Translate بادي -8-7707-

الخميس، 14 أبريل 2022

كتاب 20:تاج العروس من جواهر القاموس

 

كتاب 20:تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي  

----------

==  وهو واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه .
وجاءَ في الحَدِيث : ( الاخْتِصارُ في الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النّار ) ، أَي أَنَّه فِعْلُ اليَهُود في صَلاتِهِم وهُم أَهْلُ النَّارِ .
قال الأَزْهَرِيّ في الحَدِيث الأَوّل : لا أَرِي أَرُوِيَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً . ورواه ابنُ سِيرينَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ : مُخْتَصارً . وكذالك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد . قال : ويُرْوَى في كَراهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع ، ويُرْوَى فيه أَيضاً عن عائِشَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ :
( و ) اخْتَصَر : ( قَرَأَ آيَةً أَو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ في الصَّلاةِ ) ولم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها في فَرْضه . وبه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ ، وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن في تَأْوِيله . وقال ابنُ الأَثِير : هاكذا رَوَاه ابنُ سِيرينَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ . ( و ) اخْتَصَر : ( حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ ) عَامّةً ، ( وهو الخُصَيْرَى ) ، بضَمَ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وفي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ ، أَي الخَصْرِيّ كالاخْتِصار . قال رُؤْبَةُ :
وفي الخُصَيْرَى أَنتَ عِنْد الوُدِّ
كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ
كتاب ( و ) اخْتَصَرَ ( الطَّرِيقَ : سَلَكَ أَقْربَه ) . قال بَعْضُهم : هاذا هُوَ الأَصْل ( و ) . اخْتَصَر ( في الحَزِّ ) ، هاكَذا في النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي ، وفي بَعْضهِا بالجِيمِ والزَّاي ، وفي بَعْضِهَا بالجِيمِ والزَّاي ، إِذا ( ما اسْتَأْصَلَه ) .
( وخاصَرَهُ : أَخذَ بِيَدِه في المَشْيِ ) . قال عَبْدُ الرَّحْمان بْنُ حَسّان :
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ
راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
قال ابن بَرّيّ : هاذَا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمان بْنِ حَسّان كما ذَكَرَه الجَوْهِرِيّ وغَيْره . قال :
والصَّحيح ما ذَهَب إليه ثَعْلَب أَنّه لأَبي دَهْبَل الجُمَحِيّ ، وذَكَر قِصَّتَه .
____________________

(11/174)



وفي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ وذَكَر صَلاَة العِيدِ : ( فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوَان ) . قال ابْنُ الأَثِير : والمُخاصَرَة أَن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه . ( كتَخاصَرَ ) ، يقال خَرَج القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ ، إِذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ .
( أَو ) خَاصَرَ : ( أَخذَ كُلٌّ في طَرِيقٍ حَتّى يَلْتَقِيَا في مَكَانٍ ) ، وهو المُخَازَمة . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد . ( أَوْ ) خَاصَرَ ، إِذَا ( مَضَى عِنْدَ ) ، وفي بَعْض النُّسَخ : إِلَى ( جَنْبِه ) .
( والخِصَارُ ككِتَاب : الإِزَارُ ) ، لأَنَّه يُتَخَصَّر به .
( وفي الحَدِيث : ( المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ ) ، أَي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ ، فإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم ) من التَّعَب .
هاكذا أَوردَه ابْنُ الأَثِير وفَسَّره . قال : ومَعْنَاه يَكُون أَنْ يأْتُوا يوم القيامةِ ومَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكِئُون عَلَيْهَا . مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة . قال شَيْخُنَا : وهذا هو الظَّاهِر الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الغَرِيبِ وإِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك .
( وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ ) ، كمُعَظَّم : ( دَقِيقٌ . و ) من المَجَاز : ( نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ ) ، أَي ( مُسْتَدِقَّةُ الوَسَطِ ) . وخَصْرُ النَّعْلِ : ما استدقَّ في قُدَّامِ الأُذْنَيْن منها . قال ابنُ الأَعرابِيّ : الخَصْرَانِ من النَّعْل : مُسْتَدَقُّها . ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ : لَهَا خَصْرانِ . وفي الحديث ( أَنَّ نَعْلَه ت كانت مُخَصَّرَةً ) ، أَي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن .
( و ) من المجاز : ( رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ ) إِذا كانَت ( قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه ) . وقَدَمٌ
____________________

(11/175)


مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة ، ( ويَدٌ مُخْصُورَة ) ومُخَصَّرَةٌ ( في رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ ، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ ) كالحَزِّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : إِنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة ، ثم جُمِعَ على هذَا . قال الشَّاعِر :
فلما سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت
خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
ورَجُلٌ مَخْصُورُ البَطْنِ والقَدَمِ كمُخَصَّر . ورجل مَخْصُورٌ : يَشْتَكِي خَصْرَه أَو خاصِرَته . وفي الحَدِيث : ( فَأَصَابَنِي خَاصِرَةٌ ) ، أَي وَجَعٌ في خَاصِرَتي . وقيل : وَجَعٌ في الكُلْيَتَينِ . وفي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه : الخَاصِرَة : عِرْقٌ في الكُلْيَة إِذا تَحَرَّكَ وَجِخعَ صاحِبُه .
والمُخَاصَرَةُ في البُضْعِ : أَن يَضْرِبَ بيَدِه إِلى خَصْرِهَا .
ومُخْتَصَرَات الطُّرُقِ : التي تَقْرُبُ في وُعُورِهَا ، وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ الأَبعَدُ كان أَسْهَل .
وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر : المُقَبَّلِ . وعِبَارَةُ الأَسَاس : ثَغْر خَصِرٌ ، بارِدُ المُقَبَّل .
وهاذا أَخْصَرُ مِنْ ذاك وأَقْصَر .
خضر : ( الخُضْرَةُ ) ، بالضَّمّ : ( لَوْنٌ . م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو بَيْن السَّوادِ والْبَيَاضِ ، يَكُون ذالِك في الحَيَوان والنَّبَات وغَيْرِهِمَا مِمَّا يَقْبَلُه ، وحَكَاه ابْنُ الأَعْرَابِيْ في الماءِ أَيْضاً ، ( ج خُضَرٌ ) ، بضَم ففَتْح ( وخُضْرٌ ) بضَمَ فسُكُون . قال اللَّهُ تَعَالَى : { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا } ( الكهف : 31 ) .
( خَضِرَ الزَّرعُ كفَرِحَ ، واخْضَرَّ )
____________________

(11/176)


اخْضِرَاراً ( واخُضَوْضَرَ ) اخْضِيرَارَاً : نَعِمَ ، وأَخْضَرَه الرِّيُّ ( فو أَخْضَرُ وخَضُورٌ ) ، كصَبُورٍ ، ( وخَضِرٌ ) ، ككَتِف ، ( وخَضِيرٌ ، ويَخْضِيرٌ ، ويَخْضُورٌ ) ، بالتَّحْتِيَّة فيهِمَا ، وخَضِير كأَمِير . واليَخْضُورُ : الأَخْضَر ، ومنه قوْلُ العَجَّاج
بالخُشْبِ دُونَ الهَدَبِ اليَخُضُورِ
مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ
( و ) الخُضْرَةُ ( في ) أَلْوَانِ ( الخَيْلِ : غُبْرَةٌ تُخالِطُهَا دُهْمَةٌ ) ، وكَذالِك في الإِبل . يقال : فَرَسٌ أَخْضَرُ ، وهو الدَّيْزَحُ . والخُضْرَةُ في أَلْوانِ النَّاسِ : السُّمْرَة .
وفي المُحْكَم : ولَيْسَ بَيْن الأَخْضَرِ الأَحَمِّ وبَيْنَ الأَحْوَى إِلاَّ خُضْرَةُ مُنْخُرَيْهِ وشاكِلَتِه ؛ لأَنَّ الأَحْوَى تَحْمَرُّ مَنَاخِرُه وتَصْفَر شاكِلَتُه ، صُفْرةً مُشَاكِةً للحُمْرَة . ومِنَ الخَيْلِ أَخْضَرُ أَدْغَمُ ، وأَخْضَر أَطْحَلُ ، وأَخْضَر أَوْرَقُ .
( والخَضِرُ ، ككَتِفٍ : الغَضُّ ) ، وكُلُّ غَضَ خَضِرٌ . وفي التَّنْزِيل العَزِيز : { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً } ( الأنعام : 99 ) . ( و ) قال اللّيْث : الخَضِرُ هنا ( : الزَّرْعُ ) الأَخْضَر . وقال الأَخْفَش : يُرِيد الأَخْضصَر . ( و ) الخَضِرُ : ( البَقْلَةُ الخَضْرَاءُ ، كالخَضِرَةِ ) ، كفَرِحَة . وهي بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ ، وكذالك ثَمَرَتُهَا ، وتَرْتَفِع ذِراعاً ، وهي تَمْلأُ فَمَ البَعِيرِ . وقال ابنُ مُقْبِلٍ في الخَضِر :
يَعْتَادُهَا فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ
يَنْفُخْن في بُآحعُم الحَوْذَانِ والخَضِرِ
( والخَضِيرِ ) ، كأَمِير ، وقد ذَكرَ طَرَفَةُ الخَضِرَ فَقَال :
كبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذَا
أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسَالِيجَ الخَضِرْ
____________________

(11/177)



( و ) الخَضِر : ( المَكَانُ الكَثِير الخُضْرَةِ ، كاليَخْضُورِ والمَخْضَرَةِ ) . أَرضٌ خَضرَة ويَخْضُورٌ : كَثِيرَةُ الخُضْرَةِ ، وأَرْض مَخْضَرَة ، على مِثال مَبْقَلة : ذات خُضْرَة ، وقُرِىءَ { فَتُصْبِحُ الاْرْضُ مُخْضَرَّةً } ( الحج : 63 ) .
( و ) الخَضِر : ( ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ ، واحِدَتُه بهاءٍ ) . والجَنْبَةُ مِنَ الكَلإِ : مَالَهُ أَصْل غَامِضٌ في الأَرْض ، مثل النَّصِيِّ والصِّلِّيَان ، وليس الخَضِر من أَحْرار البُقُولِ الَّتِي تَهِيج في الصَّيْف ، وبهِ فُسِّر الحديث : ( وإِنَّ مِمّا يُنْبِت الرَّبِيعُ ما يَقْتُل حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاّ آكِلَةَ الخَضِرِ ) وقد شَرَح هاذا الحَدِيثَ ابنُ الأَثِير في النِّهَايَة ، وبَيَّن مَعانِيَه وذَكَرَ في أَثْنَائِه : وأَمَّا قَوْلُه ( إِلاَّ آكِلَة الخَضِر ) فإِنه مَعلٌ للمُقْتَصِد ؛ وذالِك أَنَّ الخَضِر لَيْسَ مِن أَحْرَار البُقُول وَجَيِّدِهَا التي يُنْبِتُها الرَّبِيعُ بتَوَالِي أَمْطَارِه فتَحْسُن وتَنْعُمُ ، ولِكِّنه من البُقُول الَّتِي تَرْعَاهَا المَوَاشِي بَعْد هَيْج البُقُول ويُبْسِهَا حيث لا تَجِد سِواها ، وتُسَمِّيهَا العَرَبُ الجَنْبَةَ ، فلا تَرَ الماشِيَةَ تُكْثِر من أَكْلِها ولا تَسْتَمْرِيها ، فضَرَبَ آكِلَةَ الخَضِرِ من المَوَاشي مَثَلاً لمَنْ يَقْتَصِد في أَخْذِ الدُّنْيَا وجَمْعِها ولا يَحْمِلُه الحِرْصُ على أَخْذِهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا .
( و ) الخَضَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : النُّعُومَةُ ) مصْدرُ خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَراً إِذا نَعِمَ ، ( كالخُضْرَةِ ) ، بالضَّمّ .
وقال ابنُ الأَعرابِيّ : الخُضَيْرَةُ : تصغيرُ الخُضْرَةِ ، وهي النَّعْمَة . وفي حَدِيثِ عليَ ( أَنَّه خَطَبَ بالكُوفَة في آخرِ عُمْره فقال ( سلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتها وَيأْكُل خَضِرَتَها ) يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها .
( و ) الخَضَر : ( سَعَفُ النَّخْلِ وجَرِيدُهُ الأَخْضَرُ ) . هاكذا سَمِعه
____________________

(11/178)


الفَرَّاءُ عن العَرَب ، وأَنْشَد :
يَظَلُّ يومَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرا
وَهي خَناطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا
( واخْتُضِر ) الْكَلأُ ، ( بالضَّمِ : أُخذَ ) ورُعِيَ ( طَرِيًّا غضًّا ) قبلَ تَنَاهِي طُولِه ، وذالك إِذا زَرْتَه وهو أَخْضر . ( و ) منه قِيلَ للرَّجُل ( الشَّابِّ ) إِذا ( مَاتَ فَتِيًّا ) غَضًّا : قد اخْتُضِرَ ، لأَنَّه يُؤْخَذ في وَقْتِ الحُسْن والإِشْراق . وفي بعضِ الأَخْبَار أَنَّ شَابًّا مِنَ العَرَب أُولِعَ بشَيْخٍ ، فَكَان كُلَّمَا رَآه قال : أَجْزَزْتَ يا أَبَا فُلاَنٍ ، فقال له الشَّيْخ : يا بُنَيَّ وتُخْتَضرُون . أَي تُتَوَفَّوْن شَبَاباً . ومَعْنَى أَجْزَزْت : آنَ لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوت . وَأَصْلُ ذالك في النَّبَاتِ الغَضِّ يُرْعَى ويُخْتَضَر ويُجَزُّ فيُؤْكَل قبْلَ تَنَاهِي طُولِه .
( والأَخْضَرُ : الأَسْوَدُ ، ضِدُّ ) ، قال الفَضْلُ بنُ عَبصًّس بْنِ عُتْبةَ اللَّهَبِيّ :
وأَنا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بَيْتِ العَرَبْ
يقول : أَنا خَالِصٌ لأَنَّ أَلْوانَ العَرَبِ السُّمْرَةُ .
قال ابنُ بَرِّيّ : أَراد بالخُضْرَةِ سُمْرَةَ لَوْنِه ، وإِنما يُرِيد بذالِك خُلُوصَ نَسَبِه وأَنَّه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ ، لأَنَّ العَرَبَ تَصِف أَلوانَها بالسَّوَاد ، وتَصِف أَلوانَ العَجَمِ بالحُمْرَة ، وهاذا المَعْنى بِعَيْنه أَرادَه مِسْكِينٌ الدَّارِمِيُّ في قَوْله :
أَنا مِسْكِينٌ لمَنْ يَعْرفُني
لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ
ومثله قول مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَر ، وكان يُنْسَب إِلَى أَخْضَرَ ولم يكن أَباه ، بل كان زَوْجَ أُمِّه وإِنَّمَا هو مَعْبَد بنُ عَلْقَمَة المَازنيّ :
سَأَحْمِي حِمَاءَ الأَخْضَرِيَّيْن إِنَّه
أَبَى الناسُ إِلاَّ أَنْ يَقولوا ابن أَخْضَرَا
وهَلْ لِيَ في الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ
فآنَفَ مِمّا يَزْعَمُون وأُنْكِرَا
( و ) الأَخْضَرُ : ( جَبَلٌ بالطَّائِفِ ) ،
____________________

(11/179)


ومَواضِعُ كَثِيرةٌ عَجَمِيَّة وَعَرَبِيَّة تُسَمَّى بالأَخْضَر .
( و ) من المَجاز في الحَدِيث : ( مَا أَظَلَّت الخَضْرَاءُ ولاَ أَقَلَّت الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبى ذَرَ ) . ( الخَضْرَاءُ : السَّمَاءُ ) ، لخُضْرَتَها ، صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسْمَاءِ ، والغَبْرَاءُ : الأَرْضُ .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( سَوَادُ القَوْمه ومُعْظَمُهُم ) ، ومنه حَدِيث الفَتْح : ( أُبِيدَت خَضْرَاءُ قُرَيش ) أَي دَهْماؤُهُم وسَوَادُهُم . ومنه قَوْلُهُم : أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهم ، أَي سَوَادَهم ومُعْظَمَهم ، وأَنْكَرَه الأَصْمَعِيّ وقال : إِنّمَا يقال : أَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءهم ، أَي خَيْرَهم وغَضَارَتَهم .
وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَ هم أَي شَجَرَتَهم الَّتي منها تَفَرَّعُوا وجَعَلَه مِنَ المَجَازِ . وقال الفَرَّاءُ : أَي دُنْيَاهم ، يُرِد قَطَع عَنْهم الحَيَاةَ . وقال غَيْرُه : أَذْهَبَ اللَّهُ نَعِيمَهم وخِصْبَهُم .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( خُضَرُ البُقُولِ ) ومنه الحَديث : ( تَجَنَّبُوا من خَضْرَائِكِم ذَوَات الرِّيحِ ) يَعْنِي الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ وما أَشْبَهها . وفي الحَدِيث : ( ليس في الخَضْرَاوَات صَدَقَة ) يعني به الفاكِهَة الرَّطْبَةَ والبُقُول . وقِيَاسُ ما كَانَ على هاذا الوَزْن من الصِّفَات أَن لا يُجْمَع هاذا الجَمْع ، وإِنَّمَا يُجْمَع به ما كَانَ اسْماً لا صِفَة ، نحو صَحْرَاءَ ، وإِنَّمَا جَمَعه هَذَا الجَمْع ؛ لأَنَّه قد صار اسْما لهاذه البُقُولِ لا صِفَةً . تقول العَرَب لهاذِ البقول : الخَضْرَاء ، لا تُرِيدُ لَوْنَها . وقال ابنُ سيدَه : جَمَعَه جَمْع الأَسماءِ كوَرْقَاءَ ووَرْقَاوَات ، وبَطْحَاءَ وبَطْحَاوَات ، لأَنَّها صِفَةٌ غَالِبَة غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسماءِ ( كالخُضَارَةِ ) ، بالضّمّ .
( و ) الخَضْرَاءُ : ( فَرسُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَرَكِيِّ ) بنِ حُنْجُود ، نقلَه الصَّغانِيّ .
____________________

(11/180)


( و ) الخَضْرَاءُ : ( فَرسُ سَالِمِ بْنِ عَدِيَ ) الشَّيْبَانِيّ ، نَقَلَه الصّغانِيّ . ( و ) الخَضْرَاءُ ( فَرسُ قُطْبَةَ بْنِ زَيْدِ ) بْنِ ثَعْلَبَةَ ( القَيْنِيِّ ) ، نقله الصَّغانِيّ .
( و ) الخَضْراءُ : ( جَزِيرَتَانِ ) : بالأَنْدَلُس ، وببلاد الزَّنْج ، ( و ) قد ( ذُكِرَتَا في ج ز ر ) .
( و ) من المَجَاز : الخَضْرَاءُ : ( الكُتِيبَةُ العَظِيمَةُ ) ، نَحْو الجَأْوَاءِ ، إِذَا غَلَب عليها لُبْسُ الحَدِيدِ ، وإِنَّما سُمِّيَتْ خَضْرَاءَ لِمَا يَعْلُوها من سَواد الحَدِيد ، شَبَّهَ سَوَادَه بالخُضْرَة . والعرب تُطْلِق الخُضْرَةَ على السَّوادِ . وقد جَاءَ في حَدِيثِ الفَتْح : ( مَرَّ صلى الله عليه وسلمفي كتِيبَتِه الخَضْرَاءِ ) .
( و ) من المَجَازِ : استُقِيَ بالخَضْراءِ ، أَي ( الدَّلْو استُقِي بها زَمَاناً ) طويلاً ( حَصى اخْضَرَّت ) ، قال الرَّاجِز :
تُمْطَى مِلاَطَاهُ بخَضْرَاءَ فَرِي
وإِن تَأَبَّاه تَلَقَّى الأَصْبَحِي
( و ) الخَضْرَاءُ : ( الدّوَاجِنُ مِنَ الحَمَامِ ) وإِن اخْتَلَفَت أَلوانُهَا ، لأَنَّ أَكْثَر أَلوانِها الخُضْرَة .
وفي التَّهْذِيب : والعَربُ تُسمَّى الدّواجِنَ الخُضْرَ وَإِن اخْتَلَفَت أَلوانُها خُصوصاً بهذا الاسْمِ ، لغَلَبةِ الوُرْقَةِ عليها . وقال أَيْضاً : ومن الْعمَام ما يَكُونُ أَخْضَرَ مُصْمَتاً ، ومنه ما يكون أَحْمَرَ مُصح 2 تاً ، ومنه ما يَكُون أَبْيضَ مُصْمَتاً ، وضُرُوبٌ من ذَلِك كُلُّهَا مُصْمَتٌ ، إِلاَّ أَن الِهدَايَة للخُضْر والنُّمْرِ ، وسُودخ 2 ا دونَ الخُضْرِ في الهِدَايَةِ والمَعْرِفة .
وأَصل الخُضْرة للرَّيْحان والبُقُول ، ثم قالوا لِلَّيْل أَخْضَر . وأَما بِيضُالحَمَام فمثلها مثل الصِّقْلابِيّ الذي هو فَطِيرٌ خَامٌ لم تُنْضِجْه الأَرْحَامُ ، والزَّنْج جازَت حَدص الإِنْضاج حَتَّى فَسَدَت عُقُولُهُم .
( و ) الخَضْراءُ : ( قَلْعَةٌ باليَمَن مِنْ عَمَلِ زَبِيدَ ) ، حَرَسَها اللَّهُ تَعَالَى : ( و ) الخَضْرَاءُ : ( ع باليَمَامَةِ . و ) الخَضْرَاءُ : ( أَرضٌ لعُطارِدٍ ) .
( والخَضِيرَةُ ككَرِيمَةٍ : نَخْلَةٌ يَنْتَثِر بُسْرُهَا وهو أَخْضَرُ ) .
____________________

(11/181)


كالمِخْضَار . ومنه حَدِيث اشْتِراط المُشْتَرِي على البائعِ ( أَنه ليس له مِخْضارٌ ) .
( و ) من المَجاز : ( خُضَارَةُ ، بالضَّمِّ ، مَعْرِفَةً : البَحْرُ ) ، لخُضْرَةِ مائِهِ ( لا تُجْرَى ) ، بضَمِّ المُثَنّاة الفَوْقِيَّة وسُكُون الجِيم وفَتْحِ الرَّاءِ ، أَي لا تَنْصَرِف هاذهِ اللَّفْظَةُ للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث بالهاءِ ، فهي كأُسَامَةَ وأَضْرَابِه من أَعْلامِ الأَجْنَاسِ : تَقُولُ : هاذا خُضَارَةُ طاهياً . قال شيخُنَا : أَرادَ أَنَّه يأْتِي منه الحالُ لأَنَّ معرِفَةٌ . وظَنَّ بَعْضُ الفُضَلاءِ أَنَّه من بَدَائِع تَعْبِيرِ المُصَنِّف : وضَبَطه بفَتْح التَّحْتِيَّة وكَسْر الرَّاءِ واسْتَشْكَلَه وقال : كيف يُتَصَوَّر أَنَّ البَحْر لا يَجْرِي وهو مَمْلُوءٌ ماءً . وهو جَهْل منه باصْطِلاحَاتِم ، ووَهَمٌ في الضَّبْط . وأَوْضَحُ منه عِبَارَةُ ابْنُ السِّكِّيت خُضَارَةُ مَعرفة ، لا ينصرف ، اسمٌ للبحر ، وزاد في الأَساس ، كالأَخْضَرِ وخُضَيْر ، أَي كزُبير .
( والخُضَارِيُّ كغُرَابِيَ : طَائِرٌ ) يُسمَّى الأَخْيَلَ ، يُتَشاءَمُ به إِذَا سَقَطَ على ظَهْر بَعِير ، وهو أَخْضَرُ ، في حَنْكه حُمْرةٌ ، وهو أَعْظَمُ من القَطَا ، ويقال إِنّ الخُضَارِيَّ طَيْرٌ خُضْر يقال لها القَارِيَّة ، زعمَ أَبُو عُبَيْد أَنَّ العَرَب تُحِبُّها ، يُشَبِّهُون الرَّجُلَ السَّخيَّ بها ، وحَكَى ابنُ سِيدَه عن صاحِبِ العَيْنِ أَنَّهُم يَتَشَاءَمُونَ بِها .
( و ) الخُضَّارَى ، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الضَّادِ ( كالشُّقَّارَى : نَبْتٌ ) ، والشُّقَّارَى أَيضاً نَبْتٌ ، ومثله الخُبَّازَى ، والزُّبَّادَى والحُوَّارَى .
( و ) الخَضَارُ ، ( كَسَحَابٍ : لَبَنٌ كْثِر مَاؤُه ) . وقال أَبُو زَيْد : هو مِثْل السَّمَارِ الَّذِي مُذِق بِمَاءٍ كَثِيرٍ حَتّى اخْضَرَّ كما قال الرَّاجِز :
جاؤُوا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطّ
أَرَادَ اللَّبَن أَنَّه أَوْرَقُ كَلَوْنِ الذِّئْبِ ،
____________________

(11/182)


لكثرةِ مَائِه حتى غَلَبَ بَياضَ لَونِ اللَّبَن . وقيل : هو الَّذي ثُلُثاه مَاءٌ وثُلُثُه لَبَنٌ ، يَكُونُ ذالِك من جَمِيع اللَّبَنِ حَقِينِه وحَلِيبِه . ومِنْ جَمِيع المَوَاشِي : سُمِّيَ بِذالك لأَنَّه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة ، وقِيلَ : الخَضَار جَمْعٌ واحِدَتُه خَضَارَةٌ .
( و ) الخَضَارُ أَيضاً : ( البَقْلُ الأَوَّلُ ) ، أَي أَوَّل ما يَنْبُتُ .
( و ) الخُضَّار ، ( كُرمَّان : طَائِرٌ ) أَخْضَرُ .
( و ) الخُضَارُ ( كغُرَابٍ : ع كَثِيرُ الشَّجَرِ ) . يقال : وَادٍ خُضَارٌ : كَثِيرُ الشَّجَرِ ، وضَبَطُوه بالتَّشْدِيد أَيضاً .
( و ) الخُضَار : ( د ) ، باليَمَن ( قُرْبَ الشِّحْرِ ) ، على مَرْحَلَتَيْن منها مِمَّا يَلِي البَرَّ .
( والمُخَاضَرةُ ) المَنْهِيُّ عَنْهَا في الحدِيث : هو ( بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاحِها ) ، سُمِّيَ لأَنَّ المُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا شَيْئاً أَخضَرَ بَيْنَهما ، مَأْخُوذٌ من الخُضْرَة ، ويَدْخُل فيه بَيْعُ الرِّطَابِ والبُقُولِ وأَشْبَاهِا ، على قَوْلِ بَعْض .
( و ) قَولُهم : ( ذَهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً ، بِكَسْرِهِما ، و ) كذا ذَهَب دَمُه خَضِراً ( ككَتِفٍ ) ، أَي باطلاً ( هَدَراً ) . وكذا ذَهَبَ دَمُه بِطْراً ، بالكَسْر ، وقد تقدَّم ، ومِضْراً إِتباعٌ .
( وخَضِرٌ ) . وخِضْرٌ ( ككَبِدٍ وكِبْدٍ ) . قال الجَوْهَرِيّ وهو أَفْصُح قلت : لعَلَّه لكونهِ مُخَفَّفاً من الخَضِر ، لكَثْرة الاسْتِعْمَال ، كما في المِصْبَاح . وزاد القَسْطَلاني في شرح البُخَارِيّ لُغَةً ثالِثَة وهو فَتْح الخَاءِ مع سُكُونِ الضّاد تَبَعاً للحافِظِ ابْنِ حَجَر ، ( أَبُو العَبَّاسِ ) أَحْمَد ، على الأَصَحّ ، وقيل : بلْيا ، وقيل : إلياس ، وقيل : الْيَسَع وقي ؛ عَامِر ، وقيل : خضرون بن مالِك بن فالغ ابن عامِر بن شَالَخ بن أَرْفَخْشذ بن سَام بن نُوح . واختُلِف في اسم أَبِيه أَيضاً ، فقال ابنُ قُتيبة : هو بلْيا بن
____________________

(11/183)


مَلكَان . وقيل : إِنّه ابنُ فِرْعَون ، وهو غَرِيب جِدًّا . وقد رُدَّ . وقيل : ابنُ مَالِك ، وهو أَخُو إِلياس ، وقيل ابنُ آدَمَ لصُلْبه . رواه ابنُ عساكِر بسَنَده إلى الدَّارَقُطْنيّ ، وقد نَظَر فيه بَعْضُهم . وقال جماعَة : كان في زَمَن سَيِّدنَا إِبراهِيمَ عليه السَّلامُ . وقيل بَعْدَه بقَلِيل أَو كَثِير ، حَكَى القَوْلَيْن الثَّعْلَبِيُّ في تَفْسِيره ( النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ) ، وقد جَزَم بنُبوَّتِه جماعة ، واستَدَلُّوا بظاهِرِ الآيات الوارِدَة في لُقِيِّه لمُوسَى عليه السلام ووقائِعِه معه .
وقالوا : إِنَّمَا الخِلاف في إرساله ، فَفِي إرسَاله ولمَنْ أُرسِلَ قَوْلانِ .
وقال ابنُ عَبَّاس : الخَضِر نَبِيَ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسرائِيلَ ، وهو صاحبُ موسَى عليهما السلام الذي التَقَى مَعَه بمَجْمَع البَحْرَين ، وأَنكر نُبُوَّتَه جماعَةٌ من المُحَقِّقين ، وقالوا : الأَولَى أَنَّه رَجُلٌ صالِحٌ ، وقال ابن الأَنْبَارِيّ : الخَضِر : عَبْدٌ صالحٌ من عِبَادِ الله تعالى .
واخْتُلِف في سَبَب لَقَبِه ، فقِيل : لِأَنَّه جَلَسَ على آحوَةٍ بَيْضَاءَ فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْرَاءَ ، كما وردَ في حَدِيثٍ مَرْفُوع ، وقِيل : لأَنّه كان إِذا جَلَسَ في مَوْضِعٍ وتَحْتَه روضَةٌ تَهْتَزُّ .
وفي البُخَارِيّ : وَجَدَهُ موسى على طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ على كَبِدِ البَحْر . وعن مُجاهِدٍ : كان إِذا صلَّى في موَضْع اخْضَرَّ ما تَحْتَه ، وقيل ما حَوْلَه ، وقيل سُمِّيَ خَضِراً لحُسْنه وإِشراق وَجْهِه ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات الأَخْضَرِ الغَضِّ .
والصَّحِيحُ من هاذه الأَقوَالِ كُلِّها أَنه نَبِيٌّ مُعَمَّرٌ ، محجوبٌ عن الأَبْصَار ، وأَنَّه باقٍ إِلى يَوْمِ القِيَامة ، لشُرْبه مِنْ ماءِ الحياةِ ، وعليه الجماهِيرُ واتِّفاقُ الصُّوفِيّة ، وإِجماعُ كَثِيرٍ من الصّالحين . وأَنكَرَ حَياتَه جَماعَةٌ منهم البخارِيّ وابن المُبَارَك والحَرْبِيّ وابنُ الجَوْزِيّ . قال شيخُنَا وصَحَّحَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ ، ومال إِلى حَياتِه وجَزَمَ بها ، كما قال القَسْطَلانيّ والجماهيرُ ، وهو مُختارُ
____________________

(11/184)


الأبّيّ وشَيْخهِ ابْنِ عَرَفَة وشَيْخِهم الكَبِير ابن عبد السّلام وغَيْرِهم . واستَدَلُّوا لذلِك بأُمورٍ كَثِيرَة أَوردَها في إِكمال الإِكمال .
قُلتُ : وفي الفُتُوحَات قد وَردَ النَّقلُ بما ثَبَت بالكَشْف من تَعْمِير الخَضِر عليه السلام وبقائِه وكونِه نَبِيًّا وأَنه يُؤَخَّر حتى يُكَذِّب الدَّجّال ، وأَنَّه في كُلِّ مِائةِ سَنَةٍ يَصِير شَابًّا وأَنه يَجْتَمِع مع إِلياس في مَوْسمِ كُلّ عَام . وقال في موضِع آخرَ : وقد لَقِيتُه بإِشْبِيلِيَة وأَفَادَني التَّسْلِيمَ لمَقَامَات الشُّيوخِ وأَن لا أُنازِعَهُم أَبداً . وقال في البَاب 29 منه : واجتمع بالخَضِر رجلٌ من شُيوخنا وهو عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله بن جامِع المَوْصِلِيُّ من أصحاب أَبِي عبد الله قَضِيبِ البانِ كَان يَسْكُن في بُسْتَان له خارِجَ المَوْصل ، وكان الخَضِر عليه السلام قد أَلْبَسَه الخِرْقَةَ بحُضُور قَضِيب البان ، وأَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ بالمَوْضع الذي أَلَبَسه الخَضِرُ من بُسْتَانه وبِصُورَةِ الْالِ التي جَرَت له معه في إِلباسِه إِيَّاها .
وقال الشَّعْرَانيّ : هو حَيٌّ باقٍ إِلى يوم القيامَة يَعْرِفه كُلُّ مَنْ له قَدَمُ الوِلاَيَة لا يَجْتَمع بأَحَدٍ إِلاّ لتَعْلِيمه أَو تَأْدِيبه ، وقد أُعْطِيَ قُوَّة التَّطْوِير في أَيِّ صورَة شاءَ ، ولكن مِنْ عَلاَمَاتِه أَنَّ سَبَّابَتَه تَعْدِلُ الوُسْطَى ، ومن شَأْنِه أَنْ يأْتِيَ للعارِفهين يَقَظَةً وللمُرِيدِينَ مَناماً .
( وخَضِرَةُ : عَلَمٌ لِخَيْبَرَ ) القَريةِ المَشْهُورَةِ قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ، وهي كفَرِحَة ، كأَنَّه لكَثْرَةِ نَخِيلها . ومنه الحَدِيث ( أَخَذْنَا فأُلَكَ من فِيك ، اغْدُ بنَا إِلى خَضِرَةَ ) . قيل : إِن خَضِرة اسمُ عَلَم لخَيْبَر ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلمعَزَم على النُّهوض إليها ، فتفاءَل بقَوْل عَلِيّ رضي الله عنه : يا خَضِرة . فخَرَج إِلى خَيْبَر ، فما سُلَّ فيها غيرُ سَيْفِ
____________________

(11/185)


عَليَ رضي الله عنه حَتَّى فَتَحَها اللَّهُ ، وقيل : نَادَى إِنْسَاناً بهاذَا الاسم فتفاءَل صلى الله عليه وسلمبخُضْرة العَيْش ونَضَرَتِه . ( و ) في بَعْضِ الأَحادِيثِ ( ( مَرَّ صلى الله عليه وسلمبأَرْضٍ ) كانَت ( تُسَمَّى عَثِرَةَ ) ، بالمُثَلَّثَةِ ، ( أَو عَفِرَةَ ) ، بالفَاءِ ، ( أَو غَدِرَةَ ) بالغَيْن المُعْجَمَة والدَّالِ ، ( فسَمَّاها خَضِرَةَ ) ) تَفاؤُلاً ، لأَنَّه صلى الله عليه وسلمكانَ يُحِبُّ الفَأْل وَيَكْره الطيرةَ ، وضَبْطُ الكُلِّ كفَرِحَة .
( والخُضَيْرَاءُ ) ، مُصَغَّراً : ( طَائِرٌ ) أَخضَرُ اللَّوْنِ .
( و ) من المَجَاز يقال : ( هُمْ خُضْرُ المَنَاكِب ، بالضَّمِّ ) ، إِذا كَانُوا ( في خِصْبٍ عَظِيم ) وسَعَة ، قال الشّاعر :
بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَنَاكِبِ
وبه احْتَجَّ مَنْ قال : أَبادَ الله خَضْرَاءَهم ، بالخَاءِ لا بالغَيْنِ ، وقد سَبَق .
( والخُضْرُ ) بالضّمّ : ( قَبِيلَةٌ ) من قَيْس عَيْلاَنَ ، وهم بَنُوا مَالكِ بن طَرِيف بْنِ خَلَف بن مُحَارِب بن خَصَفَة بنِ قَيْس عَيْلاَن ، ذَكَر ذالك أحمدُ بنُ الحباب الحِمَيْرِيّ النَّسَّابَة ، ( وهُم رُمَاةٌ ) مَشْهُورون . ومنهم عاهرٌ الرَّامِي أَخو الخَضِرِ وصَخْرِ بن الجَعْد وغيرهما .
( والخُضْرِيَّة ) ، بضَمَ فَسُكُون : ( نَخْلَةٌ طَيِّبَةُ التَّمْرِ خَضْرَاؤُه ) ، قاله الأَزْهَرِيّ ، وأَنْشَدَ :
إِذَا حَمَلَت خُضْرِيَّةٌ فَوْقَ طَايَةٍ
ولِلشُّهْبِ فَضْلٌ عِنْدَهَا والبَهَازِرِ
وقال أَبو حَنِيفَة : الخُضْرِيّة : نَوْعٌ من التَّمْر أَخْضَرُ كَأَنّه زُجَاجَة ، يُسْتَظْرف للوْنه .
( و ) الخُضَرِيَّة ( بفتح الضاد : ع بِبَغْدَادَ ) ، وهو من مَحَالِّ بَغْدَادَ الشَّرْقِيّة .
قال شيخُنَا : جَرَ فيه على غَيْر
____________________

(11/186)


اصْطِلاحه ، وصوابُه : بالتَّحْرِيك .
قُلتُ : ولو قالَ بالتَّحْرِيك لَظُنَّ أَنَّه بفَتْحَتَيْن كما هو اصْطِلاحه في التَّحْرِيك ، ولسي كذالك ، بل هو بِضَمَ ففَتْح ، وهو ظَاهِر .
( والأَخَاضِرُ : الذَّهَبُ واللَّحْمُ والخَمْرُ ) ، كالأَحَامرة ، وتَقَدَّم الكلامُ هُنَاك ولاكِنَّ إِطلاقَ الأَخَاضِر على هاؤلاءِ الثَّلاَثَةِ من باب المَجَازِ :
( وخَضُورَاءُ ) ، بالمدّ : ( مَاءٌ ) ، ويقال هو بالحاءِ المُهْمَلَة وإِنَّه باليَمَن ، وقد تقدّم .
( و ) يقال : ( أَخَذَه خِضْراً مِضْراً ، بكَسْرِهِما ، وككَتِفٍ ، أَي بِغَيْر ثَمَنٍ ) . قيل : الخِضْرِ : الغَضُّ ، والمِضْر إِتْبَاعٌ . ( أَو غَضًّا طَرِيًّا ) ، ومنه قولهم : الدُّنْيَا خَضِرَةٌ مَضِرةٌ ، أَي ناعِمَةٌ غَضَّة طَرِيَّة طَيِّبة ، وقيل : مُونِقَة مُعْجِبَة .
( و ) يقال : ( هُوع لَكَ خِضْراً مِضْراً ) ، بكسْرِهِما ، ( أَي هَنِيئاً ) . وفي الحَديث : ( إِنّ الدُّنْيًّ خَضِرَةٌ مَضِرةٌ ، فمَنْ أَخَذَها بحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا ) .
( و ) يقال : خُضِّر لَهُ فِيهِ تَخْضِيراً : بُورِكَ لَهُ فِيهِ ) ، وهو في الحَديث : ( مَنْ خُضِّر لَه فِي شَيْءٍ فلْيَلْزَمه ) ، معناه مَنْ بُورِك له في صِنَاعَة أَو حِرْفَة أَو تِجَارَة ورُزِقَ منه فَلْيَلْزَمْهُ . وحَقِيقتُه أَن تَجْعَل حَالَتَه خَضْرَاء 8
( و ) من المَجاز : ( اخْتَضَرَ الحِمْلَ : احْتَمَلَه ، و ) كذا اخْتضَرَ ( الجَارِيَةَ ) ، إِذا ( افْتَرَعَها ) ، أَزالَ بَكَارَتِها ، ( أَو ) افْتَضَّها ( قَبْلَ البُلُوغ ) ، كابْتسَرَهَا وابْتَكَرِا ، تَشْبِيهاً باخْتِضار الفاكِهَةَ إِذا أُكِلَت قَبْل إِدراكها . ( و ) اخْتضَرَ ( الكَلأَ . جَزَّه وهو أَخْضَرُ ) ، ولا يَخْفَى أَنّه تَكرارٌ مع قوله سابقاً : اخْتُضِرَ : بالضّمّ : أُخِذَ طَرِيًّا غَضًّا ، وكِلاهُمَا في الكَلإِ ، كما في المُحْكَمِ وغَيْرِه .
____________________

(11/187)



( واخْضَرَّ ) الكَلأُ ( اخْضِرَاراً : انْقَطَعَ ) وانُجَزَّ ، وقد خَضَرَهُ إِذا قَطَعِ وجَزَّه ( كاخْتَصَرَ ) فهو يُسْتَعْمل لازِماً ومُتَعَدِّياً ، فإِنه يقال : خَضَرَ الرَّجلُ خَضَرَ النَّخْلِ بِمِخْلَبهِ يَخْضُرُه خَضْراً ، واخْتضَرَه يَخْتَضِرُه ، إِذا قَطَعَه ، فاخْضَرَّ واخْتضَرَ ، هاذا إِذَا كَانَ اخْتضَرَ مَبْنِيًّا للفاعل ، كما هو في نُسْخَتِنا ، ويجوز أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا للمَجْهُول فَيكُون مُطَابِقاً لكَلامِه السَّابِقِ .
( و ) الخُضْرَةُ عند العَرَب : سَوادٌ . قال القُطَامِيّ :
يا نَاقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
وعارِضِي ( اللَّيْل ) إِذَا ما اخْضَرَّا
أَرادَ أَنَّه إِذَا أَظْلَمَ و ( اسْوَدَّ ) .
ومن ذلك أضيْضاً : اخْضَرَّت الظلْمَةُ ، إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهَا ، وهو مَجَازق .
( والأُخَيْضِرُ ) ، مُصَغَّراً : ( ذُبابٌ ) أَخْضَرُ على قَدْرِ الذَّبَّانِ السُّودِ ، ويُقال له : الذُّبابُ الهِنْدِيَ ، وله خَوَاصُّ ومَنَافعُ في كُتُب الطِّبِّ .
( و ) يقال : رماهُ اللهُ بالأُخَيْضِرِ ، وهو ( دَاءٌ في العَيْنِ ) .
( و ) الأُخَيْضِرُ : ( وَادٍ بَيْنَ المَدِينَةِ ) المُشَرَّفةِ ( والشَّامِ ) ، يقال له : أًخَيْضرُ تُربة .
( و ) يقال ( خَضَرَ ) الرَّجُلُ خَضَرَ ( النَّخْل ) بمِخْلَبه يَخْضُره خَضْراً واخْتَذَرَه : ( قَطَعَهُ ) فاخْضَرَّ واخْتَضَر .
( والإِخْضِيرُ ) ، بالكَسْر : ( مَسْجِدٌ ) من مَساجِدِ رَسُولِ اللهِ ، صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم ، ( بَيْن تَبُوكَ والمَدِينَةِ ) المشرّفة ، عند مُصَلَّاه وَادٍ تَجتمعُ فيه السُّيُولُ التي تَأْتِي من السَّرَاة .
( وبَنُو الخُضْرِ ، بالضَّمّ : بَطْنٌ من قَيْسِ عَيْلاَنَ ) ، وَهُم الذين تَقدَّم ذِكرُهُم سابِقاً ، ويُقال لهم خُضْرُ مُحَارِب
____________________

(11/188)


أَيضاً ، سُمُّوا بِذلِك لِخُضْرِة أَلْوَانِهم . وإِيَّاهم عَنَي الشَّمَّاخُ بقَوْلِهِ :
وحَلَّأَهَا عنْ ذِي الأَرَاكَةِ عامرٌ
أَخُو الخُضْرِ يَرْمِي حَيثُ تُكْوَى النَّواجِزُ
( مِنْهُم أَبُو شَيْبَةَ الخُضْريُّ ) . وفي أَنْسَابِ السّمْعَانِيّ : إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الله بن أَبِي طَلْحَةَ . وفي الصَّحَابة أَبو شَيْبَةَ الخُضْريّ ، له حَدِيثٌ رَواهُ يُونُس بن الحَارِث الطَّائِفِيّ .
( و ) خُضَرٌ ، ( كصُرَد : أَبُو العَبَّاس عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر ) ، وفي بَعْضِ النُّسخ عَبْدُ اللهِ ، مُكَبَّراً ، ( الخُضَرِيّ ) الفَقيه الشّافِعيّ ، رَوَى عن مُحَمَّد بن إِسحاقَ الجُرْجانِيّ ، وعَنْه ابنُ عَدِيّ الحافِظ ، توفِّي سنة 320 .
( وبالكَسْرِ شَيْخُ الشَّافِيِعَّية بمَرْوَ ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ) بن الخضْر المَرْوَزِيّ إِمَام مَرْو ، ومُقَدَّمها ، تَفَقَّه عليه جَمَاعَةٌ . وحَدَّثَ عن القاضي أَبِي عَبْدِ الله المَحَامِليّ وغَيْرِه . ( و ) أَبو إِسحاقَ ( إِبراهيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ خَلَفِ ) بن موسَى العَدْلِ الكَرابِيسِيّ من ثِقَاتِ أَهلِ بُخارَاءَ وعُلمائِها ، أَمْلَى وحَدَّثَ عن الهَيْثَم بْنِ كُلَيْبٍ الشاشيّ وغَيْرِه ، ومات في حُدُودِ سنة أَرْبَعِمِائَة . ( وعُثْمَانُ بْنُ عَبْدَوَيْه قَاضي الحَرَمَتْنِ ) ، عن أَبِي بَكْر بْنِ عُبَيْدٍ . وزادَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ في هاذا البابِ اثْنَيْنِ : عَبْدَ المَلِك بنَ مَواهِب بْنِ سلمٍ الوَرَّاق الخِضْرِيّ كان يُذْكَر أَنه لقى الخِضْرَ ويَنْتَسِب إليه . سَمِع من القاضي أَبِي بَكْرٍ المَارِسْتَانِيّ تُوفِّيَ سنة 600 قاله ابن نُقْطَة ، وأَبُو الفَتْح هِبَةُ الله بنُ فَادَار الأَشْقَريّ الخِضْريّ فَقِيهُ الشَّافِعية بالمُسْتَنْصِريَّة ببغدادَ ، ذَكَره ابنُ سليمٍ ، ( الخِضْرِيُّون ) فُقِاءُ مُحَدِّثون .
( والخُضَيْرِيَّة ، بالضَّمِّ ) ، أَي مُصَغَّراً : ( مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ ) من المَحَالِّ الشَّرْقِيّة ، ( مِنْهَا ) سَمِيُّ شَيْخِنا المرحوم ( مُحَمَّدُ بن الطَّيِّبِ ) بنِ سَعِيد ( الصَّبَّاغ الخُضَيْرِيّ ) ، سمعَ
____________________

(11/189)


أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ . قال الحافِظ : كان يَسكن مَحلّة الخُضَيْرِيَّة . قلت : وكان صَدُوقاً ، كَتَب عنه الخَطِيب وغَيْرُه .
وأَما شيخُنا المرحومُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ الطَّيّب بْنِ مُحَمَّد الفَاسِيُّ ، فإِنَّه وُلِد بفاسَ سنة 1110 واستجاز له والِدُه من الإِمَام بَقِيَّة المُحَدِّثين أَبي البَقَاءِ حَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ يَحْيَى العجيميّ الحَنَفِيّ ، وتُوُفِّيَ بالمَدِينة المُنَوَّرَةِ سنة 1170 .
وإِلَى هَذِه المَحَلَّة نِسْبَة سَيْفِ الدّين خِضْر بن نَجْم الدِّين أَبِي صَلاح مُحَمَّد بْنِ هَمَّام الخُضَيرِيّ ، وهو جَدُّ الإِمام الحافظِ أَبي الفَضْل عبدِ الرَّحمان بن أَبي بَكْر بن مُحَمَّد بنِ عُثْمَان بنِ محمّد بن خِضْر الشافِعِيّ الأَسيوطيّ صاحب التَّآلِيفِ المشهورة ، كذا صَرْ به في حُسْنِ المُحَاضرة ، وَلَدَ سنة 849 وتوِّفي سنة 911 .
( والمُبَارَكُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُضَيْرٍ ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْتَبِه .
( وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ ) ، شَيْخٌ لعَمْرو بْنِ عاصِم .
( وخَضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهيمُ بْنِ مُصْعَب ابْنِ الزُّبَيْرِ ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ ، لسَوادِ لَوْنِه . وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ ، ووُجِد في بعض النُّسَخِ بِتَكْرارِ مُصْعَب . قال شيخُنا : ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحِيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه ليس مُكَرَّراً ، وأَنَّه ثابِتٌ في عَمُودِ نَسَبه ، وجَدّه مُصْعَب ، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وكان عُمْرُه إِذْ ذاك أَربعَين سَنَةً .
( وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِسِّ بْنِ رَبَاحٍ ) ، أَوردِ الذَّهَبِيّ في المُشْتَبه .
( وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ ) ، شَيْخٌ لعَمرو بْنِ عاصِم .
( وخُضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهِيمَ بْنِ مُصْعَب بْنِ الزُّبَيْرِ ) بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ ، لسَوادِ لَوْنِه . وكانَ صاحِبَ شُرْطَةِ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسَن لَمّا خَرجَ ، ووُجِد في بعض النُّسَخِ بتَكْرارِ مُصْعَب . قال شيخُنا : ورُوِيَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه ليس مُكَرَّراً ، وأَنَّه ثابِتٌ في عَمُود نَسَبه ، وجَدّه مُصْعَب ، قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وكان عُمْرُه إِذْ ذاك أَربَعِين سَنَةً .
( وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ) ، أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْبَه .
( وعَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خُضَيْر البَصْرِيُّ ) يَروِي عن طاووس ، وضعَّفَه الفَلاّس ذكره الذَّهَبِيّ ، وهو شيخٌ لوَكيعٍ والقَطَّان .
( وخُضَيْرٌ السُّلَمِيّ ) يَرْوِي عن عُبَادَة بْنِ الصَّامِت ، وعنه عُمَيْر بْنُ
____________________

(11/190)


هَانِىء ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ ، ( أَو هو بحاءٍ : مُحَدِّثُونَ ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الخَضْرُ والمَخْضُور اسمان للرَّخْصِ من الشَّجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ .
وشجرة خَضْراءُ : خَضِرة غَضَّة .
وفي نَوَادِرِ الأَعْراب : ليسَتْ لفلان بِخَضِرة ، أَي ليست له بحَشيشة رَطْبَة يأْكُلُها سَرِيعاً . وفي صِفَتِه صلى الله عليه وسلم ( أَنَّه كان أَخْضَر الشَّمَطِ ) ، كانَت الشَّعَراتُ التي شابَتْ منه قد اخْضَرَّت بالطِّيب والدُّهْن المُرَوَّح . وقالوا في تَفْسِير قَوْله تَعَالى ( مُدْهَامَّتَانِ ) خَضْرَاوَانِ ، لأَنَّهُمَا يَضْرِبان إِلَى السَّوَادِ من شِدَّةِ الرِّيّ .
واخْتَضَرْتُ الفاكِهَةَ : أَكلتُهَا قَبْلَ إِبَّانِهَا .
واخْتَضَرَ البَعِير : أَخَذَه من الإِبل وهو صَعْبٌ لم يُذَلّل فَخَطَمه وسَاقَه .
وماءٌ أَخْضَرُ : يَضْرِب إِلى الخُضْرة من صَفَائِه .
والخُضْرَة : بالضَّمِّ ، البَقْلَة الخَضْراءُ . قال رُؤْبة :
إِذا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسَا
نَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا
وقد قيل إِنَّه وَضَعَ الاسْمَ هُنَا مَوْضعَ الصِّفَة ؛ لأَنَّ الخُضْرَة لا تُؤْكَل إِنّمَا يُؤْكل الجِسْم القَابِلُ لَهَا .
والخَضِرة أَيضاً : الخَضْراءُ مِنَ النَّبَات ، والجمع خَضِرٌ .
والأَخْضار جَمْع الخَضِرِ ، حكاه أَبُو حَنيفَةَ .
والخَضِيرَةُ مِنَ النِّساءِ : التي لا تَكادُ تُتِمُّ حَمْلاً حتى تُسْقِطَه ، وهو مَجَاز . قال :
تَزَوَّجْتَ مِصْلاَخاً رَقُوباً خَضِيرَةً
فخُذْهَا على ذا النَّعْتِ إِنْ شِئْت أَوْدَعٍ
____________________

(11/191)



وفي حَدِيث الحارثِ بْنِ الحَكَم ( أَنَّه تَزوَّجَ امرَأَةً فرآها خَضْراءَ فَطَلَّقها ) أَي سَوْدَاء .
ومن المجَاز : فُلان أَخْضَرُ القَفَا ، يَعْنُون أَنَّه وَلَدَتْه سَوْدَاءُ ، قاله الأَزْهَريّ وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : أَو صَفْعَانُ . قُلْت : ويُكْنَى بِه عن المَوْلَى أَيضاً ، لأَنَّ غالِب مَوَالِي العَجَمِ خُضْرُ القَفَا . ويقولون للحائِكِ : أَخْضَرُ البَطْن ؛ لأَنَّ بَطْنَه يَلْزَق بخَشَبَتهِ فَتُسَوِّدُه . ويقال لِلَّذي يَأْكُل البَصَل والكُرَّاتَ : أَخْضَرُ النَّوَاجِذِ ، وفي الأَساس : هو الحَرَّاث لأَكْله البُقُول .
وخُضْرُ غَسَّانَ ، وخُضْرُ مُحارِبٍ ، يُرِيدُونَ سَوَادَ لَوْنهم .
وفي الحَدِيث : ( إِذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّا ءَخْضَرَ له في اللَّبَنِ والطِّين حتأ يَحنِيَ ) .
وخَضْرَاءُ كُلِّ شَيْءٍ : أَصْلُه .
والخَضْرَاءُ : الخَيْرُ والسَّعَةُ والنَّعِيم ، والشَّجَرَةَ ، والخِصْب .
واخْتَضَرَ الشيْءَ : قَطَعَه من أَصْله . واخْتَضَر أُذُنَه : قَطَعَها من أَصْلِها . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : اخْتَضَرَ أَذُنَه : قَطَعَها . ولم يَقُل من أَصْلِهَا .
والخُضَارَى : الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُه .
واخْضِرارُ الجِلْدةِ كِنايَةٌ عن الخِصْب والسَّعَة . وبه فَسَّر بَعْضٌ بَيْتَ اللَّهَبِيّ السَّابِق .
ومن المَجَاز قَوْلُه صلى الله عليه وسلم ( إِيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَنِ . قالوا : ومَا ذَاك يا رَسُولَ الله ؟ فقال : المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ في مَنْبِت السَّوْءِ ) شَبَّهَهَا بالشَّجَرَة النَّاضِرَة في دِمْنَة البَعَرِ . قال ابنُ الأَثِير : أَرادَ فَسادَ النَّسَب إِذا خِيفَ أَنْ تكون لغَيْر رِشْدَةِ .
والخُضَّارَى بضمَ فتشديدٍ : الزَّرْعُ .
____________________

(11/192)



وفي حدِيثِ ابْنِ عُمر : ( الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ ) أَي طَرِيٌّ مَحْبُوب ، لِمَا فِيهِ مِنَ النّصْرِ والغَنَائِم .
ومن المَجازِ : العَرَبُ تَقول : الأَمرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ ، أَي جَدِيدٌ لم تَخْلُق المَوَدَّةُ بَيْنَنَا . قال ذُو الرُّمَّةِ :
قد أَعْسِفُ النَّارِ حَ المَجِولَ مَعْسِفُهُ
في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ
ويقال : شابٌّ أَخْضَرُ . وذالك حِينَ بَقَلَ عِذارُه .
وفُلانٌ أَخْضَر : كَثِيرُ الخَيْر .
وجَنَّ عليه أَخْضَرُ الجَنَاحَيْنِ : للَّيْلُ .
وكَفْرُ الخُضيرِ : قرية بمصرَ ، وقد خلْتها .
وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيز بْنُ لأَخضرِ : مُحَدِّثُ .
والأَخْضَر : لَقَبُ الفَضْلِ بنِ العَبّاس اللص 2 بِيّ ، وهُو الَّذي قال :
( وأَنَا الأَخْضَرُ مَن يَعْرِفني )
أَخْضَرُ الجِلْدَةِ مِنْ بَءَحتِ العَرَبْ
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
( يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ )
وقد تقدّم .
والأَخَضَرَيْن مَوْضِع بالجَزِيرَة للنَّمِر بْنِ قاسِط .
وصالِح بْنْ أَبِي الأَخْضَر ، عن الزُّهْرِيّ ، وعَنْه سَهْلُ بنُ يُوسُف .
ويَزِيدُ بنُ خُضَيْر ، كزُبَير ، قُتِل مع الحُسَيْن رَضي الله عنه .
وأَبُو طالِب بنُ الخُضَيْر البَغْدَادِيّ ، حَدَّث بعد السِّتِّين وخَمْسِمِائَة .
والأُخَيْضِرلأن : بَطْنٌ مِن العَلَوِيِّين ، وَهُم مُلوكُ نَجْد .
والمِخْضَرُ : المِخْلَب وَزْناً ومَعْنًى .
وقَوْلَهم : خُضْر المَزادِ ، هي التي
____________________

(11/193)


اخْضَرَّت من القِدَم ويقال : بل هي الكُرُوش .
والخُضْرِيَّة ، بالضَّمّ : نَخْلَة طَيِّبة التَّمْر .
واخْضَرَّ الشَّيْءُ : انْقَطَعَ .
والخَضْرَوَانِيُّ : من أَلوان الإِبِل ، وهو الأَخْضَر .
والتَّخْضِير : اسمٌ لزَمَن الزِّرَاعَة كالتَّثْمِين والتَّنْبِيت .
وخَضْرَوَيْه : عَلَمٌ .
خطر : ( الخَاطِرُ ) : ما يَخْطُر في القَلْب من تدْبِير أَوْ أَمْر . وقال ابنُ سِيدَه : الخَاطِرُ : ( الهَاجِسُ ، ج الخَوَاطِرُ ) . قال شيخُنَا : فهُمَا مُترادِفَان ، وفَرَّق بَيْنَهُمَا وبَيْن حَديثِ النَّفْسِ الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون وأَهلُ الأُصول ، كما فَرَّقُوا بين الهَمِّ والعَزْمِ ، وجعَلُوا المُؤاخَذَةَ في الأَخِير دُونَ الأَرْبَعَةِ الأُوَلِ .
وقَال الزَّمَخْشَرِيّ : الخَوَاطِرُ : ما يَتَحَرَّك بالقَلْب مِنْ رَأْي أَو مَعْنًى . وعَدَّه من المَجَازِ .
( و ) الخَاطِرُ : ( المُتَبَخْتِر ) . يقال : خَطَرَ يَخْطِر ، إِذا تَبَخْتَر ، ( كالخَطِرِ ) كفَرِحٍ . ومن المجاز : ( خَطَرَ ) فُلانٌ ( بِبَالِه وعَلَيْه يَخْطِر ) ، بالكَسْرِ ، ( ويَخْطُر ) ، بالضَّمِّ ، الأَخِيرَةُ عن ابن جِنِّي ، ( خُطُوراً ) ، كقُعُود ، إِذَا ( ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ ) .
قال شَيْخُنَا : وقد فَرَّقَ بَيْنَهُمَا صاحِبُ الاقْتِطاف حَيْثُ قَال : خَطَرَ الشَّيْءُ بِبَالِه يَخْطُر ، بالضَّمِّ ؛ وَخَطَرَ الرَّجلُ يَخْطِر ، بالكَسْرِ ، إِذا مَشَى في ثَوْبه . والصَّحِيح مَا قَاله ابْنُ القَطَّاع وابنُ سِيدَه من ذِكْرِ اللُّغَتَيْن ، ولو أَنَّ الكَسْر في خَطَر في مِشْيَتِه أَعْرَفُ .
ويقَال : خَطَر بِبَالي وعَلَى بَالِي كَذَا وكَذَا يَخْطُر خُطُوراً إِذا وَقَع ذالك في وَهْمِك .
____________________

(11/194)



( وأَخْطَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى ) بِبَالي : ذَكَره وهو مَجاز .
( و ) خَطَر ( الفَحْلُ بذَنَبه يَخْطِر ) ، بالكسر ، ( خَطْراً ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( وخَطَراناً ) ، مُحَرَّكَةً ( وخَطِيراً ) ، كأَمِير : رَفَعَه مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ ، وضَرَبَ به حاذَيْه ، وهو ما ظَهرَ من فَخِذَيْه حيث يَقَعُ شَعرُ الذَّنَبِ ، وقيل : ( ضَرَبَ به يَمِيناً وشِمَالاً ) .
وفي التَّهْذِيب : والفَحْلُ يَخْطِر بذَنبِه عند الوَعِيدِ من الُخيلاءِ .
والخَطِيرُ والخِطَارُ : وَقْعُ ذَنَبِ الجَمَل بَينَ وَرِكَيْه إِذا خَطَرَ ، وأَنشد :
رَدَدْنَ فأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعْدَ ما
تَحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاكِهِنَّ خَطِيرُ
( وهي ناقَةٌ خَطَّارَةٌ ) ، تَخْطِرُ بذَنَبِها في السَّيْر نَشاطاً . وفي حدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ ( والله ما يَخْطِر لنا جَمَلٌ ) ، أَي ما يُحَرِّك ذَنبَه هُزَالاً لشِدَّةِ القَحْطِ والجَدْب . وفي حَدِيثِ عَبْدِ المَلِك لمَّا قَتلَ عَمْرَو بن سَعِيد : ( ولاكنْ لا يَخْطِر فَحْلانِ في شَوْلٍ ) . وقيل : خَطَرَانُ الفَحْلِ من نَشَاطه . وأَمَّا خَطَرانُ النَّاقَةِ فهو إِعْلامُ الفَحْلِ أَنَّهَا لاَقِحٌ .
( و ) من المَجَاز : خَطَرَ ( الرَّجُلُ بسَيْفِه ورُمْحِه ) وقَضِيبِه وسَوْطِه ، يَخْطِر ، إِذا ( رَفَعَه مَرَّةً ووَضَعَه أُخْرَى ) . وفي حَدِيثِ مَرْحَبٍ : ( فخَرَجَ يَخْطِر بسَيْفِ ) ، أَي يَهُزُّه مُعْجَباً بنَفْسِه مُتَعَرِّضاً لمُبارَزَة .
ويقال : خَطَرَ بالرُّمْح ، إِذا مَشَى بين الصَّفَّيْنِ ، كما في الأَسَاس .
( و ) خَطَرَ ( فِي مِشْيَتِه ) يَخْطِر ، إِذا ( رَفَع يَدَيْهِ ووَضَعَهُمَا ) وهو يَتَمَايَل . ( خَطَرَاناً ، فِيهِمَا ) ، مُحَرَّكةً ، وخَطِيراً ، في الثّانِي ، وقيل : الثَّانِي مُشْتَقٌّ من خَطَرَانِ البَعِيرِ بذَنَبِه . ولي بِقَوِيَ ، وقد أَبْدَلُوا من خائه غَيْناً فقالوا :
____________________

(11/195)


غَطَرَ بذَنَبِه يَغْطِر ، فالغَيْن بَدَلٌ من الخَاءِ ، لكَثْرة الخَاءِ وقِلَّة الغَيْن .
قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجوز أَن يَكُونَا أَصْلَينِ ، إِلاَّ أَنَّهُم لأَحدِهما أَقلُّ اسْتِعْمَالاً منهم للآخَرِ .
( و ) خَطَرَ ( الرُّمْحُ ) يَخْصِر خَطَراناً : ( اهْتَزَّ ، فهو خَطَّارٌ ) ، ذو اهْتِزاز شَدِيدٍ ، وكذالك الإِنْسَانُ .
( والخِطْرُ بالكَسْرِ : نَبَاتٌ ) يُجْعَل وَرَقَهُ في الخِضَاب الأَسْوَدِ ( يُخْتَضَبُ به . أَو الوَسْمَةُ ) ، قال أَبو حَنءَهفَة : هو شَبِيهٌ بالكَتَم . قال : وكَثيراً ما يَنْبُتُ معه يَخْتضِبُ به الشُّيُوخ . ( وَاحِدَتُه بِهَاءٍ ) ، مثْل سِدْرَةٍ وسِدْرٍ .
( و ) من المَجَاز : الخِطْر : ( اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ ) ، كأَنَّه مَخْضُوبٌ .
( و ) الخِطْر : ( الغُصْنُ ) من الشَّجَر وهو واحدُ خطَرَةٍ كعِنَبة ، نَادِر ، أَو عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ . قال أَبُو حَنِيفة : الخِطْرَةُ : الغُصْنُ والجمْع الخِطَرةُ . كذالك سَمِعَ الأَعْرَاب يَتَكَلَّمُون بِهِ .
( و ) الخِطْرُ : ( الإِبِلُ الكثِيرُ ) ، هاكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَةِ ، والصَّوَابُ : الكَثِيرَةُ ، بالتَّأْنِيثِ ، كما في أُمَّهَاتِ اللُّغَة . ( أَو أَرْبَعُونَ ) من الإِبِل ، ( أَو مِائَتَانِ ) من الغَنَم والإِبِل ، ( أَو أَلْفٌ مِنْهَا ) وزيادة ، قال :
رَأَتْ لأَقوامٍ سَوَاماً دَثْراً
يُرِيحُ رَاعُوِهُنَّ أَلْفاً خَطْرَا
وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْراً
وقال أَبُو حَاتِم : إِذا بَلَغت الإِبلُ مائَتَيْن فهي خِطْر ، فإِذا جَاوَزَت ذالك وقَارَبت الأَلْفَ فَهِي . عَرْج . ( ويفتح ) ، وهاذِه عن الصَّغاني ( ج أَخْطَارٌ ) .
( و ) الخَطَر ( بالفَتْحِ : مِكْيَالٌ ضَخْمٌ ) لأَهْلِ الشَّام ، نَقَلَه ، الصَّغانيّ .
( و ) الخَطْر : ( ما يَتَلَبَّد ) ، أَي يَلْصَق ( عَلَى أَوْرَاكِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا
____________________

(11/196)


وأَبْعَارِهَا ) إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها ، عن ابْنِ دُرَيد ، وعِبَارَةُ المُحْكَم : ما لَصِقَ بالوَرِكَيْن من البَوْل ، ولا يَخْفَى أَنّ هاذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَةِ المُصَنِّف . قال ذُو الرُّمَّة :
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمَائِلَ بَعْدَمَا
تَقَوَّبَ عن غِرْبَانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ
تَقَوَّب كَقَوْلهِ تَعَالى : { فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } ( المؤمنون : 53 ) أَي قَطَّعُوا . وقال بَعْضُهم : أَرادَ : تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عن الخَطْر ، فقَلَبَه .
( ويُكْسَرُ ، و ) الخَطْر : ( الَعارِضُ مِنَ السَّحَابِ ) لاهْتِزَازِهِ .
( و ) من المَجاز : الخَطْر : ( الشَّرَفُ ) والمَالُ والمَنْزِلَة وارْتِفاعُ القَدْرِ ، ( ويُحَرَّك ) ، ويُقَالُ : للرَّجُل الشَّرِيف : هُو عَظِيمُ الخَطَر ، ولا يُقَال لِلدُّونِ .
( و ) الخُطُر ( بالضَّمِّ : الأَشْرَافُ مِنَ الرِّجَالِ ) العَظِيمُو القَدْرِ والمَنْزِلَة ، ( الواحِدُ خَطِيرٌ ) ، كأَمِير ، وقَومٌ خَطِيرُون .
( وبالتَّحْرِيك : الإِشْرَافُ عَلَى الهَلاَكِ ) ، ولا يَخْفَى ما فِي الأَشْراف والإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل والجنَاس الكامِل المحرَّف . وفي بعْضِ الأُصول : على هَلَكَة . وهو على خَطَرٍ عَظِيم ، أَي إِشْراف على شَفَا هَلَكَةٍ . ورَكِبُوا الأَخْطَارَ .
( و ) الخَطَرُ في الأَصل : ( السَّبَقُ يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ ) ، ثم استُعِير للشَّرَف والمَزِيّة ، واشْتَهَرَ حَتَّى صارَ حَقِيقةً عُرْفِيَّةً . وفي التَّهْذِيب . يُتَرَامَى عَلَيْه في التَّرَاهُنِ . والخَطَر : الرَّهْن بعَيْنه وهو ما يُخَاطَر عَلَيْه ، تَقُولُ : وَضَعُوا لِي خَطَراً ثَوْباً ، ونَحْوَ ذالِك ، والسَّابِقُإِذا تَنَاوَل القَصَبَةَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ ، وهو والسَّبَقُ والنَّدَبُ وَاحِدٌ ، وهو كُلُّه الَّذِي يُوضَع في النِّضَالِ والرِّهَان ، فمنْ سَبَقَ أَخَذَه ، ( ج خِطَارٌ ) ، بالكَسْرِ ، و ( جج ) ، أَي
____________________

(11/197)


جَمْع الجَمْع ( أَخْطَارٌ ) . وقي ؛ إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَرٍ كسَبَبٍ وأَسْبَاب ، ونَدَبٍ وأَنْداب .
( و ) من المَجازِ : الخَطَر : ( قَدْرُ الرَّجُلِ ) ومَنْزِلَتُه . ويقال : إِنَّه لَعَظِيمُ الخَطَرِ وصَغِيرُ الخَطَرِ ، في حُسْن فِعَاله وشَرَفِه ، وسُوءِ فِعَاله . وخَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعَة ، وجَمْعُه أَخْطارٌ . ( و ) الخَطَر : ( الْمِثْلُ في العُلُوِّ ) والقَدْرِ ، ولا يَكُونُ في الشَّيْءِ الدّونِ ، ( كالخَطِيرِ ) ، كأَمِير . وفي الحَدِيث : ( أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّة فإِنَّ الجَنَّة لا خَطَرَ لها ) ، أَي لا مِثْلَ لهَا . وقال الشاعر :
في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيَ ماله خَطَرُ
أَي ليس له عِدْلٌ .
وفُلانٌ لَيْس له خَطِيرٌ ، أَي ليس له نَظِيرٌ ولا مِثْلٌ .
( و ) الخَطَّار ، ( ككَتَّان : دُهْنٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّيْت با 2 اوِيهِ الطِّيبِ ) ، نَقَله الصَّغَانِيّ ، وهُوَ أَحدُ ما جَاءَ من الأَسْمَاءِ على فَعّال .
( و ) الخَطَّار : اسم ( فَرَس حُذَيْفَةَ ابْنِ بَدْر الفَزَارِيِّ . و ) اسم ( فَرَس حَنْظَلَةَ بْنِ عَامِرٍ النُّمَيْرِيّ ) ، نقلَه الصّغانِيّ .
( و ) الخَطَّار : لَقَبُ ( عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث ) ، هاكذا مُقْتَضَى سِيَاقِه ، والصَّواب أَنّه اسْمُ جَدِّه ، ففي التَّكْمِلَة : عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِين ، فتَأَمَّل .
( و ) الخَطَّارُ : ( المِقْلاعُ ) . قال دُكَيْنٌ يَصِف فَرَساً :
لو لم تَلُح غُرَّتْه وجُبَبُهْ
جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
( و ) الخَطَّار : ( الأَسَد ) ، لتَبَخْتُره وإِعْجَابِه ، أَو لاهْتِزازِه في مَشْيِه .
____________________

(11/198)



( و ) الخَصَّار : ( المَنْجَنِيقُ ) ، كالخَطَّارة . قال الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِيق على مَكَّة .
خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ
شَبِ رَمْيَها بخَطَرانِ الفَحْل . وبه فسِّر أَيْضاً قَوْلُ دُكَيْن السَّابِق .
( و ) الخَطَّارُ : ( الرَّجُلُ يَرْفَع يَدَهُ ) بالرَّبِيعَةِ ( للرَّمْيِ ) ويَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَة يخْتَبِرُ بها قُوَّتَه ، وبه فَسَّر الأَصْمَعِيّ قَول دُكَيْن السابق . والرَّبِيعَةُ : الحَجَر الذي يَرْفَعه النّاس يَخْتَبِرُون بِذالِك قُواهُم ، وقد خَطَرَ يَخْطِر خَطْراً .
( و ) الخَطَّارُ : ( العَطَّارُ ) : يقال : اشتَرَيْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار .
( و ) من المَجَاز : الخَطّار : ( الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ ) قال :
مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح في الوَغَى
( وأَبو الخَطَّارِ الكَلْبِيُّ ) هُو حُسام بنُ ضِرَار بنِ سَلاَمانَ بنِ خَيْثَم بنِ رَبِيعَةَ بن حِصْن بن ضَمْضَم ابن عَدِيّ بنِ جَنَاب : ( شَاعِرٌ ) وَلِيَ الأَنْدَلُسَ مِنْ هِشَام ، وأَظْهَرَ العَصَبِيَّة لليَمَانِيَة على المُضَرِيّة وقتلَه الصَّمِيل ابنُ حاتم بن ( شَمِر بن ) ذي الجَوْشَن الضِّبابِيّ .
( و ) قال الفرّاءُ : الخَطَّارة ، ( بِهَاءٍ : حَظِيرَةُ الإِبلِ ) ، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ الحَظِيرة . ( و ) الخَطَّارَة : ( ع قُرْبَ القَاهِرَة ) من أَعمال الشّرّقِيّة .
( و ) من المَجاز : ( تَخَاطَرُوا ) على الأَمْرِ : ( تَرَاهَنُوا ) . وفي الأَساس : وضَعُوا خَطَراً .
( وأَخْطَرَ ) الرَّجُلُ : ( جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ ) ، أَي دْلاً ( فبارَزَه ) وقَاتَله . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت :
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ
على نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ
____________________

(11/199)



وقال أَيضاً :
وقُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نفَس 2 ه
أَلاَ مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا
وقال أَيضاً :
أَيْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ والأَنْ
فُسَ إِذْ نَاهَدُوا ليَوْمِ المِحَالِ
وفي حدَيِث النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنَّه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمُون مَع المُشْرِكين : ( إِنَّ هاؤلاَءِ قد أَخْصَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً ، وأَخْطَرْتُم لهم الدِّينَ فنافِحُوا عن الدِّين ) . أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضُوا للهَلاَك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عَلَيْهِم ، وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عليهم أَعَظَم الأَشْيَاءِ قَدْراً وهو الإِسْلاَم . يقول : شَرَطوا ما لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عن دينكم .
ويقَال : لا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفلان فأَنْت أَوْزَنُ منه .
( و ) من المَجاز : أَخْطَرَ ( المَالَ : جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين ) . وخَاطَرَهم عَلَيْه : رَاهَنَهُم .
( و ) أَخْطَر ( فلانٌ فُلاناً ) فهو مُخْطِر : ( صار مِثْلَه في ) الخَطَر ، أَي ( القَدْرِ ) والمَنْزِلَة وأَخْطَر به : سَوَّى وأُخْطِرْت لِفُلان : صُيِّرْتُ نَظِيرَه في الخَطَر ، قالَه اللَّيْثُ . ( و ) أَخْطَرَ ( هو لِي ، و ) أَخْطَرْت ( أَنَا لَهُ ) ، أَي ( تَراهَنَّا ) . والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة والإِخْطَارُ : المُرَاهَنَةُ .
( والخَطِيرُ ) من كُلِّ شَيْءٍ : النَّبِيل . والخَطِير : ( الرَّفِيعُ ) القَدْرِ . والخَطِير : الوَضِيعُ ، ضِدٌّ ، حَكَاه في المِصْبَاح عن أَبِي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر بِرِفْعه القَدْر ، كما تَقَدَّم . يقال : أَمْرٌ خَطِير ، أَي رَفِيعٍ ، وقد ( خَطُر كَكَرُم ، خُطُورَةً ) ، بالضَّمِّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الزِّمَامُ ) الذي تُقادُ به النَّاقة ، عن كُراع . وفي حَديثِ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنْه ( أَنَّه قَال لعَمَّار : جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لَكُم ) . وفي رواية : ( مَا جَرَّه لَكُم ) . ومعناه
____________________

(11/200)


اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ ، وتَوَقَّوْا ما لم يَكُن فيه مَوْضع . قال شَمِرٌ : ويَذهَبُ بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا في الحَرْب . والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لكم . وجعلَه شَيْخُنَا مَثَلاً ، ونَقَلَ عن المَيْدَانِيّ ما ذَكَرْنَاه أَوَّلاً ، وهو حَدِيثٌ كما عَرَفْتَ .
( و ) الخَطير : ( القَارُ ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الحَبْلُ ) ، وبه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر ، وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن . وقال المَيْدَانِيّ : الخَطِيرُ : الزِّمَامُ والحَبْل ، فَهُمَا شيءٌ واحدٌ .
( و ) الخَطِر : ( لُعَابُ الشَّمْسِ في الهاجِرَة ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ ، وهو مَجاز ، كَأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ .
( و ) من ذالِك أَيضاً الخَطِير : ( ظُلْمَةُ اللَّيْلِ ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ .
( و ) الخَطِيرُ : ( الوَعِيدُ . والنَّشَاطُ ) . والتَّصَاوُل ، كالخَطَرانِ ، مُحَرَّكَةً . قال الطِّرِمَّاح :
بالُوا مَخَافهم على نِيرانِهِمْ
واسْتَسْلَمُوا بعد الخَطهير فَأُخْمِدُوا
وقول الشاعر :
هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْ
مُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ
يَجُوز أَن يَكُونَ من الخَطِير الَّذِي هو الوَعِيد ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه ، إِذا ضَرَبَ به .
( وخَاطَر بِنَفْسِه ) يُخَاطِر ، وبِقَوْمه كَذالِك ، إِذا ( أَشْفَاهَا ) وأَشْفَى بِها وبِهِم ( عَلَى خَطَر ) ، أَي إِشْراف عَلَى شَفَا ( هُلْكٍ أَو نَيْلٍ مُلْكٍ ) . والمَخَاطِرُ : المَرَاقِي ، كأَخْطَرَ بِهِم ، وهاذِه عن الزَّمَخْشَرِيّ . وفي الحَدِيث : ( أَلاَ رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه ) ، أَي يُلْقِيها في الهَلَكَةَ بالجِهَاد .
( والخِطْرَةُ ) ، بفتح فَسُكُون :
____________________

(11/201)


( عُشْبَةٌ ) لها قَضْبَة يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا ، تَنْبُت في السَّهْل والرَّمْل ، تُشْبِه المَكْرَ . وقيل : هي بَقْلَةٌ : وقال أَبُو حَنِيفَة عن أَبِي زِيَاد : الخِطْرَةُ ، بالكَسْرِ . تَنْبُت مع طُلُوع سُهَيْلٍ ، وهي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ ، يَرَاهَا مَنْ لا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة ، وإِنما تَنْبُت في أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها ، ( قبل ذالك ) وليست بأَكثرَ مما يَنْتَهِسُ الدَّابَّةُ بفَمِهَا وليس لها وَرَقٌ . وإِنَّمَا هي قُضْبَانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ وقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّبَاءُ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَى وخِطْرَةٍ
وما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَرَبِّلِ
( و ) الخِطْرَةُ : ( سِمَةٌ للإِبِل ) في باطِن السَّاقِ ، عن ابْنِ حبيب ، مِنْ تَذْكِرَة أَبِي عَلِيّ . وقد خَطَره بالمِيسَم إِذا كَوَاه كذالك .
( و ) مِن المَجَاز : يقال : ( ما لَقِيتُه إِلاَّ خَطْرَةً ) بَعْدَ خَطْرَةٍ ، وما ذَكَرْتُه إِلاَّ خَطْرةً بعد خَطْرة ، ( أَي أَحْياناً ) بعد أَحْيَان .
( و ) أَصابَتْه ( خَطْرَةٌ من الجِنِّ ) أَي ( مَسُّ ) .
( و ) العَرَبُ تقول : رَعَيْنَا ( خَطَرَات الوَسْميِّ ) ، وهي ( اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ ) والبُقَع . قال ذو الرُّمَّة :
لها خَطَرَاتُ العَهْدِ مِن كُلِّ بَلْدَةٍ
لِقَوْمٍ وإِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ
( و ) يقال : لا جَعَلَها الله خَطْرَتَه ، ولا جَعَلَها ( آخِر مَخْطَآغ ) منه بفتح الميم وسكون الخاءِ ( أَي ) آخر ( عَهْد ) منه ، ولا جَعَلَها اللَّهُ آخِرَ دَشْنَة ، وآخِرَ دَسْمَةٍ وَطَيلآٍ ودَسَّةٍ ، كُلُّ ذالِك آخِرَ عَهْدٍ .
____________________

(11/202)



( وخُطَرْنِيَةُ ، كبُلَهنِيَة : ة بِبابِلَ ) نَقَلَه الصَّغانِيّ .
( و ) الخُطَيْر ، ( كزُبَيْر : سيفُ عَبْدِ المَلِك بنِ غَافِل الخَوْلانِيِّ ) ، ثم صَارَ إِل رَوْق بن عَبّاد بن مُحَمَّد الخَوْلاَنِيّ ، نقله الصَّغانِيّ .
( و ) لَعِبَ فُلانٌ ( لَعِبَ الخَطْرَةِ ) ، بفَتْح فسُكُون ، وهو ( أَنْ يُحَرِّك المِخْرَاق ) بيده ( تَحْرِيكاً ) شَدِيداً كما يَخْطِر البَعِير بذَنَبِه .
( وتَخَطَّرَه ) شَرُّ فُلانٍ : ( تَخَطَّاه وجازَهُ ) . هاكذا في النُّسَخ ، والصَّوابُ تَخَطْرَاه . وبه فُسِّر قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيدٍ :
وبَعَيْنَيْكَ كُلُّ ذَاكَ تَخْطْرَا
كَ وتمْضِيك نَبْلُهُم في النِّبَالِ
قالوا : تَخَطْرَاك وتَخَطَّاك بمَعْنًى وَاحِدٍ ، وكان أَبُو سَعِيدٍ يَرْويه : تَخَطَّاكَ ، ولا يَعرف تَخَطْرَاك .
وقال غيره : تَخَطْرانِي شَرُّ فلانٍ وتَخَطَّانِي : جَازَنِي .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
ما وَجدَ له ذِكْراً إِلاّ خَطْرةً واحدةً .
وخَطَر الشَّيْطَانُ بَيْنَه وبَيْنَ قَلْبه : أَوْصَلَ وَسْوَاسَه إِليه .
والخَطَراتُ : الهَوَاجِس النَّفْسَانِيَّة .
وخَطَرَانُ الرُّمْحِ : ارْتِفَاعُه وانْخِفَاضُه للطَّعْن .
وخَطُر يَخْطُر خَطَراً وخُطُوراً : جَلَّ بَعْدَ دِقَّة .
والخَطَر ، مُحَرَّكَةً : العِوَض والحَظُّ والنَّصِيب . وفي حَدِيث عُمَرَ في قِسْمَةِ وَادِي القُرَى : ( وكان لعُثْمَانَ فيهِ خَطَرٌ ) ، أَيب حَظٌّ ونَصِيب . وأَخْطَرَهم خَطَرَاً ، وأَخْطَره لَهُم : بَذَل لَهُم من الخَطَر ما أَرْضَاهم . وأَحْرَز الخَطَرَ ، وهو مَجَاز . وخَطَّر تَخْطِيراً : أَخَذ الخَطَر .
والأَخْطَار من الجَوْز في لَعِب الصِّبْيان هِي الأَحْراز ، واحدها خَطَرٌ .
____________________

(11/203)


والأَخْطَارُ : الأَحْرازُ في لَعِب الجَوْز .
وخَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرَانَه ، كما يُقَال ضَرَب الدَّهْر ضَرَبَانَه ، وهو مجاز .
وفي التهذيب يقال : خَطَر الدَّهْر من خَطَرانِه ، كما يقال : ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه . كما يقال : ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه . والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائِدِهم : يُرُونَه منهم الجِدَّ ، وكذالك إِذا احْتَشَدُوا في الحَرْب . وتَقُول العَرَبُ : بَيْنِي وبَيْنه خَطْرَةُ رَحِمٍ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ولم يُفسِّره . وأُرَاه يَعْنِي شُبْكَةَ رَحِمٍ .
وتَخَاطَرَت الفُحُولُ بأَذْنَابِها للتَّصَاوُل .
ومِسْكٌ خَطَّارٌ : نَفَّاحٌ ، وهو مَجَاز .
وخَطَرَ بإِصْبَعِه إِلى السَّماءِ : حَرَّكَها في الدُّعاءِ ، وهو مَجَازٌ .
والخَطَّار : قَرية بمصر من القُوصِيَّة ، وهي غَيْرُ التي ذكرَها المصنِّف .
وبُستان الخَطِيرِ بالجيزة .
والخِطْرَةُ : بالكسر : قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَنْبُتُ في أَصْلِ شَجَرةٍ ، عن أَبي زِيَاد ، وقد تقدمت الإِشارة إِليه ، وهي غَيْر الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف .
وقد سَمَّوْا خَاطِراً وخطرةَ .
خعر : ( الخَيْعَرَةُ : خِفَّةٌ وطَيْشٌ ) ، هاكذا ذَكرَه صاحِبُ اللَّسَان ، وقد أَهْمَله الجَوْهَرِيّ والصَّغانِيّ ، وسيأْتي للمُصَنِّف في ( ه ع ر ) الهَيْعَرَة : الخِفَّة والطَّيْش ، وهو عن ابْنِ دُرَيد ، فلَعلَّ ما ذكره المُصَنِّف هنا لُغَةٌ فيه أَو لَثْغَة ، فَلْيُنْظَر .
خفر : ( الخَفَرُ ، مُحَرَّكةً ) : الحَيَاءُ ، وقيل : ( شِدَّةُ الحَيَاءِ ، كالخَفَارَةِ ) ، الأَخِيرة عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ( والتَّخَفُّرِ ) . تقول منه : ( خَفِرَتْ ، كفَرِحَ ) ، وتَخَفَّرتْ ، خَفَراً وخَفَارَةً وتَخَفُّراً ، ( وهي خَفِرَةٌ ) ، على الفِعْلِ ، ( وخَفِرٌ ) بغَيْر هاءٍ . ومنه حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا ( غَضُّ الأَطْرَاف ، وخَفَرُ الإِعراضِ ،
____________________

(11/204)


( ومِخْفَارٌ ) ، على النَّسَبِ أَو الكَثْرَة ، قَالَ :
دَارٌ لجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفَارْ
( ج خَفَائِرُ ) .
قال شَيْخُنا : وصَرَّحَ صاحِبُ كِتَاب الجِيمِ ، أَي أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانيّ أَنَّ الخَفَر يُطْلَق على الرَّجال أَيْضاً ، يقال : خَفِرَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَحَى . قال : والَّذي في الصّحاح وشُرُوحِ الفَصِيح وأَكْثَر دَوَاوين اللُّغَة على تَخْصِيصه بالنِّسَاءِ ، فهو وإِنْ صَحَّ فالظَّاهِر أَنَّه قلِيل ، وأَكْثَرُ اسْتِعْمَاله في النِّسَاءِ ، حَتَّى لا يَكَادُ يُوجَدُ في أَشْعَارِهم ، وكَلاَمِهم وَصْفُ الرِّجال به ، والله أَعْلم .
قلت : وهو كَلاَمٌ مُوافِقٌ لِمَا في أُمَّهات اللُّغَة ، غَيْرَ أَني وَجَدْتُ في حَدِيث لُقْمَانَ بْنِ عادٍ إِطْلاقَه على الرِّجال ، ونَصُّه : حِيِىءءَ خَفِرٌ ) أي كَثِير الحَيَاءِ ، وسَيَأْتِي أَيْضاً في كلام المُصَنِّف بَعْدُ .
وتَخَفَّرَ : اشْتَدَّ حَيَاؤُه . على مُنَاقَشَة فيه ، فليُتَأَمَّلْ .
( وخَفَرَه ، و ) خَفَرَ ( بِهِ ، و ) فَرَ ( عَلَيْه يَخْفِر ) ، بالكَسْر ، ( ويَخْفُر ) ، بالضَّمّ ، وهاذِه عن الكِءْعائِيّ ، ( خَفْراً ) ، بِفَتْح فسُكُون : ( أَجَارَه ومَنَعَه وآمَنَه ) وكان له خَفِيراً يَمْنَعُه ، ( كخَفَّرهُ ) تَخْفِيراً ، ( و ) كذالك ( تَخَفَّرَ بِهِ ) ، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيّ :
ولاكِنَّنِي جَمْرُ الغَضَي مِن وَرَائِه
يُخَفِّرُنِي سَيْفِي إِذَا لَمْ أُخَفَّرِ
( والاسْمُ ) من ذالك ( الخُفْرَةُ ، بالضَّمِّ ) ، ومنه الحَدِيث : ( مَنْ صَلَّى الصُّبحَ فَهُو في خُفْرةِ اللَّهِ ) . ويُجْمَع على الخُفَر : ومِنْه الحَدِيث : ( الدُّمُوعُ خُفَرُ العُيونِ ) أَي تُجِيرُ العُيُونَ مِنَ النَّارِ إِذا بَكَتْ من خَشْيةِ اللَّهِ تَعَالَى .
( والِخَُفَارَةُ ، مُثَلَّثَةً ) . وقيل الخُفْرَةُ والِخَُفَارَة : الأَمَانُ ، وقيل : الذِّمَّة . يقال : وَفَتْ خُفْرَتُك . يَقُولُه المَخْفُورُ لخَفِيره إِذا لم يُسْلِمْه .
____________________

(11/205)



( والخَفِيرُ المُجَارُ . والمُجيرُ ) . يقال : فُلانٌ خَفِيري ، أَي الّذِي أجِيرُه ، وهو أَيْضاً المُجِير ، فكُلُّ وَاحدٍ مِنْهُمَا خَفِيرٌ لِصَاحِبِه . وقال اللَّيْثُ : خَفِيرُ القَوْمِ : مُجِيرُهُم الَّذِي يَكُونُون في ضَمَانِهِ ما دَامُوا في بِلاَدِه ، وهو يَخْفُِرُ القَوْم خفَارَةً .
والِخَُفَارَةُ : الذِّمَّة ( كالخُفَرَةِ كهُمَزة ) ، وهاذا خُفَرَتِي ، وهو بمَعْنَى المُجِير ، فَقَط ، ولا يُطْلَق على المُجارِ ، ففي كلام المصنف إيهامٌ .
( والِخَُفَارَةُ ، مُثَلَّثَةً : جُعْلُه ) ، أَي الخَفِيرِ : والعَامَّة يَقولون : الخَفَر ، مُحَرّكةً ، ومنهم مَنْ يَقْلِب الخَاءَ غَيْناً ، وهو خَطَأٌ ، واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيّ على الكَسْر فقال : هو كالعِمَالة والبِشَارةِ والجِزَارَة ، والفَتْح عن أَبي الجَرّاح العُقَيْلِيّ .
( والخَافُورُ : نَبْتٌ ) تَجْمَعُه النَّمْلُ في بُيوتِها ، ( كالزُّوَانِ ) في الصُّورَة ، زَعَمُوا أَنَّه سُمِّيَ به لأَنَّ رِيحَه تَخْفِرُ ، أَي تَقْطَع شَهْوَةَ النِّسَاءِ . ويقال له المَرْوُ والزَّغْبَرُ ، قاله السُّهَيلي في الرّوّض . قالَ أَبُو النَّجْمِ .
وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها
مِن حَسَكِ التَّلْعِ ومن خافُورِهَا
( و ) يُقَال : ( خَفَرَه ) خَفْراً ، إِذا ( أَخَذَ مِنْه ) خَفَارةً ، أَي ( جُعْلاً ليُجِيرَه ) ويَكفُلَه .
( و ) خَفَرَ ( به خَفْراً ) ، بفتح فسكون ، ( وخُفُوراً ) ، كقُعُود ، كلاَهُما على القياس ( : نَقَضَ عَهْدَه ) وخاسَ به ( وغَدَرَه ) ، عن ابن دُرَيْد ، ( كأَخْفَرَه ) ، بالهَمْزَة ، أَي أَنّ فَعَل وأَفْعَل فيه سَواءٌ ، كِلاهُمَا لِلنَّقْضِ . يقال : أَخْفَرَ الذِّمّةَ ، إِذا لم يَفِ بِها وانْتَهَكَهَا . وفي الحَدِيث : ( مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فإِنَّه في ذِمّة الله ، فلا تُخْفِرُنَّ اللَّهَ في ذِمَّتِه ) ، أَي لا تُؤْذُوا المُؤْمِنَ . قال زُهَيْر :
فإِنَّكُمُ وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ
لكَالدِّيَباجِ مَالَ بِهِ العَبَاءُ
____________________

(11/206)



والخُفُورُ هو الإِخْفَارُ نَفْسُه ، من قِبَلِ المُخْفِرِ ، من غير فِعْلٍ على خَفَر يَخْفُر .
وقال شَمِرٌ : خُفِرَتْ ذِمّةُ فُلانٍ خُفُوراً إِذا لم يُوفَ بهِا ولم تَتِمَّ ، وأَخْفَرَهَا الرَّجُلُ . وقال غَيْرُه : أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ : نَقَضْتُ عَهْدَه وذِمَامَهُ . ويُقَال : إِنَّ الهَمْزَةَ فيه للإِزَالَة ، أَي أَزَلْتُ خَِفارَتَه ، كأَشْكَيْتُه إِذا أَزلْتَ شَكْوَاه . قال ابنُ الأَثير : وهو المُرَاد في الحَدِيث . وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْه ( مَنْ ظَلَمَ من المُسْلِمِين أَحَداً فَقَدْ أَخْفَرَ اللَّهَ ) . وفي رواية : ذِمَّةَ اللَّهِ .
( والتَّخْفِيرُ : التَّسْوِيرُ ) والتَّحْصِينُ .
( وأَخْفَرَه : بَعَثَ مَعَه خَفِيراً ) يَمْنَعُه ويَحْرُسُه . قاله أَبو الجَرَّاح العُقَيْليّ .
( وَتَخَفَّرَ : اشْتَدَّ حَيَاؤُه ) . هاكذا في سائِر أُصُول القَامُوس ، وهو يُفْهِم العُمُوم . قال شَيْخُنَا وقد يُدَّعَى التَّخْصِيصُ ، تَأَمَّلْ ، انْتَهَى ، أَي في خَفَر فقط ، فإِنَّه الَّذِي صَرَّحوا فِيه بِعَدم إِطْلاقِه على الرِّجَال ، ولعَلّ وَجْهَ التَّأَمُّل أَنّ المادَّة واحِدَةٌ ، فلا تَخْصِيصَ . على أَنِّي وَجدت نَصَّ العِبَارَةِ في المُحْكَم : وتَخَفَّرَتْ : اشتَدَّ حَياؤُهَا . هاكذا رَأَيْتُه ، ونَقَلَه عنه أَيْضاً صاحِبُ اللِّسَان .
( و ) تَخَفَّرَ ( بِهِ ) وخَفَرَه : ( اسْتَجَارَ ) به ( وسَأَله أَنْ يَكُونَ له خَفِيراً ) يُجِيرُه .
( والخِفَارَةُ ، بالكَسْرِ ، في النَّخْلِ : حِفْظُه مِنَ الفَسَادِ ، و ) الخِفَارَةُ ( في الزَّرْعِ : الشِّرَاحَة ) وَزْناً ومَعْنًى ، وهو الخَفِير والشَّارِحُ ، لحافِظِ الزَّرْع .
خفتر : ( الخَفْتَارُ ) ، أَهْمَلَه الجوهريّ . وقال أَبُو نَصْر : هو ( مَلِكُ الجَزِيرَةِ أَو مَلِكُ الحَبَشَةِ ) في قَوْل عَدِيّ بْنِ زَيْد .
وغُصْنَ على الخَفْتَارِ وَسْطَ جُنُودِه
وبَيَّتْنَ في لَذَّاتِه رَبَّ مَارِدِ
____________________

(11/207)



( أَو الصوابُ الحَيْقَارُ ) ، بفَتْح الحَاءِ المُهْمَلَة وسُكُون التَّحْتِيّة والقَافِ . ابن الحَيْقِ من بني قَنَصِ بنِ مَعَدّ ، قاله ابنُ الكَلْبِيّ ، ( أَو الجِيفَارُ ، بالجِيمِ والفَاءِ ) ، ولم يَذْكُرهْ في ( ج ف ر ) ولا في ( ح ق ر ) .
خلر : ( الخُلَّر ، كسُكَّرٍ : نَبَاتٌ ) ، أَعْجَمِيّ ، ( أَو الفلألُ ، أَو الجُلْبَانُ ، أَو المَاشُ ) ، الأَخِير في التَّهْذِيب ، وقد ذَكَرِه الإِمَامُ الشَّافِعِيّ رَضِي الله عنه في الحُبوب التي تُقتَاتُ .
( وخُلاَّرٌ كرُمَّانٍ : ع بفارِسَ يُنْسَبُ إِلَيْه العَسَلُ الجَيِّدُ ) ، ومنه كِتَاب الحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّالهِ بفارِس : ( أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بعَسَلٍ من عَسَل خُلاَّر ، من النَّحْلِ الأَبْكار ، من المستشفار الَّذِي لم تَمَسَّه نَار ) . كذا وَقَع ، والصَّوابُ من الدَّسْتَفْشار ، وهي فارسيّة ، أَي مِمَّا عَصَرَتْه الأَيْدِي وعَالَجَتْه ، وأَوردَه المُصَنّف في تَرْقِيقِ الأَسَل لتَصْفِيقِ العَسَل ، مُطَوَّلاً . طَالَ عَهْدِي به ، فراجِعْه .
خمر : ( الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ ) ، مادّتها موضوعة للتَّغْطِية والمُخَالطَةَ فِي سِتْرٍ ، كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق ، وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَقِيقَتَها ، فقِيل هي ( من عَصِيرِ العَنْب ) خَاصَّةً ، وهو مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة ، رَحِمه اللَّهُ تَعَالى ، والكُوفِيِّين ، مُرَاعَاةً لفِقْه اللُّغَة : ( أَوْ عَامٌّ ) ، أَي ما أَسْكَرَ من عَهيرِ كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوة العَقْل ، وهو الذِي اخْتَاره الجَمَاهِير .
وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد
____________________

(11/208)


تكون الخَمْرمن الحُبُوب .
قال ابن سِيدَه : وأَظُنُّه تَسمُّحاً مِنْه ؛ لأَنَّ حَقِيقَةَ الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائِر الأَشْياءِ ، ( كالخَمْرلآ ) ، بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ منْهَا ، كما في المِصْبَاح وغَيْره ، فَهِيَ أَخَصُّ ، والأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث ، يقال : خَمْرةٌ صِرْف ، ( وقد يُذَكَّر ) ، وأَنْكر الأَصْمَعِيّ ، ( والعُمُومُ ) ، أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ ( أَصَحُّ ) ، على ما هو عِنْد الجُمْهُور ، ( لأَنَّهَا ) ، أَي الخَمْر ( حُرِّمَت وَمَا بِالْمَدينة ) المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها ( خَمْرُ عِنَب ) ، بل ( وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ ) من ( البُسْر والتَّمْر ) والبَلَح والرُّطَب ، كما في الأَحاديث الصِّحاح التي أَخْرَجَها البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر ( حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ ) وحَدِيثُ أَنَسٍ ( وما شَرابهُم يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الفَضِيخُ والبُسْرُ والتَّمْرُ ) أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هاذِهِ الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : والاستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر ، فَتَأَمَّل .
قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانيّ وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود ، لَيْس هاذا مَحَلّه . واختِلِف في وَجْه تَسْمِيتَه ، فقيل ( لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه ) ، قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عنه ، ومَالَ إِلَيْه كَثِيرُون ، واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين .
قُلتُ : الذي رُوِيَ عن سَيِّدنا عُمَر رَضِي اللَّهُ عنه : ( الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ ) . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي ، ( أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ ) .
والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغيَرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت ، واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها ، فلو اقْتَصَرَ المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى ،
____________________

(11/209)


أَو قَدَّم اخْتَمرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه ، وهو ظَاهِرٌ ، ( أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ ، أَي تُخَالِطُهُ ) ، وهو الَّذِي رُوِيَ في الحَدِيث عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ونَصُّه : ( الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ ) وهو في البُخَارِيّ ، ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة ، وأَوردَه المُصَنِّف في البَصَائِر .
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر ما أَسْكَرَ مِن عَصِير العَنِب ، لأَنَّهَا خامَرَت العَقْل ، ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة .
وفي المِصْبَاح : الخَمرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ خَامَرَ العَقْلَ .
واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت .
( و ) العَرَب تُسَمِّى ( العِنَب ) خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذالِك لكَوْنِهَا مِنْه ، حَكَاهَا أَبُو حَنِيفَة . قال : وهي لُغَة يَمانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : { ) 11 ( . 013 إني اءَراني أعصر خمرا } ( يوسف : 36 ) إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه ، فكَأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي :
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْقٍ
شِواءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ الحَقِينَا
يُرِيدُ الخَمْر .
وقال ابنُ عَرَفَة : ( أَعْصِر خَمْراً ) ، أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ ، وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُءْحتَخْرَجُ به الخَمْرُ ، فلِذالِك قال : أَعْصِر خَمْراً .
قال أَبو حَنِيفَة : وزعم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأَى يانِياً قد حَمَل عِنَباً ، فقال له : ما تَحْمِل ؟ فقال : خَمْراً . فسَمَّى العِنَب خَمْراً .
والجَمْع خُمُورٌ ، وهي الخَمْرة . كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ .
وفي حَدِيث سَمُرَةَ : ( أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ : قاتَلَ اللَّهُ سَمَرَةَ ) قال الخَطَّابِيّ : إِنَّمَا باع عَصِيراً ممن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمه ما يَؤُولُ إِلَيْه مَجَازَاً . فَلِهاذًّ نَقَمَ عُمرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ . وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرَةُ باعَ
____________________

(11/210)


خَمْراً فَلاَ ، لأَنَّه لا يَجْهَل تَحْرِيمَه مع اشْتِهَاره . فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنا أَنَّ قولَ شَيْخِنا : هاذا القَوْلُ غَرِيبٌ ، غَرِيبٌ .
( و ) الخَمْر : ( السَّتْر ) ، خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً : سَتَرَه .
( و ) الخَمْرُ : ( الكَتْمُ ، كالإِخْمَارِ ) ، فِيهِما : يقال ، خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَه سَتَرَه . وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها : كَتَمها ، وهو مَجاز . وفي الحَدِيثِ ( لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاثٍ . في مَسْجِدٍ يَعْمُره ، أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه ، ءَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها ) يَخْمُره أَي يَسْتُره ويُصْلِح من شَأْنِه .
( و ) الخَمْر : ( سَقْيُ الخَمْرِ ) . يقال : خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ ، يَخْمُره خَمْراً : سَقَاه الخَمْرَ .
( و ) عن أَبي عَمرو : الخَمْرُ : ( الاسْتِحْيَاءُ ) ، تقول : خَمَرْتُ الرَّجلَ أَخْمُره إِذا استَحْيَيْتَ منه .
( و ) الخَمْرُ : ( تَرْكُ ) استِعْمال ( العَجِين والطِّين ) . هاكذا في النّسَخ ، الطِّين بالنُّون . ويقال الطِّيب بالباءِ ، كما في أُمَّهات اللُّغَة ، ( ونَحْوِه ) . والَّذِي في المُحْكَم : ونَحْوِهِما . وذالك إِذَا صَبَّ فيه المَاءَ وَتَرَكَه ( حتّى يَجُودَ ) ، أَي يَطِيب ، ( كالتَّخْمِيرِ . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ ) . يقال : خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِر ، خَمْراً ، وخَمَّرَه تَخْمِيراً ، ( وهو خَمِيرٌ ) ومُخَمَّر ، ( وقد اخْتَمَرَ ) الطِّيبُ والعَجِينُ وقيل : خَمَّرَ العَجيِنَ : جَعَلَ فيه الخَمِيرَ .
( و ) الخِمْرُ ، ( بالكَسْر : الغِمْرُ ) . الغَيْن لُغَة في الخَاءِ ، وهو الحِقْد . وقد أَخْمَرَ .
( و ) الخَمَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : ما وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِهِ ) ، كالجَبَل وغَيْرِه . يقال : تَوَارَى الصَّيْدُ عَنِّي في خَمَرِ الوَادِي . وخَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه . ومنه حَديث سَهْل بنِ حُنَيف ( انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ ) . وفي حديثِ أَبي قَتَادَة ( فابْغِنَا مكاناً خَمَراً ) ، أَي
____________________

(11/211)


ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ . ( و ) في حَدِيث الدَّجَّال ( حتى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ ) قال ابنُ الأَثِير : هاكذا يُرْوَى . يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ ، وفُسِّر في الحدِيثِ أَنَّه ( جَبَلٌ بالقُدْسِ ) ، لكثرةِ شَجَرِه . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا . ( يا أَخِي إِنْ بَعُدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوح مِنَ الرُّوحِ قَرِيب ، وصَيْرُ السَّمَاءِ عَلى أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع ) . الأَرْفَهُ : الأَخْصَب . يُرِيد أَنَّ وَطَنَه أَرْفَقُ به وأَرْفَه له ، فلا يُفَارِقُه . كان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة .
( و ) قد ( خَمِرَ ) عَنِّي ، ( كفَرِح ) ، يَخْمَر خَمَراً ، أَي خَفِيَ و ( تَوَارَى . وأَخْمَرَ ) القَومُ : تَوَارَوْا بالخَمَر . ويقال لِلرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه هو ( يَدِبُّ له الضَّرّاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ) .
( و ) يقال : ( أَخْمَرَتْه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ : وَارَتْهُ ) وسَتَرَتْه .
( و ) الخَمَر : ( جَمَاعَةُ النَّاس وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم ) ، بفَتْح فَسُكُون ، ( وخَُمَارِهِم ) بالفَتْح ( ويُضَمُّ ) لُغَة في غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم . يقال : دَخَلْت في خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم ، أَي في جَماعَتِهم وكَثْرَتهِم .
( و ) الخَمَر : ( التَّغَيُّر عَمَّا كَانَ عَلَيْه ) ، ومنه المَثَل : ( ما شَمَّ خِمَارَك ) كما سَيَأْتِي قَرِيباً .
( و ) الخَمَر : ( أَنْ تُخْرَزَ نَاحِيَةُ ) ، وفي بَعْضِ النُّسَخ : ناحِيَتَا أَدِيمِ ، ( المَزَادَةِ ) ، وهو مُوَافِقٌ لمَا في الأُمَّهاتِ ، ( وتُعَلَّى بخَرْزٍ آخَرَ ) ، نَقَلَه الصَّانِيّ .
( و ) الخَمِر ( ككَتِفٍ : المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ ) ، على النَّسَبِ ، حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ :
وجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها
إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ
____________________

(11/212)



( والخْمْرَةُ ، بالضَّمّ : ما خُمِّرَ فِيهِ ) الطِّيبُ والعَجِين ، ( كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ ) ، وحُمْرَة العَجِين : ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرَة . وعن الكِسَائِيّ : يقال : خَمَرْتُ العَجِينَ وفَطَرْته ، وهي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير ، وكذالِك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطِّيبِ . وخُبْزٌ خَمِيرٌ ، وخُبْزة خَمِيرٌ ، عن اللِّحْيَانيّ كلاهُما بغَيْر هاءٍ . ( و ) الخُمْرَة : ( عَكَرُ النَّبِيذِ ) ودُرْدِيُّه . ( و ) يقال : صَلَّى لانٌ على الخُمْرَة ، وهي ( حَصِيرَةٌ صَغِيرَة ) تُنْسَج ( من السَّعَف ) ، أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ .
وقال الزَّجَّاج : سُمِّيَت خُمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض . وقال غَيْرُه : سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها ، وقد تَكَرَّر ذكْرُها في الحدِيث ، وهاكَذا فُسِّرَت .
( و ) الخُمْرَةُ : ( الوَرْسُ . وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِي بِهَا ) أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ . وفي بَعْض الأُصُول : بِه ، أَي بالوَرْس ، أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره ( المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا ) . وفي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرْأَةُ وَجْهَها ، وقد تخصرت ، وهي لُغَة في الغُمْرَةِ .
( و ) الخُمْرَةُ : ( ما خَامَرك ، أَي خَالَطَك من الرِّيح ، كالخَمَرَةِ ، مُحَرَّكَةً ) ، الأَخِيرَة عن أَبِي زَيْد ، ( و ) قيل الخُمْرَة : ( الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَة ) ، يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب ، أَي رِيحَه ، ( ويُثَلَّثُ ) ، الكَسْر عن كُرَاع .
( و ) الخُمْرَة : ( : أَلَمُ الخَمْرِ ) ، ويُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ : أَلَمُ الحُمَّى ، وهو غَلَط ، ( و ) قيل : خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن ( صُدَاعها وأَذَاها ) ، جَمْعُه خَمَرٌ . قال الشاعر :
وقد أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ
فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ
( كالخُمَار ) ، بالضَّمّ ، ( أَو ) الخُمْرة والخُمَار : ( مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا ) . وقيل
____________________

(11/213)


الخُمَار : بَقِيَّةُ السُّكْرِ .
( والمُخَمِّر ، كمُحَدِّث : مُتَّخِذُهَا . والخَمَّارُ : بائِعُهَا . واخْتِمَارُهَا : إِدْرَاكُها ) ، وذالك عِنْد تَغَيُّر رِيحها الذي هو إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ ، ( وغَلَيَانُها ) .
وفي المِصْبَاح : اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ : أَدْرَكَت وغَلَت .
( والخِمَارُ ) ، للمَرْأَة ، ( بالكَسْرِ : النَّصِيفُ ، كالخِمِرِّ ، كطِمِرِّ ، الأَخِيرَة عن ثَعْلَب ) ، وأَنشد :
ثم أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
( و ) قِيل : ( كُللله ما سَتَرَ شَيْئاً فَهو خِمَارُه ) ، ومنه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي به رَأْسَها ، ( ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ ) ، بضمّ فسكون ، ( وخُمُرٌ ) ، بضَمَّتَين .
( و ) يقال : ( ماشَمَّ خِمَارَكَ ؟ أَي ما غَيَّرك عَنْ حالِك ، ومَا أَصابَك ) يقال ذالِك لِلرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كان عَلَيْه .
( والخِمْرَةُ منه ) ، أَي مِن الخِمَار ، ( كاللِّحْفَةِ من اللّحافِ ) ، يقال : إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ . ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ( ما أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَةِ هِنْد ) وهي هَيْئة الاخْتِمار . ( و ) منه المَثَل : ( إِنَّ ( العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ ) . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفِ ) : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لا تُعَلَّم كَيْفَ تَفحلُ .
( و ) الخِمْرة : ( وِعَاءُ بِزْرِ الكَعَابِرِ ) ، وفي بَعْض الأُصول : العَكَابر ( الَّتِي تَكُونُ في عِيدَانِ الشَّجَرِ ، و ) يقال : ( جاءَنا ) فلان ( على خِمْرَة ، بالكَسْر ، وَ ) على ( خَمَرٍ ، مُحَرَّكَةً ) ، أَي ( في سِرَ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ ) . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طَارِق أَتَى على خِمْرَة
أَوْ حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ
فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وقال : أَي على غَفْلَة مِنْك .
( وَتَخَمَّرَتْ بِه ) أَي الخِمَار ، ( واخْتَمَرَتْ : لَبِسَتْه ) ، وخَمَّرتْ به
____________________

(11/214)


رَأْسها : غَطَّتْه ( والتَّخْمِيرُ : التَّغْطِيَة ) . وكُلُّ مُغَطَّى مُخَمَّرٌ . ورُوِيَ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمأَنه قال ( خَمِّرُوا آنِيَتَكُم ) . قال أَبو عَمْرو : أَي غَطُّوا . وفي رِوَايَة ( خَمِّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاء ) . ومنه الحَدِيثُ ( أَنَّه أُتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال : هَلاَّ خَمَّرتَه ولو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه ) . وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ : ( كان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفَى عَطَسَتَه ) . رَوَيْنَاه في الغَيْلانيّات .
( و ) من المَجَاز : ( المُخْتَمِرَةُ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ ) . ونَصُّ اللَّيْث : المُخْتَمِرَةُ من الضَّأْن والْمِعَزَى هِي الت ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِها . وفي التَّهْذِيب والمُحْكَم قالوا : هي مِن الشِّيَاه : البَيْضَاءُ الرأْسِ . وَقِيلَ : هي النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ ، مثل الرَّخْماءِ ، مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ .
قال أَبو زَيْد : إِذَا ابيَضَّ رَأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فهي مُخَمَّرَةٌ ورَخْمَاءُ ، ومِثْلُه في الأَساس وغَيْره ، ( وكَذَا الفَرَسُ ) . يقال : فَرَسٌ مُخَمَّرٌ ، إِذا كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ ، ولا يُقَال مُخْتَمِرٌ ، وهَذَا يَدُلُّ ( على ) أَنَّ الذي في كلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرةُ .
( و ) خَمِرَ عليه خَمَراً و ( أَخْمَرَ : حَقَدَ وذَحَلَ . و ) أَخْمَرَ ( فُلاناً الشَّيْءَ : أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه ) . قال مُحَمَّد ابنُ كَثِير : هاذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن ، لا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره . يَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا ، أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي ، مَلِّكْنِي إِيَّاه ، ونَحْو هاذَا .
( و ) أَخْمَرَ ( الشَّيْءَ : أَغفَلَه ) ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، ( و ) أَخْمَرَ ( الأَمْرَ : أَضْمَرَه ) ، قال لَبِيد :
أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنّةً
عَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكَابِرُ
وعبارة التَّهْذِيب : وأَخْمَر فُلانٌ عَلَيَّ ظِنَّةً ، أَي أَضْمَرَها ، وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد .
____________________

(11/215)



( و ) أَخْمَرَتِ ( الأَرْضُ : كَثُرَ خَمَرُهَا ) ، أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ . ( و ) يقال : أَخْمَرَ ( العَجِينَ ) وخَمَرَه إِذا ( خَمَّرَه ) ، كما يقال فَطَرَه وأَفْطَرَه .
( واليَخْمُورُ : الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ ) من كُلّ شَيْءٍ .
( و ) اليَخْمُور أَيْضاً : ( الوَدَعُ ) ، واحدته يَخْمُورَةٌ .
( ومِخْمَرٌ ، كمِنْبَرٍ : اسمٌ ) ، وكذا خُمَيْر ، كزُبَيْر . ( و ) خُمَيْرٌ ، ( كزُبَيْر ) أَيضاً : ( ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ ) باليَمَن ، ( و ) خُمَيْرُ ( بْنُ زِيَاد ) ، وخُمَيْر بنُ عَوْ بْنِ عَبْدِ عَوْف ، ( و ) خُمَيْرٌ ( الرَّحَبِيُّ ، ويَزيدُ بْنُ خُمَيْرٍ ) اليَزَنِي من أَهْلِ الشّام ، ( مُحَدِّثُونَ ) . الأَخِير رَوَى عن أَبِيه ، وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عن ابْنِ عُمَرَ ، قالَه الذَّهَبِيّ . ( وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ : تابِعِيٌّ ) . ويقال : خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك ، يَرْوِي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو ، وعنه عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث . ( وخَارِجَةُ بنُ الخُمَيْر ) ، صَحَابِيّ ، مَرَّ ذِكْره ( في الجِيمِ ) .
( و ) خَمِيرٌ ( كأَمِير ) أَبُو الخَيْر ( خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ ) بْنِ سَعْد ( الذَّكْوَانِيُّ ) ، سَمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ ، ( و ) أَبو المَعَالِي ( مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ ) ، حَدَّثَ بشَرْح السُّنَّة عن البَغَوِيّ . ( وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير ) الخُوَارَزْميّ ، أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ .
وفاتَه : خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ ، عن ابن داسَةَ . وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابن خَمِير الخَوَارَزْميّ ، عن الأَصمّ . وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسُف بن خَمِيرٍ ، خُوَارَزْميّ أَيضاً ، ضَبَطَهم الزَّمَخْشَرِيّ ، ( مُحَدِّثُون ) .
( وذُو مِخْمَر ) ، كمِنْبَر ، ( أَو ) هو ( مِخْبَر ) ، بالبَاءِ المُوَحَّدة ، ( ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ ) مَلِك الحَبَشَة ، ( خَدَم النّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، حَدِيثُه عند الدِّمَشْقِيِّين ، وكان الأَوزاعِيُّ يقول : هو بالمِيمِ لا غَيْر .
( وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ : ع بِتِهَامَةَ ) ، نقله الصّغانِيّ .
____________________

(11/216)



( وذُو الخِمَار ) : لَقَبُ ( عَوْف بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ ) سَمَاعَة ( ذِي الرُّمْحَيْن ) ، وإِنَّمَا لُقِّب به ( لأَنَّه قاتَلَ في خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ ) في ( كَثِيرِينَ ، فإِذا سُئِلَ واحِدٌ : مَنْ طَعَنَكَ ؟ قال : ذُو الخِمَار ) .
( و ) ذُو الخِمَار : ( فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ ) الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم . قال جَرِير
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب
والحَنْتَفَيْنِ لِليْلَةِ البَلْبَالِ
( و ) ذو الخِمَار : ( فَرَسُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام ) القُرَشِيّ ، شَهِدَ عليه ( يَوْمَ الجَمَل ) ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الشِّعر .
( و ) من المَجَازِ : ( المُخَامَرَةُ : الإِقَامَةُ ولُزومُ المَكَانِ ) . وخَامَرَ الرَّجل بَيْتَه وخَمَّرَه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْه ، وكذالك خَامَرَ المَكَانَ ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ في دَعَهْ
( و ) قال ابنُ الأَعرابِيّ : المُخَامَرَة : ( أَنْ تَبِيعَ حُرَّا على أَنَّه عَبْدٌ ) . وبه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِّدِنَا مُعَاذِ الآتِي ذِكْرُه .
( و ) المُخَامَرَةُ : ( المُقَارَبَة والمُخَالَطَة ) . يقال : خَامَرَ الشَّيْءَ ، إِذا قارَبَه وخالَطَه . قال ذُو الرُّمَّة :
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ
منها علَى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ
وهو بالمَعْنَى الثَّانِي مَجَازٌ ومُكَرَّر .
قال شَمِرٌ : والمُخَامِرٌ : المُخَالِطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ ، إِذا خَالَطَه ، وأَنْشَد :
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو
مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْ
ونَحْوَ ذالِكَ قَالَ اللّيثُ في خامَرَه الدَّاءُ ، إِذا خَالَطَ جَوْفَه .
( و ) المُخَامَرَةُ : ( الاسْتِتَارُ ومِنْه ) المَثَل : ( ( خَامِرِي أُمَّ عَامِرٍ ) وهِي الضَّبُعُ ) ، أَي اسْتَتِرِي
____________________

(11/217)


( ويُقَال : ( خَامِرِي حَضَاجِر ، أَتَاكِ ما تُحَاذِر ) . هاكَذَا وَجَدْنَاه ) . وبَسَطه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال ، والزَّمَخ 2 رِيُّ في المُسْتَقْصَى ، وابْنُ أَبِي الحَدِيد في شَرْحِ نِهْج البَلاَغَة ، وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ في زهر الأكَم . ( والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين ، بإِثْبَاتِهَا ) ، والمَشْهُور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف .
( واستَخْمَرَه : استَعْبَدَه ) ، بِلُغَةِ اليَمَنِ . هاكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ ( مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فله ما قَصَرَ في بَيْته ) . يقول : أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهِم . فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هاؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه في خِدْمَتِه حتى جاءَ الإِسْلام وهو عنده عَبْدٌ فَهُوَ لَه . نَقَلَه أَبُو عُبَيْد . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً في الجاهِليَّة ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه في بَيْتِه ، لا يَخْرُجُ مِن يَدِه . قال : وهاذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا في أَيْدِيهم .
( والمُسْتَخْمِرِ : الشِّرِّيبُ ) للخَمْرِ دائماً ، كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى .
( وتَخْمُرُ ، كتَنْصُر ) مُضارِع نَصَر : ( من أَعْلامِهِنّ ) ، أَبي النِّسَاءِ .
( و ) يُقَال : ( ما هُو بِخَلَ ولا خَمْرٍ ) ، أَي ( لا خَيْرَ عنْدَه ولا شَرَّ ) . وفي التَّهْذِيب : لا خَيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْدَهُ . ويُقَالُ أَيْضاً : ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ .
( وباخَمْرَى كسَكْرَى : ة ) : قَرْية بالبَادِيَة ( قُرْبَ الكُوفَةِ ، بها قَبْرُ ) الإِمَامِ الشَّهِيدِ أَبِي الحَسَن ( إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ ) المَحْضِ ( بْنِ الحَسَن ) المُثَنَّى ( بْنِ الحَسَن ) السَّبْطِ الشَّهِيدِ ( ابْنِ عَلِيِّ ) بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم . خَرَجَ بالبَصْرَة في سنة 145 وبايَعَه وُجُوهُ النَّاسِ . وتَلَقَّب بأَمِير المُؤْمِنين . فَقلِقَ لذالك أَبُو
____________________

(11/218)


جَعْفَر المَنْصُورُ ، فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى بنَ مُوسَى لقِتَاله ، فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ ، وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر ، وكان ذالك لخَمْس بَين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثمان وأَرْبَعِين ، كما حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة ، ولَيْسَ له عَقِبٌ إِلاَّ مِن ابْنه الحَسَن ، وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هاذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع .
( وخُمْرانُ ، بالضَّمّ : نَاحِيَةٌ بخُرَاسَانَ ) . وفي كُتُب السَّيَرِ : فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وما حَوْلَها : طُوس ، وأَبِيوَرْد ، ونَسَا ، وخُمْرانَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذالِك في سنة 31 .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رَجُل خَمِرق ككَتِفٍ : خامَرَه دَاءٌ . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه على النَّسَبِ ، قال امْرُؤُ القَيْس :
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍ و كَأَنِّي خَمِرْ
ويَعْدُو علَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ ، أَي مُخَامَرٌ . قال : وهاكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ .
وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ : يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ .
والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ ، تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِىءِ القَيْس :
أُحارُ بْنَ عَمْرٍ و فُؤادِي خَمْرِ
ورجُلٌ مَخْمُور : بِه خُمَارٌ ، وخَمِرٌ كذالك ، وقد خُمِرَ خَمْراً ، ورجلٌ مُخَمَّر ، كمَخْمُور . وتَخَمَّرَ بالخَمْر : تَكَسَّرَ به .
وخُمْرَةُ اللَّبَنِ : رَوْبَتُه التي تَصُبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤْوباً .
وقال شَمِرٌ : الخَمِيرُ : الخُبْزُ في قوله :
ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها
____________________

(11/219)



أَي خُبْزُها الَّذِي خُمِّر عَجِينُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه . وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ في أَطْعِمَة خَمْرَى . ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِهَا قال : فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا ، أَي طابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور .
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الخِمْرَة : الاسْتِخْفَاءُ . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة
أَو حِسْبَةٍ تَنْفعَ مَنْ يَعْتَبِرْ
وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِرًّا ، أَي باحَ به . واجْعَلْه في سِرِّ خَمِيرِك ، أَي اكْتُمْه ، وهو مَجاز .
وفي حَدِيث أَبي إِدْريسَ الخَوْلاَنِيّ قَال : ( دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا ) ، أَي أَوْفَرُ .
والخَمَرُ ، مُحَرَّكَةً : وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب . وقَوْلُ طَرَفَة .
سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمَ فأَبْتَغِي
به جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ
قال ابنُ سِيدَه : معناه إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ ، ويُرْوَى يُخَلُّوا ، فَعَلَى هاذَا ، الخَمَرُ هنا : الشَّجَرُ بعَيْنه ، أَي إِن لم يُخَلُّوا لِيَ الشَّجَر أَرعَاها بِإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَمًّا ، ويُروَى : سأَحْلُب عَيْساً ، وهو ( ماءُ ) الفَحْل ويزعُمُون أَنّه سَمٌّ .
ومُخَمَّر ، كمُعَظَّم : مَاءٌ لبَنِي قُشَيْر
ومِخْمَر ، كمِنْبَرٍ : وَادٍ في دِيَارِ كِلاَبٍ .
وخُمَيْرَةُ ، كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ شَيْطَانِ بْن مُدْلِج الجُشَميّ .
وفي الحَدِيث : ( مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم ) . قال ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى ، لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون ما عَلَيْهم من الخَراج والكُلَف والأَثْقَالِ . قال : وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى .
وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة ( أَنَّه كان يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار ) أَرادَت بالخِمَارِ العِمَامَة لأَن الرُّجُلَ يُغَطِّي بها
____________________

(11/220)


رَأْسَه ، كَمَا أَنَّ المَرْأَة تُغَطِّيه بِخِمَارِهَا ؛ وذالِكَ إِذا كَان قد اعْتمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فلا يَسْتَطِيع نَزْعَها في كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ ، غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثم يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيَعاب .
وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه .
وابن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ : صَحَابِيّ .
وأَبُو خَمِيرَةَ من كُنَاهم .
وخُمْرَةُ بالضَّمّ : امرأَةٌ كَانَت في زَمَنِ الوَزِير المُهَلِّبيّ ، هَجَاها ابنُ سُكَّرَة ، وله فيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان .
ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ ، لَهُ صُحْبَة ويقال ابنُ هَمَّار . وذكره المصنِّف في ( ه ب ر ) . و ( ه م ر ) تبعاً للصّاغَانِيّ ولم يَذْكُره هنا ، وهاذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فيه .
وكغُرَابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وهو خُمَارَوَيْه . وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خَمَارٍ ، كتب عنه السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسْلِم بن خِمَارٍ الخِمَاريّ بالكسر : مُقْرِىءٌ مَشْهُور . وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ . وأَبُو البَرَكَات إِبراهِيمُ بنُ أَحْمَد بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمَارِيّ ، بالضم : مُحَدِّث ، وابنُه أَبُو نُعَيم محمّد ، ثِقةٌ حَدَّثَ بمُسَند مُسدّد ، عن أَحْمَد بن المُظَفَّر .
وبِفَتْح فَسُكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مسْعُودٍ ، وقيل فيه بالتَّصْغِير .
وبِفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مَالِك الحِمْيَرِيّ . وفي كِنْدَة : خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بنِ رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ ، مُحَرَّكَةً ، منهم أَبو شَمِرِ ابن خَمرٍ ، شريفٌ شاعر في الجاهِلِيَّة والإِسْلام ، وَهُو القَائِل :
الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَر
وهم رَهْط أَبِي زُرَارَة ، ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ .
ومنهم الصباح بن سَوادَة بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ .
____________________

(11/221)



وفي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكِيلِ ابن جُشَم بن خَيْرَانَ بن نَوْف ، وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمّد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدَانِيّ الخَمَرِيّ .
والأُخْمور : بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر ، منهم زَيْدُ بْنُ شُعَيْب بْنِ كُلَيْب الأُخْمُورِيّ المِصْرِيّ .
ويقال فيه الخَامِريّ أَيضاً .
وخَمِيرَوَيه . جَدُّ أَبِي الفَضْل محمّد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد ، هَرَوِيّ ثِقَةٌ .
والخُمْرِيّ ، بضمّ فسكون ، إِلَى الخُمْرَة ، وهي المِقْنَعة ، نُسِب إِلَيْه مَنْصُور بْنُ دِينَار ، وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُرْجَانِيّ ، ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ ، وزَيْدُ بْنُ مُوسَى ، الخُمْرِيُّون ، محَدَّثُون .
وخَمِرٌ ككَتِف : مَوْضِع باليَمَنِ به مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَلَيّ ابن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ ، ذكَره ابنُ أَبِي الرِّجال في تَارِيخه ، واختُلِف في القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر . فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير . وحَكَى الأَمِيرُ فيه التَّشْدِيدَ .
خمجر : ( الخمجر ، كجَعْفَر وعُلَبِطٍ وعُلاَبِط ، والخَمْجَرِيرُ ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو ( المَاءُ المِلْحُ ) جِدًّا . قال :
لو كُنتَ مَاءً كنْت خَمْجِريرَا
أَو كُنتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا
أَو كُنْتَ مُخًّا كُنْتَ مُخًّا رِيرَا
( أَو ) هو ( الَّذِي لا يَبْلُغُ ) أَنْ يَكُونَ ( الأُجَاجَ و ) ، قيل : هو الذي ( تَشْرَبُه الدَّوَابُّ ) ولا يَشْرَبُه النًّسُ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : ربما قَتَلَ الدَّابَّةَ ولا سِيَّمَا إِن اعْتَادَت العَذْبَ .
( أَو الخَمْجَرِيرُ ) هو المَاءُ ( المُرُّ ) ، عن ابنُ دُرَيْد ، وزاد غَيرهُ : الثَّقِيل .
( و ) يقال : ( بَيْنَهُم خَمْجَرِيرَةٌ ) ، أَي
____________________

(11/222)


( تَهْوِيشٌ ) ، ونَصُّ التَّكْمِلَة : بينَهُم خَمْجَرِيرٌ .
خمشتر : ( الخَمْشَتَر كغَضَنْفَر ) ، والشِّينُ مُعْجَمَة ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ ، والجَماعةُ ، وَهُو ( الرَّجُلُ اللَّئيم ) الدَّنِيءُ الخَسِيسُ .
خمطر : ( ماءٌ خَمْطَرِيرٌ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ .
وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( كخَمْجَرِيرٍ وَزْناً ومَعْنًى ) ، أَي مُرُّ ثَقِيلٌ . وفي بَعْضِ النُّسَخ لَفْظاً ومَعْنًى .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
خمقر
الخَمْقَرِيّ ، بالفَتْح : نِسْبة إِلى خَمْس قُرًى ، وهي : بَنْج دِيه . منها أَبُو المَحَاسَن عَبْدُ الله بنُ سَعْد الخَمْقَرِيّ ، من المشهورِين بالفَضْل .
خنتر : ( الخِنْتَارُ ، بالكَسْر ، والخُنْتُورُ ، بالضَّمِّ ) أَهمله الجَوْهَرِي ، وقال الأُمَوِيُّ : الْخِنْتَار . وقال أَبو عَمرٍ و : الخُنْتُورُ هو ( الجُوعُ الشَّدِيدُ ) . يقال : جُوعٌ خِنْتَارٌ ، أَي شَدِيدٌ ، وكذالِك خُنْتُورٌ . ووَقَعَ في مُسوَدَّةِ اللِّسَان ، خيتور : باليَاءِ ، وهو غَلَط .
خنثر : ( الخَنَثِر ، بفَتْحَتَيْن وكَسْرِ الثاءِ ) المُثَلَّثَةِ ، الأَخِيرَة عن كُراع : ( الشَّيْءُ الحَقِيرُ الخَسِيسُ يَبْقَى مِنْ مَتَاعِ القوْمِ ) في الدّار ( إِذا تَحَمَّلُوا ، كالخَنْثَرِ ) ، كجعْفَر ، ( والخِنْثِرِ ) ، كزِبْرِج ، ( والخُنْثُرِ ) ، كهُدْهُد .
( والخَنَاثِيرُ : الدَّوَاهِي ) كالخَنَاسِيرِ ، بالسّين . كلاهما عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وقرأْتُ في كِتَاب الأَمثالِ لأَبي محمّد العُكْبَريّ في حَرْفِ
____________________

(11/223)


الميم في قَوْلهم : ( ما اسْتَتَر مَنْ قاد الجَمَل ) . وأَنشد للقُلاَخ :
أَنا القُلاَخُ بنُ جَنابِ بْنِ جَلاَ
أَخُو خَنَاثِيرَ أَقُودُ الجَمَلا
قال : أَ أَنَا ظَاهِرٌ غَيْرُ خَفِيَ . والخَنَاثِيرُ : الدَّوَاهِي .
( و ) قال ابنُ الأَعْرَابِيّ في موضع آخَرَ : الخَنَاثِيرُ : ( قُمَاشُ البَيْتِ ) .
( وَخَنْثَرٌ ) ، كجَعْفَرَ ، ( في نَسَبِ تَمِيم ) ، ضَبَطَه الحَافِظِ بالحَاءِ المُهْمَلَة . ( وفي أَسَدِ خُزَيْمَة ) ، ضَبَطَه الحَافِظُ بالمُهْمَلَة ، ( وفي قَيْسِ عَيْلاَنَ ) ، ضَبَطه الحافِظ بالمُهْمَلَة .
( وعَمْرُو بْنُ خَنْثَرٍ من أَبْطَال الجَاهِلِيَّة ) ، وهو ( جَدُّ أُمِّ المُؤْمِنِين خَدِيجَةَ ) ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ ( لأُمِّهَا ) ، رَضِي اللَّهُ عنها ، وفيه الوَجْهَان ، ذَكَرَهُما الحَافِظ .
وفاته :
خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكِلاَبيّ ، فارِسٌ جاهِلِيٌّ من وَلَدِهِ مَنْظُورُ بْنُ رَوَاحَةَ الشَّاعِر ، وقد قِيل فيه بالإِهْمَال أَيضاً .
خنجر : ( الخَنْجَر ، كجَعْفَرٍ : السِّكِّين ) وقيلَ إِنَّ نُونَه زائِدَةٌ ، وإِن وَزْنَه فنْعَلٌ ، ومَالَ إِليه بَعْضُ الصَّرْفِيِّين ، ( أَو العَظصِيمَةُ مِنْهَا ) ، هاكذا بتَأْنِيث الضِّمِير في أُصُولِ القَامُوس كُلِّهَا ، أَي السِّكِّين باعْتِبَار أَنَّه جَمْعٌ واحِدُه سِكِّينةٌ ، فَأَرَادَ أَوَّلاً مُفْرَداً ، وأَعَادَ عليه الجَمْع ، فهو كالاستِخْدَام ، قالَه شَيْخُنَا . ( وتُكْسَر خَاؤُه ) ، أَي مع بَقاءِ فَتْح ثالِثِ الكلمة ، فيكون كدِرْهَمٍ . ويُسْتَدْرَك على بحْرَق في شَرْح لامِيَّة الأَفْعَال فإِنَّه قَالَ فيه : لم يُعْرَف فِعْلَل اسْماً إِلاَّ دِرْهَم ، وزاد في المِصْبَاح لُغَةً ثَالِثَة وهِي كزِبْرِج ومن مَسائِل الكِتَاب : المَرْءُ مَقْتُول بِمَا قَتَل بهِ ، إِنْ خَنْجَراً فَخَنْجَرٌ وإِنْ سَيْفاً فسَيْفٌ .
( و ) الخَنْجَرُ ( النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ ) اللَّبَنِ ( كالخَنْجَرَة ) ، بالهَاءِ ، ( والخُنْجُورَةِ ) ، بالضَّمّ ، والجَمْعُ الخَنَاجِرُ ، وقال
____________________

(11/224)


الأَصْمَعِيّ : الخُنْجُورُ ، واللُّهْمُوم والرُّهْشُوش : الغَزِيرَةُ اللَّبَن من الإِبِل .
( ورَجلٌ خَنْجِريُّ اللِّحْيَةِ ) ، أَي ( قَبِيحُهَا ) ، على التَّشْبِيه ، نَقَلَه الصَّغانِيّ عن الفَرَّاءِ . والعَّامَة تَقُول مُخَنْجَرَة .
( والخَنْجَرِيرُ ) : المَاءُ المُرُّ الثَّقِيلُ ، وقيل هو الْمِلْح جِدًّا مثْل ( الخَمْجَرِير ) .
( و ) يقال ( نَاقَةٌ خُنْجُورَةٌ ) ، بالضَّمِّ ، أَي ( ضَخْمَةٌ ) .
والخَنْجَرُ اسمُ رَجُلٍ ، هو الخَنْجَرُ بنُ صَخْرٍ الأَسَدِيّ .
خنر : ( الخَانِرُ : الصَّدِيقُ المُصَافِي ) ، عن أَبي العَبَّاس ، ( ج خُنُرٌ ) ، بِضَمَّتَيْن ، هاكَذَا هو مَضْبُوط في النُّسَخ ، والصَّوَاب خُنَّرٌ ، مِثَال رُكَّع . يقال : فلانٌ لَيْسَ من خُنَّرِي ، أَي لَيْسَ من أَصْفِيائي .
( والخَنَوَّرُ ) ، بفتح الخَاءِ والنُّونِ وتَشْدِيدِ الوَاوِ ، ( كَعَذَوَّرٍ ) ، ولو قال كعَمَلَّس كانَ أَحسَنَ لشُهْرَته ، ( و ) الخَنُّور ، مثْل ( تَنُّورٍ : قَصَبُ النُّشَّابِ ) . أَنشد أَبُو حَنِيفَة :
يَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذِي الْ
آذانِ في القَصَب الخَنَوَّرْ
( و ) قِيل : ( كُلُّ شَجَرَةٍ رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ ) فهي خَنَوَّرَة . قال أَبو حَنِيفَة : فلذالِك قِيلَ لقَصَبِ النُّشَّابِ خَنَوَّرٌ . ( والنَّعْمَةُ الظاهِرَةُ ) .
( و ) الخِنَّوْر ، ( كعِلَّوْص ) ، أَي على مِثَالِ بِلَّوْرٍ ، ( وعَذَوَّرٍ : الدُّنْيا ) ، كأُمّ خَنُّورٍ . قال عَبْدُ المَلِك بْنُ مَرْوَان : وفي رِوَايَة أُخْرَ سُلَيْمَان بْن عَبْد المَلِك :
وَطِئْنا أُمَّ خَنُّورٍ بِقُوَّة
فما مَضَت جُمْعَةٌ حتّى مَاتَ .
( وإِسماعِيلُ بْنُ إِبراهِيمَ بْنِ خُنَّرَةَ ، كسُكَّرَةٍ ، مُحَدِّثٌ صَنْعَانِيٌّ ) ، رَوَى عَنْه عُبَيْد بن محمّد الكِشْوَرِيّ .
( وأُمُّ خَنُّور ) ، كتَنُّور ، ( وخِنَّوْر ) ، كبِلَّوْر : ( الضَّبُعُ ) ؛ وقيل : كُنْيَتُه ،
____________________

(11/225)


وقيل هِي أُمُّ حِنَّوْر كبِلَّوْر ، عن أَبِي رِيَاش ، والذي في الجَمْهَرَة لابْنِ دُرَيْد الخِنَّوْر ، والخَنُّور مثال التَّنُور ، بالرَّاءِ والزَّاي : الضَّبُعُ . فتَأَمَّلْه مع سِيَاق المُصَنِّف . ( و ) أُمُّ خِنَّوْرٍ وخَنُّورٍ : ( البَقَرَةُ ) ، عن أَبِي رِياش أَيضاً ، ( و ) قيل : ( الدَّاهِيَةُ ) ، يقال : وَقَعَ القلأْمُ في أُمِّ خِنَّوْر ، أَي في دَاهِيَة . ( و ) الخَنُّورُ ( النِّعْمَةُ ) الظاهِرَةُ ، وقيل : الكَثِيرة ، ( ضِدُّ ) ، وفيه تَأَمُّلإِذْ لا مُنَاسَة بين النِّعْمَة والدَّاهِيَة ، وإِنَّمَا هو بِحَسَب المقَامَات والعَوَارِض ، كما لا يَخْفَى .
( و ) أُمُّ خَنُّور : ( مِصْرُ ) ، صانَهَا اللَّهُ تَعَالى ، قال كُراع : لكْثرَةِ خَيْرها ونِعْمَتِهَا ، ( ومنه الحَدِيثُ ) الذي رَوَاه أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيّ في كِتَاب النَّبات ( ( أُمُّ خَنُّور يُسَاقُ إِلَيْهَا القِصَارُ الأَعْمَارِ ) ) . قال أَبو مَنْصُور وفي خَنُّور ثَلاثُ لُغاتٍ . قلت : وقد صَرَّحَ البَكْريّ وعَدَّه من أَسْمَاءِ مِصْر ، وكذا المقْرِيزِيّ في الخِطَط . وقرأْتُ في بَعْضِ تَوارِيخ مِصْرَ مَا نَصُّه : وإِنَّمَا سُمِّيَت مِصْرُ بأُمِّ خَنُّورٍ لِمَا فيها من الخَيْرَات التي لا تُوجَد في غَيْرها ، وساكِنُهَا لا يَخْلُو من خَيْرٍ يَدِرّ عَلَيْه فِيهَا ، فَكَأَنَّها البَقَرَةُ الحَلُوبُ النَّافِعَة ، ويل غَيْرُ ذالك ، وهو كَلاَمٌ حَسَنٌ ، وعلى هاذا فَيَكُون مَجَازاً . ويمكن أَنْ يَكلأن تَسْمِيَتُهَا بِه بِمَعْنَى الدُّنْيَا ، وقد سُمِّيَتْ بأُمِّ الدُّنْيَا أَيضاً . ويقال : وَقَعُوا في أُمِّ خَنُّورٍ ، إِذا وَقَعُوا في خِصْب ولِينٍ من العَيْش .
( و ) من ذالك أَيضاً تَسْمِيَةُ ( البَصْرة ) بأُمِّ خَنُّورٍ ، لكَحرَةَ أَشْجَارها ونَخِيلِها وخِصْبِ عَيْشِهَا .
( و ) أُمّ خَنُّور : ( الاسْتُ ) . وشَكَّ أَبُو حاتم في شَدِّ النُّون . وقال أَبُو سَهْل : هِي أُمُّ خِنَّوْر كبِلَّوْر . وقال ابن خَالَوَيْه : هي اسْمٌ لاسْتِ الكَلْبَة .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
أُمُّ خَنُّور : الصّحارى ، وبه فَسَّر بَعْضٌ قولَهم : وَقعَوا في أُمِّ خَنُّورٍ .
خنزر : ( الخَنْزَرَةُ ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هنا ،
____________________

(11/226)


وأُوردَه في تَرْكِيبِ ( خ ز ر ) وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الغِلَظُ ) قال : ومنه اشْتِقَاق الخِنْزير ، على رَأْيٍ .
( و ) الخَنْزَرَة : ( فَأْسٌ ) غَلِيظَةٌ ( عَظِيمَةٌ تُكْسَر بِهَا الحِجَارَةُ ) ، أَورده في تَرْكِيب ( خ ز ر ) .
( ودَارَةُ خَنْزَرٍ ) ، كجَعْفَر : مَوْضع ، عن كُرَاع . وفي التَّهْذِيب : خَنْزَر من غَيْر ذِكْر دارَة ، قال الجَعْدِيّ :
أَلمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً
طُرُوقاً وأَصْحابِي بِدَارَةِ خَنْزَرِ
( والخَنْزَرَتَيْن : مِنْ دَارَاتِهِم ) وقد تَقَدَّم في خَزَر .
وخَنْزَرَةُ مَوْضعٌ ، أَنشد سِبيَوَيْه :
أَنْعَتُ عَيْراً من حَمِيرِ خَنْزَرَهْ
( والخِنْزِيرُ ) : حَيوان مَعْرُوف ، وقد ذُكِرَ ( في خ ز ر ) ، وأَعادَه هُنا على رَأْي مَنْ يَقُول : إِنُّ النُّونَ في ثَاٌّ يه الكَلِمَة لا تُزادُ إِلاّ بِثَبتٍ ، وقد تَقَدَّم الكَلاَمُ عَلَيْه .
بَقِيَ عَلَيْه مما لم نَسْتَدْرِك في ( خ ز ر ) .
خَنْزَرَ : فَعَلَ فِعْلَ الخِنْزِيرِ .
وخَنْزَرَ : نَظَرَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِه .
وخَنْزَرُ بنُ الأَرْقَمِ اسْمُه الحَلال هو ابنُ عَمّ الرَّاعِي يَتَهَاجَيَانِ . وزَعَمُوا أَن الرَّاعِيَ هو الذي سمّاه خَنْزَراً وهو أَحَدُ بَنِي بَدْرِ بْنِ عبدِ الله بن ربيعة بن الحارث بن نُمَيْرٌ ، والرَّاعي من بني قَطَنِ بْنِ رَبِيعَة ، ومُنَاظَرتُهما في الحَمَاسَة .
وأَبُو بَكْرٍ أَحمَدُ وأَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ ، ابنا مُحَمَّد بن إِبراهيم بن جَعْفَر الكِنْدِيّ الصّيْرَفيّ ، الخَنَازِيرِيّانِ ، مُحَدِّثانِ .
ومُنْيَةُ الخَنَازِير ، قَرْية بمِصْر ، وكَفْر الخَنَازِير ، أُخْرَى بها .

____________________

(11/227)


خنسر : ( الخِنْسِرُ بالكَسْر : اللِّئِيم ، و ) الخِنْسِرُ : ( الدَّاهِيَةُ ، والخَنَاسِيرُ : الهَلاكُ ) وأَنشد ابنُ السِّكِّيت :
إِذا مَا نُتِجْنَا أَرْبعاً عامَ كَُفْأَةٍ
بَغَاهَا خَنَاسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبعاً
وقد تقدّم .
( و ) الخَنَاسِيرُ : ( ضِعَافُ النَّاسِ ) وصِغَارُهم . ويقال : هُمُ الخَنَاسِر .
( و ) الخَنَاسِيرُ : ( أَبْوالُ الوُعُول عَلَى الكَلَإِ والشَّجَر ) .
( والخَنَاسِرَة : أَهْلُ الجَبَّانَة ) لضَعْفِهِم .
( ورجُل خَنْسَرٌ وخَنْسَرِيٌّ ، بفَتْحِهِما ) أَي ( في مَوْضِعِ الخُسْرَانِ ، ج خَناسِرَةٌ ) ، وقد تقدَّم . وقال ابنُ الأَعْرابيّ : الخَنَاسِيرُ : الدَّوَاهِي ، كالخناثير ، وقيل الخَنَاسير : الغَدْرُ واللُّؤْم ، ومنه قَوْل الشَّاعِر :
فإِنَّك لو أَشْبَهْت عَمِّي حَمَلْتَنِي
ولاكِنَّه قد أَدْرَكَتْك الخَنَاسِر
أَي أَدْرَكَتْك مَلائِمُ أُمِّك .
خنشفر : ( الخَنْشَفِير ، كقَنْدَفِير ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّغانِيّ : أُمُّ خَنْشَفِيرٍ : ( الدَّاهِيَةُ ) ، والوَزْن به غَرِيب ، ولو قال كزَنْجَبِيل كان أَوْلَى وأَقْرَبَ للتَّفْهِيم ، كما هو ظَاهِرٌ . وهاذه اللَّفْظَة قَرِيبَةَ من لفْظَةِ الخِنْفِشَار ، بالكسر ، وهي مُوَلَّدة اتّفاقاً ، استُعُمِل الآن في التَّعَاظُم ، ولها قِصَّة عَجِبَة ذكرَهَا المَقَّرِيّ في نَفْح الطِّيب ، وأَنْشَد الشِّعْر الذي صَنَعه المُوَلّدُ بَدِيهَةً على قَوْلِه حِين سُئِل عنها فَقَال إِنَّهَا نَبْتُ يُعْقَد به اللَّبَن وقال :
لقد عُقِدَتْ مَحَبَّتُكُم بقَلْبِي
كَمَا عَقَدَ الحَلِيبَ الخِنْفِشَارُ
____________________

(11/228)



فتعَجَّبوا من بَدِيهَته ، وقد نُسِب ذلك إلى أَبي العَلاءِ صَاعد اللُّغَويّ صاحِبِ الفُصُوص ، وقيل الزَّمَخْشَرِيّ ، والأَوَّلُ أَقْرب .
واستَدْرَك شَيْخُنا :
خشنشار الواقع في قَوْل أَبِي نُواس :
كأَنَّهَا مُطْعَمَةٌ فَاتَهَا
بين البَسَاتِينِ خشنشار
قال شارِحُ دِيوَانِه : هو من طُيُور الماءِ ، وهو قَنصُ العُقَابِ ، ونَقَله الخَفَاجِيّ في شِفَاءِ الغَليل .
خنصر : ( الخِنْصَِر ) ، كزِبْرِج ( وتُفْتَحُ الصَّادُ ) ، أَي مع بَقَاءِ كَسْرِ الأَوَّل فيَصِير من نظائر دِرْهَم ، ويُسْتَدْرَك به على بِحْرَق شارِحِ الَّلامِيَّة ، كما تَقَدَّمت الإِشارة إِليه : ( الأَصْبَع الصُّغْرَى أَو الوُسْطَى ) هاكذا ذكرهما في كتاب سِيبَوَيْه ، كما نَقَلَه عنه صاحِبُ اللِّسَان ، فَقَوْل شَيْخِنَا : وإِطْلاقُه على الوُسْطَى قَوْلٌ غير معْرُوف ، ولا يُوجَد في دِيوَان مأْلُوف ، مَحَلُّ تَأَمُّل ( مُؤَنَّثٌ ) ، والجَمْعُ خَنَاصِرُ . قال سِيبَوَيْه : ولا يُجمَع بالأَلِف والتَّاءِ ، اسْتِغْنَاءً بالتَّكْسِير . ولها نَظَائِرُ نحو فِرْسِنِ وفَرَاسِنُ وعَكْسُهَا كثير . وحَكَى اللِّحْيَانيّ : إِنّه لعَظِيم الخَنَاصِر ، وإِنَّهَا لعَظِيمَةُ الخَنَاصِرِ ، كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منه خِنْصِراً ، ثم جُمِع على هاذا ، وأَنْشَد :
فشَلَّت يَمِينِي يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ
وشَلَّ بَنَانَاها وشَلَّ الخَنَاصِرُ
ويقال : بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ ، أَي تْبدَأُ بِهِ إِذا ذُكِرَ أَشْكَالُه . وأَنْشَدَنَا شيخُنَا قال : أَنْشَدَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ المسناويّ :
وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدت أَبْطَالُهَا
عَدُّوهُ في أَبْطَالِهِم بالخِنْصَِرِ
قال : أَي أَوّل شيءٍ يَعُدُّونه .
____________________

(11/229)



( وَخُنَاصِرَةُ ، بالضَّمِّ : د ، بالشَّام من عَمَلِ حَلَبَ ) ، وقيل : من أَرض حِمْصَ ، ( سُمِّيَتْ ) ، هاكَذَا في النّسَخ ، والصَّوَعاب : سُمِّيَ ( بخُنَاصِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الحَارِث ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصَّوابُ : عَمْرو بنُ الحَارِث بنِ كَعْب ابن الوغا بن عَمْرو بْنِ عَبْدِوُدّبنِ عَوْف ابن كِنَانَة ( كذَا ذكره ابن ) الكَلْبِيّ . قيل هو خليفَةُ إِبراهيم الأَثْرَم صاحِبِ الفِيل ، خَلَفَه باليَمَن بصَنْعَاءَ ، إِذ سار كسرى أَنو شرْوانَ ، وقيل : بَناهَا أَبو شَمِرِ بنُ جَبَلَة بن الحَارِث ، قاله السّمْعَانِيّ .
قلت : وبها مَرِض عُمَرُ بنُ عَبْد العزيز ، ومات بدَيْرِ سِمْعَان ، ( وجَمَعَها جِرَانُ العَوْدِ ) الشاعر اعْتِبَاراً ( بِمَا حَوْلَها ) ، فقال :
نَظَرْتُ وصُحْبَتي بخُنَاصِرَاتٍ
( وخِنْصِرَانُ ) ، بالكَسْر ، ( عَلَمٌ ) .
خنطر : ( الخِنْطِيرُ ، كقِنْديل ) هاكذا بالطَّاءِ المُهْمَلَة بعد النُّون ومِثْلُه في التَّكْمِلَة . والَّذي في اللِّسَان وغَيره بالظَّاءِ المُشَالة والأَوَّل الصَّواب ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال اللِّحْيَانيّ : ( هي العَجُوزُ المُسْتَرْخِيَةُ الجُفُونِ ولَحْمِ الوَجْه ) . أَعاذَنَا الله مِنْهَا .
خنفر : ( خُنَافِر ، كعُلاَبِط ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الصَّغَانِيّ : هو اسم ( رَجُل ) كاهِنٍ ، هو خَنَافِر بنُ التَّوْأَم الحِمْيَريّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
خَنْفَرٌ من الأَعلام . ومُحَمَّد بنُ عَلِيّ بْنِ خَنْفَرٍ الأَسَدِيّ ، حَدَّثَ بدِمَشق عن القاضي أَبِي المَعَالي القُرَشِيّ ، وعنه الحَافِظ أَيضاً .
____________________

(11/230)



وخَنْفَرٌ : لَقَبُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّد ابنِ عَبْدِ الله الواسِطِيّ الوكيل ، سمع منوجهرَ بنَ ترْكانْشاه ، توفِّيَ سنةَ 619 .
وخَنْفَرُ : قَريةٌ باليمنِ ، عن الصغانيّ .
قلْتُ : وهي من أَكْبر قُرَى وادِي أَبْينَ ، وقد بَنَى فيها الأَتابِك مَسْجِداً عَظِمياً ، وبِهَا أَوْلاَدُ مُحَمَّد بنِ مُباركٍ البركانيّ خُفَراءُ الحاجّ .
خور : ( *!الخُوَارُ بالضَّمّ : مِنْ صَوْتِ البَقر والغَنَمِ والظِّبَاءِ والسِّهَام ) ، وقد *!خَار *!يَخُور *!خُوَاراً : صَاحَ ، قاله ابنُ سِيدَه . وقال اللَّيْثُ : الُوَارُ : صَوْتُ الثَّوْرِ ، وما اشْتَدَّ من صَوْتِ البَقَرَةِ والعِجْل . وفي الكِتَاب العَزيز { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ *!خُوَارٌ } ( طه : 88 ) . وفي حَدِيث مَقْتَل أُبَيّ بنِ خَلَف : ( *!فخَرَّ يَخُورُ كما يَخُور الثَّورُ ) .
وفي مُفْرَدَاتِ الرّاغِب : الخُوَارُ في الأَصل : صِياحُ البَقَرِ فَقَط ، ثمّ تَوَسَّعُوا فيه فأَطْلَقُوه على صِياحِ جَمِيعِ البَهَائِمَ .
وقولُ شيخنا : واسْتِعْمَاله في غَيْر البقرِ مَعْرُوف ، مُنَاقَش يه ، فقد قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ في خُلأعارِ السِّهَام :
*!يَخُرْنَ إِذا أُنْفِزْن في سَاقِط النَّدَى
وإِنْ كانَ يوماً ذَا أَهَاضِيبَ مُخْضِلاَ
خُوارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَةِ الشَّوَى
وأَطْلائِها صادَفْن عِرْنَانَ مُبْقِلاَ
يقول : إِذا أُنْفِزَت السِّهَامُ *!خَارَت خُوَارَ هاذِه الوَحْشِ المَطَافِيلِ التي تَثْغُو إِلى أَطْلائِهَا وقد أَنْشَطَهَا المَرْعَى المُخْضِبُ ، فأَصْوَاتُ هاذِهِ النِّبالِ كأَصْوَاتِ تِلْك الوُحُوشِ ذَوَاتِ الأَطْفَالِ وإِن أُنْفِزَت في يَومِ مَطَرٍ مُخْضِل . أَي فلِهاذِه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجْلِ إِحْكامِ الصَّنْعَةِ وكَرَمِ العِيدَانِ :
( *!والخَوْرُ ) مِثْل الغَوْر : ( المُنْخَفِضُ ) المُطْمَئِنُّ ( مِن الأَرْضِ ) بين النَّشْزَيْن .
____________________

(11/231)



( و ) الخَوْرُ : ( الخَلِيجُ من البحْر . و ) قيل : ( مَصبُّ المَاءِ في البَحْرِ ) ، وقيل : هو مَصَبُّ المياهِ الجَارِيةِ في البَحْر إِذا اتَّسَعَ وعَرُضَ .
وقال شَمِرٌ : الخوْرُ : عُنُقٌ من البَحْر يدْخُل في الأَرض ، والجَمْعُ *!خُؤُورٌ . قال العَجَّاجُ يَصِف السَّفِينَةَ :
إِذا انْتَحَى بجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ
وتارَةً يَنْقَضُّ في *!الخُؤورِ
تَقَضِّيَ البَازِي من الصُّقُورِ
( و ) الخَوْرُ : ( ع بأَرْضِ نَجْدٍ ) في دِيَارِ كِلاَبٍ فِيهِ الثُّمَامُ ونَحْوُه . ( أَو وَادٍ وَرَاءَ بِرْجِيلٍ ) ، كقِنْدِيل ، ولم يذكر المُصَنِّف ( بِرْجِيل ) في الَّلام .
( و ) الخَوْر : مَصْدَرُ خَارَ يَخُور ، وهو ( إِصَابَةُ *!الخَوْرَانِ ) . يقال : طَعَنَه *!فخَارَه *!خَوْراً : أَصابَ *!خَوْرَانَه ، وهو الهَوَاءُ الَّذِي فِيه الدُّبُر من الرَّجُلِ والقُبُلُ من المَرْأَة . وقيل : الخَوْرانُ ، بالفَتْح : اسم ( للمَبْعَرِ يَجْتَمِعُ عَلَيْه ) ، أَي يَشْتَمِل ، ( حِتَارُ الصُّلْبِ ) من الإِنْسَان وغَيْرِه ، ( أَورَأْسُ المَبْعَرَةِ ) ، أَو مَجْرَى الرَّوْثِ ، ( أَو الَّذِي فِيهِ الدُّبُرُ ) . وقيل : الدُّبُرُ بعَيْنه : سُمِّيَ به لأَنه كالهَبْطَةِ بين ربْوَتَيْن .
( ج *!الخَوْرَانَاتُ *!والخَوَارِينُ ) ، وكذالك كُلُّ اسْم كان مُذَكَّراً لغَيْر النّاسِ جَمْعُه على لَفْظِ تَاآتِ الجَمْع جَائِزٌ ، نحو حَمَّامَات وسُرَادِقات وما أَشْبَهَها .
( *!والخُورُ ، بالضَّمِّ ) من ( النِّسَاءِ : الكَثِيرَاتُ الرَّيْبِ ، لِفَسَادِهِن ) وضَعْفِ أَحْلامِهِنّ ، ( بِلاَ واحدٍ ) . قال الأَخْطَلُ :
يَبِيتُ يَسوفُ *!الخُورَ وَهْيَ رَوَاكِدٌ
كمَا سَافَ أَبكارَ الهِجَان فَنِيقُ
( و ) من المَجاز : الخُورُ : ( النُّوقُ الغُرُرُ ) الأَلْبانِ أَي كَثِيرَتُهَا ، ( جَمْعُ *!خَوَّارَة ) ، بالتَّشْدِيد ، على غَيْرِ قِياس . قال
____________________

(11/232)


شيخُنَا في شَرْح الكِفَايَة : بل ولا نَير له . قال القُطَامِيُّ :
رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لو تَنْدَرِئْ لهَا
صَباً وَشَمالٌ حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ
قُلتُ : هاذا هو الَّذِي صُرِّح به في أُمّهَاتِ اللُّغَة .
وفي كِفَايَة المُتَحَفِّظ ما يَقْتَضِي أَن هاذا من أَوْصَافِ أَلْوَانِها ، فإِنَّه قال : الخُورُ : هي الَّتِي تكون أَلوانُهَا بَيْن الغُبْرَة والحُمْرَة ، وفي جُلُودِهَا رِقَّة . يقال : ناقَةٌ خَوَّارةٌ ، قالوا : الحُمْر مِنَ الإِبلِ أَطْهَرُهَا جِلْداً ، والوُرْق أَطْيَبُهَا لَحْماً ، والخُورُ أَغْزَرُها لَبَناً . وقد قال بعضُ العرب : الرَّمْكَاءُ بَهْيَاءُ ، والحَمْرَاءُ صَبْرَاءُ ، والخَوَّارَة غَزْراءُ . وقد أَوسَعَه شَرْحاً شَيْخُنَا في شَرْحِها المُسَمَّى بتَحْرِير الرِّوَاية في تَقْرِير الكِفَايَة . فراجِعْه .
قُلْتُ : والَّذِي قالَه ابنُ السِّكِّيت في الإِصلاح : الخُورُ : الإِبل الحُمْر إِلى الغُبْرة ، رَقِيقَاتُ الجُلُود ، طِوالُ الأَوْبَارِ ، لها شَعرٌ يَنْفُذُ وَبَرَها ، هي أَطْولُ من سَائِر الوَبَر ، *!والخُور أَضْعَفُ من الجَلَدِ ، وإِذا كانَت كَذالك فهي غِزَارٌ . وقال أَبو الهَيْثَم : ناقَةٌ *!خَوَّارَةٌ : رَقِيقَةُ الجِلْد غَزِيرَةٌ .
( و ) الخَوَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الضَّعْفُ ) والوَهَنُ ، ( *!كالخُؤُور ) ، بالضَّمّ ، ( *!والتَّخوِيرِ ) . وقد *!خارَ الرَّجُلُ ( والحَرُّ ) *!يَخُورُ *!خُؤْوراً ، *!وخَوِر *!خَوَراً ، *!وخَوَّرَ : ضَعُفَ وانْكَسَر .
( *!والخَوَّارُ ككَتَّانٍ : الضَّعِيفُ ، *!كالخَائِرِ ) ، وكلّ مَا ضَعُف فَقَد خارَ . وقال اللَّيْث : الخَوَّار : الضَّعِيف الذِي لا بَقَاءَ له على الشِّدَّة . وفي حَدِيثِ عُمَرَ : ( لن تُخُورَ قُوًى ما دَام صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو ) أَي لن يَضْعُف صاحِبُ قُوَّة يَقْدِر أَن يَنْزِعَ في قَوْسِه ويَثِبَ إِلى دابَّتهِ . ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر قال لِعُمَر : ( أَجَبَانٌ في الجاهِلِيّة *!وخَوَّارٌ في الإِسلام ) ؛ *!والخُوَارُ في كلّ شيْءٍ عَيْبٌ إِلاَّ في هاذه الأَشياءِ يأْتي
____________________

(11/233)


منها البعض في كلام المصنّف ، كقوله . ( و ) الخَوَّار ( مِنَ الزِّنَادِ : القَدَّاحُ ) ، يقال : زِنَادٌ خَوَّارٌ ، أَي قَدَّاحٌ ، قاله أَبو الهَيْثَم . ( و ) الخَوَّار ( من الجِمَالِ : الرَّقِيقُ الحَسَنُ يقال : بَعِيرٌ خَوَّارٌ أَي رَقِيقٌ حَسَنٌ ) ( ج خَوَّارَاتٌ ) ، ونَظِيره ما حَكَاه سِيْبَوَيْه من قَوْلهم : جَمَل سِبَحْلٌ وجِمَالٌ سِبَحْلاتٌ ، أَي أَنه لا يُجْمَع إِلاَّ بالأَلف والتَّاءِ .
قال ابن بَرِّيَ : وشَاهِد الخُورِ جَمْع خَوّار قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ :
أَنَا ابنُ حُمَاةِ المَجْد من آلِ مَالِكٍ
إِذا جَعَلَت خُورُ الرّجَالِ تَهِيعُ
قال : ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ :
قَبَحَ الإِلاهُ بَنِي كُلَيْب إِنَّهُمْ
خُورُ القُلوبِ أَخِفَّةُ الأَحْلامِ
( و ) *!الخَوَّارُ العُذْرِيّ ( رَجُلٌ نَسَّابَةٌ ) ، أَي كان عَالِماً بالنَّسَب .
( و ) من المَجَاز : فَرسٌ ( خَوَّارُ العِنَانِ ) ، إِذا كان ( سَهْل المَعْطِف ) لَيِّنَه ( كَثِير الجَرْيِ ) ، وخَيلٌ خَورٌ . قال ابنُ مُقْبل :
مُلِحٌّ إِذَا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ
تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَازرِ على الفَتْرِ
( *!والخَوَّارَةُ : الاسْتُ ) ، لضَعْفِها .
( و ) من المَجاز : الخَوَّارَة : ( النَّخْلَةُ الغَزِيرَةُ الحَمْلِ ) . قال الأَنْصَارِيّ :
أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ
ولاكِنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ
على كُلِّ خَوَّارٍ كأَنَّ جُذُوعَه
طُلِينَ بقارٍ أَو بحَمْأَةِ مائِحِ
( و ) من المَجَاز : ( *!اسْتَخَارَه ) *!فخَارَه ، أَي ( استَعْطَفَه ) فعَطَفه ، يقال : هو مِنَ *!الخُوَارِ والصَّوْت .
وأَصْلُه أَنَّ الصائِدَ يأْتي المَوْضِعَ الّذِي يَظُنُّ فيه وَلَدَ الظَّبْيةِ أَو البَقَرَةِ *!فيَخُور *!خُوَارَ الغَزَالِ فتَسْمَع الأُمُّ ، فإِن كان لَهَا وَلَدٌ ظَنَّت أَنّ الصَّوتَ صَوتُ
____________________

(11/234)


وَلَدِهَا ، فتَتْبَعُ الصَّوْتَ ، فيَعْلَم الصّائِدُ أَنَّ لها وَلَداً فيَطْلُب مَوْضِعَه ، فيُعال *!اسْتَخارَهَا ، أَي خَارَ لِتَخُورَ ، ثمّ قيلَ لِكْلّ مَن استَعْطَفَ : *!استَخَارَ . وقال الهُذَلِيّ وهو خَالِد بنُ زُهَيْر :
لعَلَّكَ إِمّا أُمُّ عَمْرو تَبَدَّلَتْ
سِوَاكَ خَلِيلاً شاتِمِي *!تَسْتَخِيرُهَا
قال السُّكَّرِيّ شارِحُ الدِّيوان : أَي تَسْتَعْطِفُها بشَتْمِك إِيّاي . وقال الكُمَيْت .
ولَنْ *!يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيَارِ
لِعَوْلَتِه ذُو الصِّبَا المُعَوِلُ
فعَيْنُ *!استَخَرْت على هاذا وَاوٌ ، وهو مَذْكُور في الياءِ أَيضاً .
( و ) عن اللَّيْث : اسْتَخَار ( الضَّبُعَ ) ، واليَرْبُوعَ : ( جَعَلَ خَشَبَةً في ثَقْبِ بَيْتِهَا ) ، وهو القَاصِعَاءُ ، ( حتى تَخْرُجَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ ) ، وهو النَّافِقَاءُ ، فَيَصِيده الصَّائدُ .
كتاب قال الأَزْهَرِيّ : وجَعَلَ اللَّيْثُ *!الاسْتِخَارَةَ للضَّبُعِ واليَرْبُوعِ ، وهو باطلٌ .
( و ) استَخَارَ ( المَنْزِلَ : اسْتَنْظَفَه ) كأَنَّه طَلَبَ خَيْرَه ، وهاذا يُنَاسِب ذِكْرَه في الياءِ ، كما فَعَله صاحِبُ اللِّسَان ، وأَنْشَد قَوْلَ الكُمَيت .
( *!وأَخَارَه ) *!إِخَارَةً . ( صَرَفَه وعَطَفَه ) يقال : *!أَخَرْنَا المَطَايَا إِلى مَوضِع كذَا نُخِيرُهَا إِخارَة : صَرَفْنَاهَا وَعَطَفْنَاها .
( *!وخُوُرُ ، بالضَّمِّ : ة بِبَلْخَ ، مِنْهَا ) أَبُو عَبْدِ الله ( مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن عَبْدِ الحَكم ) ، خَتَنُ يَحْيَى بنِ محمّد ابن حَفْصٍ ، وكان به صَمَمٌ ، يَرْوِي عن أَبي الحَسٌّ عَلِيِّ بن خَشْرَمٍ المَرْوَزِيّ ، مات سنة 305 .
( و ) خُور : ( : ة باسْتِرَابَاذَ ، تُضَافُ إِلى سَفْلَقَ ) كجَعْفَر ، كذا في تاريخ اسْتِرابَاذَ لأَبي سَعْد الإِدْرِيسيّ ، ( مِنْهَا أَبُو سَعِيدٍ ) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد الخُورسَفْلَقِيّ الاسْتِرابَاذِيّ ، يَرْوِي عن أَبِي عُبَيْدةَ أَحْمَدَ بنِ حَوّاسٍ ، وعنه أَبُو نُعَيمٍ عَبْدُ المَلِك بنُ
____________________

(11/235)


مُحَمَّد بْنِ عَدِيَ الاسْتِرَابَاذِيُّ .
( و ) الخَوْرُ ، ( بالفَتْح مُضَافَةً إِلَى ) مَوَاضِعَ كَثِيرَة ، منها خَوْرٌ ( السِّيفِ ) بكَسْر السّين ، وهو دُون سِيرَافَ . مدِينَة كَبِيرَة ، ويأْتِي للمصنِّف أَيضاً .
( و ) خَوْرُ ( الدَّيْبُلِ ) ، بفَتْح الدَّال المُهْمَلَة وسكون الياءِ التَّحْتِيَّة وضَمّ المُوَحَّدة : قَصَبَةُ بِلادِ السِّنْدِ ، وَجَّهَ إِليه عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ أَخاه الحَكَمَ ففَتَحه ، وهو نَهْرٌ عَظِيمٌ عليه بُلْدانٌ . ( و ) خَوْرُ ( فَوْفَلٍ ) ، كجَوْهَرٍ : مِن سَوَاحِل بَحْرِ الهِنْد ، ولم يَذْكُره المُصَنِّف . ( و ) خَوْرُ ( فُكَّانٍ ) ، كرُمَّانٍ ، ولم يَذْكره المُصَنً أَيضاً . ( و ) خَوْر ( بَرْوَصَ ) ، كجَعْفَرَ ، بالصاد المُهْمَلَة ، ( أَو بَرْوَجَ ) ، بالجِيم بَدل الصَّاد ، وكِلاهما صَحِيحَان : مَدِينَة عَظِيمَة بالهِنْد ، ( مواضِعُ ) .
( *!وخُوَارُ ، بالضَّمِّ : ة بالرَّيِّ ) ، على ثَمانِيَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً ، ( مِنْهَا ) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّد ) بْنِ أَحْمَدَ الخُوَارِيّ ، سَمِع أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيَّ ، وأَبَا القَاسِم القُشَيْرِيَّ . وأَخُوه الحاكِم عَبْدُ الحَمِيد بنُ مُحَمَّدٍ كان بخُسْرُوجِرْدَ ، شارَكَ أَخَاه في السَّمَاع ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا من*! خُوَارَ قَرْيَةٍ بِبَيْهقَ ، ولَيسَا من خُوارِ الرَّيّ ، كما حَقَّقَه السّمْعَانيّ . ( وزَكَرِيَّا بنُ مَسْعُود ) ، رَوَى عَنْ عَلِيّ بْنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ ، ( *!الخُوَارِيّانِ ) .
ومن خُوَارِ الرَّيِّ إِبراهيمُ بنُ المُخْتَار التَّيْمِيّ ، يَرْوِي عن الثَّوْرِيّ وابنِ جُرَيْج ، وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن مُحَمّد *!-الخُوَارِيُّ ، تَرْجَمَه الحاكِمُ . وظاهِر بنُ دَاوودَ الخُوارِيّ ، من جِلَّةِ المَشَايِخُ الصُّوفِيَّة .
( و ) خُوَارُ ( بْنُ الصَّدِفِ ) ككَتِفٍ . ( قَيْلٌ مِنْ ) أَقْيَال ( حِمْيَرَ ) . وقال الدَّارَقُطْنِيّ : مِن حَضْرَمَوْتَ .
( و ) يُقَال : ( نَحَرْنَا *!خُورَةَ إِبِلِنَا ، بالضَّمّ ، أَي خِيرَتَهَا ) عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وكذالِك *!الخُورَى . وقال الفَرَّاءُ : يُقَال :
____________________

(11/236)


لَكَ*! خُورَاهَا أَي خِيَارُهَا . وفي بَنِي فُلانٍ *!خُورَى من الإِبِل الكِرَامِ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
*!تخاوَرَت الثِّيرَانُ . *!وخَارَ الحَرُّ *!يَخُورُ *!خُؤُوراً ، *!وخَوِرَ *!خَوَراً ، *!وخَوَّرَ : انْكَسَرَ وفَتَرَ وهو مَجَاز .
وعِبَارَة الأَساسِ : *!وخَارَ عَنَّا البَرْدُ : سَكَنَ . وهو مَذْكُور في الصّحاح أَيضاً .
واستَدْرَكَ شيخُنَا خَار بمَعْنَى ذَهَبَ ، ولم أَجِدْه في دِيوَان ، ولَعَلَّه مُصَحَّف عن ( وَهَتْ ) . 0 خار يَخُور : ضَعُفَت قُوَّتُه ووَهَتْ .
ورجل خَوَّارٌ : جَبَانٌ ، وهو مَجَاز . ورُمْحٌ *!خَوَّارٌ وسَهْمٌ *!خَوّارٌ *!وخَؤُورٌ : ضَعِيفٌ فيه رَخَاوَةٌ ، وكذا قَصَبَةٌ خَوَّارةٌ . وفي حَدِيثِ عَمْرِو بْن العَاص : ( لَيْسَ أَخُو الحَرْب مَنْ يَضَعُ *!خُورَ الحَشَايَا عَنْ يَمِينِه وعن شِمَاله ) أَ يضع لِيَان الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعَافَهَا عِنْده ، وهِيَ التي لا تُحْشَى بالأَشْيَاءِ الصُّلْبَة .
وخَوَّرَه : نَسَبَه إِلى الخَوَرِ . قال :
لقد عَلِمْت فاعذِلِينِي أَوْ ذَرِي
أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ ، مَنْ لا يَصْبِرِ
علَى المُلِمَّات بها يَخُوَّرِ
وشَاةٌ *!خَوَّارَةٌ : غَزِيرَةُ اللَّبَنِ ، وفي الأَسَاس : سَهْلَةُ الدَّرِّ ، وهو مَجَاز .
وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ : لَيِّنةٌ سَهْلَةٌ . والجَمْع خُورٌ .
وبَكْرَةٌ خَوَّارةٌ ، إِذَا كانَتْ سَهْلَةَ جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْوِ :
ونَاقَةٌ خَوَّارَةٌ : سَبِطَةُ اللَّحْمِ هَشَّةُ العَظْمِ . ويقال : إِنَّ في بَعِيرِكَ هاذا لَشارِبَ خَوَرٍ ، يَكون مَدْحاً ويَكُونُ ذَمًّا ، فالمَدْحُ أَن يكُونَ صَبُوراً على العَطَشِ والتَّعَب ، والذَّمُّ أَن يَكُونَ غَيْرَ صَبُور عَلَيْهِمَا .
وقال أَبو الهَيْثَم : رَجُلٌ خَوَّارٌ ، وقَومٌ *!خَوَّارُون . ورجُلٌ *!خَؤُورٌ وقَوْمٌ *!خَوَرَةٌ .
وخَوَّارُ الصَّفَا : الذي له صَوْتٌ من
____________________

(11/237)


صَلاَبَتِه ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ، وأَنْشَدَ :
يَتْركُ خَوَّارَ الصصفَا رَكُوبَا
والخُوَارُ كغُرَاب : اسْمُ مَوْضِع . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْن فِيهِ
وَقَدْ وَازَنَّ من أَجَلَى بِرَعْنِ
وفي الحَديث : ( ذِكْرُ خُورِ كِرْمَانَ ، والخُورُ : جَبَلٌ معروف بأُرْض فارِسَ ، ويُرْوَى بالزّاي وصَوَّبَه الدَّارَقُطْنِيّ وسَيَأْتِي .
وعُمَرُ بنُ عَطاءِ بن وَرَّادِ بنِ أَبي الخُوَارِ *!الخُوَارِيّ ، إِلى الجَدِّ ، وكذا حُمَيْد بنُ حَمّاد بنِ خُوَارٍ الخُوَارِيّ ، وتَغْلِبُ بنتُ الخُوَارِ ، حَدَّثُوا .
خير : ( *!الخَيْرُ ، م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو ضِدُّ الشَّرّ ، كما في الصّحاح ، هاكَذا في سائِر النُّسَخ ، ويُوجَد في بَعْض منها : الخَيْر : ما يَرْغَب فيه الكُلُّ ، كالعَقْل والعَدْل مَثَلاً ، وهي عِبَارَةُ الرَّاغِب في المُفْردات ، ونَصُّها كالعَقْلِ مَثَلاً والعَدْلِ والفَضْلِ والشَّيْءِ النَّافِع . ونَقله المُصَنِّف في البَصَائر .
( ج *!خُيُورٌ ) وهو مَقِيسٌ مَشْهُور . وقال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
ولاقَيْتُ *!الخُيورَ وأَخْطَأَتْنِي
خُطُوبٌ جَمَّةٌ وعَلَوْتُ قِرْنِي
ويَجوز فيه الكَسْر ، كما في بُيوتٍ ونَظَائِره ، وأَغْفَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه لشُهْرَته قاله شَيْخُنَا .
وزاد في المِصْبَاح أَنه يُجْمع أَيضاً على *!خِيار ، بالكَسْر ، كسَهْم وسِهَام . قال شيخُنَا ؛ وهو إِن كانَ مَسْمُوعاً في اليَائِيّ العَيْنِ إِلاَّ أَنّه قَلِيلٌ ، كما نَبَّهَ عليه ابنُ مالكٍ ، كضِيفَان جمْع ضَيْفٍ .
( و ) في المُفْرداتِ لِلرَّاغِب ، والبصائِر
____________________

(11/238)


للمُصَنِّف ، قيل : *!الخَيْرُ ضَرْبَانِ : *!خَيْرٌ مُطْلَق ، وهو ما يَكُون مَرْغُوباً فيه بِكُلّ حالٍ وعِنْد كُلّ أَحَدٍ ، كما وَصَفَ صلى الله عليه وسلمبه الجَنَّةَ فقال : لا خَيْرَ *!بخَيْر بَعْدَه النَّارُ ، ولا شَرَّ بشَرَ بَعْدَه الجَنَّة ) . *!وخَيْرٌ وشَرٌّ مُقَيَّدانِ ، وهو أَنَّ خَيْرَ الوَاحِدِ شَرَ لآخَرَ ، مثل ( المَال ) الذي رُبما كَان *!خَيْراً لزَيْدٍ وشَرًّا لِعَمْرٍ و . ولذالك وَصَفَه اللَّهُ تَعَالى بالأَمْرَين ، فقال في مَوْضع : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } ( البقرة : 180 ) وقال في مَوْضِع آخر : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } نُسَارِعُ لَهُمْ فِى *!الْخَيْراتِ ( المؤمنون : 55 ، 56 ) فقوله : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } أي مَالاً . وقال بعضُ العُلَمَاءِ : إِنَّمَا سُمِّيَ المالُ هنا خَيْراً تَنْبِيهاً على مَعْنًى لَطِيفٍ وهو أَنَّ المَالَ يَحْسُن الوَصِيّة به ما كانَ مَجْموعاً من وجهٍ مَحْمُود ، وعَلَى ذالك قَوْلهُ تَعَالى : { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ *!خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } ( البقرة : 197 ) وقَوْلُه تَعَالى : { فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً } ( النور : 23 ) قيل : نَى مَالاً مِن جِهَتِهم ، قيل : إِن عَلِمْتم أَنَّ عِتْقَهم يَعُود عَلَيْكم وعَلَيْهم بنَفْع .
وقولُه تعالى : { لاَّ يَسْئَمُ الاْنْسَانُ مِن دُعَآء الْخَيْرِ } ( فصلت : 49 ) أَي لا يَفْتُر من طَلَب المَالِ وما يُصْلِحُ دُنْيَاه .
وقال بَعْضُ العُلَمَاءِ : لا يُقَال لِلْمَال خَيْرٌ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً ، ومِنْ مَكَان طَيِّب . كما رُوِيَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخلَ على مَوْلًى له ، فقال : أَلاَ أَوصِي يا أَمِير المُؤْمِنينَ ؛ قال لا ، لِأَنَّ اللَّهُ تَعَالَى قال : { إِن تَرَكَ خَيْرًا } ولسي لَكَ مَالٌ كَثِيرٌ . وعَلَى هاذَا أَيْضاً قَوْلُه : { وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } ( العاديات : 8 ) ( و ) قَوْله تَعَالَى : { إِنّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى } ( ص : 32 ) أَي آثَرْت
____________________

(11/239)


والعَرَب تُسَمَّى ( الخَيْلَ ) الخَيْرَ ، لِمَا فِيهَا من الخَيْر .
( و ) الخَيْر : الرَّجلُ ( الكَثِيرُ الخَيْرِ ، *!كالخَيِّرِ ، ككَيِّس ) ، يُقَال : رَجلٌ *!خَيْرٌ *!وخَيِّرٌ ، مُخَفَّفٌ ومُشَدَّدٌ ، ( وهِي بِهَاءٍ ) ، امرأَةٌ *!خَيْرَةً *!وخَيِّرَةٌ ، ( ج *!أَخْيَارٌ *!وخِيَارٌ ) ، الأَخِير بالكَسْر ، كضَيْف وأَضْيَافٍ . وقال : { ) 11 ( . 015 فهن *!خيرات حسان } ( الرحمن : 70 ) قال الزَّجَّاج : المعْنَى أَنَّهُن *!خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق ، قال وقُرِىءَ بالتَّشْدِيد ، ( و ) قيل : ( المُخَفَّفَةُ في الجَمَالِ والمِيسَم ، والمُشَدَّدَةُ في الدِّين والصَّلاح ) ، كما قَالَهُ الزَّجَّاجُ ، وهو قَوْلُ اللَّيْث ، ونَصُّه ، رَجُلٌ *!خَيِّر وامرأَةٌ *!خَيِّرةٌ : فاضِلَة في صَلاحِها . وامرأَةٌ *!خَيْرَةٌ في جَمَالَها ومِيسَمِها . فَفَرَّق بين *!الخَيِّرة *!والخَيْرَةِ ، احتَجَّ بالآية .
قال أَبُو مَنْصُور . ولا فَرْقَ بين *!الخَيِّرَة *!والخَيْرَةِ عند أَهْل اللُّغَة . وقال : يُقَالُ : هي *!خَيْرَةُ النِّسَاءِ وشَرَّهُ النِّسَاءِ ، واسْتَشْهَد بما أَنْشَدَه أَبُو عُبَيْدَةَ :
رَبَلاَت هِنْدٍ خَيْرَة الرَّبَلاتِ
وقال خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ : اخَيْرَة من النِّسَاءِ : الكَرِيمةُ النَّسَبِ ، الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ ، الحَسَنَةُ الوَجْهِ ، الحَسَنَةُ الخُلُقِ ، الكَثِيرَةُ المَالِ ، التي إِذا وَلَدَت أَنْجَبَت .
( وَمَنْصُورُ بْنُ خَيْرٍ المَالِقِيُّ ) : أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورِين . ( و ) الحافِظ ( أَبو بكْر ) مُحمَّد ( بنُ خَيْرٍ الإِشْبِيلِيُّ ) ، مع ابنِ بَشْكُوَال في الزّمان . يقال فيه الأَمَوِيُّ أَيضاً ، بفَتْح الهَمْزَة ، مَنْسُوبٌ إِلى أَمَة جَبَل بالمَغْرِب ، وهو خَالُ أَبِي القَاسِم السُّهَيْلِيّ . ( وسَعْدُ الخَيْر ) الأَنْصَارِيّ ، وبِنْتُه فاطِمَةُ حَدَّثَت عن فاطِمَة الجُوزْدَانِيّة . وسَعْدُ الخَيْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْميّ . ( مُحَدِّثُون ) .
( و ) *!الخير ، ( بالكَسْر : الكَرَمُ . و ) الخِيرُ : ( الشَّرفُ ) عن ابْن الأَعْرَابِيّ ، ( و ) الخِيرُ : ( الأَصْلُ ) . عن اللِّحْيَانِيّ . ويقال : هو كَرِيمُ
____________________

(11/240)


الخِيرِ ، وهو الخِيمُ ، وهو الطَّبِيعَة ، ( و ) الخِيرُ : ( الهَيْئَةُ ) ، عَنْه أَيضاً .
( وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الخَيِّر ، كَيِّس ، مُحَدِّثٌ ) ، وهو إِبْرَاهِيمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالِمٍ البَغْدَادِيّ ، والخَيِّرُ لَقَبُ أَبِيه .
( *!وخَارَ ) الرَّجُلُ ( *!يَخِيرُ ) *!خَيْراً : ( صَارَ ذَا خَيْرٍ . و ) خَارَ ( الرَّجُلَ على غَيْرِه ) . وفي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة : على صاحِبِه ، خَيْراً و ( *!خِيرَةً ) ، بكَسْر فَسُكُون ، ( *!وخِيرَاً ) ، بِكَسْر فَفَتْح ، ( *!وخِيَرَةً ) بزيادة الهاءِ : ( فَضَّلَه ) على غَيْره ، كما في بَعْض النُّسَخ ، ( *!كخَيَّره ) *!تَخْيِيراً . ( و ) خَارَ ( الشيْءَ : انْتَقاهُ ) واصْطَفَاهُ ، قال أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ :
إِنَّ الكِرَامَ عَلَى مَا كَانَ من خُلُقٍ
رَهْطُ امْرىءٍ *!خارَه لِلدِّينِ *!مُخْتَارُ
وقال : خَارَه مُخْتَارٌ ، لأَنَّ خارَ في قُوَّة : *!اخْتَار ، ( *!كتَخَيَّره ) *!واخْتَارَه . وفي الحَدِيثِ ( *!تَخَيَّروا لنُطَفِكُم ) أَي اطْلُبوا ما هُو خيْرُ المَنَاكِح وأَزْكَاها ، وأَبعَدُ من الفُحْش والفُجُور .
( وَ ) قال الفَرَزْدَق :
ومِنَّا الَّذِي *!اخْتِيرَ الرِّجَالَ سَمَاحَةً
وجُوداً إِذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعازِعُ
أَرادَ مِن الرِّجال ، لأَنَّ اختارَ مما يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ . تقول : ( *!اخْتَرْتُه الرِّجَالَ *!واخْتَرْتُه منهم ) . وفي الكتاب العزيز : { *!وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً } ( الأعراف : 155 ) أَي مِنْ قَوْمِه . وإِنَّمَا استُجِيزَ وُقوعُ الفِعْل عَلَيْهِم إِذَا طُرِحَت ( مِن ) من *!الاخْتِيَار ؛ لأَنَّه مَأْخُوذٌ من قولك : هؤلاءِ *!خَيْرُ القَوْم *!وخَيْرٌ مِن القَوْم ، فلمَّا جازَت الإِضافة مَكَانَ مِنْ ، ولم يَتَغَيَّر المَعْنَى ، استَجازوا أَن يَقُولوا : اختَرْتُكُم رَجُلاً *!واخْتَرْت مِنْكُم رَجُلاً . وأَنْشَد :
تَحْتَ الَّتِي *!اخْتَار له الله الشَّجَرْ
يُرِيدُ اخْتَارَ الله مِنَ الشَّجَر .
وقال أَبُو العَبّاس : إِنَّمَا جَازَ هاذا
____________________

(11/241)


لأَنَّ الاخْتِيَارَ يَدُلُّ عَلى التَّبْعِيضن ، ولِذالِك حُذِفَت ( مِن ) .
( و ) *!اخْتَرْتُه ( عَلَيْهم ) ، عُدِّيَ بَعَلَى لأَنَّه في مَعْنَى فَضَّلْتُه . وقال قَيْس ابن ذَرِيحٍ :
لعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه
مِنَ النَّاسِ ما اخْتِيرَت عَلَيْه المَضَاجعُ
معناه : ما *!اخْتِيرت على مَضْجَعِه المضاجِعُ ، وقيل : ما اخْتِيرَت دُونَه .
( والاسْم ) من قَوْلِكَ : اخْتَارَه اللَّهُ تَعاى ( *!الخِيرَةُ ، بالكَسْر ، و ) الخِيَرَةُ ، ( كعَنَبة ) ، والأَخِيرَة أَعْرَف . وفي الحَدِيثِ ( مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم *!خِيرَتُه من خَلْقِهِ ) *!وخِيَرَتُه ، ويقال : هاذا وهاذِه وهاؤُلاءِ خِيرَتِي ، وهو ما يَخْتاره عَلَيْه .
وقال اللَّيْثُ : *!الخِيرَةُ . خَفِيفَةً مَصْدَرُ اخْتار خِيرَةً ، مِثْل ارْتَابَ رِيبَةً قال : وكُلُّ مَصْدَرٍ يَكْون لأَفْعَل فاسْمُ مَصْدِره فَعَالٌ مِثْل أَفَاق يُفِيق فَوَاقاً ، وأَصابَ يُصِيبُ صَواباً ، وأَجَاب جَوَاباً ، أَقَامَ الاسْمَ مُقَامَ المَصْدر .
قال أَبُو مَنْصُور : وقَرَأَ القُرَّاءُ { أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } ( الأحزاب : 36 ) بفَتْحِ اليَاءِ ، ومثلُه سَبْيٌ طِيَبَةٌ . وقال الزَّجَّاج : { مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } ( القصص : 68 ) أَي لَيْسَ لَهُم أَنْ *!يَخْتَاروا على اللَّهِ . ومِثْلُه قَوْل الفَرَّاءِ . يقال : *!الخِيرَةُ *!والخِيَرَةُ ، كُلُّ ذالِك لِمَا *!يَخْتاره من رَجُلٍ أَوْ بَهِيمَة .
( *!وخَارَ اللَّهُ لَكَ في الأَمْرِ : جَعَلَ لَكَ ) ما ( فِيهِ الخَيْر ) . في بَعْضِ الأُصول : *!الخِيَرَةُ *!والخِيرَةُ بسكون اليَاءِ الاس مِنْ ذَلِك . ( وهو *!أَخْيَرُ مِنْك ، *!كخَيْر ) ، عن شَمِرٍ . ( وإِذَا أَردْتَ ) مَعْنَى ( التَّفْضِيل قلت : فُلانٌ *!خَيْرَةُ النَّاسِ ، بالهَاءِ ، وفلانَةُ *!خَيْرُهم بِتَرْكِهَا ) ، كذا في سائِر أُصُولِ القَامُوس ، ولا أَدْرِي كَيْف ذالك . والَّذِي في الصّحاح خِلافُ ذالِك ، ونَصُّه : فإِنْ أَرَدْت
____________________

(11/242)


مَعْنَى التَّفْضِيل قُلْت : فُلانَةُ *!خَيْرُ النَّاسِ . ولم تَقُل *!خَيْرَة . وفُلانٌ خَيْرُ النَّاسِ ولم تَقُل أَخْيَرُ ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ، لأَنه في معْنَى أَفحل ، وهاكَذا أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيّ مُفَصَّلاً في مَوَاضعَ من الكشَّاف ، وهو من المُصَنِّف عَجِيبٌ . وقد نَبَّه على ذالك شَيْخُنَا في شَرْحه ، وأَعْجَبُ منه أَنَّ المُصَنِّف نَقَل عِبَارَةَ الجَوْهَرِيّ بنصِّهَا في بَصَائر ذَوِي التَّمْيِيز ، وذَهَبَ إِلى ما ذَهَبَ إِليه الأَئِمَّةُ ، فليُتَفَطَّنِ لِذالِكَ . ( أَو فُلانَةُ *!الخَيْرَةُ من المَرْأَتَيْن ) ، كذا في المُحْكَم ، ( وهي *!الخَيْرَة ) ، بفَتْح فَسُكُون . *!والخَيْرَةُ : الفاضِلَة من كُلِّ شَيْءٍ جَمْعُهَا *!الخَيْرَات . وقال الأَخْفَش إِنّه لَمَّا وُصِفَ به وقِيل فُلانٌ*! خَيْرٌ ، أَشْبَه الصِّفَاتِ فَأَدْخَلُوا فِيه الهَاءَ للمُؤَنَّث ولم يُرِيدُوا به أَفْعَل . وأَنْشَد أَبُو عُبَيْدعلآَ لِرَجُل من عنِي عَدِيِّ تَيْمِ ( تَمِيمٍ ) جَاهليّ :
ولقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ
رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكَاتِ
( *!والخِيرَةُ ) ، بكَسْر فسُكوُن ، ( *!والخِيرَى ) ، ( كضِيزَى ) ، ( *!والخُورَى ) كطُوبَى ، ( ورَجُلٌ *!خَيْرَى *!وخُورَى *!وخِيرَى كحَيْرى وطُوبَى وضِيزَى ) ولو وَزَنَ الأَوَّلِ بِسَكْرَى كان أَحْسَن ( : كَثِيرُ الخَيْرِ ) ، *!كالخَيْرِ *!والخَيِّر .
( *!وخَايَرَهُ ) في الخَطِّ *!مُخَايَرَةً : غَلَبَه . *!وتَخَايَروا في الخَطِّ وغَيْرِه إِلى حَكَمٍ (*! فَخَارَه ، كَانَ *!خَيْراً مِنْه ) ، كفَاخَرَه ففَخَره ، ونَاجَبَه فنَجَبَه .
( *!والخِيَارُ ) ، بالكَسْر : القِثاءُ ، كما قاله الجَوْهَرِيّ ، وليس بعَربِي أَصِيل كما قَاله الفَنَارِيّ ، وصَرَّح به الجَوْهَرِيّ ، وقيل : ( شِبْهُ القِثَّاءِ ) ، وهو الأَشْبَهُ ، كما صَرَّحَ به غَيَرُ واحد .
( و ) *!الخِيَارُ : ( الاسْمُ مِن *!الاخْتِيَار ) وهو طَلَبُ *!خَيْرِ الأَمْرَيْنِ ، إِمَّا إِمْضَاءُ البَيْع أَو فَسْخه . وفي الحَدِيث : ( البَيِّعَانِ *!بالخِيَارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقَا ) . وهو على ثَلاَثَةِ أَضْرُبٍ : *!خِيَارُ المَجْلِس ،
____________________

(11/243)


*!وخِيَارُ الشَّرْط ، وخِيَارُ النَّقِيصَة ، وتَفصيله في كُتُب الفِقْه .
( و ) قَوْلُهُم : لَكَ *!خِيرَةُ هاذِه الغَنَمِ *!وخِيَارُهَا . الواحِد والجَمْع في ذالِكَ سَواءٌ ، وقيل : *!الخِيارُ : ( نُضَارُ المَالِ ) وكذا مِنَ النَّاسِ وغَيْر ذالك .
( وأَنْتَ *!بالخِيَار *!وبالْمُخْيَارِ ) ، هاكذا هو بضمّ الميم وسكون الخاءِ وفَتْح التَّحْتِيَّة ، والصَّواب : وبالمُخْتَار ، ( أَي اخْتَرْ ما شِئْتَ ) .
( *!وخِيَارٌ : رَاوِي ) إِبراهيمَ الفَقِيهِ ( النَّخَعيّ ) ، قال الذَّهَبِيّ : هو مَجْهُولٌ . ( و ) *!خِيارُ ( بْنُ سَلَمَة ) أَبُو زِيَاد ( تَابِعِيٌّ ) ، عِدَادُه في أَهْلِ الشّامِ ، يَرْوِي عن عائِشَةَ ، وعنه خَالِد بن مَعْدَانَ .
( و ) قال أَبو النَّجْم :
قد أَصْبَحَتْ ( أُمُّ *!الخِيَارِ ) تَدَّعِي
عَلَى ذَنْباً كُلَّه لَمْ أَصْنَعِ
اسمُ امرأَة مَعْرُوفَة .
( وعُبَيْدُ اللهاِ بنُ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ ) ابن عَدِيّ بنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَاف المَدَنِيّ الفَقِيه ، ( م ) ، أَي مَعْرُوف ، عُدَّ من الصَّحابة ، وعَدَّه العِجْليُّ وغَيْرُه من ثِقَاتِ التَّابِعِين .
( *!وخِيَارُ شَنْبَرَ : شَجَرٌ ، م ) ، أَي مَعْرُوف ، وهو ضَرْبٌ من الخَرُّوب شَجَرُه مِثْلُ كِبار ( شجر ) الخَوْخِ . والجُزْءُ الأَخِير منه مُعَر ، ( كَثِيرٌ بالإِسْكَنْدَرِيَّة ومِصْر ) ، وله زَهْرٌ عَجِيب .
( *!وخَيْرَبَوَّا : حَبٌّ صغارٌ كالقَاقُلَّةِ ) طَيِّبُ الرِّيحِ :
( *!وخَيْرَانُ : ة بالقُدْس . منها أَحمدُابْنُ عَبْدِ البَاقِي الرَّبَعِيّ . وأَبُو نَصْر بْنُ طَوْق ) ، هاكا في سائر أُصُول القَامُوس ، والصَّواب أَنَّهُمَا واحِدٌ فَفِي تارِيخ الخَطِيب البَغْدَادِيّ : أَبُو نَصْر أَحمدُ بنُ عَبْد الباقي بحٌّ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الله بنِ طَوْقٍ الرَّبَعِيّ الخَيْرَانيّ المَوْصَلِيّ ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَة 440 وحَدَّثَ عن نَصْر بنِ أَحْمَد المَرْجيّ المَوْصليّ ، فالصَّوابُ أَنَّ الواوَ زائِدة ، فتَأَمَّل .
____________________

(11/244)



( و ) *!خَيْرَانُ ، ( حِصْنٌ باليَمَن ) .
( و ) *!خَيْرَانُ هاكذا ذكَرَه ابنُ الجَوَّاني النَّسَّابة ، ( ولَدُ نَوْفِ بْنِ هَمْدَان ) ، وقال شَيْخ الشَّرَف النَّسَّابة : هو خَيْوان ، بالوَاوِ ، فصُحِّف .
( *!وخِيَارَةُ : ة بطَبَرِيَّةَ ، بِهَا قَبْرُ شُعَيْب ) بن مُتَيَّم النبيّ ( عَلَيْه السَّلامُ ) ، ( *!وخِيَرَةُ ، كعِنَبَةَ : ة بصَنْعَاءِ اليَمَن ) على مرحَلة منها ، نقهل الصَّغانِيّ ، ( و ) خِيرَة : ( ع مِن أَعْمَال الجَنَد ) باليَمَن .
( و ) *!خِيَرَةَ ( وَالِدُ إِبْرَاهِيم الإِشْبِيليّ الشَّاعِرِ ) الأَدِيبِ . ( و ) *!خِيَرَةُ : ( جَدُّ عَبْدِ الله بْنِ لُبَ الشَّاطِبِيّ المُقْرِىءِ ) من شُيوخِ أَبي مُحَمَّد الدّلاصِيّ .
وفاتَه : مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الله بن *!خِيَرَة أَبُو الوَلِيد القُرْطُبِيّ ، عن أَبِي بَحْر بنِ العَاصِ ، وعنه عُمَر المَيَانْشِيّ ، ويقال فيه أَيضاً *!خِيَارَة .
( *!والخَيِّرَة ، ككَيِّسَة ) ، اسم ( المَدِينَة ) المُنَوَّرة ، على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسّلام ، وهي الفاضِلة ، سُمِّيَت لفَضْلها على سائِر المُدُن .
( *!وخِيرٌ ، كمِيلٍ : قَصَبَةٌ بِفَارِسَ ) .
( و ) *!خِيرَةُ ، ( بهاءٍ : جَدُّ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمان الطَّبَرِيّ المُحَدِّث ) عن مُقَاتِل بن حَيّان ، حَدَّثَ ببَغْدَادَ في المِائة الرَّابعة .
( *!وخيرِينُ ) ، بالكَسْرِ ( : ة من عَمَل المَوْصِل ) . قُلْتُ : والأَشْبَه أَن يكون نِسْبَةُ أَبِي نَصْرِ بنِ طَوْقٍ إِلَيْهَا ، وَأَنَّه يُقال فيها *!خيرِين *!وخَيْرَات ، بالوَجْهَيْن .
( *!وخَيْرَةُ الأَصفَرِ وخَيْرَةُ المَمْدَرَةِ : مِنْ جِبَال مَكَّةَ ) المُشَرَّفةِ ، ( حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ) وسائر بلادِ المسلمين ، ما أَقْبَل مِنْهما عَلَى مَرّ الظَّهْرَانِ حِلٌّ .
____________________

(11/245)



( و ) قال شَمِرٌ : قال أَعرابِيُّ لخَلَفٍ الأَحْمَر : ( ما *!خَيْرَ اللَّبَنَ ) للْمَرِيض أَي ( بنَصْبِ الرَّاءِ والنّون ) وذالك بمَحْضَر من أَبِي زَيْد ، قال له خَلَف ؛ ما أَحْسَنَهَا مِن كَلِمَة لو لم تُدَنِّسْهَا بإِسماعها النَّاسَ قال : وكانَ ضَنيناً فرجَعَ أَبُو زيد إِلى أَصْحابه فقال لَهُم : إِذا أَقبل خَلَف الأَحْمَر فقُولُوا بأَجْمَعِكُم : ما خَيْرَ اللَّبَنَ للمَرِيض ؟ ففَعَلُوا ذالِك عند أَقْبَاله ، فعَلهم أَنَّه من فِعْل أَبِي زَيْد . وهو ( تَعَجَّبٌ ) .
( *!واستَخارَ : طَلَبَ *!الخِيَرَةَ ) ، وهو استِفْعَال مِنْه ، ويقال : *!استَخِر الله*! يَخِرْ لَكَ ، والله *!يَخِيرُ للعَبْد إِذا *!استَخَاره .
( *!وخَيَّرَه ) بَيْن الشَّيْئَيْنِ ( : فَوَّضَ إِلَيْهِ *!الخِيَارَ ) ، ومنه حَدِيث عامِر ابنِ الُّفَءَحل ( أَنَّه *!خَيَّر في ثَلاث ) أَبي جَعَل له أَنْ*! يَخْتَار مِنْهَا واحِداً وهو بفَتْح الخَاءِ . وفي حَدِيث بَرِيرَةَ ( أَنَّها *!خُيِّرَت في زَوْجِها ) ، بالضَّمّ .
( و ( إِنَّك مَا وخَيْراً ، أَي ) إِنّك ( مَعَ خَيْرٍ ، أَي سَتُصِيبُ *!خَيْراً ) ، وهو مَثَلٌ .
( وبَنُو الخِيَارِ بْنِ مَالِكٍ : قَبِيلَةٌ ) ، هو الخِيَارُ بنُ مَالِك بٌّ زَيْد بنِ كَهْلاَن من هَمْدانَ .
( وحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ *!-الخِيَارِيٌّ ) ، إِلى بَيْع *!الخِيَار ، ( مُحَدِّثٌ ) ، سَمِع من سَعِيد بنِ البَنَّاءِ ، *!وَتأَخَّر إِلى سنة 617 وعنه ابنُ الرّباب وآخَرون . قال ابنُ نُقْطَة : صَحِيحُ السَّمَاعِ ، وابنُه عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن ، سَمِعَ من ابْن يُونُسَ وغَيْرِه . 7
( وَأَبُو *!الخِيَار يُسَيْر أَو أُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و ) الكِنْدِيّ ، *!الأَخِيرُ قَوْلُ أَهْل الكُوفَة . وقال يَحْيى بن مَعِين : أَبو *!الخِيَار الّذِي يَرْوِي عن ابنِ مَسْعُود اسْمُه يُسَيْر بْنُ عَمْرٍ و ، وأَدْرَكَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعاشَ إِلى زَمَن الحَجَّاج . وقال ابنُ المَدِينيّ : وَأَهلُ البَصْرَة يُسَمُّونه أُسَيْر بن جابرٍ ، رَوَى عنه زُرَارةُ بنُ أَوْفَى وابنُ سِيرينَ
____________________

(11/246)


وجماعَة ، والظاهِرُ أَنّه يُسَيْرُ بنُ عَمْرو ابن جابِر ، قاله الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْد . قلْت : وسيأْتِي للمُصَنِّف في :
يسر
( *!وخَيْرٌ أَو عَبْدُ *!خَيْرٍ الحِمْيَرِيُّ ) ، كان اسمُه عَبْد شَرّ ، فغَيَّره النّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قِيل ، كذا في تارِيخ حِمْص لعَبْد الصَّمَد بنِ سَعِيد . وقرأْتُ في تَارِيخ حَلَب لابْنِ العَدِيم ما نَصُّه : وهو من بَنِي طَيِّىء ، ومن وَلَده عامِرُ بنُ هَاشِم بنِ مَسْعُود بنِ عَبْدِ الله بن عَبْدِ خَيْر ، حَدَّث عن مُحَمَّد بن عُثْمَان بنِ ذي ظَلِيم عن أَبِيه عن جَدِّه قِصَّةَ إِسْلام جَدِّه عَبْدِ خَيْر ، فراجِعْه . ( و ) خَيْرُ ( بْنُ عَبْد يَزِيدَ الهَمْدانِيُّ ) ، هاكذا في النُّسَخ ، والصَّواب عَبْدُ خَيْر بنُ يَزِيدَ ، أَدركَ الجاهِلِيَّة ، وأَسْلَم في حَياة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ورَوَى عن عَلِيّ ، وعنه الشَّعْبِيّ : ( صحابِيّون ) .
( وأَبُو *!خِيْرَةَ ) ، بالكَسْر ، وفي التَّبْصِير بالفَتْح قال الخطيب : لا أَعْلم أَحَداً سَمَّاه ( الصُّنَابِحِيّ ) إِلى صُنَابِح ، قَبِيلَة من مُرَاد . هاكذا في سَائِر أُصُولِ القَامُوسِ . قال شيخُنَا : والظَّاهِر أَنَّه وَهَمٌ أَو تَصْحِيف ولذا قال جَماعَة من شُيُوخِنا : الصَّواب أَنه الصُّبَاحيّ إِلى صُباح بن لُكَيْز من عَبْدِ القَيْس ، قَالُوا : قَدِمَ على رَسُولِ اللهاِ صلى الله عليه وسلمفي وَفْد عَبْدِ القَيْس ، كما رواه الطَّبرَانِيّ وغَيْرُه . قال ابنُ مَاكُولاَ : ولا أَعْلَم مَن رَوَى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلممن هاذِه القبيلة غَيْرَه . قُلتُ : ورأَيتُه هاكَاذ في مُعْجَم الأَوسَط للطَّبرانِيّ ، ومِثْله في التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ ، ولا شَكَّ أَنَّ المُصَنِّف قد صَحَّف .
وزَادُوا أَبا *!خَيْرة : والدَ يَزِيد ، له فًّدَةٌ . استَدْرَكه الأَشِيرِيّ على ابحٌّ عَبْدِ البَر .
( *!وخَيْرَةُ بِنْتُ أَبي حَدْرَدٍ ) ، بفتح الخَاءِ ، ( من الصَّحَابَة ) ، وهي أُمُّ الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عنها .
____________________

(11/247)



( وأَبُو *!خَيْرَةَ عُبَيْد الله ، حَد 2 ) ، وهو شَيْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عَبْد الوَارِث . ( وأَبُو *!خَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ حَذْلَمٍ عَبَّادٌ ) ، كذا في النُّسخ ، والصَّواب مُحَبّ بنُ حَذْلَم ، كذا هو بخَطِّ الذَّهَبيّ . قال : رَوَى عن مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، وكان من صُلَحاءِ مِصْرَ . ( ومُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَة ) السَّدُوسِيّ البَصْرِيّ ، نَزِيلُ مِصْرَ ، ( مُحَدِّثٌ ) مُصَنِّفٌ . رَوَى له أَبُو دَاوُود والنَّسَائِيُّ ، مات سنة 151 . لاكن ضَبَطَ الحافظُ جَدَّه في التَّقْرِيب كعِنَبَة .
( *!وخَيْرَةُ بِنْتُ خُفَافٍ ، و ) *!خَيْرَةُ ( بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمان : رَوَتَا ) ، أَما بنْت خُفَاف فَرَوَى عَنْهَا الزُّبَيْر بن خِرِّيتٍ . وأَما بِنْت عَبْدِ الرَّحْمان فقالت : بَكَت الجِنّ عى الحُسَيْن .
( وأَحْمدُ بنُ *!خَيْرُون المِصْرِيّ ) ، كذا في النُّسخ ، والذي عند الذَّهبيّ خَيْرُون بن أَحْمَد بن خَيْرون المِصْريّ ، وهو الَّذِي يَرْوِي عن ابنِ عَبد الحَكَم ( ومُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونَ القَيْرَوَانِيُّ ) أَبو جَعْفَر ، مات بعد الثلاثِمَائة . ( ومُحَمَّدُ بْنُ عمر بن خَيْرُون المُقْرىءُ ) المَعَافِريّ ، قَرَأَ عَلَى أَبي بَكْر بنِ سَيف . ( والحَافِظُ ) المُكْثِر أَبُو الفَضْل ( أَحمدُ بْنُ الحَسَن بنِ خَيْرُونَ ) ابن إِبراهِيم المُعَدّل البَاقِلاَّنِيّ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ وَإِمَامُهَا ، سَمِعَ أَبا عليّ بن شَاذَانَ وَأَا بَكْرٍ البَرْقَانيّ وغَيْرَهما ، وعنه الحافِظُ أَبُو الفَضْل السّلاميّ وخَلْقٌ كَثِير ، وهو أَحَدُ شُيوخ القَاضي أَبِي عَلِيّ الصَّدفِيّ شَيْخ القَاضِي عِياض ، تُوفِّيَ ببَغْدَادَ سنة 488 وأَخُوه عَبْدُ المَلِك ابنُ الحَسَن ، سَمِعَ البَرْقَانِيّ . ( و ) أَبُو السُّعُود ( مُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونَ ) بنِ عَبْد الملِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُونَ ، رَوَى عنه ابْنُ سُكَيْنة ، سَمِع إِسماعيلَ ابْنَ مَسْعَدَة ، وَأَبُوه له رِوَايَةٌ ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ : ( مُحَدِّثُون ) .
قال شيخُنَا : واختلَفُوا في خَيْرُون ، هل يُصْرف كما هو الظَّاهِر ، أَو
____________________

(11/248)


يُمْنَع كما يَقَع في لِسَان المُحَدِّثين لشَبهه بالفِعْل كما قاله المزّيّ أَو لإِلحاق الواوِ والنُّون بالأَلف والنّون .
( وأَبو مَنْصُور ) مُحَمَّد بنُ عَبْد المَلِك بنِ الحَسَن بن خَيْرُون ( *!-الخَيْرُونِيُّ ) الدّبّاس البَغْدَادِيّ من دَرْب نُصَيْر ، ( شيْخٌ لابْنِ عَسَاكِرَ ) ، سَمعَ عَمَّه أَبا الفَضْل أَحْمَدَ بنَ الحَسَن بْنِ خَيْرُون ، والحافِظَ أَبَا بَكْر الخَطِيبَ ، وأَبَا الغَنَائِم بن المَأْمون ، وعَنْه ابنُ السّمْعَانِيّ . وفاتَه عَبْدُ الله بنُ عَبْد الرَّحمان بن خَيْرُون القُضاعِيّ الأَبديّ ، سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ البَرّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
يقال : هم خَيَرَةٌ بَرَرَةٌ ، بفَتْح الخَاءِ واليَاءِ ، عن الفَرَّاءِ .
وقَوْلُهم : *!خِرْتَ يا رَجُل فأَنْت *!خَائِر ، قال الشاعر :
فما كِنانَةُ في *!خَيْر *!بخَائِرَةٍ
ولا كِنانَةُ في شَرَ بأَشْرارِ
ويُقَال : هُو من خِيَارِ النَّاسِ . وما *!أَخْيَرَه ، وما *!خَيْرَه ، *!الأَخِيرة نَادِرَةُ . ويقال : ما *!أَخْيَرَه *!وخَيْرَه ، وأَشَرَّه وشَرَّه .
وقال ابن بُزُرْج : قالوا : هم *!الأَخْيَرُون والأَشَرُّون من *!الخَيَارَة والشَّرَارَاةِ . وهو *!أَخْيَرُ مِنْك وأَشَرُّ منك في *!الخَيَارة والشَّرارَةِ ، بإِثْبَاتِ الأَلِف . وقَالُوا في *!الخَيْر والشَّرّ : هو *!خَيْرٌ مِنْك ، وشَرٌّ مِنْك ، وشُرَيْر مِنْك ، *!وخُيَيْر مِنْك ، وهو *!خُيَيْرُ أَهْلِه ، وشُرَيْرُ أَهْلِه .
وقالُوا : لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرِ ، أَي الأَفْضَل أَو ذِي الخَيْر . ورَوَى ابْنُ الأَعْرَابِيّ : لعَمْرُ أَبِيك الخَيْرُ ، برَفْع الخَيْر عَلَى الصّفَة للعَمْرِ . قال والوَجْه الجَرّ ، وكذالك جَاءَ في الشَّرّ .
وعَن الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ في مَثَل للقَادِم مِنْ سَفَرٍ ( خَيْرَ مَا رُدَّ في أَهْل ومَال ) أَي جَعَلَ الله ما جِئْت خَيرَ ما رَجَعَ به الغائِبُ .
قال أَبو عُبَيْد : ومن دُعَائِهِم في النِّكَاح : على يَدَيِ الخَيْرِ واليُمْنِ .
____________________

(11/249)



وفي حَدِيثِ أَبي ذَرَ ( أَنَّ أَخَاه أُنَيساً نافَرَ رَجُلاً عن صِرْمَة لَه وعن مِثْلها ،*! فخُيِّرَ أُنَيْسٌ فأَخَذَ الصِّرْمَة ) . مَعْنَى *!خُيِّر ، أَي نُفِّر . قال ابنُ الأَثِير : أَي فُضِّل وغُلِّبَ . يقال : نَافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غَلَبْتُه .
وتَصغير *!مُختار *!مُخَيِّر ، حُذِفت منه التاءُ لأَنَّهَا زَائِدَة ، فأَبْدلت من الياءِ ، لأَنَّهَا أُبدِلَ منهَا في حال التَّكْبِير . وفي الحَدِيث (*! خَيَّرَ بينَ دُورِ الأَنْصَار ) ، أَي فَضَّلَ بَعْضَهَا على بَعْضٍ .
ولك *!خِيرَةُ هاذه الإِبلِ *!وخِيَارُهَا ، الواحِدُ والجَمْع في ذالِك سواءٌ . وجَمَلٌ *!خِيَارٌ ، وناقَةٌ خِيَارٌ : كريمةٌ فارِهَة . وفي الحديث ( أَعطوه جَمَلاَ رَبَاعياَّ *!خِيَاراً ) أَي *!مُخْتَاراً . وناقَة *!خِيَارٌ : *!مُخْتَارة .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : نَحَرَ *!خِيرَةَ إِبلِه *!وخُورَةَ إِبِله .
وفي حديث الاستخارة ( اللَّهُمَّ *!خِرْ لِي ) أَي *!اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن .
وفُلانٌ *!-خِيرِيَّ من النَّاس ، بالكَسْر وتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة ، أَي صِفِيِّي .
*!واستخارَ المَنزِلَ : استَنْظَفَه . *!واستخاره :استعطفه : وهاذا محلّ ذِكْرِه .
*!وتَخَايَرُوا : تَحَاكَمُوا في أَيِّهم أَخْيَرُ .
*!والأَخَايِرُ : جَمْع الجَمْع ، وكذا *!الخِيرَانُ وفُلانٌ ذُو *!مَخْيَرَةٍ ، بفتح التحتيّة ، أَي فَضْل وشَرَف .
*!وخَيْرَةُ : أُمّ الحَسَن البَصْرِيّ .
وفي المثَل ( إِنّ في الشَّرِّ *!خِيَاراً ) أَي ما *!يُختار .
وأَبو عليّ الحُسَيْن بنُ صالح بن خَيرانَ البَغْدَادِيّ : وَرِعٌ زاهِدٌ . وأَبو نَصْر عَبْدُ المَلِك بنُ الحُسَيْن بن خَيرانَ الدّلّال ، سمعّ أَبا بَكر بن الإِسكاف ، توفِّي سنة 472 .
____________________

(11/250)



كتاب *!والخِيرِيّ : نَبَاتٌ ، وهو مُعَرَّب .
*!والخِيَارِية : قَرية بمصر ، وقد دخلْتها . ومنها الوَجِيهُ عبدُ الرّحمان ابنُ عَلِيّ بنِ مُوسَى بن خَضِرٍ *!-الخِيَارِيّ الشافِعِيُّ نَزِيلُ المدِينَة .
ومُنْيَةُ *!خَيْرونَ : قريةٌ بمصر بالبَحْر الصَّغِير .
*!وخَيْر آباد : مدينة كَبِيرَة بالهند . منها شيخُنَا الإِمامَا المُحَدِّث المُعَمصآ صَنْعَةُ اللَّهِ بن الهدادِ الحَنَفيّ ، روى عن الشَّيْخ عبدِ الله بنِ سالِمٍ البَصْرِيّ وغيره .
*!والخِيرَة ، بالكسر : الحَالَةُ التي تَحصُل للمُستَخِير .
وقوله تعالى : { وَلَقَدِ *!اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ } ( الدخان : 32 ) يَصِحّ أَن يكون إِشَارَةً إِلى إِيجاده تعالى خيراً ، وأَن يكون إِشَارَةً إِلى تقديمهم علَى غيرهم .
*!والمُخْتَار قد يُقَال للفَاعِل والمَفْعُول .
وخِطّة بني خَيرٍ بالبَصْرة معروفة إلى فَخِذ من اليَمن .
وبنو خيرانَ بنِ عمرِو بن قَيْس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شَمْس : قَبيلة باليَمن ، كذا قاله ابن الجوّانيّ النّسّابة . ومنهم من يقول : هو حَيران بالحَاءِ المهملة والموحّدة .
2 ( فصل الدال ) المهملة مع الراءِ)
دبجر 2
يستدرك عليه هنا :
دَبجرا ، بالفتح : اسم قرية بمصر بالشرقيّة .
دبر : ( الدُّبُْر ، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن : نَقِيضُ القُبُلِ . و ) الدُّبُر ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : عَقبُه ومُؤَخَّرُه . و ) من المَجاز : ( جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْرِ ) ، أَي آخِرَه ، على المَثَل . يقال : جِئْتك دُبُرَ الشَّهْر ( وفِيهِ ) ، أَي في دُبُره ، ( وعَلَيْهِ ) ، أَي عَلى دُبُره ، ( و ) الجَمْع من كُلّ ذالك أَدْبَارٌ . يقال :
____________________

(11/251)


جئتُك ( أَدْبَارَه ، وفِيهَا ) ، أَي في الأَدْبار . ( أَي آخِرَه . و ) الأَدْبارُ لذَوات الظِّلف والمِخْلَب : ما يَجْمَع ( الاسْت ) والحَيَاءَ . وخَصّ بعضُهُم به ذَواتِ لخُفِّ والحَيَاءِ ، الواحِدُ دُبُرٌ .
( و ) الدُّبُر والدُّبْر : ( الظَّهْرُ ) ، وبه صَدَّرَ الزَّمَخْشَرِيّ في الأَساس ، والمصنِّف في البصائر ، وزاد الاستدلالَ بقوله تعالى : { وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } ( القمر : 45 ) قال : جَعَله للجماعة ، كقولِه تَعالى : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } ( إبراهيم : 43 ) والجمعُ أَدْبَارٌ . قال الفَرَّاءُ : كان هاذا يوم بَدْرٍ . وقا ابنُ مُقْبِل :
الكَاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ وإِدْبَارُ النُّجُومِ : تَوَالِيهَا . وأَدْبَارُهَا أَخْذُهَا إِلى الغَرْب للغُرُوب آخِرَ اللَّيْل . هاذِه حِكايَةُ أَهل اللُّغَة ، قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدرِي كَيْف هاذا ، لأَنَّ الأَدْبَارَ لا يَكُون الأَخْذَ ، إِذ لأَخْذُ مَصْدرٌ والأَدْبَارُ أَسماءٌ . وأَدْبار السُّجودِ وإِدبارُه : أَواخِرُ الصَّلوَاتِ . وقد قُرِىءَ : وأَدْبار ، وإِدْبار ، فمَنْ قرأَ وأَدْبَار ، فمِن ابِ خَلْفَ ووَراء ، ومَن قَرأَ وإِدْبَار ، فمِن بابِ خُفوق النَّجْم .
قال ثعلب في قَوْلِهِ تعالى : { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } ( الطور : 49 ) { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } ( ق : 40 ) قال الكسَائيّ : إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحر . وأَدْبَار السجود لأَنص مع كل سَجْدة إِدْباراً .
وفي التهذيب مَنْ قرأَ : { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } ، بفتح الأَلف جمع على دُبُر وأَدْبار ، وهما الرَّكْعَتَان بعد المَغْرِب ، رُوِيَ ذالِك عن عَلِيّ بن أَبِي طالِبٍ رضي الله عَنْه . قال : وأَما قوله : { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } في سورة الطُّور ، فهما الرَّكْعَتَان قبل الفجر ، قال : ويُكسرَان جميعاً ويُنْصَبانِ ، جائزانِ .
( و ) الدُّبُر : ( زَاوِيَةُ البَيْتِ ) ومُؤَخَّرُه .
( و ) الدَّبْر ، ( بالفَتْحِ : جَماعَةُ
____________________

(11/252)


النَّحْلِ ) ، ويقال لها الثَّوْلُ والخَشْرَمُ ، ولا وَاحِدَ لشيْءٍ من هاذا ، قاله الأَصمَعيّ .
( و ) روَى الأَزْهَرِيّ بسنده عن مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيْرِيّ : الدَّبْر : ( الزَّنَابِيرُ ) . ومن قال النَّحْل فقد أَخطأَ . قال : والصواب ما قاله الأَصمعيّ .
وفَسَّر أَهلُ الغَرِيبِ بهما في قصّة عاصم بن ثابتٍ الأَنصاريّ المعروف بحَمِيِّ الدَّبْرِ ، أُصِيبَ يومَ أُحُدٍ فمَنَعت النَّحْلُ الكُفَّارَ منه ؛ وذالك أَن المشركين لمَّا قَتلُوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به ، فسلَّطَ الله عليهم الزَّنابيرَ الكِبَارَ تَأْبِر الدَّارِعَ ، فارتدَعَوا عنه حتى أَخَذَه المُسْلِمُون فَدَفَنُوه ، وفي الحديث ( فأَرْسَلَ اللَّهُ عليهم مِثْلَ الظُّلْمَةِ مِن الدَّبْرِ ) ، قيل : النَّحْل ، وقيل : الزَّنابير .
ولقد أحسٌّ ع المُصنِّف في البَصَائر حيث قال : الدَّبْر : النَّحْل والزّنابِير ونَحْوهُمَا مما سِلاحُها في أَدْبَارِها .
وقال شَيْخُنَا نَقْلاً عن أَهْل الاشْتِقَاق : سُمِّيَت دَبْراً لتَدْبِيرها وتَأَنُّقِها في العَمَل العَجِيب ، ومنه بِنَاءُ بُيوتِها . ( ويُكْسَر فِيهِما ) ، عن أَبي حَنِيفَة ، وهاكذا رُوِيَ قولُ أَبي ذُؤَيب الهُذَليّ :
بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفُهَا
وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْن وهْي خَلُوجُ
عَنَى شُعْبَةً فيها دَبْر .
وفي حديث سُكَيْنةَ بنتِ الحُسَيْن ( جاءَت إِلى أُمّها وهي صغيرة تَبْكِي فقالت لها : مالَكِ ؟ فقالتْ : مَرَّت بي دُبَيْرة ، فلسَعَتْني بأُبَيْرة ) ، هي تصغير الدَّبْرة النّحلة ، ( ج أَدْبُرٌ ودُبُورٌ ) ، كفَلْس وأَفْلُسٍ وفُلُوس . قال لبيد :
بِأَشْهَبَ من أَبْكارِ مُزْنِ سَحَابةٍ
وأَرْيِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ
أَراد : شارَه من النَّحْل ، أَي جَناه .
قال ابنُ سِيدَه : ويجوز أَن يكون جمْع دَبْرة ، كصَخْرَة وصُخُور ، ومَأْنَة ومُؤُون .
____________________

(11/253)



( و ) الدَّبْرُ : ( مَشَارَاتُ المَزْرَعَةِ ) ، أَي مَجَارِي مائِها ، ( كالدِّبَارِ ، بالكَسْرِ ، واحِدُهُما بِهَاءٍ ) ، وقيل : الدِّبَار جمْع الدَّبْرَة ، قال بِشْر بن أَبِي خَازِم :
تَحَدُّرَ ماءِ البِئْر عن جُرَشِيَّةٍ
علَى جِرْبَةٍ يَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وقيل الدِّبَار : الكُرْدَة من المَزْرعَة ، الواحِدَة دِبَارَةٌ .
والدِّبَاراتُ : الأَنْهَار الصِّغَار التي تَتَفَجَّر في أَرض الزَّرْع ، واحدتها دَبْره ، قال ابنُ سِيدَه : ولا أَعْرف كيف هاذا إِلاَّ أَن يكون جمعَ دَبْرَة على دِبَار ، ثمّ أُلْحِقَ الْهاءُ للجَمْع ، كما قالُوا الفِحَالَة ، ثُمَّ جُمِع الجَمْعُ جَمْعَ السَّلاَمة .
( و ) الدَّبْر أَيضاً : ( أَوْلادُ الجَرَادِ ) ، عن أَبي حَنِيفَة : ونصّ عبارته : صِغَار الجَرَادِ ، ( ويُكْسَرُ ) .
( و ) الدَّبْر : ( خَلْفُ الشَّيْءِ ) ، ومنه جَعَلَ فُلانٌ قَوْلَكَ دَبْآع أُذُنِهِ ، أَي خَلْف أُذُنه . وفي حديث عُمَر : ( كُنْتُ أَرجو أَن يَعيشَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمحتى يَدْبُرَنا ) ، أَي يَخْلُفنا بعد مَوْتِنَا . يقال : دبَرْتُ الرَّجُلَ دَبْراً إِذا خَلَفْتَه وبَقِيتَ بَعْدَه .
( و ) الدَّبْر : ( المَوْتُ ) ، ومنه دَابَر الرَّجُلُ : ماتَ . عن اللِّحْيَانيّ ، وسيأْتي .
( و ) الدَّبْر ؛ ( الجَبَلُ ) ، بلسانِ الحَبشة . ( ومِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ ) مَلِكِ الحَبَشَةِ أَنه قال : ( ( ما أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْراً ذَهَباً وأَنِّي آذَيْتُ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِين ) ) . قال الصَّغانِيّ : وانْتِصَاب ( ذَهَباً ) على التَّمْيِيز . ومثله قولُهم : عندي راقُودٌ خَلاًّ ، ورِطْلٌ سَمْناً . والواو في ( وأَنّى ) بمعنى ( مَعَ ) ، أَي ما أُحِبّ اجْتِمَاع هاذَيْنِ ، انْتَهَى . وفي رواية ( دَبْرا من ذَهبٍ ) . وفي أَخرى : ( ما أُحِبُّ أَن يكون دَبْرَى لي
____________________

(11/254)


ذَهَباً ) وهاكذا فَسَّروا ، فهو في الأَوَّل نَكرَة وفي الثَّاني مَعْرفة . وقال الأَزهريّ : لا أَدْرِي أَعرَبِيّ هو أَم لا ؟ .
( و ) الدَّبْر : ( رُقَادُ كُلِّ سَاعَة ) ، وهو نحْو التَّسبيح ، ( و ) الدَّبْر ( الاكْتِتابُ ) ، وفي بعض النسخ الالتتاب ، باللام ، وهو غَلَط . قال ابنُ سِيدَه : دَبَرَ الكِتَابَ يَدْبُره دَبْراً : كَتَبَه ، عن كُراع . قال : والمعروف ذَبَره ، ولم يَقُل دَبَرَه إِلاّ هو .
( و ) الدَّبْر : ( قِطْعَةٌ تَغْلُظُ في البَحْرِ كالجَزِيرَة يَعْلوهَا الماءُ ويَنْصَبُّ عنها ) ، هاكذا في النُّسَخ ، وهو مُوافِقٌ لِما في الأُمَّهات اللُّغَوِيَّة . وفي بعض النُّسخ : يَنضُب من النضب ، وكلاها صَحيح .
( و ) الدَّبْر : ( المَالُ الكَثِيرُ ) الذي لا يُحصَى كَثْرة ، واحدُه وجَمْعُه سَوَاءٌ ، ( ويُكْسَرُ ) يقال : مَالٌ دَبْر ، ومَالانِ دَبْر ، وأَمْوالٌ دَبْرٌ . قال ابنُ سِيدَه : هاذا الأَعْرف ، قال : وقد كُسِّر على دُبُور ، ومثلْه مال دَثْر . وقال الفَرَّاءُ : الدَّبْرُ : الكَثِير ( من ) . الضَّيْعَة والمَال . يقال : رجلٌ كَثِيرٌ الدَّبْرِ ، إِذا كانَ فاشِيَ الضَّيْعَة ، ورجُل ذو دَبْرٍ : كثيرُ الضَّيْعَةِ والمال ، حكاه أَبو عُبَيْد عن أَبِي زَيْد .
( و ) الدَّبْرُ : ( مُجَاوَزَةُ السَّهْمِ الهَدَفَ ، كالدُّبُورِ ) ، بالضّمّ ، يقال : دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ يَدْبُره دَبْراً ودُبُوراً ، جاوَزَه وسَقَطَ وَراءَه .
( و ) قولُهم : ( جَعَلَ كَلاَمَكَ دَبْرَ أُذُنِه ) ، ي خَلْفَ أُذُنه ، وذالِك إِذا ( لم يُصْغِ إِلَيْهِ وم يُعَرِّجْ عَلَيْهِ ) ، أَي لم يَعْبَأْ به وتَصَامَم عنه وأَغْضَى عنه ولم يَلتفِتْ إِليه ، قال الشاعر :
يَدَاهَا كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذَا مَشَتْ
ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْن طَرُوحُ
( والدَّبْرَةُ : نَقِيضُ الدَّوْلةِ ) ، فالدَّوْلةُ في الخَيْر ، والدَّبْرَة في الشَّرّ . يقال :
____________________

(11/255)


جَعَل اللَّهُ عليك الدَّبْرَة . قاله الأَصْمعِيّ . قال ابنُ سِيدَه : وهاذا أَحْسَنُ ما رأَيْتُه في شَرْح الدَّبْرَةِ ، ( و ) قيل : الدَّبْرَةُ : ( العَاقِبَةُ ) ، ومنه قَوْلُ أَبِي جهل : لابْنِ مَسْعودٍ وهو صَرِيعٌ جَريحٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال لِلّه ولرسُولِه ، يا عَدُوَّ الله . ( و ) يقال : جَعَلَ اللَّهُ عليهم الدَّبْرَةَ ، أَي ( الهَزِيمة في القِتَالِ ) ، وهو اسْمٌ من الإِدْبَار ، ويُحَرَّك ، كما في الصّحاح ، وذَكَرَه أَهْلُ الغَرِيب .
( و ) عن أبي حَنيفةَ : الدَّبْرَةُ : ( البُقْعَةُ ) من الأَرْض ( تُزْرَعُ ) ، والجَمْع دِبَارٌ .
( و ) من المَجَاز : الدِّبْرَة : ( بالكَسْرِ ، خِلاَفُ القِبْلَةِ . و ) يقال : ( مالَهُ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ ، أَي لَمْ يَهْتَدِ لجِهَةِ أَمْرِهِ ) . وقَوْلُهم : فُلانٌ مَا يَدْرِي قِبَالَ الأَمر من دِبارِه ، أَي أَوَّلَه من آخِرِه . وليس لِهاذا الأَمرِ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ ، إِذا لم يُعْرَف وَجْهُه .
( و ) الدَّبَرَة : ( بالتَّحْرِيكِ : قَرْحَةُ الدَّابَّةِ ) والبَعِيرِ ، ( ج دَبَرٌ ) ، مُحَرَّكَةً ، ( وأدْبَارٌ ) ، مثل شَجَرَة وشَجَرَ وأَشْجَار . وفي حديث ابْنِ عَبّاس ( كانُوا يَقولون في الجاهليّة : إِذا بَرَأَ الدَّبَر ، وعَفَا الأَثَر ) ، وفسّروه بالجُرْح الذي يكون في ظَهْر الدّابّة . وقيل : هو أَن يَقْرَح خُفُّ البَعِير ، وقد ( دَبِرَ ) البَعِيرُ ، ( كفَرِحَ ) ، يَدْبَر دَبَراً ، ( وأَدْبَرَ ) ، واقتصر أَئِمَّة الغَرِيب على الأَوَّل ، ( فهو ) ، أَي البَعِيرُ ( دَبِرٌ ) ، ككَتِف ، وأَدْبَرُ ، والأُنْثَى دَبِرَةٌ وَدَبْراءُ ، وإِبِلٌ دَبْرَى .
( و ) في المَثَل : ( ( هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ ما لاَقَى الدَّبِرُ ) ) . ذَكَرَه أَهلُ الأَمْثَال في كُتُبِهم ، وقالوا : ( يُضْرَبُ في سُوءِ اهْتِمَامِ الرَّجُلِ بِصَاحِبِه ) ، وهاكذا فَسَّرَه شُرَّاحُ المَقَامَات .
( وأَدْبَرَهُ ) الحِمْلُ و ( القَتَبُ ) فدَبِرَ .
( ودَبَرَ ) الرَّجلُ دَبْراً : ( وَلَّى ، كأَدْبَرَ ) إِدْباراً ، ودُبْراً ، وهاذا عن كُرَاع .
قال أَبو مَنْصور : والصَّحيح أَن
____________________

(11/256)


الإِدْبَارَ المَصْدَرُ ، والدُّبْر الاسْمُ . وأَدْبَرَ أَمرُ القَوْمِ : وَلَّى لِفَسَادٍ ، وقَوْلُ الله تعالى : { ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } ( التوبة : 25 ) هاذا حالٌ مُؤَكّدة ، لأَنه قد عُلِم أَنَّ مع كُلِّ تَوْلِيَة إِدْباراً فقال : مُدْبِرين ، مُؤَكّداً .
وقال الفرَّاءُ : دَبَرَ النَّهَارُ وَأَدْبَرَ ، لُغَتانِ ، وكذالك قَبَلَ وأَقْبَلَ ، فإِذا قالوا : أَقْبَلَ الرّاكبُ أَو أَدْبَرَ ، لم يقولوا إِلاْ بالأَلف .
قال ابنُ سِيده : وإِنَّهُمَا عندي في المعَنى لَواحِدٌ لا أُبْعدُ أَن يَأْتِيَ في الرِّجَال ما أَتَى في الأَزْمِنَة . وقرأَ ابنُ عَبَّاس ومُجَاهِدٌ { وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } ( المدثر : 33 ) مَعْنَاه وَلَّى ليَذْهَب .
( و ) دَبَر ( بالشَّيْءِ : ذَهَبَ بِهِ . و ) دَبَرَ ( الرَّجُلُ : شَيَّخَ ) ، وفي الأَساس شَاخَ ، وهو مَجَازٌ ، وقيل ومنه قَوْلُه تَعَالى : { وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } .
( و ) دَبَر ( الحَدِيثَ ) عن فُلانٍ ( : حَدَّثَه عَنْه بَعْدَ مَوْتِهِ ) ، وهو يَدْبُر حَدِيثَ فُلانٍ أَي يَرْوِيه . ورَوَى الأَزْهَرِيّ بسَنَده إِلى سَلَّام بنِ مِسْكين قال : سَمِعْتُ قَتَادَة يُحدِّث عن فلانٍ يَروِيه عن أَبي الدَّرْدَاءِ ، يَدْبُرُه عن رَسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما شَرَقَتْ شَمْسٌ قطُّ إِلاّ بجَنْبِهَا مَلَكَانِ يُنادِيَان ، إِنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقلَيْن الجِنِّ والأَنْس : أَلاَ هَلُمُّوا إِلى رَبّكم فإِنَّ ما قَلَّ وكَفَى خَيْرٌ مما كَثُر وأَلْهَى ، اللّهُمَّ عَجِّل لمُنْفِقٍ خَلَفاً ، وعَجِّل لمُمْسِك تَلَفاً ) .
قال شَمِرٌ : ودَبَرْت الحَدِيثَ ، غيْرُ مَعروف ، وإِنما هو يُذْبُره ، بالذّال المُعْجَمَة ، أَي يُتْقِنه ، قال الأَزهِرَيِ : وأَما أَبو عُبَيد فإِن أصحابَه رَوَوْا عنه : يَدْبُرُه ، كما تَرَى .
( و ) دَبَرَت ( الرِّيحُ : تَحَوَّلَت ) ، وفي الأَسَاس : هَبَّت ( دَبُوراً ) ، وفي الحديث . قال صلى الله عليه وسلم
____________________

(11/257)


( نُصِرْت بالصَّبَا وأُهلِكَت عادٌ بالدَّبُور ) ( وهي ) أَي الدَّبور ، كصَبُور ، وفي نسخة شَيْخنا ( وهو ) بتَذْكِير الضَّمِير ، وهو غَلَطٌ ، كما نعَّه عليه ، إِذ أَسماءُ الرِّيَاح كُلِّهَا مُؤَنَّثةٌ إِلاَّ الأَعْصَارَ ( رِيحٌ تُقَابِل الصَّبَا ) . والقَبُولُ : رِيحٌ تَهُبّ من نَحْو المَغْرب ، والصَّبَا يُقَابِلها من ناحِيَةِ المَشْرِق ، كذا في التَّهذِيب . وقيل : سُمِّيَت ( بالدَّبُور ) لأَنَّهَا تأْتِي من دُبُر الكَعبة ممّا يَذح 2 ب نحو المَشْرِقِ ، وقد رَدصِ ابنُ الأَثِير وقال : ليس بشْيءٍ ، وقيل : هي التي تَأْتِي من خَلْفِك إِذا وَقفْت في القِبْلَة .
وقال ابنُ الأَعرابيّ : مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطَّائرِ إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ .
وقال أَبو عَلِيّ في التّذْكِرَة : الدَّبُور : يكون اسْماً وصِفَةً ، فمِنَ الصِّفة قَولُ الأَعْشَى .
لها زَجَلٌ كحَفيف الحَصا
دِ صادَف باللَّيْل رِيحاً دَبُوراً
ومن الاسم قولُه ، أنشدَه سِيبَوَيْهِ لرجُل من باهِلَة :
رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ وتارَةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائِبُ التَّهْتَانِ
قال : وكَونُها صِفَةً أكثرُ . والجمع دُبُرٌ ودَبائرُ .
وفي مجمع الأمثال للمَيْدانيّ : وهي أَخْبَثُ الرِّياح ، يقال إِنَّهَا لا تُلقِح شَجراً ولا تُنْشِيءُ سَحاباً .
( ودُبِرَ ) الرّجلُ ، ( كعُنِىَ ) ، فهو مَدْبُورٌ : ( أَصابَتْه ) رِيحُ الدَّبُورِ . ( وأَدْبَرَ : دَخَل فِيهَا ) ، وكذالِك سائِرُ الرِّيَاح .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : أَدْبَرَ الرَّجلُ إِذا ( سافَر في دُبَارٍ ) ، بالضَّمّ ؛ يومِ الأَرْبَعاءِ ، كما سيأْتِي للمُصَنِّف قريباً ، وهو يَومُ نَحْسٍ ، وسُئلِ مُجَاهِدٌ عن يوم النَّحْس فقال : هو الأَربعاءُ لا يَدُور في شَهْرِه
____________________

(11/258)


( و ) من المَجاز : قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَدْبَرَ الرّجلُ ، إِذا ( عَرَفَ قَبِيلَه مِنْ دَبِيرِه ) ، هاكذا في النُّسَخ ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيّ : دَبِيرَه من قَبِيله ، ومن أَمْثَالهم : ( فُلانٌ ما يَعْرِف قَبيهلَه من دَبِيرِه ) . أَي ما يَدْرِي شيئاً .
وقال اللَّيْث : القَبِيل : فَتْل القُطْنِ ، والدَّبِير : فَتْل الكَتّانِ والصُّوفِ .
( و ) قال أَبو عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيّ : ( مَعْنَاه طَاعَته من مَعْصِيتَه ) . ونصّ عِبارته : مَعْصِيَته من طَاَعتِه ، كما في بَعْض النُّسَخ أَيضاً ، وهو مُوافِقٌ لنَصِّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ .
وقال الأَصْمعِيّ : القَبِيلُ : ما أَقْبَلَ مِن الفاتِل إِلى حَقْوِه ، والدَّبِير : ما أَدْبَرَ به الفاتِلُ إلى رُكْبَته .
وقال المُفَضَّل : القَبِيلُ : فَوْزُ القِدَاح في القِمَار ، والدَّبِيرُ : خَيْبَةُ القِدَاحِ . وسيُذْكَر من هاذا شَيْءٌ في قبل إِن شَاء اللَّهُ تَعالى . وسيأْتي أَيضاً في المَادَّة قَرِيباً للمُصنِّف ويَذْكُر ما فَسَّر به الجَوْهَرِيّ ، ونقل هنا قَوْلَ الشّيبانِيّ وتَرَكَ الأَقْوَالَ البَقِيّة تَفَنُّناً وتَعْمِيَةً على المُطالِع .
( و ) أَدْبَرَ الرّجلُ ، إِذا ( مَاتَ ، كدَابَرَ ) ، الأَخِير عن اللِّحْيَانيّ ، وأَنْشَدع لأُميَّةِ بنِ أَبي الصَّلْت :
زَعَمَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْ
رٍ و أَنَّني يَوْماً مُدَابِرْ
ومُسَافِرٌ سَفَراً بَعِي
داً لا يَؤُوبُ له مُسَافِرْ
( و ) أَدْبَر ، إِذا ( تَغَافَلَ عَنْ حاجَةِ صَدِيقهِ ) ، كأَنَّه وَلَّى عنه . ( و ) أَدْبَرَ ، إِذا ( دَبِرَ بَعِيرُهُ ) ، كما يقولون أَنْقَبُ ، إِذا حَفِيَ خُفُّ بَعِيرِه ، وقد جُمِعَا في حَدِيث عُمَر قال لامرأَة : ( أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ ) ، أَي دَبِرَ بَعِيرُك وحَفِيَ . وفي حَدِيث قَيْسِ بنِ عاصمِ ( إِنِّي لأُفْقِرُ ) ( البَكْرَ الضَّرَعَ والنّابَ المُدبِرَ ) ، قالوا : الَّتي أَدْبَرَ خَيْرُهَا .
____________________

(11/259)



( و ) أَدَبَرَ الرجُلُ : ( صَارَ له ) دَبْر ، أي ( مَالٌ كَثِيرٌ ) .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : أَدْبِرَ ، إِذَا ( انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذُنِ النَّاقَةِ ) إِذا نُحِرَت ( إِلى ) ناحيِيَة ( القَفَا ) ، وأَقْبَلَ ، إِذا صارتْ هاذه الفَتْلَةُ إِلى ناحِيَةِ الوَجْهِ .
( و ) من المَجاز . شَرُّ الرَّأْي ( الدَّبَرِيّ ) ، وهو ( مُحرّكةً : رَأْيٌ يَسْنَحُ أَخِيراً عنْد فَوْتِ الحَاجَةِ ) ، أَي شَرُّه إِذا أَدْبَرَ الأَمرُ وفَاتَ . وقي ؛ الرَّأْيُ الدَّبَرِيّ : الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه ، وكذالك الجَوَابُ الدَّبَرِيّ .
( و ) من المَجاز : الدَّبرِيّ : ( الصّلاةُ في آخِرِ وَقْتِها ) .
قلت : الّذِي وَرَدَ في الحديث : ( لا يَأْتِي الصَّلاةَ إِلاَّ دَبَرِيًّا ) .
وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ( لا يَأْتِي الصصاةَ إِلا دَبُرْاً ) ، يُروَى بالضَّمّ وبالفَتْح . . قالوا : يقال : جاءَ فُلانٌ دَبَرِيّاً أَي أَخيراً ، وفُلانُ لا يُصَلِّي إِلاَّ دَبَرِيًّا ، بالفَتْح ، أَي في آخِر وَقْتها . وفي المحكم : أَي أَخيراً ، رَواه أَبو عُبَيدٍ عن الأَصمعيّ . ( وتُسَكَّنُ الباءُ ) ، رُوِيَ ذالِك عن أَبي الهَيْثَم ، وهو مَنْصُوب على الظَّرف . ( ولا تَقُلْ ) دُبُرِيًّا ، ( بِضَمَّتَيْن ، فأَنصِ مِنْ لَحْنِ المُحَدِّثِين ) ، كما في الصّحاح .
وقال ابنُ الأَثِير : هو منسوبٌ إِلى الدَّبْرِ آخِرِ الشيْيءِ ، وفَتح الباءِ من تَغْييرات النَّسب ، ونَصْبُه على الحَالِ من فاعلِ يَأْتِي .
وعبارة المُصَنِّف لا تَخْلو عن قَلاقَهٍ . وقَولُ المُحَدِّثين : ( دُبُرِيًّا ) ، إِن صَحَّت رِوايَتُه بسَمَاعِهم من الثِّقات فلا لَحْنَ ، وأَمّا مِن حَيْثُ اللُّغَة فصَحِيحٌ ، كما عَرَفْت . وفي حَدِيثٍ آخَر مَرْفُوعَ أَنه قال : ( ثَلاَثَةٌ لا يَقْبَل اللهاُ لهُم صَلاَةً : رَجُلٌ أَتَى الصَّلاةَ دِبَاراً ، ورَجلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً ، ورَجلٌ أَمَّ قَوماً هم له كارهون ) ، قال الأَفْرِيقيّ ، راوِي هاذا الحديثِ : معنَى قوله : دِبَاراً ، أَي بعدَ ما يَفُوت الوَقْتُ .
____________________

(11/260)



وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ النبيِ صلى الله عليه وسلمقال : إِن للمُنافقِين عَلاماتٍ يُعْرَفُون بها ، تَحِيّيُهم لَعْنَةٌ ، وطَعَامُهم نُهْبَةُ ، لا يَقْرَبُون المساجدَ إِلاَّ هَجْراً ، ولا يَأْتُون الصلاةَ إِلا دَبْراً ، مُسْتَكْبِرِين ، لا يَأْلَفُون ولاَ يُؤْلًون ، خُشُبٌ باللَّيْل ، صُخُب بالنَّهَار ) . قال ابنُ الأَعرابيّ : قوله : ( دِباراً ) في الحدِيثِ الأَوّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ ، وهو آخِر أَوقاتِ الشَّيْءِ : الصَّلاةِ وغَيْرِهَا .
( والدَّابِرُ ) يقال للمُتَأَخِّرَ و ( التّابِع ) ، إِمَّا باعْتِبَار المَكَانِ أَو بِاعْتِبارِ الزّمَان أَو باعْتِبَار المَرْتَبَة . يقال : دَبَرَه يَدْبُره ويَدْبِره دُبُوراً إِذا اتَّبَعه مِن ورائِه وتَلاَ دُبُرَه ، وجاءَ يَدْبُرهُم ، أَي يَتْبَعُهم ، وهو من ذالك .
( و ) الدّابِر : ( آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ ) ، قاله ابن بُزُرْج ، وبه فُسِّر قولُهُم : قَطَع اللَّهُ دابِرَهم ، أَي آخِرَ مَنْ بَقِيَ منهم ، وفي الكتاب العَزِيز : { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ( الأنعام : 45 ) ، أي استُؤصِل آخِرُهم . وقال تَعَالَى في مَوضع آخَرَ { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الاْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } ( الحجر : 66 ) . وفي حَدِيث الدّعَاءِ ( وابْعَث عَلَيْهم بأْساً تَقْطَع به دَابِرَهم ) ، أَي جَمِيعَهم حتَّى لا يَبْقَى منهم أَحَدٌ .
( و ) قال الأَصمعيّ وغيره : ( الأَصْلُ ) . ومَعْنَى قَوْلهم : قَطَع اللَّهُ دابِرَه ، أَي اذْهَبَ اللَّهُ أَصْلعه ، وأنشد لوَعْلَةَ :
فِدًى لَكْمَا رِجْلَيّ أُمِّي وخَالَتِي
غَداةَ الكُلاَبِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ
أي يُقتَل القَومُ فتَذح 2 ب أُصُولُهم ولا يَبْقَى لهم أَثَرٌ .
( و ) الدَّابِر : ( سَهْمٌ يَخْرُجُ من الهِدَفِ ) ويَسْقُط وَرَاءَه ، وقد دَبَرَ دُبُوراً .
وفي الأَسَاس : ما بَقِيَ في الكِنَانَة
____________________

(11/261)


إلا الدَّابِرُ ، وهو آخِرُ السِّهَام .
( و ) الدَّابِرُ : ( قِدْحٌ غَيْرُ فَائِز ) ، وهو خِلافُ القَابِل ، ( وصاحِبُه مُدَابِرٌ ) . قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيّ يَصِف ماءً وَرَدَه :
فَخَضْخَضْتُ صخًنِي في جَمِّه
خِيَاضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا
المُدَابِر : المَقْمُور في المَيْسِر . وقيل هو الّذِي قُمِرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فيُعَاوِدُ ليَقْمُرَ . وقال أَبو عُبيد : المُدابِر : الذي يَضْرِب بالقِداح .
( و ) الدَّابِر : ( البِنَاءُ فَوْقَ الحِسْيِ ) ، عن أَبي زَيْد . قال الشَّمَّاخ :
ولمَّا دَعَاهَا مِنْ أَبَاطِحِ وَاسِطٍ
دَوَابِرُ لم تُضْرَبْ عَلَيْها الجَرَامِزُ
( و ) الدَّابِر : ( رَفْرَفُ البِنَاءِ ) ، عن أَبي زَيد .
( و ) الدَّابِرَةُ ، ( بهاءٍ : آخِرُ الرَّمْلِ ) ، عن الشَّيْبَانِيّ ، يقال : نَزَلُوا في دَابِرَةِ الرَّمْلَةِ ، وفي دَوابِرِ الرِّمَال ، وهو مَجَاز .
( و ) عن ابن الأَعْرَابيّ : الدَّابِرَةُ : ( الهَزِيمَةُ ) ، كالدَّبْرَةِ .
( و ) الدّابِرَةُ : ( المَشْؤُمَةُ ) ، عنه أيضاً .
( و ) يقال : صَكَّ دَابِرَتَه ، هي ( مِنْكَ عُرْقُوبُكَ ) . قال وَعْلَةُ .
إِذ تُحَزُّ الدَّوابِرُ ( و ) الدَّابِرَةُ : ( ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة ) في الصِّرَاع .
( و ) دابِرةُ الحافِرِ : مُؤَخَّرُه ، وقيل : ( ما حاذَى ) مَوْضِعَ الرُّسْغِ ، كما في الصّحاح ، وقيل : هي الَّتي تَلِي ( مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ ) ، وجَمْعُهَا الدَّوَابِرُ .
( والمَدْبُورُ : المَجْرُوحُ ) ، وقد دُبِرَ ظَهْرُه .
____________________

(11/262)



( و ) المَدْبُور : ( الكَثِيرُ المَالِ ) يقال : هو ذو دَبْرٍ ودِبْرٍ ، كما تقدَّم .
( والدَّبَرَانُ مُحَرَّكَةً ) : نَجْمٌ بَينَ الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ، ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبع ، وهو ( مَنْلٌ للقَمر ) سُمِّيَ دَبَراناً لأَنَّه يَدْبُر الثُّرَيَّا ، أَي يَتْبَعُه . وفي المُحْكَم : الدَّبَرَانُ : نَجْمٌ يَدْبُر الثُّرَيَّا ، لَزِمته الأَلفُ واللامُ لأَنَّهم جَعَلوه الشَّيْءَ بعَيْنه . وفي الصّحاح : الدَّبَرَانُ : خَمْسَةُ كَوَاكِبَ من الثَّوْرِ يقال إِنّه سَنَامُه .
( ورجُلٌ أُدَابِرٌ ، بالضَّمّ : قاطِعٌ رَحِمَه ) ، كأُبَاتِر . ( و ) رجل أُدَابِرٌ : ( لا يَقْبَلُ قولَ أَحَدٍ ) ولا يَلْوِي على شيْءٍ . وقال ابنُ القَطَّاع : هو الّذِي لا يَقْبَل المَوْعِظَةَ .
قال السِّيرَافِيّ : وحكَى سِيبويهِ أُدابِراً في الأَسماءِ ولم يُفسِّره أَحَدٌ ، على أَنّه اسمٌ لاكنّه قد قَرَنَه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ ، وهما مَوْضعنِ ، فعَسَى أَن يكون أُدَابِرُ مَوْضِعاً .
وذَكرَ الأَزهَرِيُّ ( أُخَايِل ) ، وهو المُخْتَالُ . وهو أَحَدُ النَّظائر التِّسْعَةِ التي نَبَّهْنا عليها في ( جرد ) و ( بتر ) .
( و ) في الصّحاح : ( الدَّبِيرُ : ما أَدْبَرَتْ به المَرْأَةُ من غَزْلِها حينَ تَفْتِلُه ) ، وبه فُسِّرَ : فُلانٌ ما يَعْرِف دَبِيرَه مِن قَبيلهِ . ( و ) قال يَعْقُوب : القبيل : ما أَقْبَلتَ به إِلى صَدْرِك . والدَّبِيرُ : ( مَا أَدْبَرْتَ به عن صَدْرِك ) . يقال : فُلانٌ ما يَعْرِف قَبِيلاً من دَبِير . وهو مَجاز .
( و ) يقال : ( هو مُقَابَلٌ ومُدابَرٌ ) ، أَي ( مَحْضٌ مِنْ أَبَوَيْهِ ) كَريمُ الطَّرَفَيْن وهو مَجَاز . قال الأَصمعَيّ : ( وأَصلُه من الإِقْبَالَةِ والإِدْبَارَةِ ، وهو شَقٌّ في الأُذُن ثم يُفْتَلُ ذالك ، فإِنْ ) وفي اللسان : فإِذا ( أُقْبِلَ بِهِ فِ و إِقْبَالَةٌ ، وَإِن ) وفي اللِّسَان : وَإِذا ( أُدْبِرَ به فإِدْبَارَةٌ . والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ مِن الأُذُنِ هي الإِقبالَةُ : والإِدْبَارَةُ كأَنَّهَا زَنَمَةٌ . والشّاةُ مُقَابَلَةٌ ومُدَابَرَةٌ ، وقد دابَرْتُها ) والَّذي في اللسان : وقد أَدْبَرْتُها ( وقَابَلْتُهَا ) .
____________________

(11/263)


والّذي عند المُصَنِّف أَصْوَبُ .
( ونَاقَةٌ ذاتُ إِقْبَالَةٍ وإِدبارَةٍ ) وناقةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَة ، أَي كَريمةُ الطَّرفَيْنِ من قِبَلِ أَبِيهَا وأُمِّهَا ، وفي الحَديث ( أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بمُقَابَلَةٍ أَو مُدابَرَة ) . ( قا الأَصمعيّ المُقَابَلَةَ : أَن يُقْطَع من طَرَفَ أُذُنِها شَيْءٌ ثمّ يُتْرَك مُعَلَّقاً لا يَبِينُ كأَنَّه زَنَمةٌ ، ويقال لِمِثل ذالك من الإِبلِ : المُزَنَّمُ ، ويُسَمَّى ذالك المُعَلَّقُ : الرَّعْلَ ، والمُدَابَرَةُ : أَن يُفْعَل ذالِك بمُؤَخَّرِ الأُذُنِ من الشّاةِ . قال الأَصمعيّ : وكذالك إِن بان ذالِك من الأُذُن فهي مُقَابَلَة ومُدَابَرة بعد أَن كان قُطِعَ .
( ودُبَارٌ ، كغُرَابٍ وكِتَابٍ : يَومُ الأَربعاءِ . وفي كِتَاب العَيْن ) للخَلِيل ابنِ أَحْمَد ( : ليلَتُه ) ، ورَجَّحَهُ بَعْضُ الأَئِمَّة ، عادِيَّة ، من أَسمائهم القديمةِ . وقال كُرَاع : جاهِليَّة ، وأنشد :
أُرَجِّي أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَومِي
بِأَوّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَار
أَو التّالي دُبَارِ فإِن أَفْتُه
فمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
أَوَّلٌ : الأَحَد . وشِيَارٌ : السَّبْت . وكلّ منها مَذْكُور في مَوْضِعه .
( و ) الدِّبَارُ : ( بالكَسْرِ : المُعَادَاةُ ) من خَلْفٍ ، ( كالمُدَابَرَةِ ) . يقال : دَابَرَ فلانٌ فُلاناً مُدَابَرةً ودِبَاراً : عَادَاه وقَاطَعَه وأَعرَضَ عنه .
( و ) الدِّبَارُ : ( السَّواقِي بَيْنَ الزُّرُوعِ ) ، واحدتها دَبْرةٌ ، وقد تقدّم . قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِم
تَحَدَّرَ ماءُ البِئْر عن جُرَشِيَّة
على جِرْبَةٍ تَعلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وقد يُجْمَع الدِّبَار على دِبَارَاتٍ ، وتقدّم ذالك في أَوّل المَادّةِ .
( و ) الدِّبَار : ( الوَقَاِعُ والهَزَائِمُ ) ، جمْعُ دَبْرة . يقال : أَوْقَعَ اللَّهُ بهم
____________________

(11/264)


الدِّبَارَ ، وقد تقدّم أَيضاً .
( و ) قال الأَصمعيّ : الدَّبَارُ ( بالفَتْحِ : الهَلاَكُ ) ، مثل الدَّمَار وزادَ المصنِّف في البَصائر : الّذِي يَقْطَع دابِرَهم . ودَبَرَ القَوْمُ يَدْبُرُون دبَاراً : هَلَكُوا ، ويقال : عَلَيْهِ الدَّبارُ ( أي العَفَاءُ ) ، إِذا دَعَوْا عَلَيْه بأَن يَدْبُرَ فلا يَرْجع ، ومثله : عَلَي العَفَاءُ ، أَي الدَّرُوسُ والهَلاكُ .
( والتَّدْبِيرُ : النَّظَرُ في عاقِبَةِ الأَمْر ) ، أَي إِلى ما يَوؤُل إِليه عاقِبَتُه ، ( كالتَّدَبُّر ) . وقيل : التَّدَبُّر التَّفكُّر أَي تَحْصِيل المَعْرِفَتَيْنِ لتَحْصِيل مَعْرِفةٍ ثالثة ، ويقال عَرَف الأَمرَ تَدَبُّراً ، أَي بأَخَرَةٍ . قال جَرير :
ولا تَتَّقُون الشَّرَّ حتَّى يُصِيبَكُمْ
ولا تَعْرِفون الأَمرَ إِلاَّ تَدَبُّرَا
وقال أَكثَمُ بنُ صَيْفِيّ لبَنِيه : يا بَنِيّ ، لا تَتَدَبَّروا أَعْجازَ أُمُورٍ قد وَلَّتْ صُدُورُها .
( و ) التَّدْبِير : ( عَتْقَ العَبْدِ عَنْ دُبُرٍ ) ، هوأَن يَقُول له : أَنت حُرٌّ بعد مَوْتِي ، وهو مُدَبَّر . ودَبَّرْتُ العَبْدَ ، إِذا عَلَّقْتَ عِتْقَه بمَوْتِك .
( و ) التَّدْبِير : ( رِوَايَةُ الحَدِيثِ ونَقْلُه عن غَيْرِك ) ، هاكذا رواه أَصْحَابُ أَبِي عُبَيْد عَنْه ، وقد تَقَدَّم ذالك .
( وتَدَابَرُوا ) : تَعَادَوْا و ( تَقاطَعُوا ) . وقِيلَ : لا يَكُون ذالِك إِلاَّ في بَنِي الأَبِ . وفي الحديث ( لا تَدًّبَرُوا ولا تَقاطَعُوا ) . قال أَبو عُبَيْد : التَّدَابُر : المُصَارَمَة والهِجْرَانُ . مأْخُوذٌ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحبَه دُبُرَه وقَفَاه ، ويُعرِضَ عنه بوَجْهه ويَهْجُرَه ، وأَنشد :
أَأَو 2 ى أَبُو قَيْسٍ بأَنَّ تَتَواصَلُوا
وأَوْصَى أَبُوكُم وَيْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا
وقيل في معنَى الحَدِيث : لا يَذْكُرْ أَحَدُكم صاحِبَه من خَلْفِه .
( واسْتَدْبَرَ : ضِدُّ استَقْبَلَ ) ، يقال
____________________

(11/265)


استَدْبَرَه فَرَمَاه ، أَي أَتَاه من وَرائِه . ( و ) استدَبَرَ ( الأَمْرَ : رَأَى في عاقِبَتِهِ ما لَمْ يَرَ في صَدْرِه ) . ويقال : إِن فُلاناً لو استَقْبَلَ من أَمْرِه ما استَدْبَره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه . أَي لو عَلِمَ في بَدْءِ أَمرِه ما علِمَه في آخِرِه لاسْتَرْشَدَ لأَمْره .
( و ) استَدْبَرَ : ( استَأْثَرَ ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للأَعْشَى يَصِف الخَمْر :
تَمَزَّزْتُهَا غَيْرَ مُستَدْبِرٍ
على الشَّرْبِ أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ
قال : أَي غير مُستَأْثِر ، وإِنما قيلَ للمُسْتَأْثِر مُسْتَدِبر لأَنَّه إِذا استأْثَر بشُرْبها استَدْبَر عنهم ولم يَسْتَقْبِلهم ، لأَنَّه يَشرَبُها دُونَهُم ويُوَلِّي عنهم .
( و ) في الكِتَاب العَزِيز ( { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ الْقَوْلَ } أَي ( المؤمنون : 68 ) أَلم يَتَفَهَّموا ما خُوطِبُوا به في القرآن ) وكذالك قَوْلُه تَعالَى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ } ( النساء : 82 ) أَي أَفَلا يَتَفَكَّرُون فيَعتِبروا ، فالتَّدبُّر هو التَّفَكُّر والتَّفَهُم . وقوله تَعَالى { فالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } ( سورة النازاعات الآية 5 ) ، يَعنِي ملائِكَةً مُوَكَّلَةً بتَدْبِير أُمورٍ .
( ودُبَيْر كزُبَيْر : أَبو قَبِيلَة من أَسَدٍ ) وهو دُبَيْر بنُ مالِك بْنِ عَمْرو بنِ قُعَيْن ابن الحارِث بن ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ ، واسمه كَعْب ، وإليه يَرْجِع كُلُّ دُبَيْريّ ، وفيهم كَثْرةٌ .
( و ) دُبَيْر : ( اسْمُ حِمَارٍ ) .
( و ) دُبَيْرَةُ ، ( بِهاءٍ : ة ، بالبَحْرَين ) ، لبَنِي عَبْدِ القَيْس . ( وذَواتُ الدَّبْر ) ، بفتح فسكون : ( ثَنِيَّةٌ لِهُذَيْل ) ، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وقد صَحَّفه الأَصْمَعِيّ فقال : ذات الدَّيْر . قال أَبو ذُؤَيب :
بأَسْفلِ ذاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفها
وقد طُرِدَت يَوْمَيْنِ فهْيَ خَلُوجُ
( ودَبْرٌ ) ، بفتح فسكون : ( جَبَلٌ بَينَ تَيْمَاءَ وجَبَلَىْ طَيِّئ .
____________________

(11/266)



( ودَبِيرٌ كأمِيرٍ : ة بنَيْسَابُورَ ) ، على فَرْسَخ ، ( مِنهَا ) أَبو عبد الله ( محمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ يُوسفَ ) بن خُرْشِيد الدَّبِيْرِيّ ، ويقال الدَّوِيرِيَ أَيضاً ، وذكره المُصنّف في دار ، وسيأْتي ، وهنا ذَكَره السَّمْعَانيّ وغيره ، رَحَل إِلى بَلْخَ ومَرْو ، وكتَبَ عن جماعةٍ ، وستأءتي ترجمته .
( و ) دَبِير : ( جَدُّ مُحمَّدِ بنِ سُليمانَ القَطَّانِ المحدِّثِ ) البَصْرِيّ ، عن عَبد الرَّحمن بنِ يُونس السَّرّاج ، تُوفِّيَ بعد الثلاثمائة ، وكان ضَعِيفاً في الحديث .
( ودَبِيرَا : ة بالعِراقِ ) من سَوادِه ، نقله الصّغانِيّ .
( و ) دَبَرُ ( كجَبَل . ة باليَمَنِ ) من قُرَى صَنْعَاءَ ، ( منها ) أَبو يَعْقُوب ( إِسحاقُ بنُ إِبراهِيمَ بن عبَّادٍ المحدِّثُ ) راوِي كُتُب عبد الرزّاق بن هَمَّام ، روى عنه أبو عَوانَةَ الأَسْفرَاينيّ الحافظ ، وأَبو القَاسم الطَّبَرانيّ ، وخَيْثَمَة بنُ سَلْمَان الأَطْرابُلُسيّ وغَيْرُهم .
( والأَدْبَرُ : لَقَبُ حُجْرِ بْنِ عَدِيَ ) الكِنْدِيّ ، نُبِزَ به لأَن السِّلاح أَدْبَرَت ظَهْرَه . وقيلَ : لأَنّه طُعِنَ مُوَلِّياً ، قالَه أَبو عَمْرو .
وقال غيره : الأَدْبَرُ : لَقَبُ أَبِيه عَدِيَ ، وقد تقدّم الاخْتِلاف في ( ح ج ر ) فراجِعْه .
( و ) الأَدْبَر أَيضاً : ( لَقَبُ جَبَلَةَ بن قَيْسٍ الكِنْدِيّ ، قِيلَ ) إِنه ، أَي هاذا الأَخير ( صَحَابيّ ) ، ويقال هو جَبَلَةُ ابنُ إِي كَرِبِ بنِ قَيْسٍ ، له وِفَادَةٌ ، قاله أَبو موسَى .
قُلْت : وهو جَدُّ هانِىءِ بْنِ عَدِيِّ ابن الأَدْبر .
( و ) دُبَيْرٌ ، ( كزُبَيْر : لَقَبُ كَعْبِ ابن عَمْرِو ) بن قُعَيْن بن الحَارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَانَ بن أَسَد ( الأَسَدِي ) لأَنَّه دُبِرَ من حَمْل السِّلاح . وقال أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْيَريّ النَّسّابة : حَمَلَ شيئاً فَدبَرَ ظَهْرَه .
وفي الروض أَنه تَصٍ ير أَدبَر ، على
____________________

(11/267)


التَّرْخِيم ، ولا يَخْفَى أَنه بعَيْنه الذي تقدَّم ذِكْرُه ، وأَنه أَبو قَبِيلَةٍ من أَسد ، فلو صَرَّحَ بذالِك كان أَحسنَ ، كما هو ظاهرٌ .
( والأُدَيْبِرُ ) ، مُصَغَّراً : دُوَيْبَّة ، وقيل : ( ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ ) .
( ويقال : ( لَيْسَ هُوَ من شَرجِ فُلان ولا دَبُّورِهِ ، أَي من ضَرْبه وزِيِّهِ ) وشَكْلِه .
( ودَبُّورِيَةُ : د ، قُربَ طَبَرِيَّةَ ) . وفي التَّكْمِلَة : من قُرَى طَبَرِيَّةَ ، وهي بتَخْفِف الياءِ التحتيّة .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَابِرُ القَوْمِ : آخِرُ مَنْ يَبْقَى منهم ويَجِيءُ في آخِرِهم ، كالدَّابِرَةِ . وفي الحديث : ( أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً في دابِرَته ) أَي مَنْ يَبْقَى بعدَه .
وعَقِبُ الرَّجُلِ : دابِرُه .
ودَبَرَه : بَقِيَ بَعْدَه .
ودابِرَةُ الطّائر : الإِصْبَعُ الَّتي من وَارءِ رِجْله ، وبها يَضرِب البازِي . يقال : ضَرَبَهَ الجارِحُ بدَابِرَتِه ، والجوارِحُ بدَوابِرِها . والدّابِرة للدِّيك : أَسْفلُ من الصِّيصِيَة يَطَأْ بها .
وجاءَ دَبَرِيًّا ، أَي أَخيراً . والعِلْم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيّ . قال أَبو العَبَّاس . معناه أَنّ العالم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَرِياً ، والمُتَخَلِّف يقول : لي فيها نَظَرٌ : وتَبِعْتُ صاحبِي دَبَرِيًّا ، إِذَا كنتَ معه فَتَخَلَّفْت عنه ثم تَبِعْتَه وأَنتَ تَحْذَر أَن يَفُوتَك ، كذا في المحكم .
والمَدْبَرَة ، بالفَتْح : الإِدْبَار . أَنشد ثَعْلبٌ :
هاذا يُصَادِيك إِقبَالاً بمَدْبَرَةٍ
وذَا يُنَادِيك إِدْبَاراً بإِدْبَارِ
وأَمْسِ الدَّابِرُ : الذّاهِبُ الماضي لا يَرْجِع أَبداً .
وقالوا : مَضَى أَمْسِ الدّابِرُ
____________________

(11/268)


وأَمْسِ المُدْبِرُ ، وهاذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوكيد ، لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ ، لاكنه أَكَّده بقوله : الدَّابِر . قال الشاعر :
وأَبِي الَّذي تَرَكَ المُلوكَ وجَمْعَهمْ
بصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدّابِرِ
وقال صَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد السُّلَمِيّ :
ولقدْ قَتَلْتكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً
وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمسِ المُدبِرِ
ورجل خاسِرٌ دَابِرٌ ، إِتْبَاعٌ .
ويقال : خاسِرٌ دامِرٌ ، على البَدَل وإِن لم يَلْزم أَن يكون بَدَلاً ، وسيأْتي .
وقال الأَصمَعِيّ : المُدابِرُ : المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحِبِه .
ويقال : قَبَحَ اللَّهُ ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ .
والدّلْوُ بَينَ قابِلٍ ودابِرٍ : بين مَنْ يُقبِل بها إِلى البِئْر ومَنْ يُدْبِر بها إِلى الحَوْض .
ومالَهُم من مُقْبَلٍ ولا مُدْبَرٍ ، أَي من مَذْهَب في إِقبال ولا إِدبار .
وأَمْرُ فُلانٍ إِلى إِقبالٍ وإِلى إِدبارٍ .
وعنِ ابْنِ الأَعرابيّ : دَبَرَ : رَدَّ . ودَبَرَ : تأَخَّر .
وقالوا : إِذَا رأَيتَ الثُّريَّا تُدْبِر فشَهْرُ نَتَاجٍ وشَهْرُ مَطَرٍ .
وفلان مُسْتَدْبِرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ ، أَي كَريم أَوّل مَجْدِهِ وآخِره ، وهو مَجاز .
ودَابَر رَحِمَه : قَطَعها .
____________________

(11/269)



والمُدابَرُ من المَنازِل خِلافخ المُقَابَلِ .
وأَدْبَرَ القَوْمُ ، إِذا وَلَّى أَمرُهُم إِلى آخِرِه ، فلم يَبْقَ منهم باقِيَةٌ .
ومن المَجَاز : جَعَله دَبْرَ أُذُنِه إِذا أَعْرَضَ عنه . ووَلَّى دُبُرَه : انهزمَ . وكانت الدَّبْرَةُ له : انْهزَم قِرْنُه ، ( وكانت الدَّبْرَة ) عليه : انهزمَ هو . وَوَلّوا دُبُرَهم مُنْهَزِمين . ودَبَرعتْ له الرِّيحُ بعد ما قَبَلَتْ ، ودَبَرَ بعد إِقبال . وتقول : عَصَفَت دَبُورُه ، وسَقَطَت عَبُورُه ، وكلّ ذالك مَجَازٌ .
وكَفْر دَبُّور ، كتَنّور : قَرية بمصر .
والدَّيْبور : موضع في شعر أبي عباد ، ذكره البَكْرِيّ .
ودَبْرَةُ ، بفتح فسكون : ناحيةٌ شاميّة .
دثر : ( الدَّثْرُ ) ، بالفَتْح ( : المَالُ الكَثِيرُ ) ، لا يُثنأ ولا يُجْمَع . يقال : ( مَالٌ ) دَثْرٌ ، ( ومَالانِ ) دَثْرٌ ، ( وأَموالٌ دَثرٌ ) . وقيل : هو الكَثِير من كُلّ شَيْءٍ . وفي الحَدِيث ( ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ ) . قال أَبو عُبَيد . يقال : هم أَهلُ دَثْر ودُثُور ، وهو مَجَاز . وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ ، أَي كَثِير ، كما نقله الجوهريّ وغيره ، فالتَّحْرِيك فيه لِضَرُورَة الشِّعْر ، قال امرؤُ القَيْس :
لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى في دِيَارِهمْ
مَرابِطَ للأَمْهَارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
والأَصل الدَّثْر ، فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم له الوزْنُ .
( و ) عن ابن شُمَيْل : الدَّثَرُ ، ( بالتَّحْرِيك : الوَسَخُ ) ، وقد دَثَرَ دَثُوراً ، إِذا اتَّسخَ .
( و ) دَثِرٌ : ( بلاَ لامٍ : حِصْنٌ باليمنِ ) ، من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة .
( والدُّثُورُ : الدُّرُوسُ ، كالانْدِثارِ ) ، وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر : قَدُمَ
____________________

(11/270)


ودَرَسَ وعَفَا . قال ذُو الرُّمّة :
أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ
واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذالك للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال :
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ
عنْد القِتَالِ قَديمُهُمْ لمْ يَدْثُرِ
أي حَسَبُهم لم يَبْلَ ولا دَرَسَ .
( و ) الدُّثُور ( للنَّفْسِ : سُرعَةُ نِسْيَانِها ) ، قاله شَمِرٌ . ( و ) الدُّثُور ( للقَلْب : امِّحَاءُ الذِّكْرِ منه ) ودُرُوسُه ، قاله شَمِرٌ .
ومِن المَجاز ما رُوِي عن الحَسَن أَنَّه قال ( حادِثُوا هاذِه القُلُوبَ بذِكْر الله فإِنَّها سَرِيعَةُ الدُّثُور ) . قال أَبو عُبَيْدٍ : يَعِني دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ منها . يقول : اجْلُوهَا واْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي عَلاهَا ، بذِكْر الله . زاد الأَزهريّ : كما يُحَادَث السَّيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ . ومنه قول لَبِيد :
كمِثل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
أَي جُلِيَ وصُقِلَ .
وفي حَديث أَبِي الدَّرْداءِ ( إِنَّ القَلْبَ يَدْثَر كما يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله ) أَي يَصْدأُ كما يَصْدأُ السَّيْف . وأَصل الدُّثُور الدُّرُوسُ ، وهو أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّيَ رُسُوَه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَه بالتُّرَاب . وفي حديث عائِشَةَ : ( دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فلم يَحُجَّه هُودٌ ، عليه السلامُ .
( و ) الدَّثُور ، ( بالفَتْحِ : البَطِيءُ ) الثَّقِيل الذي لا يكاد يَبْرحُ مكانَه . قال طُفَيْل :
إِذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِكَابَ عِرَاقِيَ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ
والدُّثُورُ أَيضاً ( : الخامِلُ النَّؤُومُ ) ، وهو مَجَاز .
( والدَّاثِرُ : الهالِكُ ) ، ومنه قولهم :
____________________

(11/271)


فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ ، وقال بَعْضٌ : هو إِتباعٌ . ( و ) الدّاثِر : ( الغافِلُ ، كالأَدْثَرِ ) . والّذِي في اللِّسَان : رَجُلٌ دَثْرٌ : غافِلٌ ، وداثِرٌ مثلُه .
وفي الأَساس : رجلٌ دَاثِرٌ : لا يَعْبَأُ بالزِّينَة ، وهو مَجَاز .
( وتَدَثَّرَ بالثَّوبِ : اشْتَمَلَ بِهِ ) دَاخِلاً فيه وتَلَفَّفَ .
( و ) من المَجَاز : تَدَثَّرَ ( الفَحْلْ النّاقَةَ : تَسَنَّمَها ) ، هاكذا في الأُصول ، ومِثْلُه في الأُمَّهَات اللُّغَويةُ ، وفي بعض النُّسخ : تَشَمَّمَها . والأَوَّلَ أَصَحّ . ( و ) من المَجَاز : تَدَثَّرَ ( الرجلُ قَرِينَه ) ، هاكذا في نُسخَتِنَا ، وفي أُخرَى : قِرْنَه ، وكلاهما غَلَطٌ وتصحيفٌ . والصواب : فَرَسَه ، كما في الأَساس واللِّسَان والبَصَائِر : ( وَثَبَ عَلَيْه فَركِبَه ) . وفي التَّهْذيب : وَثَبَ عليها فَرَكِبَها . وفي المُحْكَم : رَكِبَها وجالَ في مَتْنِها . وقيل : رَكِبَهَا من خَلْفِها ، كتَجَلَّلَها ، قاله الزَّمَخْشَرِيّ . ويُسْتَعار في مثل هاذا . قال ابنُ مُقبِل يَصِف غَيْثاً .
أَصَاخَتْ له فَدُرْ اليَمَامَةِ بَعْدَما
تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
( و ) عن أَبي عَمْرٍ و : ( المُتَدَثِّر ) من الرِّجال : ( المَأْبُون ) ، قال : وهو المُتَدَأَمُ والمُتَدَهَّم والمِثْفَر والْمِثْفَار .
( والدِّثَارُ ، بالكَسْر ) : ما يُتَدَثَّر به . وقيلَ : هو ( ما فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّيَابِ ) . وقيل : هو الثَّوْب الذي يُستَدْفَأُ به من فَوقِ الشِّعَارِ . يقال : تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً ، وادَّثَرَ ادِّثاراً ، فهو مُدَّثِّر ، والأَصل مُتَدَثِّر ، أَدغِمت التَّاءُ في الدَّال وشُدِّدتْ . وقال الفَرّاءُ في قولِه تَعالَى { يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ } ( المدثر : 1 ) يَعنِي المتدَثِّر بثِيباه إِذا نام . وفي الحديث : ( كان إِذا نَزَلَ عليه الوَحْيُ يقول : دَثِّرُوني دَثِّرُون ) أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به . وفي حدث الأَنْصار : ( أَنتم الشِّعَارُ والنّاس الدِّثارُ ) يعني أَنتم الخَاصَّةُ والنّاسُ العَامَّة .
____________________

(11/272)



( وَدَثَر الشَّجَرُ ) دُثُوراً . ( أَوْرَقَ ) وتَشَعَّبَت خِطْرَتُه .
( و ) دَثَرَ ( الرَّسْمُ ) وغيرُه . ( دَرَسَ ) وعَفَا بهُبُوبِ الرِّياحِ عليه ، ( كتَداثَرَ ) ، يقال : فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ ، ورَسْمُه داثِرٌ .
( و ) عن ابن شُمَيْل : دَثَرَ ( الثَّوبُ ) دُثُوراً : ( اتّسَخَ . و ) دَثَرَ ( السَّيْفُ ) ، إِذا ( صَدِىءَ ، فهو داثِرٌ ) ، وهو البَعِيد العَهْد بالصِّقَال ، وهو مَجاز .
( و ) يقال : ( هو دِثْرُ مَالٍ ، بالكسْر ) ، إِذا كان ( حَسَن القِيَامِ به ) .
( ودِثَارٌ القَطَّانُ الضَّبِّيّ ) ، وهو دِثَارُ ابنُ أَبِي حَبِيب ، روى عَنْه الثَّوْرِيّ ، كذا في تارِيخ البُخَارِيّ . ( ويَزِيدُ ابنُ دِثَار ) بن عَبِيد بن الأَبرص ( التَّابِعِيّ ) الكُوفيّ ، يَرْوِي عن علَيَ ، وعنه سِمَاكُ بنُ حَرْب ، وهو شاعِرٌ أَسَدِيّ . ( ومُحَارِب بنُ دِثَار ) ابنِ كُرْدُوس بن قبرقاس بن جَعْوَنَة السَّدُوسيّ القاضي أَبو المُطَرِّف ، مات سَنَةَ سِتَّ عَشعآَةَ ومائة ، روَي له الجَمَاعَة ، ( وابنُهُ دِثَارٌ ) ، روى مُحَارِب عن جابرٍ وابن عُمَر ، وعنه الثَّوْرِيّ ، ( مُحَدِّثون ) .
( وأَدْثَرَ ) الرجلُ ، كأَكْرَمَ ، إِذا ( اقْتَنَى دَثْراً مِنَ الْمَال ) أَي الكَثِيرَ منه .
( وتَدْثِيرُ الطَّائِرِ ، إِصلاحُهُ عُشَّه ) ، وقد دَثَّرَ .
( ودُثِرَ عَلَى القَتِيلِ ) ، كعُنِيَ ، ( نُضِّدَ عليه الصَّخْرُ ) تَنْضِيداً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَثَرَ الرّجلُ ، إِذا عَلَتْه كَبْرَةٌ واسْتِسْنَانٌ .
ورَجُلٌ دَثُورٌ ، كصَبُور : مُتَدَثِّر ، عن ابن الأَعْرَابيّ . وأَنشد :
أَلَمْ تَعْلمِي أَنَّ الصّعَالِيكَ نَوْمُهُم
قليلٌ إِذَا نَامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ
ودَثَّرَه تَدْثِيراً : غَطّاه .
والدَّثُور : الكَسْلان ، عن كُراع .
____________________

(11/273)



والدَّثْر : بفتح فَسُكون : الخِصْبُ ، والنّبَاتُ الكَثِير .
والدَّثُور : الثَّقِيل ، وفلانٌ دَثُورُ الضُّحَى : يتَدَثَّر فَينَامُ .
وَرجلٌ دِثَارِيٌّ : كَسْلاَن لا يتَصَرَّف .
وهو يتَدَثَّر بالمال ، للمُتَموِّل ، كذا في الأَساس .
ودَاثِرٌ : اسم . والدَّاثِر : المَنْزل الدَّارِسُ ، لذَهابِ أَعْلامه .
وأَبو دِثَارٍ اسمٌ للظُّلَّة التي يُتوَقَّى بها من البَعُوض . ومنه :
لَنِعْمَ البَيتُ بَيْتُ أَبِي دِثَارٍ
إِذا ما خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا
قَالَهُ الثَّعَالَبِيّ في المُضعًّف والمَنْسُوب . وقال شيخُنَا : وقال قومٌ ؛ هو كُنْيَة البَعُوضِ ، لدُثُوره بالنَّهَار ، أَو للاحْتِياج إلى دِثَارٍ مِن أَذاه .
ودارَةُ داثِر : موضع .
دجر : ( الدَّجْرُ ، مُثَلَّثَةً ) ، الكَسْر هي اللُّغَةُ الفُصْحَى ، وحكى أَبو حَنِيفَة الفَتْح أَيضاً ، وحُكِي الضَّمُّ عن كُرَاع ، قال الأَزْهرَيّ ، وكذالك وُجِدَ بخَطّ شَمِرٍ : ( اللُّوبِيَاءُ ) ، قال أَبو حَنِيفَة : هو ضَرْبَانِ : أَبْيضُ وأَحْمَرُ ، ( كالدُّجُر ، بضَمَّتَيْن ) ، وهو غَرِيبٌ ، وقد جاءَ ذِكْرُ الدّجْر في الحَدِيثِ وفَسَّروه باللُّوبِيَاءِ . ( و ) الدّجْر ، بالفَتْح وبالضَّمّ ، وفي التَّكْمِلَة بالحَرَكَات الثّلاث : ( خَشَبَةٌ تُشَدُّ عليها حَدِيدَةُ الفَدَّانِ ) ، كالدُّجُور ، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها دُجْرَيْن كأَنُّهما أُذُنانِ ، والحَدِيدَةُ اسمها السُّنْبَة والفَدَّان اسمٌ لِجَميع أَدواتِه . والخَشَبَة اتي على عُنقُ الثَّوْرِ تُسَمَّى النِّير . والسَّمِيقَانِ : خَشبتانِ قد شُدَّتَا في العُنُق ، والخَشبة التي في وَسَطه يُشَدُّ به عَنَانُ الوَيْحّ وهو القُنَّاحَة . والوَيْجُ والمَيْس باليَمانية اسمُ الخَشَبَةِ الطَّوِيلة بين الثَّوْرينِ . والخَشَبَة التي يُمْسِكها الحَرّاث هي المِقَوْم . والتي
____________________

(11/274)


في رأْس المَيْس يُعَلَّقُ به القَيْد هي العِرْصَاف . قال الأَزهريّ : وهاذه حُرُوفٌ صحيحةٌ ذكرَها ابنُ شُمَيْل ، وذكر بعضَها ابنُ الأَعرابِيّ .
( و ) الدُّجْر ، ( بالضَّمِّ ، شيْءٌ تُلْقَى فيه الحِنْطَةُ إِذا زَرَعُوا وأَسْفَلُه حَدِيدَةٌ تَنْثُر ) أَي تُلْقَى وفي بعض النّسخ : تُثِير ( فِي الأَرْضِ ) .
( و ) الدَّجَر ، ( بالتَّحْرِيك : الحَيْرَةُ ) ، وفي التَّهْذِيب : شِبْه الحَيْرة . ( و ) الدَّجَر : ( الهَرْجُ ) والمَرْجُ ، ( و ) قيل هو ( السُّكْرُ . فِعْلُ الكُلِّ ) دَجِرَ ، ( كفَرِحَ ) ، دَجَراً ، ( فهو دَجِرٌ ودَجْرَانُ ) ، أَ حَيْرَانُ في أَمآِه . قال رُؤْبَةُ :
دَجْرَان لم يَشْرَبْ هُناك الخَمْرَا
وقال العَجَّاج :
دَجْرَان لا يَشْعُر من حَيْثُ أَتَى
( من ) قَومٍ ( دَجَارَى ودَجْرَى ) . وقيل : الدَّجِرُ والدَّجْرَانُ هو النَّشيط الذي فيه مع نَشَاِه أَثَرٌ . وقال أَبو زَيد : الدَّجرُ هو الأَحمق للذي يَذهَب لغيرِ وَجْهِه .
( والدَّيْجُورُ : التُّرُابُ ) نفسُه ، عن شَمِرٍ ، والجمع الدّياجيِر .
( و ) الدَّيْجُور : ( الظَّلامُ ) ، وفي بعض الأُمّهات اللّغوية : الظُّلْمَةٌ . ووَصَفوا به فقالوا : لَيْلٌ دَيْجُورٌ ، ولَيلةٌ دَيْجُورٌ ، ودَيْجُوجٌ : مُظْلِمَة . ودِيمَة دَيْجُورٌ : مُظْلِملآ بما تَحمِله من الماءِ ، أَنشد أَبو حَنِيفَة :
كأَنَّ هَتْفَ القِطْقِطِ المَنُنْثُورِ
بعد رَذَاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ
عَلَى قِرَاه فِلَقُ الشُّذُورِ
ومن سجعات الأَساس : وخُضْتُ إِليك دَيْجُوراً ، كأَنِي خُضْت بَحْراً مَسْجُوراً . وأَقبع اللَّيلُ بدَياجِيه ودَيَاجِيره . وأَسوَدُ دَيْجُورِيّ وفي كلام عَلِيّ رَضِي الله عَنْه : ( تَغرِيدُ ذَواتِ المَنْطِق في دَياجِيرِ الأَوكارِ ) .
____________________

(11/275)



( و ) يقال : الدَّيْجُور : التُّرابُ ( الأَغْبَرُ الضَّارِبُ إِلى السَّوادِ ) كلَوْن الرَّمَاد . ( و ) الدَّيْجُور : ( المُظْلِم الكَثِير من يَبِيس النَّبَات ) لسَوادِه ، قاله شَمِرٌ . وقال ابنُ شُمَيْل : الدَّيجُور : الكَثِيرُ من الكَلإِ . وقال ابن الأَثير : الدَّيْجُور : الكَثِير المُتَرَاكِمُ من اليَبِيس .
( وحَبْلٌ مُنْدَجِرٌ : رِخْوٌ ) ، عن أبي حَنِيفَةَ ، وكذا وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ ، عنه أَيضاً .
( والدِّجْرَانُ ، بالكَسْرِ : الخَشَبُ المنصوبُ ) في الأَرض ( للتَّعْرِيشِ ) ، الواحِدَة دِجْرَانَةٌ ، كدُقْرَانةٍ بالضَّمّ ، وسيَأْتِي .
( ودَاجَرَ : فَرَّ ) ، كسَافَرَ ، وعَاقَبَ وسَيأْتي .
( ودَاجَرَ : فَر ) ، كسَافَرَ ، وعَاقَب اللِّصَ .
دحر : ( الدَّهْرُ : الطَّرْدُ والإِبْعَادُ والدَّفْع كالدُّحُورِ ) ، بالضَّمّ : نقلَه الجَوْهَرِيّ ورَدَّه الصّغانيّ فقال : والصَّواب الدَّحْر : الطَّرْدُ ، وبناءُ فُعُول لَلُّزوم لا لِلتعَّدِّي ، ( فِعْلُهُنّ كجَعَل ) ، يَدْحَره دَحْراً ودُحُوراً ، ( وهو داحِرٌ ودَحُورٌ ) ، الأَخِير كصَبُور . وفي الدُّعَاءِ ( اللّاهُم ادْحَرُ عَنّ الشَّيْطَان ) ، أَي ادفَعْه واطْرُدْهُ ونَحِّه . والمَدْخلأر هو المُقْصَي والمَطْرود .
وقالا الأَزهريّ : الدَّحْر : تَبْعِيدُك الشَّيءَ عن الشَّيْءَ . وفي الكِتَاب العَزِيز { ) 11 ( . 017 ويفقدون من كل جانب } دُحُوراً ( الصافات : 8 ، 9 ) قال الفَرّاءُ : قرأَ الناسُ بالنَّصْب والضَّمّ . فمن ضَمَّها جعلَها مَصْدراً ، ومن فَتَحها جَعَلها اسْماً . كأَنَّه قال : يُقذَفُون بِدَاحِر وبِمَا يَدْحَرُ . قال الفَرًّء : ولسْتُ أَشْتَهِي الفَتْحَ ، لأَنه لو وُجِّه ذالك على صِحَّة لكان فيها البَاءُ ، كا تقول : يُقذَفُون بالحجارة ولا يقال : يُقْذَفُون الحِجارَةَ ، وهو جائز .
وفي التَّكْمِلَة : قَرَأَ السُّلَميّ وابنُ أَبي عَبْلَة : دَحُوراً ، بفتح الدَّال ، أَي
____________________

(11/276)


داحِراً ، على جِهَةِ المُبَالَغة ، وفيه إِضمارٌ ، أَي يُقذَفُون من كلّ جَانِب بدَحُور عن التَّسَمُّع ، أَو هو مَصْدر كقَبُول ( وولوع ووَضُوءِ ) .
وقال الزَّجّاجُ : معنَى قَولِه دُحُوراً ، أَي يُدْحَرون أَي يُباعَدُون . وفي حديثِ عَرَفَة : ( ما مِنْ يومٍ إبليسُ فيه أَدحَرُ ولا أَدحَقُ منه في يوم عَرَفَةَ ) الدَّحْر : الدَّفْعُ بعُنْفٍ على سَبِيل الإِهانَةِ والإِذْلا . والدَّحْقُ : الطَّرْدُ والإِبْعَادُ . وأَفْعَلُ التي للتَّفْضِيل من دُحِرَ ودُحْقَ كأَشْهَر وأَجَنّ من شُهِرَ وجُنَّ .
دحدر : ( دَحْدَرَهُ ) ، دَحْدَرةً . أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّغانِيّ : أَي ( دَحْرَجَه ) دَحْرَجَةً ( فتَدَحْدَرَ ) ، تَدحْرَجَ ، كتَدَهْدَهَ .
دحمر : ( دَحْمَرَ القِرْبَةَ ) . أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( مَلأَهَا ) .
( والدَّحْمُورُ ، بالضَّمِّ ) ، وفي بَعْض الأُصول : ودُحْمُورٌ ، بلا لامٍ : ( دُوَيْبّة ) ، نقله الصغانيّ :
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَحْمَرُو : قَرْية بمِصْر .
دخدر : ( الدَّخْدَارُ ) ، بالفَتْح : ( ثَوبٌ أَبيضُ ) مَصُونٌ ، ( أَو أَسْوَدُ ) . جاءَ في الشِّعْر القَدِيم ، وهو ( مُعَرَّبُ تَخْتَ دَار ) ، فارسيّة ، أَي يُمْسِكه التَّخْتُ ، أَي ذو تَخْتٍ . وقال بعضهم : أَصلُه تختار أَي صِينَ في التَّخْت ، والأَوّل أَحْسَن . قال الُمَيْت يَصِف سَحاباً :
تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ
( و ) قيل الدَّخْدَار : ( الذَّهَبُ ) ، لصِيَانَتَه في التُّخُوت . ( و ) من ذالك قولُهُم : ( دَخْدَرَ القُرْطَ ) ، إِذا ( ذَهَّبَه ) ، أَي طَلاَه به .

____________________

(11/277)


دخر : ( دَخَرَ ) الرّجلُ ( كمَنَع وفَرِحَ دُخُوراً ) ، بالضَّمَّ ، مصدر الأَوّل على غَيْر قِيَاس ، ( ودَخَراً ) ، محرّكةً مَصْدر الثّاني على القِيَاس : ( صَغُر وذَلَّ ) . والدّاخِر : الذَّلِيل المُهَان ، كما جاءَ في الحَدِيث .
والدَّخَر : التَّحيُّر . والدُّخُورُ : الصَّغَارُ والذّل . ( وأَدْخَرَه ) غَيرِ . وفي الكتاب العزيز { وَهُمْ داخِرُونَ } ( النحل : 48 ) قال الزّجّاج : أَي صاغِرون .
ومن سجَعات الأَساس : الأَوّل فاخِر ، والآخَرُ داخِرٌ .
دخمر : ( دَخْمَرَ القِرْبَةَ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال ابن دُرَيْد : أَي ( مَلأَهَا ) ، لُغَة في دَجْمَرَ ، بالمُهْمَلَة ، كما تَقَدَّم ، ولم يَذكُرْه صاحِبُ اللِّسان .
( و ) دَخْمَرَ ( الشيْءَ : سَتَرَه وغَطَّاه ) ، نقله الصّغانِيّ .
درر : ( *!الدَّرُّ ) ، بالفَتْح : ( النَّفْسُ ) .
وَدَفَعَ اللهاُ عن *!دَرِّه ، أَي عن نَفْسه ، حكاه اللِّحيانيّ .
( و ) الدَّرُّ : ( اللَّبَنُ ) ما كان . قال :
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها
فَلاَفِلُ هِنْديَ فهُنَّ لُزُوقُ
أُمَّهاتُ الدَّرِّ : الأَطْباءُ .
وفي الحديث ( أنه نَهَى عن ذَبْح ذَواتِ *!الدَّرِّ ) أَي ذوات اللَّبَن ، ويجوز أَن يكون مصدر *!دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرَى . ومنه الحَدِيث : ( لا يُحْبَس *!دَرُّكُم ) ، أَي ذواتُ الدَّرِّ . أَراد أَنها لا تُحشَر أَلى المُصَدِّق ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثم تُعَدّ ، لِمَا في ذالك من الإِضرار بها . ( *!كالدِّرَّةِ ، بالكَسْرِ ) .
( و ) *!الدِّرَّة أَيضاً *!والدَّرُّ : ( كَثْرَتُه ) وسَيَلانُه . وفي حديث خُزَيمة ( غَاضَتْ لها الدِّرّة ) ، وهي
____________________

(11/278)


اللَّبَن إِذا كَثُرَ وسال ، ( *!كالاسْتِدْرارِ ) يقال : *!استَدرَّ اللَّبَنُ والدَّمعُ ونحُوهما : كَثُرَ . قال أَبو ذُؤيب :
إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا
كقِتْرِ الغِلاءِ *!مُسْتِدرٌّ صِيَابُهَا
استعار *!الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ .
*!ودَرَّ اللَّبَنُ وادَّمْعُ (*! يَدُرُّ ) ، بالضَّمّ ( *!ويَدِرُّ ) ، بالَكسْر ، *!دَرًّا *!ودُرُوراً ، وكذالك النَّاقَةُ إِذا حُلِبَت فأَقبلَ منها على الحاِلب شَيْءٌ كَثِيرٌ قِيل : *!دَرَّتْ ، وإِذا اجتمعَ في الضَّرْع من العُروق وسائر الجَسَد قيل : *!دَرَّ اللَّبَن . ( والاسمُ *!الدَّرَّةُ ، بالكَسْرِ ) وبالفَتْح أَيضاً ، كما في اللّسَان . وبهما جاءَ المَثَل : ( لا آتِيكَ ما اخْتلفَت *!الدَّرَّة والجِرَّة ) واختلافهما أَنَّ الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو ، وقد تقدّم .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : *!الدَّرُّ : العَمَلُ من خَيرٍ أَو شَرَ . ومنه قولهم : ( لله (ِ *!دَرُّهُ ) ، يكون مَدحْاً ، ويكون ذَمًّا ، كقولهم : قاتَلَه اللهاُ ما أَكْفَرَه ، وما أَشْعَره ، ومعناه ( أَي ) لله ( عَمَلُه ) ، يقال هاذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه . ( و ) إِذا ذُمَّ عَملُه قيل : ( لاَدَ *!رَّدَرُّه ) ، أَي ( لا زَكَا عَمَلُه ) ، وكُلُّ ذالك على المَثَلِ . وقيل : لِلَّه*! دَرُّك مِن رَجُلٍ . معناه لِلَّهِ خَيرُك وفعَالُك . وإِذَا شَتَمُوا قالوا : لا *!دَرَّ دَرُّه ، أَي لا كَثُرَ خَيْرُه . وقيل : لِلَّهِ *!دَرُّك ، أَي لِلَّه ما خَرَج منك من خَيْرٍ . قال ابن سِيدَه : وَأَصلُه أَنّ رَجُلاً رأَى آخَرَ يَحلُبُ إِبِلاً ، فتعَجَّب من كَثْرةِ لَبَنِهَا ، فقال : لِلَّهِ *!دَرُّك . وقيل : أَراد لِلَّهِ صالِحُ عَمَلِك ، لأَنَّ *!الدَّرَّ أَفضلُ ما يُحْتَلَب . قال بعضهم : وأَحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونَهاَا فيشربون ماءَ كَرشِها ، فكان اللَّبَنُ أَفضلَ ما يَحْتَلِخون .
قال أَبو بكْرِ : وقال أَهلُ اللُّغَة في قَوْلهم : لِلَّه دَرُّه . الأَصْلُ فيه أَن الرَّجلَ ذا كَثُرَ خَيْرُدهُ وعَطَاؤُه وإِنَالَتُه
____________________

(11/279)


النَّاسَ قيل : لِلَّه *!دَرُّه ، أَي عَطَاؤُه وما يُؤْخَذُ منه ، فشَبَّهوا عَطَاءَه *!بدَرِّ النّاقَةِ ، ثمّ كَثُرَ استِعمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه .
قلْت : فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إِنّمَا هو تفسيرٌ باللازم ، لا أَنَّه شَرْحٌ له على الحَقِيقَة ؛ فإِن *!الدَّرَّ في الأَصل هو اللَّبَن ، وإِطلاقُه على ما ذُكِرَ تَجَوُّز ، وإِنما أُضِيف لِلَّهِ تعالى إِشارَةً إِلى أَنه لا يَقدِر عليه غَيْرُه . قال ابنُ أَحمر :
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ
لله *!-دَرِّيَ أَيَّ العَيْشِ أَنتَظِرُ
تعَجَّب من نَفْسه .
قال الفَرّاءُ : وربما استَعْمَلُوه من غير أَن يقولوا : لِلَّه ، فيَقُولون : دَرَّ *!دَرُّ فُلانٍ . وأَنشد للمُتَنَخ :
لا *!دَرَّ *!-دَرِّيَ أَنْ أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ
قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ
( *!ودَرَّ النَّبَاتُ ) *!دَرًّا : ( الْتَفَّ ) بعضُه مع بعض لكَثْرته . ( و ) *!دَرَّت ( الناقَةُ بِلَبَنِها ) *!تَدُرّ *!وتَدِرّ بالضَّمّ ، والكَسْرِ ، الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس ، كما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح وغيره ، *!دُرُوراً *!ودَرًّا : ( *!أَدَرَّتْه ) ، فهي *!دَرُورٌ *!ودَارٌّ *!ومُدِرٌّ ، *!وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل ، إِذَا مَسحَ ضَرْعَها .
( و ) *!دَرَّ ( الفَرسُ *!يَدِرّ ) ، بالكَسْر على القِيَاس ، ( *!دَرِيراً ) *!ودِرَّةً : ( عَدَا ) عَدْواً ( شَدِيداً ، أَو ) عَدَا ( عَدْواً سَهْلاً ) مُتَتابِعاً .
( و )*! دَرَّ ( العِرْقُ ) *!يَدُرّ *!دُرُوراً : ( سَالَ ) كما *!يَدُرّ اللَّبَن ، ( وكَذَا ) *!دَرَّت ( السَّمَاءُ بالمَطَر ) *!تَدُرّ ( *!دَرًّا *!ودُرُوراً ) ،
____________________

(11/280)


الأَخير بالضَّمّ ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا ، ( فهي *!مِدْرَارٌ ) ، بالكسر ، أَي *!تَدُرُّ بالمَطَرَ ، وكذا سَحابةٌ *!مِدْرَارٌ ، وهو مَجاز . ( و ) *!دَرَّت ( السُّوقُ : نَفَقَ مَتَاعُها ) ، والاسم *!الدِّرَّة . ( و ) دَرَّ ( الشيْءُ : لانَ ) . أَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
إِذا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ *!دَرَّتْ مُتُونُنا
كأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدا
وذالك لأَنَّ العربَ تقول : إِنْ *!اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ .
( و ) دَرَّ ( السَّهْمُ ) *!يَدُرُّ ( *!دُرُوراً ) ، بالضَّمّ : ( دَارَ دَوَراناً ) جَيِّداً ( على الظُّفُر ، وصاحِبُه *!أَدَرَّه ) ، وذالك إِذا وَضَعَه على ظُفرِ إِبهام اليُسْرَى ثم أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها . حكاه أَبو حَنِيفَة . قال : ولا يكون *!دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينه إِلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتِئامِ صَنْعَته .
( و ) درَّ ( السِّرَاجُ ) ، إِذَا ( أَضَاءَ ، فهو*! دَارٌّ *!ودَرِيرٌ ) ، كأَمِير ، أَي مُضِيءٌ .
( و ) *!دَرَّ ( الخَرَاجُ ) *!يَدُرُّ ( *!دَرًّا ) ، إِذا ( كَثُر إِتَاؤُه ) وفَيْؤُه ، *!وأَدَرَّه عُمّالُه .
( و )*! دَرَّ ( وَجْهُك ) ، إِذا ( حَسُنَ بَعْدَ العِلَّة ) والمَرَضِ ( *!يَدَرُّ ، بالفَتْح فِيهِ ) . عن الصاغَانيّ ، وهو ( نادِرٌ ) . ووَجْهُه أَنه لا مُوجِبَ للفَتْح ، إِذ ليس فيه حَرفُ الحَلْق عَيْناً ولا لاماً ؛ ولذالك أَنْكَرُوه وقالوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ ، فلا نُدرَة . قاله شيخُنا .
( *!والدِّرَّةُ ، بالكَسْرِ ) : *!دِرَّة السُّلطانِ ، ( الَّتي يُضْرَب بها ) ، عَرَبِيّةٌ معروفة والجمْع *!دِرَرٌ . وتقول : حَرَمْتَنِي *!دِرَرَك ، فاحْمِني دِرَرَك .
( و ) *!الدِّرّة : ( الدَّمُ ) ، أَنشد ثعلب :
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاِمِ
عن *!دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ
وفسّره فقال : هاذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقة ، *!ودِرَّتُهَا : دَمُهَا .
____________________

(11/281)



( و ) *!الدِّرَّةُ : ( سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ ) ، وقد تقدَّم في أَوّل المادّة ، فهو تَكْرارٌ ، ومنها قَولُهم :*! دَرَّت العُرُوقُ : امتلأَتْ دَماً أَو لَبَنعاً .
( و ) *!الدُّرَّة ، ( بالضَّمِّ : اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة ) ، قال ابن دُرَيد : هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ ، ( ج *!دُرٌّ ) ، أَي بإِسقاط الهاءِ ، فَهو جَمْع لُغَويّ ، واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ في اصْطلاحٍ ، كما حَقَّقه شيخُنَا ، ( *!ودُرَرٌ ) ، كصُرَدٍ ، وهو الجَمْع الحَقِيقيّ ( *!ودُرَّاتٌ ) ، جمع مُؤَنّث سالم ، وهو غير ما احتاج لذِكْره . وأَنشد أبو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ .
أَقْفرَ مِن مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجَّ
يْنِ إِلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ
في نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها *!دُرَرَا
( *!ودُرٌّ ) ، بالضّمّ ، ( من أَعلامِ الرِّجال . *!ودُرَّةُ بنتُ أَبِي لَهَبٍ ) ابنةُ عَمِّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم من المُهَاجِرَات . كانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل ، لها في المُسْنَد من رواية زَوْجها عنها ، وقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ . ( و ) *!دُرَّةُ ( بِنْتُ أَبي سَلَمَة ) بنِ عَبْد الأَسد : ( صحابيَّتانِ ) ، وكذالك دُرَّة بنتُ إِي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ ، لها صُحْبة .
( و ) قوله تعالى : { كَأَنَّهَا } ( كَوْكَبٌ *!-دُرّيٌّ ) ( النور : 35 ) ثاقِب ( مُضِيءٌ ) ، منسوب إلى *!الدُّرِّ في صَفائِه وحُسْنهِ وبَهائه وبَياضهِ ، قاله الزَّجَّاج ، ( ويُثَلَّثُ ) أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه ، كما تقدم ، فهي سِتُّ لُغات قُرِىءَ بِهِنُ . ونَقَلَ شيخُنَا عن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر : لا نَظِيرَ للدُّرِّيىءِ امَضْمُومِ المَهْمُوزِ سهلأَى مُرِّيقٍ ، ولا لمفتوح سوى المَلِّيتِ ، لمَوْضعٍ ، وسَكِّين فيما حكاه أَبو زَيْد .
قلْت : قال الفَرَّاءُ : ومن العرب مَنْ
____________________

(11/282)


يقول دِرِّيّ ، يَنْسُبه إِلى الدُّرّ ، كما قالوا : بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ ، وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ . وقرىء : دُرِّيء ، بالهَمْزِ ، والكَوْكَب *!الدُرِّيُّ عند العَرَب هو العَظِيم الْمِقْدعًّرِ . وقيل : هو أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة . قال شَيْخُنَا : والمعروف أَن السّيّارة سبعَةٌ . وفي الحَدِيث ( كا تَروْنَ الكَوْكَبَب الدُّرِّيِّ في أُفُق السماءِ ) ، أَي الشَّدِيد الإِنارَةِ . وفي حَدِيثِ الدّجّال ( إِحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ *!-دُرِّيّ ) .
( *!-ودُرِّيُّ السَّيْفِ : تَلاْلُؤْه وإِشْرَاقُهُ ) إِما أَن يكُون مَنْسُوباً إِلى الدُّرِّ بصفائه ونقائه ، وإِما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ . قال عبدُ الله بنُ سَبْرة :
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ
عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن *!دُرِّيِّه الطَّبَعَا
ويُروَى عن ذَرِّيِّه ، يعني فِرِنْدَه ، مَنسوبٌ إِلى الذَّرِّ الذي هو النَّمْل الصِّغَار ، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ .
وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن :
وتُخْرِجُ منهم ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى *!-دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
بالدَّال وبالذَّال .
( *!ودَرَرُ الطَّرِيق ، مُحَرَّكةً : قَصْدُه ) ومَتْنُه . ويقال : هو علَى *!دَرَرِ الطَّرِيقِ ، أَي على مَدْرَجَته . وفي الصّحاح : أَي على قَصْدِه ، وهما على دَرَرٍ واحِدٍ ، أَي قَصْد واحِدٍ ،
( و ) دَرَرُ ( البَيْتِ : قُبَالَتُه ) ، ودَارِي *!بَدَررِ دَراِك ، أَي بحِذَائها ، إِذا تَقَابَلَتا . قال ابنُ أَحْمَر :
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها
والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه *!دَرَرَا
( و ) *!دَرَرُ ( الرِّيحِ : مَهَبُّهَا ) .
( *!ودَرٌّ : غَدِيرٌ بدِيَارِ بنِي سُلَيْم ) يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه ، وهو بأَعْلَى
____________________

(11/283)


النَّقِيعِ . قالت الخَنْسَاءُ :
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْش
لنَا جُنُوِبِ *!دَرَّ فذِى نَهِيقِ
( *!والدَّرَّارَةُ : المِغْزَلُ ) الذي يَغْزِل به الرَّاعِي الصّوفَ . قال :
جَحَنْفَلٌ يَغْزِل *!بالدَّرَّارَة
( و ) من المجاز : ( *!أَدَرَّتِ ) المرأَةُ ( المغِزَلَ فهي *!مُدِرَّةٌ *!ومُدِرٌّ ) ، الأَخِيرة على النّسَب ، إِذا ( فَتَلَتْه ) فَتْلاً ( شَدِيداً ) فرأَيتَه ( حتّى كأَنه واقِفٌ من ) شِدّة ( دَوَرَانِه ) . وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بها : إِذا رَأَيْتَه واقفاً لا يَتَعرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه . وفي حديث عمرو بنِ العاصِ أَنه قال لمُعاوِية : ( ءَتَيْتُك وأَمرُك أَشَدّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ ، فما زِلْتُ أَرُمُّه حتى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ *!المُدِرِّ ) . وذكر القُتَيْبِيّ هاذا الحديثَ فغَلِط في لَفْظه ومعناه . وحُقُّ الكَهُول : بَيْت العَنْكَبُوت . وأَما *!المُدِرّ فهو الغَزَّال . ويقال للمِغْزَل نَفسِها *!الدَّرَّارةُ *!والمِدَرَّةُ ، وقد *!أَدَرَّت الغازِلةُ *!دَرَّارَتَهَا ، إِذا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف . وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه عد استِرخائه ، واتِّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه ، وذالك لأَنَّ الغَزَّالَ لا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله ، لأنه إِذا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرًّرَةُ .
قلْتُ : وأَمّا القُتَيْبِيّ فإِنّه فَسَّرَ المُدِرّ بالجَاريَة إِذا فَلَكَ ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهما الماءُ ، يقول : كان أَمرُك مُسْتَرخِياً فأَقَمْته حتَّى صار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ . والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ .
( و ) *!أَدَرَّت ( النّاقَةُ : دَرَّ لَبَنُها ) فهي مُدِرُّ ، وأَدرَّهَا فَصيلُها .
( و ) *!أَدَرّ ( الشَّيْءَ : حَرّكَه ) ، وبه فُسِّرَ بعضُ ما وَردَ في الحديث : ( بين عَيْنَيْه عِرْق *!يُدرُّه الغَضبُ ) أَي يُحَرِّكه .
( و ) *!أَدَرَّ ( الرِّيحُ السَّحَابَ :
____________________

(11/284)


جَلَبَتْه ) ، هكاذا بالجِيم ، وفي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ ، وفي اللِّسَان : والرِّيحُ *!تُدِرُّ السَّحَابَ *!وتَسْتَدِرُّه ، أَي تَسْتَحْلِبُه . وقال الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ :
كتاب فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ
ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ *!أدرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
الغَرِيض : الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب أَسْحَرُ : غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ .
( *!والدَّرِيرُ ، كأَمِيرٍ : المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر ) من الأَفراس . قال امرؤُ القَيْس :
*! دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وقيل : *!الدَّرِيرُ من الخَيْل : السَّرِيعُ منها ، ( أَو السَّرِيعُ ) العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ ( من ) جميعِ ( الدّوابّ ) ، ففي حديث أَبي قِلاَبَةَ : ( صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً *!دَرِيراً ) .
( ونَاقةٌ *!دَرُورٌ ) ( كصَبُور *!ودَارٌّ : كَثِرَةُ *!الدَّرّ ) ، وضَرةَّ *!دَرُورٌ ، كذالك . قال طَرَفَةُ :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِماهَا
وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ *!درُورُ
( وإِبِلٌ *!دُرُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن ، ( *!ودُرَّرٌ ) ، كسُكَّر ، ( *!ودُرَّارٌ ) ، كرُمَّان ، مثل كافِرٍ وكُفّار . قال :
كان ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا
مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ *!دُرّارِ
قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنّ*!دُرَّاراً جَمْعُ *!دَارَّةٍ ، على طَرْح الهاءِ .
( *!والدَّوْدَرَّى ، كيَهْيَرَّى ) ، أَي بفَتْح
____________________

(11/285)


الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة ، ولا يَخْفَى أَنَّ المَوْزُونَ به غَيْرُ مَعْروف : ( الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيىءُ في غيرِ حاجَةٍ ) ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً ، إِذ لا يُعْرف في الكلام مثل درر .
( و ) *!الدَّوْدَرَّى : ( الآدَرُ ) : مَن به الأُدْرَةُ . ( و ) الدَّوْدَرَّى : ( الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ ) ، وفي التَّهْذِيب : العَظِيمُهِما ، وذَكَره في ( د در ) والصواب ذكره في ( د رر ) كما للمُصنِّف ، وأَنْشَد أَبو الهَيْثم :
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لهَا *!دَوْدَرَّى
في مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى
إذْ هو من قَولهم : فَرسٌ *!دَرِيرٌ ، والدليلُ عليه قَوله :
( في مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى ) يريدُ به الخُذرُوفَ . والمُعَرَّى : ( الذي ) جُعِلت له عُرْوةٌ .
(*! كالدَّرْدَرَّى ) ، بالراءِ بدل الواوِ ، عن الفَرَّاءِ ، ولم يقل بالوَاو .
( *!والتَّدِرَّةُ : الدَّرُّ الغَزِيرُ ) ، تَفْعِله من *!الدَّرّ ، وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من *!التَّدُرَّةِ .
( *!والدُّرْدُرُ ، بالضَّمّ : مَغازِرُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ ) ، والجمع *!الدَّرادِرُ ، أَو هي مَنْبِتُها عامَّةً . ( أَو هي ) مَنْبِتُها ( قَبْلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها . و ) من ذالك المَثَل ( ( أَعْيَيْتنِي بأُشُر فكَيْفَ ) أَرجوك ( *!بِدُرْدُر ) ) .
قال أَبو زيد : هاذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه ، ( أَي لم تَقْبَل ) ، هاكذا في النُّسخ . والصلأاب لم تَقْبَلِي ( النُّصْحَ شَابًّا ) ، هاكذا في النُّسخ ، والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ ( فكَيْفَ ) الآن ( وقَدْ ) أْنَنْتِ حتّى ( بَدَتْ *!دَرَادِرُك كِبَراً ) ، وهي مَغَازِرُ الأَسْنَانِ .
ودَرِدَ الرَّجلُ إِذا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهرَت *!دَرَادِرُهَا . ومثله : ( أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ ) أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَنْ دَبَبْتَ .
( و ) يقال : لَجَّجُوا فوقَعُوا في ( *!الدُّرْدُور ، بالضَّمّ ) . قال الجَوْهَرِيّ :
____________________

(11/286)


الماءُ الذي يَدورُ ويُخاف منه الغَرَقُ . وقال الأَزهَرِيّ : هو ( مَوْضِعٌ ) في ( وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه ) لا تكاد تَءْحلَم منه السَّفِينَةُ .
( و ) *!الدَّرْدُور : اسم ( مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ ) يخافُ منه أَهلُ البَحْر .
( *!وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ : اضْطَرَبَت ) ، ويقال للمَرْأَة إِذا كانت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا : هي *!تُدَرْدِرُ . وفي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان ( كانت له ثُدَيَّةٌ مثْل البَضْعةِ *!تَدَرْدَرُ ) أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ : تَجِيءُ وتَذْهب ، والأَصل *!تَتَدَرْدَر ، فحذف إِحدَى التاءَين تَخْفِيفاً .
( *!ودَرْدَرَ البُسْرَةَ ) : دَلَكَهَا *!بدُرْدُرِه و ( لاَكَها ) : ومنه قول بَعضِ العَرَب وقد جاءَه الأَصْمَعِيّ : أَتَيْتَنِي وأَنَا *!أُدَرْدِرُ بُسْرَةً .
( *!واستَدَرَّت المِعْزَى : أَرادَتِ الفَحْلَ ) ، قال الأُمويّ : يقال للمِعْزَى إِذا أَرادَت الفَحْلَ قد *!استدرَّت *!اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَت استِيبالاً . ويقال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً ، من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة .
( *!والدَّرْدَارُ ) ، كصَلْصال : ( صَوْتُ الطَّبْلِ ) ، كالدَّرْداب ، نقله الصَّغانيّ .
( و ) *!الدَّرْدَارُ : ( شَجَرٌ ) ، قال الأَزْهَرِيُّ : ضَرْبٌ من الشَّجَر مَعْرُوفٌ .
قلْت : هو شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فيها رُطُوبة تَصير بَقًّا ، فإِذا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ . ورَرَقُه يُؤكل غَضًّا كالبُقُول ، كذا في مِنْهَاج الدُّكَّان .
( *!ودُرَيْرَاتٌ ) ، مُصغَّراً ، ( ع ) ، نقله الصّغانِيّ . ( ودُهْدُرَّيْن ) بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ ، يأْتي ذِكْرُه ( في ده در ) ، مراعاةً لتَرْتِيب الحُرُوف ، وهو الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة ، والجوهريّ أَوردَه هُنَا ، والصّواب ما لِلمُصَنِّف .
____________________

(11/287)



ومما يُسْتَدْرَك عليه :
*!اسْتَدْرَّ الحَلُوبَةَ : طلَبَ دَرَّهَا .
*!والاستِدْرارُ أَيضاً : أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ *!يَدِرّ اللَّبنُ .
*!ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن *!يَدُرُّ *!دَرًّا ، *!ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُم ، يعني كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وهو مَجَاز . وفي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال ( *!أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين ) ، قال الليثُ : أَراد خَرَاجَهم ، فاسْتَعَارَ له اللقِّحقةَ *!والدِّرَّة .
ويقال للرَّجُل إِذا طَلَبَ حاجَةً فأَلَحَّ فيها : *!أَدِرَّهَا ، وإِن أَبَتْ ، أَي عالِجْها حتَّى *!تَدِرَّ ، يُكْنَى *!بالدَّرِّ هنا عن التَّيْسِير .
*!ودُرُورُ العِرْق : تَتابُعُ ضَرَبَانِه كتَتَابُعِ *!دُرُورِ العَدْوِ . وفي الحَدِيث : ( بَيْنَهما عِرْق *!يُدِرُّه الغَضَبُ ) ، يقول : إِذا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بين الحاجبَين ، *!ودُرُورُه : غِلَظُه وامْتِلاؤُه . وقال ابن الأَثير : أَي يَمتلىءُ دَماً إِذا غَضِبَ كما يَمتلىءُ الضَّرعُ لَبَناً إِذا دَرَّ ، وهو مَجاز .
وللسحاب *!دِرَّةٌ ، أَي صَبٌّ واندِفاقٌ ، والجمع درَرٌ . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
سَلامُ إِلالاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحمَتُهُ وسَماءٌ *!دِرَرْ
غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ
سماءٌ *!دِرَرٌ ، أَي ذاتُ دِرَرٍ .
وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ ( دِيمَاً *!دِرَراً ) : جمْع *!دِرَّة . وقيل : *!الدِّرَرُ الدَارّ ، كقَوْلِه تَعالى : { دِينًا قِيَمًا } أَي قائماً .
وفَرسٌ *!دَرِيرٌ : كَثِيرُ الجَرْيِ ، وهو مجازٌ .
وللسَّاق *!دِرَّةٌ : استِدرَارٌ للجَرْيِ .
وللسُّوقِ دِرَّةٌ ، أَي نَفَاقٌ .
*!ودَرَّ الشيْءُ ، إِذا جُمِعَ ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ ، ومرَّ الفَرسُ على *!دِرَّتِه ، إِذا كان لا يَثْنِيه شَيْءٌ ، وفَرسٌ *!مُسْتَدِرٌّ في عدْوِه ، وهو مَجازٌ ، وقال أَبو
____________________

(11/288)


عُبَيدَةَ : *!الإِدْرَارُ في الخَيل : أَنْ يُعْنِقَ فيرفَعَ يَداً وَيَضَعَها في الخَبَب .
*!والدَّرْدَرة : حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذا اندفعَ في بُطُونِ الأَودِيَةِ . وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إِلى الماءِ .
*!وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ : تَابَعْتُه ، وهو مَجاز .
*!والدُّرْدُر ، بالضّمّ : طَرَفُ اللِّسَان ، وقيل : أَصْلُه . هاكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز :
أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا *!تَدَرْدَرُ
ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ *!دُرْدُرُ
والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ ، كما تَقَدَّمَ .
*!ودَرَّت الدُّنْيا على أَهلِها : كَثُرَ خَيْرُها ، وهو مَجاز ، ورِزْق *!دَارٌّ ، أَي دائِمٌ لا يَنقَطِع . ويقال : *!دَرَّ بما عندَه ، أَي أَخرَجه .
والفارسيّة *!الدَّرِّيّة ، بتشديد الراءِ والياءِ : اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس ، منسوبة إِلى*! دَرْ ، بفتح فسكون ، اسم أَرض في شِيرازَ ، أَو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِيَار . وقيل : بَهْرَام بن يزْدجِرد . وقِيل : كِسْرى أَنُوشِرْوَان . وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أَحمدُ بن مُحَمَّدٍ العجَمِيّ ، خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر ، في ذَءَحله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ ، وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره ، فليراجع في الشرْح .
*!ودُرّانَةُ : من أَعلام النّساءِ ، وكذالك *!دُرْدَانةُ . وأَبو *!دُرَّة بالضّمّ : قرية بمصر .
دزر : ( الدَّزْرُ ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : هو ( الدَّفْعُ ) ، يقال : دَزَرَه ودَسَره ودَفَعَه بمَعْنًى واحد ، كذا في التَّكْملَة .
دزمر : ( دِزْمَارةُ ، بالكَسْر ) ، أَهملَهُ
____________________

(11/289)


الجَوهَرِيّ والصَّغانِيُّ والجماعة ، وهو : ( ع ، منه ) الشيخ الإِمام كَمَالُ الدّين أَبُو العَبّاس ( أَحمدُ بنُ كُشاشِب ) بْن عَلِيَ ( الفَقِيهُ الشّافِعِيّ ) الصوفيّ الدِّزْمَارِيّ . له ( شَرْح التَّنْبِيه ) ( وكتاب الفروق ) وتُوفِّيَ سنة 643 في 17 ربيع الآخِر ، هاكذا ذكرَه ابنُ السُّبْكِيّ في ( الطبقات ) الكُبرَى وابْنُ قَاضِي شَهْبَةَ في تَرْجَمَته .
دسر : ( الدَّسْرُ : الطَّعْنُ والدَّفْع ) الشَّدِيدُ ، يقال : دَسَرَهُ بالرُّمْح . وفي حديث عُمَر رضي الله عنه : ( فيُدْسَر كما يُدْسَر الجَزُور ) ، أَي يُدْفَع ويُكَبُّ للقَتْل كما يُفعَل بالجَزُور عند النَّحْر . وفي حديث الحَجَّاج أَنه قال لسِنان بْنِ يَزِيدَ النَّخَعيّ لَعَنَهُ الله : ( كيف قَتَلْتَ الحُسَيْن ؟ قال : ( دَسَرْتُه بالرُّمح دَسْراً ، وهَبَرْتُه بالسَّيْفِ هَبْراً ) أَي دَفَعْتُه دَفعاً عنِيفاً . فقال له الحجَّاجُ : ( أَمَا واللَّهِ لاَ تَجْتَمِعَانِ في الجَنَّة أبداً ) وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاس ، وسُئل عن زَكَاة العَنْبَر فقال : ( إِنّمَا هو شَيْءٌ دَسَرَه البَحْرُ ) أَي دَفَعَه مَوْجُ البَحْرِ وأَلقاه إِلى الشَّطُّ فلا زَكَاةَ فيه .
( و ) من المَجاز : الدَّسْر : ( الجِمَاعُ ) ، يقال : دَسَرَها بأَيرِه ، كذا في المُح 2 ك ، ( وهو مِدْسَرُ جِمَاعٍ ) كمِنْبر ، أَي ( نَيَّاكٌ ) .
( و ) عن مُجَاهِد : الدَّسْر : ( إِصلاحُ السَّفِينَة بالدِّسَارِ ) ، بالكَسْر ، اسم ( للمِسْمَارِ ) ، وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى : { ) 11 ( . 018 ذات ألوام ودسر } ( القمر : 13 ) وفي حَدِيث عَلِيّ : ( رَفَعَهَا بغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمها ، ولا دِسًّرٍ يَنْتَظِمُها ) . ( و ) الدَّسْر أَيضاً : ( إِدْخَالُ الدِّسارِ ) أَي المِسْمَارِ ( في شَيْءٍ بقُوَة ) ، قاله الزَّجَّاجُ . يقال : دَسَرْت المِسْمَارَ أَدْسُرُه وأَدْسِرُه دَسْراً ، وكلُّ ما سُمِّر فقد دُسِرَ .
( والدِّسَارُ ) أَيضاً : ( خَيْذٌ من لِيفٍ تُشَدُّ به أَلواحُهَا ) ، وبه فَسَّرَ بَعْضٌ
____________________

(11/290)


الآيةَ المَذكْورَة . وجمعَ الفَرَّاءُ بين القَوْلَين فقال : الدُّسُر : مَسَامِيرُ السَّفِينَةِ وشُرُوطُها التي تُشَدُّ بها . وقال غيرُه : الدَّسْر : خَرْزُ السَّفِينَة ، ( ج ) أَي جمع دِسعار ( دُسْرٌ ) ، بضمّ فسكون ، ( ودُسُرٌ ) ، بضَمَّتَيْن مثل عُسْر وعُسُرٍ ، ( و ) قيل : ( الدُّسُر ) ، بضَمَّتَين ، هي ( السُّفُن ) بعيْنها ، ( تَدْسُرُ ) ، أَي تَدْفع ( المَاءَ بصُدُورِهَا ، الواحِدَةُ دَسحرَاءُ ) . ودَسَرت السّفِينَةُ الماءَ بصَدْرها : عَانَدَتْه .
( والدَّوْسَرُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ) الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ ذو هَامةٍ ومَنَاكِبَ ، ( وهي بِهَاءٍ ) . قال عدِيّ :
ولقَدْ عَدَّيْتُ دَوْسَرةً
كعَلاَةِ القَيْنِ مِذْكَارَا
( و ) الدَّوْسَر : ( نَبْتٌ ) يُجاوِز الزَّرْعَ في الطُّول ، وله سُنْبل وحَبٌّ ( ضاوِيّ ) دَقِيق أَسْمَرُ ، قاله أَبو حَنِيفَة . ياقل إِن ( اسم حَبِّه الزِّنُّ ) يَخْتَلط بالبُرِّ ، وسيأْتي في النُّون .
( و ) دَوْسَر : اسمُ ( كَتِبَةٍ للنُّعْمانِ ابْنِ المُنْذِر ) مَلِكِ العرب . قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ يمدح عَمْرَو ب 2 هِنْد :
ضَرَبَتْ دَوْسرُ فيه ضَرْبَةً
أتَبَت أَوْلادَ مَلْكٍ فاستَقَرّ
يقال : كَتِيبة دَوْسَرَةٌ ودَوْسرٌ ، إِذا كانت مُجْتَمِعَةً .
( و ) الدَّوْسَرُ : ( الأَسَدُ الصُّلْبُ ) المُوَثَّق الخَلْقِ ، أَوردَه المُصَنِّف في البَصائِر وأَنْشَد :
عَبْل الذِّراعَيْن شَدِيد دَوْسَر
( و ) الدَّوْسَر : ( الشَّيْءُ القَدِيمُ . و ) الدَّوْسَر : ( الزُّؤَانُ في الحِنْطَة ) ، الواحدة دَوْسَرَةٌ .
____________________

(11/291)



( و ) دَوْسَر : اسم ( فَرَس ) ، قال :
لَيْسَت من الفُرْقِ البِطَاءِ دَوْسَرُ
قد سَبَقَت قَيْساً وأَنتَ تَنْظُر
أَراد : قد سبقَت خَيْلَ قَيْس . أَنشده يعقوبُ ، ونَقَلَه ابنُ سِيده .
( و ) الدَّوْسَر : ( الذَّكَرُ الضَّخْم ) الشَّدِيد .
( و ) الدَّوْسَرَة ، ( بهاءٍ : المَمْضَغَةُ ) ، عن الصّغانِيّ .
( والدُّوَاسِرُ ، كعُلاَبِطٍ : الشَّدِيدُ الضَّخْم ) ، قال :
والرأْسُ من ثُغَامِهِ الدُّوَاسِرُ
( كالدَّوْسَرِ والدَّوْسَرِيِّ والدَّوْسَرانِيِّ ) والدُّوَاسِريِّ . وقيل : الدَّوْسَر من النُّوق : العَظِيمةُ .
( ونَاقَةٌ داسِرَةٌ : سَرِيعَة ) السَّيْرِ .
وقال الفَرَّاءُ : الدَّوْسَرِيُّ : القَوِيُّ من الإِبِل .
وقال غيره : الدُّوَاسِرُ : المَاضي الشَّدِيدُ .
وبَنُو سَعْد بن زيدِ مَناةَ كانت تُلَقَّب في الجاهِلِية دَوْسر .
والدَّوْسَرِيَّة : قَلْعَةُ جَعْبَر ، وقد تقدَّم في الجِيمِ .
والدَّسْر : السَّفِينَة ، عن ابنِ الأَعرابيّ .
دستر : ( الدُّسْتُورُ ، بالضَّمِّ ) : أَهمله الجَوْهَريّ . وقال الصّغانِيّ : هو اسم ( النُّسْخَة المَعْمُولَة للجَماعَاتِ ) كالدَّفاتِر ( الَّتِي منها تَحْرِيرُهَا ) ويُجْمَع فيها قوانِينُ الملك وضَوابِطُه ، فارسيّة ( مُعآعَّبَةٌ ، ج دَساتِيرُ ) . واستَعْمَله الكُتَّابُ في الذي يُدِير أَمرَ الملك تَجَوُّزاً .
وفي مفاتيح العلوم لابْنِ كَمَال باشا : الدُّسْتور : نُسْخَة الجماعَة ، ثم لُقِّب به الوَزِيرُ الكَبِير الذي يُرْجَع إليه فيما يَرْسُم في أَحوال النَّاس ، لكَوْنه صاحبَ هاذا الدَّفْترِ :
____________________

(11/292)



وفي الأَساس : الوَزِيرُ : الدُّسْتُور قال شيخُنَا : وأَصلُه الفَتْح ، وإِنّمَا ضُم لَمَّا عُرّب ليَلْتَحِق بأَوْزَان العَرَب ، فليس الفَتْحُ فيه خطأً مَحْضاً ، كما زعمه الحَرِيرِيّ . ووَلِعَت العامّة في إطلاقه على معنَى الإِذْنِ .
دسكر : ( الدَّسْكَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيّ : هي ( القَرْيَةُ ) ، قاله الأَزهريّ .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( الصَّوْمَعَة ) ، عن أَبي عَمْرو .
( و ) في جامع القَزّاز : الدَّسْكَرعلآ : ( الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ ) .
( و ) قِيل : الدَّسْكَرَةُ : ( بُيُوتُ الأَعَاجِمِ يكون فيها الشَّرَابُ والمَلاَهي ) . قال الأَخْطَل :
في قِبَابٍ عنْدَ دَسْكَرَةٍ
حَولَها الزَّيتونُ قد يَنَعَا
قال الأَخفَش : الصَّحِيح أَنّ البَيْتَ ليَزِيدَ بنِ مُعاويةَ ، وزعم ابنُ السّيد أَنَّه لأَبي دَهْبَلٍ وقيل للأَحْوص .
( أَو ) الدَّسْكَرَة : ( بِنَاءٌ كالقَصْرِ حَولَه بيُوتٌ ) وَمنازِلُ للخَدَم والحَشَم ، كذا في المغيث في غَرِيب الحَدِيث لأَبي مُوسى .
قال اللَّيْثُ : يكون للمُلُوك ، ومثْلُه في جَاع القَزَّاز . ( ج دَسَاكِرُ ) ، ليست بعَرَبِيَّة مَحْضَة . وفي حديث أَبي سُفْيَان وهِرَقْل الذي رواه البُخَاريّ في أَوَّل الصَّحيح وفي أَثْنَائه مرَّات ( أَنَّه أَذِنَ لعُظعاءِ الرُّومِ في دَسْكَرَةٍ له ) .
( و ) الدَّسْكَرَةُ : ( ة بنَهْرِ المَلِكِ . منها مَنْصُورُ بنُ أَحمد بنِ الحُسَيْن ) ، أَحدُ الرُّؤساءِ ، رَوَى عنه أَبو سَعْدٍ السَّمْعَانيّ شيئاً من شِعْره .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( ة قُرْبَ شَهْرَابَانَ ) ، بطريقِ خُراسَانَ ، كَبِيرةٌ ، ( منها أَحمدُ بن بَكْرُونَ ) بن عبد الله العَطّار أَبُو العَبّاس ، رَوَى عن أَبي طَاهِرٍ المُخلص ، وهو ( شَيْخُ الخَطِيبِ )
____________________

(11/293)


أَبي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بن ثَابِتٍ ( البَغْدَادِيّ ) ، وتُوُفِّيَ سنة 431 .
( و ) الدَّسَكَرة : ( ة بين بَغْدادَ ووَاسِطَ ، منها أَبَانُ بن أَبِي حَمْزَةَ ) ، وأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بنُ الطَّيِّب ، من شيوخ البُخَارِيّ .
( و ) الدَّسْكَرَة : ( ة بخُوزِسْتانَ ) ، كلّ ذالِك عن الصّغَانِيّ .
دصر : ( الدَّوْصَرُ ) ، بالصَّاد المُهْمَلَة ، أَهملَه الجَمَاعَة ، وهو ( نَبْت يَعْلُو الزَّرْعَ ) ، أَي يُجاوزُه في الطُّول ، وله سُنْبُلٌ وحَبٌّ دَقِيقٌ أَسْمَرُ ، ( عن ابْنِ القَطَّاع ) ، وفي بَعْض النُّسَخ : ابن القَطَّان ، وهو خَطَأٌ .
قلْت : وهو الدَّوْسَر بالسِّين الذي تَقدَّم في كلام المُصَنِّف ، وبَيَّنَّا فيه ما جاءَ عن أَبِي حَنِيفَة .
دطر : ( الدَّوْطِيرَةُ ) ، أَهمله الجوهريّ ، وهو ( كَوْثَلُ السَّفِينَة ) ، عن أَبي عَمْرو الشَّيْبانِيّ ، رواه عنه ابنُه عَمْرُو ، في باب السَّفِينَة . قال الأَزْهَرِيّ . وأَهْمَل اللَّيْثُ دطر .
دعر : ( الدَّعَرُ ، مُحَرَّكَةً : الفَسَادُ ) والخُبْثُ . ( ومَصْدَرُ دَعِرَ العُودُ ، كفَرِحَ ) ، دَعَراً ، ( فهو دَعِرٌ ) ، وأَنشد شَمِرٌ لابن مُقبِل .
باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لها
جَزْلَ الجِذَي غَيْرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ
( و ) حَكَى الغَنَوِيّ : عُودٌ ( دُعَرٌ ، كصُرَدٍ ) ، وأَنْشَدَ :
يَحْمِلْن فَحْماً جَيِّداً غَيْرَ دُعَرْ
أَسْوَدَ صَلاَّلاً كأَعْيَانِ البَقَرْ
وهاكذا سَمِعَه الأَزهريّ أَيضاً عن
____________________

(11/294)


العَرَب . ( إِذا ادَّخَن ولم يَتَّقِد ) . وقيل : العُودُ الدُّعَر : الكَثِيرُ الدُّخَانِ ، وقيلَ : الرَّدِيئهُ ، ومنه أخذِت الدَّعَارَة بمَعْنَى الفِسْق .
( و ) دَعِرَ ( الزَّنْدُ ) دَعَراً : قُدِحَ به مِرَاراً حَتَّى احْتَرَقَ طَرَفُه و ( لمْ يُورِ ، وهو ) زَنْدٌ دَعِرٌ ، ككَتِف . ويقال : دُعَرٌ كصُرَدٍ ، وأَنشد :
مُؤْتَشبٌ يَكْبُو بهِ زَنْدٌ دُعَرْ
وفي الصّحاح : زَنْدٌ ( أَدَعرُ ) .
( و ) الدَّعرَ : ( الفِسْقُ والخُبْثُ ) والخِيَانَةُ والنِّفَاق والفُجُور ، ( كالدَّعَارَة ) بالفَتْح ، ( والدِّعَارَة ) ، بالكَسْر ، ( والدَّعْرَة ) ، بفَتْح فسُكُون ، وفي بَعْض النُّسخ مُحَرَّكة . وفي حديث عُمَرَ رَضِي الله عنه : ( اللهمَّ ارزُقْنِي الغِلْظَة والشِّدَّة على أعدائك وأَهلِ الدَّعَارَةِ ) ، أَي الفَسادِ والشَّرّ .
وقال ابنُ شُمَيل : دَعِرَ الرَّجلُ دَعَراً ، إِذا كان يَسْرِق ويَزْنِي ويُؤْذِي الناسَ .
( و ) قيل : الدَّعِرُ ( ككَتِفٍ : ما احْتَرَقَ من حَطَبٍ وغيرِه فطَفِىءَ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ احتِراقُهُ ) . وفي بعض النُّسخَ : إِحراقُه ، والواحدة دَعِرَةٌ ، وضبطه الصّغانِيّ الدَّعَر ، بفَتْحَتَين بهاذا المعنَى .
( و ) الدُّعْر ، ( بالضَّمّ ) : القادِحُ ، وهو ( دُودٌ يَأْكُلُ الخَشَبَ ) ، وحكاه كُرَاع بالذال المُعْجَمة ، الواحِد دُعْرَة .
( ومالِكُ بنُ دُعْر ) بن حُجْر بن جَزِيلةَ بن لَخْمٍ ، مُقَدَّمُ السَّيَّارة ، وهو الذي ( استَخْرَجَ يُوسفَ ) بنَ يَعْقُوبَ ابْنِ إِبراهيمَ ، ( صَلَواتُ اللَّهِ ) وسَلامُه ( عليه ) وعلى آبائِه ، ( مِن ) الجُبّ ، وهو ( البِئر ) ، وهو الكائِنُ بجِيزَة مِصْرَ ، ( و ) منهم مَنْ يَرْوِيه ( بالذَّال ) المُعْجَمة كما في المقدّمة الفاضِليّة لابن الجوّانيّ النَّسَّابة ، وهو ( تَصْحِيفٌ ) ، نَبَّه عليه الصَّغانِيّ .
( والإِبلُ الدَّاعِرِيَّة : مَنسوبَةٌ إِلَى )
____________________

(11/295)


دَاعِرٍ ، وهو ( فَحْلٌ مُنْجِبٌ ، أَو ) إِلى ( قَبِيلةٍ من ني الحارِثِ بنِ كَعْب ) بن عُلَةَ بنِ جَلْد ، من مَذْحِجٍ ، ( وهو داعِرُ ابْنُ الحِمَاسِ ) الحارِثِيّ .
( ونَخْلَةٌ داعِرَةٌ : لم تَقْبَلِ اللِّقاحَ ) فتُزَاد تَلْقِيحاً وتُنَحَّق ، وتَنْحِيقُها : أَن يُوطَأَ عَسَقُها حتى يَسْتَرخِيَ ، فذالك دَوَاؤُها ، ( ج مَداعِيرُ ) .
( والدُّعْرُورُ ) ، بالضّمْ : ( اللَّئيمُ ) العائبُ أَصحابَه ، نقله الصَّغانِيُّ .
( والمُدَعَّر ، كمُعَظَّم : لَوْنُ الفِيلِ ) ، عن ابْنِ الأَعرابيّ .
( و ) قال ثَعْلَب : المُدَعَّر : ( كُلُّ لَونٍ قَبِيحٍ ) من جميع الحَيَوان . أَنشد الأَصمَعِيّ :
كَسَا عامِراً ثَوْبَ المَذَلَّةِ رَبُّهُ
كمَا كُسِيَ الخِنْزيرُ لَوْناً مُدَعَّرَا
( و ) يقال : ( تَدَعَّرَ وَجْهُه ) ، إِذا ( تَبَقَّع بُقَعاً سَمِجَة مُتَغَيِّرة ) ، من ذالِك .
( وفي خُلُقِه دَعَارَّةٌ ، مُشَدَّدَةَ الرَّاءِ ) ، وكذالك زَعَارَّة ، أَي ( سُوءٌ ) .
يقال : دَعِرَ الرَّجُلُ ، كفَرِحَ ومَنَعَ ، دَعَارَةً . فَجَرَ ومَجَرَ ، وفيه دَعَارَةٌ ودَعَرَةٌ ، الأَخِيرُ مُحَرَّكةٌ .
( وعُودٌ دَاعِرٌ ودَعِرٌ ) ، الأَخيرُ قاله شَمِرٌ وغيرُه : ( نَخِرٌ رَدِيءٌ ) ، إِذا وُضِعَ على النارِ لم يَستَوْقِدْ ودَخِنَ . هاكذا فَسَّرَه شَمِرٌ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رَجُلٌ دُعَرٌ ، كصُرَدٍ ، ودُعَرَةٌ : خائِنٌ يَعِيب أَصحابَه . قال الجَعْدِيّ :
فلاَ أُلْفِيَنْ دُعَراً دَارِباً
قَدِيمَ العَدَاوَةِ والنَّيْربِ
ويُخْبِرُكُم أَنَّه ناصِحٌ
وفي نُصْحِه ذَنَبٌ العَقْربِ
____________________

(11/296)



وقيل : الدُّعَر : الّذي لا خَيْرَ فيه . والدّاعِر : المُؤذِي الفاجِر ، قاله ابنُ شُمَيْل ، ومثله في التَّوْشِيح . ويُجمَع على دُعَّارٍ . وفي حَدِيث عَدِيّ ( فأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّىءٍ ) أَرادَ بهم قُطَّاعَ الطَّرِيق .
وقال أَبُو المِنْهَال : سَأَلْتُ أَبَا زَيْدٍ عَنْ شَيْءٍ ، فقال : مالَكَ ولِهاذَا ؟ هو كَلاَمَ المَدَاعِيرِ .
ورَجلٌ دُعَرَةٌ كهُمَزَة : به عَيْبٌ .
ومن سَجَعات الأَساس . فُلانٌ دَاعِرٌ ، في كُلِّ فِتْنَةٍ ناعِرٌ .
دعثر : ( الدَّعْثَرُ : الأَحْمَقُ ) .
( و ) الدَّعْثَرَةُ ، ( بِهاءٍ : الهَدْمُ والكَسْرُ ) وقد دَعْثَرَ الحَوْضَ وغَيْرَه : هَدَمَه . ودَعْثَرَه : صَرَعَه وكَسَره . وفي الحديث : ( لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم سِرًّا ، إِنَّه لَيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُه ) أَي يَصْرعُه ويُهْلِكه ، يَعْنِي إِذا صارَ رجُلاً . قال ابنُ الأَثير : والمُرَاد النَّهْيُ عن الغِيلَة ، فإِنّ الوَلَدَ إِذا فَسَدَ لَبَنُه فَسَدَ مِزَاجُه فلا يُطَاعِن قِرنَه ، بل يَهِي ويَنْكَسِرُ عنه ، وسَبَبُه الغَيْل .
( والدُّعْثُور ، بالضَّمّ ، حَوْضٌ لم يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه ) ولم يُوَسَّع ، ( أَو هو المُتَهَدِّم المُتَثَلِّم ) ، وكذالك المَنْزل ، جَمْعه دَعاثِيرُ ودَعَاثِرُ . قال :
أَكُلَّ يوم لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ
إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ
يقول : أَكُلَّ يوم تَكْسِرين حَوْضَك حتّى يُصْلَح .
والدَّعاثِيرُ : ما تَهَدَّم من الحِيَاض ، والجَوَابِي والمَراكِي إِذا تَكَسَّرَ منها شيْءٌ فهو دَعْثُور .
وقال أَبو عَدْنَان : الدُّعْثُورُ يُحْفَر حَفْراً ولا يُبْنَى ، إِنما يَحْفِره صاحِبُ الأَوّل يَوْمَ وِرْدِه . وقال العَجَّاج :
مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصبَحَت دَعَاثِرَا
____________________

(11/297)



قيل : أَراد دَعَاثِير فحذف للضَّرُروة .
وقال آخر :
أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كانتْ أُبِيحَتْ دَعَاثِرُهْ
( و ) الدُّعْثُور ( مِنَ النَّعَمِ : الكَثِيرُ ) .
( و ) دُعْثُور ( بنُ الحارث ) الغَطَفَانيّ ، وقيل المُحَاربيّ : ( صَحَابِيّ ) جاءَ نقلُه ( عن ) أَبي بَكْرٍ مُحَمّدِ بنِ أحمدَ ( العَسْكَرِيّ ) ، وفي حديثٍ عَجِيبِ الإِسنادِ ، والأَشبهُ غَوْرَثٌ . ويقال : غَوْرَكٌ .
( وجَمَلٌ دِعَثْرٌ ، كسِبَحْل : شَدِيدٌ يُدَعْثِرُ كُلَّ شَيْءٍ ) ، أَبي يَكْسِره . قال العَجَّاج :
قد أَقْرضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا
ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا
حَتَّى أَعَدْتُ بَازِلاً دعَثْرَا
أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانتْ خُضْرَا
وكان قد اقتَرَض من ابْنَتِه حَزْمَةَ سبعِينَ دِرْهماً للمُصَدِّق ، فأَعْطَتْه ثمّ تَقَاضَتْه فقَضَتْه فَقَضَاهَا بَكْراً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
المُدَعْثَر : المَهْدُوم .
وأَرضٌ مُدَعْثَرَةٌ : مَوْطوءَةٌ .
ومكان دِعْثَارٌ : قد سَوَّسِ الضَّبُّ وحَفَرَه ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وأَنشد :
إِذَا مُسلَحِبٌّ فَوقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ
يُجِدُّ بِدِعْثَارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها
قال : الضَّبّ يَحْفر من سَرَب كلّ يَوم ، فيُغَطِّي نَبِيثَةَ الأَمْسِ ، يَفعل ذالك أَبَداً .
دعسر : ( الدَّعْسَرَةُ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ ) والنَّشَاط .

____________________

(11/298)


دعكر : ( ادْعَنْكَرَ ) أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : يقال : ادْعَنْكَرَ ( عَلَيْهِم بالفُحْشِ ) ، إِذا ( انْدَرَأَ بالسُّوءِ ) . قال :
قَدِ ادْعَنْكَرتْ بالفُحْش والسُّوءِ والأَذَى
أُمَيَّتُهَا ادْعِنْكارَ سَيْلٍ على عَمْرِو
ونصّ الجمهرة : أُسَيْمَاءُ كَادْ عِنْكَار . قال : وهاذا البيت أَخاف أَنْ يَكُون مصنوعاً . ( فهو دَعَنْكَرٌ ) ، كسَفَرْجل ، ( ودَعَنْكُرَانُ ) ، مُندَرِىءٌ على الناس .
( و ) ادْعَنْكَرَ ( السَّيْلُ ) ادْعِنْكَاراً : ( أَقْبَلَ وأَسْرَعَ ) ، عن أَبي عَمْرٍ و الشَّيْبَانِيّ ، وأَنْشَد البَيْتَ السَّابقَ .
دغر : ( الدَّغْرُ ) ، في الأَصل : ( الدَّفْع . و ) الدَّغْرُ : ( غَمْزُ الحَلْقِ ) ، أَي حعْقِ الصَّبِيّ من الوَجَع الذي يُقال له العُذْرَة ، ( و ) هو ( رَفْعُ المرأَةِ لَهَاةَ الصَّبِيِّ بإِصْبَعِهَا ) وتَكْبِيسُ ذالك المَوْضِع عند هَيَجانِ الوجَع من الدَّم ، فإِذا رَفَعَتْ ذالِك الموضعَ بإِصْبعها قيل : دَغَرَت تَدْغَرَ دَغْراً . قاله أَبو عُبَيْدٍ . وبه فُسِّر الحَدِيث ( أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمقال لِلنَّساءِ : لا تُعذِّبْنَ أَوْلاَدَكنَّ بالدَّغْر ) وفي حَدِيث آخَرَ : ( قال لأُمّ قَيْسٍ بِنْتِ مُحْصَن : عَلامَ يَدْغَرْنَ أَوْلاَدَهنّ بهاذِه العُلُق .
( و ) الدَّغْر ، أَيضاً : ( الخَلْطُ ) ، عن كُرَاع . وروى المثل ( دَغْراً او لاصَفاً ) أَي خالِطُوهم ولا تُصافُوهُم ، من الصَّفاءِ .
( و ) الدَّغْر : ( سُوءُ الغِذَاءِ للوَلد ، وأَن تُرْضِعَه ) أُمُّه ( فلا تُرْوِيَهُ ) ، فيَبْقَى مُسْتَجِيعاً يَعْتَرِضُ كُلَّ مَنْ لَقِيَ فيأْكُلُ ويَمَصُّ ، ويُلْقَى على الشَّاةِ فَيَرْضَعُهَا ، وهو عَذابُ الصّبيّ .
وقال أَبو سعيد السُّكّريّ فيما استدركه على أَبي عُبَيْد من أَغلاطِه : الدَّغْر في الفَصِيل . أَن لا تُرْوِيَه
____________________

(11/299)


أُمُّه فيَدْغَر في ضَرْغ غيرِهَا ، فقال عليه السَّلام : ( لا تُعذِّبْن أَولادَكنّ بالدَّغْرِ ، أَروِينَهُم باللَّبَنِ لئلّا يَدْغَرُوا في كلّ ساعَةٍ ويَسْتَجِيعُوا ) . وإِنما أَمرَ بإِرواءِ الصِّبيانِ من اللّبَن . قال الأَزهَرِيّ : والقَوْل ما قال أَبو عُبَيْد ، وقد جاءَ في الحديث ما دَلَّ على صِحَّةِ قَوله .
( والفِعْلُ كمَنَع ) دَغَرَت تَدْغَر دَغْراً .
( و ) الدَّغَرُ ، ( بالتَّحْرِيكِ ) : التَّخلُّفُ و ( الاسْتِلْئامُ ) ، بالهَمْز ، هاكذا في النُّسَخ ، ومِثْلهُ في التَّكْمِلة . وفي التَّهْذِيب : الاسْتِسْلام ، وهو تَحْرِيف .
( و ) الدَّغَرُ ، ( سُوءُ الخُلُقِ ) ، قال :
وما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ
( و ) الدَّغَر : ( الاقْتِحامُ من غَيرِ تَثَبُّت ) ، دَغِرَ عليه يَدْغَر دَغَراً ، ( كالدَّغْرَى ) ، كالدَّعْوَى ، وهو الاسْم منه .
( و ) عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : ( المَدْغَرَةُ ، بالفَتْح : الحَرْبُ العَضُوضُ التي شِعَارُهَا دَغْرَى ) ، بفتح فسُكُون وأَلف التأْنيث ، ويقال دَغْراً ، بالتَّنْوِين .
( والدُّغْرُورُ ) ، بالضَّمّ : ( العِرِّيضُ الفاحِشُ ) ، كالدُّعْرُور .
( ودَغَرَهُ ، كمَنَعه : ضَغَطَهُ حتّى ماتَ ) .
( و ) دَغَرَ ( في البيتِ : دَخَل ) ، كأَنه دَفَعَ بنَفْسِه . ( و ) دَغَرَ ( عليهم : اقْتَحَمَ ) من غيرِ تَثَبُّتٍ ، وهو تَكْرارٌ مع ما قبْله كما لا يَخْفَى .
( و ) الدَّغْرُ : تَوَثُّبُ المُخْتَلِسِ ودَفْعُه نَفْسَه على المَتَاع ليَخْتَلِسَه ، ومنه حَدِثثُ عليّ رضي الله عنه ( لا قَطْع في ( الدَّغْرَة ) ) وهو ( أَخْذُ الشْيءِ اخْتِلاساً ) ، وقيل : هو أَن يَمْلأَ يَدَه من الشيْءِ يَسْتَلِبُه .
____________________

(11/300)



( ولَوْنٌ مُدَغَّرٌ ) ، كمُعَظم : ( قَبِيحٌ ) . قال :
كَسَا عَامِراً ثَوْبَ الدَّمَامَةِ رَبُّهُ
كمَا كُسِيَ الخِنْزِيرُ ثَوْباً مُدَغَّرَا
والصواب أَنه بالمُهْلَة ، وقد تقدَّم قريباً .
( وصُغَيْرُ ) مصغَّراً بالغَيْن ، وفي بعض النُّسَخ صُفَيْر ، بالفاء ( ابن دَاغرٍ من قُرَيْشٍ ) .
( و ) زَعموا فيما ( يُقَالُ ) أَن امرأَةً قلت لوَلَدِهَا : إِذا رأَت العَيْنُ العَيْنَ ف ( دَغْرَى ) ولا صَفَّى ، ودَغْرَ لاصَفَّ ، ( ويُحَرَّكُ ) ، ويُمَدّ فيقال دَغْرَى ( ودَغْرَاءَ ) ، وهاذِه عن الصّغانِيّ . وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْد لِرُهْمِ بن قَيْس :
جَاءَت عُمَانُ دَغَرَى لا صَفَّى
بَكْرٌ وجَمْعُ الأَزْدِ حِينَ الْتَفَّا
( و ) يقال : ( دَغْراً ) بفتح فسكون مثل عَقْرَى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً ( لا صَفًّا ) . تقول : ( أَي ادْغَرُوا عليهم ) ، اقتحِموا عليهم بَغْتَةً واحمِلُوا ( ولا تُصَافّوهم ) . وقال كُرَاع : خالِطُوهم ولا تُصَافُوهم ، من الصَّفَاءِ ، وقد تقدّم . وصَفَّى ، من المصادر التي آخِرُهَا أَلْفُ التَّانيث ، نحو دَعْوَى . ودغَرَ عليه : حَمَلَ .
( وَذَهَبَ صاغِراً داغِراً أَي ، ) ذَلِيلاً ( داخِراً ) خاضِعاً .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الدَّغِرُ : الخَبِيثُ المُفْسِد . ويقال هو من الدُّغَّار الدُّعَّار .
ومَدْغَرةُ : مدينةٌ بصحراءِ المَغْرِبِ ، منها الشَّيخُ الإِمامُ المُحَدِّث الشَّرِيف عبدُ الله بن عليّ ابن طاهر بن الحَسَن الحَسَنيّ السِّجِلْماسِيّ ، حَدَّث عن أَبي النُّعيم رِضَوَانَ الجنويّ .

____________________

(11/301)


وقرأْتُ في الحَمَاسَة لخارِجَةَ بنِ ضِرَارٍ المُرِّيّ :
أَخارِجَ مَحلاً أَو سَفِهْتَ عَشِيرَةً
كَفَفْتَ لِسَانَ السُّوءِ أَن يَتَذَغَّرَا
وفَسَّروه وقالوا : أَي يَتَعَوَّدَ .
دغثر : ( الدَّغْثَر ) ، أَهمله الجوهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : هو ( الأَحمَقُ ) ، لغة في العَيْن المُهْملَة .
دغفر : ( الدَّغْفَرُ ) ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّغانِيّ : هو ( الأَسَدُ الضَّخْمُ ) المُكتَنِزُ الخَلْقِ الشَّدِيدُ .
دغمر : ( الدَّغْمَرةُ : الخَلْطُ ) ، وقد دَغْمَر عليه الخَبَرَ ، إِذا خَلَطَه .
( و ) الدَّغْمَرةُ : ( العَيْبُ ) واللُّؤْم .
( و ) الدَّغْمَرة : ( الشَّرَاسَةُ وسُوءُ الخُلُقِ ) : يقال : في خُلُقِه دَغْمَرةٌ ، أَي شَرَاسَةٌ ولُؤْمٌ .
( ورجلٌ دُغْمورٌ ) ، بالضّمّ : ( سَيِّىءُ الثّنَاءِ ) ، عن ابن دُرَيْد . ( و ) قال غَيْرُه : سَيِّىءُ ( الخُلُقِ ) . وأَما بالذال المعجمة فهو الحَقُود الذي لا يَنْحلّ حِقْدُه . وسيأْتي . وقد تكون الدَّغْمَرة تَخْليطاً في اللَّوْن . قال رُوْبة :
إِذَا امْرُؤٌ دَغْمرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ
سَلَّمتُ عِرْضاً لَوْنُه لم يَدْكَنِ
قال ابنُ الأَعرابيّ : الأَدرَن : الوَسِخ ، ودَغْمَرَ : خَلَطَ . ولم يَدْكَن : لم يَتَّسِخْ .
( والدَّغَامِرُ : الأَدْناسُ ) من النَّاس .
( وخُلُقٌ دُغْمَرِيٌّ ) ، بالضّمّ ( ودَغْمَريٌّ ) ، بالفَتْح : ( مَخْلوطٌ ) . قال العجّاج :
لا يَزْدَهِيني العَمَلُ المَقْزِيُّ
ولا مِنَ الأَخلاقِ دَغْمَرِيُّ
____________________

(11/302)



والدَّغْمَرِيُّ : السّيّىءُ الخُلُقِ .
( ودَغْمَرُ ) ، كجَعْفَر : ( ة بساحل بحْرِ عُمَانَ ) ، مما يَلِي قَلْهَاةَ .
( والمُدَغْمَرُ : الخَفِيُّ . ورجلٌ مُدَغْمَرُ الخُلُقِ : ليس بصافِي الخُلُقِ ) .
دفر : ( الدَّفْرُ ) ، بفتح فَسُكون : ( الدَّفْعُ في الصَّدرِ ) والمَنْعُ ، يمانِيَةٌ .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ :
دَفَرْته في قَفَاه دَفْراً ، أَي دَفَعْته . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } قال : يُدْفَرُون في أَقفِيَتهم دَفْراً ، أَي دفْعاً .
( و ) الدَّفَرُ ، ( بالتَّحْريك : وُقُوعُ الدُّودِ في الطعامِ ) واللَّحْم .
( و ) الدَّفَرُ : ( الذُّلُّ ) : ( الذُّلُّ ) ، عن ابْنِ الأَعرابيّ ، وبه فُسِّر قَوْلُ سَيِّدنا عُمَرَ لَمَّا سأَلَ كَعْباً عن وُلاةِ الأَمْرِ فأَخْبَره قال : ( وادَفْرَاه ) قِيل : أَراد واذُلّاه .
( و ) الدَّفَر : ( النَّتْنُ ) خاصّةً ، ولا يَكُون الطِّيبَ البَتَّةَ ، ( ويُسْكَّنُ ) ومنهم مَن فَسَّر قولَ سيِّدنا عُمَرَ به ، أَي وانَتْتَاه .
ونَقَل شيخُنا عن نوادر أَبي عَلِيّ القَالِيّ ما نَصُّه : الدَّفْر ، بسكون الفاءِ : حِدَّة الرّائِحَة في النَّتْن والطِّيب ، وبفتح الفاءِ في النّتْن خاصّةً ، قال شيخنا ، وأَكثرُ أَئِمّة الأَندَلُس على هاذا التّفصيل .
قلْتُ : الذي نُقِل عن أَئِمَّة هاذا الفَنّ : أَن الذي يَعُمّ شِدّةَ ذَكَاءِ الرَائِحَة طَيِّبةً كانت أَو خيثَةً هو الذَّفَرُ ، بالذال المعجمة مُحَرَّكةً ، ومنه قِيل : مِسْكٌ أَذْفَرَ ، وسيأْتي ، فليُنْظَر هاذا مع نَقْل النوادِر . نعمْ نُقِل الفَرْقُ عن ابن الأَعرابيّ ، لاكِنَّه في الدَّفْرِ ، بالتَّسْكِين بمعنى الذُّلّ . والدَّفَر ، بالتَّسْكِين بمعنى الذُّلّ . والدَّفَر محرّكةً بمعنى النَّتْن ، ولا يُعرَف هاذا إِلّا عنه ، كما في اللِّسان وغيره .
( دَفِرَ ) الرجُلُ ، ( كفَرِحَ ، فهو دَفِرٌ وأَدفَرٌ ) ، وقيل : دَفِرٌ ، على
____________________

(11/303)


النَّسَب ، لا فِعْل له . قال نَافِعُ كلُ لَقِيط الفَقْعَسِيّ
ومُؤَوْلَق أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِه
فَتَرَكْتُه دَفِراً كرِيحِ الجَوْرَبِ
( وهي دَفِرَةٌ ودَفْرَاءُ ) .
( و ) دَفَارِ ، ( كقَطَامِ : الأَمَةُ ) ، ويقال لها إِذا شُتِمَت : يا دَفَارِ ، أَي يَا مُنْتِنَةُ ، وهي مَبْنِيَّة علس الكسر ، وأَكثرُ ما ترِدُ في النّداءِ .
( و ) دَفَارِ : ( الدُّنْيَا ، كأُمِّ دفَارِ وأُمِّ دَفْرٍ ) ، الأَخيرتان كُنْيَتَان لها . وحَرَّكَ أَبُو عليّ القالِيّ الأَخِيرَةَ في الأَمالي ، وغَلَّطه السُّهَيْلِيّ في الرَّوْض . وزاد ابنُ الأَعرابيّ أُمّ دَفْرَة .
( والمُدَافِرُ : ع ) .
( ومِدْفَارٌ ) ، كمِحْرَاب : ( ع لبني سُلَيْمٍ ) .
( و ) الدَّفْرُ ، و ( أُمُّ دَفْرٍ : الدّاهِيَةُ ) ، وقيل : به سُمِّيَت الدُّنْيا أُمَّ دَفْرٍ ، أَي لمَا فيها من الآفَات والدَّواهِي .
كِيبَةٌ دَفْرَاءُ : بها صدَأُ الحَدِيدِ ) . وفي الأَساس : يُرادُ : بها رِيحُ الحَدِيد .
( وجَيْشٌ مِدْفَرٌ : مِصَكُّ ) ، كأَنَّه من الدَّفر وهو الدّفْع والمَنْع .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
عن ابن الأَعْرَابِي : أَدفَرَ الرّجلُ ، إِذا فاحَ رِيحُ صُنَانِه .
وقال غَيْرُه : دَفْراً دافِراً لِمَا يجِءُ به فُلانٌ . على المُبَالغة ، أَي نَتْناً .
ودِفْرَى ، كذِكْرَى : قَرْيَة بمِصر ، كأَنَّها شُبِّهت بالدُّنيا لنضَارتها ، وقد دخَلْتُها .
ودَفَرٌ ، محرّكةً : ثَمرُ شَجَرٍ صِينِيّ وشِحْرِيّ .
ودَفْرِيّةُ : قريةٌ أُخرى بمصر .
دفتر : ( الدَّفْتَرُ ) ، كجَعْفَر ، ( وقد تُكسرُ
____________________

(11/304)


الدّالُ ) فيُلحق بنَظائِر دِرْهَم ، وكِلاهما من حِكَايَةَ كُرَاع عن اللِّحْيَانيّ ، وحُكِيَ كَسْرُ الدّال عن الفَرَّاءِ أَيضاً ، وهو عَرَبِيٌّ ، كما في المِحبَاح : ( جماعةُ الصُّحُفِ المَضْمُومَةِ ) . قال ابنُ دُرَيْد : ولا يُعْرَف له اشتِقاقٌ ، وبَعْضُ العَرَبِ يقول : تَفْتَر ، بالتَّاءِ ، على البدل . وقيل : الدَّفْتَر : جَرِيدةُ الحِسَابِ .
وفي شِفَاءِ الغيل : الدَّفْتَر عَرَبيٌّ صَحِيحَ وإِن لم يُعرفَ اشتِقاقه ، وجعله الجوْهَرِيّ أَحدَ الدّفاتِر ، وهي الكَوَارِيس ( ج دَفَاتِرُ ) .
دقر : ( الدَّقْرُ ) ، فتح فسكون ، ( والدَّقْرَةُ والدَّقِيرَةُ والدَّقَرَى ، كجَمَزَى ) ، الأَوّل والأَخير عن ابن الأَعرابيّ ، وما عَدَاهُمَا عن أَبي عمرٍ و وقال : كالوَدْفَة والوَدِيفَه : ( الروضَةُ الحَسْنَاءُ ) الناعمةُ ( العَمِيمَةُ النَّبَاتِ ) ، وفي بعض النُّسخ ( العَظِيمَة ) بدل ( العَمِيمة ) . ويقال : إِن الدَّقَرَى ، كجَمَزَى : اسمُ رَوْضةٍ بعَيْنها . ورَوْضَةٌ دَقْرَاءُ : ناعِمَةٌ . قال النَّمِر ابنُ تَوْلَب :
زَبَنَتْك أَرْكَانُ العَدُوِّ فأَصْبَحتْ
أَجَأٌ وجُبَّةُ مِن قَرَارِ دِيَارِهَا
وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ ، نَبتُها
أَنُفُ يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا
قوله : تَخَل ، أَي تَلوَّنُ بالنَّوْر فتُرِيكَ أَلواناً .
( والدُّقْرانُ بالضَّمّ : خُشْبٌ ) ، بضمّ فسكُون تُنْصَب في الأَرْض ( يُعَرَّشُ بها الكَرْمُ ، واحِدَتُه ) دَقْرانَةٌ ، ( بِهَاءٍ ) ، وسبق في ( د ج ر ) أَنّ هاذه الخُشْبَ تُسَمَّى الدِّجْران ، وضَبَطه هناك بالكسر ، فليُنْظَر .
____________________

(11/305)



( و ) دَقْرَانُ ، ( كسَلْمَانَ : وَادٍ ) مُعْشِبٌ ( قُرْبَ وادِي الصّفْرَاءِ ) ، قد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيث مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ ، ( ثمّ صَب في دَقْرَانَ حَتَّى أَفْتَقَ من الصَّدْمَتَيْن ) .
( والدَّوْقَرَةُ : بُقْعَةٌ ) تكون ( بين الجِبَالِ ) المُحِيطَة بها ( لاَ نَبَاتَ فيها ) ، وهي من مَنَازِل الجِنّ ويُكرَهُ النُّزولُ بها .
وفي التّهْذِيب : هي بُقْعَةٌ تكون بين الجِبَالِ في الغِيطَانِ انحسَرَت عنها الشَّجَرُ ، وهي بَيْضَاءُ صُلْبَةٌ لا نباتَ فيها ، والجمع الدَّوَاقِرُ .
( ودَقِرَ ) الرجُلُ ، ( كفَرِحَ ) ، دَقَراً ، إِذا ( امتَلأَ مِن الطَّعَامِ . و ) يقال : دَقِرَ هاذا ( المكانُ ، صَارَ ذا رِيَاض . و ) قال أَبو حَنِيفَة : دَقِرَ المكانُ إِذَا ( نَدِيَ ) .
( و ) دَقِرَ ( الرَّجل ) أَيضاً : ( قَاءَ ) من المَلْءِ .
( و ) دَقِرَ ( النَّبَاتُ ) دَقَراً : ( كَخرَ وتَنَعَّمَ ) . ومنه رَوضةٌ دَقْرَاءُ ، وهي اللَّفَّاءُ الوارِفَةُ .
( والدِّقْرَارَةُ ، بالكَسْر : النَّمِيمَةُ ) ، وافْتِعَالُ أَحَادِيثَ .
( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( المُخَالَفَةُ ، وفي حَدِيثِ عُمَر رضِي الله عنه : ( أَنّه أَمَرَ رَجُلاً بشيْءٍ ، فقال له قد جِئْتَنِي بدِقْرَارةِ قَوْمِك ) ) ، أَي بمُخَالَفَتهم . ( كالدُّقْرُورةِ ) ، بالضَّمّ .
( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( عَادَةُ السَّوْءِ ) . وفي حديث عُمَرَ قَالَ لأَسلَمَ مَوْلاه : ( أَخذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهْلِكَ ) أَراد عَادةَ السَّوءِ التي هي عادَةُ قَوْك ، وهي العُدُولُ عن الحَقّ ، والعَمَلُ بالبَاطِل قد نَزَعْتك وعَرَضَتْ لكَ فعَجَّلتَ بها ، وكان أَسْلَمُ عَبْداً بَجَاوِيًّا .
____________________

(11/306)



( و ) الدِّقْرَارَةُ : ( الكلامُ القَبِيحُ ) والفُحْشُ والكَذِبُ المُسْتَشْنَع . ومنه قولهم : فلانٌ يَفْتَرِي الدَّقَارِيرَ . وتقول : جِئْت بالأَقارِير ، ثمّ ( بَعْدَها ) بالدَّقارِير . ( ج الكُلِّ دَقَارِير ، وهي الدَّواهِي والنّمائم والأَباطِيل .
( ودِقْرَةُ ، بالكَسْر ) : ابْنَة غَالِبٍ الرّاسِبِيّة ، من أَهْل البَحرَة ، وهي ( أُمُّ عبدِ الرحمان بن أُذَيْنَةَ ) العَبْدِيّ الرّاوِي عن أَبِيه وعنه عَبْد المَلِك بن أَعْيَنَ ، وكان على قَضاءِ البَحرَةَ زمنَ شُرَيحح ، فلما ماتَ طُلِب أَبُو قِلاَبَةَ للقضاءِ فهَرَب إِلى الشام مَخافَة أَن يُوَلَّى ( تابِعِيَّة ) تَروِي عن عائشةَ ، وعنها أَهْلُ البَصرة ، وهي وابنُها من ثِقَاتِ التّابِعين ، ذَكَرهما ابنُ حِبّان .
دقمر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دُقْمِيرة بالضَّمّ : قرية بمصر من الغربيّة .

____________________

(11/307)


دكر : ( الدِّكْرُ ، بالكَسْر ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وهو ( الذِّكْرُ ، لُغَة لِرَبِيعَةَ ) ، وهو غَلَط حَمَلَهُم عليه ادَّكَر ، حكاه سِيبويْهِ ونَفَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ ، وقال ( اللَّيْث ) بنُ المُظَفَّر : الدِّكْر ليس من كلام العرب ، و ( رَبيعةُ تَغْلَطُ في الذِّكْرِ فتقول : دِكْرٌ ) ، بالدَّال ، ( إِنما الدِّكْرُ بتَشْدِيدِ الدال ) على ما ذَكَره ثَعْلَبٌ ( جَمْعُ دِكْرةٍ بكَسْر فسُكُون ) ، أُدْغِمَت لامُ المَعْرِفَة في الذّالِ فجُعلَت ، ونَصّ صَعْلَب فجُعِلَتَا ( دالاً مُشَدَّدَةً ، فإِذا قلْتَ : دِكْرٌ ، بغَيْرِ ) أَلفٍ و ( لام ) المعرفةِ ( قلْت ) ذِكْرٌ ( بالذّالِ المُعْجَمَةِ ) ، وجمعوه على الذِّكْرات ( بالذال ) أَيضاً . وأَمَّا قَولُ اللَّهِ تَعَالَى : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ( القمر : 15 ) فإِن الفَرَّاءَ قال : حَدَّثَني الكِسَائيّ عن إِسْرَائِيلَ ، عن أَبِي إِسحَاقَ ، عن أَبِي الأَسْوَدِ قال : قلْت لعَبْدِ الله : فهَلْ من مُذَّكِر ومُدَّكر ، فقال : أَقرَأَنِي رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُدَّكِر ، بالدال . وقال الفَرَّاءُ . ومُدَّكِر في الأَصْل مُذْتَكِر على مُفْتَعِل ، فصُيِّرت الذَّالُ وتَاءُ الافْتِعَالِ دَالاً مُشَدَّدَةً ، قال : وبعَضُ بني أَسد يقول : مُذَّكِر ، فيقلبون الدالَ فتَصِير ذَالاً مُشدَّدَةً ، كذا في اللِّسَانَ . وأَشار إليه الشِّهَاب في شَرْح الشّفاءِ .
وفي العِنَايَة : وقول شَيْخنا أَنّ مُدَّكِراً لغة للكلِّ يُخالِف ما نَقَلَه الأَزهَرِيّ وغيره أَنَّهَا لُغَةُ بعض بَنِي أَسَدٍ ، فليتأَمّل .
( والدِّكْرُ : لُعْبَةٌ لِلزّنْجِ والحَبَش ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دكروا : قرية بالغَربية من مصر .
دلر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دِلِّير كسِكّيت ، أَهمله الجوهَريّ .
____________________

(11/308)


وقال الصَّغانِيّ : هو اسمٌ أَعجميٌّ من الأَعلام . قال : والّام والراءُ لا يَجْتَمعان في كَلام العَرب . قال : وهاكذا يقول المُحَدِّثون والصّوَاب دلير بالإِمالة ، كما يُمال بكتاب وعِتَاب ، ومعناه الجَسُور . قُلتُ : ومن ذالك أَيضاً دلاور .
دمر : ( الدُّمُورُ ) ، بالضّم ، ( والدَّمَارُ والدَّمَارَةُ ) ، بفتحهما : ( الإِهلاكُ ) . يقال : دَمَرَهم اللَّهُ دُمُوراً ، أَي أَهْلَكَهُم والدَّمَارُ والدَّمَارةُ : اسْتِئصالُ الهَلاكِ . دَمَرَ القَوْمُ يَدْمُرُونَ دَمَاراً : هَلَكُوا . ( كالتَّدْمِيرِ ) . يقال : دَمَرَهُم اللَّهُ ودَمَّرهم . وفي الكِتَاب العَزيز { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } ( الفرقان : 36 ) يعني به فِرْعَوْنَ وقَومَه الذين مُسِخُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ . ودَمَّر عليهم ، كذالك . وفي حديث ابن عُمَر ( قد جاءَ بالبَطْحَاءِ حَتّى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يُصَلِّي فيه ) أَي أَهلَكَه . هاكذا جاء هاذَا البابُ مُتَعدِّياً بنفسه وبالتَّضْعِيف ولازِماً ، كما في المحكم وغَيرْه . وقال شيخنا : فيه تَفْسِير اللّازم بالمُتَعَدِّي ولا دَاعِيَ له ، والمصادِرُ الثّلاثَة كلّها من اللَّازم ، فالأَوْلَى أَن يَقُول : الدَّمَارُ : الهَلاَكُ ، كما قاله غَيْره ، ثم قال : وأَشدُّ منه في الإِيهام والوُقوعِ في الأَوهامِ بعد قوله كالتَّدْمِير ، فهو صَرِيح في أَن دَمَرَ الثُّلاثِيّ يكون مُتَعدِّياً ولا قائِلَ به . بل دَمَرَ كنَصَر : هَلَكَ . ودَمَّرَه تَدْمِيراً : أَهْلَكَه ، كما في الصحاح والمصباح وغيرهما ، انتهى .
وأَنت خَبِير بأُنَّ المُصَنِّفَ تابِعٌ لابْنِ سِيدَه في إِيرَادِ عِبَارَته غَالِباً ، وهو قد صَرَّحَ بأَنَّ دَمَرَ الثلاثيّ يأْتِي مُتَدِّياً بنَفْسه ولازِماً . ومن مصادره الدُّمُور والدَّمارُ . والدَّمارة من مصادر دمر اللّازم ، فلا يتَوَجَّه الممُ للمُصنِّف إِلاَّ من حيثُ إِنه خَلَطَ المصادرَ ولم يُصَرِّح بما هو المَشْهُور في الباب ، وهو كَوْنُه لازماً ، وإِلاّ
____________________

(11/309)


فتَفْسِيرُه بالإِهلاك في محَلِّه ، كما نقلْناه . فتَأَمَّلْ .
وفي الأَساس ؛ التَّدْمِير : الإِهلاكُ المُسْتَأْصِلُ .
( ودَمَرَ ) عليهم ( دُمُوراً ) ، بالضّمّ ، ودَمْراً ، بفتح فسُكون : ( دَخَل ) عليهم ( بغَيْرِ إِذْنِ ، و ) قيل : ( هَجَمَ هُجُومَ الشَّرِّ ) ، وهو نَحْو ذالك ، ومنه الحديث : ( مَنْ نَظَرَ من صِيرِ باب فقدْ دَمَرَ ) قال أَبو عُبَيْد وغَيْرُه : أَي دَخَلَ بغيرِ إِذْنٍ ، ومثلُه دَمَقَ دُمُوقا ودَمْقاً . وفي حَدِيثٍ آخَرَ : ( مَنْ سَبَقَ طَآحفُه استِئْذانَه فقد دَمَرَ ) . أَي هَجَمَ ودَخَلَ بغير إِذْن ، وهو من الدَّمَار : الهَلاكِ ، لأَنَّه هُجومٌ بما يُكرَه . وفي رِوَايَة : ( من اطَّلَع في بَيْتِ قومٍ بغيرِ إِذْنِهم فقد دَمَرَ ) . والمعنَى : إِن إِساءَة المُطَّلِع مِثْلُ إِساءَةِ الدَّامِر .
ومن سجعات الأَساس : إِذا دَخَلْتَ الدُّورَ ، فإِيَّاك والدُّمُورَ .
( وتَدْمُرُ ، كتَنْصُر : بنْتُ حَسّانَ ابنِ أُذَيْنَةَ ، بها سُمِّيتْ مَدِينَتُها ) بالشَّام . قال النّابِغَة :
وخَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قد أَذِنْتُ لهم
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ
( والتَّدْمُرِيُّ ) ، بفتح الأَوَّل وضمّ الثّالِث : ( فَرسٌ لبَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد ) بنِ ذُبيانَ ، نقله الصِّغانيّ تَشْبِيهاً لها بجِنْسٍ من اليَرابِيع يقال له التَّدْمُرِيّ ، كما نُبَيِّنه .
( و ) في المحكم : التَّدْمُرِيُّ : ( اللَّئِيمُ ) من الرِّجَال .
( و ) يقال : ( مَا بِه ) ونقل الفَرَّاءُ عن الدُبَيْرِيّة : ما في الدّار ( تَدْمُرِيٌّ ، ويُضَمُّ ) أَوّلُه ، وكذالِك دَامِرِيّ ، كما في الأَساس ( أَي
____________________

(11/310)


أَحَدٌ ) . وكذالك لا عَيْنٌ ولا تامُورِيّ ولا دُبِّيّ وقد تَقَدَّم شيءٌ من ذالك .
( ويُقَالُ للجَمِيلَةِ : ما رأَيتُ تَدْمُرِيًّا أَحْسَنَ منها ) ، أَي أَحداً .
( وأُذُنٌ تَدْمُرِيَّةٌ : صَغِيرَةٌ ) ، على التَّشْبِيه .
( والدَّمْرَاءُ : الشَّاةُ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ ) . وهي أَيضاً القَصِيرَةُ الخِلْقَةِ .
( و ) الدَّمْرَاءُ : ( الهَجُومُ من النّسَاءِ وغَيْرِهِنّ ) من غير إِذْنٍ .
( ودُمَّرُ ، كسُكَّر : عَقَبَةٌ بدِمَشْقَ ) مُشِرفةٌ على غُوطَتِها .
( و ) من المَجاز : يقال للصَّائد المَاهِر هو مُدَمِّر ، و ( تَدْميرُ الصائِدِ : أَن يُدَخِّنَ قُتْرَتَه بالوَبَرِ لَئِلّا يَجِدَ الوَحْشُ رِيحَهُ ) ، لأَنَّه يَهْجُم عليه بغَيْر إِذْنٍ ولا يُحَسُّ به .
( و ) من المَجَاز : ( دَامَرْتُ اللَّيْلَ ) كلَّه ، أَي ( كابَدْتُهُ وسَهِرْتُه ) . وفي الأَسَاس : قَضَيْتُه بالسَّهَر .
( و ) يقال : ( إِنه لَدَيْمُرِيٌّ ) ، أَي ( حَدِيدٌ عَلِقٌ ) ، ككَتِف .
( ودَمِيرَةُ ، كسَفِينَةٍ : قَرْيَتَانِ ) بمصر ، ( بالسَّمَنُّودِيَّةِ ) القِبْلِيَّة والبَحرِيّة ، وقد يُضَاف إِليهما بَعضُ الكُفُورِ فيطلَق على الكُلِّ الدَّمَائر .
( من إِحْدَاهُمَا ) أَبُو أَيُّوبَ ( عبدُ الوهَّابِ بنُ خَلَف ) بنِ عُمَرَ بنِ يزِيدَ بن خَلَفٍ الدَّمِيريّ ، تُوفِّي بها
____________________

(11/311)


بعد سنة 270 قاله ابنُ يُونس . ( وعبدُ الباقي بنُ الحَسَنِ ) الدَّميريّ ، ( محدِّثانِ ) .
قلْت : ومِمّن نَزَلَ الدَّميرَة وانْتَسَب إِليها أَبو غَسّانَ مالِكُ بنُ يَحْيَى بنِ مالِكِ بن كبر بن راشدِ الهَمْدَانِيّ ، انتقل من الكوفة إِلى الدَّمِيرة وسَكَن بها ، وكان يَقْدمُ فُسْطَاطَ مصر أَحياناً فيحدِّث بها ، تُوفِّيَ سنة 274 ، وأَبو الحسن عليُّ بنُ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ المُثَنَّى بن زِيادٍ الدَّمِيرِيّ ، بَغْدَادِيّ ، قَدِم مصرَ وتُوفِّيَ بدَمِيرَةَ سنة 259 . وأحمدُ بنُ إِسحاق الدَّمِيرِيّ المِصريّ ، رَوَى عنه الطَّبَرَانيّ في المُعْجمِ . ومن المُتَأَخِّرين من أَهْل الدَّمِيرةِ : الكَمَالُ الدَّمِيريّ صاحِبُ حَيَاةِ الحَيَوان ، وترجمته مَعْلُومة ، وعَبْدُ الرّحِيم بنُ عبد المُنْعم بن خَلَف الدَّمِيريّ ، مِمّن رَوَى عنه أَبو الحرم القَلاَنسيّ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
رجلٌ دَامرٌ : هالِكٌ لا خَيْرَ فِيه . يقال : رَجُلٌ خاِسرٌ دَامِرٌ ، عن يَعْقُوبَ ، كدَابِرٍ ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه على البَدَل ، وقال : خَسِرٌ ودَبِرٌ ودَمِرٌ ، فأَتْبَعُوهما خَسِراً ، قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ خَسِراً على فعْلِه ، ودَمِراً ودَبِراً على النَّسَب ، وما رأَيتُ من خَسَارَتِه ودَمَارتَه ودَبَارَته .
والدُّمَارِيّ ، بالضَّمّ ، والتَّدْمُرِيّ بالفَتْح ويُضَمّ : من اليَرابيعِ : اللّئيمُ الخِلْقةِ ، المَكْسورُ البَراثِنِ ، الصُّلْبُ اللَّحْمِ . وقيل : هو المَاعِزُ منها ، وفيه قِصْرٌ وصِغَرٌ ، ولا أَظفارَ في ساقَيْه ، ولا يُدْرَك سَرِيعاً ، وهو أَصغَرُ من الشُّفَارِيّ ، قال :
وإِنّي لأَصْطَادُ اليَرابِيع كُلَّها
شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّنَعَا
قال : وأَمَّا ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها وعَلامةُ الضَّأْن فيها أَنّ له في وَسطِ ساقِه ظُفراً في مَوضِعِ صِيصِيَةِ الدِّيك .
والتَّدْمُرِيَّة عن الكِلاب : التي
____________________

(11/312)


ليست بسَلُوقِيَّةٍ ولا كُدْرِيَّة .
وتُدْمِير : بلدٌ بالأَندلس ، سكنها أَهلُ تُدْمِيرِ مصرَ ، فسُمِّيَت بهم ، كغَيرِها من أَكثرِ بلادِ الأَندلس .
ودمرو الخَمَّارة : قرية بمصر بالغَرْبِيَّة .
دمثر : ( الدُّمَاثِرُ ، بالضَّمّ ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّغانيّ : هو ( السَّهْلُ مِن الأَرضِ ) ، يقال : أَرضٌ دُمَاثِرٌ ، إِذا كانَت دَمْثاءَ ، وأَنَشَدَ الأَصْمَعِيّ في صِفةِ إِبلٍ :
ضَارِبَة بعَطَن دُمَاثِرِ
( و ) الدُّمَاثِر : ( الجَمَلُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ ) الوَثِيرُ ، ( كالدُّمَثِيرِ ، كعُلَبِطٍ ، و ) دِمَثْرٍ ، مثْلِ ( سِبَحْل و ) دَمْثَر ، مثل ( جَعْفَر ) ، الأُولَى والثّالثَة عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وقال العَجّاج :
خَوْجَلَةَ الخُبَعْثِنِ الدِّمْثَرَا
( والدَّمْثَرَةُ ) : الدَّمَاثَة و ( الوَثَارَةُ ) .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
أَرْضٌ دِمَثْرٌ ، كسِبَحْل . سَهْلةٌ .
دمشر
ودَمْشِير ، بالشين المعجَمَة : قرية بشرقيّة مِصر .
دمهكر : ( الدَّمَهْكَرُ ، كسَفَرْجَل ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : أَي ( الآخِذُ بالنَّفَسِ ) ، فارسيٌّ ( مُعَرَّبُ دَمَه كِير ) فَدَم هو النَّفَس وكِير بمعْنَى الآخذِ .
دمنهر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَمَنْهُور : مدينة كبيرة ببُحَيْرَةِ مصر ، وقد دَخلتُها ، وأُخْرَى قريةٌ
____________________

(11/313)


صغيرةٌ من أَعْمالِ مِصْر ، وتُعرَف بدَمَنْهُور الوَحْش . ودَمَنْهُور الضَّواحِي بالشَّرْقِيَّة .
دمهر
وأَبو إِسحاق يَعقُوبُ بن ديمهر التَّوَّزِيّ ، حَدّث عن إِبراهيم بنِ عَبْدِ الله الهَرَوِيّ ، وعنه ابن المُقرِي في مُعجَمه ، وابنُ أَخيه عُمر بن داوودَ ابن ديمهر ، رَوَى عن عبّاس الدُّورِيّ وطَبقتِه .
دنر : ( الدِّينارُ ) ، بالكَسْر ، ( مُعَرّبٌ ) ، واختُلِف في أَصلِه ، فقال الرّاغِب : دِين آر ، أَي الشريعةُ جاءَتْ به ، وقيل ( أَصلُه دِنّارٌ ) ، بالتَّشْدِيد ، بدَلِيل قولهم دَنَانِير ودُنَيْنِير ، ( فأُبْدِل من إِحداهُما ياءٌ ) ، ولا يَخْفَى لو قال : فقُلِبَت إِحداهما يَاءً ، كان أَحْسَن ، ( لِئَلاَّ يَلتَبِس بالمَصَادِرِ ) التي تَجِيءُ على فِعّال ، ( ككِذَّابٍ ) ، في قوله تعالى : { ) 11 ( . 019 وكذبوا بآياتنا كذابا } ( النبأ : 28 ) إِلاّ أَن يكون بالهَاءِ فيَخْرج على أَصْله ، مثل الصِّنَّارَة والدِّنّامةِ ، لأَنه أُمِن الآن من الالْتباس . ولذالك جُمِعَت على دَنَانير . ومِثحله قِيرَاطٌ ودِيباجٌ .
وقال أَبو مَنْصُور : دِينَارٌ وقِيرَاطٌ ودِيباجٌ أَصلها أَعجَمِيّة ، غير أَنّ العَرَب تَكلَّمتْ بها قدِيماً فصار عَرِبيَّة . ( و ) قد مرَّ ( تفسيره في ح ب ب ) فراجعْه .
( والدِّينارِيُّ : فَرَس ) بَكْرِ بنِ وائل ، وهو ابن الهُجَيْسُ فَرَس بَنِي تَغْلب ، ابحٌّ زادِ الرَّكْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الذي دَفَعه إِليهم سُليمانُ عليه السّلامُ ، كذا في أَنسابِ الخيلِ لمحمّد بن السائب الكَلْبِيّ ، وهاذا الكتاب عندي بخط قَدِيم كُتِب في مصر سنة 522 يقول في آخره : وعامَّة خَيْل الجاهليّة والإِسلام تُنْسَب
____________________

(11/314)


إِلى الهُجَيْسِ والدّينَارِيّ . وزَاد الرَّكْب ، وجَلْوَى الكُبْرَى ، وجَلْوَى الصّغْرَى وذي المُوتَة والقَسَامَة وسَوادَة . ( والفَيَّاض ) وذالِك مِائةٌ وسَبْعةٌ وخَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورةٌ في الجاهِليَّة والإِسلام سِوَى خَيْلِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
( ودينارٌ الأَنصارِيُّ : صحابيٌّ ) ، وهو جَدُّ عَدِيّ بْنِ ثابِتِ بنِ دِينَارٍ ، قاله ابن مُعِين ، وقيل اسْمُه قَيس ، كذا في معجم ابن فَهْد .
قلت : والضَّمير في قوله ( اسمُه ) راجعٌ إِلى جَدِّ عَدِيّ ، بدَلِيلِ ما في تَحْرِير المُشْتَبِه للحافِظِ ابن حَجَر : وقيل : اسم جَدِّه قَيْسٌ .
( وعَمْرُو بنُ دِينَارٍ : تابعيٌّ . وأَبوهُ ) دِينَارٌ هاذَا ( قيل صَحَابيٌّ ) هاكَذَا أَوردَه عَبْدَان في الصَّحَابَة مَجَرَّداً ، وليس بصحيح . قلت : وإِليه نُسِب أَبو بَكْر مُحَمَّد بنُ زَكَرِيّا بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بْنِ ناصِحِ بنِ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ الدِّينَارِيّ ، ويقال فيه الحارِثيّ أيضاً ، حَدَّث عن هانىءِ بن النَّضْر ، ومُحَمَّد بْنِ المُهَلَّب ، وتُوفِّيَ سنة 302 .
وبقي عليه : دِينارُ بنُ عَمْرٍ و الأَسَدِيّ أَبو عَمْرِو البَزَّار الكُوفيّ . ودِينارٌ الخُزَاعِي القَرَّاظ . ودِينارٌ الكُوفيّ والدُ عيسَى . ودِينارٌ والد سُفْيَانَ العُصْفَرِيّ . ودِينارٌ أَبو حزِم : مُحَدِّثُون .
( والدِّينَوَرُ ، بكسر الدال ) وفتح النون ، كذا ضَبَطَه ابْنُ خلِّكان ، وضَبَطه السَّمْعَانيّ وغيرُه فتح الدّال وضَمّ النون وفَتْها أَيضاً : ( د ) من أَعمال الجَبَلِ ، بَيْن المَوْصِلِ وأَذْرَبِيجَانَ ، بينهما وبين هَمَذَانَ نَيِّفٌ عِشْرُون فَرْسَخاً ، كَثِيرة الزُّروعِ والثِّمَار . وقال ابنُ الأَثير : عند قَرْمِيسِينَ . وقد خَرجَ منه عُلماءُ أَجِلَّةٌ ، ذَكرهم أَهلْ الأَنساب .
____________________

(11/315)



( والمُدَنَّرُ ) ، كمُعظَّم : ( فَرسٌ فيه نُكَتٌ فوقَ البَرَشِ ) ، قاله أَبو عُبَيدة . وقال غيرُه : فَرسٌ مُدَنَّرٌ : فيه تَدْنِيرٌ : سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَةٌ . وبِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ : أَشْهَبُ عَلَى مَتْنَيْه وعَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ .
وفي الأَسَاس : بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشح 2 بُ مُفَلَّسٌ بَسَوَادٍ ، وهو مَجاز .
( و ) من المَجَاز أَيضاً : ( دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنيراً : تَلأْلأَ ) كالدِّينار . ويقال : كلَّمتُه فتَدنَّرَ وَجْهُه ، أَي أَشرَقَ .
( ودِينَارٌ مُدَنَّرٌ : مضَرْوبٌ ) ، وكذا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ .
( ودُنِّرَ ) الرَّجلُ ، ( بالضَّمّ ، فعهو مُدَنَّرٌ : كَثُرَ دَنانِيرِ ) ، كالمُفلس لمَنْ كثُرَ فَلسُه .
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
الشَّرَاب الدِّينَاريّ نِسْبَةٌ لابنِ دِينارٍ الحَكِيمِ ، ذَكَرَه دَاوودُ وغَيْرُه ، أَو لأَنّه كالدِّينار في حُمرَته .
ومالِكُ بنُ دِينَار : زاهِدٌ مشهورٌ . وأَبو عَبْد الله محمدُ بْنُ عَبْد الله بنِ دِينَارٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، ذكرَه ابنُ الأَثِير . وَأَبو الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن الدِّينَارِيّ ، من وَلَدَ دِينار بنِ عَبْد الله . وابنُه أَبو الحَسَن ، حَدَّثَا .
ودينار آباد : قرية باستراباذ .
ودَرْبُ دِينارٍ : مَحلَّةٌ ببغدادَ .
ودِينَارُ بنُ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلبَة : بَطْن من الأَنْصَار .
وأَبو العَبَّاس أَحمدُ بنُ بَيّان بنِ عَمْرِو بن عَوفٍ الدِّينَارِيّ ، لأَنَّ أَبَا أُمّه أَحْدَثَ الدِّينَار المُتَعَامَلَ به بما وراءَ النَّهْرِ للأَمِيرِ السامانيّ .
وأُمّ دِينَارٍ : قريتانِ بمصر ، إِحداهما بالجِيزة ، وقد رأَيتُها ، والثانِيَة بالغرْبِيّة .
____________________

(11/316)



وزُمَيْلُ بنُ أُمِّ دِينَارٍ في فَزَارَةَ ، وهو قاتلُ سالِمِ بْنِ دَارَةَ . الأَنه هَجاه فقال :
أَبلِغْ فَزَارةَ أَنِّي لن أُصالِحها
حتى يَنِيكَ زُمَءَحلٌ أُمَّ دِينَارِ
وأَبُو دِينَارٍ : قَرْيَة بالبُحَيْرة من مصر .
دندر
ومما يُسْتَدْرَك عليه :
دَنْدَرَا ، بالفَتح : قَرْيَة بالصَّعِيد الأَعلَى من مِصْر .
ودِنْدَارُ ، بالكسر : اسمٌ أَعْجَمِيٌّ .
دنقر
( الدَّنْقَرةُ ) ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان . وقال الصَّغانيّ : هو ( تَتَبُّعُ مَدَاقِّ الأُمورِ ) وأَباطِيلها .
( وهي ) ، أَي الدَّنْقَرَةُ ، ( من عَدْوِ الدَّابَّة ومَشْيِها إِذا كان دَمِيماً ) أَي حَقيراً . وفي التَّكْمِلَة وهو في عَدْوِ الدَّابَة ومَشْيِهَا إِذا كَانت دَمِيمَةً .
( و ) يقال : ( فَرَسٌ ) دَنْقَرِيّ ( وَرَجلٌ دَنْقَرِيٌّ ) ، بالفَتْح ، ( ودِنْقِرِيٌّ ) بالكَسْر : ( قَصِيرٌ دمِيمٌ ) ، أَي حَقِير ، ويحْتمل زيادَة النّون ، بدلِيل قولهم : رجُلٌ دِقْرَارَةٌ ، بالكَسْر ، للَصِير ، فلْيُتَأَمَّل .
دنسر : ( دُنَيْسَرُ ) ، أَهمله الجوهَرِيّ وصاحب اللسان . وقال الصغانيّ : هو ( بضَمِّ ) المهملة ( وفَتْحِ النُّونِ والسِّين ) ، كأَنَّه مُعَرّب : دُنْياسرْ ، أَي رأْس الدُّنْيَا ، صَرَّحَ به غَيْرُ واحدٍ : ( د ، قُربَ مارِدِينَ ) منه أَبو حفْصٍ عُمَرُ بنُ خَضِر المُتَطَبِّب مؤلً تاريخ دُنَيْسر ، كذا ذَكَره السَّخَاويّ في الإِعلان بالتّوبيخ في ذمّ أَهل التواريخ .
وأَبو حَفْص عُمَر بنُ أَبِي بَكْر بن أَيّوب الدُّنَيْسَري ، من شيوخ التَّقِيّ السُّبْكيّ ، مات بمصر سنة 725 .
دور : ( *!الدَّارُ : المَحَلُّ يَجمَعُ البِنَاءَ
____________________

(11/317)


والعَرْصَةَ ) ، أُنْثَى . قال ابنُ جِنِّي : من *!دَارَ *!يَدُورُ ، لكَثْرةِ حرَكَاتِ النَّاسِ فيها .
وفي التَّهْذِيب : وكُلُّ مَوضعٍ حلَّ به قَومٌ فهو *!دَارُهم . والدُّنْيا *!دَارُ الفَنَاءِ ، والآخِرَةُ دَارُ البَقَاءِ ، *!ودَارُ القَرَارِ .
ووفي النِّهايَة : وفي حَدِيثِ زِيارَةِ قُبورِ المُؤْمِنين ( سلامٌ عليْكم دَارَ قَومٍ مُؤْمِنين ) ، سُمِّيَ مَوضِعُ القُبُورِ *!دَاراً تَشْبِيهاً *!بدَارِ الأَحْياءِ ، لاجْتِماع المَوْتَى فيها . وفي حديث الشَّفاعَة : ( فأَسْتَأْذِنُعَلَى رَبِّي في *!دَارِه ) ، أَي في حَظِيرة قُدْسِه ، وقيل : في جَنَّتِه . ( *!كالدَّارَةِ ) ، وقد جاءَ في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة رَضِي اللَّهُ عنه
يا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِها
علَى أَنّهَا من *!دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
وقال ابن الزِّبَعْرَى ، وفي الصّحاح : قال أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت يَمْدح عبدَ اللَّهِ بنَ جُدْعان :
له دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمِعَلٌّ
وآخَرُ فَوْقَ *!دَارَتِهِ يُنَادِي
وقيل *!الدَّارَةَ أَخَصُّ من الدَّارِ ، ( وقد تُذَكَّرُ ) ، أَي بالتَّأْوِيل ، كما في قوله تعالى : { وَلَنِعْمَ *!دَارُ الْمُتَّقِينَ } ( النحل : 30 ) فإِنَّه على مَعْنَى المَثْوَى والمَوْضِع ، كما قال عَزَّ وجَلَّ : { نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } ( الكهف : 31 ) فأَنَّث على المَعْنَى ، كما في الصّحاح .
قال شيخُنَا : ومَنْ أَتقَنَ العَرَبِيَّة وعَلِمَ أَنَّ فاعِلَ نِعْم في مِثْله الجنْس لا يَعُدّ هاذا دَلِيلاً ، كما لم يَسْتَدِلُّوا به في نِعْم المَرْأَةُ وشِبْهه .
( ج ) في القِلَّة ( *!أَدْؤُرٌ ) ، بإِبدال الواو همزَةً تَخْفِيفاً ، ( *!وأَدْوُرٌ ) على الأَصل . قال الجوْهَرِيّ : الهَمزةُ في أُدْؤْرٍ مُبدَلَة مِن وَاوٍ مضْمُومة ، قال : ولك أَن تَهْمِز ، كلاهما على وَزْن
____________________

(11/318)


أَفْعُل كفَلْس وأَفلُس . ( *!وآدرٌ ) ، على القَلْب ، أَغفَلَه الجوْهَرِيّ ، ونقله ابن سِيدَه عن الفارسيّ عن أَبي الحسن . ( و ) في الكثير ( *!دِيَارٌ ) ، مثل جَبَلٍ ( و ) زاد في المحكم في جُموع الدار ( *!دِيَارَةٌ ) ، وفيه وفي التَّهْذِيب : ( *!ودِيرانٌ ) ، كقاعٍ وقِيعَانٍ وبَابٍ وبِببَالٍ ، ( و ) في التَّهْذِيب : (*! دُورَانٌ ) ، بالضَّمّ ، أَي كثَمَرِ وثُمْرَانٍ ، ( و ) في المُحْكَم : ( *!دُورَاتٌ ) ، قال : حكاها سِيبَويْه في باب جَمْع الجَمْع في سمة السّلامة ، ( *!ودِياراتٌ ) ، ذكره انُ سِيده . قال شيخُنا وكأَنَّه جمع الجَمع ، وقد استَعْمَلَه الإِمامُ الشّافعيّ رَضِي اللَّهُ عنه ، وأَنكروه عليه ، وانْتَصر له الإِمامُ البَيْهَقِيّ في الانْتِصَار وأَثْبَتَه سَمَاعاً وقِياساً ، وهو ظاهِر . ( و ) في التهذيب ( *!أَدوارٌ *!وأَدْوِرَةٌ ) ، كأَبْوَابٍ وأَبْوِبةٍ .
وبقِيَ عَلَيْه من جُمُوعِه مِمَّا في المُحْكَم والتهذيب : *!دُورٌ ، بالضَّمّ ، ونَظَّره الجوهَريّ بأَسَد وأُسد ، وفي التّهْذيب : ويقال *!دِيرٌ *!ودِيَرَةٌ *!وأَدْيَارٌ ، *!ودارَةٌ *!ودَارَاتٌ *!ودِوَارٌ ، ولم يستدرك شيخُنَا إِلاّ دُور السابق ، ولو وَجَد سَبِيلاً إِلى ما نقلناه عن الأَزهريّ لأَقام القِيَامَة على المُصنِّف .
( و ) *!الدَّارُ : ( البَلدُ ) ، حكَى ، سِيبويهِ : هاذه الدَّارُ نِعْمَت البَلدُ ، فأَنَّثَ البَلدَ على مَعْنَى الدّار . ( و ) في الكتاب العَزِيز { ) 11 ( . 019 والذين تبووؤا الدار والإيمان } ( الحشر : 9 ) المُرَاد *!بالدَّار ( مَدِينَة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، لاٌّ ها مَحلُّ أَهْلِ الإِيمانِ .
( و ) الدَّار : ( ع ) ، قال ابنُ مُقْبِل :
عادَ الأَذِلَّةُ في *!دارٍ وكانَ بها
هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ
( و ) من المَجَاز : الدَّارُ : ( القَبِيلةُ ) . ويقال : مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ . وبه
____________________

(11/319)


فُسِّر الحَدِيثُ : ( ما بقِيَتْ دارٌ إلاَّ بُنِيَ فيها مسْجدٌ ) ، أَي ما بَقِيَت قبيلةٌ . وفي حديثٍ آخرَ ( أَلاَ أُنَبئُكم بخَيْرِ دُورِ الأَنْصَار ؟ دُورُ بَنِي النَّجَار ثمّ دُورُ بني ( عَبْدِ ) الأَشْهَل وفي كُلِّ *!دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ ) . *!والدُّورُ هي المنازلُ المَسْكُونَةُ والمَحالُّ ، وأَراد بها هنا القبائل اجتمعَت كلُّ قَبِيلَةٍ في مَحَلَّة فسُمِّيَت المَحَلَّةُ *!داراً ، وسُمِّيَ ساكِنُوهَا بها مجازاً على حَذْف المُضَافِ ، أَي أَهْل *!الدُّور ، ( *!كالدّارةِ ، و ) هي أَي الدَّارة ( بهاءٍ : كُلُّ اآضٍ واسعةٍ بينَ جِبَالٍ ) . قال أَبو حَنِيفَة : وهي تُعَدُّ من بُطون الأَرض المُنْبِتَة . وقال الأَصْمعيّ : هي الجَوْبَةُ الوَاسِعَةُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ .
وقال صاحب اللّسان : وَجدْت هنا في بَعْض الأُصول حاشِيةً بخَطّ سيِّدنا الشَّيّخ الإِمام المُفِيد بهاءِ الدِّين مُحمَّد ابنِ مُحْيِى الدِّين إِبراهيم بن النحّاس النَّحْوِيّ فَسَحَ اللَّهُ في أَجلِه : قال كُراع : *!الدَّارةُ هي البُهْرَةُ إِلاَّ أَن البُهْرَةَ لا تَكُونُ إِلَّا سَهْلَة ، *!والدارةُ تكون غَلِيظَةً وسَهْلَةً ، قال : وهاذا قَوْلُ أَبِي فَقْعَسٍ . وقال غيرُه : الدَّارةُ : كلُّ جَوْبَة تَنْفَتِح في الرَّمْل .
( و ) الدّارَةُ : ( ما أَحاطَ بالشَّيْءِ ، كالدائرَةِ ) . قال الشِّهَاب في العِنَايَة : الدَّائِرة : اسمٌ لِما يُحِيط بالشَّيْءِ ويَدُورُ حَوْلَه ، والتَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِيّة إِلى الاسْمِيّة ، لأَن الدائرة في الأَصل اسمُ فَاعِل ، أَو للتَأْنِيث ، انْتَهَى . وفي الحَدِيث ( أَهلُ النارِ يَحْتَرِقُون إِلَّا *!دَارَاتِ وُجُوِهِهِم ) ، هي جَمْع دارَةٍ ، وهو ما يُحِيط بالوَجْه من جَوَانِبه : أَراد أَنها لا تَأْكُلها النّارُ لأَنّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ .
( و ) الدَّارَةُ ( من الرَّملِ : ما اسْتَدَارَ منه ، *!كالدِّيرةِ ) بالكسر ، والجَمْع *!دِيَرٌ . وفي التَّهْذِيب عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : *!الدِّيَر : *!الدَّارَات في
____________________

(11/320)


الرَّملِ ، هاكذا في سائر النُّسَخ . والصواب *!كالدَّيِّرة ، بفَتْح الدال وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المَكْسُورة . والجمْع *!دَيِّرٌ ، ككَيِّسٍ . ( *!والتَّدْوِرَة ) . وأَنشد سِيبَوَيه لابْنِ مُقْبِل :
بِتْنَا *!بتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا
دَسَمُ السَّلِيطِ يُضِيءُ فَوْقَ ذُبَالِ
ويروَى :
بِتْنَا *!بدَيِّرة يُضِيءُ وُجُوهَنا ( ج ) أَي جَمْع الدَّارَة بالمَعَاني السَّابِقَة ، (*! دارَاتٌ *!ودُورٌ ) ، بالضَّمّ في الأَخير ، كسَاحَةٍ وسُوحٍ .
( و ) الدَّارَةُ : ( د ، بالخابُورِ ) .
( و ) الدَّارَة : ( هَالَةُ القَمَر ) التي حَوْله . وكُلُّ مَوْضع *!يُدارُ به شَيْءٌ يَحْجِزُه فاسْمُه دَارَةٌ . ويقال : فلانٌ وجْهُه مِثْلُ دَارَةِ القَمَرِ .
ومن سجعات الأَساس : ولا تَخْرُج عن دائرةِ الإِسلام حَتَّى يَخْرُجَ القَمَرُ عن دَارَتِه .
( و ) يقال : نزلْنا دَارَةً من دارَاتِ العَرَب ؛ وهي أَرضٌ سَهْلَةَ تُحِيط بها جِبالٌ ، كما في الأَساس .
و ( *!داراتُ العَرَبِ ) كلّها سُهُولٌ بِيضٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ وما طابَ رِيحُه من النَّبَات ، وهي ( تُنِيف ) ، أَي تلإِيد ( على مِائَةٍ وعَشْرٍ ) ، على اخْتِلافٍ في بَعْضها ، ( لم تَجْتَمِعْ لغَيْرِي ، مع بَحْثِهم وتَنْقِيرِهم عنها ، ولِلَّه الحَمْد ) على ذالك .
وذكرَ الأَصمعيُّ وعِدَّةٌ من العُلماءِ عِشْرِين دَارَةً ، وأَوْصَلَها العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْر السَّعادَة إلى نَيِّف وأَربعين دارةً ، واستَدَلَّ على أَكثرها بالشواهِد لأَهلِهَا فيها .
وذَكرَ المُبَرّد في أَماليه دارَاتٍ كثيرَةً ، وكذا ياقُوت في المُعْجَم والمُشْتَرَك . وأَوردَ الصغانيّ في تَكْمِلته إِحْدَى وسَبْعِين دارةً .
____________________

(11/321)



( وأَنا أَذكُرُ ما أُضيفَ إِليه الدَّارَاتُ مُرَتَّبةً على الحُرُوفِ ) الهِجَائيّة لسُهُولة المُرَاجَعَة فيها ، ففي حرف الأَلِف ثَمَانِية ( وهي ) :
( دارَةُ الآرَامِ ) ، للضِّبَاب ، وفي التكملة : الأَرآم .
( و ) دارة ( أَبْرَقَ ) ، ببلادِ بني شَيْبًّنَ عند بَلَدٍ يقال له البطن ، وفي بعض النسخ أَبْلَق ، بالَّام ، وهو غَلط . ويُضاف إِلى أَبرقَ عِدَّةُ مَواضعَ وسيَأْتي بيانُهَا في ب رق إِن شاءَ الله تعالى .
( و ) دارَةُ ( أُحُد ) ، هاكذا هو مضْبُوط بالحاءِ ، والصوَاب بالجيم .
( و ) دارَة ( الأَرْحَامِ ) ، هاكذا هو في سائِرِ النُّسَخ بالحَاءِ المهملة ، والصواب الأَرجام بالجيم وهو جَبَل .
( و ) دارة ( الأَسْوَاطِ ) ، بظَهْر الأَبرقِ بالمَضْجَع .
( و ) دارَةُ ( الإِكْلِيلِ ) ، ولم يَذكره المصنّف في ك ل ل .
( و ) دارَة ( الأَكْوَارِ ) ، في مُلْتَقىَ دارِ رَبيعَة ودارِ نَهِيك .
( و ) دارَةُ ( أَهْوَى ) ، وسَتَأْتي في المُعْتَلّ .
( و ) في حرف الباءِ أَربَعَة :
دارَةُ ( باسِلٍ ) ، ولم يذكره المُصَنّف في اللّام . ( و ) دارَة ( بُحْثُرٍ ) ، كقُنْفُذٍ ، هاكذا بالثّاءِ المثلّثَة في سَائِر النُّسَخ ، ولم يَذْكُره المُصَنِّف في مَحَلِّه . والصَّواب أَنه بالمُثَنَّاة الفَوْقِيَّة كما يَدُلّ عليه سِياقُ يَاقُوت في المُعْجَم ، قال : وهو رَوْضَة في وَسَطِ أَجأَ أَحدِ جَبَلَيْ طَيِّى قُرْب جَوّ ، كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة وهو بُحْتُر بن عَتُود ، فهاذا صريحٌ بأَنّه بالمثنّاة الفَوْقِيّة ، وقد استدركناه في مَحَلّه كما تقدَّم .
( و ) دارَةُ ( بَدْوَتَيْنِ ) ، لبني رَبِيعَةَ بنِ عُقَيل ، وهما هَضْبتانِ بينهما مَاءٌ ، كذا في المعجم ، وسيأْتي في المُعْتَلّ إِن شاءَ الله تعالى .
____________________

(11/322)



( و ) دارَةُ ( البَيْضَاءِ ) . لمُعَاويَةَ بن عُقَءَحل وهو المُنْتَفِق ، ومعهم فيها عامِرُ بنُ عُقَيْل .
( و ) في حرف التاءِ الفوقيّة اثْنَتَان : دارَةُ ( التُّلَّى ) ، بضَمّ فَتَشْدِيد اللّام المَفْتُوحة ، هاكذا في النُّسَخ ، وضَبَطه أَبو عُبَيْد البَكْرِيّ بكَسْر الفَوْقِيَّة وتَشديدِ الَّام بالإِمالة . وقال : هو جَبلٌ . قلْت : ويمكن أَن يَكُون تَصْحِيفاً عن التُلَيّ ، تصغير تِلو ماء في ديارِ بني كِلاَبِ ، فليَنْصَر ، وسيأْتي في كلام المصنّف التُّلَيَّان ، بالتثنية ، وأَنه تصحيف البُلَيّان ، بالوحّدة المضمومة وهو الذي يُثَنّى في الشعر .
( و ) دارَةُ ( تِيل ) ، بِكسر المثنّاة الفوقيّة وسكون الياء ، جَبَل أَحمَرُ عظيمٌ في دِيارِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ من وراءِ تُرَبَةَ .
( و ) في حرف التاءِ واحدة :
دارَةُ ( الثَّلْمَاءِ ) : ماء لِربيعَة بنِ قُرَيْط بظَهْرِ نَمَلَى .
( و ) في حَرْفِ الجِيم إِحْدَى عشَرَةَ : دارَةُ ( الجَأْبِ ) : ماء لبني هُجَيم .
( و ) دارَةُ ( الجَثُومِ ) ، كصَبُور ، وفي التَّكْملة بضَمّ الجِيم ، لبني الأَضْبَطِ .
( و ) دارَةُ ( جُدَّى ) ، بضَمّ فتَشْدِيد والأَلف مَقْصُورة . هاكذا هو مضبوط ولم يَذكره المُصَنّفِ في مَحَلّه ، والصَّواب أَنه مُصَغّر ، جُدَيّ ، وهو جَبَلٌ نَجديٌّ في ديار طيِّىء .
( و ) دارَةُ ( جُلْجُلٍ ) ، كقُنْفُذ ، بنَجْد ، في دارِ الضِّبابِ ، مما يُواجِهُ دِيَارَ فَزَارَةَ ؛ قد جاءَ ذكره في لاميّة امْرِىء القَيْس .
( و ) دارَةُ ( الجَلْعَبِ ) : مَوضعٌ في بِلادِهِم .
____________________

(11/323)



( و ) دارَةُ ( الجُمُد ) ، كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد ، مثَّلَ به سيبويهِ ، وفسّره السّيرافيّ ، وقد تقدم ، وضَبَطه الصَّغَانيّ بفَتْح فسكون .
( و ) دارَةُ ( جَوْداتٍ ) ، بالفتح ، ولم يَذكره المُصَنِّف في مَحَلّه ، والأَشبهُ أَن يكون ببلاد طَيِّىءٍ .
( و ) دارَةُ ( الجَوْلاءِ ) ، ولم يَذكره المصنّف في اللَّام .
( و ) دارَةُ ( جَوْلَةَ ) ، ولم يَذكره المصنّف في اللام .
( و ) دارَةُ ( جُهْد ) ، بضَمّ فسُكُون .
( و ) دارَةُ ( جَيْفُون ) ، بفتح الجيم وسكون التحتيّة وضَمّ الفاءِ .
( و ) في حرف الحاءِ اثْنَتَانِ :
دارَةُ ( حُلْحُلٍ ) ، كقُنْفُذٍ ، ( وليس بِتَصْحِيف جُلْجُل ) ، كما زَعمه بعضُهم ، ونمهم من ضَبطه كجَعْفَر . وقال هو جَبَلٌ من جِبَالِ عُمَانَ .
( و ) دارَةُ ( حوْقٍ ) ، بفتح فسكون .
( و ) في حرف الخاءِ سبعة :
دارَةُ ( الخَرْج ) ، بفَتْح فسكُون ، باليَمامَة . فإِن كان بالضَّمّ فهو في دِيَار تَيْم لِبني كَعْب بن العَنْبَر بأَسافِلِ الصَّمَّان .
( و ) دارة ( الخَلاءَةِ ) ، كسَحَابَةٍ ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّفَ في حَرْف الهمْزة .
( و ) دارَةُ ( الخَنَازِير ) .
( و ) دارَةُ ( خَنْزَرٍ ) ، كجَعْفر ، ويُكْسَر ، هاذِه عن كُراع . قال الجَعْدِيّ :
أَلمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً
طُرُوقاً وأَصْحَابي بدَارَةِ خَنْزَرِ
( و ) دارَةُ ( الخَنْزَرَتَيْنِ ) تَثنِية
____________________

(11/324)


خَنْزَرة ، وفي بعض النُّسخ الخَزْرتين .
( و ) دارَةُ ( الخِنْزِيرَين ) تَثْنِيَة خِنْزِير . وفي التكملة : دارة الخِنْزِيرَتَيْنِ . ويقال : إِن الثانِيَةَ روايَةٌ في الأَولَى ، وقد تقدّم ذالك في ( خ ز ر ) وفي ( خ ن ز ر ) .
( و ) دارَةُ ( خَوَ ) : واد يَفْرُغ ماؤُه في ذِي العُشَيْرَةَ من ديار أَسدٍ لبني أَبي بَكْرِ بنِ كِلاب .
( و ) في حرف الدال أَربعةٌ :
دارَةُ ( داثِرٍ ) : ماء لفَزَارةَ ، وهو مستدرك على المُصَنِّف في ( د ث ر ) .
( و ) دارة ( دَمْخٍ ) ، بفَتْح فكسون ، وهو جَبَل في دِيَارِ كِلاب ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( دَمُّون ) ، كتَنُّور : مَوضع سيأْتي ذِكْرُه .
( و ) دارَة ( الدُّور ) ، بالضَّمّ : موضع بالبادية ، قال الأَزهريّ : وأُراهم إنما بالَغُوا بها كما تقول رَمْلة الرِّمان .
( و ) في حرف الذال ثلاثةٌ :
دارَةُ ( الذِّئْب ) ، بنجد في دِيَار كِلاب .
( و ) دارَةُ ( الذُّؤَيْب ) ، بالتَّصْغِير ، لبني الأَضْبَط ، وهما دَارَتان ، وقد تقدّم ذِكْرهُما .
( و ) دارَةُ ( ذات عُرْش ) ، بضمّ العين المهملة وسكون الرُّاءِ وآخرُه شِينٌ مُعْجَمة ، وضَبَطه البَكْرِيّ بضَمَّتَيْن : مَدِينَة يَمانيَة ، على الساحل ، ولم يَذْكُره المصنِّف ، وما إِخال البكريَّ عَنَى هاذِه الدَّارةَ .
( و ) في حرف الراءِ تسعة . دارَةُ ( رابِغ ) : وادٍ دُون الجُحْفَة على طريق الحَاجِّ من دون عَزْوَرٍ .
( و ) دارَةُ ( الرَّجْلَيْن ) ، تَثنيَة رَجْل بالفتْح ، لبني بَكْرِ بنِ وائِل من أَسافلِ الحَزْن وأَعالي فَلْج .
( و ) دارَةُ ( الرَّدْمِ ) ، بفَتْح فسكُون ، وضَبَطه بعضُهم بالكَسْر : موضعٌ يأْتِي ذِكْرُه في المِيمِ .
( و ) دارَةُ ( ردهة ) ؛ وهي حُفَيْرة
____________________

(11/325)


في القُفّ وهو اسم مَوْضِع بعَيْنه ، وسيأْتي في الهاءِ ولم يذكُره المصنّف .
( و ) دارَةُ ( رَفْرَفٍ ، بمهْمَلَتَين مَفْتُوحَتَيْنِ ) وتُضَمَّان ، ونقله ياقوت عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، لبَنِي نُمَيْر ، ( أَو بمُعجَمتين مَضْمُومَتيْن ) ، والأَول أكثر .
( و ) دارةُ ( الرُّمْح ) ، بضَمّ الرّاءِ وسُكُون المِيمِ ، وضَبَطه بعضُهم بكسْرِ الرّاءِ ، أَبْرق في دِيَار بني كِلاب ، لبني عَمْرو بن رَبِيعة ، وعنده البَتِيلة ، ماءُ لهم ، وفي بَعْض النُّسَخ : الرِّيح ، بدل الرُّمح ، وهو غَلَط .
( و ) دارَةُ ( الرِّمْرِمِ ) ، كسِمْسِم : موضِع يأْتِي ذكرُه في المِيمِ .
( و ) دَارَةُ ( رَهْبَى ) ، بفَتْح فسُكُون وأَلف مقصورة : مَوضع ، وقد تَقدَّم ذِكْرَه .
( و ) دَارَةُ ( الرُّهَى ) ، بالضَّمِّ ، كهُدى وسيأْتِي ذِكْره .
( و ) في حرف السين اثنتان :
دارَةُ ( سَعْر ) ، بالفَتْح ( ويُكْسَر ) ، جاءَ ذِكْرُه في شِعر خُفاف بنِ نَدْبَةَ .
( و ) دارَةُ ( السَّلَم ) ، محرّكة .
( و ) في حرف الشِّين اثْنَتان :
دارَةُ ( شُبَيْثٍ ) ، مُصَغَّراً : موضع بنَجْد لبني رَبِيعة .
( و ) دارةُ ( شَجَا ، بالجِيم ، كقَفا ) : ماء بنجد في دِيَار بَنِي كِلاَب ( وليس بتَصْحِيفِ وَشْحَى ) كسَكْرَى .
( و ) في حرف الصاد أَربعةٌ :
دارَةُ ( صارَةَ ) : جَبَل في ديار بني أَسَد .
( و ) دارَةُ ( الصَّفَائِحِ ) : مَوضع تقدّم ذِكْره في الحاء .
( و ) دارَةُ ( صُلْصُل ) ، كقُنْفَذ : ماء لبني عَجْلانَ قُرْبَ اليمامَة ، وماء آخَر في هَضبةٍ حَمْراءَ لبني
____________________

(11/326)


عَمْرِو بن كِلاب في دِيَاره بنَجْد .
( و ) دارَةُ ( صَنْدَلٍ ) : مَوضِع ، وله يَوم معروف ، وسيَأْتي ذِكْرُه .
( و ) في حَرف العَيْن سبعةٌ :
دارَةُ ( عَبْسٍ ) ، بفتح فَسُكُون : ماء بنَجْد في دِيَار بني أَسَد .
( و ) دارَةُ ( عَسْعَسٍ ) : جَبَل لبني دُبَيْر في بلاد بَنِي جَعْفَر بنِ كِلابٍ ، وبأَصْله ماءُ النَّاصِفةِ .
( و ) دارَةُ ( العَلْيَاءِ ) ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في المعتلّ .
( و ) دارَةُ ( عُوَارِضٍ ) ، بالضّمّ : جَبل أَسودُ في أَعلَى دِيارِ طَيِّىءٍ ، وناحية دارِ فَزَارةَ .
( و ) دارَةُ ( عُوَارِمٍ ) ، بالضّمّ : جَبل لأَبي بكر بن كلاب .
( و ) دارَةُ ( العُوجِ ) ، بالضّمّ : مَوْضِع باليَمَن .
( و ) دارَةُ ( عُوَيْجٍ ) ، مُصَغّراً :
موضع آخَر . مَرَّ ذِكْرُهما في الجِيمِ .
( و ) في حرف الغين ثلاثةٌ :
دارَةُ ( الغُبَيْرِ ) ، مُصَغَّراً : ماء لبني كِلاب ، ثمّ لِبَنِي الأَضبطِ بنَجْد ، وماء لمُحَارِبِ بن خَصَفَةَ .
( و ) دارَةُ ( الغُزَيِّلِ ) مُصَغَّراً ، لِبَلْحَارِثِ بنِ ربيعةَ ، كما سيأْتي .
( و ) دارَةُ ( الغُمَيْرِ ) ، مُصَغَّراً : في ديارِ بَنِي كِلاب عند الثَّلَبُوتِ .
( و ) في حرف الفاءِ ثلاثةٌ :
دارَةُ ( فَتْكٍ ) ، بفَتْح فسُكُون ، وضَبطَه البَكْرِيّ بالكَسْر : مَوضع بينَ أَجَأَ وسَلْمَى .
( و ) دارَةُ ( الفُرُوعِ ) ، جَمْع فَرْع : مَوضع مُسْتَدْرَك على المُصَنِّف .
( و ) دارَةُ ( فَرْوَعٍ ، كجَرْوَل ) : مَوضِع آخَر ، ( وهي غير دَارَةِ الفُرُوعِ ) .
( و ) في حرف القاف تِسْعَةٌ :
دارَةُ ( القِدَاحِ ، ككِتَاب ) .
____________________

(11/327)



( و ) دارَةُ القَدَّاحِ ، مثْل ( كَتّانٍ ) ، من ديار بني تَمِيم . وهما دارَتَان .
( و ) دارَةُ ( قُرْحٍ ) ، بضمّ فَسُكون بوادِي القُرَى . وفي بعض النُّسخ ، قُرْط ، بدل ، قُرْح .
( و ) دارَةُ ( القُِطْقُِطِ ، بكسرتين وبضَمَّتيْنِ ) ، هاكذا ضَبَطَه بالوجْهين في حرف الطاءِ ، وسيأْتي هناك .
( و ) دارَةُ ( القَلْتينِ ) ، بفتح القاف وسكون اللام وكسر المثنّاة الفَوقِيّة ، وضبطه ياقوت بفتح المُثَنَّاة على الصّواب ، وهو ناحيَة باليَمَامة ويُقال لها : ذاتُ القَلْتَيْن ، ومنهم من ضَبَطَه بضمّ القاف وهو غَلَطٌ ، وقد سبق الكلام عَليه .
( و ) دارَةُ ( القِنَّعْبَةِ ) ، بكسر القاف وتَشْدِيد المَفْتُوحَة وسُكون العَيْن المهملة وفتح البَاءِ الموحدة ، وهو مُسْتدْرَك على المُصَنِّف في حَرْف الباءِ .
( و ) دارَةُ ( القَمُوصِ ) ، كصَبور : بقُرْب المدينة المُشْرَّفَة ، على ساكنِها أَفضلُ السلامِ .
( و ) دارَةُ ( قَوَ ) : بين فَيْدٍ والنِّبَاجِ .
( و ) في حرف الكاف خَمْسَةٌ :
دارَةُ ( كامِسٍ ) ، مَوضع سيأْتي ذِكرُه في السِّين .
( و ) دارَةُ ( كِبْدٍ ) ، بكَسْر فسُكُون ، وضبطَه البَكْرِيّ بكَسْر المُوَحَّدةِ أَيضاً ؛ وهي هَضْبةٌ حمراءُ بالمَضْجَع من ديار كِلاب .
( و ) دارَةُ ( الكَبْسَاتِ ) ، بفَتْح فسُكُون ، هاكذا هو مَضْبُوط ، والذي ذكرَه يَاقُوت والبَكْرِيّ : الكَبِيسَتان شبِيكتان لبني عبسٍ لهما وادياً
____________________

(11/328)


النفاخين حيث انقطعت حلّة النباج والْتقتْ هي ورَملة الشَّقيق . والمصنّف لم يَذكر في السين لا الكبسات ولا الكبيستان فلينظر .
( و ) دارَةُ ( الكَوْرِ ) ، بفَتْح فسُكونٍ : جبل بين اليمامَةِ ومكّة لبَنِي عامرٍ ثم لبَنِي سَلُولَ .
( و ) دارَةُ ( الكُورِ ) ، بالضَّمِّ ، ( وهي غَيْرُ الأُولَى ) ، في أَرض اليَمَن ، بها وَقْعَة ، ويقال لها أَيضاً ثَنِيَّة الكُورِ .
( و ) في اللام واحدةٌ ، وهي :
دارَةُ ( لاقِطٍ ) ، لم يَذْكُره في الطَّاءِ ، وسيأْتي الكلام عليه .
( و ) في حرف المِيمِ سِتَّةَ عشَرَ : وهي دارة ( مَأْسَل ) ، كمَقْعَد مهموزاً ، سيأْتي للمصّنف في أَسل .
( و ) دارة ( مُتَالِع ) ، بالضَّمّ : جَبَل في بلاد طَيِّىء مُلاصِق لأَجأَ ، وقيل لبني صَخْرِ بن جَرْم . وفي أَرض كِلاب يبن الرُّمَّةِ وضَرِيّة ، وأَيضاً شِعْب فيه نَخلٌ لبين مُرَّة بْنِ عَوْف . وقيل : في دِيار بني أَسَد ، وسيأْتي في حَرْفِ العَيْن .
( و ) دَارَةُ ( المَثَامِنِ ) لبَنِي ظَالِمِ بن نُمَيْر .
( و ) دارَةُ ( المَرَاضِ ) ، كسَحَاب : مَوضع لهُذَيْل .
( و ) دارَةُ ( المَرْدَمَةِ ) ، بالفتح : لِبَنِي مَالِكِ بنِ رَبِيعَة .
( و ) دارَةُ ( المَرْوَرَاتِ ) ، بفتح فَسُكُون ، كأَنَّه جمع مَرْوَرٍ ، كجَعْفَر ، وسيأْتي ذِكْره .
( و ) دارَةُ ( مَعْرُوفٍ ) : ماء لبني جَعْفَر .
____________________

(11/329)



( و ) دارَةُ ( مُعَيطٍ ) ، كزُبَيْر ، وقيل كأَمِير : مَوضع يأْتي ذِكْره .
( و ) دَارَةُ ( المَكَامِنِ ) ، وسيأْتي للمُصَنّف في النون أَنه دارةُ المَكَامِين ، وأَنَّه لُغَة في الذي بعده .
( و ) دَارَةُ ( مَكْمَن ) ، كمَقْعَد ، ويقال : المَكَامِين ، في بِلاد قَيْس . قال الرَّاعِي :
بدارَةِ مَكْمَنٍ ساقَتْ إِليها
رِياحُ الصَّيْفِ آرَاماً وعِينَا
( و ) دارَةُ ( مَلْحُوبٍ ) : ماء لبَنِي أَسَدِ بن خُزَيْمَة ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( المَلِكَة ) ، أُنثَى المَلِك ، ولم يَذْكرُها ياقُوت في المُعْجَم ، وسيأْتي ذِكْرُهَا .
( و ) دَارَةُ ( مَنْوَرٍ ) ، كمَقْعَد : جَبل . قال يَزِيد بنُ أَبِي حَارِثَةَ :
إِنّي لعَمْرُك لا أُصَالِحُ طَيِّئاً
حتّى يَغورَ مَكَانَ دَمْخٍ مَنْوَرُ
( و ) دارَةُ ( مَوَاضِيعَ ) ، كأَنَّه جمْع مَوْضُوع ، يأْتي ذِكْره ، وهاكذا أَورده يَاقُوت في المعجم .
( و ) دارَةُ ( مَوْضُوعٍ ) . قال البَعِيث الجُهَنِيّ .
ونَحْن بمَوْضُوعٍ حَمَيْنا دِيَارَنَا
بأَسْيَافِنَا والسَّبْيَ أَن يُتَقَسَّمَا
( و ) في حرف النون اثْنَتان :
دارَةُ ( النّشَّاشِ ) ، ككَتّان ، هكَذا هو في سائِر النُّسَخ ، وضَبَطه ياقُوت في المُعْجَم النَّشْنَاش ، بزيادة نون ثَانِيَة بَعْد الشين . قال أَبو زياد : ماء لبَني نُمَيْر بن عامر .
( و ) دارَةُ ( النِّصَابِ ) ، وهو مستدرك على المُصنِّف في حَرْف البَاءِ ، ولم يَذكره ياقوت أَيضاً .
( و ) في حرف الواو أَربعةٌ :
____________________

(11/330)



دارة ( واحِدٍ ) ، جَبل لكَلْب ، وقد تقدّم .
( و ) دارَةُ ( واسِطٍ ) : من منازِلِ بني قُشَيْر ، لبني أُسَيْدَةَ .
( و ) دارة ( وَسطٍ ) ، بفتح فسكون ( ويُحَرَّك ) : جَبل ضَخْم على أَربعة أَميال وَراءَ ضَرِيَّة لبني جَعْفَر بنِ كِلاب .
( و ) دارَةُ ( وشْحَى ) ، بالفَتْح ، ( ويُضَم ) ، وضَبَطه ياقوت بالمَدّ : ماء بنَجْد في دِيار بَنِي كِلاب .
( و ) في حرف الهاءِ واحدة :
دارَةُ ( هَضْبٍ ) ، بفتح فسكون ، قُربَ ضَرِيَّةَ من دِيَار كِلاب ، وقد تقدَّم ، وقيل لِلضِّباب .
( و ) في حرف الياءِ اثنتان
دارَةُ ( اليَعْضِيد ) ، وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في الدّال ، ولم يَذْكُره ياقوت أَيضاً .
( و ) دارَةُ ( يَمْغُون ) بالغِين ( أَو يَمْعُون ) ، بالعَيْن المهملة ، وهو الذي صَرَّحَ به ياقُوت والبَكْرِيّ : من مَنازل هَمْدانَ باليمن . وفي التَّكْمِلَة : دارَةُ يَمْعون أَو يَمْعُوز ، الأُولى بالنُّون والثانية بالزَّاي ، والعَيْن مُهْملة فيهما ، فتأَمَّل .
وهاذه آخِر *!الدارات ، وقد استوفَيْنَا بَيانَهَا على حَسَب ضِيقِ الوَقْتِ وقِلَّة المُساعد ، والله المُسْتَعان وعليه التُّكْلان .
( *!ودارَ ) الشْيءُ *!يَدُورُ ( *!دَوْراً ) ، بفَتْح فسُكُون ، ( *!ودَوَرَاناً ) ، مُحَرَّكةً ، *!ودُوُوراً ، كقُعلأد ، ( *!واسْتَدارَ ، *!وأَدَرْتُهُ ) أَنا ( *!ودَوَّرْتُه ، و ) *!أَدارَه غيرُه *!ودَوَّر ( به ) ، *!ودُرْت به ، ( *!وأَدَرْتُ :*! استَدَرْتُ ) . وفي الحديث : ( إِن الزَّمَان قد *!استدَارَ كَهَيْئته يومَ خَلَقَ اللهاُ السَّماواتِ والأَرضَ ) ، يقال : *!دَارَ *!يَدُورُ
____________________

(11/331)


*!واستدَارَ *! يَسْتَدِير ، إِذا طاف حَوْلَ الشَّيْءِ ، وإِذا عادَ إِلى المَوضع الذي ابتدأَ منه . ومعنَى الحَدِيث أَنَّ العَرب كانوا يُؤَخِّرُون المُحَرَّم إِلى صفَر ، وهو النَّسِيءْ ، ليُقاتلوا فيه ، ويَفْعَلُون ذالك سَنَةً بعد سَنَةٍ ، فينْتَقِل المُحَرَّم من شَهْر إلى شَهْر ، حتى يَجْعَلُوه في جَمِيع شُهُور السَّنَة ، فلما كان تلك السنة كان قد عادَ إِلى زَمَنِه المَخْصُوص به قبل النَّقْل ودارَت السَّنَةُ كَهَيْئتِهَا الأُولَى .
( *!ودَاوَرَه *!مُدَاوَرَةً *!ودِوَاراً ) ، الأَخير بالكَسْر : ( *!دَارَ معه ) ، قال أَبو نُؤَيْب :
حتَّى أُتِيحَ له يَوماً بمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ *!بِدِوَارِ الصَّيْدِ وَجَّاسُ
( والدَّهْرُ *!دَوَّارٌ به *!-وَدَوَّارِيٌّ ) ، أَي ( دَائِرٌ ) به ، على إضافة الشْيءِ إلى نفْسه . قال ابنُ سِيده : هاذا قول اللُّغَوِيّين ، قال الفارِسِيّ : هو على لَفْظَ النَّسَب وليس بِنَسَبٍ ، ونَظِيرهُ بُخْتِيّ وكُرْسِيّ ، ومن المُضَاعَف أَعْجَمِيٌّ في مَعْنَى : أَعْجَم . وقال اللَّيث : *!-الدَّوَّارِيُّ : الدَّهرُ بالإِنْسَان أَحوالاً . قال العَجَّاجُ :
والدَّهْرُ بالإِنْسَان دَوَّارِيُّ
أَفْنَى القُرونَ وهو قَعْسَرِيُّ
وقال الزَّمَخْشَرِيّ : معناه يَدُورُ بأَحْوَاله المُخْتَلِفَة .
( *!والدُّوَارُ ، بالضَّم وبالفَتْح : شِبْه *!الدَّوَرَانِ يأْخُذُ في الرُّأْسِ . و ) يقال : ( *!دِيرَ به ، و ) دِيرَ ( عليه ، *!وأُدِيرَ به : أَخَذَه ) . وفي الأَساس : أَصابه *!الدُّوارُ . من دُوَارِ الرأْس .
( *!ودُوَّارَةُ الرَّأْسِ ، كرُمّانة ويُفْتَح : طائِفَةٌ منه مستديرةٌ . و ) *!الدُّوَّارَة ( من البَطنِ ) ، بالضمّ والفَتْح عن ثَعْلَب : ( ما تَحَوَّى من أَمعاءِ الشّاةِ ) .
( *!والدَّوَّارُ ، ككَتَّانِ ، ويُضَمُّ :
____________________

(11/332)


الكَعْبَةُ ) ، عن كُرَاع . ( و ) اسم ( صَنَم ، ويُخَفَّف ) ، وهو الأَشْهَر . قال الأَزْهَرِيّ : وهو صَنَمٌ كانَت العَرَبُ تَنْصِبُه يَجَلون موضِعاً حوْلَه *!يَدُورون به ، واسمُ ذالِك الصَّنَمِ والموضعِ الدُّوَّارِ . ومنه قولُ امرْىءِ القَيْسِ :
فَعَنَّ لنَا سِرْبٌ كأَنّ نِعَاجَهُ
عَذَارَى *!دُوَارٍ في مُلاَءٍ مُذَيَّلِ
أَراد بالسِّربِ البَقرَ ، ونِعَاجُه إِناثُه شَبَّهَها في مَشْيِها وطُولِ أَذنابها بجَوارٍ يَدُرْن حَولَ صَنَمٍ وعليهن المُلاَءُ المُذَيَّل ، أَي الطَّوِيل المُهَدَّب .
قال شيخُنَا : وقيل : إِنَّهُم كانُوا يَدُورُون حوَله أَسابِيعَ كما يُطَاف بالكَعْبَة .
ونقل الخَفَاجِيّ عن ابن الأَنباريّ : حِجَارَةٌ كانوا يَدُورُون حَوْلَهَا تَشْبِيهاً بالطائِفين بالكَعْبَة ، ولِذَا كَرِه الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه أَن يُقَال دَارَ بالبَيْت ، بل يُقال : طافَ به .
( و ) *!الدَّوَّارَةُ ، ( كجَبَّانةٍ : الفِرْجَارُ ) ، وهو بالفارسيّة بركار ، وهي من أدواتِ النَّقَّاش والنَّجّار ، لها شُعْبَتَانِ يَنْضَمّان ويَنْفَرِجان لتَقْدِيرِ *!الدَّارَات .
( و ) *!الدُّوَّارُ ، ( بالضّمّ ، مُسْتَدَارُ رَمْل يَدُورُ حَوْلَهُ الوَحْشُ ) . أنشد ثَعلب :
فمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ نَامَ غَزَالُهَا
*!بدُوَّارِ نِهْيٍ ذِي عَرَارٍ وحُلَّبِ
بأَحْسَنَ مِن لَيْلَة ولا أُمُّ شادِنٍ
غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( يقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم *!يَدُرْ : *!دَوَّارَةٌ وفوَّارَةٌ ) ، أَي ( بفَتْحِهما ، فإِذا تَحَرَّكَ أَو دَارَ ) ونَصُّ النّوادر : ودَار ( فهو *!دُوَّارَة وفُوَّارَة ) ، أَي ( بضمِّهما ) .
( *!والدّائِرَةُ : الحَلْقَةُ ) أَو شِبْهُهَا أَو الشَّيْءُ *!المُسْتَدِير .
____________________

(11/333)



( و ) *!الدَّائِرَةُ : ( الشَّعرُ المُسْتَدِيرُ على قَرْنِ الإِنْسَانِ ) .
ومن أَمثالهم ( ما اقشَعَرَّت له *!-دَائرتِي ) يُضرَب مَثَلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يَضُرُّك ، ( أَو ) الدّائرة : ( مَوْضعُ الذَّؤَابَةِ ) ، قاله ابنُ الأَعرابيّ .
( و ) الدَّائِرة : ( الهَزُيمَةُ ) والسُّوءُ . يقال : { عَلَيْهِمْ *!دَائِرَةُ السَّوْء } وقوله تعالى : { نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } قال أَبو عُبَيْدة أَي دَوْلة ، *!والدَّوائر *!تَدُور والدَّوائِلُ تَدُول .
( و ) الدَّائِرة ( الْتِي تَحْتَ الأَنْفِ ) يقال لها *!الدِّيرة ، *!والدَّائِرة ( *!كالدَّوّارَةِ ) ، بالتشديد .
( *!-والدَّارِيُّ : العَطَّارُ ) . يقال : إِنه ( مَنْسُوبٌ أَلى *!دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنه بها سُوقٌ ) كان ( يُحْمَلُ المِسْكُ من ) أَرض ( الهِنْدِ إِليها ) . وقال الجَعْدِيّ :
أَلْقِيَ فِيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ
وسأَلَ كِسْرَى عن دَارِينَ مَتَى كانَت ؟ فلم يَجِد أَحَداً يُخْبِره عنها إِلّا أَنَّهم اقلوا هي عَتِيقَةٌ بالفارسيّة فسُمِّيَت بها . وفي الحديث : ( مَثَلُ الجَلِيس الصَّالِح مَثَلُ*!- الدّارِيّ إِن لم يُحْذِك من عِطْرِه عَلِقَك من رِيحِه ) . وقال الشاعر :
إِذَا التَّاجِرُ الدَّارِي&