Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب ناج العروس للزبيدي مجلد 19-

 

كتاب 19. : تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف : محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ،
أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي 

=  ضَرِيَّةَ ) بنجْد ، كثير الضِّباع ، لغطَفانَ . وقيل : هو بالحاءِ المهملَة ، وسيأْتي ، ولعلَّ الصّوابَ بالمهملة ؛ ولذا سَقَطَ في كثير من النُّسَخ المُعْتمدة .
( و ) جُفيْر ( كزُبَيْر : ة بالبحْرَيْن ) ذاتُ بَسَاتينَ ورِياض ومياهٍ ومنازِهَ ، وقد تَرافَقْتُ بجماعةٍ من أَهلها ، في سَفري من اليَمن إِلى مكَّة ، وهم يُسمُّونها الجفيرةَ ، قالوا : وهي قريبةٌ من اللذكى .
( والجُفُورُ ) ، بالضمّ : مصدرُ جَفَر يَجْفِرُ ، وهو ( انقطاعُ الفَحْل عن الضِّراب ) وامتناعُه ، ( كالاجْتِفَار ، والأَجْفار ، والتَّجْفِير ) . يقال : جفر الفَحْلُ ، إِذا انقطَع عن الضِّراب . وقَلَّ ماؤُه ؛ وذالك إِذا أَكْثر الضِّراب حتى حسَرَ ، انقطع ، وعَدَل عنه . ويقال في الكَبْش : رَبَضَ ، ولا يقال : جَفَرَ . والفحلُ جافرٌ ، قال ذو الرُّمَّة :
وقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ كأَنَّه
قَرِيعُ هِجَانٍ عارض الشَّوْلَ جافِرُ
( وأَجْفَر ) الشيْءُ : ( غاب ) عنكَ .
( و ) أَجْفَر الرجلُ ( عن المرأَة ) إِذا ( انقَطعَ ) عن الجِماع ، كجْتَفَر ، وَجفر ، وجَفَّر ، قاله ابن الأَعرابيّ ، وإِذا ذَلَّ قِيل : اجتفر ، وَجفر ، وجَفَّر ، قاله ابن الأَعرابيّ ، وإِذا ذَلَّ قِيل : اجتفر ، وسيأْتي ، وأَنشد :
وتُجْفِرُوا عن نِساءٍ قد تحِلُّ لكمْ
وفي الرُّديْنيِّ والهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ
أَي أَن فيهما مِن أَلَم الجِراحِ ما يُجْفِرُ الرجلُ عن المرأَة .
( و ) أَجْفَر ( صاحِبَه : قَطعَه ) عنه ( وتَركَ زيارتَه ) . قال الفَرْاءُ : كنت آتِيكم فقد أَجْفَرْتُكم ، أَي تَركتُ زِيارتكم وقطَعْتُها . ويقال : أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه ، أَي تَرَكْتُه .
____________________

(10/451)



( وجَفَر : اتَّسعَ ) . وَجَفَرَ : انْتَفَخ ، جَفَرَ جَنْباه : اتَّسَعَا .
( و ) جَفَر ( مِن المرَض : خرَجَ ) ، ذالك إِذا بَرَأَ .
( والجَوْفرُ : الجوْهرُ ) وزناً ومعنىً .
( والجَيْفَرُ : الأَسدُ الشديدُ ) ، انتفاخِه عند الغَضَب .
( وجيْفَرُ بنُ الجُلَنْدَى ) الأَزْدِيُّ : لكُ عُمَانَ ) ورئيسُها . ( أَسْلم هو أَخُوه عبدُ اللّهِ ، على يَدِ ) سيِّدِنا عَمْرو بن العاص ) بن وائلٍ السَّهْميِّ ، رضيَ اللّهُ عنه ، ( لمّا وَجَّهه رسولُ الله صلَّى اللّهُ علَيْه وسلَّم إِليهما ، وهما على عُمَانَ ) ، ولا رؤيةَ لهما ، ولم يَذْكُرِ لذَّهبِيُّ أَخاه عبدَ الله في التَّجْرِيد ، ولا ابنُ فَهْدِ ، مع جَمْعِهما في كتابيْهما مَن شَذَّ ونَدَر ، فلْيُنْظَرْ فيكتب السِّيَرِ .
( وضُميْرَةُ بنتُ جَيْفَرٍ : صَحابِيَّةٌ ) ، ولم يذكرها الذَّهَبِيُّ ، ولا ابنُ فَهْد ، فلْينْظَرْ .
( وطَعامٌ مَجْفَرٌ ومجْفَرةٌ ، بفتحِهما ) ، عن اللِّحْيانِيّ : ( يَقْطَعُ عن الجِمَاعِ ، ومنه قولُهم : الصَّوْمُ مَجْفَرَةٌ ) ، وقد وَرَد في الحديث أَنه قال لعُثْمَان بن مَظْعُونٍ : ( عليكَ بالصَّوْم ؛ فإِنه مَجْفَرةٌ ) ؛ أَي مَقْطَعةٌ ( للنِّكاحِ ) ، وفي الحديث أَيضاً : ( صُومُوا ووَفِّرُوا أَشْعَارَكم فإِنها مَجْفَرَةٌ ) ، قال أَبو عُبَيْد ؛ يعْنِي مَقْطَعاً للنِّكاح ونَقْصاً للماءِ . وفي حديث عليَ رضي الله عنه : ( أَنه رأَى رجلاً في الشمس ، فقال : قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرةٌ ) ؛ أَي تُذهِبُ شَهوةَ النِّكَاحِ ، وفي حديث عُمر رضي الله عنه : ( إِيّاكم ونَومَة الغَدَاةِ فإِنّها مَجْفَرَةٌ ) ، وجَعلَه القُتَيْبِيُّ من حديث عليَ رضي الله عنه .
( و ) المُجَفَّرُ ( كمُعَظَّم : المُتَغيِّرُ رِيح الجَسَدِ ) . وفي حديث المُغِيرة : ( إِيّاكم وكلَّ مُجْفِرَةٍ ) أَي مُتَغَيِّرةِ رِيحِ الجَسَدِ ، والفِعْلُ منه أَجْفَر ، ويجوزُ أَن يكونَ من قولهم : امرأَةٌ مُجْفِرَةُ الجَنْبيْن ( أَي عَظيمتهما ) ، كأَنه كرِهَ السِّمَنَ .
( و ) قولُهم : ( فَعَلَ ) ذالك ( مِن
____________________

(10/452)


جَفْرِكَ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ، ( وجَفَرِكَ ) ، محرَّكَةً ، ( وجَفْرَتِكَ ) ، بفتح فسكونٍ وفتحِ الراءِ ، أَي ( مِن أَجْلكَ ) ، كلُّ ذالك عن ابن دُريْد .
( و ) مِن المجاز : رجلٌ ( مُنْهَدِمُ الجَفْرِ : لا عَقْل ) وفي الأَساس : لا رَأْيَ ( له ) ، كما يقال : مُنْهَدِمُ الحالِ .
( والجُفُرِّى ، ككُفُرَّى ) وَزْناً ومعنًى ، ( ويُمدُّ ) ، والجُفُرّاةُ ، وهاذانِ حَكاهما أَبو حنيفةَ : الكافُورُ النَّخْل ، وهو ( وِعَاءُ الطَّلْعِ ) .
( و ) الجِفَارُ ، ( ككِتابٍ : الرَّكايَا ) .
( و ) الجِفَارُ : مَوضعٌ بنَجْدٍ ، وقيل : ( ماءٌ لبني تَمهيم ) ، ومنه يومُ الجفَارِ ، قال الشاعِر ، وهو بِشْرٌ :
ويومُ الجِفَارِ ويومُ النِّسَا
رِ كانَا عَذاباً وكانا غَراما
والجِفَارُ : موضعٌ آخَرُ بين مصرَ والشّامِ ، وآخَرُ بين البصْرَةِ والكُوفةِ ، قاله البكْريُّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الجِفارُ ( من الإِبل : الغِزَارُ ) اللَّبَنِ ؛ شُبِّهَتْ بالرَّكَايَا ، عن ابن الأَعرابيّ .
( والأَجْفَرُ : ع بين الخُزَيْمِيَّة وفَيْدَ ) ، وسيأْتي للمصنِّف في خزم : أَن الخُزَيْمِيَّةَ مَنزلةٌ للحاجِّ بين الأَجْفَرِ والثَّعْلَبِيَّةِ .
وممّا يُستدرَك عليه :
المُسْتَجْفِرُ من الصِّبيان : العظيمُ الجَنْبَيْنِ .
وجُفْرَةُ البَحرِ : مُعْظَمُ .
وعن ابن الأَعرابيِّ : جَفَّرَهُ الأَمْرُ عنه : قَطَعَه .
____________________

(10/453)



وقال أَبو حنيفة : الكَنَهْبَلُ : صِنْفٌ من الطَّلْح جَفْرٌ ، قال ابن سِيدَه : وأُراه عنَى به القَبِيحَ الرائحةِ من النَّبات .
ومُجَفَّرٌ ، كمُعَظَّمٍ : إسمٌ .
والجُفريُّ ، بالضمّ : لَقَبُ عبدِ الراحمان بن عبد اللّهِ بن علوي الشَّريف الصُّوفيِّ ، وبه يُعْرَفُ وَلَدُه باليَمن .
والجُفَرُ : خُرُوقُ الدَّعائم التي تُحْفَرُ لها تحت الأَرض .
وأَجْفرَ الرجُلُ : تغَيَّرَتْ رائحةُ جَسَدهِ .
وأَجْفرَ ، واجْتَفَرَ ، وجَفَّرَ : انْقَطَع عن الجِمَاع .
واجْتَفَر : ذلَّ ، لغةٌ في احْتَفَر ، بالتاءِ .
وتَجَفَّرَتِ العَنَاقُ : سَمِنَتْ وعَظُمتْ .
ويقال : قد تَراغَبَ هاذا واسْتَجْفَرَ .
والخَشْخَاسُ بنُ جَنَاب بن الحارث بن مُجْفِر كمُحْسِن له صُحْبَةٌ .
والتَّجْفِيرُ في الرَّكِيَّةِ : تَوْسِيعٌ في نَواحِيها .
والحسنُ بنُ أَبي جعْفَر الجُفْريُّ ، من أَهل الجُفْرَة : موضعٌ بالبصرة ، سمِعَ قَتادةَ وأَيُّوبَ .
والجَفَائرُ : رِمالٌ معروفةٌ ، أَنشَد الفارسِيُّ :
أَلِمّا على وَحْشِ الجَفَائِرِ فانْظُرَا
إِليها وإِن لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا
ومَحلُّ جافِرٌ : نَتِنٌ .
وإِنّ جفْرَكَ إِلى لهارٌّ ، أَي شَرّكَ إِليَّ مُتَسَرِّعٌ . كما في الأَساس .
وذو جَوْفَرٍ : وَادٍ لمُحارِبِ بنِ خَصفَةَ .
والجُفَارُ ، كغُرَاب : كُورَةٌ كانت
____________________

(10/454)


بمصر قديماً مشتملَةٌ على خَمْسِ قُرًى ، وهي : الفَرَما والبَقَّرة والوَرّادة والعَرِيش ورَفَح ، كانت جميعُها في زَمَنِ فِرْعَونِ مُوسَى في غاية العِمَارةِ بالمياه والقُرَى ، قالَه الإِمامُ عبدُ الحَكَم .
جكر : ( الجُكَيْرَةُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال ابن الإِعرابيِّ : هي ( تصْغِيرُ الجَكَرَةِ : اللَّحاحة ) ، هاكذا في النُّسَخ ، ونَصُّ نوادِرِ بن الأَعرابيِّ : اللَّجَاجَة .
( وقد جَكِرَ ، كفَرِحَ ) ، يَجكَرُ جَكَراً : لَجَّ .
( و ) جَكّار ( ككَتّانٍ : إسمُ رجلٍ ) .
( و ) قال ابن الأَعرابيّ في موضعٍ آخَرَ : ( أَجْكَر ) الرَّجلُ إِذا ( أَلَحَّ في البيْع ) ، وقد جَكِرَ كذالك . ونقَل شيخُنا عن المِصباح أَن الكاف والجِيم لا يجتمعان في كلمة عربيةٍ إِلّا قولهم : رجلٌ جَكِرٌ ، وما تصَرَّفَ منها ، وقد سبَق البحثَ في كندوج .
جلبر : ( الجُلُبّارُ ، بضمّتَيْن وتشديدِ الباءِ ) الموحَّدةِ ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هو ( قِرابُ السَّيْف ) كالجُرُبَّانِ ، ( أَو حَدُّه ) ، لغةٌ في الجُلُبّانِ .
( و ) جُلْبَار ( كبُطْانٍ : محَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ ) ، معرَّب كلبار .
جلفر : ( جُلْفَارُ ، كبُطْنان ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقال الصغانيُّ : هي ( ة بمرْو ، و ) منها أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ هاشم ، صاحبُ التفسير ، سمِعَ مُغِيثَ
____________________

(10/455)


بنَ بَدْرٍ ، وعنه خارجَةُ ، كذا في طَبَقَات المفسِّرِين للدّاوِدِيِّ .
( وجُلْفَرُ ) كجُنْدب : ( مَقْصُورٌ منه ) ، بإِسقاط الأَلفِ ، وهو ( مُعَرَّبُ كُلْبَرَ ) ، فكلّ عندهم : الزَّهْر ، وبر وبار كلاهما بمعنى حَمَلِ الشَّجَرةِ .
( و ) جُلَّفار ( كجُلَّبار : د ، بنواحِي عُمَانَ ) بَحْرِيّة ، ( يُجْلَبُ منها ) هاكذا في النُّسَخ ، والصَّوابُ : منه ( إِلى جَزِيرَةِ قَيْس نحوُ السَّمْنِ والجُبْنِ ) ، والصَّوابُ أَنه جُرَّفار ، بالراءِ لمشددة بدل اللام ، كما حقَّقَه البكريُّ وغيرُه .
جلنر : ( الجُلَّنَارُ ، بضمِّ الجيمِ وفتحِ اللّام المشدَّدةِ ) ، أَهملَه الجوهريُّ . وقال الصغانيُّ : هو فارسيٌّ معناه ( زَهْرُ الرُّمَّانِ ) ، وهو ( مُعَرَّبُ كُلْنار ، بضمِّ الكافِ المَمْزُوجَةِ بالقافِ والسكونِ ، قال شيخُنا : وهي القافُ التي يقال لها : المعقودَةُ ، لغةٌ مشهورةٌ لأَهل اليمنِ ، وقد سأَل الحافظُ ابنُ حَجَر شيخَه المصنِّفَ رحمها اللّهُ تعالَى عن هاذه القاف ووقُوعِها في كلامِهم ، فقال : إِنها لغةٌ صحيحةٌ ، ثم قال شيخُنا : وقد ذَكَرها العَلّامةُ ابنُ خلْدُون في تاريخِه ، وأَطالَ فيها الكلامَ ، وقال : إِنها لغةٌ مُضَرِيَّةٌ ، بل بالغَ بعضُ أَهلِ البيتِ فقال : لا تَصِحُّ القراءَةُ في الصّلاة إِلّا بها . ورأَيتُ فيها رسالةً جَيِّدَةً بخطِّ الوالِدِ ، قَدَّسَ اللّهُ رُوحَه ، ولا أَدْرِي هل كانت له أَو لغيره ، ثم نَقَلَ شيخُنا عن ابن الأَنباريِّ بعدَ ما أَنشدَ لبعض المُحْدَثِين :
غَدَتْ في لِبَاسٍ لها أَخْضَرٍ
كما يَلْبَسُ الوَرق الجُلَّنارَهْ
____________________

(10/456)


ولا أَعلمُ هاذا الإِسمَ جاءَ في شِعْر فصيحٍ ، وإِنما هو لفْظٌ مُحْدَثٌ ، وكأَنه في الأَصل جاءَ على معنَى التَّشبِيهِ ؛ شَبَّهوا حُمْرَتَه بحُمْرَة الجَمْرِ ، وهو جُل النار ، ثم تَصَرَّفوا في نَقْله وتغييره . قال شيخُنا : هاذا الكلامُ مَبْنَاه على الحَدْسِ والتَّخْمِينِ والحُكْمِ بغير يَقِينٍ ؛ إِذْ لا قائِلَ ببقاءِ الجُل على معناه العربيّ فيه ، ولا أَن الجُل هو حُمْرَةُ الجَمْرِ ، ولا أَنه هو الجَمْر ، وكذالك قوله : إِنه كلامٌ محدَث ، بل الجُلَّنارُ كلُّه فارسيٌّ ، كما يُومِي إِليه كلامُ المصنِّف ، وهو الذي صَرَّحَ به المصنِّفون في النَّباتات ، والحُكَماءُ ، والأَطباءُ الذين تَعَرَّضُوا لمنافِعه والمرادُ من جُل نار زهرُ الرُّمّان ليس إِلّا ، وهو موضوعٌ وَضْعَ الفُرْس ، ولا يختلفُ فيه أَحدٌ ، ولا يقولُ أَحدٌ غيرَه ، لا من المتكلِّمين بأَصْل الفارسيَّة ، ولا مِمَّنْ عرَّبُوه ونَطَقُوا به كالعربيَّة ، والمعرَّباتُ من الفارسيَّة لا تحتاجُ إِلى ما ذكَره من التَّكَلُّفات ، كما لا يخْفَى .
( ويُقَال ) في خواصّ الجُلَّنار : ( من ابْتَلَعَ ثلاثَ حَبّاتٍ منه ) ، بشرط أَن يأْخذَها بفَمه من الشجرة قبل تَفَتُّحِها ، عند طُلُوع شمسِ يومِ الأَربعاءِ . وكذا قَيَّدَه داوودُ في التَّذْكِرَةِ ، منهم من قَيَّدَ بأَنه ( مِن أَصغَرِ ما يكون ) ، وكأَنه ليسهل الابتلاعُ ( لم يَرْمَدْ في تلك السَّنَةِ ) ، مجرَّب ، نَصَّ عليه الأَطباءُ أَربابُ الحَواصِّ . وقد سقَطتْ هاذه العبارةُ من عند قوله : ( ويقال ) إِلى آخرها من بعض النُّسَخ ، زاد الشِّهابُ القَلْيُوبِيُّ في رسالته التي وَضَعها في المجربات : أَو الأَربعة ، والسبعة لسبْعِ سنين أَو عشرةٍ أَو ثلاثين أَو واحدة .
جمر : ( الجَمْرةُ ) ، بفتح فسكونٍ : ( النارُ المُتَّقِدَةُ ) ، وإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ ، ( ج جَمْرٌ ) .
( و ) الجَمْرَةُ : ( أَلْفُ فارِسٍ ) ، يقال : جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ .
( و ) الجَمْرَةُ : ( القَبيلَةُ ) انضمَّتْ
____________________

(10/457)


فصارتْ يداً واحدةً ( لا تَنْضَمُّ إِلى أَحَد ) ، ولا تُخالِفُ غيرهَا . وقال اللَّيْث : الجَمْرةُ : كُلُّ قومٍ يَصْبِرُون لقتالِ مَن قاتلَهم ، لا يُخَالِفُون أَحداً ، ولا ينضمُّون إِلى أَحد ، تكونُ القبيلَةُ نفسُها جَمْرَةً ، تَصْبِرُ لقِرَاعِ القَبَائِلِ ، كما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَيْسِ . وهاكذا أَوْرَدَه الثَّعَالبيُّ في لمُضاف والمَنْسُوب ، وعَزَاه للخَلِيلِ . وفي الحديث عن عُمَرَ : ( أَنه سَأَلَ الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومُقَاوَمتِها قبائلَ قَيْسٍ ، فقال : يا أَميرَ المؤمنين ، كُنّا أَلْفَ فارِسٍ ، كأَنّنا ذَهَبَةٌ حمراءُ لا نَسْتَجْمِرُ ولا نُحَالِفُ ) ؛ أي لا نسأَلُ غيرَنا أَن يَجْتُمِعُوا إِلينا ، لاستغنائِنا عنهم . ( أَو ) هي القبيلَةُ ( التي ) يكونُ ( فيها ثَلاثُمِائَةِ فارِسٍ ) أَو نحوُهَا . وقيل : هي القبيلَةُ تُقاتِلُ جماعةَ قَبائِلَ .
( و ) الجَمْرَةُ : ( الحَصَاةُ ) ، واحدةُ الجِمَار . وفي التَّوْشِيح : والعَرَبُ تُسَمِّي صِغار الحَصَى جِمَاراً .
( و ) الجَمْرَةُ : ( واحدةُ جَمَراتِ المَنَاسِكِ ) ، وجِمارُ المَنَاسِكِ وجَمَراتُها : الحصَيَاتُ التي يُرْمَى بها في مَكَّةَ .
والتَّجْمِيرُ : رَمْيُ الجِمارِ .
ومَوْضِعُ الجِمَارِ بمِنًى سُمِّيَ جَمْرَةً ؛ لأَنها تُرْمَى بالجِمَار ، وقيل : لأَنها مَجْمعُ الحَصَى التي يُرْمَى بها ؛ من الجَمْرَة ، وهي اجتماعُ القبيلةِ على من ناوأَها . وسيأْتي في كلام المصنّف آخر المادَّة .
( وهي ) جَمَرَاتٌ ( ثلاثٌ : الجَمْرَةُ الأُولَى ، الجَمْرَةُ الوُسْطَى ، وجَمْرَةُ العَقبَةِ ، يُرْمَيْن بالجِمَار ) وهي الحَصَيَاتُ الصِّغارُ ، هاكذا في النُّسخ وفي بعضها ( تُرْمَى ) بَدَل ( يُرْمَيْن ) ، والأَوَّلُ أَوْفقُ .
( وجَمَرَاتُ العَرَب ) : ثلاثٌ ، كجَمَرَات المناسِك : ( بَنُو ضَبَّةَ بن أُدِّ ) بن طابخةَ بن الياس بن مُضرَ ، ( وبنو الحارثِ بنِ كَعْبٍ ، وبنو
____________________

(10/458)


نُمْيْرِ بنِ عامِرٍ ) ، فطُفِئَتْ منهم جَمْرَتانِ ، طُفِئَتْ ضَبَّةُ ؛ لأَنها حالَفَتِ الرِّبَاب ، وطُفِئَتْ بنو الحارِثِ ، ؛ لأَنها حالَفَتِ مذْحِج ، وبَقِيَتْ نُمَيْرٌ لم تُطْفَأْ ؛ لأَنها لم تُحالِف . هاذا قولُ أَبي عُبَيْد ، ونقَلَه عنه الجوهريُّ في الصّحاح .
( أَو ) الجَمَرَاتُ : ( عَبْسُ ) بنُ ذُبيان بن بَغِيض بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ ، ( والحارِثُ ) بنُ كَعْب ، ( وضَبَّةُ ) بنُ أُدَ ، وهم إِخْوةٌ لأُمَ ؛ ( لأَن أُمَّهم ) وهي امرأَةٌ من اليمن ( رَأَتْ في المَنَام أَنه خَرَجَ ) وفي بعض النسخ : ( يخرجُ ) ( مِن فَرْجِها ثَلاثُ جَمَرَات . فتَزَوَّجَها كَعْبُ بنُ ) عبدِ ( المَدَانِ ) ( بن ) يَزِيد بن قَطَن ، ( فَولَدَتْ له الحارثَ ، وهم أَشرافُ اليمنِ ) ، منهم : شُريْحُ بنُ هانىء الحارثيُّ ، وابنُه المِقْدَامُ ، ومُطرفُ بنُ طَرِيف ، ويحيى ابنُ عَربيَ ، وغيرُهم ، ( ثم تَزَوَّجَهَا بَغِيضُ بنُ رَيْث ) بنِ غَطَفَانَ ، ( فوَلَدَتْ له عَبْساً ، وهم فُرْسَانُ العَرَبِ ) ووقائعُهم مشهورةٌ : ( ثم تَزوَّجَها أُدٌّ فَوَلَدتْ له ضَبَّةَ . فَجَمْرتَانِ في مُضَرَ ) ، وهما عَبْسٌ وَضبَّةُ ، ( وجمْرَةٌ في اليمن ) ، وهم بَنُو الحَارِثِ بنِ كَعْب . وكان أَبو عُبَيْدَةَ يقول : ضَبَّةُ أَشْبَهُ بالجَمْرَة مِن بَنِي نُميْر .
وفي حديث عُمَرَ رضي اللّهُ عنه : ( لأُلْحِقَنَّ كلَّ قَوم بجَمْرَتِهم ) ؛ أَي بجَماعَتِهم التي هم منها .
وقال الجاحظُ : يُقَال لعَبْس وضَبَّةَ ونُمَيْرٍ : الجَمَرَاتُ ، وأَنشدَ لأَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ :
لنا جمَرَاتٌ ليس في الأَرض مثلُها
كِرَامٌ وقد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجَارِبِ
نُمَيْرٌ وعَبْسٌ تُتَّقَى بفِنائِها
وضَبَّةُ قَومٌ بَأْسُهمْ غيرُ كاذِبِ
____________________

(10/459)



ثم قال : فطُفِئَتْ منهم حمْرتان ، وبَقِيتْ واحدةٌ ؛ طُفِئَتْ بنُو الحارث ؛ لمُحَالفتهم نَهْدا ، وطُفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ ؛ لانتقالهم إِلى بَنِي عامرِ بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلةَ ، وقيل : جمَراتُ مَعدَ : ضَبَّةُ وعبْسٌ والحارثُ ويْربُوعٌ ؛ سُمُّوا بذالك لتجمَعهم .
ونقل شيخُنا عن أَبي العبّاس المبرّد في الكامل : جَمَراتُ العرَب : بنو نُمَيْر بن عامر بن صعْصَعَة ، وبنو الحراث بن كعْب بن عُلَةَ بن جَلْد ، وبنو ضَبَّة بن أُدِّ بن طابِخةَ ، وبنو عبْسِ بن بَغيضِ بن رَيْثٍ ؛ لأَنهم تجَمَّعُوا في أَنفسهم ، ولم يُدْخِلُوا معهم غيرَهم . وأَبو عُبَيْدٍ لم يَعُدَّ فيهم عَبْساً في كتاب الدِّيباج ، ولاكنه قال : فطُفِئَتْ جَمْرَتان ، وهما بَنُو ضَبَّة ؛ لأَنها صارَتْ إِلى الرِّباب فحالفتْ ، وبنو الحارث ؛ لأَنها صارت إِلى مَذْحِج ، وَبَقِيَتْ بنو نمير إِلى الساعة ؛ لأَنها لم تُحَالف . وقال النُميْريُّ يُجيبُ جريراً :
نُمَيْرٌ جَمْرةُ العربِ الَّتي لمْ
تَزَلْ في الحَرْب تَلْتهبُ الْتهَابَا
وإِنّي إِذْ أَسُبُّ بها كُلَيْباً
فَتحْتُ عليْهمُ للخَسْفِ بَابَا
وقال في هاذا الشعر :
ولولا أَن يُقال هَجَا نُمَيْراً
ولم نَسْمَعْ لشاعِرها جوابَا
رِغِبْنا عن هجَاءِ بني كُليْبٍ
وكيف يُشاتِمُ الناسُ الكِلابَا
وقال الثَّعالبيُّ في ثمَار القُلُوب : جَمرَاتُ العرب بَنُو ضَبَّةَ ، وبنو الحارث بنِ كَعْبٍ ، وبنو نُمير بن عامر ، وبنو عَبْس بنِ بَغيض ، وبنو يرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ .
قلتُ : فإِذا تَأَمَّلْتَ كلامَهم تَجدُهُ مُصادَماً بعضُهُ مع بعض ، فإِن
____________________

(10/460)


الجوهريَّ نَقَلَ عن أَبي عُبَيْد أَن جَمَرَاتِ العَرَبِ ثلاثٌ ، ونَقَلَ عنه الجاحظُ أَنهنَّ أَربعٌ ، وقال : وزاد ، ضَبَّةَ بدَلَ نُمَيْرٍ . وفي كلام الثّعالِبِيِّ أَنهنّ خَمْسٌ ، وزادَ بني يَرْبُوع . ونَقَلَ الجوهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْد أَنه طَفِيءَ منهم جَمْرتَان : ضَبَّةُ والحارِثُ ، وَبَقِيَتْ نُمَيْرٌ . ونَقَلَ الأَزهريُّ والجاحظ عن أبي عبيد أَنّها طُفِئَتِ الحارثُ وعَبْسٌ ، وبَقِيَتْ ضَبَّةُ ، وأَن الحارثَ حالفتْ نَهْداً . وقالوا : الحارث هو ابن كعْب بن عبدِ المَدَان ، والذي في الكامل أَنهم بنو كَعْب بن عُلَة بن جَلْد ، وفيه أَيضاً أَنه طُفِئَتْ ضَبَّةُ ؛ لأَنها حالفت الرِّبابَ ، وَبَقيَتْ بنو نُمَير إِلى الساعة ؛ لأَنها لم تُحَالف . فإِذا عَرَفْت ذالك فقول شيخِنا : وإِذا تأَمَّلْت كلامَهم علمْت أَنه لا مُخالفةَ ولا مُنافاة ، إِلّا أَن البعض فصَّلَ والبعض أَجْمَل ، محَلُّ تأَمُّل .
( وجَمْرَة بنت أَبي قُحَافةَ ) ، هاكذا في النُّسَخ ومثله في التَّبْصير للحافظ ، وقال بعضهم : إِنها جمْرَة بنتُ قُحَافةَ . ( صَحابيَّةٌ ) ، وهي الكِنْدِيَّةُ ، كانت بالكُوفة ، روى عنها شَبيبُ بنُ غَرْقَدةَ ، ذكرَه الذَّهبيُّ وابنُ فهْد .
( وأَبو جمْرَة الضُّبَعِيُّ ) ، واسمُه ( نَصْرُ بنُ عِمرانَ ) بن عاصمٍ ، عن ابن عَبّاس ، وعنه شُعْبَةُ ، وهو مِن ضُبيعة بن قَيْس بن ثعْلبَة ، وَوَلدهُ عِمْرَانُ بنُ أَبي جَمْرَةَ ، رَوَى عن حَمّادِ بن زيْد ، وأَخوه عَلْقمَةُ بنُ أَبي جَمْرَة عن أَبيه ، كذا في التَّكْمِلة . ( وعامِرُ بنُ شَقِيق بن جَمْرة ) الأَسَدِيُّ الكُوفِيُّ ، من السّادسة ، ( وأَبو بكر ) عبدُ اللّهِ ( بنُ ) أَحمدَ بن أَسعد ( أَبي جَمْرَةَ الأَنْدَلُسِيُّ ) ، راوي التَّيْسير : ( عُلمَاءُ ) مُحَدِّثُون .
ولم يسْتَوْفِهِم كلَّهم مع أَن شَأْنَ البحر الإِحاطَةُ ، وقد يَتَعَيَّنُ استيعابُ ما جاءَ بالجيم ، فمنهم : .
____________________

(10/461)



جمْرَةُ بنُ النُّعْمَان بن هوْذَةَ العُذْريُّ ، له وِفَادةٌ .
وجَمْرَةُ بنتُ النُّعْمان العُذْريَّةُ ، هي أُخْتُه ، لها صُحْبَةٌ .
وجَمْرَةُ بنتُ عَبْدِ اللّهِ اليرْبُوعِيَّةُ ، لها صُحْبَةٌ ، وكانتّ بالكُوفَةِ .
وجَمْرَةُ السَّدُوسِيَّةُ ، عن عائشةَ .
ومالكُ بنُ نُوَيْرَةَ بنِ جَمْرَةَ بن شَدادٍ التَّمِيمِيُّ ، أَخو مُتَمِّمِ بن نُوَيْرَةَ ؛ مَشْهُوران .
وجَمْرَةُ بنُ حِمْيَريَ التَّيْمِيُّ ، شاعِرٌ فارس .
وفي الأَزْد : جَمْرَةُ بنُ عُبَيْد .
ووفي بني سامَةَ بنِ لُؤَيَ : جَمْرةُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِث بن سامةَ ، وجَمْرةُ بنُ سعدِ بنِ عَمْرِو بن الحارثِ بنِ سامةَ ، وموسى بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ خَطّابِ بنِ أَبي جَمْرَةَ .
وفي غيرهما ؛ شهابُ بنُ جمْرَةَ بن ضِرَمِ بنِ مالكٍ الجُهَنيُّ ، الذي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه ، فقال له ؛ ما اسمُكَ ؟ فقال : شِهابٌ ، قال : ابنُ مَن ؟ قال : ابنُ جَمْرَةَ ، قال : مِن أَيّهم قال : مِن بني ضِرَامٍ . قال : فما مَسْكَنُكَ ؟ قال : حرَّةُ النّارِ . قال : أَين أَهلُك منها ؟ قال : لَظًى . فقال عُمَرُ : أَدْرِكْ أَهلَكَ ؛ فقد احترقوا ، فرجعَ فوجَدَ النار قد أَحَاطَتْ بأَهْلِه ، فأَطْفَأَها . ذَكَره ابنُ الكَلْبِيِّ .
وذَكَرَ أَبو بكرٍ المقيِّد في تَسْمِيَتِه أَزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم : جَمْرَةَ بنتَ الحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَي حارِثَةَ المُرِّيِّ ، خَطَبَهَا النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، فقال له أَبوها : إِنّ بها سُوءاً ، ولم يكن بها ، فرَجعَ فوجدَهَا برْصاءَ ، وهي أُمُّ شَبِيبِ ابنِ البَرْصاءِ الشاعِرِ .
وجَمْرَةُ بنُ عَوْف ، يُكْنَى أَبا يَزِيدَ ، يُعَدُّ من أَهل فِلَسْطِينَ ، ذُكِرَ في الصَّحابة .
____________________

(10/462)



والشيخ أَبو محمّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ أَبي جَمْرَةَ المَغْربيُ ، نَزِيلُ مصر ، كان عالماً عابداً ، خَيِّراً شَهِيرَ الذِّكْرِ ، شَرحَ مُنْتَخَباً له من البُخَارِيِّ ، نَفَعَ اللّهُ ببَرَكَتِه ، وهو من بيت كبير بالمغرِب ، شهير الذِّكْرِ . قلتْ : وقَبْرُه بقَرَافَةِ مصرَ مشهورٌ ، يُسْتَجَابُ عنده الدُّعاءُ ، وقد زُرْتُه مِراراً .
وجَمْرَةُ بنتُ نَوْفَل ، التي قال فيها النَّمِرُ بنُ تَوْلَب :
جى اللّهُ عنّا جَمْرةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ
جزاءَ مُغلَ بالأَمانةِ كاذِبِ
( وجَمَّرَه ) ، أَي ( الشيءَ ) تَجْمِيراً : جمَعَه .
( و ) جَمَّرَ ( القومُ على الأَمر ) تَجْمِيراً : ( تَجَمَّعُوا ) عليه ، ( وانْضَمُّوا ، كجَمَرُوا ، وأَجْمَرُوا ، واسْتَجْمَرُوا ) . وفي حديث أَبي إِدْرِيسَ : ( دَخلتُ المسجدَ والناسُ أَجْمَرُ ما كانُوا ) ، أَي أَجْمَعُ ما كانُوا .
وقال الأَصمعيّ : جمَّرَ بنو فُلانٍ ، إِذا اجْتَمَعُوا وصارُوا أَلْباً واحداً .
وبنو فلانٍ جَمْرَةٌ ، إِذا كانوا أَهلَ مَنَعَة وشِدَّةٍ .
وتَجَمَّرَتِ القَبَائِلُ : إِذا تَجَمَّعَتْ .
( و ) جَمَّرَت ( المرأَةُ ) تَجْمِيراً ( جَمَعَتْ شَعرَها ) وعقَدَتْه ( في قَفاها ) ولم تُرْسِلْه ، ( كأَجْمَرَتْ ) . وفي التَّهْذِيب : إِذا ضَفَرَتْه جَمائِرَ . وفي الحديث عن النَّخَعِيِّ : ( الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ ) ؛ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسَه وهو مُحْرِمٌ يَجبُ عليه حلْقُه . ورَواه الزَّمخْشَرِيُّ بالتشديد . وقال : هو الذي يَجْمَعُ شَعْرَه ويَعْقدُه في قَفَاه . وفي حديثِ عائشةَ : ( أَجْمَرْتُ رأْسِي إِجماراً ) أَي جَمعْتُ وضَفَرْتُه ، يقال : أَجْمر إِذا جعلَه ذُؤَابَةً .
____________________

(10/463)



( و ) جَمَّرَ فلانٌ تَجْمِيراً : ( قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ ) ، وهو قَلْبُه وشَحْمُه ، والواحدُ جُمّارَةٌ ، ومنه قولُهم : ولها ساقٌ كالجُمّارةِ .
( و ) جَمَّر ( الجيشَ ) تَجْمِيراً ، وفي بعض الأُصُول : الجُنْد : ( حَبَسهم ) وأَبْقاهم ( في أَرضِ ) ، وفي بعض الأُصول . في ثَغْر ( العَدُوِّ ولم يُقْفِلْهم ) ، من الإِقفال وهو الإِرْجاعُ ، وقد نُهِي عن ذالك . وقال الأَصمعيُّ : جمَّر الأَميرُ الجيشَ ، إِذا أَطالَ حبْسهم بالثَّغْر ، ولم يأْذَن لهم في القَفْل إِلى أَعالِيهم ، وهو التَّجْمِيرُ ، ورَوَى الرَّبِيعُ أَن الشافِعِيَّ أَنشدَه :
وجمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرَى جُنُودَهُ
ومنَّيتَنا حتى نَسِينا الأَمانِيَا
وفي حديثِ عُمر رضيَ اللّهُ عنه : ( لا تُجمِّرُوا الجيشَ فتَفْتِنُوهم ) . قالوا : تَجْمِيرُ الجيشِ : جَمْعُهم في الثُّغُور ، وحَبْسُه عن العوْد إِلى أَهْلِيهم . ومنه حديثُ الهُرْمُزانِ ( إِنّ كِسْرَى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ ) . وفي بعض النُّسخ : ( ولم يَنْقُلْهم ) ؛ من النَّقْل بالنون والقاف ، وفي أُخرى : ( ولم يُغفلهم ) مِن الغَفْلة . وكله تحريفٌ ، والصّوابُ ما تَقَدَّمَ .
( وقد تَجَمَّروا واسْتَجْمرُوا ) ، أَي تَحبَّسُوا .
( والمِجْمَرُ ، كمِنْبَر : الذي يُوضَعُ فيه الجَمْرُ بالدُّخْنَةِ . و ) في التَّهذِيب : قد ( يُؤَنَّثُ ، كالمِجْمَرَةِ ) ، قال : مَن أَنَّثَه ذَهَب به إِلى النار ، ومَن ذَكَّرَه عنَى به المَوْضِعَ . جَمْعُهما مجامِرُ .
( و ) قال أَبو حنيفةَ المِجْمرُ : ( العُودُ نَفْسُه ) ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ :
لا تَصْطَلِي النّارَ إِلّا مِجْمراً أَرِجاً
قد كَسَّرَتْ مِن يَلَنْجُوجِ له وَقَصَا
البيتُ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرِ الهِلاليِّ يصفُ
____________________

(10/464)


امرأَةٌ ملازِمةً للطِّيب ، ( كالمُجْمَرِ ، بالضمّ فيهما ) . قال الجوهريُّ .
ويُنْشَدُ البيتُ بالوَجْهَيْن .
( وقد اجْتَمرَ بها ) ، أَي بالمِجْمَر .
( و ) الجُمّارُ ، ( كرُمّانٍ : شَحْمُ النَّخْلَةِ ) الذي في قِمَّةِ رَأْسِها ، تُقْطَعُ قِمَّتُهَا ، ثُمّ يُكْشَطُ عن جُمّارةٍ في جَوْفها بيضاءَ ، كأَنها قطعةُ سنام ضخمةٌ ، وهي رَخْصةٌ ، تُؤْكَلُ بالعَسَل والكافُور ، يُخْرَجُ مِن الجُمّارَةِ بين مَشَقِّ السَّعفَتَيْنِ ، ( كالجَامُورِ ) ، وهاذه عن الصَّغَانيِّ .
وقد جَمَّرَ النخلَةَ : قَطَعَ جُمّارَهَا أَو جامُورَهَا ، وقد تَقَدَّمَ في كلام المصنِّف .
( و ) الجَمَارُ ، ( كسَحَابٍ : الجَماعةُ ) . والجَمار : القَومُ المُجْتَمِعُون .
وقال الأَصمعيُّ : عَدَّ فلانٌ إِبلَه جماراً ، إِذا عَدَّها ضَرْبَةٌ واحدةً ، ومنه قول ابنِ أَحمرَ :
وظَلَّ رِعَاؤُها يَلْقَوْن منْها
إِذا عُدَّتْ نَظائِرَ أَو جمَارَا
قال : والنَّظَائر : أَن تُعَدَّ مثْنَى مثْنَى ، والجَمار : أَن تُعَدَّ جماعةً ، ورَوَى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيِّ عن المُفَضَّل :
أَلَمْ تَر أَنَّنِي لاقَيْتُ يوماً
مَعاشِرَ فيهمُ رَجُلٌ جَمَارَا
فَقِيرُ اللَّيْلِ تَلْقَاه غَنِيًّا
إِذا ما آنَسَ اللَّيْلُ النَّهَارا
قال : يقال : فلانٌ غَنِيُّ اللَّيْلِ ، إِذا كانت له إِبلٌ سُودٌ تَرْعَى باللَّيْل . كذا في اللِّسَان .
____________________

(10/465)



( و ) قد ( جاءُوا جُمَارَى ، ويُنَوَّنُ ) ، وهاذا عن ثعلبٍ ، ( أَي بأَجْمعهِم ) . وإِنكارُ شيخِنا التنوينَ ، وأَنه لا يَعْضُده سَماعٌ ولا قِياسٌ ، محَلُّ تَأَمُّلٍ .
وأَنشدَ ثعلَبٌ :
فمنُ مُبْلِغٌ وَائِلاً قَوْمَنَا
وأَعْنِي بذالك بَكْراً جُمَارَا
( والجَمِيرُ ، كأَمِير : مُجْتَمعُ القومِ ) .
( و ) الجَمِيرةُ ، ( بهاءٍ : الضَّفِيرةُ ) والذُّؤَابَةُ ؛ لأَنها جُمِّرَتْ ، أَي جُمِعتْ ، وفي التَّهْذِيب : وجَمَّرَتِ المرأَةُ شَعْرها ، إِذا ضَفَرتْه جمائِر ، واحدتُها جميرةٌ ، وهي الضَّفائِرُ والضمائرُ والجمائرُ .
( وابْنا جَمِيرٍ ) كأَمِيرٍ : ( الليلُ والنهارُ ) ؛ سُمِّيَا بذلك للاجتماعِ ، كما سُمِّيَا ابْنَيّ سَمِيرٍ ؛ لأَنه يُسْمرُ فيهما . قالَه الجوهريُّ .
وقال غيرُه : وابْنَا جَمِيرٍ : اللَّيْلَتَان يَسْتَسِرُّ فيهما القَمرُ .
وأَجْمَرَتِ الليلَةُ : اسْتَسَرَّ فيها الهِلالُ .
وابنُ جَمِيرٍ : هِلالُ تلك الليلةِ ، قال كعبُ بنُ زُهَيْرٍ في صِفَةِ ذِئْبٍ :
وإِن أَطافَ ولم يَظْفَرْ بطائِلَةٍ
في ظُلْمةِ ابنِ جمِيرٍ ساوَر الفُطُما
وحُكِيَ عن ثعلبٍ : ابنُ جُميْرٍ ، على لَفْظ التصغير في كلِّ ذالك ، قال : يقال : جاءَنَا فَحْمَةُ بنُ جُميْرٍ ، وأَنشد :
عند ديْجُورِ فَحْمَةِ بنِ جُميْرٍ
طَرقَتْنَا والليلُ داجٍ بهِيمُ
وقيل : ظُلْمةُ بنُ جمِير : آخِرُ الشَّهْرِ ؛ كأَنَّه سَمَّوْه ظُلْمة ، ثم نَسَبُوه إِلى جَمِير .
____________________

(10/466)



والعربُ تقول : لا أَفعلُ ذلك ما جَمرَ ابنُ جَمِيرٍ ، عن اللِّحْيَانيِّ .
وقيل : ابنُ جَمِير : الليلةُ التي لا يَطْلُعُ فيها القَمَرُ ، في أُولاها ولا أُخراها . وقال أَبو عَمْرٍ و الزاهدُ : هو آخرُ ليلة من الشهر ، وقال :
وكأَنِّي في فَحْمَةِ بنِ جَمِيرٍ
في نِقابِ الأُسامَةِ السِّرْداحِ
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : يُقال للقَمرِ في آخِر الشَّهْرِ : ابنُ جمِير ؛ لأَن الشمسَ تَجْمُرُه ، أَي تُوارِيه ، وإِذا عرفتَ ذالك ظَهَرَ لك قُصُورُ المصنِّفِ .
( وكزُبَيْرٍ : خارِجَةُ بنُ الجُمَيْرِ ) الأَشْجَعِيُّ ( بَدْرِيٌّ ) حَلِيفُ الأَنصارِ ، ( أَو هو بالخاءِ ) المعجَمة ، قالَه موسى بنُ عُقْبَةَ ( أَو بالمهملَة ، كحِمْيَر ) أَعْنِي ( القبيلةَ ) المشهورةَ ( أَو ) حُمَيِّر ( كتصغير حِمَارٍ ) ، قاله ابنُ إِسحاقَ ، ( أَو هو حارثةُ ) بن حُمَيْر ، قالَه ابنُ إِسحاقَ أَيضاً ، ( أَو ) هو ( حُمْرَةُ ) ، بضم الحاءِ المُهْملَةِ وسكونِ الميم ، ( بن الجُميِّر ) كصغَّراً ، وفي بعض نُسَخ التجريدِ : مكبَّراً : ( أَو هو جارِيَةُ ) بن جَمِيل ، قاله موسى بنُ عُقْبةَ . ( أَو أَبو خارِجةَ ) . أَقوالٌ مختلفةٌ ذَكَرَ غالِبَها الذَّهبِيُّ في التَّجْرِيد مُفَرَّقاً . وكذا ابنُ فَهْد في المُعْجم ، والحافظُ ابنُ حجر في الإِصابة والتَّبْصِير . رحَمِهم اللّهُ تعالَى ، وَشكَر سعْيهم .
( والمُجَيْمِرُ : جَبلٌ ) وقيل : إسمُ مَوضعٍ .
( وجُمْرانُ : بالضمّ : د ) ، وهو جبَلٌ أَسودُ بين اليَمامَةِ وفَيْد ، من ديار بني تَمِيم ، أَو بني نُميْر .
( و ) خُفٌّ مُجْمِرٌ : صُلْبٌ شديدٌ مُجْتَمِعٌ ، وقيل : هو الذي نَكَبتْه الحِجارةُ وصَلُب . وقال أَبو عَمرو : ( حافِرٌ مُجْمَرٌ ، بكسرِ الميمِ الثانيةِ وفتحِها ) ، وهاذه عن الفَرّاءِ ، ولا يخْفَي لو قال : كمُحْسِنٍ ومُكْرمٍ كان أَوْفَقَ لصناعتِه : وَقَاحٌ ( صُلْبٌ ) ، والمُفِجُّ المُقَبَّبُ مِن الحَوافِرِ ، وهو محْمُودٌ .
( ونُعَيْمُ ) بنُ عبدِ اللّهِ ، مَوْلَى عُمَر
____________________

(10/467)


رضيَ اللّهُ عَنْه ، ( المُجْمِرُ ، بكسرها ) ، أَي الميم الثانيةِ ؛ ( لأَنه كان يُجْمِرُ المَسْجِد ) ، أَي يَلِي إِجمارَ مسجدِ رسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ ليْه وسلّم ، وربَّما شُدِّد الميم ، كما في شُروح البخَارِيّ .
( وأَجْمَرَ ) الرجلُ والبَعِيرُ : ( أَسْرَعَ في السَّيْر ) وعَدَا ، ولَا تَقُل : أَجْمَزَ ، بالزّاي ، قال لَبِيد :
وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ
أَو قِرَابِي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ
( و ) أَجْمَرَ ( الفَرَسُ : وَثَبَ في القَيْد ، كجَمَرَ ) ، من حَدِّ ضَرَبَ ، كلاهما عن الزَّجّاج .
( و ) أَجْمَرَ ( ثَوْبَه : بَخَّرَه ) بالطِّيب ، كجَمَّرَه تَجْمِيراً . وفي الحديث : ( إِذا أَجْمَرْتُم المَيِّتَ فجَمِّروه ثلاثاً ) ، أَي إِذا بخَّرْتُموه بالطِّيب . ويقال : ثَوبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ . والذي يَتولَّى ذالك : مُجْمِرٌ ومُجَمِّر .
( و ) أَجمَرَ ( النّارَ مُجْمَراً ) ، بضمّ الميمِ الأُولَى وفتحِ الثانيةِ : ( هَيَّأَهَا ) . وأَنشدَ الجوهريُّ هنا قولَ حُمَيْد بنِ ثَوْرٍ الهِلَالِّي السابِقَ ذِكْرُه .
( و ) أَجْمَرَ ( البَعِيرُ : اسْتَوَى خُفُّه ، فلا خَطَّ بين سُلامَيَيْه ) ، وذالك إِذا نَكَبَتْه الجِمارُ وصَلُبَ .
( و ) أَجْمَرَ ( النَّخْلَ : خَرَصَهَا ، ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَها ) ، وذالك الخارِص مُجْمِرٌ .
( و ) أَجْمَرَتِ ( اللَّيلةُ : اسْتَتَر ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه اسْتَسَرَّ ( فيها الهِلالُ ) ، وقد تقدَّم .
( و ) أَجْمَرَ ( الأَمْرُ بنِي فلانٍ : عَمَّهم ) جميعاً .
( و ) أَجْمَرَ ( الخَيْلَ : أَضْمَرهَا وجَمَعَهَا ) .
( واسْتَجْمَرَ : اسْتَنْجَى بالجِمَار ) ، وهي الأَحجارُ الصِّغارُ . وفي الحديث : ( إِذا تَوَضَّأْتَ فانْثُرْ ، وإِذا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ ) . قال أَبو زيد : هو الاستنجاءُ
____________________

(10/468)


بالحجارةِ ، قيل : ومنه سُمِّيَتْ جِمَارُ الحَجِّ ، للحَصَى التي يُرْمَى بها .
( وجَمَرَه : أَعطاه جَمْراً ) .
( و ) جَمَرَ ( فُلاناً ) وذَمَره : ( نَحّاه ) ، قيل : ( ومنه الجِمارُ بمِنًى ) كذا أَجابَ به أَبو العبّاسِ ثعلبٌ حين سُئِل . ( أَوْ مِن ) قولِهم : ( أَجْمَر ) إِذا ( أَسْرعَ ؛ لأَن آدَمَ ) عليه السلامُ ( رمَى إِبليسَ ) عليه اللَّعنَةُ بمِنًى ( فَأَجْمَر بين يَدَيْه ) ؛ أَي أَسْرع ، كما وَرد في الحديث ، وأَوْرَده ابن الأَثِير وغيرُه . وتقدَّمَ أَيضاً في كلام المصنِّف : أَجْمر : أَسْرَعَ ، فِذكْرُه هنا تكرارٌ مع ما قبلَه ، مع تَفْرِيقِ مقصودٍ واحد في محلَّيْن ، وكان الأَلْيَقُ أَن يذْكُرَه عند الجَمَرات ، ثم يَستطرد وُجُوهَ الاختلافِ .
وممّا يُستدرك عليه :
اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ ، إِذا تَبخَّرَ بالعُود ، عن أَبي حنيفة .
وثَوْبٌ مُجَمَّرٌ مُكَبًّى ، إِذا دُخِّنَ عليه .
والجَامِرُ : الذي يَلِي ذالك من غيرِ فِعْلٍ ، إِنما هو على النَّسَب ، قال :
ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُهْ
وجمَّرَهم الأَمْرُ : أَحَوْجَهم إِلى الانضمام .
والجُمْرَةُ : الخُصْلَةُ من الشَّعر .
وجَمِيرُ الشَّعْرِ : ما جُمِّرَ منه أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
كأَنَّ جمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما
حمِسْنَا والوِقايةُ بالخِنَاقِ
والمُجمَّرُ : مَوْضِعُ رمْيِ الجِمار
____________________

(10/469)


هنالك ، قال حُذَيْفَةُ بنُ أنَسٍ الهُذَلِيُّ :
لأَدْرَكَهُمُ شُعْثُ النَّواصِي كأَنَّهمْ
سَوَابِقُ حُجّاجٍ تُوَافِي المُجَمَّرَا
والجُمْرةُ : الظُّلْمةُ الشَّدِيدةُ .
وذَبَحُوا فَجَمَّروا : أَي وَضَعُوا اللَّحْمَ على الجَمْر ، ولَحْمٌ مُجمَّرٌ .
وجمَّر الحاجُّ ، وهو يومُ التَّجْمِير .
وبنُو جَمْرَةَ : حَيٌّ من العَربِ .
قال ابن الكَلْبِيِّ : الجِمَارُ : طُهَيَّةُ وبلْعَدوِيَّة ، وهو مِن بَنِي يَربُوع بنِ حنْظلَة .
والجامُورُ : القَبْرُ .
والجامُورُ مِن السَّفِينَةِ مَعْرُوفٌ .
والجامُورُ : الرَّأْسُ ؛ تَشْبِيهاً بجامُور السفينة ، قال كُراع : إِنما تُسمِّيه بذالك العامَّةُ .
وفلانٌ لا يعْرِفُ الجَمْرَةَ مِن التَّمْرةِ .
ويقال : كان ذالك عند سُقُوطِ الجمْرَةِ ، وهُنّ ثلاثُ جَمرَاتٍ : الأُولَى في الهواءِ ، والثانيةُ في التُّرَاب ، والثالثةُ في الماءِ ؛ وذالك حين اشتداد الحرّ . وقولُ ابنِ الأَنباريِّ :
ورُكُوبُ الخيْلِ تَعْدُو المعَطَى
قَد علَاها نَجدٌ فيه اجْمِرارْ
هاكذا رَواه أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ بالجيم ؛ قال : لأَنه يصفُ تَجعُّدَ عرقِها وتَجَمُّعَه . وروَاه يعقوبُ بالحاءِ . وفي الأَساس : مِن مَجازِ المجازِ قولُ أَبي صَخْر الهُذَلِيِّ :
إِذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهُنَّ غَصَّتْ
بجُمْارَاتِ برْدِيَ خِدَالِ
شَبَّه أَسْوُقَ البَرْدِيِّ الغَضَّةَ بشَحْمِ النَّخْلِ ، فَسمّاهَا جُمّاراً ، ثم استعارَه لأَسْوُقِ النِّساءِ .
وشِعْبُ جِمار : مَوضعٌ بالمغرب .
وجمُورُ الدَّقَلِ : الخَشَبةُ المَثْقُوبَةُ
____________________

(10/470)


في رأْس دَقَلِ السَّفِينَةِ المُرَكَّبَةُ فيه .
وقال المُفَضَّل : يقال : عَدَّ إِبلَه جَمَاراً ، إِذا عَدَّهَا ضَرْبَةً واحدةً ، والنَّظَائِرُ أَن يَعُدَّ مَثْنَى مَثْنَى . قال ابن أَحمر :
يَظَلُّ رِعَاؤُهَا يَلْقَوْنَ منها
إِذا عُدَّتْ نَظَائِرَ أَو جَمَارَا
والجُمْرَةُ ، بالضمّ : الظُّلْمَةُ ، وأَيضاً الضَّفِيرَةُ .
والجامِرُ : هو المُجَمِّرُ ، قالَه اللَّيْثُ ، وأَنشدَ :
ورِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيه جامِرُه
وأَخْفافٌ جُمُرٌ بضمتين إِذا كانت صُلْبَةً ، قال بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ :
فوَردَتْ عند هَجِيرِ المُهْتَجَ
والظِّلُّ مَحْفُوفٌ بأَخْفَافٍ جُمُرْ
وحافِرٌ مُجْمِرٌ ، كمُحْسِنٍ : صُلْبٌ ، لغة في مُجْمَرٌ ، بفتح الميم ، عن الفَرّاءِ .
جمثر : ( الجُمْثُورَةُ ، بالضمِّ ) ، أَهملَه الجوهريُّ . وقال الصغانيُّ : هو ( التُّرَابُ المَجْمُوعُ ) . كذا في التَّكْمِلَة . قلتُ : وهي لغةٌ في الجُنْثُورَةِ ، وسيأْتي قرِيباً .
جمخر : ( الجُمْخُورُ ، بالضمِّ ) أَهملَه الجوهريُّ . وقال الصغانيُّ وصاحب اللِّسَانِ : هو ( الأَجُوَفُ ) ، أَي الواسِعُ الجَوْفِ ، ( وكُلُّ قَصَبٍ أَجوفَ مِن قَصبِ العِظَمِ : جَمْخَرٌ ) ، كجَعْفَرٍ .
جمزر : ( جَمْزَر ) الرجلُ ، أَهملَه الجوهريُّ . وقال الصغانيُّ صحبُ اللِّسانِ عن اللَّيْثِ : إِذا ( نَكَصَ ) على
____________________

(10/471)


عَقِبَيْه ، ( وهَرَبَ ) . يقال : جَمْزَرْتَ يا فُلانُ .
وممّا يُستدرك عليه :
جُمْزُور ، بالضمّ : قريةٌ بمصرَ في كُوَر الغَربيَّة ، وقد دَخَلْتُها .
جمعر : ( الجَمْعَرَةُ : الجَعْمَرَةُ ) وهو أَن يَجمَعَ الحِمَارُ نَفْسَه ليَكْدُمَ ، وقد تقدَّم .
( و ) الجَمْعَرَةُ : ( القارَةُ الغليظةُ المُشْرِفَةُ ) ، أَي المرتفعةُ ، يقال : أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ . والجمعُ جَمَاعِيرُ ، قال الشاعر ، وهو الطِّرِمّاحُ :
وانْجَبْنَ عنْ حَدَبِ الإِكا
مِ وعن جَمَاعِيرِ الجَرَاوِلْ
( أَو ) الجَمْعَرَةُ : ( حِجارةٌ مرتفعةٌ ) ، قيل : هي الحَرَّةُ .
قالوا : ولا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَلِ جَمْعَرَةً .
( وجَمْعَرُ ) ، كجَعْفَر : ( قَبيلةٌ ) . قال الشاعرُ ، وهو جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى :
تَحُفُّهُمْ أَسَافَةٌ جَمْعَرُ
إِذَا الجِمَارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ
وأَسافَةُ : قبيلةٌ أَيضاً .
( والجُمْعُورُ ، بالضمّ : الجَمْعُ العظيمُ ) ، جَمْعُه جَماعِيرُ .
وقال ابنُ الأَعرابيِّ : الجَمَاعِيرُ : تَجَمّعُ القبائلِ على حَرْبِ الملِكِ .
( و ) الجُمْعُورَةُ ( باءٍ : الفَلْكَةُ في رَأْسِ الخَشَبَةِ ) .
( و ) الجُمْعُورَةُ : ( الكُومَةُ مِن الأَقِطِ . و ) قد ( جَمْعَرَها ) إِذا ( دَوَّرَها ) .
( والجَمْعَرُ : طِينٌ أَصْفَرُ يَخْرُجُ من
____________________

(10/472)


البِئْر إِذا حُفِرَتُ ) . وفي بعض النُّسَخِ : طِينٌ أَسودُ .
جمهر : ( الجُمْهُورُ ، بالضَّمِّ ) ، قال شيخُنا : هاذا هو المشهورُ المعروفُ الذي يَجبُ الوقوفُ عنده ، وما حَكَاه ابنُ التِّلِمْسَانِيِّ في شَرْحه على الشِّفاءِ مِن أنه يُقال بالفتح ونقَله شيخُنا الزرقانيّ في شَرْح المَواهِب وسلم لا يُلْتَفَتُ إِليه ، ولا يُعَرَّج عليه ؛ لأَنه غيرُ معروفٍ في شيْءٍ من الدَّواوِين ، ولا نَقَلَه أَحدٌ مِن الأَساطِين ، ولذالك قال شيخُ شُيُوخِنَا الشِّهابُ في شَرْح الشِّفاءِ : إِن ما نَقَلَه التِّلِمْسَانِيُّ من الفَتْح غريبٌ ، وقد تَقَرَّرَ عندهم أَنه ليس لهم فَعْلُولٌ بالفتح ، فلا سَمَاعَ ولا قِيَاسَ يَثْبُتُ به هاذا الفتحُ . انتهى .
قال الأَصمعيُّ : هي ( الرَّمْلَةُ المُشْرِفَةُ على ما حَولَهَا ) المجتمعةُ . قال الليث : الجُمْهُورُ : الرَّمْلُ الكثيرُ المُتَرَاكِمُ الواسعُ .
( و ) الجُمْهُورُ ( مِن النّاس : جُلُّهم ) وأَشرافُهم .
وهاذا قولُ الجُمْهُورِ .
وشَهِدَ ذالك الجَمَاهِيرُ . وفي حديث بنِ الزُّبَيْر : ( قال لمُعَاوِيَةَ : إِنَّا لا نَدَعُ مَرْوَانَ يَرْمِي جَمَاهِيرَ قُرَيْشٍ بمَشاقِصِهِ ) أَي جماعاتِها .
( و ) الجُمْهُورُ ) ( مُعْظَمُ كُلِّ شَيْءٍ ) ، ومنه جَمْهَرْتُ المَتاعَ : أَخذتُ مُعْظَمَه ، وكذالك النباتَ . كذا في كتاب الأَضْداد .
( و ) الجُمْهُورَةُ : ( حَرَّةُ بَنِي سَعْدِ ) بنِ بكرٍ .
( والجُمْهُورُ ) والجُمْهُورةُ مِن الرَّمْل : ما تَعَقَّدَ وانقادَ .
( و ) الجُمْهُورَةُ : ( المرأَةُ الكريمةُ ) .
( وجَمْهَرَه ) ، أَي الشيءَ : ( جَمَعَه ) .
____________________

(10/473)



( و ) جَمْهَرَ ( القَبْرَ : جَمَعَ عليه التُّرابَ ولم يُطَيِّنْه ) . وفي حديث موسى بنِ طَلْحَةَ ؛ أَنه شَهِدَ دَفْنَ رجلٍ فقال : جَمْهِرُوا قَبْرَه جَمْهَرَةً ) ؛ أَي اجْمَعُوا عليه التّرَابَ جَمْعاً ، ولا تُطَيِّنُوه ولا تُسَوُّوه . وفي التهذيب : جَمْهَرَ التُّرَابَ ، إِذا جَمَعَ بعضَه فوق بعضٍ . ولم يُخَصِّصْ به القَبْرَ .
( و ) جَمْهَرَ ( عَلَيْه الخَبَرَ : أَخْبَرَه بطَرَفٍ وكَتَمَ المُرادَ ) ، قَاله الكسائيُّ . وقال اللَّيْث : جَمْهَرَ له الخَبَرَ : أَخْبَرَه بطَرَفٍ له على غير وَجْهِه ، وتَرَكَ الذي يُرِيد .
قلتُ : وقرأْتُ في كتاب الأَضدادِ لأَبي الطَّيِّبِ اللُّغَوِيِّ : يقال : جَمْهَرْت لكَ الخَبَرَ ، أَي أَخبرتُك بجُمْهُورِه . وجُمْهُورُ كُلِّ شيْءٍ : مُعْظَمُه .
وحَكَى أَبو زَيْد : يقال : جَمْهَرْتَ إِليَّ الخَبَرَ جَمْهَرَةً إِذا أَخبَركَ بطَرَفٍ منه يَسِيرٍ ، وتَرَكَ أَكثرَه ، ممّا يحتاجُ إِليه وخالفَ وَجْهَه انتهى .
قلتُ : فهو إِذاً من الأَضداد ، وقد غَفَلَ عنه المصنِّف .
( والجُمْهُورِيُّ ) : إسمُ ( شَرَابٍ مُسْكِرٍ ) .
كذا قاله أَبو عُبيْدةَ ، ( أَو نَبيذُ العِنَبِ أَتَتْ عليه ثلاثُ سِنينَ ) . وفي حديث النَّخَعيِّ : أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ ) ، قال : هو الجُمْهُورِيُّ ، وهو العصِيرُ المَطْبُوخُ الحلَالُ . وقال أَبو حنيفةَ : وأَصلُه أَن يعَاد على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذَهَبَ منه ، ثم يُطْبَخَ ويُودَعَ في الأَوعِية ، يَأْخذَ أَخْذاً شديداً ، وقيل إِنْه سُمِّيَ الجُمْهُورِيَّ لأَن جُمْهُرَ النَّاسِ يَستَعْملُونَه ، أَي أَكثرَهم .
( وناقَةٌ مُجمْهَرَةٌ ) ، إِذا كانت ( مُدَاخَلَةَ الخَلْقِ ) كأَنَّهَا جُمْهُورُ الرَّمْلِ .
( وتَجمْهرَ علينا : تَطَاوَلَ ) وحقَّر .
وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
الجُمَاهِرُ ، بالضم : الضخْمُ .
وسمَّى ابنُ دُرَيْد كتابه ( الجمْهرة )
____________________

(10/474)


لجمْعِه أَخبارَ العَرَبِ وأَيّامها .
والجُماهِ بنُ الأَشْعَرِ : بطنٌ ، منهم : أَبو موسى الأَشْعَريُّ الصّحابيُّ ، وأَبو الحِجّاج يُوسُفُ بنُ محمّدِ بنِ مقلد التَّنُّوخِيُّ الجماهِرِيُّ ، مُحدِّثٌ صُوفِيٌّ ، تلميذُ أَبي النَّجِيب السُّهْرَورْدِيِّ .
وأَبو الجُماهرِ وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جُمْهُورٍ الغَسّانِيُّ : محدِّثانِ .
وأَبو المجْدِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جُمْهُورٍ القاضِي ، روَى عن ابن غالبٍ محمّد بن أَحمد بنِ إِسماعيلَ الواسِطِيِّ اللُّغَوِيّ .
وأَبو بكرٍ جُمَاهِرُ بنُ عبدِ الرَّحمانِ بنِ جُمَاهِرٍ الحجريّ الطُّلَيْطِلِيُّ المالكِيُّ الفَقِيهُ ، أَخَذَ عن كَرِيمةَ المَرْوَزِيَّةِ ، وتوفِّي سنة 466 ه .
جنر : ( جِنَارةُ ، بالكسر ) ، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان . وقال الصغانيُّ : ( هي : ة بين أَسْتَراباذَ وجُرْجانَ ) منها : أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بنُ محمّد الجِنَارِيُّ المؤدِّبُ ، عن إِبرِاهيمَ بنِ محمّد الطَّبَسيّ ، وعنه سعِيدٌ العياد ، وأَبو العباسِ أَحمدُ بنُ محمّدٍ الجِنَارِيُّ ، عن ابن باكويه الشِّيرازيِّ ، وعنه أَبو الفَرجِ القَزْوِينِيُّ ، وعبدُ اللّهِ بنُ جعفرٍ الجِنَارِيُّ ، عن محمّدِ بن العبّاسِ الزّاهدِ .
( والجَنّورُ ، كتَنُّور : مدَاسُ الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ ) .
جنبر : ( الَنحبَرُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، وقولُه : ( كمقْعَد ) ، هاكذا في سائر النُّسخ . وقال شيخُنا : والوزْنُ به غيرُ صوابٍ ، وهو ( الجملُ الضَّخْمُ ) ، وكذالك الرّجلُ ، قالَه أبو عَمْرٍ و ، واقتَصر على الجمَل .
____________________

(10/475)



( و ) الجنْبرُ : الرجلُ ( القَصِيرُ ) .
( و ) الجَنْبَرُ : ( فَرْخُ الحُبَارَى ) ، عن السِّيرفِيِّ ( كالجِنِبَّارِ ، مثال جِحِنْبارٍ ) مثَّل به سِيبويْهِ ، وفَسَّره السِّيرافيُّ .
( و ) أَما جِنْبَارٌ ، مثلُ ( سِمْسَارٍ ) فزَعَم ابنُ لأَعرابيِّ أَنه من الجَبْر ، ولم يُفَسِّره بأَكثرَ مِن ذالك ؛ فإِن كان كذالك فهو ثُلاثِيٌّ ، وقد ذُكِرَ في موضعه . وقال ابن سيدَه : وعندي أَن الجِنْبَار بالتَّخْفِيف لغةٌ في الجِنِبَّار ، الذي هو فَرْخُ الحُبارَى ، وليس قولُ ابنِ الأَعرابيِّ أَن جِنْباراً مِن الجَبْرِ بِشيْءٍ .
( و ) جَنْبَرٌ : ( فَرسُ جَعْدَةَ بنِ مِرْدَاسٍ ) النُمَيْرِيِّ ، نقلَه الصغانيّ .
جنثر : ( الجنْثرُ ، كجَعْفَرٍ وقُنْفُذ ) أَهملَه الجوهَريّ . وقال أَبو عَمْرو : ( الجملُ الضَّخْمُ ) الطَّوِيلُ ( السَّمِينُ ) العظيمُ . ( ج جَنَاثِرُ ) ، وأَنشد اللَّيْثُ :
كُومٌ إِذا ما فُصِلَتْ جَناثِرُ
( والجُنْثُورةُ : الجُمْثُورَةُ ) ، بالمِيم ، وهو التُّرَابُ المجموعُ ، وقد تقدَّم .
جنجر : ( جَنْجَرُ ) ، كجعْفَر : ناحيةٌ مِن بلاد الرُّوم ، ويقال بالخاءِ .
وممّا يُستدرَك عليه :
جندر : ( جنْدَرَ ) ، تقدَّم ذِكرُه ( في ج د ر ) ؛ لزيادةِ النُّونِ .
والجندورُ : إسمٌ .
وَجنْدَرٌ الأَمِيرُ ، كجَعْفَر ، له حَمّامٌ بمصرَ .
وأَمِير حُسيْنُ بن جَنْدَرٍ : صاحبُ
____________________

(10/476)


الجامعِ والقَنْطَرةِ بالحِكْر ، ظاهرَ القاهرةِ .
وأَبو قِرْصَافَةَ جَنْدَرَةُ بنُ خَيْشَنَةَ صَحابيٌّ .
جنديسابور : ( جُنْدَ يْسَابُورُ ) ، أَهملَه الجوهريُّ ، والجماعةُ ، وهو ( بضمِّ الجيمِ ) وسكونِ النونِ ( وفتحِ الدالِ ) المهملَة وسكونِ الياءِ التحتيَّةِ : ( د ، قُرْبَ تُسْتَرَ ) مِن كُوَر الأَهواز : ( بها ) ، والصَّوابُ ؛ به ( قَبرُ الملِكِ يَعقوبَ بنِ ) اللَّيْثِ ( الصَّفّارِ ) .
جنشر : ( الجُنَاشِرِيّة ) . أَهملَه الجوهريُّ والصغانيُّ . وفي اللِّسان : هو ( بالضمِّ ) . والشينُ مُعْجمَةٌ ، كما في سائر أُصول القاموسِ ، وفي اللِّسَان وغيرِه بإِهْمالها : ( أَشَدُّ نَخْلَةٍ بالبصْرةِ تَأَخُّراً ) ، ولم يُبَيِّنُوا وَجْه التَّسْمِيَةِ .
جنفر : ( الجَنَافِيرُ ( أَهملَه الجوهريُّ . وقال أَبو عمْرٍ و : هي ( القُبُورُ العادِيَّةُ ، جَمْعُ جُنْفُورٍ ) ، بالضمّ ، كذا في التَّكْمِلَة واللِّسان .
جور : ( *!الجَوْرُ : نَقِيضُ العَدْلِ ) . جار عليه *!يَجُورُ *!جَوْراً في الحُكْمِ : أَي ظَلَمَ .
( و ) الجَوْرُ : ( ضِدُّ القَصْدِ ) ، أَو المَيلُ عنه ، أَو تَرْكُه في السَّيْر ، وكلُّ ما مالَ فقد *!جار .
( و ) *!الجَوْرُ : ( الجائِرُ ) يقال : طَرِيقٌ جَوْرٌ ، أَي جائِرٌ ، وَصْفٌ بالمصْدَرِ . وفي حيث مِيقاتِ الحَجِّ ؛ ( وهو *!جَوْرٌ عن طَرِيقنا ) ، أَي مائِلٌ عنه ليس على جادَّتِه ؛ مِن *!جارَ *!يجُورُ ؛ إِذا ضَلَّ ومالَ .
( وقَومٌ *!جَوَرَةٌ ) ، محرَّكَةٌ ، وتصحيحُه على خِلَاف القِياسِ ، ( *!وجَارَةٌ ) ، هاكذا في سائرِ النُّسَخِ . قال شيخُنا ؛ وهو مُستدرَكٌ ؛ لأَنه مِن باب قَادَةٍ ، وقد التزَمَ في اصطلاح أَن لا يذكر مِثْله ، وقد مَرَّ . قلتُ : وقد أَصلَحها بعضُهم
____________________

(10/477)


فقال : *!وجُورَةٌ أَي بضمَ ففتحٍ بَدَلَ *!جارَة ، كما يُوجَد في بعض هوامش النُّسَخ ، وفيه تَأَمُّلٌ : (*! جائِرُون ) ظمَةٌ .
( *!والْجارُ : *!المُجَاوِرُ ) . وفي التهذيب عن ابن الأَعرابيِّ : *!الجارُ : هو الذي *!يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ . والجَارُ النَّفِيحُ هو الغَرِيبُ .
( و ) الجَارُ ( الذي *!أَجَرْتَه مِن أَن يُظْلَمَ ) . قال الهُذليُّ :
وكنتُ إِذا *!-جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ
أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي
وقولُه عَزَّ وجَلّ : { *!وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ } ( النساء : 36 ) قال المفسِّرُون : الجارِذي القُرْبَى : وهو نَسِيبُكُ النازِلُ معكَ في الحِوَاءِ ، ويكونُ نازلاً في بلدٍ وأَنتَ في أُخرَى ، فله حُرْمةُ جِوَارِ القَرَابَة ، والجَارِ الجُنُب أَن لا يكون له مُناسباً ، فيجيء إِليه ويسأَله أَن *!يُجِيرَه ، أَي يمنَعَه فينزل معه ، فهاذا الجارُ الجُنُب له حرمةُ نُزُولِه في *!جِواره ومَنْعِهِ ، ورُكُونِه إِلى أَمانه وعَهْدِه .
( و ) يقال : الجارُ : هو ( المُجِيرُ ) .
( و ) جارُكَ ( *!المُسْتَجِيرُ ) بكَ . وهم جارَةٌ مِن ذالك الأَمر ، حَكَاه ثعلب ، أَي مُجِيرُون . قال ابن سِيدَه ؛ ولا أَدرِي كيف ذالك إِلَّا أَن يكونَ على تَوَهّمِ طَرْحِ الزّائِد حتى يكونَ الوحدُ كأَنَّه جائرٌ ، ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةٍ ، وإِلَّا فلا وَجْهَ له .
وقال أَبو الهيْثَم : *!الجَارُ *!والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ ، وهو الذي يمنعُك *!ويُجِيرُك .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الجارُ : ( الشَّرِيكُ ) في العَقارِ . )
والجارُ : الشَّريكُ ( في التِّجَارَة ) ، فَوْضَى كانت الشَّرِكَةُ أَو عِنَاناً .
( و ) الجارُ : ( زَوْجُ المرأَةِ ) ؛ لأَنه
____________________

(10/478)


*!يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها ، ولا يعْتَدى عليها . ( وهي *!جارَتْه ) ؛ الأَنَّه مُؤْتَمَنٌ عليها ، وأُمِرْنَا أَن نُحْسِنَ إِلَيْهَا ولا نَعْتعدِيَ عليها ؛ لأَنها تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ لصِّهْرِ ، وقد سَمَّى الأَعشى في الجاهليّة امرأَته جارةً ، فقال :
أَيَا *!جَارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ
ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووامِقَهْ
وفي المُحْكَم : *!وجارةُ الرَّجُلِ : امرأَتُه وقيل : هَواه ، وقال الأَعشى :
يا جارتا ما أَنتِ *!جارَهْ
بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ
( و ) مِنَ المَجَازِ : الجارُ : ( فَرْجُ المرأَةِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الجارُ : ( مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ ) من السّاحِل ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الجارُ : الطِّبِّيجَةُ ، وهي ( الإِسْتُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ . قال شيخُنا : وكأَنهم أَخَذُوه مِن قولهم : يُؤْخَذُ الجارُ بالجار ، ( كالجارَةِ ) ، أَي في هاذا الأَخير .
( و ) الجارُ : ( المُقَاسِمُ ) .
( و ) الجارُ : ( الحَلِيفُ ) .
( و ) الجارُ : ( النّاصِرُ ) .
كلُّ ذالك عن ابن الأَعرابيّ . وزادُوا .
الجارُ الصِّنَّارةُ : السَّيِّءُ الجِوَارِ .
والجارُ الدَّمِثُ : الحَسَنُ الجِوَار .
والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ : الجارُ المنافِقُ .
والجَارُ البَرَاقِشِيُّ : المُتَلَوِّنُ في أَفعالِه .
____________________

(10/479)



والجَارُ الحَسْدَلِيُّ : الذي عَيْنُه تَرَاكَ ، وقَلْبُه يَرْعَاكَ . قال الأَزهريُّ : لمّا كان الجَارُ في كلام العربِ محتملاً لجميع المعاني التي ذَكَرها ابنُ لأَعرابيِّ ، لم يَجُزْ أَن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم : ( الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِة ) أَنه الجارُ الملاصِقُ ، إِلّا بدَلالةٍ تَدُلُّ عليه ؛ فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على ما أُرِيدَ به ، فقامت الدَّلالةُ في سُنَنٍ أُخرَى مُفَسِّرةً أَن المرادَ بالجَار : الشَّرِيكُ الذِي لم يُقَاسم ، ولا يجوز أَن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثلَ الشَّرِيكِ . ( ج حِيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ ) ، ولا نَظِيرَ له إِلّا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَقْواعٌ ، وأَنشد :
ورَسْمِ دارٍ دارِسِ *!الأَجْوارِ
( و ) الجارُ : ( د ) ، أَي بَلَد ، وفي بعضِ النُّسَخ : ع ، أَي موضعٌ ، ( على البَحْر ) ، والمرادُ به بَحْرُ اليَمَنِ ، أَي ساحِلُه ، ويُسَمَّى هاذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إلى المدينة القُلْزُمَ ، ( بينه وبين المَدِينةِ القُلْزُمَ ، ( بينه وبين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ ) على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ( يَومٌ وليلةٌ ) ، وبينها وبين أَيْلَةَ نحوُ عشرِ مَراحلَ ، وإِلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحَل ، وهي فُرْضَةٌ لأَهْلِ المدينةِ ، تُرْفَأُ إِليها السُّفُنُ من أَرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ ، وبحِذائِه جزيرةٌ في البحر مِيلٌ في ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار ، كذا في المَرَاصِد . وقال اليعْقُوبِيُّ : الجارُ عى ثلاثِ مَراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ . وقال ابنُ أَبي الدم : هو مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ . ( منه : عبدُ اللّهِ بن سُوَيْدٍ ) الأَنصارِيُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ ، ( الصَّحابِيُّ ) ، كما ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات ، وابن الأَثير في أُسْدِ الغابةِ ، وقال بعضُهُم : لا تَصِحُّ صُحْبَتُه ، كما نَقَلَه العَسْكَرِيُّ ، ( أَو هو حارِثِيٌّ ) ، وهو الأَشْبَه ، كما نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عن الزُّهْرِيِّ . قلتُ : وهاكذا أَوْرَدَه من أَلَّفَ في الصَّحابة . قال الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْدٍ رَوَى الزُّهْرِيُّ عن ثَعْلَبَةَ بن أَبي مالكِ قولَهُ .
( وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ ) الأَحْوَلُ ، مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ ، يَرْوى
____________________

(10/480)


المَراسِيلَ ، وعنه أَبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ . ( وعُمَرُ بنُ سَعْدِ ) بنِ نَوْفَل ، وأَخوه عبدُ اللّهِ ، رَوَيَا عن أَبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عنه ، وكان عامِلاً على الجَار ، ورَوَى له المالِينِيُّ حدياً عن عُمَرَ : وقال الحافظُ : وأَبُوه له رُؤْيَةٌ . ( وعُمَرُ بنُ راشِدٍ ) ، عن ابن أَبي ذِئْبٍ . . ( ويَحْيَى بنُ محمّدِ ) بنِ عبدِ اللّهِ بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ ، رَوَى له أَبو داوُودَ والتِّرْمِدِيُّ والنَّسَائِيُّ : ( المُحَدِّثُون الجارِيُّون ) ؛ نسبةً إِلى هاذا المَوْضِع .
( و ) *!جارُ : ( لا ، بأَصْبهانَ : منها : عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل ، و ) أَبو بكرٍ ( ذاكرُ بنُ محمّدٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وفي التَّبْصِير : ذاكِرُ بن عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِد ، سَمِعَ أَبا مُطِيعٍ الصَّحّافَ ، ( *!الجَارِيّانِ ) المُحَدِّثَانِ .
وفاتَه : أَبو الفَضْلِ جعفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ ، وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أَحْمدَ *!-الجَارِيِّ ، سَمِعُوا ثلاثَتهُم من أبي مُطِيعٍ المذكور ، ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أَنهم يَنْتَسِبُونَ إِلى قريةٍ بأَصبهانَ .
( و ) جارُ : ( ة بالبَحْرَينِ ) ، لعَبْدِ القَيْس .
( و ) الجارْ : جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ ) ذَكَرَه في المَرَاصدِ ، ووضعٌ أَيضاً أَحْسَبُه يمانِياً ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ .
( *!وجُورُ ) ، بالضَّم : ( مدينَة ) من مُدُنِ فارِسَ ، كانَتْ في القديم قَصَبَةَ ) فَيْرُوزأباذَ ) مِنْ أَعمال شيرازَ ( يُنْسَبُ إِليها الوَرْدُ ) *!-الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ ، ويُعْمَلُ فيها ماءُ الوَرْد ، بينها وبين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً ، ( وجَماعَاتٌ ) ، وفي نُسخة وجَماعةٌ ( عُلَمَاءُ ) ، منهم :
محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَزيُّ ، رَوَى له المالينيُّ حديثاً .
وقال الذَّهَبيُّ : عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُورِيِّ الشِّيرَازيّ الصُّوفيّ ، عن ابن المُظَفَّر ، وعنه أبو المُفَضَّل بنُ
____________________

(10/481)


المَهْديِّ . في مَشيَخَته ، مات بشِيرَازَ سنة 415 ه .
ونُسِبَ إِليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرىء .
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحويُّ ، عن ابن دُرَيْدٍ .
قلتُ : ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم ، فمنهم :
محمّدُ بنُ خَطَّابٍ *!-الجُوريُّ ، عن عَبّادِ بن الوَليد الغُبَريّ .
ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ ، عن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ .
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ الجُوريُّ ، عن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ .
وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ بنُ أُخت الحافظ أَبي حازمٍ العَبْدَريِّ .
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوريُّ الحافظُ ، عن أَبي الحُسَيْن الخُفَاف .
وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ . أَحدُ العْبّاد ، مات سنة 353 ه .
وأَبو القاسم عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ أَسَدٍ الجُوريُّ ، كَتَبَ عنه أَبو الحَسَن المَلطيِّ .
وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ ، شيخٌ لابن طاهرٍ المَقْدِسِيِّ .
وأَبو سعيد أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهيمَ الجُوريُّ ، عن ابن شَنَبُوذ .
وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إِلى جُورِفارسَ .
( و ) جُورُ أَيضاً : ( مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ ) وقيل : ( قَريةٌ بها ، ( منها ) :
( محمّدُ بنُ أَحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ ) الجُوريُّ .
ومِن المَنْسُوبينَ إِلى هاذه :
محمّدُ بنُ إِسكافٍ الجُوريُّ ، ثم النَّيْسابُوريُّ ، عن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ .
ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ ، عن أَبي نجيدٍ .
____________________

(10/482)



ولم أَجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الذي ذُكَرَه المصنِّفُ في كتاب الحافظِ ، ولا غيرِه ، فلْيُنْظَرْ .
( وقد تُذَكَّرُ ) ، كذا في الصّحاح ( وتُصْرَفُ ) ، وقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَة .
( ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ ) الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ ، صاحبُ التَّصَانِيفِ ( ومحمّدُ بنُ إِسماعيلَ ) بنِ عليَ الكِنْدِيّ ، ( المعروفُ بابنِ جُورَ ) ، سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللّهِ وعنه ابنُ رَشِيقٍ ، ( محدِّثان ) .
ومِن شُيوخ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ : أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ ، حَدَّثَ بالبَصْرَة عن موسى بن هارُونَ ، هاكذا قرأْتُه في مُعجْمَه مُجَوَّداً مضبوطاً ، وهو في أَربعةِ أَجزاءٍ عندي ، وعلى أَوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ ، رَحِمَهما اللّهُ تعالَى .
( و ) *!جُوَرُ ( كزُفَرَ : ة بأَصْبَهَانَ ) ، والأَشْبَهُ عندي أَن يكونَ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ لوَلِيد الذي ذَكَره المصنِّفُ مِن هاذه القريةِ ؛ لأَنه أَصْبَهَانِيٌّ لا نَيْسَابُورِيّ ، وهو ظاهرٌ .
( وغَيْثٌ *!جِوَرٌّ . كهِجَفَ : شديدُ ) صوتِ ( الرَّعْدِ ) كذا في الصّحاح ، وَرواه الأَصمعيُّ *!جُؤَرٌّ ، بالْهَمْز : له صَوتٌ ، وأَنشدَ :
لَا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّ
وفي الصّحاح : وبزِلٌ جِوَرٌّ صُلْبٌ شديدٌ .
وَبَعِيرٌ جِوَ : ضَخْمٌ ، وأَنشدَ :
بين خَشَاشَيْ بازلٍ جِوَرِّ
وقد تَقَدَّم في ج أَر شيءٌ من ذالك . .
____________________

(10/483)



( *!والجَوَارُ ، كسَحَابٍ : الماءُ الكثير القَعِيرُ ) ، قال القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ ، على نَبيِّنَا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ :
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْن
ولولا اللّهُ *!جَارَ بها الجَوَارُ
أَي الماءُ الكثيرُ .
ومنه : غَيْثٌ *!جِوَرٌّ .
( و )*! الجَوَارُ ( من الدّار : طَوَارُهَا ) ، وهو ما كان على حَدِّهَا وبحِذائِها .
( و ) الجَوَار : ( السُّفُنُ ، لغةٌ في *!-الجَوَارِي ) ، نقلَ ذالك ( عن ) أَبي العَلاءِ ( صاعِدٍ ) اللُّغُويِّ في الفُصُوص ، ( وهاذا غَريبٌ ) . قال شيخُنَا : قلت : لا غرابَةَ ؛ فالقلبُ مشهورٌ ، وكذالك إِجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه ، كما في كُتُب التَّصْريف .
( وشِعْبُ الجَوَارِ : قُرْبَ المَدِينَةِ ) المشرَّفةِ ، على سكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام من ديارِ مُزَيْنَةَ .
( و ) الجِوَارُ ( بالكسر : أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً ) وعَهْداً ( فيكونَ بها *!جارَكَ ، *!فتُجيرَه ) وتُؤَمِّنه .
وقد *!جاوَرَ بني فلانٍ وفيهم *!مُجَاورةً *!وجِواراً : تَحَرَّم *!بجِوَارهم ، وهو مِن المُجَاوَرة : المُساكَنة ، والإِسمُ الجِوَارُ *!والجُوَارُ ، أَي بالضمّ ولكسر ؛ فالمصدرُ الذي ذَكَرَه المصنِّف بالكسر فقط ، والحاصلُ بالمصدر وهو العَهْدُ الذي بين المُعَاهِدَيْن ، يُضَمُّ ويُكْسرُ ، كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ من الأَئمّة . قد غَلِطَ هنا أَكثرُ الشُّرَّاح ، ونَسبُوا المصنِّفَ إِلى القُصُور ، وكلامُه في غايه الوُضُوح .
( و ) *!الجَوّارُ ( ككَتّان : الأَكّارُ ) . التَّهْذِيب : هو الذي يَعملُ لكِ في كَرْمٍ أَو بُسْتَان .
( *!وجاوَرَه *!مُجَاوَرَةً ) ، على القِيَاس ( *!وجواراً ) بالفتح ، على مُقْتضَى اصطلاحِه ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه في المُحكَم ، وبالضمِّ كما أَوْرَدَه ابنُ
____________________

(10/484)


سِيدَه أَيضاً ، وإِنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ ؛ بناءً على طريقته التي هي الاختصارُ ، وهو قد يكون مُخِلًّا في المواضع المشتَبهة كما هنا ؛ فإِن قولَه : ( وقد يُكْسَرُ ) لا يدل إِلّا على أَنه بالفتح على مُقْتَضَى اصطلاحه ، وقد أَنْكَرَه بعضٌ وأَنَّ الكسر مَرْجُوحٌ ، وما عداه هو الراجحُ الافصحُ ، وقد أَنكَر الضمَّ جماعةٌ منهم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت ، وقال الجوهريُّ : الكسرُ هو الأَفصحُ ، وصَرَّح به في المِصباح ، وقال : إِن الضَّمَّ إسمُ مَصْدَرٍ ؛ ففي عبارة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ : ( صارَ *!جارَه ) وسَاكَنَه ، والصَّحِيحُ الظهِرُ الذي لا يُعْدَلُ عنه أَن أفْصَحِيَّةَ الكسر إِنما هو في الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة ، وبالضمّ والفتح لُغتَان ، والضمُّ بمعنى العَهْد والزِّمام ، والكسرُ لغةٌ فيه ، أَو هو مصدرٌ ، والضمُّ الحاصلُ بالمصدر .
( *!وتَجَاوَرُوا *!واجْتَوَرُوا ) بمعنًى واحدٍ : *!جَاوَرَ بعضُهم بعضاً ، أَصَحُّوها ؛ *!فاجْتوْرُوا ، إِذا كانت في معنى *!تَجَاوَرُوا ، فجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دليلاً على أَنه في معنَى ما لا بُدَّ مِن صِحَّتِه ، وهو تَجَاوَرُوا . وقال سِيبَوَيْهِ : *!اجُتَوَرُوا *! تَجاوُراً ، *!وتَجاوَروا *!اجْتِوَاراً ؛ وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين في مَوضع صاحِبه ؛ لتَساوِي الفِعْلَيْن في المعنى ، وكثرة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه . وفي الصّحاح : إِنما صَحَّت الواوُ في *!اجْتَوَرُوا ؛ لأَنه في معنَى ما لا بُدَّ له مِن أَن يخرجَ على الأَصل ؛ لسُكُون ما قبله وهو تَجاوَرُوا فبُنِيَ عليه ، ولو لم يكن معناهما واحداً لاعْتَلَّتْ ، وقد جاءَ اجتارُوا مُعَلًّا ، قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ :
كدُلَّحِ لشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ
حَمْلٌ عَثاكِيلُ فهو الواتِنُ الرَّكِدُ
____________________

(10/485)



( *!والمجَاوَرَةُ : الاعتكافُ في المسجدِ ) ، وفي الحديث : ( أَنه كان *!يجَاوِر بحِرَاءٍ ) . وفي حديث عطاءٍ : ( وسئِل عن *!المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ ) يَعْنِي المُعْتَكِف . فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بها المُقَامُ مطلقاً غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الاعتكاف الشّرعيّ .
( *!وجَارَ *!واسْتَجَارَ : طَلَبَ أَن *!يُجارَ ) ، أَو سَأَلَه أَن *!يُجِيرَه ؛ أَمّا في *!استَجارَ فظاهِرٌ ، وأَمّا *!جارَ فهو مُخَرَّجٌ على الجارِ بمعنى *!المُسْتَجِير ، كما تقدَّم . وفي التَّنْزِيل العزيزِ : { وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ *!اسْتَجَارَكَ *!فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ } ( التوبة : 6 ) قال الزَّجّاج : المعنى : إِنْ طَلَبَ منكَ أَحدٌ من أَهل الحربِ أَن *!تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أَن يَسْمَعَ كلامَ اللّهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه ما يجبُ عليه أَن يَعرفَه من أَمْر اللّهِ تعالى الذي يتَبَيَّنُ به الإِسلامُ ثم أَبْلِغُه مَأْمنَ ؛ لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إِلى مَأْمَنِه .
( *!وأَجارَه ) اللْهُ مِن العَذاب : ( أَنْقَذَه ) ، ومنه الدعاءُ : ( اللّهُمَّ *!-أَجِرْنِي مِن عذابِك ) .
( و ) *!أجارَه : ( أَعَاذَه ) . قال أَبو الهَيْثَم : ومَن عاذَ بالله ، أَي *!استجار به *!أَجارَه اللّهُ ، ومَن أجارَه اللّهُ لم يوصَلْ إِليه ، وهو سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ ولا *!يُجَارُ عليه . أَي يُعِيذُ ، وقال الله تعالى لنَبِيِّه : { قُلْ إِنّى لَن *!-يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ } ( الجن : 22 ) أَي لن يَمْنَعَنِي ، ومنه حديث . الدعاءِ : ( كما *!يُجِيرُ بين البُحُور ) ؛ أَي يَفْصِلُ بينها ، ويمنع أَحدَها من الاختلاط بالآخَرِ والبَغْيِ عليه .
( و ) *!أَجارَ ( المَتَاعَ : جَعَلَه في الوِعاءِ ) ، فمنعه من الضياع .(و)أجار الرجل *!إِجارَةً *!وجَارَةً الأَخِيرَةُ عن كُرَاع : ( خَفَرَه ) . وفي الحديث : ( *!ويُجيرُ عليهم أَدْنَاهم ) .
____________________

(10/486)


أَي إِذا *!أَجارَ واحدٌ من المسلمين ، حُرٌّ أَو عَبْدٌ ، أَو امرأَةٌ ، واحداً أَو جماعةً من الكُفّار ، وخَفَرَهم وأَمَّنَهم ، جازَ ذالك على جميع المسلمين ، لا يُنْقَضُ عليه *!جِوَارُه ، وأَمانُه .
( و ) ضَرَبَه ف ( *!جَوَّره : صَرَعَه ) ، ككَوَّرَه ، *!فَتَجَوَّرَ ، وقال رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ :
فقَلَّما طاردَ حتى أَغْدَرَا
وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا
( و ) *!جوَّرَه *!تَجْوِيراً : ( نَسَبَه إِلى *!الجَوْر ) في الحُكم .
( و ) *!جَوَّرَ ( البِنَاءَ ) والخِبَاءَ وغَيْرَهما : صَرَعَه و ( قَلَبَهُ ) . قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
قَلِيلُ التِمَاسِ الزّادِ إِلّا لنفْسِه
إِذَا هو أَضْحَى كالعَرِيشِ *!المُجَوَّرِ
( و ) ضَرَبْتُه ضَرْبَةٌ ( *!تَجَوَّرَ ) منها ، أَي ( سَقَط ) .
( و ) تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه : ( اضْطَجَعَ ) .
( و ) تَجَوَّر البِنَاءُ : ( تَهَدَّمَ ) ، والرجلُ : انْصَرَعَ .
( و ) مِن أَمثالهم :
( ( يومٌ بيَوْمِ الحَفِضِ *!المُجَوَّرِ ) )
الحَفَضُ ، بالحاءِ المهملة والفاءِ والضاد المعجمة محرَّكَةً : الخِبَاءُ من الشَّعر ، *!والمُجَوَّر ( كمُعَظَّمٍ ) ، وهو ( مَثَلٌ ) يُضْرَبُ ( عند الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ ) ؛ وأَصلُه فيا ذَكَرُوا ( كان لرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ ) سِنّه ( وكان ابنُ أَخِي لا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه ، ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ ) ، ويُقَوِّضُ عليه بناءَه ( فلما كَبِرَ ) وبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ ( أَدْرَكَ له بَنُو أَخٍ ، فكانوا يَفْعَلُون به مثلَ فِعْلِه بعَمِّه ، فقالَ ذالك ) المَثَل ؛ ( أَيْ هاذا با فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي ) ، مِن باب المُجازاةِ . وقد أَعاد المصنِّف المثلَ في حفض ، وسيأْتي الكلامُ عليه إِن شاءَ اللّهُ تعالَى .
____________________

(10/487)



وممّا يستدرك عليه :
وإِنّه لَحَسَنُ *!الجِيرَةِ ؛ لحالٍ من *!الجِوَار ، وضَرْبٍ منه .
وفي حديث أُمِّ زَرْع ؛ ( مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ *!جارَتِها ) ، *!الجارةُ : الضَّرَّةُ ، مِن *!المجاَوَرةِ بينهما ؛ أَي أَنها تَرَى حخسْنَها فت 2 غِيظُها بِلك ، ومنه الحديث ( كنتُ بينَ *!جارَتَيْنِ لي ) ، أَي امْرَأَتيْنِ ضَرَّتيْنِ . وفي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ : لا يَغُرَّكِ أَن كانتْ *!جارَتُكِ هي أَوْسَمَ ، وأَحَبَّ إِلى رسولِ اللّهِ صلَّى الله عليْه وسلّم منكِ ) ، يَعْنِي عائشة .
*!والجائر : العظيمُ مِن الدِّلاءِ ، وبه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها :
متغضِّفٍ كالجَفْرِ باكَرَه
وِرْدُ الجميعِ *!بجائِرٍ ضَخْمِ
*!وجِيرَانُ : مَوضعٌ ، قال الرّاعِي :
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه
من وَحْشِ *!جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ
وفي المزْهِر : قال أَهلُ اللّغَةِ : مِن مُلَحِ التَّصْغِيرِ ما رَوِي عن ابن الأَعرابيِّ مِن تصغيرِ جِيران على *!أُجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مع تشديدِ التَّحْتِيَّة ونقلَه شيخُنا .
وطَعَنَه *!فجَوَّرَه ، وهو مِن الجَوْرِ بمعنَى السَّيْلِ ، أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ .
*!والإِجارَةُ في قول الخَلِيل : أَن تكونَ القافيةُ طاءً ، الأُخَرى دالاً ونحَوُ ذالك . وغيرُه يُسَمِّيه الإِكفاءَ . وفي المُصَنِّف : الإِجازةُ بالزّاي .
وفي الأَساس : ومِن المَجَاز : عندَه مِن المال *!الجَوْرُ ، أَي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ .
وغَرْبٌ *!جائِرٌ ، وقِربَةٌ *!جائِرَةٌ : واسِعَةٌ ضخمةٌ .
*!وجارتِ الأَرضُ : طل نَبْتُهَا وارتفعَ ، ويُقَال بالهَمْز .
____________________

(10/488)



وسَيْلٌ *!جِوَرٌّ : مُفْرِطٌ ؛ وهو مِن *!الجَوَارِ كسَحَاب : الماءِ الكثيرِ ، وقد تقدَّم .
*!وجُورَوَيْهِ ، بالضمّ : جَدُّ أَبي بَكْرٍ محمّدِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ *!جُورَوَيْهِ ، الرازي . حَدَّث ببغْداد عن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه .
وأَبو عُمَرَ محمّدُ بنُ يحيَى بنِ الحُسَيْن بنِ أَحمدَ بنِ عَليِّ بن عاصمٍ الجُورِيُّ ، محدّث ، ووَلَدُه أَبو عبد اللّهِ محمّدٌ ، سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه ، توفِّي سنة 453 ه .
*!والجُورِيَّةُ بَطْنٌ مِن بنِي جعفرٍ الصّادِق ، يَنْتَسِبُون إِلى محمّد *!الجُور ، قيل : لُقِّبَ به لحُمْرةِ خُدُودِه ؛ تَشْبِيهاً بالوَرد *!-الجُورِيّ ، وقيل : غير ذالك ، وقد أَلَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رسالةً حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا في مُشّجَر الأَنساب .
جهبر : ( الجَيْهَبور ، كخَيْتَعور : خُرْءُ الفَأرِ ، كذا في التَّهْذِيب .
وممّا يستدرك عليه :
جهدر : ( الجُهَنْدَر ) أَهملَه الجوهَرِيُّ والصغانيُّ وقال أَبو حنيفةَ : هو ( بضمِّ الجيمِ وفتحِ الهاءِ والدّالِ : ضَرْبٌ مِن التَّمْر ) ، ويقال : بُسْرُ الجُهَنْدَرِ .
جهر : ( الجَهْرَة : ما ظَهَرَ ) ، ورآه جَهْرَةً ، لم يكن بيهما سِتْرٌ . ورأَيته جَهْرَةً ، وكَلَّمْته جَهْرَةٌ . ( و ) في الكتاب العزيز ( { أَرِنَا اللَّهِ جَهْرَةً } ( النساء : 153 ) قال ابن عَرَفَةَ : أَي غيرَ محتجب عنَّا ، وقيل : أَي عِيَاناً يكشف ما بيننا وبينه .
( وجَه ، كمَنَعَ : عَلَنَ ) وَبَدَا . وفي المفْردات للرّاغب : أَصْل الجَهْرِ ظُهورُ الشيْءِ بإِفراطٍ ، إِمّا بحاسَّةِ البَصَرِ ، كرأَيته جِهَاراً ، وإِمّا بحاسّةِ السَّمْعِ ،
____________________

(10/489)


نحو : { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ } ( طه : 7 ) الآية .
( و ) جَهَرَ ( الكلامَ ، و ) جَهَرَ ( به ) يتعدَّى بحرفٍ وبغيرِه : ( أَعْلَنَ به ) ، اقتصرَ الجوهَرِيُّ على الثاني ، وذكَرَ الصغانيُّ المعَدَّى بنفسِه وفسَّره بقوله : أَعْلَنَه ( كأَجْهَرَ ) وجَهْوَرَ ، فهو جَهِيرٌ ومُجْهِرٌ ، وكذا بدُعَائه وصَلاتِه وقِراءَتِه ، يَجْهَر جَهْراً وجِهَاراً ، وأَجْهَر بقراءَته لغةٌ . وجَهَرْت بالقول أَجْهَرُ به ، إِذا أَعلنتَه .
( وهو مِجْهَرٌ ومِجْهَارٌ ) كمِنْبَرٍ ومِيزانٍ إِذا كان مِن ( عادَتِه ذالك ) ، أَي أَن يَجْهَرَ بكلامِه .
( و ) قال بعضهم : جَهَرَ ( الصَّوْتَ : أَعلاهُ ) وأَجْهَرَ : أَعْلَنَ . وكلُّ إِعلانٍ جَهْرٌ .
( و ) جَهَرَ ( الجيشَ ) والقَوْمَ يَجْهَرهم جَهْراً ( اسْتَكْثَرَهم : كاجْتَهَرَهم ) . قال يصف عَسْكَراً :
كأَنَّمَا زُهَاؤُه لِمَنْ جِرْ
ليلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ
( و ) جَهَرَ ( الأَرْضَ : سَلَكَهَا ) مِن غير مَعْرِفَةٍ .
( و ) جَهَرَ ( الرَّجلَ : رآه بلا حِجابٍ ) بينه وبينه ، ( أَو ) جَهَرَه ( نَظَرَ إِليه ) . وما في الحَيِّ أَحدٌ تَجْهَره عَيْنِي ، أَي تَأْخُذه .
( و ) في حديث عليَ رضيَ الله عنه أَنّه وَصَف النبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم فقال : ( لم يكن قَصِيراً وسلَّم فقال : ( لم يكن قَصِيراً ولا طَوِيلاً ، وهو إِلى الطول أَقرَبُ ، من رآه جَهَرَه ) ؛ أَي ( عَظُمَ في عَيْنَيْه ) .
( و ) جَهَرَه الشيْءُ : ( راعَه جَمَالُه وهَيْئَتُه ، كاجْتَهَرَه ) ، فيهما . قال اللِّحْيَانيّ : وكنت إِذا رأَيتُ رَجلاً
____________________

(10/490)


جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه ؛ أَي راعَنِي . وقال غيره : واجْتَهَرَنِي الشيْءُ : رَاعَنِي جَمالُه ، كجَهَرَنِي .
( و ) جَهَرَ ( السِّقاءَ : مَخَضَه ) واستخرجَ زُبْدَه . حكاه الفَرّاءُ .
( و ) جَهَرَ ( القَومُ القُومَ : صَبَّحَتْهم على غِرَّةٍ ) ، أَي غَفْلَةٍ .
( و ) جَهَرَ ) البِئْرَ ) يَجْهَرُهَا جَهْراً : ( نَقّاها ) وأَخرجَ ما فيها مِن الحَمْأَة . وكذا في الصّحاح ، ونقلَه عن الأَخفش . ( أَو ) جَهَرَها : ( نَزَحها ) وأَنشد الجوهريُّ للراجز :
إِذ وَرَدْنَا آجِناً جَهَرْنَاهْ
أَو خالِياً مِن أَهْلهِ عَمَرْناهْ
قال الصغانيّ : هو إِنشادٌ مخْتَلٌّ وَقَعَ في كتب المتقدِّمين ، والرواية :
إِذا وَرَدْنَ آجِناً جَهَرْنَهُ
أَو خالِياً مِن أَهلِه عَمَرْنَهُ
لا يَلْبَث الخُفُّ الذي قَلَبْنَهُ
بالبَلَدِ النّازِح أَنْ يَجْتَبْنَهُ
( كاجْتَهَرَهَا ، أَو ) حَفَرَ البِئْرَ حتى جَهَرَ ، أَي ( بَلَغَ الماءَ ) . وفي حديث عائشةَ : ووصَفَتْ أَباهَا رَضِيَ الله عنهما فقالت ؛ ( اجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواءِ ) ؛ تُرِيدُ أَنه كَسَحَها ، يقال : جَهَرْتُ البِئْرَ واجتَهَرتُها ، إِذَا كَسَحْتَها إِذا كانَت مُنْدَفِنَةً ، يقال : رَكايَا دُفُنٌ ، والرَّواءُ : الماءُ الكثيرُ ، وهاذا مَثَلٌ ضَرَبَتْ عائشةُ رضيَ الله عنها لإِحكامِه الأَمْر بعد انتشارِه ؛ شَبَّهَتْه برجلٍ أَتَى على آبارٍ مُنْدَفِنَةٍ ، وقد اندفنَ ماؤُهَا فَنَزَحَهَا وكَسَحَهَا ، وأَخْرَجَ ما فِيهَا من الدُّفُنِ حتى نَبَعَ الماءُ .
( و ) جَهَرَ ( الشيءَ : كَشَفَه ) عِيَانً .
( و ) جَهَرَتِ ( الشَّمْسُ المُسافِرَ : أَسْدَرَتْ عَيْنَه ) ومنه : الأَجْهَرُ مِن الرِّجال : الذي لا يُبْصِرُ في الشَّمس .
( و ) جَهَرَ ( فِلاناً : عَظَّمَه ) ، أَو رَآه عظيماً في عَيْنه . وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه : ( إِذا رَأَيْنَاكم جَهَرْناكم ) .
( و ) جَهَرَ ( الشيْءَ : حَزَرَه ) وخَمَّنَه .
____________________

(10/491)



( وجَهِرَتِ العَيْنُ : كفَرِحَ : لم تُبْصِر في الشَّمْس ) ، وكذا جَهِرَ الرجلُ جَهَراً .
( و ) جَهُرَ الرجلُ ، ( ككَرُمَ : فَخُمَ ) بين عَيْنَي الرّائِي .
( و ) جَهُرَ ( الصَّوْتُ : ارتفعَ ) وَعلَا وكذا الرجلُ ، جَهَارةً .
( وكلامٌ جَهرٌ ) ، كَتِف ، ( ومُجْهَرُ ) ، كمُكْرَمٍ ، ( وجهْوَرِيٌّ ) : شديدٌ ( عالٍ ) ، وكذالك الرجلُ يُوصَفُ به يقال : رجلٌ جَهِيرٌ ومُجْهَرٌ ، أَي كمُكْرَمٍ ، إِذا عُرِفَ بشدَّة الصوتِ .
وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ : أَعْلَنَ به .
ورجلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ : رَفِيعُه . الجَهْوَرِيُّ : هو الصوتُ العالي .
وفي الحديث : ( فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ ) أَي عاليةُ الصوتِ .
وفي حديث العَبّاس : ( أَنّه نادَى بصَوتٍ له جَهْوَرِيَ ) ؛ أَي شديدٍ عالٍ ، والواو زائدةٌ .
وصوتُ جَهِيرٌ ، وكلامٌ جَهِيرٌ : كلاهما عالِنٌ عالٍ ، قال :
فَيَقْصُرُ دُونَه الصَّوتُ الجَهِيرُ
فاقتصارُ المصنِّف على الكلام دُون الرَّجُلِ قُصُورٌ .
( والمَجْهُورَةُ مِن الآبار : المَعْمُورَةُ ) عَذْبَةٌ كانت أَو مِلْحَةً .
( و ) المَجْهُورَةُ ( مِن الحُرُوف ) عند النَحْوِيِّين ، ( ما جُمِعَ في ) قولهم : ( ظِلُّ قَوَ رَبَضٌ إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطِيعٌ ) ، وهي تسعةَ عشرَ حرفاً ، وبضدِّها المهموسةُ ، ويجمعُها قولُك : ( سَكَتَ فحَثَّه شَخْصٌ ) ، قال سِيبَوَيْهِ : معنى الجَهْرِ في الحُرُوف أَنها حروفٌ أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضِعِها ، حتى مَنَعَ النَّفَسَ أَن يَجْرِيَ معه ، حتى ينقصَ الاعتمادُ ويَجْرِيَ الصوتُ ، غير أَن المِيمَ والنُّون مِن جُمْلة المَجْهُورة ، وقد يعتمد لها في الفَم والخَياشِيم فيصيرُ
____________________

(10/492)


فيها غُنَّةٌ ، فهذه صفةُ المَجْهُورة ، ونقَلَه الجوهَرِيُّ وشرحُ التَّسْهِيل .
( و ) يقال : رجلٌ ( جَهِرٌ ) ، ككَتِفٍ ، ( وجَهِيرٌ ) ، كأَمِيرٍ ، ( بَيِّنُ الجُهُورَةِ ) ، بالضم ، ( والجَهَارةِ ) ، بالفتح : ( ذُو مَنْظَرٍ ) . قال أَبو النَّجْم :
وأَرى البَياضَ على النِّسَاءِ جَهَارةً
والعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْمَاءِ
( والجُهرُ ، بالضمّ : هَيئةُ الرجُلِ وحُسْنُ مَنْظَرِه ) . قال ابن الأَعرابيِّ : رجلٌ حَسَنُ الجَهَارةِ والجُهْرِ ، إِذا كان ذا مَنْظَرٍ ، وقال القُطَامِيُّ :
شَنِئْتُكَ إِذ أَبْصَرْتُ جُهْرَكع سَيِّئاً
وما غَيَّبَ الأَقْوَامُ تابِعَةُ الجُهْرِ
قال : ( ما ) بمعنى الذي ، يقول : ما غابَ عنكَ مِن خُبْرِ الرجلِ فإِنه تابِعٌ لمنظره ، وأَنَّثَ ( تابِعَة ) في البيت ، للمبالغة .
( والجَهْرُ ) بفتح فسكونٍ : ( الرّابِيَةُ ) السَّهْلَةُ ( الغَيظَةُ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ ، وفي التَّكْمِلة : ( العريضَة ) بدل ( الغليظة ) .
( و ) الجَهْرُ : ( السَّنَةُ ) التامَّةُ .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : الجَهْرُ ( قِطْعَةٌ مِن الدَّهْر ) ، قال : وحَاكَمَ أَعرابيٌّ رجلاً إِلى القاضِي ، فقال : بِعْتُ منه عُنْجُداً مُذْ جَهْرٌ فغابَ عَنِّي . قال : أَي مُذْ قطعةٌ مِن الدَّهْر .
( والجَهِيرُ : الجَمِيلُ ) ، ذو مَنظر حَسَنٍ يجْهَرُ مَن رآه .
( و ) الجَهِيرُ ( الخَلِيقُ للمَعْرُوفِ ، ج جُهَراءُ ) ، يقال : هم جُهَراءُ للمعروفِ ، أَي خُلَقاءُ له ؛ وقيل ذالك لأَن مَن اجْتَهَرَه طَمِعَ في مَعْرُوفه . قال الأَخطلُ :
جُهَراءَ للمَعْرُوفِ حين تَراهُمُ
خُلَقاءَ غيرِ تَنَابِلٍ أَشرارِ
( و ) الجَهِيرُ ( مِن اللَّبَن : ما لم يُمْذَقْ بماءٍ ) ، حكاه الفَراءُ . وقال غيرُه : الجَهِيرُ : الذي أُخْرِجَ زُبْدُه ، والثَّمِيرُ :
____________________

(10/493)


الذي لم يُخْرَج زُبْدُه .
( والأَجْهَرُ ) مِن الرِّجال : ( الحَسَنُ المَنْظَرِ ، و ) الحَسَنُ ) ( الجِسْمِ التَّامُّةُ ) ، قاله أَبو عَمْرو .
( و ) الأَجهَرُ : ( الأَحْوَلُ المَلِيحُ ) الجُهْرَةِ ، أَي ( الحَوَلَةِ ) ، عنه أَيضاً .
( و ) الأَجْهَرُ : ( مَن لا يُبْصِرُ في الشمسِ ) . قال اللِّحيانيّ : كلُّ ضعيفِ البصرِ في الشَّمس أَجْهَرُ . وقيل : الأَجْهَرُ بالنَّهَارِ ، والأَعْشَى باللَّيْل .
( و ) الأَجْهَرُ : ( فَرَسٌ غَشِيَتْ غُرَّتُه وَجُهَه ) .
والاسمُ الجُهْرَةُ .
( والجَهْرَاءُ : أُنْثَى الكُلِّ ) ، يقال : رَجُلٌ أَجُهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ ، في المعاني التي تَقَدَّمَتْ وكذالك حِصانٌ أَجْهَرُ وَفَرَسٌ جَهْرَاءُ .
( و ) الجَهْرَاءُ : ( ما اسْتَوَى مِن ) ظَهْرِ ( الأَرضِ لا شَجَرٌ ) بها ( ولا آكامٌ ) ولا رمالٌ ، إِنما هي فَضاءٌ وكذالك العَرَاءُ وجَمْعُهَا أَعْرِيَةٌ وَجَهْراواتٌ ، يقال : وَطِئْنَا أَعْرِيَةً وجَهْرَاواتِ . قال الأَزهريُّ : وهاذا من كلام ابن شُمَيل . وقال أَبو حنيفةَ : الجَهْراءُ : الرّابِيَةُ الْمِحْلَالُ ، ليست بشديدةِ الإِشراف وليست بِرَمْلَةٍ ولا قُفَ .
( و ) جَهْرَاءُ القَومِ : ( الجَمَاعَةُ ) الخاصّةُ .
( و ) الجَهْرَاءُ العَيْنُ الجاحِظَةُ ) ، أَو كالجَاحظَةِ ، رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ .
( و ) الجَهْراءُ ( مِن الحيِّ أَفاضلُهم ) وقِيل لأَعرابيَ : أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بَنُو أَبِي بَكْرِ بنِ كِلَابٍ ؟ فقال : أَمَّا خَوَاصَّ رجالٍ فبنو أَبي بكرٍ ، وأَما جَهْرَاءَ الحَيِّ فبنو جعفرٍ . قال الأَزهريُّ : نَصَبَ خواصّ على حذف الوَسِيط ، أَي في خَواصّ رجالٍ .
( والجَوْهَرُ : كلُّ حَجَرٍ يُسْتَخْرَج منه شيْءٌ يُنْتَفَعُ به ) . وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ ، كما صَرَّح به الأَكْثَرُون .
____________________

(10/494)



وقال الرّاغبُ في المُفْرَدات : الجَهْرُ : ظُهُورُ لشيّءِ بإِفراطِ حاسَّةِ البَصَرِ ( أَو حَاسَّةِ السمع . . ) قال : ومنه الجَوْهَرُ فَوْعَلٌ لظُهُورِه للحاسَّة .
( و ) الجَوْهَرُ ( من الشيْءِ : ما وُضِعَتْ ) وفي بعض الأُصُول : خُلِقَتْ ( عليه جِبِلَّتُهُ ) . قال ابن سِيدَه : وله تحديدٌ لا يَليق بهاذا الكتاب . قلْت : ولعلّه يَعْنِي الجَوْهَرَ المُقَابِلَ للعَرَضِ الذي اصطلحَ عليه المتكلِّمون حتى جَزَمَ جماعةٌ أَنه حقيقةٌ عُرْفِيَّةٌ .
( و ) الجَوْهَرُ : ( المُقْدِم الجَرِيءُ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ ، والصَّوابُ أَنه الجَهْوَرُ ، بتقديم الهاءِ على الواو . يقال : رجلٌ جَهْوَرٌ ، إِذا كان جَرِيئاً مُقْدِماً ماضياً .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : يقال : ( أَجْهَرَ ) الرجل ، إِذا ( جاءَ بابْنٍ أَحْوَلَ ، أَو ) جاءَ ( ببَنِينَ ذَوِي جَهَارةٍ ) ، بالفتح ، ( وهم الحَسَنُو القُدُودِ والخُدُوِ ) . ونَصُّ النَّوَادِر بعد القُدُود ( الحَسَنُو المَنْظَرِ ) ، وهو الأَوْفَقُ بكلامهم . ولا أَدرِي من أين من أَين أَخَذَ المصنِّف الخُدُودَ .
( والجِهَارُ ) بالكسر ( والمُجَاهَرَةُ : المُغَالَبَةُ ) ، وقد جاهَرَهم بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهَاراً : غالَبَهُم . ( وَلقِيَه نَهَاراً جِهَاراً ) ، بكسر الجيم ، ( ويُفْتَحُ ) وأَبَى ابنُ الأَعرابيِّ فَتْحَهَا .
( وجَهْوَرٌ ، كجَعْفَرٍ : ع ) ، قال سَلْمَى بنُ المُقْعَدِ الهُذَلِيُّ ، والبيتُ مَخْرُومٌ :
لولا اتِّقَاءُ اللّهِ حين أدَّخَلْتُمُ
لَكُمْ ضَرِطٌ بين الكُحَيْلِ وجَهْوَره
( و ) جَهْوَرٌ : ( إسمُ ) جماعةٍ ، ومنهم : بنو جَهْوَرٍ مُلُوكُ الطَّوائفِ في قُرْطُبَةَ ووُزَراؤُهَا ، يَنْتَسِبُون إِلى كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ بنِ ثَعْلَبِ بنِ حُلْوانَ ، وقد
____________________

(10/495)


تَرْجَمَهم الفتحُ بنُ خاقانَ في القَلائِد والمَطْمَح .
وآلُ جَهْوَرٍ : قبيلةٌ من بني يافِعٍ باليمن .
كتاب م كتاب ( والجَيْهَرُ ، والجَيْهُورُ : الذُّبابُ الذي يُفْسِدُ اللَّحْمَ ) ، نقلَه الصغانيُّ .
( وَفَرَسٌ جَهُورُ الصَّوْتِ ، كصَبُورٍ . وهو الذي ليس بأَجَشَّ ولا أَغَنَّ ، ثم يَشتدُّ صوتُه حتَّى يتَباعَدَ ) . والجمعُ جُهُرٌ .
( واجْتَهَرْتُه : رأَيتُه عَظِيمَ المَرْآةِ ) كجَهَرْته .
( و ) اجْتَهَرْتُه : ( رأَيتُه بلا حِجابٍ بيننا ) . وهو في الصّحاح : جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه ، إِذا رأَيتَه عَظِيمَ المَرْآةِ . والمصنِّفُ فرقَ في الكلام ، فذَكَرَ أَولاً جَهَرَ الرجلَ : رآه بلا حِجَابٍ ، وذَكَرَ هنا الرُّباعِيَّ ، فلو قال عند ذِكْر الثُّلاثيِّ : كاجْتَهَرَه لكان أَخْصَرَ .
( وجِهَارٌ ، ككِتَابٍ : صَنَمٌ كان لهَوازِنَ ) ، القبيلةِ المشهورةِ .
ويُوجَد هنا في بعض النُّسَخ زيادةٌ ، وهي قولُه : ( وجَهْرَاوَاتُ الصَّحراءِ ) ، وفي بعضها : جَهْرَاوَاتُ صحراءُ : ( بظاهِر شِيرَازَ ، وغيرهُ لحنٌ ) ، وقد ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ جَهْرَاوَاتِ الصَّحراءِ وصاحبُ اللِّسَان ، وتَقَدَّمَت الإِشارةُ إِليه ، فلا أَدْرِي ما سَبَبُ اللَّحْنِ فيه ، فلْيُتَأَمَّلْ .
وممّا يُستدرَك عليه :
المُجَاهِرُ بالمَاصِي : المُظْهِرُ لها بالتَّحَدُّثِ بها ، ومنه الحديثُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعافًى إِلا المُجاهِرِين ) . يقال جَهَرَ ، وأَجْهَرَ ، وجاهَرَ . وفي حديث آخَرَ : ( لا غَيْبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجَاهِرٍ ) .
واجْتَهَرَ القَومُ فلاناً : نَظَرُوا إِليه جِهَاراً .
ووَجْهٌ جَهِيرٌ : حَسَنُ الوَضاءَةِ .
وأَمْرٌ مُجْهَر : واضِحٌ بَيِّنٌ .
وقد أَجْهَرْتُه أَنا إِجهاراً ، أَي
____________________

(10/496)


شَهَّرتُه ، فهو مَجْهُورٌ به : مَشْهُورٌ .
وفي حديث خَيْبَرَ : ( وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه ) ؛ أَي اسْتَخْرَجُوه وأَكَلُوه .
والمَجْهُورُ : الماءُ الذي كان سُدْماً فاسْتُقِيَ منه حتى طابَ .
وَحَفَرُوا بِئْراً فأَجْهَرُوا : لم يُصِيبُوا خَيْراً .
وكَبْشٌ أَجْهَرُ ، ونَعْجَةٌ جَهْرَاءُ ، وهي التي لا تُبْصِرُ في الشَّمس . قال أَبو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يَصفُ مَنِيحَةً مَنَحَه إِيّاهَا بَدْرُ بنُ عَمّارٍ الهُذَلِيُّ :
جَهْرَاءُ لا تَأْلُوا إِذا هي أَظْهَرَت
بَصَراً ولا مِن عَيْلَةٍ تُغْنِينِي
هاذا نَصُّ ابنِ سيدَه ، وأَوْرَدَه الأَزهريُّ عن الأَصمعيِّ ، وما عَزَاه لأَحدٍ ، وقال : قال يَصِفُ فَرَساً ؛ يَعْنِي الجَهْرَاءَ . وقال أَبو منصور : أُرَى هاذا البيت لبعضِ الهُذَلِيِّين يصفُ نَعْجَةً قال ابن سِيدَه : وعَمّ به بعضُهم .
والجُهْرَةُ : الحَوَلَةُ ، أَنشدَ ثعلبٌ للطِّرمّاح :
على جُهْرَةٍ في العَيْنِ وهو خَدُوج
والمُتجاهِرُ : الذي يُرِيكَ أَنه أَجْهَرُ ، وأَنشدَ ثعلبٌ :
كالنّاظِرِ المُتجاهِرِ
والمُجَاهَرَةُ بالعَدَاوةِ : المُبَادَأَةُ بها .
وأَجهرَ بقراءَته : جَهَرَ بها .
وجَهْوَرَ الحديثَ بعد ما هَيْنَمَه ، أَي أَظْهَرَه بعد ما أَسَرَّه .
وفلانٌ مُشْتَهِرٌ مُجْتَهِرٌ .
وهو عَفِيفُ السَّرِيرَةِ والجُهِيرَةِ .
وقد سَمَّوْا أَجْهَرَ ، وجَهْرانَ ، وجَهِيراً ، وجَهْوَراً .
____________________

(10/497)



وفَخْرُ الدَّولةِ أَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بن جَهِير كأَمِير وبَنُوه وزراءُ الدولةِ العباسيَّة .
وأَبو سعيدٍ طغتدى بن خطلج الجَهِيرِيُّ ، نُسِبَ إِليهم بالوَلاءِ ، حَدَّثَ ، رَوَى عنه السَّمْعَانيُّ ببغدادَ .
وأَبو حَفْصٍ جَهِيرُ بنُ يَزِيدَ العَبْدِيُّ ، بَصْرِيٌّ ، رَوَى عن ابن سِيرِينَ . وجَهْوَرُ بنُ سُفْيَانَ بنِ الحارثِ الأَزْدِيُّ أَبو الحارثِ الأَزْدِيُّ أَبو الحارثِ الجُرْمُوزِيُّ ، بَصْرِيٌّ ، عن أَبيه ، تابِعِيّانِ .
وأُجْهُورُ ، بالضمّ : قَرْيَتَانِ بمصرَ ، يُنْسَبُ إِليهما الوَرْدُ الأَحْمَرُ ، ومن إِحداهما خاتِمَةُ المُحدِّثين : النُّورُ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ الزَّيْنِ المالِكِيُّ ، وقد رَوَى لنا عنه شُيوخُ مشايِخِ مَشَايِخَنَا . وفي قوانِين الدِّيوان لابن الجيعَان : جُجْهور بالجِيمَيْن ، والمشهور الأَولُ .
وممّن نُسبَ إِلى بَيْع الجَوْهَر أَبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ محمّدِ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ الشِّيرازِيُّ البَغْدَادِيُّ ، الحافِظُ المكْثِر ، رَوَى عنه أَبو بكْرِ الخَطِيب ، وأَبو بكْرٍ الأَنصاريُّ ، ومنهم : شيخُنَا المُفِيد المعَمَّر أَبو العَبّاسِ أَحمد بنُ الحَسَنِ ( بن ) محمّد بن عبد الكريم الجَوْهَرِيُّ الخالِدِيُّ ، حضَرتُ في دروسِه وأَجَازَنِي ، وُلِدَ سنة 1096 م ، وتوَفِّيَ سنة 1182 م .
جير : ( *!جَيْرِ ، بكسر الراءِ ) كأَمْسِ ، على أَصْل التقاءِ الساكِنَيْنِ ، وهو الأَشهر فيه ، وقال سِيبَوَيْهِ : حَرَّكوه لالتقاءِ الساكِنَيْن وإِلّا فحُكمُه السُّكون ؛ لأَنَّه كالصَّوْتِ ، ( وقد يُنَوَّن ) ، نقَلَه الصّغَانِيُّ وقال إِنه لغَة في جَيْرِ ، بكسرِ الرّاءِ ، ومَنَعَه ابن هِشَامٍ وغيرُه . ( و ) يقال فيه أَيضاً : جَيْرَ ( كأَيْنَ ) ، مبنيًّا على الفتح ، نقَلَه الصغانيُّ أَيضاً : ( يَمِين ، أَي حَقًّا ) . وقال ابن الأَنبارِيِّ : جَيْرِ يُوضَع
____________________

(10/498)


مَوضعَ اليَمِين . وفي الصّحاح : وقولهم : جَيْرِ لا آتِيكَ : يَمِينٌ للعربِ ، ومعناها حَقًّا ، قال الشاعر :
وقُلْنَ على الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ
أَجَل جَيْرِ أَن كانت أُبِيحَت دَعَاثِرْه
( و ) جَوابٌ ( بمعنى نَعَمْ ) لا إسمٌ بمعنى حَقًّا فيكون مصدراً ، ولا أَبَداً فيكون ظَرفاً ، وإِلَّا لأُعْرِبَت ودَخَلَت عليها ( أل ) ، قالَه ابن هشام في المُغني . وقال أَبو حَيّان صلى الله عليه وسلمي شَرْح التَّسْهيل : جَيْرِ مِن حُرُوف الجَوَابِ فيها خِلاف أَهي إسمٌ أَو حرفٌ ؟ ( أَو ) بمعنى ( أَجَلْ ) ، قال بعض الأَغفال :
قالتْ أَرَاكَ هَارِباً للجَوْرِ
مِن هَدَّةِ السُّلطانِ قلْتُ جَيْرِ
( ويقال : جَيْرِ لا أَفعلُ ) ذالك ( ولا جيْرِ لا أَفعَلُ ، أَي لا حَقًّا ) قالَه شَمِر . وقال شيخُنَا : وحَكَى ابنُ الرَّبيع أَنْ جَيْرِ إسمُ فِعْلٍ ، ونَقَلَه الرّضيّ عن عبد القاهِرِ وقال : معناه أَعْرِفُ وأَغفَلَ ذالك ابنُ هِشَامٍ وغيرُه .
( *!والجَيَرُ ، محرَّكَةً : القِصَرُ والقَمَاءَةُ ) ، وقد جَيِرَ ، كفَرِحَ ، نَقَلَه الصغانيُّ .
( *!والجَيّارُ ، مشدَّدةً : الصّارُوجُ وقد *!جَيَّرَ الحَوْضَ . وعن ابن الأَعرابيّ إِذا خُلطَ الرَّمَادُ بالنُّورةِ والجصِّ فهو *!الجَيّارُ . وقال الأَخطَلُ يصفُ ناقةً شَبَّهَهَا بالبُرْج في صَلابَتِهَا وقُوَّتِهَا :
كأَنَّهَا بُرْجُ رُومِيَ يُشَيِّدُه لُزَّ بِطِينٍ وآجُرَ وجَيّارِ وإِذا لم يُخلَط بالنّورة فهو *!الجيرُ ، بالكسر . وقيل : *!الجَيّار : النُّورَةُ وَحدَها .
( و ) الجَيّارُ : ( حَرَارَةٌ ) هاكذا في النُّسَخ بالراءِ ، وضُبِطَ لي غالب الأُصول بالزّاي ( في الصَّدْر ) والحَلق ، ( غَيْظاً أَو جُوعاً ) ، قال
____________________

(10/499)


المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ ، وقيل هو لأَبي ذُؤَيْبٍ :
كأَنَّمَا بين لَحْيَيْه وَلَّبتِه
مِن جُلْبَةِ الجُوعِ *!جَيّار وإِرْزِيزُ
( *!كالجائِرِ ) ، قال الشاعر :
فلمّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقَاعِساً
تَعَرَّضَ لِي دُونَ التَّرائِبِ *!جائِرُ
وقال ابن جِنِّي : الظاهِرُ في *!جَيْارٍ أَن يكونَ فَعّالاً ، كالكَلْاءِ والجَبّانِ ، قال : ويُحْتَمَلُ أَن يكونَ فَيْعالاً ، كخَيْتامٍ ، وأَن يكون فَوْعالاً ، كتَوْرابٍ .
( و ) *!الجَيّارُ : ( ع بنَواحِي البَحْرَينِ ) ، وثَمَّ كان مَقْتَلُ الحُطَمِ القَيْسِيِّ لما ارتدَّتْ بكرُ بنُ وائلٍ .
( *!وجَيَّرُ : كبَقَّم : كُورة بمصرَ ) مِن كُوَرِهَا الجنوبيّة ، نقَله الصغانيُّ . قال شيخُنا : هاذا ممّا يُستدرَكُ به على ما مَرَّ في تَوَّج وبَذَّر ، فاعرفْه في نَظَائرِه ؛ فإِنه من الأَشباه .
( *!وجَيِّرةُ ، ككَيِّسَة : ع بالحِجاز لكِنانَةَ ) بنِ مالكٍ ، قيل : هو على ساحلِ مكّةَ .
( ويُوسُفُ بنُ *!جِيرَوَيْهِ ) الطَّيَالِسِيُّ ( كنِفْطَوَيْهِ : مُحَدِّث ) عن ابن قُوهي ، وعنه أَبو الحَسَن النُّعَيْمِيُّ .
( وحَوْضٌ *!مُجَيَّر ) ، كمُعَظَّمٍ : ( مصغَّر ) ، من الجَيَرَ ، محرَّكَةً ، ( أَو مُقَعَّر ، أَو مُجَصَّص ) ، من الجِير بالكسر ، وهو الجِص .
( *!وجِيرانُ ، بالكسر ) ، مُعَرَّب كيران ، وضَبَطَه السَّمْعانِيُّ بالفتح ، ( ة بأَصْفَهَانَ ) على فَرْسَخَيْنِ منها
____________________

(10/500)


( منها ) : أَبو عبدِ اللّهِ ( محمّدُ بنُ إِبراهيمَ ) ، رَوَى عن بكرِ بنِ بَكّار ، وآخِرُ مَن حَدَّثَ عنه أَبو بكرٍ القبّاب . ( و ) أَبو العَبّاسِ ( أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلِ ) بنِ المُباركِ ، المعدّل البَزّاز ، ثِقَة من أَهل أَصْبَهانَ ، داره بفِرْسَان ، يَرْوِي عن لُوَيْن وغيرِه . ( والهُذَيْلُ بنُ عبدِ اللّهِ ) وفي كتاب السَّمْعَانِيِّ : عبدُ اللّهِ بنُ قُدامةَ بنِ عامرِ بنِ حَشْرَجِ بنِ خَوليّ الضَّبِّيُّ ، كان سَكَنَ قريَةَ جِيرَانَ ، يَرْوِي ن أَحمدَ بنِ يُونُسَ الضَّبِّيِّ وغيرِه ، ( *!الجِيرانِيُّون المُحَدِّثُون ) .
وفاته : أَبو بكرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ أَحمدَ *!-الجِيرانِيُّ ، حَدَّثَ عن أَبي بِشْرٍ المَرْوَزِيِّ ، وأَبو محمودِ بنُ الجِيرانِيِّ ، حدَّث بفرودادان ، إِحدى قُرَى أَصْبَهَانَ ، كَتَبَ عنه السَّمْعَانِيُّ بإِفادَةِ معمرِ بنِ الفاخِر .
( و ) *!جِيرانُ : ( صُقْع بين سِيرافَ وعُمَان ) ، ويُعَدُّ من أَعمال سِيرافَ .
وجِيرانُ أَيضاً : جزيرة بَحريَّة بين البَصْرَةِ وسِيرافَ ، قَدْرُهَا نصفُ مِيلٍ في مثلِه ، فارِسيَّة مُعَرَّبَة .
( *!وجَيْرُونُ ، بالفتح ) ، ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرك : ( دِمَشْقُ ) نفسُها ( أَو بابُها الذي بقُرْبِ الجامعِ ) الكبيرِ الأُمَوِيِّ ، ( عن ) الإِمام ( المُطَرِّزِيِّ ، أَو ) أَنّ بابَ *!جَيْرُونَ ( منسوبٌ إِلى المَلِكِ جَيْرُونَ ؛ لأَنه كان حِصْناً له ، وباب الحِصْنِ باقٍ ) إِلى الآن ( هائِلٌ ) . والصَّحِيحُ أَن الذي بَناه اسمهُ جَيْرُونُ ، وهو مِن الشَّياطِين ، لسَيِّدنا سُليمانَ عليه السّلامُ ، فسُمِّيَ به . قال السَّمْعانِيُّ : وهاذا الموضعُ مِنْ مُتَنَزَّهَات دمشقَ ، حتى
____________________

(10/501)


قال أَبو بكرٍ الصَّنَوْبَرِيّ :
أَمُرُّ بدَيْرِ مُرّانٍ فَأَحْيَا
وأَجْعَلُ بيتَ لَهْوِي بَيْتَ لَهْيَا
ولي في باب جَيْرونٍ ظِباءٌ
أُعاطِيها الهَوَى ظَبْياً فظَبْيَا
ثم قال : ومِن هاذه المَحَلَّةِ شيخُنَا أَبو محمّدٍ هِبَةُ اللّهِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ عليِّ بنِ طاووس المقرىء *!-الجَيْرُونِيُّ ، إِمامُ جمعِ دمشقَ ، كن يسكنُ بابَ جَيْرُونَ ، ثِقَةٌ صَدُوقٌ ، مُكْثِرٌ ، له رحلةٌ إِلى العراق وأَصْبَهَانَ ، توفِّي سنة 535 ه .
*!والجَيّار : الشِّدَّةُ ، وبه فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ المُنْتَخِّلِ الهُذَلِّي السابقَ .
*!ومُجَيرةُ ، بضمَ ففتحِ : هضبةٌ قِبَلَ شَمَامِ ، في ديار باهِلَةَ .
*!والمُجِيريّة قريةٌ بمصرَ .
2 ( فصل الحاء ) المهملة مع الراء ) 2
حبر : ( الحِبْرُ ، بالكسر : النِّقْسُ ) وَزْناً ومعنىً . قال شيخُنا : وهاذا من باب تفسيرِ المشهورِ بما ليس بمشهورٍ ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدادُ الذي يُكْتَبُ به ، وأَما النِّقْسُ ، فلا يعرفُه إِلّا مَن مارَسَ اللغةَ وعَرَفَ المُطَّرِدَ منهال ، وتَوَسَّع في المُتَرادِفِ ، فلو فَسَّرَه كالجَمَاهِير بالمِداد لكان أَوْلَى . واخْتُلِفَ في وَجْه تَسْمِيَتِه ، فقيل : لأَنه ممّا تُحَبَّرُ به الكتبُ ، أَي تُحَسَّنُ ، قالَه محمّدُ بنُ زَيْد . وقيل : لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْيينِه إِيّاه ، نَقَلَه الهَرَوِيُّ عن بعضٍ . وقيل : لتأْثيرِه في الموضعِ الذي يكونُ فيه ، قالَه الأَصمعيُّ . ( ومَوْضِعُ المَحْبَرَةُ ، بالفتح لا بالكسر ، وغَلِطَ الجوهريٌّ ) ؛ لأَنَّه لا يُعْرَفُ في المكانِ الكسر وهي الآنِيَةُ التي يُجْعَلُ فيها الحِبْرُ ،
____________________

(10/502)


مِن خَزَفٍ كان أو مِن قَوارِيرَ . والصحيحُ أَنّهما لغتان أَجودُهما الفتح ، ومَن كسر المِيم قال إِنها آلَة ، ومثلُه مَزْرَعَةٌ ومِزْرَعَةٌ ، وحَكاها ابنُ مالكٍ وأَبو حَيّانَ . ( وحُكِيَ مَحْبُرَةٌ ، بالضَّمِّ ، كمَقْبُرَةٍ ) ومَأْدُبَةٍ . وجمْعُ الكلِّ مَحابِرُ ، كمَزَارِعَ ومَقَابِرَ . وقال الصَّغانيُّ : قال الجوهريُّ الْمِحْبَرَةُ ، بكسر الميم ، وإِنما أَخذَها من كتاب الفارابيِّ ، والصَّوابُ بفتح الميمِ وضمِّ الباءِ ثم ذَكَرَ لها ثلاثِينَ نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَيْن . المَيْسرَةُ ، والمَفْخرَةُ ، والمَزْرعَةُ ، والمَحْرمَةُ ، والمَأْدبَةُ ، والمَعْركَةُ ، والمَشْرقَةُ ، والمَقْدرَةُ ، والمَأْكلَةُ ، والمَأْلكَةُ ، والمَشْهدَةُ ، والمَبْطخَةُ ، والمَقْثأَةُ ، والمَقْنأَةُ ( والمَقْناةُ والمَقْنُوَةُ ) والمَقْمأَةُ ، والمَزْبلَةُ ، والمَأْثرةُ ، والمَخْرأَةُ ، والمَمْلكَةُ ، والمَأْربَةُ ، والمَسْربَةُ ، والمَشْربةُ ، والمَقْبرَةُ ، والمَخْبرَةُ ، والمَقْربَةُ ، والمَصْنعَةُ ، والمَخْبزَةُ ، والمَمْدرَةُ ، والمَدْبغَةُ .
( وقد تُشَدَّدُ الرّاءُ ) في شعرٍ ضرورةً .
( وبائِعُه الحِبْرِيُّ لا الحَبّار ) ، قافله الصغانيُّ ، قود حكاه بعضُهُم . قال آخَرُون : القِياسُ فيه كافٍ . وقد صَرَّحَ كثيرٌ من الصَّرْفِيِّين بأَن فَعْالا كما يكونُ للمبالغة يكونُ للنَّسَب ، والدَّلالة على الحِرَفِ والصَّنائِعِ ، كالنَّجّار والبَزّاز ، قاله شيخُنَا .
( و ) الحِبْرُ : ( العالِمُ ) ، ذِمِّيًّا كان ، أَو مُسْلِماً بعد أَن يكونَ مِن أَهل الكِتَابِ . وقيل : هو للعالِم بتَحْبِير الكَلامِ ، قاله أَبو عُبَيْدٍ ، قال الشَّمّاخ :
كما خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينِه
بتَيْماءَ حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرَا
____________________

(10/503)



رَوَاه الرُّواةُ بالفَت لا غير ، ( أَو الصّالِحُ ، ويُفْتَحُ فيهما ) ، أَي في معنى العالِم والصّالحِ ، ووَهِمَ شيخُنَا فَرَدَّ ضَمِيرَ التَّثْنِيَةِ إِلى المِمدَاد والعالِم . وأَقامَ عليه النَّكِيرَ بجَلْبِ النُّقُولِ عن شُرّاح الفَصِيح ، بإِنكارهم الفتحَ في المِدَاد . وعن ابن سِيدَه في المُخَصص نَقْلَا عن العَيْن مثْلُ ذالك ، وهو ظاهرٌ لمَن تَأَمَّلَ . وقال الأَزْهَرِيُّ : وسأَلَ عبدُ اللّهِ بنُ سَلام كَعْباً عن الحِبْرِ فقال : هو الرجُلُ الصّالحُ . ( ج أَحْبارٌ وجُبُورٌ ) . قال كَعْبُ بنُ مالك :
لقَد جُزِيَتْ بغَدْرَتِهَا الحُبُورُ
كذاك الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ
قال أَبو عُبَيْد : وأَمّا الأَحبارُ والرُّهْبَانُ فإِن الفُقَهاءَ قد اختلفوا فيهم ، فبعضُهم يقولُ : حَيْرٌ ، وبعضُهُم يقول : حِبْرٌ بالكسر وهو أَفصحُ ؛ لأَنه يُجْمَعُ على أَفعالٍ ، دُونَ فَعْلٍ ويُقَال ذالك للعالِم . وقال الأَصمعيُّ لا أَدْرِي أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرَّجلِ العالمِ . قال أَبو عُبَيْد : والذي عندي أَنه الحَبْرُ بالفتح ومعناه العالِمُ بتَحْبِيرِ الكلامِ والعِلْمِ وتَحْسِينه ، قال : وهاكذا يَرْوِيه المُحَدِّثُون كلُّهم بالفتح ، وكان أَبو الهَيْثَمِ يقول : واحِدُ الأَحبارِ حَبْرٌ لا غيرُ ، ويُنْكِرُ الحِبْرَ . وقال ابن الأَعرابيّ : حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم ، ومثلُه بِزْرٌ وبَزْرٌ ، وسِجْفٌ وسَجْفٌ . وقال ابن دُرُسْتَوَيْهِ : وجَمْعُ الحِبْرِ أَحبارٌ ، سواءٌ كان بمعنى العالِم أَو بمعنى المدَاد .
( و ) الحِبْرُ : ( الأَثَرُ ) من الضَّرْبَة إِذا لم يَدم ويُفْتَحُ كالحَبَارِ كسَحَابٍ وحَبَرٍ ، محرَّكةً . والجمع
____________________

(10/504)


أَحبارٌ وحُبُورٌ . وسيأْتي في كلام المصنّف ذِكْرُ الحَبَارِ والحَبْرِ مفرَّقاً . ولو جَمَعَهَا في مَحَلَ واحدٍ كان أَحسنَ ، وأَنشدَ الأَزهريُّ لمُصَبِّحِ بنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِيِّ ، وكان قد حَلَقَ شعرَ رَأْسِ امرأَتِه فرَفَعَتْه إِلى الوالِي ، فجَلَدَه واعتَقَله ، وكان له حِمَارٌ وجُبَّةٌ فدفَعَهَا للوالِي ، فسَرَّحه :
لقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ
بجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصّانَ بَادِيَا
وما فَعَلَتْ بي ذاك حتّى تَرَكْتُهَا
تُقَلِّبُ رَأْساً مثْلَ جُمْعِيَ عارِيَا
وأَفْلَتَنِي منها حِمَارِي وجُبَّتي
جَزَى اللّهُ خَيراً جُبَّتِي وحِمارِيَا
( و ) الحِبْرُ : ( أَثَرُ النِّعْمَةِ ) .
( و ) الحِبْرُ : ( الحُسْنُ ) والبَهَاءُ . وفي الحديث : ( يَخْرُجُ رجلٌ مِن أَهل النّارِ قد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه ) ؛ أَي لونُه وهَيئتُه ، وقيل : هيئتُه وسَحْنَاؤُه ؛ مِن قولُهم : جاءَتِ الإِبلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسبارِ . ويقال : فلانٌ حَسَنُ الحَبْرِ والسَّبْرِ ، إِذا كان جَميلاً حَسَنَ الهيئةِ ، قال ابن أَحمرَ ، وذَك زماناً :
لَبِسْنَا حِبْرَه حتى اقْتُضِينَا
لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا
أي لَبِسْنَا جمالَه وهيئتَه ، ويُفْتَحُ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ ؛ لأَنه مصدرُ حَبَرْتُه حَبْراً ، إِذا حَسَّنْته ، والأَولُ إسمٌ . وقال ابن الأَعرابيِّ : رجلٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ ، أَي حَسَنُ البَشَرَةِ .
( و ) الحِبْرُ : ( الوَشْيُ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
( و ) الحِبْرُ : ( صُفْرَةٌ تَشُوبُ بَيَاضَ الأَسنانِ كالحَبْرِ ) ، بالفتح ، ( والحَبْرَةِ ) ، بزيادة الهاءِ ، ( والحُبْرَةِ ) ، بالضمِّ ، ( والحِبِرِ والحِبِرَةِ ، بكسرتين فيهما )
____________________

(10/505)


قال الشاعر :
تَجْلُو بأَخْضرَ مِن نَعْمَانَ ذا أُشُرِ
كعَارِضِ البَرْقِ لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
وقال شَمِرٌ : أَوّلُه الحَبْرُ ، وهي صُفْرَةٌ ، فإِذا اخْضَرَّ فهو القَلَحُ ، فإِذا أَلَحَّ علَى اللِّثَةِ حتَّى تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فهو الحَفَرُ والحفْرُ ، وفي الصّحاح : الحِبِرَةُ ، بكسر الحاءِ والباءِ : القَلَحُ في الأَسْنَانِ . والجمعُ بطَرْحِ الهاءِ في القِياس .
( وقد حَبِرَتْ أَسنانُه كفَرِحَ ) تَحْبَرُ حَبَراً أَي قَلِحَتْ .
( ج ) أَي جمع الحبْر بمعنى الأَثَرِ ، والنِّعْمَةِ ، والوَشْيِ ، والصُّفْرةِ ( حُبُورٌ ) . وفي الأَول والثاني أَحبارٌ أَيضاً .
( و ) الحِبْرُ : ( الْمِثْلُ والنَّظيرُ ) .
( و ) الحَبْرُ ، ( بالفَتْح : السُّرُورُ ، كالحُبُورِ ) وَزْناً ومعنىً ، ( والحَبْرَةِ ) ، بفتحٍ فسكونٍ ( والحَبَرَةِ ، محرَّكةً ) ، والحَبَرِ أَيضاً ، وقد جاءَ في قول العجَّاج :
الحمدُ للّهِ الذي أَعْطَى الحَبَرْ
وهاكذا ضبطُوه بالتَّحْرِيك ، وفَسَّرُوه : بالسُّرُور .
( وأَحْبرَه ) الأَمرُ ، وحَبَرَه : ( سَرَّه ) .
( و ) الحَبْرُ : ( النَّعْمَةُ ، كالحَبْرَةِ ) وفي الكتاب العزيز : { فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } ( الروم : 15 ) أَي يُسرُّون . وقال اللَّيْث : أَي يُنَعَّمُونَ ويُكْرَمُون . وقال الأَزهَرِيُّ : الحَبْرَةُ في اللُّغَة : النَّعْمَةُ التّامَّةُ . وفي الحديث في ذِكْر أَهل الجَنَّة : ( فَرَأَى ما فيها مِن الحَبْرَةِ بالفتح : النَّعْمَةُ وسَعَةُ العَيشِ ، وكذالك الحُبُورُ . ومن سَجَعات الأَساسِ : وكلُّ حبْرَة بعدهَا عَبْرَة .
( و ) الحَبَ ، ( بالتَّحْرِيك : الأَثَرُ ) من الضَّرْبَةِ إِذا لم يَدم ، أَو العَملُ .
( كالحَبَارِ والحِبَارِ ) ، كسَحَابٍ وكِتَابٍ ، قال الرّاجِزِ :
لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقُ فيها
أَلَا تَرَى حبَارَ مَنْ يَسْقِيها
____________________

(10/506)



وقال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ :
ولم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطارُ
ولا لِحَبْلَيْه بها حبَارُ
والجمعُ حباراتٌ ولا يُكَسّرُ .
( وقد حُبِرَ جِلْدُه ) ، بالضَّمّ : ( ضُرِبَ فَبَقِيَ أَثَرُه ) أَو أَثَرُ الجُرْحِ بعد ، البُرْءِ .
وقد أَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جِلْدَه ، وبجِلْدِه : أَثَّرَتْ فيه .
ومن سَجَعات الأَساسِ : وبِجلْدِه حَبَارُ الضَّرْب ، وبيَدِه حَبَارُ العَمَلِ ، وانظر إِلى حَبَارِ عَملِه ، وهو الأَثَرُ .
( وحَبَرَتْ يَدُه : بَرئَتْ على عُقْدَةٍ في العَظْم ) ؛ مِن ذالك .
( و ) الحَبِرُ ، ( ككَتِفٍ : الناعِمُ الجَدِيدُ كالحَبِيرِ ) ، وشيْءٌ حَبِرٌ : ناعمٌ ، قال المَرّارُ العَدَوِيُّ :
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِن أَفْنانِه
كلَّ فَنَ ناعِمٍ منه حَبِرْ
وثَوْبٌ حَبِيرٌ : ناعِمٌ جَدِيدٌ ، قال الشَّمَّاخ يَصفُ قَوْساً كريمةً على أَهلها :
إِذا سَقَطَ الأَنْداءُ صِينَتْ وأُشْعِرَتْ
حَبِيراً ولم تُدْرَجْ عليها المعَاوِزُ
( وكعِنَبَة ، أَبو حِبَرةَ ) شِيحَةُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ قَيْسٍ الضُّبَعِيُّ : ( تابِعِيٌّ ) مِن أَصْحاب عليَ رضيَ اللّهُ عنه ، روَى عنه أَهلُ البَصرةِ ؛ شِبْلُ بنُ عَزرةَ وغيرُه ، ذَكَره ابنُ حِبَّانَ .
( وحِبَرَةُ بنُ نَجْمٍ : محدِّثٌ ) ، عن عبد اللّهِ بنِ وَهْب .
( و ) الحِبَرَةُ : ( ضَرْبٌ مِن بُرُود اليَمَنِ ) مُنَمَّرَةٌ ، ( ويُحَركُ . ج حِبَرٌ وحِبَرَاتٌ ) ، وحَبَرٌ وحَبَرَاتٌ . قال اللَّيْثُ : يقال : بُرْد ( حَبِير ، وبُرْد ) حِبَرَة على الوَصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَة ، قال : وليس حِبَرَةٌ مَوضعاً أَو شيئاً معلوماً ، إِنما هو وَشْيٌ ، كقولك : ثوبٌ قِرْمِزٌ ، والقِرْمِزُ صِبْغُه . وفي
____________________

(10/507)


الحديث : مَثلُ الحَوامِيمِ في القرآنِ كمَثَل الحِبَرَاتِ في الثِّيابِ ) .
( وبائِعُها حِبَرِي لا حَبْارٌ ) ، نَقَلَه الصغانيُّ ، وفيه ما مَرّ أَن فَعْالاً مَقِيس في الصِّناعات ، قاله شيخُنا .
( والحَبِير ، كأَمِيرٍ : السَّحاب ) ، وقيل : الحَبيرُ مِن السَّحاب : ( المُنمَّر ) الذي تَرَى فيه كالتَّنْمير ؛ مِن كَثْرة مائِه ، وقد أَنكره الرِّياشيّ .
( و ) الحَبِير : ) البُرْدُ المُوَشَّى ) المُخطّطُ ، يقال : بُرْد حَبير ، على الوصف والإِضافة . وفي حديث أَبي ذَرَ : ( الحمدُ لله الذي أَطْعَمَنا الخمِير ، وأَلْبَسَنا الحَبير ) . وفي آخَرَ : ( أَن البيَّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم لمّا خطَبَ خَديجةَ رضيَ الله عنها ، وأَجابته ، استأْذنتْ أَباها في أَن تَتزوّجه ، وهو ثَمِلٌ فأَذن لها في ذالك ، وقال : هو الفَحْلُ لا يُقْرَعُ أَنفُه ، فنحَرتْ بَعِيراً . وخَلَّقتْ أَباها بالعَبِير ، وكَسَتْه بُرْداً أَحمرَ ، فلمّا صَحَا من سُكْرِه قال : ما هاذا الحَبِيرُ ، وهاذا العَبِير وهاذا العَقيرُ ؟ ) .
( و ) الحَبِيرُ : ( الثَّوْبُ الجَدِيدُ ) النّاعِمُ ، وقد تقدّم أَيضاً في قوله ؛ فهو تَكرار . ( ج حُبْرٌ ) ، بضمَ فسكونٍ .
( و ) الحبِيرُ : ( أَبو بَطْنٍ ) ، وهم بَنُو عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ تَيْمِ بنِ أُسَامة بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيِّبٍ ؛ وإِنما قيل لهم ذالك لأَنَ حَبَرَه بُرْدَانِ ، كان يُجَدِّدُ في كلّ سَنة بُرْدَيْنِ ، قاله السمْعانِيّ .
( و ) الحَبِيرُ : لَقبُ ( شاعِر ) ، هو الحَبِيرُ بنُ بَجْرَةَ الحَبَطِيُّ ؛ لتحْسِينه شِعْره وتَحْبِيرِه .
( وقولُ الجوهريِّ : الحَبِيرُ : لُغَامُ البَعِيرِ ) ، وتَبِعَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ ، ( غَلَطٌ ، والصّوابُ الخَبِيرُ ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ ) ، غَلّطَه ابنُ بَرِّيَ في الحواشي والقَزّاز في الجامع ، وتَبِعَهما المصنِّف . وقال ابن سِيدَه : والخاءُ أَعْلَى . وقال
____________________

(10/508)


الأَزهريُّ عن الليْث : الحَبِيرُ مِن زَبَدِ اللُّغَامِ ، إِذا صار على رأْس البَعِير ، ثمّ قال الأَزهريُّ : صحّفَ الليْث هاذا الحَرْف 2 ، قال : وصوابُهُ بالخَاءِ ، لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ ، وقال : هاكذا قال أَبو عُبَيْدٍ والرِّياشِيُّ .
( ومطَرِّفُ بنُ أَبي الحُبَيْرِ ، كزُبَيْرٍ ) نَقلَه الصغانيُّ ( ويَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ ) بنِ عليِّ بنِ نُعَيْم السَّلاميُّ ، المعروف ( بابنِ الحُبَيْرِ ) ، متأَخِّر ، مات سنةَ 639 ه ، ( محدِّثانِ ) .
قلْتُ : وأَخوه أَبو الحَسَن عليُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَيْرِ السّلاميُّ التاجرُ ، عن أَبي البَطِّيِّ ، توفِّي سنة 626 ه ، ذَكَرَه المُنْذرِيُّ .
( والحُبْرَة ، بالضمّ : عُقْدَةٌ ، مِن الشَّجَر ) ، وهي كالسِّلْعَةِ تَخرجُ فيه ( تُقْطَعُ ) قطعاً ، ( ويُخْرَطُ منها الآنِيَةُ ) ، مُوَشّاةً كأَحْسَنِ الخَلَنْجِ ، أَنشدَ أَبو حنيفةَ :
والبَئْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ
( و ) الحَبْرَةُ ، ( بالفتح : السَّمَاعُ في الجَنَّة ) ، وبه فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآيةَ ، ( و ) قال أَيضاً : الحَبْرَةُ في اللغة : ( كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ ) مُحْسَّنَة .
( و ) الحَبْرَةُ : ( المبالغةُ فيما وُصِفَ بجَمِيلٍ ) ومعنَى يُحْبَرُون ، أَي يُكْرَمُون إِكراماً يُبَالَغُ فيه .
( والحُبَارَى ) ، بالضمّ : ( طائرٌ ) طَوِيلُ العُنُقِ ، رَمَادِيُّ اللَّوْنِ ، على شَكْل الإِوَزَّةِ ، في مِنْقارِه طُولٌ ، ومن شَأْنِهَا أَن تُصَادَ ولا تَصِيدَ . يقالُ ( للذَّكَرِ والأُنثَى والواحِدِ والجَمْعِ ، وأَلِفُه للتأْنيث ، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ ) ، ونَصُّه في كتابه وأَلِفُه لستْ للتأْنيث ولا للإِلْحاقِ ، وإِنما بُنِيَ الإِسمُ لها فصارتْ كأَنها مِن نفس الكلمةِ ، لا تَنْصَرِفُ في معرفةٍ ولا نَكِرَةٍ ، أَي لا تُنَوَّنُ ، انتَهَى . وهذا غريبٌ ، ( إِذْ لو لم تكُنِ ) الأَلفُ ( له ) أَي للتأْنيث ( لانْصَرَفَتْ ) ، وقد قال
____________________

(10/509)


إِنها لا تَنصرفُ . قال شيخُنَا : ودَعْوَاه أنها صارتْ مِن الكلمة ، مِن غَرائبِ التَّعبيرِ ، والجوابُ عنه عَسِيرٌ ، فلا يحتاجُ إِلى تَعَسُّفٍ :
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
( ج حُبَارَيَاتٌ ، وأَنشدَ بعضُ البَغْدَادِيِّين في صِفة صَقْر :
حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوِين قال سِيبَوَيْهِ : لم يُكَسَّر على حَبَارِيّ ولا عَلى حَبَائِرَ ، ليُفَرِّقُوا بينها وبين فَعْلَاءٍ وفَعَالَةٍ وأَخَواتها .
( والحُبْرُورُ ) ، بالضمّ ، ( والحِبْرِيرُ ) ، بالكسر ، ( والحَبَرْبَرُ ) ، بفتحتين ، ( والحُبُرْبُورُ ) ، بضمّتين ، ( واليَحْبُورُ ) ، يفْعُول ، ( والحُبُّورُ ) ، بضمّ أَوَّلِه مع التشديدِ : ( فَرْخُه ) ، أَي وَلَدُ الحُبارَى . ( ج حَبارِيرُ وحَبابِيرُ ) . قال أَبو بُرْدَةَ :
بازٌ جَرِيءٌ على الخِزّانِ مُقْتَدِرٌ
ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُ
وقل زُهَيْرٌ :
تَحِنُّ إِلى مِثْل الحَبابِيرِ جُثَّماً
لَدَى سَكَنٍ مِن قَيْضِها المُتَفَلِّقِ
قال الأَزهريُّ : والحُبَارَى لا يَشربُ الماءَ ، ويَبِيضُ في الرِّمال النّائِيَةِ ، قال : وكُنَّا إِذا ظَعَنّا نَسِيرُ في حِبَال الدَّهْنَاءِ ، فرُبَّمَا التَقَطْنَا في يومٍ واحدٍ مِن بَيْضِهَا ما بين الأَربعة إِلى الثَّمَانية ، وهي تَبِيضُ أَربعَ بَيْضَاتٍ ، ويَضْرِبُ لونُهَا إِلى الزُّرْقَة ، وطَعْمُهَا أَلَذُّ مِن طَعْم بَيْضِ الدَّجَاج وبَيْضِ النَّعَامِ .
وفي حديث أَنَس : ( إِن الحُبَارَى لتَمُوتُ هُزَالَا بذَنْب بَنِي آدَمَ ) يَعْنِي أَن اللّهَ يَحْبِسُ عنها القَطْرَ بشُؤْمِ ذُنُوبِهِم ؛ وإِنما خَصَّها بالذِّكْر لأَنها أَبْعَدُ الطَّيْرِ نُجْعَةً ، فرُبَّمَا تُذبَحُ بالبَصْرَة ، فتُوجَدُ في حَوْصَلَتِها الحِبّة الخَضْراءُ ، وبين البصرةِ ومَنَابِتِهَا مَسِيرَةُ أَيامٍ كثيرة .
____________________

(10/510)



وللعَرَب فيها أَمثالٌ جَمَّةٌ ، منها قولُهم : ( أَذْرَقُ مِن الحُبارَى ) ، و ( أَسْلَحُ مِن حُبَارَى ) ؛ لأَنها تَرْمِي الصَّقْرَ بسَلْحِهَا إِذا أَراغَهَا ليَصِيدَهَا ، فتُلَوِّث رِيشَه بلَثَق سَلْحِهَا ، ويقال إِن ذالك يَشتدُّ على الصَّقْر ؛ لمَنْعِه إِياه من الطَّيَرَان . ونَقَلَ المَيْدَانِيُّ عن الجاحظِ أَن لها خِزَانَةً في دُبُرِهَا وأَمعائها ، ولها أَبداً فيها سَلْحٌ رَقيقٌ ، فمتَى أَلَحَّ عليها الصقْرُ سَلَحَتْ عليه ، فيَنْتَتِفُ رِيشُه كلُّه فيَهْلِكُ ، فمِن حِكْمَة اللّهِ تعالَى بها أَن جَعَلَ سِلاحَها سَلْحَها ، وأَنشدوا :
وهم تَرَكُوه أَسْلَحَ مِن حُبارَى
رَأَى صَقْراً وأَشْرَدَ مِن نَعَامِ
ومنها قولُهم : ( أَمْوَقُ من الحُبَارَى قبل نَبَاتِ جَناحَيْه ) ، فتَطِيرُ مُعَارِضَةً لفَرْخِها ، ليتَعَلَّمَ منها الطَّيَرانَ .
ومنها :
كلُّ شيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَه .
حتى الحُبَارَى وتَذِفُّ عَنَدَه .
أَي تَطِيرُ عَنَدَه ، أَي تُعَارِضُه بالطَّيَرَان ولا طَيَرَانَ لهُ ؛ لضَعْف خَوَافِيه وقَوَائِمه ، ووَرَدَ ذالك في حديثُ عُثْمَانَ رضيَ اللّهُ عنه .
ومنها : ( فلانٌ مَيِّتٌ كَمَدّ الحُبَارَى ) ؛ وذالك أَنَهَا تَحْسِرُ مع الطَّيْرِ أَيامَ التَّحْسِيرِ ، وذالك أَن تُلْقِيَ الرِّيشَ ، ثم يُبْطِيء نَباتُ رِيشِها ، فإِذا طار سائِرُ الطَّيْرِ عَجَزَتْ عن الطيَران فتموت كَمَداً ، ومنه قولُ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ :
يَزِيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبَارى
إِذَا ظَعَنَتْ أُمَيَّةُ أَو يُلمُّ
أَي يَموتُ أَو يَقرُب من المَوت .
____________________

(10/511)



ومنها : ( الحُبَارَى حَالةُ الكَرَوَانِ ) يُضْرَبُ في التَّنَاسُب ، وأَنْشَدُوا :
شَهِدْتُ بأَنّ الخُبْزَ باللَّحْمِ طَيِّبٌ
وأَنّ الحُبَارَى خالَةُ الكَروانَ
وقالُوا : ( أَطْيبُ مِن الحُبَارَى ) ، و ( أَحْرَصُ مِن الحُبَارَى ) ، و ( أَخْصَرُ مِن إِبْهامِ الحُبَارَى ) ، وغيرُ ذالك ممّا أَوردَها أَهلُ الأَمثالِ .
( واليَحْبُورُ ) بفتحِ التحتيَّةِ وسكونِ الحاءِ : ( طائرٌ ) آخَرُ ، ( أَو ) هو ( ذَكَرُ الحُبَارَى ) ، قال :
كأَنَّكُمُ رِيشُ يَحْبُورَةٍ
قَلِيلُ الغَناءِ عن المُرْتَمِي
أَو فَرْخُه ، كما ذَكَرَه المصنِّف ، وسَبَقَ .
( وحِبْرٌ ، بالكسر : د ) ويقالُ هو بتشديدِ الرّاءِ ، كما يأْتي .
( وحِبْريرٌ ، كقِنْدِيلٍ : جَبَلٌ معروفٌ ( بالبَحْرَيْنِ ) لعَبْدِ القَيْس ، بِتُؤَامَ ، يَشْتَرِكُ فيه الأَزْدُ وبنو حنيفةَ .
( و ) المُحَبَّرُ ، ( كمُعَظَّمٍ : فَرَسُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ ) الأَسديِّ ، ( قاتلِ مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ ) أَخِي مُتَمِّمٍ ، القائلِ فيه يَرْثِيه :
وكُنّا كنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً
مِن الدَّهْرِ حتى قِيلَ لن يَتَصَدَّعَا
فلمّا تَفَرَّقنا كأَنِّي ومالكاً
لطُولِ افتراقٍ لم نَبِتْ ليلةً مَعَا
قال شيخُنَا : والمشهورُ في كُتُب السِّيَرِ أَن الذي قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِيد ، ومثلُه في شَرْح مَقْصُورةِ ابنِ دُرَيْدٍ لابن هِشامٍ اللَّخْمِيِّ .
( و ) المُحَبَّرُ ( مَن أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه ، فبَقِيَ فيه حَبَرٌ ) ، أَي آثارٌ . وعبارة التَّهْذِيب : رجلٌ مُحَبَّرٌ ، إِذا
____________________

(10/512)


أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه ، فصارَ لَه آثارٌ في جِلْدَه .
ويقال : به حُبُورٌ ، أَي آثارٌ .
وقد أَحْبَرَ به ، أَي تَرَكَ به أَثَراً .
( و ) المُحبَّرُ : ( قِدْحٌ أُجِيدَ بَرْيُه ) .
وقد حَبَّرَه تَحْبِيراً : أَجادَ بَرْيَه وحَسَّنَه .
وكذالك سَهْمٌ مُحَبَّرٌ ، إِذا كان حَسَنَ البَرْيِ .
( و ) المُحَبِّرُ ، ( بكسر الباءِ : لَقَبُ رَبيعةَ بنِ سُفْيَانَ ، الشاعرِ الفارِسِ ) لتَحْبِيرِه شِعْرَه وتَزْيِينه ، كأَنه حُبِّرَ . ( و ) كذالك ( لَقَبُ طُفَيْل بنِ عَوْفٍ الغَنَوِيِّ ، الشاعرِ ) ، في الجاهِليَّة ، بَدِيع القَولِ .
( وحِبِرَّى ، كزِمِكَّى : وادٍ .
وارُ إِحْبِيرٍ ، كإِكْسِيرٍ : نارُ الحُبَاحِبِ ) ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان في ج ب ر ، وقد تَقَدَّمت الإِشارة إِليه .
( وحُبْرانُ ، بالضمّ : أَبو قبيلةِ باليَمن ) وهو حُبْرَانُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسٍ ، ( منهم : أَبو راشِدٍ ) ، واسمُه أَخْضَرُ ، تابِعِيٌّ ، عِدَادُه في أَهل الشّام ، رَوَى عنه هلُها ، مشهورٌ بكُنْيَته .
( وطائفةٌ ) ، منهم :
أَبو سعيدٍ عبدُ اللّهِ بنُ بِشْرٍ الحُبْرانِيُّ السَّكْسَكِيُّ ، عِدَادُه في الشّامِيّين ، وهو تابِعِيٌّ صغيرٌ ، سَكَنَ البصْرَةَ .
وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الحُبْرَانِيُّ ، عن محمّدِ بن إِبراهيمَ بنِ جعفرٍ الجُرْجانِيِّ .
وأَحمدُ بنُ عليَ الحُبْرَانِيُّ ، عن عبدِ اللّهِ بنِ أَحمدَ بن خَوْلَةَ .
ومحمودُ بنُ أَحمدَ أَبو الخَيْرِ الحُبْرَانِيُّ ، عن رِزْقِ اللّهِ التَّمِيمِيِّ ، وعنه ابنُ عَساكِرَ .
وعَمْرُو بنُ عبدِ اللّهِ بنِ أَحمَد الحُبْرَانِيُّ التَّمِيمِيُّ ، عن أَبي بِشْرٍ المَرْوزِيِّ ، وعنه ابنُ مرْدَويه في تاريخِه ، وقال : مات سنة 377 ه .
____________________

(10/513)



( ويُحَابِرُ كيُقَاتِلُ : مُضارِع قالتَ ( بنُ مالكِ بنِ أُدَدَ أَبو مُرَادٍ ) القبيلةِ المشهورةِ ، ثم سُمِّيَتِ القبيلَةُ يُحَابِر ، قال الشاعر :
وقد أَمَّنَتْنِي بعدَ ذاك يُحَابِرٌ
بما كنتُ أُغْشِي المُنْدِياتِ يُحَابرَا
( و ) يقال : ( ما أَصَبْتُ منه حَبَنْبَراً ) كذا في النُّسخ بمُوحَّدَتَيْن ، وفي التَّكْمِلَة : حَبَنْتَراً ، بموحَّدةٍ فنونٍ فمُثَنَّاةٍ ( ولا حَبَرْبَراً ) ، كلاهما كسَفَرْجَل ؛ أَي ( شيئا ) . لا يُستَعمل إِلا في النَّفْي . التَّمْثِيلُ لسِيبَوَيْهِ ، والتَّفْسِيرُ للسِّيرافِيِّ ، ومثلُه قولُ الأَصمعيِّ . وكذالك قولُهم : ما أَغْنَى عَنِّي حَبَرْبَراً ؛ أَي شَيئاً .
وحَكَى سِيبَوَيْهِ : ما أَصابَ منه حَبَرْبَراً ، ولا تَبْرِيراً ، ولا حَوَرْوَراً ؛ أَي ما أصاب منه شيئاً .
ويقال : ما في الَّذِي يُحَدِّثُنا به حَبَرْبَرٌ ؛ أَي شيْءٌ .
وقال أَبو سعيدٍ : يقال : ماله حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ .
وقل أَبو عَمْرٍ و : ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ ؛ وهو أَن يُخْبِرَكَ بشيْءٍ ، فتقول : ما فيه حَبَنْبَرٌ ولا حَبَرْبَرٌ .
( و ) يقال : ( ما على رَأْسِه حَبَرْبَرَةٌ ) ، أَي ما على رَأْسِه ( شَعرَةٌ ) .
( و ) حِبِرٌّ ، ( كفِلِزَ : ع ) معروفٌ بالبادِيَة ، وأَنشد شمِرٌ عَجُزَ بيت :
. . . فقَفَا حِبِرَ
( وأَبو حِبْرانَ الحِمَّانِيّ بالكسِر موصوفٌ بالجَمال ) وحُسْنِ الهَيْئَةِ ، ذَكَره المَدائنيُّ ، ويُوجَدُ هنا في بعض النُّسَخ زيادةٌ .
____________________

(10/514)



( وأَبو حِبَرَةَ كعِنَبَةٍ شِيحَةُ بنُ عبدِ اللّهِ ، تابِعِيٌّ ) . وهو تكرارٌ مع ما قبله .
( وأَرْضٌ مِحْبارٌ : سريعةُ النَّبَاتِ ) حَسَنَتُه ، كثيرةُ الكَلإِ ، قال :
لنَا جِبالٌ وحِمىً مِحْبارُ
وطُرُقٌ يُبْنَى بها المَنَارُ
وقال ابن شُمَيْلٍ : الْمِحْبَارُ : الأَرضُ السَّريعةُ النَّبَاتِ ، السَّهْلَةُ ، الدَّفِئَةُ ، التي ببُطُونِ الأَرضِ وَسرارتِها ، وجمعُه مَحَابِيرُ .
( و ) قد ( حَبِرَتِ ) الأَرضُ ، ( كفَرِحَ : كَثُرَ نَبَاتُها ، كأَحْبَرَتْ ) ، بالضمّ .
( و ) حَبِرَ ( الجُرْحُ ) حَبَراً : ( نُكِسَ ، وَغَفِرَ ، أَو بَرَأَ وبَقِيَتْ له آثَارٌ ) بَعْدُ .
( والحَابُورُ : مَجْلسُ الفُسّاق ) ، وهو مِن حَبَرَه الأَمرُ : سَرَّه ، كذا في اللِّسَان .
( وحُبْرُ حُبْرُ ) ، بضمَ فسكونٍ فيهما : ( دُعَاءُ الشّاةِ للحَلْب ) ، نقلَه الصغانيُّ .
( وتَحْبيرُ الخَطِّ والشِّعْر وغيرهما ) كالمَنْطق والكلام : ( تَحْسِينُه ) وتَبْيينُه ، وأَنشد الفَرّاءُ فيما رَوَى سَلَمَةُ عنه :
كتَحْبِيرِ الكتابِ بخَطِّ يوماً
يَهُوديَ يُقَارِبُ أَو يَزِيل
قيل : ومنه سُمِّيَ كَعْبُ الحِبْرِ ؛ لتَحْسِينِه ، قالَه ابنُ سِيدَه ، ومنه أَيضا سُمِّيَ المِدادُ حِبْراً لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْييِنهِ إِيّاه ، نقَلَه الهَرَوِيُّ ، وقد تَقَدَّم . وكُلُّ ما حَسُنَ مِن خَطَ أَو كلام أو شعرٍ فقدْ حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ . وفي حديث أَبي موسى : ( لو عَلِمْتُ أَنك تَسْمَعُ لقِراءَتِي لحَبَّرْتُها لكَ تَحْبِيراً ) ؛ يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ .
( وحِبْرَةُ ، بالكسر ) فالسكونِ : ( أُطُمٌ بالمدينةِ ) المشرَّفةِ ، صلَّى اللّهُ على ساكِنها ، وهي لليهودِ في دار صالحِ بن جعفر .
____________________

(10/515)



( و ) حِبْرَةُ ( بنتُ أَبي ضَيْغَمٍ الشاعرةُ ) : تابِعِيَّةٌ ، وقد ذَكَرَهَاالمصنِّف أَيضاً في ج ب ر ، وقال إِنها شاعِرَةٌ تابِعِيَّة .
( واللَّيْثُ بنُ حَبْرَوَيْه ) البُخَارِيُّ الفَرّاءُ ، ( حَمْدَوَيْهِ : محدِّثٌ ) ، كُنْيَتُه أَبو نَصْر ، عن يَحْيَى بنِ جعفرٍ البِكَنْيِّ ، وطَبَقَتِه ، مات سنة 286 ه .
( وسُورةُ الأَحْبَارِ : سورةُ المائدةِ ) ، لقولهِ تعالَى فيها : { يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاْحْبَارُ } ( المائدة : 44 ) وفي شِعْر جَرِير :
إِنّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ
لَا يَقْرآنِ بسُورةِ الأَحْبَارِ
أَي لا يَفِيانِ بالعُهُود ؛ يَعْنِي قولَه ( تعالى ) : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ } ( المائدة : 1 ) .
( و ) عن أَبي عَمْرو : ( الحَبَرْبَرُ ) : والحَبْحَبِيُّ : ( الجَمَلُ الصَّغِيرُ ) .
( و ) في التهذِيب في الخُماسِيِّ : الحَبَرْبَرَةُ ، ( بهاءٍ : المرأَةُ القَمِيئَةُ ) المُنافِرَةُ ، وقال : هاذه ثُلاثِيَّةُ الأَصل أُلْحِقَتْ بالخُماسِيِّ ، لتَكْريرِ بعضِ حُرُوفِهَا .
( وأَحمدُ بنُ حَبْرُون ، بالفتح : شاعرٌ ) أَنْدَلُسِيِ ، كَتَبَ عنه ابنُ حَزْمٍ .
( وشاةٌ مُحَبَّرَةٌ : في عَيْنَيْها تَحْبِيرٌ مِن سَوادٍ وَبياضٍ ) ، نقلَه الصَّغانيّ .
( وحَبْرَى كسَكْرَى ، و ) حَبْرُونُ ( كَزيْتُون ) إسمُ ( مدينةِ ) سيِّدنا ( إِبراهِيمَ الخلِيلِ ، صلَّى اللّهُ عليْه وسَلَّم ) بالقُرْب من بيت المَقْدِس ، وقد دَخلتُهَا ، وبها غارٌ يقال له : غارُ حَبْرُونَ ، فيه قَبْرُ إِبراهيمَ ، وإِسحاقَ ،
____________________

(10/516)


ويَعْقُوبَ ، عليهم السّلامُ ، وقد غَلَبَ على اسْمِها الخَلِيلُ ، فلا تُعْرَفُ إِلّا به ، وقد ذَكَرَ اللُّغَتَيْن فيها ياقُوتٌ و صاحبُ المَرَاصِدِ . قال شيخُنَا : والأَوْلَى ( وزَيْتُونٍ ) فالكافُ زائدةٌ ، ومثلُه يَذْكُرُه في الخُرُوج مِن معْنىً لغيرِه ، وليس كذالك هنا . ورُوِيَ عن كَعْبٍ أَن البناءَ الذي بها مِن بناءِ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ عليهما السّلامُ .
قلتُ : وقرأْتُ في كتاب المَقْصُور لأَبي عليَ القالِي في باب ما جاءَ من المَقْصُور على مثال فِعْلَى بالكسر ، وفيه : وحِبْرى وعيْنُون : القَرْيَتَان اللَّتَانِ أَقْطَعَهما النبيُّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم تَمِيماً الدّارِيَّ وأَهلَ بيتهِ .
( وكَعْبُ الحَبْرِ ) ، بالفتح ( ويُكْسَرُ ، ولا تَقُل : الأَحبارُ : م ) أَي معروفٌ ، وهو كَعْبُ بنُ ماتعٍ الحِمْيَرِيُّ ، كُنْيَتُه أَبو إِسحاقَ : تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ ، أَدْرَكَ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، وما رآه . مُتَّفَقٌ على عِلْمِه وتَوْثِيقِهِ ، سَمِعَ عُمَرَ ابنَ الخَطّابِ والعَبَادِلَةَ الأَرْبَعَةَ ، وسَكَنَ الشَّأْمَ ، وتُوُفِّيَ سَنَة 32 ه في خِلافة سيِّدِنا عُثْمَانَ ، رضيَ اللّهُ عنه . وقد جاوَزَ المِائَةَ . خَرَّجَ له السِّتَّةُ إِلّا البُخَارِيَّ . ونُقِلَ عن ابن دُرُسْتَوَيْهِ أَنه قال : رَوَوْا أَنه يقال : كَعْب الحِبْر بالكسر فمَن جَعَلَه وَصْفاً له نَوَّنَ كَعْباً ، ومَن جَعَلَه المِدادَ لم ينَوِّن وأَضافَه إِلى الحِبْر . وفي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح : الظاهرُ أَنه يقال : كَعْبُ الأَحْبَارِ ؛ إِذْ لا مانعَ منه ، والإِضافةُ تَقعُ بأَدْنَى سَبَبٍ ، والسبب هنا قَوِيٌّ ؛ سواءٌ جَعَلْنَاه جَمْعاً لِحَبْرٍ ، بمعنى عالِمٍ ، أَو بمعنَى المِدَاد . وقال النَّوَويّ في شَرْح مُسْلِمٍ : كَعْبُ بنُ ماتِعٍ ، بالميم والمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ بعدَهَا عَيْنٌ . والأَحْبارُ : العُلماءُ ، واحدُهم حَبْرٌ ، بفتح الحاءِ وكسرها ، لُغَتَان ؛ أَي كَعْبُ العُلماءِ . كذا قالَه
____________________

(10/517)


ابنُ قُتَيْبَةَ وغيرُه . وقال أَبو عُبَيْد سُمِّيَ كَعْب الأَحْبارِ ؛ لكَوْنِه صاحِبَ كُتُبِ الأَحبارِ ، جَمْع حِبْرٍ ، مكسور ، وهو ما يُكْتَبُ به . وكان كَعْبٌ مِن علماءِ أَهلِ الكتابِ ، ثم أَسْلَمَ في زَمَنِ أَبي بكْرٍ أَبو عُمَرَ ، وتُوخفِّيَ بحِمْصَ سنة 32 ه في خلافة عُثمانَ ، وكان مِن فُضلاءِ التّابِعِين ، رَوَى عنه جُمْلَةٌ مِن الصَّحَابة . ومثلُه في مَشَارِق عِياضٍ ، وتَهْذِيب النَّوَوِيِّ ، ومُثَلَّثِ ابنِ السِّيد ، ونَقَلَ بعضَ ذالك شيخُ مشايخِنا الزُّرقانيّ في شَرْح المَواهِب . قال شيخُنا . فما قالَه المَجْدُ مِن إِنكاره الأَحبارَ فإِنها دَعْوَى نَفْيٍ غير مَسْمُوعةٍ .
وممّا يُستدرَك عليه :
كاني قَال لابن عَبّاس الحَبْرُ والبَحْرُ ؛ لعِلْمِه .
ويقال : رجلٌ خِبْرٌ نِبْرٌ .
وقال أَبو عَمْرٍ و : الحِبْرُ من النّاس : الدّاهِيَةُ .
ورجلٌ يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ مِن الحُبُورِ .
وقال أَبو عَمْرٍ و اليَحْبُورُ : النَّاعِمُ مِن الرِّجال . وجَمْعُ اليَحابِيرُ .
وحَبَرَه فهو مَحْبُورٌ .
وفي حديث عبدِ اللّهِ : ( آلُ عِمْرَانَ غِنىً والنِّسَاءُ مَحْبَرَةٌ ) ، أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسُّرُور .
والحَبَارُ : هَيْئَةُ الرَّجلِ . عن اللِّحْيَانِيِّ ، حَكَاه عن أَبي صَفْوَانَ ، وبه فسّر قوله :
أَلَا تَرَى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها
قال ابن سِيدَه : وقيل : حَبَارُ هنا إسمُ ناقَةٍ ، قال : ولا يُعْجِبُنِي .
والمُحَبَّرُ : كمُعَظَّم أَيضاً : فَرَسُ ثابِته بنِ أَقْرَمَ ، له ذِكْرٌ في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ .
والحَنْبريت ، صَرَّحَ ابن القَطَّاعِ وغيرُه أَنه فَنْعِليت ؛ فموضعُ ذِكْره هنا ، وقد ذَكَرَه المصنِّف في التاءِ بناءً على أَنه فَنْعليل ، ومَرَّ الكلام هناك ، قالَه شيخُنَا .
____________________

(10/518)



وبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ .
كمُعَظَّمٍ من شُيُوخِ البُخَارِيّ .
والمُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ ، عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ ، وابنُه داوودُ بنُ المُحَبَّر ، مُؤَلِّفُ كتابِ العَقْل .
وأَبَانُ بنُ المُحَبَّر ، واهٍ . قال ابن ماكُولا : وليس بين داوودَ وأَبانٍ وبَدَل قَرابَةً .
وأَبو عليّ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن المحبَّر ، شاعرٌ ، حدَّث عنه محمّدُ بنُ عبدِ السميعِ الواسِطِيُّ .
ومِنَ المَجَازِ : لبِسَ حَبِيرَ الحُبُور ، واسْتوَى على سَرِيرِ السُّرُور .
ومحمّدُ بنُ جامعٍ الحَبّارُ ، يَرْوِي عن عبد العزيزِ بنِ عبد الصَّمدِ . وأَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ الحبّارُ ، شيخُ السْمعَانِيِّ : مَنْسُوبانِ إِلى بَيْع الحِبْرِ الذي يُكْتبُ به .
وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ يَعْقُوبِ بنِ إِسماعيل بن عُتْبَة بنِ فَرْقَدٍ السُّلمِيُّ ، الوَرّاقُ الحِبْرِيّ ، ، ثِقَةٌ ، ذكرَه الخطيبُ فلي تاريخ بغداد .
وحِبْرانُ ، بالكسر : جَبَلٌ ، ذكره البكْرِيٌّ .
وحَبِيرٌ ، كأَمِير : مَوضعٌ بالحِجاز .
والحِبَرِيُّ إِلى بَيْعِ الحِبَرِ ، وهي البُرُود سَيْفُ بنُ أَسْلم الكُوفِيُّ ، حدَّث عن الأَعْمشِ ، صالحُ الحديثِ .
والحُسَيْنُ بنُ الحَكمِ الحِبْرِيُّ .
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُثْمَان المُقْرِيءُ الحِبَرِيُّ ، الأَصْبَهانِيُّ ، ترْجَمه الخطيبُ .
والمُحبِّريُّ بكسر الموحَّدةِ محمّدُ بنُ حَبِيب ، اللغويُّ ، نُسِبَ إِلى كتابٍ أَلَّفه سَمّاه المحبِّرَ .
حبتر : ( الحَبْتَرُ ، كجَعْفرٍ : الثَّعْلبُ ) ، نقله الصغانيّ .
( و ) الحَبْتَرُ : ( القَصِيرُ ، كالحَبَيْتَرِ ) ، كسَفرْجَل ، وكذالك الحَفَيْتَر ، بالفاءِ ، نقلَه الصّغانيُّ أَيضاً .
____________________

(10/519)



( وقَيْسُ بنُ حَبْتَرٍ : تابِعِيٌّ ) ، تَمِيمِيٌّ نَهْشَلِيٌّ أَسَدِيٌّ ، يَرْوِي عن ابن مَسْعُود وابنِ عَبّاس ، وعنه الكُوفِيُّون .
( و ) الحُبَاتِرُ ( كعُلابِطٍ : القاطِعُ رَحِمَه ) ، كالأُباتِرِ .
( والحَبْتَرَةُ : ضُئُولَةُ الجِسْمِ وقِلَّتُه ) ، عن ابن دُرَيْد ، ومنه : رَجُلٌ حَبْتَرٌ ، إِذا كان ضَئِيلاً حَقِيراً .
( والحَبْتَرِيُّ ) هو ( عائذُ بنُ أَبي ضَبَ ) وفي بعض نُسَخِ كتاب الثِّقَات ؛ أَبي حَبِيب ، وهو تَحْرِيف ( الكَلْبِيُّ ) هاكذا في النُّسَخ ، وصَوَابُه : الكَعْبِيُّ ، كما في ثِقات ابن حِبّانَ ، وطَبَقَاتِ السَّمْعَانِيّ ، مَنْسُوبٌ إِلى حَبْتَر : بطن من خُزاعةَ ، يَرْوِي عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللّهُ عنه ، وعنه أَبو رُشْد بنُ القاسِمِ بنِ عُمَيْرٍ . قلتُ : وحَبْتَرٌ هاذا هو ابنُ عَدِيِّ بنِ سَلُول بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ خُزَاعَة ، منهم مِن الصَّحابة : بُدَيْلُ بنُ سَلمَةَ بنِ خَلَفِ بنِ عَمْرِو بنِ مقباسِ بنِ حَبْتَرٍ ، يُقال فيه ؛ الخُزاعيُ الكَعْبيُّ السَّلُوليُّ الحَبْتَريُّ ، ابن أُمّ أَصْرَمَ .
وحَبْتَرٌ : إسمُ رجلٍ قال الرَّاعي :
فأَوْمأْتُ إِيماءً خَفِيفًّا لحَبْتَرٍ
ولِلّهِ عَيْنَا حَبْتَرٍ أَيّمَا فَتَى
وقال أَيضاً :
فأَعْجَبَني من حَبْتَرٍ أَنّ حَبْتَراً
مَضَى غيرَ مَنْكُوبٍ ومُنْصَلَه انْتَضَى
حبجر : ( الحِبَجْرُ ، كسِبَطْرٍ ، و ) الحُبَاجِرُ مثلُ ( عُلابِطٍ ، و ) المُحْبَجرّ مثلُ ( مُسْبَكرَ ) الأَخيرَتَان عن التَّكْمِلَة : ( الغَليظُ ) مِن أيِّ نوعٍ كان ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ ، وعَيَّنَه غيرُه فقال : الحِبجَرُ ، كسِبَطْ ودِرْهَم : الوَتَرُ الغَلِيظُ ، قال الرّاجز :
أَرمِي علَيها وهْي شَيْءٌ بُجْرُ
والقَوْسُ فيها وتَرٌ حِبَجْرُ
وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وشِبْرُ
____________________

(10/520)



وأَنشد ابنُ سِيدَه قول الرّاجز :
يُخْرِجُ منها ذَنَباً حُباجِرَا
قال : وهاذا هو الصَّحِيح ، وأَنشدَه ابنُ الأَعرابيِّ : حُنَاجِرَا بالنُّون ولم يُفَسِّره ، والصَّوابُ ما قالَه ابنُ سيدَه . قلتُ : قد وُجِدَ في النُّسخ النَّوادِرِ ابنِ الأَعرابيِّ : حُبَاجِرَا ، بالباءِ . والرَّجَز لرجل مِن بَنِي كِلَاب يَصِفُ الجَرَادَ .
( و ) الحُبْجُرُ والحُباجِرُ ، ) كقُنْفُذ وعُلابِط : ذَكَرُ الحُبَارَى ) الطائرِ المعروفِ ، مَقْلوبَا حُبْرُجٍ وحُبارِجٍ ، نقلَه الصغانيُّ .
( والتَّحَبْجُرُ : الْتِواءٌ في الأَمْعَاءِ ) . وفي التكملة : شبْهُ الْتِواءٍ .
( واحْبَجَرَّ ، كاقْشَعَرَّ : انْتَفَخَ غَضَباً ، كحْبَنْجَرَ ( كابْرَنْشَقَ ، فهو مُحْبَجِرٌّ ومُحْبَنْجِرٌ .
( و ) احْبَجرَّ : ( الشيءُ ) واحْبَنْجَرَ : ( غَلُظ ) واشْتَدَّ .
وحَبْجَرَى ناحيةٌ نَجْدِيَّةٌ بأَكنافِ الشَّرَبَّةِ .
حبقر : ( حَبْقُرٌّ كفَعْلُلَ ) ، أَي بفتح فسكون فضمَ فتشديد ( ذَكَرُوه في الأَبنيةِ ولم يُفَسِّروه ) ؛ لأَن الأَقْدَمِين إِنّمَا يَذْكُرون الأَلفاظَ لأَمْثِلَةِ التصْرِيف ، إِذ لا غَرَضَ لهم في ذِكْر معانِيها ، ( ومعناه البَرَدُ ) ، محرَّكةً ، وهو ( حَبُّ الغَمامِ ؛ يُقال ) في المَثَل : ( هو ( أَبْرَدُ مِن حَبْقُرَ ) ويُقال ) أَيضاً : ( أَبْرَدُ مِن ( عَبْقُرٌّ ) ) بالعين بدل الحاءِ وكذا ( أَبْرَدُ مِن عَضْرَس ) . أَرودَ الثلاثة الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيب ، ( وأَصلُه حَب قُرَ ) ، كأَنَّهُمَا كلمتانِ جُعِلَتَ واحداً ، كذا ذكره الجوهري في عبقر ، وذَكر هناك حبقر استطراداً ، كما عكَسَه المصنِّف هنا . ( والقُرُّ : البرْدُ ) فالكلمة مَنْحُوتَةٌ ، وحيث إِنها منحوتةٌ فذِكْرُها في الأَبنية غيرُ مناسب ، كما لا يَخْفَى ( والدَّلِيلُ على ما ذَكَرْتُه أن أَبا عَمْرِو ابنَ العَلاءِ ) المُقْرِيءَ النَّحْوِيَّ اللغويّ الضَّرِيرَ ( يَرْوِيه ) أَي المثَلَ : ( أَبْرَدُ مِن
____________________

(10/521)


عَبِّ قُرَ ) ، والعَبُّ : إسمٌ للبَرَدِ ) ، وقد ذَهَلَ عن ذِكْره في موضعه ، فعلى هاذا كلٌّ مِن الكلمتَيْن لفظٌ مستقلٌّ ، ووزْنٌ خاصٌّ ، وذَكَره الإِمامُ أَبو حَيّان في شرح التَّسْهيل ، وفَسَّرَه بأَنه إسم عَلَم على موضع معروف للعَرَب ، كعَبْقَرٍ ، وأَشار إِليه في الارتشاف ، وذَكَره قبلَه ابنُ عُصْفُورٍ في المُمْتِعِ . قالَه شيخُنَا .
حبكر : ( الحَبَوْكَرُ كغَضَنْفَرٍ ) ، وَزْنُه به لا يخلو عن تأمُّل ، قالَه شيخُنا ؛ أَي أَن الأَوْلَى أَن يكون كقَبَعْثَرٍ ، لاتِّحاد الحُكْم ، كما سيأْتي : ( رَمْلٌ يَضِلُّ فيه السّالِكُ .
( و ) منه : الحَبَوْكَرُ بمعنى ( الدّاهِيَةِ ، كالحَبَوْكَرَى ) الأَلِف ، ( وحَبَوْكَرَى ) بلا لامٍ ، وحَبَوْكَر أَيضاً بلا لامٍ ، نقلَه الفَرّاءُ ، ( وأُمِّ حَبَوْكَرٍ ، وأُمِّ حَبَوْكَرَى ، وأُمِّ حبَوْكَرَانَ ) . وفي الصّحاح : أُمُّ حَبَوْكَرَى هي أَعظمُ الدَّواهِي ، وأَنشدَ لعَمْرو بن أحمَرَ الباهليِّ :
فلمّا غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنهَا
هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى
ثم قال : والأَلفُ زائدةٌ بُنِيَ الإِسم عليها ؛ لأَنك تقول للأُنثى : حَبَوْكَرَاةٌ ، وكلُّ أَلف للتأْنيث لا يَصحّ دُخُولُ هاءِ التأْنيث عليها ، وليْستْ أَيضاً للإِلحاق ؛ لأَنه ليس له مِثالٌ من الأُصول فيُلْحَق به . قال شيخُنا : وهو كلامٌ غيرُ مُعْتَدَ به ، وقد صَرَّحُوا أَنه لا ثالثَ لأَلِفَيِ التأْنِيث أَو الإِلْحَاق ، ولا تُبْنَى الكلمة على ما ليس منهما . وقولُه : كلُّ أَلفٍ للتأْنيث لا يَصِحُّ دُخولُ الهاءِ عليها كلام صحيحٌ ، وقاعدةٌ تامَّةٌ ؛ إِلّا أَن الأَلف هنا : مَن قال هي للتأْنيث أَنْكَرَ دُخُولَ الهاءِ ، ومَن أَدْخَلَ الهاءَ قال هي للإِلحاق ، ودَعْوَى أَنه ليس له مِثالٌ من الأُصُول مَرْدُودَةٌ ؛ لأَن الأُصولَ شائعةٌ : وغيرها ، وغايتَه أَن يكون
____________________

(10/522)


كقَبَعْثَرَى ، وحُمكْمُها مثلُها ، من العَجيب أَن المصنِّف اعْتَنَى بمثل هاذا الكلام ، وتَعَقَّبَه في الحُبَارَى ، وأَقَرّه هنا على ما هو عليه ؛ غَفْلَةً وتَقْصيراً .
( و ) الحَبَوْكَرُ : ( الضَّخمُ المُجْتَمِعُ الخَلْق ) ، يقال : جمَلٌ حَبَوْكَرٌ وحَبَوْكَرَى ، عن الليْث ، ( كالحُبَاكِرِيِّ ) ، بالضمّ .
( و ) الحَبَوْكَرُ : ( الرجلُ المُتَقَارِبُ الخَطْ وِالقَضِيفُ ) ، أَي النحِيفُ ، ( ج حَبَاكِرُ ) .
( وحَبْكَرَه ) أَي المالَ حَبْكَرَةً : ( حَمَعَه ) وَرَدَّ أَطرافَ ما انْتَثَرَ منه ، كدَمْكَلَه ، وكَمْهَلَه ، وحَبْحَبَه ، وزَمْزَمَه ، وصَرْصَرَه ، وكَرْكَرَه ، وكَبْكَبَه . كذا في النوَادِر .
( و ) فيه أَيضاً : يقال : ( تَحَبْكَرَ ) الرجلُ في طريقِه ، إِذا ( تَحَيّرَ ) .
( والحَبَوْكَرَى : المَعْرَكَةُ بعد انقضاءِ الحَرْب ) ، ولو قال : مَعْرَكَةُ الحربِ بعدَ انقضائها كان أَحسنَ .
( و ) الحَبَوْكَرَى : ( الصَّبيُّ الصغيرُ ) .
ومِن أمثالهم : ( وَقَعُوا في أُمِّ حَبَوْكَرٍ ) .
ويقال : مَرَرْتُ على حَبَوْكى مِن النّاس ، أَي جماعاتٍ من أُمَم شَتَّى كذا في اللسان ، وفي التكْمِلَة : مِن أَمْكُنٍ شَتَّى .
حتر : ( الحَتْرُ : الأَحكامُ والشَّدُّ ، كالإِحْتارِ ) وقد حَتَرَ الشيْءَ يَحْتِرْه : وأَحْتَرَه : أَحْكَمَه . وحَتَرَ العُقْدَةَ : أَحْكَمَ عَقْدَها . وكلُّ شَدَ حَتْرٌ . وفي التهْذيب : أَحْتَرْت العُقْدَةَ إِحْتاراً ، إِذا أَحْكَمْتَهَا ، فهي مُحْتَرَةٌ ، وبينهم ععقْدٌ مُحْتَرٌ : قد اسْتُوثقَ منه . قال لَبيد :
وبالسَّفْح من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحَارِبٌ
شُجَاعٌ وذو عَقْدٍ مِن القومِ مُحْتَرِ
واستعاره أَبو كَبِير للدَّيْن ، فقال :
هابُوا لقَومِهم السَّلامَ كأَنَّهمْ
لمّا أُصِيبُوا أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ .
____________________

(10/523)



( و ) الحَتْرُ : ( تَحْدِيدُ النَّظَرِ ) . وقد حَتَرَه حَتْراً ، إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه .
( و ) الحَتْرُ : ( التَّقْتِيرُ في الإِنفاقِ ، كالحُتُورِ ) ، بالضمِّ ، يقال : حَتَرَ أَهْلَه حَتْراً وحُتُوراً : قتَّرَ عليهم النَّفَقَة ، وضَيَّقَ عليهم ، ومَنَعَهم ، قال الشَّنْفَرَى :
وأُمِّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهم
إِدذا حَتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ
وأَنشدَه ابنُ بَرّيّ هاكذا :
إِذا أَطْعَمَتْهُم أَحْتَرَتْ وأَقَلّتِ
( و ) الحَتْرُ : ( الأَكْل الشَّدِيدُ ) . وما حَتَرَ شيئاً ؛ أَي ما أَكَلَ شيئاً .
( و ) الحَتْرُ : ( الإِعطاءُ ، أَو تَقْلِيلُه ) .
( و ) الحَتْرُ : ( الإِطعامُ ، كالإِحتارِ ) ، يقال : حَتَرَ الرَّجلُ حَتْراً : أَعطاه ، وأَطْعَمه ، وقيل : قَلَّلَ عَطاءَه ، أَو إِطعامَه . وحَتَرَ له شيئاً : أَعطاهَ يَسيراً ، وما حتَرَه شيئاً ؛ أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً .
وأَحْتَرَ الرجلُ : قَلَّ عَطَاؤُه . وأَحْتَرَ : قَلَّ حيْرُه ، حَكَاه أَبو زيْد ، وأَنشد :
إِذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً أَيَامَى
فَنكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَنَاعِ
أَي تَنَكَّبْ .
ورَوَى الأَصمعيُّ عن أَبي زَيْدٍ : حَتَرْتُ له شيئاً . بغير أَلفٍ ، فإِذا قال : أَقَلَّ . الرجلُ وأَحْتَرَ ، قاله بالأَلف .
قال : وأَخْبَرَنِي الإِياديُّ عن شَمرٍ : الحاتِرُ : المُعْطِي ، وأَنشَدَ :
إِذ لا تَبِضّ إِلى التَّرا
ئِكِ والضَّرائِكِ كَفُّ حاتِرْ
قال : وحَتَرْتُ : أَعْطَيْتُ .
وأَحْتَرَ علينا رِزْقَنا ، أَي أَقَلَّه وحَبَسَه .
وقال الفَرّاءُ : حَتَرَ ، إِذا كَساه وأَعْطَاه .
____________________

(10/524)



وقال الفَرّاءُ : المُحْتِرُ من الرِّجال : الذي لا يُعْطِي خَيْراً ، ولا يُفْضِلُ على أَحدٍ ؛ إِنما هو كَفَافٌ بكَفَاف لَا يَنْفَلِت منه شيْءٌ .
( آتِي الكُلِّ يَخْتُرُ ) ، بالضمِّ ، ( ويَحْتِرُ ) بالكسر .
( و ) الحَتْرُ : ( ما ارتفعَ مِن الأَرض وطالَ ، ويُكْسَرُ ) ، وهاذه عن الصغانيِّ .
( و ) الحَتْرُ ( الشيْءُ القليلُ ) ، وكالحَقْرِ ، يقال : كان عَطَاؤُكَ إِيّاه حَتْراً حَقْراً ؛ أَي قليلاً ، وقال رُؤْبَةُ :
إ لّا قليلاً مِن قيلٍ حَتْرِ
( كالحُتْرَةِ ، بالضمِّ ) .
( و ) الحَتْرُ : ( ذَكَرُ الثَّعْلَبِ ) ، قال الأَزهَرِيُّ : لم أَسمع الحَتْرَ بهاذا المعنَى لغير اللَّيْث ، وهو مُنْكَرٌ . قلْتُ : ولعلَّه تَصَحَّفَ على اللَّيث في قولهم : الحُبَارَى أُنْثَى الحَبْر ، فجَعَلَه حَتْراً ، بالمُثَنّاة ، فتأَمَّلْ .
( و ) الحِتْرُ ، ( بالكسر : ما يُوصَلُ بأَسفلِ الخِباءِ إِذا ارتفَعَ مِن ) وفي بعض الأُصُول عن ( الأَرضِ ) وَقَلَصَ ليكونَ سِتْراً ، ( كالحُتْرَةِ ، بالضمِّ ) ، والحِتَارِ ، بالكسر .
( و ) الحِتْرُ : ( العَطِيَّةُ ) اليَسِيرَةُ ؛ إسمٌ مِن حَتَرَ ، وبالفتح المَصْدَرُ . قال الأَعْلَمُ الهُذَلِيُّ :
إِذا النَّفَسَاءُ لمْ تُخَرَّسْ ببِكْرِهَا
غُلَاماً ولم يُسْكَتْ بحِتْرٍ فَطِيمُها
( و ) الحِتْرُ : ( أَن تأْخُذَ للبَيتِ حِتَاراً ) أَو حُتْرَةٌ ، وقَدْ حَتَرَ البيتَ .
( والمِتَارُ من كلِّ شيْءٍ : كِفَافُه ، وحَرْفُه ، وما اسْتَدارَ به ) وأَحَاطَ ، كحِتَارِ الأُذُنِ ، وهو كِفَافُ حُرُوفِ غَراضِيفِها .
( و ) الحِتَارُ : ( حَلْقَةُ الدُّبُرِ ) وأطْرَافُ جِلْدَتِها ، وهو مُلْتَقَى الجِلْدَةِ الظاهرةِ وأَطْرافِ الخَوْرانِ . وقيل : هي
____________________

(10/525)


حُرُوفُ الدُّبُرِ . وأَراد أَعرابيٌّ امرأَتَه فقالت : إِنِّي حائضٌ ، قال : فأَينَ الهَنَةُ الأُخرَى ؟ فقالت له : اتَّقِ اللّهَ ، فقالَ :
كلّا ورَبِّ البيتِ ذي الأَسْتارِ
لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحِتَارِ
قد يُؤْخذُ الجارُ بجُرْمِ الجارِ
( أَو ) الحِتَار : ( ما بينَه وبينَ القُبُلِ ) ( أَو ) هو ( الخَطُّ بين الخُصْيَيْن ) .
( و ) قال اللَّيْثُ الحِتَارُ : ما اسْتَدَارَ بالعَيْنِ مِن ( رَيْقِ الجَفْنِ ) مِن باطنٍ ، وهو بفتح الرّاءِ كما في نُسختنا وغالبِ الأُصُولِ ، وفي بعض النُّسخ بكسر الزَّاي . وقيل : حِتَارُ العَيْنِ : حُرُوف أَجْفَانِها التي تَلْتَقِي عند التَّغْميضِ .
( و ) الحِتَارُ : ( شيْءٌ في أَقْصَى فَمِ البَعِيرِ ، كنَاب و ) ليس بنَابٍ ، بل ( هو لَحْمٌ ) .
( و ) الحِتَارُ : مَعْقِدُ الطُّنُبِ في الطَّرِيقةِ ، وهو ( حبْلٌ يُشَدُّ في أَعْراضِ المَظَالِّ ، تُشَدُّ إِليه الأَطْنَابُ ) ، والجمعُ من ذالك حتُرٌ . ورَوَى الأَزهريّ عن الأَصمعيِّ ، قال : الحُتُرُ : أَكِفَّةُ الشِّقَاقِ ، كلُّ واحدٍ منها حِتَار ؛ يَعْنِي شِقَاقَ البَيتِ .
وحِتَارُ الظُّفُرِ : ما يُحِيطُ به من اللَّحْم .
وكذالك حِتَارُ الغِرْبَالِ والمُنْخُلِ .
( والحُتْرَةُ ، بالضمِّ : مُجْتَمَعُ الشِّدْقَيْنِ .
( و ) الحُتْرَةُ : ( الوَكِيرَةُ ) ، وهو الطَّعَامُ الذي يُتَّخَذُ للبِنَاءِ في البيتِ ، كما سيأْتي ( الحَتِيرَةِ ) ، وهاذه عن كُراع ، وقال الأَزهريُّ : وأَنا واقِفٌ في هاذا الحَرْفِ . وبعضُهُم يقول : حَثِيرَةٌ ، وسيأْتي .
( و ) الحُتْرَةُ : ( مَوْضِعُ قَصِّ الشَّارب ) .
( و ) الحَتْرَةُ ) ، بالفتح : الرَّضْعَةُ الواحدةُ .
( و ) مِن ذالك ؛ ( المَحْتُورُ ) ، وهو ( الذي يَرْضَعُ شيئاً قليلَا للجَدْب ، وقِلَّةِ اللَّبَنِ ) ، فيَقْنَعُ بحَتْرَةِ أَو حَتْرَتَيْن .
____________________

(10/526)



( والمُحَتِّرُ : المُقَتِّرُ ) على عِيَالِه في الرِّزق ، هاكذا في النُّسَخ بالتشديد ؛ وكأَنَّه لمُنَاسَبَةِ مَا بَعْدَه . والصَّوَابُ : والمُخْتِرُ ، أَي كمُحْسِنٍ ، وهو الذي يُفَوِّتُ على القوم طعامَهم .
( ومَا حَتَرْتُ اليومَ شيئاً : ما ذُقْتُ ) أَو ما أَكَلْتُ ، كما تَقَدَّم .
( و ) قد ( حَتَّرَ لهم تَحْتِيراً : اتَّخَذَ لهم ) حَتِيرَةً ، أَي ( وَكِيرَةً ) ، ويقال : حَتِّرْ لنا ، أَي وَكِّرْ لنا .
( و ) حَتَّرَ ( البيتَ ) تَحْتِيراً : ( جَعَل لَهُ حِتْراً ) ، بالكسر . أَو حُتْرَةً .
وأَبو عبدِ اللّهِ الحُتْرِيّ بالضمّ رَوَى عنه محمّدُ بنُ عبدِ الملِكِ الوَزِيرُ . قاله ابن ماكُولا .
حثر : ( حَثِرَ الجِلْدُ ، كفَرِحَ : بَثِرَ ) وتَحَبَّبَ ، قال الرَّاجز :
رَأَتْه شَيْخاً حَثِرَ المَلامِجِ
المَلامجُ : ما حَوْلَ الفَمِ .
( و ) حَثِرَتِ ( العَيْنُ ) تَحْثَرُ : ( خَرَجَ في أَجْفَانِهَا حَبٌّ حُمْرٌ ) كالبَثَرَات ، هاكذا في نُسختنا ، وفي نُسخة شيخِنا : حَمْرَاءُ ، قال : ولعلَّ الصّوابَ أَحمرُ ، كما عَبَّر به الجوهريُّ ، إِلَّا أَن يُرادَ بالحَبّ جمعُ حبَّةٍ ، فيكون إسم جِنْسٍ جَمْعِيًّا يجوزُ فيه التذكيرُ والتأْنيثُ ، ( أَو غَلْظَتْ أَجفانُها مِن رَمَدٍ ) . ونَصُّ عِبارَة المُحْكَم : مِن رَمَص .
( و ) حَثِرَ ( الشَّيْءُ : غَلُظَ وضَخُمَ ) وخَشُنَ .
( و ) حَثِرَ ( العَسَلُ ) حَثَرَاً : ( تَحَبَّبَ ليَفْسُدَ ) ، وهو عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثرٌ .
وحَثِرَ الدِّبْسُ : حَثُرَ وتَحَبَّبَ .
( و ) حَثِرَ ( الشيْءُ ) حثَراً ، فهو حَثِرٌ وحَثْرٌ : ( اتَّسَعَ ) .
( والحَثَرُ ، محرَّكَةً : العَكَرُ ) مِن الحَديد .
( و ) الحَثَرُ : ( البَرِيرُ ) ، وهو ثَمَرُ الأَراكِ ، وكذالك العَقَشُ والجَهَاضُ ( والجهَادُ
____________________

(10/527)


والغَيْلَةُ ) والكَبَاثُ ( والعُنَّابُ ) والمَرْدُ .
كتاب م كتاب ( و ) الحَثَرُ ) مِن العِنَب : ما لا يُونِعُ ) ، مِثلُه في التَّكْمِلَة ، وفي بعض الأُصول الجَيِّدة ما لم يُونع ، ( وهو حامِضٌ صُلْبٌ ) لم يُشْكِلْ ولم يَتَمَوَّه ، حَكاه ابنُ شُمَيْل .
( و ) الحَثَرُ : ( حَبُّ العُنْقُودِ إِذا تَبَيَّنَ ) ، وهاذه عن أَبي حنيفَة .
( و ) الحَثَرُ : ( نَوْعٌ مِن الجِبَأَةِ ؛ كأَنَّه تُرَابٌ مجموعٌ ، فإِذا قُلِعَ ) وأُزِيلَ ( رَأَيتَ الرَّمْلَ تحتَهَا ) ، كذا في النُّسَخ ، والصَّواب : تحتَه ، وفي التَّكْمِلَة : حولَهَا ، والضمير عنده راجعٌ إِلى الحَثَرَة في أَوَّل الكلام . ( الواحدةُ حَثةٌ ) . قد خالَف هنا اصطلاحَه : وهي بهاءٍ ، فلْيُتَفَطَّنْ .
( وحُثَارَةُ التِّبْن ) ، بالضمّ : ( حُثَالَتُه ) ، أَي حُطَامُه ، وهو لغةٌ فيه . قال ابن سِيدَه : وليس بثَبتٍ . ( والحَوْثَرَةُ : حَشَفَةُ الإِنسان ) ، أَي رأْسُ ذَكَرِه .
( والحَثِيرَةُ : الوَكِيرَةُ ) ، أَوْرَدَه الأَزهريُّ في ح ت ر ، وتقدَّم الكلام عليه ، قال : وبعضُهم يقول : حَثِيرَة .
( وبَنُو حَوْثَرَةَ : بَطْنٌ مِن عَبْدِ القَيْس ) ، وهو رَبيعةُ بنُ عَوف بن عَمْرو بن بكْر بن عَوف بن أَنْمار بن وَدِيعةَ بن لُكَيْز بن أَفْصى بن عبدِ القَيْسِ ، ويقال لهم : الحَوَاثِرُ ، وهم الذين ذَكَرَهم المُتَلمِّسُ بقوله :
لن يَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكمْ
نَعَمُ الحَوِاثرِ إِذْ تُساقُ لمَعْبَدِ
قال ابن بَرِّيَ : ومَعْبَدٌ هو أَخو طَرَفَةَ ، وكان عَمْرُو بنُ هِنْد لمّا قَتَلَ طَرَفةَ وَدَاهُ بنعَمٍ أَصابَهَا مِن الحَوَاثِرِ ، وسِيقَتْ إِلى مَعْبَد . قلتُ : قاتِلُ طَرفَةَ هو أَبو رِيشَةَ الحَوْثَرِيُّ كما صَرَّحَ به أَئِمَّةُ السِّيَرِ ، فلْيُنْظَرْ هاذا مع قول ابن بَرِّيَ . قال ابنُ الكَلْبِيِّ : وكان مِن حَدِيثه أَي ربيعةَ بنِ عَوْف أَن امرأَةَ أَتَتْه بعُسَ مِن لَبَن فاستامَتْ فيه
____________________

(10/528)


سِيمَةً غالِيَةً ، فقال لها : لو وَضَعْتُ فيه حَوْثَرَتِي لمَلأَتْ ، فسُمِّيَ حَوْثَرَةَ . وقال المَدائِنِيُّ : سُمِّيَ حَوْثَرَةَ لطَرْقَةٍ به ، أَي جُنُونٍ ؛ ذَكَرُوا أَنه كان يَسْقِي غَرْسَه نهاراً وَيَقْلَعُه ليلاً . ومنهم غَيْلَانُ بنُ عمرٍ و الشاعرُ .
( و ) قال الذَّهَبِيُّ : ( عبدُ المُؤْمِنِ بنُ أَحمدَ بنِ حَوْثَرَةَ الحَوْثَرِيُّ ) ، إِلى جَدِّه ، ( الجُرْجَانِيُّ ) وفي سِيَاق الحافِظِ : عبدُ المؤمنِ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ : ( محدِّثٌ ) مِن مَشْيَخَة ابنِ عَدِيَ ، جَلِيلُ الشَّأْنِ ، وأَخُوه منصورُ ( بنُ ) محمّدِ بن أَحمدَ الحَوْثَرِيُّ ، رَوَى عنها بنُ عَدِيَ أَيضاً .
( و ) يقال : ( أَحْثَرَ النَّخْلُ ) إِذا ( تَشَقَّقَ طَلْعُه ، وكان حَبُّه كالحَثَرات الصِّغارِ ) ، أَي البَثَرَاتِ ( قبل أَن تَصِير حَصَلاً ) محرَّكَةً وهو الاصْفِرارُ ، كما سيأْتي .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : ( حَثَّرَ الدَّواءَ تَحْثِيراً : حَبَّبَه ) .
وحَثِرَ ، إِذا تَحَبَّبَ . قال الأَزهريُّ الدَّاءُ إِذا بُلَّ وعُجِنَ فلم يجتمع وتَنَاثَرَ ، فهو حَثِرٌ .
وممّا يُستدرك عليه :
الحَثَرَةُ : انْسِلاقُ العَيْنِ . وتَصْغِيرُها حُثَيْرَةٌ .
وطَعامٌ حَثِرٌ : مُنْتَثِرٌ لا خَيرَ فيه ، إِذا جُمِعَ بالماءِ انْتَثَرَ مِن نواحِيه .
وفُؤادٌ حَثِرٌ : لا يَعِي شيئاً .
وأُذُنٌ حَثِرَةٌ ، إِذا لم تَسمع سَماعاً جَيِّداً .
ولِسانٌ حَثِرٌ : لا يَجِدُ طَعْمَ الطَّعامِ .
وحَثَرَةُ الغَضَا : ثَمَرَةٌ تَخْرُجُ فيه أَيامَ الصَّفَرِيَّةِ ، تَسْمَنُ عليها الإِبلُ ، وتُلْبِن .
وَحَثَرَةُ الكَرْمِ : زَمَعَتُه بعدَ الإِكْماخِ .
والحَثَرُ : حَبُّ العِنَبِ ، وذالك بعدَ البَرَمِ . حين يَصِيرُ كالجُلْجُلانِ .
والحَثَرُ : نَوْرُ العِنَبِ ، عن كُراع .
وحَوْثَرَةُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَجْلَانَ
____________________

(10/529)


الباهِلِيُّ ، كان أمِيرَ مِصرَ لمَرْوانَ .
ورَجلٌ مُحْثَرُ الأَنْفِ ، كمُكْرَم : ضَخْمُه .
وقد حَثِرَ أَنْفُه .
حثفر : ( الحُثْفُرُ بالضمَّ ) أَهملَه الجوهريُّ ، وقال ابن الأَعرابيِّ : هو ( ثُفْلُ الدُّهْنِ وغيرِه ) في القَارُورَةِ ، كالحُثْفُلِ .
( و ) مِن ذالك : الحُثْفُرُ : ( سَقَطُ المالِ ورُذَاله ) مما لا يُنتَفع به .
( و ) يُقال : ( أَخذْتُ بحَثافِيرِ الأَمْرِ ، أَي بآخِرِه أَو سائِرِه ، كحَذافِيرِه وحَزَامِيره .
( والحُثْفُرَةُ ، بالضمِّ : خُثُورَةٌ وَقَذَّى يَبْقَى في أَسفَلِ الجَرَّةِ ) ، وهو الثُّفْلُ بعَيْنِه ، كما هو ظاهرٌ .
حجر : ( الحجْرُ ، مُثَلَّثَةً : المَنْعُ ) مِن التَّصَرُّفِ . وحَجَرَ عليه القاضِي يَحْجُرُ حَجّراً ، إِذا مَنَعَه مِن التَّصَرُّفِ في مالِه . وفي حديث عائشةَ وابنِ الزُّبَيْرِ : ( لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُر عليها ) ؛ أَي أَمنَعَ . قال ابن الأَثِير : ومنه حَجْرُ القاضِي على الصَّغِيرِ والسَّفِيهِ ، إِذا مَنَعَهُما من التصرُّفِ في مالهما ، والضَّمِّةُ والكسرةُ فيه لُغَتَانِ ، ( كالحُجْرانِ ، بالضمِّ والكسرِ ) .
قال ابن سِيدَه : حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْرَاناً وحِجْراناً . مَنَ منه .
ولا حُجْرَ عنه ، لا مَنْعَ ولا دَفْعَ .
( و ) الحَجْرُ : بالفتحِ والكسرِ ؛ ( حِضْنُ الإِنسانِ ) . صَرَّحَ باللُّغَتَيْن الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس ، وابن سِيدَه في المُحْكَم ، جَمْعُه حُجُور . وفي سُورة النِّساءِ : { فِى حُجُورِكُمْ مّن نِّسَآئِكُمُ } ( النساء : 23 ) وفي حديث عائشةَ رضي اللّهُ عنها : ( هي اليتيمةُ تكونُ في حَجْرِ وَلِيِّها ) .
( و ) الحجْرُ ، بالضمِّ والكسرِ والفتحِ : ( الحَرَامُ ) ، والكسرُ أَفْصَحُ ،
____________________

(10/530)


{ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } ( الأنعام : 138 ) أَي حَرامٌ ، قُرِيءَ بهنّ . ويقولُون : حِجْراً مَحْجُوراً ، أَي حَراماً مُحَرَّماً ، ( كالمَحْجِرِ والحاجُورِ ) قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر الهِلالِيُّ :
فهَمَمْتُ أَنْ أَغْشَى إِليهَا مَحْجِراً
ولَمِثْلُهَا يغْشَى إِليه المَحْجِ
يقول : لَمِثْلُها يُؤْتَى إِليه الحَرَامُ . ورَوَى الأَزهريُّ عن الصَّيْدَاوِيِّ أَنه سَمِعَ عبويه يقولُ : المَحْجَرُ ، بفتحِ الجيمِ : الحُرْمةُ ، وأَنشد يقول :
وهَمَمْتُ أَن أَغْشَى إِليها مَحْجَراً
وقال سِيبويهِ : ويقولُ الرجلُ للرجلِ : أَتفعلُ كذا وكذا يا فلانُ ، فيقول : حَجْراً ، أَي ستْراً وبراءَةً مِن هاذا الأَمرِ ، وهو راجعٌ إِلى كعنَى التَّحْرِيمِ والحُرْمةِ ، قال اللَّيْث : كان الرجلُ في الجاهليَّة يَلْقَى الرجلَ يَخافُه في الشَّهر الحرامِ ، فيقول : حَجِراً محْجُوراً ؛ أَي حَرامٌ مُحرَّم عليكَ في هاذا الشهر ، فلا يَبْدؤُه منه سَرٌّ . قال : فإِذا كان يوم القِيامةِ رَأَى المشرِكون ملائكةَ العذابِ ، فقالوا : { حِجْراً مَّحْجُوراً } ( الفرقان : 22 ) وظَنُّوا أَن ذالك يَنفعُهم ، كفِعْلِهم في الدنيا ، وأَنشد :
حتَّى دَعونا بأَرْحامٍ لنا سلَفَتْ
وقال قائِلُهُم : إِنِّي بحاجُورِ
يَعنِي بمعَاذ ، يقول : أَنا مُتَمسِّكٌ بما يُعِيذُني منكَ ، ويَحْجُركَ عنِّي . قال : وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفُ . قال الأَزهريُّ : أَمّا ما قاله اللَّيْث من تفسير قولهِ ( تعالى ) : { وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } ( الفرقان : 22 ) إِنه مِن قول المُشرِكين للملائكة يومَ القيامةِ فإِن أهلَ التفسيرِ الذي يُعْتَمَدُون ، مثل ابنِ عبّاس وأَصحابِه فَسَّرُوه على غير ما فَسَّره اللَّيْثُ ، قال ابن عبّاس : هاذا كلُّه مِن قوله الملائكةِ ؛ قالوا للمُشْرِكين : { حِجْراً مَّحْجُوراً } ، أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون بخَير . ورُوِيَ عن أَبي حاتمٍ في قوله ( تعالى ) : { وَيَقُولُونَ
____________________

(10/531)


حِجْراً } تَمَّ الكلامُ . قال الحَسَنُ : هاذا مِن قول المُجْرِمين ، فقال اللّهُ : { مَّحْجُوراً } عليهم أَن يُعاذُوا ، كما كانوا يُعاذُون في الدنيا ؛ فحَجَرَ اللّهُ عليهم ذالك يومَ القِيامَةِ . قال أَبو حاتمٍ : وقال أَحمدُ الُّؤْلُئِيّ : بَلَغَنِي عن ابن عَبّاس أَنه قال : هاذا كلُّه من قول الملائكة . قال الأَزهريُّ : وهاذا أَشْبَهُ بنَظْمِ القرآنِ المُنَزَّلِ بلسانِ العرب ، وأَحْرَى أَن يكون قوله ( تعالى ) : { حِجْراً مَّحْجُوراً } كلاماً واحداً لا كلامَيْن مع إِضمار كلامٍ لا دليلَ عليه .
( و ) الحَجْرُ ، ( بالفتح : نَقَا الرَّمْلِ ) .
( و ) الحَجْرُ : ( مَحْجِرُ العَيْنِ ) ، وهو ما دارَ بها ، وشاههدُه قولُ الأَخْطَلِ الآتِي في المُسْتَدركات .
( و ) حَجْر ، بلا لام : ( قَصَبةٌ باليمامةِ ) مُذَكَّر مصروف ، وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ ؛ كمرأَة اسمُها سَهْل . وقيل : هي سُوقُها ، وفي المراصد : مدِينَتُها وأُمُّ قُراها ، وأَصلها لِحنِيفَةَ ، ولكلِّ قوم فيها خِطَّة ، كالبصْرةِ والكُوفَةِ .
( و ) حَجْر : ( ع بدِيار بنِي عُقَيْلٍ ) يقال له ؛ حَجْرُ الرّاشِدِ ، وهو قَرْن ظَلِيلٌ أَسفلُه كالعُمودِ ، وأَعلاه مُنْتَشِرٌ ( و ) حَجْرٌ : ( وادٍ بينَ بلادِ عُذْرةَ وغَطفَانَ ( و ) حَجْر : ( ة لبنِي سُلَيْمٍ ) يقال لها : حَجْرُ بنِي سُلَيْمٍ ، ( ويُكْسرُ ) في هاذه .
( و ) حَجْرٌ : ( جَبلٌ ) أَيضاً ( ببلاد غَطَفَانَ ) .
( و ) حَجْرٌ : ( ع باليَمن ) ، وهو غير حُجْر ، بالضمّ . وسيأْتي ( و ) حَجْرٌ : ( ع به وَقْعةٌ بين دَوْسٍ وكِنَانةَ .
( و ) حَجْرٌ : ( جَمُعُ حَجْرَةٍ ، للنّاحِية ) كجَمْرٍ وجَمْرةٍ ، ( كالحَجَرَات ) ، محرَّكةً
____________________

(10/532)


على القياس ، ( والحَوَاجِرِ ) ، فيما أنشده ثعلبٌ :
سَقَانَا فلم نَهْجَا مِن الجُوعِ نَقْرَةً
سَمَاراً كإِبْطِ الذِّئْبِ سُودٌ حَواجِرُهْ
قل ابن سِيدَه : ولم يُفَسِّره ، وعندي أَنه جَمعُ حَجْرَةٍ التي هي الناحيةُ ، على غير قِياس ، وله نظائرُ . وحَجْرَتَا العَسْكَرِ : ناحِيَتاه مِن المَيْمَنَةِ والمَيْسَرَةِ ، وقال :
إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حَجْرَتَيْهمْ
ونَجْمَعُهمْ إِذَا كانوا بَدَادِ
وفي الحديث : ( للنِّساءِ حَجْرَتَا الطَّرِيق 2 ، أَي ناحِيَتاه .
وحَجّرَةُ القَومِ : نحيةُ دارِهم . وفي المثل : ( فلانٌ يَرْعَى وَسَطاً ، ويَرْبِضُ حَجْرَةً ، ( أَي ناحيةً ، وقال ابن بَرِّيّ يُضْرَبُ في الرَّجل يكونُ وَسَطَ القَومِ ، إِذا كانوا في خَيْر ، وإِذا صاروا إِلى شَرَ تَرَكَهم ورَبَضَ ناحيةً ، قال : ويقال إِن هاذا المَثَلَ لعَيْلانَ بنِ مُضَرَ . وفي حديث أبي الدَّرْدَاءِ : ( رأَيتُ رجلاً يَسيرُ حَجْرَةً ) ؛ أَي ناحيةً مُنْفَرِداً . وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه ؛ الحُكْمُ لله :
ودَعْ عنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَرَاتِه
مثَلٌ يُضْرَبُ في مَن ذَهَبَ مِن ماله شيءٌ ، ثم ذَهَبَ بعده ما هو أَجَلُّ منه ، وهو صَدْرُ بيتٍ لامرىءِ القَيْسِ :
فدَعْ عَنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه
ولاكنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّوَاحِلِ
أَي دَع النَّهْبَ الذي نُهِبَ مِن نَوَاحِيك ، وحَدِّثْنِي حديثَ الرَّواحلِ وَهي الإِبلُ التي ذَهبْتَ بها ما فَعَلت .
( و ) حَجْرٌ : ثلاثُ قَبَائِلَ :
الأُولَى : ( حَجْرُ ذِي رُعَيْنٍ ) وفي بعض نُسَخِ الأَنسابِ : حَجْرُ رُعَيْن ، بحذْف ذي ( أَبُو القَبِيلَةِ )
____________________

(10/533)


وإسمُ ذي رُعَيْنٍ يَرِيمُ بنُ يَزِيدَ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبد شمسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوْثِ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِيب بنِ زُهَيْرِ بنِ أَنمى بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ ، ( منهم : عبّاسُ بنُ خُلَيْدٍ التّابِعِيُّ ) ، يَرْوِي عن عبد اللهِ بنِ عُمَرَ وأَبي الدَّرْدَاءِ ، وعنه أَبو هانِيءٍ حُمَيْدُ بنُ هانيءٍ ، قال أَبو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ .
( وعُقَيْلُ بنُ باقِلٍ ) الحَجْرِي ، حَجْرُ رُعَيْنٍ .
( وقَيْسُ بنُ أَبي يَزِيدَ ) الحَجْرِيُّ العارِضُ ، كان على عَرْض الجُيُوشِ بمصرَ .
( وهِشَامُ بنُ ) أَبي خليفةَ محمّدِ بنِ قُرَّةَ بنِ محمّدِ بنِ ( حُمَيْدٍ ) الحَجْرِيُّ المِصْرِيُّ ، رَوَى عنه أُسامةُ بنُ إِساف ، ( وذُرِّيَّتُه ) ، منهم : أَبو قُرَّةَ محمّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ هِشَامٍ الحَجْرِيُّ ، يَرْوِي عنه عبدُ الغَنِيِّ بنُ سعيدٍ المِصْريُّ .
ومِن حَجْرِ رُعَيْنٍ : سعيدُ بنُ أَبي سعيدٍ الحَجْرِيُّ ، وإِسماعيلُ بنُ سُفْيَانَ الأَعْمَى . وأَبو زُرْعَةَ وَهْبُ اللّهِ بنُ راشد المؤذِّنُ البَصْرِيُّ ، وسيأْتي في كلام المصنِّف .
والثانية : حَجْرُ حِمْيَرَ ، منها :
مُخْتَارٌ الحَجْرِيُّ ، رَوَى عنه صالحُ بنُ أَبي عَرِيب الحَضْرَمِيُّ . ومُعَاوِيَةُ بنُ نَهِيك الحَجْرِيُّ ، رَوَى عنه نُعَيْمٌ الرُّعَيْنِيُّ ، وهما مِن حَجْرِ حِمْيَرَ ، هاكذا ذَكَرَه ابنُ الأَثِير وغيرُه ، والصَّوَابُ أَن حَجْرَ حِمْيَرَ عَيْنُ حَجْرِ رُعَيْنٍ ، وسِيَاقُ النَّسَبِ يَدُلُّ على ذالك ، قالَه البُلْبَيسِيُّ .
( ومِن حَجْرِ الأَزْدِ ) وهي الثالثةُ وهو حَجْرُ بنُ عِمْرَانَ بنِ عَمْرِو مُزَيْقِيَا بنِ عامرٍ ماءِ السماء بنِ حارثةَ بنِ امرىءِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مازِنِ بن الأَزْدِ : ( الحافِظَانِ ) الجَلِيلان العَظِيمانِ ( عبدُ الغَنِيِّ ) بنُ سعيدٍ الأَزْدِيُّ المصْرِيُّ وآلُ بيتِه ، ( والإِمام
____________________

(10/534)


أَبو جَعْفَرٍ ) أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ سلَامَةَ ( الطَّحَاوِيُّ ) الفَقِيهُ الحَنَفِيُّ ، عِدادُه في حَجْرِ الأَزْدِ ، قاله أَبو سعيدِ بنِ يُونُسَ ، وكان ثِقَةً نَبِيلاً فَقِيهاً عالماً ، لم يَخْلُفْ مثلُه ، وُلِدَ سنةَ 239 ه ، وتُوُفِّي سنة 321 ه .
ومِن حَجْر لأَزْد : أَبو عُثْمَانَ سعيدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الحَجْرِيُّ ، ثم العامِرِيُّ ، رَوَى عَنْه أَبو جعفَرٍ الطَّحَاوِيُّ ، وولَدُه عليُّ بنُ سعيدِ بنِ بِشْرٍ ، حَدَّثَ عنه أَبو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ .
( و ) الحِجْرُ ، ( بالكسر : العَقْلُ ) واللُّبُّ ؛ لإِمساكِه ومَنْعِه وإِحاطتِه بالتَّمْيِيزِ ، وفي الكتاب العَزيز : { هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لّذِى حِجْرٍ } ( الفجر : 5 ) .
( و ) الحِجْرُ : حِجْرُ الكَعْبَةِ ، قال الأَزهَرِيُّ : هو حَطِيمُ مكةَ ؛ كأَنَّه حُجْرَةٌ ممّا يَلِي المَثْعَبَ مِن البَيت ، وفي الصّحاح : هو ( ما حَوَاه الحَطِيمُ المُدَارُ بالكعبةِ ، شَرَّفهَا اللّهُ تَعالى ) ونَصُّ الصّحاح : بالبَيْت ( مِن ) وسَقَطَتْ مِن نَصِّ الصّحاحِ ( جانِب الشَّمَالِ ) . وَكُلُّ ما حَجَرْتَه مِن حائطٍ فهو حِجْرٌ . ولا أَدْرِي لأَيِّ شيْءٍ عَدَلَ عن عِبارَةَ الصّحاح مع أَنها أَخْصَرُ . وقال ابنُ الأَثِير : هو الحائطُ المُسْتَدِيرُ إِلى جانِب الكعبةِ الغَربيِّ ( و ) الحِجْرُ : ( دِيَارُ ثَمُودَ ) ناحيةَ الشّامِ عنْد وادِي القُرَى ، ( أَو بلادُهم ) ، قيل : لا فَرْقَ بينهما ؛ لأَن دِيَارَهم ، في بلادهم ، وقيل : بل بينهما فَرْقٌ ، وهم قومُ صالحٍ عليه السّلامُ ، وجاءَ ذِكْرهُ في الحديث كثيراً . وفي الكتاب العزيز : { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ } ( الحجر : 80 ) .
وفي المَرَاصِد : الحِجْرُ : إسمُ دارِ ثَمُودَ بوادِي القُرَى بين المدينةِ والشَّامِ ، وكانت مَساكِن ثَمودَ ، وهي بُيوتٌ مَنحوتَةٌ في الجِبَال مثْل المَغَاوِر ، وكلُّ جَبَلٍ منْقَطِعٌ عن الآخَرِ ، يُطَاف حولَهَا ، وقد نُقِرَ فيها بيوتٌ تَقِلُّ وَتَكْثُرُ على قدْر الجِبَالِ
____________________

(10/535)


التي تُنقَرُ فيها ، وهي بُيوتٌ في غايةٍ الحسْنِ ، فيها بيوتٌ وطَبَقَاتٌ مَحْكَمَةُ الصَّنْعَةِ ، وفي وَسَطها البِئْرُ التي كانت تَرِدُهَا النّاقَةُ .
قال شيخنَا : ونَقَلَ الشهاب الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة أَثنَاءَ بَرَاءَة : الحِجْر : بالكسر ويُفْتح : بلادُ ثَمود ، عن بعض التَّفاسِير ، ولا أَدْرِي ما صِحَّة الفتْحِ .
( و ) الحِجْر : ( الأُنْثَى مِن الخيْل ، و ) لم يقولوا ( بالهاءِ ) ؛ لأَنه إسمٌ لا يَشْرَكَهَا فيه المذكَّرُ ، وهو ( لَحْنٌ ) .
وفي التَّكْمِلَةِ بعد ذِكْرِهِ أَحْجَارَ الخَيْلِ : ولا يَكَادون يُفْرِدُون الواحدةَ ، وأَمّا قَوْل العامَّة للواحِدَة حِجْرَة بالهاءِ فمُسْتَرْذَلٌ . انتَهى . وقد صَحَّحَه غيرُ واحدٍ .
قال الشِّهَابُ في شَرْح الشِّفَاءِ : إِن كلامَ المصنِّفِ ليس بصَوَابٍ ، وإِنْ سَبَقَه به غيرُه ؛ فقد وَردَ في الحديث ، وصَحَّحَه القَزْوِينِيُّ في مثلّثاته ، وإِليه ذَهَبَ شَيْخُنَا المَقْدِسِيُّ في حَوَاشِيه قال شيخنَا : القَزْوِينِيُّ ليس مِمَّن يُرَدُّ به كلام جَمَاهِيرِ أَئِمَّةِ اللغةِ ، والمَقْدِسيُّ لم يَتَعَرَّضْ لهاذه المادَّةِ في حَوَاشِيه ، ولا لفَصْلِ الحاءِ بأَجْمَعِه ، ولعَلَّه سَها في كلام غيرِه .
قال : والحديث الذي أَشار إِليه ؛ فقد قال القَسْطلانِيُّ في شرْح البُخاريّ حين تَكَلَّم على الحِجْرِ أُنْثَى الخَيْلِ وإِنكارِ أَهلِ اللغةِ الحِجْرَة ، بالهاءِ : لاكن رَوَى ابنُ عَدِيَ في الكامل مِن حديث عَمْرِو بنِ شُعَيبٍ ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، مَرْفوعاً : ( ليس في جْرَةٍ ولا بَغْلةٍ زَكَاةٌ ) . قال شيخُنَا : وقد يُقَال إِن إِلحاقَ الهاءِ هنا لمُشَاكَلَة بَغْلَةٍ ، وهو بابٌ واسعٌ .
( ج حُجُورٌ وحُجُورَةٌ وأَحْجَارٌ ) .
في الأَساس : يقال : هاذه حِجْرٌ مُنْجِبَةٌ مِن حُجُورٍ مُنْجِباتٍ ، وهي الرَّمَكَةُ ، كما قِيل :
إِذا خَرِسَ الفَحْلُ وَسْطَ الحُجُورِ
وصاحَ الكِلَابُ وعُقَّ الوَلَدْ
____________________

(10/536)



معناه أَن الفَحْلَ الحِصانَ إِذا عَايَنَ الجَيْشَ وبَوارِقَ السُّيُوفِ لم يَلْتَفِتْ جِهَةَ الحُجُورِ ، ونَبَحَتِ الكلابُ أَرْبابَهَا ؛ لتغيُّر هيآتِها ، وعَقَّتِ الأُمَّهَاتُ أَوْلادَهُنَّ وشَغلهُنَّ الرُّعْبُ عنهم .
( و ) الحِجْرُ : ( القَرَابَةُ ) ، وبه فُسِّر قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
فأَخْفِيْتُ ما بِي مِن صَدِيقِي وإِنّه
لذُو نسَبٍ دانٍ إِليَّ وذو حِجرِ
( و ) الحِجْر : ( ما بَيْنَ يَدَيْك مِن ثوْبِك ) ويفْتحُ ، كما في التَّهْذِيب .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحِجْر ( مِن الرَّجلِ والمرأَةِ : فَرْجُهما ) ، وعبَّرَ بعضٌ بالمتَاعِ ، والفتح أَعلَى ( و ) الحِجْر : ( ة لبَنِي سُليْمٍ ) بالْقُرْب من قَلَهِّي وذي رَوْلان .
( ويُفْتَحُ فيهما ) ؛ أَي في القَرْيَة والفَرْج ، والصَّوابُ : ( فيها ) ؛ أَي في الثَّلاثة ، كما عَرَفْت .
( و ) يقال : ( نَشَأَ ) فُلانٌ ( في حِجْرِه ) ، بالكسر ، ( وحَجْرِه ) ، بالفتح ؛ ( أَي في حِفْظِه وسَتْرِه ) . وقال الأَزهريُّ : يقال : همف ي حَجْرِ فلانٍ ، أَي في كَنَفِه ومنعَتِه ومَنْعِه ، كلُّه واحدٌ ، قاله أَبو زيْد .
( ووَهْبُ بنُ راشِدٍ الحِجْرِيُّ بالكسر مِصْرِيٌّ ) ، والذي قاله السَّمْعانِيُّ إِنه أَبو زُرْعة وَهْبُ اللّهِ
____________________

(10/537)


بنُ راشدٍ المُؤذِّن الحَجرِيّ المِصْرِيُّ ، مِن حَجْرِ رُعَيْنٍ ، يَرْوِي عن ثَوْرِ بنِ يَزِيدَ الأُبُلِّيِّ ، وحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ ، وغيرِهما ، رَوَى عنه أَبو الرَّدّادِ عبدُ اللّهِ بنُ عبد السّلامِ بنِ الرَّبِيعِ والرَّبيعُ بنُ سُلَيْمَانَ ، وغيرُهما .
( و ) الحَجَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الصَّخْرَةُ كالأُحْجُرِّ ، كأُرْدُنّ ) ، نقلَه الفَرّاءُ عن العرب ، وأَنشد :
يَرْمِينِيَ الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ
قال : ومثلُه هو أُكْبُرُّهم ، وفَرَسٌ أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ ، يُشَدِّدُون آخِرَ الحَرْفِ . ( ج ) في القِلَّة ( أَحْجَارٌ وأَحْجُرٌ ، و ) في الكَثْر ( حِجَارةٌ وحِجَارٌ ) ، وهو نادِر ، قاله الجوهريّ .
ورُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ أَنه قال : العرَبُ تُدْخِلُ الهاءَ في كلِّ جَمْعِ على فِعال أَو فُعُولٍ ؛ وإِنما زادوا هاذه الهاءَ فيا ، لأَنه إِذا سُكِتَ عليه اجتمعَ فيه عند السَّكْتِ ساكِنانِ ، أَحدُهما الأَلفُ التي آخر حرفٍ في فِعال ، والثاني آخِرُ فِعال المَسْكُوت عليه ، فقالوا : عِظَامٌ وعِظَامَةٌ ( ونِفارٌ ونِفَارَة ) ، وقالوا : فِحالَةٌ وحِبالَةً وذِكارَةٌ وذُكُوَةٌ وفُحُولَةٌ ( وحُمُولَةٌ ) .
( وَأَرْضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرَةٌ : كَثِيرَتُهُ ) ، أَي الحَجَرِ .
( و ) الحَجَرانِ : ( الفِضّةُ والذَّهَبُ ) .
ويقال للرّجل إِذا كثُرَ مالُه وعَدَدُه : قد انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه ، وقد ارْتَعَجَ مالُه ، وارْتَعَجَ عَدَدُه .
( و ) رُبما كُنِيَ بالحَجَرِ عن ( الرَّمْل ) ، حَكاه ابنُ الأَعْرَابيِّ ، وبذالك فُسِّر قولُه :
عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ
قال : أَراد عَشِيَّةَ رَمْل الكِنَاسِ ، ورَمْلُ الكِنَاسِ : مِن بلادِ عبدِ اللّهِ بنِ كِلاب .
____________________

(10/538)



( والحَجَرُ الأَسْوَدُ ) الأَسْعَدُ كَرَّمَه اللّهُ تعالَى ( م ) أَي معروفٌ ، وهو حَجَرُ البَيتِ حَرَسَه اللّهُ تعالَى ، ورُبَّمَا أَفْرَدُوه إِعظاماً فقالوا : الحَجَرُ ، ومِن ذالك قولُ عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه : وللّهِ إِنكَ لَحَجَرٌ ، ولولا أَنِّي رأَيتُ رسولَ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم يفعل كذا ما فعلْتُ ) . فأَمَّ قولُ الفَرَزْدَق :
وإِذا ذَكَرْتَ أَباكَ أَو أَيّامَه
أَخْزاكَ حَيثُ تُقَبَّلُ الأَحْجَارُ
فإِنه جَعَل كلَّ ناحِيَةٍ منه حَجَراً ؛ أَلَا تَرَى أَنكَ لو مَسِسْتَ كلّ ناحيةٍ منه لَجازَ أَن تقولَ : مَسِسْتُ الحَجَرَ .
( و ) الحَجَرُ : ( د ، عَظِيمٌ على جَبَلٍ بالأَنْدَلُسِ ، ومنه : محمّدُ بنُ يَحْيَى ، المحدِّثُ ) الحَجَرِيُّ الكِنْدِيُّ الكُوفيُّ ، عن عبد اللّهِ بن الأَجْلَحِ ، وعنه عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الجُرْجانِيُّ ، وإِبراهيمُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ الشِّيرازِيُّ .
( و ) الحَجَرُ : ( ع آخَرُ ) .
( وحَجَرُ الذَّهَبِ : مَحَلَّةٌ بدِمَشْقَ ) داخِلَها ، وفيها المدرسةُ الخاتُونِيَّةُ .
( وَحَجرُ شُغْلانَ ، بإِعجام الغَيْن وإِهمالِها : ( حِصْنٌ قُرْبَ أَنْطَاكِيَةَ ) بجَبل اللُّكَامِ .
( و ) الحُجُرُ ، ( بضَمَّتَيْنِ : ما يُحِيطُ بالظُّفُرِ من اللَّحْم .
( و ) الحُجَرُ ، ( كصُرَدٍ : جمْع الحُجْرَةِ للغُرْفَةِ ) وَزْناً ومَعْنىً .
( و ) الحُجْرَةُ : ( حَظِيرَةُ الإِبل ) ، ومنه : حُجْرَةُ الدّارِ ( كالحُجُرَاتِ ) بضَمَّتَيْنِ ، والحُجرَاتِ ، بفتحِ الجيمِ وسكونِها ) ثلاثُ لغاتٍ ، الأَخيرَ ( عن الزَّمَخْشَرِيِّ ) . وقال شيخُنَا : هاذا ليس ممّا انْفَرَدَ به الزَّمَخْشَرِيُّ حتى يحتاجَ إِلى قَصْرِه في عَزْوِه عليه ، بل هو قولٌ للجمهور بل ادَّعَى بعضٌ في مثله القِيَاسَ ، فما هاذا القصُورُ ؟ .
( والحاجِرُ : الأَرضُ المُرْتَفِعَةُ
____________________

(10/539)


ووَسَطُها مِنْخَفِضٌ ) ، كالمَحْجِرِ ، كمَجْلِس .
( و ) في الصّحاح : الحاجِرُ : ( ما يُمْسِك الماءَ مِن شَفَةِ الوادِي ) ، وزاد ابن سِيدَه : ويُحِيطُ به ، ( كالحاجُورِ ) ، وهو فاعُولٌ من الحَجْر ، وهو المَنْع .
( و ) الحاجهُ : ( مَنْتُ الرِّمْثِ ومُجْتَمَعُ ومُسْتَدارُه ) ، كذا في المُحْكَم .
والحاجِر أَيضاً : الجَدْرُ الذي يُمْسِكُ الماءَ بين الدِّيار لاستدارَتِه . وفي التَّهْذِيب : والحاجِرُ مِن مَسَايِلِ المِيَاهِ ومَنابتِ العُشْبِ : ما استدارَ به سَنَدٌ ، أَو نَهْرٌ مرتفعٌ . ( ج حُجْرَانٌ ) ، مثلُ حائرٍ وحُورانٌ ، وشبَ وشُبَّان . قال رُؤْبَةُ :
حتى إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ
( و ) منه سُمِّيَ ( مَنْزلٌ للحاجِّ بالبادِيَة ) حاجِراً . وعبارةُ الأَزهريِّ : ومِن هاذا قِيل لهاذا المنزِلِ الذي في طريق مكةَ : حجهٌ . وفي الأَساس : وفلانُ مِن أَهل الحاجِرِ ؛ وهو مكانٌ بطريق مكةَ .
وقال أَبو حنيفةَ : الحاجِرُ : كَرْمٌ مِئْناثٌ ، وهو مُطْمَأَنٌّ ، له حُرُوفٌ مُشْرِفَةٌ تَحْبِسُ عليه الماءَ ؛ وبذالك سُمِّيَ حاجِراً .
قلتُ : والحاجِرُ : مَوضِعٌ بالقُرْبِ من زَبِيدَ ، سمعْتُ فيه سُنَنَ النَّسَائِيِّ ، على شيخِنَا الإِمام أَبي محمّدٍ عبدِ الهالِ بنِ أَبي بكرٍ النَّمَرِيِّ ، رَحِمَه اللّهُ تعالَى .
والحاجِ : موضعٌ بالجِيزَةِ من مصرَ ، وقد رأَيتُ .
( والحُجْرِيُّ ككُرْدِيِّ ويُكْسَرُ : الحَقُّ والحُرْمَةُ والخُصُوصِيَّةُ .
( وحُجرٌ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْن ) ، مثلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ ، قال حَسّانُ بنُ ثابت :
مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يَأْمَنُه
مِن قَتِيلٍ بعد عَمْرٍ و وحُجُرْ
( والِدُ امْرِيء القَيْسِ ) الشاعِرِ المشهورِ ، فَحْلِ الشعَرَاءِ ( و ) حُجْرٌ أَيضاً ) ،
____________________

(10/540)


( جَدُّه الأَعْلَى ) وهو امْرُؤُ القَيْسِ بنُ جُجْرِ بنِ الحارِثِ بن حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ ثَوْرٍ ، وهو كِنْدَةُ . وحُجْرُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ الحارِثِ بن أَبي شَمِرٍ الغَسّانيُّ ، وإِيّاه عَنَى حسّانُ .
( و ) حُجْرُ ( بنُ رَبِيعَةَ ) بنِ وائلٍ الحَضْرَمِيُّ الكِنْدِيُّ ، والدُ وائلٍ أَبي هُنَيْدَةَ مَلِكِ حَضْرَمَوتَ ، وقد حَدَّثَ مِن وَلَدِه عَلْقَمَةُ وعبدُ الجَبّارِ ، ابنا وائِلِ بنِ حُجْرِ بنِ ربيعَةَ بنِ وائلٍ .
( و ) حُجْرُ ( بنُ عَدِيِّ ) بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ جَبَلةَ الكِنْدِيُّ ، ويقال له : حُجْرُ الخَيْرِ ، وأَبوه عَدِيٌّ هو المُلَقَّبُ بالأَدْبَرِ ؛ لأَنَّه طُعِنَ في أَلْيَتَيْهِ مُوَلِّياً ، وقال أَبو عَمْرٍ و : الأَدْبَرُ هو ابنُ عَدِيَ ، وقد وَهِمَ ، ( و ) حُجْرُ ( بنُ النُّعْمَانِ ) الحارثيُّ ، له وِفَادةٌ ، وهو والِدُ الصَّلْتِ . ( و ) حُجْرُ ( بنُ يَزِيدَ ) بنِ سَلَمَةَ الكِنْدِيُّ ، ويقال له : حُجْرُ الشَّرِّ ؛ للفَرْقِ بينه وبين حُجْرِ الخَيْر ، وهو أَحَدُ الشهُودِ بين الحَكَمَيْنِ ، وَلَّاهُ مُعاويةُ إِرْمِينِيَةَ : ( صَحَابِيُّون ) .
وحُجْرُ بنُ يَزِيدَ بنِ مَعْدِي كَرِبَ الكِنْدِيُّ ، صاحِبُ مِرْبَاعِ بَنِي هِنْدٍ ، اختُلِفَ في صُحْبته ، والصَّوابُ أَنَّ لأَخِيه أَبي الأَسْوَدِ صُحْبَةً .
( و ) حُجْرُ ( بنُ العَنْيَسِ ) ، وقيل : ابنُ قَيْسٍ أَبو العَنْبَسِ ، وقيل : أَبو السَّكْنِ الكُوفِيُّ ، ( تابِعِيٌّ ) أَدْرَكَ الجاهليَّةَ ، ولا رُؤْيَةَ له ، شَهِدَ الجَمَلَ وصِفِّين ، رَوَى عنه سَلَمَةُ بن كُهَيْل ، وموسى بنُ قَيْسٍ الحَضْرَميُّ أَوْرَدَه أَبو موسَى .
( و ) حُجْرُ : ( ة باليَمَن مِن مَخَالِيف بَدْرٍ ، منها :
( يَحْيَى بنُ المُنْدِرِ ) ، عن شَرِيك ، وعنه ابنُه أَحمدُ ، وعن أَحمدَ أَبو سعيدِ بنُ الأَعرابيِّ .
( ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ جابِرٍ ) ، شَيخٌ لعبد الغنيِّ بنِ سَعِيد .
وأَحمدُ بنُ عليَ الهُذَلِيُّ الشاعرُ
____________________

(10/541)


الحُجْرِيُّ ، وغيرُهم . ومِن شِعر الهُذَلِيِّ هاذا :
ذَكَرْتُ والدَّمْعُ يومَ البَيْنِ يَنْسَجِمُ
ولَوْعَةُ الوَجْدِ في الأَحْشَاءِ تَضْطَرِمُ
( وبالتَّحْرِيك : والِدُ أَوْسٍ الصَّحابِيِّ ) الأَسْلَمِيِّ ، وقيل : أَوْس بن عبد للّه بنِ حَجَرٍ ، وقيل : أَبو أَوْسٍ تَمِيمُ بنُ حَجَرٍ ، وقيل : أَو تَمِيم كان يَنْزِلُ العَرْجَ . ذَكَره ابنُ ماكُولَا عن الطَّبَرِيِّ ، لم يَرْوِ شيئاً .
( و ) حَجَ : ( والِدُ ) أَوْسٍ ( الجَاهِلِيِّ الشاعِرِ ) التَّمِيمِيِّ .
( و ) حَجَرٌ : ( والِدُ أَنَسٍ المُحَدِّثُ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وهو غَلَطٌ مَنْشَؤُه سِياقُ عبارةِ ( مُشْتَبِه النَّسَبِ ) لشيخِه ونَصُّها : ( و ) بفتحتَيْن ( أَيُّوبُ بنُ حَجَرٍ ) الأَيْلِيُّ ، ( ومحمّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبي حَجَرٍ ، ( رَوَيَا ) ، وأَنَسُ بنُ حَجَرٍ مُخْتَلَفٌ فيه . هاكذا نَصُّه ، وعلى الهامش بإِزاءِ قوله : وأَنَس : وأَوْس ، وعليه صحّ بخطِّ الحافظِ بن رافعٍ ، وهاكذا هو في التَّبْصيرِ للحافظ ، ولم يَذكر أَنَسَ بنَ حَجَرٍ ، إِنَّمَا هو أَوْسُ بنُ حَجَر . ( أَو هما ) أَي والِدُ الشّاعِرِ والمحدِّثِ ( بالفتح ) ، والصَّوابُ في والدِ أَوْسٍ الصَّحابِيِّ التحريكُ ، على اختلاف . قال الحافظُ وصَحَّحَ ابنُ ماكُولَا أَنه بالضمِّ ، وأَنه أَوْسُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ حُجْرٍ ، حديثُه عند وَلَدِه .
( وذو الحَجَرَيْنِ لأَزْدِيُّ ) ، إِنما لُقِّبَ
____________________

(10/542)


به ؛ ( لأَن ابنَته كانت تَدُقُّ النَّوَى لإِبله بحَجَرٍ ، والشَّعِيرَ لأَهلها بحَجَر آخَرَ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : يقال : ( رُمِيَ ) فلانٌ ( بحَجَرِ الارضِ ؛ أَي ) رُمِيَ ( بداهِيَةٍ ) مِن الرِّجال . وفي حديث الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ : أَنّه قال عليَ ، حين سَمَّى مُعَاوِيَةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بنِ العاصِ : ( إِنّكَ قد رُمِيتَ بحَجَر الأَرضِ ، فاجْعَلْ معه ابنَ عَبّاس ؛ فإِنه لا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلَّا حَلَّها ) ؛ أَي بِدَاهِيَةٍ عظيمةٍ تَثْبُتُ ثُبُوتَ الحَجَرِ في الأَرض . كذا في اللِّسَان .
وفي الأَساس رُمِيَ فلانٌ بحَجَرٍ ، إِذا قُرِنَ بمثْلِه .
( و ) الحَجُورُ ، ( كصَبُورِ ) ، ويُرْوَى بالضمّ أَيضاً : ( ع ببلاد بَنِي سَعْدِ ) ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ ، ( وراءَ عُمَانَ ) قال الفَرَزْدَقُ :
لو كنْتَ تَدْرِي ما بِرَمْلِ مُقَيِّدٍ
فقُرَى عُمَانَ إِلى ذَواتِ حَجُورِ
رُوِيَ بالوَجْهَيْن : بفتحِ الحاءِ وضَمِّها .
( و ) الحَجُورُ : ( عن باليمن ) ، وهو صُقْعٌ كبيرٌ تُنْسَبُ إِليه قَبيلةٌ باليمن ، وهم حَجُورُ بنُ أَسْلَمَ بنِ عَلْيَانَ بن زَيْدِ بنِ جُثَمَ بنِ حاشِدٍ ، منهم : أَبو عثْمَانَ يَزِيدُ بنُ سعيدٍ الحَجُورِيُّ ، حدَّثَ عن أَبيه .
( والحَجُّورَةُ مُشَدَّدةً والحاجْورةُ : لُعْبَةٌ ) لهم ؛ ( تَخُطُّ الصِّبْيَانُ خَطًّا مُدَوَّراً ، ويَقِفُ فيه صَبِيٌّ ، ويُحِيطُون به ليأْخذوه ) مِن الخَطِّ ، عن ابن دريد ، لاكن رأَيتُ بخطِّ الصغانيِّ : الحَجُورَة ، مخفَّفَةً .
( والمحْجرُ ، كمَجْلِسِ ومِنْبَرٍ :
____________________

(10/543)


الحَدِيقةُ ) . والمَحَاجهُ : الحدائقُ ، قال لَبِيد :
بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ
تَرْوِي المَحَاجِرَ بزِلٌ عُلْكُومُ
وفي التهذيب : المِحْجَرُ : المَرْعَى المُنْخَفِضُ ، وفي الأَساس : المَوْضِعُ فيه رِعْيٌ كثيرٌ وماءٌ .
( و ) المَحْجِرُ ( مِن العَيْن : ما دارَ بها وبَدَ مِن البُرْقُعِ ) مِن جميع العَيْن ، ( أَو ) هو ( ما يَظْهَرُ مِن نِقابها ) ، أَي المرأَة ، قاله الجوهريُّ . وقال الأَزهريُّ : المَحْجِرُ : العَيْنُ ، ومَحْجِرُ العين : ما يَبْدُو مِن النِّقاب ، وقال مرَّةً : المَحْجرُ مِن الوَجْه : حيثُ يَقَعُ عليه النِّقَابُ ، قال : وما بدَا لكَ من النِّقاب مَحْجِرٌ ، وأَنشدَ :
وكأَنَّ مَحْجِرَهَا سِراجٌ مُوقَدُ
وقيل : هو ما دَار بالعَيْن مِن العَظْم الذي في أَسْفَلِ الجَفْنِ ، كلُّ ذالك بفَتْح الميمِ ، وكسرِ الجيمِ وَفَتْحِها .
( و ) قيل : المَحْجِرُ والمِحْجَرُ : ( عِمَامَتُه ) أَي الرَّجلِ ( إِذا اعْتَمَّ ) .
( و ) المَحْجِرُ أَيضاً : ( ما حولَ القَرْيَةِ ، ومنه : مَحَاجِرُ أَقْيَالِ اليَمنِ ) أَي مُلوكِهَا . ( وهي الأَحْمَاءُ : كان لكلِّ وحدٍ ) منهم ( حِمًى لا يَرعاه غيرُه ) . وفي التَّهْذِيبِ : مَحْجِرُ القَيْل من أَقْيالِ اليمَنِ : حَوْزَتُه وناحِيَتُه ، التي لا يَدخُل عليه فيها غيرُه .
( و ) يقال : ( اسْتَحْجَرَ ) الرجلُ : ( اتَّخَذَ حُجْرَةً ) لنفسِه ( كتَحَجَّرَ ) واحْتَجَرَ . وفي الحديث : ( أَنّه احْتَجَرَ حُجَيْرَةً بخَصَفَة أَو حَصِير ) .
( و ) أَبو القاسم مُظَفَّرُ بنُ عبدِ اللّهِ بن بَكرِ ) بن مُقاتِله ( الحُجَرِيُّ كجُهَنِيَ محدِّثٌ ) ، يَرْوِي عن عبدِ اللّهِ بنِ المُعْتَزِّ شيئاً من شِعْره ، سَمِعَ منه
____________________

(10/544)


أَبو العَلَاءِ الواسِطِيُّ المُقْرِيءُ بواسِطَ .
( والأَحجارُ : بُطُونٌ مِن بني تَمِيمٍ ) قال ابن سِيدَه : سُمُّوا بذالك لأَن أَسماءَهَم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْرٌ ، وإِيّاهم عَنَى الشاعِرُ بقوله :
وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
يَعْنِي أُمَّه . وقيل : هي المَنْجَنِيقُ .
( ومُحَجّرٌ كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّث ) ، الثاني قولُ الأَصمعيِّ : ( ماءٌ أَو ) إسمُ ( ع ) بعَيْنِه . قال ابن بَرِّيَ : وشاهِدُه قَولُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ :
فذُوقُوا كما ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ لمن الغَيْظِ في أَكبادِنَا والتَّحَوُّبِ
قال ابنُ مَنْظُورٍ : وحَكَى ابنُ بَرِّيَ هنا حكايَةً لطيفةً عن ابن خالَوَيْهِ ، وقال حَدَّثَنِي أَبو عَمرٍ و الزاهِدُ ، عن ثعلبٍ ، عن عُمَرَ بنِ شَبَّةَ ، قال : قال الجارُودُ ، وهو القاريءُ : { وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ } ( البقرة : 9 ) : غَسَّلتُ إبناً للحَجّاج ، ثم انصرفْتُ إِلى شيخ كان الحجّاجُ قَتَلَ ابْنَه ، فقلتُ له : مات ابنُ الحَجّاجِ فلو رَأيتَ جَزَعَه عليه ، فقال :
فذُوقُوا كمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ
البيت .
( وأَحْجارٌ : فَرَسُ هَمّامِ بنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ ) ، سُمِّيَتْ باسم الجَمْع .
( وأَحْجَارُ الخَيْلِ : ما اتُّخِذَ منها للنَّسْل ، لا يَكادُون يُفْرِدُون ) لها ( الواحِدَ ) . قال الأَزهريُّ : بل يقال هاذه حِجْرٌ مِن أَحجارِ خَيْلِي ، يُرِيدُ بالحِجْ : الفَرَسَ الأُنْثَى خاصَّةً جَعَلُوهَا كالمُحَرَّمَةِ الرَّحِمِ إِلَّا على حِصَانٍ كريمٍ .
( وأَحْجَارُ المِرَاءِ ) : مَوضِعٌ ( بقُبَاءَ ، خار 2 المدينةِ ) المشرَّفةِ ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاة 2 والسّلام . وفي الحديث : ( أَنه كان يَلْقَى جِبْرِيلَ عليه
____________________

(10/545)


السّلامُ بأَحْجارِ المِراءِ ) قال مُجاهد : وهي قُبَاءُ .
( و ) في حديث الفِتَنِ : ( عندَ ( أَحْجَارِ الزَّيْتِ ) ) ، هو ( ع داخلَ المدينَةِ ) المشرَّفَة على ساكِنها فضلُ الصّةَ والسّلامِ ، ولا يَخْفَى ما في مُقَابَلَةِ الدّاخِل ع الخارج من حُسْنِ التَّقَابُلِ .
قلْتُ : وبه قُتِلَ الإِمامُ محمّدٌ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ ، ويُقَال له : قَتِيلُ أَحْجارِ الزَّيْتِ .
( والحُجَيْرَاتُ ) كأَنَّه جمْعُ حُجَيْرَةٍ ، تَصْغِير حُجْرَة ، وهي الموضعُ المُنْفَرِدُ ، كذا في النُّسَخ ، وفي التكملة : الحُجَيْرِيّاتُ : مَوضعُ به كان ( مَنْزِلٌ لأَوْسِ بنِ مَغْرَاءَ ) السَّعْدِيِّ .
( والحُنْجُورُ ) بالضمّ : ( السَّفَطُ الصغيرُ ، وقارُورَةٌ ) صغيرةٌ ( للذَّرِيرَةِ ) ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
لو كانَ خَزُّ واسِطٍ وسعقَطُهْ
حُنْجُورُه وحُقُّه وسَفَطُهْ
( و ) الأَصلُ فيهما ( الحُلْقومُ ، كالحَنْجَرةِ ) ، والنونُ زائدةٌ ، ( والحَنَاجِرُ جَمْعه ) ، بالفتح أَيضاً ؛ وإِنما أَطْلَقَ اعتماداً على الشُّهْرة . وفي التنزيل العزيز : { إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ } ( غافر : 18 ) أَي الحلَاقِم .
( و ) الحُنْجُورُ : ( ذ ) في نواحِي الرُّومِ ، ويقال : حُنْجُر ، كقُنْفُذ ، ويقال بجِيمَيْن ، ويقال بالخاءِ .
( وحَجَّرَ القَمَرُ تَحْجِيراً ؛ اسْتدارَ
____________________

(10/546)


بخطَ دَقِيقٍ ) وفي بعض الأُصول الجعيِّدَة : ( رَقِيقٍ ) بالراءِ ( مِن غير أَن يَغْلُظَ . أَو ) تَحَجَّرَ القَمَرُ ، إِذا ( صارَ ) هاكذا في النُّسَخ ، وفي بعض منها : صارتْ ( حولَه دارَةٌ في الغَيْمِ ) .
( و ) حَجَرَّ ( البَعِيرُ : وُسِمَم حول عَيْنَيْ بمِيسَمٍ مُسْتَدِيرٍ ) . وقد حَجَّرَ عَيْنَها وحَوْلَها : حَلَّقَ لا يُصِيبُهَا .
( وتَحَجَّرَ عليه ؛ ضَيَّقَ ) وحَرَّمَ ، وفي الحديث : ( لقَد تَحَجَّرْتَ واسِعاً ) أَي ضَيَّقْتَ ما وَسَّعَه اللّهُ وخَصَصتَ به نفْسَك دُونَ غَيرِك . وقد حجَرَةُ وحَجَّرَه .
( واسْتَحْجَرَ ) فلان بكلامِي ، أَي ( اجْتَرَأَ ) عليه .
( و ) قال ابن الأَثِيْر : ( احْتَجَرَ الأَرضَ ) وحَجَرَها : ( ضَرَبَ عليها مَناراً ) ، أَو أَعْلَممَ عَلَماً في حُدودِهَا للحِيَازَةِ ؛ يَمْنَعُها به عن الغَيْر .
( و ) احْتَجرَ ( اللَّوْحَ : وَضَعَه في حَجْره ) .
( و ) يقال : احْتَجَرَ ( به ) فلانٌ ، إِذا ( الْتَجَأَ واستعَاذَ ) ، ومنه الحديث : ( اللّاهُمَّ إِنِّي أَحْتَجِرُ بك منه ) ؛ أَي أَلْتَجِيءُ إِليكَ وأَسْتَعِيذُ بك ، كاحْتَجَأَ .
( و ) في النودار : احْتَجَرَتِ ( الإِبلُ : تَشَدَّدَتْ بُطُونُها ) وحجرت ، واحْتَجَزَتْ بالزاي لغةٌ فيه . وقد أَمْسَتْ مُحْتَجِرَةً ؛ وذلك إِذا كَرِشَ المالُ ، ولم يَبْلُغ نِصْفَ البِطْنَةِ ولم يَبْلُغه الشِّبَعَ كُلَّه ، فإِذا بَلعَ نِصْفَ البِطْنَةِ لم يُقَلْ ، فإِذا رَجَعَ بعد سُوءِ حالٍ وعَجَفٍ ، فقد اجْرَوَّشَ . وناسٌ مُجْرَوِّشُون .
____________________

(10/547)



( ووادِي الحِجَرَةِ : د ، بثُغُورِ الأَنْدَلُسِ نه ) : أَبو عبدِ اللّهِ ( محمّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ حَبُّونَ الحِجَارِيُّ ) الأَنْدَلِسيُّ ، شاعرٌ ، إِمامٌ في الحديث ، بَصِيرٌ بعِلَلِه ، حافِظٌ لطُرُقِه ، لم يكن بالأَنْدَلُسِ قَبلَه أَبْصَرُ منه ، عن ابن وَضّاح ، وعنه قاسِمُ بنُ أَصْبَغَ ، ذَكَرَه الرشاطيُّ . وذَكَر السَّمْعَانيُّ منه : سعيدُ بنُ مَسّلمَةَ الحدِّثُ وابنُه أَحمدُ بنُ سعيدٍ المحدِّثُ ، وحَفْصُ بنُ عُمَرَ ، ومحمّدُ بنُ عَزْرة ، وإِسماعيلُ بنُ أَحمدَ الحِجارِيُّون الأَنْدَلُسِيُّون ، مُحدِّثون .
( وحَجْورٌ ، كقَسْوَرٍ : إسمٌ ) .
( و ) حَجّار ( ككَتّان ) وفي بعض النُّسَخِ ككِتَابٍ ( ابنُ أَبْجَرَ ) بن جابرٍ العِجْلِيُّ ( أَحَدُ حُكّامِهم ) وأَبْجَرُ هاذا هو الذي قال : أَكْثِرْ مِن الصَّدِيق ؛ فإِنك على العَدُوِّ قادرٌ ، لمّا أَوْصَى وَلَدَه حَجّاراً ، كم جَزَمَ به ابن الكَلْبِيِّ . وذَكَرَ ابنُ حِبّانَ : حَجّارَ بن أَبْجَرَ الكُوفِيَّ ، وقال فيه : يَرْوِي عن عليَ ومُعَاوِيَةَ ، عِدادُه في أَهل الكُوفةِ ، رَوَى عنه سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ ، فلا أَدْري هو هاذا أَم غيره ، فلْيُنْظَرْ .
( وحُجَيْر كزُبَيْرٍ ابنُ الرَّبِيع ) العُذْرِيُّ البَصْرِيّ ، يقال : هو أَبو السَّوّار ، ثِقَةٌ من الثالثة . ( هِشَامُ بنُ حُجَيْرٍ ) المَكِّيُّ ، مِن رجال الصَّحِيحَيْن ، وقد ضَعَّفَه ابنُ مَعِينٍ وأَحمدُ ، ( محدِّثانِ ) .
وحُجَيْرُ بنُ عبدِ اللّهِ الكِنْدِيُّ ، تابعِيٌّ .
( و ) حُجَيْرُ بنُ رِئابِ بنِ حَبِيب ( بنِ سُواءَةَ ) بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ بَكْر ، ( جَدٌّ لجابرِ بنِ سَمُرَةَ ) الصَّحابِيِّ ، رضيَ اللّهُ عنه .
وممّا يُستدرَك عليه :
أَهْلُ الحَجَر والمَدَرِ ؛ أَي أَهْلُ البوادِي الذين يَسْكُنُون مواضع الأَحجارِ والرِّمالِ ، وأَهلُ المَدَرِ : أَهلُ البِلَادِ ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حديث
____________________

(10/548)


الحَسّاسَةِ والدَّجّالِ .
وفي آخَرَ : ( وللعاهِرِ الحَجَرُ ؛ قيل : أَي الخَيْبَةُ والحِرْمَانُ ، كقَولك : مالكَ عِنْدِي شيءٌ غيرُ التَّرَابِ ، وما بِيَدِكَ غيرُ الحَجَ . وذَهَبَ قومٌ إِلى أَنه كَنَى به عن الرَّجْمِ . قال ابن الأَثِير : وليس كذالك ؛ لأَنه ليس كلُّ زانٍ يُرْجَم .
واسْتَحْجَرَ الطِّين : صار حَجَراً ، كما تقول : اسْتَنْوَقَ الجمَلُ ، لَا يَتَكَلَّمُون بهما إِلّا مَزِيدَيْن ، ولهما نظائِرُ . وفي الأَساس : اسْتَحْجَر الطِّينُ وتَحَجَّرَ : صَلُبَ كالحَجَر .
والعربُ تقول عند الأَمْرِ تُنْكِرُه : جُحّراً له بالضمّ أَي دَفْعاً ، وهو استعاذَةٌ من الأَمرِ ، ومنه قولُ الرّاجز :
قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ
عَوْذٌ بِرَبِّي منكمُ وحُجْرُ
والمُحَنْجِرُ الأَسَدُ ، نقلَه الصُّغانيُّ .
وأَنتَ في حَجْرَتِي ، أَي مَنَعَتِي .
والحِجَارُ ، بالكسرْ : حائِطُ الحُجْرَةِ ، ومنه الحديث : ( مَن نام على ظَهْرِ بَيْتٍ ليس عليه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ ) أَي لكَوْنهِ يَحْجُرُ الإِنسانَ النّائِمَ . ويَمْنَعُه من الوُقُوعِ والسُّقُوطِ . ويُرْوَى : ( حُجَاب ) بالباءِ .
والحِجْرُ : قَلْعَتَانِ باليَمَن : إِحداهما بظَفَارِ ، والثانيةُ بحَرّانَ .
وحَجُور ، كصَبُورٍ : وضعٌ باليَمَن . وقيل : قُرْبَ زبِيدَ موضعٌ يُسَمى حَجُورَى .
وحَجْرَةُ : موضعٌ باليَمَن .
____________________

(10/549)



والحَنَاجِرُ : بَلَدٌ .
والحُنْجُورُ : دُوَيْبَّةٌ ، وليس بثَبت .
والحَجّار : مِن رُوَاةِ البُخارِيِّ ، هو أَحمدُ بنُ أَبي النعم الصالِحِيُّ ، مشهورٌ .
ومِحْجَر : كمِنْبَرٍ : قريةٌ جاءَ ذِكْرُهَا في حديث وائلِ بنِ حُجْر ، وقال ابن الأَثِير هي بالنون ، قال : وهي حَظائرُ حَولَ النخل ، وسيأْتي .
وقال الطِّرِمّاحُ يَصفُ الخَمْرَ :
فلما فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَت
وصَرَّحَ أجْوَدُ الحُجْرَانِ صافِ
استعارِ الحُجْرَان للخَمْر لأَنها جَوْهَرٌ سَيّال كالماءِ .
وفي التَّهذِيب ؛ وقيل لبعضهم : أَيُّ الإِبلِ أَبْقَى على السَّنَة ؟ فقال : ابْنةُ لَبُون ، قيل : لِمَهْ ؟ قال : لأَنها تَرْعَى مَحْجِراً ، وتَترُكُ وَسَطاً . قال : وقال بعضُهم : المحْجِرُ هنا الناحيةُ .
وقال الأَخطل :
ويُصْبِحُ كالخُفّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَه
فقُبِّحَ مِن وَجُهٍ لَئيمٍ ومِن حَجْر
فَسَّرَه ابنُ الأَعرَابِيِّ فقال : أَراد مَحْج 2 العَيْنِ .
وقال آخَرُ :
وجارَةُ البَيتِ لهَا حُجْرِيُّ
معناه : لها خاصَّةً دونَ غيرها .
وفي حديث سَعْدِ بنِ مُعاذ : ( لمّا تَحَجَّرِ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَرَ ) : أَي اجتمع والْتَأَمَ ، وقَرُبَ بعضُه من بعض .
والحُجَرِيَّةُ ، بضمَ ففتْحٍ : قَريةٌ بالجَنَد ، منها :
يَحْيَى بنُ عبد العَليم بنِ أَبي بكْر
الحُجَرِيُّ ، أَخَذَ عن ابن أَبي مَيْسَرَةَ .
ومحمّدُ بنُ عليِّ بن أَحمدَ الحُجَريُّ
____________________

(10/550)


الأَصبحيُّ ، دَرَّسَ بتَعِزَّ ، ومات سنة 719 ه .
وفي الحديث : ( إِذا نَشَأَتْ حَجْرِيَّةٌ ، ثمّ تَشاءَمَتْ ، فتِلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ ) منسوبٌ إِلى الحَجْرَ : قَصَبَةِ اليَمَامَةِ ، أو إِلى حَجْرَةِ القَوْمِ : ناحِيَتِهم ، قالَه ابن الأَثِيرِ .
وقال الرّاعِي ، ووَصَفَ صائِداً :
تَوَخَّى حَيثُ قال القَلْبُ منه
بحَجْرِيَ تَرَى فيه اضْطِمارَا
عَنَى نَصْلاً مَنْسُوباً إِلى حَجْر .
وقال أَبو حنيفَة : وحَدائِدْ حَجْرٍ : مُقَدَّمَةٌ ي الجَوْدَة ، وقال زُهَيْر :
لِمَنِ لدِّيارُ بقُنَّةِ الحَجْرِ
هو موضعٌ ، ولم يعرفه أَبو عَمْرٍ و في الأَمكنة ، وقال آخرُ :
أَعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ
حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمَ ماثِلِ
عَنَى قَوْساً أَو نَبْلاً منسوباً إلِلى حَجْر .
انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه : كَثُرَ مالُه .
وفي الحديث ( أَنه كان له حَصِيرٌ يَبْسُطه بالنَّهَارِ ، ويَحْجُرُه باللَّيْل ) ، وفي رواية : ( يَحْتَجِرُه ) ؛ أَي يَجعلُه لنفْسِه دون غيرِه .
وفي صِفَة الدَّجّال : ( مَطْمُوس العَيْن ليستْ بناتِئَةٍ ولا حَجْرَاءَ ) . قال ابن الأَثِير : قال الهَرَوِيُّ : إِن كانت هاذه اللَّفْظَةُ محفوظةً فمعناه : ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةَ ، قال : وقد رُوِيَتْ : جَحْراءَ ) بتقديم الجيم وهو مذكورٌ في موضعه .
وأَبو حُجَيْرٍ : جَدُّ خالدِ بنِ عبد
____________________

(10/551)


الرَّحْمانِ بنِ السَّرِيِّ ، الرّاوِي عن أَبي الجَماهِر ، وعنه النَّسائِيُّ .
وقالوا : فلانٌ حَجَرُ الأَرضِ ؛ أَي فَرْدٌ لا نَظِيرَ له ، ونحُوه قولُهم : فلانٌ رَجلُ الدَّهْرِ .
وحَجَرٌ : لَقَبُ جَدِّ إِمامِ الأَئِمَّةِ الحُفّاظِ : شِهَابِ الدِّين أَبي الفَضْلِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ محمّدِ بن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ محمودِ بنِ أَحمدَ العَسْقَلانيِّ الكِنَانيِّ المِصْرِيِّ ، عُرِفَ جَدُّه بابنِ حَجٍ ، وبابن البَزّاز ، وقَرِيبُه الإِمامُ المحدِّثُ شَعبانُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ أَبو الطَّيِّبِ ، وأُمُّ الكِرَامِ أنسُ زوجةُ ابنِ حَجَر ؛ محدِّثون ، وهم بَيتُ حديثٍ وفِقْهٍ ، وأما الحافظُ أَبو الفَضْلِ فهو مَحْضُ مِنَّةٍ من الله تعالَى ، على مصرَ خاصَّة ، وعلى مَن سِواهم عامّة ، وترجمتُه أُلِّفَتْ في مُجَلَّدٍ كبيرٍ ، وبَلَغَ في هاذَا الشأْنِ ما لم يَبْلُغْهُ غيره في عَصْره ، بل ومَن قبلَه وكان بعضٌ يُوَازِيه بالدَّارقُطْنِيِّ ، وكان بعضٌ يُوَازِيه بالدَّارقُطْنِيِّ ، وقد انتفعْتُ بكُتبه ، وكان أَولُ فُتُوحِي في الفنِّ على مؤلَّفاته ، وحَبَّبَ اللّهُ إِليَّ كلامَه وأَمالِيَه ، فجمعتُ منها شيئاً كثيراً ، فجزاه اللّه عنّا كلَّ خيرٍ ، وأَسْكَنَ بُحبُوحَ الفَرَادِيسِ من غير ضَيْرٍ . ووالدُه نُورُ الدِّين عليٌّ ، مِمَّن سَمِعَ من ابن سَيِّدِ الناسِ ، وكان يَحفظ الحاوِيَ الصَّغِيرَ ، وجَدُّه قُطْبُ الدِّينِ أَبو القاسِم محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ ، مِمَّن أجازَ له أَبو الفَضْلِ بنُ عَساكِرَ ، وابنُ القَوّاسِ وتوفي سنة 741 ه . وعَمُّه فَخْرُ الدِّين عُثمانُ بنُ عليَ ، تَفقَّه عليه ابنُ لكُوَيْك والسِّراجُ الدَّمَنْهُوريُّ ، وتُوفِّي سنة 714 ه ، تَرْج 2 مَه العَفِيفُ المَطَرِي ، ووُلِدَ الحافِظُ أَبو الفَضْل في 22 شعبان سنة 773 ه وتوفي في 28 ذي الحجّة سنة 852 ه على الصحيح .
وأَما الشِّهاب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ حَجَرٍ الهَيْثَمِيُّ المصريُّ ، الفقيهُ ، نَزِيلُ مكّةَ ، فإِنه إِنما لُقِّب به جَدُّه لصَمَمٍ أَصابَه مِن كِبَرِ سِنِّه ، كما رأَيتُه في مُعْجَمه الذي أَلَّفَه في شيوخه
____________________

(10/552)


وبنو حَجَرٍ : قبيلةٌ باليَمَن .
والمَحْجَر : بالفتح : مَحَلَّةٌ بمصرَ .
وأَبو سَعْدٍ محمّدُ بنُ عليَ الحَجَرِيُّ محرَّكَةً يُعْرَفُ بسنك انداز ، مُحدِّث مقريءٌ .
وأَبو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ أَحمدَ الحَجَرِيُّ ، عُرِفَ بابن الحَجَرِ ، من أَهل بغدادَ ؛ محدِّث .
وحُجْر بضمّ فسكون ابن عبدِ بنِ مَعِيصِ بنِ عامرِ بنِ لُؤيّ : جدُّ بنِ أُمِّ مَكْتومٍ الصَّحَابِيّ .
وفي كِنْدَةَ : حُجْرُ بن وَهْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِين ، منهم : جَبَلَةُ بنُ أَبي كُرَيبِ بنِ قَيْسِ بن حُجْر ، له وِفَادةٌ ، ومنهم : الأَجلح الكِنْدِي ، وهو يحْيَى بن عبدِ اللّهِ بن مُعَاوِيَة بنِ حَسَّان الفقِيهُ ، ومنهم : عَمْرو بن أَبي قُرَّةَ الحُجْرِيّ ، قاضي لكُوفة .
وحَجْرٌ القَرِدُ بنُ الحارِثِ الوَلّادة بن عَمرِو بنِ معَاوِيَةَ بنِ الحارِثِ بنِ معَاوِية بنِ ثَوْرٍ ، ومعنَى القَرِد : الكثيرُ العَطاءِ ، والوَلّادة : كثيرُ الوَلدِ ، وهو جَدُّ المُلُوكِ الذين لَعَنَهُم رسولُ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم ، وهم مِخْوَس ، ومِشْرَحٌ ، وأَبْضَعَةُ ، وجَمْدٌ ، بَنُو مَعْدِي كَرِبَ بنِ وَكِيعَةَ بنِ شُرَحْبِيلِ بنِ معَاوِيَةَ بنِ حَجْرٍ .
وحُجُور ، بالضمّ : مَوضعٌ جاءَ ذِكْرُه في الشعر .
وذاتُ حَجُور ، بالفتح : مَوضعٌ آخَر .
وأَبْرَقَا حُجْرٍ : جَبلانِ على طَريقِ حاجّ البَصرةِ ، بين جدِيلة
____________________

(10/553)


وفَلْجَةَ ، وكان حُجْرٌ أَبو امْرِيءِ القَيْسِ يَنْزِلهما ، وهناك قَتَلَه بنو أَسَدِ .
وحَنْجَرُ ، بالحاءِ والنونِ ، كجَعْفَر : أَرضٌ بالجَزِيرَةِ لبني عامرٍ ، وهي مِن قِنَّسْرِينَ ، سُمِّيَتْ لتَجَمُّعِ القبائلِ بها واغتِصاصِها .
وفي كتاب الجَوْهَر المَكْنُونِ للشَّرِيف النَّسّابة : وفي لَخْمٍ حجْرُ بن جَزِيلَة بن لَخْم ، إِليه يَرجع كل حجْرِي لَخْمِيّ ومنهم : ذُعْر بن حجْرٍ ، وَوَلَدُه مالكٌ الذي اسْتَخْرَجَ يوسفَ الصِّدِّيقَ مِن الجُبِّ .
حدر : ( الحَدْرُ ) بالفتح من كلِّ شَيْءٍ : ( الحَطُّ مِن عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ ) والمطاوَعَة منه الانحدار ، ( .
الحُدُورِ ) بالضمِّ ، وإِنما أَطْلقه اعتماداً على الشُّهرة .
وقد حَدَرَه يَحْدِره ويَحْدُره حَدْراً وحُدُوراً فانْحَدَر : حَطَّه ( مِن عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ ) كذا في المحكم . قال الأَزهريا :
وكلُّ شيْءٍ أَرْسَلْته إِلى أَسفل فقد حَدَرْته حَدْراً وحُدُوراً . وحَدَرْت السَّفِينةَ : أَرسلْتها إِلى أَسفلَ ، ولا يقال أَحْدَرْتها .
( و ) مِنَ المجاز : الحَدْر في الأَذانِ والقُرْآنِ : ( الأُسْرَاع ) ، وفي حديث الأَذان ؛ ( أهذا أَذْنت فتَرَسَّلْ ، وإِذا أَقمْت فاحْدُرْ ، يَتعَدَّى ولا يَتعَدَّى ، وفي الأَساس : حَدَرَ القِرَاءَة حَدْراً : أَسرَعَ فيها ، فحَطَّها عن التَّمْطِيط .
وفي المحْكم : سُمِّيَتِ القِراءَة السَّرِيعَة الحَدْر ؛ لأَن صاحبها يَحْدُرها حَدْراً ، ( كالتَّحْدِيرِ ) .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحَدْر : ( وَرَمُ الجِلْدِ ) وانْتِفاخُه ( وغِلَظُه مِن الضَّرْبِ ) حَدَر جِلْدُه يَحْدُرُ حَدْراً وحُدُوراً :
____________________

(10/554)


غَلُظ وانْتفخَ ووَرِمَ ، قال عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَة :
لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جِلْدِها
لأَبَانَ مِن آثارِهِنَّ حُدُورَا
يَعْنِي الوَرَمَ ، ( كالإِحدارِ والتَّحْدِير ) .
( و ) حَدْرُ الجِلْدِ أَيضاً : ( تَوْرِيمُه ) ، يقال : أَحْدَرَ الجهْدَ وحَدَرَه : ضَرَبَه حتّى وَرَّمَه .
وأَحْدَرَ الجِلْدُ بنفْسِه وحَدَّرَ وحَدَرَ : وَرِمَ . وفي حديث ابن عُمَرَ أَنه ضَرب ( رَجُلاً ) ثلاثين سَوْطاً كلُّها يَبْضَعُ ويَحْد ) ؛ المعنى أَن السِّياطَ أَبْضعَتْ جِلْدَة وأَحْدَرَتْه ، وقال الأَصمعيُّ : يَبْضَعُ ؛ يَعْنِي يَشُقُّ الجِلْدَ ، ويَحُدُرُ يَعْنِي يُوَرِّمُ ، قال : واخْتُلِفَ في إِعرابه ، فقال بعضهم : يُحْدِرُ إِحداراً ، وقال بعضهم : يَحْدُرُ حُدُوراً . قال الأَزهريُّ : وأَظُنُّهما لُغَتَيْن ، إِذا جعلتَ الفِعْلَ للضَّرْب ، فأَمَّا إِذا كان الفعلُ للجِلْد أَنه الذي يَرِمُ ، فإنهم يقولون : قد حَدَرَ جِلْدُه يَحْدُر حُدُوراً ، لا اختلافَ فيه أَعْلَمُه .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحَدْرُ ( فَتْلُ هُدْبِ الثَّوْبِ ، يقال : حَدَرْتُ الثَّوْبَ ، إِذا فَتَلْتَ أَطْرَافَ هُدْبِه ؛ لأَنّكَ تُقَصِّرُه بالفَتْل ، وتَحتطُّ مِن مِقدار طُولِه ، كما في الأَساس ، وفيه أَيضاً : ومنه : حَدْرَجَ السَّوْطَ ، إِذا فَتَلَه وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ ؛ ضُمَّتِ الجيمُ إِليه ، وقد سَبَقَ في موضعه . ( كالإِحدارِ فيهما ) أَي في التورِيمِ والفَتْلِ ، يقال : أَحْدَرَ الجِلْدَ مِن الضَّربِ إِحداراً : جعَلَه حادِراً ، وقد تقدَّم . وأَحْدَرَ الثَّوبَ إِحداراً فَتَلَ أَطرافَ هُدْبِه وكَفَّه ، كما يفْعَلُ بأَطرافِ الأَكْسِيَةِ .
والحَدْرَةُ : الفَتْلَةُ مِن فِتَلِ الأَكْسِيَةِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( الحَدْرُ : إِمشَاءُ الدَّواءِ البَطْنَ ) . وقد حَدَرَ الدَّوَاءُ بَطْنَه يَحْدُرُه حَدْراً : أَمْشَاه .
____________________

(10/555)



( و ) الحَدْرُ : ( الإِحاطةُ بالشيْءِ ، يَحْدُرُ ) ، بالضمّ ، ( ويَحْدِرُ ) بالكسر ، ( في الكُلِّ ) ممّا تَقَدَمَ : ورَوَى الأَزهريُّ عن المُؤَرِّجِ : يقال : حَدَرُوا حَولَه ويَحْدُرُون به ، إِذا طافُوا به ، قال الأَخطل :
ونَفْسُ المرءِ تَرْصُدُهَا المَنَايَا
وتَحْدُرُ حَولَه حتّى يُصابَا
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحَدْرُ : ( السِّمَنُ في غِلَظٍ ) وقِصَرٍ ، يقال : غلامٌ حادِرٌ ، أَي قَصيرٌ لَحِيمٌ ، كما يقال له : حُطائطٌ ، كما في الأَساس .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحَدْرُ : ( اجتماعُ خَلْقٍ ) من الغِلَظِ ، يقال : فَتىً حادِرٌ ، أَي غَلِيظٌ مُجْتَمِعٌ . وجَمْعهما حَدَرَةٌ ( كالحَدَارَةِ ) ، ككَرَامَة ، وفي بعض النُّسَخ بالفتحِ والكسرِ معاً . ونقلَ الأَزهريُّ عن اللَّيث : الحادِرُ : المُمْتَلِيءُ شَحْماً ولَحْماً مع تَرَارَةٍ ، ( فِعْلُه كنَصَرَ وكَرُمَ ) ، ذَكَرَهما ابنُ سِيدَه ، واقتصرَ اللَّيْثُ على الثاني ، ونقَلَه الجوهريُّ عن الأَصمعيّ .
( و ) الحَدَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : مكانٌ يُنْحَدَرُ منه ) مثلُ الصَّبَبِ ، وفي الحديث : ( كأَنَّمَا يَنْحَطُّ في حَدَرٍ ) . ( كالحَدُورِ ) ، كصَبُورٍ ، ( والأُحْدُورِ ) ، بالضمِّ ، ( والحُدَرَاءِ ) ككُرَمَاءَ ، ( والحادُورِ ) .
والحَدُورُ في سَفْحِ جَبَلٍ ، وكلُّ مَوضِعٍ مِنْحَدِرٍ . ويقال : وَقَعْنَا في حَدُورٍ مُنْكَرَةٍ ، وهي الهَبُوطُ . قال الأَزهريُّ : ويقال له : الحدرَاءُ ، بوَزْنِ الصعدَاءِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحَدْرُ : ( سَيَلانُ العَيْنِ بالدَّمْع ) . حَدَرَتْ ( تَحْدُرُ ) ، بالضم ، ( وتَحْدرُ ) ، بالكسر ، ( والاسمُ ) منهما ( الحُدُورَةُ ) ، بالضمّ ، ( والحَدُورَةُ ) ، بالفتح ( والحادُورَةُ ) ، ذكر الثلاثةَ اللِّحْيَانِيُّ ، كما نَقَلَ عنه ابنُ سِيدَه .
( و ) الحَدرُ : ( الحَوَلُ في العَيْن ) . قال
____________________

(10/556)


اللَّيْث : ( وهو أَحْدَرُ ، وهي حَدْرَاءُ ) ، أَي أَحْوَلُ وحَوْلَاءُ .
( وعَيْنٌ حَدْرَةٌ ) بَدْرَةٌ ( وحُدُرَّى ككُفُرَّى ) بضَمَّتَيْن فتشديد مع فتحٍ ، آخِرُه أَلفٌ مقصورةُ : ( عَظِيمةٌ ، أَو ) حَدْرَةٌ ( غَليظَةٌ ) . ونَقَل الأَزهريُّ عن الأَصمعيِّ : أَمّا قولُهُم : عَيْنٌ حَدْرَةٌ فمعناه مُكْتَنِزَةٌ ( صُلْبَةٌ ) ، وبَدْرَةٌ بالنَّظَر . ( أَو ) حَدْرَةٌ ( حادَّةُ النَّظَر ) . وقيل ) جَدْرَةٌ واسِعَةٌ ، وبَدْرَةٌ : يُبَادِرُ نَظَرُها نَظَرَ الخَيْلِ ، عن ابن الأَعرابيِّ . قال امْرُؤ القَيْسِ :
وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرةٌ
وشُقَّتُ مآقِيهما مِن أُخُرْ
وفي التَّهْذِيبِ : الحَدْرَةُ : العينُ الواسعةُ الجاحِظَةُ .
( والحادِرُ : الأَسَدُ ) ؛ لشِدَّةِ بَطْشِه ، كالحَيْدَرِ والحيْدَرَةِ ) ويقال : حَيْدَرَةُ بلا لام كما وَقَعَ التعبيرُ به في بعض الأُصولِ . وقال ابن الأَعرابيِّ : الحَيْدَرَةُ في الأُسْدِ مثلُ المَلِكِ في النّاس . قال ثعلبٌ : يَعْنِي لِغِلَظِ عُنُه ، وقُوَّةِ ساعِدَيْه ، والهاءُ والياءُ زائدتان ، وقال : لم تَختلف الرُّواةُ في أَنّ هاذه الأَبياتَ لعليِّ بنِ أَبي طالبٍ رضيَ اللّهُ عنه :
أَنا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غاباتٍ غَلِيظِ القَصَرَه
أَكِيلُكُم بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
وزاد ابنُ بَرِّيَ في الرَّجَز بعد ( القَصَرَه ) : :
أَضْرَب بالسَّيْفِ رِقَابَ الكَفَرَهْ
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحادِرُ : الغُلامُ السَّمِينُ ) الغَلِيظُ ، المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ، ( أَو الحَسَنُ الجميلُ ) الصَّبِيحُ ، ذَكَرَهما ابن سِيدَه . والجمعُ حَدَرَةٌ . ونَقَلَ الأَزهريُّ عن اللَّيْث : الحادِرُ والحادِرَةُ : الغُلامُ المُمْتَلِيءُ الشَّبابِ :
____________________

(10/557)


وقال ثعلبٌ : يقال : غِلَامٌ حادِرٌ ، إِذا كان مُمْتَلِيءَ البَدَنِ ، شَدِيدَ البَطْشِ .
( و ) في الكتاب العزيز : { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } ( الشعراء : 56 ) وهي القراءَةُ المشهورةُ ، و ( قُرِيءَ وإِنّا لَجَمِيعٌ حادِرُونَ ) بالدّال ؛ ( أَي مُؤْدُونَ بالكُراعِ ) ، وفي نَصِّ التَّهْذِيبِ : في الكُراعِ ( والسِّلاحِ ) . قال الأَزهريُّ : وهي قراءَةُ عبدِ اللّهِ بن مسعودٍ رضيَ اللّهُ عنه . قال والقراءَةُ بالذّالِ لا غير ، والدّالُ شاذَّةٌ لا يجوز عندي القراءَةُ بها ، وقَرَأَ عاصِمٌ وسائرُ القُرّاءِ بالذّال . قلتُ : والدّالُ المُهْمَلَةُ قراءَةُ ابن عُمَيْرٍ واليمانِيِّ ، كما نَقَله الصغانيُّ . ( و ) فَسَّرَه بعضٌ فقال : أَي ( حُذّاقٌ بالقِتال ، أَقْوِيَاءُ ، نَشِيطُون له ) ، مِن قولهم : غلامٌ حادِرٌ ، إِذا كان شَدِيدَ البَطْشِ ، قَوِيَّ السّاعِدَينِ كما تَقَدَّمَ ، ( أَو سَائُرُون طالِبُون مُوسَى ) ، عليه وعلى نَبِّينا أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ ، مِن قولهم : حَدَرَ الرجلُ حَدْراً ، إِذا انْحَطَّ في صَبَبٍ .
( والحَادُورُ : القُرْطُ ) في الأُذُن : جمعُه حَوَادِيرُ . قال أَبو النَّجْمِ العِجْليُّ يصفُ امرأَةً :
حِدَبَّةُ الخَلْقِ على تَخْصِيرِها
ائِنَةُ المَنْكِبِ مِن حادُورِها
أَراد أَنها طويلةُ العُنُقِ ، وعَظِيمَةُ العَجُزِ ، على دِقَّةِ خَصْرِهَا ، والبيتُ الذي بعدَه :
يَزِينُهَا أَزْهَرُ في سُفُورِهَا
فَضَّلَها الخالِقُ في تَصْويرِهَا
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحادُورُ : ( الهَلَكَةُ ، كالحَيْدَرَةِ ) . قال أَبو زَيْدٍ : رماه اللّهُ بالحَيْدَرةِ ؛ أَي بالهَلَكَةِ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : أَي بِدَاهِيَةِ شديدةٍ ، كأَنَّهَا الأَسَدُ في شِدَّتِها .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحادُورُ : الدَّوَاءُ ( المُسْهِلُ ) الذي يُمَشِّي البَطْنَ ،
____________________

(10/558)


وهو خلافُ العاقولِ .
( والحَيْدارُ ) ، بفتحٍ فسكونٍ : ( مَا صَلُبَ مِن الحَصَى ) واكْتَنَزَ ، ومنه قولُ تَمِيم بنِ أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يصفُ ناقةً :
تَرْمِي النِّجادَ بحَيْدَار الحَصَى قُمَزاً
في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْط أَفانِينَا
وليس بتصحيفِ حَيْدان ، بالنُّون ، نَبَّه عليه الصغانيّ .
( والحَدْرَةُ ) ، بالفتح : جِرْمُ ( قَرْحَة تَخْرُجُ ) بجَفْنِ العَيْنِ ، وقيل : ( ببَياضِ الجَفْنِ ) فتَرِمُ وتَغْلُظُ ، والذي في التَّهْذِيب : بباطنِ الجَفْنِ . وليس فيه : ( ببَياض ) ، فأَنا أَخْشَى أَن يكونَ هاذا تحْرِيفاً من الكاتبِ . وقد حَدَرَتْ عَيْنُه حَدْراً .
( و ) الحُدْرَةُ ، ( بالضمّ : الكَثْرَةُ والاجتماع ) . والذي في المحكم وغيرِه : حَيٌّ ذو حُدْرَةٍ ؛ أَي ذو اجتماعٍ وكَثْرَةٍ ، فلْيُنْظَرْ هاذَا مع عبارة المصنِّف .
( و ) الحُدْرَةُ : ( القَطِيعُ مِن الإِبل ) نحوُ الصِّرْمَةِ ، وهي ما بين العشرةِ إِلى الأَربعينَ ، فإِذا بَلَغَت السِّتِّينَ فهي الصِّدْعَةُ .
ومالٌ حَوادِرُ : مُكْتَنِزَةٌ ضِخامٌ ، وعليه حُدْرَةٌ مِن غَنَمٍ ، وحَدْرَةٌ ؛ أَي قِطْعَةٌ ، عن اللِّحْيَانيِّ .
( والأَحْدَرُ ) مِن الإِبل : ( المُمْتَلِيءُ الفَخِذَيْنِ ) والعَجُزِ ( الدَّقِيقُ الأَعْلَى ) ، وهي حَدْرَاءُ ، ومنه حديثُ أُبَيِّ بن خَلَفٍ : ( كان على بَعِيرٍ له وهو يقول يا حَدْراهَا ) ؛ يَعْنِي يا حَدْرَاءَ الإِبلِ ، فَقَصَرَ ، وهي تَأْنِيثُ الأَحْدَرِ ، وأَراد بالبَعِير هنا النّاقَةَ ، وهو يَقع على الذَّكَر ، والأُنْثَى ، كالإِنسانِ ، ويجوزُ أَن يُرِيدَ : هل رَأَى أَحدٌ مثلَ هاذا :
قال الأَزهريّ : ( و ) قال بعضُهم : ( الحَدْرَاءُ : نَعْتٌ حَسَنٌ للخَيْلِ ) خاصَّةً .
____________________

(10/559)



( و ) حَدْرَاءُ : إسمُ ( امرأَةٍ شَبَّبَ بها الفَرَزْدَقُ ) ، قال :
عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفْ
وأَنْكَرْتَ مِن حَدْرَاءَ ما كنتَ تَعْرِفُ
( والحُناد 2 رُ ، بالضمّ : الحادُّ البَصَرِ ) . ويقال : إِنه لَحُنَادِرُ العَيْنِ .
( والحُنْدُرُ ) ، كُقْنفُذ ، ( والحُنْدُورُ ) ، كسُرْسُورٍ ، ( والحُنْدُورَةُ ، بضَمِّهِنَّ ، و ) الح 2 نْدَوْرَةُ ، ( كهِرْكَوْلَةٍ ) ، يَعْنِي بكسرِ الأَولِ وفتحِ الثالِثِ ( والحِنْدُورَةُ ، بكسرِ الحاءِ وضمِّ الدّال ) وهاذه عن ثَعْلَبٍ ، ( والحِنْدِيرُ ، والحِنْدَارَةُ ، والحِنْدَوْرُ ، والحِنْدِيرَةُ ، بكسرهنَّ ) ، كلُّ ذالك : ( الحَدَقَةُ ) ، والحِنْدِيرَةُ أَجْوَدُ .
( و ) في الصّحاح : يقال : ( هو على حُنْدُرِ عَيْنِه وحُنْدُرَتِها ) وحِنْدَوْرِهَا وَحِنْدَوْرَتِها ؛ ( أَي يَسْتَثْقِلُه فلا يَقْدِرُ النَّظَرَ إِليه ) ، وفي بعض النُّسَخ : فلا يَقْدِرُ على النَّظَرِ إِليه ، ونَصُّ الصّحاح : ولا يَقْدِرُ أَن يَنظرَ إِليه ( بَغْضاً ) .
( و ) قال الفَرّاءُ : يقال : ( جَعَلْتُه على حُنْدُورَةِ عَيْنِي ) ، بالضمّ ، ( وحِنْدِيرَتِه ) بالكسر ، ( أَي ) جَعَلْتُه ( نُصْبَ عَيْنِي ) ، وذكرَ الجوهريُّ وغيرُه من الأَئِمَّة هاذه المادَّةَ في ح ن د ر ؛ إِشارةً إِلى أَن النُّونَ لا تُزادُ في ثاني الكَلِمَة إِلّا بثَبتٍ ، وتَبعَهم صاحبُ اللِّسَان فأَورَدَهَا هناك ، ولم يتعرَّض لها في حدر . وستأْتي للمصنِّف أَيضاً هناك ؛ إِشارةً إِلى ما ذَكَرْنِا ، إِن شاءَ اللّهُ تعالَى .
( و ) الحُدُرُّ ، ( كعُتُلَ : الغَلِيظُ الضَّخْمُ .
( وانْحَدَرَ ) جِلْدُه : ( تَوَرَّمَ كما في الصّحاح .
( و ) انْحَدَرَ : ( انْهَبَطَ ) وهو مُطاوعُ حَدَرَه يَحْرُه حَدْراً . وفي التَّهْذِيب في ترجمة قلع : الانْحِدارُ والتَّقَلُّعُ قَريبٌ بعضُه من بعضٍ . أَراد أَنه
____________________

(10/560)


يَستعملُ التَّثْبُّتَ ، ولا يَبِينُ منه في هاذه الحال استعجالٌ ومُبَادَرَةٌ شديدةٌ .
( والمَوْضِعُ مِنْحَدَرٌ ) . بضمَ فسكون ففَتَحَاتٍ ، ( ومُنْحَدُرٌ ) ، أَتْبَعُوا الضَّمَّةَ الضَّمَّةَ ، كما قالوا : أُنْبِيكَ وأُنْبُوكَ . ( و ) رَوَى بعضُهُم : ( مَنْحَدِرٌ ) بفتحٍ فسكونٍ ففتحٍ فكسرٍ .
( و ) حَدَرَ الدَّمْعَ يحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً ، وحَدَّرَه فانْحَدَرَ ، و ( تَحَدَّرَ ) ؛ أَي ( تَنَزَّلَ ) .
وممّا يُستدرَكَ عليه :
( رأَيتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ على لِحْيَتِه ) ؛ أَي يَنْزِلُ ويَقْطُرُ ؛ وهو يَتَفَاعَلُ مِن الحُدُور ، وقد جاءَ في حديث الاستسقاءِ .
وحَدَرَ اللِّثَامٍ عن حَنَكِه : أَمَالَه .
والحادِرَةُ : الغَلِيظَةُ . قال أَبو كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ يصفُ ناقَته ، ويُشبِّهُها بالعُقَابِ :
كأَنّ رِجْلِي على شعْوَاءَ حادِرَةٍ
ظمْيَاءَ قد بُلَّ مِن طَلَ خوَافِيها
ذكرَه الأَزهريُّ في ترجمة رنب .
وفي حديث أُمِّ عطِيّة : ( وُلِدَ لنا غُلامٌ أَحْدَرُ شيْءٍ ) ، أَي أَسْمنُ شيْءٍ وأَغْلَظ .
ورُمْحً حادِرٌ : غليظٌ .
والحَوَادِر مِن كُعوبِ الرِّمَاح : الغِلاظُ المُسْتدِيرة .
وجَبلٌ حادِرٌ : غليظٌ .
والحَوَادِر مِن كُعوبِ الرِّمَح : الغِلاظُ المُسْتدِيرة .
وجَبلٌ حادِرٌ : مرتفِعٌ .
وحَيٌّ حادِرٌ : مَجْتمِعٌ .
وعددٌ حادِرٌ : كثيرٌ .
وحَبْلٌ حادِرٌ : شديدُ الفَتْلِ ، قال :
فما رَوِيَتْ حتَّى اسْتَبَانَ سُقَاتُهَا
قُطُوعاً لمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ حادِرِ
وحَدُرَ الوَتَرُ حُدُورَةً : غَلُظَ واشتدَّ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : إِذا كان الوَتَرُ
____________________

(10/561)


قَوِيًّا مُمْتَلِئاً قيل : وَتَرٌ حادِرٌ ، وأَنشدَ :
أُحِبُّ الصَّبِيَّ السَّوْءَ مِن أَجْلِ أُمِّه
وأُبْغِضُه مِن بُغْضِها وهو حادِرُ
وقد حَدُرَ حُدُورةً
وناقَةٌ حادِرَةُ العَيْنَيْنِ ؛ إِذا امتلأَتَا نِقْياً ، واسْتَوَيَا وحَسُنَتَا ، قال الأَعْشَى :
وعَسِيرٍ أَدْماءَ حادِرَةِ العَيْ
نِ خَنُوفٍ عَيْرانَةٍ شِمْلالِ
وكلُّ رَيّانَ حَسَنِ الخَلْقِ حادِرٌ .
وعَيْنٌ حَدْرَاءُ : حَسَنَةٌ ، وقد حَدَرَتُ .
والحَدْرُ : النَّشْزُ الغَلِيظُ من الأَرض .
ومِن المَجَاز : حَدَرَتْهُم السَّنَةُ تَحْدُرُهم : جاءَتْ بهم إِلى الحَضَر . قال الحُطَيْئَةُ :
جاءَتْ به مِن بلادِ الطُّورِ تَحْدُرهُ
حَصّاءُ لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصَا شَذَبَا
وقال الأَزهريُّ : حَدَرَتُهم السَّنَةُ تَحْدُرُهم حَدْراً ؛ إِذا حَطَّتْهُم ، وجاءَت بهم حُدُوراً وحُدْرَةٌ مِن غَنَمٍ : قِطْعَةٌ .
وحَيْدِارُ الحَصَى : ما اسْتَدارَ منه .
وحَيْدَرُ ، وحَيْدَرَةُ : إسْمَّانِ .
والجُوَيْدِرَة : إسمُ شاعِرٍ ، ورُبَّما قالوا : الحادِرَةُ ، وهو قُطْبَةُ بنُ الحُصَيْنِ الغَطَفَانيُّ . قال ابنُ بَرِّيَ : سُمِّيَ به لقولِ زَبّان بنِ سَيّارٍ فيه :
كأَنَّكَ حاِرَةُ المَنْكِبَيْ
نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حائِرِ
قال : والحادِرَةُ : الضَّخْمَةُ المَنْكِبْيَن والرَّصْعَاءُ المَمْسوحَةُ العَجِيزَةِ ؛ شَبَّهه بضِفْدعَةٍ تُصَوِّتُ في مُنْخَفَضِ الأَرضِ .
رُوِيَ أَن حَسّانَ بنَ ثابِتٍ رضيَ اللّهُ عنه كان إِذا قيل له : أَنُشِدْنا قال : أُنْشِدُكم كَلِمَةَ الحُوَيْدِرَةِ ؛ يَعْنِي
____________________

(10/562)


قَصِيدَتَه التي أَوَّلُها :
بَكَرتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً فَتَرَبَّعِ
وغَدَتْ غُدُوَّ مَفَارِقٍ لم يَرْبَعِ
قلتُ : ومِن هاذه القَصِيَة :
فكأَنَّ فَاهَا بعد أَوّلِ رَقْدَةٍ
ثَغَبٌ برَابِيَةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُستَنْقَعِ
ورَغِيفٌ حادِرٌ : تامٌّ ، وقيل : هو الغَلِيظُ الحُرُوفِ .
ودواءٌ حادِرٌ : مُسْهِلٌ .
ورَجلٌ حَدُرَدٌ : مُسْتَعْجِلٌ .
وتَحَدُّرُ الشيْءِ : إِقْبَالُه ، وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً . قال الجَعْدِيّ :
فلّما ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها
وتَحَدُّرَ أَحْوَى يَرْكَبُ الدّوَّ مُظْلِمِ
وحَدَرَ الحَج من الجَبل : دَحْرَجَه .
ومِن المَجَاز : الدَّمْعُ يَحْدُرُ الكُحْلَ .
والحدار ، والحدرة : النازلة .
وحدرَةُ الحِنْاءِ : مَحَلَّةٌ بمصَر .
وحَدُورَةُ : أَرضٌ لبني الحارِثِ بنِ كَعْب .
وأَبو تَوَّزَةَ حُدَيْرٌ السُّلَميُّ ، مولاهم ، وأَبو الزّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بن كُرَيْبٍ الحِمْصِيُّ ، وحُدَيْرٌ الأَسْلَميٌّ : تابِعُيُّون ، ذَكَرهم ابنُ حِبّانَ في الثِّقات .
وسُفْيَانُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ زِيَادِ بنِ حُدَيْرٍ الأَسَدِيُّ ، حَدَّث عن زِيادٍ ، كذا في تاريخ البخارِيّ .
والحَيْدَرِيَّةُ : طائفةٌ مُجَرّدُون ، وهم أَتباعُ الشيخِ حيْدَرٍ الزاوجِيِّ ، الوَلِيّ المشهورِ ، وقد ذَكَرْتُ هاذه الطريقةَ ومَبْنَاها في كتابي : إِتحاف الأَصفياءِ بسلاسل الأَولياءِ . وذكرَه ابن حِبّان في الثِّقات .
____________________

(10/563)



وحُدَيْرَةُ ، كجُهَيْنُةَ ، فَرَسُ شُرَحِيلَ بنِ عبدِ العُزَّى الكلْبِيّ .
وحُدَّر ، كسُكَّر : مِن مَحالِّ البصرةِ عند خِطَّةِ مُزيْنةَ .
والأَحْدَريَّة : القَلَنْسَوةُ .
حدبر : ( الحِدْبَارُ ، بالكسر ) : مكتوب عندنَا في النُّسَخِ بالأَحْمَر ، وهو موجودٌ عند الجوهريِّ ، نُقِلَ عنه في اللِّسَان ، وقال : قال الجوهريّ : الحِدْبَارُ : ( النّاقَةُ الضّامِرةُ ) التي ذَهَبَ لَحمُها مِن الهُزَال ، وَبَدَتْ حَراقِفُهَا ، ( كالحِدْبِيرِ ، و ) هي ( التي ) انْحَنَى ظَهْرُهَا ، و ( ذَهَبَ سَنامُها ) مِن الهُزال ، ودَبِرَ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحِدْبار : ( السَّنَة الجَدْبَة ) المُقْحِطَة . وفي حديث عليَ رضيَ اللّهُ عنه ، في الاستِسْقَاءِ : ( اللّاهُمَّ إِنّا خَرَجْنَا إِليكَ حين اعْتَكَرَتْ علينا حَدَابِيرُ السِّنِينَ ) . وفي حديث ابنِ الأَشْعَثِ : أَنه كَتَبَ إِلى الحَجّاج : ( سَأَحْمِلُكَ على صَعْبٍ حَدْبَاءَ حِدْبَارٍ ، يَنِجُّ ظَهْرُهَا ) ضَرَبَ ذالك مَثَلاً للأَمرِ الصَّعْبِ ، والخُطَّةِ الشدِيدةِ .
( و ) الحِدْبارُ : ( الأَكَمَةُ أَو النَّشْزُ ) الغَلِيظُ ( مِن الأَرض ) ، وقد تَقَدَّم في الحَدْرِ مثْلُ ذالك . ( جَمْعُ الكُلِّ حَدابِيرُ ) .
حدمر : ( حِدْمِرٌ كزِبْرِجٍ ) أَبو القاسمِ ، رَوَى في بَوْل الجارِيَةِ ، وعنه ليثُ بنُ أَبي سُلَيْم ، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ . قلتُ : وهو مَوْلَى عَبْسٍ ، يَرْوِي المَقَاطِيعِ .
وممّا يُستدرَك عليه :
حِدْمِرٌ كزِبْرِجٍ أَبو القاسمِ ، رَوَى في بَوْل الجارِيَةِ ، وعنه ليثُ بنُ أَبي سُلَيْم ، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ . قلتُ : وهو مَوْلَى عَبْسٍ ، يَرْوِي المَقاطِيعَ .
حذر : ( الحِذْرُ ، بالكسر ، ويُحَرَّكُ ) : الخِيفة ، وقيل : هو ( الاحْتِرازُ ) وفَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ ، وقومٌ بالاستعداد والتَّأَهّبِ ؛ وقومٌ بالفَزَعِ . قال
____________________

(10/564)


شيخُنا : ولعلَّها متقاربةٌ في المعنى ، ورجَّح بعضٌ التحريكَ ، ( كالاحْتِذارِ ) وهاذه عن اللِّحْيَانِيّ . حَذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً ، واحْتذرَه ، وأَنشد :
قلْتُ لقَومٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ
احْتَذِرُوا لا يَلْقَكمْ طَمَالِيلْ
والمَحْذُورَةِ ) ، كالمَصْدُوقَةِ والمَكْذُوبَةِ . ( والفِعْلُ ) حَذِرَ ، ( كعَلِمَ ) .
( وهو حاذُورَةٌ ، وحِذْرِيانُ ) ، بالكسر على فِعْلِيان ، ( وحَذِرٌ ) ككَتِف ، و ( حَذُرٌ ) كنَدُسٍ ، ( ج حَذِرُون وحَذَارَى ؛ أَي مُتَيَقِّظٌ شديدُ الحَذَرِ ) ، والفَزَع .
وحاذِرٌ : متأَهِّبٌ مُعِدٌّ ؛ كأَنَّه يَحْذَرُ أَن يُفاجَأَ .
وأَنشدَ سيبَوَيْه في تَعَدِّيه :
حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخَافُ وآمِنٌ
ما ليس مُنْجِيه مِن الأَقْدارِ
فَعِلٍ لا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُول .
( و ) مِنَ المَجَازِ : يقال : ( هو ابنُ أَحْذارٍ ؛ أَي ) ابنُ ( حَزْمٍ وحَذَرٍ ) .
( والمَحْذُورَةُ : الفَزَعُ ) بعَيْنِه .
( و ) المَحْذُورَةُ : ( الدَّاهِيَةُ التي تُحْذَرُ ) .
( و ) في الأَساس : وصَبَّحَتْهم المَحْذُورَةُ . وهي الخيلُ المُغِيَرَةُ ، أَو الصَّيْحَةُ ( و ) قيل : ( المَحْذُورَةُ ) : ( الحَرْبُ ) .
( و ) يقال : ( حَذَارِ حَذَارِ ) يا فُلانُ ، ( وقد يُنَوَّنُ الثاني ) ، وقد جاءَ في الشِّعر . وأَنشدَ اللِّحْيَانيُّ :
حَذَارِ حَذارٍ مِن فَوَارِسِ دارِمً
أَبا خالِدٍ مِن قَبْلِ أَن تَتَنَدَّمَا
فنَوَّنَ الأَخِيرَةَ ، قال : ولم يَكن له ذالك ، غيرَ أَنّ الشاعرَ أَرادَ أَن
____________________

(10/565)


يُتمَّ به الجُزْءَ . ( أعي احْذَرُ ) . قال أَبو النَّجْم :
حَذَارِ مِن أَرماحِنا حَذار
أَو تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبَارَ
( ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارِ ) بن عامرٍ العُكْلِيُّ ( كغُرَابٍ جَوَادٌ ، م ) أي معروفٌ ، وهو الذي تَحاكَمَ إِليه عبدُ المُطَّلِبِ بنُ هاشمٍ ، وحَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ ، وفي هاذا يقولُ الأَعْشَى :
وإِذا أَرَدْتَ بأَرْضِ عُكْلٍ نائِلاً
فاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
وذَكَرَ ابنُ حَبِيب عن ابن الكَلْبِيّ مثلَ ذالك ، وفيه زيادةٌ بعد قوله : عُكْلِيٌّ : مِن بَنِي عَوْفِ بنِ عبدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ . وفيه : فحَكَمَ لعبدِ المُطَّلِبِ .
قلْتُ وهو غيرُ ابنِ حُذَارِ الأَسَدِيِّ ، حَكَمِ العرب الآتِي ذِكْرُه . قال الصّغانِيُّ : وإِيّاه عَنى الذُّبْيَانِيُّ بقوله :
رَهْطُ ابْنِ كُوزٍ مُحْقِبِي أَدْرَاعِهِم
فيها ورَهْطُ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
( وذو حُذَارٍ مِن أَلْهانَ بنِ مالكِ ) بن زيدِ بنِ أَوْسَلَةَ بنِ ربيعةَ بنِ الخيار ، أَخِي هَمْدانَ بنِ مالكٍ .
( وحَبِيبَةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ حُذَارٍ ؛ شاعرةٌ ) تُوصَفُ بالكَرَمِ ، وهي من بَنِي ثَعْلَبَة بنِ سعْدِ بنِ ذُبْيَانَ .
( ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارٍ الأَسَدِيُّ ) مِن بَني أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ ، ثم بَنِي سعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودانَ وحُذَارٌ هو ابنُ مُرَّةَ بنِ الحارثِ بنِ سعدِ بنِ ثعلبةَ بنِ دُودَانَ ، والمشهورُ بالنِّسْبة إِليها : قَبِيصَةُ بنُ جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ مالكِ بنِ عُمَيْرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ الأَسَدِيُّ
____________________

(10/566)


الحُذَارِيُّ : من التّابِعِين ، ذَكَرَه السُّمْعَانِيُّ ، وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِيِّ قَيْسَ بنَ الرَّبِيعِ الأَسَدِيَّ الكُوفِيَّ مِن ولَدِ عميرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ : ( حَكَمُ العَرَبِ ) وقاضِيها في الجاهليَّة ، ويُقَال له أَيضاً : حَكَمُ بَنِي أَسَدٍ ، وفيه يقولُ الأَعْشَى :
وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَين مَحَلُّه
فاعْمِدْ لبيتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
( أَو هو ) حِذَارٌ ( ككِتَابٍ ) ، وهاكذا كان يَرْوِي الأَصمعيُّ قولَ الذُّبيانِيِّ .
( و ) يقال : ( أَنا حَذِيرُكَ منه ، أَي ) مُحَذِّرُكَ منه ، ( أُحَذِّرُكَه ) : قال الأَصمعيّ : لم أَسمع هاذا الحَرْفَ لغَيْر اللَّيْث ؛ وكأَنه جاءَ به على لفْظِ : نَذيرُكَ وعَذِيرُكَ .
( و ) عن النَّضْر : ( الحِذْرِيَةُ ، كالهِبْرِيَةِ : القِطعةُ الغليظةُ من الأَرض ) . وقال أَبو الخَيْرَةِ : أَعلَى الجَبَلِ إِذا كان صُلْباً غليظاً مُسْتَوِياً فهو حِذْرِيَةَ .
( و ) الحِذْرِيَةُ : ( حَرَّةٌ لبني سُلَيْمٍ ) ، وهما حَرّتانِ ، وهاذه إحداهما .
( و ) الحِذْرِيَةُ : الأَرضْ الخَشنَةُ ، و ( الأَكَمَةُ الغليظةُ ، كالحِذْرِيَاءِ ) .
( و ) الحِذْرِيَةُ : ( عِفْرِيَةُ الدِّيكِ ) ، وَزْناً ومعنىً ، يقال : نَفَشَ الدِّيكُ حِذْرِيَتَه .
( ج حَذَارَى وحَذَارٍ ) .
( وحُذُرَّى ، كغُلُبَّى ) صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِن الحَذَر ، وهي إسمٌ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ ، ومعناه ( الباطِلُ ) ، نقلَه الصغانيُّ .
( وحُذْرَانُ ) وحُذَيْرٌ ، ( كعُثْمَانَ وزُبَيْرٍ : عَلَمانِ ) ، وكذالك مُحَذِّرٌ ، كمحدِّث .
( والحُذَارِيَاتُ ) ، وفي بعض النُّسَخ زيادة : ( ( بالضمِّ ) : القومُ الذين يُحَذِّرُون ، أَي يُخَوِّفُون ) ، ولو قال : المُنْذِرُون ، كما عَبَّر به غيرُه لكان أَحسنَ .
____________________

(10/567)



( واحْذَأَرَّ ) الرجلُ : ( غَضِبَ ) فاحْرَنْفشَ ( وتَقَبَّضَ ) ، وفي بعض النُّسَخ : وتَغَيِّطٍ ، والأُولَى هي الموافِقَةُ لما في الأُصول .
( و ) مِن أَسماءِ الفِعْل قولُك : ( حَذَرَكَ ) زيداً ، ( وحَذَارَيْكَ زَيْداً ؛ إِذَا كنْتَ تُحَذِّرُه منه ) . ( وحَذارَكَ ) ، وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : حَذَارِكَ ، بكسر الراءِ . وقيل : عنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُريدُ : لِيَكُنْ منكَ حَذَرٌ بعدَ حَذَرٍ .
( وأَبو حَذَرٍ ) ، محرَّكَةً : كُنْيَةُ ( الحِرْباءِ ) لتَقَلُّبِه كثيراً .
( وأَبو مَحْذُورَةَ : سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ ) ويقال : أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَان أَحَدُ بَنِي جُمَحَ ؛ ( مُؤَذِّنُ النبيِّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم ) ، له صُحْبَةٌ وروايةٌ .
( وعُمَرُ بن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ حَيْذَرٍ ) بالذّال المعجَمة : ( محدِّثٌ ( عن أَبي الخَيْرِ بنِ أَبي عِمْرَانَ ، هاكذا ( ضَبَطَه ) تلميذُه الإِمامُ أَبو القاسمِ ( ابنُ عَساكِرَ ) في تاريخ دمشقَ . قال الحافظُ : وهو نَقطَها . قلْت : فالعُهْدَةُ عليه .
( والمُحَاذَرَةُ ) والحِذَارُ ( بين اثْنَيْنِ ) كما هو مُقْتَضَى باب المُفَاعَلَةِ .
وممّا يُستدرَك عليه :
التَّحْذِيرُ : التَّخْوِيفُ .
وفي الكتاب العزيز : { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } ( الشعراء : 56 ) وقُرِيءَ : ( حَذِرُونَ ) و ( حَذُرُونَ ) أَيضاً ، بضمِّ الذّالِ ، حكاه الأَخْفَشُ ، ومعنَى : حاذِرُون : مُتَأَهِّبُون ، ومعنَى : حَذِرُون خائِفُون ، وقيل : مُعِدُّونَ . ورُوِيَ عن ابن مسعود أَنه قال : مُؤْدُونَ : ذو أَداة من السِّلاح .
وقال الزِّجّاج : الحاذِرُ : المُسْتَعِدُّ .
والحَذِرُ : المُتَيَقِّظُ .
____________________

(10/568)



وقال شَمِرٌ : الحاذِرُ : المُؤْدِي ، الشّاكُّ في السِّلاح ، وأَنشدَ :
وبِزَّةٍ فَوقَ كَمِيَ حاذِرِ
ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ
وحَرْبَةٍ مثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ
وقولُه تعالَى : { وَيُحَذّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ } ( الشعراء : 28 30 ) أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه .
وعن أَبي زَيْد ؛ في العَيْن الحَذَرُ ، وهو ثِقَلٌ فيها مِن قَذًى يُصِيبُها .
وقد حَذَّرَه الأَمْرَ .
وتقول : سُمِعَتْ حَذَارِ في عَسْكَرِهم ، ودُعِيَتْ نَزَالِ بينهم .
وَسمَّوْا مَحْذُوراً .
وكَعْبُ بنُ الحُذَارِيَّة ، له صُحْبَةٌ وذِكْرٌ في حديثٍ لابنِ رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ .
حذفر : ( الحُذْفُورُ ، كعُصْفُورٍ : الجانِبُ ) والنّاحِيَةُ ، ( كالحِذْفارِ ) ، نقلَه أَبو العَبّاس مِن تَذْكِرَةِ أَبي عليَ .
( و ) الحُذْفُورُ : ( الشَّرِيفُ ) ، وهم الحَذَافِيرُ .
( و ) الحُذْفُورُ : ( الجَمْعُ الكثيرُ ) .
( و ) في النوادر : يقال جَزْم العِدْلَ والعَيْبَةَ والثِّيَابَ والقِرْبَةَ ، و ( حَذْفَرَه ) وحَزْفَرَه ، كلُّهَا بمعنىً واحدٍ : مَلأَه .
( و ) يقال ؛ ( أَخَذَهُ بحُذْفُورِه وبحِذْفارِه وبحَذَافِيرِهِ ) ؛ أَي أَخَذَه ( بأَسْرِه ) ومنه قولُهم : فقد أُعْطِيَ الدُّنْيَا بحَذافِيرِها أَي بأَسْرهَا ( أَو بجَوانِبِه ) ، وبه فُسِّرَ الحديثُ : ( فكأَنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيا بحَذَافِيرِها ) ، ( أَو بأَعالِيه ) نَقَلَه الفَرّاءُ . وفي حديث المَبْعَثِ : ( فإِذا نحنُ بالحَيِّ قد جاءُوا بحَذافِيرِهم ) : أَي جَميعهم .
ويقال : أَخَذَ الشيْءَ بجُزْمُورِه وجَزامِيرِه ، وحُذْفُورِه وحَذافِيرِه ، أَي بجَمِيعِه وجَوانِبِه .
( والحَذافِيرُ ) : الأَشرافُ ، وقيل :
____________________

(10/569)


هم ( المُتَهَيِّئُون للحَرْبِ . و ) خنه قولُهم : ( اشْدُدْ حَذافِيرَكَ . أَي تَهَيَّأْ ) للحَرْبِ وغيرِها .
وحُذَافِرُ بنُ نَصْرِ بن غانِمٍ العَدَويُّ ، أَدْرَكَ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم . قال الزُبَيْرُ : تُوفِّي في طاعُون عَمَوَاسَ .
حذمر : ( الحِذْمِرُ بالكسر ) أَهمله الجوهَرِيُّ ، وقال الصَّغانيّ : هو ( القَصِيرُ ) . كالحِذْرِم .
( و ) يقال : ( أَخَذَه بحَذامِيرِه ) وحُذْمُورِه وَجَزامِيرِه وجُزْمُورِه ، أَي ( بأَسْرِه ) كحَذافِيرهِ ، وقيل : بجَوانِبِهِ .
( و ) قال بعضُهم : إِذا ( لم يَدَعْ منه شيئاً ) .
حرر : ( *!الحَرُّ : ضِدُّ البَرْدِ ، *!كالحُرُور بالضمِّ *!والحَرَارَةِ ) بالفتح *!والحِرَّةِ ، بالكسر ( ج *!حُرُورٌ ) بالضمّ ( *!وأَحارِرُ ) على غير قياس ؛ مِن وَجْهَيْنِ : أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه ، . قال ابن دُرَيْدٍ : لا أَعرفُ ما صِحَّتُه ، وكذا نَقَلَه الفِهّريُّ في شَرْح الفَصِيح عن المُوعب ، والعالم ، والمُخَصّص ، وهم نَقَلُوا عن أَبي زَيْدٍ أَنه قال : وزَعَمَ قومٌ مِن أَهل اللغَةِ أَن الحَرَّ يُجْمَعُ على *!أَحارِرَ ، ولا أعرفُ صِحَّتَه . قال شيخُنَا : وقال صاحبُ الواعِي : ويجمع *!أَحارٌ ، أَي بالإِدغام . قلتُ : وكأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس .
وقد يكونُ *!الحَرَارَةُ الإِسمَ ، وجَمْعُها حينئذٍ *!حَرَاراتٌ . قال الشاعر :
بِدَمْعٍ ذِي *!حَرَارَاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
وقد تكونُ *!الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ *!حَرَارَةٍ ، الذي هو المَصْدَرُ ، إِلّا أَنَّ الأَولَ أَقربُ .
( و ) تقول : *!حَرَّ النَّهَارُ ، وهو *!يَحَرُّ *!حَرًّا ، وقد ( *!حَرِرْتَ يا يَوْمُ ، كمَلِلْتَ )
____________________

(10/570)


أَي مِن حَدِّ عَلِمَ ، عن اللِّحْيَانيِّ ( وفَرَرْتَ ) أَيمِن حَدِّ ضَرَبَ ( ومَرَرْتَ ) أَي مِن حَدِّ نَصَرَ *!تَحَرُّ *!وتَحِرُّ *!وتَحُرُّ ، *!حَرًّا *!وحَرَّةً *!وحَرَارَةً ( *!وحُرُوراً ) ، أَي اشتدَّ حَرُّكَ .
( و ) الحَرُّ : ( زَجْرٌ للبَعِير ) ، كذا في النُّسَخ ، والصَّوَابُ للعَيْرِ ، كما هو نَصُّ التَّكْمِلَة . ( يُقَال له : الحَرُّ ، كما يُقَال للضَّأْنِ : الحَيْهِ ) . أَنشدَ ابن الأَعْرَابيّ :
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ حَيْهِ وقالت *!حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
( و ) الحَرُّ ؛ ( جمْعُ *!الحَرَّةِ ) . قال شيخُنَا : وهو إسمُ جنْسٍ جَمْعِيٌّ لا جمعٌ اصْطِلاحِيٌّ . *!والحَرَّةُ : إسمٌ ( لأَرضٍ ذاتِ حِجارةً نَخِرَةٍ سُودٍ ) ، كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار ، وقيل : *!الحَرَّةُ مِن الأَرَضِينَ : الصلْبَةُ الغَلِيظَةُ التي أَلْبَستَهْا حِارَةٌ سُودٌ نَخِرَةُ ، كأَنَّهَا مُطِرَتْ .
( *!كالحِرَارِ ) بالكسر جمْع تَكْسِيرٍ ، وهو مَقِيسٌ ، ( *!والحَرّاتِ ) جمْع مُؤَنَّث سالم ( *!والحَرِّينَ ) جمع مذكَّر عى لَفْظِه ، ( *!والأَحَرِّينَ ) على تَوَهُّمِ أَن له مفرداً على *!أحَرَّةٍ ، وهو شذٌّ . قال سِيبَوَيْهِ : وزَعَم يُونسُ أَنهم يقولون : *!حَرَّةٌ *!وحَرُّونَ ، جَمَعُوه بالواو والنُّون ، يُشَبِّهُون بقولهم : أَرْضٌ وأَرضُون ؛ لأَنها مؤنثةٌ مثلها ، قال : وزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يقولون : حَرَّةٌ *!وإِحَرُّونَ ، يَعْنِي *!الحِرَارَ ، كأَنه جمْعُ *!إِحَرَّةٍ ، ولكن لا يُتَكَلَّمُ بها . أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ ، وكان زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة ، وكان عليٌّ رضيَ اللّهُ عنه قد أَعْطَى أَصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَة دِرهمٍ
____________________

(10/571)


خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ ، فلما قَدِمَ زيدٌ عَلَى أَهله قالتْ له ابنتُه : أَين خَمْسُ المائةِ ؛ فقال :
إِنّ أَباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
وابنَ نُمَيْرٍ في سَرَاةِ الكِنْدِينْ
وذَا الكَلَاعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ في الطّائِيِّينْ
قال لِنَفْسِ السُّوءِ هل تَفِّرِينْ
لا خَمْسَ إِلّا جَنْدَلُ *!الإِحَرِّينْ
والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
جَمْزاً إِلى الكُوفَةِ مِن قِنِّسْرِينْ
قال بن الأَثير ؛ ورَوَاه بعضُهم : ( لا خِمْس ) بكسر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل ، والفتحُ أَشْبَهُ بالحديث ، ومعناه ليس لك اليومَ إِلّا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ . وفيه أَقوالٌ غير ما ذكْرنا . وقال ثعلبٌ : إِنّما هو *!الأَحَرِّين ، قال : جاءَ به على *!أَحَرَّ ؛ كأَنه أَرادَ هاذا الموضعَ *!الأَحَرَّ ؛ أَي الذي هو *!أَحَرُّ مِن غيره ، فصَيَّرَه كالأَكْرَمِين والأَرْحَمِين . ونَقَلَ شيخُنا عن سِفْر السَّعَادَة ، وَسَفِير الإِفادة للعَلَم السَّخَاويِّ ما نَصُّه : *!إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ ، زادوا الهَمْزَ إِيذناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ ، وأَنه ليس له جمْع السَّلامةِ ، كما غَيَّروه بالحَرَكة في : بَنُونَ وقِلُونَ ، وإِنما جُمعَ حَرَّة هاذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثم لم يُتِمُّوا له كمالَ السَّلامة ، فزادُوا الهمزةَ ، وكذالك لمّا جَمعوا أَرضاً فقالوا : أَرَضُونَ ، غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةَ الهمزَة في إِحَرِّين كزيادتها في تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ في الجمع حيث قالوا : أَكْلُبٌ . وقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الذي تستحقُّه فقالوا : حِرارٌ وقال بعضهم : *!حَرُّون ، فلم يزد الهمزة ، انتهى .
وقال ابن الأَعرابيّ : *!الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ :
____________________

(10/572)


الصُّلْبَةُ الشديدةُ . وقال غيرُه : الحَرَّةُ هي التي أَعْلاها سُودٌ وأَسفلُها بِيضٌ . وقال أَبو عَمْرو : تكونُ الحَرَّةُ مستديرةً ، فإذا كان منها شيءٌ مستطيلاً ليس بواسع ، فذلك الكُرَاعُ .
( و ) يقال ( بَعِيرٌ *!-حَرِّيٌّ ) ، إِذا كان ( يَرْعَى فيها ) أَي الحَرَّةِ .
( و ) الحُرُّ ، ( بالضمّ : حِلافُ العَبْدِ .
( و ) الحُرُّ : ( خِيَارُ كلِّ شيْءٍ ) وأَعْتَقُه . وحُرُّ الفاكِهَةِ ، خِيَارُهَا .
والحُرُّ : كلُّ شيْءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وغيره .
( و ) من ذالك الحُرُّ بمعنى ( الفَرَس العَتِيق ) الأَصِيل ، يقال : فَرَسٌ حُرٌّ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحُرُّ ( مِن الطِّين والرَّمْل الطَّيِّبُ ) ، *!كالحُرَّةِ .
*!وحُرُّ كلِّ أرضٍ : وَسَطُهَا وأَطْيَبُها . وقال طَرَفَةُ :
وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ *!حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِ
ومن المَجاز : طِينٌ حُرٌّ : رَمْلَ فيه .
ورَمْلَةٌ *!حُرَّةٌ : لا طِينَ فيها ، وفي الأَساس : طَيِّبَةُ النَّبَاتِ . *!وحُرُّ الدّارِ : وسَطُهَا ، وخَيْرُها ، وقال طرفةُ أَيضاً :
تُعَيِّرُنِي طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي
أَلَا رُبَّ يَومٍ لي سِوَى *!حُرِّ دارِكِ
( و ) يقال : ( رجلٌ ) *!حُرٌّ ( بَيِّنُ *!الحَرُورِيَّةِ ) بالفتح ( ويُضَمُّ كالخُصُوصِ ةِ واللُّصُوصِيَّةِ ، والفتحُ في الثلاثة أَفصحُ من الضَّمِّ ، وإِن كان القياسُ الضمَّ ، قالَه شيخُنَا ، ( *!والحُرُورَةِ ) بالضّمّ ، *!والحَرَارَةِ ، ( *!والحَرَارِ ) ، بفتحهما ، ومنهم مَن رَوَى الكسرَ في الثاني أَيضاً ، وهو ليس بصوابٍ ، ( *!والحُرِّيَّةِ ) ، بالضمّ . وقال شَمِرٌ : سمعتُ من شيخ باهِلَةَ :
فلو أَنْكِ في يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي
فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ
____________________

(10/573)



فما رُدَّ تَزْوِيجٌ عليه شَهادةٌ
ولا رُدَّ مِن بَعْدِ *!الحَرَارِ عَتِيقُ
وقال ثعلبٌ : قال أَعرابيٌّ : ليس لها أَعْراقٌ في *!حَرَارٍ ، ولكنْ أَعراقُها في الإِماءِ .
( ج *!أَحْرَارٌ ) ، وهو مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ ، وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ ، ( *!وحِرَارٌ ) بالكسر ، حكاه ابن جِنِّي ، وهو الصَّوابُ ، وحَكَى بعضٌ فيه الفتحَ ، وهو غَلَطٌ ، كما غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى في المصدر الكسْرَ ، وزَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ التي جاءَتْ تارةً مَصدراً ، وتارةً جمعاً ، كقُعُودٍ ونحوه ، وليس كما زَعَمَ ، فَتَأَمَّلْ ، قاله شيخُنَا .
( و ) *!الحُرُّ : ( فَرْخُ الحَمَامةِ ) ، وقيل : الذَّكَرُ منها .
( و ) *!الحُرُّ : ( وَلَدُ الظَّبْيَةِ ) في ، بيت طَرَفَةَ :
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى
مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ *!حُرْ
( و ) الحُرُّ : ( وَلَدُ الحَيّةِ ) اللطِيفةِ ، وقيل : هو حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ ، أَبيض ، قال الطِّرّماح :
مُنْطَوٍ في جَوفِ نامُوسِه
كانْطِوَاءِ الحُرِّ بينَ السِّلَامْ
وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات ، وعمَّ بعضُهُم به الحَيَّةَ .
( و ) مِن المَجَازِ : الحُرُّ : ( الفِعْل الحَسَنُ ) ، يقال : ما هاذا منْكَ بحُرَ ، أَي بحَسَنٍ ولا جَمِيلٍ . قال طَرَفَة :
لَا يَكنْ حُبُّكِ داءً داخِلاً
ليسَ هاذا منْكِ ماوِيَّ *!بحُرْ
أَي بفِعْلٍ حَسَنٍ . قال الأَزهريّ : وأَمّا قولُ امرىءِ القَيْسِ :
لعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهْلِه بحُرْ
ولا مُقْصِرٍ يوماً فيأْتِينِي بقُرْ
____________________

(10/574)



إِلى أَهلِه ، أَي صاحبِه ، بحُرّ : بكَرِيمٍ ؛ لأَنه لا يَصبِرُ ولا يَكُفُّ عن هوَاه ، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عن أَهله ، ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريمٍ في فِعْله .
( و ) مِن المَجاز : الحُرُّ : ( رُطَبُ الأَزاذِ ) كسَحابٍ وهو السِّبِسْتانُ ، وهو بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أَزاد درخت ، ومعناه الشجرةُ المَعْتُوقَةُ ، فحَذَفُوا إِحدى الدُّالَيْنِ ، ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَبُوا الذّالَ .
( و ) الحُرُّ : ( الصَّقْرُ ) ، وبه فَسَّر بنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فيه بمعنَى الحَيَّةِ . قال الأَزهريُّ : وسأَلْت عنه أَعرابيًّا فصيحاً ، فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابيِّ .
( و ) قيل : الحُرُّ هو ( البازِي ) ، وهو قريبٌ من الصَّقْر ، قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ ، وقيل : إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة ، وهو يَصِيدُ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : لَطَمَ حُرَّ وَجهِه ، الحُرُّ ( مِن الوَجْهِ : ا بَدَا ) مِن الوَجْنَة ، أَو ما أَقْبَلَ عليكَ منه . قال الشاعر :
جَلَا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفتْ
وكانتْ عليها هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ
وقيل : حُر الوَجْه : أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن ، مِن مَقدمِهما ومُؤَخَّرهما .
( و ) مِنَ المَجَازِ : الحُرُّ ( مِن الرَّمْل : وَسَطُه ) وخَيْرُه ، وكذا حُرُّ الأَرضِ ، وقد تقدَّم في أَول التَّرْجَمَة ؛ فهو تَكرارٌ ، كما لا يخفَى .
( و ) الحُرُّ ( بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ ) من بَنِي ثَقِيفٍ ( وإِليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ ؛ لأَنه حَفَرَه ، نقلَه الصَّغانيّ ولم يَذكرْه ياقوتٌ في ذِكْر الأَنْهَار مع استيفائِه .
( و ) الحُرُّ ( بنُ قَيْسِ ) بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بن أَي عُيَيْنَةَ ، وكان
____________________

(10/575)


مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ . ( و ) الحُرُّ ( بنُ مالكِ ) بنِ عامرٍ ، شَهِدَ أُجُداً ، قالَه الطَّبَرِيّ ، وقال غيرُه : جَزْءُ بنُ مالك : ( صَحابِيّانِ ) ، وفي بعض النسخ : صَحابِيُّون ، بصيغة الجمْعِ ، وهو وَهَمٌ .
( و ) الحُرُّ : ( وادٍ بنَجْدٍ ) ، وهما الحُرّانِ ، قاله البَكرِيّ .
( و ) الحُرٌّ : وادٍ : ( آخَرُ بالجَزِيرَةِ ) ، وهما *!الحُراّنِ أَيضاً ، قاله البكريُّ .
( و ) الحُرُّ ( مِن الفَرَسِ : سَوادٌ في ظاهِرِ أُذَنَيْه ) ، قال الشاعر :
بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما *!حُرّانِ .
( وجُمَيْلُ حِرَ ) ، بضم ، ( وقد يُكْسَرُ : طائِرٌ ) ، نقلَهما الصّغانيّ ، والذي في التَّهْذِيب عن شَمِرٍ : يُقَال لهاذا الطائرِ الذي يُقَال له بالعراق : باذنْجان لِأَصغَرِ ما يكون ؛ جُمَيلُ حُرَ .
( و ) قال أَبو عَدنان : ( ساقُ جُرَ : ذَكرُ القارِيِّ ) ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
وما هَاجَ هاذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرَ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا
وقيل : السّاقُ : الحَمَامُ ، *!وحُرٌّ : فَرْخُها ، ويقال : ساقُ حُرَ : صَوتُ القَمَارِيّ . ورواه أَبو عَدْنَانَ : ( ساق حرَ ) بفتح الحاءِ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول : ساق حَرُّ ساق حَرّ . وبناه صَخْرُ فجَعَلَ الإِسْمَيْنِ إسماً واحداً ، فقال :
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي
تَلِيداً ما أُبينُ لها كلاماً
____________________

(10/576)



وعَلَّلَه ابن سِيدَه فقال : لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِن الأَسماءِ ما ضارَعَهَا . وقال الأَصمعيّ : ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا ، وإِنما هو صَوْتُها . قال ابن جِنِّي : يَشْهَدُ عندي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب ، ولو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ ، فقال ؛ ساقَ حُرَ ، إِن كان مضافاً ، أَو ساقَ حُرًّا إِن كان مُركَّبا ، فيَصْرِفُه لأَنه نكرةٌ ، فتَرْكُه إِعرابَه يَدلُّ على أَنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه ، وهو صِيَاحُه : ساق حُرّ ساق حُرّ ، وأَمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فلا يدلُّ إِعرابُه على أَنه ليس بصوتٍ ، ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إِلى آخره ، وكذالك قولُهم : خازهبازِ ؛ وذالك أَنه في اللَّفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ ، قال : والرِّوايَةُ الصحيحةُ في شعر حُمَيْد :
دَعَتْ ساقَ حُرَ في حَمَامٍ تَرَنَّمَاه
وقال أَبو عَدْنَانَ : يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لحْنَ الحمامةِ .
قلتُ : وَنَقَلَ هاذاالكلَم كلَّه شيخُنَا ، عن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جعْفَر البَعْلَبَكِيِّ ، في شَرْحِه عليها ، ونَظرَ فيه مِن وُجُوهٍ ، ظانًّا أَنه كلامُه ، وليس كذالك ، بل هو مأْخوذٌ منِ كتاب المُحْكَمِ لابن سِيدَه ، وكذا نَظرَ فيما تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي ، فلْيُنْظَرْ في الشَّرْح ، قال : ومِن أَظرَف ما قيلَ في ساق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ ، كما أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَ اللّهُ في شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ ، وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإِمامَيْنِ : أَبي عبده اللّهِ محمّدِ بن المسناويِّ ، وأَبي عبدِ اللّهِ بنِ الشّاذِلِيِّ ، رضيَ اللّهُ عنهما ، مِراراً :
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فيه وعَهْدٍ
لم أُجاوِزْه ، والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ
عن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لا مُسْعِدٌ علَى الوَجْدِ إِلّا عَيْنُ حُرَ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَي عينُ شَخْصٍ حُرَ تُساعِدُه على
____________________

(10/577)


البكاءِ ، أو هاذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ معه .
( *!والحُرَّانِ : الحُرُّ ، وأَخُوه أُبَيٌّ ) ، وهما أَخَوانِ ، وإِذا كان أَخَوانِ أَو صاحِبانِ ، وكان أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جميعاً باسم الأَشْهَرِ ، قال المُتَنَخِّل اليَشْكُرِيُّ :
أَلَا مَنْ مُبْلِغُ *!الحُرِّيْنِ عَنِّي
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبَ
فلا أَرْوَيْتُما أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِّفُ بي عِكبُّ في مَعَدَ
ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا
قالوا : وسَببُ هاذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كانت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هاذا ، وكان يَأْتِيها إِذا رَكِبَ النُّعْمانُ ، فلاعَبَتْ يوماً بقَيْدٍ ، فجَعَلَتْه في جْلِه ورِجْلِهَا ، فدَخَلَ عليهما النّعْمَانُ وهما على تلك الحالِ ؛ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل ، ودَفَعَه إِلى عِكَبَ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه ، فتَسَلَّمَه ، فجَعَلَ يَطْعَنُ في قفاه بالصُّمُلَّةِ ، وهي حَرْبَةٌ كانتْ في يَدِه .
( و ) *!الحِرُّ ( بالكسر ) وتشديدِ الرّاءِ : ( فَرْجُ المرأَةِ ، لغةٌ في المُخَفَّفةِ ) عن أَبي الهَيْثم ، قال : لأَن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ ؛ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ ، وهو في حديث أَشْرَاطِ السّاعَةِ : ( يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ ) . قال ابن الأَثِير : هاكذا ذَكَرَ أَبو موسَى في حرف الحاءِ والرّاءِ ، وقال : الحِرُ ، بتخفيف الرّاءِ : الفَرْجُ ، وأَصلُه حِرْحٌ ، بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ ، ومنهن مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ ، وليس بجَيِّدٍ ؛ فعلى التَّخْفِيف يكونُ في ح ر ح لا في ح ر ر ، قال : والمشهور في رواية هاذا الحديثِ على اختلاف طُرُقِه : يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ ، بالخاءِ والزّايِ ، وهو ضَرْبٌ مِن ثياب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ ، وكذا جاءَ في كتاب البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ ، ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كما ذَكَرَه أَبو موسى ، وهو حافِظٌ عارِفٌ بما رَوَى وَشَرَح ؛ فلا يُتَّهَمُ . ( وذُكِرَ في ح ر ح ) ؛ لأَنه
____________________

(10/578)


يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ ، ويجمع على أَحْراحٍ ، والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إِلى أُصُولها . وتقدَّم الكلام هناك ، فراجِعْه .
( *!والحَرَّةُ ) ، بالفتح : ( البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : الحَرَّة : ( العذَابُ المُوجِعُ ، والظُّلْمَة الكثيرة ) ، نقلَهما الصغانيُّ .
( و ) *!حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ ، فمنها :
*!الحَرَّة : ( مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ ) . ( و ) الحَرَّة : ( ع بتَبُوكَ . و ) الحَرَّة : ع ( بنَقْدَةَ ) . ( و ) الحَرَّةُ : وضعٌ ( بين المدينةِ والعَقِيقِ . وهو غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ . ( و ) الحَرَّةُ : موضعٌ ( قِبْلِيَّ المدينةِ . ( و ) الحَرَّةُ : موضعٌ ( ببلادِ عَبْسٍ ) وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ . ( و ) آخَرُ ( ببلادِ فَزَارَة ) . ( و ) الحَرَّةُ ( ببلادِ بنِي القَيْنِ ) . ( و ) الحَرَّةُ ( بالدَّهْناءِ ) . ( و ) الحَرَّةُ ( بعالِيَةِ الحِجَازِ ) . ( و ) الحَرَّة ( قُرْبَ فَيْدٍ ) . ( و ) الحَرَّةُ ( بجبالِ طَيِّءٍ ( و ) الحَرَّةُ ( بأَرْض بارِقٍ ، و ) الحَرَّةُ ( بنَجْدٍ ، قُرْبَ ضَرِيَّةَ . ( و ) : الحَرَّةُ : ( ع لبَنِي مُرَّةَ ) وهي *!حَرَّةُ لَيْلَى . ( و ) الحَرَّةُ : مَوضعٌ ( قُبَ خَيْبَرَ ) لبني سُلَيْمٍ ، ( وهي حَرَّةُ النّارِ ) وهو غيرُ حَرَّةِ بَنِي عَبْسٍ ، وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لبَنِي سُلَيْم ، وعندَهَا جَبَلُ صَبْارٍ . وقيل : حَرَّةُ النار لغَطَفَانَ ، ومنها : شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ ، الذي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللّهُ عنه فقال له : ما اسْمُكَ ؟ فقال : شِهابٌ إِلى آخِر ما ذُكِرَ ، وقد تقدَّم في ج م ر ، عن ابن الكَلْبِيِّ .
( و ) الحَرَّةُ : أَرضٌ ( بظاهرِ المَدِينةِ ) المشرَّفةِ ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ ، ( تحتَ واقِمٍ ) ولذا
____________________

(10/579)


تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم ، بها حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ . ( وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ ) من أَشهرِ الوقائعِ في الإِسلام ، في ذي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة ( أَيّامَ يَزِيدَ ) بنِ مُعَاوِيَةَ ، عليه مِن الله ما يَسْتَحِقُّ ، ورضيَ اللّهُ عن أَبيه ؛ وذالك حين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أَهلِ الشّام ، الذين نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين ، وأَمَّرَ عليهم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ ، أَخَزاه اللّهُ تعالَى ، وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ ، وقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تاريخ المدينة .
( و ) الحَرَّةُ ( بالبُرَيْكِ في طريقِ اليَمَنِ ) ، وهو المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ .
( وحَرَّةُ غَلّاسٍ ) ككَتّانٍ ، قال الشاعر :
لَدُنْ غُدْوَةً حتى استغَاثَ شَرِيدُهمْ
*!بحَرَّةِ غَلّاسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ
( و ) حَرَّةُ ( لُبْنٍ ) بضم اللام فسكون الموحدة في دِيار عَمْرِو بنِ كِلابٍ .
( و ) حَرَّةُ ( لَفْلَفٍ ) كجعفَرٍ بالحِجَازِ .
( و ) حَرَّةُ ( شُورانَ ) كعُثْمَانَ وقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ .
( و ) حَرَّةُ ( الحِمَارَةِ ) .
( و ) حَرَّةُ ( جَفْلٍ ) بفتحٍ فسكونٍ .
( و ) حَرَّةُ ( مِيطانَ ) كمِيزَابٍ .
( و ) حَرَّةُ ( مَعْشَرٍ ) لهَوازِنَ .
( و ) حَرَّةُ ( لَيْلَى ) لبَنِي مُرَّةَ .
____________________

(10/580)



( و ) حَرَّةُ ( عَبْادٍ ) .
( و ) حَرَّةُ ( الرَّجْلاءِ ) ، هاكذا بالإِضافةِ كأَخَواتِها . وفي اللِّسَان : حَرَّةُ راجِلٍ وفي النَّوادر لابن الأَعرابيِّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هي الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ ، وقد تَقَدَّم .
( و ) حَرَّةُ ( قَمحأَةَ ) ، بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ . كلُّ ذالك ( مَواضِعُ بالمدينةِ ) المشرَّفةِ ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تارِيخِه .
( و ) *!الحُرَّةُ ، ( بالضم : الكَرِيمَةُ ) من النِّسَاءِ ، قال الأَعْشَى :
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّه بخِلَالِ
( و ) الحُرَّةُ : ( ضِدُّ الأَمَةِ . ج *!حَرَائِرُ ) ، شاذٌّ . ومنه حديثُ عُمَرَ : ( قال للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إِلى المَسْجِدِ لأَرْدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ ) ، أَي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ ، فلا تَخْرُجْنَ إِلى المسجدِ لأَن الحِجابَ إِنما ضُرِبَ على *!الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ . قال شيخُنَا نَقْلَا عن المِصباح : جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ ، على غير قياسٍ ، ومثلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ ، وشَجَرٌ مَرائِرُ . قال السُّهَيْلِيُّ : ولا نَظِيرَ لهما ؛ لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ ، مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ، وإِنما جُمِعَتْ حُرَّة على حَرائِرَ ؛ لأَنها بمعنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ ، فجُمِعَتْ كجَمْعِهما .
( و ) الحُرَّةُ ( مِن الذِّفْرَى : مَجَالُ القُرْطِ ) ، منها ، وهو مَجازٌ ، وأَنشدَ :
في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ
يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى ، وقيل : حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ ؛ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا ، يكونُ لك للمرأَة ، والنّاقةِ .
____________________

(10/581)



وقيل *!الحُرَّتانِ ، الأُذُنانِ ، قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ :
قَنْوَاءُ في *!حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بها
عُتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
كأَنَّه نَسَبَهما إِلى الحُرِّيَّةِ ، وكَرَمِ الأَصْلِ .
( و ) مِن المَجاز : الحُرَّةُ ( من السّحاب : الكثيرةُ المَطَرِ ) . وفي الصّحاح : الحُرَّةُ : الكَرِيمةُ ، يقال : ناقَةٌ حُرَّةٌ . وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ ، أَي كثيرةُ المَطَرِ ، قال عنترةُ :
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةً
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
أَراد كلَّ سَحابةٍ عزيرة المَطَرِ كريمةٍ .
( وأَبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م ) أَي معروفٌ ، اسمُه حَنِيفَةُ ، مشهورٌ بكُنْيَتِه ، وقيل : إسمُه حَكِيمٌ ، ثِقَةٌ رَوَى له أَبو داوود ، وأَخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمانِ الرَّقاشيُّ ، من أَهل البَصْرَة ، مِن أتباع التّابِعِين .
وأَبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرحَّمانِ البَصْرِيُّ ، رَوَى له مُسْلِمٌ .
( و ) مِن المَجاز : يُقال : ( باتَتْ ) فُلانةُ ( بلَيْلَةِ حُرَّةٍ ) ، بالإِضافةِ ، ( إِذا ) لم تُفْتَضّ لَيلةَ زفافِها ، و ( لم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها ) . وفي الأَساس : لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها . وفي اللِّسَان : فإِن اقْتَضَّها زوجُها في الليلة التي زُفَّتْ إِليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ .
( وهي أَوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر ) أَيضاً ، كما أَن آخِرَ ليلةٍ منه يقال لها : شَيْبَاءُ ، على التَّشْبِيه .
( ويقال : لَيْلَةٌ حُرَّةٌ ) ، فيهما ، وكذالك ليلةٌ شَيْبَاءُ ( وَصْفاً ) .
( و ) عن ابن الأَعرابيِّ : (*! حَرّ*!َ يَحَرُّ ) كَظَلَّ يَظَلُّ *!حَرَاراً بالفتح :
____________________

(10/582)


( عَتَقَ ) ، والإِسمُ *!الحُرِّيَّةُ . وقال الكِسَائيُّ : *!حَرِرْتَ *!تَحَرُّ ؛ مِن *!الحُرِّيَّةِ لا غير . قلتُ : أَي بكَسْر العَيْنِ في الماضي ، وفَتْحِها في المُضَارِعِ ، كما صَرَّح به غيرُ واحد ، وقد يُستَعمل في *!حُرِّيَّةِ الأَصل أَيضاً ، وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
( و ) *!حَرَّ الرجُلُ *!يَحَرُّ ( *!حَرَّةً ) بالفتح ( عَطِشَ ) ، وهو أَيضاً من باب تَعِبَ ( فهو *!حَرّانُ ) ، ويقال : *!حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ ، كما يقال : *!حارٌّ يارٌّ جارٌّ ؛ إِتْباعاً ، نَقَلَه الكِسَائيُّ . ورجلٌ *!حَرّانُ : عَطْشَانُ ، مِن قوم *!حِرَارٍ *!وحَرَارَى *!وحُرَارَى ، الأَخِيرَتان عن اللِّحْيَانِيِّ . ( وهي *!حَرَّى ) ، مِن نِسْوَةٍ حِرَار وحَرَارَى : عَطْشَى وفي الحديث : ( في كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ ) ؛ *!الحَرَّى : فَعْلَى مِن *!الحَرِّ ، وهي تأْنِيثُ *!حَرّانَ ، وهما للمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ *!حَرِّهَا قد عَطِشَتْ ، ويَبِسَتْ مِن العَطَش . قال ابن الأَثِير : والمعنى أَن في سَقْيِ كلِّ كَبِدٍ *!حَرَّى أَجْراً . وفي آخَرَ : ( في كلِّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ ) ، وفي آخَرَ : ( في كلِّ كَبِدٍ *!حارَّةٍ أَجْرٌ ) ومعنى رَطْبَةٍ أَن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ ، وكذا إِذا أُلْقِيَتْ على النّارِ . وقيل كَنَى بالرُّطُوبة عن الحَياة ؛ فإِنّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِدِ . وقيل : وَصَفَهَا بما يَؤُولُ أَمْرُهَا إِليه .
( و ) *!حَرَّ ( الماءَ ) *!يَحَرُّه ( *!حَرًّا : أَسْخَنَ ) . والذي في اللِّسَان : *!وحَرَّ *!يَحِرُّ ، إِذا سَخُنَ ، ماء أو غيره . وقال اللِّحْيَانِيّ : *!حَرِرْتَ يا رجلُ *!تَحَرُّ *!حَرَّةً *!وحَرارةً ، قال ابن سِيدَه : أُراه يَعنِي الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ .
( و ) مِن دُعائهم : ( رَمَاه اللّهُ *!بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ ) ؛ يُرِيدُ العَطَشَ مع البَرْدِ ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فقال : ومِن كلامهم : حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّة ؛ أَي عَطَشٌ في يومٍ باردٍ ، قال اللِّحْيَانيّ : هو دُعاءٌ معناه رَمَاه اللّهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ . وقال ابن دُرَيْد : الحِرَّةُ : حَرَارَةُ العَطَشِ والْتِهابُه . قال :
ومِن دُعائهم : رَمَاه اللّهُ بالحِرّةِ
____________________

(10/583)


والقِرَّةِ ؛ أَي بالعَطَشِ والبَرْد . ( كُسِرَ للازْدِوَاجِ ) ، وهو شائعٌ .
قلْتُ : ويُضْرَبُ هاذا المَثَلُ أَيضاً في الذي يُظْهِرُ خِلافَ ما يُضْمِرُ . صَرَّحَ ، به شُرَّاحُ الفَصِيح .
( *!وحَرَارَةُ كسَحَابَة ) لَقَبُ أَبي العَبّاسِ ( أَحمدَ بنِ عليَ المحدِّث الرَّحْالِ ، ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ ، حدَّثَ ) ، عن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ .
( *!الحَرّانُ ) ككَتّان ( لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ ) الجوهَرِيِّ ( المصِيصِيِّ الشاعرِ ) .
( و ) *!حَرّانُ ، ( بلا لامٍ : د ) كبيرٌ ، قال أَبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ : سُمِّيَ بهارانَ أَبي لُوطٍ ، وأَخي إِبراهِيمَ عليهما السّلامُ ، وقد وَقَعَ الخِلَافُ فيه ، فقال الرُّشَاطِيُّ : هو بدِيار بَكْرٍ ، والسَّمْعَانِيُّ : بديارِ رَبِيعَةَ ، وقيل بدِيَارِ مُضَرَ ، وقال ابن الأَثير : ( جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ ) ، ويقال له : *!حَرّانُ العَوَامِيدِ ، وبه وُلِدَ سَيِّدُنا إِبراهيمُ الخليلُ عليه الصّلَاةُ والسّلامُ ، فيما نُقِلَ . قال الجوهَرِيُّ : هاذا إِذا كان فَعْلاناً فهو مِن هاذا الباب ، وإِن كان فَعْالاً فهو منب اب النُّون .
( منه ) : الإِمامُ ( الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أبي مَعْشَر ) *!-الحَرانِيُّ ، وعَمّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ ، فهو الحافظُ ، مؤلّف تاريخ حَرانَ ، وسمّاه تاريخ الجزيرتَيْن . ( وقد يُنْسَبُ إِليه *!-حَرْنَانِيٌّ ، بنُونَيْنِ ) ، على غير قياس ، كما قالوا : أمنانيّ في النِّسبة إِلى مانِي ، والقِياس مانَوِيّ .
( و ) حَرّانُ : ( قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْن ) لعبدِ القَيْس ؛ ( كُبْرَى وصُغْرَى ) .
( و ) حَرّانُ : ( ة بحَلَبَ ) .
( و ) أُخرَى ( بغُوطَةِ دِمَشْقَ ) .
( و ) حَرّانُ : ( رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ ) ، كلُّ ذالك عن الصغانيِّ .
____________________

(10/584)



( و ) *!الحُرانُ ، ( بالضمّ : سِكَّةٌ ) معروفَةٌ ( بأَصْفَهَانَ ) ، منها : أَبو المُطَّهَرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أحمدَ المُقْرِيءُ ، ابنُ بِنْتِ أَبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ ، رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ ، وقال : مات سنة 535 ه .
( ونَهْشَلُ بنُ *!-حَرِّيَ كبَرِّيَ : شاعرٌ .
ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّيَ ( اللَّيْثِيُّ ) ، مِن أَتباع التّابِعِين وهو أَمِيرُ خُراسَانَ .
( ومالكُ بنُ حَرِّيَ ، تابِعِيٌّ ) ، قُتِلَ مع عليَ بصِفِّينَ .
( *!والحَرِيرُ : مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أَو غيرِه ، *!كالمَحْرُورِ ) . وامرأَةٌ *!حَرِيرَةٌ : حَزينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ . قال الفَرَزْدَقُ يصفُ نساءً سُبِينَ ، فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِداحُ :
خَرَجْنَ *!حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً
ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ
قال الأَزهريّ : حَيرَات ، أَي *!مَحْرُورات ، يَجِدْنَ حَرارةً في صدورهنّ ، *!وَحَرِيرَةٌ في معنى *!مَحْرُورة وإِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كانت في معنَى حَزِينَةٍ ، كما أُدخِلَتْ في حَمِيدَة ؛ لأَنها في معنَى رَشِيدَة .
( و ) الحَرِيرُ : فَحْلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ ، وهو أَيضاً إسمُ ( فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ ) ، وهو جَدُّ الكامِلِ ، والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً . قال رُؤْبَةُ :
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا
فيه إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ : جَدُّ هاذا الفَرَس ، وضَرْبُه
____________________

(10/585)


نَسْلُه ، والمَرْئِيُّ نِسْبة إِلى امرىء القَيْسِ . قال الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ : ويُنْسَبُ إِلى امرىءِ القَيْسِ ( بن حُجْر ) بنِ الحارثِ ( بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بن عمرو ) بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ ، مسموعٌ عن العرب في كِنْدَةَ لا غيرُ ، وكلُّ ما عداه بعد ذالك في العرب من امرىءِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إِليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيَ .
( وأُمُّ *!الحَرِيرِ : مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ ملكٍ ) ، رَوَتْ عن سيِّدها ، وله صُحْبَةٌ .
( و ) *!الحَرِيرَةُ ، ( بهاءٍ ) : الحِسَاءُ مِن الدَّقِيق والدَّسَمِ ، وقيل : ( دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ ) . وقال شَمهر : الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق ، والخَزِيرَةُ مِن النُّخال . وقال ابن الأَعرابي : هي العَصِيدَةُ ، ثم النَّخِيرَة ، ثم الحَرِيرَة ، ثم الحَسْوُ .
( *!وحَرّ كفَرّ : طَبَخَه ) وفي حديثُ عُمر : ( ذُرى وأَنا *!أَحُرُّ لكِ ) يقول : ذُرِّي الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ منه *!حَرِيرَةً .
( و ) الحرِيرَة : ( واحدةُ الحَرِيرِ من الثيَابِ ) ، وهي مِن إِبْرَيْسَمٍ .
( *!والحَرُورُ ) ، وكصَبُورٍ : ( الربحُ الحارَّةُ باللَّيلِ ، وقد تكونُ بالنَّهَار ) ، والسَّمُومُ : الرِّيحُ الحَارَّةُ بالن 2 ار ، وقد تكونُ باللَّيْل ، قالَه أَبو عُبيْدة . قال العجّاجُ :
ونَسَجَتْ لَوافِحُ *!الحَرُورِ
سَبائِباً كسَرَقِ *!الحَرِيرِ
وأَنشدَ ابنُ سِيده لجرِير :
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّما
لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صائِمِ
مُسْتنُّ الحَرُورِ : مُشْتدُّ *!حَرِّها ؛ شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عند تَحرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بسَبِيبِ الفَرسِ .
____________________

(10/586)



( و ) الحَرُورُ : ( حَرُّ الشَّمْسِ ) . وقيل : الحَرُرُ : اسْتِيقادُ الحَرّ ولَفْحُه ، وهو يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ ، والسَّمُوم لا يَكون إِلّا بالنَّهار . ( و ) في الكتاب العزيز : { وَلاَ الظّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } ( فاطر : 21 ) قال الزَّجّاج : معناه لا يَسْتوِي أَصحابُ الحَقِّ الذين هم في ظلَ من الحَقّ ، ولا أَصحابُ الباطِلِ الذين هم في الحَرُورِ ، أَي ( الحَرّ الدّائِم ) لَيلاً ونَهاراً . ( و ) قال ثعلب الظِّلُّ هنا الجَنَّةُ ، والحَرُرُ ( النّارُ ) . قال ابن سِيدَه : والذي عندي أَن الظل هو الظِّلُّ بعَيْنِه ، والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه . وجمعُ الحَرُورِ حَرائِر ، قال مُضَرِّس :
لَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها
وفاضَتْ عليها شَمْسُه *!وحَرائِرُهْ
( *!وحُريْر كزُبَيْرٍ ) أَبو الحُصَيْنِ ، ( شيخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ المَوْصَلِيِّ ) النَّدِيمِ المشهورِ .
( وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ *!حُرَيْرِ ) بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّارِيُّ المازِنِيُّ أَبو بَشِيرٍ : ( صَحَابِيٌّ ) ، قُتِلَ باليَمَامَةِ وَرَوَى عنه ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ .
وفَاتَ : عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسدِيّ ، أَخْبَارِيّ .
( *!والحُرِّيَّةُ ) ، بالضمّ : ( الأَرضُ الرَّمْلِيَّةُ اللَّيِّنَةُ ) الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ ، وهو مَجازٌ .
وفي الأَساس : أَرْضٌ حُرَّةٌ : لا سَبَخَةَ فيها .
( و ) مِن المَجاز : *!الحُرِّيَّةُ ( مِن العَربِ : أشرافُهُم ) ، يقال : ما في حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه ، وقال ذو الرُّمَّةِ :
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ
على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى
أَي على أَشْرَافِهم . ويقال : هو مِن *!حُرِّيَّةِ قَومِه : أَي مِن خالِصِهم .
والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ : أَعْتَقُه .
____________________

(10/587)



( *!والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ : ع قُرْبَ نَخْلَةَ ) بين الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ .
( *!وحُرَيْرٌ ، بالضمّ : د ، قُرْبَ آمِدَ ) ، كذا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ : حُرِّينُ ، بالنُّون ، كذا في التَّكْمِلَة .
( *!وحَرُوراءُ ، كَلُولاءَ ) ، بالمَدِّ ، ( وقد تُقْصَرُ : ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن منها ، نَزَلَ بها جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا ، نَزَلَ بها جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا رضيَ اللّهُ عنه ، مِن الخَوَارِجِ . ( و ) يقال : ( هو *!-حَرُورِيٌّ بَيِّنُ *!الحَرُورِيَّةِ ) ، يَنْتَسِبُون إِلى هاذه القريَةِ ، ( وهم نَجْدَةُ ) الخارِجِيُّ ( وأَصحابُه ) ومن يعتقدُ اعتقادَهم ، يقال له : *!-الحَرُورِيُّ ، وقد وَرَدَ أَن عائسةَ رضيَ اللّهُ عنها قالتْ لبعضِ مَن كانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ مِن الثَّوْب : *!أَحْرُورِيةٌ أَنتِ ؟ تَعْنِيهم ، كانوا يُبَالِغُون في العِبَاداتِ ، والمشهورُ بهاذه النِّسبة عِمْرَانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسِيُّ الحَرُوريُّ . ومن سَجَعَات الأَساس : ليس مِن الحُرُورِيَّةِ أَن يكونَ مِن الحَرُورِيَّةِ .
( و ) مِنَ المَجَازِ : ( *!تَحْرِيرُ الكِتَابِ وغيره تَقْوِيمُه ) وتَخْلِيصُه ؛ بإِقامةِ حُرُوفِه ، وتَحْسِينه بإِصلاحِ سَقطِه .
*!وتَحْرِيرُ الحِسَابِ : إِثباتُه مُسْتَوِياً لا غَلث فيه ، ولا سَقط ، ولا مَحْو .
( و ) *!التَّحْرِير ( للرَّقَبَةِ : إِعتاقُهَا ) .
*!والمُحَرَّرُ الذي جُعِلَ من العَبِيدِ حُرًّا فُعْتِقَ .
يقال : *!حَرَّ العَبْدُ *!يَحَرُّ *!حَرَارةً بالفتح أَي صار *!حُرًّا . وفي حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ : ( شِرارُكم الذين لا يُعْتَقُ *!مُحَرَّرُهُم ) ؛ أَي أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه ، فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه .
( *!ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ ) الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ ( كمُعَظَّمٍ : صَحابِيٌّ ) بدْرِيٌّ ، تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ ، ولم يُعْقِبْ .
( و ) *!مُحَرَّرُ ( بنُ قَتَادَةَ كان يُوصِي
____________________

(10/588)


بَنِيه بالإِسلام ) ، ويَنْهَى بَنِي حَنِيفَةَ عن الرِّدَّةِ ، وله في ذالك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ في الصَّحَابَة .
( و ) مُحَرَّرُ ( بنُ أَبي هُرَيْرَةَ : تابِعِيٌّ ) ، يَرْوِي عن أَبِيه ، وعنه الشَّعْبِيّ ، وأَهلُ الكُوفَةِ . ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ في الثِّقات .
( ومُحَرَّرُ دارِمٍ : ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ .
( و ) مِنَ المَجاز : ( *!اسْتَحَرَّ القَتْلُ ) في بني فلانٍ : إِذا ( اشتَدَّ ) وكَثُرَ ، كحَرَّ ، ومنه حديثُ عليَ رضيَ اللّهُ عنه : ( حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ .
( و ) يقال : ( هو *!أَحَرُّ حُسْناً منه ) ، وقد جاءَ ذالك في الحديث : ( ما رأَيتُ أَشْبَه برسولِ اللّهِ صلَّى اللّهُ عليْه وسلّم من الحَسَن ؛ إِلّا أَن النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم كان أَحَرَّ حُسْناً منه ) ؛ ( أَي أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ ) .
( والحارُّ مِن العَمَلِ : شاقُّه وشديدُهُ ) وقد جاءَ في الحديث عن عليَ ( أَنه قال لفاطمةَ رضيَ للّهُ عنهما : لو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللّهُ عليْه وسلَّم فسَأَلْتِ خادِماً تَقِيكِ *!حارَّ ما أَنتِ فيه مِن العَملِ ) . وفي أُخرى : ( *!حَرَّ ما أَنتِ فيه ) ؛ يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ ، مِن خِدْمَةِ البيتِ ؛ لأَن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما ، كما أَن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُونِ . *!والحارُّ : الشاقُّ المُتْعِبُ ، ومنه الحديثُ الآخَرُ عن الحَسَنِ بنِ عليَ : ( قال لأَبِيه لمّا أَمَره بجلْدِ الولِيدِ بنِ عُقْبَةَ ؛ وَلِّ *!حارَّها مَن تَوَلَّى قارَها ) ؛ أَي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه ، ويَعْنِيه شَأْنُه .
( و ) الحارُّ : ( شَعرُ المَنْخرَيْنِ ) ؛ لما فيه مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة ، نقلَه الصغانيُّ .
( *!وأَحَرَّ النّهَارُ : صارَ *!حَارًّا ) ، لغةٌ في حَرَّ يَومُنَا ، سَمِع ، الكِسَائيُّ ، وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ في الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ ، والزَّجّاجُ في : فَعَلت وأَفْعَلت ، قال
____________________

(10/589)


شيخُنا : ومثلُ هاذا عند حُذّاقِ المُصَنِّفِين مِن سُوءِ الجَمْعِ ؛ فإِنّ الأَوْلَى التَّعَرّضُ لهاذا عند قوله : ( *!حَرَرْتَ يا يَومُ ) ، بالوجُوهِ الثلاثةِ ، وهو ظاهرٌ .
( و ) *!أَحَرَّ ( الرجلُ : صارتْ إِبلُه *!حِراراً ، أَي عِطَاشاً ) . ورجلٌ *!مُحِرٌّ : عَطِشَتْ إِبلُهُ .
( *!وحَرْحَارٌ ) ، بالفتح : ( ع ببلادِ جُهَيْنَةَ ) بالحِجاز .
( ومحمّدُ بنُ خالدٍ ) الرّازِيُّ ( *!-الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيَ محدِّث ) ، وقال السَّمْعَانِيُّ : هو أَحمدُ بنُ خالدٍ ، حدَّث عن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ ، وموسَى بنِ نصرٍ الرّازِيَّيْنِ ، ومحمّدِ بنِ يَحْيَى ، ومحمّدِ بنِ يَزيِدَ السُّلَمِيِّ النَّيْسَابُورِيَّيْنِ ، رَوَى عنه الحُسَيْنُ بنُ عليَ المعروفُ بحُسَيْنك ، وعليُّ بنُ القاسم بن شاذانَ ، قال ابن ماكُولَا : لا أَدْرِي : أَحمد بن خالد الرازيّ الحَرورِيُّ إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ . قلْت : وهاكذا ذَكَرَه الحافظُ في التَّبْصِير أَيضاً بالفَتْح ولم يذكر أحدٌ منهم أَنَّه الحَرَوَّرِيُّ ، كعَمَلَّسِيَ ، ففي كلام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .
وممّا يُستدرَك عليه :
*!الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ .
*!والحَرُّ : حُرْقَةُ القَلبِ ، مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ . *!وأَحَرَّها اللّهُ .
والعربُ تقول في دُعائها على الإِنسان : مالَه أَحَرَّ اللّهُ صَدْرَه ؛ أَي أَعْطَشَه ، وقيل : معناه أَعْطَشَ اللّهُ هامتَه .
ويقال : إِنِّي أَجِدُ لهاذا الطَّعَمِ حَرْوَةَ فِي فَمِي ، أَي حَرارةً ولَذْعاً ، والحَرَارَةُ : حُرْقَةٌ في الفَمِ مِن طَعْم الشَّيْءِ ، وفي القَلْب مِن التَّوَجُّع ، مِن ذالك قولُهم : وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ ، والضَّرْبِ ، والمَوْتِ ، والفِرَاقِ ، وغيرِ ذالك ، نَقَلَه ابن دُرُسْتَوَيْهِ ، وهو من الكِنَايَاتِ ،
____________________

(10/590)


والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ ، وسيأْتي في المعتلّ .
وقال ابن شُمَيْلٍ : الفُلْفُلُ له حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ ، بالراءِ والواو .
*!والحَرَّةُ : حَرَارةُ في الحَلْق ، فإِن زادتْ فهي الحَرْوَةُ ، ثم الثَّحْثَحَةُ ، ثم الجَأْرُ ، ثم الشَّرَقُ ، ثم الفُؤُقُ ، ثم الحَرَضُ ، ثمَّ العَسْفُ ، وهو عند خُرُوجِ الرُّوحِ .
*!واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ *!فحَرَّتْ لُي ؛ أَي طَلَبْتُ منها حَرِيرَةً فعَمِلَتْها .
وفي حديث أَبي بَكْ : ( أَفمنكم عَوْفٌ الذي يُقال فيه : لا حُرَّ بوادِي عَوْف ؟ قال : لا ) . هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ ، كان يقال له ذالك لِشَرَفِه وعِزِّه ، وأَنْ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كان له كالعَبِيدِ والخَوَلِ *!والمُحَرَّرُ ، كمُعَظَّمٍ : المَوْلَى ، ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ ، أَنه قال لمُعَاوِيَةَ رضيَ اللّهُ عنهم : ( حاجَي عَطَاءُ *!المُحَرَّرِينَ ) ؛ أَي المَوالِي ، أَي المَوالِي ، أَي لأَنهم قومٌ لا دِيوانَ لهم ؛ تَأَلُّفاً لهم على الإِسلام .
*!وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ . وقولُه تعالَى حكايةً عن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ : { إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي *!مُحَرَّرًا } ( آل عمران : 35 ) قال الزَّجّاج : أَي خادِماً يَخْدُم في مُتَعَبَّداتِكَ ، *!والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ . والمُحَرَّرُ : النَّذِيرَةُ . *!وحَرَّرَه : جَعَلَه نَذِيرَةً في خِدْمةِ الكَنِيسَةِ ما عاشَ لا يَسَعُهُ تَرْكُها في دِينه .
ومن المَجاز : *!أَحرارُ البُقُولِ : ما أُكلَ غَيرَ مطْبُوخٍ ، واحِدُهَا حُرٌّ ، وقيل : هو ما خَشُنَ منها ، وهي ثلاثةٌ : النَّفَلُ ، والحُرْثُبُ ، والقَفْعاءُ . وقال أَبو الهَيْثَم : أَحرارُ البُقُولِ : ما رَقَّ منها ورَطُبَ ، وُكُورُها : ما غَلُظَ منها وخَشُنَ .
وقيل : الحُرُّ : نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ .
*!والحُرَّةُ : البابُونَجُ .
____________________

(10/591)



*!والحُرَّة : الوَجْنَةُ .
*!والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ، ومنه قولُهم : حَفِظَ اللهُ كَرِيمَتَيْكَ *!وحُرَّتَيْكَ ، وهو مَجازٌ .
*!وحَرَّ الأَرْضَ *!يَحَرُّهَا حَرّاً : سَوّاهَا . *!والمِحَرُّ : شَبَحَةٌ فيها أَسْنانٌ ، وفي طَرْفِها نَقْرَانِ ، فيهما عُودٌ مَعْطُوفٌ ، وفي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عليه . ثز يُوثَقُ بالتَّوْرَيْنِ ، فتُغْرَرُ الأَسْنَانُ في الأَرضِ ، حتى تَحمِلَ ما أُثِير من التُّراب ، إِلى أَن يأْتيا به إِلى المكانِ المُنْخَفِض .
*!والحُرّانِ ، بالضمِّ : نَجْمَانِ عن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا ، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا .
قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً ، ويقال لها : رَمْلَةُ *!حَرُورَاءَ ، وهي غَيرُ القَرْيَيِ التي نُسِبَ إِليها *!الحَرُورِيُّون ؛ فإِنها بظاهِرِ الكُوفَةِ .
والحُرّانُ : مَوضعٌ ، قال الشاعر :
فساقانُ *!فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمَى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
*!وحُرَّيَاتُ : موضعٌ ، قال مُلَيْحٌ :
فراقَبْتُه حتى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ
مَطَافِيلَ منه *!حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ
*!وحُرَارُ ، كغُرَابٍ : هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ ، بين الضِّبابِ وعَمرو ابن كلابٍ وسَلُول .
*!وحُرَّى ، كرُرَّى : موضعٌ في بادِيَةِ كَلْبٍ .
وأَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ عليٍّ *!-الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ ، أَحَدُ أَحْدادِه منسوبٌ إِلى نِسْجِ الحَرِيرِ ، وهو مِن
____________________

(10/592)


مُشَانةَ : قريةٍ بالبَصرةِ ، وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إِلى *!الحَرِيرَةِ : مِن قُرَى البَصْرَةِ .
وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَرِيرِيُّ ، محدِّثٌ .
وقاصي القُضَاة شمسُ الدينِ محمّدُ ابنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ ، مِن عُلَمَائِنا ، رَوَى الحَدِيثَ .
وأَبو *!حَرِيرٍ ، له صُحْبَةٌ ، رَوَى عنه أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ .
*!والحَرّانيَّةُ : قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ .
وأَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ *!الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ - كشَدَّادٍ - : شيخٌ لابن عبدِ البَرِّ . والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون *!-الحَرِيرِيَّ *!الحَرّارَ ، قالَه الحافِظُ .
____________________

(10/593)


حزبر : ( الحَيْزَبُورُ ) ، بالرَّاءِ ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيُّ : هي لُغَةٌ في ( الحَيْزَبُون ) ، بالنون : للعَجُوزِ . ولم يذكره المُصَنِّف لا في الباءِ ولا في النُّون ، وقد أَشرْنَا في حَرْف المُوَحَّدة إلى ذالك فراجِعْه .
حزر : ( الحَزْرُ : التَّقْدِيرُ والخَرْصُ ) ، والجازِرُ : الخارِص ، كما في الصّحاح ، ( كالمَحْزَرةِ ) ، وهاذِهِ عن ثَعْلَب .
وفي المُحْكَم : حَزَرَه ( يَحْزُرُ ) هُ ، من حَدّ نَصَرَ ، ( ويَحْزِرُ ) هُ ، من حَدِّ ضَرَبَ ، حَزْراً : قدَّره بالحَدْسِ .
( وحَزْرٌ : ع بِنَجْدٍ ) ، وقيل : جبَلٌ .
( والحَزْرَةُ : شرَةٌ حامِضَةٌ . و ) الحَزْرةُ ( من المَال : خِيَارُهُ ) ، كالحَزيرة ، وبها سُمِّىَ الرَّجُل . ويقال هاذا حَزْرة نَفْسِي ، أي خَيْرُ ما عِنْدي ، ( ج حَزْرَاتٌ ) ، بالتَّحْرِيك وبالسُّكُون أيضاً ، كما يأْتي فيما أَنشده شَمِرٌ . وفي الحَدِيثِ ( أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلمبَعَثَ مُصَدِّقاً فقال له : لا تَأْخُذْ من حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئاً ، خُذِ الشَّارِفَ ، والبَكْرَ ) . يعنِي في الصَّدقة . قالُوا : وإِنما سُمِّىَ خِيَارُ مالِ الرَّجُل حَزْرةً ، لأَنَّ صاحبَها لم يَزَلْ يَحْزُرُها في نَفْسِه كلَّا رَآها ، سُمِّيَت بالمَرَّةِ الواحدة من الحَزْر ، ولهاذا أُضِيفَت إِلَى الأَنْفُسِ . وَأَنْشَد الأَزْهَرِيُّ :
الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النَّفْسِ
أي مما تَودُّهَا النَّفْسُ . وقال آخر :
وحَزْرةُ القَلْب خِيارُ المَالِ
وأنشد شَمِرٌ :
الحَزَراتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ
____________________

(11/5)



اللُّبُنُ الغِزَارُ غَيْرُ اللُّجْبِ
خِفَافُهَا الجِلادُ عنْد اللَّزْبِ
وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ( لا تَأْخُذُوا حَزَراتِ أَموالِ النَّاسِ ونَكِّبُوا عن الطّعَام ) ويُرْوَى بتَقْدِيم الرَّاءِ ، وهو مَذْكُور في مَوضعِه . وقال أبو سَعِيد : حَزَراتُ الأَموالِ هي التَّي يُؤَدِّيها أَربَابُهَا ، وليس كُلُّ المالِ الحَزْرَةَ . قال : وهي العَلاَئِقُ . وفي مَثَل العَرَب :
واحَزْرَتِي وأَبْتغِى النَّوافِلاَ
وعن أبي عُبَيْدة : الحَزَراتُ : نَقَاوَةُ المَالِ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ . ياقل : هي حَزَرَةُ مَالِه ، وهي حَزْرَةُ قَلْبِه . وأَنْشَد شَمِرٌ :
نُدَافعُ عَنْهُم كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
ونَبْذُل حَزْرَاتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ
( و ) الحَزْرَةُ : ( النَبِقَةُ المُرَّةُ ) ، كذا في النُّسَخ ، وفي التَّكْمِلَةِ : المُزَّة ، ويُصَغَّر حُزَيْرَةً ، عن ابْنِ الأَعْرَبِيّ .
( أَو ) حَزْرَتُهَا : ( مَرَارَاتُها ) .
( و ) حَزْرَةُ ، ( بِلاَ لاَمٍ : وادٍ ) ، نقله الصّغانِيّ . ( وبِئْرُ حَزْرَةَ : من آبارِهِم ) ، مَعْرُوفَة .
( والحَارِزُ : الحَامِض من اللَّبنِ . والنَّبِيذُ ) . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو حَازِرٌ وحامِزٌ ، بمعْنًى وَاحِد ، وقد حَزَرَ اللَّبَنُ والنَّبِيذُ ، أي حمُضَ .
وفي المُحْكَم : حَزَرَ اللَّبَنُ يَحْزُرُ حزْراً وحُزُوراً ، قال :
وارْضُوْا بإِحْلاَبةِ وَطْبٍ قد حزَرْ
وقيل : الحازِرُ من اللَّبَنِ : فوْقَ الحَامِضِ . ( و ) الحازِرُ ( من الوُجُوهِ : العابُس الباسِرُ ) . يقال : وَجْهٌ حازِرٌ ، على التَّشْبِيه ، ( وقد حَزَرَ ) حَزْراً وحُزُوراً . ( أَو ) الحازِرُ : ( دَقِيقُ الشَّعِيرِ وله رِيحٌ لَيْسَتْ بِطَيِّبة ) ، حكاه ابنُ شُميْل عن المُنْتجِع .
( وحزِيرَانُ ) ، بفَتْح فكَسْر والمشْهُور على الأَلْسِنَة بضَمِّ ففتح :
____________________

(11/6)


( اسمُ شَهرٍ بالرُّومِيَّة ) ، من الشهور الاثْنَى عَشَر ، وهو قَبْلَ تَمُّوزَ ، وقد مَرَّ تفصيلُها في أيَّار .
( والحَزُورَةُ ، كَقَسُورَةَ : النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ ) ، وهي أيضا العَظِيمةُ ، على التَّشْبِيه .
( و ) الحَزُورَةُ والحَزُورُ : ( الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ ، كالحِزْوارَةِ ، بالكَسْر ) ، وقي هو التَّلُّ الصَّغِير ، ( ج حَزَاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِيرُ ) .
وقال أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ : والحزَاوِرَةُ الأَرَضُون ذَوَاتُ الحِجَارةِ ، جمْع حَزْوَرَةٍ .
( و ) الحَزَوَّرُ ، ( بلا هَاءٍ ، كعَمَلَّس : الغُلامُ القوِيُّ ) الّذي قد شَبَّ . قال الشاعِرُ :
لنْ يَبْعثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا
بالفاس إلاَّ الأَرقَبَ المُصَدَّرَا
وقال آخَرُ :
رُدِّى العروجَ إِلى الحَيَا واستَبْشِري
بمقامِ حَبْل السّاعدَيْن حَزَوَّرِ
وفي الصّحاح : الحَزَوَّرُ : الغُلامُ إِذا اشتَدَّ وقَوِىَ وخَدَمَ . وقال يَعْقُوبُ : هو الذي كَادَ يُدِركُ ولم يَفْعَل . يُقَالُ للغُلام إِذا رَاهقَ ولم يُدْرِك بَعْدُ : حَزَوَّرٌ ، وإِذا أَدْرَكَ وقَوِيَ واشْتَدَّ فهوَ حَزَوّرٌ ، أَيضاً . قال النَّابِغَةُ :
نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد
هاكذا أَنْشَدَه أَبو عَمرٍ و ، قال أَراد البالغَ القَوِيَّ .
قلْت : وقرأْتُ في كتاب رُشْد اللَّبِيب ومُعَاشَرَة الحَبِيب قولَ النَّابِغَة هاذا ، وأَوَّلُه :
وَإِذَا لَمَسْتَ لَمسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً
مُتَحَيِّزاً بمكانِه ملِءَ اليَدِ
وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهدِف
رابِى المجَسَّةِ بالععِير مُقَرْمَدِ
وَإِذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف
نَزْعَ الحَزوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ
____________________

(11/7)



( و ) قال أَبُو حَاتِمٍ في الأَضْدَاف : الحَزَوَّرُ : ( الرَّجلُ القَوِيُّ ) الشَّديدُ . ( و ) الحَزَوَّر : ( الضَّعِيفُ ) من الرِّجال ، ( ضِدُّ ) . وأَنْشَدَ :
وما أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه
بِذِي صَوْلَةٍ فَانٍ ولا بِحَزَوَّرِ
قال : أَرادَ : ولا بِصَغِير ضَعِيف .
وقال آخرُ :
إِنَّ أحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ
حَزَوَّرٌ ليستْ له ذُرِّيَّهْ
قال : أراد بالحَزَوَّرِ هُنَا رجُلاً بالغاً ضَعيفاً لا نَسْلَ لَهُ .
وحَكَى الأَزْهَرِيّ عَن الأَصْمَعيّ وعن المُفَضَّل قال : الحَزَوَّر ، عَنِ العَرَبِ : الصَّغِيرُ غَيْرُ البَالغِ .
ومن العَرَب من يَجْعلُ الحَزَوَرَ البَالغَ القَوِيَّ البدنِ الّذِي قد حَملَ السِّلاَح . قال أَبو مَنْصخلأر :
والقَوْلُ هو هاذَا .
قُلْتُ : وفي كتاب الأَضداد لأبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ ، عن بَعْضِ اللُّغَوِيِّين : إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فهو القَوِيّ ، وإِذا وصفْتَ بهِ كَبِيراً فهو الضَّعِيفُ . قال : وفي الحَزَوَّرِ لُغَات ، بالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيفِ ، وهَزَوَّر ، كَعَمَلَس ، بالهَاءِ ، والجَمْعُ هَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِرَةٌ .
( و ) أَبو جعْفَرٍ ( محمّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الحَكَم بْنِ الحَزَوَّرِ الثَّقَفِيُّ الْعلإعوَّرِيُّ الأَصْفَهَانِيّ ) مَوْلَى السَّائب بن الأَقَرعِ ( مُحَدِّثٌ ) ابْنُ مُحَدِّث ، حَدَّثَ عن محَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ المَصِّيصِيّ وعَنْه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المَرْزُبَان الأَبْهَرِيّ ، وأَبُوه إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى يَرْوِي عن أَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسّي وبَكْرِ ابْنِ بَكّار ، وعنه وَلَدُه المَذْكُور .
( والمَحْزُورُ ) ، كمَنْصُور ، وليس بشيْءٍ ، وفي بعضِ النُّسَخِ بضمِّ الميمِ وفَتْحِ الحَاءِ وكَسْرِ الوَاوِ : ( المُتَغَضِّبُ ) العَابِسُ الوَجْهِ ، وهو مَجَاز .
____________________

(11/8)


( والحَرْزَاءُ : الضَّرْبَةُ الحامِضَةُ ) هكذا في سَائِرِ النُّسَخ ، الضِّرْبَة ، بالضَّاد المُعْجَمَة ، والصواب بالصَّادِ المُهْمَلَة .
ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
حَزَرَ المَالُ : زَكَا أَو ثَبَتَ فنَمَى :
وحَزِيرَةُ المَالِ : ما يَعْلَقُ بِهِ القَلْبُ .
ومن أَمْثَالهم ( عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ ) يُضْرَبُ للأَمْرِ إِذا بَلَغَ غَايَته .
والحَزْرَةُ : مَوْتُ الأَفاضلِ .
والحَزْوَرُ كجَعْفَرٍ : المَكَانُ الغَلِيظُ . وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ :
في عَوْسَجِ الوَادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ
وقال عَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ :
وذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فيه وأُزِّرَتْ
به قامِسَاتٌ مِن رِعَانٍ وحَزْوَرِ
والحَزْوَرُ لغة في الحَزَوَّرِ ، حكاه جماعةٌ وبه صدّر الجوهريّ ، وقد وَقَعَ في أَحادِيثَ ، وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالوَجْهَيْن ؛ وهو الغُلام الَّذِي قد شَبَّ وقَوِيَ . قال الرَّاجِزُ :
لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّى مِسْفَرَا
شَيْخاً بَجهالاً وغُلاماً حَزْوَرَا
والجَمْعُ حَزَاوِرُ ، وحَزَاوِرةٌ . زَادُوا الهَاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ .
والحَزَوَّرُ ، كعَمَلَّس : الَّذِي قَد انْتَهَى إِدْرَاكُه . قال بعْضُ نِسَاءِ العَرَب :
إِنَّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِيَهْ
كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَهْ
قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثَمَانِيَهْ
وبَقِيَتْ ثَقْبَتِ كما هِيَهْ
وغِلْمَانٌ حَزَاوِرَةٌ : قارَبُوا البُلُوغَ ، وهو على التَّشْبِيه بالرَّابِيَة كما حَقَّقَه غيرُ وَاحِد .
وفي حديث عَبْدِ الله بْنِ الحَمْراءِ ( أَنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو
____________________

(11/9)


وَاقِف بالحَزْوَرَةِ من مَكَّة ) قال ابن الأَثِيرِ : هو مُوضِعٌ عند بابِ الحَنَّاطِين ، وهو بوَزْن قَسْوَرَة . قال الإِمامُ الشَّافِعِيُّ رَضِي الله عنه : النَّاسُ يُشَدِّدُون الحَزْوَرَة والحُدَيْبِيَة ، وهما مُخَفَّفَتَان . وفي رَوْضِ السُّهَيْلِيّ : هُوَ اسمُ سوقٍ كانت بِمَكَّةَ وأُدْخِلَت في المَسْجد لمَّا زِيدَ فيه . ونَقَلَ شَيْخُنا عن مَشَارِقِ عِيَاضٍ مِثْلَ ذالك . وفيه عَنِ الدَّارَقُطْنِي مِثلُ قَوْل الشافِعِيّ ، ونَسَبَ التَّشْدِيد للمُحَدِّثِين . قال :
وهو تَصْحِيف . ونَسَبَه صاحِبُ المَرَاصِد إِلَى العَامَّة ، وزادَ أَنَّهُم يَقُولُونَ : عَزْوَرَة ، بالعَيْنِ بدل الحَاءِ . وقال القَاضِي عِياضٌ : وقد ضَبَطْنَا هذَا الحَرْفَ على ابن سراجٍ بالوَجْهَيْنِ .
وأَبو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الحَزْوَر الوَرَّاق الحَزْوَرِيّ ، مُحدِّث منْ أَهْلِ بَغْدَاد . وأَبُو غَالِب حَزْوَرٌ الباهِلِيّ البَصْرِيّ ، رَوَى عن أَبِي أُمَامة البَاهِليّ . والنَّضْر بن حَزْوَرٍ مُحَدِّثٌ رَوَى عن الزُّبَيْر بْنِ عَدِيّ ، ذكرهم السّمْعانيّ .
وحَزْوَرُ : قَرْيَةٌ بِدِمَشْقَ ، منها أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد الرَّحيم الحَزْوَرِيّ الْمِصْرِيّ المُحَدِّث ، هاكذا ضَبَطَه البقاعيّ ، ونقل عنه الداوودِيّ .
وحَزْوَرٌ ، كجعْفَرٍ ، وَكِيلُ القاسِم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى مَطْبَخِه . وفيه يَقُولُ ابنُ الرُّومِيّ يَصِف دَجَاجَةً .
وَسَمِطة صَفْراءَ دِيناريَّة
ثَمَناً ولَوْناً زَفَّهَا لَك حَزْوَرُ
وأَبو العَوّام فَائِدُ بنُ كَيْسًّن الحَزَّار ، ككَتَّانِ كذا قَيَّده ابنُ أَبِي حَاتِم في الجَرْحِ والتَّعْدِيل ، يَروِي عن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيّ . وعَمْرُو بنُ الحَزْوَر أَبُو بُسْرٍ ، مُحَدِّثٌ ، يَرْوِي عن الحسن . وأَبو حَزْرَةَ كُنْيَةُ سيِّدِنا جرِيرٍ رَضي اللَّهُ عَنْه .
ومن المَجَاز : حَزَرْت قُدُومَه يَومَ كَذَا : قَدَّرْتُه . وحَزَرْتُ قِرَاءَته عِشْرِين آيةً : قَدَّرْتُها . واحزُرْ نَفْسَك هل تَقْدِرُ علَيه . كَذَا فِي الأَسَاسِ .

____________________

(11/10)


حزفر : ( حَزْفَرَه ) ، أَهمله الجَوهَرِيّ .
وفي النَّوادِرِ : حَزْمَرَ العِدْل وحَزْفَرَه إذا ( مَلأَهُ ) ، وكذالك العيْبَة والقِرْبَةَ إِذا مَلأَهما ، وكذَا حَزْفَرَه وحزْرفَه .
( و ) حزْفَرَ ( المَتَاعَ : شَدَّهُ ) ، من النوادر أيضاً . ( و ) حَزْفَرَ ( القَوْمُ لِلْقَوْمِ : اسْتَعَدُّوا ) وَتَهَيَّؤُوا للحَرب ، والذّالُ لغةٌ في الثّلاثة .
( والحَزْفَرَةُ : المَلْسَاءُ مِنَ الأَرْضِ المُسْتَوِيةُ فِيها حِجَارةٌ ) ، نقله الصّغانِيّ .
( و ) الحِزْفَرَّةُ ، ( كإِرْدَبَّة : المَكَانُ ) الصُّلْبُ ( الشَّدِيدُ ) .
والمُحَذْفَر : الممْلوءُ من الأَوَانِي ، كالمُحَذْرَفِ .
حزمر : ( الحَزْمَرُ ، كجعْفَرٍ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وفي التَّكلَة هو ( المَلِكُ ) في بعض اللُّغَات : والجَمع حَزَامِيرُ .
( و ) الحَزْمَرَةُ ، ( بِهاءٍ : الحزْمُ والمَلْءُ ) ، كالحَزْرَمَة ، وسيأْتِي . وقد حَزْمَر القِرْبَةَ ، إِذا مَلأَهَا .
( و ) الحزْمَرَةُ : ( تَفَتُّقُ نَوْرِ الكُرَّاثِ ) وهِيَ الحزَامِيرُ .
( و ) يُقَالُ : ( أَخَذَهُ ) ، أي الشَّيْءَ ( بِحُزْمُورِه ) ، بالضَّمِّ ، ( وَحَزَامِيرِه ، كحَذَافِيرِه ) ، وحُذْفُورِه ، وَزْناً ومَعْنًى ، أي جَمِيعه وجَوَانِبه ، أَو إِذا لم يَتْرُك منه شَيْئاً ، وقد تَقَدَّم .
حسر : ( حَسَرَه يَحْسُرهُ ) ، بالضّمّ ، ( ويَحْسِرُه ) ، بالكسر ، ( حَسْراً ) ، بفتْح فسكون : ( كَشَفَه ) . والحَسْرُ أيضاً : كَشْطُكَ الشْيءَ ، حَسَرَ الشَيْءَ عن الشَّيْءِ يَحْسُرُه ، ويَحْسِرُه ، حَسْراً وحُسُوراً : كَشَطَه ، فانْحَسر ، ( و ) قد يَجِيءُ في الشِّعْر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر ، على المُضَارعَة . يقال : حَسَرَ ( الشَّيْءُ حُسُوراً ) ، بالضَّمِّ ، أي ( انْكَشَفَ ) .
____________________

(11/11)



وفي الصّحاح : الانْحِسَارُ : الإنْكِسَاف . حَسَرْتُ كُمِّى عن ذِراعِي أَحْسُرِه حَسْراً : كشَفْتُ .
وفي الأَساس : حَسَرَ كُمَّه عن ذِراعه : كَشَفَ ، وعِمامَتَه عَن رَأْسِه ، والمراةُ دِرْعَهَا عن جَسَدِهَا . وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر .
( و ) من المَجَازِ : حَسَرَ ( البَصَرُ يَحْسِر ) ، من حَدِّ ضَرَب ، ( حُسُوراً ) ، بالضّمّ : ( كَلَّ وانْقَطَعَ ) نَظَرُهُ ( مِنْ طُول مَدًى ) وما أَشْبَه ذالك ، ( وهو حَسِيرٌ ومَحْسُورٌ ) . قال قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصهف ناقَةً .
إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخَامِرُهَا
فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
قال السُّكَّرِيّ : العَسِيرُ : النَّاقَةُ التي لم تُرَضْ . ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أَي نَحْوَها .
وبَصَرٌ حَسِيرٌ : كَلِيلٌ ، وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : { ) 11 ( . 001 ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسيرا } ( الملك : 4 ) قال الفَرَّاءُ : يُرِيد : يَحقَلِب صاغراً وهو كَلِيلٌ كما تَحْسِر الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزالٍ أو كَلاَلٍ . ثم قال :
وَأَمَّا البَصَرُ فإِنه يَحْسِرُ عند أَقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ .
( و ) حَسَرَ ( الغُصْنَ ) حَسْراً : ( قَشَرَه ) . وقد جاءَ في حديث جَابِرِ : ( فَأَخذْتُ حَجَرَاً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه ) يُريد غُصْناً من أَغصانِ الشَّجَرَةِ ، أَي قَشَرْتُه بالحَجر .
( و ) حَسَرَ ( البَعِيرَ ) يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُسُوراً : ( سَاقَه حَتَّى أَعْيَاه ) ، وكذالك حَسَرَه السَّير ، ( كأَحْسَرَه ) إِحْسَاراً ( وحَسَّرَه تَحْسِيراً ) .
( و ) حَسَرَ ( البَيْتَ ) حَسْراً : ( كَنَسَه ) .
( و ) حسِرَ الرَّجلُ ، ( كفَرِحَ ، عَليه ) يَحْسَرُ ( حَسْرَةً ) ، بفَتْح فَسُكُون ( وحَسَراً ) ، محرّكةً : نَدِمَ على أَمرٍ فَاتَه أَشَدَّ النَّدم ، وتَحسَّرَ الرَّلُ إِذا ( تَلَهَّفَ ،
____________________

(11/12)


فهوَ ) حَسِرٌ . قال المَرَّار :
ما أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ
يا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ
و ( حَسِيرٌ ) وحسْرانُ .
وقال الزَّجَّاجُ في تَفْسِيرِ قوله عَزَّ وجَلَّ : { ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ } ( يس : 20 ) الحَسْرَةُ : أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الّذِي لا مَنْفَعَةَ فيه .
( و ) حَسَِرَ البَعِيرُ ( كضَرَبَ وفَرِحَ ) ، حَسْراً وحُسُوراً وحَسَراً : ( أَعْيَا ) من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ ، ( كاسْتَحْسَرَ ) استِفْعَال من الحَسْرِ وهو العَيَاءُ والتَّعَب . وقال اللَّهُ تَعَالى : { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } . وفي الحَدِيثِ : ( ادْعُوا اللَّهَ ولا تَسْتَحْسِرُوا أي لا تَمَلُّوا . ( فَهُو حَسِيرٌ ) . الذَّكَرُ والأُنْثَى سواءٌ . ( ج حَسْرَى ) مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى . وفي الحدِيث ( الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ ) ، أَي لا يجوز للغازي إذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ ، ولكن يُسَيِّبها .
( والحَسِيرُ : فَرَسُ عبدِ اللَّهِ بنِ حَيَّانَ ) بن مُرَّةَ ، وهو ابن المُتَمطِّر ، نقلَه الصغانيّ .
( و ) الحَسِيرُ : ( البَعِيرُ المُعْيِى ) الّذي كَلَّ من كَثْرَةِ السَّيْرِ .
( و ) من المَجَاز ، يقالُ : فلانٌ كَرِيمُ ( المَحْسِر ) ، كمَجْلِس ، أَي كَرِيم ( المَخْبر ، وتُفْتَح سِينُه ) ، وهاذه عن الصَّغانِيّ . وبه فُسِّر قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ :
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ ما بها
أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَِرِ
ضُبِطَ بالوَجْهَيْن ، ( و ) قيل : المحسْر هنا : ( الوَجْهُ ، و ) قيل : ( الطَّبِيعَةُ ) .
وقال الأَزهريّ : والمَحاسِرُ من المَرأَةِ مِثْلُ المَعَارِي ، ذَكَرَه في ترجمة ( عرى ) .
____________________

(11/13)



( و ) المُحْسَّرُ ، ( كمُعَظَّم : المُؤْذَى المُحَقَّر ) . وفي الحَدِيثِ : ( يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ يُسمَّى أَمِيرِ العُصَب . وقال بعْضُهم : يُسَمَّى أَمِيرَ الغَضَب أَصحابُه مُحَسَّرُون محقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عنا أَبْوَابِ السُّلطان ومَجَالِسِ المُلُوك ، يَأْتُونَه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنَّهم قَزَعُ الخَرِيفِ يُوَرِّثُهم اللَّهُ مشارِقَ الأَرِضِ ومغَارِبَها ) قَوْلُه : مُحَسَّرُونَ محَقَّرون ، أي مُؤذَوْن مَحْمُولُون على الحَسْرَة أَو مطْرُدُون مُتْعَبُون ، من حَسرَ الدَّابَةَ ، إِذَا أَتْعبَها .
( و ) الحسَارُ ، ( كسَحَابٍ : عُشْبَةٌ تَشْبِهُ الجَزرَ ) ، نَقَلَه الأَزهَريّ عن بَعْضِ الرُّواة . ( أَو ) تُشْبِه ( الحُرْفَ ) ، أي الخَرْدَلَ في نَبَاتِه ، وطَعْمِه . يَنْبُتُ حِبَالاً على الأَرْضِ . نقلَه الأَزهريّ عن بَعْض أَعرابِ كَلْبٍ . وقال أبو حَنِيفَةَ عن أَبي زِياد : الحَسَار : عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ على الأَرْض وَتَأْكُلُها الماشِيَة أَكْلاً شديداً . قال الشَّاعِر يصِف حِمَاراً وأُتُنَه :
يَأْكُلْن من بُهْمَى ومِن حَسَارِ
ونَفَلاً لَيْسَ بِذِي آثَارِ
يَقُول : هاذا المكَانُ قَفْرٌ لَيْس به آثارٌ من النَّاسِ ولا المواشِي .
وقال غيره : الحَسَارُ : نَبَاتٌ يَنْبُتُ في القِيعانِ والجَلَدِ ، وله سُنْبلٌ ( وهو من دِقِّ المُرَّيْقِ ) وقُفُّه خَيْرٌ من رَطْبِهِ ، وهو يَسْتَقِلُّ عن الأَرض شَيْئاً قليلاً ، يُشْبِه الزَّبَّاد إلاَّ أَنَّه أَضخَمُ منه وَرقاً . وقال اللَّيْث : الحَسَارُ : ضَرْبٌ من النَّبات يُسْلِحُ الإبِلِ .
وفي التَّهْذِيب : الحَسَارُ منَ العُشْب يَنْبُتُ في الرِّيَاض ، الواحدة حَسَارَةٌ .
( والمِحْسَرَةُ : المِكْنَسَةُ ) وَزْناً ومَعْنًى .
( والحَاسِرُ ) ، خِلافُ الدَّارِع ؛ وهو ( مَنْ لا مِغْفَرَ له ولا دِرْعَ ) ولا بَيْضَةَ على رَأْسِه .
____________________

(11/14)



قال الأَعْشَى :
في فَيْلَقٍ جَأْوَاءَ مَلْمُومَةٍ
تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحَاسِرِ
( أَوْ ) الحاسِرُ : مَنْ ( لا جُنَّةَ لَه ) ، والجَمْعُ حُسَّرٌ . وقد جمع بعضُ الشُّعَراءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ . أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ .
بشَهْبَاءَ تَنْفِى الحُسَّرِينَ كَأَنَّهَا
إِذَا ما بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ
( وفَحْلٌ ) حَاسِرٌ وفَادِرٌ وجَافِر : أَلْقَحَ شَوْلَه و ( عَدَلَ عنِ الضِّرَابِ ) ، قاله أَبُو زَيْد ، ونَقَلَهُ الأَزْهَرِي . قال : ورَوَى هاذَا الحَرْفَ فحْلٌ جَاسِرٌ ، بالجيم ، أي فادِر ، قال : وأَظُنُّه الصَّوابَ .
( والتَّحْسِيرُ : الإِيقاعُ فِي الحَسْرَةِ والحَمْلُ عَليْها . وبه فُسِّرَ بعضُ حَدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم ) .
( و ) التَّحْسِيرُ : ( سُقُوطُ رِيشِ الطَّائِرِ ) . وقد انْحسَرَتِ الطَّيْرُ ، إِذَا خَرَجَتْ من الرِّيشِ العَتِيق إِلى الحَدِيثِ . وحَسَّرَهَا إِبَّانُ ذالك ثَقَلَّهَا لأَنِ فُعِلَ في مُهْلَةٍ . قال الأَزْهَرِيّ : والبَازِيُّ يُكَرَّزُ للتَّحْسِيرِ وكذالك سَائِرُ الجوارِح تتحسَّرُ .
( و ) التَّحْسِيرُ : ( التَّحْقِيرُ والإِيذَاءُ ) والطَّرْدُ . وبه فُسِّرَ بعضُ حدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ ، وقد تَقَدَّم .
( وَبَطْنُ مُحَسِّرٍ ) ، بكسْرِ السِّين المُشَدَّدَة : وادٍ ( قُرْبَ المُزْدَلِفَةِ ) ، بين عَرَفَات ومِنًى . وفي كُتُبِ المَنَاسِكِ : هو وادِي النَّار . قيل : إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فيه فنَزَلَتْ نارٌ فَارَقَتْه ، نقَلَه الأَقْشَهْرِيُّ في تَذْكِرِتِه . وقيلَ : لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصَارَى . وأَنْشَدَ عُمَرُ رَضِي اللهاُ عنْهُ حين أَفَاضَ مِنْ عرفَةَ
____________________

(11/15)


إلى مُزْدَلِفَةَ وكَانَ في بَطْنِ مُحْسِّرٍ :
إليكَ يَعْدُو قَلِقاً وَضِينَا
مُخَالِفاً دِينَ النَّصَارَى دِينَا
( وكذا قَيْسُ بْنُ المُحَسِّرِ ) الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ ( الصَّحابِيُّ ) ، فَإِنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة . وقيل : المُسَحِّر ، وقيل المُسَخِّر ، أَقْوال .
( وَتَحَسَّرَ ) الرّجلُ : ( تَلَهَّفَ ) . ولا يَخْفَى أَنَّه لو قالَ عند ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر : تَلَهَّفَ ، كان أجمَعَ للأَقْوَالِ وأَحْسَنَ في التَّرْصِيفِ والجَمْع ، مع أَنه خَالَف الأَئمَّةَ في تَعْبِيرِه ، فَإِنَّهُم فسَّرُوا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرَانَ بالنَّدَامَةِ على أَمْرٍ فَاتَه ، والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ . ففي كلامه تَأَمُّل منْ وُجُوهٍ .
( و ) تَحَسَّرَ ( وَبَرُ البَعِيرِ ) ، والذي في أُصولِ اللُّغَة : وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البَعِيرِ ، والشَّعَرُ عن الحِمار ، إِذا ( سَقَطَ ) . واقْتَصَرُوا على ذالك . ومنه قولُ الشَّاعِر :
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ
وفي الأَساسِ : وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ : أَسقَطَ رِيشَه . وزاد المُصَنِّف قولَه ( مِنَ الإِعْيَاءِ ) . ولَيْس بقَيْدٍ لاَزِمٍ ، فَإِنَّ السُّقُوطَ قد يَكُونُ في البَعِيرِ من الأَمراضِ ، إِلاَّ أَن يُقَالَ : إِن الإِعياءَ أَعَمُّ .
( و ) تَحَسَّرتِ ( الجَارِيَةُ ) وكذا النَّاقَةُ ، إِذا ( صَارَ لَحْمُهَا في مَوَاضِعه ) . قال لَبِيدٌ :
فإِذا تَغَالَى لَحْمُها وَتَحَسَّرَتْ
وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُها
( و ) قال الأَزهريّ : تَحَسَّر ( البَعِيرُ ) إِذا ( سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْ هُ وَتَمَكَ سَنَامُهُ ) ، أي طَالَ وارْتَفَعَ وَتَرَوَّى
____________________

(11/16)


واكْتَنَزَ ( ثُمَّ رُكِبَ أَيَّاماً ) . ونَصُّ التَّهْذِيب : فَإِذَا رُكِبَ أَيَّاماً ( فَهَذَبَ رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ ) بعْدَ ( ما تَزَيَّمَ مِنْه ) ، أي اشتَدَّ اكْتِنَازُه ( في مَوَاضِعِهِ ) فقد تحَسَّر .
ومما يُسْتَدْركُ عليه :
( الحُسَّرُ ) ، كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ في الحَرْب ، لأَنَّهُم يَحْسِرُون عن أَيْدِيهِم وأَرْجُلِهم ، أَو لأَنّه لا دُرُوعَ عَلَيْهِم ولا بَيْضَ . ومنه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ ( أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ ) .
ورجل حَاسِرٌ : لا عِمَامَةَ على رَأْسِه .
وامرأَةٌ حَاسِرٌ ، بغير هاءٍ ، إِذا حَسَرَ عنها ثِيابَها .
وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ( وسُئلتْ عن امرأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْن يَدَيْه ) أَي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ .
وقال ابنُ سِيدَه : امرأَةٌ حَاسِرٌ : حَسَرَتْ عنها دِرْعَها . وكُلُّ مَكْشُوفةِ الرَّأْسِ والذِّرَاعَين حَاسِرٌ . والجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ . قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
وَقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً
فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ
وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً ، وهو مَجازٌ .
وحسَرَتِ الدَّابَّةُ ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً ، وحُسُوراً ، وأَحْسَرَهَا ، وحَسَّرَهَا : أَتْعبَهَا . قَالَ :
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ
عَمْاً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
أَرادَ إِلاّ مُعْرِضاً ، فَزَاد الكَافَ .
ودَابَّة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ ، كحَسِير .
وأَحْسَرَ القَومُ : نَزَلَ بهم الحَسَرُ .
وقال أَبو الهَيْثَم : حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً ، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى . وفي حَدِيثِ جَرِير ( لا يَحْسِرُ صاحبُها
____________________

(11/17)


أي لا يَتْعَبَ سَائِقُهَا . وفي الحديث ( حَسَرَ أَخِي فَرَساً له بعَيْنِ التَّمْر وهو مع خَالِدِ بْنِ الوَلِيد . وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِلَيْهِ أَو خَفَاؤُه ، يَحْسُرُهَا : أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ :
يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه
والمَحْسُورُ : الّذِي يُطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لا شَيْءَ عِنْدَه ، وهو مَجَازٌ . وبه فُسِّر قَولُه عَزَّ وَجَلَّ { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً } ( الإسراء : 29 ) وحَسَرُه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً : سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عنده شَيْءٌ .
وحَسَرَ البَحْرُ عن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسِرُ : نَضَب عَنْه حَتَّى بَدَا ما تَحْت المَاءِ من الأَرْض ، وهو مَجاز .
قال الأَزْهَريّ : ولا يُقَال انْحَسَرَ البَحْرُ .
وقال ابن السِّكِّيت : حَسَرَ المَاءُ ونَضَبَ وَجَزَرَ بمَعْنًى واحدٍ . وفي حديث عَليَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ( ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فَإِنَّ ذالِكَ سِيمَا المُسْلِمِين ) أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لا شُرَفَ لَهَا .
وفي التَّهْذِيب : فَلاَةٌ عَارِيَةٌ المَحَاسِرِ ، إِذَا لَمْ يكُنْ فيها كِنٌّ من شَجرٍ . ومحَاسِرُه : مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عن النَّبَات ، وهو مَجَاز . وكَذَا قَوْلُهُمْ : حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّى ، كما في الأَساس .
حشر : ( الحشْرُ : ما لَطُفَ منَ الآذانِ ) ، وهو مجَازٌ . يقال : ( لِلْوَاحِدِ والاثْنَيْن والجمْعِ ) . وأَخصرُ منه عِبَارةُ الجوْهرِيّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمع ، قال : لأَنه مَصْدرٌ في الأَصْل مثْل قولهم : ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سَكْبٌ . وقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ ، قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
لَهَا أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرَةٌ
كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا ما صَفِرْ
____________________

(11/18)



هاكذا أَنشدهُ الجَوْهَرِي لَه ، قال الصَّغانِيُّ : وإِنَّمَا هو لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ ، ولعلّه نَقَلَه من كِتَابٍ قال فِيهِ : قال النَّمَرِيُّ ، فظَنَّه النَّمِرَ بْنِ تَوْلَب انْتَهى .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : ويُسْتَحَبُّ في البَعِير أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُنِ ، وكَذالِكَ يُسْتَحَبُّ في النَّاقَةِ . قال ذو الرُّمَّة :
لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ
وخَدٌّ كمِرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَعُ
( و ) من المَجاز : الحشْرُ : ( مَا لَطُف مِن القُذَذِ ) .
قال اللّيْث : الحَشْرُ من الآذانِ ومِن قُذَذِ رِيشِ السِّهَامِ : ما لَطُفَ ، كَأَنَّمَا بُرِيَ بِرْياً . وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ : صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة .
وقال ثعلب : دَقِيقَةُ الطَّرَف ، سُمِّيَت في الأَخِيرة بالمَصْدر ؛ لأَنَّها حُشِرَتْ حَشْراً ، أَي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ . وقال غيره : الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ : المؤَلَّلَةُ الحدِيدَةُ ، والجَمْعُ حُشُورٌ . قال أُميَّةُ بْنُ أَبِي عائذٍ :
مَطارِيحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو
رِ ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونَا
( و ) الحَشْرُ : ( الدَّقِيقِ مِنَ الأَسِنَّة ) والمُحَدَّدُ مِنْهَا . يُقَالُ : سِنَانٌ حَشْرٌ وسِكِّينٌ حَشْرٌ .
( و ) من المَجاز : الحَشْر : ( التَّدْقِيقُ والتَّلْطِيفُ ) ، يقال : حَشَرْتُ السِّنَانَ حَشْراً ، إِذا لَطَّفْته ودَقَّقْته ، وهو مَجازٌ ، كما في الأَساسِ وقال ثَعْلب : حُشِرَت حَشْراً ، أي صُغِّرَتْ وأُلْطِفَت . وقال الجوهريّ : أي بُزِيَتْ وحُدِّدَت . وقال غَيرُه : حَشَرَ السِّنَانَ والسِّكِّينَ حَشْراً : أَحَدَّهُ فَأَرَقَّه وأَلْطَفَه . وحَدِيدةٌ محْورٌ وحَرْبةٌ حَشْرَةٌ : حَدِيدَةٌ .
( و ) الحَشْرُ : ( الجَمْعُ ) والسَّوْقُ . يقال : حَشَرَ ( يَحْشُر ) ، بالضَّمّ ، ( ويحْشِر ) ، بالكَسْر ، حَشْراً ، إِذا جَمَعَ وساقَ . ( و ) منه يوم ( المَحْشَِرِ )
____________________

(11/19)


، بكسر الشين ( ويُفْتَح ) ، وهاذه عن الصغانيّ ، أي ( مَوْضِعُهُ ) ، أي الحَشْرِ ومَجْمَعُه الَّذي إليه يُحْشَر القَوْمُ ، وكذالك إِذا حُشِرُوا إِلَى بَلَدٍ أَوْ مُعَسْكَر أَو نحْوِه . ( و ) في الحَدِيث : ( انْقَطَعَت الهِجْرَةُ إِلاَّ من ثَلاثٍ : جهادٍ أَو نِيَّةٍ أَو حشْرٍ ) قالوا : الحَشْرُ هو ( الجَلاَءُ ) عن الأَوطان . وفي الكتاب العَزِيزِ { لاِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ } ، نَزَلَت في بَنِي النَّضِيرِ وكانُوا قَوْماً من اليَهُود عاقَدُوا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلملَمَّا نَزلَ المَدِينَةَ أَن لا يكُونُوا عليه ولا له ، ثم نَقَضُوا العهْد ومَايَلُوا كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةَ ، فقَصَدَهُم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَفارقُوه على الجَلاءِ مِن منازلهم ، فجلَوْا إلَى الشَّام . قال الأَزْهَرِيّ : وهو أَوْلُ حَشْرٍ حُشِرَ أَرضِ المَحْشَرِ ، ثُمَّ يُحْشَرُ الخَلْقُ يومَ القِيَامَةِ إِلَيْهَا ، قال : ولِذالِكَ قِيلَ : لأَوّلِ الحَشْرِ ، وقيل : إِنَّهُمْ أَوّلُ مَنْ أُجْلِيَ من أَهْلِ الذِّمّة مِن جَزِيرَةِ العَرَب ، ثم أُجلِيَ آخِرُهم أَيّامَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب ، رَضِيَ اللهاُ عَنْه ، منهم نصارَى نَجْرَانَ ويهُودُ خَيْبَرَ .
( و ) من المَجاز ، الحَشْرُ : ( إِجْحَافُ السَّنَةِ الشَّدِيدَةِ بِالْمَال ) . قال اللَّيْث : إِذَا أَصابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَجْحَفَتْ بالمَال وأَهْلَكَتْ ذَواتَ الأَرْبَعِ قيل : قد حشَرَتْهُم السَّنَةُ ، تَحْشُرُهم وتَحْشِرهم ، وذالك أَنَّهَا تَضُمُّهم من النَّواحِي إِلى الأَمْصَارِ . وحَشَرَتِ السَّنَةُ مالَ فُلانٍ : أَهلكتْه .
وفي الأَسَاس : حشَرتْهُم السَّنَةُ : أَهْبَطَتْهُم إِلَى الأَمْصار .
وقال أَبُو الطَّيِّب اللُّغويُّ في كِتَاب الأَضْدَاد : وحشَرَتْهُم السَّنَةُ حَشْراً ، إِذَا أَصابهُم الضُّرّ والجهْد ، قالَ : ولا أُرَاهِ سُمِّى بِذالِكَ إِلاّ لانْحِشَارِهم مِنَ البَادِيَة إِلى الحَضَر ، قال رُؤْبَةُ :
وما نَجَا مِنْ حَشْرهَا المَحْشُوشِ
وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّمُوش
____________________

(11/20)



( و ) من المَجاز : ( حُشِرع ) فُلانٌ ( في ذَكرِهِ وفي بطْنهه ) وأُحْثِلَ فِيهِمَا ، ( إِذا كَانَا ضَخْمَيْن مِنْ بَيْنه يَديْه ) ، نقلَه الأَزهريّ من النَّوادِرِ . ( و ) في الأَساسِ : حُشِرَ فُلانٌ ( فِي رَأْسِهِ إِذا اعْتَزَّه ذلك وكَان أَضْخَمَه ) أَي عَظِيمَه ، وكذا كُلُّ شَيْءٍ من بَدنِه ، ( كاحْتَشَر ) ، وَهاذِهِ عنِ الصَّغانِيّ .
( والحاشِرُ : اسمٌ للنبِيّ صلى الله عليه وسلم ، لأَنَّه يَحْشُر انّاسَ خَلْفَه وعلى ملّتِه دُونَ مِلَّة غَيْره ، قاله ابنُ الأَثِير .
( والحَشَّار ، كَكَتَّان : ع ) نقله الصغانيّ .
( وسَالمُ بنُ حرْمَلَةَ ) بْنِ زُهَيْرِ بْن عَبدِ الله ( بْنِ حَشْرٍ ) ، بفتح فسكون ، العَدَوِيّ .
( وعتَّابُ ) بن سُلَيْم بن قَيس بن خالِد ( بْنِ أَبِي الحَشْرِ : صَحَابِيَّان ) . الأَخيرِ أَسلَم يَوْمَ الفَتْح وقُتِلَ يومَ اليَمَامَةِ . وجدُّه أَبو الحَشْر هو مُدْلِجُ ابنُ خَالِد بْنِ عَبْدِ مَنَاف .
( و ) عن الأَصْمَعِيّ : ( الحشَراتُ ) والأَحراشُ والأَحناشُ وَاحِدٌ ، وهي ( الهوَامُّ ) ، ومنه حَدِيثُ الهِرَّة ( لم تَدعْها فتَأْكُلَ من حشَرَاتِ الأَرضِ ) ( أَو الدَّوابُّ الصِّغَارُ ) ، كاليَرَابِيعِ والقَنَافِذِ والضِّبابِ ونَحْوِهَا ، وهو اسْمٌ جامِعٌ لا يُفْرَدُ ، الواحد ( كالحَشَرَةِ ، مُحرَّكةً فيهما ) ، أي في هَوَامِّ الأَرْضِ وَدَوَابِّهَا . ويَقُولون : هاذا من الحَشَرَةِ ، ويجْمَعُون مُسَلَّماً ، قال :
يا أُمَّ عَمْرٍ و مَنْ يَكُنْ عُقْرَ ( دَارِ )
حِوَاءُ يَأْكُلِ الْحَشَرَاتِ
( و ) الحَشَرَاتُ : ( ثِمَارُ البَرِّ ، كالصَّمْغِ وغَيْرِهِ ) .
( والحَشَرَةُ أَيْضاً ) ، أَي بالتَّحْرِيك : ( القِشْرَةُ الَّتِي تَلِي الحَبَّ ، ج الحَشَرُ ) ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ . ورَوَى ابنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي الخَطَّاب قال :
____________________

(11/21)


الحَبَّة عليها قِشْرَتانِ ، فَالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ ، قال : وأَهلُ اليَمن يُسَمُّونَ اليومَ النُّخَالَةَ الحَشَرَ ، والأَصل فيه ما ذَكرْت ، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة القَصَرَةُ . ( و ) في الحَدِيثِ : ( لَمْ أَسْمَع لِحَشَرَةِ الأَرضِ تَحْرِيماً ) . قِيل : ( الصَّيْدُ كُلُّه ) حَشَرَةٌ ، سواءٌ تَصَاغَرَ أَو تَعاظَمَ ، ( أَو ) الحَشَرَةُ : ( ما تَعَاظَمَ مِنْهُ ) ، أَي مِنَ الصَّيْدِ ، ( أَوْ مَا أُكِلَ مِنْه ) ، هاكذا في سائِرِ النُّسَخ ، وهو يَقْتَضِي أَن يكُونَ الضَّمِيرُ راجِعاً للصَّيْد ولَيْس كذلك ، والّذي صَرَّح به في التَّهْذِيب والمُحْكَم أَنّ الحَشَرَةَ كُلُّ مَا أُكِلَ مِن بقْلِ الأَرْض ، كالدُّعاعِ والفَثِّ ، فليُتَأَمَّلْ .
( والحَشَرُ ) ، مُحَرَّكَةً : ( النُّخالَةُ ) ، بلُغَة أَهْلِ اليَمَن ، كما تَقدَّمَت الإِشَارةُ إِليْه .
( و ) الحُشُر ، ( بضَمَّتَيْن ) ، في الْقِشْرة ، ( لُغَيَّةٌ ) .
( والحَشُورَةُ مِنَ الخَيْلِ ) ، وكَذالك مِن النَّاسِ ، كما صَرَّحَ بِهِ الإِمامُ أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ : ( المُنْتَفِخُ الجَنِبْينِ ) وفَرَسٌ حَشْوَرٌ .
( و ) الحشْورَةُ : ( العجُوزُ المُتَظَرِّفَةُ البَخِيلَةُ ، و ) الحَشْورَةُ أَيْضاً : ( المرْأَةُ البطِينَةُ ) ، وكذالك من الرِّجَالِ ، يقال : رَجُلٌ حَشْوَرٌ وحَشْوَرَةٌ . قال الراجز :
حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مِعْطَاءُ القَفَا
( و ) الحَشْورَةُ : ( الدَّوَابُّ المُلَزَّزَةُ الخَلْقِ ) الشَّدِيدتُه ، ( الواحِدُ حَشْوَرٌ ) كجرْولٍ . ورَجلٌ حَشْوَرٌ : ضَخْمٌ عَظِيمُ البَطْنِ ، وذرَه الإِمامُ أَبو الطَّيِّب في كتَابِه وعَدَّه من الأَضْداد وكأَنّ امُصَنِّف لم يرَ بيْنَ الضَّخَامةِ وعِظَمِ البَطْنِ وتَلَزُّزِ الخَلْق ضِدِّيَّةً ، فليُتَأَمَّلْ .
( ووَطْبٌ حَشِرٌ ، كَتِفٍ : بَيْن الصَّغيرِ والكَبِيرِ ) ، عن ابْنِ دُريْد . وقال غيرُه : هو الوسِخ ، وذكره الجَوْهَرِيّ بالجِيمِ .
____________________

(11/22)



ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الحَشْرُ : السَّوْقُ إِلَى جهَة . ويَوْمُ الحَشْرِ : يومُ القِيَامَةِ . وسُورَةُ الحَشْر مَعْرُوفَةٌ ، وهُمَا مَجازانِ . والحَشْرُ : الخُرُوجُ مَعَ النَّفِير إِذَا عَمّ . ومِنْهُم مَنْ فَسَّرَ به الحديثَ الَّذِي تَقَدَّم ( انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ إِلاّ مِن ثَلاَثٍ ) إلى آخره . والحَشْرُ ، المَوْتُ . قال الأَزهرِيُّ : في تَفْسِير قَولِ اللَّهِ تعالَى : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } ( التكوير : 5 ) قال بعضهم : حَشْرُهَا : مَوْتُها في الدُّنْيا . وقرأْتُ في كتاب الأَضْدَادِ لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ . ما نَصُّه : وزَعَمُوا أَنَّ الحَشْرَ أَيضاً المَوْتُ . أَخبرنا جعفَر بنُ مُحمَّد ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن الأَزْدِيّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَاريِّ ، أَخبرنا قيسُ ابنُ الرَّبِيعِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوق عن عِكْر 2 ةَ عَنِ ابْنِ عبّاس في قول الله عزّ وجلّ : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : حَشْرُهَا : مَوْتُها ، انتهَى .
قلْت : وقول أكثر المُفَسِّرين تُحْشَر الووشُ كْلُّهَا وسائِرُ الدَّوابِّ حَتَّى الذُّباب لِلْقِصَاص ، ورَوَوْا فِي ذالِك حَدِيثاً . وقَالَ بَعضُهُم : المَعْنِيانِ مُتَقَارِبَانِ ، لأَنه كلَّه كَفْتٌ وجَمْعٌ .
وفي التَّهْذِيبِ : والمَحْشَرَةُ ، في لُغَة اليَمَن : مَا بَقِيَ في الأَرْضِ وما فِيهَا من نَبَاتٍ بعدَ ما يُحْصدُ الزَّرْعُ ، فرُبَّمَا ظَهَرَ من تَحْتِه نَبَاتٌ أَخْضَرُ ، فذالك المحْشَرَةُ . يقال : أَرْسَلُوا دَوَابَّهُم في المَحْشَرَةِ .
والحُشَّار : عُمَّال العُشُورِ والجِزْيَةِ ، وفي حَدِيثِ وَفد ثَقيفٍ ( اشْتَرَطُوا أَن لا يُع 2 رُوا ولا يُحْشَرُوا ) ، أي لا يُنْدَبُونَ إِلَى المَغَازِي ولا تُضْرَبُ عليهم البُعُوثُ . وقِيلَ : لا يُحْشَرُون إِلى عَامِل الزَّكاةِ ليأْخُذَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِم ، بلْ يَأْخُذُها في أَمَاكِنِهِم .
وأَرْض المَحْشَر : أَرضُ الشَّامِ . ومِنْه الحدِيثُ ( ( نارٌ ) تَطْرُدُ الناسَ إلى مَحْشَرِهِم ) أَي الشام .
____________________

(11/23)



وأُذُنٌ مَحْشُورَةٌ ، كالحَشْرِ .
وفَرسٌ حَشْوَرٌ : كجرْوَلٍ : لَطِيفُ المَقَاطِعِ .
وكُلُّ لَطيفٍ دَقِيقٍ حَشْرٌ . وسَهْمٌ مَحْشُورٌ وحَشْرٌ : مُسْتَوِي قُذَذِ الرِّيشِ وفي شعر أَبي عُمَارَةَ الهُذَلِيّ :
وَكُلُّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ ككَتِفٍ ، أي مُلْزَقٌ جَيِّدُ القُذَذِ والرِّيشِ .
وحَشَر العُودَ حَشْراً : بَرَاهُ .
والحَشْرُ : اللَّزِجُ في القَدَحِ مِنْ دَسَمِ اللَّبَنِ .
وحُشِرَ عَنِ الوَطْبِ ، إِذَا أَكَثُرَ وَسُخُ اللَّبَنِ عَلَيهَ فقُشِرَ عَنْه ، رواه ابنُ الأَعرابيّ .
والمُحَشَّر ، كمُعَظَّم : ما يُلْبُس كالصِّدَارِ .
وحَشْرٌ ، بفَتْح فَسُكُون : جُبَيْلٌ من دِيار سُلَيْم عند الظَّرِبَيْن اللَّذَين يقال لهما الإِشْفَيانِ .
وأَبو حَشْرٍ رَجُلٌ من العَرَب .
حشبر
مما يُسْتَدْرَك عليه
حَشْبَرٌ ، وتَصْغِيره حُشَيْبِرٌ : لَقَبُ جَماعَةٍ من قُدَماءِ شُيوخِ اليمَن . منهم الولِيُّ الكامِلُ علِيُّ بْنُ أَحمَدَ بْن عُمَرَ بْنِ حُشَيْبِر ، وَعَمُّه الفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمرَ بنِ حُشَيْبِر ، وهم من بَني هليلة بن شهب بن بولا بن شحارة ، وفيهم مُحَدِّثُون وفُقَهاءُ ، ومنهم شَيْخُنَا المُعَمَّر مسادي بن إبراهيم بن مسادي بن حُشَيْبر صاحب المنيرة .
حصر : ( الحَصْرُ ، كالضَّرْبِ والنَّصْرِ ) ، أَي مِنْ بَابِهَما : ( التَّضْيِيقُ ) . يقال : حَصَره يَحْصِرُهُ حَصْراً ، فهو محْصُورٌ : ضَيَّقَ عليه ، ومنه قَولُه تَعَالَى : { وَاحْصُرُوهُمْ } ( التوبة : 5 ) أَي ضَيِّقُوا عَلَيْهم .
____________________

(11/24)



( و ) الحَصْرُ ، أَيْضاً : ( الحَبْسُ ) يقَالُ : حَصَرْتُه فهو محْصُورٌ ، أَي حَبَسْتُه ، ومنه قولُ رُؤْبةَ :
مِدْحَةَ مَحْصورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا
يَعنِي بالمَحْصُورِ المَحْبُوسَ .
وقيل : الحَصْرُ هُوَ الحَبْسُ ( عنِ السَّفَرِ وغَيْرِهِ ، كالإِحصار ) : وقد حَصَرَهُ حَصْراً فهو مَحْصُورٌ ، وحَصِيرٌ ، وأَحصَرَه ، كِلاهُما : حَبَسَه ومَنعَه عن السَّفَرِ . وفي حدِيثِ الحَجِّ ( المُحْصَر بمَرضٍ لا يُحِلُّ حتى يَطُوفَ بالبيْت ) . قال ابنُ الأَثيرِ : الإِحْصَارُ أَنْ يُمنَع عن بُلُوغِ المَنَاسِكِ بمَرَضٍ أَو نَحْوِه ، قال الفَرَّاءُ : العربُ تَقُولُ لِلَّذِي يَمْنَعُه خوْفٌ أَو مَرضٌ من الوُصُولِ إِلَى تمَامٍ حَجِّه أَو عُمْرَتِه ، وكلُّ ما لم يكُنْ مَقْهُوراً كالحَحسِ والسِّحْر وأَشباه ذالك ( يُقال في المَرضِ : قدخ أُحْصِرَ . وفي الحَبْسِ إِذا حَبَسَه سُلْطَانٌ أَو قَاهِرٌ مانِعٌ : قد حُصِرَ ، فهاذا فَرْقُ بَيْنِهما . ولو نويْتَ بقَهْرِ السُّلْطَان أَنَّهَا علَّةٌ مانِعَةٌ ولم تَذْهَب إلى فِعْلِ الفاعِل جَازَ لَكَ أَن تَقُولَ : قد أُحْصِرَ الرَّجُلُ . ولو قلْت في أُحْصِرَ مِنَ الوَجَع والمَرَض أَنَّ المَرَضَ حَصَرَه أَو الْخوْفَ جازَ أَن تقول حُصِرَ . قال شَيْخُنا : وإِلى الفَرقِ بينهما ذَهَبَ ثَعْلَب ، وابْنُ السِّكِّيت ، وما قالَه المُصَنِّف مِنْ عَدم الفَرْقِ هو الَّذِي صَرَّحَ به ابْنُ القُوطِيّةِ وابْنُ القَطَّاع وأَبُو عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيُّ .
قُلْتُ : أَمّا قولُ ابْنِ السِّكِّيت ، فإِنّه قال في كتاب الإصلاح : يُقَالُ : ءَحْصَرَه المَرضُ ، إِذَا مَنَعَه مِن السَّفَرِ أَو من حاجَةٍ يُريدُها . وأَحْصَرَه العَدُوُّ ، إِذَا ضَيَّق عليه فحَصِرَ ، أي ضاق صَدْرُه .
وفي التَّهْذِيبِ عن يُونُسَ أنه قال إِذا رُدَّ الرَّجلُ عن وَجْهٍ يُرِيده فقد أُحْصِر ، وإِذا حُبِسَ فٌ د حُصرَ .
____________________

(11/25)



وقال أَبو عُبَيْدَةَ : حُصِرَ الرَّجلُ في الحعْس ، وأُحْصِر في السَّفَر مَرَض أَو انْقِطَاعٍ به .
وقال أَبو إسحاق النَّحْوِيّ : الرلأايَةُ عن أَهْلِ اللُّغَة أَن يُقَال لِلَّذِي يَمْنَعهُ الخَوفُ والمَرضُ : أُحْصِر ، قال : ويقال للمَحْبُوس : حُصِر . وإِنّمَا كان ذالك كَذالك لأَنّ الرجلَ إِذَا امْتَنَع مِن التّصرُّف فقد حَصرَ نَفْسَه ، فكأَنَّ المَرَضَ أَحْبَسَه ، أَي جَعَلَه يحْبِس نَفسَه . وقولك ، حَصَرْتُه إِنما هو حبَسْتُه ، لا أَنّه أَحْبَس نَفسَه . فلا يجوز فيه أُحْصِرَ .
قال الأَزهَرِيُّ : وقَدْ صَحَّت الرِّوايةُ عن ابْنِ عبّاس أَنه قال ( لا حَصْرَ إِلا حصْرُ العَدُوّ ) . فجعلَه بغير أَلِف جَائزاً بمَعْنَى قَوْلِ الله عزّ وجلَّ { ) 11 ( . 002 فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى } ( البقرة : 196 ) ( و ) الحصْرُ ( للبَعِيرِ ) وإِحْصَارهُ ( شَدُّهُ بالحِصَارِ ) والْمِحْصَرَةِ ، وسيأْتي بَيَانُهُمَا ، ( كاحْتِصَارِهِ ) . يقال : أَحْصَرْتُ الجَمَلَ ، وحَصَرْتُه : جَعلتُ له حِصَاراً . وحَصَرَ البعِيرَ يَحْصُرُه ويَحْصِرُه حَصْراً ، واحْتصَرَه : شَدَّة بالحِصَار .
( و ) الحُصْرُ ، ( بالضَّمِّ : احْتِبَاسُ ذِي البَطْنِ ) ، ويقال فيه أَيضاً بضَمّتَيْن كما في الأَساسِ وشُرُوح الفَصِيح . ( حُصِرَ ، كعُنِيَ ، فهو مَحْصورٌ ، وأُحْصِرَ ) ، ونُقِل عن الأَمعيّ واليَزِيديّ : الحُصْرُ من الغائِطِ ، والأُسْرُ مِنَ البَوْل . وقال الكِسائِيّ : حُصِرَ بِغائِطِه وأُحْصِرَ بضَمّ الأَلِف . وعن ابن بُزُرْجَ : يُقَالُ للّذِي به الحُصْر : مَحْصُورٌ وقد حُصِرَ عليه بَوْلُه يُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر ، وقد أَخذَه الحُصْرُ ، وأَخذَه الأُسْرُ شْيءٌ وَاحِدٌ ، وهو أَن يُمْسَك بِبَوْلِه . يُحْصَرُ حَصْراً فلا يَبول قال : ويقولون : حُصِرَ عليه بَولُه وخَلَاؤُهُ .
( و ) الحَصَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : ضِيقُ الصَّدْرِ ) ، وقد حَصِرَ صَدْرُ المَرْءِ
____________________

(11/26)


عن أَهْله ، إِذا ضَاقَ ، قال اللهاُ عَزَّ وجَلّ : { أَوْ جَآءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ } ، معناه ضَاقَت صُدُورُهم عن قِتَالِكم وقِتَالِ قَوْمِهِم . وكُلُّ مَنْ بَعِلَ بشيْءٍ أَو ضاقَ صَدْرُهُ بأَمْرٍ فقد حَصِرَ ، وقيل : ضاقَت بالبُخْل والجُبْن وعبّرَ عنه بِذالك كما عبّرَ بضِيقِ الصَّدْر وعن ضِدّه بالبرّ والسَّعَة .
وقال الفَرّاءُ : العَرَبُ تقول : أَتَانِي فلانٌ ذَهبَ عَقْلُه يريدون قد ذَهَبَ عَقْلُه .
قال الزَّجّاج : جَعَلَ الفَرَّاءُ قوله حَصِرَت حَالاً ، ولا يكونُ حَالاً إِلاَّ بقَدْ .
وقال ثَعْلب : إِذا أُضْمِرَت ( قد ) قَرَّبَتْ من الحالِ وصارتْ كالاسْمِ ، وبها قرأَ منْ قرأَ { ) 11 ( . 002 حصرة صدورهم } .
وقال أبو زيد : ولا يكُونُ جَاءَني القَومُ ضاقت صُدُورُهم إِلاَّ أَن تَصِلَه بواو أَو بقدْ كَأَنَّك قلتَ جَاءَني القَوْمُ وضَاقَتْ صُدُورُهم ، أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهم .
وقال الجوهريّ : وأَما قَوْلُه { أَوْ جَآءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } فَأَاز الأَخْفَشُ والكُوفِيّون أَنْ يَكُونَ المَاضي حَالاً ولم يُجِزْه سِيْبَويْه إلاّ مَع قَدْ ، وجعلَ حَصِرَتْ صُدُورُهم عَلَى جِهَةِ الدّعاءِ عليهم .
( و ) الحَصَرُ : ( البُخْلُ ) ، وقد حَصِرَ ، إِذَا بَخِلَ ، ويقال : شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ ، أي بَخِلَ . وكُلُّ من امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عليه فقد حَصِرَ عنه .
( و ) الحَصَرُ : ( العِيُّ في المَنْطِقِ ) . تَقُولُ : نَعُوذُ بِك من العُجْب والبَطَر ، ومن العِيِّ والحَصَر . وقد حَصِرَ حَصَراً إِذَا عَيِىَ .
وفي شرح مُفَصَّل الزَّمَخ 2 رِيّ أَنَّ العِيَّ هو استِحْضَارُ المَعَنَى ولا يَحْضُرُك اللَّفْظُ الدُّالُّ عليه ، والحَصرُ مثْلُه إِلاَّ أَنّه لا يَكُون إِلاَّ لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَيْرِه . ( و ) قيل :
____________________

(11/27)



الحَصَرُ : ( أَن يَمْتَنِعَ عَنِ القِرَاءَةِ فلا يقْدِر عَلَيْه ) . وكُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْه فقد حَصِرَ عَنْه .
وقال شيخُنا : كلامُ المُصَنّف كالمُتناقِض ، لأَنَّ قولَه يَمْتَنع يَقْتَضِي اختياره ، وقوله : فلاَ يَقْدِر ، صَرِيحٌ في العَجْز ، والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : وأَن يُمْنَع . من الثُّلاثّي مَجْهُولاً .
قُلتُ : إِذا أَردْنا بالإمْتِنَاع العجْز فلا تَنَاقُض .
( الفِعْلُ ) في الكُلِّ حَصِرَ ، ( كفَرِحَ ) حَصَراً ، فهو محصور وحَصِرٌ وحَصِيرٌ .
والحَصِيرُ : الضَّيِّقُ الصَّدْرِ ، ( كالحَصُور ) ، كصَبُور . قال الأَخْطَل :
وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأْسِ نادَمَني
لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسآرِّ
( و ) الحَصِيرُ : ( البَارِيّةُ ) ، وقد تَقَدَّم ذِكْرُ البارِيّة في ( بور ) ، وذَكرهما صاحِبُ العَيْن وكَثِيرٌ من الأَئمَّة في المُعْتَلّ ، وهو الصَّوابُ .
وفي المصباح البَارِيَّة : الحَصيرُ الخَشِنُ ، وهو المعروفُ في الاسْتِعْمَال ، ثم ذَكَرَ لُغَاتِه الثّلاثَةَ ، وقال غَيْرُه . الحَصِيرُ : سَفيفة تُصْنَع من بَرْدِيّ وأَسَل ثم يُفْتَرَشُ ، سُمِّيَ بذالك لأَنّه يَلِي وَجْهَ الأَرْض . وفي الحَدِيث ( أَفْضَلُ الجِهَادِ وَأَكمَلُه حَجٌّ مَبْرُورٌ ثم لزُومُ الحُصْرِ ) بضَمَ فَسُكُون ، جَمْع حَصِير ، لِلَّذِي يُبْسَط في البُيُوت ، وتُضَمُّ الصَّاد وتُسَكَّن تَخْفِيفاً . وقيل سُمِّيَ حصِيراً لأَنَّه حُصِرَت طَاقَتُه بَعضُها مع بعض . وفي المَثل : ( أَسِيرٌ عَلَى حَصِير ) . قال الشَّاعر :
فأَضْحَى كالأَمِيرِ على سَرِير
وَأَمْسَى كالأَسِير على حَصِيرِ
____________________

(11/28)



( و ) الحَصِيرُ : ( عِرْقٌ يَمْتَدُّ مُعْتَرِضاً على جَنْبِ الدَّابَّةِ إِلَى ناحِيَةَ بَطْنِهَا ) . وبه فَسَّر بَعْضُهُم حديثَ حُذَيْفَةِ : ( تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلُوب عَرْضَ الحَصِير ) شَبَّه ذالِك لإِطافَتِه .
( أَو ) الحَصِيرُ : ( لَحْمَةٌ كَذالِك ) ، أي ما بين الكَتِفِ إِلى الخَاصِرَةَ . ( أَو ) الحصِيرُ : ( العَصَبَةُ الَّتي بَيْن الصِّفَاقِ وَمَقَطِّ الأَضْلاعِ ) ، وهو مُنْقَطَع الجَنْب .
وفي كتاب الفرْق لابن السِّيد : وحَصِيرُ الجَنْب : ما ظَهَرَ من أَعَالِي ضُلُوعِه . ( و ) قيل الحَصِيرُ : ( الجَنْبُ ) نَفْسُه ، سُمِّيَ به لأَنَّ بعْضَ الأَضْلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْض ، قاله الجوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ . ومنه قَولِم : دَابَّةٌ عَرِيضُ الحَصِيرَيْن . وأَوْجَعَ اللَّهُ حَصِيرَيْه : ضُرِبَ شَدِيداً ، كما في الأَساس ، ( و ) الحَصِيرُ : ( المَلِكُ ) لأَنَّه محجوبٌ عن النّاس أَو لكَوْنِه حَاصِراً ، أي مانِعاً لمَنْ أَرَادَ الوصولَ إِليه . قال لَبِيد :
وَقَمَاقِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأَنَّهمْ
جِنٌّ على بَابِ الحَصِيرِ قِيَامُ
والمُرَادُ به النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِر .
ورُوِيَ :
لَدَى طَرَفِ الحَصِير قِيَامُ
أي عند طَرَفِ البِسَاطِ للنُّعمانِ .
( و ) في العُبَابِ : الحَصِيرُ : ( السِّجْنُ ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } أَي سِجْناً وحَبْساً ، قالَه ابنُ السّيد وغيرُه . ويقال : هاذا حَصِيرُه ، أَي مَحْبِسُه وسِجْنُه . وقال الحَسَنُ : مَعْنَاه مِهَاداً ، كَأَنَّه جَعَلَه الحَصِيرَ المَرْمُلَ كقوله : { لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } .
قال في البَصَائِر : فَعَلَى الأَوّل بمَعْنَى الحَاصِر ، وفي الثَّانِي بمعنَى المَحْصُور .
____________________

(11/29)



( و ) الحَصِيرُ : ( المَجْلسِ ) ، هاكذا في سائر النُّسَخ أبي مَوْضِع الجُلُوس ، وصَوَّبَ شيخُنَا عنبَعْض أَن يكونَ المَحْبِس ، وهو مَحَلُّ تَأَمُّل .
ومن سَجَعَات الأساس : وخَلَّدَه الحَصِيرُ في الحَصير ، أَي في المَحْبِس .
قال شيخُنا : من الأَسْجَاعِ المُحاكِيَة لأَسْجاعِ الأَساس وإِن فَاتَهَا الشَّنَب قولُ بَعْضِ الأُدباءِ : أَثَّر حَصِيرُ الحَصِيرِ في حَصِيرِ الحَصِيرِ ، أَي أَثَّرَتْ بارِيَّة الحبس في جَنْبِ المَلِك .
( و ) الحَصِيرُ : ( الطرِيقُ ) ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) الحَصِيرُ : ( الماء ) .
( و ) الحَصِيرُ : ( الصَّفُّ من النَّاسِ وغَيْرِهِم ) .
( و ) الحصِيرُ : ( وَجْهُ الأَرْضِ ) ، قيل : وبه سُمِّيَ ما يُفْرَشُ على الأَرض حَصِيراً لكَوْنِه يلِي وَجْهَهَا .
( ج أَحْصِرَةٌ وحُصُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في الحُصُر جَمْع حَصْيرٍ بمَعْنَى الطَّرِيق :
لمَّا رأَيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قد وَضَحَتْ
ولاحَ من نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ
وقد تُسَكَّن الصَّادُ تَخْفِيفاً في جَمْع الحَصِير لِمَا يُفْرش ، كما تَقَدَّمَ .
( و ) الحَصِيرُ : ( فِرِنْدُ السَّيْفِ ) الَّذي تَراه كأَنَّه مَدبُّ النَّمْلِ . قال زُهَيْر :
بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الْهُنْدُوَانِيِّ أَخْلَصَ ال
صَّياقِلُ منه عن حَصِيرٍ وَرَوْنَقِ
( أَو ) حَصِيرَاه : ( جَانِباه ) .
( و ) الحَصِيرُ : ( البَخِيلُ ) المُمْسِك ، كالحَصِر ، ككَتِفٍ . ( و ) الحَصِيرُ : ( الَّذِي لا يَشْرَبُ الشَّرَابَ
____________________

(11/30)


بُخْلاً ) . يُقالُ : شَرِبَ القومُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ أَي بَخِل .
( و ) الحَصِيرُ : ( جَبَلٌ لِجُهَيْنَةَ ) ، وآخرُ في بِلاَد بَنِي كِلاَبٍ ، ( أَو بِبِلادِ غَطَفَانَ ) ، وقيل هو بالضّاد .
( و ) الحَصِيرُ : ( كُلُّ ما نُسِجَ مِن جَمِيعِ الأَشْيَاءِ ) ، سُمِّيَ به لحَصْرِ بعْضِ طاقَاتِه على بعْضِ ، فهو فع&#