّرْجَبَنُ ) بالفَتْح عن أَبِي حَنِيفَة ( ويُضَمُّ ) عَنِ ابْنِ دُرَيْد وابْن الأَعْرَابِيّ ، قَالَ ابْنُ دُرَيْد : ثَمَرُ نَبْتٍ شَبِيهٌ بالحَنْظَل مُرٌّ لا يُؤْكَلُ . وقال
____________________

(3/123)


غيرَه : ( شَجَرَةٌ ) . وقال أَبُو حَنِيفَة : شُجَيْرَةٌ ( كَالبَاذِنْجَان نِبْتَةً ) بالكَسْرِ ( وثَمَرةً غيرَ أَنَّه أَبْيَضُ وَلا يُؤْكَلُ ( يُدْبَغُ بها ) ، وربما خُلِطتْ بالغَلْقَةِ فدُبِغَ بِهَا . وقَال ابن الأَعْرَابِيّ : الشُّرْجُبَانَةُ : شجرة مُشْعَانَّةٌ طَوِيلَة يَتَحَلَّبُ مِنها كالسَّمِّ ، ولَهَا أَغْصَانٌ . قَالَ الدِّينَوَرِيّ : هُوَ كَثِيرُ الشَّوْكِ وَرَقُه قُضْبَانُه .
شرحب : ( الشَّرْحَبُ ) بالحَاءِ المُهْمَلَة لُغَةٌ في الجِيمِ ، قَالَ الصَّاغَانِيّ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . قُلْتُ : وهو مَوْجُودٌ نُسَخ الصَّحَاحِ فالصَّوَاب كَتبه بالمِدَدِ الأَسْوَد وَهُوَ ( الطَّوِيلُ ) ، قَالَه ابنُ دُرَيْدِ . ( و ) شَرْحَبٌ : ( اسْمٌ ) .
شرخب : ( الشُّرْخُوبُ كعُصْفُورٍ ) : أَهْمَلَهُ الجَمَاعَة ، وَهُو ( عَظْمُ الفَقَارِ ) فكُلٌّ من المَوَادِّ الثَّلَاثَة على التَّرْتِيبِ الجهيم ، ثُمَّ الحَاء ثُمَّ الخَاء .
شرعب : ( الشَّرْعَبُ : الطَّوِيلُ ) . وشَرْعَبَ الشَّيءَ : طوَّله . قَالَه طُفَيْلٌ :
أَسِيلَةُ مَجْرَى الدَّمْع خُمْصَانَةُ الحَشَى
بَرُودُ الثَّنَايَا ذَاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
( و ) الشَّرْعَبَةُ : شَقُّ اللَّحْمِ الأَدِيم طُولاً . يُقَالُ : ( شَرْعَبَ الأَدِيمَ ) أَي ( قَطَعَه طولاً ) . والشَّرْعَبَةُ : القِطْعَةُ منه .
( والشَّرْعَبِيُّ ) والشَّرْعَبِيَّةُ : ( ضَرْبٌ من البُرُودِ ) . أَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ :
كالبُسْتَانِ والشَّرْعَبِيَّ ذَا الأَذْيَال
( و ) الشَّرْعَبيُّ : ( الطَّويلُ الحَسَنُ الجِسْمِ ) ، وفي نُسْخَةٍ الخِيمِ . ورجل شَرْعَبٌ : طَوِيلٌ خَفِيفُ الجِسْمِ ، والأُنْثَى بالهاء ، كَذَا في لِسَان العَرَب .
( و ) الشَّرْعَبِيّ : ( عُبَيْدَةُ ) بنُ شُرَحْبِيلَ ( التابِعِيُّ ) حِمْصِيٌّ مِنْ أَصْحَاب
____________________

(3/124)


مُعَاذِ بْنِ جَبَل رَضِي اللّهُ عَنْه .
( والشُّرْعُوبُ : نَبْتٌ أَو ثَمَرَة ) قاله الصاغَانيّ .
( والشَّرْعَبِيَّةُ : ع ) من بلاد تَغلِب ، وكَانَ يَوْمُ الشَّرْعَبِيَّة لتَغْلبَ على قَيْسٍ قال الأَخطل :
ولَقَدْ بَكَى الجَحَّافُ لَمَّا أَوقَعَتْ
بالشَّرْعَبِيَّة إِذْ رَأَى الأَهْوَالَا
والشَّرْعَبِيَّةُ أَيْضاً مَوْضِع بناحية مَنْبِج ، فبَعْضُهُم يَقُولُ : إِنَّ الوَاقِعَة السَّابِقَة كَانَتْ بِنَاحِيَة مَنبِج وهو غَلَط ، كذَا في أَنْسَاب البَلَاذُرِيّ .
ومما فَاتَ المُصَنِّف : .
شَرْعَب : حِصْن باليَمَن ، وقد نُسِبَ إليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثِين . وفي تحفَة الأَصْحَابِ أَن شَرْعَب اسْمُ رَجُل ، وبه سُمِّيَتِ الْبَلَد ، وهُم الشَّرَاعِبُ من أَوْلَادِ عَبْدِ شَمْسِ الملك .
شرنب : ( شُرْنُوبٌ : ( بالضم ) : قرية من قُرَى مِصْر بإِقْلِيم البُحَيْرة ، وقد نُسِب إليها جَمَاعَةٌ من المُتَأَخِّرين .
شزب : ( الشَّازِبُ : الخَشِنُ . الضَّامِرُ اليَابِسُ ) مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهم ، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل في الخَيْلِ والنَّاسِ . ويقال : مَكَانٌ شَازِبٌ أَي خَشِنٌ . وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّازِبُ : الَّذِي فِيهِ ضُمُورٌ وإِنْ لَم يَكُنْ مَهْزُولاً . ( ج شُزَّبٌ كَرُكَّعٍ وشَوَازِبُ ) . ( وقد شَزَبَ ) الفَرَسُ ( كنَصَر ) ( و ) شَزُب مِثْلُ ( كَرُم ) . يَشْزُبُ ( شَزْباً وشُزُوباً ) لَفٌّ ونَشْزٌ مُرَتَّبٌ ، وخَيْلٌ شُزَّبٌ : ضَوَامِرُ . وفِي حَدِيثِ عُمَر يَرْثِي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودِ الثَّقَفِيَّ :
بالخَيْلِ عَابِسَةٌ زُوراً مَنَاكِبُها
تَعْدُو شَوَازِبَ بالشُّعْثِ الصَّنَادِيدِ الشَّوَازِبُ : المُضَمَّرَاتُ .
( والشَّزِيبُ : القَضِيبُ ) من الشَّجَر ( قَبْلَ أَنْ يُصْلَح ، ج شُزُوب ) حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَة ( و ) الشَّزِيبُ : من أَسْمَاءِ ( القَوْسِ ) وهي ( لَيْسَت بجَدِيدٍ ولا خَلَقٍ ) مُحَرَّكَة ؛ كأَنها التي
____________________

(3/125)


شَزَبَ قَضِيبُهَا أَي ذَبَل ( كالشَّنْزَبَة ) كَذَا في النُّسَخِ بزِيَادَةِ النُّون ، والصَّوَابُ كالشَّزْبة ، ومثله في لسان العرب وغيره من الأُمهات . وفي بعضِ الحَدِيثِ : ( وقد تَوَشَّح بشَزْبَةٍ كَانَتْ مَعَه ) .
( والشَّنْزَبَةُ ) كَذَا في النّسَخِ بِزِيَادَة النُّون ، والصَّوَابُ والشَّزْبَةُ ( من الأُتُنِ : الضَّامِرُ ) المَهْزُولُ . يقال : أَتَانٌ شَزْبَةٌ .
( و ) الشُّزْبَةُ ( بالضّمِّ ) مِثْلُ ( الفُرْصَةِ ) عَنِ الفَرَّاء ، قَالَه الصَّاغَانِيّ .
( و ) في التَّهْذِيب : ( الشَّوْزَبُ ) والمَئِنَّةُ : ( العَلَامَةُ ) . وأَنْشد :
غُلَامٌ بَيْنَ عَيْنَيْه شَوْزَبُ .
( وشَزَّبَهُ تَشزِيباً : ذَبَّلَهُ ) وضَمَّرَه .
( و ) يقال : ( هُم مُتَشَازِبُونَ أَيْ لِكُلِّ وَاحِدٍ ) مِنْهم ( حَظٌّ يَنْتَظِرُه ) .
وظِبَاءُ شَوَازِبُ إِذا أَتَتْ مِنْ بُعْدٍ فهي شَازِبَة أَي ضَامِرَة لبُعْدِ المَسَافَة .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
شزهب : ( شَزْهَبٌ كجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وهو وعادٍ من أوْدِيَة اليَمَن ذُو أشْجَار وأَنْهَار .
شسب : ( الشَّاسِبُ : اليَابِسُ ضُمْراً ) أَو الْيَابِسُ من الضُّمْر الَّذِي يَبِسَ جِلْدُهُ عَلَيْه . قال لَبِيد :
تَتَّقِي الأَرْضَ بِدَفّ شَاسِبٍ
وضُلُوعٍ تَحْت زَوْرٍ قَدْ نَحَلْ
( و ) هُوَ ( المَهْزُول ) مِثْلُ الشَّاسِف ولَيْسَ مِثْلَ الشَّازِب . قال الوَقَّافُ العُقَيْلِيّ :
فَقُلْتُ لَهُ حَانَ الرَّوَاحُ ورُعْتُهُ
بأَسْمَرَ مَلْوِيَ من القِدِّ شَاسِبِ
هكذا نَسَبَه الجَوْهَرِيُّ للوَقَّاف . وقَالَ الصَّاغَانِيّ : وليس البَيْتُ له بلْ هُوَ لمُزَاحم العُقَيْلْي . ( أَو ) الشَّاسِبُ ( لُغَةٌ في الشَّازِب ) عَلَى قَوْل ، وهو النَّحِيفُ اليَابِسُ ( ج شُسْبٌ ) كذا في النُّسَخ والظَّاهِر أَنَّه كَكُتُبٍ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّازِب : الَّذي فِيهِ
____________________

(3/126)


ضُمُورٌ وإِن لم يَكُن مَهْزُولاً . والشَّاسِفُ والشَّاسِبُ : الذي قد يَبِس . قال : وسَمِعْت أَعْرَابِيًّا يَقُولُ : ما قالَ الحُطَيْئة ؛ أَيْنُقاً شُزُباً ، إِنما قال : أَعْنُقاً شُسُباً ، ولَيْسَتِ الزَّايُ ولا السِّينُ بَدَلاً إِحْدَاهُمَا من الأُخْرَى لتَصَف الفِعْلَيْنِ جَمِيعاً ، انتهى . وقَال لَبِيدٌ :
أَتِيكَ أَم سَمُحَحَ تَخَيَّرهَا
عِلْجٌ تَسَرَّى نَحائِصا شُسُبا
( وقد شَسِب كعَلِم ) ( و ) شَسُب مثل ( حَسُن ) شُسُوباً ، وفي غَيْرِه من الأُمَّهات شَسَبَ كنَصَر .
( والشَّسِيبُ ) كأَمِير ، ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسخ كحَيْدَر : ( قَوْسٌ شَسُبَ قَضِيبُها ) أَي ضَمُر ( حَتْى ذَبَلَ كالشِّسْب بالكَسْرِ ) .
( و ) الشَّسِيبُ كأَمِيرٍ : ( الناقَةُ تُرْضِعُ وَلَدَها ، فإِذَا صَارَت شَائِلَةً هَلَك وَلَدُها ) .
( والشَّسُوب ) كَصَبُور : النَّاقة الَّتِي ( يَمُوتُ وَلَدُهَا فِي الشِّتَاءِ ثم لَا تُحْلَب ) .
شوشب : ( الشَّوْشَبُ ) ككَوْكَب : ( العَقْرَبُ . والقَمْلُ . و ( قد ) تَقَدم في شَبّ ) ، وتَقَدَّمَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما يَتَعَلَّق بِهِ هُنَاكَ ، وكأَنَّه أَعاده ثَانِياً لاخْتِلَافِهِم فِيهِ .
شصب : ( الشِّصْبُ بالكَسْر : الشِّدَّةُ والجَدْب ج أَشْصَابٌ كالشَّصِيبَة ) وكَسَّر كُرَاعٌ الشَّصِيبَة الشِّدّة على أَشْصَابٍ في أَدْنَى العَدَدِ ، قال ولِلْكَثِير شَصَائِب . قال ابنُ سِيدَه : وهذا منه خَطَأٌ واخْتِلَاطٌ . وشَصِبَ الأَمْرُ ، بالكسر : اشْتَدَّ .
وعن ابن هانىء : إِنه لَشَصِبٌ نَصِبٌ وصَبِ إِذا أُكِّدَ النَّصِب .
( و ) الشِّصْبُ : ( النَّصِيبُ والحَظُّ كالشَّصِيب ) كالشَّقْص الشَّقِيص .
( و ) الشَّصْبُ ( بالفتح : السمْطُ والسَّلْحُ ) . يقال : شَصَبَ الشَّاةَ : سَلَخَهَا . وقال أَبُو العَبَّاسِ : المَشْصُوبَةُ : الشَّاةُ المَسْمُوطَة .
( و ) الشَّصْبُ : ( اليُبْسُ ، ويُحَرّك ) ذكرهما الصاغانيّ .
____________________

(3/127)



( والشَّصَّابُ : القَصَّابُ ) ؛ وهو الجَزَّار .
( و ) الشُّصُبُ ( كَعُنُق : الشَّاةُ المَسْلُوخَةُ ) .
( وعَيْشٌ شاصِبٌ : شَاقٌّ . وقَدْ ) شَصِبَ عَيْشُه شَصَباً وشَصْباً ، و ( شَصَبَ ) كنَصَرَ يَشْصُبُ ( شصُوباً ) فَهُوَ شَصِبٌ كفَرِح وشَاصِبٌ . ( و ) أَشْصَبَه اللّهُ و ( أَشْصَبَ اللّهُ عَيْشَه ) . قال جَرِيرٌ :
كِرَامٌ يَأْمَنُ الجِيرَانُ فِيهِم
إِذَا شَصَبَتْ بِهِم إِحْدَى اللَّيَالي
( وشَصَبَت النَّاقَةُ ) بالفَتْح ( عَلَى الفَحْل : كَثُر ضِرابُهَا ولم تَلْقَحْ ) لَهُ .
( والشَّصِيب ) كأَمير ؛ ( الغَرِيب ) .
( و ) الشَّصِيبَةُ ( بهاء : قَعْرُ البئر ) . قال الفرّاءُ : يقال : بئرٌ بعيدةُ الشَّصِيبَة إِذا اشْتَدَّ عَمَلُهَا وبَعُد قَعْرها .
( و ) عن الليث : ( الشَّيْصَبانُ ) بفتح الأَول والثالث : ( ذَكَرُ النمل أَو جُحْرُه ) .
( و ) الشَّيْصَبَان : ( قَبِيلَةٌ من الجِنْ ) .
في لسان العرب ما نصه ، قال حَسَّانُ بْنُ ثَابِت ( و ) كَانَت السِّعْلَاة لَقِيَتْه في بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدِينَة فصَرَعَتْه وقَعَدَت عَلَى صَدْرِه ، وقالَت لَهُ : أَنْتَ الذي يُؤَمِّل قومُك أَن تكُونَ شَاعِرهم ؟ فقال نعم ، قالت : والله لا يُنْجِيكَ مِنِّي إلا أَنْ تَقُولَ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ على رَوِيَ وَاحِد ، فقال حَسّان :
إِذَا ما تَرَعْرَعَ فِينَا الغُلامُ
فَمَا إِنْ يقالُ لَهُ مَنْ هُوَه
فقالت له : ثَنِّه . فقال :
إِذا لم يَسُد قَبْل شَدِّ الإِزَارِ
فذَلِكَ فِينَا الذي لا هُوَهْ
فَقَالَت : ثَلِّثْه . فقال :
ولي صَاحِبٌ من بَني الشَّيْصَبَانِ
فَطَوْراً أَقُولُ وَطَوْراً هُوَهْ
هذا قولُ ابْن الكَلْبِيّ . وحكى الأَثْرَمُ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي عُلَمَاءُ الأَنْصَار أَنْ حَسَّانَ بن ثَابِت بعد ما ضُرَّ بَصَرُه مَرَّ بابن الزِّبَعْرَى وعَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْل بْنِ الأَسوَدِ بْنِ حَرَام ، ومعه وَلَدُه
____________________

(3/128)


يَقُودُه ، فصَاحَ به ابْنُ الزِّبَعْرَى بَعْد ما وَلَّى : يَا أَبَا الوَلِيد ، مَنْ هذا الغُلَام ؟ فقال حَسّان بن ثَابِت الأَبيات ، انْتَهَى . ( و ) الشَّيْصَبَانُ : ( اسْمُ الشَّيْطَان ) وكذا البلْأَز والجَلْأَز والقَازُّ والخَيْتَعُور كُلُّهَا مِنْ أَسْمَاءِ الشَّيْطَان . وحَكَى الفَرَّاءُ عن الدُّبَيْريِّينَ أَنَّه هُوَ الشَّيْطَان الرَّجيمُ .
( والشَّصَائِبُ عِيدَانُ الرَّحْلِ ) ، ولم يُسْمَع لها بِوَاحِدٍ . قال أَبو زُبيد :
وَذَا شَصَائِبَ في أَحْنَائِهِ شَمَمٌ
رخُوَ المِلاطِ رَبِيطاً فَوْقَ صُرْصُوِ
شصلب : ( الشَّصْلَبُ ) كجَعْفَرٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ .
وفي اللِّسَانِ : هو ( القَوِيُّ الشَّدِيدُ ) . والشَّصَائِبُ : الشدَائِدُ .
شطب : ( الشَّطْبُ ) من الرِّجَالِ والخَيْلِ : ( الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْقِ ) ، وهو مَجَازٌ .
( و ) الشَّطْبُ : السَّعَفُ ( الأَخْضَر الرَّطْبُ من جَرِيد النَّخْل ) ، واحدته شَطْبَةٌ . ( وَكَكَتِفٍ : جَبَلٌ ) كما سيَأْتي .
( و ) في حديث أُمِّ زَرْع : ( كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ ) . قال أَبو عبيد : ( الشَّطْبَةُ ) : ما شُطِبَ من جَرِيد النَّخْل ، وهو ( السَّعَفَةُ الخَضْرَاءُ ) ، شبَّهَتْهُ بِتِلك الشَّطْبَة لنَعْمَتِه واعْتِدَال شَبَابِهِ ، وقيل : أَرادَت أَن مَهْزولٌ كأَنَّه سَعَفَةٌ في دِقَّتِها ، أَرادت أَنه قليل اللَّحْم دَقِيقُ الخَصْرِ فَشَبَّهَتْه بالشَّطْبَ ، أَي مَوْضِعُ نَوْمِه دَقِيقٌ لنَحَافَتِه ، وقِيلَ : أَرَادَتْ سَيْفاً سُلَّ من غِمِدْه . والمَسَلُّ : مَصْدَرٌ بِمَعْنَى السَّلِّ أُقِيمَ مُقَام المَفْعُولِ أَي كمَسْلُول الشَّطْبَة يَعْنِي ما سُلَّ من قِشْرِه أَو غمده . ( و ) قال أَبو سَعِيد : الشَّطْبَةُ : ( السَّيْفُ ) ، أَرادت أَنه كالسَّيْفِ يُسلُّ من غِمْدِه ، كما قال العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ يَرْثِي أَبَا الحَجْنَاء :
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وأَبَاجِلُه
____________________

(3/129)



( و ) الشِّطْبَةُ بالفَتْح و ( بالكَسْرِ : الجَارِيَةُ الحَسَنَةُ ) التَّارَّةُ ( الغَضَّةُ ) ، وقيل : هي ( الطَّوِيلَةُ ) ، والكَسْر عن ابن جِنِّي ، قال : والفَتْحُ أَعْلَى .
وغُلَامٌ شَطْب : حَسَنُ الخَلْق ، لَيْسَ بِطَوِيلٍ ولا قَصِيرٍ .
ورجُلٌ مَشْطُوبٌ ومُشَطَّبٌ إِذا كَانَ طوِيلاً .
( والفَرَسُ ) الشِّطْبَةُ : هي ( السَّبْطَةُ اللَّحْمِ ) بسكون الموحدة وكفَرِحَة ، وقيل : هي الطَّويلَة ( ويُفْتَح ) ، والكَسْرُ لغة ولا يُوصَفُ بِهِ المذكر .
( و ) الشِّطْبَةُ بالكَسْرِ : ( طَرِيقُ السَّيّفِ ) في مَتْنِه ( كالشُّطْبَة بالضَّمِّ ) والشَّطْبَة بالفتْح .
( و ) شُطَبَة ( كَهُمَزَة ) وهو نَادِر ، وقيل : هو جَمْع كَرُطَب وَرُطَبَة .
( ج شُطُبٌ وشُطُبٌ كغُرَف وكُتُب ) . قال شَيْخُنا نَقْلاً عن شُرُوحِ الفَصِيح : ظَاهِرُه أَنهما جَمْعَان لمُفْردٍ وَاحِدٍ . وقال الفَرَّاءُ ؛ إِنَّهُمَا لُغتَان ، فالشُّطُب كأَنَّه وَاحِدٌ كالحُلُم ، الشُّطَبُ كأَنه جَمْعُ شُطْبَة كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ . وصَرِيحُ كَلَامِ ابْنِ هِشَامٍ اللَّخْمِيِّ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ منهما جَمعٌ لمُفْردٍ لَفْظُه غَيْرُ لَفْظِ الآخر ، فالشُّطُب ، بضمتين ، جَمْعُ شَطِيبَة كصَحِيفَة وصُحُفٍ وأَما الشُّطَب ، بفتح الطاء ، فجمْعُ الشُّطْبَة فانْظُرْه مَعَ كَلَامِ المُصَنِّفِ .
( وسَيْفٌ مُشَطَّبٌ كمُعَظَّم ومَشْطُوبٌ : فِيهِ شُطَبٌ ) أَي طَرَائِقُ في مَتْنِه ، ورُبَّمَا كَانَتْ مُرْتَفِعَةً ومُنْحَدِرَةً . ويقال : إِنَّه مَجَازٌ ؛ لأَنَّه شُبِّه بما يُقَدُّ من السَّنامِ طُولاً . وعن ابن شُمَيْل : شُطْبَةُ السَّيْف : عَمُودُه النَّاشِزُ في مَتْنِه . وثَوْبٌ مُشَذَّبٌ : فِيهِ طَرَائِقُ .
( و ) الشِّطْبَةُ بالكَسْرِ : ( القِطْعَةُ من سَنَمِ البَعِيرِ تُقْطَعُ طُولاً ) لِئَلَّا تَنْشَدِخَ ( كالشَّطِيبَةَ ) وكلّ قِطْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ أَيْضاً تُسَمَّى شَطِيبَةً . وقِيلَ : شَطِيبَةُ اللَّحْم : الشَّرِيحَةُ مِنْه . وشَطَّبَه : شَرَّحه . وَيُقَالُ شَطَبْتُ السَّنَامَ والأَدِيمَ أَشْطُبُه شَطْباً . وقال أَبو زيد : شُطَبُ السنَّامِ : أَن تُقَطَّعَه قِدَداً ولا تُفَصِّلَهَا ، وَاحِدُهَا شُطْبَةٌ ، وقالوا أَيْضاً : شَطِيبَة وجَمْعُها شَطَائِب . وكُلُّ قِطْعَةِ أَدِيمٍ تُقَدُّ طُولاً شَطِيبَة
____________________

(3/130)


( وشَطَبَ ) السَّنَامَ والأَدِيمَ يَشْطُبُها شَطْباً . ( قَطَعَ ) ، وشَطِيبَةٌ من نَبْعٍ يُتَّخَذُ مِنْهَا القَوْسُ .
( و ) شَطَبَ : ( مَالَ ) . وطَرِيقٌ شَاطِبٌ : مَائِلٌ . ( و ) شَطَبَ ( عَنْهُ : عَدَلَ وبَعُدَ ) . يقال : شَطَبَ الدَّارُ . وعن الأَصْمَعِيّ : شَطَفَ وشَطَبَ ، إِذَا ذَهَبَ وتَبَاعَدَ .
وفي النَّوَادِرِ : رَمْيَةٌ شَاطِفَةٌ وشَاطِبَةٌ وصائفَةٌ إِذَا زَلَّت عن المَقْتَل . وفي الحَدِيث : ( فحَمَلَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى عَامِر بْنِ الطُّفَيْل فطَعَنَ فشَطَب الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِه ) . هو من شَطَب بمَعْنَى بَعُدَ . قال إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيُّ : شَطَبَ الرمْحُ عن مَقْتَلِه أَي لم يَبْلُغُه ورُوِي عن الأَصْمَعِيّ : شَطَفَ وشَطَب إِذا عَدَلَ ومَالَ .
( والشَّطَائِبُ ) دونَ الكَرَانِيفَ ، الواحِدَةُ شَطِيبَة . والشَّطْبُ دُونَ الشَّطَائِبِ حَكَاه ابن الأَعْرَابِيّ . والشَّطَائِب من النَّاسِ وغَيْرِهم : ( الفِرَقُ ) والضُّرُوب ( المُخْتَلِفَةُ ) . قال الرَّاعِي :
فَهَاجَ بِهِ لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى
شَطائِبُ شَتَّى من كِلَابٍ ونَابِلِ
( وناقَةٌ شَطِيبَةٌ : يَابِسَةٌ ) .
( وشَاطِبَةُ : د بالمَغْرِب ) بالإِنْدَلُس . مِنْهَا أَبو القَاسِم بنُ فِيرّهْ صاحِب حِرْزِ الأَمَانِي . والقاضي أَبو بَكْر بْنُ العَربِيّ . والإِمَامُ النَّظَّار أَبُو إِسْحَاق وغَيْرُهم ، وفِيهَا قِيلَ :
نِعْم مَلْقَى الرَّحْل شَاطِبَةٌ
لِفَتًى طَالَت بِهِ الرِّحَلُ
بلْدَةٌ أَوقَاتُها سَحَرٌ
وصَباً في ذَيْلِهِ بَلَلُ
ونَسِيمٌ عَرْفُه أَرِجٌ
ورِيَاضٌ غُصْنُها ثَمِلُ
____________________

(3/131)


ووجُوهٌ كُلُّها غُرَرٌ
وكَلَامٌ كُلُّه مَثَلُ
وقد تعرض لذكرها الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحمدُ المَقَّريّ في نَفْح الطِّيبِ فَرَاجِعْه .
( و ) في الصَّحاح ( شَطِيبٌ ) كأَمِيرٍ : اسم ( جَبَل ) .
( و ) قال ابن منظور : رأَيت في حَوَاشي نُسْخَةٍ مَوْثوقٍ به هذا وَقع في النسخِ . والذي أَورده الفارابيّ في دِيوَانِ الأَدَب ، والَّذِي رَوَاه ابْنُ دُرَيْد وابْنُ فَارِس : شَطِب ( ككَتِف ) وهو جَبَلٌ ( آخَرُ ) مَعْرُوف . قال عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَص ، ويُرْوَى لأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَيْضاً :
كأَنَّ أَقرابَهُ لمَّا عَلَا شَطِباً
أَقرابُ أَبْلَقَ يَنْفِي الخَيْلَ رَمَّاحِ
وقال امرؤُ القَيْس :
عَفَا شَطِبٌ مِنْ أَهْلِه فغُرُورُ
فمَوْبُولَةٌ إِن الديارَ تَدُورُ
( والشَّطِيبِيَّةُ : مَاءٌ بأَجَإِ ) لِبَنِي طَيِّىء .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَرضٌ مُشَطَّبَةٌ كمُعَظَّمَةٍ : خَطَّ فِيهَا السيلُ قَلِيلاً ) لَيْسَ بالكَثِيرِ .
( و ) الشَّطِيبِيَّةُ ( من البَرَاذِع : المُضَرَّبَةُ . وشِطَابُها ) بالكَسْرِ : ما تُضَرَّبُ بِهِ .
( و ) عن أبي الفَرَجِ : ( الشَّطائِبُ الشَّدَائِدُ ) كالشَّصَائِبِ سواء شُطَابٌ ( كغُرَابٍ : نَخْلٌ لبَنِي يَشْكُرَ ) بالْيَمَامَة .
( والشَّطْبَتَان : من أَوْدِيَةِ الْيَمَامَة ) .
( وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْنِ والكَفَ : انْتَبَر ) أَي انْتَفَخَ ( مَتْنَاهُ سِمَناً ) وتَبَايَنَت غُرُوزُه . وقال الجَعْدِيُّ :
مِثْلُ همْيَانِ العَذَارَى بَطْنُه
أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوب الكَفَلْ
( وانْشطَبَ المَاءُ وغَيْرُه : سَالَ ) . والانْشِطَابُ : السَّيَلَانُ . والمُنْشَطِبُ : السَّائِلُ من المَالِ وغَيْرِهِ .
وَرَجُلٌ شَاطِبُ المحلِّ مثل شَاطِن . والمُنْشطِبُ : السَّائِلُ .
____________________

(3/132)



( والشَّوَاطِبُ ) من النساء ؛ ( الَّلائِي يَقْدُدْن الأَدِيمَ بَعْدَ مَا يَحْلِقْنَه ) وفي نسخة يَخْلُقْنَه ، والَّلائِي يَشْقُقْنِ الخُوصَ ويَقْشِرْنَ العَسِيب ليَتَّخِذْنَ منْه الحْصْرَ ثم يُلْقِينَها إِلى المُنَقِّيَاتِ . قال قَيْسُ بن الخطيم :
تَرَى قِصَدَ المُرَّان تُلْقَى كأَنَّها
تَذَرعُ خِرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ
تقول مِنْه : شَطَبَتِ المرأَةُ الجَرِيدَة شَطْباً : شَقَّتْه فهي شَاطِبة لتَعْمَلنه الحَصِيرَ . وعن الأَصمعي : الشَّاطِبَةُ : التي تَقْشِر العَسِيبَ ، ثم تُلْقيه إِلى المُنَقِّيَةِ ( فتأْخُذُ كُلَّ شَيْء ) عَلَيْهِ بِسِكِّينِهَا تى تتركه رَقِيقاً ، ثم تُلْقِيه الُنَقِّيَةُ إِلى الشَّاطِبَة ثَانِية . وعن ابن السِّكّيت : الشَّاطِبَةُ : التي تَعْمَلُ الحَصِيرَ من الشَّطْبِ . والشُّطُوب : أَن يُؤْخَذَ قِشْرُه الأَعْلَى ، قال وتَشْطُب وتَلْحَى وَاحِدٌ ، وسيأْتي ذلك في ( خرص ) وفي ( ذرع ) إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالى .
والشُّطْب بالضم : قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ الأَدْنَى .
ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
شَطَبٌ : موضِعٌ باليَمَن بالقُرْب من صَنعاء ، وتُضَاف إِلَيْه سَوْدَة ، وهي قَرْيَةٌ عَامِرَة ، وقد نُسِب إِلَيْهَا جَمَاعَة من العلَمَاء والمُحَدِّثِين والصُّوفِيَّة .
شعب : ( الشَّعْبُ كالمَنْع : الجَم 2 عُ . والتَّفْرِيقُ . والإِصْلَاحُ . والإِفْسَادُ ) ، ضِدٌّ . صَرَّح به أَبو عُبَيْد وأَبُو زِيَادٍ . وقال ابْنُ دُرَيْد : هذَا لَيْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ كُلُّ من المَعْنَيَيْنِ لُغَةٌ لِقَوْم دُونَ قَوْم . وفي حَدِيثِ ابن عُمَر : ( شَعبٌ صَغِير من شَعْبٍ كَبِيرٍ ) أَي صَلاحٌ قَلِيلٌ مِن فَسَاد كَبِيرٍ . شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب . وشَعَّبَه فَتَشَعَّبَ . وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْد لعَلِيّ بن الغَدِيرِ الغَنَوِيِّ في الشَّعْبِ بمعنى التَّفْرِيقِ :
____________________

(3/133)



وإِذَا رَأَيْتَ المرءَ يَشْعَبُ أَمْرَه
شَعْبَ العَصَا ويَلِجُّ في العِصْيَان قال : مُرَادُه يُفرِّق أَمْرَهُ .
قال الأَصْمَعِيُّ : شَعَبَ الرجلُ أَمْرَه إِذَا شَتَّتَه وفَرَّقَه . وقَال ابْنُ السِّكِّيت : في الشَّعْبِ : يَكُونُ ب 2 عْنَيَيْن ، يَكُونُ إِصْلَاحاً ويكون تَفْرِيقاً . ( و ) الشَّعْبُ : ( الصَّدْعُ ) الذي يَشْعَبُه الشَّعَّابُ ، وإِصْلَاحُه أَيْضاً الشَّعْبُ ، قاله ابن السِّكِّيت . وفي الحَدِيثِ : ( اتَّخَذَ مكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً ) . أَي مَكَان الصَّدْعِ والشَّقِّ الَّذِي فِيه . والشَّعَابُ : المُلَئِّم وحِرْفَتُه : الشِّعَابَة . ( و ) الشَّعْبُ : ( التَّفَرُّقُ ) فالشَّيْءِ والجَمْعُ شُعُوبٌ . وفي حديثِ عَائِشَة رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا وَوَصَفَتْ أَبَاهَا : ( يَرْأَبُ شَعْبَهَا ) أَي يَجْمَعُ مُتَفرِّقَ أَمْره الأُمَّةِ وكَلِمَتَهَا .
( و ) الشَّعْبُ : ( القَبِيلَةُ العَظِيمَةُ ) ، وقِيلَ : الحَيُّ العَظِيمُ يَتَشَعَّبُ من القَبِيلَة ، وقِيلَ : هُوَ القَبِيَلة نَفْسُها والجمع شُعُوبٌ .
والشَّعْبُ : أَبو القَبَائل الَّذِي يَنْتَسِبون إِلَيْهِ أَي يَجْمَعُهُم ويَضُمّهم ، وَفِي التَّنْزِيلِ : { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ } ( الحجرات : 13 ) . قال ابنُ عَبَّاسٍ في ذلِك : الشعُوب : الجُمَّاعُ . والقَبَائِلُ : لبُطُونُ ؛ بُطُونُ العَرَب .
ونَقَلَ شَيْخُنَا عَنْ أَبِي عُبَيدٍ البَكْرِيِّ في شَرْحِ نَوَادِرِ أَبِي عَلِيّ الْقَالِيّ : كُلُّ النَّاسِ حَكَى الشَّعْبَ في القَبِيلَةِ ، بالفتح . وفي الجَبَل ( بالكَسْرِ ) إِلا بُنْدَار فإِنَّه رَوَاه عَنْ أَبِي عُبَيْدَة بالعَكْسِ ، انْتَهى .
وحَكَى أَبُو عُبَيْد عَنِ ابْنِ الكَلْبِيّ عَنْ أَبِيهِ ، الشَّعْبُ : أَكْبَرُ مِن القَبِيلَة ثم الفَصِيلَةُ ثم العِمَارَةُ ثُمَّ البَطْنُ ثُم الفَخِذُ .
قال الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيّ : الصَّحِيحُ في هذَا ما رَتَّبَه الزُّبَيْر بْنُ بَكَّار ، وهو الشَّعْبُ ثُمَّ القَبِيلَةُ ثُمَّ الفَصِيلَة . وقد نَظَمَه الزَّيْنُ العِرَاقِيّ ، وذَكَرَه ابْن رَشِيقٍ في العُمْدَةِ .
قال أَبو أُسَامَة : هذِه الطَّبَقَات على
____________________

(3/134)


تَرْتِيبِ خَلْقِ الإِنْسَان ، فالشَّعْبُ أَعْظَمُهَا مُشْتَقٌّ من شَعْبِ الرَّأْسِ ، ثم القَبِيلَةُ مِنْ قَبِيلَة الرَّأْسِ لاجْتِمَاعِهَا ، ثم العِمَارَةُ ، وَهِيَ الصَّدْرُ ، ثم البَطْنُ ، ثم الفَخِذ ، ثُمَّ الفَصِيلَة ؛ وهِي السَّاقُ .
قلت : وقال شيخنا : وزاد بعضه العَشيرة فقال :
اقصهد الشَّعْبَ فَهُوَ أَكثر حَيَ
عَدَداً في الحِواء ثم القَبِيلَهْ
ثم يَتْلُوهُمَا العِمَارَةُ ثُمَّ الْ
بَطْن والفَخُذ بَعْدَها والفَصيلهْ
ثم من بعدها العَشِيرَة لكِن
هي في جَنْبِ ما ذكَرْنَا قَلِيلَه
قال : ونَظَمَهَا الشَّاذِلِيّ مع زِيَادَة ضَبْطِهَا فَقَالَ :
شَعْبٌ بفَتْح الشِّينِ القَبِيلَهْ
مِنْ بَعْدِها عِمَارةٌ أَصِيلَهْ
وهْي بِكَسْرِ العَيْنِ تُرْوَى ثُمَّ قُلْ
بَطْنٌ وفَخْذ بَعْدَها ولا تَحُلْ
وسَادِسٌ فَصِيلَةٌ تَرْوِيه
وَهْيَ الْعَشِيرةُ الَّتِي تَلِيه
وقرأْتُ في نفْحِ الطِّيب لأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد المَقَّرِيّ مَا نَصه : وقَالَ العَلَّامَة مِحَمَّد بنُ عَبْد الرَّحْمن الغَرْنَاطِيّ الشَّعْبُ ثم قَبِيلَةٌ وعِمَارَة :
الشَّعْبُ ثم قَبِيلَةٌ وعِمَارَة
بَطْنٌ وفخْذٌ فالفَصِيلَة تَابِعَه
فالشَّعْب مُجْتَمَعٌ القبِيلَةِ كُلّهَا
ثُمَّ القَبيلَة لِلْعِمَارَةِ جامَعَهُ
والبَطْنُ تجْمَعُه العَمَائِر فاعْلَمَنْ
والفَخْذَ تَجْمَعَه البُطُونُ الوَاسِعَهْ
والفَخْذُ يَجْمَع لِلْفَصَائِل هَاكَها
جَاءَت على نَسَقٍ لَهَا مُتَتَابِعَهْ
فخُزَيْمَةٌ شَعْبٌ وإِن كِنَانَةً
لَقَبِيلَةٌ مِنْهَا الفَضَائِلُ نَابِعَهُ
وقُريْشُها تُسْمَى العِمَارَةَ يا فَتى
وقُصَيُّ بَطْنٌ للأَعَادِي قَامِعَهْ
ذَا هَاشِمُ فَخِذٌ وَذَا عَبَّاسُهَا
كَنْزُ الفَصِيلَةِ لا تُنَاطُ بِسَابِعَه
قلت : ومِثْلُه في المِصْبَاح وغَيْرِه مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَة .
( و ) الشَّعْبُ : ( الجَبَلُ ) هَكَذَا في النُّسَخِ ، وَصَوَابُه الجِيلُ ( بِكَسْرِ الجِيمِ واليَاءِ التَّحْتِيَّة السَّكِنَة ) كما في غَيْره وَاحِدَةٍ من الأُمَّهَاتِ .
قال ابُنُ مَنْظُور : والشَّعْبُ : ما تَشَعَّبَ
____________________

(3/135)


مِنْ قَبَائِلِ العَرَب والعَجَم ، وكُلُّ جِيلٍ شَعْبٌ . قَال ذُو الرُّمَّة :
لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلِي جِدَّةً أَبداً
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِداً شُعَبُ
والجَمْعُ كالجَمْعِ . ونَسَبَ الأَزْهَرِيّ الاستِشّهَادَ بهذا البَيتِ إِلى اللَّيْثِ .
وسَيَأْتِي ذِكْرُ الشَّعْبِ واخْتِلَافهم فِيه . وقَدْ غَلَبَت الشُّعُوبُ بلَفْظِ الجَمْع عَلَى جِيلِ العَجَم كما سَيَأْتِي أَيْضاً فَاتَّضَح بِذَلِكَ أَن نُسْخَةَ الجَبَل خَطَأٌ .
( و ) الشَّعْبُ : ( مَوْصِلُ قَبَائِل الرَّأْسِ ) ، وهو شَأْنُه الَّذِي يَضُمُّ قَبَائِلَه . وفي الرَّأْسِ أَربَعُ قَبائِل ، وأَنشد :
فإِن أَوْدَى مُعَاوِيَةُ بن صَخْر
فَبَشِّرْ شَعْب رَأْسِكَ بانْصِدَاعٍ
( و ) الشَّعْبُ : ( البُعْدُ ) . يقال : شَعْبُ الدَّارِ أَي بُعْدُها . قال قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ :
وأَعْجَلُ بالإِشْفَاقِ حَتَّى يَشِفَّنِي
مَخَافَة شَعْبِ الدَّارِ الشَّمْلُ جَامِعُ .
( و ) الشَّعْبُ : ( البَعِيدُ ) . يقال : ماءُ شَعْبٌ أَي بَعِيدٌ والجَمْعُ شُعُوبٌ .
وانْشَعَبَ عَنِّي فُلَانٌ : تَبَاعَدَ . وشَاعَبَ صاحِبَه : باعَدَه . قَالَ :
وسِرْتُ وفي نَجْرَانَ قَلْبِي مُخَلَّفٌ
وجِسْمِي ببَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
( و ) الشَّعْبُ : ( بَطْنٌ من هَمْدَانَ ) . وقال الفَرَّاء : حَيٌّ مِنَ الينِ . وإِلَيْهِ نُسِبَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الفقيهُ المَشْهُورُ ، قاله ابْنُ فَارِس والأَزْهَرِيّ والفَارَابِيّ ، وسَيَأْتِي بَيَانُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ .
وقيل : شَعبٌ : جَبَلٌ باليَمَن ، وهو ذُو شَعْبَيْن نَزَلَهُ حَسَّانُ بْنُ عَمْرو الحِمْيَرِيُّ وَوَلَدُه فنُسِبُوا إِلَيْه ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُم بالكُوفَةِ يقَالُ لَهُم شَعْبِيُّون ، مِنْهُم عَامِرٌ الشَّعْبِيّ وعِدَادُه في هَمْدَان ، ومَنْ كَان منهم بالشَّامِ يُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِيُّون ، ومَنْ كَانَ مِنْهُم باليَمَن يُقَالُ لَهُم آلُ هي شَعْبَيْن ، ومَنْ كان مِنْهُم بالشَّامِ يُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِيُّون ، ومَنْ كَانَ مِنْهُم باليَمَن يُقَالُ لَهُم آلُ ذِي شَعْبَيْن ، ومَنْ كان مِنْهُم بِمِصْر المَغْرِبِ يُقَالُ لَهُم لأُشْعُوبُ . كذا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) الشِّعْبُ ( بالكَسْرِ : الطَّرِيقُ في
____________________

(3/136)


الجَبَل ) ، قد أَنْكَرَه شَيْخُنَا ، وَهُوَ فِي لِسَانِ العَرَب وغَيْرِه من الأُمَّهَاتِ .
( و ) قال ابن شُمَيْلٍ : الشِّعْبُ ( مَسِيلُ المَاءِ في بَطْنِ أَرضٍ ) لَهُ حَرْفان مُشْرِفَان ، وعَرْضُه بَطْحَةُ رَجُل إِذَا انْبَطَح ، وقد يَكُون بَيْن سَنَدَيْ جَبَلَيْنِ . ( أَو ) الشِّعْبُ هُوَ ( ما انْفَرَجَ بَيْنَ الجَبَلَيْن ) .
( و ) الشِّعْب : ( سِمَةٌ لِلْإِبِل ) لبَنِي مِنْقَرٍ كهَيْئةِ المِحْجَنِ ، قاله الجَوْهَرِيّ .
وعن ابن شُمَيْل : الشِّعَابُ : سِمَةٌ في الفَخِذ في طُولِهَا خَطَّانِ يُلَاقَى بين طَرَفَيْهِمَا الأَعْلَيَيْنِ ، والأَسْفَلان مُتَفَرِّقَان . وأَنْشد :
نَارٌ عَلَيْهَا سِمَةُ الغَوَاضِرْ
الحَلْقَتَانِ والشِّعَابُ الفَاجِرُ
وقال أَبو عَلِيَ في التَّذْكِرَةِ : الشَّعْبُ : وَسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسْفَلُه مُتَفَرِّقٌ ( أعلاه ) .
وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : هو سِمَةٌ في العُنُق كالمِحْجَنِ ، نَقَله شيخنا .
ورأَيتُ في هَامِشِ نُسْخَة لِسَانِ العَرَب : الشَّعْب : سِمَةٌ ، بكَسْر الشِّين وفَتْحِها .
( وَهُوَ ) أَي الجَمَلُ ( مَشْعُوبٌ ) . وإِبِلٌ مُشَعَّبَةٌ : مَوْسُومٌ بها .
( و ) الشِّعْبُ : ( ع ) .
( و ) الشَّعَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : بُعْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْن ) والفِعْلُ كالفِعْل .
( و ) الشَّعَبٌ : تَبَاعُدُ ( مَا بَيْنَ القَرْنَيْن ) ، وقَدْ ( شَعِبَ كفَرِح ) شَعَباً ، وهُوَ أَشْعَبُ . وظَبْيٌ أَشْعَبُ بَيِّنُ الشَّعَبِ إِذا تَفَرَّقَ قَرْنَاه فَتَيَايَنَا بَيْنُونَةً شَدِيدَةً وكَانَ مَا بَيْنَ قَرْنَيْه بَعِيداً جِدًّا ، والجَمْعُ شُعْبٌ . وتَيْسٌ أَشْعَبُ ، وعَنْزٌ شَعْبَاءُ .
( والشَّاعِبَان : المَنْكِبَان ) لتَبَاعدِهِمَا ، يمانية .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الشعَبُ كَصُرَدِ : الأَصَابِعُ ) . يقال : قَبَضَ عَلَيْهِ بِشُعَبِ يَدِه : أَصَابِعِهِ . واغْرِزِ اللحْمَ في شُعَب السَّفُّودِ ، كَذَا في الأَسَاس .
( والشَّعِيبُ ) كأَمِيرٍ : ( المَزَادَةُ )
____________________

(3/137)


المَشْعُوبَةُ ( أَو ) هِيَ الَّتِي ( من أَديمَيْن ) وقِيلَ : مِنْ أَدِيمَين يُقَابَلَان لَيْسَ فِيهِما فِئامٌ فِي زَوايَاه 2 ا . والفِئَامُ في الْمَزَايِد : أَن يُؤْخَذَ الأَدِيمُ فيُثنَى . ثم يُزَادَ في جَوَانِبِها ما يُوَسِّعُها . قال الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلاً تَرْعَى في العَزِيبِ :
إِذا لَمْ تَرُحْ أعدَّى إِلَيْهَا مُعَجِّلٌ
شَعِيبَ أَدِيم ذَا فِرَاغَيْنِ مْتْرَعا
يعني ذا أَدِيمَيْن قُوِبلَ بينهما وقيل : التي تُفْأَمْ بِجِلْدٍ ثالِثٍ بَيْنَ الجِلْدَيْن لتَتَّسِعَ . وقِيلَ : هِي التي من قِطْعَتَيْن شُعِبَتْ إحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى أَي ضُمَّت . ( أَو ) هِيَ ( المَخْرُوزَةُ مِنْ وَجْهَيْن ) وكُلُّ ذلِكَ من الجَمْع . ( و ) الشَّعِيبُ أَيضاً : ( السِّقَاءُ البَالِي ) لأَنَّه يُشْعَبُ .
( ج ) أَي جَمْعُ كُلّ ذَلِك شُعُب ( كَكُتُبٍ ) .
وفي لِسَانِ العَرَب : الشَّعِيبُ والمَزَادَةُ والرَّاوِيَة السَّطِيحَةُ شَيْء واحد ، سُمِّي بِذلكِ لأَنَّه ضُمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْض . وفي قَوْلِ المَرَّارِ يَصِفُ نَاقَةً :
إِذا هِيَ خَرَّتْ خَرَّ مِنْ عَنْ يَمِينِهَا
شَعِيبٌ بِهِ إِجْمَامُهَا ولُغُوبُهَا
يَعْنِي الرَّحْلَ ؛ لأَنَّه مَشْعُوبٌ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ أَي مَضُمُومٌ .
( والشُّعْبَةُ بالضَّمِّ : ما بَيْنَ القَرْنَيْن ) لتَفْرِيقِهِما بَيْنَهُمَا ( و ) ما بَيْن ( الغُصْنَيْن ) ومثله في الأَساس .
( و ) الشُّعْبَة : الفِرْقَةُ و ( الطَّائِفَةُ من الشَّيْءِ ) . وفي يَدِه شُعْبَةُ خَيْرٍ مَثَلٌ بِذلِكَ . ويقال : الشْعَبْ لِي شُعْبَةً مِنَ الْمَالِ أَي أَعْطِنِي قِطْعَةً مِنْ مَالِك . وفي يَدِي شُعْبَةٌ مِنْ مَالٍ . وفي الحديث : ( الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمان ) أَي طَائِفَةٌ مِنْه وقِطْعَة . وَفي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُود : ( الشَّبَابُ ) شُعْبَةٌ من الجُنُونِ ) وقَوْلُه تَعَالَى : { إِلَى ظِلّ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ } ( المرسلات : 30 ) . قال ثَعْلَب : يقال : إِنَّ النارَ يَوْمَ القِيَامة تنفَرِق ( إِلى ) ثَلَاث فِرَق فكُلَّمَا
____________________

(3/138)


ذَهَبُوا أَنْ يَخْرُجُوا إِلى مَوْضِعٍ رَدَّتْهُم . ومعنى الظِّلِّ هُنَا أَنَّ النَّارَ أَظَلَّتْه لِأَنَّه لَيْسَ هنَاك ظِلّ ، كذا في لسان العَرَب .
( و ) الشُّعْبَةُ من الشَّجَرِ : ما تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِها . قَالَ لَبِيدٌ :
تَسْلُبُ الكَانِسَ لم يُؤْرَها
شُعْبَة السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ
وتَشَعَّبَ أَغْصَانُ الشَّجَرَة وانْشَعَبَت : انْتَشَرت وتَفَرَّقَتْ . وشُعْبَة : غُصْن من أَغْصَانِها وقيل : الشُّعْبةُ : ( طَرَفُ الغُصْنِ ) ، وَهُوَ مَجَاز . وشُعَبُهُ : أَطْرَافُه المُتَفَرِّقَةُ ، وكُلُّه رَاجِع إِلىَ مَعْنَى الافْتِرَاقِ ، وقِيلَ : مَا بَيْنَ كُلِّ غُصْنَيْن شُعْبَة . ويُقَالُ : هَذِه عَصا فِي رَأْسِهَا شُعْبَتَان . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمَاعِي مِن الْعَرَبِ عَصا في رَأْسِها شُعْبَان ، وبغَيْر تَاءٍ ، كَذَا قَالَه ابْنُ مَنْظُور .
وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَازِ : أَنَا شُعْبَةٌ مِنْ دَوْحَتِكَ وغُصْنٌ مِنْ سَرْحَتِك .
( و ) الشُّعْبَةُ : ( المَسِيلُ في ) ارتِفَاع قَرَارَة ( الرَّمْلِ ) . والشُّعْبَةُ : المَسِيلُ الصَّغيرُ . يقال : شُعْبَ حافِلٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ سَيْلاً .
( و ) الشُّعْبَةُ : ( مَا صَغُرَ مِنَ ) وفي نسخة عَنِ ( التَّلعَةِ ) . ( و ) قِيلَ : ( ما عَظُمَ من سوَاقِي الأَوْدِيَةِ ) . وقِيلَ : الشُّعْبَةُ : ما انْشَعَبَ من التَّلْعَةِ والوَادِي أَي عَدَلَ عَنه وأَخَذَ في طَرِيقٍ غَيرِ طَرِيقِه فتِلْكَ الشُّعْبَةُ . ( و ) الشُّعْبَةُ : ( صَدْعٌ في الجَبَلِ يَأْوِي إِلي المَطَرُ ) ، كذا في النُّسَخِ وصَوَابُه الطَّيْرُ ، كَذَا في لِسَانِ العَرَب وزَادَ وَهُوَ مِنْهُ . ( ج ) أَي جَمْعُ الكلِّ ( شُعَبٌ وشِعَابٌ ) الشُّعْبَة : دون الشِّعْبِ . ( و ) من المَجَاز : ( شُعَبُ الفَرَسِ ) وأَقْطَارُه : ( نَوَاحِيهِ كُلُّهَا ) . قال دُكَيْنُ بْنُ راءٍ :
أَشَم خِنْذِيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ
يَقْتَحِمُ الفَارِسَ لولا قَيْقَبُهْ .
____________________

(3/139)



( أَو ) الشُّعَبُ : ( ما أَشْرَفَ مِنْهَا ) أَي نَواحِيه . وفي بَعْضِ النُّسَخ مِنْهُ ، فالضَّميرُ للْفَرَس ، المُرَادُ بما أَشْرَفَ مِنْه كالعُنُق والمَنْسِج والحَجَبَات . وشُعَبُ الدَّهْرِ : حالَاتُه ، قَالُه اللَّيْث . وأَنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة المُتَقَدِّم الَّذِي هُوَ :
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَ
وفَسَّرَهُ فَقَال : أَي ظَنَنْتُ أَن لا يَنْقَسِم الأَمْرُ الوَاحِدُ إِلَى أُمُورٍ كَثِيرَة . قال الأَزْهَرِيُّ : ولم يجوِّد الليثُ في تَفْسِير البَيْتِ ، ومَعناهُ أَنَّه وَصَفَ أحْيَاءً كانوا مُجْتَمِعِين في الرَّبِيعِ ، فلما قَصَدُوا المَحَاضِرَ تَقَسَّمَتْهُم المِيَاهُ . وشُعَبُ القَوْمِ : نِيَّاتُهُم في هَذَا البَيْت ، وكانت لِكُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم نِيَّةٌ غيرُ نِيَّةِ الآخَرِينٍ فَقَالَ : ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِيَّاتٍ مُخْتَلِفةً تُفَرِّقُ نِيَّةً مُجْتَمِعَةً ، وذَلِكَ أَنَّهم كَانُوا في مُنْتَوَاهُم ومُنْتَجَعِهم مُجْتَمِعِين عَلَى نِيَّةٍ وَاحِدَة ، فلما هَاجَ العُشْبُ ونَشَّتِ الغُدْرَانُ تَوَزَّعَتْهم المَحَاضِرُ وأَعْدَادُ المِيَاهِ ، فهذا مَعْنَى قَوْله :
ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
انْتَهَى من لِسَانِ العَرب .
ومن المجاز : نُوَبُ الزَّمَانِ وشُعَبُه : حَالَاتُه ، كَذَا فِي الأَسَاسِ .
( وَشَعُوبُ : قَبِيلَةٌ ) . قال أَبو خِرَاش :
مَنَعْنَا من عَدِيِّ بني حُنَيْفٍ
صِحَابَ مُضَرِّسٍ وابْنَىْ شَعُوبا
فأَثْنِوا يا بَنِي شِجْعٍ عَلَيْنَا
وحَقُّ ابْنَيْ شَعُوبٍ أَن يُثِيبَا
قال ابنُ سِيدَه : كَذَا وَجَدْنَا شَعُوبٍ مَصُرُوفاً في البَيْتِ الأَخِير . ولو لم يُصْرَف لاحْتَمَل الزِّحَافَ .
( و ) شَعُوبُ : اسْمُ ( المَنِيَّةِ ) ، ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بِغَيْره أَلِفٍ ولَامٍ ( كالشَّعُوب ) مَعْرِفةً ، وقد أَنْكَرَه جَمَاعَةٌ وعَدُّوه مِنَ اللَّحْنِ .
وفي الصَّحَاح : الشُّعْبَةُ : الفرْقَةُ . تقُولُ : شَعَبَتْهُم المَنِيَّةُ أَي فَرَّقَتْهُم ، ومِنْه : سُمِّيَتِ المَنِيَّةُ شَعُوبَ ، وهي مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرِفُ ولا يَدْخُلُها الأَلِفُ والَّلامُ .
وفي لِسَانِ العَرَبِ : وقِيلَ : شَعُوبُ
____________________

(3/140)


والشَّعُوبُ كِلْتَاهُمَا المَنِيَّة لأَنَّه تُفَرِّقُ . أَما قَوْلُهم فيها شَعُوبُ ، بغير لام ، والشَّعُوبُ ، باللام ، فقد يُمْكِن أَن يَكُونَ في الأَصْل صِفَةً لأَنَّه من أَمْثِلَة الصَّفَاتِ بِمَنْزِلَة قَتُول وضَرُوب ، وإِذَا كَانَ كَذَلِك فَالَّلام فِيه بمَنْزِلَتها في العَبَّاسِ والْحَسَن والحَارِث . ويُؤَكِّد هَذَا عِنْدَك أَنَّهم قَالُوا في اشْتِقَاقِها إنَّمَا سُمِّيت شَعُوب لأَنَّها تَشْعَبُ أَي تُفَرِّقُ وهذا المَعْنَى يُؤَكِّد الوَصْفِيَّة فِيها ، وهَذَا أَقْوَى من أَن تُجْعَلَ الَّلامُ زَائِدَةً . ومن قَالَ شَعُوبُ ، بِلَا لَامٍ ، خَلَصَتْ عِنْدَه اسْماً صَرِيحاً ، وأَعْرَاهَا في اللَّفْظِ من مَذْهَبِ الصَّفَة ، فلِذَلِكَ لم يُلْزِمْهَا الَّلام كما فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ قَالَ : عَبَّاس وحَارِث إلَّا أَنَّ رَوَائِح الصَّفَةِ فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وإِنْ لم تَكُنْ فيه لَامٌ ، أَلَا تَرَى أَنَّ أَبَا زَيْد حَكَى أَنهم يُسَمونَ الخُبْزَ جَابِرَ بْنَ حَبَّةَ ؛ وإِنَّما سَمَّوْه بِذَلِك لأَنه يَجْبُر الجَائِع ، فَقَدْ تَرَى مَعْنَى الصَّفَة فِيه وإِنْ لَمْ تَدْخُلْه الَّلامُ . ومِنْ ذَلِكَ قَوْلُهم : وَاسِطٌ قال سِيبَوَيْهِ : سَمَّوْهُ واسِطاً ؛ لأَنَّه وَسَطَ بَيْنَ العِرَاقِ والبَصْرَةِ ، فمَعْنَى الصِّفَةِ فِيهِ وإِن لمْ يَكُن في لَفْظِه لَامٌ ، انْتَهَى .
ويُقَالُ : أَقَصَّتُه شَعُوبُ إِقْصَاصاً إِذَ أَشْرَف على المَنِيَّة ثم نَجَا . وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ : ( فما زِلْتُ وَاضِعاً رِجْلِي عَلَى خَدِّه حَتَّى أَزَرْتُه شَعُوبَ ) أَي المَنِيَّة . وأَزَرْتُه مِنَ الزِّيَارَة . وقَال نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الأَسَدِيُّ :
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِهِ وبِمَالِه
إِن المَنَايا للِرِّجَالِ شَعُوبُ
( و ) شَعُوبُ : ( ع باليَمَن ) . وفي التكملة قَصْرٌ باليَمَن .
( وشَعَبَ كمنَعَ : ظَهَرَ ) ، ومِنْه سُمِيّ الشّهْرُ كَمَا سَيَأْتِي .
( و ) شَعَبَ ( البَعِيرُ ) : يَشْعَب شَعْباً ( اهْتَضَم الشجرَ مِنْ أَعْلَاهُ ) . قال ثَعْلَبٌ : قَالَ النَّضْر بنُ شُمَيْل : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا حِجَازِيًّا بَاعَ بَعِيراً لَهُ يَقُولُ : أَبِيعُك هو يَشْبَعُ عَرْضاً وشَعْباً . العَرْضُ : أَن يَتَنَاوَلَ الشَّجَر مِنْ أَعْرَاضِهِ .
____________________

(3/141)



( و ) شَعَبَ ( فُلَاناً : شَغَلَه ) . يقال : ما شَعَبَكَ عَنِّي ، أَي مَا شَغَلَك .
( و ) شَعَبَ الأَمِيرُ رَسُولاً إِلَيْه : أَرْسَلَه ) .
( و ) شَعَبَ ( اللِّجَامُ الْفَرَسَ ) إِذا ( كَفَّه عَنْ جِهَةِ قَصْدِهِ ) ولم يَدَعْه يَمْضِي عَلَى جِهَتِه . قال دُكَين :
شَاحِيَ فِيهِ واللِّجَامُ يَشْعَبُه
وفي الشِّمَالِ سَوْطُه ومِخْلَبُه
( و ) شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً إِذَا ( صَرَفَه ) .
( و ) شَعَبَ ( إِلَيْهِم ) في عَدَدِ كَذَا : ( نَزَعَ وفَارَق صَحْبَه ) .
( وشَعْبَانُ : قَبِيلَة . و : ع بالشّأم ) .
في لسان العرب : شَعْبَان : بَطْنٌ من هَمْدَان تَشَعَّب مِن الحيَمَن . إِلَيْهم يُنْسَبُ عَامِ الشَّعْبِي على طَرحِ الزَّائد . وقد تَقَدَّم أَنَّ مَنْ نَزَلَ الشَّأم مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ بْنِ عَمْرو الحِمْيَرِيِّ يُقَال لهن : الشَّعْبَانِيُّون .
( و ) شَعْبَان : ( شَهْرٌ م ) بَيْنَ رَجَب ورمضَان . ( ج شَعْبانَاتٌ وشَعَابِينُ ) كرمَضَانَ ورَمَاضِين . قَالَه يُونُس . ثم ذَكَر وَجْه التَّسْمِيَة فَقَال : ( مِنْ تَشَعَّبَ ) إِذَا ( تَفَرَّقَ ) كَانُوا يَتَشَعَّبُون فِيه في طَلَبِ المِيَاه ، وقِيلَ في الغَارَاتِ . وقَالَ ثَعْلَبٌ : قال بَعْضُهُم : إِنَّما سُمِّي شَعبَانُ شَعْبَاناً لِأَنَّه شَعَبَ أَيظَهَرَ بَيْنَ شَهْرَيْ رَمَضَان وَرَجَب . ( كانْشَعَبَ ) الطَّرِيقُ إِذَا تَفَرَّقَ ، وكَذَلِك أَغصانُ الشجرة . وانْشَعَبَ النهرُ وتَشَعَّبَ : تَفَرَّقَتْ مِنْه أَنْهَارٌ . ( و ) الزرعُ يَكُونُ عَلَى وَرَقِه ثُمَّ يُشَعِّبُ . وشَعَّبَ الزَّرْعُ وتَشَعَّب ؛ ( صَارَ ذَا شُعَبٍ ) أَي فِرَقٍ .
( وأَشْعَبَ ) الرجلُ إِذا ( مَاتَ كانُشَعَب ) ع ( وْ فَارَق فِرَاقاً لا يَرْجِعُ ) وقد شَعَبَتُه شَعُوبُ تَشْعَبُه فأَشْعَبَ ( كشَعَّبَ ) مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا في النّسخ ، بالتَّشْدِيدِ . وفي بَعْض كمَنَ ، ومِثْلُه في لسان العرب . قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ :
أَقَامَتْ بِهِ مَا كَانَ في الدَّارِ أَهْلُهَا
وَكَانُوا أُنَاساً مِنْ شَعُوبَ فَأَشْعَبُوا
تَحَمَّلَ مَنْ أَمْسَى بِهَا فَتَفَرَّقُوا
فَرِيقَيْن مِنْهُم مُصْعِدٌ ومُصَوِّبُ
قال ابن بَرِّيّ : صَوَابُ إِنْشَادِه على
____________________

(3/142)


مَا رُوِي في شِعْرِه ؛ وَكانُوا شُعُوباً مِنْ أُنَاسٍ أَي مِمَّن تَلْحَقهُ شَعُوبُ ، ويُرْوَى مِنْ شُعُوبٍ أَي كَانُوا مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ يَهْلِكُونَ فَهَلَكُوا ، انتهى .
ويقال للمَيِّت : قَدِ انْشَعَبَ . قال سَهُمٌ الغَنَوِيّ :
حَتَّى تُصَادِف مَالاً أَو يُقَالَ فَتًى
لَاقَى الَّتِي تَشعَبُ الفِتْيَان فَانْشَعَبَا
ونَسَبَهُ الصَّاغَانِي إِلى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ .
( والمَشْعَبُ : الطَّرِيقُ ) . ( و ) المِشْعَبُ ( كمِنْبَر : المِثْقَبُ ) يُشْعَبُ به الأَنَاءُ أَيْ يُصْلَحُ . والشَّعَّابُ : المُلَئِّمُ ، وحِرْفَتُه الشِّعَابَةُ .
( وَشَاعَبَهُ ) وشَاعَبَ صاحِبَهُ إِذَا ( بَاعَدَه ) . قَالَ :
وسِرْتُ وَفِي نَجْرَانَ قَلْبِي خَلَّفٌ
وجِسْمِي بَبَغْدَاذِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
( و ) شَاعَبَ فلانٌ الْحَيَاةَ ، وشَاعَبَتْ ( نَفْسُه : مَاتَ ) أَي زايَلَتِ الْحَيَاة وذَهَبَتْ . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
وَيَبْتَزُّ فِيهِ المَرْءُ بَزَّ ابْنه عمِّه
رَهِيناً بكَفَّيْ غَيْرِه فَيُشَاعِبُ
يُشَاعِبُ : يُفَارِق أَي يُفَارِقُهُ ابْنُ عَمِّه فَبَزُّ ابْنِ عَمِّه : سِلَاحُه . يَبْتَزّه : يأْخُذُه .
( كانُشَعَبَ ) وقد تَقَدّم . ( وانْشْعَبَ ) عَنِّي فُلَانٌ : ( تَبَاعَدَ ) .
( و ) شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب : ( انْصَلَح ) . ويُقَالُ : أَشْعَبَه فِيمَا يَنْشَعِب أَي يَلْتَئمُ ، ويُسَمَّى الرحْلُ شَعِيباً كما يأَتي .
وانْشَعَبَ أَيْضاً إِذَا ( تَفَرَقَ كتَشَعَّبَ في الكُلِّ . مِمَّا ذكر .
( والشَّعُوبِيُّ ) بالفَتْح : ( ة باليَمَنِ ) . وقال أَبُو عُبَيْد : قَصْرٌ باليَمَن ، وقِيلَ : بَسَاتِينُ بظَاهِرِ صَنْعَاءَ . وقَال الصَّاغَانِيُّ بئر الشَّعُوبيّ : قَرْيَةٌ من مِخْلَاف سِنْجان ( وبالضَّمِّ : مُحْتَقِرُ أَمْرِ العَرَب ) . قال ابنُ مَنْظُور : وقد غَلَبت الشُّعُوبُ بلَفْظه الجَمْع على جِيلِ العَجَم حَتى قِيلَ
____________________

(3/143)


لمُحْتَقِر أَمْرِ العَرَب شُعُوبِيٌّ ، أَضَافُوا إِلَى الجَمْع لغَلَبَتِهِ على الجِيلِ الوَاحِدِ كقَوْلِهم : أَنْصَارِيٌّ . ( وهم الشعُوبِيَّةُ ) ؛ وهم فِرقَة لا تُفَضِّل العَرَبَ عَلَى العَجَم ، ولا تَرَى لَهُم فَضْلاً عَلَى غَيْرِهِم . وأَمَّا الَّذي في حَدِيثِ مَسْرُوقٍ ( أَنَّ رَجُلاً مِنَ الشعُوبِ أَسْلَمَ ، فكَانَت تُؤْخَذُ مِنه ) . قال ابْن الأَثيرِ : الشُّعُوبُ ها هُنَا العَجَم ، وَوَجْهُه أَنَّ السَّعْبَ ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِل العَرَبِ أَو العَجَم فخُصَّ بأَحَدِهما ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ الشعُوبِيّ كقَوْلِهِم : اليَهُودُ والمَجُوسُ في جَمْعِ اليَهُوديِّ والمَجُوسِيّ .
( وشِعْبَانِ بالكَسْر ) بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة : ( مَاءٌ لِبَنِي أَبِي بَكْر بْنِ كِلَاب ) . ( و ) شُعْبٌ ( كَقُفْلٍ : وَادٍ بين الحَرَمَيْن ) الشَّرِيفَيْن يَصُبُّ في وادِي الصَّفْرَاء . ( وذَاتُ الشَّعْبَيْن ) بالفَتْح : ( ة باليَمَامَة وذو شَعْبَيْن : جَبَلٌ باليَمَن وقد تَقَدَّم . ( وشُعْبَةُ ) بالضَمِّ : ( ع ) وفي حديث المغازي ( خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلَى اللّهِ عَلَيْه وسَلَّم يُيدُ قُرَيْشاً ، وسَلَكَ شُعْبَةَ ) وهُوَ مَوْضِع ( قُرْبَ يَلْيَل ) بوَزْنِ جَعْفَر ، كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ في نُسخَتِنَا ومِثْلُه في المَرَاصِدِ وغَيْرِه أَو بِوَزْنِ أَمِير كما يَأْتِي للمُصَنِّف ، وهو مَوْضِعٌ قُرْبَ الصَّفْرَاءِ فِيهِ عَيْنٌ غَزِيرَةٌ .
وفي لِسَانه العَرَب ، يُقَالُ لِهَذَا المَوْضِع شُعْبَةُ ابْنِ عَبْدِ اللّهِ . قلتُ : وشُعْبَة : مَوْضِعٌ على فَرْسَخَيْن من زَبِيدَ بِهَا نَخِيلٌ ومَنَازِلُ . ( والشُّعْبَتَان ) بالضّمِّ : ( أَكَمَةٌ ) لها قَرْنَانِ نَاتِئَان .
( و ) في المَثَل : ( لا تَكُنْ أَشْعَبَ فَتَتْعَبَ . هُوَ ) أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْر مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أَهل المَدِينة ، كُنْيَتُه أَبُو العَلَاءِ ( طَمَّاعٌ م ) يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ : أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَب . وله حِكَايَات ونَوَادِرُ غَرِيبَة أُلّفَت في رِسَالَة .
( و ) أَخرَجَ البُخَارِيُّ في صَحِيحه . وغَيْرِه قَوْلَه صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم : ( إِذَا جلس الرجلُ ( بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ) وجَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ ) ( هِي يَدَاهَا ورِجْلَاهَا ) . كَنَى به عن الإِيلَاجِ ( أَو رِجْلَاها وشَفْرَا فَرْجِهَا ) وَهُوَ مَجَاز .
____________________

(3/144)


( كَنَى بِذَلِك عَنْ تَغْيِيبِ الحَشَفَةِ في فَرْجِهَا ) .
( والشُّعَيْبَةُ كجُهَيْنَة ) : مَرْسَى السُّفُن مِن سَاحِل بَحْر الحجَاز ، كَانَ مَرسَى سُفُنِ مَكّةَ قَبْل جُدَّة . قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض ، ونَقَلَه عَنْه شَيْخُنا . واسْمُ ( وَادٍ ) .
( وغَزَالُ شَعْبَان : دُوَيْبَّة ) ، وهُوَ ضَرْب من الجَنَادِب أَو الجَخَادب .
( و ) شُعَيْبٌ : اسْمٌ . وسَيِّدُنَا ( شُعَيْب : مِنَ الأَنْبِيَاءِ ) عَلَيْهم الصَّلَاةُ السَّلَامُ . قال الصَّاغَانِي : وهو اسْمٌ عَرَبِيٌّ يُمكِنُ أَنْ يَكُونَ تَصْغِيرَ شَعْب أَو أَشْعَب كما قالوا في تَصْغِيرِ أَسْوَد سُوَيْد ، وهو تَصْغِير التَّرْخِيم .
( و ) شُعَيْبٌ : ( ع ) .
( و ) أَبُو أَحْمَد ( مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبِ ) بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله البُوشَنْجِيّ . مات سنة 357 ه . ( وجَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهيمَ بْنِ شُعَيْب ) البُوشَنْجِيّ عن حامد الرّفّاء .
( و ) أَبو العَلَاءِ ( صَاعِدُ بْنُ أَبِي الفَضْلِ ) ابْنِ أَبِي عُثْمَان المالِينيّ عن بَيْبَى الهَرْثَمِيَّة ، وعنه أَبو القَاسِم بنُ عَسَاكِر الدِّمَشْقِيّ . وقد وقع لنا حديثه عالياً في معجم البلدان له مات سنة 551 ه ( و ) أَبو الوقت ( عَبد الأَوّل ) بن عيسى بن شُعيب السَّجَزيّ الهرويّ ( الشُّعَيْبِيُّون مُحَدِّثون ) نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم . ومحمد بن شُعَيب بن سابور : وأَبو بكر شُعَيْب بنُ أَيوب الصَّرِيفينيّ . وأَبُو عَلِيّ محمدُ بنُ هَارون بن شُعيب . وشُعَيبُ بنُ عمر بن عِيسَى الإِقْلِيشيّ الأَنْدَلُسيّ فاتح إِقْرِيطِش . وشُعَيْبُ بنُ الأَسود الجُبَّائِيّ من أَقْرَان طاوُوس ، قاله ابنُ الأَثِير . وأَبو سَعِيد إِسماعيلُ بنُ سَعِيد بْنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بْنِ جَعْفَر بن شُعَيْب الشُّعَيْبِيّ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّث . وأَبو جَعْفَر بنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشُّعَيْبِيُّ ، حدَّث بمصر ، مُحَدِّثُون . ومن المُتَأَخِّرين الشمسُ محمدُ بنُ شُعَيْب بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الشُّعَيْبِيّ الأَبْشِيهِيّ الزَّائِر ممَّن لَبِسَ من الشعراويّ وشيخ الإِسلام .
( وشَعَبْعَبٌ ) كسَفَرْجَلٍ : ( ع ) قال الصِّمَّةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ القُشَيْرِيُّ :
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ والأَقْدَارُ غَالِبَةٌ
والعَيْنُ تَذْرِفُ أَحْيَاناً من الحَزَنِ
____________________

(3/145)



هَلْ أَجْعَلَنَّ يَدِي للخَدِّ مِرْفَقَةً
عَلعى شَعَبْعَبَ بَينَ الحَوْضِ والعَطَن
( وشُعَبَى ) بالضم ثم الفتح مَقْصُور ( كَأُرَبَى : ع ) في جَبَل طَيِّىء . قال جَرِيرٌ يَهْجُوا عَبَّاسَ بْنَ يَزهيد الكِنْدِيَّ :
أَعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَرِيباً
أَلُؤْماً لا أَبَا لَكَ واغْتِرَابَا
وقرأْت في المعجم ما نَصُّهُ : ولَيْسَ في كَلَلامهم فُعَلى إلا أُدَمى وشُعَبَى موضعان . وأُرَبَى اسْمٌ للدَّاهية ، وقد تَقَدَّمَ .
( والأَشْعَبُ : لا بالْيَمَامَة ) . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
فَلَيْتَ رَسولاً لَهُ حَاجَةٌ
إِلى الفَلَجِ العَوْدِ فالأَشْعَبِ
وشَعْبُ النَّيْرَبِ الأَعْلَى هِيَ الرَّبْوَةُ . هو ما بَيْن الجَبَلَيْن أَعْلَى النَّيْرَب ، كذا قاله ابْن نَاصِ الدِّمَشْقيّ . وهو مَوْضع ، عَن أَحْمَدَ بْنِ الحُسَيْن النَّهَاوَنْدِيّ ، وعنه
____________________

(3/146)


عُمرُ بن مَكّيّ النَّهَاوَنْدِيّ ( مُحَدِّثُون ) .
وفي الحَدِيث : ( ما هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي شَعَبْتَ بها النَاسَ ) أَي فَرَّقْتَهُم والمُخَاطَبُ بِهَذَا القَوْل ابنُ عَبَّاس في تَحليلِ المُتْعَة . والمُخَاطِبُ لَهُ بذَلِك رَجُل مِنْ بَلْهُجَيْم .
والشُّعْبَةُ : الرُّؤْبَةُ ؛ وهي قِطْعَةٌ يُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ . يقال : قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ أَي شُعِبَتْ في مَوَاضِعَ مِنْها ، شُدِّد لِلْكَثْرَة . وفي المَثَل : ( شَغَلَتْ شعَابِي جَدْوَاي ) أَي شَغَلَت كثرةُ المَئونَةِ عَطَائِي عَنِ النَّاسِ .
والعَرَب تَقُولُ : أَبِي لَكَ وشَعْبِي . مَعْنَاه فَدَيْتُك . قال :
( قَالَتْ ) رأَتُ رَجُلاً شَعْبِي لكْ
مُرَجَّلاً حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ
معناه : رأَيتُ رجُلاً فَدَيْتُك شَبَّهْتُه إِيَّاك .
شعصب : ( الشَّعْصَبُ كجَعْفَرٍ : العَاسِي ) . ( و ) قد ( شَعْصَبَ الشَّيْخُ ) إِذَا ( عَسَا ) وذلك إِذَا كَبِر وشَاخَ ويَبِسَتْ أَعْضَاؤُه .
شعنب : ( الشَّعْنَبَةُ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال النَّضْر بْن شُمَيْل : هُوَ ( أَن يَسْتَقِيمَ قَرْنُ الكَبْشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِه قِبَل ) بكَسْرٍ فَفَتْح ( أُذُنِه ) . قَالَ : ( و ) يُقَالُ : ( إِنَّهُ ) أَي التَّيْس ( لمُشَعْنَبُ القَرْنِ ) أَي لَمُلْتَوِيه حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّه حَلْقَة ، ومثله : إِنه مُعَنكَبُ القَرْن ، قاله الأَزْهَرِي . والمُشَعنِب أَيْضاً : المُسْتَقِيمُ . ( و ) قال النَّضْرُ في مُشَعنِبِ القَرْن : بالعَيْنِ والغَيْن . ( تُكْسَرُ نُونُه ) وتُفْتَح .
شغب : ( الشَّغْبُ ) بالتَّسْكين ( ويُحَرَّك ) وهو لغَةٌ ( وقِيل : لَا ) . ونَسَبها ابن الأَثِير للعَامَّة . وقال الحَرِيريّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ . ويَقُولُون فِيهِ شَغَب ، بفتح الغَيْن ، فيوهَمُون فِيهِ كما وَهِمَ بعضُ المُحْدَثِين في قوله :
شَغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بالشَّغَبِ
____________________

(3/147)



والصَواب فيه شَغْب بإِسْكَانِ الغَيْن . واعترضَ عَلَيْه ابنُ بَرِّيّ في حَوَاشِي الدُّرَّةِ وقال : إِن قولَهم شَغَبٌ بفتح الغين ، صَحِيح وَارِد ، نَقَلَ ابنُ درَيْد . قال شيخنا : وحكاه ابنُ جِنِّي في المُحْتَسِب والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس ، وهو ( تَهْيِيجُ الشَّر ) والفِتْنَةِ والخِصَامِ والشَّغْبُ : الخِلَاف قاله الباهِلِيّ ( كالتَّشْغِيبِ ) .
( و ) شَغْبٌ لى مَا فِي الوَفيَات لابْن خِلِّكان . وفي المَرَاصِدِ : شَغْبٌ : ( ع ) بِبِلَاد عُذْرَة ، وقيل : قرية بها مِنْبَرٌ وسُوقٌ ، وقيل : بَين المَدِينة وأَيْلَة . وقيل : هي قَرْيَة خَلْفَ وَادِي القُرَى .
وقال ابن منظور : شَغْب بَيْن المَدِينَة والشَّام . وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ ( أَنَّه كَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ وبَدَا ) . هما مَوْضِعَان في الشَّام ، وبِهِ كَانَ مُقَام علِيّ بْنِ عبد الله بن عَبَّاسٍ وأَوْلَادِه إِلَى أَنْ وَصَلَت إِلَيْهِم الخِلَافَة . وهو بِسُكُونِ الغَيْن ، انْتَهَى . وقيلَ : هُمَا وَادِيَان ، واسْتَدَلَّ بقَوْل كُثَيِّر :
وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ شَغْباً إِلى بَدَا
إِلَيَّ وَأَوْطَانِي بِلَادٌ سِواهُمَا
إِذا ذَرَفَتْ عَيْنَاي أَعْتَلُّ بالقَذَى
وعَزَّةُ لَوْ يَدْرِي الطَّبِيبُ قَذَاهُمَا
حَلَلتِ بِهَذَا حَلَّةً ثم حَلَّةً
بِهَذَا فَطَابَ الوَادِيَانِ كِلَاهُمَا
( وبه قال الزُّهْرِيّ ) هَكَذا في سَائِر النُّسَخ ، ولم يَتَعَرَّض له شَيْخُنا ، ولم أَجد مَنْ شَرَحَ هَذَا المَوْضِع ، وهو تَصْحِيف مُنْكَر وَقَعَ من النُّسَّاخ . والصَّوَابُ : وبِه مَالَ أَوْ مَاتَ الزُّهْرِيّ ، وهو أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن مُسْلِمِ بْن عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ ومائَة بِشَغب في أَمْوَالِهِ بِهَا . قال ابنُ سَعْد عن الحسَيْن بْنِ أَبِي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ : رَأَيْتُ قَبْر الزُّهْرِيّ
____________________

(3/148)


بأَدَامَي ، هي خَلْف شَغْب وَبَدَا ، وهي أَوَّلُ عَمَل فِلَسْطِين وآخرُ عَمَل الحِجَاز ، وبها ضَيْعَةُ الزُّهْرِيّ الَّتي كَانَ فِيهَا ، ورأَيت قَبْرَه مُسَنَّما مُجَصَّصاً أَبْيَضَ ، قَالَه الهَكَّارِيُّ في رِجَال الصّحِيحَيْن .
( و ) قد ( شَغَبَهم ) يَشْغَب شَغْباً ، ( و ) شَغَبَ ( بِهِم . و ) شَغَبَ فيم ، وشَغَبَ ( عَلَيْهِم ) كله بمعنى ( كمَنَع وفَرِحَ ) . يقال : شَغِبْتُ عَلَيْهم بالكَسْر ، أَشْغَبُ شَغَبً ، والكسرُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ أَي ( هَيجَ الشَّرَّ عَلَيْهِم ) . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس : ( ما هَذِه الفُتْيَا الَّتي شَغَبَتُ في النَّاسِ . قَالَه ابن الأَثير . قُلْتُ : وقد تَقَدَّم في حَرْفِ العَيْنِ المُهْمَلَة . وفي الحَدِيثِ : ( نَهَى عَنِ المُشَاغَبَة ) أَي المُخَاصَمة والمُفَاتَنَة . ( وهو ) شَغْبُ الجُنْد وطَوِيلُ الشَّغبِ . ( شَغِبٌ ) كفَرِحٍ ( ومِشْغَبٌ كمِنْبَرٍ ) . أَنشد اللَّيْثُ :
وإِنِّي على مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِه
عَلى الشَّاغِبِينَ التَّارِكي الحَقِّ مِشْغَبُ
( وشِغَّابٌ ) بالتَّشْدِيدِ للمبالغة ( وشِغَبٌّ كهِجَفَ ) . قال هِمْيَان :
نَدْفَعُ عنها المُتْرَفَ الغُضُبَّا
ذَا الخُنْزُوَانِ العَرِكَ الشِّغَبَّا
( ومُشَاغِبٌ ) كمَسَاجِدَ .
( و ) شَغَبَ فُلَانٌ ( عَنِ الطريق كمَنَعَ ) يَشْغَبُ شَغْباً : ( مَالَ ) ، قاله شَمِرٌ . قال لَبِيدٌ :
ويُعَباُ قَائِلُهم وإِن لم يَشْغَبِ
أَي وإِن لم يَجُرْ عَن الطَّرِيقِ والقَصْدِ .
وفلان مِشْغَبٌ إِذا كان حائِداً عن الحَقِّ . وقال الفَرَزْدَقُ :
يَرُدُّون الحُلُومَ إِلى جِبَالٍ
وإِنْ شَاغَبْتَهم وَجَدُوا شِغَابا
أَي وإِن خالَفْتَهم عن الحكم إلى
____________________

(3/149)


الجَوْر وَترْكِ القَصْد إِلى العُنُودِ .
( وشَاغَبَه ) فَهُوَ شَغَّاب : ( شَارَّه ) مُشَارَّةً وخَالَفَه .
وفي لسَان العرب : ويُقَالُ للأَتَانِ إِذَا وَحِمَتْ واسْتَصْعَبَتْ على الفَحْل إِنَّهَا ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ ، وهو مجاز . قال أَبو زُبَيْدٍ يرثى ابن أُخْته :
كَانَ عَنِّي يَرُدّ دَورْؤُك بَعْدَ الْ
لَهِ شَغْبَ المُستَصْعِبِ المِرِّيدِ
وأَنشد الباهليّ قول العَجَّاج :
كأَنَّ تَحْتِي ذَاتَ شَغْبٍ سَمُحَجَا
قَوْدَاءَ لا تَحْمِلُ إِلا مُخْدَجَا
قال : الشَّغْبُ : الخِلَافُ أَي لا تُوَانِيهِ . تَشَغَّب عَلَيْه ، يَعْنِي أَتَاناً سَمْحَجاً طَوِيلَة عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ . قَوْدَاء : طَوِيلَة العُنُق .
وقال عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ :
فإِن تَشْغَبِي فالشَّغْبُ مِنِّي سَجِيَّةٌ
أَي تُخَالِفِينِي وتَفْعَلِي مَا لَا يُوَافِقُني .
وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَاز : ناقَةٌ شَغَّابَة لم تَعْتَدِل في المَشْيِ تَحَيَّدَت . وطلبتُ مِنْهُ كذا فَتَشَاغَبَ وامْتَنَع ، إِذَا تَعَاصَى .
( وعبْد المَلِك بْنُ عَلِيّ ) بن خَلف ( بن شَغَبَة الشَّغَبيّ محركة ) نسبة إلى حدّه ، وهو ( مُحَدِّثٌ بَصْرِيٌّ ) .
( وشغَبُ مُحَرَّكَةً مَمْنُوعَةً ) من الصَّرْف في المَعْرِفَة : ( امْرأَةٌ ) . وأَبو الشَّغُب العَبْسِيّ ، واسْمُه عِكْرشَةُ بْنُ أَرْبَدُ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مِسْحَلِ بْنِ شَيْطَانَ بْنِ جَذِيم بْنِ جَذِيمَةَ شَاعِرٌ . قرأْت شعره في الحَمَاسَة في المَراثِي .
( وش 2 غْب بالفتح ) ذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَك ، وحَكَى الرّشَاطِيُّ فيه التَّحْرِيكَ ، قال : ولم يُقَيِّده عبد الغنيّ . والصَّواب
____________________

(3/150)


أَنَّه بتَسْكِين الغَيْن كَمَا قَيَّدَه ابنُ مَاكُولَا : ( مَنْهَلٌ بَيْنَ مِصْرَ والشَّأم ، منه زَكَرِيّا بن عيسَى الشَّغْبِيّ المحدّث ) عن الزُّهْرِيّ ، وعنه ابنُ أَخِيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الشَّعبِيّ . وعمرُ بن أَبي بكر المُؤَمّليُّ وغيرهما ، وحَدِيثُه في الأَوْسَط للطَّبَرَانِيّ .
شغرب : ( الشَّغْرَبِيَّةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبو سَعِيد : الشَّغْرَبِيَّةُ ، بالراء ، والشَّغْرَبِيُّ ) : اعْتِقَال المُصَارِع رِجْلَه بِرِجْلِ آخَرَ ) وإِلْقَاؤُهُ إِيَّاه شَزْراً ( وصَرْعُه إِيَّاهُ ) صَرْعاً .
شغزب : ( كَالشَّغْزَبِيَّةِ ) بالزاي ، وهو الأَفْصَحُ . ( والشَّغْزَبِيّ ) وهو ضَرْبٌ منِ الحِيلَةِ في الصِّرَاع .
ومنه حَدِيثُ ابنِ مَعْمَرٍ ( أَخَذَ رَجُلاً بِيَدِه الشَّغْزِبِيَّةَ ) . ( وشِغْزَبَه شَغْزَبَةً : صَرَعَهُ كذلك ) أَي أَخَذَه بالشَّغْزَبِيَّة . قال ذو الرُّمَّة :
وَلبَّس بين أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والمِحَالا
وقال آخَرُ :
عَلَّمَنَا أَخْوَالُنَا بنُو عِجِلْ
الشَّغْزَبِيَّ واعْتِقَالاً بالرِّجِلْ
وتقول : صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِيَّةً . وعَنْ أَبِي زَبْد : شَغْزَبَ الرجلُ الرجلَ وشَغْزَبَه بِمَعْنًى وَاحِدِ ، وَهُوَ إِذَا أَخَذَه العُقَيْلَى . وأَنْشَد أَبو سَعِيدٍ للعَجَّاج :
بَيْنَا الفَتَى يَسْعَى إِلى أُمْنِيَّهْ
يَحْسَبُ أَنَّ الدَهرَ سُرْجُوجِيَّهْ
عَنَّتْ له دَاهِيَةٌ دُهْوِيَّهْ
فاعْتَقَلَتْه عُقْلَةً شَزْرِيَّهْ
لَفْتَاءَ عن هَوَاهُ شَغْزَبِيَّهْ
( و ) شَغْزَبَه شَغْزَبَةً : ( أَخَذَهُ بالعُنْفِ ) .
( والشَّغزَبِيُّ : الصَّعْبُ ) . قال ابْنُ الأَثِير وأَصْل الشَّغْزَبَة الالْتِوَاءُ والمَكْرُ . وكل أَمْر مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبِيٌّ .
____________________

(3/151)



( و ) الشَّغْزَبِيُّ : ابن آوَى ، قَالَه ابنُ الأَثِير .
والشَّغْزَبِيُّ ( مِن المَنَاهِل : المُلْتَوِي ) الحائِدُ ( عن الطَّرِيقِ ) ، عن اللَّيْث . وقال العَجَّاجُ يَصِفُ مَنْهَلاً :
مُنْجَرِدٌ أَزْوَرُ شَغْزَبِيُّ
( وتَشَغْزَبَت الريحُ : الْتَوَتْ في هُبُوبها ) . وفي سُنَنِ أَبي دَاوُود في باب العَقِيقَةِ والعَتِيرَة حَدِيثُ ( حتى تكون شُغْزُبًّا ) . قال ابنُ الأَثِير : هَكَذَا رَوَاه أَبُو دَاوُود . قال الحَرْبِيُّ : والذي عِنْدِي أَنَّه زُخْرُبًّا ، وهو الَّذِي اشْتَدَّ لَحْمُه وغَلُظَ ، وقد تَقَدَّمَ في الزّاي . قال الخَطّابيّ : ويُحْتَمَلُ أَن تكون الزَّايُ أُبدلت ) شِيناٌ ، والخَاءُ غَيْناً تَصْحِبفاً . وهذا من غَرَائِبِ الإِبْدَال ، كذا في لسان العرب ، وأَشار له شيخنا أَيضاً .
شغنب : ( الشُّغُنُوبُ بالضّمِّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقَالَ الأَزْهَرِيّ : الشُّغْنُوب كالشُّنْغُوبِ : أَعَالِي الأَغْصَان .
و ( الغُصْنُ النَّاعِمُ الرَّطْبُ ، كالشُّغْنُبِ ) والشُّنْغُب .
( و ) شُغْنُوبٌ : ( اسم . وابن شَغْنَبٍ ) كجَعْفَرٍ ؛ ( شَاعِرٌ م ) ذكره الأَمِيرُ . وشَغْنَبٌ البهْرِيُّ : فَارِسٌ ذَكَرَه أَبُو عَلِيّ الَجَرِيُّ في نَوَادِرِه .
( و ) ذكره الأَزهَرِيُّ في شعنب .
ويقال : ( تَيْسٌ مُشغْنَب ) القَرْن بالفتح ( وتكْسَر نُونُه ) أَي ( مشَغْنَب ) بمعناه وبِكَسْرِ النونِ وفتحها .
شقب : ( الشَّقْبُ ) بالفَتْح ( ويُكْسَرُ : مَهْوَاةُ مَا بَيْن كُلِّ جَبَلَيْن . أَو ) و ( صَدْعٌ ) يَكُونُ ( في كُهُوف الجِبَالِ ولُصُوبِ الأَوْدِيَة دُونَ الكَهْفِ يُوكِرُ فِيهِ الطَّيْرُ ) وقيلَ : هو كالغَارِ أَو كالشَّقِّ في الجَبَل ، وقيل : هُوَ مَكَان مُطْمَئْنّ إِذَا أَشْرَفْتَ عليه ذَهَبَ في الأَرْض . وعن الأَصمعيّ . الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكون في الجِبَال .
____________________

(3/152)


واللِّهْبُ : مَهْوَاةُ مَا بَيْنَ كُلِّ جَبَلَيْن . واللِّصْبُ الشِّعْبُ الصَّغِيرُ في الجَبَل .
وفي التَّهْذِيبِ عَن اللَّيْثِ : الشِّقْبُ : مَوَاضِعُ دُونَ الغِيرَانِ تَكُونُ في كُهُوفِ الجِبَال ولُصُوبِ الأَوْدِيَة يُوكِرُ فيها الطَّيْر .
( ج شِقَابٌ وشُقُوبٌ وشِقَبَةٌ ) . كعِنَبَة عَنِ الأَصْمَعِيّ . وأَنْشَد اللَّيْثُ :
فَصَبَّحَتْ الطَّيْرُ في شِقَابِهَا
جُمَّةَ تَيَّارٍ إذا ظَمَا بِهَا
( و ) الشَّقَبُ ( بالتحريك أَو بالكَسْر ) أَيضاً وكلاهما مَسْموعَان : ( شَجَرٌ ) يَنْبُت كنِبْتَة الرُّمَّان وَوَرَقُه كوَرَق السِّدْرِ ، و ( جَنَاهُ كالنَّبِق ) وَفِيهِ نَوًى ، ( وَاحِدَتُه ) شَقَبَه ( بهاء ) . وقال أَبُو حَنِيفَةَ : هو شَجَرٌ من شَجَر الجِبَالِ يَنْبُتُ فِيمَا زَعَمُوا في شَقَبَتها . قلت : وقد رَأَيْتُه في جِبَالِ اليَمَن عَلَى أَفْوَاهِ الأَوْدِيَة . وهم يَقُولُون : شِقْب ( بالكسر ) . وقال أَبُو حَنِيفة مَرَّة : هو من عُتْقِ العِيدَانِ .
( والشَّوْقَبُ ) كجَوْهَرٍ : ( الرجُلُ الطَّوِيلُ ) وكَذَا مِنَ النَّعَامِ والإِبِل كما في لِسَان العرب . ( والوَاسِعُ من الحَوَافِرِ ) . يُقَالُ : حافِرٌ شَوْقَبٌ : وَاسِعٌ ، عن كُرَاع .
( و ) الشَّوقَبَان : ( خَشَبَتَا القَتَبِ اللَّتَانِ تُعَلَّق فِيهِما ) وفي نسخة بِهِما ( الحِبَالُ ) .
( والشَّقَبَانُ مُحَرَّكَةً : طَائِرٌ ) نَبَطِيٌّ .
وشَقُوبِيَة : مدينة بالأَنْدَلُس ، ومنها الشَّقُوبِيَّة : طَائِفَةٌ بِفَاس ، استدركه شيخنا .
والشُّقْبَانُ كَعُثْمَان : الشُّكْبَان لُغَةٌ فِيهِ ( و ) يأْتِي قَرِيباً .
وشَقَبَان ، مُحَرَّكَةً : ( ة ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
( والأَشْقَابُ بالفَتْح ) ثُمَّ السُّكون وقَاف وأَلِف وبَاء وذكر الفتح مستدرك : ( ع قُرْبَ مَكَّة ) شرفها الله تعالى . قال اللَّهَبيّ :
فَالْهَاوَتَانِ فَكَبْكَبٌ فَجُتَاوِبٌ
فالبَوْصُ فالأَفْرَاعُ من أَشقَابِ
____________________

(3/153)


كذا في المعجم .
شقحب : ( شَقْحبٌ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وَهُوَ : ( ع قُرْبَ دمَشْق ) نُسِبَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثِين .
شقحطب : ( الشَّقَحْطَبُ كسَفَرْجَلٍ : الكَبْشُ له قَرْنَانِ ) مُنْكَرَان ( أَوْ أَرْبَعَة ) قالَه أَبُو عَمْر ، كما رَوَاه أَبو العَبَّاس عن عَمْرٍ و عن أَبي ، هذا وزاد ( كل منها كَشِق حَطَبٍ ج شَقَاحِطُ وشَقَاطِبُ ) ومثله في حَيَاة الحيوان .
وقال الأَزْهَرِيّ : وهذا حَرْفٌ صَحِيح . . قُلْتُ : ورَوى يَاقُوتٌ في مُعْجَم الأُدَبَاء في ترجمة الظَّهِيرِ النُّعْمَانِيّ اللُّغَوِيّ ما نَصُّه : وكان عُثْمَانُ بْن عِيسَى النَّحْوِيُّ البَلَطِيُّ شيخُ الديار المصريّة ، يَسْأَله سؤالَ مُسْتَفِيدٍ عن حُروفٍ من حُوشِيِّ اللُّغة . سأَله يوماً عَمَّا وقع في كلام العَرَب على مِثَال شَقَحْطَب فقال : هَذَا يُسَمَّى في كلام العرب المَنْحُوت . ومعناه أَنَّ الكلِمَةَ مَنْحوتَةٌ من كَلِمَتين كما يَنْحَت النَّجَّارُ الخشبَتَيْن ويجعلهم الخشَبَةً واحدة . فَشَقَحْطَب مَنْحوتٌ من شِقَ وحَطَبٍ فسأَله البَلَطِيَ أَن يُثْبِتَ لهما وقَع من هذا المِثَالِ ، فأَمْلَاها عليه في نحو عِشرِينَ ورقة من حِفْظِه وسمَّاها كَتَابَ تَنْبِيهِ البَارِعِين على المَنْحُوت من كلام العَرب ، انتهى .
شكب : ( الشُّكْبُ بالضَّمِّ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . قال ابْنُ دُرَيْدٍ : هو لغَةٌ في الشُّكْم وَهُوَ ( العَطَاءُ ) . ( و ) قيل : ( الجَزَاءُ ) .
( والشُّكْبَانُ بالضَّمِّ ) وفي شِعْرِ أَبِي سُلَيْمَان الفَقْعَسِيِّ ) . مّا رأَيْتُ جَفْوَةَ الأَقَارِبِ
تُقَلِّبُ الشُّقْبَانَ وَهْو رَاكِبِي
وهُو لُغَةٌ في الكَافِ .
وقال اللِّحْيَانيّ في نَوَادِرِه : وساعِي من الأَعْرَابِ الشُّكْبَانُ وَهُوَ ( شِبَاكِ
____________________

(3/154)


للحَشَّاشِين ) في البَادِيَةِ من الليفِ والخُوصِ تُجْعَلُ لَهَا عُرًى يَتَقَلَّدُهَا الحَشَّاشُون ( يَحْتَشُّون فيه ) .
قال الأَزْهَرِيُّ : والنُّونُ فِيهِ نُونُ جَمْع كَأَنَّه في الأَصْل شُبْكَان فقُلِبت ( إلى ) الشُّكْبَان .
وفي نَوَادِرِ الأَعْرَاب : الشُّكْبَان : ثَوْبٌ يُعْقَدُ طَرَفَاه مِنْ وَرَاءِ الحِقْوَيْن . والطَّرَفَانِ في الرَّأْسِ يَحُشُّ فيه الحَشَّاشُ على الظَّهْرِ ، ويُسَمَّى الحَالَ .
قُلْتُ : وشُكَيْبَانٌ مُصَغَّرا : اسْمٌ . والشُّكُوبُ في قَولِ أَبِي سَهْم الهُذَلِيِّ :
فَسَامُونَا الهِدَانَة مِنْ قَرِيبٍ
وهُنَّ مَعاً قِيَامٌ كالشُّكُوبِ
الكَرَاكِيُّ . ورَوَاهُ الأَصْمَعِيّ كالشُّحُوبِ ، وهي عَمَد من أَعْمِدَة البَيْتِ . وقد تَقَدَّم . كَذَا في التَّهْذِيبِ .
( و ) الإِمَامُ المُحدِّثُ ( أَحْمَدُ ) يُقَالُ : هو ابنُ مَعْمَر ، وقيلَ : عَبْدُ الله ( بنُ إِشْكَاب ) قِيلَ اسْمُه مُجمِّع الحَضْرَمِيُّ الكُوفِيّ الصَّفَّارُ ( بالكَسْرِ مَمْنُوعاً ) من الصَّرْفِ ( مُحَدِّثٌ ) حدَّثَ عن مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيلٍ وغَيْرِه وعنه الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل البُخَارِيُّ في آخِرِ صَحِيحَه . وأَبُو عُثْمَان سَعِيدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعيم بن إِشْكَاب العيّار الصُوفِيُّ ، مُحَدِّثٌ رَوَى عن أَبِي عَلِيّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شبويه ، وعنه أَبو عَبْدِ الله الفرادي عَاشَ مائَةً وثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةَ ، تُوُفِّي سَنَة 455 ه . وعَلِيُّ بْنُ إشْكَاب الحُسَيْن بْنُ إِبْراهِيم بْنُ الحَسَن بْنِ زَعْلَان العَامِريّ شَيْخ أَبِي بَكْر بن أَبي الدُّنْيَا أَخُو محمد ، هما كأَبِيهِمَا مُحَدِّثُون . وإِشْكَاب لَقَبُ وَالِدِهما ، رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ أَي الزّناد وحَمَّاد بْنِ زَيْد وشَرِيك ، وعنه ابْنُه
____________________

(3/155)


مُحمْد وغيرُه . تُوُفِّيَ سنة 216 ه .
قلت : ومحمدُ بْنُ إِشْكاب هذَا أَخرَجَ حَدِيثَه البُخَارِيّ في المَنَاقِب ، كذا في أَطراف المزّيّ .
شكرب : ( إِشكَرْبُ كإِصْطَخْرَ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة ، وهو : ( د ) في ( شَرْقِيّ الأَنْدَلُس ) . يُنْسَبُ إِلَيْه أَبُو العَباس يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّد بن فارو الإِشْكَرْبِيّ . ولد بإِشْكَرْب ، ونَشَأَ بحَيَّان ، وسَافَر إِلَى خُرَاسَانَ وأَقَامَ بِبَلخ إِلى أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَة 548 ه كَذَا في المُعْجَمِ .
شلب : ( شِلْبٌ بالكَسْرِ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة وهو : ( د غَرْبِيَّ الأَنْدَلُس ) وهِي مَدينَة مُعْتَبَرَةٌ بِقُرْب أَشْبِيلِية ، وتُسَمَّى أَعْمالُ شِلْب كُورَةَ أَشْكُونِيَة . وأَشْكُونِيَة : قاعِدَةٌ جَلِيلَة لها مُدُنٌ ، ومَعَاقِل ودار ملكها قاعدة شِلْب ، وبينها وبين قُرْطُبة سَبْعَةُ أَيَّام . ولما صارَت لِبَنِي عَبْد المُؤْمِن مُلُوك مَرَّاكُش أَضَافُوهَا إِلَى كُورَة أَشْبِيلِيّة ، وتَفْتَخِر بكَوْنِ ذِي الوِزَارَتَيْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا ، ومنها ابن السيد ، وابن بَدْرُون ، الكَاتِب أَبو عُمَر وَهُوَ القَائِل :
أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ
قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو
ذَكَّرَتْنِي شِلْباً وهَيْهَاتَ مِنْي
بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلبُ
هذا نقله شيخنا .
شلحب و شلخب : ( رَجُلٌ شَلْحَبٌ كجَعْفَرٍ : فَدُمٌ ) أَي جَاهِلٌ بالأُمُور ( كَشَلْخَبٍ ) بالخاءِ المعجمة ( وهذا أَصَحّ ) . وقد أَهْمَلَها الجَوْهَرِيُّ . واقتصر الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان على الأَخِيرِ عَن ابْنِ دُرَيْد . وقال الصَّاغَانِيُّ : ووقَع في بعض نُسَخٍ الجَمْهَرَة بالإِهمال ، والإِعْجَام أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إهمالُ الحَاءِ ولَيْسَ كَمَا ظَنَّه ، وإِنما يَعْنِي بِهِ إِهْمَالَ السِّينِ وإِعْجَامَها . وأَمَّا الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَةً عَلَى الحَالَيْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع في غَلَط قَبِيح فنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَةً لم يَعْرِفُوهَا . والله أَعْلَم .
____________________

(3/156)



شنب : ( الشَّنَبُ : مُحَرَّكَةً : مَاءٌ ورِقَّةٌ ) تَجْرِي عَلَى الثَّغْرِ . ( و ) وقيل : مَاءٌ ورِقَّةٌ و ( بَرْدٌ وعُذُوبَةٌ في ) الفَمِ . قاله الأَصْمَعِيّ ، وقِيلَ : في ( الأَسْنَانِ ) وقِيلَ : حَدٌّ في الأَسْنَان . ( أَو ) الشَّنَبُ : ( نُقَطٌ بِيضٌ فِيهَا ) أَي الأَسْنَان ( أَو ) هُوَ ( حِدَّةُ الأَنْيَابِ ، كالغَرْبِ ، تَرَاها كالمِنْشَار ) .
وقال ابن شُمَيْل : الشَّنَبُ في الأَسْنَان : أَنْ تَرَاهَا مُسْتَشْرِبَةً شَيْئاً من سَوَادٍ كما تَرَى الشَّيْءَ من السَّوَادِ في البَرَد : والغَرْبُ مَاءُ الأَسْنَان . والظَّلْمُ : بَيَاضُهَا كَأَنَّه يَعْلُوه سَوَاد .
وفي لِسَانِ العَرَب : قَال الجَرْمِيّ . سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ : الشَّنَبُ : بَرْدُ الفَمِ والأَسْنَان ، فَقُلْتُ : إِنَّ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ : هُوَ حِدَّتُهَا حِينَ تَطْلُع فيُرَادُ بِذَلِك حَدَاثَتُهَا وطَرَاءَتُهَ ؛ لأَنَّهَا إِذَا أَتَت عليها السِّنُونَ احْتَكَّت فقال : مَا هُو إِلَّا بَرْدُهَا . وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة :
لمْيَاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ
وفي اللِّثَات وفي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
يُؤَيِّدُ قَوْلَ الأَصْمَعِيّ ؛ لأَن اللِّثَةَ لَا تَكُونُ فِيهَا حِدَّة .
قال أَبو العَبَّاسِ : اخُتَلَفُوا في الشَّنَب فَقَالَت طَائفَةٌ هو تحْزِيزُ ( أَطراف ) الأَسْنَان ، وقيل : صَفَاؤُها ونَقَاؤهَا ، وقيل : هو تَفْلِيجُهَا ، وقيلَ : هو طِيبُ نَكْهَتِهَا .
وفي المُزْهِر : رُوِي عَنِ الأَصْمَعِيّ أَنَّه قَالَ : سَأَلْت رُؤبَةَ عَنِ الشَّنَب فأَخَذَ حَبَّةَ رُمَّان وأَوْمَأَ إِلَى بَصِيصِهَا . ( شَنِبع كفَرِح ) شَنَباً ( فَهُوَ شَانِبٌ ) أَي عَلَى غَيْرِ قِيَاس ( وشَنِيبٌ وأَشْنَبُ ) وهو الأَكْثَر في السَّمَاع والاسْتعْمَال وفي صِفَتِه صَلَّى للّهُ عَلَيْه وسَلَّم : ( ضَلِيعُ الفَمِ أَشْنَب ) ( وَهِي شَنْبَاءُ ) بَيِّنَةُ الشَّنَبِ ( وشَمْيَاءُ عَنْ سِيبَويْهِ ) وشُمْب على بَدل النّونِ مِيماً لِمَا يُتَوَقَّع مِنْ مَجِيء البَاءِ من بعدِها .
( والشَّنْبَاءُ من الرُّمَّانِ : الإِمْلِيسِيَّةُ ) الَّتي ( لَيْسَ لَهَ حَبٌّ ، إِنَّمَا هِيَ مَاءٌ في قِشْرٍ ) على خِلْقَةِ الحَبِّ من غَيْر
____________________

(3/157)


عَجَمٍ ، قَالَه اللَّيْثُ .
( وشَنِبَ يَوْمُنا كَفَرِح : بَرَد ، فهو شَنِبٌ ) كفَرِحٍ عَلَى القِيَاسِ ( وشَانِبٌ ) على الاسْتِعْمَالِ . ( والاسم الشنْبَةُ يالضَّمِّ ) . قال بَعْضُهُم يَصِفُ الأَسنَانَ :
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه
عَوَارِضُ فِيهَا شُنْبَةٌ وغُرُوبُ
( والمَشَانِبُ : الأَفْوَاهُ الطَّيِّبَةُ ) .
وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : المِشْنَبُ : الغُلَامُ الحَدَثُ المُحَزَّزُ الأَسْنَانِ المُؤَشَّرُهَا فَتَاءً وحَدَاثَةً .
( وشَنْبُوَيْهِ كعَمْرَوَيْهِ حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ) وغَيْرِه ، وهو من قُدَمَاءِ المُحدِّثِينَ . ( ومحمدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَنْبَوَيْه ) بْنِ أَبَانَ بْنِ مَهْرَان ( الأَصْبَهَانِيُّ ) نَزِيلُ صَنْعَاءَ ، سمعَ مُحمَّدَ بْنَ أَحْمَد النقويّ . ( وأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَنْبُويَة ) العَطَّارُ عن يَحْيَى بْنِ المُغِيرَة المَخْزُومِيِّ ، وعنه أَحْمَدُ بْنُ عِيسى الخُفَاف . ( وعَلِيُّ بنُ قَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَنْبُويةَ ) أَبُو الحَسَن عَنِ ابْنُ المَقَّرِيّ وعَنْه سَعِيدُ بْنُ أَبي الرجَاءِ . ( ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نَصْرِ بْنِ شَنْبُويةَ ) أَبُو الحَسَن ( صَاحِبُ تِلْكَ الأَرْبَعِين ) رَوَى عن أَبِي الشَّيْخ الأَصْبَهَانِيِّ . ( و ) شُنْبُويَة ( بالضَّمِّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ شُنْبُويَة ) عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ المَرْوَزِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ مُوسَى ( مُحَدِّثُون ) .
وفاتَه أَحمدُ بْن أَبِي عَبْدِ اللّهِ بْنِ شُنْبُويَة عَنْ مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائغ ، ذكره ابْنُ نُقْطَةَ . وأَبُو نُعيم إِسماعيلُ بنُ القَاسِم بن عَلِيْ بن شُنْبُويَة المَقَّريّ عن أَبِي بَكْر بن رَيدة وعنه السِّلَفي . ويَعْقُوبُ بنُ إِسحَاقَ بْنِ شَنَبَة محركة الأَصْبَهَانيّ عن أَحْمَد بْنِ الفُرات . وعَبْدُ الله بنُ محمد بن شَنَبَة القَاضِي ، روى عَنْه ابْنُ مَنْجويه ، وقيل : هذا بسُكُون النُّون . وإِبراهيمُ بنُ عمر بْنِ عَبْدِ الله بن شَنَبَة التَّمّار المَدِينيّ عن ابن شهدك . وأَبو نَصْر محمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ مَمْشَاد بن شَنبة الإِصْطَخْرِيُّ عن أَبي بكر الحِيرِيّ وغيره .
شنخب : ( الشُّنْخُوبُ بالضَّمِّ ) قال الصَّاغَانِيُّ
____________________

(3/158)


أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ مع أَنَّه ذَكَره في ( ش خ ب ) لأَنَّ النُّونَ زَائِدَة : ( أَعْلَى الجَبَل كالشُّنخُوبَةِ الشِّنْخَابِ بالكَسْر ) . وشَناخِيبُ الجِبَالِ : رُءُوسُها .
وفي الصَّحَاحِ : الشُّنْخُوبَة والشُّنْخُوب : وَاحِدُ شَنَاخِيبِ الجَبَل ، وَهِي رُءُوسُه . وفي حديث عَلِيَ كرَّم اللّهُ وَجْهَه : ( ذَوَاتُ الشَّنَاخِيب الصُّمِّ ) هِيَ رُءُوسُ الجِبَال العَالِيَةِ ، والنُونُ زَائِدَةٌ ، وقد ذكره المُؤَلِّف في ( ش خ ب ) وأَعَادَه هُنَا تَبَعاً لابْنِ مَنْظُورٍ والصَّاغَانِيّ ( و ) الشُّنْخُوبُ : ( فَرْعُ الكَاهِلِ وفِقْرَةُ الظَّهْرِ ) من البَعِيرِ .
قال ابن دُرَيْد : ( والشَّنْخَبُ : الطَّوِيلُ ) من الرِّجَالِ .
شنزب : ( الشَّنْزَبُ كَجَعْفَرٍ ) أَهمله الجوهريّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هُوَ ( الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ) .
( وشُنْزُوبٌ ) كعْصُفُورٍ : ( ع ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
شنظب : ( الشنْظُبُ بالظَّاءِ المعجمة ) وهي المُثَالَةُ .
( وبالضَّمِّ ، كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَالَ اللَّيْثُ : هُوَ : ( ع بالبَادِيَةِ ) . قال ذُو الرُّمَّة :
دَعَاهَا من الأَصْلَابِ أَصْلَابِ شُنْظُبٍ
أَخَادِيدُ عَهْدٍ مُسْتَحِيلِ المَوَاقِعِ
( و ) الشُّنْظُبُ : ( الطَّوُيلُ الحَسَنُ الخَلْقِ ) عن أَبِي زَيْد .
( و ) الشُّنْظُبُ : جُرُفٌ فيه مَاءٌ . وفي التَّهْذِيب : ( كُلُّ جُرُفٍ فِيهِ مَاءٌ ) . ونَقَله الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً .
شنعب و شنغب : ( شَنْعَبٌ ) بالعَيْنِ المُهْمَلَة كجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابْنُ دُرَيْد : هُوَ ( اسْمُ ) رَجُل .
( والشِّنْعَابُ بالكَسْرِ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ) العَاجز كالشِّنْعَافِ بالفَاءِ في آخِرهِ .
والشِّنْعَابُ أَيْضَاً : رَأْسُ الجَبَلِ ( كالشِّنغَابِ ) بالْمُعْجَمَة وَهُوَ من الرِّجَالِ : العَاجِزُ الرِّخْوُ . وقد أَهْمَلَه
____________________

(3/159)


الجَوْهَرِيّ أَيْضاً نَقَلَه ابنُ درَيد .
( وهُوَ أَيْضَاً الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ من الأَرْشِيَةِ ) وهِي الحِبَالُ ( والأَغْصَان ) .
قال الأَزهريّ : ورأَيْتُ في البَادِيَة رَجُلاً يُسَمَّى شُنْغُوباً ، فسأَلْتُ غُلَاماً مِن بَنِي كُلَايْبٍ عن مَعْنى اسْمِهِ فقال : الشُّنْغُوبُ : الغُصْنُ النَّاعِم الرَّطْبُ ونَحْوُ ذَلِكَ . ( أَو الشُّنْغُبُ بالضَّمِّ : الطَّوِيل مِنْ ( جَمِيع ( الحَيَوَانِ ) قاله ابْنُ الأَعْرَابِيّ .
( والشُّنْغُوبُ : عِرْقٌ طَوِيل من الأَرْضِ دَقِيقٌ ) . نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
شنقب : ( الشُّنْقب كقُنْفُذٍ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا وأَوْرَدَه في ( ش ق ب ) . قال الصَّاغَانِيّ : هو ( و ) الشِّنْقَابُ مِثْلُ ) قِنْطَار : ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ ) ، وعَلَى الأَوَّلَ اقتصر الدَّمِيرِيّ وقَالَ : إِنَّه حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ ، والثَّانِي رَوَاه أَبُو مَالِك ولم يَجِيءْ بِهِ غيْرُه . قَالَ الصَّاغَانِيُّ : فإِنْ كَانَ هَذَا صَحيحاً فإِنَّ اشتقَاقَه من الشَّقْبِ ، والنُّونُ والأَلِفُ زَائِدَتَانِ .
شوب : ( *!الشَّوْب : الخَلْطُ ) .*! شَابَ الشيءَ*! شَوْباً : خَلَطَه . *!وشُبْتُه *!أَشُوبُه : خَلَطْتُه فَهُوَ*! مَشُوبٌ (*! كالشِّيَابِ ) بالكَسْرِ . قال أَبُو ذُؤَيْب :
وأَطْيِبْ بِرَاحِ الشام جَاءَتْ سَبِيئَةً
مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلْكَ *!شيَابُها
هكذا أَنْشَدَه أَبُو حَنِيفَة .
وقال تَعَالَى : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا*! لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } ( الصافات : 67 ) أَي لَخَلْطاً ومِزَاجاً . يقال للمُخَلِّط في القَوْلِ أَو العَمَل : هو*! يَشُوبُ ويَرُوبُ . *!والشِّيَابُ أَيْضاً : اسْمُ ما يُمْزَجُ . وقِيلَ : يَشُوبُ وَيَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدَافَعَةً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيها . وقال شَيْخُنَا
____________________

(3/160)


وَقَع في الحَدِيث *!الأَشْوَابُ . قال أَهْلُ الغَرِيب : هُم الأَخْلَاطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّى . قَالُوا : والأَوْبَاشُ : الأَخْلاط من السِّفلة فهو أَخص .
( و ) قَوْلُهُم : ( مَالَه*! شَوْبٌ ولا رَوْبٌ ) أَي لا ( مَرَقٌ ولا لَبَنٌ ) . وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ : وفي الخَبَر : ( لا شَوْبَ ولا رَوْبَ ) أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ في شِرَاء أَو بَيْعٍ ، وقيل : مَعْنَاه أَنَّكَ بَرِيءٌ مِنْ هذِ السِّلعَةِ . ورُوِي عَنْه أَنَّه قَالَ : إِنَّك بَرِيءٌ مِنْ عَيْبِها .
( و ) الشَّوْبُ : ( القطْعَةُ من العَجِين ) ويُقَالُ : هي الفَرَزْدَقَ ؛ وَهِي الخُبْزَةُ الغَلِيظَةُ .
وسَقَاهُ الذَّوْبَ *!بالشَّوْبِ . الذَّوْبُ : العَسَل ( و ) الشَّوْبُ : ( مَا *!شُبْتَه مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ ) فَهُو*! مَشُوبٌ *!ومَشِيبٌ .
( و ) حكى ابن الأَعْرَابِيّ : مَا عِندِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ . *!فالشَّوْبُ : ( العَسَلُ ) *!المَشُوبُ . والرَّوْبُ : اللَّبَنُ الرَّائِبُ . وقِيلَ : الشَّوْبُ العَسَلُ . والرَّوْب : اللَّبَنُ ، من غَيْرِ أَن يُحَدَّا . ويقال : سَقَاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْبِ . فالشَّوبُ : اللَّبَنُ ، الذَّوْبُ : العَسَل . قَالَه ابْنُ دُرَيْد .
( *!واشْتَابَ ) هُوَ ( *!وانْشَابَ : اخْتَلَطَ ) . قال أَبُو زَبْيَدٍ الطَّائِيّ :
جَدَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِيَةٍ
بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ *!شِيبَ فَاشْتَابَا
ويروى*! فانْشَابَا ، وهو أَذْهَبُ في بَابٍ المُطَاوَعَة .
( *!والمُشاوَبُ بالضَّمِّ وفَتْحِ الوَاوِ : غِلَافُ القَارُورَةِ ) لأَنَّه مَشُوبٌ بحُمْرَة وصُفْرَةٍ وخُضْرَة ، رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عن الأَصْمَعِيّ ( وبِكَسْرِها ) أَي الوَاو ( وفَتْحِ المِيمِ جَمْعُه ) أَي جَمْع *!المُشاَوَب . نُقِلَ ذلك عن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضاً .
( و ) في فلان *!شَوْبَةٌ . ( الشَّوْبَةُ : الخَدِيعَةُ ) كما يُقَالُ : في فُلَانٍ ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ظَاهِرَةٌ . واستَعْمَلَ بعضُ النَّحوِيِّين الشَّوبَ في الحَرَكَاتِ فَقَالَ : أَمَّا الفَتْحَة*! المَشُوبَةُ بالكَسْرة ، فالفَتحة الَّتِي قَبْلَ الإِمَالَة نَحْوُ فَتْحَة عَيْن عَابد عَارِف . قَالَ : وذلِكَ أَنَّ الإِمَالَة إِنَّمَا
____________________

(3/161)


هِيَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نَحْو الكَسْرَة فتُميلَ الأَلِفَ ( نحو اليَاءِ لِضَرْب من تَجانُس الصوت ، فكما أَن الحركة ليست بفَتحة مَحْضة كَذلك الأَلِفُ ؟ التي بَعْدَهَا ليست أَلفاً مَحْضةً ، وهذا هو القياس ؛ لأَن الأَلِفَ تَابِعَةٌ للفَتْحَة ، فكمَا أَنْ الفَتْحَةَ *!مَشوبَةٌ فكَذَلِك الأَلِفُ اللَّاحِقَ لهَا ، كَذَا في لِسَانِ العَرَبِ .
وعن الفَرَّاءِ : شَابَ إِذَا خَانَ ، وبَاشَ إِذَا خَلط . وعن الأَصْمَعِيّ في باب إِصَابَةِ الرَّجُلِ في مَنْطِقِه مَرَّةً وإِخُطَائِه أُخْرَى : هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ .
( و ) عن أَبي سَعِيد ، يُقَالُ للِرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ ( شَابَ عَنْه ) ، وَرابَ إِذَ كَسِلَ . (*! وشَوَّبَ ) إِذا ( دَافَع ) مُدَافَعَةً ( ونَضَح عَنْه فَلَمْ يُبَالِغْ ) فِيهِما أي يُدَافِعُ مَرَّة وَيَكْسَلُ مَرَّة فلا يُدَافع الْبَتَّةَ . وقال أَبُو سَعِيد : *!التَّشْوِيب : أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فيه . وقال أَيْضاً : العَرَب تَقُولُ : لَقِيتُ فُلَاناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه ، إِذَا دَافَع عَنْهم شَيئاً من دِفَاعٍ ، قال : ولَيْسَ قَوْلُهم : هُوَ يَشُوبُ وَيُرُوبُ من اللبَن ، ولكنه مَعْنَاه رَجُلٌ يرُوبُ أحْيَاناً فلا يَتَحرَّكُ ولا يَنْبَعِثُ ، وأَحْيَاناً يَنْبَعِث*! فيَشُوبُ عن نَفْسِه غَيْرَ مُبَالغٍ فِيهِ .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : شَابَ إِذَا كَذَب وشَابَ إِذَا خَدَع في بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ . وشَاب *!شَوْبا إِذَا غَشَّ . وفي الحديث : ( يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ*! فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَة ) .
وقَوْلُ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَة السَّعْدِيّ :
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ
وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ *!مَشِيبُ
إِنما بَنَاهُ عَلَى شِيبَ الَّذي لم يسَمَّ فَاعِلُه أَي مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل والصِّبَاغ . والصَّرْبُ : اللَّبَن الحَامِضُ ، ومُعَرَّصٌ : مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ . ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ، ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بَعْدُ وهُو الْمُلَهْوَجُ .
( *!وشَابَةُ ) : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم . و ( جَبَلٌ بمَكَّة أَو بِنَجْدٍ ) ، وقِيلَ : موضع بنجد كما ( في المحكم ) لابْنِ سِيدَه ، وسيذكر في
____________________

(3/162)


( ش ي ب ) لأَنَّ الأَلِفَ تَكُونُ مُنْقَلِبةً عن وَاوٍ وعَنْ يَاء ، لأَنَّ في الكَلَام ش و ب وفيه ش ي ب ، ولو جُهِلَ انْقِلَابُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَى الوَاوِ ؛ لأَنَّ الأَلِفَ هُنَا عَيْن وانْقِلَابُ الأَلِف إِذَا كَانَتْ عَيْناً عن الوَاوِ أَكْثَرُ من انْقِلَابِها عَنِ اليَاءِ . قَالَ :
وضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ
حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا
كذا في لِسَانِ العَرَب . ومِثْلُه في المُحْكَم ، ومِنْهُم مَنْ قَالَ : إِنَّه شَامَة بالمِيمِ ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلَان . وقال البَكْرِيّ : إِن شَابَة جَبَلٌ في الحِجَاز في دِيَار غَطَفَان ، وقِيلَ بنَجد ، وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور . وبه صَدَّرَ في المَرَاصِدِ والمُعْجَمِ . وسَيَأْتِي قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي اسْتَدلَّ بِهِ الجَوْهَرِيّ في ( ش ي ب ) .
( و ) بَنُو ( *!شَيْبَان : قَبِيلَةٌ ) مِن الْعَرَب ، قِيلَ يَاؤُه بَدَلٌ من الوَاوِ لقَوْلِهم الشَّوابِنَة ، وسيأْتي في ( ش ي ب ) والمُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ سَيدَه حَيْثُ أَوْرَدَهَا في المَوْضِعَين . واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابن مَنْظُور عَلَى إِيرَادِهَا في اليَاءِ التَّحْتِيَّة . وخُتَار ابْنُ جِنْى أَنَّهَا وَاوِيَّةُ العَيْنِ ، وأَنْ أَصْلَه شَيْوَبَان على فَيْعَلَانَ فأَدْغَم وخَفَّفَ كما قِيلَ في رَيْحَان وإِلَّا لَقِيل *!شَوْبَان كَخَوْلَان ، ونَقَل الوَجْهَيْن العَلَّاَةُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ المَالِكِيُّ في اقْتِطَافِ الأَزَاهِر والْتِقَاطِ الْجَوَاهِر ، وقال : طَرِيقَةُ ابْنِ جِنِّي تدْرِيجٌ حَسَنٌ ، قَالَه شَيْخُنَا .
( و ) قَوْلُهُم : ( بَاتَت ) أَي البِكْرُ ( بَلْيَلَةِ شَيْبَاءَ بالإِضَافَة ) . قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ :
كَلَيْلَةِ شَيْبَاءَ التي لَسْتُ نَاسِياً
ولَيْلَتِنَا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ
( أَو بِلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ ) مُعَرَّفاً . قال عُرْوَةُ أَيْضاً :
فكُنتَ كَلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ هَمَّت
بمَنْع الشَّكْرِ أَتْأَمَهَا القَبِيلُ
( إِذا غُلِبَت ) بالبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ( عَلَى
____________________

(3/163)


نَفْسِهَا ) أَي غَلَبها زَوْجُها فافْتَضَّها وَأَزَالَ بَكَارَتها ( لَيْلَةَ هِدَائِهَا ) بالكسر من إِهْدَاءِ المَاشِطَة العَرُوسَ لِزَوْجِهَا لَيْلَةَ الزّفَافِ ، فإِذا دخل بها ولم يَفْتَرِعْهَا قيل : باتت بلَيْلةِ حُرَّةٍ . ونقل شَيْخُنَا عَنْ ابْنِ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْجِ البَلَاغَةِ أَنَّ الشَّيْبَاءَ المرْأَةُ البِكْرُ لَيْلَةَ افْتِضَاضِها لَا تَنْسَى بَعْلَهَا الَّذي افْتَرَعَهَا أَبَداً ، ولا تَنْسَى قاتِلَ بِكْرِها أَبَداً ، وهو أَوَّلُ وَلَدِهَا ، انتهى . ذكره الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاس في ( ش ي ب ) وجَعَلَه مِن الْمَجَازِ ، وقَالَ : كَأَنَّهَا دُهِيَت بأَمْرٍ شَدِيدٍ تَشِيبُ منه الذَّوَائِبُ . ومِثْلُه في لِسَانِ العَرَبِ غَيْر أَنَّه قَالَ : وقِيلَ يَاء شَيْبَاءَ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ ، لأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ شَابَ المَرْأَةَ غَيْرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهُم قَالُوا بِلَيْلَة شَوْبَاءَ ، جَعَلُوا هَذَا بَدَلاً لَازِماً كعِيدٍ وأَعْيَاد . وأَورَدَه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَمِ فيالوَاوِ واليَاءِ ، وقَالَ : بَاتَتِ المرأَةُ بلَيْلَةِ شَيْبَاءَ . قيل : إِنَّ اليَاءَ فيها مُعَاقِبَة ، وإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ . واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على ذِكْرِهَا في التَّحْتِيَّة كالزَّمَخْشَرِيِّ وابْنِ مَنْظُور وغَيْرِهم .
( و )*! الشَّائِبَة : وَاحِدَة ( *!الشَّوَائِبِ ) وَهِيَ ( الأْقْذَارُ والأَدْنَاسُ ) جَمْعُ قَذَر ودَنَس .
شهب : ( الشَّهَبُ مُحَرْكَةً ) : لَوْنُ ( بَيَاضٍ يَصْدَعُه سَوَادٌ ) في خِلَالهِ ( كالشُّهْبَة بالضَّمِّ ) لا البَيَاضُ الصّافي كما وَهِم فِيهِ بَعْض ، وأَنْشَدَ :
وعَلَا المَفَارِقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشْهَبِ
وقيل : الشَّهَبُ والشُّهْبَةُ : البَيَاضُ الَّذِي غلَب على السَّوَادِ . ( وقد شَهُبَ وشَهِبَ كَكَرُمَ وسَمِع ) شُهْبَةً ( واشْهَبّ ) كاحْمَرَّ ، ( وهو أَشْهَبُ . و ) جاءَ في شِعْر هُذَيْل ( شَاهِبٌ ) . قال :
فعُجِّلَتْ رَيْحَانَ الجِنانِ وعُجِّلُوا
زَمَازِيمَ فَوَّارٍ مِن النَّارِ شَاهِبِ
وفَرَسٌ أَشْهَبُ . وقد اشْهَبَّ اشهباباً . اشْهَابَّ اشهِيبَاباً مِثْلُه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( سَنَةٌ شَهْبَاءُ ) إِذَا كَانَت مُجْدِبَةٌ بَيْضَاءَ من الجَدْبِ
____________________

(3/164)


( لا خُضْرَةَ ) تُرَى ( فِيهَا . أَوِ ) الَّتِي ( لَا مَطَرَ ) فِيهَا ، ثم البَيْضَاء ، ثُم الحَمْرَاء . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ وغَيْرُه لزُهَيْر بْنِ أَبِي سُلْمَى :
إِذَا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالنَّاسِ أَجْحَفَتْ
وَنَالَ كِرَامَ المال في الجَحْرَةِ الأَكْلُ
وقال ابْنُ بَرِّيّ : الشَّهْبَاءُ : البَيْضَاءُ أَي هي بَيْضَاء لكَثْرَة الثَّلْج وعَدَم النَّبَات . وأَجْحَفَت : أَضَرَّتْ بهم وأَهْلَكَت أَمْوَالَهم . ونال كِرَام المَالِ أَي كَرَائم الإِبِل يَعْنِي أَنَّهَا تُنْحَر وتُؤَكل لأَنَّهم لا يَجِدُون لَبَناً يُغْنِيهم عن أَكْلِهَا . والجَحْرَةُ : السَّنَةُ الشَّدِيدةُ الَّتِي تَجْحَرُ النَّاسَ في البُيُوتِ .
ويوم أَشْهَبُ ، وسَنَةٌ شَهْبَاءُ ، وجَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شَدِيدٌ . وأَكْثر ما يُسْتَعْمَل في الشِّدَّةِ والكَرَاهَة . وفي حَدِيث حَلِيمَة : ( خَرَجْتُ في سَنَةٍ شَهْبَاءَ ) أَي ذاتِ قَحْطٍ وجَدْبٍ .
وفِي لِسَان العَرَب : وسَنَةٌ شَهْباءُ كَثِيرَةُ الثَّلْج ( جَدْبَةٌ ) . والشَّهْبَاءُ أَمْثَلُ من البَيْضَاء ، والحَمْرَاءُ أَشَدُّ من البَيْضَاءِ ، والغَبْرَاء الَّتِي لا مَطَرَ فِيهَا . والشَّهْبَاءُ أَيْضاً : الأَرْضُ الَّتي لا خُضْرَة فِيهَا لِقِلَّة المَطَرِ من الشُّهْبَةِ ، وهِي البَيَاضُ فسُمِّيَت سَنَةُ الجَدْبِ بِهَا .
( و ) مِنَ المَجَازِ : سَقَاهُ ( الشَّهَاب ) وهو ( بالفَتْح : اللَّبَنُ ) الضّيَاح أَو ( الَّذِي ثُلُثَاه مَاء ) وثُلُثُهُ لَبَن ( كالشُّهَابَة بالضَّمِّ ) عن كُرَاع ، وذلك لتَغَيُّر لَوْنِه . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْت غَيْرَ وَاحِدٍ من العَرَب يقول لِلَّبن المَمْزُوج بِالْمَاءِ شَهَابٌ كما ترى بِفَتْح الشِّين . قال أَبُو حَاتِم : هو الشُّهَابَة وهو الفَضِيخُ والخَضَارُ ، والشَّهَابُ والسَّجَاجُ والسجَارُ والضَّيَاحُ والسَّمارُ كُلُّه وَاحِدٌ .
( و ) شِهَابٌ ( كَكِتَابٍ : شُعْلَةٌ من نَارِ سَاطِعَة ) . ورَوَى الأَزْهَرِيّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيت قَالَ : الشِّهَابُ : العُودُ الَّذي
____________________

(3/165)


فِيه نَار . قال : وقال أَبو الهَيْثَم : الش 2 ابُ : أَصْل خَشَبةٍ أَو عُودٍ فيها نَارٌ سَاطِعَةٌ . ويقال للكَوْكَبِ الذي يَنْقَضُّ عَلَى أَثَر الشَّيْطَان باللَّيْلِ شِهَابٌ . قال الله تعالى : { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ( الصافات : 10 ) . وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ السَّمْع : ( فَرُبَّما أَدْرَكَه الش 2 هَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا ) يَعْنِي الكَلِمَة المُسْتَرَقَ ، وأَرَادَ بالشِّهَاب الذي يَنْقَضُّ باللَّيْل ، شِبْه الكَوْكَبِ وهو في الأَصْلِ الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ . وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز : { أَوْ ءاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } ( النمل : 7 ) . قال الفَرَّاءُ : نَوَّن عَاصِمٌ والأَعْمَشُ فِيهِمَا ، قَالَ : وأَضَابَه أَهْلُ المَدِينَة ( بشِهَاب قَبَسٍ ) ، قال : وَهذَا مِنْ إِضَافة الشَّيءِ إِلى نَفْسِه كما قالوا حَبَّةُ الخَضْرَاءِ ومَسْجِدُ الجَامعِ ، يُضَافُ الشيءُ إِلَى نَفْسِه ويُضَافُ أَوَائِلُهَا إِلَى ثَوَانهيهَا ، وَهِي هِيَ في المَعْنى ، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب .
( و ) من المجاز : الشهابُ : ( المَاضِي في الأَمْرِ ) . يُقَالُ للرَّجلُ المَاضِي في الحَرْب شِهَابُ حَرْبٍ أَي مَاضٍ فيها ، على التَّشْبِيهِ بالكَوْكَبِ في مُضِيِّهِ ( ج شُهُب ) كَكُتُب . وجَوَّز بَعْضٌ فِيهِ التَّسْكِينَ تَخْفِيفاً ( وشُهْبَانٌ بالضم ) حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَش ( و ) شِهْبَان ( بالكَسْرِ ) وهو غَرِيبٌ ( وأَشْهُبٌ ) بضَمِّ الهَاءِ . قال ابنُ مَنْظُور : وأَظُنّه اسْماً للجَمْع . قال :
تُرِكْنَا وخَلَّى ذُو الهَوَادَةِ بَيْنَنَا
بأَشْهُب نَارَيْنَا لَدَى القَوْمِ نَرْتَمِي
والشُّهْبَانُ بالضَّم : بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِيمٍ . قال ذو الرُّمَّة :
إِذَا عَمَّ دَاعِيهَا أَتَتْه بِمَالِك
وشُهْبَانِ عَمْرٍ و كُلُّ شَوْهَاءَ صِلْدِمِ
عَمَّ دَاعِيها أَيْ دَعَا الأَبَ الأَكْبَر .
ومِنَ المَجَازِ : هَؤُلَاء شُهْبانُ الجَيْش .
( ويَوْمٌ أَشْهَبُ : بَارِدٌ ) وهو مَجَاز . وفي لسان العرب أَي ذُو رِيحٍ بَارِدَةٍ قال أُرَاهُ لِمَا فِيهِ من الثَّلْجِ والصَّيع والبَرْدِ . ولَيْلَةٌ شَهْبَاءُ كَذَلك . وقَال الأَزْهَرِيُّ : يَوْمٌ أَشْهَبُ : ذو حَلِيتٍ
____________________

(3/166)


وأزِيزٍ . وقَوْلُه أَنْشَدَه سِيبَويْه :
فِدًى لِبَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ نَاقَتِي
إِذَا كَانَ يَومٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْهَبُ
يجوز أَنْ يكُونَ أَشْهبَ لِبَيَاض السِّلَاح وأَنْ يَكُونَ أَشْهَبَ لمَكَان الغُبَارِ .
( والشُّهُبُ كَكُتُبٍ ) : النُّجُومُ السَّبْعَةُ المعْرُوفَةُ ، وَهِيَ ( الدَّرَارِيُّ ) . ( و ) الشُّهُبُ أَيضاً : ( ثَلَاثُ لَيَالٍ من الشَّهْرِ ) تَغَيُّر لَوْنِها .
( و ) الشَّهْبُ ( بالفَتْح ) هو ( الجَبَلُ ) الَّذِي ( عَلَاهُ الثَّلْجُ ) .
( و ) الشُّهْبُ ( بالضَّمِّ : ع ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
( والأَشْهَبُ : الأَسَدُ ) . ذَكَرَه الصَّاغَانِيّ . ( والأَمْرُ الصَّعْبُ ) الكَرِيهُ في حَدِيثِ العَبَّاسِ ، قال يم الفتح ( يا أَهْلَ مَكَّة ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَد اسْتَبْطَنْتُم بأَشْهَبَ بَازِل ) أَي رُمِيتُم بأَمْرٍ صَعْبٍ لا طَاقَةَ لكُم به ، وجَعَلَه بَازِلاً ، لأَنَّ بُزُولَ البَعِيرِ نِهَايَتُه في القُوَّة .
( و ) الأَشْهَبُ : ( اسْم ) رَجُل ، وَهُوَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ دَاوُودَ القَيْسِيّ أَبُو مُحَمَّد المِصْريُّ الفَقِيهُ يقال اسْمُه مِسْكِين ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ بَعْد المائَتَيْن .
( و ) الأَشْهَبُ ( من العَنْبَرِ ) : الجَيِّدُ لَوْنُه ، وهو ( الضَّارِبُ إِلى البياض . و ) أَنْشَدَ المَازِنِيّ :
وما أَخَذَا الدِّيوَانَ حتى تَصَعْلَكَا
زَمَاناً وحَثَّ ( الأَشْهَبَان ) غِنَاهُمَا
هما ( عَامَانِ أَبْيَضَان مَا بَيْنَهُمَا خُضْرَةٌ ) من النَّبَاتِ .
( والشَّهْبَاءُ من المَعِز : كالمَلْحَاءِ مِن الضَّأْن ) . ( و ) الشَّهْبَاءُ ( من الكَتَائِب : العَظِيمَةُ الكَثِيرَةُ السِّلَاح ) . يقال : كَتِيبَةٌ شَهْبَاء لمَا فِيهَا مِنْ بَيَاضِ لسِّلَاح والْحَدِيدِ في حَالِ السَّوَاد ، وقيل : هِيَ البَيْضَاءُ الصَّافِيَةُ الحَدِيد .
وفي التَّهْذِيبِ : كتيبة شهابة ؟ وقيل : كَتِيبَةٌ شَهْبَاءُ إِذَا كَانَت عَلْيَتهَا بَيَاضُ الحدِيدِ .
____________________

(3/167)



( و ) الشَّهْبَاءُ : ( فَرَسٌ للقَتَّال البَجَلِيّ ) ، وهو قَيْسُ بْنُ الحَارِث .
وغُرَّةٌ شَهْبَاءُ ، وهو أَنْ يَكُونَ في غُرَّةِ الفَرَس شَعَر يُخَالِفُ البَيَاضَ ، كذا في لسَان العرب .
( والأَشاهِبُ : بَنُو المُنْذِر ، لِجَمالِهم ) .
قال الأَعْشَى :
وبَنِي المُنُذِرِ الأَشَهِب بالحِي
رَ يَمْشُون غُدْوَةً كالسُّيُوفِ
قلت : وهم إحْدَى كَتَائِبِ النُّعْمَان بْنِ المُنْذِر ، وهُمْ بَنُو عَمِّه وأَخوَاتِه وأَخَوَاتِهم ، سُمُّوا بِذَلِك لبَيَاض وُجُوهِهِم كذا في المُسْتَقْصَى .
( والشَّهَبَان مُحَرَّكَةً ) كالشَّبَهَان : ( شَجَرٌ ) مَعْرُوفٌ ( كالثُّمَامِ ) بالضَّمِّ .
( والشَّوْهَبُ ) كجَوْهَرٍ : ( القُنْفُذُ .
( و ) يُقَالُ : ( شَهَبَهُ الحرُّ والبَرْدُ كمَنَعَهُ : لَوَّحَه وغَيَّر لَوْنَه كَشَهَّبَه ) مُشَدَّداً عَنِ الفَرَّاءِ . قال أَبو عبيد ؛ شَهَبَ البردُ الشَجرَ إِذَا غَيَّر أَلْوَانَهَا . وشَهَبَ النَّاسَ البَرْدُ .
من المجاز : نَصْلٌ أَشْهَب : بُرِدَ بَرْداً خَفِيفاً فلم يَذْهَب سَوَادُه كُلّه ، حَكَاه أَبُو حَنِيفَة ، وأَنشد :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لمُسْتَعِيرها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِهَا
يَعْنِي أَنَّهَا تَغِلُّ في الرَّمِيَّة حَتَّى يَشْرَبَ رِيشُ السَّهْمِ الدَّمَ .
وفي الصَّحَاح : النَّصْلُ الأَشْهَبُ : الَّتِي بُرِدَ فَذَهَب سَوَادُه .
( وأَشْهَبَ الفَحْلُ ) إِذَا ( وُلِدَ لَه الشُّهْبُ ) نقله الزَّجَّاج . وعبارة ابن منظور : وأَشْهَبَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ نَسْلُ خَيْلهِ شُهْباً ، هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَة إِلَّا أَن ابْن الأَعْرَابِيّ قَالَ : لَيْسَ في الخَبل شُهْبٌ . وقال أَبُو عُبَيْد : الشُّهْبَةُ في أَلْوَان الخَيْلِ : أَن تَشُقَّ مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَةٌ أَو شَعَرَاتٌ بِيضٌ كَمَيْتاً كَان أَو أَشْقَر أَوْ أَدْهَم .
واشْهَابَّ رَأْسُه واشْتَهَبَ : غَلَبَ بَيَاضُه سَوَادَه . قال امْرُؤُ القَيْس :
____________________

(3/168)



قَالَتِ الخَنْسَاءُ لمّا حِئْتُها
شَابَ بَعْدِي رَأْسُ هَذَا واشْتَهَب
( و ) أَشْهَبَتِ ( السَّنَةُ القومَ : جَرَّدَتْ أَمَوَالَهم ) وكَذَلِك شَهَبَتْهُم ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ومِنَ المَجَازِ : اشْهَابَّ الزرعُ : قَارَب المَنْح فَابْيَضَّ وهَاج وفي خِلاله خُضْرَةٌ فَابْيَضَّ وهَاج وفي خِلاله خُضْرَةٌ قَلِيلَةٌ . ويقال : اشْهَابَّتْ مَشَفِرُه كذا في لسان العرب .
وشِهَاب : اسم شَيْطَان كما وَرَد في الحدِيث ؛ ولذا غَيَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم اسْمَ رَجُلٍ سُمِّيَ شِهَابا . وأَشْهَبَان : اسْمُ مَوْضع في دِيَارِ العَرَب . أَوْرَدَه السُّهَيْلِيّ .
ومُحَمَّد بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ من أَتباع التَّابعين . والأَخْنَسُ بْنُ شهابٍ : شَاعر . وابنُ شُهيب : صُوفِيُّ . وابُن قَاضِي شُهْبَةَ الضَّمِّ : فَقِيهٌ مُؤَرِّخٌ .
شهجب : ( الشَّهْجَبَةُ ) أَهمله الجوهريّ . وقال ابن دريد : هو ( اخْتِلَاطُ الأَمْر ) .
( وتَشَهْجبَ الأَمْرُ : دَخَلَ بعضُه في بعض ) . نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
شهرب : ( الشَّهْرَبَة والشَّهْبَرَةُ : ( العَجُوزُ الكَبِيرَةُ ) . قال :
أُمُّ الحُلَيْس لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ
تَرْضَى مِنَ الشَّاةِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهُ
في لسان العرب اللَّامُ مُقْحَمَةٌ في لَعَجُوز ، وأَدْخَلَ الَّلامَ في غَيْره خَبَر إِنَّ ضَرُورَةً ولا يُقَاسُ عَلَيْهِ . والوَجْهُ أَن يُقَال : لَأُمّ الحُلَيْسِ عَجُوزٌ شَهْرَبة كما يقال : لَزَيْد قَائِمٌ ، ومثله قَوْلُ الآخر :
خَالِي لأَنْتَ ومَنْ جَرِيرٌ خَالُه
يَنَلِ العَلَاءِ ويُكْرِمِ الأَخْوَالَا
( والشَّيْخُ شَهْرَبٌ ) وشَهْبَرٌ ، عن يَعْقُوب .
( و ) في التَّهْذِيبِ في الرُّبَاعِيّ عَن أَبِي عَمْرو : الشَّهْرَبَةُ : ( الحُوَيْضُ ) يَكُونُ ( أَسْفَلَ النَّخْلَة ) ، وهي الشَّرَبَةُ ،
____________________

(3/169)


فزِيَدتِ الهَاءُ . وهذا قَوْلُ أَبِي خَيْرَة ومثَّلُه بِقَوْلِهِم : تَهَرْشَفَ أَي تَحَسَّى قَلِيلاً قَلِيلاً ، والأَصْلُ تَرَشَّفَ فزِيدَتِ الْهَاءِ .
( وشَهْرَبَانُ ) وفي نُسْخَةٍ شَهْرابَانُ وَهُوَ الصحِيحُ : ( ة بنَوَاحِي الخَالِصِ ) . منها أَبو عَلِيّ الحَسَن بْنُ سَيْفِ بْنِ عَلِيَ المُحدِّثِ . سكَن بَغْدَادَ وتُوُفِّي سنة 582 ه ترجمه الصَّفَدِيُّ ، والكَمَالُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ وَضَّاحٍ الفَقِيهُ الحَنْبَليُّ المُحدِّثُ . رَوَى عن عَلِيِّ بْنِ إِدْرِيس الزَّاهِدِ وتوفي بِبَغْدَاد ، تَرجَمَه الذَّهَبيُّ . وشَهرَبَانُو : بنتُ يَزْدَجِرْد مَلِك الفُرْسِ أُمّ أَوْلادِ الحُسَيْنِ رَضِي اللّهُ عَنْه .
شيب : ( *!الشَّيْبُ ) معروف قَلِيلُه وَكَثِيرُهُ ، ورُبَّمَا سُمِّي ( الشَّعَر ) نَفْسُه*! شَيْباً ، أَ ( و بَيَاضُه ) أَي الشَّعَر ، وهَذَا هُوَ الَّذي صَدَّرَ بِهِ ابْنُ منْظُور والجَوْهَرِيُّ وغَيْرهُمَا (*! كالمَشِيب ) رَاجعٌ إِلى القَوْل الأَخِيرِ ، ومنه قَوْلُه :
مَسْأَلَةُ الدَّوْرِ جَرَت
بَيْنِي وبَيْن مَنْ أُحِبّ
لَوْلَا*!- مَشِيبِي مَا جَفا
ولولا جَفَاهُ لَمْ *!أَشِبْ
وقيل : الشَّيْبُ : بَيَاضُ الشَّعَر . ويقال : عَلَاه الشَّيْبُ . *!والمَشِيبُ : دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ *!الشِّيْبِ من الرِّجَالِ .
قال ابنُ السِّكِّيتِ في قَوْلِ عَدِيَ :
تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي
والرَّأْسُ قد شَابَهُ *!المَشِيبُ
يَعْنِي بَيَّضَهُ المَشِيبُ ، ولَيْسَ مَعْنَاه خَالَطَه . قال ابْنُ بَرِّيّ : هَذَا البَيْتُ زَعَمَ الجوهَرِيُّ أَنه لعَدِيَ وَهُوَ لِعَبِيدِ بْنِ الأَبْرص . ( وقول الشاعر ) :
قَدْ رَابَهُ ولمِثْلِ ذَلِكَ رَابَهُ
وَقَعَ المَشِيبُ عَلَى السَّوادِ فَشَابَه
أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه . ويقال :*! شَابَ
____________________

(3/170)


*!يَشِيبُ شَيْباً *!وَمشِيباً *!وشَيْبَةً . ( وهو*! أَشْيَبُ ) على غير قِيَاس ؛ لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنَّمَا يَكُونُ من فَعِل كفَرِح ، وشَرْطُه الدَّلَالَةُ عَلَى العُيُوبِ أَوِ الأَلْوَان كَمَا قَالَه شَيْخُنَا . *!والأَشْيَبُ : المُبْيَضُّ الرَّأْسِ . وقال شَيْخُنَا : رَأَيْتُ بخَطِّ شَيْخِ شُيُوخِنَا الشِّهَابِ الخَفَاجِيّ رَحِمَه اللّهُ تَعَالَى : الأَشْيَبُ لَا عَلَى القِيَاس بَلْ عَلَى وَزْنِ الوَصْفِ مِنَ المَعَايِبِ الخِلْقِية كأَعْمَى وأَعْرَج فعَدُّوه من العُيُوب ، كما قَال أَبُو الحَسَن بْنُ أَبِي عَلِيَ الزَّوْزَنِيُّ :
كَفَى الشيبُ عَيْباً أَنَّ صَاحِبَه إِذَا
أَردتَ بِهِ وَصْفاً لَه قُلْتَ أَشْيَبُ
وكَانَ قِيَاسُ الأَصْلِ لو قُلْتَ شَائِباً
ولكِنَّه في جُمْلَةِ العَيْبِ يُحْسَبُ
فشَائِبٌ خَطَأٌ لم يُسْتَعْمل ، انْتَهَى ( ولا فَعْلَاءَ لَهُ ) أَي أَهْمَلُوه ، ولَمْ يَرِدْ في كَلَام مَنْ بَعْدَهُم ؛ لأَنَّ العَرَبَ لم تَضَع لَهُ وَصْفاً تَابِعاً لأَفْعَلَ وهو فَعْلَاءُ وإِنْ كَانَ غَيْرَ مَقِيسٍ ولا على غَيره ، ما أَن لهم فَعْلَاءَ لا أَفْعَلَ لَهُ :
وفي لسان العرب : ويُقَالُ : رَجُلٌ أَشْيَبُ ، ولا يقال : امرأَة شَيْبَاء ، لا يُنْعَتُ بِهِ المرأَة ، اكْتَفَوْا بالشَّمْطَاءِ عن الشَّيْبَاءِ ، وقد يُقَالُ شابَ رَأْسُها .
( و ) *!شَيَّبَه الحُزْنُ . و ( شَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه . و )*! شَيَّبَ الحُزْنُ ( بِرَأْسِهِ ) وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَة لجَمْعِه بَيْن أَدَاتَي التَّعْدِيَة . قال شيخنا : ومِثْلُه في المُحْكَم ولِسَانِ العَرَبِ والمِصْبَاحِ . ( كأَشَابَ ) رَأْسَه وأَشَاب بِرَأْسِهِ .
( وقَوْمٌ *!شِيبٌ ) بالكَسْر كَبِيضٍ وأَبْيَض ، ( *!وشُيَّب ) كَسُكَّر ، ( *!وشُيُب ) . قال ابْنُ مَنْظُور : ويجوز شُيُبٌ في الشِّعْر عَلَى التَّمَام ، هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قالَ ابْنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ شُيُباً إِنَّمَّا هُو جَمْع شَائِبٍ كَمَا قَالُوا بَازِلٌ وبُزُلٌ أَو جَمْعُ شَيُوبٍ على لُغَةِ الحِجَازِيِّين كما قَالُوا دَجَاجَةٌ بَيُوضٌ ، ودَجَاجٌ بُيُضٌ . وقَوْل الرَّائِدِ : ( وجدتُ ) عُشْباً وتَعَاشِيبُ ، وكَمْأَةً شِيبْ . إِنما يعني به البِيضَ الكِبَار .
( ولَيْلَةُ *!الشَّيْبَاءِ ) مَرَّ ذِكْرُهَا ( في
____________________

(3/171)


ش و ب ) . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ عَلَى ذِكْرها هُنَا في ( ش ي ب ) ( وَهِيَ ) أَي لَيْلَةٌ*! شَيْبَاءُ أَيْضاً ( آخِرُ لَيْلَةٍ مِن الشَّهْرِ ) .
( و ) يقال : ( يَوْمٌ أَشْيَبُ *!وشَيْبَانُ ) بالفتح : ( فيه بَرْدٌ وغَيْمٌ وصُرَّادٌ ) ويَأْتِي ذِكْرُ صُرّاد في مَجَلِّه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ذَهَبَ ( شَيْبَانُ ) بالفَتْح ( وقد يُكْسَر ، ومِلْحانُ ) بالكَسْر وقد يُفْتَح ، لشَهْرَي الشِّتَاءِ . وهما ( شَهْرَا قُمَاح ) ككِتَابٍ وغُرَاب ( وهما أَشَدُّ الشُّهُورِ بَرْداً ) وهُمَا اللَّذَانِ يَقُولُ مَنْ لَا يَعْرِفُهما : كَانُونٌ وكَانُونُ . قال الكُمَيْت :
إِذَا أَمْستِ الآفَاقُ غُبْراً جُنُوبُها
بَشِيبَانَ أَو مِلْحَانَ واليَوْمُ أَشْيبُ
أَي من الثَّلْج . ورَوَى ابنُ سَلَمَةَ بكَسْرِ الشِّينِ والمِيمِ ، وإِنَّما سُمِّيَا بِذَلِك لابْيِضَاضِ الأَرْضِ بِمَا عَلَيْها من الثَّلْجِ والصَّقِيعِ ، وَهُمَ عِنْدَ طُلُوعِ العَقْرَب والنَّسْرِ .
وفي الأَساس : ومن المجاز : *!شَابَت رُءُوسُ الآكَامِ ، ورأَيْتُ الجِبَالَ *!شِيباً ، يُرِيدُ بَياضَ الثَّلْجِ والصَّقِيعِ ، انْتَهى .
وفي لِسَانِ العَرَب قَوْلُه تَعَالى : { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ *!شَيْباً } ( مريم : 4 ) نَصْبٌ عَلَى التَّمْييزِ ، وقِيلَ عَلَى المَصْدَر ؛ لأَنَّه حِينَ قَالَ : اشْتَعَل كأَنَّه قَال : شَابَ فقال : شَيْباً .
( وشَيْبانُ ) حَيٌّ مِنْ بَكْر ، وَهُم *!الشَّيابِنَةُ ، وَهُمَا*! شَيْبَانانِ ، أَحَدُهُما شَيْبَانُ ( بْنُ ثَعْلَبَةَ ) بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِل . ( و ) الآخَرُ شَيْبَانُ ( بْنُ ذُهْلِ ) بْنِ ثَعْلَبَة بْنِ عُكَابَةَ ، وهما ( قَبِيلَتَان ) عَظِيمَتَان تَشْتَمِلان على بُطُونٍ وأَفْخَاذٍ كما صَرَّحْنا بِه في كتابِ أَنْسَاب الْعَرَب . وإِلى الثَّانِيَة نُسِبَ إِمَام المَذْهَبِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْه . والإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ صَاحِبُ الإِمَام أَبي حَنِيفَةَ ، رَضِي اللّهُ عَنْهُمَا . ( وَعبْد اللّهِ بْنُ *!الشَّيَّابِ كَشَدَّاد صَحَابِيٌّ ) حِمْصِيٌّ
____________________

(3/172)


رَوَى خَالِدُ بْنُ مَعْدانَ عن ابن بِلالٍ عَنْهُ حَدِيثاً . ويقال فيه أَيْضاً ابْنُ أَبِي*! الشُّيَّابِ ككَتّان ورُمَّانِ كما نَقَله الصَّاغَانِيُّ .
( والشِّيبُ بالكَسْرِ : سَيْرٌ ) في رأْسِ ( السَّوْط ) مَعْرُوفٌ عَربيٌّ صَحِيح ، وهما*! شِيبَانِ .
( و )*! الشِّيبُ : ( جَبَلٌ ) ذكره الكُمَيْتُ فقال :
وَمَا فُدُرٌ عَوَاقِلُ أَحْرَزَتْهَا
عَمَايةُ أَو تَضَمَّنهُنّ *!شِيبُ
*!والشِّيبُ *!وشَابَةُ : جَبَلَان مَعرُوفَان . قال أَبو ذُؤَيْب :
كأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بين تُضَارِعٍ
وشَبَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ
كذا في لِسَان العَرَب والمحكم ، وتُضَرِع : جَبَلٌ بنَجْد*! كشَابَة . والبَرْكُ بالفَتْح : الإِبُل الكَثِيرَة . ولَبِيج بالموحَّدَة والجِيمِ . هي إِبِل الحَيّ كُلِّهم إِذا أَقَامَت حَوْلَ البُيُوتِ بَارِكَةً كَالمغْرُوزِ بالأَرْضِ . وفي الصحَاحِ : *!شاَبَةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْب : اسمُ جَبَل بِنَجْد . وفي التَّهْذِيب : اسْمُ جَبَل بنَاحِيَةِ الحِجَازِ .
وشَابَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم ، وقد تَقَدَّم . *!-والشَّابِي أُخْرَى بالبُحَيْرة .
( و ) الشِّيبُ أَيضاً : ( حِكَايَة أَصْوَاتِ مَشَافِرِ الإِبِل ) عِنْد الشُّرْب . قال ذو الرُّمَّة وَوَصَف إِبِلاً تَشْرَب في حَوْضٍ مُتَثَلّم وأَصْوَاتُ مَشَافِرها*! شِيْب *!شِيبْ :
تَدَاعَيْن باسْم الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ
جَوَانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلَامِ
وفي لِسَان العَرَب : الشِّيبُ : الجِبَالُ يَسْقُطُ عَلَيْهَا الثَّلْجُ *!فَتَشِيبُ بِهِ . وقَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْد :
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرَ باتَ فِيه
بَوَارِقُ يَرْتَقِين رُءُوسَ شِيبِ
قال بعضهم : الشِّيبُ هُنَا سَحَائِبُ بِيضٌ ، واحِدُهَا أَشْيَبُ . وقِيلَ : هِيَ جِبَالٌ مُبْيَضَّةٌ من الثَّلْجِ أَو من الغُبَار .
( و )*! شِيبَة ( بِهَاء ) مَعَ الكَسْرِ : ( جَبَلٌ
____________________

(3/173)


بالأَنْدَلُس . *!وشِيبِينُ ) بالكَسْرِ في الأَوَّلِ والثَّالث : ( ة قُرْبَ القَاهِرَة ) . وفي المَرَاصِد : هِيَ مِنْ قُرَى الحَوْفِ بَيْن بِلْبِيسَ والقَاهِرَة .
قلت : وتُعَدُّ من الضَّوَاحِي ، وهي المَعْرُوفَة *!بِشيبِين القَصْر . وفَاتَه ذِكْرُ *!شِيبِين الكَوْمِ ، وهي *!شِيبِينُ الشَّرَى : قَرْيَةٌ مِنَ المُنُوفِيَّة .
( *!وشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَان ) بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيَ ( الحَجَبِيُّ ) محرّكةً نسْبَةٌ إِلى حِجَابَةِ البَيْتِ ( مِفْتَاحُ الكَعْبَة مُسَلّم إِلَى أَوْلَادِه ) بإِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ .
( وَجَبَلُ *!شَيْبَةَ : مُطِلٌّ على المَرْوَةِ ) .
وشَيْبَةُ الحَمْدِ : لَقَبُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَحَد أَجْدَادِه صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم . واخْتُلِفَ في سَبَب تَلْقِيبِه ، ومَحَلّه في كُتُب السِّيَر . قال :
*!بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى اللّهُ بَلِدَتَنَا
وقد عَدِمْنَا الحَيَا واجلَوَّذَ المَطَرُ
*!وشَيْبة قش ، *!وشَيبة سَقَّارة : قريتان من شرقية بُلْبَيْس . والأُولى هي *!شيبة الحولة .
*!وشيْبٌ شَائِبٌ أَرَادُا به المُبَالَغَة على حَدِّ قَوْلِهم : شِعْرٌ شَاعِرٌ ، ولا فِعْلَ لَه .
*!وأَشَابَ الرَّجلُ : شَابَ وَلَدُه . وتُطْلَق الشَّيْبَةُ عَلَى اللِّحْيَة *!الشَّائِبَة . قال شيخنا ؛ وهذه عرفية مولدة لا تعرفها العرب . وقَوْلُ سَاعِدَة :
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُك تَارِكٌ
ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُك يُعْتَبُ
( وأَبُو شَيْبَةَ الخُدْرِيّ ) إِلى خُدْرةَ : بَطْنٍ من الأَنْصَارِ ( صَحَابِيٌّ ) . وأَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة مُحَدِّث . وأَبُو بَكْر ابْنُ *!الشَّائِب ) الدِّمَشْقِيُّ ( محدِّث ) مُتَأَخِّر ، روى عن أبِي المُظَفَّر سِبْطِ بْنِ الجَوْزِي ، ( رَوَيْنَا عَن أَصْحَابِه ) .
وجَبَلُ شَيْبَةَ بمَكَّة حَرَسَها اللّهُ تَعَالَى مُتَّصِلٌ . بجَبَل دَيْلَمِيّ . *!والشَّيْبَانِيَّةُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ قِرْقِيسَياء وتُجْمَعُ *!الشَّيْبَةُ *!شِيَباً ( بالكسر ) عن الفَرَّاء . وشَيْبَةُ بْنُ نِصَ : مُقْرِىءٌ مَشْهُورٌ ، ويذكر في ( ن ص ح ) .

____________________

(3/174)


2 ( فصل الصاد المهملة ) 2
صئب : (*! صَئِبَ من الشَّرَابِ كَفَرِحَ ) *!صَأَباً : ( رَوِيَ وامْتَلَأَ ) وأَكْثَرَ مِنْ شُرْبِ المَاءِ . ( فهو ) رَجُلٌ (*! مِصْأَبٌ كمنْبَرٍ ) .
( و ) *!الصؤَابُ و ( الصُّؤَابَة كغُرَابة ) بالهَمْزِ : ( بَيْضَةُ القَمْلِ والبُرْغُوثِ ) . قال شَيْخُنا : وهَكَذَا في المُحْكَم ونَقَله ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيُّ والتَّدمُرِيّ في شَرْحَيْهما عَلَى الفَصِيحِ عن كِتَابِ العَيْنِ ، وزعم طائِفَةٌ أَنَّه خَصٌّ بِبَيْض القَمْل ، لا يُطْلَقُ على غَيْره إِلَّا مَجَازاً وهو ظاهِرُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ والقَزَّاز ، ونقله اللبليّ في شرح الفَصِيح عن أَبِي زَيْد . وقال ابْنُ دَرَسْتَوَيْه : هِيَ صِغَارُ القَمْلِ .
( ج *!صُؤَابٌ *!وصِئْباَنٌ ) الأَوَّلُ اسْمُ جِنْس جَمْعِيّ ؛ لأَنَّ بَيْنَه وبَيْنَ مُفْرَدِه سُقُوطَ الهَاءِ . الثَّانِي جَمْع تَكْسِير .
وفي الأَسَاسِ : وتَقُولُ : مَعَ صِبْيَانٌ كأَنَّهم *!صِئبَانٌ . وقال جَرِيرٌ :
كَثِيرَةُ صِئْبَانِ النِّطَاقِ كأَنَّهَا
إِذَا رَشَحَت منها المَغَابِنُ كِيرُ
وفي الصحَاحِ : *!الصُّؤَابَةُ بالهَمْزِ : بَيْضَةُ القَمْلَ ، والجَمْع الصُّؤَابُ *!والصِّئْبَان . وقد غَلِط يَعْقُوبُ في قوله : ولا تَقُل صِئْبَان .
وفي لِسَان العَرَب : وقَوْلُه ، أَي ابْنِ سِيده ، أَنْشَدَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
يَا رَبِّ أَوجِدْنِي *!صُؤَاباً حَيّا
فمَا أَرَى الطَّيَّارَ يَغْنِي شَيَّا
أَي أَوْجِدْنِي *!كالصُّؤَابِ من الذَّهَب وعَنَى بالحَيِّ الصَّحِيحَ الذي ليس بمُرْفَتَ ولا مُنْفَتَ . والطَّيَّارُ : ما طارَتْ بِه الرِّيحُ مِنْ دَقِيقِ الذَّهَبِ ، انتهى .
وقال ابن دَرَسْتَوَيْهِ ، ونَقَله الفِهْرِيُّ وغَيْرُه : وقد تُسمَّى صغارُ الذهب التي تُستخرج من تراب المعدن*! صُؤَابةً على فُعَالَة . قالوا : والعامّة لا تَهمز *!الصئبان ولا *!الصُّؤابة . نقله شيخنا . ونقل ابن منظور عن أَبِي عُبَيْد : الصِّئْبان : ما يَتَحَبَّبُ من الجَلِيدِ كاللُّؤْلُؤِ الصِّغَارِ ، وأَنْشَدَ :
فأَضْحَى *!وصِئْبَانُ الصَّقِيعِ كأَنَّه
جُمَانٌ بِضَاحِي مَتْنِهِ يَتَحَدَّرُ
____________________

(3/175)



وهذا قد غَفَل عَنْه شَيْخُنَا .
( وقد*! صَئِبَ رَأْسُه ) كَفَرِح ( *!وأَصْأَب ) أَيْضاً إِذا ( كَثُر *!صُؤَابُه ) وفي نُسْخَةٍ *!صِئْبَانه .
(*! والصُّؤْبَة ) بالهَمْزِ : ( أَنْبَارُ الطَّعَام ) ، عَن الفرَّاءِ مثلُها غير مَهْمُوزَة .
( ونُبَيْهُ بْنُ *!صُؤَابٍ ) كغُرَابٍ ( تَابِعِيٌّ ) أَبو عَبْد الرَّحْمن المَهْرِيّ عن عُمَر وعَنْه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيب .
صبب : (*! صَبَّهُ ) أَي المَاءَ ونَحْوَه : ( أعرَاقَه ) *!يَصُبُّه *!صَبًّا ( *!فَصَبَّ ) أَي فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّياً ولَازِماً إِلا أَنَّ المُتَعَدِّيَ كنَصَر واللَّازم كَضَرَب ، وكان حَقّه التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك ، أَشَار لَهُ شَيْخُنا ، وهَكَذَا ضَبَطَه الفَيُّومِيُّ في المِصْبَاح ( *!وانْصَبَّ ) على انْفَعَل وَهُوَ كَثِير ( *!واصْطَبَّ ) على افْتَعَل مِنْ أَنْوَاع المُطَاوِع ( *!وتَصَبَّبَ ) على تَفَعَّل ، لكن الأَكْثَر فيه أَنْ يَكُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف كلَّمته فَتَعَلَّم . واسْتِعْمَالُه في الثُّلَاثِيّ المُجَرَّد كَهَذَا قَلِيل ، قَالَه شَيْخُنَا .
*!وصَبَبْتُ المَاءَ : سَكَبْتُه . ويُقَالُ : *!صَبَبْتُ لِفُلَانٍ مَاءً في القَدَح لِيَشْرَبَه . *!واصْطَبَبْتُ لِنَفْسي مَاءً منل اقِرْبَة لأَشْرَبَه ، واصْطَبَبْت لنَفْسي قَدَحاً . وفي الحَدِيثِ : ( فَقَامَ إِلَى شَجْبٍ *!فاصْطَبَّ مِنْهُ الماءَ ) هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَي أَخَذَه لِنَفْسِه ، وتَاءُ الافْتعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِيَسْهُل النُّطْقُ بِهَا ، وهما من حُرُوفِ الإِطْبَاق . وقَالَ أَعْرَابِيٌّ : اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَة مَاءً أَي أَخَذْتُه لِنَفْسِي ، وقد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَى انْصَبَّ ، وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
لَيْتَ بُنَيَّ قَدْ سَعَى وشَبَّا
ومَنَع القِرْبَةَ أَنْ *!تَصْطَبَّا
وفي لِسَان العرب :*! اصْطَبَّ الماءَ : اتَّخَذَه لِنَفْسه ، على مَا يجِيءُ عَلَيْهِ عَامَّة هَذَا النَّحو حَكَاه سِيبَوَيْهِ . والماءُ*! يَنْصَبُّ من الجَبَل ، *!ويَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَي يَتَحَدَّر . ومِنْ كَلَامِهِم : *!تَصَبَّبتُ عَرَقاً أَي*! تَصَبَّبَ عَرَقِي فنقَل الفِعْل فَصَارَ في اللَّفْظِ لِي فخَرج الفَاعِلُ في الأَصْل
____________________

(3/176)


مُمَيِّزاً ، ولا يجوز عَرَقاً تَصَبَّبَ ، لأَنَّ هَذَا المُمَيِّزَ هُوَ الفَاعِلُ في المَعْنَى ، فكَمَا لا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الفَاعِل على الفِعْل ، كذلك لا يجوز تقْدِيمُ المُمَيِّز إِذَا كَانَ هُوَ الفَاعِلَ في المَعْنى على الفِعْل ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي .
( و ) *!صَبَّ ( في الوَادِي : انْحَدَر ) . وفي حديثِ الطَّوَافِ : ( حَتَّى إِذَا *!انْصَبَّت قَدَمَاه في بَطْنِ الْوَادِي ) أَي انْحَدَرَت في السَّعْي . وفي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْر : ( أَنَّه صَبَّ يي ذَفِرَانَ ) . أَي مَضَى فِي فِيهِ مِنْحَدِراً وَدَافِعاً ، وهو مَوْضِعٌ عَنْدَ بَدْر .
( *!والصُّبَّةُ بالضَّمِّ : مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ غَيْرِهِ ) مُجْتَمِعاً (*! كالصُّبِّ ) بغَيْر هَاء ، ورُبَّما سُمِّي بِهِ . ( و ) *!الصُّبَّةُ : ( السُّفْرَةُ ) لأَنَّ الطَّعَامَ *!يُصَبُّ فِيهَا ( أَو شِبْهُهَا ) . وفي حَدِيث واثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع في غَزْوة تَبُوك : ( فخرجْتُ مَعَ خَيْر صَاحِب ، زَادي في *!-صُبَّتي ) . ورُوِيَت ( صِنَّتي ) بالنونِ . وَهُمَاسَوَاء .
( و ) *!الصُّبَّةُ : ( السُّرْبَةُ ) أَي القِطْعَةُ ( من الخَيْل ) وفي بَعْض النُّسَخ السَّرِيَّة ، وَهُوَ خَطَأٌ . قال :
*!صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعاً
وعَدِيَ كَمِثْلِ سيل المَضَيقِ
والأَسْيَقُ ( *!صُبَبٌ كاليَمَام ) كَمَا في لِسَانِ العَرَبِ . ( و ) الصُّبَّةُ : الصِّرْمَةُ مِنَ ( الإِبِل ) . ( و ) الصُّبَّةُ : القِطْعَةُ مِنَ ( الغَنَم ) . ( أَو ) الصُّبَّةُ من الإِبِل والغَنَم : ما بَيْنِ العِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِين والأَرْبَعِين . وقيل : ( مَا بَين العَشَرةِ إِلَى الأَرْبَعِين ) .
وفي الصَّحَاح عَنْ أَبِي زَيْد : الصُّبَّةُ من المَعِز : ما بَيْن العَشَرَةِ إِلَى الأَرْبَعِين . ( وهِيَ مِن الإِبِل : مَا دُونَ المِائَة ) كالفِرْقِ مِن الْغَنَم في قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَة . والفِزْرُ مِنَ الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّةِ من الِعْزَى . والصَّدْعَةُ نَحْوُهَا . وقَدْ يُقَالُ في الإِبِل . ( و ) الصُّبَّةُ : ( الجَمَاعَةُ من النَّاسِ ) وَهُو أَصْلُ مَعْنَاها . واستِعْمَالُهَا في الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهِمَا مَجَازٌ . ( و ) كذا قَوْلُهم : عِنْدِي مِنَ الْمَاءِ *!صُبَّةٌ أَي ( القَلِيلُ مِنَ المَال ) كَذَا في الأَسَاسِ
____________________

(3/177)


ومَضَتْ صُبَّةٌ مِنَ اللَّيْل أَي طَائِفَةٌ . وفي حَدِيثِ شَقِيق قَال لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ( أَلَمْ أُنَبأْ أَنَّكُم *!صُبَّتَانِ صُبَّتَان ) أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان . وفي الحَدِيث : ( عَسَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ من الغَنَم ) أَي جَماعَةً مِنْهَا ، تَشْبِيهاً بجَمَاعَة مِنَ النَّاسِ قال ابن الأَثِير : وقد اخْتُلِفَ في عَدَدِهَا ، فقِيلَ : مَا بَيْن العِشْرِينَ إِلَى الأَرْبَعِين من الضَّأْنِ والمِعِز ، وقيل : من المَعِز خَاصَّة ، وقِيلَ ، نَحْوُ الخَمْسِين ، وقِيلَ : ما بَيْن السِّتِّين إِلَى السَّبْعِين . قال : والصُّبَّةُ من الإِبِل نحوُ خَمْسٍ أَوْ سِتَ . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر ( اشْتَريتُ *!صُبَّةً من غَنَم ) .
( و ) الصُّبَّةُ : ( البَقيَّةُ المَاءِ واللَّبَن ) وغَيْرِهِما تَبْقَى في الإِنَاءِ والسِّقَاءِ وعن الفَرَّاءِ : الصُّبَّةُ ، والشَّوْلُ ، والغَرَضُ : المَاءُ القَلِيلُ ( *!كالصُّبَابَة ) بالضَّمِّ أي في المعنى الأَخير . قال الأَخطل في *!الصُّبَابَة :
جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَة
حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِيبَةِ الأَدَاجِ
وفي حَدِيثِ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : ( أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَد آذَنَت بصَرْم وولَّتْ حَذَّاءَ فلم يَبْقَ مِنها إِلَّا *! صُبَابَةٌٌ *! كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ ) . حَذَّاءُ أَي مُسْرِعَة .
وقال أَبُو عُبَيْد : الصُّبَابَةُ : البَقِيَّةُ : اليَسِيرَةُ تَبْقَى في الإِنَاءِ مِن الشَّرَاب ( و ) إِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قال : (*! تَصَابَبْتُ المَاءَ ) أَي ( شَرِبْتُ *!صُبَابَتَه ) أَي بَقِيَّتَه . وأَنْشَدَنَا شَيْخُنا العَلَامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر الحُسَيْنِيّ في كدف البِطَاح من قُرَى زَبِيد لأَبِي القَاسِم الحَرِيرِيّ :
تَبًّا لطَالِب دُنْيا
ثَنى إِليها *!انْصِبَابه
ما يَسْتَفِيق غَرَاماً
بِهَا وفَرْطَ*! صَبَابَه
____________________

(3/178)



ولو دَرَى لَكَفَاه
مما يَروم *!صُبَابَهْ
وفي لسان العرب : فأَمّا ما أَنْشده ابن الأَعْرَابيّ من قول الشاعر :
وَلَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فتْيَةً
سُقُوا*! بِصُبَابِ الكَرَى الأَغْيَد
قال : قَدْ يَجُوزُ أَنَّه أَرَادَ *!بصُبَابَةِ الكَرَى فحذَفَ الهَاءَ أَو جَمَع *!صُبَابَة ، فيكون من الجمْع الذي لا يُفَارِق وَاحدَه إِلَّا بالْهَاءِ كشَعِيرَة وشَعِير ولَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْيَ لِلْكَرَى اسْتَعَار الصُّبَابَةَ لَهُ أَيْضاً ، وكل ذلك على المَثَل .
ومِنَ المَجَازِ : لم أُدْرِك من العَيْش إلا صُبَابَةً وإِلا *!صُبَابَاتِ . ويُقَالُ : قد *!تَصَابَّ فُلَانٌ المَعِيشَةَ بَعْدَ فُلَانٍ أَي عَاش . وقد *!تَصَابَبْتُهم أَجْمَعِين إِلَّا وَاحِداً .
وفي لسان العرب : *!تَصَابَّ المَاءَ . *!واصْطَبَّهَا *!وتَصَبَّبها وتَصَابَّهَا بِمَعْنًى . قال الأَخْطَلُ ونَسَبَه الأَزْهَرِيّ للشَّمَّاخ :
لقَوْمٌ *!تَصَابَبْتُ المَعِيشَةَ بَعْدَهُمْ
أَعزُّ عَلَيْنَا من عِفَاءٍ تَغَيَّرَا
جعل لِلْمَعِيشَةِ*! صُبَاباً ، وهو على المَثَل ، أَي فَقْدُ مَنْ كُنتُ مَعَه أَشَدُّ عليّ من ابْيِضَاضِ شَعرِي . قال الأَزهريّ : شَبَّه ما بَقِي من العَيْش بِبَقِيَّةِ الشَّرَاب يَتَمَزَّزُه *!وَيَتَصَابُّه .
ومن أَمْثَالِ المَيْدَانِيّ : (*!- صُبابتي تُرْوِي وليْسَتْ غَيْلاً ) . الغَيلُ : المَاءُ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ . يُضْربُ لمَنْ يَنْتَفع بِمَا يبذُل وَإِنْ لَم يَدْخُل في حَدِّ الكَثْرَة .
( *!والصَّبَبُ مُحَرَّكَةً : *!تَصَبُّبُ ) هَكَذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه ( تَصَوُّبُ ) كَمَا في المحْكَم ولِسَانِ العَرَب ( نَهْرٍ أَو طَرِيق يَكُونُ في حَدُور ) . ( وفي صِفَة النَّبِّي صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كَانَ إِذَا مَشَى كأَنَّه يَنْحَط في صَبَب ) أَي في موضع مُنْحَدِرٍ . وقال ابْنُ عَبَّاس : أَرَادَ بِهِ أنَّه قَوِيُّ البَدَنِ ، فإِذا مَشَى فكأَنَّه يَمْشِي على صَدْرِ قَدَمَيْهِ من القُوَّة . وأَنْشَدَ :
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ
يَمْشُونَ في الدَّفَنِيّ والأَبْرَادِ
وفي رِوَايَة : ( كأَنَّمَا يَهْوِي من صَبَب )
____________________

(3/179)


*!كالصَّبُوبِ ( بالفَتْح والضَّمِّ ) . وقيل بالْفَتْح : اسْمٌ لِمَا*! يُصَبُّ عَلى الإِنْسَانِ من مَاءٍ وغَيْرِه كالطَّهُورِ والغَسُول ، والضَّم جَمْعُ صَبَب .
( و ) الصَّبَبُ : ( ما انْصَبَّ مِنَ الرَّمْل . وَمَا انْحَدَرَ من الأَرْضِ . و ) القومُ ( *!أَصَبُّوا ) أَي ( أَخَذُوا فِيهِ ) أَي الصَّبَب ( ج أَصْبَابٌ ) . قَالَ رُؤْبَةُ :
بَلْ بَلَد ذِي صُعُدٍ وأَصْبَابْ
*!والصَّبوب : ما أَنْصببْت فيه . والجمع*! صُبُبٌ *!وصَبَبٌ . ( و ) قال أَبو زيد : سمعت العرب تقول للحَدور الصَّبوب . وجمعها صُبُبٌ . وهي ( *!الصَّبِيبُ ) وجَمْعُه*! أَصْبَابٌ . وقَوْلُ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَة :
فأَوْرَدْتُهَا مَاءً كَأَنَّ جِمَامَه
من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً *!وصَبِيبُ
قيل : هي عُصَارَة وَرَق الحِنَّاء والعُصْفِر . وقيل : هو ( العُصْفُر ) المخلَص . وأَنْشَدَ :
يَبْكُونَ مِنْ بَعْدِ الدُّمُوعِ الغُزَّرِ
دَماً سِجالاً*! كَصَبِيبِ العصْفُرِ
( و ) عن أَبي عمرو : الصَّبِيبُ : ( الجَلِيد ) وأَنْشَد في صِفَة الشِّتاءِ :
ولا كَلْبَ إِلَّا وَالِجٌ أَنْفَه اسْتَه
ولَيْسَ بِهَا إِلا *!صَباً *!وصَبِيبُها
( و ) قيل : هو ( الدَّمُ . و ) هو أَيْضاً ( العَرَقُ ) . وأَنْشَدَ :
هَوَاجِرٌ تَحْتَلِب *!الصَّبِيبَا
( وشَجَر كالسَّذَابِ ) يُخْتَضَبُ بِهِ ( و ) *!الصَّبِيبُ : ( السَّنَاءُ ) الذي يُخْضَبُ بِهِ اللِّحَى كالحنَّاءِ . ويوجد في النُّسَخ هُنَا ( السِّنَاءِ ) مَضْبُوطاً بالكَسْر . وصَوَابُه بالضَّمِّ كَمَا شَرَحْنَا .
( و ) الصَّبِيبُ : ( مَاءُ شَجَر السِّمْسِمِ ) . وفي حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر ( أَنَّه كَانَ يَخْتَصِبُ *!بالصَّبِيب ) . قال أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ : إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَوْ غَيْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض . قال : وقَدْ وُصِفَ لِي بِمِصر ، ولَوْنُ مَائِه أَحْمَر يَعْلُوه سَوَادٌ . وأَنْشَدَ قَوْلَ عَلْقَمَة
____________________

(3/180)


بْنِ عَبَدَةَ السَّابق ذِكْره .
( و ) الصَّبِيبُ : ( شَيْءٌ كالوَسْمَةِ ) يُخْضَبُ به اللِّحَى . ( و ) قيل : هو عُصَارَةُ العَنْدَم . و ) قيلَ هُوَ ( صِبْغٌ أَحْمَر . و ) الصَّبِيبُ أَيْضاً : ( المَاءُ *!المَصْبُوبُ ) . وهَذِه الأَقْوالُ كُلُّهَا بهذا التَّفْصِيلِ في المحكَمِ ولِسَان العَرَبَ وغَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الفَنِّ .
( و ) الصَّبِيبُ : ( العَسَلُ الجَيِّد ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ ، ( وطَرَفُ السَّيْفِ ) ، في قَتْل أَبِي رَافِعٍ اليَهُودِيّ : ( فوضَعْت صَبيبَ السَّيْفِ في بَطْنِه ) أَي طَرَفَه وآخرَ ما يَبْلغ سِيلانُهُ حِينَ ضرب ، وقيل هو سِيلَانُهُ مُطْلَقاً .
( و ) صَبِيبٌ : ( ع ) بَلْ هُوَ جَبَل . وبه فُسِّر الحَدِيث : ( أَنَّه خَيْرٌ من صَبِيبٍ ذَهَباً ) كما جَاءَ في رواية أُخْرَى مِنْ صَبيرٍ ذَهَباً . ( أَوْ هُوَ ) *!صُبَيْبً ( كزُبَيْرٍ ) . وقِيلَ : صَبِيبٌ في الحدِيث فَعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول أَي ذَهَبٌ كَثِير مَصْبُوبٌ غَيْرُ مَعْدُود .
(*! والصَّبَابَة : الشَّوْقُ أَو رِقَّتُه ) وحَرَارَتُه ( أَو رِقَّةُ الْهَوَى . *!صَبِبْتَ ) يا رَجُلُ إِليه بالكَسْرِ*! صَبَابَةً ( كَقَنِعْتَ ) قَنَاعَةً ( فَأَنْتَ *!صَبٌّ ) أَي عَاشِقٌ مُشْتَاق ( وَهِي *!صَبَّة ) ومُقْتَضَى قَاعِدَته أَن يَقُولَ وَهِيَ بِهَاءٍ كا تَقَدَّم غَيْر مَرَّة . وهذَا الَّذي ذَكَره المُؤَلِّف هو لَفْظ سِيبَوَيْه كما نَقَلَ عَنْه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَم والجَوْهَرِيّ في الصَّحَاح ولَا إِجْحَافَ في عبَارَة المؤَلِّف أَصْلاً كما زَعَمِ شَيْخُنَا فنْظُر بالتَّأَمّل . وفي لسان العرب : وحَكَى اللِّحْيَانِيّ فِيمَا يَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ : صَبٌّ *!فاصْبَبْ إِلَيْه ، أَرِقٌ فَارْقَ إِلَيْه . قال الكُمَيْتُ :
ولَسْتَ*! تَصَبُّ إِلَى الظَّاعِنِينَ
إِذَا ما صَدِيقُك لم *!يَصْبَبِ
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : *!صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق *!يَصَبُّ صَبَابَةٌ ، ورَجُلٌ صَبٌّ ، ورَجُلَان *!صَبَّان ، ورجال*! صَبُّون . وامرَأَتَان *!صَبَّتَان ، ونِسَاءٌ *!صَبَّاتٌ على مَذْهَب مَنْ قَالَ : رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَة قَوْلك : رجل فَهِمٌ وحذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْعَ بَيْنَ بَاءَيْن متَحَرِّكَتَيْن فأَسْقَطُوا حَرَكَة البَاء الأُولَى وأَدْغَمُوهَا
____________________

(3/181)


في الثانية .
( و )*! الصُّبَيْبُ ( كَزُبَيْر : فَرَسٌ ) من خَيْل العَرَب مَعْرُوفٌ عَنِ ابْنِ دُرَيْد .
( و ) *!صَبَّابٌ ( كخَبَّابٍ : جعفْرٌ لبَنِي كِلَابٍ ) نَقَله الصَّاغَانِيُّ وزَادَ غَيْره : كَثِيرُ النَّخْلِ .
( *!وصَبْصَبَهُ : فَرَّقَه ومَحَقَه ( وأَذْهَبَه (*! فَتَصَبْصَبَ ) *!وصَبْصَبَ الشيءُ : امَّحَقَ وذَهَبَ .
( و ) عن أبي عَمْرو : *!صَبْصَب ( الرَّجُلُ ) إِذَا ( فَرَّقف جَيْشاً أَو مَالاً . وصُبَّ ) الرَّجُلُ والشيءُ مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُول إِذا ( مُحِقَ ) وهَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
(*! والتَّصَبصُبُ : ذَهَابُ أَكْثَرِ اللَّيْل ) . يقال :*! تَصَبْصَبَ الليلُ وكذا النهارُ*! تَصَبْصُباً : ذَهَبَ إلا قَلِيلاً . وأَنْشَدَ :
حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
وعن أَبي عمرو :*! المُتَصَبْصِبُ : الذاهِبُ المُمَّحِق .
( و ) *!التَّصَبْصُبُ : ( شِدَّةُ الجُرْأَةِ والخِلَافِ ) . ( سقط : يقال تصبصب علينا فلان .
( و ) التصبصب : ( اشتداد الحر ) .
قال العجاج :
حتى إذا ما يومها تصبصبا من صادر أو وارد أيدي سبا قال أبو زيد أي ذهب إلا قليلا ، وقيل أي اشتد على الجمر ذلك اليوم . قال الأزهر : وقول أبي زيد أحب إلي .
ويقال : تصبصب أي مضى وذهب . وتصبصب القوم إذا تفرقوا . وقال القراء : تصبصب ما في سقائك أي قل .
( *!والصبصاب ) بالفتح : ( الغليظ الشديد ، *!كالصبصب ) كجعفر .
( *!والصباصب ) كعلابط . ويقال : بعير صبصب *!وصباصب . قال :
أعيس مصبور القرا صباصب
( و ) الصبصاب : ( ما بقي من الشيء ) )
____________________

(3/182)


وقال المرَّار :
تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ
تَتَبَّعُ *!صَبْصَابَه كُلَّ عَام
( أَو ما صُبَّ مِنْه ) ، الضَّمِير رَاجِعٌ للشَّيْءِ والمُرَادُ بِهِ السِّقاءُ كَمَا هُوَ في المِحكَمِ وغَيْرِه .
( و ) قَرَبٌ *!صَبْصَابٌ : شَدِيدٌ و ( خِمسٌ ) بالكَسْرِ ( صَبْصَابٌ ) مِثْل ( بَصْبَاص ) . وعن الأَصْمَعِيّ : خِمْسٌ صَبْصَابٌ وبَصْبَاصٌ حَصْحَاص كُلُّ هَذَا : السَّيْرُ الذي ليست فيه وَتِيرةٌ ولا فُتُور . وقد أَحَالَ المُؤَلِّفُ عَلَى الصَّادِ المُهْمَلَة ولا قُصُورَ في كَلَامه كَمَا تَرى كَمَا زَعَمه شَيْخُنا .
ومِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِيَّات المَادَّة .
قَوْلُهم مِنَ المَجَازِ :*! صُبَّ رِجْلَا فُلَانٍ في القَيْدِ ، إِذَا قُيِّدَ . قال الفَرَزْدَقُ :
ومَا صَبَّ رِجْلِي في حديدِ مُجَاشع
مع القَدْرِ إِلَّا حَاجَةٌ لي أُرِيدُها
ذكَرَه ابْنُ مَنْظُورِ والزَّمَخْشَرِيّ .
ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً : صَبَّ ذُؤَالَهُ عَلَى غَنَم فُلَانٍ ، إِذَا غَاثَ فيها . وصَبَّ اللّهُ عَلَيْهم سَوْطَ عَذَاب إِذَا عَذّبهم . وكَذَا صَبّ اللّهُ عَلَيْه صَاعِقَةً .
ومِنَ المَجَازِ أَيضاً : ضَرَبَه مائَةً *!فصَبَّا ، مُنَوَّن ، أَيْ فَدُون ذَلِكَ ومائَةً فَصَاعِداً أَي مَا فَوْقَ ذَلِك . وقِيلَ *!صَبًّا مثْل صَاعِداً . يُقَالُ : صُبَّ عَلَيْه البَلَاءُ مِنْ صَبَ أَي مِنْ فَوْق ، كَذَا في الأَسَاسِ .
في لسان العرب عن ابن الأَعْرَابِيّ : ضَرَبه ضَرْباً صَبًّا وحَدْراً ، إِذا ضَرَبَه بحَدِّ السَّيْفِ .
ومن المجاز أَيضاً : *!انْصَبَّت الحية على الملدوغ ، إِذا ارتفعت *!فانْصَبَّت عَلَيْه من فَوْق . وهو*! يصَبُّ إِلى الخَيْر . وصَبَّ دِرْعَه : لَبِسَها . وانْصَبَّ البازِي عَلَى الصَّيْد . تَحَسَّوْا *!صُبَابَاتِ الْكَرَى . كُلُّ ذَلِكَ في الأَسَاس ، وبَعْضُه في لِسَانِ العَرَب .
____________________

(3/183)



وفي التَّهْذِيبِ في حَدِيثِ الصَّلَاة : ( لم*! يَصُبَّ رَأْسَه ) أَي يُمِلْهُ إِلَى أَسْفَل . وفي حَدِيث أُسَامَة : ( فجعل يَرْفَعُ يعدَه إِلَى السَّمَاءِ ثم*! يَصُبُّها عَلَيَّ ، أَعْرِف أَنَّه يَدْعُو لِي ) .
وفِي لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وقَد يَكُونُ الصَّبُّ جمع *!صَبُوبٍ أَوْ*! صَابِّ . قال الأَزْهَرِيّ ، وقَالَ غَيْرُه : لا يَكُون صَبٌّ جَمْعاً *!لصَابّ أَو *!صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابَ أَوْ صَبُوبٍ*! صُبُبٌ ، كَمَا يُقَالُ : شَاةٌ عَزُوزٌ وعزُزٌ وَجَدُودٌ وجُدُدٌ . وفِيهِ أَيْضاً في حَدِيثِ بَرِيرَةَ ( إِنْ أَحَبَّ أَهْلُك أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَك صَبَّةً وَاحِدَةً أَي دَفْعَةً وَاحِدَةً من صَب المَاءَ يَصُبُّه صَبًّا إِذا أَفْرَغَه . وَمِنْهُ صِفَةُ عَليَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا حِين مات : ( كُنْتَ عَلَى الكَافِرِينَ عَذَاباً صَبًّا ) . هو مَصْدَر بمَعْنَى الفَاعِل أَوِ المَفْعُول .
وماءٌ صَبٌّ كَقَوْلك : مَاء سَكْبٌ ، ومَاءٌ غَوْرٌ . قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاء :
تنْضَحُ ذِفْرَاهُ بمَاءٍ صَبِّ
مِثْلِ الكُحَيْلِ أَو عَقِيدِ الرُّبِّ
الكُحَيْلُ : هُوَ النِّفْطُ الَّذِي يُطْلَى به الإِبلُ الجَرْبَى .
وَفِيهِ في الحَدِيث أَنَّهُ ذكَر فِتَناً فقَالَ : ( لَتَعودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ *!صُبًّا . يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْض ) . والأَسَودُ : الحَيَّاتُ . وقَوْلُه : صُبًّا . قالَ الزّهْرِيُّ وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث هُوَ من الصَّبِّ ، قَالَ : والحَيَّةُ إِذَا أَرَادَ النَّهْس ارتَفَع ثُم صَبَّ عَلَى المَلْدُوغِ ، ويُرْوَى صُبَّى بِوَزْنِ حُبْلَى . قال الأَزهْرِيّ : قَوْلُه أَسَاوِدَ صُبًّا جَمْعُ صَبُوبٍ وصَبِبٍ ، فحذَفُوا حَرَكَةَ البَاءِ الأُولَى وأَدْغَمُوهَا في البَاءِ الثَّانِيَة فقِيلَ صَبٌّ كما قَالُو الرجل صَبٌّ والأَصْلُ صَبِبٌ ، فأَسْقَطُوا حَرَكَةَ البَاءِ وأَدْغَمُوهَا فقِيلَ صَبٌّ ( كما ) قَالَ . قَالَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ ، قَالَ : وَهَذَا هُوَ القَوْلُ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ ، وقَدْ قَالَه الزُّهْرِيّ وصَحَّ عَنْ أَبِي عُبَيْد وابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وعَلَيْهِ العَمَلُ
____________________

(3/184)


ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ في كِتَابِ الفَاخِر فقالَ : سُئِل أَبُو العَبَّاسِ عَنْ قَوْله : أَسَاوِد صُبًّا فحدّث عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّه كَانَ يَقُولُ : أَسَاوِدَ يُرِيدُ ( به ) جَمَاعَات ، سَوَاد وأَسْوِدَة وأَسَاوِد . وصُبًّا : يَنْصَبُّ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ بالقَتْل . وقِيلَ : هُوَ مِنْ صَبَا يَصْبُو إِذا مَالَ إِلى الدُّنْيَا كما يُقَال : غَازٍ وغُزًّا . أَرَادَ لَتعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ أَيْ جَمَاعَات مُخْتَلِفِين وطَوَائفَ مُتَنَابِذِين صَابِئين إلى الفِتْنَة مَائِلِين إِلى الدُّنْيَا وزُخْرُفِها . قالَ : ولا أَدْرِي مَنْ روى عنه . وكَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ يَقُولُ : أَصْلُه صَبَأَ على فَعَل بالهَمْز مِثْل صَابِىء . مِنْ صَبَأَ عَلَيْه إِذَا دَرَأَ عَلَيْه مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبه ثم خَفَّفَ هَمْزَة ونَوَّنَ فَقِيل*! صُبًّى بوَزْنِ غُزًّى ، هَذَا نَصُّ لِسَان العَرَبِ . وقد أُغْفِلَ شَيْخُنَا رَحِمَ اللّهُ تَعَالى عن ذَلِكَ كُلِّه مَعَ كَثْرَةِ تَبَجُّحَاتِهِ في أَكْثَرِ المَوَادِّ .
وعَبْد الرَّحْمن بْنُ *!صُبَابٍ كغُرَاب : تَابِعِيٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .
صحب : ( صَحِبَه كَسَمِعَه ) يَصْحَبُه ( صَحَابَةً ) بالفَتْح ( ويُكسَر وصُحْبَةً ) بالضَّمِّ كَصَاحَبَه : ( عَاشَرَهُ ) . والصَّاحبُ : المُعَاشِرُ ، لا يَتَعَدَّى تَعَدى الفِعْل يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَقُول : زَيْدٌ صَاحبٌ عَمْراً لأَنَّهم إِنَّمَا اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمَال الأَسْمَاءِ ، نَحْو غُلام زَيْدٍ . ولو اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمال الصِّفَة لَقَالُوا : زَيْدٌ صَاحِبٌ عَمْراً ، وزَيْدٌ صَاحبُ عَمْرٍ و عَلَى إِرَادَة التَّنْوِينِ ، كما تَقُولُ : زَيْدٌ ضَارِبٌ عَمْراً ، وزَيْدٌ ضَارِبُ عَمْرَو . تُرِيدُ بغَيْره التَّنْوِين مَا تُرِيد بالتَّنْوِينِ .
( وَهُمْ أَصْحَابٌ وأَصَاحِيبُ وصُخْبَانٌ ) بالضَّمِّ في الأَخِير مِثْلُ شَابَ وشُبَّانِ ( وصِحَابٌ ) بالكَسْرِ مِثْلُ جائِعٍ .
وجِيَاعٍ ( وصَحَابَةٌ ) بالفَتْح ( وصِحَابَةٌ ) بالكَسْر ( وصَحْبٌ ) . حَكَاها جَمِيعاً الأَخْفَشُ . وأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى الكَسْرِ دُونَ الهَاءِ وعَلَى الفَتْح مَعَهَا وعَلَى الكَسْرِ مَعَها عَنِ الفَرَّاءِ خَاصَّةً . ولا يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ الهَاءُ مَعَ الكَسْرِ
____________________

(3/185)


مِنْ جِهَةِ القِيَاسِ عَلَى أَنْ تُزَادَ الهَاءُ لتَأْنِيث الجَمْع . وفي حَدِيث قَيْلَة : ( خَرَجْتُ أَبْت 2 غِي الصَّحَابَة إِلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم ) . هو بالفَتْح جَمْع صَاحِب . ولم يُجْمَع فَاعِل عَلَى فَعَالَةٍ إِلَّا هَذَا ، كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
وقال الجوهريّ : الصَّحَابَةُ بالفَتْح : الأَصْحَابُ ، وهو في الأَصْلِ مَصْدرٌ وجَمْعٌ . وجَمْعُ الأَصْحَاب أَصَاحِيبُ وأَمَّا الصُّحْبَةُ والصَّحْبُ فاسْمَانِ للجَمْع . وقَالَ الأَخْفَشُ : الصَّحْبُ جَمْعٌ ، خِلَافاً لمَذْهَبِ سِيبَوَيْه . ويُقَالُ : صَاحِبٌ وأَصْحَابٌ ، كما يُقَالُ : شَاهِدٌ وأَشْهَادٌ ، ونَاصِرٌ وأَنْصَارٌ . وَمَنْ قَالَ : صَاحِبٌ وصُحْبَة فهو كَقَوْلِكَ : فَارِهٌ وفُرْهَة . وغُلَامٌ رَائِقٌ والجمع رُوفَة .
والصُّحْبَةُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ : صَحِبَ يَصْحَب صُحْبَةً . وقالوا في النِّسَاءِ : هُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُف . وحَكَى الفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي الحَسَن : هُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُف . جَمَعُا صَوَاحِبَ جَمْعَ السَّلَامَة . والصَّحَابة بالكَسْرِ ؛ مَصْدَرُ قَوْلك صَاحَبَك اللّهُ وأَحْسَنَ صِحَابَتَك ، وَهُو مَجَازٌ .
( واستَصْحَبَه : دَعَاهُ إِلَى الصُّحْبَة . ولَازَمَه ) ، وكُلُّ ما لَازَم شَيْئاً فَقَد اسْتَصْحَبَه . قال :
إِنَّ لَكَ الفَضْلَ عَلَى صُحْبَتِي
والمِسْكُ قَدْ يَسْتَصْحِبُ الرَّامِكَا
الرَّامِكُ : نَوْعٌ من الطِّيبِ رَدِيءٌ خَسِيسٌ . ومِنَ المَجَازِ : استَصْعَب ثم اسْتَصْحَبَ . وكذا استَصْحَبْتُه الكِتَابَ وغَيْرَه ، واسْتَصْحَبْتُ كِتَاباً لي ، كَذَا في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب .
( و ) أَصْحَبَ البَعِيرُ والدَّابَّةُ : انْقَادَا ، وَمِنْهُم مَنْ عَمّ فَقَالَ : وأَصْحَبَ : ذَلَّ وانْقَادَ . و ( والمُصْحِبُ كَمُحْسِنٍ ) وَهُوَ ( الذَّلِيلُ المُنْقَادُ بَعْدَ صُعُوبَة ) . قال امرؤُ القَيْس :
ولَسْتُ بِذِي رَئْيَةٍ إمَّرٍ
إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا
الإِمَّرُ : الَّذِي يَأْتَمِر لكُلِّ أَحَدٍ ضَعْفِه . والرَّثْبَةُ : وَجَعُ المَفَاصِل .
وفي الحديث : ( فأَصْحَبَت النَّاقَةُ ) أَي انْقَادَت واسْتَرْسَلَت وتَبِعَت
____________________

(3/186)


صَاحِبَها . قال أَبو عبيد : صَحِبْتُ الرَّجُلَ من الصُّحْبَةِ . وأَصْحَبتُ أَي انْقَدْتُ لَهُ . ( كالمُصَاحِبِ ) أَي المُنْقَادِ ، من الإِصْحَابِ . قاله ابْن الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ :
يَا ابْنَ شِهَابٍ لَسْتَ لِي بِصَاحِب
مع المُمَارِي ومَعَ المُصَاحِبِ
وكالمُسْتَصْحِب كما قاله الزَّمَخْشَرِيُّ وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه قَرِيباً .
( و ) المُصْحبُ : ( المُسْتَقِيمُ الذَّاهِبُ لَا يَتَلَبَّثُ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَصْحَبَ ( المَاءُ ) إِذا ( عَلَاهُ الطُّحْلُبُ ) والعَرْمَضُ ، فهو مَاءٌ مُصْحِبٌ .
( و ) من المجاز : أَصْحَبَ ( الرجلُ ) إِذا ( بَلَغَ ابْنُه ) مَبْلَغَ الرِّجَال ( فَصَارَ مِثْلَه ) فكأَنَّه صَاحَبَه .
( و ) من المجاز عَنِ الفَرَّاء : المُصْحِبُ ( الرجل الذي يُحَدِّثُ نَفْسَه ، وقد تُفْتَح حَاؤُه ) . ( و ) المُصْحَبُ ( بفتح الحاء : الَجْنُونُ ) . يقال : رَجُلٌ مُصْحَبٌ . والمُصْحَبُ : العُودُ الَّذي لم يُقْشَر ، وهو مجازٌ .
( و ) المُصْحَبُ ( أَدِيمٌ بَقِي عليه صُوفُه ) أَ ( وشَره ) أَ ( ووَبَرهُ . ومنه قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ : بَقِي فيها من صُوفِها شيْءٌ ولم تُعْطَنُه . والحَمِيتُ : ما لَيْسَ عَلَيْه شَعَر .
( وصَحَبَ المَذْبُوحَ ، كَمَنَعَ : سَلَخَه ) في بَعْضِ اللُّغَاتِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( أَصْحَبْتُه الشيءَ ) أَي ( جَعَلْتُه لَهُ صَاحِباً ) وكذلك اسْتَصْحَبْتُه ، وقد تَقَدَّم .
( و ) أَصْحَبَ ( فُلَاناً : حَفِظَه ، كاصْطَحَبَه ) . وفي الحدِيث : ( اللّهُمّ اصْحَبْنا بصُحْبَة واقْلِبْنَا بِذِمَّة ) أَي احْفَظْنا بحِفْظِكَ في سَفَرِنا ، وارْجِعْنا بأَمَانَتِك وعَهْدِك إِلَى بَلَدِنا .
وفي الأَسَاس ، ومِن المَجَازِ : امْضِ مَصْحُوباً ومُصَاحَباً : مُسَلَّماً ومُعَافًى . وتَقُولُ عِنْد التَّوْدِيع : مُعَاناً مُصَاحَباً .
( و ) أَصْحَبَ فُلَاناً : ( مَنَعَه ) ، ومِنْه في التَّنْزِيل : ( ولا هُم مِنَّا يُصْحَبُون )
____________________

(3/187)


قال الزَّجَّاج يَعْنِي الآلِهَة لا تَمْنَعُ أَنْفُسَها . ولَا هُم مِنَّا يُصْحَبون : يُجَارُون أَي الكُفَّار . أَلَا تَرَى أَنَّ العَرَب تقول : أنَ جَارٌ لك ومعناه أجِيرُك وأَمْنَعُك ، فَقَالَ يُصْحَبُون بالإجارَةِ . وقَال قَتَادَةُ : لا يُصْحَبُون مِن اللّهِ بِخَير . وقال أَبُو عُثْمَان المَازِنيّ : أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ أَيْ مَنَعْتُه . أَنْشَد قَوْلَ الهُذَلِيّ :
يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْن من أَبِّه
قريَانَه في عانةٍ تُصْحَبُ
أَي يُمْنَعُ ويُحْفَظُ . وقَال غَيْرُه هو من قَوْله : صَحِبَك اللّهُ أَي حَفِظك وكَانَ لَكَ جَاراً . وقَال :
جَارِي وَمَوْلَايَ لا يَزْنِي حَريمُهُما
وصَحِبِي مِنْ دَوَاعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ
( و ) مِنَ المَجَازِ : أَصْحَبَ ( الرجلُ : صَارَ ذَا صَاحِب ) وَكَانَ ذَا أَصْحَاب ، وكَذَا أَصْحَبَه : فَعَل بِهِ ما صَيَّره صَاحِباً لَهُ .
( وصَحْبُ بْنُ سَعْدٍ بالفَتْح ) ابْنِ عَبْدِ بنِ غَنْم : ( قَبِيلَةٌ ) مِن بَاهِلَةَ ، ( مِنْهَا الأَشْعَثُ ) بنُ يَزِيدَ البَاهِلِيُّ ( الصَّحْبِيّ الشَّاعِرُ ) . قال ابْنُ دُرَيْد : ( وبَنُو صُحْب بالضَّم : بَطْنَان ) وَاحِدٌ في بَاهِلَةَ والآخَرُ في كَلْب . وقَال غَيْره : صُحْبُ ابْنُ المُخَبَّل ، وصُحْبُ بنُ ثَوْر بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ ، كلاهما بالضم . وفي باهِلَةَ صَحْب بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْمِ ، وقد ذكر قريباً . قلت : ومن بَنِي صُحْب بْنِ ثَوْر عَرَابَةُ بْنُ مَالِكٍ الشَّاعِرُ ، قاله ابنُ حَبِيب . ( وصَحْبَانُ ) اسمُ ( رَجُل ) .
( والأَصْحَبُ ) هو ( الاَّصْحَرُ ) . يُقَالُ : حِمَارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَرِ ، يَضْرِبُ لَوْنُه إِلى الحُمْرَة . وفُلَان صاحِبُ صِدْقٍ .
ومِنَ المَجَازِ : هو صاحب عِلْم ومَال ، وصَحِبُ كُلِّ شَيْء : ذُوهُ . وخَرَجَ وصَاحِبَاه السَّيْفُ والرُّمْح . واصْطَحَبَ الرَّجُلَانِ : تَصَاحَبَا .
( و ) القَوْمُ : ( اصْطَحَبُوا ؛ صَحِبَ بَعْضُهُم بَعْضاً ) . وأَصْلُه اصْتَحَب لأَنَّ تَاءَ الافْتِعَال تَتَغَيَّر عِنْد الصَّادِ مِثْل هذا ،
____________________

(3/188)


وعِنْد الضَّاد مِثْل اضْطَرَب ، وعِنْد الطَّاءِ مِثْل اطَّلَبَ ، وعِنْد الظَّاء مثل اظَّلَم ، وعِنْد الدَّال مثل ادَّعَى ، وعِنْد الذَّال مثل ازَّجَرَ ؛ لأَن التَاءَ لانَ مَخُرَجُها فلم تُوَافق هَذِه الحروفَ لِشدَّة مَخَارِجِهَا ، فأُبْدِل مِنْهَا ما يُوَافِقها لِتَخِفَّ على اللسان ويَعْذُبَ اللَّفْظُ بِهِ . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) قال ابن بُزُرْج : فُلَانٌ ( يَتَصَحَّبُ مِنَّا ) أَي مِنْ مُجَالَسَتنَا : ( يَسْتَحْيِي ) مِنْهَا . وإِذَا قيل : فُلَانٌ يَتَسحَّب علينا ، بالسِّين المُهْمَلَة ، فمَعْنَاه أَنَّهَ يَتَمَادَحُ وَيَتَدَلَّل .
( والصاحِبُ : فَرَسٌ ) لِغَنِيّ ( مِنْ نسْلِ الحَرُونِ ) .
( والمَصْحَبِيَّةُ : مَاءٌ لِقُشَيْرٍ ) نَقَله الصَّاغَانِيّ .
( و ) يُقَالُ : ( هو مِصحَابٌ لَنا بما نُحِبّ كمِحْرَابٍ ) أَي مُنْقَادٌ . وقَالَ الأَعْشَى :
إِن تَصْرِمي الحَبْلَ يا سُعْدَى وتَعْتَزِمي
فَقَدْ أَرَاك لَنَا بالوُدِّ مِصْحَابا
وفي لِسَانِ العَرَب : قَوْلهُم في النِّدَاء : يا صَاحِ ، مَعْنَاه يا صَاحِبي ، ولا يَجُوز تَرْخِيمُ المُضَافِ إِلَّا فِي هَذَا وَحْدَه سُمعَ من العَرَبِ مُرَخَّماً .
صخب : ( الصَّخَبُ مُحَرَّكَةً ) : الصِّيَاحُ والْجَبَلَبَةُ و ( شِدَّةُ الصَّوْتِ ) واخْتِلَاطُه . ومِنْهُم مَن قَيَّدَه لِلْخِصَامِ كالسَّخَبِ ، بالسِّينِ المُهْمَلَة ، وَهِيَ لُغَةٌ رَبَعِيَّةٌ قَبِيحَةٌ . وقد ( صَخِبَ كفَرِح ) يَصْخَبُ صَخَباً ( فهو صَخَّابٌ ) كشَدَّادٍ ( وصَخِبٌ وصَخُوبٌ ) كصَبُورٍ ( وصَخْبَانُ ) بالفَتْح . كُلُّ ذَلِك بمَعْنَى شَدِيدِ الصَّخَب كَثِيره . وفي حَدِيثِ كَعْب في التَّوْرَاةِ : ( مُحَمَّد عَبْدِي لَيْسَب فَظَ لا غَلِيظِ ولا صَخُوبٍ في الأَسْوَاق ) وفي رِوَاية : ولا صَخَّابٍ . وفَعُولٌ وفَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَة . وفي حَدِيثِ خَدِيجَةَ : ( لا صَخَبَ فِيهِ ولَا نَصَبَ ) .
____________________

(3/189)


وفي حَدِيثِ أُمِّ أَيْمن : ( وَهِي تَصْخَب وتذْمُر عَلَيْه ) . ( وجَمْعُ الأَخِير صُخْبَانٌ بالضم ) عن كُرَاع . ( وهي ) أَي الأُنْثَى ( صَخِبَة ) كفَرِحة ( وصَخَّابَةٌ وصُخْبَّةٌ كعُتُلَّة وصَخُوبٌ ) . قال :
فعَلَّك لَوْ تُبَدِّلُنَا صَخُوباً
تَرُدُّ الأَمْرَدَ المُخْتَارَ كَهْلَا
وقول أُسَامَةَ الهُذَلِيّ :
إِذَا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بِجَانِبَيْهَا
تَرَنَّمُ قَينَةٌ صَخِبٌ طَرُوبُ
حَمَلَه عَلَى الشَّخْص فذَكَّر ، إِذْ لا يُعْرَفُ في الكَلَام امرَأَةٌ فَعِل بِلَا هَاء ، كَذَا فِي لسَان الْعَرَبِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( عَيْنٌ صَخْبةٌ ) بسُكُون الخَاءِ : ( مُصْطَفِقَةٌ عند الجَيَشَان ) ، محركةً : الغليانِ ( وَمَاءٌ صَخِبُ الآذِيّ ) كفَرِح ( ومُصْطَخِبُه كَذَلِكَ ) إِذَا تَلَاطَمَتْ أَمْوَاجُه أَي لَه صَوْتٌ . قال :
. . . مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِق
( والصَّخْبَةُ ) بفَتْح فَسُكُونٍ ) العَطْفَةُ أَو ( خَرَزَةٌ تُسْتَعْمَلُ في الحُبِّ والبُغْض ) والمسافرة والصخب .
( و ) يقال : اصْطَخَبَ القَوْمُ و ( تَصَاخَبُوا ) إِذَ ( تَصَايَحُوا وَتَضَارَبُوا ) . وفي حَدِيث المُنَافِقِين : ( صُخُبٌ بالنَّهَارِ وخُشُبٌ بالليل ) أَي صَيَّحُونَ فِيهِ مُتَجَادِلون . ( واصْطِخَابُ الطَّيْرِ : اخْتِلَاطُ أَصُوَاتها ) .
( وحِمَارٌ صَخِبُ اشَّوَارِب ) كفَرِح : ( يُرَدِّدُ نُهَاقَه ) بالضَّمِّ ( في شَوَارِبِه ) . والشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في الحَلْق . قَالَ :
صَخِبُ الشَّوَارِبِ لَا يَزَالُ كأَنَّهُ
عَبْدٌ لآلِ أَبِي رَبِيعَةَ مُسْبَعُ
وفي الأَسَاس ، ومِنَ الْمَجَازِ : عُودٌ صَخِبُ الأَوْتَارِ .
صرب : ( الصَّرْبُ ويُحَرَّك ) هو ( اللَّبَنُ الحَقِينُ الحَامِضُ ) . وقيل : هُوَ الَّذِي قد حُقِن أَيَّاماً في السِّقَاءِ حَتَّى اشتَدَّ حَمَضُه ، وَاحِدته صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ
____________________

(3/190)


يقال : جَاءَنَا بصَرْبَة تَزْوِي الوَجْهَ . وفي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر : ( فَيَأْتِي بالصَّرْبَةِ مِن اللَّبَن ) هو اللَّبَنُ الحَامِضُ . وصَرَبَه يَصْرُبُه صَرْباً . فَهُوَ مَصْرُوبٌ وصَرِيبٌ . وصَرَبَه : حَلَب بَعْضَه عَلَى بَعْض وَتَرَكَه يَحْمَضُ . وقيل : صَرَبَ اللَّبَنَ والسَّمْنَ في النِّحْي . وقَالَ الأَصْمَعِيّ : إِذَا حُقِن اللَّبَنُ أَياماً في السِّقَاءِ حَتَّى اشْتَدَّ حَمَضُه فَهُو الصَّرْبُ والصَّرَبُ . قال الأَزْهَرِيُّ : والصِّرْمُ مِثْلُ الصِّرْبِ ، قَالَ : وهو بالمِيمِ أَعْرفُ . ويُقَالُ : كَرَصَ فُلَانٌ في مِكْرَصِهِ ، وصَرَبَ في مِصْرَبِه ، وقَرَعَ في مِقْرَعِه ، كُلُّه السّقاءُ يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَنُ .
ومِنَ المَجَازِ : الصَّرْبَةُ : المَاءُ المُجْتَمعُ في الظَّهْرِ ، تَشْبِيهاً له باللَّبَنِ المُجْتَمع في السِّقَاءِ . وتَقُولُ : صَرَبْت اللَّبن في الوَطْبِ . واصْطَرَبْتُه إِذَا جَمَعْتَه فِيهِ شَيْئاً بَعْدَ شَيْء وتركتَه لِيَحْمَض .
( و ) الصَّرْبُ والصَّرَبُ : ( الصِّبْغُ ) كذا في النُّسَخ ، والصَّوَابُ على مَا فِي التَّهْذيب والمُحْكَم ولِسَانِ الْعَرَب الصَّمْغُ ( الأَحْمَرُ ) . قال الشَّاعِرُ يَذْكُرُ البَادِيَةَ :
أَرْضٌ عَنِ الخَيرِ والسُّلْطَانِ نَائِيَةٌ
فالإِطْيَبَانِ بها الطُّرْثُوثُ والصَّرَبُ
واحدته صَرْبَةٌ ، وقد يُجْمَعَ على صِرَاب . وقِيلَ : هو صَمْغُ الطَّلْح والعُرْفُط ، وَهِي حُمْرٌ كأَنَّهَا سَبَائك تُكْسَرُ بِالحِجَارَةِ . وقال الأَزْهَريُّ : الصَّرْبُ : الصَّمْغُ الأَحْمَرُ ، صَمْغُ الطَّلْح . والأَصْمَعِيُّ أَنْشَد البَيْتَ المُتَقَدِّم وفَسَّر الصَّرَبَ بِاللَّبَن الحَامضِ فغَلَّطَه أَبُو حَاتِم ، قَالَ : وقُلْتُ لَهُ : الصَّرَبُ ) الصَّمْغُ ، والصَّرَبُ : اللَّبَنُ فَعَرَفَه ، وقَالَ كَذَلِكَ . كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
( و ) الصَّرْبُ : ( مَا يُزَوَّدُ مِنَ اللَّبَنِ في السَّقَاءِ ) حَلِيباً كَانَ أَو حَازرا . وقد اصْطَرَبَ صَرْبَة .
( و ) الصِّرْبُ ( بالكَسْرِ ) كالصِّرْم :
____________________

(3/191)


( البُيُوتُ لقَلِيلَةُ من ضَعْفَى الأَعْرَاب ) قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
( و ) الصُّرْب ( بالضَّمِّ : الأَلْبَانُ الحَامِضَةُ : والوَاحِدُ صَرِيبٌ ) كأَمِير الضَّرِيب لا الصَّرِيب أَي الخَائِرُ من عِدَّةِ لِقَاح ضُرِبَ بَعْضُه بِبَعْضِ لا الحَامض .
( وصَرَبَ ) بمعنى صَرَمَ بالمِيمِ أَي ( قَطَع ) ، كما يُقَال : ضَرْبةُ لَازِبٍ ولازِمٍ ، وبِهِ أُخِذَ الصَّرْبَى . قال الأَزْهَرِيّ : وكَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِيرَيْن كما سَيَأْتي تَفْصِيلُه قَرِيباً . ( و ) صَرَبَ إِذَا ( كَسَب . وعَمِل الصَّرْبَ ) أَي اللَّبَن الْحَامِضَ . ( و ) صَرَبَ يَصْرُب صَرْباً إِذا ( حَقَنَ البَوْلَ ) وذَلِكَ إِذَا طَالَ حَبْسُه ، وخَصَّ بَعْضُهُم به الفَحْلَ من الإِبِل ، ومِنْهُ الصَّرْبَى كما سَيَأْتِي . ( و ) صَرَبَ الصَّبِيُّ : مَكَثَ أَيَّاماً لا يُحْدِث . وصَرَبَ ( عَقَدَ بَطْنَ الصَّبِيِّ لِيَسْمَنَ ) وهو إِذَا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِهِ فيَمْكُثُ يَوماً لا يُحْدِث ، وذلك إِذا أَرَادَ أَنْ يَسْمَنَ .
( والصَّرَبَةُ مُحَرَّكَةً : ما يُتَخَيَّر من العُشْبِ ) والشَّجَرِ بَعْدَ الْيَابِس ، والجَمْع صَرَب . ( وقدْ صَرَبَت الأَرْضُ ) . ( وقدْ صَرَبَتِ الأَرْضُ ) . ( و ) ربما كَانَت الصَّرَبَةُ ( شَيءٌ كَرَأْسِ السِّنَّوْرِ فِيه ) أَي في جَوْفِه ( شَيْءٌ كالدِّبْسِ ) والغِرَاءِ ( يُمَصُّ ويُؤْكَلُ ) .
( واصْرَأَبَّ الشَّيْءُ امْلَاسَّ ) وصَفَا . ومَنْ رَوَى بَيْتَ امْرِىء القَيْسِ :
كأَن على الكِتْفَيْن مِنْهُ إِذَا نْتَحَى
مَدَاكَ عَرُوسٍ أَو صَرَابَةَ حَنْظَلِ
أَرَادَ الصَّفَاءَ والمُلُوسَة ، ومَنْ رَوَى صَرَيَة أَرَادَ نَقِيعَ مَاءِ الحَنْظَلِ ، وَهُوَ أَحْمَرُ صَافٍ .
( والتَّصْرِيبُ : أَكْلُ ) الصَّرْبِ ، وهُوَ ( الصَّمْغ ) ، وقد تَقَدَّمَ بَيَانُه .
____________________

(3/192)


( و ) هُوَ أَيضاً ( شُرْبُ ) الصَّرْبِ وَهُوَ ( اللَّبَنُ الحَامِضُ ) وقد تَقَدَّمَ أَيْضاً ، وهو لُغَةٌ يَمَانِيةٌ . وضَبَطَه الشَّرِيفُ أَبُو القَاسِم الأَهْدَل صاحِب المحيط في شَرْحِ الشَّمَائل بالثَّاءِ المُثَلَّثَة بَدَلَ الصَّادِ عَلَى مَا هُو المَشْهُور عَلَى الأَلْسِنة وَهُو خَطَأٌ . ( و ) المِصْرَبُ ( كمِنْبَرٍ : إِنَاءٌ يُصْرَبُ فِيهِ ) اللَّبَنُ أَي يُحْقَنُ . وجَمْعُه المَصَارِبُ .
( والصَّرْبَى كَسَكْرَى ) قال سَعِيد بْنُ المُسَيَّبِ هِيَ ( البَحِيرَةُ ) ؛ وَهِي الَّتي يُمْنَع دَرُّها لِلطَّوَاغِيتِ فَلَا يَحْلُبها أَحَدٌ مِن النَّاسِ . وقِيلَ : ( لأَنَّهم كَانُوا لا يَحْلبُونَها إِلَّا للضَّيْف فيجْتَمع لَبَنُها ) في ضَرْعِهَا .
وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ عَنْ أَبِيهِ قال : ( هَلْ تُنْتَجُ إبِلُك وَافِيَةٌ أَعْيُنُهَا وآذَانُهَا فتَجْدَعُها وتَقُولُ صَرْبَى ) . قال القُتَيْبِيُّ : هِيَ مِنْ صَرَبْتُ اللَّبَنَ في الضَّرع إِذَا جَمَعْتَ ولم تَحْلبْه وكَانُوا إِذَا جَدَعُوها أَعْفَوْهَا مِنَ الحَلب . وقَالَ بَعْضُهُمْ : تَجْعَلُ الصَّرْبَى مِن الصَّرْم وهو القَطْعُ بجَعْله البَاءِ مُبْدَلَةً مِن المِيمِ ، كَمَا يُقَالُ : ضَرْبَةُ لَازِمٍ ولَازِبٍ ، قال : وكَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِيرَيْنِ لِقَوْله : فَتَجْدَع هَذِه فَتَقُول صَرْبَى .
وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الصَّرْبُ جَمعُ صَرْبَى ؛ وَهِيَ المَشْقُوقَةُ الأُذُن مِن الإِبِل مِثْل البَحِيرَةِ أَو المَقْطُوعَةِ .
وفي رِوَايَةٍ أُخرَى عن أَبِي الأَحْوَصِ أَيْضاً عَنْ أَبِيه قَالَ : ( أَتَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَنا قَشِفُ الهَيْئَةِ فقَالَ : هل تُنْتَجُ إِبِلُك صِحَاحاً آذَانُهَا فتَعْمِدَ إِلَى المُوسى فتَقْطَعَ آذَانَهَا ، فتَقُول : هذه بحيرة وتَشُقَّها فتَقُول : هذه صَرْمٌ فتُحرِّمها عَلَيْك وعَلَى أَهْلِكَ ؟ قَالَ : نَعَم . قَالَ : فما آتَاكَ للّهُ لَكَ حِلٌّ ، وسَاعِدُ اللّهِ أَشَدُّ ، ومُوسَاه أَحَدُّ ) . قال : فَقَد بَيَّن بِقَوْله : صَرْم ما قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ في الصَّرْب أَن البَاءَ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ ، كَذَا في لِسَان العَرَب .
____________________

(3/193)



( وأَصْرَبَ ) الرَّجُلُ ) : أَعْطَى .
( والصِّرَاب كَكِتَابٍ من الزَّرْع : ما يُزْرَعُ بَعْدما يُرْفَعُ في الخَرِيف ) نقلَه الصَّاغَانِيّ .
( و ) صَرِبَ اللَّبَنُ ( كَفرِح ) إِذَا ( اجْتَمَعَ ) في الضَّرْعِ . ومِنْهُ أُخِذَ صَرْبَى عَلَى أَحَد قَوْلَي القُتَيْبِيّ ، وقد تَقَدَّم .
ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
الصَّرّبَةُ ، بالفَتْح : مَوْضِعٌ جَاءَ ذِكْرُه في شِعْر .
صرخب : ( الصَّرْخَبَةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان . وقال ابْنُ دُرَيْد : هُوَ ( الخِفَّةُ والنَّزَقُ ) كالصَّرْبَخَةِ .
صطب : ( الأُصْطُبَّةُ بالضَّمِّ وشَدِّ البَاءِ : مُشَاقَ الكَتَّان ) . وفي الحَدِيثِ : ( رأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللّهُ عَنْه عَلَيْه إِزَارٌ فيه عَلَقٌ قد خَيَّطَه بالأُصْطُبَّة ) حَكَاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن .
( و ) في التهذيب عن ابن الأَعْرَابيّ : المِصْطَبُ : سَنْدانُ الحَدَّادِ .
و ( المِصْطَبَّةُ بكَسْرِ المِيمِ ) وتَشْدِيدِ الْبَاء المُوَحَّدَة قَالَ أَبُو الهَيْثَم : هِيَ مُجْتَمَع النَّاس ( كالدُّكَّانِ للجُلُوس عَلَيْه ) . ورُوِي ( عن ) ابْنِ سِيرِينِ أَنَّه قَالَ : إِني كنتُ لا أُجَالِسُكم مَخَافَة الشُّهْرَة حتى لم يَزَلْ بي البَلَاءُ ( حَتَّى ) أُخذ بِلِحْيَتِي وأُقمْتُ على مِصْطَبْة بالبَصْرَةِ .
وقال الأَزهريّ : ( سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا من بني فَزَارَةَ يقول لخَادِم له : ( أَلَا وَارْفَع لي عَنْ صَعِيدِ الأَرْضِ مِصْطبَّةً أَبِيتُ عَلَيْهَا باللَّيْل ) فرفع له من السَّهْلَة شِبْهَ دُكَّان مُرَبَّع قَدْرَ ذِرَاعٍ من الأَرْضِ يَتَّقي بها من الهَوَامِّ باللَّيْل .
صعب : ( الصَّعْبُ : العَسرُ ) وهو خِلَافُ لسَّهْل ( كالصُّعْبُوبِ ) بالضَّمِّ . وإِنَّمَا أَطلَقَه لشُهْرَته . وفي حَدِيثِ خَيْفَان : ( صَعَابِيبُ ، وَهُم أَهْلُ الأَنَابِيب وفَسَّرُوه بالصِّعَابِ أَي الشَّدَائد . جمع صُعْبُب كَذَا في التهذيب .
____________________

(3/194)



( و ) الصَّعْبُ : ( الأَبِيُّ ) المُمْتَنِعُ . ومن الدَّوَابِّ : نَقِيضُ الذَّلُول ، والأُنْثَى صَعْبَة ، بالْهَاءِ ، وجَمْعُهَا صِعَابٌ ، ونِسَاء صَعْباتٌ بالتَّسْكهين ؛ لأَنَّه صِفَة .
( و ) الصَّعْبُ : ( الأَسَدُ ) ، لامْتِنَاعِه .
( و ) صَعْبٌ : اسْمُ ( رَجُله ) غَلَبَ على الحَيِّ . ( و ) الصَّعْبُ : ( لَقَبُ ) ذِي الْقَرْنَيْن المُنْذِرِ بنِ مَاءِ السَّمَاءِ ) .
قال لبيد :
والصَّعْبُ ذو القَرْنَيْن أَصْبَح ثَوِياً
بالحِنْو في جَدَثٍ ، أُمَيْمَ ، مُقِيمُ
كذا في الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ . ( و ) الصَّعْب ( بن جَثَّامَةَ ) بْنِ قَيْسِ اللَّيْثِيُّ الوَدَّانِيُّ ( الصَّحَابِيُّ ) مَعْرُوفٌ ، رَضِي اللّهُ عَنْه . وأَبو العيوف صَعْب العَنَزِيّ ، ويقال فيه صُعَيْب ، تابِعِيّ ، كذا في تاريخ ابن حِبَّان .
( و ) الصَّبْبُ : ( ع باليمن ) بَلْ هُوَ مِخْلَافٌ .
( واسْتَصْعَبَ ) عَليه ( الأَمْرُ ) اسْتِصْعَاباً أَي ( صَارَ صَعْباً كأَصْعَبَ ) إِصْعَاباً عن ابْنِ الأَعرابِيّ . ( وصَعُب كَكَرُمَ ) يَصْعُب ( صُعُوبَةً ) وَهَذِه عَنِ الْفَرَّاء . ( و ) استَصْعَبَ ( الشيءَ : وَجَدَهُ ) أَوْ رَآه ( صَعْباً ، لَازِمٌ مُتَعَدَ كأَصْعَبَه وصَعَّبَه ) تصْعِيباً : ( جَعَلَه صَعْباً ، كتَصَعَّبَه ) . وأَصْعَبَ الأَمْرَ : وَافَقَه صَعْباً . قال أَعْشَى بَاهلَة :
لا يُصْعِبُ الأَمْرَ إِلَّا رَيْثَ يَرْكَبُه
وكُلُّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشَاءِ يَأْتَمِرُ
( والمُصْعَبُ كمُكْرَمٍ ) قال ابنُ السِّكِّيت : ( الفَحْلُ ) الَّذِي يُودَعُ ويُعْفَى مِن الرُّكُوب ، والذي لَمْ يَمْسَسْه حَبْلٌ لَمْ يُرْكَب . والقَرْمُ : الفَحْلُ الَّذِي يُقْرَم أَيْ يُودَعُ ويُعْفَى مِن الرُّكُوبِ ، وهو المُقْرَمُ والقَرِيعُ والفَنِيقُ . والجمع مَصَاعِبُ ومَصَاعِيبُ . قِيلَ : وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ مُصْعَباً . ورَجُلٌ مُصْعَبٌ : مُسَوَّدٌ .
( والمُصْعَبَان : مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْر وابْنُه عِيسَى ) بْنُ مُصْعَبٍ ( أَوْ ) مُصْعَبُ بن الزُّبَيْر و ( أَخُوهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ) ، عَلَى التَّغْلِيب .
( وأَصْعَبَ الجمَلَ : تَرَكَه ) صاحِبُه وأَعْفَهُ ( فلم يَرْكَبْه ) وزَادَ في الصَّحَاح ولَمْ يَمْسَسْه حَبْلٌ حَتَّى صَارَ صَعْباً
____________________

(3/195)


( فأَصْعَبَ هُوَ ) بِنَفْسِهِ ( صَارَ صَعْباً ) . وأُصْعِبَ الجَمَلُ : لم يُركَب قَطُّ . وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
سَنَامُه في صُورَةِ من ضُمْرِهِ
أَصَعَبَه ذو جِدَةِ في دَثْرِهِ
قال ثَعْلَبٌ : مَعْنَاهُ في صُورَةٍ حَسَنَةٍ من ضُمْرِه أَي لم يَضَعْه أَنْ كَانَ ضَامِراً .
وفي حَدِيثِ جُبَيْر : ( مَنْ كان مُصْعِباً فلْيَرْجِعْ ) أَي مَنْ كَانَ بَعِيرُه صَعْباً غيرَ مُنْقَاد وذَلُول . يُقَالُ : أَصْعَبَ الرَّجُلُ فهو مُصْعِبٌ . وجَمَلٌ مُصْعَبٌ . إِذَا لم يكن مُنَوَّقاً ، وكَانَ مُحَرَّم الظَّهْرِ ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب .
( والصَّعْبَةُ بِنْتُ جَبَل : أُخْت ) سَيِّدِنا ( مُعَاذٍ ) الصَّحَابِيِّ ، بَايَعَت . ( و ) كذا الصَّعْبَةُ ( بِنْتُ سَهْلٍ ) الأَشْهَلِيَّةُ ( صابِيَّتَان ) وكَذَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ الحَضْرَمِيّ أُخْتُ العَلَاءِ وأُمُّ طَلْحَة أَحَدِ العَشَرَة ، لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضاً . ( وصَعْبَةُ وصُعَيْبَةُ : امرَأَتانِ ) .
( والصَّاعِبُ ) من الأَرَضِين : هي ( الأَرْضُ ذَاتُ لنَّقَلِ والح 2 ارَةِ تُحْرَثُ ) .
( والصَّعْبِيَّةُ : مَاءٌ لبَنِي خُفَافِ ) بْن نَدْبَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْم .
( و ) الصِّعَابُ ( ككِتَابٍ : جَبَلٌ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَحْرَين . ويَوْمُ الصَّعَابِ ) : يَوْمٌ ( م ) مِنْ أَيَّامِهِم . وَعقَبَةٌ صَعْبَةٌ إِذَا كانَتْ شَاقَّةً . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس : ( فلما رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَةَ والذَّلُولَ لم نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِف ) أَي شَدَائِدَ الأُمُرِ وسُهُولَهَا . والمُرَاد تَرْكُ المُبَالَاة بالأَشْيَاءِ والاحْتِرَازُ في القَوْل والعَمَل ، كذا في لسان العرب .
وأَمِينُ الدِّين أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّعْبِيُّ : فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ سَمِع أَبا الفَرَج الحَرَّانِيَّ وغيْره .
صعرب : ( الصُّعْرُوب كعُصْفُور ) أَيْ بِضَمِّ أَوَّلِه ، لنُدْرَةِ فَعْلُول ، بالفتح ، في كَلَامِهم أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : ( الصَّغِيرُ الرأْسِ من النَّاسِ وغَيْرِهِم ) كالصُّعْبُورِ .

____________________

(3/196)


صعنب : ( كالصَّعْنَبِ ) كجَعْفَرٍ . ويُقَالُ : إِنَّه لمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ أَي مُحدَّده .
( وصَعنَبَ الثَّرِيْدَةَ ) : ضَمَّ جَوَانِبَها وكَوَّمَ صَوْمَعَتَها ، قالَه شَمِرٌ ، ورَفَع رَأْسَها ، وقِيلَ : ( جَمَع ) وقِيلَ : رَفَعَ ( وَسَطَهَا وقَوَّرَ رَأْسَها ) . وَفي الْحَدِيثِ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سَوَّى ثَرِيدَةً فَلَبَّقهَا بسَمْنٍ ثم صَعنَبَهَا ) . قال أَبُو عُبَيْدَةَ يَعْنِي رَفَع رَأْسَها . وقالَ ابْنُ المُبَارَك : يَعْنِي جَعَلَ لَهَا ذِرْوَة .
( و ) في المُحْكَم : ( الصَّعْنَبَةُ : الانْقِبَاضُ ) فَعَمَّ ، وخَصَّه بَعْضُهم بانْقِبَاض البَخِيلِ عِنْدَ المَسْأَلَة .
( وصَعْنَبَى : ع ) . وقال ابْنُ سِيدَه : أَرْضٌ . قال الأَعْشَى :
وما فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى
له شَرَعٌ سَهْلٌ على كُلِّ مَوْرِدِ
وصَعْنَبَى : قَرْبَةٌ ( باليَمَامَةِ ) . وقال أَبُو حَيَّان : هي بالكُوفَةِ ، وجَزَم بأَنَّ نُونَهَا زَائِدَةٌ . قاله شَيْخُنا .
صغب : ( الصُّغَابُ بالضَّمِّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال أَبُو تُرَاب : سَمِعْتُ البَاهِليَّ يَقُولُ هُو ( بَيْضُ القَمْلَة ) كالصُّؤَاب .
( والمَصْغَبَةُ ) لُغَةٌ فِي ( المَسْغَبَةِ ) بالسِّينِ . وقد تَقَدَّم .
صقب : ( الصَّقْبُ ) ويُحَرَّك : ( الطَّوِيلُ التَّارُّ من كُلِّ شَيْءٍ ) . ويقال للغُصْن الرَّيّان الغَليظِ الطَّوِيلِ : صَقْب .
( و ) الصَّقْبُ ( مِنَ النَّاقَة : وَلَدُهَا ) . وقال شَيْخُنَا : السِّينُ أَفْصَحُ فِيهِ ، بَل أَنكَرَ بَعْضُهُم كَوْنَه بالصَّادِ ، ولِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْه أَهْلُ صَحِيحِ اللُّغَةِ كالجَوْهَرِيّ وابْنِ فَارِس في المُجْمَل وغَيْرِ وَاحِدٍ ، انتهى .
قلت : هُوَ بالصَّادِ فيه ، ذكَرَه ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ، ونَقْلَه ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَان العَرَب ، وكَفَى بهما قُدْوَةً .
وحَكَى ابْنُ الأَعْرَابِيِّ : وصُقُوبُ الإِبِل : أَرْجُلُها لُغَةٌ في سُقُوبِهَا . قال
____________________

(3/197)


وأَرَى ذَلِكَ لِمَكَان القَافِ ، وَضَعُوا مَكَانَ السِّينِ صَاداً ، لأَنَّهَا أَفْشَى كمِن السِّينِ ، وَهِي مُوافِقَةٌ لِلْقَافِ في الإِطْبَاق ليَكُون العَمَلُ من وَجْهٍ واحِدٍ ، قال : وهَذَا تَعْلِيلُ سِيبَوَيْهِ في هَذَا الضَّرْبِ من المُضَارَعَة ، فظَهَر بِذَلِك سُقُوطُ مَا قَالَهُ شَيْخُنَا . ( ج صِقَابٌ ) بالكسر ( وصُقْبَانٌ ) بالضَّمِّ . وأَصْقُبٌ كأَفْلُسِ ، وقد تَقَدَّمَ الإِنشاد :
أَذَلُّ من السُّقُبَانِ بَيْنَ الحَلَائِبِ
في السِّينِ .
( و ) السَّقْبُ : ( عَمُودٌ للْبَيْتِ ) يُعْمَدُ بِهِ ( أَو ) هُوَ ( العَمُودُ الأَطْوَلُ في وَسَطِهِ ) أَي البَيْت . ( ج صُقُوبٌ ) بالضَّمِّ .
( و ) الصَّقَبُ ( بالتَّحْرِيكِ : القَرِيبُ ) يُقَالُ : مَكَانٌ صَقَبٌ أَي قَرِيب . ( و ) قال سيبَوَيْهِ في الظُّرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا مِمَّا قَبْلَهَا ليُفَسِّر مَعَانِيهَا لأَنَّهَا غَرَائِبُ هو صَقَبُك ومَعْنَاه ( القُرْبُ ) . ( و ) الصّقَبُ أيْضاً : ( البُعْد ، ضِدٌّ ) . وأَنْشَدَ ابنُ لأَنْبَارِيِّ لابْنِ الرُّقَيَّات :
كُوفيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُها
لَا أَمَمٌ دَارُهَا ولا صَقَبُ
ويقال : دَارِي مِنْ دَارِهِ بسَقَبٍ وصَقَبٍ وزَمَمٍ وأَمَمٍ وصَدَدٍ أَي قَرِيبٌ . ويُقَالُ هُوَ جَارِي مُصَاقِبِى ومُطَانِبِي ومُوَاصِرِي أَي ( صَقْبُ ) دَارِه وإِصَارُه وطُنُبُه بِحِذَاء صَقْبِ بَيْتِي إِصَارِي و ( طُنُبى ) . ( صَقِبَ كَفَرِح ) قَرُب .
( و ) تَقُولُ : ( أَصْقَبْتُه ) فصَقِبَ أَيْ قَرَّبْتُه فَقَرُبَ . ( وأَصْقَبَتْ دَارُهم ) وصَقِبَت بالكَسْر وأَسْقَبَتْ بالسين ( دَنَت ) وقَرُبت . وأَصْقَبَ الله دَارَه : أَدْنَاهَا . وَوَجَدْت في هَامِشِ لِسان الْعَرَب ما نَصُّه وفي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ : وأَصْقَبَ دَارَه فصَقِبَت أَي قَرَّبها فَقَرُبَتُ .
( وصَاقَبَهم مُصَاقَبَةً وصِقَاباً ) : قارَبَهم . ولَقِيَهم مُصَاقَبَةً وصِقَاباً وصِفَاحاً : ( واجَهَهُم )
____________________

(3/198)


.
( والصِّقَابُ ) بالصَّادِ لْغَةٌ في ( السِّقَاب ) بالسِّينِ ، وقَد تَقَدَّم .
( و ) الصقْبُ : الجَمْعُ . يقال : ( صَقَبَه ) ، وصَقَبَ قَفَاه : ( ضَرَبَه ) بصَقْبِه أَي ( بجُمْع كَفِّه ) . والصَّقْبُ : الضَّرْبُ على كُلِّ شَيْءٍ مُصَمَتٍ يَابِسٍ . ( و ) صَقَبَ ( البِنَاءَ وغيرَه : رَفَعَه ) . ( و ) صَقَبَ ( الشيءَ : جَمَعَ ) ، وقد أَشَرْنَا إِلَيْه . ( و ) صَقَبَ ( الطَّائِرُ صَوَّتَ ) عن كُرَاع .
( والصَّيْقَبَانِيُّ : العَطَّار ) لأَنَّه يَجْمَع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وهذا لم يَذْكُرْه الجَوْهَرِيُّ .
( و ) قيل : ( أَصْقَبَك الصَّيْدُ ) فارْمِه أَي ( دَنَا مِنْكَ وأَمْكَنَك رَمْيُه ) . ( و ) في الحَديث : ( الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِه ) قال ابْنُ الأَنْبَارِيّ : أَرَادَ بِالصَّقَب المُلَاصَقَه والقُرْبَ ، والمُرَادُ بِهِ الشُّفْعَةُ ( أَي بما يَليه ويَقْرُبُ مِنْه ) ومِثْلُه رُوِي عن أَبي عُبَيْد . ومنْهُ حَدِيثُ عَلِيَ رَضِي اللّهُ عَنْه ( أَنَّه كَانَ إِذَا أُتِيَ بالقَتيل قَدْ وُجِدَ بَيْنَ القَرْيَتَيْن حُمِلَ عَلَى أَصْقَبِ القَرْيَتَيْن إِلَيْه ) أَي أَقربهما ، ويُرْوَى بِالسِّين ، كذا في لِسَانِ العَرَب والأَسَاسِ وقال بَعْضُهم : أَرَادَ الشَّرِيكَ وقَالَ بَعْضِم : أَرَادَ المُلَاصِقَ .
والصَّاقِبُ : جَبَلٌ مَعْرُوفٌ ، زَادَ ابْنُ بَرِّيّ : في بِلَادِ بَنِي عَامِر . قال :
رُمِيَتُ بِأَثْقَلَ مِنْ جِبَال الصَّاقِبِ
وقَال غَيْرُه :
على السَّيِّد الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه
يَقُومُ عَلَى ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ
والسِّينُ في كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ كَذَا في لِسَان العَرَبِ .
صقعب : ( الصَّقْعَبُ : الطويلُ ) مُطْلَقاً ، كذا في الصَّحاح ، وقَيَّدَه بَعْضُهم ( مِنَ الرِّجَال ) ويُرْوَى بالسِّينِ أَيْضاً .
( و ) صَقْعَبٌ : اسم ( رَجُل ) وهو صَقْعَبُ بْنُ زُهَيْره بْنِ عَبْدِ الله بْنِ زُهَيْرِ بْنِ سُليم وخال أَبي مِخنف رَوَى عَنْ زيْدِ بْنِ أَسْلَم وعَطَاءِ بْنِ رَبَاح ، ذَكَرَه ابن حِبَّان في الثِّقَات .
( و ) الصَّقْعَبُ : ( المُصَوِّتُ من الأَنْيَاب أَو الأَبْوَاب )
____________________

(3/199)


.
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه .
أَبُو الصَّقْعَب كجَعْفَرٍ : كُنْيَةُ جُخْدُب بنِ حُرْعُب النَّسَّابَة ، وقد ذكره المصنف استِطْرَاداً في جخدب .
صقلب : ( صَقْلَبٌ كجَعْفَرٍ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقَال الصاغَانِيّ : هُوَ : ( د بِصِقِلِّيَةَ ) بالكَسْرِ وتَشْدِيد الَّلامِ : جَزِيرةٌ في بَحْرِ المَغْرِب مِمَّا يُحَاذِي تُونُسَ ( والصِّقْلَابُ بالكَسْرِ ) : البَعِيرُ ( الأَكُولُ ) .
( و ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ : الصَّقْلَابُ من الرِّجالِ : هُوَ ( الأَبْيَضُ . و ) قال أَبُو عَمْرو : هو الأَحْمَرُ ، وأَنْشَد :
بَيْن مَقَذَّيْ رَأْسِه الصَّقْلَابِ
( و ) الصَّقْلَابُ : ( الشَّدِيدُ من الرُّءُوسِ ) . ( ومن الجِمَالِ : الشَّدِيدُ الأَكْلِ ) . لا يَخُفَى أَنَّ قَوْلَه آنِفاً الأَكُول يَشْمَلُ مَا قَالَه ثَانِياً ، لأَنَّه صِيغَةُ مُبَالَغَة كما أَشَرْنَا إِلَيْه .
( و ) قال أَبُو مَنْصُور : ( الصَّقَالِبَةُ : جِيلٌ ) حُمْرُ الأَلْوَان صُهْبُ الشعُور ( تُتَاخِم بِلَادُهُم بِلَاد الخَزَرِ ) وبَعْضَ بِلَادِ الرُّوم ( بين بُلْغَرَ وقُسْطَنْطِنِيَّةَ ) . وقِيلَ للرَّجُل الأَحْمَرِ صِقْلَاب تَشْبِيهاً بهم .
وصِقْلَابٌ : قَائِد بُخْتَنَصَّر فَاتِح هَمَذَان .
صلب : ( الصُّلْبُ بالضَّمِّ . و ) الصُّلَّبُ ( كَسُكَّر . و ) الصَّلِيبُ مِثْلُ ( أَمِيرٍ ) هُوَ ( الشَّدِيدُ ) . يقال : رَجُلٌ صُلَّبٌ مِثْلُ الْقُلَّبِ والحُوَّلِ ورَجُلٌ صُلْبٌ وصَلِيبٌ ذُو صَلَابَة .
من المجاز : هو صُلْبٌ في دِينِ وصُلَّبٌ ، وهو صُلْب المَغَالِبَ وصَلِيب العُودِ . وفي حَدِيثِ الْعَبَّاس ( إن المُغَالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوبٌ ) أَي قُوَّة اللّهِ . وتَقُولُ : صُلْبُ الله لا يُغَالَب .
وقد ( صَلُبَ ) الشيءُ ( كَكَرُم ) ، عَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابْنُ سِيدَه والفَيُّومِيُّ وابْنُ فَارِس ( و ) صَلِبَ مثل ( سَمع ) حَكَاها ابْنُ القَطَّاع والصَّاغَانِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ( صَلَابَةً ) وهو ضِدُّ اللِّين .
____________________

(3/200)



ومِنَ المَجَازِ : قد تَصَلَّبَ فُلَانٌ ، أَي تَشَدَّدَ . وقَوْلُهم في الرَّاعِي : صُلْبُ العَصَا وصَلِيبُ العَصَا ، إِنَمَّا يَرَوْنَ أَنَّه يَعْنُفُ بالإِبِل . قَالَ الرَّاعِي :
صَلِيبُ العَصَا بَادِي العُرُوقِ تَرَى لَهُ
عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا
كذا في المحكم ، وقَوْله :
فأَشْهَدُ لا آتِيكِ مَا دَام تَنْضُبٌ
بأَرْضِكِ أَوْ صُلْبُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ
( وصَلَّب تَصْلِيباً ) : جَعَلَه صُلْباً وقَوّاه وشَدَّه ( وصَلَّبْتُ أَنَا ) . قال الأَعْشَى :
مِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ صَلَّبَهَا العُضُّ
ورَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيَالِ
أَي شَدَّهَا . والعُضُّ : عَلَفُ الأَمْصَارِ مِثْلُ القَتِّ والنَّوَى . ويُريد بالحِمَى حِمَى ضَرِيَّة ؛ وهُوَ مَرْعَى إِبِلِ المُلُوكِ ، ودُونَه حِمَى الرَّبَذَة . والحِيَال : مَصْدَر حَالَت النَّاقَة إِذَا لَمْ تَحْمِل .
( و ) الصُّلْبُ ( بالضَّمِّ ) زَادَ في المِصْبَاح وتُضَمُّ اللَّامُ إِتْبَاعاً وَهُوَ الصَّوَابُ ، وقَوْلُ بَعْضهم إِنَّه بِضَمَّتَيْن لغَةٌ ، غَيْرُ ثَابِتِ . قَالَه شَيْخُنَا ، ( و ) الصَّلَبُ ( بالتَّحْرِيك : عَظُمٌ مِن لَدُنِ الْكَاهِلِ إِلى العَجْبِ ) ومِثْلُه في المُحكَم والكِفَايَةِ . وقَال الفَيُّومِيُّ : الصُّلْبُ من الظَّهْر وكُلَّ شَيْءٍ من الظَّهْرِ فِيه فَقَارٌ فَذَلِك الصُّلْبُ ، والصَّلَب بالتَّحْرِيكِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاه اللِّحْيَانيّ ، وأَنْشَدَ للعَجَّاج يَصِفُ امرأَةً :
رَيَّا العِظَامِ فَخْمَةُ المُخَدَّمِ
في صَلَبٍ مِثْلِ العِنَان المُؤْدَمِ
إِلى سَوَاءِ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ
وفي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : ( في الصُّلْب الدِّيَةُ ) . ويُسَمَّى الجِمَاعُ صُلْباً لأَنَّ المَنِيَّ يَخْرُج مِنْهُ ( كالصَّالِب ) .
قال العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِب رَضِيَ اللّهُ عَنْه يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَى اللّهُ عَلَيّه وسَلَّم :
تُنْقَلُ من صَالِبٍ إِلى رَحِم
إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
____________________

(3/201)



قيل : أَرَادَ بالصّالب الصُّلْبَ وهو قَلِيلُ الاسْتِعْمَال ، قَالَه ابنُ الأَثِيرِ . قال شَيْخُنَا : قُلْتُ زَعَم غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّه لم يُسْمَع في غَيْرِ هَذَا الشِّعْر ، انْتَهى . قلت : بَلْ قَدْ وَرَدَ في شعْرٍ غَيْرِه :
بَيْنَ الحَيَازِيمِ إلى الصَّالبِ
انْظُرْه في لِسَانِ العَرَبَ .
( ج ) أَصْلُبٌ . أَنُشَدَ اللَّيْث :
أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ شَيْخاً أَشْيَبَا
إِذَا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبَا
جَمَعَ لأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً ( وأَصْلَابٌ ) . قال حُمَيْدٌ :
وانْتَسَفَ الجالبَ من أَنْدَابِهِ
إِغْبَاطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلَابه
كأَنَّه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صَلْباً .
( وصِلَبَة ) كعِنَبَة . حكَى اللِّحْيَانيُّ عن العَرَب : هؤلَاءِ أَبْنَاءُ صِلَبَتِهِم ، كُلُّ ذلك نَصُّ ابْنِ سِيدَه في المحكم . وَزَاد صِلْبة ، بالكَسْر . قال : وَمَا إخَاله بثَبَتِ إِلَّا أَنْ يَكُون مُخَفَّفاً من صِلَبَة كعِنَبةَ .
( و ) الصُّلْبُ والصَّلَبُ من الأَرْض : ( المَكَانَ الغَلِيظُ المُحَجَّرُ ) المُنْقَادُ . ومَكَان صُلْب وصَلَب : غَلِيظٌ حَجِرٌ ، وفي نُسْخَة المَحْجَرُ على وِزَان مَفْعَل . ( ج صِلَبَةٌ ) كعِنَبَة .
والصَّلَبُ مُحَرَّكَة أَيْضاً : ما صَلُب من الأَرْض . وعن شَمِرٍ : الصَّلْبُ : نحْوٌ من الحَزِيزِ الغِليظِ المُنْقَادِ .
وقال غيره : الصَّلَبُ من الأَرْضِ : أَسْنَادُ الآكَام والرَّوَابِي وجَمعُه أَصْلَابٌ . قال رُؤبَةُ :
نَغْشَى قَرَى عَارِيَةِ أَقْرَاؤُه :
تَحْبُو إِلى أَصْلَابِه أَمْعَاؤُه
قال الأَصْمَعِيُّ : الأصْلَابُ هِيَ من الأَرْضِ الصَّلَبُ الشَّدِيدُ المُنْقَادُ ،
____________________

(3/202)


والأَمْعَاءُ : مَسايِلُ صِغَار .
وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الأَصْلَابُ : مَا صَلُبَ من الأَرْضِ وارْتَفَع ، وأَمْعَاؤُه : مَالَانَ وانْخَفَضَ .
وفي الأَسَاس ، في المَجَازِ : ومَشَى في صَلَابَةِ مِنَ الأَرْضِ . ويُقَالُ للأَرْضِ الَّتي لَمْ تُزْرَ زَمَناً : إِنَّها أَصْلَابٌ مُنْذُ أَعْوَامٍ ، وصَلُبَتْ مُنْذُ أَعْوَامٍ .
( و ) الصُّلْبُ ( بالضَّمِّ : الحَسَبُ والقُوَّةُ ) . قال عَدِيُّ بْنُ زَيْد :
إِجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُم
فَوْقَ مَا أَحْكَى بصُلْب وإِزَارْ
فسِّره بِهِمَا جَمِيعاً ، والأَزَارُ : العَفَافُ . ويُرْوَى .
فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَارُ
أَي شَدَّ صُلْباً ، يَعْنِي الظَّهْر بإِزَارٍ ، يَعْنِي الَّذِي يُؤْتَزَرُ بِهِ كَذَا في المحكَم ، وقد سَبَق في حَكَأَ .
وعن أَبِي عَمْرو : الصُّلْبُ : الحَسَبُ ، والإِزَارُ : العَفَافُ .
( و ) الصُّلْبُ : ( ع بالصَّمَّان ) كَشَدَّادِ ، أَرضُه حِجَارَةٌ ، من ذلك ، غَلَبَتْ عَلَيْه الصِّفَة . وبين ظَهْرَانَى الصُّلْب وقِفَافِه رِيَاضٌ وقِيعَانٌ عَذْبَةُ المَنَابِت كَثِيرَةُ العُشْبِ ، ورُبَّمَا قَالُوا : الصُّلْبَانُ .
( وقوله ) أَي ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( سُقْنَا بِهِ الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا ) .
( إمَّا تَثْنِيَّةٌ ) أَي أَنَّ المُرَادَ بِه الصُّلْبَ ، وإِنَّمَا ثَنَّى ( للضَّرُورَةِ كَرَامَتَيْنِ في رَامَةٍ ) أَي إِنَّمَا هِيَ رَامَةٌ وَاحِدَ ( وإِما هُمَا مَوْضِعَانِ تَغْلِبُ عليهما هَذِه الصِّفَة ) فيُسَمَّيان بِهَا . وهَذَا بِعَيْنِه عِبَارَةُ المُحْكَم ، ونَقَلَه ابنُ مَنْظورٍ في لِسَان العَرَب . والصُّلْبُ أَيْضاً : اسْمُ أَرْض . قال ذو الرُّمَّة :
كأَنَّه كُلَّمَّا ارْفَضَّت حَزِيقَتُهَا
بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ أَكفَالَها كَلِبُ
( و ) في المِصْبَاح : ( صَلَبَه ) أَي الْقَاتلَ
____________________

(3/203)


( كضَرَبَه ) صَلْباً : ( جَعَلَه مَصْلُوباً ) .
وفي لِسَان العَرَب : والصَّلْبُ هَذِه القِتْلَة المَعْرُفَةُ . وأَصْلُه من الصَّلِيبِ ، وَهُوَ الوَدَكُ ، وسَيَأْتِي قَرِيباً . وقد صَلَبَه ( كَصَلَّبَهُ تَصْلِيباً ) شُدِّدَ للكَثْرَة . وفي التَّنْزِيلِ : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَاكِن شُبّهَ لَهُمْ } ( النساء : 157 ) وَفِيه : { فِى جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ } ( طه : 71 ) .
( و ) قد صَلَبَت ( حُمَّاهُ عَلَيْه ) من باب ضَرَب تَصْلِبُ أَي ( دَامَتْ واشْتَدَّت ) فهو مَصْلُوبٌ عَلَيْه ، وإِذَا كَانَتُ الحُمَّى صَالِباً قِيلَ : صَلَبَت عَلَيْه . ( و ) صَلَبَ ( اللَّحْمَ : شَواه ) فأَسَالَه أَي الوَدَكَ منه . ( و ) صَلَبَ ( العِظَامَ ) يَصْلُبها صَلْباً : جَمَعَا وَطَبخَهَا و ( اسْتَخْرَجَ وَدَكَها ) لِيُؤْتَدَمَ به ( كاصْطَلَبَها ) . قال الكُمَيْتُ الأَسَدِيُّ : :
واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَه
وبَاتَ شَيْخُ العِيَالِ يَصْطَلِبُ
وفي المِصْبَاح : اصْطَلَب الرجلُ إِذَا جَمَعَ العِظَامَ واسْتَخْرَجَ صَلِيبَها ، وهو الوَدَكُ ليَأْتَدِمَ بِهِ .
( و ) عن شَهر ، يقال : صَلَبَه الحَرُّ أَي ( أَحْرَقَه يَصْلِبه ) بالكَسْر ( ويَصْلُبُه ) بالضَّم صَلْباً وصَلَبَتْه الشمسُ ، فهو مَصْلُوبٌ : مُحْرَقٌ . قال أَبُو ذُؤْيب :
مسْتَوْقِدٌ في حَصَاهُ الشمسُ تَصْلبُهُ
كأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ
( و ) صَلَب ( الدَّلْوَ ) وصَلَّبَها إِذا ( جَعَلَ عَلَيْها وفي نُسْخَة لَهَا والأُولَى الصَّوَاب ( صَلِيبَيْن ) وهما الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعَرَّضَانِ عَلَى الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ ، كذا في لِسَانِ الْعَرَب .
( والصَّلِيبُ : الوَدَكُ ) ، وفي الصَّحَاحِ وَدَكُ العِظَام . قال أَبُو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ يذكُرُ عُقَاباً شَبَّه فَرَسَهُ با :
جَرِيمَةَ نَاهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ
تَرَى الِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبَا
____________________

(3/204)


أَي وَدَكاً .
( وفي حَدِيثِ ( عَليّ ) ( أَنَّه اسْتُفْتِيَ في اسْتِعْمَالِ صَلِيبِ المَوْتَى في الدِّلَاءِ والسُّفُن فأَبَى عَلَيْهم ) . وبه سُمِّيَ المَصْلُوبُ لِمَا يَسِيلُ مِنْ وَدَكِه .
والصَّلْبُ هَذِهِ القِتْلَة المَعْرُوفَةُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِك لأَنَّ وَدَكَه وصَدِيدَه يَسِيلُ . ( كالصَّلَّبِ مُحَرَّكَة وصَديدَه يَسِيلُ . ( كالصَّلَبِ مُحَرَّكَة والمَصْلُوب ) ( ج ) صُلُبٌ ( ككُتب . ومِنْهُ الحَدِيثُ ) أَنَّه صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ( لَمَّا قَدِم مَكَّة ) زِيدَتْ شَرَفاً ( أَتَاهُ أَصْحَابُ الصُّلُبِ ) قِيلَ ( أَي الذين يَجْمَعُونَ العِظَامَ ) إِذا لُحِبَ عَنْهَا لُحْمَانُها فيَطْبُخُونَهَا بِالْمَاءِ ، ( ويَسْتَخُرِجون وَدَكها ويأْتَدِمُونَ بِه ) .
( و ) الصَّلِيبُ : ( العَلَمُ ) بفَتْح العَيْن واللَّامِ . قال النَّابِغَةُ :
ظَلَّت أَقاطِيع أَنْعَامٍ مُؤَبّلَةِ
لَدَى صَلِيبٍ على الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ
والزَّوْرَاءْ : المَفَازَةُ المَائِلَةُ عن القَصْدِ والسَّمْتِ . وقال الأَصْمَعِيّ : الزَّوْرَاءُ هي الرُّصَافَة ، رُصَفَةُ هِشَام ، وكانت للنُّعمان وَكَان والِيَها . وقِيلَ : سَمَّى النَّابغةُ العَلَم صَلِيباً لأَنَّه كَان عَلَيْه صَلِيب ، لأَنَّه كَانَ نَصْرَانِيًّا .
( و ) الصَّليبُ : ( الأَنْجُمُ الأَرْبَعَةُ خَلْفَ النَّسْرِ الطَّائِرِ . وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ خَلْفَ الوَاقِع سَهْو ) كَذَا وجد بخَطِّ الشَّيْخ ابْنِ الصَّلَاح المُحَدِّث في هَامِشِ بَعْضِ النُّسَخِ . قَالَ : وهَذَا مما وَهِمَ فِيهِ الجَوْهَرِيّ . كذا في لِسَان الْعَرَبِ .
( و ) الصَّلِيبُ ) ( الذِي للنَّصَارَى ) جَمْعُه صُلْبَانٌ . وقَال اللَّيْثُ : الصَّلِيبُ : ما يَتَّخِذُه النَّصَارَى قِبْلَةً ، جمعه صُلُبٌ قال جرير :
لقد وَلَدَ الأُخَيْطلَ أُمُّ سَوْءٍ
على بَاب إسْتِها صُلُبٌ وشَامُ
( و ) الرُّهْبَانُ قَدْ ( صَلَّبُوا : اتَّخَذُوا ) في بِيعَتِهِم ( صَلِيباً ) .
وفي المِصْبَاح : ثَوْبٌ مُصَلَّبٌ أَيْ فِيه نَقْشٌ كَالصَّلِيبِ . وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ
____________________

(3/205)


كَانَ إِذَا رأَى التَّصْلِيبَ في ثَوْبٍ قَضَبه ) أَي قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِيب مِنْه . وفي الحديث : ( نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ في الثَّوْبِ المُصَلَّب ) . وَهُوَ الَّذِي فِيهِ نقْشٌ أَمْثَالُ الصُّلْبَان . وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيْضاً : ( فنَاوَلْتُهَا عِطَافاً فرَأَتْ فِيهِ تَصْلِيباً ، فقالت : نَحِّيه عَنِّي ) . وفي حَدِيث أُمِّ سَلَمَة ( أَنَّها كَانَتْ تَكْرَهُ الثِّيَابَ المُصَلَّبَةَ ) وفي حَدِيثِ جَرِير : ( رأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ ثَوْباً مُصَلَّباً ) . وكُلُّ ذلِك في التَّهْذِيبِ .
( و ) الصَّلِيبُ : ( سِمَةٌ للإِبِل ) . وفي المُحكَم ضَرْبٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبِل . قَال أَبُو عَلِيَ في التَّذْكِرَةَ : الصَّلِيبُ قد يَكُونُ كَبِيراً وصَغِيراً وَيَكُونُ في الخَدَّيْن والعُنقُ والفَخِذَين . وقِيلَ : الصَّليبُ : مِيسَمٌ في الصُّدْغِ ، وقِيلَ في العُنُقِ ، خَطَّان أَحَدُهُما عَلَى الآخر .
وبَعِيرٌ مُصَلَّبٌ ومَصْلُوبٌ : سِمَتُه الصَّلِيبُ . ونَاقَةٌ مَصْلُوبَةٌ كذلك . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظَبْي وعُلْبَةُ
تَمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبَةٌ لم تُحَارِدِ
وإِبِل مُصَلَّبَةٌ .
وفي الأَسَاسِ : وحَبَشِيٌّ مُصَلَّبٌ : في وَجْهِهِ سِمَتُه .
( و ) يقال : أَخَذَتْه الحُمَّى بصَالِبٍ ، وأَخَذَتْه ( حُمّى صَالِبٌ ) والأَوَّلُ أَفْصَح ، ولا يكَادُون يُضِيفُون . وفي الصَّحَاح والمُحكَم والمشرق : الصَّالِبُ من الحُمَّى : الحَارَّةُ خِلَافُ النَّافِضِ ، وزَادَ في الأَخِيرَيْن : تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ . وحكى الفَرَّاءُ : حُمَّى صَالِبٌ ، بِغَيْرِ إِضَافَة ، وحُمَّى صَالِبٍ ، بالإِضَافَة . وصَالِ : حُمَّى . نَقَلَه شَيْخُنا في لِسَان الْعَرَب . قال ابنُ بُزُرْج : العَرَبُ تَجْعَلُ الصَّالِبَ من الصُّدَاعِ ، وأَنْشَدَ :
يَروعُكَ حُمَّى من مُلَالٍ وصَالِبِ
وقال غيره : الصَّالِبُ : الَّتِي مَعَها حَرٌّ شَدِيدٌ ، ولَيْسَ مَعَهَا بَرد . وقِيلَ : هِيَ الَّتي ( فِيها رِعْدَةٌ ) وقُشَعْرِيرَة . أَنشد ثعلب .
عُقَاراً غَذَاهَا البَحْرُ من خَمْرِ عَانَةٍ
لَهَا سَوْرَةٌ في رَأْسِه ذَاتُ صَالِبِ
____________________

(3/206)



( والصُّلَيْب كَزُبَيْر : ع ) كذا في المحكم وأَنْشَدَ لِسَلَامَة بْنِ جَنْدَل :
لِمَنْ طَلَلٌ مِثْلُ الكِتَابِ المُنَمَّقِ
عَفَا عَهْدُه بَيْن الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ
( و ) الذي في المَرَاصِدِ ولتَّكْمِلَة أَنَّهُ ( جَبَل ) عند كَاظِمَة به وقْعَةٌ لِلْعَرَب ، وهكذا قاله البكريّ .
( و ) صُلَبٌ ( كَصُرَدٍ : طَائِرٌ ) يُشْبِهُ الصَّقْر ولا يَصِيدُ ، وهو شَدِيدُ الصِّيَاح ، كذا في العُبَاب ، ونقل عنه الدَّمِيرِيّ في حَيَاةِ الْحَيَوَانِ . قلت : وهو قَوْلُ أَبي عَمْرو .
( و ) عن الليث : ( الصَّوْلَبُ ) كجَوْهَر ( والصَّوْلِيبُ ) بزيادة الياء وفي بعض الأُمهات الصَّيْلِيبُ بالياء محل الواو وهو ( البَذْرُ ) الذي ( يُنْثَر ) على الأَرْض ( ثم يُكْرَبُ عَلَيْه ) . قال الأَزهريّ : وما أَراه عربيًّا . ( وذُو الصَّلِيبِ ) لقب ( الأَخْطَل التَّغْلبِيِّ الشَّاعِر ) .
( والصُّلْبُوب ) كعُصْفُور : ( الْمِزْمَارُ ) وقيل : القَصَبَة الَّتِي في رَأْسِ المِزْمَارِ .
( والتَّصْلِيبُ : خِمْرَةٌ للمَرأَة ) هي بكَسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ ، كذا هو مَضْبُوطٌ عندنا ، ومثله في المُحْكم بخط ابن سيده ، ويُوجَدُ في بَعْضِ النسَخ بِضَمِّها وهو خَطَأٌ ، لأَنَّ المقصود منها هَيْئَةٌ مَعْرُوفَة . ويكره للرجل أَن يُصَلِّيَ في تَصْلِيبِ العِمَامَة حَتى يجعَلَه كَوْراً بَعْضَهُ فوق بَعْضٍ . يُقَال : خِمَارٌ مُصَلَّب . وقد صَلَّبَتِ المرأَةُ خِمَارَهَا ، وهي لِبْسَةٌ مَعْرُوفَةٌ عِنْد النِّسَاءِ .
( ودَيْرُ صَلِيبَا بِدِمَشْق ) مُقَابِل بَابه الفِرْدَوْس . ( دَيْرُ صَلُوبا : ة بالموصل ) ، ( والصَّلُوبُ ) كَصَبُور : ( ع ) .
( وتَصْلَبُ كتَمْنَع ) ، هذا في النُّسَخ . وقد سَقَطَ من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَقَالَ : أَورَده المُصَنِّفُ غَيْرَ مَضْبُوط ، ونَقَله عَنِ الْمَرَاصِدِ بِضَمٌّ فسُكُون غَيْر مَضْبُوط ، وصَوَابُه كتَنْصُر كما قَيَّده الصَّاغَانِيّ : ( مَاءَةٌ بنَجْد ) قيل : لِبَنِي فَزَارَة ، كذا في المَراصِد ، وقيل : لِبَنِي جُشَم ، كذا في المشرق .
( و ) عن أَبي عمرو : ( أَص 2 بَت النَّاقَةُ ) إِصْلَاباً ، إِذا ( قَامَتْ ومَدَّت عُنُقَهَا
____________________

(3/207)


نَحو السَّمَاءِ لِتَدِرَّ لِوَلَدِهَا جَهْدَهَا ) إِذَا رَضَعَها ، ( رُبَّما صَرَفها ذَلِكَ أَي قَطَع لَبَنَهَا .
( والصُّلَّبُ كَسُكَّر ) والصُّلَّبَةُ بزيادة الهاء ( والصُّلَّبِيَّة والصُّلَّبِيُّ ) كُلُّ ذَلِكَ بتَشْدِيدِ اللَّامِ ويَاءِ النِّسْبَةِ في الأَخِيرَيْن : ( حِجَارَةُ المِسَنِّ ) . قال الشَّمَّاخُ :
وكَأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِهِ وجَنِينِهِ
لَمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوقُ
والصُّلَّبُ الشَّدِيدُ من الحِجَارَةِ أَشَدُّهَا صَلَابَةً .
( الصُّلَّبِيُّ ) بضَمَ فتَشْدِيد وَياءِ النِّسْبَة : ( ما جُلِي وشُحِذَ بِهَا ) أَي حِجَارة المِسَنِّ . ورُمْحٌ مُصَلَّب : مَشْحُوذٌ بالصُّلَّبِيِّ . وتَقُولُ : سِنَانٌ صُلَّبِيّ وصُلَّبٌ أَيضاً أَي مَسْنُونٌ .
( و ) تَقُولُ : ( صَلَّبَ الرُّطَبُ ) إِذَا بَلَغَ اليَبِيسَ ( فهو مُصَلِّب ، بالكَسْرِ ) فإِذا صُبَّ عَلَيْه الدِّبْسُ لِيَلِين فهو مُصَقِّر . وقَال أَبو عمرو : إِذَ بلغ الرُّطَبُ اليَبِيس فذلك التَّصْلِيب ، وقد صَلَّب . وفي لسان العرب : صَلَّبَتِ التَّمرَةُ : بَلَغَتِ الْيَبِيسَ .
وقال أَبُو حَنِيفَة : قَالَ شَيُخٌ من العَرَبِ : أَطْيَبُ مُضْغَةٍ أَكَلَها النَّاس صَيْحَانِيَّة مُصَلِّبَةٌ . بالهاء ، وهَكَذَا في المحكم . وفي حديث أَبِي عُبَيْدَةَ : ( تَمْرُ ذَخِيرَةَ مصَلِّبَةٌ ) أَي صُلْبَةٌ ، وتَمْرُ المَدِينَةِ صُلْبٌ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّف من الفَوَائِد الزَّوَائِدِ الَّتِي لم نُشِرْ إِلَيْهَا في أَثْنَاءِ المَادّة :
في لِسَان الْعَرَب : قَوْلُهم : صَوْتٌ صَلِيبٌ ، وجَرْيٌ صَلِيبٌ على المَثَل . وصَلُب على المال صَلَابَةٌ : شَحَّ به . أَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِيّ :
فإِنْ كُنْتَ ذَا لُبَ يَزِدْكَ صَلَابَةً
عَلَى المَالِ مَنْزُورُ العَطَاءِ مُثَرِّبُ
كذا في المحكم . وقَالَ اللَّيْثُ : الصُّلْبُ من الجَرْيِ ، ومِنَ الصَّهِيل : الشَّدِيدُ .
والمَصْلُوب : لَقَبُ مُحَمَّد بْنِ سعيد الأَزْدِيّ مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ ، ولَهُ عِدَّةُ
____________________

(3/208)


أَلْقَاب يُدَلِّسُ بها ، ذكره ذُو النَّسَبَيْن في العلم المشهور . وفي مَقْتَل عُمَرَ رضيِ اللّهُ عَنْه ( خَرَجَ ابْنُه عَبْد الله فضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِيّ فصَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَي ضَرَبَه حتى صَارَتِ الضَّرّبَة كالصَّلِيبِ . وفي بَعْضِ الحَدِيث : ( صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ رَضِي اللّهُ عَنْه ، فوضَعْتُ يَدي على خَاصِرتي فلما صَلَّى قَلَ : هذا الصَّلْبُ في الصَّلَاةِ كان النبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم يَنْهَى عَنْه . أَي أَنِ يُشْبِه الصَّلْبَ ، لأَن الرجلَ إِذَا صُلِب مُدَّ يعدُه وباعُه على الجِذْعِ . وهَيْئَةُ الصَّلْبِ في الصَّلَاة أَن يَضَعَ يَدَيْه على خَاصرَتَيْه ويُجَافِيَ بَيْنَ عَضُدَيْه فِي القِيَامِ .
ويُقَالٌ : مَطَر مُصَلِّبٌ ( بكسر اللام ) أَي شَدِيدٌ يَابِس ، كذا في لِسَان العَرَب .
وفي الأَمْثَال للمَيْدَانِيّ : ( صَالبِي أَشَدُّ من نَافِضِك ) وَهُمَا نَوْعَان من الحُمَّى ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إ 2 لَيْهِ . وفي الأَسَاس ، ومِن الْمَجَازِ : عَرَبِيٌّ صَلِيبٌ : خَالِصُ النَّسَب . وامرأَةٌ صَلِيبَةٌ : كَرِيمَةُ المَنْصِب عَرِيقَة . وَمَاءٌ صَلِيبٌ : يُسْمَنُ ( عليه ) وتَقْوَى عَلَيْهِ المَاشِيَة وتَصْلُبُ ، انتهى .
والصَّلِيبَةُ : محلة بمصر والصَّلِيبِيّ : اسْمان . والصُّلْبُ ، بالضم : قرْيَةٌ أَسْفَلَ وادِي زَبيد ، كان بها مَسْكن مُوسَى بْنِ عَلِيّ ( بن ) مهديّ ملك اليمن .
ومحمد بن صَلَابَة كسَحَابة مُحَدِّث حَكَى عَنْ دَاوُود . وبالضَّم الصُّلْبُ بنُ مَطَر الكُوفِيُّ : شيخ لأَبي فُضَيْل . والصُّلْبُ بنُ حَكِيم عن أَبِيه عن جَدِّه . وأَبُو حَازِم أَحمدُ بن مُحَمَّد بن الصُّلُب الدَّلَّال شيخٌ لأَبي الزَّرْب . والصُّلْب ابنُ عَبْدِ الله بْنِ وَهْب في بني سَامَة بْنِ لُؤَيّ . والصُّلْبُ بنُ قَيْس بن شَرَاحِيل في نسب مَعْن بْن زَائِدَة الشَّيبَانِيّ .
صلقب : ( الصِّلْقَابُ بالكَسْر ) : أَهْمَلَه الجَوْهَريّ وصَاحِبُ اللّسَان . وقَال الصَّاغَانِيّ : هو ( الذي يَسُن ) أَي يَصُكُّ ( بَعْضَ أَسْنَانِهِ ) . قال رُؤْبَةُ :
____________________

(3/209)



يَعْدِلُ عن رَاوُولِ أَشْغَى صِلْقَابْ
لِسَانَ مِشْفَاءِ طَوِيلِ الأَشْصَابْ
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه .
صلخب : ( صَلْخَبٌ كَجَعْفَرٍ أَهُمَلَه الجَمَاعَة ، وهو اسْمٌ . وعُمارة بنُ صَلْخَبٍ قُتِل بالكُوفَةِ ، وكان مِمَّن أَراد نُصْرَةَ مُسْلِم بْنِ عَقِيل ، كذا في أَنْسَاب البَلَاذُرِيّ .
صلهب : ( الصَّلْهَبُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ) ، عن الأَصْمَعِي ، وكذلك السَّلْهَب بالسِّين ، قِيلَ : الصَّاد أَصْلٌ ، وقِيلَ : السِّين ، لأَكْثَريّة التَّصَرُّف ، ذكرهُمَا ابْنُ جِنّى ، قاله شيخنا ( كالمُصَلْهَبِ ) .
( و ) هو أَيْضاً ( البَيْتُ الكَبِيرُ ) . قال رُؤْبَةُ :
وشَادَ عَمْرٌ و لَكَ بَيْتاً صَلْهَبَا
واسِعَةً أَظْلَالُه مُقَبِّبَا
هكذا في اللسان ، والرِّوَايَةُ : مَدَّ عَمْرٌ و لَكَ .
( و ) كالصَّلْهَبَى ) واليَاءُ للإِلْحَاق ، وكذلك الصَّلَخْدَى ، وهي صَلْهَبَةٌ ، و ( صَلْهَبَاةٌ ) . قال شَيْخُنَا : وهذا مُخَالِفٌ لِمَا الْتَزَمه مِنْ قَاعِدَته من إِتْبَاع الأُنْثَى بالمذكر بِقَوْله : وَهِي بِهَاء ، انتهى : قال أَبو عمرو : والصَّلَاهِبُ مِنَ الإِبِل : الشِّدَادُ . وحجر صَلْهَبٌ وصُلَاهِبٌ : شَدِيدٌ صُلْبٌ .
( واصْلَهَبَّتِ الأَشياءُ : امْتَدَّت على جِهَتِهَا ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
صنب : ( الصِّنَابُ كَكِتَابٍ : الطوِيلُ الظهر والبَطْن كالصِّنَابَةِ ) عن ابن لأَعْرَابيّ ، ويُقَالُ فِيهَما بالسِّين أَيضاً .
( و ) الصِّنَابُ : ( صِبَاغٌ يُتَّخَذُ من الخَرْدَل والزَّبِيبِ ) . ومِنْه قِيلَ للبِرْذَوْن صِنَابِيٌّ ، شُبِّه لَوْنُه بذلك .
قَال جَرِير :
تُكَلِّفُنِي مَعِيشَةَ آلِ زَيْدٍ
ومَنْ لِي بالصَّلَائِقِ والصِّنَابِ
( والمِصْنَبُ كمِنْبَرٍ : المُولَعُ بأَكْلِهِ ) أَي الصِّنَاب عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وفي
____________________

(3/210)


الحَدِيث : ( أَتاه أَعْرَابِيٌّ بأَرْنَب قد شَواهَا وجَاءَ مَعَهَا بِصِنَابِهَا ) أَي بصِبَاغِها ؛ وهو الخَرْدَلُ المَعْمُولُ بالزَّبِيبِ ، وهو صِبَاغٌ يُؤْتَدَمُ به . ( والصِّنَابِي بالكَسْر ) من الإِبِل والدّوَابِّ الذي لونُه بين الحُمْرَة والصُّفُرَة مَعَ كَثْرة الشَّعَرَ والوَبَر ، وقيل : الصِّنَابِيُّ هو ( الكُمَيْتُ أَو الأَشْقَرُ ) إِذا خَلاَطَ شُقْرَتَه شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ ، يُنْسَبُ إِلَى الصِّنَاب ) .
( و ) الصُّنَيْبُ ( كزُبَيْرٍ : فَرَسُ شَيْبَان النَّهْدِيِّ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
صِنَابٌ كَكِتَابٍ : مَدِينَةٌ بالرُّوم .
صنخب : ( الصِّنْخَابُ بالكَسْرِ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ هُوَ ( الجَمَلُ الضَّخْم ) ، كذا في لِسَان الَعرَبُ والتكملة .
صنعب : ( الصَّنْعَبَةُ ) بالعَيْنِ المُهْمَلَة بعد النون أَهْمَلَه الجَوْهَرِي . وقال أَبُو عَمْرو : هي ( لنَّاقَةُ الصُّلْبَةُ ) الشَّدِيدَةُ .
صوب : (*! الصَّوْبُ : الانْصِبَابُ ) من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبْ ( *!كالانْصِبَاب ) . يُقَالُ : صَابَ المَطَرُ*! صَوْباً ، *!وانْصَابَ كِلَاهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ . ( و ) الصَّوْبُ : ( *!الصَّيِّبُ ) كَسَيِّدٍ . يُقَالُ : مَطَر*! صَوْبٌ *!وصَيِّبٌ (*! كالصَّيُّوبِ ) وَهُوَ شَذٌّ ، خَصَّه أَكْثَرُ مَنْ نَقَلَه بالضَّرُورَة ، قَالَه شَيْخُنَا .
قلتُ : وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد ، فقال مَطَرٌ *!صَيُّوبٌ ، مِثَالُ تَنُّور ، فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب .
قال تعالى : { أَوْ*! كَصَيّبٍ مّنَ السَّمَآء } ( البقرة : 19 ) .
قال أَبُو إِسْحَاق : *!الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء : ( اللهم اسقِنَا غَيْثاً *!صيِّباً ) أَي مْنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً .
وفي لسان العرب : الصِّيِّبُ : السَّحَابُ ذو الصَّوْب .
( و ) الصَّوْبُ : ( ضِدُّ الخَطَإِ ، *!كالصَّوَاب ) . قَوْلٌ صَوْبٌ *!وصَوَابٌ . وقَوْلُهم : عْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي ، أَي*!- صَوَابِي . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ
____________________

(3/211)


هِشَام في شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ :
أَلا قالت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ
تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئي *!-وصَوْبِي
علَي وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ
في لسان العرب : وإِنَّ ( مَا ) كَذَا مُنْفَصِلة . قوله : مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنَّمَا هو مَالٌ .
( و ) الصَّوْبُ : ( القَصْدُ ،*! كالإِصَابَة ) . قال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَصَابَ فُلَانٌ *!الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ ، مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخطَأَ مُرَادَه ولم يَعُمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ . انتهى . ويقال : صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة*! يَصُوبُ *!صَوْباً *!وصَيْبُوبَةً *!وأَصَابَ ، إِذَا قَصَدَ ولم يَجُر . *!وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ *!صَيْباً لُغَةٌ في أَصَابَه . وإِنَّه لَسَهْمٌ *!صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ . والعربُ تُقُولُ للسَّائِر في فَلَاةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عن القَصْد : أَقِمْ *!صَوْبَكَ ، أَي قَصْدَك . وفُلَانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِ يَمِيناً وشِمَالاً في مَسِيرِهِ . وفي المَثَلِ : ( مَع الخَوَاطِىءِ سَهْمٌ صَائِب ) .
( و ) الصَّوْبُ : ( المَجيءُ من ) مكان ( علٍ ) ، وقَدْ صَابَ . وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوَ إِلَى استِفَال فهو صَابَ يَصُوبُ ، وأَنشد :
فَلَسْتَ لإِنْسِيَ ولكِنْ لمَلْأَكٍ
تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْسِ يَمْدَحُ النعْمَانَ ، وقيلَ : هُوَ لأَبِي وَجُزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللّهِ بْن الزُّبَيْرِ ، وقِيلَ : هو لعَلْقَمَة بْن عَبَدة .
(*! كالتَّصَوّب ) ، وهو حَدَبٌ في حُدُورٍ . والتَّصَوُّبُ أَيْضاً : الانْحِدَارُ .
( و ) الصَّوْبُ : لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ ، وهو ( أَبُو قَبِيلَة ) مِنْ بَكْرِ بْنِ
____________________

(3/212)


وَائِل . قال رَجُلٌ مِنْهُم في كَلَامِه ، كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه : حَوْب حَوْب ، إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب ، لالَعاً لِبَني الصوْبِ .
( و ) الصَّوْبُ : ( الإِرَاقَةُ ) . يُقَالُ : صَابَ المَاءَ *!وصَوَّبَهُ : صَبَّه وأَرَاقَه . أَنْشَد ثَعْلَبٌ في صفة سَاقِيَيْن :
وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا
قَالَا نَعَمْ قَالَا نَعَمْ *!وصَوَّبا
( و ) الصَّوْبُ : ( مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ ) . وقال اللَّيْثُ : الصَّوْبُ : المَطَرُ . وصَابَ الغَيْثُ بمكان كَذَا وكَذَا . وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضُ : جَادَتْهَا وصَابَ أَي نَزَل . قَالَه ابن السيد في الفرق . وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ . وفي قول الشاعر :
فسَقَى دِيَارَكَ غَيْرَ مُفْسدِهَا
صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي
قال شَيْخُنا : جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ ، وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر . وعَلَى الأَوَّلِ فالرَّبِيعُ مَعْنَاه المَطَر . وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل .
والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى الناحِيَة والجِهَة ، وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ ، وجَعَلَه بعضُهم استِعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنى المَطَر . والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ في الجَانِبِ والجه 2 ةِ ، عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح ، وذكره الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة وابْنُ هِشَام في شَرْحِ الكَّعْبِيَّة ، كما ذَكَرَه شَيْخُنَا .
( *!والإِصَابة ؛ خِلَافُ الإِصْعَاد ) ، وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ . قال كُثَيِّر عَزّة :
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ
إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ
( و ) الإِصَابَةُ : ( الإِتْيَانُ *!بالصَّوَاب ) . وأَصَابَ جَاءَ بالصَّوَابِ . ( و ) الإِصَابَةُ أَيضاً ( إِرَادَتُه ) أَي الصَّوَاب . وأَصَابَ في قَوْلِه ، وأَصَابَ القِرْطَاسَ ، وأَصَاب في القِرطَاس ، إِذا لم يُخْطِيء .
( و ) الإِصَابَةُ : ( الوِجْدَانُ ) . يُقَالُ :*! أَصَابَهُ : رَآه صَوَابا ، وَوَجَدَه صَوَاباً . وفي حَدِيثِ أَبِي وَائِل : ( كان يُسْأَلُ عن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ : أَصَابَ اللّهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللّهُ الذِي أَرَادَ ، وأَصْلُه من الصَّوَابِ .
____________________

(3/213)



وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت :*! صَابَت بِقُرَ ، أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ في قَرَارِهَا .
وفي الأَسَاسِ ، ومن المَجَاز : أَصَابَ الشيءَ : وَجَدَه . *!وأَصَابَه أَيضاً : أَرادَه . قلْتُ : وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى : تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآء حَيْثُ أَصَابَ ( صلله : 36 ) قال : أعَادَ : حَيْثُ أَرَادَ . وأَنشد :
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا
فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَا
أَراد تُرِيدُهَا ، ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ *!أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ ؛ لأنَّه لَا يَكُونُ*! مُصِيباً ومُخْطِئاً في حال واحدة ، كذا في لِسَان العَرَب ، وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ ، وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ :
. . . أَين*! تُصِيبَان
وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ . وفي الحدِيث (*! يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ ) أَي ينالون مَا نَالُوا . وفي الحَدِيث ( أَنَّه كَانَ *!يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْض نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ ) أَرَادَ التَّقْبِيلَ .
( و )*! الإِصَابَةُ : ( الاحْتِيَاجُ ) *!وأَصَابَه أَحْوَجَه . ( و ) الإِصَابَةُ : ( التَّفْجِيعُ ) *!أَصَابَه بكذا : فَجَعَه بِهِ . وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم : جَاحَهُم فيها فَفَجَعَهُم ( *!كالمُصَابَةِ ) والمُصَابِ . قال الحَارِثُ بنُ خَالِدٍ المَخْزُومِيُّ :
أَسُلَيْمَ إِنْ*! مُصَابَكُم رَجُلاً
أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ
إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ
قال ابن بَرّيّ : هذا البَيْتُ لَيْسَ للَعرْجِيّ كما ظَنَّه الحَرِيرِيّ ، فقال في دُرَّةِ الغَوَّاصِ : هو للعَرْجِيِّ ، وصَوَابُه : أُظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة ، وظُلَيمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم . ويروى : أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم . وظُلَيْم هي أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع ، وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا ، ولَمَّا مات زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا ، وَرَجُلاً مَنْصُوب *! بمُصَابٍ . يعني إِنّ *!إِصَابَتَكُم رَجُلاً ، وظُلْم خَبَر إِنّ ، كَذَا في لِسَانِ العَرب .
____________________

(3/214)



وعن ابن الأَعرابيّ : ما كنتُ مُصَاباً ولقد أُصِبْتُ : وإِذا قال الرَّجُلُ لآخَر : أَنْتَ مُصَابٌ ، قال : أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ . وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فهو مُصَابٌ .
( *!والصَّابَةُ : *!المُصِيبَةُ ) مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر ( *!كالمُصَابَةِ *!والمَصُوبَة ) بضَمِّ الصَّاد ، والتَّاء ، للتَّأنِيث أَو للمُبَالَغَة ، والجَمْعُ*! مَصَاوِبُ *!ومَصَائِبُ ، الأَخِيرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ .
وفي التهذيب : قال الزّجّاج : أَجْمَعَ النَّحْوِيُّونَ على أَنْ حَكَوا*! مَصَائِب في جمع مُصِيبَة بالهَمْزِ ، وأَجْمَعُوا أَنَّ الاخْتِيَار مَصَاوِب ، وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ . قَالَ : وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كما قَالُوا : وِسَادَة وإِسَادَةٌ . وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فيها بَدَلاً مِن الوَاوِ ، لأَنَّهَا أَغْلَبُ في مُصِيبَة . قَالَ الزَّجَّاجُ : وَهَذَا رَدِيء ؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ في مَقَام مَقَائم ، وفي مَعُونَة مَعَائِن . وقال أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : مُصِيبَةٌ كَانَتْ في الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ ، وَقَلَبُوا الوَاوَ يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ .
وقَال ابنُ بُزُرْج : تَرَكتُ النَّاسَ على *!مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم وَمَنَازِلِهِم . وفي الحديث : ( مَنْ يُرِد اللّهُ بِهِ خَيْراً يُصُبُ مِنْه ) . أَي ابْتَلَاهُ *!بالمَصَائِب لِيُثيبَه عَلَيْهَا ، وهو الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان . ونَقَلَ شيخُنَا في التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ*! المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ ، ثم اسْتُعْمِلَت في كل نَازِلَةٍ .
( و )*! الصَّابَةُ : ( الضَعْفُ في العَقْلِ ) . يقال : رَجُلٌ *!مُصَابٌ . في عَقْل فلانٍ*! صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون . وفي التهذيب : كأَنَّه مَجْنُون . ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ .
*!والمُصَابٌ : قَصَبُ السُّكَّرِ ، كذا في لسَان العَرَب .
( و ) الصَّابَةُ : ( شَجَرَ مُرٌّ ) . وفي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ : *!الصَّابُ والسُّلَع : ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان ( ج : صَابٌ . وَوَهِمَ الجَوْهريّ في قَوْله عُصَارَة شَجَر ) مُرَ . قال الهُذَليّ :
____________________

(3/215)



إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً
كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
قَال الصَّاغَانِيّ : وإِنما أَخَذَه من كِتَاب اللَّيْثِ . أَلَيْسَ أَنَّه يُقَالُ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مَشْقُوقٌ ، والعُصارَة لَا تُذْبَح ، وإِما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة . وإِنما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج مِنْهَا العُصَارَة . والرِّوَايَةُ في البَيْتِ .
( نَامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ ) . قلت : وذَكَر ابنُ سِيدَه الوَجْهَيْن ، فَفِي المحكم : الصَّابُ : عُصَارَة شَجَر مُرَ ، وقيل : هو عُصَارَة الصَّبِر ، وقِيلَ : هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ منه كَهَيْئَةِ اللَّبَنِ فربما نَزَتْ مِنه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرةٌ فتَقَع في العَيْنِ فكأَنَّهَا شِهَابُ نَارٍ ، وربما أَضْعَفَ البَصَرَ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْب السَّابِقِ . قال : والمُشْتَجِر : الَّذِي يَضعُ يَدَه تَحْتَ حَنَكِه مُذَّكِّراً لِشِدَّةِ هَمِّه . ثم قَال : وقَال ابْنُ جِنِّي : عَيْنُ الصَّابِ واو قِيَاساً واشْتِقَاقاً . أَمَّا القِيَاسُ فلأَنَّهَا عَيْن ، والأَكْثَرُ أَنْ تكُونَ وَاواً . وأَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَيْنَ حَلَبَهَا وهو أيضاً شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ منه المَاءُ ، وكِلَاهُمَا مِنْ مَعْنَى *!صَابَ *! يَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ .
( و ) السَّهْمُ (*! الصَّيُوبُ ) كَصَبُورٍ في مَعْنى (*! الصَّائبِ ) .
ومِنَ المَجَازِ : رَأْيٌ *!مُصِيبٌ *!وصَائب . (*! كالصَّوِيب ) بمَعْنَى *!صَائب .
وفي لسان العرب : قال ابنُ جنِّي : لم نَعْلَم في اللُغَة صِفَةً على فَعِيل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه ولَامُه ، وعَيْنه وَاوٌ ، إِلا قَوْلَهم طَوِيلٌ وقَوِيمٌ *!وصَوِيبٌ . قال : فأَمَّا العَوِيص فصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ ، وَهَذَا في المُحْكَم . قال شَيْخُنَا : وهو في مُهمّاتِ النَّظَائِرِ والأَشْبَاهِ .
( و ) يقال : هو في (*! صَوَّابَةُ القَوْمِ ) أَي في ( لُبَابِهِم ) . *!وصَوَّابَةُ القَوْم : جَمَاعَتهم (*! كَصُيَّابَتِهِم *!وصُيَّابهم ( تُذْكَرُ في الياءِ ، لأَنَّها يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : (*! اسْتَصَابَه ) أَي الرَّأْيَ بمَعْنَى (*! اسْتَصْوَبَه ) . وقَالَ ثَعْلَبٌ : *!اسْتَصَبْتُه قيَاسٌ . والعَرَبُ تَقُولُ : *!استَصْوَبْتُ رَأْيَك .
____________________

(3/216)



( *!وصَوَّبَهُ : قَالَ لَهُ*! أصَبْتَ ) وتَقُولُ : إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئنِي ، وإِنْ*! أَصَبْتُ *!-فصَوِّبْنِي .
( و ) من المجَاز :*! صَوَّبَ اللّهُ ( رَأْسَه : خَفَضَه ) . *!والتَّصْوِيبُ : خِلافُ التَّصعِيدِ .
وفي التَّهْذِيبِ :*! صَوْبتُ الإِنَاءَ وَرَأْسَ الخَشَبَة إِذا خَفَضْتَه . وكُرِهَ *!تَصْوِيبُ الرَّأْسِ في الصَّلَاةِ .
وفي الحَدِيث : ( مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ ) . سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فقال : هو مُخْتَصر ، ومَعْنَاه : مَنْ قَطَ سِدْرَةً في فَلَاة يَسْتَظِلُّ بها ابْنُ السَّبِيل بِغَيْرِ حَقَ يكون له فِيها صَوَّبَ الله رَأْسَ أَي نَكَّسَه . ومنه الحَدِيثُ : ( وصَوَّبَ يَدَهُ ) أَي خَفَضَهَا ، كذا في لِسَانِ العَرَبِ .
( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : (*! المِصْوَبُ ) أَي كمِنْبَر : ( المِغْرَفَة ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ .
( *!والصُّوبَةُ ) بالضَّمِّ : ( كُلُّ مُجْتَمِع ) عن كُرَاع ( أَو )
*!الصوبة: الجماعة( مِنَ الطَّعَام ) ، والصُّوبَةُ : الكِدُسَةُ من الحنْطَة والتَّمْرِ وغَيْرِهِما . والصُّوبَةُ : الكَبْشَة من تُرَابٍ أَو غَيْرِه . وعن ابن السكّيت : الصُّوبَةُ : الجَرِينُ أَي مَوْضِعُ التَّمْرِ . وحكى اللِّحْيَانيّ عن أَبِي الدِّنيَارِ الأَعْرَابِيّ : ( دخلتُ عَلَى فلان فإِذَا الدنَانِير صُوبَةٌ بَيْن يَدَيْه ) أَي كُدْسٌ مَهِيلَةٌ . ومن رَوَاه ( فإِذَا الدِّينَار ) ذَهَبَ بالدِّينَارِ إِلَى مَعْنَى الجِنْسِ ، لأَنَّ الدِّينَارَ الوَاحدَ لَا يَكُون صُوبَةً ، هكَذَا في لِسَانِ الْعَرَب . غَيْر أَنِّي رَأَيْتُ في الأَسَاسِ قَوْلَهُم : والدَّنَانِير *!صُوبةٌ بَيْن يَدَيْهِ مَهِيل فليُنْظَرْ .
( و ) صَوْبَة ( بالفتح ) بلا لام : ( فَرَسَانِ لحسان بن مُرَّة ) بْنِ جَنْدَلَة مِنْ بَنِي سَدُوس ( و ) فرس ( البَّاسٍ بْنِ مِرْدَاسِ ) السُّلَمِيّ ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : صَوَّبتُ الفَرَسَ
____________________

(3/217)


إِذَا أَرْسَلْتَه في الجَرْي . قال امْرُؤُ القَيْس :
*!فَصَوَّبْتُهُ كأَنَّهُ*! صَوْبُ غَبْيَةٍ
عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذَا سِيطَ أَحْضَرَا
*!والصِّيَابُ جَمْع صَائِب كَصَاحِب وصِحَاب ، وأَعَلَّ العَيْنَ في الجَمْع كما أَعَلَّهَا في الوَاحِد كَصَائِم وصِيَام ، وقَائِم وقِيَام . هَذَا إِذَا كَانَ *!صِيَابٌ من الوَاوِ ومن الصَّوَاب في الرَّمْي . وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ*! يَصِيبُه فاليَاء فيه أَصْل ، وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ :
فكَيْفَ تُرَجِّي العَاذِلَاتُ تَجَلّدِي
وصَبْرِي إِذَا ما النَّفْسُ*! صِيَب حَمِيمُهَا
فإِنه كَقَوْلِكَ : قُصِدَ . قال : ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ : صَابَ السَّهْمُ . قَالَ : ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ . قَالَ : وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم : *!صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضُ : *!أَصَابتها تَصُوبُ فكَأَنَّ المَنِيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا ، كَذَا في لِسَان العَرَبِ .
*!وصَابُوا بِهِم : وقَعُوا بِهِم ، وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ :
صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَةٍ
حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئًّا لُبَداً
الجَابىء : الجَرَادُ . واللُّبَدُ : الكَثِيرُ ، وقد سَمَّوْا صوَاباً كَسَحَابٍ .
صهب : ( الصَّهَبُ محركة ) : لَوْنُ ( حُمْرَةٍ أَو شُقْرَةٍ في الشَّعَر ( أَي شَعَرِ الرَّأْسِ ( كالصُّهْبَة ، بالضَّمِّ ) ( و ) هي ( الصُّهُوبَةُ ) أَيْضاً .
( والأَصْهَبُ : بِعِيرٌ لَيْسَ بِشَدِيدٍ البَيَاضِ ) . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العَرَبُ تَقُولُ : قُرَيْشُ الإِبِلِ صُهْبُهَا وأُدْمُهَا ، يَذْهَبُون في ذَلِك إِلَى تَشْرِيفها عَلَى سَائِرِ الإِبِلِ . وقد أَوْضَحُوا ذَلِكَ بِقَوْلهِم : خَيْرُ الإِبِل صُهْبُهَا وحُمْرُهَا فجعَلُوهَا خيْرَ الإِبِل ، كَمَا أَنَّ قُرَيْشاً
____________________

(3/218)


خَيْرُ النَّاسِ عِنْدَهُم . وقيل : الأَصْهَبُ من الإِبِل : الَّذِي يُعَالِطُ بياضَه حُمْرَةٌ وَهُوَ أَنْ يَحْمَرَّ أَعْلَى الوَبَرِ وتَبْيَضَّ أَجْوَافُه .
وفي التَّهْذِيبِ : ولَيْسَت أَجْوَافُه بالشَّدِيدَةِ البَيَاضِ ، وأَقْرَانبُه ودُفُوفُه فِيهَا تَوْضِيحُ ، أَي بَيَاضٌ . قال : والأَصْهَبُ : أَقَلُّ بَيَاضاً من الآدَمِ ، في أَعَاليه كِدْرَةٌ ، وفي أَسَافِلِه بَيَاضٌ .
وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : الأَصْهَبُ من الإِبِلِ : الأَبْيَضُ .
وعن الأَصْمعيّ : الآدمُ مِن الإِبِل : الأَبْيَضُ ، فإِن خَالَطَتْه حُمْرَةٌ فَهُوَ الارءَصْهَبُ .
قال ابن الأَعْرَابِيّ : قال حُنَيْفُ الحَنَاتِمِ وكَانَ آبَلَ النَّاسِ : الرَّمْكَاءُ بُهْيَا ، والحَمْرَاءُ صُبْرَى ، والخَوَّارَةُ غُزْرَى ، والصَّهْبَاءُ سُرْعَى . قَالَ : والصُّهْبَةُ : أَشْهَرُ الأَلْوَانِ وأَحْسَنُهَا حِينَ تَنْظُر إِلَيْهَا . ورأَيْتُ في حَاشِية : البُهْيَا تَأْنِيثُ البَهِة ، وهي الرائعة ، كذا في لسان العرب والمحكم والتَّهْذِيبِ والأَسَاسِ والمِصْبَاحِ .
( كالصُّهَابِيّ ) بالضَّمِّ . يقال : جَمَلٌ صُهَابِيٌّ أَي أَصْهَبُ اللَّوْنِ ، وسَيَأْتِي الاخْتِلَافُ فِيه .
( و ) الأَصْهَبُ : ( الأَسَدُ ) لِصُهْبَةِ لَوْنِه .
( و ) الأَصْهَبُ : ( عَيْنٌ بالبحْرَيْن ) ، هو عَيْنُ الأَصْهَب الَّذِي بَيْنَ البَصْرة واليَحْرَيْنِ على الصَّواب على مَا فِي لِسَانِ الْعَرَب ، وقد جَعَلَه المُصَنِّفُ مَوْضِعَيْن . ( و ) هُوَ الَّذِي ( جَمَعَ ذو الرُّمَّةِ ) في شِعْرِه ( على الأَصْهَبِيَّات ) ، وَهُوَ قَوْلُه :
دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْج فأَزْمَعْنَ وِرْدَه
أَو الأَصْهَبِيَّات العُيُونُ السَّوَائِحُ
وفي المُعْجَم : فأَزْمَعَ وِرْدَهُ .
والأُصَيْهِبُ بِلَفْظِ تَصْغِيرِ الأَصْهَبِ وهو الأَشْقَرُ : مَاءٌ قُرْبَ المَرُّوتِ في دِيَارِ بَنِي تَمِيمِ ، ثم لِبَنِي حِمَّان ، أَقْطَعَه النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَم حُصَيْنَ بْن
____________________

(3/219)


َ مُشَمِّت لَمَّا وفد عَلَيْه مُسَلِّماً ، مع مِيَاهٍ أُخَر .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الأَصْهَبُ : ( اليَوْمُ البَارِدُ ) . يُقَالٌ : يومٌ أَصْهَبُ : شَدِيدُ البَرْدِ ، كَذَا في الأَسَاس .
( و ) قيل الأَصْهَبُ : ( شَعَرٌ يُخَالِطُ باضَه حُمْرَةٌ ) . وفي حَدِيثِ اللِّعَان : ( إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَصْهَب فهو لِفُلَانٍ ) . هو الذي يَعْلُو لَوْنَه صُهْبَةٌ ، وهي كالشُّقْرَة ، قَالَه الخَطَّابِيّ والمَعْرُوفُ أَن الصّهْب مُخْتَصَّةٌ بالشَّعَرِ ، وَهِيَ حُمْرَةٌ يَعْلُوهَا سَوَادٌ .
وفي التَّهْذِيبِ : الأَصْهَبُ والصُّهْبَةُ : لَوْنُ حُمْرَة في شَعَر الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ إِذَا كَانَ في الظَّاهِرِ حُمْرَةٌ وفي الباطن . اسْوِدَادٌ . وعَنِ الأَصْمَعِيّ : الأَصْهَبُ قرِيبٌ من الأَصْبَح . والصَّهَبُ أَن تَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ وأُصُولُه سُودٌ ، فإِذا دُهِنَ خُيِّلَ إِلَيْكَ أَنَّه أَسْوَدُ ، وقل : هو أَن يَحْمَرَّ الشَّعَرُ كُلُّه .
صَهِبَ صَهَباً ، واصْهَابَّ ، وَهُوَ أَصْهَب ، كَذَا فِي المِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرَب .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الأَعْدَاءُ صُهْبُ السِّبَالِ ) وسُودُ الأَكْبَادِ ( وإِنْ لَمْ يكونُوا كَذَلِكَ ) أَي صُهؤْبَ السِّبَالِ ، فكذَلِك يُقَال لهم . قال :
جَاءُوا يَجُرّونَ الحَدِيدَ جَرَّا
صُهْبَ السِّبَال يَبْتَغُونَ الشَّرَّا
وإِنَّمَا يُرِيدُون أَنَّ عَدَاوَتَهم لَنَا كَعَدَاوَةِ الرُّومِ ، والرُّومُ صُهْبُ السِّبَال والشَّعَرِ ، وإِلا فَهُم عَرَبٌ وأَلْوَانُهم الأُدْمَةُ والسُّمْرَةُ والسَّوَادُ . وقال ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات :
فظِلَالُ السُّيُوفِ شَيَّبْن رَأْسِي
واعْتِنَاقِي في القَوْم صُهْبَ السِّبَالِ
ويقال : أَصْلُه للِرومِ ؛ لأَنَّ الصُّهُوبَةَ فِيهِم وَهُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا ، كَذا في لسان العرب ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ :
( والصَّهْبَاءُ ) : الناقَة الصّهَابِيَّةُ . وفي الحَدِيثِ : ( كَان يَرْمِي الجمَارَ على
____________________

(3/220)


ناقَةٍ ( له ) صَهْبَاء ) .
( و ) الصَّهْبَاءُ : ( الخَمْر ) ، سُمِّيَتْ بذَلِكَ لِلَوْنِهَا ( أَو المَعْصُورَةُ من عِنَبٍ أَبْيَض ) .
وقال أَبُو حَنِيفَة : الصَّهْبَاءُ : ( اسْمٌ لَهَا كالْعَلَم ) ، وقد جَاءَ بِغَيْرِ أَلِفٍ ولَام ؛ لأَنَّهَا في الأَصْل صُفَةٌ قال الأَعْشَى :
وصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّها
وأَبْرَزَهَا وعَلَيْهَا خَتَمْ
( و ) الصَّهْبَاءُ : ( ع قرب خَيْبَر ) على مَرْحَلَةٍ أَو مَرْحَلَتينِ ، قَالَه شَيْخُنَا . قُلْتُ : وقد جاء ذكره في الحَدِيثِ ، وهو عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَر .
( والصهَابِيّ كغُرَابيّ : الوَافِرُ الَّذِي لم يَنْقُص ) . ( و ) الصّهَابِيُّ : ( الرجُلُ ) الَّذِي ( لَا دِيوَانَ لَهُ ) .
( و ) الصُّهَابِيُّ : ( النَّعَمُ ) الَّذِي ( لم تُؤْخَذْ صَدَقَتُه ) بَلْ هي مُوَفَّرَةٌ . ( و ) الصُّهَابِيّ : ( الشَّدِيدُ . ومنه ) من المجاز قولُهُم : ( مَوْتٌ صُهَابِيٌّ ) أَي شَدِيدٌ كالمَوْتِ الأَحْمَرِ . قال الجَعْدِيُّ :
فجِئنَا إِلَى المَوْتِ الصُّهَابِيِّ بَعْدَمَا
تَجَرَّدَ عُرْيَانٌ مِن الشَّرِّ أَحْدَبُ
وفي لسان العرب : وقول هِمْيانَ :
يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا
أَراد الصُّهَابِيَّ ، فخفَّفَ وأَبْدَلَ .
وقول العَجَّاج :
بشَعْشَعَانِيَ صُهَابِيَ هَدِلْ
وإِنما عَنَى بِه المِشْفَرَ وَحْدَه ، وَصَفَه بِمَا تُوصَفُ بِهِ الجُمْلَةُ .
( والصَّيْهَبُ كَصَيْقَل : شِدَّةُ الحَرِّ ) عن ابن الأَعْرَابِيّ وحده ، ولم يَحْكِه غيرُه إِلا وَصْفا .
( و ) الصَّيْهَبُ : ( اليومُ الحَارُّ ) . يوم صَهْدٌ وصَيْهَدٌ ؛ شَدِيدُ الحَرِّ .
( و ) الصَّيْهَبُ : ( الرَّجُلُ الطوِيلُ ) .
( و ) الصَّيْهَبُ : ( الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ ) . قال شَمِر : ( و ) يُقَالُ : الصَّيْهَبُ : ( المَوْضِعُ الشَّدِيدِ ) جَمْعُه صَيَاهِبُ . قال كُثَيِّر :
____________________

(3/221)



تُوَاهِقُ واحْتَثَّ الحُدَاةُ بِطَاءَهَا
عَلَى لَا حِبٍ يَعْلُو الصَّيَاهِبَ مَهْيَعِ
قال شَمِر : ( و ) قال بَعْضُهُم : الصَّيْهَبُ ( الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ ) . قال القُطَامِيُّ :
حَدَا في صَحَارى ذِي حِمَاسٍ وَعَرْعَرٍ
لِقَاحاً يُغَشِّيهَا رُءُوسَ الصَّيَاهِبِ
( و ) الصَّيْهَبُ : ( الحجارَةُ ) .
وفي التَّهْذِيبِ : جَمَلٌ صَيْهَبٌ ، ونَاقَةٌ صَيْهَبَةٌ إِذا كَانَا شَدِيدَيْن ، شُبِّهَا الصَّيْهَبِ : الحِجَارَةِ .
قال هِمْيَانُ :
حَتَّى إِذَا ظَلْمَاؤُهَا تَكَشَّفَتْ
عَنِّي وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ
أَي عن نَاقَةٍ صُلْبَةِ قد تَحَنَّتْ .
( وكُلُّ مَوْضِع ) من الجَبَل أَوقُفَ أَو حَزْن ( تَحْمَى عليه الشَّمْسُ حَتَّى يَنْشَوِيَ اللَّحْمُ عَلَيْه ) فَهو صَيْهَبٌ . قال :
وَغْر تَجِيشُ قُدُورُه بِصَياهِبِ
قال الأَزْهَرِيّ ، وقال اللَّيْثُ : هُوَ بالضَّادِ معجمة .
( و ) صُهَابٌ ( كَغْرَاب : ع ) جعلوه اسماً للبُقْعَةِ . أنْشَد الأَصْمَعِيّ :
وأَبِي الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهُم
بصُهَابَ هَامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ
( أَو فحل ) في شقّ اليَمَن ( يُنْسَبُ إِلَيْه الجَمَلُ الصُّهَابِيّ ) . في التَهذيب : وإِبِلٌ صُهَابِيَّةٌ : مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْل اسْمُه صُهَابٌ . قَالَ : وإِذَا لم يُضِيفُوا الصُّهَابِيَّة فهي من أَوْلَادِ صهَاب وناقة صَهْبَاءُ وصُهَابِيَّة . قال طرفة :
صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَا
بَعِيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
وفي لسان العَرَب في آخر المَادة ما نَصه : ( والمُصَهَّبُ ) أَي ( كَمُعظَّم : صَفِيفُ الشواء ) .
____________________

(3/222)



( والوَحْشُ المُخْتَلِطُ ) وهكذا هو في التَّكْمِلَةِ ، وقَيّد الوَحْشَ مَجْرُوراً بالإِضَافَة ، والمُختَلِط مَرْفُوعاً بالنَّعْتِ .
وفي الأَسَاسِ : مِنَ المَجَازِ : والمُصَّهَّبُ : لحْمٌ مُخْتَلِط بشَحْم .
( وأَصْهَبَ الفَحْلُ ) ، هَكَذَا في النَّسَخ ، وهو نَصُّ الزَّجَّاجِ . والَّذِي في المحكم ولِسَانِ العَرَبِ : وأَصْهَبَ الرَّجُلُ : ( وُلِدَ لَهُ الصّهْبُ ) من الأَوْلَادِ .
( و ) يقال : ( أَصْهَبَ صَاهِبْ : دُعَاءُ للضَّأْنِ عند الحَلْب ) ، وهُو اسْمٌ لَهَا ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وفي نسخة دُعَاءٌ للفَحْل عِنْدَ الضِّرَابِ .
( وعَيْنُ الأَصْهَب : بَيْنَ البَصْرَةِ والبَحْرَين ) ، قد تَقَدَّمَ مَا فِيهِ فَهُوَ كالمكَرَّرِ مَعَ مَا قَبْلَه ، ولم يُنَبّه على ذَلك شَيْخُنَا على عَادَتِه في عَدِّ سَيَّآتِه .
ومما اسْتَدْرَكَه شَيْخُنا على المُؤَلِّف : صُهَيْبُ بنُ سِنَانٍ مَوْلَى عَبدِ اللْهِ بْنِ جُدْعَان التَّيْمِيّ صَحَابِيٌّ من وَلَد النَّمِر بْنِ قَاسِطٍ ، سَبَتْه الرومُ لمَّا غزَتْ فَارِسَ . فقيل له الرُّومِيُّ ، انتهى . قلت : وهُو الذِي قَال لَه أَبو بكرٍ الصِّدّيق رَضِي الله عنه : رَبِحَ البَيْعُ يا صُهَيْب ، فَقَال له : وأَنتَ رَبِح بيعُك يا أَبَا بَكر ، وتلا قولَه : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآء مَرْضَاتِ اللَّهِ } ( البقرة : 207 ) . . الآية وقد ذكره ابنُ مَنْظُورٍ وغَيْرُه . وهُو في مُعجَم ابْنِ فَهْد . وأَبُو بَكْر محمدُ بْن نَصْرِ بْنِ صُهَيْب ، كَزُبَيْر ، مَوْلَى المَهْدِيّ مُحَدِّثٌ ، أَورده البنْدَارِيّ في الذَّيْل .
والأَصهَبُ بنُ يَزِيدَ بْنِ حَلَاوة الذُّعَافر من بني الصَّعْب بن سَعْدِ العَشِيرة ، وهو الجَدُّ الأَعْلَى لعَبْدِ اللّهِ بن إِدرِيسَ المُحَدِّث ، أَوْرَدَهُ الخَطِيبُ في تَارِيخه .
وفي لسان العرب : يُقَالُ لِلظَّلِيمِ أَصْهَبُ .
وصُهْبَى : اسمُ فَرَسِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَب ، وإِيَّاهَا عَنَى بِقَوْلِه :
____________________

(3/223)



لقد غَدَوْتُ بصُهْبَى وَهْيَ مُلْهِبَةٌ
إِلْهَابُهَا كضِرَام النَّارِ في الشِّيحِ
قال : ولا أَدْرى أَمُشْتَقَّةٌ مِن الصَّهَبِ الَّذي هُوَ اللَّوْنُ أَم ارْتَجَلَه عَلَماً .
وعَلِيّ بْنُ عَاصِم بنِ صُهَب أَبُو الحَسَن الوَاسِطِيّ مَوْلَى قُرَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللّهُ عَنْه ، توفي سنة 201 ه .
صيب : ( *!الصُّيَّابُ *!والصُّيَّابَةُ بِضَمِّهِما ويُخَفَّفَانِ : الخَالِصُ ) منْ كُلِّ شَيْء . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
إِنِّي وَسَطْتُ مَالِكاً وحَنْظَلَا
*!صُيَّابَهَا والعَدَدَ المُحَجَّلَا
( و ) *!الصُّيَّابَةُ *!والصُّيَابَةُ : ( الصَّمِيمُ ) . قال الفَرَّاءُ : هو في*! صُيَّابَة قَوْمه *!وصُوَّابَةِ قَوْمه . ( و )*! الصُّيَّابُ *!والصُّيَّابَةُ : ( الأَصْلُ ) . يقال : هو في صُيَّابَةِ قَوْمه *!وصُيَّابِهِم أَي أَصْلِهم . ومِثْلُه في الأَسَاسِ . ( و ) *!الصُّيَّابَةُ : ( الخِيَارُ مِنَ الشَّيْءِ ) أَي مِنْ كُلِّ شَيْء . قال ذُو الرمَّة :
ومُسْتَشْحِجَاتٍ بِالْفِرَاقِ كَأَنَّهَا
مَثَاكِيلُ مِنْ *!صُيَّابَةِ النُّوبِ نُوَّحُ
المُسْتَشْحِجَاتُ : الغِرْبَانُ ، شَبَّهَهَا بالنُّوبَةِ في سَوَادِهَا .
وفُلَانٌ من صُيَّابَةِ قَوْمه وصُوَّابَةِ قَوْمِه أَي مِنْ مُصَاصِهِم وأَخْلَصِهِم نَسَباً . وفي الحَدِيثِ : ( يُولَدُ في صُيَّابَةِ قَوْمِه ) يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَي صَمِيمِهم وخَالِصِهِم وخِيَارِهِم .
ويقال : صُوَّابَةُ القَوْمِ *!وصُيَّابَتُهم ، بالضَّمِّ والتَّشْدِيدِ فِيهِما ، وَاوِيَّةٌ يَائِيَّةٌ كما قاله ابنُ سيدَه وغيره . وقد تَقَدَّمَته الإِشَارَةُ إِلَيْه . وقَوْمٌ صُيَّاب أَي خِيَارٌ .
( *!والصُّيَّابَةُ : السَّيِّدُ ) . قَال جَنْدَلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حُصَيْنٍ ، ويُقَالُ هُو
____________________

(3/224)


لأَبِيهِ عُبَيدٍ الرَّاعِي يَهْجُو ابْنَ الرِّقَاعِ :
جُنَادِفٌ لَاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ
من معْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْم أَعْيُنُه قُفْدِ الأَكُفِّ لِئَامٍ غَيْره صُيَّابه
جُنَادِفٌ أَي قَصِيرٌ ، أَرادَ أَنَّه أَوْقَصُ . والكَوْدَنُ : البِرْذَوْنُ . ويُوشَى : يُسْتَحَثُّ ويُسْتَخْرَجُ مَا عِنْدَه ، الأَقْفَد الكَفِّ : المَائِلُهَا .
( *!وصَابَ ) السَّهْمُ ( *!يَصِيب *!ُ صَيْباً ) كيَصُوبُ صَوْباً : ( أَصَابَ ) وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه . ( وسَهْمٌ *!صَيُوب كَغَيُورٍ ) : صَائِبٌ ( ج )*! صُيُبٌ ( كَكُتُب ) . قال الكُمَيْتُ :
أَسْهُمُها الصَّائِدَاتُ *!والصُّيُبُ
قال شيخنا : ويجمع أيضاً على فِعَال ( بالكَسْر ) كجِبَال . قال مُضَاضُ بن عَمْرٍ و الجرهُمِيُّ :
فسأَصَابَ الرَّدَى بَنَاتِ فُؤَادِي
بِسِهَامٍ مِن المَنَايَا *!صِيَابِ

____________________

(3/225)


2 ( فصل الضَاد ) المعجمة ) 2
ضأب : (*! الضِّئْبُ بالكَسْرِ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو ( من دَوَابِّ ) البَرِّ على خِلْقَةِ الكَلْب ، نَسَبَه الدَّمِيريُّ إِلَى ابْنِ سِيدَه . وقال اللَّيْثُ : بَلَغَني أَن *!الضِّئْبَ شَيْء من دَوَابِّ ( البَحْرِ ) ، قَالَ : ولسْتُ مِنْه عَلَى يَقِين .
( أَو حَبُّ اللُّؤْلُؤ ) . قال ابن مَنْظُور : قال أَبُو الفَرَج : سَمِعْتُ أَبَا الهَمَيْسَع يُنشِد :
إِن تَمْنَعِي صَوْبَك صَوْبَ المَدْمَعِ
يَجْرِي عَلَى الخِدِّ كَضِئْب الثَّعْثَعِ
قال أَبو منصور : الثَّعْثعُ : الصَّدَفُ *!وضِئْبُه : ما فيه من حَبِّ اللُّؤْلُؤِ شبَّه قطَرَانَ الدَّمْعِ به .
( و ) في لِسَانِ العَرَبِ ، وفي بعض نُسَخ الصُّحَاحِ : (*! الضُّؤْبَان ) أَي بالهَمز ( كقُرْبان : السَّمِينُ الشَّدِيدُ مِن الجِمَال ) قاله أَبو زيد ، قِيلَ : ومِن الرِّجَالِ أَيْضاً . قال زِيَادٌ المِلْقَطِيُّ :
عَلَى كُلِّ ضُؤْبَانٍ كَأَنَّ صَرِيفَه
بِنَابَيْه صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ
هكذا أَنشده . وقول الشاعر :
لمّا رأَيْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفَانِي
قَرَّبتُ للرحْلِ ولِلظِّعَانِ
كُلَّ نِيَافِيِّ القَرَى ذُؤْبَانِ
أَنشده أَبو زيد *!ضُؤْبَان بالهمزِ والضَّاد .
( *!والضَّبْأَبُ ) كَصَيْقَل : ( الذي يَتَقَحَّمُ في الأُمُورِ ) عَن كراع ( أَو هو تَصْحِيفُ ضَيْأَز ) بالزَّاي المعجمة في آخره . وفي بعض النُّسَخِ بالنونِ في آخِرِه . قال شيخنا : هو الذي جَزَمَ بِهِ أَكْثَرُ أَئِمَّةِ الصَّرْفِ ولم يَعْتَدُّوا بِغَيْرِهِ .
قلت : والصحِيحُ أَنَّه لُغُةٌ فيه لا تَصْحِيف ، كما زعمه المُصَنِّفُ . انظره في لِسَانِ الْعَرب .

____________________

(3/226)


ضبب : ( *!الضَّبُّ ) : دُوَيْبَةٌ من الحَشَرَات ( م ) ، وهو يُشْبِه الوَرَلَ . وقَالَ عبد الْقَاهر هِيَ عَلَى حَدِّ فَرْخِ التِّمْسَاح الصغير ، وذَنَبُه كَذَنَبِه ، وهو يَتَلَوَّن أَلْوَاناً نحو الشَّمْسِ كما تَتَلَوَّن الحِرْبَاءُ ، ويَعِيشُ سَبْعَمِائَة عَام ولا يَشْرَبُ المَاءَ ، بل يكتفي بالنَّسِيمِ ، ويَبُولُ في كل أَرْبَعِين يَوْماً قَطْرَة ، وأَسنانُه قِطْعَةٌ واحِدَة مُعْوَجَّة ، وإِذا فَارَق جُحْرَه لم يَعْرِفه ، ويَبِيضُ كالطَّيْرِ ، كما قاله ابنُ خَالَوَيْهِ وَغَيْرُهُ واسْتَوْفَاهُ الدَّمِيرِيُّ في حَيَاةِ الْحَيَوَانِ .
وقال أَبو مَنْصُور : الورَلُ سَبْطُ الخَلْق ، طَوِيلُ الذَّنَبِ كأَنَّ ذَنَبه ذَنَبُ حَيَّة ، ورُبَّ ورَلٍ يُرْبِي طُولُه على ذِراعَيْن ، وذَنَبُ الضَّب ذُو عُقَدٍ ، وأَطْولُه يكُونُ قَدْرَ شِبْر . والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتَستَقذِرُه ولا تَأْكُلُه . وأَما الضَّبُّ فإِنَّهم يَحْرِصُون على صَيْدِه وأَكْلِه ، *!والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَبِ خَشنُه مُفَقَّرُهُ ، ولَونُه إِلى الصُّحْمَةِ ، وهي غُبْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً ، وإِذَا سَمِنَ اصفرّ صَدْرُه ، ولا يأْكُلُ إِلَّا الجَنَادِبَ والدَّبَى والعُشْبَ ، ولا يَأْكُلُ الهَوَامَّ . وأَمَّا الوَرَلُ فإِنَّه يأْكُلُ العَقَارِبَ والحَيَّات والحَرَابِيَّ والخَنَافِسَ ، ولحمه دُرْيَاقٌ والنِّسَاء يَتَسمَّنَّ بلَحْمِه ، كذَا في لسان العرب .
( ج *!أَضُبٌّ ) مِثْلُ كَفَ ، وأَكُفَ ( *!وضِبَاب *!وضُبَّانٌ ) الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانِيّ . قَالَ وذَلِكَ إِذَا كَثُرَت جِدًّا . قال ابنُ سِيدَه . وَلَا أَدْرِي ما هَذَا الْفَرْق ، لِأَنَّ فِعَالاً وفُعْلَاناً سَوَاء في أَنَّهُمَا بِنَاءَانِ من أَبْنِية التَّكثير (*! ومَضَبَّةٌ ) ، في لِسَانِ الْعَرَب .
قال الأَصْمَعِيُّ : سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ من العرب يَقُولُ : خرجْنَا نَصْطَادُ *!المَضَبَّة ، أَي نَصِيدُ *!الضِّبَاب ، جَمَعُوهَا على مَفْعَلَة ، كما تَقُولُ للشُّيُوخ مَشْيَخَةً ولِلسُّيُوفِ مَسْيَفَةً .
( وهي ) *!ضَبَّة ( بِهَاء ) . ( وأَرْضُ
____________________

(3/227)


*!مَضَبَّةٌ *!وَضَبِيَةٌ ) الأَخِيرَة كفَرِحَة : ( كَثِيرَتُه ) . في التَّهْذِيبِ : أَرْضٌ *!ضَبِبة أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه ( وقد*! ضَبُبَتْ كفَرح وكَرُم ) هَكَذَا في النُّسَخِ المُعْتَمَدَة ، وقد سَقَط من نُسْخَةِ شَيْخَنا ( وكَرُم ) (*! وأَضَبَّت ) ، أَي كَثُرَت *!ضِبَابُهَا ، وهو أَحدُ مَا جَاءَ عَلَى الأَصْلِ من هَذَا الضَّرْب . وأَرْض*! مُضِبَّةٌ ومُرْبِعَةٌ : ذاتُ*! ضِبَابٍ وَيَرَابِيعَ .
وقال ابن السِّكِّيت : ضَبِبَ البَلَدُ : كَثر*! ضِبَابُه ، ذكَرَه في حُرُوفٍ أَظْهَرَ فِيهَا التَّضْعِيفَ ، وهي مُتَحَرِّكَةً مثل قَطِطَ شَعْرُه ومَشِشَتِ الدَّابَّة . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إِنّي في غَائِطٍ مُضِبّة ) .
قال ابن الأَثير : هكذا جَاءَ في الرِّوَايَة ( بِضَمِّ المِيمِ وكَسْرِ الضاد ) والمَعْرُوفُ بِفَتْحِهَما وهي أَرْضٌ مَضَبَّةٌ مِثْلُ مَأْسَدَةٍ ومَذْأَبَةٍ ومَرْبَعَة أَي ذَاتُ أُسُودٍ وذِئَابٍ وَيَرَابِيعَ . وجمع المَضَبَّة *!مَضَابُّ . فأَمَّا *!مُضِبَّةٌ فو اسْمُ الفَاعِلِ من *!أَضَبَّتْ كأَغَدَّت فَهِيَ مُغِدَّة ، فإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَة فهي بمَعْنَاهَا . وَوَقَعْنَا في *!مَضَابَّ مُنْكَرَة ، وهي قِطَعٌ من الأَرْضِ كثيرةُ *!الضِّبَاب .
( *!والمُضَبِّبُ : الحَارِشُ لَهُ ) ؛ وهو الَّذِي يَصُبُّ المَاءَ في جُحْره حتى يَخْرُجَ ليَأْخُذَه . *!والمُضَبِّبُ : الَّذِي يُؤَتِي المَاءَ إِلى جِحَرَةِ الضِّبَاب حَتَّى يُذْلِقَهَا فتَبْرُزَ فيَصِيدَها . قال الكُمَيْتُ :
بِغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطَاقَهَا
لِيَبْلُغَهَا ما أَخْطَأْتْه المُضَبِّبُ
يقول : لا يَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَنْ يُؤَتِّيَ المَاءَ إِلى جِحَرتها حتى يَسْتَخْرِجَ الضِّبَابَ وَيَصِيدَهَا ، لأَنَّ المَاءَ قد كَثُرَ والسيلُ عَلَا الزُّبَى فكَفَاه ذَلِكَ .
وضَبَّبَ على الضَّبِّ إِذَا حَرَّشَه ( ليَخْرُجَ مُذَنِّباً فيَأْخُذَ بِذَنَبِه ) .
____________________

(3/228)



( *!والضَّب ) كالبعضِّ : ( السيلَانُ ) . ضَبَّ الشَّيءُ ضَبًّا إِذا سَالَ كبَضَّ . وقيل ؛ الضَّبُّ : دُونَ السَّيَلَان الشدِيد . وبه فُسِّر حدِيثُ ابْنِ عُمَر ( أَنَّه كان يُفْضِي بِيَدِه إِلَى الأَرْضِ إِذَا سَجَدَ وَهُمَا تَضِبَّان دَماً ) أَي تَسِيلَان .
قال : والضَّبُّ : دُونَ السَّيَلَان . يَعْنِي أَنَّه لم يَرَ الدَّمَ القَاطِر نَاقِضاً للوُضُوءِ . يقال : ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً أَي قَطَرتْ . ( أَو ) الضَّبُّ : ( سَيَلَان الدَّمِ ) من الشَّفَةِ من وَرَمٍ أَو غَيْرِه . قاله ابنُ السّيد في كتاب الفرق .*! وضَبَّتِ شَفَتُه *!تَضِبُّ ضَبًّا وضُبُوباً : سَالَ منها الدَّمُ . وتَركْتُ لِثَتَه تَضِبُّ *!ضبِيباً من الدَّمِ إِذَا سَالَت . وفي الحَدِيثِ : ( مَا زَالَ *!مُضِبًّا مُذِ الْيَوم ) أَي إِذَا تكلم ضَبَّتْ لِثَتُه دَماً ( و ) الضَّبُّ سَيلَانُ ( الرِّيقِ ) في الفَم ( وقد*! ضَبَّ ) فَمُه ( *!يَضِبّ ) بالكَسْر ضَبًّا : سَالَ رِيقُه . *!وضَب المَاءُ والدَّمُ *!يَضِبُّ ضَبِيباً : سَالَ . *!وأَضبَبْتُه أَنَا . *!وضَبَّت لِثَتُه *!تَضِبّ *!ضَبًّا : انْحَلَب ريقُهَا . قَالَ :
أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكُمْ
على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّبَاءِ وجَامِله
ومِنَ المَجَازِ : جاءَ تَضِبُّ لِثَتُه ، بالكَسْرِ ، يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلاً للحَرِيصِ عَلَى الأَمْرِ . وقَال بِشْر بنُ أَبِي خَازِم :
وبَنِي تَمِيمٍ قد لَقِينَا مِنْهُمُ
خَيْلاً تَضِبُّ لِثَاتُها للمَغْنَمِ
وقَال أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسيلُ وتَقْطُر .
وفي لِسَانِ العَرَب : جَاءَنَا فلانٌ تَضِبّ لِثَتُه إِذَا وُصِفَ بِشِدَّةِ النَّهَم لِلْأَكْلِ والشَّبَقِ للغُلْمَة أَوِ الحِرْص على حَاجَتِه وقَضَائِهَا . قال الشاعر :
أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكم
عَلَى مُرْشِقَاتٍ كالظِّبَاءِ عَوَاطِيا
يُضْرَبُ هَذَا مَثَلاً للحَرِيص النَّهِم .
وفي الأَسَاسِ ، في المجاز : ويَضِبُّ
____________________

(3/229)


فُوهُ إِذَا اشْتَدَ حِرْصُه عَلَيْه ، كقَوْلِهِم : يَتَحَلَّبُ فُوهُ : للرَّجُلِ يَشْتَهِي الحُمُوضَةَ في تَحَلَّبُ لَه فُوه ، انتهى .
( و ) الضَّبُّ : ( دَاءٌ في مِرْفَقِ البَعِيرِ ) ، قِيلَ : هُوَ أَن يَحجُرَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ في جِلْدِه ، وقيل : هو أَن يَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حَتَّى يَقَعَ في الجَنْبِ فَيَخْرِقَه . قال :
ل لَيْسَ بِذي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ
( و ) الضَّبُّ أَيْضاً : ( وَرَمٌ في صَدْرِه ) فإِذَا أَصَابَ ذَلِكَ البَعِيرَ فالبَعِيرُ أسَرُّ ، والنَّاقَةُ سَرَّاءُ . قَال الشَّاعِرُ :
وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّهَا
فإِذا تحَزحَز عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ
عن ابن دريد . ( و ) الضَّبُّ : وَرَمٌ ( آخَر في خُفِّه ) ، وقيل في فِرْسِنِه . تقول منه (*! ضَبّ *!َ يَضَبُّ بالفَتْح ) من بَابٍ فَرِحِ ( وهو ) أَي البَعِير (*! أَضبُّ ، وَهِي ) أَي النَّاقَة ( ضَبَّاءُ بَيِّنَةُ *!الضَّبَبِ .
وهو وَجَع يَأْخُذُ في الفِرْسِنِ ، قَالَه الأُمَوِيّ ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب .
والضَّبُّ أيْضاً : انفِتَاقٌ مِن الإِبِط وكَثْرَةٌ من اللَّحْم . تقول : *!تَضَبَّبَ الصَّبِيُّ أَي سَمِن وانْفَتَقَت آبَاطُه وقَصُر عُنُقُه .
وقال العَدَبَّسُ الكِنَانِيُّ : الضِّاغِطُ والضَّبُّ شَيْءً وَاحِد ، وهما انفتَاقٌ من الإِبط وكثْرَةٌ مِنَ اللَّحْم . والتَّضَبُّبُ : الس 2 نُ حِينَ يُقْبِلُ . قال أَبُو حَنِيفَة : يَكُونُ في البَعِيرِ والإِنْسَان . وضَبَّبَ الغُلَامُ : شَبَّ .
وفي الأَسَاسِ : . . . في المجاز :*! تَضَبَّب الصَّبِيُّ وتَحَلَّم : أَخَذَ فيه السِّمنَ . وأَخْدَمْتُ صِبْيَانِي خادِماً فحَضَنَتْهُم حَتَى*! تَضَبَّبُوا .
( و ) الضَّبُّ : مَصْدَر ضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها إِذَا حَلَبها بخَمْسِ أَصَابِع . وقِيلَ : الضَّبُّ : هُوَ ( الحَلْبُ بالكَفِّ كُلّها أَوْ ) أَنَّ هَذَا هُوَ الضَّفُّ . فأَمَّا الضَّبُّ فهو ( أَن تَجْعَلَ إِبهامَك على الخِلْفِ ( بالكَسْر ( فَتَرُد أَصابِعَك على
____________________

(3/230)


الإِبْهَامِ ) والخِلفِ جَمِيعاً . هَذَا إِذَا طَال الخِلْف ، فإِن كَانَ وَسَطاً فالبَزْمُ بمَفْصِل السَّبَّابة وطَرَف الإِبهام ، فإن كان قَصِيرا فالفَطْرُ بطَرف السّبّابة والإِبهام ( أَو ) الضَّبَّة : الحَلْب بِشِدَّة العَصْر .
والضَّبُّ : ( جَمْعُ الخِلْفَيْن في الكَفّ للحَلْبِ ) . قال الشاعر :
جَمَعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طَاعِناً
كما جَمَع الخِلْفَيْن فِي الضِّبِّ حَالِبُ
أو هو أَن تَضُمَّ يَدَك على الضَّرْع وتُصَيِّرَ إِبْهَامَكَ في وَسَطِ رَاحَتِك ، كُلُّ ذَلِكَ في لِسَان العرب .
( و ) الضَّبُّ : السُّكُوتُ ) ضَبَّ *!ضَبًّا ، ( *!كالإِضْبَاب ) . يقال : *!أَضَبَّ إِذَا سَكَت ، مِثْل أَضْبَأَ .
*!وأَضَبَّ على الشَّيْءِ وضَبَّ : سَكَتَ عَلَيْه . وفي حَدِيثِ عَائِشَة رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا ( فغَضِب القَاسِمُ وأَضَبَّ عليها ) وأَضَبَّ فلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِه أَي سَكَت وقال أَبو حَاتِم : أَضَبَّ القومُ إِذَا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيثِ .
( و ) الضَّبُّ : ( الاحْتِوَاءُ عَلَى الشَّيْءِ ) وشِدَّةُ القَبْضِ كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه (*! كالتَّضْبِيبِ ) وهذه عن ابن شُمَيْل (*! والإِضْبَاب ) . يُقَالُ : ضَبَّ عَلَى ( الشيء ) وأَضَبَّ *!وضَبَّبَ : احْتَوَاه . وأَضَبَّ الشيءَ : أَخْفَاه ، وأَضَبَّ على مَا فِي يَدَيْه : أَمْسَكَه .
( و ) ضَبٌّ : اسمْ ( جَبَل ) الذي ( بِلَحْفِه ) أَي أَصْله ( مَسْجِدُ الخَيْفِ ) بمِنًى .
( و ) ضَبٌّ : اسم ( رَجُل ) . وأبو ضَبَ : شَاعِرٌ من هُذَيْل .
( و ) الضَّبُّ : ( الغَيْظُ والحِقْدُ ) الكامِنُ في الصَّدْرِ كَذَا في الفرق لابن السّيد ، وقيل : هُوَ الضغن والعَدَاوَةُ . ( ويكسر ) ، وجمعه*! ضِبَابٌ . قال الشاعر :
فَمَا زَالَتْ رُقَاكَ تَسُلُّ ضِغْنِي
وتُخْرِجُ مِن مَكامِنِها ضِبَابِي
وذكره الزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس في
____________________

(3/231)


بَابِ المَجَازِ .
وقال آخر :
ولاتَكُ ذَا وَجْهَيْن يُبْدِي بَشَاشَةً
وفي قَلْبِه ضَبٌّ من الغِلِّ كَامِنُ
ورجل خَبٌّ ضَبٌّ : مُنْكَرٌ مُرَاوِغٌ حَرِبٌ . وتَقُولُ : أَضَبَّ فلان على غِلَ في قَلْبِه أَي أَضْمَرَه . وفي حديث عَليَ رضي الله عنه : ( كُلٌّ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبَ لصَاحِبِه ) .
وفي الأَسَاسِ ، مِنَ المَجَازِ : ورجل خَبٌّ ضَبٌّ يُشْبِه الضَّبَّ في خِدْعَتِه . يقال : أَخْدَعُ مِنْ ضَبَ . وامْرأَة خَبَّةٌ ضَبَّةٌ . قُلْتُ : هذا المَثَلُ في حَياةِ الحَيَوَانِ والمُسْتَقْصَى .
( و ) الضَّبُّ : ( داءٌ ) يَأْخُذُ ( في الشَّفَةِ ) فَتَرِ وتَجْسُ وتَسِيلُ دَماً ويقال : تَجَسًى بمَعْنَى تَيَبَّس وتَصَلَّب . ( وقد*! ضَبَّتِ ) الشَّفَةُ ( *!تَضِبُّ ) بالكَسْرِ ( ضَبًّا *!وضُبُوباً . و ) أَصْلُ الضَّبِّ : ( اللُّصُوقُ بالأَرْضِ ) ضَبّ ( يَضِب بالكَسْرِ في الكُلِّ ) . قال شَيْخُنَا : وذكر الكسر مُسْتَدْرَك ، فإِنَّ إِتْبَاعَ المَاضِي بالمُضَارِع نَصٌّ في الكَسْرِ .
( والضَّبَّةُ ) والضَّبُّ : ( الطَّلْعَةُ قَبْلَ أَن تَنْفَلِق ) عن الغَرِيضِ . والجَمْع ضِبَابٌ . قال :
يُطِفْنَ بِفُحَالِ كأَنَّ *!ضِبَابَهُ
بُطُونُ المَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَعَدَّت
يقول : طَلْعُهَا ضَخْمٌ كأَنَّه بُطُونُ مَوَالِ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا .
( و ) *!الضَّبَّةُ : ( مَسْكُ ) بالفَتْح ( الضَّبِّ يُدْبَغُ للسَّمْنِ ) أَي ليُجْعَل فيه .
( و ) الضَّبَّةُ : ( حَدِيدَة عَرِيضَة *!يُضَبَّبُ بِهَا ) البابُ والخَشَب . والجَمْعُ *!ضِبَابٌ . يقال : *!ضَبَبْتُ الخَشَبَ
____________________

(3/232)


ونَحْوَهُ : أَلْبَسْتُه الحَدِيدَ . وقال أَبُو مَنْصُور : يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكَتِيفَةُ ؛ لأَنَّهَا عَرِيضَةٌ كهَيْئة خَلْق الضَّبِّ ؛ وسُمِّيَت كَتيفَةً لأَنَّهَا عُرِّضتْ على هَيْئة الكَتِف .
وفي الأَسَاس : من المجاز : وعلى بَابِه ضَبَّةٌ *!وضَبَّاتٌ *!وضِبَابٌ . وباب مُضَبَّبٌ ، ولِسِكِّينه ضَبَّةٌ : وهي الجُزْأَة لانَّها تَشُدُّ النَّصَاب ، انْتَهَى . وهَذَا قَدْ أَغْفَلَه المُؤَلِّف .
( و ) ضَبَّة : ( ة بتِهامَة ) بِسَاحِل البَحْر مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْم .
( و ) ضَبَّة : ( نَاقَةُ الأَحْبَشِ بن قَلَعٍ ) الشَّاعِرِ ( العَنْبَرِيّ ) التَّمِيمِيّ .
( و ) ضَبَّةُ : حيٌّ من العَرَبِ . و ( ضَبَّةُ بْنُ أُدَ : عَمُّ تَمِيم بنِ مُرّ ) بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ الْيَاس بْنِ مُضَر . وأَبْنَاءُ ضَبَّة ثَلَاثَةٌ : سَعْدٌ وسُعَيْد ، مُصَغَّراً ، وباسِلٌ . الأَخِيرُ أَبُو الدَّيْلم ، والَّذي قبله لا عَقِبَ لَهُ فَانْحَصَر جِمَاعُ ضَبَّةَ في سَعْدِ بْنِ ضَبَّة ، وهُم جَمْرَةٌ من جَمَرَات الْعَرَب ومنهم الرِّبَابُ .
والضَّبّ أَيْضاً : القَبْضُ على الشَّيْءِ بالكَفِّ وعن ابْنِ شُمَيْل : *!التَّضْبِيبُ : شِدَّةُ القَبْضِ على الشيء كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه . يقال : ضَبَّبَ عليه *!تَضْبِيباً .
( وأَضَبَّ : صَاحَ ) وجَلَّبَ . ( و ) قيلَ : ( تَكَلَّم ) ، عن أَبِي زَيْد ، وقيل : إِذَا تَكَلَّم مُتَتَابِعاً . أَو أَضَبَّ القَوْمُ : كَلَّم بعضُهُم بَعْضاً . وعَنْ أَبِي حَاتِم : أَضَبَّ القَومُ إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الحَدِيثِ .
( و ) أَضَبَّ في الغَارَةِ : نَهَدَ و ( اسْتَغَارَ ) . *!وأَضَبُّوا عَلَيْه إِذا أَكْثَرُوا عَلَيْه . وفي الحديث : ( فَلَمَّا *!أَضَبُّوا عَلَيْه ) أَي أَكْثَروا .
( و ) أَضَبَّ الشيء : ( أَخْفَى ) إِيَّاهُ .
( و ) أَضَبَّ ( النَّعَمُ : أَقْبَلَ وَفِيه تَفَرُّقٌ ) . *!والضَّبَبُ والتَّضْبِيبُ : تَغْطِيةُ الشَّيْء ودُخُولُ بَعْضِه في بَعْض .
( و ) أَضَبَّ ( الشَّعَرُ : كَثُرَ . و ) *!أَضَبَّتِ ( الأَرْضُ : كَثُرَ نَبَتُها ) . وعن ابن بُزُرْج : أَضَبَّت الأَرضُ بالنَّبَاتِ :
____________________

(3/233)


طَلَعَ نَبَاتُها جَمِيعَاً .
( و ) أَضَبَّ ( فُلَاناً ) أَو عَلَى الشَّيْءِ : ( لَزِمَه فَلَمْ يُفَارِقْه ) . وأَصْل الضَّبِّ : اللُّصُوقُ في الأَرْض وقد تَقَدَّم . ( و ) أَضَبَّ ( عَلَيْه : أَمْسَكَه ) عَنْ أَبِي زَيْد . وقَال أَبُو حَاتِم : أَضَبَّ القَوْمُ : سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيث .
( و ) أعضَبَّ ( عَلَى المَطْلُوبِ : أَشْرَفَ ) عَلَيْه ( أَن يَظْفَرَ بِه ) . قال أَبُو مَنْصُور : وهَذَا من ضَبَأَ يَضْبَأُ ، ولَيْسَ مِنْ بَابِ المُضَاعَف . وقَدْ جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ في بَابِ المُضَاعَف ، قَالَ : والصَّوَابُ الأَوَّلُ وهو مَرْوِيٌّ عنِ الكِسَائِيّ ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب .
( و ) أَضَبَّ ( السَّقاءُ : هُرِيقَ مَاؤُه من خُرْزَةٍ فيه ) أَوْ وَهْيَةٍ .
( و ) أَضَبَّ ( اليَوْمُ ) أَي ( صَارَ ذَا *!ضَبَابٍ ، بالفَتْح ، أَي نَدًى كالغَيْم ) وَقِيلَ كالغُبَار يَغْشَى الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ ( أَو سَحَاب رَقِيق ) ، سُمِّي بِذَلِكَ لتَغْطِيَته الأُفُق ، وَاحِدته ضَبابة . وقد أَضَبَّتِ السماءُ إِذا كان لها ضَبَاب وأَضَبَّ الغَيْمُ : أَطْبَقَ . وقيل :*! الضَّبَابَةُ : سَحَابَة تُغَشِّي الأَرْضَ ( كالدُّخَانِ ) . والجَمْع *!الضَّبَابُ . وفي الحديث : ( كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في طريق مكَّة فأَتَتْنَا*! ضَبَابَةٌ فَرَّقَتْ بَيْنَ النَّاسِ ) . هي البُخَارُ المُتَصَاعِد من الأَرْضِ في يَوْمِ الدَّجْن يَصِيرُ كالظُّلَّةِ يَحْجُبُ الأَبْصَار لظُلْمَتِهَا .
( و ) أَضَبَّ فُلَانٌ ( على مَا فِي نَفْسِهِ ) أعي ( سَكَت ) . وقال الأَصْمَعِيُّ : أَضَبَّ فُلانٌ على ما في نَفْسِه أَي أَخْرَجَه . وقال أَبُو حَاتم : أَضَبَّ القَومُ إِذا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الحدِيث . وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُا في الْحَدِيثِ ( ضِدٌّ ) أَي زَعَمُوا أَنَّه من الأَضْدَادِ .
( و ) أَضَبَّ ( القَوْمُ : نَهَضُوا في الأَمْرِ جَمِيعاً ) .
وفي التَّهْذِيب في آخِرِ العَيْنِ مَعَ الجِيمِ ، قَال مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيُّ : يقَال : أَضَبُّوا لِفُلَانٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبِه . وقد أَضَبَّ القوْمُ في بُغْيَتِهِم أَي في ضَالَّتِهِم أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبَها .
____________________

(3/234)



( *!والضَّبِيبَةُ : سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَلُ للصَّبِيّ في عُكَّةٍ ) يُطْعَمُه . ( و ) يقال : ( *!ضَبَّبَةُ : أَطْعَمَه إِيَّاه ) *!وضَبِّبُوا لصَبِيِّكم .
( *!والضَّبُوبُ ) كَصَبُورٍ : ( الدَّابَّةُ ) الَّتِي ( تَبُولُ و ) هي ( تَعْدُو ) . وقال الأَعْشَى :
مَتى تَأْتِنا تَعْدُو بسَرْجِكَ لَقْوَةٌ
*!ضَبُوبٌ تُحَيِّينَا ورأْسُك مَائِلُ
وأَهْلُ الفِراسَة يَجْعَلُونَه من العُيُوب . وقد *!ضَبَّت *! تضِبُّ *!ضُبوباً .
( و ) في حديث مُوسَى وشُعَيْب عَلَيْهِما السَّلَامُ : ( لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ ولا تَعُولٌ ) . *!الضَّبُوبُ : ( الشَّاةُ الضَّيِّقَةُ ) ثَقْبِ ( الإِحْلِيلِ ) .
وفي نُسْخَة ( النَّاقَة ) بَدَل ( الشَّاةِ ) ، والأُولى هِيَ الصَّوَابُ .
( و ) الضَّبُوبُ : ( فَرَسُ جُمَانَةَ ) بْنِ رَبِيعَةَ الحَارِثِيّ ) .
( و ) الضُّبَيْبُ ( كَزُبَيْرٍ : فَرَسَانِ لحَسَّانَ بْنِ حَنْظَلَةَ ) الطَّائِيِّ ( وحَضْرَمِيّ بْنِ عامِرٍ ) الأَسَدِيّ ، ولأَحَدِهما حَدِيثٌ .
( و )*! ضُبَيْبٌ : ( مَاء . ووَادٍ ) .
( *!والضَّبْضِبُ بالكَسْرِ : السَّمِينُ ) . يقال : امْرَأَةٌ *!ضِبْضِبٌ أَي سَمِينَةٌ . ( والفَحَّاشُ الجَرِيءُ ) قال أَبو زيد : رَجُلٌ ضِبْضِبٌ ، وامرَأَةٌ*! ضِبْضِبَةٌ وَهُوَ الجَرِيءُ عَلَى مَا أَتَى ، وهُوَ الأَبْلَخُ أَيضاً ، وامرأَةٌ بَلْخَاءُ ، وهي الجَرِيئَةُ التي تَفْخَر عَلَى جِيرَانِهَا ( *!كالضُّبَاضِبِ ) كَعُلَابِط .
( *!وضَبِيبُ السَّيْفِ ) كأَمِير : ( حَدُّه ) ، ومثْلُه في تَّوْشِح ، وكَذَا*! ضَبَّةُ السَّيْف ، قالَه الخَطَّابِيّ ولمْ يَذْكُرْه ابنُ الأَثِير .
( *!ومَضَبٌّ ) بالفَتْح : ( ع ) .
( وَرَجُلٌ *!ضُبَاضِبٌ ) بالضَّمِّ : ( قَوِيٌّ ) مِثْل بُضَابِضٍ ، عَنِ ابْنِ دُرَيْد ، وقِيلَ غَلِيظٌ سَمِينٌ ( أَو قَصِيرٌ
____________________

(3/235)


فَحَّاشٌ ) جَرِيءٌ ( أَو جَلْدٌ شَدِيدٌ ) . ورُبَّمَا استْعْمِلَ في البَعِيرِ .
( وسَمَّوْا*! ضَبَّا *!وضَبَّاباً *!وضِبَاباً *!ومُضِبًّا كشَدَّاد وكِتاب ومُحِبّ ) والضِّبابُ بالكَسْرِ : اسْم رجل ، وهُو أَبُو بَطْن سُمِّيَ بجَمْع الضَّبِّ . قال :
لَعَمْرِي لَقَدْ بَرَّ الضِّبَابَ بَنُوهُ
وبَعْضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعَالُ
والنَّسَبُ إِلَيْهِ *!-ضِبَابِيٌّ ، ولا يُرَدُّ في النَّسَبِ إِلَى وَاحِدِه ، لأَنَّه قَدْ جُعِلَ اسْماً لِلْوَاحِدِ ، كَمَا تَقُولُ في النَّسَبِ إِلَى كِلاب كِلَابيّ .
والضَّبَابُ : اسْمُ رَجُل أَيضاً والأَوَّلُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ :
نَكِدْتَ أَبَا زُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنا
بحَاجَتِنَا ولَمْ يَنْكَدْ ضَبَابُ
ورُوِيَ بَيْتُ امْرِىءِ القَيْس :
وعَلَيْكِ سَعْدَ بْن الضَّبَابِ فَسمِّحِي
سَيْراً إِلَى سَعْدٍ عَلَيْكِ بِسَعْدِ
قال ابْنُ سِيدَه : هَكَذَا أَنْشَدَه ابْن جِنِّي بفتح الضاد ، كذا في لسان العرب .
وبنو ضُبَيْب كزُبَيْر ، وقيل كَأَمِير ، وقِيلَ إِنه مُصَغَّر وآخِرُه نُونٌ : بَطْنٌ من جُذَام ، وهم بَنُو ضُبَيْبِ بْن زَيْد . مِنْهُم رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الصَّحَابِيُّ رَضِي الله عَنْه .
( وقَلْعَةُ الضِّبَاب كَكِتَاب ) : محلة ( بالكُوفَة ) . مِنْهَا شَيْخُ الزَّيْدِيَّة أَبُو البَركات عُمرُ بْن إِبْرَاهِيمِ الحُسَيْنيّ .
ومِمَّا لَمْ يَذْكُرْه المُؤَلِّف :
قَوْلُهم في المَثَلِ : ( أَعَقُّ مِنْ ضَبَ ) لأَنَّه رُبَّما أَكَلَ حُسُولَه .
وقَوْلُهُم : ( لَا أَفْعَله حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ المَاءَ ) لأَنَّ الضَّبَّ لا يَشْرَبُ مَاءً .
ومِنْ كَلَامِهِم الَّذِي يَضَعُونَه عَلَى أَلْسِنَةِ الْبَهَائِم قَالَتِ السَّمَكَة : وِرْداً يَا ضَبُّ ، فقال :
____________________

(3/236)



أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا
لا يَشْتَهِي أَنْ يَرِدَا
إِلَّا عَرَاداً عَرِدَا
وصِلِّيَاناً بَرِدا
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
والضَّبُّ يُكْنَى أَبَا حِسْل .
والعَرَبُ تُشَبِّه كَفَّ البَخِيل إِذَا قَصَّر عَنِ الْعَطَاءِ بكَفِّ الضَّبِّ ، ومِنْه قَوْلُ الشَّاعر :
مَنَاتِينُ أبحرَامٌ كَأَنَّ أَكُفَّهم
أَكُفُّ ضِبَابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبَائِل
وفي الأَسَاس في المجاز : يُقَالُ فُلَانٌ كَفُّ الضَّبِّ ، أَي بَخِيلٌ . وكَفُّ الضَّب مَثَلٌ في القِصَر والصِّغَر ، انتهَى .
وفي حَدِيثِ أَنَس : ( إِنَّ الضَّبَّ ليَمُوتُ هُزَالاً في جُخْرِه بذَنْبه ابْنِ آدَم ) أَي يَحْتَبِسُ المَطَر عَنْه بشُؤْم ذُنُوبِهِم ، وإِنَّمَا خَصَّ الضَّبَّ لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَيَوَانِ نَفْساً وأَصْبَرُها عَلَى الجُوعِ . ويُرْوَى ( إِنَّ الحَبَارَى ) بدل ( الضَّبِّ ) ؛ لأَنَّهَا أَبْعَدُ الطَّيْرِ نَجْعَةً .
وعن أَبي عمرو : ضَبْضَبَ إِذَا حَقَدَ .
وفي الحَدِيثِ : ( إِنَّمَا بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا مِثلُ*! ضَبَابَةٍ ) يَعْنِي في القِلَّةِ وسُرْعَةِ الذَّهَابِ . قَال أَبُو مَنْصُور :
الذي جَاءَ في الحَدِيث : ( إِنَّمَا بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا صُبَابَةٌ كصُبابة الإِنَاء ) . بالصَّادِ المُهْمَلَة ، هكذا رواه أَبو عُبَيْد وغَيْره . وفي حَدِيثٍ آخر : ( ما زَال *!مُضِبًّا مُذه اليَوْمِ ) أَي إِذَا تَكَلَّم *!ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً . وفي المَثَل : ( أَتُعَلِّمُنِي*! بِضَبٍّ أَنَا حَرَشْتُه ) إِذَا أَخْبَره بأَمْر هُو صَاحِبُه ومُتَوَلِّيه ، وهو مجاز كما في الأَسَاسِ .
ضرب : ( ضَرَبَه يَضْرِبُه ) ضَرْباً ، والضَّرْب مَعْرُوفٌ ( وضَرَّبَه ) مُشَدَّداً ( وهو ضَارِبٌ وضَرِيبٌ ) كأَمِيرٍ ( وضَرُوبٌ ) كَصَبُور ( وضَرِبٌ ) كَكَتِفٍ ( ومِضْرَبٌ ) بكسر الميم ( كَثِيرُه ) أَي الضَّرْب أَو شَدِيدُه ( ومَضْرُوبٌ وضَرِيبٌ ) كِلَاهُمَا بِمَعْنًى . وقَدْ جَمعَ المُؤَلِّفُ بَيْنَ هَذِه الصِّفَاتِ دُونَ تَمْيِيز بَيْنَ فَاعِل أَو مَفْعُولٍ أَو صِفَةٍ مُشَبَّهةٍ أَوْ أَسمَاءِ مُبَالَغَةٍ ، في نَمَطٍ وَاحِدٍ ،
____________________

(3/237)


وهو نَوْعٌ من التَّخْلِيطِ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ لَهُ ، كَذَا قَالَه شَيْخُنَا .
( والمِضْرَبُ والمِضْرَابُ ) بكَسْرِهِما جَمِيعاً : ( ما ضُرِبَ بِهِ ) .
( وضَرُبَتْ يَدُه كَكَرُمَ : جَادَ ضَرْبُها ) .
( و ) مِنَ الْمَجَازِ : ( ضَرَبَت الطيرُ تَضْرِبُ : ذَهَبَت ) والطَّيْرُ الضَّوَارِبُ التي ( تَبْتَغِي ) أَي تَطْلُب ( الرِّرْقَ ) . وفي لسان العرب : هي المُخْتَرِقَاتُ في الأَرْض الطَّالِبَاتُ أَرزَاقَها .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَ ( عَلى يَدَيْه : أَمْسَكَ ) ، وضَرَبَ بِيَدِه إِلَى كَذَا : أَهْوَى . وضَرَبَ عَلَى يَده : كَفَّه عَن الشَّيْء . وضَرَبَ على يَدِ فُلَانٍ إِذَا حَجَر عَلَيْه . وعن اللَّيْثِ : ضَرَبَ يَدَهُ إِلَى عَمَل كَذَا ، وضَرَب على يَدِ فُلَانٍ إِذَا مَنَعَه مِنْ أَمْرٍ أَخَذَ فِيه كقَوْلِك : حَجَر عَلَيْه . وفي حَدِيثِ ابْن عُمَر : ( وأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِه ) أَي أَعْقِدَ مَعه البَيْعَ ؛ لأَنَّ مِنْ عَادَةِ المُتَبَايِعَين أَن يَضَع ( أَحَدُهما ) يَدَه في يَد الآخر عند عَقْدِ التَّبَايُع .
قلت : وفي الأَسَاس في بَابِ المَجَاز : ضَرَبَ عَلَى يَدِه : أَفْسَدَ عَلَيْه مَا هُو فِيهِ . وضَرَبَ القَاضِي على يَدِه : حَجَرَه ( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَ ( في الأَرْضِ ) وفي سبيلِ اللّهِ ، كما في الأَسَاسِ ، يَضْرِب ( ضَرْباً وضَرَبَاناً ) مُحَرّكَةً ومَضْرَباً بالفتح : ( خَرَجَ ) فِيهَا ( تَاجِراً أَو غَازِياً ، أَو ) ضَرَبَ فيها إِذَا نَهَضَ و ( أَسْرَعَ ) في السَّيْرِ ( أَو ) ضَرَبَ : ( ذَهَبَ ) يَضْرِبُ الغَائِطَ والخَلَاءَ والأَرْضَ إِذَا ذَهَب لقضاءِ الحَاجَة . ومِنْهُ الحَدِيثُ : ( لا يَذْهَبُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الغَائِطَ يَتَحَدّثَان ) . وفي حَدِيثِ المُغِيرَةِ ( أَنَّ النَّبي صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم انْطَلَق حتى تَوَارَى عَنِّي فضَرَبَ الخَلَاءَ ثم جَاءَ ) . ويُقَلُ : ضَرَبَ فُلان الغَائِطَ إِذَا مَضَى إِلَى مَوْضع يَقْضِي فِيه حَاجَتَه ، وهو مَجَازٌ . وقيل : ضَرَبَ : سَارَ في ابتغاء الرِّزْقِ . وفي الحَدِيث : ( لا تُضْرَبُ أَكْبَادُ الإِبِل إلّا إِلى ثلاثَةِ مَسَاجِد ) . أَي لا تُرْكَبُ فلا يُسَارُ عَلَيْهَا ، يقال : ضَرَبْتُ في الأَرْضِ إِذَا سَافَرْتَ تَبْتَغِي
____________________

(3/238)


الرِّزْقَ . يقال : إِنَّ لِي في أَلْفِ دِرْهَم لمضْرَباً أَي ضَرْباً . وضربتُ في الأَرْضِ أَبْتَغِي الخيرَ مِن الرِّزْقِ . قال الله عزّ وجلّ : { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الاْرْضِ } ( النساء : 101 ) أَي سَافَرْتُم . وقوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الاْرْضِ } ( البقرة : 273 ) إِذَا سَارَ فِيهَا مُسَافِراً ، فهو ضَارِبٌ .
والضَّرْب يَقَع على جَمِيعِ الأَعْمَال إِلَّا قَلِيلاً ، ضَرَبَ في التِّجَارة وَفِي الأَرْض وفي سَبِيلِ اللّهِ . وفي حَدِيثِ عَلِيَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ كَذَا وكَذَا ، وذَكَر فِتْنَة ، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِه ) . قال أَبُو مَنْصُور أَي أَسْرَعَ الذَّهَابَ في الأَرْضِ فِرَاراً من الفِتن ، وقِيلَ : أَسْرَع الذَّهَابِ في الأَرْضِ بأَتْبَاعِه .
وفي تَهْذيب ابْن القَطَّاع : وضَرَبَ في سَبِيلِ اللّهِ وفي الأَرْضِ للِتِّجَارَةِ ضَرْباً : قَصَدَ .
( و ) ضَرَبَ ( بِنَفْسِه الأَرْضَ ) ضَرْباً : ( أَقَامَ ) ، وفي الحَدِيثِ : ( حتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَن ) أَي رَوِيتْ إِبِلُهم حتَّى بَرَكَت وأَقَامَتْ مَكَانَها ( كَأَضْرَب ) يُقَالُ : أَضْرَبَ الرَّجُلُ في البيت : أَقَامَ .
قال ابن السِّكِّيت : سَمِعْتُهَا من جَمَاعَةٍ من الأَعْرَاب . ومَا زَال مُضْرِباً فِيهِ أَي لَمْ يَبْرَح فهو ( ضد ) .
( و ) ضَرَب ( الفَحْلُ ) الناق يَضْرِبُها ( ضِرَاباً ) بالكَسْرِ : نَزَا عَلَيْهَا أَي ( نَكَح ) . وأَضْرَبَ فُلَانٌ ( ناقَتَه ) أَي أَنْزَى الفَحْلَ عَلَيْهَا . ضَرَبَهَا وأَضْرَبْتُها إِيَّاهُ ، الأَخيرَةُ على السَّعَة . وقد أَضْرَبَ الفحلُ النَّاقَةَ يُضْرِبُهَا إِضْرَاباً فَضَرَبها الفَحْلُ يَضْرِبُهَا ضَرْباً وضِرَاباً ، وقد أَغفَله المصنف ، كما أَغْفَل شيخُنَا أَضْرَبْتُهَا إِيَّاه مع تَبَجُّحَاتِه . قال سِيبَوَيْه : ضَرَب 2 ا الفحلُ ضِرَاباً كالنِّكَاح ، قال : والقِيَاس ضَرْباً ، وَلَا يَقُولُونَه ، كما لَا يَقُولُون : نَكْحاً وهو القِيَاسُ . قُلْت : ومِثْلُه قولُ الأَخْفَشِ خِلَافاً للفَرَّاءِ فإِنَّه جَوَّزَه قِيَاساً . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّه نَهَى عَن ضِرَابِ الجَمَل ) هو نَزْوُه عَلَى الأُنْثَى ، والمُرَادُ بالنَّهْي مَا يُؤْخَذُ عَلَيْه من الأُجْرَةِ لا عَن نَفْسِ الضِّرَابِ ، وتَقْديرُه
____________________

(3/239)


نَهَى عَنْ ثَمَنِ ضِرَابِ الْجَمَل كنَهْيه عَنْ عَسِيبِ الفَحْل أَي ( عَنْ ) ثمنه . ومنه الحَدِيثُ الآخر : ( ضِرَابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ ) أَي أَنَّه حَرَامٌ ، وَهَذَا عامٌّ في كُلِّ فَحْل . ويقَال أَتَتِ النَّاقَ عَلَى مَضْرِبِهَا ، بالكَسْر ، أَي على زَمَنِ ضِرَابِها والوَقْتِ الَّذِي ضَرَبَهَا الفَحْلُ فِيهِ ، جَعَلُوا الزَّمَانَ كالمَكَانِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَت ( النَّاقَةُ ) وفي غيرِ القَامُوسِ ( المَخَاضُ ) ( شَالَتْ بِذَنَبِهَا ) . قال شيخنا : وفي نُسْخَة صَحِيحَة بأَذْنَابِهَا ، بصِيغَة الجَمْعِ فيكُونُ من إِطْلَاقِ الجَمَع عَلَى المُفْرَد أَو تَسْمِيَةِ كُلِّ جُزْءٍ باسْمِ الكُلّ . قلت : ومِثْلُهُ في المُحْكَم ولِسَانِ الْعَرَب . والَّذِي في تَهْذِيبِ ابْنِ القَطَّاع : والنُوق ضَرْباً : شَالَتْ بأَذْنَابِهَا ( فَضَرَبَتْ ) بِهِ أَو بِهَا ( فَرْجَهَا ) ، وفي نُسْخَة فُرُوجَهَا ، ومِثْلُه في الأَسَاس وغَيْرِ ( فَمَشَتْ ، وَهِي ) ضَوَارِبُ . ونَاقَةٌ ضَارِبٌ ) على النَّسَب ( وضَارِبَةٌ ) على الفِعْلِ ، ونَاقَةٌ ضَارِبٌ ، كتَضْرَابٍ . وقال اللِّحْيَانيّ : هي الَّتِي ضُرِبَت فَلَمْ يُدْرَ أَلَاقِحٌ هِيَ أَمْ غَيْرُ لَاقِح .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَ ( الشيءَ بالشَّيْءِ : خَلَطَه ) . ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن بَعْضِهِم تَقْيِيدَه باللَّبَنِ ، ولَمْ أَجِدْه في دِيوَان . والذي في لِسَانِ الْعَرَب وغَيْرِه : وضَرَبْتُ بَيْنَهُم في الشَّرِّ : خَلَطْتُ ( كَضَرَّبَه ) تَضْريباً .
والتَّضْرِيبُ بين القَوْمِ : الإِغْرَاءُ . والتَّضْريبُ أَيْضاً : تَحْرِيضُ الشُّجَاعِ في الحَرْبِ . يُقَالُ : ضَرَّبَه وحَرَّضَهُ .
وفي لِسَان العَرَب : ضُرِبَت الشَّاةُ بِلَوْنِ كَذَا أَي خُولِطَت ؛ ولِذَلِكَ قَالَ اللُّغَوِيُّونَ : الجَوزَاءُ مِنَ الغَنَم : الَّتي ضُرِبَ وَسَطُها بِبَيَاضٍ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا .
( و ) ضَرَبَ ( في المَاءِ : سَبَحَ ) . والضَّارِبُ : السَّابِحُ في المَاءِ . . قال ذو الرُّمَّةِ :
لَيَالِيَ اللَّهُو تُطْبِينِي فَأَتبَعُه
كَأَنَّنِي ضَارِبٌ في غَمْرَةِ لَعِبُ
____________________

(3/240)



( و ) من المجاز : ضَرَبَ العُقْرُبان إِذَا ( لَدَغَ ) . يقال : ضَربَت العَقْرَبُ تَضْرِب ضَرْباً : لَدَغَتْ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَبَاناً : نَبَضَ وخَفَقَ ، وضرَبَ العِرْقُ ضَرَبَانا إِذَا آلَمَه و ( تَحرَّك ) بقُوَّةٍ . والضَّارِبُ : المُتَحَرِّكُ .
والمَوْجُ يَضْطَربُ أَي يَضْرِبُ بَعْضُه بَعضاً . والاضْطرَابُ : الحَرَكَة . واضْطَرَبَ البَرْقُ في السحَاب : تَحَرَّكَ .
( و ) ضعرَبَ الليلُ عَلَيْهِم : ( طَالَ ) . قال :
ضَرَبَ اللَّيْلُ عَلَيْهِم فرَكَدْ
والضَّارِبُ : الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ ، ومِنْ قَوْلُه :
وَرَابتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِب
بِسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفَ خَاضِبِ
( و ) ضَرَبَ عن الشيء : كَفَّ و ( أَعْرَضَ ) . وضَرَبَ عَنْه الذِّكْرَ ، وأَضْرَبَ عَنْه : صَرَفَه . وأَضْرَب عَنه أَعْرَضَ . قال عَزَّ وجَلَّ : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذّكْرَ صَفْحاً } ( الزخرف : 5 ) أَي نُهْمِلُكُم فَلَا نُعَرِّفكم ما يَجِبُ عَلَيْكُم لِأَنْ كُنْتُم قَوْماً مُسْرِفِين ، الأَصْلُ في قَوْلِه : ضَرَبْتُ عَنه الذِّكْر أَنَّ الرَّاكِبَ إِذَا رَكِبَ دَابَّةً فَأَرَادَ أَنْ يَصْرِفَه عَنْ جِهَتِهِ ضَرَبَه بعَصَاه ليَعْدِلَه عَن الْجِهَةِ الَّتِي يُرِيدُهَا فوُضِعَ الضَّرْبُ مَوْضِعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ . يُقَالُ : ضَرَبْتُ عَنْه وأَضْرَبْتُ ، وقِيل ( في ) قوْله : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذّكْرَ صَفْحاً } أَنَّ مَعْنَاهُ أَفَنَضْرِب القرآن عَنْكُم ولا نَدْعُوكُم بِهِ إِلَى الإِيمان صَفْحاً أَي مُعْرِضِين عَنْكُم . أَقَامَ صَفْحاً وهو مَصْدَرٌ مُقَامَ صَافِحِين ، وهذَا تَقْرِيعٌ لَهُم وإِيجَابٌ للحُجَّة عَلَيْهِ وإِنْ كَانَ لَفْظُه لَفْظَ اسْتِفْهَام .
ويقال : ضَرَبتُ فُلَاناً عَنْ فُلَان ، أَي كَفَفْتُه عَنْهُ فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْرَاباً ، إِذَا كَفَّ . وأَضْرَبَ فُلَانٌ عن الأَمْرِ فهُو مُضْرِبٌ إِذَا كَفَّ . وأَنْشَدَ :
____________________

(3/241)



أَصْبَحتُ عَنْ طَلَبِ المَعِيشَة مُضْرِباً
لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مَالَكَ مَالي
( و ) ضَرَبَ بِيَدِه إِلى الشَّيْءِ ( أَشَار ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَرَبَ ( الدهرُ بَيْنَنَا ) إِذَا ( بَعَّدَ ) ما بَيْنَنَا وفَرّق ، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة ، وأَنْشَد لذِي الرُّمَّة :
فإِنْ تَضْرِبِ الأَيَّامُ يا مَيَّ بَيْنَنَا
فلا ناشِرٌ سِرًّا ولا مُتَغَيِّرُ
( و ) من المجاز أَيضاً : ضرَب ( بِذَقَنهِ الأَرْضَ ) إِذَا ( جَبُنَ وخَافَ ) شَيْئاً فخرِقَ بالأَرض ، وزاد في الأَسَاس أَو استحيا . قال الرَّاعِي يَصِفُ غِرْبَاناً خافَتْ صَقْراً :
ضَوَارِبُ بالأَذْقَان من ذي شَكِيمَةٍ
إِذَا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ المُتوَقِّدِ
( و ) من المجاز في الحدِيثِ : ( فَضَرَبَ ( الدَّهْرُ ) من ضَرَبَانِه ) ، ويُرْوَى ( مِنْ ضَرْبِه ) أَي مَرَّ من مُروره و ( مضى ) بعضُه وذهب .
وفي لسان العرب : وقَوْلُهِم : فضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَانه كقَوْلِهِم : فقَضَى مِنَ الْقَضَاء ، وضَرَبَ الدَهرُ مِن ضَرَبَانِه أَنْ كَانَ كَذَا وكَذَا .
وفي التَّهْذِيب لابْنِ القَطَّاع : وضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبَانه : أَحْدَثَ حَوَادِثَه .
( و ) ومن المجاز : ( الضَّرْبُ ) يالفَتْح ، ورُوِيَ عَنِ الزَّمَخْشَرِيّ بالكَسْرِ أَيضاً كالطِّحْنِ هُوَ ( المِثْلُ ) والشَّبِيهُ . قاله ابنُ سِيدَه . وجَمْعُه ضُرُوبٌ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِي : الضَّرْبُ : الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْق . وقوله عَزّ وجَلّ : { كَذالِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ } ( الرعد : 17 ) أَي يُمَثِّلُه حَيْثُ ضَرَبَ مَثَلاً للحَقِّ والبَاطِلِ ، والكَافِرِ والمُؤْمِنِ في هَذِهِ الآيَة . ومَعْنَى قَوْله عَزَّ وجَلَّ : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً } ( يللهس : 13 ) أَي اذكُرْ لَهُم ومَثِّل لَهُم . يُقَالُ : عِنْدِي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شَيءٌ كَثِيرٌ أَي مِنْ هَذَا المِثَالِ . وَهَذِه الأَشْيَاءُ عَلَى ضَرْبٍ واحِدٍ أَي عَلَى مِثَال
____________________

(3/242)


قال ابن عَرَفَه : ضَرْبُ الأَمْثَالِ : اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِه . قال شَيْخُنَا : وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح : ضَرْبُ المَثلِ : إِيرادُه لِيُتَمَثَّل بِهِ وَيُتَصَوَّر ما أَرَادَ المُتَكَلِّمُ بَيَانَه لِلْمُخَاطَب . يُقَالُ : ضَرَب الشَّيْءَ مَثَلاً ، وضَرَبَ بِهِ . وتَمَثَّلَه وتَمَثَّلَ به . ثُمَّ قَالَ : وهذا مَعْنى قَوْلِ بَعْضِهِم : ضَرْبُ المَثَلِ : اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ وتَمْثِيلُه به ، انْتَهَى ، وقَوْلُه تَعَالَى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ } ( يللهس : 13 ) . قال أَبُو إِسْحَاق : مَعْنَاه اذكُرْ لَهُم مَثَلاً : مَثِّل لهُم مَثَلاً . قال : ومَثَلاً مَنْصُوبٌ لأَنَّه مَفْعُولٌ بِهِ ، ونَصبَ قَوْلَه : أَصْحَابَ القَرْيَة لأَنَّهُ بَدلٌ مِنْ قَوْله مَثَلاً ، كأَنَّه قال : اذكُر لَهُم أَصْحَابَ القَرْيَة أَي خَبَرَ أصْحَابِ القَرْيَةِ . قُلْت : ويَجُوزُ أَنْ يَكُون مَنْصُوباً على أَنه مَفْعُولٌ ثَانِ كما هو رأْيُ ابْنِ مَالِك .
وفي الكَشَّافِ : ضَرْبُ المَثَلِ : اعْتِبَارُه وصُنْعُه .
وقَال الرَّاغِبُ : الضَّرْبُ : إِيقَاعُ شَيْءٍ على شيْءٍ . قُلْت : وقَيَّدَه بعْضُهُم بأَنَّه إِيقَاعٌ بَشِدة ، وبِتَصَوُّرِ اخْتِلَاف الضَّرْبه خُولِفَ بَيْن تَفَاسِيرِه .
وقال شَيْخُنَا : قَالُوا : ويَرِد ضَرَب بمَعْنَى وصَفَ ، وَبَيَّنَ ، وجَعَل ، وضَرَبَ له وَقْتاً : عَيَّنَه ، وإِلَيْه : مَالَ . وضَرب مَثَلاً : ذكره ، يَتَعَدَّى لمَفْعُولٍ وَاحِدٍ ، أَو صَيَّر ، فلمَفْعُولَيْنِ ، وإِلَيْه مالَ ابْنُ مَالِكٍ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : ضَرَبَ الله مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّنَ ، ثم إِنه اخْتُلِفَ في أَنَّ ضَرْبَ المَثَل مَأْخُوذٌ مِمَّاذَا ؟ .
فِقِيل : من ضَرْبِ الدِّرْهَم صَوْغُه لإِيقَاعِ المَطَارِق ، سُمِّيَ به لتَأْثِيرِه في النُّفُوسِ . وقِيلَ : إِنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرِيبِ أَي المَثِيلِ . تَقُولُ : هو ضَرِيبُه ، وهُمَا مِنْ ضَرِيبٍ وَاحِد ؛ لأَنَّه يَجْعَلُ الأَوَّلَ مِثْلَ الثَّاني . وقيل : مِنْ ضَرْبِ الطِّينِ عَلَى الجِدَارِ . وقِيلَ : مِنْ ضَرْبِ الخَاتَم ونَحْوِه ؛ لأَن التَّطْبِيقَ وَاقعٌ بَيْن المَثَلِ وبَيْنَ مَضْرِبه كما في الخَاتَم على الطَّابِع كما حَقَّقَه شَيْخُنَا ومِثْلُه مُفَرَّقاً في لسَانِ
____________________

(3/243)


الْعَرَب والمُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا مِنْ دَوَاوِين اللُّغَةِ .
( و ) الضَّرْبُ : ( الرَّجُلُ المَاضِي النَّدْبُ ) الذي لَيْسَ بِرَهْل . قال طَرَفَةُ :
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَه
خَشَاشٌ كرَأْسه الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
( و ) في صفة مُوسَى عيْهِ السَّلَام ( أَنَّه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ) . وهو ( الخَفِيفُ اللَّحْمِ ) الممشوقُه المُسْتَدِقّ . وفي رواية : ( فإِذا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرَّأْسِ ) وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّرْبِ ، والطَّاءُ بَدَلٌ من تَاءِ الافْتِعَالِ . وفي صفَةِ الدجّال : ( طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرِّجَالِ ) وجَمْعُه ضُرُب ، بِضَمَّتَيْن . قال أَبُو العِيَالِ :
صُلَاةُ الحرب لم تُخْشِعْ
هُمُ ومَصَالِتٌ ضُرُب
قاله ابْنُ جِنِّي . وقدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُون جمع ضَرُوب ، حَذَا في لِسَانِ الْعَرَب .
( و ) الضَّرْبُ : الصِّفَةُ . الضَّرْبُ : ( الصِّنْفُ ) بالكَسْرِ ( من الشَّيْءِ ) وفي نُسْخَةٍ : مِنَ الأَشْيَاءِ .
يقَال : هَذَا مِنْ ضَرْب ذَلِكَ أَيْ مِنْ نَحْوِه وصِنْفِه ، والجَمْعُ ضُرُوبٌ . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَرَاكَ مِنَ الضَّرْب الّذِي يَجْمَعُ الهَوَى
وحَوْلَكَ نِسْوَانٌ لَهُنُّ ضُرُوبُ
( كالضَّرِيب ) . ( و ) الضَّرْبُ أَيضاً : مصدر بمعنى ( و ) الضَّرْبُ أَيضاً : مصدر بمعنى ( المَضْرُوب ) وهو مَعْطُوفٌ على قوله : والصِّنْف ، وضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ مَخُفُوضاً على أنَّه مَعْطُوفٌ على قَوْله كالضَّرْب ، وهو خطأٌ . والَّذِي في لِسَانِ الْعَرَب ما نَصُّه والضَّرِيبُ : المَضْرُوبُ .
( و ) من المجاز : الضَّرْبُ : ( المَطَرُ الخَفِيفُ ) . قال الأَصْمَعِيُّ : الدِّيمَةُ : مَطَرٌ يَدُومُ مَعَ سُكُون . والضَّرْبُ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلاً . والضَّرْبَةُ : الدّفْعة من المطر الخفيف . وقد ضَربتْهم السماء . .
( و ) الضَّرْبُ : ( العَسَلُ الأَبْيَضُ )
____________________

(3/244)


الغَليظُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ . قال أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيّ في تأْنِيثه :
وما ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَأْوِي مَلِيكُا
إِلى طُنُفٍ أَعْيَا بِرَاقٍ ونَازِله
أَطْيَبَ مِنْ فِيهَا إِذا جِئْتَ طَارِقاً
وأَشْهَى إِذَا نَامَت كِلَابُ الأَسَافِل
مليكه : يَعْسوبُها . والطُّنُفُ : حَيَدٌ يَنْدُرُ من الجَبَل قد أَعْيَا بمَنْ يَرْقَى ومن يَنْزِل .
وقيل : الضَّرْبُ : عَسَلُ البَرِّ . قال الشَّمَّاخُ :
كأَنَّ عُيُونَ النَّاظِرِينَ يَشُوقُها
بهَا ضَرَبٌ طابَتْ يَدَا مَنْ يَشُورُهَا
( و ) هو بالتَّسْكِين لُغَةٌ فِيهِ ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة ، قَالَ : وذَلِكَ قلِيلٌ و ( بالتَّحْرِيكِ أَشْهَر ) . والضَّرَبَة : الضَّرَبُ ، وقِيلَ : هِيَ الطَّائِفَة نْه . وقَالَ الشَّاعِرُ :
. . . كأَنَّما
رِيقَته مسْكٌ عَلَيْه ضَرَب
وفي حَدِيثِ الحَجَّاجِ : لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ ) هو ، بفَتْح الرَّاءِ ، العَسَلُ الأَبْيَضُ الغَلِيظُ ، ويروى بالصَّادِ ، وهو العَسَلُ الأَحْمَر ، وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّف في مَحَلِّه كما أَغْفَلَ الضَّرِيبَ هُنَا ، وهو الشَّهْدُ ، وقد ذَكَره بِنَفْسِه في ( تَرْقِيقِ الأَسَل ) ، وهو في نُسْخَة مُصَحَّحة من كِفَايَة المُتَحَفِّظ أَيْضاً ، أَشَار لِذَلِكَ شَيْخُنَا ، وأَنْسَدَ في لِسَان الْعَرَب قَوْلَ الجُمَيْح :
يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْسِ فِيهم إِذَا انْتَشَوْا
دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيبِ المُعَسَّلِ
ومثلُه في التَّك 2 لَم 2 ةِ .
( و ) الضَّرْبُ ( مِنْ بَيْتِ الشِّعْرِ : آخِرُه ) كقَوْلِه : فَحَوْمل ، مِنْ قَوْله :
بِسِقْط اللِّوَى
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
____________________

(3/245)



والجَمعُ أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ .
( والضَّريبُ : الرَّأْسُ ) سُمِّي بِذَلِكَ لكَثْرَة اضْطِرَابِهِ .
( و ) الضَّرِيبُ : ( المُوَكَّلُ بالقِدَاحِ ) وأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ :
وعَدَّ الرَّقِيبُ خِصَالَ الضَّرِي
ب لا عَنْ أَفَنِينَ وَكْساً قِمَارَا
( أَو الَّذِي يَضْرِب بِهَا ) أَي القِدَاح . قال سِيبَوَيْهِ : هو فَعِيل بمَعْنى فَاعِل ، وهو ضَرِيبُ قِدَاح ، قال : ومِثْلُه قَوْلُ طَرِيفِ بْنِ مَالِك العَنْبَرِيّ :
أَوَ كُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ
بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهُم يَتوسَّمُّ
إِنَّمَا يُرِيدُ عَارِفَهم .
وجَمْعُ الضَّرِيب ضُرَبَاء . قَالَ أَبُو ذُؤَيْب :
فَوَرَدْنَ والعَيّوقُ مَقْعَدُ رَابِىء ال
ضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْم لا يَتَتَلَّعُ
( كالضَّارِب ) وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَازِ : وضَرَب القِدَاحَ ، وهو ضَرِيبِي : لِمَنْ يَضْرِبُهَا مَعَكَ .
( و ) الضَّرِيبُ : ( القِدْحُ الثَّالِثُ ) من قِدَاح المَيْسِرِ . وذَكر اللِّحْيَانِيُّ أَسْمَاءَ قِدَاحِ المَيْسِر الأَوَّل والثَّاني ثم قَالَ : والثَّالِثُ : الرَّقِيبُ ، وبعضُهم يُسَمِّيه الضَّرِيبَ ، وفِيه ثَلَاثَةُ فُرُوض ، وله غُنْمُ ثَلَاثَةٍ أَيْضاً إِنْ فَازَ ، وعَلَيه غُرْم ثَلَاثَةٍ أَيْضاً إِنْ لَمْ يَفُز ، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ .
( و ) ضَرِيبُ الشَّوْلِ : ( اللَّبَنُ يُحْلَبُ ) بعضُه علَى بَعْضٍ ، عَنْ أَبِي نَصْر ، ومِثْلُه في الصَّحَاحِ . وقَالَ الأَصْمَعِيُّ : إِذَا صُبَّ بَعْضُ اللَّبَنِ على بَعْضٍ فهو الضَّرِيبُ . وعَنِ ابْنِ سِيدَه : الضَّرِيبُ من اللبن : الذي يُحْلَبُ ( منْ عِدَّة لِقَاحٍ في إِنَاءٍ ) وَاحِدٍ فيُضْرَبُ بَعْضُه بِبَعْضٍ ، ولا يُقَالُ ضَرِيبٌ لأَقَلَّ مِنْ لَبَن ثَلَاثِ أَيْنُق . قال بَعْضُ أَهْلِ البَاديَة : لَا يَكُونُ ضَرِيباً إِلَّا مِنْ عِدَّة
____________________

(3/246)


مِنَ الإِبِل ، فمِنْهُ ما يكون رَقِيقاً ، ومِنْه مَا يَكُون خَاثِراً . قال ابْنُ أَحْمَر :
وما كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي
ضَرِيبَ جِلَادِ الشَّوْلِ خَمْطاً وصَافِيَا
أَي سَبَب مَنِيَّتِي ، فَحذَفَ .
وقِيلَ : هُوَ ضَرِيب إِذَا حُلِبَ عَلَيْه من اللَّيْل ، ثم حُلِبَ عَلَيْه من الغَدِ فضُرِبَ بِهِ .
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : ويُقَالُ : فُلَانٌ ضَرِيبُ فُلَانٍ أَي نَظِيرُه . وضَريبُ الشَّيْءِ : مِثْلُه وشَكْلُه ، ومثلُه عَنِ ابْنِ سِيدَه في المحكم ، وقد تَقَدَّمَ ، وجَمْعُه ضُرَبَاء . وفي حَدِيث عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : ( إِذَا ذَهَبَ هذَا وضُرَبَاؤُه ) . هُمُ الأَمْثَالُ والنُّظَرَاءُ .
( و ) الضَّرِيبُ : ( النَّصِيبُ ) .
( و ) الضَّرِيبُ : ( البَطِينُ من النَّاسِ ) وغَيْرِهِم .
( و ) الضَّرِيبُ : ( الثَّلْجُ والجَلِيدُ والصَّقِيع ) الَّذِي يَقَع بالأَرْضِ . وَفِي الحَدِيثِ : ( ذَاكِرُ اللّهِ في الغَافِلِين مثلُ الشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ وَسَطَ الشَّجَرِ الذِي تَحَاتَّ مِنَ الضَّرِيبِ ) أَي البَرْد والجَلِيد .
( و ) الضَّرِيبُ : ( رَدِيءُ الحَمْضِ ، أَو ) هُوَ ( مَا تَكَسَّر مِنْه ) أَي مِنَ الحَمْضِ .
( وكَزُبَيْر ) أَبُو السُّلَيْل ( ضُرَيْبُ بن نُقَيْر ) بن شَمِير القَيْسيّ الجَرِيريّ من أهل البصرة ، سيأْتي ذكره ( في ن ق ر ) .
( والمِضْرَب ) أَي كمِنْبَر كما هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا ، وضَبَطَه شيخُنَا كمَجّلِس ، والعَامَّةُ يَنْطُقُونه كمَقْعَد ، وكل ذلك عَلَى غير صَوَاب ، وإِنما لم يُقَيِّد مع أَنَّ الإِطلَاقَ يقتضي الفَتح على مَا هُوَ قَاعِدَته ، وبه اشْتَبَه على كَثِيرٍ من الشُّرَّاح له قَرِينَةِ مَا بَعْده ، وهو قوله : ( وبفَتْحِ المِيمِ ) ( الفُسْطَاطُ العَظِيمُ ) وهو فُسْطَاط المَلِك جَمْعُه مَضَارِبُ .
( وبفَتْح المِيمِ ) والرَّاءِ أيْضاً : ( العَظْمُ الَّذِي فِيهِ المُخُّ ) . ومِنَ المَجَازِ تَقُولُ للِشَّاةِ إِذَا كَانَت مَهْزُولَةً : مَا يُرِمّ
____________________

(3/247)


منها مَضْرَب . أَيّ إِذَا كُسِر عَظْمٌ من عِظَامِها أَو قَصَبها لم يُصَبْ فِيها مُخٌّ .
( واضْطَرَبَ ) الشيءُ : ( تَحَرَّك ومَاجَ كتَضَرَّبَ ) . والاضْطِرَابُ : تَضْرُّبُ الوَلَدِ في البطن .
واضْطَرَب البَرْقُ في السَّحَابِ : تَحَرَّك . ( و ) اضْطَرَب الرَّجُلُ : ( طَالَ مَعَ رَخَاوَة ) . ورجُلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ : طَوِيلٌ غَيْرُ شَدِيد الأَسْرِ : ( و ) اضْطَرَب أَمْرُهُ : ( اخْتَلَّ ) . يُقَالُ : حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ .
( و ) اضْطَرَبَ : ( اكْتَسَبَ ) . قال الكُمَيْتُ :
رَحْبُ الفِنَاءِ اضْطِرَابُ المَجْدِ رَغْبَتُه
والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْرطِبِ
قال الصَّاغَانيّ : والرِّوَايَة الصَّحيحَةُ مَصرُوب لمُصْطَرِب ، بالصَّادِ المهملة ، أَي أَنْفَع مَجْمُوع لجَامع .
( و ) اضْطَرَبَ : جَاءَ بمَا ( سَأَلَ أَنْ يُضْرَبَ لَهُ ) . ( وفي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى الله عليه وسلم اضْطَرَبَ خَاتَماً من حَدِيدٍ ) أَي سَأَل أَن يُضْرَبَ لَهُ ويُصَاغَ ، وهو افْتَعَل من الضَّرْب بمَعْنَى الصِّيَاغة ، والطَّاءُ بَدَلٌ من التَّاء .
( و ) ضَارَبَهُ أَي جَالَدَه ، و ( القَوْمُ ضَارَبُوا كَتَضَارَبُوا ) واضْطَرَبُوا بِمَعْنى .
( و ) يُقَالُ : اضْطَرَب ( حَبْلُهُم ) واضْطَرَبَ الحَبْلُ بَيْنَ القَوْمِ ، وفي نُسْخَةِ الكفوى ( خَيْلهُم ) وهو خَطَأ ، إِذَا ( اخْتفَت كَلِمَتُهم ) .
وفي الأَسَاسِ ، ومِنَ المَجَازِ : في رأْيِه اضْطِرَابٌ مِنْه أَي ضَجَر ، انتهى .
( و ) من المجاز : ( الضَّرِيبَةُ : الطَّبِيعَةُ ) والسَّجِيَّةُ . يُقَالُ : هَذِه ضَرِيبَتُه الَّتِي ضُرِبَ عَلَيْهَا ، وضُرِبَها ، وضُرِبَ عَنِ اللِّحْيَانِي ولم يَزِدْ عَلَى ذَلِك شَيْئاً ، أَي طُبِع . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ المُسْلِم المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصُّوَّامِ بحُسْنِ ضَرِيبَتِه ) أَي سَجِيَّتِه وطَبِيعَتِه . تَقُولُ : فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبَةِ ولَئيم الضَّرِيبَةِ . وكذلك تقُول في النَّحِيتَة والسَّلِيقَةِ والنَّحِيزَة والسُّوس والغَرِيزة والنِّحَاس والخيم
____________________

(3/248)


والضَّرِيبةُ : الخَلِيقَةُ . يُقَالُ : خُلِق النَّاسُ عَلَى ضَرَائِبَ شَتى . ويُقَالُ : إِنه لِكَرِيمُ الضَّرَائب . ( و ) قَالَ ابْنُ سِيدَه رُبَّمَا سُمي ( السيفُ ) نَفْسُه ضَرِيبَة . قال جَرِيرٌ :
وإِذَا هَزَزْتَ ضَرِيبَةً قَطَّعْتَها
فَمَضَيْتَ لا كَزِماً ولا مَبْهُورَا
( و ) الذي صَرَّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ أَنَّ ضَرِيبَة السَّيْفِ ( حَدُّه ) ، وقِيلَ : هو دُونَ الظُّبَة ، وقيل : هو نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ في طَرَفِهِ ( كالمَضْرَبِ والمَضْرَبَةِ ) بفَتْح المِيمِ ( وتُكْسَرُ رَاؤُهُمَا ) وتُضَمُّ أَي الرَّاءُ في الأَخِيرِ ، حَكَاهَ سِيبَوَيْه وقَال : جَعَلُوه اسْماً كالحَدِيدَة يَعْنِي أَنَّهُمَا لَيْسَتَا عَلَى الفِعْل .
( و ) الضَّرِيبَةُ : الصّوفُ أَو الشعَر يُنْفَشُ ثم يُدْرَجُ ويُشَدّ بخَيْطٍ ليُغْزَلَ فهي ضَرَائِبُ . والضَّرِيبَ : الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ ، وقِيلَ : الضَّرِيبَةُ : ( القِطْعَةُ من القُطْنِ ) وقيل : مِنْهُ ومن الصُّوفِ .
( و ) الضَّرِيبَةُ : ( الرَّجُلُ المَضْرُوبُ بالسَّيْفِ ) ، وإِنَّمَا دَخَلَتْه الهَاءُ وإِنْ كَانَ بمَعنَى مَفْعُول لأَنَّه صَارَ في عِدَادِ الأَسْمَاءِ كالنَّطِيحَة والأَكِيلَةِ .
وفي التَّهْذِيب : الضَّرِيبَةُ : كُلُّ شَيْءٍ ضَرَبْتَهُ بِسَيْفكِ مِنْ حَيَ أَو مَيِّت .
( و ) الضَّرِيبَةُ : ( ) وَادٍ ) حِجَازِيٌّ ( يَدْفَعُ ) سَيْلهُ ( في ذَاتِ عِرْقٍ ) .
( و ) من المجاز : الضَّرِيبَةُ ( وَاحِدَةُ الضَّرَائِبِ ) وَهِيَ ( التي تُؤْخَذُ في ) الأَرْصَادِ و ( الجِزْيَةِ ونَحْوِها ) .
( و ) مِنْه ضَرِيبَةُ العَبْدِ أَي ( غَلَّةُ العَبْدِ ) . وفي حَدِيثِ الحَجَّامِ : ( كم ضَرِيبَتُكَ ) ؟ وَهِيَ ما يُؤَدِّي العَبْدُ إِلى سَيِّدِه من الخَرَاجِ المُقَرَّر عَلَيْه ، فَعيلة بمَعْنَى مَفْعُولَ ، وتُجُمَعُ عَلَى ضَرَائِب . ومنه حَدِيثُ الإِمِاءِ الَّلاتِي كانَتْ عَلَيْهِنِ لمَوَالِيهِن ضَرَائبُ . يُقَالُ : كم ضَرِيبَةُ عَبْدِك في كُلِّ شَهْر .
والضَّرَائِبُ : ضَرَائِبُ الأَرَضِين ، وَهيَ وَظَائِفُ الخراج عَلَيْهَا
____________________

(3/249)


وضَرَبَ عَلَى العبد الإِتَاوة ضَرْباً : أَوْجَهَا عَلَيْه بالتّأْجِيلِ .
( و ) قال أَبُو حَنِيفَة : ( ضَرِبَ ) النَّبَاتُ ( كفَزِح ) ضَرَباً ، فهو ضَرِبٌ ( ضَرَبَه البَرْدُ ) زَادَ ابْنُ القَطَّاعِ في التَّهْذِيبِ والرِّيحُ فأَضَرَّ بِه وعن أَبِي زَيْد : الأَرْضُ ضَرِبَةٌ إِذَا أَصَابَهَا الجَلِيدُ واحْتَرَقَ نَبَاتُهَا ، وقد ضَرِبَتِ الأَرْضُ ضَرَباً ، وأَضْرَبَهَا الضَّرِيبُ إِضْرَابا . وقال غَيْرُه : وأَضْرَبَ الْبَرْدُ والرِّيحُ النَّبَات حتى ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْه القُرُّ . وضَرَبَهُ البزْدُ حَتَّى يَبِسَ . وضُرِبَتِ الأَرْضُ ، وأَضْرَبْنَا ، وضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ . وأَصْبَحَتِ الأَرْضُ ضَرِبَةً وصَقِعَةً ، ويُقَالُ للنَّبَاتِ ضَرِبٌ ومَضْرِب .
( والضَّارِبُ : المَكَانُ ) ذُو الشَّجَر ، والضَّارِبُ : الوَادِي يَكُونُ فِيهِ شَجَر ، يقال : عَلَيْكَ بِذَلِك الضَّارِب فانْزِلْهُ ، وأَنْشد :
لَعَمْرُكَ إِنَّ البَيْتَ بالضَّارِبِ الَّذِي
رأَيْتَ وإِنْ لَمْ آتِهِ لِيَ شَائِقُ
وقيل : الضَّارِبُ : المَكَانُ ( المُطْمَئنُّ ) من الأَرْضِ ( بِه شَجَرٌ . و ) قيل ؛ الضَّارِبُ : ( القِطْعَةُ ) من الأَرْض ( الغَلِيظَةُ تَسْتَطِيلُ في السَّهْلِ ) ، ( و ) قِيلَ : هو مُتَّسَعُ الوَادِي . والكُلّ مُتَقَارِب .
( و ) الضَّارِبُ : ( اللَّيْلُ المُظْلِمُ ) ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ ظُلْمَتُه يَمِيناً وشِمالاً ومَلأَتِ الدُّنْيَا . وضَرَبَ اللَّيْلُ بأَرْوَاقِه : أَقْبَلَ . قال حُمَيْدٌ :
سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ واللَّيْلُ ضَارِبٌ
بأَرْوَاقِه والصُّبْحُ قَدْ كَادَ يَسْطَعُ
( و ) الضَّارِبُ : ( النَّاقَةُ ) تَكُونُ ذَلُولاً فإِذَا لَقِحَ ( تَضْرِبُ حَالِبَهَا ) مِنْ قُدامِها . وقيل : الضَّوَارِبُ من الإِبِل : الَّتي تَمْتَنِع بَعْدَ اللِّقَاح فتُعزُّ أَنْفُسَهَا فلا يُقْدَرُ علَى حَلْبِهَا ، وقد تَقَدَّم .
( و ) الضَّارِبُ : ( شِبْهُ الرَّحَبَة في الوَادِي ، ج ضَوَارِبُ ) . قال ذُو الرُّمَّة :
قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْن واعْوَجَّ دُونَها
ضَوَارِبُ من غَسَّان مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا .
____________________

(3/250)



( و ) يقال : ( هو يَضْرِبُ المَجْدَ ) أَي ( يَكْتَسِبُه ) ، وقد تَقَدَّم الإِنْشَاد ( و ) يَضْرِبُ لَهُ الأَرَضْ كُلَّهَا أَي ( يَطْلُبُه ) في كُلِّ الأَرْضِ ، عَنْ أَبِي زَيْد .
( واسْتَضْرَبَ العَسَلُ : ابْيَضَّ وغَلُظَ ) وصَار ضَرَباً ، كَقَوْلهِم : اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ، واستَتْيَسَ العَنْزُ بمَعْنَى التَّحَوُّل مِنْ حَال إِلَى حَال . وعَسَلٌ ضَرِيبٌ : مُسْتَضْرِبٌ .
( و ) اسْتَضْرَبَت ( النَّاقَةُ : اشْتَهَتِ الفَحْلَ ) لِلضِّرَابِ .
( وضُرَابِيَةُ كَقُرَاسِيَةٍ ) ، بالضَّمِّ ، ( كُورَةٌ ) وَاسعَةٌ ( بِمصْر من الحَوْفِ ) في الشَّرْقِيَّة .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ضَارَبَه و ( ضَارَبَ له ) إِذا ( اتَّجَرَ في مَالِه ، وَهِيَ القِرَاضُ ) .
والمُضَارَبَةُ : أَن تُعْطِيَ إِنْسَاناً مِن مَالِكَ مَا يَتَّجِرُ فِيه على أَنْ يَكُونَ الرِّبْحُ بَيْنَكُمَا ، أَو يَكُونَ لَهُ سَهْم مَعْلُومٌ من الرِّبْح ، وكأَنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرْبِ في الأَرْضِ لطَلَب الرِّزْقِ . قال اللّهُ تَعَالَى : { وَءاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الاْرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ } ( المزمل : 20 ) .
قال الأَزهريّ : وعلى قِيَاسِ هَذَا المَعْنَى يُقَالُ للعَامِل ضَارِبٌ ، لأَنَّه هُوَ الَّذِي يَضْرِب في الأَرْض . قَالَ : وَجَائِز أَن يكُونَ كُلُّ وَاحِد مِن رَبِّ المَالِ ومِنَ الْعَامِل يُسَمَّى مُضَارِباً ؛ لأَنَّ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا يُضَارِبُ صَاحِبَه وكذَلِكَ المُقَارِض .
وقال النَّضْرُ : المُضَارِبُ : صَاحِبُ المَالِ ، والَّذِي يَأْخُذُ المَالَ ، كِلَاهُمَا مُضارِب ، هَذَا يُضَارِبُه وذَاكَ يُضَارِبُه . وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ : ( لا تَصْلُح مُضَارَبَةُ مَنْ طُعْمَتُه حَرَامٌ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ قَوْلُهم : فُلانٌ ( مَا يُعْرَفُ له مَضْرِبُ
____________________

(3/251)


عَسَلَةٍ ) بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الرَّاءِ ولا مَنْبِض عَسَلَة أَي مِنَ النَّسَبِ والمَالِ ، يقال ذَلِك إِذَا لَم يَكُن له نَسَبٌ مَعْرُوفٌ ولا يُعْرف إِعْرَاقُه في نَسَبِه .
وفي المحكم : ما يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلَةٍ ( أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ ) . كما يُقَالُ : إِنَّه لكَرِيمُ المَضْرِب شَرِيفُ المَنْصِبَ ) . ( و ) في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : { فَضَرَبْنَا عَلَىءاذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } ( الكهف : 11 ) . قال : الزَّجَّاج : ( مَنَعْنَاهم ) السَّمْعَ ( أَنْ يَسْمَعُوا ) . والمَعْنَى أَنَمْنَاهم ومَنَعْنَاهم أَن يَسْمَعُوا ، لأَن النَّائِمَ إِذَا سَم 2 عَ انْتَبَه . والأَصْلُ في ذلك أَنَّ النَّائِمَ لَا يَسْمَعُ إِذَا نَامَ . وفي الحديث : ( فَضَرَبَ اللّهُ على أَصْمِخَتِهِم ) أَي نَامُوا فلم يَنْتَبِهُوا . والصِّمَاخ ؛ ثقْبُ الأُذُن . وفي الحَدِيثِ : ( فضَرَبَ عَلَى آذَانِهِم ) هو كنايَة عن النَّوْمِ . مَعْنَاه حَجَبَ الصَوتَ والحِسَّ أَنْ يَلِجَا آذَانَهم فَيَنْتَبِهُوا ، فكَأَنَّهَا قد ضُرِبَ عَلَيْهَا حِجَابٌ . ومنه حَدِيثُ أَبِي ذَرَ : ( ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهم فما يَطُوفُ بالبَيْتِ أَحَدٌ ) كَذَا في لسان العرب .
( و ) يقال : ( جَاءَ مُضْطَرِبَ العِنَانِ ) أَي ( منْهَزِماً مُنْفَرِداً ) .
( وضَرَّب ) الشُّجَاعَ في الحَرْب ( تَضْرِيباً ) : حَرَّضَهُ وأَغْرَاهُ .
وضَرَّب النَّجَّادُ المُضَرَّبَةَ تَضْرِيباً إِذَا خَاطَهَا . وبِسَاطٌ مُضَرَّبٌ إِذَا كَان مَخِيطاً .
وضَرَّبَ إِذَا ( تَعَرَّضَ للثَّلْج ) ، وهو الضَّرِيبُ .
( و ) ضَرَّب أَيضاً إِذَا ( شَرِبَ الضَّرِيبَ ) وهو الشَّهْد ، وقد أَغْفله المصنف في محله وأَطلقه هنا ، وقد تَقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِليه .
( و ) ضَرَّبَتْ ( عَيْنهُ ) إِذَا ( غَارَت ) ، نقله الصاغانيّ ، كَحَجَّلَت .
( وأَضْرَبَ القومُ ) إِضْرَاباً كأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا . ( وَقَعَ عَلَيْهِم ) الضَّرِيبُ ، وهو ( الصَّقِيعُ ) والجَلِيدُ الَّذِي يَقَعُ بالأَرْضِ ، وقَدْ تَقَدَّم .
( و ) أَضْرَبَتِ ( السَّمُومُ المَاءَ : أَنْشَفَتْه ) حَتَّى تُسْقِيَه ( الأَرْضَ ) . قَالَه اللَّيْثُ .
( و ) أَضْرَب ( الخُبْزُ ) أَي خُبْزُ
____________________

(3/252)


المَلَّة ، فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذَا ( نَضَجَ ) وآنَ لَهُ أَنْ يُضْرَبَ بالعَصَا أَو يُنْفَضَ عنه رَمَادُه وتُرَابُه . وخُبْزٌ مُضْرِبٌ وَمَضْرُوبٌ قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خُبْزَةً :
ومَضْرُوبَةٍ في غَيْر ذَنْبٍ بَرِيئةٍ
كَسَرْتُ لأَصْحَابي على عَجَلٍ كَسْرَا
( و ) ضَاربْت الرجلَ مُضَارَبَةً وضِرَاباً ، وتَضَاربَ القَومُ واضْطَرَبُوا : ضَرَبَ بَعْضُهُم بَعْضاً . و ( ضَارَبَه فَضَرَبَهُ ) يَضْرُبُه ( كنَصَرَه : غَلَبَهُ في الضَّرْب ) أَي كَانَ أَشَدَّ ضَرْباً مِنْه . وفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ما قالوا : إِن أَفْعَالَ المُغَالَبَة كُلَّهَا مِنْ بَابِ نَصَر ، ولو كَانَ أَصْلُهَا من غَيْر بَابِه كَهَذَا وفارَصْتُه فَفَرَصْتُه ونحو ذلك إِلا خَاصَمْتُه فَخَصَمْتُه فأَنا أَخُصِمُه فإِن مُضَارِعَه جَاءَ بالكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ، وهو شَاذٌّ ، قالَهُ شَيْخُنَا .
ومما أَغْفَلَه المُصنِّفُ واسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ قَوْلُهم .
ضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً : دَقَّه حَتَّى رَسَبَ في الأَرْضِ . وَتِدٌ ضَرِيبٌ : مَضْرُوبٌ ، هذه عن اللِّحْيَاني .
وفي الحَدِيث : ( يَضْطَرِبُ بِنَاءً في المَسْجد ) أَي يَنْصِبُه ويُقِيمُه على أَوْتَادٍ مَضْرُوبَةٍ في الأَرْضِ .
ومن المجاز : ضَرَبَ الدِّرْهَمَ يَضْرِبُه ضَرْباً : طَبَعَه ، وهذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِير . ودرهمٌ ضَرْبٌ ، وَصَفُوه بالمَصْدَرِ وَوَضَعُوه مَوْضِعَ الصِّفَةِ كقَوْلِهِم : ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ ، وإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ على نِيَّة المَصْدَرِ وهو الأَكْثَر ؛ لأَنَّه لَيْسَ مِن اسْمِ ما قَبْله ولا هُوَ هُوَ ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَبِ .
ومن الأَسَاسِ في المَجَازِ : وضَرَبَ عَلَى المَكْتُوب أَي خَتَم . وضَرَب الجُرْحُ والضِّرْسُ : اشْتَدَّ وَجَعُه . وفي لِسَانِ العَرب : ضُرِبَ بِبَلِيَّةِ : رُمِيَ بِهَا لأَنّ ذَلِكَ ضَرْب .
ومن المجاز : ضَرَبَ البَعِيرُ في جَهَازِه أَي نَفَر فلَم يَزَل يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حَتَّى طَرَحَ عَنْه كُلَّ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَدَاتِه وحِمْلِه .
ومن المجاز : أَيضاً قَوْلُهم : ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ ، أَي الْتِبَاسٍ
____________________

(3/253)


أَي أَفْسَدَت نَسَبَهم بِوِلَادَتِهَا فِيهِم ، وقِيل : عَرَّقَتْ فِيهِم عِرْقَ سَوْء .
ومن المجاز أَيضاً : أَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ ، تَقُولُ : حَيَّةٌ مُضْرِبَةٌ وَمُضْرِبٌ . ورأَيْت حَيَّةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكِنَة لا تَتَحَّرك .
والمَضْرُوبُ : المُقِيمُ في البَيْت .
ولَقَب نُوحِ بْنِ مَيْمُون بْنِ أَبِي الرِّجَالِ العِجْليّ ، تَرْجَمَه البنداريّ في ذَيْله على تَارِيخ بغداد . والمُضَرِّب ، كُحدِّث ومُعَظَّم ، لقبُ عُقْبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبي سُلْمَى الشَّاعر . وبِالوَجْهَيْن ضُبِطَ في نُسْخَة الصَّحَاح في بَاب ( ل ب ب ) فليُرَاجَعْ .
والضَّرَّابُ : لَقَب أَبِي عَليَ عَرفَة بْن مُحَمّد المِصْرِيّ ثِقَة ، تُوُفِّي سنة 340 ه وأَبُو القَاسِم عَبْدُ العَزِيز بن أَبي محمد الحَسَن بْنِ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّد الغَسَّانِيّ الضَّرَّاب مُحَدِّثٌ ، رَوَى عن أَبِيهِ كِتَابَ الْحَمَاسَة .
وفي الحديث : ( الصّدَاع ضَرَبَانٌ في الصُّدْغَيْن ) أَي حَرَكَةٌ بقُوَّة . وفي الحَدِيث : ( نَهَى عَنْ ضَرْبَة الغَائِصِ ) وهو أَن يقول الغَائِصُ في البحْر اللتَّاجِر : أَغُوصُ غَوْصَةً فما أَخْرَجْتُ فهو لَكَ بِكَذَا فيتَّفِقَان عَلَى ذَلِكَ ، ونُهِي عنه لأَنه غَرَرٌ .
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : المَضَارِبُ : الحِيَلُ في الحُرُوب .
ومن المجاز : ضُرِبَت عَلَيْه الذِّلَّة . وضَرَب خَاتَماً ، وأَضْرَبَه لِنَفْسِه ، وأَضْرَبَ عن الأَمْر : عَزفَ عَنْه . وطَرِيقُ مَكَّةَ ما ضَرَبَهَا العَامَ قَطْرَةٌ . وأضْرَبَ جَأْشاً لأْمْرِ كذا ؛ وَطَّنَ نَفْسَه عَلَيْه . وضَرَبَ الفَحَّ عَلَى الطَّائِرِ ، وهو الضَّاروبُ ، كَمَا فِي الأَسَاسِ .
والضَّرِيبَةُ : اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَب .
وقال أَبو زَيْد : يُقَالُ : ضَرَبْتُ له الأَرْضَ كُلَّهَا أَي طَلَبْتُه في كُلِّ الأَرْض . وقال غيره : يقال : فُلَانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً مِنْ ضَارِبٍ ، يَعْنُونَ مَاضِياً إِلى غَائِط .
وضَارِبُ السَّلَم : وْضِعٌ باليَمَامَةِ .

____________________

(3/254)


ضغب : ( الضَّاغِبُ : الرَّجُلُ ) الَّذِي ( يَخْتَبِيءُ ) في الخَمَر ( فيُفَزِّعُ الإِنْسَانَ بِصَوْتٍ كَصَوْتِ ) الضَّبُعِ أَو الأَسَد أَو ( الوَحْشِ ) . حكاهُ أَبُو عَمْرو وأَبُو حَنِيفَة ، وأَنْشَد :
يا أَيُّهَا الضَّاغِبُ بالغُمْلُولُ
إِنَّكَ غُولٌ وَلَدَتْكَ غُولْ
هكذا أَنْشَدَه بالإِسْكَانَ ، والصَّحِيحُ بالإِطْلَاق وإِنْ كَانَ فِيهِ حِينَئِذٍ الإِقْوَاء ، وقد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ . ( والضَّغِيبُ : صَوْتُ الأَرْنَبِ والذِّئْبِ ، كالضُّغَابِ بالضَّمِّ ) . ضَغَب يَضْغَبُ ضَغِيباً . وقيل : هو تَضَوّرُ الأَرْنَبِ عِنْدَ أَخْذِها ، واسْتعاره بعضُ الشَّعَرَاء للَّبَنِ فقال ، أَنْشَدَه ثَعْلَب :
كَأَنَّ ضَغِيبَ المَحْضِ في حَاوِيَائِه
مع التَّمْرِ أَحْيَاناً ضَغِيبُ الأَرَانِب
( و ) الضَّغِيبُ : ( صوْتُ تَقَلْقُلِ الجُرْدَانِ في قُنْبه ) بالضَّمِّ ( الفَرَسِ ) وليس له فِعْلٌ . والقُنْبُ : جِرَاب قَضِيبِ كُلِّ ذِي حَافِرٍ ، كما يَأْتِي له .
( و ) قال أَبو حَنِيفَة : ( أَرْضٌ مَضْغَبَةٌ : كَثِيرَةٌ الضَّغَابِيسِ ) وهي صِغَارُ القِثّاء .
( وَرَجُلٌ ضَغْبٌ بالفَتْح ، وهي بِهَاء : مُشْتَه للضَّغَابِيسِ أَو مُولَعٌ بِحُبِّهَا ) . أُسقِطَت السِّينُ مِنْهُ لأَنَّهَا آخرُ حُرُوفِ الاسْم ، كما قِيلَ في تَصْغِيرِ فَرَزْدَق فُرَيْزِدٌ ، وجمعه فَرَازِدُ فَعَلَى هَذَا كَانَ الأَوْلَى ذكرُه هنا للتَّنبِيهِ عَلَيْه أَو أَصَالَة كما هو رَأْيُ الجَوْهَرِيّ وغَيْرِه في زِيَادَةِ السِّينِ كما قَالَهُ شيخنا .
وفي لسان العرب : ومِنْ كلَامِ امرَأَة من العَرَبِ : وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغَابِيسَ فإِنِّي ضَغِبَةٌ ) ولَيْسَت الضَّغِبَةُ من لفظ الضُّغْبُوسِ ، لأَنَّ الضَّغِبَةَ ثِلَاثِيٌّ ، وضِغُبوسٌ رُبَاعِيّ فَهُوَ إِذاً مِنْ بَابِ لآلِ ، انتَهَى ، وسَيَأْتِي طَرَفٌ مِنْ ذَلِكَ في ضَغْبَسَ .
( وضَغَبَ كَمَنَ ) يَضْغَبُ ضَغِيباً ( صَوَّتَ كالأَرَانب والذِّئَاب . وفَزَّع ) .
____________________

(3/255)


( و ) ضَغَبَ ( المرأَة : نَكَحَهَا ) . وهذه نَقَلَهَا الصَّاغَانِيّ .
ضنب : ( ضَنَبَ بِهِ الأَرْضَ يَضْنِبُ ) يالكَسْرِ ضَنْباً : ( ضَرَبَ ) بِهِ . ( و ) ضَنَبَ ( بالشَّيْءِ ) ضَنحباً : ( قَبَضَ عليهِ ) ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاع .
ضوب : ( *!الضَّوْبَانُ بالفَتْحِ ويُضَم لُغَتَان في*! الضُّؤْبَان بالهَمْزِ ) وهو الجَمَلُ المُسِن القَوِيُّ الضَّخْم وقد تقدم ، ( واحده كجَمْعِه ) سَوَاءٌ . وذكره الأَزْهَرِيّ في ( ضَبَن ) وقال : من قال*! ضَوْبان جعله من*! ضَابَ . *!يَضُوب . وقَوْلُ شَيْخنا : إِنَّه سَبَق في مَادَة الهَمْزِ وأَنَّه تَصَحَّف عند الأَكْثَر ، ولذلك لم يذْكُرْه الجَوْهَرِيّ هُنَاك ، لَيْسَ بِسَدِيد ، فقد ذَكَرَه أَبُو زَيْد وغَيْرهُ من أَئِمَّةِ اللُّغَة في الهَمْزَة وأَنْشَدُوا :
لَمَّا رَأَيْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفَانِي
إِلى آخره ، كما تَقَدَّم ، ولَعَلَّه اشْتَبَه عَلَيْه بضَيْأَب الذي هو تَصْحِيف ضَيْأَن .
( و )*! الضُّوبَانُ ( بالضَّمِّ : كَاهِلُ البَعِيرِ ) .
( و ) عن الفرَّاء : ( ضَابَ ) الرَّجُلُ إِذَا ( اسْتَخْفَى . و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : ضَابَ إِذَا ( خَتَلَ عَدُوًّا ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ضهب : ( ضَهَبَه بالنَّار كمَنَعَه ) : لَوَّحَهُ و ( غَيَّرَه . و ) ضَهَبَ ( الرَّجُلُ ) يَضْهَبُ ( ضُهُوباً : أَخْلَفَ وضَعُفَ ولم يُشْبِهِ الرِّجَال ) ، وهو مَجَازٌ ، لِشَبَهِهِ باللَّحْم الَّذِي لم يَنْضَج .
( وضَهْبُ القَوْمِ ) بالفَتْح فالسُّكُون : ( اختِلاطُهُم ) .
وفي التهذيب في ترجمة ( هَضَبَ ) . وفي النَّوَادِر : هَضَبَ القَومُ وضَهَبُوا وهَلَبُوا وأَلَبُوا وحَطَبُوا كله للإِكْثَارِ والإِسراع .
( وضَهَّبَه ) أَي اللَّحْمَ ( تَضْهِيباً : شَوَاهُ عَلَى حِجَارَة مُحْمَاةٍ ) فهو مُضَهَّب
____________________

(3/256)


( أَو ) ضَهَّبَة ؛ ( شَوَاهُ ولَمْ يُبَالِغْ في نُضْجِه ) . قال امرؤُ القَيْسِ :
نَمُشُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا
إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءٍ مُضَهَّب
وقال أَبُو عَمْرٍ و : إِذَا أَدْخَلْت اللحمَ الدَارَ ولم نُبَالغْ في نُضْجِه قلتَ : ضَهَّبْتُه فه ومُضَهَّب ، والأَوّل قَوْلُ اللَّيْث .
( و ) ضَهَّبَ ( القَوْسَ : عَرَضَهَا على النَّارِ للتَّثْقِيفِ ) وكَذَلِكَ الرُّمْح .
( والضِّهْبَاءُ : القَوْسُ ) الَّتِي ( عَمِلَتْ فِيهَا النَّارُ ) والضَّبْحَاءُ مِثْلُهَا .
وفي الأَسَاسِ : وامْرَأَةٌ ضَهْبَاءُ : لا تَحِيضُ . قُلْتُ : وهو تَصْحِيف . والصَّوَابُ ضَهْبَاء بالتَّحْتِيَّة وقد تَقَدَّمَ .
( والضَّيْهَبُ ) كصَيْقَل : كُلُّ قُفَ أَو حَزْنٍ أَو مَوْضِعٍ مِنَ الجَبَل تَحْمَى عليه الشَّمْسُ حتى يَنْشَوِي عَلَيْه اللَّحْمُ ، قَالَهُ اللَّيْثُ ، وأَنشد :
وَغْر تَجِيشُ قُدُورُه بِضَيَاهِبِ
قال أَبو مَنْصُور : الَّذِي أَرَادَ اللَّيْثُ إِنَّما هُوَ ( الصَّيْهَبُ ) بالصَّادِ المُهْمَلَة وقد تَقَدَّم بَيَانُه ، وكَذَلِكَ هُوَ في البَيْت ( تَجِيشُ قُدُورُه بِصَيَاهِب ) . جَمْعُ صَيْهَب ، وهو اليَوْمُ الشَّديدُ الحَرِّ ، وقد تَقَدَّم . فَعلَى هَذَا قَوْلُ المُصَنِّفِ ( لمَشْوِيِّ اللَّحْم ) كَذَا في النُّسخَ لَيْسَ بِسدِيد ، وسَكَتَ عنه شَيْخُنَا مَع سعة اطِّلَاعه .
( و ) يقال : ( لَحْمٌ مُضَهَّبٌ ) كمُعظَّمٍ أَي مُقَطَّع ) نَقَلَه الصاغانيّ عن المفَضّل .
( و ) يقال ( ضَهَبَ النَّارَ ) إِذَا ( جَمَعَهَا ) .
( والمُضَاهَبَةُ : المُقَابَحَةُ ) وهي المُكَاشَفَةُ بالقَبِيح كما نَقَلَ الصَّاغَانِيّ .
ضيب : (*! الضَّيْبُ بالفَتْح لغة في الضِّئْب بالكَسْرِ مهمُوزا ) وقد تقدم ما يتعَلَّق بمعْنَاه .

____________________

(3/257)


2 ( فصل الطاء المهملة المشالة ) 2
طبب( *!الطَبُّ مُثَلَّثَة الطَّاءِ ) هُوَ ( هِلَاجُ الجِسْمِ والنَّفْس ) واقْتَصَرَ على الكَسْرِ في الاسْتِعْمال . والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ . وقد*! طَبَّ (*! يَطُبُّ ) بالضَّمِّ على القِيَاسِ في المُضَاعَف المُتَعَدِّي (*! ويَطِبّ ) بالكَسْر على الشُّذُوذ طِبًّا فهو مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَيْن كعَلَّه يَعُلُّه وأَخَوَاته وإِنُ لم يَذْكُرُوه فِيهَا ، وليس هذا من زِيَادَات المُؤَلِّف كما زعمه شيخُنَا ، بل سَبَقَه في المحكم ولِسَان العَرَب وغَيْرهما .
( و ) من المجاز : الطِّبُّ بمَعْنَى ( الرِّفْق ) . *!والطَّبِيبُ الرَّفِيقُ ، قيل : ومنه فَحْلٌ*! طَبٌّ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة ، لا يَضّرُّ الطَّرُوقَةَ ، كَمَا في الأَسَاسِ . قال العرَّارُ بْنُ سَعِيد الفَقْعَسِيّ يَصِفُ جَمَلاً ، ولَيْس للمَرَّار الحَنْظَلِيّ :
يَدِينُ لمَزْرُور إِلَى جَنْبِ حَلْقَة
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ*! طَبِيبُهَا
يَدِينُ : يُطِيعُ . والمَزْرُورُ : الزِّمامُ المَرْبُوطُ بالبُرَةِ ، وهو مَعْنَى قَوْلِه : حَلْقَة مِن الشِّبْهِ ، وهو الصُّفْرُ ، أَي يَطِيع هَذِه النَّاقَة زِمَامُهَا إِلَى بُرَةِ أَنْفِها ، كذا في لسان العرب .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الطُّبُّ بمعنى السِّحْرِ . قال ابنُ لأَسْلَتِ :
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي :
أُطِبٌّ كَانَ دَاؤُكَ أَم جُنُونُ
ورواه سيبويه : أَسِحْرٌ كَانَ *!طُبُّكَ .
وقد طُبَّ الرَّجُلُ . *!والمَطْبُوبُ : المَسْحُورُ . قالَ أَبُو عُبَيْدَة : إِما سُمِّي السِّحْرُ*! طُبًّا على التفاؤل بالبُرْءِ . ومِثْلُه في النِّهَايَة ، وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلَّم ( احْتَجَمَ بقَرْنٍ حينَ طُبَّ ) . وَيَرى أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَمَّا قِيلَ لَهُ*! مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنى *!بالطّب عن السِّحْر ، كَمَا كَنَوْا عن اللَّدِيغ فَقَالُوا : سَلِيم ، وعن المَفَازَة وهي مَهْلَكَة فَقَالُوا : مَفَازَة تَفَاؤُلاً بالفَوْزِ والسَّلَامَةِ . وفي
____________________

(3/258)


الحَدِيث : ( فَلَعَلَّ *!طَبًّا أَصَابَه ) . وفي ( حَدِيث ) آخر أَنَّه *!مَطْبُوبٌ .
( و ) الطِّبُّ ( بالكَسْرِ ) الطَّوِيَّة و ( الشَّهْوَةُ والإِرادَةُ ) . قال :
إِن يَكُن*! طِبُّكَ الفِرَاقَ فإِن ال
بَيْنَ أَن تَعْطِفِي صُدُورَ الجِمَال
( و ) مِنَ المَجَازِ : الطِّبُّ : الدَّأْبُ و ( الشَّأْنُ والعَادَةُ ) والدَّهْرُ . يقَال : ما ذَاكَ*!- بطِبِّي أَي بِدَهْري وعَادَتِي وشَأْنِي .
في لسان العرب : وقول فَرْوَة بْنِ مُسَيْكِ المُرَادِيّ :
فَإِنْ تَغْلبْ فَعَلَّابُون قِدْماً
وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
فما إِنْ*! طِبُّنَا جُبْنٌ ولكِنْ
مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ
تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحينَا
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه : مَا دَهْرُنَا وشَأْنُنا وَعادَتُنَا ، وأَنْ يَكُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا . ومَعْنَى هَذَا الشعر : إِن كانَت هَمْدَانُ ظَهَرَت عَلَيْنَا في يَوْم الرَّدمِ فغَلَبَتْنَا فغَيْر مُغْلَّبِين . والمُغَلَّبُ : الَّذِي يُغْلَبُ مِرَاراً أَيْ لَمْ نُغْلَبْ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً .
( و ) الطَّبُّ ( بالفَتْحِ ) وحكى ، التَّثْلِيثَ إِمَّا أَصَالَة أَو عَلَى الوَصْفِ بالمَصْدَر وَهُوَ الظَّاهِرُ ، قاله شَيْخنا ، وهُو الَعَالِم ، قاله أَبُو حَيَّان والطَّبُّ : ( المَاهِرُ الحَاذِقُ ) الرَّفِيقُ كما فِي النِّهَايَة .
وقَال ابْنُ سِيدَه في تَفْسير شِعْر ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِكْرُه : والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ ، ومثله قال المَيْدَانِيّ .
وفي لسان العرب : الطَّبُّ : الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر ( بعِلْمِه ، *!كالطَّبِيبِ ) أَنْشَدَ ثَعْلَب في صفَة غَرَاسَةِ نَخْل :
جَاءَتْ على غَرْسِ طَبِيبٍ ماهِرِ
وقد قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ *!الطَّبِيبِ مِنْهُ ، ولَيْسَ بِقَوِيّ ، وكُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ *!طَبِيبٌ عِنْد العَرَب . ويقَال : فُلَانٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ .
____________________

(3/259)



وفي الحكم : وسَمِعْتُ الكِلَابِيَّ يَقُولُ : اعمَلْ في هَذَا عَمَل مَنْ *!طَبَّ لِمَنْ حَبَّ .
وعَن الأَحْمَر : ومن أَمْثَالِهم في التُّنَوُّق في الحَاجَة وتَحْسِينِها : ( اصنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ ) أَيْ صَنْعَة حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبه . وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسلم فرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتمَ النُّبُوَّة ، فقال : إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجْتُهَا فإِنِّي طَبِيبٌ ، فقال له النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : (*! طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لا أَنْتَ ) . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاء : ( بَلَغَنِي أَنَّكَ جَعَلْتَ طَبِيباً ) الطَّبِيبُ في الأَصْلِ : انحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا ، وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ الَرْضَى ، وكُنِي بِه هَا هُنَا عن القَضَاءِ والحُكْم بَيْن الخُصُوم ، لأَنَّ مَنْزِلَةَ القَاضِي من الخُصُوم بمَنْزِلَة الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاح البَدَنِ .
وفي التَّهْذِيب : أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْيَاء والمَهَارَةُ بها . يقال : رجل طَبن وطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كذلك ، وإِنْ كَانَ في غَيْر عِلَاج المَرَضِ . قال عَنْتَرَةُ :
إِن تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنَّنِي
*! طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ
وقال عَلْقَمَةُ :
فإِن تَسْأَلُونِي عن نِسَاء فإِنَّنِي
بَصِيرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِيبُ
( و ) الطَّبُّ : ( البَعيرُ يَتَعَاهَد مَوْضِع خُفِّه ) أَيْنَ يَطَأُ به . ( و ) الطَّبُّ : ( الفَحْلُ الحاذِقُ ) المَاهِرُ ( بالضِّرَاب ) يَعْرف الَّلاقِحَ مِنَ الحَائِل ، والضَّبْعَةَ من المَبْسُورَةِ ، ويَعْرِفُ نَقْصَ الوَلَد في الرَّحِمِ ويَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ ويَضْرِبُ ، وفي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : ( كَانَ كَالجَمَل لطَّبِّ ) يَعْني الحاذِق بالضِّرَابِ . وقيل : مِنَ الإِبل الَّذِي لا يَضَعُ خُفَّه إِلَّا حَيْثُ يُبْصِر ، فاسْتَعَارَ أَحَدَ
____________________

(3/260)


هَذَيْن المَعْنَيَيْن لأَفْعَالِه وخِلَالِه .
( و ) الطَّبُّ : ( تَغْطِيَةُ الخُرَزِ بِالطِّبَابَةِ ) . وقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبًّا ، كذلك طَبَّ السِّقَاءَ وطَبَّبَه ( كالتَّطبِيبِ ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَة .
( و ) *!الطُّبُّ ( بالضَّمِّ : ع ) .
(*! والطِّبَّة *!والطِّبَابَةُ بِكَسرِهما *!والطَّبِيبَة ) كَحَبِيبَة : القِطْعَةُ ( المُسْتَطِيلَةُ ) الضَّيِّقَةُ ( من الأَرْضِ ) الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ قَالَه أَبُو حَنِيفَة .
( و )*! الطِّبَّةُ *!والطَّبِيبَةُ والطِّبَابَةُ : الطِّرِيقَةُ المُسْتَطِيلَةُ مِنَ ( الثَّوْبِ ) والرَّمْلِ ( والسَّحَاب ) وشُعَاع الشَّمْسِ ( والجِلْدِ ) . وقيل : الطِّبَّةُ : الشُّقَّةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوْبِ والجِلْدِ أَو المُرَبَّعَة ، من الأَخِيرِ ، أَو المُسْتَدِيرَة في المَزَادَة والسُّفْرَةِ ونحْوِهَا .
وقال الأَصْمعيّ : الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ الطِّبَابَةُ كُلُّ هَذَا طَرَائِقُ في رَمْلٍ وسَحَاب ، وكذلك طِبَبُ شُعَاع الشَّمْسِ ، وَهِيَ الطَّرَائِق التي تُرَى فِيهَا إِذَا طَلَعَت ، وهي *!الطِّبَابُ أَيْضاً .
( ج *!طِبَابٌ ) بالكَسْر (*! وطِبَبٌ ) على وزن عِنَب .
وفي الأَسَاس فِي المَجَازِ : وامْتَدَّت طِبَبُ الشَّمْس وطِبَابُهَا أَي حِبَالُهَا . وأَخَذْنَا في طِبّةٍ : قطعة مُسْتَطِيلَة دَقِيقَة كَثِيرَة النَّبْتِ . ومَشْينا في *!طِبَابَةٍ وطَرِيدةٍ وهي دِيارٌ مُتَساطِرَةٌ .
(*! والطُّبَّةُ بالضَّمِّ والطِّبَابَةُ بالكَسْرِ : السَّيْرُ يَكُونُ في أَسْفَلِ القِرْبَة بَيْنَ الخُرْزَتَيْنِ ) قاله الليث ، ونَصُّ كَلَامِه : *!الطِّبَابَةُ من الخُرَزِ : السَّيْرُ بين الخُرْزَتَيْن ، والطُّبَّةُ : السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ في أُسْفَلِ القِرْبة ، وهو يُقَارِبُ الخُرَزَ ، فالمُؤَلِّفُ خَلَطَهُمَا عَلَى عَادَتِه في الاخْتِصَارِ ، ولو تَنَبَّه لَه شَيْخُنَا في هَذَا لجَلَب عَلَيْه خَيْل سِنَانه ورَجِلَ ملَامِه ولَمْ يَرَ لَهُ وَجْه الاعْتِذَارِ .
وفي المحكم : الطِّبَابَةُ : سَيْرٌ عَرِيضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والخُرَزُ فيه ، والجَمْعُ
____________________

(3/261)


طِبَابٌ . قال جَرِير :
بَكَى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَيْرَ نَزْرٍ
كَمَ عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ *!الطِّبَابَا
وفي المحكم أَيضاً : وربَّمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ الَّتي تُخْرَزُ عَلَى حَرْفه الدَّلْوِ أَوْ حَاشِيَة السُّفْرَة طُبَّة . والجمع*! طُبَبٌ *!وطِبَابٌ .
وفي غير : الطِّبَابَةُ والطِّبَابُ : الجلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ على طَرَفَي الجِلْدِ في القِرْبَة والسِّقَاءِ والإِدَاوَة إِذَا سُوِّي ثم خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيً .
وفي الصَّحَاحِ : الجِلْدَةُ التي يُغَطَّى بِهَا الخُرَز وهي مُعْتَرِضَةٌ كالإِصْبَع مَثْنِيَّة على مَوْضِعِ الخَرْزِ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الطِّبَابَةُ : الَّتِي تتُجْعَلُ عَلى مُلْتَقَى طَرَفَي الجلْدِ إِذَا خُرِزَ في أَسْفَلِ القِرْبَةِ والسِّقَاءِ والإِدَاوَة . وعَنْ أَبِي زَيْد : فإِذَا كَانَ الجِلْدُ في أَسَافِلِ هَذِه الأَشْيَاءِ مَثْنِيًّا ثم خُرِزَ عَلَيْه فهو عِرَاقٌ ، وإِذَا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيّ فهو طِبَابٌ .
وطَبِيبُ السِّقَاء : رُقْعَتُه .
( و ) رَجُل*!طَبٌّ *!وطَبِيبٌ : عَالِم بالطِّبِّ . تَقُولُ : ( مَا كُنْتَ *!طَبِيباً ، ولَقَد طَبِيْتَ بالكَسْرِ ) ، وعَليه اقتصر في لسان العرب ( والفَتْح . ج ) في القَلِيلِ ( *!أَطِبَّةٌ . و ) في الكَثِيرِ ( *!أَطِبَّاء ) . وبِمَا شَرَحْنَاه اتَّضَحَ أَن كَلَامَ المُؤَلِّف في غَايَةٍ من الاسْتِقَامَة والوُضُوحِ ، لا كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا أَنَّه لَا يَخْلُو من تَنَافرٍ وقَلَق .
(*! والمُتَطَبِّبُ : مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ ) وَقَد*! تَطَبَّبَ . وقَالُوا :*! تَطَبَّبَ لَهُ : سَأَل لَهُ *!الأَطِبَّاءَ .
والَّذِي في النِّهَايَة :*! المُتَطَبِّبُ : الَّذِي يُعَانِي عِلْمَ الطِّبِّ ولا يَعْرِفُه مَعرِفَةً جَيِّدَةٌ .
قلتُ : أَي لِكَوْنِه من بَابِ التَّفَعُّلِ وهو للِتكَلف غَالِباً .
( و ) قالوا : ( إِنْ كُنْتَ ذَا*! طِبٍّ ) *!وطُبٍّ *!وطَبٍّ ( *!فَطُبَّ لِعَيْنِك ) بِالإِفْرَادِ ، كذا في نُسْخَتِنَا ، وفي أُخْرَى بالتَّثْنِيَة ، ومِثْلُه في لِسَان الْعَرَب ( مُثَلَّثَةَ الطّاءِ
____________________

(3/262)


فِيهِمَا ) ، وعلى الأَوَّل اقْتَصَرَ في المُحْكَمِ .
وقال ابن السِّكِّيت : إِن كُنْتَ طِبَ فطِبَّ لِنَفْسِكَ أَي ابْدَأُ أَوَّلاً بإِصلاحه نَفْسِكَ .
( و ) كذا قَوْلهم : ( مَنْ أَحَبّ*!َ طَبَّ ) واختَالَ لِمَا يُحِبُّ أَيْ ( تَأَتَّى للأُمُورِ وَتَلَطَّفَ ) .
( وهُو*! يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه ) أَي ( يَسْتَوْصِفُ ) الدَّوَاءَ أَيُّهَا يَصْلُحِ لِدَائِهِ .
( *!وطِبَابَةُ السَّمَاءِ *!وَطِبَابُها : طُرَّتُها المُسْتَطِيلَةُ ) . قال مَالِكُ بْنُ خَالِد الهُذَلِيُّ :
أَرَتْهُ من الجَرْبَاءِ في كُلِّ مَوْطِنٍ
*! طِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ
يصفُ حِمَارَ وحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ فلَجَأَ إِلَى جَبَل فصَارَ في بَعْضه شِعَابِه ، فَهُوَ يَرَى أُفُقَ السَّمَاءِ مُسْتَطِيلاً . قال الأَزْهَرِيّ : وذَلِكَ أَنَّ الأُتُنَ أَلْجَأَتِ المِسْحَلَ إِلَى مَضِيقٍ في الجَبَل لا يَرَى فيه إِلا طُرَّةً من السَّمَاءِ .
*!والطِّبَابُ مِنَ السَّمَاء : طَرِيقُه وطُرَّتُه . وقَالَ الآخَرُ :
وسَدَّ السَّمَاءَ السِّجْنُ إِلَّا *!طِبَابَةً
كتُرْسِ المُرَامِي مُسْتَكِنًّا جُنُوبُهَا
فالحِمَارُ رَأَى السَّمَاءَ مُسْتَطِيلَة لأَنَّه في شِعْب ، والرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِيرَة لأَنَّه في السجن .
( *!والطَّبْطَبَةُ : صَوْتُ الماءِ ) إِذَا اضْطَرَب واصْطَكَّ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وأَنشد :
كأَنَّ صَوْتَ المَاءِ في أَمْعَائِها
*!طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلَى جِوَائِهَا
عدّاه بإِلَى لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى تَشَكِّي المِيث .
( و ) *!الطَّبْطَبَةُ : ( صَوْتُ تَلَاطُمِ ) وفي بعضُ النُّسَخ تَلَاطُع ( السَّيْل ) . *!وطَبْطَبَ المَاءَ إِذَا حَرَّكه . وعن الليث :*! طَبْطَبَ الوَادِي طَبْطَبَة إِذَا سَالَ بالمَاءِ . وسَمِعْتُ لِصَوْتِه *!طَبَاطِبَ . وقَد *! تَطَبْطَبَ المَاءُ والثَّدْيُ . قال :
____________________

(3/263)



*!تَطَبْطبَ ثَدْيَاها فَطَار طَحِينها
( و ) الطَّبْطَبَةُ : شيءٌ عَرِيضٌ يُضْرَبُ بَعْضُهِ ببَعْضٍ .
( *!والطَّبْطَابَةُ : خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يُلْعَبُ بِهَا بالْكُرَة ) وفي التَّهْذِيبِ : يَلْعَبُ الفَارِسُ بِهَا بالكُرَة . وقَال ابنُ دُرَيد :*! الطَّبْطَابُ : الذي يُلْعَبُ بِهِ لَيْسَ بِعَرَبيّ .
( و ) عنْ ابْنِ هَانِىء : يُقَالُ : ( قَرُبَ طِبٌّ ) . وهَذَا مَثَلٌ يُقَالُ للرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قد قَرُبَ مِنْهُ ، وذَلِكَ أَنَّهُ ( تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأَةً فَهُدِيَتُ إِلَيْه ) أَي أَي زُفَّت ( فلما قَعَدَ منها مَقْعَدَهُ من النِّسَاءِ ) أَي بَيْنَ رِجْلَيْهَا ( قَال لَهَا : أَبِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌّ ، فَقَالَت ) لَهُ ( قَرُبَ ) كَكَرُمَ ( طِبٌّ ) فَاعِلُه ( ويُرْوَى طِبًّا ) بالنَّصْبِ على التَّمْيِيزِ ، كقَوْلِكَ : نَعْمَ رَجُلاً ( فَذَهَبَتْ مَثَلاً ) . قال شَيْخُنَا ويُقَالُ في هَذَا المَعْنى : أَنتَ على المُجَرَّب .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!المُطَابَّةُ ) مُفَاعَلَة بِمَعْنَى ( المُدَاورَة ) وأَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِين كَيْ أُبَلِّغَه كما في الأَسَاس .
(*! والتَّطْبِيبُ أَن تُعَلِّقَ السِّقَاءَ من عُودٍ ) كَذَا في نُسْخَتِنَا ، وصَوَابُه في عَمُود أَي مِنَ الْبَيْتِ ( ثم تَمُخُضَه ) قال الأَزْهرِيّ : ولم أَسْمَع *!التَّطْبِيبَ بهذا المعنى لغَيّرِ اللَّيْثِ ، وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البَيْتُ .
( و ) *!التَّطْبِيبُ : ( أَن تُدْخِلَ في الدِّيبَاج بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بها ) وعبارة الأَسَاس : *!وطَبَّبَ الخَيَّاطُ الثَّوْبَ : زَادَ فِيه بَنِيقَةً لِيَتسَع .
( *!والطَّبْطَبِيَّهُ : الدِّرَّةُ ) لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا*! طَبْ *! طَبْ ، ومِنْهُ الحَدِيث قَالت مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَمٍ : ( رأَيْتُ رسُول الله صَلَّى الله عليه وسلم في حَجَّة الوَدَاع وهو عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ ، وهو عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ ، فسمعتُ الأَعْرابَ والنَّاسَ يَقُولُون :
____________________

(3/264)


الطَّبْطَبِيَّة الطَّبْطَبِيَّةَ ) أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ نَصْباً على التَّحْذِيرِ .
( *!وطَبْطَبَ ) اليَعْقُوبُ : ( صَوَّت ) نقله الصاغَانيّ .
*!والطَّبَاطِبُ : العَجَمُ ، كذا في لسان العرب . ( *!وطَبَاطَبَا ) لَقَبُ الشَّرِيف ( إِسْمَاعِيل ) الدِّيبَاج ( بن إِبراهيم ) الغمر ( ابن الحَسَنِ ) المُثَنَّى ( بن الحَسَن ) السِّبْط ( بْنِ عَلِيِّ ) بْنِ أَبي طَالِب كرَّم اللّهُ وَجْهَه ورضِي عَنْهُم . والذي صَرّحَ به النسابة أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِيم بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وهو الصَّوَابُ . وإِنما ( لُقّب به لأَنّه كَانَ يُبْدِلُ القَافَ طَاءً ) للثّغَةٍ في لِسَانِه ( أَو لأَنَّه أُعْط 2 قَبَاءً فَقَالَ : *!طَبَاطَبَا ) وهو ( يُرِيدُ قَبَاقَبَا ) ولا مُنَافَاة بين الوَجْهَيْن كَمَا هُو ظَاهِر .
وفي كِتَاب النَّسَب للإِمَامِ النَّاصِر للْحَقِّ ، يقال : إِنَّ أَهلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِكَ . وطَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِيَّة : سَيِّدُ السَّادَات ، نَقَل ذلك أَبُو نَصْر البُخَارِيّ عنه ، وقيل : لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ يَقْطَع له ثَوْباً وهو طِفْل فَخَيَّرَه بَيْن قَمِيص وقَبَاءٍ فَقَالَ : طَبَاطَبَا يعني قَبَاقَبَا . قُلتُ : وهم بَيْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِيثِ والفِقْهِ والنَّسَبِ . والنِّسْبَة إِليه *!-طَبَاطَبِيّ .
ومَشْهَد *!الطَّبَاطِبَة بقَرَافَةِ مصر ، منهم أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ الحَسَن بن إِبراهيم طَبَاطَبَا ، وحَفِيدُه شَيْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيًّ ، لوَلَدِه رِيَاسَ . وأَبُو عَلِيّ محمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِيمَ طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَةٌ مُحَدِّثُون . وأَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا ، وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر . والمُسْتَنْجِد حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِمِ بْنِ طَبَاطَبَا ، وله ذُرِّيَّةٌ يُعْرَفُونَ بِهِ ، وهذا البَيْتُ عَظِيمٌ في الطَّالِبِيِّين .
____________________

(3/265)



(*! والطَّبْطَابُ ) أَي بالفَتْح كما هو قَاعِدَةُ إِطْلَاقِه : ( طَائِرُ له أُذُنَانِ كَبِيرَتَان ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ ، وهكذا في حَيَاةِ الحيوان .
ومِمَّا بَقيَ عَلَى المُؤلِّفِ :
في الأَسَاسِ : وذَا *!طِبَابُ هَذِه العلَّة ، أَي ما يُطَبّ بِهِ .
ومِنَ المَجَازِ : وله *!طِبَابَةٌ حَسَنَةٌ *!والطِّبَّةُ : النَّاحِيَة .
وإنَّكَ لتَلْقَى فُلَاناً على*! طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ ، انتهى .
وفي المَثَل : ( أَرْسِلْه *!طَبًّا ) . ويُرْوَى *!طَابًّا . ويا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك . لمَنْ يَدَّعى مَا لَا يُحْسِنه ، القَوْمُ *!طَبُّونَ . وغير ذلك انظر في المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما .
*!وطَبَبٌ مُحَرَّكَة : جَبَلٌ نَجْديّ .
طحب : ( طِحَابٌ كَكِتَاب ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِي . وقَالَ الصَّاغَانِيّ هُوَ : ( ع ، ولَهُ يَوْمٌ م ) أَي مَعْرُوفٌ .
طحرب : ( الطَّحْرَبَةُ بفَتْح الطَّاءِ والرَّاءِ وبكَسْرِهَما ) ضَبَطَه أَبُو الجَرَّاح . ( و ) في حَدِيث سَلْمَان وذكر القِيَامَة فقال : ( تَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ لَيْسَ عَلَى أَحَد مِنْهُم طُحْرُبَة ) . ( بضَمِّهِمَا ) أَي الطَّاء والرَّاء ، ويُرْوَى بالحَاءِ والخَاءِ . وقَال شَمِر : وسَمِعْت طَحْرَبَةً وطَحْمَرَةً ، وكُلُّهَا لُغَاتٌ . ونَقَلَ شَيْخُنَا عن أَبِي حَيَّان طِحْرَبَ بكَسْر الطَّاءِ وفَتْحِ الراءِ أَي على وزن دِرْهَم وجَوَّز كونَ فَتْح الطَّاءِ مُخَفَّفاً عن الكَسْرِ أَي لِنُدُورِ بَابِ دِرْهَم ، وحَصْرِه في أَلْفَاظٍ مَعْلُومَةِ ، فصَارَت اللُّغَاتُ تِسْعَةً ، وَهُوَ ( القِطْعَةُ ) من السَّحَابِ أَو لَطْخَةٌ ( من الغَيْم ) .
( و ) قيل : الخِرْقَةُ ( من الثَّوْبِ ، وقِيلَ خَاصٌّ بالجَحْدِ ) خَصَّه أَبُو عُبَيْد وابْنُ السِّكّيت ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في النَّفْي . ( يُقَالُ : مَا عَلَيْه طَحْرَبَة ) بالفَتْح يَعْنِي من اللِّبَاسِ . ومَا فِي السَّمَاءِ طَحْرَبَةٌ وطِحْرِبَةٌ أَي قِطْعَةٌ من السَّحاب أَو لَطْخَةٌ من غَيْم ، واسْتَعْمَلَهَا بَعْضُهُم في النَّفْيِ والإِيجَاب .
____________________

(3/266)



( و ) الطِّحْرِبُ ( كزِبْرِجٍ : الغُثَاءُ ) . قال : سَرَى في سَوَادِ اللَّيْلِ ينزل خَلْفَه :
موَاكِفُ لم يَعْكُفْ عليهنْ طِحْرِبُ
( وطَحْرَبَ القِرْبَةَ : مَلَأَهَا ) ، عن أَبِي عَمْرو . ( و ) طَحْرَبَ إِذا ( قَصَّعَ . و ) طَحْرَبَ إِذَا ( عَدَا فَارًّا ) كِلَلاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، هَكَذَا في النُّسَخ . وفي لِسَانِ العَرَبِ : فإذًّا بِالذال المعجمة .
( و ) طَحْرَبَ طَحْرَبَةً إِذَا ( فَسَا ) نَقّلَه اللَّيْثُ ، وهي الطَّحرِبَةُ . قال :
وحَاصَ مِنّا فَرِقاً وطَحْرَبَا
وطُحْرُب : شَيْخٌ يروى عن الحسن بن عَليّ ، وعنه مُجَالد بْنُ سَعِيد ، كذا نقلته من كتاب الثِّقَات لابن حِبَّان .
قلت : وهو طُحرب العِجْليّ ، له ذكر في تَارِيخ لخَطِيبِ في تَرْجَمَة الحُسَيْن بْنِ الفَرَج .
طحلب : ( الطُّحْلُب بِضَمّ ) الطَّاء و ( اللَّام وفَتْحهَا ) أَي اللَّام . ( و ) في المُحْكَم : وأَرَى اللِّحْيَانِيّ قد حَكَى الطِّحْلِب أي ( كزِبْرِ ) في الطُّحْلُب أَي بالضَّمِّ : ( خُضْرَةٌ تَعْلُو المَاءَ المُزْمِنَ ) وقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَكُون عَلَى الْمَاءِ كَأَنَّه نَسْجُ العنْكَبُوت ، القِطْعَةُ مِنْ طُحْلُبَة . ( وقد طَحْلَبَ الماءُ ) : عَلَاه الطُّحْلُبُ ( فهو مُطَحْلِب ) بكسر اللَّغامِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ( و ) عِنْدَ غَيْرِه ( تُفْتَحُ لَامُه ) شُذُوذاً أَي فَيَكُونُ مِنْ إِطْلَاقِ المَفْعُولِ عَلَى الفَاعِلِ ، وقد مَرَّ في مُسْهَب ، أَو عَلَى تَوَهُّم طَحْلَب مُتَعَدّياً كما قَالَه شَيْخُنَا ، وعَيْنٌ مُطَحْلَبَةٌ ومَاءٌ مُطَحْلَبٌ : ( كَثُر طُحْلُبُه ) وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
عَيْناً مُطَحْلَبَةَ الأَرْجَاءِ طَامِيَةً
فيها الضَّفَادِعُ والحِيتَانُ تَصْطَخِبُ
يُرْوَى بالوَجْهَيْنِ جَمِيعاً ، كذَا في لسان العرب .
( و ) طَحْلَبَ ( الإِبِلَ : جَزَّهَا ) .
( و ) الطَّحْلَبَةُ : القَتْلُ . يقال : طَحْلَبٍ غَ ( فُلَاناً ) إِذَا ( قَتَلَه ) ، عن أَبِي عَمْرو .
( و ) طَحْلَبَتِ ( الأَرْضُ : اخْضَرَّت )
____________________

(3/267)


أَوْ أَوَّل مَا تَخْضَرُّ ( بالنَّبَت ) عن أَبِي عُبَيْدَة . وطَحْلَبَ الغَدِيرُ .
وجَاءَ ( وما عليه طِحْلِبَةٌ ، بالكَسْرِ ) في الأَوَّلِ والثَّالِثِ . كما هُو قَاعِدَته أَي ( شَعْرةٌ ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
طخرب : ( مَا عَلَيْهِ طَخْرَبَةٌ ) أَهمَلَه الجَمَاعَةُ . وقال الصَّاغَانِيّ أَي لَيْسَ عَلَيْهِ خرقة ( كما تَقَدَّمَ في الحَاءِ ) المهملة ( آنفا ) فهي لُغَةٌ فِيها . وفي حديث سلمان : ( ولَيْسَ لأَحَدٍ مِنْه 2 طَخْرَبَة ) . وقد شَرَحْنَاه في ( طَحْرَبَ ) .
( وزَادُوا هَا هُنَا طُخْرُبِيّةً ، بالضَّم ) في الأَوَّلِ والثَّالِثِ ويَاء مُشَدَّدَة وآخِرُهَا هَاءٌ فهي لُغَةٌ عَاشِرَة . وقد أَنكرها بَعْضُ اللُّغَوِيِّين وقال : إِنَّهَا تَصْحِيف ، ولذلك ترَكها الجَوْهَرِيّ ، قَالَه شَيْخُنَا .
طرب : ( الطَّرَبُ مُحَرَّكَة : الفَرَحُ . والحُزْنُ ) عَنْ ثَعْلَب ، وَهُوَ ( ضِدٌّ . أَوْ ) هُوَ ( خِفَّة تَلْحَقُك ) سواء ( تَسُرُّك أوْ تَحْزُنُك ) ، فهِيَ تَعْتَرى عِنْدَ شدَّةِ الفَرَح أَو الحُزْنِ أَو الغَمِّ ، وقيل : الطَّرَبُ : حُلُولُ الفَرَحِ وذَهَاب الحُزْن ، كذا في المُحْكَمِ ( وتَخْصِيصُه بالفَرَحِ وَهَم ) . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ في الهَمِّ :
سَأَلَتْنِي أَمَتِي عن جَارَتِي
وإِذَا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ
سَأَلَتْنِي عن أُنَاسٍ هَلَكُوا
شَرِبَ الدهر عَلَيْهم وأَكَلْ
وأَرَاني طَرابً في إِثْرِهِمُ
طَرَبَ الوَالِهِ أَو كالمُخْتَبَلْ
الوَالهُ : الثَّكِلُ . المُخْتَبَلُ : مَنْ جُنَّ عَقْلُه .
( و ) في المحكم ، وقَالَ ثَعْلَب : الطَّرَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ ( الحَرَكَة ) فكَأَنَّ الطَّرَبَ عِنْدَه هُوَ الحَرَكَة ، ولا أَعْرِف ذَلِكَ ، انْتَهى . ( و ) الطَّرَبُ : ( الشَّوْقُ ) ، والجَمْعُ مِنْ ذَلِك أَطْرَاب . قَالَ ذو الرُّمَّة :
أَستحدثَ الركبُ عَنْ أَشْيَاعِهِم خَبَراً
أَمْ رَاجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ
____________________

(3/268)



وقد طَرِبَ طَرَباً فهو طَرِبٌ من قَوْم طِرَابٍ ، وقَوْلُ الهُذَلِيّ :
حَتَّى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ
باتَتْ طِرَاباً وبَاتَ اللَّيْلَ لَمْ يَنَم
يقول : بَاتَتْ هَذِه البَقَر العِطَاشُ طِرَاباً لِمَا رَأَتْه مِنَ الْبَرْق فَرَجَتْه مِنَ الْمَاءِ .
( ورَجُلٌ مِطرَابٌ ومِطرَابَة ) وهذه عن اللِّحْيَانيّ و ( طَرُوبٌ ) أَي كَثِيرُ الطَّرَب .
( واسْتَطْرَب ) القَوْمُ : اشْتَد طَرَبُهُم . واسْتَطْرَبْتُه : سَأَلْتُه أَنْ يُطَرِّبَ ويُغَنِّيَ . واسْتَطْرَبَ ( طَلَبَ الطَّرَب ) . واللَّهوَ . ( و ) اسْتَطْرَبَ ( الإِبِلَ : حَرَّكَهَا بالحُدَاءِ ) . وإِبِلٌ طِرَابٌ : تَنْزِعُ إِلى أَوْطَانها ، وقيل : إِذَا طَرِبَت لحُدَتِهَا . وطَرِبَت الإِبِلُ للحُدَاءِ . وإِبِلٌ مَطَارِيبُ . وحَمَامَةٌ مِطْرَاب . واسْتَطْرَبَ الحُدَاةُ الإِبِلَ إِذَا خَفَّت في سَيْرِهَا من أَجْل حُدَتِها . وقال الطِّرِمَّاحُ :
واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهم لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِم
آلُ الضُّحَى ناشِطاً من دَاعِيَاتِ دَدِ
يقول : حَمَلَهم على الطَّرَبِ شَوْقٌ نَازِع .
( والتَّطْرِيبُ : الإِطْرَابُ ) أَطْرَبَه هُو وتَطَرَّبَه . قال الكُمَيْتُ :
ولم تُلْهِنِي دَارٌ ولا رَسْمُ مَنْزِل
ولم يَتَطرَّبْنِي بَنَانٌ مُخَضَّبُ
( كالتَّطَرُّبِ . و ) التَّطْرِيبُ : ( التَّغَنِّي ) . طرَّبَه هو ، وطَرِّبَ : تَغَنِّى . قال امْرُؤُ القَيْسِ :
يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كل سُدْفَة
تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامَى المُطَرِّبِ
ويقال : طَرَّبَ فُلَانٌ في غِنائه تطْرِيباً إِذَا رَجَّعَ صَوْتَه وزَيَّنَه . قال امرؤُ القَيْس :
إِذا طَرَّب الطَّائِرُ المُسْتَحِرْ
أَي رَجَّعَ .
والتَّطْرِيب في الصَّوْت : مَدُّهُ وتَحْسِينُه . وطَرَّبَ في قِراءَته : مَدَّ ورجَّعَ ، وطرَّبَ الطَّائِرُ في صَوْتِه كَذَلِكَ ، وخَصَّ بَعْضُهُم
____________________

(3/269)


بِهِ المُكَّاءَ . وفُلَانٌ : قَرأَ بِالتَّطْرِيب ، وتَقُولُ : إِذَا خَفَقَ المَضَارِيبُ خَفَّت المَطَارِيب .
( قال ) اللَّيْثُ : ( الأَطْرَابُ ) بالفَتْح ( نُقَاوَةُ الرَّيَاحِينِ ) . وقِيلَ : الأَطْرَابُ : الرَّيَاحِينُ وإِذكاؤها .
( والمَطْرَبُ والمَطْرَبَةُ بفَتْحِهمَا : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ ) ، ولا فِعْلَ له ، والجَمْعُ المَطَارِبُ . قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
وَمَتْلَفٍ مِثْلِ فرْقِ الرَأْسِ تَخْلِجُه
مَطَارِبٌ زقَبٌ أَمْيَالُهَا فيحُ
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : المَطْرَبُ والمَقْرَبُ : الطَّرِيقُ الوَاضِحُ . والمَتْلَفُ : القَفْرُ . الزَّقَبُ : الضَّيِّقَةُ . ومثل فَرْق الرَّأْس أَي في ضِيقِه . وتَخْلِجُه أَي تَجْذِبه مَطَارِب ، أَيْ هذِه الطُرقُ إِلَى هذِه ، وهذِه إِلَى هذِه .
وفي الحدِيث : ( لَعَن اللّهُ من غَيَّر المَطْرَبَة والمَقْرَبَة ) وهي طُرقٌ صِغَارٌ تَنْفُذُ إِلَى الطُّرُق الكِبَارِ ، وقِيلَ : هي الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ المُنْفَرِدَة . يُقَالُ : طَرَّبتُ عَنِ الطَّرِيقِ : عَدَلْتُ عَنْه .
( و ) الطَّرِبُ ( كَكَتِفٍ ) : اسْمُ ( فَرَس النبيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ) ومِثْلُه في لِسَان العَرَب والسيرة الجَزريّة .
قال شَيْخُنَا : ولم يَتَعَرَّض لَهُ غَيْرُه مِنْ أَرْبَابِ السِّيرَ الوَاسِعَة ، بَلْ لَمْ أَقِف عَلَيْهِ لغَيْرِه وغَيْرِ المُصَنِّف . والمَعْرُوفُ المَشْهُورُ الظَّرِبُ بالمُعْجَمَة ، كما سَيَأْتي قُلْتُ : وقد أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عَنِ لِسَانِ الْعَرَب وكَفَى بِهِ عُمْدَةٌ . ( والمَطَارِبُ : مِخْلَافٌ بِالْيَمَنِ ) ذُو طُرُق ضَيِّقَة وشُعَبٍ كَثِيرَة .
( وطَيْرُوبٌ ) كقَيْصُومٍ : اسم ( رَجُل ) .
( وَطَارَابُ : ة بِبُخَارَى ) وَهُم يَقُولُونَهَا تَارَاب ، بالتاء . مِنْهَا مَهْدِيّ بْنُ إِسْكاب المحدِّث .
( وَطَرَابيَة كَقَرَاسِيَة : كُورَةٌ بِمِصْر أَو هِي ضَرَابِية ) وَهُوَ الصَّحِيح . ذَكَره البَكْرِيّ ويَاقُوت والحَنْبَلِيّ ، وقد تقدم . وأَما بالطَّاء فتَصْحِيف .
____________________

(3/270)



ومِمَّا بَقي عَلَى المُصَنِّف مِمَّا لَم يَذْكُرْه :
قال السُّكَّرِيّ : طَرَّبُوا : صَاحُوا سَاعَةً بَعْدَ سَاعَة . قَال سَلْمَى بْن المُقْعَدِ :
لَمَّا رَأَى أَنْ طَرَّبُوا مِنْ سَاعَةٍ
أَلْوَى برَيْعَانِ العَدِيّ وأَجْزَمَا
والطَّرِبُ كَكَتِف : الرَّأْسُ . قَال الكُمَيْتُ :
يُرِيدُ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُه
عِنْدَ الإِدَامَة حَتَّى يَرْنَأَ الطَّرِبُ
سَمَّاهُ طَرِباً ل 2 تَصْوِيتِه إِذَا دُوِّمَ أَي فُتِلَ بالأَصَابِعِ ، كذا في لسان العرب .
وأَطْرَابُونُ : البِطْرِيق ، كذَا في شَرْح أَمَالِي الْقَالِي ، وحكى ابْنُ قُتَيْبَة أَنَّه رَجُلٌ رُومِيٌّ ، وذَكَرَه الجَوَالِيقِي . وقَالَ ابن سيده : هو الرَّئِيسُ من الرُّوم . وقال ابْنُ جِنِّي في حَشاِيَته : هي خُمَاسِية كعَضُرفُوط ، فَعَلَى هَذَا مَوْضِعُه النُّونُ والهَمْزَةُ والصَّوَابُ أَنَّ وَزْنَه أَفْعَلُون من الطَّرَب ، وَهَذَا مَوْضِع ذِكْرِه ، استعدْرَكَه شَيْخُنَا .
وقال أَيضاً في أَول الترجَمة ما نصّه : زَعَمَ بَعْضُ من ادَّعَى النَّظَر في القَامُوس ومَعْرِفَة اصْطِلَاحه أَنَّ الفعل من طَرَبَ ككَتَب لِقَوْله في الخُطْبَة .
( وإِذَا ذكرتُ المصدَر مُطْلَقاً فَالفِعْلُ على مِثَال كَتَب ، وهو من العَجائِب ، فإِنَّه هُنَاكَ قَيَّدَ بقَوْله : ( ولا مَانِع ) .
والمَانع هنا كَوْنُه مُحَرَّكا ، فإِن وُرُودَ المَصْدَر مُحَرَّكاً إِنَّما يُقَاسُ في فَعِلَ مَكْسُور العَيْن الَّلازِم كَفَرِح ، ووروده على خِلَافِ ذَلِكَ في غَيْره نادِر كالطَّلَب ونَحْوِه ، ثم شُرُوطُه كُلُّهَا مُقَيَّدَةٌ بعدَمِ الشُّهْرَة ، كما فِي الفَتْح . وأَمَّا إِذَا أَطْلَقَ المَشَاهِيرَ فلا يُعْتَدُّ بِإِطْلَاقِه فِيهَا ، بل تَجْرِي عَلَى قَوَاعِد الصَّرْفِ المَشْهُورَة ويُعْمَلُ فِيهَا بالاشتهار الرَّافِع للنِّزَاع كما هُنَا ، فإِنَّ الفِعْلَ من الطَّرَبِ أَجْمَعُوا عَلَى كَسْرِه عَلَى القِيَاسِ ، فَلَا اعْتِدَادَ بالإِطْلَاقِ ، ولا بِغَيْرِه مِمَّا يُخَالِفُه المَشْهُور ، انْتَهَى . وهو مُهِمٌّ جِدًّا .
وأَطْرَب ، أَفْعَلُ من الطَّرَب : مَوْضِع
____________________

(3/271)


قرْبَ حُنَيْنٍ قال سَلَمَ بن دُرَيْد بن الصِّمَّة وهو يَسُوقُ ظَعِينَة :
أَنَسِيتِنِي ما كنتِ غيرَ مُصابة
ولقد عرفتِ غداة نَعْفِ الأَطْرَب
أَني مَنَعْتُك والركُوبُ مُجَنَّبٌ
ومَشَيْتُ خَلْفَك غَيْرَ مَشْيِ الأَنْكَبِ
كذا في المعجم .
طرطب : ( الطَّرطَبَةُ : صَوْتُ الحَالِبِ للمَعِزِ ) يُسَكِّنُهَا ( بِشَفَتَيْه ) قَالَه ابْنُ سِيَده . وقيل : دُعَاؤُهَا بِشَفَتَيْه . وقد طَرْطَبَ بِهَا طَرْطَبَةً إِذَا دَعَا ، قَالَه ابْنُ القَطَّاع . ( و ) الطَّرْطَبَةُ : ( اضْطِرَاب المَاءِ في الجَوْف ) والقِرْبَةِ كَذَا في تَهْذِيبِ ابْنِ القَطَّاع . ( و ) الطَّرْطَبَةُ ) ( إِشْلَاءُ الغَنَم ) وقيل : الطَّرْطَبَةُ بِالشَّفَتَيْن . وعن أَبي زيد : طَرْطَبَ بالنَّعْجَة طَرْطَبَةً : دَعَاهَا . وطَرْطَب الحَالِبُ بالمِعْزَى إِذَا دَعَاها .
وقال الأَزهريّ في ترجمة ( قَرْطَبَ ) . قال الشاعِر :
إِذَا رَآنِي قد أَتيتُ قَرْطَبَا
وجَالَ في جِحَاشِه وطَرْطَبَا
قال : الطَّرْطَبَةُ : دُعَاءُ الحُمُر . وقَالَ غيره : الطَّرْطَبَةُ : الصَّفِيرُ بالشَّفَتَيْن للضَّأْنِ . وفي حَدِيثِ الحَسَن وقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الحَجَّاجِ فَقَالَ : ( دَخَلْتُ على أُحَيْوِلَ يُطَرْطِبُ شُعَيْرَاتٍ لَهُ ) يريد يَنْفُخُ بِشَفَتْيِه في شَارِبِه غَيْظاً وكِبْرا .
( والطُّرْطُبُ كقُنْفُذٍ . و ) الطُّرْطُبُّ ك ( أُسْقُفَ : الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْتَرْخِي ) الطَّوِيلُ . يقال : أَخْزَى اللّهُ طُرْطُبَّيها . فوي حديث لأَشْتَر في صِفَةِ امرأَة أَرَادَهَا : ( ضَمْعَجاً طُرْطُباً ) . الطُّرْطُبُ : العَظِيمَةُ الثَّدْيَيْن . ( ويُقَالَ للوَاحِد طُرْطُبَى ، فِيمَنْ يُؤَنِّثُ الثَّدْي ) والطُّرْطُبَّةُ : الطَّوِيلَةُ الثَّدْيَيْنِ . قَال الشاعر :
لَيْسَتْ بَقَتَّاتَة سَبَهْلَلَةٍ
ولا يِطُرْطُبَّةٍ لَهَا هُلبُ
____________________

(3/272)



وامرأَةٌ طُرْطُبَّة : مُسْتَرخِيَةُ الثَّدْيَيْنِ ، وأَنْشَدَ :
أخفَ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ
العَنْقَفِيرِ الجَلْبحِ الطُّرْطُبَّهْ
( و ) الطُّرْطُبُّ كأُسْقُفّ : ( الذَّكَرُ ) نَقَلَهُ الصَّاغَانيّ .
( والطُّرْطُبَانِيَّةُ ) ضَمِّ الأَوَّلِ والثَّالِثِ مِنَ المَعِزِ : ( الطَّوِيلَةُ ) شَطْريِ ( الضَّرْع كالطُّرْطُبَةَ ) بتخفيف الباء كذا هو مَضْبُوطٌ ، وَهُوَ الضَّرْعُ الطَّوِيلُ ، يَمَانِية ، عن كُرَاع .
( و ) عن أَبي زيد في نَوَادِرِهِ ( يُقَالُ لِمَن يُهْزَأُ مِنْهُ دُهْدُرَّيْنِ وطُرْطُبَّيْنِ ) بالضَّمِّ في الأَوَّلِ والثَّالِثِ مَعَ التَّشْدِيد فيهما .
ثم الَّذِي يُتَنَبَّه لَهُ أَنَّ هَذِه التَّرْجَمَة في الأَسَاسِ في مَادة طرب . والذي رأَيْتُ في آخِرِ هذه التَّرْجَمَة في لِسَانِ العَرَبِ ما نَصُّه : رأَيْتُ في نُسْخَةٍ من الصَّحَاحِ يُوثَق بِهَا قال عُثْمَانُ بْنُ عَبْد الرَّحْمن : طَرْطَبَ غير ذِي ترْجَمَة في الأُصُول والَّذِي يَنْبَغِي إِفْرَادُهَا في ترْجَمَة ؛ إِذْ هِيَ لَيْسَت من فَصْلِ طرب ، وهو من كتب اللغَة في الرُّبَاعِيّ ، انْتَهى .
والطَّرْطَبَةُ : الفِرَارُ ، عَنِ ابْنِ القَطّاع .
طرعب : ( الطرْعَبُ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه الجَوهريّ وصَاحِبُ اللِّسَان . وقَال ابْنُ دُرَيْد : هو ( الطَّوِيلُ القَبيِح ) في ( الطُّولِ ) .
طسب : ( المَطَاسِبُ ) : أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان . وقال ابْن الأَعْرَابِيّ : هِيَ ( المِيَاهُ السُّدُم ) بضمتين ، نقله الصاغانيّ .
طعب : ( مَا بِهِ من الطَّعْبِ ) بِسُكُونِ العَيْنِ ، أَهمله الجوهَرِيّ وصَاحِب اللِّسَان . وقَال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : أَي ( شَيْءٌ منَ اللَّذَّةِ والطِّيبِ ) نقلَه الصَّاغَانِيُّ .
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :

____________________

(3/273)


طعرب : ( الطَّعْرَبَةُ بالرَّاء بَعْدَ العَيْنِ المُهْمَلَة ، وهِي بمَعْنَى الطَّعْسَبَة ، ذكرَهَا ابْنُ القَطَّاعِ في ( طعسب ) ، وأَهْمَلَه الجَمَاعَةُ .
طعزب : ( الطَّعْزَبَةُ ) الزاي بعد العين أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ ، قال ابْنْ دُرَيْدٍ : هُوَ ( الهُزْءُ والسُّخْرِيَةُ ) قَالَ : ولا أَدْرِي مَا حَقِيقَتُه .
طعسب : ( الطَّعْسَبَةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقَال ابْنُ دُرَيْد هُوَ ( عَدوٌ في تَعَسُّف ) . يُقَالُ : طَعْسَبَ إِذَا عَدَا مُتَعَسِّفاً .
طعشب : ( طَعْشَبٌ كجَعْفَرٍ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة كُلُّهم وقَالَ ابْنُ دُرَيْد : هُوَ ( اسْمُ رَجُل ) قَالَ : ولَيْسَ بِثَبَت .
طغب : ( طُوغَابُ ) أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ . وقال الصَّاغَانِيُّ : هُوَ : ( د بأَرْزَنِ الرُّومِ ) مِنْ نَوَاحِي إرِمْينِيَة .
طلب : ( طَلَبَه ) يَطْلُبُهُ ( طَلَباً مُحَرَّكَةً وتَطْلَاباً كتَذْكَارٍ ( وتَطلَّبَه واطَّلَبَه ، كافْتَعَله ) أَي ( حَاوَلَ وُجُودَهَ وأَخْذَهُ ) . والطَّلَبُ : مُحَاوَلَة وِجْدَانِ الشَّيْء وأَخْذِه . ( و ) طَلَب ( إِلَيَّ ) طَلَباً : ( رَغِبَ ) وقَالُوا : طَلَبَ إِلَيْهِ : سَأَلَه . وقِيلَ : طَلَبَه رَاغِباً إِليه ؛ لأَنَّ الجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ طَلَبَ لا يَتَعَدَّى بالحَرْفِ فخَرَّجُوا مِثْلَه على التَّضْمِينِ ، كَذَا قَالَ شَيْخُنَا . ( وهو طالِبٌ ) للشَّيْءِ مُحَاوِلٌ أَخْذَهُ ( ج طُلَّبٌ ) عَلى مِثَال سُكَّر ( وطُلَّابٌ وطَلَبَةٌ ) كَكَتَبَة ( وطَلَبٌ ) مُحَرَّكَة ، في المحكم . الأَخِيرَة اسْمٌ للجَمْعِ . وفي حَدِيث الهِجْرَة قَالَ سُرَاقَةُ : ( فالله لَكُمَا أَن أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ ) . قال ابنِ الأَثير : هو جَمْعُ طَالِبٍ أَو مَصْدَرٌ أُقِيمِ مُقَامَه ، أَو عَلَى حَذْفِ المُضَافِ أَي أَهْلَ الطَّلَبِ . وفي حدِيثِ أَبي بَكْرٍ في الهِجْرَةِ ( قَالَ له : أَمْشِي خَلْفَك أَخْشَى الطَّلَبَ ) . ( وهو طَلُوبٌ ) وهو مِن أَبْنيَةِ المُبَالَغة ( ج طُلُبٌ كَكُتُب ) وبِسُكُونِ
____________________

(3/274)


الثَّاني لغة ، كَذَا فِي المِصْبَاح . ( و ) هو ( طَلَّابٌ ) كَشَدَّاد أَيضاً من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ ( ج طَلَّابُون . وهو طَلِيبٌ ) كأَمِيرٍ كأَخَوَاتِه ( ج طُلَبَاءُ ) وَهَذِه الأَبْنِيَة مَعَ جُمُعهَا مِمَّا يَقْتَضِيها القِيَاسُ ، وهَكَذا نَصُّ المحكَم في سَرْدِ الأَبْنِيَة . قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ :
فلم تَنْظُرِي دَيْناً ولَيِتِ اقْتَضَاءَه
ولم يَنْقَلِب منكم طَلِيبٌ بطَائِلِ
( و ) طَلَبَ الشَّيءَ وتَطَلَّبَه و ( طَلَّبَهُ تَطْلِيباً ) إِذَا ( طَلَبَه في مُهْلَة ) مِنْ مَوَاضِعَ ، على مَا يَجِيءُ على هذَا النَّحْوِ الأَغْلَب .
والَّذِي في التكْمِلَ : التَّطَلُّبُ : طَلَبٌ في مُهْلَة مِنْ مَوَاضِع ، فتَأَمَّل .
( وطَالَبَه ) بِكَذَا ( مُطَالَبَةً وطِلَاباً ) بالكسْرِ : ( طَلَبَه بِحَقّ . والاسْمُ ) مِنْه ( الطَّلَبُ مُحَرَّكَةً ، والطَّلِبَةُ بالكَسْرِ .
وأَطْلَبَه : أَعْطَاهُ ما طَلَبَه . و ) أَطْلَبَه أَيْضاً ( أَلْجَأَهُ إِلَى الطَّلَبِ ) وهو ( ضِدٌّ ) .
ويقَال : طَلَبَ إِلَيَّ فأَطْلَبْتُه أَي أَسْعَفْتُه بِمَا طَلَب . وفي حَدِيثِ الدّعَاءِ : ( ليْسَ لي مُطْلِبٌ سِوَاك ) وأَطْلَبَه الشيءَ : أَعَانَه على طَلَبِه . وقَال اللِّحْيَانيّ : اطلُبْ لِي شيْئاً : ابْغِهِ لِي . وأَطْلِبْنِي : أَعِنِّي على الطَّلَب .
( وكَلَأٌ مُطْلِبٌ كمُحْسِن : بَعِيد ) المَطْلَب يُكَلِّفُ أَنْ يُطْلَبَ ( وَمَاءٌ مُطْلِبٌ ) كَذَلِك . وكَذَلك غير المَاءِ والكَلَإِ أَيْضاً . قَال الشاعر :
أَهَاجَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ مُطْلِبُ
وقِيل : مَاءٌ مُطْلِبٌ : ( بَعِيدٌ عَن الْكَلَإِ ) . قَال ذو الرُّمَّة :
أَضَلَّهُ رَاعِيَا كَلْبِيَّةٍ صَدَرَا
عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُه عُصُبُ
ويُروَى :
( عَنْ مُطْلِبٍ وطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطرِبُ ) .
يقُول : بَعُد المَاءُ عَنْهُم حَتَّى أَلْجَأَهم إِلى طَلَبه . وَرَاعِيا كَلْبِيَّةٍ يَعْنِي إِبِلاً سُوداً من إِبِل كَلْب .
وقال ابن الأَعْرَابِيّ : ماءٌ قَاصِدٌ :
____________________

(3/275)


كَلَؤُه قَرِيبٌ . ومَاءٌ مُطْلِبٌ : كَلَؤُهُ بَعِيدٌ ( أَو بَيْنَهُمَا يلَانِ ) أَو ثَلَاثَة . والمِيلُ : المَسَافَة من العَلَم إلى العَلَم ( أَو يَوْمٌ أَو يَوْمَان ) أَي مَسِيرَتُهما . وعلى الثاني فهو مُطْلبُ إِبِل ، هَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَة . وقَال غَيْرُه : أَطْلَبَ المَاءُ إِذَا بَعُد فلم يُنَلْ إِلَّا بِطَلَب .
( وعَلِيّ بنُ مُطْلِبٍ ) البَرْقِيّ ( كمُحْسنٍ : مُحَدِّث ) حَدَّث عنه أَبُو إِبرَاهيم الرشدينيّ .
( وهو طِلْبُ نِسَاء ، بالكَسْرِ ) أي ( طَالِبُهُنَّ ، ج أَطْلَابٌ وطِلَبَةٌ ) بكَسْر ففَتْح ( وهي طِلْبُه وطِلْبَتُه ) الأَخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ ( إِذَا كَانَ ) يَطْلُبها وَ ( يَهْوَاهَا ) .
( والطَّلِبَة بِكَسْرِ اللام ) وفَتْح الطَّاء : ( مَا طَلَبْتَه ) . وفي حَدِيث نُقَادَةً الأَسَدِي ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله اطْلُبْ إِلَيَّ طَلِبَةً فإِنِّي أُحِبُّ أَن أُطْلِبَكها ) : الطَّلِبَةُ : الحجَ . والإِطْلَابُ : إِنْجَازُها وقَضَاؤُها .
( و ) عن ابن الأَعْرَابِيّ : الطَّلَبَةُ : الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ . و ( الطُّلْبَةُ بالضَّمِّ : السَّفْرَةُ البَعِيدَةُ ) نقله الصَّاغَانِيُّ . وطَلِبَ إِذَا اتَّبَعَ . ( و ) طَلِبَ ( كفَرِحَ ) إِذَا ( تَبَاَعدَ ) نقله الصاغَانيّ . ( وأُمُّ طِلْبة بالكَسْرِ ) مِنْ كُنَى ( العُقَابِ ) نَقَلَه الصَّاغانِيُّ .
( وبِئْرُ مُطَّلِبٍ : مَنْسُوبَةٌ إِلى المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَنْظَب ) المَخْزُومِيّ ( بِطَرِيقِ العِرَاق ) .
( وعَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِم ) : جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم . والمُطَّلِب : اسم أَصْلُه مُتْطَلِب أُدْغِمَت التَّاءُ في الطَّاءِ وشُدِّدَتْ فَقِيل مُطَّلِب . و ( اسْمُه عَامِر ) . وآل مَطْلَبٍ كمَقْعَدٍ : قَبِيلة مِنْ بَنِي الحُسَيْن بالبَحْريْن .
( و ) بئرٌ طَلُوبٌ : بَعِيدَةٌ المَاءِ . وآبَارٌ طُلُبٌ . قال أَبُو وَجْزَةَ :
وإِذَا تَكَلَّفْتُ المديحَ لِغَيْرِه
عَالَجْتُهَا طُلُباً هُنَاكَ نِزَاحاً
( وطَلُوبُ : بئرٌ قُرْبَ سَمِيرَاءَ ) عن يَمِينِهَا ، سُمِّيَت لبُعْدِها مَاءً .
( وطَلُوبَةُ : جَبَلٌ ) عَالٍ .
( ومَطْلُوبٌ : ع ) . قَالَ الأَعْشَى :
يا رخَماً قَاظَ على مَطْلُوب .
____________________

(3/276)



( و ) قد ( سَمّوْا طُلَيْباً ) مُصَغَّراً ( وطَالِباً وطَلَّاباً ) كشَدَّادٍ ( ومُطَّلِباً ) مُشَدَّدَ الطاءِ ( وطَلَبَةَ ) مُحَرّكَةً ومَطْلَباً كمَقْعَد . وأَبُو طَالِب بْنُ عَبْدِ المُظَّلب بْنِ هَاشِمِ بنِ عبد مَنَاف وَالِدُ عَلِيَ رَضي الله عنه ، وعَم النَّبِي صلى الله عَلَيْه وسلم ، قيل إِنَّه اسْمُه ، ولذَا يُوجَد في الخُطُوطِ القَدِيمَة غير مُتَغير عند اخْتِلَافِ العَوَامِل ، وقيل : كُنْيَتُه وأَنَّه كَانَ له وَلَدٌ اسمُه طَالِبٌ غرِق في البَحْر عند خُرُوج المُشْرِكين إِلَى بدر .
والطَّالِبِيُّونَ هُم أَوْلَاد عَلِيَ الخَمْسَةُ وجَعفَرٌ وعَقِيلٌ ، فكُلُّ طَالِبِيٌّ هَاشِمِيٌّ ولَيْس كُلُّ هَاشِمِيّ طَالِبيًّا .
وأَبُو أَحْمَد طَالِبُ بْنُ عُثْمَان بِنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ النَّحْوِيُّ المُقْرِىء مُحَدِّث تُوُفّي سنة 399 ه كذا في تَارِيخ الخَطِيب . وطَالِبٌ جَدُّ أَبِي الفضْلِ محَمَّد بْنِ عَلِيّ المَعْرُوف بابنِ زِبِيبَى . وقد تَقَدَّم في ( ز ب ) .
والطَّالِبِيَّة : قَرْية بِجِيزَةِ مِصْر ، منها الإِمَام المُقْرِىء أَبو الفَتْح بنُ أبِي سَعْدٍ الطالِبِيُّ .
والمُطَّلِبُ : جَدُّ أَبِي عَبْد اللّهِ مُحَمَّد بْنِ هِبَةِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيَ من بَيْت الوِزَارَة والشَّرَفِ والحَدِيثِ ، ترجمه البنْدَاري في الذَّيْلِ . وآبَاءُ طَالِبٍ ، عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الغَنَائِم المُعَمّر العلَويّ الحَسَنيّ ، وَالِدُ أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد وأَبي الحُسَيْن عَلِيَ ، وهم من بيْتِ النِّقَابَةِ والْحَدِيثِ . والحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ الأَعْرَجُ الحُسَيْنيُّ ، سَمِعَ وحَدِّث ، وَهُو جَدّ السَّادَة بِبَلْخَ ، ومحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيمَ البَيْضَاوِيّ ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن الفَتْحِ بْنِ مُحَمَّد ومُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بْن غَيْلَان البَزَّارُ الهَمْدَانِيُّ ، ومُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد الْوَاحِد الصبَّاغُ أَخُو أَبِي نَصْرٍ عَبْدِ السَّيِّد صَاحِب الشَّامِلِ ، ومُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ هِبَةِ اللّهِ الضَّرِيرُ الوَاعِظُ ، وعَبْدُ القَادِر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُف النَّيْسابُوريُّ ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القَاسِم التِّككيّ ، مُحَدِّثون .

____________________

(3/277)


طلحب : ( المُطْلَحِبُّ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقَال خَلِيفَة الحُصَيْنيّ : هُو ( المُمْتَدُّ كالمُسْلَحبّ ) والمُتْلَئبّ والمُسْلَئِبّ .
زوقد ذُكر كُلٌّ مِنْهَا في مَحَلِّه .
طنب : ( الطُّنُبُ بضَمَّتَيْن : حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدُّ بِهِ سُرَادِقُ البَيْتِ ) ، وعِبَارَةُ المُحْكَم يُشَدُّ بِهِ البَيْتُ والسُّرَادِقُ بَيْن الأَرْضِ والطَّرَائِق . قُلْتُ : وَفِي لِسَان الْعَرَب : الطُّنُبُ والطُّنْبُ أَي عُنُق وقُفْل : ( حَبْلُ ) الخِباءِ والسُّرَادِقِ ونَحْوِهِمَا ( أَو ) الطُّنُبُ ( الوَتِدُ ) ومثْلُه في المُحْكَم ، وأَخْطأَ مَنْ جَعَلهَ مَعْطُوفاً على السُّرَادِق . ( ج أَطْنَابٌ وطِنَبَةٌ ) على مِثَال عِنَبَة .
الأَطْنَابُ هي الأَوَخِيّ ، وهي الطِّوَالُ مِنْ حِبَالِ الأَخْبِيَة ، والأُصُرُ : القِصَارُ ، وَاحِدُها إِصَارٌ . والأَطْنَابُ : ما شَدُّوا به البَيْتَ من الحِبَالِ بَين الأَرْضِ والطَّرَائِقِ .
ومِن المَجَازِ : في الحَدِيثِ : ( مَا بَيْنَ طُنْبَي المَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي إِلَيْهَا ) أَي مَا بَيْن طَرَفَيْهَا . والطُّنُبُ : وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَيْمَ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ والنَّاحِيَة قَالَ شَيْخُنَ : وزَعَم بَعْضُ اللّغَوِيِّين أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فيكون كَعُنُق وجَمْعاً أَيضاً فَيَكُونُ كَكُتُبٍ .
وقال ابن السَّرَّاح في مَوْضِعٍ من كِتَابِه : طُنُبٌ وأَطْنَابٌ كَعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ ، ولا يُجْمَعُ علَى غَيْرِ لِكَ .
وقال في مَوضِع آخَر يُقَالُ : عُنُقٌ وأَعْنَاقٌ وطُنُبٌ وأَطْنَابٌ فِيمَن جَمَع الطُّنُب . فأَفْهَم خلَافاً في جَوَازِ الجَمْع وأَنَّه يُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ والجَمْعِ ، عَلَيْهِ قَوْلُه :
إِذَ أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ له
دُونَ الأَرْومَةِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ
فجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً ومُفْرَداً بِنِيَّةِ الجَمْع .
( و ) الطُّنُب : ( سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ ) العَرَبِيَّةِ ( ثُم يُدَار على كُظْرِهَا ) بالضَّم ، وهو مَحَزّ القَوْس يَقَعُ فِيه حَلْقَةُ الوَتَر ، كما يَأْتِي لَه ( كالإِطْنَابَة ) .
____________________

(3/278)


وقيل : إِطْنَابَةُ القَوْسِ : سَيْرُهَا الذي في رِجْلِهَا يُشَدُّ من الوَتَرِ على فُرْضَتِهَا وقَد طَنَّبْتُها . وعَن الأَصْمَعيّ : الإِطْنَابَةُ : لسَّيْرُ الَّذِي عَلَى رَأْس الوَتَر مِن الْقَوْسِ .
وقوسُ مُطَنَّبَة . والإِطْنَابَةُ : سَيْرٌ يُشَدُّ في طَرَفِ الحِزَامِ لِيَكُونَ عوْناً لسيرِه إِذَا قَلِقَ . قَالَ النَابِغة يصف خيلاً :
فهُنَّ مُسْتَبْطنَاتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ
يَرْكُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِيبِ
والإِطْنَابَةُ : سَيْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلى الإِبْزيم وجَمْعُه الأَطانِيب . وقال سلَامة :
حَتَّى استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِيَةً
يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِيبِ
وقيل : عَقْدُ الأَطَانِيبِ : الأَلْبَابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت .
( و ) الطُّنُبُ : ( عَصَبَةٌ يالنَّحْرِ ) . في لسان العرب : الطُّنْبَانِ : عَصَبَتَن مَكْتَنِفَتَانِ ثَغْرَةَ النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان .
( و ) طُنُبٌ : ( ع بين مَاوِيَّةَ وذَات العُشَر ) .
وطَنُوبُ : قَرْيةٌ بِجَزِيرَة بَنِي نَصْر .
( و ) الطّنُبُ : ( عِرْقُ الشّجَر ) جَمْعُه . أَطْنَاب ، وَهِي عُرُوقٌ تَنْشَعِب من أُرُومَتِهَا .
( و ) الطنُبُ : ( عَصَبُ الجَسَدِ ) جَمْعُه أَطنَاب . قَالَ ابْنُ سِيدَه : أَطْنَابُ الجَسَدِ : عَصَبُه التي تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ والعِظَامُ وتَشُدُّها .
ومِنَ المَجَازِ : أَطْنَابُ الشَّمْسِ : أَشِعَّتُهَا الَّتي تَمْتَدّ كأَنَّهَا القَصَب ، وذَلكَ عنْدَ طُلُوعِهَا .
( و ) الطَّنَبُ ( بفتحتين : اعْوِجَاجٌ في الرُّمْح . وطُولٌ في الرِّجْلَيْن في ) أَيَ مع ( اسْتِرْخَاءٍ وطُولٍ في الظَّهْرِ ) .
وفرسٌ في ظَهْره طَنَب أَي طُولٌ ( وهو عَيْبٌ ) في الذُّكُورِ دُونَ الإِناث كَما عُرِف في الفِراسَة ( والنعتُ أَطْنَبُ ) للمذكر ( و ) هي ( طَنْبَاءُ ) . يقال : فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى . قال النَّابِغَةُ :
لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَى الخَيْلِ تحْمِلُنِي
كَبْدَاءُ لا شَنَجٌ فِيهَا ولا طَنَبُ .
____________________

(3/279)



( وطَنَّبَه ) أَي الخِبَاءَ ( تَطْنِيباً ) إِذَا ( مَدّه بأَطْنَابِهِ وشَدَّه ) ، وخِبَاءٌ مُطَنَّبٌ ، ورِوَاقٌ مُطَنَّب ، أَي مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب وفي الحَدِيثِ : ( ما أُحِب أَنَّ بَيْتي مُطَنَّب بِبَيْت محمد صلَّى الله عليهِ وسلم ، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَاي ) ( و ) طَنَّبَ ( الذِّئْبُ : عَوَى . و ) طَنَّبَ ( بالمَكَان : أَقَامَ ) بِهِ .
( والإِطْنَابَة : المِظَلَّةُ ) بالكَسْرِ . ( وامرأَةٌ ) مِنْ بَنِي كِنَانَة بْنِ القَيْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَة ( وعَمْرٌ و ابْنُها شَاعِر ) مَشْهُورٌ ، واسْمُ أَبِيهِ زَيْدُ مَنَاةَ .
( وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ : اشتدَّت في غُبَار و ) أَطْنَبَتِ ( الإِبِلُ : اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً في السَّيْرِ . و ) أَطْنَبَ ( النهرُ : بَعُد ذَهَابُه ) . قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب :
كَأَنَّ امرَأً في النَّاسِ كنتَ ابْنَ أُمِّه
على فَلَجٍ من بَطْنِ دِجْلَةَ مُطْنِبِ
( و ) أَطْنَبَ ( الرَّجُلُ ) في الكَلَام : ( أَتى بالبَلَغَةِ في الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ ذَمًّا ) . والإِظْنَابُ : البَلَاغَةُ في المَنْطِق والوَصْفِ مَدحاً كَانَ أَوْ ذَمًّا . وأَطْنَبَ في الكَلَام : بَالَغ فِيهِ . والإِطْنَابُ المُبَالَغَةُ في مدْح أَو ذَمَ والإِمْثَارُ فِيه . والمُطْنِبُ : المدَّاحُ لِكُلِّ أَحَد .
وقال ابن الأَنْبَارِيّ : أَطْنَبَ في الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَد . وأَطْنَبَ في عَدْوِه إِذَا مَضَى فيه باجْتِهَاد ومُبَالَغَة .
( والمَطْنَبُ كمَقْعَدٍ ) وكمِنْبَر أَيْضاً ، كَذَا وَجَدْت في هَامِشِ نُسْخَةِ لِسَان الْعَرَب : ( المَنْكِبُ . والعَاتُقُ ) قَال امْرُؤُ القَيْس :
وإِذْ هِي سَوْدَاءُ مِثْلُ الفَحِيم
تُغَشِّي المَطَانِبَ والمَنْكِبَا
والمَطْنَبُ : حَبْلُ العَاتِقِ وجَمْعُه المَطَانِبُ .
( و ) عَسْكَر مُطَنِّبٌ : لا يُرَى أَقْصَاهُ مِنْ كَثْرَته . و ( جَيْشٌ مِطْنَابٌ : عَظِيم ) أَي بَعِيدُ مَبَيْن الطَرفين لا يَكَاد يَنْقَطع . قال الطِّرِمَّاحُ :
____________________

(3/280)



عَمِّي الذي صَبَحَ الحَلَائبَ غُدوَةً
في نَهْرُوَنَ بِجَحْفَلٍ مِطْنَاب
( وتَطْيبُ السِّقَاءِ : تَطْبِيبُه ) وهو أَنْ تُعَلِّق السِّقَاءَ من عَمُودِ البَيْتِ ثم تَمْخَضه ، عَنْ أَبِي عَمْرو . وقَد تَقَدَّم في طَبَّ مَا يَتَعَلَّق بِهِ .
( و ) قَوْلُهُم : ( جَارِي مُطَانِبِي ) أَي ( طُنُبُ بَيْتِهِ إِلى طُنُب بَيْتِي ) وكَذَلِك الطَّنِيب وجَمْعُه الطَّنَائب .
ومِنَ المَجَازِ : مَوَرَد في حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عنه : ( أَنَّ الأَشْعَثَ بنَ قَيْس لَمَّا تَزوَّج مُلَيْكَةَ بنْت زُرَارَةَ عَلَى حُكْمِهَا فحَكَمَتِ بِمائَة أَلْفِ دِرْهَم فرَدَّهَا عُمَر إِلى أَطْنَاب بَيْتها ) . يَعْني رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثْلها مِنْ نِسَائهَا ، يُرِيدُ إِلى ما بنِي عَلَيْه أَمرُ أَهْلِهَا . وامتَدَّت عَلَيْه أَطْنَابُ بُيُوتِهم . وَهُوَ في النِّهَايَة والمِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرب .
ويقال : رَأَيْتُ إِطْنَابَةً مِنْ خَيْلٍ ومِنْ طَيْرٍ . وخَيْلٌ أَطَنِيبُ : يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً ومنه قَوْلُ الفَرزْدَقِ :
وقد رَأَى مُصْعَبٌ في سَاطِع سَبِطٍ
منها سَوَابِقَ غَارَاتٍ أَطَانِيبِ
واسْتَدْرَكَ هنا شَيْخُنا على المُؤَلِّف .
أَطْنَابُ الجَسَد . وطُنُبَا النَّحْرِ وهو عَجِيبٌ ، ولعلهما سَقَطَا من نُسْخَته واللّهُ أَعْلَمُ .
طهب : ( الطَّهَبُ مُحَرَّكَةً ) : أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللِّسَان . وقال الصَّاغَانِيُّ : هُوَ ( من أَسْمَاءِ الأَشْجَارِ الصّغَار ) .
طهلب : ( الطَّهْلَبَةُ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ وَهُوَ ( الذَّهَابُ في الأَرْض كالطَّهْبَلَة كما سَيَأْتِي لَهُ .
طهنب : ( بَعِيرٌ طَهْنَبَى ) مَقصُوراً . أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقَال الصَّاغَانِيُّ أَيّ ( شَدِيدٌ ) .
طيب : (*! طَابَ ) الشيءُ (*! يَطِيبُ *!طَاباً *!وطِيباً )
____________________

(3/281)


بالكَسْرِ ( *!وطِيبَةً ) بِزِيَادَةِ الهَاءِ (*!وتَطْيَاباً ) بالفَتْح لكَوْنِه مُعْتَلًّا وأَما مِنَ الصحِيح فبِالكَسْر كتِذْكَار وتِطْلَابٍ وتِضْرَاب ونَحْوِهَا ، صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ الصَّرْفِ : ( لذَّ وزَكَا ) . ( و ) طَابَتِ ( الأَرْضُ ) *!طِيباً : أَخْصَبَت و ( أَكْلَأَت ) .
(*! والطَّابُ :*! الطّيِّبُ ) . قال ابنُ سيِدَه : شَيْءٌ طَابٌ أَي *!طَيِّب . إِمَّ أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُه ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ فِعْلاً ، انتهى . ومن أَسْائِه صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وسَلَّم في الإِنْجِيلِ : طَاب طَاب ، وهو تَفْسِيرُ مأْذ والثَّاني تَأْكِيدٌ ومُبَالَغَةٌ ( *!كالطُّيَّابِ كَزُنَّارٍ ) . يقال : مَاءٌ*! طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ وشَيْءٌ *!طُيَّابٌ ، بالضم ، أَي طَيِّبٌ جدًّا قَالَ الشَّاعِر :
نَحْنُ أَجَدْنَا دُونَها الضّرَابَا
إِنا وَجَدْنَا مَاءَهَا طُيَّابا
( و ) طَاب : ( ة بالبَحْرين ) . وكَفَرْطَابُ : مَوْضِعٌ بِدِمَشْق . ( و ) طاب : ( نَهْرٌ بِفَارِسَ ) .
(*! والطُّوبَى ) بالضَّمِّ : (*! الطَّيِّبُ ) ، عَن السِّيرَافِي ( وجَمْعُ *!الطَّيِّبَة ) عن كُرَاع . قال : ولا نَظير لَهُ إِلا الكُوسَى في مع كَيِّسَة . والضُّوقَى في جمع ضَيِّقَة . ( و ) قال ابنُ سِيدَه : عنْدي في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّهُ ( تَأْنِيثُ *!الأَطْيَب ) والأَضْيَق والأَكْيَس ؛ لأَنَّ فُعْلَى لَيْسَت من أَبْنيَة الجُمُوع . وقَال كُرَاعٌ : ولم يَقُولُوا الطِّيبى كَمَا قَالُوا : الكِيسَى والضِّيقَى في الكُوسَى والضُّوقَى . ثم إِنَّ طُوبَى على قَوْل مَنْ قَالَ إِنَّه فُعْلَى من الطِّيب كَان في أَصْله *!طِيبَى فقَلُبوا ليَاءَ وَاواً للضَّمَّة قَبْلَهَا . وحَكَى أَبو حَاتم سَهْلُ بْنُ مُحَمَّد السّجِسْتَانِيّ في كِتَابه الكَبِيرِ في القراءات قال : قَرَأَ عَليَّ أَعْرَابِيٌّ ( بالحَرَم : طِيبَى لَهُم ، فأَعَدْتُ فقُلْت طُوبَى ، فقال : طِيبَى ، فأَعدتُ فقلتُ : طُوبَى فقال : طِيبَى ، فلما طَالَ عَلَيّ ، قلت : طُوطُو ، فَقَالَ : طِي طِي . ( و ) في التنزيل العزيز { طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ } ( الرعد : 29 ) أَي ( الحُسْنَى ) لَهُم ، قاله عكْرِمَة ( و ) قيل : ( الخَيْر . و ) قيل : ( الخِيرَةُ . و ) جَاءَ عن النبيّ صَلَّى الله
____________________

(3/282)


عليه وسلم أَن طُوبَى ( شَجَرَةٌ في الجَنَّةِ ) . قال شَيْخُنَا : وهو عَلَم عَلَيْهَا لا تَدْخُلها الأَلِفُ اللَّامُ ، ومِثله في المحكم وغيره . وقال أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج : وطُوبَى فُعْلَى من الطِّيبِ ، والمَعْنَى العَيْشُ الدائِم لَهُم . ثم قال : وكُلُّ ما قِيلَ في التَّفْسِير يُسَدِّدُ قَوْلَ النَّحْوِيِّين أَنَّهَا فُعْلَى من الطِّيب . ( أَو ) طُوبَى اسم ( الجَنَّة بالهِنْدِيَّة ) مُعَرَّب عن تُوبَى . ورُوِي عن سَعِيد بْنِ جُبَيْر أَنَّ طُوبَى : اسمُ الجَنَّة بالحَبَشِيَّة (*! كطِيبَى ) بالكسْرِ . وقد تَقَدَّمَ النقلُ عن أَبي حَاتِم السِّجِسْتانِيّ . وذَهَبَ سِيبَوَيْه بالآيَة مَذْهَبَ الدُّعَاء ، قَال : هِيَ في مَوْضِع رَفْع ، يَدُلُّك عَلَى رفعه رَفْعُ ( وحُسْنُ مَآبٍ ) . قال ثعلب ؛ وقُرِىء : { طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ } ( الرعد : 29 ) فجَعَلَ طُوبَى مَصْدَراً كقولك : سَقْياً لَه ، ونَظِيرُه من المَصَادِر الرُّجْعَى . واستدَلَّ على أَن مَوْضِعَه نَصْبٌ بقوله : وحُسْنَ مآب ، ونَقَلَ شيخُنَا هَذَا الكلَامَ ونَظَّر فيه ، وقال في آخِرِه : والظَّاهِرُ أَنَّ من نَوَّنَ طُوبًى جَعَلَه مَصْدَراً بغيرِ أَلف ولا يُعْرَف تَنْوِينُ الرُّجْعَى عَنْ أَحَدٍ مِن أَئِمَّة العَرَبِيَّة حَتَّى يُقَاسَ عَلَيْه طُوبَى ، فتَأَمَّل ، انتهى . وفي لسان العرب : وقال قَتَادَةُ : طُوبَى هم : كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ . يقول العَربُ : طُوبَى لَكَ إِنْ فَعَلْتَ كَذَا وكَذَا ، وأَنْشَد :
طُوبَى لمَنْ يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى
ورِسْلاً بيَقْطِينِ العِرَاقِ وفُومِها
الرِّسْلُ : اللَّبَنُ ، والطَّوْدُ : الجَبل . ولفُومُ : الخُبْزُ والحِنْطَةُ .
وفي الحدِيث : ( إِنَّ الإِسلام بَدَا غَرِيباً ، وسَيَعُود غَرِيباً ، *!فطُوبَى لِلْغُرَبَاء ) . طُوبَى : اسْم الجَنَّةِ ، وقيل ؛ شَجَرَةٌ فيها . وفي حَدِيث آخر : ( طُوبَى للشَّأْم ) . المرَاد هَا هُنَا فُعْلَى من الطِّيب ، لا الجَنَّة ولا الشَّجَرَة ، انْتَهَى .
( و ) يقال : ( طُوبَى لَكَ *!وطُوبَاك ) بالإِضَافَة . قال يَعْقُوب : ولا تَقُل *!طُوبِيك ، بالْيَاء . وقد استَعْمَلَ ابن المُعْتَزّ*! طُوبَاكَ في شِعْره :
مرَّت بِنَا سَحَراً طيرٌ فَقُلْتُ لَه
طُوبَاكَ يا لَيْتَنَا إِيَّاكَ طُوبَاكَ .
____________________

(3/283)



( أَوْ طُوباكَ لَحْن ) . في التَّهْذِيب : والعَرب تقول : طُوبَى لَكَ ولا تَقُول طُوبَاك . وهذا قَوْلُ أَكْثر النحويين إِلّا الأَخْفَش فإِنَّه قَالَ : من العَرب مَنْ يُضِيفُهَا فيقول : طُوبَاكَ . وقال أبُو بَكْر : طُوبَاكَ إِنْ فَعَلْتَ كذا . قال : هَذَا مِمَّا يَلْحَن فيه العَوَامّ ، والصوَاب : طُوبَى لَكَ إِنْ فَعَلْتَ كَذَا وكَذَا . وقَد أَورد الشِّهَاب الخَفَاجِيّ على هَذَا في رَيْحَانَتِه بِمَا حَاصِلُه : أَنَّ اللامّ هُنَا مُقَدَّرَةٌ ، والمقدَّرُ في حُكْمِ المَلْفُوظِ ، فكَيْفَ يُعَدُّ خَطَأً ، وقد ردَّه شَيْخُنَا بأَحْسَن جَوَاب ، رَاجِعه في الحَاشِيَة .
( *!وَطَابَهُ ) أَي الثوبَ ثُلَاثِيًّا : *!طَيَّبَه عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، كَذَا في المحكم . قَال :
فَكَأَنَّهَا تُفَّاحَةٌ*! مَطْيُوبَةٌ
جاءَت على الأَصْلِ كمَخْيوط وَهَذَا مُطَّرِدٌ ، أَي فَعَلَى هَذَا لا اعْتِدَادَ بمَنْ أَنكَرَهُ .
(*! وأَطَابَه ) أَي الشيءَ بالإِبْدَال ، و (*! طَيَّبَهُ ) كاسْتَطْيَبَه ، أَي وَجَدَهُ طَيِّباً ويأْتِي قَرِيباً .
(*! والطِّيبُ م ) أَي ما *!يُتَطَيَّبُ به ، وقَدْ *!تَطَيَّبَ بالشَّيْءِ . وطَيَّبَ فُلَانٌ فلاناً *!بالطِّيبِ ، *!وطَيَّبَ صَبِيَّهُ إِذَا قَارَبَه ونَاغَاه بكَلَام يُوَافِقُه . ( و ) الطِّيبُ : ( الحِلّ*!كالطِّيبَة ) . ومنه قولُ أَبِي هُرَيْرَةَ حِينَ دَخَل على عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللّهُ عَنْهُما ، وهو محْصُور : ( الآن طَابَ الضِّرَابُ ) أَي حَلّ القِتَال ، وفي روَايَة : ( الآن طَابَ امْضَرْبُ ) يُرِيدَ طَابَ الضَّرْب ، وهي لُغَةٌ حِمْيَريَّةٌ .
وفي لسان العرب : وَفَعَلْتُ ذَلِك *!بِطِيبَةِ نَفْسي ، إِذَا لم يُكْرِهْك أَحَدٌ عَلَيْهِ . وتَقُولُ : مَا بِه مِنَ الطِّيب ، ولا تَقُل : من *!الطِّيبَة .
( و ) الطِّيبُ : ( الإِفْضَلُ من كُل شيء ) . *!والطِّيِّبَاتُ من الكَلَام : أَفْضَلُه ، ويُرْوَى أَنَّ عِيسَى عليه السلام كَانَ يأْكُلُ من غَزْلِ أُمِّه . وأَطْيَبُ *!الطَّيِّبَاتِ الغَنَائِم .
( و ) الطِّيب : ( بَيْنَ وَاسِطَ وتُسْتَرَ ) . وقال الصَّاغَانِيّ : بَيْنَ وَاسِط وخُوزِسْتَان .
ومن سَجَعَات الحَرِيرِيّ : ( وبِتُّ أَسْرِي إلى الطِّيبِ ، وأَحْتَسِبُ باللّهِ عَلَى الخَطِيب . مِنْهَا أَبو حَفْص عُمر بن حُسَين بن
____________________

(3/284)


خَليلِ المحدّث ، كَذَا في البَهْجَة . وأَبو حَفْص عُمَرُ بنُ إِبرَاهِيم*!- الطِّيبِيُّ الجَمَزِيُّ إِلَى بَنِي جَمَزَةَ بْنِ شَدَّاد بْنِ تَمِيم كما سَيَأْتي . وإِلَيْهِم نُسِبَت المحلةِ بِبَغْدَاد . سَمعَ ابن خَيْرون وابنَ البطر ببغْدَادَ وحَدِّث ، وبِنتُه الشَّيْخَةُ المُحَدِّثَة تمنى . ترجمهما المُنْذِرِيُّ في الذَّيْلِ . تُوُفِّيَت بِبَغْدَادَ سَنَة 594 ه .
( وسَبْيٌ *!طِيَبَةٌ كعِنَبَة أَي ) طَيِّب حِلُّ السِّباء ، وهو سَبْيُ مَن يَجُوزُ حَرْبُه ( بلا غَدْرٍ و ) ( نَقْضِ عَهْد ) . وعن الأَصْمَعِيّ : سَبْيٌ طِيَبَةٌ أَي سَبْيٌ*! طَيِّبٌ يَحلُّ سَبْيُه ، لم يُسْبَوّا ولهم عَهدٌ أَو ذِمَّةٌ ، وهو فِعَلَةٌ من الطِّيب بوَزن خِيَرَة تِوَلَة . وقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ كَذَلك . قال أَئمَّةُ الصَّرْف : قِيلَ : لم يَرِدْ في الأَسْمَاء فعَلَةٌ ( بكَسْرٍ فتْح ) إلا طِيَبَةٌ بِمَعْنَى طَيِّب . قال شَيْخُنا : لَعَلَّه مَعَ الاقْتِصَار عَلَى فَتْح العَيْنِ وإِلَّا فَقَد قَالُوا : قَومٌ خِيَرَة كعِنَبَة وخِيرَة أَيضاً بسُكُون التَّحْتِية ، فالأَوَّل من هَذَا القَبِيل ، ثم قال : وقَوْلُهم : ( في الأَسْمَاء ) الظَّاهِرُ أَنَّه في الصِّفَاتِ ، انتهى .
(*! والأَطْيَبَان : الأَكْلُ والنِّكَاح ) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وبه فُسِّر قَوْلُهم : وذَهَبَ *!أَطْيَبَاه ، وقِيلَ : هُمَا النَّوْمُ والنِّكَاحُ ، قالَه ابْن السِّكِّيت ونَقَلَه في المُزْهِر ( أَو ) هما ( الفَمُ والفَرْجُ ، أَو الشَّحْمُ والشَّبَاب ) ، وقيلَ : هما الرُّطَبُ والخَزِير ، وقِيلَ : اللَّبَنُ والتَّمْر ، والأَخِيرَانِ عَنْ شَرْحِ المَوَاهِبِ ، نَقَلَه شَيْخُنَا .
(*! والمَطَايِبُ : الخِيَارُ من الشَّيْءِ ) *!وأَطْيَبُه كاللحْم وغَيْرِه لا يُفْرَدُ ( لا وَاحِدَ لَهَا ) من لَفْظِهَا (*! كالأَطَايب ) وَهُوَ مِنْ بَابِ مَحَاسِنَ ومَلَامِحَ ، ذَكَرَهُمَا لأَصْمَعِيّ . ( أَو ) هِيَ ( *!مَطَايِبُ الرُّطَبِ *!وأَطَايِبُ الجَزُور ) عن ابن الأَعْرَابِيّ . وقال يَعْقُوب : أَطْعَمَنَا مِنْ مَطَايِبِ الجَزُورِ ، ولا يقَالُ : مِنْ أَطايبِ . وفي الصحاح : أَطْعَمَنَا فُلَانٌ من *!أَطَايبِ الجَزُور ، جَمْعُ أَطْيبَ ، ولا تَقُل مِن مَطَايبِ الجَزُورِ ، وَهَذَا عَكْسُ مَا فِي المحكم . ( أَو وَاحِدُهَا مَطْيَبٌ ) . قَالَه الكِسَائِيُّ . وحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنَّه سأَلَ بعضَ العَرَب عن مَطَايبِ الجَزُور
____________________

(3/285)


ما واحِدها ؟ فقال : *!مَطْيَبٌ ، وضَحِكَ الأَعْرَابِيّ مِن نَفْسه ، كَيْفَ تَكَلَّف لَهُمْ ذَلِكَ مِن كَلَامِه ( أَو*! مَطَابٌ *!ومَطَابَةٌ ) بفَتْحِهَا ، كَذَا في المحكم ، ونَقَلَه ابنُ بَرِّيّ عَن الجَرْمِيّ في كِتَابِهِ المَعْرُوفِ بالفَرْقِ في بَابِ مَا جَاءَ جَمْعُه على غَيْرِ وَاحِدِه المستعمل ، أَنَّه يُقَالُ : مَطَايِبُ وأَطَايِبُ ، فمن قَال مَطَايِبُ فهو عَلَى غَيْر واحِدِه المُسْتَعْمَل ، ومن قال أَطَايِبُ أَجْرَاه على وَاحِدِه المُسْتَعْمَل ، انْتَهَى . واستَعَار أَبُو حَنِيفَة الأَطَايبَ لِلْكَلَإِ فَقَالَ : وإِذَا رَعَتِ السَّائِمَةُ أَطَايبَ الكَلإِ رَعْياً خَفِيفاً . .
( و ) من المجاز : ( اسْتَطَابَ ) نَفْسَه فَهُو*! مُسْتَطِيب أَي ( اسْتَنْجَى ) وأَزَالَ الأَذَى ( كأَطَابَ ) نَفْسَه فهو مُطِيبٌ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ . قال الأَعْشَى :
يا رَخَماً قَاظ على مَطْلُوبِ
يُعْجِلُ كَفِّ الخَارِىء*! المُطِيبِ
*!والمُطِيبُ *!والمُسْتَطيبُ : المُسْتَنْجِي مُشْتَقٌّ من الطِّيب ، سُمِّي استطَابَةً لأَنَّه يُطِيبُ جَسَدَه بذلك مِمّا عَلَيْه من الخَبَث . وَوَرَدَ في الحدِيث : ( نَهَى أَن *!يَسْتَطِيبَ الرجلُ بِيَمِينِه ) . *!الاستِطَابَةُ *!والإِطَابَةُ كِنَايَةٌ عن الاستِنْجَاءِ .
( و ) في حديث آخر : ( ابْغِنِي حَدِيدَةً *!أَسْتَطِيبُ بها ) . يُرِيدُ ( حَلْقَ العَانَة ) ، لأَنَّه تَنْظِيف وإِزَالَةُ أَذًى .
( و ) *!اسْتَطَابَ ( الشَّيْءَ ) وأَطَابَه وطَابَهُ ، وقد تَقَدَّم : ( وَجَدَه طَيِّباً كأَطْيَبَه ) بِدُونِ الإِعْل ( وطَيَّبَه ) ، قد تَقَدَّم أَيْضاً ( *!واسْتَطْيَبَه ) ، بِدُونِ الإِعْلَال ، والأَخِيرُ حَكَاه سِيبَوَيْه ، وقال : جَاءَ على الأَصْلِ كَمَا جَاءَ استَحْوَذَ ، وكَأَنَّ فِعْلَهُمَا قَبْلَ الزِّيَادَة كَانَ صَحِيحاً وإِنْ لم يُلْفَظ به قبلها إِلا مُعْتَلًّا . وقولهم : ما أَطْيَبَه ومَا أَيْطَبَه ، مَقْلُوبٌ مِنْه ، وأَطْيِبْ به وأَيْطِبْ بِهِ ، كُلُّه حَائِز ، ( و ) اسْتَطَابَ ( القَوْمَ : سأَلهم مَاءً عَذْباً ) . قال :
فَلَمَّ *!اسْتَطَابُوا صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَه
فَسَّرَه بذلك ابْنُ الأَعْرَابِيّ .
____________________

(3/286)



(*! والطَّابَةُ : الخَمْرُ ) . قال أَبو مَنْصُور : كأَنَّها بِمَعْنَى طَيِّبَة والأَصلُ طَيِّبَة . وفي حَدِيثِ طَاوُوسَ ( سُئِل عن الطَّابَة تُطْبَخُ على النِّصْفِ ) . الطَّابَةُ : الَعَصِيرُ ، سُمِّيَ بِه لِطِيبِه ، وإِصْلَاحُه على النِّصْف : هو أَن يُغْلَى حتى يَذْهَبَ نِصْفُه . واسْتَطَاب الرجُلُ : شَرِبَ الطَّابَة ، نَقَلَه ابْنُ سِيدَه في المحكم ، وبِهِ فُسِّر :
فَلَمَّا اسْتَطَابُوا صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَه
على قَوْل .
( *!وطِيبَتُهَا ) بالكَسْرِ ، والضَّمِير إِلَى أَقْرَب مَذْكُور ، وهو *!الطَّابَةُ : ( أَصْفَاها ) وأَجَمُّهَا ، كَمَا أَنَّ *!طِيبَة الكلإِ أَخْصَبُه ، وفي نُسْخَة إصْفَاؤُها ، بالكَسْرِ ، على صيغَة المَصْدَرِ ، وَهُوَ خَطَأٌ .
( *!وطَيْبَةُ ) : عَلَمٌ على ( المَدِينَة النَّبَوِيّةِ ) على سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلَاة وأَتَمُّ السَّلَام ، وعَلَيْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ .
قال ابن بَرِّيّ : وقد سَمَّاهَا النَّبيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه وسَلّم بِعِدَّة أَسْمَاء ) ( *!كَطَابَةَ *!والطَّيِّبَةِ *!والمُطَيَّبَة ) والجَابِرَة والمَجْبُورَة والحَبِيبَة والمَحْبُوبَة والمُوفِيَة والمِسْكِينَة ، وغَيْرِهَا مِمَّا سَرَدْنَاهَا في غير هذا المحل . وفي الحَدِيث أَنَّه أَمَرَ أَنْ تُسَمَّى المَدِينة طَيْبَةَ وطَابَة ، وهما تَأْنِيثُ طَيْبٍ وطَاب بمَعْنَى *!الطِّيبِ ، لأَن المَدِينَةَ كانَ اسمُهَا يَثْرِبَ ، والثَّرْبُ : الفَسَادُ ، فنَهَى أَن يُسَمَّى بِهَا وسَمَّاها طَابَةَ وطَيْبَةَ ، وقِيلَ : هُوَ مِنَ الطَّيِّب الطَّاهِرِ لخُلُوصِهَا من الشِّرْكِ وتَطْهِيرِها مِنْهُ ، ومِنْه : ومِنّه : ( جُعِلَت لِي الأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُوراً ) أَي نَظِيفَةً غير خَبِيثَة . ( *!والمُطَيَّبَةُ ) في قَول المُصَنّفِ مَضْبُوطٌ بِصِيغَة المَفْعُولِ ، وَهُو طَاهِرٌ ، ويُحْتَمَلُ بِصِيغَةِ الفَاعِل ، أَي المُطَّهِّرَةُ المُمَحِّصَةُ لذُنُوبِ نَازِلِيهَا .
( وعِذْقُ ابن طَابٍ : نَخْلٌ بها ) أَي بالمَدِينَة المُشرفَة ( أَو ابْنُ طَاب : ضَرْبٌ مِنَ الرُّطَبه ) هناك . وفي الصَّحَاح : تَمْرٌ بالمَدِينَة يُقَالُ لَهُ عِذْقُ ابْن *!طَابٍ ، ورُطَبُ ابْنِ طَابٍ . قال : وعِذْقُ ابن طَابٍ ، وعذْقُ ابن
____________________

(3/287)


زَيْدٍ : ضَرْبَان من التَّمْرِ . وفي حَدِيثِ الرُّؤيَا : ( كَأَنَّنا في دَارِ ابْنِ زَيْد وأُتِينَا برُطَبِ ابْنِ طَابٍ ) . قال ابن الأَثِير : هو نَوْعٌ من تَمْرِ المَدِينَة مَنْسُوبٌ إِلى ابْنِ طَاب رَجُل مِنْ أهْلِهَا . وفي حَدِيثِ جَابِر : ( وفي يَدِه عُرْجُونُ بْن طَابٍ ) .
(*! والطِّيَابُ كَكِتَابٍ : نَخْلٌ بالبَصْرَ ) إِذا أَرْطَبَ فيُؤَخَّر عَنِ اخْتِرَافه تَسَاقَطَ عن نَوَاه فَبَقِيَت الكِبَاسة ليْسَ فِيهَا إلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفَارِيق ، وهُوَ مَع ذلك كِبَارٌ ، قَال : وكذلك النَّخْلَةُ إِذَا اخْتُرِفَت ، وهي مُنْسَبِتَةٌ لمْ تَتْبَع النَّواةُ اللِّحَاءَ . كذَا في لِسَان العَرَب .
( والطَّيِّبُ : الحَلَالُ ) . وفي التَّنْزِيل العَزيزِ : { يأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ *!الطَّيّبَاتِ } ( المؤمنون : 51 ) أَي كُلُوا من الحَلَال . وكُلُّ مَأْكُولٍ حَلَالٍ*! مُسْتَطَابٌ ، هُو داخِلٌ في هَذَا . وفي حَدِيثِ هَوَازِن : ( مَنْ أَحَبَّ أَن يُطَيِّب ذَلِكَ مِنْكُم ) أَي يُحَلِّلَه ويُبِيحَه . الكَلِم الطَّيِّب هُوَ قَوْلُ : لا إلَه إلَّا الله . وفلانٌ في بَيْتٍ طَيِّبٍ ، يُكْنَى بِهِ عَنْ شَرَفِه . ومَاءٌ طَيِّب إِذَا كَانَ عَذْباً أَو طَاهِراً . وطَعَامٌ طَيِّبٌ إِذَا كَانَ سائِغاً في العلْق . وفُلَانٌ طَيِّبُ الأَخْلَاقِ إِذَا كَان سَهْلَ المُعَاشَرَ وبَلَدٌ طَيِّب : لا سِبَاخَ فيهِ .
وأَبُو مُحَمَّدٍ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي التُّرَابِ الذُّهْليُّ ، رَوَى القرآنَ عنِ الكِسَائِيّ ، والحَديثَ عن سُفْيَانَ بْنِ عُيَينَة ، ترْجَمَه . الخَطِيبُ في التَّاريخ .
( و ) الطَّيِّبَةُ ( بهاء : قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ ) إِحْدَاهُمَا في إقْليم أَشْمُونِينَ ، وإِلَيْهَا نُسِبَ الخَطِيب المُحدِّثُ أَبُو الجُود .
والثَّانِيَة الشَّرْقِيَّة ، وتُعْرَفُ بأُمِّ رَمَاد . والنِّسْبَةُ إِلَيْهِمَا *!-الطَّيِّبِيُّ *!-والطَّيِّبَانِيُّ ، الأَخِيرَةُ عَلى غَيْرِ قِيَاسِ وهكذَا كَانَ يَنْتَسِبُ صَاحِبُنَا المفيد حَسَنُ بْنُ سَلَامَة بْنِ سَلَامَة المالكيّ الرشِيديّ .
والاسم الطَّيِّب ؛ قَرْيَةٌ بالبُحيرَة .
( وأَطَابَ ) الرَّجُلُ إِذَا ( تَكَلَّم بِكَلَام )
____________________

(3/288)


طَيِّب . و ) أَطَابَ : ( قَدّمَ طَعَاماً طَيِّباً . و ) أَطَابَ ( وَلَدَ بَنِينَ *!طَيِّبِينَ . و ) أَطَابَ : ( تَزَوَّجَ حَلَالاً ) . وأَنْشَدَت امرأَة :
لَمَا ضَمِنَ الأَحْشَاءُ منك عَلَاقَةٌ
ولَا زُرْتَنَا إِلّا وأَنْتَ مُطِيبُ
أَي متَزوج . وهَذَا قالته امرأَة لخِدْنِها قال : والحرَام عند العُشَّاق أَطيبُ ، ولذَلك قَالَتْ :
ولا زُرْتَنَا إِلَّا وأَنْتَ مُطِيب
( وأَبُو طَيْبَة : كُنْيَةُ حَاجِم النبيّ صلَّى اللّه عَلَيْه وسَلَّم ) مَوْلى بَنِي حَارِثَة ثم مَوْلَى مُحَيْصَةَ بْنِ مَسْعُود اسمه دِينَار ، وقِيل : مَيْسَرة ، وقِيل : قَانِع ، رَوَى عَنه ابْنُ عَبَّاسِ وأَنَسٌ وَجَابِرٌ .
( وَطَابَانُ : لا بالخَابُور .
وَيْطُبَّةُ العَنْز ويُخَفَّف ؛ استِحْرَامُها ) عَن أَبي زَيْد .
( وطِيبَةُ بالكَسْرِ : اسْمُ ) بِئْرِ ( زَمْزَم ) . وقَد ذُكِرَ لَهَا عَدَّةُ أَسْمَاءٍ جَمَعْتُهَا في نُبْذَةٍ صَغِيرَة . ( و ) طِيبَة : ( ة عند زَرُودِ ) .
( و ) شرَاب*! مَطْيَبَةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِيبُ النفْسُ إِذَا شَرِبَتْه . وطَعَامٌ مَطْيَبَةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِيبُ عَلَيْهِ وبِه . ( و ) قَوْلُهم : ( *!طِبْتُ به نَفْساً ) أَي (*! طَابَتْ بِهِ نَفْسِي ) *!وطَابَتْ نَفْسُه بالشَّيْءِ إِذَا سَمَحَتُ بهِ من غير كَرَاهَة ، ولا غَضَب . وقَد طَابَتْ نَفْسِي عَنْ ذَلِكَ تَرْكاً ، وطَابَتْ عَلَيْهِ إِذَا وَافَقَهَا . وطِبْتُ نَفْساً عنْهُ وعَلَيْه وَبِهِ . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : { فَإِن*! طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْء مّنْهُ نَفْساً } ( النساء : 4 ) .
( *!والطُّوب بالضَّمّ : الآجُرُّ ) . أَطْلَقَه المُصَنِّفُ كالأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيبِ فيُظَنّ بِذَلِكَ أَنَّه عَرَبِيّ . والذي قاله الجَوْهَرِيّ إِنَّهُ لُغَةٌ مِصْرِيّة ، وابْن دُرَيْدِ قال : هِيَ لُغَةٌ شَامِيَّة وأَظُنُّها رُومِية وجَمَعَ بَيْنَهُمَا ابْنُ سِيدَه .
( والطَّيِّبُ والمُطَيَّبُ : ابْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ) وَرَضِي عَنْهُما وعَنْ أَخِيهِما وأُمِّهِمَا السَّيِّدَةِ خَدِيجَة الكُبْرَى رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا ، وقِيلَ : إِنَّهُمَا لَقَبَان لِلْقَاسِم ، ومَحَلّه في كُتُبِ السِّيَرِ .
____________________

(3/289)



( *!وَطَايَبَه ) إِذَا ( مَازَحَهُ ) .
( و ) في الحَدِيث : ( شَهِدْتُ غُلَاماً مع عُمُومَتِي ( حِلْفَ ) بالكَسْرِ وهُو التَّعَاقُد ( *!المُطَيَّبِين ) جمع مُطَيَّب بصِيغة اسم المَفعُول ( سُموا به ) . وهُم خَمْسُ قَبَائِل بَنُو عَبْدِ مَنَاف ، وَبَنُو أَسَد بْنِ عَبْد العُزَّى وبَنُو تَيْم ، وبَنُو زُهْرَة ، وبَنُو الحَارِث بْنِ فِهْر وذَلِكَ ( لَمَّا أَرَادَت بَنُو عَبْدِ مَنَاف ) وهُم بَنُو هَاشِم ( أَخْذَ مَا فِي أَيْدي بني عَبْدِ الدَّارِ من الحِجَابَة والرِّفَادَة واللِّوَاء والسِّقَايَة ، وأَبَتْ بنو عبد الدار تَسْلِيمَهَا إِيَّاهم اجْتَمَعَ المَذْكُورون في دَارِ ابْنِ جُدْعَان في الجَاهِلِيَّة ، و ( عَقدَ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى أَمْرِهم حلْفاً مُؤَكَّداً عَلَى ) التَّنَاصُر و ( أَن لَا يَتَخَاذَلُوا ثُمَّ ) أَخْرَجَ لهُم بَنُو عَبْد مَنَاف جَفْنَةً ، ثم ( خَلَطُوا ) فيهَا ( أَطْيَاباً وغَمَسُوا أَيْدِيَهم فيهَا وتَعَاقَدُوا ، ثمَّ مَسَحُوا الكَعْبَةَ بأَيْدِيهِم تَوْكِيداً ) أَي زِيَادَةً في التأْكيد ( فَسُمُّوا المُطَيَّبِينَ ، وتَعَاقَدَت بَنُو عبْد الدَّار وحُلَفَاؤُهَا ) وهم سِتّ قَبَائِل : عَبْدُ الدَار ، جُمَحْ ، ومَخْزُوم ، وعَدِيّ ، وكَعْب ، وسَهُم ( حِلْفاً آخرَ مُؤَكَّداً فَسُمُّوا ) بِذَلِكَ ( الأَحْلَافَ ) . هَذَا الذِي ذكره المصنف هو المَعْرُوفُ المَشْهُور ، وهُو الذي في النّهَايَةِ والصِّحَاح وغَيْرِ ديوَان . وقِيلَ : بَلْ قَدِمَ رجلٌ من بَنِي زَيْدٍ لمكة مُعْتَمِراً ومعه تِجَارَة اشْتَرَاهَا مِنْه رجُل سَهمِيّ ، فأَبَى أَن يَقْضِيَه حَقَّه فَنَادَاهم مِنْ أَعْلَى أَبِي قُبَيْسٍ فقَامُوا وتَحَالَفُوا على إِنْصَافِه كما في المُضَافه والمَنْسُوبِ للثَّعَالِبيّ مَبْسُوطاً ، قالهُ شيخُنا . وفي لسَان العرب إشَارَة لهذَا : ( وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نالمُطَيَّبِينَ ) لحُضُورِهِ فِيه ، وهو ابنُ خَمْس وعشْرِين سَنَة ، وكَذَلِكَ أَبو بَكْر الصِّدِّيق حَضَر فِيه ، وكَانَ عُمَرُ رضِيَ الله عَنْهُ أَحْلَافِيًّا لحُضُورِه مَعَهُم .
ومما بَقِي مِنْ هَذه المَادة .
*!طَيَّابٌ السَّقَّاءُ : شَاعرٌ ولَهُ مَقَاطِيعُ مَشْهُورَةٌ في حمَارِه القَدِيم الصُّحْبَة الشَّدِيدِ الهِزَال ، أَوْرَدَهَا الثَّعَالبيُّ في المُضَاف
____________________

(3/290)


والمَنْسُوب ، اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا .
وطَابَةُ : قَرْيةٌ من أَعْمَالِ قُوص .
وبَلَدٌ طَيِّبٌ ؛ لا سِبَاخَ فيهِ .
وعَبْدُ الوَاسِع بْنُ أَبِي طَيْبَة الجُرْجَانِيُّ الطَّيْبِيُّ ، حَدَّثَ عن أبِيه . وأَخُوهُ أَحمدُ بْنُ أَبِي طَيْبة كان قَاضِيَ جُرْجَان ، وحفيد الأَول عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الواسع ، شَيخ لابْن عَدِيّ . وبالتَّثْقِيلِ الحَسَنُ بْنُ حَبْتَرٍ الطَّيِّبِيُّ ، رَوَى عنه الخَلِيلُ في تَارِيخه وابْنُه أَبو الفَرَج محمدُ بْنُ الحُسيْنِ الطَّيِّبِيّ عن مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الكسَائيّ ، وعَنْه إِسمَاعِيلُ القَزْوِينيّ .
وَرَبَاح بن *!طَيْبَان ( بالفَتْح ) من شيوخ عَبْد الفَنِيّ . وأَحْمَدُ بن الحكم بن طَيْبَان عن أَبي حُذَيْفَة . ومحمدُ بنُ علِيِّ بْنِ طَيْبَان ، سمع منه خَلَفٌ الخَيَّام بِبُخَارَى وأَبُو البَرَكَات مُحمَّدُ بن المُنْذرِ بْنِ طَيْبَان من شيوخ السِّلَفِيّ .
والطَّيَابُ كَسَحَاب : رِيحُ الشَّمَال .
وشَيْخُنَا المرحُومُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بْن الطَّيِّب بْنِ مُحَمَّد بْنِ مُوسَى الفَاسِيّ صَاحِبُ الحَاشِيَةِ عَلَى هَذَا الكتَابِ إِمَام اللُّغَةِ والحَديث ، وُلِدَ بِفَاس سنة 1110 ه وسَمعَ الكَثِيرَ عَنْ شُيُوخ المَغْرِبِ والمَشْرِق ، واستجَازه أبُزوهُ من أَبِي الأَسْرَارِ العُجَيْمِيّ ، وَمَاتَ بالمدينة المنوّرة سنة 1170 ه رَحمَهُ اللّهُ تَعَالى وَأَرْضَاهُ .

____________________

(3/291)


2 ( فصل الظاء المعجمة المشالة ) 2
ظأب : ( *!-الظأْب كالمَنْع : الز 2 جَلُ ) محركة . ( الصَّوْتُ . والتَّزَوُّجُ . و ) الكَلَامُ ، وهُنَا أَثْبَتَ الجَوْهَرِيّ ولم يَذْكُره في المُعْتَلِّ ، وسَيَأْتي كَلَامُ ابْنِ سِيدَه هُنَاك . و ( الجَلَبَةُ ) مُحَرَّكة ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ . ( وصِيَاحُ التَّيْسِ ) عِنْدَ الهِيَاج ، وسَيَأْتِي في المُعْتلّ . ( و )*! الَّظَأْبُ والظَّأْمُ مهمُوزَان : ( سِلْفُ لرَّجُل ) بالكَسْرِ ( ج *!أظْؤُبٌ *!وظُؤُوبٌ ) . وقد *!ظَاءَبَه وظَاءَمَه *!وتَظَاءَبَا وتَظَاءَمَا .
( *!والمُظَاءَبَةُ : أَن يَتَزَوجَ إِنْسَانٌ امرأَةً ، ويَتَزَوَّجَ آخَر أُخْتَهَا ) .
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
*!ظَأَب إِذَا ظَلم ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ظبظب : ( *!الظَّبْظَابُ ) بالفتح : ( القَلَبَةُ ) مُحَرَّكَة ، هَكَذَا في النسَخ . ( الوَجَعُ والعَيْبُ . وبَثْرٌ في جَفنِ العَيْن ) .
( و ) بَثْرٌ ( في وُجُوه المِلَاحِ ) ، وَهَذِهِ عن ابن الأَعْرَابِيّ . ( و ) الظَّبْظَابُ : ( الصِّيَاحُ والجَلَبَةُ ) قَال الجَوْهَرِيُّ : قال رُؤْبَةُ :
كأَنَّ بِي سُلًّا وَمَا بِي *!ظَبْظَابْ
قُلْتُ والرِّوَايَةُ : ( وما مِنْ ظَبْظَابْ ) وآخره :
بِي والبِلَى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصَابْ
ولا يَتِمُّ المَعْنَى إِلّا بِالَّذِي هي الرِّوَايَة . ( وكَلَامُ المُوعِدِ بِشَرَ ) وقد*! ظَبْظَبَ ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَد :
مُوَاغِدٌ جَاءَ لَهُ ظَبْظَابُ
قال : والمُوَاغِد ( بالدين ) : المُبَادِر المُتَهَدِّدُ .
( و ) الظَّبْظَابُ : سْمُ ( مَلِك للْيَمَن ) .
( و ) قَدْ (*! ظُبْظِبَ الرَّجُلُ بالضَّمِّ ) أَي مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ أَيْ ( حُمَّ ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
____________________

(3/292)



( *!وتَظَبْظَبَ الشَّيْءُ إِذا كَانَ لَهُ وَقعٌ يَسِيرٌ ) نَقلَه الصَّاغَانِيّ .
ظرب : ( الظَّرِبُ كَكَتِف : ما نَتَأَ من الحِجَارَة وحُدَّ طَرَفُه ) ، هَكَذَا ذَكَرَه ابن السِّيد فالفرق . ( أَو الجَبَلُ المُنْبَسِطُ ) لَيْسَ بالعَالِي ، كَذَا قَيَّدَه بَعْضُهُم ( أَو الصَّغِيرُ ) . والظَّرِبُ : الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ . ( ج ظِرَابٌ ) كَكِتَاب ، وزَادَ في النِّهَايَة : وأَظْرُبٌ كأَفْلُسٍ .
وفي المِصْبَاح عن ابْنِ السَّرَّاجِ أَنَّ قِيَاسَه أَفْعَال ، وكَأَنَّهُم تَوَهَّمُوه مُخَفَّفاً كَسَهْم وسِهَام ، وَهُو ظَاهِر ، لأَنَّهم لمْ يَذْكُرُوا في مُفْرَدَات فِعَال بِالكسْرِ كَكَتِف ، على كثرة مُفْرَدَاتِه ، قَالَه شَيْخُنَا . وفي حَدِيث الاسْتِسْقَاء ( اللَّهُمَّ عَلَى الظِّرَابِ والآكَامِ ) فَسَّرهَا أَهْلُ الغَرِيب بالمَعْنَى الثَّانِي ، وهكذا في النهايَة والفَائِق وابن السيد ، بالأوّل . وقال الشاعر :
إنَّ جَنْبِي عنِ الفِرَاشِ لَنَابِي
كَتَجَافي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرَابِ
من حَدِيثِ نَمَى إِليّ فما تَرْ
قَأُ عَيْنِي لا أُسِيغُ شَرَابي
من شُرَحْبِيلَ إِذ تَعَاوَرَهُ الأَرْ
مَاحُ في حَالِ صَبْوَةٍ وشَبَابِ
والأَسَرُّ : البَعِير الذِي في كِرْكِرَتِه دَبْرَةٌ .
( و ) الظَّرِبُ : اسم ( رَجُل ) ، وهُو الظَّرِبُ بنُ الحَارِث بْنِ فِهْرٍ القُرَشِيُّ ، وَالِدُ عَامِر أَحَد حكام العرب وحكمائهم .
( و ) الظَّربُ : ( فَرَسٌ للنبيّ صَلَّى الله علَيْهِ وسلم ) ورُوي بفَتْح فَسُكُون ، على النَّقْله والتّخْفِيفِ . وأَمَّا الذي في نُورِ النِّبْرَاس أَنه كَكِتَاب فَهُو وَهَم وتَصْحِيف ، كما قَالَه شَيْخُنَا ، وهو مِنْ أَشْهر خَيْله صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلم وأَعْرَفِهَا ، سُمِّيَ بذلك لِكِبرِهِ أَو لِسِمَنه أَو لِقوَّته وصَلَابَته أَي تَشْبِيهاً له بالجُبَيْل . قَالُوا أَهْدَاه له صَلى الله عَلَيْه وسَلَّم فَرْوَةُ بنُ عَمْرو الجُذَامِيّ أَو رَبِيعَةُ بن
____________________

(3/293)


أَبِي البَرَاء أَو جُنَادَةُ بْنُ المُعَلَّى ، وَكَانَ حَاضراً في غَزْوَةِ المُرَيْسِيع مَعَه ، صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم .
( و ) الظَّرِبُ : ( بِرْكةٌ بين القَرعَاءِ وَوَاقِصَة . وظَرِبُ لُبْنٍ ) بضم فسكون : ( ع ) .
( و ) الظُّرُبُّ ( كالعُتُلِّ : القَصِيرُ الغَليظ ) اللَّحِيمُ ، عن اللِّحْيَانيّ ، وأَنْشَدَ :
يا أُمِّ عَبْدِ اللّهِ أُمِّ العَبْدِ
يا أَحْسَنَ النَّاسِ مَنَاطَ العقْدِ
لا تَعْدِلِيني بِظُرُبّ جَعْد
( و ) الظَّرِبَانُ ( كَالْقَطَرَان ) . وفي المصباح : والظِّرْبَان على صيغَة المُثَنَّى والتَّخْفيف ، بِكَسْر الظّاءِ وسكون الرَّاءِ ، لغة . قلت : روَاه أَبو عمرو ، ورواه أَيضاً شَمر عَن أَبي زيد ، وزاد : وهي الظَّرَابِيّ ، بغير نون ، ونَقَل شيخُنَا عن ابْنِ جِنِّي في المحتسب سُكُونَ الرَّاءِ مَعَ فَتْح الرَّاءِ مَعَ فَتْح الرَّاءِ أَيْضاً : ( دُوَيْبَّةٌ كالهِرَّة ) ونَحْوِهَا ، قاله أبُو زَيْد وقيل : شَبِيهٌ بالقِرْد ، قاله أَبو عَمرو وابْنُ سِيدَه . وقيل بالكَلْبِ الصِينِيِّ القَصِير . كذا في المصبَاح . ( مُنْتنَةُ ) الرَّائِحَةِ ، كَثِيرَةُ الفَسْوِ ، وقِيل : هُو فَوْقَ جَرْوِ الكَلْب ، كذا في المُسْتَقْصَى . وقَال الأَزْهَرِيّ : قَرأْتُ بخط أَبي الهَيثَم قال : الظِّرْبَانُ : دَابْةٌ صَغِير القَوَائم ، يكون طُولُ قَوَائمه قدرَ نصْف إِصْبَع ، وهو عَرِيضٌ يكونُ عَرْضُه شِبْراً أَو فِتْراً ، وطُولُه مقْدَارُ ذِرَاع وهُو مُكَرْبَسُ الرَّأْس أَي مُجْتَمِعُه ، قال : وأُذُنَاه كأُذُنَيِ السِّنَّوْر ( كالظَّرِبَّاء ) على فَعلَّاء ، بكسْر العين ؛ عن أَبِي زَيْد . وقال أَبو الهَيْثَمِ : هو مَقْصُور عَلَى هَذَا المِثَال ، قيل : هِي دَابَّة شبْهُ القرْد أَصَمُّ الأُذُنَيْن ، صمَاخَاه يَهوِيَان ، طَوِيلُ الخُرْطُوم ، أَسْوَدُ السَّرَاة ، أَبْيَضُ البَطْن ، ويقَال : إِنَّ ظَهْرَه عَظْمٌ وَاحد بلا قَفَصٍ ، لا يَعْمَل فيه السَّيْفُ لصَلَابَة جِلْده إلا أَن يُصيبَ أَنْفَه ( ج ظَرَابِينُ ) قَال أَبو زيد : والأُنثَى ظَربَانَة ( و ) قد تحذف النون من الجمع . قال البَعِيث :
____________________

(3/294)



سَوَاسِيَةٌ سُودُ الوُجُوه كَأَنَّهُم
( ظَرَابِيُّ ) غِرْبَانٍ بِمَجْرُودَة مَحْلِ
وقد تَقَدَّم أنَّه مِنْ رِوَايَة شَمِر عَنْ أَبِي زَيْد .
( و ) رُوِيَ أَيْضاً ( ظِرْبَى ) ، الرَّاء جَزْمٌ ( و ) روى أَيضاً ( ظِرْبَاء ، بكسرهما ) عَلى فِعْلاء مَمُدْود . وقَال أَبو الهيثم :
هو الظَّرِبى مَقْصُورٌ ، والظَّرِبَاء مَمْدُودٌ لَحْنٌ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الفَرَزْدَق :
فَكَيْفَ تُكَلِّمُ الظَّرِبَى عليها
فِرَاءُ اللُّؤْمِ أَرْبَاباً غِضَابا
قال : والظَّرِبَى على غيرِ مَعْنَى التَّوْحِيدِ . قال أَبو منصور : وقال الليث : هو الظَّرِبَى مقصور كما قَال أَبو الهَيْثَمِ ، وهو الصَّوَاب : ( اسمان للجَمْع ) وقال عَبْد الله بنُ حَجَّاج الزُّبَيْديُّ التَّغّلَبِيّ :
أَلَا أَبْلِغَا قَيْساً وخنْدفَ أَنَّنِي
ضَرَبْتُ كَثيراً مَضْرِبَ الظَّرِبَانِ
يَعْنِي كَثِيرَ بْنَ شِهَابٍ المَذْحِجِيَّ . وقوله : مَضْرِبَ الظَّرِبَان أَي ضَرَبْتُه في وجهه ، وذلك أن للظَّرِبَان خَطًّا في وجهه ، فَشَبَّه ضَرْبته في وَجْهِه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الظَّربان ، ومن رواه : ضَرَبْتُ عُبَيْدا ، فلَيْسَ هُوَ لِعَبْدِ الله بْنِ حَجَّاج ، وإِنما هو لأَسَدِ بْنِ نَاعِصَةَ ، وهو الَّذِي قَتَل عُبَيْداً بأَمْرِ النُّعْمَان والبيتُ :
أَلَا أَبْلِغَا فِتْيَنَ دُودَانَ أَنَّنِي
ضَرَبْتُ عُبَداً مَضْرِبَ الظَّرِبَانِ
غَدَاةَ تَوَخَّى المُلْكَ يَلْتَمِسُ الحِبَا
فَصَادَفَ نَحْساً كان كالدَّبَرَانِ
وقال الأَزهريّ : جمع الظِّرْبَانِ الظِّرْبَى ، وقيل : الظِّرْبَى الوَاحدُ ، وجمعه ظِرْبَان أَي بكسر فسكون . وعن ابن سيده : والجمع ظَرَابِين وظَرَابِيُّ اليَاءُ بَدَلٌ من الأَلف ، والثَّانيَة بَدَلٌ من النُّون ، والقَوْلُ فِيه كالقَوْل في إِنْسَان ، وسيأْتي ذكْرُه . وقال الجَوْهَرِيّ : الظِّرْبَى ، على فِعْلَى ، جمع مثل حِجْلى مع حَجِلٍ ، قال الفرزدق :
____________________

(3/295)



ومَا جَعَل الظِّرْبَى القِصَارُ أُنُوفُها
إِلى الطِّمِّ من مَوْجِ البحَارِ الخَضَارِمِ
وربما جُمِعَ عَلى ظَرَابِيّ كأَنَّه جَمْعُ ظِرْبَاء ، وقال :
وهَلْ أَنْتُمُ إِلَّا ظَرَابِيُّ مَذْحِجٍ
تَفاسَى وتَسْتَنْشِي بآنُفِهَا الطُّخْمِ
ويُشْتَمُ بِهِ الرَّجُلُ فيُقَالُ : يا ظَرِبَانُ . ونَقَل شَيْخُنَا عن أَبِي حَيّان : لَيْسَ لَنَا جَمْعٌ على فِعْلَى ، بِالكسْرِ ، غيرَ هذَيْن اللَّفْظَيْن .
ويقَال : إِن أَبَا الطَّيِّب المُتَنَبِّي لَقِي أَبا عَلِيّ الفَارِسِيّ فَقَالَ له : كَمْلَنَا من الجُمُوع على فِعْلَى ، بالكَسر ، فَقَالَ أَبو الطَّيّب بَدِيهَةً : حِجْلَى وظِرْبَى ، لا ثَالِثَ لَهُمَا . فَمَا زَال أَبُو عَلِيّ يَبْحث : هل يَسْتَدْرِكُ عَلَيْهِ ثَالِثاً ، وكان رَمِداً فلم يُمْكِنْ لَهُ ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ : إِنَّه مع كَثْرَة المُرَاجَعَة ورَمَد عَيْنَيْه آلَ بِه الأَمْرُ إِلَى ضَعْفِ بَصَرِه ، ويقال : إِنَّه عَمِيَ بِسَبَبِ ذَلِكَ . واللّه أعلم . ثم قَالَ ، وَهِيَ من الْغَرَائِبِ الدَّالَّةِ عَلَى مَعْرفَةِ أَبِي الطَّيِّب وسَعَةِ اطِّلَاعه ، رَحِم اللّهُ الجَمِيع .
( و ) يُقَالُ : ( فَسَا بَيْنَهُم الظَّرِبَانُ ، أَي تَقَاطَعُوا ) قاله الجَوْهَرِيُّ . ويقال أَيْضاً تَشَاتَمَا فكأَنما جَزَرَا بَيْنَهُمَا ظَرِبَاناً . شَبَّهُوا فُحْشَ تَشَاتُمِهِما بنَتْن الظَّرِبَانِ . وقَالُوا : هُمَا يَتَنَازَعَان جِلْدَ الظَّرِبَانِ أَي يَتَسابّان ، فكأَنَّ بَيْنَهما جِلْدَ ظَربانٍ يَتَنَاوَلَانِه وَيَتَجَاذَبَانه . وعَنْ ابْنِ الأَعْرَابيّ وهما يَتَمَاشَنَانِ جِلْدَ الظَّرِبَان ، أَي يَتَشَاتَمَان . والمَشْنُ : مَسْحُ اليَدَيْن بالشَّيءِ الخَشِن .
ومن أَمثالهم المَشْهُورَة : ( أَفْسَى من الظَّرِبان ) . ذكره المَيْدَانِيّ في مَجْمَع الأَمْثَال ، والزَّمَخْشَرِيّ في المُسْتَقْصَى ، وغَيْرُهما ، قَالُوا ( لأَنَّهَا إِذَا فَسَتْ في ثَوْب لَا تَذْهَبُ رَائِحَتُه حتى يَبْلَى ) الثَّوْبُ ، كذَا زَعَم الأَعْرَابُ .
( ويقال ) : إِنَّها ( تَفْسُو في ) أَي على بَابِ ( جُحْرِ الضَّبِّ فيَسْدَرُ ) أَي يَدُوخُ ( من خُبْثِ رَائِحَتِه ) فيُصَاد ( فتَأْكُلُه ) قاله أَبو الهَيْثَم . وقَال المَيْدَانيّ : قد
____________________

(3/296)


عَرَفَ الظَّرِبَانُ كثرة الفُساء من نَفْسِه ، وجعله من أَحَدِّ سِلَاحِه ، يَقْصد جُحْرَ الضَّبِّ وفيه حُسُوله وبَيضه فيأْتي أَضْيَقَ مَوْضِع فِيهِ فيَسُدُّه بِبَدِنِهِ ، ويُروى : بِذَنَبِه ، ويُحَوِّلُ دخبُره إِلَيْه فلا يَفْسُو ثَلَاثَ فَسَوَات حتى يَخِرَّ الضَّبُّ مَغْشِيًّا عليه ، ثم يُقِيم في جُحره حتى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِ حُسُولِهِ . والضَّبُّ إِنما يَخْدَعُ في جُحْرِهِ حَتَّى يُضْرَبَ به لمَثَلُ : أَخُدَعُ مِنْ ضَبَ ، ويُوغِل في سَرَبِه لِشِدَّةِ طَلَب الظَّرِبَان لَهُ ، نَقَلَه شيْخُنَا .
( وظُرِّبَت الحَوَافِرُ ) أَي حَوَافِرُ الدَّابَة ( بالضَّمِّ ) أَي مَبْنِيًّا للمَفْعُول ( تَظْرِيباً فهي مُظَرَّبَةٌ ) إِذَا ( صَلُبَتْ اشْتَدَّت ) . وقال المُفَضَّل : إِذا ( صَلُبَتْ واشْتَدَّت ) . وقال المُفَضَّل : المُظَرَّبُ ، أَي كمُعَظَّم ، الذِي قد لَوَّحَتْه الظِّرَابُ .
( والأَظْرَاب : أَرْبَعُ أَسْنَانٍ خَلْفَ النَّوَاجِذِ ) وأَظْرَاب اللِّجَامِ : العُقَد الَّتي في أَطْرَاف الحَدِيدِ .
( و ) الأَظْرَابُ أَيْضَاً : ( أَسْنَاخُ الأَسْنَان ) ، قاله الجَوْهَرِيّ ، وأَنْشَدَ لعَامِر بْنِ الطُّفَيْل :
ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحَالَة سَابِحٍ
بادٍ نوَاجِذُه عن الأَظْرَابِ
قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِلَبِيد يَصِفُ فَرَساً ، وليس لِعَامِر بْنِ الطُّفَيْل . وكذلك أَوْرَدَه الأَزْهَرِيّ أَيْضاً لِلَبِيدِ .
ويقال : يُقَطِّع حَلَق الرِّحَالَةِ بُوثُوبِهِ ، وتَبْدُو نَوَاجِذُن إهذا وَطِيء على الظِّرَابِ ( أَي ) كَلَحَ . يقول : هو هكذا وهذه قُوَّتُه . قال : وصَوَابُه ومُقَطِّعٌ بالرَّفْع لأَنَّ قَبْلَه :
تَهْدِي أَوائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ
جَرْدَاء مِثْل هِرَاوَةِ الأَعْزَابِ
والنَّوَاجِذُ هَا هُنَا : الضَّوَاحِك وهو الَّذِي اخْتَارَه الهَرَوِيُّ .
( وظَرِيبٌ ) كأَمِيرٍ : ( ع ) كان مَنْزِل بَنِي طَيِّء قبل نُزُولهم الجَبَلَينِ . قال
____________________

(3/297)


أُسَامَةُ بنُ لُؤَيِّ بْنِ الغَوْثِ بْن طَيِّىء :
اجْعَلْ ظَرِيباً كحَبِيبٍ يُنْسَى
لكُلِّ قَومٍ مُصْبَحٌ ومُمْسَى
كذا في معجم ياقوت عند ذكر طيىء نزُول الجبلين .
( و ) يُقَالُ : ( ظَرِبَ به كفَرِح ) إِذَا ( لَصِقَ ) .
( وظُرَيْبَة كجُهَيْنَة : ع ) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ظنب : ( الظِّنْبُ بالكَسْر : أَصْلُ الشَّجَرَة ) عن ابن الأَعْرَابِيّ . قال جُبَيْهَاءُ الأَسَدِيّ يَصفُ مِعْزَى بحُسْن القَبُولِ وقِلَّة الأَكْلِ :
فلَوْ أَنَّهَا طَافَتْ بظِنْبٍ مُعْجَّمٍ
نَفَى الرِّقَّ عنه جَدْبُه فهو كالِحُ
لَجَاءَتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّهَا
عَسَالِيجُه والثامِرُ المُتَنَاوِحُ
المُعَجَّم : الذي قد أُكِلَ ولم يَبْقَ منه إِلَّا القَلِيلُ . والرِّقُّ : وَرَقُ الشَّجَرِ . والكالحُ : المُقَشَّرُ من الجَدْب . والقَسْوَرُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ .
( والظُّنْبَةُ ( الضَّمِّ ) : عَقَبَةٌ ) ، محركة كما يأْتي ، ( تُلَفُّ على أَطْرَاف الرِّيشِ مِمَّا يَلي الفُوقَ ) عَن أَبي حنيفَة .
( والظُّنْبُوبُ ) أَي بالضَّمِّ ، وإِنما أَطْلَقَه للشُّهْرَة لعدَم مَجِيء فَعْلُولٍ بالفَتْح : ( حَرْفُ الساق ) الْيَابِسِ ( من قُدُمٍ ) بضمتين أَو هو ظاهِرُ السَّاقِ ( أَو عَظْمُه أَو حَرْف عَظْمِه ) . قال يصف ظَليماً :
عَارِي الظَّنَابِيبِ مُنْحَصُّ قَوَادِمُه
يَرْمَدُّ تَرَى في رَأْسِهِ صَتَعَا
أَي التواء . وفي حَدِيث المُغِيرَةِ ( عَارِيَةُ الظَّنَابِيبِ ) هو حَرْفُ العَظْمِ اليَابِس مِنَ السَّاقِ أَي عَرِي عَظْمُ سَاقِهَا من اللَّحْمِ لِهُزَالِهَا . ( و ) الظُّنْبُوبُ : ( مِسْمَارٌ يَكُونُ في جُبَّةِ السِّنَان ) حَيْثُ يُرَكَّبُ في عَالِيَةِ الرّمْحِ ، وقد فُسِّر به بَيْتُ سَلَامَةَ بْنِ جَنْدَل :
كُنَّا إِذَا ما أَتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ
كان الصُّرَاخ له قَرْعَ الظَّنَابِيبِ
( و ) يُقَالَ : ( قَرَع ) لِذلِكَ الأَمْر ظُنْبُوبَهُ : تَهَيَّأَ له . وقِيلَ : بهِ فُسِّر بَيْتُ سَلَامَة . ويُقَالُ : عَنَى بذلك سُرْعَة الإِجَابَة ،
____________________

(3/298)


وجَعَلَ قَرْعَ السَّوْطِ على سَاق الخُفِّ في زَجْرِ الفَرَسِ قَرْعاً للظُّنْبُوب . وقَرعَ ( ظَنَابِيبَ الأَمْرِ : ذَلَّلَه ) . أَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابيِّ :
قَرَعْتُ ظَنَابِيبَ الهَوَى يوم عَالِجٍ
ويَوْمَ اللِّوَى حَتَّى قَسَرْتُ الهَوَى قَسْرَا
فإِن خِفْتَ يَوْماً أَنْ يَلِجَّ بِكَ الهَوَى
فإِنَّ الهَوى يَكْفِيكَه مِثْلَه صَبْرَا
يَقُولُ : ذَلَّلْتُ الهَوَى بقَرْعِي ظُنْبُوبَه كما تَقْرَعُ ظُنْبُوبِ البَعِير لِيَتَنَوَّخَ لك فَتركبَه ، وكُلُّ ذَلِكَ عَلى المَثَل ، بإِنَّ الهَوَى وغَيْرَه من الأَعْرَاضِ لا ظُنْبُوبَ لَهُ . وقِيلَ : قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن يَقْرَعَ الرجُل ظُنْبُبَ رَاحِلَته بعَصَاه إِذا أَناخَها ليَرْكَبَهَا رُكوبَ المُسْرِع إِلى الشيءِ ، وقيل : أَنْ يَضْرِبَ ظُنْبُوبَ دابَّتِه بسَوْطِه ليُنْزِقَهُ إِذا أَراد رُكُوبَه .
ومن أَمثالهم : ( قَرَعَ فُلَانٌ لأَمْرِهِ ظُنْبُوبَه ) إِذا جَدَّ فيه ، كذا في لسان العرب وصَرَّ به ابنُ أَبي الحديد في شرح نهج البلاغة .
وقال أَبُو زَيْدِ : لا يُقَالُ لِذَوَاتِ الأَوْظفَة ظُنْبُوبٌ .
ظوب : ( *!الظَّابُ : الكَلَامُ والجَلَبَةُ ) قال شَيْخُنَا : عَدَّه جَمَاعَةٌ مُخَفَّفاً مِنَ المهْمُوزِ فلم يَذْكُرُوه ولم يُثْبِتُوه مُعْتَلًّا ولذَلك لم يَذْكُرْه الجَوْهَرِيّ لأَنَّه لم يَصِحَّ عِنْدَه ، لأَنَّ مَعَانِيَه مَحْصُورَةٌ عِنْدَه فِيمَا ذُكِر في المَهْمُوزِ ، انتهى . ولكِنْ في المحكم : وإنما حَمَلْنَاه عَلَى الْوَاوِ لأَنَّا لا نعرف له مَدَّةً ، فإِذَا لم تُوجَدْ لَهُ مَادَّة وكان انْقِلَابُ الأَلِف عَنِ الوَاوِ عينا أَكْثَر كان حَمْلُه عَلَى الوَاوِ أوْلَى . ( وصِيَاحُ التَّيْسِ عِنْدَ الهِيَاج ) . وقد تَقدمت هذه المعاني في المَهْمُوزِ ، وأَعَادَها هنا للتَّنْبِيهِ عليه . وقال ابن منظور : وقَد يُسْتَعْمَل الظَّابُ في الإِنسان . قالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر :
يَصُوعُ عُنُوقَهَا أَحْوَى زَنِيمٌ
لَهُ*! ظَابٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ .

____________________

(3/299)


2 ( فصل العين ) المهملة ) 2
عبب : ( *!العَبُّ : شُرْبُ المَاء ) من غَيْر مَصَ . وقيل : أَنْ يَشْرَبَ المَاءَ ولَا يَتَنَفَّس . ومِنْه الحدِيثُ : ( الكُبَادُ مِنَ العَبِّ ) وهو دَاءٌ يَعْرِضُ للكَبِد . ( أَو الجَرْعُ أَو تَتَابُعُهُ ) أَي الجَرْع . وقيل ، العَبّ : أَن يَشْرَبَ المَاءَ دَغْرَقَةً بلَا غَنَثٍ . الدَّغْرَقَةُ : أَنْ يَصُبَّ المَاءَ مَرَّةً وَاحِدَةً والغَنَثُ أَنْ يَقْطَعَ الجَرْعَ . ( والكَرْعُ ) . يُقَال :*! عَبَّ في المَاءِ أَو الإِنَاءِ *!عَبًّا إِذَا كَرَعَ ، قَالَ :
يَكْرَعُ فِيهَا *!فَيعُبُّ عَبَّا
مُحَبَّباً في مَائِها مُنْكَبَّا
ويقال في الطَّائِرِ : عَبَّ ، ولا يُقَالُ : شَرِب . وفي الحديث : ( مُصُّوا المَاءَ مَصًّا ولا *!تَعُبّوهُ عَبًّا وفي حَدِيثِ الحَوْضِ : *!يَعُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ ) أَي يَصُبَّانِ فلا يَنْقَطِعُ انْصِبَابُهما . هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة . والمَعْرُوفُ بالغَيْنِ المُعْجَمَة والتَّاءِ المُثَنَّاةِ فَوْقَها ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَبِ وَسَيَأْتِي . والْحَمَامُ يَشْرَب المَاءَ عَبًّا ، كَمَا *!تَعُبُّ الدَّوَابُّ . قال الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللّهُ عَنْه : الحَمَامُ مِنَ الطَّيْرِ : ما عَبَّ وهَدَرَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الحَمَام يَعُبُّ المَاءَ عبًّا ولا يَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الطَّيْرُ شَيْئاً شَيْئاً . وَهَذَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيْخُنا في ( ش ر ب ) وهَذَا مَحَلُّ ذكْرِهِ .
( و )*! العُبُّ ( بالضَّمِّ : الرُّدْنُ ) . قال شَيْخُنَا : هي لُغَةٌ عَامَّيَةٌ لَا تَعْرِفُهَا العَرَب . قُلْتُ : كَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ وَقَدّ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ .
( *!والعُبَابُ كغُرَابٍ : الخُوصَةُ ) . قال المَرَّارُ :
رافِعَ لِلْحِمَى مُتَصَفِّفَاتٍ
إِذَا أَمْسَى لِصَيِّفِه*! عُبَابُ
( و ) في التَّهْذِيبِ : العُبَابُ : ( مُعْظَمُ السَّيْلِ ، و ) قِيلَ : عُبَابُ السَّيْلِ : ( ارْتِفَاعُه وَكثْرَتُه أَو ) *!عُبَابُه ( مَوْجُه . و ) *!العُبَابُ
____________________

(3/300)


( أَوَّلُ الشَّيْءِ ) وَفِي الحَدِيث : ( إِنَّا حَيٌّ منْ مَذْحِج ، عُبَابُ سَلَفِها ولُبَابُ شَرَفِهَا ) عُبَابُ المَاءِ : أَوَّلُه ومُعْظَمُه . ويقال : جَاءُوا *!بعُبَابِهم أَي جَاءُوا بأَجْمَعِهِم ، وأَرَادَ بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهم ، أَوْ مَا سَلَف مِنْ عزِّهِم ومَجْدِهِم . وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ يَصِفُ أَبَا بَكْرِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا ( طِرْتَ *!بعُبَابِهَا وفُزْتَ بحَبَابِهَا ) أَي سَبَقتَ إِلَى جُمَّةِ الإِسْلَامِ وأَدْرَكْتَ أَوَائِلَه وشَرِبْتَ صَفْوَه وَحَوَيْتَ فَضَائِلَه . قَال ابْنُ الأَثِيرِ : هَكَذَا أَخْرَجَ الحَدِيثَ الهَرَوِيُّ والخَطَّابِيُّ وغَيْرُهُمَا من أَصْحَابِ الغَرِيبِ ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ في ( ح ب ب ) وقيل فِيه غَيْرُ ذَلِكَ ، انظُره في لِسَانِ الْعَرَبِ .
( و ) عُبَابٌ : ( فَرسٌ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرة ) اليَربُوعِيّ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ ( أَو صَوَابه عُنَابٌ بالنُّونِ ) كما يَأْتِي لَهُ في ( ع ن ب ) واقْتِصَارُه عَلَيْه .
( و ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ( *!العُنْبَبُ كجُنْدَبٍ : كَثْرَةُ المَاءِ ) وأَنْشَد :
فَصَبَّحَتْ والشمْسُ لم تُقَضِّبِ
عَيْناً بغَضْيَان ثَجُوجَ العُنْبَبِ
ويروى نَجُوج . قال أَبو منصور : جَعَلَ العُنَبَبَ الفُنْعَل من العَبِّ . والنُّونُ لَيْسَت أَصْلِيَّة وَهِيَ كَنُونِ العُنْصَلِ .
( و ) العَنْبَبُ *!وعُنْبَبٌ كِلَاهُمَا ( وَاد ) نَقَلَ اللُّغَتَيْن الصَّاغَانِيُّ ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّه يَعُبُّ المَاءَ ، وهو ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ سِيَبوَيْه ، وسيَأْتِي ذِكْرُه . قال نُصَيْبٌ :
أَلَا أَيُّهَا الرَّبْعُ الخَلَاءُ بِعنْبَبِ
سَقَتْكَ الغَوَادِي مِن مُراحٍ ومُعْزَبِ
( ونَبَاتٌ . وَبَنُو العَبَّابِ كَكَتَّان ) : قَوْمٌ ( مِنَ الْعَرَبِ ؛ سُمُّوا ) بِذَلِكَ ( لأَنَّهُم خَالَطُوا فَارِسَ حَتَّى عَبَّتْ ) أَي شَرِبتْ ( خَيْلُهُم في ) نَهْرِ ( الفُرَاتِ ) .
( واليَعْبُوبُ ) كيَعْفُورٍ : ( الفَرَسُ السَّرِيعُ ) في جَرْيِه وقِيلَ : هُوَ ( الطَّوِيلُ ،
____________________

(3/301)


أَو الْجَوَادُ السَّهْلُ في عَدْوِه ، أَوِ ) الْجَوَاد ( البَعِيدُ القَدْرِ ) ، أَوِ الشَّدِيدُ الكَثِيرُ ( في الجَرْي ) وَهَذَا الأَخِيرُ أَصَحُّ ؛ لأَنَّه مَأْخُوذٌ مِنْ عُبَابِ الْمَاءِ ، وهُوَ شِدَّةُ جَرْيهِ ، وَقَدْ كَانَ لَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَرَسٌ اسمُه السَّكْبُ وَهُو منْ سَكَبْتُ المَاءَ ، كَذَا في الرَّوْضِ الأُنُفِ للسُّهَيْلِيّ ، وهذا الذي اقْتَصَرَ عليه الجَوْهَرِيّ وَصَوَّبَه غيرُ وَاحِدٍ ، وحينَئذٍ يَكُونُ مَجَازاً .
( و )*! اليَعْبُوبُ : ( الجَدْوَلُ الكَثِيرُ المَاءِ ) الشَّدِيدُ الجِرْيَةِ . وبِه شُبِّه الفَرَسُ الطَّوِيلُ . وقَال قَيسٌ :
غَدِقٌ بِسَاحَةِ حَائِرٍ*! يَعْبُوبِ
الحَائِر : المَكَانُ المُطْمَئنُّ الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ يَكُونُ فِيهِ الماءُ ، وجَمْعُه حُرَانٌ . واليَعْبُوبُ : الطَّوِيلُ ، جَعَلَ *!يَعْبُوباً من نَعْتِ حَائِر .
( و ) اليَعْبُوبُ : ( السَّحَابُ ) .
( و ) يَعْبُوبٌ : ( أَفْرَاسٌ للرَّبِيع بْن زِياد ) العَبْسِيّ ( والنُّعْمَانِ بْنِ المُنْذِر ) صَاحِب الحِيرَة ( والأَجْلَحِ بْنِ قَاسِط ) الضِّبَابِيّ ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ .
( *!العَبِيبَةُ ) كَسَفِينَة : ( طَعَامٌ ) أَو ضَرْبٌ منه . ( وشَرَابٌ ) يُتَّخَذُ ( من العُرفُطِ حُلْوٌ ، أَوْ ) هِيَ ( عِرْقُ الصَّمْغِ ) ، وهو حُلْوٌ يُضرَبُ بمِجْدَحٍ حَتى ينضَجَ ثُمَّ يُشرَب . وقِيلَ : هي الَّتي تَقْطُر من مَغَافِيرِ العُرْفُطِ قَالَهُ الجَوْهَرِيّ .
وعَنِ ابْنِ السِّكِّيت : *!عَبِيبَةُ اللَّثَى : غُسَالَتُهُ . واللَّثَى هو شَيءٌ يَنْضَحُه الثُّمَامُ حُلوٌ كالناطِفِ ، فإِذَا سَالَ مِنْه شَيْءٌ في الأَرْض أُخِذَ ثُمَّ جُعِلَ في إِنَاءٍ ، ورُبَّمَا صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ فشُرِبَ حُلْواً ، ورُبَّمَا أُعْقِدَ . قالَ أَبُو مَنصُور : رَأَيْتُ في البَادِيةِ جِنساً من الثُّمَامِ يَلْثَى صَمْغاً حُلْواً يُجْنَى مِنْ أَغْصَانِه ويُؤْكَلُ يُقال لَهُ : لَثَى الثُّمَامِ فإِنْ أَتَى عَلَيْه الزَّمَان تَنَاثَر في أَصْلِ الثمَام فيُؤْخَذُ بِتُرَابهِ ويُجْعَلُ في ثَوْبٍ ويُصَبُّ عَلَيْهِ المَاءُ
____________________

(3/302)


ويُشْخَلُ به ، ثم يُغْلَى بالنَّارِ حتَّى يَخثُر ثُمَّ يُؤْكَلُ . وَمَا سَالَ منه فَهُوَ *!العَبِيبَةُ . وقد *!تَعَبَّبْتُهَا أَي شَرِبْتُهَا . هذا نَص لِسَانِ الْعَرَبِ .
( و ) العَبِيبَةُ : ( الرِّمْثُ ) ، بالكَسْرِ والمُثَلَّثَةِ : مَرْعًى للإِبِل كَمَا يَأْتِي لَهُ ( إِذَا كَانَ في وَطَاءٍ مِنَ الأَرْضِ ) .
(*! والعُبِّيَّةُ ) بالضَّمِّ ( وبِالْكَسْرِ ) فَهُمَا لُغَتَانِ ذَكَرَهما غَيْرُ وَاحِد مِنَ اللُّغَوِيِّين ويُوهِمُ إِطْلَاقُ المُؤَلِّف لُغَةَ الفَتْحِ وَلَا قَائِلَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَة : فَلَوْ قَالَ بالضَّمِّ ويُكْسر لَسَلِمَ من ذَلكَ . وفي كلام شَيْخِنا إِشَارَةٌ إِلى ذَلِك بِتَأَمُّلٍ ( الكِبْرُ والفَخرُ والنَّخْوَةُ ) حَكَى اللِّحْيَانِيُّ : هَذِه*! عُبِّيَّةُ قُرَيْشٍ وعِبِّيَّةُ . ورَجُلٌ فيه عُبِّيَّةٌ وعِبِّيَّةٌ أَي كِبْر وتَجَبر . عُبِّيَّةُ الجَاهِلية : نَخْوَتُها . وفي الحديث ( إِنَّ اللّهَ وَضَعَ عَنكُم عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّة ( يَعْنِي الكِبْرِ ، وَهِي فُعولَة أَو فُعِّيلَة فإِنْ كَانَت فُعُّولَة فَهِي من التَّعْبِيَةِ ، لأَنَّ المُتَكَبِّر ذُو تَكَلُّفِ وتَعْبِيَةٍ خِلَافُ المُسْتَرْسِلِ عَلَى سَجِيَّتِه . وإِنْ كَانَتْ فُعِّيلَة فَهِي مِنْ عُبَابِ المَاءِ وهو أَوَّلُه وارْتِفَاعُه ، كَذَا في التَّهْذِيبِ ولِسَانِ الْعَرَبِ . وفي الفَائِقِ أَبْسَطُ مِمَّا ذَكَرَا .
(*! والعَبْعَبُ ) كجَعْفَرٍ : ( نَعْمَةُ الشَّبَابِ ، والشَّابُّ الُمْتَلِىءُ ) الشَّبَاب ، وَشَبَابٌ*! عَبْعَبٌ : تَامٌّ . قال العَجَّاجُ :
بَعْدَ الجَمَالِ والشَّبَابِ العَبْعَبِ
( و ) العَبْعَبُ : ( ثَوْبٌ وَاسِعٌ ) ، نقله الصَّاغَانِيُّ ( و ) العَبْعَبُ : ( كِسَاءٌ ) غَلِيظٌ كَثِيرُ الغَزْلِ ( نَاعِمٌ ) يُعْمَلُ ( مِن وَبَرِ الإِبِلِ ) . وقَالَ اللَّيْثُ : العَبْعَبُ مِنَ الأَكْسِيَةِ : النَّاعِمُ الرَّقِيقُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
بُدِّلْتِ بَعْدَ العُرْي والتَّذَعْلُبِ
ولُبْسِكِ العَبْعَبَ بَعْدَ العَبْعَبِ
نَمَارِقَ الخَزِّ فجُرِّي وَاسْحَبِي
____________________

(3/303)



وقيل ؛ كسَاءٌ مُخَطَّطٌ . وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ :
تَخَلُّجَ المَجْنُونِ جَرَّ *!العَبْعَبَا
وقِيلَ : هُو كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ .
( و ) *!العَبْعَبُ : ( صَنمٌ ) لقُضَاعَةَ ومَنْ دَانَاهُم ، وقد يُقَال بَالغَيْنِ المُعْجَمَة كمَا سَيَأْتِي . ( و ) *!عَبْعَبٌ اسْمُ ( رَجُل و ) رُبَّمَا سُمِّي العَبْعَب ( مَوْضِع الصَّنَم ) والعَبْعَبُ : التَّيْسُ مِنَ الظِّبَاءِ ( و ) العَبْعَبُ : ( الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ، كالْعَبْعَابِ ) بالفَتْح .
(*! والأَعَبُّ : الفَقيرُ . والغَلِيظُ الأَنْفِ ) أَيْضاً ، نَقَلَهُمَا الصَّاغَانِيّ ( و ) في النَّوَادِرِ : ( *!العَبْعَابُ ) ، كالقَبْقَابِ : الرَّجُلُ ( الوَاسِعُ الحَلْقِ والجَوْفِ ) الجَلِيلُ الْكَلَامِ ، ( و ) العَبْعَابُ : الشَّابُّ ( التَّامُّ الحَسَنُ الخَلْقِ ) بفَتْح الخَاءِ : وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
بعد شَبَابٍ عَبْعَبِ التَّصْوِيرِ
أَي ضَخْمِ الصُّورَةِ .
( *!وَعبُّ الشَّمْسِ ) بالتَّشْدِيدِ عَلى قَوْله بَعْض ( ويُخَفَّفُ ) وهُو المَعْرُوفُ المَشْهُورُ ( ضَوْؤُهَا ) أَي الشَّمْس ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : عَبُّ الشَّمْسِ : ضَوْءُ الصُّبْحِ وَعَلَى التَّخْفِيفِ قَالَ الشَّاعِر :
ورَأْسُ *!عَبِ الشَّمْسِ المَخُوفُ ذِمَاؤُهَا
وقَال الأَزْهَرِيّ في عَبْقَر عِنْدَ إِنْشَادِه :
كَأَنَّ فَاهَا عَبُّ قُرَ بَارِدِ
قال : وبِهِ سُمِّي عَبْشَمْسٌ .
وفِي لِسَانِ الْعَرَبِ : وَقَوْلُهُم : عَبُّ شَمْس أَرَادُا عَبْدَ شَمْسٍ . قال ابن شُمَيْل : وفي سَعْدٍ بَنُو عَبِّ الشَّمْسِ ، وفي قُرَيْشٍ بَنُو عَبْدِ الشمْسِ .
( وذُو *!عُبَبٍ كصُرَد : وَادٍ ) .
(*! والعُبَبُ : حَبُّ الكَاكَنْج ) ، وإِنَّمَا لم يَضْبطْه اعْتِمَاداً عَلَى ضَبْطِ مَا قَبْلَه ، وأَخْطَأَ مَنْ رَأَى ظَاهِرَ الإِطْلَاق فَضَبَطَه مُحَرَّكَةً ، ثم إِن الكَاكَنْج ، عَلى مَا قَالَه غَيرُ وَاحِدٍ من الأَئِمَّة : شَجَرٌ ، والعَبَبُ حَبُّه ، ويَأْتِي في كَلَامِ المُؤَلِّف أَنَّه صَمْغٌ ، فَتَأَمَّل . أَشَارَ لِذَلِكَ شَيْخُنَا ، ( أَو عِنَبُ
____________________

(3/304)


الثَّعْلَبِ ) قَالَهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ . قال ابنُ حَبِيب : هُوَ العُبَبُ ومَنْ قَالَ : عِنَبُ الثَّعْلَب فَقَدْ أَخْطَأَ . قالَ أَبُو مَنْصُور : عنَبُ الثَّعْلَبِ صَحِيحٌ ولَيْسَ بِخَطَإٍ . ووجَدْتُ بَيْتاً لأَبِي وَجزْةً يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ :
إِذَا تَرَبَّعْتَ مَا بَيْنَ الشُّرَيْقِ إِلَى
رَوْضِ الفِفَاج أُولَات السَّرْح والعُبَبِ
( أَو ) شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا ( الرَّاءُ ) مَمْدُوداً ، قَالَهُ ابْنُ لأَعْرَابِيّ ، ( أَو ) ضَرْبٌ من النَّبَات ، وَزَعَمَ أَبُو حَنِيفة أَنِ ( شَجَرَةٌ مِنَ الأَغْلَاثِ ) تخُبِهُ الحَرْمَل إِلَّا أَنَّهَا أَطولُ في السَّماءِ تَخْرُج خَيطَاناً ولها سِنَفَةٌ مِثْلُ سِنَفَةِ الحَرْمَلِ وقد تَقْضَمُ المِعْزَى مِنْ وَرَقِهَ ومن سِنَفَتِهَا إِذَا يَبِسَت .
( و ) العُبُبُ ( بِضَمَّتَيْن : المِيَاهُ المُنْدَفِقَةُ ) وفي نُسْخَة المُتَدَفِّقَةُ ، قَاله ابنُ الأَعْرَابِيّ .
( وعَبْعَبَ ) إِذَا ( انْهَزَم ) . وَعَبَّ إِذَا حَسُنَ وَجْهُه بَعْدَ تَغَيُّر .
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ :*! عُبْ *! عُبْ إِذَا أَمرْتَه أَنْ يَسْتَتِر .
( و ) في النَّوَادِر يُقَال : (*! تَعَبْعَبْتُه ) أَي الشَّيءَ *!وتَوَعَّبْتُه *!واسْتَوْعَبْتُه وتَقَمْقَمْتُه وتَضَمَّمْتُه ( أَي أَتَيْتُ عَلَيْهِ كُلِّه ) . ( *!وعُبَاعِبٌ بِالضَّم : مَاءٌ لِقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَة ) وفي لِسَان الْعَرَبِ : مَوْضِعٌ ، قَالَ الأَعْشَى :
صَدَدْتَ عَنِ الأَعْدَاءِ يَوْمَ *!عُبَاعِبٍ
صُدُودَ المَذَكِي أَفْرَعَتْهَا المَسَاحِلُ
(*! والعُبَّى ، كَرُبَّى ) ، عَنْ كُرَاع : ( المَرْأَةُ ) الَّتِي ( لَا يَكَادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ ) .
(*! وَعَبَّتِ الدَّلْوُ ) إِذَا ( صَوَّتَتْ عنْدَ غَرْفِ المَاءِ ) .
( *!وتَعَبَّبَ النَّبِيذَ ) إِذَا ( أَلَحَّ في شُرْبِه ) ، عَنِ اللِّحْيَانِيّ ، ويُقَالُ : هو *!يُتَعَبَّبُ النَّبِيذَ أَي يَتَجَرَّعُه ( و ) حَكَى ابْنُ الأَعْرَابِيّ
____________________

(3/305)


( قَوْلهم : إِذَا أَصَابَتِ الظِّبَاءُ المَاءَ فَلَا *!عَبابِ وإِنْ لَمْ تُصِبْه فَلَا أَبَابِ ) كحَذَام فِيهمَا ( أَي إِنْ وَجَدَتْه لَمْ*! تَعُبَّ وإِنْ لَمْ تَجِدْه لَمْ ) تَأْتَبّ أَيْ لَمْ ( تَتَهَيَّأْ لِطَلَبِه و ) لَا ( لِشُرْبِه ) مِنْ قَوْلِك أَبّ لِلْأَمْرِ وائْتَبَّ لَه : تَهَيَّأَ . وَقَوْلُهُم : لَا عَباب أَي لَا تَعُبّ في المَاءِ . وقال شَيْخُنَا : كَثُر اسْتِعْمَالُه في كَلَامِ الْعَرَب مُخْتَصَراً فَأَوْرَدَه أَهْلُ لأَمْثَالِ كالمَيْدَانِيّ وغَيْرِهِ لَا عَبَابِ ولا أَبَابِ .
( *!والعَبْعَبَةُ : الصُّوفَةُ الحَمْرَاءُ ) .
( و ) عَبْعَبَةُ ( وَالِدَةُ دُرْنَى ) بالضَّمِّ والأَلِفِ المَقْصُورَةِ فِي آخِرِهَا الشَّاعِرَةُ . .
وَوَجدْتُ في هَامِشِ لِسَانِ العَرَب مَا نَصُّهُ : قَال أَبُو عُبَيْد : *!العَبِيبَةُ : الرَّائِبُ مِنَ الأَلْبَانِ . قَالَ أَبُو مَنْصُور : هَذَا تَصْحِيف مُنْكَر والَّذِي أَقْرَأَنِي الإِيَادِيّ عَنْ شَمِر لأَبِي عُبَيْد : الغَبِيبَة ، بالغَيْن مُعْجَمَةً : الرَائِبُ مِنَ اللَّبَن . قَال : وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ لِلَّبن البَيوتِ في السِّقَاءِ إِذَا رَاب مِنَ الغَدِ غَبِيبَة . *!والعَبِيبَةُ بالعَيْنِ بِهَذَا المَعْنَى تَصْحِيف فَاضِحٌ .
ومِما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
*!عَبَّابُ بْنُ رَبيعَةَ ، كَشَدَّادٍ ، في بَنِي ضَبَّة ، وقِيلَ : في بَنِي عِجْل وقَيْسُ بْنُ عَبّاب شَهِدَ القَادِسِيَّة ومَعْرُوفُ بنُ عَبّاب العِجْلِيّ . وعَبّاب بْنُ جُبَيْل بْنِ بَجالة بْنِ ذُهْل الضَّبِّيّ ، كمَا قَيَّده الحَافِظ .
عبرب : ( العَبْرَبُ ) كَجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : العَبْرَبُ ( والعَرَبْرَبُ : السُّمَّاقُ ) قال : ( وقِدْرٌ عَبْرَبِيَّةٌ وعرَبْرَبِيَّةٌ أَي سُمَّاقِيَّةٌ ) .
وفي النِّهَايَةِ في حَدِيثِ الحَجَّاج قَالَ لطَبَّاخِه : ( اتَّخِذْ لَنَا عَبْرَبِيَّة وأَكْثِر فَيْجَنَهَا ) الفَيْجَنُ : السَّذَابُ ، وَهكَذَا فِي لِسَانِ الْعَرَبِ .
عتب : ( العَتَبَةُ مُحَرَّكَةً ) كَذَا في نُسْخَتِنَا وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا : ( أُسْكُفَّة البَابِ ) الَّتِي تُوطَأُ ، ( أَو ) العَتَبَةُ ( العُلْيَا مِنْهُمَا ) ، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى : الحَاجِبُ ، والأُسْكُفَّةُ السُّفْلَى ، والعَارِضَتَان العُضَادَتَانِ ، وقَد تقدمت الإِشَارَةُ إِلَيْه في ( ح ج ب ) والجَمْعُ عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ .
____________________

(3/306)


والعَتَبُ أَيْضاً الدَّرَجُ ، وَعَتَّب عَتَبَةً : اتَّخَذَهَا . وَعَتَبُ الدَّرَجِ . مَرَاقِيهَا إِذَا كَانَت مِنْ خَشَبٍ . وكُلُّ مِرْقَاةٍ مِنْها عَتَبَةٌ . وفي حَدِيثِ ابن النَّحَّام قَالَ لِكعْب بن مُرَّةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِدَرَجَاتِ المُجَاهِدِين : ما الدَّرَجَةُ ؟ : فَقَال : أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ كَعَتَبَةِ أُمِّك . أَيْ أَنَّهَا لَيْسَت بِالدَّرَجَة الَّتِي تَعْرِفُهَا فِي بَيْتِ أُمِّكَ ، فَقَدْ رُوِي ( أَنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْن كَمَا بَنَ السمَاءِ والأَرْضِ ) .
وتَقُولُ : عَتِّب لِي عَتَبَةً فِي هَذَا المَوْضِعِ إِذَا أَردْتَ أَنْ تَرْقَى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ تَصْعَدُ فِيهِ .
( و ) العَتَبَةُ : ( الشِّدَّةُ والأَمْرُ الكَرِيهُ ، كالعَتَبِ محركة ) أَي فِيهِمَا . وحُمِلَ عَلَى عَتَبٍ من الشَّرِّ وَعَتَبَة أَي شِدَّة . . ويُقَالُ : مَا فِي هَذَا الأَمْرِ رَتَبٌ ولا عَتَبٌ ، أَي شِدَّةٌ . وفي حَديثِ عَائِشَة ( إِنَّ عَتَبَاتِ المَوْتِ تَأْخُذُها ) أَي شَدَائِده . وحُمِل فُلَانٌ على عَتَبَةٍ كَرِيهَةٍ وعلى عَتَبٍ كَرِيهٍ مِنَ البَلَاءِ والشَّرِّ . قَال الشَّاعِر :
يُعْلَى عَلَى العَتَبِ الكَرِيه ويُوبَسُ
( و ) العَرَبُ تَكْنِي عَنِ ( المَرْأَة ) بالعَتَبة ، والنَّعْلِ ، والقَارُورَةِ ، والبَيْتِ والدُّمْيَةِ ، والغُلِّ ، والقَيْدِ ، والرَّيْحَانَةِ ، والقَوْصَرَّةِ والشَّاةِ والنَّعْجَةِ . ومِنْه حَدِيثُ إِبرَاهِيمَ الخليل عَلَيْهِ السَّلَام : ( غَيِّر عَتَبَة بَابِك ) .
( والعَتَبُ ) أَي مْحَرَّكَةً أَطْلقَه لاسْتِغْنَائِه عَنْ ضَبْطِهِ بِمَا قَبْلَه كَمَا هُوَ عَادتُه : ( مَبَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى أَوْ مَا بَيْنَ والبِنْصرِ ) . والعَتَبُ : ما بَيْنَ الجَبَلَيْنِ : وعَتَبَةُ الوَادِي : جَانِبُه الأَقْصَى الَّذِي يَلِي الجَبَلَ .
( و ) العَتَب : ما دَخَلَ في الأَمْرِ مِن ( الفَسَادِ ) . والعَتَبُ في العَظْم : النَّقْصُ وَهُوَ إِذَا لم يُحْسَنُ جَبْرُه وَبَقِيَ فِيهِ وَرَمٌ لَازِم أَو عَرَجٌ . وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب ( كُلُّ عَظْمٍ كُسِرَ ثُمَّ جُبِر غَيْرَ مَنْقُوصٍ وَلَا مُعْتَبٍ فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا إِعْطَاء المُدَوِي ، فإِنْ جُبِرَ وبِهِ عَتَبٌ
____________________

(3/307)


فإِنَّهُ يُقَدَّر عَتَبُه بِقيمَةِ أَهْلِ البَصَرِ ) قَالَ :
فَمَا فِي حُسْنِ طَاعَتِنَا
وَلَا فِي سَمْعِنَا عَتَبُ
وَعَتَبُ السَّيْفِ : الْتِوَاؤُه عِنْدَ الضَّرِيبَة ونَبْوَتُه قَالَ :
أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارماً ذَكَراً
مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَيْرَ ذِي عَتَبِ
ويُقَالُ : مَا فِي طَاعَةِ فُلَانٍ عَتَبٌ ، أَي الْتِوَاءٌ ولا نَبْوَةٌ . وَمَا فِي مَوَدَّتِه عَتَبٌ ، إِذَا كانَتْ خَالِصَةً لا يَشُوبُها فَسَاد . والعَتَبُ : العَيْبُ : قَالَ عَلْقَمَةُ ( بنُ عَبَدَة ) :
لَا فِي شَظَاهَا ولا أَرْسَاغِهَا عَتَبٌ
أَي عَيْبٌ وهو مِنْ قَوْلِكَ لا يُتَعَتَّبُ عَلَيْهِ فِي شَيْء ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيت .
( و ) عَتَبُ العُودِ : مَا عَلَيْه أَطْرَافُ الأَوْتَارِ مِنْ مُقَدَّمِهِ ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى :
وثَنَى الكَفَّ عَلَى ذِي عَتَبٍ
يَصِلُ الصَّوْتَ بِذي زِيرٍ أَبحّ
العَتَبُ : الدَّسْتَانَاتُ ، قَالَه أَبُو سَعِيد . وقيل : العَتَبُ : ( العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ عَلَى وَجْهِ العُودِ ، مِنْ تُمَدُّ الأَوْتَارُ إِلَى طَرَفِ العُودِ ) .
( و ) العَتَب : الغلَظُ ( مِنَ الأَرْضِ ) وَعَتَبُ الجِبَالِ والحُزُونِ : مَرَاقِيها ( و ) العَتَبُ ( جَمْعُ العَتَبَة ) أَي عَتَبَةِ البَابِ ، كالعَتَبَاتِ ، وقد تَقَدَّم .
( والعَتْبُ ) أَي بفَتْح فَسُكُونٍ : ( المَوْجِدَةُ ) بِكَسْرِ الجيمِ ، وهو الغَضَب الَّذِي يَحْصُل مِنْ صَدِيق ( كالعَتَبَان ) ، مْحَرَّكَة ، هَكَذَا في نُسْخَتِنَا ، وضَبَطَه شَيْخُنَا بالضَّمِّ ، وَهُوَ في بَعْضِ الأَمَّهَاتِ بالكَسْرِ . ( والمَعْتَبُ ) كمَقْعَدٍ . ( والمَعْتَبَةُ ) بِزِيَادَةِ الهَاء ، ( والمَعْتِبَةُ ) بكَسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ لا المِيم كَمَا وَهِم فِيهِ بَعْضُهُم ، وبِهِمَا رُوِي في الحَدِيثِ : ( كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَة : مَالَه تَرِبَتْ يَمِينُه ) . يقال : عَتَبَ عَلَيْهِ إِذَا وَجَدَ عَلَيْهِ ، قَالَ الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ وهُوَ
____________________

(3/308)


مِنْ بَنِي شَقِرَة بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ضَبَّةَ :
أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ لعَيْنِيَ عَبْرَةٌ
أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى والأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ
أَخِلَّايَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُم
عَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى الدَّهْرِ مَعْتَبُ
عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ ، أَيْ لو أُصِبْتُم في حَرْبٍ لأَدْرَكْنَا بثَأْركمْ وانتَصَرْنَا ، ولَكِنّ الدَّهْرَ لا يُنْتَصَرُ مِنْهُ .
' ( و ) العَتْبُ : ( المَلَامَة ، كالعِتَابِ والمُعَاتَبَة ) . عَاتبَه مُعَاتَبَة وعِتَاباً : لامَهُ . قَالَ :
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيقٍ
إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَابُ
إِذَا ذَهَب العِتَابُ فَلَيْسَ وُدٌّ
وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِي العِتَابُ
( والعِتِّيبَى ) بالكَسْر كخِلِّيفي . ويُقَالُ : مَا وَجَدْتُ في قَوْله عُتْبَاناً ، وذَلِكَ إِذَا ذَكَر أَنَّه أَعْتَبَك ولم تَرَ لذلك بَيَاناً . وقَال بَعْضُهم : ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً ولا عِتَاباً . قَالَ الأَزْهَرِيُّ : لَمْ أَسْمَع العَتْبَ والعُتْبَانَ والعِتَابَ بِمَعْنَى الإِعْتَابِ ، إِنَّمَا العَتْبُ والعُتْبَانُ : لَوْمُكَ الرَّجلَ عَلَى إِسَاءَةٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيْكَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا ، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُص للعَاتِب ، فإِذَا اشْتَرَكَا فِي ذَلِك وذَكَّر كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَيْه من الإِسَاءَةِ فَهُوَ العِتَابُ والمُعَاتَبَةُ . وسَيَأْتِي مَعْنَى الإِعْتَابِ والاسْتِعْتَاب .
( و ) العَتْبُ في الفَحْلِ : ( الظَّلَعُ ) أَوِ العَقْلُ أَوِ العُقْرُ . ( و ) العَتْبُ فِيهُ أَيْضاً : ( المَشْيُ على ثَلَاثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ ) أَو العَقْل ، كأَنه يَقْفِز قَفْزاً . ( و ) العَتْب فِيكَ : ( أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ ) وَاحِدَة ( وتَرْفَعَ الأُخْرَى ) وكَذَلِكَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَى عَلَى خَشَبَة ، وَهَذَا كُلُّه تَشْبِيهٌ ، كأَنَّه يَمْشِي عَلَى عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنِ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى أُخْرَى . وَفِي حَدِيثِ الزّهْرِيِّ في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّة
____________________

(3/309)


رَجُلٍ فَعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ ويُرْوَى ( عَنِتَتْ ) بالنُّونِ ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه ( كالعَتَبَانِ مُحَرَّكة ) ، وَهُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ . ( والتَّعْتَابُ ) أَي بالفَتْح كتَذْكَار وَهُوَ أَيْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ كما سَيَأْتي .
وعَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّكةً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلَاءً ( يَعْتُبُ ويَعْتِبُ ) بالضَّمِّ والكَسْرِ ( في الكُلِّ ) ، أَي فِي كُلّ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ مَعْنَى العَتَبَة ، والعَرَجِ ، والمَوْجِدَة ، والظَّلَع ، والوُثُوبِ ، والبَرْقِ ، وإِن أُغْفِل عَنِ الأَخِيرِ ، وَفِي عَتَبَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ ومن قَوْلٍ إِلَى قَوْل إِذَا اجْتَازَ ، فالمَنْصُوصُ في مُضَارِعه الكَسْرُ وهَذَا أَيْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ .
( والتَّعَتُّبُ ) : التَّجَنِّي . تَعَتَّب عَلَيْه وتَجَنَّى عَلَيْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وتَعَتَّب عَلَيْه : وَجَدَ عَلَيْهِ . ( والتَّعَاتُبُ والمُعَاتَبَةُ ) وكَذَلِك التَّعَتُّبُ : الثَّلَاثَةُ بِمَعْنَى ( تَوَاصُف المَوْجِدَةِ ) أَي مُذَاكَرَتهَا .
( و ) قال الأَزْهَرِيّ : التَّعَتُّبُ والمُعَاتَبَةُ والعِتَابُ كُلُّ ذَلِكَ ( مُخَاطَبَةُ الإِدْلَالِ ) ، وَكَلَامُ المُدِلِّينَ أَخِلَّاءَهم طَالِبِينَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِم ( ومذاكرة ) بَعْضِهِم بَعْضاً ما كَرِهُوه مِمَّا كَسَبَهُم المَوْجِدَةَ . قُلْتُ : وَهُوَ كَلَامُ الخَلِيل ، وكذَا فِي الصِّحَاحِ والمِصْبَاح والاقْتِطَافِ .
( والعِتْبُ بالكَسْرِ المُعَاتِبُ ) : صَاحبَه أَوْ صَدِيقَه ( كَثِيراً ) في كُلِّ شَيْءٍ إِشْفَاقاً عليه ونَصِيحَةً لَه .
( والأُعْتُوبَةُ ) بالضّم : : ( مَا تُعُوتِبَ بِه ) . يُقَالُ : بَيْنَهُم أُعْتُوبَةٌ يَتَعَاتَبُونَ بِهَا ، وذَلِكَ إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُم العِتَابُ . والمُعَاتَبَةُ : التّأْدِيبُ والتَّرْوِيضُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ ( عَاتِبُوا الخَيْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ ) أَي أَدِّبُوهَا وَرَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ والرُّكُوب ، فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ يُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ ، وَهُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَة إِلَى ما يُرْضِي العَاتِبَ .
( واستَعْتَبَه : أَعْطَاهُ العُتْبَى كأَعْتَبه ) ، يقال : أَعْتَبَه : أَعْطَاه العُتْبَى ورَحَع إِلى مَسَرَّتِهِ . قَالَ سَاعدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُكَ تَارِكٌ
ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُك يُعْتَبُ
____________________

(3/310)



أَي لا يُسْتَقْبَل بِعْتْبَى .
وَتَقُولُ : قد أَعْتَبَنِي فُلَانٌ أَي تَرَكَ ما كُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ من أَجْلِه وَرَجَع إِلَى ما أَرْضَانِي عَنْهُ بَعْد إِسْخَاطِه إِيَّايَ عَلَيْه . ورُوِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : ( مُعَاتَبَةُ الأَخِ خَيْرٌ مِنْ فَقْدِهِ ) . قال : فإِنِ استْعْنِتَ الأَخُ فلم يُعْتِب فإِنَّ مَثَلَهُم فِيهِ كَقَوْلِهِم : لك العُتْبَى بأَنْ لَا رَضِيتَ . قال الجوهريّ : هَذَا إِذَا لَمْ تُردِ الإِعْتَابَ قال : وهَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن مَوْضِعِه ، لأَنَّ أَصْلَ العُتْبَى رُجُوعُ المُسْتَعْتِبِ إِلَى مَحَبَّةِ صَاحِبِه ، وَهَذَا عَلَى ضِدِّه . ومِنْهُ قَوْلُ بِشْرِ بْنِ أَبي خَازِم :
غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ
يومَ النِّسَارِ فأُعتِبُوا بالصَّيْلَمِ
أَي أَعتَبْنَاهم بالسَّيْفِ ، يَعْنِي أَرضَيْنَاهم بالقَتْل . وَقَالَ شَاعِرٌ :
فدَعِ العِتَابَ فَرُبَّ شَرَ
هَاجَ أَوَّلُه العِتَابُ
وفي الحَدِيث ( لا يُعَاتَبُونَ في أَنْفُسِهم ) يَعْنِي لعِظَم ذُنُوبهِم وإِصْرَارِهم عَلَيْهَا وإِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَه العُتْبَى ، أَي الرُّجُوعُ عَنِ الذَّنْبِ والإِسَاءَة ، وَفِي المَثَلِ ( ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ ) .
( و ) استَعْتَبَه : ( طَلَب إِلَيْه العُتْبَى ) أَوْ طَلَب مِنْه . تَقُولُ : استَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي استَرْضَيْتُه فأَرْضَانِي واسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَعْتَبَنِي كَقَوْلِك : استَقَلْتُه فَمَا أَقَالَنِي . الاستِعْتَابُ : الاستِقَالَة . واستَعْتَبَ فُلَانٌ إِذَا طَلَب أَنْ يُعْتَبَ أَي يُرْضَى . والمُعْتَبُ : المُرْضَى ( ضِدّ ) ، وَفِي الحَدِيثِ ( ولا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ ) أَي اسْتِرْضَاءٍ ؛ لأَنَّ الأَعْمَالَ بَطَلَت وانْقَضَى زمَانُهَا ومَا بَعْدَ المَوْتِ دَارُ جَزَاءٍ لا دَارُ عَمَل . والاستِعْتَابُ : الرُّجُوعُ عَن الإِسَاءَة وتَطَلُّبُ الرِّضَا . وبِالوَجْهَيْن فُسِّر قَوْلُ أَبِي الأَسْوَد :
فأَلفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ
ولا ذَاكِرَ اللّهَ إِلَّا قَلِيلَا .
____________________

(3/311)



( وأَعْتَبَ ) عَنِ الشَّيْءِ : ( انْصَرَفَ كاعْتَتَبَ ) . قَال الفَرَّاءُ : اعتَتَبَ فُلَانٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ فِيهِ إِلَى غَيْره ، مِنْ قَوْلِهم : لَكَ العُتْبَى أَيِ الرُّجُوعُ ممَّا تَكْرَهُ إِلى ما تُحِبّ . ويُقَالُ في الَعظْمِ المجْبُور : أُعْتِبَ فهو مُعْتَب كأُعْنِتَ وهو التَّعْتَابُ ، وأَصْلُ العَتْبِ الشِّدَّةُ ، كَمَا تَقَدَّم .
( و ) العِتْبَانُ أَي بِالكَسْرِ : الذَّكَرُ مِنَ الضِّبَاعِ ، عَنْ كُرَاع .
و ( أُمُّ عِتَاب كَكِتَابٍ وأُمُّ عِتْبَان بالكَسْرِ ) كِلْتَاهُمَا ( الضَّبُعُ ) وقيل إِنَّمَا سُمِّيَت بِذَلِك لعَرَجِهَا . وقَال ابنُ سِيدَه : ولا أَحُقُّه .
( وعَتِيبٌ ) كأَمِير : ( قَبِيلَة ) ، وفي أَنْسَابِ ابْنِ الكَلْبِيّ حَيٌّ مِنَ اليَمَن ، ولا مُنَافَاةَ ، وَهُوَ عَتِيبُ بْنُ أَسْلَمَ بْن مَالِك بْنِ شَنُوءَة بنِ تَدِيل وهم حَيٌّ كَانُوا في دِين مَالِكٍ ، ( أَغَارَ عَلَيْهِم مَلِكٌ ) مِنَ المُلُوك ( فَسَبَى الرِّجَالَ ) وأَسَرَهُم ( و ) استعْبَدَهم ف ( كَانُو ا يَقُولُون إِذَا كَبِر ) ، كفَرِح ، ( صِبْيَانُنَا لَم يَتْركُونَا حَتَّى يَفْتَكونَا ) أَي يُخَلِّصُونَا من الأَسْرِ ( فلم يَزَالُوا ع 2 نْدَه ) كَذَلِك ( حَتَّى هَلَكُوا ) وضُرِبَ بِهِم المَثَلُ لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَغْلُوب ( فَقِيلَ : أَوْدَى عَتِيبٌ ) ، وهَكَذَا في المُسْتَقْصَى ومَجْمَعِ الأَمْثَالِ ومِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زعيْد :
تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِقُرَ
كَمَا تَرْجُوا أَصَاغِرَها عَتِيبُ
( وعِتْبَانُ بالكَسْرِ ومُعَتِّبٌ كمْحَدِّث وعُتْبَةُ بالضَّمّ وعُتَيْبَة كجُهَيْنَة ) وعَتَّابٌ كشَدَّادٍ ( أَسْمَاءٌ ) للصَّحَابَ والتَّابِعِين والشُّعَرَاء وَمَنْ بَعْدَهم . فَمِنَ الصَّحَابَةِ عَتَّابُ بْنُ أَسيد الأُمَوِيّ ، وعَتَّاب بْنُ سُليم القُرَشِيّ ، وَعَتّاب بن شُمير الضَّبيّ ، وعتْبَانُ بْنُ مَالِكِ السَّالِمِي . وأَبُو نُصَيْر عُتْبَةُ الثَّقَفِيّ ، وعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة ، وعُتْبَةُ بْنُ سَاعدَة ، وعُتْبَةُ بْنُ سَالم ، وعُتْبَةُ بْنُ
____________________

(3/312)


طُوَيْع المَازِنيّ ، وعُتْبَةُ بنُ عَائِذ ، وعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الخَزْرَجيّ ، وعُتْبَة بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيّ ، وعُتْبَةُ بْنُ عَمْرو الأَنْصَارِيّ ، وعُتْبَة بن عَمْرِو الرُّعَيْنِيّ ، وعُتْبَةُ بنُ غَزْوَان ، وعُتْبَة بْنُ فَرْقَد ، وعُتْبة ومُعَتِّب ابْنَا أَبِي لَهَب ، وعُتْبَة بْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيّ ، وعُتْبَةُ بْنُ النُّدَّر السُّلَمِيّ وعُتْبةُ بْنُ نِيَار . وعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاص ، وعُتَيْبَةُ البَلَوِيّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ . ومُعَتِّبٌ كمُحَدِّث وقيل كمُكْرَم أَبُو مَرْوَان الأَسْلَمِيّ ، ومُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ ، ومُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْد البَلَوِيّ ، ومُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْر ، فَهؤُلَاءِ صَحَابِيُّون . وَعُتَيْبَةُ كجُهَيْنَة بْنُ الحَارِث بْنِ شِهَابٍ المُلَقَّبُ بسُمِّ الفُرْسَانِ ، فَارِسُ بَنِي تَميم ويُلَقَّبُ أَيْضَاً بصَيَّادِ الفَوَارِسِ . ويَقُولُ العَرَبُ : لو أَنَّ القَمَرَ سقَطَ مِنَ السَّمَاءِ ما الْتَقَفَه غَيْرُ عُتَيْبَةَ ، لثَفَافَتِه . وقَالَ ذو الغَلْصَمَة العِجْليّ يَرْثِيه :
هُتَيْبَةُ صَيَّادُ الفَوَارِسِ عُرِّيَتْ
ظُهُورُ جِيَادِ بَعْدَه ورِكَابِ
أَلَا أَيهَا الحَيُّ المُؤَمِّل عَيْشَه
أَلَا كُلُّ حَيَ بَعْدَهُ لِذَهَاب
وفيه يَقُولُ العَرَبُ : ( أَفْرَسُ مِنْ سُمِّ الفُرْسَانِ ) وأَغْدَرُ من عُتَيْبَةَ ) وذَلِكَ أَنَّه نَزَلَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مِرْدَاس السُّلَمِيّ في صرْم مِنْ بَنِي سُلَيْم فشَدَّ عَلَى أَمْوَالِهم ورَبَطَهُم حَتَّى افْتَدَوْا بالفِدَاءِ الغَالِي . قال العَبّاس بْنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيّ :
كَثُرَ الخَنَاءُ فَمَا سَمِعْتُ بغَادِرٍ
كعُتَيْبَةَ بْنِ الحارث بْنِ شِهَابِ
جَلَّلْتَ حَنْظَلَةَ الدنَاءَةَ كُلَّهَا
وَدَنَسْت آخر هذه الأَحْقَابِ
كُلُّ ذَلِكَ في المُسْتَقْصَى للزَّمْخَشَرِيّ .
وعُتْبَة بالضم وَالِدُ عُرْوة الرَّحَّال الكِلَابِيّ الوَفَّاد عَلَى المُلُوك وهو الذي أَجَازَ لَطِيمَةَ المَلِك النُّعْمَان إِلَى عُكَاظَ
____________________

(3/313)


وتَبعه البَرَّاض بنُ قَيْسٍ الكِنانِيّ فَفَتكَ به واستَاق العِيرَ ، وبسببه هَاجَت حرْبُ الفِجَار .
وعَتَّابٌ كشَدَّادٍ جَدُّ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم الشَّاعر صَاحِبُ الفَتْكَة بعَمْرِو ابْنِ هِنْد .
وأَبُو العَبَّاس عُتْبَةُ بنُ حَكِيم الهَمْدَانِيُّ الأُردنّيُّ ثم الطَّبَرَانِيُّ ، سَمِعَ مَكْحُولاً وابنَ أَبِي لَيْلَى . قال أَبو زُرْعَة : ثِقَة توفي سنة 447 ه كذا في معجم ياقوت .
وأَبو عَليَ الحَسَنُ بْنُ سَعِيد بْنِ أَحْمَد العُتْبِي القُرَشِيّ ، إِلَى عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، مُحَدِّثٌ توفي سنة 544 ه . وعُتَيْبَةُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيم ، عُرِفَ بابْنِ فَسْوَةَ ، شَاعِرٌ مُقِلٌّ ، تَرْجَمَه صَاحِبُ الأَغَانِي وغَيْرُه .
( وجُفْرَةُ عَتِيبٍ ) كأَمِيرٍ : ( مَحَلَّة بالبَصْرَة ) ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَتِيبِ بْن عَمْرٍ و ، أَحَدِ بَنِي قَاسِطِ بْنِ هِنْب ، وعِدَادُه في بَنِي شَيْبَانَ ، وله عَدَدٌ بالبَصْرَة .
( والعَتُوبُ ) كَصَبُورٍ : ( مَنْ لَا يَعْمَلُ فِيهِ العِتابُ . و ) العَتُوبُ : ( الطَّرِيقُ . و ) يقال : ( قريَةٌ عَتِيبَةٌ ) كسَفِينَةٍ إِذَا كَانَتْ ( قَلِيلَةَ الخَيْرِ ) .
( و ) قال الفراء : ( اعْتَتَبَ ) فلانٌ إِذَا ( رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَان فِيهِ إِلَى غَيْرِه ) ، مِنْ قَوْلِهم : لَكَ العتْبَى ، أَي الرُّجُوع ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبُّ . قال الكُمَيْتُ :
فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ مِنْ فُؤَادِيَ وال
شِّعْرُ إِلَى مَنْ إِلَيْه مُعْتَتَبُ
( و ) قال الحُطَيْئَةُ :
إِذَا مَخَارِمُ أَحْنَاءٍ عَرَضْنَ لَهُ
لم يَنْبُ عَنْهَا وخَافَ الجَوْر فاعْتَتَبا
مَعْنَاه : اعْتَتَبَ ( من الجَبَلِ ) أَي ( رَكِبَه ولَمْ يَنْبُ عَنْه ) . يَقُولُ : لم يَنْبُ عَنْهَا ولَمَّا يَخَفِ الجَوْرَ . ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا مَضَى سَاعَةً ثم رَجَعَ ؛ قدِ اعْتَتَبَ في طَرِيقِه اعْتِتَاباً ، كأَنَّه عَرَض عَتَبٌ فتَرَاجَعَ .
( و ) اعتَتَبَ ( الطَّرِيقَ : تَرَكَ سَهْلَه وأَخَذَ في وَعْرِهِ ، و ) اعْتَتَبَ : ( قَصَدَ فِي الأَمْرِ ) .
( و ) عَن ابْنِ الأَثِيرِ : ( التَّعْتِيبُ :
____________________

(3/314)


أَن تَجْمَعَ الحُجْزَةَ ) بالضَّمِّ ( وتَطْوِيَهَا مِنْ قُدَّام ) . وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابيّ : الثُّبْنَةُ : ما عَتَّبْتَه من قُدَّامِ السَّرَاوِيلِ . وفي حَدِيثِ سَلْمَان ( أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِيلَه فتَشَمَّرَ ) .
( و ) تَعْتِيبُ الحبَابِ : ( أَنْ تَتَّخِذَ ) لَهُ ( عَتَبَةٌ ) .
وَعَتَّبَ الرجلُ : أَبْطَأَ . قال ابْنُ سِيدَه : وأَرَى البَاءَ بَدَلاً مِنْ مِيمِ عَتَّمَ .
( وفُلَانٌ لَا يَتَعَتَّبُ بِشَيْءٍ ) ، ونَصُّ التَّكْمِلَة : لا يُتَعَتَّبُ عَلَيْه في شَيْء أَي ( لَا يُعَابُ ) كأَنَّهُ يعني لا يُعَاتَبُ ولا يُلَامُ . ( و ) في التَّنْزِيلِ العَزِيز : { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مّنَ الْمُعْتَبِينَ } ( فصلت : 24 ) . مَعْنَاهُ إِنْ أَقَالَهُم اللّهُ وردَّهُم إِلَى الدُّنْيَا لم يُعْتِبُوا . يَقُولُ : لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللّهِ لِمَا سَبَقَ لَهُمْ في عِلْم اللهِ مِنَ الشَّقَاءِ ، وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ( الأنعام : 28 ) ومن قَرَأَ بالمَبْنِيِّ للمَعْلُوم فمَعْنَاه ( أَي إِنْ يَسْتَقِيلُوا رَبَّهم لَمْ يُقِلْهم ، أَيْ لَمْ يَرُدَّهُم إِلَى الدُّنْيَا ) ؛ لأَنَّهُ سَبَقَ في عِلْم اللّهِ أَنَّهُم لَو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه .
( و ) عُتَيْبَةُ و ( عَتَّابَةُ : مِنْ أَسْمَائِهن ) أَيِ النِّسَاءِ .
( و ) يُقَالُ : ( ما عَتَبْتُ بَابَه ) لا سَكَفْتُه أَي ( لَمْ أَطَأْ عَتَبَتَه ) ، وَكَذلك مَا تَسَكِّفْته ولا تَعَتَّبْتُه . ويُقَالُ : تَعَتَّبَ : لَزِمَ عَتَبَةَ الْبَابِ .
والعِتَابُ : مَاءٌ لِبَنِي أَسَد في طَرِيق المَدِينَةِ . قال الأَفْوَهُ :
فأَبْلِغُ بالجَنَابَةِ جَمْعَ قَوْمِي
ومَنْ حَلَّ الهِضَابَ عَلَى العِتَابِ
والعَتَبتَانِ الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ مِن أَشْكَالِ الرَّمْلِ مَعْرُوفَتَانِ .
وبَنُو عُتَيْبَةَ كَجُهَيْنَة : قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَب .
وَجَزِيرَة العَتَّابِ كَكَتَّانٍ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ .
وَعَتَبَةُ ، محركةً : لَقَبُ عُبَيْد بْنِ صَالِح ، حَدَّث عَنْه ابْنُ أَخِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عليِّ بنِ صَالِح . وعُتَيْبَةُ بالتصغير : مُحَدِّث
____________________

(3/315)


يروى عن يَزِيدَ بْنِ أَصْرَمَ ، وعَنْهُ جَعْفَر بْن سُلَيْمَانَ ، وعُمَر بْن عُتَيْبَة الضَّبِّيّ ، شَيخ لشَيْخ الإِسْلَام الأَنْصَارِيّ ، ومُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْن عُتَيْبَة الدِّمَشْقِيّ ، أَدْرَكَه الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيّ .
عترب : ( العُتْرُبُ بالضَّمِّ وبالتَّاءِ ) المُثَنَّاة الفَوْقِيَّة ( والرَّاءِ المُهْمَلَةِ ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ هو ( السُّمَّاقُ ولَيْسَ تَصْحِيفَ عَنْزَب ) ضُبِط عنْدَنَا كجَعْفَرٍ ، وصَوَابُه بالضَّمِّ كَمَا يَأْتِي ( وَلَا ) تَصْحِيفَ ( عَبْرَبٍ ) كجَعْفَرٍ ، كما تَقَدَّم ، ( البَتَّةَ ) . سَيَأْتِي تَحْقِيقُه في مَوْضِعِه ( لَكنَّ الكُلَّ ) مِمّا ذُكر ، وسَيُذْكَر ( بمَعْنًى ) وَاحِدٍ ، كما حَقَّقهُ الصَّاغَانِيّ .
عتلب : ( المُعْتْلَبُ ) ، بالتَّاء المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ ( كمُعَصْفَرٍ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ . وَقَالَ صَاحِبُ اللِّسَانِ : هُوَ ( الرِّخوُ ) . يُقَالُ : جَبَلٌ مُعَتْلَبٌ أَي رِخْوٌ . قَال الرَّاجِزُ :
مُلَحمُ القَارَةِ لَمْ يُعْتَلَبِ
عثب : ( عثب ) هذه المادة أَسْقَطَها المُؤَلِّف والصَّاغَانِيّ ، وَقَدْ جَاءَ مِنْهَا عَوْثَبَانُ اسْمُ رَجُل كَذا فِي لِسَان العَرَب . قُلْتُ : وهُوَ تَصْحِيفٌ صَوَابه عَوْبَثَان بِتَقْدِيم المُوَحَّدَة عَلَى المُثَلَّثَةِ كما سَيَأْتي .
عثرب : ( العُثْرُبُ بالضَّمِّ ) أَهُمَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقَالَ أَبُو حَنِيفَة : هُوَ ( شَجَرٌ كشَجَرِ الرمَّانِ ) في القَدْر . وَوَرَقُه أَحْمَرُ مِثْلُ ورَقِ الحُمَّاضِ ، تَرِقُّ عَلَيْهِ بُطُونُ المَاشِيَةِ أَوَّلَ شَيْءٍ ، ثم تَعْقدُ عَلَيْهِ الشَّحْمَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَ ( لَهُ ) حَبٌّ كَحَبِّ الحُمَّاضِ و ( عَسَالِيجُ حُمْرٌ كالرِّيبَاسِ تُقْشَرُ وتُؤْكَلُ . وَاحِدَتُه عُثْرُبَةٌ ) . وقَد خَالَف قَاعِدَتَه ( وَهِيَ بِهَاءٍ ) ، والمُصَنِّفُ أَحْيَاناً يَفْعَلُ ذَلِكَ .
عثلب : ( عَثْلَبٌ كجَعْفَرٍ ) : اسْمُ ( مَاءٍ ) في دِيَارِ غَطَفَانَ . قَالَ الشَّمَّاخُ :
____________________

(3/316)



وَصَدَّتْ صدوداً عن شَرِيعَةِ عَثْلَبٍ
ولا بْنَي عِيَاذِ فِي الصُّدُورِ حَزَائِزُ
( وعَثْلَبَ زَنْدَهُ ) إِذَا ( أَخَذَه مِن شَجَرٍ لا يَدْرِي أَيُورِي أَمْ ) يُصْلِد ، أَي ( لَا ) يُورِي .
( و ) عَثْلَبَ ( الطعَّامَ : رَمَّدَهُ فِي الرَّمَاد ، أَو طَحَنَه فجَشَّه ) أَي جَشَّ طَحْنَه ( لِضَرُورَةٍ عَرَضَت ) كَطُرُوقِ ضَيْفٍ أَوْ إِرَادَة ظَعْنٍ أَو غِشْيَانِ حَقَ . نَقَلَه ابْنُ السِّكِّيت .
( و ) عَثْلَبَ ( المَاءَ : جَرَعَه ) جَرْعاً ( شَدِيداً ) .
وَعَثْلَبَ الحَوْضَ والجِدَار وَنَحْوَه : كَسَرَه وهَدَمَهُ ، وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ ابْنُ القَطَّاع في التَّهْذِيب .
و ( أَمْرٌ مُعَثْلِبٌ ، بالكسْر ) على بِناء الفَاعِلِ أَي ( غَيرُ مُحْكَمٍ ) وعَثْلَبَ عَمَلَه : أَفْسَدَه ( و ) قَالَ النَّابِغَةُ .
وسُفْعٌ على آسٍ و ( نُؤْيٌ ) بالضَّمِّ ( مُعَثْلِبُ ) .
أي ( مَهْدُومٌ ) . ورُمْحٌ مُعَثْلِبٌ مَكْسُورٌ وقيل : المُعَثلِبُ : المَكْسُورُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ :(وشيخ معثلب) بفتح اللام إذا (أدبر كبرا) وضعفا
(و) يقال: (تعثلب) الرجل إذا(ساءت حاله وهزل) بالبناء للمعلوم والمجهول معا،ونص الصاغاني: وهزلت. ( والعثلبة: البحثرة)، نقله الصاغاني: عجب : ( العَجْبُ ، بالفَتْح ) وبِالضَّمِّ ، مِنْ كُلِّ دَابَّة : مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ الوَرِكْ مِنْ ( أَصْل الذَّنَبِ ) المَغْرُوزِ في مُؤَخَّرِ العَجُزِ ، وقِيل هو أَصْلُ الذَّنَبِ كُلِّه . وقال اللِّحْيانِيّ : هو أَصْلُ الذَّنَب وَعَظمهُ ؛ وهو العُصْعُصُ ، أَوْ هُوَ رَأْسُ العُصْعُصِ وفي الحدِيثِ : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى إِلَّا العَجْبَ ) وفي رِوَايَةَ ( إِلّا عَجْبَ الذَّنَبِ ) ، وهُو العَظْمُ الَّذِي في أَسْفَلِ الصُّلْبِ عِنْدَ العَجُزِ ؛ وَهُوَ العَسِيبُ مِنَ الدَّوَابِّ . ويُقَالُ : هو كَحَبِّ الخَرْدَلِ . وعبارَة
____________________

(3/317)


الزِّمَخْشَرِيّ في الفَائِقِ : أَنَّه عَظْمٌ بَيْن الأَلْيَتَيْنِ . ونَقَل شَيْخُنا عَنْ عِنايَة الخَفَاحِيِّ أَنهُ يُقَالُ فِيهِ : العَجْمُ أَي بِقَلْبِ البَاء مِيماً ، ويُثَلَّث ، أَي حِينئذٍ ، وشَيْخُنَا صَرفَ تَثْلِيثَه حَالَةَ كَوْنهِ بالبَاء ، وَلَا قَائِلَ بِهِ . فتَأَمَّل تَرْشُد . قُلت : وكَوْنُ العَجْبِ بالميمِ رَوَاهُ اللِّحْيَانِيّ في نَوَادِرِه . ( و ) قِيلَ : العَجْبُ : ( مُؤَخَّر كُلِّ شَيْء ) ، ومنه عَجْبُ الكَثِيبِ وهو آخِره المُسْتَدِقُّ مِنْهُ ، والجَمْعُ عُجُوبٌ ، بالضَّمِّ ، وهو مَجَزٌ ، كَمَا فِي الأَسَاسِ . قال لَبِيدٌ يَصِفُ المَطَرَ :
يَجْتَابُ أَعصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
( و ) بَنُو عَبٍ : ( قَبِيلَةٌ ) في قَيْسٍ ، وَهُوَ عَجْبُ بْنُ ثَعْلَبَة بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ ، منْ ذُرِّيَّتِه قُطْبَةُ بنُ مَالِكِ الصَّحَابِيُّ وابْنُ أَخِيهِ زيَادُ بْنُ عَلَاقَة . ولَقِيطُ بنُ شَيْبَانَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ العَجْلَان بْنِ سَعْدِ بْنِ جَشْوَرَة بْنِ عَجبٍ ، هَذَا شَاعِرٌ .
وعَجَبٌ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ آخر في جُهَيْنَةَ ، وهو عَجَبُ بْنُ نَصرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ .
وأَعْجَبُ ، كَأَفْعَلَ ، في قُضَاعَةَ ، وَهُوَ أَعْجَبُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ جَرْم بن رَبَّان ، الثلاثة ذَكَرَهُم الوَزِيرُ أَبُو القَاسِم المَغْرِبِيّ في الإِينَاس ، نَقَلَه شَيْخُنا ولم يَضْبُط الثَّانِيَة .
( و ) العُجْبُ ( بالضَّمِّ : الزَّهْوُ والكِبْرُ ) . ورَجُلٌ مُعْجَبٌ : مَزْهُوٌّ بِمَا يَكُونُ مِنْهُ حَسَناً أَو قَبِيحاً .
وقيل : المُعْجَبُ ، الإِنْسَانُ المُعْجَب بِنَفْسِه أَوْ بِالشَّيْءِ . وقد أُعْجِبَ فُلَانٌ بِنَفْسِه فَهو مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ وبِنَفْسِه . والاسْمُ العُجْبُ ، وَقِيلَ : العُجْبُ : فَضْلَةٌ من الحُمْقِ صَرَفْتَهَا إِلَى العُجْب . ونَقَل شَيْخُنَا عن الرَّاغِبِ في الفَرْقِ بَيْن المُعْجَبِ والتَّائِهِ ، فَقَالَ : المُعْجَبُ يُصَدِّقُ نَفْسَه فِيمَا يَظُنُّ بِهَا وَهْماً . والتَّائِهُ يُصَدِّقُها قَطْعاً .
( و ) العُجْبُ : ( الرَّجُلُ ) يُحِب مُحَادَثَةَ النِّسَاءِ ولا يَأْتِي البرِّيبَة ، وقِيلَ .
____________________

(3/318)


الذِي ( يُعْجِبُه القُعُودُ مَعَ النِّسَاءِ ) ومَحَادَثَتُهُن ولا يَأْتِي الرِّيبة ( أَو تُعْجَبُ النِّسَاءُ به ، ويُثَلَّثُ ) ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ ، لا اعْتِدَادَ ، بِمَا نَقَلَه شَيْخُنا الإِنْكَارَ عَنِ الْبَعْضِ .
( و ) العُجْبُ : ( إِنْكَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ ) لِقِلّة اعْتِيَادِه ( كالعَجَبِ مُحَرَّكَةً ) وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : العُجْبُ : النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِ مَأْلُوفٍ ولا مُعْتَاد ، ( وجَمْعُهَا ) ، هَكَذَا في نُسْخَتِنَا ، ولَعَلَّه المُرَادُ بِهِ جَمْعُ الثَّلَاثَة وهو عَجْبُ الذَّنَب والعُجْب بلْغَتَيْهِ ( أَعْجَابٌ ) ، أَو الصَّوَابُ تَذْكِيرُ الضَّمِيرِ ، كَمَا فِي غَيْرِ كِتَاب ، قال :
يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ
الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيَابِ
( و ) يُقَال ( جَمع عَجِيب عَجَائِبُ ) مِثْلُ أَفِيلٍ وأَفَائلَ ، وتَبِيعٍ وتَبَائعَ . ( أَوْ لَا يُجْمَعَانِ ) ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ . فَقَوْلُ شَيْخِنا : ولم يَذْكُر عَدَمَ جَمْعِيَّتِهِ أَي عَجِيبٍ غيرُ المُصَنِّف ، غَيْرُ سَدِيدٍ ، بل مُعَارَضَة سَمَاع بعقل ، والعَجَبُ أَنَّه نَقَلَ كَلَام الجَوْهَرِيِّ فِيمَا بَعْد عِنْدَ مَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِ النَّامُوسِ ولَمْ يَتَنَبَّه لَهُ وسَدَّدَ سَهْم المَلَامِ عَلَى المُؤَلِّف وَجَدَلَهُ .
وقد عَجِبَ منْه يَعْجَبُ عَجَباً ( والاسْمُ العَجِيبَةُ والأُعْجُوبَةُ ) بالضَّمِّ ( وتَعَجَّبْتُ مِنْهُ واسْتَعْجَبْتُ مِنْه كعَجِبْتُ مِنْه ) أَي ثُلَاثِيًّا .
في لِسَانِ العَرَبِ : التَّعَجُّب مِمّا خَفِيَ سَبَبُه ولم يُعْلَم . وقَالَ أَيْضاً : التَّعَجُّب : أَنْ تَرَى الشيءَ يُعْجِبُك تَظُنُّ أَنَّكَ لَمْ تَرَ مِثْلَه . ونَقَل شَيخُنَا مِنْ حَوَاشِي القَامُوسِ القَدِيمَة حَاصِل ما ذَكَرَه أَهْلُ اللُّغَةِ في هَذَا المَعْنَى : أَنَّ التَّعَجُّبَ حَيْرَةٌ تَعْرِض لِلإِنْسَانِ عِنْد سَبَبِ جَهْلِ الشَّيْء ، ولَيْسَ هُوَ سَبَباً لَه في ذَاتِه ، بَلْ هُوَ حَالَة بحَسَبِ الإِضَافَة إِلَى مَنْ يَعْرِف السَّبَبَ وَمَنْ لا يَعْرِفُه ، ولِهَذَا قَالَ قومٌ : كُلُّ شَيْءٍ عَجَبٌ ، قَالَه الرَّاغِبُ : وَبَعْضُهُم خَصَّ التَّعَجُّبَ بالحَسَنِ فَقَط وقَال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة : يُقَالُ أُعْجِبَ
____________________

(3/319)


فلانٌ بنَفْسِه وبِرَأْيه فهو مُعْجَبٌ بِهِمَا ، والاسْمُ العَجَبُ ، ولا يَكُونُ إِلّا في المُسْتَحْسَن ، وتَعَجَّبَ مِنْ كَذَا ، والاسْمُ العَجَب وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي المُسْتَحْسَنِ . واسْتَعْجَبَ مِنْ كَذَا ، والاسْمُ العَجَبُ مُحَرَّكَة وَيَكُونُ في الحَسَنِ وغَيْرِه .
قُلْتُ : هَذَا التَّفْصِيلُ حَسَن إِلَّا أَنَّ العُجْبَ بالضَّمِّ الَّذِي في الوَجْهِ الأَوّلِ إِنَّمَا هُوَ بمَعْنَى الزَّهْوِ والتَّكَبُّرِ ، وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحْسَنِ في نَفْسِه ، كما عَرّفْنَاه آنفاً . ونَقَلَ شَيْخُنَا أَيضاً عَن بَعْضِ أَئِمَّةِ النُّحَاةِ : التَّعَجُّبِ : انْفِعَالُ النَّفْسِ لزِيَادَة وَصْفٍ في المُتَعَجَّبِ مِنْه ، نَحْو : ما أَشْجَعَه . قال : وما وَرَدَ في القرآنِ ، مِنْ ذَلِك نَحْو { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } ( مريم : 38 ) فإِنَّما هُوَ بالنَّظَر إِلَى السَّامِع ، والمَعْنَى : لو شَاهَدْتَهم لَقُلْتَ ذلك مُتَعَجِّباً مِنْهم . انتهى .
( وَعَجَّبْتُه ) بالشَّيْءِ ( تَعْجِيباً ) أَي نَبّهْتُه عَلَى التَّعَجُّبِ منه .
والاسْتِعْجَاب : شِدَّةُ التَّعَجُّبِ ، كذا في الأَسَاس ولِسَان العَرَبِ ، قال :
ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى مِنْ أَنَاتِنَا
ولو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ
( و ) قولهم : ( مَا أَعْجَبَه بِرَأْيِه ، شَاذٌّ ) لا يُقَاسُ عَلَيْه ، أَي لِبِنَائِه مِنَ المَجْهُول كَمَا أَزْهَاهُ وما أَشْغَلَه ، والأَصْلُ في التَّعَجُّب أَن لا يُبْنَى إِلَّا مِنَ المَعْلُومِ .
( والتَّعَاجِيبُ : العَجَائِبُ ) لا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا . وفي النَّاموس : الأَظْهَرُ أَنَّهَا الأَعَاجِيبُ ، وَهَذَا يَدُلُّ على قِلَّة اطَّلاعِه على النَّقْل ، وقد أَسْبَقْنَا في المَطَايِب ما يُفْضِي إِلَى العَجَائِب ، وقد نَبَّه عَلَى ذَلِكَ شَيْخُنَا في حَاشِيَته وكَفَانا مَؤونَةَ الرَّدِّ عَليْهِ ، عَفَا اللّهُ عَنْهُمَا ، وأَنْشَدَ في الصَّحَاحِ وغَيْره :
وَمِنْ تَعَاجِيب خَلْقِ اللّهِ غَاطِيَةٌ
يُعْصَرُ مِنْهَا مُلَاحِيٌّ وغِرْبِيبُ
الغَاطِيَة : الكَرْمُ .
( وأَعْجَبَه ) الأَمْرُ : ( حَمَلَه عَلَى
____________________

(3/320)


العَجَبِ مْنُهُ ) أَنْشَدَ ثَعْلَب :
يَا رُبَّ بَيْضَاءَ عَلَى مُهَشَّمَهْ
أَعجبهَا أَكْلُ البَعِيرِ اليَنَمَهْ
هذه امرأَةٌ رَأَتِ الإِبِلَ تَأْكُلُ فأَعْجَبَهَا ذَلِكَ أَي كَسَبَهَا عَجَباً . وكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
رَأَتْ فِي الرَّأْس مِنِّي شَيْ
بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُهَا
فَقَالَت لِي ابْنُ قَيْسٍ ذَا
وبَعْضُ الشَّيْب يُعْجِبُها
أَي يَكْسِبُها التَّعَجُّب .
( وأُعْجِبَ بِهِ ) ، مَبْنِيًّا للمَفْعُول : ( عَجِبَ وسُرَّ ) بِالضَّمِّ من السُّرور ( كأَعْجَبَه ) الأَمْرُ إِذَا سَرَّه . ( و ) يُقَالُ : ( أَمْرٌ عَجَبٌ ) ، مُحَرَّكَةً ( وعَجِيبٌ ) كَأَمِيرٍ ( وعُجَابٌ ) كغُرَابٍ ( وعُجَّابٌ ) كرُمَّانٍ ، أَي يُتَعَجَّبُ مِنْه ، وأَمْرٌ عَجِيبٌ أَي مُعْجِب ، وفي التَّنْزِيل : { إِنَّ هَاذَا لَشَىْء عُجَابٌ } ( صلله : 5 ) وقَرأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن السُّلَمِي ( إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ ) بالتَّشْدِيدِ . قال الفَرَّاءُ : هو مِثْلُ قَوْلِهِم : رَجُلٌ كَرِيمٌ وكُرَامٌ وكُرَّامٌ ، وكَبِيرٌ وكُبَارٌ . وعُجَّابٌ بالتَّشْديدِ أَكْثَرُ مِنْ عُجَابٍ .
( و ) قَوْلُهُم : ( عَجَبٌ عَاجِبٌ ) كَليْلٍ لَائِلٍ ( و ) عَجَبٌ ( عُجَابٌ ) ، على المُبَالَغَةِ ، كلَاهُمَا يُؤَكَّدُ بِهِمَا ( أَو العَجِيبُ كالعَجَبِ ) أَي يَكُونُ مِثْلَه ( و ) أَمَّا ( العُجَاب ) فَإِنَّه ( مَا جَاوَزَ ) ، كَذَا في نُسْخَةِ العَيْنِ ، ويُوجَدُ في بَعْضِ نُسَخ الكِتَاب ، ما يتَجَاوَزَ ( حَدَّ العَجَبِ ) ، وهَذَا الفَرْقُ نَصُّ كِتَابِ العَيْنِ .
( والعَجْبَاءُ : الَّتِي يُتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِهَا و ) الّتي يُتَعَجَّبُ ( من قُبْحِهَا ) نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ . قَال شَيْخُنَا : وإِذَا كَانَ مُتَعَلَّقُ التَّعَجُّبِ في حالَتَيِ الحُسْنِ والقُبْحِ واحِداً وَهُوَ بُلُوغُ النِّهَايَةِ في كِلْتَا الحَالَتَيْنِ فَقَوْلُ المُؤَلِّف وهو ( ضِدٌّ ) مَحَلُّ تَأَمُّل . ويَدُلُّ عَلَى العُمُوم مَا نَقَلَه سَابِقاً إِنْكَارُ ما يَرِدُ عَلَيْكَ ، كَمَا هُوَ ظَاهِر .
( و ) اقْتَصَر في لِسَان الْعَرَب عَلَى
____________________

(3/321)


أَنَّ العَجْبَاءَ هِيَ ( النَّاقَةُ ) الَّتِي ( دَقَّ ) أَعْلَى ( مُؤَخَّرِهَا وأَشْرَفَ ) ، كَذَا في النُّسَخِ وصَوَابُه أَشْرَفَت ( جَاعِرَتَاهَا ) ، وهِي خِلْقَةٌ قَبِيحَةٌ فِيمَن كَانَت . ويُقَال : لَشَدَّ مَا عَجُبَت النَّاقَةُ ، إِذَا كَانَتْ كَذَلكَ وقَد عَحِبَتْ عَجَباً . ( و ) نَاقَةٌ عَجْبَاءُ : بَيِّنَةُ العَجَبِ أَي ( الغَلِيظة ) عَجْبِ الذَّنَب ( وجَمَلٌ أَعْجَبُ ) إِذَا كَانَ غَلِيظاً .
( و ) يُقَالُ : ( رجُلٌ تعْجَابَة بالكَسْر ) أَي ( ذُو أَعَاجِيبَ ) وَهِيَ جَمْعُ أُعْجُوبَة ، وقَدْ تَقَدَّم ( و ) في التنزيل : { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ } ( الصافات : 12 ) قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ بضَمِّ التَّاءِ وَكَذَا قِرَاءَة عَلِيّ بْنِ أَبي طَالب وابْنِ عَبَّاس ، وقَرَأَ ابْنُ كَثير ونَافِع وابْنُ عَامر وعاصِم وأَبُو عَمْرو بنَصْب التَّاءِ . والعَجَبُ وإِنْ أُسْندَ إِلَى اللّهِ تَعَالَى فلَيْسَ مَعْنَاه منَ اللّهِ كمَعْناه مِنَ العبَاد .
وقَال الزَّجَّاجُ : وأَصْلُ العَجَب في اللُّغَة أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَى مَا يُنْكِرهُ ويَقِلُّ مِثْلُه قَالَ : قَد عَجِبْتُ مِنْ كَذَا وعلى هَذَا ( مَعْنَى ) قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بضَمِّ التَّاءِ ، لأَن الآَدَمِيَّ إِذَا فَعَل مَا يُنْكِرُه اللّهُ تَعَالَى جَاز أَنْ يَقُولَ فِيهِ : عَجِبْتُ ، والله عَزَّ وَجَلَّ قدْ عَلِمَ ما أَنْكَرَه قَبْلَ كَوْنِه ، ولكنَّ الإِنْكار والعَجَبَ الَّذِي تلْزَم بِهِ الحُجَّة عِنْدَ وُقُوعِ الشَّيْء . وقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ : أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِه بالعَجَب وَهُوَ يُرِيدُ : بل جَازَيْتُهُم على عَجَبِهِم مِنَ الحَقّ ، فَسَمَّى فِعْلَه باسْم فِعْلِهم . وقيل : بَلْ عَجِبْتَ مَعْنَاه بل عَظُم فعْلُهم عنْدَكَ .
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ في قَوْله تَعَالَى : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ } ( الرعد : 5 ) الخِطَابُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وسَلَّم ، أَي هَذَا مَوْضِعُ عَجَبٍ حَيْثُ أَنْكَرُوا البَعْثَ ، وقَدْ تَبَيَّن لَهُم مِنْ خَلْقِ السَّموَات والأَرْض ما دَلَّهُم عَلَى البَعْث ، والبَعْثُ أَسْهَلُ في القُدْرَةِ ممَّا قَدْ تَبَيَّنُوا .
وفي النِّهَايَة ، وَفي الحَديث : ( عَجِبَ رَبُّكَ منْ قَومٍ يُقَادُون إِلَى الجَنَّة في
____________________

(3/322)


السَّلَاسِلِ ) أَي عَظُم ذَلِك عنْدَه وكَبُر لَدَيْه ، أَعْلَم اللّهُ أَنّهُ إِنَّمَا يتَعَجَّبُ الآدَمِيُّ من الشَّيْءِ إِذَا عَظُم مَوْقِعُه عنْدَه وَخفِيَ عَلَيْه سَبَبُه ، فأَخْبَرَهم بِمَا يَعْرِفُون ليَعْلَمُوا مَوْقعَ هَذه الأَشْيَاءِ عنْدَه . وقِيلَ ( العَجَبُ من اللّهِ : الرِّضَا ) فمَعْنَاه أَي عَجِبَ رَبُّك وأَثَابَ ، فسَمَّاه عَجَباً مَجَازاً ، وليس بِعَجَبٍ في الحَقيقَة . والأَوّل الوَجْهُ ، كَمَا قَالَ : { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ } ( الأنفال : 30 ) مَعْنَاه ويُجَازِيم اللّهُ عَلَى مَكْرِهِم . وفي الحَديثِ : ( عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابَ لَيْسَت لَهُ صَبْوَةٌ ) وفي آخرَ : ( عَجِب رَبُّكم مِنْ إِلِّكم وقُنُوطكم ) . قَال ابْنُ الأَثصِير : إِطْلَاقُ العَجَبِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى مَجَاز ، لأَنَّه لا يَخْفَى عَلَيْه أَسْبَابُ الأَشْيَاءِ . كُلُّ ذلِك فِي لِسَان الْعَرَبِ .
( و ) عَجَبٌ ، مُحَرَّكة ، أَخُو القَاضي شُرَيْح ، وفيه المَثَل : ( أَعْذرْ عَجَبُ ) ( يَضْرِبُه ) المُعْتَذر عندَ وُضُوح عُذْرِه كَذَا في المُسْتَقْصَى .
و ( أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ البَكْرِيُّ شُهِرَ بابْن عَجَبٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَجَب ، مُحَرَّكَتَيْنِ ) مُحَدِّثَانِ ، هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخ ، ومِثْلُه للصَّاغَانِيّ ، وَهُوَ غَلَطٌ قَلَّدَ فِيهِ الصَّاغَانِيّ والصَّوَابُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعيد الَّذِي ذَكَرَه وَالِدُه هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَجَبٍ الَّذِي تَلَاهُ فيمَا بَعْد . وتَحْقِيقُ المَقَام أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَجَبٍ ، مُحَرَّكَة ، لَهُ ذِكْرٌ في المَغَارِبَة ، وابْنُه أَحْمَدُ تَفَقَّه عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ ذَرْب ، وابنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَد بْنِ سَعِيد بْنِ عَجَبٍ ، ذَكَرَه ابْنُ بَشْكَوَال ، فَتَأَمَّل .
( ومُنْيَةُ ) بالضَّم ( عَجَبٍ ) مُحَرَّكَةً : ( د بالمَغْرِبِ ) الأَقْصَى وَهِي جِهَةٌ بالأَنْدَلُسِ .
( و ) في النَّوَادِرِ : ( تَعَجَّبَنِي ) فُلانٌ وَتَفَتَّنَنِي ، أَيْ ( تَصَبَّانِي ) .
( و ) عُجَيْبَةُ ( كَجُهَيْنَةَ : رَجُلٌ ) ، وهو عُجَيْبَةُ بْنُ عَبْد الحَميد ، مِنْ أَهْلِ اليَمَامة . وحَكِيمُ بْنُ عُجَيْبَة ، كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ غَالٍ في التَّشَيُّع ، قَالَه العِجْلِيّ . ( وأَعْجَبَ جَاهِلاً : لَقَبُ رَجُل ) كتَأَبَّطَ شَرًّا . وهو شَيْءٌ مُعْجبٌ إِذَا كَانَ حَسَناً
____________________

(3/323)


جِدًّا وَقَوْلُهم : للّهِ زَيْدٌ ، كأَنَّه جَاءَ بِهِ اللّهُ مِنْ أَمْر عَجِيبٍ ، وكَذلِكَ قَوْلُهُم : للّهِ دَرُّه أي جَاءَ اللّهُ بِدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ لِكَثْرَتِه .
وفي الأَسَاسِ : أَبُو العَجَب : الشَّعْوذِيُّ ، وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ . وَمَا فُلَانٌ إِلَا عَحَبَةٌ مِنَ العَجَب .
قُلْتُ : وأَبُو العَجَب مِنْ كُنَى الدَّهْرِ ، رَاجِعْه في شَرْحِ المَقَامَات .
وعَجِبَ إِلَيْهِ : أَحَبَّه . أَنْشَدَ ثَعْلَب :
وما البُخْلُ يَنْهَانِي وَلَا الجُودُقَادَنِي
وَلَكِنَّها ضَرْبٌ إِلَيَّ عَجِيبُ
أَي حَبِيبٌ وأَرَادَ يَنْهَاني وَيقُودُني ، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ .
وأَبُو عَجِيبَة : كُنْيَةُ الحَسَنِ بْنِ مُوسَى الحَضْرَمِيّ ، رَوَى عَنْه عَبْدُ الوَهَّاب بْنُ سَعِيدِ بْن عُثْمَان الحَمْرَاوِيُّ ، كذا في كِتَابِ النّورِ المَاحِي للِظَّلَام ، لأَبِي مُحَمَّد جَبْرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ جَبْرِ بْنِ هِشَامٍ القُرْطُبِيّ ، قُدِّسَ سِرُّه ، وضَبَطَه الحَافِظُ بالنُّونِ بَدَلَ المُوَحَّدَة وسَيَأْتِي .
وبَنُو عَجِيبٍ كأَمِيرٍ : بَطنٌ مِنَ العَرَبِ .
عجرقب : ( العَجَرْقَبُ كسَفَرْجَلٍ ) : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان . وقَالَ الصَّاغَانِيّ : هُوَ مِنْ نَعْتِ ( المُرِيب الخَبِيث ) ، كَذَا في التَّكْمِلَةِ .
عدب : ( العَدَاب ، كَسَحَابٍ ) بالعَيْنِ والدَّالِ المُهْمَلَتَيْنِ ، مِنَ الرَّمْلِ : كالأَوعَسِ ، وقِيلَ هُوَ ( مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ ) حَيْثُ يَذْهَبُ مُعْظَمُه وَيَبْقَى شَيْءٌ من لَيْنِه قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ . وقَوْلُه ( ما اسْتَرَقَّ ) بالرَّاءِ في نُسْخَتِنَا وغَيْرِها مِنَ النُّسَخ ، ونَقَل شَيْخُنَا عن الكِفَايَةِ والمُحْكَم بالدَّالِ ( أَو هو ) كَذَا في نُسْخَتِنَا . والَّذِي في لِسَانِ العَرَبِ وَهُوَ ( جَانِبُه ) أَي الرَّمْل ( الَّذِي يَرِقُّ ) مِنْ أَسْفَل الرَّمْلَة ( وَيلِي الجَدَدَ ) ، مُحَرَّكَة ، ( مِنَ الأَرْضِ ، لِلْوَاحِد والجَمْعِ ) سَوَاء . قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ :
____________________

(3/324)



كَثَوْرِ العَذَابِ الفَرْدِ يَضْرِبُه النَّدَى
تَعَلَّى النَّدَى فِي مَتْنِه وتَحَدَّرَا
هكَذَا في المُحْكَم والصَّحَاح . وسَمع شَيْخُنَا عَن شَيِخه ، ( لَبَّدَهُ النَّدَى ) بَدَل ( يَضْرِبُه النَّدَى ) ، والنَّدَى الأَول : المَطَرُ الخَفيفُ : والثَّاني بِمَعْنَى الشَّحْم ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ :
وأَقْفَرَ المُودِسُ مِنْ عَدَابِهَا
يَعْنِي الأَرْضَ الَّتِي قد أَنْبَتَتْ أَوَّل نَبْتِ ثُمَّ أَيْسَرَتْ .
( و ) عَدَابٌ : ( ع ) .
( والعَدَابَةُ ) ، كسَحَابَةٍ : ( الرَّحِمُ ) ، قال الفَرَزْدَقُ :
وكُنْتُ كَذَاتِ العَرْكِ لَمْ تُبْقِ مَاءَهَا
ولا هِيَ مِنْ مَاءِ العَدَابَةِ طَاهِرُ
وقد رُوِيت العَذَابَة بالذَّالِ المُعْجَمَة وهَذَا البَيْتُ أَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ :
وَلَا هِيَ مِمَّا بِالْعَدَابَةِ طَاهِرُ
قال ابن مُكَرَّم : وكَذلِكَ وَجَدْتُه فِي عِدِّة نُسَخٍ . قُلْتُ : وَجَدْتُ أَيْضاً في هَامِش نُسُخَتِي مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ : والعَدَابَ مَاءُ الرَّحِم ، ( و ) العَدَابَةُ : ( الرَّكَبُ ) ، مُحَرَّكَةً : مَنْبِتُ الْعَانَةِ ، وقَدْ تَقَدَّمَ ، ولَمْ يَذْكُره غَيْرُ المُؤَلِّف . قُلْتُ : ويُمْكِنُ أَنْ يُفَسَّر بِهِ البَيْتُ السَّابِقُ عَلَى رِوَايَة الجَوْهَرِيّ .
( والعَدُوبُ ) ، كَصَبُور : ( الرَّمْلُ الكَثِيرُ ) .
( و ) قَالَ الأَزْهَرِيُّ : ( العُدَبِيُّ كعُرَنِيَ ) مِنَ الر 2 جالِ : ( الكَرِيمُ الأَخْلَاقِ أَوْ مَنْ لَا عَيْبَ فِيهِ ) ، قال كَثِيرُ بْنُ جَابِرٍ المُحَارِبِيُّ لَيْسَ كُثَيِّر عَزَّةَ :
سَرَتْ ما سَرَت فِي لَيْلِهَا ثُمَّ عرَّسَتْ
إِلَى عُدَبِيَ ذِي غَنَاءٍ وذِي فَضْلِ
قَالَ ابْنُ مَنْظُور : وهَذَا الحَرْفُ ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ في تَهْذِيبِه هُنَا في هَذِه التَّرْجَمَة وذَكَرهُ الجَوْهَرِيُّ في صِحَاحِه في تَرْجَمَة عَذب ، بِالذَّالِ المُعْجَمةِ .

____________________

(3/325)


عذب : ( العَذْبُ مِنَ الطَّعَام والشَّرَابِ ) ، وفي بَعْضِ النُّسَخ تقديمُ الشَّرَابِ عَلَى الطَّعَام : ( كُلُّ مُسْتَسَاغ ) . والعَذْبُ : المَاءُ الطَّيِّبُ . مَاءَةٌ عَذْبةٌ ورَكيَّةٌ عَذْبَةٌ . وفي القُرْآنِ : { هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } ( الفرقان : 53 ) وعَذُبَ المَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَة فهو عَبٌ طَيِّبٌ والجَمْعُ عذَابٌ ، بالكَسْرِ وعُذُوبٌ ، بالضَّمِّ . قَالَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِيّ :
فَبَيَّتْنَ مَاءً صَافِياً ذَا شَرِيعَةٍ
لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ
قال ابْنُ مَنْظُور : أَرَادَ بِغَلَلٍ الجنْسَ ، فَلِذَلك جَمَعَ الصَّفَةَ . وَفِي حَديث الحَجَّاجِ ( مَاءٌ عِذَابٌ ) . يُقَالُ : مَاءَةٌ عَذْبَةٌ ، وَمَاءٌ عذَابٌ ، عَلَى الجَمْعِ ؛ لأَنَّ المَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَة .
( و ) العَذْبُ والعُذُوبُ ، بالضَّمِّ : ( تَرْكُ ) الرَّجُلِ والحِمَارِ والْفَرَسِ ( الأَكْل مِنْ شِدَةِ العَطَشِ ) فهو لَا صَائِمٌ ولا مُفْطر ، ( وهو عَاذِبٌ ) ، والجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ ، ( وعَذُوبٌ ) ، كَصَبُور ، والجَمْع عُذُبٌ ، بِضَمَّتَيْنِ . ويُقَالُ لِلْفَرسِ وغَيْرِه : بَاتَ عَذُوباً ، إِذَا لَمْ يَأْكُلْ شيئاً ولم يَشْرَبْ ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ : القَوْلُ في العَذُوبِ والعَاذِبِ أَنه الذِي لَا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ في العَذُوبِ أَنَّه الَّذِي يَمْتَنِع عَنِ الأَكْلِ لِعَطَشِه .
وأَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد : وجَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ ، لأَنَّ فَعُولاً لا يُكْسَّر عَلَى فُعُول . قُلْتُ : هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَةِ وفَوَائِد الأَشبَاهِ والنَّظَائِر وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَن لم يَحْفَظ .
ثُم قَالَ : والعَاذِبُ مِنْ جَمِيع الْحَيَوَانِ : الَّذي لَا يَطْعَمُ شَيْئاً ، وقد غَلَب عَلَى الخَيْلِ والأُبِلِ ، والجَمْعُ عُذُوبٌ كَسَاجِدِ وسُجُود . وقَالَ ثَعْلَب : العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ وغَيْرِهَا : القَائِمُ الَّذي يَرْفَعُ رَأْسَه فلا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ ، وكذَلِكَ
____________________

(3/326)


العَاذِبُ الجَمْع عُذُبٌ . والعَاذِبُ : الذِي يَبِيتُ لَيْلَةُ لَا يَطْعَمُ شَيْئاً .
( و ) العَذْبُ : ( المَنْعُ ، كالإِعْذَابِ والتَّعْذِيبِ ) ، عَذَبَه عَنْه عَذْباً ، وأَعْذَبَه إِعْذَاباً ، وعَذَّبَه تَعْذِيباً : مَنَعَه وفَطَمَه عَن الأَمْرِ ، وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْتَه . ( و ) العذْبُ : ( الكَفُّ ) ، يُقَالُ : عَذَبه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا كَفَّه ، ( والتَّرْكُ ، كالإِعْذَابِ والاسْتعْذَابِ ) ، يُقَال : أَعْذَبَه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا مَنَعَه وكَفَّه ، واسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ : انْتَهَى . وعَذَبَ عَن الشَّيْءِ وأَعْذَبَ واسْتَعْذَبَ كُلُّه : كَفَّ وأَضْرَبَ . وأَعْذَبَه عَنْه : منَعَه . ويُقَالُ : أَعْذِب نَفْسَكَ عَنْ كَذَا ، أَي اظْلِفْهَا عَنْهُ . وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ كَرَّمَ اللّهُ وَجْهَه ( أَنَّهُ شَيَّعَ سَرِيَّةً فَقَالَ : أَعْذِبُوا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ أَنْفُسَكم فَإِنَّ ذَلِكَ يَكْسِرُكُم عَنِ الغَزْوِ ) أَي امْنَعُوهَا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاء وشَغْلِ القُلُوبِ بِهِنْ . وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيئاً فقد أَعْذَبْتَه . وأَعْذَبَ لَازِمٌ ومُتَعَدَ .
وفي التَّهْذيبِ : أَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ : امْتَنَع . وأَعْذَبَ غَيْرَه : مَنَعَه ، فَيَكُونُ لَازِماً وَوَاقِعاً ، مِثْلَ أَمْلَقَ إِذَا افتَقَر وأَملَقَ غَيْرَه .
وفي الأَسَاس : يُقَالُ أَعْذَبَ عَن الشَّيْءِ واسْتَعْذَبَ : امْتَنَع . ويُقَالُ : أَعْذِبُوا عَنِ الآمَالِ أَشَدَّ الإِعْذَابِ فإِنَّهَا تُورِثُ الغَفّلَة وتُعْقِبُ الحَسْرَة . ( يَعْذِبُ ) كيَضْرِب ( في الكُلِّ ) مِمَّا ذُكِرَ غَيْر عَذَبَ المَاءُ والطَّعَامُ فإِنَّ مُضَارِعَهُمَا يَعْذُب بالضَّمِّ .
( و ) العَذَبُ ( بالتَّحْرِيك : القَذَى ) يَعْلُو المَاءَ ( ومَا يَخْرُجُ في ) ، وَفي نُسْخَة عَلَى ( أَثَرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِمِ ) .
( و ) العَذَبُ : ( شَجَرٌ ) مِنَ الدِّقِّ ، قَالَهُ أَبُو حَنِيفَة وأَنْشَد :
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضَّاخُ العَذَبْ
( و ) العَذَبُ : ( مَآلى ) بالمَدِّ ( النَّوَائِح ، كالمَعَاذِب ) ، أَي في الأَخيرِ وَحدَتُهَا معْذَبَةٌ . ويُقَالُ لخرْقَةِ النَّائِحَة عَذَبَةٌ ومعْوَزٌ ، وجَمْعُ العَذَبَة مَعَاذِبُ ، على غَيْره فقيَاس قَالَه أَبُو عَمْرو .
____________________

(3/327)



( و ) العَذَبُ : ( الخَيْطُ الَّذِي يُرْفَع بِهِ المِيزَانُ .
( و ) العَذَبُ : ( طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ ) .
( ومِنَ البَعِيرِ : طَرَفُ قَضِيبه ) ، قَالَهُمَا ابن سيدَه . وقال غَيْره : هو أَسَلَتُه المُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمه .
( و ) العَذَبُ : ( الجِلْدَةُ المُعَلَّقَة خَلْفَ مُؤَخَّرَةِ الرَّحْلِ ) مِنْ أَعْلَاه .
ومِنَ الرُّمْح : خِرْقَة تُشَدُّ عَلَى رَأْسِه ، ومنه يُقَالُ : خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِهِ العَذَبُ ، كَمَا في الأَسَاسِ .
ومِنَ النَّعْلِ : المُرْسَلَةُ مِنَ الشِّرَاكِ .
ومِنَ العِمَامَة : ما سُدِلَ بَيْنَ الكَتِفَيْنِ مِنْهَا .
ومِنَ السَّوطِ : عِلَاقَتُهُ وطَرَفُه .
ومِنَ اللِّسَانِ : طَرَفُه الدَّقِيقُ .
والعَذَبُ : أَطرافُ السُّيُور ؛ وهي العَذَبَاتُ . قال ذو الرُّمَّة :
غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ
مِثْلُ السَّراحِينِ في أَعْنَاقِهَا العَذَبُ
يَعْنِي أَطْرَافَ السُّيورِ .
وَعَذَّبْتُ السَّوْطَ فهو مُعَذَّبٌ إِذَا جَعَلْتَ له عِلَاقَةً . والَّذِي في الأَسَاس : وعذَّب سَوْطَه وهَدَّبَه جَعَلَ لَهُ عِلَاقَةً .
والعَذَبُ مِنَ الشَّجَرِ : غُصْنُه ، ( الوَاحِدَة بِهَاءٍ في الكُلِّ ) مِمَّا ذُكِرَ .
( واسْتَعْذَبَ ) الرَّجُلُ مَاءَه : ( اسْتَقَى عَذْباً ) . واسْتَعْذَبَه : عَدَّه عَذْباً . واسْتَعْذَبَه : شَرِبَه عَذْباً . واسْتَعْذبَ لِأَهْلِه طَلَب لَهُم مَاءً عَذْباً ، ويَسْتَعذِب لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا أَي يَسْتَقِي لَهُ . وَفِي الحَدِيثِ ( أَنَّه كَانَ يُسْتَعْذَب لَهُ المَاءُ العَذْبُ . وَهُوَ الطَّيِّبُ الَّذي لا مُلُوحَةَ فِيهِ . وفي حَدِيثِ أَبي التَّيِّهَانِ أَنَّه خَرَجَ يَسْتَعْذِبُ المَاءَ ) أَي يَطْلُبُ المَاءَ العَذْبَ .
والعَذُوبُ والعَاذِبُ : الَّذِي لَيْسَ بَيْنَه وبَيْنَ السَّمَاءِ سِتْرٌ ، وفي نُسْخَة : ( سُتْرَة ) أَوْرَدَه ابْنُ السِّيد في الفَرْق . وقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا بَات
____________________

(3/328)


فَرْداً لَا يَذُوقُ شَيْئاً :
فَبَاتَ عَذُوباً للِسَّمَاءِ كَأَنَّهُ
سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْردَتْهُ الكَوَاكبُ
وشَاهدُ العَاذِب انْظُره فِي الفَرْق .
( والعذْبَةُ بِالفَتْحِ و ) العَذَبَةُ ( بالتَّحْرِيكِ و ) العَذِبَةُ ( بكَسْرِ الثَّانِيَة ) ، الأَوْجُه الثَّلَاثَةُ في لِسَانِ العَرَبِ ونُقل عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ الوَجْهُ الأَوَّلُ وقَالَ : هِيَ الكُدْرَةُ مِنَ الطُّحْلُبِ والعَرْمَض ونَحْوِهِمَ ، وقِيلَ : هِيَ ( الطُّحْلُب ) نَفْسُه والدِّمْن يَعْلُو المَاءَ . ( و ) يُقَالُ مِنْه : ( مَاءٌ عَذِبٌ كَكَتِف ) وذُو عَذَبٍ أَي ( مُطَحْلِبٌ ) أَي كَثِيرُ القَذَى والطُّحْلُبِ . قَالَ ابْن سِيدَه : أُرَاهُ عَلَى النَّسَبِ ، لأَنِّي لَمْ أَجِد لَهُ فِعْلاً .
( وأَعْذَبَه ) أَي الحَوْضَ ( نَزَعَ طُحْلُبَه ) ومَا فِيهِ مِنَ القَذَى وكَشَفَه عَنْهُ . والأَمْرُ مِنْهُ : أَعْذِبْ حَوْضَك . ويُقَال : اضْرِبْ عَذَب الحَوْضِ حَتَّى يَظْهَرَ المَاءُ ، أَي اضْرِب عَرْمَضَه . ( و ) أَعْذَبَ ( القَوْمُ عَذُبَ مَاؤُهُم ) .
( والعَذِبَةُ بِكَسْرِ الذَّالِ ) المُعْجَمَة عَن اللِّحْيَانِيّ ، وَهُوَ أَرْدَأُ ( مَا يَخْرُجُ مِن الطَّعَامِ فيُرْمَى ) بِهِ ( و ) العَذِبَة والعَذْبَةُ بالوَجْهين : ( القَذَاةُ ) ، وقِيلَ : هي القَذَاة تَعْلُو المَاءَ ، ويُقَالُ : مَاءٌ لا عَذِبَةَ فِيهِ ، أَي لا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلَأَ . وكُلُّ غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ .
( و ) العَذِبَةُ : ( ما أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ ) بِكَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وتَشْدِيدِ الرَّاءِ ، هكَذَا في نُسْخَتِنا . وفي أُخْرَى : مَا أَحَاطَ بالدَّبرَةِ ، بفَتْح فَسُكُون ، وهكَذَا في المُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا . والعَذَبَةُ : أَحَدُ عَذَبَتِي السَّوْطِ .
( و ) يقال : فُلَانٌ مَفْتونٌ بالأَعْذَبَيْنِ ، ( الأَعْذَبَان : الطَّعَامُ والنِّكَاحُ ، أَوِ الرِّيقُ ) .
وفي الأَسَاس : الرُّضَابُ ( والخَمْرُ ) ، قال ابْنُ مَنْظُور : وذلِكَ لِعُذُوبَتِهِما .
( والعَذَابُ : النَّكَالُ ) والعُقُوبَة . وقولهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ } ( المؤمنون : 76 ) قَالَ الزَّجَّاجُ : الَّذِي أُخِذُوا بِهِ الجُوعُ . وقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَنْ أَهْلِ الاشْتِقَاق : إِنَّ العَذَابَ في كلَامِ العَرَب مِنَ العَذْب
____________________

(3/329)


وَهُوَ المَنْع ، يقال : عَذَبْتُه عَنْه أَي مَنَعْتُه ، وعَذَب عُذُوباً أَي امْتَنَعَ ، وسُمِّيَ المَاءُ الحُلْوُ عَذْباً لمَنْعِه العَطَش ، والعَذَابُ عَذَاباً لمَنْعِهِ المُعَاقَبَ من عَوْدِهِ لِمِثْلِ جُرْمِه ، ومَنْعِه غَيْرَه مِنْ مِثْلِ فِعْلِه . قلت : وهو كَلَام حَسَنٌ ( ج أَعْذِبَةٌ ) ، هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف في ( ن ه ز ) أَنَّ العَذَابَ لا يُجْع بالكُلِّيَّة وإِن قَالَ بَعْضٌ : إِنَّ جَمْعَه كذلِك قِيَاسِيٌّ ، كَطَعَام وأَطْعِمَة ، لا يَتَوَقَّف عَلَى سَمَاع ، فَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِر ، لأَنَّ الطَّعَامَ أَصْلُه مَصْدَر ، وصَارَ اسْماً لِمَا يُؤْكَلُ ، ولَيْسَ العَذَابُ كَذلِك ، قَالَهُ شَيْخُنَا . قلتُ : وإِذَا كَانَ العَذَابُ اسْماً لِمَا يُعَذَّب بِهِ ، كَالْجُوعِ ، عَلَى مَا قَدَّمْنَا عَن الزَّجَّاج ، فلا مَانعَ عَنْ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى أَعْذِبَةِ ، فَتَأَمَّل . قال الزَّجَّاجُ في قَوْلِهِ تَعَالَى : { يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } ( الأحزاب : 30 ) قَالَ أَبُو عُبَيْد : تُعَذَّبُ ثَلَاثَةَ أَعْذِبَةٍ . قَالَ ابْنُ سِيدَه : فلا أَدْرِي أَهَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَم الزَّجَّاج استَعْمَلَه ( وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً ) ولم يُسْتَعْمَل غَيْر مَزِيدٍ . قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ : واسْتَعَارَ الشَّاعِر التَّعْذِيب فِيمَا لَا حِسَّ لَهُ فَقَالَ :
لَيْسَتْ بِسَودَاءَ مِن مَيْثَاءَ مُظْلِمَةٍ
ولم تُعَذَّبْ بإِدْنَاءٍ مِنَ النَّارِ
وَفِي الحَدِيثِ ( أَنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه عَلَيْهِ ) . قال ابنُ الأَثِيرِ : يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا مِن حَيْثُ إِنَّ العَرَب كَانُوا يُوصُون أَهْلَهم بالبُكَاءِ والنَّوْح عَلَيْهم وإِشَاعَة النَّعْيِ في الأَحْيَاء ، وكَانَ ذلِكَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِبهم ، فالمَيِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَةُ في ذلِكَ ، بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه . ( و ) قال ابن بُزُرْج : عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِينَ .
و ( أَصَابَه ) مِنِّي ( عَذَابُ عِذَبِينَ كبِلَغِينَ ) أَي بِكَسْرٍ فَفَتْح فَكَسْر ، وكَذلِك أَصَابَه ( مِنّي ) العِذَبُونَ ( أَي لا يُرْفَع عَنْه العَذَابُ ) .
( و ) العَذَّابُ ( كَكَتَّان : فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَيْس ) ، وفي نُسْخَةٍ البَرَاء بِالرَّاءِ والأُولَى الصَّوَابُ .
____________________

(3/330)



( والعُذَيْبُ والعُذَيْبَةُ مُصَغَّرَيْنِ ماءانِ ) الأَخِيرُ بالقُرْبِ مِنْ يَنْبُعَ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : العُذَيْبُ : مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القَادِسِيَّة ومُغِيثَةَ . وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ العُذَيْبِ وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنَ الكُوفَةِ ، مُسَمًّى بِتصْغِيرِ العَذْبِ ، وقِيل سُمِّي بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب ، من العَذَبة ، وَهِي طرَفُ الشَّيْء . وقَال كُثَيِّر :
لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَت
وأَخْلَتْ لخَيْمَاتِ العُذَيْبِ ظِلَالَهَا
قال ابْنُ جِنِّي : أَرَادَ العُذَيْبَةَ فحَذَف الهَاءَ .
( وعَذابُ ) بالفَتْح : ( د ) بالصَّعِيد ونُسِبَت إِلَيْهَا الصَّحْرَاءُ ، دُفِنَ فِيهَا السَّيِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ .
( والعَذْبُ : شَجَرٌ ) وقد تَقَدَّمَ في العَذَب المُتَحَرِّك ، وَهُمَا وَاحِدٌ ، فَهُوَ كالتَّكْرَارِ لِمَا قَبْلَه . وبالتَّحْرِيكِ قَيَّدَهُ أَبُو حَنِيفَة في كِتَاب النَّبَاتِ .
( والعَذَابَة ) كَسَحَابَة هي ( العَدَابَةُ ) وَهِيَ الرَّحِمُ ، رَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ ، وأَنْشَدَ البَيْتَ السابِقَ الذِّكْر في المُهْمَلَة هُنَا .
( و ) في الصَّحَاح : ( العُذَبِيُّ ) : الكَرِيمُ الأَخْلَاق ، بالذَّال . المُعْجَمَة وأَنْشَدَ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ في المُهْمَلَة ، أَي ( كالعُدَبِيِّ ) . وهَذَا الحَرْفُ في التَّهْذِيبِ في تَرْجَمَة عَدَبَ بالدَّالِ المُهْمَلَة وقالَ : هُوَ العُذَبِيّ ، وضَبَطَه كَذلِكَ ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه .
( والعَذْبَةُ ) بِفَتْح فَسُكُون : ( شَجَرَةٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ ) ، بالضَّمِّ ، جَمْع بَعِير ، أَي إِذَا أَكَلَت مِنْهَا ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ( ودَوَاءٌ م ) أَي مَعْرُوفٌ .
( وذَاتُ العَذْبَةِ : ع ) وعَاذِبٌ : اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر . قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
تَأَبَّدَ مِنْ لَيْلَى رُماحٌ فَعَاذِبُ
فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ
كَذَا في لِسَانِ العَرَب .
____________________

(3/331)



( والاعْتِذَابُ : أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَة عَذَبَتَيْنِ ) ، مُحَرَّكَةً ، ( مِنْ خَلْفِهَا ) ، وَهُمَا طَرَفَا الْعِمَامَة ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ .
( والعَذَبَات ، مُحَرَّكَةٌ ) : أَطْرَافُ السُّيُورِ . لحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ أَلْسِنَتِهم ، جَمُعُ عَذَبَة . وعَذَبَاتُ الناقةِ : قَوَائِمُهَا . و ( فَرَسُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْع . ويَوْمُ العَذَبَاتِ : مِنْ أَيَامِهِم ) .
وفي الأَسَاس : وفلان لا يَشْرَب المُعَذَّبَةَ ، أَي الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ الخَمْرَ المَمْزُوجَةَ .
واسْتدرَكَ شيخُنَا على المُؤَلِّف :
أَنَّه يقال : اعذَوْذَبَ المَاءُ ، كاحْلَوْلَى ، إِذَا صَارَ عَذْباً ، ذكره جماعَةٌ ، وأَغْفَلَه الجَمَاهِيرُ كالمُصَنِّف . قلت : وهو وعارِدٌ في كلامِ سَيِّدِنا عَلِيَ رضي الله عَنْه يَذُمُّ الدُّنيا : ( اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا واحْلَوْلَى ) . قال ابْنُ مَنْظُور : هُمَا افْعَوْعَلَ ، من العُذُوبَةِ والحَلَاوَة ، وهو مِن أَبْنِيَة المُبَالَغَة ، وقد ذكره غيرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة ، وذكره اللَّبلِيُّ مع أَخَوَاتِه في بُغْيَةِ الآمال . فلا أَدْرِي مَاذَا أَرَاد بالجَمَاهِير .
ومما يُسْتَدْرَكُ على المؤلف :
امرَأَةٌ مِعْذَابُ الرِّيقِ : سَائِغَتُه حُلْوَتُه . قال أَبُو زُبَيْد :
إِذَا تَطَيَّبْت بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها
نَبَّهْتَ طَيِّبَةَ العِلَّات مَعْذَابَا
ويُقَالُ : إِنَّه لَعَذْبُ اللِّسَان ، عَنِ اللِّحْيَانِيّ . قال : شُبِّه بالعَذْبِ مِن المَاءِ . ويقال : مررتُ بمَاءٍ مَا بِه عَذِبَةٌ كفَرِحَة ، أَي لا رِعْيَ فِيهِ ولا كَلَأَ . وأَبُو عَذَبَة ، مُحَرَّكةً ، تَابِعِيٌّ ، عن عمرو ، عنه شُريح بن عُبيد .
عرب : ( العُرْبُ بالضَّمِّ ) كقُفْل ( وبالتَّحْرِيكِ ) كجَبَلٍ : جِيلٌ من النَّاسِ معروف ( خِلَافُ العَجَم ) ، وهما وَاحِد مثلُ العُجْم والعَجَم ( مُؤَنَّثٌ ) ، وتَصْغِيرُه بِغَيْر هَاءٍ نَادِرٌ . قال أَبُو الهِنْدِيّ واسمُه عَبْدُ المُؤْمِن بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ :
وَمَكَنُ الضِّبَابِ طَعَامُ العُرَيْ
بِ لَا تَشْتَهِيه نفوسُ العَجَمْ
____________________

(3/332)



صغَّرهم تَعْظِيماً ، كما قَالَ : أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّك وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ( وَهُمْ سُكَّانُ الأَمْصَار أَو عَامٌّ ) كما في التَّهْذِيب . ( والأَعْرَابُ مِنْهم ) أَي بالفَتْح هم ( سُكَّانُ البَادِيَة ) خَاصَّة ، والنِّسبَةُ إليه أَعْرَابِيٌّ ؛ لأَنَّه ( لَا وَاحِدَ لَهُ ) كما في الصَّحَاح ، وهو نَصُّ كَلَامِ سِيْبَوَيْهِ . والأَعْرَابيُّ : البَدَوِيّ ، وهم الأَعْرَابُ . ( ويُجْمَعُ ) على ( أَعَارِيبَ ) ، وقد جَاءَ في الشِّعْر الفَصِيحِ ، وقِيل : ليس الأَعْرَابُ جمعا لعَرَب كما كان الأَنباطُ جمعاً لنَبَسطٍ وإِنَّما العَرَبُ اسمُ جنس . ( و ) العَرَبُ العَارِبَة هم الخُلَّص منهم ، وأُخِذَ من لَفْظِه فأُكِّد بِهِ كَقَوْلك ليلٌ لَائِلٌ . تَقُول : ( عَرَبٌ عَارِبَةٌ وعَرْبَاءُ وعَرِبَةٌ ) ، الأَخِيرُ كَفَرِحَةٍ ، أَي ( صُرَحَاءُ ) ، جمعُ صَرِيحٍ وهو الخَالِص ( و ) عَرَبٌ ( مُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ : دُخَلَاءُ ) ليسُوا بخُلَّصِ .
قال أَبُو الخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ المعروفُ بِذِي النَّسَبَيْنِ : العربُ أَقْسَامَ :
الأَوَّلُ : عَارِبَة وعَربَاءُ وهم الخُّلَّصُ ، وهم تسْع قَبَائِل من وَلَد إرمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوح ، وهي عَادٌ وثمودُ وأُميم وعَبِيل وطَسْم وجَدِيس وعِمْلِيق وجُرْهُم وَوَبار ، ومنهم تَعَلَّم إِسماعِيلُ عَليه السلام العربيةَ .
والقِسْمُ الثَّانِي المُتَعَرِّبَة ؛ وهم بَنُو إِسْمَاعِيل . وَلَدُ مَعَدّ بْنِ عَدْنَان بْنِ أُدَد .
وقال ابن دُرَيْد في الجَمْهَرَة : العرب العَارِبَة سبعُ قَبَائِل : عَادٌ ، وثَمُودُ ، وعِمْلِيق ، وطَسْم ، وجَدِيس ، وأُميم ، وجَاسِم . وقد انْقَضَى الأَكْثَرُ إِلّا بقايا مُتَفَرّقِين في القَبَائِل . انظُر في تَاريخ ابْنِ كَثِير والمُزْهِرِ .
( وَعَرَبِيُّ بَيِّنُ العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّة ) بِضَمِّهما ، وهُمَا من المَصَادر الّتِي لا أَفْعَالَ لَهَا ، وحكى الأَزْهَرِيّ : رجلٌ عَرَبِيٌّ إِذَا كَانَ نسبُه في العَرَب ثَابتاً وإِن لم يَكُن فَصِيحاً ، وجمعه العَرَبُ ، أَي بحَذْفِ اليَاء . ورجُلٌ مُعْرِبٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً وإِن كان عَجَمِيَّ النَّسبِ . ورجلٌ أَعْرَابِيٌّ بالأَلف إِذَا كان بَدَوِيًّا صاحِبَ نُجْعَةٍ وانْتِوَاءٍ وارتِيَادٍ لِلْكَلَإِ وتَتَبّعِ مَسَاقِطِ الغَيثِ ، وسَواءٌ كَانَ من
____________________

(3/333)


العَرَبِ أَو مِن مَوَالِيهِم ، ويُجْمَعُ الأَعْرَابِيُّ على الأَعْرَابِ والأَعَارِيب .
والأَعْرَابِيُّ إِذا قِيلَ له يا عَرَبِيُّ فَرِح بذلِك وهَشَ . والعَرَبِيُّ إِذَا قيل له يا أَعْرَابِيُّ غَضِبَ . فمَنْ نزل البادِيَةَ أَو جَاورَ البادِين فظَعَن بظَعْنِهم وانْتَوَى بانْتِوائِهم فَهُمْ أَعرابٌ ، ومَنْ نَزَل بلاد الرِّيفِ واستَوطَن المُدُن والقُرَى العَرَبِيَّةَ وغيرَها مما يَنْتَمِي إِلَى العَرَب فهم عَرَبٌ وإنْ لم يَكُونُوا فُصَحَاء .
وقولُ الله عَزَّ وَجَلّ : { قَالَتِ الاْعْرَابُ ءامَنَّا } ( الحجرات : 14 ) هَؤُلَاء قَوْمٌ مِن بَوَادِي العَرَب قَدِمُوا على النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم المدينةَ طمعاً في الصَّدَقَات لا رغبَةً في الإِسْلَام فسَمَّاهم اللّهُ الأَعْرابَ فقال : { الاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا } ( التوبة : 97 ) الآية .
قال الأَزْهَرِيّ : والذِي لا يُفَرِّق بين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بما يَتَأَوَّلُه في هَذِه الآيَة وهو لا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ ، ولا يَجُوزُ أَن يُقَال للمُهَاجِرِين والأَنْصَارِ أَعْرابٌ إِنما هم عَرَبٌ لأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَى العَرَبِيَّة وسَكَنُوا المُدُنَ سواءٌ منهم النَّاشِي بمَكَّة ثم هَاجَرَ إِلى المَدِينَة . فإِنْ لَحِقَت طائِفَةٌ منهم بأهْله البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم واقْتَنَوْا نَعَماً وَرَعوْا مَسَاقِطَ الغَيْثِ بعد مَا كَانُوا حَاضِرَةً أَو مُهَاجِرَةً ، قِيلَ : قَدْ تَعَرَّبُوا ، أَي صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا كَانُوا عَرَباً . وفي الحَدِيث . ( تَمَثَّلَ في خُطْبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بأَعْرَابِيّ ) جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِيّ . قال والأَعْرَابُ سَاكِنو البادِيَة من العَرَب الّذِينَ لا يُقِيمُونَ في الأَمْصَار ولا يَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَة . وقال أَيْضاً : المُسْتَعْرِبَةُ عندي : قَوْمٌ مِن العَجَم دلُوا في العَرَب فتَكَلَّموا بِلِسَانهم وَحَكَوْا هَيْآتِهِم ولَيْسُوا بصُرَحَاءَ فِيهِم . وَتَعرَّبوا مِثْل اسْتَعْرَبُوا .
( والعَرَبِيُّ : شَعِيرٌ أَبيضُ وسُنْبُلُه حَرْفَانِ ) ، عَرِيضٌ ، وحَبّه كِبَارٌ أَكبرُ من شَعير العِرَاقِ ، وهو أَجودُ الشَّعِير .
____________________

(3/334)



( والأَعْرَابُ ) بالكَسْر : ( الإِبَانَةُ والإِفْصَاحُ عَن الشَّيء ) . ومنه الحَدِيثُ ( الثّيِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِهَا ) أَي تُفْصِح . وفي رِوَايةٍ مُشَدَّدَة ، والأَوْلُ حَكَاه ابنُ الأَثِير عن ابن قُتَيْبَة على الصَّوَاب ، ويقال للعَرَبِيّ : أَعْرِبْ لي أَي أَبِنْ لي كلامَكَ . وأَعْربَ الكَلَامَ وأَعرَب به : بَيَّنَه . أَنشد أَبُو زِيَاد :
وَإِنِّي لأَكْنِي عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا
وأُعْرِبُ أَحْيَاناً بِهَا فأُصَارِحُ
وأَعْربَ بحُجَّتِه ، أَي أَفْصَح بِهَا ولم يَتَّقِ أَحَداً .
والإِعْرَابُ الَّذِي هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُو الإِبَانَةُ عن المعَانِي والأَلْفَاظ .
وأَعْرَبَ الأَغتمُ وَعَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً ، أَي صَارَ عَرَبِيًّا . وتَعَرَّب واسْتَعْرَبَ : أَفْصَحَ . قال الشَّاعر :
مَاذَا لَقِينَا مِنَ المُسْتَعْرِبِين ومِنْ
قِيَاسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتدَعُوا
وفي حَدِيث السَّقِيفَة ( أَعْرَبهُم أَحْسَاباً ) أَي أَبينُهم وأَوضَحُهم . ويقَال : أَعْرِب عَمَّا في ضَمِيرِك ، أَي أَبِنْ . ومِنْ هَذَا يُقَال للرَّجُل إِذَا أَفصحَ بالكلام : أَعْرَبَ .
وقالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ : يقال : أَعرَبَ الأَعْجَمِيُّ إِعراباً ، وتَعَرَّب تَعرُّباً ، واستعربَ استِعْرَاباً ، كُلُّ ذَلِكَ للأَغتمِ دُونَ الفَصِيح . قال : وأَفصحَ الصَّبِيُّ في مَنْطِقِهِ إِذَا فهمتَ ما يَقُولُ أَولَ ما يَتَكَلَّم ، وأَفصحَ الأَغُتَمُ إِفْصاحاً ، مِثْلُه .
( و ) الإِعْرَابُ : ( إِجْرَاءُ الفَرَسِ ) وإِحْضَاره . يقال : أَعرَبَ عَلَى فَرَسِه إِذَا أَجْرَاه ، عن الفَرَّاء ( و ) الإِعْرَابُ : ( مَعْرِفَتُكَ بالفَرَسِ العَرَبِيِّ مِنَ الهَجِينِ إِذَا صَهَلَ ، و ) هو أَيضاً ( أَنْ يَصْهَلَ فيُعْرَفَ ) بصَهِيلِهِ عَربِيَّتُه وهو ( عِتْقُه ) ، بالكَسْر ويُضَمّ ، أَي أَصالته ( وسَلَامَتُه مِنَ الهُجْنَةِ ، و ) يقال : هَذِهِ خَيْلٌ عِرَابٌ ) ، بالكسْر ، وفي حَدِيث سَطِيح ( تَقُود خَيْلا عِرَاباً ) أَي عَربِيَّة منْسُوبَة إِلى العَرَب . وفَرَّقُوا بَيْنَ الخَيْل والنَّاسِ فَقَالُوا في النَّاسِ : عَرَبٌ وأَعْرَابٌ . وفي الخَيْلِ : عِرَابٌ ( و ) قد قَالُوا ( أَعْرُبٌ )
____________________

(3/335)


أَي كأَنْجُمَ قال :
مَا كَانَ إِلّا طَلَقُ الإِهْمادِ
وَكَرُّنا بالأَعرُبِ الجِيَادِ
حتَّى تحاجَزْن عَنِ الرُّوَّاد
تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكادِي
( و ) قال الكِسَائِيّ : والمُعْرِبُ من الخيْل : الذِي ليسَ فيهِ عرْقٌ هَجِين والأُنْثَى ( مُعْرِبَة . و ) يُقَال : ( إبِلٌ عِرَابٌ ) . وأعرُبٌ . والإِبِل العِرَابُ والخَيْلُ العِرَابُ خِلَافُ البَخَاتِيِّ والبَرَاذِين . وأَعْرَبَ الرَّجُلُ : مَلَك خَيْلاً عِرَاباً أَو إبلاً عِرَاباً أَوْ اكْتَسَبَها ، فهو مُعْرِب قَال الجَعْدِيّ :
ويَصْهَلُ في مِثْل جَوْفِ الطَّوِيّ
صَهِيلاً تَبَيَّن للمُعْرِبِ
يقول : إِذَا سَمِعَ صَهِيلَه مَنْ له خَيْلٌ عِرَابٌ عَرَف أَنَّه عَرَبِيّ .
ورجل مُعْرِبٌ : معه فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وفرسٌ مُعْرِبٌ : خَلَصَت عَرَبِيَّتُه .
( و ) الأَعْرَابُ : ( أَنْ لا تَلْحَنَ فِي الكَلَامِ ) . وأَعْرَب كلَامَه إِذَ لَمْ يَلْحَن في الإِعْرَاب . والرجلُ إِذا أَفْصَح في الكَلَام يُقَال له : قَد أَعْرَبَ . وأَعْرَبَ عن الرَّجُلِ : بَيَّن عنه . وأَعْرَب عَنْه ، أَي تَكَلَّم بحُجَّتِه .
( و ) الإِعْرَابُ : ( أَنْ يُولَدَ لَكَ ولدٌ عَرَبِيٌّ اللَّوْنِ ) .
( و ) الإِعْرَابُ : ( الفُحْشُ ) . وأَعْربَ الرجلُ : تَكَلَّم بالفُحْشِ . وفي حَدِيث عَطَاء ( أَنَّه كَرِهَ الإِعْرَابَ للمُحْرِم ) هُو الإِفحاشُ في القَوْلِ والرَّفَثُ . ويقَال : أَرادَ بِهِ الإِيضاحَ والتَصريحَ بالهُجْر ( وقَبِيح الكَلَامِ كالتَّعْرِيبِ والعَرَابَةِ والعِرَابَةِ ) بالفَتْح والكَسْر وَهَذِه الثَّلَاثَة بمعْنَى ما قَبُحَ من الكَلام . وقَال ابنُ عَبَّاس في قَوْلِه تعالى : { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ } ( البقرة : 197 ) قال وهو العِرَابَة في كَلَام العَرَب . قَال : والعِرَابَة كأَنَّه اسمٌ مَوضوعٌ من التَّعْرِيب ، يقال منه عَرّبتُ وأَعْرَبْتُ . وفي حدِيثِ ابْنِ..

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...