ج12.. تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي
ورَدحَتْ ، إِذا حَظِيَتْ عندَ زَوْجِها ورُضِيتْ .
( و ) سدْحُ المرأَةِ أَيضاً : ( أَن تُكْثِر مِن وَلَدِها ) .
( والسّادِحةُ : السَّحابةُ الشّديدةُ ) الّتي تَصْرَع كلَّ شيْءٍ .
( وفُلانٌ سادِحٌ ) ، أَي ( مُخْصِبٌ ) . ( وسادِحٌ : قبيلةٌ ) قال أَبو ذُؤيب :
وقد أَكْثَر الوَاشونَ بيْنِي وبيْنَه
كمَا لمْ يَغِبْ عن غَيِّ ذُبْبَانَ سادِحُ
( ) ومما يستدرك عليه :
رأَيته مُنْسدِحاً : مُستلْقِياً مُفَرِّجاً رِجْلَيه ؛ كذا في ( الأَساس ) و (
اللِّسان ) ، وسيأْتي هاذا للمصنّف في (سرح)
فليْنْظَر
سرح : ( السَّرْح . المالُ السائِمُ ) . وعن اللّيث : السَّرْحُ : المالُ يُسام في
المَرْعَى من الأَنعام . وقال غيره : ولا يُسمَّى من المالِ سَرْحاً إِلا ما
يُغْدَى به ويُراحُ . وقيل : السَّرْحُ من المالِ : ما سَرَحَ عليك . ( و )
السَّرْحُ أَيضاً : ( سَوْمُ المالِ ، كالسُّرُوحِ ) ، بالضّمّ ، قال شيخنا :
ظاهره أَنه مَصدَرُ المتعدِّي ، والصّواب أَنه مصدرُ اللاّزمِ كما اقتصاه القياس .
( و ) السَّرْحُ : ( إِسَامَتُها ، كالتَّسْريحِ ) . يقال : سرَحتِ الماشيةُ
تَسْرَحُ سَرْحاً وسُروحاً : سامَتْ . وسَرَّحَها هو : أَسامَها ، يَتعدَّى ولا
يتعَدَّى . قال أَبو ذُؤيب :
وكان مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً
حَيْثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ
تقول : أَرَحْتُ الماشيةَ ، وأَنْفَشْتها ، وأَسَمْتُها ، وأَهْمَلْتُها ،
وسَرحْتُها سَرْحاً ، هاذه وَحْدَها بلا أَلِفٍ . وقال أَبو الهَيثمِ في قوله
تعالى : { حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } ( النحل : 6 ) قال : يقال :
سَرَحْتُ الماسيةَ : أَي أَخرجتُها بالغَداةِ إِلى
____________________
(6/461)
المرْعَى ، وسَرَحَ المالُ نفسُه ، إِذا رَعَى بالغداةِ
إِلى الضَّحاءِ ويقال : سَرَحْت أَنا سُروحاً ، أَي غَدَوْتُ . وأَنشد لجرير :
وإِذا غَدوْتَ فَصَبَّحَتْكَ تَحيَّةٌ
سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحِجاتِ الحُجَّلِ
( و ) السَّرْح : ( شَجَرٌ ) كِبَارٌ ( عِظَامٌ ) طِوَالٌ ، لا يُرْعَى ، وإِنما
يُستَظَلُّ فيه ، ويَنْبُت بنَجْدٍ في السَّهْل والغَلْظِ ولا يَنبُت في رَملٍ ولا
جَبَلٍ ، ولا يأْكلُه المالُ إِلاّ قَلِيلاً ، له ثَمرٌ أَصفرُ ، ( أَو ) هو (
كلُّ شَجرٍ لا شَوْكَ فيه ) ، والوَاحِدُ سَرْحةٌ ، ( أَو ) هو ( كلُّ شَجَرٍ
طَالَ ) . وقال أَبو حَنِيفَة : السَّرْحةُ : دَوْحةٌ مِحْلالٌ وَاسِعةٌ يَحْلُّ
تحتَهَا النَّاسُ في الصَّيف ، ويَبنُون تحتَها البُيوتَ ، وظِلُّها صالحٌ . قال
الشاعر :
فيا سَرْحَةَ الرُّكْبانِ ظِلُّكِ بارِدٌ
وماؤُكِ عَذْبٌ لا يَحِلُّ لوارِدِ
وقال الأَزهريّ : وأَخبرني أَعرابيّ قال : في السَّرْحةِ عُبْرَةٌ ، وهي دون
الأَثْلِ في الطُّولِ ، ووَرَقُها صِغَارٌ ، وهي سَبْطَةُ الأَفْنانِ . قال : وهي
مائلة النِّبْتَة أَبداً ، ومَيْلُهَا من بينِ جَميعِ الشَّجَرِ في شِقِّ اليَمينِ
. قال : ولم أَبْلُ على هاذا الأَعرابيّ كَذِباً . ورُوِيَ عن اللَّيث قال :
السَّرْح : شَجرٌ له حَمْلٌ ، وهي الأَلاَءُ ، الواحدةُ سَرْحَةٌ . قال
الأَزهَرِيّ : هاذا غَلطٌ ، ليس السَّرحُ من الأَلاَءِ في شيْءٍ ، قال أَبو عُبيدٍ
: السَّرْحةُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ ، مَعْرُوفَةٌ . وأَنشد قولَ عنترةَ :
بَطَلٌ كأَنّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليس بتَوْأْمِ
يَصفه بطولِ القَامَةِ . فقد بَيَّن لك أَن السَّرْحةَ من كِبار الشَّجر ، أَلاَ
تَرَى أَنه شَبَّه به الرَّجُلَ لِطوله ، والأَلاَءُ لاَ شَاقَ له ولا طُولَ . وفي
حديثِ ظَبْيَانَ : ( يأْكلون مُلاَّحَهَا ويَرْعَوْنَ سِرَاحَهَا ) . قال ابن
الأَعْرَابيّ : السَّرْحُ : كِبَار الذَّكْوَانِ . والذَّكْوانُ : شَجَرٌ حَسَنُ
العَسَالِيجِ .
____________________
(6/462)
( و ) السَّرْحُ : ( فِنَاءُ الدَّارِ ) . وفي ( اللسان ) : فِنَاءُ البابِ .
( و ) السَّرْحُ : ( السَّلْح ) .
( و ) السَّرْح والسَّرِيح : ( انْفِجَارُ البَوْلِ ) وءدْرَارُه بعد احتباسه .
وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ : فَرَّجَ . ومنه حديث الحَسن : ( يا لها
نِعْمَةً يعني الشَّربَةَ من الماءِ تُشْرَب لَذّةً ، وتَخْرُجُ سُرُحاً ) ، أَي
سَهْلاً سَريعاً .
( و ) السَّرْح : ( إِخْرَاجُ ما في الصَّدْر ) . يقال : سَرَحْتُ ما في صَدري
صَرْحاً ، أَي أَخْرجْتَه . وسُمِّيَ السَّرْحُ سَرْحاً لأَنّه يُسْرَحُ فيَخْرُجُ
وأَنشد :
وسَرَحْنَا كلَّ ضَبَ مُكْتَمِنْ
( و ) السَّرْح : ( الإِرسالُ ) . يقال : سَرَحَ إِليه رَسُولاً : أَي أَرسلَه ؛
كما في ( الأَساس ) و ( فِعْل الكلِّ كمَنَع ) إِلاّ الأَخير فإِنه استُعمِل فيه
التشديد أَيضاً . يقال سَرَّحْت فلاناً إِلى مَوضعِ كذا ، إِذا أَرسلْته .
والتَّسْريح : إِرسالُك رسولاً في حاجة سَرَاحاً ؛ كما في ( اللسان ) .
( وعَمْرو بنُ سَوَادِ ) بنِ الأَسود بن عَمْرِو بنِ محمّدِ بن عبدِ الله بن
عَمْرِو بن أَبي السَّرْح ؛ ( وأَحمدُ بنُ عَمْرِو بن السَّرْحِ ) . وهو أَبو
طاهرٍ أَحمدُ بن عَمْرِو بنِ عبدِ الله بن عَمْرو بن السَّرْحِ ، عن ابنِ
عَيَيْنَة ، وعنه مُسلمٌ وأَبو داوود ؛ ( وابنه عُمَرُ ) بن أَبي الظّاهرِ ،
حَدَّثَ عن أَبيه وجدِّه ؛ وولدُه أَبو الغَيْداق إِبراهِيمُ ، حَدَّث ( وحَفيدُه
عبدُ الله ) بن عُمرَ بن أَحمدَ عن يُونُس بن عبدِ الأَعْلَى ؛ قاله الذّهبيّ . (
السَّرْحِيُّون ، مُحَدِّثون ) .
( وتَسْرِيحُ المرأَةِ : تَطْليقُها ، والاسم ) سَرَاحٌ ( كسَحَابٍ ) ، مثلُ
التَّبْلِيغ والبلاغِ وسَمَّى الله عزّ وجلّ الطّلاقَ سَرَحاً ، فقال : {
وَسَرّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } ( الأَحزاب : 49 ) كما سمّاه طَلاقاً من
طَلَّق المَرْأَةَ ، وسَمّاه الفِراقَ ؛ فهاذه
____________________
(6/463)
ثلاثةُ أَلفاظ تَجمعُ صَرِيحَ الطَّلاقِ الّذي لا يُدَيَّنُ
فيها المْطلَّقُ بها إِذا أَنكرَ أَن يكون عنَى بها طَلاَقاً ؛ كذا في ( اللِّسان
) .
( و ) التّسّرَيحُ : ( التَّسهيلُ ) والتَّفْريجُ ، وقد سَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ .
( و ) التَّسْرِيحُ : ( حلُّ الشَّعرِ وإِرْسالُه ) قبلَ المَشْط ؛ كذا في (
الصّحاح ) . وقال الأَزهريّ : تَسْريحُ الشَّعرِ : تَرْجِيلُه وتَخْليصُ بعضِه من
بعْضٍ بالمشْط .
( والمُنْسرِح ) من الرّجال : ( المُسْتَلْقِي ) على ظهْرِه ( المُفَرِّجُ ) بين (
رِجْلَيْه ) كالمْنْسَدِح ، وقد تقدّم .
( و ) المُنْسرِحُ : المُتجرِّد . وقيل : القَلِيلُ الثِّيَابِ الخَفِيفُ فيها ،
وهو ( الخارِجُ من ثِيابِهِ ) ، قال رُؤبة :
مُنْسَرِحٌ عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ
( و ) المُنْسَرِح : ضَرْبٌ من الشِّعْرِ لخِفَّتِه ، وهو ( جِنْسٌ من العَرُوض )
تَفْعِيلُه : مُسْتفعلنْ مفعولاتُ مُسْتفعلُنْ ، ستْ مرّات . وقال شيخنا : وهو
العاشر من البحُور ، مُسَدَّسُ الدَّائرة .
( والسِّرْياح ، كجِرْيالٍ : الطَّويلُ ) من الرِّجال . ( و ) السِّرْياح : (
الجَراد و ) اسم ( كَلْب . وأُمُّ سِرْياحٍ ) : اسمُ ( امرأَة ) . مُشْتقٌّ منه .
قال بعض أُمراءِ مكَّة ، وقيل : هو ( دَرّاحُ بن زُرْعَةَ ) بن قَطَنِ بن الأَعرفِ
( الضِّبابيّ أَمر مكَّةَ ) زِيدتْ شَرفاً :
إِذا أُمُّ سِرْياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ
جَوالِس نَجْداً فاضَتِ العِينُ تَدْمَعُ
قال ابن بَرّيّ : وذكر أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ أَنّ أُمّ سِرْياحٍ في غيرِ هاذا
المَوْضِع كُنْيَةُ الجَرَادَةِ . والسِّرْياح : اسمُ الجراد . والجالِسُ : الآتي
نَجْداً . قلت : وهاكذا في الغَرِيبَين للهَرويّ .
( والمَسْروحُ : الشَّراب ) حُكِيَ عن ثعلب ، وليس منه على ثقَة .
( وذو المَسْروحِ : ع ) .
( والسَّرِيحةُ : السَّيْرُ ) الّتي ( يُخْصَف
____________________
(6/464)
بها ) ، وقيل : هو الذي يُشَدُّ به الخَدَمةُ فوْقَ
الرُّسْغِ . والخَدَمَةُ : سَيْرٌ يُشَدّ في الرُّسْغ . ( و ) السَّرِيحَة : ( الطَّرِيقَةُ
المُسْتَطِيلَةُ من الدَّمِ ) إِذا كَان سائلاً ( و ) السَّرِيحة : ( الطَّريقَةُ
الظَّاهِرة من الأَرْض ) المُسْتَوِيةُ ( الضَّيِّقَةُ ) . قال الأَزْهَرِيّ : (
وهي أَكْثَرُ ) نَبْتاً و ( شَجَراً ممَّا حَوْلَهَا ) وهي مُشرِفَةٌ على ما
حَوْلَهَا ، فترَاهَا مُسْتَطِيلةً شَجِيرةً ، وما حَوْلَهَا قَلِيلُ الشَّجرِ ،
ورُبما كانت عَقَبَةً . ( و ) السَّرِيحةُ : ( القِطْعَةُ من الثَّوْبِ )
المُتَمزِّقِ ، ( ج ) أَي جمع السَّرِيحة في الكُلِّ ( سَرائِحُ ) ، وسَرِيحٌ في
الأَخير ، وسُرُوح في الأَوّل .
( والمِسْرَح ، كمِنْبَر : المُشْط ) وهو المِرْجَل أَيضاً ، لأَنه آلة التّسريح
والتَّرجيل .
( و ) المَسْرَح ( بالفَتْح : المَرْعَى ) الّذي تَسْرَح فيه الدّوابّ للرَّعْيِ ،
وجمعه المَسَارِحُ . وفي حديث أُمّ زرعٍ ( له إِبلٌ قَليلاتُ المَسَارِحِ ) . قيل
: تَصفه بكَثْرةِ الإِطعامِ . وسَقْيِ الأَلبانِ ، أَي أَن إِبلَه على كَثْرَتِها
لا تَغيبُ عن الحيِّ ، ولا تَسْرَحُ في المَرَاعى البَعِيدَةِ ، ولاكنها باركةٌ
بفِنائه ليُقَرِّب لِلضِّيفانِ من لَبنها ولحمِها ، خَوْفاً من أَن يعنزِل به
ضَيْفٌ وهي بعيدةٌ عازِبةٌ .
( وفرَسٌ سَرِيحٌ ) كأَمير : ( عُرْيٌ ، و ) خَيْلٌ ( سُرُحٌ ، بضمّتين ) ، أَي (
سرِيعٌ ، كالمُنْسَرِح ) . يقال : ناقَةٌ سُرُحٌ ومُنْسرِحةٌ في سَيْرِهَا ، أَي
سَريعةٌ . قال الأَعشى :
بجُلالةٍ سُرُحٍ كأَنّ بغَرْزِهَا
هِرًّا إِذا انْتَعل المَطِيُّ ظِلاَلَها
وفي ( اللسان ) والسَّرُوح والسُّرُوحُ من الإِبل : السَّريعة المَشْي . ( وعَطاءٌ
) سُرُحٌ : ( بلا مَطْل . ومِشْيَةٌ ) سُرُحٌ ، بكسر الميم مثلُ سُجُحٍ ، أَي (
سَهْلة )
____________________
(6/465)
و ( السَّرْحَة : الأَتانُ ، أَدْرَكَتْ ولم تَحْمِلْ . و )
السَّرْحَةُ : اسم ( كَلْب ) لهم .
( و ) السَّرْحة : ( جَدّ عُمَرَ بنِ سَعيد المُحدَّث ) يَرْوِي عن الزُّهْرِيّ .
( وأَما اسم الموضع فبالشّين والجيم ، وغَلِطَ الجَوْهريّ ) فإِنه تَصحَّفَ عليه ؛
هاكذا نبّه عليه ابنُ بَرِّيّ في حاشيته . ولكن في المَراصِد واللِّسان أَن سرْحَةَ
اسمُ مَوْضعٍ ، كما قاله الجوهريّ . والذي بالشين والجيم موضعٌ آخرُ ، ( وكذالك في
البيت الذي أَنشده ) للبيدٍ :
لِمَنْ طَلَلٌ تَضمَّنَه أُثَالُ
( فَسْرْحةُ فالمَرَانةُ فالخَيَال ) ( والخَيَالُ بالخَاءِ واليَاءِ ) على ما هو
مَضبوطٌ في سائر نُسخ ( الصّحاح ) ، وفي باب اللاّم ( أَيضاً ، تَصحيفٌ ) . ولاكنْ
صَرّحَ شُرّاحُ دِيوانِ لَبيدٍ وفسَّروه بالوَجْهَيْن . قال الجوهَريّ في باب
اللاّم : الخَيَالُ : أَرْضٌ لبني تَغْلب قال شيخنا : وهو مُوَافِقٌ في ذالك لما
ذكره أَبو عُبيدٍ البكْرِيّ في معجمه والمراصد ، وغيره ، ( وإِنما هو بالحاءِ
المهملة والباءِ ) الموحّدة ( لحِبَال الرَّمْل ) ، كذا صوَّبه بعضُ المحقّقين .
ووجدته هاكذا في هامش ( الصّحاح ) بخطَ يُعتمد عليه . ووجدْت أَيضاً فيه أَن
الخَيَالَ بالخَاءِ المعجمة والتّحتية أَرضٌ لبني تَميم . ( وقولُه : السَّرْحةُ يقال
لها ) نصّ عبارته : الوَاحِدَة سَرْحَةٌ ، يقال : هي ( اْلآءُ ) ، على وَزْنِ
العَاعِ ، ( غَلَطٌ أَيضاً ، وليس السَّرْحَةُ الآءَ ) بنفسها ( وإِنما لها عِنَبٌ
يُسَمَّى الآءَ ) يُشبِه الزَّيتونَ .
( والسِّرْحان ، بالكسر ) فِعُلان من سَرَحَ يَسْرَح : ( الذِّئْبُ ) . قال سيبويه
: النُّون زائدةٌ ( كالسِّرُحال ) ، عند يَعْقِوب ، وأَنشد :
تَرَي رَذَايَا الكُومُ فَوْقَ الخَالِ
عِيداً لكُلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ
والأَعْوَرِ العَيْنِ مع السِّرُحَالِ
والأُنثَى بالهَاءِ ، والجمع كالجمع ، وقد
____________________
(6/466)
تُجْمَع هاذه بالأَلفِ والتّاءِ ؛ قاله الكسائيّ . ( و )
السِّرْحانُ والسِّيد ( : الأَسد ) ، بلُغة هُذَيْلٍ . قال أَبو المُثَلَّم
يَرْثِي صخْر الغَيّ :
هَبّاطُ أَوْدِيَةٍ حَمّالُ أَلْوِيَة
شَهّادُ أَنْدِيةٍ سِرْحَانُ فِتْيانِ
( و ) سِرْحَان ( كَلْبٌ ، و ) اسم ( فَرَس عُمَارةَ بنِ حَرْب البُحْتُريّ )
الطّائيّ ، ( و ) اسم ( فَرَس مُحْرِزِ بنِ نَضْلَةَ ) الكِنَانِيّ . ( و )
السِّرُحان ( من الحَوْضِ : وَسَطُه ، ج سَرَاحٍ كثَمَانٍ ) قال شيخُنَا : أَي
فيُعْرَب مَنقوصاً كأَنهم حَذَفوا آخرَه . انتهَى ، وسَراحِي ، كما يقال :
ثعَالِبُ وثَعالِي ، ( وسِرَاحٌ ) وسِرْحَانٌ ( كضِباعٍ ) وضِبْعَانٍ قال
الأَزهريّ : ولا أَعرِف لهما نَظيراً ، ( وسَراحِينُ ) ، وهو الجارِي على الأَصل
الّذي حكاه سيبويه . وأَنشد أَبو الهَيّثَم لطُفَيل :
وخيلٍ كأَمْثَالِ السِّرَاحه مَصونةٍ
ذَخَائِرَ ما أَبْقَى الغُرَابُ ومُذْهَبُ
( وذَنعبُ السِّرْحَانِ ) الوَارِد في الحعدِيث : هو ( الفَجْرُ الكاذِبُ ) ، أَي
الأَوّلُ ، والمراد بالسِّرْحَان هنا الذِّئْب ، ويقال : الأَسد .
( وذو السَّرْح : وادٍ بين الحَرمَيْن ) ، زادهما الله شرفاً ، سُمِّي بشجرِ
السَّرحِ هُناك ، قُرْبَ بَدْرٍ ، ووادٍ آخرُ نَجْديّ .
( وسَرِحَ ، كفرِحَ : خَرَجَ في أُمْورِه سَهْلاً ) ، ومنه حديث الحَسن : ( يا لها
نِعْمَةً يعنِي الشَّرْبةَ ( من ) الماءِ تُشْرَب لَذّةً ، وتَخْرُج سُرُحاً ) ،
أَي سَهْلاً سَريعاً .
( ومُسَرَّحٌ ، كمُحَمَّد : عَلَمٌ ) .
( وبنو مُسَرِّحٍ ، كمُحَدِّث : بَطْنٌ ) .
( وسَوْدَةُ بنتُ مِسْرَحٍ ، كمِنْبَرٍ ، صَحَابِيَّةٌ ) ، حَضَرتْ وِلادَةَ
الحَسَنِ بنِ عليّ ، أَورده المِزِّيّ في ترجمته ، وقيّد أَباها ابنُ ماكُولا ، (
أَو هو ) مِشْرَحٌ ، ( بالشِّين ) المعجمة .
( و ) سَرَاحِ ، مبنيًّا على الكسرِ ( كقَطَامِ : فَرَسٌ ) .
____________________
(6/467)
( وكَسَحَابٍ ، جَدٌّ لأَبي حَفْصٍ ) عُمَرَ ( بنِ شَاهِينَ ) الحَافظِ المشهور .
( وكَكتّانٍ ، فَرَسُ المُحَلَّقِ ) ، كمعظَّم ، ( ابْن حَنْتَمٍ ) ، بالنون والمثنّاة
الفوقيّة ، وسيأْتي .
( وككُتُبٍ : ماءٌ لبني العَجّلاَنِ ) ، ذَكَرَه ابن مُقْبِل ، فقال :
قالتْ سُلَيمَى ببطنِ القَاعِ من سُرُحٍ
( وسرْحٌ ) ، بفتح فسكون ( عَلَمٌ ) قال الرّاعي :
فلَوْ أَنّ حٍ ق اليومِ منكم إِقامةٌ
وإِنْ كان سَرْحٌ قد مَضَى فتَسَرَّعَا
( ) ومما يستدرك عليه :
السّارِحُ : يكون اسماً للرّاعِي الّذي يَسْرَحُ الإِبلَ ، ويكون اسماً للقَوْمِ
الّذِين لهم السَّرْح ، كالحاضِرِ والسّامِر .
وماله سارِحةٌ ولا رائحة : أَي ماله شَيْءٌ يَروح ولا يَسْرَح . قال اللِّحْيَانيّ
: وقد يكون في معنَى مالَه قَوْمٌ .
وقال أَبو عُبَيْدٍ : السّارِحَ والسَّرْح والسَّارحَة سَوَاءٌ : الماشيَةُ . وقال
خالد بن جَنْبَة : السَّارِحعة : الإِبلُ والغَنَم . قال : والدَّابَّةُ
الوَاحِدَة . قال وهي أَيضاً الجَمَاعَة .
ووَلَدَتْه سُرُحاً ، بضمّتين ، أَي في سُهولة . وفي الدّعاء : ( اللّهُمَّ
اجْعَلْه سَهْلاً سُرُحاً .
وشَيْءٌ سَريحٌ : سَهْلٌ .
وافْعَلْ ذالك في سَرَاحٍ ورَوَاحٍ ، أَي في سُهولة .
ولا يكون ذالك إِلاَّ في سَريحٍ ، أَي في عَجَلةٍ . وأَمْرٌ سَريحٌ : مُعجَّل ،
والاسم السَّرَاحُ . والعرب تقول : إِنّ خَيْرَكَ لَفِي سَرِيحٍ ، وإِن خَيْرك
لَسَرِيحٌ ، وهو ضِدُّ البَطِيءِ .
ويقال : تَسرَّح فُلانٌ من هذا المكانِ إِذا ذَهَبَ وخَرَجَ .
ومن الأَمثال : ( السَّرَاحُ من النَّجَاح ) أَي إِذا لم تَقْدِر على قَضَاءِ
حاجَةِ
____________________
(6/468)
الرَّجُلِ فأَيْئسْه فإِن ذالك عنده بمنزلةِ الأَسعافِ ؛
كذا في ( الصّحاح ) .
والمُسْتَرَاحُ : مَوْضِعٌ بمِشَانَ ، وقَرْيةٌ بالشّام .
وسَرْح ، بالفتح : عند بُصْرَى .
ومن المَجَاز : السَّرْحَة : المَرْأَةُ ، قال حُميدُ بنُ ثَوْرٍ :
أَبَى اللَّهُ إِلاّ أَنَّ سَرْحَةَ مالِكٍ
على كُلِّ أَفنانِ العِضَاهُ تَرُوقُ
كنَى بها عن امرأَةٍ . قال الأَزهريّ تَكْنِى عن المَرْأَةِ بالسَّرْحةِ النابِتَة
على الماءِ . ومنه قوله :
يا سَرْحَةَ المَاءِ قد سُدَّتْ مَوارِدُهُ
أَمّا إِليكِ طريقٌ غيرُ مسدودِ
كَنَى بالسَّرحةِ النّابتةِ على الماءِ عن المَرْأَة ، لأَنها حينئذ أَحْسَنُ ما
تكون .
والمُنسرِح : الّذِي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه .
وفي ( الصّحاح ) : ومِلاَطٌ سُرُحُ الجَنْبِ : مُنْسَرِحٌ للذَّهَابِ والمَجيءِ .
يَعنِي بالمِلاَطِ الكَتِفَ ، وفي ( التهذيب ) : العَضُد . وقال ابن شُمَيل :
مِلاطَا البَعيرِ : هما العَضُدانِ .
والمسْرحة : ما يُسرَّح به الشَّعْرُ والكَتّانُ ونَحوُهما .
والسَّرائِحُ والسُّرُح : نِعالُ الإِبلِ . وقيل : سُيورُ نِعالِهَا ، كلُّ سَيْرٍ
منها سَرِيحةٌ . وأَورده ابن السِّيد في كتاب ( الفَرْق ) :
فَطِرْنَ بمُنْصُليِ في يَعْمَلاتٍ
دَوَامِي الأَيْدِ يَخْبِطْن السَّرِيحَا
وقال السُّهيليّ في الرَّوْض : السَّريح شِبْهُ النَّعْل تُلْبَسُه أَخْفافُ
الإِبل .
وعن أَبي سعيد : سَرَحَ السَّيْلُ يَسْرَح سَرْحاً : إِذا جَرَى جَرْياً سَهْلاً ،
قهو سَيْلٌ سارحٌ .
وسَرائحُ السَّهْمِ : العَقَبُ الّذِي عُقِب به . وقال أَبو حَنيفَة : هي
____________________
(6/469)
العَقَبُ الّذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ ، واحدتُه سَرِيحةٌ .
والسَّرَائِحُ أَيضاً آثارٌ فيه كآثارِ النَّار .
ومن المَجَاز : سَرَحَه اللَّهُ وسَرَّحَه ، أَي وَفَّقَه الله تعالى . قال
الأَزهَرِيّ : هاطا حَرفٌ غريب ، سمِعته بالحاءِ في المؤلَّف عن الإِياديّ .
والمَسْرَحَانِ : خَشَبتَانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثَّور الْدي يُحْرَث به ، عن
أَبي حَنيفَةَ .
وفَرَسٌ سِرْيَاحٌ : سَريعٌ . قال ابن مُقْبِل يَصف الخَيْل :
مِنْ كلَّ أَهْوَجَ سِرْيَاحٍ ومُقْرَبَةٍ
ومن المَجاز : هو يَسْرَح في أَعراضِ النّاسِ : يَغْتابُهم .
وهو مُنْسَرٌ من ثياب الكَرَم ) ، أَي مُنْسَلخٌ ؛ كذا في ( الأَساس ) . وأَبو
سَرِيحَةَ : صَحَابيٌّ ، اسمه حُذيفةُ بنُ سعيد ؛ ذكره الحُفّاظ في أَهْلِ
الصُّفَّةِ ؛ قاله شيخنا . قلت : وقرأْت في مُعجم ابن فِهْدٍ : أَبو سَريحةَ
الغِفَارِيّ حُذَيْفةُ بن أَسيدٍ ، بايعَ تحت الشّجرةِ ، روَى عنه الأْسودُ بن
يَزيدَ . وأَبو سِرْحَانَ وسُرَيْحَانَ : من كُنَاهم . وسُلَيمُ بنُ سَرْحٍ : من
التّابعين ؛ كذا في ( تاريخ البخاريّ ) . وبخطّ أَبي ذَرًّبالهامس : سَرْج ،
بالجيم . وسُوَيدُ ابنُ سِرْحانَ ، عن المُغيرةِ ، وعنه إِيادُ بن لَقِيطٍ . وأَبو
سَرْحٍ أَو أَبو مَسْروح : كُنْيَة أَنَسَةَ مولى النبيُّ صلى الله عليه وسلم
سرتح : ( سِرْتَاحٌ ، بالكسر : نَحْتٌ
للنّاقَةِ الكَرِيمةِ ) . قلت : ولعلّ الصّوَاب فيه : سِرْيَاح ، بالمثنّاة
التّحتية ، فإِنهم أَوْرَدُوا في وصْفِ النّاقَةِ : ناقَةٌ سِرْياحٌ وسَرُوحٌ :
إِذا كانت سَريعةً سَهْلَةً في السَّيْر .
( و ) أَمّا السِّرْتاح فلم يذكروا فيه إِلاّ قولهم : هو ( الأَرض المنْبَاتُ
السَّهْلَة ) . وفي ( اللسان ) : أَرضٌ سِرْتاحٌ : كريمةٌ .
سرجح : ( هُمْ على سُرْجُوحةِ واحدة ، بالضّمّ ،
____________________
(6/470)
أَي اسْتَوَتْ أَخْلاقُهم ) ؛ ومثله في اللِّسَان .
سردح : ( السَّرْدَحُ : الأَرضُ المُسْتَوِيَةُ
) اللَّيِّنَةُ . قال أَبو خَيْرَةَ : السَّرْدَحُ : أَماكِنُ مُسْتَوِيَةٌ
تُنْبِتُ العِضَاهَ ، وهي لَيِّنَةٌ . وقال الخَطَّابيّ : الصّرْدَحُ ، بالصّاد :
هو المكانُ المُسْتَوِي ، فأَمّا بالسين فهو السِّرْدَاحُ ، وهي الأَرْضُ
اللَّيِّنَة . وأَرضٌ سِرْدَاحٌ : بعيدَةٌ ، وهاذا قد أَغْفَلَه المُصَنّف . ( و )
السَّرْدَحُ : ( المَكَانُ اللَّيِّن يُنْبِت ) النَّجْمَةَ و ( النَّصِيَّ )
والعِجْلَةَ ، وهي السَّرادِحُ . وأَنشد الأَزهريّ :
عَلَيْكَ سِرْدَاحاً من السَّرَادِحِ
ذَا عِجْلَةٍ ، وذَا نَصِيَ وَاضِحِ
( والسَّرْدَاح ) ، بالكسر : النّاقَةُ الطَّوِيلة ، أَو الكريمة أَو العظيمةُ ،
الأَخير عن الفرَّاءِ ، ( أَو السَّمِينَةُ ) ، وفي ( الصّحَاح ) وغيرِه :
الكثيرةُ اللَّحْم . قال :
إِنْ تَرْكَبِ النّاحِيَةَ الشِّرْداحَا
( أَو القَويّةُ الشَّدِيدَةُ التّامّةُ ) . وفي ( التّهذيب ) : وأَنشد الأَصمعيّ
:
وكأَنِّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ
في نِقَابِ الأُسَامعةِ السِّرْداح
الأُسامةُ الأَسدُ . ونِقَابُه : جِلْدُه . والسِّرْدَاحُ : من نَعْتِ ، وهو
القَوِيّ الشّدِيدُ التامُّ ، ( كالسِّرْدَاحَةِ ) ، بالكسر . ( ج سَرادِحُ . و )
السِّرْداح أَيضاً : ( جَمَاعَةُ الطَّلْحِ ، الوَاحِدَة ) سِرْداحَةٌ ( بهاءٍ ) .
( وسَرْدَحَه : أَهْمَلَه ) ، وقد تَقدّم في الجيم .
والسِّرْداحُ : الضَّخْم ؛ عن السِّيرافيّ .
سرفح : ( السَّرْفَح : اسمُ شَيطَانٍ ) ، هكذا
بالفاءِ على وزن جعفر ، وأَهمله كثيرون .
سطح : ( السَّطْح : ظَهْرُ البيت ) إِذا كان
____________________
(6/471)
مُسْتَوِياً ، لانْبِسَاطه ، وهو معروف ، ( وأَعْلَى كلِّ
شيْءٍ ) ، والجمع سُطُوحٌ . ( و ) السَّطْح : ( ع بين الكُسْوَةِ وغُبَاغِبٍ ) ،
الكُسْوَة ، بالضَّمّ : قَرْيَة بدمشقَ ، وسيأْتي . وتقدّم غُبَاغبٌ ، ( كان فيه
وَقْعَةٌ للقَرْمَطِيّ أَبي القاسِم ) نُسِبُوا إِلى حَمْدَانَ بنِ الأَشْعَثِ
الملقَّب بقَرْمَط ( صاحَبَ النَّاقَة ) .
( و ) سَطَحَه يَسْطَحه ( كمَنَعه ) فهو مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ : ( بَسَطَه ) . وفي
حديث عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : قال للمَرْأَةِ الّتي معها الصِّبْيَان : ( أَطْعِمِيهم
وأَنا أَسْطَح لك ) ، أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ . ( و ) سَطَحَه : إِذا ( صَرَعَه
) أَو صَرَعَه فبَسَطه على الأَرص ، كما في ( اللّسَان ) .
( و ) سَطَحَه يَسْطَحُه : ( أَضْجَعه ) .
وفي ( الأَساس ) : ضَرَبَه فسَطَحَه : بَطَحَه على قَفاه مُمْتَدًّا ، فانْسَطَحَ
، وهو سَطيحٌ ومُنْسَطِحٌ . ومثلْه في ( التَّهْذِيب ) . وانْسَطحَ الرَّجلُ :
امتَدَّ على قَفَاه فلم يَتَحَرَّك .
( و ) سَطَحَ ( سُطوحَه سَوّاها ) . وسَطَحَ البَيْتَ يَسْطَحه سَطْحاً : (
كسَطَّحَهَا ) تَسْطِيحاً .
( و ) سَطَحَ ( السَّخْلَ : أَرْسَلَه مع أُمِّه ) .
( والسَّطِيحُ : القَتيلُ المُنْبسِطُ ) . وقال اللِّيث : السَّطِيحُ : (
كالمَسْطُوح ) ، وأَنشد :
حَتَّى يَرَاه وَجْهها سَطِيحَا
( و ) قيل : السَّطِيح : هو ( المُنْبَسِط البَطِيءُ القِيَامِ لضَعْفٍ ) وقد
أَنكره شيخنا . وهو موجودٌ في أُمَّهاتِ اللُّغة . والسَّطِيح أَيضاً : الّذِي
يُولَد ضَعيفاً لا يَقْدِر على القِيَامِ والقُعودِ ، فهو أَبَداً مُنسِطٌ ، ( أَو
) السَّطِيح : المُسْتَلْقِي على قَفاه من ( زَمَانَةٍ ) .
( و ) السَّطِيح : ( المَزادَة ) الّتي من أَدِيمَيْن قُوبلَ أَحَدُهما بالآخَر ،
وتكون صَغِيرَةً وتكون كبيرةً ، ( كالسَّطيحةِ ) ، وهي من أَوانِي المِيَاهِ . وفي
الحديث : ( أَنّ النبيّ صلى
____________________
(6/472)
الله عليه وسلم كان في بعض أَسْفَارِه ، ففَقَدُوا الماءَ ،
فأَرْسَلَ عَلِيًّا وفُلانا يَبْغِيَانِ المَاءَ ، فإِذا هما بامرأَةٍ بين
سَطِيحَتَيْنِ ) . قال : السَّطِيحَةُ : المَزَادَةُ تكون من جِلْدَيْنِ ، أَو
المَزَادَةُ أَكبَرُ مِنها .
( و ) سَطِيحٌ : ( كاهِنُ بني ذِئْبٍ ) ، كان يَتَكَهَّن في الجاهليّة ، واسمُه
رَبِيعَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ مسعودِ بنِ مازِنِ ابنِ ذِئْبِ بن عَدِيّ بنِ مازِنِ
بنِ غَسَّانَ . كان يُخبِّر بمَبْعَثِ نبِّينًّ صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثَمائة
سَنةٍ . ومات في أَيّامِ أَنو شِرْوَانَ ، بعد مَوْلِده صلى الله عليه وسلمسُمِّيَ
بذالك لأَنه كان إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطاً ، فيما زَعَموا . وقيل : سُمِّيَ
بذالك لأَنه لم يكن له بين مفاصِلِه قَصَبٌ تَعْمِده ، فكان أَبداً مُنْبَسِطاً
مُنْسَطحاً على الأَرْضِ ، لا يَقدِرُ على قِيام ولا قُعودٍ . ( و ) يقال : ( مَا
كان فيه عَظْمٌ سِوَى رَأْسِه ) . وهو خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ عَمْرِو بنِ
نُقَيْلَةَ الغَسّانيّ ؛ كذا في ( شَرْح المَواهبِ ) ، وفي المُضَاف والمنسوب :
أَنّ سَطِيحاً كان يِطْوَى كما تُطْوَى حَصِيرَةٌ ، ويتكلَّكُ بكلّ أُعْجُوبةِ .
( و ) السُّطَّاح ( كرُّمّان : نَبْتٌ ) ، والواحدة سُطَّاحَةٌ . قال الأَزهريّ :
السُّطَّاحَة : بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا المَاشِشَة ، وتُغْسَل بوَرَقِها الرُّؤُوس .
وقيل : هي نَبْتَةٌ سُهْليّة وقيل : هي شَجرةٌ تَنْبُتُ في الدِّيَارِ في
أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطِّحَةً ، وهي قليلةٌ ، وليست فيها معنفعةٌ . ( و ) قيل
: السُّطَّاح : ( ما افْتَرَشَ من النصبَاتِ فانْبَسَطَ ) ، ولم يَسْمُ ؛ عن أَبي
حَنيفَة .
( و ) المِسْطَحُ ( كمِنْبَرٍ ) وتُفتح مِيمه ؛ قاله الجوْهَرِيّ : مكانٌ مُسْتَوٍ
يُبْسَطُ عليه التَّمْرُ ويُجَفَّف ؛ كذا في الرّوض للسُّهيليّ ، ويُسمَّى (
الجَرِين ) ، يَمانِيَةٌ . ( و ) المِسْطَح : ( عَمُودٌ للخِبَاءِ ) . وفي الحديث
: ( أَن
____________________
(6/473)
حَمَلَ بنَ مالكٍ للنّبيّ صلى الله عليه وسلم كُنتُ بين
جَارِيَتَيْنِ لي ، فضربَتْ إِحداهما الأُخْرَى بمِسْطَح ، فأَلْقَتْ جَنيناً
مَيتاً وماتَتْ ) . فقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمبِدِيَةِ
المَقْتُولةِ على عاقِلَةِ القَاتِلَةِ ، وجَعَلَ في الجَنينِ غُرَّةً ) . وقال
عَوْفُ بن مالك النَّصْريّ . وفي حواشي ابن بَرِّيّ : مالكُ بن عَوْفٍ :
تَعرَّضَ ضَيْطَارُو خُزاعةَ دُونَنا
وما خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقلِّب مِسْطَحاً
يقول : ليس له سِلاحٌ يُقَاتِل به غير مِسْطَحٍ . والضِّيْطار : الضَّخْم الّذي لا
غَنَاءَ عندَه .
( و ) المِسْطَح : ( الصَّفَاةُ يُحَاطُ عليها بالحِجَارَةِ ليَجْتَمِعَ فيها
الماءُ ) . وفي ( التَّهْذِيب ) : المِسْطَحُ : صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصَّخر ،
يُحوَّط عليها لِماءِ السَّمَاءِ . قال : ورُبما خَلَقَ الله عند فَمه الرَّكِيَّة
صَفَاةً مَلْسَاءَ مُستَوِيةً فيُحَوَّط عليها بالحجارة ويُسْتَقَى فيها للإِبل ،
شِبْه الحَوْض .
( و ) المِسْطَحُ ( كُوزٌ ) يُتَّخذ ( للسَّفَر ذِو جَنْبٍ واحدٍ ) كالمِسْطَحَةِ
، وهي به مِطْهَرَةٍ ليست بمُربَّعةٍ .
( و ) المِسْطَحُ : ( حَصِيرٌ ) يُسَفُّ ( من خُوصِ الدَّوْمِ ) . ومنه قول تَميمِ
بن مُقْبِل :
إِذا الأَمْعَزُ المَحْزْوُّ آضَ كأَنّه
من الحَرِّ في حَدِّ الظَّهِيرةِ مِسْطَحُ
وقال الأَزهريّ : قال الفرَّاءُ : هو المِسْطَح والمِحْوَر ، ( و ) المسْطَح : (
مِقْلًى عَظِيمٌ للبُرّ ) يُقْلَى فيه . ( و ) المِسْطَح : ( الخَشَبَةُ
المُعَرَّضة على دِعَامَتِي الكَرْمِ بالأُطُر ) . قال ابن شُمَيْل . إِذا عُرِّش
الكرم عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يُحْفَر لها في الأَرض ، لكلّ دِعَامَة شُعْبَتَانِ ،
ثم تُؤخَذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّض على الدِّعَامَتَيْنِ ، وتُسَمِّى هاذه الخَشَبَةُ
المُعَرَّضَةُ المِسْطَحَ ، ويُجْعَل على المَسَاطِحِ أُطُرٌ من أَدناها إِلى
أَقصاها .
____________________
(6/474)
( و ) المِسْطح : ( المِحْوَر يُبْسَطُ به الخُبْزُ ) .
( و ) مِسْطَحُ ( بن أُثَاثَةَ ) بنِ عَبّادِ بنِ عبد المُطَّلِب بن عبدِ مَنَافٍ
( الصّحابيّ ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ، وأُمُّه أُمّ مِسْطَحٍ : مُطَّلِبِيّة .
( وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ ، كمُحَمَّد : مُنْبَسِطٌ جِدًّا ) . وسَطْحٌ مُسَطَّحٌ :
مُسْتَوٍ .
( ) ومما يستدرك عليه :
رَأَيْت الأَرْضَ مَسَاطِحَ ، لا مَرْعَى بها ، شُبِّهَتْ بالبُيُوت المَسطوحة .
وتَسَطَّحَ الشَّيْءُ وانْسَطَح : انْبَسَطَ .
وتَسْطِيحُ القَبْرِ : خِلاَفُ تَسْنِيمه .
وسَطَحَ النَّاقَةَ : أَناخَها .
والمِسْطَاحُ : لُغة في المِسْطَح ، بمعنَى الجَرينِ .
وأُمّ سَطِحٍ . قريَة بمصْر .
سفح : ( السَّفْح : ع ) ، قال الأَعش :
تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكثيبَ فذا قا
رٍ فَرَوْضَ القَطَا فدَاتَ الرِّئالِ
( و ) من المجاز : السَّفْح : ( عُرْض الجَبَل ) حيث يَسْفَح فيه الماءُ ، وهو
عُرْضُه ( المُضْطجِع ، أَو أَصْلُه ، أَو أَسفلُه ، أَو الحَضِيضُ ) ؛ كلّ ذالك
أَقوالٌ مذكُورَةٌ . ( ج سُفوحٌ ) ، بالضّمّ .
( وسَفَحَ الدَّمَ ، كمَنَع : أَراقَه ) وصَبَّه . وسَفَحْت دَمَه : سَفَكْته .
وسَفَحْت الماءَ : أَهرَقْته . ويقال : بينهم سِفاحٌ . أَي سَفْكٌ للدِّماءِ . وفي
حديث أَبي هِلالٍ : ( فقُتِلَ على رَأْس الماءِ حتّى سَفَحَ الدَّمُ الماءَ ) .
جاءَ تفسيرُه في الحديث أَنه غَطَّى الماءَ . قال ابن الأَثير : وهاذا لا يُلائم
اللُّغَةَ ، لأَنّ السَّفْح الصّبّ ، فيحتمل أَنه أَراد أَنّ الدّم غَلَبَ الماءَ
فاسْتَهْلَكه ، كالإِناءِ المُمْتَلِىء إِذا صُبَّ فيه شَيْءٌ أَثْقلُ ممّا فيه فإِنه
يَخْرُج ممّا فيه بقَدْر ما صُبّ فيه ، فكأَنه من كثَرةِ الدَّم انْصَبَّ الماءُ
الّذي كان في ذالك المَوْضع ، فخَلَفَه الدَّمُ . ( و ) سَفَحَ ( الدَّمْعَ :
أَرْسَلَه ) يَسْفَحُه ( سَفْحاً وسُفُوحاً . و ) سَفَحَ ( الدَّمْعُ ) نَفْسُه (
سَفُحاً وسُفوحاً
____________________
(6/475)
وسَفَحَاناً ) ، محرَّكَةً ( : انصَبَّ ) . قال الطِّرِمْاح
:
مُفَجَّعةً لا دَفْعَ للضَّيْمِ عِندَهَا
سِوَى سَفَحَانِ الدَّمْعِ منْ كلِّ مَسْفَحِ
( وهو ) دَمْعٌ ( سافِحٌ ، ج سَوافِحُ ) ودَمْعُ سَفُوحٌ : سافِحٌ ، ومَسفوحٌ .
( والتَّسَافُح ، والسِّفَاح ، والمُسَافَحَةُ ) : الزِّنَا و ( الفُجور ) . وفي (
المِصْباح ) : المُسَافَحَة : المُزانَاة ، لأَنّ الماءَ يُصَبّ ضائعاً . انتهى .
وفي التَّنْزيل { مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ } ( النساء : 24 ) و ( المائدة
: 50 ) قال الزَّجّاج : وأَصلُ ذالك من الصَّبِّ . تقول : سافَحْتُه مُسافَحةً
وسِفاحاً ، وهو أَن تُقِيمَ امرأَةٌ مع رَجُلٍ على الفُجُورِ من غير تَزْويجٍ
صَحِيحٍ . وفي الحديث : ( أَوَّلُه سِفَاحٌ وآخرُه نِكاحٌ ) . وهي المرأَةُ
تُسَافِحُ رجلاً مدة ، قيكون بينهما اجتماع على فجُور ، ثم يَتَزَوّجُها بعدَ ذالك
. وكَرِهَ بعضُ الصَّحَابَةِ ذالك ، وأَجازه أَكثرُهم قال : وسُمِّيَ الزِّنا
سِفاحاً لأَنّه كان عن غَيْرِ عَقْدٍ ، كأَنّه بمنزلةِ الماءِ المَسفوح الّذي لا
يَحْبِسه شَيْءٌ . وقال غيرُه : سُمِّيَ الزَّنَا سِفاحاً لأَنه ليس ثَمَّ حُرْمةُ
نِكَاحٍ ولا عَقْدُ تَزْوِيجٍ ، وكلُّ واحد منهما سَفَح مَنْيَته أَي دَفَقَهَا
بلا حُرْمَةٍ أَباحَتْ دَفْقَهَا . وكان أَهلُ الجاهليّة ، إِذا خَطَبَ الرَّجلُ
المَرْأَةَ قال : أَنْكِحيني ، فإِذا أَرادَ الزِّنا قال : سافِحيني .
( والسَّفَّاح ، ككَتّان ) : الرّجلُ ( المِعْطاءُ ) ، مُشتقٌّ من ذالك ، ( و ) هو
أَيضاً الرّجلُ ( الفَضِيحُ ) . ورجلٌ سَفّاحٌ ، أَي قادِرٌ على الكلام . ( و )
السَّفّاح : لَقَب أَميرِ المؤمنينَ ( عبد الله بن محمّدِ ) بن عليّ بنِ عبدِ الله
بنِ عبَّاس ، رَضِيَ اللَّهُ عنهم ، ( أَوّل خُلفاءِ بني العبّاس ) ، وآخِرُهم
المُسْتَعْصِم بالله المقتولُ ظُلْماً ، وأَخبارُهم مشهورة . ( و ) السَّفَّاحُ (
رئيسٌ للعربِ ) .
____________________
(6/476)
( و ) السَّفّاح : ( سَيْفُ حُمَيْدِ بنِ بَحْدَل ) ، بالحاءِ المهملة ، على وزْن
جَعْفَر .
( والسُّفُوح ) ، بالضَّمّ : جمْع سَفْحٍ وهي أَيضاً ( الصُّخورُ اللَّيِّنَةُ )
المُتَزلِّقة .
( والسَّفِيح : الكِسَاءُ الغَلِيظُ . و ) من المَجَاز : السَّفِيحُ أَيضاً : (
قِدْحٌ من ) قِدَاحِ ( المَيْسِرِ ) ممّا ( لا نَصِيبَ له ) . وقال اللِّحْيَانيّ
: السَّفِيح : الرّابِعُ من القِدَاحِ الغُفْلِ ، الّتي لَيْسَتْ لها فُرُوضٌ ولا
أَنْصِبَاءُ ، ولا عليها غُرْمٌ ، وإِنما يُثَقَّل بها القِدَاحُ اتِّقَاءَ
التُّهَمَةِ . وقال في موضِعٍ آخَرَ : يَدْخُلُ في قِدَاحِ المَيْسرِ قِداحٌ
يُتكثَّر بها كَرَاهَةَ التُّهَمَة ، أَوّلُها المُصَدَّر ، ثم المُضَعَّف ، ثم
المَنِيح ، ثم السَّفِيح ، ليس لَهَا غُنْمٌ ولا عليها غُرْمٌ .
( و ) السَّفِيح : ( الجُوَالِقُ ) ، كالخُرْج يُجْعَل على البَعير . قال :
يَنْجُو إِذا ما اضْطرَبَ السَّفيحانْ
نَجَاءَ هِقْلٍ جافلٍ بفَيْحَانْ
( والمَسْفوح : بَعيرٌ ) قد ( سُفِحَ في الأَرْض ومُدَّ ، والواسِع ، والغَليظُ )
. وإِنه لمسقوحُ العُنُقِ ، أَي طَوِيلُه غليظُه . ومن المَجَاز : جَملٌ مَسفوحُ
الضُّلُوعِ : ليس بكَزِّهَا . ( و ) المَسْفُوح : ( فَرَسُ صَخْرِ بنِ عَمْرِو بن
الحارِث ) .
( و ) من المجاز : ( المُسَفِّح ) كمحدِّث : يقال لكُلّ ( من عَملَ عملاً لا
يُجْدِي عليه ، وقد سَفَّحَ تَسْفِيحاً ) ، شُبِّه بالقِدْح السَّفيح ، وأَنشد :
ولَطَالَمَا أَرَّبْتَ غَيرَ مُسَفِّح
وكَشَفْتَ عن قَمَعِ الذُّرَى بِحُسامِ
قوله : أَرَّبْت ، أَي أَحْكَمْتَ .
( و ) يقال : ( أَجْرَوْا سِفاحاً ، أَي بغَيْرِ خَطَرٍ ) .
( و ) من المَجَاز : ( ناقةٌ مَسْفوحةُ الإِبْطِ ) ، أَي ( واسعَتُه ) ، وفي
الأَساس :
____________________
(6/477)
واسِعَتُهَا . قال ذو الرُّمّة :
بمَسْفُوحَةِ الآباطِ عُرْيَانَةِ القَرَا
نِبَالٍ تَوَالِيها رِحَابٍ جُنوبُهَا
( والأَسْفَح ) ، بالفَاءِ ( : الأَصْلَعُ ) لُغَة في القاف ، وسيأْتى قريباً .
( ) ومما يستدرك عليه :
يُقَال لابن البَغِيِّ : ابنُ المُسَافِحة . وقال أَبو إِسحاقَ : المُسَافِحَة :
التي تَمتنِعُ عن الزِّنَا .
وللوَادِي مَسَافِحُ : مَصَابُّ
ومن المَجاز : بينهما سِفَاحٌ : قِتالٌ أَو مُعَاقَرَةٌ .
سقح : ( السَّقَحَةُ ، محَرَّكةً : الصَّلَعَةُ
. والأَسقَحُ : الأَصْلَعُ ) ، وسيأْتي في الصّاد قريباً .
سلح : ( السِّلاَح ) ، بالكسر ( والسِّلَح ،
كعِنَبٍ ) ، وضَبطه الفَيُّوميّ في المِصباح كحَمَلٍ ، ( والسُّلْحَان ، بالضّمّ :
آلَةُ الحَرْب ) ، وفي ( المصباح ) : ما يُقاتلُ به في الحَرْب ويُدافع ، ( أَو
حَديدَتُهَا ) ، أَيما كانَ من الحَدِيدِ ؛ كذا خَصَّه بعضُهُم ، يذَكَّر (
ويؤنَّث ) ، والتّذكير أَعلَى ، لأَنه يُجْمَعُ على أَسْلِحَةٍ ، وهو جمعُ المُذكَّرِ
، مثل حِمَارٍ وأَحْمِرَة ورِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ . ( و ) ربما خُصّ به ( السَّيْفُ
) . قال الأَزهَريّ : والسَّيْف وَحدَه يُسمَّى سِلاحاً ، قال الأَعشى :
ثَلاثاً وشهْراً ثُمّ صَارَتْ رَذِيَّةً
طَلِيحَ سِفارٍ كالسَّلاح المُفَرَّدِ
يَعْنِي السَّيْفَ وَحْده . ( و ) السِّلاحُ ( القَوْسُ بلا وَترٍ . والعَصَا )
تُسمَّى سِلاحاً ، ومنه قولُ ابن أَحمر :
ولَسْتُ بعِرنَةٍ عرِك ، سلاحي
عَصاً مَثْقُوبَةٌ تَقصُ الحِمَارَا
والجمْع أَسْلحَةٌ وسُلُحٌ وسُلْحانٌ .
( وتَسلَّحَ ) الرَّجلُ : ( لَبِسَه ) ، وهو مُتَسلِّحٌ .
( والمسْلَحة ، بالفتح ) : مثلُ
____________________
(6/478)
( الثَّغْر ) والمَرْقَب ، وجمعُه المسَالِحُ ، وهي مواضعُ
المخافةِ . وفي الحديث : ( كان أَدْنى مسالحِ فارِس إِلى العَرَب العُذَيْب ) .
قال بِشْرٌ :
بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ
أَضرَّ بها المَسَالِحُ والغِوَارُ
وقال الشَّمّاخُ :
تَذكَّرتُها وهْناً وقدْ حال دُونِا
قُرَى أَذْرَبِيجان المَسَالحُ والجالُ
( و ) المَسْلَحة أَيضاً : ( القَوْمُ ذَوُو سِلاحٍ ) في عُدَّةٍ ، بموْضعِ رَصْدٍ
، قد وُكِّلوا به بإِزاءِ ثَغْرٍ ، واحِدُهم مَسْلَحِيّ . ونَسَبَ شيخُنا
التَّقْصيرَ إِلى المُصنّف ، وهو غيره لائقٍ ، لكَوْنِ الّذِي استدركه مفهومٌ من
كلامِه هاذا . وفي النهاية : سُمُّوا مَسْلَحَةً لأَنُّهم يكونون ذَوِي سِلاحٍ ،
أَو لأَنّهم يسكُنون المسْلَحَةَ ، وهي كالثَّغْرِ والمَرْقَبِ ، يكون فيه أَقوامٌ
يَرْقُبون العَدُوَّ لئلاّ يَطْرُقَهم على غَفْلَةٍ ، فإِذا رأَوْه أَعْلَمُوا
أَصحابَهُم ليتأَهَّبُوا له . وقال ابنُ شُميل : مَسْلحَةُ الجُنْدِ : خَطَاطيفُ
لهم بين أَيديهم يَنْفُضُون لهم الطَّرِيقَ ، ويَتجَسَّسون خبَر العدُوِّ ،
ويعْلمون عِلْمهم ، لئلاّ يَهْجُمَ عليهم ، ولا يدَعُون واحداً من العدوِّ
يَدْخُلُ بلاَدَ المسلمين ، وإِنْ جَاءَ جَيْشٌ أَنذَروا المُسلمين .
( ورجلٌ سالِحٌ : ذو سِلاَحٍ ) كقولهم تامِرٌ ولابِنٌ .
( و ) السُّلاَح ( كغُرَابٍ : النَّجْوُ ) ، ومثلُه في الصّحاح . وفي الهامش :
صوابُه : النَّجْوُ الرَّقيقُ . ( وقد سَلَحَ ) الرَّجُلُ ( كمَنَع ) يَسْلَحُ
سلْحاً ، ( وأَصْلَحه ) غيرُه .
( وناقةٌ سالِحٌ : سَلَحَت من البَقْلِ ) وغيرِه . وسَلَّحَ الحَشيشُ الإِبلَ .
وهاذِه الحَشِياةُ تُسَلِّح الإِبلَ تَسليحاً .
( والإِسلِيحُ ) ، بالكسر : ( نَبْتٌ ) سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ ظَاهِراً ، وله
وعرَقَةٌ دقِقَةٌ لطيفةٌ وسَنِفَةٌ مَحْشُوَّةٌ حَبًّا كحَبِّ الخَشْخاشِ ، وهو
نباتِ مَطرِ
____________________
(6/479)
الصَّيف ، يُسْلِح الماشِيَةَ ، الواحد إِسْلِيحة : (
تَغْزُر عليه الأَلبانُ ) ، وفي نُسخة : تكثر ، بدل : تَغْزُر ، وفي أُخرى :
الإِبل ، بدل : الأَلبان ؛ وجمع بينهما الجَوْهَرِيّ . قالت أَعرابِيَّةٌ ، وقيل
لها : ما شَجَرَةُ أَبِيكِ ؟ فقالت : شَجَرَةُ أَبي الإِسْلِيحُ : رَغْوَةٌ
وصَرْيح ، وسَنَامٌ إِطْرِيح . وقيل : هي بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ ،
تَنْبُتُ في الشِّتَاءِ ، تَسْلَحُ الإِبلُ إِذا استكثرَتْ منها . وقيل : هي
عُشْبَةٌ تُشبِه الجِرْجِيرَ ، تَنْبُت في حُقُوفِ الرَّمْلِ قال أَبو زِياد :
مَنابتُ الإِسْليح الرَّمْل وهمزة إِسْلِيح مُلْحِقة له ببناءِ قِطْمِير ، بدليل
ما انضاف إِليها من زيادة الياءِ معها . هاذا مذهب أَبي عليّ . قال ابن جِنِّي :
سأَلتُه يوماً عن تِجْفَافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بباب قِرْطَاسٍ ؟ فقال : نعم .
واحتجَّ في ذلك بما انضاف إِليها من زيادة الأَلف معها . قال ابن جِنِّي : فعَلى
هاذا يجوز أَن يكون ما جاء عنهم من باب أُمْلُود وأَظفورٍ ملحقاً بَسْلُوحٍ
ودُمْلوج ، وأَن يكون إِطْرِيحٌ وإِسْلِيحٌ مُلْحَقاً بباب شِنْظيرٍ وخِنْزير .
قال : ويبْعُد هاذا عندي ، لأَنه يَلْزَم منه أَن يكون باب إِعْصَار وإِسْنَام
ملْحقاً بباب حِدْبارٍ وهِلْقَامٍ ، وبابُ إِفْعالٍ لا يكون ملحقاً ، أَلاَ تَرَى
أَنه في الأَصل للمصدر نحو إِكرام وإِنعام ، وهاذا مصدر فِعْلٍ غير مُلحَق ، فيجب
أَن يكون المصدر في ذلك على سَمْتِ فِعْلِه غير مخالفٍ ، له . قال : وكأَنّ هاذا
ونَحْوه إِنّما لا يكون ملحَقاً من قبلِ أَنّ ما زِيدَ على الزِّيَادة الأُولى في
أَوَّله إِنّما هو حرفُ لينٍ ، وحرْفُ اللَّينِ لا يكون للإِلحاق ، إِنما جِيءَ به
لمعنًى ، وهو امتداد الصَّوْتِ به ، وهاذا حديثٌ غيرُ حديثِ الإِلحاق ، أَلاَ
تَرَى أَنّك إِنما تُقابِل بالمُلحَق الأَصْلَ ، وبابُ المدِّ إِنّما هو الزِّيادة
أَبداً . فالأَمرانِ على ما ترَى في البُعد غايتانِ ؛ كذا في ( اللسان ) .
( و ) سَلِيح ( كجَرِيح : قَبِيلةٌ باليَمن ) ، هو سَلِيحُ بنُ حُلْوَانَ بن
____________________
(6/480)
عَمْرَه بن الْحَافِ بن قُضَاعَةَ . قلت : واسمه عَمْرٌ و ،
وهو أَبو قَبِيلةٍ ، وإِخوته أَربعُ قبائلَ : تَغْلِبَ الغَلْبَاءَ ، غُشَمَ ، ورَبّانَ
، وتزيدَ ، بني حُلْوانَ بن عَمْرٍ و .
( وسَيْلَحُونُ ) بالفتح ( : ة ) أَو مدينةٌ باليمن ، على ما في المُغْرِب ( ولا
تَقُل : سالَحُونَ ) ، فإِنه لُغَة العامّة ، بنصب النُّون ورفعها . وقد ذُكر
إِعرابه وما يَتعلَّق به في ( نصب ) فراجِعْه . وقال اللّيث : سَيْلَحِينُ :
موضِعٌ ، يقال : هاذه سيْلَحُونُ ، وهاذه سيْلَحينُ ، وأَكثرُ ما يقال : هاذه
سَيْلَحونَ ، ورأَيت سَيْلَحِيْنَ .
( والسُّلَحُ ، كصُرَدٍ ) : وَلَدُ الحَجَلِ . مثلُ السُّلَكِ والسُّلَفِ ، ( ج )
سِلْحانٌ ( كصِرْدَانٍ ) في صُرَدٍ ، أَنشد أَبو عَمْرو لجُؤَيَّةَ :
وتَتْبَعُهُ غُبْرٌ إِذا ما عَدَا عَدَوْا
كسِلْحَانِ حِجْلَى قُمْنَ حِينَ يقُومُ
وفي ( التّهذيب ) : السُّلَحَةُ والسُّلَكة : فَرْحُ الحجل ، وجمعُه سِلْحانٌ
وسِلْكَانٌ .
( و ) عن ابن شُميل : السَّلَح ( بالتَّحْريك : ماءُ السّماءِ في الغُدْرانِ )
وحيث ما كان . يقال : ماءُ العِدِّ ، وماءُ السَّلَحِ . قال الأَزهريّ : سمعْت
العربَ تقول لماءِ السماءِ : ماءُ الكَرَعِ ، ولم أَسمع السَّلَح .
( وسَلَّحْتُه السَّيْفَ ) ، جاءَ ذالك في حديث عُقْبَةَ بنِ مالِكٍ ( بَعَثَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمسَرِيَّةً فسَلَّحْتُ رَجلاً منهم سَيفاً ) ،
أَي ( جَعلْتُه سِلاحَه ) . وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه لما أُتِيَ بسَيْفِ
النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ دَعَا جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ فسَلَّحه إِيّاه . وفي
حديث أُبَيَ قال له : ( من سَلَّحَك هاذا القَوْسَ ؟ قال : طُفَيل ) .
( و ) سَلاَح ( كسَحابٍ أَو قَطَامِ : ع أَسْفَلَ خَيْبَرَ ) . وفي الحديث : (
حَتَّى يكون أَبْعَدَ مَسالِحِهم سَلاَح ) . ( وماءٌ لبني كِلاَبٍ مَنْ شَرِبَ منه
سَلَحَ ) . وحَقيقٌ
____________________
(6/481)
أَن يكون بهاذه الصِّفَةِ ماءُ أَكرى .
( وسَلْحِينُ ) ، بالفتح ، ( حِصْنٌ كان باليَمن ) يُحْكَى عنه أَنه ( بُنِي في
ثَمانِين سَنَةً ) وفي الرَّوض : بَيْنُونُ وسَلْحِينُ : مدينتانِ عظمتانِ عظيمتان
خَرَّبْهما أَرْياطُ ، قال الشاعر :
بَعْدَ بَينُونَ لاعَينٌ ولا أَثَرٌ
وبعدَ سَلْحِينَ يَبْنِي النَّاسُ أَبياتَا
( و ) السُّلْح ( كقُفْل : ماءٌ بالدَّهْنَاءِ لبني سَعْد ) بنِ ثَعْلَبَةَ . ( و
) السُّلْح : ( رُبٌّ يُدْلَكُ به نِحْيُ السَّمْنِ ) لإِصْلاحه .
( وقد سَلَّح نِحْيَه تَسْليحاً ) ، إِذا دَلَكَه به .
( ومُسَلَّحَة ، كمُعَظَّمة : ع ) قال :
لهم يومُ الكُلابِ ويوم قَيس
أَراقَ على المُسَلَّحَةِ المَزادَا
( ) ومما يستدرك عليه :
سِلاحُ الثَّورِ : رَوْقاه ، سُمِّيَ بذالك لأَنه يَذُبُّ بهما عن نَفْسِه . قال
الطَّرمّاح يَذكر ثَوْراً يَهُوزُّ قَرْنَه للكلاب ليطْعَنها به :
يَهُزُّ سِلاحاً لمْ يَرِثْهَا كَلاَلَةً
يَشُكُّ بها مِنها أُصُولَ المَغَابِنِ
إِنما عَنَى رَوْقَيْه .
ومن المَجَاز : أَخَذَت الإِبلُ سِلاَحَها : إِذا سَمِنَتْ . وكذا تَسلَّحت
بأَسْلِحتِها . قال النَّمرُ بن تَوْلَب :
أَيّامَ لمْ تأْخُذْ إِليَّ سِلاحَهَا
إِبَلي بِجِلَّتِهَا ولا أَبْكارِهَا
قال ابن منظور : وليس السِّلاح اسماً للسِّمَن ، ولكن لمّا كانت السَّمِينة
تَحْسُن في عَيْن صاحِبها فيُشْفِقُ أَن يَنْحَرَهَا ، صار السِّمَنُ كأَنّه
سِلاحٌ لها ، إِذ رَفَعَ عنها النَّحْرَ . وفي كتاب الفَرْق لابنِ السيِّد : يقال
: لأَن صاحبَها يَمْتَنِعُ من نَحْرِهَا ،
____________________
(6/482)
لحُسْنِهَا في عَيْنِه ، ولكثرةِ أَلبانها ، قال :
إِذا سَمِعتْ آذانُها صَوْتَ سائلٍ
أَصاخَتْ فلم تَأْخُذْ سِلاحاً ولا نَبْلاً
وسبق في رمح مثل ذالك .
والمَسْلَحِيّ : المُوَكَّل بالثَّغْرِ والمُؤَمَّر .
والسَّلْحُ : اسمٌ لِذِي البَطْن . وقيل : لَمَا رَقَّ منه ، ومن كلِّ ذي بَطْنٍ .
وجمْعه سُلُوحٌ وسُلْحَانٌ . قال الشّاعر فاستعاره للوَطْواط :
كأَنّ برُفْغَيْهَا سُلوحَ الوَطاوِطِ
وأَنشد ابن الأَعرابيّ في صفة رجل :
مُمْتَلِئاً ما تَحتَه سُلْحَانَا
وفي ( المصباح ) : هو سَلْحَةٌ ، تسميةٌ بالمصدر . وفي ( الأَساس ) : هو أَسْلَحُ
من حُبَارَى . وفي ( اللسان ) : والمَسْلَحُ : مَنْزِلٌ على أَرْبَعِ منَازِلَ من
مكَّةَ والمَسَالِحُ : مواضِعُ ، وهي غير التي تقدّمت .
ومن المجاز : الغَرَب تُسمِّي السِّماكَ الرّامحَ : ذو السِّلاحِ ، والآخرَ :
الأَعْزلَ ؛ وهاذا من الأَساس .
سلطح : ( السُّلْطُح ، بالضّمّ : جبَلٌ
أَمْلَسُ ) .
( و ) السُّلاطِحُ ( كعُلابِطٍ : العِرِيضُ ) ، قاله الأَزهريّ ، وأَنشد :
سُلاطِحٌ يُنَاطِحُ الأَباطِحَا
( و ) سُلاطِحٌ : ( واد في دِيَارِ مُرَادٍ ) القبيلةِ المشهورة .
( والسَّلَنْطَح ) بالفتح ، ( والمُسْلَنْطِح ) بالضّم : ( الفَضَاءُ الوَاسعُ ) ،
وسيذكر في الصّاد المهملة .
والاسْلِنْطَاح : الطُّولُ والعَرْضُ ، يقال : قد اسْلَنْطَحَ . قال ابن قَيْسِ
الرُّقَيّات :
أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطَاحِ ولم
تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
____________________
(6/483)
قال الأَزهَرِيّ : الأَصل السَّلاطح ، والنُّون زائدةٌ .
( والسَّلَوْطَحُ : ع ) بالجزيرةِ ، موجودٌ في شعْرِ جَرير ، مفسَّراً عن
السُّكَّرِيّ ، قال :
جَرَّ الخليفةُ بالجنودِ وأَنتمُ
بين السَّلَوْطَحِ والفُراتِ فُلُولُ
( و ) يقال : ( جاريةٌ سَلْطَحَةٌ ) ، أَي ( عَريضةٌ ) .
( واسْلَنْطَحَ ) الرَّجلُ : ( وَقَعَ على ) ظَهْرِه . ورجلٌ مُسْلَنطِحٌ ، إِذا
انْبسطَ واسْلَنْطَحَ أَيضاً : وَقَعَ على ( وَجْهِهِ ) كاسْحَنْطَرَ . ( و ) اسْلَنْطَحَ
( الوادي : اتْسعَ ) . واسْلَنْطَحَ الشَّيْءُ : طالَ وعَرُضَ ؛ كما في ( اللسان )
.
سمح : ( سَمُحَ ، ككَرُمَ ، سَمَاحاً
وسَمَاحَةً وسُمُوحاً وسُمُوحَةً ) ، بالضّم فيهما ( وسَمْحاً ) ، بفتح فسكون (
وسِمَاحاً ، ككِتَابِ ) ، إِذا ( جادَ ) بما لَدَيْه ( وكَرُمَ ) قال شيخنا :
المعروف في هاذا الفعلِ أَنه سَمَحَ كمنَعَ ، وعليه اقْتَصرَ ابنُ القَطّاع وابنُ
القوطِيّة وجماعةٌ . وسَمُح ، ككَرُم ، معناه صارَ من أَهلِ السَّمَاحَة ، كما في
( الصّحاح ) وغيره . فاقتصارُ المصنِّفِ على الضّمّ قُصُورٌ . وقد ذَكَرهما معاً
الجوهريُّ والفَيُّوميّ وابنُ الأَثير وأَرباب الأَفعالِ وأَئمّة الصَّرْف وغيرُهم
. انتهَى ( كأَسْمَحَ ) ، لُغَة في سَمُحَ . وفي الحديث : يقول الله تعالى : (
أَسْمِحوا لعَبْدِي كإِسْماحِه إِلى عِبَادي ) . يقال : سَمَحَ وأَسْمَح : إِذا
جادَ وأَعْطَى عن كَرَمٍ وسَخَاءٍ ، وقيل : إِنما يُقَال في السَّخَاءِ : سَمَحَ ،
وأَما أَسْمَح فإِنما يقال في المُتَابَعَة والانْقِياد ؛ والصّحيح الأَول .
وسَمَحَ لي فُلانٌ : أَعطاني . وسَمَحَ لي بذالك يَسمَح سَماحةً ، وأَسْمَحَ
وسَامَح : وافَقَني على المَطلوب ؛ أَنشد ثَعلَبٌ :
لو كُنتَ تُعْطِي حينَ تُسأَلُ سامحَتْ
لك النَّفْسُ واحْلوْلاكَ كُلُّ خَليلِ
____________________
(6/484)
( فهو سَمْحٌ ) ، بفتح فسكون . قال شيخنا : كلامُه صريحٌ كالجوهريّ في أَن
السَّمْح يُستعمَلُ مصدراً وصِفَةً من سَمُح بالضّمّ ، كضَخُم فهو ضَخْمٌ . والّذي
في ( المصباح ) أَنه كَكَتِفٍ ، وسكون الميم في الفاعل تخفيف . ( وتَصْغَيرُه
سُمَيْحٌ ) ، على القياس ، ( وسُمَيِّح ) ، بتشديد الياءِ ، وقد أَنكره بعضٌ .
( وسُمَحاءُ ككُرَمَاءَ ، كأَنّه جَمْع سَميحٍ ) كأَمير ، ( ومَسامِيحُ كأَنّه
جَمْع مِسْماحٍ ) ، بالكسر ، ومِسْمَحٌ ومَسامِحُ ، ( ونِسْوَةٌ سِمَاحٌ ليسَ
غَيرُ ) ، عن ثعلب ؛ كذا في ( الصّحاح ) . وفي ( المحكم ) و ( التهذيب ) : رجالٍ
ونساءٍ سِمَاحٍ وسُمَحَاءَ ، فيهما ؛ حكَى الأَخيرَ الفارسيّ عن أَحمدَ بنِ يَحيى
. ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَحٌ ومِسْمَاحٌ : سَمْحٌ ، ورجال مَساميحُ ، ونساءٌ مَساميحُ
. قال جرير :
غَلَبَ المَساميحَ الوَليدُ سَمَاحَةً
وكَفَى قُريشَ المُعضِلاتِ وسَادَهَا
وقال آخر :
فِي فِتحيَةٍ بُسْطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ
عندَ الفِضَالِ قَدِيمُهم لم يَدْثُرِ
( والسَّمْحَة للواحدةِ ) من النِّسَاءِ ( و ) السَّمْحَة : ( القَوْسُ
المُوَاتِيَةُ ) وهي ضِدّ الكَزَّةِ . قال صَخْرُ الغَيّ :
وسَمْحةٍ من قِسِيِّ زَارَةَ حَمْ
رَاءَ هَتوفٍ عِدادُهَا غَرِدُ
( و ) قولهم : الحَنِيفية السَّمْحةُ ، هي ( المِلَّةُ التي ما فيها ضِيقٌ ولا
شِدَّةٌ ) .
( والتَّسْميح : السَّيرُ السَّهْلُ . ( و ) التَّسْمِيحُ : ( تَثْقِيفُ الرُّمْحِ
) ورُمْحٌ مُسَمَّحٌ : ثُقِّفَ حتّى لاَن . ( و ) التَّسْمِيحُ : ( السُّرْعَة ) .
قال نَهْشَلُ بنُ عبدِ الله العَنْبَريّ :
سَمَّحَ واجْتَابَ بلاداً قِيَّا
____________________
(6/485)
وأَورده الجوهريّ شاهداً على السَّيْر السَّهْل . ( و )
التَّسْمِيحُ : ( الهَرَبُ ) . وقد سَمَّحَ : إِذا هَرَبَ .
( والمُساهَلة : كالمُسامَحَة ) ، فهُمَا مُتقَارِبان وَزْناً ومَعنًى . وفي (
اللسان ) : والمُسامَحة : المُساهَلَة في الطِّعان والضِّراب والعَدْوِ . قال :
وسَامَحْتُ ظَعْناً بالوَشيج المُقوَّمِ
( و ) السِّمَاحُ ( ككِتَابٍ ) كالسِّبَاح : ( بُيُوتٌ من أَدَمٍ ) حكاه ابنُ
الفَرَج عن بعض الأَعْرَابِ ، وأَنشد :
إِذا كان المَسَارِحُ كالسِّمَاحِ
( و ) تقول العَربُ : عليك بالحقّ ( فإِنّ فيه لمَسْمَحاً كمَسْكَنٍ أَي
مُتَّسَعاً ) ، كما قالوا : إِنّ فيه لَمَنْدُوحَةً . وقال ابنُ مُقْبِل :
وإِني لأَسْتَحْيِي وفي الحَقِّ مَسْمَحٌ
إِذا جَاءَ بَاغِي العُرْفِ أَنْ أَتَعَذَّرَا
( وسَمْحَةُ : فَرَسُ جَعْفَرِ بن أَبي طالبٍ ) الطّيَارِ ذي الجَنَاحَين رضي الله
عنه ، وهاذا الفرس من نَسْلِ خَيلِ بني إِيادٍ ، وبيتُه مشهورٌ موجودٌ نَسْلُه
إِلى الآنَ .
( وسُمْحَةُ بنُ سَعْدٍ ، وابنُ هِلالٍ ، كلاهما بالضّمّ .
وسُمَيْحَة ، كجُحَيْنَة : بِئرٌ بالمدينة غَزيرة ) الماءِ قَديمةٌ .
( وتَسامَحُوا : تَساهَلوا ) . وفي الحديث المشهور ( ارسَّمَاح رَبَاحٌ ) ، أَي
المُساهَلَة في الأَشياءِ تُربِحُ صاحِبَها .
( وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه ) وفي بعض النّسخ : قَرِينتُه أَي ( ذَلَّتْ نَفْسُه )
وتابَعَتْ ، وسامَحَتْ كذالك . ويقال : أَسْمَحتْ قَرِينتُه إِذا ذَلّ واستقامَ .
وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه لذالك الأَمر إِذا أَطاعَتْ وانْقادَت . ( و ) أَسْمَحت (
الدَّابّةُ : لانَتْ ) وانْقادَتْ ( بَعْدَ اسْتِصْعَابٍ ) .
( و ) من المجاز : ( عُودٌ سَمْحٌ بيِّنُ السَّماحَةِ والسُّمُوحةِ : مُسْتَوٍ
لَيِّنٌ ( لا عُقْدَةَ فيه ) . ويقال : ساجَةٌ
____________________
(6/486)
سَمْحَةٌ : قال أَبو حنيفة : وكلّ ما استَوَتْ نِبْتَتُه
حتّى يكون ما بين طَرَفَيْه منه ليس بأَدَقَّ مِن طَرَفَيْهِ أَو أَحدِهما : فهو
من السَّمْح .
( وأَبو السَّمْحِ ) : كحُنْيَةُ ( خَادِم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومولاه ،
رَوَى عنه مُحِلُّ بنُ خَليفةَ : يُغْسَلُ مِن بَوْلِ الجَارِيَة ) . ( و ) أَبو
السَّمْح : ( تَابِعيٌّ ، يُدْعَى عبدَ الرَّحْمان ، ويلَقّب دَرّاجاً ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
سَمَحَ وتَسمَّح : فَعَل شيئاً فسَهَّل فيه . وعن ابن الأَعرابيّ : سَمَحَ
بحاجَتِه ، وأَسْمح : سَهَّل له .
ويقال فُلانٌ سَمِيحٌ لمِيحٌ ، وسَمْحٌ لَمْحٌ .
سنح : ( السُّنْحُ ، بالضّمْ : اليُمْنُ
والبَرَكَةُ ) وأَنشد أَبو زيد :
أَقُول والطيرُ لَنَا سانِحٌ
يَجْرِي لَنَا أَيْمَنُه بالسُّعُودْ
( و ) السُّنْح : ( ع قُرْبَ المَدِينةِ ) المنوَّرةِ ، على ساكِنها أَفضلُ
الصّلاةِ والسّلامِ ، ويقال فيه بضمّتينِ أَيضاً . وفيه مَنَازِلُ بنِي الحارِثِ
بن الخَزْرجِ من الأَنصار ، ( كان به مَسْكَنُ ) أَميرِ المؤمنين ( أَبي بَكرٍ )
الصِّدِّيق ( رضي الله تعالى عنه ) ، لأَنه كانت له زَوْجَةٌ من بني الحارث بن
الخَزْرَج ، الّذين كَانَ السُّنحُ مَسكَنَهم ، وهي حَبِيبَةٌ أَو مُلَيْكةُ بنتُ
خارِجَة ، وكان عندها يومَ وَفاةِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما في حديث الوفاة
. ( ومنه ) ، أَي من هاذا الموضِع ( خُبَيُبُ بنُ عبد الرَّحْمان السُّنْحِيّ ) .
( و ) السُّنْح ( من الطّرِيقِ : وعسَطُه ) . قال اللِّحْيَانيّ : ضَلَّ عن سُنْحِ
الطَّرِيقِ ، وسُجْحِ الطَّرِيق : بمعنًى واحدٍ .
( و ) من المجاز : ( سَنَحَ لي رَأْيٌ ، كمَنَعَ ) ، يَسْنَحُ ( سُنُوحاً ) ،
بالضّمّ ( وسُنْحاً ) ، بضمَ فسكون
____________________
(6/487)
وسُنُحاً ، ( بضمّتين ، إِذا ) ( عَرَضَ ) لي . ( و ) سَنَح
( بكذا ) ، أَي ( عَرّضَ ) تَعْريضاً ولَحَنَ ( ولم يُصرِّحْ ) . قال سَوّارُ بنُ
مُضَرِّب :
وحَاجَةٍ دُونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ بها
جَعَلْتُهَا لِلَّتي أَخْفَيْتُ عُنْوَانَا
( و ) سَنَحَ ( فُلاناً عن رَأْيِه ) ، أَي ( صَرَفَه ورَدَّه ) عمّا أَرادَه ؛
قاله ابن السِّكِّيت . ( و ) سَنَحَ الرَّأْيُ و ( الشِّعْرُ لي ) يَسْنَحُ :
عَرَضَ لي أَو ( تَيسَّر . و ) سَنَحه ( به ، وعليه : أَحْرَجه ) ، أَي أَوقَعه في
الحَرَجِ ، أَ ( و أَصَابَه بَشَرَ . و ) سَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً
وسُنُحاً . وسَنَحَ لي ( الظَّبيُ ) يَسْنَح ( سُنُوحاً ) ، بالضّمّ إِذا مَرَّ من
مَيَاسِرِك إِلى مَيَامِنِك ، وهو ( ضِدُّ بَرَحَ . و ) في ( مجمع الأَمثال )
للمَيْدَانيّ : ( ( مَنْ لي بالسانِحِ بَعْدَ البارِحِ ) ، أَي بالمُبارَكِ بعد
الشُّؤْمِ ) . قال أَبو عُبيدةَ : سأَل يُونُسُ رُؤبَةَ وأَنا شاهِدٌ عن السّانِح
والبارِح . فقال : السَّانحُ : ما وَلاّكَ مَيامِنَه ، والبَارِح : ما ولاَّك
مَياسِره . وقال أَبو عَمْرٍ و الشّيبانيّ : ما جَاءَ عن يَمِينِك إِلى يسارِك ،
وهو إِذا وَلاَّكَ جانِبَه الأَيسرَ ، وهو إِنْسِيُّه ، فهو سانحٌ ؛ ووَلاَّكَ
جانبَه الأَيمنَ ، وهو وَحْشِيُّه ، فهو بارِحٌ . قال : والسَّانِحُ أَحسَنُ حالاً
من البَارِح عندهم في التَّيَمُّن ، وبعضُهم يَتشاءَمُ بالسّانح . قال عمْرُو بنُ
قَمِيئةَ :
وأَشْأَمُ طيرِ الزّاجِرِينَ سَنِيحُها
وقال الأَعشى :
أَجارَهُمَا بِشْرٌ مِن المَوْتِ بعْدَما
جَرى لهما طَيْرُ السَّنِيحِ بأَشْأَمِ
وقال أَبو مالكٍ : السَّانِح يُتَبرَّكُ به والبارِحُ يُتشاءَمُ به ، والجمعُ
سَوانِحُ . وقال ابن بَرِّيّ : العرب تختلِف في العِيَافة ، يعنِي في التَّيمُّنِ
بِالسَّانح والتشاؤُمِ بالبَارِحِ ، فأَهْلُ نَجْدٍ
____________________
(6/488)
يَتَيَمَّنون بالسّانح ، وقد يَستعمِل النَّجْدِيُّ لغةَ
الحِجَازيّ .
( والسَّنِيحُ ) كأَمِيرٍ : هو ( السَّانِح ) قال :
جَرَى يومَ رُحْنَا عامِدِينَ لأَرْضِها
سَنِيحٌ فقالَ القَوْم : مَرَّ سَنيحُ
والجمع سُنُحٌ ، بضمّتين ، قال :
أَبِالسُّنُحِ الميامنِ أَمّ ينَحْسٍ
تَمُرُّ بِه البَوارِحُ حين تَجْرِي
( و ) السَّنِيح : ( الدُّرُّ ) ، قاله بعضُهم ، قال أَبو دُوَادٍ يَذكُر نساءً :
وتَغَالَيْنَ بالسَّنيحِ ولا يَسْ
أَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ ما الأَخبارُ
( أَو ) السَّنِيح ( خَيْطُه ) الّذِي يُنَظَم فيه الدُّرُّ ( قَبْلَ أَن يُنْظَم
فيه ) فإِذا نُظِمَ فهو عِقْدٌ ، وجمعه سُنُحٌ . ( و ) السَّنيح : ( الحُلِيُّ )
قاله بعضُهم ، واستشهد بقولِ أَبي دُوَادٍ المتقدّم ذِكْرُه .
( و ) سُنَيْحٌ ( كزُبَيْرٍ : اسمٌ ) . وسَمَّوْا أَيضاً سنْحاً وسنيحاً .
( و ) في النّوادر : يقال : ( اسْتَسْنَحْتُه عن كذا ، وتَسَنَّحْته ) ، بمعنَى (
اسْتَفْحصْته ) ، وكذلك اسْتَنْحَسْتُه عن كذا ، وتَنَحَّسْته .
( وسِنْحَانُ ، بالكسر : مِخْلافٌ باليَمن . و ) سِنحَانُ : ( اسمٌ ) .
( ويُقَال : تَسَنَّحْ من الرِّيحِ ، أَي اسْتَذْر منها ) أَي اطْلُب منه الذَّرَا
.
( و ) يقال : ( رَجُلٌ سَنَحْنَحٌ ) ، أَي ( لا يَنَام اللَّيْلَ ) ، وأَوْرَدَه
ابن الأَثير وذكرَ قَوْلَ بعضِهِم :
أَي لا أَنام اللَّيْلَ أَبداً فأَنَا مُتَيقِّظٌ ، ويُروَى : ( سَعْمَع ) وسيأْتي
ذِكْره في موضعه .
____________________
(6/489)
( ) ومما يستدرك عليه :
السِّنْح ، بالكسر : الأَصْلُ ، ورُوِيَ بالجيم ، والخاءِ ، كما سيأَتي .
والسِّنَاحُ ، بالكسر : مَصْدَرُ سانَحَ ، كسَنَحَ ؛ ذكرَه الجوهريّ وأَوْرَد بيتَ
الأَعشى :
جَرَتْ لهُما طَيرُ السِّنَاحِ بِأَشْأَمِ
والسُّنُح ، بضمّتين : الظِّباءُ المَيامِين ، والظّباءُ المَشَائِمُ ، على
اختلافِ أَقوالِ العَرَب . قال زُهَير :
جَرَتْ سُنُحاً فقلتُ لها أَجِيزِي
نَوًى مَشْمولَةً فمَتَى اللِّقَاءُ
مَشْمُولَة ، أَي شامِلَة ، وقيل : مشمولة : أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ . وفي حديث
عائشةَ رضي الله عنها واعتراضِها بين يديه في الصلاة قالت : ( أَكْرَهُ أَن
أَسْنَحَه ) ، أَي أَكْرَه أَن استقبِلَه ببَدنِي في الصّلاة . وفي حديث أَبي بكرٍ
قال لأُسامةَ : ( أَغِرْ عليهم غارَةً سَنْحاءَ ) من سَنَحَ له الرَّأْيُ : إِذا
اعتَرَضَه . قال ابن الأَثير : هاكذا جاءَ في رواية ، والمعروف : سَحَّاءَ ، وقد
ذُكِر في موضعه .
سنطح : ( السِّنْطَاحُ ، بالكسر : الناقةُ الرَّحِيبَةُ الفَرْجِ ) ، كذا في (
التّهْذِيب ) ، وأَنشد :
يَتْبَعْنَ سَمْحَاءَ مِنَ السَّرَادِحِ
عَيْهَلةً حَرْفاً من السَّنَاطِحِ
سوح : ( *!السَّاحَة : النّاحِيةُ ، و ) هي
أَيضاً ( فَضَاءٌ ) يكون ( بين دُورِ الحَيِّ ) . *!وساحَةُ الدّارِ : باحَتُها .
( ج *!سَاحٌ *!وسُوحٌ *!وسَاحَاتٌ ) ، الأُولى عن كُراع . قال الجوهَرِيّ : مثل
بَدَنَةٍ وبُدْنٍ ، وخَشَبَة وخُشْبٍ . والتَّصغير سُوَيْحَةٌ .
سيح : (*! ساحَ الماءُ *!يَسيحُ *!سَيْحاً
*!وسَيَحَاناً ) ، محرَّكةً : إِذا ( جَرَى على وَجْهِ الأَرضِ . و ) ساح (
الظُّلُّ ) ، أَي ( فاءَ ) .
____________________
(6/490)
( *!والسَّيْحُ : الماءُ الجاري . و ) في ( التهذيب ) الماءُ ( الظاهِر ) الجارِي
على وَجْهِ الأَرض ، وجمعه *!سُيُوحٌ . وماءٌ سَيحٌ وغَيْلٌ ، إِذا جَرَى على
وَجحِ الأَرْض ، وجمْعه *!أَسْيَاحٌ . ( و ) الاسَّيْح : ( الكِسَاءُ المُخطَّطُ )
يُسْتَتَر به ويُفْتَرَش وقيل : هو ضَرْبٌ من البُرودِ ، وجمْعه سُيوحٌ . وأَنشد
ابن الأَعرابيّ :
وإِنّي وإِنْ تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي
شِفَاءُ الدَّقَى با بِكْرَ أُمِّ تَميمِ
( و ) *!سَيْحٌ : ( ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوفٍ ) ، وقال ذو الرُّمّة :
يا حَبَّذَا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ
( و ) سَيْحٌ : اسم ( ثَلاَثة أَوْدِ يَة باليَمامةِ ) ، بأَقْصَى العِرْض منها ،
لآل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ .
( *!والسِّيَاحَةُ ، بالكسر ، *!والسُّيُوحُ ) بالضّمّ ، ( *!والسَّيَحَانُ ) ،
محرَّكَةً ، ( والسَّيَحَانُ ) ، محرَّكَةً ، ( *!والسَّيْحُ ) ، بفتح فسكون ( :
الذَّهابُ في الأَرضِ للعِبَادة ) والتَّرَهُّب ؛ هاكذا في ( اللسان ) : وغيره .
وقولُ شيخنا : إِن قَيْدَ العِبَادَةِ خَلَتْ عنه أَكثرُ زُبُرِ الأَوّلين ،
والظّاهر أَنّه اصطلاحٌ ، مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . نَعمْ الّذي ذَكروه في معنى
*!السِّيَاحَةِ فقطْ ، يعني مُقَيِّداً ، وأَما *!السُّيُوح *!والسَّيَحَانُ
*!والسَّيْحُ فقالوا : إِنه مُطلَقُ الذَّهَابِ في الأَرْضِ ، سواءٌ كان للعِبادةِ
أَو غيرِهَا . وفي الحديث : ( لا *!سِيَاحَةَ في الإِسلام ) . أَوردَه الجوهريّ ،
وأَراد مُفَارَقَةَ الأَمْصَارِ ، والذَّهَابَ في الأَرضِ ، وأَصْلُه من سَيْحِ
الماءِ الجارِي ، فهو مجازٌ . وقال ابن الأَثير : أَراد مُفارَقَة الأَمصار ،
وسُكْنَى البَرارِي ، وتَرْكَ شُهودِ الجُمُعَةِ والجَماعَاتِ . قال : وقيل :
أَراد الّذِين يَسْعَون في الأَرض بالشَّرِّ والنَّمِيمةِ والإِفسادِ بين الناس ،
وقد ساحَ .
( ومنه *!المَسيح ) عيسى ( بنُ مَريَم ) عليهما السّلام . وفي بعض الأَقاويل ، كان
يَذهبُ في الأَرض ، فأَيْنَما أَدرَكَه اللَّيْلُ صَفَّ قَدَميْه وصَلَّى حتّى
الصّباحِ .
____________________
(6/491)
فإِذا كان كذالك فهو مَفْعُولٌ بمعنى فاعل . ( و ) قد (
ذَكرتُ في اشْتِقاقِه خمْسِين قَوْلاً ) قال شيخُنَا : كُلُّهَا منقُولةٌ مبحوثٌ
فيها أَنْكرَها الجماهيرُ وقالوا : إِنّمَا هي من طُرُق النَّظرِ في الأَلْفاظ ،
وإِلاّ فهو ليس من أَلفاظ العرب ، ولا وَضَعتْه العرب لعيسى ، حتى يَتَخَرَّجَ على
اشتقاقاتها ولُغَاتها ( في شَرْحِي لصَحيحِ البُخَارِيّ ) المُسمَّى بمنْح البارِي
( وغيرِه ) من المصنّفات . قال شيخُنَا : وشَرْحُه هذا غريبٌ جدًّا . وقد ذكره
الحافَظُ ابنُ حَجَرٍ وقال : إِنه خَرجَ فيه عن شَرْح الأَحاديث المَطْلُوبِ من
الشَّرْح إِلى مَالاتِ الشَّيْخ مُحْيِي الدّين بن عَرَبِيّ رَحمَه ، الخارِجةِ عن
البحث ، وتَوسَّعَ فيها بما كان سَبباً لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ الالتِفاتِ إِليه ،
مع كثرةِ ما فِيه من الفوائد . بل بالغَ الحافِظ في شَيْنِ الكِتَابِ وشَنَاعَته
بما ذكر .
( و ) من المجاز : ( *!السّائِح : الصَّائمُ المُلازمُ للمَساجِدِ ) وهو*!
سِيَاحَة هاذه الأُمّة . وقوله تعالى : { الْحَامِدُونَ *!السَّائِحُونَ } (
التوبة : 112 ) قال الزّجاج : السائحون في قول أَهل التفسير واللُّغة جميعاً :
الصائمون . قال ومَذْهَب الحَسنِ أَنّهم الّذين يُديمون الصِّيامَ ، وهو ممّا في
الكُتُب الأُول . وقيل : إِنما قيل للصائم : سائحٌ لأَنّ الذي *!يَسِيح متعبِّداً
يَسيح ولا زاد معه ، إِنّما يَطْعم إِذا وَجَدَ الزَّادَ ، والصائمُ لا يَطْعَم
أَيضاً ، فلِشَبَهِ به سُمِّيَ سائحاً ، وسُئَل ابن عبَّاس وابنُ مسعُودٍ عن
السَّائِحين ، فقالا : هم الصّائمون .
( *!والمُسيَّح ) كمُعظَّم : ( المُخَطَّط من الجرادِ ) ، الواحدة *!مُسَيَّحَة .
قال الأَصمعيّ : إِذا صار في الجراد خُطوطٌ سُودٌ وصُفْرٌ وبِيضٌ فهو المُسَيَّح ،
فإِذا بعدَ حَجْمُ جَنَاحِه فذَّلك الكُتْفَانُ
____________________
(6/492)
لأَنّه حينئذ يُكَتِّف المشْيَ . قال : فإِذَا ظَهرَتْ
أَجْنحتُه وصار أَحمر إِلى الغُبْرَةِ فهو الغَوْغاءُ ، الواحِدةُ غوْغَاءَةٌ
وذالك حين يَموجُ بعضُه في بعْض ولا يتوجَّهُ جِهةً واحِدَةً . قال الأَزهريّ :
هاذا في رواية عمْرو بن بَحْرٍ .
( و ) المُسيَّح أَيضاً : المُخَطَّطُ ( من البُرُودِ ) . قال ابن شُميلٍ :
*!المُسيَّحُ من العباءِ : الّذي فيه جُدَدٌ : واحدةٌ بيضاءُ ، وأُخْرَى سَوْدَاءُ
ليست بشَديدةِ السَّوادِ ، وكلُّ عَبَاءَة سَيْحٌ *!ومُسَيَّحَةٌ ؛ وما لم يكن
جِدَدٌ فإِنّما هو كِساءٌ وليس بعَبَاءٍ .
( و ) من المَجَاز : في ( التهذيب ) : المُسيَّح ( من الطَّرِيق : المخبَيَّن
شَرَكُه ) ، محرَّكةً ، هاكذا هو مضبوطٌ في النُّسخ ، وضبطه شيخنا بضمَّتين ،
ولْيُنْظَرْ ، ( لك طُرُقُه الصِّغارُ ) ، وإِنما *!سَيَّحَه كثْرَةُ شركِه ،
شُبِّهَ بالعَباءِ المُسيَّح .
( و ) من المجاز : المُسَيَّحُ : ( الحِمَارُ الوَحْشيّ لجُدَّتِه الّتي تَفْصِلُ
بين البَطْنِ والجَنْبِ ) . وفي ( الأَساس ) : والعَيْرُ مُسَيَّحُ العجِيزَةِ ،
للبَيَاضِ على عَجِيزته . قال ذو الرُّمّة :
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَاءَ حَرْفٌ كأَنّها
*!مُسَيحُ أَطرافِ العَجِيزَةِ أَصْحَرُ
يَعنِي حِماراً وَحْشيًّا شَبَّهَ النَّاقَةَ به .
( و ) من المجاز : ( *!سَيْحَانُ ) كرَيْحَان : ( نهْرٌ بالشّامِ ) بالعَوَاصِم من
أَرضِ المَصِيصةِ ، ( و ) نَهرٌ ( آخَرُ بالبَصْرَةِ ، ويقال : فيه *!ساحِينٌ ) .
( و ) سَيْحَانُ : اسمُ وادٍ أَو ( : ة بالبَلْقَاءِ ) من الشّام ، ( بها قَبْرُ )
سيّدنا ( مُوسَى ) الكَلِيمِ ( عليه ) وعلى نبِيّنا أَفضلُ الصّلاة و ( السّلام )
، وقد تَشرَّفْتُ بزيارته .
( *!وسَيْحُونُ : نَهرٌ بما وراءَ النهْر ) وَراءَ جَيْحُونَ ، ( ونَهرٌ بالهند )
مشهورٌ .
( و ) من المجاز : ( *!المِسْياحُ ) بالكسر : ( مَنْ *!يَسيحُ بالنَمِيمةِ
والشَّرِّ في الأَرض ) والإِفسادِ بين النّاس . وفي حديث عليّ رضي الله عنه :
____________________
(6/493)
( أُولئك أُمّةُ الهُدَى ، لَيْسُوا *!بالمسايِيحِ ولا
بالمَذايِيع البُذُرِ ) يعني الّذِين *!يَسِيحون في الأَرض بالنَّمِيمةِ والشَّرِّ
والإِفسادِ بين النّاس . والمَذاييعُ : الّذين يُذيعُون الفَوَاحِشَ . قال شَمِرٌ
:*! المَسَايِيحُ ليس من السِّيَاحَة ، ولاكنّه من *!التَّسييحِ ، *!والتَّسيِيحُ
في الثَّوْبِ أَن تكون فيه خُطُوطٌ مُخْتَلِفةٌ ليس من نَحْوٍ وَاحدٍ .
( *!وانْسَاحَ بالُه : اتَّسعَ ) ، وقال :
أُمَنِّي ضَمِيرَ النَّفْسِ إِيّاكِ بعدَما
يُرَاجِعُني بَثِّي فَيَنحسَاحُ بالُها
( و ) *!انْسَاحَ ( الثَّوْبُ ) وغيرُه : ( تَشقَّقَ ) ، وكذِّلك الصُّبْح . وفي
حديث الغار : ( *!فانْساحَتِ الصَّخرةُ ) : أَي انْدَفَعَتْ وانشقَّتْ . منه
*!ساحةُ الدَّارِ . ويُرْوَى بالخاءِ والصّاد . ( و ) انْسَاحَ ( بَطْنُه : كَبُرَ
) واتَّسَعَ ( وَدَنَا من السِّمَن ) . وفي ( التهذيب ) عن ابن الأَعْرَابِيّ :
يقال لللأَتَانِ : قد انْسَاحَ بَطْنُهَا وانْدَالَ ، *!انْسِيَاحاً ، إِذا ضَخُمَ
ودَنَا من الأَرضِ .
( *!وأَسَاحَ ) فُلانٌ ( نَهْراً ) ، إِذا ( أَجْرَاهُ ) ، قال الفَرَزْدَق :
وكَمْ للمُسْلِمِينَ أَسَحْتُ بَحْرى
بإِذنِ اللَّهِ مِن نَهرٍ ونَهْر
( و ) *!أَساحَ ( الفَرسُ بذَنَبِه ) إِذا ( أَرْخاه . وغَلِطَ الجوهَرِيّ ) فذكره
بالشِّين في أَشاح . ووجدْت في هامش الصَّحاح ما نَصُّه : قال الأَزهريّ : الصّواب
أَساحَ الفَرَسُ بذَنَبه ، إِذا أَرْخَاه ، بالسّينُ ، والشّينُ تَصْحِيفٌ .
ومثْلُه في التكملة للصّغَانيّ . وجَزمَ غيرُ واحدٍ بأَنّه بالشّين على ما في (
الصّحاح ) .
( وجَبَلُ *!سَيَّاحٍ ) بالإِضافَة ( ككَتّانٍ
____________________
(6/494)
حَدٌّ بين الشّام والرُّوم ) ، ذكره أَبو عُبَيْد البَكرِيّ
.
( *!والسُّيُوح بالضّمّ : لا ، باليَمَامة ) ، وهي الأَوْدِيَةُ الثَّلاثةُ الّتي
تقدَّم ذِكْرُها .
( و ) أَبو منصورٍ ( مُسْلِمُ بنُ عليّ بنِ *!-السِّيحِيّ ، بالكسر : مُحَدِّثٌ )
، من أَهل الموْصِل ، رَوى عن أَبي البَركاتِ بنِ حُميْد ؛ قاله ابن نُقْطَة .
( ) ومما يستدرك عليه :
من ( اللسان ) : ويقال : أَساحَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأَسَابَه ، إِذا أَخْرَجه من
قُنْبِه قال خَليفةُ الحُصَيْنِيّ : ويقال : سَيَّبَه وسيَّحَه ، مثلُه .
ومن ( الأَساس ) : من المجاز : *!وسَيَّحَ فُلانٌ *!تسْيِيحاً كَثَّرَ كلامَه .
*!وسَيْحَانُ : ماءٌ لبني تَميم في دِيارِ بني سَعْد ؛ كمذا في ( معجم البَكريّ )
.
2 ( فصل الشّين ) المعجمة مع الحاءِ المهملة ) 2
شبح : ( الشَّبَح ، محرَّكاً : الشَّخْصُ ،
ويُسَكَّن ، ج ى شحبَاحٌ وشُبُوحٌ ) . قال في التَّصْريف : أَسْمَاءُ الأَشْباح :
وهو ما أَدْرَكَتْه الرُّؤْيةُ والحهسّ ؛ كذا في ( اللِّسَان ) . وعبارة الأَساس :
والأَسماءُ ضَرْبَانِ : أَسماءُ أَشْبَاح : وهي المُدْرَك بالحِسِّ ، وأَسْمَاءُ
أَعمال : وهي غَيْرُهَا ؛ وهو كقولهم : أَسْمَاءُ الأَعْيَانِ وأَسماءُ المَعَاني
.
( والشَّبْحَانُ : الطَّويلُ ) من الرِّجَال ، عن أَبي عَمْرٍ و ؛ ونقله الجوهريّ
.
( ورَجلٌ شَبْحُ الذِّراعَيْنِ ) ، بالتَّسْكهين ، ( ومعشْبوحُهما ) ، أَي (
عَرِيضُهما ) أَو طَويلُهما . قال الجَلالُ السّيوطيّ في ( الدُّرّ النَّثير ) :
رًّجّحَ الفارِسيّ وابنُ الجَوْزيّ الأَوّلَ وفي النِّهَايَة في صفته صلى الله
عليه وسلم أَنه
____________________
(6/495)
كان مَشْبُوحَ الذِّراعَيْنِ ، أَي طويلَهُمَا وقيل :
عَرِيضَهُمَا . وفي رِوَايَةٍ : كانَ شَبْحَ الذِّراعَيْنِ . ( وقد شَبُحَ )
الرَّجلُ ( ككَرُمَ ) ، قال ذو الرُّمَّة :
إِلى كلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ ، تُتَّقَى
به الحَرْبُ ، شَعْشاعٍ ، وأَبْيَضَ فَدْغَمِ
( و ) شَبَحَ ( كَمَنَعَ : شَقَّ ) رأْسَه . وقيل : هو شَقُّك أَيَّ شَيْءٍ كان .
( و ) شَبَحَ ( الجِلْدَ ) ، وفي ( الأَساس ) : الإِهَابَ : ( مَدَّه بين
أَوْتَادٍ ) . وشَبَحَ الرَّجلَ بينَ شَيْئينِ . والمَضروبُ يُشْبَحُ : إِذا مُدَّ
للجَلْدِ . وشَبَحَه يَشْبَحه : إِذَا مَدَّه ليَجْلِدَه . وشَبَحَه : مَدَّه
كالمَصْلوب . وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه : ( مرّ بِبِلالٍ وقد شُبِحَ في
الرَّمْضاءِ ) ، أَي مُدَّ في الشَّمْس على الرَّمْضَاءِ ليُعذَّب . وفي حديث
الدَّجّال : ( خُذوه فاشْبَحوه ) . وفي رواية : فشبِّحوه . ( و ) شَبَحَ يَدَيْه
يَشْبحُهُمَا : مَدَّهما . يقال : شَبَحَ ( الدَّاعِي ) ، إِذا ( مدَّ يدَه
للدُّعاءِ ) ، وقال جرير :
وعلَيْك مِنْ صَلَواتِ رَبِّك كُلَّمَا
شَبَحَ الحجِيجُ المُلْبِدُون وغارُوا
( و ) شَبَحَ لك الشيْءُ : بَدَا . والشَّبَحُ : ما بدا لك شَخْصُه من النَّاس
وغيرِهم من الخلْق . يقال : شَبَحَ ( فُلانٌ لنا : مَثَلَ ) .
( والشَّبْحُ ) بالتَّسكين ( ويُحَرَّك : الباب العالِي البِنَاءِ ) .
( و ) يقال : هَلَكَ أَشْبَاحُ مالِه . ( أَشْبَاحُ مالِك : ما يُعْرَف من الإِبل
والغنم وسائرِ المَواشي ) . وقال الشاعر :
ولا تَذْهَبُ الأَحْسَابُ من عُقْرِ دارِنا
ولاكنَّ أَشْبَاحاً من المالِ تَذْهَبُ
( والمُشبَّح ، كمُعَظَّم : المقْشُور )
____________________
(6/496)
والمَنْحُوتُ . ( و ) المُشبَّح : ( الكِسَاءُ القَوِيُّ )
الشَّدِيدِ .
( وشَبَّحَ ) الرَّجُلُ ( تَشْبِحاً ) ، إِذا ( كَبِرَ فرَأَى الشَّبَحَ شَبَحيْن
) ، شَخْصَين ( و ) شَبَّحَ ( الشَّيْءَ ) تَشْبيحاً إِذا ( جَعَلَه عَرِيضاً ) .
وتَشْبِيحُه : تَعْرِيضُه .
( والشَّبَحانِ ، محرَّكةً : خَشَبَتَا المِنْقَلَةِ ) .
( والشَّبائحُ : عِيدانٌ مَعروضةٌ في القتَب ) .
( و ) شَبّاحٌ ، ( ككَتّانٍ : وادٍ بأَجَأَ ) أَحد جَبْلَيْ طَيِّىءٍ ذكْره ؛
ذَكَرَه أَبو عُبيْد وغيره .
( ) ومما يستدرك عليه :
شَبَحْت العُودَ شَبحاً ، إِذا نَحَّته حتّى تُعرِّضَه .
والمشبْوحُ : البَعيدُ ما بين المَنْكبَينِ .
وفي الحديث : ( فنَزَعَ سَقْفَ بيتِي شَبْحةً شَبْحَةً ) ، أَي عُوداً عوداً .
والمُشَّبحُ ، كمُعَظَّم : نَوعٌ من السَّمك .
والشِّبْحة ، بالكسر ، من الخَيْل ، معروفٌ .
ومن المجَاز : تَشَبَّحَ الحِرْبَاءُ على العُود : امْتَدَّ ، والحِرْبَاءُ
تَشَبَّح على العود : تمُدّ يَديْهَا ؛ وهو في ( الصّحاح ) و ( الأَساس ) . وقد
أَهمله المصنِّف ، وهو غريب .
شجح : ( ) ومما يستدرك عليه هنا :
شجح ، بالشين والجيم والحاءِ . قال ابن بَرِّيّ في ترجمة ( عقق ) عند قول الجوهريّ
: والعَقْعقُ : طائرٌ معروف ، قال ابن بَرِّيّ : قال ابنُ خَالوَيْهِ : روَى ثَعلب
عن إِسحاقَ الموْصِليّ أَن العَقْعَق يُقال له : الشَّجَحَى ؛ كذا في ( اللّسَان )
.
شحح (*! الشحُّ ، مثلَّثَةً ) : وذكرَ ابن
____________________
(6/497)
السِّكِّيت فيه الكسرَ والفِتحَ ، كما يأْتي في زرّ ،
والضّمّ أَعلى ( : البُخْل والحُرْصُ ) . وقيل : هو أَشَدُّ البُخْل ، وهو أَبْلَغ
في المنْعِ من البُخْل . وقيل : البُخْل في أَفرادِ الأُمورِ وآحادِهَا ،
*!والشُّحُّ عامٌّ . وقيل : البُخْلُ بالمال . والشُّحُّ بالمالِ والمعروفِ .
وقد ( *!شَحِحْتَ بالكسر به وعليه *!تَشَحُّ ) ، بالفتح ، هاكذا هو مضبوطٌ عندنا ،
ومثله في ( الصّحاح ) ، وهو القياس إِلاّ ما شَذَّ . ووُجِدَ في بعضِ النُّسخ
بالكسر ، وهو خَطَأٌ ، قال شيخنا : قلت : ظاهِرهُ أَنّ تَعدِيَتَه بالحَرْفَيْنِ
معناهما سَوَاءٌ ، والمعروف التَّفْرِقةُ بينهما ، فإِن الباءَ يتعدَّى بها لما
يَعِزّ عليه ولا يريد أَن يُعْطيَه من مالٍ ونَحْوِه ممّا يَجود به الإِنسانُ ؛ و
( عَلَى ) يتعدَّى بها للشَّخْص الّذي يُعْطَى ، يقال : بخِل على فلان : إِذا
منعَه فلم يُعْطه مَطلوبَه . ولو حذف الواوَ الواقعةَ بين قوله : ( به ) ، وقوله :
( عليه ) ، فقال وشحَّ به عليه ، أَي بالمالِ على السائل أَو الطالبِ مَثلاً ،
لكان أَظْهَرَ وأَجْرَى على الأَشهَر .
قلْتُ : والّذي ذَهَبَ إِليه المصنّف من إِيرادِ الواو بينهما هو عبارة ( اللسان )
و ( المحكم ) و ( التهذيب ) ، غير أَن صاحِب اللِّسان قال : وشَحَّ بالشيْءِ وعليه
، يَشِحّ ، بكسر الشِّين ، وكذالك كلُّ فَعيل من النّعوت إِذا كان مُضَاعَفاً على
فَعَلَ يَفْعِلُ ، مثل خَفيف وذَفيف وعَفيف .
قلْت : وتقدّم للمصنِّف في المقدِّمة أَن لا يُتْبِعَ الماضِيَ بالمضارع إِلاّ
إِذا كان من حدِّ ضَرَب ، فليُنْظَر هنا ( و ) بعض العرب يقول : ( *!شَحَحْت ) ،
بالفتح ، (*! تَشُحّ ) ، بالضَّمّ ، ( وتَشِحُّ ) ، بالكسر . ومثله ضَنَّ يَضَنّ
فهو ضَنينٌ ، والقياس هو الأَوّل ضَنَّ يَضنّ . قال شيخنا : وتَحريرُ ضَبْط هاذا
الفِعْلِ وما ورد فيه من اللّغات : أَنّ الماضيَ فيه لُغتان : الكسرُ ، ولا يكون
____________________
(6/498)
مُضَارِعه إِلاّ مفتوحاً كَمَلَّ ، والفتح ومضارِعُه فيه
وَجْهَانِ : الكسرُ على القياس ، لأَنه مضعَّف لازِمٌ ، وباب مضارِعه الكسْرُ ،
على ما تَقَرَّر في الصَّرْفِ ، والضّم ( و ) هو شاذّ ، كما قاله ابنُ مالِكٍ
وغيرُه ، وصَرَّح به الفَيُّوميّ في المصباح ، والجوهَرِيّ في ( الصّحاح ) ، وغيرُ
واحد من أَرباب الأَفعال . قلت وصرّح بذالك أَبو جعفر اللَّبْليّ في بُغْيَةِ
الآمالِ ، وأَكْثَرَ وأَفَادَ .
( وهو *!شَحَاحٌ ، كسَحَابٍ ، *!وشَحيحٌ *!وشَحْشَحُ ) ، كجَعْفَر ، (
*!وشَحْشَاحٌ ، *!وشَحْشَاحَانٌ . وقومٌ *!شِحَاحٌ ) ، بالكسر ، ( *!وأَشِحَّةٌ ،
*!وأَشِحَّاءُ ) ، قال سيبويه : أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على
فَعيلٍ اسماً ، كأَرْبِعَة وأَرْبِعَاء ، وأَخْمِسَةِ وأَخْمِسَاءَ ، ولاكنه قد
جاءع من الصِّفة هاذا ونَحْوُه ، وقوله تعالى :(*!أَشحة على الخير } ( الأَحزاب :
19 ) أَي على المالِ والغَنِيمَة .
( *!والشَّحْشَح : الفَلاَة الواسِعةُ ) البَعيدَةُ المَحْلُ التي لا نَبتَ فيها .
قال مُلَيحٌ الهُذليّ :
تَخْدِي إِذَا مَا ظَلامُ اللَّيْلِ أَمْكَنَهَا
مِن السُّرَى وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ
( و ) *!الشَّحْشَح : ( المُوَاظِبُ على الشَّيْءِ ) الجَادّ فيه الماضي فيه ،
يكون للذّكر والأُنثى ، قال الطِّرِمّاح :
كأَنَّ المَطايا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقتْ
بِوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ *!شَحْشَحِ
(*! كالشَّحْشَاحِ ) ، بالفتح .
( و ) *!الشَّحْشَح : ( السَّيِّىءُ الخُلُق ) ، أَوردَه نُصَيبٌ في شِعْره .
( و ) من المجاز على ما هو المفهوم من نَصّ الجوهريّ : *!الشَّحْشَحُ ( الخطيبُ
البَلِيغُ ) القَوِيّ . يقال : خَطِيبٌ *!شَحْشَحٌ *!وشحْشَاحٌ : ماضٍ . وقيل :
هما كلُّ ماضٍ في كلامٍ أَو
____________________
(6/499)
سَيْرٍ . قال ذو الرُّمَّة :
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى
وحَثَّ القَطِينَ *!الشَّحْشَحَانُ المُكلَّفُ
يعني الحادِيَ . وفي حديث عَليّ أَنه رأَى رَجلاً يَخطِب فقال : ( هاذا الخَطيبُ
*!الشَّحْشَحُ ) ، وهو الماهِر بالخُطْبَةِ الماضِي فيها . قلْت : وذالك الرَّجل
صَعْصَةُ بن صُوحانَ العَبْديّ ، وكان من أَفصح الناس . ( و ) *!الشَّحْشَحُ (
الشُّجَاعُ ، والغَيُورُ ) أَيضاً ، ( كالشَّحْشَاحِ *!والشَّحْشَحان ) ، الأَوّل
في الكُلّ ، والثاني في الثاني .
( و ) *!الشَّحْشَحُ ( من الغِرْبَانِ : الكَثِيرُ الصَّوْتِ ) ، وغُرَابٌ
*!شَحْشَحٌ .
( و ) *!الشَّحْشَحُ ( من الأَرْضِ : ما لا يَسيل إِلاّ من مَطرٍ كثير ،*!
كالشَّحَاحِ ) ، بالفتح . ( و ) الشَّحَاحُ من الأَرضِ أَيضاً : ( الّذي يَسِيلُ
من أَدْنَى مَطر ، كأَنّهَا*! تَشحُّ على الماءُ بِنَفْسِهَا . وقال أَبو حَنيفةَ
: *!الشَّحَاحُ : شِعَابٌ صِغَارٌ لو صَبَبْت في إِحداهنّ قِرْبَةً أَسالتْه ، وهو
من الأَوّلِ ، ( ضِدٌّ ) .
( و )*! الشَّحْشَحُ ( من الحُمُر : الخَفيف ) ، ومنهم من يقول : سَحْسَحٌ ، قال
حُمَيْدٌ :
تَقَدَّمَها *!شَحْشَحٌ جائِزٌ
لِمَاءٍ قَعِيرٍ يُرِيدُ القِرَى
جائزٌ : يَجوز إِلى الماءِ ، ( ويُضَمّ ، و ) الشَّحْشَحُ : ( القَطَاةُ
السَّرَيعةُ ) ، يقال : قَطاةٌ *!شَحْشَحٌ ، أَي سَريعةٌ ( و ) *!الشَّحْشحُ : (
الطَّوِيلُ ) القَوِيُّ ، ( *!كالشَّحْشَحانِ ) ، بالفتح .
( *!والشَّحْشَحَة : الحَذَرُ ، وصَوْتُ الصُّرَد ) . قال مُلَيحٌ الهُذليّ :
مُهْتَشَّةٌ لِدَليجِ اللَّيْلِ صَادِقَةٌ
وَقْعَ الهَجِيرِ إِذَا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ *!وشَحْشَحَ الصُّرَدُ ، إِذا صاتَ
. ( و ) *!الشَّحْشَحَة : ( تَردُّدُ البَعِيرِ في الهَدِيرِ ) . وقد *!شَحْشَحَ
في الهدِيرِ ، إِذا لم
____________________
(6/500)
يُخْلِصْه . وأَنشد الجَوْهَريّ لسَلمة بن عبدِ الله
العَدَوِيّ :
فَرَدَّد الهَدْرَ وما إِنْ شَحْشَحَا
يمِيل علْخَدَّيْنِ مَيْلاً مُصْفَحَا
أَي يَميل عَلَى الخدَّين ، فحذَفَ . ( و ) الشَّحْشَحَةُ : ( الطَّيَرَانُ
السَّريعُ ) . ومنه أُخِذَ : قَطاةٌ شَحْشَحٌ .
( و ) قولهم : لا *!مُشَاحَّة في الإِصطلاح ، (*! المُشاحَّةُ ) ، بتشديد الحاءِ :
( الضِّهنَّةُ . و ) قولهم : ( *!تَشَاحَّا على الأَمرِ ) ، أَي تَنازَعَاه ( لا
يُريدانِ ) أَي كلُّ واحدٍ منهما ( أَن يَفوتَهما ) ذالك الأَمْرُ . ( و )
*!تَشاحَّ ( القَوْمُ في الأَمرِ ) وعليه : ( *!شَحَّ ) به ( بَضُهم على بَعْضٍ )
وتَبَادَرُوا إِليه ( حَذَرَ فَوْتِه ) . *!وتَشَاحَّ الخَصْمان في الجَدَلِ كذالك
، وهو منه . وفُلانٌ يُشاحُّ على فُلانٍ ، أَي يضَنّ به .
( وامرأَةٌ *!شَحْشَاحٌ : كأَنّها رَجلٌ في قُوَّتها ) . وفي بعض النُّسخ : في
قُوَّته .
( *!والمُشَحْشَحُ ، كمُسَلْسَل ) : البَخِيلُ ( القَلِيلُ الخَيْرِ ) .
( و ) في ( الأَساس ) : عن نَهَارٍ الضِّبابيّ . و ( أَوْصَى في صِحَّته
*!وشِحَّته ، أَي حَالتِه التي يَشِحُّ عليها ) .
( و ) من المجاز : ( إِبلٌ *!شَحائحُ ) ، إِذا كَانَتْ ( قَلِيلَة الدَّرِّ ) .
( و ) منه أَيضاً : قولهم : ( زَنْدٌ شحَاحٌ ) ، بالفتح ، إِذا كان لا يُورِي ، (
كأَنّه *!يَشِحّ بالنَّار ) . وقال ابن هَرْمةَ :
وإِنّس وتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمينَ
وقَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً *!شَحاحَا
كتارِكة بَيْضَهَا في العَرَاءِ
ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا
يُضْرَب مَثَلاً لمن تَرَكَ ما يَجب عليه الاهتمامُ به والجِدُّ فيه ، واشتَغَلَ
بما لا يَلزَمُه ولا منفعة له فيه . ( ومَاءٌ *!شَحَاحٌ ) ، أَي ( نَكِدٌ غَيْرُ
غَمْر ) ،
____________________
(6/501)
مأْخُوذٌ من *!تَشَاحَّ الخَصْمَانِ ، أَنشد ثعلب :
لَقِيَتْ ناقَتي به وبلَقْفٍ
بلعداً مُجْدِباً وماءً *!شَحَاحَا
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : نَفْسٌ *!شَحَّةٌ ، أَي *!شَحِيحَةٌ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
لِسَانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك *!شَحَّةٌ
وعِنْدَ الثّرَيَّا مِن صَدِيقِك مالُكا
شدح : ( شدَحَ ، كمَنع : سَمِنَ ) .
( و ) يقال : ( لَكَ عنه ) أَي عن الأَمرِ ، ( شُدْحَةٌ ، بالضّمّ ) ، وبُدْحَةٌ
ورُكْحَةٌ ورُدْحَةٌ وفُسْحَة ، ( ومُشْتَدَحٌ ) ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ
ومَشْدَحٌ ، ( أَي سَعَةٌ ومَنْدُوحَة ) .
( والأَشْدحُ : الواسِعُ من كُلِّ شيْءٍ ) .
( وانْشَدَحَ ) الرَّجلُ انْشِدَاحاً ، إِذا ( اسْتَلْقَى ) على ظَهْرِه (
وفَرَّجَ رِجْلَيْه ) .
( وناقَةٌ شَوْدَحٌ : طَويلةٌ على ) وَجْه ( الأَرْضِ ) . قال الطِّرِمّاح :
قَطَعْتُ إِلى مَعروفِه مُنْكَرَاتِهَا
بفَتْلاءِ أَمْرَارِ الذِّراعَيْن شَوْدَحِ
( وَكَلأٌ شادِحٌ ) ورادِحٌ وسادِحٌ ، أَي ( واسِعٌ ) كثيرٌ .
( والمَشْدَحُ : الحِرُ ) ، قال الأَغْلَبُ :
وَتَارةً يكُدُّ إِنْ لم يَجْرَحِ
عُرْعُرَةَ المُتْكِ وكَيْنَ ، المَشْدَحِ
وهو المَشْرَح ، بالرّاءِ ، كما سيأْتي .
شذح : ( الشَّوْذَحُ من النُّوق : الطَّويلةُ
على وَجْهِ الأَرْض ) ؛ عن كُراع ، حكاها في باب فَوعَل .
شرح : ( شَرَحَ كَمَنع : كَشَفَ ) ، يقال :
شَرحَ فُلانٌ أَمْرَه ، أَي أَوْضَحَه . وشَرَحَ مَسْأَلةً مُشْكهلةً : بَيَّنَها
، وهو مَجاز . ( و ) شَرحَ : ( قَطَعَ ) اللَّحْمَ عن العُضوِ قَطْعاً . وقيل :
قَطَعَ
____________________
(6/502)
اللَّحْمَ على العَظْمِ قَطْعاً ، ( كَشَّرَّحَ )
تَشْرِيحاً ، في الأَخير . ( و ) شَرَحَ الشَّيْءَ يَشْرَحُه شَرْحاً : ( فَتَحَ )
وبَيَّنَ وكَشَفَ . وكُلُّ ما فُتِحَ من الجَوَاهرِ فقد شُرِحَ ، أَيضاً ، تقول :
شَرَحْتُ الغَامِضَ ، إِذا فَسَّرْتَه ، ومنه تَشْرِيحُ اللَّحْمِ . قال الرّاجز :
كم قد أَكَلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَهْ
ثم ادّخَرْتُ أَلْيَةً مُشرَّحَهْ
( و ) عن ابن الأَعرابِيّ : الشَّرْحُ : البَيَانُ و ( الفَهْم ) والفَتْح
والحِفْظ . ( و ) شَرَحَ ( البَكْرَ : افْتَضَّهَا ، أَو ) شَرَحَهَا : اللَّهُذا
( جامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً ) ، وعبارة اللّسان : وشَرَحَ جارِيَتَه ، إِذا
سَلَقَها على قَفَاهَا ثم غَشِيَها . قال ابن عبّاس : ( كان أَهلُ الكتاب لا
يأْتون نِساءَهم إِلاّ على حَرْف . وكان هذا الحَيُّ من قُرَيْش يَشْرَحون
النِّسَاءَ شَرْحاً ) . وقد شَرَحَها ، إِذا وَطِئها نائمةً على قَفَها ، وهو
مَجَاز .
( و ) من المَجَاز : شَرَحَ ( الشَّيْءَ ) مثل قَوْلِهم : شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه
لقَبولِ الخَيْرِ يَشْرَحُه شَرْحاً فانْشَرحَ ، أَي ( وَسَّعَه ) لقَبولِ الحَقِّ
فاتَّسعَ . وفي التنزيل { 6 . 028 فمن يريد ا . . للاسلام } ( الأَنعام : 125 ) .
( والشَّرْحَةُ : القِطْعَةُ من اللَّحْمِ ، كالشَّريحَةِ والشَّرِيحِ ) . وقيل :
الشَّرِيحةُ : القِطْعَةُ من اللَّحْمِ المُرَفَّقَةُ . وكلُّ سَمينٍ من اللَّحْم
مُمْتَدَ : فهو شَرِيحةٌ وشَرِيحٌ ؛ كذا في ( الصّحاح ) . ( و ) عن ابن شُمَيل :
الشَّرْحَةُ ( من الظِّبَاءِ : الّذي يُجَاءُ به يابِساً كما هو لم يُقَدَّدْ ) .
يقال : خُذْ لنا شَرْحَةً من الظِّباءِ ، وهو لَحْمٌ مَشْرُوحٌ ، وقد شَرَحْته
وشَرَّحْته . والتَّصْفيف نَحْوٌ من التَّشْرِيح ، وهو تَرْقيقُ البَضْعةِ من
اللَّحْمِ حتى يَشِفَّ من رِقَّته ، ثم يُرْمَى على الجَمْر .
( والمَشْرُوحُ : السَّرَابُ ) عن ، ثعلب ، والسّين لغة .
( و ) من المجاز : غَطَّتْ مَشْرَحَها ،
____________________
(6/503)
( المَشْرَحُ : الحِرُ ) ، قال :
قَرِحَتْ عَجِيزتُها ومَشْرَحُها
من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ
( كالشُّرَيحِ ) ، وأُراهُ على تَرخيمِ التَّصغير .
( و ) مِشْرَحٌ ( كمِنْبَرٍ ابنُ عَاهَانَ التّابِعِيّ ) ، روَى عن عُقْبَةَ بنِ
عامر ، لَيَّنَه ابنُ حِبّانَ ؛ قاله الذّهَبيّ في الدّيوَان .
( وسَوْدَة بنت مِشْرَحٍ صَحابيّةُ ) حَضَرتْ وِلاَدةَ الحَسَنِ بن عليّ ؛ أَوردَه
المِزّيّ في ترجمته ، ( وقيل : بالسّين ) المهملة ، وهو الّذي قيَّده الأَميرُ ابن
ماكولا وغيره ؛ كذا في ( معجم ابنِ فهد ) .
( و ) قال أَبو عَمروٍ : ( الشّارِح ) : الحافظُ ، وهو في كلامِ أَهلِ اليَمَن (
حافِظُ الزَّرْعِ من الطُّيور ) وغيرِهَا .
( وشَرَاحِيلُ : اسْمٌ ) كأَنه مُضافٌ إِلى إِيل ، ( ويُقَال : شَرَاحِينُ )
أَيضاً بإِبدالِ اللاَّم نُوناً ، عن يعقوبَ ؛ كذا في ( الصّحاح ) .
( وشَرْحَةُ بنُ عَوَّةَ ) بنِ حُجَيَّةَ بنِ وَهْبِ بن حاضرٍ : ( من بَني سَامَةَ
بن لُؤَيّ ) ، بَطْن ؛ كذا في ( التّبصير ) .
( وبنو شَرْحٍ : بَطْنٌ ) .
( و ) شُرَاحَةُ ، ( كسُرَاقَة : هَمْدَانِيَّةٌ أَقرَّتْ بالزِّنَا عند ) أَميرِ
المؤمنين ( عليِّ رَضِيَ الله عنه ) فرَجَمها .
( وأُمُّ سَهْلةَ ) شُرَاحَةُ ( المُحدِّثةُ ) .
( و ) شُرَيح وشَرَّاحٌ ( كزُبَيْر وكَتّانٍ ، اسمانِ ) ، منهم شُرَيحُ بن الحارث
القاضِي الكِنْدِيّ ، حَليفٌ لهم ، من بني رَائِضٍ ، كُنْيَته أَبو أُمَيَّةَ ،
وقيل : أَبو عبد الرّحمن ، كان قائفاً وشاعراً وقَاضِياً ، يَروِي عن عُمَرَ بن
الخطَّاب ، ورَوى عنه الشَّعبيّ ، مات سنة 78 ، وهو ابنُ مائةٍ وعَشْرِ سنينَ .
وشُرَيْحُ بنُ هانِيءِ بنِ يَزيدَ بنِ كَعْبٍ الحارِثيّ ، من أَهل اليمن ،
عِدَادُه في أَهل الكوفَة ، يَرْوِي عن عليَ وعائشةَ ، روَى عنه ابنُه المِقْدَامُ
بنُ شُرَيْح ، قُتِل بِسِجِسْتَانَ سنة 78 ، وكان في
____________________
(6/504)
جَيش أَبي بَكْرَةَ رضي الله عنه ، وشُرَيحُ بن عُبَيْدٍ
الحَضْرَميّ الشّاميّ ، كُنيته أَبو الصَّلْت ، يَرْوِي عن فضالةَ بن عُبيدٍ
ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبي سفيانَ . وشُريحُ بنُ أَبي أَرْطَاةَ ، يَروي عن عائشةَ .
وشُرَيْ بن النعْمَانِ الصائِديّ من أَهل الكوفَة ، يروي عن عليّ . وشُريحُ بن
سعيدٍ ، يَرْوِي عن النَّوَّاسِ بنِ سمَعَانَ ، وعنه خالدُ بن مَعْدَانَ .
وأَبو محمّدٍ عبدُ الرّحمان بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن أَبي شُرَيحٍ ) نِشبة إِلى
جدِّه ، وهو ( صاحب ) أَبي القاسم ( البَغَوِيّ ) صاحب المعجم ، روى عنه وعن ابن
صاعِدٍ ، وعنه أَبو بكر محمدُ بنُ عبدِ الله العمريّ وغيره ، توفِّي سنة 390 .
وعبد الله بن محمّد ، وهِبَة الله بن عليّ ، الشُّرَيْحِيّان ، مُحَدِّثانِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه من هذه المادة .
المَشْرَح الرّاشقُ : الاسْتُ .
ومَشْرَحٌ : لقَبُ قَوْمٍ باليَمن .
و ( النَّجَاحُ من الشَّرَاحِ ) من الأَمثال المشهورة ، أَورَده الميدانيّ وغيره .
ومن المَجَاز : فلان يَشْرَحُ إِلى الدُّنيا . وما لي أَراك تَشْرَح إِلى كُلِّ
رِيبة : وهو إِظهارُ الرَّغْبَة فيها . وفي حديث الحسن ، قال له عَطاءٌ : ( أَكانَ
الأَنبِيَاءُ يَشرَحُون إِلى الدُّنيا مع عِلْمهم برَبِّهم ؟ فقال له نَعَمْ ، إِن
لله تَرَائِكَ في خَلْقه ) . أَراد كانُوا يَنْبَسِطُون إِليها ، ويَشْرَحُون
صُدُورَهم ، ويَرْغَبُون في اقتنائها رَغبةً واسعةً .
وأَبو شُرَيْحٍ الخُزاعيّ الكَعْبِيّ ، واسمه خُويلدُ بنُ عَمْرٍ و ، وقيل :
عَمْرُو بنُ خُوَيلد ، حاملُ لِوَاءِ قومِه يومَ الفَتْح . وأَبو شُرَيحٍ هانىءُ
بنُ يَزيدَ ، جَدُّ المِقْدَامِ بن شُرَيْح ، له وِفادةٌ ورِوَايَةٌ . وأَبو شُرَيْحٍ
الأَنصاريّ ، مُحدِّثون .
____________________
(6/505)
وسَعْدُ بنُ شَرَاحٍ ، كسَحَابٍ ، يَروِي عن خالدِ بنُ عُفَيْر ؛ ذكرَه
الدَّارقُطنيّ .
وشُرَاحَةُ بنُ شُرَحْبِيلَ ، بَطْنٌ من ذي رُعَينٍ .
شردح : ( رَجُلٌ شِرْدَاحُ القَدَمِ ، بالكسر :
غَليظُها عَريضُهَا ) ، عن ابن الأَعرابيّ ، ( وهو الرَّجُلُ اللَّحيمُ الرِّخْوُ
، والطَّوِيلُ العَظيمُ من الإِبلِ والنِّسَاءِ ) ، كالسِّرْدَاح بالمهملة ، وقد
تقدّم .
شرطح : ( المُشَرْطَح ، كمُسَرْهَد ؛ الذّاهِبُ
في الأَرض ) ، لم يَذكرْه الجوهريّ ولا ابن منظور .
شرمح : ( الشَّرْمَحُ : القَوِيّ ) من الرِّجال
، ( كالشَّرْمَحِيّ . و ) الشَّرْمَحُ أَيضاً : ( الطَّويلُ ) منهم ، وأَنشد
الأَخْفَش :
فلا تَذْهَبَنْ عيناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ
طُوَالٍ فإِنّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
( كالشَّرَمَّح ، كعَمَلَّس ) ، وقال :
أَظلَّ علينا بَعْدَ قَوْسَيْنِ بُرْدَه
أَشَمُّ طَوِيلُ السَّاعِدَيْنِ شَرَمَّحُ
( ج شَرَامِحُ . و ) يقال : ( شَرَامِحَةٌ ) والشَّرْمَحَةُ من النِّسَاءِ :
الطَّويلةُ الخفيفةُ الجِسْمِ . قال ابن الأَعرابيّ : هي الطَّويلةُ الجِسْمِ .
وأَنشد :
والشَّرْمَحَاتُ عندَهَا قُعُودُ
يقول : هي طويلةٌ حتّى إِن النِّسَاءَ الشّرَامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عندَهَا
بالإِضافَة إِليها ، وإِنْ كنّ قائِماتِ .
( شِرْمَاحُ ، بالكسر : قَلْعَةٌ قُرْبَ نَهَاوَنْدَ ) .
شرمسح : ( شِرِمْسَاحُ ) بكسر الشّينِ والرّاءِ
، وسكون الميم ، ويقال فيه : شَارْمَساحُ بزيادة الأَلف : ( : ة بمصر ) ، وقد
دَخَلتُها .
____________________
(6/506)
شرنفح : ( الشَّرَنْفَح ) بالنون قبل الفاءِ : هو الرّجل ( الخَفيفُ القَدَمَيْنِ )
.
شطح : ( شِطِّحْ ، بالكسر وتشديد الطّاءِ :
زَجْرٌ للعَرِيضِ من أَولادِ المَغزِ ) . لم يتعرّض لها ولمَا قَبْلَها أَكثرُ
أَئمةّ اللُّغَة ، وإِنما ذَكَر بعضُ أَهلِ الصَّرْف هاذا اللَّفْطَ الّذِي ذَكَره
المصنّفُ في أَسماءِ الأَصواتِ . قال شيخنا : اشتهر بين المُتصوِّفة الشَّطَحاتُ .
وهي في اصطلاحهم عبارةٌ عن كلمات تَصْدُر منهم في حالة الغَيْبوبةِ وغَلَبَةَ
شُهودِ الحَقِّ تعالى عليهم ، بحيث لا يَشْعُرون حينئذٍ بغيرِ الحَقِّ ، كقول
بعضهم : أَنا الحَقُّ ، وليس في الجُبَّة إِلاّ الله ، ونحو ذالك وذكر الإِمام
أَبو الحَس اليُوسيّ شيخُ شيوخِنا في حاشِيتِه الكُبْرَى وقد ذكرَ الشَّيْخ
السّنوسِيّ في أَثنائه الشَّطحَات : لم يقِفْ على لفظِ الشَّطَحَات فيما رأَيْتُ
من كُتُبِ اللُّغَة كأَنّها عاميّة ، وتُستعمل في اصطلاح التَّصوُّف .
شفح : ( المُشَفَّح ، كمُعظَّم ؛ المحروم الذي
لا يُصيب شيئاً ) .
شفلح : ( الشَّفَلَّح ، كعَمَلَّس ) : الحِرُ
الغَلِيظُ الحُرُوفِ المُسْتَرْخِي . و ) قيل : هو من الرجّال ( الوَاسِعُ
المِنْخَرَيْنِ العَظِيمُ الشَّفَتَيْنِ ) ؛ قاله أَبو زيد . وقيل : هو (
المُسْتَرْخِيهما ، و ) من النساءِ : ( المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الأَسْكَتَيْنِ
الواسِعَةُ ) المَتَاعِ . وأَنشد أَبو الهيثم :
لَعَمْرُ الّتي جاءَتْ بكم من شَفَلَّحٍ
لَدَى نَسَيَيْهَا ساقِطَ الإِسْبِ أَهْلَبَا
وشَفَةٌ شَفَلَّحَةٌ : غَليظةٌ . ولِثَةٌ شَفلَّحةٌ : كثيرةُ اللَّحْمِ عَرِيضةٌ .
( و ) الشَّفَلَّح : ( ثَمَرُ الكَبَرِ ) إِذا تَفَتَّحَ ، واحدتُه شَفَلَّحَةٌ ،
وإِنما هاذا تَشبيهٌ . وقال ابن شُميل :
الشَّفَلَّحُ : شِبْهُ القِثاءِ يكون على الكَبَر .
____________________
(6/507)
( و ) الشَّفَلَّح : ( شَجَرةٌ ، لساقِهَا أَربعةُ أَحْرُفٍ ، إِنْ شِئتَ ذَبَحْتَ
بكلِّ حَرْفٍ شاةً ، وثَمَرتُه كرأْسِ زِنْجِيُّ ) وحكاه كُرَاع ولم يُحَلِّه .
( و ) الشَّفَلَّحُ : ( ما تَشقَّقَ من بَلَحِ النَّخْلِ ) ، تَشبيهاً له بثَمَرِ
الكَبَرِ .
شقح : ( الشَّقْحَة ) بالفتح : ( حَيَاءُ
الكَلْبَةِ ) ، قاله الفَرَّاءُ .
( وبالضَّمّ : ظَبْيَتُها وقيل مَسْلكُ القَضِيبِ من ظَبْيَتها . ( و ) الشَّقْحَة
: ( البُسْرَة المُتَغَيِّرةُ إِلى الحُمْرة ، ويُفْتَح ) ، لُغتانِ . قال
الأَصمعيّ : إِذا تَغَيّرَت البُسْرَةُ إِلى الحُمْرَة قيل : هاذه شُقْحة . ( و )
الشُّقْحَة : ( الشُّقْرَة ) .
( والأَشْقَح ) : الأَحمرُ ( الأَشْقَرٌ ) ، قاله أَبو حاتم .
( وشَقَحَه كمنَعَه ) ، شَقْحاً : ( كَسَرَه ) . وشَقَحَ الجَوْزَةَ شَقْاً :
استخرَجَ ما فيها . ولأَشْقَحَنَّة شَقْح الجَوْزَةِ بالجَنْدَل ، أَي لأَكْسرَنّه
وقيل : لأَسْتَخْرِجنَّ جميعَ ما عنده وفي حديث عَمّارٍ : سمعَ رجلاً يَسُبّ
عائشةَ ، فقال له بعد ما لكَزه لَكَزات ( أَأَنتَ تَسُبّ حَبيبةَ رسولِ الله صلى
الله عليه وسلم اقعُدْ مَنْبوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوح : المَكْسورُ
أَو المُبَعْد ؛ كذا في ( النِّهَاية ) .
( و ) شَقَحَ ( الكَلْبُ ) شَقحاً ، إِذا ( رَفَعَ رِجْلَه ليَبُول ) .
( و ) الشَّقْحُ : البُعْدُ ؛ قاله أَبو زيد .
و ( أَشْقَحَ : أَبْعَدَ . و ) أَشْقَحَ ( البُسْرُ : لَوَّنَ ) واحْمَرَّ
واصْفَرّ . وقيل : إِذا اسفَرّ واحمَرَّ فقد أَشْقَحَ . وقيل : هو أَن يَحْلُوَ ،
( كشَقَّحَ ) تَشْقيحاً . وفي حديث البَيْع : ( نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرِ حتّى
يُشَقِّح ) هو أَنّ يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ . يقال أَشْقَحَتْ وشَقَّحَت إِشْقَاحاً
وتَشْقِيحاً .
____________________
(6/508)
وقد يُسْتَعْمَل التَّشْقِيح في غير النَّخل . قال ابن
أَحْمَر :
كِنَانِيَّة أَوتادُ أَطْنَابِ بَيْتِهَا
أَراكٌ إِذا صافَتْ به المَرْدُ شَقَّحَا
فجعل التَّشْقِيحَ في الأَراك إِذا تَلَوَّن ثَمَرُه . ( و ) أَشْقَحَ ( النَّخْلُ
: أَزْهَى ) . قال الأَصمعيّ : وهو لُغَة أَهلِ الحِجَاز .
( ورَغوَةٌ شَقْحَاءُ : غيرُ خالصَةِ البَيَاضِ ) ، بل هي مُلوّنة .
( و ) العرب تقول : ( قُبْحاً ، إِتباعٌ أَو بمعنًى ) واحدِ ، ( ويُفْتَحَان ،
وقَبِيحٌ شَقيحٌ ) . قال الأَزهريّ : ولا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح .
وقد أَوْمَأَ سيبويه إِلى أَن شَقِيحاً ليس بإِتباعِ فقال : وقالوا : شَقِيحٌ
ودَمِيمٌ ، ( وجاءَ بالقَبَاحَة والشَّقَاحَة . وقَعَدَ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً ،
كذالك ) .
قال أَبو زيد : شَقَحَ اللَّهُ فُلاناً فهو مَشقوحٌ : مثل قَبَحَه الله فهو
مَقبوحٌ .
( وشَقُح ، ككَرُمَ ) ، شَقَاجَةً : مثل ( قَبُح ) قَبَاحَةً ؛ قاله سيبويه :
( و ) الشُّقَّاحُ ( كرُمَّانٍ : نَبْتُ ) الكَبَرِ . ( و ) الشُّقَّاح : ( اسْتُ الكَلْبةِ
) .
( والشَّقِيح : النَّاقِهُ من المَرَض ) ، ولذالك قيل : فلانٌ قَبِيحٌ شَقِيحٌ .
( وأَشْقَاحُ الكِلاَبِ : أَدْبَارُهَا أَو أَشْدَاقُهَا ) .
( و ) يقال : ( شَاقَحَه ) وشاقَاه وبَاذَاه : إِذا لاسَنَه بالأَذيّة و ( شاتَمَه
) .
( و ) في الحديث : ( كان عَلَى حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ ( حُلَّةٌ شُقَحِيَّة )
كعُرَنيّة ) ، أَي ( حَمْراءُ ) ، نِسبَة إِلى الشُّقْحة ، وهي البُسْرة
المُتغيِّرة إِلى الحُمْرة .
( ) ومما يستدرك عليه :
الشَّقْح : الشُّحّ ؛ عن أَبي زَيد .
وشَقَحَ النَّخْلُ : حَسُن بأَحْماله ، كشَقَّحَ .
____________________
(6/509)
شكح : ( الشَّوْكَحَة : شِبْهُ رِتَاجِ البابِ ، ج شَوْكَحٌ ) ، قال شيخنا :
والمراد به الجمع اللُّغَويّ .
شلح : ( شِلْح ، بالكسر : ة قُرَبَ عُكْبَرَاءَ
، منها آدَمُ بن محمّد الشِّلْحِيّ المُحدِّث ) يروي عن أَبي الفرج الأَصبهانيّ
صاحب ( الأَغاني ) ، وعنه أَبو منصورٍ النَّدِيمُ ؛ كذا في التَّبْصير . وقال
البُلْبَيْسيّ في الأَنساب : الشَّلْحيّ ، بالفتح : أَبو القاسمِ آدمُ بن محمّدِ
بنِ آدَمَ بنِ محمّدِ بن الهَيْثم بن تَوْبَة العُكْبَرِيّ المُعَدّل عن أَحمد بن
سلمانَ النَّجّاد وابن قانع ، وعنه أَبو طاهرٍ الخَفّاف وغيره ، تُوفِّيَ
بعُكْبَرَاءَ سنة 401 .
( والشَّلْحَاءُ : السَّيْفُ ) بلغةِ أَهلِ الشِّحْر ، وهي بأَقْصَى اليَمن ، وقال
ابن الأَعْرَابيّ : هو السَّيْف ( الحَدِيدُ ، ويُقْصَر ، ج شُلْحٌ ) ، بضمّ فسكون
. قال الأَزهريّ : ما أُرَى الشَّلْحَاءَ والشُّلْحَ عربيَّةً صحيحةً .
( والتَّشْلِيحُ : التَّعْرِيَةُ ) ، قال ابن الأَثير عن الهَرَوِيّ : (
سَوَادِيَّةٌ ) . قال الأَزهَرِيّ : سمعْت أَهلَ السَّوَاد يقولون : شُلِّحَ
فُلانٌ : إِذا خَرَجَ عليه قُطَّاعُ الطَّرِيق فسَلَبوه ثِيَابَه وعَرَّوْه . قال
وأَحْسبها نَبَطيّة .
والمُشَلَّحُ ، كمعظَّم : مَسْلَخُ الحَمَّام ) . وفي ( المحكم ) : قال ابن دُريد
أَمّا قَوْلُ العَامّة : شَلَّحَه ، فلا أَدري ما اشتِقاقه .
والشُّلُوح : طَوائفُ من البَرْبَر يَتكلّمون بأَلْسِنَةٍ مختلِفة ، ومساكِنُهم
بأَقْصَى بَوادي المَغْرِبِ .
شنح : ( الشُّنُح ، بضمّتين : السُّكَارَى ) ،
قاله ابن الأَعرابيّ .
( والشَّنَاحيّ ، بالفتح ) والياءِ
____________________
(6/510)
المشدَّدةِ للتأْكيدِ لا للنَّسب كالأَلْمَعِيّ ( :
الجَسيمُ الطويلُ من الإِبلِ ) ، قال الأَزهريّ عن الليث : الشَّنَاحِيّ :
يُنْعَتُ به الجَمَلُ في تَمَامِ خَلْقِه ، وأَنشد :
أَعَدّوا كُلَّ يَعْمَلَةٍ ذَمُولٍ
وأَعْيَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَنَاحِي
وقال ابن الأَعرابيّ : الشُّنُح ، بضمّتين : الطَّوال . وقال الأَصمعيّ
الشَّنَاحِيّ : الطّويل . ويقال : هو شَنَاحٌ ، كما تَرَى ، ( كالشَّنَاحِ ،
والشَّنَاحِيَة ، مخفَّفةً ) ، حُذِفَت الياءُ من شَنَاحٍ مع التّنوين لاجتماع
السّاكِنين . وقال ابن سيده : الشَّنَاحُ والشَّنَاحِيّ والشَّناحِيَةُ من الإِبل
: الطَّوِيلُ الجَسيمُ ، والأُنثى شَنَاحِيَةٌ لا غَيرُ .
( وشَنَّحَ عليه تَشْنيحاً : شَنَّعَ ) ، بقَلْب العينِ حَاءٍ كالرُّبَع
والرُّبَحِ وقد تقدّم في أَوّل الفصل .
( وبَكْرٌ شَنَاح ، كثَمان ) ، إِشارةٌ إِلى سقوطِ الياءِ : ( فَتِيٌّ ) ، وكذالك
بَكْرَةٌ شَنَاحِيَةٌ : طويلٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
صَقْر شانِحٌ ، أَي مُتَطاوِلٌ في طَيَرانه ؛ عن الزّجّاج . قال : ومنه اشتقاقُ
الطَّوِيل . قال الأَزهريّ : ولستُ منها على ثِقةً ؛ كذا في ( اللِّسَان ) .
شوح : ( *!شَوَّحَ ) على الأَمر ( *!تَشْوِيحاً
: أَنْكَرَ ) ، وأَهمله ابن منظور والجوهريّ .
شيح : ( *!الشِّيحُ ، بالكسر : نَبْتٌ )
سُهْليّ يُتَّخَذ من بعضِه المَكَانِس ، وهو من الأَمرَارِ ، له رائحةٌ طَيِّبة
وطَعْمٌ مُرُّ ، وهو مَرْعًى للخَيْل والنَعَم ، ومَنَابتُه القيعَانُ والرِّياضُ
قال :
في زاهرِ الرَّوْضِ يُغَطِّي *!الشِّيحا
____________________
(6/511)
وجمعه *!شِيحانٌ . قال :
يَلوذُ *!بِشِيحانِ القُرَى من مُسِفَّةٍ
شآمِيَةٍ أَو نَفْحِ نَكْبَاءَ صَرْصَرِ
( وقد *!أَشاحَتِ الأَرْضُ ) ، إِذا أَنْبَتَتْه .
( و ) *!الشِّيح : ( بُرْدٌ يَمَنِيّ ) .
*!والمُشَيَّح : هو المُخَطَّط . قال الأَزهريّ : ليس في البُرُود والثِّيَاب
*!شِيحٌ ولا*! مُشَيَّح ، بالشين معجمةً من فَوْق ، والصَّواب : السَّيْحُ
والمُسيَّحُ بالسِّين والياءِ في باب الثِّياب ؛ وقد ذُكر ذالك في موضعه .
( و ) *!الشِّيحُ : ( الجادُّ في الأُمورِ ) في لُغَةِ هُذَيْل ، والجَمْع شِياحٌ
، ( *!كالشّائح *!والمُشيح ) . قال أَبو ذُؤْيبٍ الهُذَليّ يَرْثي رَجُلاً من بني
عَمِّه ويَصف مواقفَه في الحَرْب :
وَزَعْتَهُمُ حتّى إِذا ما تَبَدَّدُوا
سِرَاعاً وَلاَحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ
بَدَرْتَ إِلى أُولاَهُمُ فسَبَقْتَهُمْ
وشَايَحْتَ قبْلَ اليَوْمِ إِنّك *!شِيحُ
وقال الأَفْوَه :
وبرَوْضَةِ السُّلاّنِ مِنّا مَشْهَدٌ
والخَيْلُ *!شائِحَةٌ وقد عَظُمَ الثُّبَا
( و ) *!الشِّيح : ( الحَذِر ) .
( وقد *!شاحَ *!وأَشاحَ على حَاجتِه ) ، وقال ابن الأَعرابيّ : *!الإِشاحَةُ :
الحَذَرُ : وأَنشد لأَوْس :
في حَيْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحَةُ مِنْ
أَمْر لِمنْ قد يُحَاوِلُ البِدَعَا
*!والإِشاحَةُ الحَذَرُ والخَوْفُ لمَن حاولَ أَن يَدْفَع الموتَ ، ومُحاوَلَتُه
دَفْعَه بِدْعَةٌ . قال الأَزهريّ : ولا يكون الحَذِرُ بغير جِدَ *!مُشِيحاً .
وقولُ الشاعر :
تُشَيحُ على الفَلاةِ فتَعْتَلِيها
ببَوْعِ القَدْر إِذْ قَلِقَ الوَضينُ
أَي تُدِيمُ السَّيْر .
____________________
(6/512)
*!والمُشِيح : المُجِدّ . وقال ابن الإِطْنابَة :
وإِقْدَامهي على المَكْرُوهِ نَفْسي
وضَرْبي هامَةَ البَطَلِ *!المُشيحِ
( *!وشايَحَ *!مُشَايَحَةً *!وشِيَاحاً ) . ورجلٌ *!شائِحٌ : حَذِرٌ . *!وشايَحَ
وأَشاحَ : بمعنَى حَذِرَ . وأَنشد الجَوْهريّ لأَبي السَّوْداءِ العِجْليّ :
إِذا سَمِعْنَ الرَّزَّ منْ رَبَاحِ
*! شَايَحْنَ مِنه أَيَّما شِيَاحِ
أَي حَذِرْنَ . وَرَبَاح : اسمُ رَاعٍ . وتقول : إِنه *!لمُشيحٌ : حازِمٌ حَذِرٌ .
وأَنشد :
أَمُرّ *!مُشِيحاً مَعِي فِتحيةٌ
فمِن بين مُؤْدٍ ومن حاسرِ
( والشائِح : الغَبُور ، *!كالشَّيْحَان ، بالفتح ) ، لحَذَره على حُرَمِه ،
وأَنشد المفضَّل :
لما اسْتَمَرّ بها *!شَيْحَانُ مُبْتَجِحٌ
بالبَيْنِ عنك بها يَرْآك شَنْآنَا
والفتح من رواية أَبي سعيدٍ وأَبي عَمْرٍ و . ( وهو ) ، أَي *!الشَّيْحَان : (
الطَّويلُ ) الحَسَنُ الطُّولِ ، وأَنشد :
*!مُشِيحٌ فوق *!شَيْحَانٍ
يَدُورُ كأَنّه كَلِبُ
( ويُكْسَر ) ، قال الأَزهريّ : وهاكذا رواه شَمِرٌ وأَبو محمد . كذا في هامش (
الصّحاح ) . ( و ) نقل الأَزهريّ عن خالد بن جَمْبَةَ : *!الشَّيْحَانُ : ( الذي
يَتَهَمَّس عَدْواً ) ، أَراد السُّرعةَ . ( و ) *!الشَّيْحَان أَيضاً : (
الفَرَسُ الشَّدِيدُ النَّفَسِ ) . وناقَةٌ *!شَيْحَانةٌ ، أَي سَرِيعةٌ ، (
وجَبَلٌ عالٍ حَوَالَيِ القُدْس ) .
( *!والشِّيَاحُ ، بالكسر : القَحْطُ ، والجِذارُ ، والجِدُّ في كلِّ شَيْءٍ ) .
ورجلٌ *!شائِحٌ : حَذِرٌ جادٌّ .
( *!والشِّيحةُ ، بالكسر : ماءَةٌ شَرْقيَّ فَيْدٍ ) ، بينهما يومٌ وليلةٌ ،
وبينها وبين النِّباجِ أَربعٌ . وقيل : هي
____________________
(6/513)
ببطن الرُّمَّة . وقيل : بالحَزْنِ ديار يَرْبُوع . وقيل :
بالخاءِ المعجمة . ( و ) *!الشِّيحةُ ( : ة ، بحَلَب ، منها يُوسُفُ بن أَسْبَاط )
، ورَفيقه محمّدُ بن صَغِيرٍ ، ( وعبد المُحْسن بنُ محمّدِ ) بن عليّ ( التاجر
المُحَدِّث ) ، كُنْيَته أَبو منصورٍ ، كَتَبَ الحديثَ بالشّام ومصر والعراق ،
وحَدَّث ، مات سنة 489 ؛ ( ومولاه بَدْر ) كُنْيته أَبو النَّجْمِ رُوميّ ،
أَسْمَعه الحديثَ ، وأَعتَقه ، فنُسِبع إِليه هاكذا ذكرَه الحافظ أَبو سَعد ، وروى
عنه ؛ ( وابنه محمّد بن بَدرٍ ) من شُيوخ المُوَفَّق عبدِ اللّطِيف ؛ ( و ) أَبو
العبّاس ( أَحمدُ بنُ سعيدِ بنِ حسنٍ ) ، أَبي الفرج أَحمدَ بنِ محمّدٍ القَزّازي
، وأَبي الطّيِّب بن غَلْبُون ؛ ( و ) أَبو عليّ ( أَحمدُ بن محمّد بن سَهْل )
الأَنطاكيّ ، روَى عن مُطَيَّن وطَبقتِه ، وعنه عَليّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ عبد الله
الأَنطاكيّ ، وعلاَءُ الدّين عليُّ بن محمدِ بن إِبراهيمَ بنِ عُمَرَ بنِ خليل
البغداديّ الصُّوفيّ . ( المُحَدِّثون *!الشِّيحِيُّون ) . وفاته مسعودٌ أَخو عبد
المحسن المذكور ، روَى عنه أَبو الرِّضا أَحمدُ بنُ بدْرِ بنِ عبد المحسن ؛ وكذالك
أَبو الحُسين عبدُ الله بنُ أَحمدَ بنِ سعيدِ بنِ الحسنِ *!-الشِّيحيّ ، خالُ عبدِ
المحسن المذكور ، روى القراآتِ عن أَبي الحسن بن الحَماميّ .
( *!والمَشْيُوحاءُ ، ويُقْصَر : مَنْبِتُ الشِّيحِ ) ، أَي الأَرضُ الّتي
تُنْبِتُ الشِّيحَ . قال أَبو حَنيفَةَ : إِذَا كَثُر نَبَاتُه بمكانٍ قيل : هاذه
*!مشيوحاءُ . وهاكذا في ( التّهذيب ) عن أَبي عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ . وأَنكَره
المفضَّلُ بن سَلَمَةَ في كتابه الّذي ردَّ فيه على صاحب العين ؛ كذا في هامش . (
الصّحاح ) ، ونقل السُّهيليّ في ( الرَّوض ) عن أَبي حنيفةَ في كتاب ( النبات ) :
أَن مَشْيُوحَاءَ اسمٌ للشِّيحِ الكثيرِ . قال شيخنا : وسبق الكلام على مَفْعولاءَ
ووقوعِه جمعاً وماله من النظائر في علج .
____________________
(6/514)
قلت : ويُنْظَر في هاذا مع ما أَسلفناه من النقل ويُتأَمَّلْ .
( و ) يُقال : ( هم في *!مَشْيوحاءَ ) من أَمْرهم ، وعليه اقتصرَ الجوْهريّ ، (
*!ومَشِيحَى من أَمْرِهم ) هاكذا مقصوراً . وذكره ابنُ مالك في التّسهيل في
الأَوزان الممدودة ( أَي في أَمرٍ يَبْتَدِرُونه ) ، هاكذا في ( الصّحاح ) ، ( أَو
في اختلاطٍ ) ، وهاكذا في ( اللّسان ) . وفي ( شرح الكافية ) لابن مالك قال : وعلى
هاذا فهو بالجيم من نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ، ووزنُه فَعِيلاءُ لا مَفْعِلاءُ . قال
شيخُنا : حُكمُه عليه بأَنه بالجيم ، إِنْ كان لمجردِ تفسيرِه بالاختلاط ، ففيه
نَظَرٌ ؛ وإِن كان لعَدَمِ وُرودِه بالحاءِ المهملة بمعنى الاختلاطِ كما هو ظاهرٌ
، فلا إِشكال .
قلت : وقد صَحَّ وروده بالحاءِ المهملةِ بمعنَى الاختلاطِ ، كما هو في ( اللّسان )
وغيره ، فكلامُ ابنِ مالكٍ محلُّ نَظَرٍ وتأَمُّلٍ . وقال ابنُ أُمّ قاسمٍ وغيرُه
، تبعاً للشَّيْخ أَبي خَيَّانَ في شروحهم على التّسهيل : القَوْمُ في مَشِيحَاءَ
من أَمرهم ، أَي في جِدَ وعَزْمٍ .
( *!وشَايَحَ : قاتَلَ ) ، كذا في ( التّهذيب ) ، وأَنشد .
*!وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنك شِيحُ
( *!والمُشِيحِ ) : الجادّ المُسرِع . وفي حديثِ سَطيحٍ ( علَى جَمَلٍ مُشِيح )
وقال الفرّاءُ : المُشيحُ على وَجْهَيْنِ : ( المُقْبِلُ عليك ) ، وفي بعض النُّسخ
: إِليك ، ( والمانِعُ لما وراءَ ظَهْرِه ) . وبه فسّر ابنُ الأَثير حديث : (
اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ . ثم أَعْرَض *!وأَشاحَ ) أَو بمعنى الحَذَر
والجِدِّ في الأُمور ، أَي حَذِرَ النّارَ كأَنّه نَظَر إِليها أَو جَدّ على
الإِيصاءِ باتِّقائِها ، أَو أَقبلَ إِليك بخِطابه .
وقيل : *!أَشاحَ بوَجْهِه عن الشَّيْءِ : نَحّاه . وقال ابن الأَعرابيّ : أَعْرَضَ
بوَجْهِه *!وأَشاحَ ، أَي جَدّ في الإِعراض . وقال غيرُه : وإِذَا نَحَّى
الرَّجُلُ وَجْهَه
____________________
(6/515)
عن وَهَجٍ أَصابَه وعن أَذًى ، قيل : *!أَشَاحَ بوَجْهِه .
( *!والتَّشْيِيح : التَّحْذيرُ والنَّظَرُ إِلى الخَصْمِ مُضَايَقَةً ) ، وهاذَا
عن ابن الأَعْرَابيّ . وقد *!شَيَّحَ : إِذا نَظَرَ إِلى خَصْمِه فضايَقَه .
( وذو *!الشِّيح : ع باليمامَةِ ) ، إِن لم يكن مُصَحَّفاً من السِّين المهملةِ ،
( و ) موضِعٌ آخرُ ( بالجَزيرة ) .
( وذاتُ *!الشِّيحِ : ع في ديارِ بني يَرْبُوع ) بالحَزْن .
( *!وأَشَاحَ الفَرسُ بذَنَبِه ) : إِذا أَرْخَاه ؛ نقله الأَزهريّ عن الليث ، (
وصَحَّفَ الجَوْهَرِيّ ) وإِنما الصّوَاب بالسين المهملة ؛ قاله أَبو منصور ، (
وإِنما أَخَذَخ من كتاب ) العين تَصنيف ( اللَّيْث ) . قال شيخُنَا : ولا يُحْكَم
على ما في كتاب ( الليث ) أَنه تَصْحِيف إِلاّ بثَبتٍ .
والمصنِّف قَلَّدَ الصّاغانيّ ، وسَبَقَه أَبو منصور .
( *!وأَشْيَحُ ، كأَحْمَدَ : حِصْنٌ باليَمَن ) ،
2 ( فصل الصّاد ) المهملة مع الحاء المهملة ) 2
صبح : ( الصُّبْح ) ، بالضَّم ( : الفَجْر ،
أَو أَوّلُ النَّهَارِ ، ج أَصْباحٌ ، وهو الصَّبِيحة ؛ والصَّبَاح ) نقيض
المسَاءِ . ( والإِصْباحُ ) بالكسر ، ( والمُصْبَحُ ، كمُكْرَم ) ، لأَنّ المفعول
مما زاد على الثلاثة كاسم المفعول . قال الله عزّ وجلّ : { 6 . 029 فالق الاصباح }
( الأَنعام : 96 ) قال الفرّاءُ : إِذا قيل : الأَمْسَاءُ والأَصْباحُ ، فهو جَمْع
المَسَاءِ والصُّبْح . قال : ومِثْله الأَبكار والإِبْكار ، وقال الشّاعر :
أَفْنَى رِيَاحاً وذَوِي رِيَاحِ
تَناسُخُ الأَمْساءِ والإِءَصْباحِ
وحكىَ اللِّحْيَانيّ : تقول العرب
____________________
(6/516)
إِذا تَطيَّروا من الإِنسان وغيرِه : صَبَاحُ اللَّهِ لا
صَباحُك ، قال : وإِنْ شِئتَ نَصَبْتَ .
( وأَصْبَحَ : دَخَل فيه ) ، أَي الصُّبْحِ ، كما يقال : أَمْسَى ، إِذا دخل في
المَسَاءِ . وفي الحديث : ( أَصْبِحوا بالصُّبح فإِنه أَعظمُ للأَجْر ) ، أَي
صَلُّوها عند طُلوع الصُّبحِ . وفي التَّنْزِيل : { 6 . 029 وانكم لتمرون عليهم
مصبحين } ( الصافات : 137 ) ( و ) أَصْبَحَ : ( بمَعْنَي صارَ ) . قال شيخُنا فيه
تَطْوِيلٌ لأَنّ ( بمعنى ) مُسْتَدْرك كما لا يَخْفَى .
قال سيبويه : أَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا ، أَي صِرْنَا في حينِ ذاك . وأَصْبَحَ فلانٌ
عالِماً : صار .
( وصَبَّحَهم ) تَصْبيحاً : ( قال لهم : عِمْ صَباحاً ) ، وهو تَحيَّةُ الجاهليَّة
، أَو قال : صَبَّحكَ اللَّهُ بالخَيْر . ( و ) صَبَّحَهم : ( أَتاهم صَبَاحاً ،
كصَبَحهم ، كمَنَعَ ) . قال أَبو عَدْنَان : الفَرْق بين صَبَحْنَا وصَبَّحْنَا
أَنه يُقَال : صَبَّحْنا بلدَ كذا وكذا ، وصَبَّحْنَا فُلاناً ، فهاذه مشدّدة ؛
وصَبَحْنَا أَهْلَهَا خَيراً أَو شَرًّا . وقال النّابغة :
وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زَالَ كَعْبُه
على كُلِّ مَنْ عادَى منَ النّاسِ عَالِيَا
ويقال : صَبَّحه بكذا ، ومَسّاه بكذا ، كلّ ذالك جائز . قال بُجِير بن زُهَير
المُزَنّي ، وكان أَسْلَمَ :
صَبَحْنَاهُمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ
وسَبْعٍ من بني عُثْمَانَ وَافِي
مهناه أَتَيْنَاهم صَبَاحاً بأَلف رَجلٍ من بني سُلَيم . وقال الراجز :
نَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً في دَارِها
جُرْداً تَعَادَى طَرَفَيْ نَهَارِهَا
يريد أَتَيْنَاهَا صَباحاً بخَيْل جُرْد . وقال الشِّمّاخ :
وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكَابَهَا
وقِيلَ المُنَادِي : أَصبَحَ القَوْمُ أَدْلِجى
____________________
(6/517)
قال الأَزهريّ : يَسأَل السّتئلُ عن هشذا البَيت فيقول : الإِدْلاجُ : سَيرُ
اللَّيل ، فكيف يقول : أَصبحَ القومُ ، وهو يَأْمر بالإِدلاج ؟ وقد تقدّم الجواب
في ( دلج ) فراجِعْه .
( و ) صَبَحَهُم : ( سَقَاهم صَبُوحاً ) من لَبنٍ ، يَصْبَحُهم صَبْحاً ،
وصَبَّحهم تَصْبيحاً ، كذالك . ( وهو ) ، أَي الصَّبوحُ : ( ما حِلِبَ من اللَّبنِ
بالغَدَاةِ ) ، أَو ما شُرِبَ بالغَدَاةِ فما دُونَ القائِلةِ . وفِعْلُك
الاصْطِباحُ .
( و ) الصَّبُوحُ أَيضاً : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدْوَةً ، وهو خِلافُ
الغَبُوق .
والصَّبُوح : ( ما أَصْبَحَ عندَهُم من شَرَابٍ ) فشَرِبوه .
( و ) الصَّبُوح : ( النَّاقَةُ تُحْلَب صَبَاحاً ) ، حكاه اللِّحْيَانيّ وأَبو
الهَيثم . وقولُ شَيُخِنا إِنه غريبٌ محلُّ نَظرٍ .
( و ) من المجاز : هاذا ( يومُ الصَّبَاحِ ) ، ولَقِيتُهم غَدَاةَ الصَّبَاحِ :
وهو ( يَومُ الغَارَةِ ) ، قال الأَعشي :
به تَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ
غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثارَا
يقول : بهاذا الفَرَسِ يَتقدَّم صاحبُه الأَلْفَ من الخَيْل يَومَ الغَارَةِ .
والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارَةٍ من الخَيْل تَفْجَؤُهم صَبَاحاً : يا صَبَاحَاه
: يُتْذِونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداءِ العالي . ويُسَمُّون يومَ الغَارةِ يَومَ
الصَّبَاحِ ، لأَنّهم أَكْثَر ما يُغِيرون عندَ الصَّباح .
( والصُّبْحَة ، بالضَّمِّ : نَوْمُ الغَدَاةِ ، ويُفْتَح ) ، وقد كَرِهه بعضُهم .
وفي الحديث أَنه نَهَى عن الصُّبْحَة ، وهي النَّومُ أَوَّلَ النَّهَار ، لأَنه
وَقتُ الذِّكْرِ ثم وَقْتُ طَلَبِ الكَسْبِ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ ، أَنها قالت
: ( وعندَه أَقول فلا أُقَبَّح ، وأَرْقُد فأَتَصبَّح ) . أَرادتْ أَنها
مَكْفِيَّةٌ فهي تَنعام الصُّبْحَة . ( و ) الصُّبْحَة : ( ما تَعَلَّلْتَ به
غُدْوَةً ) .
( وقد تَصَبَّحَ ) : إِذا نام بالغَدَاةِ .
____________________
(6/518)
وفي الحديث : ( مَنْ تصبِّحَ بسَبْعِ تَمْرَاتٍ عَجْوَة ) ،
هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القَوْمَ : إِذَا سَقَيْتهم الصَّبُوحَ ، وصَبَّحت ، التّشديد
لُغة فيه . ( و ) الصُّبْحَة والصَّبَحَ : ( سَوَادٌ إِلى الحُمْرَةِ ، أَو لَوْنٌ
يَضْرِب إِلى الشُّهْبَةِ ) قَرِيبٌ منها ( أَو إِلى الصُّهْبَةِ ) ، وجَزَمَ
السُّهَيليّ بأَن الصُّبْحةَ بياضٌ غيرُ خالص . وقال اللّيث : الصَّبَح : شِدَّةُ
الحُمْرَةِ في الشَّعر .
( وهو أَصْبَحُ . وهي صَبْحاءُ ) . وعن اللّيث : الأَصْبَح قَريبٌ من الأَصْهَب .
وروَى شَمِرٌ عن أَبي نَصْرٍ قال : في الشَّعر الصُّبْحَةُ والمُلْحَة . ورجل
صْبَحُ اللِّحْيَةِ : الّذي تَعلو شَعْرَه حُمْرَةٌ . وقال شَمِرٌ : الأَصْبَحُ :
الّذي يكون في سَوادِ شَعرِهِ حُمْرةٌ . وفي حديث المُلاَعنة : ( إِنْ جاءتْ به
أَصْبَحَ أَصْهَب ) ، الأَصْبَح : الشَّديدُ حُمْرةِ الشَّعرِ . ومنه صُبْحُ
النَّهارِ ، مُشتَقٌّ من الأَصْبَح . قال الأَزهريّ : ولَوْنُ الصُّبْح الصّادقِ
يَضْرِب إِلى الحُمْرَةِ قليلاً ، كأَنّها لَوْنُ الشَّفَق الأَوَّلِ في أَوَّلِ
اللَّيْل .
( وأَتَيْتُه لِصُبْحِ خامسةٍ ) ، بالضّم ، كما تَقُول : لِمُسْيِ خامسةٍ ، (
ويُكْسَر ، أَي لِصَبَاحِ خمسةِ أَيامٍ ) .
وحكَى سيبويه : أَتَيتُه صَبَاحَ مَسَاءِ . من العرب مَن يَبْنيه كخَمْسَةَ عَشَرَ
، ومنهم من يُضيفُه ، إِلاّ في حَدِّ الحالِ أَو الظَّرف .
( وأَتيْتُه ذَا صَبَاحٍ ، وذا صَبُوحٍ ، أَي بُكْرَةً ) . قال سيبويه : ( لا
يُستعمل إِلاَّ ظَرْفاً ) . وهو ظَرْفٌ غيرُ مُتمكِّنٍ . وقد جاءَ في لُغَةٍ
لخَثْعَم ( اسماً ) قال أَنَسُ بنُ نُهَيْك ، منهم :
عزَمْتُ على إِقامة ذِي صَبَاحٍ
لأَمْرٍ مَا يُسَوَّدُ معنْ يَسُودُ
لم يستعمله ظَرْفاً . قال سيبويه : هي لُغَةٌ لخَثْعَم . ووَجدْت في هامش (
الصّحاح ) : البيتُ لرجُلٍ من خَثْعَم
____________________
(6/519)
قالَهُ على لُغَته ، لأَنّه جَرّ ذا صباحٍ ، وهو ظَرْفٌ لا
يَتمَكَّن ، والظُّرُوف الّتي لا تَتمكّن لا تُجَرُّ ولا تُرْفَع ، ولا يجوز ذالك
إِلاّ في لغة قومٍ من خَثْعَم أَو يُضْطَرُّ إِليه شاعرٌ . يُريد : عَزَمْت على
الإِقامةِ إِلى وَقْتِ الصَّباح ، لأَنّى وَجَدْت الرَّأْيَ والحَزْمَ يُوجبانِ
ذالك . ثم قال : لشيْءٍ ما يُسَوَّد مَنْ يَسود : يقول : إِنّ الذي يُسوِّده
قَومُه لا يُسوَّدُ إِلاّ لشيْءٍ من الخِصَالِ الجَمِيلةِ والأُمورِ المحمودةِ
رآهَا قَومُه فيه فسَوَّدُوه من أَجْلها ؛ كذا قاله ابن السّيرافيّ .
ولقيتُه ذاتَ صُبْحَةٍ وذا صَبُوح ، أَي حِين أَصْبَحَ ، وحين شَرِبَ الصَّبُوحَ .
وعن ابنِ الأَعرابيّ : أَتَيتُه ذاتَ الصَّبُوحِ ، وذَات الغَبُوق ، إِذا أَتَاه
غُدْوَةً وعَشِيَّةً ؛ وذَا صَبَاحٍ ، وذَا مَساءٍ ؛ وذَاتَ الزُّمَيْنِ ، وذاتَ
العُوَيْمِ ، أَي منذُ ثلاثةِ أَزْمَانٍ وأَعْوامٍ .
( والأَصبَحُ : الأَسَدُ ) ، بَيِّنُ الصَّبَحِ . ورَجُلٌ أَصْبَحُ ، كذالك .
( و ) الأَصْبَح : ( شَعْرٌ يَخْلِطه بياضٌ بحُمْرَةٍ خِلْقَةً ) أَيًّا كانَ ، (
وقد اصْبَاحَّ ) اصْبِيحَاحَا ، ( وصَبِحَ كفَرِحَ صَبَحاً ) ، محرَّكةً (
وصُبْحَةً ، بالضّمّ ) .
( والمُصْبَح ، كمُكْرَم : موضِعُ الإِصْبَاحِ ووَقْتُه ) ، وعبارة الصّحاح :
والمَصْبَح ، بالفتخ : مَوْضِع الإِصباحِ ، ووَقْتُ الإِصباحِ أَيضاً ، قال الشاعر
:
بمَصْبَحِ الحَمْدِ وحيثُ يُمْسِي
وهاذا مَبنيٌّ على أَصْلِ الفِعْل قبلَ أَن يُزاد فيه ، ولو بُنِيَ على أَصْبَحَ
لقِيلَ : مُصْبَح ، بضَمّ المِيم . انتهى . وفي بعض النُّسخ ، بعد قوله : كمِكْرَم
: ( وكمَذْهَب ) وهو الصّواب إِن شاء الله تعالى . وقال الأَزهريّ : المُصْبَح :
المَوضِع الّذِي يُصْبَح فيه ، والمُمْسَي : المَكَان الّذي يُمْسَى فيه . ومنه
قوله :
قَرِيبةُ المُصْبَحِ من مُمْسَاها
( والمِصْبَاح : السِّرَاج ) ، وهو
____________________
(6/520)
قُرْطُه الّذِي تَراه في القِنْدِيل وغيرِه . وقد يُطْلَق
السِّرَاجُ على مَحلِّ الفَتِيلةِ مَجَازاً مشهوراً ؛ قاله شيخُنَا . وقال أَبو
ذِؤَيب الهُذليّ :
أَمِنْك بَرْقٌ أَبيتُ اللَّيلَ أَرْقُبُه
كأَنّهْ في عِراضِ الشّامِ مِصْبَاحُ
( و ) المِصْبَاح من الإِبل : الذّي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلاَ يَنْهض حتّى
يُصْبِحَ وإِنْ أُثِيرَ . وقيل : المِصْبَاح : ( النّاقَةُ ) الّتي ( تْصْبِح في
مَبْرَكِهَا ) لا تَرْعَى ( حتّى يَرتفِعَ النّهَارُ ) ، وهو مّما يُسْتَحبّ من
الإِبل ، وذالك ( لقُوَّتِهَا ) وسِمَنِها ، جَمْعُه مَصابِيحُ . أَنشد ابن
السيِّد في الفَرْق :
مَصَابِيحُ لَيستْ باللَّوَاتِي يَقودُهَا
نُجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ
( و ) المِصْباح : ( السِّنَانُ العِرِيض ) وأَسِنَّةٌ صَبَاحِيَّة . ( و )
المِصْباح : ( قَدَحٌ كَبِيرٌ ) ، عن أَبي حَنيفةَ ، ( كالمِصْبَح كمِنْبَر ) ، في
الأَربعة . وعلى الثّاني قولُ المُزَرِّد أَخي الشّمَّاخ :
ضَرَبْتُ له بالسَّيْفِ كَوْمَاءٍ مِصْبَحاً
فشُبَّتْ عليها النّارُ فهْي عَقِيرُ
( والصَّبُوحَةُ : النَّاقَةُ المَحْلُوبةُ بالغَداةِ ، كالصَّبوحِ ) ، عن
اللِّحْيَانيّ . وقد تَقَدّم دِكْرُ الصَّبُوح آنِفاً . ولو قال هناك :
كالصَّبُوحة ، سَلِمَ من التَّكرار . وحكَى اللِّحْيَانيّ عن العرب : هاذه
صَبُوحِى وصَبُوحَتِي .
( والصَّبَاحَةُ : الجَمَالُ ) ، هاكذا فَسّره غيرُ واحدٍ من الأَئمّة ، وقَيّده
بعضُ فقهاءِ اللُّغَة بأَنه الجَمالُ في الوَجْهِ خاصَّةً . ونقل شيخنا عن أَبي
منصور : الصَّبَاحةُ في الوَجْهِ والوَضَاءَةُ في البَشَرَة ، والجَمال في
الأَنْفِ والحَلاوةُ في العَيْن ، والمعلاحَةُ في الفَمِ ، والظَّرْفُ في اللّسان
، والرَّشاقَةُ في القَدّ ، واللَّبَاقة في الشَّمَائل ، وكَمالُ الحُسْنِ في
الشَّعرِ .
وقد ( صَبُحَ ككَرُمَ ) صَبَاحَةً : أَشْرَقَ وأَنارَ ؛ كذا في المصباح . ( فهو
____________________
(6/521)
صَبِيحٌ ، وصْبَاحٌ ) ، نقله الجوهَرِيّ عن الكِسَائيّ ،
واقتصر عليهما ، ( وصُبّاحٌ ، وصَبْحانُ ، كشَريفٍ وغُرَابٍ ورُمّانٍ وسكْرَانَ )
، وافقَ الّذِين يقولون فُعَالٌ الَّذِين يقولون فَعِيلٌ ، لاعْتقَابِهما كثيراً ،
والأُنثَى فيهما بالهاءِ والجمع صِبَاحٌ . وافقَ مُذَكَّرَه في التكسير ،
لاتفاقهما في الوَصْفِيّة . وقال اللّيث : الصَّبِيح : الوَضِيءُ الوَجْهِ .
( وَرَجلٌ صَبَحَانٌ ، محرَّكَةً : يُعَجِّل الصَّبُوحَ ) ، وهو ما اصْطُبِحَ
بالغَدَاةِ حارًّا .
( و ) قَرِّبْ تَصْبِيحَنَا . وقَرَّبَ إِلى الضُّيُوفِ تَصَابِيحَهم ، (
التَّصْبِيحُ الغَدَاءُ ) وفي حديثِ المعبْعَثِ ( أَنّ النبيّ صلى الله عليه
وسلمكان يَتِيماً في حجْرِ أَبي طالبٍ ، وكان يُقرَّبِ إِلى الصِّبْيَن
تَصْبِيحُهم فيَخْتَلسون ويَكُفّ ) وهو ( اسمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ ) ، مثل
التَّرْعِيب للسَّنامِ المُنْقَطع ، والتَّنّبِيت اسمٌ لما يَنْبُت من الغرَاس ،
والتَّنْوِير اسمٌ لنَوْر الشَّجر .
( و ) يقال : صُبَّتْ عليهم الأَصْبَحِيَّة . ( الأَصْبَحيّ : السَّوْطُ ) ، وهي
السِّيَاطُ الأَصْبَحِيَّة ، ( نسْبَةٌ إِلى ذي أَصْبَحَ ، لمَلِكٍ من مُلوكِ
اليَمنِ ) من حِمْيَر ؛ قاله أَبو عُبيدَةَ . وذو أَصْبَحَ هاذا ، قِيلَ : هو
الحارثُ بنُ عَوفِ بنِ زَيدِ بن سَدَدِ بن زُرْعةَ وقال ابن حزْم هو ذو أَصْبَحَ
مالِكُ بن زَيد بن الغَوْث من وَلدِ سَبإٍ الأَصغرِ ، ( من أَجْدَاد ) سيِّدنا (
الإِمام ) الأَقْدَمِ والهُمَامِ الأَكْرَمِ عالِمِ المدينة ( مالِكِ بنِ أَنَسٍ )
الفقيهِ ، وجَدُّه الأَقْرَبُ أَبو عامرِ بنُ عَمْرِو بن الحارِثِ بن غَيْمَانَ
الأَصبَحِيّ الحمْيَريّ ، تابِعيّ . وذكر الحازميّ في كتاب ( النَّسب ) : أَن ذا
أَصْبَحَ من كَهْلاَنَ ، وأَنّ منهم الإِمامَ مالكاً . والمشهور هو الأَوّلُ ،
لأَنّ كَهْلانَ أَخو حِمْيَر ، على الصْحِيح ، خلافاً للجوهَريّ ، كما سيأْتي .
( واصْطَبَحَ : أَسْرَجَ ) ، كأَصْبَحَ ؛ وهاذا من الأَساس . والشَّمعُ ممَّا
____________________
(6/522)
يُصْطَبَح به ، أَي يُسْرَجُ به . ( و ) اصْطَبَحَ : (
شَرِبَ الصَّبُوحَ ) وصَبَحه يَصْبَحُه صَبْحاً : سقاه صَبُوحاً ( فهو مُصْطَبِحٌ
) ، وقال قُرْط بن التَّوْأَم اليَشْكُريّ :
كانَ ابنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه
مِن هَجْمةِ كفَسِيلِ النَّخْلِ دُرّارِ
يَعْشُوه : يُطْعِمه عِشَاءً . والهَجْمةُ : القِطْعَة من الإِبل . ودُرّار : من
صِفَتها . وفي الحديث : ( وما لَنا صَبِيٌّ يَصْطَبِح ) ، أَي ليس لنا لَبَنٌ
بقَدْرِ ما يَشْرَبُه الصَّبيُّ بُكْرَةً من الجَدْب والقَحْطِ فَضْلاً عن الكثير
( و ) اصْطَبَحَ واغْتَبَقَ ، وهو ( صَبْحانُ ) وغَبْقَانُ . ومن أَمْثَالِهم
السّائِرَةِ في وَصْف الكَذّابِ قولهم : ( أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ ) .
قال شَمِرٌ : هاكذا قال ابن الأَعْرَابيّ . قال وهو الحُوَار الّذي قد شَرِبَ
فَروِيَ ، فإِذا أَردتَ أَن تَسْتَدِرَّ به أُمَّه لم يَشرَبْ لرِيِّه دِرَّتَها .
قال : ويقال أَيضاً : ( أَكْذَبُ من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ ) . قال : أَبو
عَدنَانَ : الأَخيذُ : الأَسيرُ . والصَّبْحَانُ : الّذِي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ .
قال ابن الأَعْرَابيّ : هو رَجلٌ كان عند قَومٍ فصَبَحوه حتى نَهَضَ عنهم شاخِصاً
، فأَخَذَه قَوْمٌ وقالوا : دُلَّنا على حيث كُنْت . فقال : إِنما بِتُّ بالقَفْر
، فبينما هم كذالك إِذا قَعَدَ يَبول . فعَلِموا أَنّه بات قَرِيباً عند قَوْمٍ .
فاستدلّوا به عليهم واسْتَبَاحُوهم .
والمَصْدَر الصَّبَح ، بالتحريك .
( واسْتَصْبَحَ ) بالمِصْبَح : ( اسْتَسْرَجَ ) به . وفي حديث جابرٍ في شُحُومِ
المَيْتَة : ( ويَسْتَصبِحُ بها النّاسُ ) ، أَي يُشْعِلون بها سُرُجَهم . (
والصُّبَاحِيَّة ، بالضمّ : الأَسِنَةُ العَرِيضَةُ ) . وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ ،
قال ابن سِيدَه : لا أَدري إِلامَ نُسِبَ .
( والصَّبْحَاءُ ) : الوَاضِحَة الجَبينِ .
____________________
(6/523)
( و ) الصَّبْحَاءُ والمُصبِّح ( كمُحَدِّثٍ : فَرَسانِ )
لهم .
( ودَمٌ صُبَاحِيّ ، بالضّمّ : شَدِيدُ الحُمْرَةِ ) ، مأْخُوذٌ من الأَصْبحِ :
الّذي تَعلو شَعرَه حُمْرَةٌ . قال أَبو زُبَيد :
عَبيطٍ صُبَاحِيَ من الجَوْفِ أَشْقَرَا
( والصُّبَاحُ ) بالضّمّ ( شُعْلَةُ القِنْديل ) .
( وبنو صُبَاحٍ ) ، بالضّمّ : بُطونٌ . منها ( بَطْنٌ ) في عبد القَيْس ، وهو
صُبَاحُ بن لُكَيْزِ بن أَفْصَى بن عبد القَيْس ، أَخو شَنّ بن لُكَيْز . وبَطْنٌ
في ضَبَّةَ . وبَطنٌ في غَنِيَ . وبطن في عُذْرَةَ .
( وذو صُبَاح : ع ، وقَيْل من ) أَقْيَالِ ( حِمْيَر ) ، وهو غَيْرُ ( ذُو أَصْبَحَ
) .
( وصُبَاحٌ وصُبْحٌ ماءَانِ حِيَالَ ) ، أَي حِذَاءَ ( نَمَلَي ) ، مُحرَّكَةً .
( و ) صَبَاحٌ ( كسحَابٍ ابنُ الهُذَيْلِ أَخو ) الإِمَامِ ( زُفَرَ الفَقِيهِ ) .
( و ) صَبَاحُ ( بنُ خاقَانَ ، كَرِيمٌ ) جَوادٌ امْتَدَحه إِسحاقُ النَّديم .
( و ) صُبَاحٌ ، ( كغُرابٍ ، ابنُ طَرِيفٍ ، جاهِليّ ) من بني رَبيعةَ ؛ كذا قاله
أَئمّة الأَنسابِ . قال الحافظُ ابن حجَرٍ : وليس كذالك ، بل هو ضَبِّيّ ، هو
صُبَاحُ بنُ طَرِيفِ بنِ زيدِ بنِ عَمْرِو بن عامِرِ بنِ رَبيعةَ بنِ كَعْبِ بن
ثَعْلَبةَ بن سَعد بن ضَبَّةَ ، يُنْسَب إِليه جماعةٌ ، منهم عبدُ الحَارث بنُ
زَيد بن صَفْوَانَ بن صُبَاحٍ ، وفَدَ على النَّبيّ صلى الله عليه وسلمفسمّاه عبدَ
الله .
( والصَّبَحُ ، محركةً : بَرِيقُ الحَدِيدِ ) وغيرِه .
( وأُمُّ صُبْح ، بالضّمّ ) ، من أَعلامِ ( مَكَّة ) المشرَّفَة ، زِيدَتْ شَرَفاً
.
( و ) في ( التّهذيبِ ) : والتَّصْبَيحُ على وُجُوهٍ ، يقال : ( صَبَّحْتُ
القَوْمَ المَاءَ تَصْبِيحاً ) : إِذا ( سَرَيْتَ بهم
____________________
(6/524)
حتى أَوْرَدَتْهُم إِيّاه ) ، أَي الماءَ ( صَباحاً ) ،
ومنه قوله :
وَصَبَّحتُهم ماءً بِفَيْفَاءَ قَفْرةٍ
وقد حَلَّقَ النَّجْمُ اليَمَانيُّ فاسْتَوَى
أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتّى انتهيتُ بهم إِلى ذالك الماءِ . وتقول : صَبَّحتُ
القَومَ تَصْبِيحاً ، إِذا أَتَيتَهم مع الصَّبَاح . ومنه قولُ عَنْتَرةَ يَصف
خَيْلاً :
وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفَارَ عَوابِساً
تَهْدِي أَوائلَهنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ
أَي أَتَيْنَ الجِفَارَ صَبَاحاً ، يعني خَيْلاً عليها فُرْسانُها . ويقال :
صَبَّحْتُ القَوْمَ ، إِذا سَقِيْتهم الصَّبُوحَ . انتهت عبارةُ التّهذيب . وقد
تقدّم المَعنيان الأَخيرَانِ في أَوّل المَادّة ، ولم يزل دأَب المصنِّف في
تَقطيعِ الكلامِ المُوجِب لسِنَام المَلامِ ، عَفا عَنّا وعنه المَلِك العَلام ،
فإِنه لو ذَكر هاذه عند أَخواتِها كان أَمْثَلَ لطرِيقَتِه الّتي اختارها .
( و ) من المَجَاز : يقال للرّجل يُنبَّهُ من سِنَةِ الغَفْلَةِ : ( أَصْبِحْ ) يا
رَجلُ ، ( أَي انْتَبِهْ ) من غَفْلتِك ، ( وأَبْصِرْ رُشْدَك ) وما يُصْلِحُك .
وقال رؤْبة .
أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ
أَي بَشَرٍ مَعيبٍ . ويُقَال للنّائم : أَصْبِحْ ، أَي اسْتيقِظْ . وأَصْبَحُوا :
استَيقَظُوا في جَوْف اللَّيْل ؛ كذا في الأَساس .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( الحَقُّ الصَّابِحُ ) ، وهو ( البَيِّنُ ) الظَّاهِرُ
الّذِي لا غُبَارَ عليه .
وكذَا قَوْلُهم صَبَحَني فُلانٌ الحَقَّ ، ومَحَضَنِيه .
( وصَبْحَةُ ) ، بالفتح : ( قَلْعَةٌ بدِيارِ بَكْرٍ ) ، بين آمِدَ
وَمَّيَّافَارِقِينَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : صَبَّحَك اللَّهُ بخيرٍ ، إِذا دَعَا له .
وأَتَيْتُه أُصْبُوحَةَ كلِّ يومٍ ، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ .
____________________
(6/525)
وأَصْبَحَ القَوْمُ : دَنَا وَقْتُ دُخولِهم في الصَّبَاح . وبه فُسِّر قولُ
الشّمّاخ .
والصَّبُوح : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدّوةً ، وهو خِلافُ الغَبوقِ . وحكَى
الأَزهريّ عن اللّيث : الصَّبُوحُ : الخَمْرُ ، وأَنشد :
ولَقَدْ غَدَوّتُ عَلَى الصَّبْوحِ معي
شَرْبٌ كِرامٌ مِن بَني رُهْمِ
والصّبَائح في قَوْلِ أَبي لَيْلَى الأَعْرَابيّ : جَمْعُ صَبْوحٍ ، بمعنى لَبَنِ
الغَدَاةِ .
وصَبَحتُ فُلاناً : أَي ناوَلْتُه صَبُوحاً من لَبَنٍ أَو خَمْرٍ . ومنه قول
طَرَفة :
متَى تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كأْساً رَوِيّةً
أَي أَسقِكَ .
وفي المَثَل : ( أَعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ ) لمَن يُجَمْجِم ولا يُصَرِّحُ . وقد
يُضْرَبُ أَيضاً لمن يُورِي عن الخَطْبِ العَظيمِ بكِنايةٍ عنه ، ولمن يُوجِب عليك
ما لا يَجِبُ بكلامٍ يُلطِّفه . ورُوِيَ عن الشَّعْبِيّ أَن رَجلاً سأَله عن رَجل
قَبَّلَ أَمَّ امرأَتِه ، فقال له الشَّعْبيّ : ( أَعَنْ صَبُوحٍ تُرقِّق ،
حَرُمَت عليه امرأَتُه ) ظنّ الشَّعْبِيّ أَنه كَنَى بتقبيله إِيّاهَا عن جِماعِها
.
ورجُلٌ صَبْحَانُ ، وامرأَةٌ صَبْحَى : شَرِبَا الصَّبُوحَ ، مثل سَكْرانَ
وسَكْرَى . وفي مجمع الأَمثال : ونَاقَة صَبْحَى : حُلِبَ لَبنُها ، ذكرَه في
الصّاد . انتهى .
وصَبُوحُ النّاقَةِ وصُبْحَتُها : قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً .
وصَبَحَ القَوْمَ شَرًّا : جاءَهُم به صَبَاحاً . وصَبَحَتْهم الخَيْلُ
وصَبَّحَتْهم : جاءَتْهُم صُبْحاً .
ويا صَبَاحَاه : يقولها المُنْذِر .
وصَبَحَ الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً . سَقَاهَا غُدْوَةً .
والصابِحُ : الّذِي يَصْبَحُ إِبلَه الماءَ ، أَي يَسْقِيها صَبَاحاً .
____________________
(6/526)
ومنه قول أَبي زُبَيْد :
حِينَ لاحعتْ للصَّابِحِ الجَوْزاءُ
وتلك السَّقْيَةُ تُسَمّيها العربُ الصُّبْحَةَ ، وليست بناجِعةٍ عند العَرَب .
ووَقْتُ الوِرْدِ المحمود عندهم مع الضَّحاءِ الأَكبرِ .
وفي حديث جَرِير : و ( لا يَحْسِر صابِحُها ) ، أَي لا يَكِلّ ولا يَعْيَا ، وهو
الّذي يَسْقِيها صَبَاحاً لأَنه يُورِدها ماءً ظاهراً على وجْه الأَرض .
وفي الحديث : ( فأَصْبِحى سِرَاجَك ) أَي أَصْلِحيها . وفي حديث يحيَى بن زكريّا
عليهما السّلام : ( كان يَخْدُم بيتَ المَقْدِس نَهاراً ويُصْبِح فيه لَيْلاً ) ،
أَي يُسْرِج السِّرَاجَ .
والمِصابِيح : الأَقْدَاحُ الّتي يُصْطَبَح بها ، وأَنشد :
نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابيحِ وَسْطَهَا
لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّقُ مُجْمَعُ
ومَصَابِيحُ النُّجُومِ : أَعْلاَمُ الكَوَاكب
وفُلانٌ يَتَصَابَحُ وَيَتَحَاسَنُ .
ومن المَجَاز : رأَيْت المَصَابِيحَ تَزْهَرُ في وَجْهه .
وفي مَثَلٍ : ( أَصْبِحْ لَيْلُ ) . ومُخَاطبةُ اللَّيْلِ وخِطَابُ الوَحْشِ
مَجَازَانِ ؛ كذا في الأَساس .
وقد سَمَّت صُبْحاً وصَبَاحاً وصُبَيحاً وصَبَّاحاً وصَبِيحاً ومَصْبَحا ، كقُفْلٍ
وسَحَابٍ وزُبَيْر وكَتّانٍ وأَمِير ومَسْكَن .
وأَسْوَدُ صُبْحٌ ، تأْكيدٌ ؛ قاله الزّمخشريّ .
وصَبَاحٌ : مولَى العبّاسِ بن عبد المُطَّلب ؛ ذَكرَه ابنُ بَشْكَوال في الصّحّابة
.
وصُبَيحٌ : مولى أَبي أُحَيْحةَ ، تَجَهَّز لبَدْرٍ فمَرِض . وعبد الله بن
صُبَيْحٍ : تابعيّ ، روَى عنه محمّد بنّ إِسحاقَ .
وصُبَيحَةُ بنُ الحارث القُرشيّ
____________________
(6/527)
التَّيْميّ : من مُسْلِمَةِ الفَتْح . وبنو صْبْحِ بنِ
ذُهْلِ بنِ شَيبانَ ، قبيلةٌ . وبنو صُبْحِ بنِ ذُهْلِ بنِ مالِكِ بن بَكرِ بن
سَعْدِ بنِ ضَبّةَ ، فَخِذٌ .
وصَبَاحُ بنُ ثابتٍ القُشَيْريّ .
وصُبَيْحٌ : مَولَى زَيدِ بنِ أَرْقَمَ . وصُبَيْح بن عميرَةَ . وصُبَيْحٌ مَولَى
عبدِ الله بن رَبَاحٍ . وصُبَيْحُ بنُ عبدِ الله العَبْسيّ ، تابعيّون .
وصُبَاحٌ ، بالضّمّ : ابنُ نَهْدِ بن زَيدٍ ، في قُضاعةَ ، وصُبَاحُ بنُ عَبِيلِ
بنِ أَسْلَم ، في عَنَزةَ . وصُبَاحُ بنُ لُكَيزٍ في عبد القَيْس ، منهم أَبو
خَيْرَةً الصبَاحِيّ ، يأْتي للمصنّف في خير مع وَهمٍ . وصُبَاحُ بن ظَبْيَانَ في
نَسبِ جَميلٍ صاحبِ بُثَيْنَةَ . وفي سَعْدِ هُذَيمٍ صُبَاحُ بنُ قَيْسِ بنِ عامرِ
بنِ هُذَيم .
وصُبْحُ بنُ مَعْبَدِ بنِ عَدِيَ في طَيِّىءٍ .
وصَبّاحٌ كشدّادٍ ابنُ محمّدِ بن صَبّاحٍ ، عن المُعَافَى بن سُلَيْمانَ .
صحح : ( *!الصُّحُّ ، بالضّمّ ، *!والصِّحَّةُ
، بالكسر ) ، وقد وَردتْ مصادرُ على فُعْلٍ ، وفِعْلَةٍ ، بالكسر ، في أَلفاظ هاذا
منها ، وكالقُلّ والقِلَّة ، والذُّلّ والذِّلّة ؛ قاله شيخنا ، ( *!والصَّحَاحُ ،
بالفتح ) ، الثّلاثة بمعنَى ( ذَهَاب المَرَضِ ) . وقد *!صَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه
، ( و ) هو أَيضاً ( البَرَاءَةُ من كلِّ عَيْبٍ ) ورَبْبٍ . وحكَى ابنُ دُريد عن
أَبي عُبَيْدَةَ : كان ذالك في صُحِّه وسُقْمِه . قال : ومن كلامهم : ما أَقْرَبَ
الصَّحَاحَ من السَّقَم .
وقد ( *!صَحَّ *!يَصِحّ ) *!صِحَّةً ، ( فهو *!صَحِيحٌ ، *!وصَحَاحٌ ) . بالفَتْح
. *!وصَحِيحُ الأَدِيمِ ، *!وصَحَاحُ الأَديمِ : بمَعْنًى ، أَي غيرُ مقطوعٍ . وفي
الحديث : ( يُقَاسِم ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمةً *!صَحَاحاً ) ، يعني
قابيلَ الّذِي قَتَلَ أَخاه هابيلَ ، يعني أَنه يُقاسِمهم قِسْمَةً *!صَحيحةً ،
فله نِصْفُها ولهم نِصْفُها . *!الصَّحَاحُ ،
____________________
(6/528)
بالفتح : بمنَى *!الصَّحيحِ . يقال : دِرْهَمٌ *!صَحِيحٌ
*!وصَحَاحٌ ، ويجوز أَن يكون الضّمّ كطُوَالٍ في طَويل ، ومنهم من يرويهِ بالكسر ،
ولا وَجْهَ له .
ورَجُلٌ *!صَحَاحٌ *!وصَحِيحٌ ، ( من قومٍ *!صِحَاحٍ ) بالكسر ، ( *!وأَصِحّاءَ )
، فيهما ، وامرأَةٌ *!صَحِيحةٌ ، من نِسْوَةِ *!صِحَاحٍ ( وصَحَائِحَ ) .
( *!وأَصَحَّ ) الرَّجلُ فهو *!صَحِيحٌ : ( *!صَحَّ أَهلُه وماشِيَتُه ) ،
*!صَحِيحاً كان هو أَو مَريضاً . *!وأَصَحَّ القَومُ ، وهم مُصِحّون ، إِذا كانتْ
قد أَصَابتْ أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعتْ . وفي الحديث : ( لا يُورِد المُمْرِض على
*!المُصِحّ ) . أَي لا يُورِدُ مَنْ إِبلُه مَرْضَى على مَنْ إِبلُه صِحَاحٌ ، ولا
يَسقيها معها ، كأَنّه كَره ذالك أَنْ يَظْهَرَ بمالِ المُصِحِّ ما ظَهَرَ بمال
المُمْرِض فَيظُنَّ أَنّهَا أَعْدَتْهَا فيأْثَمَ بذالك . وقد قال صلى الله عليه
وسلم ( لا عَدْوَى ) .
( و ) أَصَحَّ ( اللَّهُ تَعالَى فُلاناً ) وصَحَّحه : ( أَزالَ مَرَضَه ) .
( و ) وَرَدَ في بعضِ الآثار : ( الصَّوْمُ *!مَصَحَّةٌ ) ، بالفتح ، ( ويُكْسَر
الصّادُ ) والفتح أَعْلَى ، ( أَي *!يُصَحّ به ) مَبنيًّا للمجهول . وفي ( اللسان
) : أَي *!يُصَحّ عليه ، هو مَفْعَلَةٌ من *!الصِّحَّةِ : العافيةِ . وهو كقوله في
الحديث الآخَر : ( صُومُوا *!تَصِحّوا ) . والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة .
( *!والصَّحْصَح *!والصَّحْصاحُ *!والصَّحْصَحَانُ ) ، كلّه ( : ما اسْتَوَى من
الأَرْضِ ) وجَرِدَ ، والجَمْعُ ا*!لصَّحاصِحُ . *!والصَّحْصَحُ : الأَرْضُ
الجَرداءُ المُسْتويةِ ذاتُ حَصًى صِغارٍ . ونثل شيخنا عن السُّهيليّ في الرَّوْضٌ
: *!الصَّحْصَحُ : الأَرْضُ المَلْسَاءُ . انتهَى . وأَرض*! صَحاصِحُ
*!وصَحْصَحانٌ : ليس بها شَيءٌ ولا شَجرٌ ولا قَرَارٌ للماءِ . قال أَبو منصور :
وقَلَّما تكون إِلا في سَنَدِ واد أَو جَبَلٍ قريبٍ من سَنَدِ واد ، قال :
____________________
(6/529)
والصّحراءُ أَشَدُّ اسْتِوَاءً منها ، قال الرّاجز :
تَراه *!بالصَّحاصِحِ السَّمالقِ
كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدّالقِ
وقال آخر :
وكم قَطَعْنا من نِصَابِ عَرْفَجِ
*!وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ
به الرَّاذَايَا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ
ونِصَابُ العَرْفَج : ناحِيَته . والقُذُفُ : الّتي لا مَرْتَعَ بها . والمُخرَّجُ
: الّذي لم يُصِبْه مَطرٌ ، أَرضٌ مُخرَّجَةٌ . فشَبَّه شُخوصَ الإِبلِ الحَسْرَى
بشُخُوصِ السُّفن . وأَمّا شاهد *!الصحصاح فقوله :
حيثُ ارْثَعَنّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ
وفي حديث جُهَيش : ( وكائِنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنوفة*! صَحْصَحٍ ) .
وفي حديث ابن الزُّبير ، لمّا أَتاه قتلُ الضَّحّاك ، قال : ( إِن ثَعْلَبَ بنَ
ثعلبٍ حَفَرَ *!بالصَّحْصَحةِ فأَخطَأَت اسْتُه الحُفْرَةَ ) .
( *!وصَحَاحُ الطّريقِ ، بالفتح : ما اشْتَدّ منه ولم يَسْهُل ) ولم يُوطَأْ ، قال
ابن مُقْبِل يَصف ناقةً :
إِذا واجَهَتُ وَجْهَ الطّريقِ تَيَمَّمتْ
*!صَحَاحَ الطَّرِيقِ عِزَّةً أَنْ تَسَهَّلاَ
( *!وصَحْصَحَ الأَمْرُ : تَبَيَّنَ ) ، مثل حَصْحَصَ .
( *!والمُصَحْصِحُ ) ، بالضّمّ : الرّجل ( الصّحيحُ المَوَدَّةِ . و ) من المَجاز
: *!المُصَحْصِحُ : ( مَنْ يأْتي بالأَباطيل ) .
( *!وصَحْصحٌ : ع بالبَحْرَيْن . و ) *!صَحْصَحٌ : ( والدُ مُحْرِزٍ أَحدِ بني
تَيْمِ اللَّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ ) بنِ عُكابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عليِّ بنِ بكرِ بنِ
وائِل . ( و ) صَحْصَحٌ : ( أَبو قَوْم من تَيْم . و ) صَحْصَحٌ : ( أَبو قَوْمٍ
من طَيِّءٍ ) .
( *!والصَّحْصَحانُ : ع ) شَديدُ البَرْدِ ( بين حَلَبَ وتَدْمُرَ ) .
____________________
(6/530)
( والصَّحيح : فَرَسٌ لأَسَدِ بنِ الرَّهِيص الطّائيّ ) صاحِبِ الوقَائِعِ
المشهورة .
( و ) يقال : ( رَجلٌ *!صُحْصُحٌ *!وصُحْصُوحٌ ، بضمّهما ) ، إِذا كان (
يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها ) .
( و ) من المجاز : ( التُّرَّهَاتُ *!الصَّحاصِحُ ) لا سَدائدَ ولا صَحائِح : أَي
أَباطِيل لا أَصْلَ لها ، ( و ) مثله ( بالإِضافَة ) أَيضاً . وكذلك التُّرَّهاتُ
البَسابِسُ ، و ( مَعْنَاه الباطِل ) . وهما بالإِضافَة أَجْوَد . قال البن
مُقْبِل :
وما ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا
بِنَجْرَانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ *!الصَّحاصِحُ
( ) ومما يستدرك عليه :
*!اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه : إِذا بَرِىءَ قال الأَعشى :
أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ
نَفَضَ الأَسْقَامَ عنه *!واسْتَصَحّ
وأَنا *!أَسْتَصِحُّ ما تقول ، وهو مَجَاز .
وأَرْضٌ *!مَصَحَّةٌ : بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ ، صحيحَةٌ لا وَبَاءَ فيها ، ولا
تَكْثُرُ فيها العِلَلُ والأَسْقَامُ .
*!وصَحَّ الشَّيْءَ : جَعَله صَحِيحاً .
*!وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ *!تَصْحِيحاً : إِذَا كَانَ سَقِيماً
فأَصْلَحْتَ خَطَأَه .
وأَتيتُ فلاناً *!فأَصْحَحْتُه ، أَي وَجدْتُه صَحِيحاً .
والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ : ما سَلِمَ من النَّقْص . وقيل : كلُّ ما يُمْكِن فيه
الزِّحافُ فَسِلمَ منه فهو صحيحٌ . وقيل : الصَّحيحُ : كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ
كم الأَشياءِ الّتي تقَع عِلَلاً في الأَعارِيض والضُّروبِ ، ولا تَقَعُ في
الحَشْوِ .
*!والمُصَحْصِح في قول مُلَيحٍ الهُذليّ :
فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو زَمَانَةٌ
ويَلْحاكَ في لَيْلَى العَريفُ *!المُصَحْصِحُ
____________________
(6/531)
قيل : أَراد النّاصحَ ، كأَنّه *!المُصحِّحُ ، فكَرِه التّضْعيفَ .
ومن المجاز : صَحَّ عند القاضي حَقُّه . *!وصَحَّتْ شَهادتُه . وصَحَّ له عليه كذا
، وصَحّ قَولُه ؛ كذا في الأَساس .
صدح : ( صَدَحَ الرّجلُ والطّائرُ كمَنَعَ )
يَصْدَحُ ( صَدْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وصُدَاحاً ) كغُرَابٍ : ( رَفَعَ صوتَه
بغناءٍ ) أَو غيرِه . وصَدَحَ الدِّيكُ والغُرابُ : صاحَ . واسم الفاعل منه
صَدّاحَ . واسم الفاعل منه صَدّاحٌ . قال لبيد :
وقَيْنَةِ ومِزْهَرٍ صَدّاحِ
وقال حُمَيْدُ بن ثَوْر :
مُطوَّقةٌ خِطْبَاءُ تَصْدَحُ كُلَّمَا
دَنَا الصَّيفُ وانْزَاحَ الرَّبيعُ فأَنْجَمَا
والصَّدْحُ أَيضاً : شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّتُه . والفِعْل كالفِعْل ،
والمَصْدَرُ كالمعصْدَر .
والقَيْنَةُ الصّادِحَة : المُغَنِّيَة .
( والصَّيْدَح ) ، كصَقيْلٍ ( والصَّدُوح ) ، كصَبُورٍ ، ( والصَّيْداح والمِصْدَح
: الصَّيّاحُ الصَّيِّتُ ) ، أَي الشَّدِيدُ الصّوْتِ . قال :
وذُعِرَتْ من زَاجِرٍ وحُواح
مُلازِمٍ آثارَهَا صَيْداحِ
وصَدَحَ الحِمَارُ ، وهو صَدُوحٌ : صَوْتَ . قال ( أَبو ) النَّجم :
مُحَشْرِجاً وَمَرّةً صَدُوحَا
وقال الأَزهريّ : قال اللّيث : الصَّدْح : من شِدْةِ صَوْتِ الدِّيك والغُرَابِ
ونَحوِهما .
( والصَّدْحَة ، وبالضّمّ ، وبالتحريك ) واقتصر الجوهَرِيّ على الأَوّل : (
خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ ) . وفي ( الصّحاح ) : خَرَزَةٌ يُؤَخَّذ بها الرِّجَالُ .
. وفي ( اللسان ) : خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَف بها الرِّجَالُ . وقال اللِّحيانيّ : هي
خَرزةٌ تُؤخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ .
( والصَّدَحُ ، محرّكةً : العَلَمُ ) ، والمَكانِ الخالي ، ( و ) في ( التّهذيب )
:
____________________
(6/532)
الصَّدَحُ : ( الأَكَمَةُ الّصغيرةُ الصُّلْبةُ الحِجَارةِ
) ، جمع ( ها ) صِدْحانٌ . ( و ) الصَّدَح . ( ثَمَرةٌ أَشَدُّ حُمْرَةً من
العُنّابِ ) وأَنْشَزُ منه قليلاً ، وحُمْرتُه تَضرِبُ إِلى السَّواد ؛ قاله انْنُ
شُميلٍ . ( و ) الصَّدَحُ : ( حَجَرٌ عَريضٌ . و ) حَكَى ابنُ الأَعرابيّ :
الصَّدَحُ : ( الأَسْوَدُ ، ج صَدْحانٌ ، بالكسر ) .
( والأَصْدَح : الأَسدُ ) ، لزِئَيرِه .
( وصَيْدَحُ ) : اسمُ ( ناقَة ذي الرُّمَّة ) الشَّاعرِ المشهورِ ، وفيها يقول :
سَمِعْتُ : النّاسُ يَنْتَجعونَ غَيْثاً
فقلتُ لصَيْدَحَ انْتَجِعي بِلاَلاَ
وفي ( الصّحاحِ ) : ( رَأَيتُ النّاس ) ، بدل : ( سمعْت ) ، والنّاس مرفوعٌ . قال
أَبو سهْل : هاكذا بخطّ الجَوهريّ ، وصَحَّحَ عليه ، والمحفوظ : ( سمعتُ النّاس )
. ووَجدْت في الهامش لابن القَطّاع : يُرْوَى هاذا البيت برَفْع النّاس ونَصْبه
بعد ( سمعت ) فالنّصب ظاهر ، وأَما الرّفع فعَلَى الحِكَاية ، لأَنّ سمعْت فِعل
غير مؤثِّر ، فجازَ أَن يُعَلَّق وتَقَعَ بعدَه الجُمَلُ ، وتقديرُ المنَى :
سمِعْتُ مَنْ يقول : الناسُ يَنْتَجِعون غَيْثاً . وأَما مع رأَيت فلا يَصِحّ ذلك
.
( وهو ) أَي الصَّيْدَح أَيضاً : ( الفَرَسُ الشَّدِيدُ الصَّوْب ) .
ومن المجاز : عيْنَةٌ صادِحةٌ ، وحَادٍ صَيْدَحٌ ، ومِزْهَرٌ صَدّاحٌ ؛ كذا في
الأَساس .
صرح : ( الصَّرْحُ ) : بيتٌ واحدٌ يُبْنَى
مُنْفَرِداً ضَخْماً طويلاً في السَّماءِ . وقيل : هو ( القَصْر ) ، قاله الزّجّاج
. ( و ) قيل : هو ( كلُّ بِناءٍ عالٍ ) مرتفِع . وفي التنزيل : { 6 . 029 انه صرح
. . قوارير } ( النمل : 44 ) والجَمْع صُرُوحٌ . قال أَبو ذُؤَيب :
عَلى طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبَا
ءِ تَحْسَبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا
وقال بعضُ المُفَسِّرِين : الصَّرْحُ : بَلاطٌ اتُّخذَ لِبلْقِيسَ من قَوَارِيرَ .
____________________
(6/533)
( و ) الصَّرْح : ( قَصْرٌ لبُخْتَ نَصَّرَ ) الجَبّارِ
المشهورِ ( قُرْبَ بابِلَ ) بالعِراق ، كان اتَّخَذَه لتَجبُّره وعِنَادِه ،
وقِصَّتُه مشهورةٌ .
( و ) الصَّرَحُ ( بالتّحْرِيك ) : المَحْضُ ( الخَالِصُ من كُلِّ شيْءٍ ) . ومنهم
من قَيَّدَه بالأَبيضِ ، وأَنشد للمُتنخِّل الهُذليّ :
تَعْلُو السيوفُ بأَيْدِينا جَماجِمَهمْ
كما يُفلَّق مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ
وأَورَدَ الأَزهريّ والجوهَرِيّ هاذا البيتَ مُسْتَشْهَداً به على الخالص ، من غير
تقييد ، ( كالصَّريحِ ) كأَميرٍ ( والصّرَاح ، بالفتح والضّمّ ) ، والكشر أَفصح .
( والاسمُ الصَّراحةُ بالفتح ، ( والصُّرُوحةُ ) . بالضَّمّ .
( وصَرُحَ نَسَبُه ، ككَرُمَ : خَلُصَ ) ، وكذا كلُّ شُيءٍ .
وكُلُّ خالص : صَرِيحٌ ، ( وهو ) أَي الرّجلُ الخالِصُ النَّسبِ : ( صَريحٌ من )
قَوْم ( صُرَحاءَ ) ، وهي أَعْلَى . ( و ) في ( التهذيب ) : والصَّريح من الرِّجال
والخيلِ : المَحْضُ ، ويُجْمَع الرِّجالُ على صُرَحاءَ ، والخَيْلُ على
الصَّرائِحِ يقال : فَرَسٌ صَريحٌ من خَيلِ ( صَرَائِحَ ) .
( و ) يقال : ( شَتَمَه مُصَارَحةً ) وصُراحاً ، بالضّمّ والكسر ، أَي ) كِفَاحاً
و ( مُوَاجَهَةً . والاسمُ ) الصُّرَاحُ بالضّمّ ، ( كغُرَاب ) . ويقال : لَقِيته
مُصَارَحَةً ، وصُرَاحاً ، وصِرَاحاً وكِفَاحاً : بمعنًى واحدٍ ، إِذا لقِيته
مُوَاجهةً . قال :
قد كنتُ أَنذَرْتُ أَخا مَنّاحِ
عَمْراً وَعَمْرٌ و عُرْضَةُ الصُّرَاحِ
( وكأْسٌ صُرَاحٌ ) ، بالضَّمّ : ( : لم تُشَبْ ) ، أَي خالِصَةٌ لم تُخْلَطْ (
بمِزاجٍ ) ، هاكذا في النُّسخد وفي بعضها : بمِزْجٍ .
( والتَّصْريحُ : خِلافُ التَّعْريضِ ) يقال : صَرَّح فُلانٌ بما في نَفْسه
تَصْرِيحاً : إِذا أَبداه . ( و ) التَّصْريح : ( تَبْيِين الأَمرِ ، كالصَّرْحِ )
، بفتح فسكون ،
____________________
(6/534)
( والإِصْرَاحِ ) . يقال : صَرَحَ الشَّيْءَ وصَرَّحَه
وأَصْرَحه ، إِذا بَيَّنه وأَظْهَرَه . وفي حديث ابن عباس : ( سُئِلَ متَى يَحِلُّ
شِرَاءُ النَّخْل ؟ قال : حين يُصرِّحُ ، قيل : وما التَّصْريح ؟ قال : حين
يَسْتَبِينُ الحُلْوُ من المُرّ ) . قال الخَطّابيّ : هاكذا يُرْوَى ويُفَسَّر ،
والصَّوَاب : يُصوِّح ، بالواو ، وسيُذْكَر في موضعه . ومن أَمثالهم : ( صَرَّحَتْ
بجِدّان . وجِلْدَانٍ ) أَي أَبْدَى الرَّجلُ أَقْصَى ما يُريدُه . ( و ) نُسخة :
الحَقِّ ، يقال : انْصَرَح الحَقُّ ، وَصَرَّحَ ، إِذَا بانَ . ومن ذلك المَثَل (
عندَ التَّصْريح تَسْتَرِيح ) . وهو في ( مجمع الأَمثال ) للمَيْدانيّ ، ( لازِمٌ
) و ( مُتَعدَ . و ) التَّصْرِيح ( في الخَمْرِ : ذَهَابُ زَبَدِهَا ) وقد
صَرَّحَت ، إِذا انْجَلَى زَبَدُهَا فخَلَصَتْ . قال الأَعشى :
كُمَيتاً تَكشَّفُ عن حُمْرةٍ
إِذا صرَّحتْ بعدَ إِزْبادِهَا
يقول : قد صَرَّحَتْ بَعْدَ تهدارٍ وإِزْبادٍ . وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها :
انْجَلَى فَخَلَصَ . ( و ) تقول : ( صَرَّحَتْ كَحْلُ ، أَي أَجْدَبَتْ وصارتْ
صَريحةً ) ، أَي حالِصَةً في الشِّدَّة . وكذالك تقول : صَرَّحَت السَّنَةُ ، إِذا
ظَهَرَتْ خدُوبَتُها . قال سَلاَمنَةُ بن جَنْدَل :
قَوْمٌ إِذا صَرَّحتْ كَحْلٌ ، بيوتُهمُ
مَأْوَى الضُّيُوفِ ومَأْوَى كلِّ قُرْضوبِ
( و ) صَرَّحَ ( الرَّامي ) تَصْرِيحاً ، إِذا ( رَمَى ولمْ يُصِب ) الهَدَفَ .
( والمِصْراح ) بالكسر : ( النّاقَةُ لا تُرْغِي ) ؛ كذا في ( التهذيب ) . وفي (
المحكم ) وغيره : ناقَةٌ مِصْراحٌ : قليلةُ الرّغْوَةِ خالصةُ اللَّبن .
( والصُّراحِيَّة ) ، بالضّمّ وتشديد المثناة التَّحتيَّة : ( آنِيَةٌ للخَمْر ) ،
قال ابن دُرَيد : ولا أَدرِي ما صِحَّتُه .
( والصُّرَاحِيَة ( بالتّخفيف ) مع
____________________
(6/535)
الضّم : الخَمْرُ نفْسها ( الخالِصةُ ) ، أَي من غيرِ
مَزْجٍ . ( و ) كذالك ( من الكلماتِ الخالصةُ ) . وكَذِبٌ صُرَاحيَةٌ ، (
كالصُّرَاحِ ، بالضّمّ ) . وكَذِبٌ صُرَاحِيٌّ ، كالصِّراحِ ، بالكسرِ أَيضاً ،
أَي بَيِّنٌ يَعرِفه النّاسُ .
( ويومٌ مُصَرِّحٌ ، كمُحَدِّثِ ) ، أَي ( بلا سَحابٍ ) ، وهو في شعر الطِّرِمّاح
، في قوله يَصف ذِئباً :
إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قُلْت ظِلُّ طَخَاءَةٍ
ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يَوْمٍ مُصرِّحِ
امْتَلَّ : عَدَا . وطَخَاءَةٌ : سَحَابَةٌ خفيفةٌ . أَي ذَرَاهُ الرِّيحُ في
يَوْمٍ مُصْحٍ . شَبَّهَ الذِّئبَ في عَدْوِه في الأَرض بسحابةٍ خفيفةٍ في ناحيةٍ
من نواحِي السَّماءِ .
وصَرَّحَ النَّهَارُ : ذَهَبَ سَحَابُه وأَضاءَتْ شَمْسُه ؛ كما في ( الأَساس ) .
( وانْصَرَحَ ) الحَقُّ : ( بانَ ) وانْكَشفَ .
( وصَارَحَ بما في نفسِه : أَبْداه ) وأَظْهَرَه ، ( كصَرَّح ) مُشدَّداً
ومُخفَّفاً . وأَنشد أَبو زِياد :
وإِني لأَكْنُو عَنْ قَذُورَ بغَيْرِهَا
وأُعْرِبُ أَحْياناً بها فأُصارِحُ
أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً
ومُصْعِدةً بَرْحٌ لعَيْنَيك بارِحُ
( والصَّريح ، كجَريحٍ ) : فَحْلٌ من خَيل العرب ، وهو ( فَرَسُ عَبْدِ يَغُوثَ
بنِ حَرْبٍ ، وآخَرُ لبني نَهْشَلٍ ، وآخر للَخْمٍ ) .
وبلالام : اسمُ فَحْل مُنْجِبٍ . وقال أَوْسُ بنُ غَلْفَاءَ الهُجَيْميّ :
ومِرْكَضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها
يُهابُ لها الغُلامةُ والغُلامُ
وقال طُفَيل :
عَنَاجِيحُ فيهنّ الصّريحُ ولاحِقٌ
مَغَاوِيرُ فيها للأَريبِ مُعَقَّبُ
ويُرْوَى : ( مِنْ آلِ الصَّرِيح وأَعْوَجٍ ، غَلَبَت الصِّفة على هاذا الفَحْلِ
فصارَت له اسماً .
( و ) صُرّاحٌ ( كرُمّانٍ : طائرٌ
____________________
(6/536)
كالجُنْدَبِ ) ، وحُكْمُه أَنه ( يُؤْكَل ) .
( وصِرْوَاحٌ ، بالكسر : حِصْنٌ ) باليَمن ( بنَاه الجِنُّ لبِلْقِيسَ ) بأَمر
سيّدنا سُليمانَ عليه السّلامُ ، وهو في ( الصّحاح ) معرّف بالأَلفِ واللاّم .
( والصُّمارِحُ بالضمّ : الخالِص ) . من كلّ شيْءٍ ، والميم زائدةٌ ، ويُرْوَى عن
أَبي عمرو : الصُّمَادِح ، بالدّال . قال الجوهريّ : ولا أَظنُّه محفوظاً .
( وخَرَجَ لهم صَرْحَةً بَرْحَةً ، أَي بارِزاً لهُمْ . وإِنّ خُرُوجَ صَرْحَةً
بَرْحةَ بالفتح في آخرِهما ، وبالتّنوين معاً ( لَكَثيرٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قولهم : أَتاه بالأَمْرِ صُرَاحِيَةً ، أَي خالِصاً .
ولَبنٌ صَريحٌ : ساكِنٌ الرّغْوَةِ خالصٌ . وفي المثل :
بَرَزَ الصَّرِيحُ بجانبِ المَتْنِ
يُضْرَب للأَمرِ الّذِي وَضَح . وبَوْلٌ صَرِيحٌ : خالصٌ ليس عليه رَغْوَةٌ . قال
الأَزهريّ : يقال للّبنِ والبَوْلِ : صَرِيحٌ ، إِذا لم يكن فيِ رغْوَة . قال أَبو
النّجم :
يَسُوفُ من أَبوالِها الصَّريحَا
وصَريحُ النُّصْحِ : مَحْضُه .
ومن المجاز : شَرٌّ صُرَاحٌ .
وصَرَّحَ الحَقُّ عن مَحْضِه ، أَي انكَشَفَ ؛ كذا في ( الأَساس ) .
وكَذِبٌ صُرْحَانٌ ، بالضّمّ ، أَي خالِصٌ ؛ عن اللِّحْيَانيّ .
والصُّرَاحُ : اللَّبنُ الرَّقِيقُ الّذِي أُكْثِرَ ماؤُه فتَرَى في بَعْضِ
سُمْرَةً من مائه وخُضْرةً . والصُّرَاحُ : عَرَقُ الدَّابَّةِ يكون في اليَدِ :
كذا حكاه كُراع ، بالرّاءِ ، والمعروف : الصُّماح .
ويقال : هاذه صَرْحَةُ الدّارِ ، وقَارِعَتُها ، أَي ساحَتُها وعَرْصَتها . وقيل :
الصَّرْحَة مَتْنٌ من الأَرْض مُسْتَوٍ . والصَّرْحَةُ من الأَرْض مُسْتَوٍ .
والصَّرْحَةُ من الأَرض : ما اسْتَوَى وظَهَرَ . يقال : هم في صَرْحَةِ المِرْبَدِ
____________________
(6/537)
وصَرْحَةِ الدَّارِ : وهو ما اسْتَوَى وظَهَرَ ، وإِنْ لم
يَظْهَرَ فهو صَرْحَةٌ بَعْدَ أَن يكون مُستوِياً حَسَناً . قال : وهو الصّحراءُ ،
فيما زعم أَبو أَسْلَمَ ، وأَنشد للرّاعي :
كأَنها حين فاضَ الماءُ واخْتَلَفتْ
فَتْخاءُ لاحَ لَها بالصَّرْحَةِ الذِّيبُ
وفي ( هامش الصّحاح ) أَن البَيْت للنُّعمان بن بشير يصف فَرساً . وفي نُسخة :
صَقْعَاءُ ، بدل : فتخاءَ .
والصَّرْحَةُ أَيضاً : موضعٌ .
والصّريحان : قبيلةٌ .
صردح : ( الصَّرْدَح ، كجَعْفَرٍ وسِرْدابٍ :
المكانُ المُسْتَوِي ) الواسِعُ الأَمْلَسُ . وقيل : هو المكانُ الصُّلْبُ . وفي
حديث ( أَنَسٍ ) : ( رَأَيْتُ النّاسَ في إِمارةِ أَبي بَكرٍ جُمِعوا في صَرْدَحٍ
، يَنْفُذُهُم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصَّوْتُ ) . قال : الصَّرْدَحُ الأَرْضُ
المَلْسَاءُ ، وجمْعها صَرَادِحُ .
والصَّرْدَحَةُ : الصَّحراءُ الّتي لا تُنْبِتُ ، وهي غَلَظٌ من الأَرْضِ مُستَوٍ
.
وعن كُراع : الصِّرْداحُ : الفَلاةُ الّتي لا شَيْءَ فيها . وعن ابن شُميل :
الصِّرْدَاحُ : الصَّحراءُ الّتي لا شَجَرَ بها ولا نَبْتَ . وعن أَبي عَمرٍ و :
هي الأَرضُ البابِسَةُ الّتي لا شَجَرَ بها .
( وضَرْبٌ صُرادِحيٌّ ) وصُمَادِحيٌّ ، ( بالضّمّ ) فيهما ( : شَدِيدٌ بَيِّنٌ ) ،
وسيأْتي .
صرطح : ( ) ومما يستدرك عليه :
الصَّرْطَح : المَكَانُ الصُّلْبُ ، وكذالك الطِّرْطَاح ؛ والسين لغة .
صرفح : ( الصَّرَنْفَح : الصَّيّاحُ ) ، أَي
الشَّدِيدُ الصَّوْتِ ، وهو أَيضاً الشديدُ
____________________
(6/538)
الخُصُومةِ ، كالصَّرَنْقَح . وصَرّحَ ثعلبٌ أَن المعروف
إِنما هو بالفاءِ .
صرقح : ( الصَّرَنْقَح : الشَّديدُ الشَّكيمةِ
) من الرّجال ، ( الّذِي ) له عَزيمةٌ ( لا يُخْدَعُ ، ولا يُطْمعَ فيما عندَه ) ،
كذا في ( التّهذيب ) . ( و ) قيل : الصَّرَنْقَحُ ( : الظَّريفُ ) . وقال ثعلب :
الصَّرَنْقَحُ : الشَّديدُ الخُصومةِ والصَّوْتِ . وأَنشد لِجِرَانِ العَوْدِ في
وَصْف نِساءٍ ذَكَرَهنَّ في شِعْرٍ له ، فقال :
إِنّ من النِّسْوَانِ مَنْ هِيَ رَوْضةٌ
تَهِيجُ الرِّيَاضُ قبلَها وتَصَوَّحُ
ومنهنّ غُلٌّ مُقْفَلٌ ما يَفُكُّه
من النّاسِ إِلاّ الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ
وفي ( التهذيب ) : إِلاّ الشَّحْشَحَانُ الصَّرَنْقَحُ . قال شَمِرٌ : ويقال :
صَرَنْقَح ، وصَلَنْقَحُ ، بالرّاءِ واللاّمِ ، والصَّرَنْقح أَيضاً : الماضي
الجَرِيءُ . والمُحْتَالُ .
صطح : ( المِصْطَح ، كمِنْبَرٍ : الصَّحْرَاءُ
) الوَاسِعَة ( ليس بها رِعْيٌ ) ، بكس الرّاءِ ، أَي ما تَرعاه الدَّوابُّ (
ومكانٌ يُسَوُّونَه لدَوسِ الحَصيدِ فيه ) ، وهاذه مما استدرَك المُصَنّف .
صفح : ( الصَّفْح ) من كلِّ شَيْءٍ : ( الجانبُ
) وصَفْحَاه : جانِباه ، كالصَّفْحَةِ . وفي حديث الاسْتِنْجاءِ : ( حَجَرَيْن
للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ . ( و ) الصَّفْح
( من الجَبَلِ : مُضْجَعُه ) والجمْعُ صِفَاحٌ . ( و ) الصَّفْح ( منك : جَنْبُكِ
. و ) الصَّفْحُ ( من الوَجْهِ ، والسَّيْفِ : عُرْضُه ) ، بضم العين وسكون الرّاء
، ( ويُضَمّ ) فيهما . ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة . يقال نَظَرَ
إِليه بصُفْحِ وَجْهِه ، وصَفْحِه ،
____________________
(6/539)
أَي بعُرْضِه . وضَرَبه بصُفْح السَّيْف ، وصَفْحِهِ . ( و
) ج ، صِفَاحٌ بالكسر ، وأَصْفاحٌ . وصَفْحَتَا السَّيْفِ : وَجْهَاه . ( و )
أَمّا قولُ بشْرٍ :
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لها بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فهو اسم ( رَجُل من بني كَلْب ) ابنِ وَبْرَة ، وله حديثٌ عند العرب . ففي (
الصّحاح ) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً . يقول :
غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ
.
( و ) صَفَحَ ( كَمَنَعَ : أَعْرَضَ وتَرَكَ ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً . يقال :
ضَرَبْتُ عن فُلان صَفْحاً ، إِذا أَعْرَضْتَ عنه وتَرَكْته . ومن المَجَاز : { 6
. 030 اءَفنضرب عنكم . . صفحا } ( الزخرف : 5 ) منصوب على المَصْدر ، لأَنّ معنى
قوله أَنُعْرِضُ عنكم الصَّفْحَ ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه ، وقد
أَضْرَبَ عن كذا ، أَي كَفَّ عنه وتَرَكَه .
( و ) صَفَحَ ( عنه ) يَصْفَح صَفْحاً : أَعْرَضَ عن ذَنْبه . وهو صَفُوحٌ
وصَفّاحٌ : ( عَفَا ) . وصَفَحْتُ عن ذَنْبِ فُلانٍ ، وأَعْرَضْت عنه ، فلم
أُؤَاخِذْه به .
( و ) صَفَحَ ( الإِبِلَ على الحَوْضِ ) إِذا ( أَمَّرَها عليه ) إِمراراً .
( و ) صَفَحَ ( السَّائلَ ) عن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً : ( رَدَّه ) ومنعَه . قال
:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرَّ لا يَزَلْ
يُمَقَّتُ في عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
( كأَصْفَحَه ) . يقال : أَتاني فُلانٌ في حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عنها إِصفاحاً ،
إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته . وفي حديث أُمِّ سَلَمة : ( لَعَلَّه وَقَفَ على
بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه ) ، أَي خيَّبتُمُوه . قال ابن الأَثير : يقال :
صَفَحْتُه ،
____________________
(6/540)
إِذَا أَعْطَيْته ، وأَصْفَحْتُه ، إِذا حَرَمْته . ( و )
صَفَحَه ( بالسّيفِ ) وأَصْفَحه : ( ضَرَبَه ) به ( مُصْفَحاً ) كمُكْرَم ، ( أَي
بعُرْضِه ) . وقال الطِّرِمّاح :
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً . عن ابن الأَعْرَابيّ ، أَي مَعرَّضاً .
وفي حديث سعدِ بن عُبَادةَ : ( ولو وَجَدْتُ معها رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ
مُصْفح ) . يقال : أَصْفَحَه بالسّيفِ ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه ، فهو
مُصْفِحٌ بالسَّيفِ ، ( والسّيْفُ ) مُصْفَحٌ ، يُرْوَيانِ معاً . وسيْقً مُصْفَحٌ
ومُصَفَّحٌ : عَرِيضٌ . وتقول : وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ ، أَي عَريض ، من
أَصْفَحْتُه . وقال رَجلٌ من الخَوَارج : ( لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ
مُصْفَحَاتٍ ) . يقول : نَضْرِبكم بحَدِّها لا بعُرْضها .
( و ) صَفَحَ ( فُلاناً ) يَصْفَحُه صَفْحاً : ( سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى
كان .
( و ) صَفح ( الشَّيْءَ : جَعَلَه عَريضاً ) . قال :
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه ، فقَلَب . وقيل : هو أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ
العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله . وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ ، قال : وأَنشد
أَبو الهيثم ، وذَكَرَه ، ثم قال : وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حين فَتَله فصارَ
لَه وَجْهَانِ ، فهو مَصْفوحٌ ، أَي عريضٌ . قال : وقولُه : صَفْحَ ذِراعيْه ، أَي
كما يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه
يَتَعرَّقُه . ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ . ( كصَّفحَه ) تَصْفيحاً . ومنه
قولهم : رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ ، أَي عَريضُها . ( و ) صَفَحَ ( القَوم )
صَفْحاً ، ( و ) كذا ( وَرَقَ المُصْحفِ ) ، إِذا ( عَرَضَهَا ) ،
____________________
(6/541)
وفي نسخَة : عَرَضهما ، وهي الصَّواب ، ( واحِداً واحِداً .
و ) صَفَحَ ( في الأَمرِ ) إِذا ( نَظر ) فيه ، ( كَتَصَفَّحَ ) ، يقال :
تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه : نَظَرَ فيه . وقال اللّيث : وصَفح القَوْمَ
وتَصَفَّحُهم : نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ . وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها :
نَظَرَها مُتعرِّفاً لها . وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ ، إِذا تأَمَّلْتَ
وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم . وأَنشد ابن
الأَعْرَابيّ :
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ ، إِذا نَظَرْت في
صَفَحَاته . وفي ( الأَساس ) : تَصفَّحَه : تَأَمَّله ونَظَرَ في صَفَحَاتِه :
والقَوْمَ : نَظَرَ في أَحْوَالِهم وفي خِلالِهم ، هل يَرَى فُلاناً . وتَصَفَّحَ
الأَمْرَ . قال الخَفَاجيّ في العِناية في أَثْنَاءِ القِتَال : التَّصفُّحُ :
التَّأَمُّلُ لا مُطْلَقُ النَّظَرِ ، كما في ( القاموس ) قال شيخُنا : قلت : إِن
النّظر هو التأَمُّل ، كما صَرَّح به في قولهم : فيه نَظَرٌ ، ونَحْو ، فلا
مُنافاةَ .
قلت : وبما أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ
ويَظْهَرَ الصَّوَابُ . ( و ) صَفَحَت ( النّاقَةُ ) تَصْفَح ( صُفُوحاً ) بالضّمّ
: ( ذَهَبَ لَبنُها ) وَوَلَّى ، وكذلك الشَّاةُ ، ( فهي صافِحٌ ) . قال ابن
الأَعْرَابيّ : الصَّافحُ : النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ
لَبَنُهَا .
( والمُصافحَةُ : الأَخْذُ باليَدِ ، كالتَّصَافُح ) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ
: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه في صُفْحِ كَفِّه ، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا :
وَجْهَاهُما . ومنه حديث : ( المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ : ) وهي مُفاعَلة من
إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ ؛ كذا في (
اللِّسَان ) و ( الأَساس ) و ( التَّهْذِيب ) ، فلا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ
أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ .
( و ) ملائكةُ ( الصَّفيح ) الأَعْلَى : هو من أَسماءِ ( السّماءِ ) . وفي حديث
____________________
(6/542)
عَلِيَ وعمّار : ( الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه ) .
( ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ .
( والمُصْفَحُ كمُكْرَم : العَرِيضُ ) من كلّ شَيْءٍ ، ( ويُشدَّد ) ، وهو الأَكثر
. ( و ) المُصْفَح إِصفاحاً : ( الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ
جَبِينُه ) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه . ( و ) المُصْفَحُ من السُّيوف : (
المُمَالُ ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ به ، ويُمالُ إِذا
أَرادوا أَن يُغْمِدُوه . ( و ) قال ابن بُزُرْج : المُصْفَح : ( المَقْلوبُ ) .
يقال : قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه : بمعنًى واحدٍ . ( و )
المُصْفَح ( من الأُنوف : المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة . (
و ) المُصْفَح ( من الرُّؤُوسِ : المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ ) ،
وفي نسخة : فطالَ ( ما بينَ جَبْهَتِه وقَفاه ) . وقال أَبو زيدٍ : من الرُّؤوس
المُصْفَحُ إِصْفاحاً . وهو الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه ،
فخرَجَ ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه ، والأَرْأَس : مِثْلُ المُصْفَح ، ولا يقال :
رُؤاسِيّ .
( و ) المُصْفَحُ ( من القُلوب ) المُمَالُ عن الحَقِّ . وفي الحديث : ( قَلْبُ
المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ ) أَي مُمالٌ عليه ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه ،
أَي جانِبَه عليه . وقوله : ( ما اجْتَمَعَ ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قال
: ( القُلُوبُ أَربعةٌ : فقَلْبٌ أَغْلَفُ ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ ؛ وقَلْبٌ
مَنْكُوسٌ ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان ؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ
مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر ، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن ؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (
فيه الإِيمانُ والنِّفَاقُ ) ) ( فَمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بَقْلَةٍ
يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فيه كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها
القَيْحُ والدَّمُ ، وهو لأَيِّهما غَلَبَ ) . قال ابن الأَثير : المُصْفَح : الذي
له وَجْهَانِ ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ ،
وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه
____________________
(6/543)
وناحِيَتُه . وهو مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ : ( شَرُّ
الرِّجَالِ ذو الوَجْهَيْنِ : الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ ) .
وهو المنافِق . وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ
بوَجْهِ ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ ، ذا وَجْهَيْنِ . قال الأَزْهَرِيّ :
وقال شَمرٌ فيما قرَأْتُ بخَطّه : القَلْبُ المُصْفَح ، زَعَمَ خالِدٌ أَنه
المُضْجَعُ الّذِي فيه غِلٌّ ، الّذي ليس بخالِصِ الدِّينِ .
قلْت : فإِذا تأَمّلْت ما تَلَوْنا عليك عَرَفتَ أَن قول شيخنا رحمه الله تعالى :
كيف يَجتمعانِ ؟ وكيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كلام العرب ، والنفاقُ والإِيمانُ
لفظانِ إِسلاميّانِ ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر ، انتهى نَشَأَ من عَدَم
اطّلاعه على نصوص العُلمَاءِ في بابِه .
( و ) المُصْفَحٌ : ( السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ ) ، ويقال له : المُسْبِلُ ،
أَيضاً . وقال أَبو عُبيد : من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى
.
( و ) المُصْفَح ( من الوُجوه : السَّهْلُ الحَسَنُ ) ، اللِّحْيَانيّ .
( والصَّفُوحُ : الكَرِيمُ ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عليه . ( و ) أَمّا
الصَّفُوح مِن صفات الله تعالى فمعناه ( العفُوُّ ) عن ذُنوبِ العِبَاد ،
مُعْرِضاً عن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً . ( و ) الصَّفوحُ في نَعْتِ (
المَرْأَة : المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ .
قال كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عنه :
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ منها ذالك الوَصْلَ مَلَّت
( كأَنّهَا لا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها ) .
( والصّفَائِحُ : قَبَائلُ الرَّأْسِ ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ . ( و )
الصَّفَائِحُ : ( ع . و ) الصَّفَائحُ ( من البابِ : أَلْوَاحُه . و ) قولهم :
اسْتَلُّوا الصَّفائحَ ، أَي ( السُّيوف العَرِيضَة ) ، واحدتُها صَفيحةٌ .
وقولُهُم : كأَنَّهَا
____________________
(6/544)
صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة . ( و ) الصَّفائْح : ( حِجَارَةٌ
عِرَاضٌ رِقَاقٌ ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ . يقال : وُضِعتْ على القَبْرِ
الصَّفَائِحُ ، ( كالصُّفّاح ، كرُمّانِ ) ، وهو العَريض . والصُّفَّاح أَيضاً من
الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ ، وفي ( اللسان ) : وكلُّ عريضِ من
حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ والجمع صُفّاح ؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ
صَفَائِحُ . ومنه قول النّابِغة :
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قال الأَزهريّ : ويقال للحجَارةِ العَرِيضَةِ : صَفائِحُ ، واحِدتُها صَفيحةٌ
وصَفيحٌ . قال لَبيد :
وصَفَائِحاً صُمًّا ، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
( وهو ) قال شيخُنا : هكذا بالتّذكير في سائِر النُّسخ ، والأَوْلَى : وهي (
الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا ) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها
، وهو مجازٌ ، أَنشد ابن الأَعرابيّ :
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة ، لصَلاَبتها . وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ
. ( ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ ) .
( و ) الصُّفّاح ( : ع قُرْبَ ذَرْوَةَ ) ، في ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ
لبني مُرَّةَ .
( والمُصفَّحَة ، كمعظَّمَة المُصَرّاة ) .
وفي ( التهذيب ) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة : بمعنًى
واحدٍ . ( و ) المُصَفَّحَةُ : ( السَّيْف ، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ ) . وقيل
المُصَفَّحاتُ : السُّيوفُ العَريضةُ . وقال لَبيد يَصف سَحاباً :
كأَنّ مُصفَّحاتٍ في ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قال الأَزهريّ : شَبَّهَ البَرْقَ في ظُلْمة
____________________
(6/545)
السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض . وقال ابن سيده : المُصفَّحَاتُ
: السُّيوفُ ، لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها
. ويُروَى بكسر الفاءِ ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ منه
البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن
بأَيْدِيهِنّ . قلت : هاكذا عبارة ( الصّحاحِ ) ، وصَوَابه : الغَيْم ، بدل :
الغَيْث . ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رواية الكسر من المجاز ، فتأَمّلْ .
( والتَّصْفيحُ ) مثلُ ( التَّصْفيق ) . وفي الحديث : ( التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ
للنِّساءِ ) . ويُرْوَى أَيضاً بالقاف . يقال : صَفَّحَ بيديه وصَفَّقَ . قال ابنُ
الأَثير : هو من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى ، يعني إِذَا سَهَا الإِمامُ
يُنبِّهِه المأْمومُ ، إِن كان رَجلاً قال : سُبْحَانَ الله ، وإِن كانت امرأَةً
ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى ، عِوَضَ الكلامِ . وروى بَيْت لبيد :
كأَنّ مُصفِّحاتٍ في ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ في مأْتَمٍ ، شبَّهَ صَوتَ
الرّعدِ بتصفِيقِهنّ . ومَنْ رواه : مصفَّحاتٍ ، أَراد بها السُّيوفَ العَرِيضةَ ،
شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها .
( و ) قال ابن الأَعرابيّ ( في جَبْهتِه صَفَحٌ ، محرّكَةً ، أَي عُرْضٌ ) ، بسكون
الراءِ ، ( فاحِشٌ ) . وفي حديث ابنِ الحَنَفيّة ، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ
الرَّأْسِ ، أَي عَرِيضه .
( ومنه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ
والسَّلام . قال شيخنا : الأَصفح مُؤَذِّن المدينة ، يَرْوِي عن أَبي هُرَيْرَةَ ،
وعنه ابنُه إِبراهيمُ ؛ قاله ابن حِبَّانَ . فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ .
( والصِّفَاحُ ، كِكتَا ، ويُكْرَه في الخَيْلِ : شَبِيهٌ بالمَسْحَة في عُرْضِ
____________________
(6/546)
الخَدِّ يُفْرِط بها اتّساعُه . و ) الصِّفَاحُ : ( جِبَالٌ
تُتاخِمُ ) ، أَي تُقابِل ( نُعْمَانَ ) ، بفتح النون : جَبَل بين مَكَّةَ
والطَّائِفِ . وفي الحديث ذِكْرُه ، وهو موضعٌ بين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم
يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ .
( وأَصْفَحَه : قَلَبَه ) فهو مُصْفَحٌ ، وقد تقدّم .
( والمُصَافِحُ : مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
لَقِيَه صِفَاحاً ، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِ ، عن اللِّحْيَانيّ .
وفي الحديث : ( غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه ولا صافِحٍ بخَدِّه ) ، أَي غير مُبْرِزٍ
صَفْحَةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحدِ الشِّقَّيْن .
وصَفيحَةُ الوَجْهِ : بَشَرَةُ جِلْدِه .
والصَّفْحَانِ من الكَتِف : ما انْحَدَرَ عن العَيْن من جانِبَيْهِمَا ، والجمْع
صِفاحٌ ، وصَفْحَةُ الرَّجُل : عُرْضُ صَدْرِه . والصفاح .
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه : اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ له عنه .
ومن المجازِ : أَبْدَى له صَفْحَتَه : كاشَفَه .
صقح : ( الصَّقَحَ ، محرَّكَةً : الصَّلَعُ .
والنَّعْت أَصْقَحُ ، و ) هي ( صَقْحَاءُ . والاسم الصَّقَحُ محرّكَةً )
والصُّقْحَة بالضّمّ ، وهي لُغة يمانِيَةٌ .
صلح : ( الصَّلاَح : ضِدُّ الفَسَادِ ) وقد
يُوصف به آحادُ الأُمّةِ ولا يُوصَف به الأَنبياءُ والرُّسلُ عليهم السّلامُ . قال
شيخُنَا : وخالَفَ في ذالك السُّبْكيّ وصَحَّحَ أَنهم يُوصَفون به ، وهو الّذِي
صَحَّحَه جَماعةٌ ، ونَقَلَه الشِّهَابُ في مَواضِعَ من ( شَرْحِ الشِّفَاءِ )
____________________
(6/547)
( كالصُّلُوح ) ، بالضّمّ . وأَنشد أَبو زيد :
فَكَيْفَ بأَطْرَافِي إِذا ما شَتَمْتَني
وما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ
وقد ( صَلَحَ كَمنَعَ ) ، وهي أَفْصَحُ ، لأَنّها على القِيَاس ، وقد أَهملَها
الجوهريّ ، ( وكَرُمَ ) ، حكاها الفرّاءُ عن أَصحابه ؛ كما في ( الصّحاح ) . وفي (
اللِّسَان ) : قال ابن دُرَيْد : وليس صَلُحَ بثَبتٍ وأَغفل المُصنِّف اللُّغَةَ
المَشْهُورَة ، وهي صَلَحَ كنَصَر يَصْلَح ويَصْلُح ، صَلاَحاً وصُلُوحاً ، وقد
ذَكَرها الجَوهريّ والفَيّوميّ وابن القَطّاع والسَّرَقُسطِيّ في الأَفعال وغيرُ
واحد .
( وهو صِلْحٌ ، بالكسر ، وصالِحٌ وصَلِيحٌ ) ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ . وهو
مُصْلِحٌ في أُمورِه وأَعمالِه . وقد أَصْلَحه اللَّهُ تعالى . والجمع صُلَحاءُ
وصُلُوحٌ .
( وأَصْلَحه : ضِدّ أَفْسَدَه ) ، وقد أَصْلَحَ الشَّيْءَ بعدَ فَساده : أَقامَه .
( و ) من المجَاز : أَصْلَحَ ( إِليه ، أَحْسَن ) . يقال : أَصْلَحَ الدّابَةَ :
إِذَا أَحْسَنَ إِليها فصَلَحتْ . وفي ( التّهذيب ) : تقول : أَصْلَحْتُ إِلى
الدَّابّةِ ، إِذا أَحْسنْت إِليها . وعبارة الأَساس : وأَصْلَحَ إِلى دابَّته :
أَحْسَنَ إِليها وتَعَهَّدَها .
( و ) يقال : وَقَعَ بينهما صُلْحٌ . ( الصُّلْح ، بالضَّمّ ) : تصالُحُ القوْمِ
بينهما ، وهو ( السَّلْمِ ) بكسر السين المهملة وفتحها ، يُذَكَّر ( ويُؤنَّث . و
) الصُّلْح أَيضاً : ( اسمُ جَمَاعَةٍ ) مُتصالِحِين . يقال : هم لنا صُلْحٌ ، أَي
مُصالِحون .
( و ) هو من أَهل نَهْرِ فَمِ الصِّلْح ، ( بالكسر ) ، هاكذا قَيَّدوه ، وعِبارة
الزَّمَخْشَرِيّ تُشِيرَ إِلى الضَّمّ ، وهو ( نَهْرٌ بمَيْسانَ ) ، بفتح الميم .
ومنه عليُّ بن الحَسنِ بنِ عليِّ بنِ مُعَاذٍ الصِّلْحيّ ، راوي تاريخِ وَاسِطَ .
____________________
(6/548)
( و ) قد ( صَالَحه مُصَالحةً ، وصِلاَحاً ) ، بالكسر على القياس . قال بِشْر بن
أَبي خازِم :
يَسُومونَ الصِّلاحَ بذَاتِ كَهْفٍ
وما فيها لهم سَلَعٌ وقَارُ
قوله : وما فيها . أَي وما في المُصَالحة ، ولذالك أَنَّثَ الصِّلاح . وهاكذا
أَورده ابنُ السِّيد في الفَرْق . واصْطلحَا واصّالَحَا ) مشددة الصادِ ، قَلَبوا
التّاءَ صاداً ، وادغَموها في الصّاد ، ( وتَصَالَحا واصْتَلَحَا ) بِالتاءِ بَدل
الطّاء : كلّ ذالك بمعنًى واحدٍ .
( و ) من سَجَات الأَساس : كيف لا يكون من أَهل الصَّلاح ، مَنْ هو من أَهل
الصَّلاح ، مَنْ هو من أَهْل ( صلاَح ، كقَطَامِ ) ، يجوز أَن يكون من الصُّلْح ،
لقوله عز وجلّ { حَرَماً ءامِناً } ( القصص : 57 ) ويجوز أَن يكون من الصَّلاح ، (
وقد يُصْرَف ) : من أَسماءِ ( مَكّة ) شَرّفَها الله تعالى . قال حَرْبُ بنُ
أُمَيَّةَ يخَاطبُ أَبا مَطَرٍ الحَضْرَميّ ، وقيل : هو للحارثِ بن أُمَيَّة :
أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ
فتَكْفِيك النَّدَامَى من قُرَيْشِ
وتَأْمَنُ وسَطَهُم وتَعِيشُ فيهم
أَبا مَطَر هُدِيَت بخَيْرِ عَيْشِ
وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقَاحاً
وتَأْمَنُ أَنْ يَزُورَكَ رَبُّ جَيْشِ
وقال ابن بَرِّيّ : الشّاهِد في هذا الشِّعْرِ صَرْفُ صَلاَح ، . > قال :
والأَصلُ فيها أَن تكون مَبنيَّةً كقَطامِ . وأَمّا الشاهدُ على صَلاَحِ ، بالكسر
من غير صَرْفِ ، فقول الآخَرِ : ( سقط :
لم يستكن لتهدد وتنمر
يعني خبيب بن عدي .
( و ) رأى الإمام ( المصلحة ) في كذا ، ( واحدة المصالح ) ، أي الصلاح . ونظر في
مصالح الناس . وهم من أهل المصالح لا المفاسد .
____________________
(6/549)
( واستصلح : نقيض استفسد ) .
( و ) من المجاز : ( هذا يصلح لك ، كينصر ، أب من باتيك ) ؛ هذا نص عبارة الجوهري
. والبابة : النوع ، وقد تقدم .
( وروح بن صلاح : محدث ) .
( وصالحان : محلة بأصبهان ) . منها أبو ذر محمد بن إبرهيم بن علي الواعظ ، عن أبي
الشيخ الحافظ وغيره ، وعنه حفيده أبو بكر محمد ابن علي ، توفي سنة 440 . ومفتي
أصبهان أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن أيوب الصالحاني ، ولده أبو محمد عبد الله ،
حدث عن ابن منده ، وعنه ابن مردويه .
( والصالحية : ة قرب الرهى ) ، من إنشاء الملك الصالح . ( و ) الصالحية : ( محلة
ببغداد ، و : ة ، بها وبظاهر دمشق ، و : ة ، بمصر ) نسبتا إلى الملك الصالح صلاح
الدين يوسف بن أيوب والد الملوك سلطان مصر والشام .
( وسموا صلاخا ) كسحاب ( وصلحا ) ، بالضم ( ومصلحا ) ، كمحسن ، ( وصليحا ، كزبير )
.
( ) ومما يستدرك عليه :
قوم صلوح : متصالحون ، كأنهم وصفوا بالمصدر .
ومطرة صالحة ، أي كثيرة ، من باب الكناية . ومنه قول ابن جني : أبدلت الياء من
الواو إبدالا صالحا ، أي كثيرا .
وصلاحية الشيء ، مخففة كطواعية : مصدر صلح ، وليس في كلامهم فعالية مشددة ؛ كذا
نقلوه .
وصلحت حال فلان .
وهو على حالة صالحة . وأتتنى صالحة من فلان . ) ولا تُعدُّ صالحَاتُه وحَسناتُه .
وصالحٌ النبيّ عليه السّلام من مشاهير الأَنبياءِ ، كانت منازِلُ قومِه في الحجْر
،
____________________
(6/550)
وهو بين تَبوكَ والحِجازِ .
والاصْطِلاحُ : اتّفاقُ طائفةِ مَخصوصةٍ على أَمْرٍ مخصوص ؛ قاله الخَفاجيّ .
ومن المجاز : هاذا أَدِيمٌ يَصْلُحُ للنَّعل .
والصّالِحِيّون : مُحَدِّثون ، نسبة إِلى جَدِّهم .
وبنو الصُّلَيْحِيّ : ملوكُ اليَمن .
وجَعفرُ بنُ أَحمدَ بن صُلَيحٍ الصُّلَحيُّ بضَمّ الصّاد وفتح اللاّم : مُحدِّث .
صلبح : ( الصِّلِنْباحُ ) ، بتقديم النّون على
الموحَّدةِ ( كسِقِنْطار : سَمَكٌ طويلٌ دَقيقٌ ) .
صلدح : ( الصَّلْدَح ، كجَعفرٍ : الحَجَرُ
العَرِيض ) ، رواه الأَزهريّ عن اللّيث . ( وجَاريةٌ صَلْدَحَةٌ : عَريضةٌ ) .
( و ) عن ابن دُريد : ( ناقَةٌ ) جَلَنْدَحةٌ : شديدةٌ ، و ( صَلَنْدَحَةٌ ) ،
بفتح الصّادِ واللاّم ، ( ويُضَمّ الصَّادُ ) خاصَّةً : ( صُلْبَةٌ ) ، وهي (
خاصّةٌ بالإِناثِ ) دونَ الذُّكُورِ .
( والصَّلَوْدَحُ : الصُّلْبُ الشّديدُ ) .
وعلى الأَوّل اقتصرَ أَئمةُ اللُّغة .
صلطح : ( الصَّلْطَحُ : الضَّخْمُ ، وبهاءٍ :
العَريضةُ ) من النِّساءِ .
( واصْلَنْطَحَتِ البَطْحَاءُ : اتَّسَعَتْ ) ، قال طُرَيْح :
أَنْتَ ابنُ مُصْلَنْطِحِ البِطَاحِ ولمْ
تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
يَمدَحه بأَنّه من صَميمِ قُرَيْشٍ وهم أَهلُ البَطْحَاءِ . ( والمُصَلْطَح )
والصُّلاَطِح ، كمُسَرْهَدٍ وعُلابِطٍ : العَريضُ ) ، يقال : نَصْلٌ مُصَلْطَحٌ ،
أَي عَريضٌ . ومَكَان صُلاطِحٌ ، أَي عَريضٌ . ( و ) منه قول الساجِع : ( صُلاطحٌ
بُلاطحٌ ) ، بُلاطِحٌ ، ( إِتْبَاعُ ) .
____________________
(6/551)
( والصَّلَوْطَحُ : ع ) ، قال :
إِني بِعَيْنِي إِذَا أَمَّتْ حُمُولُهمُ
بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ لا يَنْظُرْنَ مَنْ تَبِعَا
صلفح ، صلقح : ( صَلْفَحَ الدَّراهِمَ :
قَلَبَها ) ، هاذه المادّةُ في سائر النُّسخِ هاكذا بالفاءِ بعد اللاّم ، وصاحبُ
اللسان أَوردَها بالقاف بدل الفاءِ .
والصَّلافِحُ : الدَّراهِمُ ، عن كُرَاع ، ( بلا واحدِ ) .
( والمُصَلْفَح : العَرِيضُ من الرُّؤوسِ ) ، اللاّم زائدةٌ ، وقد تقدّم في صفح .
( والصَّلَنْفَح الصَّيّاح ) أَي الشديد الصَّوت ، وكذالك الأُنثى بغير هاءٍ .
وقال بعضهم : إِنها لَصَلَنْفَحةُ الصَّوتِ صُمادِحيَّةٌ ، فأَدْخَل الهاءَ ؛ كذا
في ( اللسان ) .
صلقح : ( الصَّلَنْقَح ) ، بالقافِ : الرَّجلُ ( الشَّديدُ الشَّكيمةِ ) ، الّذي
له عَزيمةٌ ؛ قاله شَمِرٌ . وقد تقدّم في صرنقح ، ( أَو ) الصَّلَنْقَح : هو (
الظَّرِيفُ ) .
صلمح : ( صَلْمَحَ رَأْسَه ) ، بزيادة اللاّمِ
: ( حَلَقه ) ،
( و ) من ذلك قولهم : ( جارِيَةٌ مُصَلْمَحةُ الرأْسِ : زَعْرَاءُ ) لا شَعرَ
برأْسها . وهاذه المادّة مُلحقة بما بَعدها لكون أَنّ اللامَ زائدَةٌ على الصّواب
.
صمح : ( صَمَحَه الصَّيْفُ ، كمَنَعَ وضَرَبَ :
أَذابَ دِماغَه بحَرِّه ) ، أَي بشِدَّة حَرِّه ، كذا هو نَصُّ عِبَارَةِ اللَّيث
. قال الطِّرِمّاح يَصف كانِساً من البَقرِ :
يَذِيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدَانِ
ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصامِحَهْ
والصَّرَّة : شِدَّةُ الحَرِّ والصّامِحةُ : الّتي تُؤْلِمُ الدِّماغَ بشِدَّةِ
حَرِّها . وصَمَحَتْه الشَّمسُ تَصْمَحُه وتَصْمِحُه صَمْحاً : إِذا اشتدِّ عليه
حَرُّهَا حتّى
____________________
(6/552)
كادَت تُذِيبُ دِماغَه . قال أَبو زُبَيد الطّائيّ :
مِن سَمُومٍ كأَنّها لَفْحُ نَارٍ
صَمَحَتْها ظَهِيرَةٌ غَرّاءُ
( و ) صَمَحَه ( بالسَّوْطِ ) صَمْحاً : ( ضَرَبَه ) به . ( و ) صَمَحَه يَصْمَحُه
، إِذا ( أَغْلَظَ له في المسأَلة وغيرِهَا ) . وفي بعض الأُمّهَات : ( ونَحْوِهَا
) ، بدل : ( وغيرِها ) قال أَبو وَجْزَةَ :
زِبَنُّونَ صَمّاحُونَ رُكْنَ المُصَامِحِ
يقول : مَن شادَّهم شادُّوه فغَلَبوه .
( و ) الصُّمَاحُ ( كغُرابٍ : العَرَقُ المُنْتِنُ ) . وقيل : خُبْثُ الرّائحةِ من
العَرَق ، ( و ) هو ( الصُّنَانُ ) وأَنشد :
سَاكِنَاتُ العَقِيقِ أَشْهَى إِلى النَّفْ
س مِن السّاكناتِ دُورَ دِمَشْقِ
يَتضوَّعْنَ لو تَضمَّخْنَ بالمِسْ
كِ صُمَاحاً كأَنّه رِيحُ مَرْقِ
المَرْقُ : الجِلْد الّذِي لم يَسْتَحْكِم دِبَاغُه ، وهو الإِهابُ المُنْتِنُ . (
و ) الصُّمَاحُ : ( الكَيُّ ) ، عن كُراع . قال العَجّاج :
ذُوقِي ، عُقيْدُ ، وَقْعَةَ السِّلاَحِ
والدَّاءُ قدْ يُطْلَبُ بالصُّمَاحِ
ويروَى : ( يُبْرَأُ ) وعُقَيْد : قبيلةٌ من بَجِيلةَ في بكرِ بنِ وائِلٍ . وقوله
بالصُّماحِ ، أَي بالكَيِّ . يقول : آخِرُ الدَّواءِ الكَيُّ . قال أَبو منصور :
والصُّمَاح : أُخِذَ من قولهم : صَمَحَتْه الشَّمْسُ ، إِذا آلمَتْ دماغَه
بشِدَّةِ حَرِّهَا ، ( كالصُّماحِيّ ) بالضِّمّ وياءِ النِّسْبَة ، مأْخوذٌ من الصُّمَاحِ
، وهو الصُّنانُ .
( و ) الصُّمَاحُ : ( دَابّةٌ دُونَ الوَبْرِ ) ، بفتح فسكون .
( و ) الصُّمَاح : ( شَحْمَةٌ تُذَابُ فتُوضَع على شَقِّ الرِّجْلِ تَدَاوِياً ) .
____________________
(6/553)
( و ) الصِّمْحاءُ ( كحِرْباءَ : الأَرضُ الغَليظةُ ) كالحِزْبَاءِ ، واحِدتُها
صِمْحَاءَةٌ وحِزْبَاءةٌ . وفي ( الصّحاح ) : ( الصُّلْبة ) ، بدل ( الغليظة ) .
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : ( الأَصْمَحُ : الشُّجَاعُ ) الّذي ( يَتَعمَّد رُؤُوسَ
الأَبطالِ بالنَّقْفِ ولاضِّرْبِ ) بشجاعته .
( و ) صَوْمَحٌ و ( صَوْمَحَانُ : ع ) قال :
ويَوْمٌ بالمَجَازَةِ والكَلَنْدَى
ويومٌ بينَ ضَنْكَ وصَوْمَحانِ
هاذا كلّها مواضِع .
( والصَّمَحْمَح ، والصَّمَحْمَحِيّ : الرّجلُ الشَّدِيدُ ) ، كذا في ( الصّحاح )
، ( المُجْتَمعُ الأَلْواحِ ) وكذالك الدَّمَكْمَكُ . قال : وهو في السِّنّ ما بين
الثّلاثينَ والأَربعينَ . ومثلُه في الرِّوْض الأُنف للسُّهَيْليّ . ولا عِبْرةَ
بإِنكار شيخنا عليه في التّحديد ، فمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على من لم يَحفظْ . ( و )
قال الجَرْميّ : هو الغِليظُ ( القَصِير . و ) قيل : هو القصيرُ ( الأَصْلَعُ . و
) قيل : هو ( المَحْلُوقُ الرَّأْس ) ، عن السِّيرَافيّ . والأُنثَى من كلّ ذالك
بالهاءِ ، قال :
صَمَحْمَحَةٌ لا تَشْتَكِي الدَّهْرَ رَأْسَها
ولو نَكَزَتْهَا حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ
وقال : ثعلب : رأْسٌ صَمَحْمَحٌ ، أَي أَصْلَعُ غَليظٌ شَدِيدٌ ، وهو فَعَلْعَلٌ ،
كُرِّرَ فيه العَينُ والّلام . وبَعيرٌ صَمَحْمَحُ : شديدٌ قَوِيّ . قال ابن جِنّي
: الحاءُ الأُولى من صَمَحْمَح زائدة ، وذالك أَنّها فاصلة بين العَينين ،
والعَينانِ متَى اجتمَعَتَا في كلمةِ واحدة مَفْصولاً بينهما ، فلا يكون الحَرفُ
الفاصلُ بينهما إِلاّ زائداً ، نحو عَثَوْثَل وعَقَنْقَل وسُلالَم وخَفَيْفَد .
وقد ثَبَتَ أَن
____________________
(6/554)
العَين الأُولَى هي الزّائدةُ ، فثبتَ إِذن أَنّ الميمَ
والحاءَ الأَوَّلَتَين في صَمَحْمَح هما الزائدتانِ ، والميمَ والحاءَ
الأَخيرتَيْنِ هما الأَصلّيتَان ، فاعرِفْ ذالك ؛ كذا في ( اللسان ) .
( وحافِرٌ صَمُوحٌ ) ، كصَبورٍ ، أَي ( شَديدٌ ) ، وقد صَمَحَ صُمُوحاً . قال أَبو
النَّجم :
لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّموحَا
يلَتْعْنَ وجْهَاً بالحَصَى مَلْتُوحَا
وقيل : حافِرٌ صَمُوحٌ : شَدِيدُ الوَقْعِ ، عن كُراع .
( ) ومما يستدرك عليه :
شَمْسٌ صَمَوحٌ : حارَّةُ مُغَيَّرة . قال :
شمسٌ صَموحٌ وحَرُورٌ كاللَّهَبْ
ويَومٌ صَمُوحٌ وصامحُ : شَدِيْدُ الحَرِّ . واستدرك شيخُنَا صَمْحَة أَوأَصْمَحَة
في اسم النّجاشيّ ، وإِن كان المشهور أَصحمَةَ ، كما يأْتي في الميم .
صمدح : ( صَمْدَحَ يَوْمُنا : اشْتَدّ حَرُّه )
.
( و ) منه ( الصَّمَيْدَحُ ، كسَمَيْدَعٍ : اليَوْمُ الحَارُّ ، والصُّلْبُ
الشَّدِيدُ ، كالصُّمَادِحيّ ) ، بياءِ النّسبةِ ، ( والصُّمادِحُ ، بضَمِّهما ) .
وصَوْتٌ صُمادِحِيٌّ وصُمادِحٌ وصَمَيْدَحٌ شَديدٌ . قال :
مَالِي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحَا
وقال أَبو عَمْرٍ و : الصُّمَادحُ : الشَّدِيدُ من كلّ شَيْءٍ ، وأَنشد :
فَشَامَ فيها مِذْلَغاً صُمَادِحَا
ورَجل صَمَيْدَحٌ : صُلْبٌ شَديدٌ . وضَرْبٌ صُرَادِحيٌ وصُمَادِحيٌ : شَديدٌ
بيِّنٌ . ( وهما ) أَن الصُّمادِحيّ والصُّمادِحُ : ( الخَالِصُ من كلِّ شيْءٍ ) ،
عن أَبي عَمرٍ و . قال الأَزهريّ سمعْت أَعْرَابِيًّا يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ
حَدثَتْ ببَعِيرٍ فشُكَّ فيها ، أَبَثْرٌ أَم جَرَبٌ : هاذا خَاقٌ صُمادحٌ
الجَرَبَ .
____________________
(6/555)
( والصُّمادِحُ : الأَسَدُ ) : لِشدَّته وصَلابته . ( ومن الطّرِيقِ : واضِحه )
البَيِّنُ . والصَّمَيْدَح : الخيار ؛ عن ابن الأَعرابيّ . ونَبِيذٌ صُمادِحيٌّ :
قد أَدْرَكَ وَخَلَصَ . وبنو صُمادِحٍ ، من أَعْيَانِ الأَندلُس ووُزرائِها ،
وإِليهم تُنْسَبُ الصُّمادِحِيّة من مُتَنَزَّهات الدُّنيا بالأَندلس .
صندح : ( الصَّنْدَحُ : الحَجَرُ العَريضُ ) .
النُّون زائدةٌ ، وقد تقدّم في ( صدح ) بعَيْنِه ، فإِيرادُه هنا غير لائق ، كما
لا يَخْفَى .
صنبح : ( صُنابِحٌ ) ، بالضَّمّ : ( أَبو
بَطْنٍ ) من مُرَاد . والنُّون زائدةٌ . وقد ذكره الجوهريّ في ( صبح ) فهو غير
مُسْتَدْرَك على الجوهَرِيّ كما قَبْلَه . وحكى ابنُ القَطّاعِ في زيادتها الخلافَ
. ( منهم صَفْوَانُ بنُ عَسّالٍ الصَّحَابِيّ ) ، رضي الله عنه . تَرْجَمه الحافظ
ابن حَجَرٍ في الإِصابَة . وابنُ ابنِ أَخيه عبدُ الرحمانِ بنُ عُسَيْلَةَ بنِ
عَسّالٍ تابِعيّ مُخَضْرَم ، ذكره ابن حِبّان . ( وصُنابِحُ بنُ الأَعْسَرِ )
الأَحْمَسيّ البَجَليّ ( صَحَابيٌّ آخَرُ ) ، رضي الله عنه ، كُوفيّ ، روَى عنه
قيسُ بن أَبي حازمٍ وَحدَه أَنه سَمعَ النّبيّ صلى الله عليه وسلميقول : ( إِني
فَرَطُكم على الحَوْض ) . والحديث صحيحٌ في جزءِ الجَالبريّ .
صوح : ( *!الصَّوْحُ ، بالفتح والضّمّ ) ،
لغتان صحيحتانِ ، والفتح عن ابن الأَعرابيّ : ( حائطُ الوادي ) . وفي الحديث ( أَن
مُحلِّمَ بن جَثَّامةَ اللَّيْثيْ قَتَلَ رَجلاً يقول : لا إِلاهَ إِلاّ اللَّهُ ،
فلمّا مات هو دَفَنُوه فلفظَتْه الأَرضُ ، فأَلْقَتْه بين *!صَوْحَيْنِ فأَكَلتْه
السِّبَاعُ ) . ( و ) قيل : هو ( أَسْفَلُ الجَبَلِ ، أَو وَجْهُه القائمُ ) تَراه
( كأَنّه حائطٌ ) . وأَلْقَوْه بين *!الصّوْحَيْنِ : أَي بين
____________________
(6/556)
الجَبَلَيْنِ . فأَمّا ما أَنشده بعضهم :
وشِعْبٍ كشَكِّ الثَّوّبِ شَكْسٍ طَرِيقُه
مدَارِجُ صُوحَيْه عِذَابٌ مَحاصِرُ
تَعَسَّفْتُه باللَّيْلِ لم يَهْدِني له
دَلِيلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ
فإِنّما عَنَى فَماً قَبَّله فجَعَله كالشِّعْب لصِغَرِه ، ومَثَّلَه بشَكِّ
الثَّوْبِ ، وهي طريقةُ خِيَاطتِه ، لاستواءِ مَنابِت أَضْراسِه وحُسْنِ
اصْطفَافِها وتَراصُفِها وجَعَلَ رِيقه كالماءِ ، وناحِيَتَيِ الأَضْرَاسِ
*!-كصُوحَيِ الوَادِي .
( *!والتَّصَوُّحُ : التَّشَقُّقُ ) في الشَّعرِ وغيرِه ، ( *!كالانْصِياح ) .
يقال : *!انْصَاحَ الثَّوْبُ *!انْصِياحاً : إِذا تَشَقَّقَ من قِبَل نَفْسِه .
وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ ( اللَّهُمَّ *!انْصَاحَتْ جِبَالُنا ) ، أَي تَشقَّقتْ
وجَفَّتْ لعَدَمِ المَطَرِ . وفي حديث ابن الزُّبير : ( ( فهو ) *!يَنْصَاحُ عليكم
بِوَابِلِ البَلاَيَا ) ، أَي يَنْشَقّ .
( و ) *!التَّصَوُّحُ : ( تَنَاثُرُ الشَّعرِ ) وتَشقُّقُه مِن قِبَلِ نَفْسِه .
وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ ( *!كالتَّصيُّحِ ) ، وكذالك البَقْلُ والخَشَبُ ونحوُهما
، لُغة في*! تَصَوَّحَ . وقد صَيَّحَتْه الرِّيحُ والحَرُّ والشَّمْسُ ، مثل
*!صَوَّحَتْه . *!وتَصَيَّحَ الشَّيْءُ : تَكسَّرَ وتَشقَّقَ . *!وصَيَّحْتُه أَنا
. ( و ) *!التَّصوُّحُ : ( أَن يَيْبَسَ البَقْلُ من أَعْلاهُ ) وفيه نُدُوَّةٌ ،
قال الرّاعي :
وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمَالَ وآذَنَتْ
مَذَانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتصوِّحُ
( *!والتَّصْوِيحُ : التَّجْفِيفُ ) . في ا ( اللّسَان ) : يقال : *!تَصَوَّحَ
البَقْلُ *!وصَوَّحَ تَمَّ يُبْسُه . وقيل : إِذا أَصابتْه آفةٌ ويَبِسَ . قال ابن
بَرِّيّ : وقد جاءَ صَوَّحَ البقلُ غيرَ متعدَ بمعنَى تَصَوَّحَ : إِذا يَبِسَ ،
وعليه قولُ أَبي عليَ البصير .
ولاكِنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ
وصَوَّحَ نَبْتُهَا رُعِيَ الهَشِيمُ
*!وصَوَّحَتْه الرِّيحُ : أَيْبَسَتْه . قال ذو الرُّمّة :
*!وصَوَّحَ البَقْلَ نَئَّاجٌ تَجِيءُ به
هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ
____________________
(6/557)
وقال الأَصمعيّ : إِذا تَهَيَّأَ النَّبَاتُ لليُبْسِ قيل : قد اقْطَارّ ، فإِذا
يَبِسَ وانْشَقَّ قيل : قد *!تَصَوَّحَ . قال الأَزهري : *!وتَصَوُّحه من يُبْسِه
زَمَانَ الحَرِّ ، لا مِن آفةً تُصيبُه . وفي الحديث ( نَهَى عن بَيْعِ النَّخْلِ
قبلَ أَن *!يُصوِّح ) ، أَي قبلَ أَن يَسْتَبِينَ صَلاَحُه وجَيِّدُه ) ، أَي قبلَ
أَن يَسْتَبِينَ صَلاَحُه وجَيِّدُه من رَدِيئِه . ويُرْوَى بالرّاءِ ، وقد تقدّمَ
. وفي حديث عليّ : ( فَبادِروا العِلْمَ من قَبْلِ *!تَصْوِيحِ نَبْتِه ) .
( *!والصُّوَاح ، كغُرَابٍ : الجِصّ ) ، بكسر الجيم . قال الأَزهريّ عن الفرّاءِ
قال : *!-الصُّوَاحِيّ : مأْخوذٌ من *!الصُّوَاح ، وهو الجِصّ ، وأَنشد :
جَلَبْنَا الخَيْلَ مِن تَثْلِيثَ حتَّى
كأَنَّ على مَنَاسِجِهَا *!صُوَاحَا
هكذا رواه ابنُ خالَويه منصوباً ، قال : شَبَّه عَرَقَ الخَيْلِ لمّا ابْيَضَّ
بالصُّوَاح ، وهو الجصّ . ( و ) *!الصُّوَاحُ أَيضاً : ( عَرَقُ الخَيلِ ) .
وأَنشد الأَصمعيّ :
جَلَبْنَا الخَيْلَ دامِيَةً كُلاهَا
يُسَنُّ على سَنابِكِها *!الصُّوَاحُ
وفي رواية : يَسيل ؛ كذا في ( الصّحاح ) ، والبيت الأَوّل من التّهذيب . ( و )
*!الصُّوَاح : ( مَا غَلَبَ عليه الماءُ من اللَّبَنِ ) ؛ قاله أَبو سعيدٍ ، وهو
الضَّيَاحُ والشَّهَابُ . ( و ) الصُّوَاح : ( الرِّخْوَةُ ) ، وفي ( اللّسَان ) :
النَّجْوَةُ ( من الأَرْضِ . و ) الصُّوَاح : ( طَلْعُ النَّخْلِ ) حين يَجِفّ
فَيَتناثَر ؛ عن أَبي حَنيفةَ .
( و ) تقول : هاذه السّاحة كأَنّها ( *!الصّاحَة ) : وهي ( أَرْضٌ لا تُنْبِت
شيئاً أَبداً ) ، أَي لا خَيْرَ فيها .
( و ) *!الصُّوَّاحة ( كرُمّانة : ما تَشقَّقَ من الشَّعرِ و ) ما ( تَناثَر ) منه
، وكذا من الصُّوف .
( و ) من المَجاز : ( *!انْصَاحَ القَمَرُ ) *!انْصِياحاً ، إِذا ( اسْتَنَارَ ) .
*!وانْصَاحَ
____________________
(6/558)
الفَجْرُ والبرْقُ : أَضاءَ . وأَصلُه الانْشِقاق .
( *!والمُنْصَاحُ ) في قول عَبيدٍ يَصف مَطراً قد ملأَ الوِهَادَ
والقَراراتِفأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً
ما بَيْن مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ
هو ( الفَائِض الجارِي على ) وَجْهِ ( الأَرْضِ ) كذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ قال
شَمِرٌ : ويروَى : ( مُرتفِقٍ ) ، وهو المُمْتَلِيءُ . والمرْتتِق من النباتِ :
الّذي لم يَخرُجْ نَوْرُه وزَهْرُه من أَكْمَامِه . *!والمُنْصاحُ : الّذِي قد
ظَهَرَ زَهْرُه . ورُوِيَ عن أَبي تَمّام الأَسَديّ أَنه أَنشده :
من بَيْنِ مُرْتفِقٍ منها ومِنْ طَاحِي
والطّاحِي : الّذِي فاضَ وسالَ وذَهَبَ .
( *!وصاحَاتُ : جِبالٌ بالسَّراةِ ) .
( *!وصاحَتَانِ : ع ) .
( *!وصَاحَةُ ) : مَوْضعٌ ، و ( جَبَلٌ ) . قال بِشْر بن أَبي خازم :
تَعرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرَى خَذُولٍ
بِصَاحَةَ في أَسِرَّتِهَا السِّلاَمُ
( و ) قال ابن الأَثير :*! الصَّاحَةُ ( هِضَابٌ حُمْرٌ قُرْبَ عَقِيقِ
المَدِينَةِ ) وقد جاءَ ذِكْرُهَا في الحديث .
( *!والصُّوحَانُ ، بالضّمّ : اليابِسُ ) ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ . ( ونَخْلَةٌ
*!صُوحَانَةٌ : كَزَّةُ السَّعَفِ ) يابِستُه .
( *!وصُحْتُه ) *!أَصُوحُه ، أَي ( شَقَقْتُه ، *!فانْصاحَ ) ، أَي انْشَقّ .
( وبنو *!صُوحانَ ، من ) بني ( عبدِ القَيْس ) . وزَيْدُ بن *!صُوحَانَ بنِ حَجَرِ
بنِ الحارِثِ أَبو سليمانَ ، وقيل : أَبو عائشةَ ، أَسلَمَ في عهد النّبيُّ صلى
الله عليه وسلم وله تَرجمةٌ حَسنةٌ . وأَخوه صَعْصَةُ بن صُوحانَ ، وسَيْحانُ بنُ
صُوحَانَ . قال :
قَتَلْتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
وابْناً *!لصُوحانَ على دِينِ عَلِي
____________________
(6/559)
صيح : ( *!الصَّيْحُ ، *!والصَّيَحَةُ ، *!والصِّياحُ ، بالكسر والضّمّ ،
*!والصَّيْحَانُ ، محرّكةً : الصَّوْتُ ) . وفي التّهذيب : صَوْتُ كلِّ شيْءٍ إِذا
اشتدَّ . وقد *!صَاحَ *!يَصِيحُ *!وصَيَّحَ : صَوّتَ ( بأَقْصَى الطّاقَةِ ) ،
يكون ذالك في النّاسِ وغيرِهم . قال :
*!وصَاحَ غُرَابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصَا
( ببَيْنٍ كما شَقٌ الأَدِيمَ الصَّوَانِعُ
وقال الهُذَليّ :
يُصَيِّح بالأَسْحَارِ في كلِّ صَارةٍ )
كما ناشدَ الذِّمَّ الكَفِيلَ المُعَاهدُ
( *!والمُصَايَحة *!والتَّصَايُحُ : أَن *!يَصيحَ القَوْمُ بعضُهم ببعْض ) . وقد
*!صايَحَه *!وصايَح به : نَادَاه .
وصحْ لي بفُلانٍ : ادْعُه لِي . ( و ) من المجاز : ( *!صَاحتِ النَّخْلَةُ :
طالَتْ ) . ويقال : بأَرْضِ فُلانٍ شَجَرٌ صَاحَ . ( و ) من المجاز : صَاحَ (
العُنْقودُ ) *!يَصِيحُ : وفي بعض النُّسخ أَكِمَّتِه ، وهي الأَكمام ( وطال ، وهو
) في ذالك ( غَضٌّ ) . وقول رُؤْبة :
كالكَرْمِخ إِذا نَادَى من الكافورِ
إِنما أَراد*! صَاح : فيما زعم أَبو حَنيفة .
( *!وصِيحَ بهم ) ، إِذا ( فَزِعوا . و ) صِيحَ : ( فيهم ) ( إِذا ( هَلَكوا ) .
وقال امرُؤ القيس :
دَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَرَاتِه
ولَكِنْ حَديثٌ مَا حَدِيثُ الرَّواحلِ
( و ) قول الله عزّ وجلّ { 6 . 031 فاءَخذتهم } ( *!الصَّيْحَةُ ) ( المؤمنون : 41
) يعني ( العَذَاب ) . *!والصَّيْحَةُ أَيضاً : الغَارَةُ إِذا فُوجِيءَ الحَيُّ
بها .
( *!والصّائِحةُ : *!صَيْحَةُ المَنَاحَةِ ) ، يقال : ما يَنتظِرون إِلاّ مثل
صَيْحَة
____________________
(6/560)
الحُبْلَى ، أَي شَرًّا سُيعاجِلهم .
( و ) من المَجَاز : عن ابن السّكّيت : يقال : ( غَضِبَ من غيرِ *!صَيْحٍ ولا
نَفْرٍ ) ، بفتح فسكون فيهما ، أَي من غيرِ شيْءٍ *!صِيحَ به ، قال :
كَذُوبٌ مَحُولٌ يَجْعَلُ اللَّهَ جُنَّةً
لأَيمانِهِ مِنْ غَيْرِ *!صَيْحٍ ولا نَفْرِ
( أَي ) من غيرِ ( قَلِيلٍ ولا كَثِيرٍ ) . ويقال أَيضاً : لَقيتُه قَبْلَ كلِّ
صَيْحٍ وَنَفْرٍ . الصَّيْحُ : الصِّياحُ . والنَّفْرُ : التَّفَرُّقُ ، وذالك
إِذا لَقِيتَه قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ ؛ كذا في أَمْثَال الميدانيّ .
( *!وتَصيَّحَ ) الشَّيْءُ : تَكسَّرَ ، و ( البَقلُ ) ، مثْلُ ( *!تَصوَّحَ ) ،
وقد تقدّم .
( *!وصَيَّحَتْه الشَّمْسُ ) و ( *!صَوَّحَتْه ) ولَوَّحَتْه : إِذا أَذْوَتْه
وآذَتْه ، كما في ( النّوادر ) .
( و ) من المجاز : ( تَصَايَحَ غِمْدُ السَّيْفِ ) ، إِذا ( تَشقَّقَ ) ، كما تقول
: تَدَاعَى البُنْيَانُ .
( و ) من المَجاز : غَسلَتْ رأْسَها *!بالصَّيَّاح . ( *!الصَّيَّاح ، ككَتّان :
عِطْرٌ أَو غِسْلٌ ) ، بالكسر ، من الخَلُوق ونَحْوِه ، كقولِهم : عَجَّتْ له
رِيحَة . ( و ) الصَّيَّاح : ( عَلَمٌ . وبِهَاءٍ نَخْلٌ باليَمَامةِ ) .
( *!والصَّيْحَانيّ ) : ضَرْبٌ ( من تَمْرَ المدينةِ ) ، على ساكنها أَفضلُ
الصّلاة والسّلام . قال الأَزهريّ : هو أَسودُ صُلْبُ المَمْضَغَةِ ، ( نُسِبَ
إِلى *!صَيْحَانَ ) ، اسمٍ ( لكَبْش كان يُرْبَط إِليها ) ، أَي إِلى تِلْك
النَّخلةِ ، فأَثْمَرَتْ تَمْراً*! صَيْحَانِيًّا فنُسِبَ إِلى صَيْحَانَ ؛ ( أَو
اسمُ الكَبْشِ الصَّيّاحُ ) ، ككتّان ، ( وه مِنَ تَغْييرات النَّسَبِ
كصَنْعَانِيّ ) في صَنْعاءَ .
2 ( فصل الضّاد ) المعجمة مع الحاءِ المهملة ) 2
ضبح : ( ضَبَحَ الخَيْلُ كمَنَعَ ) ،
____________________
(6/561)
هاكذا في سائر النسخ ، والأَوْلَى : ضَبَحَت الخَيْلُ ، في
عَدْوِهَا تَضْبَحُ ( ضَبْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وضُبَاحاً ) بالضّمّ : (
أَسْمَعَتْ من أَفْوَاهِا صَوْتاً ليس بصَهِيلٍ ولا حَمْحمةً ) . وقيل : تَضْبَح :
تَنْحِمُ ، وهو صَوْتُ أَنْفَاسِهَا إِذا عَدَوْنَ ، قال عَنْتَرةُ :
والخَيْلُ تَعْلَمُ حينَ تَضْ
بَحُ في حِيَاضِ المَوْتِ ضَبْحَا
والضُّبَاحُ : الصَّهِيلُ .
( أَو ) ضَبَحَتْ ، إِذا ( عَدَتْ ) عَدْواً ( دونَ التَّقْرِيبِ ) . وفي التنزيل
: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } ( العاديات : 1 ) كان ابن عبّاسٍ يقول : هي الخَيْل
تَضْبَحُ . وهاذَا القَوْلُ قَدَّمَه الجَوْهَرِيُّ في الصّجاح ، ونَقَلَه عن أَبي
عُبيدَةَ ، قال : ضَبَحَت الخَيْلُ ضَبْحاً : مثل ضَبَعَتْ ، وهو السَّيْر . وكان
عليٌّ رِضْوَانُ الله عليه يقول : هي الإِبلُ تَذهَب إِلى وَقْعَةِ بدْرٍ ، وقال :
ما كان معنا يومئذ إِلاّ فرسٌ كان عليه المِقْدَادُ ، والضَّبْح في الخيل أَظْهَرُ
عند أَهلِ العِلْم . قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : ما ضَبَحَتْ دَابَّةٌ قَطُّ
إِلاّ كَلْبٌ أَو فَرَسٌ . وقال بعضُ أَهلِ اللُّغَةِ : من جَعَلها للإِبلِ جَعَل
ضَبْحاً بمعنى ( ضَبْعاً ) يقال : ضَبَحَت النّاقَةُ في سَيْرِها وضَبَعتْ ، إِذا
مَدَّتْ ضَبُعَيْهَا في السَّيْرِ . وفي كِتَاب الخَيْلِ لأَبي عُبَيْدةَ : هو أَن
يَمُدَّ الفَرسُ ضَبُعَيْه إِذا عَدَا حتّى كأَنّه على الأَرْضِ طُولاً ، يقال : ضَبَحَتْ
وضَبَعَتْ ، وأَنشد :
إِنّ الجِيَادَ الضّابحاتِ في العدَدْ
وقال السّهيليّ في ( الرّوض ) : الضِّبْح نَفَسُ الخَيْلِ والإِبلِ إِذا أَعْيَتْ
.
( و ) ضَبَحَت ( النَّارُ ) والشَّمسُ ( الشيْءَ ) كالعُودِ والقِدْحِ واللّحمِ
وغيرِهَا تَضْبَحُه ضَبْحاً : ( غيَّرَتْه ) ولَوَّحَتْه . وفي ( التّهْذِيب ) :
غَيَّرَتْ لَوْنَه وقيل : ضَبَحَتْه النمّارُ : غَيَّرَتْه ( ولم تُبَالِغْ ) .
وفي ( اللسان ) : ضَبَحَ العُودَ بالنّارِ يَضْبَحُه ضَبْحاً : أَحْرَقَ شيئاً من
أَعالِيه ، وكذالك اللَّحْم وغيره .
____________________
(6/562)
وفي التّهذيب : وكذالك حِجَارةُ القَدّاحةِ إِذا طَلعَتْ
كأَنّهَا مُتحرِّقةٌ مَضْبوحةٌ . وضَبَحَ القِدْحَ بالنَّارِ : لَوَّحَه .
وقُدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ : مُلوَّحٌ . قال :
وأَصفرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ
عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ
أَصْفر : قِدْح ، وذالك أَنّ القِدْح إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنّار حتى
يَسْتَوِيَ ( فانْضَبَحَ ) انْضباحاً . ويقال : انْضَبَحَ لَوْنُه ، إِذا
تَغَيَّرَ إِلى السَّوَاد قليلاً .
( والضِّبْح ، بالكسر : الرَّمَادُ ) ، لتَغيُّرِ لَوْنِه .
( و ) ضُبَاحٌ ( كغُرَابٍ : صَوْتُ الثَّعْلَبِ ) ، نقله الأَزهرِيّ عن الليث .
تقول : ما سَمِعْتُ إِلاّ نُباحَ الأَكالِب وضُبَاحَ الثّعالب . وفي حديث ابن
الزُّبير : ( قاتَلَ اللَّهُ فخلاناً ، ضَبَحَ ضَبْحَةَ الثَّعْلَبِ وقَبعَ
قَبْعَةَ القُنْفُذِ ) . وفي ( اللسان ) : ضَبَحَ الأَرْنَبُ والأَسْوَدُ من
الحَيّاتِ والبُومُ والصَّدَى والثَّعلبُ والقَوْسُ ، إِذا صَوَّت ، قال ذو
الرّمّة :
سَبَارِيتَ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَكْبِهَا
مِنَ الصَّوْتِ إِلاّ مِن ضُبَاحِ الثَّعَالِبِ
والهامُ تَضْبَحُ ضُبَاحاً . ومنه قول العَجّاج :
مِنْ ضابِحِ الهَامِ وبُوحٍ بَوَّامْ
( و ) ضُبَاحٌ ( : ع . ومُحدِّث ) ، وفي نسخةِ : واسمٌ .
( والمَضْبُوحةُ : حِجارةُ القَدّاحَةِ ) الّتي كأَنّها مُحتَرِقةٌ .
والمَضْبوحُ : حَجَرُ الحَرَّة ، لسَوادِه .
( والضَّبِيحُ ) ، كأَمِيرٍ : اسمُ ( أَفْرَاسٍ ) : للرَّيبِ بنِ شَريقٍ ، كأَميرٍ
، ( وللشُّوَيْعَرِ مُحَمّدِ بنِ حُمْرَانَ ) الجُعْفَيّ ، ( وللحازُوقِ ) ،
بالحاءِ المهملة ، فاعُول من حزق ( الحَنَفيّ الخارِجيّ ) ، رَثَتْه ابنتُه ،
وسيأْتي ، ( وللأَسْعَرِ ) ، وفي نسخة : الأَسْعد ( الجُعْفِيّ ) ، ولِدَاوُودَ بن
مُتَمِّم ) بن نُوَيْرَة .
( و ) ضُبَيحٌ ، ( كزُبَير : فَرَسان
____________________
(6/563)
للحُصَيْنِ بن حُمَامٍ ، ولخَوَّاتِ بنِ جُبَيرٍ )
الصّحابيّ .
( وضَبْحٌ بالفتح ) فسكون ، اسم ( الموضع الّذي يَدْفَع منه أَوَائِلُ النّاس من
عَرَفاتٍ ) .
( و ) ضَبَّاحٌ ( كشَدَّادٍ ابنُ إِسماعيلَ الكُوفيّ ، و ) ضَبّاحُ ( بنُ محمَّدِ
بنِ عليَ ، مُحدِّثانِ ) .
( والضَّبْحاءُ : القَوْسُ وقد عَمِلَت فيها النّارُ ) فغَيَّرَتْ لَوْنَها .
وقد ضَبَحَتْ تَضْبَح ضَبْحاً : صَوَّتَت . أَنشد أَبو حَنيفةَ :
جَنَّانَة من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ
تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُبَاحَ الثَّعلبِ
( والمُضابَحةُ : المُقابَحة والمُكافَحَة ) والمُدَافَعةُ عنك .
( ) ومما يستدرك عليه :
الضَّوَابِحُ ، وهو في شِعر أَبي طَالِب :
فإِنّي والضَّوابحِ كلَّ يَوْمٍ
جمع ضابِحٍ ، يريد القَسَمَ بمن رَفَعَ صَوْتَه بالقرَاءَةِ ، وهو جمْعٌ شاذٌّ في
صفة الآدَميّ ، كفَوَارسَ .
وضَبَحَ يَضْبَحُ ضُبَاحاً : نَبَحَ . وفي حديث أَبي هُرَيْرَة : ( تَعِسَ عبدُ
الدّينار والدِّرْهم ، الْذي إِنْ أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَح ، وإِنْ مُنِع قَبَحَ
وكَلَحَ ) . قال ابن قُتيبة : معنى ضَبَح : صَاحَ وخَاصَمَ عن مُعْطِيه ، وهاذا
كما يقال : فلانٌ يَنْبَح دُونَك ، ذَهَبَ إِلى الاستعارة .
وعن أَبي حَنيفةَ : الضَّبْ والضَّبْيُ : الشَّيءُ .
والمَضَابِحُ والمَضَابِي : المَقَالِي .
وضُبَيحٌ ومَضْبوحٌ : اسمانِ .
ضحح : ( *!ضَحْضَحَ السَّرَابُ ) ، بالسين
المهملة ، هاكذا في الأُمّهات ، وفي بعض النّسخ بالشِّين المعجمة : ( تَرَقْرَقَ
،*! كتَضَحْضَحَ ) .
( و ) من المجاز : ( *!الضِّحُّ ، بالكسر : الشَّمْسُ . و ) قيل : هو ( ضَوْءُها )
إِذا اسْتَمْكَن من الأَرْضِ . وفي الحديث :
____________________
(6/564)
( لا يَقْعُدَنّ أَحدُكم بين الضَّحّ والظِّلّ فإِنه
مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ ) ، أَي نِصْفُه في الشَّمْسِ ونِصْفُه في الظِّلّ . قال ذو
الرُّمَّة يَصفُ الحِرْباءَ :
غَدا أَكْهَبَ الأَعْلَى وراحَ كأَنَّه
مِنَ الضِّحِّ واسْتقبالِه الشَّمس أَخْضَرُ
أَي واستقباله عَيْنَ الشَّمْس . وفي ( التهذيب ) : قال أَبو الهيثم : الضَّحّ :
نَقِيضُ الظِّلّ ، وهو نُورُ الشَّمْسِ الّذي في السَّماءِ على وَجْهِ الأَرْضِ ،
والشَّمْس هو النُّور الّذي في السَّمَاءِ يَطْلُع ويغْرُب ، وأَمّا ضَوْؤه على
الأَرْض *!فضِحُّ . وروى الأَزهريّ عن أَبي الهَيْثم أَنه قال : الضِّحّ كان في
الأَصل الوِضْح ، فحُذِفت الواو ، وزِيدَتْ حاءٌ مع الحاءِ الأَصليّة ، فقِيل :
*!الضِّحّ . قال الأَزهريّ : والصّواب أَن أَصله الضِّحْيُ ، من ضَحِيَت الشّمسُ .
( و ) الضِّحّ : ( البرَازُ ) الظّاهرُ ( من الأَرض ) للشّمس . ( و ) الضِّحّ
أَيضاً : ( ما أَصابَتْه الشَّمْسُ ) . ولا جَمْعَ لكلِّ شَيْءٍ من ذالك ؛ كما
نقله الفِهْريّ في ( شَرْح الفصيح ) ( ومنه ) من المجاز : ( جاءَ ) فُلانٌ (
*!بالضِّحِّ والرِّيحِ ) إِذا جاءَ بالمال الكثيرِ ( ولا تَقُلْ : *!بالضِّيحِ )
والرِّيح ، في هاذا المعنى ، فإِنه ليس بشيْءٍ وقد نسبه الجوهريّ إِلى العامّة وقد
جَزمَ ثَعلب في ( الفصيح ) إِلاّ أَبا زيدٍ فإِنه قد حكاه بالتّخفيف ، ونقله
محمّدُ بنُ حَبانٍ . وقال ابن التّيّانيّ عن كُراع : *!الضِّيحُ أَيضاً :
الشَّمْسُ ، وهو ضَوْؤُهَا ، ويقال : ما بَرَزَ للشَّمْش ، وأَنشد :
والشَّمْسُ في اللُّجَّةِ ذاتِ الضِّيحِ
وقال أَبو مِسْحل في ( نوادِرِه ) : استُعْمِل فُلانٌ على الضِّيح والرِّيحِ أَي
جاءَ ( بما طَلَعتْ عليه الشَّمْسُ وما جَرَتْ عليه الرِّيحُ ) . وفي حديث أَبي
خَيْثَمة : ( يكونُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في *!الضِّحِّ والرِّيح ،
وأَنا في الظِّلّ ؟ ) أَي يكون بارِزاً لحرِّ الشَّمسِ وهُبوبِ الرِّياح . قال
الهَرويّ : أَراد كَثْرة الخَيْلِ والجَيْش . وفي الحديث ( لوْ مات كَعْبٌ عن
الضَّحِّ والرِّيح لَوَرِثَه الزُّبيرُ ) . أَراد لومات عمَّا طَلَعَتْ عليه
الشَّمْسُ وجَرَتْ عليه
____________________
(6/565)
الرِّيحُ ، كَنَى بهما عن كَثرةِ المالِ وكان النّبيّ صلى
الله عليه وسلمقد آخَى بين الزُّبير وكَعْب بنِ مالكِ . قال ابنُ الأَثير :
ويُرْوَى : ( عن *!الضِّيح والرِّيح ) .
( *!والضَّحْضَاح : الماءُ اليَسير ) يكون في الغَدِير وغيرِه ، والضَّحْلُ مثْلُه
، ( *!كالضَّحْضَحِ ) . وأَنشد شَمِرٌ لساعِدة :
واسْتَدْبروا كُلَّ *!ضَحْضاحٍ مُدَفِّئةٍ
والمُحْصَنَاتِ وأَوْزَاعاً من الصِّرَمِ
( أَو ) هو الماءُ ( إِلى الكَعْبَيْنِ ، أَو ) إِلى ( أَنْصَافِ السُّوقِ ، أَو )
هو ( ما لا غَرَقَ فيه ) ولا له غَمْرٌ ( و ) *!الضَّحْضَاح : ( الكثِير ، بلُغة
هُذَيْلٍ ) ، لا يَعْرفها غيرُهم ، قاله خالدُ بن كُلثوم ، يقال : عنده إِبلٌ
ضَحْضاحٌ ، قال الأَصمعيّ : غَنَمٌ *!ضَحْضَاحٌ ، وإِبلٌ ضَحْضَاحٌ : كثيرةٌ .
وقال الأَصمعيّ : هي المُنْتشرَة على وَجهِ الأَرْض ، ومنه قوله :
تُرى بُيُوتٌ وتُرَى رِمَاحُ
وغَنَمٌ مُرَنَّمٌ *!ضَحْضاحُ
قال الأَصمعيّ : هو القليلُ على كلِّ حالٍ .
( *!والضَّحْضَحَة ، *!والضَّحْضَحُ ) بالفَتْ ، ( والضُّحْضُح ) بالضَّمّ ( جَرْيُ
السَّرابِ ) .
( *!وضَحْضَحَ ) الأَمرُ : ( تَبَيَّنَ ) وظَهَرَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ماءٌ *!ضَحْضَاحٌ : قَريبُ القَعْرِ . وفي الحديث الّذي يُرْوَى في أَبي طالب : (
وجَدْتُهُ فِي غَمَرَات مِنَ النَّارِ فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاح ) . وفي رواية :
في ضَحْضاحٍ مِن نَارٍ يَغْلِي منه دِمَاغُه . الضَّحْضَاح في الأَصلِ : مارَقّ من
الماءِ على وَجْهِ الأَرضِ ما يبلغُ الكَعْبينِ ، فاستعارَه للنّار .
____________________
(6/566)
ضرح : ( ضَرَحَه ، كمنَعه : دَفَعَه ونَحَّاه ) ، وفي ( اللسان ) : الضَّرْحُ :
أَنْ يُؤخَذَ شيْءٌ فيُرْمَى به في نَاحِيَةٍ وزاد في شرْح أَمالي القالي أَنّ
ضَرَحَه دَفَعَه برِجْلِه خاصَّةً ؛ نَقَلَه شيخُنا . وعبارة ( الصّحاح ) (
والأَساس ) و ( اللسان ) تفيد أَنّ الضَّرْحَ هو الدّفْعُ مطلقاً . قال الشاعر :
فَلمْا أَن أَتَيْنَ على أُضَاخٍ
ضَرَحْنَ حَصَاهُ أَشْتَاتاً عِزِينَا
( و ) من المجاز : ضَرَحَ ( شَهَادَةَ فُلانٍ عَنِّي : جَرَحَهَا وأَلْقاها )
عَنِّي لئلاّ يَشهدوا عليَّ بباطلٍ . ( و ) ضَرَحَتِ ( الدّابّةُ برِجْلِها )
تَضْرَحُ ضَرْحاً : ( رَمَحتْ ، كضَرَحَتْ ) وفي نُسخة : كضَرَح ( ضِرَاحاً ككَتَب
كِتَاباً ) ؛ وهاذا عن سيبويهِ ، ( وهي ضَروحٌ ) . قال العجّاج :
وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٍ ضَرُوحِ
وفي ( اللّسان ) : الضَّرُوحُ : الفَرَسُ النَّفُوحُ وفي ( اللسان ) : الضَّرُوحُ
: الفَرَسُ النَّفوحُ برِجْلِه ، وفيها ضِرَاحٌ ، بالكسر وقيل ضرْحُ الخَيْلِ
بأَيْدِيهَا ، ورَمْحُها بأَرْجُلِهَا . ( و ) ضَرَحَ ، كمنَعَ ( للمَيتِ : حفَر
له ضَريحاً ) ، عن الضَّرْحِ ، وهو الشَّقُّ والحَفْرُ . وفي حديثِ دَفْنِ النّبيّ
صلى الله عليه وسلم ( نُرسِلُ إِلى اللاّحِدِ والضّارِحِ ، فأَيُّهُما سَبَقَ
تَرَكْنَاه ) .
( و ) ضَرَحَت ( السُّوقْ ضُرُوحاً ) وضَرْحاً : ( كَسَدَتْ ، و ) قد (
أَضرَحْتُها ) حتَّى ضَرَحَتْ .
( والضَّرَحُ ، محرّكةً : الرَّجُلُ الفاسِدُ ) ، قاله المُؤرِّج . ومنه أَضْرَحْت
فُلاناً ، أَي أَفْسدْته . ( و ) قال عَرّام : ( نِيَّةٌ ضَرحٌ ) وطَرَحٌ ، أَي (
بَعيدة ) . وقال غيره : نِيَّةٌ نزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَح وطَمَحٌ
وطَرَحٌ ، أَي بَعيدَةٌ . وأَحالَ ذالك على نوادر الأَعرابِ .
( و ) ضَرَاحِ ، عنه ( كقَطامِ أَي اضْرَحْ ) ، أَي أَبعِدْ ، وهو اسمُ فِعْلٍ
كنَزَالِ .
____________________
(6/567)
( والضَّرِيحُ : البَعِيدُ ) فَعِيل بمعنَى مَفْعُول : قال أَبو ذؤَيب :
عَصَانِي الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ
ولَمْ أَكُ مِمَّا عَناهُ ضَرِيحَا
( و ) نَوَّرَ اللَّهُ ضُريحَه . الضَّرِيحُ : ( القَبْرُ ) كلُّه . قال الأَزهريّ
: لأَنّه يُشَقّ في الأَرض شَقًّا . وفي حديث سَطِيح : ( أَوْفَى على الضَّرِيح )
. ( أَو ) الضَّريح : ( الشَّقُّ في وَسَطِه ) كالضَّرِيحَة ، واللَّحْدُ : في
الجانِب ؛ كذا في ( التهذيب ) في ( لحد ) ، ( أَو ) الضَّريح : قَبْرٌ ( بلا لَحْد
) .
( وقد ضَرَحَ ) للمَيتِ يَضْرَحُ ( ضَرْحاً ) ، إِذا حَفَرَ له . ولا يَخْفَى أَنه
مع ما قبله تكرارٌ .
( والضُّرَاحُ كغُرَابٍ ) ، ويُروَى : الضَّريح : بَيْتٌ في السَّماءِ مُقابِلَ
الكَعبةِ في الأَرض ، قيل : هو ( البَيْتُ المَعْمُورُ ) ؛ عن ابن عبّاس رضي الله
عنهما ، من المُضارَحةِ : وهي المُقَابَلةُ والمُضَارَعة . وقد جاءَ ذِكْرُه في
حديث عليَ ومُجاهد . قال ابن الأَثير : ومن رواه بالصّاد فقد صَحَّفَ . واختُلِف
في مَحَلِّه : فقيل : إِنه ( في السّماءِ الرّابعةِ ) . ومثلُه في تفسير القَاضي ،
في آل عمران . وجاءَ من وَجْهٍ مَرفوعاً عن أَنَس رضي الله عنه ، ومن وجْهٍ آخَرَ
عن محمّدِ بنِ عبَّادِ بنِ جَفرٍ وعليه اعتمدَ المصنِّف والقاضي . وجَزَمَ جماعةٌ
من الحُفّاظ بأَنّه في السَّماءِ السَّابعةِ ، بغير خلاف . وبه جَزَم الحافظُ ابنُ
حَجرٍ في ( فتْحِ الباري ) . وقيل : هو في السماءِ السادِسَة . وقيل : تحْتَ
العَرْشِ . وقيل : في السَّمَاءِ الأُولَى . أَقوالٌ ذَكرَهَا شيخُنا في شَرْحه .
( وقَوْسٌ ضَرُوحٌ : شديدةُ ) الحَفْزِ و ( الدَّفْعِ للسَّهْمِ ) ، عن أَبي
حَنيفة .
( وضارَحَه ) و ( سَابَّه ورَاماه ) ، واحدٌ . ( و ) ضَارَحَه : ( قارَبَه )
وضَارَعَه .
( والضَّرْحُ ) بالفتح : ( الجِلْد ) .
( وأَضْرَحَ ) الرّجلُ : ( أَفْسَدَ ، و ) للسُّوقُ : ( أَكْسَدَ ، و ) دَفَعَ ، و
( أَبْعَدَ ) .
( والمَضْرَحِيُّ ) ، بالفتح : ( الصَّقْرُ
____________________
(6/568)
الطَّوِيلُ الجَنَاحِ ) وهو كَريمٌ . وفي الكِفَايَة :
المَضْرَحِيُّ : النَّسْرُ ، وبجناحَيْه شِبْهُ طَرَفِ ذَنَبِ النّاقَةِ ، وما
عليه من الهُلْب . قال طَرَفَةُ :
كأَنّ جَناحَيْ مَضْرَحِيَ تَكنَّفَا
حِفَافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بمِسْرَدِ
شَبَّهَ ذَنعب النَّاقَةِ في طُوله وضُفُوِّه بجَنعاحعيِ الصَّقْر ، ( كالمَضْرَح
، بغير ياءٍ ، والأَوّل ) أَكثرُ . قال :
كالرَّعْنِ وَافَاه القَطَامُ المضْرَحُ
قال أَبُو عُبَيْد : الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيّ والصَّقْرُ والقُطَاميّ ، واحدٌ . (
و ) من المجاز : فلانٌ أَرْيَحهيّ مَضْرَحيّ ، ومَرَّ بي من قُريش مَضْرَحيٌّ ،
عيه بُرْدٌ حَضْرَميّ ، وهو ( السَّيِّد الكريمُ ) السَّرِيّ عَتِيقُ النِّجَارِ .
قال عبد الرّحمان بن الحَكَم يمدَح مُعاويةَ .
بأَبْيَضَ مِن أُمَيَّةَ مَضْرَحَيَ
كأَنّ جَبِينَهُ سَيْفٌ نَصيعُ
( و ) المَضْرَحيّ أَيضاً : ( الأَبْيَض من كلِّ شيْءٍ ) . يقال : نَسْرٌ
مَضْرَحيٌّ . ( و ) المَضْرَحيُّ : ( الطَّوِيلُ ) ، مَجازاً . ( و ) المَضْرَحيّ
: ( اسم ) رَجلٍ كم شُهرائِهم ، ويقال : اسمُه عامِرٌ ، والمَضرحيُّ لَقبُه .
( وعَرْفَجَةُ بنُ ضُرَيحٍ ، كزُبَير ، أَو هو بالشّين ) المعجمة ، وقيل : ابنُ
طُرَيْحِ ، وقيل : ابنُ شَرِيك ، وقيل : ابن ذَرِيْغ ( صَحابيٌّ ) ، روَى عنه
قُطْبَةُ بن مالكٍ وزِيادُ بنُ علاَقةَ ، وأَبو يعقُوبَ .
( وشيْءٌ مُضْطَرَحٌ ) ، على صِيغةِ المفعول ، أَي ( مَرْمِيُّ في ناحِية ) . وقد
ضَرَحَه . ومنه قولهم : اضْطَرَحوا مُلاناً . أَي : رَموْه في ناحيةٍ . والعامّة تقول
: اطَّرَحُوه ، يَظُنّونه من الطَّرْح ، وإِنما هو من الضَّرْح . قال الأَزهريّ .
وجائِزٌ أَن يكون اطَّرحوه افْتِعالاً من الطَّرْح ، قُلِبت التّاءُ طاءً ، ثمّ
أَدغِمت الضّاد فيها ، فقيل : اطّرَحَ .
____________________
(6/569)
( وسَمَّوْا ضارِحاً ، وضَرَّاحاً ومُضرِّحاً ، كشَدَّادٍ ومُحدِّثٍ ) .
( وضَرِيحةُ ) ، كسفينةٍ ( : ع ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الضَّرْح والضَّرْج ، بالحاء والجيم : الشَّقّ .
وقد انْضَرح الشَّيْءُ وانْضرَجَ ، إِذا انْشَقَّ .
وكلُّ ما شُقَّ فقد ضُرِحَ . قال ذ الرُّمّة :
ضَرحْنَ البُرُودَ عن تَرَائِبِ حُرَّةٍ
وعن أَعيُنٍ قَتَّلْنَنَا كلَّ مَقْتَلِ
وقال الأَزهريّ : قال أَبو عمرو في هاذا البَيتِ : ضَرَحْن البُرود ، أَي
أَلْقيْنَ ، ومن رَواه بالجيم فمعناه شَقَقْن ، وفي ذالك تَغايُرٌ .
وقد ضَرَحَ . تباعد .
وانْضرَحَ ما بينَ القَوْمِ مثل انْضَرَجَ ، إِذا تَباعَدَ ما بينهم .
ويبني وبينهم ضَرَحٌ ، أَي تَبَاعُدٌ ووَحْشَةٌ .
والانْضرَاحُ : الاتّساع .
والمضَارِحُ : مَواضِعُ معروفةٌ .
وضرِيحٌ ، كأَمير ، ومَضْرَحيٌّ ، اسمانِ .
واستدرك شيخنا المَضارِح للثِّيابِ التي يَتَبذِّل فيها الرِّال . وأَنشد قول
كُثيِّر .
بأْثْوابِهِ لَيسَتْ لهنّ مَضارِحُ
نَقْلاً عن كتاب الفَرْق لابن السيِّد . قلت : هو تَصحيفٌ ، والصّواب : المَضارِح
، بالجيم ، وهي الثِّياب الخُلْقان ، وقد تَقدّم في موضعه .
ضوح : واستدرك هنا الزّمخشريّ في الأَساس مادّة
ضوح ، وذكر منها : أَخَذُوا في *!ضَوْحِ الوَادي ، وأَضْواح الأَوْديَة : محانيها
ومَكَاسِرُها . وركبني اليوْمَ *!بأَضْوَاحٍ من الكلامِ يَموجُ عليَّ بها .
____________________
(6/570)
ضوح و ضيح : ( *!الضِّيْحُ : العَسلُ ،
والمُقْلُ إِذا نَضِجَ ، واللَّبَنُ الرَّقِيقُ الممْزوجُ ) الكثيرُ الماءِ ؛ في (
التهذيب ) : وأَنشدَ شَمِرٌ :
قد عَلِمتْ يَومَ وَرَدْنا سَيْحَا
أَنِّي كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحَا
فامْتَحَضَا وسَقَّيَانِي *!الضَّيْحَا
وقال الأَصمعيّ : إِذا كُثرَ الماءُ في اللّبَن فهو *!الضِّيْحُ ، ( *!كالضِّيَاح
، بالفَتْح ) . قال شيخنا : ذكْرُ الفَتْح مستَدرَك . قال خالدُ بن مالك الهُذليّ
:
يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لَهمْ سُجوداً
ولَوْ لَمْ يُسْقَ عِنْدَهُمُ ضَياحُ
وفي ( التهذيب ) : *!الضِّيوحُ : اللَّبَنُ الخاثِرُ يُصَبّ فيه الماءُ ثم
يُجَدَّحُ وقد *!ضَاحَه *!ضَيْحاً .
( *!وضَيَّحْتُه *!وضَوَّحْتُه : سَقَيْتُه إِيّاه ) أَي*! الضَّيْح ، *!فتَضيَّحَ
.
وكذا كلُّ دَواءٍ أَو سمَ يُصَبّ فيه الماءُ ثم يُجَدَّحُ : *!ضياحٌ ، *!ومُضيَّحٌ
. وقد تَضيَّح . وقال الأَزهريّ عن اللّيث : ولا يُسمَّى ضَيَاحاً إِلاّ اللّبن . *!وتَضيُّحه
: تَزيُّدُه . قال : *!والضَّيَاحُ *!والضَّيْحُ عند العرب : أَنْ يُصبَّ الماءُ
على اللَّبن حتى يَرِقٌ ، سواءٌ كان اللَّبنُ حليباً أَو رائباً . قال : وسمعْتُ
أَعرابِيّاً يقول : *!ضَوَّحْ لي لُبيْنَةً ، ولم يقلْ : *!ضَيِّحْ . قال : وهاذا
مما أَعْلَمْتُك أَنّهم يُدْخِلُون أَحد حَرْفَيِ اللِّينِ على الآخَرِ ، كما يقال
: حَيَّضَه ، وحَوَّضَه وتَوَّهه وتَيَّهَه .
( و )*! ضَيَّحْت ( اللَّبنَ ) ، إِذا ( مَزَجْته بالماءِ ) حتى صار ضَيْحاً ، (
*!كضِحْتُه ) . قال ابن دريد : إِنه مُماتٌ .
( *!والضِّيحُ ، بالكسر : الضِّحُّ ) ، ونسبَه ابن دريد إِلى العامّة ، وهو غير
معروف وقد تقدّم في كلام المصنّف ( و ) *!الضِّيح : ( إِتْباعٌ للرِّيح ) في قولهم
: جاءَ بالرِّيح *!والضِّيح . فإِذا أُفْرِد لم يكن له معنًى ؛ قاله أَبو زيد ،
ونقله اللّيث .
____________________
(6/571)
( *!وتَضَيَّح اللّبنُ : صار *!ضَيَاحاً ) وذالك إِذا صُبَّ فيه الماءِ وجُدِّح .
( و ) *!تَضَيَّحَ ( الرَّجلُ ) ، إِذا ( شَرِبه ) .
( *!والضَّاحةُ : البَصَرُ أَو العيْنُ ) .
( وعَيْشٌ *!مضْيُوحٌ : مَمْذوقٌ ) ، أَي ممزوجٌ ، وهو مجاز .
( و ) *!ضَيّاح ( ككَتَّان : اسمٌ ) .
( ومحمّد بنُ ضَيّاحٍ ، مُحَدِّثٌ ) يَروِي عن الضّحّاكِ بنِ مُزاحمٍ . وحكَى عبدُ
الغنيّ في والده التَّخفيفَ مع كسرِ الأَوَّل ؛ قاله الحافظ في التّبصير .
( وأَبو *!الضَّيّاح الأَنصاريّ ، النُّعْمَانُ بنُ ثابت ) بنِ النُّعْمَانِ بنِ ثابِتِ
بن امرِىءِ القَيْسِ ، ( صَحابيّ بَدْرِيّ ) من الأَنصارِ من الأَوْس ، قُتِل
بخَيْبَر ، وقيل : هو كُنْيَةُ عُمَيْر بن ثابتِ . وقال الحافظُ ابن حَجر : وحكاه
المُسْتَغْفَريّ بالتّخفيف .
( *!والمُتَضيِّحُ : مَنْ يَرِدُ الحوْضَ بعدما شُرِب أَكُثَرُه وبقِيَ شيْءٌ
مختلِطٌ بغَيرِه ) ، وهو مجاز ، تَشْبِيهاً باللّبن المخلوطِ بالماءِ . وفي الحديث
: ( مَنْ لم يَقْبَلِ العُذْر ممّن تَنصَّلَ إِليه ، صادقاً كان أَو كاذِباً ، لم
يرِدْ عليّ الحَوْصَ إِلاّ *!مُتَضيِّحاً ) . قال أَبو الهيثم : هو الّذِي يَجيءُ
آخِر النّاس في الوِرْدِ ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين . وقال ابن الأَثير : معناه
أَي متأَخِّراً عن الوارِدين ، يَجيءُ بعدما شَرِبُوا ماءَ الحوْضِ إِلاّ أَقلَّه
، فيبْقى كَدِراً مختلِطاً بغيرِه .
( *!وضاحتِ البلادُ : خَلَتْ ) . وفي دعاءِ الاسْتِسقاءِ : ( اللّهُمَّ *!ضَاحَتْ
بِلادُنَا ) : أَي خَلَتْ جَدْباً .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الضِّيْحَةُ ، أَي الشَّرْبةُ من *!الضِّيْحِ ، وقد جاء في حديث أَبي بكرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عنهُ : ( فسَقَتْه *!ضَيْحَةً حامِضَةً ) . وسقاه *!الضَّيْحَ
*!والضِّيَاحَ : المَذْقَ ؛ عن الزَّمَخْشَريّ في الأَساس .
2 ( فصل الطّاء ) مع الحاء ) 2
طبح : ( المُطَبَّح ، كمُعَظَّم : السَّمينُ )
، عن كُراع .
____________________
(6/572)
طحح : ( *!الطَّحّ : البَسْطُ ) . *!طَحَّه *!يَطُحُّه *!طَحًّا : إِذا بَسَطَه
*!فانْطَحَّ . قال :
قد رَكِبتْ مُنْبسِطاً *!مُنْطَحَّا
تَحْسِبَهُ تحْتَ المِلْحَا
( و ) الطَّحّ : ( أَنْ تَسْحَجَ الشيْءَ بعَقِبِك ) ، أَو أَن تَضَع عَقِبَكَ على
شيْءٍ ثم تَسْحَجه . قال الكِسائيّ : *!طَحّانُ : فَعْلانُ من *!الطَّحِّ ،
مُلْحَقٌ بباب فَهْلان وفَعْلَى ، وهو السَّحْج .
( *!وطَحْطَحَ ) الشّيْءَ ، إِذا ( كَسَرَه ) إِهلاكاً . ( و ) *!طحْطحَه : إِذا (
فرَّقَ ) هُ . قال اللّيث : *!الطَّحْطَحة : تَفْرِيقُ الشيْءِ إِهلاكاً ، وأَنشد
:
فيُمْسِي نابِذاً سُلْطَانَ قَسْرٍ
كضَوْءِ الشَّمْسِ *!طَحْطَحَه الغُرُوبُ
ويُروَى : طَخْطَخَه ، بالخاءِ . ( و ) طَحْطَحَ بهم *!طَحْطَحةً *!وطِحْطَاحاً ،
بكسر الطّاءِ ، إِذا ( بَدَّدَ ) هُمْ ( إِهْلاكاً . و ) روَى أَبو العبّاس عن
عَمْرو عن أَبيه قال : يقال : *!طَحْطَحَ في ضَحِكِه ، إِذا ( ضَحِك ضَحِكاً
دُوناً ) مثلِ طَخْطَخَ وطَهْطه وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ .
( وما عليه *!طحْطِحةٌ ، بالكسر ، أَي شيْءٌ ) كما تقول : طِحْرِيَةٌ ؛ عن
اللِّحْيانيّ . ( أَبو ) ما على رأْسه *!طِحْطِحةٌ ، أَي ( شَعرٌ ) ؛ عن أَبي زيد
.
( *!وأَطَحَّه ) ، بتشديد الطّاءِ : ( أَسْقَطَه ورَمَاهُ ) .
( *!والطَّحْطَاحُ ) ، بالفتح ( : الأَسَدُ ) ، من ذلك .
( *!والطُّحُحُ ، بضمّتين : المَساحِج ) ؛ عن ابن الأَعرابيّ .
( *!وانْطَحَّ ) الشَّيْءُ : ( انْبَسَطَ ) . وقد طَحَّه طحَّا .
( *!والمِطَحَّة ، كمِذَبَّة : مُؤَخَّرُ ظِلْفِ الشّاةِ ) ، عن ابن الأَعرابيّ .
وتحتَ الظِّلْفِ في موضِعِ *!المِطَحَّة عُظَيمٌ كالفَلَكة ، ( أَو ) هي ( هَنعةٌ
كالفَلَكَةِ فِي رِجْلِها تَسْحَجُ بها الأَرضَ ) ، قاله أَحمدُ بن يحيى ؛ كذا في
( اللّسان ) .
____________________
(6/573)
طرح : ( طَرَحَه وبه ، كمنعَ ) ، يَطْرَحُه طَرْحاً : ( رَماه ، وأَبعدَه ) ، قاله
ابن سيده ، كاطَّرَحه ) ، بتشديد الطّاءِ ، من باب الافتعال ، ( وطَرَّحَه )
تَطْرِيحاً ، أَنشد ثعلب :
تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها
وطَرِّحِ الدَّلْوَ إِلى غُلامِها
وقال الجوهريّ والزمخشريّ : طَرَّحَه تَطْرِيحاً : أَكْثَرَ من طَرْحِه .
( والطَّرْحَ ، بالكسر ، و ) الطُّرَّح ( كقُبَّرٍ والطَّرِيحُ ) كأَمِيرٍ ( :
المَطْروح ) لا حاجةَ لأَحدٍ فيه . وفي الأَساس : شيءٌ طُرَّحٌ : مطروحٌ .
( و ) لو باتَ مَتَاعُك طُرْحاً ما أُخِذَ .
( و ) من المجاز : دِيَارٌ طَوَارِحُ ، أَي بَعيدَة .
و ( الطَّرَحُ ، محرّكةً ) : البُعْد ، و ( المكانُ البَعيدُ ، كالطَّرُوح ) ،
كصَبُورِ . يقال : عُقْبَةٌ طَرُوحٌ . ( و ) مثله ( الطَّرَاحُ ) كسَحَابٍ . (
نيَّةٌ طَرَحٌ ) ، محرَّكةً ( : بعيدة ) ، هاذه عبارةُ التّهديبِ . وفي غيرِه :
نِيَّةٌ طَرُوحٍ ، كصَبورٍ .
( و ) من المجاز : قَوْسٌ طَرُوحٌ . ( الطَّرُوحُ من القِسِيِّ : الضَّرُوحُ ) ،
أَي شديدةُ الحَفْزِ للسَّهْم . وقيل قَوْسٌ طَرُوحٌ : بعيدةُ مَوْقِعِ السَّهْمِ
، يبعُدُ ذَهابُ سَهْمِها . قال أَبو حَنيفَةَ : هي أَبْعَدُ القيَاسِ مَوْقِعَ
سَهْم . قال : تقول : طَرُوحٌ مَرُوح ، تُعْجِلُ الظَّبِيَ أَن يَرُوح ، وأَنشد :
وسِتِّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْرَبِيَّةً
وقَوْساً طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَبَاثِ
( و ) الطَّرُوحُ ( من النَّخْل : الطَّويلةُ العَرَاجِينِ ) . وقيل : نَخْلَةٌ
طَرُوحٌ : بَعِيدَةُ الأَعْلَى من الأَسْفَلِ ، والجَمْع طُرُحٌ ، بضمّتين . ( و )
من المجاز : الطَّرُوحُ : ( الرَّجُلُ الّذِي إِذا جَامَعَ أَحْبَلَ ) . ومن ذالك
قول أَعرابيّة : إِنّ زَوْجي لَطَروحٌ ؛ رواه الأَزهريّ عن اللِّحيانيّ .
( و ) من المجاز : ( طَرَّحَ ) الشَّيْءَ تَطْريحاً : طَوَّلَه . وقيل : رَفَعَه
____________________
(6/574)
وأَعْلاَه . وخَصَّ بعضُهم به البنَاءَ ، فقال : طَرَّحَ (
بَناءَه تَطْريحاً ) ، إِذا ( طَوَّلَه ) جِدًّا ، قال الجوهريّ : ( كطَرْمَحَه )
، والميم زائدة .
( وسَنَامٌ إِطْرِيحٌ ) بالكسر : ( طَويلٌ ) مائلٌ في أَحَد شِقَّيْه . ومنه قَولُ
تِلك الأَعْرَابيَّةِ شَجَرةُ أَبِي الإِسْليح ، رَغْوة وصَرِيح ، وسَنامٌ إِطْريح
. حكاه أَبو حَنيفَةَ ، وهو الّذي ذَهَبَ طَرْحاً ، بسكون الرّاءِ ، ولم يُفسِّره
، وأَظنُّه طَرَحاً ، أَي بُعْداً ، لأَنه إِذا طالَ تَباعَدَ أَعْلاَه من
مَرْكزِه ؛ كذا في ( اللّسان ) .
( و ) من المجاز : ( طَرْفٌ مِطْرَحٌ كمِنْبر : بعيدُ النَّظَر ) ، كطَرِيح .
واطْرَحْ : انْظُرْ ، من ذالك .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( رُمْحٌ مِطْرَحٌ ) كمِنْبَر : ( طَوِيلٌ . وفَحْلٌ )
مِطْرَحٌ : ( بَعِيدُ مَوْقِعِ الماءِ من ) ، وفي نسخة : في ( الرَّحِم ) .
( وطَرِحَ الرَّجُلُ كفَرِحَ : ساءَ خُلُقُه ) ، عن ابن الأَعرابيّ : ( و ) طَرِحَ
، إِذا ( تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسِعاً ) .
( و ) رأَيْت عليه طَرْحَةً مَلِيحةً . ( الطَّرْحَةُ : الطَّيْلَسانُ ) .
( و ) التَّطّرِيح : بُعْدُ قَدْرِ الفَرسِ إِذا عَدَا .
يقال : ( مَشَى مُتَطَرَحاً ) ، أَي متساقِطاً ( كمَشْيِ ذي الكَلاَل ) والضَّعْف
.
( وسَمَّوْا طَرَاحاً ) ، كسَحعابَ هاكذا عندنا ، وفي أُخْرَى : كشدَّاد (
ومَطْرُوحاً ، ومُطَرَّحاً كمُعَظَّم ، وطُرَيْحاً كزُبَيْر ) .
( و ) يقال : ( سَيْرٌ طُرَاحِيٌّ ، بالضّمّ ) أَي : ( بعيدٌ ) . وقيل : شَدِيدٌ .
وأَنشد الأَصمعيّ لمُزاحِمٍ العُقَيليّ :
بسَيْرٍ طُرَاحِيَ تَرَى من نَجَائه
جُلُودَ المَهْارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبعُ
( و ) من المجاز : ( مُطَارَحَةٌ الكلامِ ) : وهو ( م ) ، أَي معروفٌ . يقال : طَرَحَ
عليه المسأَلةَ ، إِذا أَلْقَاهَا ، قال ابن سيده : وأُراه مُوَلَّداً .
والأُطْرُوحَة : المسأَلة تَطْرَحُها .
( وطَرْحانُ ) ، بالفتح ( : ع قُرْبَ
____________________
(6/575)
الصَّيْمَرَة ) ، بنواحِي البَصرةِ ،
( ) ومما يستدرك عليه :
طَرَحَ له الوِسادَةَ : أَلْقاها ، وطَرَحُوا لهم المَطَارِحَ : المَفَارِشَ ،
الواحد مطْرَحٌ كمفْرَش . ومن المَجَاز : ما طَرَحَكَ إِلى هاذه البلاد ، وما
طَرَحَك هاذا المَطْرَحَ : ما أَوْقَعَكَ فيما أَنت فيه .
وتَطارَحُوا : أَلقَى بعضُهم المَسائلَ على بَعْضِ .
وطَرَحَتْ به النَّوَى كُلَّ مَطْرَحٍ ، إِذا نَأَتْ بِه . وطَرَحَ به الدَّهْرُ
كلَّ مِطْرَحٍ : إِذا نَأَى عن أَهْلِه وعَشيرتِه .
واطَّرِحْ هاذا الحَدِيثَ .
وقَوْلٌ مُطَّرَحٌ : لا يُلتفَت إِليه .
وإِبل مَطارِحُ : سِراعٌ .
وأَصابه زَمَنٌ طَرُوحٌ : يَرْمِي بأَهْله المَرامِيَ .
طرشح : ( الطَّرْشَحَة : الاسْتِرْخاءُ .
وضَربَه حتّى طَرْشَحَه ) . قال أَبو زيد : هاذا الحرف في كتاب ( الجمهرةِ ) لابن
دُرَيْد مع غيره ، وما وَجدْتُه لأَحد من الثّقات ، وينبغِي للناظِر أَن يَفْحَص .
فما وَجَدَه لإِمامٍ مَوثوقٍ به أَلْحَقَه بالرُّباعيّ ، وما لم يَجِدْه لِثِقة
كان منه على رِيبةٍ وحَذَرٍ ؛ كذا في ( اللسان ) .
طرمح : ( الطُّرْمُوح ، كزُنْبُور : الطَّويلُ
) كالطِّرِمّاح والطُّرْحُومِ . قال ابن دُريد : أَحْسَبه مقلبواً . ( وكسِنِمّارٍ
) ، في بني فُلانٍ : ( : العالِي النَّسَبِ المَشهورِ ) المرتَفِعِ الذِّكْر ، وهو
أَيضاً الطَّوِيلُ . وأَنشدوا :
مُعْتَدِل الهادِي طِرِمّاح العَصَبْ
ولا يَكاد يوجَد في الكلامِ على مِثال : ( فِعِلاّل ) إِلاّ هاذا ، وقولهم :
السِّجِلاّط : لضَرْبٍ من النّبَات ، وقيل : هو بالرُّوميّة سِجِلاّطُس ، وقالوا :
سِنِمّار ، وهو أَعْجَميّ أَيضاً . ( و ) الطِّرِمّاح ( الطامِحُ في الأَمرِ ) ،
قال أَبو زيد : إِنك لَطِرِمّاحٌ . وإِنهما لطِرِمّاحَانِ ، وذاك إِذا طَمَحَ في
الأَمْرِ . وعن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابيّ : الطِّرِمّاحُ :
____________________
(6/576)
هو الرَّافعُ رأْسَه زَهْواً . وقد حصلَ من شيخنا هنا تصحيف
أَعرَضنا عن ذِكْره .
( و ) الطِّرْمّاح ( بن الجَهْمِ ) ، وفي نُسخةِ : أَبو الجَهْم : ( الشَّاعر ، و
) شاعِرٌ ( آخَرُ ) . المشهور بهاذا الاسمِ هو الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ ، يُكْنَى
أَبا ضَبَّة ، ويقال : اسمه حَكَمُ بن حَكِيمِ ، وُلِدَ بالشّام ، وانتقَل إِلى
الكُوفَة . قال الجاحظ : كان يُؤدِّبُ الأَطفالَ ، فيخرجون من عنده كأَنّما
جالَسُوا العلماءَ .
( والطَّرْمَح : البعيدُ الخَطْوِ ) ، والميم زائدةٌ على ما ذَهَب إِليه ابن
القَطّاع .
( والطَّرّمَحَانِيَّة : التَّكبُّر ) . ومِشْيَةٌ طَرْمَحَانِيّة ، إِذا كَان
فيها زَهْوٌ .
( وطَرْمَحَ بِنَاءَه : طَوَّلَه ) وعَلاَّه ورَفَعَه . في ( الصّحاح ) : والميم
زائدةٌ . وقال يَصِف إِبلاً مَلأَها شَحْماً عُشْبُ أَرضٍ نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَدِ
:
طَرْمَحَ أَقْطَارَهَا أَحْوَى لِوَالِدةٍ
صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغَامِ يَنْتَسِبُ
ومنه سُمِّيَ الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ ، انتهَى . قلت : هو في معاني الشِّعر
للأُشْنانْدَانيّ ، لم يُسمِّ قائلَه ، وبعده :
فلِلنَّدَى المُتَوَلِّي شَطْرُ ما حَمَلَتْ
ولِلَّذِي هي فيه عانِكٌ عَجَبُ
وقولُه : ( صَحْمَاءَ ) ، هاكذا رَوَاه ابنُ القَطّاع ، والصَّوَاب : طَحْمَاءَ :
أَي سَوْدَاءَ ، يعني الَّحَابَة ؛ كذا في هامش نُسخة ( الصّحاح ) .
طفح : ( طَفَحَ الإِناءُ ، كَمَنَع ) ،
والنَّهرُ ، يَطْفَحُ ( طَفْحاً وطُفُوحاً : امتلأَ وارْتَفَع ) حتّى يَفِيض .
ونهرٌ وحَوْضٌ طافِحٌ .
( وطَفَحَه ) طَفْحاً ، ( وطَفَّحَه )
____________________
(6/577)
تَطْفيحاً ، ( وأَطْفَحَه ) : مَلأَه حتّى ارتفع .
وطَفَحَ عَقْلُه : ارتفعَ .
ورأَيتُه طافِحاً ، أَي ممتلِئاً . وفي ( التّهذيب ) عن أَبي عُبيد : الطافِحُ
والدِّهَاقُ والملآنُ ، واحدٌ . قال : والطافحُ : الممتلِىءُ المرتفعُ . ( ومنه )
قيل : ( سَكْرانُ طافَحٌ ) ، أَي أَنّ الشراب قد ملأَه حتّى ارتَفعَ ، وهو مَجاز .
ويقال : طَفَحَ السَّكرانُ فهو طافحٌ ، أَي ملأَه الشَّرَابُ . وقال الأَزهريّ :
يقال للّذِي يَشرَبُ الخَمْر حتّى يَمتَلىءَ سُكْراً : طافِحٌ .
( والمِطْفَحَةُ ) ، بالكسر : ( مِغُرفةٌ ) وهو كِفْكِير بالفارِسيّة ، ( تأْخُذ
طُفاحةَ القِدْرِ ) ، بالضّمّ ، ( أَي زَبَدها ) .
وفي ( الصّحاح ) : الطُّفَاحة : ما طَفَحَ فوْقَ الشيءِ كَزبَدِ القِدْرِ . وفي (
اللسان ) : وكلُّ ما علاَ : طُفاحَةٌ ، كَزَبدِ القِدْر وما علاَ منها .
( وقد اطَّفَحَ القِدْر كافْتَعلَ ) : أَخَذَ طُفَاحَتَهَا .
( وإِناءٌ طَفْحانُ ) : مَلآنُ ( يفِيضُ مِن جَوَانبِه ) الماءُ .
( وقَصْعَةٌ طفْحَى ) : مَلآنَةٌ .
( و ) من المجاز : ( نَاقَةٌ طَفّاحَةُ القوائِم ) ، أَي ( سريعتُها ) . وقال ابن
أَحْمرَ :
طَفّاحةُ الرِّجْلَيْنِ مَيْلعَةٌ
سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ
( و ) في ( التّهذيب ) في ترجمة طحف : وفي الحديث : ( من قال كذا وكذا غُفِرَ له
وإِنْ كان عليه ( طِفَاحُ الأَرضِ ) ذُنُوباً ) ، ( بالكسر ) ، أَي ( مِلْؤُها ،
أَي أَن تمتلِىءَ حتى تَطْفَح ) ، أَي تفيض . قيل : ومنه أُخِطَ طُفَاحَة القِدْرِ
.
( و ) من المَجَاز : ( طفَحَتْ كمَنَعَ بالولَد وَلَدَتْه لِتمَامٍ ) . وفي (
الأَساس ) : فاضَتْ وأَكْثَرَتْ . ( و )
____________________
(6/578)
طَفَحَت ( الرِّيحُ القُطْنَة ) ونَحْوَهَا ، إِذا (
سَطَعَتْ بها ) ؛ كذا نصُّ ( الصّحاح ) .
( و ) يقال : ( اطْفَحْ عنّي ) ، أَي ( اذْهَبْ ) .
( والطَّافِحَةُ : اليَابِسَةُ ، ومنه ) قولهم : ( رُكْبَةٌ طافِحَةٌ : للّتي لا
يَقْدِر صاحِبُهَا أَن يَقْبِضَها ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
عن الأْصمعيّ : الطّافِح : الّذِي يَعْدُو : وقد طَفَحَ يَطْفَح : إِذا عَدَا .
وقال المُتَنَخِّل يَصف المُنْهزِمين :
كانُوا نَعائِمَ حَفّانٍ مُنفَّرَةً
مُعْطَ الحُلوقِ إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا
أَي ذَهَبُوا في الأَرْضِ يَعْدُون .
وإِطْفِيحُ ، كإِزْمِيل : قَرْيَة بمصْر .
طلح : ( الطَّلْح ) بفتح فسكون : ( شَجَرٌ
عِظَامٌ ) ، حِجَازِيّة ، جَناتُها كجَنَاةِ السَّمُرَةِ . ولها شَوْكٌ أَحْجَنُ ،
ومَنابِتُهَا بُطُونُ الأَوْدِيَةِ ، وهي أَعْظَمُ العِضَاهِ شَوْكاً وأَصْلَبُهَا
عُوداً وأَجْوَدُهَا صَمْغاً . وقال الأَزهري : قال الليث : الطَّلْحُ : شَجَرُ
أُمِّ غَيْلاَنَ ، ووَصفَه بهاذه الصِّفةِ ، وقال : قال ابن شُميل : الطَّلْح :
شَجرةٌ طَوِيلةٌ ، لها ظِلٌّ يَسْتَظِلُّ بها النَّاسُ والإِبلُ ، ووَرَقُها قليلٌ
، ولها أَغصانٌ طِوالٌ عِظَامٌ ، ولها شَوْكٌ كثيرٌ من سُلاّءِ النَّخل ، ولها
ساقٌ عَظيمة لا تَلتقِي عليه يدُ الرَّجُل ، وهي أُمّ غَيْلانَ ، تَنْبُتُ في
الجَبَل ، الواحِدَة طَلْحَةٌ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : الطَّلْحُ : أَعظَمُ
العِضَاهِ ، وأَكْثَرُه وَرَقاً ، وأَشدُّه خُضْرَةٌ ، وله شَوْكٌ ضِخَامٌ طِوَالٌ
، وشَوْكُه من أَقلِّ الشَّوْكِ أَذًى ، وليس لشَوْكته حَرَارةٌ في الرِّجْل ، وله
بَرَمَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ ، وليس في العِضَاهِ أَكثرُ صَمغاً منه ولا أَضْخم ،
ولا يَنبُتُ إِلاّ في أَرضٍ غَلِيظَةٍ شَدِيدةٍ خِصْبة . واحدتها طَلْحَةٌ . وبها
سُمِّيَ الرَّجلُ ، ( كالطِّلاَح ، ككِتَابٍ ) ، قال :
إِنّي زعيمٌ يا نُويْ
قةُ إِنْ نجوْتِ من الزَّواحْ
____________________
(6/579)
أَنْ تَهْبطينَ بِلاَدَ قو
مٍ يَرْتَعون مِن الطِّلاحْ
ويقال : إِن الطِّلاَحَ : جمْعُ طَلْحةٍ . قال ابن سيده : جمْعُها عند سيبويه طُلهوحٌ
، كصَخْرةٍ وصُخورٍ ، وطِلاَحٌ ، شَبَّهوه بقَصْعَة وقِصاعٍ ، ويُجْمٍ ع الطَّلْح
على أَطْلاح .
( وإِبلٌ طُلاحِيّةٌ ) ، بالكسر ( ويُضَمّ ) ، على غير قِياسٍ ، كما في ( الصّحاح
) إِذا كانت ( تَرْعاهَا ) أَي الطِّلاَح . ووجدْت في هامِش ( الصّحاح ) ما نَصُّه
: طُلاَحِيّة ، لغة في طِلاَحيّة ، ولا يَنبغي أَن تكون نِسْبَةً إِلى طِلاَح
جَمْعاً كما قال ، لأَن الجمعَ إِذا نُسب إِليه رُدَّ إِلى الوَاحِدِ إِلاّ أَن
يُسمَّى به شيءٌ فاعْلَمْه . ( و ) إِبلٌ ( طَلِحةٌ ، كفَرِحَة ، وطَلاَحى ) مثل
حبَاجَى كما في ( الصّحاح ) إِذا كانتْ ( تَشْتَكِي بُطُونَها منها ) ، أَي من
أَكْلِ الطَّلاَحِ . وقد طَلِحَت ، بالكسر طَلَحاً . وأَنكرَ أَبو سعيد : إِبلٌ
طَلاَحَى ، إِذا أَكَلَت الطَّلْحَ . قال : والطَّلاَحى : هي الكَالَّة
المُعْيِيَة . قال : ولا يُمْرِض الطَّلْحُ الإِبلَ ، لأَنّ رَعْي الطَّلْحِ ناجعٌ
فيها .
( وأَرْضٌ طَلِحةٌ ) ، كفَرِحة : ( كَثيرتُها ) ، على النَّسب . وتأْنيثُ الضمير
هنا وفيما سبقَ باعتبارِ أَنَّها شَجَرةٌ ، أَو اسمُ جِنْسٍ جمْعيّ ، ويجوز فيه
الوَجهانِ ؛ قاله شيخنا .
( و ) في ( المحكم ) : الطَّلْح : لغة في ( الطَّلْع ) بالعين ، ذكره ابن
السِّكّيت في الإِبدال ، وهو في ( الصّحاح ) . وقوله تعالى : { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
} ( الواقعة : 29 ) فُسِّر بأَنه الطَّلْع ، ( و ) فُسِّر بأَنه ( المَوْز ) . قال
: وهاذا غير معروف في اللّغة . وفي ( التّهذِيب ) قال أَبو إِسحاقَ في قوله تعالى
: { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } : جاء في التفسير أَنه شجَرُ المَوزِ ، وجازَ أَن
____________________
(6/580)
يكونَ عُنِيَ به شَجَرُ أُمِّ غَيْلاَنَ ، لأَنّ له نَوْراً
طيِّب الرائِحَةِ جدًّا ، فخُوطِبوا به ، ووُعِدُوا بما يُحبُّون مثلَه إِلاّ أَن
فَضْلَه على ما في الدُّنّيا كفَضْلِ سائرِ ما في الجَّنَّة على سائرِ ما في
الدُّنْيا . وقال مُجاهِدٌ : أَعْجبَهُم طَلْحُ وَجًّ وحُسْنُه فقيل هم : وطَلْح
منّضُود .
( و ) الطَّلْح : ( الخالِي الجَوْفِ من الطَّعام ) ، والّذِي في ( المحكم ) :
الطَّلْحُ والطَّلاَحَةُ : الإِعْيَاءُ والسُّقُوط من السَّفَر . ( وقد طُلِح
كفَرِح وعُنِيَ ) .
( و ) الطَّلْحُ : ( ما بقِيَ في الحَوض من الماءِ الكَدِرِ ) .
( والطَّلْحيَّة ، للورقَة من القِرْطَاسِ ، مُوَلَّدةٌ ) .
( و ) عن ابن السِّكّيت : ( طَلَحَ البَعيرُ ) كمَنَعَ يَطْلَح ( طَلْحاً
وطَلاَحَةً ) ، بالفتح ، إِذا ( أَعْيا ) وكَلَّ ، ومِثْلُه في أَبي ( المحكم ) .
وفي ( التهذيب ) عن أَبي زيد . قال : إِذا أَضَرَّه الكَلاَلُ والإِعياءُ قيلَ :
طَلَحَ يَطْلَح طَلْحاً .
( و ) طَلَحَ ( زَيْدٌ بَعيرَه : أَتْعَبه ) وأَجْهَدَه ، ( كأَطْلَحَه وطَلَّحَه
) تَطْليحاً ( فيهما ) . وفي ( التهذيب ) عن شَمِر يقال : سارَ على النَّاقَةِ
حَتّى طَلَحَها وطَلَّحَها .
( و ) ، أَي البعير ، ( طَلْحٌ ) ، بالفتح ، ( وطِلْح ) ، بالكسر ، ( وطَلِيحٌ ) ،
كأَميرٍ ، وطَلِح كَكتِف الأَخيرة في ( اللسان ) ( وناقةٌ طِلْحَة ) ، بالكسر ، (
وطَلِيحةٌ ) قال شيخنا : المعروف تَجرُّدُهما من الهاءِ لأَنهما بمعنَى المفعولِ
كطِحْن وقَتِيل ( وطِلْحٌ ) ، بالكسر ( وطَالحٌ ) ، بالكسر ( وطَالحٌ ) ، الأَخيرة
عن ابن الأَعرابيّ . وحُكيَ عنه أَيضاً : إِنه لَطَليحُ سَفَرٍ ، وطِلْحُ سَفَرِ ،
ورَجيعُ سَفَر ، ورَذِيَّةُ سَفَر ، بمعنًى واحدٍ ، وقال اللّيث . بَعيرٌ طَلِيحٌ
وناقةٌ طَلِيحٌ . ( و ) في ( التهذيب ) : يقال : ناقةٌ طَليحُ أَسْفارٍ : إِذا
جَهَدَها السَّيْرُ وهَزَلَها . ( إِبل طُلَّحٌ ، كرُكَّعٍ ، وطَلائِحُ ) وطَلْحَى
، الأَخيرة على غير قياس لأَنّهَا بمعنَى فاعلَة ولاكنها شُبِّهَت بمَرِيضَة ، وقد
يُقْتاس ذالك
____________________
(6/581)
للرّجل . وجمع الطِّلْح أَطْلاحٌ ( وطِلاَح ) .
( و ) من كلام العرب : ( راكبُ النَّاقَةِ طَليحانِ ، أَي هو والنَّاقَةُ ) ،
حُذِف المعطوفُ لأَمْرينِ : أَحدهما تَقدُّم ذِكْرِ النّاقَة ، والشّيءُ إِذا
تَقدَّمَ دَلّ على ما هو مثلُه . ومثلُه مِنْ تَقدَّمَ دَلّ على ما هو مثلُه .
ومثلُه مِنْ حَذْفِ المعطوف قوله عزّ وجلّ : { فَقُلْنَا اضْرِب بّعَصَاكَ
الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ } ( البقرة : 60 ) أَي فضَرَب فانْفَجَرَتْ .
فَحَذَف ( فَضرب ) وهو معطوف على قوله : فَقُلنا . وكذالك قولُ التَّغْلَبيّ :
إِذَا مَا المَاءُ خالَطَهَا سَخِينَا
أَي فشَرِبْناها سَخِينَا . فإِن قلت : فهلاّ كان التقديرُ على حَذْف المعطوفِ
عليه ، أَي الناقةُ وراكبُ الناقة طَليحانِ ؟ قيل : لبُعْدِ ذالك من وَجْهَينِ :
أَحدهما أَنّ الحذفَ اتِّساعٌ ، والاتِّساع بابُهُ آخرُ الكلام وأَوْسَطُه ، لا
صَدْرُه وأَوّله ، أَلاَ تَرَى أَنّ مَن اتَّسَع بزيادة كان حَشْواً أَو آخراً لا
يُجِيزُها أَوّلاً ؛ والآخَرُ أَنه لو كانَ تقديرُه : ( النَّاقَة ورَاكب النّاقةِ
طليحانِ ) لكان قد حذفَ حرّف العَطف ، وبَقِي المعطوف به ، وهاذا شاذٌّ ، إِنما
حَكَى منه أَبو عثمانَ : أَكلْتُ خُبزاً سَمكاً تَمْراً ؛ والآخَر أَن يكون
الكلامُ محمولاً على حَذْف المُضَاف ، أَي راكبُ النَّاقةِ أَحدُ طَلِيحَيْن ،
فحذَف المُضَافَ ، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه ؛ كذا في اللِّسَان . وأَمّا
شيخُنا فإِنه قال : هاذه من مسائلِ النَّحْوِ لا دَخْلَ لها في اللُّغَة . وسكَتَ
على ذالك .
( و ) من المجاز قولهم : يَلْزم لُزُمَ ( الطِّلْح ، بالكسر ) ، هو ( القُرَادُ ،
كالطَّلِيحِ ) ، كأَميرٍ . وعبارةُ ( الصّحاح ) : ورُبما قيل للقُرَاد : طِلْحٌ
وطَليحٌ . ( و ) قيل : هو ( المَهْزول ) ، كذا في ( مُختَصَر العَيْن ) للزُّبيديّ
. قال الطِّرِمّاح :
وقَدْ لَوَى أَنْفَه بمِشْفَرِهَا
طلْحُ قَرَائيمَ شاحبٌ جَسَدُهْ
____________________
(6/582)
وقيل : الطِّلْح : العَظِيمُ من القِرْدَانِ . وفي قصيدة كعب بن زهير :
وجِلْدُهَا مِنْ أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُهُ
طِلْحٌ بِضَاحِيةِ المَتْنَيْنِ مَهزولُ
أَي لا يُؤثّر القُرَادُ في جِلْدِهَا لمَلاسَتِه ( و ) قول الحُطيئة :
إِذا نَامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ خَلْفَها
هَدَاهُ لها أَنْفاسُها وزَفِيرُها
قيل : الطِّلْح هنا : القُرَادُ . وقيل : ( الرّاعِي المُعْيِي ) . يقول : إِنّ
هاذه الإِبلَ تَتنَفَّس من البِطْنَة تَنْفُّساً شَديداً ، فيقول : إِذا نامَ
راعيها عنها ونَدَّتْ تَنفَّستْ فوقَعَ عليها وإِن بَعُدت . وعبارة الجوهريّ :
والطِّلْح ، بالكسر : المُعْيِي من الإِبل وغيرِهَا ، يَستوِي فيه الذَّكر
والأُنْثَى ، والجمْع أَطْلاحٌ . قال الحَطيئةُ ، وذكرَ إِبلاً وراعيَهَا :
إِذا نام طُلْحٌ . . . إِلخ
( و ) من المجاز : ( هو طِلْحُ مالٍ ) بالكسر ، أَي ( إِزاؤُه ) ، وهو اللاّزِم له
ولرِعايَته كما يَلْزَم الطِّلْحُ ، وهو القُرادُ ، كذا في ( الأَساس ) .
( و ) من ذالك أَيضاً : هو ( طِلْحُ نِساءٍ ) ، إِذا كان ( يَتْبَعُهُنَّ ) كثيراً
.
( و ) الطَّلَحَ بالفتح ، كذا في ( الصّحاح ) ، والصوابُ ( بالتَّحريك ) كما
للمصنّف ( : النِّعْمَة ) عن أَبي عَمرٍ و ، وأَنشد للأَعشى :
كمْ رَأَينا مِن مُلوكٍ هَلَكُوا
ورَأَيْنَا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ
قاعِداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه
كلُّ ما بَيْنَ عُمان فالمَلَحْ
قال ابنَ بَرّيّ : يريد بعَمرٍ و هاذا عَمْرَو بن هِنْد . ( و ) يقال : طَلَحٌ ( :
ع ) ، وهو المراد هنا ، حكاهُ الأَزهريّ عن ابن السِّكِّيت . وقال غيره : أَتى
الأَعشى عَمْراً ، وكان مَسكنُه بموضع يقال له ذو طَلَحْ ، وكان عَمْرٌ و مَلكاً
ناعماً ، فاجتزأَ الشّاعر
____________________
(6/583)
بذِكر طَلَح دَليلاً على النّعمَة ، وعلى طَرْح ( ذي ) منه
.
( و ) من المجاز : طَلَح فلانٌ : فَسَدَ . وهو طالِحٌ بَيِّنُ ( الطَّلاَح : ضِدّ
الصّلاحِ ) . وقال بعضهم : رجلٌ طالِحٌ : أَي فاسدٌ لا خَيْرَ فيه .
( والطُّلَيْحَتَانُ طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِد ) بنِ نَوْفَلِ بنِ نَضْلةَ
الأَسَديّ الفَقْعَسيّ كان يُعَدّ بأَلفِ فارسٍ ثم تَنَبَّأَ ثم أَسلَمَ وحَسُنَ
إِسلامُه ، ( وأَخُوه ) ، على التَّغْليب .
( و ) روَى الأَزهريّ بسندِه عن موسى بن طَلْحةَ أَنه ( سَمَّى النّبي صلى الله
عليه وسلم أَباه ( طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله ) بن مُسافِعِ بنِ عِياضِ بن صَخْرِ
بنِ عَامِرِ بن كَعْب بن سَعْدِ بن تَيْم التَّيْميّ ( يومَ أُحُدٍ طَلْحَةَ
الخَيْرِ ) . جزمَ به كثيرٌ من أَهلِ السِّيَرَ ، وقيل : إِن هاذا في غَزْوة بدْر
، كما نقلَه السُّهَيْليّ في ( الرّوض ) ؛ ( ويومَ غَزْوَةِ ذات العُشَيْرة )
مُصغَّراً ( : طَلْحَةَ الفَيّاض ؛ ويومَ حُنَيْن : طَلْحَةَ الجُودِ ) . قال
شيخنا : ظاهرُ المصنّف أَنّ هاذه الأَلقاءَ ، كلَّها لطَلْحَةَ رضي الله عنه ،
وأَن مُسَمّاهَا واحدٌ . وفي التواريخ أَنها أَلقابٌ لَطَلَحَاتٍ آخرينَ ، كما
سيأْتي .
( وطَلْحَةُ بن عُبَيْدِ الله بن عُثْمَانَ ) بن عَمْرِو بنِ كعْبِ بن سَعْدِ بن
تَيْمٍ : ( صحابيٌّ تَيْميٌّ ) ، كُنْيته أَبو محمّدٍ ، من العَشَرةِ . قال
شيخُنَا ظاهرُه أَنه غيرُ الأَوّل ، وصَوَّبوا أَنه هو لا غيره . انتهَى .
قلت : والصّواب أَنه غيرُ الأَوّل ، كما عَرفت من أَنسابِهم . وحكَى الأَزهَرِيّ
عن ابن الأَعرابيّ قال : كان يُقَال لطَلْحةَ بنِ عُبَيد الله : طَلْحَةُ الخيْر ،
وكان من أَجْوادِ العرب ، وممن قال له النّبيّ صلى الله عليه وسلميومَ أُحُد (
إِنه قد أَوْجَبَ ) .
( و ) طَلْحَةُ ( بن عُبيد الله بن خَلَفٍ ) الخُزَاعيّ ، كُنْيته أَبُو حَرْب ،
ولَقَبُه ( طَلْحَةُ الطَّلحَاتِ ) . ورأَيْت في بعضِ نُسخِ الصّحاح بخطِّ من
يُوثَق به : الصَّوَابُ طَلْحةُ بنُ
____________________
(6/584)
عبد الله . قال ابن بَرّيّ : ذَكرَ ابن الأَعرابيّ في
طَلَحَةَ هَذَا ( أَنه ) إِنما سُمِّيَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ ( لأَنّ أُمَّه
صَفِيَّةُ بنتُ الحارثِ بن طَلْحَةَ بن أَبي طَلْحَةَ ) زاد الأَزهريّ ( بن عبد
مَنَاف ) . قال : وأَخوها أَيضاً طَلْحَةُ بنُ الحارث . فقد تَكنَّفَه هؤلاءِ
الطَّلَحَاتُ ، كما تَرَى . ومِثْلُه في شرحِ أَبياتِ الإِيضاح . وفي تاريخ وُلاةِ
خُرَاسانَ لأَبي الحُسَيْن عليِّ بنِ أَحمدَ السَّلاميّ : سُمِّيَ به لأَنّ أُمَّه
طَلحَةُ بنْت أَبي طَلْحَة . وفي الرِّياض النَّضِرة أَن أُمَّه صَفِيّة بنتُ عبد
الله بن عَبّاد بن عَبّاد بن مالك بن رَبِيعةَ الحَضْرَميّ ، أُخت العَلاءِ بن
الحَضْرَميّ ، أَسلَمَتْ . وقال ابن الأَثير : قيل : إِنه جَمعَ بين مائةِ عَربيَ
وعربيّةٍ بِالمَهْرِ والعَطَاءِ الواسِعَيْنِ ، فوُلِد لكلَ منهم ولدّ ، فسُمِّيَ
طَلْحة ، فأُضيفَ إِليهم . وفي ( شواهِد الرَّضى ) : لأَنه فاق في الجود خَمسةَ
أَجواد ، اسمُ كلِّ واحد منهم طَلْحةُ ، وهم طَلْحَةُ الخَيْرِ ، وطَلْحَةُ
الفَيّاضُ ، وطَلْحَةُ الجُودِ ، وطَلْحَةُ الدَّراهمِ ، وطَلْحَةُ النَّدَى .
وقيل : كان في أَجدادِه جمَاعَةٌ اسم كلَ طَلْحَةُ ؛ كذا في ( شرْحِ المُفصّل لابن
الحاجِب ) . وفي كتاب ( الغُرَر ) لإِبراهِيمَ الوَطْوَاطِ : الطَّلحَاتُ ستّة :
وهم طَلْحةُ بن عُبيد الله التَّيْميّ : وهو طَلْحةُ الفياضّ . وطَلحةُ بن عُمَر
بن عبد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْميّ : وهو طَلحةُ الجُود ، وطلحَةُ بن عبدِ الله
بن عَوْفٍ الزَّهْريّ ابن أَخي عبد الرَّحمان بن عَوْف : وهو طَلْحَةُ النَّدَى ،
وطَلحةُ بن الحَسَن بن عليّ بن أَبي طالبٍ : وهو طَلْحَةُ الخَيْرِ ، وطَلحةُ بنُ
عبد الرحمان بن أَبي بكرٍ : ويسمَّى طَلحَةَ الدّراهمِ ، وطَلحةُ بن عبد الله بن
خَلَفٍ الخُزاعيّ : وهو سادسهم المشهور بطَلْحَة الطَّلَحاتِ . قلْت : ومثلُه كلام
ابن بَرِّيّ . وقَبْرُ طَلْحَةِ النَّدَى بالمدينةِ ، وقبرُ طَلْحَةِ
____________________
(6/585)
الطَّلحاتِ بسِجِسْتَانَ . وفيه يقول ابن قَيْسِ
الرُّقَيَّات :
رَحِمَ اللَّهُ أَعْظُماً دَفَنُوها
بسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلحاتِ
والنّحاة كثيراً ما يُنشدونه في البَدل وغيرِه . كان والياً على سِجِسْتَان من
قِبَلِ سالمِ بن زيادِ بن أُميَّة والِي خُراسانَ . وفي ( المستقصى ) : قال
سحْبانُ وائلٍ البليغُ المشهور في طَلْحةِ الطّلحاتِ :
يا طلْحُ ، أَكْرم منْ مَشَى
حسباً وأَعْطَاهُم لتالِدْ
مِنْك العطاءُ فأَعْطِني
وعَليّ مدْحُك في المَشاهِدْ
فحَكَّمَه ، فقال : فَرسُك الوَرْدُ ، وقَصْرُك بزَرنْجَ ، وغُلامك الخبَّازُ ،
وعَشرةُ آلافِ دِرْهم . فقَال طَلْحةُ : أُفَ لك ، لم تَسْأَلْني على قَدْرِي ،
وإِنما سأَلتني على قَدْرِك وقَدْرِ قَبيلتِك باهِلةَ . واللَّهِ لو سأَلتني كلَّ
فَرسٍ وقصْرٍ وغُلامٍ لي لأَعْطيْتُكه . ثم أَمر له بما سأَلَ وقال : واللَّهِ ما
رأَيتُ مسأَلَةَ مُكَّمٍ أَلأَم منها .
( وطَلْح ) ، بفتح فسكون : ( ع بين المدينة ) ، على ساكِنِهَا أَفضلُ الصّلاة
والسّلام ( و ) بين ( بَدْرٍ ) القَرْيةِ المعروفةِ .
( وطَلْحُ الغَبَارِيِّ ) ، بفتح الغَين المعجمة ( : ع لبني سِنْبِس ) ، بكسر
السين المهملة ، لقبيلةٍ من بني طِّيىءٍ .
( وذو طَلَحٍ محرّكةً ) ومَطْلَحٌ ، كمَسْكن ، مَوْضِعَانِ ، أَمّا ذو طَلَحٍ فهو
الموضعُ الّذي ذكَره الحُطيئةُ فقال وهو يخاطب عُمَرَ بن الخَطّاب رضي الله تعالى
عنه :
ماذَا تقولُ لأَفْرَاخٍ بذِي طَلَحٍ
حُمْرِ الحَواصِلِ لا مَاءٌ ولا شَجَرُ
أَلْقيْتَ كاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلمةٍ
فاغْفِرْ عليكَ سلامُ اللَّهِ يا عُمَرُ
( و ) طُلَيْحٌ ( كزُبَيْرٍ : ع بالحِجَاز ) .
( ومَطْلُوحُ : ة لبَجيلَةَ ) .
____________________
(6/586)
( وذو طُلُوحٍ ) بالضّمّ : لقب ( رَجُل من بني ودِيعةَ بنِ تَيْمِ اللَّهِ . و )
ذُو طُلوحٍ ( : ع ) بين اليَمَامَةِ ومكَّةَ .
( و ) من المجاز : ( طَلَّحَ عليه ) أَي على غَرِيمِه ( تَطليحاً ) ، إِذا (
أَلَحَّ ) عليه حتّى أَنْصَبه ؛ كذا في ( الأَساس ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
من ( التّهذيب ) : قال الأَزهريّ : المُطَّلِح في الكلامِ : البَهَّاتُ .
والمُطَّلِحُ في المالِ : الظّالم .
والطُّلُحُ : التَّعِبُون . والطُّلْحُ الرُّعاةُ .
وأَبو طَلْحَة زيدُ بنُ سهْلٍ ، صَحابيٌّ مشهورٌ ، وهو القائل :
أَنا أَبو طَلْحة واسْمِي زَيْدْ
وكلَّ يَوْمٍ في سِلاحِي صَيْد
وأُمُّ طَلْحَةَ : كُنْيَةُ القَمْلةِ .
وطَلْحَةُ الدَّوْمِ : مَوْضعٌ . قال المُجاشِعيّ :
حَيِّ دِيَارَ الحَيِّ بَيْن الشّهْبَيْن
وطَلْحَةِ الدَّوْمِ وقد تَعَفَّيْنْ
ووادي الطَّلح : من مُتنَزَّهاتِ الأَندَلس ، في شَرْقِيّ إِشْبِيلِيَةَ ، مُلتَفّ
الأَشجار ، كثيرُ اتَرنُّمِ الأَطيارِ .
وبنو طَلْحَةَ : قَبِيلَةٌ من سِجِلْماسَةَ ، ومنهم طَوائفُ بفَاس ، استدركه شيخنا
.
والمُسمَّوْن بطَلْحَةَ من الصَّحابة غَير الّذِين ذُكِرُوا ثلاثةَ عشر رَجلاً ،
مذكورون في التّجريد للذّهبيّ .
وطَلَحٌ ، محرّكَةً : موضِعٌ دون الطائِف لبني مُحْرِزٍ .
طلفح : ( الطَّلاَفِحُ : العِرَاضُ ) .
( وبالضّمّ : المُخّ الرَّقيقِ ) .
( وطَلْفَحهُ ) ، أَي الخُبْزَ وفَلْطَحَه : إِذا ( أَرَقَّه ) وبَسطَه . ومنه
حديث عبد الله : إِذا ضَنُّوا عليك بالمُطَلْفَحة فكُلْ رَغِيفَك ) ، أَي إِذا
بَخِلَ عليك الأُمراءُ بالرُّقاقَة الّتي هي من طعام المُترَفِينَ والأَغنِيَاءِ
فاقْنَعْ برَغيفِك ، وقال بعض المتأَخِّرين : أَراد بالمُطلْفَحَةِ الدَّراهمَ .
والأَوَّلُ أَشْبَهُ كذا في ( اللِّسان ) .
( والطَّلَنْفَح ، كغَضَنْفَرٍ : الجائعُ .
____________________
(6/587)
و ) يقال : ( المُعْيِى التَّعِبُ ) . وقال رجلٌ من بني
الحِرْماز :
ونُصْبِح بالغداةِ أَتَرَّ شيْءٍ
ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا
طمح : ( طَمَحَ بَصَرُه إِليه ، كمَنَعَ :
ارْتَفعَ ) . وفي حديث قَيْلَة ؛ ( كُنتُ إِذا رَأَيْتُ رَجلاً ذا قِشْرٍ طَمَحَ
بَصري إِليه ) ، أَي امتَدّ وعَلا . وفي آخَرَ : ( فخَرّ إِلى الأَرْضِ فطَمَحتْ
عيناه ) . ( و ) من المجاز : طَمَحتِ ( المَرْأَةُ ) على زَوْجِهَا : مثل (
جَمَحَتْ ، فهي طامِحٌ ) ، أَي تَطْمَحُ إِلى الرِّجال . وروَى الأَزهريّ عن أَبي
عَمْرٍ و الشّيبانيّ : الطامِحُ من النِّسَاءِ : الّتي تُبْغِضُ زَوجَها وتَنْظُر
إِلى غيرِه ، وأَنشد :
بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العَيْنِ طامِحِ
قال : وطَمَحتْ بِعيْنِها : إِذا رَمَتْ ببصرِهَا إِلى الرجُل : وإِذا رَفعتْ
بَصَرَهَا يقال : طَمَحَتْ . وامرأَةٌ طَمّاحَةٌ : تُكثِر نَظَرَها يميناً
وشِمالاً إِلى غيرِ زَوْجِهَا . ونساءٌ طَوامِحُ . ( و ) طَمَحَ ( به ) : إِذا (
ذَهَبَ ) به . قال ابن مُقْبِل :
قُوَيْرِحِ أَعْوَامٍ رَفِيعٍ قَذَالُهُ
يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلُ يَطْمَحُ
قال : يَطْمَح ، أَي يَجْرِي ويَذْهَب بالكَهْل وَبَزِّه . ( و ) طَمَحَ ( في
الطَّلبِ : أَبْعَدَ ) ، ونسَبَه الجوهَرِيّ إِلى البَعْض .
( وكُلُّ مرتَفِعٍ : طامِحٌ ) ، هاذا نصُّ الجوهريِّ . وفي ( التّهذيب ) : وكلّ
مرتفعٍ مُفْرِطٍ في تكبُّر طَامِحٌ ، وذالك لارتفاعه .
( و ) طَمح ببصرِه يَطْمَحُ طمْحاً : شَخَص . وقيل : رَمَى به إِلى الشَّيْءِ .
و ( أَطْمَحَ ) فُلانٌ ( بَصَرَه : رَفَعَه ) .
( و ) الطِّماح ( ككِتَابٍ : النُّشُوزُ ) ، وقد طَمحتِ المرأَةُ تَطْمَحُ
طِمَاحاً ،
____________________
(6/588)
وهي طامِحٌ : نَشَزَتْ ببعْلِها . ( و ) قال اليَزِيدِي :
الطِّمَاحُ : مثل ( الجِمَاح ) .
( و ) طمَح الفَرَسُ يطْمحُ طِمَاحاً وطُمُوحاً : رفَع رَأْسَه في عدْوِه رافِعاً
بَصَرَه .
وفَرَسٌ طامِحُ الطَّرّفِ : طامِحُ البَصَرِ وطَمُوحُه ، أَي مُرْتَفِعُه . وفيه
طِمَاحٌ ، وأَنشد :
طَوِيلٍ طَامِحِ الطَّرفِ
إِلى مَفْزَعَةِ الكَلْبِ
( و ) قال الأَزهَرِيّ : يقال : طمَّحَ الفَرَسُ تطْمِيحاً : إِذا ( رفعَ يَدَيه )
.
( و ) من المجاز : طَمَّحَ ( ببوْلِه ) وبالشيْءِ : ( رماه في الهواءِ ) . ويقال :
طمّح بَوْلَهُ : بالَهُ في الهَواءِ . وفي ( التّهْذِيب ) : إِذا رَمَيت بشيْءٍ في
الهَواءِ قلت : طَمَّحْت ( به ) تطميحاً .
( والظِّمْخُ ) ، بالكسر : ( للشَّجَرِ ) ، الصّواب فيه أَنه ( بالظّاءِ والخاءِ
المعجمتينِ ) ، كما سيأْتي . ( وغَلِط ) الصاحب ( بنُ عَبّادِ ) في المحيط .
( وبنو الطَّمَح ، محرّكَةً : قبيلةٌ ) من العرب . وفي ( اللسان ) أَنه بُطَينٌ .
( و ) من المجاز : ( طَمَحَاتُ الدَّهْرِ ، محرَّكةً ومُسكَّنةً : شَدائدُه ) .
قال الأَزهَرِيّ : ورُبما خُفِّفَ ، قال الشاعر :
باتتْ هُمُومِي في الصَّدْرِ تَحْضَؤها
طَمْحَاتُ دَهْرٍ ما كُنْتُ أَدْرَؤها
سكّن الميم ضَرُورَة . قال الأَزهرِيّ : ( ما ) هنا صِلَة .
( وأَبو الطَّمَحَانِ القَيْنِيّ ، محرّكَةً : شاعرٌ ) ، واسمه حَنْظَلةُ بنُ
شَرْقيّ .
( والطّمّاح ، ككتّان : الشَّرِه ) ، والبَعِيدُ الطَّرْف ، ( و ) من أَسْماءِ
العرب ، واسم ( رَجُل من ) بني ( أَسَدٍ بَعَثوه إِلى قَيْصَرَ ) ملكِ الرُّومِ (
فَمحلَ بامرىءِ القَيْسِ ) ، أَي مَكَرَ به وخَدَعه
____________________
(6/589)
( حتّى سُمّ ) . قال الكُمَيْت :
ونَحْن طَمَحْنا لامرىءِ القَيْس بعدَما
رجَ المُلْكَ بالطَّمّاحِ نكْباً على نَكْبِ
( والطَّمّاحِيّة ) ، بالتشديد ( : ماءٌ شَرْقيَّ سَمِيراءَ ) ، من مَنْزلِ حاجِّ
الكُوفةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الطِّمَاح : الكِبْرُ والفَخْرُ ، لارتفاعِ صاحبِه .
وَطمَح الرّجلُ في السَّوْم : إِذا اسْتَامَ بسِلْعته وتباعَدَ عن الحقّ ، عن
اللِّحْيانيّ .
ومن المجاز : بَحْرٌ طَمُوحُ المَوْجِ : مُرْتَفِعُه . وبئرٌ طَمُوحُ الماءِ :
مرتفعةُ الجُمةِ ، وهو ما اجتَمعَ مِن مائها ، أَنشد ثعلب في صِفة بئرٍ :
عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ
جِيبَتْ بجَوفِ حَجَرٍ هرْشَمِّ
تُبْذَلُ للجَارِ ولابْنِ العَمِّ
إِذا الشَّرِيب كانَ كالأَصَمِّ
طنح : ( طَنِحَتِ الإِبلُ كفَرِحَ ) طَنَحاً
وطَنِخَت : ( بَشِمَتُ وسَمِنَتْ ) . وقيل طَنِحَت ، بالحاءُ : سَمِنَت وطَنِخَت ،
بالخاءِ معجمةً : بَشِمَتْ ؛ حكي ذالك الأَزهَرِي عن الأَصمعيّ . وقال : ( و )
غيرُه يَجْعَلهما واحداً .
( وطَنَاحُ ، كسَحَاب : ة بمِصْر ) ، وأُريتها في المنام وقائلٌ يقول لي : هي
طَناج ، بالجيم .
طوح : ( *!طاحَ *!يَطُوح *!ويَطِيحُ )
*!طَوْحاً : ( هَلَكَ ، أَو أَشْرَفَ على الهَلاك . و ) كلّ شيْءٍ ( ذَهَبَ )
وفَنِيَ : فقد طاحَ *!يَطِيح *!طَوْحاً *!وطَيْحاً ، لغتانِ . ( و ) قيل : طاحَ (
سَقَط . و ) كذالك إِذا ( تَاه في الأَرْض ) .
( *!وطَوَّحَه ) هو ، *!وطوَّح به ، ( *!فَتَطَوّحَ ) في البلاد ، أَي ( توَّهَه )
وذَهَبَ به ، ( فَرَمَى هو بنفسِه ها هُنا وها هنا ) .
( و ) قولهم : ( *!طَوَّحَتْه *!الطَّوَائحُ ) : أَي ( قَذَفَتْه القَواذِفُ ) ،
ومثله *!أَطاحَتْه
____________________
(6/590)
*!المَطَاوِحُ . وأَنشد سيبويه :
لِيُبَكَ يَزِيدُ ، ضارِعٌ لِخُصُومَة
ومُخْتَبِطٌ ممّا *!تُطِيحُ *!الطَّوَائِحُ
( ولا يقال : *!المُطوِّحات ، وهو نادرٌ ) ، كقوله تعالى : { 6 . 033 واءَرسلنا
الرياح لواقح } ( الحجر : 22 ) على أَحد التّأْويلين ؛ كذا في ( الصّحاح ) . ونقل
شيخُنا عن الخفاجيّ في العِناية ، قال يُونس : *!الطَّوائِحُ : جمع *!مُطِيحة ،
على خِلاف القياس ، من *!الإِطاحة بمعنَى الإِذهابِ والإِهلاك .
( *!وطوَّحَه : ضَرَبه بالعصا . و ) طَوَّحَه : ( بَعَثَه إِلى أَرضٍ لا يجِيءُ )
، وفي نُسخة : لا يَرجع ( منها ) ، قال :
ولاكنّ البُعوثَ جَرَت عَلَيْنا
فَصِرْنا بين *!تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
( و ) *!طوَّحَه : أَهْلَكَه . *!وطَوَّحَ ( به أَلْقاه في الهَوَاءِ . و )
*!طَوَّحَ ( بزَيدٍ : حمَلَه على رُكوبُ مَفَازةٍ مُهْلِكةٍ ) ، أَي يُخاف فيها
هلاكُه . قال أَبو النّجم :
*!يُطوِّح الهادِي به*! تَطْوِيحَا
( والمِطْواحُ : العصَا ) ، آلةِ *!الطَّيْح وهو الهَلاك .
( ونِيَّةٌ *!طَوَحٌ ) ، محرَّكَةً : بَعيدةٌ ) .
( و ) *!أَطاحتْه ( *!المَطاوِحُ ) ، أَي ( المقاذِفُ ) .
( *!وتَطاوحتْ بهم النَّوَى ) أَي ( ترامَتْ ) ، *!وتَطَاوح : تَرَامَى . قال :
فأَمّا واحدٌ فكَفَاكَ مِنِّي
فمَنْ لِيَدٍ *!تُطاوِحُهَا أَيادِي
أَي تُرامِي بها ، أَي أَكْفِيكَ واحداً فإِذا كَثُرت الأَيادِي فلا طاقَةَ لي بها
.
( *!وأَطاحَ شَعرَه : أَسْقطه . و ) أَطاحَ ( الشَّيْءٍ : أَفْنَاهُ وأَذْهَبه ) .
وعن ابن الأَعرابيّ : *!أَطاحَ مالَه ، *!وطَوّحَه ، أَي أَهلَكه .
( *!وطَاوَحَه ) *!مُطَاوحَةً : ( رَامَاه ) .
____________________
(6/591)
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الطّائح : الهالِكُ المُشْرِفُ على الهَلاَك .
*!والمُطَوَّحُ ، كمعظَّمٍ : الّذي *!طُوِّحَ به في الأَرْض ، أَي ذُهِبَ به .
*!وتَطوَّحَ ، إِذا ذَهَبَ وجَاءَ في الهواءِ . قال ذو الرُّمَّة يَصف رَجُلاً على
البعير في النَّومِ *!يَتَطوَّح ، أَي يَجِيء ويَذهَبُ في الهوَاءِ :
ونَشْوَانَ مِن كأْسِ النُّعاسِ كأَنَّه
بحَبْلَيْنِ في مَشْطُونَةٍ *!يَتَطوَّحِ
*!وطَوَّحَ بثَوْبِه : رَمَى به في مَهْلَكةٍ . وطَيَّحَ به ، مثله . وقال
الفرّاءُ يقال : *!طَيَّحْتُه *!وطَوَّحْتُه ، وتضَوَّعَ رِيحُه وتَضيَّعَ ،
والمَيَاثِق والمَوَاثِق .
*!وطَوَّحَ الشَّيْءَ *!وطَيَّحَه ( : ضَيَّعَه ) .
*!وتطاوحوه بالأَمْرِ وبالضَّربِ : تَنازَعوه .
والدَّلْوُ *!تَطَوَّحَ في البِئر : سَقَطَ .
طيح : ( *!الطَّيْحُ : خشَبَةُ الفَدّانِ التي
في أَصْله ) .
( و ) عن أَبي سعيد : ( أَصابتْهم *!طَيْحةٌ ، أَي أُمورٌ فَرَّقَتْ بينهم ) .
وكان ذالك في زَمنِ *!الطَّيْحةِ . وطوَّحَتْهم *!طَيْحاتُ : أَهْلَكَتْهم خُطوبٌ
. وذَهَبتْ أَمْوَالُهم طَيْحَاتٍ ، أَي متفرِّقةً بعيدةً .
( *!وَطيَّحَ بثَوْبِه : رَمَى به في مَضِيعةٍ ) أَي مَهْلَكة ، لغة في طَوحَ ،
وقد تقدّم . ( و ) *!طَيّح ( فلاناً : تَوَّهَه ) كطَوَّحَه . ( و ) *!طَيَّحَ (
الشَّيْءَ : ضَيَّعه ) ، كطَوَّحَه ، لغتانِ .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!أَطاحَ مالَه ) وطَوَّحَه : ( أَهْلَكَه ، ووايّة
يائيّة ) . قال سيبويه في *!طاح *!يَطِيح : إِنه فَعِلَ يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِل
لا يكون في بَناتِ الواو كراهِيَةَ الالْتباسِ ببَناتِ الياءِ ، كما أَن فَعَلَ
يَفْعُل لا يكون في بَنات الياءِ كَراهِيَةُ الالْتباس ببَناتِ
____________________
(6/592)
الواوِ أَيضاً ؛ فلما كان ذالك عَدَماً البَتَّةَ ،
ووجَدُوا فعِل يَفْعِل في الصّحيح كحسِب يحْسِبُ وأَخواتها ، وفي المعتلّ كَولِيَ
يَلِي وأَخواته ، حَمَلُوا طاحَ يطِيح على ذالك . وله نظائرُ ، كتَاهَ يَتِيه ،
ومَاهَ يَمِيه ، وهاذا كلّه فيمن لم يَقُلْ إِلاّ طَوَّحَه وتَوَّهَه ، ومَاهتِ
الرَّكِيَّةُ موْهاً . وأَمّا مَن قال : *!طَيَّحَه وتَيَّهَه وماهَتِ
الرَّكِيَّةُ مَيْهاً ، فقد كُفِينا القولَ في لُغته ، لأَن طاحَ يَطِيح وأَخواته
على هاذه اللُّغةِ من بناتِ الياءِ كباعَ يَبِيع ونحوها ؛ كذا في ( اللسان ) .
( *!والمُطَيَّح ، كمُعظَّم : الفاسِدُ ) . قلْت : وقد تقدّم في ( طبح ) بالموحّدة
، فهو تكرارٌ أَو تصحيف .
( ) ومما يستدرك عليه :
طاحَ به فَرسُه : إِذا مَضَى يَطِيح *!طَيحاً ( وذالك ) كذَهَابِ السَّهم
بسُرْعَةٍ . ( و ) يقال : أَينَ طُيِّح بك ؟ : أَي أَين ذُهِبَ بك . قال الجَديّ
يَذكُر فَرساً :
*!يَطِيحُ بالفَارِسِ المُدَجَّجِ ذي الْ
قَوْنَسِ حتّى يَغِيبَ في القَتَمِ
و ( كَفًّا طَائِحَة ) : أَي طائرةً من مِعْصَمها : جاءَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ
في اليَرْموك .
وما كانت إِلا مَزْحَة طاحَ بها لِساني ، أَي ذَهبَ بها .
____________________
(6/593)
2 ( فصل الفاء ) مع الحاء المهملة ) 2
فتح : ( فَتَحَ ) البَابَ ( كَمَنَعَ )
يَفْتَحُه فَتْحاً فانفتحَ : ( ضِدُّ أَغلقَ ، كَفَتَّح ) الأَبوابَ فانْفَتَحَتْ
، شُدِّد للكثرة .
( وافتَتَحَ ) البَابَ ، وفَتَّحه فانفتَحَ وتَفتَّحَ .
( و ) من المجاز : ( الفَتْح : الماءُ ) المفتَّح إِلى الأَرْض ليُسقَى به . وعن
أَبي حنيفَةَ : هو الماءُ ( الجَارِي ) على وَجْه الأَرْض . وفي ( التهذيب ) : (
الفَتْح : النَّهْر . وجاءَ في الحديث : ( ما سُقِيَ فَتْحاً ومَا سُقِيَ بالفَتْح
ففيه العُشْرُ ) المعني ما فُتِح إِليه ماءِ النَّهْر فَتْحاً من الزُّروع
والنَّخِيل ففيه العُشْر . والفَتْح : الماءُ يَجْرِي من عَيْنٍ أَو غيرها . ( و )
الفَتْح : ( النَّصْرُ ) . وفي حديث الحُذَيْبِيَة : ( أَهو قَتُح ؟ ) أَي نَصْرٌ
. وفي قوله تعالى : { فَقَدْ جَآءكُمُ الْفَتْحُ } ( الأَنفال : 19 ) أَي النَّصْر
( كالفَتَاحَةِ ) بالفتح ، وهو النُّصْرة .
ومن المجاز : الفَتْح ، وهو النُّصْرة .
والمجاز : الفَتْح : ( افْتِتَاحُ دارِ الحَرْب ) . وجمعه فُتوحٌ . وفَتَحَ
المسلمون دارَ الكُفْر . والفَتْح : ( ثَمَرٌ للنَّبْع يُشبهُ الحَبَّةَ الخَضْراء
) إِلاّ أَنّه أَحمرُ خُلوٌ مُدَحْرَح يأْكله الناس .
( و ) من المجاز : الفَتْح : ( أَوّلُ مَطَرِ الوَسْمِيّ ) وقيل : أَوّلُ المطرِ
مُطلقاً ، وجمْعه فَتُوح ، بفتح الفاءٍ . قال :
كأَنَّ تَحْتِي مُخْلِفاً قَرُوحاً
رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحَا
وهو الفَتْحَةُ أَيضاً . ومن ذلك قولهم فَتَحَ اللَّهُ فِنُوحاً كثيرةً ، إِذا
مُطِرُوا . وأَصابت الاآضَ فُتوحٌ . ويومٌ مُنْفَتِحَ بالماءِ .
( و ) الفَتْح : ( مَجْرَى السِّنْخ ) ، بالكسْر ، ( من القِدْحِ ) ، أَي مُرَكَّب
النَّصْل من السَّهْم . وجمعُه فُتوح .
____________________
(7/5)
( و ) من الماجز : الفَتْح في لغة حِمَير : ( الحُكْمُ بينَ الخَصْمَيْنِ ) . وقد
فَتحَ الحاكمُ بينهم ، إِذا حَكَمَ . وفي ( التهذيب ) : ( الفَتْحُ : أَن تَحكُم
بين قَوْمٍ يَخْتَصمونَ إِليكَ ، كما قال سبحانَه : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا
وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ } ( الأَعراف : 89 ) (
كالفُتَاحَةِ بالكسرِ والضمِّ ) . يقال : ما أَحْسَنَ فُتاحَتَه ، أَي حُكومته .
وبينهما فُتَاحاتٌ أَي خصُومات . وفلانٌ وَلِيَ الفِتَاحَةَ ، بالكسر ، وهي
ولايَةُ القضاءِ . وقال الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً
فَإِنّي عَنْ فُتَاحَتِكمْ غَنِيُّ
( والفُتُحُ بضمَّتَيْنِ : البابُ الواسعُ المَفْتُوحُ ) . ( و ) الفُتُحُ ( من
القواريرِ : الواسِعةُ الرأْس ) .
( و ) قال الكسائيّ : ( مَا لَيْسَ لها صِمَامٌ ولا غِلافٌ ) لأَنّها حنيئذٍ
مفتوحة ، وهو فُعُلٌ بمعنَى مفعول .
( والاسْتِفْتَاحُ : الاسْتِنْصار ) . وفي الحديث : ( أَنّه كَان يَسْتَفْتِحُ
بِصَعَالِيكِ المهاجِرِين ) أَي يَستنصر بِهم . ومنه قوله تعالى : { 7 . 001 ان
تستفتحوا . . الفتح } ( الأَنفال : 29 ) ، قاله الزَّجَّاج . ويجوز أَن يكون معناه
إِن تَستَقْضُوا فقد جاءَكُم القَضاءُ . وقد جاءَ التفسيرُ المعنَيَيْنِ جميعاً .
واسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ : سَأَلَه النَّصرَ عليه .
( و ) الاستفتاحُ : ( الافتِتَاحُ ) ، يقال : استَفْتَحْت الشيْءَ وافتَتحْتُه ،
وجاءَ يَستفتِح البابَ .
( والمِفْتَاحُ ) : مِفتاحُ الباب ، وهو ( آلَةُ الفَتْح ) ، أَي كلُّ ما فُتِح به
الشيْءُ . قال الجَوْهَرِيّ : وكلّ مُسْتَغْلَقٍ . ( كالمِفتحِ ) ، قال سِيبَويْهِ
: هذا الضَّرْب ممّا يُعتمل مكسورَ الأَوّلِ ،
____________________
(7/6)
كانت فيه الهاءُ أَو لم تكَن . والجمع مَفَاتِيحُ ومَفاتِحُ
أَيضاً . قال الأَخفش : هو مثلُ قولهم : أَمَانِي وأَمانيّ ، يخفّف ويشدَّد . وفي
الحديث : ( أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِم ) وفي رواية : ( مَفاتِح ) هما جمعُ
مِفْتَاحٍ ومِفْتَح ، وهما في الأَصل ممّا يُتوصَّل به إِلى استخراج المُغْلقات
التي يتعذَّر الوصولُ إِليها ، فأَخْبَرَ أَنه أُوتِيَ مفاتيحَ الكلامِ وهو ما
يَسَّرَ اللَّهُ له من البَلاغة والفصاحة والوُصُولِ إِلى غوامِضِ المعاني وبدائع
الحِكَم ، ومحاسن العِباراتِ والأَلفاظ التي أُغلِقَتْ على غيره وتعذّرتْ عليه .
ومَن كان في يده مفاتِيح شيْءٍ مخزونٍ سَهُل عليه الوصولُ إِليه .
( و ) المِفْتاح : ( سِمَةٌ ) ، أَي عَلاَمة ، ( في الفَخِذِ والعُنُقِ ) من
البَعِير على هَيْئه .
( و ) المَفْتَحَ ، ( كَمَسْكَنٍ : الخِزَانَةُ ) ، قال الأَزهَرِيّ : وكلُّ
خِزَانَةٍ كانَت لِصِنْفٍ من الأَشياءِ فهي مَفْتَحٌ .
( و ) المَفْتَحُ أَيضاً ( الكَنْزُ والمَخْزِنُ ) . وقوله تعالى : { 7 . 001 ما
ان مفاتحه . . القوة } ( القصص : 76 ) . قيل : هي الكُنُوزُ والخَزَائنُ . قال
الزَّجَّاج : رُوِي أَن خَزائِنه مَفاتِحُه . ورُوي عن أَبي صالحٍ قال : ما في
الخزائن مِن مالٍ تَنُوءُ به العُصْبةُ . قال الأَزهريّ : والأَشبَه في التفسير
أَنّ مفاتحَه خزائنُ مالِه ، والله أَعلم بما أَراد . قال : وقال الليث : جمع
المِفْتَاحِ الذي يُفْتَح به المِغْلاَقُ مَفاتيحُ ، وجمع المَفْتَحِ : الخزانةِ
المَفَاتِحُ . وجاءَ في التفسير أَيضاً أَنّ مَفَاتِحه كانت من جُلودٍ على مقدارِ
الإِصْبع ، وكانت تُحمَلُ على سَبْعِين بَغْلاً أَو ستّين . قال : وهاذا ليس بقويّ
وروَى الأَزهريُّ عن أَبي رزِين قال : مَفاتحُه : خَزائنُه ، إِنْ كَان لَكافِياً
مِفتاحٌ واحدٌ خَزائنَ الكوفةِ ، إِنّما مَفاتحُه المالُ .
( وفَاتَحَ ) الرَّجلُ امرأَتَه : ( جامَعَ . و ) من المجاز : فاتحَ ( : قَاضَي )
وحاكم ، مُفاتحةً وفِتَاحاً .
____________________
(7/7)
وفي حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما : ( ما كُنْتُ أَدْرِي ما قَوْلُ اللَّهِ
عزّ وجلّ : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا } ( الأَعراف : 89 )
حتى سمعْت بنتَ ذي يَزَن تقول لزوجها : تعال أَفاتِحْك ، أَي أُحاكمْك ) . ومنه :
لا تُفَاتِحُوا أَهل القَدَرِ . أَي لا تُحَاكِموهم ، وقيل : لا تَبْدؤُوهم
بالمجَادلةِ والمناظَرة . ( و ) يقال ( تفَاتحَا كَلاماً بينهما ) ، إِذا ( تَخَافتَا
دُونَ النّاسِ ) .
( والحُروفُ المُنْفتِحَةُ ) هِي التي يُحْتَاج فيها لِفَتْحِ الحنَكِ ( ما عَدَا
ضطصظ ) وهي أَربعة أَحرف فإِنّها مُطبقة .
( و ) من المجاز قول الأَعرابِيّة لزوجِها : بيني وبينك ( الفتَّاح ) ، ككَتّان ،
وهو ( الحاكمُ ) ، بلغة حِمير .
( وفاتِحَةُ الشَّيْءَ : أَوُّله ) .
( و ) في ( التهذيب ) عن ابن بُزُرْج : ( الفَتْحَى ، كسكْرى : الرِّيح ) ، وأَنشد
:
أَكُلُّهم لا بَاركُ اللَّهُ فِيهِمُ
إِذَا ذُكِرت فَتْحى مِنَ البَيْعِ عاجِبُ
فَتْحَى على فَعْلَى .
( والفَتُوح كصَبُور : أَوّلُ المَطَر الوَسْميّ ) .
وقد تقدّم النقل عن اللّسان أَنّ الفَتوحَ بالفتح ، جمْع الفَتْح بمعنَى المطرِ .
وقد أَنكر ذالك شيخنا وشَدَّد فيه وقال : لا قائِلع به ، ولا يُعرَف في العربيّة
جمع فَعْلٍ ، بالفتح ، على فَعُول ، بالفتحِ ، بل لا يُعرف في أَوزان الجُموع
فَعول بالفتح مطلقاً .
( و ) من المجازِ الفتُوح : ( النّاقَة الواسِعَةُ الإِحْلِيل ) ، وفي بعض النسخ :
الأَحاليل ، ( وقد فَتَحَتْ ، كمَنَع ، وأَفْتَحتْ ) بمعنًى ، والنَّزورُ مثلُ
الفَتوح ، وفي حديث أَبي ذَرَ : ( قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ ) . ونُوقٌ فُتُحٌ .
( والفُتْحَة بالضَّم : تَفَتُّحُ الإِنسانِ بما عِندَه من مِلْك وأَدَب ) . وفي
نُسخة : من مالٍ ، بدل مِلْك ، ( يَتَطَاوَلُ ) أَي يتَفاخر ( به ) ، تقول : ما
هاذِه الفُتْحَة الّتي أَظْهَرتَها وتَفتَّحْت بها علينا . قال ابن دُريد : ولا
أَحسبه عربيًّا .
( و ) فَتّاح ( ككَتّان : طائرٌ ) أَسودُ
____________________
(7/8)
يُكثُر تحريكَ ذَنَبهِ ، أَبيضُ أَصلِ الذَّنَب من تَحتِه ،
ومنها أَحمر ( ج فَتَاتِيحُ ، بغير أَلفٍ ولام ) هاكذا في النُّسخ ، وهو غير ظاهر
. قال شيخنا : هاذا غير جارٍ على قواعدِ العَرب ، فإِنّه لا مانِعَ من دُخُول ال
على جمع من الجموع ، فتأَمّل . قلت : ولعل الصواب : بغير أَلفٍ وتاءٍ ، كما في (
اللسان ) وغيره ، أَي ولا يُجمع بالأَلف والتاءِ ، وقد اشتبه على المصنّف .
( والفُتَاحِية ، بالضمّ ، مخففة : طارٌ آخَرُ ) مُمشَّق بحمرة ، وفي نسخ ( اللسان
) وغيرِه من الأُمّهات : والفُتَاحة ، بالضَّمّ ، من غير زيادة الياءِ بعد الحاءِ
.
( ونَاقَةٌ مفَاتِيحُ ) ، قال شيخنا : هو مما لا نظير له في المفردات ( وأَينُقٌ
مفاتِيحَاتٌ : سِمَان ) ، حكاها السِّيرافيّ .
( و ) من المجاز ( فَواتِحُ الفُرْآنِ ) ، هي ( أَوائِل السُّوَرِ ) . وقرأَ
فاتِحةَ السُّورةِ وخاتِمَتها ، أَي أَوّلها وآخرها .
( ) ومما يستدرك عليه :
المِفْتَحُ ، كمنْبر : قناةُ الماءِ . وكُلّ ما انكشفَ عن شَيْءٍ فقد انفتَحَ عنه
وتَفتّحَ . وتَفتُّحُ الأَكمَّةِ عن النَّوْر : تشقُّقُها . ويَومُ الفتْح يَومُ
القِيامَة ، قاله مُجاهد .
والمُفْتتَحُ ، بصِيغَة اسم المفعول ، ويكون اسمَ زَمان ومكانٍ ومَصدراً ميميًّا ،
وهي لغة شائعة فصيحة ، كذا في شرح دِيباجة الكَشَّاف للمصنّف ، قال : وأَمّا
المُخْتَتَم فغير فَصيحةٍ ، وأَشاء إِليه الخفاجيُّ في العناية .
وبيت فتاح : واسع ، كما في الفائق .
ومن المجاز : الفُتُوحة الحُكُومَةُ كالفِتَاح ، بالكسر .
ويقال للقاضي : الفَتَّاح ، لأَنّه يفتح مواضَعَ الحقّ .
قال الأَزهريّ : والفتّاح في صفةِ الله تعالى : الحاكِم . وفي التنزيل : { وَهُوَ
الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ } ( سبأَ : 26 ) . وقال ابن الأَثير : هو الذي يفتح
أَبوابَ الرِّزق والرّحمة لعباده .
والفاتِحُ : الحاكِمُ .
____________________
(7/9)
وفَتَحَ عليه : عَلَّمَه وعرّفَه ، وقد فُسِّرَ به قولُه تعالى : { 7 . 001
اءَتحدثونهم بما . . عليكم } ( البقرة : 76 ) ومنه الفَتْح على القارىء ، إِذا
أُرْتج عليه . وإِذا اسْتَفْتَحَكَ الإِمَامُ فافْتَحْ عليه . والفَتْح : الرِّزْق
الّذِي يَفتَح اللَّهُ به ، وجمْعه فُتُوحٌ .
وفاتَحَ الرَّجلَ : سَاوَمَه ولم يُعْطِه شيْئاً ، فإِن أَعطاهُ قيل فَاتَكَه ،
حكاه ابن الأَعْرَابيّ .
وافتتَاحُ الصَّلاةِ : التكبيرةُ الأُولَى .
وأُمُّ الكِتابِ : فاتِحَةُ القُرآنِ . والفَتْحُ : أَن تَفْتَحَ عَلَى من
يَستَقْرِئك .
وفُتِحَ على فُلانٍ : جُدَّ وأَقْبَلَتْ عليه الدُّنْيَا .
وافْتَحْ سِرَّك عَلَيّ لا عَلى فلان .
ومَا أَحْسَنَ ما افتُتِحَ عامُنَا به ، إِذا ظَهرتْ أَمَارَةُ الخصْب .
وذَ وقَقْتُ افْتتاح الخَراجِ . وكلّ ذالك مَجاز .
فثح : ( الفَثِحُ كالفَحِثِ ) ، ككَتِف ، (
وَزْناً ومعنًى . ج أَفثاحٌ ) ، وقد تقدَّم في فحث فراجعه .
فجح : ( الفُجْحُ بالضمّ : قبيلةٌ أَبوهم اسمه
فَجُوح ، كصَبور ) .
فحح : ( فَحِيحُ الأَفعَى : صَوتُها مِن فيها )
. والكَشِيش : صَوتها من جِلْدها ، ( كتَفْحَاحِها ) ، بالفتح ، ( وفَحِّها ) ،
وقال الأَصمعيّ : تَفِحّ وتَحِفّ . والحَفِيف من جِلْدها ، والفَحِيح مِن فِيها .
( وهي تَفُحّ وتَفِحّ ) ، بالضَّمِّ والكسر ، فَحًّا وفَحِيحاً ، وهو صَوْتها من
فيها . وقيل : هو تَحكُّكُ جِلْدِها بعْضِه ببعض . وعمَّ بعضُهم به جميعَ الحيّات
. وخَصَّ به بعضُهم أُنثَى الأَساوِدِ .
وفي ( الصحاح ) : وكُلُّ ما كانَ من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءّ عَلَى
يَفعِل ، بالكسر ، إِلاّ سبعةَ
____________________
(7/10)
أَحرفٍ جاءَت بالضمّ والكسر ، وهي يَعلّ ويَشحّ ويجدّ في
الأَمر ، ويَصدّ أَي يَضِجّ ، ويَجمُّ من الجِمَام ، والأَفْعَى تَفحّ ، والفَرَس
تَشبّ . وما كان متعدِّياً فمستقبلُه يجيءُ بالضمّ ، إِلاّ خمسةَ أَحرفٍ جاءَت
بالضّمّ والكسر ، وهي تَشدّه وتَعلّه ويَبتّ الشّيْءَ ويَنمّ الحديثَ ، ورَمّ
الشَيّءَ يَرمُّه . ومثله في كتب التصريف .
( والفُحُحُ ، بضمّتين : الأَفاعِي الهائجَةُ ) المُرِزّة من أَصوَاتِ أَفواهِها .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : يقال : ( فَحْفَحَ ) الرُّجلُ ، إِذا ( صَحَّحَ
المَودّةَ وأَخلَصَها ) ، وحَفْحَفَ ، إِذا ضاقَتْ مَعيشتُه ، وسيأْتي . ( و )
فَحْفَحَ الرُّجُلُ ؛ ( أَخذْته بُحّةٌ في صَوْتِه ) . والفَحفَحة : تَردُّدُ
الصَّوْتِ في الحعلْق شَبيهٌ بالبُّحَّة . ( فهو فَحْفَاحٌ ) ، وهو الأَبحّ ، زادَ
الأَزهَرِيّ : من الرّجالِ ( و ) فَحْفَحَ الرّجلُ إِذا ( نَفَخَ في نَوْمهِ ،
كَفَحَّ ) يَفِحُّ فَحيحاً . قال ابن دريد : هو على التّشبيه بفَحِيح الأَفعَى . (
وفُحّةُ الفُلْفُلِ ، بالضّمّ : حَرَارَتُه ) . ( والفَحْفَاح ) ، بالفتح : ( اسمُ
نَهْرٍ في الجنَّة ) ، كذا في ( الصّحاح ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَحْفحَةُ : الكلام ، عن كُرَاع ورَجلٌ فَحفاحٌ : مُتكلِّم ، وقيل هو الكثيرُ
الكلامِ .
واستدرك شيخنا :
فَحفحة هُذيل ، وهي جَعلُهم الحاءَ المهملةَ عَيناً ، نقلها السُّيُوطيّ في المزهر
والاقتراح .
فدح : ( فَدَحَه الدَّيْنُ ) والأَمْرُ
والحِمْل ، ( كمَنَعَ ) ، يَفْدَحه فَدْحاً : ( أَثْقَلَهُ ) فهو فادِحٌ ، وذاك
مَفْدُوحٌ . وفي حديث ابن جُريج أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعَلَي
المُسْلمِينَ أَنْ لا يَتْرُكُوا في الإِسْلامِ مَفْدُوحاً في فِداءٍ أَو عَقْل )
. قال أَبو عُبَيْد : هو الذي فَدَحَه الدَّيْنُ ، أَي أَثقلَه . وفي حديث غيره :
( مُفْرَحاً ) ، بالرَّاءِ ، فأَمّا قَول
____________________
(7/11)
بعضهم في المفعولِ مُفْدِح فلا وجه له ؛ لأَنّا لا نَعلم
أَفدحَ .
( وفَوادِحُ الدَّهْرِ : خُطوبُه ) وشدائدُه .
( وأَفْدحَ الأَمْرَ واسْتَفْدَحَه : وَجَده فادِحاً ، أَي مُثْقِلاً ) ، كمُحسن ،
( صَعْباً ) .
واستفدحه : استثقله .
( والفادِحَة : النَّازلةُ ) والخَطْب . تقول : نزلَ به أَمرٌ فادحٌ ، إِذا غَالَه
وبهظه . ولم يُسمعْ أَفدحَه الدَّينُ ممن يُوثق بعربيّته . كذا في ( الصحاح ) .
فذح : ( تَفذَّحَتِ النَّاقَةُ ) ، بالذَّال
المعجمة بين الفاءِ والحاءِ المهملة ، ( وانفَذحَت ) ، إِذا ( تَفاجَّت لِتَبولَ )
. وليست بثبْت قالَ الأَزهريّ : لم أَسمع هاذا الحَرف لغير ابن دُريد ، والمعروفُ
في كلامهم بهاذا المعنى تفشَّجتْ وتَفشَّحت ، بالجيم والحاءِ .
فرح : ( الفرَحُ ، محرّكةً : السُّرُورُ ) ،
وفي ( اللّسان ) : نقيض الحزن . وقال ثعلب : هو أَن يَجدَ في قلْبه خِفّةً . وفي
المفردات : الفَرحُ هو انشراحُ الصَّدر بلذّةٍ عاجلةٍ غير آجلة ، وذالك في اللّذات
البدنيّة الدُّنيويّة . والسُّرور هو انشراحُ الصَّدرِ بلذَّة فيها طُمأْنينةُ
الصَّدرِ عاجلاً وآجلاً . قال : وقد يُسمَّى الفرحُ سُرُوراً ، وعكسه . ( و )
الفَرَح : الأَشَر و ( البطَر ) . وقوله تعالى : { 7 . 001 لا تفرح ان . . الفرحين
} ( القصص : 76 ) قال الزّجّاجُ : معناه والله أَعلم لا تفْرح بكثرة المال في
الدُّنْيا ، لأَنَّ الذي يفرح بالمال يصرِفه في غيرِ أَمرِ الآخرةِ . وقيل : لا
تَفْرحْ : لا تأْشر والمعنيانِ متقاربانِ ، لأَنّه إِذا سُرَّ ربَّما أَشِرَ .
و ( فَرِحَ ) الرّجلُ كعَلِمَ ( فهو فَرِحٌ ) ، ككَتِف ، ( وفَرُحٌ ) ، بضمّ
الراءِ ، هاكذا في النُّسخ ، ومثله في ( اللّسانِ ) وغيرِه من الأُمَّهات ، وفي
بعضها ( فَرُوحٌ ) كصبور ، ( ومَفروحٌ ) ، كلاهما عن ابنِ جنِّي ، ( وفارِحٌ
وفَرْحَانُ ) ، بالفتح ، ( وهم فَرَاحَى ) كسَكَارَى ( وفَرْحَى ) بالقصْر . (
وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى
____________________
(7/12)
وفَرْحَانةٌ ) ، قال ابن سيده : ولا أَحُقّه . ( و ) قد (
أَفْرَحَهُ ) أَفراحاً ( وفَرَّحه ) تَفريحاً . يقال : فلانٌ إِنْ مسَّه خيرٌ
مِفْراحٌ وفَرحانُ .
( والمِفْرَاحُ ) ، بالكسر : الذي يَفْرَح كلَّما سَرَّه الدّهرُ ، وهو ( الكثيرُ
الفَرَحِ ) .
( و ) يقال : لك عندي فُرْحةٌ ، ( الفُرْحَة ، بالضّمّ : المَسرَّة ) والبُشّرَى .
( ويفتح . و ) الفُرْحَة أَيضاً ( ما يُعْطِيه المُفرِّحُ لك ) أَو يُثيبه
مكافأَةً له .
( وأَفرحَه ) الشَّيْءُ والدَّينُ ( أَثقله ) ، والهمزة للسَّلب . ( والمُفْرَحُ
بفتح الرّاءِ ) : المثقلُ بالدَّينِ ، وأَنشد أَبو عُبيدة لَبيهسٍ العُذْريّ :
إِذا أَنتَ أَكثرْتَ الإِخِلاّءَ صادَفَتْ
بِهمْ حاجَةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ
إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً
وتَحملُ أُخْرَى أَفرَحتْكَ الودائعُ
والمُفْرَح : ( المُحْتَاجُ المَغْلُوب ) ، وقيل : هو ( الفَقِيرُ ) الذي لا مال
له . وفي الحديث أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلمقال : ( لا يُترك في الإِسلام
مُفْرحٌ ) . قال أَبو عُبيد : المفْرَح هو الّذي أَثقلَه الدّينُ والغُرْمُ ولا
يجِد قضاءَه ، وقيل أَثقلَ الدَّينُ ظَهره . وفي ( التهذيب ) و ( الصحاح ) . كان (
في ) الكتاب الذي كتبه سيِّدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلمبين المهاجرين
والأَنصار ( أَن لا يَتْركوا مُفْرَحاً حتّى يُعينوه على ما كان من عَقْلٍ أَو
فِداءٍ ) . قال الأَزهريّ : والمُفْرح : المفدوحُ . وكذالك الأَصمعيُّ قال : هو
الذي أَثقلَه الدَّين . يقول : يُفْضَى عنه ديْنُه من بَيتِ المال ولا يُتْرَك
مدِيناً . وأَنكر قوْلهم مُفْرَج ، بالجيم . قال الأَزْهرِيّ : من قال مُفْرح فهو
الذي أَثقلَه العِيالُ وإِنْ لم يكن مُدانا . ( و ) المُفْرح : ( الذي لا يُعرَف
له نَسبٌ ولا ولاءٌ ) . وروَى بعضُهم هاذه بالجيم ،
____________________
(7/13)
وقد تقدّم في مَحلِّه أَنه هو الذي لا عَشيرة له . ( و )
المُفْرح أَيضاً : ( القَتِيلُ يُوجد بين القرْيتَين ) ، ورُوِيَت بالجيم أَيضاً .
( والفَرْحانة : الكمْأَةُ البَيْضاءُ ) ، عن كُراع ، قال ابن سِيده : والذي
رَويْنَاه بالقاف . قلت : وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ الله تعالى .
( والمُفَرِّح : دواءٌ م ) أَي معروف ، مُركَّب من أَجزاءٍ مذكورةٍ في كتب الطّبّ
، وهو من المعاجين النافعة .
فرسح : ( الفرْساحُ ، بالكسر : الأَرض العرِيضة
الواسعة ) ، رواه الأَزهريُّ عن أَبي زيد ، وقال : هاكذا أَقرأَنيه الإِياديّ .
وقال شَمرٌ : هاذا تصحيف ، والصّواب الفرْشَاح ، بالشين المعجمة ، من فَرشَح في
جِلْسته ، ثم قال الأَزهريّ : هاذا الحرف من الجمهرة ، ولم أَجدْه لأَحد من
الثِّقات ، فليُفْحص عنه .
فرشح : ( الفِرْشاحُ ) ، بالمعجمة ، هي (
الفِرْساح ) ، بالمهملة ، وهي الأَرض العريضة الواسعة .
( و ) الفِرْشاح من النّساءِ : ( المرأَةُ السَّمِجة الكبيرةُ ، وكذَا النَّاقةُ )
. قال :
سَقَيتُكُمُ الفِرْشاحَ نَأْساً لأُمِّكمْ
تَدبُّون للموْلَى دَبِيبَ العقاربِ
( و ) الفِرْشاح ( : المُنبسِطُ ) المُنبطِحُ ( من الحوافِر ) . قال أَبو النّجْم
في صِفة الحافرِ :
بكلِّ وَأْبٍ للحصى رضّاحِ
ليس بمُصْطرَ ولا فرشاحِ
( و ) الفرْشاح : ( سَحابٌ لا مطَرَ فيه . و ) الفرْشَاح : ( الأَرْض ) الواسعةُ (
العرِيضةُ ) ، وقد تقدّم ذالك في أَوّل المادّة ، فهو تكرار ، كما لا يخفى . (
وتَفَرْشَحَت النّاقةُ ) ، هاكذا في النسخ ، وفي بعضها : وفَرْشَحَت النَّاقَةُ ،
ومثله في ( الصّحاح ) ( : تَفحَّجتْ للحَلْب ) . وفَرطَشتْ للْبَول .
( وفَرشَحَ ) الرّجلُ ( فَرْشَحةً
____________________
(7/14)
وفَرْشَحَى : وَثَبَ ) وثْباً متقارِباً ، وقد تقدّم في
الحاءِ أَيضاً . ( أَو ) فَرشَحَ ، إِذا ( قَعدَ مُسْتَرْخِياً فأَلصقَ فَخذيْهِ
بالأَرْض ) ، كالفَرْشَطةِ سَوَاءً . ( أَو ) فَرشَحَ إِذا قَعَد و ( فَتَحَ ) ما
( بينَ رِجْلَيْه ) ، قاله اللِّحْيَانيّ . وقال أَبو عُبيد : الفَرْشَحة : أَن
يَفْرِش بين رِجْلَيْه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرَى . وقال الكسائي : فَرشَحَ
الرَّجلُ في صَلاته ، وهو أَن يُفحِّجَ بين رِجْلَيْه جِدًّا وهو قائم ، ومنه
حَديث ابن عُمر : ( أَنّه كان لا يُفرْشِح رِجْلَيْه في الصّلاة ولا يُلْصقهما ،
وكلن بين ذالك ) .
( والفرْشح ، بالكسر : الذّكَر ) وهو مَجاز .
فرطح : ( فَرَطحه : عَرّضَه ) وبَسَطَه ،
كفَلْطحه ، ( ورأْسٌ فِرْطاحٌ ومُفَرْطَحٌ ، كمُسَرهدٍ ، هاكذا قال الجوهريّ )
بالراءِ ، ( وهو سَهْو ، والصَّواب مُفَلْطَح باللام ) ، أَي ( عَرِيضٌ ) . قال
شيخنا وقد سقطت هاذه العبارة من بعض النُّسخ ، وهو الصّواب ، فإِنه يقال بالرّاءِ
وباللام ، كما في غير ديوان والراءُ تُقارِض الّلامَ ، كما عُرِف في مُصنّفات
الإِبدال ، انتهى .
وفي ( اللسانِ ) وأَنشد لابن أَحمر البَجَليّ يَصف حيّةً ذَكرا :
خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه
الكقُرْص فُرطِحَ من طَحينِ شَعيرِ
قال ابنَ برّيّ : صوابه فُلْطحَ باللام ، قال : وكَذالك أَنشهد الآمديّ انتهى .
قلت : فالمصنِّف تابعٌ لابنِ بَرّيَ في رَدّه على الجوهريّ .
فرفح : ( الفَرْفَح ) ، بالفاءَين ، هاكذا في
____________________
(7/15)
النُّسخ التي بأَيدينا ، وفي ( اللّسَان ) بالفاءِ ثم
القافِ : ( الأَرْضُ الملْسَاءُ ) ، هاكذا فسَّرَه غيرُ واحد من أَئمةِ اللغة .
فركح : ( الفَرْكَحَة : تباعُدُ مَا بَيْن
الأَلْيَتَيْنِ ) ، من كُرَاع .
( والفِرْكَاحُ ) ، بالكسرِ ( والمُفَرْكَح ) كمُسَرهَد : ( مَن ارتفعَ مِذْرَوَا
اسْتِه وخَرَجَ دُبُرُه ) . وأَنشد :
جاءَت به مُفرْكَحاً فِرْكَاحَا
( ) ومما يستدرك عليه :
بنو الفركَاح قبيلةُ بالشَّأْم .
فسح : ( الفُسْحة ، بالضمّ ) ، والفُسَاحة : (
السَّعَة ) الواسعة في الأَرض ( و ) قد ( فَسُحَ المكانُ ، ككَرُم ) ، فَسَاحةً .
( وأَفْسحَ ، وتَفسَّحَ ، وانفسَحَ ) طَرْفُه ، إِذا لم يَرُدَّه شيءٌ عن بُعْد
النَّظر . وانفسحَ صَدرُه : انشرَحَ . ( فهو فَسِيحٌ وفُسَاحٌ ) . مثل طَويل
وطُوَالٍ . وفي حديث أُمّ زرْع : و ( بيتها فُسَاحٌ ) ، أَي واسع ، ويروَى (
فَيَّاح ) بمعناه .
( و ) منزلٌ فَسِيح ، ومجلس ( فَسِحٌ ) ، على فَعِلٍ ، ( وفُسْحُم ) : واسعُ ،
والميم زائدة .
( وفَسَحَ له ) في المجلس ، ( كمَنَعَ ) ، يَفْسَح فَسْحاً وفُسُوحاً ( وَسَّحَ )
له ، ( كَتفسَّحَ ) . وفي التنزيل : { 7 . 001 اذا قيل لكم . . ا لكم } ( المجادلة
: 11 ) .
والقَوْم يَتفسَّحون ، إِذا مَكَنُوا .
( ورَجلٌ فُسُحٌ وفُسْحُمٌ : واسعُ الصَّدْرِ ) ، والميم زائدة ، وفي صفة سيّدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فَسِيحُ ما بينَ المَنْكِبَينِ ) ، أَي بَعيدُ ما
بَيْنَهما لِسَعَة صَدْره . وحكَى اللِّحْيَانيّ : فلانٌ ابنُ فُسحُمٍ . وقال :
نُرَى أَنّه من الفُسْحَة والانفساحِ ، قال : ولا أَدْرِي ما هاذا .
( والفَسْح بالفَتْح : شِبْه الجَوَاز ) ، يقال ( فَسَحَ له الأَميرُ في السَّفَر
) ، إِذا
____________________
(7/16)
( كَتَبَ له الفسْحَ . وهو ) أَي الفَسْحُ ( أَيضاً :
مُسَاعَدَةُ الخَطْوِ كالفَيْسَحي ) .
وفي ( التهذيب ) : سَمعْت أَعرابيًّا من بني عُقَيل يُسمَّى شَمْلَةَ يقول لخرّازٍ
كان يَخْرِز له قِرْبَةً ، فقال له : ( إِذا خَرزْتَ فأَفسِحِ الخُطَا لئلاّ
يَنخرمَ الخَرْزُ . يقُول : باعِدْ بين الخُرْزَتينِ .
( و ) قال الفرّاءُ : قرأَ النَّاسُ { 7 . 001 تفسحوا ، بغير اءَلف ، وقراءَها
الحسن : تفاسحوا ، باءَلف ، قال : و } ع > 2 ( تفاسَحوا ) وتَفسَّحُوا متقاربٌ
في المعنى ، أَي
فشح : ( فَشَحَ ، كمنَعَ ) ، وفَشَج ، إِذا (
فَرَّجَ ما بين رِجْلَيْه ) ، بالحاءِ والجيم ، رواه ثعلبٌ عن ابن الأَعْرَابيّ (
و ) فَشَح ( عنه : عَدَلَ ، كفَشّحَ ) تَفْشِيحاً ، ( فيهما ) ، بالحاءِ والجيم ،
عن ثعلبٍ أَيضاً .
( وتَفشَّحَت النَاقةُ كانْفشحتْ ) وفَشّحَت : ( تَفاجَّت ) لِتبولَ
____________________
(7/17)
قال حسَّان :
إِنّكِ لو صاحَبْتِنَا مَذِحْتِ
وحَكَّكِ الحِنْوَانِ فانْفشَحْتِ
وقيل انفشَحَت ، إِذا بقيَتْ كذالك لِوَجعٍ .
فصح : ( الفَصْحُ والفَصَاحَة : البَيَان ) .
قال شيخُنا : قال أَئمّةُ الاشتقاقِ وأَهلُ النَّظَر : مدارُ تركيب الفَصاحةِ على
الظُّهُور . وقال أَئمّة المعاني والبيان : حيث ذَكَر أَهل اللغة الفَصَاحَةَ
فمُرادهم بها كثرةُ الاستعمال ، كما أَشار إِليه الشّهابٍ في العِناية في هود ،
وأَنّهُمْ قد يستعملونها مُرَادِفةً للبلاغة ، كما دلَّ عليه الاستعمالُ ، يقال :
ما كان فَصيحاً ولقد ( فَصُحَ ، ككرُمَ ) ، فَصَاحةً ، ( فهو فَصيحٌ ) ، وهو
البيِّن في ( اللِّسَان ) و ( البَلاَغَةِ ) .
ومن المجاز : لسان فصِيحٌ ، أَي طَلْقٌ . ( و ) رجل ( فَصُح ) ، على البمالغة ،
كزيد عَدْل ( من ) قَومٍ ( فُصْحاءَ وفِصَاحٍ وفُصُحٍ ) ، بضمتين . قال شيبويه :
كسَّروه تكسيرَ الاسم ، نحو قَضِيب وقُضُب . ( وهي فصِيحَةٌ ، من ) نِسْوَةٍ ( فَصَاحٍ
وفَصَائحَ . أَو اللَّفْظ الفَصِيح : ما يُدَركُ حُسْنُه بالسَّمْع ) .
( و ) من المجاز : ( فَصُحَ الأَعجميّ ، ككَرُم ) ، فَصاحةً ، إِذا ( تكلَّمَ
بالعَربيّة وفُهِم عَنْه ، أَو ) فَصُحَ : ( كَان عربياًّ فازداد فصاحَةً ) ، وفي
المصباح جادت لغتُه فلم يْحن ، ( كتفصَّحَ ) . وتَفَاصحَ : تكلَّف الفَصَاحة ،
والتَّفصُّحُ : استعمالُ الفصاحَة ، وقيل التَّشبُّه بالفُصحاءِ ، وهاذا نحو قولهم
: التحلُّم هو إِظهار الحِلْم . والفَصِيح : المنطلق اللِّسَان في القول ، الذي
يعرفُ جيِّدَ الكلام من رديئة . ( و ) قد ( أَفصحَ ) ، إِذا ( تكلَّم بالفَصاحةِ )
. وأَفصح الكلامَ وأَفصح به ، وأَفصَح الرجُلُ القَوْلَ . فلمَّا كثُر وعُرِفَ
أَضمرُوا القولَ واكتفَوْا بالفعل ، مثل أَحْسنَ وأَسْرَعَ وأَبطأَ ، إِنّما
____________________
(7/18)
هو أَحسنَ الشيءَ وأَسرعَ ( العملَ ) وقد يجيءُ في الشِّعْر
في وَصْف العُجْم أَفصحَ ، يريد به بيَان القوْل وإِن كان بغير العَربيّة ، كقول
أَبي النَّجْم .
أَعجَمَ في آذانها فَصيحَا
يعني صَوتَ الحمارِ ، أَنّه أَعجمُ وهو في آذان الأُتن فَصِيحٌ بيِّنٌ .
( و ) من المجاز ، في ( التهذيب ) عن ابن شُميل : هاذا ( يومٌ فِصْحٌ ) ، كما تَرى
، الفِصْحُ ( بالكسر ) : الصَّحْوُ من القُرّ ، ( و ) يومٌ ( مُفصِحٌ : بلا غيمٍ
ولا قُرًّ ) ، ونُفصح من شِتَائِنَا : نتخلَّص . وكذالك أَفصَيْنَا من هاذا القُرّ
، أَي خرجْنَا منه ، وقد أَفْصَى يوْمُنا وأَفْصَى القُرُّ ، إِذَا ذَهبَ .
( وأَفصح اللَّبنُ ذَهبَتْ رَغُوَتَه ) ، فهو مُفصِحٌ ، ( كفصَّحَ ) ، هاكذا عندنا
، بالتشديد ، ومثله في ( الأَساس ) ، وفي بعض ككَرُمِ ، ثلاثيًّا ، وعليه اقتصر
الجوهريّ في ( الصّحاح ) ، ونصُّه : وفَصُحَ اللّبنُ ، إِذا أُخِذتْ عن
الرَّغْوَةُ ، قال نَضْلَةُ السُّلَميّ :
رَأَوهُ فازدرَوْهُ وهْوَ خِرْقٌ
ويَنْفَعُ أَهلَه الرّجلُ القَبِيحُ
فلَمْ يَخْشَوْا مَصَالَتَه علَيْهِمْ
وتَحْتَ الرَّغْوةِ اللَّبَنُ الفَصيحُ
ويُروَى : اللَّبنُ الصَّريح . ( أَو ) أَفصحَ اللّبَنُ : ( انقطعَ اللِّبَأُ عنه
) ، وعليه اقتصرَ في ( اللَّسَان ) .
( و ) أَفصَحَت ( الشّاةُ : خَلَصَ لبنُها ) ، وكذالك الناقَةُ . وقال
اللِّحْيَانيّ : أَفصحَت الشّاهُ ، إِذا انقطعَ لِبَؤُهَا وجاءَ اللَّبَنُ بعْدُ .
وربَّمَا سُمِّيَ اللّبنُ فِصْحاً وفَصِيحاً ، وفي ( الأَساس ) فصح : سَقَاهمْ
لَبَناً فَصِيحاً . ( و ) أَفصحَ ( البَوْلُ ) كأَنّه ( صَفَا ) ، حكاه ابنُ
الأَعرابيّ ، قال : وقال رجلٌ من غَنيّ مَرِضَ : قد أَقصحَ بَوْلِى اليومَ وكان
أَمِس مِثلَ الحِنَّاءِ . ولم يُفسِّره .
( و ) من المجاز : أَفصحَ ( النّصارَى : جاءَ فِصْحُهم ، بالكسر ، أَي عِيدُهم )
____________________
(7/19)
وهو نَوْرُوزُهم ومُعَيَّدُهم ، وهو إِذا أَفطَروا وأَكلوا
اللّحمَ ، ومثله في ( المصباح ) ، وقال ابن السِّكِّيت في باب ما هو مكسور الأَوّل
، مما تفتحه العَامّة : وهو فِصْحُ النّصارَى ، إِذا أَكَلوا اللَّحْمَ
وأَفْطَرُوا . والجمع فُصُوحٌ كحِمْلِ وحُمْولِ . وأَفصَح النَّصَارَى ، بالأَلف :
أَفطروا ، من الفَصْح وهو عِيدُهم مثلُ عِيد المسلمين ، وصَومُهم ثمانيةٌ وأَربعون
يوماً ، ويومُ الأَحدِ الكانِئنُ بعد ذالك هو العِيد .
( من ) المجاز ، شَرِبْنَا حتّى أَفصحَ ( الصُّبْحُ ) ، أَي بدا ضَوْؤُه و (
استبانَ . و ) أَفصحَ لك ( الرَّجُلُ : بيَّنَ ) ولم يُجَمْجِم . ( و ) أَفصحَ (
الشَّيْءُ : وَضَحَ ) ، وكلّ واضِحٍ مُفْصِحٌ .
( و ) يقال : قد ( فَصَحَكَ الصُّبْحُ ) ، أَي ( بانَ لكَ وغَلَبَك ضَوْؤه ) ،
ومنهم من يقول : فَضَحَك . وحَكَى اللِّحْيَانيّ : فصَحَه الصُّبْحُ : هَجَمَ
عَلَيْه .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَفصحَ الصّبيُّ في مَنْطقة إِفصاحاً ، إِذا فهِمْتَ ما يقول في أَوّلِ ما
يَتَكلَّم . وأَفصحَ الأَغتمُ ، إِذا فَهِمْتَ كلاَمَه بعد غُتْمَتهِ . وأَفصحَ عن
الشيءَ إِفصاحاً ، إِذا بَيَّنه وكَشَفه ، وفي ( الأَساس ) : إِذا لَخْصَه ، وهو
مَجاز . وفي الحديث : ( عُفِرَ لَهُ بِعَددِ كلِّ فَصيحٍ وأَعجَمَ ) أَراد بالفصيح
بني آدم ، وبالأَعجم البهائمَ . وكذا قولهم : له مالٌ فصيحٌ وصامِتٌ .
والفصيح في كلام العَامّة : المُعْرَب .
وأَفصحَ الرَّجلُ من كذا ، إِذا خَرَجَ منه ، كذا في ( الصّحَاح ) .
فضح : ( فَصَحَه كمنَعَه : كَشَفَ مَسَاوِيَه )
. يَفضَحه فَضْحاً ، وهو فِعل مجاوِزٌ من الفاضح إِلى المفضوح ، ( فافْتضَحَ ) ،
إِذَا رَكِبَ أَمْراً سيّئاً فاشتَهَرَ به . ( والاسم الفَضِيَةُ والفُضُوحُ ) ،
كقُعُود ، ( والفُضُوحَة ) ، بزيادة الهاءِ
____________________
(7/20)
( بضمّهما ، والفَضَاحَة ، بالفَتْح ، والفِضَاح ، بالكسر )
.
ورجلٌ فَضّاحٌ وفَضُوحٌ : يَفضَح النّاسَ . وفي مثل ( الظَّمَأُ الفادِح أَهْوَنُ
من الرِّيّ الفاضِح ) . وفي حديثٍ ( فُضُوحُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ فُضُوحِ
الآخِرة ) وتقول : إِذا كان العُذْر واضحاً كان العِتَابُ فاضِحاً .
( والأَفْضَحُ : الأَبيَضُ لا شديداً ) في البياض . قال ابنُ مُقْبل :
فأَضحَى له جُلْبٌ بأَكْنَافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكيٌّ من الوَبْلِ أَفضَحُ
الجِلْب : السَّحَاب ، وشُرْمة : موضع . والأَجشّ : الذي في رَعْدِه غِلظٌ .
والسِّمَاكيّ : الذي مُطِرَ بنَوْءِ السِّمَاك . والفعْلُ منه ( فَضِحَ كَفَرِحَ ،
والاسم الفُضْحَة ، بالضّمّ ) ، وقيل الفُضْحَة والفُضْح : غُبْرَة في طُحْلَةٍ
يخالِطهَا لَونٌ قَبيح يكون في أَلوان الإِبل والحَمام ، والنَعْتُ أَفضحُ
وفَضحاءُ .
( و ) الأَفضَح : ( الأَسَدُ ) ، لِلَوْنه ، ( و ) كذالك ( البَعير ) ، وذالك من
فَضَح اللَّوْنِ . قال أَبو عَمْرٍ و : سأَلْتُ أَعرابِيًّا عن الأَفضح فقال . هو
لَونُ اللَّحْمِ المطبوخِ .
( و ) من المجاز ( أَفضحَ الصُّبحُ ) ، إِذا ( بدَا ) واستنارَ ، ( كفَضَّحَ ) ،
مشدَّداً ، وفي بعض النسخ مخفَّفاً . ( و ) أَفضحَ ( النَّخْلُ : احْمَرَّ
واصفَرَّ ) ، قال أَبو ذؤَيبٍ الهذليّ :
يا هَلْ رَأَيْتَ حُمُولَ الحَيِّ غادِيَةً
كالنَّخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ
( و ) من المجاز : يقال للنام وقتَ الصَّبَاح : ( فَضَحَك الصُّبْحُ ) فقُمْ ، أَي
( فَصَحَكَ ) ، بالصاد المهملة ، معناه أَنَّ الصُّبْحَ قد استَنَارَ وتَبَيَّنَ
حتّى بَيَّنَك لمن يَرَاكَ وشَهَرَك .
وفي النهاية : في الحديث : ( أَنّ بِلالاً أَتَى ليُؤذنه بالصُّبْح فشَغَلتْ عائشةُ
بلالاً حتَّى فَضَحَه فالصُّبْحُ ) أَي : دَهَمته فُضْحَةُ الصُّبْح ، وهي
____________________
(7/21)
بياضُه وقيل فَضَحَه : كَشفَه وبَيَّنه للأَعْيُن بضَوْئه ،
وقيل معناه أَنّه لما تَبيَّنَ الصُّبْح جِدًّا ظَهرتْ غَفْلَتُه عن الوَقْتِ
فصارَ كما يَفتضِح بعَيْبٍ ظهرَ منه .
( والصُّبْحُ الفَضَحُ ، محرّكةً : ما تَعْلُوه حُمْرَةٌ ) ، لاستنارته .
( والصُّبْحُ الفَضَحُ ، محرّكةً : ما تَعْلُوه حُمْرَةٌ ) ، لاستنارته .
( و ) يقال ( هو فَضِيحٌ في المالِ ) إِذا كان ( سيِّىء القيامِ عليه ) ، بعدم
المحافظة له .
( ويقال للمُفْضِحِ ) الذي اشتهرَ بسوءٍ : ( يا فَضُوحُ ) ، كصَبُور .
( وفاضِحَةُ : ع ) بين جبَالِ ضَرِيّةَ ، وقيل هو بالجيم .
( وفاضَحٌ : ع قُربَ مكّة ) عند أَبي قُبيسٍ كان النّاس يَخرجون إِليه لحاجتهم . (
وواد بالشُّريْفِ بنَجْدٍ ) قُرْبَ المدينةِ المشرَّفَة . وجبلٌ قُربَ رِيم .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَفضحَ البُسْرُ إِذا بدَت الحُمرةُ فيه . وسُئل بعض الفقهاءِ عن فَضِيح البُسْرِ
فقال : ليس بالفَضِيح ، ولاكنّه الفضُوح . أَراد أَنّه يُسكِر فيفضح شاربَه إِذا
سَكِرَ منْه .
وافتَضَحْنَا فيك : فرَّطْنَا في زيارتك وتفقُّدِك .
وأَرادُوا أَن يتناصَحوا فتفاضَحوا .
وتَفَاضَحَ المُرْتَجِزانِ ، وفاضحَ أَحدُهما الآخرَ .
ومن المجاز . فَضَحَ القَمَرُ النُّجومَ : غَلَب ضَوؤُه ضَوْأَهَا فلم يَتبيَّنْ ،
وكذا الصُّبْح .
فطح : ( فَطَحَه ، كمَنَعَه ) ، فَطْحاً ( :
جَعَلَه عَرِيضاً ) . قال الشاعر :
مَفْطُوحةُ السِّيَتَينِ تُوبعَ بَرْيُها
صَفْرَاءُ ذاتُ أَسِرّةٍ وسَفَاسِقِ
كذا في ( الصّحاح ) ، ( كفَطَّحه ) تَفطيحاً ، ( و ) فَطَحَ ( بالعَصَا ) ظَهْرَه
يَفْطَحُه فَطْحاً ( ضَرَبَه بها ، و ) فَطَحَت ( المَرْأَةُ بالوَلَدِ : رَمَتْ )
به . ( و ) فَطَحَ العُودَ وغَيْرَه ، كالحديدِ ، فَطْحاً ، وفَطَّحه تَفطيحاً : (
بَرَاه وعَرَّضَه ) : يقال فَطَحْت الحَديدةَ
____________________
(7/22)
إِذا عَرَّضْتها وسَويْتها بِمْسحاةٍ أَو مِعْزَقٍ أَو
غيرِه . قال جرير :
هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ لا قَيْنَ مِثْلُه
لِفَطْحِ المَسَاحِي أَو لجَدْلِ الأَدَاهِمِ
( والفَطَح محَّركةً : عِرَضٌ ) في وَسط ( الرَّأْسِ والأَرنَبةِ ) حتّى
يَلْتَزِقَ بالوَجْه ، كالثَّور الأَفطحِ . قال أَبو النّجْم يَصفُ الهَامَةَ :
قَبْصَاءَ لم تُفْطَحْ ولم تُكَتَّلِ
ورجل أَفطحُ : عريضُ الرأْسِ بَيِّنُ الفَطَحِ . والتّفطيحُ مثله . ورأْسٌ أَفطحُ
ومُفطَّح : عريضٌ . وأَرنبةٌ فَطْحَاءُ .
( والأَفطَحُ : الثَّور ، لذالك ) ، صِفة غالبة ، باللام على الصواب ، وفي بعض
النُّسخ : ( كذلك ) ، بالكاف ، وهو خطأٌ ( و ) الأَفطحُ ( : الأَفدَعُ ) ، بالعين
المهملة وسيأْتي . ( و ) الأَفطحُ ( الحِرْباءُ ) الذي تصهر الشّمسُ ظَهرَه ولونَه
فيَبيضّ من حَمْيِها .
( ونَاقَةٌ فَطُوحٌ ) كصَبور ( ضَخْمَةُ البَطْنِ ) عريضةُ الأَضلاع .
( وفَطِحَ النَّخلُ كفَرِحَ : لَقِحَ ) ، عن كُراع .
( ) ومما يستدرك عليه :
الفَطحاءُ ، للمَوضِع المُنْبَسِطِ من القَوْس ، كالفَرِيصةِ والصُّفْح .
فقح : ( التَّفَقُّح : التّفتّح ) مطلقاً ،
ومنهم مَن خَصَّه بالكلام ، قاله الأَزهريّ . ( وفَقَحَ الجِرْوُ ) ، بكسر الجِيم
وسكون الرّاءِ ولدُ الكَلْب ، يَفْقَح فَقْحاً ، ( كمنَع : فَتَح عَيْنَيْهِ
أَوّلَ ما يَفْتَح وهو صَغيرٌ ) ، ومثله جَصَّصَ . وصأْصَأَ إِذا لم يَفْتَح
عَيْنَيْه . ( كَفَقَّحَ ) تَفْقِيحاً . قال أَبو عُبيد : وفي حديث عُبيد الله بن
جَحْش أَنّه تَنصَّرَ بعد إِسلامه فقيل له في ذالك فقال : ( إِنّا فَقّحْنا وصَأْصَأْتُم
) أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتم عنه . وقال ابن بَرّيّ : أَي أَبصَرْنا رُشدَنَا
ولم تُبْصِرُوا ، وهو مستعار . ( و ) فَقَحَ
____________________
(7/23)
( فلاناً : أَصابَ فَقْحَتَه ) أَي ، دُبرَه ، وسيأْتي
الكلامُ علَيْهِ قريباً . ( و ) فَقَحَ ( الشّيْءَ ) يَفقَحُه فَقْحاً ( : سَفّهُ
كما يُسَفُّ الدّواءُ ) ، يمانِيَة . ( و ) فَقَحَ ( النّبَاتُ : أَزهَى وأَزهَرَ
. وَ ) الفُقَّاحُ ، ( كرُمّانٍ : عُشْبَةٌ ) نحو الأُقْحُوَانِ في النّبَات
والمَنْبَت ، واحدته فُقّاحةٌ وهي من نَبات الرَّمْلِ ، وقيل الفُقّاحُ أَشَدُّ
انضمامَ زَهْر من الأُقحوان ، يَلْزَق به التُّراب كما يَلْزَقُ بالحَمَصِيص ( أَو
) الفُقَّاح ( نَوْرُ الإِذْخِرِ ) ، قال الأَزهَريّ : الفُقّاح من العِطْر . وقد
يُجعَل في الدّواءِ ، يقال له فُقّاحُ الإِذْخِر ، وهو من الحشيش . وقال أَيضاً :
هو نَوْرُ الإِذْخِر إِذا تَفتَّح بُرْعومُه . وكلّ نَورٍ تفَتّح فقد تَفَقَّحَ ،
وكذالك الوَرْدُ وما أَشبَهه من بَراعيمِ الأَنوارِ . وتَفَقَّحَت الوَرْدَةُ :
تفتَّحَت ( أَو ) هو ( مِنْ كلِّ نبت : زَهْرُه ) حين يَنفتِحُ على أَيِّ لَونٍ
كان ، ( كالفَقْحَة ) ، بفَتْح فسكون . قال عاصمُ بنُ مَنظورٍ الأَسديّ :
كأَنَّك فُقَّاحَةٌ نَوّرَتْ
مع الصُّبْح في طَرَف الحائرِ
( و ) الفُقَّاحُ ( مِنَ النِّسَاءِ : الحَسَنةُ الخَلْقِ ) ، بفتح فسكون ، عن
كُراع .
( والفَقْحَة ) ، بفتح فسكون معروفة ، قيل هي ( حَلْقَةُ الدُّبُرِ ، أَو واسِعُها
) ، أَي واسعُ حَلْقَةِ الدُّبرِ . قال شيخنا : وهاذه عبارةٌ قَلِقَة ، لأَنّ
ظاهرَه أَنّ الفَقْحَة هي الواسعُ حَلْقةِ الدُّبرِ ، ولا قائلَ به ، وإِنّما
المراد أَنَّ الفَقْحَة فيها قولانِ ، فقيلَ : هي حَلْقةُ الدُّبر مطلقاً ، وقيل
هي خَلْقَة الدُّبرِ الواسِعةُ ، وكأَنّه أَضاف الصِّفة إِلى الموصوف ، فتأَمّلْ ،
انتهى . وفي ( اللسان ) : وقيل الدُّبُرُ الواسِعُ ، وقيل هيَ الدُّبُر بجُمْعِها
، ثم كثُرَ حتَّى سمِّي كلّ دُبر فَقْحَة . ( ج فِقَاحٌ ) قال جرير :
ولوْ وُضِعَتْ فِقاحُ بني نُميرٍ
عَلَى خَبَثِ الحديدِ إِذاً لَذَابَا
____________________
(7/24)
( و ) الفَقْحة ( : رَاحَةُ اليَدِ ، كالفَقَاحَةِ ) يَمانِيَة ، شُمِّيَت بذالك ،
لاتّساعها ، ( و ) الفَقْحَة : ( مِنْدِيلُ الإِحرامِ ) ، يمانيَة .
( وتَفَاقَحُوا ) ، إِذا ( جَعَلُوا ظُهورَهُم إِلى ظُهورِهِم ) ، كما تقول :
تَقَابَلوا وتظَاهَروا .
( وهو مُتَفَقِّحٌ للشَّرِّ ) ، أَي ( متهَيِّىءُ ) له .
( ) ومما يستدرك عليه :
فقَّحَ الشَّجَرُ : انْشقَّتْ عُيونُ وَرَقهِ وبدَتْ أَطرافُه .
وعلى فُلانٍ حُلّةٌ فُقَّاحِيّة ، وهي على لَوْنِ الوَرْدِ حينَ هَمّ أَن يَتفتّحَ
.
فلح : ( الفَلحُ ، محرّكَةً ، والفَلاَحُ :
الفَوْزُ ) بما يُغْتبَط به وفيه صَلاحُ الحال . ( والنَّجاةُ ، والبَقاءُ في )
النّعيم ، و ( الخَيرِ ) . وفي حديث أَبي الدّحداح ( بشَّرك اللَّهُ بخَير وفَلَحٍ
) أَي بَقَاءِ وفَوْزٍ ، وهو مقصورٌ من الفَلاح ، وقولهم : لا أَفْعَلُ ذالك
فَلاحَ الدّهْرِ ، أَي بقاءَه . وقال الشاعر :
ولاكنْ لَيس في الدُّنْيَا فَلاَحُ
أَي بقاءٌ ، وفي ( التهذيب ) عن ابن السِّكّيت : الفَلَحُ والفَلاحُ : البقاءُ ،
قال الأَعشى :
ولئن كنّا كقَوْمٍ هَلَكوا ما لِحَيَ يا لَقَومٍ مِنْ فَلَحْ
وقال عَديّ :
ثمَّ بعدَ الفَلاَحِ والرُّشدِ والإِ
مَّةِ وَارَتْهُم هُنَاكَ القُبورُ
وقال الأَضبطُ بن قُرَيعٍ السَّعْديّ :
لكلِّ هَمَ من الهُمُومِ سَعَهْ
والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاَحَ معَهْ
يقول : ليس مع كرِّ اللّيلِ والنّهَارِ بقاءٌ . وفي حديث الأَذان : ( حَيَّ على
الفَلاَح ) ، يعني هَلُمَّ على بَقاءِ الخَير . وقيل : أَسْرِعْ إِلى الفَوزِ
بالبقاءِ الدّائمِ . وقال ابنُ الأَثير : وهو من أَفلَحَ ، كَالنَّجَاح من أَنجَحَ
، أَي هَلُمُّوا إِلى
____________________
(7/25)
سَببِ البقاءِ في الجَنّة والفَوْزِ بها وهو الصّلاة في
الجَمَاعَة .
قلت : فليس في كلام العرب كلِّه أَجمعُ من لفظَةِ الفلاحِ لخيرَىِ الدُّنيا
والآخرة ، كما قاله أَئمّةُ اللِّسَان . ( و ) في الحديث : ( صَلَّينا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلمحتَّى خَشِينَا أَن يَفُوتَنا الفَلاحُ ) أَي ( السَّحورُ
) ، كالفَلَح ؛ لبقاءِ غَنَائِه . وعبارة ( الأَساس ) و ( الصّحاح ) : ( لأَنّ به
بقاءَ الصَّوم ، وأَصلُ الفَلاحِ البَقَاءُ ) .
( والفَلْح : الشَّقُّ ) والقَطْع . قال شيخنا : الفَلْحُ وما يُشاركه كَالفَلْق
والفَلْد والفلْذِ ونحو ذالك يَدُلُّ على الشَّقّ والفَتْح ، كما في الكشّاف ،
وصَرّحَ به الرّاغبُ وغيره . وهو بناءً على ما عليه قُدماءُ أَهلِ اللُّغَة من
أَنّ المشاركةَ في أَكثرِ الحروف اشتقاقٌ يدور عليه معنَى المادّةِ ، فيتّحد أَصلُ
مَعناهَا ويتغايَرُ في بَعْض الوُجوه ، كما هو صَنيعُ صَاحبِ التهذيب والعَيْن
وغيرهما . انتهَى المقصود منه .
وفَلَحَ رَأْسَه فَلْحاً : شَقَّه . ( و ) الفَلْح : ( المَكْر ) ، كالتفليح ،
ويأْتي قريباً . ( و ) الفَلْح ( : النَّجْشُ في البَيْع ) ، وقد فَلحَ به ، وذالك
أَن يَطْمَئنّ إِليك فيقول لك بِعْ لِي عَبْداً أَو مَتاعاً أَو اشْتره لي ،
فتأْتى التجارَ فتَشتريه بالغَلاءِ وتَبيع بالوَكْس وتُصيب من التاجر . وهو
الفَلاَّح . وفي ( التهذيب ) : والفَلْح النَّجْشُ ، وهو زيادة المكْتَرِي ليَزيدَ
غيرُه فيَغُرَّ به ، ( كالفَلاَحة ) بالفتح . و ( فِعلُ الكلِّ ) فَلَحَ ، (
كمَنَع ) ، يفلَح فَلْحاً .
( و ) الفَلَحُ ( محرّكةً : شَقُّ في الشَّفةِ ) . وقد فَلحها يَفلَحها فَلْحاً
شَقَّها ، واسم ذالك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعة . وقيل : الفَلَحُ : شَقٌّ
في وَسطها دون العَلَم . وقيل هو تَشقُّقٌ في الشَّفةِ واسترخاءٌ وضِخَم ، كما
يُصِيب شِفَاهَ الزِّنْج ، رَجُلٌ
____________________
(7/26)
أَفْلحُ وامرأَةٌ فلْحاءُ . وفي ( التهذيب ) : الفَلَح :
شَقٌّ في الشَّفة ( السُّفْلَى ) ، فإِذا كَان في العُلْيَا فهو عَلَمٌ .
( والفَلاَّح : المَلاّح ) ، وهو الذي يَخدُمُ السُّفنَ .
وَفَلحَ الأَرْض للزِّراعة يَفْلَحها فَلْحاً ، إِذا شَقَّها للحَرْث . ( و )
الفَلاّح : ( الأَكَّار ) ، لأَنّه يَفلَحُ الأَرْضَ ، أَي يَشقُّها ، وحرْفتُه
الفِلاَحَة . وفي ( الأَساس ) : وأَحْسَبُك من فَلاَّحَة اليمن ، وهم الأَكَرَة ،
لأَنّهم يَفلحون الأَرضَ ( أَي ) يَشقّونها . ( و ) الفَلاّح : ( المُكَارِي ) ،
تشبيهاً بالأَكّار ، ومنه قولُ عَمْرِو بنِ أَحمرَ الباهليّ :
لهَا رِطْلٌ تكِيلُ الزَّيتَ فيه
وفَلاَّحٌ يَسوقُ لها حمَارَا
كذا في ( التهذيب ) .
( و ) قال الله تعالى : { 7 . 002 قد اءَفلح المؤمنون } ( المؤمنون : 1 ) أَي :
أُصِيرُوا إِلى الفَلاَح . قال الأَزهرِيّ : وإِنَّمَا قيل لأَهل الجَنّةِ
مُفْلِحُونَ لفَوْزِهم ببَقاءِ الأَبدِ . وقال أَبو إِسحاق في قوله عزّ وجلّ : { 7
. 002 اءَولئك هم المفلحون } ( الأَعراف : 157 ) يُقَال لكلّ مَن أَصابَ خَيْراً
مُفلحٌ . وقول عَبِيد :
أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقد يُبلَغ بال
نَّوْكِ وقد يُخَدَّعُ الأَريُب
معناه فُزْ وَاظْفَرْ . وفي ( التهذيب ) يقول عِشْ بما شِئْتَ من عَقْلٍ وحُمْق
فَقد يُرْزَق الأَحمقُ ويُحرَمُ العاقلُ .
وقال اللّيْث في قولِه تعالى : { 7 . 002 وقد اءَفلح . . استعلى } ( طه : 64 ) أَي
: ظَفِرَ بِالْمُلْكِ مَن غَلَبَ .
وأَفلَحَ ( بالشَّيْءِ : عاشَ به ) . قال شيخنا : المعروف أَنّه رباعيّ لازم ،
وقرأَ طَلْحة بن مُصَرّف ؛ وعَمْرو بن عُبيد { 7 . 002 قد افلح المؤمنون }
بالبناءِ للمفعول ، حكاه الشيخ أَبو حَيّان في البحر ، ونقله في العناية وبَسَطه .
____________________
(7/27)
( والتَّفليح : الاستهزاءُ والمَكْرُ ) ، وقد فَلّحَ بهم تَفليحاً : مَكَرَ وقال
غيرَ الحقِّ . وقال أَعرابيّ : قد فلَّحوا به ، أَي مَكرُوا .
( و ) قال ابن سِيده : ( الفَلَحةُ ، محرّكةً : القَرَاحُ من الأَرضِ ) الذي
استُقَّ للزَّرْع ، عن أَبي حنيفة ، وأَنشد لحسّان :
دَعُوا فَلَحَات الشّام قد حَالَ دُونَهَا
طِعَانٌ كَأَفوَاهِ المَخَاضِ الأَواركِ
يَعْنِي المَزارِعَ . ومن رواه : ( فَلَجات الشأْم ) بالجيم ، فمعناه ما اشتُقُّ
من الأَرض للدِّبار ، كلّ ذلك قول أَبي حنيفة ، كذا في ( اللسان ) .
( والفَلِيحة : سَنِفَةُ المَرْخِ إِذا انشقَّت ) ، ويروَى بالجيم ، وقد تقدّم .
( ومن أَلفاظ ) الجاهليّة في ( الطّلاق ) قال شيخنا : أَي الدّالّة عليه بالكنايَة
. لأَنّه لاَ يَلزم معَه إِلاّ بمقارنَة النِّيَّة ، كما عرف في الفروع : (
استَفْلِحِي بأَمْرِكِ ) ، أَي فُوزى به . وفي حديث ابن مسعود أَنّه قال : إِذا
قال الرجلُ لامرأَتهِ استفلِحِي بأَمْرِك ، فَقَبِلَتْه ، فواحدةٌ بائنة . قال
أَبو عُبَيْدَة : معناه اظفَرِي بأَمرِك ، واسْتَبِدِّي بأَمرك . قال شيخنا : وهو
مَرْوِيٌّ بالجيم أَيضاً . وقد تقدّمت الإِشارة في مَحلّه ، وبالوَجْهَيْن ضَبَطَه
البَيضَاويّ تَبَعَاً للزَّمَخْشَرِيّ ، عند قوله تعالى : { 7 . 002 اولئك هم
المفلحون } ( الأَعراف : 157 ) .
( والفَلاَحَة ، بالفتح ) ، وضبطَه صاحب اللسان بالكسر : ( الحِرَاثة ) ، وهي
حِرْفَة الأَكَّار .
( و ) يقال : فُلانٌ ( في رِجْلِه فُلُوحٌ ) ، بالضّمّ ، أَي ( شُقُوقٌ ) من
البَرد . ويُروَى بالجيم أَيضاً .
( و ) الفَلْحُ : الشَّقّ والقَطْع . قال الشاعر :
قد عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَنَّى الصَّحْصَحُ
إِنَّ ( الحَدِيدَ بالحَدِيدِ يُفْلَحُ
____________________
(7/28)
أَي يُشَقُّ ويُقْطَع ) . وأَورَد الأَزهريُّ هاذا البيتَ
شاهداً مع فَلَحْت الحَديدَ إِذا قَطَعْته .
( ومُفْلِح ) : كمحْسِن ، ( وكَسَحَاب وزُبَيرٍ وأَحْمَدَ أَسماءٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قَومٌ أَفلاحٌ : فائزُون ، قال ابن سيده : لا أَعرفُ له واحداً . وأَنشد :
بَادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ
وهَلْ يُثَمَّرُ أَفلاحٌ بأَفْلاحِ
أَي قَلَّمَا يُعْقِبُ السَّلفُ الصالحُ إِلاّ الخَلَفَ الصّالِحَ . وفي الحديث (
كلُّ قَومٍ على مَفْلَحةٍ من أَنفُسِهِم ) وهي مَفعَلَة من الفَلاَح ، وهو مِثْل
قوله تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } ( المؤمنون : 53 ) و (
الروم : 32 ) .
والفَلَحَة ، محرّكةً : مَوضِعُ الفَلَح وهو الشَّقُّ في الشَّفَة السُّفلَى . وفي
حديث كعْبٍ : ( المرأَةُ إِذا غابَ عنها : زَوْجُهَا تَفَلَّحَتْ وتنكَّبَتِ
الزِّينة ) أَي تَشقَّقتْ وتَقَشَّفَت . قال ابن الأَثير : قال الخَطّابيّ : أُراه
تَقَلَّحَت ، بالقاف ، من القَلَح وهو الصُّفرة الّتي تعلو الأَسنانَ .
وكان عنترةُ العَبْسِيّ يُلَقْب الفَلحاءَ ، لفَلَحَة كانت به ، وإِنّما ذَهبوا
إِلى تأْنِيث الشَّفة ، قال شُرَيحُ بنُ بُجَيرِ بنِ أَسْعَدَ التَّغلبيّ :
ولوْ أَنّ قَوْمِي قَوْمُ سَوْءِ أَذلّةٌ
لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ
وعَنْتَرَةُ الفلْحَاءُ جاءَ مُلأَمّاً
كأَنّهُ فِنْدٌ مِنْ عَمَايةَ أَسودُ
أَنَّثَ الصِّفَة لتأْنِيثِ الاسم . قال الشَّيخ ابن بَرّيّ : كان شُرَيْح قال
هاذه القَصِيدةَ بسَبب حرْبٍ كانت بينه وبين بني مُرّةَ بنِ فَزارة وَعَبْس .
والفِنْدُ القِطْعة العظيمةُ الشَّخْصِ من الجَبل . وعَمَايةُ : جَبلٌ عظيمٌ .
والمُلأَمُ : الذي قد لبِسَ لأْمَته وهي الدِّرْعُ . قال : وذكَرَ النحويّون أَن
تأْنيثَ الفَلحاءِ إِتباعٌ لتأْنيث لفْظ عنترَةَ . قال ابن منظور : ورأَيْتُ في
بعض حواشي نُسخ
____________________
(7/29)
الأُصول الّتي نَقلْت منها ما صُورته : في الجمهرة لابن
دريدٍ . عِصْيدٌ لقبُ حِصْنِ بن حُذَيفةَ أَو عُيينةَ بنِ حِصْن .
ورجلٌ مُتفلِّحُ الشَّفَةِ واليَدينِ والقَدَمَينِ : أَصابَه فيها تَشقُّقٌ من
البَردِ .
والفَيْلحَانيُّ : تِينٌ أْودُ يَلِي الطُّبَّارَ في الكِبَ ، وهو يَتقلَّع إِذا
بَلغَ ، شديدُ السّوادِ ، حكاه أَبو حنيفة . قال : وهو جَيِّدُ الزبيبِ . يعني
بالزَّبيب يابسَه .
فلدح : ( الفَلَنْدَحُ : الغَلِيظُ )
الثَّقِيلُ ، ولم يَذكره صاحبِ اللسان . ( و ) الفَلَنْدَح : ( والدُ حَضْرَمِيّ
المُشَجِّعِيّ ) ، على صيغة اسم الفاعل ، من شَجَّع تشجيعاً ، ( الشّاعر ) .
فلطح : ( فَلْطَحَ القُرْصَ : بَسَطَه
وَعَرَّضَه ) . وكلُّ شَيْءٍ عرَّضتَه فقد فَلْطَحتَه . وعن أَبي الفَرَج فَرْطَح
القُرْصَ وفَلْطَحه ، وأَنشد لرجل من بَلحارث بنِ كعْبٍ ، يَصف حَيّةً :
جُعِلَتْ لَهَازِمُه عِزِينَ ورأْسُه
الكفُرْص فُلْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ
وقد تقدّم هاذا البيتُ بعينه في فرطح بالرّاءِ ، وذكَرَه الأَزهريّ باللام .
وعن ابن الأَعْرَابيّ : رَغيفٌ مُفلْطَح . واسِعٌ ، وفي حديث القِيَامَةِ ( عليهِ
حَسكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لها شَوْكَةٌ عَقِيفَة ) . المُفَلْطَح : الذي فيه عِرَضٌ
واتِّسَاع .
( ورَأْس فِلْطَاحٌ ) ، بالكسر ، ( ومُفَلْطَح ) ، أَي ( عَريضٌ ) . ذكَرَ ابن
بَرّيّ في ترجمة فرطح قال : هاذا الحَرفُ أَعنِي قولَه مُفَلْطَح ، الصحيح فيه عند
المحقِّقِين من أَهل اللغة أَنّه مُفلْطح ، باللام .
وفي الخبر أَن الحسن البصريّ مرَّ على باب ابنِ هُبَيْرةَ وعليه القُرّاء ،
فسلَّمَ ثمّ قال : ما لِي أَراكم جُلوساً ، قد أَحفَيتُم شَوَارِبَكم ، وحَلَقتم
رُؤُوسَكم ، وقَصَّرْتم أَكمامَكم ،
____________________
(7/30)
وفَلطحْتُم نِعالكم ، فضختم القُرَّاءَ فَضَحَكم الله .
وفي حديث ابن مسعود : ( إِذا ضَنّوا عليه بالمُفَلْطَحَة ) ، قال الخَطّابيّ ، هي
الرُّقَاقة الّتي قد فُلطِحَت ، أَي بُسِطَت ، وقال غيره : هي الدّراهم ، ويُروَى
المُطَلْفَحة ، وقد تقدّم .
( وفِلْطَاحٌ : ع ) .
فلقح : ( فَلْقَحَ ) الرّجُلُ ( ما في
الإِنَاءِ ) ، إِذا ( شَرِبَه أَو أَكلَه أَجْمَعَ ) .
( وَرَجُل فَلْقَحِيٌّ ) ، إِذا كَان ( يَضْحَك في وُجوهِ النَّاس . و ) يقال
أَيضاً : فلانٌ ( يَتَفَلْقَحُ أَي يستبشر إِليهم ) . وهاذه المادة لم يذكرها ابن
منظُور في ( اللسان ) .
فنح : ( فَنَح الفَرَسُ من الماءِ ، كمَنَع :
شَرِبَ دونَ الرِّيّ ) . قال :
والأَخْذُ بالغَبُوق والصَّبُوحِ
مُبَرِّدٌ لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ
المِقْأَب : كَثيرُ الشُّرْب .
فنطح : ( فَنْطَحٌ ) . كجعفر ، ( اسمٌ ) ، وفي
بعض النُسخ بالضّمّ .
فوح : ( *!فَاحَ المِسْكُ ) *!يَفوح *!ويفِيح (
*!فَوْحاً *!وفُؤُوحاً *!وفَوَحَاناً ) ، محرّكةً ، ( *!وفَيْحاً *!وفَيَحاناً :
انْتَشَرَتْ رَائحتُه ) والمادّة واويّة ويائيّة ، *!والفَوْحُ وِجْدَانُك
الرِّيحَ الطَّيّبة . ( ولا يقال في ) الرّائحة ( الكَرِيهةِ ) ، على الصواب ، كما
في ( المصباحِ ) و ( الأَساس ) والنوادر . ( أَو عامٌّ ) في الرَّائحتين ، وهو
مَرجوحٌ . *!وفاح الطِّيبُ *!يَفوح *!فَوْحاً ، إِذا تَضوّع ، وقال الفرّاءُ :
*!فاحَتْ رِيحُه وفَاخَت بمعنًى . وقال أَبو زيد : *!الفَوْح من الرُّيح والفَوخ ،
إِذا كان لها صَوتٌ .
( و ) *!فاحَت ( القِدْرُ : غَلَتْ ) *!تَفِيحُ *!وتَفُوح ، وقد أَخرَجه مُخْرَج
التَّشْبِيه ، أَي كأَنّه نارُ جَهنَّمَ في حَرّها . ( *!وأَفحْتُها ) أَنا .
وذكره ابن منظور في الياءِ .
____________________
(7/31)
( و ) *!فاحَت ( الشَّجَّةُ ) *!تَفِيح *!فَيْحاً : ( نَفَحَتْ ) ، أَي قَذَفَتْ (
بالدَّمِ ) . وفي ( الأَساس ) : فارَت بالدَّم الكثير . وفاح الدَّمُ فَيْحاً
*!وفَيَحَاناً وهو *!فاحٍ : انْصَبَّ . ( *!وأَفاحَهُ : هَرَاقَه ) وسَفَكَه .
ودَمٌ *!مُفَاحٌ : سائلٌ ، قال أَبو حَرْبٍ الأَعْلَمُ ، وهو جاهليّ :
نحنُ قَتَلْنَا الملِكَ الجَحْجَاجَا
ولمْ نَدَعْ لِسارِحٍ مُرَاحَا
إِلاَّ دِبَاراً أَو دَماً *!مُفاحَا
( و ) *!الفَيْح *!والفَيَحُ : السَّعَة والانتشار . *!والأَفْيَح *!والفَيَّاح :
كلُّ موضعٍ واسعٍ ، يقال : ( بحرٌ *!أَفْيَحُ ) بَيَّنُ *!الفَيَحِ . وفي (
المصباح ) : وادٍ *!أَفْيَحُ ، على غير قياس . ( و ) بَحرٌ ( *!فيّاحٌ بَيِّنُ
*!الفَيَحِ : واسعٌ ) ، والفَعْل منه *!فاحَ *!يَفَاحُ *!فَيْحاً ، وقِيَاسه*!
فَيِحَ *!يَفْيَحُ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : ( وبَيتُهَا *!فَياحٌ ) ، أَي واسعٌ
، رواه أَبو عُبيد مشدّداً . وقال غيره : الصَّوَابُ التخفيفُ .
( و ) من المجاز : فاحَت الغارَةُ : اتَّسَعَت . ( *!فَيَاحِ كقَطَامِ اسمٌ
للغارَة . و ) كان يقال للغارَة في الجاهلِيّة ( *!-فِيحِى *!فيَاحِ ) ، وطالك إِذَا
دَفَعَت الخَيلُ المُغيرةُ فاتَّسَعَت . وقال شَمِرٌ : فِيحِى ( أَي اتَّسِعي )
عليهم وتفَرَّقِي . قال غَنِيّ بن مالك :
دَفعْنا الخَيْلَ شائلةً عليهمْ
وقُلْنا بالضُّحَى فِيحِى فَيَاحِ
____________________
(7/32)
وقال الأَزهريّ : قولهم للغَارَةِ ، فيحِى فَيَاحِ ، الغَارَةُ هِي الخَيْل
المُغيرَةُ تُصبِّح حَيًّا نازلين ، فإِذا أَغارَت على ناحيةٍ من الحيِّ تحرَّزَ
عُظْمُ الحيّ ولجئُوا إِلى وَزَرٍ يَلوذُونَ ، وإِذا اتَّسَعُوا وانتَشرُوا
أَحرزُوا الحَيَّ أَجْمَعَ . ومعنَى فِيحِى : انتشرِي أَيَّتها الخَيْلُ المغيرةُ
. وسَمَّاها فَيَاحِ لأَنّها جماعَةٌ مؤنّثة ، خَرجَت مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذامِ
وكَسَابِ .
( *!والفَيْحَاءُ : الوَاسِعَةُ من الدُّورِ ) والرِّيَاض . ( و ) *!الفَيْحَاءُ :
( حَسَاءٌ مُتَوْبَلٌ ) ، أَي حَسَاءٌ مع تَوَابِلَ .
( ) ومما يستدرك عليه في هذه المادة :
*!فَوْحُ الحَرِّ : شِدّةُ سُطُوعِه . *!وفَوْحُ الحَيْضِ : مُعْظَمه وأَوّلُه .
ومن شَجَعَات الأَساس : نَزلْنا في بُسْتانٍ تَناوَحت أَطيارُه *!وتَفاوحَتْ
أَنوارُه .
ومن المجاز : طَعْنةٌ *!فَيّاحةٌ . ورجلٌ *!فَيّاحٌ : فَيَّاضٌ نَفَّاحٌ كَثيرُ العَطَايا
.
وذَكرَه صاحب النهاية في الياءِ
فيح : ( *!الفَيْح *!والفُيُوحُ ) ، كقُعُود :
( خِصْبُ الرَّبِيعِ في سَعَةِ البِلاَدِ ) .
والجمْع *!فُيُوحٌ . قال :
تَرْعَى السَّحَابَ العَهْدَ *!والفُيُوحَا
قال الأَزهريّ : رواه ابنُ الأَعرابيّ والفُتوحا بالتّاءِ . والفَتْح والفُتُوح من
الأَمطارِ . قال : وهاذا هو الصحيح ، وقد ذُكِرَ في مكانه .
( و ) من المجاز : ( ناقةٌ *!فَيّاحَةٌ ) ، إِذا كَانَت ( ضَخمةَ الضَّرْعِ
غَزِيرةَ اللّبَنِ ) . قال :
قد تَمْنَحُ *!الفَيّاحَةَ الرَّفُودَا
تَحسِبُهَا حالبَةً صَعُودَا
( *!وفَيْحَانُ : ع ) كثيرُ الوُحوشِ
____________________
(7/33)
( في ديار بنِي سَعْد ) ، بين الحِجاز والشأْم ، فَعْلانُ
من *!الأَفْيَح : قال الرّاعِي :
أَو رَعْلَةٌ من قَطَا *!فَيْحَانَ حَلأَها
عَن ماءِ يَثْرِبَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
( *!وفَيْحَةُ ) : موضع ( في ديارِ مُزَينَةَ ) .
( *!وفَيْحُونةُ : اسمُ امرأَةٍ ) لها ذِكْرٌ .
( *!وأَفِحْ عنك من الظَّهِيرَةِ : أَبْرِدْ ) ، أَي أَقِمْ حتَّى يَسكُنَ عنك
النَّهارُ ويَبرد . وقال ابنُ الأَعرابيّ : يقال : أَرِقْ عنك من الظَّهِيرة ،
وأَهْرِقْ وأَهْرِىء ، وأَبِخْ وبخْبح وأَفِخ ، إِذا أَمرْتَه بالإِبراد ، قال ابن
سيده : وهي واويّة ويائيّة .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!فاحَ الحَرُّ *!يَفِيح *!فَيْحاً : سَطَعَ وهَاجَ . وفي الحديث : ( شِدّةُ
القَيْظ مِنْ فَيحُ جَهَنَّمَ ) وهو مَجازٌ ، واويّة ويائيّة ، وفي الأَساس أَنه
مأْخُوذ من فاحَت الشَّجَّةُ ، وعن أَبي زيد : يقال لو مَلَكتُ ( الدُّنيا )
لفَيَّحْتها في يومٍ ، أَي أَنفقْتها وفَرَّقْتها في يومٍ واحد .
2 ( فصل القاف ) مع الحاءِ المهملة ) 2
قبح : ( القُبْح ، بالضّمّ : ضِدّ الحُسْن ) ،
يكون في الصُّورة والفِعْل ، ( ويُفتح . قَبُحَ ككَرُمَ ) يَقْبُح ( قُبْحاً ) ،
بالضّمّ ، ( وقَبْحاً ) ، بالفتح ، ( وقُبَاحاً ) ، كغُرَاب ، ( وقُبُوحاً ) ،
كقعود ، ( وقَبَاحَةً ) ، كسَحَابَةٍ ، ( وقُبُوحَةً ) ، بالضَّمِّ . ( فهو قَبيحٌ
من ) قَوم ( قِبَاحٍ وقَبَاحَى و ) امرأَةٌ ( قَبْحَى وقبِيحةٌ مِن ) نِسوةٍ (
قَبَائحَ وقِبَاحٍ ) .
( وقَبحهُ اللَّهُ ) قَبْحاً وقُبُوحاً : أَقصَاه و ( نَحَّاه ) وباعَدَه ( عَن
الخَيْر ) كلَّه ، كقُبُوحِ الكَلْبِ والخنْزير . قاله أَبو زيد . وفي القرآنِ {
وَيَوْمَ
____________________
(7/34)
القِيَامَةِ هُمْ مّنَ الْمَقْبُوحِينَ } ( القصص : 42 )
أَي المبَعدينَ عن كلِّ خَيْر . وعن ابن عبّاس : أَي من ذَوِي صُوَرٍ قبِيحةٍ . (
فهو مَقْبُوحٌ ) . وقال ابن سِيدَه : المقبوح : الذي يُرَدّ ويَخسأُ . والمنبوح :
الذي يُضْرَب لهُ مثَلُ الكَلْبِ ، ورُوِيَ عن عَمَّار أَنّه قال لرَجلٍ نالَ
بِحضْرته من عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها : ( اسكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً
مَنبوحاً ) ، أَراد هاذا المعنَى .
( و ) قَبَحَ ( البَثْرةَ : فَضَخَها ) ، بالخاءِ المعجمة ، ( حتَّى يَخْرُجَ
قَيْحُهَا ) ، وفي ( الأَساسِ ) : عَصَرهَا قبْلَ نُضْجِهَا ، وعن ابن
الأَعرْرابيّ : يقال : قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقبَحْه . العُرُّ : البَثْرَة ،
واسْتِكْمَاتُه : اقترابُه للانفِقَارِ .
( و ) قَبَحَ ( البَيْضَةَ : كَسَرهَا ) . وكلُّ شيْءٍ كسَرْتَه فقد قَبَحْته .
( و ) قالوا : ( قُبْحاً له وشُقْحاً ) ، بالضّمّ فيهما ، وقَبْحاً له وشَقْحاً ،
وهاذا إِتباعٌ . وسيأْتي ( في شقح ) قريباً إِن شاءَ الله تعالى .
( وأَقبَحَ ) فلانٌ : ( أَتَى بقَبيح ) .
( واستَنْبَحه ) : رآه قبيحاً ، وهو ( ضدُّ استحسَنه ) .
( و ) قَبّح له وَجْهَه : أَنكرَ عليه ما عَمِلَ . و ( قَبَّحَ عليه فِعْلَه
تَقبِيحاً ) ، إِذا ( بَيَّنَ قُبْحَه ) . وفي حديث أُمّ زَرْع ( فَعِنده أَقول
فلا أُقَبَّح ) ، أَي لا يردّ عليَّ قَولي لميْلِه إِليّ وكَرامتِي عليه .
( و ) في ( التهذيب ) : ( القَبِيح : طَرَفُ عَظْمِ ) المِرْفَقِ ، والإِبرةُ :
عُظَيمٌ آخَرُ رَأَسُه كبيرٌ وبَقيَّتهُ دَقِيقٌ مُلزّز بالقَبيح ، وقال غيرُه :
القَبِيحُ طَرَفُ عَظْمِ ( العَضُدِ ممّا يَلِي المِرْفَقَ ) ، والذي يلِي
المنْكِبَ يُسَمَّى الحَسَنَ ، لِكثرةِ لَحْمِه . وقال الفَرّاءُ : أَسفلُ
العَضُدِ القبيحُ ، وأَعلاهَا الحَسَنُ . وفي ( الأَساس ) : ضَرَبَ حَسَنَه
وقَبِيحَه . وقيل : القَبِيحانِ الطّرَفانِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ في رُؤُوس
الذِّرَاعينِ . ويقال لطَرفِ الذرّاع الإِبرةُ . ( أَو ) القَبيحُ
____________________
(7/35)
( مُلتَقَى السَّاقِ والفَخِذ ) ؛ وهما قَبِيحانِ ، قال
أَبو النَّجم :
حيث تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا
( كالقَبَاحِ كسَحاب ) ، وقال أَبو عُبيد : يقال لعَظْم السَّاعدِ ممّا يلِي
النِّصفَ منه إِلى المِرْفَق : ك 2 سْرُ قَبيحٍ قال :
ولوْ كُنتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ
ولو كُنْتَ كِسْراً كنتَ كِسْر قَبِيحِ
وإِنّمَا هجاه بذالك لأَنّه أَقلُّ العِظامِ مُشَاشاً ، وهو أَشرعُ العِظامِ
انكساراً ، وهو لا يَنجبِر أَبداً . وقوله كسْر قبيحٍ ، هو من إِضافة الشيّءِ إِلى
نفْسه ، لأَنّ ذالك العظْم يقال له كِسْر .
( و ) القُبَّاحُ ( كرُمَّان : الدُّبُّ ) الهَرِم .
( و ) في النوادر : ( المُقَابحَة ) والمُكَابَحةُ : ( المُشَاتمة ) .
( و ) في الأَساس : ( ناقَةٌ قَبيحةُ الشُّخْبِ ) ، أَي ( واسِعَةُ الإِحليل ) .
( وقَبْحَانُ ، بالفَتْح : مَحَلَّة بالبَصْرَة ) قريبةٌ من سُوقِهَا الكبير .
( ) ومما يستدرك عليه :
قَبحه الله : صَيَّرَه قَبيحاً ، قال الحُطيئةُ .
أَرَى لكَ وَجْهاً قَبَّحَ اللَّهُ شَخْصَه
فقُبِّحَ مِن وَجْهٍ وقُبِّحَ حاملُه
وعن أَبي عَمرٍ و : قبَحْت له وَجْهَه ، مخفّفةً ، والمعنَى : قلت له : قَبَحَهُ
اللَّهُ ، من القَبْحِ وهو الإِبعادُ . وفي الحديث : ( لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ )
، معناه لا تَقُولوا إِنّه قَبيح ، فإِنّ الله صَوَّره ، وحكَى اللِّحْيَانيّ :
اقبُحْ إِن كُنْت قابحاً . وإِنّه لقَبيحٌ ، وما هُو بقابحٍ فوق ما قبح . قال :
وكذالك يفعلون في هاذه الحروف إِذا أَرادَت افعَلْ ذاك إِن كنت تريد أَن تفعل .
وفي حديث أَبي هُريرة : ( إِنْ مُنِعَ قَبَّحَ وكَلَحَ ) أَي قال له : قَبَحَ
اللَّهُ وَجهَكَ . والعرب تقول : قَبَحَه اللَّهُ وأُمًّا زَمَعتْ به . أَي
أَبْعَده اللَّهُ وأَبْعدَ والِدَتَه .
____________________
(7/36)
والمَقَابح : ما يُسْتَقْبَح من الأَخْلاق . والمَمَادِح : ما يُسْتَحسَن منها .
قحح : ( *!القُحُّ ، بالضَّمّ : الخالِصُ من
اللُّؤْمِ والكَرَمِ و ) من ( كلّ شيْءٍ ) ، كأَنّه خالِصٌ فيه . قال :
لا أَبتغى سَيْبَ اللَّئيم القُحِّ
يَاكدُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ
يَحكِي سُعَالَ الشَّرِقِ الأَبحِّ
( و ) القُحّ ، أَيضاً : ( الجَافِي في النّاس وغيرهم ) ، وهاذا قَول اللَّيث . (
و ) من ذالك ( البِطّيخ النِّيءُ ) الذي لم يَنضَجْ ، يقال له *!قُحٌّ . وقيل :
القُحّ البِطِّيخ آخِرَ ما يَكون . ( وقد *!قَحَّ ) *!يَقُحّ ( *!قُحوحَةً ) ،
بالضّمّ . قال الأَزهريّ : أَخطأَ الَّليث في تفسير الفُحّ وفي قوله للبِطّيخَة
التي لت تَنضَج إِنّها *!لقُحٌّ ، وهاذا تصحيفٌ . قال : وصوابه الفِجُّ بالفَاءِ
والجيم ، يقال ذالك لكلِّ ثَمَرٍ لم يَنْضَجْ .
( وأَعْرَابيٌّ *!قُحٌّ *!وقُحَاحٌ ، بضمّهمَا ) : مَحْضٌ خالصٌ ، وقيل : هو الّذي
لم يَدْخُل الأَمصارَ ولم يَختلِط بأَهلِهَا . وقد وَرَدَ في الحديث : ( وعَرَبيّة
*!قُحّة ) . وقال ابن دُرَيْد : قُحٌّ : مَحْضٌ ، فلم يَخُصَّ أَعرابِيًّا من
غيرِه ، وأَعرَابٌ *!أَقحاحٌ ، والأُنثَى قُحَّةٌ . وعَبدٌ قُحٌّ : مَحْضٌ خالصٌ ،
( بَيّن *!القَحَاحَةِ *!والقُحُوحةِ ) ، خالصُ العُبُوديّة . وقالوا : عَربيٌّ
كُحٌّ وعَرِبيّة كُحّةٌ ، الكاف في كُحَ بدلٌ من القاف في قُحَ ، لقولهم : أَقحاحٌ
، ولم يقولوا : أَكحاح . يقال : فلانٌ من *!قُحِّ العَرب وكُحِّهم ، أَي من
صَمِيمهم ، قال ذالك ابن السِّكِّيت وغيره .
( *!وقُحَاحٌ الأَمرِ ، بالضّمّ : فَصُّه وخالِصُه وأَصلُه ) ، وهاذا عن كُرَاع .
يقال : صار إِلى *!قُحَاحِ الأَمْر ، أَي أَصلِه وخالِصه . ولأَضطَرَّنَّك إِلى
*!قُحَاحِك ، أَي إِلى جَهْدك . وحكَى الأَزهريُّ عن ابن الأَعرابيّ :
لأَضطَرَّنّك إِلى قُحَاحِك أَي إِلى أَصْلك . وقال ابن بُزُرْج : واللَّهِ لقد
وَقَعتُ *!بقُحَاح
____________________
(7/37)
قُرِّك ، ووَقَعْتُ بقُرِّك ، وهو أَن يَعلم عِلْمَه كُلَّه
ولا يَخْفَى عليه شيءٌ منه .
( *!والقَحْقَحَة : تَردُّد الصَّوْتِ في الحَلْق ) ، وهو شَبيهٌ بالبُحَّة . (
وضَحِكُ القِرْدِ ) يقال له *!القَحْقَحَةُ ، وصَوتُه الخَنْخَنَةُ .
( *!والقُحْقُح ، بالضّمّ : العَظْمُ المُطِيف ) ، أَي المُحيط ( بالدُّبُرِ ) ،
وقيل هو ما أَحاطَ بالخَوْرَانِ . وقيل : هو مُلْتَقَى الوَرِكَيْن من باطنٍ ،
وقيل هو داخل بين الوَرِكَيْن وهو مُطِيف بالخَوْرانِ ، والخَورَانُ بينَ
*!القُحْقُحِ والعُصْعُص ، وقيل : هو أَسْفَلُ العَجْبِ في طِبَاقِ الوَرِكَيْن
فوقَ القَبّ شيئاً .
وفي ( التهذيب ) *!القُحْقُح ليس من طَرَفِ الصُّلْب في شَيْءٍ ، ومُلْتَقَاه من
ظاهرِ العُصْعُص . قال : وأَعلَى العُصْعُص العَجْبُ ، وأَسفلُه الذَّنَب ، وقيل :
القُحْقُحُ : مُجْتَمع الوَركينِ ، والعُصْعُصُ طَرَفُ الصُّلْبِ الباطِنُ ،
وطَرَفُه الظَّاهرُ العَجْبُ . والخَوْنُ هو الدُّبُر .
( و ) القُحْقُح : ( ع ) .
( وقَرَبٌ ) محرّكَةً ( قَحْقَاحٌ ومُقَحْقَحٌ : شَديدٌ ) .
( *!والقَحِيح فوقَ العَبِّ والجَرْعِ ) ، ومثله في ( اللسان ) .
قدح : ( القِدْحُ ، بالكسر : السَّهْمُ قَبْلَ
أَنْ يُرَاشَ ويُنْصَلَ ) . وقال أَبو حنيفة : القدْح : العُودُ إِذا بَلَغَ
فَشُذِّب عنه الغُصْنُ وقُطِع على مِقدارِ النَّبْل الذي يُراد من الطُّول
والقِصَر . وقال الأَزهريّ : القِدْح قِدْحُ السَّهْمِ . و ( ج قِدَاحٌ ) ، بالكسر
. ( و ) قِدْحُ المَيْسرِ ، والجمع ( أَقْدُحٌ ) وأَقْدَاحٌ ( وأَقَادِيحُ ) ،
الأَخيرة جمْعُ الجمْعِ . قال أَبو ذُؤيبٍ يَصِف إِبلاً :
أَمّا أُولاتُ الذُّرَى منْها فعاصِبةٌ
تَجُول بينَ مَنَاقِيهَا الأَقَادِيحُ
والكَثِير قِدَاحٌ .
وفي حديثِ أَبي رافعٍ : ( كُنْتُ
____________________
(7/38)
أَعمل الأَقدَاحَ ) أَي السِّهَامَ التي كانُوا يَستقسمون
أَو الذي يُرمَى به عن القَوْس ، وقيل هو جَمْع قَدَحٍ وهو الذي يُؤكَل فيه .
وفي خديث آخَرَ : ( أَنّه كان يُسَوِّى الصُّفوفَ حَتّى يَدَعَهَا مثلَ القِدْحِ
أَو الرَّقِيم ) أَي مثْل السَّهْمِ أَو سَطْرِ الكِتابة .
وفي حديث أَبي هُريرَة : ( فشَرِبْتُ حَتّى اسْتَوَى بَطْنِى فصَارَ كالقِدْحِ ) ،
أَي انتصبَ بما حَصلَ فيه من اللَّبَنِ وصار كالسَّهْم بعد أَن كان لَصِقَ بظَهْره
من الخُلُوِّ .
( و ) القَدَح ( فَرسٌ لَغِنِيِّ ) بن أَعْصُر .
( و ) القَدَحُ ، ( بالتحريك : آنيَةٌ ) للشُّرْب معروفَة . قال أَبو عُبيد : (
تُروِى الرَّجُلَين ) وليس لذالك وَقتٌ ، ( أَو ) هو ( اسمٌ يَجمَع الصِّغَارَ
والكِبَارَ ) منها ، ( ج أَقداحٌ . ومُتَّخِذُهُ قَدَّاحٌ ، وصَنَعْته القِدَاحةُ
) .
( وقَدَحَ فيه ) ، أَي في نَسَبِهِ ( كَمَنَعَ ) ، إِذا ( طَعَنَ ) ، وهو مَجَاز .
ومنه قول الجُلَيح يهجو الشَّمَّاخَ :
أَشَمّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِك واقْتصِدْ
فأَنْتَ امرُؤٌ زَنْدَاكَ للمُتقادِحِ
أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَبَ يَصِحّ معناه ، فأَنْتَ مثْل زَنْدٍ من شَجَرٍ
مُتقادِحٍ ، أَي رِخْو العِيدَانِ ضَعِيفِها إِذَا حَرَّكتْه الرّيحُ حَكَّ بعضُه
بعْضاً فالْتهبَ ناراً ، فإِذا قُدِحَ به لمنْفَعة لم يُورِ شَيئاً .
وقَدَحَ في عِرْضِ أَخيه يَقْدَح قدْحاً : عابَه . ( و ) قدَحَ ( في القِدْح )
يَقْدَح ، وذالك إِيذا ( خَرَقَه ) ، أَي السَّهمَ بسِنْخ النَّصْلِ ، وذلكَ
الخَرْقُ هو المَقْدَح . ( و ) قَدَحَ ( بالزَّنْدِ ) يَقْدَحُ قَدْحاً ( رام
الإِيراءَ به ، كاقتَدَحَ ) اقتداحاً .
( والمِقْدَحُ ) ، بالكسر ، ( والقَدّاح ) ككَتّان ، ( والمِقْدَاحُ ) ،
والمِقْدَحَة ، كلُّه ( حَدِيدَتُه ) التي يُقْدَحُ بها ، ( و )
____________________
(7/39)
قيل : ( القَدّاحُ والقَدّاحة : حَجَرُه ) الذي يُقدَح به
النّارُ ، وقال الأَزهريّ : القَدّاح : الحَجر الذي يُورَى منه النّار . والقَدْحُ
: قَدْحُك بالزَّنْدِ وبالقَدّاح لتُورِيَ . وعن الأَصمعيّ : يقال للّذي يُضرَب
فتَخْرُج منه النّارُ : قَدَّاحة .
( و ) في مَثلٍ : ( سَتَأْتِيكَ بما في قَعْرِهَا المِقْدَحة ) ، أَي يَظهر لك ما
أَنت عَمٍ عنه . ( المِقْدَحُ ) والمِقْدحة ( : المِغْرَفة ) . وقال جرير :
إِذا قِدْرُنَا يوماً عن النّار أُنزِلتْ
لنَا مِقْدحٌ منها وللجار مِقْدَحُ
( والقَدْحُ والقادِحُ : إِكَالٌ يَقه في الشّجرِ والأَسنانِ ) . والقَادِحُ :
العَفَن ، وكلاهما صِفةٌ غالبةٌ . قال الأَصمعيّ : يقال وَقَع القَادَحُ في
خعشَبَةِ بَيتِه ، يعنِي الآكِل ، وقد قُدِحَ في السِّنّ والشّجرة وقُدِحَا
قَدْحاً . وقَدَحَ الدُّودُ في الأَسنانِ والشّجَرِ قدْحاً ، وهو تأَكُّلٌ يَقه
فيه .
( و ) القادح : ( الصَّدْعُ في العُودِ ) ، والسَّوادُ الّذي يَظهر في الأَسنان ،
قال جَميل :
رَمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى
وفي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوَادِحِ
ويقال : عُودٌ قد قُدِحَ فيه ، إِذا وَقَعَ فيهِ القادحُ . ( والقادِحَة :
الدُّودة ) الّتي تَأْكل السِّنَّ والشَّجَرَ ، تقول : قد أَسرعَتْ في أَسنانه
القَوادِحُ .
( و ) القُدْحَة ، بالضَّمّ : ما اقتُدِحَ ، يقال ، أَعطِني ( قُدْحَة من المَرَق
) ، أَي ( غُرْفَة منه ) ، وبالفَتْح المَرّة الواحدةُ من الفعْل .
( و ) من المجاز : هو أَطْيَشُ من ( القَدُوح ) ، كصَبور ، هو ( الذُّبَاب ،
كالأَقْدَحِ ) . قال الشاعر :
ولأَنتَ أَطْيشُ حين تَغْدُو سَادراً
رَعِشَ الجَنَانِ من القَدُوحِ الأَقدَحِ
____________________
(7/40)
وكلُّ ذبابٍ أَقْدَحُ ، ولا تراهُ إِلاّ وكأَنّه يَقْدح بيديه ، كما قال عَنترةُ :
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ
قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ
( و ) القَدْوح أَيضاً : ( الرَّكِيُّ تُغْرَف ) وفي نسخة : تُغتَرف ( باليَد ) .
وفي ( الأَساس ) : بِئرٌ قَدُوحٌ : لا يُؤخَذ ماؤها إِلاّ غُرْفَةً .
( والقَدِيحُ : المَرَق ، أَو ما يَبْقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَف بجَهْدٍ ) .
وفي حديث أُمّ زرع ( تَقْدَحُ قِدْراً وتَنصِب أُخرَى ) أَي تَغرِف . يقال قَدَحَ
القِدْرَ إِذا غَرَفَ ما فيها . وقَدَحَ ما في أَسفلِ القِدْر يَقْدَحه قَدْحاً
فهو مَقدوحٌ وقَدِيح ، إِذا غَرَفه بجَهْد . قال النّابغة الذُّبيانيّ :
يَظَلُّ الإِمَاءُ يَبْتدِرْن قَدِيحَها
كما ابتدرَتْ كَلْبٌ مِيَاهَ قُراقر
وقبله :
بقيّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُرِثتْ
لآلِ الجُلاَحِ كابِراً بعد كابِر
ورواه أَبو عُبيد : ( كما ابتَدَرَتْ سَعْدٌ ) . وقُرَاقِرُ هو لسَعْدِ هُذَيْمٍ
وليس لكَلْبٍ .
( و ) من المجاز : ( التَّقْدِيح : تَضْمِيرُ الفَرَسِ ) ، وقد قَدَّحَه :
ضَمَّرَه . وخَيلٌ مُقَدَّحَةٌ على صيغة اسم المفعول : ضامرةٌ كَأَنَّهَا ضُمِّرَت
، فُعِلَ ذالك بها . ( و ) التّقديح : ( غُؤُورُ العَيْنِ ، كالقَدْح ) ، يقال
قَدَحَتْ عَينُه وقَدَّحَتْ : غَارَتْ ، فهي مُقدِّحةٌ . وخَيلٌ مُقدَّحَة :
غائرةُ العُيُون .
( والقِدْحَة ، بِالكسر : ) مشتقّ ( من اقتداحِ النّاس ) بالزَّند ، قاله
اللَّيْثِ ( و ) القَدْحَةُ ( بالفَتْح للمَرَّة ) الوَاحِدَةِ من الفَعْلِ ، (
ومنه ) في الحديث : ( لو شَاءَ اللَّهُ لجَعَلَ لِلنّاسِ قَدْحَةَ ظُلمَةٍ كما
جَعلَ لَهُم قَدْحَةَ نُورٍ ) . ( والقدّاح ، ككَتّانِ ) : نَوْرُ النَّبَاتِ
____________________
(7/41)
قبْلَ أَن يَتَفَتَّح ، اسمٌ كالقَذَّاف . وقيل : هي (
أَطرافُ النَّبْتِ ) من الوَرقِ ( الغَضّ . و ) قال الأَزهريّ : القَدَّاحُ : ( :
أَرْآدٌ ) جمع رِئْد ، وهو فَرْخُ الشجَر ، كما سيأْتي ( رَخْصَةٌ ) ، أَي ناعِمة
، ( من الفِصْفِصة ) ، عِراقِيّة . والواحدَة قَدّاحةٌ .
( و ) القَدّاح ( : ع في دِيَار ) بني ( تَميم ) .
( واقتدح المَرَقَ و ) قَدَحه : ( غَرَفَه ) بالمِقْدَحة . ( و ) اقتدَح (
الأَمْرَ : دَبَّرَه ) ونَظَرَ فِيه ، ( والاسمُ القِدْحَة ، بالكسر ) ، قال
عَمرُو بنُ العاصِ :
يا قَاتَلَ اللَّهُ وَرْدَاناً وقَدْحَتَه
أَبْدَى لَعمرُكَ ما في النَّفْسِ وَرْدَانُ
وَرْدَانُ : غُلامٌ لعَمْرو بن العاص ، استشاره في أَمر عليّ رضي الله عنه وأَمْرِ
معاوِيَةَ إِلى يَذهَب ، فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفْسه ، وقال له : الآخِرةُ
مع عليّ والدُّنيا مع مُعاويَة ، وما أَراك تَخْتَار عَلَى الدُّنيا ، فقالَ عَمرٌ
و هاذا البَيتَ ، ومَنْ رواه : ( وقَدْحَتَه ) ، أَراد به مَرّةً واحدةً . وقال
ابن الأَثير في شَرْحه : القِدْحَة : اسمُ الضَّرْبِ بالمِقْدَحَة ، والقَدْحَةُ
المَرّةُ . ضَرَبَهَا مَثلاً لاستخراجه بالنَّظَر حقيقةَ الأَمر .
( وذُو مُقَيْدِحَانَ ابن أَلْهَانَ : قَيْلٌ ) من الأَقْيَال الْحِمْيَريّةِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
ومن أَمثالهم ( اقْدَحْ بدِفْلَى في مَرْخ ) يُضرَب للرّجل الأَديب الأَريب ، قاله
أَبو زَيد . قال الأَزهَريّ : وزِنَادُ الدِّفلَي والمَرْخِ قال الأَزهَريّ :
وزِنَادُ الدِّفلَى والمَرْخِ كثيرةُ النّارِ لا تَصْلِد . وقَدَحَ الشَّيْءُ في
صدْرِي أَثّرَ ، من ذالك . وفي حديث عليّ كرَّم الله وَجهَه : ( يَقْدَح الشَّكُّ
في قَلْبه بأَوّلِ عارِضَة من شُبْهَة ) . وهو من ذالك . ويقال في مَثلٍ : (
صَدَقني وَسْمَ قِدْحِه ) أَي قال الحقّ ، قاله أَبو زيد . ويقولون : ( أَبْصِرْ
وَسْمَ قِدْحك ) ، أَي اعْرِفْ نَفسَك ، وأَنشد :
ولاكنْ رَهْطُ أُمِّك من شُتَيمٍ
وَسْمَ قِدْحِكَ في القِدَاحِ
____________________
(7/42)
ومن المجاز : قَدَحَ في سَاقِ أَخيه ، إِذَا غَشَّه وعَمِلَ في شَيْءٍ يكرهُه .
رَوَى الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ : تقول : فُلانٌ يفُتُّ في عَضُد فلانٍ
ويَقْدَح في سَاقه ، قال : والعَضُد : أَهلُ بَيته . وساقُه : نَفْسُه . قال
الزِّمَخْشَرِيّ : وهو مستعارٌ من وُقُوعِ القَوَادِحِ في ساقِ الشَّجَرَة .
وقُدُوحُ الرَّحْلِ : عِيدانُه ، لا واحدَ لها . قال بِشرُ بن أَبي خازم : لها
قَرَدٌ كجَثْوِ النّمل جَعْدٌ
تَعَضُّ بها العَراقِي والقُدُوحُ
وفي الحديث : ( لا تَجْعَلُوني كقَدَح الرَّاكبِ ) أَي لا تُؤخِّروني في الذِّكْر
، لأَنّ الراكب يُعَلِّق قَدَحَه في آخرِ رَحْلِه عند فَراغه مِن تَرْحالِه
ويجعُله خلْفه ، كما قال حَسّان :
كما نِيطَ خَلْفَ الرَّاكبِ القَدَحُ الفَرْدُ
وقَدَحْتُ العَيْنَ ، إِذا أَخرَجْت منها الماءَ الفاسِدَ . وقحَ خِتَامَ
الخابِيَة قَدْحاً : فَضَّهُ ، قال لبيد :
أَغلى السِّبَاءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ
أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُها
وفي المثل : ( هاذا ماءٌ لا يَنَام قادِحُ ) إِذا وُصِف بالقلَّة .
ومن المجاز : قادَحَه : ناظَرَه ، وتَقادَحَا ، وجَرَتْ بَيْنَهُمَا مُقادَحةٌ :
مُقاذَعَةٌ ، من القَدْح بمعنَى الطَّعن . ومن الأَمثال : ( أَضِيءْ لي أَقدَحْ لك
) ، أَي كُنْ لي أَكُنْ لك .
وفي ( المضاف ) للثعالبيّ : قِدْحُ ابن مُقْبِلٍ يُضْرَب مَثلاً في حُسْن الأَثر .
ودارة القَدّاح : موضع ، عن كُراع ، وهو من دِيارِ تميم ، وسيأْتي .
قذح : ( قَاذَحَهُ : شاتَمَه ) وقَابَحَه ، قال
الأَزهريّ خاصّةً : قال ابن الفَرَج : سمعت خَليفةَ الحُصَينيّ قال : يقال :
____________________
(7/43)
المُقَاذَحة والمُقاذَعة : المُشَاتمة .
( و ) يقال ( تَقَذّحَ له بشَرَ ) ، إِذا ( تَشَرَّرَ ) ، وسيأْتي .
قرح : ( القَرْحُ ) ، بالفتحِ ( ويضمّ ) لغتان
( : عَضُّ السِّلاحِ ونَحوِه ) مما يَجْرَحُ البَدَنَ و ( ممّا يَخْرُجُ ،
بالبَدَن . أَو ) القَرْح ( بالفَتْح : الآثَارُ وبالضّم ، الأَلَمُ ) ، يقال : به
قُرْح من قَرْح ، أَي أَلَمٌ من جِراحَةٍ ، وقالَ يعقوب : كأَنّ القَرْح الجِرَاحَاتُ
بأَعْيَانها وكأَنّ القُرْحَ أَلَمُها ، وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى : { 7 . 003
ان يمسسكم قرح } ( آل عمران : 140 ) و ( قُرْح ) قال : وأَكثَرُ القرّاءِ على فَتح
القافِ ، قال : وهو مِثْل الجَهْد والجُهْد ، والوَجْد والوُجْد . وفي حديثِ
أُحُدٍ : { 7 . 003 من بعد ما اءَصابهم القرح } ( آل عمران : 172 ) وهو بالفَتْح
والضَّم : الجرْحُ ، وقيل هو بالضمّ الاسمُ ، وبالفَتْح المصدَر . أَرادَ ما
نَالَهُم من القَتْل والهَزيمةِ يومئذٍ .
( و ) قَرَحَ ( كمَنَع : جَرَحَ ) ، يَقْرَحُه قَرْحاً . وقيل : سُمِّيَت
الجِرَاحاتُ قَرْحاً بالمصدر ، قاله الزّجّاج .
( و ) قَرِحَ جِلْدُ الرجُلِ ، ( كَسَمِعَ : خَرَجَت به القُرُوحُ ) يَقرَح
قَرَحاً فه قَرِيحٌ .
( والقَرِيح : الجَرِيحُ ) ، مِن قَومٍ قَرْحَى وقَرَاحَى وقد قَرَحَه ، إِذا
جَرَحَه . وفي حديث جابرٍ ( كنا نَخْتَبط بقِسِيِّنا ونأَكُل حتّى قَرِحَتْ
أَشداقُنا ) ، أَي تَجرَّحَتْ من أَكْل الخَبَط . قال قال المُتنَخِّل الهذَلي :
لا يُسْلِمُون قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ
يَوْمَ اللِّقَاءِ ولا يُشْوُونَ مَن قَرَحُوا
قال ابن بَرّيّ : معناه لا يُسْلِمون من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ، و ( لا يُشوُون
من قَرَحوا ، أَي ) ولا يُخطِئون في رَمْيِ أَعدائِهم .
____________________
(7/44)
( والمقروح : مَن به قُرُوحٌ ) .
والقَرْحَة واحدةُ القَرْحِ والقُرُوحِ . ( والقَرْحُ ) أَيضاً ( : البَثْر ) ،
بفتح فسكون ، ( إِذَا تَرامَى إِلى فَسادٍ . و ) قال اللّيْث : القَرْح ( : جَرَبٌ
شَدِيدٌ يُهْلِكُ ) ، ونصّ عبارة اللّيث : يَأَخُذُ ( الفُصْلاَنَ ) ، بالضّم ،
جمع فَصِيل ، أَي فلا تَكاد تَنجو . وفَصِيلٌ مَقروح . قال أَبو النَّجم :
يَحْكى الفَصِيلَ القَارِحَ المَقْرُوحَا
( وأَقْرَحُوا : أَصابَ ) مَواشِيَهم أَو ( إِبلَهم ذالك ) ، أَي القَرْحُ .
وقَرِحَ قَلْبُ الرَّجلِ من الحزنِ ، ( وأَقرَحَه اللَّهُ ) ، قال الأَزهَرِيّ :
الذي قَالَه الليث من أَنّ القَرْحَ جَرَبٌ شديدٌ يأْخُذ الفُصْلانَ غِلطٌ ، إِنما
القَرْحَة داءٌ يأْخُذ البَعير فيَهْدَل مِشْفرُه منه . قالَ البَعيث :
ونَحْنُ مَنَعْنَا بالكُلاَبِ نساءَنا
بضَرْبٍ كأَفْوَاهِ المُقَرِّحةِ الهُدْلِ
وقْرِحَ البعيرُ فهوَ مَقْرُوح وقَرِيح ، إِذا أَصابَتْه القَرْحة ، وقَرَّحت
الإِبلُ فهي مُقرِّحَة ، والقَرْحَة ليست من الجَرب في شيْءٍ ، وسيأْتي لذالك
بقيّة .
( و ) في ( التهذيب ) : ( القُرْحَة بالضَّمّ ) الغُرَّة في وَسطِ الجَبَةِ ، و (
في وَجْهِ الفَرَسِ ) ما ( دونَ الغُرّة ) . وقيل : القُرْحَة : كلُّ بياضٍ يكون
في وَجْهِ الفرَس ثم يَنقطِع قبلَ أَن يَبلُغَ المَرْسِنَ ، وتُنْسَب القُرْة إِلى
خِلْقَتِها في الاستِدارةِ ، والتّثليثِ والتربِيع ، والاستِطالَة والقِلّة ، وقيل
: إِذا صَغُرَت الغُرّةُ فهي القُرْحَة ، وأَنشد الأَزهريّ :
تُبارِي قُرْحَةً مِثلَ الْ
وَتيرةِ لم تَكُن مَغْدَا
يَصف فَرساً أُنثَى . والوتيرة : الحَلْقَة الصّغِيرَةُ يُتعلَّم عليها الطَّعْنُ
والرَّمْيُ . والمَغْد : النَّتْف . أَخبرَ أَنّ قُرْحَتَهَا جِبِلَّةٌ لَم تَحدُث
عن عِلاَجِ نَتْفٍ ، وقَالَ أَبو عُبَيْدة الغُرّة ما فوق الدِّرهم ، والقُرْحة
قَدْرُ الدِّرهم فما دُونَه . وقال النَّضْر :
____________________
(7/45)
القُرْحَة بين عَيْنَي الفَرِس مثلُ الدِّرهم الصغِير . وما
كان أَقرَحَ ولقد قَرِحَ يَقرَحُ قَرَحاً .
( و ) من المجاز ( رَوْضَةٌ قَرْحَاءُ : فيها ) ، أَي في وَسطها ( نُوّارَةٌ
بَيْضَاءُ ) ، قال ذُو الرُّمَّة يَصف رَوضةً .
حَوّاءُ قَرْحَاءُ أَشراطِيّة وَكفَتْ
فيها الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَراعيمُ
وقيل القَرحاءُ : التي بَدَا نَبْنُهَا .
( والقُرْحَانُ ، بالضّمّ : ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ ) بِيضٌ صغَارٌ ذَوَاتُ رُؤُوسٍ
كرُؤُوس الفُطْرِ ، قال أَبو النّجم .
أَوْقَر الطَّهرَ إِليَّ الجَانِي
مِنْ كَمْأَةٍ حُمْرٍ ومن قُرْحَانِ
( الوَاحِدُ أَقْرَحُ أَو قُرْحَانَةٌ . ( و ) القُرْحَانُ ( من الإِبل : ما لم
يَجْرَبْ ) أَي لم يُصِبْه جَرَبٌ ( قطّ . و ) القُرْحَان ( من الصِّبْيَة : مَنْ
لم يُجَدَّرْ ) ، أَي لم يَمسَّه القَرْحُ ، وهو الجُدَرِيّ ، وكأَنّه الخالِصُ من
ذالك ، ( الواحد ) والاثنان ( والجميع ) والمذكّر والمؤنّث ( سَواءٌ ) ، إِبلٌ
قُرْحَانٌ ، وصَبيٌّ قُرْحَانٌ ، ( وفي حديث ) أَمير المؤمنين ( عُمَرَ رضي الله
عنه ) ( أَنّ أَصحَابَ رسُول الله صلى الله عليه وسلمقَدِمُوا معه الشّامَ وبها
الطّاعُونُ ، وقيل له : إِنَّ مَعك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلمقُرْحَانٌ ، فلا تُدْخِلْهُمْ على هاذا الطّاعُونِ ) ، أَي لم يُصبهم داءٌ
قَبْلَ هاذا . قال شَمِرٌ : قُرحَان ، إِن شِئتَ نَوّنت وإِن شِئت لم تُنَوِّن .
وقد جمعَه بعضُهم بالواو والنون . وأَوردهُ الجوهريُّ حديثاً عن عُمرَ رضي الله
عنه حينَ أَرادَ أَن يَدخل الشامَ وهي تَستعِر طاعوناً ، فقيل له : ( إِنّ ( مَنْ
) معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قُرْحانُونَ ) فلا تَدْخُلْهَا )
، وهي ( لُغَيّة ) ، وفي ( المختار ) و ( اللسان ) و ( الصّحاح ) و ( الأَساس ) :
وهي لغة متروكة .
____________________
(7/46)
( و ) من المجاز : ( أَنت قُرحانٌ ) مما قُرِحْت به : أَي بَريءٌ . وقال الأَزهريّ
: أَنت قُرحانٌ ( من هاذا الأَمر وقُرَاحِيٌّ ) ، أَي ( خارج ) ، وأَنشد قول جرير
:
يُدَافِعُ عَنكمْ كلَّ يومِ عَظيمةٍ
وأَنت قُرَاحِيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ
( و ) القُرْحَان : ( مَنْ لم يَشهَد الحَربَ ، كالقُرَاحِيّ . و ) في ( التهذيب )
قال بعضهم : القُرْحان : مَن لم يَمسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِيّ ولا حَصْبَة ،
والقُرْحانُ أَيضاً : ( مَنْ مَسَّه القُرُوحُ ) ، وهو ( ضِدٌّ ) ، يُذَكّر (
ويؤنّث ) .
( و ) من المجازِ : ( قَرَحَه بالحقِّ : استقبَلَه به ) ، ( وقَارَحَه : واجَهَه )
. ولَقِيَهُ مُقَارَحَةً . أَي كِفَاحاً ومُوَاجَهةً .
( والقَارِح من ذِي الحافِر بمنزلة البازِل من الإِبل ) . في ( الصّحاح ) : كلُّ
ذِي حافِرٍ يَقْرَح ، وكلّ ذي خُفّ يَبْزُل وكلّ ذي ظِلْفٍ يَصْلَغ . قال الأَعشَى
في الفَرس :
والقارِحِ العَدَّا وكلَّ طِمِرةٍ
لا تستطيع يَدُ الطَّوِيلِ قَذَالَها
( ج قَوارِحُ وقخرَّحٌ ) ، كسُركَّر ، ( ومقَارِيحُ ) قال أَبو ذؤيب :
جَاوَزْتُه حينَ لا يَمْشِي بعَقْوَتِه
إِلاَّ المقانِيبُ والقُبُّ المقارِيحُ
قال ابن جنّي : هاذا من ( شَاذّ ) الجَمع ، يعني أَن يكسَّر فاعلٌ على مَفاعيل ،
وهو في القياس كأَنّه جمْع مِقْرَاح كمِذكَار ومِئناث ، ومَذاكير ومَآنيث ، ( وهي
) ، أَي الأَنثى ، ( قارِحٌ وقَارِحة ) ، وهي بغير هاءٍ أَعلَى ، قال الأَزهَريّ :
ولا يقال قارِحَة .
وقد ( قَرَحَ الفَرسُ ، كَمَنَع وخَجِلَ ) يَقْرَح ( قُرُوحاً وقَرَحاً ) ،
الأَخيرة محرّكة ، وفيه اللّف والنّشْر المُرَتَّب . ( وأَقْرَحَ ) ، بالأَلف .
هاكذا حكاه
____________________
(7/47)
اللِّحْيانيّ ، وهي لغة رديئة ، وقيل ضَعيفة مهجورة ، ففي (
الصّحاح ) وغيره : الفَرسُ في السَّنَة الأُولى حَوْليّ ، ثم جَذَعٌ ، ثم ثَنِيٌّ
، ثم رَبَاعٌ ، ثم قارِحٌ . وقيل : هو في الثانية فِلْوٌ ، وفي الثالثة جَذَعٌ .
يقال : أَجْذَعَ الْمُهرُ وأَثنَى وأَرْبَعَ ، وقَرَحَ ، هاذه وَحْدَهَا بغير أَلف
.
( وقَارِحُه : سِنُّه الّذِي ) قد ( صَارَ به قارحاً ، وقُرُوحُه انتهاءُ سِنِّه )
، وإِنّما تنتهِي في خَمْس سنين ، ( أَو ) قُرُوحُه : ( وُقُوعُ السِّنّ التي
تَلِي الرَّبَاعِيَة ) . وقَد قَرَحَ ، إِذا أَلْقَى أَقصَى أَسنانِه . وليس
قُرُوحُه بِنَباتِه . وله أَربعُ أَسنانٍ يَتحوّلُ من بعْضها إِلى بعض : يكون
جَذَعاً ، ثم ثَنِيًّا ، ثم رَبَاعِياً ثم قارِحاً ، وقد قَرَحَ نابُه . وقال
الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ : إِذا سَقَطَت ربَاعِيَةُ الفَرسِ ونَبَتَ مكانَها
سِنٌّ فهو رَبَاعٌ ، وذالك إِذا استَتَمَّ الرابعَةَ . فإِذا حانَ قُرُوحُه سقَطَت
السِّنُّ الّتي تلِي رَبَاعِيَتَه ونَبَتَ مكَنَها نابُه ، وهو قارِحُه ، وليس بعد
القُرُوح سُقُوطُ سِنَ ولاَ نَبَاتُ سِنَ . قال : وإِذا دَخَلَ الفَرَسُ في
السادِسةِ واستَتمَّ الخَامِسَةَ فقَدْ قَرِحَ .
( والقَرَاحُ ، كسحَاب : الماءُ ) الذي ( لا يُخَالِطُه ثُفْل ) ، بضمَ فسكون ، (
من سَوِيقٍ وغَيْرِه ) ، وهو الماءُ الّذِي يُشْرَب إِثْرَ الطَّعَامِ . قال جريرٌ
:
تُعَلِّل وهْي ساغِبَةٌ بَنِيهَا
بأَنْفَاسٍ من الشَّبِمِ القَرَاحِ
وفي الحديث ( جِلْف الخُبْزِ والماء القَرَاح ) هو الماء الّذِي لم يخالِطْه شيْءٌ
يُطيَّب به ، كالعَسَل والتَمر والزَّبِيبِ . ( و ) القَرَاحُ : ( الخالِصُ ،
كالقَرِيح ) ، قاله أَبو حنيفةَ ، وأَنشد قَولَ طَرفَةَ :
ومِنْ قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيحْ
ويروى ( قَدِيح ) ، أَي مُغْتَرف .
( و ) القَرَاحُ : ( الأَرْضُ ) البارز الظاهر الذي ( لا مَاءَ بها ولا شجر )
____________________
(7/48)
ولم يَختلط بشيْءٍ ، قال الأَزهريّ : ( ج أَقرِحَةٌ ) ،
كقَذالٍ وأَقْذِلة . ويقال : هو جمعُ قريح ، كقَفيز وأَقفِزةٍ . ( أَو ) القَرَاحُ
من الأَرَضِينَ كلُّ قِطْعَة على حِيَالِهَا من مَنَابتِ النَّخْل وغير ذالك .
وقال أَبو حنيفة : القَرَاح : الأَرضُ ( المُخَلَّصَة للزَّرع والغَرْسِ ) وقيل
القَراحُ المَزْرَعَةُ الّتي لَيْسَ عليها بِناءٌ ولا فيها شَجرٌ ، ( كالقِرْوَاح
) ، وهو الفَضاءُ من الأَرض التي ليس بها شَجَرٌ ولم يَختلِطْ بها شيْءٌ ، عن ابن
الأَعْرَابيّ ، ( والقِرْيَاحِ والقِرْحِيَاءِ ، بكسرهنّ ) . قال ابنُ شُميل :
القِرْوَاحُ جَلَدٌ من الأَرض وَقَاعٌ لا يَستمْسِكُ فيه الماءُ ، وفيه إِشرافٌ ،
وظَهْرُه مُستوٍ ، ولا يستَقرّ فيه ماءٌ إِلاّ سالَ عنه يَميناً وشِمالاً .
( و ) القَرَاحِ ( أَربعُ مَحَالٌ ببغدادَ ) .
( والقِرْوَاحُ ، بالكسر : الناقَة الطّويلةُ القَوَائِمِ ) ، قال الأَصمعيّ :
قلْت لأَعرابيّ : ما النّاقَةُ القِرْوَاح ؟ قال : التي كأَنّها تَمْشِي على
أَرْمَاح . ( و ) القِرْوَاح : ( النَّخْلَة الطويلةُ ) الجَرْداءُ ( المَلْسَاءُ
) ، أَي التي انْجَرد كَرَبُها وطالَتْ ، ( ج قَرَاوِيحُ ) ، وأَمّا في قولِ
سُوَيْدِ بن الصَّامِت الأَنصارِيّ :
أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَليكُمْ بمَغْرَمٍ
ولاكنْ عَلى الشُّمِّ الجِلاَدِ القَرَاوِحِ
وكان حَقُّه القَرَاوِيح ، فاضطُرّ فحَذفَ .
( و ) عن أَبي عَمرٍ و : القِرْوَاحُ ( : الجَمل يَعافُ الشُّرْبَ مع الكِبَار ،
فإِذا جاءَ ) الدَّهْداهُ ، وهي ( الصِّغَارُ ، شَرِبَ مَعَهَا ) ، وفي نشخة :
معهنّ .
( و ) القِرْوَاح أَيضاً : ( البارزُ الْذِي لا يَستُرُه من السَّماءُ شَيءٌ ) ،
وقيلَ هو الأَرْضُ البارزةُ للشَّمْش ، قال عَبيدٌ :
فمَنْ بنَجْوَته كمَنْ بعَقْوَتِه
ولمُسْتَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرْواحِ
( والقُرَاحِيّ بالضّمّ : من لَزِمَ القَرْيَة )
____________________
(7/49)
و ( لا يَخرُج إِلى البادِيَة ) . قال جَرير :
يُدَافِع عَنكمْ كُلَّ يَومِ عَظيمةٍ
وأَنْتَ قُرَاحِيٌّ بِسِيفِ الكَوَاظِمِ
وقيل قُرَاحِيّ : منسوبٌ إِلى قُرَاحٍ وهو اسمُ مَوضِع ، قال الأَزهَريّ : هي
قريةٌ على شَاطِىء البَحْر ، نَسَبَه إِلَيْهَا .
( والقارِحُ : الأَسَدُ ، كالقَرْحَانِ ، و ) القارِح : ( القَوْسُ البائنةُ عَنْ
وَتَرِهَا ) . ( و ) قَرَحَتِ ( النّاقَةُ : استَبَانَ حَمْلُها ) . قال ابن
الأَعْرَابيّ : هي قارحٌ أَيّامَ يَقْرَعُهَا الفَحْلُ ، فإِذَا اسْتَبَانَ
حَمْلُهَا فهي خَلِفَةٌ ، ثم لاَ تزال خَلِفَةً حتّى تَدْخُل في حَدّ التَّعشير .
وعن اللّيث : ناقةٌ قارِحٌ ، ( وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً ) بالضّمّ ، إِذا لم يَظُنُّوا
بها حَمْلاً ولم تُبَشِّر بذَنَبها حتّى يَستَبِينَ الحَمْلُ في بَطْنهَا . وقال
أَبو عُبَيْد : إِذا تَمَّ حَمْلُ النَّاقَةِ ولم تُلْقِه فَهي حينَ يَستَبِينُ
الحَمْلُ بها قارِحٌ . وقال غيرُه : فَرَسٌ قَارِحٌ : قامَتْ أَربعين يوماً مِن
حَمْلها أَو أَكثَرَ حتى شَعَّرَ والقَارِح : الناقةُ أَوّلَ ما تَحمِل ، والجَمْع
قَوَارِحُ وقُرَّحٌ ، وقد قَرَحَت تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِرَاحاً . وقيل القُرُوحِ
أَوْلَ ما تَشولُ بذَنَبِهَا ، وقيلَ إِذا تمَّ حَملُهَا فهي قَارِحٌ ، وقيلَ هي
الّتي لا تُشْعِرُ بلَقَاحِهَا حتَّى يَسْتعبِين حَمْلُهَا . وعبارةُ الكُلّ
متقاربةٌ .
( والقَرِيحة : أَوّلُ ماءٍ يُتَنبَط ) ، أَي يُخْرَج ( من البِئر ) حين تُحْفَر (
كالقُرْحِ ) ، بالضّمّ ، قال ابن هَرْمةَ :
فإِنّك كالقَريحةِ حين تُمْهَى
شَروبُ الْمَاءِ ثم تَعُودُ مَأْجَا
المأْج : المِلْح ، ورواه أَبو عبيد ( بالقريحةِ ) ، وهو خطأٌ كذا في ( اللسان ) .
____________________
(7/50)
ومنه قولهم : لفلانٍ قَرِيحَةٌ جَيّدة ، يراد استبناطُ العِلْم بجَودةِ الطّبع .
قال شيخْنا : وهي قُوّة تستنبطُ بها المعقولات ، وهو مجازٌ صرَّحَ به غيرُ واحد .
وقال أَوس :
على حَينَ أَنْ جَدَّ الذَّكَاءُ وأَدرَكَتْ
قَريحَةُ حِسْيٍ مِنْ شَرِيحٍ مُغَمِّمِ
يقول : حسنَ جَدَّ ذَكائي ، أَي كبِرْت وأَسننْت ، وأَدْرَك من ابني قريحةُ حِسْيٍ
، يعني سَعرَ ابنِه شُريحِ بن أَوْس ، شَبَّهه بما لا يَنْقَطِع ولا يُغَضغَض ،
مُغَمِّم ، أَي مُغْرِق .
( و ) قَريحَة الشّباب : أَوّلُه ، وقيل هي ( أَوّلُ كُلِّ شَيْءٍ ) وباكُورَتُه ،
وهو مجاز . ( و ) القَرِيحَة ( مِنك : طَبْعُك ) الذي جُبِلْتَ عليه لأَنّه أَوّل
خِلقتك ووقع في كلام بعضهم أَنّها الخاطر والذِّهْن .
( والقُرْحُ ، بالضَّم : أَوّلُ الشَّيْءِ ) . وهو في قُرْح سِنِّه ، أَي أَوَّلها
. قال ابن الأَعْرَابيّ : قلت لأَعرابيّ : كم أَتَى عليك ؟ فقال : أَنا في قُرْحِ
الثلاثين . يقال : فلانٌ في قُرْحِ الأَربعين ، أَي في أَوّلها ، ( و ) القُرْحُ :
( ثلاثُ ليالٍ ) أَوّل ( الشهْرِ ) ، ومنهم من ضبطَه كصُرَدٍ . نقلَه شيخنا .
( و ) من المجاز ( الاقتراحُ : ارتِجالُ الكَلام ) ، يقال : اقتَرَحَ خُطْبَتَه ،
أَي ارتَجلَها . ( و ) الاقتراحُ : ( استنباطُ الشيْءِ من غير سَماعٍ ) . وفي (
حاشية الكشّاف ) للجرْجانيّ : هو السُّؤال بلاَ رَوِيَّةٍ . ( و ) الاقتراحُ : (
الاجتباءُ والاختِبَارُ ) . قال ابنُ الأَعرابيّ : يقال اقترحْتُه ، واجتبَيْته ،
وخَوَّصته ، وخلَّمْته واخْتَلَمْته واستَخْلَصْته واسْتَمَيْتُهِ كلُّه بمعنَى
اخترْته . ومنه يقال : اقترحَ عليه صَوْتَ كذا وكذا ، أَي اختاره . ( و )
الاقْتراح : ( ابتِدَاعُ ) أَوّلِ ( الشيْءِ ) تَبتدعُه وتَقترِحه من ذاتِ نَفْسك
من غير أَن تَسمعَه . وقد اقتَرحَه ، عن ابن الأَعرابيّ . واقتُرِحَ السَّهمُ
وقُرِحَ : بُدىءَ عَملُه . وفي ( الأَساس ) : وأَنا أَوّلُ مَن اقترحَ مَودّة
فُلانٍ ، أَي أَوَّلُ مَن اتَّخذَه صَديقاً ، وهو مَجاز .
____________________
(7/51)
( و ) الاقتراحُ : ( التَّحكُّم ) ، ويُعدَّى بعَلَى ، يقال : اقتَرَحَ عليه بكذا
: تَحكَّمَ وسأَلَ من غير رَوِيّة . وعبارةُ البَيْهَقيّ في ( التاج ) : الاقتراحُ
طَلبُ شيْءٍ ما مِن شَخصٍ ما بالتَّحكُّم .
( و ) من المجاز : الاقتراح : ( : رُكُوبُ البَعِيرِ قَبل أَنْ يُركَبَ ) ، وقد
اقتَرَحَه .
( والقَرِيح : السَّحَابَة أَوّلَ ما تَنْشَأُ ) .
( و ) القَرِيح : ( الخالِصُ ) ، كالقَرَاح ، قاله أَبو حَنِيفة . وأَنشد أَبو
ذؤيب :
وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ
لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهرِيِّ قَرِيحُ
نِيلَ ، أَي قُتِلَ . في عَهْدِ كاهلٍ ، أَي له عَهْدٌ وميقاٌ .
( و ) القَرِيحُ ( بن المُنخَّلِ في نَسبِ سَامَةَ بنِ لُؤَيّ ) بن غَالبٍ
القُرَشيّ .
( و ) القَرِيحُ ( من السَّحَابَةِ ماؤُهَا ) حِينَ يَنزِل . قال ابن مُقبل :
وكأَنّمَا اصطبَحتْ قَرِيحَ سَحابة
وقال الطِّرِمّاح :
ظَعائن شِمْنَ قرِيحَ الخَرِيفِ
مِن الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذّابحَهْ
( وذُو القُرُوحِ : ) لقَبٌ ( امرِىء القَيْس ) بن حُجْرٍ الشاعر الكِنديّ ، (
لأَنّ قَيْصَرَ ) ملكَ الرُّوم ( أَلْبَسَه ) ، وفي نسخة : بعَثَ إِليه ( قَميصاً
مَسْموماً ) فلَبِسه ( فتَقرَّحَ ) منه ( جَسَدُه فماتَ ) . قال شيخُنا : وهاذا هو
المشهور الذي عليه الجمهور ، وفي ( شرْح شواهد المغني ) للحافظ جَلال الدين
السيوطيّ أَنّه ذو الفُرُوج بالفاءِ والجيم ، لأَنّه لم يُخلّف إِلاّ البناتِ . وقد
أَخرجَ ابن عساكر عن ابن الكَلبيّ قال : ( أَتى قَومٌ رسولَ الله صلى الله عليه
وسلمفسأَلُوه عَنْ أَشَرِ النّاسِ ، فقال : ائتُوا حَسَّاناً ، فأَتوه فسَأَلُوه
فقال : ذُو الفُرُوج ) .
( وذُو القرْح : كَعْبُ بنُ خَفَاجةَ ) الشَّاعر .
( والقَرْحَاءُ : فَرَسَانِ ) لهُم .
____________________
(7/52)
( و ) عن أَبي عُبيدة : القُرَاحِ ( كغُرَاب : سِيفُ ) بكسر السين المهملة (
القطِيفِ ) ، وأَنشد للنّابغة :
قُرَاحِيّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنَّهَا
عِفَاءُ قِلاَصٍ طارَ عنها تَواجِرُ
وقال جرير :
ظَعِائنَ لم يَدِنَّ مع النَّصَارى
ولا يَدْرِينَ ما سَمَكُ القُرَاحِ
وقال غيره : هو سِيفُ البَحرِ مُطلقاً . ( و : ة ) بالبَحرَين . وفي نسخة ( و : ع
، ) أَي واسمُ مَوضِع .
( والقُرَيْحاءُ ، كبُتَيْراءَ : هَنَةٌ تَكُونُ في بَطْن الفَرَسِ كرأْس الرَّجُل
) ومثله في ( التهذيب ) و ( اللسان ) . قال : ( و ) هي ( من البَعِيرِ لَثَّاطَةُ
الحَصَى ) .
( و ) عن أَبي زيد : ( قُرْحَة الرَّبيعِ أَو الشِّتَاءِ بالضَّمّ : أَوّلُه ) .
وأَصَبْنا قُرحَةَ الوَسْميِّ : أَوّلَه ، وهو مَجازٌ في الأَساس .
( و ) يقال ( طَرِيقٌ مَقْرُوحٌ : ) قد ( أْثِّرَ فيه فصَارَ مَلحُوباً ) بَيِّناً
موطوءًا .
( والمقرِّحة : أَوّلُ الإِرْطاب ) ، وذالك إِذا ظهرَت القُرُوح . ( و )
المُقَرِّحة ( من الإِبل . بها قُرُوحٌ في أَفواهِيهَا فتَهدَّلتْ لذالك
مَشافرُهَا ) ، واسمُ ذالك الدّاءِ القُرْحةُ ، بالضم ونَسبُه الأَزهريّ إِلى
اللّيث ، وهو الصواب . قال البَعِيث :
ونَحْنُ مَنَعْنَا بالكُلاَبِ نِسَاءَنَا
بِضَرْبٍ كأَفْوَاهِ المُقَرِّحَة الهُدْلِ
ومثله في إِصلاح المنطق لابن السِّكّيت ، قال : وإِنّما سَرَقَ البَعيثُ هاذا
المعنَى من عَمْرَو بنَ شَأْس :
وأَسْيَافُهُمْ آثَارُهنّ كأَنُّهَا
مَسافِرُ قَرْحَى في مبَارِكها هُدْلُ
وأَخذه الكُميتُ فقال :
يُشَبَّهُ في الهامِ آثارُهَا
مَشافِرَ قَرْحَى أَكلْنَ البَرِيرَا
وقال الأَزهريّ : قرَّحَت الإِبلُ فهي
____________________
(7/53)
مُقَرِّحة ، والقَرْحَة ليستْ من الجَرب في شيْءٍ .
( وقَرَحَ ) الرَّجلُ ( بِئراً ، كمنَعَ ، واقْتَرَحها : حَفَر في مَوضعٍ لا يوجَد
فيه الماءُ ) ، أَو لم يُحفَرُ فيه ، فكأَنّه ابتَدَعها .
( وأَقْرُحٌ ، بضمّ الرّاءِ : ع ) لبني سُوَاءَةَ من طيّىءٍ ، ويقال : الأَقارحُ
أَيضاً ، وهو شِعْبٌ .
( وقِرْحِيَاءُ ) ، بالكسر ( : ع ) آخَرُ .
( وذُو القَرْحَى ) سُوقٌ ( بِوَادِي القُرَى ) . وقد جاءَ في الحديث ذِكر قُرْح ،
بضمّ القاف وسكون الحاءِ وقد ، يُحرَّك في الشّعر : سُوقُ وادِي القُرَى ، صلَّى
به رسولُ الله صلى الله عليه وسلموبنَى به مَسْجداً . وأَمّا قول الشّاعر :
حُبِسْن في قُرْحٍ وفي دَارَاتها
سَبْعَ ليالٍ غيرَ مَلوفاتها
فهو اسم وادِي القُرَى . كذا في ( لسان العرب ) .
( والقُرَاحِيتَانِ بالضَّمِ : الخَاصِرتان .
( وتَقَرَّحَ له ) بالشّرّ ، إِذا ( تَهَيَّأَ ) ، مثل تَقَدَّحَ وتَقدَّحَ .
( ) ومما يستدرك عليه في هاذه المادة :
التَّقرِيح : أَوّل نَبَاتِ العَرفَجِ . وقال أَبو حنيفةَ : التقريحُ أَوّلُ
شَيْءٍ يَخرُج من البَقل الذي يَنبت في الحَبّ . وتَقريحُ البقْلِ : نباتُ أَصْلِه
، وهو ظُهُورُ عُودِه . وقال رجلٌ لآخَرَ : ما مَطَرُ أَرضِك ؟ فقال : مُرَكِّكة
فيها ضُرُوسٌ وثَرْدٌ ، يَدُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّح أَصْلُه . ثم قال ابنُ
الأَعرابيّ : ويَنْبُت البَقْلُ حينَئذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً . وكان ينبغِي أَن
يكون مُقَرِّحاً ، إِلاّ أَن يكون اقتَرَحَ لُغَةً في قَرَّحَ . وقال يجوز أَن
يكون قولُه مُقْتَرِحاً ، أَي منتصِباً قائماً على أَصْلِه . وقال ابن الأَعرابيّ
: لا يُقَرِّح البَقْلُ إِلاَّ مِن قَدْر الذّراع من ماءِ المَطر ، فما زاد . قال
: ويَذُرُّ البَقْلُ منَ مَطرٍ ضَعِيفٍ قَدرِ وَضَحِ الكَفّ .
والتَّقريح : التَّشْوِيكُ ، ووَشْمٌ مُقَرَّحٌ : مُغَرَّزٌ بالإِبرةِ . وتَقْريحُ
____________________
(7/54)
الأَرضِ : ابتداءُ نَباتِهَا .
وفي الحديث : ( خَيْرُ الخَيْل الأَقرَحُ المجَّل ) ، هو ما كان في جَبْهتِه غُرّة
.
وفي ( الأَساس ) : فَرسٌ أَقرَحُ : أَغَرُّ ، وخَيْلٌ قُرْحٌ . ومن المجاز :
تَفَرَّى الدُّجَى عن وَجْهِ أَقْرَحَ ، وهو الصُّبح ، لأَنّه بياضٌ في سَواد .
قال ذو الرُّمَّة :
وَسُوجٌ إِذا اللَّيْلُ الخُدَارِيُّ شَقَّه
عن الرَّكْب مَعرُوفُ السَّماوةِ أَقْرَحُ
يعني الفجْرَ والصُّبْحَ .
والقَرْحَاءُ : الرَّوْضَة التي بَدَأَ نَبْتُهَا . وهَضْبَةٌ قِرْوَاحٌ : مَلْسَاءُ
جَرْدَاءُ طويلةٌ .
وفي ( الأَساس ) : قَرَّحَتْ سِنُّ الصَّبيّ هَمَّت بالنَّبَات ، فإِذا خَرَجَت
قيل : غَرَّرَت .
وهو قُرْحَةُ أَصحابِه : غُرّتهم ، وهو مجاز .
وبنو قَرِيح ، كأَمير : حيٌّ .
وقُرْحَانُ : اسمُ كَلْب .
وفي ( الأَساس ) : ولا ذُبابَ إِلاَّ وهو أَقرَحُ ، كما لا بَعيرَ إِلا وهو
أَعلَمُ .
قردح : ( القُرْدُح بالضّم : ضَرْبٌ من
البُرُود ، ويُفتَح . و ) في ( التهذيب ) في الرُّباعيّ القُرْدُح ( : القِرْدُ
الضَّخْم كالقُرْدُوحِ ) . بالضَّمّ .
( وقَرْدَحَ ) الرّجُلُ : ( أَقَرّ بما يُطْلَبُ ) إِليهِ أَو يُطلَب ( مِنْه . و
) عن ابن الأَعرابيّ : القَرْدَحَةُ : الإِقرارُ على الضِّيم ، والصَّبْرُ على
الذُّلِّ . وقَد قَرْدَحَ ، إِذا ( تَذَلّل ) وتَصاغَرَ ، وهو مُقَرْدِحٌ . قال :
وأَوصَى عبدُ الله بن خازِم بَنهيه عند مَوته فقال : يا بَنيَّ ، إِذا أَصابتْكم
خُطَّةُ ضَيْمٍ لا تُطِيقُون وَقْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِنَّ اضطرابَكم منه
أَشدُّ لِرُسوخِكم فيه . وقال الفرَّاءُ : القَرْدَحةُ الذُّلّ .
( والقُرْدُوحَة والقُرْدُوحَة ، بضمّهما ) : شيْءٌ ناتىءٌ ( كالجَوْزة في حَلْق
____________________
(7/55)
المُرَاهِقِ ) ، وهو عَلامةُ بُلوغِه .
( والمُقَرْدِحُ ) : المتصاغِر ؛ ومنهُ سُمِّيَ ( الذي يَجىءُ بَعْدَ ) السُّكَيْت
، وهو ( العاشِرُ من خَيْلِ الحَلْبة ) ، وقد تَقدّم ذِكْر أَسمائها .
( اقْرَندَحَ لي : تَجَنَّى عليَّ . والمُقْرَنْدِحُ : المستَعِدُّ للشَّرِّ )
المتهيِّىء له . وهاذِه المادّة مما استدركه على الجوهَريّ ، ولم يَذكرها ابن
منظور ، والنون والأَلف زائدتان .
قرزح : ( القُرْزُحُ ، بالضَّمِّ ) ،
كالقُرزُوحِ : ( شَجَرٌ ) ، واحدته قُرْزُحَة . ( و ) قُرزُحٌ اسم ( فرس . و )
القُرْزُحُ : ( لِباسٌ كان لنسائهم ) أَي الأَعراب ، كنَّ يَلبَسْنَه .
( و ) القُرْزُحَة ، ( بهاءٍ ، المرأَةُ القَصيرةُ والدَّمِيمةُ ) أَي القبيحة
الخِلْقَةِ . والجمْع القَرازِحُ ، قال :
عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَوَامِلِ دَلُّهَا
ولا زِيُّهَا زِيُّ القِبَاحِ القَرَارحِ
( و ) القُرْزُحَة ( بَقْلَةٌ ) ، عن كراع ، ولم يُحَلِّها . ( و ) عن أَبي حنيفة
: القُرْزُحَة : ( شُجَيْرَةٌ ) جَعْدةٌ لها حَبٌّ أَسودُ .
قرشح : ( قَرْشَحَ ) الرَّجُلُ : ( وَثَبَ
وَثْباً مُتقارِباً ) ، كفَرْشَحَ . وقد تقدّم .
قزح : ( القِزْحُ ، بالكسر : بَزْرُ البَصَلِ )
، شامِيَّة . ( و ) القِزْح : ( التَّابَلُ ) ، بفتح الموحَّدة ، الذي يُطرَح في
القِدْرِ ، كالكَمّون والكُزْبَرَة ، ( ويُفتَحُ ) ، أَي في الأَخير ، وجمعهما
أَقْزاحٌ ، ( وبائعه قَزَّاحٌ ) . وعن ابن الأَعرابيّ : هو القِزْح والقَزْح ،
والفِحَا والفَحَا .
( وقَزَحَ القِدْرَ ، كمَنَعَ ، وقَزَّحَها ) تَقزيحاً : ( جَعَلَه فيها ) وطَرَحَ
فيها الأَبَازيرَ ، كما يقال فَحَّاهَا . وفي الحديث ( وإِنْ قَزَّحَه ومَلَّحَه )
، أَي تَوْبَلَه ، مِن القِزْح .
( ومَلِيحٌ قَزِيحٌ إِتباعٌ ) ، قال
____________________
(7/56)
شيخنا وهو قولٌ مرجوح ، والصواب أَنَّ كلّ واحدٍ منهما
أُريد منه معناه الموضوعُ له ، ففي ( اللسان ) : المليحُ من المِلْ ، والقَزِيح من
القِزْح ، والإِتباع يَقتضِي التأْكيدَ وأَن الثانيَ لَيْسَ له معنًى مستقِلٌّ به
، وليس كذالك .
( والمِقْزَحةُ ، بالكسر : نحوٌ ) ، وفي بعض النسخ : نوعٌ ( من المِمْلَحَةِ ) ،
قال شيخنا : وجوَّزَ بعضهم في ميمه الفَتحَ ، كالموضع .
( والتَّقَازِيح : الأَبازِيرُ ) ، من الجُمُوع التي لا وَاحدَ لهَا .
( وتَقْزِيحُ الحَدِيثِ : تَزْيينُه ) وتَحْسينه وتَتميمُه ، من غير أَن يَكذبَ
فيه ، وهو مَجاز .
( وقَزَحَ الكَلْبُ ببَوْلِهِ ) وقَزِحَ ، ( كَمَنَعَ وسَمِعَ ) يَقْزَح في
اللغتين جميعاً ( قَزْحاً ) ، بالفتح ، ( وقُزُوحاً ) ، بالضَّمّ : بالَ ، وقيل :
رَفعَ رِجْلَه وبالَ ، وقِيلَ : رَمَى به ورَشَّه ، وقيل : هو إِذا ( أَرسَلَه
دَفْعاً ) ، بفتْح فسكون ، وفي بعض النّسخ بضمَ ففتح .
( و ) عن أَبي زيدٍ : قَزَحَت ( القِدْرُ قَزْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( وقَزَحَاناً
) ، محرّكةً . إِذا ( أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها ) .
( والقَزْحُ ) ، بفتح فسكون : ( بَوْلُ الكَلْبِ ) ، وقد قَزَح ، إِذا بالَ (
وبالكسْر : خُرْءُ الحَيَّةِ ) ، جمْعه أَقزاحٌ .
( وقَزَحَ ) ، هاكَذَا هو مضبوطٌ عندنا بالتخفيف ، والصواب بالتشديد ، ( أَصْلَ
الشَّجَرةِ ) فهي مُقَزَّحة : ( بَوَّلَه ) ، والشَّجَرةُ المقزَّحَة التي قَزّحتِ
الكلابُ والسِّبَاعُ بأَبوالِها عليها . وسيأْتي .
( وقَوْسُ قُزَحَ ، كزُفَرَ ) ، وفي بعض النُّسخ كصُرَدٍ : طَرائقُ مُتقوِّسَة
تَبدو في السَّمَاءِ أَيامَ الرّبيع ، زاد الأَزهريّ : غِبَّ المطرِ بحُمْرَةٍ
وصُفْرة وخُضْرة ، وهو غير مَصْروف ، ولا يُفْصَل قُزَحُ من قَوسٍ ، لا يقال :
تَأَمَّلْ قُزَحَ فَما أَبينَ قَوْسَه . وفي الحديث عن ابن وفي الحديث عن ابن
عَبّاس : ( لا تَقُولوا قُزَحَ ، فإِنَّ قُزَحَ اسمُ شَيطانٍ ، وقولوا قَوْس
اللَّهِ عزّ وجلّ )
____________________
(7/57)
قيل : ( سُمِّيَت ) لتَسْوِيلها للنّاس وتَحسينها إِليهم
المعاصِيَ ، من التَّقزيح وهو التَّحسين ، وقيل : ( لتَلوُّنِها ، من القُزْحَةِ ،
بالضّمّ ) ، اسم ( للطَّرِيقة من صُفْرةٍ وحُمْرَة وخُضْرَة ) ، وهي الأَلْوَان
الّتي في القَوْس . ( أَو لارتفاعِها ، مِن قَزَحَ ) الشيءُ ، إِذا ( ارتفَعَ ) ،
كأَنّه كَرِه ما كانُوا عليه من عاداتِ الجاهليّة وأَنْ يُقَال ، قَوْسُ اللَّهِ ،
فيُرْفَع قَدْرُهَا كما يُقَال : بيتُ الله .
( ومنه : سِعْرٌ قازِحٌ ) ، أَي ( غالٍ ) .
وقالوا : قَوْسُ اللَّهِ أَمانٌ من الغَرَق . وفي ( التهذيب ) عن أَبي عَمرو :
القُسْطَانُ : قَوْسُ قُزَحَ ، وسيأْتي في : قسط . وسُئل أَبو العَبّاسِ عن صَرْفِ
قُزَح فقال : مَن جَعله اسمَ شيطانٍ أَلحقَه بزُحَلَ . وقال المبرّد : لا يَنصرفُ
زُحَلُ ، للمعرِفَة والعَدْل ، ( أَو قُزَحُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكَّلٍ بالسّحَاب ) ،
وبه قال ثعلب ، فإِذا كان هاكذا أَلحقْته بعُمَرَ . قال الأَزهريّ : وعُمَر لا
ينصرفَ في المعرفَةِ ويَنصرف في النَّكرة ، ( أَو ) قُزَحُ : ( اسمُ مَلِك من
مُلوك العجم ، أُضيفَت قَوْسُ إِلى أَحَدهما ) أَي إِلى مَلَكٍ أَ مَلِكٍ . وهاذا
القَوْل الأَخير غريبٌ جدًّا ، واستبعدَه شيخُنَا ، ولم أَجدْه في كتاب ولم يذكر
القولَ المشهورَ أَنّ قُزَح اسمُ شَيْطَانٍ .
ومن الغريب ، قال الدميريّ في المسائل المنثورة : إِنّ قولهم قَوْسُ قُرَح بالحاءِ
خطأٌ ، والصواب قَوسُ قُزَعَ ، بالعين ، لأَنّ قزَع هو السَّحَاب ، نقله شيخُنا .
( و ) في ( المصباح ) و ( اللسان ) والعُباب قُزَحُ اسمُ ( جَبَلٍ بِالمُزْدَلِفَة
) ، وهو القَرْنُ الذي يَقف عنده الإِمامُ بها ، لا يَنصرِف ، للعَدْل والعلميّة .
يقال أُضيفَت القَوْسُ إِليه ، لأَنّه أَوَّل ما ظهرتْ فَوقَه في الجاهليّة . ولم
يُشِر إِليه المصنّف ، وقد رُوِيَ ، ذالك في بعض التفاسِير نقلاً عن بعضهم .
____________________
(7/58)
( والقازِحُ الذَّكَرُ الصُّلْبُ ) ، صفةٌ غالبة .
( وتَقَزَّح النَّبَاتُ ) والشَّجَرُ ، إِذا ( تَشَعَّبَ شُعَباً كثيرةً ) .
( و ) من ذالك ( المُقَزَّح كمُعَظَّم : شَجَرٌ يُشْبِه التِّينَ ) مِن غريبِ
شَجَرِ البَرّ ، له أَغصانٌ قُصارٌ . وفي الحديث : ( نَهَى عن الصَّلاة خَلْفَ
الشَّجَرةِ المقزَّحَة ) ، وقيل : هي التي تَشعَّبتْ شُعَباً كَثيرةً ، وقيل :
أَرادَ بها كلَّ شجرةٍ قَزَّحتُ الكِلاَبُ والسِّباعُ بأَبوالِها عليها .
( و ) قُزَاحٌ ( كغُرَابٍ : مَرَضٌ يُصِيب الغَنَم . و ) قال أَبو وَجْزَةَ :
لهم حاضرٌ لا يُجْهَلونَ وصَارِخٌ
كسَيحلِ الغَوادِي تَرتَمِي بالقَوازِحِ
قال الأَزهريّ : ( قَوَازِحُ الماءِ نُفّاخاتُه ) التي تَنتفِخ فتَذهب .
( والتَّقزيح : شيءٌ عَلَى رأْسِ نَبْتٍ أَو شَجَرَةٍ يَتَشَعَّبُ ) شُعَباً (
كبُرْثنِ الكَلْبِ ) ، وهو اسمٌ كالتَّمتين والتَّنْبيت . وقد قَزّحَتْ .
قسح : ( قَسَحَ ) الشَّيءُ ، ( كَمَنَعَ ،
قَسَاحَةً ) ، بالفتح ، ( وقُسُوحَةً ) ، بالضَّمّ : ( صَلُبَ . و ) قَسَحَ (
الرّجُلُ ) : أَنعظَ أَو ( كَثُرَ إِنعاظُه ) ، يَقْسَح قُسُوحاً ، ( كأَقْسَحَ )
، من باب الإِفْعال ، وفي بعض النُّسخ ( كاتقتسح ) ، من باب الافتعال . وهو قاسِحٌ
وقسَّاحٌ ومَقسوحٌ ، هاذه حِكايةُ أَهل اللُّغة . قال ابن سيده : ولا أَدرِي للفظِ
مفعولٍ هنا وَجْهاً ، إِلاّ أَن يكونَ موضوعاً مَوضِع فاعِلٍ ، كقوله تعالى : { 7
. 004 كان وعده ماءَتيا } ( مريم : 61 ) أَي آتياً .
( و ) قَسَحَ ( الحَبْلَ : فَتلَه ) .
( والقَسَح ، محرَّكَةً ) والقُسُوح والقُسَاحُ ( : اليُبْس ، أَبو بَقيّةُ
الإِنعاظِ ) ، أَو شِدَّته .
( و ) في ( التهذيب ) : ( إِنّه لقُسَاحٌ مَسقوحٌ ) : يابسٌ صُلْب .
( وقاسَحَهُ : يابَسَه ) .
( وثَوبٌ قاسِحٌ : غليظٌ ) . ورُمْحٌ قاسِحٌ : صُلبٌ شديدٌ .
____________________
(7/59)
قشح : ( قَشَاحِ ، كقَطَام : الضَّبُعُ . و ) يقال : ثَوْبٌ قاشِحٌ ) ، أَي (
قاسحٌ ) ، بالسين ، لغةٌ فيه .
( والقُشَاحُ ، كغُرَابٍ : اليابِسُ ) ، كالقُسَاح بالسين . وهاذه المادّة تَركَها
الجوهريُّ وابنُ منظور .
قفح : ( قَفَحَه ، كمَنعَه : كَرِهَه )
وتَرَكَه . ( و ) في ( التهذيب ) : قَفَحَ فلانٌ عن الشيءِ مِثْل ( الطَّعَام )
وغيرِه : ( امْتَنَعَ ) عنه . وقَفَحَت نَفْسُ عن الطّعام ، إِذا تَرَكَه . وقال
شَمرٌ : نَفْسٌ قافِحةٌ ، أَي تارِكة .
( و ) عن ابن دريدٍ : قَفَحَ ( الشيْءَ ) إِذا ( اسْتَفَّه كما يُستَفُّ الدَّواءُ
) .
( والقَفِيحَة ) هي ( الزُّبّدة تُحْلَب عليها الشَّاةِ ) .
( وعَجاجَةٌ قَفْحَاءُ ، وهي أَن تَرَى شُعُوباً ) فيها كثيرةً ( تَتَشَعَّبُ
مِنْهَا ) .
قلح : ( القَلَحُ ، محرّكَةً : صُفْرةٌ ) تَعلو
( الأَسْنَانَ ) في النّاس وغيرِهِم . وقيل هو أَن تَكثُر على الأَسنانِ وتَغْلُظَ
ثم تَسوَدُّ أَو تَخضرّ . وقال أَبو عُبيدٍ : هو صُفْرة في الأَسنانِ وَوَسَخٌ
يَرْكَبها من طُولِ تَرْكِ السِّوَاكِ . وقال شَمِرٌ الحَبِرْ صُفْرَةٌ في الأَسنان
، فإِذا كثُرَت وغَلخظَت واسودَّت واخضَرّت فهو القَلَح . ومن الغريب ما نقله
شيخُنا عن بعضهم : القَلَح صُفرةُ أَسنانِ الإِنسانِ ، وخُضْرةُ أَسنانِ الإِبل ،
( كالقُلاَح ) ، بالضّمّ ، وإِطلاقُه يُوهِم الفتحَ ، وهو غيرُ سديدٍ . قال
الأَزهريُّ : وهو اللُّطَاخ الذي يَلْزَق بالثَّغْر . وقد ( قَلِحَ ، كفَرِحَ ) ،
قَلَحاً . والمرأَةُ قَلْحَاءُ ، وجَمْعُهَا قُلْحٌ . قال الأَعشى :
قد بَنَى اللُّؤمُ عليهم بَيْتَه
وفَشَا فيهم مع اللُّؤمِ القَلَحْ
وقَلَّحَ الرَّجلَ والبَعِيرَ : عالَجَ قَلَحَهما . ( و ) من ذالك ( قولهم :
عَوْدٌ ) ، بفتح العين المهملة وسكون
____________________
(7/60)
الواو ( يُقَلَّح ، أَي تُنَقَّى أَسنانُه وتُعَالَج من
القَلَح ) ، وهو ( من باب قَرَّدت البَعيرَ ) نَزعْت عنه قُرَادَه ، ومَرَّضت
الرَّجُلَ ، إِذا قُمْت عليه في مَرَضه ، وطَنَّيتُ البَعيرَ ، إِذا عالَجْته من
طَنَاه . فالتَّفعيلُ للإِزالةِ .
( والقِلْحُ بالكسر : الثَّوْبُ الوَسخُ ) ، وللمُتَلَبِّس به قَلِحَ كفَرِحَ ،
قالَه شَمِرٌ .
( و ) القَلْحُ ( بالفتح : الحِمَارُ المُسنّ . و ) قال ابن سِيده : ( الأَقلَحُ
الجُعَل ) ، لقَذَر في فِيه ، صفةٌ غالبةٌ .
( و ) الأَقلَحُ ( بنُ بَسَّام البُخَاريّ ، محدِّثٌ ) يَرْوِي عن محمَّد بن
سَلاّم البِيكَنْدِيّ . ( وعاصمُ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقلَح ) ، هاكذا في النُّسخ
المصحَّحة ، ووَقَع في بعضها بغير الكُنْيَة وهو خَطَأٌ ؛ ( صحابيٌّ ) ، كانَ
يَضْرِب الأَعناقَ بين يدَيه صلى الله عليه وسلم
( و ) في ( النوادر ) : ( تَقَلَّحَ ) فُلانٌ ( البِلاَدَ ) تعقلُّحاً : ( تكسَّبَ
فيها في الجَدْب ) وتَرقَّعها في الخصْب .
( والقِلْحَمُّ ) ، بالكسر ( المُسِنّ ) ، و ( موضِعه ) حرف ( الميم ) ، وسيأْتي
البيان هناك إِن شاء الله تعالى .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما ورد في الحديث عن كعب : ( أَنَّ المرأَةَ إِذَا غَابَ زَوْجُها تقلَّحت ) أَي
تَوسَّخت ثِيابُها ولم تَتعَهَّد نَفْسَها وثِيابَها بالتنظيف . ويروَى بالفَاءِ ،
وقد ذُكِرَ في موضِعه .
ومن المجاز : رَجلٌ مُقلَّح ، أَي مُذلَّل مجرّب ، كذا في ( الأَساس ) .
قلفح : ( قَلْفَحه : أَكله أَجمع ) .
قمح : ( القَمْح : البُرّ ) حينَ يَجْرِي
الدَّقِيقُ في السُّنْبُل ، وقيل : من لدُنِ الإِنضاجِ إِلى الاكتناز ، وهي لُغة
شامِيّة ، وأَهل الحجاز قد تَكلَّمُوا بها ،
____________________
(7/61)
وقد تَكرّر ذِكْرُه في الحديث ، وقيلَ لُغَةٌ قِبطيَّة ،
نقله شيخنا ، والصواب الأَوّل ، كما في ( المصباح ) وغيره .
( و ) القَمْح مَصدرُ ( قَمِحَه ، كسَمِعَه ) ، أَي السَّوِيقَ ( ، استَفَّه ،
كاقْتَمَحَه ) واقتمحَهُ أَيضاً : أَخَذَه في رَاحَتِه فَلَطَعه ، كذا في (
الأَساس ) و ( اللسان ) .
( والقَمِيحَة : الجُوَارِش ) ، بضمّ الجيم ، هاكذا في النُّسخ ، وفي بعضها بزيادة
النون في آخره . والقَمِيحة أَيضاً : السَّفُوفُ من السَّويق وغيره .
( و ) الاسمُ ( القُمْحَة ، بالضّمّ ) ، كاللُّقْمَة . والقُحْمَةُ : ( مِلْءُ
الفَمِ منه ) ، أَي من السَّويقِ أَو من الماءِ ، كما صَرَّح به غيرُ واحد .
( والقُمُّحَانُ ، كعُنْفُوان وتُفتَح الميم ) ، وهي رواية البصرّيين في قول
النَّابغة الآتي : ( الوَرْسُ ) أَو الذَّرِيرةُ نَفْسُها ، ( أَو كالذَّرِيرة
يَعلو الخَمْرَ ) ، وهو زَبَدُهَا ، ( و ) قيل : هو ( الزَّعْفَرَانُ ،
وكالقُمْحَة ، بالضَّمّ في الكُلّ ) ، وقيل هو طِيبٌ . قال النَّابغة : إِذا
فُضّتْ خَوَاتِمُه عَلاَهُ
يَبِيسُ القُمَّحَانِ من المُدَامِ
يقول : إِذا فُتِحَ رَأْسُ الحُبّ من حِنبَاب الخَمْر العَتِيقةِ رَأَيتَ عَلَيْهَا
بَيَاضاً يَتَغَشَّاها مِثْلَ الذَّرِيرةِ . قَال أَبو حنيفةَ : لا أَعلم أَحداً
من الشُّعَرَاءِ ذَكَرَ القُمَّحَان غَيْرَ النّابِغَة . قال : وكان النالبغةُ
يأْتِي المدينةَ ويُنْشِد بها النّاسَ ويَسمع منهم ، وبها جَماعةُ الشعراءِ .
( و ) في ( الصحاح ) و ( الأَساس ) و ( اللسان ) نقلاً عن أَبي عُبَيْدٍ : (
قَمَحَ البَعِيرُ قُمُوحاً ) ، وقَمَه يَقْمَه قُمُوهاً ، إِذا ( رَفَعَ رأْسه عند
الحَوْضِ وامتَنَعَ مِن الشُّرْب ) رِيًّا ، ( كتقَمَّحَ وانْقَمَحَ ) وقَامَحَ ،
الأَخِيرَة من ( الأَساس ) و ( اللسان ) .
قال أَبو زيد : تقَمَّحَ فُلانٌ من الماءِ ، إِذا شَرِب الماءَ وهو مُتكارِهٌ ، (
فهو ) بعيرٌ ( قامِحٌ ) ، يقال : شَرِب فتقَمَّحَ وانقمَحَ بمعنًى . و ( ج )
قُمَّحٌ ( كَرُكّه . و ) قد ( قَامَحَتْ
____________________
(7/62)
إِبلُك ) ، إِذا ( وَرَدَتْ فلم تَشْرَبْ ) ورَفَعَتْ
رؤُوسَها ( لِداءٍ ) يكون بها ( أَو ، بَرْد ) ماءٍ ، أَوريَ أَو عِلَّة . ( وهي
ناقةٌ مُقَامِحٌ ) ، بغير هاءٍ ( وإِبلٌ مُقامِحَةٌ ) وقِمَاحٌ ، على طَرْح
الزائدِ . قال بِشْرُ بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً ورُكْبانَها :
ونَحْنُ على جَوَانِبها قُعُودٌ
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبلِ القِمَاحِ
( و ) من المجاز : ( أَقْمَحَ ) الرّجلُ ، إِذا ( رَفَع رأْسَه وغَصِّ بَصَرَه ) ،
قاله الزَّجَّاج ، ورواه سَلَمَةُ عن الفرّاءِ . ومنه قوله تعالى : { 7 . 004 فهي
الى الاءَذقان . . مقمحون } ( يس : 8 ) وفي حديث عليَ كرَّم الله وَجهَه ، قال له
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ( سَتَقْدَمُ على الله أَنتَ وشِيعَتُك راضينَ
مَرْضِيِّين ، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضَاباً مُقمَحِين ) ثمَّ جمَعَ يدَه إِلى
عُنقِه يُريهم كيف الإِقماحُ ، وهو رَفْعُ الرأْسِ وغَضُّ البَصر .
( و ) أَقْمَحَ ( بأَنْفِهِ : شَمَخَ ) وَرَفَعَ رأْسَه لا يكاد يَضَعُه ،
فكأَنَّه ضِدّ .
( و ) أَقمَحَ ( السُّنْبُلُ : جَرَى فيه الدَّقِيقُ ) ، تقول : قد جَرَى القمْحُ
في السُّنبُل وقد أَمَحَ البُرُّ . قال الأَزهَرِيّ وقد أَنضَجَ ونَضِجَ .
( و ) من المجاز : أَمَحَ ( الغُلُّ الأَسِيرَ ) ، إِذا ( تَرَكَ رأْسَه مَرفُوعاً
لضِيقِه ) ، فهو مُقْمَح ، وذالك إِذا لم يَترُكه عَمودُ الغُلُّ الذي يَنخُس
ذَقَنَهُ أَن يُطَأْطىء رأْسَه ، كما في ( الأَساس ) . وقال ابن الأَثير : قوله
تعالى : { 7 . 004 فهي الى الاءَذقان } ( هي كِنايةٌ عن الأَيدِي لا عنِ الأَعناقِ
، لأَنّ الغُلّ يَجْعَل اليدَ تلى الذَّقنَ والعُنُقَ وهو مُقاربٌ للذَّقن . قال
الأَزهريّ : وأَراد عزّ وجلّ أَنّ أَيديَهم لما غُلّتْ عند أَعناقهم رَفعَت
الأَغلالُ
____________________
(7/63)
أَذقَانَهم ورؤُسَهم صُعُداً كالإِبل الرّافعةِ رُءُوسها .
( وشَهْرَا قُمَاحٍ ، ككِتَاب وغُرَابِ ) : شَهْرَا الكانُونِ ، لأَنَّهما يُكْرَه
فيهما شُرْبُ الماءُ إِلاّ عَلَى ثْفلٍ ، قال مالك بن خالدٍ الهُذَليّ :
فَتًى ما ابْنُ الأَغرِّ إِذَا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزّادُ في شَهْرَيْ قُمَاحٍ
رُوِي بالوَجهين ، وقيل سُمِّيَ بذالك لأَنّ الإِبِلَ فيهما تُقَامِحُ عن الماءِ
فلا تَشْربُه . قال الأَزهريُّ : هُمَا ( أَشَدُّ ما يَكُونُ من البَرْدِ ) ،
سَمِّيا بذالك لِكَرَاهَة كلِّ ذي كَبِد شُرْبَ الماءِ فيهما ، ولأَنّ الإِبل لا
تَشرب فيهما إِلاّ تعذيراً ، وقال شَمِرٌ : يقال لشَهْرَيْ قُماح : شَيْبَانُ
ومِلْحَانُ .
( والقمْحَى والقِمْحَاة ، بكسرِهما : الفَسْشَةُ ) ، بالفَتْح ، و (
والقِمْحَانَةُ ، بالكسر : ما بينَ القَمَحْدُوَةِ ونُقْرَةِ القَفَا ) .
( و ) من المجاز ( قَمَّحَهُ تَقميحاً ) ، إِذا ( دفَعَه بالقَليل عَنْ كثيرٍ )
مما ( يَجِبُ له ) . كما يفعل الأَميرُ الظالمُ بمن يَغْزُو معه ، يَرْضَخُه أَدنى
شَيْءٍ ويَستأْثر عليه بالغَنيمَة . كذا في ( الأَساس ) .
( والقامِحُ : الكَارِعُ للماءِ لأَيَّةِ عِلَّةٍ كانت ) ، كالعِيافة له أَو قِلّة
ثُفْلٍ في جَوْفه أَو غيرِ ذالك ممّا ذكرَ .
( و ) عن الأَزهريّ : قال الليث : القامِح ( من الإِبلِ ما اشْتَدّ عَطشُه حتّى
فَتَرَ شَديداً ) . وبَعيرٌ مُقمَحٌ وقد قَمَحَ يَقْمَحٌ منشِدّة العَطش قُموحاً ،
وأَقْمحَه العَطشُ فهو مُقمَح . قال الله تعالى : { 7 . 004 فهي الى الاءَذقان . .
مقمحون } : خاشعون لا يَرفَعُون أَبصارَهم .
قال الأَزهريّ : كلُّ ما قالَه اللَّيث في تفسير القامح والمُقَامِح ، وفي تفسير
قوله عزّ وجلّ { فَهُم مُّقْمَحُونَ } فهو خَطأٌ ، وأَهل العربيّة والتفسيرِ على
غيرِه . فأَمّا المُقامِح فإِنّه رُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنه قال : بعيرٌ مُقَامِحٌ
وناقَةٌ مُقَامِحٌ ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عن الأَصمعيّ أَنه قال : بعيرٌ مُقَامِحٌ
وناقَةٌ مُقَامِحٌ ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عن
____________________
(7/64)
الحَوْضِ ولم يَشْرَبْ وجمعه قِماحٌ . ورُوِيَ عن الأَصمعيّ
أَنّه قال : التَّقَمُّح : كراهَةُ الشُّرْب قال : وأَما قوله تعالى : { فَهُم
مُّقْمَحُونَ } فإِنّ سَلمةَ روَى عن الفرّاءِ أَنه قال : المُقْمَح الغاضُّ بصرَه
بعد رَفْعِ رأْسه . وقد مرّ شيءٌ منه .
( واقْتَمَحَ ، البُرُّ : صار قَمْاً نَضْيجاً ) هكذا في سائر النسخ ، والذي في (
اللسان ) وغيره : أَقمَحَ البُرُّ ، كما تقول أَنضَجَ ، صَرَّحَ به الأَزهريّ
وغيرُه ، فلينظر ذالك .
( و ) اقتَمحَ ( النَّبِيذَ ) والشَّرَابَ واللَّبنَ والماءَ : ( شَرِبَه )
كقَمِحَه .
وقال ابن شُميل : إِنّ فُلاناً لقَمُوحٌ للنَّبِيذ ، أَي شَرُوبٌ له . وإِنّه
لقَحُوفٌ للنَّبيذ . وقَمِحَ السَّوِيقَ قمْحاً ، وأَمّا الخُبْز والتّمر فلا يقال
فيهما قَمِحَ ، إِنّما يُقَال القَمْحُ فيما يُسَفُّ . وفي الحديث ( أَنّه كانَ
إِذا اشتَكَى تَقَمَّحَ كَفًّا من حَبَّةِ السَّوداءِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
قال اللَّيْث : يقال في مثَلٍ ( الظمأُ القامح خيرٌ من الرِّيِّ الفاضِح ) . قال
الأَزهريّ : وهاذا خلافُ ما سمِعناه من العرب ، والمسموع منهم الظمأُ الفادِحُ خير
من الرِّيِّ الفاضِح ) ومعناهُ العطش الشّاقّ خيرٌ من رِيَ يَفضَح صاحبَه .
وقال أَبو عُبَيْدٍ في قول أُمِّ زَرْع : ( وعِندَه أَقُولُ فلا أُقَبَّح ،
وأَشرَبُ فأَتقمَّح ) ، أَي أَروَى حتّى أَدَعَ الشُّرْبع . ، أَرادَتْ أَنّهَا
تَشْرب حتّى تروَى وتَرْفَعَ رَأْسَهَا . ويُروَى بالنُّون . قال الأَزهَريّ :
وأَصْل التقَمُّح في الماءِ ، فاستعارَتْه للّبَنِ ، أَرادَت أَنَّهَا تَرْوَى من
اللبَن حتى تَرفَع رأْسَها عن شُرْبِه كما يَفْعَلُ البَعِيرُ إِذا كرِعَ شُرْبَ
الماءِ .
ومن الأَساس في المجاز : قولهم : وما أَصابَت الإِبلُ إِلاّ قَمِيحَةً من كلإٍ :
شيْئاً من اليابِس تَسْتَفُّه .
____________________
(7/65)
والقَمْحَة نَهْرٌ أَوّلَ هَجَرَ . والقَمْحَة : قَرْيَة بالصَّعِيد .
قنح : ( قَنَحَه ) ، أَي العُودَ والغُصنَ (
كمنَعَه ) يَقْنَحُ قَنْحاً ، إِذا ( عَطَفَه ) حتّى يصيرَ ( كالمِحْجَن ) ، أَي
الصَّولَجان . وهو القُنَّاح والقُنَّاحة .
( و ) قَنَحَ ( الشّارِبُ ) يَقْنَح قَنححاً ( رَوِيَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ رِيًّا
وتَكَارَهِ عَلَى الشُّرْب ، كَتَقَنَّحَ ) ، والأَخيرة أَعلى . وقال أَبو
حَنِيفَة : قَنَحَ من الشّرَاب يَقْنَحُ قَنْحاً : تَمَزَّزَهُ . وقال الأَزهريّ :
تقنَّحْت من الشراب تقنحاً قال : وهو الغالب على كلامهم . وقال أَبو الصَّقر :
قَنَحْت أَقنَح قَنْحاً . وفي حديث أُمِّ زرْع ( وأَشْرَبُ فأَتَقنَّح ) أَي
أَقطَع الشُّربَ وأَتمهَّلُ فيه . وقيل : هو الشُّرْب : بعد الرِّيّ . قال شَمِرٌ
: سمعت أَبا عُبيد يسأَل أَبا عبدِ الله الطُّوَالَ النّحويّ عن معنى قولها (
فأَتقَنّح ) فقال أَبو عبدِ الله : أَظنّها تُريد أَشرَبُ قليلاً قليلاً . قال
شَمهرٌ : فقلْت : ليس التفسير هاكذا ، ولاكنّ التَّقنُّح أَن تَشرَب فوق الرِّيّ ،
وهو حرفٌ رُويَ عن أَبي زيد . قال الأَزهريّ : وهو كما قال شَمِرٌ وهو التَّقنُّح
والتَّرَنُّح ، سمعْتُ ذالك من أَعراب بنِي أَسَد . وفي بعض النُّسخ ( كقَنَّحَ )
، والأُولَى أَعلَى .
( و في ( التهذيب ) : قَنَحْ ( الباب ) فهو مَقْنُوح ( نحتَ خشَبَةً ورفَعَه بها )
. تقول للنَّجّار : اقنَحْ بَابَ دارِنَا ، فيَصنَع ذالك . ( كأَقْنَحَه . و )
تِلك الخشبَةُ هي ( القُنَّاحة ، كالرُّمّانة ) ، وعن ابن الأَعرابيّ : يقال
لِدَرَوَنْدِ البابِ النِّجَاف والنَّجْرانُ ، ولِمَتْرَسِه القُنّاحُ .
ولِعَتبَتِهِ النَّهْضَةُ . وفي كتاب العين : القِنْح : اتِّخاذُك قُنّاحَةً
تَشُدّ بها عِضَادَةَ بابِك ونحْوَهَا ، ويُمسِّيها الفُرْسُ قانه . قال ابن سيده
: ولا أَدرِي كيف ذالك ، لأَنّ تعبيرَه عنه ليس بحَسنٍ . قال : وعندي أَن القِنْح
هنا
____________________
(7/66)
لغة في القُنَّاح . وفي ( الصّحاح ) : القُنّاحَة بالضمّ
مُشدّدة : ( مِفْتاحٌ مُعْوَجٌّ طوِيلٌ ، وقَنَّحتُ البابَ تَقْنِيحاً ) إِذا (
أَصْلحْتَ ذالك عليه ) .
قوح : ( *!قاحَ الجُرْحُ *!يَقُوحُ ) :
انْتَبَرَ ، و ( صَارَت فيه المِدَّةُ ) ، وسيُذكَر في الياءِ ، ( *!كتقَوّح ) .
( و ) قاحَ ( البَيْتَ ) *!قَوْحاً ( : كَنَسَه ) ، لغة في حَاقَه ، عن كُرَاع ،
*!كقَوّحَه .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : ( *!أَقَاحَ ) الرَّجُلُ ، إِذا ( صَمَّم على المنْع
بعد السُّؤال ) ، ولاكنّه ذَكَرَه في الياءِ .
( و ) رُوى عن عُمرَ أَنه قال : ( مَنْ مَلأَ عَيْنَيْه من *!قاحة بيت قبل أن بوذن
لهِ فَقَدْ فَجَرَ ) ، ( *!القَاحَةُ : السَّاحَة ) ، قال ابنُ الفرج : سمِعْت
أَبا المِقْدَام السُّلَميّ يقول : هذا باحَةُ الدَّارِ *!وَقَاحَتها . ومثلُه
طِينٌ لازِبٌ ولازِق ، ونَبِيثة البِئرِ ونَقِيثتها ، عاقَبَت القافُ الباءَ .
وقال ابنُ زِياد : مرَرْتُ على دَوْقَرَةً فرأَيْت في قَاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً
. قال : قَالحَةُ الدّارِ : وَسَطُهَا . والدَّعْلَج : الجُوَالِق . والدَّوقَرَة
: أَرضٌ نَقِيَّة بين جِبَالٍ أَحاطَتْ بِهِ . ( ج *!قُوحٌ ) ، مثل سَاحَةٍ وسُوحٍ
، ولابَة ولُوب ، وقارةٍ وقُورٍ . وعن ابن الأَعرابي : القُوح : الأَرَضُون التي
لا تُنبِت شيئاً .
( و ) في ( النهاية ) ، في الحديث ( أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ
*!بالقَاحَةِ وهو صائم ) ، هو اسمُ ( ع بقُرْبِ المدينةِ ) على ثلاثِ مَراحلَ
مِنها . وفي التوشيح : على مِيلٍ من السُّقْيَا .
قيح : ( *!القَيْح : المِدّة ) الخَالِصة ( لا
يُخَالِطُهَا دَمٌ ) ، وقيل : هو الصَّديد الّذي كأَنّه الماءُ وفيه شُكْلَةُ دَمٍ
. ( *!قَاحَ الجُرْحُ *!يَقِيحُ ) قَيْحاً ( كقاحَ يَقوح ، وقَيَّحَ ) الجُرْحُ (
كقاحَ يَقوح ، وقَيَّحَ ) الجُرْحُ ( وتَقَيَّحَ ) وتَقَوّحَ ( وأَقَاحَ ) . قال
ابن سيدَه : الكلمة ( واويّة ) و ( يائيّة ) .
____________________
(7/67)
2 ( فصل الكاف ) مع الحاءِ المهملة ) 2
كبح:( كَبَحَ الدّابَة : جَذَبَ لِجَامَهَا ) ،
وضَرَب فاهَا بِهِ ( لِتَقِفَ ) ولا تَجْرِيَ ، يَكْبَحُهَا كَبْحاً . ويقال : ليس
كَبْحُ الصَّعْبِ الشَّرِس إِلاّ باللِّجَام الشَّكِسِ . وفي حديث الإِفاضَة من
عرفات : ( وهو يَكْبَحُ راحِلَته ) ، وهو من ذالك . كَبَحْتُ الدَّابَّةَ ، إِذا
جَذَبْتَ رأْسَهَا إِليك وأَنت راكبٌ ومَنَعْتَهَا من الجِمَاح وسُرْعَةِ السَّيرِ
. هاذه عِبَارةُ النِّهَايَةِ ، وقد تَصحَّفَت على مُلاّ علِيّ قارىء في النامُوس
فقال : ( وأَسْرعَتِ السَّيْرَ ) بدل ( وسُرْعَة السَّير ) ، وجعلَ بين العبارتين
مُباينَةً . وقد تَكفّلَ شيخنا برَدّه . ( كأَكبَحَها ) ، وهاذه عن يعقُوبَ .
وعبارة الجوهريّ : يقال : أَكْمَحْتُهَا وأَكْفَحْتها وكَبَحتها ، هاذه وحدَها عن
الأَصمعيّ بلا أَلف .
( و ) كَبَحَه ( السَّيْف : ضَرَبَ ) ، وهو ضَرْبٌ في اللَّحْم دون العَظْم .
( و ) من المجاز : كَبَحَ ( فُلاناً ) كَبْحاً : ( رَدَّه عن الحاجَةِ ) ، وكَبَحَ
الحائطُ السَّهْمَ ، إِذا أَصابَ الحائطَ حين رُمِيَ به ورَدَّه عن وَجْهه ولَم
يَرْتَزَّ فِيه . وكَبَحَ الحَجرُ حافِرَ الدّابّة : صَكَّه .
( والكُبْح ، بالضمّ : نَوعٌ من المَصْلِ أَسوَدُ ، أَو هو الرَّخْبينُ ) ، بفَتْح
فسكون وكَسْر الموَحّدة .
( وإِنّه لمُكبحٌ ، كمُعَظَّم ومُكْرَم : شامخٌ ) عالٍ ، ( وقد أُكْبِح ، بالضّمّ
، إِذا كان كذالك ) .
( وكَابَحَه : شاتَمَه ) وقَابَحَه .
( و ) من المجاز : ( الكابِحُ : ما ) وفي نسخة ( التهذيب ) : من ( استقبَلَك ممَّا
يُتَطيَّرُ منه ) من تَيْس وغَيرِه ، وهو النَّطِيح ، لأَنه يَكبَحه عن وَجْهه . و
( ج كَوابحُ ) ، قال البَعِيث :
ومُغْتدياتٌ بالنُّحوس كَوَابِحُ
____________________
(7/68)
كتح : ( كَتَحَ الطّعامَ كَمنَع : أَكَلَ ) منه ( حتّى شَبِع . و ) كتَحَت (
الرِّيحُ فُلاناً : سَفَتْ عليه التُّرَابَ ، أَو نازعَتْهُ ثِيَابَه ) . وفي
نسخَة ( ثَوْبَه مثل كثَحته بالمثلّثة ، كما سيأْتي .
( و ) كتحَ ( الدَّبَى الأَرْضَ : أَكَلَ ما عَلَيْهَا ) من نبات أَو شَجَرٍ . قال
:
لَهُمْ أَشدُّ عَليكُمْ يَوْمَ ذالكُمُ
من الكَوَاتحِ من ذاك الدَّبَى السُّودِ
( والكَتْح : دُونَ الكَدْحِ من الحَصَى . و ) الكَتْحُ : ( الشَّيْءُ يُصِيب
الجِلْدَ فيُؤَثّر فيه ) ، دون الكَدْح ، وكَتَحَه كَتْحاً : رَمَى جِسْمَه بما
أَثَّرَ فيه . قال أَبو النَّجم يَصف حَميراً :
يكتَحْنَ وَجْهاً بِالحَصَى مَكْتُوحَا
ومَرّةً بحافرٍ مَكبوحَا
( ) ومما يستدرك عليه :
الكُتَّيْح ، مُشدَّداً مُصغَّرا : اسمُ نَبْت .
كثح : ( الكَثْحَة من النّاس : جماعَةٌ غيرُ
كَثِيرَةٍ ) ، من النَّوَادِر ، كالكَفْحة .
( وتَكاثَحُوا بالسُّيُوف : تَكَافَحُوا ) ، الثاءُ لغة في الفَاءِ .
( وكَثَحَ ) الرّجُلُ ثوبَه ( عن اسْتِه كمَنَعَ : كَشَفَ ) ، عربيٌّ صحيحٌ خلافاً
للبعض .
( و ) كَثَحَت ( الرِّيحُ عليه التُّرابَ : سَفَتْه ) أَو نازَعَتْه ثَوبَه ،
ككتَحته ، وقد تقدّم ، ( ككثَّح ) تَكثيحاً ؛ إِذا كَشَفَ . ( و ) قال المفضَّل .
كَثَحَ ( من المالِ ما شَاءَ ) ، مثل ( كَسَحَ ) ، وسيأْتي ( و ) كَثَحَ (
الشّيْءَ : جَمَعَه وفَرَّقَه ) ، كأَنّه ( ضِدّ . وتَكَثَّح بالحَصَى )
وبالتُّراب ، أَي ( تَضَرَّبَ به ) .
كحح : ( *!الكُحُّ ، بالضَّمّ ) : الخالِص من
كلّ شيْءٍ ، مثل ( القُحّ ) ، يقال ( عَرَبيٌّ *!كُحٌّ )
____________________
(7/69)
وأَعرابٌ *!أَكْحاحٌ ، إِذا كانُوا خُلصَاءَ : (
وعَرَبيَّةٌ *!كُحَّةٌ ) ، كقُحّة ، وعبدٌ *!كُحٌّ خالصُ العُبُودَة . وزعمَ
يعقوبُ أَنَّ الكاف في كلّ ذالك بدَلٌ عن القاف . قلت : وقد تقدّم في القاف .
( وأُمُّ كُحَّةَ ) ، بالضَّم : ( امرأَةٌ نَزَلَت في شَأْنِهَا الفَرَائِضُ ) ،
ولها ذِكْر في تفسير قوله تعالى : { لّلرّجَالِ نَصيِبٌ مّمَّا تَرَكَ } ( النساء
: 7 ) في النِّسَاءِ .
( *!والكَحْكح كهُدْهُدٍ وسِمْسِمٍ ) ، من الإِبل والبَقَر والشَّاءِ : الهَرِمَةُ
التي لا تُمْسِك لُعَابَهَا ، وقيل : هي التي قد أَكِلَتْ أَسنانُها ، وهي أَيضاً
( العَجُوز الهَرِمَة والنَّاقَة المُسِنَّة ) ، وناقَة قُحْقُح ، *!وكُحْكُح ،
وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ ، إِذا هَرِمَتْ .
*!والأَكَحُّ : الذي لا سِنّ له .
( *!والكُحُحُ ، بضمّتين : العَجائزُ الهَرِمَاتُ ) المُسِنّات . وفي ( التهذيب )
إِذا أَسَنَّت الناقَةُ وذَهبَت أَسنانُها فهي ضِرْزِمٌ ولِطْلِطٌ *!وَكِحْكِح
وعِلْهِز ( وهِرْهِر ) ودِرْدِح . كدح : (
كَدَحَ في العَمَلِ كمَعَ : سَعَى ) يَكدَح كَدْحاً ، وقال أَبو إِسحاق : الكَدْحُ
في اللُّغَة ، السَّعْيُ ، والحِرْص ، والدُّؤُوب في العمل في بابِ الدُّنيا
والآخرةِ . قال ابن مُقْبِل :
وما الدّهْرُ إِلاّ تارَتانِ فمِنْهُمَا
أَمُوتُ وأُخْرَى أَبتغِي العَيْشَ أَكْدَحُ
أَي تارةً أَسعَى في طَلب العَيْش وأَدأَب .
( و ) كَدَحَ الإِنسانُ : ( عَمِلَ لنَفْسه خَيْراً أَو شَرًّا ) ، ومنه قوله
تعالى : { 7 . 004 انك كادح . . كدحا } ( الانشقاق : 6 ) . قال الجوهَرِيّ ، أَي
تَسعَى . ( و ) كَدَحَ : ( كَدَّ ) ، وهو يَكدَح في كذَا ، أَي يَكُدُّ ، ( و )
أَصابه شيْءٌ فكَحَ ( وَجْهه ) ، أَي ( خَدَشَ ، أَو ) كَدَحَ وَجْهَ فُلانٍ ،
إِذا ( عَمِلَ به ما يَشِينُه ، ككَدّحَه ) تَكديحاً فتَكدَّحَ ، خَدَشَه فتَخدّشَ
. ( أَو ) كدَحَ وَجْهَ أَمْره ، إِذا ( أَفَسَده . و ) كَدَحَ ( لِعِيَالِه :
____________________
(7/70)
كَسَبَ ، كاكتَدَحَ ) ، أَي اكتَسَب . قال الأَغْلَبُ
العِجليّ :
أَبو عِيالٍ يَكدَحُ المَكَادحَا
( و ) كَدَحَ ( رأْسَه بالمُشْط : فَرَّجَ شَعْرَه ) به .
( و ) قولهم : ( بهِ كَدْحٌ ) ، بفتح فسكون ، أَي ( خَدْش ) ، وقيل الكَدْح أَكبرُ
من الخَدْش . ( ج كُدُوحٌ ) . وفي الحديثِ : ( مَنْ سأَلَ وهو غنيٌّ جاءَت
مَسْأَلتُه يَوْمَ القِيَامة خُدُوشاً ، أَو خُمُوشاً ، أَو كُدُوحاً في وَجْهِه )
. قال ابن الأَثير : الكُدُوحُ : الخُدُوش ، وكُلّ أَثَرٍ من خَدْش أَو عَضَ فهو
كَدْحٌ ، ويَجُوز أَن يكون مَصدراً سُمِّيَ به الأَثَرُ .
( وتَكَدَّحَ الجِلْدُ : تَخدَّشَ ) . وَوَقَع من السَّطْح فتَكدَّحَ ، أَي
تَكسَّرَ . وتُبدَلُ الهاءُ من كلّ ذالك .
( وحِمَارٌ مُكدَّحٌ كمُعظَّم : مُعَضَّضٌ ) وقال أَبو عُبيدٍ : الكُدُوحُ : آثارُ
الخُدُوشِ ، ومنه قيل للحِمَار الوَحْشيِّ مُكَدَّحٌ ، لأَنَّ الحُمُرَ
يُعضِّضْنَه . وأَنشَد :
يمْسونَ حَوْلَ مُكَدَّمٍ قد كَدَّحَتْ
مَتْنَيهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ
( وكَوْدَحٌ ) كجَوهرٍ ( اسمُ ) رجُل .
كدرح : ( كِدْرَاحٌ ، بالكسر ) : اسم ( ع ) ،
والصواب أَنّه كِرداحٌ .
كذح : ( كَذَحَتْه الرِّيحُ ، كمَنَعَهُ :
رَمَتْه بالحَصَى والتُّرَاب ) ، لغة في كدَحَتْه بالمهمَلَة ، مثل كتَحَته ،
بالمثنّاة الفوقيّة ، وقد تقدّم .
كرح : ( الكِرْح ، بالكسر : بَيتُ الرَّاهبِ .
ج أَكْراحٌ ) ( والكارِحُ وبهاءٍ ) كالكارُهَة : ( حَلْقُ الإِنسان ) أَو بَعضُ ما
يكونُ في الحَلْق منه . قال ابنُ دُريد : أَحسب ذالك .
____________________
(7/71)
( والأُكَيْرَاحُ ) ، بالضمّ : بيوتٌ ، و ( مواضِعُ تَخرُجُ إِليها النَّصَارَى في
) بعضِ ( أَعيادِهِم ) ، وهو معروف قال :
يا دَيْرَ حَنَّة مِنْ ذاتِ الأُكَيراحِ
مَنْ يَصْحُ عَنْكِ فإِنّي لَسْتُ بالصَّاحِي
كربح : ( كَرْبَحَه : صَرَعَه ، أَو
الكَرْبَحَة : الشّدُّ المُتَثاقِلُ ) كالكَرمَحة ، ( و ) الكَرْبَحَة ؛ ( عَدْوٌ
دُونَ الكَرْدَحةِ ) والكَرْدَمَةِ ، ولا يُكَرْدِم إِلاَّ الحمارُ والبغلُ .
كرتح : ( كَرْتَحَه ) ، بالمثناة الفوقية ( :
صَرَعَه . وتَكَرْتَحَ في مِشْيتِه ) وكَرْتَحَ ، إِذا ( مَرَّ مَرًّا سريعاً )
وأَسرعَ .
كردح : ( الكُرْدِحُ ، بالكسر ) ، أَي كسر
الأَوّل والثالث : ( العَجُوز ، والرَّجُلُ الصُّلْبُ ) .
( والكِرْدَاحُ ) ، بالكسر : ( السَّريعُ العَدْوِ ) المتقارِبُ المشْيِ ، (
والاسم ) منه ( الكَرْدَحَة ) ، وهو من عَدْوِ القَصيرِ المتقارِب الخَطْوِ
المجتهدِ في عَدْوِه . وقال ابنُ الأَعرابيّ : وهو سَعْيٌ في بُطءٍ وقد كَرْدَحَ .
( والكُرْدَاح ، بالضّم : القَصِيرُ ) .
( و ) عن الأَصمعيّ : سَقَطَ من السَّطْح ( فتَكَرْدَحَ ) ، أَي ( تَدَحْرَجَ ) ،
والهاء لغة فيه . ( و ) مثله ( تَكَرْتَح ) بالتّاءِ المثنّاة الفوقيّة ، وقد
تقدَّم .
( وكَرْدَحَه : صَرَعَه ) ، مثل كَرْبَحَه .
( والكَرْدَحَاءُ ) ، بالمدّ ( وقياسُه القَصْرُ : ضَرْبٌ من المَشْيِ ) فيه قَرْمَطَةٌ
وإِسراعٌ ، كالكَرْتَحةِ والكَرْمَحَةِ .
وكَرْدَحَ ، إِذا عَدَا على جَنْبٍ وَاحد .
( والمُكَرْدَح : بفتح الدّال : المتذلِّل المتصاغِرُ ) .
والكِرْدَاح مَوضعٌ ، وهو الصواب .
____________________
(7/72)
كرفح : ( المُكَرْفَح : المُشَوَّه ) الخِلْقَةِ .
كرمح : ( الكَرْمَحَة : الكَرْبَحَة ) ، المِيم
مقلوبةٌ عن الباءِ ، وهو دُون الكَرْدَمة . قال أَبو عَمرٍ و : كَرْمَحْنَا في
آثارِ القَوم ، أَي عدَوْنَا عَدْوَ المتثاقِل .
كسح : ( كسَحَ ) غلبَيْتَ والبئرَ ، ( كمَنَع )
يَكسَحُ كَسْحاً ( : كَنَسَ . و ) كسَحَت ( الرِّيحُ الأَرْضَ : قرَتْ عَنْهَا
التُّرَابَ ) .
( و ) من المجاز : أَغارُوا عليهم ( فاكتسَحُوهُم ) ، أَي ( أَخَذُوا مالَهُمْ
كلَّه ) . ويقال : أَتينا بني فُلانٍ فاكتَسحْنا مالَهم ، أَي لم نُبْقِ لهم شيئاً
.
وفي ( الأَساس ) : وكَسَحَ فُلاَلانٌ من مالِي ما شاءَ .
وفي ( اللسان ) : قال المفضَّل : كَسَحَ وكَثَحَ بمعنًى واحد .
( والمِكْسَحَة : المِكْنسة ) . قال سيبويه : هاذا الضَّرْب ممّا يُعتَمَل مكسورَ
الأَوّلِ ، كانت الهاءُ فيه أَو لم تَكن . وفي ( الصّحاح ) : المِكْسَحَة ما
يُكْنَس به الثَّلْجُ وغيرُه .
( و ) قال ابن سيده : ( الكُسَاحَة : الكُنَاسَة ) ، بضمِّهما . وقال
اللِّحْيَانيّ كُسَاحَةُ البيتِ : ما كُسِحَ من التُّراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعضٍ
. والكُسَاحة : تُرابٌ مجموعٌ كُسِحَ بالمِكسَح .
( و ) الكُسَاحَةُ والكُسَاحُ : ( الزَّمَانَة في اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن ) ،
وأَكثَرُ ما يُسْتَعْمَل في الرِّجْلَيْن . وقال الأَزهريّ : الكَسَحُ : ثقَلٌ في
إِحدَى الرِّجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرًّا . ( كَسحَ كفَرِحَ ) كَسَحاً ، ( وهو
أَكسَح وكَسْحَان وكَسيحٌ ) كأَميرٍ ( وكَسَيْح ) ، كزُبَيْر . ( و ) قال أَبو
سَعيد : ( الكُسَاح ) ، بالضّمّ : ( داءٌ للإِبلِ ) ، جَمَلٌ مَكسوحٌ لا يَمشِي من
شِدّة الظَّلْعِ . ( و ) قال أَيضاً : العُودُ ( المكسَّح ) ، كمُعظَّم ، أَي (
المُقَشَّر )
____________________
(7/73)
المُسَوَّى . ومنه قول الطِّرمّاح :
جُمَاليّةٍ تغتالُ فضَلَ جَدِيلِهَا
شَنَاحٍ كصَقْب الطّائفيِّ المُكسَّحِ
وإِعجام السين لغةٌ فيه .
( والكَسِيح ) ، كأَمِير : ( العاجز ) إِذا مَشى ، كأَنّه يَكحسَح الأَرْضَ أَي
يَكنُسُهَا .
( و ) قيل : ( الأَكحسَحُ : الأَعرَجُ ، والمُقْعَدُ ) أَيضاً . ( ج ، كُسْحَانٌ )
بالضمّ كأَحْمَرَ وحُمْرَانٍ . وفي حديث ابن عُمَر سُئل عن مال الصَّدَقة فقال : (
إِنَّهَا شَرُّ مالٍ ، إِنَّمَا هي مالُ الكُسْحَانِ والعُورانِ ( ، ومعنٍ ى
الحديثِ أَنّه كَرِهَ الصدقةَ إِلاَّ لأَهل الزَّمَانةِ .
وفي حَدِيث قَتَادَةَ في تفسير قوله تعالى : { وَلَوْ نَشَآء لَمَسَخْنَاهُمْ
عَلَى مَكَانَتِهِمْ } ( يس : 67 ) أَي جعلناهم كُسْحاً يعنِي مُقعَدِين ، جمع
أَكْسَح كأَحْمَرَ وحُمْرٍ .
( والمُكَاسَحَة : المُشَارَبَة ) ، هاكذا في النُسخ غالباً ، وفي بعض الأُمهات :
المُشَارَّة ( الشَّديدَةُ ) ، فليُرَاجَع .
( و ) الكَسِحُ ، ( كالكَتِف : مَنْ تَستَعِينُه ولا يُعِينُك ) لعَجْزه .
( و ) يقال : فلانٌ ( ما أَكسَحَه ) ، أَي ( ما أَثْقَله . و ) يقال ( جَملٌ
مَكْسُوحٌ ) إِذا كان ( به ظَلْع شَدِيدٌ ) ، وقد تقدّم أَنه تَتمّةٌ من قول أَبي
سعيد اللُّغويّ .
( والكَسْحُ ) ، بفتح فسكون : ( العَجْز ) من دَاءٍ يأْخُذ في الأَوراكِ فتَضعف له
الرِّجْلُ .
( ومُكَسَّحَة ، كمعَظمة ، بالسين والشين ، ويُفتحان ويُكسران : ع ) باليَمَامَةِ
، قال الحَفْصيّ : هو نَخْلٌ في جَزْع الوادِي قَريباً من أُشَيّ . قال زِياد بن
مُنقِدٍ العَدَويّ :
يا ليت شِعْرِيَ عن جَنْبَيْ مُكَشَّحةٍ
وحيثُ يُبْنَى من الحِنَّاءَة الأُطُمُ
عن الاشاءَة هل زَالتْ مَخارِمُها
وهل تغيَّرَ من آرامِها إِرَمُ
____________________
(7/74)
كذا في ( معجم ياقوت ) .
كشح : ( الكَشْحُ : ما بين الخاصرَة إِلى
الضِّلَعِ الخَلْفِ ) ، وهو من لدُنِ السُّرّة إِلى المَنْن ، قال طرَفة :
وآليتُ لا يَنفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً
بعَضْبٍ رَقِيقِ الشّفرتين مُهنَّدِ
قال الأَزهريّ : هما كَشْحَانِ ، وهو مَوْقِع السَّيفِ من المُتقلَّد ، وفي حديث
سعْد : ( إِنَّ أَميرَكم هاذا الأَهضَمُ الكَشْحَيْن ) ، أَي دَقيقُ الخَصْرَين .
قال ابن سيده : وقيل الكَشْحَانِ جانِبَا البَطْنِ من ظَاهرٍ وباطنٍ ، وهما من
الخَيْل كذالك . وقيل : الكَشْحُ ما بين الحَجَبة إِلى الإِبطِ . وقيل : هو
الخَصْرُ . وقيل : هو الحَشَى . والكَشْح : أَحدُ جانِبَيِ الوِشَاح . وقيل :
إِنَّ الكَشْح من الجِسم إِنّما سُمِّيَ بذالك لوُقُوعه عليه . وفي ( الأَساس ) :
كما قيل للإِزارِ الحَقْوُ .
( و ) من المجاز : ( طَوَى كَشْحَه على الأَمر : أَضمَرَه وسَتَره ) ، هو نصُّ
عبارة الجوهريّ ، وفي ( اللسان ) وغيرِه : طَوَى كَشْحَه على أَمرٍ : استمرّ عليه
، وكذالك الذّاهبُ القَاطعُ الرَّحمِ ، قال :
طَوَى كَشْحاً خليلُك والجَنَاحَا
لِبَيْنٍ مِنْك ثُمّ غَدَا صُرَاحَا
وَطَوَى كَشْحاً على ضِغْنٍ ، إِذا أَضمَرَه . قال زُهَير :
وكان طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ
فلا هُوَ أَبدَاهَا ولمْ يَتَجمْجَمِ
( و ) طَوَى كَشْحَة ( عَنِّي ) ، إِذا ( قَطَعَنِي ) وعَادَاني . ومنه قول
الأَعشى :
وكان طَوَى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبَا
قال الأَزهَريّ : يحتملِ قوله : وكان طَوَى كَشْحاً ، أَي عَزَمَ على أَمْر
واستَمرَّتْ عَزيمتُه ، ويقال : طَوَى
____________________
(7/75)
كَشْحه عنه ، إِذا أَعرَضَ عنه .
( و ) الكَشْحُ : ( الوَدَعُ ) . و ( ج ) كلِّ ذالك ( كُشُوحٌ ) ، لا يُكسَّر
إِلاّ عليه . قال أَبو ذُؤَيب :
كأَنّ اللظِّباءَ كُشُوحُ النِّسا
يَطْفُونَ فَوقَ ذُرَاه جُنُوحَا
قال أَبو سعيد السُّكّريّ جامعُ أَشعار الهُذلّيين : الكَشْح وِشَاحٌ من وَدَعٍ ،
فأَرادَ : كأَنَّ الظباءَ في بياضها وَدَعٌ . يَطْفُون فوقَ ذُرَا الماءِ .
وجُنُوحٌ : مائلة . شبَّهَ الظِّباءَ وقد ارتفَعنَ في هاذَا السَّيْل بكُشوحِ
النِّسَاءِ عليهنّ الوَدَعُ . ثم قال : وكانت الأَوْشِحَةُ تُعْمَل من وَدَعٍ
أَبيضَ .
( و ) الكَشَحُ ( بالتَّحْرِيك : داءٌ في الكَشْحِ ) ، أَي الخاصرة ، ( يُكوَى منه
، أَو ) هو ( ذاتُ الجَنْب ) . وكَشحَ كشَحاً : شَكَا كَشْحَه . ( و ) قد ( كُشِحَ
، كعُنِيَ ) ، كَشْحاً ، إِذا ( كُوِيَ منه ، ومنه ) سُمِّيَ ( المكشوح المُرَادِيُّ
) حِلْفاً ، ونَسَبُه في بَجِيلَةَ ثمّ في بني أَحْمَسَ ، واسمه هُبَيْرَةُ بنِ
هِلالٍ ، ويقال : عبدُ يغوثَ بن هُبيرةَ بنِ الحارثِ بن عَمْرِو بن عامرِ بن عليّ
بن أَسلمَ بن أَحْمَس بن الغَوْث بن أَنمارٍ ، وهو والدُ بَجيلةَ وخَثْعَم . وفي (
الرّوض الأُنف ) : وإِنّمَا سُمِّيَ مكشوحاً لأَنّه ضُرِب بسَيف على كَشْحه . قال
شيخنا : ويمكن الجمع بينهما بأَنَّه لما أَثيبَ في كَشْحِه بالسَّيْف عالَجوه
بالكَيّ . وابنُه قَيْسٌ ويُكنَى أَبا شَدّاد ، قاتلُ الأَسودِ العَنْسِيّ ، من
فُرْسَانِ الإِسلام .
( و ) الكِشَاحُ ، ( ككِتَاب : سِمَةٌ في الكَشْحِ ) . ورجلٌ مكشوحٌ : وسُمَ
بالكِشَاح في أَسفلِ الضُّلُوعِ . وكَشَحَ البعيرَ ، وكَشَّحَه : وَسَمَه هنالك .
التشديدُ عن كُرَاع .
( والكاشِحُ : مُضمِرُ العَداوةِ ) المتولِّي عنك بوُدّه . والعَدُوُّ المبغِضُ
كأَنّه يَطْوِي العَدَاوةَ في كَشْحِه ، أَو كأَنْه يُولِيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك
بوَجْهه . والاسمُ الكُشَاحَة . وفي الحَدِيث : ( أَفضلُ الصَّدَقةِ على ذِي
الرَّحِمِ الكاشحِ )
____________________
(7/76)
قال ابن الأَثير : وسُمِّيَ العَدُوُّ كاشحاً لأَنّه
وَلاّكَ كَشْحَه وأَعْرَضَ عنك . وقيل : لأَنه يَخبَأُ العَدَاوَةَ في كَشْحِه
وفيه كَبِدُه والكَبدُ بَيتُ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ . ومنه قيل للعَدُوِّ
أَسودُ الكَبِدِ ، كأَنَّ العَدَاوَة أَحرَقَت الكَبِدَ .
( وكَشَحَ له بالعَداوَة : عَادَاه ) وفاسَدَه ( ككَاشَحَه ) مُكاشَحةً وكِشَاحاً
.
( و ) كَشَحَ ( القَوْمَ : فَرَّقَهم ) ، يقال : مَرَّ فُلانٌ يَكْشَحُ القَوْمَ
ويَشُلُّهم ويَشحَنُهُم ، أَي يُفَرِّقهم ويَطْرُدهم .
( و ) كشَحَتِ ( الدَّابَّةُ ) ، إِذا ( أَدخلَتْ ذَنَبَهَا بين رِجْلَيْها ) .
وأَنشد :
يَأْوِي إِذا كَشَحَتْ إِلى أَطبَائِها
سَلَبُ العَسِيبِ كأَنّه ذُعْلُوقُ
( و ) كَشَحَ ( البَيْتَ : كَنَسَه ) ، لغةٌ في المهملة .
( و ) في الأَساس : تَوَشَّحَها و ( تكَشَّحَها : جَامَعَهَا ) وتَغَشَّاها .
( والمِكْشَاحُ : الفَأْس ) ، وقيل : منه الكاشِح ، قاله المفضَّل .
( و ) المِكْشَاح : ( خَدُّ السَّيْفِ كالمِكْشَح ) ، ومنهُ شُمِّيَ المكشوح
المُرَاديّ ، على ما أَسلَفْنا عن كتاب الرَّوض .
( والتَّكْشِيح : التَّقْشير ) والتَّسْويه ، لغة في المهملة . ( و ) التَّكشِيح :
( الكَيُّ على الكَشْح ) بالنّار ، وقد تقدّمَ أَنّه عن كراع . ومن إِبلٌ
مُكَشَّحَة .
( والكَشُوحُ ، كصَبور ، من السُّيوف السَّبْعَة الّتي أَهدَتها بِلْقِيسُ إِلى )
سيِّدنا ( سُليمانَ عليه ) وعلى نبيّنا الصّلاةُ و ( السَّلام ) ، نقل شيخُنَا عن
رأْسِ مالِ النَّدِيمِ لابن حبيب قال : هي ذو الفَقَار ، والصَّمصامة ، ومُخْذَم ورَسُوب
وضِرْس الحِمَار ، وذُو النُّون ، والكَشُوح .
( وكَشَحُوا عَن الماءِ وانكشَحُوا ) ، إِذا ذَهَبوا عنه و ( تَفَرَّقوا ) . وفي (
التهذيب ) : كَشَحَ عن الماءِ ، إِذا أَدْبرَ عنه . وفي ( الأَساس ) : ولمَّا رآني
____________________
(7/77)
كَشَحَ ، أَي أَدبَرَ وَولَّى بكَشْحه . وكَشَحَ الظَّلامُ
، و ( وكَشَح ) الضوءُ أَدبرَ . وهذا مجازٌ .
( ومُكشَّحَةُ ) ، بضمّ فتشديد الشِّين : اسم موضعٍ باليمامة ، وقد مرّ ( في كسح )
، والصواب ذِكْره هنا ، كما صرّح به ياقُوت في ( المعجم ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكُشَاحَة ، بالضّمّ : المُقاطعة .
وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً : قَشَرَه .
وكَشَحَ الطائرُ : صَدَرَ مُسرِعاً .
وكَشَحَه : طَعَنَ في كَشْحِه .
والكَشْحَانُ : القَرْنانُ ، أَورَدَه الفُقهاءُ ولا إِخالُه عَربيًّا ، قاله
شيخنا نقلاً عن بعضهم .
قلت : وهو خطأُ والصوابُ بالخاءِ المعجمة ، وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ الله تعالى
.
كفح : ( الكَفِيحُ : الكُفءُ ) والنَّدِيد ، (
وزَوْجُ المَرْأَةِ ) ، لِكَوْنه يُكافحُهَا مُواجَهةً . ( والضَّجِيع ) لها ، كما
في ( الأَساس ) . ( والضَّيْف المفاجىءُ ) على غَفْلَة .
( والأَكْفَح : الأَسْوَد ) المتَغيِّر . وكفَحْته كَفْحاً كلَوَّحْته .
( وكَفَحَه ، كَمَنَعَه : كَشَف عنه غِطاءَه ) ، ككَشَحَه وكَثَحَه .
( و ) كَفَحَه ( بالعَصا ) كَفْحاً : ( ضَرَبَه ) بها . وقال الفرّاءُ : كفَحْته
بالعصا ، أَي ضَرَبْته ، بالحاءِ . وقال شَمِرٌ : كَفَخْته ، بالخَاءِ المعجمة .
وقال الأَزهريّ كفَحْته بالعصا والسَّيْف ، إِذَا ضَرَبْتهُ مُوَاجعةً ، صحيحٌ .
وكفَخْته بالعصا ، إِذا ضَرَبْته لا غَيرُ .
( و ) كَفَحَ ( لِجَامَ الدّابّة ) كَفْحا . ( جَذَبَه ) . وعبارة التّهذيب
والمحكم : كفَحَهَا باللِّجَامِ كَفْحاً جَذَبَهَا ، ( كأَكْفَحَه ) . وفي (
التهذيب ) : أَكفَحَ الدّابَّةَ إِكْفاحاً تَلقَّى فاهَا باللِّجَام
____________________
(7/78)
يضرِبُه به لِتَلْتَقِمَه ، وهو من قولهم : لَقِيتُه
كِفَاحاً ، أَي استَقُبَلْتُه كَفَّةَ كَفَّةَ .
( و ) كَفَحَ ( فُلاناً : وَاجَهَه و ) كَفَحَ ( المرأَةَ ) يَكْفَحُهَا : (
قَبَّلَها فَجْأَة ) ، أَي غَفْلَة ، ( كَكَافَحَها ، فيهما ) ، أَي في تقبيل
المرأَةِ والمواجهة ، وقول شيخنا إِنّ هاذه عبارةٌ قَلِقَة غيرُ مُحرّرةٍ ليس
بسديدٍ ، بل هي في غايةِ الوُضْوح والبَيَانِ ، فإِنه أَشارَ بقوله ( فيهما ) إِلى
الوجهَين ، ففي ( المحكم ) و ( المَشَارقِ ) و ( التهذيب ) : المُكَافَحَة
مُصادَفَةُ الوَجْهِ بالوَجْهِ مفاجأَةً ، كَفَحَهُ كَفْحاً وكافَحَه ( مُكافحةً
وكِفَاحاً ) : لَقِيَهُ مُواجهة ، ولَقِيَه كَفْحاً ومُكافحةً وكِفاحاً ، أَي مُوَاجهةً
، جاء المصدرُ فيه على غير لفظِ الفِعْل ، قال ابن سيده : وهو موقوفٌ عند سيبويه
مطَّرِدٌ عند غيرِه . وأَنشد الأَزهريّ :
أَعاذِلُ مَن تُكتَبْ له النّارُ يَلْقَهَا
كِفَاحاً ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ
والمكافَحَة في الحَرْل : المُضَارَبةُ تِلْقَاءَ الوُجُوهِ . وفي النهاية في
الحديثِ أَنّه قال لحسّان ( لا تَزَالُ مُؤَيَّداً برُوحِ القُدُسِ ما كَافَحْتَ
عَنْ رسول الله ) ، المُكَافَحة : المُضَارَبة والمُدَافَعَة تِلْقَاءَ الوَجْه ،
ويُرْوَى نَافَحْتَ ، وهو بمعناه وفي ( الصحاح ) : كافَحُوهُم ، إِذا استَقْبَلُوهم
في الحرْب بوُجُوهِهم ليس دونَها تُرْسٌ ولا غَيْرُه . وفي حديث جابر : ( إِنَّ
الله كلَّمَ أَباك كِفَاحاً ) أَي مُوَاجَهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رَسولٌ . وقال
الأَزهريّ في حديث أَبي هريرةَ : ( أَنَّه سُئِلَ : أَتُقبِّل وأَنتَ صائم ؟ فقال
: نعمْ وأَكْفَحُهَا ) ، أَي أَتمكَّن من تَقبيلها وأَستَوْفِيه من غير اختلاسٍ ،
من المكافحة ، وهي مُصَادَفةُ الوَجْهِ . وبعضهم يرويه : ( وأَقحَفُها ) قال أَبو
عُبَيْد : فمن رَوَاه وأَكفَحُها أَراد بالكَفْح اللِّقَاءَ والمباشَرَةَ للجِلْد
؛ وكلُّ مَن واجَهتَه ولَقِيتَه كَفَّةَ كَفَّةَ فقد كافَحْته كِفَاحاً ومُكافحةً
، ومن رواه ( وأَقحَفُهَا ) أَراد شُرْبَ الرِّيق ، من قَحَفَ الرَّجلُ ما في
الإِناءِ ، إِذا
____________________
(7/79)
شَرِبَ ما فيه . وإِذا عَلِمتَ ذالك ظَهرَ لك وُضوحُ عبارته
ودَفْعُ التعارُضِ بين عبارة النّهَايَة والقاموس على ما ادَّعَى القارى في
الناموس . والله تعالى أَعلمه
( و ) كَفِحَ عنه ( كَسَمِعَ : خَجِلَ وجَبُنَ ) عن الإِقْدَام ، ( و ) قال ابن
شُمَيْا ( في ) تفسير الحديث : ( أَعْطَيْتُ مُحَمّداً كِفَاحاً ) أَي ( أَشياءَ
كثيرَةً مِنْ ) ونصّ عبارتِه : أَي كثيراً من الأَشياءِ في ( الدُّنْيَا والآخرة )
. ( وأَكفَحْتُه عنِّي : ردَدْتُه ) عن الإِقدام علَيَّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكَفْحَةُ من النّاسِ : جماعةٌ ليست بكثيرة ، كالكَثْحة ، كذا في ( النوادر ) .
وكَفَحَتْه السَّمائمُ كَفْحاً : لَوَّحَتْه
وتَكافَحُوا ، وتَكَافَحَت الأَمواجُ . وبَحْرٌ مُتكافِحُ الأَمواجِ . وكافَحَتْه
السَّمُومُ . والمُكَافِحُ : المباشِرُ بنفْسِه ، وفُلانٌ يكافِحُ الأُمورَ ، إِذا
باشَرَها بنفْسِه . وتكفَّحَتِ السَّمَائمُ أَنفُسُها : كَفَحَ بعضُها بعْضاً .
قال جَندَلُ ابن المثنَّى الحارثيّ :
فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائجِ
تكَفُّحُ السَّمَائِمِ الأَواجِجِ
أَراد الأَواجَّ ، ففَكَّ التّضعيفَ للضّرورة .
وكافَحَه بما ساءَه .
وأَصابَه من السَّمُومِ لَفْح ، ومن الحَرُور كَفْح .
والمكافَحَة : الدَّفْعُ بالحُجَّة ، تَشبيهاً بالسَّيف ونحوِه . وهاذه استدركها
شيخُنَا نقلاً مِنْ مُفردات الرّاغب .
كلح : ( كلَحَ كمَنَعَ ) يَكْلَح ( كُلُوحاً
وكُلاَحاً ) ، بضمّهما ، إِذا ( تَكشَّرَ في عُبُوس ) . وقال ابن سيده : الكُلوحُ
والكُلاَحُ :
____________________
(7/80)
بُدُوُّ الأْسنانِ عند العُبُوس . ( كتَكلَّحَ ) وأَنشد
ثعلب :
ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشتِكى سَغَباً
وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِل السَّغْبِ
( وأَكْلَحَ ) واكْلَوَّحَ وهاذه من ( الأَساس ) ( وأَكْلَحْتُه ) . قال لبيدٌ
يَصف السِّهام :
رَقَمِيّات عليها ناهِضٌ
يُكْلَحُ الأَرْوَقُ منها والأَيَلْ
قال الأَزهريّ : ( و ) سمعتُ أَعرابيًّا يقول لجَملٍ يَرْغو وقد كشَرَ عن أَنيابه
. قَبَحَ اللَّهُ كَلَحَتَه ، يعنِي فمَهُ ، ومن المجاز قولهم : ( ما أَقْبَحَ
كَلَحَتَه ) وجَلَحَتَه ، ( محرَّكَةً ، أَي فَمَه وحَوَالَيْه ) ، قاله ابن سِيده
والزَّمَخْشَريّ .
( و ) من المجاز : أَصابَتْهُمْ سَنةٌ كُلاَحٌ . الكُلاَح ( كغُرَابٍ وقَطَامِ :
السَّنَةُ المُجدِبة ) . قال لبيد :
كانَ غِيَاثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ
وعِصْمَةً في الزَّمَن الكُلاَحِ
( والكَوْلَحُ ) ، كجَوْهر : الرَّجُل ( القَبِيحُ . و ) من المجاز ( تَكَلَّحَ )
، إِذا ( تَبسَّمَ . و ) منه : تكَلَّحَ ( البَرْقُ ) ، إِذا ( تَتَابَعَ ) .
وتَكَلُّحُ البرقِ . دَوَامُه واستِسْرارُه في الغَمامةِ البيضاءِ .
( و ) من المجاز : ( دِهْرٌ كالِحٌ ) وكُلاَحٌ ، قال الأَزهريّ : أَي ( شديد . و )
المُكالحَة : المُشَارَّة .
و ( كالَحَ القَمَرُ : لم يَعْدِلْ عن المَنْزِلِ ) بل استَتَر في الغَمَامة .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكالِح : الذي قد قَلصَتْ شَفَتُه عن أَسنانِه نحْو ما تَرَى من رؤُوس الغَنَم
إِذا بَرزَت الأَسنانُ وتَشمَّرَت الشّفَاهُ ، قاله أَبو إِسحاق الزجّاجيّ ، وبه
فسّر قوله تعالى : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (
المؤمنون : 104 ) .
____________________
(7/81)
والبَلاءُ المُكْلِح الذي يُكْلِحُ النّاسَ بشِدّته ، جاء ذالك في حديث عليّ .
وفي ( الأَساس ) : كَلّحَ وَجْهَه : عَبَّسَه . وكَلَّحَ في وَجْهِ الصّبيّ
والمجنونِ فَزّعَه . واستدرَك شيخنا الكَلَحَة ، وقال : فَسَّرَها جماعةٌ بالهَمِّ
. وكلَّحَه الأَمرُ : هَمَّه ، وهو غريبٌ في الدواوين .
قلت : الصواب أَنّه أَكْلَحه الهَمُّ ، وقد تَصحَّفَ على شيخنا .
قال الأَزهَرِي : وفي بَيْضَاءِ بني جَذِيمةَ ماءٌ يقال له كلح ، وهو شَرُوبٌ عليه
تَخلٌ بَعْلٌ قد رَسَخَت عُرُوقُها في الماءِ .
كلتح : ( الكَلْتَحَة ضَرْبٌ من المشْيِ ) (
وكَلْتَحٌ اسْمٌ ) .
ورَجلٌ كَلْتَحٌ : أَحمقُ .
كلدح : ( الكَلْدَحَة ) هو ( الكَلْتَحَة ) ،
لضَرْبٍ من المَشْيِ .
( والكَلْدَح ) ، بالفتح ، وضَبطَه بعضٌ بالكسر ( : الصُّلْبُ ، والعَجُوزْ ) .
كلمح : ( الكِلْمِح ، بالكسر : التُّرَاب )
يقال : بِفِيهِ الكِلْمِحُ ، وسيذكر في كلحم .
كمح : ( كَمَحَ الدّابَّةَ وأَكمَحَها :
كَبَحَهَا ) ، قال ابن سيده : كمَحْت الدّابَّةَ باللِّجَام كَمْحاً ، إِذا
جَذَبْتَه إِليك لتَقِفَ ولا تَجْرِيَ ، وأَكْمَحَه ، إِذَا جَذَبَ عِنَانَه حتى
يَنتَصِبَ رأْسُه . ومنه قَول ذي الرُّمّة :
تَمُورُ بضَبْعَيْهَا وتَرْمِي بجَوْزِها
حِذَاراً من الإِيعاد والرّأْسُ مُكْمَحُ
ويُروى ( تَموجُ ذِرَاعاهَا ) وعزَاه أَبو عُبيد لابن مُقْبلٍ . وقال : كمَحَه
وأَكمَحَه ، وكَبَحَه وأَكْبَحَه
____________________
(7/82)
بمعنًى ، وأَراد الشاعرُ بقَوله الإِيعاد ضَرْبَه له
بالسَّوط ، فهي تَجتهِد في العَدْوِ لخَوْفِهَا من ضَرْبه ورأْسُها مُكْمَح ، ولَو
تَرَكَ رأْسَها لكان عَدْوُهَا أَشدَّ .
( و ) في ( الصحاح ) : ( أَكمَحَ الكَرْمُ ) إِذا ( تحَرَّكَ للإِيرَاقِ ) . ونقلَ
الأَزهريّ عن الطّائفيّ : أَكمَحَت الزَّمَعة إِذا ما ابْيضَّتْ وخَرجَ عليها
مِثلُ القُطْن ، وذالك الإِكْماحُ . والزَّمَعُ : الأُبَنُ في مَخَارِجِ العَنعاقيدِ
.
( والكَوْمَح ) ، كجَوهر ، ويُضمّ ، هو الرَّجلُ ( العَظيمُ الأَلْيَتينِ ) ، قال
:
أَشْبَهَهُ فجاءَ رِخْواً كَوْمَحَا
ولم يَجِىء ذا أَلْيتنِ كَوْمَحَا
( و ) الكَوْمَح من الرِّجَال أَيضاً : ( مَن تَمْلأُ فَاهُ أَسنانُهُ حتّى
يَغْلُظَ كَلاَمُه ) . قال ابن دُريد : الكَوْمَح : الرَّجلُ المُتَرَاكِبُ
الأْنانِ في الفَمِ حَتّى كأَنّ فاه قد ضَاقَ بأَسْنَانه . وفَمٌ كَوْمَحٌ : ضاقَ
مِن كَثرةِ أَسنانِه ووَرَمِ لِثَاتِه .
( والكَيْمُومُ : المُشْرِفُ ) زَهْواً . ( و ) الكَيْمُوح والكِيحُ : (
التُّرَابُ ) ، قاله أَبو زيد ، والعرب تقول : احْثُ في فِيه الكَوْمَحَ . يَعنون
التُّرَابَ . وأَنشدَ :
اهْجُ القُلاخَ واحْشُ فاه الكَوْمَحَا
تُرْباً فأَهْلٌ هوَ أَنْ يُقَلَّحَا
( و ) أَكمَحَ الرَّجُل : رَفَعَ رَأْسَه من الزَّهْو ، كأَكمَخَ ، عن
اللِّحْيَانيّ ، والحَاءُ أَعلَى ، وإِنّه لمُكْمَحٌ ومُكْبَحٌ ، ( المُكْمَح ،
كمُكْرَمٍ : الشَّامِخ ) ، ومثله المُكْبَح . ( وقد أُكمِحَ ) وأُكبِحَ ( على ما
لم يُسمَّ فاعلُه ) ، إِذا كان كذالك .
( والمكامِيحُ مِن الإِبل : المَقَارِيبُ ) في السَّير .
( والكَوْمَحانُ ) : موضعٌ . قال ابنُ مُقْبل يَصِف السَّحَابَ :
أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَينِ إِناخةَ ال
يَمَانِي قِلاصاً حَطَّ عَنهنَّ أَكْوُرَا
وقال الأَزهريّ : هنا ( حَبْلانِ ) ،
____________________
(7/83)
بالحاءِ المهملة . ( من ) حِبَال ( الرَّملِ ) . وأَنشد
البَيتَ ، ( م ) أَي معرُوفانِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
الكَومَحُ : الفَيْشَلَةُ .
كنتح : ( الكَنْتَح ، كجعفرٍ : الأَحمق ) ، مثل
الكلْتَح والكَنْثَح .
كنثح : ( الكَنْثَحُ ) ، بالثاءِ المثلّثَة هو
( الكَنْتَح ) ، بالمثنّاة الفَوقيّة ، وهو الأَحمق .
كنسح : ( الكِنْسِح ، بالكسر : الأَصْلُ )
والمَعْدِن ، ( كالكِنْسِيح ) .
كوح : ( *!كاحَهُ *!كَوْحاً : قاتَلَه فغَلَبَه
،*! ككَاوَحَه ) ، وعبارة المحكم : *!كاوَحَه *!فكَاحَه *!كَوْحاً : قاتلَه
فغَلبَه . وقال الأَزهريّ : *!كاوَحْتُ فُلاناً *!مُكاوَحَةً ، إِذا قاتلْتهُ
فغلَبْته . ( و ) عن ابن الأَعرابيّ ( *!كَوَّحَهُ ) *!تَكويحاً ( *!وأَكَاحَهُ )
*!إِكَاحةً ، إِذا غَلَبَه . *!وأَكَاحَ زَيْداً : أَهلَكَه . ( و ) كاحَه*!
كَوْحاً : ( غَطَّه في ماءٍ أَو تُرابٍ . *!وكَوَّحَه ) *!تكويحاً : ( أَذَلَّه )
. *!وكوّحَ الزِّمامُ البَعِيرَ ، إِذَا ذلَّلَه . وقال الشاعِر :
إِذَا رَامَ بَغْياً أَو مِرَاحاً أَقامَه
زِمَامٌ بمَثْنَاهُ خِشَاشٌ مُكَوِّحُ
( و ) *!كَوَّحَه ، إِذا ( رَدَّه ) . وقال الأَزهَرِيّ : التَّكويح : التَّغليب .
وأَنشد أَبو عَمرو :
أَعْدَدْته للخَصْم ذي التَّعَدِّي
كَوَّحْته مِنك بدُونِ الجَهْد
( و ) في ( الأَساس ) . ( كَاوَحَه ) ، إِذا ( شَاتَمَه وجَاهَرَهُ ) بالخُصُومة .
( و ) رأَيْتهما *!يَتكاوَحَانِ ، وقد ( *!تَكَاوَحَا ) ، أَي ( تَمارَسَا )
وتَعَالَجَا ( في الشَّرّ بينهما ) .
( و ) قال ابن سِيده : ( *!الكَاح : عُرْضُ الجَبَل ، كالكِيحِ ، بالكسر ) . وقال
غيره : عُرْضُ الجَبل ، وأَغْلَظُه ، وقيل : هو سَفْحُه وسَفْحُ سَنَدِه . ( ج )
____________________
(7/84)
*!أَكواحٌ . قال ابنُ سيده : وإِنما ذَكرْته هنا لظهور
الواو في التكسير . وجمع *!الكِيح ( *!أَكْياحٌ *!وكُيُوحٌ ) ، بالضَّمّ . ونقل
الأَزهريّ عن الأَصمعيّ : الكِيح : ناحيةُ الجَبَلِ . قال : والوادي رُبَّما كان
له*! كِيحٌ إِذا كان في حَرْفٍ غليظٍ ، فحَرْفُه *!كِيحُه ، ولا يُعَدّ *!الكِيحُ
إِلاّ ما كان مِن أَصلَبِ الحجارةِ وأَخشنِها ، وكلُّ سنَدِ جَبلٍ غليظٍ *!كِيحٌ .
والجماعة *!الكِيحَةُ .
( وهو *!كِوَاحُ مالٍ ، بالكسر ) ، أَي ( إِزاؤُه . وما *!أَكاحَهُ : ما أَعْطَاه
.
كيح : ( *!الكَيَحَ محرّكةً : الخُشُونةُ
والغِلَظ . و ) عن الليث : ( أَسْنانٌ *!كِيحٌ ، بالكسر ) . وأَنشد :
ذَا حَنَكٍ *!كِيحٍ كحَبِّ القِلْقِلِ
( *!وكِيحٌ *!أَكْيَحُ : خَشِنٌ غليظٌ ، كَيَوْمٍ أَيَوْمَ ) ، تأْكيدٌ . وإِنّما
سُمِّيَ سَنَدُ الجَبَلِ كِيحاً لغِلَظِه وخُشونَتِه .
( وما *!كاحَ فيه السَّيفُ وما *!أَكاحَ ، كما حَاكَ ) ، وسيأْتي في الكاف إِن
شاءَ الله تعالى .
( *!وأَكَاحَهُ : أَهْلَكَه ) ، وذكره الأَزهريّ في الواو ، وقد تقدّم .
2 ( فصل اللام ) مع الحاءِ المهلمة ) 2
لبح : ( اللَّبَحُ ، محرّكَةً : الشجاعةُ ) ،
نقلَه الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ ، ( و ) به سُمِّيَ ( رَجلٌ له ذِكْرٌ في )
كُتبِ ( الحديث ) والسِّيَر ، ومنه الخبرُ : ( تَباعَدَت شَعُوبُ من لَبَحٍ فعاش
أَيّاماً ) ( و ) اللَّبَح : ( الشِّيْخُ المُسِنّ ) .
و ( لبَحَ كمنع ، وأَلبَحَ ولَبَّحَ ) ، ذكرَ الأَفعالَ ولم يَتعرّض لمعانيها ، مع
أَنَّ قِياسَ التحريكفيه يقتضي أَن يكون فِعْله من حَدِّ فَرِحَ ، فتأَمّل .
( و ) لُباحٌ ( كغُرابٍ : ع ) .
لتح : ( لَتَحَه ، كمَنَعَه ) ، يَلْتَحُه
لَتْحاً :
____________________
(7/85)
( ضَرَبَ وَجهَه أَو جَسَدَه بالحَصَى فأَثَّر فيه ) من غير
جَرْح شديدٍ . قال أَبو النَّجم يَصف عَانَةً طَرَدَهَا مِسْحَلُهَا وهي تعدُو
وتُثِير الحَصَى في وَجْهِه :
يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَلْتوحاً
( أَو ) لَتَحَخ : ( فَقَأَ عَيْنَه ) بضَرْبِها ( و ) روى عن أَبي الهَيْثَم
أَنّه قال : لَتَحه ( ببَصَرِه : رَمَاهُ به ) ، حكاه عن أَبِي الحسن الأَعرابيّ
الكِلابِيِّ ، وكان فصيحاً .
( و ) لَتَحَ ( جارِيَتَه ) لَتْحاً ، إِذا نَكَحَها و ( جامَعَهَا ) ، وهو لاتِحٌ
وهي مَلتوحةٌ . ( و ) لَتَحَ ( فُلاناً : ما تَرك عنده شيئاً إِلاّ أَخَذَه . و )
لَتَحَ ( بيَدِهِ ضَرَبَه بها ) على وَجْهِ أَو جَسَدِ أَو عَينٍ .
( و ) لَتِحَ ، ( كَفَرِحَ : جَاعَ . والنَّعْت لَتْحَانُ ، و ) هي ( لَتْحَى . و
) في ( التهذيب ) عن ابن الأَعرابيّ : ( هو رجلٌ لاتحٌ ولْتَاحٌ كغُرَاب ،
ولُتَحَة كهُمَزة ، ولَتِحٌ ككَتِفٍ : عاقِلٌ دَاهِيَة ) . وقَومٌ لِتَاحٌ ، وهو
العُقَلاءُ من الرّحال الدُّهاةُ .
( و ) يقال : ( هو أَلْتَحُ شِعْراً منه ، أَي أَوْقَعُ على المَعَانِي ) وفي بعض
النُّسخ : على العنَى .
لجح : ( اللُّجْحُ ، بالضّم ) ، بالجيم قبل
الحاءِ : ( شَيْءٌ ) يكون ( في أَسْفَلِ البِئر ) والجبلِ كأَنّه نَقْبٌ . ( و )
شيءٌ يكون في أَسفلِ ( الوادِي كالدَّحْلِ ) ، كاللُّحْج بالحاءِ قبل الجيم ، قال
شَمِرٌ :
بادٍ نَوَاحِيه شَطون اللُّجْحِ
قال الأَزهريّ : والقصيدة على الحاءِ ، قال : وأَصله اللُّحج ، الحاءُ قبل الجيم
فقَلَب .
( و ) اللَّجَحُ ، ( بالتحريك : اللَّخَصُ في العَيْنِ ، أَو الغَمَصُ ) ، بالغين
محرَّكَةً . ( وعَيْرُ العَينِ ) بفتح العين المهملة
____________________
(7/86)
وسكون المثنّاة التّحتيّة ، وفي بعض النُّسخ بضمّ العين
وسكون الموحّدة وخو خطأٌ ( الّذي يَنْبُتُ الحاجِبُ على حَرْفه ) ، وهو كفَّتها ،
كلُحْجِها . والجمع من كلِّ ذالك أَلجاحٌ .
لحح : ( *!أَلَحَّ في السُّؤال ) مثل (
أَلْحَفَ ) بمعنًى واحدٍ . ( و ) *!أَلَحّ ( السَّحابُ : دامَ مَطَرُه ) ، قال
امرؤُ القيس :
دِيَارٌ لسَلْمَى عافِياتٌ بِذي خَالِ
أَلحَّ عليها كلُّ أَسحَمَ هَطَّالِ
وسَحابٌ *!مِلْحاحٌ : دائمٌ ، *!وأَلَحَّ السَّحَابُ بالمكان : أَقامَ به ، مثْل
أَلَثَّ .
( و ) من المجاز : أَلحَّ ( الجَملُ : حَرَنَ ) ولَزِمَ مكانَه فلم يَبْرَح كما
يَبْرَحُ الفَرَسُ ، وأَنشد :
كَمَا *!أَلحَّتْ على رُكْبَانها الخُورُ
وكذا أَلحَّت النّاقَةُ . وقال الأَصمعيّ حَرَنَ الدّابَّةُ ، *!وأَلَحَّ الجَملُ
، وخَلأَت النّاقَةٌ . ( و ) أَجاز غَيْرُ الأَصمعيّ أَلَحَّت ( الناقَة خَلأَتْ )
. وفي حديث الحُدَيْبِيَة : ( فركبَ ناقَتَه فزَجَرَها المُسلِمُون *!فأَلحَّت ) ،
أَي لزِمَت مكانَهَا ؛ من أَلَحَّ بالشْيءِ ، إِذا لزِمَه وأَصَرَّ عليه .
( و ) أَلحَّت ( المَطِيُّ : كَلَّتْ فأَبطَأَتْ ) وكلُّ بَطِيءٍ *!مِلْحاحٌ ، ودابّةٌ
*!مُلِحٌّ ، إِذا بَرَكَ ثَبَتَ ولم يَنْبعِثْ .
( و ) من المجاز :*! أَلَحَّ ( القَتَبُ : عَقَرَ ظَهْرَها ) ، قال البَعيث
المُجاشعيّ :
أَلَدُّ إِذا لاقَيْتُ قَوماً بخُطّةٍ
أَلَحَّ على أَكْتَافِهِمْ قَتَبٌ عُقَرْ
قال ابن بَرِّيّ : وَصَفَ نفْسَه بالحِذْق في المخاصَمةِ وأَنّه إِذا عَلِقَ
بخَصْمٍ لم يَنفصِلْ منه حتّى يُؤَثِّرَ كما يُؤَثِّرُ القَتَبُ في ظَهْرِ
الدَّابّة .
( وهو ) ، أَي القَتَب ، ( ملْحَاحٌ ) يَلزَق بظَهْرِ البَعير فيَعْقرُه ، وكذالك
هو من الرِّحَال والسُّرُوجِ ، وهو مَجاز
( *!ولَحْلَحُوا : لم يَبْرَحُوا مَكَانَهُمْ ،
____________________
(7/87)
*!كتلَحْلَحُوا ) . قال ابن مُقْبِل :
بِحَيَ إِذا قِيلَ اظْعَنُوا قدْ أُتِيتُمُ
أَقامُوا على أَثْقَالِهمْ *!وتَلَحْلحُوا
يريد أَنهم شُجعانٌ لاَ يَزْولون عن مَوْضعِهم الّذي هم فيه إِذا قيل لهم أُتِيتم
، ثِقَةً منهم بأَنْفسهم . ويقول الأَعرابيُّ ، إِذا سُئِل ما فَعَل القَومُ :
*!تَلَحْلَحُوا ، أَي ثَبَتوا ، ويقال *!تَلَحْلَحُوا ، أَي تفرَّقوا . وأَنشد
الفَرَّاءُ لامرأَةٍ دَعَتْ علَى زَوجِها بعدَ كِبَرِه :
تَقول وَرْياً كُلَّما تَنَحْنحَا
شَيخاً إِذا قلّبتَه تَلَحْلَحَا
أَرادت : تَحلْحَلا فقَلبت ، أَرادَتْ أَنَّ أَعضَاءَه قد تفرَّقَت من الكِبَر .
وفي الحديث : ( أَنَّ ناقة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم *!تَلَحْلَحت عندَ بَيتِ
أَبي أَيُّوبَ ووَضَعَتْ جِرَانَها ) ، أَي أَقامَت وثَبتَتْ .
( *!ولَحِحَتْ عَيْنُه كسَمِعَ : لَصِقَتْ بالرَّمَصِ ) وقيل : لَحَحُها : لُزُوقُ
أَجفانِها لكَثْرَةِ الدُّمُوعِ ، وهو أَحَد الأَحرُف الَتي أُخْرِجَت على الأَصل
من هاذا الضَّرْب ، مُنبِّهة على أَصلِهَا ودَلِيلاً على أَوّلِيَّة حالِها .
والإِدغامُ لُغَة . وقال الأَزهريّ عن ابن السِّكيِّت قال : كلُّ ما كان على
فَعِلَتْ ساكنة التاءِ من ذَوَات التَّضعيف فهو مُدْغم ، نحو صَمَّت المرأَةُ
وأَشْباهها ، إِلاّ أَحْرُفاً جاءَت نوادِرَ في إِظهار التَّضْعيف ، وهي لحِحَتْ
عَينُه ، إِذا التصَقَت ، ومَشِشَت الدَّابَّةُ ، وصَكِكَتْ وضَبِبَ البَلَدُ :
إِذَا كَثُرَ ضبَابُه ، وأَلِلَ السِّقَاءُ إِذا تغيَّرتْ رِيحه ، وقَطِطَ شَعرُه
.
ولَحَّتُ عينُه كَلَخَّت : كثُرَ دُموعُها وغلُظَت أَجفانُها .
( ومَكَانٌ *!لاحٌّ *!ولَحِحٌ ، ككَتِفٍ ، ولَحْلَحٌ : ضَيِّقٌ ) . ورُوِيَ :
مكانٌ لاخٌّ ، بالمعجمة . ووَادٍ لاحٌّ : أَشِبٌ يَلْزَق شَجرِه ببعْضٍ . وفي حديث
ابن عبّاس في قصّة إِسماعيلَ عليه السلامُ وأُمِّه هَاجَرَ وإِسكانِ إِبراهيم
إِيّاهما مكّةَ ، ( والوادِي يومئذٍ لاحٌّ )
____________________
(7/88)
أَي ضَيِّقٌ مُلتَفٌّ بالشجَر والحَجَر . أَي كثيرُ الشَّجر
. وروي شمِرٌ ( والوادي يومئذٍ لاخٌّ ) بالخَاءِ المعجمة ، وسيأْتي ذِكره .
( وهو ابنُ عَمِّي *!لَحاًّ ) ، في المعرفة ، ( وابنُ عَمَ *!لحٍّ ) ، في النكرة
بالكسر ، لأَنه نَعْت للعمّ ، أَي ( لاصِقُ النَّسَبِ ) ، ونَصبَ لحًّا على الحَال
لأَنّ ما قبله معرفة ، والواحد والاثنان والجمِيعُ والمؤنَّث في هاذا سواءٌ
بمنزلةِ الواحد . وقال اللِّحيانيّ : هما ابنَا عَمَ لحَ ولحًّا ، وهما ابنَا
خالةٍ ، ولا يقال هما ابنا خالٍ لحًّا ولا ابنَا عمَّةٍ لحًّا ، لأَنهما مُفترقانِ
، إِذ هما رَجلٌ وامرَأَةٌ .
( و ) عن أَبي سعيد : ( *!لحَّتِ القَرَابَةُ بينَنا لَحًّا ) ، إِذا دَنَتْ ، (
فإِن لم يَكن ) ابنُ العَمِّ ( لحًّا وكان رجلاً من العَشِيرَة قلتَ ) : هو ( ابن
عَمِّ الكَلالةِ وابنُ عمَ كلالةٌ ) وكَلَّت تَكِلُّ كَلاَلةً ، إِذا تَباعَدَت .
( وخُبْزَةٌ ) *!لَحّةٌ و ( *!لَحْلَحةٌ ) *!ولَحْلَحٌ : ( يابِسةٌ ) . قال :
حَتَّى أَتَتْنَا بقُرَيصٍ لَحلَحِ
ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ
( *!والمُلَحْلَح ، كمُحمَّد ) . وفي نسخةٍ : كمُسَلْسَل ، وهو الصواب : (
السَّيِّدُ ) ، كالمُحَلْحَلِ وسيأْتي .
( *!واللُّحُوح ، بالضّمّ ) لغة عَربيّةٌ لا مُوَلَّدة على ما زَعمَه شيخُنَا ،
وكونه يالضّمّ هو الصَّوَاب ، والمسموع من أَفواهِ الثِّقَات خَلَفاً عن سَلَفٍ ،
ولا نظَرَ فيه كما ذَهب إِليه شيخُنا : ( شِبْهُ خُبْزِ القَطائِف ) لا عَيْنُه
كما ظنّه شيخنا ، وجَعَلَ لفْظ شبْه مستدرَكاً ، ( يُؤكَلُ باللَّبَن ) غالباً ،
وقد يُؤكل مَثرُوداً في مَرَقِ اللَّحْم نادِراً ، ( ويُعْمَل باليَمَنِ ) ، وهو
غالبُ طَعامه أَهلِ تِهَامَةَ ، حتّى لا يُعرَف في غيرِه من البلاد . وقول شيخنا
إِنّه شاعَ بالحجاز أَكثَرَ من اليَمَن ، تَحَامُلٌ منه في غير محلّه ، بل اشتبهَ
عليه الحال
____________________
(7/89)
فجعله القَطَائفَ بعينِه فاحتاجَ إِلى تأْوِيل ، وكأَنَّه
يُريد أَوّل ظُهُورِه ، ولذالك اقتصَرَ على استعماله باللَّبَن ، وفي اليمن ،
فإِنّه في الحجاز أَكثرُ استعمالاً وأَكثَر أَنواعاً . انْظر هاذا مع الاشتهار المتعارَف
عند أَهل المعرفةِ أَنَّ *!اللُّحُوحَ من خَواصّ أَرضِ اليمن لا يَكاد يُوجد في
غَيره .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَلَحَّ في الشيْءِ : كثُرَ سُؤَالُه إِيّاه كالَّلاصق به . وقيل : أَلحَّ على
الشيْءِ : أَقبَلَ عليه ولا يَفتُرُ عنه ، وهو الإِلْحاح ، وكلُّه من اللُّزُوق .
ورَجلٌ *!مِلْحاحٌ : مُديمٌ للطَّلَب ، وأَلَحَّ الرَّجلُ في التقاضِي ، إِذا
وَظَبَ .
ورَحًى *!مِلْحاحٌ علَى ما يَطحَنُهُ . والمُلِحُّ : الذي يَقوم من الإِعياءِ فلاَ
يَبْرَحُ .
لدح : ( لَدَحَه ، كمَنَعَه : ضَرَبَه بيده ، و
) قال الأَزهري : والمعروف ( لَطَحَه ) ، وكأَنّ الطَّاءَ والدال تعاقبَا في هاذا
الحرْف
لزح : ( التَّلزُّحُ : تحَلُّبُ فِيكَ ) ، أَي
فَمِك ( مِنْ أَكْلِ رُمّانةٍ أَو إِجَّاصَة ) تَشهِّياً لذالك .
لطح : ( لَطَحَهُ ، كمنَعَهُ : ضَرَبَهُ
ببَطْنِ كَفِّهِ ) ، كلَطَخَه ، ( أَو ) لَطَحَه ، إِذا ضرَبَه ( ضَرْباً ليِّناً
على الظَّهْر ) ببطنِ الكفِّ ، كذا في ( الصّحاح ) . قال : ( و ) يقال : لَطَحَ (
به ) ، إِذا ( ضَرَبَ به الأَرضَ ) . وقيل : لَطَحَه : ضَرَبَه بيَدِه مَنشورةً
ضَرْباً غيرَ شديدٍ ، وفي ( التهذيب ) اللَّطْح كالضَّرْب باليَد ، يقال منه :
لَطَحْتُ الرّجْلَ بالأَرْض ، قال : وهو الضَّرْبُ ليس بالشّديدِ ببَطْن الكَفّ
ونحوِه . ومنه حديث ابن عبّاس أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلمكانَ يَلْطَحُ
أَفخاذَ أُغيْلِمَةِ بني عبد المطَّلب لَيلةَ المزدَلِفة ويقول : ( أَبَنِيَّ لا
تَرْمُواجَمْرَةَ العَقَبَةِ حتَّى تَطْلُع الشَّمسُ ) .
____________________
(7/90)
( واللَّطْح كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ ولم يَبْقَ له أَثَرٌ ) . ومثله في (
التهذيب ) و ( المحكم ) .
لفح : ( لَفَحَهُ بالسَّيْفِ ، كَمنَعَه :
ضَرَبَه ) به لَفْحةً : ضَرْبَةً خفيفَةً . ( و ) في ( الصّحاح ) : لفحَتِ (
النّارُ بحرِّهَا ) وكذا السَّمومُ : ( أَحرقَتْ ) . وفي التنزيل : { تَلْفَحُ
وُجُوهَهُمُ النَّارُ } ( المؤمنون : 104 ) قال الأَزهَرِيّ : لفَحَتْه النّارُ
إِذا أَصابَت أَعلَى جَسَدِه فأَخْرَقَتْه . وفي ( العُباب ) و ( المحكم ) :
لفَحَتْه النّارُ تَلفَحه ( لَفْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( ولَفَحَاناً ) ، محرّكةً :
أَصابَت وَجْهِه ؛ إِلاّ أَنَّ النَّفْح أَعظَمُ تأْثيراً منه ، وكذالك لفحَتْ
وَجْهَه . وقال الزَّجّاج في ذالك : تَلْفَحُ وتَنْفَح بمعنًى واحدٍ ، إِلاّ أَنّ
النَّفْح أَعظمُ تأْثيراً منه . قال أَبو منصور : ومَّما يُؤيِّد قولَه تعالى : {
وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ } ( الأَنبياء : 46 ) . وفي
حديث الكسوف : ( تَأَخّرْتُ مخَافَةَ أَن يُصِيبَنِي مِن لَفْحها ) ، لفْحُ النّار
: حَرُّهَا ووَهَجُها . والسَّمُومُ تَلفَح الإِنسانَ . ولَفحَتْه السَّمومُ
لَفْحاً : قابلَتْ وَجْهَه . وأَصابَه لَفْحٌ من حَرُورٍ وسَمُومٍ . والنَّفْح
لكُلِّ بارِد وأَنشَدَ أَبو العَالية :
ما أَنتِ يا بَغْدَادُ إِلاّ سَلْحُ
إِذَا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ
وإِنْ جَفَفْتِ فتُرَابٌ بَرْحُ
بَرْح : خالصٌ دَقيقٌ .
( و ) اللُّفَّاح ( كَرْمّان : نَبْتٌ ) يَقْطِينيٌّ أَصْفَرُ ، ( م ، يُشْبه
الباذنجانَ ) طَيِّبُ الرائحةِ ، قال ابنُ دُريد : لا أَدري ما صِحّتُه . وفي (
الصّحَاح ) : اللُّفَّاح هاذا الذي يُشَمّ شَبيهٌ بالباذنْجَان إِذا اصْفَرَّ . ( و
) اللُّفّاح : ( ثَمَرَةُ اليَبْرُوحِ ) ، بتقديم المثنّاة التحتيّة على الموحّدة
، لا على ما زعمَه شيخُنَا فإِنّه تصحيفٌ في نُسخته ، وقد تقَدّمت الإِشارة بذالك
في برح ، وتقدّم أَيضاً تحقيقُ معناه ، فراجعْه إِنْ شئت .
لقح : ( لقَحَت النّاقَةُ كسَمِعَ ) تَلْقَح
____________________
(7/91)
( لَقْحاً ) ، بفتْح فسكون ، ( ولَقَحاً ، محرّكة ،
ولَقَاحاً ) ، بالفتح ، إِذا حَمَلَتْ ، فإِذا اسْتبانَ حَمْلُهَا قيل : استَبانَ
لَقَاحُها . وقال ابن الأَعرابيّ : قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحاً ، ولَقِحَت تَلْقَح
لَقَاحاً ولَقْحاً : ( قَبِلَت الِلَّقَاحَ ) ، بالكسر والفتح معاً ، كما ضُبط في
نُسختنا بالوَجْهَين . وروي عن ابن عبّاسٍ ( أَنه سُئل عن رجُل كانت له امرأَتان
أَرضَعتْ إِحداهما غُلاماً ، وأَرضعت الأُخرى جاريةٍ ، هل يتزوّج الغُلام الجارية
؟ قال : لا ، اللِّقَاحُ واحدٌ ) . قال الليث : أَراد أَن ماءَ الفَحْل الذي
حَمَلَتَا منه واحدٌ ، فاللَّبَن الَّذِي أَرضعتْ كلُّ واحدةٍ منهما مُرْضَعَها
كان أَصلُه ماءَ الفَّحْلِ ، فصار المُرْضَعَانِ وَلدَيْن لزوجِهِما ، لأَنّه كان
أَلقحَهما . قال الأَزهريّ : ويحتمل أَن يكون اللّقاح في حديث ابن عباس معناه
الإِلقاح ، يقال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقةَ إِلقاحاً ولَقَاحاً ، فالإِلقاحُ مصدرٌ
حقيقيّ ، واللَّقاحُ اسمٌ لما يقوم مَقَامع المصدرِ ، كقولك أَعطَى عطاءً
وإِعْطاءً وأَصلَح صَلاَحاً وإِصلاحاً ، وأَنبتَ نباتاً وإِنباتاً . ( فهي )
ناقَةٌ ( لاقِحٌ ) وقارِحٌ يومَ تَحمِل ، فإِذا استبانَ حَملُهَا فهي خَلِفَةٌ
قاله ، ابن الأَعرابيّ ، ( مِنْ ) إِبلٍ ( لَوَاقحَ ) ولُقَّحٍ كقُبَّرٍ ، (
ولَقُوحٌ ) ، كصَبور ( مِنْ ) إِبلٍ ( لُقُحٍ ) ، بضمتين .
( و ) اللَّقَاحُ ( كسَحاب : ما تُلْقَح به النَّخْلَةُ ، وطَلْعُ الفُحَّالِ ) ،
بضمّ فتشديد ، وهو مَجَاز .
( والحَيّ ) اللَّقَاح ، والقَوْمُ اللَّقَاح ومنه سُمِّيَت بنو حنيفةَ باللَّقَاح
، وإِيَّاهم عَنَى سعدُ بنُ ناشبٍ :
بِئُسَ الخلائفُ بَعدَنا
أَولادُ يِشْكُرَ واللَّقَاحُ
وقد تقدَّم في برح فراجِعْه ( الذين لا يَدِينُون للمُلوك ) ولم يُملَكوا ، ( أَو
لم يُصِبْهُم في الجاهِليَّة سِباءٌ ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
لعَمْرُ أَبيكَ والأَنباءُ تَنْمِي
لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِيَاحُ
____________________
(7/92)
أَبْوَا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقَاحٌ
إِذَا هِيجُوا إِلى حرْبٍ أَشَاحُوا
وقال ثعلب : الحَيّ اللَّقاح مشتقٌّ من لَقَاح النَّاقَةِ : لأَنّ النَّاقة إِذَا
لَقِحَتْ لم تُطَاوِع الفَحْلَ . وليس بقَويّ .
( و ) في ( الصّحاح ) : اللِّقَاحُ . ( كَكِتَاب : الإِبلُ ) بأَعْيَانها . (
واللَّقُوح ، كصَبُورٍ واحِدتُها ، و ) هي ( النّاقَةُ الحَلُوبُ ) ، مثل قَلُوصٍ
وقِلاَص ، ( أَو ) النّاقَة ( الّتي نُتِجَتْ لَقُوحٌ ) أَوّلَ نتَاجِهَا ( إِلى
شَهْرَين أَو ) إِلى ( ثلاثةٍ ، ثم ) يَقَعَ عنها اسمُ اللَّقُوح ، فيقال ( هي
لَبُون ) . وعبارة ( الصّحاح ) : ثم هي لَبونٌ بعد ذالك .
( و ) من المجاز : اللِّقَاح ( : النُّفُوس ) وهي ( جمْع لِقْحَة ، بالكسر ) ، قال
الأَزهَرِيّ : قال شَمهرٌ : وتقول العرب : إِنّ لي لِقْحَةً تُخْبِرني عن لِقَاحِ
النّاسِ . يقول : نفْسِي تُخْبرني فتصْدُقني عن نُفوس النَّاس ، إِن أَحْبَبْتُ
لهُم خَيراً أَحبُّوا لِي خعيْراً وإِنْ أَحبَبت لهم شَرًّا أَحبُّوا لِي شَرًّا ،
ومثله في ( الأَساس ) . وقال يزيد بن كثُوَة : المَعْنَى أَنّى أَعرِف إِلى ما
يصير إِليه لِقَاحُ الناسِ بما أَرى من لِقْحَتي : يقال عند التأْكيد للبصيرِ
بخاصِّ أُمورِ النّاسِ وعَوامّها .
( و ) اللِّقاح : اسمُ ( ماءِ الفَحْلِ ) من الإِبل أَو الخيل ، هاذا هو الأَصل ،
ثم استُعير في النِّساءِ فيقال : لَقِحَت ، إِذَا حَمَلَت : قال ذالك شَمِرٌ
وغيرُه من أَهل العربيّة .
( واللِّقْحَةُ ) ، بالكسر : النّاقَةُ من حين يَسمَن سَنامُ وَلدِهَا ، لا يَزال
ذالك اسمَهَا حتّى تَمضِيَ لها سبعَةُ أَشهر ويُفصَل وَلدُهَا ، وذالك عند طُلوع
سُهَيْل وقيل : اللِّقْحَة هي ( اللَّقُوح ) ، أَي الحَلُوب الغَزيرَةُ اللَّبنِ ،
( ويفتح ) ، ولا يُوصفُ به ، ولاكن يقال لِقْحةُ فُلانٍ ، قال الأَزهريّ : فإِذا
جَعلْتَه نعْتاً قُلْت : ناقَةٌ لَقُوحٌ . قال : ولا يقال : ناقةٌ لِقْحَةٌ إِلاّ
أَنّك تقول هاذه لِقْحَةُ فُلانٍ ( ج لِقَحٌ ) ، بكسر ففتح ، ( ولِقَاحٌ ) ،
بالكسر ، الأَوّلُ هو القيَاسُ ، وأَمّا الثاني فقال
____________________
(7/93)
سيبويه : كَسرُوا فِعْلَة على فِعَالٍ كما كَسَّروا فُعْلة
عليه ، حتّى قالوا جُفْرَة وجِفار قال : وقالوا لِقَاحانِ أَسودَانِ ، جعلوها
بمنزلة قولهم إِبلانِ : أَلا تَرَى أَنّهم يقولون لِقَاحَةٌ واحدة ، كما يقولون
قِطْعَة واحدة . قال : وهو في الإِبل أَقوَى لأَنّه لا يُكسَّر عليه شيءٌ .
وقال ابن شُمَيْل : يقال لِقْحَةٌ ولِقَحٌ ، ولَقُوحٌ . ولَقَائحُ . واللِّقَاحُ
ذَوَاتُ الأَلبانِ من النُّوق ، واحدُهَا لَقُوحٌ ولِقْحَة . قال عديّ بن زيد :
مَن يكُنْ ذَا لِقَحٍ رَاخِيَاتٍ
فلِقَاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرَا
بلْ حَوَابٍ في ظِلاَلِ فَسِيلٍ
مُلِئتْ أَجْوافُهنَّ عَصيرَا
( و ) اللِّقْحَة واللَّقْحَة : ( العُقَابُ ) الطّائرُ المعوف . ( و ) اللِّقْحَة
واللَّقْحَةُ : ( الغُرَاب . و ) اللِّقْحَة واللَّقْحَة في قول الشاعر :
ولقدْ تَقيَّلَ صاحبي مِن لِقْحَةٍ
لَبَناً يَحِلّ ولحمْهَا لا يُطْعَمُ
عَنَى بها ( المرأَة المُرْضِعَة ) . وجعلها لِقْحَةً لتصحَّ له الأُحجِيَّة .
وتَقَيَّل : شَرِبَ القَيْل ، ( وهو شُرْبُ نِصْفِ النَّهَار ) .
( واللَّقَح ، محرَّكةً : الحَبَلُ ) . يقال امرأَةٌ سَريعةُ اللَّقَحِ . وقد
يُستعمل ذالك في كلّ أُنثَى ، فإِنّا أَن يكون أَصلاً ، وإِمّا أَن يكون مستعاراً
. ( و ) اللَّقَح أَيضاً : ( اسمُ ما أُخِذ من الفَحْل ) ، وفي بعض الأُمّهات :
الفِحَال ( ليُدَسَّ في الآخَر ) .
والإِلقَاحُ والتَّلقيح : أَن يَدَعَ الكَافُورَ ، وهو وِعاءُ طَلْع النَّخْل ،
لَيلتَينِ أَو ثلاثاً بعد انْفلاقه ثمّ يَأَخذَ شِمْرَاخاً من الفُحَّال . قال
الأَزهريّ : وأَجوَدُه ما عَتُقَ كانَ من عَامِ أَوّل ، فيدُسُّونَ ذالك
الشِّمْرَخَ في جَوْفِ الطَّلْعَةِ ، وذالك بقَدرٍ . قال : ولا يفعل ذالك إِلاّ
رَجلٌ عالمٌ بِما يَفعَل منه ، لأَنّه إِن كان جاهِلاً فأَكْثَرَ منه أَحرَقَ
الكَافُورَ فأَفسدَه ، وإِنْ أَقلَّ منه صارَ الكافُورُ كثيرَ الصِّيصاءِ ، يعنِي
بالصِّيصاءِ ما لا نَوَى له . وإِن لم يَفعل
____________________
(7/94)
ذالك بالنَّخلة لم يُنتَفع بطَلْعِها ذالك العامَ .
( و ) في ( الصّحاح ) : ( المَلاَقِح : الفُحول ، جمع مُلْقِحٍ ) ، بكسر القاف . (
و ) المَلاَقِح أَيضاً : ( الإِناث التي في بُطونِها أَولادُهَا ، جمع مُلْقَحَة ،
بفتح القاف . و ) قد يقال : ( المَلاَقِيح : الأُمَّهَات . و ) نُهِيَ عن أَولاد
المَلاقيح وأَولاد المَضَامين في المُبَايَعة ، لأَنّهم كانوا يَتَبَايَعُون
أَولادَ الشّاءِ في بطون الأُمّهاتِ وأَصلاب الآباءِ . والمَلاَقِيحُ في بُطون
الأُمُّهات ، والمَضامِينُ في أَصْلاب الآباءِ . وقال أَبو عُبيدٍ : المَلاَقيح :
( ما في بُطونها ) أَي الأُمَّهاتِ ( من الأَجِنَّة . أَو ) المَلاَقيحُ : ( ما في
ظُهُورِ الجمَال الفُحولِ ) . رُوِيَ عن سعيدِ بن المسيِّب أَنّه قال : ( لا رِبَا
في الحَيَوَانِ ، وإِنّما نُهِيَ عن الحيوانِ عن ثَلاث : عن المَضَامين والمَلاقيح
وحَبَلِ الحَبَلَةِ ) . قال سعيد فالملاقِيح ما في ظُهُورِ الجِمال ،
والمَضَامِينِ ما في بُطون الإِناث . قال المُزَنّي : وأَنا أَحفَظ أَنّ الشافعيّ
يقول : المَضَامِينُ مَا في ظُهُور الجِمال ، والمَلاَقيح ما في بُطونِ الإِناث .
قال المُزَنيّ : وأَعلَمْت بقولِه عبدَ الملك بنَ هِشَامٍ ، فأَنشدني شاهداً له من
شِعر العرب :
إِنَّ المضامينَ التي في الصُّلْب
مَاءَ الفُحُول في الظّهُور الحُدْبِ
ليسَ بمغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْب
وأَنشدَ في الملاقيح :
مَنَّيْتَنِي مَلاقِحاً في الأَبطُنِ
تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بَعْدَ أَزمُنِ
قال الأَزهريّ : وهَذَا هو الصّواب . ( جَمْعُ مَلْقُوحةٍ ) . قال ابن الأَعرابيّ
: إِذَا كَان في بَطْنِ النَّاقةِ حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ ، وهي مضامِينُ
وضَوَامِنُ ، والّذي في بطْنها مَلقُوحٌ ومَلْقُوحةٌ . ومعنى المَلْقوحِ :
المحمولُ ، واللاّقح : الحامِلُ . وقال أَبو عُبَيْد :
____________________
(7/95)
واحدةُ الملاقِيحِ مَلْقُوحةٌ ، من قولهم لُقِحَت ،
كالمَحْمومِ من حُمّ ، والمجنون من جُنّ ، وأَنشد الأَصمعيّ :
وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابلِ
مَلقُوحَةً في بطن نابٍ حائلِ
يقول : هي مَلقوحَةٌ فيما يُظهِرُ لي صاحِبُها ، وإِنّما أُمُّهَا حائلٌ . قال
فَالملقُوحُ هي الأَجِنّة التي في بطونِها ، وأَما المَضَامينُ فما في أَصلاب الفُحول
، وكانُوا يَبيعُون الجَنينَ في بطْن الناقةِ ، ويَبيعون ما يَضْرِبُ الفَحلُ في
عامِهِ أَو في أَعوامٍ ، كذا في ( لسان العرب ) .
( وتَلقَّحَتِ النّاقَةُ ) ، إِذا شلَتْ بذَنَبها و ( أَرَتْ أَنَّها لاقِحٌ )
لئلاَّ يدْنُوَ منها الفَحْلُ ( ولم تَكُنْ ) كَذالك .
( و ) تَلقَّحَ ( زيدٌ : تَجَنَّى عليَّ ما لم أُذْنِبْه . و ) من المجاز :
تَلقَّحَتْ ( يَداه ) ، إِذَا ( أَشارَ بهما في التَّكلُّم ) ، تشبيهاً بالنّاقَة
إِذا شالَتْ بذَنَبِها . وأَنشد :
تَلَقَّحُ أَيْديهمْ كأَنَّ زَبِيبَهم
زَبِيبُ الفُحُولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُ
أَي أَنهم يُشِيرُون بأَيديهم إِذَا خَطَبُوا . والزَّبِيب شِبْه الزَّبَد يَظْهَر
في صامِغِيِ الخَطِيب إِذَا زَبَّبَ شِدْقَاه .
( وإِلقاح النَّخْلةِ وتَلْقيحُها : لَقْحُهَا ) وهو دَسُّ شِمْراخِ الفُحّالِ في
وِعاءِ الطَّلْع ، وقد تقدَّم ، وهو مَجاز ، فإِنَّ أَصْل الَّقَاح للإِبل . يقال
: لَقَحوا نَخْلَهم وأَلْقحوها . وجاءَنا زمَنُ اللَّقاح ، أَي التلقيح . وقد
لَقَّحْت النَّخيلَ تَلقِيحاً .
( و ) من المجاز أَيضاً : ( أَلقَحَتِ الرِّيَاحُ الشَّجرَ ) والسَّحابَ ونحوَ
ذالك في كلِّ شَيْءٍ يَحْمِل ( فهيَ ، لَوَاقِحُ ) ، وهي الرِّياح التي تَحمِل
النّدَى ثمَّ تَمُجُّه في السَّحابِ ، فإِذا اجتَمَعَ في السَّحَاب صارَ مَطَراً .
( و ) قيل : إِنّما هي ( مَلاقحُ ) . فأَمّا قولهم : لواقحُ ، فعلَى
____________________
(7/96)
حذفِ الزائد ، قال الله تعالى : { الرّيَاحَ لَوَاقِحَ } (
الحجر : 22 ) قال ابن جنّي : قياسُه مَلاقِح ، لأَنَّ الرِّيح تَلْقَح السَّحابَ .
وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَتْ فَهي لاقحٌ ، فإِذا لَقِحَت فزَكَت أَلْقحَت
السّحَابَ ، فيكون هاذا مما اكتُفِيَ فيه بالسَّبَب عن المُسبَّب ، قاله ابن سيده
.
وقال الأَزهريّ : قرأَها حمزةُ { لَوَاقِحَ } فهو بيِّن ، ولكن يقال إِنّمَا
الرِّيحُ مُلقِحَة تُلقِح الشّجرَ فكيفَ قيل لوَاقح ؟ ففي ذالك معْنيانِ : أَحدهما
أَنْ تجعل الرِّيح هي التي تَلْقَحُ بمرورِهَا على التُّراب والماءِ ، فيكون فيها
اللِّقَاح ، فيقال : رِيحٌ لاقحٌ ، كما يقال : ناقةٌ لاقِحٌ ، ويَشهد ، على ذالك
أَنّه وَصَفَ رِيحَ العذابِ بالعَقِيم ، فجعلها عَقيماً إِذْ لم تُلفِح . والوجهُ
الآخر : وَصْفُها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح ، كما قيل لَيْلٌ نائم ، والنومُ
فيه ، وسرٌّ كاتمٌ ، وكما قيل المَبروزُ والمَختوم ، فجعله مَبروزاً ولم يقل
مُبرَزاً فجاز مفعول لمُفْعَل كما جاز فاعلٌ لمُفعِل . وقال أَبو الهيثم : ريحٌ
لاقحٌ ، أَي ذات لِقاحٍ ، كما يقال دِرْهم وازِنٌ ، أَي ذو وَزْن ، ورجل رامِحٌ
وسائفٌ ونابِلٌ ، ولا يقال رَمَحَ ولا سَافَ ولا نَبَلَ ، يراد ذو سيفٍ وذو نَبْل
وذو رُمْح . قال الأَزهريّ : ومعنى قوله : { 7 . 006 واءَرسلنا الرياح لواقح } ،
أَي حَوامل ، جَعلَ الريحَ لاقِحاً لأَنّها تحمِل الماءَ والسحابَ وتقلِّبَهُ
وتُصرِّفه ثم تَستَدرّه ، فالرِّياح لَواقحُ ، أَي حَوامِلُ على هاذا المعنَى .
ومنه قول أَبي وَجْزَةَ :
حتّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنهنَّ في مَسَك
من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ
____________________
(7/97)
سَلَكْن يعني الأُتن ، أَدخلْن شَوَاهنّ ، أَي قوائمهنّ في مَسَك ، أَي فيما صارع
كالمَسَك ولأَيديها . ثم جعل ذالك الماءَ من نَسْل رِيحٍ تَجُوب البلادَ . فجَعَلَ
الماءَ للرِّيح كالوَلد ، لأَنّها حمَلَتْه . وممّا يحقِّق ذالك قولُه تعالى : {
وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَآ
أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً } ( الأَعراف : 57 ) أَي حَمَلَت . فعلَى هاذَا المعنَى
لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقحٌ بمعنَى ذي لَقْح ، ولكنّها تَحمل السّحابَ في الماءِ
. قال الجوهريّ ريَاحٌ لَواقحُ ولا يُقَال مَلاقحُ ، وهو من ( النوادر ) ، وقد قيل
: الأَصْل فيه مُلقِحَة ، ولاكنها لا تُلقِح إِلاّ وهي في نفْسها لاقحٌ ، كأَنَّ
الرِّياح لَقِحَتْ بخَير ، فإِذا أَنشأَت السّحابَ وفيها خَيرٌ وصلَ ذالك إِليه .
قال ابن سيده : ورِيحٌ لاقِحٌ ، على النّسب ، تَلقَح الشّجَرُ عنها ، كما قالوا في
ضدّه : عَقيمٌ . ( وحَرْبٌ لاقِحٌ على المَثَل ) بالأُنْثَى الحامل . وقال الأَعشى
:
إِذا شَمَّرَت بالنَّاسِ شَهْبَاءُ لاقِحُ
عَوَانٌ شد يدٌ هَمْزُهَا وأَظلَّت
يقال هَمَزَتْه بنابٍ ، أَي عَضَّتْه .
( و ) من المجاز : يقال للنخلَةِ : الواحدة : لَقِحَت ، بالتخفيف . و (
استَلْقَحَتِ النّخْلَةُ ) أَي ( آنَ لها أَنْ تُلْقَحَ . و ) في ( الأَساس ) :
ومن المجاز ( رَجلٌ مُلقَّح ) كمُعظَّم ، أَي ( مُجرَّب ) منقَّح مُهذَّب .
( وشَقِيحٌ لَقِيحٌ ، إِتباعٌ ) ، وقد تقدّم .
( ) ومما يستدرك عليه :
نِعْمَ المِنْحةُ اللِّقْحَةُ ، وهي النّاقة القَريبةُ العَهْدِ بالنّتاج .
واللَّقَح : إِنبات الأَرَضين المجدِبة . قال يصف سحاباً :
لَقَحَ العِجَافُ له لِسَابعِ سَبْعَةِ
فشَرِبْنَ بعْدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا
يقولُ : قَبِلَت الأَرَضونَ ماءَ السحابِ
____________________
(7/98)
كما تَقبَلُ الناقةُ ماءَ الفَحْل ، وهو مَجاز . وأَسَرّت
الناقَةُ لَقَحاً وَلَقَاحاً ، وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقَاحاً . قال غَيلانُ :
أَسَرَّت لَقَاحاً بعدَ ما كانَ رَاضَها
فِرَاسٌ وفيها عِزّةٌ ومَيَاسِرُ
أَسرَّتْ أَي كَتَمَتْ ولم يُبشِّر به ، وذالك أَنَّ النَّاقَة إِذا لَقِحَتْ
شالَتْ بذَنَبها وزَمَّت بأَنْفِهَا واستكبَرَت ، فبَانَ لَقَحُهَا ، وهاذه لم
تَفعلِ من هاذا شيئاً . ومَيَاسِرُ : لِينٌ . والمعنَى أَنها تَضْعُفُ مرَّةً
وتَدِلّ أُخرى . قال :
طَوَتْ لَقَحاً مِثْل السَّرار فَبشَّرتْ
بأَسْحَمَ رَيّانِ العَشِيَّةِ مُسْبَلِ
مثل السّرار ، أَي مثل الهِلال في السّرار . وقيل : إِذا نُتِجَت بعضُ الإِبل ولم
يُنْتَج بعضٌ ، فوضَعَ بعضُها ولَم يَضَعْ بعضُها فهي عِشَار ، فإِذا نُتِجتْ
كلُّهَا ووَضَعت فهي لِقاحٌ . و ( أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلِمينَ ) في حديث عُمَر
، المراد بها الفَيْءُ والخَرَاجُ الذي منه عَطاؤُهم وما فُرِضَ لهم . وإِدرارُه :
جِبَايَتُه وتَحَلُّبه ( وجَمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفَيْءِ ، وهو مجاز .
واللَّواقح : السِّياطُ . قال لِصٌّ يخاطب لِصًّا :
وَيْحَك يا عَلْقمةَ بنَ ماعِزِ
هل لكَ في اللَّوَاقِح الحَرائزِ
وهو مَجاز . وفي حديث رُقْيَة العَيْنِ : ( أَعُوذُ بك من شَرّ كُلّ مُلْقِح
ومُخْبِلٍ ) . المُلْقِح : الذي يُولَد له ، والمُخْبِل الذي لا يُولَد له ، من
أَلقَحَ الفَحْلُ الناقةَ إِذَا أَولَدَها . وقال الأَزهريّ : في ترجمة صمعر : قال
الشاعر :
أَحَيّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيّةٌ
أَحَبُّ إِليكْم أَمْ ثَلاثٌ لوَاقِحُ
قال : أَرادَ باللَّواقحِ العَقارِبَ .
ومن المجاز : جَرَّب الأُمورَ فَلَقَّحَت عَقْلَه . والنَّظرُ في عَواقبِ الأُمورِ
تَلقيحُ العقولِ . وأَلْقَحَ بينهم
____________________
(7/99)
شرًّا : سَدَّاه وتَسبَّب له ويقال اتّقِ الله ولا تُلْقِح
سِلْعتَك بالايْمان .
لكح : ( لَكَحَهُ ، كمنَعَه ) يَلْكَحُه
لَكْحاً : ( وَكَزَه ، أَو ) لَكَحَه ، إِذا ( ضَرَبَه ) بيده ( شَبِياً به ) ،
أَي بالوكْز ، قال الأَزهريّ :
يَلْهَزُه طوْراً وطَوراً يَلكَحُ
حتّى تَراه مائلاً يُرَنَّحُ
لمح : ( لَمَحَ إِليه ، كَمَنَع ) ، يَلْمَحُ
لَمْحاً ( : اخْتَلَسَ النَّظرَ ، كأَلْمحَ ) ، أَي أَبصرَ بنَظرٍ خَفيفٍ . وقال
بعضهم : لَمَحَ نَظَرَ ، وأَلْمَحَه هو ، والأَوّل أَصحُّ . وفي ( النِّهاية ) :
اللَّمْحُ . سُرْعةُ إِبصارِ الشَّيْءِ كاللّمْءِ ، بالهمز . واللَّمْحَة :
النّظْرة بالعَجَلَة ، وقيل لا يكون اللَّمْح إِلاّ من بَعِيدٍ .
( و ) لَمَحَ ( البَرْقُ والنَّجْمُ : لَمَعَا ) ، يَلمَحَانِ ( لَمْحاً
ولَمَحَاناً ) ، محرّكةً في الثاني ، ( وتَلْمَاحاً ) ، بالفتح ، تَفعال من لَمْح
البَصَرِ . ولَمَحَه ببَصَرِه . ( وهو ) أَي البَرقُ ( لامحٌ ولَمُوحٌ ) ، كصَبورٍ
( ولَمَّاحٌ ) ، ككتَّان ، قال :
في عارض كمُضِىءِ الصَّبح لمَّاحِ
( وأَلْمَحَهُ : جَعلَه ) ممن ( يَلْمَحُ ) . وفي ( الصّحاح ) : لَمَحَه وأَلمَحَه
والْتَمَحَه ، إِذا أَبصَرَه بنَظَرٍ خَفِيفٍ . والاسم اللَّمْحَة .
( و ) في ( التهذيب ) : أَلْمَحَتِ ( المَرأَةُ مِنْ وَجْهِهَا ) إِلْمَاحاً ،
إِذا ( أَمكنَتْ مِن أَنْ يُلْمَحَ ، تَفعَلُ ذالك الحسناءُ تُرِى ) ، بضَمّ حرْف
المضارَعة ، أَي تُظهِر ( مَحَاسِنَها ) مَنْ يَتصدَّى لها ( ثُمَّ تُخفِيهَا ) ،
قال ذو الرُّمَّة :
وأَلمحْنَ لَمْحاً مِن خُذُودٍ أَسِيلةٍ
رِوَاءٍ خَلاَ ما أَنْ تَشِفَّ الْمَعَاطِسُ
( و ) من المجاز : ( لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصراً ) ، أَي ( أَمْراً واضِحاً ) .
____________________
(7/100)
( والمَلامِحُ : المَشَابِه ) . قال الجوهَرِيّ : تقول : رأَيت لَمْحَةَ البَرقِ ،
وفي فلانٍ لَمْحةٌ من أَبيه ، ثم قالوا : فيه مَلاَمِحُ من أَبيه ، أَي مَشَابِهُ
. ( و ) مَلامِحُ الإِنسانِ : ( مَا بَدَا من مَحاسِنِ الوَجه ومَساوِيه ) ، وقيل
: هو ما يُلمحُ منه ، ( جمْعُ لَمْحَةِ ) ، بالفتح ، ( نادرٌ ) على غير قياس ، ولم
يقولوا : مَلْمَحة . قال ابن سِيده : قال ابن جنِّي اسْتَغْنُوْا بلَمحَة عن واحدِ
مَلامِحَ .
( و ) في ( التهذيب ) : اللُّمَّاح ( كرُمّان : الصُّقُور الذَّكِيَّة ) ، قاله
ابن الأَعرابيّ :
( والأَلْمَحِيّ ) من الرّجال : ( مَنْ يَلْمَحُ كَثيراً .
والتُمِحَ ، بَصَرُه ) بالبناءِ للمفعُول : ( ذُهِبَ به ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
من المجاز أَبيضُ لَمَّاحٌ : يَقَقٌ ، كذا في ( الأَساس ) .
واستدرك شيخنا لامِحُ عطْفَيه ، وهو المُعجَب بنَفسه النّاظرُ في عطْفَيْه . لوح : ( *!اللَّوْح : كلُّ صَفيحةٍ عَرِيضةٍ ،
خَشَباً أَو عَظْماً ) ، ومثله في ( المحكم ) و ( التهذيب ) . ( ج *!أَلْواحٌ ،
*!وأَلاَوِيحُ جج ) أَي جمْع الجمْعِ ، قال سيبويه : لم يُكسَّر هاذا الضَّرْبُ
على أَفعُلٍ كَرَاهيَةَ الضّمّ على الواو .
( و ) اللَّوْح : ( الكَتِف إِذا كُتِبَ عليها ) كذا في ( التهذيب ) .
( و ) اللَّوْح : ( الهَواءُ ) بين السماءِ والأَرْض ، ( والضّمِّ أَعلَى ) ، ولم
يَحْكِ الفَتحَ فيه إِلاّ اللِّحْيَانيّ . قال الشاعر :
لِطائرٍ ظَلَّ بنَا يَخُوتُ
يَنْصبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ
ويقال : لا أَفعَلُ ذالك ولو نَزَوْتَ في اللُّوح ، أَي ولو نَزَوْت في السُّكَاكِ
، والسُّكَاكُ بالضمّ هو الهواءُ الذي يُلاقِي أَعنانَ السَّمَاءِ .
( و ) اللَّوْح : ( النَظْرَة ، كاللَّمْحَة ) . *!ولاَحَه بِبصَرِه *!لَوْحَةً :
رآهُ ثمَّ خَفِيَ عنه .
____________________
(7/101)
( و ) اللَّوْح : أَخفُّ ( العَطش ) ، وعمَّ به بعضُهم
جِنسَ العَطشِ . وقال اللِّحْيانِيّ : اللَّوْح : سُرعةُ العطشِ ( *!كاللُّوحِ
*!واللُّوَاح *!واللُّؤُوح ، بضمهنّ ) ، الأَخيرة عن اللِّحْيانيّ (
*!واللَّوَحانِ ، محرّكةً ، *!والالتِيَاحِ ) . وقد *!لاَحَ *!يَلُوحُ ،
*!والْتَاحَ .
( *!وأَلاَحَ ) النَّجمُ : ( بَدَا ) وأَضاءَ وتَلأْلأَ ، كلاَحَ . ( و ) أَلاَحَ
( البَرْقُ : أَوْمَضَ ) ، فهو *!مُلِيحٌ . وقيل : *!أَلاَحَ : أَضاءَ ما حَولَه .
قال أَبو ذُؤَيب :
رَأَيْتُ وأَهْلِي بِوادِي الرَّجي
عِ مِن نحْوِ قَيْلةَ برْقاً *!مُلِيحَا
( *!كلاَح ) *!يَلوح *!لَوحاً *!ولُؤُوحاً *!ولَوَحَاناً . ( و ) قال المتلمِّسُ :
وقد *!أَلاَحَ ( سُهَيْلٌ ) بَعدَمَا هَجَعُوا
كأَنّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقبوسُ
قال ابن السّكّيت : يقال لاَحَ السُّهَيْل ، إِذا بدَا وأَلاحَ ، إِذا ( تَلأْلأَ
. و ) من المجاز : أَلاَحَ ( الرّجُلُ ) من الشيْءِ *!يُلِيح *!إِلاَحَةً كأَشاحَ
: ( خافَ ) وأَشفَقَ ( وحاذَرَ ) ، وفي بعض الأُصول ( حَذِرَ ) ثلاثياً . وفي حديث
المغيرة : ( أَتَحْلِفُ عِنْدَ مِنْبر رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
*!فأَلاحَ مِنَ اليَمِينِ ) ، أَي أَشفَقَ وخافَ .
( و ) من المجاز : أَلاحَ ( بِسَيْفِهِ : لَمَعَ به ) وحَرَّكَه ، ( *!كَلَوّحَ )
*!تَلْوِيحاً .
( و ) *!أَلاحَ ( فُلاَناً : أَهلَكَه ) يُلِيحه إِلاحةً .
( *!والمِلْوَاحُ : الطَّوِيلُ ، والضَّامرُ ) ، وكذالك الأُنثَى : امرأَةٌ
*!مِلْوَاحٌ . ودَابّةٌ ، مِلْوَاحٌ ، إِذا كان سريعَ الضُّمْرِ . ( و )
المِلْوَاحُ : ( المرأَةُ السَّريعةُ الهُزَالِ ) وجمْعُه مَلاوِيحُ ، قال ابنُ
مُقْبل :
بِيضٌ *!مَلاَويحُ الصَّيفِ لا صُبُرٌ
على الهَوَان ولا سُودٌ ولا نُكُعُ
( و ) المِلْوَاح : ( العَظِيم الأَلْوَاحِ ) ، والأَلواحُ من الجَسد : كلُّ عَظمٍ
فيه عِرَضٌ قال :
يَتْبَعْنَ إِثْر بازلٍ مِلْوَاحِ
____________________
(7/102)
وبَعيرٌ مِلْوَاحٌ ورَجلٌ مِلْوَاحٌ . وقال شَمرٌ وأَبو الهيثم : المِلْواحُ هو
الجَيِّدُ الأَلْواحِ العَظيمُهَا . وقيل : أَلْوَاحُه ذِرَاعاه وساقاه وعَضُداه .
( و ) المِلْوَاحُ : ( سَيفُ عَمرو بن أَبي سَلَمةَ ) ، وهو مَجاز ، تَشبيهاً
بالعَطْشَانِ . ( و ) المِلْوَاحُ : ( البُومَة ) تُخَيَّط عَيْنُها و ( تُشَدُّ )
في ( رِجْلِها ) صُوفةٌ سوداءُ ، ويُجعَل له مَرْبأَةٌ ويَرتَبىءُ الصّائدُ في
القُتْرة ( ليُصادَ بها البازِي ) ، وذالك أَنْ يُطِيرَهَا سَاعةً بعد ساعةٍ ،
فإِذا رآه الصَّقْر أَو البازِي سقَطَ عليه فأَخذَه الصائدُ . فالبُومَة وما وما
يَلِيها تُسمَّى *!مِلْوَاحاً .
( و ) المِلْوَاح من الدَّوابِّ : ( السَّريعُ العَطَشِ ) ، قاله أَبو عُبيد . (
*!كالمِلْوَاحِ ) ، مثلِ مِنْبرٍ ، ( *!والمِلْياحِ ) ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ
. فأَمّا *!مِلْوَاحٌ فعلى القياس ، وأَمّا *!مِلْيَاحٌ فنادرٌ . قال ابن سيده :
وكأَنّ هاذه الواوَ إِنّما قُلبتْ ياءً لقُرْب الكَسرةِ ، كأَنّهُم تَوهَّموا
الكَسرةَ في لام مِلواح حتى كأَنّه*! لِوَاحٌ ، فانقلَبَت الوَاوُ ياءً لذالك .
( وإِبلٌ *!لَوْحَى ) أَي ( عَطْشَى ، *!ولاَحَه العَطَشُ أَو السَّفرُ )
والبَرْدُ والسُّقْمُ والحُزْن يَلُوحُه لَوْحاً : ( غَيَّرَه ) وأَضْمَرَه .
وأَنشد :
ولم يَلُحها حَزَنٌ على ابْنُمِ
ولا أَخٍ ولا أَبٍ فتَسْهُمِ
( *!كلوَّحَه ) *!تَلويحاً . وقالوا : *!التَّلْوِيح هو تَغيير لونِ الجِلْد من
مُلاقَاةِ حَرِّ النّارِ أَو الشَّمس . وقِدْحٌ *!مُلَوَّح : مُغَيَّر بالنّار ،
وكذِّلك نَصْلٌ *!مُلَوَّحٌ . ولَوَّحتْه الشّمْسُ : غَيَّرتْه وسَفَعَتْ وَجْهَه
. وقالَ الزّجّاج : { لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ } ( المدثر : 29 ) أَي تحرِق الجِلْدَ
حتّى تُسوِّدَه . يقال لاَحَهُ *!ولَوَّحَه .
( وأَلوَاحُ السِّلاحِ : ما يَلُوح مِنه ، كالسَّيْفِ ونحْوِه ) مثل السِّنَانِ .
قال ابن سيده : *!والأَلْواحُ : ما لاَحَ من السِّلاح ، وأَكْثرُ ما يُعنَى بذالك
____________________
(7/103)
السيوفُ لبَياضِها . قال عمرو بن أَحمرَ الباهليّ :
تُمْسى كأَلْواحِ السِّلاحِ وتُضْ
حِي كالمَهَاةِ صَبِيحَةَ القَطْرِ
قال ابن بَرِّيّ : وقيل في أَلوَاحِ السِّلاحِ إِنّهَا أَجفانُ السُّيوفِ ، لأَنّ
غِلافَها من خَشَبٍ ، يُرَاد بذالك ضُمُورُهَا ، يقول تُمْسِي ضامرةً لا
يَضُرُّهَا ضُمْرُهَا ، وتُصْبِح كأَنَّهَا مَهَاةٌ صبيحةَ القَطْر ، وذالك أَحسنُ
لها وأَسْرَعُ لعَدْوِهَا .
( والمُلَوَّحُ كمُعظَّم ) : المُغيَّر بالنَّار أَو الشَّمْس أَو السَّفَر . واسم
( سَيفِ ثابتِ بن قَيْسٍ ) الأَنصاريّ . ( واسْم والدِ فَضَالَة ، له ذِكْرٌ في ( شرْح
الشِّفاءِ ) . جَدُّ قَبَاثِ بنِ أَشْيمَ الكِنانيّ .
( *!ولُحْتُه : أَبصَرْتُه ) . *!ولُحْتُ إِلى كذا أَلُواح : إِذا نظَرْت إِلى
نارٍ بعيدة . قال الأَعشى :
لعَمْرِي لقدْ *!لاحَتْ عُيونٌ كَثيرةٌ
إِلى ضَوْءِ نارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
أَي نَظَرتْ . قال شيخنا : وأَنشدوا :
وأَصْفَر من ضَربِ دارِ المُلوكِ
تَلوح علَى وَجْهِهِ جَعْفَرَا
قال ابن بَرِّيّ : هو من لاحَ ، إِذا رأَى وأَبصر ، أَي تُبْصِر وتَرَى على وَجْهِ
الدِّينار جَعفَراً ، أَي مرسوماً فيه ، وهو ظاهرٌ لا غُبارَ عَلَيْه . قال :
ورُوِيَ ( يَلوحُ ) بالتّحتية ، وهو يحتاج إِلى تأْوِيل وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجعفر
، نحو اقصدُوا جعفراً ، وشِبْهه . وقد استوفاه الجَلال السُّيُوطيّ في أَواخرِ
الأَشباه والنظائر النَّحوية .
( *!واسْتلاحَ ) الرّجلُ ، إِذا ( تَبصَّرَ ) في الأَمْر .
( و ) قولهمْ ، ( *!لَوِّحِ الصَّبِيَّ ) ، معناه ( قُتْه ) بالضّمّ ، أَمرٌ من
قَاتَ يقوتُ ( ما يُمسِكُه ) ، وفي نُسخة بما يُمسكه .
( *!والمُلْتَاحُ ) ، بالضّمّ ( : المتَغَيِّر ) من الشَّمس أَو من السَّفر أَو
غير ذالك .
( *!واللَّيَاحُ ، كسَحاب وكِتَابٍ :
____________________
(7/104)
الصُّبْحُ ) لِبياضه . ولَقِيتُه *!بِلِيَاحٍ ، إِذَا
لَقِيتَه عندَ العَصْرِ والشَّمْسُ بيضاءُ .
( و ) اللَّيَاحُ واللِّيَاحُ ( : الثَّوْرُ الوَحشيّ ) ، لبياضه . ( و )
الِلَّيَاحُ ( : سَيفٌ لحَمْزَةَ ) بن عبد المطَّلب ( رضي الله تعالى عنه ) ، ومنه
قوله .
قَد ذاقَ عُثْمَانُ يوم الجَرِّ من أُحُدٍ
وَقْعَ الِلَّياح فأَوْدَى وهو مَذمومُ
قال ابن الأَثير : هو من لاَح يَلوح *!لِيَاحاً ، إِذَا بَدَا وظَهَرَ . ( و )
الِلَّيَاحُ : ( الأَبيضُ من كل شَيْءٍ . و ) من المجاز يُقال : ( أَبْيضُ
*!لِيَاحٌ ) بالوَجهين ، ويَقَقٌ ويَلَق : ( ناصعٌ ) ، وذالك إِذَا بُولِغَ في
وَصْفه بالبياض . وفي نسختنا : لماح ، بالميم بدل لياح بالتَّحتيّة ، وهو صحيحٌ في
بابه ، وقد تَقَدّم استدراكُه ، وأَمّا هُنَا فليس إِلاّ بالتّحْتِيّة .
قال الفرّاءُ : إِنّمَا صَارَت الواو في لِيَاح ياءً لانكسار ما قبلَها . وأَنشد :
أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ
يُضِيءُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ
قال ابن بَرِّيّ : البَيت لمالك بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ .
اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء . وقال الفَارسيّ : وأَمّا لَيَاحٌ ، يغِني كسَحابٍ
فشاذّ : انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة إِلاّ طَلبَ الخِفّة .
( *!ولوَّحَهُ ) بالنّار تَلويحاً ( أَحْمَاه ) ، قال جِرَانُ العَوْدِ ، واسمه
عامر بن الحارث :
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا
وخُرْطَومَها الأَعلَى بنارٍ *!مُلَوَّحُ
( و ) لاَحَ الشَّيْبُ يَلوحُ في رَأْسه : بدَا ، *!ولوَّحَ ( الشَّيْبُ فُلاناً )
غَيَّره ، وذالك إِذا ( بَيَّضَه ) . قال :
من بعْد ما *!لوَّحَكَ القَتيرُ
____________________
(7/105)
وقال الأَعشى :
فلَئِنْ لاحَ في الذُّؤَابَة شَيْبٌ
يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي
( ) ومما يستدرك عليه :
اللَّوْحُ ، اللَّوْحُ المَحْفُوظ ، وهو في الآيَة مُستودَعُ مَشِئاتِ الله تعالى
، وإِنَّمَا هو على المَثَلِ : وفي قوله تعالى : {6 وكتبنا له في *!الأَلواح } (
الأَعراف : 145 ) قال الزّجّاج : قيل : كانَا *!لَوْحَيْن ، ويجوز في اللُّغَة أَن
يقال *!للَّوْحينِ أَلواحٌ .
ولَوْحُ الكَتِفِ : مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَ عَيْرِهَا من أَعلاها .
قال ابن الأَثير : وفي أَسماءِ دَوابِّه صلى الله عليه وسلمأَنّ اسمَ فَرسِه
*!مُلاَوِحٌ ، وهُو الضَّامر الّذي لا يَسْمَن ، والسَّرِيعُ العطَشِ ، والعظيمُ
الأَلوَاحِ .
ومن المجاز : لاحَ لي أَمرُك *!وتَلوَّحَ : بانَ ووَضَحَ ، كذا في ( الأَساس ) .
وقاتل أَبو عُبَيْدٍ : لاحَ ، الرَّجلُ وأَلاحَ ، فهو *!لائحٌ *!ومُلِيحٌ ، إِذَا
بَرَزَ وظَهَر .
*!ولَوائحُ الشيْءُ : ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلامَتُه عليه . وأَنشد يعقوب في
المقلوب قَول خُفاف بن نَدْبَةَ .
فإِنّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَونُه
ولاَحَتْ *!-لَواحِي الشَّيْبِ في كلِّ مَفْرِقِ
قال : أَراد لَوائح .
وفي ( الأَساس ) : نَظَرْت إِلى لَوَائِحه وأَلْواحِه ، إِلى ظَواهِره .
ومن المجاز أَلاحَ بثَوْبه ولَوّحَ به ، الأَخيرة عن اللِّحْيَانِيّ : أَخَذَ
طَرَفَه بيَدِه من مكانٍ بعيدٍ ثم أَدارَه ولَمَع به ليُرِيَه مَن يُحِبُّ أَن
يَراه : وكلُّ من لَمَعَ بشيْءٍ وأَظهرَه فقد لاحَ به ، ولَوَّح وأَلاحَ ، وهما
أَقلّ .
*!ولَوَّحَه بالسَّيْف والسَّوطِ والعَصَا : عَلاَه بها فضَرَبه .
وفي ( الأَساس ) من المجاز : لَوَّحْتُه
____________________
(7/106)
بعَصاً أَو نِعْل : عَلَوْتُه ، *!ولَوَّحَ لِلكَلْب
بِرَغَيفٍ فَتبِعه .
وأَلاح بحَقّي : ذَهَبَ به . وقُلتُ له قَولاً فما أَلاَحَ منه ، أَي ما استحَى .
*!وأَلاحَ على الشيْءِ : اعْتَمَدَ .
وفي ( الأَساسِ ) : ومن المجاز : لم يَبْقَ منه إِلاّ *!الأَلْواحُ ، وهي
العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول .
2 ( فصل الميمِ ) مع الحاءِ المهملة ) 2
متح : ( مَتحَ الماءَ كمَنَعَ ) ، يَمْتَحه
مَتْحاً : ( نَزَعَه ) . وفي ( اللسان ) : المَتْح : نَزْعُكَ رِشاءَ الدَّلوِ
تَمُدُّ بيَدٍ وتأْخُذ بيَدٍ على رأْسِ البِئر . مَتَحَ الدّلْوَ يَمْتَحها
مَتْحاً ومَتَحَ بها . وقيل : المَتْح كالنَّزْع ، غيرَ أَنَّ المَتْح بالقَامَة
وهي البَكَرَةِ .
وفي ( الصّحاح ) : الماتِح المُستَقِي ، وكذالك المَتُوح .
ومَتَحَ الدّلْوَ مَتْحاً ، إِذَا جَذَبَها مُسْتَقِيماً لها . ومَاحَها يَمِيحها
، إِذَا مَلأَها من أَسْفلِ البِئرِ . وتقول العَربُ : ( هو أَبصَرُ من المائح
باسْتِ الماتِح ) ، يعني أَن الماتحَ فوقَ المائح ، فالمائحُ يرَى الماتحَ ويَرَى
اسْتَه . قال شيخنا : وعندهم من الضوابط : الأَعلَى للأَعْلَى ، والأَسفل للأَسفَل
.
( و ) متَحَه مَتْحاً ، إِذا ( صَرَعَه وقَلَعَه . و ) قال أَبو سعيد مَتحَ
الشّيءَ ومَتَخَه ، إِذا ( قَطَعَه ) من أَصْله .
( و ) من المجاز : مَتَحَ ( النّهارُ ) ، إِذا ( ارتفَعَ ) وامتدَّ ، لُغة في مَتَعَ
.
____________________
(7/107)
( و ) من المجاز : ( بِئرٌ مَتُوحٌ ) ، كصَبُور ، يُمتَح منها ، أَي ( يُمَدّ منها
بِاليَدَينِ على البَكَرَة ) نَزْعاً . وقيل : قَرِيبةُ المَنْزَعِ ، كأَنّها
تَمْتَح ، بنفْسَها ، كما في ( الأَساس ) والجمْعُ مُتُحٌ .
( وعُقْبَةٌ مَتُوحٌ ) ، أَي ( بعيدَةٌ ) ، وبيننا فَرْسَخٌ مَتحاً ، أَي مَدًّا .
وفَرْسخٌ ماتِح ومَتّاحٌ : ممتَدّ . وفي ( التهذيب ) : مَدَّادٌ .
( ولَيلٌ مَتّاحٌ ككَتَّان : طوِيلٌ ) . وسُئلَ ابنُ عبّاسٍ عن السَّفَر الذِي
تُقصَر فيه الصَّلاةُ فقال : ( لا تُقْصَرُ إِلاّ في يَوْمٍ مَتّاحٍ إِلى اللّيل )
، أَراد لا تُقصَر الصّلاةُ إِلاّ في مَسيرةِ يومٍ يَمتَدّ فيه السَّيْرُ إِلى
السماءُ بلاَ وَتيرةٍ ولا نُزُولٍ . قال الأَصمعيّ : يقال مَتَحَ النّهارُ ومَتَحَ
اللّيلُ . إِذا طالا ، ويومٌ مَتَّاحٌ : طويلٌ تامٌّ ، يقال ذالك لنَهار الصّيف
ولَيلِ الشِّتاءِ ومَتَح النّهارُ ، إِذا طالَ وامتدَّ وكذالك أَمتَحَ ، وكذالك
اللَّيْلُ .
( و ) من المجاز ( فَرَسٌ مَتّاحٌ ) : طَويلٌ ( مَدّادٌ ) ، أَي في السَّير ، كذا
في ( الأَساس ) .
( و ) روَى أَبو تُرابٍ عن بعْض العرب : انتَتَحتُ الشّيءَ و ( امْتَتَحْتُه :
انْتزَعْتُه ) ، بمعنًى واحد ، كذا في ( التهذيب ) في ترجمة نتح .
( و ) من المجاز ( الإِبِلُ تَتَمَتَّحُ في سَيْرها ) أَي ( تَتَروَّحُ
بأَيْدِيهَا ) . وفي بعض النُّسخ ، تَرَاوَحُ . وزاد في ( الأَساس ) : كتَرَاوُح
يَدَيْ جاذِبِ الرّشاءِ ، قال ذو الرمة :
لأَيدِي المَهَارَى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ ماتحٌ ، ورجالٌ مُتّاحٌ ، وبعيرٌ ماتحٌ ، وجمالٌ مَواتِحُ . ومنه قَول ذي
الرُّمّة :
ذمَامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْهَا المَوَاتحُ
____________________
(7/108)
ومتَحِ الخمسينَ : قاربها ، والخاءُ أَعلى . وفي حديث أُبَيّ : ( فلم أَرَ
الرّجالَ مَتَحتْ أَعناقَها إِلى شيْءٍ مُتُوحَهَا إِليه ) ، أَي مَدَّتْ
أَعناقَهَا نحوَه . وقوله مُتُوحها ، مصدرٌ غيرُ جاءٍ على فِعْله ، أَو يكون
كالشُّكُورِ والكُفُور .
وفي ( الأَساس ) : من المجاز : وبئْسَ ما مَتَحَتْ به أُمُّه ، أَي قَذَفَتْ به .
مجح : ( مَجَحَ ، كَمَنَع ) وفَرِح ، كما في (
اللسان ) ، مَحْجاً ومَجَحاً ، الأَخيرَة محرّكة : ( تَكَبَّرَ ) وافتَخَرَ ، (
كتَمَجَّحَ ) وتَبَجَّحَ ، ( وهو مَجَّاحٌ ) بَجّاحٌ بما لا يَملِك ، يَمانية .
( و ) مِجَاحٌ ( ككِتَاب : فَرسُ مالِكِ بن عَوفٍ النَّضْريّ ) ، واسمُ موضع
ذكَرَه السُّهَيْليّ في حديث الهِجْرَة ، قاله شيخنا . ( و ) اسمُ فَرَسِ ( أَبي
جهلِ بن هِشامٍ ) المخزوميّ .
( ومَجِحْت ) ، أَي بَذِخْت .
( ) ومَجِحَ الدَّلوَ بلُغَتيه في البئر : خَضْخَضَها ، وهو مستدرك عليه من (
اللسان ) .
محح : ( *!المَحُّ : الثَّوبُ ) الخَلَق (
البالِي ) *!كالْمَاحّ . ( وقد *!مَحَّ *!يَمُحُّ ) كشَدّ يَشُدّ ، ( و ) مَحّ (
يَمِحّ ) كفَرَّ يَفِرّ ، لُغتانِ صَحيحتانِ ، خِلافاً لشيخنا ، فإِنّه ادّعى في
الثانية الشُّذُوذَ ، ( *!مَحًّا *!ومَحَحاً ) ، محرَّكَةً ، ( *!ومُحوحاً ) ،
بالضمّ ، *!وأَمَحَّ *!يُمحُّ ، إِذا أَخْلَقَ وكذالك الدارُ إِذا عَفَتْ .
وأَنشدَ :
أَلاَ يا قَيْلَ قد خَلُقَ الجَديدُ
وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبيدُ
وهاذا قد ذَكرَها الزّمخشريُّ في ( الأَساس ) ، وابن منظور في ( اللّسان ) .
*!والمُحُّ ، بالضَّمّ : خالُصِ كلّ شيْءٍ ، ( و ) *!المُحُّ : ( صُفْرَةُ البَيْض
*!كالْمُحَّة ) . قال ابنُ سَيِده : وإِنّما يُريدُون فَصّ البَيْضةِ ، لأَنّ
المُحَّ جَوْهَرٌ والصُّفرةُ عَرَضٌ ، ولا يُعبَّر بالعَرَض
____________________
(7/109)
عن الجَوْهر ، اللَّهُمَّ إِلاّ أَن تكون العربُ قد سَمّت
مُحَّ البَيضةِ صُفْرةً . قال : وهاذا ما لا أَعرِفه ، وإِن كانت العامّة قد
أُولِعتْ بذالك . أَنشدَ الأَزْهَرِيُّ لعبد الله بن الزِّبَعْرَى :
كانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضةً فتفَلَّقَتْ
*!فالمُحُّ خالِصُها لعَبْدِ مَنَافِ
( أَو ما في البَيْضِ كلِّه ) من أَصفَرَ وأَبيضَ ، قاله ابن شُمَيْل . قال :
ومنهم من قال *!المُحَّة : الصَّفْراءُ ، والغِرْقِىءُ : البَياضُ الّذي يُؤكَل .
وقال أَبو عَمرو : يقال لبياضِ البَيْضِ الّذي يُؤكَل : الآحُ ، ولصُفرته الماحُ ،
وسيأْتي .
( و ) *!المُحَاحُ ( كغُرَابٍ : الجُوحُ . و ) *!المَحَّاح ( ككتَّان : الكَذَّاب
، ومَنْ يُرضيكَ بقَولِهِ ولا فِعْلَ ) ، وفي ( التهذيب ) يُرضِي النّاسَ بكلامه
ولا فِعْلَ ( لَه ) ، وهو الكَذُوب وقيل هو الكَذَّاب الّذي لا يَصْدُقُك أَثَره ،
يَكْذِبك من أَينَ جاءَ ، قال ابن دُرَيْد : أَحْسبهم رَوَوْا هاذه الكلمةَ عن
أَبي الخَطّاب الأَخفشِ . ويقال *!مَحّ الكَذّاب *!يَمُحُّ *!مَحَاحَةً .
( و ) *!المَحَاحُ ، ( كسَحَاب ) ، من ( الأَرْض : القَليلةُ الحَمْضِ ) . يقال
أَرْضٌ *!مَحَاحٌ .
( *!والمَحْمَحُ *!والمَحْمَاح ) *!والمُحَامِح : ( الخَفيف النَّزِقُ ) ككَتِفٍ ،
وفي نسخة : النَّذْل ( و ) قيل : هو ( الضَّيِّقُ البَخيلُ ) .
( والأَمَخُّ : السَّمِينُ ) ، كالأَبَحّ .
( و ) في ( التهذيب ) : ( مَحْمَحَ فُلاَناً ) ، إِذا ( أَخْلَصَ مَوَدَّتَه ) .
( *!وتَمَحْمَحَ : تَبَحْبَحَ . و ) *!مَحْمَحَتِ ( المَرْأَةُ : دنا وَضْعُها ) .
( *!ومَحْمَاحِ ) ، بالكِسْرِ ، بمعنَى ( بَحْبَاحِ ) . قال اللِّحْيانيّ : وزعم
الكسائيّ أَنّه سمعَ رَجُلاً من بني عامِرٍ يقول : إِذا قيلَ لنا أَبَقِي عندكم
شيءٌ قلْنا : مَحْمَاحِ ، أَي لم يَبْقَ شيءٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!مَحَّ الكِتَابُ *!وأَمحَّ ، أَي دَرَسَ .
____________________
(7/110)
مدح : ( مَدَحَه ) ، كمَنَعَه يَمدَحُه ( مَدْحاً ومِدْحةً ) ، بالكسر ، هاذا
قولُ بعضهم ، والصَّحيح أَنَّ المَدْحَ المصدَرُ ، والمِدْحَة الاسمُ ، والجمع
مِدَحٌ ( : أَحسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْه ) ، ونقيضُه الهِجَاءُ . وقال شيخنا : قال
أَئمَّة الاشتقاقِ وفقهاءُ اللُّغة : المَدْح بمعنَى الوَصْف بالجميلِ ، يقابلُه
الذّمُّ و : بمعنى عَدِّ المآثر ، ويقابلُه الهَجْو ، ونقله السيِّد الجُرجانيّ في
( حاشية الكشّاف ) . ( كمَدَّحَه ) تَمديحاً ، ( وامْتَدحَه وتَمَدَّحه ) . وفي (
المصباح ) : مَدَحْتُه مَدْحاً ، كنَفعَ : أَثنَيتُ عليه بما فيه من الصِّفات
الجميلةِ خلْقِيَّة كانت أَو اختياريّة ، ولاهذا كان المَدْحُ أَعَمَّ من الحَمْد
. قال الخطيب التِّبريزيّ : المدح من قولهم انْمدَحَتِ الأَرضُ إِذا اتَّسَعَت .
فَكأَنّ معنَى مَدحْته : وَسَّعْت شُكْرَه ( ومَدهْتُه مَدْهاً مِثلُه ) وعن الخيل
بالحاءِ للغائب وبالهاءِ للحاضر ، وقال السَّرقُسْطيِّ : يقال إِنّ المَدْهَ في
صِفَة الحالِ والهَيْئة لا غير ، نقله شيخُنا .
( والمَدِيح ، والمِدْحَة ) ، بالكسر ، ( والأُمْدوحَة ) ، بالضّمّ : ( ما يُمدَح
به ) من الشِّعْر . ( ج ) مَدِيحٍ فعلَى غيرِ قياس ، ونَظيره حَديثٌ وأَحاديثُ .
قال أَبو ذؤيب :
لو أَنَّ مِدْحَة حَيَ أَنشَرَتْ أَحَداً
أَحْيَا أَبوَّتَكِ الشَّمَّ الأَماديحُ
وهي رواية الأَصمعيّ على الصّواب كما قاله ابن برّيّ :
( و ) رجل ( مُمَدَّحٌ كمحمَّد ) ، أَي ( مَمدوحٌ جِدًّا ) ، ومُمْتَدَحٌ كذالك .
( وتَمَدَّح ) الرَّجُلُ ، إِذا ( تَكلَّفَ أَنْ يُمْدَحَ ) وقَرَّظَ نفسَه
وأَثنَى عليها . ( و ) تَمدَّحَ الرَّجلُ : ( افْتَخَرَ وتَشَبَّعَ بما لَيْسَ
عِنْدَه . و ) تَمدَّحَتِ ( الأَرْضُ والخاصِرَة : اتَّسَعَتَا ) ، ثَنَّى الضميرَ
نَظراً إِلى الأَرض والخاصرة ، لا كما
____________________
(7/111)
زَعمَه شيخنا أَنّه ثَنّاه اعتماداً على أَنّ كلّ شخْص له
خاصرتانِ ، فكأَنّه قصدَ الجِنْس ، فأَمّا تمدَّحَت الأَرضُ فعلى البَدل من
تندَّحت وانْتَدَحَت . وتَمَدَّحَت خوَاضِرُ الماشيةِ : اتّسعَت شِبَعاً ، مِثْل
تَنَدّحَت . في ( الصّحاح ) : قال الرّاعِي يَصِف فرساً .
فلمّا سَقَيْنَاهَا العَكِيسَ تَمَدَّحتْ
خَواصِرُهَا وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها
يُروَى بالدّال والذّالِ جميعاً . قال ابن بَرِّيّ : الشِّعْر للرّاعي يَصف
امرأَةً طَرَقَتْه وطَلَبَت منه القِرَى ، وليس يَصفُ فَرَساً . ( كامتَدَحَتْ
وامّدَحَتْ ) بتَشديد الميم ( كادَّكَرتْ . ووَهِمَ الجوهريّ في قوله امدَحَّت ) ،
بتشديد الحاءِ ( لغة في انْدَحّتْ ) . نصّ عبارةِ الجوهَرِي : امْدَحَّ بَطْنُه
لُغة في انْدَحَّ ، وأَقرّه عليه الصاغَانيّ وابن بَرّيّ وغيرهما مع كثرة
انتقادهما لكَلامه ، وهما هما ، منع تحريفِ كلامه عن مواضعه كما صرّح به شيخنا .
( ) ومما يستدرك عليه :
رَجلٌ مادِحٌ من قَوم مُدَّحٍ .
والمَمَادِح : ضِدّ المَقابِح .
وانْمَدَحَت : اتَّسَعَت . ومَادَحَه وتَمَادَحُوا ، ويقال : التَّمادُح
التَّذابحُ . والعرب تَتَمدَّح بالسَّخاءِ .
مذح : ( المَذَح محرّكةً : عَسَلُ جُلَّنارِ
المَظّ ) ، وهو الرُّمّان البَرّيُ .
( و ) المَذَحُ : ( اصْطكاكُ الفَخذَين ) من الماضِي إِذَا مَشَى لسِمَنِه ، كذا
في ( النَّاموسِ ) . وفي ( اللِّسان ) : المَذَح الْتِواءٌ في الفَخذَين إِذَا
مَشَى انْسَحَجَتْ إِحداهما بالأُخرَى . ومَذِحَ الرَّجلُ يَمْذَحَ مَذَحاً ، إِذا
اصْطَكَّتْ فَخذاه والْتَوَتَا حتَّى تَسَحَّجَا ومَذِحَت فَخذَاه . قال الشّاعر :
إِنّكِ لو صاحَبْتِنَا مَذِحْتِ
وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ
____________________
(7/112)
وقال الأَصمعيّ : إِذَا اصْطَكَّت أَلْيَتَا الرَّجُلِ حتّى يَنْسَحِجَا قيل :
مَشِقَ مَشَقاً ، وإِذا اصطَكَّت فَخذاه قيلَ : مَذِحَ يَمْذَح مَذَحاً ، ورجلٌ
أَمذَحُ بَيَّنُ المَذَحِ ، وقيل : مَذِحَ للذي تصطكُّ فخِذاه إِذَا مَشَى .
والمَذَح في شِعر الأَعشء ، فَسَّروه بالحُكَّة في الأَفخاذ ، وأَكثرُ ما يَعرِض
للسَّمين من الرِّجَال . وكان عبدُ الله بن عَمرٍ و أَمْذَحَ . ( أَو ) المَذَحُ (
: احتراقُ ما بين الرُّفْغَيْن والأَلْيتَيْنِ ) . وقد مَذِحَت الضِّأْنُ مَذَخاً
عَرِقَتْ أَفْخَاذُها . ( و ) المَذَحُ أَيضاً : ( تَشَقُّقُ الخُصْيَةِ
لاحتِكاكِها بشَيْءٍ ) ، وقيل : المَذَح : أَنْ يَحْتَكَّ الشَّيءُ بالشْيءِ
فيتَشقَّق . قال ابن سيده : وأُرَى ذالك في الحيوانِ خاصّةً .
( والأَمْذَحُ : المُنْتِن . و ) من ذالك قَولهم : ( ما أَمْذَحَ رِيحَهُ ) ، أَي
ما أَنْتنَ .
( وتَمذَّحَه : امتَصَّه ) .
( و ) تَمذَّحَت ( خاصِرتاه : انتَفَخَتا رِيًّا ) . قال الرّاعي :
فلما سَقَيْنَاهَا العَكِيسَ تَمذَّحَتْ
خَواصِرُهَا وازداد رَشْحاً وَرِيدُها
والتَّمَذُّح : التَّمدُّد ، يقال : شَرِب حتّى تَمذَّحَت خاصِرَتُه ، أَي
انتفحَتْ من الرِّيّ ، وقد سبق .
مرح : ( مَرِحَ ، كفَرِحَ : أَشِرَ وبَطِرَ ) ،
والثلاثةُ أَلفاظٌ مترادفةٌ ، ومنه قوله تعالى : { بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى
الاْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } ( غافر : 75 ) وفي
المفردَاتِ : المَرَحَ : شِدَّةُ الفَرَحِ والتَّوسُّع فيه .
( و ) مَرِحَ ( : اخْتَالَ ) ، ومنه قوله تعالى : { وَلاَ تَمْشِ فِى الاْرْضِ
مَرَحًا } ( الإِسراء : 37 ) أَي متبختِراً مُخْتَالاً .
____________________
(7/113)
( و ) مَرِحَ مَرَحاً : ( نَشِطَ ) . في ( الصحاح ) و ( المصباح ) : المَرَحُ :
شِدَّة الفَرَحِ ، والنَّشاط حتّى يُجاوِزَ قَدْرَه ، ( و ) مَرِحَ مَرَحاً ،
إِذَا خَفَّ ، قاله ابن الأَثير . وأَمْرَحَه غيرُه . ( والاسم ) مرَاحٌ ، (
ككِتَاب ، وهو مَرِحٌ ) ، ككَتِف ( ومِرِّيحٌ ، كسكِّين ، مِنْ ) قَوْم ( مَرْحَى
ومَرَاحَى ) ، كلاهما جمْع مَرِحٍ ، ( ومِرِّيحينَ ) ، جمْع مِرِّيح ، ولا يُكسَّر
.
( وفرَسٌ مِمْرَحٌ ومِمْراحٌ ) بكسرهما ( ومَرُوحٌ ) ، كصَبورٍ : نَشِيطٌ ، ( و )
قد ( أَمْرَحَهُ الكَلأُ ) ، وناقَةٌ مِمْرَاحٌ ومَرُوحٌ ، كذالك ، قال :
تَطْوِي الفَلاَ بمَرُوحٍ لَحمُهازِيَم
وقال الأَعشى يَصف ناقة :
مَرِحَتْ حُرَّةً كقَنطَرةِ الرو
مي تَفْرِى الهَجِيرَ بالإِرْقالِ
( والمَرَحَانُ ، محرَّكَةً : الفَرَحُ ) والخِفّة .
( و ) قيل : المَرَحَان ( : الضَّعْف ) ، وقد مَرِحَت العَينُ مَرَحَاناً :
ضَعُفَت . ( و ) المَرَحَانُ : ( شِدَّةُ سَيَلانِ العَيْن وفَسَادُها )
وهَيَجَانُها ، قال النّابغة الجعديّ :
كأَنَّ قذًى بالعَيْنِ قد مَرِحَتْ به
وما حَاجة الأُخْرَى إِلى المَرَحَان
وقد ( مَرِحَتْ ، كفَرِحَتْ ) ، إِذا أَسبَلَت الدَّمْعَ ، والمعنَى أَنّه لمّا
بكَى أَلِمَت عينُه فصارَت كأَنّهَا قَذِيَةٌ ، ولما أَدامَ البُكَاءَ قَذِيَت
الأُخْرَى ، وهاذا كقول الآخَر .
بَكَتْ عَيْنِيَ اليُمْنَى فلَمَّا زَجَرتُها
عن الجَهْلِ بعد الحِلْم أَسبَلَتَا مَعَا
وقال شَمِرٌ : المَرَح : خُرُوجُ الدَّمْعِ إِذا كَثُر ، وقال عَدِيّ بن زيد :
مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحَّ سُبُوبَ ال
ماءِ سَحاً كأَنّه منْحُورُ
وعَينٌ مِمرَاحٌ : سرِيعَةُ البُكاءِ . ومَرِحَتْ عَيْنُه مَرَحَاناً : فَسَدَتْ
وهَاجَتْ .
____________________
(7/114)
( و ) من المجاز : ( قَوْسٌ مَرُوحٌ ) كصَبُور : ( يَمْرَح رَاؤُوهَا ) تَعجُّباً
( لحْسْنِها ) إِذا قَلَّبُوها ، وقيل : هي التي تَمْرَح في إِرسالِها السَّهْمَ .
تقول العرب ( طَرُوحٌ مَرُوح ، تُعْجِل الظّبْيَ أَن يَرُوح ) . ( أَو ) قوسٌ
مَرُوحٌ ( كأَنَّ بها مَرَحاً لحُسْنِ إِرْسَالها السَّهمَ ) ، كذا في ( الصحاح )
.
( و ) من المجاز : مَرِحَت الأَرْضُ بالنَّبَات مَرَحاً : أَخرَجَتْه .
و ( الممْرَاحُ مِنَ الأَرْضِ : السَّرِيعَةُ النَّبَاتِ ) حِين يُصيبُهَا المطرُ
. وقال الأَصمعيّ : المِمْرَاحُ من الأَرْضِ : الّتي حالَتْ سَنَةً فلم تَمْرَحْ
بنَبَاتها .
( و ) من المجاز الممْرَاحُ ( من العَيْن : الغَزِيرَةُ الدَّمْعِ ) .
( ومَرْحَى ) مَرّ ذِكرُه ( في برح ) قال أَبو عمرِو بنُ العلاءِ : إِذا رَمَى
الرّجلُ فأَصابَ قيل : مَرْحَى لَه ، وهو تَعجبٌ من جَودةِ رَمْيِه . وقال أُميّة
بن أَبي عائذ :
يُصِيب القَنيصَ وصِدْقاً يَقُ
ول مَرْحَى وأَيْحَى إِذا ما يُوالِي
وإِذا أَخطأَ قيل له : بَرْحَى .
( و ) مَرْحَى : ( اسمُ ناقةِ عَبْدِ الله بن الزَّبِيرِ ) ، كأَمِيرٍ ، ( الشاعر
) ، عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
ما بالُ مَرْحَى قَد امْسَتْ وهي ساكنةٌ
باتَتْ تَشَكَّى إِليَّ الأَينَ والنَّجَدَا
( والتَّمرِيحُ : تَنْقِيَةُ الطَّعَامِ من العَفَا ) ، هاكذا في سائر النُّسخ ،
وفي بعض الأُمَّهَات من الغَفَى ( ب ) المَحاوِقِ ، أَي ( المَكَانِس ) .
( و ) التَّمريح : ( تَدْهِينُ الجِلد ) . قال :
سَرَتْ في رَيلٍ ذِي أَدَاوَى مَنُوطَةٍ
بلَبَّاتها مَدبوغَةٍ لم تُمرَّحِ
( و ) من المجاز : التَّمريح : ( مَلْءُ المَزَادَة الجَديدةِ مَاءً ليَذْهَبَ
مَرَحُها
____________________
(7/115)
أَي لتَنْسَدّ عُيُونُها ) ولا يسيلَ منها شيءٌ . وفي (
التهذيب ) : هو أَن تُؤخَذ المَزادةُ أَوّلَ ما تُخرَز فتملأَ ماءً حتّى تَمتلِىء
خُرُوزْهَا وتَنتفِخ ، والاسمُ المَرَحُ ، وقد مَرِحَت مَرَحَاناً . وقال أَبو
حنيفَة : مزَادَةٌ مَرِحَةٌ : لا تُمْسِكُ الماءَ . وعن ابن الأَعرابيّ : التمريح
: تَطِيبُ القِرْبة الجديدة بإِذْخِرٍ أَو شِيحٍ ، فإِذا طُيِّبَت بطِينٍ فهو
التَّشرِيبُ . ومَرَّحْتُ القِربةَ : شَرَّبتُها .
( و ) من الماجز التَّمريحُ : ( أَنْ تَصِير إِلى مَرْحَى الحَرْبِ ، أُخِذَتْ من
لفْظ المَرْحَى لا من الاشتقاق ) ، لأَنّ التّمريح مَزيدٌ ، فلا يكون مشتقًّا من
المجرّد ، والأَخْذ أَوسَعُ دائرةً من الاستقاق .
( وَمَرَحَيَّا ، محرَّكَةً : ) زَجْرٌ ، عن السّيرافيّ ، يقال ( للرَّامِي ) عند
إِصابته ، ( كَمَرْحَى ) ، وقد مَرَّ قريباً .
( و ) مَرَحَيًّا : ( ع ) .
( و ) من المجاز : ( كَرْمٌ مُمرَّحٌ ، كمعظَّم : مُثْمِرٌ أَو مُعَرَّشٌ ) على
دَعَائمه .
( و ) مُرَيحٌ ( كزُبَير : أُطُمٌ بالمدينة لبني قَيْنُقَاع ) ، كذا في ( معجم
أَبي عُبيد البَكريّ ) .
( و ) مِرَاحٌ ، ( ككِتَابٍ : ثَلاَثُ شِعَابٍ يَنظُرَ بعضُها إِلى بعضٍ ) ، يجيءُ
سَيْلُهَا من داءَةَ . قال :
تَركْنا بالمِرَاحِ وذي سُحَيمٍ
أَبا حَيّان في نَفَرٍ مَنَاقِي
( والمِرْحَة ، بالكَسْر : الأَنْبارُ من الزبِيبِ وغَيْرِه ) ، وهو المَحَلُّ
الذي يُخْزَن فيه ذالك .
( ) ومما يستدرك عليه :
التِّمْراحَة ، من أَبنِيَة المبالغةِ ، من المَرَح وهو النِّشَاط ، وقد جاءَ
ذِكْره في حديث عليّ كذا في النّهاية .
____________________
(7/116)
وعن ابن سيده : المَرُوح : الخَمْر ، سُمِّيَت بذالك لأَنَّهَا تَمْرَحُ في
الإِناءِ قال عُمارَةُ :
مِن عُقارٍ عِنْد المِزَاجِ مَرُوحِ
وقول أَبي ذُؤَيب )
مُصَفّقةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ
شآمِيَةٌ إِذا جُلِيَتْ مَرُوحُ
أَي لها مِرَاحٌ في الرَّأْس وسَورَة يَمْرَح مَنْ يشربُها .
ومَرِحَ الزَّرْعُ يَمْرَح مَرَحاً : خرَجَ سْنبُلُه ومَرَّحَ مُهْرَه : ليَّنَه
وأَزالَ مَرَحَه وشِمَاسَه ومُهْرٌ مُمَرَّحٌ : مُذَلَّلٌ .
ومن المجاز : مَرِحَتْ عَيْنُه بقَذَاها : رَمَتْ به : ومَرِحَ السَّحَابُ :
أَسْبَلَ المطَرَ . ولا تَمْرَحْ بعِرْضِك : لا تُعرِّضْه .
ومن أَمثالهم : مَرْحَى مَرَاحِ ، كصَمِّي صَمَامِ ، يُراد به الدَّاهِيَة . قال
الشاعر :
فأَسمَعَ صَوْته عَمْراً ووَلَّى
وأَيْقَنَ أَنَّه مَرْحَى مَرَاحِ
مزح : ( مَزَحَ كمَنَع ) يَمْزَح ( مَزْحاً
ومُزَاحاً ومُزَاحَةً ، بضمّهما ) وقد ضبط بالكسر في أَوّلهما أَيضاً وضَبَطَ
الفيّوميّ ثانيهما ككَرَامَة ، ( وهما ) أَي المُزَاح والمراحَة ( اسمانِ )
للمصدَر ( : دَعَبَ ) ، هاكذا فسَّروه . وفي ( المحكم ) : المَزْح نَقيضُ الجِدّ .
ونقل شيخُنَا عن بعضِ أَهل الغَرِيب أَنَّه المُبَاسَطَة إِلى الغَيْرِ على جِهَةِ
التّلَطُّف والاستِعْطَافَ دونَ أَذِيَّة ، حتّى يَخْرُجَ الاستهزاءُ والسُّخَرية
. وقد قَال الأَئمة : الإِكثارُ منه والخُرُوجُ عن الحدّ مُخِلٌّ بالمرُوءَةِ
والوَقَارِ ، والتنزُّهُ عنه بالمَرَّةِ والتقبُّضُ مُخِلٌّ بالسُّنَّةِ
والسِّيرةِ النَّبَوِيّة المأْمُورِ باتّباعها والاقتداءِ ، وخيرُ الأُمور
أَوْسطُها .
( ومَازَحَه مُمازَحَةً ومِزَاحاً ، بالكسر ) ، استدرَكه بالضَّبْط لإِزالة
الإِبهام بينه وبين ما قبلَه . وإِيّاك والِمُزاح ، ضبط بالكسر والضّمّ .
( وتَمَزَحَا ) : تَدَاعَبَا ، ورجُلٌ مَزَّاحٌ .
____________________
(7/117)
( والإِمزاحُ : تَعْرِيشُ الكَرْمِ ) ، حكاه أَبو حنيفة .
( و ) من المجاز : ( مَزَّحَ العِنَبُ تَمزيحاً : لَوَّنَ ) ، وكذالك السُّنبلُ .
( و ) مَزَّحَ ( الكَرْمُ : أَثْمرَ ، أَو الصواب بالجيم ) ، وقد تقدّم ، وأَورده
الزمخشريّ وغيره هنا .
( والمَزْحُ : السُّنْبُل ) : .
( ) ومما يستدرك عليه :
( المُزَّحُ من الرِّجَال : الخارجون من طَبْع الثُّقلاءِ ) المُتميِّزُون من طبع
البُغَضاءِ ، قاله الأَزهريّ .
ومُنْيَةُ مَزّاحٍ ، ككتّان ، قَرية بمصر من الدَّقهليّة ، نُسب إِليها أَبو
العزائم سُلطانُ بنُ أَحمدَ بن إِسماعيلَ ، مُقّرِىءُ الدِّيارِ المصريّة وعالمُها
، حدّثنا عنه شيوخُ مشايخِ مشايخِنا .
مسح : ( المَسْحُ ، كالمَنْع : إِمرارُ ) كَ (
اليَدَ على الشّيْءِ السَّائلِ ) أَ ( و المُتَلطِّخِ لأَذهابِه ) بذالك ،
كمَسْحِك رأْسَك من الماءِ وجَبِينَك من الرَّشْح ، ( كالتَّمسيحِ والتَّمَسُّح )
، مَسَحه يَمسَحه مَسْحاً ، ومسَّحَه ، وتَمسَّح منه وبه . وفي حديث فرَسِ
المُرَابطِ ( أَنّ عَلَفَه ورَوْثَهُ ومَسْحاً عنهُ ، في مِيزَانه ) يُرِيدُ
مَسْحَ التُّرَابِ عنه وتَنظيفَ جِلْدِه . وفي ( لسان العرب ) : وقوله تعالى : { 7
. 007 وامسحوا برؤوسكم . . الى الكعبين } ( المائدة : 6 ) فسَّره قعلبٌ فقال :
نزَل القُرآنُ ، بالمَسْح والسُّنَّةُ بالغسْل ، وقال بعضُ أَهلِ اللُّغَة : من
خَفَض ( أَرجُلِكم ) فهو على الجِوَارِ . وقال أَبو إِسحاق النّحوي : الخفْضُ على
الجِوَارِ لا يجوز في كتابِ الله عزّ وجلّ ، وإِنّما يجوز ذالك فِي ضَرورة
الشِّعْر ، ولاكنّ المَسْحَ على هاذه القراءةِ كالغَسْل . وممّا يَدلُّ على أَنّهُ
غَسْلٌ أَنّ المسحَ على الرِّجْل لو كانَ مَسْحاً كمَسْحِ الرَّأْس لَم يَجُزْ
تَحديدُه إِلى الكَعْبَيْن كما جاز التحديدُ في اليَديْن إِلى المرافق ، قال الله
عزّ وجلّ : { وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ } بغير تحديد في القرآن ، وكذلك في
التَّيمُّمِ
____________________
(7/118)
{ 7 . 007 فامسحوا بوجوهكم واءَيديكم منه } ( المائدة : 6 )
من غير تَحديد ، فهاذا كلُّه يُوجِب غَسْلَ الرِّجلين . وأَمّا مَن قرأَ { 7 . 007
واءَرجلكم } فهو على وَجهَين : أَحدهما أَنّ فيه تَقديماً وتأْخيراً ، كأَنّه قال
: فاغْسِلُوا وُجُوهَكم وأَيديَكم إِلى المَرافقِ وأَرجُلَكم إِلى الكَعبين (
وامْسحُوا برُؤُوسكم ، فقدّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضُوءُ وِلاءً شيئاً بعد شيْءٍ .
وفيه قولٌ آخَر ، كأَنّه أَراد : واغسلوا أَرْجُلَكم إِلى الكعبين ) لأَنَّ قَوله
إِلى الكَعْبَيْنِ قد دَلَّ على ذالك كما وصَفْنَا ، ويُنسَق بالغَسْل ، كما قَال
الشاعر :
يا لَيْتَ زَوْجَك قد غَدَا
مُتَقَلِّداً سيْفاً ورُمْحَا
المعنى متقلّداً سيفاً وحاملاً رُمحاً .
وفي الحديث : ( أَنّه تَمسَّهَ وصَلَّى ) أَي تَوضّأَ . قال ابن الأَثير : يقال
للرَّجل إِذا تَوَضَّأَ : قد تَمَسَّح ، والمسْحُ يكون مَسْحاً باليَد وغَسْلاً .
ونقل شيخُنا هاذه العبارةَ بالاختصار ثم أَتبعها بكلام أَبي زيد وابن قُتيبة ما
نصُّه : قال أَبو زيد : المَسْحُ في كلام العرب يكون إِصابَةَ البَللِ ، ويكون
غَسْلاً ، يُقَال مَسَحْتُ يَدي بالماءِ ، إِذا غَسَلْتُها ، وتَمسَّحْتُ بالماءِ
، إِذا اغُتسلْتُ ، وقال ابن قُتيبةَ أَيضاً : كان رسولُ الله صلى الله عليه
وسلميَتوضّأُ بِمدَ ، فكان يَمْسح بالماءِ يدَيْه ورِجْلَيْه وهو لها غاسلٌ قال :
ومنه قولُه تعالى : { 7 . 007 وامسحوا برؤوسكم واءَرجلكم } المراد بمسْحِ
الأَرجُلِ غَسْلُها . ويستدلّ بِمَسْحه صلى الله عليه وسلمرِجلَيْه بأَنّ فِعْلَه
مُبيِّن بأَنّ المسحَ مُسْتَعْمَل في المَعنيَينِ المذكُورَيْن ، إِذ لو لم يُقَلْ
بذالك لَزِم القولُ بأَنّ فِعلَه عليه السلام بطرِيقِ الآحاد ناسخٌ للكتاب ، وهو مُمتنعٌ
. وعلى هاذا فالمسْحُ مُشتركٌ بين مَعنيين ، فإِن جاز إِطلاقُ اللَّفْظةِ الواحدَة
وإِرادةُ كلاَ
____________________
(7/119)
مَعنَييها إِن كَانت مُشتركةً أَو حَقيقةً في أَحَدِهما
مَجازاً في الآخر ، كما هو قولُ الشافِعيّ ، فلا كَلاَمَ . وإِنْ قيل بالمَنْع
فالعامِلُ محذُوفٌ ، والتّقدير : وامْسَحوا بأَرْجْلِكم مع إِرادة الغَسْلِ .
( و ) من المجاز : المَسْحُ : ( القَوْلُ الحَسَنُ ) من الرّجُل ، وهو في ذالك (
ممَّن يَخْدَعُك به ) . مَسَحَه بالمعروف ، أَي بالمعروف من القوْل وليس معه
إِعطاءٌ ، قاله النَّصْر بن شُميل . وقيل : وبه سُمِّيَ المَسيح الدَّجَّال ،
لأَنّه يَخْدَع بقوله ولا إِعطاءَ . ( كالتَّمسيح . و ) المَسْحُ ( المَشْطُ ) .
والماسِحَةُ : الماشِطَةُ . قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال ، لأَنّه يُزَيّن
ظاهرَه ويُمَوِّهُه بالأَكاذيب والزَّخارِف . ( و ) من المجاز : المَسْحُ : (
القَطْع ) : وقد مَسَحَ عُنُقَه وعَضُدَهُ : قَطَعهما .
وفي ( اللسان ) : مَسَحَ عُنُقَه وبها ، يَمسَحُ مَسْحاً : ضَرَبها ، وقيل قَطَعها
. قيل : وبه سُمِّيَ المَسيحُ الدَّجّال ، لأَنّه يضرِب أَعناقَ الّذِين لا
يَنقادون له . وقوله تعالى : { 7 . 007 ردوها علي فطفق . . والاءَعناق } ( ص : 33
) يُفسَّر بهما جميعاً . وروَى الأَزهَرِيّ عن ثعلب أَنّه قيل له : قال قُطْرب :
يَمْسَحُهَا يُبَرِّك عليها فأَنكره أَبو العبّاس وقال : ليس بشيْءٍ . قيل له :
فأَيْش هو عندَك ؟ فقال : قال الفرَّاءُ وغيرُه : يَضْرِب أَعناقَها وسُوقعها ،
لأَنّهَا كانَت سَبَبَ ذَنْبه . قال الأَزهريّ : ونحْو ذالك قال الزّجاجُ ، قال :
ولم يَضرِب سُوقَها ولا أَعناقَهَا إِلاّ وقد أَباحَ اللَّهُ له ذالك ، لأَنْه لا
يَجعلُ التوْبَةَ من الذّنبِ بِذَنْبٍ عَظيمٍ . قال : وقال : قَومٌ إِنّه مَسَحَ
أَعْنَاقَها وسُوقَها بالماءِ بيَدِه . قال : وهاذا ليس يُشبِه شَغْلَهَا إِيّاه
عن ذِكْرِ الله ، وإِنّما قال ذالك قَومٌ لأَنَّ قتْلَها كان عندهم مُنْكَراً ،
وما أَباحه اللَّهُ فليس بِمنْكر ، وجائزٌ أَن يُبيحَ ذالك لِسليمانَ عليه
السّلامُ في وَقْتِه ويَحْظُرُه في هاذَا الوقْتِ . قال ابنُ الأَثير : وفي حديث
سُليمانَ عليه السلامُ :
____________________
(7/120)
{ 7 . 007 فطفق مسحا بالسوق والاءَعناق } قيل : ضَرَبُ
أَعناقَهَا وعَرْقَبَهَا . يقال : مَسَحَه بالسَّيْف ، أَي ضَرَبَه ، ومَسَحه
بالسَّيف : قطَعَه . وقال ذو الرُّمَّة :
ومُستَامَةٍ تُسْتامُ وهْيَ رَخِيصةٌ
تُباعُ بسَاحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ
تُمْسَح أَي تُقْطَع : والماسِح : القَتَّال .
( و ) المَسْح : ( أَنْ يَخْلُق اللَّهُ الشَيْءَ مُبَارَكاً أَو مَلْعُوناً ) .
قال المُنذرِيّ : قلت لأَبي الهَيْثَم : بلَغَني أَنَّ عيسى إِنّمَا سُمِّيَ
مَسِيحاً لأَنهُ مُسِحَ بالبَرَكة ، وسُمِّيَ الدَّجّالُ مَسيحاً لأَنّه ممسوحُ
العَيْنِ ، فأَنْكرَه وقال : إِنَّمَا المسيح ( ضِدُّ ) المسيح ، يقالُ مَسَحه
الله ، أَي خلَقه خَلْقاً مُبارَكاً حَسَناً ، ومسَحَه اللَّهُ أَي خَلَقَه
خَلْقاً قَبيحاً ملعوناً .
قلت : وهاذا الذي أَنكره أَبو الهَيثم قد قاله أَبو الحسن القابسيّ : ونقلَه عنه
أَبو عَمْرٍ الداني ، وهو الوَجه الثاني والثالث . وقَولُ أَبي الهيثم الرابعُ
والخامس .
( و ) المَسْح : ( الكَذِبُ ) ، قيل : وبه سُمِّيَ المَسيح الدجّال لكونه أَكْذبَ
خلْقِ اللَّهِ ، وهو الوَجْه السادس ، ( كالتَّمْسَاح ، بالفتح ) ، أَنشد ابنُ
الأَعرابيّ :
قَد غَلَبَ النَّاسَ بنو الطمَّاحِ
بالإِفْك والتَّكذَابِ والتَّمساحِ
وفي المزهر للجلال ، قال سَلاَمةُ بنُ الأَنباريّ في شرح المَقامات : كلُّ ما
ورَدَ عن العرب من المصادر على تَفعال فهو بفتح التّاءِ ، إِلاّ لفظتينِ :
تِبْيَان وتِلْقَاء . وقال أَبو جعفر النّحّاسُ في شرح المُعلّقَات : ليس في كلام
العرب اسمٌ على تِفعالٍ إِلاّ أَربعة أَسماءٍ وخامسٌ مختلَف فيه ، يقال تِبْيَان ،
ولقِلادةِ المرأَةِ : تِقْصَارُ ، وتِعْشَارٌ وتِبْرَك مَوضعانِ ، والخامس
تِمْساحٌ ، وتَمْسَحٌ أَكثرُ وأَفصحُ . كذَا نقله شيخنا . فكلام ابن الأَنباريّ في
المصدرَين ، وكلام ابن النّحّاس في الأَسماءِ .
____________________
(7/121)
( و ) من المجاز المَسْحُ ( : الضَّرْبُ ) ، يقال : مَسَحَه بالسَّيْف : أَي
ضَرَبَه . وقوله تعالى : { 7 . 007 فطفق مسحا . . والاءَعناق } ، قيل : ضَرَب
أَعْنَاقَها وعَرْقَبَها ، وقد تقدّم قريباً . و منه : مَسَحَ أَطرافَ الكَتَائِبِ
بِسَيْفه .
وقال الأَزهَرِي : المَسيح : الماسح ، وهو القتال ، وبه سُمِّيَ ، كذا ذَكَره
المصنِّف في ( البصائر ) . قلت : وهو قريبٌ في المَسْحِ بمعْنى القَطْع ، وهو
الوَجْه السابع .
( و ) من المجاز المَسْحُ : ( الجِماع ) وقد مَسَحَها مَسْحاً ، ومتَنَها مَتْناً
: نَكَحَهَا .
( و ) من المجاز : المَسْحُ : ( الذَّرْع كالمِسَاحَة ، بالكسر ) ، يقال مَسَحَ
الأَرْضَ مَسْحاً ومسَاحَةً : ذَرَعَهَا ، وهو مَسَّاحٌ .
( و ) المَسْح : ( أَنْ تَسيرَ الإِبِل يَومَها ) ، يقال مَسَحَت الإِبل الأَرْضَ
يَومَها دَأْباً ، أَي سارَتْ فيها سَيراً شَديداً . ( و ) مَسْحُ الناقَة أَيضاً
( أَن تُتْعِبَها وتُدْبِرَهَا وتهزِلَهَا ، كالتَّمْسيح ) ، يقال مَسَحْتها
ومَسَّحْتها ، قاله الأَزهري ، وهو مَجاز .
( و ) المِسْحُ ( بالكسر : البَلاَسُ ) بكسر الموحّدة وتفتح ، ثَوْبٌ من الشَّعرِ
غليظٌ ، كذا في ( التهذيب ) . وجمعه بُلُسٌ ، وسيأْتي في السين ، قيل : وبه سمِّي
المسيحُ الدّجال ، لِذُلِّه وهَوَانِهِ وابتذاله ، كالمسْح الذي يُفْرَش في
البَيْت ، قيل : وبه سُمِّيَ كلمة اللَّهِ أَيضاً للبْسه البَلاسَ الأَسودَ
تَقشفاً . فهما وَجْهانِ ذَكرَهما المصنّف في ( البصائر ) .
( و ) المِسْح : ( الجادَّةُ ) من الأَرض ، قيل : وبه سُمِّيَ المسيح ، لأَنّه
سالِكُها ، قاله المصنّف في ( البصائر ) . ( ج مُسُوحٌ ) ، وهو الجْمع الكثيرُ ،
وفي القليل أَمساحٌ . قال أَبو ذُؤَيب :
ثمَّ شَرِبْن بنَبْط والجِمالُ كأَ
نّ الرَّشْحَ منهن بااباطِ أَمساحُ
قال السكّريّ : يقول تَسْوَدُّ جْلودُهَا على العَرَق ، كأَنّهَا مُسوحٌ . ونَبْط
: موضعٌ .
____________________
(7/122)
( و ) المَسَحُ ( بالتحريك : احتراقُ باطنِ الرُّكْبَة لخشونة الثَّوبِ ) ، وفي
نسخة : من خُشْنَة الثّوْب . ( أَو ) هو ( اصْطِكَاكُ الرَّبْلَتَيْنِ ) ، هو مس
باطنِ إِحدَى الفَخذيْنِ باطنَ الأُخْرَى ، فيَحدُث لذالك مَشَقٌ وتَشقّقٌ ،
والرَّبْلَة بالفتح وسكون الموحَّدةِ وفتحها : باطنُ الفَخذِ ، كما سيأْتي . وفي
بعض النُّسخ ( الرُّكبتَين ) وهو خطأٌ . قال أَبو زيد : إِذا كان إِحدى رَبْلَتَيِ
الرّجلِ تُصِيب الأُخرَى قيل . مَشق مَشَقاً . ومَسحَ ، بالكسر ، مَسَحاً ، (
والنَّعْتُ أَمْسَحُ ، و ) هي ( مَسْحَاءُ ) ، رَسْحاءُ ، وقَوم مُسْحٌ رُسْحٌ .
وقال الأَخطل :
دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لا لُحومَ لهُمْ
إِذا أَحَسُّوا بشَخْص نابىء أَسدُوا
وفي حديث اللِّعان أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلمقال في وَلدِ الملاعَنَة : (
إِنْ جاءَتْ به مَمْسُوحَ الأَلْيتيْن ) ، قال شَمِرٌ : الّذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه
بالعَظْمِ ولم يَعْظُما . قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال ، لأَنّه معيوب
بكلِّ عَيبٍ قبيحٍ .
( والمَسِيحُ : عِسَى ) بن مَرْيم ( صَلَّى الله ) تَعَالى ( عَلَيْه ) وعلى
نبيِّنَا ( وسَلَّم ، لبَرَكَتِهِ ) ، أَي لأَنّه مُسحَ بالبَرَكَة ، قاله شَمرٌ ،
وقد أَنكرَه أَبو الهيثَمِ ، كما سيأْتي ، أَو لأَنَّ جبريلَ مَسَحه بالبَركة ،
وهو قوله تعالى : { 7 . 007 وجعلني مباركا اءَينما كنت } ( مريم : 31 ) ولأَنّ الله
مَسَحَ عنه الذُّنوبَ . وهاذانِ القَولانِ من كتاب دلائل النوّة لأَبي نُعَيم :
وقال الرَّاغب : سُمِّيَ عيسَى بالمسيح لأَنّه مُسِحَت عنه القُوَّةُ الذّميمةُ من
الجَهْل والشَّرَهِ والحِرْص وسائر الأَخلاقِ الذميمة ، كما أَنَّ الدَّجَّال
مُسِحَت عنه القُوَّة المحمودة من العِلْم والعَقْلِ والحلْم والأَخْلاق الحَميدة
. ( وذَكَرْت في اشتقاقه خَمسين قَولاً في شَرْحى لمَشَارِقِ الأَنوَارِ )
النَّبَوِيَّة للصاغَانيّ . وشَرحُه المسمَّى بشوارِقِ الأَسْرَارِ العليّة ، وليس
بمَشارِقِ
____________________
(7/123)
القاضي عياضٍ ، كما تَوهَّمَه بعضٌ . وسبق للمصنّف كلامٌ
مثل هذا في ساح ، وذَكرَ هناك أَنَّه أَوردَهَا في شرْحه لصحيح البخاريّ ،
فلعلَّله المراد في قوله ( وغَيْرِهِ ) كما لا يَخفَى .
قلت : وقد أَوصلَه المصنّف في بصائر ذوي التمييز في لطائف كتاب الله العزيز ، مجلدان
، إِلى ستّة وخمسين قولاً ، منها ما هو مذكور هنا في أَثناءِ المادّة ، وقد
أَشرْنا إِليه ، ومنها ما لم يَذكره . وتأْليف هاذا الكِتاب بعد تأْليف القاموس ،
لأَني رأَيتُه قد أَحالَ في بعض مواضِعه عليه . قال فيه : واختُلِف في اشتقاق
المسيح ، في صِفة نَبِيّ الله وكلَمته عيسَى ، وفي صِفةِ عدوّ الله الدّجّال
أَخزاه الله ، على أَقْوالٍ كثيرة تنِيف على خمسين قولاً . وقَال ابن دِحْيَةَ
الحافظُ في كتابه ( مَجمع البحرين في فوائد المَشرقَيْنِ والمَغرِبَين ) : فيها
ثلاثَةٌ وعشرون قَولاً ، ولم أَرَ مَنْ جَمعها قَبْلي ممَّن رَحَلَ وجالَ ، ولقِيَ
الرِّجَال . انتهى نص ابن دِحيَهَ .
قال : الفَيْروز آباذي : فأَضَفْت إِلى ما ذكَره الحافظ من الوجوه الحَسَنة
والأَقوالِ البديعة ، فتمّتْ بها خمسون وَجْهاً . وبيانه أَنَّ العلماءَ اختلفوا
في اللفظة ، هل هي عربيّة أَم لا ، فقال بعضهم : سريانيّة ، وأَصلُهَا مَشيخا ،
بالشين المعجمة ، فعرّبتها العرب ، وكذا ينطِق بها اليهود ، قاله أَبو عُبيد ،
وهاذا القول الأَوّل . والذين قالوا إِنّها عربيّة اختلفوا في مادّتها ، فقيل : من
سيح ، وقيل : من مسح ، ثم اختلفوا ، فقال الأَوّلون مَفْعل ، من ساح يسيح ، لأَنّه
يَسِيح في بُلدَانِ الدُّنْيا وأَقْطَارِهَا جميعِها ، أَصُلها مَسْيِح فأُسْكِنَت
الياءُ ونُقِلتْ حَركَتها إِلى السين ، لاستثقالهم الكسرةَ على الياءِ وهاذا
القولُ الثاني ، وقال الآخرون : مَسيحٌ مُشتقُّ من مَسَحَ ، إِذا سارَ في الأَرض
وقَطَعها ، فَعيل بمعنَى فاعِل . والفريق بين هاذا وما قبله أَنَّ هاذا يَختصّ
بقَطْع الأَرضِ وذاك بقَطْع جميعِ البلادِ ، وهاذا الثالث ، ثم سَردَ الأَقوالَ
كلَّهَا ، ونحن قد
____________________
(7/124)
أَشرْنا إِليها هنا على طريق الاستيفاءِ ممزوجَةً مع قول
المصنّق في الشّرْح ، وما لم نَجِدْ لها مناسَبَة ذكرناهَا في المستدركات لإِجل
تَتميم المقصود وتَعميم الفائدة .
( و ) المَسِيح : ( الدَّجَّالُ لشُؤْمِهِ ) ، ولا يجوز إِطلاقُه عليه إِلاّ
مقيَّداً فيقال المَسيحُ الدَّجّالد ، وعند الإِطلاق إِنما يَنصرف لعيسَى عليه
السلامُ ، كما حَقَّقه بعضُ العلماءِ . ( أَو هُوَ ) ، أَي الدّجّال ، مِسِّيح (
كَسِكِّينٍ ) ، رواه بعض المحَدِّثين . قال ابن الأَثير : قال أَبو الهَيثم :
إِنّه الذي مُسِحَ خَلْقُه ، أَي شُوِّهِ . قال : وليس بشيْءٍ .
( و ) المَسِيح والمَسِيحة : ( القِطْعَةُ من الفِضَّةِ ) ، عن الأَصمعيّ ، قيل :
وبهُ سُمِّيَ عيسَى عليه السلامُ لحُسْنِ وَجْهه . ذكرَه ابن السِّيد في الفرق .
وقال سَلَمة بن الخُرشُب يصف فرساً :
تَعَادَى من قَوائمها ثَلاثٌ
بتَحْجِيلٍ وَوَاحدةٌ بَهيمُ
كأَنّ مَسِيحَتيْ وَرِقٍ عليها
نَمَتْ قُرْطَيهما أُذُنٌ خذِيمُ
قال ابن السِّكّيت : يقول كأَنَّمَا أُلبِسَتْ صفيحَةَ فِضَّةٍ من حُسْن لوّنِهَا
وبَرِيقها ، وقوله نَمَتْ قُرْطَيهما ، أَي نَمَتِ القُرطَين اللَّذَيْنِ من
المَسِيحتَين ، أَي رَفَعَتْهما ، وأَراد أَنَّ الفِضَّة مما تُتَّخذ للحَلْيِ ،
وذالك أَصفَى لها .
( و ) المَسيح : ( العَرَقُ ) : قال لبيد :
فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمَانِ المُثقَّبِ
وقال الأَزهريّ : سُمِّيَ العَرقُ مَسِيحاً لأَنّه يُمْسَح إِذا صُبَّ . قال
الرّاجز :
يا رِيَّهَا وقد بَدَا مَسِيحى
وابتَلَّ ثَوْبَايَ من النَّضِيحِ
وخَصَّه المصنّف في ( البصائر ) بعَرق الخَيْل ، وأَنشد :
وذا الجِيَادُ فِضْنَ بالمَسيحِ
قال : وبه سُمِّيَ المسيحُ .
( و ) المَسِيح : ( الصِّدّيقُ )
____________________
(7/125)
بالعبرانيّة ، وبه شُمِّيَ عسَى عليه السلامُ ، قاله
إِبراهيم النّخَعيّ ، والأَصمعيّ ، وابنُ الأَعرابيّ ، قال ابن سيده : سُمِّيَ
بذالك لصِدْقِه . ورواه أَبو الهيثم كذالك ، ونقله عنه الأَزهريّ . قال أَبو بكر :
واللُّغويّون لا يعرفون هاذا . قال : ولعلّ هاذا كان يُسْتَعْمَل في بعض الأَزمان
فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام قال : وقال الكسائيّ : وقد دَرَسَ من كلام العرب
كثيرٌ . وقال الأَزهريّ : أُعرِب اسمُ المسيحِ في القرآن على مَسيح ، وهو في
التوراة مَشيحا فعُرِّب وغَيِّر ، كما قيل موسَى وأَصلُه مُوسى .
( و ) من المجاز عن الأَصمعيّ : المعسيح ( الدِّرْهَمُ الأَطْلَسُ ) ، هاكذا في (
الصّحاح ) و ( الأَساس ) ، وهو الذي لا نَقْشَ عليه . وفي بعض النسخ ( الأَملس )
قيل : وبه سُمِّي المسيحُ ، وهو مناسبٌ للأَعورِ الدّجّال ، إِذْ أَحَدُ شقَّيْ
وَجْهِه مَمْسُوحٌ .
( و ) المَسِيح : ( المَمْسُوح بمثْلِ الدَّهْنِ ) ، قيل : وبه سُمِّيَ عيسى عليه
السّلام ، لأَنّه خَرَجَ من بطْنِ أُمِّه مَمسوحاً بالدُّهْن أَو كأَنّه مَمسوحُ
الرّأْسِ ، أَو مُسِح عندَ وِلادته بالدُّهْن ، فهي ثلاثَةُ أَوْجه أَشار إِليها
المصنّف في ( البصائر ) .
( و ) المسيح أَيضاً : الممسوحُ ( بالبَرَكَةِ ) ، قيل : وبه سُمِّيَ عيسى عليه
السلام ، لأَنّه مُسِح بالبَرَكَةِ ، وقد تقدّم .
( و ) المَسِيح : الممسوح ( بالشُّؤْمِ ) ، قيل : وبه شمِّيَ الدَّجّال .
( و ) من المجاز : المَسيح هو الرجل ( الكثيرُ السِّيَاحَة ) ، قيل وبه سُمِّيَ
عليه السلامُ ، لأَنّه مَسَحَ الأَرضَ بالسِّياحَةِ . وقال ابن السّيد : سُمِّيَ
بذالك لجَوَلانه في الأَرض . وقال ابن سيده : لأَنّه كان سائحاً في الأَرض لا
يستقر ، ( كالمِسِّيحِ ، كسكِّينٍ ) ، راجعٌ للذي يليه ، وهو يصلُح أَن يكون
تَسميةً لعيسى عليه السلام ، كما يَصلح لتَسمية الدَّجّال ، لأَنّ كلاًّ منهما
____________________
(7/126)
يَسِيح في الأَرض دَفعةً ، كما هو معلوم ، وإِنْ كانَ
كَلامُ المصنّق يُوهِمُ أَنَّ المشدَّد يَختص بالدجّال ، كما مرَّ . فقد جَوَّز
السيوطي الأَمرَينِ في التوشيح ، نقله شيخنا .
( و ) من المجاز : المَسِيح : الرَّجُلُ ( الكَثِيرُ الجِمَاعِ ، كالمَاسِحِ ، )
وقد مَسَحَهَا يَمسَحُهَا ، إِذا نَكَحَهَا ، قيل : وبه سُمِّيَ المسيح الدّجّال ،
قاله ابن فارس .
( و ) من المجاز : المعسيح هو الرَّجل ( المَمْسُوحُ الوَجْهِ ) ، ليس على أَحَد
شقَّيْ وَجْهِه عَينٌ ولا حاجِبٌ ، والمسيحُ الدّجّالُ منه على هاذه الصِّفة ، وقيل
سُمِّيَ بذالك لأَنّه ممسوح العَينِ . وقال الأَزهريّ : المسيح : الأَعورُ ، وبه
سُمِّيَ الدّجّالُ . ونحوَ ذلك ( قال أَبو عَبيد ) .
( و ) المَسِيحُ : ( المِنْدِيلُ الأَخْشَنُ ) ، لكونه يُمْسَح به الوَجْهُ ، أَو
لكونه يُمسِك الوَسَخَ . قيل : وبه سُمِّيَ المَسِيح الدّجّالُ ، لاتِّساخه بدَرَن
الكُفْرِ والشِّرْك ، قاله المصنِّف .
( و ) المَسيح : ( الكذَّاب ، كالماسِحِ ، والممْسَحِ ) وأَنشد :
إِنِّي إِذَا عَنَّ مِعَن مِتْيَحُ
ذَا نَخْوةِ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ
أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذانٌ مِمْسَح
( والتِّمْسَحِ ) ، وهاذا عن اللِّحْيَانيّ ، ( بكسر أَوّلهما ) ، والأَمْسَحِ .
( و ) عن ابن سيده : ( المَسْحَاءُ : الأَرض المسْتَوِيَةُ ذاتُ حَصًى صِغارٍ ) لا
نَبَاتَ فيها ، والجمْعُ مَسَاحٍ وَمَسَاحى غُلِّب فكُسِّر تكسيرَ الأَسماءِ .
ومكانٌ أَمْسَحُ . ( و )
____________________
(7/127)
المَسْحاءُ ( : الأَرْضُ الرَّسْحَاءُ ) . قال ابن شُمَيل :
المَسحاءُ : قِطعةٌ من الأَرض مُستوِيَةٌ جَرداءُ كثيرةُ الحَصَى ، ليس فيها شجرٌ
ولا نَبْت ، غَليظةٌ جَلَدٌ ، تَضرِب إِلى الصَّلاَبة ، مثْل صَرْحَةِ المِرْبَدِ
، وليستْ بقُفّ ولا سَهْلَةٍ . ومكانٌ أَمسحُ . قيل : وبه سُمِّيَ المَسيحُ
الدّجّال ، لعَدَمِ خَيْرِه وعِظَمِ ضَيْرِه ، قاله المصنّف في ( البصائر ) .
وقال الفرّاءُ يقال مَرَرْت بخَرِيقٍ من الأَرض بين مَسْحاوَيْنِ . والخَرِيقُ :
الأَرض الّتى تَوَسَّطَها النَّبَاتُ .
( و ) قال أَبو عَمرٍ و : المَسْحاءُ : ( الأَرْضُ الحَمْرَاءُ ) ، والوَحْفَاءُ :
السّوداءُ .
( و ) المعسْحَاءُ : ( المَرْأَةُ ) قَدَمُها مُستَوِية ( لا أَخْمَصَ لها ) ،
ورَجلٌ أَمسَحُ القَدَمِ . وفي صفَة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ( مَسِيحُ
القَدَمَين ) ، أَراد أَنَهما مَلْساوان لَيِّنتان ليس فيهما تَكسُّرٌ ولا شُقَاقٌ
، إِذا أَصابَهما الماءُ نَبَا عنهما . قِيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ عيسَى ، لأَنّه
لم يعكن لرِجْله أَخْمَصُ ، نُقل ذالك عن ابن عبّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما .
( و ) المَسْحَاءُ : المرأَةُ ( التي مَا لِثَدْيَيْهَا حَجْمٌ . و ) المسحاءُ : (
العَوْرَاءُ ) . والّذي في ( التهذيب ) : المَسِيح : الأَعورُ ، قيل : وبه سُمِّيَ
المسيحُ الدّجّال . ( و ) المَسْحَاءُ : ( البَخْقَاءُ الّتي لا تكون عَيْنُها
مُلَوَّزَة ) ، هاكذا عندنا في النُّسخ بالميم واللام والزّاي ، وفي بعض الأُمهات
( بِلَّوْرة ) بكسر الموحّدَة وشدّ اللاّم وبعد الواوِ راءٌ . ( و ) المَسْحَاءُ :
( السَّيّارَةُ في سِياحَتِهت ) والرَّجلُ أَمْسحُ . ( و ) المَسْحَاءُ : (
الكَذّابة ) ، والرَّجلُ أَمْسحُ ، وتَخْصِيصُ المرأَةِ بِهاذِه المعانَي غير
الأَوّلين غير ظاهر ، وإِحالةُ أَوْصافِ الإِناث على الذُّكور خلافُ القاعدة ، كما
صرّحَ به شيخنا .
( و ) من المجاز : ( تَماسَحَا ) ، إِذا ( تَصَادَقَا ، أَوْ ) تَماسَحَا إِذا (
تَبَايَعَا فتَصَافَقَا ) وتحَالَفا : ( ومَاسَحَا ) ، إِذا ( لاَيَنَا فِي
القَوْلِ غِشًّا ) ، أَي والقُلوب غير صافِيَةِ ، وهو المُدَاراةُ .
____________________
(7/128)
ومنه قولهم : غَضِبَ فمَاسَحْتُه حتَّى لاَنَ ، أَي
دَارَيْته . قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال ، كذا في ( المحكم ) . قال
المصنِّف في ( البصائر ) : لأَنّه يقول خلاف ما يُضمِر .
( والتِّمْسَحُ ) والتِّمْساح ، بكسرهما ، من الرجال : ( المارِدُ الخَبِيثُ ) ،
والكَذَّاب الّذِي لا يَصْدُق أَثَرَه ، يَكْذِبك من حيث جاءَ . ( و ) التِّمْسَحُ
: ( المُدَاهِنُ ) المُدارِي الذي يُلايِنُك بالقَولِ وهو يَغُشُّك . قيلَ : وبه
سمِّيَ المسيح الدّجّال ، لأَنّه يَغُشّ ويُدَاهِنُ .
( و ) التِّمسَح كأَنّه مقصورٌ من ( التِّمْسَاح ، وهو خَلْقٌ كالسُّلَحْفَاةِ
ضَخْمٌ ) ، وطوله نحو خَمسةِ أَذرعٍ وأَقلّ من ذالك يَخطف الإِنسانَ والبَقَرَ
ويَغوص به في الماءِ فيأْكله ، وهو من دوابِّ البحر ( يَكُونُ بنِيلِ مِصْرَ
وبنَهْرِ مَهْرَانَ ) ، وهو نهر السَّند . وبهاذا استدلُّوا أَن بينهُما اتِّصالاً
، على ما حَقّقه أَهلُ التاريخ . قيل : وبه سُمِّيَ المسيح الدجّال ، لضَررِه
وإِيذائه ، قاله المصنِّف في ( البصائر ) .
( والمَسِيحَةُ : الذُّؤَابَةُ ) ، وقيل : هي ما تُرِك من الشَّعر فلم يُعالَج
بدُهْن ولا بشيْءٍ . وقيل : المَسِيحَة من رأْسِ الإِنسانِ : ما بين الأُذُنِ
والحاجِبِ ، يَتصعَّدُ حتى يكون دون اليافُوخِ . وقيل : هو ما وَقَعَتْ عليه يدُ
الرَّجُلِ إِلى أُذنِه من جَوانِب شَعرِه ، قال :
مَسائح فَوْدَيْ رَأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ
جَرَى مِسْكُ دَارِينَ الأَحَمُّ خِلاَلَهَا
وقيل : المسائِحُ : موضِعُ يدِ الماسِح . ونقلَ الأَزهريّ عن الأَصمعيّ : المسائحُ
: الشَّعرُ . وقال شَمِرٌ : وهِي ما مَسحْتَ من شَعرك في خَدِّك ورأْسِك ، وفي
حديث عَمَّار ( أَنّه دخَلَ عليه وهو يُرجِّل مَسائِحَ من شَعره ) ، قيل هي
الذّوائبُ وشَعرُ جانِبَيِ الرأْس قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدّجال ، لأَنّه
يأْتِي آخِرَ الزَّمَانِ ، تَشبِيهاً بالذّوائب ، وهي ما نَزلَ من الشَّعرِ على
الظَّهْر ، قاله المصنّف في ( البصائر ) .
( و ) المَسِيحة : ( القَوْسُ ) الجَيِّدة .
____________________
(7/129)
( ج مَسَائحُ ) قال أَبو الهَيثم الثَّعلبيّ :
لَنَا مَسَائحُ زُورٌ في مَراكِضِها
لِينٌ ولَيْسَ بِهَا وَهْنٌ ولا رَقَقُ
قيل : وبه سُمِّيَ المَسيح عيسَى ، لقُوّته وشِدّته واعتِدَالِه وتَعْدَلته ، كذا
قاله المصنّف في ( البصائر ) .
( و ) المَسِيحة : ( وادٍ قُرْبَ مَرِّ الظَّهْرَانِ ) .
( و ) من المجاز : ( عَلَيْهِ مَسْحَةٌ ) ، بالفتح ، ( منْ جَمَالٍ ) ، ومَسْحَةُ
مُلْكٍ . أَي أَثر ظاهرٌ منه . قال شَمرٌ العرب تقول : هاذا رجلٌ عليه مَسْحَةُ
جَمال ومَسْحَةُ عِتْقٍ وكَرَمٍ ، ولا يقال ذالك إِلاّ في المدح . قال : ولا يقال
عليه مَسْحَةُ قُبحٍ . وقد مُسِحَ بالعِتْق والكَرمِ مَسْحاً . قال الكُمَيْت :
خَوَادِمُ أَكْفَاءٌ عليهنّ مَسْحَةٌ
من العِتْق أَبْدَاها بَنَانٌ ومَحْجِرُ
( أَو ) به مَسْحَةٌ ( من هُزَالٍ ) وسِمَنٍ ، نقله الأَزهريّ عن العرب ، أَي (
شَيءٌ مِنْهُ ) .
( وذُو المَسْحَةِ جَرِيرُ بنُ عبْدِ الله ) ابن جابرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر
أَبو عَمرٍ و ( البَجَليّ ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ . وفي الحديث عن إِسماعيلَ بن
قَيْسٍ قال : سمِعْت جَريراً يقول ما رآني رَسُول الله صلى الله عليه وسلممنذ
أَسلَمْتُ إِلاّ تَبسَّمَ في وَجْهي ، قال : ويَطْلُع عليكم رَجلٌ من خيارٍ ذي
يَمَنٍ على وَجْهِه مَسْحَةُ مُلْك . وهاذا الحديثُ في النِّهايَة لابن الأَثير (
يَطلُعُ عليكم مِن هاذا الفَجِّ رَجلٌ من خَير ذي يَمَنٍ ، عليه معسْحَةُ مُلْكٍ )
فَطَلَع جَريرُ بنُ عبد الله ، كذا في ( اللسان ) .
( و ) عن أَبي عُبيد ( المُسُوحُ : الذَّهَابُ في الأَرض ) ، وقد مَسَحَ في الأَرض
مُسُوحاً إِذا ذَهَبَ ، والصاد لغة فيه ، قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال .
( وتَلُّ ماسِحٍ : ع بقِنَّسْرِينَ ) .
____________________
(7/130)
( وامْتَسَحَ السَّيْفَ ) من غِمْده ، إِذا ( اسْتَلَّهُ ) .
( والأُمْسُوحُ ، بالضّمّ : كُلُّ خَشَبَةٍ طَوِيلَةٍ في السَّفِينةِ ) وجمْعه
الأَماسيحُ .
( و ) من المجاز : ( هو يَتَمَسَّحُ بِه ) ، كأَنّه يَتَقَرّبُ إِلى الله تعالى
بالدُّنُوّ منه ، ويَتمَسَّحُ بثَوبه أَي يُمِرَّ ثَوْبَه على الأَبدانِ فَيتقرّب
به إِلى الله تعالى . قيلَ وبه سُمِّيَ المسيُ عيسَى ، قاله الأَزهريّ .
( و ) من المجاز : ( فُلانٌ يتمسَّح أَي لا شيءَ مَعَهُ ، كأَنّه يَمْسَحُ
ذِراعَيْهِ ) ، قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّالُ لإِفلاسهِ عن كل خَيرٍ
وبَركة .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَسَحَ الله عَنك ما بكَ ، أَي أَذهَبَ ، وقد جاءَ في حديث الدُّعاءِ للمرض .
والماسِحُ من الضَّاغِطِ ، إِذَا مَسَحَ المُرْفقُ الإِبطَ من غير أَن يَعْرُكَه
عَرْكاً شديداً . وإِذا أَصابَ المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرةِ البَعيرِ فأَدْمَاه
قيل : بل حَازٌّ ، وإِن لم يُدْمِه قيل : بل ماسِحٌ ، كذا في ( الصّحاح ) .
وخَصِيٌّ مَمسوحٌ ، إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرهُ .
والمَسَحُ : نَقْضٌ وقِصَرٌ في ذَنَبِ العُقَابِ قيل : وبه سُمِّيَ في ذَنَبِ
العُقَابِ قيل : وبه سُمِّيَ المسيح الدّجَّال ، ذكرَه المصنّف في البصائر ،
كأَنّه سُمِّيَ به لننْصِه وقِصَر مُدّته .
وعَضُدٌ مَمسوحَةٌ : قليلةُ اللَّحْمِ ؛ وقيل : سُمِّيَ المسيح لأَنّه كان يَمسَح
بيدِه على العَليل والأَكْمهِ والأَبرصِ فيُبْرِئه بإِذن الله تعالى . ورُويَ عن
ابنّ عبّاس أَنّه كان لا يَمسَح بيده ذا عاهَةٍ إِلاّ بَرَأَ . وقيل : سُمِّيَ
عيسى مَسيحاً اسمٌ خَصَّه الله به ، ولمَسْحِ زكرِيّا إِيّاه ، قاله أَبو إِسحاق
الحربيّ في غَريبهِ الكبير . ورُوِيَ عن أَبي الهَيثم أَنّه قَال : المسيح ابن
مريَمَ الصِّدِّيق ، وضِدّ الصِّدِّيق المسيحُ الدَّجّال ، أَي الضِّلِّيل
الكَذّاب ، خلقَ الله المَسِيحين ، أَحدُهما ضِدُّ الآخَر ، فكان المسيح ابن
مَريمِ يُبْرِىءُ الأَكمَهَ والأَبرص ويُحيِي الموتَى بإِذن الله ، وكذالك
الدجَّال يُحِيي الميتَ بإِذن الله ،
____________________
(7/131)
ويُميت الحَيّ ويُنشِىء السَّحَابَ ويُنْبِت النّباتَ بإِذن
الله ، فهما مَسيحانِ . وفي الحديث ( أَمَّا مَسيح الضَّلالةِ فكَذَا ) ، فدلَّ
هاذا الحديث على أَنّ عيسى مَسِيحِ الهُدَى ، وأَنّ الدّجّال مَسيحُ الضَّلالةِ .
والأَمْسحُ من الأَرض المستوِي ، والجمْع الأَماسِح . وقال اللَّيث : الأَمْسحُ من
المَفَاوِز كالأَمْلسِ .
والماسِحُ : القَتَّال ، قاله الأَزهريّ ؛ وبه سُمِّيَ المسِيح الدّجّال ، على قول
.
والشيءُ الممسوح : القَبيحُ المشئُوم المُغيَّر عن خِلْقته .
والمَسيح : الذَّراع ، قيل : وبه سُمِّي المسيحُ الدّجّال ، لأَنّه يَذْرَع
الأَرضَ بِسَيْره فيها .
والأَمسحُ : الذِّئب الأَزلُّ المسرِع ، قيل : وبه سُمِّيَ المسيح الدّجّال
لخُبثِه وسُرْعَةِ سَيرِه ووُثُوبِه .
ومن المجاز في حديث أَبي بكر ( أَغِرْ عَلَيْهِمْ غارةً مَسْحاءَ ) هو فَعْلاءُ من
مَسَحَهم يَمسَحهم ، إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خَفيفاً لا يُقِيم فيه عندَهم .
وفي ( المحكم ) : مَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ : سارَت فيها سَيْراً شَدِيداً ، قيل :
وبه سُمِّيَ المسيح ، لِسُرْعَة سَيرِه . والمسيحُ أَيضاً الضِّلِّيل ، ضدّ
الصِّدِّيق ، وهو من الأَضداد ، وبه سُمِّيَ الدّجّال ، لضلالتِه ، قاله أَبو
الهيثم .
ويقال : مَسَحَ النّاقَةَ ، إِذا هَزَلَها وأَدْبرَهَا وضَعَّفَها . وقيل : وبه
سُمِّيَ الدّجّال ، كأَنّه لُوحِظَ فيه أَنّ مُنْتَهَى أَمرِه إِلى الهلاكِ
والدَّبَارِ .
ويقال : مَسَح سَيفَه ، إِذا سَلَّه من غِمْدِه . قيل : وبه سُمِّيَ الدّجّال ،
لشَهْرِه سُيوفَ البَغْيِ والعُدْوانِ .
وقيل : سُمِّيَ المسيحُ عيسَى لحُسْن وَجْهِه ، والمسيحُ هو الحسَنُ الوجْهِ
الجميلُ .
وقال أَبو عُمَر المُطرِّز : المَسِيح السَّيْف . وقال غيره : المَسيح المُكَارِي
. وقال قُطْرُب : يقال مَسَحَ الشيءَ ، إِذا قال له : بارَكَ الله عليك .
____________________
(7/132)
وفي ( مفردات الراغِبِ ) : رُوِيَ أَن الدجَّال كان مَمسوحَ اليُمْنَى ، وأَن
عِيسى كان ممسوحَ اليُسْرَى ، انتهى .
وقيل : سُمِّيَ المسيح لأَنّه كان يمشِي على الماءِ كمَشْيِه على الأَرض . وقيل
المسيح : الملِك . وهاذان القولان من العَيْنيّ في تفسيره . وقيل : لمّا مشَى
عيسَى على الماءُ قال له الحَواريُّون : بمَ بَلَغْت ؟ قال : تَرَكتُ الدُّنْيَا
لأَهلِها فاستوَى عندِي بَرُّ الدُّنيا وبَحْرُهَا . كذا في ( البصائر ) .
وعن أَبي سَعِيدٍ : في بعض الأَخبار ( نَرْجُو النَّصْر على مَنْ خالَفَنا ،
ومَسْحَةَ النِّقْمَةِ على مَن سَعَى ) . مَسْحتها : آيتُها وحِلْيَتُها . وقيل :
معناه أَنّ أَعناقهم تُمْسَح ، أَي تُقطف .
وسِرْنَا في الأَمَاسيح ، وهي السَّبَاسِب المُلْس .
ومن من المجاز تَمسَّحَ للصَّلاةِ : تَوضّأَ وفي الحديث : ( أَنّه تَمسَّح وصلَّى
) أَي تَوضّأَ . قال ابن الأَثِير : يقال للرجُلِ إِذا تَوضأَ : قد تَمسَّحَ .
والمَسْحُ يكونُ مَسْحاً باليَدِ وغَسْلاً .
ومَسْحُ البَيت : الطَّوافُ .
وفي الحديث : ( تَمسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنّها بِكُم بَرّةٌ ) ، أَراد به
التَّيَمُّمَ ، وقيل : أَرادَ مُباشرةَ تُرابها بالجبَاةِ في السُّجود من غير
حائلٍ .
والخَيْلُ تَمْسَح الأَرضَ بحَوافرها .
وماسَحَه : صافَحَه ، والْتقَوْا فتمَاسَحُوا : تصَافَحوا . وماسَحَه : عاهَدَه .
ومَسَحَ القَوْمَ قَتْلاً : أَثْخنَ فيهم . ومَسَحَ أَطْرافَ الكَتائب بسَيفِه .
وكَتَبَ على الأَطرافِ المَمْسُوحةِ . وكلُّ ذالك من المجاز .
وماسُوحُ : قَريةٌ من قُرَى حسبان
____________________
(7/133)
من الشّام نُسب إِليها جَماعةٌ من المحدِّثين .
وأَبو عليّ أَحمد بن عليّ المُسُوحيّ بالضَّمّ ، من كبار مشايخ الصُّوفِيّة صحِبَ
السَّرِيّ ، وسَمعَ ذا النُّون ، وعنه جَعفرٌ الخلديّ .
وتميم بن مُسَيح ، كزُبير ، يروِي عن عليّ رضي الله عنه ، وعنه ذُهْل بن أَوْس .
وعبد العزيز بن مُسَيح ، روَى حديثَ قَتَادَة .
مَشح : ( المَشَحُ ، محرّكةً : اصطِكاكُ الرَّبْلَتين ) ، قد تقدّم ضبْط هاذه
اللفْظة ، وسيأْتي في موضعه أَيضاً إِن شَاء الله تعالى ، ( أَو ) هو ( احتراقُ
باطِن الرُّكبةِ لخُشونةِ الثَّوْبِ ) ، أَو هو أَن يمسَّ باطنُ إِحدَى الفَخِذَين
باطِنَ الأُخرَى ، فيَحدُث لذِّلك مَشَقٌ وتَشقُّق . وقد مَشَح ، لغة في المهملة
وقد تقدّم .
( وأَمْشَحَتِ السَّنَةُ : أَجْدَبَتْ وصَعُبَتْ . و ) أَمْشَحَت ( السَّمَاءُ :
تَقَشَّعَ عنها السَّحَابُ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
عُمارَةُ بن عامر بن مَشِيح بن الأَعور ، كأَميرٍ له صُحبة .
مصح : ( مَصَحَ ) بالشّيْءِ ، ( كمنَع ) يَمصَحُ
مَصْحاً و ( مُصُوحاً : ذَهَبَ ) . وكذا مَصَحَ الشيءُ ، إِذا ذَهَبَ ( وانقَطَع )
. وكذَا مَصَحَ في الأَرْضِ مَصْحاً : ذَهَب . قال ابن سيده : والسِّينُ لغة . (
والثَّدْيُ ) ، هاكذا في الأُصول المصحَّحة بالثاءِ المثلَّثَة والدال المهملة ، و
( : رَشَحَ ) ، بالشِّين المعجمة والحاءِ المهملة ، وفي بعضِ الأُصول ( رَسَخ )
بالسين المهملة والخاءِ المعجمة . والذي في ( اللسان ) وغيره من الأُمَّهات :
ومَصَحَ النَّدَى ، هاكذا بالنون والدال يَمصَح مُصُوحاً : رَسَخَ في الثّرَى :
ومَصَحَ الثَّرَى مُصُوحاً ، إِذا رسَخَ في الأَرض . فيحتمل أَن يكون كلامُ المصنف
مُصحَّفاً عن الثّرَى ، أَو عن
____________________
(7/134)
النَّدَى . وذهَبَ ورَسَخَ ( ضِدّ . و ) مَصَحَتْ (
أَشَاعِرُ الفَرَسِ ) ، إِذا ( رَسَختْ أُصُولُها ) ، وهو قول الشاعر :
عَبْلُ الشَّوَى ماصِحَةٌ أَشاعِرُهْ
معناه : رَسَخَت أُصولُ الأَشاعرِ ( فأَمِنَتْ أَن تُنْتَف ) أَو تَنْحصَّ .
( و ) مَصَحَ ( الثَوْبُ : أَخْلَقَ ) ودَرَسَ .
( و ) مَصَحَ ( النَّبَاتُ : وَلَّى لَوْنُ زَهْرِه ) . ومَصَح الزَّهْرُ مُصُوحاً
: ولَّى لونُه ، عن أَبي حَنيفَةَ . وأَنشد :
يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفَارِسِيِّ كأَنّه
زَهْرٌ تَتابَعَ لَوْنُه لم يَمْصَحِ
( و ) مَصَحَ ( الظِّلُّ ) مُصُوحاً : ( قَصُرِ . و ) مَصَحَ ( الشَّيْءَ : ذَهَبَ
به ) ، والّذي في ( الصّحاح ) : مَصَحْت بالشَّيْءِ : ذَهَبْتُ به . قال ابن
بَرِّيّ : هاذا يَدلُّ على غلطِ النَّضْر بن شُميل في قوله : مصَحَ اللَّهُ ما بك
، بالصاد ، ووَجْهُ غلَطِه أَنَّ مَصَحَ بمعنى ذَهَبَ لا يَتعَدَّى إِلاّ بالبَاءِ
، أَو بالهَمْزة ، فيقال مَصَحْت به ، أَو أَمصَحْتُه ، بمعنى أَذْهَبْته . قال :
والصواب في ذالك ما رَواه الهَرويُّ في الغَريبَين قال : ويقال : مَسَحَ الله ما
بك ، بالسين ، أَي غَسَلَك وطَهَّرَك من الذُّنُوب ، ولو كان بالصّاد لقال : مصَحَ
الله بما بِك أَو أَمْصَحَ اللَّهُ ما بكَ .
( و ) مصَحَ الضَّرْعُ مُصُوحاً : غَرَزَ وذَهَبَ لَبَنُه . ومَصَحَ ( لَبَنُ
النّاقَةِ ) : وَلَّى و ( ذَهَبَ ) كمَصَعَ مُصُوعاً .
( و ) مَصَح ( اللَّهُ تعالَى مَرضَك ) . ونصُّ عبارةِ ابن سيده : ما بك مَصْحاً (
: أَذهبَهُ ، كَمَّحَهُ ) تَمصيحاً .
( والأَمْصَحُ : الظِّلُّ الناقِصُ الرّقيقُ . وقد مَصِحَ كفَرِحَ ) . والذي في
الأُمّهات اللُّغَوية أَنّ مَصَحَ الظِّلُّ من باب ( مَنَعَ ، فليُنْظَرْ مَع قول
المصنِّف هاذا .
( و ) مما استدركَ المصنّفُ على الجوهريّ : ( المُصاحَات كغُرَابَاتٍ : مُسُوكُ )
جمْع مَسْكِ وهو الجِلْدُ ( الفُصْلانِ ) بالضّمّ ، جمْع
____________________
(7/135)
فَصِيلٍ : ولَد الناقَةِ ( تُحْشَى بالتِّبْنِ ) فتُطْرَ
للنّاقَة لتَظُنَّهَا وَلَدَهَا .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَصَحَ الكِتَابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً : دَرَسَ أَو قَارَبَ ذالك ، ومَصَحَت الدّارُ
: عَفَتْ . والدّارُ تَمْصَحُ أَي تعدرُس . قال الطِّرِمّاح :
قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَهْ
وهَلْ هِيَ إِن سُئِلَتْ بائحَهْ
ومَصَحَ في الأَرضِ مَصْحاً ، ذَهَب . قال ابن سيده : والسين لغة .
مضح : ( مَضَحَ عِرْضَه ، كمنَعَ ) ، يَمضَحه
مَضْحاً ( : شانَه ) وعَابَه ، ( كأَمْضَحَ ) إِمْضاحاً ، كذا عن الأُمويّ .
وأَنشَدَ للفرزدق يُخاطب النَّوَارَ امرأَتَه :
وأَمضَحْتِ عِرْضِي في الحياةِ وشِنْتِني
وأَوْقَدتِ لي نَاراً بكلِّ مَكانِ
قال الأَزهَريّ : وأَنشدنا أَبو عَمْرٍ وفي مَضَح ، لبكْرِ بن زَيدٍ القُشريّ :
لا تَمضَحنْ عِرْضِي فأَنِّي ماضِحُ
عِرْضَك إِنّ شاتَمْتَني وقادحُ
يُريدُ أَنّه يُهلِك مَن شاتَمه ويَفعلُ به ما يُؤَدِّي إِلى عَطَبهِ ، كالقَادِح
في الشَّجَرَةِ .
( و ) قال شُجاعٌ : مَضَحَ ( عنه ) ونَضَحَ : ( ذَبَّ ) ودفَعَ .
( و ) في ( نوادر الأَعراب ) : مَضَحتِ ( الإِبلُ ) ونَضَحَت ورَفَضت ، إِذا (
انتَشَرَتْ . و ) مَضَحَتِ ( المزَادَةُ : رَشَحَتْ ) ، كنَضَحَت . ( و ) مَضَحَت
( الشَّمْسُ ) ونَضَحَت ، إِذا ( انتَشَرَ شُعَاعُها ) على الأَرْض .
مضرح : ( المَضْرَحُ والمَضْرَحِيّ ) ،
والأَخير أَكثر ( : الصَّقْرُ ) الطَّوِيلُ الجَنَاحِ . وفي الكفاية :
المَضْرَحِيّ : النَّسْر ، وقال أَبو عُبيدٍ : الأَجدَلُ والمَضْرحيّ والصَّقْرُ
والقُطَامِيّ واحدٌ . وقد مَرّ
____________________
(7/136)
للمصنّف في ضَرح فراجِعْه . وإِنّمَا أَعاده هنا نظراً إِلى
أَصالة الميمِ في قول بعض أَهل اللُّغَةِ ، وتقدّم لنا الكلام هناك .
مطح : ( مَطَحَه كمنَعَه : ضَرَبَه بيَدِه ) ،
يمْطَحه مَطْحاً ، وربما كُنيَ به عن النِّكاح .
( و ) مَطَحَ ( المرأَةَ : جَامَعَهَا ) . قال الأَزهَريّ : أَمّا الضَّرْبُ باليد
مَبسوطَةً فهو البَطْح . قال : وما أَعرِف المَطْح ، إِلاّ أَن تكون الباءُ
أُبدِلت ميماً .
( وامتَطَحَ الوَادِي : ارتَفَعَ وكَثُرَ ماؤُه ) وسالَ سَيْلاً عريضاً ،
كتَبطَّحَ وتَمطَّحَ .
ملح : ( المِلْح ، بالكسر ، م ) ، أَي معروف ،
وهو ما يُطيَّب به الطَّعَامُ : ( وقد يُذكّر ) ، والتَّأْنِيث فيه أَكثَرُ ، كذا
في العُبَاب . وتصغيرِ مُلَيْحَة . وقال الفَيّوميّ : جمْعها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب
.
( و ) من المجاز المِلح : ( الرَّضَاعُ ) وقد رُوِي فيه الفَتْحُ أَيضاً ، كذا في
( المحكم ) ، ونقله ( اللسان ) ، وقد مَلَحَت فُنةُ لفُلانٍ ، إِذا أَرْضَعَت ،
تَمْلَح وتَمْلُح . وقال أَبو الطَّمَحَان ، وكانَتْ له إِبِلٌ يَسْقِي قَوْماً من
أَلبانها ثم إِنّهم أَغاروا عليها فأَخذُوها :
وإِنّي لأَرجُو مِلْحَها في بُطونِكمْ
وما بَسَطَتْ مِنْ جِلْدِ أَشعَثَ أَغْبَرَا
وذالك أَنّه كَان نَزل عليه قَوْمٌ فَأَخذُوا إِبلَه فقال : أَرجو أَن تَرعَوْا ما
شَرِبْتم من أَلبان هاذه الإِبل ، وما بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم
قد يَبِست فسَمِنُوا منها .
وفي حديث وَفْدِ هَوَازِنَ : ( أَنَّهم كلَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلمفي
سَبْيِ عشائرِهم فقال خَطيبُهم : إِنّا لو كُنّا مَلَحْنا للحارِث بن أَبي شَمِرٍ
أَو للنُّعمان بن المنذِر ثم نَزلَ مَنزِلَك
____________________
(7/137)
هذا منّا لحَفِظَ ذالك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين ،
فاحْفَظْ ذالك . قال الأَصمعيّ في قوله مَلَحْنَا ، أَي أَرْضَعْنا لهما .
وإِنَّمَا قال الهَوَازِنيّ ذالك لأَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلمكان
مُسْتَرْضَعاً فيهم ، أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدِيّة .
( و ) المِلْح : ( العِلْم . و ) الْمِلْح أَيضاً ( العُلَمَاءُ ) ، هاكذا في (
اللسان ) وذكَرَهما ابن خالَويه في كتاب ( الجامِع للمشترك ) ، والقَزّازُ في (
كتابه الجامع ) .
( و ) من المجاز : المِلْح الحُسْنُ ، من ( المَلاَحَة ) ، وقد مَلُح يَملُحُ
مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلحاً ، أَي حَسُن . ذكرَه صاحب المُوعب واللَّبْليّ في ( شرح
الفصيح ) ، والقَزّاز في ( الجامع ) .
( و ) من المجاز : مَلَحَ القِدْرَ إِذا جَعَلَ فيها شيئاً من مِلْح ، وهو (
الشَّحْمُ ) . وفي ( التهذيب ) عن أَبي عَمرٍ و : أَمْلَحْت القِدْرَ ، بِالأَلف ،
إِذا جَعلْتَ فيها شيئاً من شَحْمٍ .
( و ) المِلْح أَيضاً ( : السِّمَنُ ) القليل ، وضبطَه شيخنا بفتْح السين وسكون
الميم ، وجعلَه مع ما قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قال : وقد يقال إِنّهما مُتغَايرانِ ،
والصواب ما ذَكرْناه . وأَملَح البعيرُ ، إِذَا حَمَلَ الشَّحْمَ ، ومُلِحَ فهو
مملوح ، إِذا سَمِنَ . ويقال : كان رَبيعُنا مَملوحاً . وكذالك إِذا أَلْبَنَ
القَومُ وأَسْمَنُوا ، ( كالتَّمَلُّحِ والتَّمْلِيحِ ) وقد مَلَّحَتِ النّاقَةُ :
سَمِنَتْ قليلاً ، عن الأُموي ومنه قَول عُرْوَةَ بن الوَرْد :
أَقَمْنَا بها حِيناً وأَكثرُ زَادِنا
بَقِيَّةُ لَحْمٍ مِن جَزورٍ مُمَلِّحِ
والذي في ( البصائر ) :
عَشيَّةَ رُحْنَا سائرين وزادُنا
إِلخ ، وجَزور مُملِّح فيها بقيّة
____________________
(7/138)
من سِمَنٍ ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ورَدَّ جازِرُهمْ حَرفاً مصهَّرةً
في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَينِ تَمْليحُ
أَي سِمَنٌ : يقول : لا شَحْمَ لها إِلاَّ في عَيْنِها وسُلامَاهَا . قال : أَوّل
ما يَبْدأُ السِّمَنُ في اللِّسَان والكَرِش ، وآخِرُ ما يَبقَى في السُّلاَمَى
والعَيْن . وتَملَّحتِ الإِبلُ كمَلَّحَت ، وقيل : هو مَقلوبٌ عن تَحلَّمَت أَي
سَمِنَت ، وهو قَول ابنِ الأَعرابيّ . قال ابن سيده : ولا أَرى للقَلْب هنا
وَجْهاً . وأَرى مَلَحَت النَّاقةُ بالتخفيف لغة في مَلَّحَت . وتملَّحَت
الضِّبابُ كَتحَلَّمَت أَي سَمِنَت ، وهو مَجاز .
( و ) المِلْح : ( الحُرْمَة والذِّمامُ ، كالْمِلْحَةِ ، بالكسر ) ، وأَنشد أَبو
سعيدٍ قَولَ أَبي الطَّمَحان المتقدّم ، وفَسَّره بالحُرْمة والذِّمام . ويقال بين
فُلانٍ وفُلانٍ مِلْحٌ ومِلْحةٌ ، إِذا كان بينهما حُرْمَةٌ ، كما سيأْتي . فقال :
أَرجُو أَن يَأْخُذَكم الله بحُرْمَةِ صاحِبها وغَدْرِكُم بها . قال أَبو العَباس
: العرب تُعظّم أَمْرَ المِلْحِ والنّارِ والرَّمَادِ .
( و ) المِلْحُ : ( ضِدٌّ العَذْبِ مِنَ الماءُ كالمَلِيحِ ) ، هاذا وَصْفٌ وما
ذُكِرَ قبلَه كلّها أَسماءٌ . يقال ماءٌ مِلْحٌ . ولا يقال : مالِحٌ إِلاّ في لغة
رَديئة ، عن ابن الأَعرابيّ ، فإِن كان الماءُ عَذْباً ثم مَلُحَ يقال : أَمْلَح .
وبَقْلَةٌ مالحَةٌ . وحكَى ابنُ الأَعرابيّ : ماءٌ مالِحٌ كمِلْح . وإِذا وَصفتَ
الشيْءَ بما فيه من لمُلُوحَة قلت : سَمَكٌ مالِحٌ ، وبَقْلَةٌ مالِحةٌ . قال ابن
سِيده : وفي حديث عُثمان رضي الله عنه : ( وأَنا أَشْرَبُ ماءَ المِلْح ) ، أَي
الشَّدِيد المُلُوحَةِ قال الأَزهَرِيّ عن أَبي العباس : إِنّه سمع ابنَ
الأَعرابيّ قال : ماءٌ أُجَاجٌ ، وقُعَاعٌ ، وزُعَاقٌ ، وحُرَاقٌ وماءٌ يَفْقَأُ
عينَ الطّائر ، وهو الماءُ المالِحُ . قال : وأَنشدنا :
بَحْرُك عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ
رَبُّكَ والمحرُومُ مَن لمْ يُسْقَهُ
____________________
(7/139)
أَرادَ : ما أَقَعَّه . من القُعَا ، وهو الماءُ المهلْح فَقَلَبَ .
قال ابن شُميل : قال يونس : لم أَسمع أَحداً من العرب يقول : ماءٌ مالحٌ . ويقال :
سَمكٌ مالِحٌ ، وأَحسنُ منهما سَمَكٌ مَليحٌ ومملوحٌ . قال الجوهَرِيّ : ولا يقال
مالِحٌ . قال : وقال أَبو الدُّقَيْش : يقال ماءٌ مالحٌ ومِلْح . قال أَبو منصور ؛
هاذا وإِنْ وُجِدَ في كلام العرب قليلاً لُغَةٌ لا تُنْك . قال ابن بَريّ : قد
جاءَ المالح في أَشعَار الفُصحاءِ ، كقول الأَغلب العِجْليّ يَصف أُتُناً وحِماراً
:
تَهالُه من كَرْبهِنَّ كالحَا
وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَا
وقال غَسّانُ السَّلِيطيّ :
وبِيِّ غِذَاهنَّ الحَليبُ ولم يَكنْ
غِذَاهُنّ نِينَانٌ من البحرِ مالِحُ
أَحَبُّ إِلينا مِنْ أُناسٍ بِقَرْيَةٍ
يَمُوجُون مَوْجَ البَحْرِ والبَحْرُ جَامِحُ
وقال عُمر بن أَبي رَبيعةَ :
ولو تفَلَتْ في البَحْر والبَحْرُ مالحٌ
أَصبَحَ ماءُ البَحْرِ من ريقِهَا عَذْبَا
قال : وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : يقال شيْءٌ مالِحٌ ، كما يقال : حامِضٌ . قال ابنَ
بَرّيّ : وقال أَبو الجَرّاح : الحَمْضُ : المالِحُ من الشَّجَر . قال ابن بَرّيّ
: ووَجْهُ جَوازِ هاذا من جِهة العَربيَّة أَن يكون على النَّسَب ، مثل قولهم ماءٌ
دافِقٌ ، أَي ذو دَفْق ، وكذلك ماءٌ مالح ، أَي ذو مِلح ، وكما يقال : رَجلٌ
تارِسٌ ، أَي ذو تُرْسٍ ، ودَارِعٌ ، أَي ذو دِرْعٍ . قال : ولا يكون هاذا جارياً
على الفِعْل . وقال ابن سيدَه : وسَمَكٌ مالِحٌ ومَلِيحٌ ومَمْلُوح ( ومُمَلَّح )
وكَرِهَ بعضُهم مَلِيحاً ومالِحاً ، ولم
____________________
(7/140)
يَرَ بَيْتَ . عُذَافرٍ حُجّة ، وهو قوله :
لو شاءَ رَبِّي لم أَكنْ كَرِيَّا
ولم أَسُقْ شَعْفَرَ المَطِيَّا
بَصَريّةَ تزَوّجتْ بَصْرِيًّا
يُطْعِمها المالِحَ والطَّرِيَّا
( وأَمْلَحَ ) الرَّجلُ : ( وَرَدَه ) ، أَي ماءً مِلْحاً ، ( ج مِلْحَةٌ ) ،
بزيادة الهاءِ ( ومِلاَحٌ ) بالكسر ، كشِعْب وشِعَاب ، ( وأَمْلاَحٌ ) ، كتُرْب
وأَتْراب ، ( ومِلَحٌ ) ، بكسر ففتْح ، وقد يقال أَمْواهٌ مِلْحٌ ورَكِيّةٌ
مِلْحةٌ . وقد ( مَلُحَ ) الماءُ ، ( ككرُمَ ) ، وهي لُغةُ أَهلِ العالية . (
ومَنَعَ ) ، عن ابن الأَعرابيّ ونقله ابن سيد وابن القطّاع ( ونَصَرَ ، نسبَها
الفيُّوميّ لأَهل الحِجاز ، وذكرَها الجوهَرِيّ وغيرُ واحدٍ ، ( مُلُوحَةً ) ،
بالضَّم ، ( ومَلاَحَةً ) مصْدَريّ باب كَرُمَ ، ومُلُوحاً ، مصْد باب منَع
كقَعَدَ قُعُوداً ، ذكرَه الجوهَريّ والفيّوميّ .
( والحُسْنُ مَلُحَ ككَرُمَ ) ، يَمْلُح مُلُوحَةً ومَلاَحَةً ومِلْحاً . فهاذِه
ثلاثةُ مصادرَ : الأَوّل هو الجاري على القِيَاس ، والثاني هو الأَكثير فيه ،
والثالث أَقلُّها . ( فهو مَلِيحٌ ومُلاَحٌ ) ، كغُرَاب ، ( ومُلاَّحٌ ) ،
بالتشديد ، وهو أَمْلَحُ من المَليح ، كذا في ( التهذيب ) . قال :
تَمْشِي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاّحِ
أَجَمَّ حتَّى هَمَّ بالصِّياحِ
يَعْنِي فَرْجعها ، وهاذا المثال لمَّا أَرادوا المبالغَة قالوا فُعّال ، فَزادوا
في لفظِه لِزيادة معناه ، مكثل كَريم وكُرّام ، وكَبير وكُبَّار . ( ج ) أَي جمع
المليح ( مِلاَحٌ ) ، بالكسر ، ( وأَمْلاَحٌ ) ، كلاهما عن أَبي عمرٍ و ، مثل
شَريف وأَشراف ، وكَريم وكِرَام . ( و ) جمع مُلاَح ومُلاّحٍ ( مُلاَحُونَ
ومُلاّحُونَ ، وهما جمْعاً سلامة ، والأُنْثَى مَليحَة .
( و ) في ( الأَساس ) : من المجاز ( مَلَحَهُ ) أَي عِرْضَه ، ( كمَنَعَه :
اغْتَابَه ) ووقَعَ فيه ( و ) مَلَحَ ( الطاَّئرُ :
____________________
(7/141)
كَثُرَ سُرْعَةُ خَفَقانِه بِجَنَاحَيْهِ ) . قال :
مَلْحَ الصُّقورِ تحتَ دَجْنٍ مُغِينِ
قال أَبو حاتم : قلْت للأَصمعيّ : أَتُرَاه مَقلوباً من اللَّمْح ؟ قال : لا ،
إِنّمَا يقال لَمَحَ الكَوكَبُ ولا يقال مَلَحَ ، فلو كان مقلوباً لجَاز أَن يقال
مَلَح .
( و ) مَلَحَ ( الشَّاةَ : سَمَطَها ) ، فهي مَملُوحة ، كَملَّحها تَمليحاً ،
وَتَمليحُها : أَخْذُ شعرِها وصُوفِها بالماءِ . وفي حديث عَمْرو بن حُريث (
عَنَاقٌ قد أُجيدَ تمليِحُها وأُحْكِم نُضْجُها ) قال ابن الأَثير : التّمليح هنا
السَّمْطُ ، وقيل تَمليِحُهَا تَسْمِينها ، وقد تقدَّم .
( و ) مَلَحَ ( الوَلَدَ : أَرْضَعَه ) يَمْلَحُ ويَملُح ، وهو مجاز .
( و ) مَلَحَ ( السَّمَكَ ) ومَلَّحَه فهو مملوحٌ مُملَّح مَليحٌ . ويقال سَمكٌ
مالحٌ .
( و ) مَلَحَ ( القِدْرَ ) يَملَحُه مَلْحاً : ( طَرَحَ فيه المِلْح ) بقَدْر .
كذا في ( الصّحاح ) ، ( كمَلَحَهُ ، كضَرَبَه ) يَمْلِحَه مَلْحاً ، فهما لغتانِ
فصيحتان . وفاتَه مَلَّحه تَمليحاً ، وذالك إِذا أَكثَرَ مِلْحَه فأَفسدَه ونقل
ابن سِيدَه عنس يبويه مَلَحَ ومعلَّحَ وأَمْلَحَ بمعنًى واحدٍ . ثم إِنَّ الموجود
في النُّسخ كلِّهَا تذكيرُ الضَّمير ، والمقرَّر عندهُم أَنّ أَسماءَ القُدورِ
كلِّهَا مُؤَنّثَة إِلاّ المِرْجَلَ فكان الصّوَابُ أَن يقول : كملَحَهَا ، أَشارَ
إِليه شيخُنَا .
( و ) مَلَحَ ( المَاشِيَةَ ) مَلْحاً ( أَطْعَمَهَا سَبَخَةَ المِلْح ) . وهو
تُرَابٌ ومِلْحٌ والمِلْحُ أَكثرُ ، وذالك إِذَا لم تَقدِرْ على الحَمْضِ
فأَطعَمَهَا ، كمَلَّحَهَا تَمليحاً .
( والمَلَحُ ، محرّكَةً ) : داءٌ وعَيْبٌ في رِجْلِ الدّابَّة . وقد مَلِحَ
مَلَحاً ، وهو ( وَرَمٌ في عُرْقُوبِ الفَرَسِ ) دونَ الجد ، فإِذا اشتَدَّ فهو
الجَرَذُ .
( و ) المَلَح : ( ع ) من دِيار بني جَعْدةَ باليَمَامَةِ ، وقيل : بسَوَادِ
الكُوفَةِ مَوضعٌ يقال له مَلَحٌ . وقال السّكَّريّ : معلَحٌ : ماءٌ لبنِي
العَدَوِيّة ، ذكَر ذالك في شرح قول جرير :
يُهْدِي السَّلامَ لأَهْل الغَوْرِ من مَلَحِ
هَيْهَاتَ مِن مَلَحٍ بالغَوْر مُهدَانَا
____________________
(7/142)
كذا في ( المعجم ) . ( وأَمْلَحَ الماءُ : صارَ مِلْحاً . و ) قد ( كَانَ عَذْباً
) ، عَن ابن الأَعرابّي . ( و ) أَمْلَحَ الإِبلَ : ( سَقَاهَا إِيّاه ) ، أَي
ماءً ملْحاً ، وأَملَحَتْ هي : وَرَدَتْ ماءً مِلْحاً . ( و ) أَملحَ ( القِدْرَ :
كثَّر مِلْحَهَا ، كمَلَّحَها ) تَمليحاً ، قال أَبو منصور : وهو الكلامُ الجيّد :
( والمَلاَّحة مشدّدةً : مَنْبِتُه ) ، كالبَقَّالة لمنْبت البقْلِ ، (
كالمَمْلَحةِ ) ، بفتح الميم ، هاكذا هو مضبوطٌ عندنا ، وهو ما يُجْعَل فيه المِلْح
، وضَبطه الزمخشري في الأَساس بالكسر ( والمَلاَّحُ ) ، ككَتَّاب ( : بائِعُه ،
أَو ) هو ( صاحِبُه ) ، حكاه ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :
حتّى تَرَى الحُجُرَاتُ كلَّ عشيّةٍ
ما حَوْلَهَا كمُعَرَّسِ المَلاّحِ
( كالمُتَمَلِّحِ ) ، وهو مَتَزَوِّده أَو تاجِرُه . قال ابنُ مُقبِل يَصف سَحاباً
:
تَرَى كلَّ وادٍ سَال فيه كأَنّما
أَناخَ عليه رَاكبٌ مُتَمَلِّحُ
( و ) المَلاّح ( : النُّوتِيُّ ) . وفي ( التهذيب ) صاحبُ السَّفِينة ،
لملازَمتِه الماءَ المِلْحَ . ( و ) هو أَيضاً ( مُتَعَهِّدُ النَّهْرِ ) ، وفي
بعض النُّسخ : البَحر ، ( ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه ) ، وأَصله من ذالك ، ( وصَنْعَتُه
المِلاَحة ، بالكسر . والمَلاَّحِيَّة ) ، بالفتح والتشديد وقيل : سمِّيَ
السَّفَّانُ مَلاّحاً لمعالَجته الماءَ المِلْح بإِجراءِ السُّفنِ فيه . وأَنشد
الأَزهَرِيُّ للأَعْشى :
تَكَافَأَ مَلاَّحُهَا وَسْطَها
مِن الخَوْفِ ، كَوَثَلَهَا يَلْتَزِمْ
( و ) في حديث ظَبْيَانَ ( يأْكُلون مُلاَّحَهَا ، ويَرعَوْنَ سَرَاحَهَا ، قال
الأَزهريّ عن الليث : المُلاّح ( كرُمَّان ) من الحَمْض . وأَنشدَ :
يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذَاوِي القَرْمَلِ
____________________
(7/143)
وقال أَبو منصور : المُلاّح من بقول الرِّياض ، الواحدة مُلاَّحَةٌ ، وهي بَقلةٌ
غَصّةٌ فيها مُلوحةٌ ، مَنابِتُها القِيعَانُ وفي ( المحكم ) : المُلاّحة : عُشْبة
من الحُمُوض ذات قُضُب ووَرَقٍ ، مَنْبتُها القَفَافُ ، وهي مالحةُ الطَّعْمِ ناجعةٌ
في المال ، وحكى ابن الأَعرابيّ عن أَبي المُجِيب الرّبَعي في وَصْفه رَوْضَةً : (
رأَيتُها تَنْدَى من بُهْمَى وصُوفَانةٍ ( ويَنَمةٍ ) ومُلاَّحَة ونَهَقَةٍ .
ونقلَ ابن سيده عن أَبي حَنيفة ، المُلاَّح ( نَبْتٌ ) مثل القُلاّم فيه حُمْرَة ،
يُؤكَل مع اللَّبَن ، وله حَبٌّ يُجمَع كما يُجمع الفَثُّ ويُهبَز فيُؤكَل ، قال :
وأَحسبه سُمِّيَ مُلاَّجاً لِلَّوْنِ لا للطَّعْم . وقال مَرّةً : المُلاّحُ :
عُنْقُودُ الكَبَاثِ من الأَرَاكِ ، سُمِّيَ لِطَعْمه ، كأَنّ فيه من حَرارته
مِلْحاً ويقال : نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ للحَمْض ويقال : نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ
للحَمْض .
( و ) المِلاَح ، ( ككِتَابٍ : الرِّيحُ تَجْرِي بها السَّفِينَةُ ) ، عن ابن
الأَعرابيّ ، قال : وبه سُمِّيَ المَلاّح مَلاّحاً .
( و ) في الحديث ( أَنّ المختارَ لمّا قتلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي
مِلاَحٍ وعَلَّقَه ) ، المِلاَحُ : ( المِخْلاَةُ ) قال ابن سيده هناك : وأُراه
مقلوباً من الوَلِيحة الغِرَارةُ ، والمِلاَح المخلاةُ . قال ابن سيده هناك :
وأُراه مقلوباً من الوَليحة ، إِذا لم أَستدِلّ به على ميمه أَهي زائدةٌ أَم أَصلٌ
، وحملُهَا على الزّيادة أَكثرُ . ( و ) قيل : هو ( سِنَانُ الرُّمْحِ ) .
قال ابنُ الأَعرابيّ : ( و ) المِلاَحُ : ( السُّتْرَة ) .
( و ) المِلاَحُ : ( أَنْ تَهُبَّ الجَنُوبُ عَقِبَ الشَّمَالِ ) .
( و ) المِلاَحُ ( بَرْدُ الأَرْضِ حينَ يَنْزِلُ الغَيْثُ ) .
( و ) عن الليث : المِلاَحُ : الرَّضَاعُ . وقال غيرُه : ( المُرَاضَعةُ ) ، مصدر
مَالح مُمالَحَةً ، وسيأْتي ما يتعلّق به في الممالحة .
____________________
(7/144)
( و ) المِلاَح : ( مُعَالَجَةُ حَيَاءِ النَّاقةِ ) إِذا اشتكَت ، فتُؤْخَذ
خِرْقَةٌ ويُطْلَى عليها دَوَاءٌ ثم تُلْصَق على الحَياءِ فيبرأُ ، كذا في (
التهذيب ) .
( و ) المِلاَحُ : ( المِيَاهُ المِلْح ) هاكذا في النُّسخِ ، وهو نصُّ عبارة
التهذيب .
( والمُلاَحِيّ كغُرَابِيّ ) ، عن ابن سيده ، ( وقد يشدَّد ) ، حكاه أَبو حنيفة ،
وهي قليلة : ( عِنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ ) ، أَي في حَبّه طُولٌ ، وهو من المُلْحَة
.
( وقال أَبو قَيس بنُ الأَسْلت ) .
وقد لاحَ في الصُّبْح الثُّريَّا كما تَرَى
كنْقُودِ مُلاّحِيّةٍ حينَ نَوَّرَا
وقال أَبو حنيفَة إِنّمَا نُسِبَ إِلى المُلاّح وإِنما المُلاّح في الطّعم .
( و ) المُلاَحِيُّ ( نَوْعٌ مِن التِّين ) صِغَارٌ أَمْلَحُ صادِقُ الحَلاوةِ
ويُزَبِّبُ ( و ) المُلاَحِيُّ ( مِنَ الأَرَاكِ : ما فيه بَياضٌ وحُمْرَةٌ
وشُهْبَةٌ ) ، قاله أَبو حنيفةَ ، وأَنشدَ لمُزاحمٍ العُقَيْلي :
فمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرّتَين خَلا لَهَا
بِقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ لَهَا
( والمَلْحَة ) ، بالفتح : ( لُجَّةُ البَحْرِ . و ) رُوِيَ عن ابن عبّاس أَنّ قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصّادقُ يُعطَى ثلاثَ خِصَالٍ : المُلْحَة
، وَالمهابَة ، والمحبّة ) . المُلْحَة ( بالضَّمِّ : المَهَابَةُ والبَرَكَةُ ) .
قال ابن سيده : أُراه من قولهم : تملَّحَت الإِبلُ سَمِنْت . فكأَنّه يريد
الفَضْلَ والزِّيَادَةَ . ثم إِنَّ الذي في أُمّهَاتِ اللُّغة أَن المُلْحة هي
البَرَكةُ ، وأَمَّا المَهَابة فهي من لَفْظِ الحديث كما عَرَفت ، وليس بتفسير
للمُلْحَةِ فتأَمّلْ .
( و ) من المجاز : طْرِفْنَا بمُلْحَةِ من مُلَحِك . المُلْحَة : ( واحِدَةُ
المُلَحِ من الأَحادِيثِ ) ، وهي الكَلِمة المَليحة وقيل : القَبيحة ، وبهما
فُسِّر قولُ عائشةَ رضي الله عنها : ( رُدّوها عليّ ، مُلْحَةٌ في النّارِ
اغْسِلوا عنِّي أَثَرها بالماءِ
____________________
(7/145)
والسِّدْر ) . قال الأَصمعيّ : بَلَغْتُ بالعُلْم ونِلْتُ
بالمُلح .
وأَبو عليّ إِسماعيل بنُ محمّد الصَّفّار النّحْوِيّ الأَديب المُلَحيّ راوي نسخةِ
ابنِ عَرَفَةَ ، وأَبو حَفْصِ بنُ شاهينَ يعرف بابنِ المُلَحِيّ . . قال الحافظ
ابنُ حَجر : وأَشعَبُ الطْامِعُ أَيضاً يُعرَف بذالك ، قال : وهؤُلاءِ نسِبُوا
إِلى رِوَايَةِ اللَّطَائِف والمُلَح .
( و ) من المجاز المُلْحَة من الأَلوَان ( بَيَاضٌ ) يَشوبُه ، أَي ( يُخِالِطُه
سَوَادٌ ، كالمَلَحِ ، مُحرّكَةً ) ، تقول في الصِّفة : ( كَبْشٌ أَمْلَحُ )
بَيِّنُ المُلْحَةِ والمَلَحِ . وقال الأَصمعيّ : الأَملَحُ الأَبَلقُ بسَوَادٍ
وبَيَاضٍ . وقال غيرُه : كلُّ شَرٍ وصُوفٍ ونَحوه كان فيه بَياضٌ وسَوادٌ ، فهو
أَمْلَحُ . وفي الحديث ( أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلمأُتِيَ بكَبشَيْن
أَملَحَيْنِ فذَبحَهما ) . وفي ( التهذيب ) ( ضَحَّى بكَبْشين أَمْلَحَيْنِ ) (
ونَعْجَةٌ مَلْحَاءُ ) : شَمَطَاءُ سَودَاءُ تَنْفُذُهَا شَعرَةٌ بَيضاءُ . .
( و ) وقال الكِسائيّ وأَبو زيد وغيرهما : الأَملحُ : الذِي فيه بَياضٌ وسَوادٌ
ويكون البَياضُ أَكثرَ . و ( قد امْلَحَّ ) الكَبشُ ( امْلِحاحاً ) . صار أَمْلَحَ
. ويقال كَبشٌ أَمْلَحُ ، إِذا كان شَعرُه خَلِيساً .
( و ) المُلْحَة أَيضاً : ( شَدُّ الزَّرَقِ ) حتّى يَضْرِب إِلى البَيَاض ، وقد
مَلِحَ مَلَحاً وامْلَحّ امْلِحَاحاً وأَمْلَحَ . وقال الأَزهريّ : الزُّرْقَة
إِذا اشتدّتْ حتَى تَضربَ إِلى البَياض قيل : هو أَمْلَحُ العَيْن .
( و ) مِلْحَةُ ، ( بالكَسْر ) : اسم ( رَجُل . و ) مِلْحَةُ الجَرْميّ ( شاعرٌ )
من شُعرائهم .
( و ) من المجاز : ( مِلْحَانُ ، بالكسر ) اسمُ شَهرِ ( جُمادَى الآخِرَة ) ،
سُمِّيَ بذالك لابْيِضَاضِه . قال الكُميت :
إِذَا أَمسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها
لشَيْبَانَ أَو مِلْحَانَ واليومُ أَشْهَبُ
____________________
(7/146)
شَيْبَانُ : جُمَادَى الأُولَى ، وقيل كانُونُ الأَوّل ( و ) مِلْحَانُ ( :
الكانُونُ الثَّاني ، سُمِّيَ بذالك لبياضِ الثَّلجِ . ونقل الأَزهريُّ عن عَمْرِو
بن أَبي عَمرٍ و : شِيبَانُ ، بكسر الشين . ومِلْحَانُ من الأَيّامِ إِذَا
ابْيَضَّت الأَرضُ من الصَّقِيع . وفي ( الصّحاح ) : يقال لبعض شُهور الشِّتَاءِ
مِلْحان ، لِبياضِ ثَلْجِه .
( و ) مِلْحَانُ : ( مُخْلاَفٌ باليَمَنِ ) مشهورٌ ، يُضاف إِلى حُفَاشَ . ( و )
مِلْحَانُ ( جَبَلٌ بدِيارِ سُلَيمٍ ) بالحجاز . وقال ابن الحائك : مِلْحَانُ بنُ
عَوْفِ بن مالكِ بن زيد بن سَدَدِ بن حِمْيَر ، وإِليه يُنْسَب جَبَلُ مِلْحَانَ
المُطِلُّ على تِهَامَةَ والمَهْجَمِ ، واسمُ الجَبلِ رَيْشَانُ فيما أَحْسب . كذا
في ( المعجم ) .
( والمَلْحَاءُ : شَجَرَةٌ سَقَطَ وَرَقُها ) وبَقِيتْ عِيدَنُهَا خُضْراً . ( و )
المَلْحَاءُ من البَعير : الفِقْرُ الّتي عليها السَّنامُ ، ويقال : هي ما بينَ
السَّنَامِ إِلى العَجُزِ ، وقيل ( لَحْمٌ في الصُّلْبِ ) مُستَبطِنٌ ( مِنَ
الكاهِلِ إِلى العَجُزِ ) . قال العجّاج :
مَوصولةُ المَلْحَاءِ في مُستعظَمِ
وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ
وقول الشَّاعر :
رَفَعُوا رَايَةَ الضِّرَابِ ومَرُّوا
لا يُبَالُون فارِسَ المَلْحَاءِ
يعني بفارِسِ الملحاءِ ما علَى السَّنَامِ من الشَّحْمِ . وفي ( التهذيب ) :
الملحَاءُ بين الكاهلِ والعَجُزِ وهي من البَعير ما تَحْتَ السَّنَامِ والجمع
مَلْحاوَاتٌ .
( و ) من المجاز : أَقبَلَ فُلانٌ في كَتيبةٍ مَلْحَاءَ ، المَلْحَاءُ : (
الكَتِيبَةُ ) البَيْضَاءُ ( العَظِيمَةُ ) ، قال حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ :
وأَنَّا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حَتَّى
تُولِّيَ والسُّيُوفُ لَنَا شُهُودُ
____________________
(7/147)
( و ) المَلْحَاءُ : ( كَتِيبَةٌ كَانَتْ لآلِ المُنْذِرِ ) من مُلُوك الشامِ ،
وهما كَتيبتانِ ، إِحداهما هاذه ، والثانية الشَّهْبَاءُ . قال عَمرُو بن شأْسٍ
الأَسديّ :
يُفْلِّقْن رَأْسَ الكَوكَبِ الضَّخْمِ بعدما
تَدُورُ رَحَى المَلْحَاءِ في الأَمر ذي البَزْلِ
( و ) مَلْحاءُ ( : وَادٍ باليَمَامَةِ ) من أَعظم أَوْدِيَتها . وقال الحَفْصيّ .
وهو من قُرَى الخَرْج بها . كذَا في ( المعجم ) .
( و ) من المجاز فُلانٌ ( مِلْحُه عَلَى رُكْبَتِهِ ) ، هاكذا بالإِفرادِ في
النُّسخ ، والصَّواب ( على رُكْبَتَيْه ) بالتثنية كما في أُمّهاتِ اللُّغَة
كلِّهَا . واختُلف في تفسيره على أَقوالٍ ثلاثةٍ ، ( أَيْ لا وعفَاءَ له ) ، وهو
القول الأَوّل . قال مِسكِينٌ الدَّارِميّ :
لا تلُمْهَا إِنّها مِن نِسْوَةٍ
مِلْحُهَا موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ
قال ابن الأَعرابيّ : هاذه قليلةُ الوفاءِ . قال : والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ
تعظيماً لهما . وفي ( التهذيب ) في معنَى المثل : أَي مضيِّعٌ لحقِّ الرَّضاعِ غير
حافِظٍ له ، فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ذِمَامه ، كما أَنَّ الذي يَضَع المِلْحَ على
رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدِّده . ( أَو سَمينٌ ) . وهو القول الثاني ، قال
الأَصمعيّ في معنى البيتِ السابق : ( هاذه زنْجيّة ، والْمِلْح شَحْمُهَا ها هُنا
، وسِمَنُ الزّنْج في أَفخاذها . وقال شَمِرٌ : الشّحم يُسمَّى مِلْحاً . ( أَو
حَدِيدٌ في غَضَبِه ) ، وهو القول الثالث . وقال الأَزهريّ : أَي سَيِّىء الخُلُقِ
يَغَضب من أَدنَى شيءٍ كما أَنّ المِلْحَ عَلَى الرُّكْبَة يَتَبَدّد من أَدنى
شيْءٍ . وفي ( الأَساس ) : أَي كثير الخِصَام ، كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكَّته
الرُّكَبَ قَرَّحَ رُكْبتَيه ، فهو يَضَعُ المِلْحَ عليهما يُدَاوِيهما .
( و ) في ( المحكم ) : ( سَمَكٌ ) مالحٌ و ( مَليحٌ ومَمْلُوحٌ ومُمَلَّحٌ ) وكره
بعضهم مَلِيحاً ومالحاً ، ولم يَر بَيتَ عُذَافرٍ حُجّةً ، وقد تقدّم .
____________________
(7/148)
( وقَليبٌ مَليحٌ : ماؤُه مهلْحٌ ) . وأَقلِبَةٌ مِلاَحٌ ، قال عَنترةُ يَصف
جُعَلاً :
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَين حَجْلاً
خَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاَحِ
( واسْتَمْلَحَهُ ) ، إِذا ( عَدَّهُ مَلِحياً ) ويقال وَجدَه مليحاً .
( وذَاتُ المِلْح . ع ) قال الأَخطل :
بِمُرْتَجِزٍ دَانِي الرَّبَانِ كأَنّه
عَلى ذَات مِلْح مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها
( وقَصْرُ المِلْح ) مَوضع آخَرُ ( قُرْبَ خُوَارِ الرَّيّ ) ، على فراسِخَ
يَسيرَةٍ ، والعَجم يُسمُّونه دِه نَمك .
( و ) مُلَيْحٌ ، ( كزُبَيرٍ : قَريةٌ بِهَرَاةَ ) ، منها أَبو عُمَرَ عبدُ
الواحدِ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَرَوِيّ ، حَدّثَ عن أَبي منصورٍ مُحمّدٍ
بنِ محمدِ بنِ سِمْعَانَ النَّيسابوريّ وغيره .
( و ) بَنو مُلَيح : ( حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ ) ، وهم بنو مُلَيح بن عَمْرِو بنِ
ربِيعَةَ ، وعَمْرٌ و هو جُمّاع خُزَاعَة .
( وأُمَيْلحُ : ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ ) هو رَبِيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زَيدِ
مَناة . ( و : ع ) في بلادِ هُذَيْل كانت به ومةٌ . قال المتنخِّل :
لا يَنْسَإِ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا
يَوْمَ الأُمِيلِحِ لا غَابُوا ولا جَرَحُوا
( والمَلُّوحَةُ كسَفُّودَةَ : ة بحَلَبَ كَبِيرَةٌ ) ، كذا في ( المعجم ) .
( و ) مُلَيْحَةُ ، ( كجُهَيْنَةَ : ع ) في بلاد بني تَميم ، وكان به يوْمٌ بين
بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ الشَّيْبَانيّ . واسمُ جبَل في غَربِيّ سَلْمَى
أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّءٍ ، وبه آباءٌ كثيرةٌ وطَلْح .
( و ) من المجاز يقال : ( بينهما مِلْحٌ ومِلْحَةٌ ) ، بكسرهما ، أَي ( حُرْمَةٌ )
وذِمَامٌ ( وحِلْفٌ ) ، بِكَسْر فسكون . وفي بعض النُّسخ بفتح فكسر مضبوطاً
بالقَلم . والعرب
____________________
(7/149)
تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيماً لهما ، وقد تقدّم .
( و ) منه أَيضاً ( امتَلحَ ) الرّجُلُ ، إِذا ( خَلَطَ كَذِباً بحقَ ) ،
كارْتَثَأَ . قاله أَبو الهيثم ، وقالوا إِنّ فلاناً يَمتَذِق ، إِذا كانَ كَذوباً
، ويَمْتَلِح ، إِذا كان لا يُخْلِص الصَّدق .
( والأَمْلاَحُ ) ، بالفتح ( : ع ) ، قال طَرَفَةُ بنُ العَبد :
عَفَا مِن آلِ لَيْلَى السَّهْ
بُ فالأَمْلاَحُ فالغَمْرُ
وقال أَبو ذؤيب :
أَصْبَحَ مِن أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مَرٍ فأَج : زاعُ الرَّجِيع فَذُو سِدْرٍ
فأَمْلاحُ
( ومَلّحَ الشّاعِرُ ) إِذا ( أَتَى بشَيْءٍ مَلِيحٍ ) ، وقال اللَّيْث أَملَح :
جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ .
( و ) مَلّحَ ( الجَزُورُ ) فهي مُملِّح : ( سَمِنَتْ قَلِيلاً ) ، وقال ابن
الأَعرابيّ . جَزورٌ مُملِّح : فيها بقيّة من سِمَن .
( و ) في ( التهذيب ) ( يُقَال : ما أُمَيْلِحَهُ ) فصَغَّرُوا الفِعْلَ وهم
يريدون الصِّفة حتّى كَأَنّهُم قَالُوا مُلَيْ ، ( ولم يُصَغَّرْ من الفِعْلِ
غيرُه و ) غيرُ قولهم ( ما أُحَيْسِنَهُ ) وقال بعضهم : وما أُحَيْلاه . قال
شيخُنَا : وهو مبنيٌّ على مذهَب البصريّين الّذين يَجزِمُون بفِعلِيّة أَفعَل في
التّعجُّب . أَمَّا الكوفيّون الذين يَقولون باسميَّته فإِنّهم يُجوِّزُون
تَصْغيرَه مطلقاً ، ويَقيسون ما لم يَرِدْ على ما وَرد ، ويَستدلُّون بالتصغير على
الاسميَّة ، على ما بُيِّن في العربيّة . قال الشاعر :
يا ما أُميلِحَ غِزْلاناً عَطَوْنَ لَنا
مِنْ هاؤُلَيَّاءِ بعيْنَ الضّالِ والسَّمُرِ
البيت لعلِيّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وهو حَضَرِيّ ويقال اسمه الحسين بن عبد الرحمنا
، ويُروَى للمجنون ، وقبله :
بِاللَّهِ يا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْت لنا
لَيْلايَ مِنكنَّ أَم لَيلَى من البشَرِ
____________________
(7/150)
( و ) من المجاز : مالَحْت فُلاناً مُمالَحة ( المُمَالَحةُ ، المُوَاكَلَةُ . و )
فلانٌ يحفظ حُرمَةَ المُمَالَحة ، وهي ( الرَّضَاعُ ) . وفي ( الأُمّهات
اللُّغَوِية : المُراضَعَةُ ) . قال ابن بَرِّيّ : قال أَبو القاسم الزّجّاجِيّ لا
يَصحُّ أَن يقال تَمالَحَ الرَّجلانِ ، إِذا رَضَعَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه ،
هذا محالٌ لا يكون ، وإِنّمَا المِلْح رَضاعُ الصَّبِيِّ المرأَةَ ، وهاذا ما لا
تَصحُّ فيه المُفَاعلةُ ، فالمُمالحة لفظةٌ مُوَلَّدَةٌ وليستْ من كلام العرب .
قال ولا يصَحُّ أَن يكون بمعنًى المُوَاكَلة يكون مأْخوذاً من المِلْح ، لأَنَّ
الطَّعامَ لا يَخْلُو من المِلْح . ووَجْهُ فسادِ هاذَا القَولِ أَنَّ المُفاعَلَةَ
إِنما تكون مأْخُوذَةً من مصدرٍ ، مثل المُضَارَبَة والمُقاتلة ، ولا تكون
مأْخُوذَةً من الأَسماءِ غير المصادِرِ . أَلاَ تَرَى أَنَّه لا يَحْسُن أَن يُقال
في الإِثنين إِذا أَكلاَ خُبزاً : بينهما مُخَابَزة ، ولا إِذا أَكلاَ لَحماً :
بينهما مُلاحَمة .
( ومِلْحتانِ ، بالكسر ) ، تَثنيَة مهلْحةَ ، ( مِنْ أَوْدِيَةِ القَبَلِيَّة ) ،
عن جار الله الزّمخشريّ عن عُلَيَ . كذا في ( المعجم ) .
( ) ومما يستدرك عليه من هذه المادة :
مَلَحَ الجِلْدَ واللَّحْمَ يَمْلَحه مَلْحاً فهو مَملوحٌ ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ
:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وَهِيَ الرَّموحُ
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مملُوحُ
وقال أَبو ذُؤَيب :
يَسْتنُّ في عُرُضِ الصَّحراءِ فائِرُهُ
كأَنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَملوحُ
يَعنِي البحرَ ، شَبَّه السّرَابَ به .
وأَملَحَ الإِبلَ : سَقاها ماءً مِلْحاً . وأَملِحْنِي بنَفْسك : زيِّنِّي . وفي (
التهذيب ) : سأَل رَجلٌ آخَرَ فقال : أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فُلانٌ بنَفْسِك
، أَي تُزيِّنَني وتُطْرِيَني . وقال أَبو ذُبيانَ بنُ الرَّعْبَل : أَبغَضُ
الشُّيُوخِ
____________________
(7/151)
إِلى الأَقَلحُ الأَمْلَحُ الحَسُوّ الفَسُوّ . كذا في (
الصّحاح ) .
وفي حديث خَبّابٍ ( لاكنّ حَمزةَ لم يَكن له إِلاّ نَمِرَةٌ مَلْحاءُ ) ، أَي
بُرْدَة فيها خطوطٌ سُودٌ وبِيضٌ .
ومنه حديث عُبَيْد بن خالدٍ : ( خَرَجْتُ في بُرْدَين وأَنا مُسبِلُهما ، فالتفتُّ
فإِذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إِنّما هي مَلْحَاءُ . قال وإِنْ كانت
مَلْحَاءَ ، أَمالَكَ فيَّ أُسْوَةٌ ) .
والمُلْحَة والمعَحُ في جميع شَعرِ الجَسَد من الإِنسان وكلِّ شيْءٍ : بَياضٌ
يَعلو السَّوَادَ .
وقال الفرّاءُ : المليحُ : الحَليم والرّاسِب .
ومن المجاز : يقال : أَصَبْنا مُلْحَةً من الرّبيع ، أَي شيئاً يَسِيراً منه .
وأَصابَ المالُ مُلْحَةً من الرَّبِيع : لم يَستَمْكِنْ منه فنَالَ منه شَيْئاً
يَسِيراً .
والمِلْحُ : اللَّبَنُ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وذكره ابن السيِّد في المثلّث .
والمِلح : البَرَكَة ، يقال ؛ لا يُبَارِك الله فيه ولا يُملِّح ، قاله ابن
الأَنبارِيّ . وقال ابنُ بُزُرج : مَلَحَ الله فيه فهو مَملوحٌ فيه ، أَي
مُبَارَكٌ له في عَيشه ومالِه .
والمُلْحَة ، بالضّمْ ، موضع ، كذا في ( المعجم ) .
وفي الحديث : ( لا تُحَرِّم المَلْحَةُ والمَلْحَتَانِ ) أَي الرَّضْعَة والرَّضعتَان
، فأَمّا بالجيم فهو المَصّة ، وقد تقدّمت ومَلِيح ، كأَميرٍ : ماءٌ باليَمَامَةِ
لبني التَّيْمِ ، عن أَبي حَفصةَ ، كذا في ( المعجم ) .
ومَلَّحَ الماشيةَ تَمليحاً : حَكَّ المِلْحَ على حَنَكِهَا .
والأَملَحانِ : مَوضعٌ . قال جَرير :
كأَنَّ سَلِيطاً في جَوَاشِنَها الحَصَى
إِذَا حَلَّ بين الأَملَحَينِ وَقِيرُها
وفي معجم أَبي عُبيد : الأَملَحانِ : ماءَانِ لضَبّةَ بلُغَاط ، ولُغَاط وادٍ
لضَبّةَ . والمَمَالح في دِيار كَلْبٍ ، فيها رَوْضَةٌ ، كذا في ( المعجم ) .
____________________
(7/152)
ويقال للنَّدَى الّذي يَسقُط باللَّيلِ على البَقْل أَمْلَحُ ، لبَياضِه . قال
الرّاعي يَصف إِبلاً .
أَقَامَتْ به حَدَّ الرّبيعِ وجَارُهَا
أَخو سَلْوَةٍ مَسَّى به اللَّيْلُ أَمْلَحُ
يعنِي النَّدَى . يقول : أَقامَت بذالك المَوضِع أَيَامَ الرَّبِيعِ ، فما دامَ
النَّدَى فهو في سَلْوةٍ من العَيْش .
والمِمْلاحُ : قَريةٌ بزَبِيدَ ، إِليها نُسِب القاضي أَبو بكرِ بنُ عُمَر بنِ
عثمانَ النّاشريّ قاضي الجَنَدِ ، توفّيَ بها سنة 760 .
ومن المجاز : له حَركاتٌ مُستملَحَة . وفُلانٌ يَتَظَرّف ويَتَمَلَّح .
ومَلِيحُ بن الجَرَّاح أَخو وَكِيعٍ .
وحَرَامُ بن مَلْحَانَ ، بالفتح والكسر : خالُ أَنسِ بن مالكٍ .
وفي أَمثالهم : ( مُمَالِحَانِ يَشْحَذَانِ المُنْصُل ) للمتصافِيَيْنِ ( ظاهراً )
المُتضادَّين باطِناً ، أَورده الميدانيّ .
والمِلْح : اسمُ ماءٍ لبني فَزارةَ ، استدركه شَيخُنا نقلاً عن أَبي جعفر
اللّيْليّ في ( شرح الفصيح ) ، وأَنشد للنَّابغة :
حتَّى استغاثَتْ بأَهْلِ المِلْح ما طَعِمتْ
في مَنزلٍ طَعْمَ نَوْمٍ غيرَ تَأْوِيبِ
قلت : وفي ( المعجم ) : المِلْحُ موضعٌ بخُراسانَ .
والمِلاَح ، ككِتاب : مَوضع ، قال الشُّوَيعرُ الكِنَانِيّ :
فسائلْ جعْفَراً وبنى أَبيها
بَنَى البَزَرَي بِطِخْفَةَ والمِلاَحِ
وأَبو الحسن عليّ بن محمّد البغداديّ الشاعر المِلْحيّ ، بالكَسْر ، إِلى بَيع
المِلْحِ ، رَوى عنه أَبو محمّد الجوهريّ .
والمِلْحِيّة ، بالكسر : قَرْيَةٌ بأَدْنَى الصَّعيد من مصر ، ذاتُ نَخيل ، وقد
رأَيتُها .
____________________
(7/153)
والمِلْحِيّة : قومٌ خَرجوا على المستنصِر العَلوِيّ صاحب مصر ، ولهم قِصّة .
ومُلَيحُ بن الهُون : بَطنٌ .
ويُوسف بن الحسن بن مُلَيحٍ ، حَدّثَ . وإِبراهيم بن مُلَيْحِ السُّلَمِيّ ، له
ذِكْر . وفاطمة بنْت نَعْجةَ بن مُلَيْح الخُزَاعِيّة هي أُمُّ سعيدِ بن زيدٍ
أَحدِ العَشرةَ . ومُلَيْح بن طَرِيفٍ شاعر . ومسعود بن رَبِيعَة المُلَحي
الصَحابيّ نُسِبَ إِلى بني مُلَيْح بن الهُون .
منح : ( مَنَحَهُ ) الشّاةَ والنّاقَةَ (
كَمنَعَه وضَرَبَه ) يَمنَحه ويَمْنِحُه : أَعارَه إِيّاهَا ، وذكره الفَرَّاءُ في
باب بَفعَل ويَفعِل . ومَنَحَه مالاً : وَهَبَه . ومَنَحَه : أَقرَضه . ومَنَحَه :
( أَعْطَاهُ ، والاسمُ المِنْحَة ، بالكسر ) ، وهي العَطِيّة ، كذا في ( الأَساس )
.
( و ) قال اللِّحْيَانيّ : ( مَنَحَه النّاقَةَ : جعَلَ له وَبَرَهَا ولَبَنَهَا
ووَلدَها . وهي المِنْحَة ) ، بالكسر ( والمَنِيحة ) . قال : ولا تكون المَنِيحَةُ
إِلاّ المُعَارةَ للَّبن . خَاصَّةً والمِنْحَة مَنْفَعَتُه إِيّاه بما يَمنحه .
وفي ( الصّحاح ) : والمَنيحة : مِنْحَة اللّبَنِ ، كالنّاقةِ أَو الشاةِ تُعطِيها
غيرَك يَحتَلِبها ثم يَرُدّها عليك .
وفي الحديث : ( هلْ مِن أَحدٍ يَمْنَحُ مِنْ إِبِلهِ ناقَةً أَهْلَ بَيتٍ لا دَرَّ
لهُمْ ) . وفي الحديث : ( ويَرْعَى عليها مِنْحَةً مِنْ لُبْنٍ ) أَي غنم فيها
لبَنٌ ، وقد تقع المِنحَةُ على الهِبَة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارِيَّةً ، وفي
الحديث : ( مَنْ مَنَحَه المشركون أَرْضاً فلا أَرْضَ له ، لأَنّ من أَعَارَه
مُشرِكٌ أَرضاً لِيزرَها فإِنّ خَرَاجَها على صاحِبها المُشْرِكِ لا يُسقِط
الخَراجَ عنه منْحَتُه إِيّاهَا المُسْلِمَ ، ولا يكون على المُسْلِم خرَاجُهَا .
وقيل : كلُّ شيْءٍ تَقصِد به قَصْدَ شَيْءٍ فقد مَنَحْتَه إِيّاه ، كما تَمْنَح
المرأَةُ
____________________
(7/154)
وَجْهَهَا المِرآةَ ، كَقول سُوَيْد بن كُراع .
تمنَحُ المِرآةَ وَجْهاً واضِحاً
مِثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ في الصَّحْوِ ارتَفَعْ
قال : ثعلب : معناه تُعطِي من حُسْنَها المرآةَ .
وفي الحديث : ( مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ أَو مَنَحَ لَبَناً كان كَعِتْقِ
رَقَبَة ) وفي النهاية : ( كان كعِدْلِ رَقَبة ) قال أَحمد بن حَنبل : مِنْحَةُ
الوَرِقِ القَرْضُ : وقال أَبو عُبيد : المِنْحة عند العرب على مَعنَيين : أَحدهما
أَن يُعطِيَ الرَّجلُ صاحبَه المالَ هِبَةً أَو صِلَةً فيَكونَ له ، وأَمّا
المِنحة الأُخرَى فأَن يَمْنَحَ الرَّجلُ أَخاه نَاقَةً أَو شاةً يَحلُبها زَماناً
وأَيّاماً ثم يَردُّها ، وهو تأْويل قوله في الحديث الآخَر : ( المِنْحَة
مردُودَةٌ والعارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ ) .
المِنْحة أَيضاً تكون في الأَرض ، وقد تقدّم .
( واسْتَمْنَحَه : طلَبَ ) مِنْحتَه ، أَي ( عَطِيَّتَه ) . وقال أَبو عُبيد :
استَرْفَدَه .
( والمَنِيحُ ، كأَمِيرٍ : قِدْحٌ بلا نَصِيبٍ ) ، قال اللِّحْيَانيّ : : هو
الثالِث من القِداحِ الغُفْلِ التي لَيْسَت لها فُرُضٌ ولا أَنصِباءُ . ولا عليها
غُرْم ، وإِنما يُثقَّل بها القِدَاحُ ( كَراهيَةَ التُّهمَةِ . اللحيّانيّ :
المَنِيح : أَحَدُ القِدَاحِ ) الأَربعةِ التي ليس له غُنْم ولا غُرْم ، أَوّلها
المُصدَّر ، ثم المُضعَّف ، ثم المَنِيح ، ثم السَّفِيح . ( و ) قيل : المَنِيح :
( قِدْحٌ يُستعارُ تَيَمُّناً بفَوْزِهِ ) . قال ابن مُقْبل :
إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدِّ عِصابَةٌ
غَدَا رَبُّه قَبْلَ المُفِيضِينَ يَقْدَحُ
يقول : إِذا استعارُوا هاذا القِدْحَ غَدَا صاحِبُه يَقْدَحُ النَّارَ لتَيقُّنِه
بفَوزِه . وهاذا هو المَنِيحُ المستعارُ . وأَمّا قَوله :
فَمَهْلاً يا قُضَاعُ فلا تَكونِي
مَنِيحاً في قِدَاحِ يَدَيْ مُجِيلِ
____________________
(7/155)
فإِنّه أَراد بالمَنِيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه .
وأَما حديث جابِر : ( كُنتُ مَنِيحَ أَصحابي يَوْمَ بَدْرٍ ) ، فمعناه أَي لم
أَكُنْ ممن يُضْرَب له بسَهْمٍ مع المجاهدِين لصِغْرِي ، فكنت بمنزلةِ السَّهْم
للَّغْوِ الذي لا فَوزَ له ولا خُسْرَ عليه . ( أَو ) المَنيح ( قِدْحٌ له سَهْمٌ
) . ونصّ ( الصّحاح ) : المَنِيح . سَهْمٌ من سِهَامِ المَيسِر ممّا لا نَصِيبَ له
، إِلاّ أَنْ يُمْنَح صاحبُه شيئاً .
( و ) المَنِيحُ : ( فَرَسُ القُرَيْم أَخي بني تَيْم . و ) المَنِيح أَيضاً : (
فَرسُ قَيس بن مَسعُود الشَّيْبَانيّ . و ) المَنِيحَة ( بهاءٍ فَرسُ دِثارِ بن
فَقْعَسٍ ) الأَسَديّ .
( وأَمنَحَتِ النّاقَةُ : دَنَا نَتَاجُهَا ، وهي مُمْنِحٌ ) كمُحْسِن ، وذكَره
الأَزْهَرِيّ عن الكِسَائيّ وقال : قال شَمِرٌ : لا أَعْرِف أَمْنَحَتْ بهاذا
المعنَى . قال أَبو منصور : وهاذا صحيحٌ بهاذا المعنَى ولا يَضُرُّة ، إِنْكارُ
شَمِرٍ إِيّاه .
( و ) من المجاز المَنُوح و ( المُمَانِحُ ) مثْل المُجالِح ، وهي ( نَاقَةٌ
يَبْقَى لبَنُهَا ) ، أَي تدِرّ في الشِّتَاءِ ( بَعْدَ ذَهَابِ الأَلبَانِ ) من
غيرها . ونُوقٌ مَمَانِحُ ، وقد مانحَتْ مِنَاحاً ومُمَانَحةً . ( و ) منه أَيضاً
المُمَانِحُ ( مِنَ الأَنْطَارِ : ما لا يَنقَطع ) ، وكذالك من الرِّيَاح غيثُهَا
.
( وامْتَنَح : أَخَذَ العَطَاءَ . وامْتُنِحَ مالاً ) ، بالبِنَاءِ للمفعول ، إِذا
( رُزِقَه ، وتَمَنَّحْتُ المالَ : أَطْعَمْتُه غَيرِي ، ومنه حديث أُمِّ زَرعٍ )
في الصحيحين : ( ( وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ ) ) أَي أُطعِم غيرِي ، تَفعُّلٌ من
المَنْح : العَطيّة ، وهو مَجازٌ .
( و ) منه أَيضاً : ( مَا نَحَتِ العَيْنُ ) ، إِذا ( اتَّصَلَتْ دُمُوعُهَا ) فلم
تَنقطِع .
( وسَمَّوْا مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً ) . قال عبدُ الله بن الزَّبِيرِ يَهجو
طَيّئاً :
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَنيحِ أَخاكُمُ
وَكِيعاً ولا يُوفِي من الفَرَسِ البَغْلُ
المَنِيح هنا : رَجلٌ من بني أَسَدٍ من بني مالكٍ ، أَدخل الأَلفَ واللام
____________________
(7/156)
فيه وإِنْ كَانَ علَماً ، لأَنّ أَصلَه الصِّفَة .
( ) ومما يستدرك عليه :
فلانٌ مَنّاحٌ مَيّاحٌ نفّاحٌ ، أَي كَثيرُ العَطَايَا . وفلانٌ يُعْطِي
المَنَائِح والمِنَح ، أَي العَطَايا . والمُمانَحَة : المُرَافَدَةُ بعِطَاءٍ .
ومن المَجَاز : مُنِحَت الأَرضُ ( وامْتُنحَت ) القِطَارَ ؛ كلُّ ذلك من الأَساس .
ومَنِيحٌ ، كأَمِير : جَبَلٌ لبني سَعدٍ بالدَّهناءِ .
والمَنِيحَة واحدةُ المنَائح من قُرَى دِمشقَ بالغُوطَة ، إِليها يُنسَب أَبو
العبّاس الوليدُ بن عبد الملِك بن خالد بن يَزيدَ المَنِيحِيّ ، رَوَى وحَدَّث .
وبها مَشْهَدٌ يقال له قَبْرُ سَعْد بن عُبَادةَ الأَنصاريّ ، والصَّحِيح أَنّ
سعداً مات بالمدينة ، كذا في ( المعجم ) .
ميح : (*! المَيْح : ضَرْبٌ حَسَنٌ من المَشْيِ
) في رَهْوَجَةٍ حَسَنَةٍ . وقد *!مَاحَ *!يَمِيحُ *!مَيْحاً ، إِذا تتبَختَر ،
وهو مَجاز ، ( *!كالمَيْحُوحَة . و ) هو ( مَشْيٌ ) كمَشْيِ ( البَطَّةَ ) ، كذا
في ( التهذيب ) . قال رُؤبَة :
مِنْ كلِّ *!ميّاحٍ تَراه هَيكلاَ
( و ) *!المَيْح : ( أَنْ تَدخُلَ البِئرَ فتَملأَ الدّلْوَ لِقلَّة مائِها ) .
ورجلٌ *!مائحٌ من قَومٍ ماحَةٍ . وفي حديث جابرٍ : ( أَنهم وَرَدُوا بِئراً ذَمَّة
قليلاً ماؤُها قال : فنَزلْنا فيها سِتَّةً *!ماحَةً ) . وأَنشد أَبو عُبيدة :
يا أَيُّهَا المائح دَلْوِي دُونَكَا
إِنِّي رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونكَا
والعرب تقول : ( هو أَبصَرُ من المائح باستِ الماتح ) تَعْنِي أَن الماتحَ فوق
المائح ، والمائحُ يرَى الماتحَ ويَرَى اسْتَه .
( و ) *!المَيْح يَجْري مَجْرَى ( المَنْفَعَة ) . وكلّ من أَعطَى مَعروفاً فقد
مَاحَ ، وهو مجاز .
( و ) عن ابن الأَعرابيّ : *!الميحْ : ( الاسْتِيَاكُ ) ، وقد*! ماحَ فاه
بالسِّواكِ
____________________
(7/157)
*!يَمِيح *!مَيْحاً إِذا شاصَه وسَوَّكَه . وهو مَجاز . قال
:
يَمِيح بعُودِ الضَّرْوِ إِغْريضَ بَغْشَةٍ
جَلاَ ظَلْمَهُ من دُونِ أَن يُتَهَمَّمَا
( و ) قيل المَيْح ( المهْوَاكُ ) بنفْسِه ، ( و ) قيل هو ( اسْتِخْرَاجِ الرِّيقِ
بِه ) ، أَي بالمِسْوَاك ، وقال الرّاعي :
وعَذْب الكَرَى يَشفِي الصَّدَى بَعدَ هَجْعَةٍ
له من عُرُوقِ المُستظَلَّةِ مائحُ
عنى *!بالمائح السِّوَاكَ لأَنُّجه يَمِيح الرِّيقَ كما يَمِيح الّذي يَنزِل في
القَلِيب فيغْرِف الماءَ في الدَّلو . وعَنَى بالمستظَلَّة الأَراكَةَ ، فهو مَجاز
.
( و ) من المجاز أَيضاً المَيْحُ : ( الشَّفَاعة ) . يقال *!مِحْتُه عند
السُّلْطَان : شَفَعْتُ له . ( و ) من المجاز أَيضاً المَيْح : ( الإِعْطاءُ ) ،
وقد ماحَه مَيْحاً أَعطَاه ، ( *!كالامْتِيَاحِ *!والمِيَاحة ، بالكسرِ ) ، ( وقد
*!ماحَ *!يَمِيحُ في الكُلّ ) ، *!فالامتياحُ افتِعالٌ من *!المَيْح ، والسائلُ
*!مُمتَاحٌ *!ومُستمِيحٌ ، والمسؤُول *!مُستَمَاحٌ . وقيل : *!امْتاحَ الماءَ من
البِئرِ حقيقَةٌ ، *!وامتاحَه : استعطاه ، مَجَازٌ .
( و ) من المجاز : مايَلَ السُّلطانَ و ( *!مَايَحَه : خَالطَه ) ، وكذالك
النِّساءَ .
( *!والمَاحَة : السَّاحَة ) ، لُغةٌ في البَاحة .
( *!والمَاحُ : صُفْرةُ البَيْضِ أَو بياضُه ) ، عن أَبي عمرٍ و ، وقد تقدّم في
محح .
( *!والمِيحُ ، بالكسر : الشِّيصُ من النَّخْل ) ، وهو الرَّدِيءُ منه .
( و ) من المجاز : ( *!التَّميُّح : التَّكَفُّؤ ) . وقد مَرَّ فُلانٌ *!يَتَميَّح
، أَي يَتَبَختَر ويَتميَّل ويَنظر في ظِلِّه ، كما في ( الأَساس ) .
( و ) *!مَيّاحٌ ، ( ككتّان ) : اسمٌ ، واسمُ ( فَرِس عُقْبَةَ بنِ سَالمٍ . و )
من المجاز : (*! تَمَايَحَ ) الغُصْنُ والسَّكرانُ : ( تَمَايَلَ ) *!كمَيَّحَ ،
*!وتَميَّحَ .
( و ) من المجاز ( *!اسْتَمَحْتُه : ) استَعطَيْته ، أَي ( سَأَلتُهُ العَطَاءَ ،
أَو )
____________________
(7/158)
استَمَحْته ( : سأَلتُه أَنْ يَشْفَعَ لي ) عند السُّلْطَان
.
( والمائح : فَرس مِردَاسِ بن حُوَىَ . *!وامتاحَتِ الشّمسُ ذِفْرَى البَعِيرِ :
استَدَرَّت عَرَقَه ) . قال ابنُ فَسْوَة يَذكر ناقتَه ومُعَذَّرَها :
إِذا امْتَاحَ حَرُّ الشَّمس ذِفْرَاهُ الشَّمس ذِفْرَاهُ أَسْهَلَتْ
بأَصْفَرَ منها قاطِراً كُلَّ مَقْطَرِ
( ) ومما يستدرك عليه :
*!مَاحَت الرِّيحُ الشَّجَرَة : أَمالَتْها . قال المَرّارُ الأَسَديّ :
كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغَيلٍ
يَكَادُ ببَعْضِه بَعْضٌ يَمِيلُ
وماحَ ، إِذا أَفضَلَ ، *!وامتاحَ فُلانٌ فُلاناً ، إِذا أَتَاه يَطلُب فَضْلَه .
وما يَحْنَ في قَولِ صَخْرِ الغَيِّ :
كأَنّ بَوَانِيَهُ بالمَلاَ
سَفَائِنُ أَعْجَمَ *!مايَحْنَ رِيفَا
قال السُّكّرِيّ : أَي*! امتَحْنَ ، أَي حَمَلْنَ من الرِّيف . هاذا تَفسيره .
*!وامْتَاحَه الحرُّ والعَمَلُ : عَرَّقَه ، وهو مَجاز .
والمائح في قَول العُجَيْرِ السَّلوليّ :
ولِي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه
يُعلِّي وأَشْطَانُ الدِّلاَءِ كَثيرُ
عَنَى به اللِّسَانَ لأَنّه يَميح من قَلْبِه . وعَنَى بالماءِ الكَلامَ .
وأَشطانُ الدِّلاءِ ، أَي أَسبابُ الكلامِ كمثيٌ لدَيه ، غير مُتعذِّر عليه .
وإِنّما يَصِف خُصوماً خاصَمَهم فغَلَبَهم أَو قاوَمَهم ، فهو مَجَاز .
وبيني وبَينَه *!مُمَايَحَةٌ ومُمَالحةٌ ، وهو مَجازٌ ، كما في ( الأَساس ) .
*!ومَيّاحُ بنُ سَرِيعٍ ، ككَتّانٍ ، عن مُجاهد .
وأَبو حَامدٍ محمّدُ بن هارُونَ بنِ عبد الله بن مَيّاحٍ البَعْرَانيّ
*!-المَيَّاحيّ ، روَى عنه الدارَقُطْنيُّ وغيره .
____________________
(7/159)
2 ( فصل النون ) مع الحاءِ المهملة ) 2
نبح : ( نَبَحَ الكَلْبُ ) ، وهو المعروفُ
وصرَّحَ به الجَماهيرُ . ( و ) في ( الصّحاح ) : وربّما قالوا نَبَحَ ( الظَّبْيُ
والتَّيْسُ ) عنْد السِّفادِ ، أَي على جِهَةِ القِلّة ، وهو مَجاز كما في الأَساس
( و ) كذا نَبَحَ ( الحَيَّةُ ) ، كلّ ذالك ( كمَنَعَ وضَرَبَ ) ، إِذا صَوَّت ،
يَنْبَحُ ويَنْبِح ( نَبْحاً ) ، بفتح فسكون ، ( ونَبِيحاً ) ، كأَمير ، (
ونُبَاحاً ) ، بالضّمّ ، كلاهما مشهورٌ في الأَصوات ، كصَهِيلٍ وبُغَامٍ وضُبِط
أَيضاً بالكَسر كما في ( الأَساس ) و ( اللسان ) . وفاتَه النُّبُوح ، بالضّمِّ (
وتَنْبَاحاً ) بالفتح للمبالغةِ والتَّكثيرِ .
وقال الأَزهريّ : الظَّبْيُ إِذا أَسَنَّ ونَبَتَ لقُرُونه شُعَبٌ نَبَحُ . قال
أَبو منصور : والصّوَابُ الشُّعْبُ جمع الأَشْعَب وهو الذي انْشَعَبَ قَرْنَاه .
والتَّيس عند السِّفَادِ يَنبَحُ ، والحَيَّة تَنْبَح في بعضِ أَصواتِهَا ، وأَنشد
:
يأْخُذُ فيه الحَيّةَ النَّبُوحَا
( وأَنْبَحْتُه ) : جَعلْته يَنْبَحُ . قال عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهذَليّ :
فأَنْبَحْنَا الكِلابَ فَورَّكَتْنَا
خِلاَلَ الدّارِ دَامِيَةَ العُجُوبِ
وأَنْبَحْته و ( استَنْبحتُه ) بمعنًى . يقال استَنبح الكَلْبَ ، إِذَا كانَ في
مَضَلّةٍ فأَخْرَجَ صَوْتَه على مِثلِ نُباحِ الكَلْب ، ليسمعَه الكَلْبُ
فيتوهَّمَه كَلْباً فيَنبَح ، فيَستدِلّ بنُبَاحِه
____________________
(7/160)
فيهتدِيَ . قال الأَخطل يهجو جريراً :
قَومٌ إِذا استنْبَحَ الأَقْوَامُ كَلْبَهُمُ
قالوا لأُمِّهِمْ بُولِي على النّارِ
( و ) من المجاز : سمِعْتُ نُبوحَ الحَيّ ، ( النُّبُوحُ ) ، بالضّمّ : ( ضَجَّة
القَوْمِ وأَصوَاتُ كِلابِهِم ) . زاد في ( الأَساس ) : وغيرِهَا . قال أَبو
ذُؤَيب :
بأَطْيَبَ من مُقبَّلِها إِذَا ما
دَنَا العَيُّوقُ واكتَتَمَ النُّبُوحُ
( و ) النُّبُوح : ( الجماعَةُ الكَثِيرةُ ) من النّاس . قال الجوهريّ : ثمّ
وُضِعَ مَوضِعَ الكثْرةِ والعِزِّ . قال الأَخطلُ :
إِنَّ العرَارَة والنُّبُوحَ لِدَارِمٍ
والعِزَّ عندَ تكامُلِ الأَحسابِ
وهاذا البيتُ أَورده ابن سيده وغيرُه :
إِنَّ العَرَارَةَ والنُّبُوحَ لِدَارم
والمُستخفَّ أَخوهُم الأَثقالاَ
وقال ابن بَرّيّ : عن البيت الذي أَورده الجوهَرِيّ : إِنّه للطِّرِمّاح قال :
وليس للأَخطل كما ذكره الجوهَريّ ، وصواب إِنشاده ( والنُّبوحَ لطَيِّىء ) وقبله :
يا أَيُّهَا الرّجلُ المفاخِرُ طَيِّئاً
أَغْرَبْتَ نفْسَك أَيّما إِغْرابِ
قال : وأَنّا بَيت الأَخطلِ فهو ما أَوردَه ابن سيده ، وبعده :
المانِعين الماءَ حتَّى يَشْرَبُوا
عَفَوَاتِه ويُقسِّمُوه سِجَالاَ
مَدَح الأَخطلُ بني دَارِم بكثرةِ عَدَدهم وحَمْلِ الأُمورِ الثّقال التي يَجِز
غَيرُهم عن حَمْلها ، كذا في وفي ( اللسان ) .
( و ) النَّبَّاح ( ككَتَّان : والدُ عامرٍ مُؤَذِّنِ عليّ ) بن أَبي طالبٍ ( رضي
الله عنه ) وكرّمَ وَجْهَه . ( و ) النّبّاحُ : صَدَفٌ بيضٌ صِغَارٌ . وعبارة (
التهذيب ) ( منَاقِفُ صِغَارٌ بِيضٌ مَكّيّة ) ، أَي يُجاءُ بها مِن مكة ( تُجعَل
في القَلائدِ )
____________________
(7/161)
والوُشُحِ وتُدْفَع بها العَيْن ، ( واحدته بِهاءٍ ، وأَبو
النّبَّاح محمّدُ بنُ صالحٍ ، محدّثٌ ) .
( و ) النُّبَّاحُ ( كرُمّان : الهُدْهُدُ الكثيرةُ القَرْقَرةِ ) ، عن ابن
الأَعرابيّ . وقد نَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَح نُبَاحاً ، إِذا أَسَنَّ فغَلُظ
صَوْتُه ، وهو مَجاز .
( و ) قال أَبو خَيْرةٍ : النُّبَاح ( كغُرَابٍ : صَوْتُ الأَسْوَدِ ) يَنبَح
نُباحَ الجَرْوِ .
( و ) قال أَبو عَمرٍ و : ( النَّبْحَاءُ : الظَّبْيَةُ الصَّيَّاحَةُ ) . وعن ابن
الأَعْرَابيّ : النّبَّاح : الظَّبيُ الكَثِيرُ الصِّياحِ .
( وذُو نُبَاحٍ ) ، بالضمّ ، ( حَزْمٌ مِن الشَّرَبَّة قُرْبَ تَيْمَنَ ، وهي
هَضْبَة من ديارٍ فَزَارَةَ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
كلْبٌ نابحٌ ونَبّاحُ . قال :
مالكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْم
قد كُنتَ نبَّاحاً فمَالك اليَوْم
قال ابن سيده : هؤلاءِ هومٌ انتظروا قَوماً فانتظرُوا نُباحَ الكَلْبِ ليُنذِرَ
بهم . وكِلابٌ نَوَابحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ . وكَلبٌ نُبَاحِيٌّ : ضَخمُ الصَّوْت ،
عن اللِّحْيَانيّ . ورجل مَنبوحٌ يُضْرَبُ له مثَلُ الكَلْب ويُشبَّه بِه ، ومنه
حديث عمّار رضي الله عنه فيمن تناوَل من عائشة رضي الله عنها : ( اسْكُتْ مَقْبُوحاً
مشقوحاً مَنبوحاً ) حكاه الهرويُّ في الغريبين . والمَنْبُوح : المشتوم ، يقال
نَبحتْنِي كِلابُكَ ، أَي لَحِقَتُنِي شَتائمُكَ .
وفي ( التهذيب ) : نَبَحَهُ الكَلْبُ ونَبَحَتْ عليه ونَابَحَه .
وفي مثَلٍ : ( فُلانٌ لا يُعَوَى ولا يُنْبَح ) ، يقول : مِنْ ضَعْفه لا يُعتَدّ
به ولا يُكَلَّم بخَيْرٍ ولا شَرَ .
ورجُلٌ نَبّاحٌ : شديدُ الصَّوْت ، وقد حُكِيَت بالجيم .
ومن المجاز نَبَحَ الشَّاعرُ ، إِذا هَجَا ، كما في ( الأَساس ) .
____________________
(7/162)
والنّوابحُ : مَوضعٌ ، قال مَعْنُ بن أَوس :
إِذَا هِيَ حَلّتْ كَرْبَلاَءَ فَلَعْلَعاً
فَجَوْزَ العُذَيب دُونَها فالنَّوابِحَا
واستدرك شيخُنا نُبَيحاً الغنَويّ كزُبير ، من التابِعين .
نتح : ( النَّتْح ) ، بالمثنّاة الفوقيّة
السّاكنة ( : العَرَق ) . وفي ( الصّحاح ) : الرّشْح . ( و ) قيل : ( خُرُوجُه ) ،
أَي العَرقِ ( مِن الجِلْدِ ، كالنُّتُوحِ ) بالضّم ، نَتَحَ يَنْتَحِ نَتْحاً
ونُتُوحاً ( و ) النَّتْح والنُّتُوحُ : خُرُوج ( الدَّسَم مِنَ النِّحْيِ ) .
يقال : نَتَحَ النِّحيُ ، إِذا رَشَحَ بالسَّمن ونَتَحَت المَزادَةُ نَتْحاً
ونُتُوحاً . ( و ) كذا خُرُوجُ ( النَّدِيّ ) ضبطه في نسختنا النَّدِيّ ، كأَمير
فليُنظر ( من الثَّرَى ) . وقال الأَزْهَرِيّ . النَّتْح : خُرُوجُ العَرَقِ من
أُصول الشَّعرِ . ( نَتَح هو ، كضَرَبَ ، لازِمٌ ، ( ونَتَحَه الحَرُّ ) وغيرُه ،
متعدَ .
( والنُّتُوحُ ) ، بِالضَّمّ . ( صُمُوغُ الأَشجارِ ) ، ولا يقال نُتُوعٌ كما في (
الصّحاح ) ، أَي على ما اشتهرَ على الأَلْسنة . قال شيخنا : ثُمّ يُحتاج إِلى
النظرِ في مفْرده ، هل هو نَتْح كصَمْغ وزْناً ومعنًى ، أَو غير ذلك .
( والمِنْتَحَة ، بالكسر : الاسْتُ ) ، ومثله في ( اللسان ) .
( وانتَاحَ ، مالَهُ مَعْنًى ) مناسبٌ لهاذه المادّة لا أَنه بِناءٌ مهمَل من
أَصْله على ما قرّره شيخنا ، فيلزم عليه أَن يقال ما المانع من أَن يكون افتعال من
النَّوْح أَو من النَّيح ، فإِنّ كلاًّ منهما مادّة واردةٌ لها معان ، فتأَمّلْ .
( وغَلِطَ الجَوهريُّ ) رحمه الله تعالى ( ثَلاَثَ غَلَطَاتٍ ) بناءً على ما
أَصَّلَه ، ( أَحدها : أَن التَّرْكِيب صحيح ) ليس فيه حَرْفُ عِلَّة ، ( فَمَا
للانتِيَاحِ فيه مَدْخَلٌ ) ، ولا يكونُ مُطَاوعاً لنَتَحَ أَيضاً كما هو ظاهر (
ثانيها : أَنَّ الانتياحَ لا معنَى له ) ، أَي في هاذا التركيب ، لا مُطلقاً كما
توهَّمه بعضٌ . ( ثالثُها : أَنّ الرِّواية
____________________
(7/163)
في الرجز ) لذِي الرّمة ( المُستشهَد به ) يصفَ بَعيراً
يَهدِر في الشِّقْشِقة :
( رَقْشَاءَ تَنْتَاح ، اللُّغَامَ المُزْبِدَا )
دَوَّوَ فيها رِزُّه وأَرْعَدَا
إِنَّمَا ه ( تَمْتَاح بالميم لا بالنون ) ، ومعناه ( أَي تُلْقِي اللُّغَامَ ) .
قال شيخنا : ولم يَتعقّبه ابن بَرّيّ في الحواشي ، ولا تعرَّض للرّجز شارحُ
الشواهِدِ ، كعادته في إِهمال المهمّات .
قلت : ولم يَتعقَّبْه ابنُ منظورٍ أَيضاً مع كمال تتبُّعه لما استُدرِك على الجوهريّ
. ونصُّ عبارة الجوهريّ : والانتياح مثْل النَّتْح ، قال ذو الرّمّة . . . الخ .
ويوجد في بعْض نُسخه : الانتتاحُ ، بفَوقِيَّتَين . وقد يقال إِنّ رِوايةَ
المصنِّف لا تَقدَح في رِواية الجوهريّ لأَنَّهم صَرَّحُوا أَن رواية لا تَقدَح في
رِواية ، ولا تُرَدّ روايَةٌ بأُخْرَى لو صَحّت وورَدَتْ عن الثِّقات ، كما صرَّح
به ابنُ الأَنباريّ في أُصوله وابن السّرّاج ، وأَيَّده ابنُ هِشام . ويمكن أَن
يقال إِنّ نون تنتاح بدل عن الميم ، وهو كثير ، أَو أَنَّ الأَلفَ ليست بمبدَلة ،
كما هو دعوَى المصنّف ، بل هي أَلف إِشباع زِيدتْ للوزْنِ ، قاله شيخنا .
( واليَنْتُوحُ ، كيَعْسُوبٍ : طائرٌ ) أَقرَعُ الرأْسِ يكون في الرَّمْلِ .
( ) ومما يستدرك عليه :
مَنَاتِحُ العَرَق : مَخَارِجُه من الجِلْد . ونَتَح ذِفْرَى البعيرِ يَنْتِح
عَرَقاً ، إِذَا سارَ في يومٍ صائِفٍ شديدِ الحَرِّ فقَطرَ ذِفْرَياه عَرَقاً .
وفي ( التهذيب ) : رَوَى أَبو أَيّوبَ عن بعضه العرب : امتتحْت الشيْءَ
وانتَتَحْتُه وانتزَعْته ، بمعنًى واحِدٍ .
وقال شيخنا : النَّتْح : سَيَلاَنُ الدَّمعِ .
وفي ( الأَساس ) : نِحْيٌ نَتّاحٌ : رَشَّاحٌ . ومن المَجاز : فلان يَنْتَحُ
نَتْحَ الحَمِيت ، إِذا كانَ سميناً .
نجح : ( النَّجَاح ، بالفتْح ، والنَّجْحُ
بالضّمّ : الظَّفَرُ بالشَّيْءِ ) والفَوْزُ . وقد ( نَجَحَتِ
____________________
(7/164)
الحاجَةُ ، كمَنَعَ ، وأَنْجَحَتْ ) وأَنجحْتُهَا لك . (
وأَنجَحَهَا اللَّهُ تعالى ) : أَسْعَفَه بإِدراكِهَا .
( وأَنجَحَ زَيْدٌ : صارَ ذا نجْحٍ . وهو مُنْجِحٌ ، مِنْ ) قومٍ ( مَنَاجِيحَ
ومَنَاجِحَ ) . وقد أَنجَحْتُ حَاجتَه ، إِذا قضيْتها له . وفي خطبة عائشة رضي
الله عنها : ( وأَنْجَحَ إِذْ أَكدَيْتُم ) .
( وتَنَجَّجَ الحاجَةَ واستَنْجَحَهَا ) ، إِذا ( تَنَجَّزَها ) ، ونَجَحتْ هي .
ومن سَجَعَات الأَساس : وبالله أَتَفتِحُ ، وإِيّاه أَستَنْجِحُ .
( والنَّجِيحُ : الصَّوابُ مِنَ الرّأْيِ و ) النَّجيحُ : ( المُنْجِحُ من النّاس
) ، أَي مُنْجِحُ الحاجاتِ ، قال أَوْسٌ :
نَجِيحٌ جَوَادٌ أَخو مَأْقِطٍ
نِقَابٌ يُحدِّثُ بالغائب
وفي ( الأَساس ) : رجُلٌ مُنْجِح : ذو نُجْح .
( و ) من المجاز : النَّجيح : ( الشَّدِيدُ مِن السَّيْر ) ، يقال : سارَ فلانٌ
سَيراً نَجِيحاً ، أَي وَشيكاً ، ( كالنَّاجِحِ ) ، سَيرٌ ناجحٌ ونَجِيحٌ :
وَشِيكٌ . وكذلك المكانُ . ونَهْضٌ نَجِيحٌ مُجِدْ . قال أَبو خِراشٍ الهُذَليّ :
يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجُيحُ لِمَا بِهِ
ومنه بُدُوٌّ تارةً ومُثُولُ
( ونَجَحَ أَمْرُهُ : تَيَسَّرَ وسَهُلَ ، فهوَ ناجحٌ . و ) من المجاز : (
تَنَاحَجَت ) عليه ( أَحْلامُه ) ، قال ابن سيده أَي ( تَتَابَعَتْ بصِدْقٍ ) ،
أَو تَتابَعَ صِدقُهَا ، وقال غيره : يقال ذالك للنّائم إِذا تَتابعْتُ عليهِ
رُؤْيَا صِدْقٍ .
( وسَمَّوا نَجِيحاً ) ، كأَمِير ، ( ونُجَيحاً ) ، كزُبَير ، ( ومُنْجِحاً ) ،
كمُحْسِن ، ونُجْحاً ، بِالضّم ، ( ونَجَاحاً ) كسَحاب .
( وعبد الله بن أَبي نَجِيح ) ، كأَمِير ، مُحَدِّثٌ مكّيّ .
( والنَّجَاحَة ) ، بالفتح : ( الصَّبْر ) .
____________________
(7/165)
( و ) يقال : ( نَفْسٌ نَجِيحةٌ : صابِرةٌ ) ، وما نَفْسي عنه بنَجِيحَة ، أَي
بصابرة .
( و ) من المجاز : يقال . ( أَنجَحَ بك ) الباطلُ ، أَي ( غَلَبَكَ ) ، وكلُّ
شَيْءٍ غَلَبك فقد أَنجَحَ بك ، ( فإِذا غَلَبْتَه فأَنْجَحْتَ به ) . وفي (
الأَساس ) : إِذا رُمْتَ الباطلَ أَنجَحَ بك ، أَي غلبَكَ وظَفِرَ بك .
وبنو نجاحٍ : قَبيلةٌ باليمن .
وأَبو بكرٍ محمّد بن العَباس بن نَجُيحٍ ، كأَمِيرٍ ، البَزَّاز البغداديّ ،
مُحدِّث ، روَى عنه أَبو عليّ بن شاذاتَ ، وتوفّي سنة 345 .
نحح : ( *!نَحَّ *!يَنِحُّ *!نَحِيحاً ) . من
حدّ ضَرَبَ : ( تَرَدَّدَ صَوْتُه في جَوْفِه ،*! كنَحْنَحَ *!وتَنَحْنَحَ ) . قال
الأَزهريّ عن الليث : *!النَّحْنَحَةُ : *!التَّنَحْنُحُ ، وهو أَسهلُ من
السُّعَال ، وهي عِلّةُ البَخِيل ، وأَنشد :
يَكاد من نَحْنَحةٍ وأَحِّ
يَحكِي سُعالَ الشَّرقِ الأَبَحِّ
( و ) نَحّ ( الجَمَلَ يَنُحُّه ، بالضّمّ ) ، *!نَحًّا : ( حَثَّه ) .
( *!ونَحنَحَه ) ، إِذا ( رَدّه رَدًّا قَبِيحاً ) ، ونصُّ عباراتهم : *!ونَحْنَحَ
السائلَ : رَدَّه رَدًّا قَبيحاً .
( *!والنَّحَاحَة : الصَّبْر ) . أَنا أَخْشَى أَن يكون هاذا مصحَّفاً عن
النَّجَاحَة ، بالجيم ، وقد تقدّم ، فإِنّي لم أَرَ واحداً ذكرَه من المصنفين . (
و ) *!النَّحَاحَة ( : السَّخَاءُ ، والبُخْل ، ضدُّ . و ) من ذالك (*!
النَّحَانِحَةُ ) بمعنى ( البُخَلاءِ ) اللِّئام . قيل : جمْع *!نَحْنَح ،
كجَعْفَر ، وقيل من الجموع التي لا واحدَ لها .
( و ) رَجُلٌ ( شَحِيحٌ *!نَحِيحٌ ) ، أَي بخيل ، ( إِتْبَاعٌ ) ، كأَنّه إِذا
سُئل اعتَلّ كَراهَةً للعطاءِ فردَّدَ نَفْسه لذالك .
قال شيخنا : ودَعوى الإِتباع بناءً على أَنَّ هاذه المادّة لم تَردْ بمعنَى
البُخْل ، وأَمّا على ما حكَاه المصنّف من وُرود *!النَّحَاحة بمعنى البُخْل
فصَوّبوا أَنّه تأْكيدٌ بالمُرادف .
____________________
(7/166)
( *!ونُحَيْح بن عَبدِ الله ، كزُبَير ، من بني ) مُجَاشِع بن ( دَارم ، جاهليٌّ )
، وقيّدَه الشاطبيّ بالجيم بعد النّون ، وقال : هو نُجَيحُ بن ثُعَالَةَ بن
حَرَامِ بن مجاشعٍ ، كذا في ( التبصير ) للحافظ ابن حجر .
( و ) قولهم : ( ما أَنا *!بنَحْنَحِ النَّفْسِ عَنْ كذا ، كنَفْنَفٍ ) ، أَي ( ما
أَنا بِطَيِّبِ النَّفْسِ عَنْه ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!النَّحْنَحَة : صَوتُ الجَرْع من الحَلْق ، يقال منه : تَنَحْنَحَ الرَّجلُ ، من
كُراع . قال ابن سيده : ولسْتُ منه على ثِقة ، وأُراهَا بالخَاءِ . قال : وقال بعض
اللُّغويين : *!النَّحْنَحَةُ : أَن يكرِّرَ قَولَ : نَحْ نَحْ ، مُسْتَرْوِحاً ،
كما أَن المَقْرُور إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُستدْفِئاً فقال : كَهْ كَهْ ،
اشتُقَّ منه المصدر ثمّ الفِعل ، فقيل كَهْكَهَ كَهْكَةً ، فاشتقُّوا من الصَّوْت
. كذا في ( اللسان ) .
ندح : ( النَّدْحُ ) ، بالفتح ( ويُضَمّ :
الكَثْرة ) . قال العَجّاج :
صِيدٌ تَسَامَى وُرَّماً رِقابُهَا
بِنَدْحِ وَهْمٍ قَطِمٍ قَبقَابُهَا
( و ) النَّدْح والنُّدْح : ( السَّعَةُ ) والفُسْحَة . ( و ) النَّدْحُ : ( ما
اتَّسَعَ من الأَرضِ كالنَّدْحَة والنُّدْحَةِ ) . تقول : إِنّكَ لفي نَدْحَةٍ من
الأَمر ، ( والمَنْدُوحةِ ) منه ، أَي سَعَةُ . وقالوا : لي عن هاذا الأَمرِ
مَندوحَةٌ ، أَي مُتَّسَعٌ . ( والمُنْتَدَحِ ) . يقال : لي عنه منْدُوحَةٌ
ومُنتَدَحٌ ، أَي سَعةٌ . وفي حديث عِمْرانَ بن الحُصَين . ( إِنْ في المعَارِيضِ
لمَندوحَةً عن الكَذِب ) . قال الجوهَرِيّ : ولا تقُلْ ممدوحة ، يعني أَنَّ في
التَّعْرِيض بالقَوْل من الاتِّساع ما يُغنِي الرَّجُلَ عن الاضطرار إِلى الكذب
المَحْضِ . وقال ابن عُصْفُور في المُمْتِع : حُكِيَ عن أَبي عُبيدٍ أَنه قال في
مندوحةٍ ، من قولك : ما لي عنه مَندُوحَةٌ ، أَي مُتَّسَع : إِنّها
____________________
(7/167)
مشتقَّةٌ من اندَاحَ ، وذلك فاسدٌ . لأَنَّ انداحَ انفعَلَ
، ونونَه زائدة ، ومندوحةٌ مفعولةٌ ، ونُونُه أَصليّة ، إِذ لو كانت زائدةً لكانت
مَنْفُعْاَة ، وهو بناءٌ لم يَثبتْ في كِلامهم ، فهو عبى هاذا مشتقٌّ من النَّدْح
، ( و ) هو ( سَنَدُ الجَبَلِ ) وجانِبُه وطَرَفُه ، وهو إِلى السَّعَة ، وقال
غيره : المَندُوحَة بفتح الميمِ ، وضمُّها لَحْنٌ . وفي كتاب ( لحنِ العَوَامّ )
للزُّبيدِيّ : يقال : له عن هاذَا مَنْدُوحَةٌ ومُنْتَدَحٌ ، أَي مُتَّسَع ، وهو
النَّذح أَيضاً ، من انتدَحَتِ الغَنَمُ في مَرَابِضها . وقال أَبو عبيدٍ :
المندوحة الفُسْحَة والسَّعَة ، ومنه اندَاحَ بَطْنُه ، أَي انتفخَ ، واندَحَى
لغةٌ فيه . وهو غَلطٌ مِن أَبي عُبَيْد ، لأَنّ نونَه أَصليّة ، ونون انداح زائدة
، واشتقاقه من الدَّوْح وهو السَّعَة . ( ج ) أَي جمع النَّدْحِ والنُّدْحِ (
أَنْداحٌ ) . وجَمْع المندُوحَة مَنَادِيحُ ، قال السُّهَيْليّ : وقد تُحْذَف
الياءُ ضرورةً . قال شيخُنَا : ومِثْلُه جائز في السَّعَة ، كما في منهاجِ
البلغاءِ لحازمٍ ، وكتاب ( الضَّرائر لابن عصفور ) .
( و ) النِّدْحُ ، ( بالكَسْر : الثِّقْل ، والشَّيْءُ ترَاهُ منْ بَعِيدٍ ) .
( ونَدَحَه كمنَعه : وَسَّعَه ) ، كنَدَّحَه تَنديحاً . وهاذَا من ( الأَساس ) ، (
ومنه قَول أُمِّ سَلمةَ لعائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ) حينَ أَرادت الخُروجَ
إِلى البصرة : ( قَدْ جَمَعَ القُرْآنُ ذَيْلَك فَلاَ تَنْدَحِيهِ . أَي لا
تُوَسِّعيه ) ولا تُفَرِّقيه ( بخُروجِك إِلى البصرة ) ، والهاءُ للذّيل ، ويُروَى
: لا تَبْدَحيه . بالباءِ ، أَي لا تَفْتَحِيه ، من البَدْح وهو العَلانيَة ،
أَرادتْ قولَه تعالى : { وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ } ( الأَحزاب
: 33 ) وقال الأَزهريّ : من قاله بالباءِ ذهَبَ إِلى البَدَاح ، وهو ما اتَّسَعَ
من الأَرْض ومن قاله بالنُّون ذهَبَ به إِلى النَّدْح وهو السَّعة .
( وبنُو مُنَادِحٍ ، بالضَّمّ : بَطْنٌ ) صغِير ( من جُهَينَةَ ) القبيلةِ
المشهورة .
( وتَنَدَّحَتِ الغَنَمُ مِنْ ) ومِثله في
____________________
(7/168)
( الصّحاح ) ، وفي بعض النسخ ( في ) وهو الموافق لِلأُصول
الصحيحة ( مَرَابِضِهَا ) ومَسَارِحِهَا : ( تَبَدّدَتْ ) وانتَشَرَتْ (
واتَّسَعَتْ مِن البِطْنَة ) ، كانتدَحَتْ .
( وسَمَّوْا نادِحاً ) ومُنَادِحاً .
( وانْدَحَّ ) بطْنُ فلانٍ ( اندِحَاحاً : ) اتَّسَعَ من البِطْنَةِ : ( مَوْضِعه
دحح ) وقد تَقَدّم ، ( وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ ) في إِيراده هنا .
( وانْدَاحَ ) بطنه ( اندِيَاحاً ) ، إِذا انتفخَ وتدلَّى ، من سِمَنٍ كان ذالك
أَو عِلّةٍ ، ( مَوضِعه دوح ) ، وقد تقدّم أَيضاً ، ( وغَلِط ) الجوهَرِي ( أَيضاً
رحمه الله تعالى ) في إِيراده هُنَا .
قُلت : ووجدت في هامِش نسخة ( الصّحاح ) منقولاً من خطّ أَبي زكريّا : اندَحَّ
بَطنُه انْدحاحاً ، وانْدَاحَ اندياحاً بابهما المضاعف والمعتلّ ، وقد ذكرهما في
بابهما على الصِّحة ، وءنَّمَا جمعَهُما هنا لتقارب معانيهما ، انتهى .
قال شيخنا : وإِنّما ذكر الجوهريّ هنا اندَحّ وانداحَ استطراداً ، لتقارِب الموادّ
في اللّفْظ واتفاقهما في المعنَى والدّليل على ذالك أَنّه ذكرهما في محلّهما ، فهو
لم يدّعِ أَنّ هاذا موضِعُه ، وإِنما أَعادهما استطراداً على عادة قدماءِ أَئمّةِ
اللُّغَة ، كما في العين كثيراً ، وفي مواضِعَ من ( التهذيب ) وغيره ، فلا غَلَطَ
ولا شَططَ .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَرضٌ مَندوحة : واسعةٌ بَعيدة . وفي حديث الحجّاج ( وادٍ نادِحٌ ) ، أَي واسعٌ .
والمَنادِحُ : المَفَاوِز ، كما في ( الصّحاح ) .
وندَحَت النّعامَةُ أُندُوحَةً : فَحَصَت أُفحوصةً ووسَّعَتها لبَيْضها ، كما في (
الأَساس ) .
وفي الرَّوض : نادَحَه : كاثَرَه .
وفي ( مجمع الأَمثال ) ( أَتْرَبَ فَنَدَحَ ) ، أَي صارَ مالُه كالتُّرَابِ
فوسَّعَ عَيشَه وبذَّرَ مالَه ، نقله شيخنا .
نزح : ( نَزَحَ ) الشيْءُ ، ( كمَنَعَ وضَرَبَ
) يَنْزَح ويَنْزِحُ ( نَزْحاً ) إِذا ( بَعُدَ ) ، كانْتَزَحَ انتِزَاحاً .
____________________
(7/169)
( و ) نَزَحَ ( البِئرَ ) يعنزَحها نَزْحاً ( : اسْتَقَى ماءَهَا حَتّى يَنْفَدَ
أَو يَقِلّ ، كأَنْزَحَهَا . ونَزَحَتْ هِيَ ) ، أَي البِرُ والدَّارُ تَنْزَحُ (
نَزْحاً ) ونُزُوحاً ( فهي نازِحٌ ونُزُحٌ ) ، بضمّتين ، ( ونَزُوحٌ ) ، كصَبورٍ ،
( في البُعْد والبِئْرِ ) ، فهو لازمٌ ومُتعدّ . وشيءٌ نُزُحٌ ونازِحٌ : بعيدٌ ،
أَنشدَ ثعلب :
إِن المَذَلّة مَنْزِلٌ نُزُحٌ
عَن دارِ قَوْمكِ فاتْرُكي شَتْمِى
وفي ( الصّحَاح ) : بِئر نَزُوحٌ : قَليلةُ الماءِ ، ورَكَايَا نُزُحٌ .
وفي حديث ابن المسيِّب قال لقَتَادَة : ( ارحلْ عنِّي فلقد نَزَحْتَني ) ، أَي
أَنفَدْتَ ما عِندِي .
( والنَّزَحُ ، محرَّكَة : الماءُ الكَدِرُ ، و ) النَّزَح أَيضاً : ( البِئرُ )
الّتي ( نُزِحَ أَكثرُ مائِهَا ) ، كذا في ( الصّحاح ) ، قال الراجز :
لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ
إِلاّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
وعِبَارَة النّهَايَة : التي أُخِذَ مَاؤْهَا .
( والنِّزِيحُ : البَعِيد ) ، وفي حديث سَطِيح : ( عبدُ المَسِيِح ، جاءَ من بَلدٍ
نَزيح ) فَعيلٌ بمعنَى فاعل .
( والمِنْزَحَة ، بالكسر : الدَّلْوُ ) يُنزَح بها الماءُ ( وشِبهُها ) .
( وهو بِمُنْتَزَحٍ ) من كذَا ، أَي ( بِبُعْدٍ ) منه ، ( و ) قد ( نُزِحَ بهِ ،
كعُنِى : بَعُدَ عَنْ دِيَارِه غَيبَةً بعيدَةً ) ، وأَنشد الأَصمعيّ للنّابغة :
ومَن يُنزَحْ به لا بُدَّ يَوماً
يَجِيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ
( وقَوْمٌ مَنَازِيحُ ) وإِبِلٌ مَنَازيحُ ، من بلادٍ بعيدة . قال ابن سِيدَه :
وقول أَبي ذؤَيب :
وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنّهُمُ
جُرْبٌ يُدَافِعها السَّاقِي مَنَازِيحُ
إِنّما هو جمْع مِنزاحٍ ، وهي التي تأْتي إِلى الماءِ مِن بُعْد .
____________________
(7/170)
( ونَزَحَ القَوْمُ ) ، وفي بعض النسخ : أَنزَحَ القَوْمُ : ( نَزَحَتْ ) مِياهُ (
آبارهم . ومحمّدُ بنُ نازحٍ ، محدِّثٌ ، روَى عن اللَّيْث بن سعدٍ ) ، ذكره
الأَمير والحافظ ابن حجر .
( وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ : قال ابنُ هُرْمَة يَرثِي ابنَه ) :
فأَنتَ مِنَ الغوائِل حِين تُرمَى
ومِن ذَمِّ الرِّجَالِ بمُنْتزَاحٍ
أَشبعَ فَتحَةَ الزَّايِ فتولَّدَت الأُف ، هاكذا في ( اللسان ) وغيره ، وهو (
سَهْوٌ ) منه ، ( وإِنَّمَا يَمدَحُ القاضِيَ جَعفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ ) بن عليّ
الهاشميّ . ووجدْتُ في هامش نُسخة ( الصّحاح ) مما وُجد بخطّ أَبي سَهْلٍ ، أَنّ
البَيتَ من قصيدةٍ مَدَحَ بهَا بَعْضَ القُرشيّين ، مَن اسمُه محمّد ، وكان
قاضِياً لجعفرِ بن سُليمانَ بن عليّ ، وفيها :
رأَيتُ محمَّداً تَحْوِي يَدَاهُ
مَفَازَ الخَارِجَاتِ من القِدَاحِ
فليُنظَرْ هاذا مع قول المصنّف ومع قول شيخنا .
قلت : لا سهْو ، فإِنّ القصيدة مشتملة على الأَمرَين رِثَاءِ الولد ومَدح جَعفر ،
فلا منافاة ولا سهو .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَنْزَحَه ، وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا يَنْزَحُ ، أَي لا يَنْفَدُ .
ومن المجاز : أَنت من الذمّ بمُنْتَزَح . ويقال : شَرُّكَ سُرُحٌ ، وخَيْرُك
نُزُحٌ ، أَي قليل ، كما في ( الأَساس ) .
نسح : ( النَّسْحُ ) ، بالفتح ، ( والنُّسَاح ،
كغُرَابِ : ما تَحَاتَّ عن التَّمْرِ مِنْ قِشْرِه وفُتَاتِ أَقْمَاعِه ونَحوِهما
) ، وفي نسخة ونحو ذالك ، وهي الموافقة للأُصول ( مِمّا يَبْقَى ) في ( أَسْفَل
الوِعَاءِ ) ، كذا عن اللَّيْث .
( و ) قال الجوهريّ : ( نَسَحَ التُّرَابَ ، كمَنَعَ : أَذْرَاهُ ) ، كطا نقله في
( اللّسان ) . وهاذه المادّة مكتوبة في نسختنا بالحُمْرة بناءً على أَنّهَا من
الزيادات على
____________________
(7/171)
الجوْهَرِيْ ، فلينظر هاذَا .
( و ) نَسِحَ الرّجلُ ، ( كفَرِحَ ) ، نَسَحاً ( طَمِعَ ) .
( والمِنْسَاحُ ) ، بالكسر ( شَيءٌ يُنْسَحُ به التُّرَابُ ، أَي يُذْرَى ) ،
هاكذا في النُّسخ عندنا ، وفي بعضها ( يدفع به التّرَاب أَو يُذْرَى ) ، وفي بعض
منها ( يُدفَع به التّرَاب ويُذْرَى به ) .
( و ) نَسَاحٌ ، ( كسَحَابٍ وكِتَاب ) ، الفتح عن العِمرانيّ ، والكسر رواه
الأَزهَرِيّ ( : وَادٍ باليَمَامة ) لآل وزان من بني عامر ، قاله نصرٌ . وقيل :
وادٍ يَقسِم عارضَ اليمامَةِ ، أَكثرُ أَهلِه النَّمِرُ بنُ قَاسِطٍ . ونَسَاحٌ
أَيضاً مَوضعٌ أَظنّه بالحجاز ، وذكرَه الحفَصيُّ في نواحِي اليمامَةِ ، وقال : هو
وادٍ ، وعن ثعلب أَنّه جَبَلٌ ، وأَنشدَ :
يُوعِد خَيْراً وهْو بالزَّحزاحِ
أَبعَدُ مِن رَهوَة مِنْ نَسَاحِ
ومثله قال السُّكَّريُّ ( وله يَومٌ ، م ) أَي معروف .
( ونُسَيِّحٌ ، كمصغَّر نَسِيحٍ : وادٍ آخَرُ بها ) أَي باليمامةِ .
وقال الأَزهريّ : ما ذكرَه اللَّيْث في النسخ لم أَسمعْه لغيره ، قال : وأَرجو أَن
يكون محفوظاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
مما نقَله شيخنا عن القاضي أَبي بكْرِ بن العربيّ في عارِضَته فإِنّه قال : نَسجْت
الثَّوْبَ بالجِيم : جمَعْت خُيوطَه حتّى يتمَّ ثَوباً ، ونَسحْت بالحَاءِ المهملة
، إِذا نَحَتّ القِدْرَ حتّى يَصير وِعَاءً ضابطاً لما يُطْرَحُ فيه من طعامٍ
وشرابٍ .
نشح : ( نَشَحَ ) الشّاربُ ، ( كمنَعَ ) ،
يَنشَح ( نَشْحاً ) ، بفتح وسكون ، ( ونُشُوحاً ) ، بالضّمّ وانتَشَحَ ، إِذا (
شَرِبَ ) شُرْباً
____________________
(7/172)
قليلاً ( دُونَ الرِّيِّ ) ، قال ذو الرُّمّة :
فانْصاعتِ الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها
وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ
( أَو ) نَشَح ، إِذا شَربَ ( حَتَّى امْتَلأَ ) ، فهو ( ضدٌّ . و ) نَشَحَ
بَعِيرَه : سقاه ماءً قليلاً ، ونشَحَ ( الخَيْلَ : سقاها ما يَفْثَأُ ) ، أَي
يكسر ( غُلَّتَها ) ، قال الأَزهريّ : وسمعْتُ أَعرابِيًّا يقول لأَصحابه : أَلاَ
وانْشَحُوا خَيلَكم نَشْحاً ، أَي اسقُوهَا سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِنْ لم
يُرْوهَا . قال الرّاعِي يذكر ماءً ورَدَه :
نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا
عن الأُكْمِ إِلاَّ ما وَقَتْهَا السَّرَائحُ
( والنَّشُوحُ كَصَبور : الماءُ القليلُ ) وأَنشد الجوهريُّ :
حتّى إِذا ما غَيَّبَتْ نَشُوحَا
وهو قولُ أَبي النَّجْم يَصف الحمُر ، ومعناه : أَي أَدْخَلَت أَجْوَافَهَا
شرَاباً غيّبَتْه فيه .
( والنُّشُحُ ، بضمّتَيْن : السّكَارَى ) ، قال شيخُنَا يُنظرُ ما مُفْرَدُه ، أَو
لا مُفرَدَ له .
قلت : الذي يظهر أَنّ مفرَدَه نَشُوحٌ ، لما عُرِف مما تقدّم من معنى قولِ أَبِي
النَّجم .
( وسِقَاءٌ نَشَّاحٌ ) ، ككَتَّانٍ ، أَي رَشَّاحٌ ( مُمْتلىءٌ نَضَّاحٌ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
النَّشْحُ العَرَق ، عن كُراع .
ونَشَحْتُ المالَ جُهْدِي : أَقْلَلْتُ الأَخذَ منه ، وقد وَرد ذالك في حديث أَبي
بكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ .
____________________
(7/173)
نصح : ( نَصَحَه ) ينصَحُهُ ، ( و ) نصَحَ ( لَهُ ، كمنَعَه ) وباللام أَعلَى ،
كما صرَّح به الجوهريّ وغيره ، وهي اللُّغة الفُصْحَى . قال أَبو جعفر الفِهْرِيّ
في شرح ( الفصيح ) : الأَصل في نَصَحَ أَن يَتَعَدَّى هاكذا بحرفِ الجرّ ، ثم
يُتَوَسَّع في حذْف حرْف الجرّ فيصِل الفعلُ بنفْسه . فتقول : نَصحْت زيداً . وقال
الفَرّاءُ في كتاب ( المصادر له ) : العربُ لا تكاد تقول نَصَحْتُك ، إِنّمَا
يقولونَ نعصَحْتُ لك ، وقد يقولون نَصحْتُك يريدون نَصحْت لك . قال النابغة :
نَصَحتُ بعنِي عَوفٍ فلم يَتقَبَّلوا
رَسُولِي ولَم تَنْجَح إِليهم وَسَائِلي
وقال ابنُ دُرُسْتويْه : هو يَتعَدَّى إِلى مفعولٍ واحدٍ ، نحْو قَولك نَصحْت
زيداً ، وإِذا دخلَت الّلامُ صارَ يَتعدَّى إِلى اثنين ، فتقول : نَصحْت لزيدٍ
رَأَيَه . وقد يُحذَف المفعول إِذَا فُهِم المعنَى ، فتقول : نَصحْت لزيدٍ ، وأَنت
تريد نَصحْت لزيدٍ رَأْيَه ، وتحْذف حرْفَ الجرِّ من المفعول الثاني ، فيَتَعدّى
الفِعل بنفسه إِليهما جميعاً ، فتقول . . نصحْتُ زيداً رأْيَه . قال أَبو جعفر :
وما قاله ابنُ دُرُسْتويه من أَنّ نَصحْت يَتعدَّى إِلى اثنين أَحدهما بنفْسه
والثاني بحرْف الجرّ ، نحْو نصَحْت لزيدٍ رأْيَه ، دَعْوَى ، وهو مُطَالَب
بإِثباتها ، ولو كان يَتعدَّى إِلى اثنين لسُمِع في مَوضع ما ، وفي عدم سماعه
دليلٌ على بُطلانه . قال شيخُنا رحمه الله تعالى : وهو كلامٌ ظاهرٌ ، وابن
دُرُسْتويه كثيراً ما يَرتكِب مثْلَ هاذه التمحُّلات : وقد ذَكَر مثْل هاذا في شكر
وقال : تقديره شكَرْت نعْمَته . وأَطالَ في تقريره ( نُصْحاً ) بضمّ فسكون ، (
ونَصَاحَةً ) ، كَسَحَابة ، ونِصَاحَةً ، بالكسر ، أَوردَه صاحبُ ( اللّسان ) ، (
ونَصَاحِيَةً ) ، كَكَرَاهِيَة ، ونُصُوحاً ، بالضّم ، حكاه أَربابُ الأَفعال ،
ونَصْحاً ، بفتح فسكون ، أَورَده صاحب ( اللِّسان ) . ( وهو ناصحٌ ونَصِيحٌ ، من )
قَوم ( نُصَّحٍ ) ، بضمّ
____________________
(7/174)
فتشديدِ ( ونُصَّاح ) ، كُرمّان ، ونُصَحاءَ .
( و ) يقال : نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصُوحاً ، أَي أَخلَصْتُ وصَدَقْت ، و ( الاسمُ
النَّصِيحَة ) .
قال شيخنا : الأَكثر من أَئمّة الاشتقاق على أَنّ النُّصْح تَصفية العَسلِ وخِياطة
الثّوبِ ، ثم استُعمِل في ضدِّ الغِشّ ، وفي الإِخلاصِ والصدق كالتَّوبةِ
النَّصُوحِ . وقيل : النُّصْحُ والنَّصِيحةُ والمُنَاصَحةُ : إِرادةُ الخَيْرِ
للغَيرِ وإِرْسَادُه له ، وهي كلمةٌ جامعٌ لإِرادةِ الخَيْر . وفي النهاية :
النَّصِيحَة كلمةٌ يُعبَّر بها عن جُملةٍ ، هي إِرادة الخيرِ للمَنصوح له ، وليس يُمْكن
أَن يُعبَّر عَن هاذا المعنَى بكلمةٍ واحدة تَجمَع مَعناه غيرها . وقال الخَطّابيّ
: النَّصِيحَةُ كلمةٌ جامعةٌ معنَاهَا حِيازةُ الحَظّ للمَنصوح له . قال : ويقال
هو من وَجِيزِ الأَسماءِ ومختَصَر الكلامِ ، وأَنّه ليس في كلام العرب كلمةٌ مفردة
تُسْتَوفَى بها العِبَارَة عن معنَى هاذه الكَلمة ، كما قالوا في الفَلاَح . وفي
شَرْح الفصيح للَّبْليّ : النّصيحة : الإِرشادُ إِلى ما فيه صَلاحُ المنصوحِ له ،
ولا كيون إِلاّ قَولاً ، فإِن استُعْمِل في غَير القَول كان مجازاً . والنُّصْح :
بَذْلُ الاجتهادِ في المَشُورةِ ، وهو النَّصيحَة أَيضاً ، عن صاحِب الجَامع .
هاذا زبدةُ كلامهم في النّصيحة انتهى .
قلْت : وهاذا الّذي نقله شيخُنَا من أَنَّ النُّصح تَصفيةُ العسَل عند الأَكثرِ ،
قد رَدّه المصنّف في ( البصائر ) وقال : النُّصْح : الخلوص مُطلقاً ، ولا تَقييد
له بالعَسلِ ولا بغَيره . وقال في محلَ آخرَ : النَّصِيحة كلمةٌ جَامعَةٌ ،
مُشتقَّة من مادّة نصح الموضوعة لمعنيَينِ : أَحدهما الخُلوص والنّقَاء ، والثاني
الالْتئامُ والرِّفَاءُ ، إِلى آخِرِ ما قال .
( ونَصَحَ ) الشيْءُ ( : خَلَصَ ) ، وكلُّ شيْءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ .
( و ) من المجاز : نَصَحَ الخيّاطُ ( الثَّوْبَ ) والقَمِيصَ : ( خَاطَهُ ) ،
يَنْصَحه نَصْحاً ، أَو أَنْعَمَ خِياطَتَه ، ( كَتَنَصَّحَهُ . و ) نَصَحَ
الرَّجلُ ( الرِّيِّ ) نَصْحاً ، إِذا ( شَرِبَ حَتّى رَوِيَ ) . وفي بعض
____________________
(7/175)
الأُمّهات ( حتى يَرْوَى ) قال :
هاذَا مقامهي لك حتَّى تَنْصَحِي
رِيًّا وتَجْتَازِي بَلاطَ الأْبطَحِ
ويُروَى ( حتّى تَنْضَحى ) بالضاد المعجمة ، وليس بالعالي .
( و ) من المجاز قال النضْر : نَصَحَ ( الغَيْثُ البَلَدَ ) نَصْحاً ( : سَقَاه
حتّى اتَّصَلَ نَبْتُه فلم يكُنْ فيه فَضَاءٌ ) ولا خَلَلٌ . وقال غيرُه : نَصَحَ
الغَيْثُ البِلادَ ونَصَرَهَا بمعنًى واحدٍ .
( و ) من المجازَ قولُهم : ( رجُلٌ ناصحُ الجَيْبِ : ) نَقِيُّ الصَّدْرِ ناصِحُ
القلب ، ( لا غِشَّ فِيه ) . وفي ( الجامع للقزّاز ) : النُّصْحُ : الاجتهادُ في
المَشُورَةِ ، وقد يستعار فيقال : فلانٌ ناصحُ الجَيْبِ ، أَي ناصِحُ القَلْبِ ،
ليس في قَلْبه غِشٌّ . وقيل : ناصِحُ الجعيبِ مثل قولهم : طاهرُ الثَّوْب ، وكلُّه
على المثَل . قال النابغة :
أَبْلِغِ الحَارِثَ بنَ هِنْدٍ بأَنّي
ناصِحُ الحَيْبِ باذلٌ للثَّوَاب
( و ) من المجاز : سقاني ناصِحَ العَسَلِ ، أَي ماذِيَّه . و ( النَّاصح : العَسَل
الخالِصُ ) . وفي ( الصّحاح ) عن الأَصمعيّ : هو الخَالِصُ من العَسَل وغيرِهَا ،
مثْل الناصِع . ووجدْت في هامشه ما نَصُّه : العربُ تُذكِّر العسَلَ وتُؤَنّثه ،
والتأْنِيث أَكثرُ ، كذا قال الأَزهريّ في كتابه ، انتهى . قال ساعدة بن جُؤَيّة
الهذليّ يَصِف رَجلاً مَزَجَ عَسَلاً صافياً بماءٍ حتّى تَفرَّق فيه :
فأَزالَ مُفرِطَهَا بأَبيضَ نَاصحٍ
من ماءِ أَلْهَاب بهنَّ التَّأْلَبُ
وقال أَبو عمرو : النَّاصِح : النصاصِعُ في بيت ساعدةَ . قال : وقال النَّضرُ
أَرادَ أَنّه فَرْقَ بين خالِصِها ورَديئها بأَبيضَ مُفْرَط ، أَي بماءِ غدِيرٍ
مملوءٍ .
( و ) الناصِح ( الخَيّاطُ ، كالنَّصَّاح والنَّاصِحِيّ ) . وقميصٌ منصوحٌ و (
آخَرُ ) مُنْصَاحٌ .
____________________
(7/176)
( و ) الناصِح : ( فَرَسُ الحَارث بن مَرَاغَةَ أَوْ فَضَالَةَ بنِ هِنْد ،
وفَرَسُ سُوَيدِ بن شَدّادٍ ) .
( و ) من المجاز : صَلِّبْ نِصَاحَكَ . النِّصَاح ( ككِتَابٍ : الخَيْطُ ) ، وبه
سُمِّيَ الرَّجلُ نِصَاحاً . ( والسِّلْكُ ) يُخَاط به ، ( ج نُصُحٌ ) بضمتين ، (
ونِصَاحةٌ ) ، الكسرة في الجميع غير الكسرة في الواحد ، والأَلف فيه غير الأَلف ،
والهاءُ لتأْنيثِ الجميعِ .
( و ) نِصَاحٌ : ( والدُ شَيْبَة القارِىء ) ، وكان أَبو سعد الإِدريسيّ يقوله
بفتح فتشديد ، قاله الحافظ ابن حجر .
( والمِنْصَحَةُ ، بالكسر : المِخْيَطَة كالمِنْصَح ) ، بغير هاءٍ ، وهي الإِبرة ،
فإِذا غلُظَت فهي الشَّعيرة .
( و ) من المجاز : ( المُتَنَصَّحُ : المتَرَقَّعُ ) كلاهما على صيغةِ المفعولِ .
ويقولُون : في ثوبِه مُتَنَّحَ لمَنْ يُصلِحه ، أَي موضِعُ إِصلاحٍ وخِيَاطةٍ ،
كما يُقَال إِنّ فيه مُتَرقَّعاً . قال ابن مُقْبل :
ويُرعَدُ إِرعادَ الهَجِينِ أَضاعَه
غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْرُجُ المُتَنصَّح
( و ) قال أَبو عمرٍ و : المُتَنَصَّحُ ( : المُخَيَّطُ جيَّداً ) ، وأَنشد بيت
ابن مُقْبل .
( و ) من المجاز : ( أَرْضٌ مَنصوحةٌ : مَجُودَةٌ ) ، نُصِحَتْ نَصْحاً ، قاله
أَبو زيدٍ . وحكى ابنُ الأَعرابيّ : أَرضٌ مَنصوحة : ( مُتَّصِلة ) بالغَيْث كما
يُنصَح الثّوبُ . قال ابن سيده : وهاذه عبارةٌ رَدِيئة ، إِنَّمَا المنصوحَة
الأَرضُ المتَّصلةُ ( النَّبَاتِ ) بعضه ببعضٍ ، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين
أَشخاصِ النَّبَاتِ خِيطَت حتّى اتّصلَ بعضُها ببعض .
( و ) من المجاز : نَصَحَتِ الإِبلُ الشّرْبَ تَنصَح نُصُوحاً : صَدَقَتْه . و (
أَنْصَحَ الإِبلَ : أَرْوَاهَا ) ، عن ابن
____________________
(7/177)
الأَعرابيّ ، كما في ( الصحاح ) . ( والنِّصَاحات كجُمالاتٍ
: الجُلودُ ) ، قال الأَعشى :
فتَرَى القَوْمَ نَشَاوَى كُلَّهُمْ
مِثْلَما مُدّتْ نِصَاحاتُ الرُّبَحْ
قال الأَزهريّ : أَراد بالرُّبَح الرُّبَعَ في قول بعضهم . وقال ابن سيده :
الرُّبَح من أَولاد الغَنَم ، وقيل : هو الطائرُ الّذي يُسمَّى بالفارسية زَاغ ( و
) قال المؤرِّج : النِّصَاحاتُ ( : حِبَالاتٌ يُجعَلُ لها حَلَقٌ وتُنْصَبُ
فيُصَادُ بها القُرُودُ ) . وذالك أَنّهم إِذا أَرادوا صَيْدَهَا يَعمِد رَجلٌ
فيعمَل عِدّة حِبَالٍ ثم يأْخذ قِرْداً فيجعله في حَبْلٍ منها ، والقُرُود تَنظُرُ
إِليه من فوقِ الجَبَل ، ثم يَتنحَّى الحابلُ فتنزلُ القُرُودُ فتدخلُ في
الحِبَالِ وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشب في
الحِبال . وبه فسَّر بعضُهم قول الأَعشى ، والرُّبَح القِرْد ، أَصلها الرُّبّاح
وقد تقدّم .
( و ) النِّصَاحَات : ( جِبَالٌ بالسَّرَاة ) .
و ( النَّصْحاءُ ) ، بفتح فسكون ( : ع ) ( و ) مِنْصَحٌ ( كمِنْبَرٍ : د ) ، والذي
في ( المعجم ) أَنّه وادٍ بتهامة وراءَ مكَّة . قال امرؤ القيسِ بن عابسٍ
السَّكُونيّ :
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَرَى الوَرْدَ مَرَّةً
يُطَالِب سِرْباً مُوكَلاً بِغِوَارِ
أَمامَ رَعيلٍ أَو برَوْضَةِ مِنْصَحٍ
أُبادرُ أَنعاماً وإِجْلَ صُوَارِ
( والْمَنْصَحيَّةُ ، بالفتح ) وباءِ النّسبة ( ماءٌ بتِهَامَةَ ) لبني هُذَيْل .
( و ) مَنْصَحٌ ، ( كمَسْكَنٍ : ع )
____________________
(7/178)
أَخرُ والصواب في هاذا أَن يكون بالضاد المعجمة كما سيأْتي
.
( وتَنَصَّحَ ) الرَّجلُ ، إِذا ( تَشَبَّه بالنُّصَحاءِ ، وانْتَصَحَ ) فلانٌ (
قَبِلَهُ ) أَي النُّصْحَ . وفي ( اللسان ) : انتصِحْ كِتَابَ الله ، أَي اقْبَلْ
نُصْحَه . وأَنشدوا :
تقولُ انْتَصِحْني إِنّني لك ناصِحٌ
وما أَنا إِنْ خبَّرْتُهَا بأَمينِ
قال ابن بَرّيّ : هاذا وَهَمٌ ، لأَنّ انْتَصَح بمعنَى قبِلَ النصيحةَ لا يَتعدّى
لأَنّه مطاوعُ نَصحتُه فانتَصَح ، كما تَقُول رَدْدُته فارْتَدّ ، وسدَدْته
فاستَدّ ، ومدَدْته فامتدّ ، فأَمّا انتصَحْتُه بمعنَى اتَّخذْته نِصيحاً فهو
متعدَ إِلى مفعول ، فيكون قوله انتصِحْني إِنّني لك ناصح ، بمعنَى اتَّخِذْني
ناصحاً لك ، ومنه قولهم : لا أُريد منك نُصْحاً ولا انْتِصَاحاً ، أَي لا أُريد
منك أَن تَنْصَحنِي ولا أَن تتّخذني نَصِيحاً ، فهاذا هو الفَرْق بين النُّصح
والانتصاح . والنُّصْح مصدر نَصَحْته ، والانتصاح مصدر انتَصَحْتُه أَي اتخذْتُه
نَصيحاً ، أَو قَبِلْت النَّصِيحَةَ ، فقد صار للانتصاح معنيانِ .
( و ) مِن المجازِ : نَصَحَتْ تَوْبَتُهُ نُصُوحاً ، ( التَّوْبَةُ النَّصُوحُ )
هي ( الصَّادقةُ ) . قال أَبو زيد : نَصَحْته أَي صَدَقْته . وقال الجوهَرِيّ : هو
مأْخُوذ من نَصَحْت الثَّوْبَ ، إِذا خِطْته ، اعتباراً بقوله صلى الله عليه وسلم
( من اغتابَ خَرَقَ ، ومن استغفَرَ الله رَفَأَ ) . ( أَو ) التَّوْبة النَّصوح :
الخَالِصَة وهي ( أَنْ لا يَرجِعَ ) العَبْدُ ( إِلى ما تَابَ عَنْهُ ) . وفي حديث
أَبَيّ : ( سأَلتُ الّنبيّ صلى الله عليه وسلمعن التّوبَة النّصُوح فقال : هي
الخالِصَةُ التي لا يُعَاوِدُ بَعْدَها الذّنْب ) . وفَعولٌ من أَبنية المبالغة ،
يَقع على الذّكر والأُنثَى ، فكأَنّ الإِنسانَ بالغَ في نُصْح نفْسِه بها . وقال
أَبو إِسحاقَ : تَوْبَة نَصُوحٌ : بَالغةٌ في النُّصْح ، ( أَو ) هي ( أَن لا
يَنْوِيَ الرُّجُوعَ ) ولا يُحدِّث نَفْسَه إِذا تَاب
____________________
(7/179)
من ذالك الذَّنب العَوْدَ إِليه أَبداً . قال الفرّاءُ :
قرأَ أَهل المدينة { نَّصُوحاً } ( التحريم : 8 ) بفتح النُّون ، وذُكِرَ عن
عاصِمٍ بضمّ النّون . فالذين قَرَءُوا بالفتح جعلوه من صفة التَّوبَة ، والذين
قرءُوا بالضّمّ أَرادوا المصدر مثل القُعود . وقال المفضّل : بات عَزُوباً
وعُزُوباً ، وعَرُوساً وعُرُوساً .
( وسَمَّوْا ناصِحاً ونَصِيحاً ) ونَصَّاحاً .
( ) ومما يستدرك عليه :
انتصَح : ضِدّ اغتشَّ . ومنه قول الشاعر :
أَلاَ رُبَّ مَن تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ
ومُنتصِحٍ بادٍ عليكَ غوائلُه
تَغْتَشُّه : تعتدُّه غاشًّا لك . وتَنصِحه : تَعتدّه ناصحاً لك .
واستنصَحَه : عَدَّه نَصيحاً .
والتَّنصُّح : كثرةُ النُّصْح . ومنه قول أَكثَمٍ بن صَيفيّ : ( إِيّاكم وكَثرةَ
التَّنصُّح فإِنّه يُورِث التُّهَمَة ) .
ونَاصَحَه مُناصَحَةً .
ومن المجاز غُيوُثٌ نواصِحُ : مُترادِفةٌ ، كما في ( الأَساس ) .
نضح : ( نَضَحَ البَيْتَ يَنْضِحُهُ ) ، بالكسر
نَضْحاً : ( رَشَّه ) ، وقيل رَشَّه رَشًّا خَفيفاً . قال الأَصمعيّ : نَضَحْتُ
عليه الماءَ نَضْحاً ، وأَصابَهُ نَضْحٌ من كذا . وقال ابن الأَعرابيّ : النَّضْح
ما كان على اعتماد ، وهو ما نَضْحتَه بيَدِكَ معْتمِداً . والنَّاقَةُ تَنضَح
ببَوْلها ، والنَّضْخُ ما كانَ على غَير اعتمادٍ ، وقيل : هما لُغتان بمعنًى واحدٍ
وكلّه رَشٌّ . وحكَى الأَزهريّ عن اللّيْث : النَّضْح كَالنَّضْخِ ربَّمَا ،
اتَّفَقَا وربّمَا اختلفا ، وسيأْتي .
( و ) من المجاز : نضَحَ الماءُ ( عَطَشَه ) يَنْضِحُه : بَلَّه و ( سَكَّنَه ) ،
أَو رَشَّه فذَهَبَ به ، أَو كاد أَن يَذهب به ، ( و ) نَضَحَ الرِّيَّ نَضْحاً :
( رَوِيَ أَو شَرِب دُونَ الرِّيِّ ، ضِدٌّ ) . وفي ( التهذيب ) : نضَحَ الماءُ
المالَ يَنضِحُه : ذَهَبَ بعطَشه أَو قَارَبَ ذالك . قال شيخُنا : قضيّة كلام
المصنّف كالجوهريّ أَنّ نَضَحَ ==.............
===============