Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 20:تاج العروس من جواهر القاموس

 

كتاب 20:تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي  

----------

==  وهو واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه .
وجاءَ في الحَدِيث : ( الاخْتِصارُ في الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النّار ) ، أَي أَنَّه فِعْلُ اليَهُود في صَلاتِهِم وهُم أَهْلُ النَّارِ .
قال الأَزْهَرِيّ في الحَدِيث الأَوّل : لا أَرِي أَرُوِيَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً . ورواه ابنُ سِيرينَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ : مُخْتَصارً . وكذالك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد . قال : ويُرْوَى في كَراهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع ، ويُرْوَى فيه أَيضاً عن عائِشَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ :
( و ) اخْتَصَر : ( قَرَأَ آيَةً أَو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ في الصَّلاةِ ) ولم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها في فَرْضه . وبه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ ، وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن في تَأْوِيله . وقال ابنُ الأَثِير : هاكذا رَوَاه ابنُ سِيرينَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ . ( و ) اخْتَصَر : ( حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ ) عَامّةً ، ( وهو الخُصَيْرَى ) ، بضَمَ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وفي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ ، أَي الخَصْرِيّ كالاخْتِصار . قال رُؤْبَةُ :
وفي الخُصَيْرَى أَنتَ عِنْد الوُدِّ
كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ
كتاب ( و ) اخْتَصَرَ ( الطَّرِيقَ : سَلَكَ أَقْربَه ) . قال بَعْضُهم : هاذا هُوَ الأَصْل ( و ) . اخْتَصَر ( في الحَزِّ ) ، هاكَذا في النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي ، وفي بَعْضهِا بالجِيمِ والزَّاي ، وفي بَعْضِهَا بالجِيمِ والزَّاي ، إِذا ( ما اسْتَأْصَلَه ) .
( وخاصَرَهُ : أَخذَ بِيَدِه في المَشْيِ ) . قال عَبْدُ الرَّحْمان بْنُ حَسّان :
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ
راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
قال ابن بَرّيّ : هاذَا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمان بْنِ حَسّان كما ذَكَرَه الجَوْهِرِيّ وغَيْره . قال :
والصَّحيح ما ذَهَب إليه ثَعْلَب أَنّه لأَبي دَهْبَل الجُمَحِيّ ، وذَكَر قِصَّتَه .
____________________

(11/174)



وفي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ وذَكَر صَلاَة العِيدِ : ( فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوَان ) . قال ابْنُ الأَثِير : والمُخاصَرَة أَن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه . ( كتَخاصَرَ ) ، يقال خَرَج القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ ، إِذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ .
( أَو ) خَاصَرَ : ( أَخذَ كُلٌّ في طَرِيقٍ حَتّى يَلْتَقِيَا في مَكَانٍ ) ، وهو المُخَازَمة . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد . ( أَوْ ) خَاصَرَ ، إِذَا ( مَضَى عِنْدَ ) ، وفي بَعْض النُّسَخ : إِلَى ( جَنْبِه ) .
( والخِصَارُ ككِتَاب : الإِزَارُ ) ، لأَنَّه يُتَخَصَّر به .
( وفي الحَدِيث : ( المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ ) ، أَي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ ، فإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم ) من التَّعَب .
هاكذا أَوردَه ابْنُ الأَثِير وفَسَّره . قال : ومَعْنَاه يَكُون أَنْ يأْتُوا يوم القيامةِ ومَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكِئُون عَلَيْهَا . مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة . قال شَيْخُنَا : وهذا هو الظَّاهِر الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الغَرِيبِ وإِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك .
( وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ ) ، كمُعَظَّم : ( دَقِيقٌ . و ) من المَجَاز : ( نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ ) ، أَي ( مُسْتَدِقَّةُ الوَسَطِ ) . وخَصْرُ النَّعْلِ : ما استدقَّ في قُدَّامِ الأُذْنَيْن منها . قال ابنُ الأَعرابِيّ : الخَصْرَانِ من النَّعْل : مُسْتَدَقُّها . ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ : لَهَا خَصْرانِ . وفي الحديث ( أَنَّ نَعْلَه ت كانت مُخَصَّرَةً ) ، أَي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن .
( و ) من المجاز : ( رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ ) إِذا كانَت ( قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه ) . وقَدَمٌ
____________________

(11/175)


مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة ، ( ويَدٌ مُخْصُورَة ) ومُخَصَّرَةٌ ( في رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ ، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ ) كالحَزِّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : إِنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة ، ثم جُمِعَ على هذَا . قال الشَّاعِر :
فلما سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت
خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
ورَجُلٌ مَخْصُورُ البَطْنِ والقَدَمِ كمُخَصَّر . ورجل مَخْصُورٌ : يَشْتَكِي خَصْرَه أَو خاصِرَته . وفي الحَدِيث : ( فَأَصَابَنِي خَاصِرَةٌ ) ، أَي وَجَعٌ في خَاصِرَتي . وقيل : وَجَعٌ في الكُلْيَتَينِ . وفي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه : الخَاصِرَة : عِرْقٌ في الكُلْيَة إِذا تَحَرَّكَ وَجِخعَ صاحِبُه .
والمُخَاصَرَةُ في البُضْعِ : أَن يَضْرِبَ بيَدِه إِلى خَصْرِهَا .
ومُخْتَصَرَات الطُّرُقِ : التي تَقْرُبُ في وُعُورِهَا ، وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ الأَبعَدُ كان أَسْهَل .
وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر : المُقَبَّلِ . وعِبَارَةُ الأَسَاس : ثَغْر خَصِرٌ ، بارِدُ المُقَبَّل .
وهاذا أَخْصَرُ مِنْ ذاك وأَقْصَر .
خضر : ( الخُضْرَةُ ) ، بالضَّمّ : ( لَوْنٌ . م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو بَيْن السَّوادِ والْبَيَاضِ ، يَكُون ذالِك في الحَيَوان والنَّبَات وغَيْرِهِمَا مِمَّا يَقْبَلُه ، وحَكَاه ابْنُ الأَعْرَابِيْ في الماءِ أَيْضاً ، ( ج خُضَرٌ ) ، بضَم ففَتْح ( وخُضْرٌ ) بضَمَ فسُكُون . قال اللَّهُ تَعَالَى : { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا } ( الكهف : 31 ) .
( خَضِرَ الزَّرعُ كفَرِحَ ، واخْضَرَّ )
____________________

(11/176)


اخْضِرَاراً ( واخُضَوْضَرَ ) اخْضِيرَارَاً : نَعِمَ ، وأَخْضَرَه الرِّيُّ ( فو أَخْضَرُ وخَضُورٌ ) ، كصَبُورٍ ، ( وخَضِرٌ ) ، ككَتِف ، ( وخَضِيرٌ ، ويَخْضِيرٌ ، ويَخْضُورٌ ) ، بالتَّحْتِيَّة فيهِمَا ، وخَضِير كأَمِير . واليَخْضُورُ : الأَخْضَر ، ومنه قوْلُ العَجَّاج
بالخُشْبِ دُونَ الهَدَبِ اليَخُضُورِ
مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ
( و ) الخُضْرَةُ ( في ) أَلْوَانِ ( الخَيْلِ : غُبْرَةٌ تُخالِطُهَا دُهْمَةٌ ) ، وكَذالِك في الإِبل . يقال : فَرَسٌ أَخْضَرُ ، وهو الدَّيْزَحُ . والخُضْرَةُ في أَلْوانِ النَّاسِ : السُّمْرَة .
وفي المُحْكَم : ولَيْسَ بَيْن الأَخْضَرِ الأَحَمِّ وبَيْنَ الأَحْوَى إِلاَّ خُضْرَةُ مُنْخُرَيْهِ وشاكِلَتِه ؛ لأَنَّ الأَحْوَى تَحْمَرُّ مَنَاخِرُه وتَصْفَر شاكِلَتُه ، صُفْرةً مُشَاكِةً للحُمْرَة . ومِنَ الخَيْلِ أَخْضَرُ أَدْغَمُ ، وأَخْضَر أَطْحَلُ ، وأَخْضَر أَوْرَقُ .
( والخَضِرُ ، ككَتِفٍ : الغَضُّ ) ، وكُلُّ غَضَ خَضِرٌ . وفي التَّنْزِيل العَزِيز : { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً } ( الأنعام : 99 ) . ( و ) قال اللّيْث : الخَضِرُ هنا ( : الزَّرْعُ ) الأَخْضَر . وقال الأَخْفَش : يُرِيد الأَخْضصَر . ( و ) الخَضِرُ : ( البَقْلَةُ الخَضْرَاءُ ، كالخَضِرَةِ ) ، كفَرِحَة . وهي بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ ، وكذالك ثَمَرَتُهَا ، وتَرْتَفِع ذِراعاً ، وهي تَمْلأُ فَمَ البَعِيرِ . وقال ابنُ مُقْبِلٍ في الخَضِر :
يَعْتَادُهَا فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ
يَنْفُخْن في بُآحعُم الحَوْذَانِ والخَضِرِ
( والخَضِيرِ ) ، كأَمِير ، وقد ذَكرَ طَرَفَةُ الخَضِرَ فَقَال :
كبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذَا
أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسَالِيجَ الخَضِرْ
____________________

(11/177)



( و ) الخَضِر : ( المَكَانُ الكَثِير الخُضْرَةِ ، كاليَخْضُورِ والمَخْضَرَةِ ) . أَرضٌ خَضرَة ويَخْضُورٌ : كَثِيرَةُ الخُضْرَةِ ، وأَرْض مَخْضَرَة ، على مِثال مَبْقَلة : ذات خُضْرَة ، وقُرِىءَ { فَتُصْبِحُ الاْرْضُ مُخْضَرَّةً } ( الحج : 63 ) .
( و ) الخَضِر : ( ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ ، واحِدَتُه بهاءٍ ) . والجَنْبَةُ مِنَ الكَلإِ : مَالَهُ أَصْل غَامِضٌ في الأَرْض ، مثل النَّصِيِّ والصِّلِّيَان ، وليس الخَضِر من أَحْرار البُقُولِ الَّتِي تَهِيج في الصَّيْف ، وبهِ فُسِّر الحديث : ( وإِنَّ مِمّا يُنْبِت الرَّبِيعُ ما يَقْتُل حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاّ آكِلَةَ الخَضِرِ ) وقد شَرَح هاذا الحَدِيثَ ابنُ الأَثِير في النِّهَايَة ، وبَيَّن مَعانِيَه وذَكَرَ في أَثْنَائِه : وأَمَّا قَوْلُه ( إِلاَّ آكِلَة الخَضِر ) فإِنه مَعلٌ للمُقْتَصِد ؛ وذالِك أَنَّ الخَضِر لَيْسَ مِن أَحْرَار البُقُول وَجَيِّدِهَا التي يُنْبِتُها الرَّبِيعُ بتَوَالِي أَمْطَارِه فتَحْسُن وتَنْعُمُ ، ولِكِّنه من البُقُول الَّتِي تَرْعَاهَا المَوَاشِي بَعْد هَيْج البُقُول ويُبْسِهَا حيث لا تَجِد سِواها ، وتُسَمِّيهَا العَرَبُ الجَنْبَةَ ، فلا تَرَ الماشِيَةَ تُكْثِر من أَكْلِها ولا تَسْتَمْرِيها ، فضَرَبَ آكِلَةَ الخَضِرِ من المَوَاشي مَثَلاً لمَنْ يَقْتَصِد في أَخْذِ الدُّنْيَا وجَمْعِها ولا يَحْمِلُه الحِرْصُ على أَخْذِهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا .
( و ) الخَضَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : النُّعُومَةُ ) مصْدرُ خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَراً إِذا نَعِمَ ، ( كالخُضْرَةِ ) ، بالضَّمّ .
وقال ابنُ الأَعرابِيّ : الخُضَيْرَةُ : تصغيرُ الخُضْرَةِ ، وهي النَّعْمَة . وفي حَدِيثِ عليَ ( أَنَّه خَطَبَ بالكُوفَة في آخرِ عُمْره فقال ( سلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتها وَيأْكُل خَضِرَتَها ) يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها .
( و ) الخَضَر : ( سَعَفُ النَّخْلِ وجَرِيدُهُ الأَخْضَرُ ) . هاكذا سَمِعه
____________________

(11/178)


الفَرَّاءُ عن العَرَب ، وأَنْشَد :
يَظَلُّ يومَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرا
وَهي خَناطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا
( واخْتُضِر ) الْكَلأُ ، ( بالضَّمِ : أُخذَ ) ورُعِيَ ( طَرِيًّا غضًّا ) قبلَ تَنَاهِي طُولِه ، وذالك إِذا زَرْتَه وهو أَخْضر . ( و ) منه قِيلَ للرَّجُل ( الشَّابِّ ) إِذا ( مَاتَ فَتِيًّا ) غَضًّا : قد اخْتُضِرَ ، لأَنَّه يُؤْخَذ في وَقْتِ الحُسْن والإِشْراق . وفي بعضِ الأَخْبَار أَنَّ شَابًّا مِنَ العَرَب أُولِعَ بشَيْخٍ ، فَكَان كُلَّمَا رَآه قال : أَجْزَزْتَ يا أَبَا فُلاَنٍ ، فقال له الشَّيْخ : يا بُنَيَّ وتُخْتَضرُون . أَي تُتَوَفَّوْن شَبَاباً . ومَعْنَى أَجْزَزْت : آنَ لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوت . وَأَصْلُ ذالك في النَّبَاتِ الغَضِّ يُرْعَى ويُخْتَضَر ويُجَزُّ فيُؤْكَل قبْلَ تَنَاهِي طُولِه .
( والأَخْضَرُ : الأَسْوَدُ ، ضِدُّ ) ، قال الفَضْلُ بنُ عَبصًّس بْنِ عُتْبةَ اللَّهَبِيّ :
وأَنا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بَيْتِ العَرَبْ
يقول : أَنا خَالِصٌ لأَنَّ أَلْوانَ العَرَبِ السُّمْرَةُ .
قال ابنُ بَرِّيّ : أَراد بالخُضْرَةِ سُمْرَةَ لَوْنِه ، وإِنما يُرِيد بذالِك خُلُوصَ نَسَبِه وأَنَّه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ ، لأَنَّ العَرَبَ تَصِف أَلوانَها بالسَّوَاد ، وتَصِف أَلوانَ العَجَمِ بالحُمْرَة ، وهاذا المَعْنى بِعَيْنه أَرادَه مِسْكِينٌ الدَّارِمِيُّ في قَوْله :
أَنا مِسْكِينٌ لمَنْ يَعْرفُني
لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ
ومثله قول مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَر ، وكان يُنْسَب إِلَى أَخْضَرَ ولم يكن أَباه ، بل كان زَوْجَ أُمِّه وإِنَّمَا هو مَعْبَد بنُ عَلْقَمَة المَازنيّ :
سَأَحْمِي حِمَاءَ الأَخْضَرِيَّيْن إِنَّه
أَبَى الناسُ إِلاَّ أَنْ يَقولوا ابن أَخْضَرَا
وهَلْ لِيَ في الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ
فآنَفَ مِمّا يَزْعَمُون وأُنْكِرَا
( و ) الأَخْضَرُ : ( جَبَلٌ بالطَّائِفِ ) ،
____________________

(11/179)


ومَواضِعُ كَثِيرةٌ عَجَمِيَّة وَعَرَبِيَّة تُسَمَّى بالأَخْضَر .
( و ) من المَجاز في الحَدِيث : ( مَا أَظَلَّت الخَضْرَاءُ ولاَ أَقَلَّت الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبى ذَرَ ) . ( الخَضْرَاءُ : السَّمَاءُ ) ، لخُضْرَتَها ، صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسْمَاءِ ، والغَبْرَاءُ : الأَرْضُ .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( سَوَادُ القَوْمه ومُعْظَمُهُم ) ، ومنه حَدِيث الفَتْح : ( أُبِيدَت خَضْرَاءُ قُرَيش ) أَي دَهْماؤُهُم وسَوَادُهُم . ومنه قَوْلُهُم : أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهم ، أَي سَوَادَهم ومُعْظَمَهم ، وأَنْكَرَه الأَصْمَعِيّ وقال : إِنّمَا يقال : أَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءهم ، أَي خَيْرَهم وغَضَارَتَهم .
وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَ هم أَي شَجَرَتَهم الَّتي منها تَفَرَّعُوا وجَعَلَه مِنَ المَجَازِ . وقال الفَرَّاءُ : أَي دُنْيَاهم ، يُرِد قَطَع عَنْهم الحَيَاةَ . وقال غَيْرُه : أَذْهَبَ اللَّهُ نَعِيمَهم وخِصْبَهُم .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( خُضَرُ البُقُولِ ) ومنه الحَديث : ( تَجَنَّبُوا من خَضْرَائِكِم ذَوَات الرِّيحِ ) يَعْنِي الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ وما أَشْبَهها . وفي الحَدِيث : ( ليس في الخَضْرَاوَات صَدَقَة ) يعني به الفاكِهَة الرَّطْبَةَ والبُقُول . وقِيَاسُ ما كَانَ على هاذا الوَزْن من الصِّفَات أَن لا يُجْمَع هاذا الجَمْع ، وإِنَّمَا يُجْمَع به ما كَانَ اسْماً لا صِفَة ، نحو صَحْرَاءَ ، وإِنَّمَا جَمَعه هَذَا الجَمْع ؛ لأَنَّه قد صار اسْما لهاذه البُقُولِ لا صِفَةً . تقول العَرَب لهاذِ البقول : الخَضْرَاء ، لا تُرِيدُ لَوْنَها . وقال ابنُ سيدَه : جَمَعَه جَمْع الأَسماءِ كوَرْقَاءَ ووَرْقَاوَات ، وبَطْحَاءَ وبَطْحَاوَات ، لأَنَّها صِفَةٌ غَالِبَة غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسماءِ ( كالخُضَارَةِ ) ، بالضّمّ .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( فَرسُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَرَكِيِّ ) بنِ حُنْجُود ، نقلَه الصَّغانِيّ .
____________________

(11/180)


( و ) الخَضْرَاءُ : ( فَرسُ سَالِمِ بْنِ عَدِيَ ) الشَّيْبَانِيّ ، نَقَلَه الصّغانِيّ . ( و ) الخَضْرَاءُ ( فَرسُ قُطْبَةَ بْنِ زَيْدِ ) بْنِ ثَعْلَبَةَ ( القَيْنِيِّ ) ، نقله الصَّغانِيّ .
( و ) الخَضْراءُ : ( جَزِيرَتَانِ ) : بالأَنْدَلُس ، وببلاد الزَّنْج ، ( و ) قد ( ذُكِرَتَا في ج ز ر ) .
( و ) من المَجَاز : الخَضْرَاءُ : ( الكُتِيبَةُ العَظِيمَةُ ) ، نَحْو الجَأْوَاءِ ، إِذَا غَلَب عليها لُبْسُ الحَدِيدِ ، وإِنَّما سُمِّيَتْ خَضْرَاءَ لِمَا يَعْلُوها من سَواد الحَدِيد ، شَبَّهَ سَوَادَه بالخُضْرَة . والعرب تُطْلِق الخُضْرَةَ على السَّوادِ . وقد جَاءَ في حَدِيثِ الفَتْح : ( مَرَّ صلى الله عليه وسلمفي كتِيبَتِه الخَضْرَاءِ ) .
( و ) من المَجَازِ : استُقِيَ بالخَضْراءِ ، أَي ( الدَّلْو استُقِي بها زَمَاناً ) طويلاً ( حَصى اخْضَرَّت ) ، قال الرَّاجِز :
تُمْطَى مِلاَطَاهُ بخَضْرَاءَ فَرِي
وإِن تَأَبَّاه تَلَقَّى الأَصْبَحِي
( و ) الخَضْرَاءُ : ( الدّوَاجِنُ مِنَ الحَمَامِ ) وإِن اخْتَلَفَت أَلوانُهَا ، لأَنَّ أَكْثَر أَلوانِها الخُضْرَة .
وفي التَّهْذِيب : والعَربُ تُسمَّى الدّواجِنَ الخُضْرَ وَإِن اخْتَلَفَت أَلوانُها خُصوصاً بهذا الاسْمِ ، لغَلَبةِ الوُرْقَةِ عليها . وقال أَيْضاً : ومن الْعمَام ما يَكُونُ أَخْضَرَ مُصْمَتاً ، ومنه ما يكون أَحْمَرَ مُصح 2 تاً ، ومنه ما يَكُون أَبْيضَ مُصْمَتاً ، وضُرُوبٌ من ذَلِك كُلُّهَا مُصْمَتٌ ، إِلاَّ أَن الِهدَايَة للخُضْر والنُّمْرِ ، وسُودخ 2 ا دونَ الخُضْرِ في الهِدَايَةِ والمَعْرِفة .
وأَصل الخُضْرة للرَّيْحان والبُقُول ، ثم قالوا لِلَّيْل أَخْضَر . وأَما بِيضُالحَمَام فمثلها مثل الصِّقْلابِيّ الذي هو فَطِيرٌ خَامٌ لم تُنْضِجْه الأَرْحَامُ ، والزَّنْج جازَت حَدص الإِنْضاج حَتَّى فَسَدَت عُقُولُهُم .
( و ) الخَضْراءُ : ( قَلْعَةٌ باليَمَن مِنْ عَمَلِ زَبِيدَ ) ، حَرَسَها اللَّهُ تَعَالَى : ( و ) الخَضْرَاءُ : ( ع باليَمَامَةِ . و ) الخَضْرَاءُ : ( أَرضٌ لعُطارِدٍ ) .
( والخَضِيرَةُ ككَرِيمَةٍ : نَخْلَةٌ يَنْتَثِر بُسْرُهَا وهو أَخْضَرُ ) .
____________________

(11/181)


كالمِخْضَار . ومنه حَدِيث اشْتِراط المُشْتَرِي على البائعِ ( أَنه ليس له مِخْضارٌ ) .
( و ) من المَجاز : ( خُضَارَةُ ، بالضَّمِّ ، مَعْرِفَةً : البَحْرُ ) ، لخُضْرَةِ مائِهِ ( لا تُجْرَى ) ، بضَمِّ المُثَنّاة الفَوْقِيَّة وسُكُون الجِيم وفَتْحِ الرَّاءِ ، أَي لا تَنْصَرِف هاذهِ اللَّفْظَةُ للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث بالهاءِ ، فهي كأُسَامَةَ وأَضْرَابِه من أَعْلامِ الأَجْنَاسِ : تَقُولُ : هاذا خُضَارَةُ طاهياً . قال شيخُنَا : أَرادَ أَنَّه يأْتِي منه الحالُ لأَنَّ معرِفَةٌ . وظَنَّ بَعْضُ الفُضَلاءِ أَنَّه من بَدَائِع تَعْبِيرِ المُصَنِّف : وضَبَطه بفَتْح التَّحْتِيَّة وكَسْر الرَّاءِ واسْتَشْكَلَه وقال : كيف يُتَصَوَّر أَنَّ البَحْر لا يَجْرِي وهو مَمْلُوءٌ ماءً . وهو جَهْل منه باصْطِلاحَاتِم ، ووَهَمٌ في الضَّبْط . وأَوْضَحُ منه عِبَارَةُ ابْنُ السِّكِّيت خُضَارَةُ مَعرفة ، لا ينصرف ، اسمٌ للبحر ، وزاد في الأَساس ، كالأَخْضَرِ وخُضَيْر ، أَي كزُبير .
( والخُضَارِيُّ كغُرَابِيَ : طَائِرٌ ) يُسمَّى الأَخْيَلَ ، يُتَشاءَمُ به إِذَا سَقَطَ على ظَهْر بَعِير ، وهو أَخْضَرُ ، في حَنْكه حُمْرةٌ ، وهو أَعْظَمُ من القَطَا ، ويقال إِنّ الخُضَارِيَّ طَيْرٌ خُضْر يقال لها القَارِيَّة ، زعمَ أَبُو عُبَيْد أَنَّ العَرَب تُحِبُّها ، يُشَبِّهُون الرَّجُلَ السَّخيَّ بها ، وحَكَى ابنُ سِيدَه عن صاحِبِ العَيْنِ أَنَّهُم يَتَشَاءَمُونَ بِها .
( و ) الخُضَّارَى ، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الضَّادِ ( كالشُّقَّارَى : نَبْتٌ ) ، والشُّقَّارَى أَيضاً نَبْتٌ ، ومثله الخُبَّازَى ، والزُّبَّادَى والحُوَّارَى .
( و ) الخَضَارُ ، ( كَسَحَابٍ : لَبَنٌ كْثِر مَاؤُه ) . وقال أَبُو زَيْد : هو مِثْل السَّمَارِ الَّذِي مُذِق بِمَاءٍ كَثِيرٍ حَتّى اخْضَرَّ كما قال الرَّاجِز :
جاؤُوا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطّ
أَرَادَ اللَّبَن أَنَّه أَوْرَقُ كَلَوْنِ الذِّئْبِ ،
____________________

(11/182)


لكثرةِ مَائِه حتى غَلَبَ بَياضَ لَونِ اللَّبَن . وقيل : هو الَّذي ثُلُثاه مَاءٌ وثُلُثُه لَبَنٌ ، يَكُونُ ذالِك من جَمِيع اللَّبَنِ حَقِينِه وحَلِيبِه . ومِنْ جَمِيع المَوَاشِي : سُمِّيَ بِذالك لأَنَّه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة ، وقِيلَ : الخَضَار جَمْعٌ واحِدَتُه خَضَارَةٌ .
( و ) الخَضَارُ أَيضاً : ( البَقْلُ الأَوَّلُ ) ، أَي أَوَّل ما يَنْبُتُ .
( و ) الخُضَّار ، ( كُرمَّان : طَائِرٌ ) أَخْضَرُ .
( و ) الخُضَارُ ( كغُرَابٍ : ع كَثِيرُ الشَّجَرِ ) . يقال : وَادٍ خُضَارٌ : كَثِيرُ الشَّجَرِ ، وضَبَطُوه بالتَّشْدِيد أَيضاً .
( و ) الخُضَار : ( د ) ، باليَمَن ( قُرْبَ الشِّحْرِ ) ، على مَرْحَلَتَيْن منها مِمَّا يَلِي البَرَّ .
( والمُخَاضَرةُ ) المَنْهِيُّ عَنْهَا في الحدِيث : هو ( بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاحِها ) ، سُمِّيَ لأَنَّ المُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا شَيْئاً أَخضَرَ بَيْنَهما ، مَأْخُوذٌ من الخُضْرَة ، ويَدْخُل فيه بَيْعُ الرِّطَابِ والبُقُولِ وأَشْبَاهِا ، على قَوْلِ بَعْض .
( و ) قَولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً ، بِكَسْرِهِما ، و ) كذا ذَهَب دَمُه خَضِراً ( ككَتِفٍ ) ، أَي باطلاً ( هَدَراً ) . وكذا ذَهَبَ دَمُه بِطْراً ، بالكَسْر ، وقد تقدَّم ، ومِضْراً إِتباعٌ .
( وخَضِرٌ ) . وخِضْرٌ ( ككَبِدٍ وكِبْدٍ ) . قال الجَوْهَرِيّ وهو أَفْصُح قلت : لعَلَّه لكونهِ مُخَفَّفاً من الخَضِر ، لكَثْرة الاسْتِعْمَال ، كما في المِصْبَاح . وزاد القَسْطَلاني في شرح البُخَارِيّ لُغَةً ثالِثَة وهو فَتْح الخَاءِ مع سُكُونِ الضّاد تَبَعاً للحافِظِ ابْنِ حَجَر ، ( أَبُو العَبَّاسِ ) أَحْمَد ، على الأَصَحّ ، وقيل : بلْيا ، وقيل : إلياس ، وقيل : الْيَسَع وقي ؛ عَامِر ، وقيل : خضرون بن مالِك بن فالغ ابن عامِر بن شَالَخ بن أَرْفَخْشذ بن سَام بن نُوح . واختُلِف في اسم أَبِيه أَيضاً ، فقال ابنُ قُتيبة : هو بلْيا بن
____________________

(11/183)


مَلكَان . وقيل : إِنّه ابنُ فِرْعَون ، وهو غَرِيب جِدًّا . وقد رُدَّ . وقيل : ابنُ مَالِك ، وهو أَخُو إِلياس ، وقيل ابنُ آدَمَ لصُلْبه . رواه ابنُ عساكِر بسَنَده إلى الدَّارَقُطْنيّ ، وقد نَظَر فيه بَعْضُهم . وقال جماعَة : كان في زَمَن سَيِّدنَا إِبراهِيمَ عليه السَّلامُ . وقيل بَعْدَه بقَلِيل أَو كَثِير ، حَكَى القَوْلَيْن الثَّعْلَبِيُّ في تَفْسِيره ( النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ) ، وقد جَزَم بنُبوَّتِه جماعة ، واستَدَلُّوا بظاهِرِ الآيات الوارِدَة في لُقِيِّه لمُوسَى عليه السلام ووقائِعِه معه .
وقالوا : إِنَّمَا الخِلاف في إرساله ، فَفِي إرسَاله ولمَنْ أُرسِلَ قَوْلانِ .
وقال ابنُ عَبَّاس : الخَضِر نَبِيَ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسرائِيلَ ، وهو صاحبُ موسَى عليهما السلام الذي التَقَى مَعَه بمَجْمَع البَحْرَين ، وأَنكر نُبُوَّتَه جماعَةٌ من المُحَقِّقين ، وقالوا : الأَولَى أَنَّه رَجُلٌ صالِحٌ ، وقال ابن الأَنْبَارِيّ : الخَضِر : عَبْدٌ صالحٌ من عِبَادِ الله تعالى .
واخْتُلِف في سَبَب لَقَبِه ، فقِيل : لِأَنَّه جَلَسَ على آحوَةٍ بَيْضَاءَ فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْرَاءَ ، كما وردَ في حَدِيثٍ مَرْفُوع ، وقِيل : لأَنّه كان إِذا جَلَسَ في مَوْضِعٍ وتَحْتَه روضَةٌ تَهْتَزُّ .
وفي البُخَارِيّ : وَجَدَهُ موسى على طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ على كَبِدِ البَحْر . وعن مُجاهِدٍ : كان إِذا صلَّى في موَضْع اخْضَرَّ ما تَحْتَه ، وقيل ما حَوْلَه ، وقيل سُمِّيَ خَضِراً لحُسْنه وإِشراق وَجْهِه ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات الأَخْضَرِ الغَضِّ .
والصَّحِيحُ من هاذه الأَقوَالِ كُلِّها أَنه نَبِيٌّ مُعَمَّرٌ ، محجوبٌ عن الأَبْصَار ، وأَنَّه باقٍ إِلى يَوْمِ القِيَامة ، لشُرْبه مِنْ ماءِ الحياةِ ، وعليه الجماهِيرُ واتِّفاقُ الصُّوفِيّة ، وإِجماعُ كَثِيرٍ من الصّالحين . وأَنكَرَ حَياتَه جَماعَةٌ منهم البخارِيّ وابن المُبَارَك والحَرْبِيّ وابنُ الجَوْزِيّ . قال شيخُنَا وصَحَّحَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ ، ومال إِلى حَياتِه وجَزَمَ بها ، كما قال القَسْطَلانيّ والجماهيرُ ، وهو مُختارُ
____________________

(11/184)


الأبّيّ وشَيْخهِ ابْنِ عَرَفَة وشَيْخِهم الكَبِير ابن عبد السّلام وغَيْرِهم . واستَدَلُّوا لذلِك بأُمورٍ كَثِيرَة أَوردَها في إِكمال الإِكمال .
قُلتُ : وفي الفُتُوحَات قد وَردَ النَّقلُ بما ثَبَت بالكَشْف من تَعْمِير الخَضِر عليه السلام وبقائِه وكونِه نَبِيًّا وأَنه يُؤَخَّر حتى يُكَذِّب الدَّجّال ، وأَنَّه في كُلِّ مِائةِ سَنَةٍ يَصِير شَابًّا وأَنه يَجْتَمِع مع إِلياس في مَوْسمِ كُلّ عَام . وقال في موضِع آخرَ : وقد لَقِيتُه بإِشْبِيلِيَة وأَفَادَني التَّسْلِيمَ لمَقَامَات الشُّيوخِ وأَن لا أُنازِعَهُم أَبداً . وقال في البَاب 29 منه : واجتمع بالخَضِر رجلٌ من شُيوخنا وهو عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله بن جامِع المَوْصِلِيُّ من أصحاب أَبِي عبد الله قَضِيبِ البانِ كَان يَسْكُن في بُسْتَان له خارِجَ المَوْصل ، وكان الخَضِر عليه السلام قد أَلْبَسَه الخِرْقَةَ بحُضُور قَضِيب البان ، وأَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ بالمَوْضع الذي أَلَبَسه الخَضِرُ من بُسْتَانه وبِصُورَةِ الْالِ التي جَرَت له معه في إِلباسِه إِيَّاها .
وقال الشَّعْرَانيّ : هو حَيٌّ باقٍ إِلى يوم القيامَة يَعْرِفه كُلُّ مَنْ له قَدَمُ الوِلاَيَة لا يَجْتَمع بأَحَدٍ إِلاّ لتَعْلِيمه أَو تَأْدِيبه ، وقد أُعْطِيَ قُوَّة التَّطْوِير في أَيِّ صورَة شاءَ ، ولكن مِنْ عَلاَمَاتِه أَنَّ سَبَّابَتَه تَعْدِلُ الوُسْطَى ، ومن شَأْنِه أَنْ يأْتِيَ للعارِفهين يَقَظَةً وللمُرِيدِينَ مَناماً .
( وخَضِرَةُ : عَلَمٌ لِخَيْبَرَ ) القَريةِ المَشْهُورَةِ قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ، وهي كفَرِحَة ، كأَنَّه لكَثْرَةِ نَخِيلها . ومنه الحَدِيث ( أَخَذْنَا فأُلَكَ من فِيك ، اغْدُ بنَا إِلى خَضِرَةَ ) . قيل : إِن خَضِرة اسمُ عَلَم لخَيْبَر ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلمعَزَم على النُّهوض إليها ، فتفاءَل بقَوْل عَلِيّ رضي الله عنه : يا خَضِرة . فخَرَج إِلى خَيْبَر ، فما سُلَّ فيها غيرُ سَيْفِ
____________________

(11/185)


عَليَ رضي الله عنه حَتَّى فَتَحَها اللَّهُ ، وقيل : نَادَى إِنْسَاناً بهاذَا الاسم فتفاءَل صلى الله عليه وسلمبخُضْرة العَيْش ونَضَرَتِه . ( و ) في بَعْضِ الأَحادِيثِ ( ( مَرَّ صلى الله عليه وسلمبأَرْضٍ ) كانَت ( تُسَمَّى عَثِرَةَ ) ، بالمُثَلَّثَةِ ، ( أَو عَفِرَةَ ) ، بالفَاءِ ، ( أَو غَدِرَةَ ) بالغَيْن المُعْجَمَة والدَّالِ ، ( فسَمَّاها خَضِرَةَ ) ) تَفاؤُلاً ، لأَنَّه صلى الله عليه وسلمكانَ يُحِبُّ الفَأْل وَيَكْره الطيرةَ ، وضَبْطُ الكُلِّ كفَرِحَة .
( والخُضَيْرَاءُ ) ، مُصَغَّراً : ( طَائِرٌ ) أَخضَرُ اللَّوْنِ .
( و ) من المَجَاز يقال : ( هُمْ خُضْرُ المَنَاكِب ، بالضَّمِّ ) ، إِذا كَانُوا ( في خِصْبٍ عَظِيم ) وسَعَة ، قال الشّاعر :
بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَنَاكِبِ
وبه احْتَجَّ مَنْ قال : أَبادَ الله خَضْرَاءَهم ، بالخَاءِ لا بالغَيْنِ ، وقد سَبَق .
( والخُضْرُ ) بالضّمّ : ( قَبِيلَةٌ ) من قَيْس عَيْلاَنَ ، وهم بَنُوا مَالكِ بن طَرِيف بْنِ خَلَف بن مُحَارِب بن خَصَفَة بنِ قَيْس عَيْلاَن ، ذَكَر ذالك أحمدُ بنُ الحباب الحِمَيْرِيّ النَّسَّابَة ، ( وهُم رُمَاةٌ ) مَشْهُورون . ومنهم عاهرٌ الرَّامِي أَخو الخَضِرِ وصَخْرِ بن الجَعْد وغيرهما .
( والخُضْرِيَّة ) ، بضَمَ فَسُكُون : ( نَخْلَةٌ طَيِّبَةُ التَّمْرِ خَضْرَاؤُه ) ، قاله الأَزْهَرِيّ ، وأَنْشَدَ :
إِذَا حَمَلَت خُضْرِيَّةٌ فَوْقَ طَايَةٍ
ولِلشُّهْبِ فَضْلٌ عِنْدَهَا والبَهَازِرِ
وقال أَبو حَنِيفَة : الخُضْرِيّة : نَوْعٌ من التَّمْر أَخْضَرُ كَأَنّه زُجَاجَة ، يُسْتَظْرف للوْنه .
( و ) الخُضَرِيَّة ( بفتح الضاد : ع بِبَغْدَادَ ) ، وهو من مَحَالِّ بَغْدَادَ الشَّرْقِيّة .
قال شيخُنَا : جَرَ فيه على غَيْر
____________________

(11/186)


اصْطِلاحه ، وصوابُه : بالتَّحْرِيك .
قُلتُ : ولو قالَ بالتَّحْرِيك لَظُنَّ أَنَّه بفَتْحَتَيْن كما هو اصْطِلاحه في التَّحْرِيك ، ولسي كذالك ، بل هو بِضَمَ ففَتْح ، وهو ظَاهِر .
( والأَخَاضِرُ : الذَّهَبُ واللَّحْمُ والخَمْرُ ) ، كالأَحَامرة ، وتَقَدَّم الكلامُ هُنَاك ولاكِنَّ إِطلاقَ الأَخَاضِر على هاؤلاءِ الثَّلاَثَةِ من باب المَجَازِ :
( وخَضُورَاءُ ) ، بالمدّ : ( مَاءٌ ) ، ويقال هو بالحاءِ المُهْمَلَة وإِنَّه باليَمَن ، وقد تقدّم .
( و ) يقال : ( أَخَذَه خِضْراً مِضْراً ، بكَسْرِهِما ، وككَتِفٍ ، أَي بِغَيْر ثَمَنٍ ) . قيل : الخِضْرِ : الغَضُّ ، والمِضْر إِتْبَاعٌ . ( أَو غَضًّا طَرِيًّا ) ، ومنه قولهم : الدُّنْيَا خَضِرَةٌ مَضِرةٌ ، أَي ناعِمَةٌ غَضَّة طَرِيَّة طَيِّبة ، وقيل : مُونِقَة مُعْجِبَة .
( و ) يقال : ( هُوع لَكَ خِضْراً مِضْراً ) ، بكسْرِهِما ، ( أَي هَنِيئاً ) . وفي الحَديث : ( إِنّ الدُّنْيًّ خَضِرَةٌ مَضِرةٌ ، فمَنْ أَخَذَها بحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا ) .
( و ) يقال : خُضِّر لَهُ فِيهِ تَخْضِيراً : بُورِكَ لَهُ فِيهِ ) ، وهو في الحَديث : ( مَنْ خُضِّر لَه فِي شَيْءٍ فلْيَلْزَمه ) ، معناه مَنْ بُورِك له في صِنَاعَة أَو حِرْفَة أَو تِجَارَة ورُزِقَ منه فَلْيَلْزَمْهُ . وحَقِيقتُه أَن تَجْعَل حَالَتَه خَضْرَاء 8
( و ) من المَجاز : ( اخْتَضَرَ الحِمْلَ : احْتَمَلَه ، و ) كذا اخْتضَرَ ( الجَارِيَةَ ) ، إِذا ( افْتَرَعَها ) ، أَزالَ بَكَارَتِها ، ( أَو ) افْتَضَّها ( قَبْلَ البُلُوغ ) ، كابْتسَرَهَا وابْتَكَرِا ، تَشْبِيهاً باخْتِضار الفاكِهَةَ إِذا أُكِلَت قَبْل إِدراكها . ( و ) اخْتضَرَ ( الكَلأَ . جَزَّه وهو أَخْضَرُ ) ، ولا يَخْفَى أَنّه تَكرارٌ مع قوله سابقاً : اخْتُضِرَ : بالضّمّ : أُخِذَ طَرِيًّا غَضًّا ، وكِلاهُمَا في الكَلإِ ، كما في المُحْكَمِ وغَيْرِه .
____________________

(11/187)



( واخْضَرَّ ) الكَلأُ ( اخْضِرَاراً : انْقَطَعَ ) وانُجَزَّ ، وقد خَضَرَهُ إِذا قَطَعِ وجَزَّه ( كاخْتَصَرَ ) فهو يُسْتَعْمل لازِماً ومُتَعَدِّياً ، فإِنه يقال : خَضَرَ الرَّجلُ خَضَرَ النَّخْلِ بِمِخْلَبهِ يَخْضُرُه خَضْراً ، واخْتضَرَه يَخْتَضِرُه ، إِذا قَطَعَه ، فاخْضَرَّ واخْتضَرَ ، هاذا إِذَا كَانَ اخْتضَرَ مَبْنِيًّا للفاعل ، كما هو في نُسْخَتِنا ، ويجوز أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا للمَجْهُول فَيكُون مُطَابِقاً لكَلامِه السَّابِقِ .
( و ) الخُضْرَةُ عند العَرَب : سَوادٌ . قال القُطَامِيّ :
يا نَاقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
وعارِضِي ( اللَّيْل ) إِذَا ما اخْضَرَّا
أَرادَ أَنَّه إِذَا أَظْلَمَ و ( اسْوَدَّ ) .
ومن ذلك أضيْضاً : اخْضَرَّت الظلْمَةُ ، إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهَا ، وهو مَجَازق .
( والأُخَيْضِرُ ) ، مُصَغَّراً : ( ذُبابٌ ) أَخْضَرُ على قَدْرِ الذَّبَّانِ السُّودِ ، ويُقال له : الذُّبابُ الهِنْدِيَ ، وله خَوَاصُّ ومَنَافعُ في كُتُب الطِّبِّ .
( و ) يقال : رماهُ اللهُ بالأُخَيْضِرِ ، وهو ( دَاءٌ في العَيْنِ ) .
( و ) الأُخَيْضِرُ : ( وَادٍ بَيْنَ المَدِينَةِ ) المُشَرَّفةِ ( والشَّامِ ) ، يقال له : أًخَيْضرُ تُربة .
( و ) يقال ( خَضَرَ ) الرَّجُلُ خَضَرَ ( النَّخْل ) بمِخْلَبه يَخْضُره خَضْراً واخْتَذَرَه : ( قَطَعَهُ ) فاخْضَرَّ واخْتَضَر .
( والإِخْضِيرُ ) ، بالكَسْر : ( مَسْجِدٌ ) من مَساجِدِ رَسُولِ اللهِ ، صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم ، ( بَيْن تَبُوكَ والمَدِينَةِ ) المشرّفة ، عند مُصَلَّاه وَادٍ تَجتمعُ فيه السُّيُولُ التي تَأْتِي من السَّرَاة .
( وبَنُو الخُضْرِ ، بالضَّمّ : بَطْنٌ من قَيْسِ عَيْلاَنَ ) ، وَهُم الذين تَقدَّم ذِكرُهُم سابِقاً ، ويُقال لهم خُضْرُ مُحَارِب
____________________

(11/188)


أَيضاً ، سُمُّوا بِذلِك لِخُضْرِة أَلْوَانِهم . وإِيَّاهم عَنَي الشَّمَّاخُ بقَوْلِهِ :
وحَلَّأَهَا عنْ ذِي الأَرَاكَةِ عامرٌ
أَخُو الخُضْرِ يَرْمِي حَيثُ تُكْوَى النَّواجِزُ
( مِنْهُم أَبُو شَيْبَةَ الخُضْريُّ ) . وفي أَنْسَابِ السّمْعَانِيّ : إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الله بن أَبِي طَلْحَةَ . وفي الصَّحَابة أَبو شَيْبَةَ الخُضْريّ ، له حَدِيثٌ رَواهُ يُونُس بن الحَارِث الطَّائِفِيّ .
( و ) خُضَرٌ ، ( كصُرَد : أَبُو العَبَّاس عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر ) ، وفي بَعْضِ النُّسخ عَبْدُ اللهِ ، مُكَبَّراً ، ( الخُضَرِيّ ) الفَقيه الشّافِعيّ ، رَوَى عن مُحَمَّد بن إِسحاقَ الجُرْجانِيّ ، وعَنْه ابنُ عَدِيّ الحافِظ ، توفِّي سنة 320 .
( وبالكَسْرِ شَيْخُ الشَّافِيِعَّية بمَرْوَ ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ) بن الخضْر المَرْوَزِيّ إِمَام مَرْو ، ومُقَدَّمها ، تَفَقَّه عليه جَمَاعَةٌ . وحَدَّثَ عن القاضي أَبِي عَبْدِ الله المَحَامِليّ وغَيْرِه . ( و ) أَبو إِسحاقَ ( إِبراهيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ خَلَفِ ) بن موسَى العَدْلِ الكَرابِيسِيّ من ثِقَاتِ أَهلِ بُخارَاءَ وعُلمائِها ، أَمْلَى وحَدَّثَ عن الهَيْثَم بْنِ كُلَيْبٍ الشاشيّ وغَيْرِه ، ومات في حُدُودِ سنة أَرْبَعِمِائَة . ( وعُثْمَانُ بْنُ عَبْدَوَيْه قَاضي الحَرَمَتْنِ ) ، عن أَبِي بَكْر بْنِ عُبَيْدٍ . وزادَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ في هاذا البابِ اثْنَيْنِ : عَبْدَ المَلِك بنَ مَواهِب بْنِ سلمٍ الوَرَّاق الخِضْرِيّ كان يُذْكَر أَنه لقى الخِضْرَ ويَنْتَسِب إليه . سَمِع من القاضي أَبِي بَكْرٍ المَارِسْتَانِيّ تُوفِّيَ سنة 600 قاله ابن نُقْطَة ، وأَبُو الفَتْح هِبَةُ الله بنُ فَادَار الأَشْقَريّ الخِضْريّ فَقِيهُ الشَّافِعية بالمُسْتَنْصِريَّة ببغدادَ ، ذَكَره ابنُ سليمٍ ، ( الخِضْرِيُّون ) فُقِاءُ مُحَدِّثون .
( والخُضَيْرِيَّة ، بالضَّمِّ ) ، أَي مُصَغَّراً : ( مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيّة ، ( مِنْهَا ) سَمِيُّ شَيْخِنا المرحوم ( مُحَمَّدُ بن الطَّيِّبِ ) بنِ سَعِيد ( الصَّبَّاغ الخُضَيْرِيّ ) ، سمعَ
____________________

(11/189)


أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ . قال الحافِظ : كان يَسكن مَحلّة الخُضَيْرِيَّة . قلت : وكان صَدُوقاً ، كَتَب عنه الخَطِيب وغَيْرُه .
وأَما شيخُنا المرحومُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ الطَّيّب بْنِ مُحَمَّد الفَاسِيُّ ، فإِنَّه وُلِد بفاسَ سنة 1110 واستجاز له والِدُه من الإِمَام بَقِيَّة المُحَدِّثين أَبي البَقَاءِ حَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ يَحْيَى العجيميّ الحَنَفِيّ ، وتُوُفِّيَ بالمَدِينة المُنَوَّرَةِ سنة 1170 .
وإِلَى هَذِه المَحَلَّة نِسْبَة سَيْفِ الدّين خِضْر بن نَجْم الدِّين أَبِي صَلاح مُحَمَّد بْنِ هَمَّام الخُضَيرِيّ ، وهو جَدُّ الإِمام الحافظِ أَبي الفَضْل عبدِ الرَّحمان بن أَبي بَكْر بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَان بنِ محمّد بن خِضْر الشافِعِيّ الأَسيوطيّ صاحب التَّآلِيفِ المشهورة ، كذا صَرْ به في حُسْنِ المُحَاضرة ، وَلَدَ سنة 849 وتوِّفي سنة 911 .
( والمُبَارَكُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُضَيْرٍ ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْتَبِه .
( وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ ) ، شَيْخٌ لعَمْرو بْنِ عاصِم .
( وخَضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهيمُ بْنِ مُصْعَب ابْنِ الزُّبَيْرِ ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ ، لسَوادِ لَوْنِه . وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ ، ووُجِد في بعض النُّسَخِ بِتَكْرارِ مُصْعَب . قال شيخُنا : ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحِيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه ليس مُكَرَّراً ، وأَنَّه ثابِتٌ في عَمُودِ نَسَبه ، وجَدّه مُصْعَب ، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وكان عُمْرُه إِذْ ذاك أَربعَين سَنَةً .
( وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِسِّ بْنِ رَبَاحٍ ) ، أَوردِ الذَّهَبِيّ في المُشْتَبه .
( وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ ) ، شَيْخٌ لعَمرو بْنِ عاصِم .
( وخُضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهِيمَ بْنِ مُصْعَب بْنِ الزُّبَيْرِ ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ ، لسَوادِ لَوْنِه . وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ ، ووُجِد في بعض النُّسَخِ بتَكْرارِ مُصْعَب . قال شيخُنا : ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه ليس مُكَرَّراً ، وأَنَّه ثابِتٌ في عَمُود نَسَبه ، وجَدّه مُصْعَب ، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وكان عُمْرُه إِذْ ذاك أَربَعِين سَنَةً .
( وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْبَه .
( وعَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خُضَيْر البَصْرِيُّ ) يَروِي عن طاووس ، وضعَّفَه الفَلاّس ذكره الذَّهَبِيّ ، وهو شيخٌ لوَكيعٍ والقَطَّان .
( وخُضَيْرٌ السُّلَمِيّ ) يَرْوِي عن عُبَادَة بْنِ الصَّامِت ، وعنه عُمَيْر بْنُ
____________________

(11/190)


هَانِىء ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ ، ( أَو هو بحاءٍ : مُحَدِّثُونَ ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الخَضْرُ والمَخْضُور اسمان للرَّخْصِ من الشَّجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ .
وشجرة خَضْراءُ : خَضِرة غَضَّة .
وفي نَوَادِرِ الأَعْراب : ليسَتْ لفلان بِخَضِرة ، أَي ليست له بحَشيشة رَطْبَة يأْكُلُها سَرِيعاً . وفي صِفَتِه صلى الله عليه وسلم ( أَنَّه كان أَخْضَر الشَّمَطِ ) ، كانَت الشَّعَراتُ التي شابَتْ منه قد اخْضَرَّت بالطِّيب والدُّهْن المُرَوَّح . وقالوا في تَفْسِير قَوْله تَعَالى ( مُدْهَامَّتَانِ ) خَضْرَاوَانِ ، لأَنَّهُمَا يَضْرِبان إِلَى السَّوَادِ من شِدَّةِ الرِّيّ .
واخْتَضَرْتُ الفاكِهَةَ : أَكلتُهَا قَبْلَ إِبَّانِهَا .
واخْتَضَرَ البَعِير : أَخَذَه من الإِبل وهو صَعْبٌ لم يُذَلّل فَخَطَمه وسَاقَه .
وماءٌ أَخْضَرُ : يَضْرِب إِلى الخُضْرة من صَفَائِه .
والخُضْرَة : بالضَّمِّ ، البَقْلَة الخَضْراءُ . قال رُؤْبة :
إِذا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسَا
نَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا
وقد قيل إِنَّه وَضَعَ الاسْمَ هُنَا مَوْضعَ الصِّفَة ؛ لأَنَّ الخُضْرَة لا تُؤْكَل إِنّمَا يُؤْكل الجِسْم القَابِلُ لَهَا .
والخَضِرة أَيضاً : الخَضْراءُ مِنَ النَّبَات ، والجمع خَضِرٌ .
والأَخْضار جَمْع الخَضِرِ ، حكاه أَبُو حَنيفَةَ .
والخَضِيرَةُ مِنَ النِّساءِ : التي لا تَكادُ تُتِمُّ حَمْلاً حتى تُسْقِطَه ، وهو مَجَاز . قال :
تَزَوَّجْتَ مِصْلاَخاً رَقُوباً خَضِيرَةً
فخُذْهَا على ذا النَّعْتِ إِنْ شِئْت أَوْدَعٍ
____________________

(11/191)



وفي حَدِيث الحارثِ بْنِ الحَكَم ( أَنَّه تَزوَّجَ امرَأَةً فرآها خَضْراءَ فَطَلَّقها ) أَي سَوْدَاء .
ومن المجَاز : فُلان أَخْضَرُ القَفَا ، يَعْنُون أَنَّه وَلَدَتْه سَوْدَاءُ ، قاله الأَزْهَريّ وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : أَو صَفْعَانُ . قُلْت : ويُكْنَى بِه عن المَوْلَى أَيضاً ، لأَنَّ غالِب مَوَالِي العَجَمِ خُضْرُ القَفَا . ويقولون للحائِكِ : أَخْضَرُ البَطْن ؛ لأَنَّ بَطْنَه يَلْزَق بخَشَبَتهِ فَتُسَوِّدُه . ويقال لِلَّذي يَأْكُل البَصَل والكُرَّاتَ : أَخْضَرُ النَّوَاجِذِ ، وفي الأَساس : هو الحَرَّاث لأَكْله البُقُول .
وخُضْرُ غَسَّانَ ، وخُضْرُ مُحارِبٍ ، يُرِيدُونَ سَوَادَ لَوْنهم .
وفي الحَدِيث : ( إِذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّا ءَخْضَرَ له في اللَّبَنِ والطِّين حتأ يَحنِيَ ) .
وخَضْرَاءُ كُلِّ شَيْءٍ : أَصْلُه .
والخَضْرَاءُ : الخَيْرُ والسَّعَةُ والنَّعِيم ، والشَّجَرَةَ ، والخِصْب .
واخْتَضَرَ الشيْءَ : قَطَعَه من أَصْله . واخْتَضَر أُذُنَه : قَطَعَها من أَصْلِها . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : اخْتَضَرَ أَذُنَه : قَطَعَها . ولم يَقُل من أَصْلِهَا .
والخُضَارَى : الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُه .
واخْضِرارُ الجِلْدةِ كِنايَةٌ عن الخِصْب والسَّعَة . وبه فَسَّر بَعْضٌ بَيْتَ اللَّهَبِيّ السَّابِق .
ومن المَجَاز قَوْلُه صلى الله عليه وسلم ( إِيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَنِ . قالوا : ومَا ذَاك يا رَسُولَ الله ؟ فقال : المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ في مَنْبِت السَّوْءِ ) شَبَّهَهَا بالشَّجَرَة النَّاضِرَة في دِمْنَة البَعَرِ . قال ابنُ الأَثِير : أَرادَ فَسادَ النَّسَب إِذا خِيفَ أَنْ تكون لغَيْر رِشْدَةِ .
والخُضَّارَى بضمَ فتشديدٍ : الزَّرْعُ .
____________________

(11/192)



وفي حدِيثِ ابْنِ عُمر : ( الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ ) أَي طَرِيٌّ مَحْبُوب ، لِمَا فِيهِ مِنَ النّصْرِ والغَنَائِم .
ومن المَجازِ : العَرَبُ تَقول : الأَمرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ ، أَي جَدِيدٌ لم تَخْلُق المَوَدَّةُ بَيْنَنَا . قال ذُو الرُّمَّةِ :
قد أَعْسِفُ النَّارِ حَ المَجِولَ مَعْسِفُهُ
في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ
ويقال : شابٌّ أَخْضَرُ . وذالك حِينَ بَقَلَ عِذارُه .
وفُلانٌ أَخْضَر : كَثِيرُ الخَيْر .
وجَنَّ عليه أَخْضَرُ الجَنَاحَيْنِ : للَّيْلُ .
وكَفْرُ الخُضيرِ : قرية بمصرَ ، وقد خلْتها .
وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيز بْنُ لأَخضرِ : مُحَدِّثُ .
والأَخْضَر : لَقَبُ الفَضْلِ بنِ العَبّاس اللص 2 بِيّ ، وهُو الَّذي قال :
( وأَنَا الأَخْضَرُ مَن يَعْرِفني )
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ مِنْ بَءَحتِ العَرَبْ
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
( يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ )
وقد تقدّم .
والأَخَضَرَيْن مَوْضِع بالجَزِيرَة للنَّمِر بْنِ قاسِط .
وصالِح بْنْ أَبِي الأَخْضَر ، عن الزُّهْرِيّ ، وعَنْه سَهْلُ بنُ يُوسُف .
ويَزِيدُ بنُ خُضَيْر ، كزُبَير ، قُتِل مع الحُسَيْن رَضي الله عنه .
وأَبُو طالِب بنُ الخُضَيْر البَغْدَادِيّ ، حَدَّث بعد السِّتِّين وخَمْسِمِائَة .
والأُخَيْضِرلأن : بَطْنٌ مِن العَلَوِيِّين ، وَهُم مُلوكُ نَجْد .
والمِخْضَرُ : المِخْلَب وَزْناً ومَعْنًى .
وقَوْلَهم : خُضْر المَزادِ ، هي التي
____________________

(11/193)


اخْضَرَّت من القِدَم ويقال : بل هي الكُرُوش .
والخُضْرِيَّة ، بالضَّمّ : نَخْلَة طَيِّبة التَّمْر .
واخْضَرَّ الشَّيْءُ : انْقَطَعَ .
والخَضْرَوَانِيُّ : من أَلوان الإِبِل ، وهو الأَخْضَر .
والتَّخْضِير : اسمٌ لزَمَن الزِّرَاعَة كالتَّثْمِين والتَّنْبِيت .
وخَضْرَوَيْه : عَلَمٌ .
خطر : ( الخَاطِرُ ) : ما يَخْطُر في القَلْب من تدْبِير أَوْ أَمْر . وقال ابنُ سِيدَه : الخَاطِرُ : ( الهَاجِسُ ، ج الخَوَاطِرُ ) . قال شيخُنَا : فهُمَا مُترادِفَان ، وفَرَّق بَيْنَهُمَا وبَيْن حَديثِ النَّفْسِ الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون وأَهلُ الأُصول ، كما فَرَّقُوا بين الهَمِّ والعَزْمِ ، وجعَلُوا المُؤاخَذَةَ في الأَخِير دُونَ الأَرْبَعَةِ الأُوَلِ .
وقَال الزَّمَخْشَرِيّ : الخَوَاطِرُ : ما يَتَحَرَّك بالقَلْب مِنْ رَأْي أَو مَعْنًى . وعَدَّه من المَجَازِ .
( و ) الخَاطِرُ : ( المُتَبَخْتِر ) . يقال : خَطَرَ يَخْطِر ، إِذا تَبَخْتَر ، ( كالخَطِرِ ) كفَرِحٍ . ومن المجاز : ( خَطَرَ ) فُلانٌ ( بِبَالِه وعَلَيْه يَخْطِر ) ، بالكَسْرِ ، ( ويَخْطُر ) ، بالضَّمِّ ، الأَخِيرَةُ عن ابن جِنِّي ، ( خُطُوراً ) ، كقُعُود ، إِذَا ( ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ ) .
قال شَيْخُنَا : وقد فَرَّقَ بَيْنَهُمَا صاحِبُ الاقْتِطاف حَيْثُ قَال : خَطَرَ الشَّيْءُ بِبَالِه يَخْطُر ، بالضَّمِّ ؛ وَخَطَرَ الرَّجلُ يَخْطِر ، بالكَسْرِ ، إِذا مَشَى في ثَوْبه . والصَّحِيح مَا قَاله ابْنُ القَطَّاع وابنُ سِيدَه من ذِكْرِ اللُّغَتَيْن ، ولو أَنَّ الكَسْر في خَطَر في مِشْيَتِه أَعْرَفُ .
ويقَال : خَطَر بِبَالي وعَلَى بَالِي كَذَا وكَذَا يَخْطُر خُطُوراً إِذا وَقَع ذالك في وَهْمِك .
____________________

(11/194)



( وأَخْطَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى ) بِبَالي : ذَكَره وهو مَجاز .
( و ) خَطَر ( الفَحْلُ بذَنَبه يَخْطِر ) ، بالكسر ، ( خَطْراً ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( وخَطَراناً ) ، مُحَرَّكَةً ( وخَطِيراً ) ، كأَمِير : رَفَعَه مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ ، وضَرَبَ به حاذَيْه ، وهو ما ظَهرَ من فَخِذَيْه حيث يَقَعُ شَعرُ الذَّنَبِ ، وقيل : ( ضَرَبَ به يَمِيناً وشِمَالاً ) .
وفي التَّهْذِيب : والفَحْلُ يَخْطِر بذَنبِه عند الوَعِيدِ من الُخيلاءِ .
والخَطِيرُ والخِطَارُ : وَقْعُ ذَنَبِ الجَمَل بَينَ وَرِكَيْه إِذا خَطَرَ ، وأَنشد :
رَدَدْنَ فأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعْدَ ما
تَحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاكِهِنَّ خَطِيرُ
( وهي ناقَةٌ خَطَّارَةٌ ) ، تَخْطِرُ بذَنَبِها في السَّيْر نَشاطاً . وفي حدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ ( والله ما يَخْطِر لنا جَمَلٌ ) ، أَي ما يُحَرِّك ذَنبَه هُزَالاً لشِدَّةِ القَحْطِ والجَدْب . وفي حَدِيثِ عَبْدِ المَلِك لمَّا قَتلَ عَمْرَو بن سَعِيد : ( ولاكنْ لا يَخْطِر فَحْلانِ في شَوْلٍ ) . وقيل : خَطَرَانُ الفَحْلِ من نَشَاطه . وأَمَّا خَطَرانُ النَّاقَةِ فهو إِعْلامُ الفَحْلِ أَنَّهَا لاَقِحٌ .
( و ) من المَجَاز : خَطَرَ ( الرَّجُلُ بسَيْفِه ورُمْحِه ) وقَضِيبِه وسَوْطِه ، يَخْطِر ، إِذا ( رَفَعَه مَرَّةً ووَضَعَه أُخْرَى ) . وفي حَدِيثِ مَرْحَبٍ : ( فخَرَجَ يَخْطِر بسَيْفِ ) ، أَي يَهُزُّه مُعْجَباً بنَفْسِه مُتَعَرِّضاً لمُبارَزَة .
ويقال : خَطَرَ بالرُّمْح ، إِذا مَشَى بين الصَّفَّيْنِ ، كما في الأَسَاس .
( و ) خَطَرَ ( فِي مِشْيَتِه ) يَخْطِر ، إِذا ( رَفَع يَدَيْهِ ووَضَعَهُمَا ) وهو يَتَمَايَل . ( خَطَرَاناً ، فِيهِمَا ) ، مُحَرَّكةً ، وخَطِيراً ، في الثّانِي ، وقيل : الثَّانِي مُشْتَقٌّ من خَطَرَانِ البَعِيرِ بذَنَبِه . ولي بِقَوِيَ ، وقد أَبْدَلُوا من خائه غَيْناً فقالوا :
____________________

(11/195)


غَطَرَ بذَنَبِه يَغْطِر ، فالغَيْن بَدَلٌ من الخَاءِ ، لكَثْرة الخَاءِ وقِلَّة الغَيْن .
قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجوز أَن يَكُونَا أَصْلَينِ ، إِلاَّ أَنَّهُم لأَحدِهما أَقلُّ اسْتِعْمَالاً منهم للآخَرِ .
( و ) خَطَرَ ( الرُّمْحُ ) يَخْصِر خَطَراناً : ( اهْتَزَّ ، فهو خَطَّارٌ ) ، ذو اهْتِزاز شَدِيدٍ ، وكذالك الإِنْسَانُ .
( والخِطْرُ بالكَسْرِ : نَبَاتٌ ) يُجْعَل وَرَقَهُ في الخِضَاب الأَسْوَدِ ( يُخْتَضَبُ به . أَو الوَسْمَةُ ) ، قال أَبو حَنءَهفَة : هو شَبِيهٌ بالكَتَم . قال : وكَثيراً ما يَنْبُتُ معه يَخْتضِبُ به الشُّيُوخ . ( وَاحِدَتُه بِهَاءٍ ) ، مثْل سِدْرَةٍ وسِدْرٍ .
( و ) من المَجَاز : الخِطْر : ( اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ ) ، كأَنَّه مَخْضُوبٌ .
( و ) الخِطْر : ( الغُصْنُ ) من الشَّجَر وهو واحدُ خطَرَةٍ كعِنَبة ، نَادِر ، أَو عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ . قال أَبُو حَنِيفة : الخِطْرَةُ : الغُصْنُ والجمْع الخِطَرةُ . كذالك سَمِعَ الأَعْرَاب يَتَكَلَّمُون بِهِ .
( و ) الخِطْرُ : ( الإِبِلُ الكثِيرُ ) ، هاكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَةِ ، والصَّوَابُ : الكَثِيرَةُ ، بالتَّأْنِيثِ ، كما في أُمَّهَاتِ اللُّغَة . ( أَو أَرْبَعُونَ ) من الإِبِل ، ( أَو مِائَتَانِ ) من الغَنَم والإِبِل ، ( أَو أَلْفٌ مِنْهَا ) وزيادة ، قال :
رَأَتْ لأَقوامٍ سَوَاماً دَثْراً
يُرِيحُ رَاعُوِهُنَّ أَلْفاً خَطْرَا
وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْراً
وقال أَبُو حَاتِم : إِذا بَلَغت الإِبلُ مائَتَيْن فهي خِطْر ، فإِذا جَاوَزَت ذالك وقَارَبت الأَلْفَ فَهِي . عَرْج . ( ويفتح ) ، وهاذِه عن الصَّغاني ( ج أَخْطَارٌ ) .
( و ) الخَطَر ( بالفَتْحِ : مِكْيَالٌ ضَخْمٌ ) لأَهْلِ الشَّام ، نَقَلَه ، الصَّغانيّ .
( و ) الخَطْر : ( ما يَتَلَبَّد ) ، أَي يَلْصَق ( عَلَى أَوْرَاكِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا
____________________

(11/196)


وأَبْعَارِهَا ) إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها ، عن ابْنِ دُرَيد ، وعِبَارَةُ المُحْكَم : ما لَصِقَ بالوَرِكَيْن من البَوْل ، ولا يَخْفَى أَنّ هاذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَةِ المُصَنِّف . قال ذُو الرُّمَّة :
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمَائِلَ بَعْدَمَا
تَقَوَّبَ عن غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ
تَقَوَّب كَقَوْلهِ تَعَالى : { فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } ( المؤمنون : 53 ) أَي قَطَّعُوا . وقال بَعْضُهم : أَرادَ : تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عن الخَطْر ، فقَلَبَه .
( ويُكْسَرُ ، و ) الخَطْر : ( الَعارِضُ مِنَ السَّحَابِ ) لاهْتِزَازِهِ .
( و ) من المَجاز : الخَطْر : ( الشَّرَفُ ) والمَالُ والمَنْزِلَة وارْتِفاعُ القَدْرِ ، ( ويُحَرَّك ) ، ويُقَالُ : للرَّجُل الشَّرِيف : هُو عَظِيمُ الخَطَر ، ولا يُقَال لِلدُّونِ .
( و ) الخُطُر ( بالضَّمِّ : الأَشْرَافُ مِنَ الرِّجَالِ ) العَظِيمُو القَدْرِ والمَنْزِلَة ، ( الواحِدُ خَطِيرٌ ) ، كأَمِير ، وقَومٌ خَطِيرُون .
( وبالتَّحْرِيك : الإِشْرَافُ عَلَى الهَلاَكِ ) ، ولا يَخْفَى ما فِي الأَشْراف والإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل والجنَاس الكامِل المحرَّف . وفي بعْضِ الأُصول : على هَلَكَة . وهو على خَطَرٍ عَظِيم ، أَي إِشْراف على شَفَا هَلَكَةٍ . ورَكِبُوا الأَخْطَارَ .
( و ) الخَطَرُ في الأَصل : ( السَّبَقُ يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ ) ، ثم استُعِير للشَّرَف والمَزِيّة ، واشْتَهَرَ حَتَّى صارَ حَقِيقةً عُرْفِيَّةً . وفي التَّهْذِيب . يُتَرَامَى عَلَيْه في التَّرَاهُنِ . والخَطَر : الرَّهْن بعَيْنه وهو ما يُخَاطَر عَلَيْه ، تَقُولُ : وَضَعُوا لِي خَطَراً ثَوْباً ، ونَحْوَ ذالِك ، والسَّابِقُإِذا تَنَاوَل القَصَبَةَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ ، وهو والسَّبَقُ والنَّدَبُ وَاحِدٌ ، وهو كُلُّه الَّذِي يُوضَع في النِّضَالِ والرِّهَان ، فمنْ سَبَقَ أَخَذَه ، ( ج خِطَارٌ ) ، بالكَسْرِ ، و ( جج ) ، أَي
____________________

(11/197)


جَمْع الجَمْع ( أَخْطَارٌ ) . وقي ؛ إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَرٍ كسَبَبٍ وأَسْبَاب ، ونَدَبٍ وأَنْداب .
( و ) من المَجازِ : الخَطَر : ( قَدْرُ الرَّجُلِ ) ومَنْزِلَتُه . ويقال : إِنَّه لَعَظِيمُ الخَطَرِ وصَغِيرُ الخَطَرِ ، في حُسْن فِعَاله وشَرَفِه ، وسُوءِ فِعَاله . وخَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعَة ، وجَمْعُه أَخْطارٌ . ( و ) الخَطَر : ( الْمِثْلُ في العُلُوِّ ) والقَدْرِ ، ولا يَكُونُ في الشَّيْءِ الدّونِ ، ( كالخَطِيرِ ) ، كأَمِير . وفي الحَدِيث : ( أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّة فإِنَّ الجَنَّة لا خَطَرَ لها ) ، أَي لا مِثْلَ لهَا . وقال الشاعر :
في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيَ ماله خَطَرُ
أَي ليس له عِدْلٌ .
وفُلانٌ لَيْس له خَطِيرٌ ، أَي ليس له نَظِيرٌ ولا مِثْلٌ .
( و ) الخَطَّار ، ( ككَتَّان : دُهْنٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّيْت با 2 اوِيهِ الطِّيبِ ) ، نَقَله الصَّغَانِيّ ، وهُوَ أَحدُ ما جَاءَ من الأَسْمَاءِ على فَعّال .
( و ) الخَطَّار : اسم ( فَرَس حُذَيْفَةَ ابْنِ بَدْر الفَزَارِيِّ . و ) اسم ( فَرَس حَنْظَلَةَ بْنِ عَامِرٍ النُّمَيْرِيّ ) ، نقلَه الصّغانِيّ .
( و ) الخَطَّار : لَقَبُ ( عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث ) ، هاكذا مُقْتَضَى سِيَاقِه ، والصَّواب أَنّه اسْمُ جَدِّه ، ففي التَّكْمِلَة : عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِين ، فتَأَمَّل .
( و ) الخَطَّارُ : ( المِقْلاعُ ) . قال دُكَيْنٌ يَصِف فَرَساً :
لو لم تَلُح غُرَّتْه وجُبَبُهْ
جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
( و ) الخَطَّار : ( الأَسَد ) ، لتَبَخْتُره وإِعْجَابِه ، أَو لاهْتِزازِه في مَشْيِه .
____________________

(11/198)



( و ) الخَصَّار : ( المَنْجَنِيقُ ) ، كالخَطَّارة . قال الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِيق على مَكَّة .
خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ
شَبِ رَمْيَها بخَطَرانِ الفَحْل . وبه فسِّر أَيْضاً قَوْلُ دُكَيْن السَّابِق .
( و ) الخَطَّارُ : ( الرَّجُلُ يَرْفَع يَدَهُ ) بالرَّبِيعَةِ ( للرَّمْيِ ) ويَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَة يخْتَبِرُ بها قُوَّتَه ، وبه فَسَّر الأَصْمَعِيّ قَول دُكَيْن السابق . والرَّبِيعَةُ : الحَجَر الذي يَرْفَعه النّاس يَخْتَبِرُون بِذالِك قُواهُم ، وقد خَطَرَ يَخْطِر خَطْراً .
( و ) الخَطَّارُ : ( العَطَّارُ ) : يقال : اشتَرَيْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار .
( و ) من المَجَاز : الخَطّار : ( الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ ) قال :
مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح في الوَغَى
( وأَبو الخَطَّارِ الكَلْبِيُّ ) هُو حُسام بنُ ضِرَار بنِ سَلاَمانَ بنِ خَيْثَم بنِ رَبِيعَةَ بن حِصْن بن ضَمْضَم ابن عَدِيّ بنِ جَنَاب : ( شَاعِرٌ ) وَلِيَ الأَنْدَلُسَ مِنْ هِشَام ، وأَظْهَرَ العَصَبِيَّة لليَمَانِيَة على المُضَرِيّة وقتلَه الصَّمِيل ابنُ حاتم بن ( شَمِر بن ) ذي الجَوْشَن الضِّبابِيّ .
( و ) قال الفرّاءُ : الخَطَّارة ، ( بِهَاءٍ : حَظِيرَةُ الإِبلِ ) ، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ الحَظِيرة . ( و ) الخَطَّارَة : ( ع قُرْبَ القَاهِرَة ) من أَعمال الشّرّقِيّة .
( و ) من المَجاز : ( تَخَاطَرُوا ) على الأَمْرِ : ( تَرَاهَنُوا ) . وفي الأَساس : وضَعُوا خَطَراً .
( وأَخْطَرَ ) الرَّجُلُ : ( جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ ) ، أَي دْلاً ( فبارَزَه ) وقَاتَله . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت :
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ
على نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ
____________________

(11/199)



وقال أَيضاً :
وقُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نفَس 2 ه
أَلاَ مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا
وقال أَيضاً :
أَيْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ والأَنْ
فُسَ إِذْ نَاهَدُوا ليَوْمِ المِحَالِ
وفي حدَيِث النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنَّه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمُون مَع المُشْرِكين : ( إِنَّ هاؤلاَءِ قد أَخْصَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً ، وأَخْطَرْتُم لهم الدِّينَ فنافِحُوا عن الدِّين ) . أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضُوا للهَلاَك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عَلَيْهِم ، وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عليهم أَعَظَم الأَشْيَاءِ قَدْراً وهو الإِسْلاَم . يقول : شَرَطوا ما لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عن دينكم .
ويقَال : لا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفلان فأَنْت أَوْزَنُ منه .
( و ) من المَجاز : أَخْطَرَ ( المَالَ : جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين ) . وخَاطَرَهم عَلَيْه : رَاهَنَهُم .
( و ) أَخْطَر ( فلانٌ فُلاناً ) فهو مُخْطِر : ( صار مِثْلَه في ) الخَطَر ، أَي ( القَدْرِ ) والمَنْزِلَة وأَخْطَر به : سَوَّى وأُخْطِرْت لِفُلان : صُيِّرْتُ نَظِيرَه في الخَطَر ، قالَه اللَّيْثُ . ( و ) أَخْطَرَ ( هو لِي ، و ) أَخْطَرْت ( أَنَا لَهُ ) ، أَي ( تَراهَنَّا ) . والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة والإِخْطَارُ : المُرَاهَنَةُ .
( والخَطِيرُ ) من كُلِّ شَيْءٍ : النَّبِيل . والخَطِير : ( الرَّفِيعُ ) القَدْرِ . والخَطِير : الوَضِيعُ ، ضِدٌّ ، حَكَاه في المِصْبَاح عن أَبِي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر بِرِفْعه القَدْر ، كما تَقَدَّم . يقال : أَمْرٌ خَطِير ، أَي رَفِيعٍ ، وقد ( خَطُر كَكَرُم ، خُطُورَةً ) ، بالضَّمِّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الزِّمَامُ ) الذي تُقادُ به النَّاقة ، عن كُراع . وفي حَديثِ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنْه ( أَنَّه قَال لعَمَّار : جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لَكُم ) . وفي رواية : ( مَا جَرَّه لَكُم ) . ومعناه
____________________

(11/200)


اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ ، وتَوَقَّوْا ما لم يَكُن فيه مَوْضع . قال شَمِرٌ : ويَذهَبُ بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا في الحَرْب . والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لكم . وجعلَه شَيْخُنَا مَثَلاً ، ونَقَلَ عن المَيْدَانِيّ ما ذَكَرْنَاه أَوَّلاً ، وهو حَدِيثٌ كما عَرَفْتَ .
( و ) الخَطير : ( القَارُ ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الحَبْلُ ) ، وبه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر ، وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن . وقال المَيْدَانِيّ : الخَطِيرُ : الزِّمَامُ والحَبْل ، فَهُمَا شيءٌ واحدٌ .
( و ) الخَطِر : ( لُعَابُ الشَّمْسِ في الهاجِرَة ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ ، وهو مَجاز ، كَأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ .
( و ) من ذالِك أَيضاً الخَطِير : ( ظُلْمَةُ اللَّيْلِ ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الوَعِيدُ . والنَّشَاطُ ) . والتَّصَاوُل ، كالخَطَرانِ ، مُحَرَّكَةً . قال الطِّرِمَّاح :
بالُوا مَخَافهم على نِيرانِهِمْ
واسْتَسْلَمُوا بعد الخَطهير فَأُخْمِدُوا
وقول الشاعر :
هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْ
مُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ
يَجُوز أَن يَكُونَ من الخَطِير الَّذِي هو الوَعِيد ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه ، إِذا ضَرَبَ به .
( وخَاطَر بِنَفْسِه ) يُخَاطِر ، وبِقَوْمه كَذالِك ، إِذا ( أَشْفَاهَا ) وأَشْفَى بِها وبِهِم ( عَلَى خَطَر ) ، أَي إِشْراف عَلَى شَفَا ( هُلْكٍ أَو نَيْلٍ مُلْكٍ ) . والمَخَاطِرُ : المَرَاقِي ، كأَخْطَرَ بِهِم ، وهاذِه عن الزَّمَخْشَرِيّ . وفي الحَدِيث : ( أَلاَ رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه ) ، أَي يُلْقِيها في الهَلَكَةَ بالجِهَاد .
( والخِطْرَةُ ) ، بفتح فَسُكُون :
____________________

(11/201)


( عُشْبَةٌ ) لها قَضْبَة يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا ، تَنْبُت في السَّهْل والرَّمْل ، تُشْبِه المَكْرَ . وقيل : هي بَقْلَةٌ : وقال أَبُو حَنِيفَة عن أَبِي زِيَاد : الخِطْرَةُ ، بالكَسْرِ . تَنْبُت مع طُلُوع سُهَيْلٍ ، وهي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ ، يَرَاهَا مَنْ لا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة ، وإِنما تَنْبُت في أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها ، ( قبل ذالك ) وليست بأَكثرَ مما يَنْتَهِسُ الدَّابَّةُ بفَمِهَا وليس لها وَرَقٌ . وإِنَّمَا هي قُضْبَانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ وقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّبَاءُ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَى وخِطْرَةٍ
وما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَرَبِّلِ
( و ) الخِطْرَةُ : ( سِمَةٌ للإِبِل ) في باطِن السَّاقِ ، عن ابْنِ حبيب ، مِنْ تَذْكِرَة أَبِي عَلِيّ . وقد خَطَره بالمِيسَم إِذا كَوَاه كذالك .
( و ) مِن المَجَاز : يقال : ( ما لَقِيتُه إِلاَّ خَطْرَةً ) بَعْدَ خَطْرَةٍ ، وما ذَكَرْتُه إِلاَّ خَطْرةً بعد خَطْرة ، ( أَي أَحْياناً ) بعد أَحْيَان .
( و ) أَصابَتْه ( خَطْرَةٌ من الجِنِّ ) أَي ( مَسُّ ) .
( و ) العَرَبُ تقول : رَعَيْنَا ( خَطَرَات الوَسْميِّ ) ، وهي ( اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ ) والبُقَع . قال ذو الرُّمَّة :
لها خَطَرَاتُ العَهْدِ مِن كُلِّ بَلْدَةٍ
لِقَوْمٍ وإِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ
( و ) يقال : لا جَعَلَها الله خَطْرَتَه ، ولا جَعَلَها ( آخِر مَخْطَآغ ) منه بفتح الميم وسكون الخاءِ ( أَي ) آخر ( عَهْد ) منه ، ولا جَعَلَها اللَّهُ آخِرَ دَشْنَة ، وآخِرَ دَسْمَةٍ وَطَيلآٍ ودَسَّةٍ ، كُلُّ ذالِك آخِرَ عَهْدٍ .
____________________

(11/202)



( وخُطَرْنِيَةُ ، كبُلَهنِيَة : ة بِبابِلَ ) نَقَلَه الصَّغانِيّ .
( و ) الخُطَيْر ، ( كزُبَيْر : سيفُ عَبْدِ المَلِك بنِ غَافِل الخَوْلانِيِّ ) ، ثم صَارَ إِل رَوْق بن عَبّاد بن مُحَمَّد الخَوْلاَنِيّ ، نقله الصَّغانِيّ .
( و ) لَعِبَ فُلانٌ ( لَعِبَ الخَطْرَةِ ) ، بفَتْح فسُكُون ، وهو ( أَنْ يُحَرِّك المِخْرَاق ) بيده ( تَحْرِيكاً ) شَدِيداً كما يَخْطِر البَعِير بذَنَبِه .
( وتَخَطَّرَه ) شَرُّ فُلانٍ : ( تَخَطَّاه وجازَهُ ) . هاكذا في النُّسَخ ، والصَّوابُ تَخَطْرَاه . وبه فُسِّر قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيدٍ :
وبَعَيْنَيْكَ كُلُّ ذَاكَ تَخْطْرَا
كَ وتمْضِيك نَبْلُهُم في النِّبَالِ
قالوا : تَخَطْرَاك وتَخَطَّاك بمَعْنًى وَاحِدٍ ، وكان أَبُو سَعِيدٍ يَرْويه : تَخَطَّاكَ ، ولا يَعرف تَخَطْرَاك .
وقال غيره : تَخَطْرانِي شَرُّ فلانٍ وتَخَطَّانِي : جَازَنِي .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
ما وَجدَ له ذِكْراً إِلاّ خَطْرةً واحدةً .
وخَطَر الشَّيْطَانُ بَيْنَه وبَيْنَ قَلْبه : أَوْصَلَ وَسْوَاسَه إِليه .
والخَطَراتُ : الهَوَاجِس النَّفْسَانِيَّة .
وخَطَرَانُ الرُّمْحِ : ارْتِفَاعُه وانْخِفَاضُه للطَّعْن .
وخَطُر يَخْطُر خَطَراً وخُطُوراً : جَلَّ بَعْدَ دِقَّة .
والخَطَر ، مُحَرَّكَةً : العِوَض والحَظُّ والنَّصِيب . وفي حَدِيث عُمَرَ في قِسْمَةِ وَادِي القُرَى : ( وكان لعُثْمَانَ فيهِ خَطَرٌ ) ، أَيب حَظٌّ ونَصِيب . وأَخْطَرَهم خَطَرَاً ، وأَخْطَره لَهُم : بَذَل لَهُم من الخَطَر ما أَرْضَاهم . وأَحْرَز الخَطَرَ ، وهو مَجَاز . وخَطَّر تَخْطِيراً : أَخَذ الخَطَر .
والأَخْطَار من الجَوْز في لَعِب الصِّبْيان هِي الأَحْراز ، واحدها خَطَرٌ .
____________________

(11/203)


والأَخْطَارُ : الأَحْرازُ في لَعِب الجَوْز .
وخَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرَانَه ، كما يُقَال ضَرَب الدَّهْر ضَرَبَانَه ، وهو مجاز .
وفي التهذيب يقال : خَطَر الدَّهْر من خَطَرانِه ، كما يقال : ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه . كما يقال : ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه . والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائِدِهم : يُرُونَه منهم الجِدَّ ، وكذالك إِذا احْتَشَدُوا في الحَرْب . وتَقُول العَرَبُ : بَيْنِي وبَيْنه خَطْرَةُ رَحِمٍ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ولم يُفسِّره . وأُرَاه يَعْنِي شُبْكَةَ رَحِمٍ .
وتَخَاطَرَت الفُحُولُ بأَذْنَابِها للتَّصَاوُل .
ومِسْكٌ خَطَّارٌ : نَفَّاحٌ ، وهو مَجَاز .
وخَطَرَ بإِصْبَعِه إِلى السَّماءِ : حَرَّكَها في الدُّعاءِ ، وهو مَجَازٌ .
والخَطَّار : قَرية بمصر من القُوصِيَّة ، وهي غَيْرُ التي ذكرَها المصنِّف .
وبُستان الخَطِيرِ بالجيزة .
والخِطْرَةُ : بالكسر : قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَنْبُتُ في أَصْلِ شَجَرةٍ ، عن أَبي زِيَاد ، وقد تقدمت الإِشارة إِليه ، وهي غَيْر الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف .
وقد سَمَّوْا خَاطِراً وخطرةَ .
خعر : ( الخَيْعَرَةُ : خِفَّةٌ وطَيْشٌ ) ، هاكذا ذَكرَه صاحِبُ اللَّسَان ، وقد أَهْمَله الجَوْهَرِيّ والصَّغانِيّ ، وسيأْتي للمُصَنِّف في ( ه ع ر ) الهَيْعَرَة : الخِفَّة والطَّيْش ، وهو عن ابْنِ دُرَيد ، فلَعلَّ ما ذكره المُصَنِّف هنا لُغَةٌ فيه أَو لَثْغَة ، فَلْيُنْظَر .
خفر : ( الخَفَرُ ، مُحَرَّكةً ) : الحَيَاءُ ، وقيل : ( شِدَّةُ الحَيَاءِ ، كالخَفَارَةِ ) ، الأَخِيرة عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ( والتَّخَفُّرِ ) . تقول منه : ( خَفِرَتْ ، كفَرِحَ ) ، وتَخَفَّرتْ ، خَفَراً وخَفَارَةً وتَخَفُّراً ، ( وهي خَفِرَةٌ ) ، على الفِعْلِ ، ( وخَفِرٌ ) بغَيْر هاءٍ . ومنه حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا ( غَضُّ الأَطْرَاف ، وخَفَرُ الإِعراضِ ،
____________________

(11/204)


( ومِخْفَارٌ ) ، على النَّسَبِ أَو الكَثْرَة ، قَالَ :
دَارٌ لجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفَارْ
( ج خَفَائِرُ ) .
قال شَيْخُنا : وصَرَّحَ صاحِبُ كِتَاب الجِيمِ ، أَي أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانيّ أَنَّ الخَفَر يُطْلَق على الرَّجال أَيْضاً ، يقال : خَفِرَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَحَى . قال : والَّذي في الصّحاح وشُرُوحِ الفَصِيح وأَكْثَر دَوَاوين اللُّغَة على تَخْصِيصه بالنِّسَاءِ ، فهو وإِنْ صَحَّ فالظَّاهِر أَنَّه قلِيل ، وأَكْثَرُ اسْتِعْمَاله في النِّسَاءِ ، حَتَّى لا يَكَادُ يُوجَدُ في أَشْعَارِهم ، وكَلاَمِهم وَصْفُ الرِّجال به ، والله أَعْلم .
قلت : وهو كَلاَمٌ مُوافِقٌ لِمَا في أُمَّهات اللُّغَة ، غَيْرَ أَني وَجَدْتُ في حَدِيث لُقْمَانَ بْنِ عادٍ إِطْلاقَه على الرِّجال ، ونَصُّه : حِيِىءءَ خَفِرٌ ) أي كَثِير الحَيَاءِ ، وسَيَأْتِي أَيْضاً في كلام المُصَنِّف بَعْدُ .
وتَخَفَّرَ : اشْتَدَّ حَيَاؤُه . على مُنَاقَشَة فيه ، فليُتَأَمَّلْ .
( وخَفَرَه ، و ) خَفَرَ ( بِهِ ، و ) فَرَ ( عَلَيْه يَخْفِر ) ، بالكَسْر ، ( ويَخْفُر ) ، بالضَّمّ ، وهاذِه عن الكِءْعائِيّ ، ( خَفْراً ) ، بِفَتْح فسُكُون : ( أَجَارَه ومَنَعَه وآمَنَه ) وكان له خَفِيراً يَمْنَعُه ، ( كخَفَّرهُ ) تَخْفِيراً ، ( و ) كذالك ( تَخَفَّرَ بِهِ ) ، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيّ :
ولاكِنَّنِي جَمْرُ الغَضَي مِن وَرَائِه
يُخَفِّرُنِي سَيْفِي إِذَا لَمْ أُخَفَّرِ
( والاسْمُ ) من ذالك ( الخُفْرَةُ ، بالضَّمِّ ) ، ومنه الحَدِيث : ( مَنْ صَلَّى الصُّبحَ فَهُو في خُفْرةِ اللَّهِ ) . ويُجْمَع على الخُفَر : ومِنْه الحَدِيث : ( الدُّمُوعُ خُفَرُ العُيونِ ) أَي تُجِيرُ العُيُونَ مِنَ النَّارِ إِذا بَكَتْ من خَشْيةِ اللَّهِ تَعَالَى .
( والِخَُفَارَةُ ، مُثَلَّثَةً ) . وقيل الخُفْرَةُ والِخَُفَارَة : الأَمَانُ ، وقيل : الذِّمَّة . يقال : وَفَتْ خُفْرَتُك . يَقُولُه المَخْفُورُ لخَفِيره إِذا لم يُسْلِمْه .
____________________

(11/205)



( والخَفِيرُ المُجَارُ . والمُجيرُ ) . يقال : فُلانٌ خَفِيري ، أَي الّذِي أجِيرُه ، وهو أَيْضاً المُجِير ، فكُلُّ وَاحدٍ مِنْهُمَا خَفِيرٌ لِصَاحِبِه . وقال اللَّيْثُ : خَفِيرُ القَوْمِ : مُجِيرُهُم الَّذِي يَكُونُون في ضَمَانِهِ ما دَامُوا في بِلاَدِه ، وهو يَخْفُِرُ القَوْم خفَارَةً .
والِخَُفَارَةُ : الذِّمَّة ( كالخُفَرَةِ كهُمَزة ) ، وهاذا خُفَرَتِي ، وهو بمَعْنَى المُجِير ، فَقَط ، ولا يُطْلَق على المُجارِ ، ففي كلام المصنف إيهامٌ .
( والِخَُفَارَةُ ، مُثَلَّثَةً : جُعْلُه ) ، أَي الخَفِيرِ : والعَامَّة يَقولون : الخَفَر ، مُحَرّكةً ، ومنهم مَنْ يَقْلِب الخَاءَ غَيْناً ، وهو خَطَأٌ ، واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيّ على الكَسْر فقال : هو كالعِمَالة والبِشَارةِ والجِزَارَة ، والفَتْح عن أَبي الجَرّاح العُقَيْلِيّ .
( والخَافُورُ : نَبْتٌ ) تَجْمَعُه النَّمْلُ في بُيوتِها ، ( كالزُّوَانِ ) في الصُّورَة ، زَعَمُوا أَنَّه سُمِّيَ به لأَنَّ رِيحَه تَخْفِرُ ، أَي تَقْطَع شَهْوَةَ النِّسَاءِ . ويقال له المَرْوُ والزَّغْبَرُ ، قاله السُّهَيلي في الرّوّض . قالَ أَبُو النَّجْمِ .
وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها
مِن حَسَكِ التَّلْعِ ومن خافُورِهَا
( و ) يُقَال : ( خَفَرَه ) خَفْراً ، إِذا ( أَخَذَ مِنْه ) خَفَارةً ، أَي ( جُعْلاً ليُجِيرَه ) ويَكفُلَه .
( و ) خَفَرَ ( به خَفْراً ) ، بفتح فسكون ، ( وخُفُوراً ) ، كقُعُود ، كلاَهُما على القياس ( : نَقَضَ عَهْدَه ) وخاسَ به ( وغَدَرَه ) ، عن ابن دُرَيْد ، ( كأَخْفَرَه ) ، بالهَمْزَة ، أَي أَنّ فَعَل وأَفْعَل فيه سَواءٌ ، كِلاهُمَا لِلنَّقْضِ . يقال : أَخْفَرَ الذِّمّةَ ، إِذا لم يَفِ بِها وانْتَهَكَهَا . وفي الحَدِيث : ( مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فإِنَّه في ذِمّة الله ، فلا تُخْفِرُنَّ اللَّهَ في ذِمَّتِه ) ، أَي لا تُؤْذُوا المُؤْمِنَ . قال زُهَيْر :
فإِنَّكُمُ وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ
لكَالدِّيَباجِ مَالَ بِهِ العَبَاءُ
____________________

(11/206)



والخُفُورُ هو الإِخْفَارُ نَفْسُه ، من قِبَلِ المُخْفِرِ ، من غير فِعْلٍ على خَفَر يَخْفُر .
وقال شَمِرٌ : خُفِرَتْ ذِمّةُ فُلانٍ خُفُوراً إِذا لم يُوفَ بهِا ولم تَتِمَّ ، وأَخْفَرَهَا الرَّجُلُ . وقال غَيْرُه : أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ : نَقَضْتُ عَهْدَه وذِمَامَهُ . ويُقَال : إِنَّ الهَمْزَةَ فيه للإِزَالَة ، أَي أَزَلْتُ خَِفارَتَه ، كأَشْكَيْتُه إِذا أَزلْتَ شَكْوَاه . قال ابنُ الأَثير : وهو المُرَاد في الحَدِيث . وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْه ( مَنْ ظَلَمَ من المُسْلِمِين أَحَداً فَقَدْ أَخْفَرَ اللَّهَ ) . وفي رواية : ذِمَّةَ اللَّهِ .
( والتَّخْفِيرُ : التَّسْوِيرُ ) والتَّحْصِينُ .
( وأَخْفَرَه : بَعَثَ مَعَه خَفِيراً ) يَمْنَعُه ويَحْرُسُه . قاله أَبو الجَرَّاح العُقَيْليّ .
( وَتَخَفَّرَ : اشْتَدَّ حَيَاؤُه ) . هاكذا في سائِر أُصُول القَامُوس ، وهو يُفْهِم العُمُوم . قال شَيْخُنَا وقد يُدَّعَى التَّخْصِيصُ ، تَأَمَّلْ ، انْتَهَى ، أَي في خَفَر فقط ، فإِنَّه الَّذِي صَرَّحوا فِيه بِعَدم إِطْلاقِه على الرِّجَال ، ولعَلّ وَجْهَ التَّأَمُّل أَنّ المادَّة واحِدَةٌ ، فلا تَخْصِيصَ . على أَنِّي وَجدت نَصَّ العِبَارَةِ في المُحْكَم : وتَخَفَّرَتْ : اشتَدَّ حَياؤُهَا . هاكذا رَأَيْتُه ، ونَقَلَه عنه أَيْضاً صاحِبُ اللِّسَان .
( و ) تَخَفَّرَ ( بِهِ ) وخَفَرَه : ( اسْتَجَارَ ) به ( وسَأَله أَنْ يَكُونَ له خَفِيراً ) يُجِيرُه .
( والخِفَارَةُ ، بالكَسْرِ ، في النَّخْلِ : حِفْظُه مِنَ الفَسَادِ ، و ) الخِفَارَةُ ( في الزَّرْعِ : الشِّرَاحَة ) وَزْناً ومَعْنًى ، وهو الخَفِير والشَّارِحُ ، لحافِظِ الزَّرْع .
خفتر : ( الخَفْتَارُ ) ، أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال أَبُو نَصْر : هو ( مَلِكُ الجَزِيرَةِ أَو مَلِكُ الحَبَشَةِ ) في قَوْل عَدِيّ بْنِ زَيْد .
وغُصْنَ على الخَفْتَارِ وَسْطَ جُنُودِه
وبَيَّتْنَ في لَذَّاتِه رَبَّ مَارِدِ
____________________

(11/207)



( أَو الصوابُ الحَيْقَارُ ) ، بفَتْح الحَاءِ المُهْمَلَة وسُكُون التَّحْتِيّة والقَافِ . ابن الحَيْقِ من بني قَنَصِ بنِ مَعَدّ ، قاله ابنُ الكَلْبِيّ ، ( أَو الجِيفَارُ ، بالجِيمِ والفَاءِ ) ، ولم يَذْكُرهْ في ( ج ف ر ) ولا في ( ح ق ر ) .
خلر : ( الخُلَّر ، كسُكَّرٍ : نَبَاتٌ ) ، أَعْجَمِيّ ، ( أَو الفلألُ ، أَو الجُلْبَانُ ، أَو المَاشُ ) ، الأَخِير في التَّهْذِيب ، وقد ذَكَرِه الإِمَامُ الشَّافِعِيّ رَضِي الله عنه في الحُبوب التي تُقتَاتُ .
( وخُلاَّرٌ كرُمَّانٍ : ع بفارِسَ يُنْسَبُ إِلَيْه العَسَلُ الجَيِّدُ ) ، ومنه كِتَاب الحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّالهِ بفارِس : ( أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بعَسَلٍ من عَسَل خُلاَّر ، من النَّحْلِ الأَبْكار ، من المستشفار الَّذِي لم تَمَسَّه نَار ) . كذا وَقَع ، والصَّوابُ من الدَّسْتَفْشار ، وهي فارسيّة ، أَي مِمَّا عَصَرَتْه الأَيْدِي وعَالَجَتْه ، وأَوردَه المُصَنّف في تَرْقِيقِ الأَسَل لتَصْفِيقِ العَسَل ، مُطَوَّلاً . طَالَ عَهْدِي به ، فراجِعْه .
خمر : ( الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ ) ، مادّتها موضوعة للتَّغْطِية والمُخَالطَةَ فِي سِتْرٍ ، كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق ، وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَقِيقَتَها ، فقِيل هي ( من عَصِيرِ العَنْب ) خَاصَّةً ، وهو مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة ، رَحِمه اللَّهُ تَعَالى ، والكُوفِيِّين ، مُرَاعَاةً لفِقْه اللُّغَة : ( أَوْ عَامٌّ ) ، أَي ما أَسْكَرَ من عَهيرِ كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوة العَقْل ، وهو الذِي اخْتَاره الجَمَاهِير .
وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد
____________________

(11/208)


تكون الخَمْرمن الحُبُوب .
قال ابن سِيدَه : وأَظُنُّه تَسمُّحاً مِنْه ؛ لأَنَّ حَقِيقَةَ الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائِر الأَشْياءِ ، ( كالخَمْرلآ ) ، بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ منْهَا ، كما في المِصْبَاح وغَيْره ، فَهِيَ أَخَصُّ ، والأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث ، يقال : خَمْرةٌ صِرْف ، ( وقد يُذَكَّر ) ، وأَنْكر الأَصْمَعِيّ ، ( والعُمُومُ ) ، أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ ( أَصَحُّ ) ، على ما هو عِنْد الجُمْهُور ، ( لأَنَّهَا ) ، أَي الخَمْر ( حُرِّمَت وَمَا بِالْمَدينة ) المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها ( خَمْرُ عِنَب ) ، بل ( وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ ) من ( البُسْر والتَّمْر ) والبَلَح والرُّطَب ، كما في الأَحاديث الصِّحاح التي أَخْرَجَها البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر ( حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ ) وحَدِيثُ أَنَسٍ ( وما شَرابهُم يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الفَضِيخُ والبُسْرُ والتَّمْرُ ) أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هاذِهِ الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : والاستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر ، فَتَأَمَّل .
قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانيّ وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود ، لَيْس هاذا مَحَلّه . واختِلِف في وَجْه تَسْمِيتَه ، فقيل ( لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه ) ، قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنه ، ومَالَ إِلَيْه كَثِيرُون ، واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين .
قُلتُ : الذي رُوِيَ عن سَيِّدنا عُمَر رَضِي اللَّهُ عنه : ( الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ ) . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي ، ( أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ ) .
والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغيَرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت ، واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها ، فلو اقْتَصَرَ المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى ،
____________________

(11/209)


أَو قَدَّم اخْتَمرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه ، وهو ظَاهِرٌ ، ( أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ ، أَي تُخَالِطُهُ ) ، وهو الَّذِي رُوِيَ في الحَدِيث عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ونَصُّه : ( الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ ) وهو في البُخَارِيّ ، ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة ، وأَوردَه المُصَنِّف في البَصَائِر .
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر ما أَسْكَرَ مِن عَصِير العَنِب ، لأَنَّهَا خامَرَت العَقْل ، ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة .
وفي المِصْبَاح : الخَمرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ خَامَرَ العَقْلَ .
واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت .
( و ) العَرَب تُسَمِّى ( العِنَب ) خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذالِك لكَوْنِهَا مِنْه ، حَكَاهَا أَبُو حَنِيفَة . قال : وهي لُغَة يَمانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : { ) 11 ( . 013 إني اءَراني أعصر خمرا } ( يوسف : 36 ) إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه ، فكَأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي :
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْقٍ
شِواءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ الحَقِينَا
يُرِيدُ الخَمْر .
وقال ابنُ عَرَفَة : ( أَعْصِر خَمْراً ) ، أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ ، وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُءْحتَخْرَجُ به الخَمْرُ ، فلِذالِك قال : أَعْصِر خَمْراً .
قال أَبو حَنِيفَة : وزعم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأَى يانِياً قد حَمَل عِنَباً ، فقال له : ما تَحْمِل ؟ فقال : خَمْراً . فسَمَّى العِنَب خَمْراً .
والجَمْع خُمُورٌ ، وهي الخَمْرة . كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ .
وفي حَدِيث سَمُرَةَ : ( أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ : قاتَلَ اللَّهُ سَمَرَةَ ) قال الخَطَّابِيّ : إِنَّمَا باع عَصِيراً ممن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمه ما يَؤُولُ إِلَيْه مَجَازَاً . فَلِهاذًّ نَقَمَ عُمرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ . وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرَةُ باعَ
____________________

(11/210)


خَمْراً فَلاَ ، لأَنَّه لا يَجْهَل تَحْرِيمَه مع اشْتِهَاره . فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنا أَنَّ قولَ شَيْخِنا : هاذا القَوْلُ غَرِيبٌ ، غَرِيبٌ .
( و ) الخَمْر : ( السَّتْر ) ، خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً : سَتَرَه .
( و ) الخَمْرُ : ( الكَتْمُ ، كالإِخْمَارِ ) ، فِيهِما : يقال ، خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَه سَتَرَه . وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها : كَتَمها ، وهو مَجاز . وفي الحَدِيثِ ( لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاثٍ . في مَسْجِدٍ يَعْمُره ، أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه ، ءَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها ) يَخْمُره أَي يَسْتُره ويُصْلِح من شَأْنِه .
( و ) الخَمْر : ( سَقْيُ الخَمْرِ ) . يقال : خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ ، يَخْمُره خَمْراً : سَقَاه الخَمْرَ .
( و ) عن أَبي عَمرو : الخَمْرُ : ( الاسْتِحْيَاءُ ) ، تقول : خَمَرْتُ الرَّجلَ أَخْمُره إِذا استَحْيَيْتَ منه .
( و ) الخَمْرُ : ( تَرْكُ ) استِعْمال ( العَجِين والطِّين ) . هاكذا في النّسَخ ، الطِّين بالنُّون . ويقال الطِّيب بالباءِ ، كما في أُمَّهات اللُّغَة ، ( ونَحْوِه ) . والَّذِي في المُحْكَم : ونَحْوِهِما . وذالك إِذَا صَبَّ فيه المَاءَ وَتَرَكَه ( حتّى يَجُودَ ) ، أَي يَطِيب ، ( كالتَّخْمِيرِ . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ ) . يقال : خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِر ، خَمْراً ، وخَمَّرَه تَخْمِيراً ، ( وهو خَمِيرٌ ) ومُخَمَّر ، ( وقد اخْتَمَرَ ) الطِّيبُ والعَجِينُ وقيل : خَمَّرَ العَجيِنَ : جَعَلَ فيه الخَمِيرَ .
( و ) الخِمْرُ ، ( بالكَسْر : الغِمْرُ ) . الغَيْن لُغَة في الخَاءِ ، وهو الحِقْد . وقد أَخْمَرَ .
( و ) الخَمَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : ما وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِهِ ) ، كالجَبَل وغَيْرِه . يقال : تَوَارَى الصَّيْدُ عَنِّي في خَمَرِ الوَادِي . وخَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه . ومنه حَديث سَهْل بنِ حُنَيف ( انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ ) . وفي حديثِ أَبي قَتَادَة ( فابْغِنَا مكاناً خَمَراً ) ، أَي
____________________

(11/211)


ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ . ( و ) في حَدِيث الدَّجَّال ( حتى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ ) قال ابنُ الأَثِير : هاكذا يُرْوَى . يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ ، وفُسِّر في الحدِيثِ أَنَّه ( جَبَلٌ بالقُدْسِ ) ، لكثرةِ شَجَرِه . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا . ( يا أَخِي إِنْ بَعُدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوح مِنَ الرُّوحِ قَرِيب ، وصَيْرُ السَّمَاءِ عَلى أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع ) . الأَرْفَهُ : الأَخْصَب . يُرِيد أَنَّ وَطَنَه أَرْفَقُ به وأَرْفَه له ، فلا يُفَارِقُه . كان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة .
( و ) قد ( خَمِرَ ) عَنِّي ، ( كفَرِح ) ، يَخْمَر خَمَراً ، أَي خَفِيَ و ( تَوَارَى . وأَخْمَرَ ) القَومُ : تَوَارَوْا بالخَمَر . ويقال لِلرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه هو ( يَدِبُّ له الضَّرّاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ) .
( و ) يقال : ( أَخْمَرَتْه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ : وَارَتْهُ ) وسَتَرَتْه .
( و ) الخَمَر : ( جَمَاعَةُ النَّاس وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم ) ، بفَتْح فَسُكُون ، ( وخَُمَارِهِم ) بالفَتْح ( ويُضَمُّ ) لُغَة في غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم . يقال : دَخَلْت في خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم ، أَي في جَماعَتِهم وكَثْرَتهِم .
( و ) الخَمَر : ( التَّغَيُّر عَمَّا كَانَ عَلَيْه ) ، ومنه المَثَل : ( ما شَمَّ خِمَارَك ) كما سَيَأْتِي قَرِيباً .
( و ) الخَمَر : ( أَنْ تُخْرَزَ نَاحِيَةُ ) ، وفي بَعْضِ النُّسَخ : ناحِيَتَا أَدِيمِ ، ( المَزَادَةِ ) ، وهو مُوَافِقٌ لمَا في الأُمَّهاتِ ، ( وتُعَلَّى بخَرْزٍ آخَرَ ) ، نَقَلَه الصَّانِيّ .
( و ) الخَمِر ( ككَتِفٍ : المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ ) ، على النَّسَبِ ، حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ :
وجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها
إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ
____________________

(11/212)



( والخْمْرَةُ ، بالضَّمّ : ما خُمِّرَ فِيهِ ) الطِّيبُ والعَجِين ، ( كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ ) ، وحُمْرَة العَجِين : ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرَة . وعن الكِسَائِيّ : يقال : خَمَرْتُ العَجِينَ وفَطَرْته ، وهي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير ، وكذالِك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطِّيبِ . وخُبْزٌ خَمِيرٌ ، وخُبْزة خَمِيرٌ ، عن اللِّحْيَانيّ كلاهُما بغَيْر هاءٍ . ( و ) الخُمْرَة : ( عَكَرُ النَّبِيذِ ) ودُرْدِيُّه . ( و ) يقال : صَلَّى لانٌ على الخُمْرَة ، وهي ( حَصِيرَةٌ صَغِيرَة ) تُنْسَج ( من السَّعَف ) ، أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ .
وقال الزَّجَّاج : سُمِّيَت خُمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض . وقال غَيْرُه : سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها ، وقد تَكَرَّر ذكْرُها في الحدِيث ، وهاكَذا فُسِّرَت .
( و ) الخُمْرَةُ : ( الوَرْسُ . وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِي بِهَا ) أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ . وفي بَعْض الأُصُول : بِه ، أَي بالوَرْس ، أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره ( المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا ) . وفي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرْأَةُ وَجْهَها ، وقد تخصرت ، وهي لُغَة في الغُمْرَةِ .
( و ) الخُمْرَةُ : ( ما خَامَرك ، أَي خَالَطَك من الرِّيح ، كالخَمَرَةِ ، مُحَرَّكَةً ) ، الأَخِيرَة عن أَبِي زَيْد ، ( و ) قيل الخُمْرَة : ( الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَة ) ، يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب ، أَي رِيحَه ، ( ويُثَلَّثُ ) ، الكَسْر عن كُرَاع .
( و ) الخُمْرَة : ( : أَلَمُ الخَمْرِ ) ، ويُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ : أَلَمُ الحُمَّى ، وهو غَلَط ، ( و ) قيل : خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن ( صُدَاعها وأَذَاها ) ، جَمْعُه خَمَرٌ . قال الشاعر :
وقد أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ
فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ
( كالخُمَار ) ، بالضَّمّ ، ( أَو ) الخُمْرة والخُمَار : ( مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا ) . وقيل
____________________

(11/213)


الخُمَار : بَقِيَّةُ السُّكْرِ .
( والمُخَمِّر ، كمُحَدِّث : مُتَّخِذُهَا . والخَمَّارُ : بائِعُهَا . واخْتِمَارُهَا : إِدْرَاكُها ) ، وذالك عِنْد تَغَيُّر رِيحها الذي هو إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ ، ( وغَلَيَانُها ) .
وفي المِصْبَاح : اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ : أَدْرَكَت وغَلَت .
( والخِمَارُ ) ، للمَرْأَة ، ( بالكَسْرِ : النَّصِيفُ ، كالخِمِرِّ ، كطِمِرِّ ، الأَخِيرَة عن ثَعْلَب ) ، وأَنشد :
ثم أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
( و ) قِيل : ( كُللله ما سَتَرَ شَيْئاً فَهو خِمَارُه ) ، ومنه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي به رَأْسَها ، ( ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ ) ، بضمّ فسكون ، ( وخُمُرٌ ) ، بضَمَّتَين .
( و ) يقال : ( ماشَمَّ خِمَارَكَ ؟ أَي ما غَيَّرك عَنْ حالِك ، ومَا أَصابَك ) يقال ذالِك لِلرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كان عَلَيْه .
( والخِمْرَةُ منه ) ، أَي مِن الخِمَار ، ( كاللِّحْفَةِ من اللّحافِ ) ، يقال : إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ . ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ( ما أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَةِ هِنْد ) وهي هَيْئة الاخْتِمار . ( و ) منه المَثَل : ( إِنَّ ( العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ ) . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفِ ) : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لا تُعَلَّم كَيْفَ تَفحلُ .
( و ) الخِمْرة : ( وِعَاءُ بِزْرِ الكَعَابِرِ ) ، وفي بَعْض الأُصول : العَكَابر ( الَّتِي تَكُونُ في عِيدَانِ الشَّجَرِ ، و ) يقال : ( جاءَنا ) فلان ( على خِمْرَة ، بالكَسْر ، وَ ) على ( خَمَرٍ ، مُحَرَّكَةً ) ، أَي ( في سِرَ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ ) . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طَارِق أَتَى على خِمْرَة
أَوْ حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ
فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وقال : أَي على غَفْلَة مِنْك .
( وَتَخَمَّرَتْ بِه ) أَي الخِمَار ، ( واخْتَمَرَتْ : لَبِسَتْه ) ، وخَمَّرتْ به
____________________

(11/214)


رَأْسها : غَطَّتْه ( والتَّخْمِيرُ : التَّغْطِيَة ) . وكُلُّ مُغَطَّى مُخَمَّرٌ . ورُوِيَ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمأَنه قال ( خَمِّرُوا آنِيَتَكُم ) . قال أَبو عَمْرو : أَي غَطُّوا . وفي رِوَايَة ( خَمِّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاء ) . ومنه الحَدِيثُ ( أَنَّه أُتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال : هَلاَّ خَمَّرتَه ولو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه ) . وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ : ( كان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفَى عَطَسَتَه ) . رَوَيْنَاه في الغَيْلانيّات .
( و ) من المَجَاز : ( المُخْتَمِرَةُ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ ) . ونَصُّ اللَّيْث : المُخْتَمِرَةُ من الضَّأْن والْمِعَزَى هِي الت ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِها . وفي التَّهْذِيب والمُحْكَم قالوا : هي مِن الشِّيَاه : البَيْضَاءُ الرأْسِ . وَقِيلَ : هي النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ ، مثل الرَّخْماءِ ، مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ .
قال أَبو زَيْد : إِذَا ابيَضَّ رَأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فهي مُخَمَّرَةٌ ورَخْمَاءُ ، ومِثْلُه في الأَساس وغَيْره ، ( وكَذَا الفَرَسُ ) . يقال : فَرَسٌ مُخَمَّرٌ ، إِذا كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ ، ولا يُقَال مُخْتَمِرٌ ، وهَذَا يَدُلُّ ( على ) أَنَّ الذي في كلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرةُ .
( و ) خَمِرَ عليه خَمَراً و ( أَخْمَرَ : حَقَدَ وذَحَلَ . و ) أَخْمَرَ ( فُلاناً الشَّيْءَ : أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه ) . قال مُحَمَّد ابنُ كَثِير : هاذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن ، لا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره . يَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا ، أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي ، مَلِّكْنِي إِيَّاه ، ونَحْو هاذَا .
( و ) أَخْمَرَ ( الشَّيْءَ : أَغفَلَه ) ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ( و ) أَخْمَرَ ( الأَمْرَ : أَضْمَرَه ) ، قال لَبِيد :
أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنّةً
عَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكَابِرُ
وعبارة التَّهْذِيب : وأَخْمَر فُلانٌ عَلَيَّ ظِنَّةً ، أَي أَضْمَرَها ، وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد .
____________________

(11/215)



( و ) أَخْمَرَتِ ( الأَرْضُ : كَثُرَ خَمَرُهَا ) ، أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ . ( و ) يقال : أَخْمَرَ ( العَجِينَ ) وخَمَرَه إِذا ( خَمَّرَه ) ، كما يقال فَطَرَه وأَفْطَرَه .
( واليَخْمُورُ : الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ ) من كُلّ شَيْءٍ .
( و ) اليَخْمُور أَيْضاً : ( الوَدَعُ ) ، واحدته يَخْمُورَةٌ .
( ومِخْمَرٌ ، كمِنْبَرٍ : اسمٌ ) ، وكذا خُمَيْر ، كزُبَيْر . ( و ) خُمَيْرٌ ، ( كزُبَيْر ) أَيضاً : ( ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ ) باليَمَن ، ( و ) خُمَيْرُ ( بْنُ زِيَاد ) ، وخُمَيْر بنُ عَوْ بْنِ عَبْدِ عَوْف ، ( و ) خُمَيْرٌ ( الرَّحَبِيُّ ، ويَزيدُ بْنُ خُمَيْرٍ ) اليَزَنِي من أَهْلِ الشّام ، ( مُحَدِّثُونَ ) . الأَخِير رَوَى عن أَبِيه ، وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عن ابْنِ عُمَرَ ، قالَه الذَّهَبِيّ . ( وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ : تابِعِيٌّ ) . ويقال : خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك ، يَرْوِي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو ، وعنه عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث . ( وخَارِجَةُ بنُ الخُمَيْر ) ، صَحَابِيّ ، مَرَّ ذِكْره ( في الجِيمِ ) .
( و ) خَمِيرٌ ( كأَمِير ) أَبُو الخَيْر ( خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ ) بْنِ سَعْد ( الذَّكْوَانِيُّ ) ، سَمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ ، ( و ) أَبو المَعَالِي ( مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ ) ، حَدَّثَ بشَرْح السُّنَّة عن البَغَوِيّ . ( وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير ) الخُوَارَزْميّ ، أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ .
وفاتَه : خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ ، عن ابن داسَةَ . وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابن خَمِير الخَوَارَزْميّ ، عن الأَصمّ . وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسُف بن خَمِيرٍ ، خُوَارَزْميّ أَيضاً ، ضَبَطَهم الزَّمَخْشَرِيّ ، ( مُحَدِّثُون ) .
( وذُو مِخْمَر ) ، كمِنْبَر ، ( أَو ) هو ( مِخْبَر ) ، بالبَاءِ المُوَحَّدة ، ( ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ ) مَلِك الحَبَشَة ، ( خَدَم النّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، حَدِيثُه عند الدِّمَشْقِيِّين ، وكان الأَوزاعِيُّ يقول : هو بالمِيمِ لا غَيْر .
( وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ : ع بِتِهَامَةَ ) ، نقله الصّغانِيّ .
____________________

(11/216)



( وذُو الخِمَار ) : لَقَبُ ( عَوْف بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ ) سَمَاعَة ( ذِي الرُّمْحَيْن ) ، وإِنَّمَا لُقِّب به ( لأَنَّه قاتَلَ في خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ ) في ( كَثِيرِينَ ، فإِذا سُئِلَ واحِدٌ : مَنْ طَعَنَكَ ؟ قال : ذُو الخِمَار ) .
( و ) ذُو الخِمَار : ( فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ ) الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم . قال جَرِير
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب
والحَنْتَفَيْنِ لِليْلَةِ البَلْبَالِ
( و ) ذو الخِمَار : ( فَرَسُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام ) القُرَشِيّ ، شَهِدَ عليه ( يَوْمَ الجَمَل ) ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الشِّعر .
( و ) من المَجَازِ : ( المُخَامَرَةُ : الإِقَامَةُ ولُزومُ المَكَانِ ) . وخَامَرَ الرَّجل بَيْتَه وخَمَّرَه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْه ، وكذالك خَامَرَ المَكَانَ ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ في دَعَهْ
( و ) قال ابنُ الأَعرابِيّ : المُخَامَرَة : ( أَنْ تَبِيعَ حُرَّا على أَنَّه عَبْدٌ ) . وبه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِّدِنَا مُعَاذِ الآتِي ذِكْرُه .
( و ) المُخَامَرَةُ : ( المُقَارَبَة والمُخَالَطَة ) . يقال : خَامَرَ الشَّيْءَ ، إِذا قارَبَه وخالَطَه . قال ذُو الرُّمَّة :
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ
منها علَى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ
وهو بالمَعْنَى الثَّانِي مَجَازٌ ومُكَرَّر .
قال شَمِرٌ : والمُخَامِرٌ : المُخَالِطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ ، إِذا خَالَطَه ، وأَنْشَد :
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو
مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْ
ونَحْوَ ذالِكَ قَالَ اللّيثُ في خامَرَه الدَّاءُ ، إِذا خَالَطَ جَوْفَه .
( و ) المُخَامَرَةُ : ( الاسْتِتَارُ ومِنْه ) المَثَل : ( ( خَامِرِي أُمَّ عَامِرٍ ) وهِي الضَّبُعُ ) ، أَي اسْتَتِرِي
____________________

(11/217)


( ويُقَال : ( خَامِرِي حَضَاجِر ، أَتَاكِ ما تُحَاذِر ) . هاكَذَا وَجَدْنَاه ) . وبَسَطه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال ، والزَّمَخ 2 رِيُّ في المُسْتَقْصَى ، وابْنُ أَبِي الحَدِيد في شَرْحِ نِهْج البَلاَغَة ، وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ في زهر الأكَم . ( والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين ، بإِثْبَاتِهَا ) ، والمَشْهُور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف .
( واستَخْمَرَه : استَعْبَدَه ) ، بِلُغَةِ اليَمَنِ . هاكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ ( مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فله ما قَصَرَ في بَيْته ) . يقول : أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهِم . فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هاؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه في خِدْمَتِه حتى جاءَ الإِسْلام وهو عنده عَبْدٌ فَهُوَ لَه . نَقَلَه أَبُو عُبَيْد . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً في الجاهِليَّة ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه في بَيْتِه ، لا يَخْرُجُ مِن يَدِه . قال : وهاذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا في أَيْدِيهم .
( والمُسْتَخْمِرِ : الشِّرِّيبُ ) للخَمْرِ دائماً ، كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى .
( وتَخْمُرُ ، كتَنْصُر ) مُضارِع نَصَر : ( من أَعْلامِهِنّ ) ، أَبي النِّسَاءِ .
( و ) يُقَال : ( ما هُو بِخَلَ ولا خَمْرٍ ) ، أَي ( لا خَيْرَ عنْدَه ولا شَرَّ ) . وفي التَّهْذِيب : لا خَيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْدَهُ . ويُقَالُ أَيْضاً : ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ .
( وباخَمْرَى كسَكْرَى : ة ) : قَرْية بالبَادِيَة ( قُرْبَ الكُوفَةِ ، بها قَبْرُ ) الإِمَامِ الشَّهِيدِ أَبِي الحَسَن ( إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ ) المَحْضِ ( بْنِ الحَسَن ) المُثَنَّى ( بْنِ الحَسَن ) السَّبْطِ الشَّهِيدِ ( ابْنِ عَلِيِّ ) بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم . خَرَجَ بالبَصْرَة في سنة 145 وبايَعَه وُجُوهُ النَّاسِ . وتَلَقَّب بأَمِير المُؤْمِنين . فَقلِقَ لذالك أَبُو
____________________

(11/218)


جَعْفَر المَنْصُورُ ، فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى بنَ مُوسَى لقِتَاله ، فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ ، وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر ، وكان ذالك لخَمْس بَين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثمان وأَرْبَعِين ، كما حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة ، ولَيْسَ له عَقِبٌ إِلاَّ مِن ابْنه الحَسَن ، وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هاذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع .
( وخُمْرانُ ، بالضَّمّ : نَاحِيَةٌ بخُرَاسَانَ ) . وفي كُتُب السَّيَرِ : فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وما حَوْلَها : طُوس ، وأَبِيوَرْد ، ونَسَا ، وخُمْرانَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذالِك في سنة 31 .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رَجُل خَمِرق ككَتِفٍ : خامَرَه دَاءٌ . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه على النَّسَبِ ، قال امْرُؤُ القَيْس :
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍ و كَأَنِّي خَمِرْ
ويَعْدُو علَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ ، أَي مُخَامَرٌ . قال : وهاكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ .
وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ : يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ .
والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ ، تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِىءِ القَيْس :
أُحارُ بْنَ عَمْرٍ و فُؤادِي خَمْرِ
ورجُلٌ مَخْمُور : بِه خُمَارٌ ، وخَمِرٌ كذالك ، وقد خُمِرَ خَمْراً ، ورجلٌ مُخَمَّر ، كمَخْمُور . وتَخَمَّرَ بالخَمْر : تَكَسَّرَ به .
وخُمْرَةُ اللَّبَنِ : رَوْبَتُه التي تَصُبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤْوباً .
وقال شَمِرٌ : الخَمِيرُ : الخُبْزُ في قوله :
ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها
____________________

(11/219)



أَي خُبْزُها الَّذِي خُمِّر عَجِينُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه . وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ في أَطْعِمَة خَمْرَى . ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِهَا قال : فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا ، أَي طابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور .
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الخِمْرَة : الاسْتِخْفَاءُ . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة
أَو حِسْبَةٍ تَنْفعَ مَنْ يَعْتَبِرْ
وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِرًّا ، أَي باحَ به . واجْعَلْه في سِرِّ خَمِيرِك ، أَي اكْتُمْه ، وهو مَجاز .
وفي حَدِيث أَبي إِدْريسَ الخَوْلاَنِيّ قَال : ( دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا ) ، أَي أَوْفَرُ .
والخَمَرُ ، مُحَرَّكَةً : وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب . وقَوْلُ طَرَفَة .
سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمَ فأَبْتَغِي
به جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ
قال ابنُ سِيدَه : معناه إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ ، ويُرْوَى يُخَلُّوا ، فَعَلَى هاذَا ، الخَمَرُ هنا : الشَّجَرُ بعَيْنه ، أَي إِن لم يُخَلُّوا لِيَ الشَّجَر أَرعَاها بِإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَمًّا ، ويُروَى : سأَحْلُب عَيْساً ، وهو ( ماءُ ) الفَحْل ويزعُمُون أَنّه سَمٌّ .
ومُخَمَّر ، كمُعَظَّم : مَاءٌ لبَنِي قُشَيْر
ومِخْمَر ، كمِنْبَرٍ : وَادٍ في دِيَارِ كِلاَبٍ .
وخُمَيْرَةُ ، كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ شَيْطَانِ بْن مُدْلِج الجُشَميّ .
وفي الحَدِيث : ( مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم ) . قال ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى ، لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون ما عَلَيْهم من الخَراج والكُلَف والأَثْقَالِ . قال : وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى .
وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة ( أَنَّه كان يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار ) أَرادَت بالخِمَارِ العِمَامَة لأَن الرُّجُلَ يُغَطِّي بها
____________________

(11/220)


رَأْسَه ، كَمَا أَنَّ المَرْأَة تُغَطِّيه بِخِمَارِهَا ؛ وذالِكَ إِذا كَان قد اعْتمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فلا يَسْتَطِيع نَزْعَها في كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ ، غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثم يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيَعاب .
وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه .
وابن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ : صَحَابِيّ .
وأَبُو خَمِيرَةَ من كُنَاهم .
وخُمْرَةُ بالضَّمّ : امرأَةٌ كَانَت في زَمَنِ الوَزِير المُهَلِّبيّ ، هَجَاها ابنُ سُكَّرَة ، وله فيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان .
ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ ، لَهُ صُحْبَة ويقال ابنُ هَمَّار . وذكره المصنِّف في ( ه ب ر ) . و ( ه م ر ) تبعاً للصّاغَانِيّ ولم يَذْكُره هنا ، وهاذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فيه .
وكغُرَابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وهو خُمَارَوَيْه . وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خَمَارٍ ، كتب عنه السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسْلِم بن خِمَارٍ الخِمَاريّ بالكسر : مُقْرِىءٌ مَشْهُور . وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ . وأَبُو البَرَكَات إِبراهِيمُ بنُ أَحْمَد بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمَارِيّ ، بالضم : مُحَدِّث ، وابنُه أَبُو نُعَيم محمّد ، ثِقةٌ حَدَّثَ بمُسَند مُسدّد ، عن أَحْمَد بن المُظَفَّر .
وبِفَتْح فَسُكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مسْعُودٍ ، وقيل فيه بالتَّصْغِير .
وبِفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مَالِك الحِمْيَرِيّ . وفي كِنْدَة : خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بنِ رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ ، مُحَرَّكَةً ، منهم أَبو شَمِرِ ابن خَمرٍ ، شريفٌ شاعر في الجاهِلِيَّة والإِسْلام ، وَهُو القَائِل :
الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَر
وهم رَهْط أَبِي زُرَارَة ، ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ .
ومنهم الصباح بن سَوادَة بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ .
____________________

(11/221)



وفي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكِيلِ ابن جُشَم بن خَيْرَانَ بن نَوْف ، وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمّد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدَانِيّ الخَمَرِيّ .
والأُخْمور : بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر ، منهم زَيْدُ بْنُ شُعَيْب بْنِ كُلَيْب الأُخْمُورِيّ المِصْرِيّ .
ويقال فيه الخَامِريّ أَيضاً .
وخَمِيرَوَيه . جَدُّ أَبِي الفَضْل محمّد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد ، هَرَوِيّ ثِقَةٌ .
والخُمْرِيّ ، بضمّ فسكون ، إِلَى الخُمْرَة ، وهي المِقْنَعة ، نُسِب إِلَيْه مَنْصُور بْنُ دِينَار ، وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُرْجَانِيّ ، ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ ، وزَيْدُ بْنُ مُوسَى ، الخُمْرِيُّون ، محَدَّثُون .
وخَمِرٌ ككَتِف : مَوْضِع باليَمَنِ به مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَلَيّ ابن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ ، ذكَره ابنُ أَبِي الرِّجال في تَارِيخه ، واختُلِف في القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر . فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير . وحَكَى الأَمِيرُ فيه التَّشْدِيدَ .
خمجر : ( الخمجر ، كجَعْفَر وعُلَبِطٍ وعُلاَبِط ، والخَمْجَرِيرُ ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو ( المَاءُ المِلْحُ ) جِدًّا . قال :
لو كُنتَ مَاءً كنْت خَمْجِريرَا
أَو كُنتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا
أَو كُنْتَ مُخًّا كُنْتَ مُخًّا رِيرَا
( أَو ) هو ( الَّذِي لا يَبْلُغُ ) أَنْ يَكُونَ ( الأُجَاجَ و ) ، قيل : هو الذي ( تَشْرَبُه الدَّوَابُّ ) ولا يَشْرَبُه النًّسُ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : ربما قَتَلَ الدَّابَّةَ ولا سِيَّمَا إِن اعْتَادَت العَذْبَ .
( أَو الخَمْجَرِيرُ ) هو المَاءُ ( المُرُّ ) ، عن ابنُ دُرَيْد ، وزاد غَيرهُ : الثَّقِيل .
( و ) يقال : ( بَيْنَهُم خَمْجَرِيرَةٌ ) ، أَي
____________________

(11/222)


( تَهْوِيشٌ ) ، ونَصُّ التَّكْمِلَة : بينَهُم خَمْجَرِيرٌ .
خمشتر : ( الخَمْشَتَر كغَضَنْفَر ) ، والشِّينُ مُعْجَمَة ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ ، والجَماعةُ ، وَهُو ( الرَّجُلُ اللَّئيم ) الدَّنِيءُ الخَسِيسُ .
خمطر : ( ماءٌ خَمْطَرِيرٌ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ .
وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( كخَمْجَرِيرٍ وَزْناً ومَعْنًى ) ، أَي مُرُّ ثَقِيلٌ . وفي بَعْضِ النُّسَخ لَفْظاً ومَعْنًى .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
خمقر
الخَمْقَرِيّ ، بالفَتْح : نِسْبة إِلى خَمْس قُرًى ، وهي : بَنْج دِيه . منها أَبُو المَحَاسَن عَبْدُ الله بنُ سَعْد الخَمْقَرِيّ ، من المشهورِين بالفَضْل .
خنتر : ( الخِنْتَارُ ، بالكَسْر ، والخُنْتُورُ ، بالضَّمِّ ) أَهمله الجَوْهَرِي ، وقال الأُمَوِيُّ : الْخِنْتَار . وقال أَبو عَمرٍ و : الخُنْتُورُ هو ( الجُوعُ الشَّدِيدُ ) . يقال : جُوعٌ خِنْتَارٌ ، أَي شَدِيدٌ ، وكذالِك خُنْتُورٌ . ووَقَعَ في مُسوَدَّةِ اللِّسَان ، خيتور : باليَاءِ ، وهو غَلَط .
خنثر : ( الخَنَثِر ، بفَتْحَتَيْن وكَسْرِ الثاءِ ) المُثَلَّثَةِ ، الأَخِيرَة عن كُراع : ( الشَّيْءُ الحَقِيرُ الخَسِيسُ يَبْقَى مِنْ مَتَاعِ القوْمِ ) في الدّار ( إِذا تَحَمَّلُوا ، كالخَنْثَرِ ) ، كجعْفَر ، ( والخِنْثِرِ ) ، كزِبْرِج ، ( والخُنْثُرِ ) ، كهُدْهُد .
( والخَنَاثِيرُ : الدَّوَاهِي ) كالخَنَاسِيرِ ، بالسّين . كلاهما عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وقرأْتُ في كِتَاب الأَمثالِ لأَبي محمّد العُكْبَريّ في حَرْفِ
____________________

(11/223)


الميم في قَوْلهم : ( ما اسْتَتَر مَنْ قاد الجَمَل ) . وأَنشد للقُلاَخ :
أَنا القُلاَخُ بنُ جَنابِ بْنِ جَلاَ
أَخُو خَنَاثِيرَ أَقُودُ الجَمَلا
قال : أَ أَنَا ظَاهِرٌ غَيْرُ خَفِيَ . والخَنَاثِيرُ : الدَّوَاهِي .
( و ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ في موضع آخَرَ : الخَنَاثِيرُ : ( قُمَاشُ البَيْتِ ) .
( وَخَنْثَرٌ ) ، كجَعْفَرَ ، ( في نَسَبِ تَمِيم ) ، ضَبَطَه الحَافِظِ بالحَاءِ المُهْمَلَة . ( وفي أَسَدِ خُزَيْمَة ) ، ضَبَطَه الحَافِظُ بالمُهْمَلَة ، ( وفي قَيْسِ عَيْلاَنَ ) ، ضَبَطه الحافِظ بالمُهْمَلَة .
( وعَمْرُو بْنُ خَنْثَرٍ من أَبْطَال الجَاهِلِيَّة ) ، وهو ( جَدُّ أُمِّ المُؤْمِنِين خَدِيجَةَ ) ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ ( لأُمِّهَا ) ، رَضِي اللَّهُ عنها ، وفيه الوَجْهَان ، ذَكَرَهُما الحَافِظ .
وفاته :
خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكِلاَبيّ ، فارِسٌ جاهِلِيٌّ من وَلَدِهِ مَنْظُورُ بْنُ رَوَاحَةَ الشَّاعِر ، وقد قِيل فيه بالإِهْمَال أَيضاً .
خنجر : ( الخَنْجَر ، كجَعْفَرٍ : السِّكِّين ) وقيلَ إِنَّ نُونَه زائِدَةٌ ، وإِن وَزْنَه فنْعَلٌ ، ومَالَ إِليه بَعْضُ الصَّرْفِيِّين ، ( أَو العَظصِيمَةُ مِنْهَا ) ، هاكذا بتَأْنِيث الضِّمِير في أُصُولِ القَامُوس كُلِّهَا ، أَي السِّكِّين باعْتِبَار أَنَّه جَمْعٌ واحِدُه سِكِّينةٌ ، فَأَرَادَ أَوَّلاً مُفْرَداً ، وأَعَادَ عليه الجَمْع ، فهو كالاستِخْدَام ، قالَه شَيْخُنَا . ( وتُكْسَر خَاؤُه ) ، أَي مع بَقاءِ فَتْح ثالِثِ الكلمة ، فيكون كدِرْهَمٍ . ويُسْتَدْرَك على بحْرَق في شَرْح لامِيَّة الأَفْعَال فإِنَّه قَالَ فيه : لم يُعْرَف فِعْلَل اسْماً إِلاَّ دِرْهَم ، وزاد في المِصْبَاح لُغَةً ثَالِثَة وهِي كزِبْرِج ومن مَسائِل الكِتَاب : المَرْءُ مَقْتُول بِمَا قَتَل بهِ ، إِنْ خَنْجَراً فَخَنْجَرٌ وإِنْ سَيْفاً فسَيْفٌ .
( و ) الخَنْجَرُ ( النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ ) اللَّبَنِ ( كالخَنْجَرَة ) ، بالهَاءِ ، ( والخُنْجُورَةِ ) ، بالضَّمّ ، والجَمْعُ الخَنَاجِرُ ، وقال
____________________

(11/224)


الأَصْمَعِيّ : الخُنْجُورُ ، واللُّهْمُوم والرُّهْشُوش : الغَزِيرَةُ اللَّبَن من الإِبِل .
( ورَجلٌ خَنْجِريُّ اللِّحْيَةِ ) ، أَي ( قَبِيحُهَا ) ، على التَّشْبِيه ، نَقَلَه الصَّغانِيّ عن الفَرَّاءِ . والعَّامَة تَقُول مُخَنْجَرَة .
( والخَنْجَرِيرُ ) : المَاءُ المُرُّ الثَّقِيلُ ، وقيل هو الْمِلْح جِدًّا مثْل ( الخَمْجَرِير ) .
( و ) يقال ( نَاقَةٌ خُنْجُورَةٌ ) ، بالضَّمِّ ، أَي ( ضَخْمَةٌ ) .
والخَنْجَرُ اسمُ رَجُلٍ ، هو الخَنْجَرُ بنُ صَخْرٍ الأَسَدِيّ .
خنر : ( الخَانِرُ : الصَّدِيقُ المُصَافِي ) ، عن أَبي العَبَّاس ، ( ج خُنُرٌ ) ، بِضَمَّتَيْن ، هاكَذَا هو مَضْبُوط في النُّسَخ ، والصَّوَاب خُنَّرٌ ، مِثَال رُكَّع . يقال : فلانٌ لَيْسَ من خُنَّرِي ، أَي لَيْسَ من أَصْفِيائي .
( والخَنَوَّرُ ) ، بفتح الخَاءِ والنُّونِ وتَشْدِيدِ الوَاوِ ، ( كَعَذَوَّرٍ ) ، ولو قال كعَمَلَّس كانَ أَحسَنَ لشُهْرَته ، ( و ) الخَنُّور ، مثْل ( تَنُّورٍ : قَصَبُ النُّشَّابِ ) . أَنشد أَبُو حَنِيفَة :
يَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذِي الْ
آذانِ في القَصَب الخَنَوَّرْ
( و ) قِيل : ( كُلُّ شَجَرَةٍ رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ ) فهي خَنَوَّرَة . قال أَبو حَنِيفَة : فلذالِك قِيلَ لقَصَبِ النُّشَّابِ خَنَوَّرٌ . ( والنَّعْمَةُ الظاهِرَةُ ) .
( و ) الخِنَّوْر ، ( كعِلَّوْص ) ، أَي على مِثَالِ بِلَّوْرٍ ، ( وعَذَوَّرٍ : الدُّنْيا ) ، كأُمّ خَنُّورٍ . قال عَبْدُ المَلِك بْنُ مَرْوَان : وفي رِوَايَة أُخْرَ سُلَيْمَان بْن عَبْد المَلِك :
وَطِئْنا أُمَّ خَنُّورٍ بِقُوَّة
فما مَضَت جُمْعَةٌ حتّى مَاتَ .
( وإِسماعِيلُ بْنُ إِبراهِيمَ بْنِ خُنَّرَةَ ، كسُكَّرَةٍ ، مُحَدِّثٌ صَنْعَانِيٌّ ) ، رَوَى عَنْه عُبَيْد بن محمّد الكِشْوَرِيّ .
( وأُمُّ خَنُّور ) ، كتَنُّور ، ( وخِنَّوْر ) ، كبِلَّوْر : ( الضَّبُعُ ) ؛ وقيل : كُنْيَتُه ،
____________________

(11/225)


وقيل هِي أُمُّ حِنَّوْر كبِلَّوْر ، عن أَبِي رِيَاش ، والذي في الجَمْهَرَة لابْنِ دُرَيْد الخِنَّوْر ، والخَنُّور مثال التَّنُور ، بالرَّاءِ والزَّاي : الضَّبُعُ . فتَأَمَّلْه مع سِيَاق المُصَنِّف . ( و ) أُمُّ خِنَّوْرٍ وخَنُّورٍ : ( البَقَرَةُ ) ، عن أَبِي رِياش أَيضاً ، ( و ) قيل : ( الدَّاهِيَةُ ) ، يقال : وَقَعَ القلأْمُ في أُمِّ خِنَّوْر ، أَي في دَاهِيَة . ( و ) الخَنُّورُ ( النِّعْمَةُ ) الظاهِرَةُ ، وقيل : الكَثِيرة ، ( ضِدُّ ) ، وفيه تَأَمُّلإِذْ لا مُنَاسَة بين النِّعْمَة والدَّاهِيَة ، وإِنَّمَا هو بِحَسَب المقَامَات والعَوَارِض ، كما لا يَخْفَى .
( و ) أُمُّ خَنُّور : ( مِصْرُ ) ، صانَهَا اللَّهُ تَعَالى ، قال كُراع : لكْثرَةِ خَيْرها ونِعْمَتِهَا ، ( ومنه الحَدِيثُ ) الذي رَوَاه أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيّ في كِتَاب النَّبات ( ( أُمُّ خَنُّور يُسَاقُ إِلَيْهَا القِصَارُ الأَعْمَارِ ) ) . قال أَبو مَنْصُور وفي خَنُّور ثَلاثُ لُغاتٍ . قلت : وقد صَرَّحَ البَكْريّ وعَدَّه من أَسْمَاءِ مِصْر ، وكذا المقْرِيزِيّ في الخِطَط . وقرأْتُ في بَعْضِ تَوارِيخ مِصْرَ مَا نَصُّه : وإِنَّمَا سُمِّيَت مِصْرُ بأُمِّ خَنُّورٍ لِمَا فيها من الخَيْرَات التي لا تُوجَد في غَيْرها ، وساكِنُهَا لا يَخْلُو من خَيْرٍ يَدِرّ عَلَيْه فِيهَا ، فَكَأَنَّها البَقَرَةُ الحَلُوبُ النَّافِعَة ، ويل غَيْرُ ذالك ، وهو كَلاَمٌ حَسَنٌ ، وعلى هاذا فَيَكُون مَجَازاً . ويمكن أَنْ يَكلأن تَسْمِيَتُهَا بِه بِمَعْنَى الدُّنْيَا ، وقد سُمِّيَتْ بأُمِّ الدُّنْيَا أَيضاً . ويقال : وَقَعُوا في أُمِّ خَنُّورٍ ، إِذا وَقَعُوا في خِصْب ولِينٍ من العَيْش .
( و ) من ذالك أَيضاً تَسْمِيَةُ ( البَصْرة ) بأُمِّ خَنُّورٍ ، لكَحرَةَ أَشْجَارها ونَخِيلِها وخِصْبِ عَيْشِهَا .
( و ) أُمّ خَنُّور : ( الاسْتُ ) . وشَكَّ أَبُو حاتم في شَدِّ النُّون . وقال أَبُو سَهْل : هِي أُمُّ خِنَّوْر كبِلَّوْر . وقال ابن خَالَوَيْه : هي اسْمٌ لاسْتِ الكَلْبَة .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
أُمُّ خَنُّور : الصّحارى ، وبه فَسَّر بَعْضٌ قولَهم : وَقعَوا في أُمِّ خَنُّورٍ .
خنزر : ( الخَنْزَرَةُ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هنا ،
____________________

(11/226)


وأُوردَه في تَرْكِيبِ ( خ ز ر ) وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الغِلَظُ ) قال : ومنه اشْتِقَاق الخِنْزير ، على رَأْيٍ .
( و ) الخَنْزَرَة : ( فَأْسٌ ) غَلِيظَةٌ ( عَظِيمَةٌ تُكْسَر بِهَا الحِجَارَةُ ) ، أَورده في تَرْكِيب ( خ ز ر ) .
( ودَارَةُ خَنْزَرٍ ) ، كجَعْفَر : مَوْضع ، عن كُرَاع . وفي التَّهْذِيب : خَنْزَر من غَيْر ذِكْر دارَة ، قال الجَعْدِيّ :
أَلمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً
طُرُوقاً وأَصْحابِي بِدَارَةِ خَنْزَرِ
( والخَنْزَرَتَيْن : مِنْ دَارَاتِهِم ) وقد تَقَدَّم في خَزَر .
وخَنْزَرَةُ مَوْضعٌ ، أَنشد سِبيَوَيْه :
أَنْعَتُ عَيْراً من حَمِيرِ خَنْزَرَهْ
( والخِنْزِيرُ ) : حَيوان مَعْرُوف ، وقد ذُكِرَ ( في خ ز ر ) ، وأَعادَه هُنا على رَأْي مَنْ يَقُول : إِنُّ النُّونَ في ثَاٌّ يه الكَلِمَة لا تُزادُ إِلاّ بِثَبتٍ ، وقد تَقَدَّم الكَلاَمُ عَلَيْه .
بَقِيَ عَلَيْه مما لم نَسْتَدْرِك في ( خ ز ر ) .
خَنْزَرَ : فَعَلَ فِعْلَ الخِنْزِيرِ .
وخَنْزَرَ : نَظَرَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِه .
وخَنْزَرُ بنُ الأَرْقَمِ اسْمُه الحَلال هو ابنُ عَمّ الرَّاعِي يَتَهَاجَيَانِ . وزَعَمُوا أَن الرَّاعِيَ هو الذي سمّاه خَنْزَراً وهو أَحَدُ بَنِي بَدْرِ بْنِ عبدِ الله بن ربيعة بن الحارث بن نُمَيْرٌ ، والرَّاعي من بني قَطَنِ بْنِ رَبِيعَة ، ومُنَاظَرتُهما في الحَمَاسَة .
وأَبُو بَكْرٍ أَحمَدُ وأَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ ، ابنا مُحَمَّد بن إِبراهيم بن جَعْفَر الكِنْدِيّ الصّيْرَفيّ ، الخَنَازِيرِيّانِ ، مُحَدِّثانِ .
ومُنْيَةُ الخَنَازِير ، قَرْية بمِصْر ، وكَفْر الخَنَازِير ، أُخْرَى بها .

____________________

(11/227)


خنسر : ( الخِنْسِرُ بالكَسْر : اللِّئِيم ، و ) الخِنْسِرُ : ( الدَّاهِيَةُ ، والخَنَاسِيرُ : الهَلاكُ ) وأَنشد ابنُ السِّكِّيت :
إِذا مَا نُتِجْنَا أَرْبعاً عامَ كَُفْأَةٍ
بَغَاهَا خَنَاسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبعاً
وقد تقدّم .
( و ) الخَنَاسِيرُ : ( ضِعَافُ النَّاسِ ) وصِغَارُهم . ويقال : هُمُ الخَنَاسِر .
( و ) الخَنَاسِيرُ : ( أَبْوالُ الوُعُول عَلَى الكَلَإِ والشَّجَر ) .
( والخَنَاسِرَة : أَهْلُ الجَبَّانَة ) لضَعْفِهِم .
( ورجُل خَنْسَرٌ وخَنْسَرِيٌّ ، بفَتْحِهِما ) أَي ( في مَوْضِعِ الخُسْرَانِ ، ج خَناسِرَةٌ ) ، وقد تقدَّم . وقال ابنُ الأَعْرابيّ : الخَنَاسِيرُ : الدَّوَاهِي ، كالخناثير ، وقيل الخَنَاسير : الغَدْرُ واللُّؤْم ، ومنه قَوْل الشَّاعِر :
فإِنَّك لو أَشْبَهْت عَمِّي حَمَلْتَنِي
ولاكِنَّه قد أَدْرَكَتْك الخَنَاسِر
أَي أَدْرَكَتْك مَلائِمُ أُمِّك .
خنشفر : ( الخَنْشَفِير ، كقَنْدَفِير ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّغانِيّ : أُمُّ خَنْشَفِيرٍ : ( الدَّاهِيَةُ ) ، والوَزْن به غَرِيب ، ولو قال كزَنْجَبِيل كان أَوْلَى وأَقْرَبَ للتَّفْهِيم ، كما هو ظَاهِرٌ . وهاذه اللَّفْظَة قَرِيبَةَ من لفْظَةِ الخِنْفِشَار ، بالكسر ، وهي مُوَلَّدة اتّفاقاً ، استُعُمِل الآن في التَّعَاظُم ، ولها قِصَّة عَجِبَة ذكرَهَا المَقَّرِيّ في نَفْح الطِّيب ، وأَنْشَد الشِّعْر الذي صَنَعه المُوَلّدُ بَدِيهَةً على قَوْلِه حِين سُئِل عنها فَقَال إِنَّهَا نَبْتُ يُعْقَد به اللَّبَن وقال :
لقد عُقِدَتْ مَحَبَّتُكُم بقَلْبِي
كَمَا عَقَدَ الحَلِيبَ الخِنْفِشَارُ
____________________

(11/228)



فتعَجَّبوا من بَدِيهَته ، وقد نُسِب ذلك إلى أَبي العَلاءِ صَاعد اللُّغَويّ صاحِبِ الفُصُوص ، وقيل الزَّمَخْشَرِيّ ، والأَوَّلُ أَقْرب .
واستَدْرَك شَيْخُنا :
خشنشار الواقع في قَوْل أَبِي نُواس :
كأَنَّهَا مُطْعَمَةٌ فَاتَهَا
بين البَسَاتِينِ خشنشار
قال شارِحُ دِيوَانِه : هو من طُيُور الماءِ ، وهو قَنصُ العُقَابِ ، ونَقَله الخَفَاجِيّ في شِفَاءِ الغَليل .
خنصر : ( الخِنْصَِر ) ، كزِبْرِج ( وتُفْتَحُ الصَّادُ ) ، أَي مع بَقَاءِ كَسْرِ الأَوَّل فيَصِير من نظائر دِرْهَم ، ويُسْتَدْرَك به على بِحْرَق شارِحِ الَّلامِيَّة ، كما تَقَدَّمت الإِشارة إِليه : ( الأَصْبَع الصُّغْرَى أَو الوُسْطَى ) هاكذا ذكرهما في كتاب سِيبَوَيْه ، كما نَقَلَه عنه صاحِبُ اللِّسَان ، فَقَوْل شَيْخِنَا : وإِطْلاقُه على الوُسْطَى قَوْلٌ غير معْرُوف ، ولا يُوجَد في دِيوَان مأْلُوف ، مَحَلُّ تَأَمُّل ( مُؤَنَّثٌ ) ، والجَمْعُ خَنَاصِرُ . قال سِيبَوَيْه : ولا يُجمَع بالأَلِف والتَّاءِ ، اسْتِغْنَاءً بالتَّكْسِير . ولها نَظَائِرُ نحو فِرْسِنِ وفَرَاسِنُ وعَكْسُهَا كثير . وحَكَى اللِّحْيَانيّ : إِنّه لعَظِيم الخَنَاصِر ، وإِنَّهَا لعَظِيمَةُ الخَنَاصِرِ ، كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منه خِنْصِراً ، ثم جُمِع على هاذا ، وأَنْشَد :
فشَلَّت يَمِينِي يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ
وشَلَّ بَنَانَاها وشَلَّ الخَنَاصِرُ
ويقال : بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ ، أَي تْبدَأُ بِهِ إِذا ذُكِرَ أَشْكَالُه . وأَنْشَدَنَا شيخُنَا قال : أَنْشَدَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ المسناويّ :
وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدت أَبْطَالُهَا
عَدُّوهُ في أَبْطَالِهِم بالخِنْصَِرِ
قال : أَي أَوّل شيءٍ يَعُدُّونه .
____________________

(11/229)



( وَخُنَاصِرَةُ ، بالضَّمِّ : د ، بالشَّام من عَمَلِ حَلَبَ ) ، وقيل : من أَرض حِمْصَ ، ( سُمِّيَتْ ) ، هاكَذَا في النّسَخ ، والصَّوَعاب : سُمِّيَ ( بخُنَاصِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الحَارِث ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصَّوابُ : عَمْرو بنُ الحَارِث بنِ كَعْب ابن الوغا بن عَمْرو بْنِ عَبْدِوُدّبنِ عَوْف ابن كِنَانَة ( كذَا ذكره ابن ) الكَلْبِيّ . قيل هو خليفَةُ إِبراهيم الأَثْرَم صاحِبِ الفِيل ، خَلَفَه باليَمَن بصَنْعَاءَ ، إِذ سار كسرى أَنو شرْوانَ ، وقيل : بَناهَا أَبو شَمِرِ بنُ جَبَلَة بن الحَارِث ، قاله السّمْعَانِيّ .
قلت : وبها مَرِض عُمَرُ بنُ عَبْد العزيز ، ومات بدَيْرِ سِمْعَان ، ( وجَمَعَها جِرَانُ العَوْدِ ) الشاعر اعْتِبَاراً ( بِمَا حَوْلَها ) ، فقال :
نَظَرْتُ وصُحْبَتي بخُنَاصِرَاتٍ
( وخِنْصِرَانُ ) ، بالكَسْر ، ( عَلَمٌ ) .
خنطر : ( الخِنْطِيرُ ، كقِنْديل ) هاكذا بالطَّاءِ المُهْمَلَة بعد النُّون ومِثْلُه في التَّكْمِلَة . والَّذي في اللِّسَان وغَيره بالظَّاءِ المُشَالة والأَوَّل الصَّواب ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال اللِّحْيَانيّ : ( هي العَجُوزُ المُسْتَرْخِيَةُ الجُفُونِ ولَحْمِ الوَجْه ) . أَعاذَنَا الله مِنْهَا .
خنفر : ( خُنَافِر ، كعُلاَبِط ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الصَّغَانِيّ : هو اسم ( رَجُل ) كاهِنٍ ، هو خَنَافِر بنُ التَّوْأَم الحِمْيَريّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
خَنْفَرٌ من الأَعلام . ومُحَمَّد بنُ عَلِيّ بْنِ خَنْفَرٍ الأَسَدِيّ ، حَدَّثَ بدِمَشق عن القاضي أَبِي المَعَالي القُرَشِيّ ، وعنه الحَافِظ أَيضاً .
____________________

(11/230)



وخَنْفَرٌ : لَقَبُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّد ابنِ عَبْدِ الله الواسِطِيّ الوكيل ، سمع منوجهرَ بنَ ترْكانْشاه ، توفِّيَ سنةَ 619 .
وخَنْفَرُ : قَريةٌ باليمنِ ، عن الصغانيّ .
قلْتُ : وهي من أَكْبر قُرَى وادِي أَبْينَ ، وقد بَنَى فيها الأَتابِك مَسْجِداً عَظِمياً ، وبِهَا أَوْلاَدُ مُحَمَّد بنِ مُباركٍ البركانيّ خُفَراءُ الحاجّ .
خور : ( *!الخُوَارُ بالضَّمّ : مِنْ صَوْتِ البَقر والغَنَمِ والظِّبَاءِ والسِّهَام ) ، وقد *!خَار *!يَخُور *!خُوَاراً : صَاحَ ، قاله ابنُ سِيدَه . وقال اللَّيْثُ : الُوَارُ : صَوْتُ الثَّوْرِ ، وما اشْتَدَّ من صَوْتِ البَقَرَةِ والعِجْل . وفي الكِتَاب العَزيز { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ *!خُوَارٌ } ( طه : 88 ) . وفي حَدِيث مَقْتَل أُبَيّ بنِ خَلَف : ( *!فخَرَّ يَخُورُ كما يَخُور الثَّورُ ) .
وفي مُفْرَدَاتِ الرّاغِب : الخُوَارُ في الأَصل : صِياحُ البَقَرِ فَقَط ، ثمّ تَوَسَّعُوا فيه فأَطْلَقُوه على صِياحِ جَمِيعِ البَهَائِمَ .
وقولُ شيخنا : واسْتِعْمَاله في غَيْر البقرِ مَعْرُوف ، مُنَاقَش يه ، فقد قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ في خُلأعارِ السِّهَام :
*!يَخُرْنَ إِذا أُنْفِزْن في سَاقِط النَّدَى
وإِنْ كانَ يوماً ذَا أَهَاضِيبَ مُخْضِلاَ
خُوارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَةِ الشَّوَى
وأَطْلائِها صادَفْن عِرْنَانَ مُبْقِلاَ
يقول : إِذا أُنْفِزَت السِّهَامُ *!خَارَت خُوَارَ هاذِه الوَحْشِ المَطَافِيلِ التي تَثْغُو إِلى أَطْلائِهَا وقد أَنْشَطَهَا المَرْعَى المُخْضِبُ ، فأَصْوَاتُ هاذِهِ النِّبالِ كأَصْوَاتِ تِلْك الوُحُوشِ ذَوَاتِ الأَطْفَالِ وإِن أُنْفِزَت في يَومِ مَطَرٍ مُخْضِل . أَي فلِهاذِه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجْلِ إِحْكامِ الصَّنْعَةِ وكَرَمِ العِيدَانِ :
( *!والخَوْرُ ) مِثْل الغَوْر : ( المُنْخَفِضُ ) المُطْمَئِنُّ ( مِن الأَرْضِ ) بين النَّشْزَيْن .
____________________

(11/231)



( و ) الخَوْرُ : ( الخَلِيجُ من البحْر . و ) قيل : ( مَصبُّ المَاءِ في البَحْرِ ) ، وقيل : هو مَصَبُّ المياهِ الجَارِيةِ في البَحْر إِذا اتَّسَعَ وعَرُضَ .
وقال شَمِرٌ : الخوْرُ : عُنُقٌ من البَحْر يدْخُل في الأَرض ، والجَمْعُ *!خُؤُورٌ . قال العَجَّاجُ يَصِف السَّفِينَةَ :
إِذا انْتَحَى بجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ
وتارَةً يَنْقَضُّ في *!الخُؤورِ
تَقَضِّيَ البَازِي من الصُّقُورِ
( و ) الخَوْرُ : ( ع بأَرْضِ نَجْدٍ ) في دِيَارِ كِلاَبٍ فِيهِ الثُّمَامُ ونَحْوُه . ( أَو وَادٍ وَرَاءَ بِرْجِيلٍ ) ، كقِنْدِيل ، ولم يذكر المُصَنِّف ( بِرْجِيل ) في الَّلام .
( و ) الخَوْر : مَصْدَرُ خَارَ يَخُور ، وهو ( إِصَابَةُ *!الخَوْرَانِ ) . يقال : طَعَنَه *!فخَارَه *!خَوْراً : أَصابَ *!خَوْرَانَه ، وهو الهَوَاءُ الَّذِي فِيه الدُّبُر من الرَّجُلِ والقُبُلُ من المَرْأَة . وقيل : الخَوْرانُ ، بالفَتْح : اسم ( للمَبْعَرِ يَجْتَمِعُ عَلَيْه ) ، أَي يَشْتَمِل ، ( حِتَارُ الصُّلْبِ ) من الإِنْسَان وغَيْرِه ، ( أَورَأْسُ المَبْعَرَةِ ) ، أَو مَجْرَى الرَّوْثِ ، ( أَو الَّذِي فِيهِ الدُّبُرُ ) . وقيل : الدُّبُرُ بعَيْنه : سُمِّيَ به لأَنه كالهَبْطَةِ بين ربْوَتَيْن .
( ج *!الخَوْرَانَاتُ *!والخَوَارِينُ ) ، وكذالك كُلُّ اسْم كان مُذَكَّراً لغَيْر النّاسِ جَمْعُه على لَفْظِ تَاآتِ الجَمْع جَائِزٌ ، نحو حَمَّامَات وسُرَادِقات وما أَشْبَهَها .
( *!والخُورُ ، بالضَّمِّ ) من ( النِّسَاءِ : الكَثِيرَاتُ الرَّيْبِ ، لِفَسَادِهِن ) وضَعْفِ أَحْلامِهِنّ ، ( بِلاَ واحدٍ ) . قال الأَخْطَلُ :
يَبِيتُ يَسوفُ *!الخُورَ وَهْيَ رَوَاكِدٌ
كمَا سَافَ أَبكارَ الهِجَان فَنِيقُ
( و ) من المَجاز : الخُورُ : ( النُّوقُ الغُرُرُ ) الأَلْبانِ أَي كَثِيرَتُهَا ، ( جَمْعُ *!خَوَّارَة ) ، بالتَّشْدِيد ، على غَيْرِ قِياس . قال
____________________

(11/232)


شيخُنَا في شَرْح الكِفَايَة : بل ولا نَير له . قال القُطَامِيُّ :
رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لو تَنْدَرِئْ لهَا
صَباً وَشَمالٌ حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ
قُلتُ : هاذا هو الَّذِي صُرِّح به في أُمّهَاتِ اللُّغَة .
وفي كِفَايَة المُتَحَفِّظ ما يَقْتَضِي أَن هاذا من أَوْصَافِ أَلْوَانِها ، فإِنَّه قال : الخُورُ : هي الَّتِي تكون أَلوانُهَا بَيْن الغُبْرَة والحُمْرَة ، وفي جُلُودِهَا رِقَّة . يقال : ناقَةٌ خَوَّارةٌ ، قالوا : الحُمْر مِنَ الإِبلِ أَطْهَرُهَا جِلْداً ، والوُرْق أَطْيَبُهَا لَحْماً ، والخُورُ أَغْزَرُها لَبَناً . وقد قال بعضُ العرب : الرَّمْكَاءُ بَهْيَاءُ ، والحَمْرَاءُ صَبْرَاءُ ، والخَوَّارَة غَزْراءُ . وقد أَوسَعَه شَرْحاً شَيْخُنَا في شَرْحِها المُسَمَّى بتَحْرِير الرِّوَاية في تَقْرِير الكِفَايَة . فراجِعْه .
قُلْتُ : والَّذِي قالَه ابنُ السِّكِّيت في الإِصلاح : الخُورُ : الإِبل الحُمْر إِلى الغُبْرة ، رَقِيقَاتُ الجُلُود ، طِوالُ الأَوْبَارِ ، لها شَعرٌ يَنْفُذُ وَبَرَها ، هي أَطْولُ من سَائِر الوَبَر ، *!والخُور أَضْعَفُ من الجَلَدِ ، وإِذا كانَت كَذالك فهي غِزَارٌ . وقال أَبو الهَيْثَم : ناقَةٌ *!خَوَّارَةٌ : رَقِيقَةُ الجِلْد غَزِيرَةٌ .
( و ) الخَوَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الضَّعْفُ ) والوَهَنُ ، ( *!كالخُؤُور ) ، بالضَّمّ ، ( *!والتَّخوِيرِ ) . وقد *!خارَ الرَّجُلُ ( والحَرُّ ) *!يَخُورُ *!خُؤْوراً ، *!وخَوِر *!خَوَراً ، *!وخَوَّرَ : ضَعُفَ وانْكَسَر .
( *!والخَوَّارُ ككَتَّانٍ : الضَّعِيفُ ، *!كالخَائِرِ ) ، وكلّ مَا ضَعُف فَقَد خارَ . وقال اللَّيْث : الخَوَّار : الضَّعِيف الذِي لا بَقَاءَ له على الشِّدَّة . وفي حَدِيثِ عُمَرَ : ( لن تُخُورَ قُوًى ما دَام صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو ) أَي لن يَضْعُف صاحِبُ قُوَّة يَقْدِر أَن يَنْزِعَ في قَوْسِه ويَثِبَ إِلى دابَّتهِ . ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر قال لِعُمَر : ( أَجَبَانٌ في الجاهِلِيّة *!وخَوَّارٌ في الإِسلام ) ؛ *!والخُوَارُ في كلّ شيْءٍ عَيْبٌ إِلاَّ في هاذه الأَشياءِ يأْتي
____________________

(11/233)


منها البعض في كلام المصنّف ، كقوله . ( و ) الخَوَّار ( مِنَ الزِّنَادِ : القَدَّاحُ ) ، يقال : زِنَادٌ خَوَّارٌ ، أَي قَدَّاحٌ ، قاله أَبو الهَيْثَم . ( و ) الخَوَّار ( من الجِمَالِ : الرَّقِيقُ الحَسَنُ يقال : بَعِيرٌ خَوَّارٌ أَي رَقِيقٌ حَسَنٌ ) ( ج خَوَّارَاتٌ ) ، ونَظِيره ما حَكَاه سِيْبَوَيْه من قَوْلهم : جَمَل سِبَحْلٌ وجِمَالٌ سِبَحْلاتٌ ، أَي أَنه لا يُجْمَع إِلاَّ بالأَلف والتَّاءِ .
قال ابن بَرِّيَ : وشَاهِد الخُورِ جَمْع خَوّار قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ :
أَنَا ابنُ حُمَاةِ المَجْد من آلِ مَالِكٍ
إِذا جَعَلَت خُورُ الرّجَالِ تَهِيعُ
قال : ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ :
قَبَحَ الإِلاهُ بَنِي كُلَيْب إِنَّهُمْ
خُورُ القُلوبِ أَخِفَّةُ الأَحْلامِ
( و ) *!الخَوَّارُ العُذْرِيّ ( رَجُلٌ نَسَّابَةٌ ) ، أَي كان عَالِماً بالنَّسَب .
( و ) من المَجَاز : فَرسٌ ( خَوَّارُ العِنَانِ ) ، إِذا كان ( سَهْل المَعْطِف ) لَيِّنَه ( كَثِير الجَرْيِ ) ، وخَيلٌ خَورٌ . قال ابنُ مُقْبل :
مُلِحٌّ إِذَا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ
تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَازرِ على الفَتْرِ
( *!والخَوَّارَةُ : الاسْتُ ) ، لضَعْفِها .
( و ) من المَجاز : الخَوَّارَة : ( النَّخْلَةُ الغَزِيرَةُ الحَمْلِ ) . قال الأَنْصَارِيّ :
أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ
ولاكِنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ
على كُلِّ خَوَّارٍ كأَنَّ جُذُوعَه
طُلِينَ بقارٍ أَو بحَمْأَةِ مائِحِ
( و ) من المَجَاز : ( *!اسْتَخَارَه ) *!فخَارَه ، أَي ( استَعْطَفَه ) فعَطَفه ، يقال : هو مِنَ *!الخُوَارِ والصَّوْت .
وأَصْلُه أَنَّ الصائِدَ يأْتي المَوْضِعَ الّذِي يَظُنُّ فيه وَلَدَ الظَّبْيةِ أَو البَقَرَةِ *!فيَخُور *!خُوَارَ الغَزَالِ فتَسْمَع الأُمُّ ، فإِن كان لَهَا وَلَدٌ ظَنَّت أَنّ الصَّوتَ صَوتُ
____________________

(11/234)


وَلَدِهَا ، فتَتْبَعُ الصَّوْتَ ، فيَعْلَم الصّائِدُ أَنَّ لها وَلَداً فيَطْلُب مَوْضِعَه ، فيُعال *!اسْتَخارَهَا ، أَي خَارَ لِتَخُورَ ، ثمّ قيلَ لِكْلّ مَن استَعْطَفَ : *!استَخَارَ . وقال الهُذَلِيّ وهو خَالِد بنُ زُهَيْر :
لعَلَّكَ إِمّا أُمُّ عَمْرو تَبَدَّلَتْ
سِوَاكَ خَلِيلاً شاتِمِي *!تَسْتَخِيرُهَا
قال السُّكَّرِيّ شارِحُ الدِّيوان : أَي تَسْتَعْطِفُها بشَتْمِك إِيّاي . وقال الكُمَيْت .
ولَنْ *!يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيَارِ
لِعَوْلَتِه ذُو الصِّبَا المُعَوِلُ
فعَيْنُ *!استَخَرْت على هاذا وَاوٌ ، وهو مَذْكُور في الياءِ أَيضاً .
( و ) عن اللَّيْث : اسْتَخَار ( الضَّبُعَ ) ، واليَرْبُوعَ : ( جَعَلَ خَشَبَةً في ثَقْبِ بَيْتِهَا ) ، وهو القَاصِعَاءُ ، ( حتى تَخْرُجَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ ) ، وهو النَّافِقَاءُ ، فَيَصِيده الصَّائدُ .
كتاب قال الأَزْهَرِيّ : وجَعَلَ اللَّيْثُ *!الاسْتِخَارَةَ للضَّبُعِ واليَرْبُوعِ ، وهو باطلٌ .
( و ) استَخَارَ ( المَنْزِلَ : اسْتَنْظَفَه ) كأَنَّه طَلَبَ خَيْرَه ، وهاذا يُنَاسِب ذِكْرَه في الياءِ ، كما فَعَله صاحِبُ اللِّسَان ، وأَنْشَد قَوْلَ الكُمَيت .
( *!وأَخَارَه ) *!إِخَارَةً . ( صَرَفَه وعَطَفَه ) يقال : *!أَخَرْنَا المَطَايَا إِلى مَوضِع كذَا نُخِيرُهَا إِخارَة : صَرَفْنَاهَا وَعَطَفْنَاها .
( *!وخُوُرُ ، بالضَّمِّ : ة بِبَلْخَ ، مِنْهَا ) أَبُو عَبْدِ الله ( مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن عَبْدِ الحَكم ) ، خَتَنُ يَحْيَى بنِ محمّد ابن حَفْصٍ ، وكان به صَمَمٌ ، يَرْوِي عن أَبي الحَسٌّ عَلِيِّ بن خَشْرَمٍ المَرْوَزِيّ ، مات سنة 305 .
( و ) خُور : ( : ة باسْتِرَابَاذَ ، تُضَافُ إِلى سَفْلَقَ ) كجَعْفَر ، كذا في تاريخ اسْتِرابَاذَ لأَبي سَعْد الإِدْرِيسيّ ، ( مِنْهَا أَبُو سَعِيدٍ ) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد الخُورسَفْلَقِيّ الاسْتِرابَاذِيّ ، يَرْوِي عن أَبِي عُبَيْدةَ أَحْمَدَ بنِ حَوّاسٍ ، وعنه أَبُو نُعَيمٍ عَبْدُ المَلِك بنُ
____________________

(11/235)


مُحَمَّد بْنِ عَدِيَ الاسْتِرَابَاذِيُّ .
( و ) الخَوْرُ ، ( بالفَتْح مُضَافَةً إِلَى ) مَوَاضِعَ كَثِيرَة ، منها خَوْرٌ ( السِّيفِ ) بكَسْر السّين ، وهو دُون سِيرَافَ . مدِينَة كَبِيرَة ، ويأْتِي للمصنِّف أَيضاً .
( و ) خَوْرُ ( الدَّيْبُلِ ) ، بفَتْح الدَّال المُهْمَلَة وسكون الياءِ التَّحْتِيَّة وضَمّ المُوَحَّدة : قَصَبَةُ بِلادِ السِّنْدِ ، وَجَّهَ إِليه عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ أَخاه الحَكَمَ ففَتَحه ، وهو نَهْرٌ عَظِيمٌ عليه بُلْدانٌ . ( و ) خَوْرُ ( فَوْفَلٍ ) ، كجَوْهَرٍ : مِن سَوَاحِل بَحْرِ الهِنْد ، ولم يَذْكُره المُصَنِّف . ( و ) خَوْرُ ( فُكَّانٍ ) ، كرُمَّانٍ ، ولم يَذْكره المُصَنً أَيضاً . ( و ) خَوْر ( بَرْوَصَ ) ، كجَعْفَرَ ، بالصاد المُهْمَلَة ، ( أَو بَرْوَجَ ) ، بالجِيم بَدل الصَّاد ، وكِلاهما صَحِيحَان : مَدِينَة عَظِيمَة بالهِنْد ، ( مواضِعُ ) .
( *!وخُوَارُ ، بالضَّمِّ : ة بالرَّيِّ ) ، على ثَمانِيَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً ، ( مِنْهَا ) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّد ) بْنِ أَحْمَدَ الخُوَارِيّ ، سَمِع أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ ، وأَبَا القَاسِم القُشَيْرِيَّ . وأَخُوه الحاكِم عَبْدُ الحَمِيد بنُ مُحَمَّدٍ كان بخُسْرُوجِرْدَ ، شارَكَ أَخَاه في السَّمَاع ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا من*! خُوَارَ قَرْيَةٍ بِبَيْهقَ ، ولَيسَا من خُوارِ الرَّيّ ، كما حَقَّقَه السّمْعَانيّ . ( وزَكَرِيَّا بنُ مَسْعُود ) ، رَوَى عَنْ عَلِيّ بْنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ ، ( *!الخُوَارِيّانِ ) .
ومن خُوَارِ الرَّيِّ إِبراهيمُ بنُ المُخْتَار التَّيْمِيّ ، يَرْوِي عن الثَّوْرِيّ وابنِ جُرَيْج ، وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن مُحَمّد *!-الخُوَارِيُّ ، تَرْجَمَه الحاكِمُ . وظاهِر بنُ دَاوودَ الخُوارِيّ ، من جِلَّةِ المَشَايِخُ الصُّوفِيَّة .
( و ) خُوَارُ ( بْنُ الصَّدِفِ ) ككَتِفٍ . ( قَيْلٌ مِنْ ) أَقْيَال ( حِمْيَرَ ) . وقال الدَّارَقُطْنِيّ : مِن حَضْرَمَوْتَ .
( و ) يُقَال : ( نَحَرْنَا *!خُورَةَ إِبِلِنَا ، بالضَّمّ ، أَي خِيرَتَهَا ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وكذالِك *!الخُورَى . وقال الفَرَّاءُ : يُقَال :
____________________

(11/236)


لَكَ*! خُورَاهَا أَي خِيَارُهَا . وفي بَنِي فُلانٍ *!خُورَى من الإِبِل الكِرَامِ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
*!تخاوَرَت الثِّيرَانُ . *!وخَارَ الحَرُّ *!يَخُورُ *!خُؤُوراً ، *!وخَوِرَ *!خَوَراً ، *!وخَوَّرَ : انْكَسَرَ وفَتَرَ وهو مَجَاز .
وعِبَارَة الأَساسِ : *!وخَارَ عَنَّا البَرْدُ : سَكَنَ . وهو مَذْكُور في الصّحاح أَيضاً .
واستَدْرَكَ شيخُنَا خَار بمَعْنَى ذَهَبَ ، ولم أَجِدْه في دِيوَان ، ولَعَلَّه مُصَحَّف عن ( وَهَتْ ) . 0 خار يَخُور : ضَعُفَت قُوَّتُه ووَهَتْ .
ورجل خَوَّارٌ : جَبَانٌ ، وهو مَجَاز . ورُمْحٌ *!خَوَّارٌ وسَهْمٌ *!خَوّارٌ *!وخَؤُورٌ : ضَعِيفٌ فيه رَخَاوَةٌ ، وكذا قَصَبَةٌ خَوَّارةٌ . وفي حَدِيثِ عَمْرِو بْن العَاص : ( لَيْسَ أَخُو الحَرْب مَنْ يَضَعُ *!خُورَ الحَشَايَا عَنْ يَمِينِه وعن شِمَاله ) أَ يضع لِيَان الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعَافَهَا عِنْده ، وهِيَ التي لا تُحْشَى بالأَشْيَاءِ الصُّلْبَة .
وخَوَّرَه : نَسَبَه إِلى الخَوَرِ . قال :
لقد عَلِمْت فاعذِلِينِي أَوْ ذَرِي
أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ ، مَنْ لا يَصْبِرِ
علَى المُلِمَّات بها يَخُوَّرِ
وشَاةٌ *!خَوَّارَةٌ : غَزِيرَةُ اللَّبَنِ ، وفي الأَسَاس : سَهْلَةُ الدَّرِّ ، وهو مَجَاز .
وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ : لَيِّنةٌ سَهْلَةٌ . والجَمْع خُورٌ .
وبَكْرَةٌ خَوَّارةٌ ، إِذَا كانَتْ سَهْلَةَ جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْوِ :
ونَاقَةٌ خَوَّارَةٌ : سَبِطَةُ اللَّحْمِ هَشَّةُ العَظْمِ . ويقال : إِنَّ في بَعِيرِكَ هاذا لَشارِبَ خَوَرٍ ، يَكون مَدْحاً ويَكُونُ ذَمًّا ، فالمَدْحُ أَن يكُونَ صَبُوراً على العَطَشِ والتَّعَب ، والذَّمُّ أَن يَكُونَ غَيْرَ صَبُور عَلَيْهِمَا .
وقال أَبو الهَيْثَم : رَجُلٌ خَوَّارٌ ، وقَومٌ *!خَوَّارُون . ورجُلٌ *!خَؤُورٌ وقَوْمٌ *!خَوَرَةٌ .
وخَوَّارُ الصَّفَا : الذي له صَوْتٌ من
____________________

(11/237)


صَلاَبَتِه ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ :
يَتْركُ خَوَّارَ الصصفَا رَكُوبَا
والخُوَارُ كغُرَاب : اسْمُ مَوْضِع . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْن فِيهِ
وَقَدْ وَازَنَّ من أَجَلَى بِرَعْنِ
وفي الحَديث : ( ذِكْرُ خُورِ كِرْمَانَ ، والخُورُ : جَبَلٌ معروف بأُرْض فارِسَ ، ويُرْوَى بالزّاي وصَوَّبَه الدَّارَقُطْنِيّ وسَيَأْتِي .
وعُمَرُ بنُ عَطاءِ بن وَرَّادِ بنِ أَبي الخُوَارِ *!الخُوَارِيّ ، إِلى الجَدِّ ، وكذا حُمَيْد بنُ حَمّاد بنِ خُوَارٍ الخُوَارِيّ ، وتَغْلِبُ بنتُ الخُوَارِ ، حَدَّثُوا .
خير : ( *!الخَيْرُ ، م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو ضِدُّ الشَّرّ ، كما في الصّحاح ، هاكَذا في سائِر النُّسَخ ، ويُوجَد في بَعْض منها : الخَيْر : ما يَرْغَب فيه الكُلُّ ، كالعَقْل والعَدْل مَثَلاً ، وهي عِبَارَةُ الرَّاغِب في المُفْردات ، ونَصُّها كالعَقْلِ مَثَلاً والعَدْلِ والفَضْلِ والشَّيْءِ النَّافِع . ونَقله المُصَنِّف في البَصَائر .
( ج *!خُيُورٌ ) وهو مَقِيسٌ مَشْهُور . وقال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
ولاقَيْتُ *!الخُيورَ وأَخْطَأَتْنِي
خُطُوبٌ جَمَّةٌ وعَلَوْتُ قِرْنِي
ويَجوز فيه الكَسْر ، كما في بُيوتٍ ونَظَائِره ، وأَغْفَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه لشُهْرَته قاله شَيْخُنَا .
وزاد في المِصْبَاح أَنه يُجْمع أَيضاً على *!خِيار ، بالكَسْر ، كسَهْم وسِهَام . قال شيخُنَا ؛ وهو إِن كانَ مَسْمُوعاً في اليَائِيّ العَيْنِ إِلاَّ أَنّه قَلِيلٌ ، كما نَبَّهَ عليه ابنُ مالكٍ ، كضِيفَان جمْع ضَيْفٍ .
( و ) في المُفْرداتِ لِلرَّاغِب ، والبصائِر
____________________

(11/238)


للمُصَنِّف ، قيل : *!الخَيْرُ ضَرْبَانِ : *!خَيْرٌ مُطْلَق ، وهو ما يَكُون مَرْغُوباً فيه بِكُلّ حالٍ وعِنْد كُلّ أَحَدٍ ، كما وَصَفَ صلى الله عليه وسلمبه الجَنَّةَ فقال : لا خَيْرَ *!بخَيْر بَعْدَه النَّارُ ، ولا شَرَّ بشَرَ بَعْدَه الجَنَّة ) . *!وخَيْرٌ وشَرٌّ مُقَيَّدانِ ، وهو أَنَّ خَيْرَ الوَاحِدِ شَرَ لآخَرَ ، مثل ( المَال ) الذي رُبما كَان *!خَيْراً لزَيْدٍ وشَرًّا لِعَمْرٍ و . ولذالك وَصَفَه اللَّهُ تَعَالى بالأَمْرَين ، فقال في مَوْضع : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } ( البقرة : 180 ) وقال في مَوْضِع آخر : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } نُسَارِعُ لَهُمْ فِى *!الْخَيْراتِ ( المؤمنون : 55 ، 56 ) فقوله : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } أي مَالاً . وقال بعضُ العُلَمَاءِ : إِنَّمَا سُمِّيَ المالُ هنا خَيْراً تَنْبِيهاً على مَعْنًى لَطِيفٍ وهو أَنَّ المَالَ يَحْسُن الوَصِيّة به ما كانَ مَجْموعاً من وجهٍ مَحْمُود ، وعَلَى ذالك قَوْلهُ تَعَالى : { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ *!خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } ( البقرة : 197 ) وقَوْلُه تَعَالى : { فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً } ( النور : 23 ) قيل : نَى مَالاً مِن جِهَتِهم ، قيل : إِن عَلِمْتم أَنَّ عِتْقَهم يَعُود عَلَيْكم وعَلَيْهم بنَفْع .
وقولُه تعالى : { لاَّ يَسْئَمُ الاْنْسَانُ مِن دُعَآء الْخَيْرِ } ( فصلت : 49 ) أَي لا يَفْتُر من طَلَب المَالِ وما يُصْلِحُ دُنْيَاه .
وقال بَعْضُ العُلَمَاءِ : لا يُقَال لِلْمَال خَيْرٌ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً ، ومِنْ مَكَان طَيِّب . كما رُوِيَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخلَ على مَوْلًى له ، فقال : أَلاَ أَوصِي يا أَمِير المُؤْمِنينَ ؛ قال لا ، لِأَنَّ اللَّهُ تَعَالَى قال : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } ولسي لَكَ مَالٌ كَثِيرٌ . وعَلَى هاذَا أَيْضاً قَوْلُه : { وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } ( العاديات : 8 ) ( و ) قَوْله تَعَالَى : { إِنّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى } ( ص : 32 ) أَي آثَرْت
____________________

(11/239)


والعَرَب تُسَمَّى ( الخَيْلَ ) الخَيْرَ ، لِمَا فِيهَا من الخَيْر .
( و ) الخَيْر : الرَّجلُ ( الكَثِيرُ الخَيْرِ ، *!كالخَيِّرِ ، ككَيِّس ) ، يُقَال : رَجلٌ *!خَيْرٌ *!وخَيِّرٌ ، مُخَفَّفٌ ومُشَدَّدٌ ، ( وهِي بِهَاءٍ ) ، امرأَةٌ *!خَيْرَةً *!وخَيِّرَةٌ ، ( ج *!أَخْيَارٌ *!وخِيَارٌ ) ، الأَخِير بالكَسْر ، كضَيْف وأَضْيَافٍ . وقال : { ) 11 ( . 015 فهن *!خيرات حسان } ( الرحمن : 70 ) قال الزَّجَّاج : المعْنَى أَنَّهُن *!خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق ، قال وقُرِىءَ بالتَّشْدِيد ، ( و ) قيل : ( المُخَفَّفَةُ في الجَمَالِ والمِيسَم ، والمُشَدَّدَةُ في الدِّين والصَّلاح ) ، كما قَالَهُ الزَّجَّاجُ ، وهو قَوْلُ اللَّيْث ، ونَصُّه ، رَجُلٌ *!خَيِّر وامرأَةٌ *!خَيِّرةٌ : فاضِلَة في صَلاحِها . وامرأَةٌ *!خَيْرَةٌ في جَمَالَها ومِيسَمِها . فَفَرَّق بين *!الخَيِّرة *!والخَيْرَةِ ، احتَجَّ بالآية .
قال أَبُو مَنْصُور . ولا فَرْقَ بين *!الخَيِّرَة *!والخَيْرَةِ عند أَهْل اللُّغَة . وقال : يُقَالُ : هي *!خَيْرَةُ النِّسَاءِ وشَرَّهُ النِّسَاءِ ، واسْتَشْهَد بما أَنْشَدَه أَبُو عُبَيْدَةَ :
رَبَلاَت هِنْدٍ خَيْرَة الرَّبَلاتِ
وقال خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ : اخَيْرَة من النِّسَاءِ : الكَرِيمةُ النَّسَبِ ، الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ ، الحَسَنَةُ الوَجْهِ ، الحَسَنَةُ الخُلُقِ ، الكَثِيرَةُ المَالِ ، التي إِذا وَلَدَت أَنْجَبَت .
( وَمَنْصُورُ بْنُ خَيْرٍ المَالِقِيُّ ) : أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورِين . ( و ) الحافِظ ( أَبو بكْر ) مُحمَّد ( بنُ خَيْرٍ الإِشْبِيلِيُّ ) ، مع ابنِ بَشْكُوَال في الزّمان . يقال فيه الأَمَوِيُّ أَيضاً ، بفَتْح الهَمْزَة ، مَنْسُوبٌ إِلى أَمَة جَبَل بالمَغْرِب ، وهو خَالُ أَبِي القَاسِم السُّهَيْلِيّ . ( وسَعْدُ الخَيْر ) الأَنْصَارِيّ ، وبِنْتُه فاطِمَةُ حَدَّثَت عن فاطِمَة الجُوزْدَانِيّة . وسَعْدُ الخَيْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْميّ . ( مُحَدِّثُون ) .
( و ) *!الخير ، ( بالكَسْر : الكَرَمُ . و ) الخِيرُ : ( الشَّرفُ ) عن ابْن الأَعْرَابِيّ ، ( و ) الخِيرُ : ( الأَصْلُ ) . عن اللِّحْيَانِيّ . ويقال : هو كَرِيمُ
____________________

(11/240)


الخِيرِ ، وهو الخِيمُ ، وهو الطَّبِيعَة ، ( و ) الخِيرُ : ( الهَيْئَةُ ) ، عَنْه أَيضاً .
( وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الخَيِّر ، كَيِّس ، مُحَدِّثٌ ) ، وهو إِبْرَاهِيمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالِمٍ البَغْدَادِيّ ، والخَيِّرُ لَقَبُ أَبِيه .
( *!وخَارَ ) الرَّجُلُ ( *!يَخِيرُ ) *!خَيْراً : ( صَارَ ذَا خَيْرٍ . و ) خَارَ ( الرَّجُلَ على غَيْرِه ) . وفي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة : على صاحِبِه ، خَيْراً و ( *!خِيرَةً ) ، بكَسْر فَسُكُون ، ( *!وخِيرَاً ) ، بِكَسْر فَفَتْح ، ( *!وخِيَرَةً ) بزيادة الهاءِ : ( فَضَّلَه ) على غَيْره ، كما في بَعْض النُّسَخ ، ( *!كخَيَّره ) *!تَخْيِيراً . ( و ) خَارَ ( الشيْءَ : انْتَقاهُ ) واصْطَفَاهُ ، قال أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ :
إِنَّ الكِرَامَ عَلَى مَا كَانَ من خُلُقٍ
رَهْطُ امْرىءٍ *!خارَه لِلدِّينِ *!مُخْتَارُ
وقال : خَارَه مُخْتَارٌ ، لأَنَّ خارَ في قُوَّة : *!اخْتَار ، ( *!كتَخَيَّره ) *!واخْتَارَه . وفي الحَدِيثِ ( *!تَخَيَّروا لنُطَفِكُم ) أَي اطْلُبوا ما هُو خيْرُ المَنَاكِح وأَزْكَاها ، وأَبعَدُ من الفُحْش والفُجُور .
( وَ ) قال الفَرَزْدَق :
ومِنَّا الَّذِي *!اخْتِيرَ الرِّجَالَ سَمَاحَةً
وجُوداً إِذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعازِعُ
أَرادَ مِن الرِّجال ، لأَنَّ اختارَ مما يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ . تقول : ( *!اخْتَرْتُه الرِّجَالَ *!واخْتَرْتُه منهم ) . وفي الكتاب العزيز : { *!وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً } ( الأعراف : 155 ) أَي مِنْ قَوْمِه . وإِنَّمَا استُجِيزَ وُقوعُ الفِعْل عَلَيْهِم إِذَا طُرِحَت ( مِن ) من *!الاخْتِيَار ؛ لأَنَّه مَأْخُوذٌ من قولك : هؤلاءِ *!خَيْرُ القَوْم *!وخَيْرٌ مِن القَوْم ، فلمَّا جازَت الإِضافة مَكَانَ مِنْ ، ولم يَتَغَيَّر المَعْنَى ، استَجازوا أَن يَقُولوا : اختَرْتُكُم رَجُلاً *!واخْتَرْت مِنْكُم رَجُلاً . وأَنْشَد :
تَحْتَ الَّتِي *!اخْتَار له الله الشَّجَرْ
يُرِيدُ اخْتَارَ الله مِنَ الشَّجَر .
وقال أَبُو العَبّاس : إِنَّمَا جَازَ هاذا
____________________

(11/241)


لأَنَّ الاخْتِيَارَ يَدُلُّ عَلى التَّبْعِيضن ، ولِذالِك حُذِفَت ( مِن ) .
( و ) *!اخْتَرْتُه ( عَلَيْهم ) ، عُدِّيَ بَعَلَى لأَنَّه في مَعْنَى فَضَّلْتُه . وقال قَيْس ابن ذَرِيحٍ :
لعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه
مِنَ النَّاسِ ما اخْتِيرَت عَلَيْه المَضَاجعُ
معناه : ما *!اخْتِيرت على مَضْجَعِه المضاجِعُ ، وقيل : ما اخْتِيرَت دُونَه .
( والاسْم ) من قَوْلِكَ : اخْتَارَه اللَّهُ تَعاى ( *!الخِيرَةُ ، بالكَسْر ، و ) الخِيَرَةُ ، ( كعَنَبة ) ، والأَخِيرَة أَعْرَف . وفي الحَدِيثِ ( مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم *!خِيرَتُه من خَلْقِهِ ) *!وخِيَرَتُه ، ويقال : هاذا وهاذِه وهاؤُلاءِ خِيرَتِي ، وهو ما يَخْتاره عَلَيْه .
وقال اللَّيْثُ : *!الخِيرَةُ . خَفِيفَةً مَصْدَرُ اخْتار خِيرَةً ، مِثْل ارْتَابَ رِيبَةً قال : وكُلُّ مَصْدَرٍ يَكْون لأَفْعَل فاسْمُ مَصْدِره فَعَالٌ مِثْل أَفَاق يُفِيق فَوَاقاً ، وأَصابَ يُصِيبُ صَواباً ، وأَجَاب جَوَاباً ، أَقَامَ الاسْمَ مُقَامَ المَصْدر .
قال أَبُو مَنْصُور : وقَرَأَ القُرَّاءُ { أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } ( الأحزاب : 36 ) بفَتْحِ اليَاءِ ، ومثلُه سَبْيٌ طِيَبَةٌ . وقال الزَّجَّاج : { مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } ( القصص : 68 ) أَي لَيْسَ لَهُم أَنْ *!يَخْتَاروا على اللَّهِ . ومِثْلُه قَوْل الفَرَّاءِ . يقال : *!الخِيرَةُ *!والخِيَرَةُ ، كُلُّ ذالِك لِمَا *!يَخْتاره من رَجُلٍ أَوْ بَهِيمَة .
( *!وخَارَ اللَّهُ لَكَ في الأَمْرِ : جَعَلَ لَكَ ) ما ( فِيهِ الخَيْر ) . في بَعْضِ الأُصول : *!الخِيَرَةُ *!والخِيرَةُ بسكون اليَاءِ الاس مِنْ ذَلِك . ( وهو *!أَخْيَرُ مِنْك ، *!كخَيْر ) ، عن شَمِرٍ . ( وإِذَا أَردْتَ ) مَعْنَى ( التَّفْضِيل قلت : فُلانٌ *!خَيْرَةُ النَّاسِ ، بالهَاءِ ، وفلانَةُ *!خَيْرُهم بِتَرْكِهَا ) ، كذا في سائِر أُصُولِ القَامُوس ، ولا أَدْرِي كَيْف ذالك . والَّذِي في الصّحاح خِلافُ ذالِك ، ونَصُّه : فإِنْ أَرَدْت
____________________

(11/242)


مَعْنَى التَّفْضِيل قُلْت : فُلانَةُ *!خَيْرُ النَّاسِ . ولم تَقُل *!خَيْرَة . وفُلانٌ خَيْرُ النَّاسِ ولم تَقُل أَخْيَرُ ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ، لأَنه في معْنَى أَفحل ، وهاكَذا أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيّ مُفَصَّلاً في مَوَاضعَ من الكشَّاف ، وهو من المُصَنِّف عَجِيبٌ . وقد نَبَّه على ذالك شَيْخُنَا في شَرْحه ، وأَعْجَبُ منه أَنَّ المُصَنِّف نَقَل عِبَارَةَ الجَوْهَرِيّ بنصِّهَا في بَصَائر ذَوِي التَّمْيِيز ، وذَهَبَ إِلى ما ذَهَبَ إِليه الأَئِمَّةُ ، فليُتَفَطَّنِ لِذالِكَ . ( أَو فُلانَةُ *!الخَيْرَةُ من المَرْأَتَيْن ) ، كذا في المُحْكَم ، ( وهي *!الخَيْرَة ) ، بفَتْح فَسُكُون . *!والخَيْرَةُ : الفاضِلَة من كُلِّ شَيْءٍ جَمْعُهَا *!الخَيْرَات . وقال الأَخْفَش إِنّه لَمَّا وُصِفَ به وقِيل فُلانٌ*! خَيْرٌ ، أَشْبَه الصِّفَاتِ فَأَدْخَلُوا فِيه الهَاءَ للمُؤَنَّث ولم يُرِيدُوا به أَفْعَل . وأَنْشَد أَبُو عُبَيْدعلآَ لِرَجُل من عنِي عَدِيِّ تَيْمِ ( تَمِيمٍ ) جَاهليّ :
ولقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ
رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكَاتِ
( *!والخِيرَةُ ) ، بكَسْر فسُكوُن ، ( *!والخِيرَى ) ، ( كضِيزَى ) ، ( *!والخُورَى ) كطُوبَى ، ( ورَجُلٌ *!خَيْرَى *!وخُورَى *!وخِيرَى كحَيْرى وطُوبَى وضِيزَى ) ولو وَزَنَ الأَوَّلِ بِسَكْرَى كان أَحْسَن ( : كَثِيرُ الخَيْرِ ) ، *!كالخَيْرِ *!والخَيِّر .
( *!وخَايَرَهُ ) في الخَطِّ *!مُخَايَرَةً : غَلَبَه . *!وتَخَايَروا في الخَطِّ وغَيْرِه إِلى حَكَمٍ (*! فَخَارَه ، كَانَ *!خَيْراً مِنْه ) ، كفَاخَرَه ففَخَره ، ونَاجَبَه فنَجَبَه .
( *!والخِيَارُ ) ، بالكَسْر : القِثاءُ ، كما قاله الجَوْهَرِيّ ، وليس بعَربِي أَصِيل كما قَاله الفَنَارِيّ ، وصَرَّح به الجَوْهَرِيّ ، وقيل : ( شِبْهُ القِثَّاءِ ) ، وهو الأَشْبَهُ ، كما صَرَّحَ به غَيَرُ واحد .
( و ) *!الخِيَارُ : ( الاسْمُ مِن *!الاخْتِيَار ) وهو طَلَبُ *!خَيْرِ الأَمْرَيْنِ ، إِمَّا إِمْضَاءُ البَيْع أَو فَسْخه . وفي الحَدِيث : ( البَيِّعَانِ *!بالخِيَارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقَا ) . وهو على ثَلاَثَةِ أَضْرُبٍ : *!خِيَارُ المَجْلِس ،
____________________

(11/243)


*!وخِيَارُ الشَّرْط ، وخِيَارُ النَّقِيصَة ، وتَفصيله في كُتُب الفِقْه .
( و ) قَوْلُهُم : لَكَ *!خِيرَةُ هاذِه الغَنَمِ *!وخِيَارُهَا . الواحِد والجَمْع في ذالِكَ سَواءٌ ، وقيل : *!الخِيارُ : ( نُضَارُ المَالِ ) وكذا مِنَ النَّاسِ وغَيْر ذالك .
( وأَنْتَ *!بالخِيَار *!وبالْمُخْيَارِ ) ، هاكذا هو بضمّ الميم وسكون الخاءِ وفَتْح التَّحْتِيَّة ، والصَّواب : وبالمُخْتَار ، ( أَي اخْتَرْ ما شِئْتَ ) .
( *!وخِيَارٌ : رَاوِي ) إِبراهيمَ الفَقِيهِ ( النَّخَعيّ ) ، قال الذَّهَبِيّ : هو مَجْهُولٌ . ( و ) *!خِيارُ ( بْنُ سَلَمَة ) أَبُو زِيَاد ( تَابِعِيٌّ ) ، عِدَادُه في أَهْلِ الشّامِ ، يَرْوِي عن عائِشَةَ ، وعنه خَالِد بن مَعْدَانَ .
( و ) قال أَبو النَّجْم :
قد أَصْبَحَتْ ( أُمُّ *!الخِيَارِ ) تَدَّعِي
عَلَى ذَنْباً كُلَّه لَمْ أَصْنَعِ
اسمُ امرأَة مَعْرُوفَة .
( وعُبَيْدُ اللهاِ بنُ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ ) ابن عَدِيّ بنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَاف المَدَنِيّ الفَقِيه ، ( م ) ، أَي مَعْرُوف ، عُدَّ من الصَّحابة ، وعَدَّه العِجْليُّ وغَيْرُه من ثِقَاتِ التَّابِعِين .
( *!وخِيَارُ شَنْبَرَ : شَجَرٌ ، م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو ضَرْبٌ من الخَرُّوب شَجَرُه مِثْلُ كِبار ( شجر ) الخَوْخِ . والجُزْءُ الأَخِير منه مُعَر ، ( كَثِيرٌ بالإِسْكَنْدَرِيَّة ومِصْر ) ، وله زَهْرٌ عَجِيب .
( *!وخَيْرَبَوَّا : حَبٌّ صغارٌ كالقَاقُلَّةِ ) طَيِّبُ الرِّيحِ :
( *!وخَيْرَانُ : ة بالقُدْس . منها أَحمدُابْنُ عَبْدِ البَاقِي الرَّبَعِيّ . وأَبُو نَصْر بْنُ طَوْق ) ، هاكا في سائر أُصُول القَامُوس ، والصَّواب أَنَّهُمَا واحِدٌ فَفِي تارِيخ الخَطِيب البَغْدَادِيّ : أَبُو نَصْر أَحمدُ بنُ عَبْد الباقي بحٌّ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الله بنِ طَوْقٍ الرَّبَعِيّ الخَيْرَانيّ المَوْصَلِيّ ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة 440 وحَدَّثَ عن نَصْر بنِ أَحْمَد المَرْجيّ المَوْصليّ ، فالصَّوابُ أَنَّ الواوَ زائِدة ، فتَأَمَّل .
____________________

(11/244)



( و ) *!خَيْرَانُ ، ( حِصْنٌ باليَمَن ) .
( و ) *!خَيْرَانُ هاكذا ذكَرَه ابنُ الجَوَّاني النَّسَّابة ، ( ولَدُ نَوْفِ بْنِ هَمْدَان ) ، وقال شَيْخ الشَّرَف النَّسَّابة : هو خَيْوان ، بالوَاوِ ، فصُحِّف .
( *!وخِيَارَةُ : ة بطَبَرِيَّةَ ، بِهَا قَبْرُ شُعَيْب ) بن مُتَيَّم النبيّ ( عَلَيْه السَّلامُ ) ، ( *!وخِيَرَةُ ، كعِنَبَةَ : ة بصَنْعَاءِ اليَمَن ) على مرحَلة منها ، نقهل الصَّغانِيّ ، ( و ) خِيرَة : ( ع مِن أَعْمَال الجَنَد ) باليَمَن .
( و ) *!خِيَرَةَ ( وَالِدُ إِبْرَاهِيم الإِشْبِيليّ الشَّاعِرِ ) الأَدِيبِ . ( و ) *!خِيَرَةُ : ( جَدُّ عَبْدِ الله بْنِ لُبَ الشَّاطِبِيّ المُقْرِىءِ ) من شُيوخِ أَبي مُحَمَّد الدّلاصِيّ .
وفاتَه : مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الله بن *!خِيَرَة أَبُو الوَلِيد القُرْطُبِيّ ، عن أَبِي بَحْر بنِ العَاصِ ، وعنه عُمَر المَيَانْشِيّ ، ويقال فيه أَيضاً *!خِيَارَة .
( *!والخَيِّرَة ، ككَيِّسَة ) ، اسم ( المَدِينَة ) المُنَوَّرة ، على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسّلام ، وهي الفاضِلة ، سُمِّيَت لفَضْلها على سائِر المُدُن .
( *!وخِيرٌ ، كمِيلٍ : قَصَبَةٌ بِفَارِسَ ) .
( و ) *!خِيرَةُ ، ( بهاءٍ : جَدُّ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمان الطَّبَرِيّ المُحَدِّث ) عن مُقَاتِل بن حَيّان ، حَدَّثَ ببَغْدَادَ في المِائة الرَّابعة .
( *!وخيرِينُ ) ، بالكَسْرِ ( : ة من عَمَل المَوْصِل ) . قُلْتُ : والأَشْبَه أَن يكون نِسْبَةُ أَبِي نَصْرِ بنِ طَوْقٍ إِلَيْهَا ، وَأَنَّه يُقال فيها *!خيرِين *!وخَيْرَات ، بالوَجْهَيْن .
( *!وخَيْرَةُ الأَصفَرِ وخَيْرَةُ المَمْدَرَةِ : مِنْ جِبَال مَكَّةَ ) المُشَرَّفةِ ، ( حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ) وسائر بلادِ المسلمين ، ما أَقْبَل مِنْهما عَلَى مَرّ الظَّهْرَانِ حِلٌّ .
____________________

(11/245)



( و ) قال شَمِرٌ : قال أَعرابِيُّ لخَلَفٍ الأَحْمَر : ( ما *!خَيْرَ اللَّبَنَ ) للْمَرِيض أَي ( بنَصْبِ الرَّاءِ والنّون ) وذالك بمَحْضَر من أَبِي زَيْد ، قال له خَلَف ؛ ما أَحْسَنَهَا مِن كَلِمَة لو لم تُدَنِّسْهَا بإِسماعها النَّاسَ قال : وكانَ ضَنيناً فرجَعَ أَبُو زيد إِلى أَصْحابه فقال لَهُم : إِذا أَقبل خَلَف الأَحْمَر فقُولُوا بأَجْمَعِكُم : ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمَرِيض ؟ ففَعَلُوا ذالِك عند أَقْبَاله ، فعَلهم أَنَّه من فِعْل أَبِي زَيْد . وهو ( تَعَجَّبٌ ) .
( *!واستَخارَ : طَلَبَ *!الخِيَرَةَ ) ، وهو استِفْعَال مِنْه ، ويقال : *!استَخِر الله*! يَخِرْ لَكَ ، والله *!يَخِيرُ للعَبْد إِذا *!استَخَاره .
( *!وخَيَّرَه ) بَيْن الشَّيْئَيْنِ ( : فَوَّضَ إِلَيْهِ *!الخِيَارَ ) ، ومنه حَدِيث عامِر ابنِ الُّفَءَحل ( أَنَّه *!خَيَّر في ثَلاث ) أَبي جَعَل له أَنْ*! يَخْتَار مِنْهَا واحِداً وهو بفَتْح الخَاءِ . وفي حَدِيث بَرِيرَةَ ( أَنَّها *!خُيِّرَت في زَوْجِها ) ، بالضَّمّ .
( و ( إِنَّك مَا وخَيْراً ، أَي ) إِنّك ( مَعَ خَيْرٍ ، أَي سَتُصِيبُ *!خَيْراً ) ، وهو مَثَلٌ .
( وبَنُو الخِيَارِ بْنِ مَالِكٍ : قَبِيلَةٌ ) ، هو الخِيَارُ بنُ مَالِك بٌّ زَيْد بنِ كَهْلاَن من هَمْدانَ .
( وحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ *!-الخِيَارِيٌّ ) ، إِلى بَيْع *!الخِيَار ، ( مُحَدِّثٌ ) ، سَمِع من سَعِيد بنِ البَنَّاءِ ، *!وَتأَخَّر إِلى سنة 617 وعنه ابنُ الرّباب وآخَرون . قال ابنُ نُقْطَة : صَحِيحُ السَّمَاعِ ، وابنُه عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن ، سَمِعَ من ابْن يُونُسَ وغَيْرِه . 7
( وَأَبُو *!الخِيَار يُسَيْر أَو أُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و ) الكِنْدِيّ ، *!الأَخِيرُ قَوْلُ أَهْل الكُوفَة . وقال يَحْيى بن مَعِين : أَبو *!الخِيَار الّذِي يَرْوِي عن ابنِ مَسْعُود اسْمُه يُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و ، وأَدْرَكَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعاشَ إِلى زَمَن الحَجَّاج . وقال ابنُ المَدِينيّ : وَأَهلُ البَصْرَة يُسَمُّونه أُسَيْر بن جابرٍ ، رَوَى عنه زُرَارةُ بنُ أَوْفَى وابنُ سِيرينَ
____________________

(11/246)


وجماعَة ، والظاهِرُ أَنّه يُسَيْرُ بنُ عَمْرو ابن جابِر ، قاله الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْد . قلْت : وسيأْتِي للمُصَنِّف في :
يسر
( *!وخَيْرٌ أَو عَبْدُ *!خَيْرٍ الحِمْيَرِيُّ ) ، كان اسمُه عَبْد شَرّ ، فغَيَّره النّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قِيل ، كذا في تارِيخ حِمْص لعَبْد الصَّمَد بنِ سَعِيد . وقرأْتُ في تَارِيخ حَلَب لابْنِ العَدِيم ما نَصُّه : وهو من بَنِي طَيِّىء ، ومن وَلَده عامِرُ بنُ هَاشِم بنِ مَسْعُود بنِ عَبْدِ الله بن عَبْدِ خَيْر ، حَدَّث عن مُحَمَّد بن عُثْمَان بنِ ذي ظَلِيم عن أَبِيه عن جَدِّه قِصَّةَ إِسْلام جَدِّه عَبْدِ خَيْر ، فراجِعْه . ( و ) خَيْرُ ( بْنُ عَبْد يَزِيدَ الهَمْدانِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والصَّواب عَبْدُ خَيْر بنُ يَزِيدَ ، أَدركَ الجاهِلِيَّة ، وأَسْلَم في حَياة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ورَوَى عن عَلِيّ ، وعنه الشَّعْبِيّ : ( صحابِيّون ) .
( وأَبُو *!خِيْرَةَ ) ، بالكَسْر ، وفي التَّبْصِير بالفَتْح قال الخطيب : لا أَعْلم أَحَداً سَمَّاه ( الصُّنَابِحِيّ ) إِلى صُنَابِح ، قَبِيلَة من مُرَاد . هاكذا في سَائِر أُصُولِ القَامُوسِ . قال شيخُنَا : والظَّاهِر أَنَّه وَهَمٌ أَو تَصْحِيف ولذا قال جَماعَة من شُيُوخِنا : الصَّواب أَنه الصُّبَاحيّ إِلى صُباح بن لُكَيْز من عَبْدِ القَيْس ، قَالُوا : قَدِمَ على رَسُولِ اللهاِ صلى الله عليه وسلمفي وَفْد عَبْدِ القَيْس ، كما رواه الطَّبرَانِيّ وغَيْرُه . قال ابنُ مَاكُولاَ : ولا أَعْلَم مَن رَوَى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلممن هاذِه القبيلة غَيْرَه . قُلتُ : ورأَيتُه هاكَاذ في مُعْجَم الأَوسَط للطَّبرانِيّ ، ومِثْله في التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ ، ولا شَكَّ أَنَّ المُصَنِّف قد صَحَّف .
وزَادُوا أَبا *!خَيْرة : والدَ يَزِيد ، له فًّدَةٌ . استَدْرَكه الأَشِيرِيّ على ابحٌّ عَبْدِ البَر .
( *!وخَيْرَةُ بِنْتُ أَبي حَدْرَدٍ ) ، بفتح الخَاءِ ، ( من الصَّحَابَة ) ، وهي أُمُّ الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عنها .
____________________

(11/247)



( وأَبُو *!خَيْرَةَ عُبَيْد الله ، حَد 2 ) ، وهو شَيْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عَبْد الوَارِث . ( وأَبُو *!خَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ حَذْلَمٍ عَبَّادٌ ) ، كذا في النُّسخ ، والصَّواب مُحَبّ بنُ حَذْلَم ، كذا هو بخَطِّ الذَّهَبيّ . قال : رَوَى عن مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، وكان من صُلَحاءِ مِصْرَ . ( ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَة ) السَّدُوسِيّ البَصْرِيّ ، نَزِيلُ مِصْرَ ، ( مُحَدِّثٌ ) مُصَنِّفٌ . رَوَى له أَبُو دَاوُود والنَّسَائِيُّ ، مات سنة 151 . لاكن ضَبَطَ الحافظُ جَدَّه في التَّقْرِيب كعِنَبَة .
( *!وخَيْرَةُ بِنْتُ خُفَافٍ ، و ) *!خَيْرَةُ ( بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمان : رَوَتَا ) ، أَما بنْت خُفَاف فَرَوَى عَنْهَا الزُّبَيْر بن خِرِّيتٍ . وأَما بِنْت عَبْدِ الرَّحْمان فقالت : بَكَت الجِنّ عى الحُسَيْن .
( وأَحْمدُ بنُ *!خَيْرُون المِصْرِيّ ) ، كذا في النُّسخ ، والذي عند الذَّهبيّ خَيْرُون بن أَحْمَد بن خَيْرون المِصْريّ ، وهو الَّذِي يَرْوِي عن ابنِ عَبد الحَكَم ( ومُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونَ القَيْرَوَانِيُّ ) أَبو جَعْفَر ، مات بعد الثلاثِمَائة . ( ومُحَمَّدُ بْنُ عمر بن خَيْرُون المُقْرىءُ ) المَعَافِريّ ، قَرَأَ عَلَى أَبي بَكْر بنِ سَيف . ( والحَافِظُ ) المُكْثِر أَبُو الفَضْل ( أَحمدُ بْنُ الحَسَن بنِ خَيْرُونَ ) ابن إِبراهِيم المُعَدّل البَاقِلاَّنِيّ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ وَإِمَامُهَا ، سَمِعَ أَبا عليّ بن شَاذَانَ وَأَا بَكْرٍ البَرْقَانيّ وغَيْرَهما ، وعنه الحافِظُ أَبُو الفَضْل السّلاميّ وخَلْقٌ كَثِير ، وهو أَحَدُ شُيوخ القَاضي أَبِي عَلِيّ الصَّدفِيّ شَيْخ القَاضِي عِياض ، تُوفِّيَ ببَغْدَادَ سنة 488 وأَخُوه عَبْدُ المَلِك ابنُ الحَسَن ، سَمِعَ البَرْقَانِيّ . ( و ) أَبُو السُّعُود ( مُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونَ ) بنِ عَبْد الملِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُونَ ، رَوَى عنه ابْنُ سُكَيْنة ، سَمِع إِسماعيلَ ابْنَ مَسْعَدَة ، وَأَبُوه له رِوَايَةٌ ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ : ( مُحَدِّثُون ) .
قال شيخُنَا : واختلَفُوا في خَيْرُون ، هل يُصْرف كما هو الظَّاهِر ، أَو
____________________

(11/248)


يُمْنَع كما يَقَع في لِسَان المُحَدِّثين لشَبهه بالفِعْل كما قاله المزّيّ أَو لإِلحاق الواوِ والنُّون بالأَلف والنّون .
( وأَبو مَنْصُور ) مُحَمَّد بنُ عَبْد المَلِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُون ( *!-الخَيْرُونِيُّ ) الدّبّاس البَغْدَادِيّ من دَرْب نُصَيْر ، ( شيْخٌ لابْنِ عَسَاكِرَ ) ، سَمعَ عَمَّه أَبا الفَضْل أَحْمَدَ بنَ الحَسَن بْنِ خَيْرُون ، والحافِظَ أَبَا بَكْر الخَطِيبَ ، وأَبَا الغَنَائِم بن المَأْمون ، وعَنْه ابنُ السّمْعَانِيّ . وفاتَه عَبْدُ الله بنُ عَبْد الرَّحمان بن خَيْرُون القُضاعِيّ الأَبديّ ، سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ البَرّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
يقال : هم خَيَرَةٌ بَرَرَةٌ ، بفَتْح الخَاءِ واليَاءِ ، عن الفَرَّاءِ .
وقَوْلُهم : *!خِرْتَ يا رَجُل فأَنْت *!خَائِر ، قال الشاعر :
فما كِنانَةُ في *!خَيْر *!بخَائِرَةٍ
ولا كِنانَةُ في شَرَ بأَشْرارِ
ويُقَال : هُو من خِيَارِ النَّاسِ . وما *!أَخْيَرَه ، وما *!خَيْرَه ، *!الأَخِيرة نَادِرَةُ . ويقال : ما *!أَخْيَرَه *!وخَيْرَه ، وأَشَرَّه وشَرَّه .
وقال ابن بُزُرْج : قالوا : هم *!الأَخْيَرُون والأَشَرُّون من *!الخَيَارَة والشَّرَارَاةِ . وهو *!أَخْيَرُ مِنْك وأَشَرُّ منك في *!الخَيَارة والشَّرارَةِ ، بإِثْبَاتِ الأَلِف . وقَالُوا في *!الخَيْر والشَّرّ : هو *!خَيْرٌ مِنْك ، وشَرٌّ مِنْك ، وشُرَيْر مِنْك ، *!وخُيَيْر مِنْك ، وهو *!خُيَيْرُ أَهْلِه ، وشُرَيْرُ أَهْلِه .
وقالُوا : لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرِ ، أَي الأَفْضَل أَو ذِي الخَيْر . ورَوَى ابْنُ الأَعْرَابِيّ : لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرُ ، برَفْع الخَيْر عَلَى الصّفَة للعَمْرِ . قال والوَجْه الجَرّ ، وكذالك جَاءَ في الشَّرّ .
وعَن الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ في مَثَل للقَادِم مِنْ سَفَرٍ ( خَيْرَ مَا رُدَّ في أَهْل ومَال ) أَي جَعَلَ الله ما جِئْت خَيرَ ما رَجَعَ به الغائِبُ .
قال أَبو عُبَيْد : ومن دُعَائِهِم في النِّكَاح : على يَدَيِ الخَيْرِ واليُمْنِ .
____________________

(11/249)



وفي حَدِيثِ أَبي ذَرَ ( أَنَّ أَخَاه أُنَيساً نافَرَ رَجُلاً عن صِرْمَة لَه وعن مِثْلها ،*! فخُيِّرَ أُنَيْسٌ فأَخَذَ الصِّرْمَة ) . مَعْنَى *!خُيِّر ، أَي نُفِّر . قال ابنُ الأَثِير : أَي فُضِّل وغُلِّبَ . يقال : نَافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غَلَبْتُه .
وتَصغير *!مُختار *!مُخَيِّر ، حُذِفت منه التاءُ لأَنَّهَا زَائِدَة ، فأَبْدلت من الياءِ ، لأَنَّهَا أُبدِلَ منهَا في حال التَّكْبِير . وفي الحَدِيث (*! خَيَّرَ بينَ دُورِ الأَنْصَار ) ، أَي فَضَّلَ بَعْضَهَا على بَعْضٍ .
ولك *!خِيرَةُ هاذه الإِبلِ *!وخِيَارُهَا ، الواحِدُ والجَمْع في ذالِك سواءٌ . وجَمَلٌ *!خِيَارٌ ، وناقَةٌ خِيَارٌ : كريمةٌ فارِهَة . وفي الحديث ( أَعطوه جَمَلاَ رَبَاعياَّ *!خِيَاراً ) أَي *!مُخْتَاراً . وناقَة *!خِيَارٌ : *!مُخْتَارة .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : نَحَرَ *!خِيرَةَ إِبلِه *!وخُورَةَ إِبِله .
وفي حديث الاستخارة ( اللَّهُمَّ *!خِرْ لِي ) أَي *!اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن .
وفُلانٌ *!-خِيرِيَّ من النَّاس ، بالكَسْر وتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة ، أَي صِفِيِّي .
*!واستخارَ المَنزِلَ : استَنْظَفَه . *!واستخاره :استعطفه : وهاذا محلّ ذِكْرِه .
*!وتَخَايَرُوا : تَحَاكَمُوا في أَيِّهم أَخْيَرُ .
*!والأَخَايِرُ : جَمْع الجَمْع ، وكذا *!الخِيرَانُ وفُلانٌ ذُو *!مَخْيَرَةٍ ، بفتح التحتيّة ، أَي فَضْل وشَرَف .
*!وخَيْرَةُ : أُمّ الحَسَن البَصْرِيّ .
وفي المثَل ( إِنّ في الشَّرِّ *!خِيَاراً ) أَي ما *!يُختار .
وأَبو عليّ الحُسَيْن بنُ صالح بن خَيرانَ البَغْدَادِيّ : وَرِعٌ زاهِدٌ . وأَبو نَصْر عَبْدُ المَلِك بنُ الحُسَيْن بن خَيرانَ الدّلّال ، سمعّ أَبا بَكر بن الإِسكاف ، توفِّي سنة 472 .
____________________

(11/250)



كتاب *!والخِيرِيّ : نَبَاتٌ ، وهو مُعَرَّب .
*!والخِيَارِية : قَرية بمصر ، وقد دخلْتها . ومنها الوَجِيهُ عبدُ الرّحمان ابنُ عَلِيّ بنِ مُوسَى بن خَضِرٍ *!-الخِيَارِيّ الشافِعِيُّ نَزِيلُ المدِينَة .
ومُنْيَةُ *!خَيْرونَ : قريةٌ بمصر بالبَحْر الصَّغِير .
*!وخَيْر آباد : مدينة كَبِيرَة بالهند . منها شيخُنَا الإِمامَا المُحَدِّث المُعَمصآ صَنْعَةُ اللَّهِ بن الهدادِ الحَنَفيّ ، روى عن الشَّيْخ عبدِ الله بنِ سالِمٍ البَصْرِيّ وغيره .
*!والخِيرَة ، بالكسر : الحَالَةُ التي تَحصُل للمُستَخِير .
وقوله تعالى : { وَلَقَدِ *!اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ } ( الدخان : 32 ) يَصِحّ أَن يكون إِشَارَةً إِلى إِيجاده تعالى خيراً ، وأَن يكون إِشَارَةً إِلى تقديمهم علَى غيرهم .
*!والمُخْتَار قد يُقَال للفَاعِل والمَفْعُول .
وخِطّة بني خَيرٍ بالبَصْرة معروفة إلى فَخِذ من اليَمن .
وبنو خيرانَ بنِ عمرِو بن قَيْس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شَمْس : قَبيلة باليَمن ، كذا قاله ابن الجوّانيّ النّسّابة . ومنهم من يقول : هو حَيران بالحَاءِ المهملة والموحّدة .
2 ( فصل الدال ) المهملة مع الراءِ)
دبجر 2
يستدرك عليه هنا :
دَبجرا ، بالفتح : اسم قرية بمصر بالشرقيّة .
دبر : ( الدُّبُْر ، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن : نَقِيضُ القُبُلِ . و ) الدُّبُر ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : عَقبُه ومُؤَخَّرُه . و ) من المَجاز : ( جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْرِ ) ، أَي آخِرَه ، على المَثَل . يقال : جِئْتك دُبُرَ الشَّهْر ( وفِيهِ ) ، أَي في دُبُره ، ( وعَلَيْهِ ) ، أَي عَلى دُبُره ، ( و ) الجَمْع من كُلّ ذالك أَدْبَارٌ . يقال :
____________________

(11/251)


جئتُك ( أَدْبَارَه ، وفِيهَا ) ، أَي في الأَدْبار . ( أَي آخِرَه . و ) الأَدْبارُ لذَوات الظِّلف والمِخْلَب : ما يَجْمَع ( الاسْت ) والحَيَاءَ . وخَصّ بعضُهُم به ذَواتِ لخُفِّ والحَيَاءِ ، الواحِدُ دُبُرٌ .
( و ) الدُّبُر والدُّبْر : ( الظَّهْرُ ) ، وبه صَدَّرَ الزَّمَخْشَرِيّ في الأَساس ، والمصنِّف في البصائر ، وزاد الاستدلالَ بقوله تعالى : { وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } ( القمر : 45 ) قال : جَعَله للجماعة ، كقولِه تَعالى : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } ( إبراهيم : 43 ) والجمعُ أَدْبَارٌ . قال الفَرَّاءُ : كان هاذا يوم بَدْرٍ . وقا ابنُ مُقْبِل :
الكَاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ وإِدْبَارُ النُّجُومِ : تَوَالِيهَا . وأَدْبَارُهَا أَخْذُهَا إِلى الغَرْب للغُرُوب آخِرَ اللَّيْل . هاذِه حِكايَةُ أَهل اللُّغَة ، قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدرِي كَيْف هاذا ، لأَنَّ الأَدْبَارَ لا يَكُون الأَخْذَ ، إِذ لأَخْذُ مَصْدرٌ والأَدْبَارُ أَسماءٌ . وأَدْبار السُّجودِ وإِدبارُه : أَواخِرُ الصَّلوَاتِ . وقد قُرِىءَ : وأَدْبار ، وإِدْبار ، فمَنْ قرأَ وأَدْبَار ، فمِن ابِ خَلْفَ ووَراء ، ومَن قَرأَ وإِدْبَار ، فمِن بابِ خُفوق النَّجْم .
قال ثعلب في قَوْلِهِ تعالى : { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } ( الطور : 49 ) { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } ( ق : 40 ) قال الكسَائيّ : إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحر . وأَدْبَار السجود لأَنص مع كل سَجْدة إِدْباراً .
وفي التهذيب مَنْ قرأَ : { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } ، بفتح الأَلف جمع على دُبُر وأَدْبار ، وهما الرَّكْعَتَان بعد المَغْرِب ، رُوِيَ ذالِك عن عَلِيّ بن أَبِي طالِبٍ رضي الله عَنْه . قال : وأَما قوله : { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } في سورة الطُّور ، فهما الرَّكْعَتَان قبل الفجر ، قال : ويُكسرَان جميعاً ويُنْصَبانِ ، جائزانِ .
( و ) الدُّبُر : ( زَاوِيَةُ البَيْتِ ) ومُؤَخَّرُه .
( و ) الدَّبْر ، ( بالفَتْحِ : جَماعَةُ
____________________

(11/252)


النَّحْلِ ) ، ويقال لها الثَّوْلُ والخَشْرَمُ ، ولا وَاحِدَ لشيْءٍ من هاذا ، قاله الأَصمَعيّ .
( و ) روَى الأَزْهَرِيّ بسنده عن مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيْرِيّ : الدَّبْر : ( الزَّنَابِيرُ ) . ومن قال النَّحْل فقد أَخطأَ . قال : والصواب ما قاله الأَصمعيّ .
وفَسَّر أَهلُ الغَرِيبِ بهما في قصّة عاصم بن ثابتٍ الأَنصاريّ المعروف بحَمِيِّ الدَّبْرِ ، أُصِيبَ يومَ أُحُدٍ فمَنَعت النَّحْلُ الكُفَّارَ منه ؛ وذالك أَن المشركين لمَّا قَتلُوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به ، فسلَّطَ الله عليهم الزَّنابيرَ الكِبَارَ تَأْبِر الدَّارِعَ ، فارتدَعَوا عنه حتى أَخَذَه المُسْلِمُون فَدَفَنُوه ، وفي الحديث ( فأَرْسَلَ اللَّهُ عليهم مِثْلَ الظُّلْمَةِ مِن الدَّبْرِ ) ، قيل : النَّحْل ، وقيل : الزَّنابير .
ولقد أحسٌّ ع المُصنِّف في البَصَائر حيث قال : الدَّبْر : النَّحْل والزّنابِير ونَحْوهُمَا مما سِلاحُها في أَدْبَارِها .
وقال شَيْخُنَا نَقْلاً عن أَهْل الاشْتِقَاق : سُمِّيَت دَبْراً لتَدْبِيرها وتَأَنُّقِها في العَمَل العَجِيب ، ومنه بِنَاءُ بُيوتِها . ( ويُكْسَر فِيهِما ) ، عن أَبي حَنِيفَة ، وهاكذا رُوِيَ قولُ أَبي ذُؤَيب الهُذَليّ :
بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفُهَا
وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْن وهْي خَلُوجُ
عَنَى شُعْبَةً فيها دَبْر .
وفي حديث سُكَيْنةَ بنتِ الحُسَيْن ( جاءَت إِلى أُمّها وهي صغيرة تَبْكِي فقالت لها : مالَكِ ؟ فقالتْ : مَرَّت بي دُبَيْرة ، فلسَعَتْني بأُبَيْرة ) ، هي تصغير الدَّبْرة النّحلة ، ( ج أَدْبُرٌ ودُبُورٌ ) ، كفَلْس وأَفْلُسٍ وفُلُوس . قال لبيد :
بِأَشْهَبَ من أَبْكارِ مُزْنِ سَحَابةٍ
وأَرْيِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ
أَراد : شارَه من النَّحْل ، أَي جَناه .
قال ابنُ سِيدَه : ويجوز أَن يكون جمْع دَبْرة ، كصَخْرَة وصُخُور ، ومَأْنَة ومُؤُون .
____________________

(11/253)



( و ) الدَّبْرُ : ( مَشَارَاتُ المَزْرَعَةِ ) ، أَي مَجَارِي مائِها ، ( كالدِّبَارِ ، بالكَسْرِ ، واحِدُهُما بِهَاءٍ ) ، وقيل : الدِّبَار جمْع الدَّبْرَة ، قال بِشْر بن أَبِي خَازِم :
تَحَدُّرَ ماءِ البِئْر عن جُرَشِيَّةٍ
علَى جِرْبَةٍ يَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وقيل الدِّبَار : الكُرْدَة من المَزْرعَة ، الواحِدَة دِبَارَةٌ .
والدِّبَاراتُ : الأَنْهَار الصِّغَار التي تَتَفَجَّر في أَرض الزَّرْع ، واحدتها دَبْره ، قال ابنُ سِيدَه : ولا أَعْرف كيف هاذا إِلاَّ أَن يكون جمعَ دَبْرَة على دِبَار ، ثمّ أُلْحِقَ الْهاءُ للجَمْع ، كما قالُوا الفِحَالَة ، ثُمَّ جُمِع الجَمْعُ جَمْعَ السَّلاَمة .
( و ) الدَّبْر أَيضاً : ( أَوْلادُ الجَرَادِ ) ، عن أَبي حَنِيفَة : ونصّ عبارته : صِغَار الجَرَادِ ، ( ويُكْسَرُ ) .
( و ) الدَّبْر : ( خَلْفُ الشَّيْءِ ) ، ومنه جَعَلَ فُلانٌ قَوْلَكَ دَبْآع أُذُنِهِ ، أَي خَلْف أُذُنه . وفي حديث عُمَر : ( كُنْتُ أَرجو أَن يَعيشَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمحتى يَدْبُرَنا ) ، أَي يَخْلُفنا بعد مَوْتِنَا . يقال : دبَرْتُ الرَّجُلَ دَبْراً إِذا خَلَفْتَه وبَقِيتَ بَعْدَه .
( و ) الدَّبْر : ( المَوْتُ ) ، ومنه دَابَر الرَّجُلُ : ماتَ . عن اللِّحْيَانيّ ، وسيأْتي .
( و ) الدَّبْر ؛ ( الجَبَلُ ) ، بلسانِ الحَبشة . ( ومِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ ) مَلِكِ الحَبَشَةِ أَنه قال : ( ( ما أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْراً ذَهَباً وأَنِّي آذَيْتُ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِين ) ) . قال الصَّغانِيّ : وانْتِصَاب ( ذَهَباً ) على التَّمْيِيز . ومثله قولُهم : عندي راقُودٌ خَلاًّ ، ورِطْلٌ سَمْناً . والواو في ( وأَنّى ) بمعنى ( مَعَ ) ، أَي ما أُحِبّ اجْتِمَاع هاذَيْنِ ، انْتَهَى . وفي رواية ( دَبْرا من ذَهبٍ ) . وفي أَخرى : ( ما أُحِبُّ أَن يكون دَبْرَى لي
____________________

(11/254)


ذَهَباً ) وهاكذا فَسَّروا ، فهو في الأَوَّل نَكرَة وفي الثَّاني مَعْرفة . وقال الأَزهريّ : لا أَدْرِي أَعرَبِيّ هو أَم لا ؟ .
( و ) الدَّبْر : ( رُقَادُ كُلِّ سَاعَة ) ، وهو نحْو التَّسبيح ، ( و ) الدَّبْر ( الاكْتِتابُ ) ، وفي بعض النسخ الالتتاب ، باللام ، وهو غَلَط . قال ابنُ سِيدَه : دَبَرَ الكِتَابَ يَدْبُره دَبْراً : كَتَبَه ، عن كُراع . قال : والمعروف ذَبَره ، ولم يَقُل دَبَرَه إِلاّ هو .
( و ) الدَّبْر : ( قِطْعَةٌ تَغْلُظُ في البَحْرِ كالجَزِيرَة يَعْلوهَا الماءُ ويَنْصَبُّ عنها ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وهو مُوافِقٌ لِما في الأُمَّهات اللُّغَوِيَّة . وفي بعض النُّسخ : يَنضُب من النضب ، وكلاها صَحيح .
( و ) الدَّبْر : ( المَالُ الكَثِيرُ ) الذي لا يُحصَى كَثْرة ، واحدُه وجَمْعُه سَوَاءٌ ، ( ويُكْسَرُ ) يقال : مَالٌ دَبْر ، ومَالانِ دَبْر ، وأَمْوالٌ دَبْرٌ . قال ابنُ سِيدَه : هاذا الأَعْرف ، قال : وقد كُسِّر على دُبُور ، ومثلْه مال دَثْر . وقال الفَرَّاءُ : الدَّبْرُ : الكَثِير ( من ) . الضَّيْعَة والمَال . يقال : رجلٌ كَثِيرٌ الدَّبْرِ ، إِذا كانَ فاشِيَ الضَّيْعَة ، ورجُل ذو دَبْرٍ : كثيرُ الضَّيْعَةِ والمال ، حكاه أَبو عُبَيْد عن أَبِي زَيْد .
( و ) الدَّبْرُ : ( مُجَاوَزَةُ السَّهْمِ الهَدَفَ ، كالدُّبُورِ ) ، بالضّمّ ، يقال : دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ يَدْبُره دَبْراً ودُبُوراً ، جاوَزَه وسَقَطَ وَراءَه .
( و ) قولُهم : ( جَعَلَ كَلاَمَكَ دَبْرَ أُذُنِه ) ، ي خَلْفَ أُذُنه ، وذالِك إِذا ( لم يُصْغِ إِلَيْهِ وم يُعَرِّجْ عَلَيْهِ ) ، أَي لم يَعْبَأْ به وتَصَامَم عنه وأَغْضَى عنه ولم يَلتفِتْ إِليه ، قال الشاعر :
يَدَاهَا كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذَا مَشَتْ
ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْن طَرُوحُ
( والدَّبْرَةُ : نَقِيضُ الدَّوْلةِ ) ، فالدَّوْلةُ في الخَيْر ، والدَّبْرَة في الشَّرّ . يقال :
____________________

(11/255)


جَعَل اللَّهُ عليك الدَّبْرَة . قاله الأَصْمعِيّ . قال ابنُ سِيدَه : وهاذا أَحْسَنُ ما رأَيْتُه في شَرْح الدَّبْرَةِ ، ( و ) قيل : الدَّبْرَةُ : ( العَاقِبَةُ ) ، ومنه قَوْلُ أَبِي جهل : لابْنِ مَسْعودٍ وهو صَرِيعٌ جَريحٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال لِلّه ولرسُولِه ، يا عَدُوَّ الله . ( و ) يقال : جَعَلَ اللَّهُ عليهم الدَّبْرَةَ ، أَي ( الهَزِيمة في القِتَالِ ) ، وهو اسْمٌ من الإِدْبَار ، ويُحَرَّك ، كما في الصّحاح ، وذَكَرَه أَهْلُ الغَرِيب .
( و ) عن أبي حَنيفةَ : الدَّبْرَةُ : ( البُقْعَةُ ) من الأَرْض ( تُزْرَعُ ) ، والجَمْع دِبَارٌ .
( و ) من المَجَاز : الدِّبْرَة : ( بالكَسْرِ ، خِلاَفُ القِبْلَةِ . و ) يقال : ( مالَهُ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ ، أَي لَمْ يَهْتَدِ لجِهَةِ أَمْرِهِ ) . وقَوْلُهم : فُلانٌ مَا يَدْرِي قِبَالَ الأَمر من دِبارِه ، أَي أَوَّلَه من آخِرِه . وليس لِهاذا الأَمرِ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ ، إِذا لم يُعْرَف وَجْهُه .
( و ) الدَّبَرَة : ( بالتَّحْرِيكِ : قَرْحَةُ الدَّابَّةِ ) والبَعِيرِ ، ( ج دَبَرٌ ) ، مُحَرَّكَةً ، ( وأدْبَارٌ ) ، مثل شَجَرَة وشَجَرَ وأَشْجَار . وفي حديث ابْنِ عَبّاس ( كانُوا يَقولون في الجاهليّة : إِذا بَرَأَ الدَّبَر ، وعَفَا الأَثَر ) ، وفسّروه بالجُرْح الذي يكون في ظَهْر الدّابّة . وقيل : هو أَن يَقْرَح خُفُّ البَعِير ، وقد ( دَبِرَ ) البَعِيرُ ، ( كفَرِحَ ) ، يَدْبَر دَبَراً ، ( وأَدْبَرَ ) ، واقتصر أَئِمَّة الغَرِيب على الأَوَّل ، ( فهو ) ، أَي البَعِيرُ ( دَبِرٌ ) ، ككَتِف ، وأَدْبَرُ ، والأُنْثَى دَبِرَةٌ وَدَبْراءُ ، وإِبِلٌ دَبْرَى .
( و ) في المَثَل : ( ( هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ ما لاَقَى الدَّبِرُ ) ) . ذَكَرَه أَهلُ الأَمْثَال في كُتُبِهم ، وقالوا : ( يُضْرَبُ في سُوءِ اهْتِمَامِ الرَّجُلِ بِصَاحِبِه ) ، وهاكذا فَسَّرَه شُرَّاحُ المَقَامَات .
( وأَدْبَرَهُ ) الحِمْلُ و ( القَتَبُ ) فدَبِرَ .
( ودَبَرَ ) الرَّجلُ دَبْراً : ( وَلَّى ، كأَدْبَرَ ) إِدْباراً ، ودُبْراً ، وهاذا عن كُرَاع .
قال أَبو مَنْصور : والصَّحيح أَن
____________________

(11/256)


الإِدْبَارَ المَصْدَرُ ، والدُّبْر الاسْمُ . وأَدْبَرَ أَمرُ القَوْمِ : وَلَّى لِفَسَادٍ ، وقَوْلُ الله تعالى : { ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } ( التوبة : 25 ) هاذا حالٌ مُؤَكّدة ، لأَنه قد عُلِم أَنَّ مع كُلِّ تَوْلِيَة إِدْباراً فقال : مُدْبِرين ، مُؤَكّداً .
وقال الفرَّاءُ : دَبَرَ النَّهَارُ وَأَدْبَرَ ، لُغَتانِ ، وكذالك قَبَلَ وأَقْبَلَ ، فإِذا قالوا : أَقْبَلَ الرّاكبُ أَو أَدْبَرَ ، لم يقولوا إِلاْ بالأَلف .
قال ابنُ سِيده : وإِنَّهُمَا عندي في المعَنى لَواحِدٌ لا أُبْعدُ أَن يَأْتِيَ في الرِّجَال ما أَتَى في الأَزْمِنَة . وقرأَ ابنُ عَبَّاس ومُجَاهِدٌ { وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } ( المدثر : 33 ) مَعْنَاه وَلَّى ليَذْهَب .
( و ) دَبَر ( بالشَّيْءِ : ذَهَبَ بِهِ . و ) دَبَرَ ( الرَّجُلُ : شَيَّخَ ) ، وفي الأَساس شَاخَ ، وهو مَجَازٌ ، وقيل ومنه قَوْلُه تَعَالى : { وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } .
( و ) دَبَر ( الحَدِيثَ ) عن فُلانٍ ( : حَدَّثَه عَنْه بَعْدَ مَوْتِهِ ) ، وهو يَدْبُر حَدِيثَ فُلانٍ أَي يَرْوِيه . ورَوَى الأَزْهَرِيّ بسَنَده إِلى سَلَّام بنِ مِسْكين قال : سَمِعْتُ قَتَادَة يُحدِّث عن فلانٍ يَروِيه عن أَبي الدَّرْدَاءِ ، يَدْبُرُه عن رَسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما شَرَقَتْ شَمْسٌ قطُّ إِلاّ بجَنْبِهَا مَلَكَانِ يُنادِيَان ، إِنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقلَيْن الجِنِّ والأَنْس : أَلاَ هَلُمُّوا إِلى رَبّكم فإِنَّ ما قَلَّ وكَفَى خَيْرٌ مما كَثُر وأَلْهَى ، اللّهُمَّ عَجِّل لمُنْفِقٍ خَلَفاً ، وعَجِّل لمُمْسِك تَلَفاً ) .
قال شَمِرٌ : ودَبَرْت الحَدِيثَ ، غيْرُ مَعروف ، وإِنما هو يُذْبُره ، بالذّال المُعْجَمَة ، أَي يُتْقِنه ، قال الأَزهِرَيِ : وأَما أَبو عُبَيد فإِن أصحابَه رَوَوْا عنه : يَدْبُرُه ، كما تَرَى .
( و ) دَبَرَت ( الرِّيحُ : تَحَوَّلَت ) ، وفي الأَسَاس : هَبَّت ( دَبُوراً ) ، وفي الحديث . قال صلى الله عليه وسلم
____________________

(11/257)


( نُصِرْت بالصَّبَا وأُهلِكَت عادٌ بالدَّبُور ) ( وهي ) أَي الدَّبور ، كصَبُور ، وفي نسخة شَيْخنا ( وهو ) بتَذْكِير الضَّمِير ، وهو غَلَطٌ ، كما نعَّه عليه ، إِذ أَسماءُ الرِّيَاح كُلِّهَا مُؤَنَّثةٌ إِلاَّ الأَعْصَارَ ( رِيحٌ تُقَابِل الصَّبَا ) . والقَبُولُ : رِيحٌ تَهُبّ من نَحْو المَغْرب ، والصَّبَا يُقَابِلها من ناحِيَةِ المَشْرِق ، كذا في التَّهذِيب . وقيل : سُمِّيَت ( بالدَّبُور ) لأَنَّهَا تأْتِي من دُبُر الكَعبة ممّا يَذح 2 ب نحو المَشْرِقِ ، وقد رَدصِ ابنُ الأَثِير وقال : ليس بشْيءٍ ، وقيل : هي التي تَأْتِي من خَلْفِك إِذا وَقفْت في القِبْلَة .
وقال ابنُ الأَعرابيّ : مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطَّائرِ إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ .
وقال أَبو عَلِيّ في التّذْكِرَة : الدَّبُور : يكون اسْماً وصِفَةً ، فمِنَ الصِّفة قَولُ الأَعْشَى .
لها زَجَلٌ كحَفيف الحَصا
دِ صادَف باللَّيْل رِيحاً دَبُوراً
ومن الاسم قولُه ، أنشدَه سِيبَوَيْهِ لرجُل من باهِلَة :
رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ وتارَةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائِبُ التَّهْتَانِ
قال : وكَونُها صِفَةً أكثرُ . والجمع دُبُرٌ ودَبائرُ .
وفي مجمع الأمثال للمَيْدانيّ : وهي أَخْبَثُ الرِّياح ، يقال إِنَّهَا لا تُلقِح شَجراً ولا تُنْشِيءُ سَحاباً .
( ودُبِرَ ) الرّجلُ ، ( كعُنِىَ ) ، فهو مَدْبُورٌ : ( أَصابَتْه ) رِيحُ الدَّبُورِ . ( وأَدْبَرَ : دَخَل فِيهَا ) ، وكذالِك سائِرُ الرِّيَاح .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : أَدْبَرَ الرَّجلُ إِذا ( سافَر في دُبَارٍ ) ، بالضَّمّ ؛ يومِ الأَرْبَعاءِ ، كما سيأْتِي للمُصَنِّف قريباً ، وهو يَومُ نَحْسٍ ، وسُئلِ مُجَاهِدٌ عن يوم النَّحْس فقال : هو الأَربعاءُ لا يَدُور في شَهْرِه
____________________

(11/258)


( و ) من المَجاز : قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَدْبَرَ الرّجلُ ، إِذا ( عَرَفَ قَبِيلَه مِنْ دَبِيرِه ) ، هاكذا في النُّسَخ ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيّ : دَبِيرَه من قَبِيله ، ومن أَمْثَالهم : ( فُلانٌ ما يَعْرِف قَبيهلَه من دَبِيرِه ) . أَي ما يَدْرِي شيئاً .
وقال اللَّيْث : القَبِيل : فَتْل القُطْنِ ، والدَّبِير : فَتْل الكَتّانِ والصُّوفِ .
( و ) قال أَبو عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيّ : ( مَعْنَاه طَاعَته من مَعْصِيتَه ) . ونصّ عِبارته : مَعْصِيَته من طَاَعتِه ، كما في بَعْض النُّسَخ أَيضاً ، وهو مُوافِقٌ لنَصِّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
وقال الأَصْمعِيّ : القَبِيلُ : ما أَقْبَلَ مِن الفاتِل إِلى حَقْوِه ، والدَّبِير : ما أَدْبَرَ به الفاتِلُ إلى رُكْبَته .
وقال المُفَضَّل : القَبِيلُ : فَوْزُ القِدَاح في القِمَار ، والدَّبِيرُ : خَيْبَةُ القِدَاحِ . وسيُذْكَر من هاذا شَيْءٌ في قبل إِن شَاء اللَّهُ تَعالى . وسيأْتي أَيضاً في المَادَّة قَرِيباً للمُصنِّف ويَذْكُر ما فَسَّر به الجَوْهَرِيّ ، ونقل هنا قَوْلَ الشّيبانِيّ وتَرَكَ الأَقْوَالَ البَقِيّة تَفَنُّناً وتَعْمِيَةً على المُطالِع .
( و ) أَدْبَرَ الرّجلُ ، إِذا ( مَاتَ ، كدَابَرَ ) ، الأَخِير عن اللِّحْيَانيّ ، وأَنْشَدع لأُميَّةِ بنِ أَبي الصَّلْت :
زَعَمَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْ
رٍ و أَنَّني يَوْماً مُدَابِرْ
ومُسَافِرٌ سَفَراً بَعِي
داً لا يَؤُوبُ له مُسَافِرْ
( و ) أَدْبَر ، إِذا ( تَغَافَلَ عَنْ حاجَةِ صَدِيقهِ ) ، كأَنَّه وَلَّى عنه . ( و ) أَدْبَرَ ، إِذا ( دَبِرَ بَعِيرُهُ ) ، كما يقولون أَنْقَبُ ، إِذا حَفِيَ خُفُّ بَعِيرِه ، وقد جُمِعَا في حَدِيث عُمَر قال لامرأَة : ( أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ ) ، أَي دَبِرَ بَعِيرُك وحَفِيَ . وفي حَدِيث قَيْسِ بنِ عاصمِ ( إِنِّي لأُفْقِرُ ) ( البَكْرَ الضَّرَعَ والنّابَ المُدبِرَ ) ، قالوا : الَّتي أَدْبَرَ خَيْرُهَا .
____________________

(11/259)



( و ) أَدَبَرَ الرجُلُ : ( صَارَ له ) دَبْر ، أي ( مَالٌ كَثِيرٌ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : أَدْبِرَ ، إِذَا ( انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذُنِ النَّاقَةِ ) إِذا نُحِرَت ( إِلى ) ناحيِيَة ( القَفَا ) ، وأَقْبَلَ ، إِذا صارتْ هاذه الفَتْلَةُ إِلى ناحِيَةِ الوَجْهِ .
( و ) من المَجاز . شَرُّ الرَّأْي ( الدَّبَرِيّ ) ، وهو ( مُحرّكةً : رَأْيٌ يَسْنَحُ أَخِيراً عنْد فَوْتِ الحَاجَةِ ) ، أَي شَرُّه إِذا أَدْبَرَ الأَمرُ وفَاتَ . وقي ؛ الرَّأْيُ الدَّبَرِيّ : الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه ، وكذالك الجَوَابُ الدَّبَرِيّ .
( و ) من المَجاز : الدَّبرِيّ : ( الصّلاةُ في آخِرِ وَقْتِها ) .
قلت : الّذِي وَرَدَ في الحديث : ( لا يَأْتِي الصَّلاةَ إِلاَّ دَبَرِيًّا ) .
وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ( لا يَأْتِي الصصاةَ إِلا دَبُرْاً ) ، يُروَى بالضَّمّ وبالفَتْح . . قالوا : يقال : جاءَ فُلانٌ دَبَرِيّاً أَي أَخيراً ، وفُلانُ لا يُصَلِّي إِلاَّ دَبَرِيًّا ، بالفَتْح ، أَي في آخِر وَقْتها . وفي المحكم : أَي أَخيراً ، رَواه أَبو عُبَيدٍ عن الأَصمعيّ . ( وتُسَكَّنُ الباءُ ) ، رُوِيَ ذالِك عن أَبي الهَيْثَم ، وهو مَنْصُوب على الظَّرف . ( ولا تَقُلْ ) دُبُرِيًّا ، ( بِضَمَّتَيْن ، فأَنصِ مِنْ لَحْنِ المُحَدِّثِين ) ، كما في الصّحاح .
وقال ابنُ الأَثِير : هو منسوبٌ إِلى الدَّبْرِ آخِرِ الشيْيءِ ، وفَتح الباءِ من تَغْييرات النَّسب ، ونَصْبُه على الحَالِ من فاعلِ يَأْتِي .
وعبارة المُصَنِّف لا تَخْلو عن قَلاقَهٍ . وقَولُ المُحَدِّثين : ( دُبُرِيًّا ) ، إِن صَحَّت رِوايَتُه بسَمَاعِهم من الثِّقات فلا لَحْنَ ، وأَمّا مِن حَيْثُ اللُّغَة فصَحِيحٌ ، كما عَرَفْت . وفي حَدِيثٍ آخَر مَرْفُوعَ أَنه قال : ( ثَلاَثَةٌ لا يَقْبَل اللهاُ لهُم صَلاَةً : رَجُلٌ أَتَى الصَّلاةَ دِبَاراً ، ورَجلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً ، ورَجلٌ أَمَّ قَوماً هم له كارهون ) ، قال الأَفْرِيقيّ ، راوِي هاذا الحديثِ : معنَى قوله : دِبَاراً ، أَي بعدَ ما يَفُوت الوَقْتُ .
____________________

(11/260)



وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ النبيِ صلى الله عليه وسلمقال : إِن للمُنافقِين عَلاماتٍ يُعْرَفُون بها ، تَحِيّيُهم لَعْنَةٌ ، وطَعَامُهم نُهْبَةُ ، لا يَقْرَبُون المساجدَ إِلاَّ هَجْراً ، ولا يَأْتُون الصلاةَ إِلا دَبْراً ، مُسْتَكْبِرِين ، لا يَأْلَفُون ولاَ يُؤْلًون ، خُشُبٌ باللَّيْل ، صُخُب بالنَّهَار ) . قال ابنُ الأَعرابيّ : قوله : ( دِباراً ) في الحدِيثِ الأَوّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ ، وهو آخِر أَوقاتِ الشَّيْءِ : الصَّلاةِ وغَيْرِهَا .
( والدَّابِرُ ) يقال للمُتَأَخِّرَ و ( التّابِع ) ، إِمَّا باعْتِبَار المَكَانِ أَو بِاعْتِبارِ الزّمَان أَو باعْتِبَار المَرْتَبَة . يقال : دَبَرَه يَدْبُره ويَدْبِره دُبُوراً إِذا اتَّبَعه مِن ورائِه وتَلاَ دُبُرَه ، وجاءَ يَدْبُرهُم ، أَي يَتْبَعُهم ، وهو من ذالك .
( و ) الدّابِر : ( آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ ) ، قاله ابن بُزُرْج ، وبه فُسِّر قولُهُم : قَطَع اللَّهُ دابِرَهم ، أَي آخِرَ مَنْ بَقِيَ منهم ، وفي الكتاب العَزِيز : { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ( الأنعام : 45 ) ، أي استُؤصِل آخِرُهم . وقال تَعَالَى في مَوضع آخَرَ { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الاْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } ( الحجر : 66 ) . وفي حَدِيث الدّعَاءِ ( وابْعَث عَلَيْهم بأْساً تَقْطَع به دَابِرَهم ) ، أَي جَمِيعَهم حتَّى لا يَبْقَى منهم أَحَدٌ .
( و ) قال الأَصمعيّ وغيره : ( الأَصْلُ ) . ومَعْنَى قَوْلهم : قَطَع اللَّهُ دابِرَه ، أَي اذْهَبَ اللَّهُ أَصْلعه ، وأنشد لوَعْلَةَ :
فِدًى لَكْمَا رِجْلَيّ أُمِّي وخَالَتِي
غَداةَ الكُلاَبِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ
أي يُقتَل القَومُ فتَذح 2 ب أُصُولُهم ولا يَبْقَى لهم أَثَرٌ .
( و ) الدَّابِر : ( سَهْمٌ يَخْرُجُ من الهِدَفِ ) ويَسْقُط وَرَاءَه ، وقد دَبَرَ دُبُوراً .
وفي الأَسَاس : ما بَقِيَ في الكِنَانَة
____________________

(11/261)


إلا الدَّابِرُ ، وهو آخِرُ السِّهَام .
( و ) الدَّابِرُ : ( قِدْحٌ غَيْرُ فَائِز ) ، وهو خِلافُ القَابِل ، ( وصاحِبُه مُدَابِرٌ ) . قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيّ يَصِف ماءً وَرَدَه :
فَخَضْخَضْتُ صخًنِي في جَمِّه
خِيَاضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا
المُدَابِر : المَقْمُور في المَيْسِر . وقيل هو الّذِي قُمِرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فيُعَاوِدُ ليَقْمُرَ . وقال أَبو عُبيد : المُدابِر : الذي يَضْرِب بالقِداح .
( و ) الدَّابِر : ( البِنَاءُ فَوْقَ الحِسْيِ ) ، عن أَبي زَيْد . قال الشَّمَّاخ :
ولمَّا دَعَاهَا مِنْ أَبَاطِحِ وَاسِطٍ
دَوَابِرُ لم تُضْرَبْ عَلَيْها الجَرَامِزُ
( و ) الدَّابِر : ( رَفْرَفُ البِنَاءِ ) ، عن أَبي زَيد .
( و ) الدَّابِرَةُ ، ( بهاءٍ : آخِرُ الرَّمْلِ ) ، عن الشَّيْبَانِيّ ، يقال : نَزَلُوا في دَابِرَةِ الرَّمْلَةِ ، وفي دَوابِرِ الرِّمَال ، وهو مَجَاز .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : الدَّابِرَةُ : ( الهَزِيمَةُ ) ، كالدَّبْرَةِ .
( و ) الدّابِرَةُ : ( المَشْؤُمَةُ ) ، عنه أيضاً .
( و ) يقال : صَكَّ دَابِرَتَه ، هي ( مِنْكَ عُرْقُوبُكَ ) . قال وَعْلَةُ .
إِذ تُحَزُّ الدَّوابِرُ ( و ) الدَّابِرَةُ : ( ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة ) في الصِّرَاع .
( و ) دابِرةُ الحافِرِ : مُؤَخَّرُه ، وقيل : ( ما حاذَى ) مَوْضِعَ الرُّسْغِ ، كما في الصّحاح ، وقيل : هي الَّتي تَلِي ( مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ ) ، وجَمْعُهَا الدَّوَابِرُ .
( والمَدْبُورُ : المَجْرُوحُ ) ، وقد دُبِرَ ظَهْرُه .
____________________

(11/262)



( و ) المَدْبُور : ( الكَثِيرُ المَالِ ) يقال : هو ذو دَبْرٍ ودِبْرٍ ، كما تقدَّم .
( والدَّبَرَانُ مُحَرَّكَةً ) : نَجْمٌ بَينَ الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ، ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبع ، وهو ( مَنْلٌ للقَمر ) سُمِّيَ دَبَراناً لأَنَّه يَدْبُر الثُّرَيَّا ، أَي يَتْبَعُه . وفي المُحْكَم : الدَّبَرَانُ : نَجْمٌ يَدْبُر الثُّرَيَّا ، لَزِمته الأَلفُ واللامُ لأَنَّهم جَعَلوه الشَّيْءَ بعَيْنه . وفي الصّحاح : الدَّبَرَانُ : خَمْسَةُ كَوَاكِبَ من الثَّوْرِ يقال إِنّه سَنَامُه .
( ورجُلٌ أُدَابِرٌ ، بالضَّمّ : قاطِعٌ رَحِمَه ) ، كأُبَاتِر . ( و ) رجل أُدَابِرٌ : ( لا يَقْبَلُ قولَ أَحَدٍ ) ولا يَلْوِي على شيْءٍ . وقال ابنُ القَطَّاع : هو الّذِي لا يَقْبَل المَوْعِظَةَ .
قال السِّيرَافِيّ : وحكَى سِيبويهِ أُدابِراً في الأَسماءِ ولم يُفسِّره أَحَدٌ ، على أَنّه اسمٌ لاكنّه قد قَرَنَه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ ، وهما مَوْضعنِ ، فعَسَى أَن يكون أُدَابِرُ مَوْضِعاً .
وذَكرَ الأَزهَرِيُّ ( أُخَايِل ) ، وهو المُخْتَالُ . وهو أَحَدُ النَّظائر التِّسْعَةِ التي نَبَّهْنا عليها في ( جرد ) و ( بتر ) .
( و ) في الصّحاح : ( الدَّبِيرُ : ما أَدْبَرَتْ به المَرْأَةُ من غَزْلِها حينَ تَفْتِلُه ) ، وبه فُسِّرَ : فُلانٌ ما يَعْرِف دَبِيرَه مِن قَبيلهِ . ( و ) قال يَعْقُوب : القبيل : ما أَقْبَلتَ به إِلى صَدْرِك . والدَّبِيرُ : ( مَا أَدْبَرْتَ به عن صَدْرِك ) . يقال : فُلانٌ ما يَعْرِف قَبِيلاً من دَبِير . وهو مَجاز .
( و ) يقال : ( هو مُقَابَلٌ ومُدابَرٌ ) ، أَي ( مَحْضٌ مِنْ أَبَوَيْهِ ) كَريمُ الطَّرَفَيْن وهو مَجَاز . قال الأَصمعَيّ : ( وأَصلُه من الإِقْبَالَةِ والإِدْبَارَةِ ، وهو شَقٌّ في الأُذُن ثم يُفْتَلُ ذالك ، فإِنْ ) وفي اللسان : فإِذا ( أُقْبِلَ بِهِ فِ و إِقْبَالَةٌ ، وَإِن ) وفي اللِّسَان : وَإِذا ( أُدْبِرَ به فإِدْبَارَةٌ . والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ مِن الأُذُنِ هي الإِقبالَةُ : والإِدْبَارَةُ كأَنَّهَا زَنَمَةٌ . والشّاةُ مُقَابَلَةٌ ومُدَابَرَةٌ ، وقد دابَرْتُها ) والَّذي في اللسان : وقد أَدْبَرْتُها ( وقَابَلْتُهَا ) .
____________________

(11/263)


والّذي عند المُصَنِّف أَصْوَبُ .
( ونَاقَةٌ ذاتُ إِقْبَالَةٍ وإِدبارَةٍ ) وناقةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَة ، أَي كَريمةُ الطَّرفَيْنِ من قِبَلِ أَبِيهَا وأُمِّهَا ، وفي الحَديث ( أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بمُقَابَلَةٍ أَو مُدابَرَة ) . ( قا الأَصمعيّ المُقَابَلَةَ : أَن يُقْطَع من طَرَفَ أُذُنِها شَيْءٌ ثمّ يُتْرَك مُعَلَّقاً لا يَبِينُ كأَنَّه زَنَمةٌ ، ويقال لِمِثل ذالك من الإِبلِ : المُزَنَّمُ ، ويُسَمَّى ذالك المُعَلَّقُ : الرَّعْلَ ، والمُدَابَرَةُ : أَن يُفْعَل ذالِك بمُؤَخَّرِ الأُذُنِ من الشّاةِ . قال الأَصمعيّ : وكذالك إِن بان ذالِك من الأُذُن فهي مُقَابَلَة ومُدَابَرة بعد أَن كان قُطِعَ .
( ودُبَارٌ ، كغُرَابٍ وكِتَابٍ : يَومُ الأَربعاءِ . وفي كِتَاب العَيْن ) للخَلِيل ابنِ أَحْمَد ( : ليلَتُه ) ، ورَجَّحَهُ بَعْضُ الأَئِمَّة ، عادِيَّة ، من أَسمائهم القديمةِ . وقال كُرَاع : جاهِليَّة ، وأنشد :
أُرَجِّي أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَومِي
بِأَوّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَار
أَو التّالي دُبَارِ فإِن أَفْتُه
فمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
أَوَّلٌ : الأَحَد . وشِيَارٌ : السَّبْت . وكلّ منها مَذْكُور في مَوْضِعه .
( و ) الدِّبَارُ : ( بالكَسْرِ : المُعَادَاةُ ) من خَلْفٍ ، ( كالمُدَابَرَةِ ) . يقال : دَابَرَ فلانٌ فُلاناً مُدَابَرةً ودِبَاراً : عَادَاه وقَاطَعَه وأَعرَضَ عنه .
( و ) الدِّبَارُ : ( السَّواقِي بَيْنَ الزُّرُوعِ ) ، واحدتها دَبْرةٌ ، وقد تقدّم . قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِم
تَحَدَّرَ ماءُ البِئْر عن جُرَشِيَّة
على جِرْبَةٍ تَعلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وقد يُجْمَع الدِّبَار على دِبَارَاتٍ ، وتقدّم ذالك في أَوّل المَادّةِ .
( و ) الدِّبَار : ( الوَقَاِعُ والهَزَائِمُ ) ، جمْعُ دَبْرة . يقال : أَوْقَعَ اللَّهُ بهم
____________________

(11/264)


الدِّبَارَ ، وقد تقدّم أَيضاً .
( و ) قال الأَصمعيّ : الدَّبَارُ ( بالفَتْحِ : الهَلاَكُ ) ، مثل الدَّمَار وزادَ المصنِّف في البَصائر : الّذِي يَقْطَع دابِرَهم . ودَبَرَ القَوْمُ يَدْبُرُون دبَاراً : هَلَكُوا ، ويقال : عَلَيْهِ الدَّبارُ ( أي العَفَاءُ ) ، إِذا دَعَوْا عَلَيْه بأَن يَدْبُرَ فلا يَرْجع ، ومثله : عَلَي العَفَاءُ ، أَي الدَّرُوسُ والهَلاكُ .
( والتَّدْبِيرُ : النَّظَرُ في عاقِبَةِ الأَمْر ) ، أَي إِلى ما يَوؤُل إِليه عاقِبَتُه ، ( كالتَّدَبُّر ) . وقيل : التَّدَبُّر التَّفكُّر أَي تَحْصِيل المَعْرِفَتَيْنِ لتَحْصِيل مَعْرِفةٍ ثالثة ، ويقال عَرَف الأَمرَ تَدَبُّراً ، أَي بأَخَرَةٍ . قال جَرير :
ولا تَتَّقُون الشَّرَّ حتَّى يُصِيبَكُمْ
ولا تَعْرِفون الأَمرَ إِلاَّ تَدَبُّرَا
وقال أَكثَمُ بنُ صَيْفِيّ لبَنِيه : يا بَنِيّ ، لا تَتَدَبَّروا أَعْجازَ أُمُورٍ قد وَلَّتْ صُدُورُها .
( و ) التَّدْبِير : ( عَتْقَ العَبْدِ عَنْ دُبُرٍ ) ، هوأَن يَقُول له : أَنت حُرٌّ بعد مَوْتِي ، وهو مُدَبَّر . ودَبَّرْتُ العَبْدَ ، إِذا عَلَّقْتَ عِتْقَه بمَوْتِك .
( و ) التَّدْبِير : ( رِوَايَةُ الحَدِيثِ ونَقْلُه عن غَيْرِك ) ، هاكذا رواه أَصْحَابُ أَبِي عُبَيْد عَنْه ، وقد تَقَدَّم ذالك .
( وتَدَابَرُوا ) : تَعَادَوْا و ( تَقاطَعُوا ) . وقِيلَ : لا يَكُون ذالِك إِلاَّ في بَنِي الأَبِ . وفي الحديث ( لا تَدًّبَرُوا ولا تَقاطَعُوا ) . قال أَبو عُبَيْد : التَّدَابُر : المُصَارَمَة والهِجْرَانُ . مأْخُوذٌ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحبَه دُبُرَه وقَفَاه ، ويُعرِضَ عنه بوَجْهه ويَهْجُرَه ، وأَنشد :
أَأَو 2 ى أَبُو قَيْسٍ بأَنَّ تَتَواصَلُوا
وأَوْصَى أَبُوكُم وَيْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا
وقيل في معنَى الحَدِيث : لا يَذْكُرْ أَحَدُكم صاحِبَه من خَلْفِه .
( واسْتَدْبَرَ : ضِدُّ استَقْبَلَ ) ، يقال
____________________

(11/265)


استَدْبَرَه فَرَمَاه ، أَي أَتَاه من وَرائِه . ( و ) استدَبَرَ ( الأَمْرَ : رَأَى في عاقِبَتِهِ ما لَمْ يَرَ في صَدْرِه ) . ويقال : إِن فُلاناً لو استَقْبَلَ من أَمْرِه ما استَدْبَره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه . أَي لو عَلِمَ في بَدْءِ أَمرِه ما علِمَه في آخِرِه لاسْتَرْشَدَ لأَمْره .
( و ) استَدْبَرَ : ( استَأْثَرَ ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للأَعْشَى يَصِف الخَمْر :
تَمَزَّزْتُهَا غَيْرَ مُستَدْبِرٍ
على الشَّرْبِ أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ
قال : أَي غير مُستَأْثِر ، وإِنما قيلَ للمُسْتَأْثِر مُسْتَدِبر لأَنَّه إِذا استأْثَر بشُرْبها استَدْبَر عنهم ولم يَسْتَقْبِلهم ، لأَنَّه يَشرَبُها دُونَهُم ويُوَلِّي عنهم .
( و ) في الكِتَاب العَزِيز ( { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ الْقَوْلَ } أَي ( المؤمنون : 68 ) أَلم يَتَفَهَّموا ما خُوطِبُوا به في القرآن ) وكذالك قَوْلُه تَعالَى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ } ( النساء : 82 ) أَي أَفَلا يَتَفَكَّرُون فيَعتِبروا ، فالتَّدبُّر هو التَّفَكُّر والتَّفَهُم . وقوله تَعَالى { فالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } ( سورة النازاعات الآية 5 ) ، يَعنِي ملائِكَةً مُوَكَّلَةً بتَدْبِير أُمورٍ .
( ودُبَيْر كزُبَيْر : أَبو قَبِيلَة من أَسَدٍ ) وهو دُبَيْر بنُ مالِك بْنِ عَمْرو بنِ قُعَيْن ابن الحارِث بن ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ ، واسمه كَعْب ، وإليه يَرْجِع كُلُّ دُبَيْريّ ، وفيهم كَثْرةٌ .
( و ) دُبَيْر : ( اسْمُ حِمَارٍ ) .
( و ) دُبَيْرَةُ ، ( بِهاءٍ : ة ، بالبَحْرَين ) ، لبَنِي عَبْدِ القَيْس . ( وذَواتُ الدَّبْر ) ، بفتح فسكون : ( ثَنِيَّةٌ لِهُذَيْل ) ، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وقد صَحَّفه الأَصْمَعِيّ فقال : ذات الدَّيْر . قال أَبو ذُؤَيب :
بأَسْفلِ ذاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفها
وقد طُرِدَت يَوْمَيْنِ فهْيَ خَلُوجُ
( ودَبْرٌ ) ، بفتح فسكون : ( جَبَلٌ بَينَ تَيْمَاءَ وجَبَلَىْ طَيِّئ .
____________________

(11/266)



( ودَبِيرٌ كأمِيرٍ : ة بنَيْسَابُورَ ) ، على فَرْسَخ ، ( مِنهَا ) أَبو عبد الله ( محمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ يُوسفَ ) بن خُرْشِيد الدَّبِيْرِيّ ، ويقال الدَّوِيرِيَ أَيضاً ، وذكره المُصنّف في دار ، وسيأْتي ، وهنا ذَكَره السَّمْعَانيّ وغيره ، رَحَل إِلى بَلْخَ ومَرْو ، وكتَبَ عن جماعةٍ ، وستأءتي ترجمته .
( و ) دَبِير : ( جَدُّ مُحمَّدِ بنِ سُليمانَ القَطَّانِ المحدِّثِ ) البَصْرِيّ ، عن عَبد الرَّحمن بنِ يُونس السَّرّاج ، تُوفِّيَ بعد الثلاثمائة ، وكان ضَعِيفاً في الحديث .
( ودَبِيرَا : ة بالعِراقِ ) من سَوادِه ، نقله الصّغانِيّ .
( و ) دَبَرُ ( كجَبَل . ة باليَمَنِ ) من قُرَى صَنْعَاءَ ، ( منها ) أَبو يَعْقُوب ( إِسحاقُ بنُ إِبراهِيمَ بن عبَّادٍ المحدِّثُ ) راوِي كُتُب عبد الرزّاق بن هَمَّام ، روى عنه أبو عَوانَةَ الأَسْفرَاينيّ الحافظ ، وأَبو القَاسم الطَّبَرانيّ ، وخَيْثَمَة بنُ سَلْمَان الأَطْرابُلُسيّ وغَيْرُهم .
( والأَدْبَرُ : لَقَبُ حُجْرِ بْنِ عَدِيَ ) الكِنْدِيّ ، نُبِزَ به لأَن السِّلاح أَدْبَرَت ظَهْرَه . وقيلَ : لأَنّه طُعِنَ مُوَلِّياً ، قالَه أَبو عَمْرو .
وقال غيره : الأَدْبَرُ : لَقَبُ أَبِيه عَدِيَ ، وقد تقدّم الاخْتِلاف في ( ح ج ر ) فراجِعْه .
( و ) الأَدْبَر أَيضاً : ( لَقَبُ جَبَلَةَ بن قَيْسٍ الكِنْدِيّ ، قِيلَ ) إِنه ، أَي هاذا الأَخير ( صَحَابيّ ) ، ويقال هو جَبَلَةُ ابنُ إِي كَرِبِ بنِ قَيْسٍ ، له وِفَادَةٌ ، قاله أَبو موسَى .
قُلْت : وهو جَدُّ هانِىءِ بْنِ عَدِيِّ ابن الأَدْبر .
( و ) دُبَيْرٌ ، ( كزُبَيْر : لَقَبُ كَعْبِ ابن عَمْرِو ) بن قُعَيْن بن الحَارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَانَ بن أَسَد ( الأَسَدِي ) لأَنَّه دُبِرَ من حَمْل السِّلاح . وقال أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْيَريّ النَّسّابة : حَمَلَ شيئاً فَدبَرَ ظَهْرَه .
وفي الروض أَنه تَصٍ ير أَدبَر ، على
____________________

(11/267)


التَّرْخِيم ، ولا يَخْفَى أَنه بعَيْنه الذي تقدَّم ذِكْرُه ، وأَنه أَبو قَبِيلَةٍ من أَسد ، فلو صَرَّحَ بذالِك كان أَحسنَ ، كما هو ظاهرٌ .
( والأُدَيْبِرُ ) ، مُصَغَّراً : دُوَيْبَّة ، وقيل : ( ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ ) .
( ويقال : ( لَيْسَ هُوَ من شَرجِ فُلان ولا دَبُّورِهِ ، أَي من ضَرْبه وزِيِّهِ ) وشَكْلِه .
( ودَبُّورِيَةُ : د ، قُربَ طَبَرِيَّةَ ) . وفي التَّكْمِلَة : من قُرَى طَبَرِيَّةَ ، وهي بتَخْفِف الياءِ التحتيّة .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَابِرُ القَوْمِ : آخِرُ مَنْ يَبْقَى منهم ويَجِيءُ في آخِرِهم ، كالدَّابِرَةِ . وفي الحديث : ( أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً في دابِرَته ) أَي مَنْ يَبْقَى بعدَه .
وعَقِبُ الرَّجُلِ : دابِرُه .
ودَبَرَه : بَقِيَ بَعْدَه .
ودابِرَةُ الطّائر : الإِصْبَعُ الَّتي من وَارءِ رِجْله ، وبها يَضرِب البازِي . يقال : ضَرَبَهَ الجارِحُ بدَابِرَتِه ، والجوارِحُ بدَوابِرِها . والدّابِرة للدِّيك : أَسْفلُ من الصِّيصِيَة يَطَأْ بها .
وجاءَ دَبَرِيًّا ، أَي أَخيراً . والعِلْم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيّ . قال أَبو العَبَّاس . معناه أَنّ العالم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَرِياً ، والمُتَخَلِّف يقول : لي فيها نَظَرٌ : وتَبِعْتُ صاحبِي دَبَرِيًّا ، إِذَا كنتَ معه فَتَخَلَّفْت عنه ثم تَبِعْتَه وأَنتَ تَحْذَر أَن يَفُوتَك ، كذا في المحكم .
والمَدْبَرَة ، بالفَتْح : الإِدْبَار . أَنشد ثَعْلبٌ :
هاذا يُصَادِيك إِقبَالاً بمَدْبَرَةٍ
وذَا يُنَادِيك إِدْبَاراً بإِدْبَارِ
وأَمْسِ الدَّابِرُ : الذّاهِبُ الماضي لا يَرْجِع أَبداً .
وقالوا : مَضَى أَمْسِ الدّابِرُ
____________________

(11/268)


وأَمْسِ المُدْبِرُ ، وهاذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوكيد ، لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ ، لاكنه أَكَّده بقوله : الدَّابِر . قال الشاعر :
وأَبِي الَّذي تَرَكَ المُلوكَ وجَمْعَهمْ
بصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدّابِرِ
وقال صَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد السُّلَمِيّ :
ولقدْ قَتَلْتكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً
وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمسِ المُدبِرِ
ورجل خاسِرٌ دَابِرٌ ، إِتْبَاعٌ .
ويقال : خاسِرٌ دامِرٌ ، على البَدَل وإِن لم يَلْزم أَن يكون بَدَلاً ، وسيأْتي .
وقال الأَصمَعِيّ : المُدابِرُ : المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحِبِه .
ويقال : قَبَحَ اللَّهُ ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ .
والدّلْوُ بَينَ قابِلٍ ودابِرٍ : بين مَنْ يُقبِل بها إِلى البِئْر ومَنْ يُدْبِر بها إِلى الحَوْض .
ومالَهُم من مُقْبَلٍ ولا مُدْبَرٍ ، أَي من مَذْهَب في إِقبال ولا إِدبار .
وأَمْرُ فُلانٍ إِلى إِقبالٍ وإِلى إِدبارٍ .
وعنِ ابْنِ الأَعرابيّ : دَبَرَ : رَدَّ . ودَبَرَ : تأَخَّر .
وقالوا : إِذَا رأَيتَ الثُّريَّا تُدْبِر فشَهْرُ نَتَاجٍ وشَهْرُ مَطَرٍ .
وفلان مُسْتَدْبِرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ ، أَي كَريم أَوّل مَجْدِهِ وآخِره ، وهو مَجاز .
ودَابَر رَحِمَه : قَطَعها .
____________________

(11/269)



والمُدابَرُ من المَنازِل خِلافخ المُقَابَلِ .
وأَدْبَرَ القَوْمُ ، إِذا وَلَّى أَمرُهُم إِلى آخِرِه ، فلم يَبْقَ منهم باقِيَةٌ .
ومن المَجَاز : جَعَله دَبْرَ أُذُنِه إِذا أَعْرَضَ عنه . ووَلَّى دُبُرَه : انهزمَ . وكانت الدَّبْرَةُ له : انْهزَم قِرْنُه ، ( وكانت الدَّبْرَة ) عليه : انهزمَ هو . وَوَلّوا دُبُرَهم مُنْهَزِمين . ودَبَرعتْ له الرِّيحُ بعد ما قَبَلَتْ ، ودَبَرَ بعد إِقبال . وتقول : عَصَفَت دَبُورُه ، وسَقَطَت عَبُورُه ، وكلّ ذالك مَجَازٌ .
وكَفْر دَبُّور ، كتَنّور : قَرية بمصر .
والدَّيْبور : موضع في شعر أبي عباد ، ذكره البَكْرِيّ .
ودَبْرَةُ ، بفتح فسكون : ناحيةٌ شاميّة .
دثر : ( الدَّثْرُ ) ، بالفَتْح ( : المَالُ الكَثِيرُ ) ، لا يُثنأ ولا يُجْمَع . يقال : ( مَالٌ ) دَثْرٌ ، ( ومَالانِ ) دَثْرٌ ، ( وأَموالٌ دَثرٌ ) . وقيل : هو الكَثِير من كُلّ شَيْءٍ . وفي الحَدِيث ( ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ ) . قال أَبو عُبَيد . يقال : هم أَهلُ دَثْر ودُثُور ، وهو مَجَاز . وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ ، أَي كَثِير ، كما نقله الجوهريّ وغيره ، فالتَّحْرِيك فيه لِضَرُورَة الشِّعْر ، قال امرؤُ القَيْس :
لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى في دِيَارِهمْ
مَرابِطَ للأَمْهَارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
والأَصل الدَّثْر ، فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم له الوزْنُ .
( و ) عن ابن شُمَيْل : الدَّثَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الوَسَخُ ) ، وقد دَثَرَ دَثُوراً ، إِذا اتَّسخَ .
( و ) دَثِرٌ : ( بلاَ لامٍ : حِصْنٌ باليمنِ ) ، من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة .
( والدُّثُورُ : الدُّرُوسُ ، كالانْدِثارِ ) ، وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر : قَدُمَ
____________________

(11/270)


ودَرَسَ وعَفَا . قال ذُو الرُّمّة :
أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ
واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذالك للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال :
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ
عنْد القِتَالِ قَديمُهُمْ لمْ يَدْثُرِ
أي حَسَبُهم لم يَبْلَ ولا دَرَسَ .
( و ) الدُّثُور ( للنَّفْسِ : سُرعَةُ نِسْيَانِها ) ، قاله شَمِرٌ . ( و ) الدُّثُور ( للقَلْب : امِّحَاءُ الذِّكْرِ منه ) ودُرُوسُه ، قاله شَمِرٌ .
ومِن المَجاز ما رُوِي عن الحَسَن أَنَّه قال ( حادِثُوا هاذِه القُلُوبَ بذِكْر الله فإِنَّها سَرِيعَةُ الدُّثُور ) . قال أَبو عُبَيْدٍ : يَعِني دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ منها . يقول : اجْلُوهَا واْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي عَلاهَا ، بذِكْر الله . زاد الأَزهريّ : كما يُحَادَث السَّيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ . ومنه قول لَبِيد :
كمِثل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
أَي جُلِيَ وصُقِلَ .
وفي حَديث أَبِي الدَّرْداءِ ( إِنَّ القَلْبَ يَدْثَر كما يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله ) أَي يَصْدأُ كما يَصْدأُ السَّيْف . وأَصل الدُّثُور الدُّرُوسُ ، وهو أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّيَ رُسُوَه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَه بالتُّرَاب . وفي حديث عائِشَةَ : ( دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فلم يَحُجَّه هُودٌ ، عليه السلامُ .
( و ) الدَّثُور ، ( بالفَتْحِ : البَطِيءُ ) الثَّقِيل الذي لا يكاد يَبْرحُ مكانَه . قال طُفَيْل :
إِذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِكَابَ عِرَاقِيَ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ
والدُّثُورُ أَيضاً ( : الخامِلُ النَّؤُومُ ) ، وهو مَجَاز .
( والدَّاثِرُ : الهالِكُ ) ، ومنه قولهم :
____________________

(11/271)


فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ ، وقال بَعْضٌ : هو إِتباعٌ . ( و ) الدّاثِر : ( الغافِلُ ، كالأَدْثَرِ ) . والّذِي في اللِّسَان : رَجُلٌ دَثْرٌ : غافِلٌ ، وداثِرٌ مثلُه .
وفي الأَساس : رجلٌ دَاثِرٌ : لا يَعْبَأُ بالزِّينَة ، وهو مَجَاز .
( وتَدَثَّرَ بالثَّوبِ : اشْتَمَلَ بِهِ ) دَاخِلاً فيه وتَلَفَّفَ .
( و ) من المَجَاز : تَدَثَّرَ ( الفَحْلْ النّاقَةَ : تَسَنَّمَها ) ، هاكذا في الأُصول ، ومِثْلُه في الأُمَّهَات اللُّغَويةُ ، وفي بعض النُّسخ : تَشَمَّمَها . والأَوَّلَ أَصَحّ . ( و ) من المَجَاز : تَدَثَّرَ ( الرجلُ قَرِينَه ) ، هاكذا في نُسخَتِنَا ، وفي أُخرَى : قِرْنَه ، وكلاهما غَلَطٌ وتصحيفٌ . والصواب : فَرَسَه ، كما في الأَساس واللِّسَان والبَصَائِر : ( وَثَبَ عَلَيْه فَركِبَه ) . وفي التَّهْذيب : وَثَبَ عليها فَرَكِبَها . وفي المُحْكَم : رَكِبَها وجالَ في مَتْنِها . وقيل : رَكِبَهَا من خَلْفِها ، كتَجَلَّلَها ، قاله الزَّمَخْشَرِيّ . ويُسْتَعار في مثل هاذا . قال ابنُ مُقبِل يَصِف غَيْثاً .
أَصَاخَتْ له فَدُرْ اليَمَامَةِ بَعْدَما
تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( المُتَدَثِّر ) من الرِّجال : ( المَأْبُون ) ، قال : وهو المُتَدَأَمُ والمُتَدَهَّم والمِثْفَر والْمِثْفَار .
( والدِّثَارُ ، بالكَسْر ) : ما يُتَدَثَّر به . وقيلَ : هو ( ما فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّيَابِ ) . وقيل : هو الثَّوْب الذي يُستَدْفَأُ به من فَوقِ الشِّعَارِ . يقال : تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً ، وادَّثَرَ ادِّثاراً ، فهو مُدَّثِّر ، والأَصل مُتَدَثِّر ، أَدغِمت التَّاءُ في الدَّال وشُدِّدتْ . وقال الفَرّاءُ في قولِه تَعالَى { يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ } ( المدثر : 1 ) يَعنِي المتدَثِّر بثِيباه إِذا نام . وفي الحديث : ( كان إِذا نَزَلَ عليه الوَحْيُ يقول : دَثِّرُوني دَثِّرُون ) أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به . وفي حدث الأَنْصار : ( أَنتم الشِّعَارُ والنّاس الدِّثارُ ) يعني أَنتم الخَاصَّةُ والنّاسُ العَامَّة .
____________________

(11/272)



( وَدَثَر الشَّجَرُ ) دُثُوراً . ( أَوْرَقَ ) وتَشَعَّبَت خِطْرَتُه .
( و ) دَثَرَ ( الرَّسْمُ ) وغيرُه . ( دَرَسَ ) وعَفَا بهُبُوبِ الرِّياحِ عليه ، ( كتَداثَرَ ) ، يقال : فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ ، ورَسْمُه داثِرٌ .
( و ) عن ابن شُمَيْل : دَثَرَ ( الثَّوبُ ) دُثُوراً : ( اتّسَخَ . و ) دَثَرَ ( السَّيْفُ ) ، إِذا ( صَدِىءَ ، فهو داثِرٌ ) ، وهو البَعِيد العَهْد بالصِّقَال ، وهو مَجاز .
( و ) يقال : ( هو دِثْرُ مَالٍ ، بالكسْر ) ، إِذا كان ( حَسَن القِيَامِ به ) .
( ودِثَارٌ القَطَّانُ الضَّبِّيّ ) ، وهو دِثَارُ ابنُ أَبِي حَبِيب ، روى عَنْه الثَّوْرِيّ ، كذا في تارِيخ البُخَارِيّ . ( ويَزِيدُ ابنُ دِثَار ) بن عَبِيد بن الأَبرص ( التَّابِعِيّ ) الكُوفيّ ، يَرْوِي عن علَيَ ، وعنه سِمَاكُ بنُ حَرْب ، وهو شاعِرٌ أَسَدِيّ . ( ومُحَارِب بنُ دِثَار ) ابنِ كُرْدُوس بن قبرقاس بن جَعْوَنَة السَّدُوسيّ القاضي أَبو المُطَرِّف ، مات سَنَةَ سِتَّ عَشعآَةَ ومائة ، روَي له الجَمَاعَة ، ( وابنُهُ دِثَارٌ ) ، روى مُحَارِب عن جابرٍ وابن عُمَر ، وعنه الثَّوْرِيّ ، ( مُحَدِّثون ) .
( وأَدْثَرَ ) الرجلُ ، كأَكْرَمَ ، إِذا ( اقْتَنَى دَثْراً مِنَ الْمَال ) أَي الكَثِيرَ منه .
( وتَدْثِيرُ الطَّائِرِ ، إِصلاحُهُ عُشَّه ) ، وقد دَثَّرَ .
( ودُثِرَ عَلَى القَتِيلِ ) ، كعُنِيَ ، ( نُضِّدَ عليه الصَّخْرُ ) تَنْضِيداً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَثَرَ الرّجلُ ، إِذا عَلَتْه كَبْرَةٌ واسْتِسْنَانٌ .
ورَجُلٌ دَثُورٌ ، كصَبُور : مُتَدَثِّر ، عن ابن الأَعْرَابيّ . وأَنشد :
أَلَمْ تَعْلمِي أَنَّ الصّعَالِيكَ نَوْمُهُم
قليلٌ إِذَا نَامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ
ودَثَّرَه تَدْثِيراً : غَطّاه .
والدَّثُور : الكَسْلان ، عن كُراع .
____________________

(11/273)



والدَّثْر : بفتح فَسُكون : الخِصْبُ ، والنّبَاتُ الكَثِير .
والدَّثُور : الثَّقِيل ، وفلانٌ دَثُورُ الضُّحَى : يتَدَثَّر فَينَامُ .
وَرجلٌ دِثَارِيٌّ : كَسْلاَن لا يتَصَرَّف .
وهو يتَدَثَّر بالمال ، للمُتَموِّل ، كذا في الأَساس .
ودَاثِرٌ : اسم . والدَّاثِر : المَنْزل الدَّارِسُ ، لذَهابِ أَعْلامه .
وأَبو دِثَارٍ اسمٌ للظُّلَّة التي يُتوَقَّى بها من البَعُوض . ومنه :
لَنِعْمَ البَيتُ بَيْتُ أَبِي دِثَارٍ
إِذا ما خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا
قَالَهُ الثَّعَالَبِيّ في المُضعًّف والمَنْسُوب . وقال شيخُنَا : وقال قومٌ ؛ هو كُنْيَة البَعُوضِ ، لدُثُوره بالنَّهَار ، أَو للاحْتِياج إلى دِثَارٍ مِن أَذاه .
ودارَةُ داثِر : موضع .
دجر : ( الدَّجْرُ ، مُثَلَّثَةً ) ، الكَسْر هي اللُّغَةُ الفُصْحَى ، وحكى أَبو حَنِيفَة الفَتْح أَيضاً ، وحُكِي الضَّمُّ عن كُرَاع ، قال الأَزْهرَيّ ، وكذالك وُجِدَ بخَطّ شَمِرٍ : ( اللُّوبِيَاءُ ) ، قال أَبو حَنِيفَة : هو ضَرْبَانِ : أَبْيضُ وأَحْمَرُ ، ( كالدُّجُر ، بضَمَّتَيْن ) ، وهو غَرِيبٌ ، وقد جاءَ ذِكْرُ الدّجْر في الحَدِيثِ وفَسَّروه باللُّوبِيَاءِ . ( و ) الدّجْر ، بالفَتْح وبالضَّمّ ، وفي التَّكْمِلَة بالحَرَكَات الثّلاث : ( خَشَبَةٌ تُشَدُّ عليها حَدِيدَةُ الفَدَّانِ ) ، كالدُّجُور ، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها دُجْرَيْن كأَنُّهما أُذُنانِ ، والحَدِيدَةُ اسمها السُّنْبَة والفَدَّان اسمٌ لِجَميع أَدواتِه . والخَشَبَة اتي على عُنقُ الثَّوْرِ تُسَمَّى النِّير . والسَّمِيقَانِ : خَشبتانِ قد شُدَّتَا في العُنُق ، والخَشبة التي في وَسَطه يُشَدُّ به عَنَانُ الوَيْحّ وهو القُنَّاحَة . والوَيْجُ والمَيْس باليَمانية اسمُ الخَشَبَةِ الطَّوِيلة بين الثَّوْرينِ . والخَشَبَة التي يُمْسِكها الحَرّاث هي المِقَوْم . والتي
____________________

(11/274)


في رأْس المَيْس يُعَلَّقُ به القَيْد هي العِرْصَاف . قال الأَزهريّ : وهاذه حُرُوفٌ صحيحةٌ ذكرَها ابنُ شُمَيْل ، وذكر بعضَها ابنُ الأَعرابِيّ .
( و ) الدُّجْر ، ( بالضَّمِّ ، شيْءٌ تُلْقَى فيه الحِنْطَةُ إِذا زَرَعُوا وأَسْفَلُه حَدِيدَةٌ تَنْثُر ) أَي تُلْقَى وفي بعض النّسخ : تُثِير ( فِي الأَرْضِ ) .
( و ) الدَّجَر ، ( بالتَّحْرِيك : الحَيْرَةُ ) ، وفي التَّهْذِيب : شِبْه الحَيْرة . ( و ) الدَّجَر : ( الهَرْجُ ) والمَرْجُ ، ( و ) قيل هو ( السُّكْرُ . فِعْلُ الكُلِّ ) دَجِرَ ، ( كفَرِحَ ) ، دَجَراً ، ( فهو دَجِرٌ ودَجْرَانُ ) ، أَ حَيْرَانُ في أَمآِه . قال رُؤْبَةُ :
دَجْرَان لم يَشْرَبْ هُناك الخَمْرَا
وقال العَجَّاج :
دَجْرَان لا يَشْعُر من حَيْثُ أَتَى
( من ) قَومٍ ( دَجَارَى ودَجْرَى ) . وقيل : الدَّجِرُ والدَّجْرَانُ هو النَّشيط الذي فيه مع نَشَاِه أَثَرٌ . وقال أَبو زَيد : الدَّجرُ هو الأَحمق للذي يَذهَب لغيرِ وَجْهِه .
( والدَّيْجُورُ : التُّرُابُ ) نفسُه ، عن شَمِرٍ ، والجمع الدّياجيِر .
( و ) الدَّيْجُور : ( الظَّلامُ ) ، وفي بعض الأُمّهات اللّغوية : الظُّلْمَةٌ . ووَصَفوا به فقالوا : لَيْلٌ دَيْجُورٌ ، ولَيلةٌ دَيْجُورٌ ، ودَيْجُوجٌ : مُظْلِمَة . ودِيمَة دَيْجُورٌ : مُظْلِملآ بما تَحمِله من الماءِ ، أَنشد أَبو حَنِيفَة :
كأَنَّ هَتْفَ القِطْقِطِ المَنُنْثُورِ
بعد رَذَاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ
عَلَى قِرَاه فِلَقُ الشُّذُورِ
ومن سجعات الأَساس : وخُضْتُ إِليك دَيْجُوراً ، كأَنِي خُضْت بَحْراً مَسْجُوراً . وأَقبع اللَّيلُ بدَياجِيه ودَيَاجِيره . وأَسوَدُ دَيْجُورِيّ وفي كلام عَلِيّ رَضِي الله عَنْه : ( تَغرِيدُ ذَواتِ المَنْطِق في دَياجِيرِ الأَوكارِ ) .
____________________

(11/275)



( و ) يقال : الدَّيْجُور : التُّرابُ ( الأَغْبَرُ الضَّارِبُ إِلى السَّوادِ ) كلَوْن الرَّمَاد . ( و ) الدَّيْجُور : ( المُظْلِم الكَثِير من يَبِيس النَّبَات ) لسَوادِه ، قاله شَمِرٌ . وقال ابنُ شُمَيْل : الدَّيجُور : الكَثِيرُ من الكَلإِ . وقال ابن الأَثير : الدَّيْجُور : الكَثِير المُتَرَاكِمُ من اليَبِيس .
( وحَبْلٌ مُنْدَجِرٌ : رِخْوٌ ) ، عن أبي حَنِيفَةَ ، وكذا وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ ، عنه أَيضاً .
( والدِّجْرَانُ ، بالكَسْرِ : الخَشَبُ المنصوبُ ) في الأَرض ( للتَّعْرِيشِ ) ، الواحِدَة دِجْرَانَةٌ ، كدُقْرَانةٍ بالضَّمّ ، وسيَأْتِي .
( ودَاجَرَ : فَرَّ ) ، كسَافَرَ ، وعَاقَبَ وسَيأْتي .
( ودَاجَرَ : فَر ) ، كسَافَرَ ، وعَاقَب اللِّصَ .
دحر : ( الدَّهْرُ : الطَّرْدُ والإِبْعَادُ والدَّفْع كالدُّحُورِ ) ، بالضَّمّ : نقلَه الجَوْهَرِيّ ورَدَّه الصّغانيّ فقال : والصَّواب الدَّحْر : الطَّرْدُ ، وبناءُ فُعُول لَلُّزوم لا لِلتعَّدِّي ، ( فِعْلُهُنّ كجَعَل ) ، يَدْحَره دَحْراً ودُحُوراً ، ( وهو داحِرٌ ودَحُورٌ ) ، الأَخِير كصَبُور . وفي الدُّعَاءِ ( اللّاهُم ادْحَرُ عَنّ الشَّيْطَان ) ، أَي ادفَعْه واطْرُدْهُ ونَحِّه . والمَدْخلأر هو المُقْصَي والمَطْرود .
وقالا الأَزهريّ : الدَّحْر : تَبْعِيدُك الشَّيءَ عن الشَّيْءَ . وفي الكِتَاب العَزِيز { ) 11 ( . 017 ويفقدون من كل جانب } دُحُوراً ( الصافات : 8 ، 9 ) قال الفَرّاءُ : قرأَ الناسُ بالنَّصْب والضَّمّ . فمن ضَمَّها جعلَها مَصْدراً ، ومن فَتَحها جَعَلها اسْماً . كأَنَّه قال : يُقذَفُون بِدَاحِر وبِمَا يَدْحَرُ . قال الفَرًّء : ولسْتُ أَشْتَهِي الفَتْحَ ، لأَنه لو وُجِّه ذالك على صِحَّة لكان فيها البَاءُ ، كا تقول : يُقذَفُون بالحجارة ولا يقال : يُقْذَفُون الحِجارَةَ ، وهو جائز .
وفي التَّكْمِلَة : قَرَأَ السُّلَميّ وابنُ أَبي عَبْلَة : دَحُوراً ، بفتح الدَّال ، أَي
____________________

(11/276)


داحِراً ، على جِهَةِ المُبَالَغة ، وفيه إِضمارٌ ، أَي يُقذَفُون من كلّ جَانِب بدَحُور عن التَّسَمُّع ، أَو هو مَصْدر كقَبُول ( وولوع ووَضُوءِ ) .
وقال الزَّجّاجُ : معنَى قَولِه دُحُوراً ، أَي يُدْحَرون أَي يُباعَدُون . وفي حديثِ عَرَفَة : ( ما مِنْ يومٍ إبليسُ فيه أَدحَرُ ولا أَدحَقُ منه في يوم عَرَفَةَ ) الدَّحْر : الدَّفْعُ بعُنْفٍ على سَبِيل الإِهانَةِ والإِذْلا . والدَّحْقُ : الطَّرْدُ والإِبْعَادُ . وأَفْعَلُ التي للتَّفْضِيل من دُحِرَ ودُحْقَ كأَشْهَر وأَجَنّ من شُهِرَ وجُنَّ .
دحدر : ( دَحْدَرَهُ ) ، دَحْدَرةً . أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّغانِيّ : أَي ( دَحْرَجَه ) دَحْرَجَةً ( فتَدَحْدَرَ ) ، تَدحْرَجَ ، كتَدَهْدَهَ .
دحمر : ( دَحْمَرَ القِرْبَةَ ) . أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( مَلأَهَا ) .
( والدَّحْمُورُ ، بالضَّمِّ ) ، وفي بَعْض الأُصول : ودُحْمُورٌ ، بلا لامٍ : ( دُوَيْبّة ) ، نقله الصغانيّ :
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَحْمَرُو : قَرْية بمِصْر .
دخدر : ( الدَّخْدَارُ ) ، بالفَتْح : ( ثَوبٌ أَبيضُ ) مَصُونٌ ، ( أَو أَسْوَدُ ) . جاءَ في الشِّعْر القَدِيم ، وهو ( مُعَرَّبُ تَخْتَ دَار ) ، فارسيّة ، أَي يُمْسِكه التَّخْتُ ، أَي ذو تَخْتٍ . وقال بعضهم : أَصلُه تختار أَي صِينَ في التَّخْت ، والأَوّل أَحْسَن . قال الُمَيْت يَصِف سَحاباً :
تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ
( و ) قيل الدَّخْدَار : ( الذَّهَبُ ) ، لصِيَانَتَه في التُّخُوت . ( و ) من ذالك قولُهُم : ( دَخْدَرَ القُرْطَ ) ، إِذا ( ذَهَّبَه ) ، أَي طَلاَه به .

____________________

(11/277)


دخر : ( دَخَرَ ) الرّجلُ ( كمَنَع وفَرِحَ دُخُوراً ) ، بالضَّمَّ ، مصدر الأَوّل على غَيْر قِيَاس ، ( ودَخَراً ) ، محرّكةً مَصْدر الثّاني على القِيَاس : ( صَغُر وذَلَّ ) . والدّاخِر : الذَّلِيل المُهَان ، كما جاءَ في الحَدِيث .
والدَّخَر : التَّحيُّر . والدُّخُورُ : الصَّغَارُ والذّل . ( وأَدْخَرَه ) غَيرِ . وفي الكتاب العزيز { وَهُمْ داخِرُونَ } ( النحل : 48 ) قال الزّجّاج : أَي صاغِرون .
ومن سجَعات الأَساس : الأَوّل فاخِر ، والآخَرُ داخِرٌ .
دخمر : ( دَخْمَرَ القِرْبَةَ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابن دُرَيْد : أَي ( مَلأَهَا ) ، لُغَة في دَجْمَرَ ، بالمُهْمَلَة ، كما تَقَدَّم ، ولم يَذكُرْه صاحِبُ اللِّسان .
( و ) دَخْمَرَ ( الشيْءَ : سَتَرَه وغَطَّاه ) ، نقله الصّغانِيّ .
درر : ( *!الدَّرُّ ) ، بالفَتْح : ( النَّفْسُ ) .
وَدَفَعَ اللهاُ عن *!دَرِّه ، أَي عن نَفْسه ، حكاه اللِّحيانيّ .
( و ) الدَّرُّ : ( اللَّبَنُ ) ما كان . قال :
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها
فَلاَفِلُ هِنْديَ فهُنَّ لُزُوقُ
أُمَّهاتُ الدَّرِّ : الأَطْباءُ .
وفي الحديث ( أنه نَهَى عن ذَبْح ذَواتِ *!الدَّرِّ ) أَي ذوات اللَّبَن ، ويجوز أَن يكون مصدر *!دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرَى . ومنه الحَدِيث : ( لا يُحْبَس *!دَرُّكُم ) ، أَي ذواتُ الدَّرِّ . أَراد أَنها لا تُحشَر أَلى المُصَدِّق ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثم تُعَدّ ، لِمَا في ذالك من الإِضرار بها . ( *!كالدِّرَّةِ ، بالكَسْرِ ) .
( و ) *!الدِّرَّة أَيضاً *!والدَّرُّ : ( كَثْرَتُه ) وسَيَلانُه . وفي حديث خُزَيمة ( غَاضَتْ لها الدِّرّة ) ، وهي
____________________

(11/278)


اللَّبَن إِذا كَثُرَ وسال ، ( *!كالاسْتِدْرارِ ) يقال : *!استَدرَّ اللَّبَنُ والدَّمعُ ونحُوهما : كَثُرَ . قال أَبو ذُؤيب :
إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا
كقِتْرِ الغِلاءِ *!مُسْتِدرٌّ صِيَابُهَا
استعار *!الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ .
*!ودَرَّ اللَّبَنُ وادَّمْعُ (*! يَدُرُّ ) ، بالضَّمّ ( *!ويَدِرُّ ) ، بالَكسْر ، *!دَرًّا *!ودُرُوراً ، وكذالك النَّاقَةُ إِذا حُلِبَت فأَقبلَ منها على الحاِلب شَيْءٌ كَثِيرٌ قِيل : *!دَرَّتْ ، وإِذا اجتمعَ في الضَّرْع من العُروق وسائر الجَسَد قيل : *!دَرَّ اللَّبَن . ( والاسمُ *!الدَّرَّةُ ، بالكَسْرِ ) وبالفَتْح أَيضاً ، كما في اللّسَان . وبهما جاءَ المَثَل : ( لا آتِيكَ ما اخْتلفَت *!الدَّرَّة والجِرَّة ) واختلافهما أَنَّ الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو ، وقد تقدّم .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : *!الدَّرُّ : العَمَلُ من خَيرٍ أَو شَرَ . ومنه قولهم : ( لله (ِ *!دَرُّهُ ) ، يكون مَدحْاً ، ويكون ذَمًّا ، كقولهم : قاتَلَه اللهاُ ما أَكْفَرَه ، وما أَشْعَره ، ومعناه ( أَي ) لله ( عَمَلُه ) ، يقال هاذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه . ( و ) إِذا ذُمَّ عَملُه قيل : ( لاَدَ *!رَّدَرُّه ) ، أَي ( لا زَكَا عَمَلُه ) ، وكُلُّ ذالك على المَثَلِ . وقيل : لِلَّه*! دَرُّك مِن رَجُلٍ . معناه لِلَّهِ خَيرُك وفعَالُك . وإِذَا شَتَمُوا قالوا : لا *!دَرَّ دَرُّه ، أَي لا كَثُرَ خَيْرُه . وقيل : لِلَّهِ *!دَرُّك ، أَي لِلَّه ما خَرَج منك من خَيْرٍ . قال ابن سِيدَه : وَأَصلُه أَنّ رَجُلاً رأَى آخَرَ يَحلُبُ إِبِلاً ، فتعَجَّب من كَثْرةِ لَبَنِهَا ، فقال : لِلَّهِ *!دَرُّك . وقيل : أَراد لِلَّهِ صالِحُ عَمَلِك ، لأَنَّ *!الدَّرَّ أَفضلُ ما يُحْتَلَب . قال بعضهم : وأَحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونَهاَا فيشربون ماءَ كَرشِها ، فكان اللَّبَنُ أَفضلَ ما يَحْتَلِخون .
قال أَبو بكْرِ : وقال أَهلُ اللُّغَة في قَوْلهم : لِلَّه دَرُّه . الأَصْلُ فيه أَن الرَّجلَ ذا كَثُرَ خَيْرُدهُ وعَطَاؤُه وإِنَالَتُه
____________________

(11/279)


النَّاسَ قيل : لِلَّه *!دَرُّه ، أَي عَطَاؤُه وما يُؤْخَذُ منه ، فشَبَّهوا عَطَاءَه *!بدَرِّ النّاقَةِ ، ثمّ كَثُرَ استِعمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه .
قلْت : فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إِنّمَا هو تفسيرٌ باللازم ، لا أَنَّه شَرْحٌ له على الحَقِيقَة ؛ فإِن *!الدَّرَّ في الأَصل هو اللَّبَن ، وإِطلاقُه على ما ذُكِرَ تَجَوُّز ، وإِنما أُضِيف لِلَّهِ تعالى إِشارَةً إِلى أَنه لا يَقدِر عليه غَيْرُه . قال ابنُ أَحمر :
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ
لله *!-دَرِّيَ أَيَّ العَيْشِ أَنتَظِرُ
تعَجَّب من نَفْسه .
قال الفَرّاءُ : وربما استَعْمَلُوه من غير أَن يقولوا : لِلَّه ، فيَقُولون : دَرَّ *!دَرُّ فُلانٍ . وأَنشد للمُتَنَخ :
لا *!دَرَّ *!-دَرِّيَ أَنْ أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ
قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ
( *!ودَرَّ النَّبَاتُ ) *!دَرًّا : ( الْتَفَّ ) بعضُه مع بعض لكَثْرته . ( و ) *!دَرَّت ( الناقَةُ بِلَبَنِها ) *!تَدُرّ *!وتَدِرّ بالضَّمّ ، والكَسْرِ ، الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس ، كما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح وغيره ، *!دُرُوراً *!ودَرًّا : ( *!أَدَرَّتْه ) ، فهي *!دَرُورٌ *!ودَارٌّ *!ومُدِرٌّ ، *!وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل ، إِذَا مَسحَ ضَرْعَها .
( و ) *!دَرَّ ( الفَرسُ *!يَدِرّ ) ، بالكَسْر على القِيَاس ، ( *!دَرِيراً ) *!ودِرَّةً : ( عَدَا ) عَدْواً ( شَدِيداً ، أَو ) عَدَا ( عَدْواً سَهْلاً ) مُتَتابِعاً .
( و )*! دَرَّ ( العِرْقُ ) *!يَدُرّ *!دُرُوراً : ( سَالَ ) كما *!يَدُرّ اللَّبَن ، ( وكَذَا ) *!دَرَّت ( السَّمَاءُ بالمَطَر ) *!تَدُرّ ( *!دَرًّا *!ودُرُوراً ) ،
____________________

(11/280)


الأَخير بالضَّمّ ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا ، ( فهي *!مِدْرَارٌ ) ، بالكسر ، أَي *!تَدُرُّ بالمَطَرَ ، وكذا سَحابةٌ *!مِدْرَارٌ ، وهو مَجاز . ( و ) *!دَرَّت ( السُّوقُ : نَفَقَ مَتَاعُها ) ، والاسم *!الدِّرَّة . ( و ) دَرَّ ( الشيْءُ : لانَ ) . أَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
إِذا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ *!دَرَّتْ مُتُونُنا
كأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدا
وذالك لأَنَّ العربَ تقول : إِنْ *!اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ .
( و ) دَرَّ ( السَّهْمُ ) *!يَدُرُّ ( *!دُرُوراً ) ، بالضَّمّ : ( دَارَ دَوَراناً ) جَيِّداً ( على الظُّفُر ، وصاحِبُه *!أَدَرَّه ) ، وذالك إِذا وَضَعَه على ظُفرِ إِبهام اليُسْرَى ثم أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها . حكاه أَبو حَنِيفَة . قال : ولا يكون *!دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينه إِلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتِئامِ صَنْعَته .
( و ) درَّ ( السِّرَاجُ ) ، إِذَا ( أَضَاءَ ، فهو*! دَارٌّ *!ودَرِيرٌ ) ، كأَمِير ، أَي مُضِيءٌ .
( و ) *!دَرَّ ( الخَرَاجُ ) *!يَدُرُّ ( *!دَرًّا ) ، إِذا ( كَثُر إِتَاؤُه ) وفَيْؤُه ، *!وأَدَرَّه عُمّالُه .
( و )*! دَرَّ ( وَجْهُك ) ، إِذا ( حَسُنَ بَعْدَ العِلَّة ) والمَرَضِ ( *!يَدَرُّ ، بالفَتْح فِيهِ ) . عن الصاغَانيّ ، وهو ( نادِرٌ ) . ووَجْهُه أَنه لا مُوجِبَ للفَتْح ، إِذ ليس فيه حَرفُ الحَلْق عَيْناً ولا لاماً ؛ ولذالك أَنْكَرُوه وقالوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ ، فلا نُدرَة . قاله شيخُنا .
( *!والدِّرَّةُ ، بالكَسْرِ ) : *!دِرَّة السُّلطانِ ، ( الَّتي يُضْرَب بها ) ، عَرَبِيّةٌ معروفة والجمْع *!دِرَرٌ . وتقول : حَرَمْتَنِي *!دِرَرَك ، فاحْمِني دِرَرَك .
( و ) *!الدِّرّة : ( الدَّمُ ) ، أَنشد ثعلب :
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاِمِ
عن *!دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ
وفسّره فقال : هاذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقة ، *!ودِرَّتُهَا : دَمُهَا .
____________________

(11/281)



( و ) *!الدِّرَّةُ : ( سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ ) ، وقد تقدَّم في أَوّل المادّة ، فهو تَكْرارٌ ، ومنها قَولُهم :*! دَرَّت العُرُوقُ : امتلأَتْ دَماً أَو لَبَنعاً .
( و ) *!الدُّرَّة ، ( بالضَّمِّ : اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة ) ، قال ابن دُرَيد : هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ ، ( ج *!دُرٌّ ) ، أَي بإِسقاط الهاءِ ، فَهو جَمْع لُغَويّ ، واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ في اصْطلاحٍ ، كما حَقَّقه شيخُنَا ، ( *!ودُرَرٌ ) ، كصُرَدٍ ، وهو الجَمْع الحَقِيقيّ ( *!ودُرَّاتٌ ) ، جمع مُؤَنّث سالم ، وهو غير ما احتاج لذِكْره . وأَنشد أبو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ .
أَقْفرَ مِن مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجَّ
يْنِ إِلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ
في نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها *!دُرَرَا
( *!ودُرٌّ ) ، بالضّمّ ، ( من أَعلامِ الرِّجال . *!ودُرَّةُ بنتُ أَبِي لَهَبٍ ) ابنةُ عَمِّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم من المُهَاجِرَات . كانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل ، لها في المُسْنَد من رواية زَوْجها عنها ، وقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ . ( و ) *!دُرَّةُ ( بِنْتُ أَبي سَلَمَة ) بنِ عَبْد الأَسد : ( صحابيَّتانِ ) ، وكذالك دُرَّة بنتُ إِي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ ، لها صُحْبة .
( و ) قوله تعالى : { كَأَنَّهَا } ( كَوْكَبٌ *!-دُرّيٌّ ) ( النور : 35 ) ثاقِب ( مُضِيءٌ ) ، منسوب إلى *!الدُّرِّ في صَفائِه وحُسْنهِ وبَهائه وبَياضهِ ، قاله الزَّجَّاج ، ( ويُثَلَّثُ ) أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه ، كما تقدم ، فهي سِتُّ لُغات قُرِىءَ بِهِنُ . ونَقَلَ شيخُنَا عن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر : لا نَظِيرَ للدُّرِّيىءِ امَضْمُومِ المَهْمُوزِ سهلأَى مُرِّيقٍ ، ولا لمفتوح سوى المَلِّيتِ ، لمَوْضعٍ ، وسَكِّين فيما حكاه أَبو زَيْد .
قلْت : قال الفَرَّاءُ : ومن العرب مَنْ
____________________

(11/282)


يقول دِرِّيّ ، يَنْسُبه إِلى الدُّرّ ، كما قالوا : بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ ، وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ . وقرىء : دُرِّيء ، بالهَمْزِ ، والكَوْكَب *!الدُرِّيُّ عند العَرَب هو العَظِيم الْمِقْدعًّرِ . وقيل : هو أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة . قال شَيْخُنَا : والمعروف أَن السّيّارة سبعَةٌ . وفي الحَدِيث ( كا تَروْنَ الكَوْكَبَب الدُّرِّيِّ في أُفُق السماءِ ) ، أَي الشَّدِيد الإِنارَةِ . وفي حَدِيثِ الدّجّال ( إِحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ *!-دُرِّيّ ) .
( *!-ودُرِّيُّ السَّيْفِ : تَلاْلُؤْه وإِشْرَاقُهُ ) إِما أَن يكُون مَنْسُوباً إِلى الدُّرِّ بصفائه ونقائه ، وإِما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ . قال عبدُ الله بنُ سَبْرة :
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ
عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن *!دُرِّيِّه الطَّبَعَا
ويُروَى عن ذَرِّيِّه ، يعني فِرِنْدَه ، مَنسوبٌ إِلى الذَّرِّ الذي هو النَّمْل الصِّغَار ، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ .
وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن :
وتُخْرِجُ منهم ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى *!-دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
بالدَّال وبالذَّال .
( *!ودَرَرُ الطَّرِيق ، مُحَرَّكةً : قَصْدُه ) ومَتْنُه . ويقال : هو علَى *!دَرَرِ الطَّرِيقِ ، أَي على مَدْرَجَته . وفي الصّحاح : أَي على قَصْدِه ، وهما على دَرَرٍ واحِدٍ ، أَي قَصْد واحِدٍ ،
( و ) دَرَرُ ( البَيْتِ : قُبَالَتُه ) ، ودَارِي *!بَدَررِ دَراِك ، أَي بحِذَائها ، إِذا تَقَابَلَتا . قال ابنُ أَحْمَر :
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها
والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه *!دَرَرَا
( و ) *!دَرَرُ ( الرِّيحِ : مَهَبُّهَا ) .
( *!ودَرٌّ : غَدِيرٌ بدِيَارِ بنِي سُلَيْم ) يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه ، وهو بأَعْلَى
____________________

(11/283)


النَّقِيعِ . قالت الخَنْسَاءُ :
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْش
لنَا جُنُوِبِ *!دَرَّ فذِى نَهِيقِ
( *!والدَّرَّارَةُ : المِغْزَلُ ) الذي يَغْزِل به الرَّاعِي الصّوفَ . قال :
جَحَنْفَلٌ يَغْزِل *!بالدَّرَّارَة
( و ) من المجاز : ( *!أَدَرَّتِ ) المرأَةُ ( المغِزَلَ فهي *!مُدِرَّةٌ *!ومُدِرٌّ ) ، الأَخِيرة على النّسَب ، إِذا ( فَتَلَتْه ) فَتْلاً ( شَدِيداً ) فرأَيتَه ( حتّى كأَنه واقِفٌ من ) شِدّة ( دَوَرَانِه ) . وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بها : إِذا رَأَيْتَه واقفاً لا يَتَعرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه . وفي حديث عمرو بنِ العاصِ أَنه قال لمُعاوِية : ( ءَتَيْتُك وأَمرُك أَشَدّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ ، فما زِلْتُ أَرُمُّه حتى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ *!المُدِرِّ ) . وذكر القُتَيْبِيّ هاذا الحديثَ فغَلِط في لَفْظه ومعناه . وحُقُّ الكَهُول : بَيْت العَنْكَبُوت . وأَما *!المُدِرّ فهو الغَزَّال . ويقال للمِغْزَل نَفسِها *!الدَّرَّارةُ *!والمِدَرَّةُ ، وقد *!أَدَرَّت الغازِلةُ *!دَرَّارَتَهَا ، إِذا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف . وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه عد استِرخائه ، واتِّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه ، وذالك لأَنَّ الغَزَّالَ لا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله ، لأنه إِذا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرًّرَةُ .
قلْتُ : وأَمّا القُتَيْبِيّ فإِنّه فَسَّرَ المُدِرّ بالجَاريَة إِذا فَلَكَ ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهما الماءُ ، يقول : كان أَمرُك مُسْتَرخِياً فأَقَمْته حتَّى صار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ . والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ .
( و ) *!أَدَرَّت ( النّاقَةُ : دَرَّ لَبَنُها ) فهي مُدِرُّ ، وأَدرَّهَا فَصيلُها .
( و ) *!أَدَرّ ( الشَّيْءَ : حَرّكَه ) ، وبه فُسِّرَ بعضُ ما وَردَ في الحديث : ( بين عَيْنَيْه عِرْق *!يُدرُّه الغَضبُ ) أَي يُحَرِّكه .
( و ) *!أَدَرَّ ( الرِّيحُ السَّحَابَ :
____________________

(11/284)


جَلَبَتْه ) ، هكاذا بالجِيم ، وفي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ ، وفي اللِّسَان : والرِّيحُ *!تُدِرُّ السَّحَابَ *!وتَسْتَدِرُّه ، أَي تَسْتَحْلِبُه . وقال الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ :
كتاب فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ
ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ *!أدرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
الغَرِيض : الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب أَسْحَرُ : غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ .
( *!والدَّرِيرُ ، كأَمِيرٍ : المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر ) من الأَفراس . قال امرؤُ القَيْس :
*! دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وقيل : *!الدَّرِيرُ من الخَيْل : السَّرِيعُ منها ، ( أَو السَّرِيعُ ) العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ ( من ) جميعِ ( الدّوابّ ) ، ففي حديث أَبي قِلاَبَةَ : ( صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً *!دَرِيراً ) .
( ونَاقةٌ *!دَرُورٌ ) ( كصَبُور *!ودَارٌّ : كَثِرَةُ *!الدَّرّ ) ، وضَرةَّ *!دَرُورٌ ، كذالك . قال طَرَفَةُ :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِماهَا
وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ *!درُورُ
( وإِبِلٌ *!دُرُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ، ( *!ودُرَّرٌ ) ، كسُكَّر ، ( *!ودُرَّارٌ ) ، كرُمَّان ، مثل كافِرٍ وكُفّار . قال :
كان ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا
مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ *!دُرّارِ
قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنّ*!دُرَّاراً جَمْعُ *!دَارَّةٍ ، على طَرْح الهاءِ .
( *!والدَّوْدَرَّى ، كيَهْيَرَّى ) ، أَي بفَتْح
____________________

(11/285)


الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة ، ولا يَخْفَى أَنَّ المَوْزُونَ به غَيْرُ مَعْروف : ( الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيىءُ في غيرِ حاجَةٍ ) ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً ، إِذ لا يُعْرف في الكلام مثل درر .
( و ) *!الدَّوْدَرَّى : ( الآدَرُ ) : مَن به الأُدْرَةُ . ( و ) الدَّوْدَرَّى : ( الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ ) ، وفي التَّهْذِيب : العَظِيمُهِما ، وذَكَره في ( د در ) والصواب ذكره في ( د رر ) كما للمُصنِّف ، وأَنْشَد أَبو الهَيْثم :
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لهَا *!دَوْدَرَّى
في مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى
إذْ هو من قَولهم : فَرسٌ *!دَرِيرٌ ، والدليلُ عليه قَوله :
( في مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى ) يريدُ به الخُذرُوفَ . والمُعَرَّى : ( الذي ) جُعِلت له عُرْوةٌ .
(*! كالدَّرْدَرَّى ) ، بالراءِ بدل الواوِ ، عن الفَرَّاءِ ، ولم يقل بالوَاو .
( *!والتَّدِرَّةُ : الدَّرُّ الغَزِيرُ ) ، تَفْعِله من *!الدَّرّ ، وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من *!التَّدُرَّةِ .
( *!والدُّرْدُرُ ، بالضَّمّ : مَغازِرُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ ) ، والجمع *!الدَّرادِرُ ، أَو هي مَنْبِتُها عامَّةً . ( أَو هي ) مَنْبِتُها ( قَبْلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها . و ) من ذالك المَثَل ( ( أَعْيَيْتنِي بأُشُر فكَيْفَ ) أَرجوك ( *!بِدُرْدُر ) ) .
قال أَبو زيد : هاذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه ، ( أَي لم تَقْبَل ) ، هاكذا في النُّسخ . والصلأاب لم تَقْبَلِي ( النُّصْحَ شَابًّا ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ ( فكَيْفَ ) الآن ( وقَدْ ) أْنَنْتِ حتّى ( بَدَتْ *!دَرَادِرُك كِبَراً ) ، وهي مَغَازِرُ الأَسْنَانِ .
ودَرِدَ الرَّجلُ إِذا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهرَت *!دَرَادِرُهَا . ومثله : ( أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ ) أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَنْ دَبَبْتَ .
( و ) يقال : لَجَّجُوا فوقَعُوا في ( *!الدُّرْدُور ، بالضَّمّ ) . قال الجَوْهَرِيّ :
____________________

(11/286)


الماءُ الذي يَدورُ ويُخاف منه الغَرَقُ . وقال الأَزهَرِيّ : هو ( مَوْضِعٌ ) في ( وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه ) لا تكاد تَءْحلَم منه السَّفِينَةُ .
( و ) *!الدَّرْدُور : اسم ( مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ ) يخافُ منه أَهلُ البَحْر .
( *!وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ : اضْطَرَبَت ) ، ويقال للمَرْأَة إِذا كانت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا : هي *!تُدَرْدِرُ . وفي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان ( كانت له ثُدَيَّةٌ مثْل البَضْعةِ *!تَدَرْدَرُ ) أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ : تَجِيءُ وتَذْهب ، والأَصل *!تَتَدَرْدَر ، فحذف إِحدَى التاءَين تَخْفِيفاً .
( *!ودَرْدَرَ البُسْرَةَ ) : دَلَكَهَا *!بدُرْدُرِه و ( لاَكَها ) : ومنه قول بَعضِ العَرَب وقد جاءَه الأَصْمَعِيّ : أَتَيْتَنِي وأَنَا *!أُدَرْدِرُ بُسْرَةً .
( *!واستَدَرَّت المِعْزَى : أَرادَتِ الفَحْلَ ) ، قال الأُمويّ : يقال للمِعْزَى إِذا أَرادَت الفَحْلَ قد *!استدرَّت *!اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَت استِيبالاً . ويقال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً ، من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة .
( *!والدَّرْدَارُ ) ، كصَلْصال : ( صَوْتُ الطَّبْلِ ) ، كالدَّرْداب ، نقله الصَّغانيّ .
( و ) *!الدَّرْدَارُ : ( شَجَرٌ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ : ضَرْبٌ من الشَّجَر مَعْرُوفٌ .
قلْت : هو شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فيها رُطُوبة تَصير بَقًّا ، فإِذا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ . ورَرَقُه يُؤكل غَضًّا كالبُقُول ، كذا في مِنْهَاج الدُّكَّان .
( *!ودُرَيْرَاتٌ ) ، مُصغَّراً ، ( ع ) ، نقله الصّغانِيّ . ( ودُهْدُرَّيْن ) بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ ، يأْتي ذِكْرُه ( في ده در ) ، مراعاةً لتَرْتِيب الحُرُوف ، وهو الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة ، والجوهريّ أَوردَه هُنَا ، والصّواب ما لِلمُصَنِّف .
____________________

(11/287)



ومما يُسْتَدْرَك عليه :
*!اسْتَدْرَّ الحَلُوبَةَ : طلَبَ دَرَّهَا .
*!والاستِدْرارُ أَيضاً : أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ *!يَدِرّ اللَّبنُ .
*!ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن *!يَدُرُّ *!دَرًّا ، *!ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُم ، يعني كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وهو مَجَاز . وفي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال ( *!أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين ) ، قال الليثُ : أَراد خَرَاجَهم ، فاسْتَعَارَ له اللقِّحقةَ *!والدِّرَّة .
ويقال للرَّجُل إِذا طَلَبَ حاجَةً فأَلَحَّ فيها : *!أَدِرَّهَا ، وإِن أَبَتْ ، أَي عالِجْها حتَّى *!تَدِرَّ ، يُكْنَى *!بالدَّرِّ هنا عن التَّيْسِير .
*!ودُرُورُ العِرْق : تَتابُعُ ضَرَبَانِه كتَتَابُعِ *!دُرُورِ العَدْوِ . وفي الحَدِيث : ( بَيْنَهما عِرْق *!يُدِرُّه الغَضَبُ ) ، يقول : إِذا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بين الحاجبَين ، *!ودُرُورُه : غِلَظُه وامْتِلاؤُه . وقال ابن الأَثير : أَي يَمتلىءُ دَماً إِذا غَضِبَ كما يَمتلىءُ الضَّرعُ لَبَناً إِذا دَرَّ ، وهو مَجاز .
وللسحاب *!دِرَّةٌ ، أَي صَبٌّ واندِفاقٌ ، والجمع درَرٌ . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
سَلامُ إِلالاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحمَتُهُ وسَماءٌ *!دِرَرْ
غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ
سماءٌ *!دِرَرٌ ، أَي ذاتُ دِرَرٍ .
وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ ( دِيمَاً *!دِرَراً ) : جمْع *!دِرَّة . وقيل : *!الدِّرَرُ الدَارّ ، كقَوْلِه تَعالى : { دِينًا قِيَمًا } أَي قائماً .
وفَرسٌ *!دَرِيرٌ : كَثِيرُ الجَرْيِ ، وهو مجازٌ .
وللسَّاق *!دِرَّةٌ : استِدرَارٌ للجَرْيِ .
وللسُّوقِ دِرَّةٌ ، أَي نَفَاقٌ .
*!ودَرَّ الشيْءُ ، إِذا جُمِعَ ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ ، ومرَّ الفَرسُ على *!دِرَّتِه ، إِذا كان لا يَثْنِيه شَيْءٌ ، وفَرسٌ *!مُسْتَدِرٌّ في عدْوِه ، وهو مَجازٌ ، وقال أَبو
____________________

(11/288)


عُبَيدَةَ : *!الإِدْرَارُ في الخَيل : أَنْ يُعْنِقَ فيرفَعَ يَداً وَيَضَعَها في الخَبَب .
*!والدَّرْدَرة : حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذا اندفعَ في بُطُونِ الأَودِيَةِ . وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إِلى الماءِ .
*!وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ : تَابَعْتُه ، وهو مَجاز .
*!والدُّرْدُر ، بالضّمّ : طَرَفُ اللِّسَان ، وقيل : أَصْلُه . هاكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز :
أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا *!تَدَرْدَرُ
ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ *!دُرْدُرُ
والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ ، كما تَقَدَّمَ .
*!ودَرَّت الدُّنْيا على أَهلِها : كَثُرَ خَيْرُها ، وهو مَجاز ، ورِزْق *!دَارٌّ ، أَي دائِمٌ لا يَنقَطِع . ويقال : *!دَرَّ بما عندَه ، أَي أَخرَجه .
والفارسيّة *!الدَّرِّيّة ، بتشديد الراءِ والياءِ : اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس ، منسوبة إِلى*! دَرْ ، بفتح فسكون ، اسم أَرض في شِيرازَ ، أَو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِيَار . وقيل : بَهْرَام بن يزْدجِرد . وقِيل : كِسْرى أَنُوشِرْوَان . وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أَحمدُ بن مُحَمَّدٍ العجَمِيّ ، خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر ، في ذَءَحله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ ، وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره ، فليراجع في الشرْح .
*!ودُرّانَةُ : من أَعلام النّساءِ ، وكذالك *!دُرْدَانةُ . وأَبو *!دُرَّة بالضّمّ : قرية بمصر .
دزر : ( الدَّزْرُ ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : هو ( الدَّفْعُ ) ، يقال : دَزَرَه ودَسَره ودَفَعَه بمَعْنًى واحد ، كذا في التَّكْملَة .
دزمر : ( دِزْمَارةُ ، بالكَسْر ) ، أَهملَهُ
____________________

(11/289)


الجَوهَرِيّ والصَّغانِيُّ والجماعة ، وهو : ( ع ، منه ) الشيخ الإِمام كَمَالُ الدّين أَبُو العَبّاس ( أَحمدُ بنُ كُشاشِب ) بْن عَلِيَ ( الفَقِيهُ الشّافِعِيّ ) الصوفيّ الدِّزْمَارِيّ . له ( شَرْح التَّنْبِيه ) ( وكتاب الفروق ) وتُوفِّيَ سنة 643 في 17 ربيع الآخِر ، هاكذا ذكرَه ابنُ السُّبْكِيّ في ( الطبقات ) الكُبرَى وابْنُ قَاضِي شَهْبَةَ في تَرْجَمَته .
دسر : ( الدَّسْرُ : الطَّعْنُ والدَّفْع ) الشَّدِيدُ ، يقال : دَسَرَهُ بالرُّمْح . وفي حديث عُمَر رضي الله عنه : ( فيُدْسَر كما يُدْسَر الجَزُور ) ، أَي يُدْفَع ويُكَبُّ للقَتْل كما يُفعَل بالجَزُور عند النَّحْر . وفي حديث الحَجَّاج أَنه قال لسِنان بْنِ يَزِيدَ النَّخَعيّ لَعَنَهُ الله : ( كيف قَتَلْتَ الحُسَيْن ؟ قال : ( دَسَرْتُه بالرُّمح دَسْراً ، وهَبَرْتُه بالسَّيْفِ هَبْراً ) أَي دَفَعْتُه دَفعاً عنِيفاً . فقال له الحجَّاجُ : ( أَمَا واللَّهِ لاَ تَجْتَمِعَانِ في الجَنَّة أبداً ) وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاس ، وسُئل عن زَكَاة العَنْبَر فقال : ( إِنّمَا هو شَيْءٌ دَسَرَه البَحْرُ ) أَي دَفَعَه مَوْجُ البَحْرِ وأَلقاه إِلى الشَّطُّ فلا زَكَاةَ فيه .
( و ) من المَجاز : الدَّسْر : ( الجِمَاعُ ) ، يقال : دَسَرَها بأَيرِه ، كذا في المُح 2 ك ، ( وهو مِدْسَرُ جِمَاعٍ ) كمِنْبر ، أَي ( نَيَّاكٌ ) .
( و ) عن مُجَاهِد : الدَّسْر : ( إِصلاحُ السَّفِينَة بالدِّسَارِ ) ، بالكَسْر ، اسم ( للمِسْمَارِ ) ، وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى : { ) 11 ( . 018 ذات ألوام ودسر } ( القمر : 13 ) وفي حَدِيث عَلِيّ : ( رَفَعَهَا بغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمها ، ولا دِسًّرٍ يَنْتَظِمُها ) . ( و ) الدَّسْر أَيضاً : ( إِدْخَالُ الدِّسارِ ) أَي المِسْمَارِ ( في شَيْءٍ بقُوَة ) ، قاله الزَّجَّاجُ . يقال : دَسَرْت المِسْمَارَ أَدْسُرُه وأَدْسِرُه دَسْراً ، وكلُّ ما سُمِّر فقد دُسِرَ .
( والدِّسَارُ ) أَيضاً : ( خَيْذٌ من لِيفٍ تُشَدُّ به أَلواحُهَا ) ، وبه فَسَّرَ بَعْضٌ
____________________

(11/290)


الآيةَ المَذكْورَة . وجمعَ الفَرَّاءُ بين القَوْلَين فقال : الدُّسُر : مَسَامِيرُ السَّفِينَةِ وشُرُوطُها التي تُشَدُّ بها . وقال غيرُه : الدَّسْر : خَرْزُ السَّفِينَة ، ( ج ) أَي جمع دِسعار ( دُسْرٌ ) ، بضمّ فسكون ، ( ودُسُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن مثل عُسْر وعُسُرٍ ، ( و ) قيل : ( الدُّسُر ) ، بضَمَّتَين ، هي ( السُّفُن ) بعيْنها ، ( تَدْسُرُ ) ، أَي تَدْفع ( المَاءَ بصُدُورِهَا ، الواحِدَةُ دَسحرَاءُ ) . ودَسَرت السّفِينَةُ الماءَ بصَدْرها : عَانَدَتْه .
( والدَّوْسَرُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ) الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ ذو هَامةٍ ومَنَاكِبَ ، ( وهي بِهَاءٍ ) . قال عدِيّ :
ولقَدْ عَدَّيْتُ دَوْسَرةً
كعَلاَةِ القَيْنِ مِذْكَارَا
( و ) الدَّوْسَر : ( نَبْتٌ ) يُجاوِز الزَّرْعَ في الطُّول ، وله سُنْبل وحَبٌّ ( ضاوِيّ ) دَقِيق أَسْمَرُ ، قاله أَبو حَنِيفَة . ياقل إِن ( اسم حَبِّه الزِّنُّ ) يَخْتَلط بالبُرِّ ، وسيأْتي في النُّون .
( و ) دَوْسَر : اسمُ ( كَتِبَةٍ للنُّعْمانِ ابْنِ المُنْذِر ) مَلِكِ العرب . قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ يمدح عَمْرَو ب 2 هِنْد :
ضَرَبَتْ دَوْسرُ فيه ضَرْبَةً
أتَبَت أَوْلادَ مَلْكٍ فاستَقَرّ
يقال : كَتِيبة دَوْسَرَةٌ ودَوْسرٌ ، إِذا كانت مُجْتَمِعَةً .
( و ) الدَّوْسَرُ : ( الأَسَدُ الصُّلْبُ ) المُوَثَّق الخَلْقِ ، أَوردَه المُصَنِّف في البَصائِر وأَنْشَد :
عَبْل الذِّراعَيْن شَدِيد دَوْسَر
( و ) الدَّوْسَر : ( الشَّيْءُ القَدِيمُ . و ) الدَّوْسَر : ( الزُّؤَانُ في الحِنْطَة ) ، الواحدة دَوْسَرَةٌ .
____________________

(11/291)



( و ) دَوْسَر : اسم ( فَرَس ) ، قال :
لَيْسَت من الفُرْقِ البِطَاءِ دَوْسَرُ
قد سَبَقَت قَيْساً وأَنتَ تَنْظُر
أَراد : قد سبقَت خَيْلَ قَيْس . أَنشده يعقوبُ ، ونَقَلَه ابنُ سِيده .
( و ) الدَّوْسَر : ( الذَّكَرُ الضَّخْم ) الشَّدِيد .
( و ) الدَّوْسَرَة ، ( بهاءٍ : المَمْضَغَةُ ) ، عن الصّغانِيّ .
( والدُّوَاسِرُ ، كعُلاَبِطٍ : الشَّدِيدُ الضَّخْم ) ، قال :
والرأْسُ من ثُغَامِهِ الدُّوَاسِرُ
( كالدَّوْسَرِ والدَّوْسَرِيِّ والدَّوْسَرانِيِّ ) والدُّوَاسِريِّ . وقيل : الدَّوْسَر من النُّوق : العَظِيمةُ .
( ونَاقَةٌ داسِرَةٌ : سَرِيعَة ) السَّيْرِ .
وقال الفَرَّاءُ : الدَّوْسَرِيُّ : القَوِيُّ من الإِبِل .
وقال غيره : الدُّوَاسِرُ : المَاضي الشَّدِيدُ .
وبَنُو سَعْد بن زيدِ مَناةَ كانت تُلَقَّب في الجاهِلِية دَوْسر .
والدَّوْسَرِيَّة : قَلْعَةُ جَعْبَر ، وقد تقدَّم في الجِيمِ .
والدَّسْر : السَّفِينَة ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
دستر : ( الدُّسْتُورُ ، بالضَّمِّ ) : أَهمله الجَوْهَريّ . وقال الصّغانِيّ : هو اسم ( النُّسْخَة المَعْمُولَة للجَماعَاتِ ) كالدَّفاتِر ( الَّتِي منها تَحْرِيرُهَا ) ويُجْمَع فيها قوانِينُ الملك وضَوابِطُه ، فارسيّة ( مُعآعَّبَةٌ ، ج دَساتِيرُ ) . واستَعْمَله الكُتَّابُ في الذي يُدِير أَمرَ الملك تَجَوُّزاً .
وفي مفاتيح العلوم لابْنِ كَمَال باشا : الدُّسْتور : نُسْخَة الجماعَة ، ثم لُقِّب به الوَزِيرُ الكَبِير الذي يُرْجَع إليه فيما يَرْسُم في أَحوال النَّاس ، لكَوْنه صاحبَ هاذا الدَّفْترِ :
____________________

(11/292)



وفي الأَساس : الوَزِيرُ : الدُّسْتُور قال شيخُنَا : وأَصلُه الفَتْح ، وإِنّمَا ضُم لَمَّا عُرّب ليَلْتَحِق بأَوْزَان العَرَب ، فليس الفَتْحُ فيه خطأً مَحْضاً ، كما زعمه الحَرِيرِيّ . ووَلِعَت العامّة في إطلاقه على معنَى الإِذْنِ .
دسكر : ( الدَّسْكَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيّ : هي ( القَرْيَةُ ) ، قاله الأَزهريّ .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( الصَّوْمَعَة ) ، عن أَبي عَمْرو .
( و ) في جامع القَزّاز : الدَّسْكَرعلآ : ( الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ ) .
( و ) قِيل : الدَّسْكَرَةُ : ( بُيُوتُ الأَعَاجِمِ يكون فيها الشَّرَابُ والمَلاَهي ) . قال الأَخْطَل :
في قِبَابٍ عنْدَ دَسْكَرَةٍ
حَولَها الزَّيتونُ قد يَنَعَا
قال الأَخفَش : الصَّحِيح أَنّ البَيْتَ ليَزِيدَ بنِ مُعاويةَ ، وزعم ابنُ السّيد أَنَّه لأَبي دَهْبَلٍ وقيل للأَحْوص .
( أَو ) الدَّسْكَرَة : ( بِنَاءٌ كالقَصْرِ حَولَه بيُوتٌ ) وَمنازِلُ للخَدَم والحَشَم ، كذا في المغيث في غَرِيب الحَدِيث لأَبي مُوسى .
قال اللَّيْثُ : يكون للمُلُوك ، ومثْلُه في جَاع القَزَّاز . ( ج دَسَاكِرُ ) ، ليست بعَرَبِيَّة مَحْضَة . وفي حديث أَبي سُفْيَان وهِرَقْل الذي رواه البُخَاريّ في أَوَّل الصَّحيح وفي أَثْنَائه مرَّات ( أَنَّه أَذِنَ لعُظعاءِ الرُّومِ في دَسْكَرَةٍ له ) .
( و ) الدَّسْكَرَةُ : ( ة بنَهْرِ المَلِكِ . منها مَنْصُورُ بنُ أَحمد بنِ الحُسَيْن ) ، أَحدُ الرُّؤساءِ ، رَوَى عنه أَبو سَعْدٍ السَّمْعَانيّ شيئاً من شِعْره .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( ة قُرْبَ شَهْرَابَانَ ) ، بطريقِ خُراسَانَ ، كَبِيرةٌ ، ( منها أَحمدُ بن بَكْرُونَ ) بن عبد الله العَطّار أَبُو العَبّاس ، رَوَى عن أَبي طَاهِرٍ المُخلص ، وهو ( شَيْخُ الخَطِيبِ )
____________________

(11/293)


أَبي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بن ثَابِتٍ ( البَغْدَادِيّ ) ، وتُوُفِّيَ سنة 431 .
( و ) الدَّسَكَرة : ( ة بين بَغْدادَ ووَاسِطَ ، منها أَبَانُ بن أَبِي حَمْزَةَ ) ، وأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ الطَّيِّب ، من شيوخ البُخَارِيّ .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( ة بخُوزِسْتانَ ) ، كلّ ذالِك عن الصّغَانِيّ .
دصر : ( الدَّوْصَرُ ) ، بالصَّاد المُهْمَلَة ، أَهملَه الجَمَاعَة ، وهو ( نَبْت يَعْلُو الزَّرْعَ ) ، أَي يُجاوزُه في الطُّول ، وله سُنْبُلٌ وحَبٌّ دَقِيقٌ أَسْمَرُ ، ( عن ابْنِ القَطَّاع ) ، وفي بَعْض النُّسَخ : ابن القَطَّان ، وهو خَطَأٌ .
قلْت : وهو الدَّوْسَر بالسِّين الذي تَقدَّم في كلام المُصَنِّف ، وبَيَّنَّا فيه ما جاءَ عن أَبِي حَنِيفَة .
دطر : ( الدَّوْطِيرَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو ( كَوْثَلُ السَّفِينَة ) ، عن أَبي عَمْرو الشَّيْبانِيّ ، رواه عنه ابنُه عَمْرُو ، في باب السَّفِينَة . قال الأَزْهَرِيّ . وأَهْمَل اللَّيْثُ دطر .
دعر : ( الدَّعَرُ ، مُحَرَّكَةً : الفَسَادُ ) والخُبْثُ . ( ومَصْدَرُ دَعِرَ العُودُ ، كفَرِحَ ) ، دَعَراً ، ( فهو دَعِرٌ ) ، وأَنشد شَمِرٌ لابن مُقبِل .
باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لها
جَزْلَ الجِذَي غَيْرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ
( و ) حَكَى الغَنَوِيّ : عُودٌ ( دُعَرٌ ، كصُرَدٍ ) ، وأَنْشَدَ :
يَحْمِلْن فَحْماً جَيِّداً غَيْرَ دُعَرْ
أَسْوَدَ صَلاَّلاً كأَعْيَانِ البَقَرْ
وهاكذا سَمِعَه الأَزهريّ أَيضاً عن
____________________

(11/294)


العَرَب . ( إِذا ادَّخَن ولم يَتَّقِد ) . وقيل : العُودُ الدُّعَر : الكَثِيرُ الدُّخَانِ ، وقيلَ : الرَّدِيئهُ ، ومنه أخذِت الدَّعَارَة بمَعْنَى الفِسْق .
( و ) دَعِرَ ( الزَّنْدُ ) دَعَراً : قُدِحَ به مِرَاراً حَتَّى احْتَرَقَ طَرَفُه و ( لمْ يُورِ ، وهو ) زَنْدٌ دَعِرٌ ، ككَتِف . ويقال : دُعَرٌ كصُرَدٍ ، وأَنشد :
مُؤْتَشبٌ يَكْبُو بهِ زَنْدٌ دُعَرْ
وفي الصّحاح : زَنْدٌ ( أَدَعرُ ) .
( و ) الدَّعرَ : ( الفِسْقُ والخُبْثُ ) والخِيَانَةُ والنِّفَاق والفُجُور ، ( كالدَّعَارَة ) بالفَتْح ، ( والدِّعَارَة ) ، بالكَسْر ، ( والدَّعْرَة ) ، بفَتْح فسُكُون ، وفي بَعْض النُّسخ مُحَرَّكة . وفي حديث عُمَرَ رَضِي الله عنه : ( اللهمَّ ارزُقْنِي الغِلْظَة والشِّدَّة على أعدائك وأَهلِ الدَّعَارَةِ ) ، أَي الفَسادِ والشَّرّ .
وقال ابنُ شُمَيل : دَعِرَ الرَّجلُ دَعَراً ، إِذا كان يَسْرِق ويَزْنِي ويُؤْذِي الناسَ .
( و ) قيل : الدَّعِرُ ( ككَتِفٍ : ما احْتَرَقَ من حَطَبٍ وغيرِه فطَفِىءَ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ احتِراقُهُ ) . وفي بعض النُّسخَ : إِحراقُه ، والواحدة دَعِرَةٌ ، وضبطه الصّغانِيّ الدَّعَر ، بفَتْحَتَين بهاذا المعنَى .
( و ) الدُّعْر ، ( بالضَّمّ ) : القادِحُ ، وهو ( دُودٌ يَأْكُلُ الخَشَبَ ) ، وحكاه كُرَاع بالذال المُعْجَمة ، الواحِد دُعْرَة .
( ومالِكُ بنُ دُعْر ) بن حُجْر بن جَزِيلةَ بن لَخْمٍ ، مُقَدَّمُ السَّيَّارة ، وهو الذي ( استَخْرَجَ يُوسفَ ) بنَ يَعْقُوبَ ابْنِ إِبراهيمَ ، ( صَلَواتُ اللَّهِ ) وسَلامُه ( عليه ) وعلى آبائِه ، ( مِن ) الجُبّ ، وهو ( البِئر ) ، وهو الكائِنُ بجِيزَة مِصْرَ ، ( و ) منهم مَنْ يَرْوِيه ( بالذَّال ) المُعْجَمة كما في المقدّمة الفاضِليّة لابن الجوّانيّ النَّسَّابة ، وهو ( تَصْحِيفٌ ) ، نَبَّه عليه الصَّغانِيّ .
( والإِبلُ الدَّاعِرِيَّة : مَنسوبَةٌ إِلَى )
____________________

(11/295)


دَاعِرٍ ، وهو ( فَحْلٌ مُنْجِبٌ ، أَو ) إِلى ( قَبِيلةٍ من ني الحارِثِ بنِ كَعْب ) بن عُلَةَ بنِ جَلْد ، من مَذْحِجٍ ، ( وهو داعِرُ ابْنُ الحِمَاسِ ) الحارِثِيّ .
( ونَخْلَةٌ داعِرَةٌ : لم تَقْبَلِ اللِّقاحَ ) فتُزَاد تَلْقِيحاً وتُنَحَّق ، وتَنْحِيقُها : أَن يُوطَأَ عَسَقُها حتى يَسْتَرخِيَ ، فذالك دَوَاؤُها ، ( ج مَداعِيرُ ) .
( والدُّعْرُورُ ) ، بالضّمْ : ( اللَّئيمُ ) العائبُ أَصحابَه ، نقله الصَّغانِيُّ .
( والمُدَعَّر ، كمُعَظَّم : لَوْنُ الفِيلِ ) ، عن ابْنِ الأَعرابيّ .
( و ) قال ثَعْلَب : المُدَعَّر : ( كُلُّ لَونٍ قَبِيحٍ ) من جميع الحَيَوان . أَنشد الأَصمَعِيّ :
كَسَا عامِراً ثَوْبَ المَذَلَّةِ رَبُّهُ
كمَا كُسِيَ الخِنْزيرُ لَوْناً مُدَعَّرَا
( و ) يقال : ( تَدَعَّرَ وَجْهُه ) ، إِذا ( تَبَقَّع بُقَعاً سَمِجَة مُتَغَيِّرة ) ، من ذالِك .
( وفي خُلُقِه دَعَارَّةٌ ، مُشَدَّدَةَ الرَّاءِ ) ، وكذالك زَعَارَّة ، أَي ( سُوءٌ ) .
يقال : دَعِرَ الرَّجُلُ ، كفَرِحَ ومَنَعَ ، دَعَارَةً . فَجَرَ ومَجَرَ ، وفيه دَعَارَةٌ ودَعَرَةٌ ، الأَخِيرُ مُحَرَّكةٌ .
( وعُودٌ دَاعِرٌ ودَعِرٌ ) ، الأَخيرُ قاله شَمِرٌ وغيرُه : ( نَخِرٌ رَدِيءٌ ) ، إِذا وُضِعَ على النارِ لم يَستَوْقِدْ ودَخِنَ . هاكذا فَسَّرَه شَمِرٌ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رَجُلٌ دُعَرٌ ، كصُرَدٍ ، ودُعَرَةٌ : خائِنٌ يَعِيب أَصحابَه . قال الجَعْدِيّ :
فلاَ أُلْفِيَنْ دُعَراً دَارِباً
قَدِيمَ العَدَاوَةِ والنَّيْربِ
ويُخْبِرُكُم أَنَّه ناصِحٌ
وفي نُصْحِه ذَنَبٌ العَقْربِ
____________________

(11/296)



وقيل : الدُّعَر : الّذي لا خَيْرَ فيه . والدّاعِر : المُؤذِي الفاجِر ، قاله ابنُ شُمَيْل ، ومثله في التَّوْشِيح . ويُجمَع على دُعَّارٍ . وفي حَدِيث عَدِيّ ( فأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّىءٍ ) أَرادَ بهم قُطَّاعَ الطَّرِيق .
وقال أَبُو المِنْهَال : سَأَلْتُ أَبَا زَيْدٍ عَنْ شَيْءٍ ، فقال : مالَكَ ولِهاذَا ؟ هو كَلاَمَ المَدَاعِيرِ .
ورَجلٌ دُعَرَةٌ كهُمَزَة : به عَيْبٌ .
ومن سَجَعات الأَساس . فُلانٌ دَاعِرٌ ، في كُلِّ فِتْنَةٍ ناعِرٌ .
دعثر : ( الدَّعْثَرُ : الأَحْمَقُ ) .
( و ) الدَّعْثَرَةُ ، ( بِهاءٍ : الهَدْمُ والكَسْرُ ) وقد دَعْثَرَ الحَوْضَ وغَيْرَه : هَدَمَه . ودَعْثَرَه : صَرَعَه وكَسَره . وفي الحديث : ( لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم سِرًّا ، إِنَّه لَيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُه ) أَي يَصْرعُه ويُهْلِكه ، يَعْنِي إِذا صارَ رجُلاً . قال ابنُ الأَثير : والمُرَاد النَّهْيُ عن الغِيلَة ، فإِنّ الوَلَدَ إِذا فَسَدَ لَبَنُه فَسَدَ مِزَاجُه فلا يُطَاعِن قِرنَه ، بل يَهِي ويَنْكَسِرُ عنه ، وسَبَبُه الغَيْل .
( والدُّعْثُور ، بالضَّمّ ، حَوْضٌ لم يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه ) ولم يُوَسَّع ، ( أَو هو المُتَهَدِّم المُتَثَلِّم ) ، وكذالك المَنْزل ، جَمْعه دَعاثِيرُ ودَعَاثِرُ . قال :
أَكُلَّ يوم لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ
إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ
يقول : أَكُلَّ يوم تَكْسِرين حَوْضَك حتّى يُصْلَح .
والدَّعاثِيرُ : ما تَهَدَّم من الحِيَاض ، والجَوَابِي والمَراكِي إِذا تَكَسَّرَ منها شيْءٌ فهو دَعْثُور .
وقال أَبو عَدْنَان : الدُّعْثُورُ يُحْفَر حَفْراً ولا يُبْنَى ، إِنما يَحْفِره صاحِبُ الأَوّل يَوْمَ وِرْدِه . وقال العَجَّاج :
مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصبَحَت دَعَاثِرَا
____________________

(11/297)



قيل : أَراد دَعَاثِير فحذف للضَّرُروة .
وقال آخر :
أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كانتْ أُبِيحَتْ دَعَاثِرُهْ
( و ) الدُّعْثُور ( مِنَ النَّعَمِ : الكَثِيرُ ) .
( و ) دُعْثُور ( بنُ الحارث ) الغَطَفَانيّ ، وقيل المُحَاربيّ : ( صَحَابِيّ ) جاءَ نقلُه ( عن ) أَبي بَكْرٍ مُحَمّدِ بنِ أحمدَ ( العَسْكَرِيّ ) ، وفي حديثٍ عَجِيبِ الإِسنادِ ، والأَشبهُ غَوْرَثٌ . ويقال : غَوْرَكٌ .
( وجَمَلٌ دِعَثْرٌ ، كسِبَحْل : شَدِيدٌ يُدَعْثِرُ كُلَّ شَيْءٍ ) ، أَبي يَكْسِره . قال العَجَّاج :
قد أَقْرضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا
ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا
حَتَّى أَعَدْتُ بَازِلاً دعَثْرَا
أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانتْ خُضْرَا
وكان قد اقتَرَض من ابْنَتِه حَزْمَةَ سبعِينَ دِرْهماً للمُصَدِّق ، فأَعْطَتْه ثمّ تَقَاضَتْه فقَضَتْه فَقَضَاهَا بَكْراً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
المُدَعْثَر : المَهْدُوم .
وأَرضٌ مُدَعْثَرَةٌ : مَوْطوءَةٌ .
ومكان دِعْثَارٌ : قد سَوَّسِ الضَّبُّ وحَفَرَه ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وأَنشد :
إِذَا مُسلَحِبٌّ فَوقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ
يُجِدُّ بِدِعْثَارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها
قال : الضَّبّ يَحْفر من سَرَب كلّ يَوم ، فيُغَطِّي نَبِيثَةَ الأَمْسِ ، يَفعل ذالك أَبَداً .
دعسر : ( الدَّعْسَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ ) والنَّشَاط .

____________________

(11/298)


دعكر : ( ادْعَنْكَرَ ) أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : يقال : ادْعَنْكَرَ ( عَلَيْهِم بالفُحْشِ ) ، إِذا ( انْدَرَأَ بالسُّوءِ ) . قال :
قَدِ ادْعَنْكَرتْ بالفُحْش والسُّوءِ والأَذَى
أُمَيَّتُهَا ادْعِنْكارَ سَيْلٍ على عَمْرِو
ونصّ الجمهرة : أُسَيْمَاءُ كَادْ عِنْكَار . قال : وهاذا البيت أَخاف أَنْ يَكُون مصنوعاً . ( فهو دَعَنْكَرٌ ) ، كسَفَرْجل ، ( ودَعَنْكُرَانُ ) ، مُندَرِىءٌ على الناس .
( و ) ادْعَنْكَرَ ( السَّيْلُ ) ادْعِنْكَاراً : ( أَقْبَلَ وأَسْرَعَ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيّ ، وأَنْشَد البَيْتَ السَّابقَ .
دغر : ( الدَّغْرُ ) ، في الأَصل : ( الدَّفْع . و ) الدَّغْرُ : ( غَمْزُ الحَلْقِ ) ، أَي حعْقِ الصَّبِيّ من الوَجَع الذي يُقال له العُذْرَة ، ( و ) هو ( رَفْعُ المرأَةِ لَهَاةَ الصَّبِيِّ بإِصْبَعِهَا ) وتَكْبِيسُ ذالك المَوْضِع عند هَيَجانِ الوجَع من الدَّم ، فإِذا رَفَعَتْ ذالِك الموضعَ بإِصْبعها قيل : دَغَرَت تَدْغَرَ دَغْراً . قاله أَبو عُبَيْدٍ . وبه فُسِّر الحَدِيث ( أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمقال لِلنَّساءِ : لا تُعذِّبْنَ أَوْلاَدَكنَّ بالدَّغْر ) وفي حَدِيث آخَرَ : ( قال لأُمّ قَيْسٍ بِنْتِ مُحْصَن : عَلامَ يَدْغَرْنَ أَوْلاَدَهنّ بهاذِه العُلُق .
( و ) الدَّغْر ، أَيضاً : ( الخَلْطُ ) ، عن كُرَاع . وروى المثل ( دَغْراً او لاصَفاً ) أَي خالِطُوهم ولا تُصافُوهُم ، من الصَّفاءِ .
( و ) الدَّغْر : ( سُوءُ الغِذَاءِ للوَلد ، وأَن تُرْضِعَه ) أُمُّه ( فلا تُرْوِيَهُ ) ، فيَبْقَى مُسْتَجِيعاً يَعْتَرِضُ كُلَّ مَنْ لَقِيَ فيأْكُلُ ويَمَصُّ ، ويُلْقَى على الشَّاةِ فَيَرْضَعُهَا ، وهو عَذابُ الصّبيّ .
وقال أَبو سعيد السُّكّريّ فيما استدركه على أَبي عُبَيْد من أَغلاطِه : الدَّغْر في الفَصِيل . أَن لا تُرْوِيَه
____________________

(11/299)


أُمُّه فيَدْغَر في ضَرْغ غيرِهَا ، فقال عليه السَّلام : ( لا تُعذِّبْن أَولادَكنّ بالدَّغْرِ ، أَروِينَهُم باللَّبَنِ لئلّا يَدْغَرُوا في كلّ ساعَةٍ ويَسْتَجِيعُوا ) . وإِنما أَمرَ بإِرواءِ الصِّبيانِ من اللّبَن . قال الأَزهَرِيّ : والقَوْل ما قال أَبو عُبَيْد ، وقد جاءَ في الحديث ما دَلَّ على صِحَّةِ قَوله .
( والفِعْلُ كمَنَع ) دَغَرَت تَدْغَر دَغْراً .
( و ) الدَّغَرُ ، ( بالتَّحْرِيكِ ) : التَّخلُّفُ و ( الاسْتِلْئامُ ) ، بالهَمْز ، هاكذا في النُّسَخ ، ومِثْلهُ في التَّكْمِلة . وفي التَّهْذِيب : الاسْتِسْلام ، وهو تَحْرِيف .
( و ) الدَّغَرُ ، ( سُوءُ الخُلُقِ ) ، قال :
وما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ
( و ) الدَّغَر : ( الاقْتِحامُ من غَيرِ تَثَبُّت ) ، دَغِرَ عليه يَدْغَر دَغَراً ، ( كالدَّغْرَى ) ، كالدَّعْوَى ، وهو الاسْم منه .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : ( المَدْغَرَةُ ، بالفَتْح : الحَرْبُ العَضُوضُ التي شِعَارُهَا دَغْرَى ) ، بفتح فسُكُون وأَلف التأْنيث ، ويقال دَغْراً ، بالتَّنْوِين .
( والدُّغْرُورُ ) ، بالضَّمّ : ( العِرِّيضُ الفاحِشُ ) ، كالدُّعْرُور .
( ودَغَرَهُ ، كمَنَعه : ضَغَطَهُ حتّى ماتَ ) .
( و ) دَغَرَ ( في البيتِ : دَخَل ) ، كأَنه دَفَعَ بنَفْسِه . ( و ) دَغَرَ ( عليهم : اقْتَحَمَ ) من غيرِ تَثَبُّتٍ ، وهو تَكْرارٌ مع ما قبْله كما لا يَخْفَى .
( و ) الدَّغْرُ : تَوَثُّبُ المُخْتَلِسِ ودَفْعُه نَفْسَه على المَتَاع ليَخْتَلِسَه ، ومنه حَدِثثُ عليّ رضي الله عنه ( لا قَطْع في ( الدَّغْرَة ) ) وهو ( أَخْذُ الشْيءِ اخْتِلاساً ) ، وقيل : هو أَن يَمْلأَ يَدَه من الشيْءِ يَسْتَلِبُه .
____________________

(11/300)



( ولَوْنٌ مُدَغَّرٌ ) ، كمُعَظم : ( قَبِيحٌ ) . قال :
كَسَا عَامِراً ثَوْبَ الدَّمَامَةِ رَبُّهُ
كمَا كُسِيَ الخِنْزِيرُ ثَوْباً مُدَغَّرَا
والصواب أَنه بالمُهْلَة ، وقد تقدَّم قريباً .
( وصُغَيْرُ ) مصغَّراً بالغَيْن ، وفي بعض النُّسَخ صُفَيْر ، بالفاء ( ابن دَاغرٍ من قُرَيْشٍ ) .
( و ) زَعموا فيما ( يُقَالُ ) أَن امرأَةً قلت لوَلَدِهَا : إِذا رأَت العَيْنُ العَيْنَ ف ( دَغْرَى ) ولا صَفَّى ، ودَغْرَ لاصَفَّ ، ( ويُحَرَّكُ ) ، ويُمَدّ فيقال دَغْرَى ( ودَغْرَاءَ ) ، وهاذِه عن الصّغانِيّ . وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْد لِرُهْمِ بن قَيْس :
جَاءَت عُمَانُ دَغَرَى لا صَفَّى
بَكْرٌ وجَمْعُ الأَزْدِ حِينَ الْتَفَّا
( و ) يقال : ( دَغْراً ) بفتح فسكون مثل عَقْرَى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً ( لا صَفًّا ) . تقول : ( أَي ادْغَرُوا عليهم ) ، اقتحِموا عليهم بَغْتَةً واحمِلُوا ( ولا تُصَافّوهم ) . وقال كُرَاع : خالِطُوهم ولا تُصَافُوهم ، من الصَّفَاءِ ، وقد تقدّم . وصَفَّى ، من المصادر التي آخِرُهَا أَلْفُ التَّانيث ، نحو دَعْوَى . ودغَرَ عليه : حَمَلَ .
( وَذَهَبَ صاغِراً داغِراً أَي ، ) ذَلِيلاً ( داخِراً ) خاضِعاً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الدَّغِرُ : الخَبِيثُ المُفْسِد . ويقال هو من الدُّغَّار الدُّعَّار .
ومَدْغَرةُ : مدينةٌ بصحراءِ المَغْرِبِ ، منها الشَّيخُ الإِمامُ المُحَدِّث الشَّرِيف عبدُ الله بن عليّ ابن طاهر بن الحَسَن الحَسَنيّ السِّجِلْماسِيّ ، حَدَّث عن أَبي النُّعيم رِضَوَانَ الجنويّ .

____________________

(11/301)


وقرأْتُ في الحَمَاسَة لخارِجَةَ بنِ ضِرَارٍ المُرِّيّ :
أَخارِجَ مَحلاً أَو سَفِهْتَ عَشِيرَةً
كَفَفْتَ لِسَانَ السُّوءِ أَن يَتَذَغَّرَا
وفَسَّروه وقالوا : أَي يَتَعَوَّدَ .
دغثر : ( الدَّغْثَر ) ، أَهمله الجوهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الأَحمَقُ ) ، لغة في العَيْن المُهْملَة .
دغفر : ( الدَّغْفَرُ ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّغانِيّ : هو ( الأَسَدُ الضَّخْمُ ) المُكتَنِزُ الخَلْقِ الشَّدِيدُ .
دغمر : ( الدَّغْمَرةُ : الخَلْطُ ) ، وقد دَغْمَر عليه الخَبَرَ ، إِذا خَلَطَه .
( و ) الدَّغْمَرةُ : ( العَيْبُ ) واللُّؤْم .
( و ) الدَّغْمَرة : ( الشَّرَاسَةُ وسُوءُ الخُلُقِ ) : يقال : في خُلُقِه دَغْمَرةٌ ، أَي شَرَاسَةٌ ولُؤْمٌ .
( ورجلٌ دُغْمورٌ ) ، بالضّمّ : ( سَيِّىءُ الثّنَاءِ ) ، عن ابن دُرَيْد . ( و ) قال غَيْرُه : سَيِّىءُ ( الخُلُقِ ) . وأَما بالذال المعجمة فهو الحَقُود الذي لا يَنْحلّ حِقْدُه . وسيأْتي . وقد تكون الدَّغْمَرة تَخْليطاً في اللَّوْن . قال رُوْبة :
إِذَا امْرُؤٌ دَغْمرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ
سَلَّمتُ عِرْضاً لَوْنُه لم يَدْكَنِ
قال ابنُ الأَعرابيّ : الأَدرَن : الوَسِخ ، ودَغْمَرَ : خَلَطَ . ولم يَدْكَن : لم يَتَّسِخْ .
( والدَّغَامِرُ : الأَدْناسُ ) من النَّاس .
( وخُلُقٌ دُغْمَرِيٌّ ) ، بالضّمّ ( ودَغْمَريٌّ ) ، بالفَتْح : ( مَخْلوطٌ ) . قال العجّاج :
لا يَزْدَهِيني العَمَلُ المَقْزِيُّ
ولا مِنَ الأَخلاقِ دَغْمَرِيُّ
____________________

(11/302)



والدَّغْمَرِيُّ : السّيّىءُ الخُلُقِ .
( ودَغْمَرُ ) ، كجَعْفَر : ( ة بساحل بحْرِ عُمَانَ ) ، مما يَلِي قَلْهَاةَ .
( والمُدَغْمَرُ : الخَفِيُّ . ورجلٌ مُدَغْمَرُ الخُلُقِ : ليس بصافِي الخُلُقِ ) .
دفر : ( الدَّفْرُ ) ، بفتح فَسُكون : ( الدَّفْعُ في الصَّدرِ ) والمَنْعُ ، يمانِيَةٌ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ :
دَفَرْته في قَفَاه دَفْراً ، أَي دَفَعْته . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } قال : يُدْفَرُون في أَقفِيَتهم دَفْراً ، أَي دفْعاً .
( و ) الدَّفَرُ ، ( بالتَّحْريك : وُقُوعُ الدُّودِ في الطعامِ ) واللَّحْم .
( و ) الدَّفَرُ : ( الذُّلُّ ) : ( الذُّلُّ ) ، عن ابْنِ الأَعرابيّ ، وبه فُسِّر قَوْلُ سَيِّدنا عُمَرَ لَمَّا سأَلَ كَعْباً عن وُلاةِ الأَمْرِ فأَخْبَره قال : ( وادَفْرَاه ) قِيل : أَراد واذُلّاه .
( و ) الدَّفَر : ( النَّتْنُ ) خاصّةً ، ولا يَكُون الطِّيبَ البَتَّةَ ، ( ويُسْكَّنُ ) ومنهم مَن فَسَّر قولَ سيِّدنا عُمَرَ به ، أَي وانَتْتَاه .
ونَقَل شيخُنا عن نوادر أَبي عَلِيّ القَالِيّ ما نَصُّه : الدَّفْر ، بسكون الفاءِ : حِدَّة الرّائِحَة في النَّتْن والطِّيب ، وبفتح الفاءِ في النّتْن خاصّةً ، قال شيخنا ، وأَكثرُ أَئِمّة الأَندَلُس على هاذا التّفصيل .
قلْتُ : الذي نُقِل عن أَئِمَّة هاذا الفَنّ : أَن الذي يَعُمّ شِدّةَ ذَكَاءِ الرَائِحَة طَيِّبةً كانت أَو خيثَةً هو الذَّفَرُ ، بالذال المعجمة مُحَرَّكةً ، ومنه قِيل : مِسْكٌ أَذْفَرَ ، وسيأْتي ، فليُنْظَر هاذا مع نَقْل النوادِر . نعمْ نُقِل الفَرْقُ عن ابن الأَعرابيّ ، لاكِنَّه في الدَّفْرِ ، بالتَّسْكِين بمعنى الذُّلّ . والدَّفَر ، بالتَّسْكِين بمعنى الذُّلّ . والدَّفَر محرّكةً بمعنى النَّتْن ، ولا يُعرَف هاذا إِلّا عنه ، كما في اللِّسان وغيره .
( دَفِرَ ) الرجُلُ ، ( كفَرِحَ ، فهو دَفِرٌ وأَدفَرٌ ) ، وقيل : دَفِرٌ ، على
____________________

(11/303)


النَّسَب ، لا فِعْل له . قال نَافِعُ كلُ لَقِيط الفَقْعَسِيّ
ومُؤَوْلَق أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِه
فَتَرَكْتُه دَفِراً كرِيحِ الجَوْرَبِ
( وهي دَفِرَةٌ ودَفْرَاءُ ) .
( و ) دَفَارِ ، ( كقَطَامِ : الأَمَةُ ) ، ويقال لها إِذا شُتِمَت : يا دَفَارِ ، أَي يَا مُنْتِنَةُ ، وهي مَبْنِيَّة علس الكسر ، وأَكثرُ ما ترِدُ في النّداءِ .
( و ) دَفَارِ : ( الدُّنْيَا ، كأُمِّ دفَارِ وأُمِّ دَفْرٍ ) ، الأَخيرتان كُنْيَتَان لها . وحَرَّكَ أَبُو عليّ القالِيّ الأَخِيرَةَ في الأَمالي ، وغَلَّطه السُّهَيْلِيّ في الرَّوْض . وزاد ابنُ الأَعرابيّ أُمّ دَفْرَة .
( والمُدَافِرُ : ع ) .
( ومِدْفَارٌ ) ، كمِحْرَاب : ( ع لبني سُلَيْمٍ ) .
( و ) الدَّفْرُ ، و ( أُمُّ دَفْرٍ : الدّاهِيَةُ ) ، وقيل : به سُمِّيَت الدُّنْيا أُمَّ دَفْرٍ ، أَي لمَا فيها من الآفَات والدَّواهِي .
كِيبَةٌ دَفْرَاءُ : بها صدَأُ الحَدِيدِ ) . وفي الأَساس : يُرادُ : بها رِيحُ الحَدِيد .
( وجَيْشٌ مِدْفَرٌ : مِصَكُّ ) ، كأَنَّه من الدَّفر وهو الدّفْع والمَنْع .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
عن ابن الأَعْرَابِي : أَدفَرَ الرّجلُ ، إِذا فاحَ رِيحُ صُنَانِه .
وقال غَيْرُه : دَفْراً دافِراً لِمَا يجِءُ به فُلانٌ . على المُبَالغة ، أَي نَتْناً .
ودِفْرَى ، كذِكْرَى : قَرْيَة بمِصر ، كأَنَّها شُبِّهت بالدُّنيا لنضَارتها ، وقد دخَلْتُها .
ودَفَرٌ ، محرّكةً : ثَمرُ شَجَرٍ صِينِيّ وشِحْرِيّ .
ودَفْرِيّةُ : قريةٌ أُخرى بمصر .
دفتر : ( الدَّفْتَرُ ) ، كجَعْفَر ، ( وقد تُكسرُ
____________________

(11/304)


الدّالُ ) فيُلحق بنَظائِر دِرْهَم ، وكِلاهما من حِكَايَةَ كُرَاع عن اللِّحْيَانيّ ، وحُكِيَ كَسْرُ الدّال عن الفَرَّاءِ أَيضاً ، وهو عَرَبِيٌّ ، كما في المِحبَاح : ( جماعةُ الصُّحُفِ المَضْمُومَةِ ) . قال ابنُ دُرَيْد : ولا يُعْرَف له اشتِقاقٌ ، وبَعْضُ العَرَبِ يقول : تَفْتَر ، بالتَّاءِ ، على البدل . وقيل : الدَّفْتَر : جَرِيدةُ الحِسَابِ .
وفي شِفَاءِ الغيل : الدَّفْتَر عَرَبيٌّ صَحِيحَ وإِن لم يُعرفَ اشتِقاقه ، وجعله الجوْهَرِيّ أَحدَ الدّفاتِر ، وهي الكَوَارِيس ( ج دَفَاتِرُ ) .
دقر : ( الدَّقْرُ ) ، فتح فسكون ، ( والدَّقْرَةُ والدَّقِيرَةُ والدَّقَرَى ، كجَمَزَى ) ، الأَوّل والأَخير عن ابن الأَعرابيّ ، وما عَدَاهُمَا عن أَبي عمرٍ و وقال : كالوَدْفَة والوَدِيفَه : ( الروضَةُ الحَسْنَاءُ ) الناعمةُ ( العَمِيمَةُ النَّبَاتِ ) ، وفي بعض النُّسخ ( العَظِيمَة ) بدل ( العَمِيمة ) . ويقال : إِن الدَّقَرَى ، كجَمَزَى : اسمُ رَوْضةٍ بعَيْنها . ورَوْضَةٌ دَقْرَاءُ : ناعِمَةٌ . قال النَّمِر ابنُ تَوْلَب :
زَبَنَتْك أَرْكَانُ العَدُوِّ فأَصْبَحتْ
أَجَأٌ وجُبَّةُ مِن قَرَارِ دِيَارِهَا
وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ ، نَبتُها
أَنُفُ يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا
قوله : تَخَل ، أَي تَلوَّنُ بالنَّوْر فتُرِيكَ أَلواناً .
( والدُّقْرانُ بالضَّمّ : خُشْبٌ ) ، بضمّ فسكُون تُنْصَب في الأَرْض ( يُعَرَّشُ بها الكَرْمُ ، واحِدَتُه ) دَقْرانَةٌ ، ( بِهَاءٍ ) ، وسبق في ( د ج ر ) أَنّ هاذه الخُشْبَ تُسَمَّى الدِّجْران ، وضَبَطه هناك بالكسر ، فليُنْظَر .
____________________

(11/305)



( و ) دَقْرَانُ ، ( كسَلْمَانَ : وَادٍ ) مُعْشِبٌ ( قُرْبَ وادِي الصّفْرَاءِ ) ، قد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيث مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ ، ( ثمّ صَب في دَقْرَانَ حَتَّى أَفْتَقَ من الصَّدْمَتَيْن ) .
( والدَّوْقَرَةُ : بُقْعَةٌ ) تكون ( بين الجِبَالِ ) المُحِيطَة بها ( لاَ نَبَاتَ فيها ) ، وهي من مَنَازِل الجِنّ ويُكرَهُ النُّزولُ بها .
وفي التّهْذِيب : هي بُقْعَةٌ تكون بين الجِبَالِ في الغِيطَانِ انحسَرَت عنها الشَّجَرُ ، وهي بَيْضَاءُ صُلْبَةٌ لا نباتَ فيها ، والجمع الدَّوَاقِرُ .
( ودَقِرَ ) الرجُلُ ، ( كفَرِحَ ) ، دَقَراً ، إِذا ( امتَلأَ مِن الطَّعَامِ . و ) يقال : دَقِرَ هاذا ( المكانُ ، صَارَ ذا رِيَاض . و ) قال أَبو حَنِيفَة : دَقِرَ المكانُ إِذَا ( نَدِيَ ) .
( و ) دَقِرَ ( الرَّجل ) أَيضاً : ( قَاءَ ) من المَلْءِ .
( و ) دَقِرَ ( النَّبَاتُ ) دَقَراً : ( كَخرَ وتَنَعَّمَ ) . ومنه رَوضةٌ دَقْرَاءُ ، وهي اللَّفَّاءُ الوارِفَةُ .
( والدِّقْرَارَةُ ، بالكَسْر : النَّمِيمَةُ ) ، وافْتِعَالُ أَحَادِيثَ .
( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( المُخَالَفَةُ ، وفي حَدِيثِ عُمَر رضِي الله عنه : ( أَنّه أَمَرَ رَجُلاً بشيْءٍ ، فقال له قد جِئْتَنِي بدِقْرَارةِ قَوْمِك ) ) ، أَي بمُخَالَفَتهم . ( كالدُّقْرُورةِ ) ، بالضَّمّ .
( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( عَادَةُ السَّوْءِ ) . وفي حديث عُمَرَ قَالَ لأَسلَمَ مَوْلاه : ( أَخذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهْلِكَ ) أَراد عَادةَ السَّوءِ التي هي عادَةُ قَوْك ، وهي العُدُولُ عن الحَقّ ، والعَمَلُ بالبَاطِل قد نَزَعْتك وعَرَضَتْ لكَ فعَجَّلتَ بها ، وكان أَسْلَمُ عَبْداً بَجَاوِيًّا .
____________________

(11/306)



( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( الكلامُ القَبِيحُ ) والفُحْشُ والكَذِبُ المُسْتَشْنَع . ومنه قولهم : فلانٌ يَفْتَرِي الدَّقَارِيرَ . وتقول : جِئْت بالأَقارِير ، ثمّ ( بَعْدَها ) بالدَّقارِير . ( ج الكُلِّ دَقَارِير ، وهي الدَّواهِي والنّمائم والأَباطِيل .
( ودِقْرَةُ ، بالكَسْر ) : ابْنَة غَالِبٍ الرّاسِبِيّة ، من أَهْل البَحرَة ، وهي ( أُمُّ عبدِ الرحمان بن أُذَيْنَةَ ) العَبْدِيّ الرّاوِي عن أَبِيه وعنه عَبْد المَلِك بن أَعْيَنَ ، وكان على قَضاءِ البَحرَةَ زمنَ شُرَيحح ، فلما ماتَ طُلِب أَبُو قِلاَبَةَ للقضاءِ فهَرَب إِلى الشام مَخافَة أَن يُوَلَّى ( تابِعِيَّة ) تَروِي عن عائشةَ ، وعنها أَهْلُ البَصرة ، وهي وابنُها من ثِقَاتِ التّابِعين ، ذَكَرهما ابنُ حِبّان .
دقمر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دُقْمِيرة بالضَّمّ : قرية بمصر من الغربيّة .

____________________

(11/307)


دكر : ( الدِّكْرُ ، بالكَسْر ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وهو ( الذِّكْرُ ، لُغَة لِرَبِيعَةَ ) ، وهو غَلَط حَمَلَهُم عليه ادَّكَر ، حكاه سِيبويْهِ ونَفَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وقال ( اللَّيْث ) بنُ المُظَفَّر : الدِّكْر ليس من كلام العرب ، و ( رَبيعةُ تَغْلَطُ في الذِّكْرِ فتقول : دِكْرٌ ) ، بالدَّال ، ( إِنما الدِّكْرُ بتَشْدِيدِ الدال ) على ما ذَكَره ثَعْلَبٌ ( جَمْعُ دِكْرةٍ بكَسْر فسُكُون ) ، أُدْغِمَت لامُ المَعْرِفَة في الذّالِ فجُعلَت ، ونَصّ صَعْلَب فجُعِلَتَا ( دالاً مُشَدَّدَةً ، فإِذا قلْتَ : دِكْرٌ ، بغَيْرِ ) أَلفٍ و ( لام ) المعرفةِ ( قلْت ) ذِكْرٌ ( بالذّالِ المُعْجَمَةِ ) ، وجمعوه على الذِّكْرات ( بالذال ) أَيضاً . وأَمَّا قَولُ اللَّهِ تَعَالَى : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ( القمر : 15 ) فإِن الفَرَّاءَ قال : حَدَّثَني الكِسَائيّ عن إِسْرَائِيلَ ، عن أَبِي إِسحَاقَ ، عن أَبِي الأَسْوَدِ قال : قلْت لعَبْدِ الله : فهَلْ من مُذَّكِر ومُدَّكر ، فقال : أَقرَأَنِي رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُدَّكِر ، بالدال . وقال الفَرَّاءُ . ومُدَّكِر في الأَصْل مُذْتَكِر على مُفْتَعِل ، فصُيِّرت الذَّالُ وتَاءُ الافْتِعَالِ دَالاً مُشَدَّدَةً ، قال : وبعَضُ بني أَسد يقول : مُذَّكِر ، فيقلبون الدالَ فتَصِير ذَالاً مُشدَّدَةً ، كذا في اللِّسَانَ . وأَشار إليه الشِّهَاب في شَرْح الشّفاءِ .
وفي العِنَايَة : وقول شَيْخنا أَنّ مُدَّكِراً لغة للكلِّ يُخالِف ما نَقَلَه الأَزهَرِيّ وغيره أَنَّهَا لُغَةُ بعض بَنِي أَسَدٍ ، فليتأَمّل .
( والدِّكْرُ : لُعْبَةٌ لِلزّنْجِ والحَبَش ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دكروا : قرية بالغَربية من مصر .
دلر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دِلِّير كسِكّيت ، أَهمله الجوهَريّ .
____________________

(11/308)


وقال الصَّغانِيّ : هو اسمٌ أَعجميٌّ من الأَعلام . قال : والّام والراءُ لا يَجْتَمعان في كَلام العَرب . قال : وهاكذا يقول المُحَدِّثون والصّوَاب دلير بالإِمالة ، كما يُمال بكتاب وعِتَاب ، ومعناه الجَسُور . قُلتُ : ومن ذالك أَيضاً دلاور .
دمر : ( الدُّمُورُ ) ، بالضّم ، ( والدَّمَارُ والدَّمَارَةُ ) ، بفتحهما : ( الإِهلاكُ ) . يقال : دَمَرَهم اللَّهُ دُمُوراً ، أَي أَهْلَكَهُم والدَّمَارُ والدَّمَارةُ : اسْتِئصالُ الهَلاكِ . دَمَرَ القَوْمُ يَدْمُرُونَ دَمَاراً : هَلَكُوا . ( كالتَّدْمِيرِ ) . يقال : دَمَرَهُم اللَّهُ ودَمَّرهم . وفي الكِتَاب العَزيز { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } ( الفرقان : 36 ) يعني به فِرْعَوْنَ وقَومَه الذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ . ودَمَّر عليهم ، كذالك . وفي حديث ابن عُمَر ( قد جاءَ بالبَطْحَاءِ حَتّى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يُصَلِّي فيه ) أَي أَهلَكَه . هاكذا جاء هاذَا البابُ مُتَعدِّياً بنفسه وبالتَّضْعِيف ولازِماً ، كما في المحكم وغَيرْه . وقال شيخنا : فيه تَفْسِير اللّازم بالمُتَعَدِّي ولا دَاعِيَ له ، والمصادِرُ الثّلاثَة كلّها من اللَّازم ، فالأَوْلَى أَن يَقُول : الدَّمَارُ : الهَلاَكُ ، كما قاله غَيْره ، ثم قال : وأَشدُّ منه في الإِيهام والوُقوعِ في الأَوهامِ بعد قوله كالتَّدْمِير ، فهو صَرِيح في أَن دَمَرَ الثُّلاثِيّ يكون مُتَعدِّياً ولا قائِلَ به . بل دَمَرَ كنَصَر : هَلَكَ . ودَمَّرَه تَدْمِيراً : أَهْلَكَه ، كما في الصحاح والمصباح وغيرهما ، انتهى .
وأَنت خَبِير بأُنَّ المُصَنِّفَ تابِعٌ لابْنِ سِيدَه في إِيرَادِ عِبَارَته غَالِباً ، وهو قد صَرَّحَ بأَنَّ دَمَرَ الثلاثيّ يأْتِي مُتَدِّياً بنَفْسه ولازِماً . ومن مصادره الدُّمُور والدَّمارُ . والدَّمارة من مصادر دمر اللّازم ، فلا يتَوَجَّه الممُ للمُصنِّف إِلاَّ من حيثُ إِنه خَلَطَ المصادرَ ولم يُصَرِّح بما هو المَشْهُور في الباب ، وهو كَوْنُه لازماً ، وإِلاّ
____________________

(11/309)


فتَفْسِيرُه بالإِهلاك في محَلِّه ، كما نقلْناه . فتَأَمَّلْ .
وفي الأَساس ؛ التَّدْمِير : الإِهلاكُ المُسْتَأْصِلُ .
( ودَمَرَ ) عليهم ( دُمُوراً ) ، بالضّمّ ، ودَمْراً ، بفتح فسُكون : ( دَخَل ) عليهم ( بغَيْرِ إِذْنِ ، و ) قيل : ( هَجَمَ هُجُومَ الشَّرِّ ) ، وهو نَحْو ذالك ، ومنه الحديث : ( مَنْ نَظَرَ من صِيرِ باب فقدْ دَمَرَ ) قال أَبو عُبَيْد وغَيْرُه : أَي دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ ، ومثلُه دَمَقَ دُمُوقا ودَمْقاً . وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ( مَنْ سَبَقَ طَآحفُه استِئْذانَه فقد دَمَرَ ) . أَي هَجَمَ ودَخَلَ بغير إِذْن ، وهو من الدَّمَار : الهَلاكِ ، لأَنَّه هُجومٌ بما يُكرَه . وفي رِوَايَة : ( من اطَّلَع في بَيْتِ قومٍ بغيرِ إِذْنِهم فقد دَمَرَ ) . والمعنَى : إِن إِساءَة المُطَّلِع مِثْلُ إِساءَةِ الدَّامِر .
ومن سجعات الأَساس : إِذا دَخَلْتَ الدُّورَ ، فإِيَّاك والدُّمُورَ .
( وتَدْمُرُ ، كتَنْصُر : بنْتُ حَسّانَ ابنِ أُذَيْنَةَ ، بها سُمِّيتْ مَدِينَتُها ) بالشَّام . قال النّابِغَة :
وخَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قد أَذِنْتُ لهم
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
( والتَّدْمُرِيُّ ) ، بفتح الأَوَّل وضمّ الثّالِث : ( فَرسٌ لبَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد ) بنِ ذُبيانَ ، نقله الصِّغانيّ تَشْبِيهاً لها بجِنْسٍ من اليَرابِيع يقال له التَّدْمُرِيّ ، كما نُبَيِّنه .
( و ) في المحكم : التَّدْمُرِيُّ : ( اللَّئِيمُ ) من الرِّجَال .
( و ) يقال : ( مَا بِه ) ونقل الفَرَّاءُ عن الدُبَيْرِيّة : ما في الدّار ( تَدْمُرِيٌّ ، ويُضَمُّ ) أَوّلُه ، وكذالِك دَامِرِيّ ، كما في الأَساس ( أَي
____________________

(11/310)


أَحَدٌ ) . وكذالك لا عَيْنٌ ولا تامُورِيّ ولا دُبِّيّ وقد تَقَدَّم شيءٌ من ذالك .
( ويُقَالُ للجَمِيلَةِ : ما رأَيتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ منها ) ، أَي أَحداً .
( وأُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ : صَغِيرَةٌ ) ، على التَّشْبِيه .
( والدَّمْرَاءُ : الشَّاةُ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ ) . وهي أَيضاً القَصِيرَةُ الخِلْقَةِ .
( و ) الدَّمْرَاءُ : ( الهَجُومُ من النّسَاءِ وغَيْرِهِنّ ) من غير إِذْنٍ .
( ودُمَّرُ ، كسُكَّر : عَقَبَةٌ بدِمَشْقَ ) مُشِرفةٌ على غُوطَتِها .
( و ) من المَجاز : يقال للصَّائد المَاهِر هو مُدَمِّر ، و ( تَدْميرُ الصائِدِ : أَن يُدَخِّنَ قُتْرَتَه بالوَبَرِ لَئِلّا يَجِدَ الوَحْشُ رِيحَهُ ) ، لأَنَّه يَهْجُم عليه بغَيْر إِذْنٍ ولا يُحَسُّ به .
( و ) من المَجَاز : ( دَامَرْتُ اللَّيْلَ ) كلَّه ، أَي ( كابَدْتُهُ وسَهِرْتُه ) . وفي الأَسَاس : قَضَيْتُه بالسَّهَر .
( و ) يقال : ( إِنه لَدَيْمُرِيٌّ ) ، أَي ( حَدِيدٌ عَلِقٌ ) ، ككَتِف .
( ودَمِيرَةُ ، كسَفِينَةٍ : قَرْيَتَانِ ) بمصر ، ( بالسَّمَنُّودِيَّةِ ) القِبْلِيَّة والبَحرِيّة ، وقد يُضَاف إِليهما بَعضُ الكُفُورِ فيطلَق على الكُلِّ الدَّمَائر .
( من إِحْدَاهُمَا ) أَبُو أَيُّوبَ ( عبدُ الوهَّابِ بنُ خَلَف ) بنِ عُمَرَ بنِ يزِيدَ بن خَلَفٍ الدَّمِيريّ ، تُوفِّي بها
____________________

(11/311)


بعد سنة 270 قاله ابنُ يُونس . ( وعبدُ الباقي بنُ الحَسَنِ ) الدَّميريّ ، ( محدِّثانِ ) .
قلْت : ومِمّن نَزَلَ الدَّميرَة وانْتَسَب إِليها أَبو غَسّانَ مالِكُ بنُ يَحْيَى بنِ مالِكِ بن كبر بن راشدِ الهَمْدَانِيّ ، انتقل من الكوفة إِلى الدَّمِيرة وسَكَن بها ، وكان يَقْدمُ فُسْطَاطَ مصر أَحياناً فيحدِّث بها ، تُوفِّيَ سنة 274 ، وأَبو الحسن عليُّ بنُ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ المُثَنَّى بن زِيادٍ الدَّمِيرِيّ ، بَغْدَادِيّ ، قَدِم مصرَ وتُوفِّيَ بدَمِيرَةَ سنة 259 . وأحمدُ بنُ إِسحاق الدَّمِيرِيّ المِصريّ ، رَوَى عنه الطَّبَرَانيّ في المُعْجمِ . ومن المُتَأَخِّرين من أَهْل الدَّمِيرةِ : الكَمَالُ الدَّمِيريّ صاحِبُ حَيَاةِ الحَيَوان ، وترجمته مَعْلُومة ، وعَبْدُ الرّحِيم بنُ عبد المُنْعم بن خَلَف الدَّمِيريّ ، مِمّن رَوَى عنه أَبو الحرم القَلاَنسيّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رجلٌ دَامرٌ : هالِكٌ لا خَيْرَ فِيه . يقال : رَجُلٌ خاِسرٌ دَامِرٌ ، عن يَعْقُوبَ ، كدَابِرٍ ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه على البَدَل ، وقال : خَسِرٌ ودَبِرٌ ودَمِرٌ ، فأَتْبَعُوهما خَسِراً ، قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ خَسِراً على فعْلِه ، ودَمِراً ودَبِراً على النَّسَب ، وما رأَيتُ من خَسَارَتِه ودَمَارتَه ودَبَارَته .
والدُّمَارِيّ ، بالضَّمّ ، والتَّدْمُرِيّ بالفَتْح ويُضَمّ : من اليَرابيعِ : اللّئيمُ الخِلْقةِ ، المَكْسورُ البَراثِنِ ، الصُّلْبُ اللَّحْمِ . وقيل : هو المَاعِزُ منها ، وفيه قِصْرٌ وصِغَرٌ ، ولا أَظفارَ في ساقَيْه ، ولا يُدْرَك سَرِيعاً ، وهو أَصغَرُ من الشُّفَارِيّ ، قال :
وإِنّي لأَصْطَادُ اليَرابِيع كُلَّها
شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّنَعَا
قال : وأَمَّا ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها وعَلامةُ الضَّأْن فيها أَنّ له في وَسطِ ساقِه ظُفراً في مَوضِعِ صِيصِيَةِ الدِّيك .
والتَّدْمُرِيَّة عن الكِلاب : التي
____________________

(11/312)


ليست بسَلُوقِيَّةٍ ولا كُدْرِيَّة .
وتُدْمِير : بلدٌ بالأَندلس ، سكنها أَهلُ تُدْمِيرِ مصرَ ، فسُمِّيَت بهم ، كغَيرِها من أَكثرِ بلادِ الأَندلس .
ودمرو الخَمَّارة : قرية بمصر بالغَرْبِيَّة .
دمثر : ( الدُّمَاثِرُ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّغانيّ : هو ( السَّهْلُ مِن الأَرضِ ) ، يقال : أَرضٌ دُمَاثِرٌ ، إِذا كانَت دَمْثاءَ ، وأَنَشَدَ الأَصْمَعِيّ في صِفةِ إِبلٍ :
ضَارِبَة بعَطَن دُمَاثِرِ
( و ) الدُّمَاثِر : ( الجَمَلُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ ) الوَثِيرُ ، ( كالدُّمَثِيرِ ، كعُلَبِطٍ ، و ) دِمَثْرٍ ، مثْلِ ( سِبَحْل و ) دَمْثَر ، مثل ( جَعْفَر ) ، الأُولَى والثّالثَة عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وقال العَجّاج :
خَوْجَلَةَ الخُبَعْثِنِ الدِّمْثَرَا
( والدَّمْثَرَةُ ) : الدَّمَاثَة و ( الوَثَارَةُ ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
أَرْضٌ دِمَثْرٌ ، كسِبَحْل . سَهْلةٌ .
دمشر
ودَمْشِير ، بالشين المعجَمَة : قرية بشرقيّة مِصر .
دمهكر : ( الدَّمَهْكَرُ ، كسَفَرْجَل ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( الآخِذُ بالنَّفَسِ ) ، فارسيٌّ ( مُعَرَّبُ دَمَه كِير ) فَدَم هو النَّفَس وكِير بمعْنَى الآخذِ .
دمنهر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَمَنْهُور : مدينة كبيرة ببُحَيْرَةِ مصر ، وقد دَخلتُها ، وأُخْرَى قريةٌ
____________________

(11/313)


صغيرةٌ من أَعْمالِ مِصْر ، وتُعرَف بدَمَنْهُور الوَحْش . ودَمَنْهُور الضَّواحِي بالشَّرْقِيَّة .
دمهر
وأَبو إِسحاق يَعقُوبُ بن ديمهر التَّوَّزِيّ ، حَدّث عن إِبراهيم بنِ عَبْدِ الله الهَرَوِيّ ، وعنه ابن المُقرِي في مُعجَمه ، وابنُ أَخيه عُمر بن داوودَ ابن ديمهر ، رَوَى عن عبّاس الدُّورِيّ وطَبقتِه .
دنر : ( الدِّينارُ ) ، بالكَسْر ، ( مُعَرّبٌ ) ، واختُلِف في أَصلِه ، فقال الرّاغِب : دِين آر ، أَي الشريعةُ جاءَتْ به ، وقيل ( أَصلُه دِنّارٌ ) ، بالتَّشْدِيد ، بدَلِيل قولهم دَنَانِير ودُنَيْنِير ، ( فأُبْدِل من إِحداهُما ياءٌ ) ، ولا يَخْفَى لو قال : فقُلِبَت إِحداهما يَاءً ، كان أَحْسَن ، ( لِئَلاَّ يَلتَبِس بالمَصَادِرِ ) التي تَجِيءُ على فِعّال ، ( ككِذَّابٍ ) ، في قوله تعالى : { ) 11 ( . 019 وكذبوا بآياتنا كذابا } ( النبأ : 28 ) إِلاّ أَن يكون بالهَاءِ فيَخْرج على أَصْله ، مثل الصِّنَّارَة والدِّنّامةِ ، لأَنه أُمِن الآن من الالْتباس . ولذالك جُمِعَت على دَنَانير . ومِثحله قِيرَاطٌ ودِيباجٌ .
وقال أَبو مَنْصُور : دِينَارٌ وقِيرَاطٌ ودِيباجٌ أَصلها أَعجَمِيّة ، غير أَنّ العَرَب تَكلَّمتْ بها قدِيماً فصار عَرِبيَّة . ( و ) قد مرَّ ( تفسيره في ح ب ب ) فراجعْه .
( والدِّينارِيُّ : فَرَس ) بَكْرِ بنِ وائل ، وهو ابن الهُجَيْسُ فَرَس بَنِي تَغْلب ، ابحٌّ زادِ الرَّكْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الذي دَفَعه إِليهم سُليمانُ عليه السّلامُ ، كذا في أَنسابِ الخيلِ لمحمّد بن السائب الكَلْبِيّ ، وهاذا الكتاب عندي بخط قَدِيم كُتِب في مصر سنة 522 يقول في آخره : وعامَّة خَيْل الجاهليّة والإِسلام تُنْسَب
____________________

(11/314)


إِلى الهُجَيْسِ والدّينَارِيّ . وزَاد الرَّكْب ، وجَلْوَى الكُبْرَى ، وجَلْوَى الصّغْرَى وذي المُوتَة والقَسَامَة وسَوادَة . ( والفَيَّاض ) وذالِك مِائةٌ وسَبْعةٌ وخَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورةٌ في الجاهِليَّة والإِسلام سِوَى خَيْلِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
( ودينارٌ الأَنصارِيُّ : صحابيٌّ ) ، وهو جَدُّ عَدِيّ بْنِ ثابِتِ بنِ دِينَارٍ ، قاله ابن مُعِين ، وقيل اسْمُه قَيس ، كذا في معجم ابن فَهْد .
قلت : والضَّمير في قوله ( اسمُه ) راجعٌ إِلى جَدِّ عَدِيّ ، بدَلِيلِ ما في تَحْرِير المُشْتَبِه للحافِظِ ابن حَجَر : وقيل : اسم جَدِّه قَيْسٌ .
( وعَمْرُو بنُ دِينَارٍ : تابعيٌّ . وأَبوهُ ) دِينَارٌ هاذَا ( قيل صَحَابيٌّ ) هاكَذَا أَوردَه عَبْدَان في الصَّحَابَة مَجَرَّداً ، وليس بصحيح . قلت : وإِليه نُسِب أَبو بَكْر مُحَمَّد بنُ زَكَرِيّا بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بْنِ ناصِحِ بنِ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ الدِّينَارِيّ ، ويقال فيه الحارِثيّ أيضاً ، حَدَّث عن هانىءِ بن النَّضْر ، ومُحَمَّد بْنِ المُهَلَّب ، وتُوفِّيَ سنة 302 .
وبقي عليه : دِينارُ بنُ عَمْرٍ و الأَسَدِيّ أَبو عَمْرِو البَزَّار الكُوفيّ . ودِينارٌ الخُزَاعِي القَرَّاظ . ودِينارٌ الكُوفيّ والدُ عيسَى . ودِينارٌ والد سُفْيَانَ العُصْفَرِيّ . ودِينارٌ أَبو حزِم : مُحَدِّثُون .
( والدِّينَوَرُ ، بكسر الدال ) وفتح النون ، كذا ضَبَطَه ابْنُ خلِّكان ، وضَبَطه السَّمْعَانيّ وغيرُه فتح الدّال وضَمّ النون وفَتْها أَيضاً : ( د ) من أَعمال الجَبَلِ ، بَيْن المَوْصِلِ وأَذْرَبِيجَانَ ، بينهما وبين هَمَذَانَ نَيِّفٌ عِشْرُون فَرْسَخاً ، كَثِيرة الزُّروعِ والثِّمَار . وقال ابنُ الأَثير : عند قَرْمِيسِينَ . وقد خَرجَ منه عُلماءُ أَجِلَّةٌ ، ذَكرهم أَهلْ الأَنساب .
____________________

(11/315)



( والمُدَنَّرُ ) ، كمُعظَّم : ( فَرسٌ فيه نُكَتٌ فوقَ البَرَشِ ) ، قاله أَبو عُبَيدة . وقال غيرُه : فَرسٌ مُدَنَّرٌ : فيه تَدْنِيرٌ : سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَةٌ . وبِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ : أَشْهَبُ عَلَى مَتْنَيْه وعَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ .
وفي الأَسَاس : بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشح 2 بُ مُفَلَّسٌ بَسَوَادٍ ، وهو مَجاز .
( و ) من المَجَاز أَيضاً : ( دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنيراً : تَلأْلأَ ) كالدِّينار . ويقال : كلَّمتُه فتَدنَّرَ وَجْهُه ، أَي أَشرَقَ .
( ودِينَارٌ مُدَنَّرٌ : مضَرْوبٌ ) ، وكذا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ .
( ودُنِّرَ ) الرَّجلُ ، ( بالضَّمّ ، فعهو مُدَنَّرٌ : كَثُرَ دَنانِيرِ ) ، كالمُفلس لمَنْ كثُرَ فَلسُه .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الشَّرَاب الدِّينَاريّ نِسْبَةٌ لابنِ دِينارٍ الحَكِيمِ ، ذَكَرَه دَاوودُ وغَيْرُه ، أَو لأَنّه كالدِّينار في حُمرَته .
ومالِكُ بنُ دِينَار : زاهِدٌ مشهورٌ . وأَبو عَبْد الله محمدُ بْنُ عَبْد الله بنِ دِينَارٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، ذكرَه ابنُ الأَثِير . وَأَبو الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن الدِّينَارِيّ ، من وَلَدَ دِينار بنِ عَبْد الله . وابنُه أَبو الحَسَن ، حَدَّثَا .
ودينار آباد : قرية باستراباذ .
ودَرْبُ دِينارٍ : مَحلَّةٌ ببغدادَ .
ودِينَارُ بنُ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلبَة : بَطْن من الأَنْصَار .
وأَبو العَبَّاس أَحمدُ بنُ بَيّان بنِ عَمْرِو بن عَوفٍ الدِّينَارِيّ ، لأَنَّ أَبَا أُمّه أَحْدَثَ الدِّينَار المُتَعَامَلَ به بما وراءَ النَّهْرِ للأَمِيرِ السامانيّ .
وأُمّ دِينَارٍ : قريتانِ بمصر ، إِحداهما بالجِيزة ، وقد رأَيتُها ، والثانِيَة بالغرْبِيّة .
____________________

(11/316)



وزُمَيْلُ بنُ أُمِّ دِينَارٍ في فَزَارَةَ ، وهو قاتلُ سالِمِ بْنِ دَارَةَ . الأَنه هَجاه فقال :
أَبلِغْ فَزَارةَ أَنِّي لن أُصالِحها
حتى يَنِيكَ زُمَءَحلٌ أُمَّ دِينَارِ
وأَبُو دِينَارٍ : قَرْيَة بالبُحَيْرة من مصر .
دندر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَنْدَرَا ، بالفَتح : قَرْيَة بالصَّعِيد الأَعلَى من مِصْر .
ودِنْدَارُ ، بالكسر : اسمٌ أَعْجَمِيٌّ .
دنقر
( الدَّنْقَرةُ ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان . وقال الصَّغانيّ : هو ( تَتَبُّعُ مَدَاقِّ الأُمورِ ) وأَباطِيلها .
( وهي ) ، أَي الدَّنْقَرَةُ ، ( من عَدْوِ الدَّابَّة ومَشْيِها إِذا كان دَمِيماً ) أَي حَقيراً . وفي التَّكْمِلَة وهو في عَدْوِ الدَّابَة ومَشْيِهَا إِذا كَانت دَمِيمَةً .
( و ) يقال : ( فَرَسٌ ) دَنْقَرِيّ ( وَرَجلٌ دَنْقَرِيٌّ ) ، بالفَتْح ، ( ودِنْقِرِيٌّ ) بالكَسْر : ( قَصِيرٌ دمِيمٌ ) ، أَي حَقِير ، ويحْتمل زيادَة النّون ، بدلِيل قولهم : رجُلٌ دِقْرَارَةٌ ، بالكَسْر ، للَصِير ، فلْيُتَأَمَّل .
دنسر : ( دُنَيْسَرُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ وصاحب اللسان . وقال الصغانيّ : هو ( بضَمِّ ) المهملة ( وفَتْحِ النُّونِ والسِّين ) ، كأَنَّه مُعَرّب : دُنْياسرْ ، أَي رأْس الدُّنْيَا ، صَرَّحَ به غَيْرُ واحدٍ : ( د ، قُربَ مارِدِينَ ) منه أَبو حفْصٍ عُمَرُ بنُ خَضِر المُتَطَبِّب مؤلً تاريخ دُنَيْسر ، كذا ذَكَره السَّخَاويّ في الإِعلان بالتّوبيخ في ذمّ أَهل التواريخ .
وأَبو حَفْص عُمَر بنُ أَبِي بَكْر بن أَيّوب الدُّنَيْسَري ، من شيوخ التَّقِيّ السُّبْكيّ ، مات بمصر سنة 725 .
دور : ( *!الدَّارُ : المَحَلُّ يَجمَعُ البِنَاءَ
____________________

(11/317)


والعَرْصَةَ ) ، أُنْثَى . قال ابنُ جِنِّي : من *!دَارَ *!يَدُورُ ، لكَثْرةِ حرَكَاتِ النَّاسِ فيها .
وفي التَّهْذِيب : وكُلُّ مَوضعٍ حلَّ به قَومٌ فهو *!دَارُهم . والدُّنْيا *!دَارُ الفَنَاءِ ، والآخِرَةُ دَارُ البَقَاءِ ، *!ودَارُ القَرَارِ .
ووفي النِّهايَة : وفي حَدِيثِ زِيارَةِ قُبورِ المُؤْمِنين ( سلامٌ عليْكم دَارَ قَومٍ مُؤْمِنين ) ، سُمِّيَ مَوضِعُ القُبُورِ *!دَاراً تَشْبِيهاً *!بدَارِ الأَحْياءِ ، لاجْتِماع المَوْتَى فيها . وفي حديث الشَّفاعَة : ( فأَسْتَأْذِنُعَلَى رَبِّي في *!دَارِه ) ، أَي في حَظِيرة قُدْسِه ، وقيل : في جَنَّتِه . ( *!كالدَّارَةِ ) ، وقد جاءَ في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة رَضِي اللَّهُ عنه
يا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِها
علَى أَنّهَا من *!دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
وقال ابن الزِّبَعْرَى ، وفي الصّحاح : قال أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت يَمْدح عبدَ اللَّهِ بنَ جُدْعان :
له دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمِعَلٌّ
وآخَرُ فَوْقَ *!دَارَتِهِ يُنَادِي
وقيل *!الدَّارَةَ أَخَصُّ من الدَّارِ ، ( وقد تُذَكَّرُ ) ، أَي بالتَّأْوِيل ، كما في قوله تعالى : { وَلَنِعْمَ *!دَارُ الْمُتَّقِينَ } ( النحل : 30 ) فإِنَّه على مَعْنَى المَثْوَى والمَوْضِع ، كما قال عَزَّ وجَلَّ : { نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } ( الكهف : 31 ) فأَنَّث على المَعْنَى ، كما في الصّحاح .
قال شيخُنَا : ومَنْ أَتقَنَ العَرَبِيَّة وعَلِمَ أَنَّ فاعِلَ نِعْم في مِثْله الجنْس لا يَعُدّ هاذا دَلِيلاً ، كما لم يَسْتَدِلُّوا به في نِعْم المَرْأَةُ وشِبْهه .
( ج ) في القِلَّة ( *!أَدْؤُرٌ ) ، بإِبدال الواو همزَةً تَخْفِيفاً ، ( *!وأَدْوُرٌ ) على الأَصل . قال الجوْهَرِيّ : الهَمزةُ في أُدْؤْرٍ مُبدَلَة مِن وَاوٍ مضْمُومة ، قال : ولك أَن تَهْمِز ، كلاهما على وَزْن
____________________

(11/318)


أَفْعُل كفَلْس وأَفلُس . ( *!وآدرٌ ) ، على القَلْب ، أَغفَلَه الجوْهَرِيّ ، ونقله ابن سِيدَه عن الفارسيّ عن أَبي الحسن . ( و ) في الكثير ( *!دِيَارٌ ) ، مثل جَبَلٍ ( و ) زاد في المحكم في جُموع الدار ( *!دِيَارَةٌ ) ، وفيه وفي التَّهْذِيب : ( *!ودِيرانٌ ) ، كقاعٍ وقِيعَانٍ وبَابٍ وبِببَالٍ ، ( و ) في التَّهْذِيب : (*! دُورَانٌ ) ، بالضَّمّ ، أَي كثَمَرِ وثُمْرَانٍ ، ( و ) في المُحْكَم : ( *!دُورَاتٌ ) ، قال : حكاها سِيبَويْه في باب جَمْع الجَمْع في سمة السّلامة ، ( *!ودِياراتٌ ) ، ذكره انُ سِيده . قال شيخُنا وكأَنَّه جمع الجَمع ، وقد استَعْمَلَه الإِمامُ الشّافعيّ رَضِي اللَّهُ عنه ، وأَنكروه عليه ، وانْتَصر له الإِمامُ البَيْهَقِيّ في الانْتِصَار وأَثْبَتَه سَمَاعاً وقِياساً ، وهو ظاهِر . ( و ) في التهذيب ( *!أَدوارٌ *!وأَدْوِرَةٌ ) ، كأَبْوَابٍ وأَبْوِبةٍ .
وبقِيَ عَلَيْه من جُمُوعِه مِمَّا في المُحْكَم والتهذيب : *!دُورٌ ، بالضَّمّ ، ونَظَّره الجوهَريّ بأَسَد وأُسد ، وفي التّهْذيب : ويقال *!دِيرٌ *!ودِيَرَةٌ *!وأَدْيَارٌ ، *!ودارَةٌ *!ودَارَاتٌ *!ودِوَارٌ ، ولم يستدرك شيخُنَا إِلاّ دُور السابق ، ولو وَجَد سَبِيلاً إِلى ما نقلناه عن الأَزهريّ لأَقام القِيَامَة على المُصنِّف .
( و ) *!الدَّارُ : ( البَلدُ ) ، حكَى ، سِيبويهِ : هاذه الدَّارُ نِعْمَت البَلدُ ، فأَنَّثَ البَلدَ على مَعْنَى الدّار . ( و ) في الكتاب العَزِيز { ) 11 ( . 019 والذين تبووؤا الدار والإيمان } ( الحشر : 9 ) المُرَاد *!بالدَّار ( مَدِينَة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، لاٌّ ها مَحلُّ أَهْلِ الإِيمانِ .
( و ) الدَّار : ( ع ) ، قال ابنُ مُقْبِل :
عادَ الأَذِلَّةُ في *!دارٍ وكانَ بها
هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ
( و ) من المَجَاز : الدَّارُ : ( القَبِيلةُ ) . ويقال : مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ . وبه
____________________

(11/319)


فُسِّر الحَدِيثُ : ( ما بقِيَتْ دارٌ إلاَّ بُنِيَ فيها مسْجدٌ ) ، أَي ما بَقِيَت قبيلةٌ . وفي حديثٍ آخرَ ( أَلاَ أُنَبئُكم بخَيْرِ دُورِ الأَنْصَار ؟ دُورُ بَنِي النَّجَار ثمّ دُورُ بني ( عَبْدِ ) الأَشْهَل وفي كُلِّ *!دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ ) . *!والدُّورُ هي المنازلُ المَسْكُونَةُ والمَحالُّ ، وأَراد بها هنا القبائل اجتمعَت كلُّ قَبِيلَةٍ في مَحَلَّة فسُمِّيَت المَحَلَّةُ *!داراً ، وسُمِّيَ ساكِنُوهَا بها مجازاً على حَذْف المُضَافِ ، أَي أَهْل *!الدُّور ، ( *!كالدّارةِ ، و ) هي أَي الدَّارة ( بهاءٍ : كُلُّ اآضٍ واسعةٍ بينَ جِبَالٍ ) . قال أَبو حَنِيفَة : وهي تُعَدُّ من بُطون الأَرض المُنْبِتَة . وقال الأَصْمعيّ : هي الجَوْبَةُ الوَاسِعَةُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ .
وقال صاحب اللّسان : وَجدْت هنا في بَعْض الأُصول حاشِيةً بخَطّ سيِّدنا الشَّيّخ الإِمام المُفِيد بهاءِ الدِّين مُحمَّد ابنِ مُحْيِى الدِّين إِبراهيم بن النحّاس النَّحْوِيّ فَسَحَ اللَّهُ في أَجلِه : قال كُراع : *!الدَّارةُ هي البُهْرَةُ إِلاَّ أَن البُهْرَةَ لا تَكُونُ إِلَّا سَهْلَة ، *!والدارةُ تكون غَلِيظَةً وسَهْلَةً ، قال : وهاذا قَوْلُ أَبِي فَقْعَسٍ . وقال غيرُه : الدَّارةُ : كلُّ جَوْبَة تَنْفَتِح في الرَّمْل .
( و ) الدّارَةُ : ( ما أَحاطَ بالشَّيْءِ ، كالدائرَةِ ) . قال الشِّهَاب في العِنَايَة : الدَّائِرة : اسمٌ لِما يُحِيط بالشَّيْءِ ويَدُورُ حَوْلَه ، والتَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِيّة إِلى الاسْمِيّة ، لأَن الدائرة في الأَصل اسمُ فَاعِل ، أَو للتَأْنِيث ، انْتَهَى . وفي الحَدِيث ( أَهلُ النارِ يَحْتَرِقُون إِلَّا *!دَارَاتِ وُجُوِهِهِم ) ، هي جَمْع دارَةٍ ، وهو ما يُحِيط بالوَجْه من جَوَانِبه : أَراد أَنها لا تَأْكُلها النّارُ لأَنّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ .
( و ) الدَّارَةُ ( من الرَّملِ : ما اسْتَدَارَ منه ، *!كالدِّيرةِ ) بالكسر ، والجَمْع *!دِيَرٌ . وفي التَّهْذِيب عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : *!الدِّيَر : *!الدَّارَات في
____________________

(11/320)


الرَّملِ ، هاكذا في سائر النُّسَخ . والصواب *!كالدَّيِّرة ، بفَتْح الدال وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المَكْسُورة . والجمْع *!دَيِّرٌ ، ككَيِّسٍ . ( *!والتَّدْوِرَة ) . وأَنشد سِيبَوَيه لابْنِ مُقْبِل :
بِتْنَا *!بتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا
دَسَمُ السَّلِيطِ يُضِيءُ فَوْقَ ذُبَالِ
ويروَى :
بِتْنَا *!بدَيِّرة يُضِيءُ وُجُوهَنا ( ج ) أَي جَمْع الدَّارَة بالمَعَاني السَّابِقَة ، (*! دارَاتٌ *!ودُورٌ ) ، بالضَّمّ في الأَخير ، كسَاحَةٍ وسُوحٍ .
( و ) الدَّارَةُ : ( د ، بالخابُورِ ) .
( و ) الدَّارَة : ( هَالَةُ القَمَر ) التي حَوْله . وكُلُّ مَوْضع *!يُدارُ به شَيْءٌ يَحْجِزُه فاسْمُه دَارَةٌ . ويقال : فلانٌ وجْهُه مِثْلُ دَارَةِ القَمَرِ .
ومن سجعات الأَساس : ولا تَخْرُج عن دائرةِ الإِسلام حَتَّى يَخْرُجَ القَمَرُ عن دَارَتِه .
( و ) يقال : نزلْنا دَارَةً من دارَاتِ العَرَب ؛ وهي أَرضٌ سَهْلَةَ تُحِيط بها جِبالٌ ، كما في الأَساس .
و ( *!داراتُ العَرَبِ ) كلّها سُهُولٌ بِيضٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ وما طابَ رِيحُه من النَّبَات ، وهي ( تُنِيف ) ، أَي تلإِيد ( على مِائَةٍ وعَشْرٍ ) ، على اخْتِلافٍ في بَعْضها ، ( لم تَجْتَمِعْ لغَيْرِي ، مع بَحْثِهم وتَنْقِيرِهم عنها ، ولِلَّه الحَمْد ) على ذالك .
وذكرَ الأَصمعيُّ وعِدَّةٌ من العُلماءِ عِشْرِين دَارَةً ، وأَوْصَلَها العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْر السَّعادَة إلى نَيِّف وأَربعين دارةً ، واستَدَلَّ على أَكثرها بالشواهِد لأَهلِهَا فيها .
وذَكرَ المُبَرّد في أَماليه دارَاتٍ كثيرَةً ، وكذا ياقُوت في المُعْجَم والمُشْتَرَك . وأَوردَ الصغانيّ في تَكْمِلته إِحْدَى وسَبْعِين دارةً .
____________________

(11/321)



( وأَنا أَذكُرُ ما أُضيفَ إِليه الدَّارَاتُ مُرَتَّبةً على الحُرُوفِ ) الهِجَائيّة لسُهُولة المُرَاجَعَة فيها ، ففي حرف الأَلِف ثَمَانِية ( وهي ) :
( دارَةُ الآرَامِ ) ، للضِّبَاب ، وفي التكملة : الأَرآم .
( و ) دارة ( أَبْرَقَ ) ، ببلادِ بني شَيْبًّنَ عند بَلَدٍ يقال له البطن ، وفي بعض النسخ أَبْلَق ، بالَّام ، وهو غَلط . ويُضاف إِلى أَبرقَ عِدَّةُ مَواضعَ وسيَأْتي بيانُهَا في ب رق إِن شاءَ الله تعالى .
( و ) دارَةُ ( أُحُد ) ، هاكذا هو مضْبُوط بالحاءِ ، والصوَاب بالجيم .
( و ) دارَة ( الأَرْحَامِ ) ، هاكذا هو في سائِرِ النُّسَخ بالحَاءِ المهملة ، والصواب الأَرجام بالجيم وهو جَبَل .
( و ) دارة ( الأَسْوَاطِ ) ، بظَهْر الأَبرقِ بالمَضْجَع .
( و ) دارَةُ ( الإِكْلِيلِ ) ، ولم يَذكره المصنّف في ك ل ل .
( و ) دارَة ( الأَكْوَارِ ) ، في مُلْتَقىَ دارِ رَبيعَة ودارِ نَهِيك .
( و ) دارَةُ ( أَهْوَى ) ، وسَتَأْتي في المُعْتَلّ .
( و ) في حرف الباءِ أَربَعَة :
دارَةُ ( باسِلٍ ) ، ولم يذكره المُصَنّف في اللّام . ( و ) دارَة ( بُحْثُرٍ ) ، كقُنْفُذٍ ، هاكذا بالثّاءِ المثلّثَة في سَائِر النُّسَخ ، ولم يَذْكُره المُصَنِّف في مَحَلِّه . والصَّواب أَنه بالمُثَنَّاة الفَوْقِيَّة كما يَدُلّ عليه سِياقُ يَاقُوت في المُعْجَم ، قال : وهو رَوْضَة في وَسَطِ أَجأَ أَحدِ جَبَلَيْ طَيِّى قُرْب جَوّ ، كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة وهو بُحْتُر بن عَتُود ، فهاذا صريحٌ بأَنّه بالمثنّاة الفَوْقِيّة ، وقد استدركناه في مَحَلّه كما تقدَّم .
( و ) دارَةُ ( بَدْوَتَيْنِ ) ، لبني رَبِيعَةَ بنِ عُقَيل ، وهما هَضْبتانِ بينهما مَاءٌ ، كذا في المعجم ، وسيأْتي في المُعْتَلّ إِن شاءَ الله تعالى .
____________________

(11/322)



( و ) دارَةُ ( البَيْضَاءِ ) . لمُعَاويَةَ بن عُقَءَحل وهو المُنْتَفِق ، ومعهم فيها عامِرُ بنُ عُقَيْل .
( و ) في حرف التاءِ الفوقيّة اثْنَتَان : دارَةُ ( التُّلَّى ) ، بضَمّ فَتَشْدِيد اللّام المَفْتُوحة ، هاكذا في النُّسَخ ، وضَبَطه أَبو عُبَيْد البَكْرِيّ بكَسْر الفَوْقِيَّة وتَشديدِ الَّام بالإِمالة . وقال : هو جَبلٌ . قلْت : ويمكن أَن يَكُون تَصْحِيفاً عن التُلَيّ ، تصغير تِلو ماء في ديارِ بني كِلاَبِ ، فليَنْصَر ، وسيأْتي في كلام المصنّف التُّلَيَّان ، بالتثنية ، وأَنه تصحيف البُلَيّان ، بالوحّدة المضمومة وهو الذي يُثَنّى في الشعر .
( و ) دارَةُ ( تِيل ) ، بِكسر المثنّاة الفوقيّة وسكون الياء ، جَبَل أَحمَرُ عظيمٌ في دِيارِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ من وراءِ تُرَبَةَ .
( و ) في حرف التاءِ واحدة :
دارَةُ ( الثَّلْمَاءِ ) : ماء لِربيعَة بنِ قُرَيْط بظَهْرِ نَمَلَى .
( و ) في حَرْفِ الجِيم إِحْدَى عشَرَةَ : دارَةُ ( الجَأْبِ ) : ماء لبني هُجَيم .
( و ) دارَةُ ( الجَثُومِ ) ، كصَبُور ، وفي التَّكْملة بضَمّ الجِيم ، لبني الأَضْبَطِ .
( و ) دارَةُ ( جُدَّى ) ، بضَمّ فتَشْدِيد والأَلف مَقْصُورة . هاكذا هو مضبوط ولم يَذكره المُصَنّفِ في مَحَلّه ، والصَّواب أَنه مُصَغّر ، جُدَيّ ، وهو جَبَلٌ نَجديٌّ في ديار طيِّىء .
( و ) دارَةُ ( جُلْجُلٍ ) ، كقُنْفُذ ، بنَجْد ، في دارِ الضِّبابِ ، مما يُواجِهُ دِيَارَ فَزَارَةَ ؛ قد جاءَ ذكره في لاميّة امْرِىء القَيْس .
( و ) دارَةُ ( الجَلْعَبِ ) : مَوضعٌ في بِلادِهِم .
____________________

(11/323)



( و ) دارَةُ ( الجُمُد ) ، كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد ، مثَّلَ به سيبويهِ ، وفسّره السّيرافيّ ، وقد تقدم ، وضَبَطه الصَّغَانيّ بفَتْح فسكون .
( و ) دارَةُ ( جَوْداتٍ ) ، بالفتح ، ولم يَذكره المُصَنِّف في مَحَلّه ، والأَشبهُ أَن يكون ببلاد طَيِّىءٍ .
( و ) دارَةُ ( الجَوْلاءِ ) ، ولم يَذكره المصنّف في اللَّام .
( و ) دارَةُ ( جَوْلَةَ ) ، ولم يَذكره المصنّف في اللام .
( و ) دارَةُ ( جُهْد ) ، بضَمّ فسُكُون .
( و ) دارَةُ ( جَيْفُون ) ، بفتح الجيم وسكون التحتيّة وضَمّ الفاءِ .
( و ) في حرف الحاءِ اثْنَتَانِ :
دارَةُ ( حُلْحُلٍ ) ، كقُنْفُذٍ ، ( وليس بِتَصْحِيف جُلْجُل ) ، كما زَعمه بعضُهم ، ونمهم من ضَبطه كجَعْفَر . وقال هو جَبَلٌ من جِبَالِ عُمَانَ .
( و ) دارَةُ ( حوْقٍ ) ، بفتح فسكون .
( و ) في حرف الخاءِ سبعة :
دارَةُ ( الخَرْج ) ، بفَتْح فسكُون ، باليَمامَة . فإِن كان بالضَّمّ فهو في دِيَار تَيْم لِبني كَعْب بن العَنْبَر بأَسافِلِ الصَّمَّان .
( و ) دارة ( الخَلاءَةِ ) ، كسَحَابَةٍ ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّفَ في حَرْف الهمْزة .
( و ) دارَةُ ( الخَنَازِير ) .
( و ) دارَةُ ( خَنْزَرٍ ) ، كجَعْفر ، ويُكْسَر ، هاذِه عن كُراع . قال الجَعْدِيّ :
أَلمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً
طُرُوقاً وأَصْحَابي بدَارَةِ خَنْزَرِ
( و ) دارَةُ ( الخَنْزَرَتَيْنِ ) تَثنِية
____________________

(11/324)


خَنْزَرة ، وفي بعض النُّسخ الخَزْرتين .
( و ) دارَةُ ( الخِنْزِيرَين ) تَثْنِيَة خِنْزِير . وفي التكملة : دارة الخِنْزِيرَتَيْنِ . ويقال : إِن الثانِيَةَ روايَةٌ في الأَولَى ، وقد تقدّم ذالك في ( خ ز ر ) وفي ( خ ن ز ر ) .
( و ) دارَةُ ( خَوَ ) : واد يَفْرُغ ماؤُه في ذِي العُشَيْرَةَ من ديار أَسدٍ لبني أَبي بَكْرِ بنِ كِلاب .
( و ) في حرف الدال أَربعةٌ :
دارَةُ ( داثِرٍ ) : ماء لفَزَارةَ ، وهو مستدرك على المُصَنِّف في ( د ث ر ) .
( و ) دارة ( دَمْخٍ ) ، بفَتْح فكسون ، وهو جَبَل في دِيَارِ كِلاب ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( دَمُّون ) ، كتَنُّور : مَوضع سيأْتي ذِكْرُه .
( و ) دارَة ( الدُّور ) ، بالضَّمّ : موضع بالبادية ، قال الأَزهريّ : وأُراهم إنما بالَغُوا بها كما تقول رَمْلة الرِّمان .
( و ) في حرف الذال ثلاثةٌ :
دارَةُ ( الذِّئْب ) ، بنجد في دِيَار كِلاب .
( و ) دارَةُ ( الذُّؤَيْب ) ، بالتَّصْغِير ، لبني الأَضْبَط ، وهما دَارَتان ، وقد تقدّم ذِكْرهُما .
( و ) دارَةُ ( ذات عُرْش ) ، بضمّ العين المهملة وسكون الرُّاءِ وآخرُه شِينٌ مُعْجَمة ، وضَبَطه البَكْرِيّ بضَمَّتَيْن : مَدِينَة يَمانيَة ، على الساحل ، ولم يَذْكُره المصنِّف ، وما إِخال البكريَّ عَنَى هاذِه الدَّارةَ .
( و ) في حرف الراءِ تسعة . دارَةُ ( رابِغ ) : وادٍ دُون الجُحْفَة على طريق الحَاجِّ من دون عَزْوَرٍ .
( و ) دارَةُ ( الرَّجْلَيْن ) ، تَثنيَة رَجْل بالفتْح ، لبني بَكْرِ بنِ وائِل من أَسافلِ الحَزْن وأَعالي فَلْج .
( و ) دارَةُ ( الرَّدْمِ ) ، بفَتْح فسكُون ، وضَبَطه بعضُهم بالكَسْر : موضعٌ يأْتِي ذِكْرُه في المِيمِ .
( و ) دارَةُ ( ردهة ) ؛ وهي حُفَيْرة
____________________

(11/325)


في القُفّ وهو اسم مَوْضِع بعَيْنه ، وسيأْتي في الهاءِ ولم يذكُره المصنّف .
( و ) دارَةُ ( رَفْرَفٍ ، بمهْمَلَتَين مَفْتُوحَتَيْنِ ) وتُضَمَّان ، ونقله ياقوت عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، لبَنِي نُمَيْر ، ( أَو بمُعجَمتين مَضْمُومَتيْن ) ، والأَول أكثر .
( و ) دارةُ ( الرُّمْح ) ، بضَمّ الرّاءِ وسُكُون المِيمِ ، وضَبَطه بعضُهم بكسْرِ الرّاءِ ، أَبْرق في دِيَار بني كِلاب ، لبني عَمْرو بن رَبِيعة ، وعنده البَتِيلة ، ماءُ لهم ، وفي بَعْض النُّسَخ : الرِّيح ، بدل الرُّمح ، وهو غَلَط .
( و ) دارَةُ ( الرِّمْرِمِ ) ، كسِمْسِم : موضِع يأْتِي ذكرُه في المِيمِ .
( و ) دَارَةُ ( رَهْبَى ) ، بفَتْح فسُكُون وأَلف مقصورة : مَوضع ، وقد تَقدَّم ذِكْرَه .
( و ) دَارَةُ ( الرُّهَى ) ، بالضَّمِّ ، كهُدى وسيأْتِي ذِكْره .
( و ) في حرف السين اثنتان :
دارَةُ ( سَعْر ) ، بالفَتْح ( ويُكْسَر ) ، جاءَ ذِكْرُه في شِعر خُفاف بنِ نَدْبَةَ .
( و ) دارَةُ ( السَّلَم ) ، محرّكة .
( و ) في حرف الشِّين اثْنَتان :
دارَةُ ( شُبَيْثٍ ) ، مُصَغَّراً : موضع بنَجْد لبني رَبِيعة .
( و ) دارةُ ( شَجَا ، بالجِيم ، كقَفا ) : ماء بنجد في دِيَار بَنِي كِلاَب ( وليس بتَصْحِيفِ وَشْحَى ) كسَكْرَى .
( و ) في حرف الصاد أَربعةٌ :
دارَةُ ( صارَةَ ) : جَبَل في ديار بني أَسَد .
( و ) دارَةُ ( الصَّفَائِحِ ) : مَوضع تقدّم ذِكْره في الحاء .
( و ) دارَةُ ( صُلْصُل ) ، كقُنْفَذ : ماء لبني عَجْلانَ قُرْبَ اليمامَة ، وماء آخَر في هَضبةٍ حَمْراءَ لبني
____________________

(11/326)


عَمْرِو بن كِلاب في دِيَاره بنَجْد .
( و ) دارَةُ ( صَنْدَلٍ ) : مَوضِع ، وله يَوم معروف ، وسيَأْتي ذِكْرُه .
( و ) في حَرف العَيْن سبعةٌ :
دارَةُ ( عَبْسٍ ) ، بفتح فَسُكُون : ماء بنَجْد في دِيَار بني أَسَد .
( و ) دارَةُ ( عَسْعَسٍ ) : جَبَل لبني دُبَيْر في بلاد بَنِي جَعْفَر بنِ كِلابٍ ، وبأَصْله ماءُ النَّاصِفةِ .
( و ) دارَةُ ( العَلْيَاءِ ) ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في المعتلّ .
( و ) دارَةُ ( عُوَارِضٍ ) ، بالضّمّ : جَبل أَسودُ في أَعلَى دِيارِ طَيِّىءٍ ، وناحية دارِ فَزَارةَ .
( و ) دارَةُ ( عُوَارِمٍ ) ، بالضّمّ : جَبل لأَبي بكر بن كلاب .
( و ) دارَةُ ( العُوجِ ) ، بالضّمّ : مَوْضِع باليَمَن .
( و ) دارَةُ ( عُوَيْجٍ ) ، مُصَغّراً :
موضع آخَر . مَرَّ ذِكْرُهما في الجِيمِ .
( و ) في حرف الغين ثلاثةٌ :
دارَةُ ( الغُبَيْرِ ) ، مُصَغَّراً : ماء لبني كِلاب ، ثمّ لِبَنِي الأَضبطِ بنَجْد ، وماء لمُحَارِبِ بن خَصَفَةَ .
( و ) دارَةُ ( الغُزَيِّلِ ) مُصَغَّراً ، لِبَلْحَارِثِ بنِ ربيعةَ ، كما سيأْتي .
( و ) دارَةُ ( الغُمَيْرِ ) ، مُصَغَّراً : في ديارِ بَنِي كِلاب عند الثَّلَبُوتِ .
( و ) في حرف الفاءِ ثلاثةٌ :
دارَةُ ( فَتْكٍ ) ، بفَتْح فسُكُون ، وضَبطَه البَكْرِيّ بالكَسْر : مَوضع بينَ أَجَأَ وسَلْمَى .
( و ) دارَةُ ( الفُرُوعِ ) ، جَمْع فَرْع : مَوضع مُسْتَدْرَك على المُصَنِّف .
( و ) دارَةُ ( فَرْوَعٍ ، كجَرْوَل ) : مَوضِع آخَر ، ( وهي غير دَارَةِ الفُرُوعِ ) .
( و ) في حرف القاف تِسْعَةٌ :
دارَةُ ( القِدَاحِ ، ككِتَاب ) .
____________________

(11/327)



( و ) دارَةُ القَدَّاحِ ، مثْل ( كَتّانٍ ) ، من ديار بني تَمِيم . وهما دارَتَان .
( و ) دارَةُ ( قُرْحٍ ) ، بضمّ فَسُكون بوادِي القُرَى . وفي بعض النُّسخ ، قُرْط ، بدل ، قُرْح .
( و ) دارَةُ ( القُِطْقُِطِ ، بكسرتين وبضَمَّتيْنِ ) ، هاكذا ضَبَطَه بالوجْهين في حرف الطاءِ ، وسيأْتي هناك .
( و ) دارَةُ ( القَلْتينِ ) ، بفتح القاف وسكون اللام وكسر المثنّاة الفَوقِيّة ، وضبطه ياقوت بفتح المُثَنَّاة على الصّواب ، وهو ناحيَة باليَمَامة ويُقال لها : ذاتُ القَلْتَيْن ، ومنهم من ضَبَطَه بضمّ القاف وهو غَلَطٌ ، وقد سبق الكلام عَليه .
( و ) دارَةُ ( القِنَّعْبَةِ ) ، بكسر القاف وتَشْدِيد المَفْتُوحَة وسُكون العَيْن المهملة وفتح البَاءِ الموحدة ، وهو مُسْتدْرَك على المُصَنِّف في حَرْف الباءِ .
( و ) دارَةُ ( القَمُوصِ ) ، كصَبور : بقُرْب المدينة المُشْرَّفَة ، على ساكنِها أَفضلُ السلامِ .
( و ) دارَةُ ( قَوَ ) : بين فَيْدٍ والنِّبَاجِ .
( و ) في حرف الكاف خَمْسَةٌ :
دارَةُ ( كامِسٍ ) ، مَوضع سيأْتي ذِكرُه في السِّين .
( و ) دارَةُ ( كِبْدٍ ) ، بكَسْر فسُكُون ، وضبطَه البَكْرِيّ بكَسْر المُوَحَّدةِ أَيضاً ؛ وهي هَضْبةٌ حمراءُ بالمَضْجَع من ديار كِلاب .
( و ) دارَةُ ( الكَبْسَاتِ ) ، بفَتْح فسُكُون ، هاكذا هو مَضْبُوط ، والذي ذكرَه يَاقُوت والبَكْرِيّ : الكَبِيسَتان شبِيكتان لبني عبسٍ لهما وادياً
____________________

(11/328)


النفاخين حيث انقطعت حلّة النباج والْتقتْ هي ورَملة الشَّقيق . والمصنّف لم يَذكر في السين لا الكبسات ولا الكبيستان فلينظر .
( و ) دارَةُ ( الكَوْرِ ) ، بفَتْح فسُكونٍ : جبل بين اليمامَةِ ومكّة لبَنِي عامرٍ ثم لبَنِي سَلُولَ .
( و ) دارَةُ ( الكُورِ ) ، بالضَّمِّ ، ( وهي غَيْرُ الأُولَى ) ، في أَرض اليَمَن ، بها وَقْعَة ، ويقال لها أَيضاً ثَنِيَّة الكُورِ .
( و ) في اللام واحدةٌ ، وهي :
دارَةُ ( لاقِطٍ ) ، لم يَذْكُره في الطَّاءِ ، وسيأْتي الكلام عليه .
( و ) في حرف المِيمِ سِتَّةَ عشَرَ : وهي دارة ( مَأْسَل ) ، كمَقْعَد مهموزاً ، سيأْتي للمصّنف في أَسل .
( و ) دارة ( مُتَالِع ) ، بالضَّمّ : جَبَل في بلاد طَيِّىء مُلاصِق لأَجأَ ، وقيل لبني صَخْرِ بن جَرْم . وفي أَرض كِلاب يبن الرُّمَّةِ وضَرِيّة ، وأَيضاً شِعْب فيه نَخلٌ لبين مُرَّة بْنِ عَوْف . وقيل : في دِيار بني أَسَد ، وسيأْتي في حَرْفِ العَيْن .
( و ) دَارَةُ ( المَثَامِنِ ) لبَنِي ظَالِمِ بن نُمَيْر .
( و ) دارَةُ ( المَرَاضِ ) ، كسَحَاب : مَوضع لهُذَيْل .
( و ) دارَةُ ( المَرْدَمَةِ ) ، بالفتح : لِبَنِي مَالِكِ بنِ رَبِيعَة .
( و ) دارَةُ ( المَرْوَرَاتِ ) ، بفتح فَسُكُون ، كأَنَّه جمع مَرْوَرٍ ، كجَعْفَر ، وسيأْتي ذِكْره .
( و ) دارَةُ ( مَعْرُوفٍ ) : ماء لبني جَعْفَر .
____________________

(11/329)



( و ) دارَةُ ( مُعَيطٍ ) ، كزُبَيْر ، وقيل كأَمِير : مَوضع يأْتي ذِكْره .
( و ) دَارَةُ ( المَكَامِنِ ) ، وسيأْتي للمُصَنّف في النون أَنه دارةُ المَكَامِين ، وأَنَّه لُغَة في الذي بعده .
( و ) دَارَةُ ( مَكْمَن ) ، كمَقْعَد ، ويقال : المَكَامِين ، في بِلاد قَيْس . قال الرَّاعِي :
بدارَةِ مَكْمَنٍ ساقَتْ إِليها
رِياحُ الصَّيْفِ آرَاماً وعِينَا
( و ) دارَةُ ( مَلْحُوبٍ ) : ماء لبَنِي أَسَدِ بن خُزَيْمَة ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( المَلِكَة ) ، أُنثَى المَلِك ، ولم يَذْكرُها ياقُوت في المُعْجَم ، وسيأْتي ذِكْرُهَا .
( و ) دَارَةُ ( مَنْوَرٍ ) ، كمَقْعَد : جَبل . قال يَزِيد بنُ أَبِي حَارِثَةَ :
إِنّي لعَمْرُك لا أُصَالِحُ طَيِّئاً
حتّى يَغورَ مَكَانَ دَمْخٍ مَنْوَرُ
( و ) دارَةُ ( مَوَاضِيعَ ) ، كأَنَّه جمْع مَوْضُوع ، يأْتي ذِكْره ، وهاكذا أَورده يَاقُوت في المعجم .
( و ) دارَةُ ( مَوْضُوعٍ ) . قال البَعِيث الجُهَنِيّ .
ونَحْن بمَوْضُوعٍ حَمَيْنا دِيَارَنَا
بأَسْيَافِنَا والسَّبْيَ أَن يُتَقَسَّمَا
( و ) في حرف النون اثْنَتان :
دارَةُ ( النّشَّاشِ ) ، ككَتّان ، هكَذا هو في سائِر النُّسَخ ، وضَبَطه ياقُوت في المُعْجَم النَّشْنَاش ، بزيادة نون ثَانِيَة بَعْد الشين . قال أَبو زياد : ماء لبَني نُمَيْر بن عامر .
( و ) دارَةُ ( النِّصَابِ ) ، وهو مستدرك على المُصنِّف في حَرْف البَاءِ ، ولم يَذكره ياقوت أَيضاً .
( و ) في حرف الواو أَربعةٌ :
____________________

(11/330)



دارة ( واحِدٍ ) ، جَبل لكَلْب ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( واسِطٍ ) : من منازِلِ بني قُشَيْر ، لبني أُسَيْدَةَ .
( و ) دارة ( وَسطٍ ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّك ) : جَبل ضَخْم على أَربعة أَميال وَراءَ ضَرِيَّة لبني جَعْفَر بنِ كِلاب .
( و ) دارَةُ ( وشْحَى ) ، بالفَتْح ، ( ويُضَم ) ، وضَبَطه ياقوت بالمَدّ : ماء بنَجْد في دِيار بَنِي كِلاب .
( و ) في حرف الهاءِ واحدة :
دارَةُ ( هَضْبٍ ) ، بفتح فسكون ، قُربَ ضَرِيَّةَ من دِيَار كِلاب ، وقد تقدَّم ، وقيل لِلضِّباب .
( و ) في حرف الياءِ اثنتان
دارَةُ ( اليَعْضِيد ) ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في الدّال ، ولم يَذْكُره ياقوت أَيضاً .
( و ) دارَةُ ( يَمْغُون ) بالغِين ( أَو يَمْعُون ) ، بالعَيْن المهملة ، وهو الذي صَرَّحَ به ياقُوت والبَكْرِيّ : من مَنازل هَمْدانَ باليمن . وفي التَّكْمِلَة : دارَةُ يَمْعون أَو يَمْعُوز ، الأُولى بالنُّون والثانية بالزَّاي ، والعَيْن مُهْملة فيهما ، فتأَمَّل .
وهاذه آخِر *!الدارات ، وقد استوفَيْنَا بَيانَهَا على حَسَب ضِيقِ الوَقْتِ وقِلَّة المُساعد ، والله المُسْتَعان وعليه التُّكْلان .
( *!ودارَ ) الشْيءُ *!يَدُورُ ( *!دَوْراً ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( *!ودَوَرَاناً ) ، مُحَرَّكةً ، *!ودُوُوراً ، كقُعلأد ، ( *!واسْتَدارَ ، *!وأَدَرْتُهُ ) أَنا ( *!ودَوَّرْتُه ، و ) *!أَدارَه غيرُه *!ودَوَّر ( به ) ، *!ودُرْت به ، ( *!وأَدَرْتُ :*! استَدَرْتُ ) . وفي الحديث : ( إِن الزَّمَان قد *!استدَارَ كَهَيْئته يومَ خَلَقَ اللهاُ السَّماواتِ والأَرضَ ) ، يقال : *!دَارَ *!يَدُورُ
____________________

(11/331)


*!واستدَارَ *! يَسْتَدِير ، إِذا طاف حَوْلَ الشَّيْءِ ، وإِذا عادَ إِلى المَوضع الذي ابتدأَ منه . ومعنَى الحَدِيث أَنَّ العَرب كانوا يُؤَخِّرُون المُحَرَّم إِلى صفَر ، وهو النَّسِيءْ ، ليُقاتلوا فيه ، ويَفْعَلُون ذالك سَنَةً بعد سَنَةٍ ، فينْتَقِل المُحَرَّم من شَهْر إلى شَهْر ، حتى يَجْعَلُوه في جَمِيع شُهُور السَّنَة ، فلما كان تلك السنة كان قد عادَ إِلى زَمَنِه المَخْصُوص به قبل النَّقْل ودارَت السَّنَةُ كَهَيْئتِهَا الأُولَى .
( *!ودَاوَرَه *!مُدَاوَرَةً *!ودِوَاراً ) ، الأَخير بالكَسْر : ( *!دَارَ معه ) ، قال أَبو نُؤَيْب :
حتَّى أُتِيحَ له يَوماً بمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ *!بِدِوَارِ الصَّيْدِ وَجَّاسُ
( والدَّهْرُ *!دَوَّارٌ به *!-وَدَوَّارِيٌّ ) ، أَي ( دَائِرٌ ) به ، على إضافة الشْيءِ إلى نفْسه . قال ابنُ سِيده : هاذا قول اللُّغَوِيّين ، قال الفارِسِيّ : هو على لَفْظَ النَّسَب وليس بِنَسَبٍ ، ونَظِيرهُ بُخْتِيّ وكُرْسِيّ ، ومن المُضَاعَف أَعْجَمِيٌّ في مَعْنَى : أَعْجَم . وقال اللَّيث : *!-الدَّوَّارِيُّ : الدَّهرُ بالإِنْسَان أَحوالاً . قال العَجَّاجُ :
والدَّهْرُ بالإِنْسَان دَوَّارِيُّ
أَفْنَى القُرونَ وهو قَعْسَرِيُّ
وقال الزَّمَخْشَرِيّ : معناه يَدُورُ بأَحْوَاله المُخْتَلِفَة .
( *!والدُّوَارُ ، بالضَّم وبالفَتْح : شِبْه *!الدَّوَرَانِ يأْخُذُ في الرُّأْسِ . و ) يقال : ( *!دِيرَ به ، و ) دِيرَ ( عليه ، *!وأُدِيرَ به : أَخَذَه ) . وفي الأَساس : أَصابه *!الدُّوارُ . من دُوَارِ الرأْس .
( *!ودُوَّارَةُ الرَّأْسِ ، كرُمّانة ويُفْتَح : طائِفَةٌ منه مستديرةٌ . و ) *!الدُّوَّارَة ( من البَطنِ ) ، بالضمّ والفَتْح عن ثَعْلَب : ( ما تَحَوَّى من أَمعاءِ الشّاةِ ) .
( *!والدَّوَّارُ ، ككَتَّانِ ، ويُضَمُّ :
____________________

(11/332)


الكَعْبَةُ ) ، عن كُرَاع . ( و ) اسم ( صَنَم ، ويُخَفَّف ) ، وهو الأَشْهَر . قال الأَزْهَرِيّ : وهو صَنَمٌ كانَت العَرَبُ تَنْصِبُه يَجَلون موضِعاً حوْلَه *!يَدُورون به ، واسمُ ذالِك الصَّنَمِ والموضعِ الدُّوَّارِ . ومنه قولُ امرْىءِ القَيْسِ :
فَعَنَّ لنَا سِرْبٌ كأَنّ نِعَاجَهُ
عَذَارَى *!دُوَارٍ في مُلاَءٍ مُذَيَّلِ
أَراد بالسِّربِ البَقرَ ، ونِعَاجُه إِناثُه شَبَّهَها في مَشْيِها وطُولِ أَذنابها بجَوارٍ يَدُرْن حَولَ صَنَمٍ وعليهن المُلاَءُ المُذَيَّل ، أَي الطَّوِيل المُهَدَّب .
قال شيخُنَا : وقيل : إِنَّهُم كانُوا يَدُورُون حوَله أَسابِيعَ كما يُطَاف بالكَعْبَة .
ونقل الخَفَاجِيّ عن ابن الأَنباريّ : حِجَارَةٌ كانوا يَدُورُون حَوْلَهَا تَشْبِيهاً بالطائِفين بالكَعْبَة ، ولِذَا كَرِه الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه أَن يُقَال دَارَ بالبَيْت ، بل يُقال : طافَ به .
( و ) *!الدَّوَّارَةُ ، ( كجَبَّانةٍ : الفِرْجَارُ ) ، وهو بالفارسيّة بركار ، وهي من أدواتِ النَّقَّاش والنَّجّار ، لها شُعْبَتَانِ يَنْضَمّان ويَنْفَرِجان لتَقْدِيرِ *!الدَّارَات .
( و ) *!الدُّوَّارُ ، ( بالضّمّ ، مُسْتَدَارُ رَمْل يَدُورُ حَوْلَهُ الوَحْشُ ) . أنشد ثَعلب :
فمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ نَامَ غَزَالُهَا
*!بدُوَّارِ نِهْيٍ ذِي عَرَارٍ وحُلَّبِ
بأَحْسَنَ مِن لَيْلَة ولا أُمُّ شادِنٍ
غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( يقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم *!يَدُرْ : *!دَوَّارَةٌ وفوَّارَةٌ ) ، أَي ( بفَتْحِهما ، فإِذا تَحَرَّكَ أَو دَارَ ) ونَصُّ النّوادر : ودَار ( فهو *!دُوَّارَة وفُوَّارَة ) ، أَي ( بضمِّهما ) .
( *!والدّائِرَةُ : الحَلْقَةُ ) أَو شِبْهُهَا أَو الشَّيْءُ *!المُسْتَدِير .
____________________

(11/333)



( و ) *!الدَّائِرَةُ : ( الشَّعرُ المُسْتَدِيرُ على قَرْنِ الإِنْسَانِ ) .
ومن أَمثالهم ( ما اقشَعَرَّت له *!-دَائرتِي ) يُضرَب مَثَلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يَضُرُّك ، ( أَو ) الدّائرة : ( مَوْضعُ الذَّؤَابَةِ ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ .
( و ) الدَّائِرة : ( الهَزُيمَةُ ) والسُّوءُ . يقال : { عَلَيْهِمْ *!دَائِرَةُ السَّوْء } وقوله تعالى : { نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } قال أَبو عُبَيْدة أَي دَوْلة ، *!والدَّوائر *!تَدُور والدَّوائِلُ تَدُول .
( و ) الدَّائِرة ( الْتِي تَحْتَ الأَنْفِ ) يقال لها *!الدِّيرة ، *!والدَّائِرة ( *!كالدَّوّارَةِ ) ، بالتشديد .
( *!-والدَّارِيُّ : العَطَّارُ ) . يقال : إِنه ( مَنْسُوبٌ أَلى *!دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنه بها سُوقٌ ) كان ( يُحْمَلُ المِسْكُ من ) أَرض ( الهِنْدِ إِليها ) . وقال الجَعْدِيّ :
أَلْقِيَ فِيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ
وسأَلَ كِسْرَى عن دَارِينَ مَتَى كانَت ؟ فلم يَجِد أَحَداً يُخْبِره عنها إِلّا أَنَّهم اقلوا هي عَتِيقَةٌ بالفارسيّة فسُمِّيَت بها . وفي الحديث : ( مَثَلُ الجَلِيس الصَّالِح مَثَلُ*!- الدّارِيّ إِن لم يُحْذِك من عِطْرِه عَلِقَك من رِيحِه ) . وقال الشاعر :
إِذَا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍ
مِن المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْرِي
( و ) الدَّارِيّ : ( رَبُّ النَّعَمِ ) ، سُمِّيَ بذالك لأَنه مُقِيم في دَارِه ، فنُسِب إِليها .
( و ) الدَّارِيُّ : ( المَلَّاحُ الذي يَلِي الشِّرَاعَ ) ، أَي القِلعَ .
( و ) الدّارِيُّ : ( اللازمُ لدِارِه ) لا يَبْرَح ولا يَطلُب مَعَاشاً ، ( كالدَّارِيَّةِ ) .
( و ) الدَّارِيُّ ( مِنَ الإِبِل : المُتَخلِّفُ في مَبْرَكِه ) لا يَخْرُج إِلى المَرْعَى ، وكذالك شاةٌ دَارِيَّةٌ .
( *!والمُدَاوَرَةُ كالمُعَالَجَة ) في الأُمور ، وهو طَلَبُ وُجُوهِ مَأْتَاهَا ، وهو
____________________

(11/334)


مَجَازٌ . قال سُحَيْم بنُ وَثِيلٍ :
أَخُو خَمْسِينَ مُجتَمِعٌ أَشُدِّي
ونَجَّذَنِي *!مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ
( و ) *!دُوَّار ، ( كرُمَّانٍ : ع ) ، وهو جَبَلٌ نجْدِيٌّ أَو رَمْلٌ بنَجْد . قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ :
لا أَعرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُهَا
كأَنَّهُنَّ نِعَاجٌ حَوْلَ دُوَّارِ
( و ) دَوَّار ( ككَتَّانٍ : سِجْنٌ باليمَامَة ) . قال جَحْدُر بنُ مُعَاوِية العُكْلِيّ .
كانَتْ منازِلُنَا التي كُنَّا بِهَا
شَتَّى فأَلَّفَ بَيْنَنَا *!دَوَّارُ
( و ) سالِمَ ( بنُ *!دارَةَ : من الفُرْسَانِ ) الشُّعراءِ ، وفي المثَل :
مَحَا السَّيفُ ما قَالَ ابنُ *!دَارَةَ أَجْمَعَا
وسَبَبُه أَن ابنَ دَارَةَ هَجَافَزَارةَ فَقَال :
أَبْلِغْ فَزارَةَ أَنّى لا أُصالِحُها
حتَّى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ
فبلغَ ذالِك زُمَيْلاً فَلَقِي ابنَ دَارةَ في طَرِيقِ المَدِينَة فقَتَله وقال :
أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابْنِ دَارَهْ
ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ
( *!والدَّارُ : صَنَمٌ به سُمِّيَ عبدُ الدّارِ ) بنُ قُصيِّ بْنِ كِلاب ، ( أَبو بَطْن ) ، والنِّسْبَة إِليه : العَبْدَرِيّ . قال سيبويه : هو مِن الإِضافَة التي أُخِذَ فيها من لَفْظ الأَوَّل والثَّاني ، كما أُدْخِلَت في السِّبَطْر حروف السَّبِط . قال أَبو الحَسَن : كأَنَّهم صَاغُوا من عَبْد الدّار اسْماً على صِيغَة جَعْفَر ، ثمّ وَقعَت الإِضافَةُ إِليه ، وهو أَكبَرُ
____________________

(11/335)


وَلَدِ أَبيه وأَحبُّهم إِليه ، وكان جَعَل له الحِجَابَة واللِّوَاءَ والسِّقَاءَ والنَّدْوَةَ والرِّفَادَة . ومنهم عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ بنِ أَبي طَلْحَة عَبْد الله بن ( عبد ) العُزّي بن عُثْمَان بن عبد الدَّارِ صاحِب مِفْتاح الكَعْبَة . ( و ) الدّارُ ( بنُ هانِىءِ بنِ حَبِيب ) بنِ نُمارة بن لَخْم ، ( أَبو بَطْن ) من لَخْم كما تَرَى . ( مِنْهُم أَبو رُقَيَّة ) كُنِيَ بابْنَةٍ له لم يُولَد له غَيْرُهَا كما حَقَّقه بن حَجَر المَكّي في ( شَرْحِ الأَرْبَعِين ) ( تَمِيمُ بنُ أَوْس ) بنِ خارِجَلآع بن سُوَيْد بن جَذِيْمة بن الدرّاع بن عَدِيِّ بن الدَّار ، أَسلم سنةَ تِسْع ، وسَكَن المَدِينةَ ، ثم انْتَقَل إِلى الشَّام . وأَمّا تَمِيمٌ *!-الدَّارِيُّ المَذْكُور في قِصَّة الجَام فذاك نَصْرَانِيٌّ من أَهل *!دَارِين ، كذا وَجدتُ في هامِش التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ .
كتاب ( وأَبُو هِنْد بُرَيْر ) ، كزُبَيْر ، كذا هو بخَطّ أَبي العَلاءِ القُرْطُبِيّ ، وقيل بَرُّ ( ابنُ رَزِيْنٍ ) ، وقيل ابنُ عَبْدِ الله ، وغَلِطَ فيه البُخَارِيّ وغَيْرُه فقال هو أَخو تَمِيم الدّارِيّ ، ( *!الدّارِيّانِ الصَّحَابِيّان ) . ويقال في الأَخير أَيضاً : أَبو هِنْد بنُ بَرّ .
( *!ودَارِينُ : بالشّامِ ) ، وهو غير *!دَارِينِ البَحْرَينِ .
( وذو *!دَوْرَان كحَوْرَانَ : ع بين قُدَيْدٍ والجُحْفَةِ ) ، وهو وادٍ يَفْرُغ فيه سَيْلُ شَمَنْصِير . قال حَسَّنُ بنُ ثابِت :
وأَعْرَضَ ذُو دَوْرانَ تَحْسَب سَرْحَه
مِنَ الجَدْبِ أَعْنَاقَ النِّساءِ الحَواسِرِ
( *!ودَارَا ) ، هاكذا بالأَلف المقصورة : ( د ، بَيْن نَصِيبِينَ ومارِدِينَ ) بِدِيار رَبِيعَة ، بَيْنها وبَيْنَ نَصِيبِين خَمْسَةُ فَرَاسِخَ ، ( بناها ) هاكذا في النُّسَخ والصواب بَناه ( دَارَا بنُ *!دارَا المَلِك ) ، وهو آخِر مُلُوك الفُرْس الجَامِعِين للمَمَالِك ، وهو الذي قتلَهَ الإِسْكَنْدَرُ الرّوميّ .
____________________

(11/336)



( و ) دارا : ( قَلْعَةٌ بطَبَرِسْتَان ) ، من بِنَاءِ دَارَا المَلِك . ( و ) دَارَا : ( وادٍ بدِيارِ بني عامر ) بْنِ صَعْصَعَة بنِ كِلابٍ .
( و ) دَارَا : ( ناحِيَةٌ بالبَحْرَيْنِ ) لعَبْد القَيْس ، ( ويُمَدُّ ) ، قال الشَّاعر :
لَعَمْرُك ما مِيعادُ عَيْنِك والبُكَا
*!بدَارَاءَ إِلاَّ أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
أُعَاشِرُ في دَارَاءَ مَنْ لا أَوَدُّه
وبالرَّمْلِ مَهْجُورٌ إِليّ حَبِيبُ
( ودارُ البَقَر : قَرْيَتَانِ بِمصرَ ) ، بالغَرْبِيَّة منها البَحَرِيَّة والقِبْلِيَّة ، والنِّسْبَة إِليهما للجُزْءِ الأَخير .
( ودارُ عُمَارَة : مَحَلَّتَانِ ببَغْدَادَ شَرْقِيَّة وغَرْبِيَّة ) ، خَرِبتَا .
( ودارُ القُطْن : مَحَلَّةٌ بها ) ، أَي ببغدادَ ، ( منها الإِمامُ ) الحَافظ نَسِيجُ وَحْدِه وقَرِيعُ دَهْرِه في صِناعَة الحَدِيث ومعرفة رجاله ( أَبو الحَسَن عَلِيُّ بنُ عُمَر ) بن أَحمَد بن مَهْدِيّ . قيل لابن البَيِّع : أَرأَيتَ مِثْلَ الدّارقُطْنيّ ؟ فقال : هو لم يَر مِثْلَ نَفْسِه فكَيْفَ أَرَاى أَنا مِثْلَه ؟ روَى عن أَبي القَاسِم البَغَوِيّ وأَبِي بَكْر بن أَبي دَاوود ، وعنه أَبو بَكْر البرقانيّ وأَبو نُعَيم الأَصْبَهَانيّ ، وله كِتَابُ السُّنَن ، مشهور رويناه عن شيوخنا . تُوُفِّيَ ببَغْدَاد سنة 385 وصَلَّى عليه أَبُو حامد الإِسفِراينيّ ، ودُفِن بجَنْب مَعْرُوفٍ الكَرْخِيّ .
( و ) دارُ القُطْنِ أَيضاً : ( مَحَلَّةٌ بحَلَبَ ) مَشْهُورة . ( مِنْهَا ) الإِمام المُحَدِّث ( عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بن ) محمّدٍ المَعْرُوف بابْنِ ( قُشَامٍ ) ، كغُرَاب ، ( ذو التَّصانِيفِ الكَثِيرَةِ المَبْسُوطَةِ ) في الفُنُونِ ( العَدِيدة ) . رَوَى عن أَبي بَكْرِ بن ياسرٍ الجَيَّانيّ ، وعنه ابنُ شِحَاتةَ .
( ودُرْنَى ) ، بالضَّمّ ، ( ع ) في شِقِّ
____________________

(11/337)


اليَمَامَة ، سُمِّيَ بالجُمْلَة ، وعلى هاذا فالصواب أَن يكتب هاكذا *!دُرْنَا ، على صِيَغة المتكلم ، من دَارَ ، لا بالأَلف المَقْصُورَة ( ومَوْضِعُ ذِكْرِهَا في النُّونِ ) إِذا كان فُعْلَى كما سيأْتي :
( و ) يقال : ( ما به *!-دَارِيٌّ *!ودَيَّارٌ *!-ودُورِيٌّ ) ، بالضَّمّ ، ( *!ودَيُّورٌ ) ، كتَنُّور ، على إِبدال الواو من الياءِ أَي ما بها ( أَحَدٌ ) .
قال الجَوْهَرِيّ : *!والدَّيَّار فَيْعَال من *!دارَ *!يَدُور ، وأَصله دَيْوَار ، فالوَاو إِذا وَقعَتْ بعد ياءٍ ساكنة قبلها فتحة قُلَبِت ياءً وأُدغِمَت ، مثل أَيُّام وقَيّام ، لا يُسْتَعْمَل إِلّا في النَّفْي ، كذا قالوا .
ونقل شَيْخُنا عن ابْنِ سِيده في العَويص : قد غَلِط يَعْقُوب في اخْتِصاص ثاغ وراغ بالنَّفْي ، فإِنهما قد يُسْتعَملان في غَيْر النَّفْي ، قال : وكذالك *!دَيَّار لأَنّ ذَا الرُّمة قد استَعْمَله في الواجب قال :
إِلى كُلِّ *!دَيَّارٍ تَعَرَّفْن شَخْصَه
من القَفْرِ حتَّى تَقْشَعِرَّ ذَوائِبُه
قال : كذَا عين فإِنّه ، يُسْتَعْمل في الإِيجاب أَيضاً ، انتهى .
وفي اللسان : وجَمْع الدَّيّار *!والدَّيُّور ، لو كُسِّر ،*! دَواَوِير ، صَحَّت الواو لبُعْدِهَا من الطَّرَف .
( و ) من المَجَاز : ( *!أَدارَه عنِ الأَمرِ ) : حاولَه أَن يَترُكه . ( و ) أَدارَه ( عَلَيْه ) : حاوَلَه أَن يَفْعَله ، وعلى الأَوّل قَولُ عَبْد الله بن عُمَر رَضي اللَّهُ عَنْهُمَا :
*!-يُدِيرُونَنِي عن سَالِمٍ *!وأُدِيرُهُمْ
وجِلْدَةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ
( *!ودَاوَرَه : لاَ وَصَهُ ) ، وفي حديث الإِسراءِ ( قال له موسى عَلَيْه السّلام : لقد *!دَاوَرْتُ بنِي إِسْرَائِيلَ على أَدْنَى مِنْ هاذا فَضَعُفُوا ) . ويُرْوَى ( رَاوَدْتُ ) .
( *!ودَارَةُ ، مَعرِفَةً ) لا يَنْصَرِف : من
____________________

(11/338)


أسماءِ ( الدّاهِيَة ) ، عن كُرَاع ، قال :
يَسْأَلْنَ عَنْ دَارَةَ أَن *!تَدُورَا
( *!والمُدَارَةُ ) ، بالضَّمّ : ( جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ ) على هَيْئَة الدَّلْوِ ( ويُسْتَقَى به ) . وفي بعض الأُصول : فيُسْتَقَى بِهَا . قال الراجز .
لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ
إِلّا *!مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
يقول : لا يُمكِن أَن يَسْتَقِيَ من الماءِ القَلِيلِ إِلا بدِلاَءِ واسِعَةِ الأَجوافِ قَصِيرَةِ الجَوَانِبِ لتَنْغَمِس في الماء وإِن كان قليلاً فتَمْتَلِىء منه . ويقال : هي من المُداراة في الأُمور ، فمَنْ قال هاذا فإِنه يكسِر التاءَ في اموضع النَّصْب ، أَي *!بمُداراة الدِّلاءِ وييقول : ( لا يُسْتَقَى ) على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه .
( و ) *!المُدَارَةُ : ( إِزارٌ مُوَشًّى ) ، كأَنَّ فيها*! دَارَاتِ وَشىٍ ، والجمع *!المُدَارَاتُ أَيضاً . قال الراجز :
وذُو *!مُدَارَاتٍ عليَّ خُضْرِ
( *!ودَوَّرَه ) *!تَدْوِيراً : ( جَعَلَه *!مُدَوَّراً ) ، *!كأَدَارَه .
( *!والدَّوْدَرَى ، كضَوْطَرَى : الجَارِيَةُ القَصِيرَةُ ) الدَّمِيمَةُ . قال :
إِذَا هي قامَتْ *!دَوْدَرى جَيْدَرِيَّة
هاذه مَحَلُّ ذِكْره ، كأَنَّه جعلَه من *!الدَّور ، وسبق له في ( درّ ) الدَّوْدَرَّى ، بتشديد الراءِ الثانية المفتوحة ، وفسّره بالآدَر .
( *!والدُّوَيْرَة ) ، مصَغَّراً : ( د ، بالرِّيف ) ، يَعنِي به رِيفَ العِرَاق .
( و ) *!الدُّوَيْرَةُ : ( ع ) ببغدادَ ، ( سَكَنه حَسُّونُ ) ، هَكذا في النُّسخ ، والصَّواب حَسْنُون ( بنُ الهَيْثَم ) أَبو عَلِيّ ( المُقْرِىءُ ) البَغْدَادِيّ ( *!-الدُّوَيْرِيّ ) ، روى عن مُحَمّد بن كَثيرٍ الفِهْرِيّ ،
____________________

(11/339)


وعنه أَبو بكرٍ يَحْيَى بن كُوَيْر .
وقال ابن الأَثِير : *!الدُّوَيْرة : مَوضعٌ ببغدادَ ، منه أَبو مُحَمَّد حَمَّادُ بنُ محْمّد بن عَبْد اللَّهِ الفَزَارِيّ الأَزْرَق ، كُوفيّ سكنَ بغدادَ ، عن مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بن مُصرِّف ، ومَقاتِل بن سَليمانَ ، وعنه عَبّاسٌ *!-الدُّوريّ وصالِحٌ جَزَرَةُ ، وتُوفِّيَ سنة 230 .
( و ) *!الدَّوِيرَةُ ، ( كصَحِيفة : ة بنَيْسَابُور ) ، على فَرْسخ منها . ( منها ) أَبو غَالِيَةَ ( مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بن يوسُفَ بنِ خُرْشِيدَ ) ، سمعَ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيد وابْنَ راهَوَيْه ، وعنه أَبو حامدٍ الشرقيّ وغيره . قال ابن الأَثير : ويقال لها أَيضاً دَبيرَوَانَه . يقال لمحمّد بن عبد الله هاذا الدَّبِيرِيّ أَيضاً . وقد ذَكَرَه المصنّف في مَحَلَّيْن من غير تَنْبِيه عليه ، فيَظُنّ الظّانّ أَنَّهُمَا قريتان وأَنَّهما رَجلانِ ، فتفَطَّن لذالك .
( *!والدُّورُ ، بالضَّمِّ : قَرْيَتَانِ ، بينَ سُرَّ مَنْ رأَى وتَكْرِيتَ ، عُلْيَا وسُفْلَى . ومنها ) ، أَي من إِحداهما أَبُو الطَّيّب ( محمّدُ بنُ الفَرُّخانِ بن رُوزْبَةَ ) ، يَرْوِي عن أَبي خَليفَةَ الجُمَحِيّ مَناكِيرَ لا يُتابَع عليها ؛ مات قبْل الثلاثمائة .
وقال الذَّهَبِيّ : قال الخَطِيب : غيرُ ثِقَةٍ .
وأَبو البَقَاءِ نُوحُ بنُ عليّ بن رسن بن الحسن الدُّورِيّ نزيل بغدادَ من شيوخ الدِّمْيَاطيّ ، كذا أَورَدَه في مَعجمه .
( و ) *!الدُّورُ : ( نَاحِيَةُ من دُجَيْل ) ، نَهْر بالعراق ، تُعرَف بدُورِ بَنِي أَوْقَرَ .
( و ) الدُّور : ( مَحَلَّةٌ ) ببغدادَ ( قُرْبَ مَشْهَدٍ ) الإِمام الأَعْظم ( أَبهي حنيفةَ ) النُّعْمَانِ بن ثابت ، رضي الله عنه وأَرضاه عنَّا ، ( مِنْها إِو عبد الله ) مُحَمّدُ بنُ مَخْلَدِ بْن حَفْص
____________________

(11/340)


العَطَّار البَغْدَادِيّ عن يَعْقُوبَ الدَّوْرَقيّ ، والزُّبَيْر بنُ بَكَّار ، وعنه الدَّارَقُطْنِي ، وأَبو بكْرٍ الآجُريّ وابْنُ الجِعَابِيّ ثِقَة ، تُوفِّيَ سنة 331 ذكره ابن الأَثير . وزاد السَّمْعانيّ : ومنها أَبُو عُمر حَفْص بنُ عُمَر بن عَبْد العزيز بن صُهْبَانَ الأَزديّ المُقْرِىء الضرير . قال ابنُ أَبِي حاتم عن أَبِيه : صَدُوقٌ ، سَكَنَ سامُرَّا ، عن إِسماعيلَ بنِ جَعْفَرٍ وأَبي إِسْماعيلَ المُؤدِّب والكِسَائِيّ ، وعنه أَبو زُرْعَة والفَضْل بنُ شَاذَانَ ، تُوُفِّيَ سنة 246 .
( و ) الدُّور : ( مَحَلَّة بنَيْسَابورَ . منها أَبُو عَبْدِ الله *!-الدُّورِيِّ ) ، يَروِي حكاياتٍ لأَحمدَ بنِ سَلَمة النَّيْسَابُورِيّ . ( و ) الدُّورُ : ( د ، بالأَهْوَازِ ) ، وهو الذي عند دُجَيْل وقال فيه : إِنه ناحية به ، لأَن دُجَيْلاً هونَهر الأَهوازِ بعَيْنه . ( و ) الدُّور : ( ع بِالبَادِيَة ) ، وإِليه تُنسب *!الدَّارَة ، وقد تَقدَّمَ بيانُه .
( *!والدُّورَةُ ، بهاءٍ : بينَ القُدْس والخَلِيلِ ، منها بنو الدُّورِيّ ، قَومٌ بِمِصْر ) .
( *!ودُورَانُ ) ، بالضّمّ : ( ع ) خَلْفَ جِسْرِ الكُوفةِ ، هناك قصرٌ لإِسْماعيلَ القَسْرَيّ أَخِي خالد .
( و )*! دَوَّرَانُ ، ( بفَتْح الدّالِ والواوُ مشدَّدَة : بالصِّلْحِ ) قُرْبَ واسِطِ العراقِ .
( *!ودَارَيَّا ) ، بفَتْح الرَّاءِ والياءُ مُشَدَّدَةٌ : ( ة بالشأْم : والنِّسْبَةُ ) إِليها ( *!دَارَانِيٌّ ، على غيرِ قياسٍ ) . منها الإِمَام أَبُو سُلَيْمان *!-الدَّارانِيّ عبدُ الرَّحْمان بنُ أَحْمَدَ بن عَطِيَّةَ الزَاهِد ، عن الرَّبِيع بنِ صُبَيْح وأَهلِ العراق ، وعنه أَحمَدُ بنُ أَبي الحُوَّارَى صاحِبُه ، ذكرَه ابنُ الأَثِير .
وقال سيبويهِ : *!دَارَانُ : مَوضعٌ ، وإِنما اعتَلَّت الواوُ فيه : لأَنَّهُم جَعلوا الزِّيَادَة في آخرِه بمنزلة ما في آخرِه الهاءُ ، وجَعَلُوه مُعتَلاًّ كاعْتِلاله ، ولا زِيَادَةَ فيه ، وإِلاَّ فقد كان حُكْمُه أَن يَصِحّ كَمَا صَحَّ الجَولانُ .
____________________

(11/341)



( *!وتَدْوِرَةُ : *!دارَةٌ بين جِبَالٍ ) ، وربما قَعَدُوا فيها وشَرِبُوا ، وتقدّم شاهدُه من كلام بنِ مُقْبِل .
( *!والمُدْوَرَةُ من الإِبلِ ) ، بضَمّ الميمِ وفتح الواو : ( التي *!يدُورُ فيها الراعِي ويَحْلُبُهَا ) ، هاكذا ( أُخْرِجَت على الأَصْلِ ) ولم تُقلَب وَواُهَا أَلِفاً مع وُجُودِ شُرُوطِ القَلْب ، ولها نظائرُ تأْتي .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
قَمر مُسْتَدِيرٌ ، أَي مُنِيرٌ .
*!والدَّوْر : دَوْرُ العِمَامَة وغَيْرِهَا .
*!والتَّدْوِرَة : المَجْلِس ، عن السِّيرَافيّ .
*!والدَّائِرة في العَرُوض هي التي حَصَرَ بها الخَلِيلُ الشُّطُور ، لأَنها على شَكْل الدَّائِرَة التي هي الحَلْقة ، وهي خَمْس دَوَائِرَ .
*!ودائرةُ الحَافِرِ : ما أَحَاطَ به . وقال أَبو عُبَيْدة : *!دَوائِرُ الخَيْل ثَمَانِي عَشرَةَ دائِرةً ، يُكرَه منها دَائِرَةُ اللَّطَاةِ .
*!والدَّوائِر : الدَّواهِي وصُرُوفُ الزَّمان والمَوْتُ والقَتْل .
*!والدائِرَة : خَشَبةٌ تُرْكَز وَسْطَ الكُدْسِ *!تَدُور بها البَقَرُ .
وقال اللَّيْث : المَدَارُ مَفْعَلٌ ، يكون مَوْضعاً ، ويكون مَصْدَراً ، *!كالدَّوَرَان ويُجْعَل اسماً ، نحْو *!مَدَارِ الفَلَك في *!مَدَارِه .
*!وتَدَيَّرَ المكانَ : اتَّخَذَه *!داراً .
*!واستدارَ بما في قَلْبي : أَحَاطَ ، وهو مَجَازٌ .
وفُلان *!يَدُور على أَربعِ نِسْوةٍ ويَطُوف عليهن ، أَي يَسُوسُهن ويَرْعاهُنّ ، وهو مَجَاز أَيضاً .
*!والدَّار صِينيّ معروفٌ عند الأَطباءِ ، وكذا الدّار فُلْفُل .
والدائرة : الحادِثةُ ، قاله ابن عَرَفَة :
وقوله تعالى : { ) 11 ( . 021 سأريكم دار الفاسقي } ( الأعراف : 145 ) قيل : مَصِير ، قال
____________________

(11/342)


مُجاهدٌ : أَي مَصِيرَهم في الآخرة .
*!والدَّوْرَة في المكْرُوه ، *!كالدَّائِرَة . *!والإِدارة : المُدَاوَلَةُ والتَّعَاطِي من غير تَأْجِيل ، وبه فُسِّر قولُه تعالى : { تِجَارَةً حَاضِرَةً *!تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } ( البقرة : 282 ) .
ودَار الجَامُوس . قَرْيَة بمِصْر من الدُّنجاوية .
وزَيدُ بن *!دَارَةَ : مَوْلَى عُثْمَانَ بن عَفَّان . روَى عنه حديثَ الوضوءِ ، ذكرَه البُخَارِيّ في التاريخ .
*!والدَّيَّار : *!-الدَّيْرانيّ .
*!ودُور حَبِيب : قَرْيَة من أَعمالِ الدُّجَيْل .
*!ودَرَانُ : قَرْية من أَعمالِ إِرْبِلَ ، فيها ماءٌ يَتَلَوَّن في أَوَّلِ النَّهَار وآخِره أَبيض ، وفي وَسَطِه أَسودَ .
*!ودُورُ صُدَيّ قَرَيَة بدُجَيْل .
وفي طَرفِ بَغْدَادَ قُرْبَ *!دَيرِ الرُّوم مَحَلَّه يقال لها *!الدُّور ، وهي الآنَ خرابٌ .
*!والدُّور : قَرْيَةٌ قُرْبَ سُمَيْساطَ .
وقال ابن دُرَيد : *!تَدْوِرَةُ : مَوضع بعَيْنه .
وسُمِّيَ نَوْعٌ من العَصافير *!دُورِيّاً ، وهي هاذ التي تُعَشِّش في البيوت .
*!وا!لدُّوَّار كرُمَّان : المنزِل ، جمْعُه دَوَاوِيرُ .
*!والدِّيرَة ، بالكسر : الدَّارَة .
دهر : ( الدَّهْرُ قد يُعدُّ في الأَسماءِ الحُسْنَى ) ، لِمَا وَرَدَ في الحَدِيث الصَّحيح الذي رَواه أَبو هُرَيْرَةَ يَرْفَعه . قال الله تعالى : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وإنما أنا الدهر أقلب الليل والنهار ) . كما في الصَّحِيحَين وغَيْرِهما وفي حديثٍ آخرَ : ( لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ ) وفي رواية أخْرَى ( فإِنّ الدَّهْرَ هو الله تعالى ) . قال شيخُنا :
____________________

(11/343)


وعَدُّه في الأَسْماءِ الحُسْنَى من الغَرَابة بمَكَانٍ مَكِينٍ ، وقد رَدَّه الحافِظ بنُ حَجَر ، وتَعَقَّبَه في مَواضِعَ من فَتْحِ البَارِي ، وبسَطَه في التفسير وفي الأَدب وفي التوحيد ، وأَجاد الكلامَ فيه شُرَّاحُ مُسْلِم أَيضاً عِياضٌ والنَّوَوِيّ والقُرْطُبِيُّ وغيرُهُم ، وجَمَع كَلامَهم الآبِي في الإِكمال . وقال عِياضٌ : القَوْلُ بأَنَّه من أسماءِ اللَّهِ مَرْدُودٌ غَلَطٌ لا يَصِحّ ، بل هُو مُدَّةُ زَمَانِ الدُّنْيَا ، انتهى .
وقال الجوهريّ في مَعنَى لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، أَي ما أَصابَاك من الدَّهْر فاللَّهُ فاعِلُه لَيْس الدَّهْر ، فإِذا شتَمْت به الدَّهْرَ فكأَنَّك أَردْتَ به اللَّهَ ؛ لأَنهم كانوا يُضِيفون النَّوَازِلَ إِلى الدَّهْرِ ، فقيل لهم : لا تَسُبُّوا فاعِلَ ذالك بكم ، فإِن ذالِك هُو الله تعالى .
ونقَلَ الأَزهرِيّ عن أَبي عُبَيْد في قوله : ( فإِن الله هو الدَّهْر ) مِمَّا لا يَنْبَغِي لأَحَد من أَهْلِ الإِسْلام أَن يَجْهَل وَجْهَه ، وذالك أَن المُعَطِّلة يَحتَجُّون به على المُسْلِمِين ، قال : ورأَيتُ بعضَ مَنْ يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يَحْتَجُّ بهاذا الحديث ويقول : أَلاَ تَراه يقول : ( فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر ) . قال : فقُلتُ : وهل كان أَحَدٌ يَسُبُّ اللَّهَ في آبادِ الدَّهْر . وقد قال الأَعْشَى في الجَاهِليّة :
اسْتَأْثَر اللَّهُ بالوفاءِ وبِالْ
حَمْد ووَلأ المَلامَةَ الرَّجُلاَ
قال : وتأْوِيلُه عندي أَنَّ العَرَب كانَ شأْنُها أَن تَذُمَّ الدّهْرَ وتَسُبَّه عند الحوادِثِ والنوازِلِ تَنلإِلُ بهم ، من مَوْت أَوْ هَرَم ، فيقولون أَصابَتْهُم قَوَراِعُ الدَّهْرِ وحَوادِثُه ، وأَبادَهم الدَّهْرُ ، فيَجْعَلُون الدَّهْرَ الذي يَفعل ذالك فيَذُمُّونه ، وقد ذع 2 روا ذالك في أَشْعَارهم ، وأَخْبَر الله تعالَى عنهم بذالك في كِتابِه العَزِيز ، فنهاهم النّبيّ صلى الله عليه
____________________

(11/344)


وسلم عن ذالك وقال ( لا تَسُبُّوا الدّهرَ . . . ) على تأْوِيل لا تَسُبُّوا الَّذِي يَفْعَلُ بكُم هاذِه الأَشْيَاءَ ، فإِنَّكُم إِذا سَبَبْتم فاعِلَهَا فَإِنَّمَا يَقَع السَّبُّ على الله ، لأَنّه الفاعلُ لها لا الدَّهْر . فَهذا وَجْهُ الحَدِيثِ .
قال الأَزْهَرِيّ : وقد فَسَّر الشَّافِعِيُّ هاذا الحديثَ بنَحْوِ ما فَسَّرَه أَبو عُبَيْد ، فظَنَتْت أَنَّ أَبَا عُبَيْد حَكَى كلامَه .
وقال المُصَنِّف في البَصَائر : والذي يُحَقِّق هاذا الموضِع ويَفْصِل بين الرِّوايَتَيْن هو قوله : ( فإِنَّ الدَّهْرَ هو الله ) ، حَقِيقَتُه : فإِنَّ جالبَ الحوادثِ هُوَ اللَّهُ لا غَيْرُ ، فوضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جالِبِ الحَوَادِثِ ، كما تقول : إِنَّ أَبا حَنِيفَة أَبُو يُوسفَ ، تُرِيد أَن النِّهَايَة في الفِقْه هو أَبُو يُوسفَ لا غيره . فتضع أَبا حَنِيفَة مَوْضع ذالِك لشُهْرَتِه بالتَّناهِي في فِقْهِه ، كما شُهِرَ عندَهم الدَّهْرُ بجَلْبِ الحوادثِ .
ومعنَى الروايَةِ الثانيةِ ( إِنَّ اللَّهَ هُو الدَّهْر ) ، فإِنَّ اللَّهَ هو الجالِبُ للحوادثِ لا غَيْرُ ، رَدًّا لاعتقادِهم أَنْ جالبَها الدَّهْرُ ، كما إِذا قلتَ : إِنَّ أَبا يُوسَف أَبو حَنِيفَةَ ، كان المعنَى أَنَّه النِّهَايَة في الفِقْه . وقال بعضُهُم : الدَّهْر الثانِي في الحَدِيث غيرُ الأَوّل ، وإِنما هو مَصْدَرٌ بمعنَى الفاعلِ ، ومَعْنَاه إِنَّ الله هو الدَّهْر ، أَي المُصرِّف المُدَبِّر المُفِيض لِمَا يَحْدُث ، انتهى .
قلتُ : وما ذَكَره من التَّفْصِيل وتأْويلِ الرِّوايَتَيْن فهو بعَيْنه نَصُّ كلام الأَزْهَرِيّ في التهذيب ، ما عَدا التَّمْثِيل بأَبِي يُوسفَ وأَبِي حنيفة .
وأَما القَوْلُ الأَخِيرُ الذي عَزَاه لبَعْضهم فقد صَرّحوا به ، واستَدَلُّوا بالآيةِ { يُدَبّرُ الاْمْرَ يُفَصّلُ الآيَاتِ } ( الرعد : 2 ) ، ونسبُوه للراغِب .
وقد عَدَّ المُدَبِّرَ في الأَسماءِ الحَسَنِى الحَاكْمُ والفِرْيَابِيّ مِن رِوَاية عبد
____________________

(11/345)


العزيز بن الحُصَيْن ، كما نقله شيخُنا عن الفَتْح ، ولاكن يخالِفُه ما في المُفْردات له بَعْد ذِكرِ مَعْنَى الدَّهْرِ تأْوِيل الحديث بنَحْوٍ من كلامِ الشافعيّ وأَبي عُبَيْد ، فليُتَأَمَّل ذالك .
قال شيخُنَا : وكأَنّ المُصَنِّف رَحِمه اللَّهُ قَلَّد في ذالك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابنَ عَرِبيّ قُدِّسَ سِرُّه ، فإِنَّه قال في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات : الدَّهرُ من الأَسماءِ الحُسْنَى ، كما وَرَدَ في الصّحيح . ولا يُتَوَهَّم من هاذا القولِ الزَّمَانُ المعرُوف الذي نَعُدُّه من حَرَكَاتِ الأَفْلاَكِ ونَتَخَيَّل من ذالِك دَرَجَاتِ الفَلَك التي تَقَطَعها الكواكبُ ، ذالِك هو الزَّمَان ، وكلامُنا إِنَّمَا هو في الاسمِ : الدَّهْرِ ، ومَقَاماتِه التي ظهر عنها الزمانُ ، انتهى .
ونَقَلَه الشيخُ إِبراهيم الكُورانيّ شَيْخُ مَشايخنا ، ومالَ إِلى تَصْحيحه . قال : فالمحقِّقون من أَهل الكَشْف عَدُّوه من أَسماءِ اللَّهِ بهاذا المَعْنَى ، ولا إِشكَالَ فيه . وتَغْلِيطُ عِيَاض القائل بأَنه من أَسماءِ الله مَبْنِيٌّ على ما فَسَّره به من كَوْنِه مُدَّةَ زَمانِ الدُّنْيَا ، ولا شكّ أَنه بهاذا المعنَى يُغْلَّط صاحبُه . أَما بالمعنَى اللائقِ كما فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ ، أَو المُدَبِّر المُصْرِّف ، كما فسَّره الراغبُ ، فلا إِشكالَ فيه ، فالتغليط ليس على إطلاقه .
قال شيخُنَا : وكان الأَشْياخُ يَتوقَّفُون في هاذا الكلام بَعْضَ التَّوَقُّفِ لَمَّا عَرَضْته عليهم ويقولون : الإِشارات الكَشْفِيّة لا يُطلَق القَولُ بها في تَفْسِر الأَحاديثِ الصَّحِي 2 ة المَشْهُورة ، ولا يُخَالَفُ لأَجلها أَقولاُ أَئِمَّةِ الحديثِ المَشَاهِير ، والله أَعلم .
( و ) قيل الدَّهْر : ( الزّمانُ ) قَلَّ أَو كَثُر ، وهما وَاحدٌ ، قاله شَمِرٌ ، وأَنشد :
إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بجُمْلٍ
لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإِحْسَانِ
____________________

(11/346)



وقد عَارَضه خالِدُ بنُ يَزِيدَ وخَطَّأَه في قَوْلِهِ : الزّنمانُ والدَّهْر واحد ، وقال : يَكون الزمانُ شهرَيْن إِلى سِتَّة أَشهُرٍ ، والدَّهْرُ لا يَنْقَطَع ، فهما يَفْتَرِقَانِ ، ومثله قال الأَزهريّ .
( و ) قيل : الدَّهْرُ هو ( الزّمانُ الطَّوِيلُ ) ، قاله الزَّمَخْشَرِيّ . وإِطلاقُه على القَلِيل مَجازٌ واتِّسَاعٌ ، قاله الأَزهريّ .
( و ) في المصباح : الدَّهْر : يُطلقُ على ( الأَمَد ) ، هاكذا بالمِيمِ في النسخ ، وفي الأُصول . صحيحة الأَبَد بالمُوحَّدَة ، ومِثْله في البَصَائر والمِصْباح المُحْكَم ، وزاد في المحكم ( المَمْدُود ) ، وفي البصائر : لا يَنقطع . ( و ) قيل : الدَّهْرِ : ( أَلفُ سَنَة ) . وقال الأَزْهَرِيُّ : الدَّهرُ عند العَرَب يَقَع على بَعْض الدَّهْرِ الأَطْوَلِ ، وَيَقع على مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا .
وفي المفردات للراغب : الدَّهْرُ في الأَصْل اسمٌ لمُدَّة العَالَمِ من ابتاءِ وُجُوده إِلى إِنقضائه ، وعلى ذالك قولُه تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مّنَ الدَّهْرِ } ( الإنسان : 1 ) يُعبَّر به عن كُلِّ مدّة كَبِيرَة ، بخلاف الزَّمَانِ ، فإِنه يَقَعُ على المُدَّةِ القليلة والكَثِيرة .
ونقل الأَزْهَرِيّ عن الشّافعيّ : الحِينُ يَقَع على مُدَّةِ الدُّنْيَا ويَوْم ، قال : ونحن لا نَعْلَم للحِينِ غَايَةً . وكذالك زَمَانٌ ودَهْرٌ وأَحقابٌ . ذُكِر هاذا في كتاب الأَيمان ، حَكاه المُزَنيّ في مُخْتَصره عنه . تُفْتَح الهاءُ ، قال ابنُ سِيدَه : وقد حُكِيَ ذالك ، فإِما أَن يكونَا لُغَتَيْن ، كما ذَهَب إِليه البَصْرِيّون في هاذا النَّحْوِ ، فيُقْتَصَر على ما سُمِعَ منه ، وإِمّا أَن يكون ذالك لمكانِ حَرْف الحَلْق ، فيطَّرِد في كُلّ شيءٍ ، كما ذَهَبَ إِليه الكُوفِيُّون . قال أَبو النَّجْم :
وَجَبَلاً طَالَ مَعَدًّا فاشْمَخَرّ
أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ الدَّهْرَ
____________________

(11/347)



قال ابنُ سِيدَه : و ( ج ) الدَّهرْ ( أَدْهُرٌ ودُهُورٌ ) ، وكذالك جَمْع الدَّهَر ، لأَنّا لم نَسمع أَدْهَارً ولا سمِعْنا فيه جَميعاً إِلاَّ ما قدَّمناه من جَمْع دَهْر .
( و ) الدّهْر : ( النّازِلَةُ ) ، وهاذا على اعتقادِهم على أَنَّه هو الطَّارِقُ بها ، كما صَرَّحَ به الزَّمَخْشَرِيّ ، ونَقَله عنه المُصَنِّف في البَصَائِر . قال : ولذالك اشتَقُّوا من اسمه دَهَرَ فُلاناً خَطْبٌ ، كما سيأْتي قريباً .
( و ) الدَّهْر : ( الهِمَّةُ ) والإِرادَة ( والغَايَةُ ) ، تقول : ما دَهْرِي بكذا ، وما دَهْرِي كذا ، أَي ما هَمِّي وغايَتِي وإِرادَاتِي . وفي حديث أُمِّ سُلَيْمٍ ( مَا ذَاكِ دَهْرُكِ ) وقال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ :
لعَمْرِي وما دَهْرِي بِتَأْبِين هالِكٍ
ولا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فَأَوْجَعَا
( و ) من المَجاز : الدَّهْر : ( العَادَةُ ) الباقِيَةُ مُدَّةَ الحَيَاةِ : تقول : ما دَهْرِي بكذا ما ذَاكَ بدَهْرِي . ذكرَهَ الزَّمْخَشَرِيّ في الأَساس والمُصَنِّف في البَصَائِر .
( و ) الدَّهْر : ( الغَلَبَةُ ) والدّولَة ، ذكرَه المصنِّف في البَصَائِر .
( والدّهارِيرُ : أَوّلُ الدّهرِ في الزَّمن الماضِي ، بلا واحدٍ ) ، كالعَبَادِيد ، قاله الأَزهريّ .
( و ) الدَّهَارِيرُ : ( السَّالِفُ ) ، ويقال : كان ذالِك في دَهْر الدَّهارِير .
وفي الأَساس : يقال : كان ذالك دَهْرَ النَّجْمِ : ينَ خلقَ اللَّهُ النُّجُومَ ، يريد أَوّلَ الزَّمَان وفي القديمِ .
( ودُهُورٌ دَهَارِيرُ : مُخْتَلِفَةٌ ) ، على المبالغة .
وقال الزَّمَخْشَرِيّ : الدَّهَارِيرُ : تَصَارِيفُ الدَّهْر ونوَائِبُه . مُشْتَقٌّ من لَفْظِ الدَّهْرِ ، ليس له وَاحِدٌ من لَفْظِه ، كعَبَابِيدَ ، انتهى .
وأَنشد أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاَءِ لرَجُل
____________________

(11/348)


من أَهْل نَجْد . وقال ابنُ بَرِّيّ ، هو لِعثْيَرِ بنِ لَبِيدٍ العُذْرِيّ . وقيل : هو لحُرَيْث بن جَبَلَةَ العُذْرَيّ .
قلت : وفي البصائر للمُصنّفِ : لأَبي عُيَيْنة المُهَلَّبيّ :
فاستَقْدِرِ اللَّهَ خَيْراً وارْضَيَنّ به
فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ
وبَيْنَمَا المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطُ
إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعَاصِيرُ
يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ
وذُو قَرَابَتِهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ
حَتّى كأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلّا تَذَكُّرُهُ
والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهَارِيرُ
قال : وواحِدُ الدَّهارِير : دَهْر ، على غَيْر قياس . كما قالوا : ذَكَرٌ ومَذاكِير ، وشِبْه ومَشَابِيه وقيل : جَمْع دُهْرورٍ أَو دَهْرَات . وقيل : دِهْرِير . وفي حديث سَطِيح :
فَإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوَاراً دَهَارِيرُ
ويقال : دَهْرٌ دَهَارِيرُ ، أَي شَدِيدٌ ، كقولهم : لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ، ونَهَارٌ أَنْهَرُ ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ ، وساعَةُ سَوْعَاءُ .
( و ) كذا ( دَهْرٌ دَهِيرٌ ، و ) دَهْر ( داهِرٌ ، مُبَالغَةٌ ) ، أَي شَدِيدُ ، كقولهم أَبَدٌ آبِدٌ ، وأَبَدٌ أَبِيدٌ .
( ودَهَرَهُم أَمرٌ ) ، ودَهَرَ بهم ، ( كمَنع : نزَلَ بهم مَكْرُوهٌ ) ، وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أَصابَهم به الدَّهْرُ . وفي حديث مَوْتِ أَبي طالب ( لولا أَنَّ قُرَيشاً تَقول دَهَرَه الجَزعُ لفَعلْتُ ) ( وهم مَدْهورٌ بهم ومَدْهُورُون ) ، إِذا نَزَلَ بهم وأَصابَهُم .
( والدَّهْرِيّ ) بالفتح ( ويُضمُّ ) : المُلْحِدُ الي لا يُؤْمن بالآخِرة ( القَائِلُ بِبقَاءِ الدَّهْرِ ) . وهو مُوَلَّد .

____________________

(11/349)


قال ثَعْلبٌ : وهما جَمِيعاً مَنْسُوبانِ إِلى الدَّهْر ، وهم رُبَّمَا غَيَّرُوا في النَّسَب ، كما قالوا سُهْلِيّ للمَنْسُوب إِلى الأَرضِ السَّهْلَة ، واقْتَصَر الزَّمْخَشِريّ على الفَتْح ، كما سيأْتي .
( وعَامَلَه مُدَاهرَةً ودِهَاراً ، كمُشَاهَرَة ) الأَخيرةَ عن اللِّحْيَانيّ ، وكذالِك استَأْجَرَه مُدَاهَرةً ودِهَاراً ، عنه .
( ودَهْوَرَهُ ) دَهْوَرَةً : ( جَمَعَه وقَذَفه ) به ( في مَهْواةٍ ) ، وقال مُجَاهد في قَوْلِه تَعَالى : { إِذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ } ( التكوير : 1 ) قال : دُهْوِرَت . وقال الرَّبِيع بنُ خُثَيم : رَمَى بها .
ويقال : طَعَنَة فكَوَّرةَ ، إِذَا أَلْقاه . وقال بعضُ أَهلِ اللُّغَة في تَفْسِير قولِهِ تعالى : { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ } ( الشعراء : 94 ) أَي دُهْوِرُوا . وقال الزَّجّاج أَي طُرِحَ بعضُهم على بَعْض .
وفي مجمع الأَمثال للمَيْدَانِيّ :
يقال : ( دَهْوَرَ الكَلْبُ ) إِذا فَرِقَ من الأَسَدَ فنَبَحَ وضَرِطَ ( وسَلَحَ ) .
( و ) دَهْوَرَ ( الكلام : فخّمَ بعضَه في إِثْر بَعْضٍ ) .
( و ) دَهْوَرَ ( الحائِطَ : دَفَعَه فَسَقَطَ ، وتدَهْوَرَ اللَّيْلُ : أَدْبَرَ ) ووَلَّى .
( والدَّهْوَرِيُّ : الرّجلُ الصُّلْبُ ) الضَّرْبُ . وقال اللّيث : رَجُلٌ دَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ ، وهو الصُّلْب .
قال الأَزْهَرِيّ : أَظُنُّ هاذا خَطَأً ، والصواب جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ ، أَي رَفِيعُ الصَّوتِ .
( ودَهْرٌ ) ، بفَتْح فَسُكون : ( وادٍ دُونَ حَضْرَموْتَ ) . قال لَبِيد بنُ رَبِيعة :
وأَصْبَحَ راسِياً برُضَامِ دَهْرٍ
وسَالَ به الخَمائِلُ في الرِّهَامِ
____________________

(11/350)



( و ) دَهْرُ بن وَدِيعةَ بنِ لُكَيْزٍ ( أَبُو قَبِيلَة ) ، من عامِرٍ ، ( والدُّهْرِيّ ، بالضَّمّ ، نِسْبَةٌ إِليها على غيرِ قِياس ) ، من تَغيرات النَّسب . وهو كَثِيرٌ ، كسُهْلِيّ إِلى الأَرْض السَّهْلَة ، كما تقدّم عن ثَعْلَب . قال ابنُ الأَنبارِيّ : يقال في النّسبة إلى الرجل القَدِيم : دَهْرِيّ . قال : وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني عامرٍ قُلْتَ : دُهْرِيّ لا غَيْرُ ، بضمّ الدالِ ، وقد تقدَّم عن ثَعْلَبِ ما يخالفه . وقال سيبويه : فإِن سَمَّيت بدَهْر لم تَقُلْ إِلا دَهْرِيّ ، على القِيَاس .
( و ) قال الزَّمخْشَرِيّ في الأَسَاس والدُّهْرِيّ ، بالضَّمّ ( : الرَّجلُ المُسِنّ ) القدِيم ، لكِبَرِه . يقال : رَجُلٌ دُهْرِيٌّ ، أَي قديمٌ مُسنٌّ نُسِب إلى الدَّهْر ، وهو نَادِرٌ ، وبالفَتْح : المُلْحِدُ . وقال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة : والدُّهرِيّ أَيضاً بالضَّمّ : الحاذِقُ .
والمصنّف مَشَى على قَول ابنِ الأَنباريّ ، وهُنا وفي الأَوّل على قول ثَعْلَب ، وفاتَه معنَى الحاذِقِ ، فتأَمَّلْ .
( ودَاهِرٌ ، ودَهِيرٌ ، كأَمِير . من الأَعلامِ . و ) يقال : ( إِنّه لدَاهِرَةُ الطُّولِ : طويلُهُ ) جِدًّا .
( ودَاهَرُ كهَاجَر : مَلِك للدَّيْبُلِ ) قَصَبة السِّنْد ، ( قَتَلَه مُحَمَّدُ بنُ القاسِم الثَّقَفِيّ ) ابن عمّ الحَجّاجِ بن يُوسفَ ، واستباح الدَّيْبُل ( وافتَتَح مِن الدَّيْبُل ) إِلى مُولَتَانَ وهو غَيْر مُنْصِرف للعلميّة والعُجْمَة ، ذَكَرَه جَرير فقال :
وأَرضَ هِرَقْلٍ قد ذَكَرْتُ وَدَاهَراً
ويَسْعَى لَكُم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ
( و ) في الصّحاح : ( لا آتِيهِ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ ) ، أَي ( أَبداً ) ، كقولهم : أَبدَ الآبِدِين .
____________________

(11/351)



( و ) أَبو بكرٍ ( عبدُ الله بنُ حَكِيم الدَّاهِريُّ ، ضعِيفٌ ) . وقال الذَّهَبِيّ : اتَّهموه بالوَضحَ . وقال ابنُ أَبي حاتم عن أَبِيه قال : تَركَ أَبو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ وقال : ضَعِيف ، وقال مَرَّةً : ذاهِبُ الحديثِ .
( وعبدُ السّلام ) بنُ بكَرَنَ ( الدَّاهِرِيُّ ، حَدَّثَ ) .
والدَّاهِرُ : بَطْنٌ من مَهْرَةَ من قُضَاعَةَ قاله الهَمْدَانيّ .
وجُنَيْد بنُ العَلاءِ بن أَبي دِرَةَ ، روى عنه محمّدُ بنُ بِشْر وغيرُه . ودُهَيْرٌ الأَقْطَعُ ، كزُبَيْر ، عن ابن سِيرِين .
وكأَمِيرٍ دَهِيرُ بنُ لُؤَيّ بن ثَعْلَبَةَ ، من أَجداد المِقْدَادِ بنِ الأَسودِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
دَهْرٌ دَهَارِيرُ ، أَبي ذُو حَالَيْن من بُؤْس ونُعْم .
والدَهَارِيرُ . تَصَارِيفُ الدَّهْرِ ونَوَائِبُه . وَوَقَعَ في الدَّهَارِير : الدَّوَاهِي .
والدَّهْوَرَةُ : الضَّيْعَة وتَرْكُ التَّحَفُّظِ والتَّعَهُّدِ . ومنه حَدِيثُ النَّجَاشيّ : ( ولا دهْورَةَ اليومَ على حِزْبِ إِبراهِيم ) .
ودهْوَرَ اللُّقْمَةَ : كَبَّرَها . وقال الأَزهرِيُّ . دَهْوَرَ الرَّجلُ لُقْمَةً ، إِذا أَدارَهَا ثمّ الْتَهَمَهَا .
وفي الأَسَاس : رأَيتُه يَدَهُوِرُ اللُّقَمَ ، أَي يُعظِّمها ويَتَلَقَّمُها .
وفي نوادِر الأَعْرَابِ : ما عِنْدي في هاذَا الأَمرِ دَهْوَرِيَّةٌ ولا هَوْدَاءُ ولا هَيْدَاءُ ولا رَخْوَدِيَّةٌ ، أي ليس عِنْدَه فيه رِفْقٌ ولا مُهَاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيّة .
والدَّوَاهِر : رَكَايَا مَعْرُوفةٌ . قال الْفَرَزْدَق :
إِذاً لأَتَى الدَّواهِرَ عن قَرِيبٍ
بخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَال
ودَهْرَانُ ، كسَحْبَان : قَرية باليمن ،
____________________

(11/352)


منها أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد بنِ مُحمَّد المُقْرِىءِ ، حدّثَ .
دهتر
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
دَهْتُورَة : قريْة بمْر من أَعمالِ جَزِيرة قُوَيْسنا ، وقد رأَيْتُهَا .
دهدر
: ( دُهْدُرَّيْنِ ، بضمّ الدَّالَيْن وفَتْح الراءِ المُشَدَّدة ) تَثْنِيَةً دُهْدُرّ ( اسمٌ لبَطَلَ ) ، كسَرْعَانَ وهَيْهَاتَ اسمٌ لسَرُعَ وبَعْدَ ، قال ذالك أَبو عَلِيّ . ( و ) قيل : دِخْدُرَّيْنِ اسمٌ ( للبَاطل وللْكَذِبِ ) . ومنه قَولُهُم : دُهْدُرَّيْن ودُهْدُرَّيْهِ ، للرَّجُل الكَذُوب .
قال أَبو زيد : العَرَب تَقُولُ : دُهْدُرَّانِ لا يُغْنِيانِ عنك شَيْئاً . ( كالدُّهْدُرِّ ) ، والدُّهْدُنِّ ، فَجَعَلَه عَرَبِيًّا . قال ابن بَرِّيّ : ( و ) الصَّحِيح في هاذا المَثَل ما رَوَاهُ الأَصْمَعِيّ ، وهو ( ( دُهْدُرَّيْنِ سَعْدٌ القَيْنُ ) ) ، من غير وَاو عطف ، وكَوْن دُهْدُرَّيْنِ مُتَّصَّلاً غيرَ مُنْفَصِل ، ( أَي بَطَلَ سَعْدٌ الحَدَّادُ بأَن لا يُسْتَعَمل ) ، وذالك ( لتَشاغُلِهِم بالقَحْطِ ) والشِّدَّةِ . ويقال : سَاعِدُ القَيْنُ ، وَرَواه أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بن المُثَنَّى ( دُهْدُرَّيْنِ سَعْدَ القَين ) ، بنَصْب سَعْد ، وذَكَرَ أَنَّ دِخْدُرَّيْنِ منصوبٌ على إِضمار فِعْلٍ ، وظاهِرُ كلامه يَقْتَضِي أَن دُهْدُرَّيْنِ اسمٌ للباطِلِ تَثْنِية دُهْدُرّ ، ولم يجعله اسْماً للفِعْل كما جَعَلَه أَبُو عليّ ، فكأَنَّه قال اطْرَحُوا البَاطِلَ وسَعْدَ القَيْن ، فليس قولُه بصحيح . ( أَو أَنَّ قَيْناً ادَّعَى أَنَّ اسمَه سعدٌ زماناً ، ثمّ تَبيَّن كَذِبُه ، فقِيلَ له ذالِك ، أَي جَمَعْتَ باطِلاً إِلى باطِل يا سَعْدُ الحَدَّادُ ) فيكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادَى مُفْرَداً ، والقَيٌّ نَعْتُه . ودُهْدُرَّيْن تَثنِيَة دُهْدُرّ اسم للباطِلِ ،
____________________

(11/353)


( ويُرْوَى مُنْفَصِلاً ) ، كما رواه الجَوْهَرِيّ وجماعَة فقالوا : دُهْ دُرَّيْن ، وفَسَّرُوا بأَنَّ ( دُهْ ) فِعْل ( أَمْر من الدّهَاءِ ) ، إِلّا أَنَّه ( قُدِّمَتْ ) وَاوُه التي هي ( لامُهُ إِلى موضع عَينِهِ فصار دُوهْ ، ثم حُذِفت الوَواوُ للساكنين ) فصار : دُهْ ، كما فعلتَ في قُلْ . ( ودُرَّيْنِ من دَرَّ ) يَدُرّ ، إِذا ( تَتَابَعَ ) ويُرَاد هنا بالتَّثْنِية التَّكْرَار ، كما قالوا : لَبَّيك وحَنانَيْك ودَوَالَيْك ويكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادًى مُفْرَداً ، والقَيْن نَعْته ، فيكون المَعْنى ، ( أَي بالِغْ في ) الدَّهاءِ و ( الكَذِبِ يا سَعْدُ ) القَيْنُ .
قال ابنُ بَرِّيّ : وهاذا القَوْلُ حَسَنٌ ، إِلّا أَنَّه كان يَجب أَن يَفْتَح الدَّال من دُرَّيْنِ ؛ لأَنَّه جَعَلَه من دَرَّ يَدُرّ ، إِذا تَتابَعَ . قال : وقديمكن أَن يَقخول إِن الدَّالَ ضُمَّت إِتْباعاً لضَمَّة الدّال من دُه . ( أَو كان ) سعَدٌ ( أَعجَمِيًّا ) ، أَي رَلاً من العَجَم ( حَدَّاداً يَدُورُ في ) مَخالِيفِ ( اليمنِ ) يَعْمَل لهم ، ( فإِذا كَسَدَ ) عَمَلُه ( في مِخْلافٍ قال بالفارِسِيَّة : دُهْ بَدْرُود ) ، هاكذا في النُّسخ وفي بَعْضِها : ده برود ( أَي بالوَداع ) ، أَي كأَنَّه يُوَدِّع القَرْيَةَ ، والقَرْيَةُ بالفَارِسيّة ده ، وبرود أَي يَذْهب ، ( يُخبِرُهم بخُروجه غداً ) ويُشِيعُ في الحَيِّ أَنَّهُ غيرُ مُقِيم ( ليُسْتَعْمل ) ويُبَادِر إِليه مَنْ عِنْده ما يَعْمَلُه ويُصْلِحه له ، ( فعَرَّبُوهُ وضَرَبُوا به المَثَلَ في الكَذِبِ وقالُوا : ( إِذا سَمِعْتَ بسُرَى القَيْن فإِنّه مُصبِّحٌ ) ) . وقيل هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، وتأْوِيلُه بَطَلَ قولُ سَعْدٍ القَيْنِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الدَّهْدَرَة : تَحْرِيكُ الاسْتِ . والدُّهْدُورُ ، بالضَّمِّ : الكَذَّابُ .
دهشر : ( الدَّهْشَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال أَبو عَمْرٍ و : هي ( الناقَةُ الكَبِيرةُ ) ( و ) الدَّهْشَرَةُ : ( أَن تعمَلَ ) العَمَلَ ( بغَيْر رِفْقٍ ) ، وهي العَجَمْجَمَة .
____________________

(11/354)



( و ) الدَّهْشَرَة : ( سُرْعَةُ الأَخْذِ في الصِّرَاعِ ، و ) كَذَا في ( الجِمَاع ) ، كالدَّعْشَرة .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
دَهْشُورُ ، بالفَتْح ، كما هو المشهور أو كجِرْدَحْل ، أَو هو بالضَّمّ : قَرْيَة بجِيزَةِ مِصْر ، منها أَبو اللَّيْثِ عَبْدُ اللهاِ بنُ مُحَمَّد بنِ الْحَجاج الرُّعَينِيُّ ، عن يونَس بنِ عبد الأَعلَى وغَيْرِه ، توفِّيَ سنة 322 .
دهكر : ( تَدَهْكرَ ) الرجلُ ، أَهْمَله الجوهريّ ، وقال الصّغانيّ : إِذا ( تَدَحْرَجَ ) في المِشْيَة .
( و ) تَدَهْكَر ( عليه : تَنَزَّى ) .
( و ) تَدَهْكَرَت ( المَرأَةُ : تَرَجْرَجَت ) والدَّهْكَر ، كجَعْفَر : القَصِير .
دهمر : ( المُدَهْمَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ ، وهي ( المَرْأَةُ المُكَتَّلةُ المُجْتَمِعةُ ) :
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
دَهْمَرُو : قَرْيةٌ من حَوْف رَمْسِيسَ ، من أَعمال مصر .
دير : ( *!الدَّيْرُ : خَانُ النّصارَى ) : كذا في المُحْكَم ، وأَصلُه الواو : قاله الأَزْهَرِيّ ( ج *!أَديارٌ ، وصاحِبُه ) الذي يَسْكُنه ويَعْمُره ( *!دَيَّارٌ ) ودَيْرَانيٌّ ، على غَيْر قِياس . قال ابنُ سِيدَه : وإِنّمَا قُلْنَا إِنَّه من الياءِ وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوْسَعَ ، لأَنَّ الياءَ قد تَصَرَّفَ في جَمْعِه وفي بِناءِ فَعَّالٍ ولم نَقُل إِنها مُعَاقَبةٌ ؛ لأَن ذالك لو كان لكان حَرِيًّا أَن يُسْمَع في وَجْه من وُجوهِ تَصَارِيفه .
( و ) من المَجَاز : ( يقال لمَن رأَسَ أَصحابَه ) هو ( رأْسُ الدَّيْرِ ) ، أَي مُقَدَّمهم ، عن ابن الأَعرابيّ .
____________________

(11/355)



( *!ودَيْرُ الزَّعفَرَانِ : مَوْضِعانِ ) . ( ودَيْرُرَكِيّ ) كعَلِيّ ( بالرُّهَا ) .
( و ) دَيرُرَكِيّ : ( ة بدِمَشْقَ ) .
( ودَيْرُ سَمْعَانَ ) ، كسَحْبَان : ( ة بها ) ، أَي بدِمَشْق . ( وبها دُفِن ) أَميرُ المؤمنين ( عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ ) الأُمُوِيّ ، وكان ابتداءُ مَرَضِه بخُنَاصِرَةَ ، ( وهي مجهولةٌ الآنَ ) لا يَعُرَف لها أَثرٌ .
( و ) دَيْرُ سَمْعَانَ : ( ع بأَنْطَاكِيَةَ . و ) دَيْرُ سَمْعَانَ : ( ع بالمَعَرَّةِ يقال فيه قَبْرُ عُمَر ) بن عبد العزِيز ، ( والأَوّلُ الصَّحِيحُ . و ) دَيْرُ سَمْعَانَ : ( ع بحَلَبَ ) ويُضاف إِليه الجَبَلَ .
( ودَيْرُ العَاقولِ ثلاثةٌ ) : أَحدُهما مَدِينَةُ النَّهْروانِ الأَوْسَطِ ، بينها وبين المَدَائِن مَرْحَلَةٌ . منها مُجَاشِعٌ العابِدُ . وقَرْيَةَ ببَغْدَادَ . منها أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الكَرِيم بنُ هِشَام بنِ زِياد بنِ عِمْرَانَ . وأَبو الطَّيِّب يُوسُف بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَان الصُّوفيّ ، سكَن نَسَيْابُورَ .
( ودَيْرُ عَبْدُونَ مَوضِعانِ ) .
( ودَيرُ العَذَارَى ثلاثة ) .
( ودَيْرُ هِنْد ثلاثةٌ ) .
( ودَيْرُ نَجْرانَ ثلاثةٌ ) .
( ودَيْرُ نَجْرانَ ثلاثةٌ ) .
( ودَيْرُ مَرْجِشَ اثنان ) .
( وديْرُ مَارتَ مَرْيَمَ ثلاثَةٌ ) .
وبقى عليه :
دير فَثْيُونَ ، بالمثَلَّثَة ، ذكرَه السُّهَيْليّ في الرَّوْض .
ودَيْر الجَماجِم . قال أَبو عُبَيْدة سُمِّيَ به لعَمَلِ أَقدَاح الخَشَبِ به .
ودَيْرُ قُرَّةَ ، بالشَّام .
والدَّيْر : مَوضهَ بالبَصْرَة ، ويقال له نهْر الدَّيْر ، وهي قَرْية كَبِيرة .
ودَيْر الجَزِيرَة ، ودَيْرُ قَسْطان ، كِلاَهُمَا من أَعمالِ القُوصِيَّة .
وديْر بخمطهر : من أَعمال الشرقية .
____________________

(11/356)



ودَيْر شَبْرَا بالغَرْبِيَّة .
ودَيْر بَادرس : بالفَيّيوم .
ودَيْر الفَخَّار ، ودَيْرُ أَبي منصور ، ودَيْرُ سعرَانَ ، ودَيْرُ الجُمَّيْزة ، الأَربعةُ ، من الجِيزِيّة .
ودَيرْ العَسَلِ ، ودَيْر نَجْمٍ ، ودَيْرُ بهور ، ودَيْرُ بَانُوب ، ودَيْرُ مَاواس ، ودَيْرُ مقروفة ، الستّة من أَعمال أَشمونين .
*!ودَيْرَىْ طَرَفَة ، ودَيْرَيِ الخادم ودَيْرَيْ أَبو نَمْلَة ، الثلاثة من أَعمال الفيوم .
*!ودِيرِينُ ، بالكسْر : قَرْية عامرةٌ بالغَرَبيّة ، وقد دَخَلْتُهَا وزُرتُ صاحِبَها القُطْبَ أَبَا مُحَمَّد عبدَ العزِيز بنَ أَحْمد بنِ سَعِيد بنِ عَبْدِ اللهِ الدَّمِيريّ المعْرُوف *!-بالدِّيرِينيّ مؤلَف كتاب ' طَهَارة القُلُوب ' ' والمصابح المُنِير في علم التفسير ' ' ونَظْم الوَجيز ' في خمسة آلاف بيَتِ ، وغيرها ، أَخذ عن العِزّ بنِ عبد السلام وصَحِب أَبَا الفَتْح بن أَبي الغَنائِم الرَّسعنيّ الواسطيّ ، وبه تَخرَّج .
ودَيْرُ مُحَلَّى : بنَوَاحي المَصِيصَة ، على ساحل جَيْحَانَ . إِليه نُسِب الحُسَيْن بنُ محمّد الهاشِمِيّ . ومن قَوْلِه فيه :
لسْتُ أَنْسَى يوماً *!بدَيْرِ مُحَلَّى
لم نَدَعْه يوماً من الدَّهْرِ عُطْلاَ
إِلى آخرِ الأَبيات .
ودَيرُ بولس : بانطأكية : ودَير إِسحاق ، وتجاهه دَيْر الزّبيبِ من الغرب في نَواحِي خُنَاصِرةَ .
ودَيْرُ سَابَانَ ، ومعناه بالسُّرْيانيّة دَيْرُ الجَمَاعَة ، ودَيْرُ عَمَانَ ، ومعناه دَيْرُ الشَّيْخ : كلاهما من أَعمال حَلَبَ ، وهما خَرِبَانِ ، وفيهما بناءٌ عَجِيب وقُصُورٌ مُشرفة ، وبينهما
____________________

(11/357)


قَرية تَعرف بِتُرُمانِين من قُرَى جَبلِ سَمْعَان أَحد الدَّيْرَين من قِبْلِيّ القَرْية والآخَر من شَماليّها ، وفيهما يقول حَمْدانُ الأَثارِبِيُّ :
دَيْرُ عَمَانَ ودَيْرُ سَابَانِ
هِجْنَ غَرَامِي وزِدْنَ أَشْجَاني
إِذَا تَذَكَّرتُ فِيهِما زَمَناً
قَضيتُه في عُرَامِ رَيْعانِي
يا لَهْفَ نَفْسِي مِمَّا أُكابِده
إِن لاَحَ بَرْقٌ من دَءَحرِ حَشْيَانِ
كذا ذكرَهُ ابنُ العَدِيم في تاريخ حَلَب .
قال شيخُنا : وقد أَوْصلهَا البَكْرِيّ في معجمه وصاحِبُ المَراصِد وغَيْرُهما إلى مِائَةٍ ونَيِّفٍ وثَمَانِين دَيْراً ، وفَصَّلُوها .
قلْت : وهي غَيْر التي ذَكَرْنَاهَا من القُرَى المصريّة فإِنهم قد أَغفلوا ذالِك . أَوردْنَاهَا من كِتَاب القَوَانِين للأَسْعَدِ بن مَمَّاتِي ومُخْتَصره لابن الجيعان فليُعْلَم ذالك .
وفي التهذيب : *!الدَّيْر : الدَّارَات في الرَّمْل . *!-والدَّيْرَانيّ : ساكِنُ الدَّيْر .
*!والدَّيْرَتانِ : رَوْضَتَانِ لبَنِي أَسَد بمَفْجَر وَادِي الرَّمةِ من التَّنْعِيم ، عن يَسارِ طريقِ الحاجِّ المُصْعِد .
والدّيْر : قَرْيَةٌ بمَرْدَا من جَبَلِ نابُلُسَ ، ومنها أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَعْد بنِ أَبِي بكرِ ابن مُصلِح بن أَبِي بَكْر بن سَعْدٍ القَاضِي شَمْسِ الدّين الدَّيْرِي ، وآلُ بَيته .
والنِّسْبة إلى دَءَحر العَاقُول دَيْرِيّ ، وبعضهم يقول الدَّيْرَ عَاقُوليُّ . قال الصَّغَانِيّ : والأَول أَصَحُّ .
ودَيْرَ الرُّوم : قُرْبَ بَغْدَادَ .
____________________

(11/358)



( فصل الذال ) المعجمة مع الراء
ذأَر ( *!ذَئِر ، كفَرِحَ : فَزِعَ وأَنِفَ ) ونَفَرَ ، فهو *!ذائِرٌ . قال عَبِيدُ بنُ الأَبْرص :
لَمَّا أَتَانِي عنْ تَمِيم أَنَّهُمْ
*!ذَئِرُوا لقَتْلَى عامِرٍ وتَغَضَّبُوا
يعني نَفَرُوا من ذلك وأَنكَرُوه ، ويقال : أَنِفُوا من ذلِك .
( و ) ذَئِرَ عليه : ( اجْتَرأَ ، و ) قيل : ( غَضِبَ ) .
وقال اللَّيْثُ : ذَئِرَ إِذَا اغتاظَ على عَدُوِّه واستَعَدَّ لِمُواَبَتَه . ( فهو ذَئِرٌ ) .
قال ابن الأَعرابِيّ : *!الذَّائِر : الغَضْبانُ . والذائِرُ : النَّفورُ . *!والذائِرُ : الأَنِفُ .
( *!وأَذْأَرْتُه ) : أَغْضَبْتهُ :
( و ) ذَئِرَ ( الشْيءَ ) ، كفَرِحَ : ( كَرِهَه وانصرَفَ عَنْه ) .
( و ) ذَئِرَ ( بالأَمْر : ضَرِيَ به واعتادَهُ .
( و ) *!ذَئِرَت ( المرأَةُ على بَعْلِها : نَشَزَت ) وتَغَيَّر خُلُقُها . وفي الحديث : ' أَنَّ النَّبِيّ صلَّى الله عَليْه وسلَّم لَمْا نَهَى عن ضَرْبِ النساءِ *!ذَئِرْنَ على أَزواجِهِنّ ' . قال الأَصْمَعِيّ : أَي نَفَرْن ونَشَزْنَ واجْتَرَأْن .
( وهي *!ذائِرٌ *!وذَئِرٌ ) ، ككَتِف ، وهذه عن الصَّغانيّ ، أَي نَاشِزٌ ، وكذلك الرَّجل ، ( *!كذَاءَرَتْ ) ، على فَاعَلْت ، ( وهي *!مُذائِرٌ ) ، قاله أَبو عُبَيْد . ومنه قَولُ الحُطَيْئة : *!ذَارَتْ بأَنفها ، فخَفَّفَه ، وسيأْتي في ' ذرّ ' تَمَامُ قولِه .
( *!وأَذأَرَهُ : جَرّأَهُ وأَغْراهُ ) .
*!وأَذأَرَهُ عليه : أَغْضَبَه ، وقَلَبَه أَبُو عُبَيْد ، ولم يَكْفِه ذلِك حتى أَبْدَلَه فقال أَذرَأَنِي ، وهو خَطَأٌ .
وقال أَبو زَيد : *!أَذأَرْتُ الرَّجلَ
____________________

(11/359)


بصاحبِه *!إِذْآراً ، أَي حَرَّشْتُه وأَوْلَعْتُه به .
( و ) *!أَذْأَرَه الشْيء و ( إِليه : أَلجأَهُ ) واضطَرّه . ومن التَّجَرِّي قَولُ أَكْثَم بن صَيْفِيّ : ( سُوءُ حَمْل الفَاقةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ *!ويُذْئِرُ العَدُوَّ ) يُحرِضُه أَي يُسْقطُه .
( *!والذِّئار ، ككِتَاب : سِرْقِينٌ ) ، أَي بَعَرٌ رَطْبٌ ( مُختلط بتُرابٍ يُطْلَى به على أَطباءِ النّاقَةِ لئَلَّا تُرضَعَ ) ، أَي يَرْضَعَهَا الفَصِيلُ ، ويُسَمَّى قبل الخَلْط خُثَّة وذِيرَة ، وسيأْتي في ذي ر بأَبسطَ من هاذا ، ( وقد *!ذَأَرَهَا ) .
( و ) قال أَبو عُبَيْد : ( ناقَةٌ *!مُذَائِرٌ : تَنْفِر من الوَلَد ساعةَ تَضَعُه ) ، وقد *!ذاءَرَتْ . وقيل : هي التي سَاءَ خُلُقُها ، ( أَو ) هي التي ( تَرْأَمُ بأَنفِها ولا يَصْدُقُ حُبُّها ) فهي تَنْفِر منه ، وسيأْتِي في ( ذَرّ ) بأَبْسَط من هاذا .
( و ) يقال : ( شُؤُونُك *!ذَئِرَةٌ ) ، والذي ذَكَرَه ابنُ سِيدَه : إِنَّ شَوؤُنَك *!لَذَئِرَةٌ ، ( أَي دُمُوعُك فيها تَنَفُّسٌ ، كتَنَفُّسِ الغَضْبانِ ) .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
*!ذَئِرَ الرجلُ ، كفَرِحَ ، إِذا ضاقَ صَدْرُه وسَاءَ خُلُقُه ، وهو *!ذَائرٌ ، هاكذا أَوْردَه ابن السِّيد في الفَرْق ، وأَنشد قولَ عَبِيدِ بنِ الأَبْرَص السَّابِق .
*!وذَئِرَ : نَفَرَ ، وأَنكر ، عن ابن الأَعرابيّ .
وذَئِر : استَعَدَّ للمُوَاثَبَة ، قاله اللَّيْثُ .
ذبر : ( الذَّبْرُ : الكِتَابَةُ ) ، كالزَّبْر ، وهو مما خَلَفت فيه الذَّالُ المُعْجَمَة الزَّايَ ، ذَبَرَ الكِتَابَ ( يَذْبُر ) هُ ، بالضَّمِّ ، ( ويَذْبِرُ ) هُ ، بالكَسْر ، ذَبْراً ، ( كالتَّذْبِيرِ ) . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لأَبِي ذُؤَيْب :
عَرفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا
ةِ يَذْبِرُهَا الكَاتِبُ الحِمْيَرِيُّ
____________________

(11/360)



( و ) قيل : الذَّبْرُ : ( النَّفْطُ . و ) قيل : هو ( القِرَاءَة الخَفِيَّةُ ) بسُهولة ، ( أَو ) القِراءَة ( السَّرِيعةُ ) ، يقال : ما أَحسنَ ما يَذْبِرُ الكِتَابَ ، أَي يَقْرؤه ولا يَمْكُث فيه ، كلّ ذالك بلُغة هُذَيْل .
( و ) الذَّبْر : ( الكِتَابُ بالحِمْيَرِيَّة يُكتَب في العُسُب ) ، جمع عَسِيب ، وهو خُوصُ النَّخْل .
( و ) الذَّبْر : ( العِلْمُ بالشَّيْءِ والفِقْهُ ) به ، كالذُّبُور ، بالضَّمّ .
( و ) الذَّبْر : ( الصَّحِيفَة ، ج ذِبَارٌ ) بالكَسْر ، قاله الأَصْمَعِيّ ، وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة :
أَقولُ لِنَفْسي وَاقِفاً عند مُشْرِفٍ
على عَرَصَاتٍ كالذِّبار النَّوَاطِقِ
( و ) يقال : ( ذَبَر يَذْبِر ) ، بالكَسْر ، ذَبْراً و ( ذَبَارَةً ) ، بالفَتْح : ( نَظَرَ فأَحْسَنَ ) النَّظَر . قال الصَّغَانِيُّ : هو راجعٌ إلى مَعْنَى الإِتْقَان .
( و ) ذَبَرَ ( الخَبَر : فَهِمَه ) . ومنه الحَدِيثُ : ( أَهلُ الجَنّة خَمْسَةُ أَصْنَافٍ : منهم الَّذِي لا ذَبْرَ له ) ، أَي لا فَهْم له ، من ذَبَرْتُ الكِتَابَ إِذا فَهِمْته وأَتْقَنْتَه .
( و ) عن ابْن الأَعْرَابِيّ : ذَبِر ( كفَرِحَ : غَضِبَ ) ، نَقَله الصَّغانِيّ .
( وثَوبٌ مُذَبَّرٌ ) ، كمُعَظَّم . ( مُنَمْنَمٌ ) ، يَمانِيَةٌ .
( و ) يقال : ( كِتَابٌ ذَبِرٌ ، ككَتِف : سَهْلُ القِرَاءَة ) . هاكذا ضَبَطَه الصَّغَانيّ وصَحَّحَه ، وهاكذا هو في سائر الأُصول ، والذي في المُحْكَم : كِئَابٌ ذَبْر ، بفَتْح فسُكُون . وأَنْشَد قَولَ صَخْرِ الغَيّ :
فيها كِتَابٌ ذَبْرٌ لمُقْتَرِىء
يَعرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا
قال : ذَبْرٌ ، أَبي بَيِّن . أَرادَ كِتَاباً مَذْبُوراً ، فوضعَ المَصدَر مَوضع
____________________

(11/361)


المَفْعُول : وأَلْبُ القَوْم : مَنْ كان هَوَاهُ مَعَهم .
( و ) يُقال : فُلاَنٌ ( ما أَحْسَنَ ما يَذْبِرُ الشِّعْرَ ، أَي يُمِرُّه ويُنْشِدُهُ ) ولا يَتَلَعْثَم فيه :
( و ) قال ثَعْلَب : ( الذَّابِرُ : المُتْقِنُ للعِلْمِ ) ، يقال : ذَبَرَه يَذْبُره . ومنه الخَبَرُ : ( كان مُعَاذٌ يَذْبُرُه عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَي يُتْقِنُه ، ذَبْراً وذَبَارَةً . ويقال : ما أَرْصَنَ ذَبَارَته .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : ذَبَرَ إِذا أَتْقَن . والذَّابِرَ : المُتْقِنُ ، ويُرْوَى بالدَّال ، وقد تَقَدَّم . وفي حَدِيث النَّجَاشِيّ ( ما أُحِبّ أَنَّ لي ذَبْراً من ذَهَبٍ ) أَي جَبَلاً ، بلُغَتِهِم ، ويُروَى بالدَّال ، وقد تَقدَّم .
وفي حَدِيثِ ابْنِ جُدْعَانَ : ( أَنَا مُذابِرٌ ) ، أَبي ذاهِبٌ .
قُلتُ : هاكذا ذَكَره ابنُ الأَثير إن لم يَكُن تَصْحِيفاً . وفلانٌ لا ذَبْرَ له أَي لا نُط 2 له من ضَعْفِه ، وقيل : لا لِسانَ له يَتَكَلَّم به من ضَعْفِه . فتَقْدِيرُه على هاذا ، فُلانٌ لا ذا ذَحرٍ له أَي ، لا لِسان له ذا نُطْق فحَذَف المُضاف . وبه فَسَّر ابنُ الأَعرابيّ الحدِيثَ المُتَقدِّم في أَهْلِ الجَنَّة . والْمِذْبَر : القَلَم ، كالمِزْبَرَ ، وسَيَأْتِي .
ذخر : ( ذَخَرَه ، كمَنَعَه ) يَذْخَره ( ذُخْراً ، بالضَّمّ ، واذَّخَرَهُ ) اذِّخَاراً : ( اخْتَارَه ، أَو اتَّخذَه ) .
وفي الأَساس : خَبَأَه لوقْتِ حاجَتِه . وفي حَدِيث الضَّحِيَّة : ( كُللأا واذَّخِرُوا ) أَصله اذْتَخَرَه فثَقلتُ التاءُ التي للافْتَعال مع الذّال فقُلِبتْ ذَالاً ، وأُدغمَ فيها الذّال الأَصليّ فَصارَت ذالاً مُشَدَّدة ، ومثله الاذِّكار من الذِّكْر .
وقال الزّجّاج في قوله : ( تعالى ) :
____________________

(11/362)


{ تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ } ( آل عمران : 49 ) أَصْلُه تذْتَخِرلأن ، لأَنَّ الذَّالَ حرفٌ مجهور لا يُمْكِن النَّفَس أَن يَجْرِيَ معه لشِدَّة اعتِمَاده في مَكَانِه ، والتاءُ مَهْمُوسَة ، فأُبْدِلَ من مَخْرَج التَّاءَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يُشْبِه الذَّالَ في جَهْرها وهو الدّال ، فصار تَدَّخِرون ، وأَصْل الإِدغام أَن تُدْغِم الأَوَّلَ في الثاني . قال : ومن العرب مَنْ يقول : تَذَّخِرُونَ ، بذَالٍ مُشَدَّدَة ، وهو جائز ، والأَوَّل أَكْثَر .
قال شيخُنَا : ومن الغريب ما قاله بَعْضُ شُرَّاح الرِّسالة وغَيْرُهم من الفُقَهَاءِ وبعْض أَهلِ اللغَة : إِن الذُّخْرَ بالذَّال المُعْجَمَة ما يكون في الآخرة . وبالدَّال المُهْمَلَة ما يكُون في الدُّنْيَا . وفي شرح التتائِيّ ما يَقْرُب منه . قال ابن التِّلمسانيّ في شَرْح الشِّفَاءِ : وهذا غَلَطٌ واضِحٌ أَوْقعَهُم فيه قولُه : تَدَّخِرُون ، ونقلَه الشِّهَابُ في شَرْح الشِّفَاءِ ، وهو وَاضِح ، ومِثْلُه ما وَقَع في الدِّكر ، وأَنه لغَة في المُعْجَمَة اغتراراً بمُدَّكر ، فلا يُعْتَدُّ بشيْءٍ مِنْ ذالك ، والله أعلم .
( والذَّخِيرَة : ما ادُّخِرَ ) ، جَمَعْه الذَّخَائِرُ . قال الشاعِر :
لَعَمرُك ما مَالُ الفَتَى بذَخِيرَةٍ
ولاكِنَّ إِخْوَانَ الصَّفَاءِ الذَّخَائِرُ
( كالذُّخْرِ ) ، بالضَّمّ ، ( ج أَذْخارٌ ) ، كقُفْل وأَقْفَال .
( و ) في الحَدِيث ذِكْرُ تَمْرِ ذَخِيرَةَ ؛ وهو ( ع يُنْسَبُ إِليهِ التَّمْرُ ) الجَيِّدُ .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( الذَّاخِرُ : السَّمِينُ ) .
( و ) عن أَبي عُبيْدَةَ : ( المُدَّخَرُ ) ، بإِهْمال الدَّالِ كما في النُّسخ ، وبإِعْجَامِهَا كما في نُسْخَة أُخْرى : ( الفَرسُ المُبَقَّى لحُضْرِه ) ، بالضّمّ ، نَوْع من العَدْوِ ، قال : ومن المُذَّخَر
____________________

(11/363)


المِسْواطُ ، وهو الذي لا يُعطِي ما عِنْده إِلّا بالسَّوط ، والأُنثَى مُذَّخَرَة .
( و ) ثَنِيَّةُ ( أَذاخِر بالفَتْح : ع قُرْبَ مكّةَ ) ، بينها وبين المدينة ، وكأَنَّهَا مُسَمَّاة بجَمْع الإِذْخَر ، وقد جاءَ ذِكْرُها في الحَدِيث .
( والإِذْخِرُ ) ، بالكسر : ( الحَشِيشُ الأَخْضَرُ ) ، الواحِدَةِ إِذْخرَةٌ . ( و ) في حديث الفتْح وتَحْرِيم مَكَّةَ ( فقال العَبَّاس إِلّا الإِذْخِرَ فإِنه لِبُيوتنا وقُبُورِنَا ) . وهو ( حَشِيشٌ طَيِّبُ الرِّيحِ ) يُسْقَف به البُيُوتُ فوق الخَشَرب ، والهَمْزَة زائدةٌ . قال أَبو حَنِيفَة : الإِذْخِرُ : له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقَاقٌ دَفِرُ الرِّيحِ ، وهو مثْل أَسَلِ الكُولانِ إِلَّا أَنَّه أَعرضُ وأَصغَرُ كُعُوباً ، وله ثَمرةٌ كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلّا أَنَّهَا أَرَقُّ وأَصْغَر ( وهو يُشْبِه في نَبَاتِه الغَرَزَ ) يُطْحَن فيَدْخُل في الطِّيب ، يَنْبُت في الحُزُون والسُّهُولِ وقَلَّما تَنْبُت الإِذْخِرَة مُفْردَةً ، ولذالك قال أَبُو كَبِير الهُذَلِيّ :
وأَخُو الأَبَاءَةِ إِذْ رَأَى خُلاَّنَه
تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَه كالإِذْخِرِ
قال : وإِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابْيَضَّ .
ومن الغَرِيب ما في مَشعًّرِق القَاضِي عِيَاض أَنّ الإِذْر هَمْزَتُهَا أَصْليّة ، وأَن وَزْنه فِعْلِلٌ ، وليس بثَبتٍ وإِن وافقه تِلْمِيذه في المطالع ، قاله شَيخُنا .
( و ) ذَخِرٌ ، ( ككَتِفٍ : جَبَلٌ باليَمَنِ ) .
( و ) من المَجَاز قولهم : مَلأَت الدَّابَّةُ مَذَاخِرَهَا . ( المَذاخِرُ : الأَجْوافُ والأَمْعَاءُ والعُرُوقُ ) .
( 5 ) قال الأَصمَعِيّ : المَذَاخِرُ : ( أَسافِلُ البطْنِ ) . يقال : فُلانٌ ملأَ مَذَاخِرَه ، إِذا مَلَأَ أَسًّفِلَ بَطحٌّ ه . ويقال للدَّابّة إِذا شَبِعَتْ : قد مَلأَتْ مَذَاخِرَهَا : وهو مَجَازٌ . قال الرَّاعِي :
حَتأ إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ ولمْ
تَمْلأْ مَذَاخِرَهَا للرِّيِّ والصَّدَرِ
____________________

(11/364)



وقال أَيضاً :
فلمَّا سقَيْناها العَكِسَ تَمَذَّحَت
مَذاخِرُهَا وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها
ويُرْوَى : خَوَاصِرُهَا .
وقرأْتُ في كتاب الحَمَاسَة لأَبي تَمَّام : تَمَلَّأَتْ ، بدل تَمَذَّحَتْ . ومَذَاكِرُها ، بدل مَذاخِرُها . وارفضَّ بدل ازدادَ . وهي قصيدة طويلة يُخَاطِب بها ابنَ عَمِّه خنزرَ بن أَرْقَمَ .
وفي الأَساس : مذَاخِرُ الدَّابَّة : المَواضِع التي تَدَّخِر فيها العَلَفَ والمَاءَ من جَوْفِهَا . وتَمَلَّأَتْ مَذَاخِرُه : شَبِعَ . وهو مَجاز .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
ذَخَرَ لنَفْسِه حَدِيثاً حَسَناً : أَبقاه ، وهو مَجاز .
والمِذْخَر ، كمِنْبَر : العَفِجُ .
وفُلاَنٌ ما يَذَّخِر نُصْحاً .
وجعلَ مالَه ذُخْراً عند الله وذَخِيرةً وأَعمالُ المؤمِن ذَخَائِر .
ومَلأَ لنا في مَذاخِره عَدَاوَةً . وكلّ ذالك مَجاز ، كما في الأَساسِ وغَيْره .
وذخير بن شجنان : بطْن من الصَّدِفِ .
وبَحِير بنُ ذَاخِرِ بن عامِر المَعَافِريّ ، رَوَى عنه ابنُه عليّ ، وابن أَخيه بَحِيرُ بنُ يَزِيد بن ذاخِر ، حَدَّث بمصر .
وذاخِرُ بنُ بَهْشَم الأَصْبَحيّ ، شَهِدَ فتحَ مصر ، وابنه الحارثبن ذاخرِ وَلِيَ شُرْطَة مِصْرَ لعَبْد العَزِيز بن مَرْوَان .
ومُذَيْخِرَةُ ، بالضَّمّ : قَرْيَة باليَمَن من أَعمال الحَدّين ، وبها تُوفِّيَ الأَمِيرُ ضِياءُ الإِسلام إِسماعيلُ بنُ مُحَمَّد بن الحَسَن بنِ المَنْصُور بالله القاسِم الحَسَنيّ ، غُرّة اليمن .
ذرر : ( *!الذّرُّ : صِغَارُ النَّمْلِ و ) قال
____________________

(11/365)


ثَعْلَب : إنّ ( مِائَةً منها زِنَةُ حَبّة ) من ( شَعِيرٍ ) ، فكَأَنَّهَا جُزْءٌ من مِائَةٍ .
قال شَيْخُنَا : ورأَيْت في فَتَاوى ابن حَجَر المَكِّيّ نقلاً عن النّيسابُورِيّ : سَبْعُون *!ذَرَّةً تَزِنُ جَناحَ بَعُوضة ، وسَبْعُون جَناحَ بَعُوضة تَزِن حَبَّةً . انتهى . وقيل : *!الذَّرَّة ليس لها وَزْنٌ ، ويُراد بها ما يُرَى في شُعاع الشَّمْس الدَّاخلِ في النَّافذة . ومنه سُمِّيَ الرجلُ وكُنىَ . وفي حديث جُبَيْر بنِ مُطْعِم : ( رأَيتُ يَومَ حُنَيْنٍ شيئاً أسودَ يَنْزِل من السماءِ ، فوقَعَ على الأَرض ، فدَبَّ مِثْلَ الذَّرِّ ، وهَزَم اللَّهُ المُشْركين ) قالوا : الذَّرُّ النَّمْلُ الأَحْمَرُ الصَّغِير ، ( الواحِدَةُ ذَرَّةٌ ) قلْت : فِيه مُخَالَفةٌ لاصْطِلاحه ، وسُبْحَان من لا يَسْهُو ، وقد تقدمت الإِشارَة إِليه مِراراً .
( و ) *!الذَّرُّ : ( تَفرِيقُ الجَبِّ والْمِلْحِ وتَبْدِيدُها ، *!ذَرَّ الشيءَ *!يَذُرُّه *!ذَرًّا : أَخذَه بأَطْرَاف أَصابِعه ثم نَثَره على الشيْءِ ، *!وذَرَّه *!يَذُرُّه ، إِذا بَدَّدَه . *!وذُرَّ : بُدِّدَ ) .
وفي الأَساس : *!ذَرَّ المِلْحَ على اللَّحْم والفُلْفُلَ على الثَّرِيد : فَرَّقهَ فيه ، *!وذَرَّ الحَبَّ في الأَرض : بَذَرَه ، انتهى . وفي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عنه : ( *!-ذُرِّي أَحِرَّ لكِ ) ، أَبي ذُرِّي الدَّقيقَ في القِدْرِ لأَعملَ لك حَرِيرَةً . وقد تقدّم في ( ح ر ر ) . ( *!كالذَّرْذَرَة ) .
( و ) الذَّرُّ : ( طَرْحُ *!الذَّرُورِ في العَيْن ) ، يقال : *!ذَرَرْتُ عَيْنَه إِذَا دَاويْتَها بِه . وذَرَّ عينَه *!بالذَّرورِ *!يَذُرُّهَا *!ذَرًّا : كَحَلَها .
( و ) من المَجَاز : *!الذَّرُّ : ( النَّشْرُ ) . يقال : *!ذَرَّ اللَّهُ الخَلْقَ في الأَرض ذَرًّا أَي نَشَرَهم ، ومنه *!الذُّرِّيَّة ، كَمَا سَيَأْتي .
( وأَبُو *!ذَرٍّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ ) الغِفَارِيّ ، وهو الأَصَحّ ، وقيل : يَزِيدُ بنُ عَبْد الله ، أَو يَزِيد بنُ جُنَادَة ، وقيل : جُنْدَبُ بنُ سَكَن ، وقيل : خَلَفُ بنُ عَبْدِ الله ، من السَّابِقِين ، ( وامرأَتُه أُمُّ ذَرَ ) جاءَ ذِكْرُها في حَدِيث إِسلام أَبي ذَرَ ، وكذا أُمُّ أَبِي ذَرَ وأُخْتُه .
( وأَبو *!ذَرَّةَ الحارِثُ بنُ مُعَاذٍ )
____________________

(11/366)


الحِرْمَازيّ ، ذَكَره الدُّولابِيّ وغَيْرُه في الأَسْمَاءِ والكُنَى ، شَهِدَ أُحُداً :
( صحابِيّونَ ) . ( وأَبُو *!ذَرَّةَ الهُذَلِيُّ : شاعِرٌ ) من بني صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلٍ ، أَخُو بَنِي مَازِنِ بن مُعاوِيَة بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بن هُذَيْل . قال السُّكَّرِيّ : هَكذا بالمُعْجَمَة في شَرْح الدِّيوان ، ( أَو هُوَ ) أَبو دُرَّة ، ( بضَمِّ الدّالِ المهملةِ ) ، حَكَاه الأَصمعِيّ .
( *!والذَّرُورُ ) ، كصَبور : ( ما *!يُذَرُّ في العَيْن ) وعلى القَرْح من دَوَاءٍ يابِسٍ . وفي الحديث ( تَكْتَحِل المُحِدُّ *!بالذَّرُور .
( و ) *!الذَّرُورُ : ( عِطْرٌ ) يُجَاءُ به من الهِنْد ، ( *!كالذَّرِيرَةِ ) ، وهو ما انْتُحِتَ من قَصَبِ الطِّيب ، وقيل : هو نَوْعٌ من الطِّيب مَجْمُوع من أَخْلاط . وبه فُسِّرَ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها : ( طَيَّبْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لإِحْرامه *!بذَرِيرة ) . ( ج ) أَي جَمْع *!الذَّرُورِ ( *!أَذِرَّةٌ ) .
( *!والذُّرِّيَّةُ ) ، فُعْلِيَّة من الذَّرِّ ، وهو النَّشْرِ أَو النَّمْلِ الصِّغَارِ ، وهو بِالضَّمّ ، وكان قِياسُه الفَتْح ، لاكِنَّه نَسَبٌ شَاذٌّ لم يَجِيءْ إِلّا مَضْمومَ الأَوَّل ، ونَظَّره شيخُنَا بدُهْرِيّ وسُهْلِيّ ، ( ويُكْسَرُ ) . وأَجْمَع القُرَّاءُ على تَرْك الهَمْز فيها .
وقال بعضُ النَّحْوِييّن : أَصْلُهَا ذُرُّورَة على فُعْلُولَة ولاكِن التَّضْعِيف لما كَثُرَ أَبدْلِ من الرَّاءِ الأَخِيرَة ياءٌ ، فصارَت ذُرُّويَةٌ ، ثم أُدغمت الواوُ في الياءِ فصارت *!ذُرِّيَّة ، قال الأَزْهَرِيّ : وقَوْلُ مَنْ قال إِنه فُعْلِيّة أَقْيَسُ وأَجْودُ عِنْد النَّحْوِيّين . وقال اللَّيْثُ : ذُرِّيّة فُعْلِيّة ، كما قالوا سُرِّيَّة ، والأَصل من السِّرِّ ، وهو النِّكاح .
والذُّرِّيَّة : ( وَلدُ الرَّجُلِ ) . قال شيخُنَا : وقد يُطلقُ على الأُصول والوالدَين أَيضاً ، فهو من الأَضداد ، قالوا ومنه قولُه تَعَالَى : { وَءايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا *!ذُرّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } ( يس : 41 ) فتَأَمَّل . ( ج *!الذُّرِّيَّاتُ *!-والذّرَارِيُّ ) . وقال ابنُ الأَثِيرِ :
____________________

(11/367)


الذُّرِّيَّة : اسمٌ يَجمع نَسْلَ الإِنْسَانِ من ذَكَرٍ وأُنْثَى ، وأَصلُها الهَمْز ، لاكهنم حَذَفُوه فلم يستعملوهَا إِلَّا غَيْر مَهْمُوزةٍ .
كتاب ( و ) في الحَدِيث ( ءَنه رأَى امرأَةً مقتولة ، فقال : ما كانت هاذِ تُقَاتِل ، الح 2 ق خَالِداً فقل له : لا تَقْتُل *!ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً ) . وقال ابنُ الأَثِير : المُرَادُ بهَا في هاذا الحديث ( النِّسَاءُ ) لأَجلْ المرأَة المَقْتُولة . ومنه حَدِيثُ عُمَر ( حُجُّوا *!بالذُّرِّيَّة لا تَأْكُلوا أَرزَاقَها وتَذَرُوا أَرْبَاقَها في أَعْنَاقها ) ، أَي حُجُّوا بالنِّسَاءِ ، وضَرَبَ الأَرْبَاقَ وهي القَلائِدُ مَثَلاً لِمَا قُلِّدتْ أَعناقُهَا مِن وجُوب الحَجِّ ، وقيل : كَنَى بها عن الأَوزار ( للوَاحِد والجَمِيع ) .
( *!وذَرَّ ) *!يَذُرُّ ، إِذَا ( تَخَدَّدَ . و ) *!ذَرَّ ( البَقْلُ والشَّمْسُ : طَلَعَا ) . وفي الأَساس ذَرَّ البَقْلُ والقَرْنُ : طَلَعَ أَد 2 ى شَيْءٍ منه . وعن أَبي زَيْد : ذَرَّ البَقْلُ إِذا طلع من الأَرض ، *!وذَرَّتِ الشمسُ *!تَذُرُّ *!ذُرُوراً : طَلَعَتْ وظَهَرَتْ . وفي الأَساس : *!ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس ، وهو مَجاز .
وقيل : هو أَوّلُ طُلُوعِها . وشُرُوقُها : أَوَّل ما يَسقط ضَوْؤُهَا على الأَرض والشِّجَرِ ، وكذالك البَقْلُ والنَّبْتُ .
( و ) *!ذَرَّت ( الأَرْضُ النَّبْتَ : أَطْلَعَتْه ) . وقال السَّاجِع في مَطرٍ : وثَرْدٌ *!يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقْرِّح أَصلُه . يَعنِي بالثَّرْدِ المَطَرَ الضَّعِيفَ . قال ابنُ الأَعرابِيّ : يقال : أَصابَنا مَطَرٌ *!ذَرَّ بَقْلُه *!يَذُرُّ ، إِذا طَلعَ وظَهَر ، وذالك أَنه *!يَذُرُّ من أَدْنَى مَطرٍ ، وإِنما يَذُرُّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وَضَحٍ الكَفِّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وَضَحِ الكَفِّ ولا يُقرِّحُ البَقْلُ إِلَّا من قَدْرِ الذِّراعِ .
( و ) يقال : ذَرَّ ( الرَّجلُ ) ، إِذَا ( شابَ مُقدَّمُ رَأْسهِ ، *!يَذَرُّ فيه بالفَتْح ) كما نقَلَه الصَّغَانيّ ، وهو ( شَاذٌّ ) ، وَوَجْهُ الشُّذُوذِ عَدَمُ حَرْفِ الحَلْقِ فيه . قال شيخُنَا : وإِن صَحَّ الفَتْح فلا بُدَّ من الكَسْرِ في المَاضِي ، وقد تَقَدَّم مِثْله في ( د ر ر ) .
____________________

(11/368)



( *!والذَّرْذَارُ ) ، بالفَتْح : ( المِكْثَارُ ) ، كالثَّرثَار .
( و ) *!ذَرْزَارٌ : ( لَقبٌ رَجُل ) من العَرَب .
( *!والذُّرَارَة ، بالضّمّ : ما تَناثَرَ من الذَّرُورِ ) .
قال الزَّمَخْشَرِيّ : *!ذُرَارَةُ الطِّيب : ما تَنَاثَر منه إِذا *!ذَرَرْته ، ومنه قِيلَ لِصِغار النَّمْل وللمُنْبَثِّ في الهَوَاءِ من الهَبَاءِ : الذِّرّ ، كأَنها طاقَاتُ الشيْءِ المَذْرُور ، وكَذَا ذَرَّات الذَّهَبِ .
( *!-والذَّرِّيُّ ) ، بالفَتح وياءِ النِّسْبَة في آخره ( : السَّيف الكَثِيرُ المَاءِ ) ، كأَنَّه منْسوب إِلى الذَّرِّ وهو النَّمْل .
( و ) من المَجَاز : ما أَبْيَنَ *!-ذَرِّيَّ سَيْفِه ، أَي ( فِرنْدَه ومَاءَه ) يُشَّبهَان في الصَّفاءِ بمَدَبِّ النَّمْلِ *!والذَّرِّ . وأَنشد أَبو سَعِيد :
وتخُرِجُ منه ضَرَّةُ اليَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى *!-ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
يقول : إِذا أَضَرَّت به شِدَّة اليَوْم أَخْرَجَتْ منه مَصْدَقاً وصَبْراً ، وتَهَلص 2 وَجْهُه كأَنَّه ذَرِّيُّ سَيْفٍ .
وقال عبدُ الله بنُ سَبْرَة :
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ
جَلَّى الصَّياقِلُ عَن *!ذَرِّيِّهِ الطَّبَعَا
يعني عن فِرِنْدِه ، ويُرْوَى بالدَّالِ المَهْمَلَة ، وقد تَقَدَّم .
( *!والذِّرَارُ ، بالكَسْر : الغَضَبُ والإِعْرَاضُ ) والإِنكَار ، عن ثَعْلَب ، وأَنْشَدَ لكُثَيِّر
وفِيهَا على أَنَّ الفُؤَادَ يُحِبُّهَا
صُدُودٌ إِذا لاَقَيتُها *!وذِرَارُ
____________________

(11/369)



وقال ءَبو زَيْد : في فُلانٍ *!ذِرَارٌ ، أَي إِعراضٌ غَضَباً *!كذِرَارِ النَّاقَةِ .
( و ) قال الفَرَّاءُ : ( *!ذَارَّتِ النَّاقَةُ ) *!تَذَارُّ ( *!مُذَارَّةً *!وذِرَاراً ) ، أَي ( ساءَ خُلُقُهَا وهي *!مُذَارٌّ ) . قال : ومنه قَوْلُ الخُطَيئة :
وكُنْ كذَاتِ البَعْلِ*! ذَرَاتِ بأَنْفِهَا
فَمِن ذَاكَ تَبْغِي غَيرَه وتُهَاجِرُه
إلا أَنَّه خَفَّفه للضّرُورَة .
قال ابنُ بَرِّيّ : بَيْتُ الحُطَيْئَة شاهِدٌ على ذَارَتْ النَّاقَةُ بأَنْفها إِذَا عَطَفت على وَلِدِ غَيْرِهَا ، وأَصلُه *!ذَارَّت فخفَّفَه ، وهو *!ذَارَت بأَنْفها . والبَيْت :
وكنتُ كَذَاتِ البَوِّ ذَارتْ بأَنْفِهَا
فَمِنْ ذاكَ تَبْي بُعْدَه وتُهَاجِرُه
قال ذالك يَهْجُو به الزِّبْرِقَانَ ، ويَمْدح آل شَمَّاسِ بن لأْي . أَلَّا تراه يَقُول بعد هاذا :
فدَعْ عنك شَمَّاسَ بنَ لأْيٍ فإِنَّهمْ
مَوَالِيك أَو كَاثِرْبهمْ مَنْ تُكَاثِرُه
وقد قيل في ذَارَتْ غيرُ ما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ ، وهو أَن يكون أَصْلُه ذَاءَرَتْ ، ومنه قيل لهاذه المَرْأَةِ : مُذَائِر ، وهي الَّتِي تَرْأَمُ بأَنْفِهَا ولا يَصْدُق حُبُّها ، فهي تَنْفِرُ عَنْه ، والبَوُّ : جِلْد الحُوَارِ يُحْشَى ثُمَاماً ويُقَام حَوْلَ النَّاقَةِ لتَدِرَّ عليه ، وقد سبقَ الكلام في ذالك .
( *!والمِذَرَّةُ ) ، بالكَسْر : ( آلةٌ *!يُذَرُّ بها الحَبُّ ) ، أَي يُبَدَّد ويُفَرَّق ، كالمِبْذَرةِ آلةِ البَذْرِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
يُوسُف بن أَبي ذَرَّة : مُحَدِّث رَوَى عن عَمْرِو بنِ أُمَيَّة ف بلوغ التِّسْعِين ، ذَكَرَه ابن نُقْطَة .
وأُمُّ *!ذَرَّة التي رَوَى عنْهَا مُحَمَّد بنُ المُنْكَدِر : صَحَابِيّة . *!وذَرَّةُ مَوْلاة بن عبّاس ، *!وذَرَّة بنت مُعَاذٍ : مُحدِّثات .
ذعر : ( الذُّعْرُ ، بالضَّمّ : الخَوْفُ ) والفَزَعُ ، وهو الاسم . و ( ذُعِرَ ) فلانٌ ، ( كعُنِيَ ) ،
____________________

(11/370)


ذَعْراً ( فهو مَذْعُورٌ ) ، أَي أُخِيف ، ( و ) الذَّعْر ، ( بالفَتْح : التَّخْوِيفُ ، كالإِذعارِ ) ، وهاذهِ عن ابن بُزُرْج ، وأَنْشَد :
غَيْرَان شَمَّصَهُ الوُشَاةُ فأَذْعَروا
وَحْشاً علَيكَ وَجَدْتَهُنَّ سُكُونَا
( والفِعْلُ ) ذَعَرَ ، ( كجَعَل ) ، يقال : ذَعَرَه يَذْعَره ذَعْراً فانْذعرَ ، وهو مُنْذعرٌ ، وأَذره ، كلاهما : أَفْزَعَه وصَيَّره إلى الذُّعْرِ . وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابيّ .
ومِثْل الّذِي لاقَيْتَ إِن كنْتَ صادِقاً
من الشَّرِّ يَوماً من خَلِيلِكَ أَذْعَرَا
وفي حديث حُذَيْفة قال له لَيْلَةَ الأَحْزَاب : ( قم فَأْتِ القَوْمَ ولا تَذْعَرْهُم عَلَيَّ ) ، يَعْنِي قُرَيْشاً ، أَي لا تُفزِعْهُم ، يريد لا تُعْلِمْهُم بنَفْسِك وامْشِ في خُفْيَة لِئَلاَّ يَنْفِرُوا منك . وفي حديث نائلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ( ونحن نَتَرَامَى بالحَنْظَل فما يَزِيدُنا عُمَرُ عَلى أَن يَقُول كَذَاكَ لا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا ) ، أَي لا تُنَفِّرُوا علينا إِبِلَنا . وقوله : كَذَاك ، أَي حَسْبُكم .
( و ) الذَّعَرُ ، ( بالتَّحْرِيكِ : الدَّهَشُ ) من الحَيَاءِ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
( و ) الذُّعَرُ ، كصُرَد : الأَمرُ ( المَخُوفُ ) ، كذا في التَّكْمِلَة ، والذي في التَّهْذِيب : أَمْرٌ ذُعَرٌ : مَخُوف ، على النَّسَب ، ومُقْتَضَاه أَن يَكُون ككَتِفٍ ، كما هو ظَاهِرٌ .
( و ) الذُّعَرَة ، ( كتُؤَدَة : طائرٌ ) ، وفي التَّهْذِيب : طُوَيْئِرَةٌ ( تكونُ في الشَّجَر تَهُزُّ ذَنَبَها دَائِماً ) لا تَراهَا أَبداً إِلَّا مَذْعُورَةً .
( والذَّعُورُ ) ، كصَبُور : ( المُتَذَعِّر ) ، هاكَذَا في النُّسَخ ، وفي المحكم المُنْذَعِر . ( و ) الذَّعُور . ( المرأَةُ التي تُذْعَر من الرِّيبَةِ والكَلامِ القَبِيحِ ) . قال :
تَنُولُ بمَعْرُوفِ الحَدِيثِ وإِنْ تُرِدْ
سِوَى ذَاكَ تُذْعَرْ مِنْك وهْي ذَعُورُ
( و ) الذَّعُور : ( نَاقةٌ إِذَا مُسَّ ضَرْعُها
____________________

(11/371)


غَارَّتْ ) ، بتَشْدِيد الرَّاءِ ، هاكذا وَجَدْناه مَضْبُوطاً في الأُصولِ الصَّحِيحَة .
( وذو الأَذْعَارِ ) لَقَبُ مَلِك من مُلُوك اليَمَنِ ، قيل : هو ( تُبَّع ) ، وقيل : هُوَ عَمْرُو بنُ أَبْرَهَةَ ذِي المَنَارِ جَدّ تُبَّع ، كان على عَهْدِ سَيِّدنا سُلَيْمَانَ عَلَيْه السَّلام أَو قَبْلَه بقَلِيل ؛ وإِنما لُقِّب به ( لأَنَّه ) أَو 2 لَ في ديَار المغْرِب و ( سَبَى قوماً وَحِشَةَ الأَشْكالِ ) وُجُوهُها في صُدُورِهَا ( فذُعِرَ مِنْهُم الناسُ ) ، فسُمِّي ذَا الأَذْعَارِ . وبَعْدَه مَلَكت بِلْقِيس صاحِبَةُ سُلَيْمَانَ عليه السَّلامُ ، وزَعَمَ ابنُ هِشَام أَنِا قَتَلَتْه بحِيلَة . ( أَو لأَنَّه حَمَلَ النَّسْنَاسَ إِلى اليَمَنِ فذُعِرُوا منه ) ، وقال ابن هِشَام : سُمِّيَ به لكَثْرَةِ ما ذُعِرَ منه النَّاسُ لجَوْرِه ، وقد ذَكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ في المعارف وسَمَّاه العبد بن أَبْرَهَة .
( و ) يقال : ( تَفَرَّقُوا ذعَارِيرَ ، كشَعَارِيرَ ) وَزْناً ومَعْنًى .
( والذُّعْرَة ، بالضَّم ) : الفُنْدُورة ، وقيل : أُمّ سُوَيْدٍ ، وهي ( الاسِتُ ، كالذَّعْرَاءِ ) .
( و ) يقال : ( سَنَةٌ ذُعْرِيَّةٌ ) بالضَّمّ ، أَي ( شَدِيدَةٌ ) .
( وذَعَارِيرُ الأَنْفِ : ما يَخْرُجُ منه كاللَّبَن ) ، نَقَلَه الصَّغَانِيّ .
( والمَذْعُورةُ : الناقةُ المَجْنُونَةُ ) ، قال الصَّغانِي : هاكذا تَقُولُه العرب ، ( كالمُذَعَّرَةِ ) ، يقال : نُوقٌ مُذَعَّرَةٌ ، أَي بِهَا جُنُونٌ .
( ورجلٌ مُتَذَعِّرٌ : مُتَخَوِّفٌ ) ، وكذالك مُنْذَعِر .
( ومالِكُ بنُ دُعْرٍ ، بالدَّال المهملة ) ، وضَبَطَه ابنُ الجَوَّانيّ ، النَّسَّابة بالمُعْجَمَة ، وقد سبق الكَلاَمُ عَلَيْه .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الذَّعْرَة : الفَزْعة .
____________________

(11/372)



ورجلٌ ذَاعِرٌ وذُعَرَة وذُعْرَة : ذو عُيُوبٍ ، هاكذا حَكاه كُرَاعٌ ، وذَكَرَه في هاذا الباب ، قال : وأَما الدَّاعِر فالخَبِيثُ ، وقد تَقَدَم ذالك .
وأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بنِ سُلَيْمَانَ ، يُعْرَفُ بابْنِ أَبِي مَذحَور ، قال الدّارقُطْنيّ : ثِقَةٌ ، وروَى عنه المَحَامِليّ وغيرُه .
وسَنَةٌ ذُعْرِيّةٌ ، بالضَّمّ ، أَي شَدِيدَةٌ ، عن الصَّغَانِيّ .
ذغمر : ( الذُّغْمورُ ، بالغَيْن المعجمة ، كعُصْفور ) ، أَهملَه الجوهريّ . وقال ابنُ الأَعرابِيّ : هو ( الحَقُودُ الّذي لا يَنْحلُّ حِقْدُه ) .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الذَّغْمَرِيّ بالفَتح : السَّيِّىءُ الخُلُقِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ ، كذا في التَّهْذِيب .
ذفر : ( الذَّفَرُ ، مُحَرَّكةً : شِدَّةُ ذَكَاءِ الرِّيح ) ، من طِيبٍ أَو نَتْن ، ( كالذَّفَرَةِ ) مُحَرَّكَةً أَيضاً ، ( أَو يُخَصَّانِ برَائِحة الإِبْطِ المُنْتِنِ ) ، عن اللِّحْيَانيّ ، وقد ( ذَفِرَ ، كفَرِح ) ، يَذْفَرُ ، ( فهو ذعًرٌ وأَذفَرُ ) ، والأَنثَى ذَفِرَةٌ وذَفْرَاءُ .
( و ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الذَّفَرُ : ( النَّتْنُ ) ، ولا يقال في شَيْء من الطِّيب إِلّا في الْمِسْكِ وَحْدَه . قالت حُمَيْدَةُ بِنْتُ النُّعْمان بنِ بَشِير الأَنْصَارِيّ :
له ذَفَرٌ كصُنَانِ التُّيُو
سِ أَعْيَا على المِسْكِ والغَالِيَهْ
كذا قرأْت في الحَمَاسة .
وقيل إِنَّ الذَّفَر يُطلَق على الطَّيِّب والكَرِيه ، ويُفَرَّق بينهما بِمَا يُضَاف إِليه ويُوصَف به . وقال ابنُ سِيدَه : الدَّفَر ، بالدَّالِ المُهْمَلَة ، في النَّتْنِ خَاصَّةً . والذَّفَر : الص 2 انُ وخُبْثُ الرِّحيِ ، رجل ذَفِرٌ وامرأَةٌ ذَفْرَاءُ ، أَي لَهُم صُنَانٌ وخُبْثُ رِيحٍ .
____________________

(11/373)



( و ) الذَّفَرُ : ( مَاءُ الفَحْلِ ) ، نقله الصَّغَانِيّ .
( ومِسْكٌ أَذفَرُ وذَفِرٌ ) : ذَكِيُّ الرِّيحِ ( جَيِّدٌ إِلى الغَايَةِ ) ، وفي صِفَةِ الحَوْض : ( وطِينُه مِسْكٌ أَذْفَرُ ) وفي صِفة الجَنَّةِ : ( وتُرَابُها مِسْكٌ أَذْفَرُ ) وقال ابنُ أَحْمَر :
بهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَي
تَدَاعَى الجِرْبِياءُ به حَنِينَا
أَي ذَكِيّ رِيحِ الخُزَامَي طَيِّبها .
( والذِّفْرَى ، بالكَسْر ) ، من الناس و ( من جَمِيعِ الحَيَوانِ . ما مِنْ لدُنِ المَقَذِّ إِلى نِصْفِ القَذَالِ ) . وقال القُتَيْبِيّ : هما ذِفْرَيَانِ ، والمَقَذَّانِ وهما أُصولُ الأُذُنَيْن : وقيل : الذِّفْرَيَانِ : الحَيْدَانِ اللَّذَانِ عن يَمِين النُّقْرَة وشِمَالِها ، وقال : شَمِرٌ الذِّفْرَى : عَظْمٌ في أَعْلَى العُنقِ من الإِنسن ، عن يمِين النُّقرة وشِمالها ، ( أَو العَظْم الشاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ ) . وقال اللَّيْث : الذِّفْرَى من القَفَا هو المَوضع الذي يَعْرَق من البَعِير خَلفَ الأُذن ، وهما ذِفْرَيانِ ، من كلّ شيْءٍ ، ( ج ذِفْرَيَاتٌ ، وذَفَارَى ) ، بفَتْح الرَّاءِ ، وهاذِه الأَلف في تَقْدِيرِ الانْقِلاب عن اليَاءِ ، ومن ثمَّ قال بعضُهم ذَفَارٍ ، مثل صَحَارٍ .
( و ) في الصّحاح : ( يقال : هاذِهِ ذِفْرَى أَسِيلَةٌ ) ، يُؤَنِّثُهَا ، ( غيرُ مُنوَّنة ، وقد تُنَوَّنُ ) في النَّكرة ( وتُجْعَلُ الأَلِف للإِلْحاقِ بِدِرْهَمٍ ) وهِجْرَعٍ . قال سِيبَويه : وهي أَقلّهما .
( والذِّفِرُّ ، كطِمِرَ : العَظِيمُ الذِّفْرَى من الإِبِل ، وهي ) ذِفِرَّةٌ ، ( بِهَاءٍ ) ، قاله أَبو زَيْد . واقْترَ أَبُو عَمْرٍ و فقال : الذِّفِرُّ : العَظِيمُ مِن الإِبِل . ( و ) قِيلَ : الذِّفِرُّ من الإِبِل : ( الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ، وتُفتحُ الفاءُ ) ، والكَسْر أَعْلَى . ( و ) قيل : الذِّفِرُّ : ( العَظِيمُ الخَلْقِ ) . ( و ) قال الجَوْهَرِيّ : الذِّفِرُّ : ( الشَّابُّ الطَّوِيلُ التَّامُّ الجَلْدُ ) .
( و ) قيل : ( الذِّفِرَّةُ كجِبِلَّة : النَّاقةُ
____________________

(11/374)


النَّجِيبَة ) الغَلِيَةُ الرَّقَبَةِ . ( و ) الذِّفِرَّةُ : ( الحِمَارُ الغَلِيظُ ) ، هاكذا في سَائِر الأُصول ، وهو خِلاف ما في أُمَّهات اللُّغَة . ناقة ذِفِرَّة ، وحمارٌ ذِفِرٌّ وذِفَرٌّ : صُلْبٌ شديدٌ . وفي التَّكْمِلَة : الذِّفِرُّ كفِلِزَ : الناقةُ النَّجِيبَةُ ، والحِمَار الغَليظُ ، وفي كلام المُصَنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .
( والذَّفْرَاءُ من الكَتَائِبِ : السَّهِكَةُ ) الرَّائِحَةِ ( من الحَدِيدِ ) والصَّدِئَةُ . وقال لَبِيدٌ يَصِف كَتِبةً ذاتَ دُرُوعٍ سَهِكَتْ من صَدَإِ الحَدِيدِ :
فَخْمَةً ذَفْرَاءَ تُرْتَى بالعُرَى
قُرْدُمَانِيًّا وتَرْكاً كالبَصَلْ
ويُرْوَى بالدَّالِ المُهْمَلَة ، وقد تقدّم .
( و ) الذَّفْرَاءُ : ( بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ ) ( دَشَتِيَّةٌ ) تَبقَى خَضْرَاءَ حتَّى يُصِيبَها البَرْدُ . واحِدَتها ذَفْراءَةُ . وقيل هي عُشْبَةٌ خَبِيثَة الرِّيحِ لا يكادُ المالُ يأْكُلُها . وقيل : هي شَجَرَةٌ يقال لها عِطْرُ الأَمَة . وقال أَبو حَنِيفَة : هي ضَرْبٌ من الحَمْضِ ، وقال مَرَّةً : الذَّفْرَاءُ : عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَرْتَفِع مِقْدَارَ الشِّبر ، مُدَوَّرَةُ الوَرَقِ ذَاتُ أَغصانٍ ولا زَهْرَةَ لها ، ورِيحُهَا رِيحُ الفُسَاءِ تُبخِّر الإِبلَ ، وهي عليها حِراصٌ ( ولا تَتَبَيَّنُ تلكَ الذَّفَرَةُ في اللَّبَنِ ) وهي مُرَّةٌ ومنابِتُهَا الغَلْظُ ، وقد ذكرها أَبو النَّجْم في الرِّياض فقال :
تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التَّهْدُّله في رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورُغْلٍ مُخْجِلِ
( ورَوْضَةٌ مَذْفُورَةٌ : كثيرَتُهَا أَبي الذَّفْرَاءِ ، ونَصُّ الصَّغَانِيّ بخَطِّه ، روضَةٌ مَذْفُوراءُ : كَثِيرَةُ الذَّفْرَاءِ ) .
( والذَّفِرَةُ ، كزَنِخَة : نَبَاتٌ ) يَنْبُتُ سْطَ العُشْبِ ، وهو قَلِيلٌ ليس بشَيإٍ ، يَنْبُت في الجَلَدِ على عِرْقٍ واحدٍ ، لها ثَمَرَةٌ صَفْراءُ تُشَاكِلُ الجَعْدَةَ في رِيحِها .
____________________

(11/375)



( وخُلَيْدُ بنُ ذَفَرَةَ ، محرَّكَةً ، رَوَى ) عنه سَيْفُ بنُ عُمَرَ في الفُتوح .
( وذَفِرَانُ ، بكَسْر الفاءِ : وادٍ قُرْبَ وادِي الصَّفراءِ ) ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ : ( ثُمَّ صَبَّ في ذَفِرَانَ ) هاكذا ضَبطوه وفَسَّرُوه ، ( أَو هو تَصْحِيفٌ ) من ابن إِسحاق ( لِدَقْرَانَ ) ، بالدَّال والقَافِ ، نَبَّه عليه الصَّغَانِيّ .
( وذُو الذِّفْرَيْنِ ، بالكسر : أَبو شَمِرِ بنُ سَلاَمَةَ الحِمْيَرِيّ ) ، هو بفتح الشِّينِ وكَسْرِ المِيم نَقَله الصَّغَانيّ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
رَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ : طَيِّبَةُ الرِّيح ، وفَأْرَةٌ ذَفْراءُ كَذالِك . قال الرااعِي وذَكَر إِبِلاً رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه ووَرَدَت فَصَدَرَت عن الماءِ ، فكُلَّما صَدَرَت عن الماءِ نَدِيَتْ جُلُودُهَا وفَاحَتْ منها رائِحَةٌ طَيِّبة فقال :
لها فَأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
كما فَتَقَ الكَافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ
واسْتَذْفَر بالأَمْر : اشتَ عَزْمُه عليه وصَلُبَله . قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع :
واستَذْفَرُوا بنَوًى حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ
إِلى أَقَاصِي نَواهُم ساعَةَ انْطَلَقُوا
واستَذْفَرَت المَرْأَةُ : استثْفَرَتْ .
وذَفِرَ النَّبْتُ ، كفَرِحَ : كَثُر ، عن أَبي حَنيفَةَ . وأَنشد :
في وَرِسٍ من النَّحِيل قد ذَفِرْ وقال أَبو حَنِيفَة : قال أَعرابِيٌّ : كانت امرأَةٌ من مَوالِي ثَقِيف تَزوَّجَتْ في غامِدٍ في بني كَثِير ، فكانت تَصبُغ ثِيَابَ أَولادِهَا أَبداً صَفْرَاءَ ، فسُمُّوا بَنِي ذَفْآعاءَ ، يُرِيدون بذالك صُفْرَةَ نَوْرِ الذّفراءِ ، فهم إِلى اليمِ يُعرَفُون ببَنِي ذَفْرَاءَ .
ذكر : ( الذِّكْرُ بالكَسْر : الحِفْظُ للشَّيْءِ ) يَذْكُرْه ، ( كالتَّذْكارِ ) ، بالفَتْح ،
____________________

(11/376)


وهاذه عن الصَّغَانِيّ ، وهو تَفْعَال من الذِّكر . ( و ) الذِّكْر : ( الشَّيْءُ يَجْرِي على اللِّسَانِ ) ، ومنه قولهم : ذَكَرْت لِفُلان حَدِيثَ كَذَا وكَذَا ، أَي قُلْتُه له ، وليس من الذِّكْر بعد النِّسيان . وبه فُسِّر حَدِيثُ عُمرَ رضي الله عنه : ( ما حَلَفْت بها ذَاكِراً ولا آثِراً ) أَي ما تَكلّمتُ بها حَالِفاً .
ذَكَرَه يَذْكُره ذِكْراً وذُكْراً ، الأَخِيرَة عن سِيبَوَيْه .
وقوله تعالى : { وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ } ( البقرة : 63 ) قال أَبُو إِسحاق : معناه ادْرُسُوا ما فيه .
وقال الراغب في المُفْردات ، وتَبِعَه المُصَنِّف في البَصَائر : الذِّكْر تارةً يُرَادُ به هَيْئَةٌ لِلْنَفْس بها يُمْكِن الإِنْسَانَ أَن يَحْفَظَ ما يَقْتَنِيه من المَعْرِفة ، وهو كالحِفْظ إِلّا أَن الحِفْظ يقال اعْتباراً بإِحرَازه ، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَارَاً بإِحرَازه ، والذِّكْر يُقَال اعْتِبَاراً باسْتِحْضَارِه ، وتارةً يقال بحُضُور الشَّيْءِ القَلْب أَو القَوْل . ولهاذا قِيل : الذِّكْر ذِكْرَانِ : ( ذِكر ) بالقَلْب ، و ( ذكر ) باللسان .
وأَوردَ ابن غازِي المسيليّ في تَفْسير قولِهِ تعالى : { اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } ( الأحزاب : 41 ) الذِّكْر : نَقهيضُه النِّسْيَان ، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ( الكهف : 63 ) والنِّسْيان مَحَلُّه القَلْبُ ، فكَذَا الذِّكْر ، لأَن الضِّدَّين يَجِبُ اتِّحَادُ مَحَلِّهما . وقيل : هو ضِدُّ الصَّمْت ، والصَّمْت مَحَلُّه اللِّسَانُ ، فكذا ضِدُّه . وهاذه مُعارضة بَيْن الشِّرِيف التِّلِمسانيّ وابنِ عَبْدِ السَّلام ذَكَرَها الغزاليّ في المَسَالِك وغَيْره ، وأَورَه شيخُنا مُفصَّلاً .
( و ) من المَجاز : الذِّكْر : ( الصِّيتُ ) ، قال ابنُ سِيده : يكون في الخَيْرِ والشَّرّ ، ( كالذَّكْرَةِ ، بالضَّمّ ) ، أَي في نقِيض النِّسيان وفي الصِّيت ، لا في الصِّيتِ وَحْدَه كما زَعَمَه المُصَنِّف ،
____________________

(11/377)


واعترض عليه . أَما الأَوّل ، ففي المُحْكَم : الذِّكر الذِّكْرَى بالكَسْر : نَقِيضُ النِّسْيَانِ ، وكذالك الذُّكْرَةُ ، قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر :
أَنَّى أَلَمَّ بك الخَيَالُ يَطِيفُ
ومَطافُه لك ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ
الشُّعُوفُ : الوَلُوعُ بالشيْءِ حَتَّى لا يَعْدِلَ عَنْه .
وأَما الثاين فقال أَبو زَيْد في كتابه الهوشن والبوثن : يقال : إِنَّ فُلاناً لرَجلٌ لو كان له ذُكْرَة . أَي ذِكْرٌ ، أَي صِيتٌ . نقله ابنُ سِيدَه .
( و ) من المَجَاز : الذِّكْر : ( الثَّنَاءُ ) ، ويكون في الخَيْر فَقَط ، فهو تَخْصِيصٌ بعد تَعْمِيم ورجلٌ مَذْكُور ، أَي يُثْنَى عَليه بخَيْر .
( و ) من المَجَاز : الذِّكْر : ( الشَّرَفُ ) وبه فُسِّر قولُه تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } ( الزخرف : 44 ) أَي القُرْآن شَرَفٌ لك ولَهُم . وقَولُه تعالى : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } ( الإنشراح : 2 ) أي شَرَفَك . وقيل : معناه : إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي . ( و ) الذِّكْر : ( الصلاةُ لِلَّه تَعَالَى والدُّعَاءُ ) إِليه والثَّنَاءُ عليه . وفي الحديث ( كَانَتِ الأَنبياءُ عَلَيْهِم السلامُ إِذا حَزَبَهم أَمرٌ فَزِعوا إِلى الذِّكْر ) أَي إِلى الصلاة يَقُومون فيُصَلُّون . وقال أَبو العَبّاس : الذِّكْر : الطَّاعَة والشُّكْر ، والدُّعَاءُ ، والتَّسْبِيح ، وقِراءَةُ القرآنِ وتَمْجِيدُ الله وتَسْبِيحُه وتَهْليلُه والثَّنَاءُ عَلَيْه بجَمِيع مَحامِده .
( و ) الذِّكْرُ : ( الكِتَابُ ) الذي ( في تَفْصِيلُ الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ ) ، وكُلُّ كِتابٍ من الأَنْبِيَاءِ ذِكْرٌ ، ومنه قولُه تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ( الحجر : 9 ) قال شيخُنا : وحُمِل على خُصُوص القُرآنِ وَحْدَه أَيضاً وصُحِّحَ .
( و ) الذّكْر ( مِنَ الرّجالِ : القَوِيُّ الشُّجَاعُ ) الشَّهْم الماضِي في الأُمور
____________________

(11/378)


( الأَبِيُّ ) الأَنِفُ ، وهو مَجازٌ . هاكذا في سَائِر الأُصول ، ولا أَدْرِي كيف يَكُونُ ذالك . ومُقْتَضى سِياق ما في أُمَّهاتِ اللُّغةِ أَنه في الرجال والمَطَرِ ، والقَول الذَّكَر مُحَرَّكة لا غير ، يقال : رَجُلٌ ذَكَرٌ ، وَمَطَرٌ ذَكَرٌ وقَوْلٌ ذَكَرٌ . فليحقّق ذالك ولا إِخال المُصَنّف إِلّا خالَفَ أَو سَها ، وسبحانَ من لا يَسْهُو ، ولم يُنبِّه عليه شيخُنا أَيضاً وهو منه عَجِيب .
( و ) الذَّكَر : ( مِن المَطَر : الوابِلُ الشَّدِيدُ ) . قال الفرزْدَقُ :
فرُبَّ رَبيع بالبَلالِيقِ قد رَعَتْ
بمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها
وفي الأَساس : أَصابت الأَرضَ ذُكُورُ الأَسْمِيَة ؛ وهي التي تَجِيءُ بالبَرْد الشَّدِيد وبالسَّيْل . وهو مَجاز .
( و ) الذَّكَر ( مِنَ القَولِ : الصُّلبُ المَتِينُ ) ، وكذا شِعْر ذَكَرٌ ، أَي فَحْلٌ وهو مَجَاز .
( و ) من المجاز أَيضاً : لِي على هاذا الأَمرِ ذِكْرُ حَقَ ، ( ذِكْرُ الحَقّ ) ، بالكَسْر : ( الصَّكُّ ) ، والجَمْع ذُكُورُ حُقُوقٍ ، وقيل : ذُكُورُ حَقَ . وعلى الثاني اقْتَصَرَ الزَّمخْشَرِيّ ، أَي الصُّكُوك .
( وادَّكَرهُ ) ، واذَّكَرَه ، ( واذْدَكَرَه ) ، قَلَبوا تاءَ افْتَعَل في هاذا مع الذَّال بغير إِدْغام ، قال :
تُنْحِى على الشَّوْكِ جُرَازاً مِقْضَبَا
والهَمُّ تُذْرِيه اذْدِكاراً عَجَبَا
قال ابن سِيده : أَمّا اذَّكَرَ وادّكَرَ فإِبدال إِدغَامٍ ، وهي الذِّكْر والدِّكر ، لما رَأَوهَا قد انقلبتْ في ادَّكَر الّذي هو الفِعْل المَاضي قَلَبُوها في الذِّكْر
____________________

(11/379)


الي هو جَمْع ذِكْره .
( واسْتَذْكَرَه ) كاذَّكَره ، حَكَى هاذِهِ الأَخيرةَ أَبو عُبَيْد عن أَبِي زَيْد ، أَي ( تَذَكَّرَه ) . فقال أَبو زَيْد : أَرتَمْتُ إِذا رَبَطْتَ في إِصبَعِهِ خَيْطاً يَسْتَذْكِر به حاجَته .
( وأَذْكَرَه إِيَّاه وذَكَّرَه ) تَذْكِيراً ، ( والاسْمُ الذِّكْرَى ) ، بالعسْر . ( تقولُ : ذَكَّرتُه ) تَذْكِرَةً ، و ( ذِكْرَى غيْرَ مُجْراة ) وقولُه تعالى : { وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } ( الأعراف : 2 ) الذِّكْرَى : ( اسمٌ للتَّذْكِيرِ ) ، أَي أُقِيم مُقَمَه ، كما تقول : اتَّقَيْتُ تَقْوَى . قال الفَرَّاءُ : يكون الذِّرَى بمَعْنَى الذِّكْر ، ويكون بمعنَى التَّذْكِير ، في قوله تعالى : { وَذَكّرْ فَإِنَّ الذّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } ( الذارايات : 55 ) ( و ) قولُه تعالى في ص : { ) 11 ( . 023 رحمة منا وذكرى لأولى الألباب } ( ص : 43 ) أَي و ( عِبْرة لَهُم . و ) قولُه تعالى : { يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذّكْرَى } ( الفجر : 23 ) أَي يَتُوب ، و ( من أَيْن له التَّوْبَة . و ) قَوْلُه تعالى : ( { ذِكْرَى الدَّارِ } ( ص : 46 ) أَي يُذَكَّرون بالدَّارِ الآخرةِ ويُزَهَّدُون في الدُّنْيَا ) ، ويجوز أَن يكون المَعْنَى يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة ، كما قَاله المُصَنِّف في البَصَائر . وقوله تعالى : ( { فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } ( محمد : 18 ) أَي فكَيفَ لهم إِذا جاءَتْهُم السَّاعَةُ بِذِكْرَاهم ) والمراد بها تَذَكُّرهم واتّعاظُهم ، أَي لا يَنْفعُهم يَوم القِيامة عند مُشاهَدَةِ الأَهوال .
( و ) يقال : اجعَلْه منك على ذُكْرٍ ، وذِكْرٍ ، بمعنًى . و ( ما زالَ مِنِّي على ذُكْرٍ ) ، بالضّمّ ، ( ويُكْسَر ) ؛ والضَّمّ أَعْلَى ( أَي تَذَكّرٍ ) .
وقال الفَرَّاءُ : الذِّكْر : ما ذَكَرْتَه بلِسَانك وأَظْهَرْته . والذُّكْر بالقَلْب . يقال : ما زَال مِنّي على ذُكْرٍ ، أَي لم أَنْسَه . واقتَصر ثَعْلبٌ في الفَصِيح على الضَّمِّ . وروَى بعضُ شُرَّاحِه الفَتْح
____________________

(11/380)


أَيضاً ، وهو غَرِيب . قال شارِحُه أَبو جَعْفر اللَّبْلِيّ : يقال : ءَنتَ مِنِّي على ذُكْرٍ ، بالضَّمّ ، أَي عَلَى بَالٍ ، عن ابْنِ السِّيد في مُثَلَّثِه . قال : وربما كَسُروا أَوَّلَه . قال الأَخطل :
وكُنْتُمْ إِذا تَنأَوْن عَنَّا تَعَرَّضَتْ
خَيَالاَتُكُمْ أَوبِتُّ منكمْ على ذِكْرِ
قال أَبُو جَعْفَر : وحَكَى اللُّغَتَيْنِ أَيضاً يَعْقُوب في الإِصلاح ، عن أَبي عُبَيْدة ، وكذالك حَكَاهُمَا يُونُس في نَوادِره .
وقال ثابِت في لَحْنه : زَعمَ الأَحْمَرُ أَنَّ الضَّمّ في ذِكْر هي لُغَة قريش قال : وذَكْر ، بالفتح أَيضاً ، لُغَة .
وحكى ابنُ سِيدَه أَنَّ رَبِيعَةَ تقول : اجعَلْه منك على دِكْرٍ ، بالدال غير معجمة ، واستَضْعَفَها .
وتفسير المُصَنّف الذِّكْر بالتَّذَكُّر هو الذي جَزَمَ به ابنُ هِشَام اللَّخْمِيّ في شَرْح الفَصِيح . ومَن فَسَّره بالبالِ فإِنَّما فَسَّره بالَّلازم ، كما قاله شيخُنا .
( ورَجلٌ ذَكْرٌ ) بفَتْح فسكون كما هو مُقْتَضَى اصْطِلاحه ، ( وذَكُرٌ ) ، بفتح فَضَمّ ، ( وذَكِيرٌ ) ، كأَمِير ، ( وذِكِّيرٌ ) ، كسِكِّيت : ( ذو ذُكْر ) ، أَي صِيتٍ وشُهْرةٍ أَو افْتِخار ، الثّالِثة عن أَبي زَيْد . ويقال : رَجُل ذَكِيرٌ ، أَي جَيِّدُ الذِّكرِ والحِفْظِ .
( والذَّكَر ) ، مُحَرَّكةً : ( خِلافُ الأُنثَى ، ج ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ ) ، بضَمِّهِما ، وهاذِه عن الصّغانِيّ ، ( وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ ) ، بكَسْرِهما ، ( وذُكْرَانٌ ) ، بالضَّمّ ، ( وذِكَرَةٌ ) ، كعِنَبة . وقال كُرَاع : ليس في الكلام فَعَلٌ يُكَسَّر على فُعُولٍ وفُعْلانٍ إِلا الذَّكَر .
( و ) الذَّكَر ، من الإِنسان : عُضْوٌ معروفٌ ، وهو ( العَوْفُ ) ، وهاكذا ذَكَرِ الجوهريّ وغيرُه . قال شيخُنا : وهو من شَرْحِ الظَّاهِرِ بالغَرِب ، ( ج ذُكُورٌ ،
____________________

(11/381)


ومَذَاكِيرُ ) ، على غَيْر قِياسٍ كأَنهم فَرَّقُوا يبن الذَّكَر الذي هو الفَحْل وبين الذَّكَرِ الذي هو العُضْو . وقال الأَخفش : هو من الجَمْع الذي لَيْس له وَاحِد ، مثل العَبَابِيدِ والأَبَابِيل .
وفي التهذيب : وجَمْعُه الذِّكَارَة : ومن أَجْله يُسَمَّى ما يَلِيه المَذَاكِيرَ ، ولا يُفْرَد ، وإِن أُفردِ فمُذَكَّر ، مثل مُقَدَّم ومَقَادِيم . وقال ابنُ سيده : والمَذَاكِير مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّكَر ، واحدها ذَكَرٌ ، وهو من بابِ مَحَاسِنَ ومَلاَمِحَ .
( و ) الذَّكَر : ( أَيْبَسُ الحَدِيدِ وأَجْوَدُه ) وأَشَدُّه . ( كالذَّكِيرِ ) ، كأَمِير ، وهو خِلافُ الأَنِيثِ ، وبذالك يُسَمَّى السَّيْفُ مُذَكَّراً .
( وذَكَرَهُ ذَكْراً ، بالفَتْح : ضَرَبَه على ذَكَرِهِ ) ، على قِيَاس ما جَاءَ في هاذَا البَاب .
( و ) ذَكَر ( فُلاَنَةَ ذَكْراً ) ، بالفَتْح : ( خَطَبَها أَو تَعَرَّضَ لخِطْبَتِها ) . وبه فُسِّر حَدِيث عَلِيَ : ( إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُر فاطِمَةَ ) أَي يَخْطُبُها ، وقيل : يَتعَرَّض لخِطْبَتِها .
( و ) ذَكَرَ ( حَقَّه ) ذِكْراً : ( حَفِظَه ولم يُضَيِّعْه ) . وبه فُسِّر قولُه تعالى : { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } ( البقرة : 231 ) ، أَي احْفَظُوهَا ولا تُضَيِّعُوا شُكْرَها . كما يقول العَرَبِيّ لصاحِبه : اذْكُرْ حَقِّي عليك ، أَي احفظْهُ ولا تُضَيِّعْهُ .
( وامرأَةٌ ذَكِرَةٌ ) ، كفَرِحة ، ( ومُذَكَّرةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ ) ، أَي ( مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكور ) . قال بعضهم : ( إِيَّاكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرةٍ ، شَوْهَاءَ فَوْهَاءَ ، تُبْطِل الحَقّ بالبُكَاءِ ، لا تَأْكُل من قِلَّة ، ولا تَعْتَذِر من عِلّة ، إِن أَقْبَلَت أَعْصَفَت ، وإِن أَدبَرَتْ أَغْبَرَتْ ) . ومن ذالك : ناقةٌ مُذَكَّرة : مُشَبَّهَة بالجَمَل في الخَلْق والخُلُق . قال ذو الرُّمَّة :
مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ
ونَقَل الصغَانيّ : يقال : امرأَةٌ مُذَكَّرةٌ ،
____________________

(11/382)


إِذا أَشْبَهَت في شَمَائِلها الرَّجُلَ لا في خِلْقَتِهَا ، بخلاف النَّاقَة المُذَكَّرةِ .
( وأَذْكَرَتِ ) المرأَةُ وغَيرُهَا : ( وَلَدَت ذَكَراً ) . وفي الدُّعاءِ للحُبْلَى : أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ ، أَي وَلَدَت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها ، ( وهي مُذْكِرٌ ) ، إِذا وَلَدت ذَكَراً ، ( ) إِذا كان ذالك لها عادةً فهي ( مِذْكارٌ ) ، وكذالك الرَّجل أَيضاً مِذْكارٌ . قال رُؤْبة :
نَّ تَمِيماً كان قَهْباً مِنْ عَادْ
أَرْأَسَ مِذْكَاراً كثيرَ الأَوْلاَدْ
وفي الحَدِيث : ( إِذا غَلَبَ ماءُ الرَّجل ماءَ المرأَةِ أَذْكَرَا ) ، أَي وَلَدَا ذَكَراً ، وفي رواية ( إِذا سَبَقَ مَاءُ الرجلِ ماءَ المرأَةِ أَذكرتْ بإِذن الله ) أَي وَلَدَتْه ذَكَراً . وفي حديث عُمر : ( هبِلَت أُمُّه . لقد أَذْكَرَت به ) ، أَي جاءَتْ به ذكَراً جَلْداً .
( والذُّكْرَة ، بالضَّمّ : قِطْعَةٌ من الفُولاذِ ) تُزَاد ( في رأْسِ الفَأْسِ وغيرِه . و ) يقال ذهبَتْ ذُكْرةُ السَّيْف . الذُّكْرَة ( من الرَّجلِ والسيفِ : حِدَّتُهُما . وهو ) مَجَاز . وفي الحَديث ( أَنَّه كان يَطُوف في لَيْلَة على نِسَائِه ويَغتسل من كلِّ وَاحِدَة منهنّ ، غُسْلاً فسُئِلَ عن ذالِك فقال : إِنَّه ( أَذْكرُ ) منه ) أَي ( أَحَدُّ ) .
( وذُكُورَةُ الطِّيبِ ) وذِكَارَتُه ، بالكَسْر ، وذُكورِ : ( ما ) يَصْلُح للرِّجال دُوٌّ ع النِّسَاءِ ، وهو الذي ( ليس له رَدْعٌ ) ، أَي لَوْن يَنْفُضُ ، كالمِسْك والعُودِ والكَافُور والغَالِيَة والذَّرِيرَة . وفي حديث عائِشَةَ ( أَنَّه كان يتَطَيَّب بذِكَارَةِ الطِّيب ) ، وفي حديثِ آخَر ( كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّث من الطِّيب ولا يَرَوْن بذُكُورَتِه بَأْساً ) وهو مَجاز ، والمُؤَنَّثُ من الطِّيب كالخَلُوق والزَّعْفَرَان .
____________________

(11/383)



قال الصَّغَانيّ : والتَّاءُ في الذُّكُورة لتَأْنِيث الجَمْع ، مثلها في الحُزُونَة السُّهُولَة .
( و ) من أمثلهم : ( ( ما اسمُك أَذكُرْهُ ) بقطْع الهَمْزِ من أَذْكُره ) ، هاذا هو المشهور ، وفيه الوَصْل أَيضاً في رِوايَة أُخْرَى ، قاله التُّدْمِيريّ في شَرْح الفَصِيح ومعناه ( إِنْكَارٌ عَلَيْه ) .
وفي فَصِيح ثَعْلَب : وتقول : ما اسمُك أَذْكُرْ ، ترفَعُ الاسمَ وتجزم أَذْكُر . قال شارحه اللَّبْلِيّ : بقَطْع الهَمْزة من أَذْكُرْ وفَتْحِها ، لأَنَّهَا همزةُ المُتَكلِّم من فِل ثلاثيّ ، وجَزْم الراءِ على جَوَابِ الاسْتِفْهَام . والمَعْنَى : عَرِّفني باسْمِك أَذْكْرُه ، ثم حُذِفت الجُمْلَةُ الشِّرْطِيَّة استِغناءً عنها لكَثْرة الاسْتِعْمَال ، ولأَنَّ فِيما أُبْقِيَ دَلِيلاً عليها . والمَثَلُ نقلَه ابنُ هِشَامٍ في المُغْنى وأَطَال في إِعرابه وتَوْجِيهِه . ونَقَله شَيْخُنَا عنه وعن شُرَّاح الفَصِيح ما قَدَّمناه .
( ويَذْكُر ، كيَنْصُر : بَطْنٌ من رَبِيعةَ ) ، وهو أَخو يَقْدُم ، ابْنَا عَنَزَة بنِ أَسدٍ .
( والتَّذْكِيرُ : خِلافُ التَّأْنِيثِ ) .
( و ) التَّذْكِيرُ : ( الوَعْظُ ) ، قال الله تعالى : { فَذَكّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ } ( الغاشية : 21 ) .
( و ) التَّذْكِيرُ : ( وَضْعُ الذُّكْرَةِ في رأْسِ الفَأْسِ وغيرِهِ ) كالسَّيْف : أَنْشَد ثَعْلَب :
صَمَصَامَةٌ ذَكَّرَه مُذَكِّرُهْ
يُطَبِّق العَظْم ولا يُكَسرْهْ
( والمُذَكَّرُ من السيفِ ) كمُعَظَّم : ( ذُو الماءِ ) ، وهو مَجَاز . ويقال : سَيْفٌ مُذَكَّرٌ : شَفْرَتُه حَديدٌ ذَكَرٌ ، ومَتْنُه أَنِيثٌ ، يقول النَّاس : إِنَّه من عَمَل الجِنّ . وقال الأَصمعيّ : المُذَكَّرَةُ هي السُّيوف شَفَراتُها حَدِيدٌ وَوَصْفُهَا كذالِك .
( و ) من المَجَازِ : المُذَكَّر ( من
____________________

(11/384)


الأَيّامِ : الشَّدِيدُ الصَّعْبُ ) . قَال لَبِيد :
فإِنْ كُنْتِ تَبْغِينَ الكِرَامَ فأَعْوِلِي
أَبَا حَازِمٍ في كُلّ يَوْمٍ مُذَكَّرِ
وقال الزمخشريّ : يومٌ مُذَكَّرٌ : قد اشتَدَّ فيه القِتَالَ ، ( كالمُذْكِرِ ، كمُحْسِن ، وهو ) أَي المُذْكِر كمُحْسِن : ( المَخُوفُ من الطُّرُق ) . يقال : طَرِيقٌ مُذْكِرٌ أَي مَخُوفٌ صَعْبٌ .
( و ) المُذْكِر ( الشَّدِيدةُ من الدّواهِي ) . ويقال : دَاهءَهَة مُذْكِرٌ ، لا يَقُوم لها إِلَّا ذُكْرَانُ الر 2 الِ . قال الجَعْديّ :
وداهِيَةٍ عَمْيَاءَ صَمَّاءَ مُذكِرٍ
تَدِرّ بسَمَ في دَمٍ يتَحَلَّبُ
( كالمُذَكَّرَةَ ، كمُعَظَّمة ) ، نقله الصَّغَانِيّ .
قال الزَّمَخْشَرِيّ : والعَرب تَكْرَه أَن تُنْتج النَّاقَةُ ذَكَراً ، فضَربوا الإِذكار مَثَلاً لكُلّ مَكْرُوه .
( و ) قال الأَصمَعِيّ : ( فَلاةٌ مِذْكَارٌ : ذَاتُ أَهْوالٍ ) . وقال مَرَّةً : ( لا يَسلُكها إِلّا ذُكُورُ الرِّجالِ ) .
( والتَّذْكِرَةُ : ما يُسْتَذْكَرُ بِه الحاجةُ ) ، وهو من الدّلالة والأَمارة ، وقوله تعالى : { فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الاْخْرَى } ( البقرة : 282 ) قِيلَ : معناه تُعِيد ذِكْرَه . وقيل : تَجعلها ذَكَراً في الحُكْم .
( والذُّكَّارةُ ، كرُمَّانة : فُحّالُ النَّخْلِ ) .
( والاستِذْكارُ : الدِّرَاسَةُ والحِفْظُ ) ، هاكذا في النُّسخ . والذي في أُمَّهَات اللغة : الدِّرَاسة للحِفظ . واستَذْكَرَ الشَّيْءَ : دَرَسِه للذِّكر . ومنه الحديث : ( ستَذْكِرُوا القرآنَ فلَهُو أَشَدُّ تَفصِّياً من صُدُورِ الرجالِ من النَّعَم من عُقُلِها ) .
( و ) من المَجَاز : ( ناقةٌ مُذَكَّرةُ الثُّنْيَا ) ، أَي ( عَظِيمةُ الرّأْسِ ) كرَأْس الجَمل ، وإِنما خصّ الرَّأْس ( لأَنّ رأْسَها
____________________

(11/385)


مِمّا يُسْتَثْنَى في القمارِ لبائِعَهَا ) .
( وسَمَّوْا ذَاكِراً ومَذْكَراً كمَسْكَنٍ ) ، فمن ذالِك ، ذاكِرُ بنُ كامِلِ بن أَبي غالبٍ الخُفاف الظَّفَرِيّ ، مُحَدِّث .
( و ) في الحديث ( ( القُرآنُ ذَكَرٌ فذَكِّرُوهُ ) ، أَي جَلِيلٌ نَبِيهٌ خَطِيرٌ فأَجِلُّوه واعْرِفُوا له ذالك وصِفُوه به ) ، هاذا هو المَشْهُور في تَأْويله . ( أَو إِذا اخْتَلَفْتُمْ في الياءِ والتَّاءِ فاكْتُبُوه باليَاءِ ، كما صرَّحَ به ) سيِّدنا عبد الله ( بْنُ مَسْعُود ، رَضِي اللَّهُ تعالى عَنْه ) . وعلى الوَجْه الأَول اقتَصَر المصنّف في البَصَائِر . ومِن ذالِك أَيضاً قولُ الإِمام الشَّافِعِيّ : ( العِلْم ذَكَرٌ لا يُحِبُّه إِلّا ذُكُورُ الرِّجال ) ، أَوردَه الغَزَالِيّ في الإِحْياءِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
استَذْكَر الرَّجلُ : أَرْتَمَ .
ويقال : كَم الذُّرة مِن وَلَدك ، بالضمّ أَي الذُّكور .
وفي حديث طارقٍ مَوْلَى عُثْمَان قال لابن الزُّبيْرِ حِين صُرِع ( والله ما وَلَدَتَ النِّسَاءُ أَذْكَرَ منْك ) ، يعنِي شَهْماً ماضِياً في الأُمور ، وهو مَجاز .
وذُكُورُ العُشْبِ : ما غَلُظَ وخَشُنَ .
وأَرضٌ مِذْكارٌ : تُنْبِت ذُكُورَ العُشح . وقيل : هي التي لا تُنْبِت . والأَوّل أكثرُ . قال كَعْب :
وعَرَفْتُ أَنِّي مُصبِحٌ بمَضِيعَةٍ
غَبْراءَ يَعزِفُ جِنُّهَا مِذْكارِ
وقال الأَصمَعِيُّ : فَلاَةٌ مُذْكِرٌ : تُنْبِت ذُكورَ البَقْلِ . وذُكُورُ البَقْلِ : ما غَلُظَ منه وإِلى المَرَارَة هو ، كما أَنَّ أَحرَارَها مارَقٌ منه وطَابَ .
وقَولُه تعالى : { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } ( العنكبوت : 45 ) فيه وَجْهانِ : أحدُهما أَنَّ ذِكْرَ الله تعالى إِذا ذَكَرَهُ العَبْدُ خَيْرٌ للعَبْد من ذكْر العَبْد للعَبْد .
والوَجْهُ الآخَرُ أَنَّ ذِكْرَ اللهاِ يَنْهَى عن الفَحْشَاءِ والمُنْكَر أَكْثَرَ مما تَنْهَى الصّلاة .
____________________

(11/386)



وقال الفَرَّاءُ في قَوْله تعالى : { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ } ( الأنبياء : 6 ) . وفي قوله تعالى : { أَهَاذَا الَّذِى يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ } ( الأنبياء : 36 ) قال : يُرِيد يَعِيبُ آلِهتَكم . قال : وأَنت قَائِل لرَجُل : لئن ذكَرْتَنِي لتَنْدَمَنَّ ، وأَنْت تُرِيد : بسُوءٍ ، فيجوز ذالك . قال عنترة .
لا تَذْكُرِي فَرَسِي وما أَطْعَمْتُه
فيَون جِلْدُكِ مثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ
أَرا : لا تَعِيبِي مُهْرِي . فجعلَ الذِّكْر عَيْباً .
قال أَبو منصور : أَنكَر أَبُو الهَيْثَم أَن يكون الذِّكْرُ عَيْباً . وقال في قول عَنْتَرة أَي لا تُولَعِي بِذِكْره وذِكْرِ إِيثارِي إِيّاه باللَّبَن دُونَ العِيَال . وقال الزَّجّاج نَحْواً من قول الفَرَّاءِ ، قال : ويُقَال : فلانٌ يَذْكُر النَّاسَ ، أَي يَغْتَابُهم ، ويَذْكُر عُيُوبَهم .
وفلانٌ يَذْكُر الله ، أَي يَصِفُه بالعَظَمَةَ ويُثْنِي عليه ويُوَحِّده . وإِنما يُحذَف مع الذِّكْر ما عُقِلَ مَعْنَاه .
وقال ابنُ دُرَيْد : وأَحسَب أَن بعضَ العَرَب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرامِحَ : الذَّكَرَ .
والحُصُنُ : ذُكُورَةُ الخَيْلِ وذِكَارَتُها .
وسَيفٌ ذُو ذَكَرٍ ، أَي صارِمٌ . ورجُلٌ ذَكِيرٌ ، كأَمِيرٍ : أَنِفٌ أَبِيٌّ .
وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها ( ثم جَلَسوا عندَ المذَاكرِ حتَّى بَدَا حاجِبُ الشَّمس ) المَذَاكِر : جمْع مَذْكَر ، مَوضع الذِّكْر ، كأَنَّهَا أَرادَت : عِنْد الرُّكْن الأَسْوَدِ أَو الحِجْر .
وقولُه تَعالى : { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } ( الإنسان : 1 ) أَي مَوْجُوداً بِذَاتِه وإِن كان مَوْجُوداً فِي عِلْم الله .
ورَجلٌ ذَكَّارٌ ، ككَتَّانٍ : كَثيرُ الذِّكْر لِلَّه تَعَالى .
وسَمَّوا مَذْكُوراً .

____________________

(11/387)


ذمر : ( الذّمرُ ككَبِد وكِبْدٍ ) أَي بكَسْر فَسُكُون ، ( و ) الذَّمِير ، مثل ( أَمِير ، و ) الذِّمِرُّ ، مثل ( فِلِزَ ) : الرَّجلُ ( الشُّجَاعُ ) جَمْع الكُلّ غيْرَ الأَخِير أَذْمَارٌ ، وجَمحع الذِّمِرّ الذِّمِرُّون ، ( والاسم الذَّمارةُ ) ، بالفتح ، ( و ) قيل : الذِّمِرُّ هو الشُّجاع المُنْكَر . وقيل : المُنْكَر الشَّدِيدُ . وقيل : هو ( الظَّرِيفُ اللَّبِيبُ المِعْوانُ ) .
( و ) الذِّمْر ، ( بالكَسْرِ : من أَسماءِ الدَّواهِي ، كالذُّمائِرِ ، بالضَّمّ ) ، وهو الشَّدِد المُنْكَر .
( والذَّمْرُ ) بالفَتْحِ : ( المَلامَةُ والحَضُّ ) معاً ، ( والتَّهدُّد ) والغَضَب والتَّشْجِيع .
وفي حَديث عَلِيّ : ( أَلاَ وإِن الشيطانَ قد ذَمَرَ حِزْبَه ) أَي حَضَّهم وشَجَّعَهم .
ذمَرَه يَذْمُرُه ذَمْراً : لامَه وحَضَّه وحَثَّه .
وفي حَدِيث آخَرَ ( وأُمُّ أَيْمٌّ تَذْمُر وتَصْخَب ) أَي تغضب .
وفي حديثٍ آخَرَ : ( جاءَ عُمَر ، ذامراً ) أَي مُتَهَدِّداً .
( و ) الذَّمْرُ : ( زَأْرُ الأَسَدِ ) ، وقد ذَمَرَ ، إِذَا زَأَرَ .
( والذِّمَارُ ، بالكَسْر ) ، ذِمَارُ الرَّجُلِ ، وهو كُلُّ ( ما يَلْزَمُك حِفظُه ) وحِيَاطَتُه ( وحِمَايَتُه ) ، وإِن ضَيَّعه لَزِمَه اللَّوْمُ . ويقال : الذِّمَار : ما ورَاءَ الرَّجُلِ ممّا يَحِقُّ عليه أَن يَحْمِيَه ، لأَنهم : قالوا : حَامِى الذِّمَارِ ، كما قالُوا : حَامِى الحَقِيقَةِ . وسُمِّيَ ذِمَارا لأَنّه يَجِب على أَهْله التَّذَمُّرُ له ، وسُمِّيت حقِيقَةً لأَنَّه يَحِقّ على أَهلِهَا الدّفْعُ عنها .
( وتَذَمَّرَ ) هو : ( لاَمَ نَفْسَه على فائِتٍ ) ، جاءَ مُطاوِعُه على غَيْرِ الفِعْل ، وهو أَن يْفَعَل الرَّجلُ فِعْلاً لا يُبَالِغ في نِكَايَةِ العَدُوّ ، فهو يتذَمَّر أَي يَلُومُ نَفْسَه ويُعَاتِبُها كي يجِدَّ في الأَمْرِ ، وفي الصّحاح : وأَقْبَل فلانٌ يَتَذَمَّر ،
____________________

(11/388)


كأَنَّه يَلُوم نفْسَه على فائِت . وفي الحديث : ( فخَرَجَ يَتَذَمَّر ) ، أَي يُعاتِب نَفْسَه ويَلُومُها على فَوَاتِ الذِّمَارِ .
وفي الأَساس : وأَقْبَلَ يَتَذَمَّر : يَلومُ نَفْسَه على التَّفْرِيط يُنَشَّطها لئلّا تُفرِّط ثانِيةً . وفُلانٌ يَتَذَمَّمُ ويَتَذَمَّر .
( و ) تَذَمَّرَ ، إِذَا ( تَغَضَّب ) . يقال : سَمِعْت له تَذَمُّراً . أَي تَغَضُّباً .
( و ) ظَلَّ فُلانٌ يَتَذَمَّر ( عَلَيْه ) ، إِذا ( تَنَكَّرَ له وأَوْعَده ) . وأَمّا ما جاءَ في حَدِيثِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلام ( أَنه كان يَتَذَمَّر على رَبِّه ) . فمعناه يَجْتَرِىء عليه ويَرْفَ صَوْتَه في عِتَابه .
( والمُذَمَّر ، كمُعَظَّمٍ : القَفَا ) ، وقيل : هما عَظْمَانِ في أَصْلِ القَفَا ، وهو الذِّفْرَى ، وقيل : الكاهِل . قال ابنُ مَسْعُود : ( انَتَهَيْتُ يومَ بَدْرٍ إِلى أَبي جَهْل وهو صَرِيعٌ ، فوضَعْت رِجْلي في مُذَمَّرِه . فال : يا رُوَيْعِيَ الغَنَمِ ، لقد ارتَقَيْت مُرتَقًى صَعْباً . قال : فاحتَزَزْت رأْسَه ) . قال الأَصمعيّ المُذَمَّر هو الكَاهلُ والعُنُق وما حَولَه إِلى الذِّفْرَى : ( و ) هو الذي يُذَمِّره المُذَمِّرُ ، ( كمُحَدِّثٍ ) ، وذَمَرَه يَذْمُرُه وذَمرَه لَمَسَ مُذَمَّرَه .
والمُذَمِّر : ( مَن يُدْخلُ يَدَه في حياءِ النَّاقَةِ ليَنْظُر أَذكَرٌ جَنِينُها أَم لا ) ، سُمِّيَ بذلك لأَنه يَضَعُ يَدَه على ذالِك المَوْضع فيَعْرِفه . وفي المُحْكَم : لأَنه يَلْمِس مُذَمَّرَه فيَعرف ما هُوَ ، وهو التَّذْمِيرُ . قال الكُمَيْت :
وقال المُذَمِّرُ للنَّاتِجِينَ
مَتَى ذُمَرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ
يقول : إِنَّ التَّذميرَ إِنَّمَا هو في الأَعْنَاقِ لا في الأَرجل . وهاذا مَثَلٌ لأَنَّ التَّذْمِير لا يَكونُ إِلّا في الرَّأْسِ ، وذالك أَنه يَلمِس لَحْيَيِ الجَنِينِ . فإِن كانَا غَلِيظَيْنِ كَان فَحْلاً ، وإِن كانَا رَقِقَيْنِ كان ناقَةً ، فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمْر مُنْقَلِبٌ . وقال ذو الرُّمَّة :
حَرَاجِيجُ قُودٌ ذَمَّرَتْ في نِتَاجِها
بنَاحِيةِ الشِّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَمُ
____________________

(11/389)



يعني أَنها من إِبلِ هاؤلاءِ ، فهم يُذَمِّرُونَهَا .
( و ) ذَمَار ( ، كسَحاب ) ، فتُعرَب ، ( أَو قَطَامِ ) ، فتُبْنَى ، لأَن لامَهَا راءٌ ، أَو تعْرَب إِعرابَ ما لا يَنْصَرف . وقال شيخُنا نَقلاً عن بَعْضِ الفُضَلاءِ : الأَشْهَر في ذَمَار فتحُ ذالِهَا ، فتُبْنَى كوَبَارِ ، أَو تُعْرَب بالصآف وتَركْه ، وحَكَى بَعْضٌ كَسْرَها ، فتُعْرب بالوَجْهَيحن ، قُلتُ : وحَكَى بعضُهُم إِهْمَالَ الذّال أَيضاً : ( ة ) باليَمَن ، ( عَلَى مَرْحَلَتَيْن من صَنْعَاءَ ) ، على طريقِ المُتَوجِّه من زَبِيدَ إِليها ، وهي الآن مدينةٌ عامرةٌ كبيرةٌ ذاتُ قُصورٍ وأَبْنِية فاخِرَةِ ومَدَارِسِ عِلْمٍ ، وخَرَجَ مِنْهَا فُقَهَاءُ ومُحَدِّثون ، ( سُمِّيَتْ بقَيْل ) من أَقْيَالِ اليمنِ يقال إِنّه شَمِرُ بنُ الأُملوكِ الذي بَنَى سَمَرَقْنَدَ . وقيل غيرُ ذالك . وقيل : إِن ذَمَار اسمُ صَنْعَاءَ . قاله ابنُ أَسْوَد ، قال : وصَنْعَاءُ كلمةٌ حَبَشِيّة معناه وَثِيقٌ حَصِينٌ . ويَشْهَد له مَا فِي اللِّسَان وغَيْره : كَشفَت الرِّيح عن مِنْبَرِ هُودٍ عليه السلامُ وهو مِنَ الذَّهَب مَرْصَّع بالدُّر واليَاقُوت ، وعن يمينه من الجَزْع الأَحمرِ مكتوب بالمُسْنَد وعبارة اللسان : هَدَمَتْهَا قُريْشٌ في الجاهليّة فوُجِدَ في أَساسها حَجَرٌ مكتوبٌ فيه بالمُسْنَد : لِمَن مُلْكُ ذِمَار ، لحِمْير الأَخْيار ، لمَن مُلْكِ ذَمَار ، للحَبَشَة الأَشْرَار ، لمَنْ مُلْك ذَمَار لفارِسَ الأَحْرَار ، لمن مُلْك ذَمَار ، لقُرَيْش التُّجَّار .
( وذَمُورَانُ وَدالاَنُ ) ، وفي بعض النُّسخ دَلاَن : ( قَريتانِ بِقُرْبِهَا ، يقال ) فيما نُقِل : ( ليسَ بأَرضِ اليَمَنِ أَحْسَنُ وُجُوهاً من نِسَائِهِمَا ) ، قلت : والأَمْر كما ذُكِر ، ويُضاهِيهما في الجَمَال وَادِي الحُصَيْب الذي هو
____________________

(11/390)


وَادِي زَبِيدَ ، حَرَسَه الله تعالى ، وقد تقدّم للمُصَنِّف شيْءٌ من ذالك في حَرْفِ المُوَحَّدة .
( وذَمَرْمَرُ ) ، كسَفَرْجَل : ( حِصْنٌ بصَنْعَاء ) اليَمَنِ ، وفيه يَقولُ السَّيِّد صلاحُبن أَحمَدَ الوَزِيرِيّ من شُعَرَاءِ اليَمَن
لِلَّه أَيّامِي بذِي مَرْمَرٍ
وطِيبُ أَوْقاتِي برَبْ الغِرَاسْ
والشَّمْلُ مَجْمُوعٌ بمن أَرتَضِي
والسِّرُّ فيه السِّرُّ والنّاسُ ناسْ
والجِنْس مَنْظومٌ إِلى جِنْسِه
وأَفضَلُ النَّظْمِ نِظَامُ الجِنَاسْ
( والذَّمِيرُ ، كأَمِير : الرّجلُ الحَسَنُ ) الخلقِ .
( والتَّذْمِيرُ : تَقديرُ الأَمرِ ) وتَحْزِيرُه .
( والتَّذامُرُ : التَّحَاضُّ على القِتَالِ ) . والقَوْمُ يَتذَامَرون ، أَي يَحُضُّ بعضُهُم بَعْضاً على الجِدِّ في القتَال ، ومنه قوله :
يَتَذَامَرُون كَرَرْتُ غَيرَ مُذَمَّمِ وقد يَجِيءُ بمَعْنَى التَّلاَوُمِ ، ومنه حَدِيثُ صَلاَةِ الخَوْفِ ( فتَذامَرَ المُشْرِكُون وقَالُوا : هَلَّا كُنَّا حَمَلْنا عليهم وهم في الصَّلاة ) ، أَي تَلاَوَموا على تَرْكِ الفُرْصَة .
( والذَّمِرَةُ كزَنِخَة : الصَّوتُ ) .
( والذَّيْمُرِيُّ ) ، بضَمّ المِيمِ : ( الرَّجُل الحَدِيدُ ) الطَّبْعِ ( العَلِقُ ) ، ككَتِف ، يتَعَلَّق بالأُموُر ويُعانِيهَا .
( و ) من المَجَاز ، ( يُقَالُ للأَمْرِ . إِذا اشْتدَّ : بَلَغَ المُذَمَّرَ ) ، كمُعَظَّم ، كقوله بَلَغَ المُخَنَّقَ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
عن أَبي عَمْرٍ و : الدِّمَار بالكَسْر : الحَرَمُ ، والأَهْلُ ، والحَوْزة . والحَشَمُ والأَنسابُ ، ويُفْتَح . وفي حديثِ
____________________

(11/391)


الفَتْح ( حَبَّذَا يَومُ الذِّمار ) ، يريد الحَرْب ، وقيل : الهَلاك . وقيل : الغَضَب . كذا في التَّوْشِيح .
وذَمَارٍ : اسمُ فِعْلٍ كَنَزَالِ ، من ذَمَرْتُ الرَّجلَ ، إِذا حَرَّضْتُه على الحَرْب ، استدركَه شيخُنَا نَقلاً عن السُّهَيْليّ في الرَّوْض .
وذَوْمَرٌ : اسمٌ ، عن ابن دُرَيْد .
ذمقر : ( اذْمَقَرَّ اللَّبَنُ ) وامْذَقَرَّ ، إِذَا ( تَفَلَّقَ وتَقَطَّع ) . والأَوّل أَعرَفُ ، وكذالك الدَّمُ ، كذا في اللِّسان .
ذور : ( *!الذُّورُ ، بالضَّمِّ : التُّرابُ ) .
( و ) *!الذُّورَة ، ( بهاءٍ : قُدَّامُ حَوْصَلَةِ الطائِرِ يَحْمِلُ فيها الماءَ ، ج ، *!ذُوَرٌ ) ، كصُرَدٍ .
( *!وذُرْتُه *!أَذُورُه ) ، متعدِّياً بنَفْسِه ، ( *!وأَذَرْتُه ) ، بالهَمْزة ، أَي ( ذَعَرْتُه ) وخَوَّفْته . قال الصغانيّ : والأَصل الهَمْز .
( و ) يقال : ( ما أَعطاهُ *!ذَوَرْوَراً ) ، كسَفَرْجَل ، ( أَي شَيْئاً ) قللاً ، وكذالك حَوَرْوَراً وحَبَربْرَاً .
( *!وذَوْرَةُ : ع ) بناحيةِ حَرَّةِ بَنِي سُلَيْم ، وهو جَبَلٌ ، وقيل : واد مُفْرِغٌ على نَخْلٍ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
رَجُلٌ *!مُذْوَرَانِيّ ، أَي مَذْعُورٌ .
ذهر : ( ذَهِرَ فُوهُ ، كفَرِحَ : اسْوَدَّت أَسْنَانُه ) ، فهو ذَهِرٌ وكذالك نَوْرُ الحَوْذعًّنِ إِذا اسوَدَّ ، قال :
كأَنَّ فَاهُ ذَهِرُ الحَوْذَانِ والحَوْذَانُ : نَبْتٌ مَعْرُوف .
ذير : ( *!الذِّيَارُ ، ككِتَابٍ : الذِّئَارُ ) ، أَي هما لُغَتَانِ ، باليَاءِ وبالهَمْز ، وهو
____________________

(11/392)


البَعَرُ ، وقيل : البَعرُ الرَّطْبُ يُضَمَّد به الإِحْلِيلُ وأَخْلاَفُ النَّاقَةِ ذاتِ اللَّبَنِ .
( *!وذَيَّرَ الأَطْبَاءَ ) *!تَذْييراً : ( لَطَخَها *!بالذِّيارِ ) : البَعرِ الرَّطْبِ لكيلاَ يَرْضَعَها الفَصِيلُ . وأَنشَدَ اللَّيْثُ .
غَدَتْ وهي مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ
فَرَاحَ الذِّيَارُ عليها صَحِيحَا
( و ) *!ذَيَّرَ ( النَّاقَةَ : صَرَّها لِئلَّا يُؤَثِّر فيها التَّوَادِي ) ، أَي من الصِّرار ، جمع تَوْدِيَة ، وهي الخَشَبَة التي يُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَة ، أَو لِكَيْلا يَرْضَعَها الفَيلُ ، حكاه اللِّحْيَانِيّ .
وأَنشد الكِسَائِيّ :
قد غاثَ رَبُّ هاذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ
بعَامِ خِصِبٍ فَعاشَ النَّاسُ والنَّعَمُ
وأَبْهَلُوا سَرْحَهُمْ مِنْ غَيْرِ تَوْدِيَةٍ
ولا *!ذِيَارٍ ومات الفَقْرُ والعَدَمُ
( أَو السِّرْقِينُ قَبْلَ الخَلْطِ بالتُّرابِ ) يُسَمَّى ( خُثة ) ، بضم الخَاءِ المُعْجَمَة وتَشْديد المُثَلَّثَة ، ( فإِذا خُلِطَ فهو *!ذِيرَةٌ ، بالكَسْر ، فإِذا طُلِيَ به على الأَطْبَاءِ فهو *!ذِيَارٌ ) . وهاذا التَّفْصِيل عن اللَّيْث .
و ( *!ذَارَه *!يَذَارُهُ : كَرِهَه ) ، والأَشْبَهُ أَن يكون هاذا وَاوِيًّا ، فالمُنَاسب ذِكْرُه في ذور .
( *!وذُيِّر فُوه *!تَذْيِيراً : اسْوَدَّت أسنانُه ) ، قاله اللَّيْثُ .
2 ( فصل الراءِ ) مع الراء ) 2
رير : ( *!الرَّيْرُ ) ، بفَتْح فسُكُون : ( المَاءُ يَخرُجُ من فَمِ الصِّبِيّ ) .
( و ) قال اللِّحْيَانيّ : الرَّيْر : ( الذي كان شَحْماً في العِظَامِ ثمّ صارَ ماءً أسودَ رَقِيقاً ) ، قال الراجز :
والسَّاقُ منِّي بادِيَاتُ الرِّيْرِ
____________________

(11/393)



أي أَنا ظاهِرُ الهُزَالِ ، لأَنه دَقَّ عَظْمُه ورَقَّ جِلْدُه فظَهرَ مُخُّه .
( و ) الرَّيْر : ( الذَّائِبُ من المُخّ ) ، الفاسِدُ من الهُزَال ، ( *!كالرِّيرِ ) ، بالكَسْر ، ( *!والرَّارِ ) . يقال : مُخٌّ *!رَارٌ *!ورَيْرٌ *!ورِيرٌ ، أَي ذائَبٌ . وقال أَبو عَمْرو : مُخٌّ *!رِيرٌ *!ورَيْرٌ ، للرَّقيق . وفي حديث خُزَيح 2 ةَ وذَكَرَ السَّنَةَ فقال ( تَركَتِ المُخَّ رَاراً ) ، أَي ذائِباً رَقِيقاً ، للهزال وشِدَّةِ الجَدْب .
( *!ورِيرَ القَوْمُ : أَخْصَبُوا ، *!كرُيِّرُوا ) ، بالتَّشْدِيد .
( و ) *!رَارَ الرَّجُلُ و ( *!أَرارَ الله مُخَّه : رَقَّقَه ) ، وكذا *!أَرَارَه الهُزَالُ .
( *!ورَيَّرُوا ) ، أَي القَوْمُ والمالُ : ( غَلَبَهُم السِّمَنُ ) من الخِصْب ، ( *!كرُيِّرُوا ) ، بالضَّم ، ( و ) *!رُيِّرَت ( البِلاَدُ : أَخْصَبَت ، و ) *!رَيَّرَت ( أَولادُ المالِ : سَمِنُوا حتى عَجَزُوا عن الحَرَكَةِ ) وتَثاقَلُوا .
( *!والرّائِرَةُ : الشَّحْمَةُ تكونُ في الرُّكْبَةِ طَيِّبَةً ، كالمُخِّ ) ، قاله الفَرَّاءُ . وأَنشدَ :
*!كرَائِرَةِ النَّعَامَةِ لوْ يُدَاوَى
بِرَيَّا نَشْرِهَا بَرَأَ السَّقِيمُ
( *!وَرَارَانُ ) ، كسَاسَان : ( ة بأَصفَهَانَ ، منه ) ، كذا في النُّسْخ . والصَّواب منها ( زيدُ بنُ ثابتٍ ) ، كذا في النُّسَخ : والصّواب بَدْرُ بنُ ثابِت ابن رَوْح بن محمّد *!-الرّارَانِيّ الأَصْبَهَانيّ الصُّوفيّ . كُنيتُه أَبو الرَّجاءِ ، عن جَدِّه ، مات سنة 532 وجَدُّه هو أَبو طاهِرٍ رَوْحُ بن محمّد بن عبد الواحد بن العَبّاس الصُّوفيّ ، عن أَبي الحَسَن عَلِيّ بن أَحْمَدَ الجُرْجَانِيّ ، وعنه أَبُو القاسم هِبَةُ الله بن عبد الرواث الشِّيرازِيّ ويره ، مات سنة 491 ( وابنُه خَلِيل ) بنُ أَبِي الرَّجاءِ بَدْرغ ، سمعَ الحَدَّادَ ، وعنه ابنُ خَلِيل ، وابنُه مُحمَّد بنُ خَلِيل . ( وانَ أَخِيه محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ بَدْرٍ ) ) عن غانِم بن أَحمَد الجلوديّ المحدِّثون ) .
____________________

(11/394)



ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
*!رَارَانُ : مَحلّة ببُرُوجِر 2 . منها أَبو النَّجْم بَدرُ بن صالحٍ الصَّيدلانيّ البُرُوجِرْدِي الرّارَانِيّ ، تَفَقَّه ببغداد على الكءَا الهَرّاسيّ ، وسَمع وحَدَّثَ ومات سنة 547 قاله الذَّهَبِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
*!رَاوَرُ ، كشَاوَر : مدينةٌ كَبِرةٌ بالسِّند ، فتَحها محمّد بن القاسم الثّقفيّ ابنُ أَخِي الحَجَّاج بن يوسف .
ريشهر : ( *!رِيشَهْرُ ، بكَسْر الراءِ وفَتح الشِّين المُعْجَمَة ) ، أَهمَلَه الجَمَاعَة ، وهو ( د ، بخُوزِسْتَانَ ) ، جاءَ ذِكْرُه في الفُتُوح .
2 ( فصل الزَّاي ) مع الرَّاء ) 2
زأَر : ( *!الزّأْرُ *!والزَّئِيرُ : صَوْتُ الأَسَدِ من صَدْرِهِ ، *!كالتَّزّؤُرِ ) ، على تَفَعُّل . قِيل لابْنة الخُسِّ : أَيُّ الفِحَالِ أَحمَدُ ؟ قالت : أَحْمَر ضِرْغَامَة ، شَدِيدُ الزَّئير ، قَليلُ الهَدِير . وفي الحَدِيث : ( فسَمِع *!زَئِيرَ الأَسَدِ . قال ابنُ الأَثير : الزَّئِير : صَوْتُ الأَسَدِ في صَدْره .
( وقد *!زَأَرَ كضَرَب ومنَع وسَمِع ) *!يَزْئِر *!ويَزْأَرُ *!زَأْراً *!وزَئِيراً : صاح وغَضِبَ . وقد ذكرَ الجَوْهَرِيّ الأَولَى والثّانية ، والثّالثة نَقَلَها الصّغَانِيّ ، وكذالك *!تَزَأَرَ الأَسَدُ . ( *!وأَزْأَرَ ، فهو *!زائِرٌ *!وزَئِرٌ ) ، ككَتِف ، ( *!ومُزْئِرٌ ) ، كمُحسنِ . قال الشاعر :
ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِد
ضُبَارِمٌ خادِرٌ ذُو صَوْلَةِ *!زَئِرُ
( و ) من المَجاز : *!زَأَرَ ( الفَحْلُ : رَدَّدَ صَتَه في جَوْفِه ثمّ مَدَّه ) ، وقيل*! زَأَرَ الفَحْلُ في هَدِيرِه *!يَزْئِر ، إِذا أَوْعَدَ . قال رُؤْبَةُ :
يَجْمَعْنَ *!زَأْراً وهَدِيراً مَحْضاً
____________________

(11/395)


( *!والزَّأْرَةُ : الأَجَمَةُ ) . أَصلُه الهَمْزَة يقال : أَبو الحارِث مَرْزُبانُ *!الزَّأْرَةِ ، أَي رئيس الأَجَمة ومُقَدَّمُها .
( و ) *!الزأْرَةُ : كُورَةٌ بالصَّعِيد . ( و ) الزَّأْرة : ( ة بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ ) منها إِبراهِيم الزَّارِيّ ، هاكذا ضَبَطَه السِّلفَيّ . ( و ) الزَّأْرَةُ : ( ة ) كَبِيرَة ( بالبَحْرَينِ ) لعَبْدِ القَيْس ( وبها عَينٌ مَعْرُوفَةٌ ) يُقَال لها عَيْنُ الزَّأْرَةِ ، قاله أَبو مَنْصُور . وقيل : مَرْزُبَانُ الزَّأْرَةِ كان منها ، وله حديثٌ معروف .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
*!زَأْرَةُ : حَيٌّ من أَزْدِ السَّرَاة .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : *!الزَّئِرُ من الرِّجال : الغَضْبانُ المُقاطِعُ لِصاحِبه .
وقال أَبو مَنْصُور : الزَّايِرُ : الغَضْبان وأَصلُه الهَمْز ( يقال ) *!زأَر الأَسَدُ فهو *!زَائِر ، ويقال للعدوِّ *!زائرٌ ، وهم *!الزَّائِرون . وقال عَنْتَرةُ :
حَلَّت بأَرْض *!الزَّائِرِين فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَليَّ طِلاَبُهَا ابْنَةُ مَخْرَمِ
قال بعضهم : أَرادَ أَنَّهَا حَلَّت بأَرض الأَعْداءِ .
وقال ابنُ الأَعرابيّ : الزائِر : الغَضْبانُ ، بالهمز ، والزايِرُ : الحَبِيب . قال : وبيت عَنح 2 رة يُرْوَى بالوَجْهَيْن ، فمَنْ هَمَزَ أَرادَ الأَعداءَ ، ومَنْ لم يهمز أَرادَ الأَحبابَ .
وسَمِعَ *!زَئِيرَ الحَرْبِ فَطَارَ إِليها ، وهو مَجاز .
ولفلانٍ *!زَأْرَةٌ عامرَةَ . وهو في زَأْرَته : في بُسْتَانِه .
وتَرَكتُه في *!زَأْرَةٍ من الإِبل أَو الغَنم
____________________

(11/396)


( : في ) جماعَة كَثِيفة منها ، كالأَجَمةِ ، وهو مَجاز .
زأَبر : ( *!الزِّئْبِرُ ، كضِئْبِل ) أَي بكَسْر الأَوّل والثّالث ، ( وقد تُضمُّ الباءُ ) ، وهاذه عن ابْنِ جِنِّي ، وقد ذكرَهما ابنُ سِيدعِ ، ( أَو هو لَحْنٌ ) غيرُ مَسْمُوع ، أَي ضَمّ البَاءِ ، وفي نُسخَةِ شَيْخِا ، أَو هي أَي الكَلِمَة أَو اللُّغَة . قال شيخُنَا : وقد أَثْبَتَها في ( ضبل ) دون تعقُّب ، وجعلهما من النَّظَائِر والأَشْبَاهِ ، وبَسَط الكَلام فيه العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْرِ السَّعَادة : ( ما يَظْهَرُ من دَرْزِ الثَّوْبِ ) ، وقال بعضُهم : هو ما يَعْلُو الثَّوْبَ الجَديدَ مثْل ما يَعْلُو الخَزّ . وقال أَبو زيد : *!زِئْبَرُ الثَّوبِ وزِغْبِرُه . وقال اللّيثُ : *!الزِّئبُر بضَمّ البَاءِ : زِئْبِرُ الخَزِّ القَطيفةِ والثَّوبِ ونَحْوِه . ومنه اشتُقّ *!ازبِئْرَارُ الهِرِّ ، إِذا وَفَى شَعَرُه وكَثُرَ ، ( كالزَّوْبَرِ ) ، كجَوْهر ( *!والزُّؤْبُرِ ) ، كقُنْفُذٍ ، مهموزاً . ( وقد *!زَأْبَرَ ) الثَّوْبُ : صار له *!زِئْبرٌ . ( *!وزَأْبَرَهُ : أَخرجَ *!زِئْبِرَه ، فهو *!مُزَأْبِرٌ *!ومُزَأْبَرٌ ) ، الرجل مُزَأْبِرٌ ، والثَّوبُ مُزَأْبَرٌ .
( و ) يقال : ( أَخَذَهُ *!بزَأْبَرِهِ ، أَي أَجْمعَ ) . وفي المحكم : أَي بجَمِيعهِ ، وكذالك بزَغْبَرِه وبزَبَرِه وبزَوْبرِ ، وسَيَأْتي قريباً :
وقال الصَّغَانيّ : كِسَاءٌ مُزَيْبِر ومُزَوْبِر ، لُغَتاَنِ في *!مُزَأْبر *!ومُزَأْبَر ، عن الفَرّاءِ .
زبر : ( الزَّبْرُ : القَوِيُّ الشَّدِيدُ ) من الرجال . وهو مُكَبَّر الزُّبَيْر : وفي حَدِيث صَفِيَّة بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلب :
كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا
أَأَقِطاً وتَمْرَا
أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْرَا
( كالزِّبِرِّ ، كطِمِرَ ) ، وهاذه عن أَبي
____________________

(11/397)


عَمْرٍ و . وقال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ
أَكون ثَمَّ أَسَداً زِبِرَّا ( و ) من المَجاز : الزَّبْر ( العقْلُ ) والرّأْي والتَّمَاسُكُ . ومالَه زَبْرٌ ، أَي مالَه رَأْيٌ . وقيل : مالَه عَقْلٌ وتَمَساُكٌ . وهو في الأَصل مَصْدَر . وماله زَبْرٌ ، وَضَعُوه على المَثَل ، كما قالوا : مالَه جُولٌ وفي الحَدِيث ( الفَقِير الذي لا زَبْرَ له ) ، أَي عَقْل يَعتَمِد عليه .
( و ) الزَّبْر : ( الحِجَارَةُ . و ) الزَّبْر : ( طَيُّ البِئْرِ بِها ) ، أَي بالحِجَارة . يقال : بِئْر مَزْبُورة .
وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً : طَوَاهَا بالحِجَارَة وقد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغْفَال وإِن كَان جِنْساً فقال :
حتَّى إِذا حَبْلُ الدّلّاءِ انْحَلَّا
وانْقاضَ زَبْرَا حَالِهِ فابْتَلَّا
( و ) الزَّبْر : ( الكلامُ ) . هاكذا هو مَوجود في سائِر أُصول الكتَاب . ولم أَجد له شاهِداً عليه ، فليُنْظَر .
( و ) الزَّبْر : ( الصَّبْرُ ) . يقال : ماله زَبْرٌ ولا صَبْرٌ . قال ابنُ سِيده : هاذه حِكَايَة ابُ الأَعْرَابِيّ . قال : وعندي أَنَّ الزَّبْرَ هنا العَقْل .
( و ) الزَّبْر : ( وَضحَ البُنْيَانِ بعضِه على بَعْض ) .
والزَّبْر : ( الكِتابةُ ) . يقال : زَبَرَ الكِتَابَ يَزبُره ويَزْبِرُه زَبْراً : كَتَبه . قال الأَزهَرِيّ . وأَعْرِفُه النَّقْشَ في الحِجَارَة . وقال بعضُهُم : زَبَرْت الكِتَابَ إِذا أَتقَنْتَ كِتابَتَه .
( كالتَّزْبِرَة ) . قال يَعْقُوب : قال الفَرّاءُ : ما أَعرِف تَزْبِرَتِي . فإِما أَن يَكُون مَصْدرَ زَبَرَ أَي كَتَب . قال : ولا أَعرِفِا مُشَدَّدَةً . وإِمَّا أَنْ يَكُون اسماً كالتَّنْبِيَةِ لمُنْتَهى الماءِ . والتَّوْدِيَة للخَشَبة التي يُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَة ، حكاهَا سِيبَوَيه . وقال أَعرابِيّ . لا أَعرِف تَزْبِرَتي ، أَي كِتابَتِي وخَطِّي .
____________________

(11/398)



( و ) الزَّبْر : ( الانْتِهَارُ ) . يقال : زَبَرَه عن الأَمْر زَبْراً : انْتَهَره . وفي الحديث : ( إِذا رَدَدْتَ على السّائلِ ثَلاثاً فلا عَلَيْك أَن تَزْبُرَه ) أَي تَنْتَهِره وتُغلِظ له في القَوْل والرَّدِّ .
( و ) الزَّبْر : الزَّجْر و ( المَنْعُ والنَّهْيُ ) . يقال : زَبَرَه عَنِ الأَمْرِ زَبْراً ، نَهَاه ومَنَعَه ، وهو مَجَاز ، لأَنَّ مَنْ زَبَرْتَه عن الغَيّ فقد أَحْكَمْتَه ، كَزبْرِ البِئْر بالطَّيِّ . ( يَزْبُر ) ، بالضّمّ ، ( ويَزْبِرُ ) ، بالكسر ، ( في الثّلاثَةِ الأَخِيرة ) ، اكَءْحر عن الكِسَائيّ في مَعْنَى المَنْع ، أَي النَّهْي والمَنْع والانتِهَار ، وهاذا التَّخْصِيصُ يُخْالِف ما في الأُمَّهات من أَن الزَّبْر بمعْنَى النَّهْي والانْتهار مُضارعة يَزْبُر ، بالضَّمّ فقط ، وبأَنّ الزَّبْر بمعنَى الكِتابةِ يُسْتَعْمَل مُضَارِعه بالوَجْهَيْن ، كما تقدّم ، إِلّا أَن يُجاب عن الأَخير بأَنَّ المُرادَ بالثَّلاثة الكِتَابَة والانْتِهَار والمَنْع . وءَمَّا النَّهْي ففي مَعْنَى الانْتهِار لي بِزائد عَنْه ، وفيه تأَمُّل .
( و ) الزِّبْرُ ، ( بالكسر : المَكْتوبُ ج زُبُورٌ ) ، بالضّمّ ، كقِدْر وقُدُورٍ . ومنه قرأَ بعضُهم : { وآتينا داوود زبور } ( النساء : 163 ) . قلت : هو قِراءَة حَمْزة .
( و ) في حَدِيث أَبِي بَكْر رَضِي الله عنه ( أَنّه دَعَا في مَرضه بدَوَاة ومِزْبَر ، فكَتَبَ اسمَ الخَلِيفَة بَعْدَه ) . ( المِزْبَرُ ) ، مِنْبَرٍ : ( القَلَمُ ) ، لأَنه يُكْتَبُ به .
( والزَّبُورُ ) ، بالفتح : ( الكِتَابُ ، بمعنَى المَزْبُورِ ، ج زُبُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن كرَسُول ورُسُل ، وإِنّما مَثَّلْتُه به لأَن زَبُوراً ورَسُولاً في معنى مَفْعُول ، قال لَبِيد :
وجَلاَ السُّيُولُ عن الطُّلُولِ كأَنَّها
زُبُرٌ تَخُدّ مُتُونَهَا أَقلامُها
( و ) قد غَلَب الزَّبُور على ( كِتَاب دَاوودَ ، عليه ) وعلى نَبِيّنا أَفْضَل الصلاة و ( السّلام ) . وكُلُّ كِتَاب زَبُورٌ . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ
____________________

(11/399)


مِن بَعْدِ الذّكْرِ } ( الأنبياء : 105 ) ، قال أَبو هُرَيْرَة . الزَّبُور : ما أُنزِل على دَاوودَ ، مِنْ بَعْد الذِّكر : من بعد التَّوْراة . وفي البصائر للمُصَنِّف : وسُمِّيَ كِتَابُ دَاوودَ زَبُورًّف ، لأَنَّه نَزَلَ من السَّماءِ مَسْطُوراً .
والزَّبُور : الكِتَابُ المَسْطُور . وقيل هو كُلّ كِتَاب يَصْعُب الوُقُوفُ عليه من الكُتُب الإِلاهيَّة . وقيل : هو اسمٌ للكِتَاب المَقْصُور على الحِكْمَةِ العَقْلِيَّة دُونَ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة والكتاب لِما يتَضَمَّن الأَحكامَ . وقرأَ سَعِيد ابنُ جُبَيْر ( في الزُّبُورِ ) وقال : الزُّبُور : التَّوراة والإِنْجيلُ القُرآنُ . قال : والذِّكر : الذِي في السَّمَاءِ . وقيل : الزَّبُور فَعُول بمَعْنَى مَفْعُول ، كأَنَّه زُبِرَ أَي كُتِبَ .
( والزُّبْرَةُ ، بالضَّمّ ) : هَنَةٌ ناتِئَةٌ من الكَاهِل ، وقِيلَ : هو ( الكَاهِلُ ) نَفْسُه . يقال : شَدَّ للأَمْرِ زُبْرَتَه ، أَي كاهِلَه وظَهْرَه . ( وهو أَزبَرُ ومُزْبِرٌ ) ، هاكذا كأَحْمَد ومُحسِن في سائر الأُصول وهو وَهَمٌ ، والصَّوابُ : وهو أَزبرُ ومَزْبَرَانِيّ ( أَي عَظِيمُها ) أَي الزُّبْرةِ زُبْرةِ الكاهِل . يقال : أَسَدٌ أَزبَرُ ومَزْبَرانِيٌّ ، والأُنثى زَبْرَاءُ ، وسيأْتي في المُسْتَدْركات .
( و ) الزُّبْرَةُ : ( القِطْعَةُ من الحَدِيدِ ) الضَّخْمَةُ ، ( ج زُبَرٌ ) ، كصُرَد ، ( وزُبُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن . قال الله تعالى : { فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً } ( المؤمنون : 53 ) أَي قِطَعاً . قال الفرَّاءُ في هاذِه الآية : مَنْ قرأَها بفَتْح الباءِ أَراد قِطَعاً . مثلَ قولِه تعالى : { ءاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ } ، قال : والمعنى في زُبَر وزُبُرٍ واحدٌ ، ومثْلَه قال الجَوْهَرِيّ . وقال ابن بَرِّيّ : مَنْ قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُور لا زُبْرة لأَنَّ فُعْلَة لا تُجْمَع على فُعُل ، والمعنَى : جَعَلُوا دِينَهم كُتُباً مختلفةً . ومن قَرَأَ زُبَراً ، وهي قراءَة الأَعْمش ، فهي جمع زُبْرَة ، فالمَعْنَى تَقَطَّعوا قِطَعاً . قال : وقد يجوز أَن يكون جَمْعَ زَبُورٍ ، وقد
____________________

(11/400)


تَقَدَّم . وأَصله زُبْرٌ ثم أُبدِل من الضَّمَّة الثَّانِيَة فَتْحَة ، كما حَكَى بَعضُ أَهْلِ اللغة أَنّ بعضَ العَرَب يقول في جمع جَدِيد : جُدَدٌ ، وأَصْلُه وياسه جُدُدٌ ، كما قالُوا : رُكَبَات وأَصله رُكُبات ، مثل غُرُفات ، وقد أَجازوا غُرَفَات أَيضاً ، ويُقَوِّي هاذا أَنَّ ابنَ خالَوَيْه حَكَى عن أَبِي عَمْرو أَنه أَجازَ أَن يقْرَأَ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً ، فزُبْراً بالإِسكان هو مخفَّف من زُبُر كعُنْق مُخفَّف من عُنُق . وزُبَرٌ بفتح الباءِ مخفّف أَيضاً من زُبُر ، برَدِّ الضَّمَّة فَتْحةً ، كتَخْفِيف جُدَد من جُدُد . هاذا وقد فَاتَ المُصَنِّفَ جمعُ الزُّبْرَة بمَعْنَى الكاهل ، قالوا : يُجْمَع على الأَزْبار ، وأَنشدوا قَولَ العَجَّاج :
بِهَا وقَدْ شَدُّوا لهَا الأَزْبَارَا وأَنكره بعْضُهُم وقالوا : لا يُعرَف جَمْع فُعْلَة على أَفْعَال ، وإِنما هو جَمَ الجَمْع كأَنّه جَمَعَ زُبْرة على زُبَرِ وجَمَع ، زُبَراً على أَزْبار ، ويكون جَمَع زُبْرَة على إِرادَة حَذْف الهاءِ .
( و ) الزُّبْرَة : ( الشَّعْرُ المجتمعُ بينَ كَتِفَي الأَسَد وغيرِه ) ، كالفَحْل . وقال اللَّيْثُ : الزُّبْرَة : شَعرٌ مُجْتَمِعٌ على مَوْضِعِ الكَاهِلِ من الأَسَد وفي مِرْفَقَيْه ، وكُلُّ شَعرٍ يكون كذالك مُجْتَمِعاً فهو زُبْرَةٌ .
( و ) زُبْرةُ الحَدَّادِ : ( السِّنْدَانُ ) .
( و ) من المَجَاز : الزُّبْرَة : ( كَوْكَبٌ من المَنَازِل ) ، على التَّشبيه بزُبْرةِ الأَسدِ . قال ابن كِنَاسَةَ : من كَو الأَسَدِ الخَرَاتَانِ ، ( وهما كَوْكَبَان نَيِّرَان بكاهِلَيِ الأَسَد ) ، بينها قَدْرُ سَوْطٍ ( يَنْزِلُهُمَا القَمَرُ ) ، وهي يمانية .
( والأَزبَرُ : المُؤذِي ) ، نقل الصّاغانِيّ .
____________________

(11/401)



( وزَبْرَاءُ : بُقْعَةٌ قُرْبَ : تَيْمَاءَ ) ، نقله الصَّاغانِيّ .
( و ) زَبْرَاءُ : ( جَارِيَةٌ سَلِيطَةٌ ) كانَت ( للأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ ) التَّمِيميّ المشْهُور في الحِلْم ، وكانَت إِذا غَضِبَت قال الأَحْنَفُ : ( هاجَتْ زَبْرَاءُ ) ، فصارت مَثَلاً لكلّ أَحدٍ حَتَّى يقال لِكُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُه : هَاجَتْ زَبرَاؤُه .
وفاته : زَبْرَاءُ : مَولاة بنِي عَدِيّ ، عن حَفْصةَ ، وزَبْرَاءُ مَولاةُ عَلِيَ ، عنه . والزَّبْرَاءُ بِنْتُ شَنَ ، في نَسَب قُضَاعَةَ .
( وزَبَرَانُ ، محرّكةً : ة ، بالجَنَ ) من اليَمَنِ . ( منها زَيدُ بنُ عبدِ اللهاِ الفقيهُ ) الزَّبَرَانيّ . ( وزِبَارُ بنُ مَيْسورٍ ) الفَتْحُ .
( والزُّبَيْر ، بضم الزاي وفَتْحِ الباءِ ) ، ولو قال : مُصغَراً ، أَو اقْتصَرَ على قَوْله بالضمّ كان أَخْصرَ ، كما هو عادَتُه ( ابنُ العَوَّام ) أَبو عَبدِ الله القُرَشِيّ الأَسَدِيّ ، حَوَارِيّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قَتَلَه عُمَيْر بنُ جُرْمُوزٍ بَغْياً وظُلْماً . وقد أَلَّفْت في نَسَب وَلدِه كُرَّاسة لطِيفة . ( و ) الزُّبَيْر ( بنُ عبدِ الله ) الكِلابيّ ، أَدركَ الجاهِلِيَّة ، ويقال : إِنه رَأَى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ( و ) الزُّبَيْر ( بن عُبَيْدَةَ ) الأَسَديّ ، من المهاجرين ، قَدِيمُ الإِسلام ، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق . ( و ) الزُّبَيْر ( بنُ أَبي هالَةَ ) ، رَوَى وائِلُ بنُ داوودَ عن البَهِيّ عنه ، ( صَحابيون ) .
( الزَّبِيرُ ، كأَمِيرٍ : الدَّاهِيَةُ ) ، قاله الفَرَّاءُ ، كالزَّوْبَر . وأَنْشَدَ لِعَبْدِ الله ابْن هَمَّام السَّلُوليّ :
وقَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَيْرِ
فلاَقَوْا مِنَ الِ الزُّبَير الزَّبَيْرِا
( و ) الزَّبِير : اسمُ ( الجَبَل الذي كَلَّمَ اللهاُ تَعالى عليه ) سيّدنا ( مُوسَى عَلَيْه ) وعلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلاةِ و ( السَّلام ) ، وقد أَجمع المُفَسِّرون على أَن جَبَلَ المُنَاجاةِ هو الطُّور . قال شيخُنَا وقد يُقَال : لا منافاةَ ، فتأَمَّلْ .
قلْت : وقد جاءَ ذِكرُه في الحَدِيث ،
____________________

(11/402)


وكأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَيَّنٍ من الطُّور ، وهو الذي وَقعَ عليه التَّجَلِّي فاندَكَّ ولم يَبْقَ له أَثرٌ . وأَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ كُلِّه ، وهو بَاقٍ هَائِلٌ ، وحينئذٍ لا منافاة ، ولا أَدرِي ما وَجْهُ التَّأَمُّلِ في كلام شَيْخِنا ، فَلْيُنْظر .
( و ) الزَّبِيرُ : ( الحَمْأَةُ ) ، نقله الصَّاغانِيّ .
( و ) الزَّبِيرُ ( بنُ عبدِ اللهاِ الشَّاعرُ ، وجَدُّهُ الزَّبِيرُ ) أَيضاً ، فهو الزَّبِير ابنُ عَبْدِ الله بن الزَّبِير . ( وعبدُ اللهاِ ) والدُ هاذا ( هو القائِلُ لعبدِ اللهاِ بنِ الزُّبَيْر ) بن العَوَّام ( لَمَّا حَرَمه ) من العَطَاءِ : ( لَعَن اللهاُ ناقَةً حَمَلَتْني إِليك . فقال له ) سيّدنا عبدُ الله : ( إِنَّ ورَاكِبَها أَي إِن الله لَعَنَ الناقَةَ وراكِبَهَا ) فاكْتَفَى .
( و ) الزَّبِيرُ : ( ع ) بالبادِيَة ( قُرْبَ الثَّعْلِبيَّة ) ، نقله الصَّغَانِيّ .
( و ) الزَّبِيرُ : ( الشيْءُ المكتوبُ ) ، فَيل بمعنَى المَفْعول .
( وعبدُ الرحمانِ بن الزَّبِيرِ ) ، كأَمِير ( بنِ باطِيء : صحابِيٌّ ) ، قال ابنُ عبد البَرّ : هو ابن الزَّبِير ابن باطِيَا القُرَظِيّ . واختُلِف في الزُّبَيْر بن عبد الرحمان ، فقيل : هو بالفَتْح كجَدِّه ، وقيل : مُصَغَّرٌ ، وهو الذي جَزَم به البُخَارِيّ في التَّارِيخ ، قاله شيخُنا .
قلْت : وقد راجعتُ تاريخَ البُخَاريّ فوجَدْت فيه كما قالَه شيخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قال : وروى عنه مِسْوَر بنُ رِفَاعةَ المَدنِيّ ، ونَقل شيخُنَا عن علَّامة الدُّنْيَا الحَفِيدِ بن مَرْزُوق : الزَّبِير ، بالفَتْح ، في اليهود ، وفي غيرهم من أَنواع العرب بالضَّمّ ، قال : ونقل قريباً منه ابن التِّلِمْسَانيّ في شَرْح الشِّفَاءِ .
قلْت : ولم يُبيِّنَا وَجْهَ ذالك ، ولعلّه تَبَرُّكاً باسم الجَبَل الذي وَقعَ ليه الكلامُ لنَبيِّهم سَيِّدنا موسى عليه السلام .
____________________

(11/403)



( والزَّبِيرَتَانِ ) ، بالفَتْح : ( ماءَتَانِ لطُهَيَّةَ ) من أَطْرَاف أَخازِم جُفَافٍ ، حيث أَفْضَى في الفُرْع ، وهو أَرضٌ مُسْتَوِية . وقال أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى : هما رَكِيَّتَان . ونَقَلَه عنه السّيوطيّ في ( المزهر ) في الأَسماءِ التي استُعِملَت مُثَنًّى .
( وزَوْبرُ ) ، كجَوْهَر : اسم ( فَرَس مُطَيْرِ بنِ الأَشْيَمِ ) الأَسَدِيّ ، وهي لا تَنْصَرِف للعلَمِيّة والتَّأْنِيثِ . ( و ) قال أَبو عُبَيْدَة وأَبُو النَّدَى . هي ( فَرَسُ الجُمَيْحِ بْنِ ) هاكذا في النُّسخ والصواب أَنُّ الجُمَيح هو ( مُنْقِذ بن الطَّمّاحِ ) الأَسَدِيّ . ( وفرَسُ أَخيه عُرْفُطَةَ ) بن الطَّمَّاح الأَسديّ ، نَقَلَه الصّاغانيّ هنا هكاذا ، وسيأْتي له زِرّةَ أَن الجُمَيحَ هو ابنُ مُنْقِذ ، كما هنا للمصنّف ، فانْظُرْه .
( و ) يقال : ( أَخَذَه بزَوْبَرِه ، وزَأْبَرِه ) ، بفَتْح المُوَحَّدَةِ فِيهما ( وزَبَرِه ) ، مُحَرَّكَةً ، ( وزَبَوْبَرِه ) ، كصنَوْبَر ، هاكذا في سائِر الأُصول ببَاءَيْنِ مُوحَّدَتَيْنِ ، والصَّواب : زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد الزَّاي ، كما سيأْتي ، وكذا زَغْبَره ، ( أَي أَجْمَعَ ) ، فلم يَدَع منه شَيْئاً . قال ابنُ أَحْمَر :
وإِن قالَ غاوٍ مَن مَعَدَ قَصِيدَةً
بها جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بزَوْبَرَا
أي نُسِبَتْ إِليَّ بكَمالها ولم أَقُلْها .
قال ابنُ جُنِّي : سأَلْتُ أَبَا عَليَ عن تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَرَ هنا فقال : عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدة ، فاجتمعَ فيه التَّعْرِيف والتَّأْنِيث ، كما اجتمع في سُبْحانَ التَّعْرِيفُ وزيادةُ الأَلِفِ والنّون .
( ورَجَعَ بزَوْبَرِ ، إِذا ) جاءَ خائباً ( لم يُصِب شيئاً ) ولم يَقضِ حاجتَه .
( وزَوْبَرُ الثَّوبِ ) ، كجَوْهَر ، ( وزُؤْبُرُهُ
____________________

(11/404)


بضَمَّتَيْن : زِئْبِرُهُ ) ، وهو ما يَعْلو الثَّوْبَ الجدِيدَ كما يَعلو الخَزَّ ، وقد تقدَّم .
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : يقال ( أَزْبَرَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( عَظُمَ جِسْمُه ) . ( و ) أَزبَرَ ، إِذا ( شَجُعَ ) .
( وازْبَأَرَّ الكَلبُ : تَنَفَّشَ ) . قال المرَّار بن مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيُّ صف فرساً :
فهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئرارِهِ
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لمْ يَزْبَئِرّ
( و ) ازْبَأْرَّ ( الشَّعرُ : انْتَفَشَ ) : قال امرؤُ القَيْس
لها ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَا
بِ سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرّ
( و ) ازْبأَرَّ ( النَّبْتُ والوَبَرُ ) : طَلَعَا و ( نَبَتَا ) .
( و ) ازبَأَرَّ ( الرجلُ للشَّرِّ : تَهَيَّأَ ) . وقيل : اقشعَرَّ . وفي حدِيث شُرَيْح : ( إِنْ هي هَرَّتْ وازْبأَرَّ فلَيْس لها ) أَي اقشَعَرَّت وانْتَفَشَت .
( وزَوْبَرَ الثَّوْبَ فهو مُزَوْبَرٌ ومُزَيْبَرٌ ) إِذا عَلاَهَ الزِّئْبَرُ ، لُغتَان في مُزَسبر ومُزَأْبَر ، على الفَرَّاءِ ، نقله الصّاغاني .
( وأَبُو زَبْرٍ ) ، بفَتْح فَسُكُون ، ( عبدُ اللهاِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْر ) بنِ عطارف الرَّبَعيّ العَبْدِيّ الدِّمَشْقيّ ( مِن تابِعي التَّابِعِين ) عن القاسِم بنِ مُحمَّد وسالم بنِ عبدِ اللهاِ بن عُمَر ، وعنه ابنُه إِبراهيمُ والولِيدُ بنُ مُسلِم ، وابنُ أَخِيه القاضِي . وأَبو مُحَمَّد عبدُ الله بنُ أحمد بنِ رَبِيعَة بنِ سَلْمَانَ بنِ خَالِد ابنِ عبد الرَّحْمانِ بن زَبْر ، ثِقَة ، عن يُونُس الكديميّ وغيره .
( وحَارِثَةُ وحِصْنٌ ابنَا قَطَنِ بنِ زَابِرٍ ، ككَاتِبٍ ، صَحَابِيّان ) من بَنِي كَلب ، يقال : كتب النَّبيّ صلى الله عليه وسلمكِتَاباً لحارِثَةَ . ويقال في أَخِيه حِصْنٍ : حُصَينٌ ، مُصغَّراً .
____________________

(11/405)



( و ) أَبو عبد الله ( محمدُ بنُ زِيَادِ بنِ زَبَّار ، كشَدَّاد ، الزَّبَّارِيُّ ) الكَلْبِيّ ، نِسْبة إِلى جَدِّه المَذْكُور ، ( أَخْبَارِيٌّ ) بَغدادِيّ ، عن الشَّرْقِيّ بن القُطَامِي وعنه أحمدُ بنُ مَنْصُور الرَّمَادِيّ ، كثيرُ الرِّواية للشِّعْر ، غير ثِقَة ، قاله ابنُ الأَثيير . ويقال في زَبَّار هاذا : زَبُورٌ أَيضاً ، وهاكذا نَسَبَه بَعضهم .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَبَرْتُه وذَبَرْتُه : قَرَأْتُه ، قاله الأَصمَعِيُّ ، ونقَلَه الفَاكِهِيّ في شَرْح المُعَلَّقَات .
وإِذا انحرفَت الرِّيح ولم تَستَقِم على مَهَبَ واحِدٍ ، قيل : ليس لها زَبْرٌ ، على التَّشْبِيه . قال ابنُ أَحْمَر :
ولَهَتْ عليه كُلُّ مُعْصِفَةٍ
هَوْجَاءَ ليس للُبِّهَا زَبْرُ
شَبَّهَها بالنَّاقَة الهَوْجَاءِ التي كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتِها .
والزُّبْرة ، بالضَّمِّ : الصُّدْرَة من كُلِّ دَابَّة .
والمَزْبَرَانِيُّ : الأَسَد ، قاله ابنُ سِيده ، وأَنْشَدَ قولَ أَوْس بن حَجَر .
لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِيَةٌ
كالمَزْبَرانِيّ عَيّالٌ بأَوْصَالِ
هاكذا فسَّره بعضُهم ، وقال خالِدُ ابنُ كَلْثُوم : المَزْبَرَانِيّ : صِفَةٌ للأَسَد . وقال ابنُ سِيدَه : وهاذا خَطَأٌ ، وإِنَّما الرِّوَايَة : كالمَرْزُبَانِيّ .
وكَبْسٌ زَبِيرٌ ، كأَمِير : عَظِيمُ الزُّبْرَةِ وقيل : مُكْتَنِزٌ . وقال اللَّيْثُ : أَي ضَخُمٌ . وقد زَبُرَ كَبْشُك زَبَارَةً ، أَي ضَخُمَ ، قد أَزبَرْتُه أَنا إِزْباراً .
والزَّبِير ، كأَمِير : الشَّديدُ من الرِّجَال ، وهو أَيضاً الظَّرِيفُ الكيِّس .
والزُّبَارَة بالضَّمّ : الخُوصَة حين تَخرُج من النَّواة ، قاله الفَرَّاءُ .
____________________

(11/406)



وعن محمّد بن حَبِيب : الزَّوْبَر : الدّاهِيَة ، وبها فَسَّرَ بعضُهم قولَ ابنِ أَحْمَر :
وإِنْ قالَ غاوٍ مِن تَنُوخَ قَصِيدةً
بها جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَ
وتَنَحَّلهَ الفرزدَقُ فقال :
إِذا قال غَاو من مَعَدَ قَصِيدَة
بها جَرَبٌ كانَت عليَّ بزَوْبَرَا
وقال ابن بَرِّيّ : زَوْبَرُ : اسمُ علمٍ للكَلْبَة مُؤَنَّث ، وأَنشدَ قَوْلَ ابْنِ أَحْمَر السابقَ . قال : ولم يُسْمَع بزَوْبر هاذا الاسم إِلّا في شِعْره ، كالمَامُوسَةِ عَلمٌ على النار ، والبَابُوس لحُوَارِ الناقَةِ ، والأُرنَة لِمَا يُلَفُّ على الرَّأْس .
ومُزَبِّر ، كمُحَدِّث : اسمٌ .
وزَوْبَرُ : قريةٌ بمصر ، وقد دَخلتُها .
ويقال : تَزَبَّرَ الرجلُ ، إِذا انْتَسَب إِلى الزُّبَيْر ، كتَقَيَّس . قال مُقَاتِل بنُ الزُّبَير :
وتَزَبَّرَتْ قَيْسٌ كأَنَّ عُيُونَها
حَدَقُ الكِلاَبِ وأَظْهَرَتْ سِيمَاهَا
وتَزبَّرَ الرجلُ : اقشعَرَّ من الغَضَب .
وزَبَرُ الجَبَلِ ، مُحرَّكةً : حَيْدُه .
وزَبَرَ القِرْبَةَ : مَلأَهَا .
وزَبَرْت المَتَاعَ : نَفَضْته . وجَزَّ شَعرَه فزَبَرَه : لم يُسَوِّه ، وكان بعضُه أَطولَ من بَعْض .
وذَهَبَت الأَيّامُ بطَرَاءَته . ونَقَضَتْ زِئْبِرَه ، إِذا تَقادمَ عَهْدُه ، وهو مَجَاز .
وزُبَارَةُ ، بالضَّمّ : لَقَب مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن الحَسَن بنِ عَلِيّ بن الحُسَيْن العَلَويّ ، لأَنه كان إِذا غَضِبَ قيل : زَبَرَ الأَسدُ ، وهو بَطْنٌ كَبِيرٌ . منهم
____________________

(11/407)


أَبو عليّ مُحمَّد بنُ أَحْمَد بن محمّد شَيْخُ العَلَوِيّينِ بخُرَسَانَ ، وابنُ أَخِيه أَبو مُحَمَّد يَحْيَى بنُ محمّد بنِ أَحمدَ ، فَرِيدُ عَصْره .
وزُبَر كصُرَد : بَطْن من بني سَامَةَ بنِ لُؤَيّ ، وهو ابن وَهْب بن وثاق . وأَبُو أَحْمد محمّدُ بنُ عُبَيد الله الزّبيري إِلى جَدِّه الزُّبير بن عُمَر بن دِرْهِمٍ الأَسَدِيّ الكوفيّ ، عن مالك ابن مول ، وعنه إِو خَيثمةَ والقَوَارِيريّ .
وبأَصْبَهَانَ زُبَيْرِيُّون يَنْتَسِبُون إِلى الزُّبَيْر بن مشكانَ جَدِّ يُونَس بنِ حبيب .
زبتر : ( الزَّبَنْتَر ، كغَضَنْفَرٍ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ السِّكِّيت : هو الرجل ( القَصِيرُ ) ، وأَنشدَ :
تَمَهْجَرُوا وأَيَّما تَمَهْجُرِ
وهمّ بَنُو العَبْد اللَّئِيم العُنْصُرِ
ما غَرَّهُمْ بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ
بَنِي اسْهَا والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ
وقيل : الزَّبَنْتَر : القَصير المُلَزَّزُ الخَلْقِ . ( والرَّجلُ المُنْكَرُ في قِصَرٍ ) ، قاله ابن السِّكِّيت .
( و ) الزَّبَنْتَرُ : ( الدَّاهِيَةُ ، كالزَّبَنْتَرى ) كقَبَعْثَرى ، عن ابن دُرَيد .
( و ) عنه أَيضاً : يقال : ( مَرَّ ) فلانٌ ( يَتَزَبْتَرُ عَلَيْنَا ) ، هاكذا بالمُوَحَّدَةِ بعد الزّاي ، ( أَي ) مَرَّ ( مُتَكَبِّراً ) .
والزَّبَنْتَرة : التَّبَخْتُر . وذَكرَه الأَزهريّ في التَّهْذِيب في الخُمَاسِيّ .
زبطر : ( زِبَطْرَةُ ، كقِمَطْرَة ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، والصَّاغانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان ، وهو اسم ( د ، بين مَلَطْيَةَ ،
____________________

(11/408)


وسُمَيْسَاطَ ) من ثُغُور الرُّوم . ( و ) هو اسم ( بِنْت للرُّوم بنِ اليَقَن ابنِ سامِ بنِ نوحِ ) ، جَدّ الرُّوم ، وهي التي ( بَنَتْهَا ) ، هكاذا في سائِر الأُصول ، والصواب بَنَتْه ، أَي فسُمِّيَ باسْمِها ، هاكذا ذَكَرَه ، ولم يَذكر أَحَدٌ من أئِمَّة النَّسب في وَلَدَ سام اليَقَن هاذا ، وأَمّا الرُّوم فمِن وَلَدِ يُونانَ بن يافث ، على ما ذكره النّمريّ النَّسَّابة ، فليُنْظَر .
زبعر : ( الزِّبَعْرَى ، بكَسْرِ الزّاي وفَتْحِ البَاءِ والرَّاءِ ) ، وضَبَطه الحَافِظُ بنُ حَجَرٍ في الإِصابَة بكسر الموَّحدة : ( السَّيِّىءُ الخُلُقِ ) الشَّكِسُه ، قاله الفَرَّاءُ . قال الأَزهَرِيّ : وبه سُمِّيَ ابنُ الزِّبَعْرَى الشاعر .
( و ) الزِّبَعْرَى : ( الغَلِيظ ) الضَّخْم ، ( ويُفْتَح ) ، وحِينئذ فأَلِفُه مُلْحِقَةٌ له بسفَرْجَل ، ( وهي بهاءٍ ) .
( وأُذُنٌ زِبَعْراةٌ ) وزَبَعْرَاةٌ : ( غَلِيظَةٌ كثيرَةُ الشَّعَرِ ) . قال الأَزهريّ : ومن آذَانِ الخَيْل زِبْعْرَاةٌ ، وهي التي غَلُظَت وكَثُرَ شَعرُها .
( و ) في الصّحاح : الزِّبَعْرَى ( الكَثِيرُ شعرِ الوَجْهِ والحَاجِبَيْنِ واللَّحْيَيْنِ ) ، قاله أَبو عُبَيْدَة . وجَملٌ زِبَعْرَى كذالك .
وفي الرَّوْضِ الأَنُف للسُّهَيْليّ : الزِّبَعْرَى : البَعِيرُ الأَزَبُّ الكَثِيرُ شَعرِ الأُذُنَيْنِ مع قِصَرٍ ، قاله الزُّبَيْر .
( و ) الزَّبْعَرَيِ والَّزبْعَرُ ، كجَعْفَرِيّ وجَعْفَر : ( شَجَرَةٌ حِجازِيَّة ) طَيِّبةُ الرّائِحَةِ .
( و ) الزِّبَعْرَى : ( أُنثَى التَّمَاسِيحِ ، أَو دَابَّةٌ تَحمِل بقَرْنِها الفِيلَ ) ، قيل : إِنها الكَرْكَدَّنُ . وقيل : نَوعٌ تُشْبِهُه .
____________________

(11/409)



( و ) الزِّبَعْرَى بنُ قَيْسِ بنِ عَدِيّ : ( والدُ عبدِ اللهاِ الصحابِيِّ القُرَشِيّ ) السَّهْمِيّ ( الشَّاعِرِ ) ، أُمُّ عبدِ الله هاذا عاتِكَةُ الجُمَحِيَّة ، وكان من أشْعر قُريش ، كضِرَار بنِ الخَطَّاب ، أَسلم بعدَ الفَتْح وحَسُنَ إسْلامُه وانقرضَ .
( و ) الزَّبْعَر ، ( كجَعْفَرٍ ودِرْهم : نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائحةِ ) ، قاله ابن دُرَيْد وأَنْشَد :
كالضَّيْمُرَانِ تَلُفُّه بالزَّبْعَرِ ( و ) الزَّبْعَر والزَّبْعَرِيُّ ( كجَعْفَرٍ وجَعْفَريَ : ضَرْبٌ من المَرْوِ ) ، وليس بعَرِيض الوَرَقِ ، ومَا عَرُضَ وَرَقُه منه فهو ماحُوزٌ .
( و ) الزِّبَعْرِيّ ، ( كهِرَقْلِيَ : ضَرْبٌ من السِّهَام ) مَنْسُوب ، نقله الصَّاغانِيّ .
والمُزْبَعِرُّ ، مِثال مُزْمَهِرّ : المُتَغَضِّب ، نقلَه ابنُ دُرَيْد وقال : ليس بَثَبْت .
زبغر : ( الزِّبْغَرُ ، كدِرْهَم ) ، وضبطه غير واحد كجَعْفَر ، ( لُغةٌ في المهملة ) ، وهو المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ ، ( أَو هِيَ الصَّوَابُ ) ، وإِهمال العين خَطَأٌ ، ويقال : هو الذي يقال له مَرْوُ ماحُوزٍ .
وأَما أَبو حنيفة فإِنه قال : إِنه الزَّغْبَر ، بتقديم الغين على الباءِ ، وقد أهمله الجوهريّ والصَّاغانيّ .
زجر : ( زَجَرَه ) عنه يَزْجُره زَجْراً : ( مَنَعَه ونَهاهُ ) وانْتَهَره ، ( كازْدَجَره ) ، كانَ في الأَصْل ازْتَجَر ، فقلبت التاءُ دَالاً لقُرْب مخرَجَيْهِما ، واخْتِيرت الدَّال ، لأَنها أَلْيَقُ بالزَّاي من التاءِ . ( فانْزَجَرَ وازْدَجَرَ ) ، وَضَعَ الازْدِجَار مَوْضِع ، الانْزِجَار ، فيكون لازِماً .
وحيث وَقَعَ الزَّجْر في الحَدِيث فإِنما يُرَادُ به النَّهْي . وهو مَزْجُور ومُزْدَجِرٌ .
____________________

(11/410)



( و ) زَجَرَ ( الكَلْبَ ) والسَّبُعَ ، ( و ) زَجَرَ ( بِهِ : نَهْنَهَهُ ) .
( و ) من المَجَاز : زَجَرَ ( الطَّيْرَ ) يَزْجُرُه زَجْراً : ( تَفاءَلَ به فتَطَيَّرَ ، فنَهَرَه ) ونَهَاه ، ( كازْدَجَرَه ) ، قال الفرزْدَق :
ولَيْسَ ابنُ حَمْرَاءِ العِجَانِ بمُفْلِتِي
ولم يَزْدَجِر طَيْرَ النُّحُوسِ الأَشَائِمِ
وقال اللَّيْثُ : الزَّجْر : ءَن تَزْجُرَ طائِراً أَو ظَبْياً سانِحاً أَو بارِحاً فتَطَيَّرَ منه ، وقد نُهِي عن الطِّيَرَة .
( و ) زَجَرَ ( البَعِيرَ ) حَتَّى ثَارَ ومَضَى ، يَزْجُره زَجْراً : ( سَاقَه ) وحَثَّه بلفْظ يَكُون زَجْراً له ، وهو للإِنْسان كالرَّدْعِ ، وقد زَجَرَه عن السُّوءِ فانْزَجَرَ .
( و ) زَجَرَت ( النَّاقَةُ بما في بَطْنِها ) زَجْراً : ( رَمَتْ به ) ودَفَعَتْه .
( و ) من المَجَاز : ( الزَّجْرُ : العِيَافَة ) ، وهو يَزْجُر الطَّيْرَ : يَعِيفُهَا وأَصله أَنْ يَرْمِيَ الطَّيْرَ بحصَاةٍ ويَصِيح ، فإِن وَلَّاه في طَيَرَانَه مَيامِنَه تَفاءَلَ به ، أَو مَيَاسِرَه تَطَيَّرَ . كذا في الأَساس . ( و ) هو ضَرْبٌ من ( التَّكَهُّن ) ، يَقول إِنه يكون كذا وكذا . وفي الحَدِيث : ( كان شُرَيْحٌ زَاجِراً شَاعراً .
وقال الزَّجَّاجُ : الزَّجْر للطَّيْر وغَيْرِهَا التَّيَمُّن بسُنُوحها ، والتشاؤُم بُبُروحها ، وإِنَّمَا سُمِّيَ الكاهِنُ زَاجِراً لأَنه إِذَا رَأَى ما يَظُنُّ أَنه يُتَشاءَم به زَجَرَ بالنَّهْي عن المَضِيِّ في تِلْك الحَاجَة برفع صَوْت وشِدّة ، وكذالك الزَّجْرُ للدَّوابّ والإِبل والسِّباع .
( و ) الزَّجْر ، بالفَتْح كما هو مُقْتَضَى سِيَاقه ، وضَبَطَه الصَّغَانِيّ بالتَّحْرِيك : ( سَمَكٌ عِظَامٌ ) صِغَارُ الحَرْشَفِ ، ( ويُحَرَّكُ ، ج زُجُورٌ ) ، هاكذا تتكلّم به أَهْلُ العِرَاق . قال
____________________

(11/411)


ابن دُرَيْد : ولا أَحسبَهُ عَرَبِيًّا .
( وبَعِيرٌ أَزْجَرُ ) وأَرجَلُ ، وهو الذي ( في فَقَارِهِ ) ، أَي فَقارِ ظَهْرِهِ ( انْخِزالٌ من داءٍ أَو دَبَرٍ ) .
( و ) في البصائر للمُصَنِّف : الزَّجْر : طَرْدٌ بصَوْت ، ثم يُسْتَعْمَل في الطَّرْد تارةً وفي الصَّوت أُخْرَى .
و ( قولُه تَعَالَى { فَالزجِراتِ زَجْراً } ( الصافات : 2 ) أَي الملائكَة ) التي ( تَزْجُرُ السَّحَابَ ) ، أَي تَسُوقُه سَوْقاً ، وهو مَجاز .
وقولُه تعالى : { وَلَقَدْ جَآءهُم مّنَ الاْنبَآء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } ( القمر : 4 ) أَي طَرْدٌ ومَنْعٌ من ارْتِكَاب المَآثِم .
وقوله تعالى : { وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } ( القمر : 9 ) أَي طُرِدَ .
( و ) في الصّحاح : ( الزَّجُورُ ) ، كصَبُور : ( النَّاقَةُ التي تَعْرِف بعَيْنِها وتُنْكِر بأَنْفِهَا ) ، أَ ( و ) هي ( التِّي لا تَدِرُّ حتى تُزْجَرَ ) وتُنْهَر ، وهو مَجاز ، وقيل ؛ هي التي تَدِرُّ على الفَصِيلِ إِذا ضُرِبَتْ ، فإِذا تُرِكَت مَنَعَتْه ( و ) قال ابنُ الأَعرابِيّ : الزَّجُور : ( الناقةُ العَلُوقُ ) قال الأَخطَلُ :
والحَرْبُ لاقِحَةٌ لَهُنَّ زَجُورُ وهي التي تَرْأَم بأَنْفِهَا وتَمْنَع دَرَّها ، ويُوجَد هنا في بَعْضِ النُّسَخ : العَلُوف بالفَاءِ . والذي نَصَّ عليه ابنُ الأَعرابِيّ في النَّوادِر العَلُوق ، بالقَاف .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
ذِكْرُ اللهاِ مَزْجَرَةٌ للشَّيْطَانِ ومَدْحَرَةٌ ، وهو مَجاز .
قال سِيبَوَيْه : وقالوا هو مِنِّي مَزْجَرَ الكلْبِ أَي بِتِلْك المنزلَة ، فحذَفَ وأَوصْلَ . قال الزَّمَخْشَرِيّ : وهو مَجاز .
وكَرَّرْتُ على سَمْعِه المواعِظَ والزَّواجِرَ .
____________________

(11/412)



وقال الشاعر :
مَنْ كان لا يَزْعُم أَنّى شاعِرُ
فَلْيَدْنُ مِنّي تَنْهَهُ المَزَاجِرُ
عَنَى الأَسبابَ التي من شَأْنِهَا أَن تَزْجُرَ ، كقَوْلك : نَهَتْه النَّواِهي .
وكَفَى بالقُرْآنِ زَاجِراً ، وهو مُجَاز . وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُودٍ ( مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ في أَقَلَّ من ثلاثٍ فهو زَاجِر ) . مِنْ زَجَرَ الإِبِلَ يَزْجُرُهَا ، إِذا حَثَّهَا وحَمَلَها على السُّرْعَة . والمحفوظ راجزٌ ، وسُيذْكَر في مَحَلّه .
وفي حَدِيثٍ آخرَ ( فسَمِعَ وَرَاءَه زَجْراً ) ، أَي صِيَاحاً على الإِبل وحَثًّا . قال الأَزْهَرِيّ : وزَجْرُ البَعِيرِ : أَن ياقل له حَوْبِ ، والناقَة حَلْ .
وتزَاجَرُوا عن المُنْكَر .
وزَجَرَ الراعِي الغَنَمَ : صاح بها . وهو مَجَازٌ .
وزَاجِرُ بنُ الهَيْثم ، وزَاجِرُ بن الصَّلْت : مُحَدِّثانِ . تَرْجَم لهما البُخَارِي في التَّاريخ .
زحر : ( الزَّحيرُ ) ، كأَمِير ، ( والزُّحَارُ والزُّحَارَةُ ، بضمِّهما ) : إِخْرَاجُ ( الصَّوْتِ ) أَو ( النَّفَس بِأَنِين ) عند عَمَلٍ أَو شِدَّة . وسَمِعْت له زَفِيراً وزَحِيراً . ( أَوِ ) الزَّحِير : ( استِطْلاقُ ) كذا في الصّحاح وفي الأَساس : انْطِلاق ( البَطْنِ بِشِدةٍ ) ، وكذالك الزُّحَارُ ، بالضَّمّ . ( و ) الزَّحِير : ( تَقْطِيعٌ في البَطْن يُمَشِّي دَماً ) .
ورَجلٌ مَزْحُورٌ : به زَحيرٌ .
( والفِعْلُ ) زَحَرَ ، ( كجَعَلَ وضَرَبَ ) يَزْحَرُ ويَزْحِر ، زَحِيراً ، ( كالتزَحُّر والتَّزْحِيرِ ) .
( و ) يقال : ( زَحَرَت به أُمُّه ، وتَزَحَّرَت عنه ) ، إِذَا ( وَلَدَتْه ) ، قال الشاعر :
إِنِّي زَعِيمٌ لَكِ أَن تَزَحَّرِي
عن وَارِمِ الجَبْهَةِ ضَخْمِ المَنْخِرِ
____________________

(11/413)



هاكذا أَنشدَه الليثُ . وقال ابنُ دُرَيد :
عَن وَافِرِ الهَامَةِ عَبْلِ المِشْفَرِ ( وزَحْرُ بنُ قَيْس ) ، قال : خَرجْتُ حينَ أُصِيبَ عَلِيٌّ رضي الله عنه ، إلى المَدَائن ، فكان أَهلُه بها ، قاله مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْر ، عن أَبي مِحْصن ، عن الشَّعْبِيّ . ( و ) زَحْرُ ( بنُ حِصْن ) ، سمعَ جَدَّه حُمَيْدَ بن مِنْهَب . روَي عنه زكرِيَّا بنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر ن حِصْن الطَّائِيّ . ( و ) زَحْر ( بنُ الحَسن : محدِّثُون ) . ( الأَخير ) سَمِع عبدَ العزيز بن حَكِيم ، سمعَ منه ابنُ المبارك ووَكِيع ، هو الحَضْرميّ الكُوفِيّ ، وهاؤلاءِ الثَّلاثة في تارِيخ البُخارِيّ ، ونَقلْته منه كما تَرَى .
( و ) زُحَرُ ، ( كزُفَرَ ، و ) ، زَحْرَانُ مثل ( سَكْرَانَ : البَخِيلُ ) يَئِنّ عند السُّؤَال كالزَّحَّار ، بالفَتْح والتَّشْدِيد ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ :
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً
وعند الفَقْر زَحَّاراً أُنَاناً
قال ابن بَرِّيّ : أُنَاناً مَصْدَرُ أَنَّ يَئِنّ أَنِيناً وأُنَاناً ، كزَحَرَ يَزْحَر زَحِيراً وزُحَاراً .
( وقد زُحِرَ ، كعُنِيَ ، فهو مَزْحُورٌ ) ، حَكاه اللِّحْيَانيّ .
( و ) الزُّحَارُ ، ( كغُرَاب : داءٌ للبَعير ) يَأْخذُه فينزْحَر منه حتى يَنْقَلِب سُرْمُه فلا يَخرج منه شَيْءٌ .
( و ) من المَجَازِ : ( زَاحَرَه : عَادَاهُ ) وانتفَخَ له .
( وزَحَرَه بالرُّمْحِ : شَجَّه به ) . قال ابن دريد : ليس بثَبتٍ .
( و ) زَحَرَ ( البَخِيلُ : سُئِلَ فاستَثْقَلَ السُّؤالَ ) فأَنَّ لذالِك .
( والتَّزْحِيرُ : أَن يَهْلِكَ وَلَدُ النَّاقَة فيما بين مَنْتَجِه وبينَ شَهْر
____________________

(11/414)


أقصاهُ فتَجْعَلَ كُرَةً في مِخْلاةٍ وتُدخِلَها في حَيائها وتَتْرِكَها لَيلةً وقد سَدَدْتَ أَنْفَها ثمّ تَسُلّ الكُرَةَ وقد أَعْدَدح 2 حُوَاراً آخَرَ فَتُرِيها الحُوَارَ والأَنْفُ مَسْدُودٌ بعدُ فتَحْسب أَنه وَلَدُهَا وأَنّها نُتِجَتْه ساعَتَئذٍ فَتَحُلُّ أَنْفَهَا وتُدِنيه فَتَرْأَمُه ) وتَعطِف عليه ( وتَدُرُّ ) اللَّبَن . ( وقد زَحَّرْتُها تَزْحِيراً ) .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
هو يَتَزَحَّر بمالِه شُحًّا ، كأَنَّه يَئِنّ ويَتشدَّد .
والزَّحْرَة كالزَّفْرَة .
زحمر : ( زَحْمَرَ القِرْبةَ : مَلأَهَا ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللسان ، ونَقَلَه الصَّغَانِيّ .
زخر : ( زَخَرَ البَحْرُ ، كمَنَع ) ، يَزْخَرُ ( زَخْراً ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( وزُخُوراً ) ، بالضَّمّ ، وزَخِيراً ، الأَخِيرُ من الأَساس ، ( وَتَزَخَّرَ : طَمَا وتَمَلَّأَ ) . فيه لَفٌّ ونَشْر مُرَتَّب . ( و ) زَخَرَ ( الوادِي ) زَخْراً : ( مَدَّ جِدًّا وارْتَفَعَ ) ، فهو زَاخِرٌ . وقال أَبُو عَمْرو : ويُقَال لِلْوادِي إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً . وقيل إِذا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً . وقيل إِذا كَثُر ماؤُه وارْتَفَعَت أمواجُه . وفي حديث جَابِر ( فَزَخَرَ البَحْرُ ) ، أَبي مَدَّ وكَرَ مَاؤُه وارْتَفَعت أَمواجُه .
ويقال : فُلاَنٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ ، وبَدْرٌ زَاهِرٌ ، وهو من البُحْخور أَزخَرُهَا ، ومن البُدُور أَزهَرُهَا . ورأَيتُ البِحَارَ فلم أَرَ أَغْلَبَ منه زَخْرَةً ، والجِبالَ فلم أَرَ أَصح 2 بَ منه صَخْرَةً .
( و ) زَخَر ( الشَّيْءَ ) زَخْراً ( : مَلأَه ) .
قُلْتُ : ويمكن أَن يُؤخَذَ منه قَولُ المُصَنِّف السَّابِق : زَخْمَر القِرْبَةَ : ملأَهَا ، على أَنّ الميم زائدةٌ ، والصَّوابِ ذِكْرُه هنا ، فتأَمَّل .
( و ) زَخَرَ ( القَوْمُ : جاشُوا : لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ ) ، قال أَبو عَمرو : وإِذا جاشَ القَوْمُ للنَّفِير قيل : زَخَرُوا . ( و )
____________________

(11/415)


زَخَرَت ( القِدْرُ والحَرْبُ ) نَفْسُهَا ( : جاشَتَا ) ، تَزْخَرَانِ زَخْراً . أَما شاهِدُ الأَوّل .
فقُدُورُهُ بفِنَائِه
للضَّيْف مُتْرَعَةٌ زَوَاخِرْ
وأَمّا شاهد الثاني :
إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمِ عَظِيمَةٍ
رَأَيْتَ بُحوراً من نُحورِهمُ تَطْمُو
( و ) زَخَرَ ( النَّبَاتُ : طالَ ) .
( و ) قال الأَصمَعِيُّ : زَخَرَ ( الرَّجلُ بما عندَهُ ) و ( فَخَرَ ) ، واحدٌ ، وعِبَارَةٌ الأَساسِ : بما لَيْس عِنْدَه ، ( كتَزَخْوَرَ ) وقيل : تَزَخْوَرَ ، إِذا تَكَبَّر وتَوَعَّدَ .
( و ) زَخَرَ فلانٌ ( الرَّجلَ : أَطْرَبَه ) .
( و ) زَخَرَ ( العُشح المالَ : سَمَّنَه وزَيَّنَه ) .
( و ) زَخَر ( الدِّقَّ : أَذْراهُ في الرِّيح ) بالمِذْرَاةِ .
( و ) قال أَبو تُرَاب . سَمِعتُ مُبْتَكِراً يقول : ( زَاخَرَه فَزَخَرَه ) ، و ( فَاخَرَه ففَخَرَهُ ) ، واحدٌ .
( ونَبَاتٌ زَخُوَرٌ ) ، كجَعْفَر ، ( وزَخْوَرِيٌّ ) ، بياءِ النِّسْبَة ، ( وزُخَارِيٌّ ) ، بالضَّم : ( تَامٌّ رَيَّانُ مُلْتَفٌّ ) قد خَرَجَ زَهْرُه .
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( الزِّاخِرُ : الشَّرفُ العَالي ) .
( و ) في الأَساس الزَّاخِرُ : ( الجَذْلاَنُ ) .
( والزُّخْرِيُّ ، ككُرْدِيَ : الطَّوِيلُح ) من النَّبَات وغيرِه .
( و ) يقال : مَكَانٌ زُخَارِيُّ النَّبَاتِ . ( زُخَارِيُّ النّبَاتِ : زَهْرُه ونَضَارَتُه ) . وأَخَذَ النَّبَاتُ زُخَارِيَّه ، أَي حَقَّه من النَّضَارةِ والحُسْن .
وفي الأَسَاس : وأَخذَت الأَرضُ زُخَارِيَّها إِذا زَخَرَ نَبَاتُها . وأَخَذَ النَّبْتُ زُخَارِيَّه . وكُلُّ أَمرتَمَّ واستَحْكم فقد أَخَذَ زُخَارِيَّه ، مَثَلٌ عنْدهم .
____________________

(11/416)


وتقول : النَّبتُ إِذا أَصابَ رِيَّه أَخَذَ زُخَارِيَّه .
وقال الأَصمعيّ : إِذا التَفَّ العُشْبُ ، وأَخْرَجَ زَهْرَه قيل : جُنَّ جُنوناً وقد أَخذَ زُخَارِيَّه قال ابنُ مُقْبِل :
ويَرْتَعِيَان لَيْلَهُمَا قَرَاراً
سَقَتْه كُلُّ مُدجِنَةٍ هَمُوعِ
زُخَارِيَّ النَّبَاتِ كأَنَّ فيه
جِيَادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ
( وعِرْقُه زاخِرٌ ، أَي ) هو ( كريمٌ يَنْمِي ) ، قاله أَبو عُبَيْدَة . وقيل : عِرْقٌ زاخِرٌ : وَافِرٌ . قال الهُذَلِيّ :
صَنَاعٌ بإِشْفَاهَا حَصَانٌ بشَكْرِهَا
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زَاخِرُ
قال الجَوْهَرِيّ : معناه يقال إِنها تَجُود بقُوتِهَا في حال الجُوعِ وهَيَجَانِ الدَّمِ والطَّبَائِع . ويقال : نَسبُها مُرْتَفِع ، لأَن عِرْقَ الكَرِيمِ يَزْخَر بالكَرَم .
( وكَلامٌ زَخْوَرِيٌّ : فيه تكَبُّرٌ ) وتَوعُّدٌ ، وقد تَزَخْوَرَ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَخَرَت دِجْلَةُ زَخْراً : مَدَّت ، عن كُرَاع .
وأَرْضٌ زَاخِرَةٌ : أَخذَت زُخَارِيَّهَا .
واكْتَهَلَتْ زَوَاخِرُ الوَادِي : أَعشابُه .
وبَحْرٌ زَخَّارٌ .
قال ابنُ دُرَيْد ، زِخْرِيَةٌ ، مثال هِبْرِية : نَبْتٌ تامٌّ ، نقَله الصَّغَانِيّ .
زخبر : ( زَخْبَرٌ ، كجَعْفَر : اسْم ) رجلٍ ، هاكَذَا نَقَلَه الصَّغَانِيُّ وَحدَه .
زدر : ( أَزْدَرَهُ ، لغةٌ في أَصْدَرَه ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ .
( و ) قال الأَزهَرِيّ : يقال : ( جاءَ )
____________________

(11/417)


فلانٌ ( يَضْرِب أَزْدَرَيْه ) وأَسْدَرَيْه وأَصْدَرَيْه ، ( أَي ) جاءَ ( فارِغاً ) ، كذلك حَكاهُ يَعقُوب بالزاي ، قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ الزَّايَ مُضَارعة ، وإِنما أَصلُها الصَّاد ، وسيأْتي هناك ، لأَنَّ الأَصْدَرَيْن عِرْقَانِ يَضْرِبَان تحْتَ الصُّد 2 يْن لا يُفرَد لهما واحدٌ . ( وقُرِىء : { ) 11 ( . 026 يومئذ يزدر الناس أشتاتا } ( الزلزلة : 6 ) وسائِر القَرَّاءِ قَرَؤُوا { يُصْدِرَ } وهو الحَقّ ) .
قال شيخُنَا : أَما إِشْمام صَادِه زاياً فهي قراءَة حَمْزَةَ والكِسَائِيّ . وأَمّا قِرَاءَة الزَّاي الخالِصَة فلا أَعرفها ، وإِن ثَبَتَت فهي شاذَّةٌ ، كما أَشار إِليه في النَّامُوس . وعندي أَنَّ هاذِه المادّةَ لا تكاد تَثْبُتُ على جِهَةِ الأَصالةِ ، والله أَعلم .
قلتُ : وقد أَطال الصَّغَانيّ في البَحْث نَقْلاً عن سِبَوَيْه وغيرِه في التَّكْمِلَة ، وأَنشد قولَ الشَّاعِر :
ودَعْ ذا الهَوَى قَبْلَ القِلَى تَرْكُ ذَا الهَوى
مَتِينَ القُوَى خَيْرٌ مِن الصَّرْم مُزْدَرَا

____________________

(11/418)


زرر : ( *!الزِّرُّ ، بالكَسْر : الذي يُوضعَ في القَمِيص ) . وقال ابن شُمَيْل : *!الزِّرُّ : العُرْوَة التي تُجعَل الحَبَّةفيها .وقال ابن الأعرابي :يقال ُ *!لزِرِّ القَمِيص الزِّير ، بقَلْب أحد الحَرْفين المُدْغَمين ، وهو الدُّجَة . ويقال لعُروَتِهِ الوَعْلَة . وقال اللَّيْثُ : الزِّرُّ : الجُوَيْزة ، التي تُجْعَل في عُرْوة الجَيْب . قال الأَزهريّ : والقَوْلُ في الزِّرِّ ما قال ابنُ شُمَيل : إِنَّه العُرْوَة والحَبَّة تُجعَل فيها . ( ج *!أَزْرارٌ *!وزُرُورٌ ) . قال مُلح 2 ة الجَرْمِيُّ :
كأَنَّ *!زُرُورَ القُبْطَرِيَّة عُلِّقَتْ
عَلاَئِقُها منْه بجِذْعَ مُقَوَّمِ
وعَزَاه أَبو عُبَيْد إِلى عَدِيّ بنِ الرِّقاع .
قال شيخُنا : ثمَّ ما ذَكَرَه المُصَنِّف من كَسْره هو المَعْرُوف ، بل لا يكاد يُعْرَف غَيْرهُ . وما في آخِرِ الباب من حاشِيَة المُطَلأصل أَنه بالفَتْح كثَوْب أَو ، كقُرّ ، فيه نَظَرٌ ظاهِرٌ .
قلْتُ : أَما الفَتْحُ فلا يكاد يُعرَف ، ولاكن نُقِل عن ابنِ السِّكّيت ضَمُّه . قال في باب فِعْل وفُعْل باتفاق المَعْنَى خِلْبُ الرَّجُل وخُلْبه ، والرِّجْز والرُّجْز ، والزِّرُّ *!والزُّرُّ ، وعِضْو وعُضْو والشِّحُّ والشُّحُّ : البُخْل .
قال الأَزهريّ : حَسِبْته أَرادَ من الزِّر زِرِّ القَمِيص .
قلتُ : ولو صَحَّ ما نقله شيخُنا من الفَتْح كان مُثَلَّثاً كما لا يَخْعى فتأَمَّلْ .
وفي حَدِيثِ السَّائِب بنِ يَزِيد في وَصْف خاتِمَ النُبوّةِ ( أَنه رأَى خاتمَ رَسول الله صلى الله عليه وسلمفي كَتِفِه مثل *!زِرِّ الحَجَلَة ) . أَراد بها جَوْزَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ .
____________________

(11/419)



وقال ابنُ الأَثِيرِ : *!الزِّرُّ : واحد *!الأَزْرَار التي تُشَدُّ بها الكِلَلُ والسُّتُورُ على ما يكون في حَجَلَةِ العَرُوس ، وقيل : الرِّوَايَة ( مثْل رِزِّ الحَجَلَةِ ) بتَقْدِيم الراءِ على الزاي . والحَجَلَةُ : القَبَحَةُ .
قلَتُ : وبِقَوْل ابنِ الأَثِيرِ هاذا يَظْهَر أَن تَخْصِيص الزِّرّ بالقَمِيص إِنما هو لبَيَانِ الغَالِبِ ، وقد أَشار له شَيْخُنا .
( و ) من المَجَاز : ضَرَبَه فأَصابَ *!زِرَّه . *!الزِّرُّ : ( عُظَيْمٌ تَحْتَ القَلْبِ ) ، كأَنَّه نِصْفُ جَوْزَةٍ ، ( وهو قِوَامُه . و ) قيل : الزِّرُّ : ( النُّقْرَةُ فيها تَدُورُ وَابِلَةُ الكَتِفِ ) ، وهي طَرَفُ العَضُدِ من الإِنسان . وقيل : *!الزِّرَّانِ : الوَابِلَتَان . ( و ) قيل : الزِّرُّ : ( طَرَفُ الوَرِكِ في النُّقْرَةِ ) ، وهما *!زِرَّانِ .
( و ) من المَجَاز : الزِّرُّ : ( خَشَبَةٌ من أَخْشَابِ الخِبَاءِ ) في أَعْلَى العَمُودِ ، جَمْعه *!أَزرَارٌ ، وقيل : *!الأَزرَارُ : خَشَبَاتٌ يُخْرَزْن في أَعْلَى شُقَقِ الخِبَاءِ وأُصولها في الأَرض ، *!وزَرَّها : عَمِلَ بها ذالِك .
( و ) من المَجَاز : الزِّرُّ : ( حَدُّ السَّيْفِ ) ، عن ابْن الأَعْرَابِيّ . وقال هِجْرِس بنُ كُلَيْب في كلام له : ( أَمَا وسَيْفِي *!وزِرَّيْه ، ورُمْحِي ونَصْلَيْه ، وفَرَسِي وأُذُنَيْه ، لا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبِيهِ وهو يَنْظُر إِليه ) . ثم قَتَل جَسَّاساً بثَأْر أَبِيه .
( و ) أَبو مَرْيَم ( *!زِرُّ بنُ حُبَيْش ) بن حُبَاشَةَ الأَسَدِيّ الكُوفِيّ ثِقَة مُخَضْرَمٌ ( تاتِعِيٌّ ) ، من قُرَّائهم . سَمِع عُمَرَ بنَ الخَطَّاب ، رَوَى عَنْه إِبراهِيمُ وعاصِمُ بن بَهْدَلَة ، قاله البخاريّ في التَّاريخ .
*!وزِرُّ بن عبد الله بن كُلَيْب الفُقَيْميّ قال الطَّبَرِيّ : له صُحبَة ، من أُمَرَاءِ الجُيُوشِ .
( وذُو *!الزِّرَّيْنِ : سُفْيَانُ بن مُلْجَمٍ .
____________________

(11/420)


أَو ) هو سُفْيَانُ بن ( مُلْحَج القِرْدِيُّ ) ، بالكسر كما ضَبَطَه الصَّاغانيّ .
( و ) يقال : ( إِنَّه *!لَزِرٌّ من *!أَزْرَارِهَا ) أَي الإِبل ( أَي حَسَنُ الرِّعْيَةِ لَهَا ) . وقيل : إِنه لَزِرُّ مالٍ ، إِذا كان يَسوقُ الإِبلَ سَوْقاً شديداً ، والأَوّلُ الوَجْهُ .
( و ) رأَى عَلِيٌّ أَبا ذَرَ فقال أَبو ذَرَ له : ( هاذا ( *!زِرُّ الدِّينِ ) ) . قال أَبُو العَبَّاس : معناه ( قِوَامُه ) ، *!كالزِّرّ ، وهو العُظَيْم الذي تَحتَ القَلْبِ ، وهو قِوَامُه . وفي رِوَايَة أُخْرَى في حديث أَبي ذَرَ في عَلِيٌّ ( إِنه *!لَزِرُّ الأَرضِ الذي تَسْكُن إِليه ويَسْكُن إِليها ، ولو فُقِدَ لأَنكَرْتُم الأَرْضَ ولأَنْكَرْتم النَّاسَ ) ، فسَّره ثَعْلَب فقال : تَثْبُت به الأَرضُ كما يَثْبُت القَميصُ *!بزِرِّه إِذا شُدَّ به .
( و ) *!الزَّرُّ ، ( بالفَتْحِ : شَدُّ *!الأَزْرَارِ ) . يقال : *!زَرَرْتُ القَمِيصَ *!أَزُرُّه ، بالضَّمّ ، إِذا شَدَدْتَ *!أَزْرارَه عليك ، يقال : *!ازْرُرْ عليك قَمِيصَك *!وأَزْرَرْتُ القَمِيصَ ، إِذَا جَعلْتَ له *!أَزْراراً *!فتَزَرَّرَ .
( و ) من المَجَازِ : *!الزَّرُّ : الشَّلُّ و ( الطَّرْدُ ) . يقال : هو*! يَزُرُّ الكتائِبَ بالسَّيْف ، وأَنشد :
يَزُرُّ الكَتَائِبَ بالسَّيْفِ *!زَرَّا *!وزَرَّه *!زَرًّا : طَرَدَه .
( و ) الزَّرُّ : ( الطَّعْنُ ) ، يقال : *!زَرَّه *!زَرًّا : طَعَنَه .
( و ) *!الزَّرُّ : ( النَّتْفُ ) ، يقال : *!زَرَّه *!زَرًّا : نَتَفَه .
( و ) من المَجَاز : *!الزَّرُّ : ( العَضُّ ) ، يقال : *!زَرَّه *!زَرًّا : عَضَّه .
( و ) *!الزَّرُّ : ( تَضْيِيقُ العَيْنَيْن ) ، يقال : *!زَرَّ عَيْنَيْه ، *!وزَرَّهما : ضَيَّقَهما .
( و ) *!الزَّرُّ : ( الجَمْعُ الشديدُ ) ،
____________________

(11/421)


يقال : *!زَرَّه *!زَرًّا ، إِذا جَمَعه شَدِيداً ، وهو مَجاز .
( و ) *!الزَّرُّ : ( نَفْضُ المتاعِ ) .
( *!وزَرٌّ جَدٌّ لعَبْدِ اللهاِ الخُوَارِيِّ ) من أَهل خُوَارِ الرّيّ ، وهو عبدُ الله بنُ محمّد بن عَبدِ الله بْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن *!زَرٍّ .
( والوازِامُ بنُ *!زَرٍّ ) الكَلبِيّ : ( صحابيٌّ ) ، له وَفَادة ، نقله الصَّغَانِيُّ .
( *!وزَرُّ بنُ كَرْمَانَ الرَّازِيُّ : له ذِكْرٌ ) .
( *!وزَرَّ ) يَزِرُّ : ( زادَ عَقْلُه ) وتَجَارِبُه .
( *!وزَرِرَ ، كسَمِع ) ، إِذا ( تَعَدَّى على خَصْمِه . و ) *!زَرِرَ ، أَيضاً ، إِذا ( عَقَلَ بعْدَ حُمْقِ ) .
( *!والزَّرِيرُ ، كأَمِير : الذَّكيُّ الخَفِيفُ ) من الرِّجال ، وأَنشد شَمِرٌ :
يَبِيت العَبْدُ يَرْكَب أَجْنَبَيْه
يَخِرُّ كأَنَّه كَعْبٌ*! زَرِيرُ
( *!كالزُّرَازِر ) ، كعُلابِطٍ . يقال : رَجُلٌ *!زُرَازِرٌ ، ورِجَالٌ *!زَرَازِرُ . وأَنشد :
ووَكَرَى تَجْرِي على المَحَاوِرِ
خَرْسَاءَ مِن تَحْتِ امْرِىءٍ *!زُرَازِرِ
( *!والزَّرْزَارِ ) ، كصَرْصَار ، وهو الخَفِيفُ السَّرِيع .
وقال الأَصمعِيُّ : فلانٌ كَيِّسٌ *!زُرَزِارٌ ، أَي وَقَّادٌ تَبْرُقُ عَيْنَاه .
( و ) *!الزَّرِيرُ : ( نَبَاتٌ ) له نَوْرٌ أَصْفَرُ ( يُصبَغُ به ) ، من كلام العَجَم .
( و ) الزَّرِيرُ مصدرُ *!زَرَّت عَينُه *!تَزِرُّ بالكَسْر : ( تَوَقُّدُ العَيْنِ وتَنَوُّرُهَا ) . يقال : عَيْنَاه *!تَزِرَّانِ *!زَرِيراً ، أَي تَوَقَّدًّنِ ، وقال الفَرَّاءُ : عَيْناه *!تَزِرَّانِ في رأْسِه ، إِذا تَوقَّدتَا .
( *!والزّرْزُورُ ) ، بالضَّمّ : ( المَرْكَبُ الضِّيِّقُ ) .
____________________

(11/422)



( و ) *!الزُّرْزُور : ( طائِرٌ ) كالقُنْبَرة .
( *!وَزَرْزَرَ ) ، إِذا ( صَوَّتَ ) ، *!والزَّرازِير *!تُزَرْزِرُ بأَصواتها *!زَرْزَرَةً شَدِيدةً .
( و ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : *!زَرْزَرَ ( الرَّجلُ : دَامَ على أَكلِه ) ، أَي *!الزُّرْزُورِ .
( و ) *!زَرْزَرَ ( بالمكانِ : ثَبَتَ ) .
( *!وتَزَرْزَرَ ) ، إِذا ( تَحَرَّكَ ) .
ولا يَخْفَى ما بَيْن ثَبَتَ وتَحَرَّك من حُسْنِ المقابلة وحُسْنِ التَّصرّف في الإِيراد ، فإِن بعضاً منه من تَتِمَّة كلام ابنِ الأَعرابِيّ .
( *!والزّارَّةُ ) ، بتَشْدِيد الراءِ : ( الذُّبَابَةُ الشَّعْرَاءُ ) . وفي بعض النَّسخ : الذُّبَابُ ، ومثلُه في التَّكْمِلَة ، على أَنه اسمُ جِنْس جَمْعِيّ ، يجوز تَذْكِيرُه وتَأْنِيثُه . والشَّعْرَاءُ : ذُبابٌ أَزرَقُ أَو أَحمرُ ، كما يأْتِيّ .
( *!والزِّرَّةُ ، بالكَسْر : أَثَرُ العَضَّةِ ) ، وقيل : هي العَضَّة بنَفْسِهَا .
( و ) *!زِرَّةُ : اسم ( فَرَس العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ ) السُّلَمِيّ ( الصحابِيّ ) ، رضي الله عنه ، ( ويُفْتَح . وكن يُقَالُ له في الجَاهِليَّة فارِسُ *!زِرَّةَ ) . وهي التي أَخذَتْها منه بَنُو نَصْر .
( و ) زِرَّةُ : ( فَرَسُ الجُمَيْحِ بنِ مُنْقِذ ) بنِ طَرِيف الأَسَدِيّ .
( وعبدُ اللهاِ بنُ *!زُرَيْرٍ ، كزُبَيْرٍ ) ، الغافِقِيُّ ، ( تابِعِيٌّ ) يَروِي عن عليّ ، عِدادُه في أَهلِ مصر . روَى عنه أَبو الخَيْر مَرْثَدُ بنُ عَبْد الله اليَزَنِيّ ، قاله ابن حِبَّان .
( *!والزَّرَازِرَةُ : البَطَارِقَةُ ) ، كُباءُ الرَّوم ، ( جَمْعُ *!زِرْزَار ) بالكَسْر ، وفي التَّكْمِلة : *!الزَّرَاوِرَةُ : البطارِقَةُ الواحِدَ *!زِرْوَارٌ .
____________________

(11/423)



( *!وزَرِيرانُ ) ، مثنى*! زَرِير : ( ة بِبَغْدَادَ ) ، وضَبَطه الصَّاغَانِيُّ هاكذا .
( و ) أَبو يُونُس ( سَلْمُ بنُ زَرِيرٍ ، كجَرِير ) . وقال ابنُ مَهْدِيّ : سَلْم ابن رَزينٍ ، والصحيح زَرِير : ( من تابِعِي التّابِعِين ، عُطَارِدِيٌّ بَصْرِيٌّ ) ، سمع أَبَا رَجَاءٍ العُطَارِدِيّ وخَالِدَ بن باب ، رَوَى عنه عَبْدُ الصّمَد وأَبُو الوَلِيد هِشَامٌ ، كذا في تارِيخ البخاريّ .
( وهو *!زُرْزُورُ مالٍ ) ، بالضَّمّ ، ( *!وزِرُّه ) ، بالكَسر : ( عالمٌ بمَصْلَحَتِهِ ) وحَسَنُ القِيَامِ عليه . ونصّ الجَوْهَرِيّ . يقال للرَّجُلِ الحَسَنِ الرِّعْيَةِ للإِبل : إِنّه *!لَزِرٌّ من *!أَزْرَارِهَا .
( *!والزُّرَارَةُ ، بالضَّمّ ) : كُلُّ ( ما رَمَيْتَ بِه في حائِطٍ ) أَو غيرِهِ ( فلَزِقَ به ) ، وبه سُمِّيَ الرَّجلُ .
( *!وزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى ) النَّخَعِيّ ، تُوفِّيَ زَمَنَ عُثْمَانَ ، قاله ابنُ عبد البَرّ .
( و ) *!زُرَارةُ ( بنُ جُرَيَ ) ، هاكذا في النُّسخ بالجِيمِ والراءِ مُصَغَّراً . وفي تاريخ البُخَارِيّ : جزى بالزاي مُكبَّراً ، روَى عن المُغيرَة بنِ شُعْبَةَ ، رَوَى عنه مَكْحُولٌ . وقال سَعْدَانُ بنُ يَحْيَى : زُرَارَةُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
( و ) زُرَارَةُ ( بنُ عَمْرٍ و ) النَّخَعِيّ : قَدِمَ في وَفْدٍ سنةَ تِسْعٍ ، له رِوايَةٌ .
( و ) زُرَارَةُ ( بنُ قَيْس بن الحارث ) ابن فِهْرٍ الخَزْرَجِيّ النَّجّارِيّ ، قُتِلَ يَوْمَ اليمامَةِ ، قاله أَبو عمرٍ و .
( و ) زُرَارةُ : ( أَبو عَمرٍ و غير مَنْسوب ) . قيل : هو النَّخَعيّ وقيل : غير ذالك ، ( صحابِيّون ) .
( و ) زُرَارَةُ : ( مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ ) .
( و ) زُرَارَةُ ( بنُ يَزِيدَ بنِ عَمْرٍ و البَكَّائِيُّ ) .
( *!والمُزَارَّةُ ) ، بتَشْدِيد الرَّاءِ :
____________________

(11/424)


( المُعَاضَّةُ ) . قال أَبو الأَسْود الدُّؤَلِيّ ، وسأَل رَجلاً فقال : ما فَعلَت امرأَةُ فلانٍ التي كانَت تُشَارُّه وتُهَارّه *!وتُزَارُّه ؟ أَي تُعَاضُّه .
( وقولُ الجَوْهَرِيِّ : إِذا كانت الإِبلُ سِمَانا قيل : بِهَازِرّةٌ ) .
قال الصَّغَانِيّ : وهاذا ( تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ وتَحْرِيفٌ شَنِيع ، وإِنما هي بَهَازِرَةٌ ، على وَزْن فَعَالِلَةٍ ، ومَوْضِعُه فَصْلُ الباءِ ) الموحّدَة ، وقد سبقَ التنبيهُ عليه في بَهْزَر .
( *!وزُرْزُرُ بنُ صُهَيْبٍ ، بالضَّمِّ ) ، كقُنْفُذ ، ( مُحَدِّثٌ ) من أَهْل شَرْجَة ، مَوْلًى لآلِ جُبَيْر بنِ مُطْعِمٍ ، سَمِع عَطَاءً . روَى عنه ابنُ عُيَيْنَةَ قوله ، حِجازِيٌّ . كذا في تارِيخِ البُخَارِيّ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
*!المَزْرُور : زِمَامُ النّاقَة ، لأَنّه يُضْفَر ويُشَدّ . قال مَرَّار بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيّ :
تَدِينُ *!لمَزْرُورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقَةٍ
مِن الشَّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها
أَي تُطِيع زِمَامَهَا في السَّيْرِ فلا
يَنَال راكبَهَا مَشقَّةٌ ، قالَه ابن بَرِّيّ
ويقا لللحَديدة التي تُجْعَل فيها الحَلْقَة التي تُضرَب على وَجْه البَابِ لإِصفاقه :*! الزِّرَّة ، قله الجَاحِظ .
وأَنشد ثَعْلَب :
كأَنَّ صَقْباً حَسَنَ *!الزَّرْزِيرِ
في رأْهَا الرَّاجِفِ والتَّدْمِيرِ
فسّره وقال : عَنَى به أَنَّهَا شَدِيدَةُ الخَلْق .
قال ابنُ سِيدَه : وعنْدي أَنه عَنَى طُولَ عُنُقِها . شَبَّهه بالصَّقْب ، وهو عُودُ الخِبَاءِ .
وحِمَارٌ *!مِزَرٌّ ، بالكَسْر : كَثِيرُ العَضِّ .
____________________

(11/425)



*!والزَّرَّة : الجِرَاحَةُ بِزِرِّ السَّيْفِ .
*!والزِّرَّة : العَقْل .
*!وزُرَارَةُ بنُ عُدَسَ التّميميّ أَبو حاجِبٍ صاحبِ القَوْس .
وفي المَثَلَ ( أَلْزَمُ من *!زِرَ لِعُرْوَةٍ ) .
*!وأَزَرَّ القَمِيصَ : جعَل له *!زِرًّا ، *!وأَزرَّه : لم يكن له *!زِرٌّ فَجَعَلَه له . وقال أَبُو عُبَيْد : *!أَزْرَرْتُ القَمِيصَ ، إِذا جَعَلْت له *!أَزْرَاراً ، *!وزَرَرْتُه ، إِذا شَدَدْت *!أَزْرارَه عليه ، حكاه عن اليَزِيديّ .
*!وزَرَّرَهُ : جعَله ذَا *!أَزرَارٍ ، قاله الزَّمَخْشَريّ .
وأَعْطَانِيه *!بزِرِّه ، أَي بِرُمَّته ، وهو مَجاز .
*!وزُرَارَةُ بنُ كَريم بن الحارث بن عَمْرو السَّهْمِيّ ، وزُرَارَةُ بنُ مُصْعَب ابنِ عبدالرحمان بن عَوف الزُّهْرِيّ ، وزُرَارَةُ بن مُصْعَب بن شَيْبَةَ ، وزُرَارَةُ ابْنُ أَبِي الْعلال العَتَكِيّ ، وزُرَارَةُ ابن عبد الله بنِ أَبي أسيد ، مُحَدِّثون .
*!وزِرُّ بنُ عَبْدِ الله الكُوفِيّ ، بلكسر ، قَدِم بُخَارَى مع قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم الباهِلِيّ . ومن وَلَدِه بها أَبو الفَوَارِس أَحمدُ بنُ محمّد بنِ جُمُعَةَ بن السَّكَن بن أُميَّة بن زِرَ النَّسَفِيّ ، تُوفِّيَ سنة 366 وحَدَّث ، وزُرَارةُ بن أَعْينَ القائِل بحُدُوثِ عِلْمِ اللهاِ وقُدرتهِ وحَياتِه وسَمْعهِ وبَصَرِه ، رئيس *!الزُّرَارِيَّةِ من غُلاَةِ الشِّيعَة .
زرنجر
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَرَرَنْجَر ، كسَفَرْجل ، قَرْيَةُ ببُخَارَى ، منها أَبو سُلَيْمَانَ دَوودُ بن طَلْحَةَ بن قَابُوسٍ ، عن محمّد بن سَلّام البِيْكَنْدِيّ وغيرِه .
زعر : ( زَعِرَ الشَّعَرُ والرِّيشُ ) والوَبَرُ ، ( كفَرِحَ ، فهو زَعِرٌ ) ، ككَتِفٍ ، ( وأَزعَرُ ) ، وهي زَعْرَاءُ ، والجَمْع زُعْرٌ : ( قَلَّ وتفَرَّقَ ) ورَقَّ ، وذالك إِذا
____________________

(11/426)


ذَهبت أُصُولُ الشَّعرِ وبَقِيَ شَكِيرُه . قال ذو الرُّمّة :
كأَنَّهَا خَاضِبٌ زُعْرٌ قَوَادِمُه
أَجْنَى له باللِّوَى آءٌ وتَنُّومُ
( كازْعَرَّ وازْعَارَّ ) ، كاحْمَرَّ واحْمَارَّ .
( ورجلٌ زَيْعَرٌ ) ، كصَيْقل : ( قليلُ المَالِ ) ، على التَّشْبِيه .
( و ) من المَجَاز : رَجلٌ ( زُعْرُورٌ ) ، بالضَّمّ : ( سَيِّىءُ الخُلُقِ ) . والعامّة تقول : رجل زَعِرٌ .
( وهو ) أَي الزُّعْرُور : ( ثَمَرُ شَجَرٍ ، م ) أَي معروف ، الواحِدَة زُعْرُورَةٌ ، تكون حِمراءَ ، وربما كانت صفراءَ : له نَوًى صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ .
وقال أَبو عمرٍ و : النُّلْكُ : الزُّعْرُورُ . قال ابن دُرَيْد : لا تعرِفه العَرَب . وفي التهذيب : الزُّعْرُور : شَجرَةُ الدُّبِّ ، نقله ابن شُمَيل .
قال الصَّغَانِي : وهو غير ما ذَكرَه الجوهَرِيّ .
( والزَّعراءُ ) : الامْرأَة القَلِيلَةُ الشَّعرِ . وفي حَدِيثِ ابْنِ مسعود ( أَنَّ امرأَة قالت له : إِنّي امرأَةٌ زَعْرَاءُ ) ، أَي قَلِيلةَ الشَّعر .
والزَّعْرَاءُ : ( ضَرْبٌ من الخَوْخِ ) وهو المَلِيسيّ .
( و ) الزَّعْرَاءُ : ( ع ) .
( والزَّعَارَّة ) ، بتَشْدِيد الرَّاءِ ، مثْل حَمَارَّةِ الصَّيفِ ، ( وتُخَفَّفف الرَّاءُ ) ، عن اللِّحْيَانِيّ : ( الشَّرَاسَةُ ) وسُوءُ الخُلُق ، يقال : في خُلُقه زَعَرٌ وزَعَارَّة . لا يتصرَّف منه فِعلٌ ، ورُبَّمَا قالوا : زَعِرَ الخُلُقُ زَعَراً ، إِذا ساءَ . وخُلُقٌ زَعِرٌ مَعِرٌ ، وهو مَجاز .
( والزَّعْرُ : الجِمَاعُ ، والفِعْلُ كجَعَلَ ) زَعَرَها يَزْعَرُهَا ، إِذا نَكَحَها .
( و ) زَعْرٌ : ( ع بالحِجَازِ ) ، نقلهُ الصَّغَانِيّ .
( و ) الزُّعَرَة ، ( كتُؤَدَة : طائِرٌ ) في الشَّجَر ، ( لا يُرَى إِلاَّ مَذْعُوراً )
____________________

(11/427)


خائِفاً يَهُزُّ ذَنَبَه ويَدْخُل في الشَّجَر ، وهو الذُّعَرَة التي تقدَّمت .
( وزَعْوَرٌ ، كجَدْوَل : أَبُو بَطْن ) ، نقله ابن دُرَيْد .
( و ) من المَجَاز : ( الأَزْعَرُ : المَوْضِع القلِيلُ النَّبَاتِ ) ، على التَّشْبِيه : كقولهم : أَكمَةٌ صَلْعَاءُ ، ( كالزَّعِرِ ) ، ككَتِف ، وفي حديثِ عليَ رضي الله عنه يَصِف الغَيْثَ : ( أَخرَج به مِن زُعْرِ الجِبَال الأَعْشَابَ ) يريد : القَلِيلَةَ النَّبَاتِ ، تَشْبِيهاً بقِلَّة الشَّعرِ .
( وزَعَّرَ بالجَحْشِ تَزْعيراً : دَعاهُ للسِّفادِ ) . وقال : زَعَرَّه ، زَعَرَّه . وهو مَجَاز .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَعِرَ الرجلُ زَعَراً : قَلَّ خَيْرُه .
والزُّعْرَان ، بالضّمّ : الأَحْدَاثُ .
وزَعْورَاءُ : جَدُّ أَبِي زَيْدِ قَيْسِ بن السَّكَن بن قَيْسٍ الأَنْصَاريّ عَمّ سيِّدنا أَنَس .
والزُّعَيْرَةُ مُصَغَّراً : قَرية بمِصْر . ويقال لِجبَلِ المُقَطَّمِ ، الأَزْعَرُ ، لِقِلَّة نَبَاتِه وعُشْبِه .
وأَبو الزَّعْرَاءِ : له صُحْبَةٌ ، رَوَى عنه أَبو عبد الرحمان الجِيلِيّ في الأَئِمّة المُضِلِّين .
زعبر : ( الزَّعْبَرِيُّ ، كجَعْفَرِيّ : ضَربٌ من السِّهَامِ ) ، مَنْسُوب ، مَقْللأبٌ الزَّيْعَرِيّ ، وقد تقدّم .
زعفر : ( الزَّعْفَرَانُ ) ، هاذا الصِّبغُ ، ( م ) ، أَي معروف وهو من الطِّيب . ( و ) من خَواصّه المُجَرَّبة ما ذكرَه الأَطِبَّاءُ في كُتُبِهم أَنه ( إِذا كان في بَيْت لا يَدخُلُه سامُّ أَبْرَصَ ) ، كما صَرَّحَ به المتكلِّمون في الخَواصِّ .
( و ) الزَّعفَرَانُ ( من الحَدِيدِ : صَدَؤُه ، ج ) وإِن كان جِنْساً ( زَعافِرُ ) . وفي الصّحاح : زَعَافِرُ ، مثْل تَرْجمان وتَرَاجِمَ وصَحْصَحان وصَحاصِحَ .
____________________

(11/428)



( وزَعْفَرَه ) أَي الثَّوبَ : ( صَبَغَهُ به ) ، ثَوْبٌ مُزَعْفَرٌ .
( و ) الزَّعْفَرانُ بنُ الزَّبِدِ : ( فَرسٌ للحَوْفَزانِ الحَارِثِ بنِ شَرِيكٍ ) ، وكذالك أَبُوه الزَّبِدُ . ( و ) هو أَيضاً ( فَرَسُ السَّلِيلِ بنِ قَيْس ) أَخِي بِسْطَام . وفَرَسُ عُمَيْرِ بن الحُبَابِ .
( والزَّعْفَرانِيَّة : ة بهَمَذَانَ ) ، على مَرْحَلة منها . وقيل : ثلاثة فراسخَ ، كَثِيرَةُ الزَّعْفَرَان .
( منها ) أَبو أحمَدَ ( القاسِمُ ) بنُ عبد الله ( بْنِ عَبْدِ الرّحمان ) بن زِيَادٍ الهَمَذَانِيّ ( شيخُ الدَّارَقُطْنِيّ ) صاحبِ السُّنَنِ ، وأَبي حَفْصِ بن شَاهِينَ ، رَوَى عن أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيّ وغيره .
( و ) الزَّعفَرانِيَّة : قرية ( ببَغْدَادَ ) . ( منها ) أَبو عَلِيّ ( الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ الصَّبَّاحِ ) أَحدُ أَئمّة المسلمين ( صاحِبُ ) سيّدنا الإِمَام ( الشافِعِيِّ رضي الله تعالى عنه ) . رَوَى عن ابن عُيَيْنَة ، وعنه أَبو دَاوود والتِّرمِذِيّ ، تُوَفِّيَ سنة 249 ( وإِليه يُنْسَب دَرْبُ الزَّعْفَرانِيّ ) ببَغْدَاد .
( والمُزَعْفَرُ : الفَالُوذُ ) ، ويقال له المُلَوَّص والمُزَعْزَعُ أَيضاً .
( و ) المُزحفَر : ( الأَسَدُ الوَرْدُ ) ، لأَه وَرْدُ اللَّوْنِ ، وقيل : لِمَا عَلَيْه من أَثَرِ الدَّمِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الزَّعْفَرَانِيّة : قَريةٌ بمصر .
والزَّعَافِر : حَيٌّ من سَعْد العَشيرة ، وهو عامِرُ بنُ حَرْب بنِ سَعْدِ بن مُنَبِّه ابن أُدَدَ بن سَعْدِ العَشِيرَة . منهم أَبو عبد الله إِدريسُ بن يَزِيد الأُدَدِيّ الزَّعافِريّ الفَقِيه .
ومُحَمَّدُ بن أَحمدَ بن يوسفَ القُرشِيّ المَخْزُومِيّ ، الشَّهِير بابنِ الزُّعَيْفرِينِيّ ، مُحَدِّثٌ .
والزَّعْفَرَانِيَّة : عَيْنٌ بها عِدَّةُ قُرًى .
____________________

(11/429)



والزَّعْفَرَانِيَّة : فِرْقَة من البُخَارِيّة من أَهلِ البِدَعِ .
وأَبو هاشمٍ عَمَّارُ بنُ أَبي عُمَارَةَ البَصْرِيّ الزَّعْفَرَانِيّ ، إِلى بَيْعِ الزَّعْفَرانِ .
وتَزَعْفَرَ الرجلُ : تَطيَّبَ بالزَّعْفَرانِ وتَلَطَّخَ به .
زغر : ( زَغَرَه ، كمَنَعَه ) ، أَهمله الجَوْهَريّ . وقال ابن دُرَيْد : الزَّغْرُ : فِعْل مُماتٌ ، وهو اغتِصابُك الشَّيْءَ . يقال : زَغَرَه يَزْغَره زَغْراً ، أَي ( اغْتَصَبَه ) ، كازْدَغَره . وفي بعض النُّسخ . اقْتَضبه وهو غَلَظٌ .
( و ) زَغَرَت ( دِجْلَةُ : زَخَرَت ومَدَّت ) عن اللِّحْيَانيّ .
( وزَغْرُ كُلِّ شَيْءٍ : كَثْرَتُه وإِفْرَاطُه ) . وفي التَّهْذِيب : والإِفراطُ فيه . قال الهُذَليّ أَبُو صَخْر :
بل قَدْ أَتَانِي ناصِحٌ عنْ كاشِحٍ
بِعَدَاوَةٍ ظَهَرَتْ وزَغْرِ أَقَاوِلِ
أَراد أَقاوِيلَ ، حذَفَ الياءَ للضرورة .
( و ) زُغَرُ ( كزُفَرَ . أَبو قَبِيلَةٍ كَنَائِنُهُم من أَدَمٍ حُمْرٍ مُذْهَبَةٍ ) . وبه فُسِّر قولُ أَبي دُوَاد :
ككِنَانَةِ الزُّغَرِيّ غَشَ
اهَا من الذَّهَبِ الدُّلامِصْ
وقال ابنُ دُرَيْد : لا أَدْرِي إِلى أَيّ شييءٍ نَسَبَه ، قال : وأَحسبه أَبا قَومٍ من العرب .
( و ) قيل زُغَرُ : ( اسمُ ابنةِ لُوطٍ عليه السلامُ : ومنه زُغَرُ : ة ، بالشام ، لأَنها نَزَلتْ بِها ) فسُمِّيَت باسْمها ، وهي بمَشارِفِ الشامِ . قال الأَزهريّ : وإِيّاهَا عنَى أَبو دَاوَدٍ في قَوله الماضِي . ( وبها عَيْنٌ غُؤْورُ مائِها
____________________

(11/430)


عَلامَةُ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ) . ونَصُّ حديثِ الدَّجَّال : ( أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ ، هل فيها ماءٌ ؟ قالوا : نعم ) قالوا : وهو عَيْنٌ بالبَلْقَاءِ . وقيل : هو اسْمٌ لها . وقيل : اسمُ امرأَةٍ نُسِبَت إِليها ، كما قَدَّمْنَا . وفي حَدِيثَ عَليَ رَضِيَ اللهاُ عَنْه ( ثم يكون بعد هاذا غَرَقٌ من زُغَرَ ) . وسِياقُ الحدِيث يُشيِير إِلى أَنّهَا عَيْنٌ في أَرضِ البَصْرة . قال ابن الأَثِيرِ : ولعَلَّهَا غَيرُ الأُولَى .
وأَمَّا زُعْرٌ ، بسكون العَيْن المهملة فمَوْضِعٌ بالحِجَاز ، وقد تقدّم .
( وزُغْرِيُّ الوَادِي ) ، بالضَّمّ : ( تَمْرٌ ) ، أَي نوع منه .
وكَفْر الزُّغَارى بالضَّمّ : مَحَلَّه بمصر .
ويقال للحِمَارِ عند النَّهِيق : زَغَرَّه .
زغبر : ( الزَّغْبَر ، كجَعْفَر ) ، أَهمله الجوهريّ . وقال أَبو عَمْرو . هو ( الجَمِيعُ من كلِّ شَيْءٍ ) ، يقال : أَخذَه بزَغْبَره ، أَي أخذَه كُلَّه ولم يَدَعْ منه شيئاً ، وكذالِك بزَوْبَره وبزَأْبَره .
( و ) عن أَبي حَنِيفَة : الزَّزغْبَرُ : ( الَرْوُ الرَّقِيقُ الوَرَقِ . وتُكْسَرُ الزّايُ ) ، والعَيْن المهملة لُغَةُ فيه ، كما تقدّم . ونمهم من يقول : هو الزَّبْغَر ، وقد تقدّم أَيضاً .
( وزِغْبِرُ الثَّوْبِ ) كزِبْرِجٍ ( وزِغْبُرُه بضَمِّ الباءِ : زِئبُرُه ) ، عن أَبِي زَيْدٍ ، وقد تقدّم ( وقد زَبَرَ ) .
( والزّغْبُورُ ) ، بالضَّمّ : ( سَبُعٌ ) ، والذي حكاه ابن دُرَيْد : زَغْبَرٌ : ضَرْبٌ من السِّباع ، قال : ولا أَحُقُّه .
زفر : ( زَفَرَ يَزْفِر ) ، من حَدّ ضَرَبَ ، ( زَفْراً ) ، بالفَتْح ، ( وَزَفِيراً ) ، كأَمِيرٍ : ( أَخرَجَ نَفَسَه ) مُحَرَّكةً ( بعدَ مَدِّه إِياه ) ، كذا في المُحْكَم . قال : وإِزْفِيرٌ ، إِفْعِيلٌ منه .
( و ) زَفَرَ ( الشْيءَ ) يَزْفِرُه ( زَفْراً ) ،
____________________

(11/431)


بالفَتْح : ( حَمَلِ ، كازْدَفَرَه ) ، كذا في الصّحاح .
( و ) زَفَرَ ( الماءَ ) يَزْفِر : ( اسْتَقَى ) فحَمَل . وفي الحَدِيث ( أَنَّ امرأَةً كانت تَزْفِرُ القِرَبَ يَوْمَ خَيْبَرَ تَسقِي النَّاسَ ) أَي تَحمِل القِرَبَ المملوءَةَ ماءً .
( و ) زَفَرَت ( النَّارُ : سُمِعَ لتَوَقُّدِها صَوْتٌ ) ، وهو زَفِيرُها .
( والمُزْدَفَرُ والمُزْفَرُ ، والزَّفْرَةُ ) ، بالفتح ( ويُضَمُّ : التَّنَفُّس كَذالِكَ ) ، أَي بعْدَ المَدِّ . وجمْعُ الزَّفْرَة الزَّفَرَات مُحرَّكَةً ، لأَنه اسمٌ وليس بنَعْت . ورُبَّمَا سَكَّنها الشاعِرُ للضَّرُورَة كما قال :
فتَسْرِيحَ النَّفْسُ من زَفْرَاتِهَا
( و ) المُزْدَفَر والمُزْفَرُ ولزَّفْرَةُ والزُّفْرَة : ( المُتَنَفَّس ) أَيضا 8
( وزَفْرَةُ الشْيءِ ) ، بالفَتْح ويُضَمُّ : ( وَسَطُهُ ) . وفي بَعْضِ النُّسَخ : والزَّفْرَةُ من الشَّيْءِ : وَسَطُه . ومنه قَوْلُهم للفَرَس : إِنه لعَظِيم الزَّفْرَة ، أَي الوَسَطِ . وقيل : عَظِيمُ الجَوْف . والجمْع الزَّفَرات . قال الرَّاعي :
حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَرَاتُهَا
طَيَّ القَنَاطِر قد نَزَلْن نُزُولاَ
قاله ابن السِّكّيت :
( والزِّفْرُ ، بالكَسْر : الحِمْلُ على الظَّهْرِ ) ، والجمْع أَزفَارٌ . قال :
طِوَالُ أَنْضِيَة الأَعْنَاقِ لم يَجِدُوا
رِيحَ الإِماءِ إِذَا رَاحَتْ بأَزْفَارِ
ويقال : على رَأْسه زِفْرٌ من الأَزْفار ، أَي حِمْلٌ ثَقِيلٌ يَزْفِر منه .
( وفي البَارِعِ ) لأَبي عَلِيَ : الزِّفرْ : ( الحَمَلُ ، محَرَّكةً ) ، وكلاهما صَحِيحانِ .
( و ) الزِّفْر : ( القِرْبَةُ ) والسِّقَاءُ الذي يَحْمِل فيه الراعي ماءَه . والجمْع أَزْفارٌ .
( و ) الزِّفرْ : ( جِهَازُ المُسَافِرِ ) ، يَعُمُّ السِّقاءِ وغيرَه :
____________________

(11/432)



( و ) الزِّفْر : ( الجَمَاعَةُ ) من النّاس ( كالزّافِرَة ) .
( و ) الزَّفَر ، ( بالتَّحريك : الذي يُدْعَم به الشَّجَرُ ) ويُسْنَد .
( و ) الزُّفَر ، ( كالصُّرَدِ : الأَسَدُ . و ) الرَّجلُ ( الشُّجاعُ ، و ) هو ا ءَيضاً : ( البَحْرُ ) يَزْفِر بتَمَوُّجِه .
( و ) الزُّفَر : اسم ( النَّهْر الكَثِير الماءِ ) فأَشْبَه البَحْر .
( و ) الزُّفَر ( من العَطِيَّة : الكَثِيرةُ ) ، على التشبيه بالبَحْر .
( و ) الزُّفَر : ( الذي يَحْمِلُ الأَثقالَ ، أَي القَوِيُّ على حَمْلِ القِرَبِ ) .
وقال شَمِرٌ : الزُّفَر من الرِّجال : القَوِيُّ على الحَمَالاتِ . قال الكُمَيْت :
رِئَابُ الصُّدُوعِ غِيَاثُ المَضُو
ع لَأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ
وقيل الزُّفَر : السَّيِّد : قال أَعشَى باهِلَةَ :
أَخو رَغَائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها
يَأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
لأَنه يَزْدَفِر بالأَموالِ في الحَمَالاَت مُطِيقاً له .
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : هو نَوْفَلٌ زُفَرٌ : للجَوادِ ، شُبِّه بالبَحْر الذي يَزْفِر بِتَمَوُّجِه .
قلْت فلو اقتصرَ المُصَنِّف على قوله : الذي يَحمِلُ الأَثْقَالَ ، كان الأَثْقَالَ ، كان أَوْلَى .
( و ) الزُّفَر : ( الجَمَلُ الضَّخُمُ ) ، لتَحَمُّلِه الأَثقالَ ، نقله الصاغاني .
( و ) الزُّفَر : ( الكَتِيبَةُ ، كالزّافِرَةِ ) ، وهي الجَمَاعَة من النَّاس ، وق ، تقدّم .
( و ) زُفَر ، ( بلا لامٍ : اسمُ جَماعَةٍ ) ، منهم زُفَرُ بنُ الهُذَيْلِ الفَقِيهُ ، تِلْمِيذُ إِمامنا الأَعظمِ أَبي حَنِيفَةَ رَحِمَه الله تعالى .
____________________

(11/433)



وزُفَرُ بنُ الحارث العامِريّ أَبو مُزَاحِم ، وزُفَرُ بنُ عَقِيل ، وزُفَرُ بن صَعْصَعَة بن مالك ، وزُفَر بن يَزِيد بن عبد الرحمن بن أَرْدَك ، وزُفَر بنُ أَبِي كَثِير ، وزُفَر العِجْلِيّ ، وزُفَر بن عاصم . وسُهَيْل بن أَبِي زُفَر ، وهاؤلاءِ في تَارِيخ البُخَارِيّ . وزُفَر بنُ وَثِيمَة ابنِ مَالِك بن أَوْس بن الحَدَثان البَصْرِيّ ، من كتاب الثِّقَات لابن حِبّان : محدِّثون .
وفي الصّحابة ، وزُفَر بن الحَدَثان ابن الحارث النَّصْريّ ، وزُفَر بن حُذَيفة سَيِّد بني أَسد ، وزُفَر بن يَزيد ابنِ هاشِم ، قاله ابن مَنْده .
( والزافِرَةُ من البِنَاءِ : رُكْنِ ) الذي يَعتَمِد عليه ، والجَمْع الزَّوَافِر . ( و ) الزَّافِرة ( من الرَّجلِ ) : أَنْصارُه و ( عَشِيرتُه ) . قال الفَرَّاءُ : جاءَنا ومعه زَافِرَتُه ، يَعنِي رَهْطَه وقَوْمَه . قال الزَّمَخْشَرِيّ : لأَنهم يَزْفِرُون عنه الأَثْقَالَ .
وهو زَافِرُ قَوْمِهِ وزَافِرتُهم عند السلطان : سَنَدُهم وحامِلُ أَعبائِهم ، وهو مَجازٌ . وفي حَدِيثِ عَلِيَ رضي الله عنه ( كان إِذا خَلاَ مع صاغِيَتِه وزَافِرَتِه انْبَسَط ) أَي أَنْصَاره وخَاصَّته .
( و ) الزَّافِرَةُ : ( الضَّخْمُ ) ، لأَنَّهُ حامِلُ الأَثقالِ .
( و ) زافِرَةُ الرُّمْحِ والسَّهْمِ : نَحوُ الثُّلثِ ، وهو أَيضاً ما دُونَ الرِّيش من السَّهْم . وقال الأَصمَعِيُّ : ( ما دُونَ الرِّيشِ من السَّهْمِ ) فهو الزَّافِرَة ، وما دُونَ ذالك إِلى وَسَطه هو المَتْن ، ومثْله قَولُ الجوهريّ . وقال ابن شُمَيْل : زَافِرَةُ السَّهْمِ : أَسفل من النَّصْل بِقَليل إِلى النصْل . ( أَو ما دُون ثُلُثَيْه ممّا يَلِي النَّصْلَ ) ، قاله عِيسَى بنُ عَمر .
( و ) الزَّافِرَة : ( السَّيِّدُ الكَبِيرُ ) ، لأَنه يَحمِل الحَمَالاتِ ، وهو الجَوَادُ ، كزُفَر .
( و ) من المَجَاز : وبأَيْدِيهِم الزَّوافِر ،
____________________

(11/434)


جمع زَافِرَة ، وهي ( القَوْسُ ) ، على التَّشْبِيه بالضُّلُوع .
( و ) المَجَاز قولهم : لِمَجْدِهم زَوَافِرُ . ( زَوَافِرُ المَجْدِ : أَعْمِدَتُه وأَسْبَابُه المُقَوِّيَةُ له ) ، تَشبيهاً بزَوَافِر الكَرْمِ ، وهي خُشُبٌ تُقَام ويُعرَّض عليها الدِّعَمُ لتَجْرِيَ عليها نَوامِي الكَرْم .
( والزَّفِير ) كأَمير : ( الدَّاهِية ) كالزَّبِير ، بالباء : وأَنشد أَبو زيد :
والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا
( و ) الزَّفِير والَّزفْر : أَن يَملأَ الرَّجلُ صَدْرَه غَمًّا ثمّ هو يَزْفِرُ به . وقيلَ : هو إِخراجُ النَّفَسِ مع صوتٍ مَمْدُود .
وقال الرَّاغِب : أَصْلُ الزَّفِير تَردِيدُ النَّفَسِ حتَّى تَنْتَفِخ منه الضُّلوعُ . ويُستعمَلُ غالِباً في ( أَوَّل صَوْتِ الحِمَار ) ، وهو النَّهِيق ، ( والشَّهِيقُ آخِرُهُ ) ، أَي رَدّ الصَّوْت في آخرِهِ ، أَي غالباً .
وقال اللَّيْثُ في تَفْسِير قولِه تعالى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } ( الأنبياء : 1 ) الزَّفِير : أَوَّل نَهِيقِ الحِمَار وشِبْهِه ، والشَّهِيقُ آخِرُه ، لأَن الزَّفيرَ إِدخَالُ النَّفَس والشَّهِيقَ إِخراجُه ، والاسمُ الزَّفْرَةُ ، والجَمْع الزَّفَرَاتُ .
( والمَزْفُورُ من الدَّوَابِّ : الشَّدِيدُ تَلاَحُمِ المَفَاصِلِ ) . يقال : بَعِيرٌ مَزْفُورٌ . وما أَشَدَّ زُفْرَتَه ، أَي هو مَزْفُورُ الخَلْقِ .
( و ) قال أَبو عُبَيْدَة : ( المُزْدَفَرُفي جُؤْجُؤِ الفَرَسِ ) هو ( المَوضِعُ الذي يَزْفِرِ منه ) ، وأَنشد :
ولَوْحَا ذِرَاعَيْن في بِرْكَةٍ
إِلى جّؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ
( والأَزْفَرُ : الفَرَسُ العَظِيمُ ) أَضلاعِ ( الَنْبَيْن ) ، أَو العَظِيمُ الجَوْفِ أَو الوَسَطِ ، ( ج زُفْرٌ ) ، بضمّ فسكون .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الزَّوَافِرُ : الإِمَاءُ اللَّوَاتِي يَحْمِلْنَ
____________________

(11/435)


الأَزْفَارَ . والزَّافِر : المُعِينُ على حَمْلها .
وفَرَسٌ شدِيدٌ الزَّوَافِر ، وهي أَضْلاعُ الجَنْبَيْن . وعَظِيمُ الزُّفْرَةِ : الجَوْفِ .
والزَّفِيرُ الدَّاهِيَةُ .
وقال أَبو الهَيْثَم : الزَّافِرَةُ : الكَاهِلُ وما يَلِيه .
وزَفَرَت الأَرْضُ : ظَهَرَ نَبَاتُها .
وزَوْفَرٌ ، كجَوْهَر : اسْم . قال ابن دُرَيد : هو من الازْدِفَار .
وإِزفير كإِزمِيل من الزًير .
وأَبُو سُلَيْمَانَ زَافِرُ بنُ سُليمانَ القُوهِسْتَانِيّ الكُوفِيّ الإِياديّ ، نَزَلَ بَغْدَادَ وورَدَ الرّيّ حدَث بمراسيلَ تَرجمه البُخَارِيّ في التاريخ .
ووَقَعَ في صَحِيح البُخَارِيّ . تَزَفَّر : تَخَبَّط . قال الجلاَلُ في التَّوشِيح : لا يُعْرَف هاذا في اللُّغة . هاكذا نقله شيخُنا وسَكَت عنه . قُلتُ : ويَصِحّ أَن يَكُون بضَرْب من المَجَاز ، فتأَمَّل .
وزُفَرُ : اسمُ خازِنِ الجَنَّةِ ، ولقبه رِضْوانُ ، وقيل بالعَكْس .
زقر : ( الزَّقْرُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو لُغَة في ( الصَّقْر ، وزَقَرُ لغةٌ في سَقَرَ ) . وهي على قاعِدَة الخَلِيل المَشْهُورة أَن كُلَّ صاد تَجِيءُ قبل القَاف فلِلْعرب فيه لُغَتَان ، وقيل : ثَلاَث وهي أَنها تُقَال بالصَّاد على الأَصْل ، وتُبدَل سِينَا وزَاياً فيُقال : صَقْر وسَقْر وزَقْر ، وكذا صندوق ونحو ذالك .
والزُّقْرَة ، بالضَّمّ : خاتَمُ الفِضَّةِ تَلْبَسُها المرأَةُ في إِبهام رِجْلها ، نقله بَعْضُ الفضلاءِ عن أَهل مَكَّةَ مُترَدِّدً في عَرَبيَّتها . قال شيخُنا : لا تَثْبُتُ عرَبِيَّتُها إِذْ لم يَذْكُرْها أَحدٌ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَوْقَر ، كجَوْهَر : جَبَلٌ باليَمَن ، وإِليه نُسِب مُحمَّدُ بن أَبي بَكْرِ بن أَبي
____________________

(11/436)


الحَسَن الزَّوْقَرِيّ ، عُرِف بابنِ الخَطَّاب ، تُوفِّيَ بزَبِيدَ سنة 665 .
زكر : ( زَكَرَهُ ) ، أَبي الإِناءَ ، زَكْراً : ( ملَأَه ، كَزَكَّرَه فتَزَكَّرَ ) تَزْكِيراً . يقال : زَكَّرَ السِّقاءَ وزَكَّتَه ، إِذا مَلأَه ، وهو مَجازٌ .
( والزُّكْرَة ، بالضَّمِّ ) : وِعَاءٌ من أَدَم . وقال أَبو حَنِيفَة : الزُّكْرَة : الزِّقُّ الصَّغِير . وفي المحكم : ( زِقٌّ ) يُجْعَل ( للخَمْر ) أَو ( الخَلّ ) . وفي الصّحاح زُقَيْقٌ للشَّراب .
( وتَزَكَّرَ الشَّرابُ : اجْتَمَعَ ) في الزُّكْرَةِ .
( و ) تَزَكَّرَ ( بَنُ الصَّبِيِّ ) ، أَي ( عَظُمَ ) وامْتَلأَ حتَّى صَارَ كالزُّكْرَةِ ( وحَسُنَتْ حَالُه ) ، وهو مَجَاز ، ( كزَكَّرَ تَزْكِيراً ) .
( و ) قال اللَّيْثُ : يقال : ( عَنْزٌ زَكْرِيَّةٍ ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( وزكَرِيَّة ) مُحَرَّكَةً : ( شَدِيدَةُ الحُمْرَةِ ) وهي نَوْعٌ من العُنُوزِ الحُمْر .
( و ) في الكِتَاب العَزِيز : { ) 11 ( . 027 وكفلها زكرياء } ( آل عمران : 37 ) . وفيه أَربعُ لُغَات : مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ ، وبه قَرَأَ ابنُ كَثِير ونافِعٌ وأَبو عَمْرو وابنُ عَامِر ويَعْقُوبُ ، ( ويُقْصَرُ ) ، وبه قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيّ وحَفْص ، ( و ) زَكَرِيُّ ، ( كعرَبِيّ ) ، بحذْفِ الأَلف غَيْر مُنَوَّن أَيضاً ، ( ويُخَفَّفُ ) وهي اللُّغَةُ الرَّابِعَة . قال الأَزهريّ : وهاذا مَرْفُوض عند سِيبَيَوَيْه . قُلْت : ولذا اقتصرَ الزَّجّاجُ ابنُ دُرَيْد والجَوْهَرِيّ على الثَّلاثَةِ الأُوَل . وشذَّ بعضُ المفسِّرين فزادَ لُغَةً خَامِسَةً وقال : زَكَر ، كجَبَل . وقول شيخنا : وكلام الجوهريّ يقَتضيه ، محلّ تأْمل : ( عَلَمٌ ) على رَجلٍ .
قال الجوهريّ : ( فإِن مَدَدْت أَو قَصَرْت لم تَصْرِف ، وإِن شَدَّدت صَرَفْتَ ) ، وعبارَة الجوهريّ :
وإِن حذَفْت الأَلفَ صَرَفْت . وقال
____________________

(11/437)


الزَّجَّاج : وأَمَّا تَرْكُ صَرْفه فإِنّ في آخرِه أَلِفَيِ التّأْنِيثِ في المَدّ ، وأَلِفَ التأْنِيث في القَصْر .
وقال بعضُ النَّحْوِيِّين : لم يَنْصرف لأَنَّه أعجميّ ، وما كانت فيه أَلف التَّأْنِيث فهو سواءٌ في العَرَبيّةَ والعُجْمَة ، ويَلْزَم صاحبَ هاذا القولِ أَن يقول : مَرَرْت بَزكَرِيَّاءَ وزَكَرِيَّاءَ آخَرَ . لأَن ما كان أَعجميًّا فهو يَنْصَرِف في النَّكِرَة ، ولا يجوز أَن تصَرف الأَسماءُ التي فيها أَلفُ التأْنيثِ في مَعْرِفة ولا نَكِرَة ، لأَنَّها فيها عَلامةُ تأْنِيث وأَنها مَصبوغَة مع الاسم صِيغَةً واحدةً فقد فارقَتْ هاءَ التَّأْنِيث ، فلِذالك لم تُصْرَف في النَّكْرَة .
قال الجوهريّ : ( وتَثْنِيَةُ المَمْدُودِ ) المهموزِ ( زَكَرِيَّاوَانِ ) . وزاد اللَّيْثُ زَكَرَيَّا آنِ .
( ج زَكَرِيّاؤُونَ . وفي النَّصْبِ والخَفْضِ زَكَرِيَّاوِينَ . والنِّسْبَة ) إِليه ( زَكَرِيَّاوِيٌّ ) ، بالواو . ( فإِذا أَضفْتَ إِليك ) ، وعبارةُ الجوهريّ : وإِذا أَضَفْتَه إِلى نَفْسِك ( قُلْتَ : زَكَرِيَّائِي بلا وَاوٍ ) . كما تقول : حَمْرَائِي . ( وفي التَّثْنِيَة زَكَرِيَّاوَايَ ) ، بالواو ، لأَنَّك تقول زَكَرِيَّاَانِ . ( وفي الجَمْعِ زَكَرِيّاوِيّ ) ، بكسر الواو . يستوِي فيه الرَّفْعُ والخَفْضُ والنَّصْب ، كما يَستوِي في مُءْلِميَّ وزَيْدِيَّ . ( وتَثْنِيَة المَقْصُور زَكِريَّيَانِ ) ، تُحَرَّكُ أَلف زَكَرِيّا لاجتماع السَّاكِنَيْن فصارت يَاءً ، كا تقول : مَدَنِيّ ومَدَنِيَّان . ( و ) في النَّصْب ( رأَيْتُ زَكَرِيَّيْنِ ) ( و ) ( رأَيْتُ زَكَرِيَّيْنِ ) ( و ) في الجَمْع ( هم زَكَرِيُّون ) حَذَفْت الأَلِف لاجْتِماع السَّاكِنَيْن ولم تُحَرِّكها ، لأَنك لو حَرَّكتها ضَمَمْتَها ، ولا تكون الياءُ مضمومةً ولا مَكْسُورةً وما قبلها مُتَحَرِّكٌ ، ولذالك خالَف التَّثْنِيَةَ .
____________________

(11/438)



( و ) قال الليثُ : و ( تَثْنِيَة زَكَرِي ، مُخَفَّفَةً ، زَكَرِيَانِ ) ، مُخَفَّفَة ، ( ج زَكَرُونَ ) ، بطَرْح الياءِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الزُّوَاكِرَة : مَنْ يَتَلَبَّس فيُظْهِر النُّسُك والعِبَادَةَ ويُبْطِن الفِسْقَ والفَسَادَ ، نقلَه المَقَّرِيّ في نَفح الطِّيب ، قاله شَيْخُنا .
وزُكْرَة بنُ عبدِ الله ، بالضَّمّ ، أَوْرَدَه أَو حَاتِم في الصَّحَابَة ، وله حَدِيث ضَعِيف . وأَبو حَفْص عُمَر بن زَكّار ابن أَحمَد بن زكَّار بن يَحيى بن ميمون التَمّار الزَّكَّارِيّ البغداديّ ، ثقة ، عن المحامليّ والصّفّار .
زلبر : ( زَلَنْبورُ ) ، أَهْملَه الجَوْهَرِيّ .
وقال مِجَاهِد : هو ( أَحَدُ أَولادِ إِبليسَ الخَمْسَةِ الذين فَسَّرُوا بهم ولَه تعالَى { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَآء } مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ( الكهف : 50 ) وهاكذا نَقَلَه عنه الأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيب في الخُمَاسِيّ ، والغَزَالِيّ في الإِحياءِ ، والصّاغانيّ في التَّكْمِلَة . ( وعَمَلُه أَنْ يُفرِّقَ بينَ الرَّجلِ وأَهلِه ، ويُبْصِّرَ الرَّجلَ بعُيُوب أَهلِه ) ، قاله سُفْيَان ، ونقلَه عنه الأَزهريّ .
والذي في الإِحياءِ في آخِرِ باب الكَسْب والمَعاشِ ، نَقْلاً عن جَمَاعة من الصَّحَابة : أَن زَلَنْبُورَ صاحِبُ السُّوقِ ، وبَسببه لا يَزالون يَخْتَصِمون ، وأَنَّ الذي يَدْخُل مع الرَّجل إِلى أَهله يرُيد العَبَثَ بهم فاسْمُه دَاسِمٌ . قال : ومنهم ثَبْر ، والأَعْور ، ومِسْوَطٌ . فأَما ثَبْرٌ فهو صاحبُ المصائب الذي يأْمر بالثُّبور وشَقِّ الجُيُوب . وأَمّا الأَعور فهو صاحِبُ الزِّنَا يأْمُرُ به . وأَمّا مِسْوطٌ فهو صاحبُ الكَذِب . فهِؤلاءِ الخمسةُ إِخوةٌ من أَولادِ إِبليسَ .
قلْت : وقد ذكر المصنِّفُ شَيْطانَ الصلاةِ والوضوءِ : خَنْزَبٌ والوَلْهَانُ .
قال شيخنا : وهاذا مبنيّ على أَن إِبليسَ له أَولاٌ حقيقةً ما هو ظاهرُ الآيةِ ، والخلافُ في ذالك مشهورٌ .

____________________

(11/439)


زمر : ( زَمَرَ يَزْمُر ) ، بالضَّم ، لُغة حكاها أَبو زَيْد ، ( ويَزْمِرُ ) ، بالكسر ، ( زَمْراً ) ، بالفَتْح ، ( وزَمِيراً ) ، كأَمِير ، وزَمَرَاناً ، مُحَرَّكةً ، عن ابْنِ سِيدَه ، ( وزَمَرَّرَ تَزْمِيراً : غَنَّى في القَصَبِ ) ونَفَخَ فيه ، ( وهي زمِرَةٌ ) ، ولا يقال زَمَّارةٌ ، ( وهو زَمَّارٌ ، و ) لا يُقالُ ( زامِرٌ ) ، وقد جاءَ على الأَصْمَعِي لكِنَّه ( قَلِيل ) . ولمَّا كان تَصْرِيفُ هاذه الكَلِمَة وَارِداً على خِلاف الأَصْل خَالفَ قاعِدَتَه في تقديم المُؤَنَّث على المُذَكَّر ، قاله شَيخُنا . قال الأَصْمَعِيُّ ، يقال لِلَّذِي يُغَنِّي : الزَّامر والزَّمَّار . ( وفِعْلُهُمَا ) ، أَي زَمَرَ وزَمَّر ، ( الزِّمَارَة ) ، بالكَسْر على القِياس ( كالكِتَابَةِ ) والخِيَاطَة ونَحْوِهما .
( و ) من المَجَازِ ، في حديث أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ ( سَمِعه النبيُّ صلى الله عليه وسلميَقْرأُ فقال : ( لقد أُعطِيتَ مُزْماراً من مَزَامِيرِ آلِ دَوودَ ) شَبَّهَ حُسْنَ صَوْتِه وحَلاوةَ نَغْمته بصَوْتِ المِزْمَار .
و ( مَزامِيرُ دَاوودَ ) ، عَليهِ السَّلامُ : ( ما كان يَتَغَنَّى به من الزَّبُورِ ) ، وإِليه المُن 2 هى في حُسْنِ الصَّوْتِ بالقراءَة . والآلُ في قَوله ( آل داوود ) مُقْحَمة ، قِيلَ : مَعْنَاه ها هنا الشَّخْص . ( و ) قيل : مَزامِيرُ دَاوودَ : ( ضُرُوبُ الدُّعَاءِ ، جمْعُ مِزْمَارٍ ومَزْمُورٍ ) ، الأَخِيرة عنكُراع ، ونَظيره مَعْلُوق ومَغْرُود . وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه ( أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطانِ في بَيْتِ رَسُولِ الله ) وفي رِواية : ( مِزْمَارَة الشَّيْطَان عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم . قال ابنُ الأَثِير : المَزْمُور ، بفتح الميم وضَمِّها ، والمِزْمَارُ سواءٌ ، وهو الآلةُ التي يُزْمَرُ بها .
( والزَّمَارَةُ كجَبَّانَةٍ : ما يُزْمَرُ به ) وهي القَصَبَة ، كما يُقَالُ للأَرضِ التي يُزْرَع فِيها زَرَّاعَة ، ( كالمِزْمَارِ ) ، بالكَسْر .
من المَجَاز : الزَّمَّارة : ( السَّاجُورُ ) الذي يُجْعل في عُنقِ الكَلْب . قال الزَّمَخْشَرِيّ : واستُعِير للجَامِعَة .
____________________

(11/440)


وكتبَ الحَجَّاج إِلى بَعْض عُمَّاله أَن ابْعث إِليَّ فُلاناً مُسمَّعاً مُزَمَّراً ، أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً . وأَنْشَدَ ثَعْلَب :
ولِي مُسْمعانِ وزَمَّارةٌ
وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ
فسَّرَه فقال : الزَّمَّارة : السَّاجور . والمُسْمِعَانِ : القَيْدَان ، يَعنِي قَيْدَيْن وغُلَّيْنِ . والحِصْن : السِّجْن ، وكلّ ذالك على التَّشْبِيه . وهاذا البَيْتُ لبعض المُحَبَّسِينَ ، كان مَحْبُوساً . فمُسْمِعَاه قَيْدَاه ، لصَوْتِا إِذا مَشَى . وزَمَّارَتُه السَّاجُور ( والظل ) والحِصْن : السِّجن وظُلْمته :
وفي حديث سَعِيد بْنِ جُبَيْر ( أَنه أُتِيَ به الحَجَّاجُ وفي عُنقه زَمَّارةٌ ) أَي الغُلّ .
( و ) الزَّمَّارة : ( الزَّانِيَةُ ) ، عن ثَعْلَب . قال : لأَنَّها تُشِيعُ أَمْرَها . وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمنَهَى عن كَسْب الزَّمًّرة . قال أَبُو عُبَيْد : قال الحَجَّاج : الزَّمّارةُ : الزَّانِيَةُ . قال : وقال غيره : إِنَّمَا هي الرَّمًّزة ، بتَقْدِيم الرَّاءِ على الزَّاي ، من الرَّمْزِ ، وهي التي تُومِىءُ بشَفَتَيْهَا وبِعَيْنَيها وحاجِبَيْهَا ، والزَّوانِي يَفْعَلْن ذالك ، والأَوَّلُ الوَجْهُ . وقال أَبو عُبَيْد : هي الزَّمَّارة ، كما جاءَ في الحديث . قال الأَزهريّ : واعترض القُتَيْبِيُّ على أَبي عُبَيْد في قَوْله : هي الزَّمَّارة ، كما جاءَ في الحَدِيث ، فقال : الصَّواب الرَّمَّازَة ، لأَنَّ من شَأْنِ البَغِيّ أَن تُومِضَ بعَيْنِها وحاجِبها ، وأَنشد :
يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحَوَاجِبِ
إيماضَ بَرْقٍ في عَمَاءٍ ناصِبِ
قال الأَزهريّ : وقول أَبي عبيد عندي الصوابُ . وسُئِل أَبُو العبّاس أَحمدُ بنُ يَحْيَى عن مَعْنَى
____________________

(11/441)


الحَدِيثِ ( أَنِ نَهَى عن كَسْب الزّمَّارة ) فقال : الحَرْف الصَّحيحُ زَمَّارة . ورَمَّازةٌ ها هنا خَطَأٌ ، والزَّمَّارة : البَغِيّ الحَسْنَاءُ . والزَّمِيرُ : الغُلامُ . الجَمِيل ، وإِنَّما كان الزِّنَا مع المِلاَحِ لامعَ القِبَاحِ . قال الأَزهَرِيّ : لِلزَّمَّارَة في تفسيرِ ما جاءَ في الحَدِيثِ وَجْهَانِ : أَحدهما أَن يَكونَ النّهْيُ عن كَءْحب المُغَنِّيَة ، كما رَوَى أَبُو حَاتم عن الأَصمَعِيّ ، أَو يَكون النَّهْيُ عن كَسْبِ البَغْيِّ ، كما قال أَبو عُبَيْدٍ وأَحْمَدُ بنُ يَحيى ، وإِذا رَوَى الثِّقات للحديثِ تَفْسيراً له مَخْرَجٌ ، لم يَجُزْ أَن يُرَدَّ عليهم ، ولاكِن تُطلَب له المَخَارِجُ من كلامِ العَرَب . أَلاَ تَرَى أَن أَبا عُبَيْدٍ وأَبا العَبَّاس لَمَّا وَجَدَا لِمَا قال الحَجَّاج وَجْهاً في اللُّغَة لم يَعْدُوَاه . وعَجِل القُتَيْبِيّ ولم يَتَثَبَّت ، ففسَّر الحَرْفَ على الخِلاف . ولو فَعَلَ فِعْل أَبي عُبَيْد وأَبي العَبَّاس كان أَوْلَى به ، قال : فإِيَّاك والإِسراعَ إِلى تَخْطِئة الرُّؤَساءِ ونِسْبَتهم إِلى التَّصْحِيف ، وتأَنَّ في مِثْل هاذَا غَايَةَ التَّأْنِّي ، فإِنِّي قد عَثْرت على حُروف كَثِيرةٍ رَواها الثَّقاتُ فغَيَّرهَا مَنْ لا عِلْم له بها ، وهي صَحِيحَة .
قُلْتُ : والحَجَّاج هاذا هو رَاوِي الحَدِيث عن حَمّاد بنِ سَلَمَة ، عن هِشَام ابْنِ حَسَّان وحَبيب بن الشَّهِيد ، كِلاهُمَا عن ابْنِ سِيرِين عن أَبِي هُرَيْرَة . وهو شَيْخُ أَبِي عُبَيْد ، ورَواه ابن قُتَيبَة عن أَحْمدَ بنِ سَعِيد عن أَبي عُبَيْد ، كذا في ( استدراك الغَلَط ) وهو عندي .
( و ) في الْمحكم : الزَّمَّارة : ( عَمودٌ بين حَلْقَتي الغُلِّ ) .
( و ) الزِّمَار ، ( ككِتَاب : صَوْتُ النَّعَامِ ) ، كذا في الصّحاح ، وفي غَيْره : صَوْتُ النَّعَامَةِ ، وهو مجازٌ . ( وفِعْلُه كضَرب ) . يقال : زَمَرَت النَّعامةُ تَزْمِر زِمَاراً : صَوَّتَت . وأَمّا الظَّلِيم فلا يقال فيه إلا عَارَّ يَعَارُّ .
( وزَم القِرْبَةَ ) يَزْمُرها زَمْراً وزَنَرَها ،
____________________

(11/442)


( كزَمَّرها ) تَزْمِيراً : ( مَلأَها ) ، عن كُراع واللِّحْيانيّ .
( و ) من المَجَازِ : زَمَرَ ( بالحَدِيث : أَذَاعَه ) وأَفْشَاه . وفي الأَسَاسِ : بَثَّه وأَفْشاه .
( و ) من المَجَاز : زَمَرَ ( فُلاناً بفلان ) ونَصُّ الأَساس : فُلانٌ فُلاناً ، وما ذَكرَه المصنّف أَثْبَتُ ( : أَغْرَاه به ) .
( و ) زَمَرَ ( الظَّبْيُ زَمَرَاناً ) ، محرَّكَةً ( نَفَرَ ) .
( والزَّمِرُ ، ككَتِف : القَلِيلُ الشَّعرِ والصُّوفِ ) والرِّيشِ ، وقد زَمِرَ زَمَراً . ويقال : صَبِيٌّ زَمِرٌ زَعِرٌ ، ( وهي بهاءٍ ) يقال : شاة زَمِرَةٌ ، وغَنَمٌ زَوَامِرُ وشَعرٌ زَمِرٌ .
( و ) من المَجَاز : الزَّمِر : ( القَلِيلُ المُرْوءَةِ ) ، يقال : رَجلٌ زَمِرٌ بَيِّنُ الزَّمَارَةِ والزُّمُورَةِ ، أَي قَلِيلُهَا ، ( وقد زَمِرَ ، كفَرِحَ ) ، زَمَارَةً وزُمُورَةً .
( و ) قال ثَعْلَب : الزَّمِرُ : ( الحَسَنُ ) . وأَنشد :
دَنَّانِ حَنَّانَانِ بَيْنَهُما
رَجُلٌ أَجَشُّ غِنَاؤُه زَمِرُ
أي غنَاؤُه حَسَنٌ . وخَصَّه المُصَنِّفُ بحَسَنِ ( الوَجْهِ ) .
( و ) الزِّمِرُّ ، ( كطِمِرَ ) وزِبِرّ : ( الشَّدِيدُ ) من الرِّجال .
( و ) الزَّمِيرُ ، ( كأَمِير : القَصِيرُ ) منهم ، ( ج زِمَارٌ ) ، بالكسر ، عن كُراع :
( و ) الزَّمِير : ( الغُلامُ الجَميلُ ) ، قاله ثَعْلَب ، وقد تقدّم . قال الأَزهريّ : ويقال : غِنَاءٌ زَمِيرٌ ، أَي حَسَنٌ ، ( كالزَّوْمَرِ ) ، كجَوْهَر ( والزَّمُور ) ، كصَبُور .
( والزُّمْرَةُ ، بالضَّمّ : الفَوْجُ ) من النّأْه ، والجَمَاعَةُ من النَّاس ، ( و )
____________________

(11/443)


قيل : ( الجَمَاعَةُ في تَفْرَقَة ، ج زُمَرٌ ) ، كصُرَد . يقال : جَاءُوا زُمُراً ، أَي جَمَاعَاتٍ في تَفْرِقَة ، بعضُها إثْرَ بَعْضَ . قال شَيْخُنا : قال بَعضُهم : الزُّمْرَة مَأْخُوذ من الزَّمْر الي هو الصَّوْت ، إِذ الجماعة لا تَخْلُو عنه . وقيل : هي الجَمَاعَةُ القَلِيلَةُ ، من قولهم : شاةٌ زَمِرَةٌ ، إِذا كانت قلِيلَةَ الشَّعرِ ، انتهَى .
قلْتُ : والأَوّلُ الوَجْهُ ويَعْضُدُه قَوْلُ المصنِّف في البصائر : لأَنها إِذا اجمتمَت كان لها زِمَارٌ وجَلَبة . والزَّمار بالكَسْر : صَوْتُ النَّعَامِ .
( و ) من المَجَاز : ( المُسْتَزْمِرُ : المُنْقَبِضُ المُتَصاغِرُ ) ، قال :
إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشَافُ رَأَيْتَهُ
مُقْرَنْشِعاً وإِذا يُهَانُ استَزْمَرَا
وفي الأَساس : استَزْمَرَ فُلانٌ عِند الهَوَانِ : صارَ ذَلِيلاً ضَئِيلاً .
( وبَنُوزُمَيْر ، كزُبَيْر : بَطْنٌ ) من العَرَب .
( وزَيْمَرٌ ) ، كحَيْدُر ، ( عَلَمٌ . و ) اسْمُ ( ناقة الشَّمَّاخِ ) ، وأَنشدَ له ابنُ دريد في ( ع ر ش ) :
ولَّما رَأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ
تسلَّيْت حاجَاتِ النُّفُوسِ بزَيْمَرَا
وهاكذا فَسَّره .
( و ) زَيْمَرُ : ( بُقْعَةٌ بجِبَالِ طَيِّىء ) . قال امرؤُ القَيْس :
وكُنْتُ إِذَا ما خِفْتُ يَوْماً ظُلاَمَةً
فإِنَّ لها شِعْباً ببُلْطَةِ زَيْمَرَا
( وزَيْمُرَانُ ) ، بضمّ الميم ، ( كضَيْمُرَان : ع ) .
( وزَمَّارَاءُ ) ، بالفتح ( مُشَدَّدَةً مَمْدُودَةً : ع ) . قال حَسَّانُ بن ثابِت رَضِي الله عنه :
فقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى
إِلى بَيْتِ زَمَّارَاءَ تَلْداً على تَلْدِ
____________________

(11/444)



( و ) الزِّمِّيرُ ، ( كسِكَّيت : نَوعٌ من السَّمكِ ) له شَوْكٌ ناتىءٌ وَسطَ ظَهْره ، وله صَخَبٌ وَقْتَ صَيْدِ الصّيّاد إِيّاه وقَبْضِه عليه ، وأَكثرُ ما يُصْطَاد في الأَوْحَالِ وأُصُولِ الأَشْجَارِ في المِياه العَذْبَةِ .
( وازْمَأَرَّ : غَضِبَ واحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ) عند الشِّدَّة والغَضَب ، لغة في ازْمَهَرَّ ، عن الفَرّاءِ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
عَطِيَّةٌ زَمِرَةٌ ، أَي قليلة ، وهو مَجاز .
والزُّمَارُ ، بالضمّ : لغة في زِمَار النَّعَام . والزَّوْمَر ، كجَوْهَرٍ : الجمَاعةُ .
والزِّمَار ، بالكسر : الغِرْسُ على رأْس الولد .
وزَمْرَانُ ، كسَحْبَانَ : مَدينةٌ بالمَغْرِب منها أَبو عَبْدِ الله مُحمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَهْدِيّ بنِ عِيسَى بنِ أَحمدَ الهراويّ المعروف بالطالب توفي سنة 964 وأَخذ عن القُطب أَبي عبد الله محمّد بن عجال الغزوانيّ المرَّاكِشيّ وغيره .
وإِزمرُ ، كإِزميل : مدينةٌ بالرُّوم .
والزمّارَة : قَرية بمصر .
وكَفْآخ زَمَّارٍ ، كشَدّاد : ناحية واسعةٌ من أَعْمال قَرْدَى بينها وبين بَرْقَعِيد أَربعةُ فراسخَ أَو خَمْسَة .
ووادِي الزَّمَّار : قُربَ المَوْصل بينها وبين دَير مِيخَائِيل ، وهو مُعشِب أَنِيق وعليه رَابِية عالية ، يقال لها رَابِيَةُ العُقَاب . قال الخَالِدِيّ :
أَلسْتَ تَرَى الرَّوضَ يُبْدِي لنا
طَرَائِفَ مِنْ صُنْعِ آذَارِهِ
تَلبءْ مِنْ ( مَانَخَايَالِه )
حُلِيًّا على تَلِّ زَمَّارِهِ
____________________

(11/445)



وزَامِرَانُ : قريةٌ على أَقلَّ من فَرْسخ من مَدِينةِ نَسَا . منها أَبو جَعْفَرَ مُحمَّدُ بنُ جعَفَر بن إِبراهِيم ابن عِيسى الزَّامِرَانِيّ ، سمع الطَّحاوِيّ والباغَنْدِيّ ، تُوفِّيَ بها سنة 360 قاله ابنُ عَسَاكِر في التَّارِيخ .
زمجر : ( الزَّمْجَرُ ، كجَعْفَر ؛ السَّهمُ الدَّقِيقُ ) ، والصَّواب أَنه الزَّمْخَر ، بالخَاءِ ، وسيأْتي .
( و ) الزَّمْجرة ( بهاءٍ : الزَّمَّارَةُ ، ج زمَاجِرُ وزَمَاجِيرُ ) . قال ابنُ الأَعْرَابيّ : الزَّمَاجِيرُ : زَمَّارَاتُ الرُّعْيَانِ . ( و ) الزَّمْجَرُ : ( صَوْتُهَا ) ، أَي الزَّمّارةِ ، وهاذا بِنَاءً على قَولهم : زَمْجَرَةُ كل شيءٍ : صَوْتُه . وسَمِعَ أَعرابِيٌّ هَدِيرَ طَائِر فقال : ما يَعلَم زَمْجْرَتَه إِلّا اللهاُ .
( و ) الزَّمْجَرة : ( كَثْرَةُ الصِّياحِ والصَّخَبِ ) والزَّجْر ، كالغُذْمَرة . وفُلانٌ ذُو رماجِرَ وزَمَاجِيرَ ، حكاه يَعْقُوب .
( و ) الزَّمْجَرَة : ( الصَّوْتُ ) ، وخَصَّ بعضِم به الصَّوتَ من الجَوْف . وقال أَبو حَنِيفَة : الزَّمَاجِرُ من الصَّوْت نَحُو الزَّمَازِم الواحِدَة زَمْجَرَةٌ ، ( كالزِّمَجْر ، كسِبَطْر ) ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشد :
لها زِمَجْرٌ فَوْقَها ذُو صَدْحِ
وفَسَّر بالصَّوت ، وقال ثَعْلَب : إِنما أَرادَ زَمْجَراً ، فاحتاج فحَوَّل البِناءَ إِلى بِنَاءٍ آخرَ . وقال ابنُ سِيدَه : إِنَّمَا عَنَى الشاعِرُ بلزِّمَجْرِ المُزَمْجِر ، كأَنَّه رَجُلٌ زَمَجْرٌ ، كسِبَطْر .
( وازْمَجَرَّ ) ، كاقْشعَرَّ : ( صَوَّتَ ) ، أَو سُمِعَ في صوتِه غِلَظٌ وجَفَاءٌ ، كزَمْجَرَ .
( وزَمْجَرَ الأَسَدُ وتَزَمْجَرَ : رَدَّدَ الزَّئِيرَ ) في نَحْرِه ولم يُفْصْ .
( وزَمْجَارُ ، بالكسْرِ : د ) ، وضَبَطَه الصّاغاني بالفَتَّح .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
رجُلَ زِمَجْرٌ : مانِعٌ حَوْزَتَه ، أَورَدَه شيخُنَا وَنقل عن بعض أَئمّة الصَّرْف زِيادَة مِيمِ هاذه المادَّةِ
____________________

(11/446)


كالتي بعدَها ، وظاهِرُ المُصَنِّف وجماعة أَصالَتُها فتأَمَّلْ . والمُزَمْجِر والمُتَزمْجِرُ : الأَسَدُ .
زمخر : ( زَمْخَرَ الصَّوْتُ : اشْتدَّ ، كازْمَخَرَّ ) كاقْشَعَرَّ ، وقيل غَلُظَ ، ( و ) زَمْخَرَ ( النَّمِرُ ) وتَزَمْخَرَ : ( غَضِبَ فصاحَ ، والاسمُ التَّزَمْخُرُ ) .
( و ) زَمْخَرَ ( العُشْبُ : بَرْعَمَ ) وطالَ . ( والزَّمْخَرُ ) : قَصَبُ ( المِزْمَار ) الكَبِيرِ الأَسْود : ومنه قول الجَعْدِيّ :
حَنَاجِرُ كالأَقْمَاعِ جَاءَ حَنِينُهَا
كما صَبَّحَ الزَّمَّارُ في الصُّبْح زَمْخَرَا
( و ) الزَّمْخَر : ( النُّشَّابُ ) : وقيل : هو الدَّقِيقُ الطُّوال منها . قال أَبُو الصَّلْت الثّقفيّ :
يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنها غُبُطٌ
بزَمْخَر يُعجِل المَرْميَّ إِعْجَالاَالعَتَل : القِسِيّ الفارسيّة : والغُبُط . خَشَبُ الرَّحَالِ . وقال أَبو عَمرو : الزَّمْخَر : السّهمُ الرَّقيقُ الصَّوْتِ النَّاقِزُ . وقال الأَزهريّ : أَراد السِّهَامَ التي عِيدَانُهَا من قَصَبٍ .
هاذا مَحَلِّ ذِكْره ، وقد ذَكَرَه المُصنِّف في التي قبلها وأشرنا إِلى ذالِك .
( و ) الزَّمْخَر : ( الكَثِيرُ المُلْتَفُّ من الشِّجرِ ) ، وزَمْخَرَتُه : الْتِفَافُه وكَثْرَتُه .
( و ) الزَّمْخَر : ( الأَجوَفُ النّاعِمِ رِيًّا ) وَكُلُّ عَظْمٍ أَجْوفَ لا مُخَّ فيه زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ . وزَعَمُوا أَنَّ الكَرَى والنَّعامَ لا مُخَّ لها . وقال الأَصْمَعِيّ : الظَّلِيم أَجْوَفُ العِظَامِ لا مُخَّ له . قال : ليس شَيْءٌ من الطَّيْرِ إِلَّا وله مُخٌّ غَيْر الظَّليم فإِنه لا مُخَّ له ، وذالِك لأَنَّه لا يَجِد البَرْدَ .
( وزَمَاخِيرُ ) ، كمَصابيحَ : ( ة غَربِيَّ النِّيلِ بالصَّععِيدِ الأَدْنَى ) من أَعمال إِخْمِيم .
____________________

(11/447)



( والزَّمْخَرَةُ ) : الزَّمَّارة ، وهي ( الزّانِيَةُ ) .
( والزَّمْخَرِيّ ) ، بالفَتْح : ( الطَّوِيلُ ) من النَّباتِ . قال الجَعْدِيّ :
فتعَالَى زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ
مالَتِ الأَعْآعافُ منه واكْتَهَلْ
( و ) الزَّمْخَرِيُّ : ( الأَجْوَفُ ) الذي لا مُخَّ فيه كالقَصَب . وظَلِيمٌ زَمْخَرِيُّ السَّوَاعِد ، أَي طَوِيلُها أَو أَنها جُوفٌ كالقَصَب . وبهما فُسِّرَ بيتُ الأَعْلمِ يَصِف نَعَاماً :
عَلى حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ السَّ
واعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ
وأَراد بالسَّواعِد هنا مَجَارِي المُخِّ في العِظَام .
( كالزُّمَاخِرِيِّ ، بالضَّمِّ ) . وعُودٌ زَمْخَرِيٌّ وزُمَاخِرٌ : أَجْوَفُ . ويقال للقَصَب : زَمْخَرٌ وَزَمْخَرِيٌّ .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَمْخَرَةُ الشَّبَابِ : امتِلاؤُه واكْتِهالُه .
ورَجلٌ زَمْخَرٌ : عَالِي الشَّأْنِ : وهاذا استدركه شيخُنا . وزعم أَنه من زَخَرَ الوادِي ، والمِيم زَائِدة ، وفيه نَظَر .
وزَمَاخِرُ ، كحَضَاجِر : من الأَعْلام .
زمخشر : ( زَمَخْشَرُ ، كسَفَرْجَل : ة ) صغِيرة ( بنَواحِي خُوَارَزْمَ ) ، وقال الزَّمَخْشَرِيّ في الرِّسالة التي كَتَبها لأَي طاهر السِّلَفِيِّ جَواباً عن استِدْعَائه له قال في آخرِه . وأَما المَوْلِدُ فقَرْيَةٌ مَجهولةٌ من خُوارَزْمَ تُسمأ زَمَخْشَر ، قال : وسَمِعتُ أَبِي رحمه الله يقول : ( اجْتَازَ بِها ) ، أَي مَرَّ بها ، ووقع في نُسْخَةِ شَيْخِنا اجتازَها ( أَعرابيّ فسأَلَ عن اسْمِها واسْمِ كبيرِهَا ) ، أَي رئيسها ( فقيل ) سمُ القَرْيةِ ( زَمَخْشَرُ ، و ) اسم كَبِيرهَا ( الرَّدَّادُ . فقال : لا خَيرَ في شَرَ ورَدَ ) ، رجعَ ( طولم يُلْمِمْ بِها ) ، أَي لم يَدل ، مِن أَلَمَّ بالمكان ، إِذا وَرَدَه .
____________________

(11/448)


( منها ) عَلَّامة الدُّنْيا ( جارُ اللهاِ ) ، لُقِّب به لِطُوله في مُجَاوَرة مَكَّة المُشرَّفة . وكُنيتُه ( أَبُو القاسِم مَحْمُودُ بنُ عُمَرَ ) بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَد الخُوَارَزْميّ النَّحويّ اللُّغَويّ المتكلِّم المُفَسِّر ، وُلدَ سنة 461 في رجب ، وتُوفِّيَ يومَ عرفَةَ سنة 538 ، قَدِمَ بغدَادَ ، فسمعَ من أَبِي الخَطَّاب بن البَطِر وابن مَنْصُور الحارِثيّ وغيرهما ، وحَدَّث ، وأَخذَ الأَدبَ عن أَبِي احَسَن النَّيْسَابُورِيّ وغيرِه ، كان إِمامَ الأَدَبِ ونَسَّابةَ العَرَب ، وأَجاز السِّلفِيّ وزَينبَ الشعريّة . ( وفيه يقول أَميرُ مَكَّة ) الشريفُ الأَجلُّ ذو الماقب أَبو الحَسَن ( عُلَيٌّ ) بالتَّصْغِير ( بنُ عِيسَى ) بنِ حَمْزَة بن سُلَيْمَان ( بن عِيسَى ) بنِ حَمْزَة بن سُلَيْمَان ( بن وَهَّاس ) بنِ دَاوودَ بن عَبْدِ الرَّحْمان بن عَبْدِ الله بن دَاوود بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الله بنُ مُوسَى الجَوْن بن عبد الله المَحْض بن الحَسَن المُثَنَّى بن الحَسَن السِّبْطن عليّ بن أَبي طالب السُّلَيْمَانِيّ ( الحَسَنِيُّ ) وقوله : أَمِير مَكَّة فيه تَجَوُّزٌ . ولم يَصِفْه الزَّمَخْشَرِيّ في رسالته التي كتبها كالإِجازة لأَبي طاهر السِّلَفِيّ إِلّا بالشَّرِيف الأَجلّ ذِي المَنَاقِب ، وبالإِمام أَبِي الحَسَن ، ولم يَلِ مَكَّةَ هو ولا أَبوه وإِنما وَلِيَها جَدّه حَمْزَةُ بنُ سُلَيْمانَ بنِ وَهَّاس ، ولم يَلِهَا من بني سُلَيْمَانَ بْنِ عَبدِ الله سِوَاه ، وكانَت وِلاَيتُه لها بعدَ وَفاةِ الأَمِير أَبي المَعَالي شُكْرِ بن أَبِي الفتوح ، قامت الحَرْبُ بين بَنِي مُوسى الثَّانِي وبين بني سُلَيْمان مُدَّةَ سَبْعِ سنوات ، حتى خَلَصت مَكَّةُ للأَمير مُحمَّد بن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ الله بنِ أَبي هاشِم الحَسَنيّ ، ومَلكَها بعده جماعةٌ من أَولاده ، كما هو مُفَصَّل في كُتُب الأَنساب . وأَما الأَمير عِيسَى فكان أَميراً بالمِخْلاف السُّلَيْمَانيّ . قتلَه أَخوه أَبو غَانم يَحْيَى ، وتأَمَّر بالمِخْلاف بَعْدَه وهربَ ابنُه علَيّ بنُ عيسَى هاذا إِلى مَكَّة وأَقام بها وكان عالِماً فاضِلاً جَوَاداً مُمَدَّحاً ، وفي أَيّام مُقَامِه وَرَدَ مَكَّةَ الزَّمَخْشَرِيّ وصَنَّفَ اسمه كِتابه الكَشَّاف ومدَحَه بقَصائِدَ عِدَّة
____________________

(11/449)


مَوْجُودَة في دِيوانه ، فمنها قَصِيدَته التي يَقُولُ فيها :
وكَمْ للإِمامِ الفَرْدِ عِنْدِيَ من يَدٍ
وهَاتِيكَ مِمَّا قد أَطابَ وأَكْثَرَا
أَخِي العَزْمةِ البَيْضَاءِ والهِمَّةِ التي
أَنافَتْ به عَلّامة العَصْرِ والوَرَى
( جَمِيعُ قُرَى الدُّنْيا سِوَى القَرْيةِ التي
إِذَا عُدَّ في أُسْدِ الشَّرَى زَمَخَ الشَّرَا )
فَلَولاه ماطنّ البلاد بِذِكْرِهَا
ولا طَارَ فِيهَا مُنْجِداً ومُغَوِّراً
فليس ثَنَاهَا بالعِرَاق وأَهلهِ
بأَعرَفَ منه في الحِجَاز وأَشْهَرَا
إِمَامٌ قَلَبْنا مَنْ قَلَبْنا وكُلَّما
طبَعْنَاه سَبْكاً كان أَنضَرَ جوْهَرَا
في أَبيات غَيْرهَا كما أَوردَها الإِمامُ المَقرِيّ في نَفْحِ الطِّيب نَقْلاً عن رِسَالة الزَّمَخْشَرِيّ التي أَرسلها لأَبي طَاهِر السِّلَفِيٌ .
ومن أَقواله فيه :
ولوْ وَزَنَ الدُّنْيَا تُرَابُ زَمَخْشَرٍ
لإِنَّك منها زادَه اللهاُ رُجْحَانَا
قال شيخُنَا : وفي القَوْلَيْن جَراءَةٌ عظِيمة وانتِهَاكٌ ظاهرٌ ، كمالا يَخْفَى . وقوله : سِوَى القَرْيَة هي مَكَّة المشرّفة : وأَحْرِ ، بالحاءِ المهملة ، جِيءَ به للتَّعَجُّب . كأَنَّه يقول ما أَحْر بأَن تُزْهَى . من قولهم : هو حَرَ بكَذَا ، أَي حَقِيقٌ به وجَدِيرٌ . وقد خَبَطوا فيه خَبْطَ عَشْوَاءَ ، فمنهم من ضَبَطه بالجِيمِ وزاد ياءً تحتيّة وبعضهم بالخاءِ . وفي بعض النُّسَخ وحَسْبُك أَن تُزْهَى ، وتُزْهَى مَجْهولاً من الزَّهْو وهو الأَنَفَة والنَّخْوة . كأَنَّه يقول : ما أَحْرَى وأَحَقَّ وأَجْدَر هاذه القَرْيَةَ المُسَمَّاةَ زَمَخْشر بأَن تَتبخْتَر بنِسْبة هاذا الشَّخْص إليها ، وهو إِذا عُدَّ أَي عَدَّهُ عَادٌّ في أُسْدِ الشَّرَى ، وهيَ
____________________

(11/450)


مَأْسَدَةٌ مَشهورة ، زَمَخَ ، أَي تَكَبَّر وازْدَهَى ذالك الشَّرَى ، وأَظْهَر في مَقَام الإِضمار لإِضهار الاعتناءِ ، أَو التّلذُّذ ، أَو غير ذالك من نِكَاتِ الإِظهارِ في مَحَلّ الإِضمار ، والله أَعلم . كذا حَقَّقه شيخُنَا وأَطَال فأَطاب ، أَحلَّه اللهاُ خيرَ مآب .
زمزر : ( زَمْزَرَ الوِعَاءَ ) زَمْزَرَةً : ( حَرَّكَه بعْدَ المَلْءِ لِيَتَأَبَّط ) .
( و ) يقال : ( لَحْمُه زَمَازِيرُ ، أَي مُتَقَبِّضٌ ) كالمُسْتَزْمِر .
وزَمْزُورُ ، بالفَتْح : قَرْيَةٌ بمِصْر ، وتُعرَف الآن بجَمْزُور .
زمهر : ( الزَّمْهَرِيرُ : شِدَّةُ البَرْدِ ) . قال الأَعْشَى :
مِنَ القَاصِرَاتِ سُجُوفَ الحِجَا
لِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
والزَّمْهَرِير ، هو الَّذِي أَعَدّه الله تَعالى عَذاباً للكُفَّار في الدَّارِ الآخرة .
( و ) الزَّمْهَرِير : ( القَمَرُ ) ، في لُة طَيِّىء .
( وازمَهَرَّت الكَواكِبُ : لَمَعَت ) وزَهَرَت واشتَدَّ ضَوْءُها .
( و ) ازْمَهَرَّت ( العَينُ : احمَرَّت غَضَباً ، كزَمْهَرَت ) ، وذالك عند اشْتداد الأَمْر .
( و ) ازْمَهَرَّ ( الوَجْهُ : كَلَحَ ) ، يقال : وَجْهُه مُزْمَهِرٌّ . ( و ) ازْمَهَرَّ ( اليومُ : اشْتَدَّ بَرْدُهُ ) .
( والمُزْمَهِرُّ : الغَضْبانُ ) ، وفي حَديث ابن عبد العزيز قال : زكان عُمَرُ مُزْمَهِرًّا على الكافِر ) أَي شدِيدَ الغَضَبِ عليه ) .
( و ) المُزْمَهِرُّ ، أَيضاً : ( الضَّاحِكُ السِّنِّ ) ، على التَّشْبِي بازْمِهْرَارِ الكَوَاكِبِ .

____________________

(11/451)


زنر : ( زَنَرَهُ ) ، أَي الإِناءَ والقِرْبَةَ : ( مَلأَه ) .
( و ) زَنَرَ ( الرَّجُلَ ) زَنْراً : ( أَلْبسِ الزُّنَّارَ ) ، كرُمَّان ، ( وهو ما عَلَى وَسَطِ النَّصارَى والمَجُوسِ ) . وفي التَّهْذِيب : ما يعلْبَسُه الذِّمِّيُّ يَشُدُّه على وَسَطِه ، ( كالزُّنَّارَةِ والزُّنَّيْرِ ) لُغَة فيه ( كقُبَّيْط ) . قال بَعضُ الأَغْفَال :
تَحزِم فَوقَ الثَّوبِ بالزُّنَّيْرِ
تَقْسِمُ إِسْتِيًّا لها بِنَيْرِ
مَأْخُوذٌ ( من تَزَنَّرَ الشيْءُ ) ، إِذا ( دَقَّ ) ، وهو مَجَازٌ .
( والزَّنَانِيرُ : الحَصَى الصِّغارُ ) . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : هي الحَصَى ، فعَمَّ بها الحَصَى كلَّه من غير أَنْ يُعَيِّن صَغِيراً أَو كَبِيراً . وأَنْشَد :
تَحِنّ لِظِّمْءِ مِمَّا قدْ أَلَمَّ بِهَا
بالهَجْلِ منْها كأَصْواتِ الزَّنَانِيرِ
وقال ابنُ سِيدَه : وعِنْدي أَنَّهَا الص 2 ارُ منها ، لأَنه لا يُصوّت مِنْهَا إِلَّا الصِّغار ، واحِدَتها زُنَّيْرَة وزُنَّارَة . وفي التهذيب : واحدُهَا زُنَّيْرٌ .
( و ) الزَّنَانِيرُ : ( ذُبابٌ صِغَارٌ ) تكون في الحُشُوشِ ، واحِدَتُها زُنَّيْرَةُ وزُنَّارَة .
( و ) الزَّنَانِير : ( بِئْرٌ معروفَةٌ ) بأَرض اليَمَن .
( و ) زَنَانِيرُ ، بغَيْر لامٍ : ( رَمْلَةٌ بينَ جُرَشَ وأَرْضِ بني عُقَيْلٍ ) . قال ابنُ مُقْبِل :
تُهْدِي زَنَانِيرُ أَرْوَاحَ المَصِيفِ لَهَا
ومِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الغَوْرِ تهْدِينَا
ويقال : هي زَنَابيِر ، بالمُوَحَّدة بَعْدَ الأَلف .
( وامرأَةٌ مُزَنَّرَةٌ ) ، كمُعظَّمه : ( طَوِيلَةٌ
____________________

(11/452)


جَسِيمَةٌ ) ، أَي عَظِيمة الجِسْم .
( وزِنِّيرَةُ ، كسِكِّينَةِ : مَمْلُوكَةٌ رُومِيَّةٌ صَحابِيَّةٌ كانت تُعَذَّبُ في الله ) تَعَالى ، ( فاشْترَاهَا أَبُو بَكْر رَضي اللَّهُ تعالَى عنه فأَعْتَقَهَا ) ، هاكذا ذكَره الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولاَ ، ونَقَلَه عنه الحافِظُ ابنُ حَجَر في تَبْصِير المُنْتَبه .
( وزُنَيْر ، كزُبَيْر ، ابنُ عَمْرٍ و : شاعرٌ خَثْعَمِيٌّ ) ، ونقله الحافِظُ في التَّبْصِير .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
يقال زَنَّرَ فُلانٌ عَيْنَهُ إِلَيَّ ، إِذا شَدَّ نَظَرَه إِليه . كذا في النَّوادِرِ .
وفي التهذيب : فُلانٌ مُزَنْهِر إِلَيَّ بعَيْنِه ومُزَنِّر ومُبَنْدِق وحَالِقٌ ( إِليَّ بعينه ) ومُحَلِّق وجَاحِظٌ ومُجَحِّظ ومُنْذِرٌ ( إِليّ بعينه ) ونَاذِرٌ ، وهو شِدَّةُ النَّظَر وإِخراج العَيْن ، نَقَله من النَّوادر ، وَهُو مَجاز .
وزُنَّارُ ذِمَارِ ، كرُمّان : كُورة باليَمَن .
زنبر : ( الزُّنْبُورُ ، بالضَّمِّ : ذُبَابٌ لَسَّاعٌ ) ، وهو الدَّبُّور .
وفي التَّهْذِيب : طائرٌ يَلْسَعُ . قال الجَوهريّ ، الزُّنْبُور : الدَّبْر ، وهي تُؤَنَّث . ( كالزُّنْبُورَة والزِّنْبَارِ ، بالكَسْر ) ، وهاذِه حَكَاهَا ابن السِّكِّيت ، وجَمْعُه الزَّنَابِيرُ .
( و ) الزُّنْبُورُ : ( الخَفِيفُ الظَّرِيفُ ) كما نَقَلَه أَبو الجَرَّاح عن رَجُل من بَنِي كِلاب ، وزاد أَبو الجَرَّاحِ : الزُّنْبور : الخَفيفُ ( السَّرِيعُ الجَوَابِ كالزُّنْبُرِ ) كقُنْفُذ .
( و ) الزُّنْبُور : ( الجَحْشُ المُطِيقُ للحَمْلِ ) .
( و ) الزُّنْبُور : ( الغَارَةُ العَظِيمَة ) ،
____________________

(11/453)


جمْعه زَنَابِرُ . وقال جُبَيْهَاءُ .
فأَقْنَعَ كَفَّيْهِ وأَجْنَحَ صَدْرَهُ
بجَرْعٍ كأَثْبَاجِ الزَّبَابِ الزَّنَابِرِ
( و ) الزُّنْبُور : ( شَجَرَةٌ ) عظيمةٌ ( كالدُّلْبِ ) ، ولا عَرْض لهَا ، وَرَقِا مِثْلُ وَرَقِ الجَوْزِ في مَنْظَرِه ورِيحِه ، ولها نَوْرٌ مثْلُ نَوْرِ العُشَر أَبيضُ مُشْرَبٌ ، ولها حَمْلٌ مِثلُ الزَّيتون سَواءً ، فإِذا نَضِجَ اشتَدّ سَوادُه وحَلَا جِدًّا يأْكله النّاسُ كالرُّطَبِ ، ولها عَجَمَةٌ كعَجَمَة الغُبَيْرَاءِ ، وهي تَصْبُغُ الفَمَ كما يَصْبُغُ الفِرْصَادُ ، تُغْرَس غَرْساً .
( و ) قال ابنُ الأَعْرَابيّ : من غَرِيب شَجَر البَرِّ الزَّنَابِير ، واحِدُها زنبور ، وهو ضَرْب من ( التِّين ) . وأَهْلُ الحَضْر يُسَمُّونه ( الحُلْوانِيّ ، كالزِّنْبِيرِ والزِّنْبارِ ، فيهما ) ، أَي في الشَّجَرِ والتِّين ( مَكْسُورَتَيْن ) .
( و ) يقال : ( أَرضٌ مَزْبَرَة ) ، أَي ( كَثيرةُ الزَّنابِير ) كأَنَّهم رَدُّوه إِلى ثلاثَةِ أَحْرُف وحَذَفُوا الزِّيادَات ، ثمّ بَنَوْا عَلَيْه ، كما قالوا أَرض مَثْعَلَة ومَعْقَرة ، أَي ذَاتُ ثَعالِبَ وعَقَارِبَ .
( والزَّنْبَرُ ) ، كجَعْفَر : ( الأَسدُ ) .
( و ) الزُّنْبُر ، ( كقُنْفُذ : الصَّغِيرُ ) الخَفِيف من الغِلْمان .
( و ) يقال : ( أَخذَه بزَنَوْبَره ) ، أَي بجَمِيعِه ، ( كزَوْبَرِه ) ، وقد تَقدَّم في زَبَرَ أَنَّ قوله بزَبَوْبَرِه تصحيف عن هاذا .
( وتَزَنْبَر ) علينا : ( تَكَبَّر ) وقَطَّب .
( والزَّنْبَرِيُّ : الثَّقِيل من الرِّجالِ ) قال :
كالزَّنْبَرِيِّ يُقَادُ بالأَجْلالِ
( و ) الزَّنْبَرِيُّ : ( الضَّخْمُ من السُّفُن ) ، يقال : سفِينَةٌ زَنْبَرِيَّة ، أَي ضَخْمة ، وهاكذا في مُخْتَصَرَ العَيْن .
____________________

(11/454)



ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
زَنَابِيرُ : أَرضٌ باليَمَن ، قيل : هي المَعْنِيَّة في قَوْلِ ابنِ مُقْبل .
وزَنْبَرٌ : من أَسْماءِ الرِّجال .
وزَنَبَرَةُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمان ابنِ الحَارِث بنِ هِشَامٍ المخزوميُّ .
والزَّنَابِيرُ قُرْبَ جُرَشَ .
والزَّنْبَرِيّ في قُضاعَةَ وفي طَيِّىء . كذا قاله الحافِظ .
قلْت : أما الذي في قُضاعَةَ فهو كَعْب بنُ عَامِر بن نَهْد بنِ لَيْث بن سُود بن أَسْلم ، ولَقَبُه زَنْبرةُ . والذي في طَيّىء فهو زَنْبَرَة بن الكُهَيْف بنِ الكَهْف بن مُرّ بن عَمْرو بن الغَوْث ابن طَيّىء .
زنتر : ( الزَّنْتَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَريّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الضِّيقُ والعُسْر ) . يقال : وَقَعُوا في زَنْتَرَةٍ من أَمرِهم .
( وتَزَنْتَرَ : تَبَخْتَر ) ، وقد سَبق للمُصَنِّف أَيضاً في زَبْتَر .
( ورِفاعَةُ بنُ زَنْتَرٍ ، كجَعْفَرٍ : صَحابِيٌّ ) ، قال شيخُنَا : هاذا اللَّفْظ منه إلى قوله وأَحمد بن سَعِيد الزَّنْتَرِيّ قدْر سَطْرٍ وُجِدَ في نُسخَة من أُصوُل المصنّف ، وعلى لَفْظِ رفاعة دائِرةٌ ، كذا .
وعلى الزَّنْتَرِيّ الذي هو وَصْف سعِيدٍ دائِرةٌ أُخْرَى كذالك ، وكلاهمَا بالحُمْرة ، وعلى ما بينهما ضَرْب بخَطِّ المصَنّف . وفي نُسْخَةٍ أُخْرَى بعد قوله : والضَّخْم من السُّفن ، وضُط بالمُوَحَّدة .
وقال الشيخ عبد الباسط البَلْقِينيّ : اعلم أَنَّ ما بين الصِّفْرين يعني الدَّائِرَتَين السابقتين مُلْحَق في خطّ المصنّف بالهامش ، وضَبَطَه فيه بالقَلَم ابن زَنْبَر والزَّنْبَرِيّ وبِشْرٌ الزَّنْبَرِيّ الجامع ، بالموحَّدة وأَخرج له تَخْرِيجةً علَّمَ لها آخرَ مادّة زنبر ، وبعد السفن ، وتخريجَه في مادة ( زنتَر ) بالفوقيّة بعد تبختر ، فلعلّه الحقّ ، أو
____________________

(11/455)


لأَن ذالك بالباءِ ، ثم عَدلَ عن ذالك وأَقرَّ الضَّبْطَ سَهْواً ، والله أَعلم ، انتهى .
قلْت : والذي حَقَّقه الحافِظُ ابن حَجَر في تَبْصِير المُنْتَبه هاذِه الأَسامى المذكورة من رفاعة أَلى أَحمد ابن مسعُود كلُّهَا بالموحَّدَة قولاً واحداً ، فالظَّاهِر أَن المُصَنِّف ظَهرَ له بعد ذالك الصَّواب ، فعَمِلَ بخطّه الدَّائِرَتَيْن للإِيقافِ والتَّنبْبِيه على أَنها بالمُوحَّدَة دُون الفَوْقِيّة ، كما سنَذْكُره .
( ومُبَشِّرُ بنُ عبدِ المُنْذِرِ بنِ زَنْتَر ) ، الصواب زَنْبَر ، بالموحّدة : ( بَدْرِيٌّ قُتِلَ يَوْمئذٍ ) ، وقيل : قُتِل بأُحُدٍ .
( وأَبُو زَنْتَر ) ، الصوابُ أَبُو زَنَبْر ، بالموحّدة : ( جَدُّ ) أَبِي عُثْمَان ( سَعِيد بنِ دَاوودَ بنِ أَبِي زَنْتَرٍ الزَّنْتَرِيُّ ) ، والصَّواب بالمُوَحَّدة ، قال الحافظ : وأَبُوه داوودُ بنُ سعيد بن أَبي زَنْبَر ، يَرْوِي هو وابْنه مَالك .
قلتُ : وقال ابنُ الأَثِير : لا يُحتَجُّ به .
( وأَحمَدُ بْنُ مسعود ) بن عَمْرو بنِ إِدريس بن عِكْرِمة أَبو بكر ( الزَّنْتَرِيّ ) والصواب الزَّنْبَرِي : ( مُحَدِّث ) ، يَرْوِي عن الرَّبِيع وطَبَقَته ، وعنه الطَّبَرانِيّ .
وأَما مُحمَّدُ بنُ بِشْرٍ الزّبَيْرِيّ العَكَريّ الراوي عن بَحر بن نصير الخَوْلانِيّ ( فوَهِمَ فيه ابنُ نُقْطَةَ ، والصوابُ بالباءِ المُوَحَّدَةِ لأَنَّه من آلِ الزُّبَيْرِ ) .
قلْت : وفي التَّبْصِير للحافِظ : محمّد بن بِشْر الزَّنْبَرِيّ ، عن بحْر بن نصير الخَوْلانيّ ، كذا ضَبَطه بن نقطة ، وإِنما هو من مَوالِي آل الزُّبَير . قال ابنُ يُونس الحافظ : ولاؤُه لعَتِيق ابن مَسْلَمة الزُّبيرِيّ ، وكذا ضبطه الصّورِيّ بالضّمّ ، قال الحافظ : ذَكَرَ القُطْبُ الحَلَبيّ في تَرّجَمتِه أَنّ ابنَ يُونُس نَصَّ على أَنَّه مَوْلَى عَتِيقِ بنِ مَسْلَمَة الزُّبيريّ ، قال : وعَتِيق هاذا هو ابنُ مَسْلَمة بنِ عَتِيق بنِ عامِر بنِ عبد الله بن الزُّبَيْر . قال : وقد وَقَعَ
____________________

(11/456)


مُقَيَّداً في أُصول كتاب ابنِ يُونس وغيرها الزَّنْبَرِيّ ، بالفَتْح والنُّون ، فيحتَمل أَن يَكُون عَتِيقٌ المذكورُ زَنْبَرِيًّا بالنَّسب ، زُبَيْرِيًّا بالحِلْف أَو النزولِ أَو غير ذالك من المَعَانِي . والله أَعلم . وما قاله المصنف لا يَخْلُو عن تأَمُّل .
زنجر : ( زِنْجَارُ ، بالكَسْر ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وهو اسم ( د ) ، نَقلَه الصَّاغانِي .
( و ) زُنْجُور ، ( كعُصْفُورٍ : ضَرْبٌ من السَّمَكِ ) ، وهي الزُّجُور التي تقدّم عن ابن دُريد أَنّه ليس بثَبتٍ .
( والزِّنْجِيرُ والزِّنْجِيرَةُ ، بكَسْرِهِما : البَيَاضُ الَّذِي على أَظْفَارِ الأَحْداثِ ) ، ويُسَمَّى أَيضاً الفُوفُ والوَبْشُ ، قاله أَبو زَيْد .
( وزَنْجَر : قَرَع بين ظُفُرِ إِبهامِهِ وظُفِرِ سَبَّابَتِهِ ) . وقال اللَّيْثُ : زَنْجَرَ فُلانٌ لَكَ إِذا قال بِظُفْر إِبهامه ووَضَعَها على ظُفْر سَبَّابَته ثم قَرَعَ بينهما في قوله : ولا مِثْل هاذا ، واسْمُ ذالك الزِّنْجِير ، وأَنشد :
فأَرْسَلْتُ إِلى سَلْمَى
بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ
فما جَادَت لنا سَلْمَى
بزِنْجِيرٍ ولا فُوفَهْ
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الزِّنْجِيرَةُ : ما يَأْخذ طَرَفُ الإِبهامِ من رأْس السِّنِّ إِذا قال : مَالَك عِنْدي شَيْءٌ ولا ذِه .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
الزِّنْجِير : قُلاَمةُ الظُّفْر ، كالزِّنْقِير ، وهما دَخِيلان ، ذكره الأَزهريّ في التَّهْذِيب في الرُّباعيّ .
وزِنْجَارٌ ، بالكَسْر ، هو المُتَوَلِّد في مَعادِن النُّحاس ، وأَقواه المُتَّخَذ من التُّوبال ، وهو مُعَرّب زَنْكار ، بالفَتْح ، وغُيِّر إِلى الكَسْر حالَ التعريب ، قاله الصَّاغانِيّ . وتَفْصيله في كُتُب الطِّبّ .

____________________

(11/457)


زنجفر : ( الزُّنْجُفْر ، بالضَّمّ : صِبْغٌ ، م ) ، أَي معروف ، وهو أَحمرُ يَكتَب به ويُصْبَغ ، قُوَّتُه كقُوّة الإِسْفِيداجِ ، وقيل : قُوَّة الشارنج ، وهو مَعْدَنِيّ ومَصْنُوعٌ . أَما المَعْدنيّ فهو استِحالَة شَيْءٍ من الكِبْرِيت إِلى مَعْدَنِ الزِّئبق ، وأَما المَصْنُوع فأَنواعٌ ، وليس هاذا مَحَلّه .
وأَبو عَبْد الله مُحَمَّد بنُ عُبَيد الله بن أَحمدَ البَغْدَادِيّ الزُّنْجُفْرِيّ ، نُسِبَ إِلى عَمَلِهِ : شاعرٌ حَسَنُ القَوْلِ ، مات سنة 342 .
زنخر : ( زَنْخَرَ بِمِنْخَرِهِ : نَفَخَ فِيهِ ) ، قيل : النُّون زَائِدَةٌ ، وأَصْلُه زَخَرَ الشْيءَ ، إِذا مَلأَه .
زنقر : ( الزِّنْقِيرُ ، بالكَسْرِ ) ، أَهملَه لجوهريّ . وقال ابن دُرَيْد : هو قُلاَمَةُ الظُّفُر ، و ) هو ( القِطْعة منها ) وهو دعُير ، صَرَّح به الأَزْهَرِيّ .
( و ) الزِّنقِير : ( القِشْرَة على النَّواةِ . و ) يقال من ذالك : ( ما رَزَأْتُه زِنْقِيراً ) ، أَي ( شَيْئاً ) . وقيل : الزِّنْقِير : النَّقْرُ على الأَسنانِ ، نقله الصَّاغانِيّ .
زنهر : ( زَنْهَرَ إِلَيَّ بعَيْنِه : اشْتَدَّ نَظَرُه وأَخَرَجَ عَينه ) ، وهو مُزَنْهِر ومُزَنِّرِ ومُبَنْدِقٌ ومُحَلِّق ، بمَعْنًى واحد ، نقلَه الأَزهَرِيّ عن النَّوادِر .
زور : ( *!الزَّوْرُ ) ، بالفَتح : الصَّدْر ، وبه فُسِّر قَوْل كَعْب بْنِ زُهَيْر :
في خَلْقِهَا عن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِيلُ
وبَنَاتُه : ما حَوالَيْه من الأَضْلاع وغَيْرِها . وقيل : ( وَسَطُ الصَّدْرِ أَو ) أَعْلاه . وهو ( ما ارْتَفَع مِنْه إِلى
____________________

(11/458)


الكَتفَيْن ، أَو ) هو ( مُلْتَقَى أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حيثُ اجْتَمَعت ) ، وقيل : هو جَماعةُ الصَّدْر من الخُفِّ ، والجمْع *!أَزوارٌ . ويُستَحَبُّ في افَرَس أَن يَكون في زَوْرِه ضِيقٌ ، وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ ، كما قال عبدُ الله بن سُلَيْمة :
ولقَدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيص بشَيْظَمٍ
كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِيناتِ ضَيْقٍ *!زَوْرُه
رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ
أَراد بالضَّرِيسي الفَقَارَ .
قال الجَوْهَرِيّ ، وقد فَرَّقَ بين الزَّوْرِ واللَّبَانِ كما تَرَى .
( و ) الزَّوْرُ : ( الزّائِرُ ) ، وهو الذي يَزُورُك . يقال : رَجلٌ زَوْرٌ ، وفي الحديث ( إِنَّ لزَوْرِكَ عليك حَقًّا ) وهو في الأَصْل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ ، كصَوْمٍ ونَوْمٍ ، بمَعْنَى صَائِمٍ ونَائِمٍ .
( و ) الزَّوْر : ( الزَّائِرُون ) ، اسمٌ للجَمْع ، وقيل : جَمْعُ زائرٍ . رجلٌ *!زَوْر ، وامرأَة زَوْرٌ ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ . يكون للواحِد والجَمِيع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ ، لأَنه مَصْدر ، قال :
حُبَّ *!بالزَّوْر الذي لا يُرَى
منه إِلا صَفْحَةٌ عن لِمَامْ
وقال في نِسْوة زَوْرٍ :
ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ
كما تَهَادَى الفَتَيَاُت *!الزَّوْرُ
( *!كالزُّوَّارِ *!والزُّوَّر ) ، كرُجَّاز ورُكَّع . وقال الجوهريّ : ونِسْوةٌ زَوْرٌ *!وزُوَّرٌ ، مثل نَوْحٍ . ونُوَّحٍ :*! زَائِرات .
( و ) *!الزَّوْر : ( عَسِيبُ النَّحْلِ ) ، هاكَذا باحَاءِ المُهْمَلَة في غالب النُّسخ ، والصواب بالمُعْجَمَة . وهاكذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وقال : هو بِلُغة أَهْل اليَمَن .
( و ) الزَّوْرُ : ( العَقْلُ ) . ويُضَمّ ، وقد كَرَّرَه مَرَّتَيْن ، فإِنه قَالَ بَعْدَ هاذا
____________________

(11/459)


بأَسطُر : والرَّأْيُ والعَقْل : وسَيَأْتي هُناك .
( و ) الزَّوْر : ( مَصدر *!زَارَ ) ه *!يَزُورُه *!زَوْراً ، أَي لَقِيَه *!بزَوْرِه ، أَو قَصَدَ *!زَوْرَه أَي وِجْهَته ، كما في البَصائر ، ( *!كالزِّيَارَة ) ، بالكَسْر ( *!والزُّوَارِ ) ، بالضَّمّ ، ( *!والمَزَارِ ) ، بالفَتْح ، مصدر مِيمِيّ ، وقد سَقَطَ من بعض النُّسَخ .
( و ) الزَّوْرُ للقَوْم : ( السَّيِّد ) والرَّئيسُ ( *!كالزَّوِيرِ ) ، كأَمِير ، ( *!والزُّوَيْرِ ، كزُبَيْر ) . يقال هاذا زَوَيْرُ القَوْمِ ، أَي رَئِيسُهم وزَعِيمُهم .
وقال ابْنُ الأَعرابيّ : *!الزُّوَيْر : صاْحبُ أَمرِ القَوْمِ ، وأَنشد :
بأَيْدِي رِجالٍ لا هَوادَة بَيْنَهُمْ
يَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدَا
( و ) الزِّوَرِّ مثال ( خِدَبَ ) وهِجَفٌّ .
( و ) الزَّوْرُ : ( الخَيَالُ يُرَى في النَّوْم ) .
( و ) الزَّوْرُ : ( قُوَّةُ العَزِيمَةِ ) ، والذي وَقعَ في المُحكَم والتَّهْذِيب : الزَّوْرُ : العَزِيمة ، ولا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فأَنها معنًى آخَرُ .
( و ) الزَّوْرُ : ( الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً ) . وقال بعضُضهم : الزَّوْرُ : صَخْرَةٌ ، هاكذا أَطلَقَ ولم يُفَسِّر .
( و ) الزَّوْر : ( وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة ) .
( ويَوْمُ الزَّوْرِ ) ، وَيقال : يَوْمُ الزَّوْرَيْن ، ويَومُ الزَّوِرَيريْنِ ( لبَكْرٍ على تَمِيم ) .
قال أَبو عُبَيْدَة : ( لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن ) . ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَة : بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ ( فَعَقَلُوهُما ) ، أَي قَيَّدُوهما ، ( وقالوا : هاذنِ *!زَوْرَانَا ) أَي إلاهَانَا ( لَنْ نَفِرّ ) . ونصّ أَبِي عُبَيْدَة فلا نَفِرّ ( حتَّى يَفرَّا ) ، وهُزِمَت تَمِيمٌ ذالِكَ اليَوْم ، وأُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما وتُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب في شَوْلِهِم .
قال الأَغْلَبُ العِجْلِيّ يَعِيبُهم
____________________

(11/460)


بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لهم .
جاءوا *!بِزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
هاكذا في دِيوان الأَغلَب .
وقال أَبو عُبَيْدة مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى : إِن البَيْت ليَحْيَى بن مَنْصُور وأَنشد قَبْلَه :
كانتْ تَمِيمٌ مَعشراً ذَوِي كَرَمْ
غَلْصَمَةَ من الغَلاصِيمِ العُظَمْ
ما جَبُنُوا ولا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ
قدْ قابَلوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ
اءُوا بزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
شَيْخٍ لنَا كاللَّيْثِ مِنْ باقِي إِرَمْ
الأَصمُّ : هو عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر ، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل في ذالك اليومِ .
( و ) *!الزُّورُ ( بالضَّمِّ : الكَذِبُ ) ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عن الحَقّ . قال تعالى : { وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ *!الزُّورِ } ( الحج : 30 ) وبه فُسِّر أَيضاً الحَدِيث : ( المُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ*! زُورٍ ) .
( و ) الزُّورُ : ( الشِّرْكُ باللهاِ تَعَالَى ) ، وقد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرحكَ بالله ، كما جاءَ في الحَدِيث لقَوْله تعالى : { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءاخَرَ } ( الفرقان : 68 ) ثم قال بعدَها : { وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } ( الفرقان : 72 ) وبه فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى : { وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ *!الزُّورَ } . ( و ) قيل : إِن المرادَ به في يالآية ( مَجَالِسُ اليَهُودِ والنَّصَارَى ) عن الزَّجّاج أَيضاً ، ونصُّ قوله : مَجالِس النّصارى .
( و ) الزُّورُ : ( الرَّئِيسُ ) ، قاله شَمِر ، وأَنْشَد :
إِذْ أُقْرِنَ *!الزُّورَاِن *!زُورٌ رَازِحُ
رَارٌ *!وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ
____________________

(11/461)



وزَعِيمُ القَوْم : لُغَة في الزَّوْر ، بالفَتْح ، فلو قال هنا : ويُضَمّ ، كان أَحْسَن . والسَّيّد والرَّئِيس والزَّعِيم بمَعْنًى . ( و ) قيل في تَفْسِير قولِه تَعالَى { وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } إِن المراد به ( مَجْلِسُ الغِنَاءِ ) ، قاله الزَّجَّاج أَيضاً . ونَصُّه مَجالِسُ الغِنَاءِ . وقال ثَعْلَبٌ : الزُّور هنا : مَجالِسُ اللَّهْو . قال ابنُ سِيدَه : ولا ا 6 رِي كَيْفَ هاذَا إِلّا أَن يُرِيدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بالله . قال : والَّذي جاءَ في الرِّواية : الشِّرْك ، وهو جاعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى وغيرِها .
( و ) من المَجَاز : مالَكُمْ تَعْبُدُو الزُّورَ ؟ وهو كُلُّ ( ما ) يُتَّخَذُ رَبًّا و ( يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهاِ تَعالَى ) ، كالزُّونِ بالنُّون . وقال أَبو سَيد : الزُّون : الصَّنَم وسَيَأْتِي . وقال أَبو عُبَيْدة : كلّ ما عُبِد من دُونِ اللهاِ فهو زُورٌ .
قُلْتُ : ويقال : إِنَّ الزُّور صَنَمٌ بعَيْنه كان مُرَصَّعاً بالجَوْهَر في بلاد الدار .
( و ) عن أَبِي عُبَيْدَة : الزُّورُ : ( القُوَّةُ ) . يقال : ليس لهم زُورٌ ، أَي ليس لهم قُوَّة . وحَبْلٌ له زُورٌ ، أَي قُوَّة : ( وهاذا وِفَاقٌ ) وَقَعَ ( بين لُغَةِ العَربِ والفُرْسِ ) ، وصَرَّحَ الخَفَاجِيّ في شِفَاءِ الغَلِيل بأَنَّه معرّب . ونَقَل عن سِيبَوَيْه وغَيْرِه من الأَئِمَّة ذالِك ، وظَنَّ شَيخُنَا أَنَّ هاذا جاءَ به المُصَنِّف من عنده فتمَحَّلَ للرَّدّ عليه على عادَته ، وإِنَّمَا هو نصّ كلامِ أَبِي عُبَيْدَة ، ونَاهِيك بِه . ثم إِن الذي في اللُّغَة الفَارِسيّة إِنَّمَا هو زُور بالضَّمَّة المُمَالَة لا الخَالصة ولم يُنَبِّهُوا على ذالِك .
( و ) الزُّورُ : ( نَهرٌ يَصُبُّ في دِجْلَةَ ) .
والزُّورُ : ( الرَّأْيُ والعَقْلُ ) ، يقال : مالهَ زُورٌ وزَوْرٌ ولا صَيُّور ، بمعٌّ فى ، أَي مالَه رَأْيٌ وعَقْل يرْجع إِليه ، بالضَّمِّ عن يعقوب ، والفَتْح عن أَبِي عُبَيد . وقال أَبو عُبَيْد : وأُراه إِنَّما أَرادَ لا زَبْرَ له فغَيَّره إِذ كَتَبه .
( و ) الزُّورُ : التُّهَمَة و ( الباطِلُ )
____________________

(11/462)


وقيل : شَهادَةُ البَاطِل وقَولُ الكَذب ، ولم يُشْقّ منه تَزْوِير الكَلامِ ، ولاكِنه اشتُقَّ من تَزْوِير الصَّدْرِ ، وقد تكرَّر ذِكْر شَهادَة الزُّور في الحديث ، وهي مِنَ الكَبَائِر .
( و ) الزُّورُ : ( جَمعُ الأَزْورِ ) ، وهو المَائِل الزْور ، ومنه شِعْر عمر :
بالخَيْل عابِسَةً زُوراً مناكِبُها
كما يأْتي .
( و ) الزُّورُ : ( لَذَّةُ الطَّعامِ وطِيبُهُ ) .
( و ) الزُّورُ : ( لِينُ الثَّوبِ ونَقَاؤُه ) .
( و ) زُورٌ : اسم ( مَلِكٍ بَنَى ) مَدِينَة ( شَهْرَ زُورَ ) ، ومَعْناه مَدِينَة زُور .
( و ) *!الزَّوَرُ . ( بالتَّحْرِيكِ : المَيْلُ ) ، وهو مِثْل الصَّعَر . وقيل : الزَّوَرُ في غَيْر الكِلاَب : مَيَلٌ مّا ، لاَ يكون مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ ، نحو الكِرْكِرَة واللِّبْدَة . ( و ) قِيلَ : الزَّوَرُ : ( عِوَجُ الزَّوْرِ ) ، أَي وَسطِ الصَّدْرِ . ( أَو ) هو ( إِشْرَافُ أَحَدِ جانِبَيْه على الآخَرِ ) ، وقد *!زَوِرَ *!زَوَراً .
( *!والأَزْوَرُ : مَ به ذالِك . والمائِلُ ) . يقال : عنُق *!أَزْوَرُ ، أَي مائِلٌ . ( وكَلْبٌ ) أَزْوَرُ : قد ( اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه ) وخَرّع كَلْكَلُه كأَنَّه قد عُصِرَ جانِباه .
وقيل : الزَّوَرُ في الفَرَس : دُخُولُ إِحدَى الفَهْدَتَيْن وخُرُوجُ الأُخرَى .
( و ) الأَزْوَرَ : ( النَّاظِرُ بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ ) لشِدَّته وحِدَّته . ( أَو ) الأَزْوَرُ : البَعِيرُ ( الذِي يُقْبِل على شِقَ إِذَا اشْتَدَّ السَّيْرُ وإِن لم يكُن في صَدْرِه مَيْلٌ ) .
( و ) *!الزِّوَرُّ ، ( كهِجَفَ : السَّيْرُ الشَّدِيدُ ) . قال القُطَاميّ :
يا ناَاقُ خُبِّي خَبَباً *!زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
( و ) قيل : *!الزِّوَرُّ : ( الشَّدِيدُ ) ، فلم يَخَصَّ به شَيْءٌ دون شَيْءٍ .
____________________

(11/463)



( و ) *!الزِّوَرُّ أَيضاً : ( البَعِيرُ ) الصُّلْب ( المُهَيَّأُ للأَسْفارِ ) . يقال : ناقةٌ *!زِوَرَّةُ أَسْفارِ ، أَي مُهَيَّأَة للأَسفارِ مُعَدَّة . ويقال فيها *!ازْوِرارٌ من نَشَاطِها . وقال بَشِير ابنُ النِّكْث :
عَجِّلْ لهَا سُقَاتَها يَا ابْنَ الأَغّرْ
وأَعْلِقِ الحَبْلَ بذَيّالٍ *!زِوَرّ
( *!والزِّوَارُ *!والزِّيَارُ ) ، بالوَاوِ واليَاءِ ( ككِتَاب : كُلُّ شيْءٍ كان صَلاحاً لشَيْءٍ وعِصْمَةً ) ، وهو مَجاز . قال ابنُ الرِّقاع :
كانُوا *!زِوَاراً لأَهْلِ الشَّامِ قد عَلِمُوا
لَمَّا رَأَوْا فيهمُ جَوْراً وطُغْيانَا
قال ابنُ الأَعرابيّ : *!زِوَارٌ *!وزِيَارٌ : عِصْمَةٌ ، *!كزِيَارِ الدّابَّة .
( و ) *!الزِّوَارُ *!والزِّيَارُ : ( حَبْلٌ يُجْعَل بَيْنَ التَّصْدِيرِ والحَقَبِ ) يُشَدُّ من التَّصْدِير إلى خَلْفِ الكِرْكِرِةِ حتَّى يَثْبُتَ لئلا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحْتَبس بَوْلُه ، قاله أَبو عَمْرٍ و .
وقال الفردزق :
بأَرحُلِنا يَجِدْنَ وقد جَعَلْنَا
لكلِّ نَجِيبَةٍ منها *!زِيَارَا
( ج *!أَزْوِرَةٌ ) .
وفي حديثِ الدَّجَّال ( رآه مُكبَّلاً بالحَديد *!بأَزْوِرَة ) .
قال ابنُ الأَثِير : هي جَمْع*! زِوَارٍ *!وزِيَارٍ ، المعنَى أَنه جُمِعتْ يَدَاهُ إِلى صَدْرِه وشُدَّت .
( *!وزُرْتُ البَعِيرَ ) *!أَزُورُه *!زِوَاراً : ( شَدَدْتُه بِه ) ، من ذالك .
وأَبُو الحُسَيْن ( عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله ابنِ بَهْرَامَ *!-الزِّيارِيُّ ) الأَسْتَرَابَاذِيّ : ( مُحَدِّثٌ ) يَرْوِي عن إِبراهِيمَ بنِ زُهَير الحُلْوَانيّ ، مات سنة 342 ، كذا في التَّبْصِير للحافِظ ابن حَجَر .
( *!والزَّوْرَاءُ ) : اسمُ ( مَال ) كان
____________________

(11/464)


( لأُحَيْحَةَ ) بن الجُلاَحِ الأَنْصَارِيّ : وقال :
إني أُقِيم على *!الزَّوْرَاءِ أَعمُرُها
إِنَّ الكَرِيمَ على الإِخوانِ ذُو المَالِ
( و ) من المَجَازِ : الزَّوْرَاءُ : ( الْبِئْرُ البَعِيدَةُ ) القَعْرِ . قال الشَّاعِر :
إذْ تَجْعَل الجَارَ في *!زَوْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
زَلْخَ المُقَامِ وتَطْوِي دُونَه المَرَسا
وقيل : رَكِيَّةٌ زَوْرَاءُ : غيرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ .
( و ) الزَّوْرَاءُ : ( القَدَحُ ) ، قال النابِغَة :
وتُسْقَى إِذا ما شِئْتَ غَيْرَ مُصَرَّدٍ
*!بزوَرَاءَ في حافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ
( و ) *!الزَّوْراءُ : ( إِناءٌ ) ، وهو مِشْرَبَةٌ ( من فِضَّة ) مُسْتَطِيلَة مثْل التَّلْتَلَة .
( و ) من المَجَاز : رَمَى *!بالزَّوراءِ ، أَي ( القَوْس ) . وقَوْسٌ *!زَوْرَاءُ : مَعْطُوفةٌ .
( و ) قال الجَوْهَرِيّ : و ( دَجْلَةُ ) بغْدَادَ تُسَمَّى *!الزَّوْرَاءَ .
( و ) الزَّوْرَاءُ : ( بَغْدَادُ ) أَو مَدينةٌ أُخْرَى بها في الجانِب الشَّرْقِيّ ؛ ( لأَنَّ أَبوابهَا الدَّاخِلَةَ جُعِلَتْ *!مُزْوَرّةً ) ، أَي مائلةً ( عن ) الأَبواب ( الخارجَةِ ) وقيل *!لازْوِرَاء قِبْلَتِها .
( و ) الزَّوْراءُ : ( ع بالمدينةِ قُرْبَ المَسْجِدِ ) الشريفِ ، وقد جاءَ ذِكرُه في حَدِيث الزُّهْرِيّ عن السَّائِب .
( و ) الزَّوْرَاءُ : ( دارٌ كانت بالحِيرَةِ ) بناها النُّعمانُ بنُ مُنْذر ، هَدَمَها أَبو جَعْفَر المَنْصُورُ في أَيّامه .
____________________

(11/465)



( و ) الزَّورَاءُ : ( البَعِيدَةُ من الأَراضِي ) قال الأَعْشَى :
يَسْقِي دِيَاراً لهَا قد أَصْبَحَت غَرَضَاً
*!زَوْراءَ أَجْنَفَ عنها القَوْدَ والرَّسَلُ
( و ) الزَّوْرَاءُ : ( أَرْضٌ عندَ ذي خِيمٍ ) ، وهي أَوَّلُ الدَّهْنَاءِ وآخِرُهَا هُرَيْرَةُ .
( *!والزَّارَةُ : الجَمَاعَةُ ) الضَّخْمَةُ ( مِنَ ) الناسِ و ( الإِبلِ ) والغَنَمِ . وقيل هي من الأَبل والناسِ : ما بَيْن الخَمْسين إِلى السِّتِّين .
( و ) *!الزَّارَة من الطَّائر : ( الحَوْصَلَة ) ، عن أَبِي زَيْد ، ( *!كالزَّاوِرَةِ ) ، بفَتْح الواو ، ( *!والزَاوُورَة ) وزاوَرَةُ القَطَاة : ما حَمَلَتْ فيه المَاءَ لِفِراخِها .
( و ) *!زَارَةُ : ( حَيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ ) ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ .
( و ) الزَّارَةُ : ( ة ) كَبِيرَةٌ ( بالبَحْرَيْن ) و ( منها مَرْزُبَانُ الزَّارَةِ ) ، وله حَدِيث معروف .
قال أَبو مَنْصُور : وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبَحْرَيْن مَعْرُوفَةٌ .
( و ) الزَّارَة : ( ة بالصَّعِيدِ ) ، وسبقَ للمصنّف في ( زرّ ) أَنّها كُورَة بها فلينظر .
( و ) *!زَارَةُ : ( ة ، بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ . مِنْهَا إِبراهِيمُ *!-الزّارِيُّ التاجِرُ المُتَمَوِّلُ ) ، كذا ضَبطه السِّلَفيّ ووَصَفه .
( و ) زَارَةُ : ( ة من أَعْمَالِ اشْتِيخَنَ . منهَا يَحْيَى بن خُزَيْمَةَ *!-الزَّارِيُّ ) ، ويقال : هي بغَيْر هاءٍ ، رَوَى عن الدَّارميّ . وعَنْه طيب بن محمّد السَّمَرْقَنْديّ ، قال الحَافِظُ ابن حَجَر : ضَبَطه أَبو سَعْد الإِدْرِيسيّ هاكذا ، حكاه ابْنُ نُقْطَة . وأَمَّا السَّمْعانِيّ فذَكَره بتَكْرِير الزاي .
____________________

(11/466)



( *!والزِّيرُ ) ، بالكَسْرِ : ( الزِّرُّ ) . قال الأَزْهَرِيّ : ومن العَرب مَنْ يَقْلِب أَحَد الحَرْفَيْن المُدْغْمَين ياءً فَيَقُول في مَرَ : مَيْرٌ ، وفي زِرَ *!زِيرٌ وفي رِزَ رِيزٌ .
( و ) الزِّيرُ : ( الكَتَّانُ ) . قال الحُطَيْئَة :
وإِنْ غَضِبَتْ خِلْت بالمِشْفَرَين
سَبَائِخَ قُطْنٍ *!وزِيراً نُسَالاً
( والقِطْعَةُ ) منه زِيرَةٌ ، ( بِهاءٍ ) ، والجَمع أَزْوَارٌ .
( و ) الزِّير : ( الدَّنُّ ) ، والجمع أَزْيَار ، أَعجميٌّ ، ( أَو ) الزِّيرُ : ( الحُبُّ ) الذي يُعْمَل فيه الماءُ ، بلُغَة العِراق . وفي حديث الشّافِعِيّ رضي الله عنه ( كُنتُ أَكُتب العِلْم أُلقِيه في زِيرٍ لنا ) .
( و ) الزِّير : ( العَادَةُ ) ، أَنْشَدَ يُونُس :
تَقولُ الحارِثِيَّة أُمُّ عَمْرٍ و
أَهاذا *!زِيرُه أَبَداً *!-وزِيرِي
قال : مَعْناه أَهاذا دَأْبُه أَبداً ودَأْبى .
( و ) الزِّير : ( رَجُلٌ يُحِبُّ محادَثَةَ النِّساءِ ويُحِبّ مُجالَسَتَهُنَّ ) ومُخَالَطَتَهُنّ ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرة زِيَارَتِه لَهُنّ . ( ويحب ) الثاني مُسْتَدَرَكٌ . وقيل : الزِّيرُ : المُخَالِطُ لهنّ في البَاطِل ، وقيل : هو الذي يُخَالِطُهنّ ويُرِيدُ حَدِيثَهُنّ . ( بغيرِ شَرَ أَوْ بهِ ) . وأَصلُه الواو ، وجعله شَيخُ الإِسلام زكريّا في حواشيه على البَيْضاوِيّ مهموزاً ، وهو خِلافُ ما عليه أَئِمَّةُ اللُّغةِ . وفي الحديث : ( لا يَزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسَادَه يَتَّكِىءُ عليه ويأْخُذُ في الحديث فِعْل الزِّيرِ ) . ( ج أَزْوارٌ وزِيرَةٌ ، وأَزْيَارٌ ) ، الأَخِيرَة من باب عِيدِ وأَعْيَادٍ .
( وهي *!زِيرٌ أَيضاً ) . تَقُولُ : امرأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ . قاله الكِسائيّ ، وهو قَلِيل ( أَو خاصٌّ بهم ) ، أَي بالرِّجال ولا يُوصَف به المُؤَنَّث ، قاله بَعضُهم ، وهو الأَكثر . ويأْتِي في الميم أَنَّ التي تُحِبّ مُحَادَثَةَ الرِّجالِ يُقَال لها :
____________________

(11/467)


مَرْيَمُ . قال رُؤبةُ :
قُلتُ *!لِزِيرٍ لم تَصِلْه مَرْيَمُهْ
( و ) الزِّير : ( الدِّقِيقُ من الأَوتارِ ، أَو أَحدُّها ) وأَحْكَمُهَا فَتْلاً . *!وزِيرُ المِزْهَرِ مُشْتَقٌّ منه .
( و ) *!الزِّيرَةُ ، ( بهاءٍ : هَيْئَةُ *!الزِّيَارَةِ ) . يقال : فُلانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ .
( و ) *!الزَّيِّر ، ( كسَيِّدٍ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والصَّواب ككَتِفٍ ، كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ : ( الغَضْبَانُ ) المُقَاطِعُ لصاحِبه ، عن ابن الأَعْرَابيّ . قال الأَزْهَرِيّ . أُرَى أَصْلَه الهَمْزَ ، من زَئِرَ الأَسدُ ، فخفّف .
( *!وزُورَةُ ) ، بالضَّمّ ( ويُفْتَحُ : ع قُرْبَ الكُوفَةِ ) .
( و ) *!الزَّوْرَة ، ( بالفَتْح : البُعْدُ ) ، وهو من الازْوِرَارِ . قال الشَّاعِر :
وماءٍ وَرَدْتُ على*! زَوْرَةٍ
أَي على بُعْد .
( و ) الَّزورَةُ : الناقَةُ التي تَنظُرُ بمُؤْخِرِ عَيْنِها لشهدَّتِهَا وحِدّتها ، قال صَخْرُ الغيِّ :
ومَاءٍ وَرَدْتُ على *!زَوْرَةٍ
كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا
هاكذا فَسَّره أَبُو عَمْرو . ويروى : *!زُورَة ، بالضَّمّ ، والأَوَّل أَعرَفُ .
( ويوْمُ *!الزُّوَيْر ) ، كزُبَيْر : ( م ) ، أَي معروف ، وكذا يوم *!الزُّوَيْرَيْنِ .
( *!وأَزارَهُ : حَمَلَه على *!الزِّيارةِ ) وأَزَرْتُه غَيري .
( *!وزَوَّرَ ) *!تَزْوِيراً : ( زَيَّن الكَذِبَ ) ، وكَلامٌ *!مُزَوَّرٌ : مُمَوَّهٌ بالكَذِب .
( و ) من المَجَازِ : *!زَوَّرَ ( الشَّيْءَ : حَسَّنِ وقَوَّمه ) . وأَزالَ *!زَوَرَه : اعوِجَاجَه . وكَلامٌ *!مُزَوَّرٌ ، أَي مُحَسَّن . وقِيل : هو المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ به ، ومنه قَوْلُ عُمَر رَضِيَ اللهاُ عنه : ( ما *!زَوَّرْت كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني به أَبُو بَكْر ) . أَي
____________________

(11/468)


هَيَّأْت وأَصْلَحَ . *!والتَّزْوِير : إِصلاحُ الشَّيْءِ . وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يقول : كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرَ فهو تَزْوِيرٌ . وقال أَبو زَيْد : *!التَّزْوِير : التَّزْوِيق والتَّحْسِين . وقال الأَصمَعِيّ : التَّزْوير : تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُهُ ، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً ، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم به .
( و ) *!زَوَّرَ ( الزَّائِرَ ) تَزْوِيراً : ( أَكْرَمَه ) قال أَبو زيد : *!زَوِّرواً فُلاناً ، أَي اذْبَحُوا له وأَكْرِمُوه . *!والتَّزْوِيرُ : أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه .
( و ) زَوَّرَ ( الشَّهَادةَ : أَبْطَلَها ) ، وهو راجعٌ إِلى تفسير قَوْلِ القَتَّال :
ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
صَلِيبٌ وِفينَا قَسْوَةٌ لا *!تُزَوَّرُ
قال أَبو عَدْنَانَ : أَي لا نُغْمَز لقَسْوتنا ولا نُسْتَضْعَف . فقوله : *!زَوَّرْت شَهَادَةَ فُلانِ ، معناه أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ ، وغُمِزتْ شَهَادَتَهُ فأُسقِطَت .
( و ) في الخَبَر عن الحَجَّاج قال : ( رَحِمَ اللهاُ أمْرأً *!زَوَّرَ ( نَفْسَه ) على نَفْسِه ) قيل : قَوَّمَها وحَسَّنَها . وقيل : اتَّهَمَها على نَفْسه . وقيل : ( وَسَمَها *!بالزُّورِ ) ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه . وتقول : أَنا *!أُزَوِّرك على نَفْسِك ، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
به *!زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
( *!والمُزَوَّرُ من الإِبِل ) ، كمُعَظَّم : ( الذي إِذا سَلَّه المُذَمِّر ) كمُحَدّث وقد تقدّم ( من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزِ ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم منه أَنَّه *!مُزَوَّر ) ، قاله اللَّيْثُ .
( *!واسْتَزَارَهُ ) : سأَلَه أَن *!يَزُورَه ،(*!فزَارَه ) وازداره . ( *!وتزاوَرَ عنه ) *!تَزَاوُرًا ( عَدَلَ وانْحَرف ) . وقُرِىء { ) 11 ( . 029 *!تَزَّوَارُ عن كهفهم } ( الكهف : 17 ) ، وهو مُدغَم تَتَزَاوَرُ
____________________

(11/469)


( *!كازْوَرَّ وَ*!ازْوارَّ ) ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ . وقُرِىءَ ( *!تَزْوَرُّ ) ومعنى الكُلِّ : تَمِيل ، عن الأَخْفَشِ . وقد ازْوَرَّ عنه . *!ازْوِرَاراً . *!وازْوَارَّ عنه *!ازْوِيرَاراً .
( و ) *!تَزاوَرَ ( القَوْمُ : زارَ بَعضُهُم بَعضاً ) ، وهم *!يَتَزَاوَرُون ، وبينهم *!تَزَاوُرٌ .
( *!وزَوْرَانُ ) ، بالفتح : ( جَدُّ ) أَبي بكرٍ ( مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمانِ ) البَغْدَادِيّ ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار . وقول المصنّف : ( التّابِعِيّ ) كذا في سائر الأُصول خَطَأٌ ، فإِنَّ محمد بن عبد الرحمان هاذا ليس بتابعيَ كما عَرفْت . والصواب أنه سَقط من الكاتب ، وَحَقُّه بعد عبد الرحمن : والوَلِيدُ بنُ*! زَوّارَانَ . فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عن أَنَس . وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عن بعضهم عن الكاشِف ، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح ، كما صرَّحَ به الحافِظُ ابن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما ، ثم إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد . ثم اختُلِف في الوَليد بن *!زَوْرَانَ ، فَضَبَطَه الأَمِيرُ بتقديم الرَّاءِ على الوَاوِ ، وجَزَمَ المِزِّيّ في التَّهْذِيب أَنَّه بتقديم الواو كما هُنَا .
( وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ ) عَلِيّ بن ( *!زُورَانَ الكازَرُونِيُّ ) ، عن أَبي الصَّلْت المُجير ، ووَقَعَ في التَّكْمِلة ، عَلَيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ . ( وإِسحاقُ ابنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ ) الشَّافعيّ ، ( مُحَدِّثُونَ ) .
ومما يُسْتَدْرَكَ عليه :
مَنَارَةٌ *!زَوْراءُ : مائِلَةٌ عن السَّمْتِ والقَصْدِ . وفَلاةٌ *!زَوْرَاءُ : بَعِيدةٌ فيها *!ازْوِرَارٌ ، وهو مَجَاز . وَبَلَدٌ *!أَزْوَرُ ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ .
قال الأَزهَرِيُّ : سَمِعْتُ العَربَ تقول للبَعير المَائِل السَّنامِ : هاذا البَعِيرُ *!زَوْرٌ . وناقَةٌ *!زَوْرَةٌ : قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ . وفَلاةُ زَوْرة : غَيرُ قاصِدَةٍ .
وقال أَبو زَيد : *!زَوَّرَ الطَّائِرُ *!تَزْوِيراً : ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه ، وقال غيرُه : امتَلأَتْ .
____________________

(11/470)



ورَجلٌ *!زَوَّارٌ وزَوَّارَةٌ ، بالتشديد فيهما : غَلِيظٌ إِلى القِصَرِ .
قال الأَزْهَرِيّ : قرأْتُ في كتاب اللَّيْث في هاذا الباب : يقال للرَّجل إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر ما هو : إِنّه *!لَزُوارٌ *!وزُوَارِيَةٌ .
قال أَبو مَنْصُور ؛ وهاذا تَصْحِيفٌ مُنْكر ، والصَّواب : إِنه لَزُوَازٌ وزُوَازِيَةٌ ( بزاءَيْن ) . قال : قال ذالك أَبو عَمْرٍ و وابْنُ الأَعْرَابِيّ وغَيْرُهما .
*!وازْدَاره : *!زَارَه ، افْتَعَلَ من الزِّيارة . قال أَبو كَبِير :
فدَخَلْتُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ
*!وازْدَرْتُ *!مُزْدَارَ الكَريمِ المِفْضَلِ
والزَّوْرَة : المَرَّةُ الواحدةُ .
وامرأَةٌ *!زَائِرَةٌ من نِسْوةٍ *!زُورٍ ، عن سِيبَوَيه ، وكذالك في المذكّر ، كعائِذٍ وعُوذٍ ، ورَجلٌ *!زَوَّارٌ *!وزَؤُورٌ ككَتَّان وصَبُور . قال :
إِذعا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَكنْ لَهَا
*!زَؤُوراً ولمْ تَأْنَسْ إِليَّ كِلابُها
وقال بَعْضُهم : زارَ فُلانٌ فلاناً ، أَي مَالَ إِليه . ومنه *!تَزَاوَرَ عنه ، أَي مَالَ .
*!وزَوَّرَ صاحِبَه *!تَزْوِيراً : أَحْسَنَ إِليه وعَرَفَ حَقَّ *!زِيَارَتِهِ .
وفي حَدِيث طَلْحَةَ ( *!أَزَرْتُه شَعُوبَ *!فزَارَها أَي أَوْرَدْتُه المَنِيَّةَ ، وهو مَجاز .
وأَنا *!أُزِيرُكم ثَنَائِي ، وأَزَرْتُكم قَصَائِدي ، وهو مَجاز .
*!والمَزَارُ ، بالفَتْح : مَوْضِعُ *!الزِّيارةِ .
*!وزَوِرَ *!يَزْوَر ، إِذا مالَ .
ويقال للعَدُوِّ : *!الزَّايِرُ ، وهم *!الزَّايِرون وأَصلُه الهَمْز ، ولم يَذكره المُصَنّف
____________________

(11/471)


هناك . وبالوَجْهَيْن فُسِّرَ بيتُ عَنْتَرَةَ :
حَلَّتْ بأَرْضِ *!الزَّايِرِينَ فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
وقد تقدّمت الإِشارة إليه .
*!وزَارَةُ الأَسَدِ : أَجَمَتُه . قال بان جِنِّي . وذالك لاعْتِياده إيَّاها *!وزَوْرِه لها . وذَكَره المصنّف في زأَر .
*!والزَّارُ : الأَجَمَةَ ذاتُ الحَلْفاءِ والقَصَبِ والماءِ .
وكَلامٌ *!مُتَزَوَّرٌ : مُحَسَّنٌ . قال نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ :
أَبلِغْ أَميرَ المؤمنينَ رِسَالَةً
*!تَزَوَّرْتُهَا من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِلِ
أَي حَسَّنْتُهَا وثَقَّفْتها .
وقال خالِدُ بنُ كُلْثُوم : *!التَّزْوِيرُ : التَّشْبِيهُ .
*!وزاَرَةُ : مَوْضِع ، قال الشاعر :
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً
نَخْلٌ بَهزَارَةَ حَمْلُهُ السُّعْدُ
وفي الأَسَاس : *!تَزَوَّرَ : قال *!الزُّورَ . *!وَتَزَوَّرَه : *!زَوَّرَه لنَفْسِه .
وأَلقَى *!زَوْرَه . أَقامَ .
وكَلِمةٌ *!زَوْراءُ : دَنِيَّةٌ مُعْوَجَّةٌ .
وهو أَزْوَرُ عن مقَامِ الذّلّ : أَبْعَدُ .
واستدرك شيخنا : زَارَه : زوجُ ماسِخَةَ القَوَّاسِ ، كما نقلَه السُّهَيْليّ وغيره ، وتقدّمت الإِشارة إِليه في ( مسخ ) .
قلت : ونَهْرُ *!زَاوَرَ كهَاجَر ، نَهرٌ متَّصل بعُكْبَرَاءَ ، *!وزَاوَرُ : قريةٌ عنده .
*!والزَّوْرُ ، بالفَتْح : موضعٌ بين أَرضِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ . وأَرضِ تَمِيم ، على ثلاثةِ أَيّامٍ من طَلَحَ . وجَبَلٌ يُذْكَر مع مَنْوَرٍ ، وجَبلٌ آخَرُ في دِيَارِ بني سُلَيْمٍ في الحِجَاز .

____________________

(11/472)


زهر : ( الزَّهْرَة ، ويُحرَّك : النَّباتُ ) ، عن ثَعْلب . قال ابنُ سِيده : ( و ) أُراه إِنّما يُريد ( نَوْره ) ، الواحد زَهْرَةٌ مثل تَمْر وتَمْرة . ثمّ إِن الذي رُوِيَ عن ثَعْلبٍ في مَعْنَى النَّبَات إِنما هو الزَّهْرَة بالفَتْح فقط . وأَمّا التَّحْرِيك ففي الذي بعده وهو النَّوْر ، ففي كلام المُصَنِّف نَظَرٌ ، وأَنكرَ شيخُنا ما صَدَّر به المُصنّف ، وادَّعَى أَنه لا قائِلَ به أحدٌ مُطْلقاً ، ولا يُعرفف كَلامِهم . وهو موجود في المُحْكَم ، ونَسَبه إِلى ثَعْلب ، وتَبِعه المُصَنضف . فتَأَمَّل .
( أَو ) النَّوْرُ الأَبيضُ . والزَّهرُ : ( الأَصفَرُ مِنْه ) ، وذالك لأَنَّه يَبْيَضُّ ثمّ يَصْفَرُّ ، قاله ابنُ الأَعرابيّ ، ونقله ابن قُتَيْبَةَ في المَعَارِف : وقيل : لا يُسمَّى الزَّهرَ حتى يَتَفَتَّح ، وقَبْلَ التَّفْتِيحِ هو بُرْعومٌ ، كما في المِصْباح . وخصّ بعضهم به الأَبيضَ ، كما في المُحْكَم . ( ج زَهْرُ ) ، بإِسقاط الهاءِ ، ( وأَزهَارٌ ) ، و ( جج ) ، أَي جمع الجمع ( أَزاهِيرُ ) .
( و ) الزَّهْرة ( من الدُّنْيا : بَهْجَتُها ونَضَارَتُها ) .
وفي المحكم : غَضَارَتُهَا ، بالغين ، وفي المِصْباح : زَهْرَةُ الدُّنْيا مثْل تَمْرَة لا غير : مَتَاعُهَا أَو زِينَتُها . واغْتَرَّ به شيخُنَا فأَنْكَرَ التَّحْرِيكَ فيها مُطْلقاً ، وعَزَاه لأَكثرِ أَئِمَّةِ الغَرِيب ، ولا أَدْرِي كيف ذالك . ففي المُحْكم : زَهْرَةُ الدُّنيا ( و ) زَهَرَتُها : ( حُسْنُها ) وبَهْجَتُها وغَضَارَتُها . وفي التَّنْزِيل العَزِيز { زَهْرَةَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا } ( طه : 131 ) قال أَبو حاتم : ( زَهَرَة الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) بالفتح ، وهي قِراءَة العَامّة بالبَصْرة ، وقال : ( وزَهْرَة ) هي قِرَاءَة أَهْل الحَرَمَين ، وأَكثرُ الآثارِ على ذالِك . فَفِي الحَدِيث ( إِنَّ أَخوفَ ما أَخاف عَلَيْكُم من زَهْرَةِ الدُّنْيَا وزِينَتِهَا ) أَي حُسْنها وبَهْجَتِهَا وكَثْرةِ خَيْرها .
( و ) الزُّهْرَة ( بِالضَّمِّ : البَياضُ ) . عن يَعْقُوب . وزَاد غَيْرُه : النَّيِّر ، وهو أَحْسَنُ الأَلوانِ .
____________________

(11/473)



( وقد زَهِرَ ، كفَرِحَ ) ، زَهَراً ، ( و ) زَهُرَ ، مثْل ( كَرُمَ ، وهو أَزْهَرُ ) بَيِّنُ الزُّهْرَةِ ، وزَاهِرٌ . وهو بَياض عِتْق . ونَقَل السُّهَيْليّ في الرَّوْضِ عن أَبِي حَنِيفةَ : الزُّهْرَة : الإِشْراقُ في أَيِّ لَوْنٍ كان . وأَنشدَ في لَوْن الحَوْذعٌّ وهو أَصْفَرُ :
تَرَى زَهَرَ الحَوْذَانِ حَوْلَ رِيَاضِه
يُضِيءُ كلَوْنِ الأَتْحَمِيِّ المُوَرَّسِ
( و ) زُهْرَة ( بنُ كِلَاب ) بنِ مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بنِ غَالِب : ( أَبو حَيَ من قُرَيْش ) ، وهم أَخوالُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ومنهم أُمُّه ، وهي السَّيِّدةُ آمِنَةُ ابنَةُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ منافِ ابن زُهْرَةَ : واخْتُلِفَ في زُهْرَةَ هل هو اسْم رَجُل أَو امرأَة . فالذِي ذَهَب إِليه الجَوْهَرِيّ في الصّحاح وابْنُ قُتَيْبَة في المَعَارف أَنَّه اسمُ امْرأَةٍ ، عُرِفَ بها بَنُو زُهْرةَ . قال السُّهَيْليّ : وهاذا منْكَرٌ غَيْر مَعْرُوف ، إِنما هو اسْمُ جَدِّهم ، كما قاله ابنُ إِسحاقَ . قال هِشَامٌ الكَلْبِيّ واسمُ زَهْرَةُ المُغِيرَةُ .
( و ) زُهْرَة ( اسمُ أُمِّ الحَيَاءِ الأَنْبَارِيَّة المُحَدِّثَة ) .
( وَبنُو زُهْرَةَ : شِيعَةٌ بحَلَبَ ) ، بل سادَةٌ نُقَباءُ عُلَمَاءُ فُقَهَاءُ مُحَدِّثون ، كَثَّرَ اللهاُ من أَمثالِهِم ، وهو أَكْبَرُ بَيْت من بُيُوت الحُسَيْن . وهم أَبو الحَسَن زُهْرَةُ بنُ أَبِي المَوَاهِب عَلِيِّ ابن أَبِي سَالِم مُحَمَّد بن أَبِي إِبرايمَ مُحَمَّدٍ الحَرَّانيّ ، وهو المُنْتَقِلُ إِلى حَلَبَ ، وهو ابنُ أَحمدَ الحِجَازِيّ بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن وهو الذي وَقَعَ إِلى حَرَّانَ بن إِسحاقَ بن محمّدٍ المُؤتَمن بن الإِمامِ جعْفرٍ الصادِقِ الحُسينيّ الجَعْفَرِيّ . وجُمْهُورُ عَقِبِ إِسحاقَ بنِ جَعْفرٍ ينتَهِي إِلى أَبي إِبراهيمَ المذكور . قال العُمَرِيّ النَّسَّابة كان أَبو إِبراهيمَ عالِماً فاضلاً لَبهيباً عاقلاً ، ولم تكن حالُه واسعةً ، فزَوَّجهُ أَبُو عَبدِ الله الحَسَنِيّ الحَرَانِيُّ بن عبدِ الله بن الحُسَيْنِ بنِ عبد اللهاِ بن عليّ الطَّبِيب العَلَوِيّ العُمَريّ بِنْتَه خَدِيجَةَ ،
____________________

(11/474)


وكان الحُسَيْن العُمَرِيّ متقدِّماً بحَرَّانَ مُسْتَوْلِياً عَلَيْها ، وقَوِيَ أَمرُ أَولادِهِ حتَّى استَوْلَوْا على حَرَّانَ ومَلَكُوهَا على آلِ وَثّابٍ . قال : فأَمدَّ الحُسَيْنُ العُمَريّ أَبَا إِبرَاهِيمَ بمالِه وجاهِه ، وخَلَّف أَوْلاَداً سادَةً فُضَلاءَ . هاذا كلامه . وقال الشَّرِيف النَّجَفِيّ في المُشجَّرر : وعَقِبُه من رَجُلَيْنِ : أَبِي عَبد الله جَعْفرٍ نقِيبِ حَلَب ، وأَبي سَالِمٍ محمَّد . قلْت : وأَعقبَ أَبُو سَالَمٍ من أَبِي المَوَاهِبِ عَلِيَ ، وهو من أَحْمَد وزُهْرَة . قال : أَحمَدُ هاذا يَنْتَسِب إِليه الإِمَامُ الحَافِظُ شَرَف الدّين أَبُو الحُسَيْن عَلِيّ بن محمّد بن أَحمدَ بن عَبدِ الله بن عيسى بن محمّد بن أَحمدَ بن عَبدِ الله ابن عيسى بن أَحمَدَ ، وآل بيته ، وأَعقَبَ زُهْرَةُ من أَبي سالمٍ عليَ والحَسَنِ . فمِن وَلَدِ عليَ الشريفُ أَبو المكارم حَمْزَة بنُ عليَ المعروفُ بالشِّرِيف الطاهر . قال ابنُ العَدِيم في تاريخ حَلَب : كان فَقيهاً أُصُولِيًّا نَظَّاراً على مَذْهبِ الإِمامِيَّة . وقال ابن أَسْعَد الجوّانيّ : الشَّرِيفُ الطاهرُ عِزُّ الدِّينِ أَبو المكارمِ حَمْزَةُ ، وُلِدَ في رَمَضَانَ سنة 511 وتُوفِّيَ بحلَبَ سنة 585 . قلت : ومن وَلدِه الحافِظ شَمْسُ الدِّين أَبُو المَحَاسِن مُحَمَّدُ بنُ عَلَيِّ بنِ الحَسَن بْنِ حَمْزَةَ تِلميذُ الذَّهَبِيّ ، توفي سنة 765 ومن وَلده مُحَدِّثُ الشامِ الحافِظُ كمالُ الدِّين مُحَمَّدُ بنُ حَمْزةَ ابنِ أحمدَ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ تِلمِيذُ الحَافِظِ ابن حَجَر العَسْقَلانيّ ، وآل بَيتهم .
وأَما الحَسَنُ بنُ زُهْرَةَ فمن وَلَدِه النَّقِيبُ الكاتِبُ أَبُو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ زُهْرَةَ ، سمِعَ بحَلَبَ من النقيبِ الجوّانيّ والقاضي أَبِي المَحَاسن بن شَدَّاد ، وكَتَبَ الإِنشاءَ للملكِ الظَّاهر غَازِي بنِ النَّاصِر صَلاحِ الدِّين ، وتَوَلَّى نِقَابَةَ حَلَبَ ، تَرجمَه الصَّابُونِيّ في تَتِمَّة إِكمال الإِكمال . وَوَلَدَاه أَبُو المَحَاسِن عَبْدُ الرَّحمان وأَبُو الحَسَن عَلِيّ سَمِعَا الحَدِيثَ مع والدِهما وحَدَّثَا بِدَمَشقَ . ومنهم الحافِظُ النّسَّابَة الشَّرِيفُ عِزُّ الدّين أَبُو القَاسِم أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ نَقِيبٌ حَلَبَ . وفي هاذا البيتِ كَثْرَةٌ ، وفي هاذَا القَدْر
____________________

(11/475)


كِفَايَةٌ . وأَوْدَعنا تَفْصِيل أَنسابِهم في المُشَجَّرَات . فراجِعْها .
( وأُمُّ زُهْرَةَ : امرأَةُ كِلَابِ ) بن مُرَّة ، كذا في النُّسَخ وهو غَلَظٌ . ووَقعَ في الصّحاح : وزُهْرَة امرأَةُ كِلابٍ . قال ابنُ الجَوَّانِيّ : هكاذا نَصّ الجَوْهَرِيّ وهو غَلَطٌ . وامرأَة كِلابٍ اسْمُها فاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بنِ سيل ، فتَنَبَّه لذالك .
( وبالفَتْح ، زَهْرَةُ بنُ جُوَيَّة ) التّمِيمِيّ ، وفي بَعْض النُّسخ : حُوَيْرِيَة ، وهو غَلَط ، ويقال فيه : زَهْرَةُ بنُ حِوَيّه ، بالحاءِ المهملة المفتوحة وكسر الواو ، قيل : إنه تَابِعِيّ ، كما حَقَّقه الحافِظُ ، وقيل : ( صَحابِيٌّ ) وَفَّدَه مَلِكُ هَجَرَ فَأَسلَمَ ، وقَتَلَ يوم القادِسِيّة جالِينُوسَ الفَارِسِيّ وأَخَذَ سَلَبَه ، وعاشَ حتّى شَاخَ ، وقَتَله شَبِيبٌ الخَارِجِيّ أَيَّامَ الحَجَّاجِ ، قاله سَيْفٌ .
( و ) الزُّهَرَة ، ( كَتُؤَدَة : نَجْمٌ ) أَبيضُ مُضِيءٌ ( م ) ، أَي معروف ، ( في السماءِ الثّالِثَةِ ) قال الشاعر :
وأَيقَظَتْنِي لِطُلوعِ الزُّهَرَهْ
( و ) الزُّهَرَة : ( ع بالمَدِينةِ ) الشَّرِيفة .
( وزَهَرَ السِّرَاجُ والقَمُرُ والوَجْهُ ) والنَّجْمُ ، ( كمَنَعَ ) ، يَزْهَرُ ( زُهُوراً ) ، بالضّمّ : ( تَلأْلأَ ) أَشْرَقَ ، ( كازْدَهَرَ ) قال الشاعر :
آلُ الزُّبَيْرِ نُجُومٌ يُسْتَضَاءُ بهِمْ
إِذا دَجَا اللَّيلُ من ظَلْمائِه زَهَرَا
وقال آخرُ :
عَمَّ النُّجُومَ ضَوْءَه حِينَ بَهَرْ
فَغَمَرَ النَّجْمَ الذِي كان ازْدَهَرْ
____________________

(11/476)



( و ) زَهَرَت ( النَّارُ ) زُهُوراً : ( أَضاءَت . وأَزهَرْتُها ) أَنا .
( و ) من المَجَازِ : يقال : زَهَرَتْ ( بِكَ زِنَادِي ) ، أَي ( قَوِيَت ) بك ( وكَثُرت ) ، ثمل وَرِيَتْ ( بَك ) زِنَادِي . وقال الأَزهَرِي : العَرَب تقول : زَهَرَتْ بك زِنَادِي . المَعْنَى : قُضِيَتْ بك حَاجَتِي .
وزَهَر الزَّنْدُ ، إِذا أَضاءَتْ نارُه ، وهو زَنْدٌ زَاهِرٌ .
( و ) زَهَرَت ( الشَّمْسُ الإِبلَ : غَيَّرَتْهَا ) .
( والأَزهَرُ : القَمَرُ ) ، لاستِنَارَتهِ . ( و ) الأَزْهَر : ( يومُ الجُمُعَةِ ) . وفي الحَدِيث ( أَكْثِروا الصَّلاةَ عَليَّ في اللَّيْلَةِ الغَرَّاءِ واليومِ الأَزْهَر ) أَي ليلَة الجُمُعَة ويَوْمها ، كذا جاءَ مفسّراً في الحَدِيثِ .
( و ) الأَزهَرُ : النَّيِّرُ ، ويُسَمَّى ( الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ) أَزْهَر . ( و ) الأَزهَرُ : ( الأَسدُ الأَبيَضُ اللَّوْنِ ) . قال أَبو عَمْرو : الأَزهَرُ : المُشِرقُ من الحيوانِ والنَّباتِ . ( و ) قال شَمِرٌ : الأَزْهرُ من الرِّجال : الأَبيضُ العَتِيقُ البَيَاضِ ، ( النَّيِّرُ ) الحَسَنُ ، وهو أَحسَنُ البَيَاضِ كأَنَّ له بَرِيقاً ونُوراً يُزْهِرُ كما يُزْهِرُ النَّجْمُ والسِّراجُ . ( و ) قال غيرُه : الأَزهَرُ : هو الأَبيضُ المُستَنِيرُ ( المُشْرِقُ الوَجْهِ ) ، وفي صِفَتِه صلى الله عليه وسلم ( كان أَزهَرَ اللَّونِ لَيْسَ بالأَبيضِ الأَمهَقِ ) . وقيل : الأَزهَرُ : هو المَشُوب بالحُمْرَة . ( و ) الأَزْهَرُ : ( الجَمَلُ المُتَفاجُّ المُتَنَاوِلُ من أَطرافِ الشَّجرِ ) . وفي الحدِيثِ ( سأَلوه عن جَدِّ بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ فقال : جَمَلٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ ) ، وقد سبَقَت الإِشارة إِليه في ( ف ج ج ) . ( و ) قال أَبُو عَمْرو : الأَزهَر : ( اللَّبَنُ ساعَةَ يُحْلَبُ ) ، وهو الوَضَحُ والنَّاهِصُ والصَّرِيح . وبإِحْدَى المَعَنِي المَذْكُورَة لُقِّب جامِعُ مصر بالأَزهر ، عَمَره اللهاُ تعالى إلى يَومِ القِيَامَةَ .
( و ) أَزْهَرُ ( بنُ مِنْقَرٍ ) ، ويقال
____________________

(11/477)


مُنْقِذ : من أَعرابِ البَصْرة ، أَخْرَجَه الثلاثةُ . ( و ) أَزهَرُ ( بنُ عَبْدِ عَوْف ) بنِ الحَارِث بنِ زُهْرَة الزُّهْرِيّ . ( و ) أَزهَرُ ( بنُ قَيْسٍ ) ، روى عنه حرز بن عُثْمَانَ حَدِيثاً ذكرَه ابنُ عبدِ البَرّ : ( صَحابِيُّون . و ) أَزهَرُ ( بنُ خَمِيصَةَ : تابِعِيٌّ ) عن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق . قال ابنُ عبدِ البَرّ : في صُحْبَتِه نَظَرٌ .
( والأَزْهَرَانِ : القَمَرَانِ ) ، وكِلاهما على التَّغْلِيب ، وهما الشَّمْس والقَمَر ، لنُورِهِما ، وقد زَهَرَ يَزْهَر زَهْراً ، وزَهُرَ ، فيهما ، وكُلُّ ذالك من البَيَاضِ .
( وأَحمَرُ زاهِرٌ : شَدِيدُ الحُمْرَةِ ) ، عن اللِّحْيَانيّ .
( والازْدِهَارُ بالشَّيْءِ : الاحْتِفَاظُ به ) . وفي الحَدِيثِ : ( أَنَّه أَوْصَى أَبا قَتَادَةَ بالإِنَاءِ الذي تَوضَّأَ منه ، وقال : ازدَهِر بهاذا فإِن له شَأْناً ) أَي احتَفِظْ به ولا تُضَيِّعْه واجْعَلْه في بالِك . ( و ) قيل : الازدِهَارُ بالشَّيْءِ : ( الفَرَحُ بِهِ ) وبه فَسَّرَ ابنُ الأَثِيرِ الحَدِيثَ ، وقال : هو من ازْدَهَرَ ، إِذا فَرِحَ أَي . لِيُسْفِرْ وَجْهُك ولْيزُهِرْ . ( و ) قيل : الازْده 2 ارُ بالشَّيْءِ : ( أَن تَأْمُرَ صَاحِبَك أَن يَجِدَّ فيمَا أَمرْتَه ) ، والدال ، منقلبةٌ عن تاءِ الافْتِعال . وأَصْل ذالِك كُلِّه من الزُّهْرَة ، وهو الحُسْن والبَهْجَة . قال جَرِير :
فإِنَّك قَيْنٌ وابنُ قَيْنَيْن فازْدَهِرْ
بكِيرِكَ إِنّ الكِيرَ للقَيْنِ نَافِعُ
قال أَبُو عُبَيد : وأَظُنُّ ازْدَهَرَ كلمةً ليست بعَرَبِيّة ، كأَنَّهَا نَبَطيّة أَو سُرْيانِيّة .
وقال أَبُو سَعِيد : هي كَلِمة عَرَبِيَّة . وأَنشَدَ بيتَ جَرِير السَّابِقَ ، وأَنشد الأُمَوِيّ :
كمَا ازْدَهَرَت قَيْنَةٌ بالشِّرَاعِ
لأُسلأَارِهَا عَلَّ منها اصْطِباحَا
____________________

(11/478)



أي جَدَّت في عَمَلِهَا لِتَحْظَى عند صاحِبها ، والشِّراعُ : الأَوتارُ . وقال ثَعْلب : ازدَهِرْ بها أَي احتَمِلْها . قال : وهي كَلِمَة سُرْيَانِيّة .
( و ) يقال : فلانٌ يَتَضَمَّخُ بالسَّاهِرِيَّة ، ويَمْشِي ( الزَّاهِرِيَّة ) . وهي من سَجَعَات الأَساس . قال : السَّاهِرِيّة : الغَالِيَةُ . والزَّاهِرِيَّة : ( التَّبَخْتُر ) ، قال أَبو صَخْر الهُذَلِيّ :
يَفُوحُ المِسْكُ منه حينَ يَغْدُو
ويَمْشِي الزَّاهِريَّةَ غَيْرَ خَالِ
( و ) الزَّاهِرِيَّة : ( عَينٌ برَأْسِ عَينٍ ) وفي هاذِهِ الجُمْلعة من اللَّطَافَة ما لا يُوصف ( لا يُنَالُ قَعْرُهَا ) ، أَي بَعِيدَةُ القَعْرِ .
( والزَّاهِرُ : مُسْتَقًى بينَ مَكّة والتَّنْعِيمِ ) ، وهو الذي يُسَمَّى الآنَ بالجوخي ، كما قاله القطبيّ في التاريخ . وقال السَّخَاوِيّ في شرح العراقيّة الاصطلاحية : إِن الموضِعَ الذي يقال له الفَخُّ هو وادِي الزَّاهِر ، نقلَه شيخُنَا .
( والزَّهْرَاءُ : د ، بالمَغْرب ) بالأَنْدَلُس قريباً من قُرْطُبةَ ، من أَعْجَب المُدُنِ وأَغْرَبِ المُتَنَزَّهاتِ ، بنَاه الناصِرُ عبدُ الرَّحمان بنُ الحَكَم بنِ هِشَام بنِ عَبْدِ الرَّحمان الدَّاخل المَرْوَانيّ ، وقد أَلَّف عالِمُ الأَندَلس الإِمامُ الرَّحّالة ابنُ سَعِيدٍ فيهِ كِتاباً سمّاه ( الصَّبِيحَة الغَرَّاء في حُلَى حَرة الزَّهْرَاء ) .
( و ) الزَّهْرَاءُ : ( ع ) .
( و ) الزَّهْرَاءُ : ( المرأَةُ المُشْرِقَةُ الوَجَهِ ) والبَيْضَاءُ المُسْتَنِيرةُ المُشْرَبَةُ بحُمْرَةٍ .
( و ) الزَّهْرَاءُ : ( البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ ) . قال قَيْسُ بنُ الخَطِيم :
تَمْشِي كمَشْيِ الزَّهْراءِ في دَمَث ال
رَّوْضِ إِلى الحَزْنِ دُونَهَا الجُرُفُ
( و ) الزَّهْرَاءُ : ( في قَوْلِ رُؤْبةَ ) بن العَجَّاج الشَّاعِر : ( سَحَابةٌ بيضاءُ بَرَقَتْ بالعَشِيّ ) ، لاستِنارَتها ==

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)

  5. مجلد{5} النهاية في غريب الحديث والأثر   لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري اب...